المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌حرف الألف الممدودة ‌ ‌باب من اسمه آدم ‌ ‌1 - - البدور المضية في تراجم الحنفية - جـ ٢

[محمد حفظ الرحمن الكملائي]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

‌حرف الألف الممدودة

‌باب من اسمه آدم

‌1 - الشيخ العارف الولي الكبير آدم بن إسماعيل بن بهوه بن يوسف بن يعقوب ابن الحسين، الحسيني، الكاظمى، البنوري

.*

أحد كبار المشايخ النقشبندية.

بشّر به والده في رؤيا له صالحة، بشّره بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

وُلِدَ، ونشأ بقرية "بنّور" - بفتح الموحدة وتشديد النون - من أعمال "سرهند"، وأخذ الطريقة عن الحاج خضر الروغاني أحد أصحاب الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي بمدينة "ملتان"، ولازمه شهرين كاملين، ثم قدم "سرهند" بأمره، ولازم الشيخ أحمد المذكور مدّة من الزمان، وأخذ عنه، وقد ذكر في "خلاصة المعارف" أنه حصلت له نفخة من الجذبات الربّانية عن الشيخ محمد طاهر اللاهوري بحقّ ما وصل إليه عن الشيخ إسكندر عن جدّه كمال الدين الكيتهلي.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 3،4.

ترجمته في هدية العارفين 1: 1، وعلماء هندكا شاندار ماضي 1: 277 - 286.

ص: 5

وبالجملة فإنه بلغ رتبة، لم يصل إليها كثير ممن عاصره من المشايخ، وكانتْ طريقته اتباع الشريعة المحمدية، واقتفاء آثار السنّة السنية، لا ينحرف عنها قدر شعرة في الأقوال، ولا في الأفعال.

أخذ عنه خلق كثير، حتى قيل: إن أربعمائة ألف مسلم بايعوه، ثم ألف رجل منهم نالوا عنه حظّا وافرا من العلم والمعرفة.

وقيل: إن زاويته قلّما كانت تخلو عن ألف رجل كلّ يوم، وكلّهم كانوا يأكلون الطعام من مطبخه، ويستفيدون منه.

وفي "التذكرة الآدمية" أنه سار إلى "لاهور" سنة اثنتين وخمسين وألف، وكان معه عشرة آلاف من السادة والمشايخ ومن كلّ طبقة، وكان شاهجهان ابن جهانكير.

سلطان "الهند" بـ "لاهور" في ذلك الزمان، فاستعظمه، وأمر سعد الله خان أن يذهب إليه، فجاء سعد الله خان، وتكدّرت صحبته بالشيخ، فسعى إلى السلطان بالوشاية، فأمر السلطان أن يسافر الشيخ إلى الحرمين الشريفين - زادهما الله شرفا -، فسافر معه أصحابه وعشيرته، فحجّ، وسكن بـ "المدينة" المنوّرة، حتى مات بها. انتهى. وللشيخ آدم رسائل في الحقائق والمعارف، منها:"خلاصة المعارف" في مجلّدين بالفارسية. أوله: الحمد لله ربّ العالمين، حمدا كثيرا بقدر كمالات أسمائه وآلائه، إلخ.

قال صاحب "نزهة الخواطر": وقد ظفرتُ بذلك الكتاب، وهو موجود عندي - ولله الحمد! ومنها:"نكات الأسرار".

وكان الشيخ آدم أمّيًّا، ما قرأ شيئا من الكتب على أهل العلم.

مات بسبع بقين من شوّال سنة ثلاث وخمسين وألف بـ "المدينة" المنوّرة، فدفن بـ "بقيع الغرقد" عند قبة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.

ص: 6

‌2 - الشيخ الفاضل آدم بن سعيد بن أبي بكر، الجبرتي، نزيل "مكة" المشرّفة

.*

شاب قطنها مديمًا للاشتغال على فضلائها، والواردين عليها، في الفقه، وأصوله، العربية، وغيرها، وللتلاوة على طربقة جميلة، وفاقةٍ

(1)

ومن جملة شيوخه: السراج معمّر بن عبد القوي في العربية، وعبد النبي المغربى.

قال السخاوى: وسمع عليَّ وأنا بـ "مكة" الكثير من "الصحيح"، وغيره، وحَضَرَ

(2)

عندى بعض الدروس.

مات في ليلة الأربعاء، خامس ذي الحجّة، سنة سبع وثمانين وثمانمائة، وصلّي عليه من الغد، ودفن بـ "المعلاة"

(3)

رحمه الله تعالى.

‌3 - الشيخ العالم الكبير آدم بن محمد بن خواجه بن شَيخ بن آدم، الشهابي، الصدّيقى، الكوباموي، أحد الفقهاء الحنفية

.* *

* راجع: الطبقات السنية 1: 170.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 7.

(1)

في الضوء اللامع: "أناقة".

(2)

وفي الضوء اللامع: "بل حضر"

(3)

المعلاة: موضع بين مكّة وبدر. معجم البلدان 4: 554.

* * راجع: نزهة الخواطر 4:5.

ص: 7

كان من نسل الشيخ شهاب الدين عمر السهروردي

(1)

صاحب "العوارف"

(2)

.

وُلِدَ بـ"كوبامؤ" قرية جامعة في "أوده" - سنة إحدى عشرة وتسعمائة، وسافر للعلم إلى "جونبور"، فلازم الشيخ معروف بن عبد الواسع الحسينى البخاري الجونبوري، وأخذ عنه العلم والطريقة، وولي الإفتاء ببلدته "كوبامؤ"، فرجع إلى بلدته، وكان يدرّس، ويفيد، أقطعه‌

‌ باب

ر شاه التيموري قرية لمعاشه سنة ثلاثين وتسعمائة، وعمّر تسعين سنة.

لعلّه توفي سنة إحدى وألف.

* * *

‌4 - الشيخ الفاضل آصف القدوائي

.*

ولد سنة 1337 هـ، توفي 1409 هـ.

كاتب إسلامى مبرز، يكتب باللغة الأردية والإنجليزية.

كان حبيس البيت ورهين الفراش قبل ثلاثة وأربعين عاما من وفاته، أي منذ شبابه، حيث أصيب عموده الفقري عام 1366 هـ بمرض عضال، أقعده عن الحركة والتنقّل كلّيا. وعلى الرغم من هذا ظلّ نشيطا عبر حياته، فقضاها في التأليف والترجمة، وعمّرها بالعبادة والتلاوة. فقد ألّف وترجم إلى الإنكليزية ما يبلغ ثلاثين كتابا، وهو لا يستطيع أن يقلّب عطفه من شدّة المرض، وقد كان طبيبا بارعا، يثق به المرضى!.

(1)

هو أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي، المتوفّى سنة 632 هـ.

(2)

في التصوّف، وعليه تعليقة للسيّد علي بن محمد الجرجاني، المتوفى 816 هـ.

وترجمه العارفي بالتركي، وظهير الدين عبد الرحمن بني على الشيرازي بالفارسي.

* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 7، والداعى، الجامعة الإسلامية، الهند - 15 - 18 - 3 - 18.

ص: 8

كان منْ سكّان "بهيارة" بمديرية "باره بنكي" بالولاية الشمالية من "الهند" غير أن أسرته سكنت مدينة "لكنو". وقد حاز شهادة (بي أي) من الكلية المسيحية بـ "لكنو"، وشهادة (ايم أي) من جامعة "لكنو"، ثم حاز شهادة الدكتوراه في علم السياسة.

توفي في 22 شباط (فبراير).

ومما ترجمه إلى الإنكليزية كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" لأبي الحسن الندوي، و"إسلام كيا هي - ما هو الإسلام" لمحمد منظور النعماني، و"معارف الحديث" له أيضا.

* * *

‌5 - العلامة الفاضل الشيخ آفتاب الدين بن الشيخ سليمان بن الشيخ على محمود بن الشيخ فطن بن الشيخ محمد حسين، الفِنُوَائِى الكُمِلَّائِي، رحمهم الله تعالى

.*

ولد بقرية "فِنُوَا" بمركز الشرطة "لَكْسام" بمحافظة كُمِلَّا في سنة 1291 هـ.

أبوه الشيخ سليمان كان رجلا عالما تقيا، يدعو الناس إلى الحقّ صباحا ومساء.

بدأت دراسته الابتدائية في بيته، ثم التحق بالمدرسة الحسَّامية بـ "كُمِلَّا، ودرس عند الفاضل الجليل الشيخ كليم الله رحمه الله تعالى. ثم رحل إلى "الهند"، وحصل علم الحديث والفنون الأخر في مدرسة مظاهر العلوم "سهارنبور" في شمال "الهند"، وبعد إتمام الدراسة حضر مجلس الشيخ الإمام رشيد أحمد الكنكوهى رحمه الله تعالى. فأرشده الشيخ على أن يبايع على يد

* راجع: مشايخ كملا 1: 14 - 17.

ص: 9

الشيخ القارئ إبراهيم الأجانوي، فرجع إلى وطنه، وبايع على يد الشيخ الأجانوي في الطريقة والمعرفة.

وبدأ التدريس في المدرسة المحسنية بـ "كُمِلّا"، وقد أقام مكتبا قرآنيا بداره في "لكسام". وأقام مدرسة بموضع منشيرهات، وفى العام 1327 هـ أسّس الجامعة الإسلامية دار العلوم "برورا"، بمشورة شيخه القارئ إبراهيم رحمه الله تعالى، وهي من أكبر الجامعات الآن بـ "بنغلاديش"

توفي ليلة يوم الخميس بداره سنة 1373 هـ، ودفن بمقبرة قريبة من داره.

‌6 - الشيخ الفاضل الكبير آل حَسَن بن نذير أحمد بن إمام الدين، الحسيني، المودودي، أحد الفقهاء، وأذكيائهم

.*

وُلِدَ، ونشأ بـ "أمْرُوهه"، وقرأ المختصرات على عمّه كريم بخْش.

ثم سافر إلى "دِيْوبَنْد"، وقرأ المختصر، و"شرح العقائد"، و"نور الأنوار"، و"حاشية الميبذي" على مولانا محمود الديوبندي، والشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي.

ثم سافر إلى "عليكره"، وقرأ بعض الكتب في الفنون الأدبيّة على مولانا فيض الحسن السهارنبوري، وقرأ بعض الكتب من المنطق والحكمة على المفتي لطف الله.

ثم دخل "كانبور"، ولازَمَ دروسَ الشيخ عبد الحق ابن غلام رسول الحسيني الكانبوري، وقرأ عليه سائرّ الكتب الدرسيّة من الفقه، والأصول، والحكمة، والكلام.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 10، 11.

ص: 10

وقرأ فاتحةَ الفراغ سنة ثمان وثمانين ومائتين بعد الألف، ثم سافرَ إلى "مراد آباد"، وشرع "صحيح البخاري" على السيّد عالم علي النكينوي المحدّث، وابتلي النكينوي بالأمراض في خلال ذلك، فسافرَ إلى "دِهْلي"، وقرأ الصحاحَ والسننَ على الشيخ السيّد نذير حسين الدهلوي المحدّث، ولما برعَ في العلم سافرَ إلى "حيدرآباد""الدكن"، فأكرمَ وفدَه الشيخ محمد زمان الشاهجهان بوري، وبذل جهدَه في إسعاف مَرامه.

وكان رحمه الله خفيفَ الروح، مزاحا، حلوّ اللفظ والمحاضرة، كثيرَ المحفوظ بشعر وأدب، مفيدَ المجالسة، طلق الوجه، ذا بَشَاشَة للناس، حليما، متواضعا.

له "نخبة التواريخ" بالفارسي، صنّفها في الأنساب والسير.

مات سنة ستّ وثلاثمائة وألف.

* * *

‌7 - الشيخ الفاضل المولى الشاه أبرار الحق بن محمود الحق

*.

ولد 1339 هـ في "هَرْدُوئى""أتّر بَرَاديش".

جاءت أسرته إلى "الهند" في عصر الملك علاء الدين الخلجي سنة 1400 هـ، وكان الخلجى يحبّ العلماء والشيوخ حبّا جمّا، وأقامت تلك الأسرة أولا في "كُجرات" ثم في "دهلى" ومن هذه الأسرة المحدّث الكبير عبد الحق المحدّث الدهلوى، وقرأ فاتحة الكتاب على الشيخ العلامة المولى أصغر حسين الديوبندي، وحفظ القرآن الكريم في المدرسة التي بناها والده الكريم في "هَرْدُوئي".

وارتحل إلى مظاهر العلوم بـ "سهارنفور" سنة 1368 هـ، وقرأ فيها الكتب الابتدائية حتى الصحاح الستة وغيرها من كتب الحديث.

* راجع: مائة مشاهر ص 155 - 158.

ص: 11

وفاز في الاختبار النهائي بتقدير الامتياز.

من شيوخه: ولده الشيخ محمود الحق، والشيخ السيّد أصغر حسين الديوبندي، وشيخ القرّاء عبد الخالق، وقرأ "صحيح البخاري" على شيخ الحديث زكريا، والشيخ عبد اللطيف رحمهما الله تعالى.

درّس في جامع العلوم بـ"كانفور" أربع عشر سنة.

ثم بنى مدرسة، سماها أشرف المدارس.

بايع على يد حكيم الأمّة الشاه أشرف علي التهانوي، وأجازه في الإرشاد والتلقين سنة 1361 هـ، وعمره حينئذ ثلاث وعشرون سنة.

توفي في داره يوم الثلاثاء 17 مايو سنة 2005 م وعمره ثمان وثمانون سنة.

* * *

‌باب من اسمه إبراهيم

‌8 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم، الأسدي

.*

بفتح السين، أسد خُزَيمة.

(1)

والد قاضى القضاة شمس الدين محمد

(2)

من بيت العلم، والفضل.

* راجع: الطبقات السنية 1: 170.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 1، وفي النسخ:"بن خازم"، وانظر ما يأتي في تراجم الأسرة.

(1)

زاد في الجواهر المضية: الأذرعي.

(2)

يأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

ص: 12

وكان إبراهيم هذا فقيهًا، منقطعًا.

تفقّه عليه ولده قاضي القضاة.

(1)

ذكره في "الجواهر"، ولم يؤرّخ له مولدًا، ولا وفاة. والله تعالى أعلم.

* * *

‌9 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إبراهيم، الشهير بابن الخطيب الرومى. وهو أخو المولى المشهور بخطيب زاده أيضًا

.*

أخذ عن أخيه المذكور، وصار مدرّسًا بعدّة مدارس، منها: إحدى المدارس الثمان، ثم صار مدرسًا بـ"مرادية بروسة".

وتوفي وهو مدرّس بها، في سنة عشرين وتسعمائة.

وكان من فضلاء بلاده المشهورين بالتقدّم. رحمه الله تعالى.

* * *

‌10 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، أبو إسحاق، الفقيه، الموصلي، الغزنوي الأصل

.* *

(1)

وُلِدَ قاضي القضاة شمس الدين الذرعي تقريبا سنة أربع وأربعين وستمائة، كما ستأتي في ترجمته، وتفقّه على أبيه إبراهيم المترجم، فتكون وفاة أبيه في النصف الثاني من القرن السابع.

* راجع: الطبقات السنية 1: 171.

وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 503، 504.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 172، 173.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 2.

ص: 13

كان رحمه الله تعالى من كبار أصحاب الإمام برهان الدين أبي الحسن البلخي المشهور

(1)

. تفقّه عليه، وسمع منه الحديث، وكان معه بـ "حلب".

قال ابن عسكر: وما أظنّه روى شيئًا، وكذلك قال ابن العديم.

قالا: واستنابه برهان الدين بمدينة "بصرى"

(2)

، ثم ولي التدريس بـ "المدرسة الصادرية"

(3)

، وولي قضاء "الرها" بعد فتحها من أيدى الفرنج.

وفي "معجم المولفين" من مؤلّفاته: "توجيه المختار في الفقه"، و "سلالة الهداية".

وذكر ابن عساكر أن والده هو الذي تولّى القضاء بها.

قال: وتوفّي يوم الأربعاء، ثاني عشر ذي الحجّة، سنة ستين وخمسمائة، ودفن بجبل "قاسيون"، رحمه الله تعالى.

كذا ذكر هذه الترجمة في "الجواهر المضية"، ثم دكر ترجمة مختصرة فيمن اسمه إبراهيم بن محمد

(4)

، وأرّخ وفاة صاحبها كما هنا، ووعد في هذه الترجمة أن يذكر والد صاحبها أحمد في محلّه، ولم يذكره، فإما أن تكون الترجمتان لواحد، ويكون المؤلّف أو الكاتب أسقط أباه أحمد، وجدّه إبراهيم، أو أن كلّ ترجمة منهما لواحد غير الآخر، وقد اتفقا في الوفاة، والله تعالى أعلم.

* * *

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

بُصْرى في موضعين بالضم والقصر، إحداهما بـ "الشام" من أعمال "دمشق"، وهي قصبة كورة "حوران"، مشهورة عند العرب قديما وحديثا، ذكرها كثير في أشعارهم

و "بصرى" أيضا من قرى "بغداد" قرب "عكبراء". انظر: معجم البلدان 1: 441.

(3)

المدرسة الصادرية: داخل "دمشق" بـ "باب البريد"، على باب "الجامع الأموي" الغربى.

(4)

ورد هذا في الجواهر المضية: 1: 110 في ترجمة إبراهيم بن محمد، أبو إسحاق الموصلى القاضي. ولم يرد الوعد الذي يذكره التقي التميمى فيه.

ص: 14

‌11 - الشيخ الفاضل إبرهيم بن أحمد بن إسماعيل، الجعفري، الدمشقى

.*

قال ابن حجر: برع في الفقه، وناب في الحُكم، ودرّس.

وقال الولي العراقي: كان مشكورًا.

مات في المحرّم، سنة أربع وسبعين وسبعمائة، ودفن بسفح "قاسيون"، رحمه الله تعالى.

* * *

‌12 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أحمد بن بركة، الموصلى

.* *

شارح "المنظومة"

(1)

، و"المختار" سمّاه "توجيه المختار".

وله كتاب "سلالة الهداية".

(2)

كان عالمًا بارعًا.

أخذ عن صاحب "المختار"، وكان موجودًا بعد السبعين، يعني بعد

* راجع: الطبقات السنية 1: 173.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 7.

* * راجع: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1: 1.

وترجمته في الطبقات السنية 1: 174، والجواهر المضية برقم 3، كشف الظنون 1622، 1623، 1867، 2038.

(1)

هي منظومة النسفي أبى حفص عمر بن محمد بن أحمد في الخلاف. انظر: كشف الظنون: 1867.

(2)

هو مختصر الهداية، كما ذكر حاجي خليفة. انظر: كشف الظنون: 2038.

ص: 15

السبعين وسبعمائة، رحمه الله. كذا في "الجواهر"

(1)

.

* * *

‌13 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أحمد

(2)

بن عقبة بن هبة الله ابن عطاء بن ياسين بن زهير، أبو إسحاق

*.

البصراوي، القاضي، الملقّب بالصدر.

تفقّه بـ"بصرى" على الطوري، مدرّس "الأمينية" بها.

ودرّس بـ"المدرسة الركنية"

(3)

بجبل "قاسيون"

(4)

.

وولي قضاء "حلب"، ثم عزل، وأقام معزولًا مدّة طويلة، ثم قدم إلى "الديار المصرية"، وتوصّل إلى أن كتب تقليده بقضاء "حلب"، وعاد به إلى

(1)

زاد في الدرر الكامنة أنه شارح المختار، وسماه توجيه المختار، وأنه كان عالما بارعا، أخذ عن صاحب المختار، وكان موجودا بعد السبعين، يعني بعد السبعين وسبعمائة. انظر: حاشية الجواهر المضية 1: 66، 67.

(2)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* راجع: الطبقات السنية 1: 175.

وترجمته في البداية والنهاية 13: 353، والجواهر المضية برقم 4، والدارس 1: 512، وشذرات الذهب 5: 438، والمنهل الصافي 1: 17، والنجوم الزاهرة 18: 113، والوافي بالوفيات 5:311.

(3)

هي المدرسة الركنية البرنية بالصالحية، وهي من مدارس الحنفية. انظر: الدارس: 1/ 519.

(4)

قاسيون بالفتح وسين مهملة والياء تحتها نقطتان مضمومة وآخره نون، وهو الجبل المشرف على مدينة "دمشق"، وفيه عدّة مغاور، وفيها آثار الأنبياء كهوف، وفي سفحه مقبرة أهل الصلاح، وهو جبل معظم مقدّس، يروى فيه آثار، وللصالحين فيه أخبار. انظر: معجم البلدان 4: 295.

ص: 16

"دمشق"، فأقام بها مدّة، فأدركه الحمام قبل بلوغ المرام، في يوم السبت، حادي عشر رمضان، سنة سبع وتسعين وستمائة، ودفن في غد ذلك اليوم.

وكان مولده بـ"بصرى"

(1)

، سنة تسع وستمائة، رحمه الله تعالى.

و"بصرى"، بضم الباء وسكون الصاد المهملة وفتح الراء بعدها ألف.

* * *

‌14 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أحمد بن أبي الفرج بن أبي عبد الله بن السديد، الدمشقى، العلامة زين الدين أبو إسحاق

.*

كان إماما بالمقصورة الكندية الشرقية بجامع "دمشق"، وكان عالما بعدّة فنون من العلوم، تصدّر للإقراء والتدريس مدّة طويلة، وانتفع به الطلبة، لاسيّما في العربية، فإنه كان فارسها.

قال الحافظ الذهبي رحمه الله: وسمع من المحدّث عمر بن بدر الموصلى "مسند أبي حنيفة" رضى الله عنه رواية ابن البلخي، روى عنه المِزّي

(2)

، وابن العطّار

(3)

.

(1)

بصرى: من أعمال دمشق، وهي قصبة كورة حوران. معجم البلدان 1:654.

* راجع: المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 1: 5.

وترجمته في الطبقات السنية 1: 174، والجواهر المضية برقم 6، وهو فيه:"ابن الشريد"، والنجوم الزاهرة 7:80.

هو الحسين بن محمد بن خسرو، وتأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

هو جمال الدين أبو الحجّاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي الشافعي الحافظ، المتوفّى سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، بـ "دمشق".

(3)

هو علاء الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داود، ابن العطّار، الشافعي، المتوفّى سنة أربع وعشرين وسبعمائة.

ص: 17

توفي في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وستّمائة بـ "المِزّة

(1)

، ومولده في شعبان سنة أربع وستمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌15 - الشيخ الفاضل إبرهيم بن أحمد بن محمد بن حمويه بن بندار ابن مسلمة، الفقيه، البيارى، بكسر الباء الموحّدة

.*

سكن بـ "يار"، من أعمال "قومس"

(2)

، وحدّث بها عن أبي القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد في آخرين. وروى عنه ولده أبو أحمد

(3)

.

قال في "الجواهر": ذكره ابن النجّار، وأسنده عنه حديثًا واحدًا، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، مرفوعًا، مَتنه:"اللّهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا".

* * *

(1)

المزة: قرية كبيرة غناء، في وسط بساتين "دمشق"، بينها وبين "دمشق" نصف فرسخ. انظر: معجم البلدان 4/ 522.

*راجع: الطبقات السنية 1: 175، 176.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 5.

(2)

قُوْمس بالضم ثم السكون كسر الميم وسين مهملة، في الإقليم الرابع، طولها سبع وسبعون درجة وربع، وعرضها ستّ وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة، وهو تعريب "كومس"، وهي كورة كبيرة واسعة، تشتمل على مدن وقرى ومزارع، وهي في ذيل جبال "طبرستان"، وأكبر ما يكون في ولاية ملكها، وقصبتها المشهورة "دامغان"، وهي بين "الرى" و"نيسابور"، ومن مدنها المشهورة "بسطام"، و"بيار". انظر: معجم البلدان 4/ 414.

(3)

وهو محمد بن إبراهيم، كما في الجواهر المضية.

ص: 18

‌16 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أحمد بن محمد بن خضر بن مسلم، الدمشقي

.*

وُلِدَ في رمضان، سنة أربع وأربعين وسبعمائة.

وناب في القضاء بـ"مصر"، ودرّس، وأفتى، وولي إفتاء دار العدل.

وكان جريئًا، مقدامًا، ثم ترك الاشتغال بأخَرَة، وافتقر.

ومات في ربيع الأول، سنة ستّ عشرة وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

كذا ذكره السخاوي نقلًا عن ابن حجر، رحمهما الله تعالى.

* * *

‌17 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد

* *

ثلاث محمّدين - الخجندي، بضم الخاء وفتح الجيم، ثم المدني، برهان الدين، أبو محمد، ابن العلامة جلال الدين أبي الطاهر. أحد الأفاضل الأعيان، الذين سار بذكرهم الركبان.

وُلِدَ سنة تسع وسبعين وسبعمائة.

وسمع ابن صديق، والمراغي.

* راجع: الطبقات السنية 1: 176.

وترجمته في إنباء الغمر 3: 16، والضوء اللامع 1:23.

* *راجع: الطبقات السنية 1: 176، 178.

وترجمته في البدر الطالع 1: 24، والضوء اللامع 1: 42، كشف الظنون 1: 59، ومعجم المصنفين للتونكي 3: 54 - 56، ونظم العقيان 15.

ص: 19

وأجاز له التنوخي، وابن الذهبي

(1)

.

ودرّس، وصنّف شرحًا على "الأربعين النووية"

(2)

.

وله نظم، ونثر، وترسّل.

مات في رجب، سنة إحدى وخمسين وثمانمائة، بـ "المدينة النبوية"، وقد جاوز السبعين.

كذا عدّه جلال الدين السيوطي في "أعيان الأعيان".

وذكره السخاوى في "الضوء اللامع" بأبسط من ذلك، فقال: إنه وُلِدَ بـ "المدينة الشريفة" في التاريخ المذكور، ونشأ بها، فحفظ القرآن العظيم، و"الكنز"، و"الألفية"، و"الكافية"، وتلا بالسبع على يحيى التلمساني الضرير، وغيره، وأخذ النحو عنه أيضًا، وعن والده الجلال، وأخذ الفقه عن

(1)

وهو أبو هريرة بن الذهبي، كما في الضوء اللامع.

(2)

قلت: وهو كتاب مفيد ممتع، ألّفه الإمام محدّث "الشام" محيي الدين يحيى بن شرف النووي الشافعي، المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة. قال فيه: ومن العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخطب، وكلّها مقاصد صالحة، وقد رأيتُ جمع أربعين أهمّ من هذا كلّه، وهي أربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك، وكلّ حديث منها: قاعدة عظيمة من قواعد الدين. وقد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه، وهو نصف الإسلام، أو ثلثه، ونحو ذلك. والتزم فيه أن تكون صحيحة، معظمها من "صحيح البخاري"، و"مسلم" محذوفة الأسانيد، أوله: الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والأرضين

إلخ. وقد اعتنى العلماء بشرحه وحفظه، فكثرت شروحه، منها: شرح الإمام الحافظ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد المعروف بابن رجب البغدادى الحنبلي، سمّاه:"جامع العلوم والحكم في شرح أربعين حديثا من جوامع الكلم" أوله: الحمد لله الذي أكمل لنا الدين

إلخ. انظر: كشف الظنون 1: 1.

ص: 20

أبيه وغيره، وانتفع بأخيه، وسمع جماعة كثيرة، منهم: البلقيني، وغيره. وحجّ غير مرّة.

وبرع في العربية، وتعانى الأدب، وجمع لنفسه "ديوانًا"، وأنشأ عدّة رسائل، بحيث انفرد في بلده بذلك.

وكان يترسّل مع سميّه البرهاني الباعوني، وكان يكتب الخطّ الجيّد، وقد درّس، وحدّث بـ "البخاري"، وغيره.

وقرأ عليه ولده، وسمع منه الطلبة، ولقيه البقاعي، فكتب عنه، وزعم أن جيّد شعره قليل، يتنقّل من بحر إلى بحر، ومن لجّة إلى قَفْر، وهو بالعربية غير واف، وكثير منه سَفْسَاف، وربما انتقل من الحضيض إلى السُّهَا، وكأنه ليس له.

قال السخاوي: إنما هو في مدح الناس، وإذا قال في الغرام أجاد.

وذكر أنه رأى له في بعض الاستدعاءات مكتوبًا قوله:

أجَزْتُ لَهُمْ أبْقَاهُمُ الله كُلَّ ما

رَوَيْتُ عن الأشْيَاخِ في سَالِفِ الدَّهْرِ،

ومَا لِي مِن نَثْرٍ وَنَظْمٍ بِشَرطِهِ

على رأي مَن يَروي الحديث وَمَن يُقْري

وأسْألُ إحْسَانًا مِن القوم دَعْوةً

تُحَقِّقُ لِي الآمالَ والأمْنَ في الحَشْرِ.

ثم قال: وكان فاضلًا، بارعًا، ناظمًا، ناثرًا، بليغًا، كَيِّسا، حَسن المجالسة، مُحبًا للفائدة، لطيف المحاضرة، كثير النوادر والملِح، ذا كرم زائد، وآداب وغرائب.

ومات في ثاني رجب، من التاريخ المذكور، ودفن في يومه بـ"البقيع"، بعد الصلاة عليه بالروضة. رحمه الله تعالى.

وأورد من شعره المقريزي في "عقوده"

(1)

قوله:

كُنْ جَوَابي إذا قَرأتَ كِتابي

لا تَرُدَّنَّ للجوابِ كتابَا

أعفِني مِن نَعَمْ وَسَوْفَ ولي شُغْـ .. ـلٌ وكنْ خيْرَ مَن دُعِي فأجَابَا

* * *

(1)

يعني "درر العقود الفريدة"، وهو في تراجم معاصريه.

ص: 21

‌18 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أحمد بن يوسف بن محمد، برهان الدين، بن القاضي شهاب الدين أبي العبّاس، بن قاضي الجماعة، الجمالي، أبي المحاسن، الدمشقي، ويعرف بابن القطب

. *

سمع الحديث، وناب في قضاء الحنفية، ثم خطب للقضاء استقلالًا ببذل شيء، فأبى ذلك، فحبس، وضُيِّقَ عليه إلى أن أجاب، وولي قضاء "مصر" استقلالًا.

وكان قبل ذلك قد طُلِبَ إلى "القاهرة"، وأخذ عنه بعض الطلبة.

ومات سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

كذا ذكره السخاوي.

وذكره في "الغُرف العلية"، فقال: وُلِدَ سنة سبع وعشرين وثمانمائة، واشتغل، وحصّل، وبرع، وأخذ عن العلامة حميد الدين الحنفى.

ودرّس، وأفتى، وناب في الحكم.

ولما عُين لقضاء الحنفية استقلالًا امتنع من قبوله، مع أهليته الزائدة، فحبس إلى أن قبله، وسار في الناس سِيْرَة حسنة، وصار يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، على حسب ما يقتضيه زمانه.

وذكر أنه قرأ عليه، وأنه مات في التاريخ المذكور. انتهى.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 178، 179.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 29.

ص: 22

‌19 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم ابن هبة الله بن طارق بن * سالم الأسدي، الحلبي، نجم الدين، أبو إسحاق، ابن النحّاس

.

دكره صاحب "دُرة الأسلاك"، فقال: رئيس أشرق نجمه، وأصاب الغرضَ سهمُه، وظهرَ فضلُه وعلمُه، وعلتْ همّتُه، وسما عزمُه.

كان ذا نفس سخيّة، وأخلاق رضيّة، وتواضع وتلطّف، وميل إلى فِعل الخير وتشوّف.

كتب الحكم لبني العديم، ولازم التحلّي بعقد بيتهم النظيم، وأحسن إلى ذوي الطلب، ودرّس بـ"الجردبكية" بـ"حَلَب".

وكانتْ وفاتُه بها، وقد جاوز الستين، وذلك في سنة أربعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌20 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أحمد، البُصْرَاوي

.* *

ذكره في "الغُرَف العلية"

(1)

، ونقل عن البِرْزالي أنه وُلِدَ سنة خمس وأربعين وستمائة، وإنه قرأ القرآن، وسمع الحديث، وقرأ على الشيوخ كثيرًا من الكتب والأجزاء، وكان مشهورًا بحسن القراءة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 179.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 16، 17.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 180.

(1)

تمام اسمه: "الغرف العلية في تراجم متأخّري الحنفية"، ألّفه إسحاق بن حسن الحارثي الصالحي، المعروف بابن طولون، المتوفى سنة 953 هـ، ثلاث وخمسين وتسعمائة. انظر: كشف الظنون 2/ 1203.

ص: 23

وبعد ملازمته للطلب، والاشتغال بالعلم، خدم في الديوان، وحصَلَ له دنيا وافرة.

ثم إنه رأى رؤيا أوجبتْ له التوبة، والإقلاع عما كان عليه، وحجّ، ولازم المسجدَ والتلاوةَ، وبقي على ذلك عشرين سنة، وعرض له صَمَم في آخر عمره.

ومات سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌21 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أحمد الخطّاط، شيخ زاده

. *

له "مبدأ العجائب بما جاء في مصر من المصائب".

كان حيا 1133 هـ.

* * *

‌22 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد بن محمد برهان الدين أبو إسحاق بن أبي الفدا، العنبوسى، نسبةً لقرية من "نابُلُس

"

(1)

* راجع: معجم من المؤلفين 1: 5، وفهرست الخديوية 7: 1: 414، وإيضاح المكنون 2: 424، 410:11.

(1)

نابلس بضم الباء الموحّدة واللام والسين مهملة، وسئل شيخ من أهل المعرفة من أهل "نابلس" لم سمّيتْ بذلك، فقال: إنه كان ههنا واد، فيه حية، قد =

ص: 24

المقدَسي الكُتْبي. * *

وُلِدَ في رجب سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بـ"بيت المقدس"، ونشأ به.

فقرأ القرآن، واشتغل في الفقه والتفسير على القاضي سعد الدين بن الدَّيْري وولده، بل رأيتُ سماعه عليه لبعض "صحيح مسلم"، وكذا قرأ في الحدث على الشمس بن المصري، وابن ناصر الدين، والزين عبد الكريم القلقشندي، وآخرين، وزعم ابن أبي عديبة أن له إجازة من أبي الخير بن العلائى، وتنزّل في بعض الجهات، وباشر قراءة الحديث بـ"المسجد الأقصى"، كتب بخطّه الكثير، وتميّز في معرفة الشروط ونظم الشعر المتوسّط، والغالب عليه فيه المجون مع الخير والسمْت الحسن والتواضع والتقنّع بتجليد الكتب، وقد كتب عنه بعض الفضلاء من نظمه، ولقيتُه بـ"بيت المقدس"، فكتبت عنه قوله:

في وجه حِبّي أيات مبيّنة

فأعجبْ لآيات حسن قد حوتْ سوَرا

فنون حاجبه مع صاد مقلته

ونون عارضه قد حَيَّرَ الشُّعَرَا

وقوله:

أنا المقلّ وحِبّي

أذاب قلبي ولوعُه

= امتنعتْ فيه، وكانتْ عظيمة جدًّا، وكانوا يسمّونها بلغتهم لس، فاحتالوا عليها، حتى قتلوها، وانتزعوا نابها، وجاؤوا بها، فعلقوها على باب هذه المدينة، فقيل: هذا ناب لس، أي ناب الحيّة، ثم كثر استعمالها، حتى كتبوها متصلة "نابلس" هكذا، وغلب هذا الاسم عليها، وهي مدينة مشهورة بأرض، "فلسطين" بين جبلين مستطيلة، لا عرضَ لها، كثيرة المياه، لأنها لصيقة في جبل، أرضها حجر، بينها وبين "بيت المقدس" عشرة فراسخ، ولها كورة واسعه، وعمل جليل، كلّه في الجبل الذي فيه "القدس". انظر: معجم البلدان 5: 248.

* * راجع: الضوء اللامع 1: 31.

وترجمته في الطبقات السنية 1: 180، 181.

ص: 25

أبكي عليه بجُهدي

جُهد المقلّ دموعُه

وغير ذلك مما أودعته "معجمي"، ومن نظمه في مسائل الشهادة بالاستفاضة:

أفهمْ مسائل ستة وأشهدْ بها

من غير رؤياها وغيرُ وقوف

نسَب وموت والوِلاد وناكح

وولاية القاضي وأصل وقوف

وكتب للشمس بن المصري:

يا أيها المولى الذي من أمَّ له

نال منه في الورى ما أمله

جئت أشكو لك بعد الحسبلة

ضيقة اليد ووسع الجسبلة

فقال له: وما هي الجسبلة فقال: كثرة العيال، كما ذكره الثعالبي في "فقه اللغة"، فوصله.

مات في يوم الجمعة عشري المحرّم سنة أربع وستين، رحمه الله.

* * *

‌23 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الطَرَزي، * بالتحريك من أهل "دَامَغَان

"

(1)

.

* راجع: الطبقات السنية 1: 181، 182.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 7، والمنهل الصافي 1:34.

(1)

دامَغَيان: بلد كبير بين "الرى" و "نيسابور"، وهو قصبة "قومس"، قال مسعر بن مهلهل:"الدامَغَان" مدينة كثيرة الفواكه، وفكهتها نهاية، والرياح لا تنقطع بها ليلا ولا نهارا، وبها مقسم للماء كسروي عجيب، يخرج ماؤه من مغارة في الجبل،

وقد نسب إلى "الدامَغَان" جماعة وافرة من أهل العلم، منهم: إبراهيم بن إسحاق الزراد الدامَغَاني، وقاضي القضاة أبو =

ص: 26

ذكره أبو العلاء الفرضي

(1)

، في "معجم شيوخه"، فقال: كان شيخًا فقيهًا، وعالمًا، فاضلًا، زاهدًا عابدًا، مُدرّسًا، مُفتيًا، عارفًا بأصول الفقه وفروعه، مُلازمًا بيته، لا يخرج إلا إلى مسجده أو إلى الجامع.

وكان قد رحل إلى "بخارى"، وتفقّه بها، ثم رجع إلى بلده، ولم يزل يُفتي، ويدرّس، إلى أن توجّهت العسكر الأحمدية

(2)

إلى "خراسان"، فعَبَروا على "دامَغَان"، وكانوا كُرجًا نصارى، فعَذَّبوا أهلَها، وعُذِّبَ الشيخُ في جملة مَنْ عُذِّبَ، وأصابتْه جراحات، فهرب إلى "بسطام"

(3)

.

فتوفي بها، ودفن هناك، في سنة اثنتين وثمانين وستمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌24 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس، أبو إسحاق، الزهري، القاضي، الكوفي

. *

سمع جعفر بن عون المعمري، وإسحاق بن منصور السُّلُولي، ويعلى بن عُبَيْد الطنافسي.

= عبد الله محمد بن علي بن محمد الدامَغَاني حنفي المذهمب، تفقّه على أبي عبد الله الضميري بـ"بغداد". انظر: معجم البلدان 2/ 539.

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

في حاشية المنهل الصافي: "يريد عسكر التتار، والأحمدية: نسبة إلى السلطان أحمد ابن هولاكو.

(3)

بسطام: بلدة كبيرة بـ"قومس"، على جادة الطريق إلى "نيسابور"، بعد "دامغان" بمرحلتين. انظر: معجم البلدان: 1/ 623.

* راجع: الطبقات السنية 1: 182، 183.

وترجمته في تاريخ بغداد 6: 34، 26، والجواهر المضية برقم 8.

ص: 27

روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن خلف وكيع، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدَمي، وشعيب بن محمد الذارع، ويحيى بن صاعد، وعامة الكوفيين.

وولي قضاء "مدينة المنصور" بعد أحمد بن محمد بن سماعة

(1)

.

وكان ثقة، خيّرًا فاضلًا، كيّسًا، ديّنًا، صالحًا.

قال محمد بن خلف وكيع: كتبتُ عنه، وهو على قضاء "مدينة المنصور"، في سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

وعن طلحة بن محمد بن جعفر، قال: صرف أحمد بن محمد بن سماعة، واستُقْضِيَ مكانه إبرهيم بن إسحاق بن أبي العنبس، وذلك في سنة خمس وثلاثين، وكان تقلّد قضاء "الكوفة"

(2)

، وهذا رجل جليل القدر، صالح العلم، حسن الدين، من أصحاب الحديث، حمل الناس عنه حديثًا كثيرًا، وكان سبب صرفه أن الموفّق أراد منه أن يدفع إليه أموال الأيتام على سبيل القرض، فأبى أن يدفعها، وقال: لا والله، ولا حبّة منها. فصرفه عن الحكم في سنة أربع وخمسين ومائتين، وردّ إلى قضاء "الكوفة". انتهى.

وكانتْ وفاته يوم الثلاثاء، لثلاث بقين من ربيع الآخر، سنة سبع وسبعين ومائتين، وقد بلغ ثلاثًا وتسعين سنة، رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

الكوفة بالضم: المصر المشهور بأرض "بابل" من "سواد العراق"، ويسمّيها قوم خد العذراء. قال أبو بكر محمد بن القاسم: سمّيت الكوفة لاستدارتها، أخذا من قول العرب: رأيتُ كوفانا وكوفانا، بضم الكاف وفتحها للرميلة المستديرة. وقيل سمّيت الكوفة "كوفة" لاجتماع الناس بها، من قولهم: تكوّف الرمل.

انظر: معجم البلدان 4: 490.

ص: 28

‌25 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، الآمدي الأصل، الدمشقي، عفيف الدين، ابن فخر الدين

*.

وُلِدَ بـ"دمشق" في ليلة عاشوراء، سنة خمس وتسعين وسبعمائة.

وسمع من ابن مشرّف، والتقى سليمان، وابن الموازيني

(1)

، وغيرهم.

وأجاز له أبو الفضل ابن عسكر، وإسماعيل الفرّاء

(2)

، وغيرهما.

وخرج له المحدّث صدر الدين ابن إمام المشهد "مشيخة"، حدّث بها بـ"دمشق" و "مصر".

قال ابن حجر: سمع منه جماعة من أصحابنا، منهم: المجد إسماعيل

البِرْماوي

(3)

، وقريبه محمد بن عبد الدائم بن فارس، وأبو حامد بن ظهيرة، وأبو محمد سِبْط ابن العَجَمي، وغيرهم.

قال: وهو من شيوخى الإجازة العامة

(4)

.

وقد ولي نظر الأيتام والأوقاف، ثم نظر الجيش بـ"دمشق"، والجامع، وغير ذلك من المناصب الجليلة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 183، 184.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 18.

(1)

زيادة من الدرر الكامنة، انظر: النجوم الزاهرة 11: 89.

(2)

في الدرر: "إسماعيل بن الطبال".

(3)

نسبة إلى برمة، بكسر فسكون: بليدة ذات أسواق، في كورة الغربية، من أرض مصر، في طريق الإسكندرية. معجم البلدان 1:595.

(4)

هذا آخر كلام ابن حجر في الدرر الكامنة.

ص: 29

وكان مشكور السيرة، مُعظمًا عند الناس.

وحصل له في آخر عمره صَمَم.

وحدّث بـ"مصر"، و "دمشق".

مات في ربيع الأول، سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌26 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أسد بن أحمد

(1)

، أبو العبّاس من بيت علم وفضل

. *

روى عنه ابن ابنه نصر بن أحمد بن إبراهيم، الآتي ذكرُه في مححلّه، إن شاء الله تعالى.

* * *

‌27 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى، أبو إسحاق، الدمشقى، المعروف بابن الدَّرَجي

. * *

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* راجع: الطبقات السنية 1: 184.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 9، وهو من رجال القرن الخامس، فإن حفيده نصرا الذي روى عنه وُلِدَ سنة تسع عشرة وأربعمائة على ما يأتي في ترجمته.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 184، 185.

وترجمته في البداية والنهاية 13: 300، والجواهر المضية برقم 10، والدارس 1: 556، 557، والعبر 5: 335، والمنهل الصافي 1: 37 - 39، والنجوم الزاهرة 7: 356، والوافي بالوفيات 5:327.

ص: 30

ذكره الذهبي في "العبر"، وقال: روى عن الكندي، وأبى الفتوح البكري.

وأجاز له أبو جعفر الصيدلاني، وطائفة.

وحدّث بـ "المعجم الكبير"

(1)

للطبراني.

وتوفي في صفر سنة إحدى وثمانين وستمائة. انتهى.

وذكر في "المنهل" أنه وُلِدَ سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

قال: وكان ثقة، فاضلًا خيّرًا، ديّنًا.

روى عنه ابن تيمية، والمزّي، والبِرْزالي، وابن العطّار. وأجاز الذهبي.

وذكره الدُمياطى في "معجم شيوخه".

* * *

‌28 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن إسحاق بن شيث بن نصر، الأنصاري، الوائلي، أبو إسحاق، الفقيه، المعروف بالصفّار

. *

(1)

المعجم الكبير والصغير والأوسط في الحديث للإمام أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني الحافظ، المتوفى سنة 360 هـ، ستين وثلاثمائة. رتّب في "الكبير" الصحابة على الحروف، مشتملا على نحو خمسة وعشرين ألف حديث، ورتّب في "الأوسط"، و"الصغير" شيوخه على الحروف أيضًا، ثم رتّب في "الكبيىر" الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسى ترتيبا حسنا، وتوفي سنة 731 هـ، إحدى وثلاثين وسبعمائة. انظر: كشف الظنون: 2: 1737.

* راجع: الطبقات السنية 1: 185، 186.

وترجمته في الأنساب 353، والتحبير 1: 71، والجواهر المضية برقم 11، والفوائد البهية 7: 9، وكتائب أعلام الأخيار برقم 317، والأزهر (3316).

وفي كتاب الأنساب: عند ذكر الصفّار أنه بفتح الصاد المهملة وتشديد الفاء، في آخره راء مهملة، يقال لمن يبيع الأواني الصفرية.

ص: 31

من بيت العلم والفضل.

تفقّه على والده، وغيره.

وسمع "الآثار" للطحاوي على والده، وكتاب "العالم والمتعلم" لأبي حنيفة على أبي يعقوب السيّاري بقراءة والده، و "السير الكبير" لمحمد بن الحسن على أبي حفص البزّاز

(1)

، وكتاب "الكشف في مناقب أبي حنيفة"، تصنيف عبد الله

(2)

بن محمد بن يعقوب الحارثي، على والده، وكتاب "الرد على أهل الأهواء" تصنيف أبي حفص الكبير.

وكان مولد إبراهيم هذا في حدود سنة ستين وأربعمائة.

نقله أبو سعد في "ذيله"، وقال: كان من أهل "بخارى"، موصوفًا بالزهد، والعلم، وكان لا يخاف في الله لومة لائم.

ثم مات بـ"بخارى" في السادس والعشرين من ربيع الأول، سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.

واشتغل عليه الجمّ الغفير، ومن جلتهم: قاضي خان. رحمه الله تعالى.

له تصانيف، منها:"كناب السنة والجماعة"، و "تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد" في أوقاف "بغداد"

قال الإمام اللكنوى رحمه الله تعالى: يأتى ذكر أبي جدّه إسحاق بن شيث، وجدّه أحمد بن إسحاق، وأبيه إسماعيل، وابنه حمّاد. وذكر

(1)

أبو حفص هذا هو عمر بن منصور البزار. انظر: مسند السرخسي في أول شرحه للسير الكبير.

(2)

اسمه محمد. انظر: الكتائب ترجمة 317، واسم أبيه أحمد بن حفص، وستأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

ص: 32

السمعاني

(1)

في "كتاب الأنساب" عند ذكر الصفّار، أنه بفتح الصاد المهملة وتشديد الفاء، في آخره راء مهملة، يقال لمن يبيع الأواني الصفرية. ثم قال:

(1)

هو تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني المروزي الشافعي، صاحب "كتاب الذيل لتاريخ بغداد"، و "تاريخ مرو"، و "طراز المذهب في أداب الطلب"، و "كتاب الأنساب"، و "تحفة المسافر والمناسك"، و "التحبير في المعجم الكبير"، و "الأمالي"، وغير ذلك. توفي في غرة ربيع الأول سنة 662 هـ، كذا في "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" لمجير الدين الحنبلي، و "كتاب الأنساب" للسمعاني، الذي نقلنا عنه في كتابنا كثيرًا كتاب نفيس جامع لذكر البلاد الواسعة، والديار الشاسعة، والقرى المعروفة، والقبائل المشهورة، مع ضبطها، وتراجم من نسب إليها، وقد طالعته بتمامه، وانتفعت به، ولعمري لم يصنف في الإسلام مثله، ومع ذلك هو قابل لأن يزاد عليه، ويضم ما فاته إليه، وسيأتي ذكر نسبة السمعاني، وتراجم والده، وأعمامه، وجده، عند ترجمة والد جدّه محمد بن عبد الجبار السمعاني. وفي "مرآة الجنان" لليافعي في حوادث سنة 572 هـ، فيها توفي تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم السمعاني، ذكره الشيخ عزّ الدين أبو الحسن علي بن الأثير الجزري في "مختصره"، فقال: كان السمعاني واسطة عقد البيت السمعاني، وعينهم الباصرة، ويدهم الناصرة، إليه انتهت رياستهم، وبه كملت سيادتهم، رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض وغربها، وشمالها وجنوبها، وإلى "ما وراء النهر"، وسائر بلاد "خراسان"، وإلى "قومس" و "أصبهان" و "همدان" و "بلاد الجبال" و "العراق" و "الحجاز" و "الموصل" و "الجزيرة" و "الشام"، وغيرها. ولقي العُلماء، وجالسهم، وأخذ عنهم، واقتدى بأفعالهم، وروى عنهم، وكانت عدة شيوخه تزيد على أربعة آلاف، وكان حافظا، ثقة، مكثرا، واسع العلم، كثير الفضائل، ظريفا، لطيفا. وصنف التصانيف الحسنة، من ذلك:"تذييل تاريخ بغداد"، الذي صنّفه أبو بكر الخطيب نحو خمسة عشر مجلّدا، "وتاريخ مرو" يزيد على عشرين مجلدا، و "الأنساب" نحو ثمان مجلّدات، وهو الذي اختصره عز الدين بن الأثير الجزري، واستدرك عليه في ثلاث مجلّدات، وكانت ولادته يوم الاثنين الحادي والعشرين من شعبان سنة 506 هـ. انتهى.

ص: 33

من جملة المشتهرين به بعد ما ذكر، إسماعيل وابنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفّار، المعروف بالزاهد الصفّار. كان إماما، ورعا، زاهدا، مثل والده في قمع السلاطين، وقهر الملوك. حمله السلطان سنجر بن ملك شاه إلى "مرو"، وأسكنه إياها. وحدّث عن أبيه، وأبي حفص عمر بن منصور بن حبيب الحافظ، وأبي محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن، وطبقتهم. حدّث عنه جماعة، وكانت وفاته بـ"بخارى". انتهى كلامه.

وقال علي

(1)

القارئ في كتابه "الأثمار الجنية في طبقات الحنفية": إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن إسحاق الأنصاري أبو إسحاق الفقيه، عرف

(1)

هو علي بن سلطان محمد الهروي، نزيل "مكة"، المعروف بالقارئ الحنفي، أحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق، ولد بـ"هراة"، ورحل إلى "مكة"، وأخذ عن الأستاذ أبي الحسن البكري، وأحمد بن حجر المكي، وعبد الله السندي، وقطب الدين المكّي، واشتهر ذكره، وطار صيته، وألّف التأليف النافعة، منها: شرحه على "المشكاة"، و "شرح الشفا"، و "شرح الشمائل"، و "شرح النخبة"، و "شرح الشاطبية"، و "شرح الجزرية"، و "الأثمار الجنية في أسماء الحنفية"، و "نزهة الخاطر الفاتز في مناقب الشيخ عبد القادر"، وكانت وفاته بـ "مكة" في شوال سنة 1014 هـ. كذا في "خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر" لمحمد بن فضل الله الدمشقى، وقد طالعت تصانيفه المذكورة كلّها، و "شرح موطأ محمد"، و "مسند الأنام شرح مسند الإمام"، و "تزيين العبارة لتحسين الإشارة"، و "التدهين للتزيين"، كلاهما في مسألة الإشارة بالسبّابة في التشهد، و "الحظ الأوفر في الحج الأكبر"، ورسالة في العمامة، ورسالة في حب الهرة من الإيمان، ورسالة في العصا، ورسالة في أربعين حديثًا في النكاح، وأخرى في أربعين حديثًا في فضائل القرآن، وأخرى في تركيب لا إله إلا الله، وأخرى في قراءة البسملة أول سورة براءة، و "فرائد القلائد في تخريج أحاديث شرح العقائد"، و "المصنوع في معرفة الموضوع"، =

ص: 34

بالصفّار. تفقّه على والده، وسمع "الآثار" للطحاوي على والده، و "كتاب العالم والمتعلم" لأبي حنيفة على أبي يعقوب السيّاري، بتشديد التحتية بقراءة والده، و "السير الكبير" لمحمد علي أبي حفص، و "كتاب الكشف في مناقب أبي حنيفة" تصنيف عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي على والده، وكان من أهل "بخارى"، موصوفا بالزهد والعلم. وكان لا يخاف في الله لومة لائم.

* * *

‌29 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الكريم ابن سلطان، اللُّبْناني، السيّد برهان الدين

. *

كذا ذكره في "الغرف العلية"، تم قال: ذكره شيخنا ابن المبرّد في

= و "كشف الخدر عن أمر الخضر"، و "ضوء المعالي شرح بدء الأمالي"، و "المعدن العدني في فضائل أويس القرني"، ورسالة في حكم سابّ الشيخين، وغيرها من الصحابة، و "شرح الفقه الأكبر"، و "فتح باب العناية في شرح النقاية"، و "الاهتداء في الاقتداء"، كلها نفيسة، في بابها فريدة، وله رسالة في أن حج أبي بكر كان في ذي الحجة، ورسالة في والدى المصطفى صلى الله عليه وسلم، ورسالة في صلاة الجنازة في المسجد، و "بهجة الإنسان في مهجة الحيوان"، و "شرح عين العلم"، وغير ذلك من رسائل، لا تعدّ، ولا تحصى، وكلّها مفيدة، بلغت إلى مرتبة المجددية على رأس الألف.

* راجع: الطبقات السنية 1: 186.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 19.

ص: 35

"اختصار الدرر"، وقال: أخذ عن الفخر ابن البخاري، وأثنى عليه البِرْزالي، ووصفه بالكرم والمروءة.

وكانتْ وفاته سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌30 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسماعيل بن محمد الصدّيق اليعقوبي الحسني الجزائري الأصل

*

كان علامة، بحّاثة.

ولد بـ"دمشق" سنة 1342 هـ، واستفاد من علمائها الأعلام، وحفظ متونا كثيرة، زاد مجموعها على خمسة وعشرين ألف بيت.

مهر في العلوم الشرعية والتصوّف، وأتقن الفقه الحنفي.

شغل إمامة المالكية ثم الحنفية بالجامع الأموي، ودرّس، وخطب مدّة، تزيد على خمسة وثلاثين عاما.

من مؤلّفاته: "العقيدة الإسلامية"، و "الفرائد الحسان في عقائد أهل الإيمان"، وهما مطبوعان. وحقّق كتاب "الأنوار في شمائل النبيّ المختار" للبغوي.

ومن مخطوطاته: "الكوكب الوضاء في عقيدة أهل السنّة الغرّاء"، و "معيار الأفكار وميزان العقول والأنظار" في المنطق، و "التذكرة"، وهي ثبت في أسانيده وشيوخه، وله "ديوان شعر"، بالإضافة إلى أبحاث نشرتْ في بعض الدوريات،

* راجع: إتمام الأعلام للزركلي 19، 20.

تاريخ علماء دمشق 3: 472 - 484 يحدثونك عن آبائهم 265 - 291، ومذكرات المؤلفين.

ص: 36

وحقّق كتبا كثيرة. ولمحمد عبد اللطيف فرفور رسالة "صفحات مشرقات وظلال وارفات" من حياة العلامة الشيخ إبراهيم اليعقوبي.

وتوفي سنة 1406 هـ.

* * *

‌31 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسماعيل، المعروف والده بإسماعيل متكلّم

*.

صاحب كتاب "الكافي"

(1)

.

قال في "الجواهر": وهو إمام ابن إمام. رحمهما الله تعالى.

* * *

‌32 - الشيخ الفاضل القارئ محمد إبراهيم بن الشيخ أشرف علي الجاتجامي، رحمهما الله تعالى

* *.

ولد في قرية "عالي بور من مضافات جاتجام.

* راجع: الطبقات السنية 1: 186.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 12، وفي ترجمة أبيه أن إبراهيم هذا يقال له:"برهان الدين".

(1)

الكافي لأبي طاهر إسماعيل بن سودكين الملكي المتكلّم الحنفى، المتوفى سنة 646، ستّ وأربعين وستمائة. انظر: كشف الظنون 2/ 1379.

* * راجع: تاريخ دار العلوم هاتهزاري ص 233.

ص: 37

التحق بمكتب القرية، ودرس فيها كتب المرحلة الابتدائية، ثم التحق بجامعة هاتهزاري، وقرأ فيها مدّة. ثم رحل إليّ جامعة دار العلوم "ديوبند"، هنا أتمّ الدراسة العليا، وكان ذكيا وفطنا في الدراسة، ولين الجانب في المجالسة، ومتقدّما في التذكية. بعد إتمام الدراسة عيّن مدرّسا بجامعة هاتهزارى، ثم عيّن إماما لمسجد الجامعة. خدم هذه الخدمة الجليلة منذ ستّ وأربعين سنة.

ومن شيوخه: المحدّث الكبير سعيد أحمد السَّنْدِيْبِي رحمه الله تعالى.

ومن تلامذته: المفتى الكبير أحمد الحق، وغيره من العُلماء الكبار، رحمهم الله تعالى.

توفي في الصلاة ساجدا يوم الخميس في أربعة عشر خلون من أكتوبر عام 1381 هـ.

* * *

‌33 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أيوب بن أحمد

. *

كتب عنه سعيد بن عبد الله الذُّهلي الحنفي شعره.

ومنه قوله:

وحَبيبُ قلبي بالصُّدُودِ مُواصِلي

مَاذا أقولُ وذَنْبُهُ مَغْفورُ.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 187.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 36.

ص: 38

‌34 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أبي بكر بن محمود بن إبراهيم بن محمود الحَمَوي، شقيق عبد الرحمن *، الآتي ذكرُه، وذكرُ أبيهما في محلّه، إن شاء الله تعالى

.

ولي قضاء الحنفية بعد أبيه، في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.

وكان له فضيلة، وهو أصغر من أخيه سنًّا وفضلًا. رحمه الله تعالى.

* * *

‌35 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أبي بكر، الأزدني

. * *

كان فقيها.

له "عدة الحكّام شرح غرر الأحكام"

(1)

لمنلا خسرو في أربع مجلّدات، فرغ منها في شعبان سنة 1057 هـ سبع وخمسين وألف. رأيتُه بخطّه.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 187.

وترجمته في الضوء اللامع 2: 36.

* * راجع: هدية العارفين 1: 17.

وترجمته في معجم المؤلفين 1:16، وإيضاح المكنون 2:14.

(1)

غرر الأحكام في فروع الحنفية، متن متين لمنلا خسرو، المتوفى سنة 885، وشرحه، وسمّاه "درر الحكّام"، ومن الحواشي المشهورة عليه حاشية المولى محمد بن مصطفى الواني، الشهير بوانقولي، سمّاه "نقد الدرر". أوله: الحمد لوليه

إلخ. فرغ منه في محرّم سنة 995 هـ، خمس وتسعين وتسعمائة، وتوفي سنة 1000 هـ، ألف. انظر: كشف الظنون 2: 1199.

ص: 39

‌36 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن تيمور خان بن حمزة بن محمد، البسنووي، الرومي. شيخ طائفة البيرامية في "مصر

" *.

أقام بالحرمين، ثم قطن "مصر".

له "محرقة القلوب في الشوق لعلام الغيوب"، وعدّة رسائل في التصوّف.

* * *

‌37 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن الجرّاح بن صبيح التميمي، مولى بى تميم

. * *

أصله من "مرو الروذ"

(1)

، وسكن "الكوفة"، ثم "مصر"، فولاه عُبيد الله بن السريّ القضاء بها، بعد امتناع إبراهيم بن إسحاق، وذلك في مُستهلّ

* راجع: معجم المؤلفين 1: 17، وترجمته في هدية العارفين 1: 29، كشف الظنون 1613، ومعجم المصنفين 3: 93، 94.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 189 - 191.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 13، ورفع الإصر 1: 24، وطبقات الفقهاء للشيرازي 139، وفتوح مصر وأخبارها 246، والولاة والقضاة 427 - 430.

(1)

مرو الروذ: المرو الحجارة البيض، تقتدح بها النار، ولا يكون أسود ولا أحمر، ولا تقتدح بالحجر الأحمر، ولا يسمّى مروا، والروذ بالذال المعجمة هو بالفارسية النهر، فكأنه مرو النهر، وهي مدينة قريبة من "مرو الشاهجان"، بينهما خمسة أيام، وهي على نهر عظيم، فلهذا سمّيت بذلك، وهي صغيرة بالنسبة إلى مرو الأخرى، خرج منها خلق من أهل الفضل، ينسبون مروروذي، ومروذي، "مرو الشاهجان" هذه مرو العظمى أشهر مدن "خراسان" وقصبتها، نصّ عليه الحكم أبو عبد الله. انظر: معجم البلدان 5: 112.

ص: 40

جمادى الأولى، سنة خمس ومائتين، فاستكتب عمرو بن خالد الحرَّاني، وجعل على مسائله معاوية بن عبد الله الأُسواني.

تفقّه على أبي يوسف، وسمع منه الحديث، وكتب عنه "الأمالي".

وروى عن عليّ بن الجعد، وأحمد بن عبد المؤمن، وأحمد بن عبد الله البكري.

وذكره ابن حِبان في "الثقات"، وقال: كان من أصحاب الرأي، سكن "مصر" بـ"خُطّى".

وقال كاتبه عمرو بن خالد: ما صحبتُ أحدًا من القضاة مثل إبراهيم بن الجراح، كنت إذا عملت له المحضر، وقرأته عليه، أقام عنده ما شاء الله أن يقيم، حتى ينظر فيه، ويرى رأيه، فإذا أراد أن يمضي ما فيه دفعه إليّ لأُنشئ له منه سجلًا، فأجد بحافته:"قال أبو حنيفة كذا. قال ابن أبي ليلى كذا. قال مالك كذا. قال أبو يوسف كذا"، وعلى بعضها علامة له كالخطّ، فاعلم أن اختياره وقع على ذلك القول، فأنشئ عليه.

ولم يزل إبراهيم على القضاء، حتى توجّه عبد الله بن طاهر بن الحُسين، من قبل المأمون إلى "مصر"، ليحارب عبيد الله بن السري، فصرفه عن القضاء، سنة إحدى عشرة ومائتين.

وعن أبي جعفر الطحاوي، أنه قال: كان إبراهيم بن الجرّاح راكبًا في موكِب، فيه جمعٌ كثير من الناس، فبلغهم أنه عُزِلَ، فتفرّقوا أولًا فأولا، إلى أن لم يبق معه أحد، فقال لغلامه: ما بال الناس! ".

قال: بلغهم أنك عُزلت.

فقال: سبحان الله، ما كنا إلا في موكب ريح.

ولما صرف عن القضاء، قال: سمعتُ أبا يوسف يقول: سمعتُ أبا حنيفة في جنازة رجل يُنْشِدُ هذه الأبيات عند القبر:

ص: 41

لما رأيتُ المشِيبَ قد نَزَلَا

وبَانَ عَنِّي الشبَابُ وارتَحلا

أيْقَنْتُ بالموتِ فانْكَسَرْتُ لهُ

وكلُّ حَيٍّ يُوافِقُ الأجَلا

كم من أخٍ لي قد كان يُؤنِسُني

فصارَ تحت التُّرابِ مُنْجَدِلَا

لا يسمعُ الصَّوتَ إن هتفْتُ بهِ

ولا يَردُّ الجوابَ إن سُئِلا

لَوْ خَلَّدَ الله فاعْلموا أحدًا

لخَلَّد الأنبياء والرُّسُلا.

ودكره ابن الجوزي في "المنتظم"، وقال: أصله من"مرو الروذ"، وعزل سنة عشر ومائتين، وعاش بعد ذلك إلى أن مات بـ"الرملة"، سنة سبع عشرة، يعني ومائتين.

وقال ابن يونس: مات في المحرّم، بـ"مصر".

وعن عبد الرحمن بن عبد الحكم، أنه قال: لم يكن إبراهيم بن الجراح بالمذموم في أول ولايته، حتى قدم عليه ابنه من "العراق"، فتغيّر حاله، وفسدت أحكامه.

وإبراهيم هذا هو آخر مَنْ روى عن أبي يوسف، قال: أتيتُه أعوده، فوجدتُه مغمى عليه، فلما أفاق قال لي: يا إبراهيم، أيما أفضل في رمي الجمار، أن يرميها الرجل راجلًا أو راكبًا؛ فقلت: راكبًا.

فقال: أخطأت.

ثم قال: أما ما كان يوقف عنده للدعاء، فالأفضل أن يرميه راجلًا، وأما ما كان لا يوقف عنده فالأفضل أن يرميه راكبًا.

ثم قمت من عنده، فما بلغت باب داره، حتى سمعتُ الصراخ عليه، وإذا هو قد مات، رحمه الله تعالى.

* * *

ص: 42

‌38 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن حاجي صارم الدين ابن شيخ تربة برقوق، وقاضي العسكر، زين الدين

. *

سمع على الجمال الحنبلي "ثمانيات النجيب"، "وسُباعياته".

ولقيه البقاعي، وغيره.

كذا ذكره السخاوي في "ضوئه"، ثم قال: ولم أعلم متى مات، رحمه الله تعالى.

* * *

‌39 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن حسام الدين، الكرمياني، الرومي، المعروف بسيّد شريفي

* *.

توفي سنة 1016 هـ، ستّ عشرة وألف.

صنّف تكملة لشرح ابن الكمال على "مفتاح العلوم"، و "الفوائد الجليلة في شرح الشافية" لابن الحاجب، و "موزون الميزان تائية في نظم إيساغوجي" في المنطق.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 191.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 37.

* * راجع: هدية العارفين 1: 15، ومخطوطات الظاهرية، اللغة 234، 561، كشف الظنون 1022، 1287، ومعجم المؤلفين 1:19.

ص: 43

‌40 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن حسن الأحسائي

*.

عالم مشارك، نحوي، متأدّب، عارف بفقه الحنفية، من أهل الأحساء.

توفي بمدينة "الأحساء" في 7 شوّال.

له مؤلّفات كثيرة في فنون عديدة، منها: شرح نظم "الآجرومية" للمريطي، و "دفع الأسى في أذكار الصبح والمسا"، وله أشعار كثيرة.

توفي سنة 1048 ثمان وأربعين وألف.

* * *

‌41 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن حسن الأشقودره وي، المدرّس

* *.

كان حيا 1239 هـ.

له "التحفة" في علم الكلام، فرغ منها 1239 هـ.

* * *

* راجع: هدية العارفين 1: 31.

وترجمته في معجم المؤلفين 1: 20، و خلاصة الأثر 2: 18، 19، وإيضاح المكنون 1: 473، ومعجم المصنّفين 3: 103، 104، وحدائق الحنفية ص 429.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 21.

وترجمته في إيضاح المكنون 1: 263.

ص: 44

‌42 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن الحسن الفقيه، أبو الحسن العَزْرِي

*.

بفتح العين، وسكون الزاي، كسر الراء؛ نسبة إلى "باب عزرة"، محلّة كبيرة بـ"نيسابور".

سمع من أبي سعيد عبد الرحمن بن الحسن، وإبراهيم بن محمد، النيسابوريين.

وسمع منه الحكم، وذكره في "تاريخ نيسابور"، وقال: كان من فقهاء أصحاب أبي حنيفة، رضى الله تعالى عنه.

وذكره أبو سعد في "أنسابه" أيضًا.

قال الحكم: توفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌43 - الشيخ الفاضل السيّد إبراهيم ابن السيّد حسن ميرغني، الحسيني

* *.

له "بحر العقائد"، منظومة في أصول الدين، أوله: باسم الإله أبدأ في الكتاب، إلخ.

* راجع: الطبقات السنية 1: 191، 192.

وترجمته في الأنساب 389، والجواهر المضية برقم 14، واللباب 2: 135، ومعجم البلدان 3: 668، وهو فيه:"إبراهيم بن الحُسين"، وكناه أبا إسحاق.

* * راجع: إيضاح المكنون 1: 165.

ص: 45

ثم شرحه المصنّف، وسمّاه "كنز الفوائد". أوله: الحمد لله المنفرد بحقيقة التوحيد، إلخ.

توفي بـ "مكة" سنة ....

* * *

‌44 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن بيري

(1)

، المفتي بـ"مكّة المكرّمة

" *.

وُلِدَ بـ"المدينة" 1020 هـ، وقال في "خلاصة الأثر": كانتْ ولادته في "المدينة" في نيّف وعشرين وألف. وتوفي فيها سنة 1099 هـ تسع وتسعين وألف، ودفن بـ"المعلاة"، كذا على ظهر النسخة المخطوطة لشرح العلامة البيري على "الأشباه والنظائر".

له حواش، وشروح في الفقه، والحديث، ورسائل في التلفيق، والعمرة، وجمرة العقبة.

ومن مصنّفاته: "الإتحاف بالأحاديث الواردة في فضل الطواف"، و "إزالة الضنك في المراد من يوم الشك"، و "الاستدلال في حكم الاستبدال"، و "إظهار الكنز المخفي في عدم ضمان الصيرفي"، و "إعلاء الرتب في حكم

(1)

نسبة إلى البيرة، وهي موطنه.

* راجع: هدية العارفين 1: 18.

وترجمته في معجم المؤلفين 1: 22، وخلاصة الأثر 2: 19، 20، وفهرس الأزهرية 2، 208، وفهرست الخديوية 3: 81، والكشّاف 69، وهدية العارفين 1: 34، وإيضاح المكنون 2: 36، 121، 606، 676، ومعجم المصنّفين 3: 109، وحدائق الحنفية ص 444.

ص: 46

الإيثار بالقرب"، و "إفراغ الجهد في دعوى اليد"، و "إنالة الرب في حكم استعمال أواني الفضة والذهب"، و "بلوغ الأرب في بيان أرض الحجاز وجزيرة العرب"، و "تبليغ الأمل في عدم جواز التقليد بعد العمل"، و "رفع الضلال في بيان حكم التعزير بأخذ المال"، و "السؤال والمراد في جواز استعمال المسك والعنبر والزباد"، و "السيف المسلول في جواز دفع الزكاة لآل الرسول" و "شرح تصحيح القدوري" لابن قطلوبغا، و "شرح المنسك الصغير لرحمة الله"، و "شرح منظومة ابن الشحنة"، و "شرح الموطأ" للشيباني، و "عمدة ذوي البصائر بحلّ مهمّات الأشباه والنظائر" لابن نُجيم في الفروع، و "الفوائد المهمّة الفريدة في إيضاح الألفاظ الغربية"، و "القول الأزهر فيما يفتى به بقول الإمام زفر"، و "القول البات في إيصال الثواب للأموات"، و "القول التام في عدم انفساخ الدار المستأجرة بالانهدام"، و "القول السار في حكم فناء الدار"، و "القول الصَّواب في حكم الباب بمنقول الأصحاب"، و "القول الفاصل الماضي في بيان حكم عزل السلطان للقاضي"، و "اللمعة في حكم صلاة الأربع بعد الجمعة"، و "النقول المنيفة في حكم شرف ولد الشريفة"، و "الواضح من النقول في حكم الفراغ والنزول"، و "الوثيق من العروة في بيان أقسام الرشوة".

* * *

‌45 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن الحُسين بن هارون، أبو إسحاق، السمرقندي، الدقّاق

.*

* راجع: الطبقات السنية 1: 192.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 15.

ص: 47

قال في "الجواهر": ذكره أبو سعد الإدريسي، في "تاريخ سمرقند"، فقال: كان من عباد الله الصالحين، من أصحاب أبي حنيفة، فاضلًا في نفسه، أنفق على أهل مذهبه جملة، وأوقف عليهم ضياعات فاخرة.

قال: إلا أنه لم يكن يعلم رسوم الحديث والرواية، رأيته يُحدّث بكتاب أبي عيسى الترمذي، عن أبي علي الحافظ

(1)

من أصل لم يكن فيه سماع.

مات سنة تسعين وثلاثمائة، أو بعد التسعين بقليل، رحمه الله تعالى.

* * *

‌46 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن حسين الديار بكري، المدرّس

*.

له "الرسالة الولدية".

توفي في حدود سنة 1255 خمس وخمسين ومائتين وألف.

* * *

‌47 - الشيخ الفاضل، الفقيه الضليع، البارع، المفتي إبراهيم بن المنشئ حميد على الجاتجامي

* *.

(1)

وهو أبو علي محمد بن عمرو اللؤلؤي، المتوفّى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وقد شهر بصحبته لأبي داود ورواية سننه، والمذكور هنا كتاب الترمذي. انظر: تذكرة الحُفَّاظ 3: 845، والعبر 2:234.

* راجع: هدية العارفين 1: 44.

وترجمته في معجم المؤلفين 1: 23.

* * الفتاوى والمسائل 1: 158، وتاريخ الحديث ص 250، ومائة رجال ص 269 - 271.

ص: 48

ولد سنة 1337 هـ في قرية "بيمرول" من مضافات "أنواره" من أطراف "جاتجام".

قرأ الكتب الدراسية من الابتداء إلى الانتهاء في جامعة جيري، ثم رحل إلى دار العلوم "ديوبند"، وقرأ كتب الأحاديث على شيوخها مرّة ثانية، ومن شيوخه: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والشيخ العلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة شمس الحق الأفغاني، رحمهم الله تعالى.

واشتغل بالتعليم والتدريس أول الأمر في المدرسة العالية بـ"ساتكانيا، ثم صار صدر المدرّسين في مدرسة جُنْتي، ثم التحق سنة 1376 هـ بجامعة فتية سنة محدّثا ومفتيا، وكتب 3700 فتوى.

من آثاره الخالدة: "التقرير المنظّم لحلّ مشكلات المسلم"، و "شرح هداية الفقه" للمرغيناني، و "التوضيح الضروري في شرح مختصر القدوري"، و "منية الراجي في حلّ السراجي"، و "التقريب لحلّ التهذيب" في المنطق، و "الحل الجلي فيما في ديوان سيدنا علي"، و "إزالة الحزن لحل نفحة اليمن"، و "خلاصة الحواشي شرح أصول الشاشي"، و "البيانات شرح المقامات"، و "السبيل الأيسر"، وغيرها.

توفي بعد صلاة المغرب يوم الجمعة 12 ربيع الثاني سنة 1400 هـ.

* * *

‌48 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن خليل بن إبراهيم، الغزّي المولد والمنشأ

،

ص: 49

الشهير بالصالحاني. الفقيه، الفرضي، الفلكي. *

وُلِدَ بـ"غزّة هاشم

(1)

" 1133 هـ، ورحل إلى "القاهرة"، وقدم "دمشق"، وتوطّنها، وتوفّي بها 17 شعبان سنة 1197 هـ.

من تآليفه: رسالة في الربع المقنطر، وأخرى في العروض، و "شرح فرائض ابن الشحنة".

* * *

‌49 - الشيخ الفاضل إبراهيم خليل بن أحمد بن إسحاق الرومى. من قضاة الجيش

* *.

له "سرور القلب العرفانية بترجمة القصيدة النعمانية".

توفي سنة 1270 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 1: 30.

وترجمته في سلك الدرر 1: 6، ومعجم المصنفين 3: 132، 133، وعقود اللآلي في الأسانيد العوالي 39 - 40.

(1)

بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه

مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، بينها وبين عسقلان فرسخان، أو أقلّ، وهي من نواحي فلسطين غربي عسقلان

فيها مات هاشم بن عبد مناف، جدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبها قبره، ولذلك يقال لها: غَزّة هاشم. معجم البلدان 6: 388.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 30.

وترجمته في إيضاح المكنون 2: 14.

ص: 50

‌50 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن خليل باشا ابن إبراهيم بن خليل الرومى

*.

كان أبوه وزيرًا للسلطان مراد خان.

وكان جدّه الأعلى خليل أول مَنْ ولي قضاء العسكر في الدولة العثمانية، كما سيأتي في محلّه من حرف الخاء.

وولي إبراهيم هذا قضاء مدينة "أدرنة"، فلمّا فتح السلطان محمد "قسطنطينية" غضب على أبيه خليل، وصادره، واستصفى أمواله، وحبسه إلى أن مات، وعزل ابنه إبراهيم عن قضاء "أدرنة"، وأقصاه عن حضرته الجميلة، ومناصبه الجليلة، فتوجّه إلى حضرة الشبخ حاجى خليفة، وأقام عنده مدّة، وسلك طريقته.

ثم قدم "قسطنطينية" في خبر طويل

(1)

، وفوّض إليه السلطنة محمد قضاء "أماسية"، وكان بها إذ ذاك ولده السلطان با يزيد، فلمّا توفي السلطان محمد، وولى السلطان ولده المذكور، فوّض لإبراهيم قضاء العسكر بولاية "روملى"، عوضًا عن المولى القسطلاني، ثم فوّض إليه الوزارة العُظمى، وارتفع جاهه، وبعد صيته.

وكانتْ سيرته في القضاء والوزارة سيرة محمودة، وطريقته مشكورة. وكان كريم النفس، جواد الكفّ، يأكل من مطبخه كلّ يوم نحو ستمائة نفر، ولم يُخلف من المال سوى ثمانية آلاف درهم عثماني، تغمّده الله تعالى برحمته.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 192، 193.

وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 310 - 314.

(1)

تجد تفصيله في الشقائق النعمانية.

ص: 51

‌51 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن خير خان بن مودود بن خير خان

*.

ذكره في "الجواهر"، وقال: سمع من أبي طاهر بركات الخشوعى

(1)

، وحدّث.

مات بـ"دمشق"، سنة خمس وأربعين وستمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌52 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن داد بن دنكة، أبو إسحاق، التركي

* *.

والد العبّاس أحمد، الآتي ذكره

(2)

.

تفقّه عليه ولده أبو العبّاس المذكور، وكان فقيهًا، فاضلًا.

وداد، بدالين مهملتين، بينهما ألف.

قال في "الجواهر": وهو اسم مشترك بين لسان الفارسية والتركية،

* راجع: الطبقات السنية 1: 193.

وترجمته في الجواهر المضية، برقم 16.

(1)

وهو أبو طاهر بركات في طاهر الخشوعي، المتوفى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة. انظر: وفيات الأعيان 1/ 269.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 194.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 17.

(2)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

ص: 52

ومعناه العدل. نقلًا عن شيخنا شجاع الدين هبة الله التركستاني

(1)

.

* * *

‌53 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن داود بن حازم، والد إبراهيم

المتقدّم

(2)

، ذكره في أول حرف الهمزة.

وهو الإمام الملقّب نجم الدين، رحمه الله تعالى.

* * *

‌54 - الشيخ العالم الكبير المحدّث إبراهيم بن داود، أبو المكارم القادري المانكبوري ثم الأكبرآبادي * *، أحد العُلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية

.

ولد، ونشأ بـ"مانكبور"، وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم سافر إلى "بغداد"، واشتغل بالحديث والتفسير بها سنتين ونصف سنة، ثم ذهب إلى الحرمين الشريفين، فحج، وزار، ثم ذهب إلى "مصر" و "القاهرة"، وأخذ الحديث بها عن الشيخ شمس الدين العلقمي، وأجازه الشيخ محمد بن أبي الحسن البكري الشافعي، ثم رجع إلى "مكّة المباركة"، وصحب الشيخ عبد الرحمن بن فهد

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* راجع: الطبقات السنية 1: 194.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 18.

(2)

تقدم ذكره فيما قبل.

* * راجع: نزهة الخواطر 5: 7، 6.

ص: 53

المغربي، والشيخ مسعود المغربي، والشيخ على ابن حُسَامِ الدين المتّقى، كلّهم أجازوا له، ثم سافر إلى "مصر" مرّة ثانية، فدرّس، وأفاد بها أربعا وعشرين سنة، وفي الموسم يذهب إلى "مكّة المشرّفة"، ويتشرّف بالحجّ، ثم ألقى الله سبحانه في روعه حبّ الوطن، فرجع إلى "الهند"، وسكن بـ"أكبرآباد"، فعكف على الدرس والإفادة والتذكير.

وأخذ عنه ناس كثيرون، وانتفعوا به، كما في "كلزار أبرار".

قال البدايوني في "منتخب التواريخ"

(1)

: إنه كان ورعا، تقيا، عابدا، ناسكا، مفيدا، مدرّسا.

صرف عمره في تدريس العلوم الدينية، لا سيّما الحديث، وكان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويعتزل عن أرباب الغناء، قال: إن أكبر شاه بن همايون التيموري سلطان "الهند" دعاه مرّة إلى "عبادت خانه" فلم يتصدّ بآداب التحيّة المرسومة في حضرة الملك، وألقى عليه خطبة، فرغبه، ورهبه. انتهى.

توفي في التاسع عشر من ذي الحجّة سنة إحدى وألف بـ"أكبرآباد"، فدفن بها، وله ستّ وثمانون سنة، كما في "كلزار أبرار".

* * *

‌55 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن رستم أبو بكر، المروزي

،

(1)

البدايوني، وهو الشيخ عبد القادر الهندي البداوني الفقيه الحنفي، كان إماما لأكبر شاه، توفي سنة 1004 هـ أربع وألف، صنّف "تاريخ كشمير"، فارسي، "منتخب التواريخ"، كذا في هدية العارفين 1:317.

ص: 54

أحد الأئمة الأعلام *.

سمع منصور بن عبد الحميد، وهو شيخ يروي عن أنس بن مالك، وسمع أيضًا مالك بن أنس، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وسفيان الثوري، وغيرهم.

قدم "بغداد" غير مرّة، وحدّث بها، فروى عنه من العراقيين؛ سعيد بن سليمان سعدويه، وأحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وغيرهم.

قال العبّاس بن مصعب: كان إبراهيم بن رستم من أهل "كرمان"

(1)

، ثم نزل "مرو" في "سكّة الدبّاغين"، وكان أولًا من أصحاب الحديث، فحفظ الحديث، فنقم عليه من أحاديث، فخرج إلى محمد بن الحسن وغيره من أهل "الرأي"، فكتب كتبهم، وحفظ كلامهم، فاختلف الناس إليه، وعُرض عليه القضاء، فدعاه المأمون، فقرّبه منه، وحدّثه.

* راجع: الطبقات السنية 1: 194 - 196.

وترجمته في تاج التَّراجم 3، وتاريخ بغداد 6: 72 - 74، والجواهر المضية برقم 19، والفوائد البهية 9، 10، وكتائب أعلام الأخيار برقم 111، كشف الظنون 2: 1981، ولسان الميزان 1: 56 - 58، ومعجم المصنفين للتونكي 3: 136، 137، وميزان الاعتدال 1: 30، 31.

(1)

كرمان بالفتح ثم السكون وآخره نون، وربما كسرت، والفتح أشهر بالصحة، وهي ولاية مشهورة، وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين "فارس" و "مكران" و "سجستان" و "خراسان"، فشرقيها "مكران" ومفازة ما بين "مكران" والبحر من وراء "البلوص"، وغربيها أرض "فارس"، وشماليها مفازة "خراسان"، وجنوبيها "بحر فارس"، وهي بلاد كثيرة النخل والزرع والمواشي والضرع، تشبه بـ"البصرة" في كثرة التمور وجودتها وسعة الخيرات. انظر: معجم البلدان 4: 454.

ص: 55

روى أنه لما عرض عليه القضاء فامتنع، وانصرف إلى منزله، تصدّق بعشرة آلاف درهم، وأتاه ذو الرياستين إلى منزله مُسلمًا، فلم يتحرّك له، ولا فرّق أصحابه.

فقال إشكاب - وكان رجلًا متكلّمًا -: عجبًا لك، يأتيك وزير الخليفة فلا تقوم من أجل هؤلاء الدبّاغين".

فقال رجل من هؤلاء المتفقّهة: نحن من دبّاغي الدين، الذي رفع إبراهيم بن رستم، حتى جاءه وزير الخليفة.

فسكت إشكاب.

وسئل عن يحيى بن مَعين، فقال: ثقة.

وذكر عن الدارمي توثيقه أيضًا.

قال إسحاق بن إبراهيم الحفصي: مات إبراهيم بن رستم المروزي بـ"نيسابور"، قدمها حاجًا، وقد مرض بـ"سرخس"، فبقي عندنا تسعة أيام وهو عليل، ومات في اليوم العاشر، وهو يوم الأربعاء، لعشر بقين من جمادى الآخرة، سنة إحدى عشرة ومائتين، في دار إسماعيل الطوسى، في سكّة حفص، وصلّى عليه الأمير محمد بن محمد بن حميد الظاهري، ودفن بـ"باب معمر".

وقال محمد بن إسحاق الثقفى: إنه مات سنة عشر ومائتين. رحمه الله تعالى.

قلت: قال الملا علي القارئ رحمه الله تعالى: روى عن أبي عصمة نوح المروزى، وأسد البجلي، وهما ممن تفقه على أبي حنيفة، وسمع من مالك، والثوري، وحمّاد بن سلمة، وغيرهم رحمهم الله تعالى. مات بـ"نيسابور"، قدمها حاجا سنة إحدى عشر وماتين. انتهى. ونسبته إلى "مَرْو"، بفتح الميم وسكون الراء المهملة في آخرها واو، بلدة معروفة، يقال لها: "مرو

ص: 56

الشاهجهان". وكان فتحها سنة ثلاثين من الهجرة. وإلحاق الزاي المعجمة بعد الواو في النسبة للفرق بينه وبين المروي، وهي ثياب مشهورة بـ"العراق"، منسوبة إلى قرية بـ"الكوفة". كذا ذكره السمعاني. انظر: الفوائد البهية ص 9.

* * *

‌56 - الشيخ الفاضل محمد إبراهيم بن الحاج رياض الدين رحمهما الله تعالى

*.

ولد بمنطقة "بهارَيْ بور" من محافظة "فيني" سنة إحدى وثمانمائة وألف الميلادية.

بدأ الدراسة الابتدائية من علماء القرية، ثمّ أتمّ الدراسة العليا كلدرسة الحسينية بـ"جاتجام".

وبعد إتمام الدراسة اشترك بالأمور السياسيّة، وكان أمين جمعية حركة الخلافة بمحافظة "نواخالي"، وقد حبس في السجن مذ سنة كاملة لحركته واحتجاجه ضدّ الحكومة البريطانية.

وله يد طولى في بناء المدارس والمساجد في مدينة "فيني"، مثل الجامعة الإسلامية، وغيرها، وكان من مؤسّسي المدرسة العالية فيني، وبايع في الطريقة والمعرفة على يد الشيخ رأس العُلماء السيّد حسين أحمد المدني لإصلاح نفسه وتزكيته.

وتوفي في شهر نوفمبر سنة 1407 هـ.

* راجع: مشايخ فيني ص 101، 102.

ص: 57

‌57 - الشيخ الفاضل المحدّث الجليل إبراهيم بن سالم، أبو إسحاق، الشكاني

*.

بكسر الشين المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها النون؛ نسبة إلى "شكان"، قرية من قرى "بُخارى"، في ظنّ السمعاني، وقيل: من قرى "كش"

(1)

. والصحيح الأول.

قال السمعاني: فقيه فاضل، تففّه على أبي بكر محمد بن الفضل

(2)

.

وروى الحديث عن أبي عبد الله الرازي، وأبي محمد أحمد بن عبد الله المزني، وغيرهما.

وروى عنه السيّد أبو بكر محمد بن علي الجعفري، وأبو بكر محمد بن نصر الخطيب.

وكان يملي بـ "بخارى".

ومات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌58 - الشيخ الفاضل القارئ إبراهيم بن الشيخ المنشئ سلامة الله خان بن

* راجع: الطبقات السنية 1: 196.

وترجمته في الأنساب 337، والجواهر المضية برقم 20، وحدائق الحنفية ص 214.

(1)

كش: قرية على ثلاثة فراسخ من "جرجان"، على جبل. انظر: معجم البلدان 4: 27.

(2)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

ص: 58

ركن الدين خاد الكُمُرُوِي الكُمِلّائي الأستاذ بجامعة هاتهزاري *.

ولد بقرية"كُمُرَوا" من مضافات"جاندبور" سنة 1314 هـ.

بدأ الدراسة الابتدائية في داره.

ثم التحق بمدرسة "جاتخيل" تحت رعاية أبيه وصديق أبيه الشيخ عبد الصمد. فبدأ الدراسة، حتى تخرّج منها، والتحق بجامعة هاتهزارى، وقرأ هنا منذ خمس سنوات. ثم رحل إلى "الهند" بمشورة الشيخ العلامة حبيب الله، رئيس جامعة هاتهزارى. فالتحق بجامعة مظاهر العلوم، وحصل علم الحديث والفنون الأخر. وكان له شوق ورغبة إلى أن يقرأ علم القراءة والتجويد. فأرسل إلى شيخه رسالة يستشير منه، فأرشده إلى القراءة على الشيخ القارئ عبد الخالق رحمه الله تعالى. وكان قارئا أحسن لحنا، حافظا للطرق المختلفة في القراءة. فقرأ عليه منذ سنة حتى تمهّر فيها، فرجع إلى وطنه، وبايع على يد الشيخ ضمير الدين رحمه الله تعالى في الطريقة، ثم التحق مدرّسا في قسم القراءة والتجويد بجامعة هاتهزارى. وظلّ شاغلا بتدريس علم القراءة منذ عشر سنين. ثم رجع إلى وطنه، فأوصى له شيوخه: الشيخ حبيب الله، والشيخ ضمير الدين، والشيخ سعيد أحمد رحمهم الله تعالى بالشغل بعلم القراءة.

فبنى مدرسة بـ"مومن باري" لتعليم القرآن الكريم سنة 1331 هـ. وقد حج، وزار.

توفي ليلة الخميس في العشرين خلتْ من ربيع الثاني عام 1391 هـ، ودفن صبيحة يوم الجمعة.

* مشايخ كُمِلّا: 2: 70 - 75.

ص: 59

من تلاميذه: العلامة الشيخ عبد العزيز شيخ الحديث بجامعة هاتهزارى، والشيخ الحاج يونس مدير جامعة فتيه، والشيخ العالم الفاضل المحقّق البارع عزيز الله الميخلي، رحمهم الله تعالى، والقارئ الشيخ عبد الرحمن الكُمِلَّائي، بارك الله في حياته.

* * *

‌59 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن سُليمان بن عبد الله، أبو إسحاق، التميمي، الصرخدي، الفقيه

*

خطيب "صرخد"

(1)

أنشا خُطبًا مليحة، وله ترسّل، وشعر.

مات بـ"صرخد"، سنة سبع عشرة وستمائة، وقد بلغ أربعًا وخمسين سنة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌60 - الشيخ الفاضل الفقيه البارع إبراهيم بن سليمان بن محمد بن

* راجع: الطبقات السنية 1: 196، 197.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 21.

(1)

صرخد بالفتح ثم السكون والخاء معجمة والدال مهملة بلد ملاصق لبلاد "حوران"، من أعمال "دمشق"، وهي قلعة حصينة، وولاية حسنة واسعة، ينسب إليها الخمر. انظر: معجم البلدان 3: 401.

ص: 60

عبد العزيز الجينينى. مؤرّخ، من الفضلاء *.

من أهل "جينين"

(1)

بـ "فلسطين".

ولد سنة 1040 هـ.

قرأ بها، وبـ "الرملة

(2)

".

ولازم خير الدين الرملى المفتي، ورتّب فتاويه المشهورة

(3)

وزار "مصر"، وتردّد إلى "دمشق"، ثم استمرّ، وتوفي بها.

له "تكميل دستور الأعلام" لابن عزم، قال المرادي: كتب كتبا عديدة بخطّه، وألّف بضع رسائل تاريخية، وأكمل "تاريخ ابن عزم".

قلت: ومن هذا الأخير مخطوطة، جزآن في مجلّد، ناقصة من آخرها مصوّرة في معهد المخطوطات العربية.

* راجع: سلك الدرر 1: 6 والمخطوطات المصوّرة لفؤاد 2: 61، وسركيس 729، ومجلّة الوعي الإسلامي، العدد 102 ص 84، ومعجم المؤلفين 1:36.

(1)

جينين بكسر الجيم وسكون ثانيه ونون مكسورة أيضًا وياء أخرى سكنة أيضًا ونون أخرى، بليدة حسنة بين "نابلس" و "بيسان"، من أرض "الأردن"، بها عيون ومياه. انظر: معجم البلدان 2: 202.

(2)

مدينة عظيمة بفلسطين

وكانت رباطا للمسلمين

وقد نسب إليها قوم من أهل العلم، والرملة محلة خربت نحو شاطئ دجلة، مقابل الكرخ ببغداد، والرملة أيضًا قرية لبني عامر بن عبد القيس بالبحرين، والرملة محلة بسرخس. معجم البلدان 4:421.

(3)

وهي الفتاوى الخيرية، مجلدان لخير الدين الرملي، توفي قبل أن يتمّها، فأكملها الشيخ إبراهيم بن سليمان الجينيني. راجع الأعلام للزركلي مع هامشه.

ص: 61

أما "تكملة الجينيني" فمخطوطة في مكتبة الإسكندرية (الرقم 1942 ب) مع كتاب ابن عزم "دستور الأعلام"، وله "تتمة الفتاوى الخيرية". توفي سنة 1108 هـ.

* * *

‌61 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن سليمان، الحَمَوي، المنطقي، الإمام رضى الدين، الرومي الأصل، المعروف بالآب كَرْميّ

*.

نسبة إلى بلدة صغيرة من بلاد" قونية"، يقال لها "آب كَرْم".

كان فقيهًا، نحويًا، مفسّرًا، منطقيًا، ديّنًا، متواضعًا.

درّس بـ"القَّيْمازية"

(1)

، ثم تركها لولده، ثم درّس بها بعد موت ولده.

وتفقّه ببلاده، ثم ورد "دمشق"، فتفقّه عليه جماعة، وأقام بها إلى أن مات، سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، في سادس عشري ربيع الأول، وقيل: في

* راجع: الطبقات السنية 1: 197.

وترجمته في الإشارات إلى أمكن الزيارات، وإيضاح المكنون 1: 314، والبداية والنهاية 14: 159، وتاج التَّراجم 3، والجواهر المضية برقم 22، والدارس 1: 575، 576، والدرر الكامنة 1: 28، وشذرات الذهب 6: 97، والفوائد البهية 9، وكتائب أعلام الأخيار برقم 537، كشف الظنون 1: 569، 1868، والمختصر 4: 105، ومعجم المصنفين، للتونكي 3: 151، 152، من ذيول العبر (ذيل الذهبي) 172، والمنهل الصافي 1: 49، 50.

(1)

من مدارس الحنفية بـ"دمشق"، داخل بابي النصر والفرج. انظر: الدارس 1: 572، وفي حاشية المنهل الصافي: 1: 59، أنها كانت بالمناخلية، ثم درست عندما وسع الطريق.

ص: 62

خامس عشري، ودفن بـ"مقبرة الصوفية"، وقد جاوز الثمانين. وكان قد حجّ سبع مرات.

وشرح "الجامع الكبير" في ستّ مجلّدات، وله "شرح المنظومة"

(1)

في مجلّدين، رحمه الله تعالى.

قلت: "قونية" بلدة معروفة، هي كرسيّ بلاد" قرمان"، و "قرمان" بلاد واسعة بأرض "الروم" ذات مدن وقرى، منسوبة إلى أول من وليها من السلاجقة، كذا ذكره أحمد بن يوسف بن أحمد الدمشقي في كتابه "أخبار الدول والآثار الأول"

(2)

.

* * *

(1)

يعني منظومة أبي حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي في الخلاف.

انظر: كشف الظنون 2: 1868.

(2)

هو كتاب لطيف، مشتمل على مقدمة، وخمسة وخمسين بابًا، فيه فوائد شريفة، وفرائد لطيفه، قد طالعته، وانتفعت به، فرغ منه مؤلفه، كما ذكر في آخره في المحرّم سنة 808 هـ، وهو أحمد بن يوسف بن أحمد الدمشقى، الشهير بأحمد بن سنان القرماني. قال صاحب "خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر": قدم أبوه سنان إلى "دمشق"، وولي نظارة "البيمارستان"، ونظارة "الجامع الأموى"، وانتقد عليه أنه باع بسط الجامع الأموى، وأنه خرب مدرسة بقرب "بيمارستان النوري"، فقتل بسبب هذه الأمور رابع عشر شوال سنة 996 هـ. ونشأ ابنه أحمد بعد أبيه، وصار كاتب وقف الحرمين، ثم ناظره، وكان حسن المحاضرة، وله مخالطة مع الحكام، خصوصًا للقضاة، وجمع تاريخه الشائع، وتعرض فيه لكثير من الموالي والأمراء، وسماه "أخبار الدول"، وكانت والدته في سنة 939 هـ. وتوفي تاسع عشر شهر شوال سنة 1019 هـ. انتهى كلامه.

ص: 63

‌62 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن شعيب

*.

قال في "الجواهر": من طبقة بشر بن أبي الأزهر القاضي

(1)

، رحمهما الله تعالى.

* * *

‌63 - الشيخ الفاضل الأديب إبراهيم بن صالح، الهندي، الصنعاني، الشاعر، المشهور

* *.

كان أشعر أهل عصره غير مدافع، وله "ديوان شعر" في مجلّد ضخم، رأيته في أيام قديمة، فوجدت فيه ما هو في الطبقة العليا والمتوسطة والسافلة، ولكن الجيّد أغلب، وكان يتشبه في مدحه وحماسته بأبي الطيّب، ومن فائق مقطّعاته: قوله:

أشبه ثغره والقات فيه

وقد لانتْ لرقّته القلوب.

لآل قد نبتن على عقق

وبينهما زمردة تذوب.

* راجع: الطبقات السنية 1: 197.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 23.

(1)

كانت وفاة بشر سنة ثلاث عشرة ومائتين، على ما يأتي في ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* * راجع: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1: 15.

وترجمته في معجم المؤلفين 1: 45. وإيضاح المكنون 1: 539، وتاريخ آداب اللغة العربية 3: 282، وهدية العارفين 1: 34، 35.

ص: 64

ومن مقطّعاته في مليح يسبح في ماء

وأبيض عاينته سابحا

في لجّة للماء زرقاء.

فقلت هذا البدر في لجّة

أم ذا خيال الشمس في الماء.

وكان والده من جملة البانيان الواصلين إلى "صنعاء"، فأسلم على يد بعض آل الإمام، وحسن إسلامه، ونشأ ولده هذا مشغوفا بالأدب، مولعا بعالي الرتب، وأكثر مدائحه في الإمام المهدي أحمد بن الحسن بن القاسم بن محمد، ومدح الإمام المتوكّل إسماعيل بن القاسم، وابنه علي بن المتوكّل، ومحمد بن الحسن، ولما صارت الخلافة إلى المهدى صاحب "المواهب" وفد إليه صاحب الترجمة، وقد كان بلغه عنه شئ، فقال له: بأيّ شفيع جئت؟ فقال له: بهذا، وأخرج المصحف من صدره، فقال: قد قبلنا هذا الشفيع، ولكن لا أراك بعد اليوم، فتغيّب عنه من ذلك اليوم، ولازم العبادة والتزهّد، وكان إذا قام إلى الصلاة اصفرّ لونه، وحجّ، ومات عقب عودة في سنة 1100 هـ مائة وألف أو في التي قبلها، صنّف "براهين الاحتجاج والمناظراة فيما وقع بين القوس والبندق من المفاخرة"، وديوان شعره موجود بأيدي الناس.

* * *

‌64 - الملك المؤيّد إبراهيم بن طهماسب بن إبراهيم بن إسماعيل بن يوسف، عادل شاه البيجابوري السلطان

*.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 8.

ص: 65

قام بالملك بعد عمّه علي بن إبراهيم عادل شاه سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، وهو ابن تسع سنين، فأخذ الوزراء المتغلّبة عنان السلطنة واحدا بعد واحد، واشتغل السلطان بالفروسية، واللعب بالرمح، والسيف، وغيرها.

وقرأ القرآن، وأخذ الخطّ، وتزوّج بجاند سلطانة أخت محمد قلي قطب شاه الحيدرآبادي سنة ستّ وتسعين وتسعمائة، وأخذ عنان السلطنة بيده سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، وأحسن سيرته في الناس، وبنى القصور العالية والبساتين الزاهرة بمدينة "بيجابور"، وغزا "بيجانغر" غير مرّة، وغنم أموالا كثيرة منها، واستوزر سعد الدين عناية الله الشيرازي سنة ثلاث بعد الألف، واعتمد عليه في مهمّات الأمور.

وكان عادلا، كريما، باذلا، شجاعا، مقداما، محظوظا جدّا، صاحب عقل ودين وهدوء، وكان حنفيا، واستقلّ بالملك ثمانية وأربعين سنة.

ولم يكن له نظير في فنّ الموسيقي والنغمات الهندية.

له "نورس" كتاب في الإيقاع والنغم، وصنّف له محمد قاسم بن غلام على البيجابوري كتابه "كلزار إبراهيمي" في التاريخ، وهو المشهور بـ"تاريخ فرشته"، وصنّف له العُلماء كتبهم، وأثنوا عليه.

توفي سنة ستّ وثلاثين وألف، فقام بعده بالملك ولده محمد ثم علي ثم الإسكندر، ثم انقرض ملكه، وصار لعالمكير بن شاهجهان الدهلوي سنة سبع وتسعين وألف، والأرض لله يورثها مَنْ يشاء.

ص: 66

‌65 - الشيخ الفاضل الحدث الجليل إبراهيم بن طهمان، عالم "خراسان

" *.

ذكره الذهبي في "طبقات الحُفَّاظ"، وقال: حدّث عن سماك بن حرب، وعمرو بن دينار، ومحمد بن زياد الجمحي، وأبي حمزة، وثابت البناني، وأب إسحاق، وطبقتهم.

وعنه ابن المبارك، وحفص بن عبد الله، ومعن بن عيسى، وخالد بن نزار الأبلي، ومحمد بن سنان العوفي، وأبو حذيفة النهدي، وسعد بن يزيد الفراء.

وحدّث عنه شيوخه صفوان بن سليم، وأبو حنيفة الإمام.

قال ابن راهويه: كان صحيح الحديث، ما كان بـ"خراسان" أكثر منه.

وقال أبو حاتم: ثقة مرجئ.

وقال أحمد بن حنبل: هو صحيح الحديث، مُقارب، يُرمى بالإرجاء، وكان شديدًا على الجهمية.

* راجع: الطبقات السنية 1: 198، 200.

وترجمته في أعيان الشيعة 5: 376، والبداية والنهاية 10: 146، وتاريخ بغداد 5: 105 - 111، والتاريخ الكبير للبخاري 1: 294، وتذكرة الحُفَّاظ 1: 213 - 315، وتهذيب التهذيب 1: 129 - 131، والجرح والتعديل 1: 1: 107، 108، والجواهر المضية برقم 24، وشذرات الذهب 1: 257، وطبقات الحُفَّاظ للسيوطى 90، والعبر 1: 241، والعقد الثمين 3: 215، 216، والفهرست 319، والكامل 6: 62، ومعجم المصنفين للتونكي 3: 166 - 169، ومرآة الجنان 1: 351، وميزان الاعتدال 1: 38، والوافي بالوفيات 6: 23، 24.

ص: 67

وعن ابن مَعين، أنه قال مرّة: ليس به بأس، يكتب حديثه. ومرّة: ثقة.

وقال الدَّارقُطْنِي: ثقة، إنما تكلّموا فيه للإرجاء.

وقال أبو إسحاق الجوزجاني: فاضل، يرمى بالإرجاء.

وضعّفه محمد بن عبد اللّه بن عمّار الموْصلي وحدَه، فقال: ضعيف، مُضطرب الحديث. ولا عبرة بتضعيفه، مع ما ذكرنا من ثناء الأئمّة عليه.

وقد روى له الأئمة الستة، وغيرهم.

قال الخطيب: قيل: كان لإبراهيم على بيت المال شيءٌ، وكان يسخو به، فسئل يومًا عن مسألة في مجلس الخليفة، فقال: لا أدري. فقيل له: تأخذ في كلّ شهر كذا وكذا، ولا تُحسن مسألة؟ فقال: ما آخذه فعلى ما أحسن، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال. فأعجب ذلك أمير المؤمنين.

قال الذهبي

(1)

: وكان إبراهيم قد جاور بـ"مكة" في أواخر عمره، ومات في سنة ثلات وستين ومائة.

وعن الفضل بن عبد الله المسعودي، قال: كان إبراهيم بن طهمان حسن الخلق، واسع الأمر، سخيّ النفس، يطعم الناس، ويصلهم، ولا يرضى بأصحابه، حتى ينالوا من طعامه.

وعن عبد الله بن أبي داود السجستاني، قال: سمعتُ أبي يقول: كان إبراهيم بن طهمان ثقة، وكان من أهل "سرخس"

(2)

، فخرج يريد الحجّ، فقدم

(1)

أي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال.

(2)

سرخس بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الخاء المعجمة، وآخره سين مهملة، ويقال:"سرخس" بالتحريك، والأول أكثر، مدينة قديمة من نواحي "خراسان"، كبيرة واسعة، وهي بين "نيسابور" و "مرو" في وسط الطريق، بينها وبين كلّ واحدة منهما ستّ مراحل. قيل: سمّيت باسم رجل من الذعار في زمن كيكاوس، سكن هذا الموضع، وعمّره، ثم تمم عمارته، وأحكم مدينته =

ص: 68

"نيسابور"، فوجدهم على قول جهم، فقال: الإقامة على قول هؤلاء أفضل من الحجّ. فنقلهم من قول جهم إلى الإرجاء.

وروى الخطيب بسنده، عن أبي الصَّلْت، قال: سمعتُ سفيان بن عُيينة يقول: ما قدم علينا خُراساني أفضل من ابن أبي رجاء عبد الله بن وافد الهروي.

قلت له: فإبراهيم بن طهمان؟ قال: كان ذلك مُرجئًا.

وقال أبو الصَّلْت: لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث، أن الإيمان قول بلا عمل، وأن ترك العمل لا يضرّ بالإيمان، بل كان إرجاؤهم أنهم كانوا يرجئون لأهل الكبائر الغفران، ردًا على الخوارج وغيرهم، الذين يكفّرون الناس بالذنوب، فكانوا يرجئون، ولا يكفّرون بالذنوب، ونحن على ذلك.

سمعتُ وكيع بن الجراح، يقول: سمعتُ سفيان الثوري في آخر عمره، يقول: نحن نرجو لجميع أهل الذنوب والكبائر، الذين يدينون ديننا، ويصلّون صلاتنا، وإن عملوا أيّ عمل.

وروى الخطيب بسنده أيضًا، عن عبيد الله بن عبد الكريم، قال: سمعتُ أحمد بن حنبل، وذكر عنده إبراهيم بن طهمان، وكان متّكيا من علّة، فاستوى جالسًا، وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون، فيُتّكى.

= ذو القرنين الإسكندر، وقالت الفرس: إن كيكاوس أقطع سرخس بن خوذرز أرضا، فبنى بها مدينة، فسمّاها باسمه، وهي "سرخس" هذه، وهي مدينة معطشة، ليس لها في الصيف إلا ماء الآبار العذبة، وليس بها نهر جار إلا نهر يجري في بعض السنة، ولا يدوم ماؤه، وهو فضل مياه "هراة" وزروعهم مباخس. انظر: معجم البلدان 3: 208.

ص: 69

ثم قال أحمد حدّثني رجل من أصحاب ابن المبارك، قال: رأيتُ ابن المبارك في المنام، ومعه شيخ مهيب، فقلت: مَنْ هذا معك؟ قال: أما تعرف، هذا سفيان الثوري! قلت: من أين أقبلتم؟ قال: نحن نزور كلّ يوم إبراهيم بن طهمان.

قلت: وأين ترونه؟ قال: في دار الصدّيقين، دار يحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام.

* * *

‌66 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أبي عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن يوسف، أبو إسحاق، الأنصاري، الإسكندري، الكاتب، عُرف بابن العطّار

*.

وُلِدَ سنة خمس وتسعين وخمسمائة.

وتأدّب على أبي زكريا يحيى بن معطي النحوي

(1)

.

جال في بلاد "الهند"، و "اليمن"، و "العراق"، و "الروم".

قال منصور بن سليم، في "تاريخ الإسكندرية"

(2)

: مات سنة تسع وأربعين وستّمائة، فيما بلغني بـ"القاهرة".

قال منصور: ورأيته بـ"الموصل"، و "بغداد"، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 187، 188.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 27.

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

تاريخ إسكندرية: لوجيه الدين أبي المظفّر منصور بن سليم الإسكندري، المتوفّى سنة أربع وسبعين وستمائة، وهو تاريخ مفيد، ذكره ابن حبيب. انظر: كشف الظنون 1: 281.

ص: 70

‌67 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الله - وفي "تاريخ دمشق"

(1)

عوض عبد الله عبد الرحمن - ابن جعفر بن عبد الرحمن بن جعفر، أبو السمح، التنوخي الفقيه، المعري

*.

(1)

من أعظم تواريخ دمشق تاريخ الإمام الحافظ أبي الحسن علي بن حسن المعروف بابن عساكر الدمشقي، المتوفى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وهو في نحو ثمانين مجلَّدا، ذكر تراجم الأعيان، والرواة، ومروياتهم على نسق "تاريخ بغداد" للخطيب، لكنه أعظم منه حجما. قال ابن خلكان: قال لي شيخنا الحافظ زكي الدين عبد العظيم، وقد جرى ذكر هذا التاريخ، وطال الحديث في أمره: ما أظنّ هذا الرجل إلا عزم على وضع هذا التاريخ من يوم عقل على نفسه، وشرع في الجمع من ذلك الوقت، وإلا فالعمر يقصر عن أن يجمع الإنسان مثل هذا الكتاب. ولهذا التاريخ أذيال، منها: ذيل ولد المُصَنِّف القاسم، ولم يكمله، وذيل صدر الدين البكري، وذيل عمر بن الحاجب، وله مختصرات أيضًا، منها: ما اختصره الإمام أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي، المتوفى سنة خمس وستين وستمائة، وهو نسختان، كبرى في خمسة عشر مجلدا، وصغرى. قال ابن شهبة في "ذيله": بسط الكلام في وصف علم التاريخ، وذمّ من شأنه، وجمع بين الحوادث والوفيات في الذيل عليه، ووصل إلى سنة وفاته. انظر: كشف الظنون 1: 294.

* راجع: الطبقات السنية 1: 200، 201.

وترجمته في تهذيب تاريخ دمشق 2: 224، والجواهر المضية برقم 25، والوافي بالوفيات 6: 45، 46. وفي النسخ:"المقري" مكان: "المعري".

ص: 71

رحل إلى "أصبهان"، وسمع الحديث بها، وبغيرها، وروى عن عبد الواحد بن محمد الكَفَرْطَابي

(1)

، وغيره.

قال ابن عسكر في "تاريخ دمشق": اجتاز بها عند توجّهه إلى "بيت المقدس"، وكان زاهدًا، ورعًا، دينًا، حدّثنا عنه أبو الطيّب أحمد بن عبد العزيز المقدسي، إمام "مسجد الرافقة".

وقال أبو المغيث

(2)

، في "ذيله": كان أبو السمح زاهدًا، ورعًا، فقيهًا على مذهب أبي حنيفة، رضى الله عنه.

وذكره ابن النجّار في "تاريخه"، وقال: كان شاعرًا، أديبًا، فاضلًا، قدم "بغداد"، ومدح بها الإمام المقتدي بأمر الله، ومدح خواجا بزرك، فمن شعره قوله

(3)

:

أهْلًا وَسَهْلًا بالخيَالِ الزَّائِرِ

مَنحَ الوِصَالَ من الحبيبِ الهَاجرِ

يَا مَرْحبًا بخَيالِه الوافِي وَيَا

لهفِي على ذاك الغَزالِ النَّافِرِ

(4)

أمَّا الجفُونُ فقد وَفَتْ لهَواكُمُ

يا نائمين عَنِ المَعَنّى السَّاهِرِ

(5)

(1)

في الأصول "الكفرطاني"، والصواب ما أثبته.

كفر طاب، التي ينتسب إليها: بلدة بين المعرة وحلب، في برية معطشة. انظر اللباب 3: 46، ومعجم البلدان 4:289.

(2)

هو منقذ بن مرشد بن علي الكناني، مؤرخ، له تاريخ ذيل به على أبي همام المعرى، توفي سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. معجم المؤلفين 13:23.

(3)

الأبيات في الجواهر المضية 1: 88.

(4)

في الجواهر: "الغزال الغادر".

(5)

في النسخ: "يا نائيين".

ص: 72

وقال في "تاريخ دمشق": وأنشدَني أبو الطيب، قال: أنشدني أبو السمح، قال: وجدت بخطّ عمر بن علي بن محمد البخاري المحدث بـ "كَفَرْطَاب":

مَا لَامَني فيك أحْبابي وأعْدَائي

إلا لغفلتِهم عن عُظم بلوائي

تركتُ للناس دُنيَاهُمُ ودِينَهُمُ

شُغْلًا بِحُبِّكَ يا دِيني ودُنْيَائي

وكانت وفاة صاحب الترجمة سنة ثلاث وخمسمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌68 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم بن هبة الله بن محمد بن عبد الباقي، الحلبي، المعروف بابن الرهباني

(1)

، وبابن أمين الدولة، وأمين الدولة لقب هبة الله جدّه الأعلى - أبو إسحاق، كمال الدين

*.

وُلِدَ بـ "حلب"

(2)

، في ربيع الأول، سنة خمسٍ وسبعين وستمائة، وسمع بها من سُنْقُر الحلبي "صحيح البخاري"، و "مشيخته"، وسمع من أبي بكر بن

(1)

في الدرر "بابن الرعباني"

* راجع: الطبقات السنية 1: 172، 171.

وترجمته في إنباء الغمر 1: 101، الدرر الكامنة 1:7. وهو فيه "إبراهيم بن أحمد بن عبد الله".

(2)

حَلَب بالتحريك مدينة عظيمة، واسعة، كثيرة الخيرات، طيبة الهواء، صحيحة الأديم والماء، وهي قصبة "جند قنسرين" في أيامنا هذه. والحلب في اللغة مصدر قولك: حلبت أحلب حلبا، وهربت هربا، =

ص: 73

أحمد بن العجمي، وأخيه أبي طاهر إبراهيم بن عبد الرحمن بن الشيرازي، وغيرهم.

وولي وكالة بيت المال بـ "حلب"، ونظر الدواوين، وغيرهما.

وكان كاتبًا مجيدًا، رئيسًا، نبيلًا.

حدّث بـ "دمشق"، و"حلب"، وسمع منه ابن ظهيرة.

وهو من شيوخ الحافظ أبي الوفاء سِبْط ابن العجمي، بالسماع.

مات في ليلة الأحد، ثامن جُمادى الأولى، سنة ستّ وسبعين وسبعمائة، رحمه الله.

* * *

‌69 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم ابن هبة اللّه بن محمد بن هبة الله بن محمد بن عبد الباقي، الشهير بابن أمين الدولة أبو إسحاق، الحلبي

*

= وطربت طربا، والحلب أيضًا اللبن الحليب، يقال: حلبنا، وشربنا لبنا حليبا

قال الزجاجي: سمِّيتْ "حلب"، لأن إبراهيم عليه السلام كان يحلب فيها غنمه في الجمعات، ويتصدّق به، فيقول الفقراء: حلب حلب، فسمّي به. قلت أنا: وهذا فيه نظر، لأن إبراهيم عليه السلام وأهل الشام في أيامه لم يكونوا عربا، إنما العربية في ولد ابنه إسماعيل عليه السلام. راجع: معجم البلدان 2: 282.

* راجع: الطبقات السنية 1: 202.

وترجمته في شذرات الذهب 8: 369.

ص: 74

من بيت الرياسة والتقدّم.

مولده بـ "حلب"، سنة عشرين وستمائة.

ذكره البِرْزالي في "معجم شيوخه"، وقال: سمع من ابن خليل، ودخل "بغداد"، وسمع بها من الكاشغري

(1)

، ودرّس بـ "الحلاوية" بـ "حلب".

قال: وكان شيخًا حسنًا، فقيهًا على مذهب أبي حنيفة.

مات بـ "القاهرة

(2)

"، سنة إحدى وتسعين وستمائة، وصُلّى عليه بجامع الحكم، ودفن بـ "باب النصر"، رحمه الله تعالى.

(1)

نسبة إلى مدينة من بلاد المشرق. اللباب 3: 22.

(2)

مدينة بجنب الفسطاط، يجمعها سور واحد، وهي اليوم المدينة العظمى، وبها دار الملك، ومسكن الجند، وكان أول من أحدثها جوهر غلام المعزّ، أبي تميم معد بن إسماعيل الملقّب بالمنصور بن أبي القاسم نزار، الملقّب بالقائم بن عبيد الله. وقيل: سعيد الملقّب بالمهدي، وكان السبب في استحداثها أن المعزّ أنفذه في الجيوش من أرض إفريقية للاستيلاء على الديار المصرية في سنة 358 هـ، فسار في جيش كثيف، حتى قدم مصر، وقد تمهّدت القواعد بمراسلات تقدَّمت، وذلك بعد موت كافور، فأطاعه أهل مصر، واشترطوا عليه ألّا يسكنهم، فدخل الفسطاط، وهي مدينة الديار المصرية، فاشتقّها بعسكره، ونزل تلقاء الشام، بموضع القاهرة اليوم، وكان هذه الموضع اليوم تبْرُز عليه القوافل إلى الشام، وشرع، فبنى فيه قصرا لمولاه المعزّ، وبنى للجند حوله، فانعمر ذلك الموضع، فصار أعظم من مصر، واستمرّت الحال إلى الآن على ذلك، فهي أطيب، وأجلّ مدينة، رأيتها لاجتماع أسباب الخيرات والفضائل بها. انظر: معجم البلدان 4: 301.

ص: 75

وذكره ابن حبيب، وأثنى عليه، فقال: عالم تجلّي بدر كماله، وتحلّى جيد الطرس بدر مقاله، وطاب محتده، وأناف مجده وسؤدده.

سمع بـ"حلب" و "بغداد" و "مكة"، ونظم بسلك أهل الحديث النبوي سلكه، واجتهد فيما هو من العلم بصدده، وباشر تدريس "الحلاوية" المجاورة لجامع بلده.

* * *

‌70 - الشيخ العالم العامل والسري الكامل تاج الدين إبراهيم بن عبد الله - سقى الله ثراه، وجعل الجنة مثواه

*.

وُلِدَ على رأس تسعمائة في "ولاية حميد"، فخرج منها في طلب العلم، ودار البلاد، واشتغل، واستفاد، وأفنى عنفوان شبابه في تحصيل العلم، واكتسابه، وصاحب أعيان الناس، وشيّد بنيان العلم باشدّ أساس، وتلقّى من الأفاضل الدروس، حتى شهد بفضله الرؤوس، واتصل بالمولى نور الدين الشهير بصاروكرز، وصار منه ملازما.

ثم درّس في "مدرسة إبراهيم الرواس" بـ"قسطنطينية" بعشرين، ثم بالمدرسة الواقعة بقصبة "يبلونه" الشهير بأنها بميخال أو غلى بخمسة وعشرين، ثم مدرسة القاضي الأسود بقصبة "تيره"، ثم "مدرسة اغراس"، ثم "مدرسة سليمان باشا" بـ "أزنيق"، فاشتغل فيها، كتب حاشية على "صدر الشريعة"، وردّ فيها على المولى ابن كمال باشا رحمه الله في مواضع كثيرة، فلمّا انفصل عنها كتب رسالة، وجمع فيها من مواضع، ردّه عليه ستة عشر موضعا، وأغلظ على المولى المزبور في مواضع عديدة من تلك الرسالة.

* راجع: العقد المنظوم 1: 382.

ص: 76

وقال في أوائل ديباجتها: فاعلموا معاشر طلاب اليقين - سلام عليكم، لا نبتغي الجاهلين - أن المختصر الذي سوّده الحبر الفاضل والبحر الكامل الشهير بابن كمال باشا - نعمه الله في روضة جنته - مما يعلمه، وما يشاء، وسمّاه بـ"الإصلاح والإيضاح" مع خروجه عن سنن الصلاح والفلاح، باشتماله على تصرّفات فاسدة، واعتراضات غير واردة، من السهو والزلل، والخبط والخلل، لإتيانه بما لا ينبغي، وتحرّزه عما ينبغي، مشتمل على كثير من المسائل المخالفة للشرع، بحيث لا يخفى بعد التنبيه للأصل والفرع، ولا ينبغي الاعتقاد بحقيقتها للمبتدي، ولا العمل بها للمنتهي، لوجود خلافها صريحا في الكتب المعتبرات، من المطوّلات والمختصرات، ومن شكّ فيما ذكر بعد النظر فيما سيذكر، أوشك أن يشكّ في ضوء المصباح ووجود الصباح عند طلوع الإصباح.

ثم كتب نسختين، ودفع إحداهما إلى الوزير محمد الصوفي، وكان ينتسب إليه، والثانية إلى الوزير الكبير رستم باشا، فلمّا أعطاه إياها طلب الوزير المزبور قراءتها، فلمّا وصل إلى تشنيعه على المولى المزبور تغيّر الوزير غايةَ التغيّر بسبب أنه كان قد قرأ على المولى المزبور، فأخذ منه الرسالة.

وقال لا بدّ من إرسالها إلى المفتي، وهو يومئذ المولى أبو السعود، فإن كنت صادقا في دعواك نعطيك ما تسأله، وإن كذبتَ فسنجزيك بإساءتك الأدب، فخرج المرحوم من عنده مغموما، ثم أمر الوزير المزبور لبعض العُلماء أن يصوّر له بعضا من تلك الصور بحيث يفهمه، وكان أول موضع منها قوله: قال الفاضل الشهير بابن كمال باشا، وكره سدل الثوب أنه تعريض لي، فعزم أن لا يوجّه إليه منصبا قطعا، ونسي ذلك المغرور "ألا إلى الله تصير الأمور"، فبقى المرحوم برهة من الزمان في مهامه الذلّ والهوان، واستولّى عليه القنوط

ص: 77

واليأس، وقطع أمنيته عن الناس، فتوجّه إلى جناب مولاه إلى أن قرع سمعه نداء، لا تيأسوا من روح الله، وذلك أنه اتفق فتح سلطانية "بروسه" وورد الأمر من السلطان، بأن يوجّه لى أحد من المعزولين، ولم يوجد منهم إلا المرحوم، وشخص آخر، يبغضه الوزير المزبور أكثر من بغضه للمرحوم، فخاف أن يعطيها السلطان ذلك الشخص، فسارع في عرض المرحوم، فقبله السلطان، ثم ندم على ما فعله، ولم ينفعه الندم بعد ما زلّت القدم، وما أصدق مَنْ قال: إذا أتى وقت القضاء الغالب بادرت الحاجة كفّ الطالب، فذهب المرحوم إلى مدرسته، فشرع في الإفادة، وبيّض فيها ما كتبه على صدر الشريعة من أول كتاب الحجّ إلى آخر الكتاب، فلمّا مضى عليه سبع سنين أعطى إحدى المدارس الثمان، وقد قرأتُ عليه فيها نبذا من كتاب "الهداية"، ثم نقل إلى "مدرسة أيا صوفيه"، ثم نقل إلى "مدرسة السلطان سليم خان"، ثم فوّض إليه الفتوى بـ "أماسيه" في كلّ يوم بثمانين درهمًا، فلمّا مضى عليه خمس سنين انحرف مزاجه، وانكسر زجاجه، وهجمتْ عليه الأمراض، فانفصل عنه، وهو راض، وعيّن له الثمانون حسب ما هو العادة والقانون.

وتوفي رحمه الله في أول الربيعين من شهور سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة، وكان المرحوم بحر المعارف، ولجّة العلوم، واصلا إلى التحقيق، ومالكا لازمة التدقيق، مشاركا في العلوم العقلية، وبارعا في الفنون النقلية، خصوصًا في الفقه وبابه، فإنه من أكبر أربابه، وكان رحمه الله خليقًا بالمراتب العليّة، والمناصب السنيّة، إلا أنه خانه دهرُه، ولم يساعده عصرُه - عوّضه الله تعالى عن المراتب الدنيوية بالدرجات الأخروية -، وكان رحمه الله ذا خصائل رضية، وشمائل مرضية، متخلّقا بأخلاق الله، قانعًا باليسير من دنياه، شيخا

ص: 78

مباركا، متبرِّكا، فاز كثير من تلاميذه، وفاق على أقرانه، وقد صدر عنه بعض الحالات الشبيهة بالكرامات.

منها: أن وزير زمانه إبراهيم باشا أمر أن يعطي مدرسته معلّم غلمانه، فلم يقدر قاضى العسكر على مخالفته وعصيانه، لشدّة باسه وقوّة سلطانه، فأحضر المرحوم، وعرض عليه المرسوم، وقال له: لا بدّ من قبول هذا الحكم، فليس لك إلا الرضا بالقضاء، فاضطرب المرحوم، وأظهر النفرة عنه، وعدم الرضا، فلم يجد لنفسه ناصرا، ومعينا، فقام عنه كئيبا حزينا، وترك الأسباب، وأغلق الباب، وتوجّه إلى جناب ربّه، وبات، فإذا المعلم في تلك الليلة مات، هكذا ينجح، ويظفر بالآمال مَنْ أخلص التوجّه إلى جناب حضرة المتعال، ومَن توكّل على الله كفاه، ومن التجأ إلى غير بابه صفرتْ كفاه، وما أحسن قول من قال: أعذب من ماء الزلال، وكم له من لطف خفي، يدقّ خفاه عن فهم الذكيّ، وكم يسر أتى من بعد عسر، ففرج كربة القلب الشجي، وكم أمر تساء به صباحا، وتأتيك المسرّة بالعشيّ، إذا ضاقتْ بك الأحوال يومًا فثق بالواحد الفرد العليّ، وقد كتب رحمه الله حاشية على بعض المواضع من "شرح المفتاح" للشريف يرد فيها على المولى ابن كمال باشا في المواضع، التي يدعى التفرّد فيها.

وله عدّة رسائل على مواضع من "حاشية التجريد"

(1)

للشريف، وله

(1)

وعليه حاشية عظيمة للعلامة المحقّق السيّد الشريف علي بن محمد الجرجاني، المتوفى سنة سث عشرة وثمانمائة، وقد اشتهر هذا الكتاب بين علماء الروم بـ "حاشية التجريد"، والتزموا تدريسه بتعيين بعض السلاطين الماضية، =

ص: 79

شرح لمتن "المراح"

(1)

من علم التصريف.

* * *

‌71 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الله، الحميدي، (تاج الدين)

*.

كان عالما، فقيها.

له "حاشية" على شرح صدر الشريعة الثاني لـ "وقاية الرِّواية في مسائل الهداية"، وعدّة رسائل على مواضع من "حاشية التجريد" للشريف، و"شرح" لمتن "المراح" في علم الصرف.

توفي سنة 973 هـ.

* * *

= ولذلك كثرت عليه الحواشي، والتعليقات، منها: حاشية محي الدين محمد بن حسن السامسوني، المتوفى سنة تسع عشرة وتسعمائة. انظر: كشف الظنون 1: 346.

(1)

مراح الأرواح: في التصريف لأحمد بن علي بن مسعود، وهو مختصر نافع متداول. شرحه المولى أحمد المعروف بديكقوز، وهو شرح مفيد معتبر، وتاج الدين عبد الوهَّاب بن إبراهيم الشافعي، سمّاه "فتح الفتاح في شرح المراح"، وعبد الرحيم بن خليل الرومي، وهوشرح مختصر من "شرح ديكقوز"، والمولى حسن باشا بن علاء الدين الأسود، وهو شرح مجرّد بالقول.

انظر: كشف الظنون 2: 1651.

* راجع: معجم المؤلفين 1: 52.

وترجمته في شذرات الذهب 8: 369، 370، كشف الظنون 2022، ومعجم المؤلفين 3: 219 - 223.

ص: 80

‌72 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الله، الساقزي، الرومي

*.

كان حيا" 1134 هـ.

له "فيض الأرحم"، و "فتح الأكرم" في شرح "الحزب الأعظم"، فرغ منه 1134 هـ.

* * *

‌73 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الله الطَّرَابُلُسي الأصل، الدمشقي، ثم المصري، الشيخ، الإمام، العلامة، برهان الدين

* *.

اشتغل، وحصّل، وبرع، ودرّس، وأفتى.

واختصر "مجمع البحرين"، وزاد زيادات حسنة.

وولي مشيخة "النحاسية" بـ "مصر".

وتوفي سنة تسع وتسعين وثمانمائة، وصلّى عليه بـ "دمشق" صلاة الغائب، رحمه الله تعالى.

كذا نقلت هذه الترجمة من "الغُرَف العلية" بحروفها.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 1: 53.

وترجمته في هدية العارفين 1: 37، وإيضاح المكنون 2: 213، كشف الظنون 660، 661.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 203.

وترجمته في كشف الظنون 2: 1601، ومعجم المصنفين للتونكي 3:227.

ص: 81

‌74 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الله القيصري، الرومي، المدرّس، المعروف بكوزي بيوك زاده

*.

له "تفسير جزء النبأ".

توفي سنة 1253 هـ.

* * *

‌75 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الله المرزيفوني، الشهير بمعقول زاده الرومي، المفتي

* *.

له "حاشية على الخيالي" للعقائد.

توفي سنة 1115 هـ.

* * *

‌76 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الله، اليالواجى، الرومي، نسبة إلى "يالواج

"

* راجع: معجم المؤلفين 1: 54.

وترجمته في إيضاح المكنون 1: 304.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 55.

وترجمته في هدية العارفين 1: 37.

ص: 82

التابعة لولاية "قونية"

(1)

.

له "أصول المشاورة في أمور المحاورة".

حاشية على "ديباجة الدر الناجي"، وحاشية على "شرح قصيدة البردة".

توفي 1293 هـ.

* * *

‌77 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الله طيّار بن خليل الآمدي الرومي، المتخلّص برأفت

* *.

نزيل "القسطنطينية"، معلّم البخاري في باب العالى.

ولد سنة 1250 هـ، وتوفي سنة 1321 هـ، إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف.

له "طرز جديد" في مولد النبي، منظوم تركي، مطبوع.

* * *

(1)

قونية بالضم ثم السكون ونون مكسورة وياء مثناة من تحت خفيفة من أعظم مدن الإسلام بـ"الروم"، وبها وبـ "أقصرى" سكنى ملوكها، قال ابن الهروي: وبها قبر أفلاطون الحكيم بالكنيسة التي في جنب الجامع في كتاب الفتوح، انتهى معاوية بن حديج في غزوة "إفريقية" إلى "قونية"، وهي موضع مدينة "القيروان". انظر: معجم البلدان 4: 415.

* * راجع: هدية العارفين 1: 46.

ص: 83

‌78 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الحميد، رحمه اللّه تعالى، المؤسّس لمدرسة دار السنّة "برشورام

" *.

ولد سنة خمس وتسعمائة بعد الألف من الميلادي، بقرية "شاتوبور" من مدينة "ساغلنَيّه"، بمحافظة "فيني".

كان عالما تقيّا، وخرج من صلبه الشيخ إسماعيل، الذي انتخب مديرا بمدرسة دار السنّة، وتمّ الدراسة الابتدائية من مكتب القرية والمتوسطّة من مدرسة قائمة بـ "كُمِلّا، ثم التحق بالمدرسة العالية "سرسينه" للدراسة العليا، حتى تخرّج منها عالما محقّقا مع الفوز والنجاح. ثم أسّس مدرسة دار العلوم مع الشيخ عبد المتين، وبنى مدرسة دار السنّة سنة 1364 هـ، وقضى باقية حياته في التدريس بها.

وقد بايع في الطريقة والمعرفة على يد الشيخ نثار الدين رحمه الله تعالى، ثم رحل إلى العالم النحرير المفتي عزيز الحق رحمه الله تعالى، واتخذ صحبته حتى تغمَّده الله، وأعاذه برحمته، فلازم الشيخ علي أحمد، الذي كان من أتباع الشيخ عزيز الحق الخاصّة، فبايع على يده. فأذن له بالإجازة والتلقين.

توفي في شهر ديسمبر سنة 2000 م.

* * *

* راجع: مشايخ فيني ص 171 - 173.

ص: 84

‌79 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن حسام الدين البرسوي، المعروف بابن الخلّ

*.

كان يدرّس بـ"المدينة السلطانية".

توفي سنة 1092 هـ، اثنتين وتسعين وألف.

له "مفاتيح الفتوح في أحوال الروح"، وغير ذلك من المجاميع.

* * *

‌80 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المنبجي، الفقيه، المنعوت بهاء الدين

* *.

سمع منه أبو حفص عمر بن العديم، وذكره في "تاريخه"، فقال: شيخ حسن، وقور، فقيه، من أصحاب أبي حنيفة.

ولي التدريس بـ "الأتالكية"، بـ "باب مراغا

(1)

"، وأقام بها مدّة، ثم عاد إلى "منبج" في سنة إحدى وثلاثين وستمائة.

* راجع: هدية العارفين 1: 33.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 204.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 28.

(1)

"مراغا" التي أضيف الباب إليها، بضم الباء كسرها، وهي بلدة من أعمال "حلب"، في وادي "بطنان"، بين"منبج" و"حلب". انظر: معجم البلدان: 1/ 603.

ص: 85

وتوفي في حدود الأربعين وستّمائة، رحمه الله تعالى.

و "منبج

(1)

"، بفتح الميم، وسكون النون، كسر الباء الموحّدة، وبعدها جيم: من مدن "الشام".

* * *

‌81 - الشيخ الفاضل الفقيه البارع إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل، أبو الوفاء، وأبو الفضل، الكركى الأصل، القاهري المولد والدار

*.

(1)

منبج: من مدن "الشام"، بينها وبين "الفرات" ثلاثة فراسخ، وبينها وبين "حلب" عشرة فراسخ. منبج بالفتح ثم السكون وباء موحّدة مكسورة وجيم وهو بلد قديم، وما أظنّه إلا روميا إلا أن اشتقاقه في العربية يجوز أن يكون من أشياء، يقال: نبج الرجل ينبج إذا قعد في النبجة، وهي الأكمة، والموضع منبج، ويجوز أن يكون قياسا صحيحا، ويقال: نبج الكلب ينبج بالجيم مثل نبح ينبح معنى ووزنا، والموضع منبج. ويجوز أن يكون من النبيج، وهو طعام كانت العرب تتّخذه في المجاعة يخاض الوبر في اللبن، وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى لما غلب على "الشام"، وسمّاها من به أي أنا أجود، فعربت فقيل له: منبج، والرشيد أول من أفرد العواصم، كما ذكرنا في العواصم، وجعل مدينتها "منبج"، وأسكنها عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس. انظر: معجم البلدان 5: 255.

* راجع: الطبقات السنية 1: 204، 205.

وترجمته في شذرات الذهب 8: 102، 104، والضوء اللامع 1: 59 - 64، كشف الظنون 1: 155، 2: 1304، ومعجم المصنفين 3: 179 - 182، والنور السافر 108 - 110، وحدائق الحنفية ص 389.

ص: 86

وُلِدَ بـ "القاهرة"، سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، وأمّه جركسية، من خدم يشبك المشد.

حفظ القرآن، وجوّده على الشمس ابن الحِمَّصَاني، وأخذ الميقات عن البدر القَيْمُري

(1)

، والفقه والعربية عن الشمس إمام "الشيخونية"، وكذا أخذ عن النجم القرمي، قاضى العسكر، وقرأ "الصحيحين" على الشهاب ابن العطار، ولازم التقي الحصني في فنون، وكذا التقي الشمسي، والسيف الحنفي، وحضر دروس الكافيجى

(2)

في آخرين، وذكر أنه أخذ عن ابن الهمام، وغيره.

وذكر السخاوي أنه ولي المناصب الجليلة، وتقدّم في الدوله، وعاشر الملوك والوزراء والأمراء.

وساق له في "الضوء اللامع" ترجمة حافلة، وبالغ في مدحه، والثناء عليه.

وذكر أنه جمع في الفقه "فتاوى" في مجلّدين، وأنه صنف حاشية على "توضيح ابن هشام" في النحو.

وقال بعضهم: كانت سيرته غير محمودة، وطريقته غير مشكورة.

قال: وقد رأيتُ بخطّه مِن نظمه مُقرظًا لبعض الفضلاء المقتبسين من علمه، قوله:

فيالله دَرُّكَ مِن كتابٍ

حَوى مَا لم يُسَطَّرْ في كتاب

أتى ببلاغةٍ وفَصِيحِ لفظٍ

وأسْئلةٍ مُحَرَّرَةِ الجَوَاب

وتحققٍ وتدقيقٍ نَفيسٍ

به يُهْدَى لِمَعْرفةِ الصَّوَابِ

(1)

نسبة إلى قمير، وهي قلعة في الجبل، بين الموصل وخلاط. معجم البلدان 218:4.

(2)

لقب بذلك لكثرة اشتغاله بكتاب الكافية في النحو، وهو محمد بن سليمان بن سعد، وصحة رسم الكلمة "الكافية جي". انظر الشقائق النعمانية 1:124.

ص: 87

ومُنشِؤهُ جَزاهُ الله خيرًا

وضَاعَفَ أجْرَهُ يَوْمَ الحِسَاب

بفَضْلِ المصطِفَى خيْرِ البَرَايَا

إمام المرسَلين بلا ارتيابِ

فصَلَّى الله مَوْلانا عليه

وآتاهُ المآب الوَسيلةَ في

وناظِمهَا الإمام عُبيْدُ بَاب

يَرُومُ شفاعةً يَوْمَ الحِسَابِ

فيا مَوْلاي بَلِّغْهُ مُناهُ

وجُدْ وامْنُن بتَحْسِينِ الثَّوابِ

* * *

‌82 - الشيخ الفاضل الفقيه الضليع إبراهيم بن عبد الرحمن، السؤالاتي

*.

كان فقيها متبحرا، عالما كبيرا، أديبا أريبا، شاعرا مجيدا، من أهل "دمشق".

له موشّحات، ومقطوعات رقيقة.

وغلب عليه فقه الحنفية في كبره.

توفي في 1095 هـ.

‌83 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الرحمن القرماني

* *.

* راجع: الأعلام 1: 46.

وترجمته في خلاصة الأثر 1: 28، وحدائق الحنفية ص 442.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 46.

وترجمته في هدية العارفين 1: 28.

ص: 88

له "شرح شواهد مفتاح العلوم" للسكّاكي في المعاني، فرغ منه سنة 1000 هـ.

* * *

‌84 - الشيخ الفاضل الفقيه النبيل إبراهيم بن عبد الرزّاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الرسعني، أبو إسحاق، عرف بابن المحدّث

*.

سمع بـ "الموصل" من والده الإمام عزّ الدين، وتفقّه عليه

(1)

.

وكان فقيهًا، عالمًا، فاضلًا.

ذكره البرزالي في "معجم شيوخه"، وقال: كتبت عنه، وفاق أبناء جنسه معرفة، وذكاء.

وكان نبيهًا، نبيلًا، فاضلًا، عالمًا، متنسّكًا، ورعًا، حسن الأخلاق.

وله منظوم، ومنثور.

وشرح "القدوري"، وكتب الإنشاء بديوان "الموصل".

* راجع: الطبقات السنية 1: 206، 207.

وترجمته في تاج التَّراجم 4، والجواهر المضية برقم 29، كشف الظنون 1632، والمنهل الصافي 1: 84، 85. والرسعني: نسبة إلى مدينة رأس عين، وهي معروفة بـ "ديار بكر"، منها يخرج ماء "دجلة". انظر: معجم البلدان 1: 467.

(1)

قال التقي التميمي في الطبقات السنية: وقوله: "إنه تفقه على أبيه، فيه شبهة، لأن الصحيح أن أباه كان حنبلي المذهب، كما سيأتي في محله إن شاء الله، اللهم إلا أن يكون تفقه عليه حنبليا ثم صار حنفيا، والله أعلم".

ص: 89

أنشدني من شعره كثيرًا في كلّ فنّ.

مولده في جمادى الأولى، سنة اثنتين وأربعين وستمائة بـ "الموصل".

وتوفي في شهر رمضان، سنة خمس وتسعين وستمائة، بـ "دمشق"، ودُفن بسفح "قاسيون". انتهى.

كذا في "الجواهر المضية". إلخ

وقوله: إنه تفقّه على أبيه فيه شُبهة، لأن الصحيح أن أباه كان حنبلي المذهب، كما سيأتي في محلّه إن شاء الله، اللّهم إلا أن يكون تفقّه عليه حنبليًا، ثم صار حنفيًا، والله أعلم.

وذكره ابن شكر الكُتبي في "عيون التواريخ"، وأنشد له من الشعر قوله:

سَلامٌ مِن الصَّيِّب المقيم عَلى العهد

عَلَى نَازِحٍ دَانٍ خَليٍّ منَ الوَجْدِ

عَنِ العَين ناءٍ وهو في القلبِ حاضرٌ

بنفسي حبيبًا حاضرًا غائبًا أفْدِي

غَدَتْ أرْضُهُ نَجْدًا سقى ربعها الحيا

فأقصى المنى نجد ومن لّ في نجد

أبيت إذا ما فاحَ نَشْرُ نَسِيمِهَا

لِفَرْط الأسَى أطْوي الضُّلُوعَ عَلَى وقْدِ

وإن لاحَ مِن أكْنافِها لِيَ بَارِقٌ

فسُحْبُ دُمُوع العَيْنِ تَهْمى على الخَدِّ

كَلِفتُ به لا أنْثَنِي عَن صَبَابتي

بِهِ والجَوَى حَتَّى أؤسَّدَ في لَحْدِي

فيا عَاذِلي خَلِّ المِلَامَةَ في الهوَى

وكُنْ عاذرِي فاللَّومُ في الحُبِّ لا يُجْدِي

فلستُ أرَى عنه مدَى الدهرِ سَلْوةً

ولا ليَ مِنْهُ قَطُّ ما عِشْتُ مِن بُدِّ

* * *

‌85 - الشيخ العالم المحدّث إبراهيم بن عبد العلي بن رحيم بخش الآروي، أبو محمد

.

ص: 90

كان من العُلماء العاملين، وعباد الله الصالحين *.

وُلِدَ في سنة أربع وستين ومائتين بعد الألف، واشتغل بالعلم من صباه، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ المختصرات في بلدته، ثم سافر إلى "ديوبند".

وأخذ عن الشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، والمفتي لطف الله، وعن غيرهما من الأساتذة، ثم رجع إلى بلدته، وقرأ بعض الكتب الدرسيّة على مولانا سعادت حسين البهاري.

وكان مدرّسا في المدرسة العربية بـ "آره"، ثم سافر إلى "سهارنبور"، وقرأ الصحاح والسنن على الشيخ المحدّث أحمد علي بن لطف الله الحنفي السهارنبوري، ثم سافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار.

وأسند الحديث عن الشيخ أحمد بن زيني دحلان

(1)

الشافعي المدرّس في الحرم الشريف المكّي، والشيخ أحمد بن أسعد الدهان المكّي،

* راجع: نزهة الخواطر 8: 13،12.

(1)

أحمد بن السيّد زيني دحلان المفتي ورئيس العُلماء وشيخ الخطباء الشافعي المكّي. توفي بالمدينة المنوّرة في محرّم من سنة 1304 أربع وثلاثمائة وألف. من تصانيفه: "أسنى المطالب في نجاة أبي طالب"، و"تاريخ الدول الإسلامية بالجد أول المرضية" مطبوع، و"تنبيه الغافلين مختصر منهاج العابدين"، حاشية على "متن السمرقندية" في الآداب، و"خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام" من زمن النبي عليه السلام إلى وقتنا هذا بالتمام، و "الدرر السنية في الردّ على الوهابية"، ورسالة الاستعارات، ورسالة إعراب جاء زيد، و "رسالة البينات"، و "رسالة في بيان العلم من أيّ المقولات"، و"رسالة في فضائل الصلاة على النبي" صلى الله عليه وسلم، و"السيرة النبوية والآثار المحمدية" في مجلّدين، و "شرح الآجرومية"، و"فتح الجواد المنان شرح العقيدة المسماة بفيض الرحمن"، و"الفتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين وأهل البيت الطاهرين =

ص: 91

والمفتي محمد بن عبد الله بن حميد، مفتي الحنابلة بـ "مكّة"، والشيخ الأجلّ عبد الغني بن أبي سعيد الحنفي الدهلوي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري، والشيخ عبد الجبّار بن الفيض الأنصاري الناكبوري.

وعاد إلى "الهند"، وأسند الحديث عن الشيخ السيّد نذير حسين الحسيني الدهلوي المحدّث، والشيخ العلامة حسن بن محسن السبعي الأنصارى اليماني، وسافر إلى "أمرتسر"، وصحب الشيخ الكبير عبد الله بن محمد أعظم الغزنوى، واستفاض منه، وفي آخرَ عمره دخل بلدة "رائ بريلي"، وأخذ الطريقة عن السيّد ضياء النبي بن سعيد الدين الحسني الرائ بريلوي، ولازمه مدّة.

وكان عابدا، متهجّدا، يعمل بالنصوص الظاهرة، ولا يقلّد أحدا من الأئمة، ويدرّس، ويذكّر، وكانت مواعظه مقصورة على الحديث والقرآن، ويحترز عن إيراد الروايات الضعيفة، فضلًا عن الموضوعات، ويقرأ القرآن الكريم بلحن شجي، يأخذ بمجامع القلوب، وربما تأخذه الرقّة في أثناء الخطاب، وتأخذ الناس كلّهم، فيصير مجلس موعظته مجلس العزاء، (وقد أسّس في بلدته مدرسة دينية سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، سمّاها "المدرسة الأحمدية".

وجرتْ بينه بين الشيخ أمانة الله بن محمد فصيح الغازيبوري في التقليد ورفضه، من المنازعات ما لا تحويه بطون الصفحات، حتى اجتمعا في مجلس ندوة

= في مجلد"، و "الفوائد الزينية في شرح الألفية" للسيوطى، و "منهل العطشان على فتح الرحمن" في علم القراءات، و "النصر في أحكام صلاة العصر". انظر: هدية العارفين 1: 191.

ص: 92

العُلماء بـ "لكنو" سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف، فأصلح أعضاء الندوة بينهما، فبادر إبراهيم إلى المصافحة، فتصافحا على رؤوس الأشهاد، ولم يخالفا قطّ، ثم في آخر أمره تذكر عهده بزمزم والحطيم، وهاجر من "الهند"، فسافر إلى "الحجاز" و"نجد" وغيرهما من بلاد العرب، فمات بها.

وله مصنّفات عديدة، أحسنها:"طريق النجاة في ترجمة الصحاح من "المشكاة"، و "سليقه" ترجمة "الأدب المفرد" للإمام البخاري، وتفسير الجزء الآخر من القرآن الكريم، و "فقه محمدي" شرح "الدرر البهية" للشوكاني، و"أركان الإسلام"، و"القول المزيد في أحكام التقليد"، و "تلخيص الصرف"، و"تلخيص النحو"، وغير ذلك، كلّها بلغة أهل "الهند".

مات في اليوم السادس من ذي الحجّة سنة تسمع عشرة وثلاثمائة وألف، ودفن في "المعلّاة".

* * *

‌86 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الغني بن إبراهيم، القبطي، المعروف بالصاحب أمين الدين بن الهيصم

وزير مصري، تقدّم في أيام الجراكسة بـ"مصر"، واستوزر عدّة مرّات.

وُلِدَ 800 هـ، وتوفي 859 هـ.

* راجع: الأعلام 1:47.

وترجمته في بدائع الزهور 2: 48.

ص: 93

كان يميل إلى أهل العلم، وله اشتغال بالفقه الحنفي.

قال ابن إياس: كان نادرة في أبناء جنسه - القبط - مسدّدا في أمر الوزارة.

* * *

‌87 - الشيخ الفاضل أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الكريم بن أحمد بن أبي الغارات

*.

توفي سنة 628 هـ، ثمان وعشرين وستمائة.

له "شرح مختصر القدوري" في الفروع.

* * *

‌88 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الكريم بن أبي السعادات ابن كريم الموصلي

* *.

كان فقيها، شاعرا.

شرح قطعة كبيرة من "القدورى"، كنب الإنشاء لصاحب "الموصل"، ثم استعفى من ذلك.

توفي في 628 هـ.

* * *

* راجع: هدية العارفين 1: 11.

* راجع معجم المؤلفين 1: 50.

وترجمته في البداية والنهاية 13: 130، وتاج التَّراجم 3، كشف الظنون 1632.

ص: 94

‌89 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد القادر بن عمر البري. كان فقيها حنفيا، أديبا

*.

له نظم، في "ديوان" عند حفيد له بـ "المدينة".

وُلِدَ بـ "المدينة 1281 هـ، وتوفي بها 1354 هـ.

كان مرجعا للفتوى في العهد العثماني، ثم قاضيا في العهد السعودي (1344 - 1346)، وكان يجيد التركية، وقام برحلات إلى "الشام" و"الأنضول" و"المغرب" و"نجد".

كتب "تعليقا" لطيفا على "كنز الدقائق"، و"تعليقات" على "شرح المواقف".

* * *

‌90 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد اللطيف بن العلامة المخدوم هاشم التتوي السندي

* *.

وله "سحق الأغبياء من الطاعنين في كمل الأولياء وأتقياء العُلماء" وهذا الكتاب من محفوظات المدرسة مظهر العلوم بـ"كراتشي".

* * *

* راجع: الأعلام 1: 48.

من أعلام المدينة المنورة، في جريدة المدينة 27: 12: 1378.

* * راجع: الإمام ابن ماجة وكتاب السنن ص 124.

ص: 95

‌91 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهّاب المرشدي، المكّي

*.

وُلِدَ يوم الثلاثاء، منتصف صفر، سنة ستّ عشرة

(1)

وثمانمائة، بـ "مكة" المشرّفة.

وحفظ القرآن الكريم، و "القدوري"، واشتغل على أبيه.

وكان تاليًا لكناب الله تعالى، مُتعفّفًا عن الصدقات والزكوات، متقنّعًا مع ثروة.

مات في ظهر يوم الجمعة، عاشر صفر، سنة سبع وسبعين وثمانمائة، بـ "مكة المشرَّفة".

أرّخه ابن فهد. كذا في "الضوء اللامع" للسخاوي.

وهو من بيت العلم، والفضل، والديانة، وفي هذا الكتاب كثير من أهله وأقاربه.

* * *

‌92 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب، أبو إسحاق بن أبي عَمرو

* *،

* راجع: الطبقات السنية 1: 207، 208.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 73.

(1)

في الضوء اللامع: "تسع عشرة".

* * راجع: الطبقات السنية 1: 209.

وترجمته في أعيان الشيعة 5: 704، والجواهر المضية برقم 30، والعبر 5: 185، ولسان الميزان 1: 79، 80، وميزان الاعتدال 1:48.

ص: 96

الكاشغرى المحتد، البغدادي الدار والوفاة، الفقيه، الزكشي.

قال في "الجواهر": هكذا رأيته بخطّ الحافظ الدمياطي، فيما جمعه من الشيوخ الذين أجازوا له.

وقال: مولد الكاشغري بـ"بغداد"، في الثاني عشر من جمادى الأولى، سنة أربع وخمسين وخمسمائة.

ووفاته في سنة خمس وأربعين وستمائة.

وكان يتشيّع، رحمه الله تعالى.

و "كاشغر" بفتح الكاف بعدها ألف، ثم شين معجمة، وغين مفتوحة، وفي آخرها راء: من بلاد الشرق.

* * *

‌93 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن (درويش) عثمان، الحسني، الأرضرومي، الشهير بحقي

*.

كان عاملا، فلكيا.

من تصانيفه: "الأعمال الفلكية"، و"الإنسان الكامل"، و"تحفة الكرام"، و"ترتيب العلوم".

توفي في سنة 1195 هـ

* * *

‌94 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عثمان، أبو القاسم بن الوزّان

،

* راجع: معجم المؤلفين 1: 57.

ص: 97

القيرواني، اللغوي، النحوي *.

قال الزبيدي، وياقوت: كان إمامًا في النحو واللغة والعروض غير مُدافع، مع قلة ادِّعَاء وخفض جَناح، وانتهى من العلم إلى ما لعلّه لم يبلغه أحدٌ قبله، وأما مَنْ في زمانه فلا يُشكّ فيه.

وكان يحفظ "العين"، و"غرائب

(1)

أبي عبيد"، و "إصلاح المنطق" لابن السكّيت، و "كتاب سيبويه" وغير ذلك، ويميل إلى مذهب البصريين، مع إتقانه مذهب الكوفيين.

قال عبد الله المكفوف النحوي: ولو قال قائل: إنه أعلم من المبرّد وثعلب، لصدّقه مَنْ وقف على علمه.

وكان يستخرج من العربية ما لا يستخرجه أحدٌ، وله في النحو واللغة تصانيف كثيرة، وكان مع ذلك مُقصرًا في الشعر.

مات يوم عاشوراء، سنة ستّ وأربعين وثلاثمائة. رحمه اللّه تعالى.

كذا في "طبقات النحاة" للحافظ جلال الدين السيوطي، نقلتُه من نسخة مصحّحة بخطّه؛ وما أدري هل قوله "الحنفي" نسبة إلى المذهب، أو نسبة إلى القبيلة، لكن الذي يغلب على الظنّ هو الأول؛ لأن المذهب لأبي

* راجع: الطبقات السنية 1: 208، 209.

وترجمته في إنباء الرواة 1: 272 - 274، وبغية الوعاة 1: 419، والديباج المذهب 91، وشذرات الذهب 2: 3732، وطبقات اللغويين والنحاة للزبيدي 269 - 271، ومعجم الأدباء 1: 203، 254، ومعجم المصنفين للتونكي 3:232.

(1)

كذا في الأصول، وفي كتاب السيوطي الذي ينقل عنه المُصَنِّف:"وغريب أبي عبيد المُصَنِّف".

ص: 98

حنيفة كان في تلك البلاد أظهر المذاهب، إلى أن حمل المعزّ الناس على مذهب أبي الإمام مالك، وحسم مادة الخلاف في المذاهب، واستمرّ ذلك إلى الآن، وكانت ولادة المعزّ بـ "المنصورية"، سنة أربع وخمسين وأربعمائة، فيكون على هذا صاحب الترجمة متقدّمًا على المعزّ، وكان الغالب قبله مذهب أبي حنيفة، والغالب له الحكم، حتى يتبيّن خلافه.

ولم يذكره في "الجواهر".

* * *

‌95 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن خُشْنام بن أحمد الكردي، الحميدي، الحلبي، شمس الدين

*.

وُلِدَ في رجب سنة تسع وعشرين وستمائة.

وتفقّه، وسمع من أبي البقاء يعيش النحوي، وابن رواحة، ومكّي بن علان، ويوسف بن خليل، والعماد بن النحاس، وغيرهم، في صحبة ابن العديم.

ثم ولي قضاء "حمص"

(1)

، ثم إمامة الجامع بها، ونظر "المشهد الخالدى".

* راجع: الطبقات السنية 1: 210.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 43.

(1)

حِمْص بالكسر ثم السكون والصاد مهملة، بلد مشهور، قديم كبير مسور، وفي طرفه القبلي قلعة حصينة على تل عال كبيرة، وهي بين "دمشق" و "حلب" في نصف الطريق، يذكر ويؤنّث، بناه رجل، يقال له: حمص بن المهر بن جان بن مكنف، وقيل: حمص بن مكنف العمليقي. وقال أهل الاشتقاق: حمص الجرح يحمص حموصا، وانحمص ينحمص انحماصا: إذا ذهب ورمه. انظر: معجم البلدان 2: 302.

ص: 99

وكان شهمًا، شجاعًا، جريًا، فلمّا وصل التاتار

(1)

إلى "حمص" داخل غازان، وولي قضاء "حمص"، وحكم، وظلم، ثم سافر مع التاتار، فولّوه قضاء "خلاط"

(2)

، فأقام بها ستّ سنين.

ومات سنة خمس وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

ذكر ذلك البرزالي.

* * *

‌96 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن سعيد بن عبيد الله، السيّد، برهان الدين، بن العلاء * الحسيني، البقاعي الأصل الدمشقي

(3)

، الصالحي

.

(1)

كذا هنا وفيما يأتي، وفي الدرر:"التاتار، والترجمة منقولة عنه".

(2)

خلاط: بكسر أوله وآخره طاء مهملة: البلدة العامرة المشهورة ذات الخيرات الواسعة، والثمار اليانعة، طولها أربع وستون درجة ونصف وثلث، الإقليم الخامس وهي من فتوح عياض بن غنم سار من الجزيرة. انظر: معجم البلدان 2: 380.

* راجع: الطبقات السنية 1: 210، 211.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 75.

(3)

دمشق الشام: بكسر أوله وفتح ثانيه، هكذا رواه الجمهور، والكسر لغة فيه، وشين معجمة، وآخره قاف، البلدة المشهورة فصبة الشام، وهي جنة الأرض بلا خلاف، فحسن عمارة، ونضارة بقعة، وكثرة فاكهة، ونزاهة رقعة، كثرة مياه، ووجود مآرب. =

ص: 100

وُلِدَ بعد الخمسين تقريبًا، بـ"صالحية دمشق"، ونشأ بها.

وقرأ القرآن عند عمر اللؤلؤي الحنبلي.

= قال صاحب الزيج: دمشق طولها ستون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة ونصف، وهي في الإقليم الثالث.

وقال أهل السير: سمّيت دمشق بدماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السلام، فهذا قول ابن الكلبي.

وقال في موضع آخر: ولد يقطان بن عامر سالف، وهم السلف، وهو الذي بنى قصبة دمشق.

وقال آخرون: سمّيت بدمشق بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وهو أخو فلسطين وأيلياء وحمس والأردن، وبنى كلّ واحد موضعا، فسمّي به.

وقال أهل الثقة من أهل السير: إن آدم عليه السلام، كان ينزل في موضع يعرف الآن ببيت أنات وحوّاء في بيت لِهيّا وهابيل في مُقْرَى، وكان صاحب غنم، وقابيل في قنينة، وكان صاحب زرع، وهذه المواضع حول دمشق، وكان في الموضع الذي يعرف الآن بباب الساعات،. عند الجامع صخرة عظيمة يوضع عليها القربان، فما يقبل منه تنزل نار تحرقه، وما لا يقبل بقى على حاله، فكان هابيل قد جاء بكبش سمين من غنمه، فوضعه على الصخرة، فبقيت على حالها، فحسد قابيل أخاه، وتبعه إلى الحبل المعروف بقاسيون، المشرف على بقعة دمشق، وأراد قتله، فلم يدر كيف يصنع، فأتاه إبليس، فأخذ حجرا، وجعل يضرب به رأسه، فلمّا رآه أخذ حجرا، فضرب به رأس أخيه، فقتله على جبل قاسيون، وأنا رأيتُ هناك حجرا عليه شيء كالدم، يزعم أهل الشام أنه الحجر الذي قتله به، وأن ذلك الاحمرار الذي عليه أثر دم هابيل، وبين يديه مغارة تزار حسنة، يقال لها: مغارة الديم، لذلك رأيتها في لحف الجبل الذي يعرف بجبل قاسيون. معجم البلدان 2:463. الكلام 338.

ص: 101

وأخذ الفقه عن قاسم الرومي، والشرف بن عبد، والكمال بن شهاب النيسابوري، وعنه أخذ أصول الدين والنحو، والمنطق والمعاني.

ولازم عبد النبي المغربي في الأصلين، والحكمة، وأدب البحث، والمنطق، وغيرهما.

وجوّد القرآن على عبد الله بن العجمي الرفاء.

وسمع الحديث على البرهان بن مفلح، وغيره.

وأم بـ"الريحانية"

(1)

، وتكسَّب بالشهادة، وحجّ، وجاور.

قال السخاوي: ولازمني حينئذ، حتى قرأ "شرحي" على "التقريب" للنووي، كتبه بخطّه"، بل وسمع في "شرحى للألفية"، وكذا "شرح المُصَنِّف".

وكان إنسانًا فاضلًا، يستحضر كثيرًا من "البخاري"، وغيره. رحمه الله تعالى.

* * *

‌97 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد، نجم الدين، أبو إسحاق، الطَّرَسُوسي، ابن القاضي عماد الدين

*.

(1)

المدرسة الريحانية: جوار المدرسة النورية لغرب. الدارس 1: 522.

* راجع: الطبقات السنية 1: 213، 215.

وترجمته في إيضاح المكنون 1: 137، 430، 615، وتاج التَّراجم 4، والجواهر المضية برقم 148، والدارس 6231، والدرر الكامنة 1: 44، 45، =

ص: 102

كذا ترجمه ابن قطلوبغا، واللبودي، وغيرهما، فيمن اسمه إبراهيم، وترجمه صاحب "الجواهر" فيمن اسمه أحمد، وأسقط اسم جدّه أحمد، والصحيح الأول

(1)

.

وُلِدَ سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.

وناب عن أبيه في قضاء "دمشق"، ثم وليه استقلالًا في سنة ستّ وأربعين، ونزل له أبوه عنه، فباشره مباشرة حسنة، ولكن أجلس المالكى فوقه لكبر سنّه، إلى أن مات المالكي، فعاد إلى مكانه.

وله نظم رقيق، منه قوله

(2)

:

مَن لي مُعيدٌ في دِمَشْقَ لَيَاليًا

قَضَّيْتُها والعَوْدُ عِنديَ أحْمَدُ

بَلَدٌ تفُوقُ على البلادِ شَمائلًا

ويَذُوبُ غَيظًا من ثَرَاها العَسْجَدُ

(3)

وكانتْ وفاته في شعبان، في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، وكانت جنازته حافلة، وصلّى عليه أمير علي المارداني، نائب "دمشق"، إمامًا.

وكان له سماع من أبي نصر بن الشيرازي، والحجّار، وغيرهما.

وخرّج له بعض الطلبة "مشيخة".

= والفوائد البهية 10، 11، نقلًا عن كتائب أعلام الأخيار، وقضاة دمشق 198، كشف الظنون 1: 33، 97، 127، 183، 364، 705 - 830، 858، 910، 1098، 1166، 1167، 1226، 1300 - 1616، 1832، 1867، 2019، 2039، ومعجم المصنفين 3: 241 - 244، من ذيول العبر (ذيل الحسيني) 315، 316، والمنهل الصافي 1: 110، 111، والنجوم الزاهرة 10:326.

(1)

انظر حاشية الجواهر المضية 1: 213.

(2)

البيتان في الدرر الكامنة 1: 44.

(3)

تقدم التعريف بها في الترجمة السابقة.

ص: 103

ولما نازعه علاء الدين بن الأطروش في تدريس "الخاتونية"، كتب له أئمة "الشام" إذ ذاك محضرًا، بالغوا في الثناء عليه، منهم: أبو البقاء السبكي، وقال فيه: إنه شيخ الحنفية بـ "الشام".

وكتب فيه أيضًا الشيخ ناصر الدين بن مؤذّن "الربوة"، وغيره.

قال الحُسيني في حقّه: برع في الفقه، والأصول، ودرّس، وأفتى، وناظر، وأفاد، مع الديانة، والصيانة، والتعفّف.

وقال في "المنهل": نشأ في حياة والده

(1)

، وتصدّر للإقراء سنين، وناب في الحكم عن والده، ثم استقلّ بالوظيفة، وحسُنت سيرته.

وكان إمامًا، عالمًا، عفيفًا، وقورًا، مُعظمًا في الدولة، وله تصانيف كثيرة. انتهى.

ومن تصانيفه: "الفتاوى الطرسوسية"، و "أرجوزة في معرفة ما بين الأشاعرة والحنفية من الخلاف في أصول الدين".

وذكره ابن طولون في "الغرف العلية"، وأثنى عليه، وعدّ له من المصنّفات غير ما ها هنا، وكتاب "رفع الكلفة عن الإخوان في ذكر ما قدم فيه القياس على الاستحسان"، وكتاب "مناسك الحج" مطوّل، وكتاب "الاختلافات الواقعة في المصنفات"، وكتاب "محظورات الإحرام"، وكتاب "الإشارات في ضبط المشكلات" عدّة مجلّدات، وكتاب "الإعلام في مصطلح الشهود والحكام"، وكتاب "الفوائد المنظومة" في الفقه.

(1)

لم يذكر في المنهل أنه نشأ في حياة والده، إنما قال:"ونشأ بدمشق" وفي هامش المنهل ما يدلّ على أن بالنسخة بياضا، والنقل هنا فيه بعض اختلاف.

ص: 104

وترجمه صاحب "الجواهر" في الأحمدين

(1)

، والصحيح ما هنا. رحمه الله تعالى.

قلت: سيأتي ذكر والده في حرف العين إن شاء الله تعالى، ونسبته إلى "طرَسَوس"، بفتح الطاء والراء المهملتين بعدها سين مهملة مضمومة بعدها واو بعدها سين مهملة. كذا ضبطه النووي في

(2)

"تهذيب الأسماء واللغات"،

(1)

سبقت الإشارة إلى هذا في صدر الترجمة.

(2)

هو كتاب مفيد مشهور، أوله: الحمد لله خالق المصنوعات. إلخ. جمع فيه الألفاظ الموجودة في "مختصر المزني"، و "المهذب"، و "الوسيط"، و"التنبيه"، و "الوجيز"، و "الروضة"، و "شرحها"، وضمّ إليها قدرا كثيرا من أسماء الرجال، الذين يتداول أسماؤهم، ويحتاج إلى معرفة أخبارهم، ورتّبه على قسمين. الأول في الأسماء، قد طبع في ستة أجزاء صغار في مدينة لبسيك. والثاني في اللغات، وقد طالعته مرة بعد مرة، ومؤلفه شيخ الإسلام يحيى بن شرف بن حسن بن حسين محيي الدين النووي الشافعي، وُلد سنة 616 هـ، وقدم به والده "دمشق" سنة 649 هـ، وسكن المدرسة، ولازم كمال الدين المغربي، وحجّ مع والده سنة 650 هـ، وبرع في العلوم، وصار محقّقا في فنونه، مدقّقا في عمله، حافظا للحديث، عارفا بأنواعه. وكان لا يضيع وقتا إلا في وظيفة من الاشتغال، وكان لا يأكلُ إلا قدرا بعد العشاء، ولم يتزوّج قط، وتوفي بعد ما زار "القدس" في رجب سنة 677 هـ، ومن تصانيفه:"الروضة"، و"المنهاج"، و"شرح المهذب"، و "شرح صحيح مسلم"، و "كتاب الأذكار"، و"رياض الصالحين"، و "المناسك"، و "الأربعون"، و "التبيان في آداب حملة القرآن"، و "كتاب المبهمات"، و "التحرير في ألفاظ التنبيه"، و "نكت التنبيه". قلت:"كتاب التنبيه" لأبى إسحاق الشيرازي، وقد طبع. و"الخلاصة"، و"الإرشاد"، و "تقريب التيسير"، و "مختصر الإرشاد" و "تحفة الطالب"، و"النبيه شرح =

ص: 105

وابن خلكان في

(1)

"وفيات الأعيان"، وكذا ضبطه السمعاني، وقال: هي من "بلاد الثغر بـ "الشام"، وكان يضرب بعيدها المثل، لأنها ثغر وأهلها يتزيّنون،

= التنبيه"، و "نكت على الوسيط"، و "شرح الوسيط"، وشرح قطعة من "صحيح البخاري"، و "طبقات الشافعية"، و "دروس المسائل"، ورسالة في الاستسقاء، ورسالة في استحباب القيام لأهل الفضل، وأخرى في قسمة الغنائم، والأصول والضوابط والإشارات على "الروضة". كذا في "طبقات الشافعية" لتقي الدين بن شهبة الدمشقي. وقد طالعت من تصانيفه "شرح صحيح مسلم"، واسمه "المنهاج"، ورسالة مبهمات الحديث، واسمها "الإشارات"، ورسالة القيام، والتبيان، و"تهذيب الأسماء واللغات"، و"رياض الصالحين"، و "الأذكار"، و "الأربعين"، و "المنهاج"، و "التقريب"، في أصول الحديث، كل تصانيفه مقبولة مشتملة على درر منثورة.

(1)

هو "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" لابن خلكان. قد طالعت أكثره، أوله: بعد حمد الله الذي تفرّد بالبقاء، وحكم على عباده بالموت والفناء. إلخ. أورد فيه تراجم جماعة من العُلماء، وطوائف من الملوك والأمراء والشعراء، وبسط الكلام، خصوصًا في تراجم الأدباء والسلاطين العظام. وقال في آخره: إنه فرغ منه في اليوم الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 672 هـ بـ "القاهرة"، وإنه شرع فيه بـ "القاهرة"، فلما وصل إلى ترجمة يحيى البرمكي سافر إلى "الشام"، مع السلطان، ودخل "دمشق" سنة 659 هـ، وقلد القضاء هناك، فوقعت الطفرة عن إتمامه، ثم حصل له الانفصال من "الشام، وخرج من "دمشق" سنة 669 هـ، ووصل إلى "القاهرة"، فأتم هذا الكتاب، وذكر في ترجمة أم المؤيد النيسابورية أن له منها أجازة، وأن مولده يوم الخميس حادي عشر ربيع الآخر سنة 608 هـ بمدينة "أربل" سنة 623 هـ، ودخل "حلب"، وأقام سنين. وقال اليافعي في "مرآة الجنان" في حوادث سنة 681 هـ فيها =

ص: 106

ويخرجون بالأسلحة الكثيرة المليحة، والخيل الحسان، ليصل الخوف إلى الكفار. انتهى ملخصا.

* * *

‌98 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن يوسف بن إبراهيم بن علي الدمشقي

،

= توفي قاضي القضاة شمس الدين أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان الأربلي الشافعي، ولد سنة 608 هـ، وسمع "البخاري" من ابن مكرم، وأجاز له المؤيد الطوسي، وتفقه بـ"الموصل" على الكمال بن يونس، وبـ"الشام" على ابن شداد، ولقي كبار العُلماء، وبرع في الفضائل، وسكن بـ"مصر" مدة، وولى قضاء "الشام" عشر سنين، ثم عزل بعز الدين بن الصائغ، وأقام معزولا بـ"مصر"، ثم أعيد إلى قضاء "الشام"، وكان عالما، بارعا، عارفا بالمذهب، جيد القريحة، بصيرا بالشعر. له كتاب "وفيات الأعيان" من أحسن ما صنف في الفن. انتهى كلامه ملخصا. واختلف في ضبط لفظ خلكان، ووجه شهرته بابن خلكان، فنقل عبد القادر العيدروس في "النور السافر في أخبار القرن العاشر" عن قطب الدين المكّي أنه قال: إن لفظ خلكان ضبط على صورة الفعلين، خلّ أمر من خلّى أي ترك، وكان ناقصة، وسبب تسميته بذلك أنه كان كثيرًا يقول: كان والدي كذا كان، والدي كذا، فقيل: خلِّ كان كان، ورأيت من ضبط بسكون اللام، والباقى على حاله. انتهى. وفي "طبقات الشافعية" لابن شهبة قال الأسنوي: خلكان قرية، وهو وهم من الأسنوي، وإنما هو اسم بعض أجداده. انتهى.

ص: 107

ابن قاضي "حصن الأكرادا"

(1)

، برهان الدين، ابن كمال الدين، المعروف بابن عبد الحق *.

وعبد الحق هذا هو ابن خلف الواسطى الحنبلي، جدّ صاحب الترجمة لأمّه.

وُلِدَ إبراهيم سنة سبع، أو تسع وستين وستمائة.

وتفقّه على الظهير أبي الربيع سليمان، وغيره.

وأخذ الأصول والعربية عن ظهير الدين الرومي، والصفي الهندي، والمجد التونسى وغيرهم.

ودخل إلى "القاهرة"، وأخذ عن ابن دقيق العيد، وأذن له بالإفتاء، وأخذ عن السروجي، وغيره.

(1)

حصن الأكراد: هو حصن منيع حصين على الجبل الذي يقابل "حمص" من جهة الغرب، وهو "جبل الجليل" المتصل بـ "جبل لبنان"، وهو بين "بعلبك" و "حمص"، وكان بعض أمراء "الشام" قد بنى في موضعه برجا، وجعل فيه قوما من الأكراد طليعة بينه وبين الفرنج، وأجرى لهم أرزاقا، فتديروها بأهاليهم، ثم خافوا على أنفسهم في غارة، فجعلوا يحصنونه إلى أن صارت قلعة حصينة منعت الفرنج عن كثر من غاراتهم، فنازلوه فباعه الأكراد منهم، ورجعوا إلى بلادهم، وملكه الفرنج، وهو في أيديهم إلى هذه الغاية، وبينه وبين "حمص" يوم، ولا يستطيع صاحبها انتزاعها من أيديهم.

* راجع: الطبقات السنية 1: 211، 213.

وترجمته في البداية والنهاية 14: 212، وتاج التَّراجم 5، والجواهر المضية برقم 31، والدرر الكامنة 1: 48، 49، والدارس 1: 606، كشف الظنون 1: 10، 2: 1007، 1852، 1920، 1981، 2037، ومعجم المصنفين للتونكي 3: 244 - 247، والمنهل الصافي 1: 108، 109، والنجوم الزاهرة 10:104. وجاء اسمه في الدر الكامنة إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد".

ص: 108

وسمع على أبيه كمال الدين علي، وعمّه نجم الدين إسماعيل، وشرف الدين الفزاري، والفخر بن البخاري، وغيرهم.

وتصدّر للتدريس، بـ "دمشق"، وحدّث، وخرّج له الحافظ علم الدين البرزالي "مشيخة"، وحدّث بها بـ "القاهرة"، بقراءة التاج ابن مكتوم.

ثم طلب إلى "مصر"، بعد وفاة شمس الدين الحريري

(1)

، وفوّض إليه قضاء "الديار المصرية"، ودرّس في عدّة أمكن.

ولم يزل قاضيًا، إلى أن صرف هو والقاضي جلال الدين القزويني معًا، فرجع إلى "دمشق"، واستقرّ مكانه الحسام الغوري

(2)

.

قال ابن حجر: وكان يقال: إنه انتهتْ إليه رياسة المذهب في عصره، وكان يقرّر "الهداية" تقريرًا بليغًا، وصرف عن القضاء في النصف من جمادى، سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، فرجع إلى "الشام"، ودرس بـ "العذراوية"

(3)

، و "الخاتونية"

(4)

، رافعًا أعلام العلم، إلى أن مضى لسبيله، في ذي الحجّة، سنة أربع وأربعين وسبعمائة. انتهى.

وله من التصانيف "شرح الهداية"، ضمنه الآثار، ومذاهب السلف - قال في "الجواهر": رأيتُ منه قطعة، وما أظنّه كمله -، و"المنتقى" في فروع

(1)

هو شمس الدين محمد بن عثمان، تأتي ترجمته برقم في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

هو الحسن بن محمد، تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(3)

المدرسة العذراوية، بحارة الغرباء، داخل باب النصر، بدمشق. الدارس 1:373.

(4)

هي المدرسة الخاتونية، البرانية، على الشرف القبلي، عند مكان يسمى صنعاء الشام المطل على وادي الشقراء، وهي مسجد خاتون. الدارس 1:502.

ص: 109

المسائل، و "نوازل الوقائع "في مجلّد، و "إجارة الإقطاع"

(1)

في مجلّد، و "إجارة الأوقاف زيادة على المدّة"، و "مسألة قتل المسلم بالكافر"، واختصر "السنن الكبير"، للبيهقي، في خمس مجلّدات، واختصر "التحقيق"

(2)

لابن الجوزي، في أحاديث الخلاف، واختصر "ناسخ الحديث ومنسوخه" لأبي حفص بن شاهين.

وكان رحمه الله تعالى من محاسن الزمان، وفيه يقول الأديب شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الدمشقي، لما ولي الحكم بـ "مصر"، من أبيات:

طُوبَى لمِصْر فقد حَلَّ السُّرُورُ بها

من بَعْد مَا رُمِيتْ دَهرًا بأَحزانِ

كِنانةُ الله قد قامَ الدَّليلُ على

تفْضِيلِها من بَنِي حَقٍّ ببُرْهَانِ

أكْرِمْ بها وبقاضيها فقد جمعتْ

نِهايةَ الوَصْفِ من حُسْنٍ وإحسَانِ

قد كان قِدْمًا بِهَا بَحْرٌ وفاض بها

بَحْرُ العلُوم فِفيها الآن بَحْرانِ

غدا بها مذهب النُّعمانِ ذَا شَرَفٍ

بأوْحَدٍ مَالَه في فضلِه ثَانِ

دَعَاه للمَنْصبِ السُّلطانُ مُنْتخًا

لا عِزَّ في دَوْةٍ إلا بسُلْطانِ

فاسْلَمْ بها حَاكمَ الحُكَّامِ في دَعَةٍ

مَا غَنَّتِ الوُرْقُ تَحْرِيكًا لِعِيدَانِ

* * *

(1)

إجارة الإقطاع: مجلّد للشيخ برهان الدين إبراهيم بن علي بن عبد الحق الدمشقي الحنفي المتوفى سنة أربع وأربعين وسبعمائة، وللشيخ قاسم بن قطلوبغا المصري الحنفي، المتوفى سنة تسع وسبعين وثمانمائة. انظر: كشف الظنون 1: 1.

(2)

في المنهل الصافي: 1/ 109 أن كتاب ابن الجوزي اسمه "التحقيق في أحاديث الخلاف"، وانظر: مقدمة تحقيق أخبار الظراف والمتماجنين: 79.

ص: 110

‌99 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي بن أحمد بن يزيد، برهان الدين، الديري، القادري

*.

توفي سنة 872 هـ، اثنتين وسبعين وثمانمائة.

صنّف "رفع الالتباس ودفع الوسواس"، و "مفاتيح المطالب ورقبة الطالب"، و "مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني".

* * *

‌100 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي بن أحمد بن يوسف بن إبراهيم، المعروف بابن عبد الحق الواسطي

(1)

، الدمشقي

،

* راجع: هدية العارفين 1: 21.

(1)

الواسطي: بكسر السين والطاء المهملتين، هذه النسبة إلى خمسة مواضع:

أولها: واسط العراق، ويقال لها: واسط القصب، بناها الحجّاج بن يوسف أمير العراق في سنة ثلاث وثمانين من الهجرة، وقيل لها: واسط، لأنها في وسط العراقين، البصرة والكوفة، وهي واسطتها، خرج جماعة من أهل العلم في كل فن، وفيهم كثرة وشهرة، وصنف تاريخها أسلم بن سهل بَحْشل.

الثاني: منسوب إلى واسط الرقّة، قال أبو علي محمد بن سعيد الحرّاني صاحب تاريخ الرقّة: والمشهور منها سعيد بن أبي سعيد الواسطي، واسم أبيه مسلم بن ثابت، الخراساني، سكن واسط الرقّة وكان شيخا، صالحا. =

ص: 111

(أبو إسحاق، برهان الدين)، قاضي القضاة *

كان عالما، فقيها، محدّثا.

وُلِدَ 668 هـ، وتوفي 744 هـ بـ "دمشق".

وضع شرحا على "الهداية" في فروع الحنفية، واختصر "البيهقى" في خمس مجلّدات، و "كتاب التحقيق" لابن الجوزي، ووضع كتابا في الفروع الفقهية، سمّاه "المنتقى"، وله "نوازل الوقايع".

* * *

‌101 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي بن حسين الأطاسي الحمصي

* *.

ولقّب ببرهان الدين، وكان عالما بارعا، فقيها كاملا، إماما فاضلًا.

ولد عام 1122 هـ.

= الثالث: واسط نوقان، وهي قرية على باب نوقان طوس، يقال لها: واسط اليهود.

الرابع: منسوب إلى واسط مرزباد، وهي قرية بالقرب من مطيراباذ، كان بها جماعة من الفضلاء.

الخامس: إلى واسط، وهي قرية ببلخ. الأنساب للسمعاني 5: 561، 562.

* راجع: معجم المؤلفين 1: 63.

تاج التَّراجم 3، والمنهل الصافي 1: 108، 109، ومعجم المصنفين 3: 244 - 247، والجواهر المضية 1، 42، 43، كشف الظنون 10، 379، 881، 1007، 1852، 1920، 1981، 2037.

* * راجع: حدائق الحنفية ص 471.

ص: 112

رحل إلى "المصر"، وبقي بـ"الأزهر" لبضعة سنين، حتى برع في العلوم، وحصل على الإجازة عن شيوخه في الإفتاء والتدريس، ثم رجع إلى وطنه، وظلّ شاغلا بالتدريس والإفتاء.

توفي سنة 1196 هـ.

* * *

‌102 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي بن عبد الوهّاب، الأنصاري، عرف بابن حمود

*.

تفقّه على الفقيه الري ندي بن عبد الغني مدّة، وحصل من معرفة المذهب قطعة صالحة.

وأعاد بـ "المدرسة السيوفية"

(1)

بـ "القاهرة".

وحصل كتبًا حسنة، ونظر في شيء من علم الحديث.

* راجع: الطبقات السنية 1: 215.

وترجمته في الجواهر المضية، برقم 32.

(1)

المدرسة السيوفية: أول مدرسة وقفتْ على الحنفية بـ "ديار مصر"، وقفها عليهم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، سنة اثنتين وخمسمائة، وعرفت بـ "المدرسة السيوفية"، لأن السيوفيين كان في ذلك على بابها.

وتعرف هذه المدرسة اليوم باسم الشيخ مطهر، الذي بأول "شارع الخردجية" على يسار الداخل إليه من جهة "شارع السكة الجديدة". انظر: حاشية النجوم الزاهرة 5/ 290.

ص: 113

وتوفي بـ "القاهرة"، في ثاني صفر، سنة اثنتين وأربعين وستمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌103 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي بن منصوره، أخو القاضي صدر الدين

*.

كان يتعانى الشهادة، وولي قضاء بعض "البلاد الشامية"، ثم ولي الحسبة مدّة.

وكان لا بأس به، وعنده فضيلة.

مات في ربيع الأول، سنة سبع وتسعين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌104 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن السيّد علي، الطرابلسي، نزيل "بيروت

" * *.

توفي برجب سنة 1308 هـ، ثمان وثلاث مائة وألف.

له من التصانيف: "إبداع الإبدا لفتح أبواب البنا"، و"تفصيل اللؤلؤ والمرجان في فصول الحكم والبيان" في الحكم والآداب والنصائح، و"ديوان شعره" في القصائد سبعين كراسا، و"الذيل على ثمرات الأوراق" لابن الحجّة،

* راجع: الطبقات السنية 1: 216.

وترجمته في إنباء الغمر 1:

* * راجع: هدية العارفين 1: 45.

ص: 114

و "عقود المناظرة في بدايع المغائرة" في جزئين، و"فرائد الأطواق في أجياد محاسن الأخلاق"، و"فرائد اللآل في مجمع الأمثال" للميداني، نظما وشرحا، مجلّدا كبيرا، مطبوع، و"كشف الأرب عن شرّ الأدب"، و"كشف المعاني والبيان عن رسائل بديع الزمان"، أعني شرح الرسائل، مطبوع، و "المقامات"، و "منظومة في مولد النبي" صلى الله عليه وسلم، و "منظومة اللآل في الحكم والأمثال"، و"مهذّب التهذيب" في المنطق، و "نشوة الصهباء في صناعة الإنشاء"، و"النفع المسكي في شعر البيروتي".

* * *

‌105 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي الرومي، القسطنطيني

*.

رئيس طائفة الجندي المعروفين بالعربجية في الدولة العثمانية.

كان عالما فاضلًا بارعا في علوم القرآن، قد علّق على "كشف الظنون"، للكاتب الجلبي الرومي، وترجم "كتاب صدر الشريعة".

ومات في طريقه إلى الحجّ سنة 1189 هـ.

* * *

‌106 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي المِرْغيناني، الملقّب نظام الدين

،

* راجع: حدائق الحنفية ص 469، ومعجم المؤلفين 1: 65، وترجمته في سلك الدرر 1: 14، 15، وهدية العارفين 1: 38، ومعجم المصنفين 3: 269 - 272.

ص: 115

أبو إسحاق *،

أحد مشايخ قاضي خان، وقد انتفع به، وتفقّه عليه، وتخرّج به، رحمهما الله تعالى.

* * *

‌107 - الشيخ الفاضل برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم، السوبيني (سوبين من قرى حماة) ثم الطرابلسي، القاضي بـ"دمشق

" * *.

توفي سنة 858 هـ ثمان وخمسين وثمانمائة.

صنّف "الابتهاج في لغات المهمّات" للنووي. ثلاث مجلّدات. "اقدار الرائض على الفتوى في الفرائض"، وهو "شرح فرائض المنهاج" للنووي، "التجنيس في الحساب"، و"الضياء الكامل في إيضاح الشامل" في الحساب، و"شرح منهاج الطالبين".

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 216.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 33. والمرغيناني: بالفتح ثم السكون وغين معجمة مكسورة والياء سكنة ونون وآخره نون أخرى، نسبة إلى مَرْغينان، وهي مدينة من مشاهير بلاد فرغانة. انظر: اللباب 3: 126.

* * راجع هدية العارفين 1: 20.

ص: 116

‌108 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن عمر بن حمّاد بن أبي حنيفة

*.

روي عنه أنه قال: قال أبو حنيفة: لا يكتني بكنيتي بعدي إلا مجنون.

قال: فرأينا عدّة اكتنوا بها، فكان في عقولهم ضعف.

وسيأتي كلّ من عمر وحمّاد، في بابه، إن شاء الله تعالى.

* * *

‌109 - الشيخ الفاضل المحدّث الكبير إبراهيم بن عمر بن علي بن عمر بن محمد بن أبي بكر العلوي الفقيه، المحدّث، أبو إسحاق

* *.

قال الخزرجي: كان فقيهًا، نبيهًا، حنفيّ المذهب، عارفًا، محقّقًا، وإليه انتهت الرياسة في علم الحديث بـ"اليمن".

وأخذ عن كبار العلماء كابن أبي الخير الشماخي، وإبراهيم بن محمد الطبري، والحجّار، وغيرهم.

وعنه أخذ فقهاء العصر، وإليه كانت الرحلة من الآفاق، وحضر مجلسه جلّة العُلماء.

* راجع: الطبقات السنية 1: 216.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 34.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 217.

وترجمته في العقود اللؤلؤية 2: 90، 91.

ص: 117

وكان جامعًا بين فضيلتي العلم والعمل، وكان متواضعًا، سهل الأخلاق، كثير البشاشة، مسموع القول، له قبول عظيم عند الخاص والعام.

درّس في "مدرسة أم السلطان المجاهد" بـ "زَبِيْد".

وكان ميلاده سنة ثلاث وتسعين وستمائة.

وتوفي ليلة السبت، عشرين ذي الحجّة، سنة اثنين وخمسين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌110 - الشيخ الفاضل شيخ القرّاء القارئ إبراهيم بن فناء الله الميانجي الأجَانَوِي الكُمِلّائي، التلميذ الخاص للشيخ الإمام رشيد أحمد الكنكوهي، رحمه الله تعالى

*.

ولد بقرية "نُلُوَا" القريبة من مدينة "نُوَاخَالي" نحو سنة 1289 هـ. وكان أبوه فناء الله الميانجي رجلًا مشهورًا.

بدأ التعليم الابتدائي في اللغة العربية والفارسية في قريته، ثم ارتحل إلى مدرسة "كلكة"، ومكث مدة، ثم سافر إلى "مكّة المكرّمة" للدراسة العليا. فالتحق بالمدرسة الصولتية بجوار الحرم الشريف، وأخذ الإجازة في علم القراءة من القارئ المشهور الشيخ بركشوش رحمه الله تعالى. وذات يوم سمع الملك شريف حسين قراءته، فتعجّب من قراءته، فعيّنه مدرّسا بالمدرسة الصولتية. فبقي هنا منذ عشر سنين. وكان الشيخ إبراهيم طار صيته إلى نواحي مكة المكرمة. فتعجّب الناس منه، وتمنّوا القرابة منه، فزوّجه رجل مكّي ابنته العالمة. ثم رجع إلى وطنه بزوجته، وهو شابّ. فذات يوم تلا القرآن الكريم بقرية

* راجع: مشايخ كملا 1: 1 - 4.

ص: 118

"دولة بور" حتى سلب قلب رجل غني، فزوّجه الرجل ابنته. وبنى في وطنه مسجدا ومدرسة ومسكنا للطلّاب. فكان يعلّم القرآن باللهجة المكّية والمدنية والنجدية والمصرية، ثم سار إلى طريق "كنكوه" في "الهند"، ولازم الشيخ الإمام رشيد أحمد الكنكوهي، وبايع في الطريقة على يده، وكان عالما بارعا، قارئا محقّقا، جدّا.

أجازه الكنكوهي في الإرشاد والتلقين، فرجع إلى وطنه، وصار مشغولا بالتدريس، بنى جامعة كبيرة، شهيرة بالجامعة الإبراهيمية.

وتوفي سنة 1369 هـ. وهو شيخ ثمانين، ودفن بالمقبرة الإبراهيمية بـ "أجاني".

* * *

‌111 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن الكركي، المصري، قاضي القضاة، برهان الدين

*.

ولي قضاء "الديار المصرية" عوضًا عن عبد البر بن الشِّحْنة

(1)

، سادس عشر رجب، سنة ثمان عشرة وتسعمائة.

وكان له نهار مشهور.

وتوفي سنة ثلاث وعشرين، وصلَّى عليه صلاة الغائب بـ "دمشق".

كذا نقلته من "الغرف العلية".

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 258.

(1)

ابن الشِّحْنة: وهو محبّ الدين عبد البر بن محمد، المتوفى 921 هـ.

ص: 119

‌112 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن زين العابدين القاسم، الحلبي، نزيل "بروسة

" *.

توفي سنة 983 هـ، ثلاث وثمانين وتسعمائة.

له "شرح قصيدة بابا آفندي"، و"مناقب أمير سلطان".

* * *

‌113 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن ظهير الدين برهان الدين السلموني الأصل، القاهري الحنفي، والد بدر الدين محمد الآتي، ويعرف بابن ظهير - بفتح المعجمة وكسر الهاء كوزير

* *.

كان والده يذكر فيما قيل بالفضل، فنشأ هذا طالب علم إلى أن باشر النقابة والنيابة عند التَّفِهْني، ورقاه السلطان، حتى استقرّ به في نظر الأوقاف والزرد خاناة والعمائر السلطانية، ثم الإصطبلات، عوضًا عن البرهان بن الديري، وقبل ذلك ولي الشهادة على بعض ديوان الفخري عثمان بن الطاهر.

وحجّ، وسافر إلى "الطور" بسبب الكشف على كنائسها، وكذا باشر حين كان ناظر الأوقاف كشف الكنيسة المنسوبة للملكيين في قصر الشمع،

* هدية العارفين 1: 28.

* * راجع: الضوء اللامع 1: 121، 122.

وترجمته في الطبقات السنية 1: 219.

ص: 120

وكأن المعين له لنظر الأوقاف شيخنا، ورسم له بعدم التعرّض للأوقاف المشمولة بنظر القضاة الأربع، وكان ماهرًا في المباشرة ذو وجاهة.

مات في يوم الاثنين ثالث صفر سنة ثلاث وخمسين مطعونًا، ولم يكمل الستّين، وصلّى عليه من الغد بمصلّى باب النصر، ودفن بالتربة المعروفة بهم تجاه "تربة يلبغا العمري" بالصحراء - عفا الله عنه ورحمه -.

* * *

‌114 - العالم الفاضل المولى الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي، خطيب جامع السلطان محمد خان بمدينة "قسطنطينية

*".

كان رحمه الله تعالى من مدينة "حلب"، وقرأ هناك على علماء عصره، ثم ارتحل إلى "مصر" المحروسة، وقرأ ثم على علمائها الحديث، والتفسير، والأصول، والفروع، ثم أتى "بلاد الروم"، وتوطّن بـ "قسطنطينية"، وصار إمامًا ببعض الجوامع، ثم صار إماما وخطيبا بجامع السلطان محمد خان بـ"قسطنطينية"، وصار مدرّسا بدار القرّاء، التي بناها المولى الفاضل سعدي جلبي المفتي.

ومات رحمه الله تعالى على تلك الحال في سنة ستّ وخمسين وتسعمائة، وقد جاوز التسعين من عمره.

* وترجمته في معجم المؤلفين 80: 1، والكوكب السائرة 2: 77، وشذرات الذهب 8: 308، 309، ومعجم المصنفين 4: 313 - 316، كشف الظنون 268، 617، 890، 1264، 1310، 1814، 2034، وإيضاح المكنون 1: 461، 2:23.

ص: 121

كان رحمه الله عالما بالعلوم العربية، والتفسير، والحديث، وعلوم القراءات، وكانتْ له يد طولى في الفقه والأصول، وكانت مسائل الفروع نصب عينه.

وكان ورعا، تقيا، نقيا، زاهدا، متورّعا، عابدا، ناسكا.

وكان يقرئ الطلبة، وانتفع به كثيرون، وكان ملازما لبيته، مشتغلا بالعلم، ولا يراه أحد إلا في بيته، أو في المسجد، وإذا مشى في الطريق يغضّ بصره عن الناس، ولم يسمع منه أحد أنه ذكر واحدا من الناس بسوء، ولم يتلذّذ بشئ من الدنيا، إلا بالعلم والعبادة والتصنيف والكتابة.

وله عدّة مصنّفات من الرسائل والكتب، أشهرها: كتاب في الفقه، سمّاه بـ "ملتقى الأبحر"، وله شرح على "منية المصلي" سمّاه بـ "قنية المتحلّي" في شرح "منية المصلّي" ما أبقى شيئًا من مسائل الصلاة إلا أوردها فيه، مع ما فيها من الخلافيات، على أحسن وجه، وألطف تقرير، - روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضيحه، وزاد في أعلى غرف الجنان فتوحه -.

* * *

‌115 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن نوح بن زيد النوحي

*.

* راجع: الطبقات السنية 1: 219، 225.

وترجمته في الأنساب 570، والجواهر المضية برقم 37. وجاءت هذه الترجمة في بعض النسخ مكان ترجمة إبراهيم بن محمد الحلبي.

ص: 122

تفقّه على أبيه

(1)

.

وهو من بيت مشهور بالعلم، والفضل، والتقدّم.

قال السمعاني رحمه الله تعالى: هذه النسبة نسبة إلى الجدّ، وذكر منهم إسحاق بن محمد بن إبراهيم.

ثم قال: وإخوته أهل بيت كلّهم، يقال لهم: النوحي، وهم علماء فضلاء، رحمهم الله تعالى.

* * *

‌116 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن سالم بن علوي، أبو منصور الأنصاري، الخزرجي، الفقيه، القاضي، الهِيْتي

*.

وُلِدَ بـ"هِيْت"

(2)

، سنة ستين.

وقدم "بغداد"، وأستوطنها سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.

وتفقّه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني.

وتفقّه عليه أبو السعادات يحيى بن هبة الله بن أحمد.

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* راجع: الطبقات السنية 1: 220، 221.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 35، والمنتظم 10: 103، 104، والوافي بالوفيات 6: 140، 141. وفي النسخ:"سلم" مكان "سالم"، والمثبت من: الجواهر، ومما يأتي في تراجم الأسرة.

(2)

هيت بلدة على الفرات، من نواحي بغداد، فوق الأنبار، ذات نخل كثير وخيرات واسعة. معجم البلدان 4:997.

ص: 123

وبرع في الفقه، وأجاد، وله يد طولى في المناظرة، وكان يعرف العربية معرفة حسنة، وكان أنظر أصحاب أبي حنيفة في زمانه.

وكان ينوب في القضاء عن قاضي القضاة الزيني، إلى أن كبر، وعجز عن الحركة، وقعد في داره.

سمع الشريف أبا نصر الزيني، وأبا الحُسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، في آخرين.

وخرّج له الحافظ أبو عبد الله بن خُسْروا الفقيه البلخي الحنفي "فوائد"، انتقاها من أصوله.

وقرأ عليه السمعاني "كتاب البعث" لأبي بكر بن داود

(1)

.

وذكره عبد الخالق بن أسد الحنفي في "معجم شيوخه"، فقال: كان مشارًا إليه في أيامه، وكان عارفًا بمعاني القرآن وأحكامه، وعلم الحديث، حافظًا لمذهب أبي حنيفة، بصيرًا بأحكام القضاء، موصوفًا بالحفظ، مشهورًا بالورع.

درَّس بـ "مشهد الإمام أبي حنيفة".

ومات في شوّال، سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وصلّى عليه قاضي القضاة الزينبي، ودفن عند "مشهد أبي حنيفة"، بـ "الخيزرانية".

وهو أستاذ نصر الله بن علي بن منصور الواسطي

(2)

، وعنه علَّق نصرٌ مسائل الخلاف. والله تعالى أعلم.

* * *

(1)

جاء في حاشية بعض النسخ: صوابه: ابن أبي داود، وهو السجستاني، وأما أبو بكر بن داود فهو الظاهري، ولا يعلم له مصنف، بل كان مناظرا فاضلًا. وليس لأبي بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث كتاب فيما علمت باسم "البعث"، وإنما ذلك لأبيه أبي داود صاحب "السنن".

(2)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

ص: 124

‌117 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ابن العلامة جلال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد، البرهان، أبو إسحاق، الخجندي، المدني، المتقدّم ذكر جدّه إبراهيم

*.

وُلِدَ يوم الجمعة، عاشر جمادى الأولى، سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بـ "طيبة"، ونشأ بها، فحفظ القرآن الكريم، و "الكنز".

وأخذ في الفقه ببلده عن أخيه الشهاب أحمد، والفخر عثمان الطرابلسي.

وفي العربية، وعلم الكلام، عن الشهاب ابن يونس المغربي.

وكذا أخذ في "شرح العقائد" عن السيّد السمهودي.

وسمع على أبيه، وأبي الفرج المراغي.

وقرأ بـ "مكة" في "منى" على النجم ابن فهد "الثلاثيات".

ودخل "القاهرة" مِرارًا، أولها في سنة أربع وسبعين، وسمع بها على الشاوي

(1)

والدِّيَمي، وأجاز له جماعة، وأخذ بها عن الزين قاسم، و [العضد السيرامي]

(2)

الفقه، وغيره، وعن النظام الفقه، والأصول، والعربية، وعن

* راجع: الطبقات السنية 1: 217، 218.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 119، 120.

(1)

في الضوء اللامع: "أن النشاوي".

(2)

في الضوء اللامع: "العضدي السيرامي".

ص: 125

الجوجري

(1)

العربية، وكذا قرأ فيها على الزيني زكريا "شرحه" لـ "شذور الذهب"، ولازم الأمين الأقصرائي في فنون عديدة.

قال السخاوي: وأكثر أيضًا من ملازمتي رواية ودراية، ثم كان ممن لازمني حين إقامتي بـ "طيبة"، وقرأ عليّ جميع "ألفية العراقي"

(2)

بحثًا، وحمل

(1)

نسبة إلى جوجر، وهي بليدة، بمصر من جهة دمياط. معجم البلدان 2:142.

وهو محمد بن عبد المنعم بن محمد، فقيه شافعى، وهو صاحب الشرح على شذور الذهب، توفي سنة تسع وثمانين وثمانمائة. البدر الطالع 2: 200، الضوء اللامع 8:123.

(2)

ألفية العراقي في أصول الحديث: للشيخ الإمام الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحُسين العراقي، المتوفى سنة 806. أولها: يقول راجي ربه المقتدر

عبد الرحيم بن الحُسين الأثري، لخَّص فيه كتاب "علوم الحديث" لابن الصلاح، وعبرّ عنه بلفظ: الشيخ، وزاد عليه، وفرغ عنها بـ "طيبة" في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وسبعمائة. ثم شرحها، وفرغ عنه في خمس وعشرين رمضان، سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وسمّياه:"فتح المغيث بشرح ألفية الحديث"، ذكر فيه أنه شرع في شرح كبير، ثم استطال، وعدل إلى شرح متوسّط، وترك الأول. وبدأ بقوله: الحمد لله الذي قبل بصحيح النية حسن العمل

إلخ. وملخص هذا الشرح للسيّد الشريف محمد أمين الشهير بأمير بادشاه البخاري نزيل "مكة"، المتوفى بها، أوله: الحمد لله الذي أسند حديث الوجود

إلخ. فرغ عنه: بـ "مكّة" في رمضان سنة 972 هـ، وعلى هذا الشرح حاشية للشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي، المتوفى سنة تسع وسبعين وثمانمائة، وحاشية برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي، المتوفى سنة 885 بلغ إلى نصفه، وسمّاه:"النكت الوفية بما في شرح الألفية"، أورد فيه ما استفاد =

ص: 126

عني كثيرًا من "شرحها" للناظم سماعًا، وقراءة، وغير ذلك من تآليفي ومروياتي، وأذنت له على الوجه الذي أثبته في ترجمته، من "تاريخ المدينة".

وقد ولي إمامة الحنفية بـ "المدينة الشريفة" بعد أخيه. إلى أن قال: ونعم الرجل فضلًا، وعقلًا، وتواضعًا، وسكونًا، وأصلًا، انتهى.

مات في سنة ثمان وتسعين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌118 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الخِدَامي، بالخاء المعجمة، النيسابوري، الفقيه، المحدّث

*.

سمع بـ "العراق"، و "الشام"، وكان أول سماعه بـ"نيسابور"، من أحمد بن نصر اللبَّاد الحنفي، وأبي بكر بن ياسين.

= من شيخه ابن حجر، أولها: الحمد لله الذي من أسند إليه

إلخ. ومن شروحها المشهورة شرح القاضي العلامة زكريا بن محمد الأنصاري، المتوفى سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، وهو شرح مختصر ممزوج، سمّاه "فتح الباقي بشرح ألفية العراقي"، فرغ عنه في رجب سنة 896 هـ، أوله: الحمد لله الذي وصل من انقطع إليه

إلخ.

* راجع: الطبقات السنية 1: 221، 222.

وترجمته في الأنساب لوحة 190، والإكمال 3: 7، وتاج التَّراجم 5، والجواهر المضية برقم 36، واللباب 1: 349، ومعجم المصنفين 4: 317، 318. وانظر الأعلام 1:57.

ص: 127

وروى عنه أبو أحمد محمد

(1)

بن شُعيب بن هارون الشعيبي

(2)

.

وذكره

(3)

الحكم في "تاريخ نيسابور"

(4)

: وقال:

(5)

كان من جلّة الفقهاء لأصحاب أبي حنيفة، وأزهدهم، وحدّث بـ "العراق"، و "خراسان"، و"الشام" الكثير.

قال: ورأيت له مصنّفات عند أخيه أبي بشر، ورأيت له عند أخيه أيضًا أصولًا صحيحة.

توفي في شهر ربيع الأول، سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

والخِدامي

(6)

، بكسر الخاء المعجمة، وفتح الدال المهملة، في آخره ميم، نسبة إلى خِدَام. والله أعلم.

* * *

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

في النسخ: "الشعبي" الصَّواب في الجواهر، وتأتي ترجمته في المحمدين.

(3)

في الأصول: "وذكر"، والمثبت في الجواهر.

(4)

تاريخ نيسابور: لأبي جعفر محمد بن إبراهيم بن داود بن سليمان الأردستاني الأديب. حدّث عن محمد بن عبيد النهرديري وغيره، كنب عنه أحمد بن محمد الجراد بـ "أصبهان"، ومات في ذي القعدة سنة 514 هـ. انظر: معجم البلدان 1: 146.

(5)

عبارة السمعاني في الأنساب: "كان من أجلة الفقهاء أصحاب الرأي ومن أزهدهم".

(6)

الذي ذكره ابن مكولا في "الإكمال" 3: 130، 131 بالذال المعجمة. انظر: تعليق المعلمي ذلك في هذا الموضع، في حاشية الإكمال 273:2، في حاشية الأنساب 5:59.

ص: 128

‌119 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي ثم القسطنطيني، خطيب جامع السلطان محمد، وإمامه

*.

ذكره الشيخ بدر الدين الغزّي، في "رحلته"، وقال في حقِّه: الشيخ الصالح، العالم الأوحد، الكامل الخير، الجيّد، المقرئ، المجوّد.

وذكر أنه اجتمع به مرّات عديدة، وأنه كان يستعير منه بعض الكتب، وأثنى عليه، ودعا له.

وذكره صاحب "الشقائق"، وبالغ في الثناء عليه.

وحكى أنه صار مدرّسًا بدار القرّاء، التي عمّرها المفتي سعدي أفندي.

وأنه كان ماهرًا في العلوم العربية، والتفسير، والحديث، وعلوم القراءات، والفقه، وكانت له فيهما يد طولى، وكان أكثر فروع المذهب نصب عينيه.

وكان ورعًا، تقيًا، زاهدًا، ناسكًا، منجمعًا عن الناس، لا يكاد يُرى إلا في المسجد، أو في بيته، ولا يلتذّ بشيء سوى العبادة والعلم، ومذاكرته، والتصنيف.

* راجع: الطبقات السنية 1: 222.

وترجمته في إعلام النبلاء 5: 569، وإيضاح المكنون 1: 461، وشذرات الذهب 8: 308، والشقائق النعمانية 2: 110، 111، والكواكب السائرة 2: 77، كشف الظنون 1: 268، 2: 1814، ومعجم المصنفين 4: 313 - 316، وحدائق الحنفية ص 400.

ص: 129

وله عدّة مصنّفات: منها: كتاب، سمّاه "ملتقى الأبحر"، وشرح "منية المصلّي" سمّاه "بغية المتملي في شرح منية المصلّي"، أطنب فيه، وأجاد، و "تحفة الأخيار على الدرّ المختار شرح تنوير الأبصار".

واختصر "الجواهر المضية"، واقتصر فيه على مَنْ حوله تصنيف، أو له ذكرٌ معروف في كتب المذهب، واختصر "شرح العلامة ابن الهمام"، وانتقد عليه في بعض المواضع انتقادات لا بأسَ بها.

وبالجملة فقد كان من الفضلاء المشهورين، والعلماء العاملين. رحمه الله تعالى.

قلت: إن وفاته كانت سنة ستّ وخمسين وتسعمائة، كذا في الشقائق النعمانية.

* * *

‌120 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عزّ الدين بن علي المؤيّدي، اليمني، المعروف بحورية الصعدي

*.

كان فقيها، أصوليا، مؤرّخًا.

من مصنّفاته: "الروض الحافل شرح الكافل" في أصول الفقه، و "شرح الهداية" في الفروع في ثلاث مجلّدات، و "قصص الحق المبين في فضائل أمير المؤمنين"، و"الروض الباسم" في، أنساب مدينة "صعدة".

توفي سنة 1083 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 1: 85.

وترجمته في البدر الطالع 9، 10.

ص: 130

‌121 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن أحمد بن قُرَيش، أبو إسحاق، المذكِّر، المرْوَزي

*.

سكن "سمرقند".

وروى عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الكاتب، وعبد الله بن محمود السُّغْدي

(1)

، المروزيين.

ذكره أبو سعد الإدريسي في "تاريخ سمرقند"، وقال: كتبنا عنه بـ "سمرقند"، لا بأس به، كان من أصحاب أبي حنيفة، ينتحل مذهب الزهد والتقشّف.

ومات بـ "سمرقند" في صفر، سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

والمروزي، نسبة إلى "مرو الشاهجان"

(2)

.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 223.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 38.

(1)

انظر المشتبه 359، وترجمته في تذكرة الحُفَّاظ 2:718. وورد في الجواهر: "السعدي".

(2)

مرو الشاهجان: هذه مرو العظمى أشهر مدن "خراسان"، وقصبتها، نصّ عليه الحكم أبو عبد الله.

ص: 131

‌122 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام، الفقيه، أبو إسحاق البخاري، المعروف بالأمين

*.

سمع أبا علي صالحًا جَزَرَة.

وقدم "بغداد"، وحدَّث بها، وروى عنه أهلها.

قال محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري: هو فقيه، أهل النظر في عصره.

قدم علينا

(1)

حاجًا، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، كتبنا عنه بانتخاب أبي علي الحافظ.

مات سنة ستّ وأربعين وثلثمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌123 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن أحمد البُصْرَاوي، الدمشقي * *، عماد الدين، المعروف بابن الكيّال

(2)

.

* راجع: الطبقات السنية 1: 224.

وترجمته في تاريخ بغداد 6: 165، 166، والجواهر المضية برقم 39.

(1)

هذا قول الخطيب البغدادي، وعبارة كتابه:"خدم بغداد حاجا".

* * راجع: الطبقات السنية 1: 224.

(2)

كذا ذكره المؤلف باسم: "إبراهيم بن محمد بن أحمد" وصحة اسمه: "إبراهيم بن يحيى بن أحمد".

ص: 132

مولده سنة خمس وأربعين وستمائة.

سمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وابن البخاري، وغيرهم.

وخدم في الديوان، مشارفًا مرّة، وناظرًا مرّة، وغير ذلك.

ثم ترك الديوان، لولي إمامة "الربوة".

ثم فرغ عنها، وولى إمامة المسجد المجاور لكنيسة اليهود بـ "دمشق"، وانقطع به للعبادة، وفرغ عن كلّ ما يشغله عنها، إلى أن مات بالمسجد المذكور، سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌124 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن إسحاق الدهستاني

*.

كان إماما فاضلًا، وفقيها كاملا، وكان أهل مدينة "دهستان" القائمة يحنب "ماجندران"، التي بناها وعمّرها عبد الله بن الطاهر.

وقد رحل إلى "نيسابور" بعد العام 460 هـ، وقرأ علم الفقه على الشيخ علي بن الحُسين الصندلي، تلميذ الشيخ حسين الصممري، تلميذ الشيخ أبي بكر محمد الخوارزمي، تلميذ الشيخ الجصَّاص الرازي، وتفقّه عليه الشيخ عبد الملك بن إبراهيم الهمداني صاحب الطبقات الحنفية والشافعية.

توفي سنة 503 هـ.

* * *

* راجع: حدائق الحنفية ص 237.

ص: 133

‌125 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نصرويه، أبو إسحاق الدِّهْقَان، السمرقندي، النصروي

*.

مولده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

قال الإدريسي أبو سعد: كتبنا عنه، وكان يحدّثنا عن كتب جدّه إبراهيم بن نصرويه

(1)

، وكان فاضلًا، من أصحاب الرأي.

* * *

‌126 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن أَيْدَمُر بن دقماق، صارم الدين، القاهري، مؤرّخ "الديار المصرية" في زمانه

* *.

وُلِدَ في حدود الخمسين وسبعمائة، واشتهر بجدّ جدّه، فيقال له: ابن دقماق.

* راجع: الطبقات السنية 1: 225.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 40.

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 225، 226.

وترجمته في الإعلان بالتوبيخ 152، وإنباء الغمر 2: 306 وإيضاح المكنون 1: 45، وحسن المحاضرة 1: 321، وشذرات الذهب 7: 80، 81، والضوء اللامع 1: 145، كشف الظنون 1: 174، ومعجم المصنفين 4: 348 - 350، والمنهل الصافي 1: 120، 121.

ص: 134

واشتغل بالفقهِ يسيرًا، واعتنى بالتاريخ، فكتب منه الكثير بخطّه، وعمل "تاريخ الإسلام"

(1)

، و "تاريخ الأعيان"، "وأخبار الدولة التركية" في مجلّدين، و "سيرة الظاهر برقوق"، و "طبقات الحنفية"، لم أقف عليها إلى الآن.

وأخبرني قاضي العسكر، بولاية "روملي" عبد الكريم الشهير بابن قطب الدين، أن عنده منها نسختين، ووعدني بإعارة واحدة منهما، ولم يفعل.

وامتحن ابن دقماق بسبب هذه الطبقات؛ لأنه وجد فيها بخطّه حطّ شنيع على الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى، فطولب بالجواب عن ذلك في مجلس القاضي الشافعي، فذكر أنه نقله من كناب عند أولاد الطرابلسي، فعزَّره القاضي جلال الدين بالضرب والحبس، هذا مع أن الناس متّفقون على أنه كان قليل الوقيعة في الناس، لا تراه يذمّ أحدًا من معارفه، بل يتجاوز عن دكر ما هو مشهور عنهم، ويعتذّر لهم بكلّ طريق.

وقال ابن حجر: كان يحبّ الأدبيات، مع عدم معرفته بالعربية، ولكنّه كان جميل العِشْرة، كثير الفكاهة، حسن الودّ، قليل الوقيعة في الناس. قال السخاوي: وهو أحد مَنْ اعتمده شيخنا - يعني ابن حجر - في "إنبائه".

قال: وغالب ما نقله من خطّه وخطّ ابن الفرات عنه، وقد اجتمعت به كثيرًا.

ثم ذكر أنه بعد ابن كثير عمدة العيني، حتى يكاد يكتب منه الورقة الكاملة متوالية، وربما قلّده فيها يَهِمُ فيه، حتى في اللحن الظاهر. انتهى

(2)

.

* * *

(1)

تاريخ ابن دقماق: رتّب على السنوات، وسمّاه "نزهة الأنام"، وله تواريخ أخرى لـ "مصر". انظر: كشف الظنون 1: 278.

(2)

كانت وفاته بالقاهرة، في ذي الحجة سنة تسع وثمانمائة، وقد جاوز الستين.

ص: 135

‌127 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن حمدان الخطيب، المهلّبِي، أبو إسحاق * من طبقة أبي بكر محمد بن الفضل

(1)

.

روى عنه الحُسين بن الخضر بن محمد النسفي

(2)

.

قلت: المهلّبِي بضم الميم وفتح الهاء وتشديد اللام في آخره باء موحّدة، هذه النسبة إلى أبي سعيد المهلّب بن أبي صفرة الأزدي، أمير "خراسان" وأولاده العشرة نسبا وولاء. راجع: الأنسات للسمعاني 5: 418.

* * *

‌128 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن حيدر بن علي، أبو إسحاق

* *

* راجع: الطبقات السنية 1: 226.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 41، والفوائد البهية 11، وزاد في أنسابه:"الكماري"، وكتائب أعلام الأخيار برقم 187.

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى، وكانتْ وفاته سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

(2)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 226، 227.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 42، وسلم الوصول 1: 32، ومعجم الأدباء 5: 15، 16.

ص: 136

المؤذِنِي، الخوارزمي

(1)

.

أحد علماء أصحاب أبي حنيفة في وقته.

وُلِدَ في ذي الحجّة، سنة تسع وخمسين وخمسمائة.

ذكره أبو بكر بن المبارك بن الشَّعَّار

(2)

، فقال: جليل القدر، كثير المحفوظ، متقن في علوم الإسلام والشريعة، إمام في الفقه، والفرائض، وعلم التفسير، والحديث، والأصل، والكلام، مع معرفة النجوم، واللغة، والأدب.

وكان له اعتناء بتصانيف الزمخشري، كثير الميل إليبها.

وذكر له تصانيف

(3)

.

* * *

(1)

خوارزم أوله بين الضمة والفتحة والألف، مسترقة مختلسة ليست بالف صحيحة، هكذا يتلفظون به، هكذا ينشد قوم اللحام فيه: ما أهل خوارزم سلالة آدم، ما هم وحق الله غير بهائم، أبصرت مثل خفافهم ورؤوسهم، وثيابهم وكلامهم في العالم، إن كان يرضاهم أبونا آدم، فالكلب خير من أبينا أدم. قال ابن الكلبي: ولد إسحاق بن إبراهيم الحليل الخزر والبزر والبرسل وخوارزم، وقيل: قال بطليموس في "كتاب الملحمة": خوارزم طولها مائة وسبع عشرة درجة وثلاثون دقيقة وعرضها خمس وأربعون درجة، وهي في الإقليم السادس. انظر: معجم البلدان 2: 395.

(2)

كمال الدين أبو البركات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلى، ابن الشَّعَّار، صاحب "عقود الجمان في شعراء هذا الزمان"، في تراجم شعراء عصره. توفّي سنة أربع وخمسين وستمائة. العبر: 5/ 219، مرآة الجنان: 4/ 136، كشف الظنون: 2/ 1154. وأجمعت هذه المصادر على أن كنيته "أبو البركات"، لا "أبو بكر"، كما ذكر المُصَنِّف.

(3)

كما ذكر له ياقوت تصانيف، بعضها بالفارسية.

ص: 137

‌129 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن سالم الهِيْتي، القاضي، الإمام، عمّ محمد بن نصر الله بن سالم الهيْتي

(1)

، وجدّ إبراهيم بن محمد الأنصاري، المتقدّم ذكره قريبًا

*.

كان مقيمًا بـ "مشهد أبي حنيفة"، رضى الله عنه.

وهو أستاذ الصفَّار المروزيّ

(2)

رحمه الله تعالى.

قلت: والهيت بالكسر، وآخره تاء مثناة. قال ابن السكّيت: سمّيت هيت هيت، لأنها هوّة من الأرض، انقلبت الواو ياءً لانكسار ما قبلها

وهي بلدة على الفرات، من نواحي بغداد فوق الأنبار، ذات نخل كثير، وخيرات واسعة. انظر: معجم البلدان 4: 490.

* * *

‌130 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.، وكانت وفاته سنة ثلاث وستين وخمسمائة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 227.

وترجمته في الجواهر المضية، برقم 43.

(2)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى، وكانتْ وفاته سنة سبع وخمسين وخمسمائة.

ص: 138

بن سعد بن مسعود الثقفي *.

كان محدّثا، مؤرّخا، فقيها.

له مصنّفات كثيرة، منها:"المغازي"، و "الجامع الكبير" في الفقه، و "فضل الكوفة ومَنْ نزلها من الصحابة"، و "الإمامة"، و"كتاب التاريخ".

توفي 283 هـ.

* * *

‌131 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن سفر المعروف بابن سفر الغزي

* *.

كان عالما فاضلًا فقيها كاملا شيخا عاملا.

ولد بمدينة "غزه"، ونشأ فيها، فرحل إلى "القاهرة"، وقرأ الفقه على الشيخ السيّد علي الضرير وغيره، حتى صار ماهر الفنّ، وله خمس عشرة سنة، ثم رجع إلى وطنه، ولازم الشيخ مصطفى بن كمال الدين الصدّيقي الدمشقي، حتى حصل العلوم والمعارف بأتمّ الوجه.

توفي سنة 1152 هـ، ودفن بمقبرة "غزّه".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 1:95.

وترجمته في الوافي 5: 80، ومعجم الأدباء 1: 232، 234، والفهرست 4 - 6، والذريعة 5، 62، 64، 65، وإيضاح المكنون 1: 45، 355، 2: 290، 327، 347، وروضات الجنات 2، وأعيان الشيعة 5: 418 - 423.

* * راجع: حدائق الحنفية ص 462.

ص: 139

‌132 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن سفيان أبو إسحاق، النيسابوري الفقيه الزاهد

*.

قال الحكم أبو عبد الله بن البَيِّع: سمعتُ محمد بن يزيد العدل، يقول: كان إبراهيم بن سفيان مجاب الدعوة، وكان من أصحاب أيوب

(1)

بن الحسن الزاهد، صاحب الرأي، الفقيه، الحنفي. انتهى.

وذكره في "تاريخ الإسلام"، وذكر جماعة ممن [روي عنه]

(2)

، ونقل عن محمد بن أحمد بن شعيب، أنه قال: ما كان في مشايخنا أزهد ولا أكثر عبادة من إبراهيم بن محمد بن سفيان.

قال في "الجواهر": وإبراهيم هذا هو راوي "صحيح مسلم"، عن مسلم.

قال إبراهيم: فرغ لنا مسلم من قراءة الكتاب، في شهر رمضان، سنة سبع وخمسين ومائتين.

ومات إبراهيم في رجب، سنة ثمان وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 227، 228.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 44، وشذرات الذهب 2: 252، والوافي بالوفيات 6: 128، 129.

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

كذا في الأصول، ولعل الصَّواب "روى عنهم" أو "رووا عنه".

ص: 140

‌133 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عون الطِّيبي، الدمشقي، الشاغوري، برهان الدين، أبو إسحاق

*.

وُلِدَ سنة خمس وخمسين وثمانمائة، ورحل إلى "مصر" مرَّات.

وأخذ الحديث عن جماعة؛ منهم: شمس الدين السخاوي، وغيره، وتفقّه على جماعة كثيرين، منهم: الشيخ أمين الدين الأقصرائي.

وحلَّ "مجمع البحرين"

(1)

، و "شرحه" لابن الملك، على الشيخ أمين الدين المذكور.

* راجع: الطبقات السنية 1: 228، 229.

وترجمته في كشف الظنون 2: 1796، 1832، ومعجم المؤلفين 1: 95، ومعجم المصنفين 4: 360، 361.

(1)

مجمع البحرين وملتقى النهرين في فرع الحنفية للإمام مظفر الدين أحمد بن علي بن ثعلب المعروف بابن الساعاتي البغدادي الحنفي المتوفى سنة 694، أربع وتسعين وستمائة، أوله: الحمد لله جاعل العُلماء أنجما للاهتداء

إلخ. جمع فيه "مسائل القدوري"، و "المنظومة" مع زيادات، ورتّبه، فأحسن ترتيبه، وأبدع في اختصاره، ويذكر في آخر كلّ كتاب منه ما شذّ عنه من المسائل المتعلّقة بذلك الكتاب، وكان بخطّه من الكتب الموقوفة بجامع السلطان محمد الفاتح، وقد ضرب في بعض مواضعه وكشط، وفرغ من تأليفه في ثامن رجب سنة 690، تسعين وستمائة، وهو كتاب حفظه سهل لنهاية إيجازه، وحلّه صَعْب لغاية إعجازه بحر مسائله جمّ فضائله. ولنظام بن النقيب التوقاتي في مدحه:

مجمع البحرين بحر زاخر

درّه زان اللآلي أيّ زين

لسواد العين مجان إذا

شريت نسخته عينا بعين =

ص: 141

وحضر دروس زين الدين بن العيني، كتب عنه بعض مؤلّفاته.

وتلا بـ "السبع" على الشمس بن عمران، بـ "بيت المقدس"، وأفتى، ودرّس.

وكان حسن الأخلاق، قليل الكلام، صبورًا على الأذى، مُحبًّا للطلبة، خصوصًا الفقراء والغرباء منهم، لا تعرف له صَبْوَة.

وقلّما وقعتْ مسألة خلافية إلا وانتصر بقول أئمتنا، وربما وضع فيها مؤلّفًا.

وشرح "المقدمة الآجرومية"، وجمع منسكًا مفيدًا.

وقرأ عليه صاحب "الغرف العلية"، وانتفع به، وذكر له فيها ترجمة حافلة، ومنها لخّصت هذه الترجمة.

قال: وقد جمعتُ ما تيسّر لي من "فتاويه" في كراريس، سمّيتُها "النفحات الأزهرية في الفتاوى العونية".

= أين في مذهب نعمان وفي

غيره مثل له في الكتب أين؟

ضاءت الآفاق من أنواره

قد تبدى ملتقى للنيّرين

فسقى صوب الرضا منشئه

ما سقى زهر الروابي صوب عين

وحلا في كلّ سمع لفظه

ما حلا وصل الغواني بعد بين

ثم شرحه في مجلّدين كبيرين، أوله: الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى .. . إلخ. ألّفه لأبي القاسم عبد الله بن يوسف المستنصر بالله، وشرحه شمس الدين محمد بن يوسف القونوي، المتوفى سنة 788 هـ، ثمان وثمانين وسبعمائة في عشرة أجزاء، ثم لخَّصه في ستة، وشرحه أحمد بن الأضرب الحلبي، وسمّاه "المغني"، وأحمد بن محمد بن شعبان الطرابلسي المغربي، وسمّاه "تشنيف المسمع في شرح المجمع"، وهو في مجلّدين. أوله: الحمد لله الذي جعل بين البحرين برزخا لا يبغيا

إلخ.

ص: 142

وكانتْ وفاته سنة تسعمائة وستّ عشرة، وصلّى عليه مفتي دار العدل جمال الدين بن طولون، ودفن بمقبرة "باب الصغير"

(1)

، رحمه الله تعالى.

* * *

‌134 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن شهاب الدين، أبو الطيّب، العطّار

*.

حدّث عن أبي مسلم الكَجّي، ومحمد بن يونس الكُدَيمْي، وعبد الله بن أيوب الخَرَّاز، وإبراهيم بن محمد العُمَري.

وروى عنه أبو عبيد الله المرزباني، ومحمد بن طلحة النعالي.

وكان أحد متكلّمي المعتزلة.

وعن محمد بن عمران المرزباني، وقال: كان أبو الطيّب إبراهيم بن محمد بن شهاب العطّار أحد مشايخ المتكلّمين، والفقهاء على مذهب العراقيين، عاشرني في منزلي أربعين سنة، أو أكثر منها، معاشرة متصلة غير منقطعة.

ومات في شهر ربيع الآخر، سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة، عن أربع وثمانين، أو خمس وثمانين سنة. رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

باب الصغير، من أبواب دمشق، وهو الذي نزل عليه يزيد بن أبي سفيان في حصار المسلمين الروم، ودخل منه، وهو في قبلة البلد. نزهة الأنام 24.

* راجع: الطبقات السنية 1: 229، 230.

وترجمته في إيضاح المكنون 2: 429، والفهرست 1: 174، ومعجم المصنفين 4: 365، 366.

ص: 143

‌135 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن طنبغا الغزّي

*.

اشتغل، وحصّل، وأخذ عن الكافيجي.

ونظم "المجمع".

وولي قضاء "غزّة" غير مرّة، وكذا قضاء "صَفَد"

(1)

، ثم اقتصر على الشهادة.

كذا ذكره السخاوي، ثم قال: وهو الآن حيّ يرزق

(2)

.

* * *

‌136 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين الديري، قاضي القضاة، برهان

* راجع: الطبقات السنية 1: 230.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 148، وفيه "بن طيبغا"، ولعلّه الصَّواب.

انظر: فهارس الجزء الثاني عشر من النجوم الزاهرة.

(1)

صفد بالتحريك، والصفد العطاء، وكذلك الوثاق، و "صفد" مدينة في جبال عامله المطلة على "حمص" بـ "الشام"، وهي من جبال "لبنان". انظر: معجم البلدان 3: 412.

(2)

لم ترد كلمة "يرزق" في الضوء اللامع.

ص: 144

الدين، ابن قاضي القضاة شمس الدين *.

من بيت العلم، والفضل، والرياسة، والتقديم. وفي الكتاب منهم جماعة كثيرة.

ذكره الحافظ جلال الدين السيوطي في "أعيان الأعيان"

(1)

، وقال: وُلِدَ سنة عشر وثمانمائة.

وسمع على والده، وعلى الشرف ابن الكويك

(2)

.

وتفقّه، وبرع، وتفنّن.

وولي نظر الإصطبل، ثم كتابة السر، ثم مشيخة "المؤيّدية"، ثم قضاء الحنفية.

مات في سنة ستّ وسبعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

وذكره السخاوي في كتابه "بغية العُلماء، والرواة"، الذي جعله ذيلًا على كتاب "رفع الإصر عن قضاة مصر"، لشيخه الحافظ شهاب الدين بن حجر، فقال ما ملخّصه: إنه وُلِدَ في ثاني عشر جمادى الآخرة، سنة عشر وثمانمائة، بـ "بيت المقدس".

* راجع: الطبقات السنية 1: 230 - 232.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 155، 151، ونظم العقيان 26، 27، وبغية العُلماء والرواة 4 - 12. والديري: نسبة إلى نهر بـ"البصرة"، يقال له:"نهر الدير"، وهي قرية كبيرة. انظر: اللباب 1: 437.

(1)

أعيان الأعيان مختصر للشيخ جلال الدين السيوطي، المذكور آنفا، جميع فيه أعيان عصره. انظر: كشف الظنون 1: 81.

(2)

في نظم العقيان بعد هذا: "وأجاز له" وبعده بياض.

ص: 145

وقدم مع أبيه القاهرة وهو صغير، وحفظ القرآن العظيم، ثم حفظ "المغني" للخَبَّازي، و "المختار"، و "المنظومة"، و "التلخيص"، وكذا حفظ "الحاجبية" في سبعة وعشرين يومًا، وقطعة من"مختصر ابن الحاجب".

وتفقّه بالسراج قارئ "الهداية"، قرأ عليه "الهداية" بكمالها، وكذا أخذ عن والده، وأخيه سعد الدين الآتي ذكره، وعنه أخذ أصول الدين.

وأخذ العربية وغيرها عن الشهاب الحِنَّاوي، والعزّ عبد السَّلام البغدادي، وكتب الخطّ الحسن.

ودرّس بـ"الفخرية" في حياة والده، قبل استكماله خمس عشر ستة، وناب عنه في مشيخة "المؤيّدية".

وعرف بقوة الحافظة، وولي تدريس الفقه بـ "مدرسة سودون" من زاده، وناب عن أخيه في القضاء بتفويض من السلطان، ثم وليه استقلالًا بعد صرف القاضي محبّ الدين بن الشحنة، فباشره مباشرة حسنة، بفقه ونزاهة، وأكّد على النواب في عدم الارتضاء، وحسن تصرّفه في الأوقاف وغيرها، وحمدت سيرته، وسلك طريق الاحتشام.

ثم صرف بعد مدّة بالمحبّ بن الشحنة المذكور، ولزم منزله بـ "المؤيّدية"، يفتي، ويدرّس، مع الانجماع عن الناس، والتقنّع باليسير، بالنسبة إلى ما ألّفه قبل ذلك، وسلوك مسالك الاحتضام، ومراعاة ناموس المناصب، مع ما اشتملتْ عليه من حسن الشكالة، والفصاحة في العبارة، وقوّة الحافظة، وحسن العقيدة، وعدم الخوض فيما لا يعنيه.

وله نظم رقيق، فمنه ارتجالًا قوله

(1)

:

كَرِيمٌ إذا مَا القومُ شَحُّوا تراكَمتْ

عَطَايَاهُ عَن بِشْرٍ يَفوحُ بِنَشْرِه

(2)

(1)

البيتان في بغية العُلماء والرواة 12، الضوء اللامع 1:151.

(2)

في بغية العُلماء والرواة: "عن نشر يفوح بنشره".

ص: 146

يَجُودُ بِمَا يَلْقاهُ منْ كُلِّ نِعْمةٍ

ويُعْطِي جَزِيلًا ثم يأتي بعُذْرهِ

ومنه أيضًا

(1)

:

تَباشِيرُ الصَّباح لنا أبَاحَتْ

دَمَ العُنْقودِ في وقتِ الصَّبُوح

ونَشْرُ الرَّوضِ هَيَّجَ كُلَّ صَبٍّ

إلى لُقْياكَ بالخبَرِ الصَّحِيح

(2)

وماءُ المزْنِ صَبَّ لنا مِزاجًا

فحذْ بُشْرَاكَ من قَوْلٍ نَصُوحِ

إذا ما الغَيْمُ قطَّبَ كُنْ بَشُوشًا

وهَيِّئ من غَبُوقكَ للصَّبُوحِ

وكانتْ وفاته ليلة الجمعة، تاسع المحرّم، في التاريخ المتقدّم، وصلّى عليه من الغد، ودفن بـ "القرافة"، بجوار الشيخ أبي الخير الأقطع، والبوصيري، صاحب "البردة"، وتأسّف الناس عليه. رحمه الله تعالى.

* * *

‌137 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن عبد الله الظاهري، أخو أبي العبّاس أحمد، الآتي ذكره في بابه

*.

سمع من أبي إسحاق إبراهيم بن خليل، أخي الحافظ يوسف بن خليل "معجم الطبراني الصغير"، وكتاب "اقتضاء العلم العمل" للخطيب، وسمع غيره.

وروى، وحدّث.

(1)

الأبيات في بغية العُلماء والرواة 12.

(2)

في بغية العُلماء والرواة "ونشر النور".

* راجع: الطبقات السنية 1: 232، 233.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 45، والدرر الكامنة 1:63.

ص: 147

ومات في سابع عشر ذي الحجّة، سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، ودفن بـ "باب النصر".

وكان مولده بـ "حلب"، سنة سبع وأربعين وستمائة.

* * *

‌138 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن عبد المحسن بن خولان الدمشقي

*.

قال السخاوي: ذكره شيخنا في "معجمه"، وقال: رافقنا في سماع الحديث بـ "القاهرة"، ثم ولي وكالة بيت المال، بـ "دمشق"، وكانت لديه فضائل.

وحدّث عن أبي جعفر الغرناطي المعروف بابن الشرقي، بكثير من شعره.

ومن النوادر التي كان يخبره بها: أن رجلًا من أصدقائه ماتتْ امرأته، فطالتْ عُزبته، فسئل عن ذلك، فقال: لم أهمَّ بالتزويج إلا رأيتها في المنام، فأواقعها، فأصبح وهمتي باردة عن ذلك.

قال: فاتفق أنه تزوّج أختها، بعد ثلاث سنين، فلم يرها بعد ذلك في المنام.

مات في "الكائنة العظمى"، فيما أظنّ.

* راجع: الطبقات السنية 1: 233.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 153.

ص: 148

وترجمه

(1)

أيضًا فيما قرأته بخطّه، فيما استدركه على المقريزي، فقال: سمع كثيرًا، وولي وكالة بيت المال، بـ "دمشق"، وكان يلازم يلبغا السالمي، فاعتنى به، وكان لطيف المحاضرة.

مات بـ "دمشق"، في الفتنة العظمى، سنة ثلاث وثمانمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌139 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن علي بن غالب الإسترأباذي، أبو القاسم

*.

كان قاضيًا بـ"إسترأباذ"

(2)

.

تفقّه على أبيه محمد بن علي، من أصحاب الصيمري

(3)

.

كذا ذكره في "الجواهر"، من غير زيادة.

* * *

(1)

أي الشيخ السخوي. انظر الضوء اللامع.

* راجع: الطبقات السنية 1: 234.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 46.

(2)

إسترأباذ: بلدة كبيرة، من أعمال "طبرستان"، بين "سارية" و "جرجان". انظر: معجم البلدان: 1/ 242، ضبطها ياقوت بالفتح ثم السكون، وفتح التاء المثناة من فوق. وضبطها ابن الأثير في اللباب: 1/ 40، بكسر الألف وسكون السين المهملة كسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها. انظر: معجم البلدان 3: 412.

(3)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

ص: 149

‌140 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير العقيلي، الحلبي، جمال الدين، ابن ناصر الدين، ابن كمال الدين، المشهور بابن العديم

*.

من بيت كبير مشهور بـ"حلب"، تحلّى أكثر أهله بفضيلتي العلم والرياسة.

وُلِدَ في سادس ذي الحجّة، سنة إحدى عشرة وسبعمائة تقريبًا.

وسمع "صحيح البخاري" على الحجّار بـ "حَمَاة"

(1)

، وسمع من العزّ إبراهيم بن صالح بن العَجَمي، والكمال بن النحّاس، وحفظ "المختار".

وولي قضاء "حلب"، بعد أبيه، إلى أن مات، إلا أنه تخلّل في ولايته أنه صرف مرّة بابن الشِّحْنة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 234 - 236.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 66، 67، والمنهل الصافي 1: 157، 158، والنجوم الزاهرة 11:305.

(1)

حَمَاة: هي مدينة كبيرة عظيمة، كثيرة الخيرات، رخيصة الأسعار، واسعة الرقعة، حفلة الأسواق، يحيط بها سور محكم، وبظاهر السور حاضر كبير جدًّا، فيه أسواق كثيرة، وجامع مفرد مشرف على نهرها المعروف بالعاصي. انظر: معجم البلدان 2: 300.

ص: 150

قال علاء الدين في "تاريخه": كان عاقلًا، عادلًا في الحكم، خبيرًا بالأحكام، عفيفًا، كثير الوقار والسكون، إلا أنه لم يكن نافذًا في الفقه

(1)

، ولا في غيره من العلوم، مع أنه درّس بالمدارس المتعلّقة بالقاضى الحنفي كـ "الحلاوية"، و"الشادبختية"

(2)

، وكان يحفظ "المختار"، ويطالع "شرحه".

قال ابن حجر: وقرأتُ بخطّ البرهان المحدّث، أن ابن العديم هذا ادّعى عنده مُدّع على آخر بمبلغ، فانكره، فأخرج المدّعي وثيقة فيها: أقرّ فلان [بن فلان]

(3)

.

فأنكر المدّعى عليه أن الاسم المذكور في الوثيقة اسم أبيه.

قال

(4)

: فما أسمك أنت؟ قال: فلان.

قال: واسم أبيك؟ قال: فلان.

فسكت عنه القاضي، وتشاغل بالحديث مع مَنْ كان عنده، حتى طال ذلك، وكان القارئ يقرأ عليه في "صحيح البخاري"، فلمّا فرغ المجلس، صاح القاضي: يا ابن فلان! فأجابه المدّعى عليه مبادرًا.

فقال له: أدفع لغريمك حقّه.

فاستحسن مَنْ حضر هذه الحيلة، التي استغفل المدّعى عليه، حتى التجأ إلى الاعتراف.

(1)

في الأصول: "العلم"، ولا وجه له مع ما يأتي، والمثبت له في درر الكامنة.

(2)

وفي بعض النسخ "والشاذخية".

(3)

ليس في الدرر.

(4)

في الدرر الكامنة بعد هذا زيادة: "له".

ص: 151

وكانتْ وفاته في سادس عشري المحرّم، سنة سبع وثمانين وسبعمائة.

قال: وقرأتُ بخطّ البرهان الحلبي: كان من قضاة السلف، وفيه مواظبة على الصلوات في الجامع، نظيف اللسان، وافر الفضل، طويل الصمْت والمهابة، في غاية العفّة، مع المعرفة بالمكاتيب والشروط، كبير القدر عند الملوك والأمراء، وله مكارم ومآثر، وكان حسن النظر في مصالح أصحابه، رحمه الله تعالى.

* * *

‌141 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن محمد بن عمر بن محمود، سعد الدين بن محب الدين، القاضي، شمس الدين سِبْط السراج، قارئ "الهداية"، ويعرف بابن الكماخي

(1)

. أحد نُواب الحنفية، كأبيه، وجدّه

*.

وُلِدَ في تاسع عشر شعبان، سنة خمس وثلاثين وثمانمائة.

ونشأ، فحفظ القرآن، وكتبا، وعرض، واشتغل في الفقه، وأصوله، والعربية، وغيرها، وشارك في الفضائل.

ومن شيوخه": الأمين الأقصرائي، والشُّمُنِّي.

وكان عاقلًا، متودِّدًا، محتشّمًا، لطيف العشرة.

(1)

ولعله منسوب إلى كماخ كسحاب؛ بلد في الروم. القاموس (ك م خ).

* راجع: الطبقات السنية 1: 236، 237.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 160، 161.

ص: 152

واستقرّ بعد أبيه في تدريس الفقه بـ "الظاهرية القديمة"، محلّ سكنهم، وبـ "مدرسة قلمطاي" بالقرب من "الرملة"، وباشر في عدّة جهات، وحجّ غير مرّة، وجاور.

ومات في يوم الاثنين، ثامن ربيع الأول، أو ليلة التاسع منه، سنة ستّ وثمانين وثمانمائة، وصلّى عليه من الغد.

ومما كتبه عنه الشهاب الحجازي، من نظمه، قوله

(1)

:

مِن رَحمْةِ الرحمنِ لا تيْأَسَنْ

إن كنتَ في العَالَم ذا مَرْحَمَه

(2)

فمَن يَكُنْ في الناسِ ذا رَحمةٍ

حُقَّ على الرَّحمَنِ أن يَرْحَمَهْ

* * *

‌142 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن محمد كمال الدين بن أحمد بن حسين، برهان الدين بن حمزة الحسيني، الدمشقي

*.

كان محدّثا نحويا، من صدور "دمشق".

وُلِدَ بها، وتعلّم، وولي بعض الأعمال، وسافر إلى "مصر"، فأخذ عن علمائها، وسافر إلى "الروم"، وولي نقابة الأشراف بـ "مصر" عام 1093 ثم النقابة بـ "دمشق" مرّات.

وبلغ عدد شيوخه ثمانين شيخا.

(1)

البيتان في الضوء اللامع 1: 161.

(2)

في الضوء اللامع: "من رحمة الله"، وفي حاشيته:"من رحمة الناس".

* راجع: الأعلام 1: 68.

وترجمته في سلك الدرر 1: 22، ومعجم المطبوعات 88، والأزهرية 1:323.

ص: 153

وتوفي سنة 1120 هـ قافلا من الحجّ بمنزلة تسمّى "ذات الحج"، ودفن بها.

له كتب، منها:"البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف" جزآن، على حروف المعجم، و "حاشية على شرح الألفية لابن المُصَنِّف"، لم تكمل.

* * *

‌143 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن محيي الدين بن علاء الدين بن محمد الدمشقي، المعروف بابن الطبّاخ

*.

كان فقيها، أصله من "بلدة الخليل".

وُلِدَ بـ "دمشق"

(1)

، ونشأ بها، ومات بها في 2 شعبان.

* راجع: معجم المؤلفين 1: 106.

وترجمته في خلاصة الأثر 1: 32، 33، وهدية العارفين 1: 29، إيضاح المكنون 2: 132، ومعجم المصنفين 4: 395 - 397، وكتبخانه سليمانيه 46، وحدائق الحنفية ص 418.

(1)

دمشق الشام: بكسر أوله وفتح ثانيه، هكذا رواه الجمهور، والكسر لغة فيه، وشين معجمة وآخره قاف، البلدة المشهورة قصبة "الشام"، وهي جنة الأرض بلا خلاف، لحسن عمارة، ونضارة بقعة، كثرة فاكهة، ونزاهة رقعة، كثرة مياه، ووجود مآرب. قيل: سميتْ بذلك، لأنهم دمشقوا في بنائها، أي أسرعوا. انظر: معجم البلدان 2/ 463.

ص: 154

من مؤلّفاته: "السهم المعترض في قلب المعترض" الردّ علي مَنْ فجر، ونبح البدر بإلقامه الحجر.

توفي سنة 1006 هـ.

* * *

‌144 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن نوح بن محمد بن زيد بن النعمان بن عبد اللّه بن زيد بن نوح النوقدي، النوحي، الفقيه

*.

يروى عن أبي بكر بن بندار الاسترأباذي، وأبي حفص

(1)

محمد بن إبراهيم النوقاني، وغيرهما.

روى عنه أبو العبّاس المستغفري، وغيره.

مات في ذي القعدة، سنة خمس وعشرين وأربعمائة.

والنوقدي، بفتح النون، وسكون الواو، وفتح القاف، وفي آخرها دال مهملة؛ نسبة إلى "نوقد قريش"

(2)

، وهي من قرى "نسف".

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 237.

وترجمته في الأنساب 571، والجواهر المضية برقم 47، ومعجم البلدان 4:825.

(1)

كذا أورد المُصَنِّف كنيته، وتبعه التقى التميمى، والذى في الأنساب واللباب ومعجم البلدان:"أبي جعفر".

(2)

كذا ذكر المُصَنِّف، أخذا بأول ما أورده السمعاني، في ترجمة "النوقدي"، وهو خطأ، فقد دكر ابن السمعاني وبعده ابن الأثير أن المترجم من "نوقد ساوه"، وذكر ياقوت أنه من "نوقد سازه".

ص: 155

‌145 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن يوسف، العابودي، المنعوت كمال الدين، أبو إسحاق *، المعروف جدّه بإمام الحرمين

(1)

.

تفقّه يسيرًا، وكان إمامًا في الشعر.

قال في "الجواهر": رأيتُ بخطّ الحافظ اليغموري

(2)

، أنشدني كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يوسف العابودي، سنة ثلاثين وستمائة، بـ"دمشق":

قُلْتُ وجَفْنُ الليلِ مُغْرَوْرِق

ومَوْعِدُ الإصْبَاح قد فَاتَا

ما طَالَ لَيْلي وجَرى مَدْمَعِي

إلا لأنَّ الصُّبحَ قدْ مَاتَا

* * *

‌146 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد الإسبيري الأرضرومي

* *.

* راجع: الطبقات السنية 1: 238.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 48، وهو فيه "القابوني" في النسخة، وكذلك في ترجمته في المنهل الصافي 1: 149، وفي النسخ الأخرى من الجواهر:"العابوني".

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

يوسف بن أحمد بن محمود، المتوفى سنة ثلاث وسبعين وستمائة. انظر: النجوم الزاهرة: 7/ 247.

* * راجع التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز ص 41 - 42.

ص: 156

تخرّج في العلوم على الشيخ علي الفكري الأخِسْخَوي، وهو عمدته، وعلى عبد الرحيم بن يوسف الألَوي، شارح "عنقود الزواهر"، وهذا متأخّر عن ذاك في إحراز العالمية بنحو عشر سنوات، وأسانيدهما معروفة.

وكان شيخه الأخِسْخَوي عالي السند، شديدا على المبتدعة والملاحدة، لا يخاف في الله لومة لائم، ينكر المنكر بدون محاباة، حتى في محضرة السلطان، وقد صدرت منه فلتات عند سعى أصحاب الشأن من رجال الحكومة في إذاعة أزياء الفرنج في البلاد، فنفوه إلى "فِلِبَه"، على أن يكون مدرِّسا بمدرسة شهاب الدين باشا، وتوفي بها سنة 1236 هـ، وقد جاوز الثمانين.

وبعد أن أبعد شيخه هذا أخذ الطلّاب ينفضّون من حول تلميذه الخاص الإسبيرى، خوفا على مستقبلهم، إلى أن لم يبق في حلقته غير طالبين اثنين فقط، وبها مصطفى بن عمر الوِدِيني، وسليمان بن الحسن الكِرِيدي.

وهما استوحشا أيضًا من انفرادهما في مجلس الأستاذ، بعد أن كان يزاملهما جمع عظيم في حلقة الأستاذ فذهبا يومًا إلى الشيخ الإسبيري، واستأذناه في الذهاب إلى حيث ذهب إخوانهما، فقال لهما الأستاذ: إن كانت المصلحة في ذلك فلا مانع من قبلي أصلا، إلا أني أرى أن تزيدوا على هذه الاستشارة استخارة، ثم تفعلون ما هو الخير.

فعادا فاستخار أحدهما، فرأى في المنام أنه دخل جامع الفاتح ليلا، فوجد قناديله مظلمة مطفاة، فإذا الأستاذ حضر، فأشعل الشمعين الكبيرين في جنبي المحراب بيده الكريمة، فاستنار الجامع، ثم أتيا إلى الأستاذ، وذكرا له الرؤيا، فقال الأستاذ: إن صدقت رؤياكم تنقطع سلاسل أهل العلم في جامع الفاتح، ولا يبقى فيه إسناد للعلم إلا من طريقيكما، بيد أن إنارة نوكما يلزم أن تتمّ على يدي، فاصبرا مدّة أخرى، لتنالا الإجازة منّى.

ص: 157

ففعلا، فنجح الاثنان في امتحان العالمية بتفوّق، فاجتمع عليهما الطلبة اجتماعا، لا مثيل له، إلى أن تحقّق فيهما تأويل شيخهما.

والغريب أنه انقطعت بعد مدّة يسيرة سلسلة إسناد الآخرين في الفاتح بالفعل، وانحصر نشر العلم وإسناده فيهما وفي أصحابهما، وهلمّ جرّا، وهكذا كان الواقع إلى أن غادرنا البلاد، وهذا مما يستوقف الأنظار.

وتوفي الأستاذ الإسبيري في أواخر سنة 1255 هـ، ودفن قرب إبراهيم الحلبي، وكانت وفاة الشيخ عبد الرحيم سنة 1252 هـ، رحمهما الله تعالى.

* * *

‌147 - الشيخ العالم الفقيه القاضي إبراهيم بن محمد البنواروي، الكالبوي، أحد العُلماء البارعين في الفقه والأصول والعربية

*.

قرأ على والده، ثم أخذ عنه الطريقة.

وقرأ "هداية الفقه" على الشيخ عبد الملك بن إبراهيم الكالبوي المدرّس المشهور، ثم تصدّر للتدريس بقرية "بنواري" من أعمال "كالبي"، ودرّس، وأفاد بها مدّة حياته.

وكان عالما، صالحا، خطّاطا، فصيح الكلام، حلوّ العبارة.

له "نسب الأنساب"، كتاب بسيط بالفارسي، بيّن فيه جدوده من الأمّ والأب، وذكر فيه جماعة من الأكابر.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 9، 10.

ص: 158

سنة أربع بعد الألف بقرية "بنواري"، فدفن بها، كما في "كلزار أبرار".

* * *

‌148 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد، المعروف بابن الشِّحْنة، الحَلَبِي، (برهان الدين، أبو الوليد)

*.

كان من الفقهاء الحنفية.

له "لسان الحكّام في معرفة الأحكام"

(1)

.

توفي سنة 882 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 1: 96.

وترجمته في معجم المصنفين 4: 415، 416، كشف الظنون 1549.

(1)

أوله: الحمد لله الرب العادل في حكمه

إلخ. ألَّفه في قضائه بـ "حَلَب"، ورتَّبه على ثلاثين فصلا، كلّها في المعاملات والأقضية، وأراد نظمه، فلم يوفّق له، ولم يتمّ الأصل، بل وقف في الفصل الحادي والعشرين في (الكراهية)، ثم إن بعض العلماء كتب تكملة إلى تمام الثلاثين، وهو برهان الدين إبراهيم الخالعي العدوي، كتب من الفصل الثاني والعشرين إلى الثلاثين، أوله: الحمد لله المتصف بالكمال

إلخ، وسمَّاها "غاية المرام في تتمة لسان الحكام"، فرغ منها: سنة 1015 هـ. انظر: كشف الظنون 2: 1549.

ص: 159

‌149 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد الرومي

*.

كان عالمًا، عاملًا، فقيهًا، فاضلًا، يرجع إليه في أمر الفتوى في زمانه.

كذا ترجمه في "الشقائق" من غير زيادة.

* * *

‌150 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد الرومى، المعروف بجاويش زاده، القاضي

*.

من مؤلّفاته: "الصافية شرح الشافية" لابن الحاجب، "الصحائف" في الفرائض، ثم شرحه، وسمّاه "مجمع اللطائف في شرح الصحائف".

توفي سنة 1050 خمسين وألف.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 240.

وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 98، وذكره في الطبقة الرابعة في علماء دولة السلطان بايزيد خان، الذي بويع له بالسلطانة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.

* * راجع: هدية العارفين 1: 31.

وترجمته في معجم المؤلفين 1: 94، كشف الظنون 1075، وإيضاح المكنون 2: 38، ومعجم المصنفين 4:409.

ص: 160

‌151 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد حكيم، السمرقندي، (أبو القاسم)

*.

كان فقيها، حنفيا.

له "السواد الأعظم".

(1)

توفي سنة 402 هـ.

* * *

‌152 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد، أبو القاسم السمرقندي الليثي. قارئ، من الفقهاء

* *.

له "مستخلص الحقائق شرح كنز الدقائق" في أوقاف "بغداد"، المجلّد الأول منه، وهو شرح ممزوج بالأصل.

* راجع: معجم المؤلفين 1: 91.

وترجمته في فهرست الخديوية 2: 25.

(1)

السواد الأعظم في كلام، مؤلّف لطيف، مختصر مبني على اثنين وستين مسألة لأبي القاسم إسحاق بن محمد القاضي، الحنفي المعروف بالحكيم السمرقندي، المتوفى سنة 342، اثنين وأربعين وثلاثمائة. انظر: كشف الظنون 2: 1008.

* * راجع: الأعلام 1: 65.

وترجمته في كشف الظنون 1516، والكشّاف لطلس 77.

ص: 161

فرغ منه في رجب 907 هـ.

توفي بعد 907 هـ.

* * *

‌153 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد، برهان الدين القرمي، القاهري *، ابن أخي النجم إسحاق، الآتي ذكره

.

لازم عمّه المذكور، والأمين الأقصرائي.

وفهم، وحصّل، وتكسَّب بالشهادة، وحجّ غير مرّة.

وسعى في قضاء العسكر، فأجيب إليه، لكنَّه أجاب داعي الله قبله، ومات فجأة ليلة الأربعاء، تاسع ذي الحجّة، سنة ثمان وثمانين وثمانمائة.

وكان يذكر بديانة، وهمّة، وتودّد، ومساعدة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌154 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد القيصري، المدرّس، الشهير بكوزي بيوك زاده

* *.

* راجع: الطبقات السنية 1: 240.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 168، 169.

* * راجع: هدية العارفين 1: 22.

وترجمته في معجم المؤلفين 1: 54، وإيضاح المكنون 1:304.

ص: 162

له "تفسير جزء النبأ"، و "شرح الاستعارة" للعصام، و "مجموعة الفوائد"، و "مجموعة القواعد" في إحدى وثلاثين رسالة.

توفي سنة 1253 هـ ثلاث وخمسين ومائتين وألف.

* * *

‌155 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد، أبو إسحاق الفقيه، الدهِسْتاني

*.

دخل "نيسابور" في سنة نيّف وستين وأربعمائة، وتفقّه في "مدرسة الإمام الصندلي

(1)

"، ومهر

(2)

في الفقه، وصار من المدرّسين، والمسئولين.

وسمع "سنن أبي داود" على أبي الحُسين أحمد بن عبد الرحيم الحكم الإسماعيلي.

وكان إمام الحرمين يقبل عليه في مجالس المناظرة، كعادته مع منْ يشمّ منه رائحة التحقيق، في أيّ فنّ كان.

وولي قضاء "الريّ".

وكان يحفظ طريقة أبي زيد الدبوسي على وجهها، ويتكلّم في مناظرته بها.

وذكره الهمذاني في "الطبقات" من أصحاب الصندلي، وقال: قرأ على أبي زيد الفرائض والحساب.

* راجع: الطبقات السنية 1: 238، 239.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 49، والفوائد البهية 11، وكتائب أعلام الأخيار برقم 316.

(1)

هو علي بن الحُسين، كما في الفوائد البهية.

(2)

في الجواهر المضية: "وتوجه".

ص: 163

ووهب له مَعين الملك

(1)

"تفسير أبي العبَّاس السمان"

(2)

قاضي "الري"، وهو ثلاثة عشر مجلَّدًا كبارًا ضَخْمَةً، ابتاعها من تركة أبي يوسف القزويني.

وكانتْ وفاة الدهستاني، فيما يقال: سنة ثلاث وخمسمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌156 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد، أبو إسحاق، الموصلي، القاضي

*.

(1)

هو أبو نصر أحمد بن الفضل، وزير السلطان سنجر. قتلته الباطنية سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. الكامل لابن الأثير 10/ 647.

(2)

في الطبقات السنية: "تفسير أبي العبَّاس السمناني". وكذلك في كتائب أعلام الأخيار.

وذكره حاجي خليفة في كضف الظنون 1/ 411 بما لا يزيد على ما أورده المُصَنِّف، ثم ذكر في 1/ 449، تفسير السمناني، قال: "هو أبو العبَّاس

أحمد

القاضي بـ "الري"، المتوفى سنة

، هو كبير في ثلاثة عشر مجلَّدا". وقد أكمل الناشرون النقص يفيد نسبة الكتاب إلى أبي المكارم أحمد بن محمد بن أحمد السمناني، من رجال القرن الثامن. وتجد ترجمته في الدرر الكامنة: 1/ 266، وطبقات الشافعية الإسنوي: 2/ 73. ولا يستقيم هذا، لأن وفاة المترجم كانتْ سنة ثلاث وخمسمائة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 239.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 50.

ص: 164

قال في "الجواهر": درّس بـ"المدرسة الصادرية"

(1)

.

ومات سنة ستين وخمسمائة.

ذكره الذهبي في "تاريخه".

* * *

‌157 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد عربشاه، الإسفرائيني، الخراساني، عصام الدين

*.

توفي بـ"سمرقند" سنة 944 هـ أربع وأربعين وتسعمائة.

له من التصانيف: "شرح آداب عضد الدين"، و"الأطول شرح المطوّل"، و "شرح الشمائل في حقوق أفضل الورى وأقوى الدلائل"، و "حاشية على أنوار التنزيل" إلى سورة الأعراف، و "حاشية على جزء النبأ"، و "حاشية على الشمسية" في المنطق، و "حاشية على شرح المواقف"، و "حاشية على شرح العقائد النسفية"، و "حاشية على الفوائد الضيائية" للجامي، و "حاشية على كليات المطالع"، و "شرح تهذيب المنطق"، و "شرح رسالة الاستعارة"، و "شرح الشافية" في النحو، و "شرح الطوالع"، و "شرح العوامل" للجرجاني، و "شرح القصاري"، و "شرح الكافية"، عارض به الرضيّ، و "مختصر" في النحو، و "شرح المختصر" المذكور.

* * *

(1)

من مدارس الحنفية بـ"دمشق"، بباب البريد، على باب الجامع الأموي. انظر: الدارس: 1/ 537.

* راجع: هدية العارفين 1: 27.

ص: 165

‌158 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد هاشم الندوي

*.

من أبناء ندوة العُلماء، ممن تخرّجوا فيها عام 1378 هـ. وهو من أسرة علمية عرفت بخدماتها الدينية والعلمية في "الهند".

كان يشتغل منصب رئيس القسم العربي بالجامعة العثمانية بـ"حيدرآباد" بـ"الهند"، وقد منحته الحكومة الهندية جائزة رئيس الجمهورية اعترافا بخدماته العلمية باللغة العربية، وكان عضوا في رابطة الأدب الإسلامي العالمية على مستوى "الهند".

خلف وراءه مؤلّفات عديدة.

وتوفي في "حيدرآباد" في الأسبوع الثالث من شهر يونيو سنة 1411 هـ.

* * *

‌159 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمود بن أحمد بن حسن الأقصرائي الأصل، القاهري، المواهبي، (برهان الدين، أبو الطيّب)

* *.

* راجع: تتمة الأعلام للزركلى 1: 21، والبعث الإسلامي مج 36 ع 16 (صفر 1412 هـ) ص 98 - 99.

* راجع: معجم المؤلفين 1: 110. =

ص: 166

من العلماء العاملين، جاور بـ"مكة" ثلاث سنين.

من مؤلّفاته: شرح على الحكم لابن عطاء الله، سمّاه "إحكام الحكم لشرح الحكم"، وشرح رسالته المسمّاة "أصول مقدّمات الوصول"، و "شرح كلمات علي بن محمد وفا"، المعروف يا مولانا، وغير ذلك. وله "ديوان".

توفي سنة 908 هـ.

(1)

* * *

‌160 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمود الغزنوي، أبو إسحاق

*.

قال عبد القادر: تفقّه يسيرًا، وله شعر حسن.

سمع منه الحافظ الدمياطي، وأنشد من شعره قوله:

ورشيقٍ دَمْعي عليه طَلِيقٌ

وفُؤادِي الْعانِي لَدَيْه أسيرُ

أمَّرُوهُ على المِلاح وهذا

شَعرُه إن شككْتُمُ المنشورُ

كُلَّما جاء بالمِلامِ عَذُولِي

قُلتُ ذا مُنكرٌ وهذا نَكِيرُ

= وترجمته في شذرات الذهب 8: 36، 37، كشف الظنون 426، 675، 676، وإيضاح المكنون 1: 483، والخطط التوفيقية 2: 128، والنور السافر 50، ومعجم المصنفين 4: 426، 427.

(1)

ذكر السخاوي في الضوء اللامع أنه جاوز سنة ثمان وتسعين، وذكر العيدروس في النور السافر أنه توفي سنة ثمان وتسعمائة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 240، 241.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 51.

ص: 167

ومولده سنة خمس وستمائة تقريبًا.

ودرّس بـ"مدرسة الصادرية"، بـ"دمشق".

* * *

‌161 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن مصطفى بن إبراهيم الحلبي

*.

كان من الفقهاء الحنفية.

له اشتغال في الأدب.

وُلِدَ بـ"حلب"، وتعلّم بها، وبـ"القاهرة".

ثم سافر إلى "القسطنطينية"، توفي سنة 1190 تسعين ومائة وألف بها.

له "تحفة الخبار" في الأزهرية، و "حاشية على الدر المختار" في فقه الحنفية، و"شرح جواهر الكلام"، و "نظم السيرة" في 63 بيتا، ورسالة في العروض، و "الحلّة الضافية في علمي العروض والقافية" في مجلّد، بـ"إستامبول"، و "اللمعة"، في تحقيق مباحث الوجود والحدوث والقدر وأفعال العباد" مصدر بترجمة له.

* * *

‌162 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن مصطفى بن عبد الله، الشهير

* راجع: معجم المؤلفين 1: 113.

وترجمته في إيضاح المكنون 1: 240، والمكتبة الأزهرية 2: 116، وإعلام النبلاء 7: 93 - 95، وفيه توفي في ربيع الآخر سنة 1190 هـ.

ص: 168

بنظيرا الأدرنوي، الرومي *.

له "بهجة الأبرار"، أولها: حمدا لمن رفع أعلام العُلماء، ونصر رايات هداهم ليهتدي، إلخ. و "لمعة الأسرار"، و "تحفة اللطائف في الأمثال والنوادر والظرائف".

توفي سنة 1188 هـ.

وعدّ في "إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون"، من مصنّفاته:"مناقب الإمام أبي حنيفة" بلغة تركية.

* * *

‌163 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن السيّد مصطفى بن نفس الخطّاط، الرومي

* *.

المتوفى سنة 1060 ستين وألف.

له "تذكرة الخطاطين وما لزم للخطّاط"، تركي، و "طبقات الخطّاطين".

* * *

‌164 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن مصطفى البرغمه وي، المعروف بلوح خوان

،

* راجع: معجم المؤلفين: 1: 113.

وترجمته في هدية العارفين 1: 38.

* * راجع: هدية العارفين 1: 31، 32.

ص: 169

الرومي *.

له من التآليف: "نظم الفرائد في سلك مجمع العقائد" في علم الكلام، ثم شرحه، و "أنوار البوارق في شرح ترتيب المشارق"

(1)

للصغاني، وله على التفسير رسائل، وتعليقات كثيرة.

توفي سنة 1014 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 1: 113.

خلاصة الأثر 1: 51، وكتبخانه سليمانيه 22، والكشّاف 36، وهدية العارفين 1: 29، كشف الظنون 1602، 1689، ومعجم المصنفين 4: 434، 435.

(1)

أي مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية للإمام رضي الدين حسن بن محمد الصغاني، المتوفى سنة 650، خمسين وستمائة، جمع فيه من الأحاديث الصحاح، عدده على تعداد الشارح الكازروني ألفان ومائتان وستة وأربعون حديثًا، وبيّن في آخر كلّ باب أو نوع عدد أحاديثه. وقال: هذا كتاب أرتضيه وأستضي

بضيائه والعقل هذا يقتضي، ألّفته لخزانة المستنصر

بن الظاهر بن الناصر بن المستضي. أوله: الحمد لله محيي الرمم ومجري القلم

إلخ. ذكر أنه: لما فرغ من: "مصباح الدجى"، و "الشمس المنيرة".

ضم إليهما ما في كتابي "النجم"، و "الشهاب"، لتجتمع الصحاح، قال: وهذا الكتاب حجّة بيني وبين الله في الصحة والرصانة. ورمز فيه بالحروف، (فالخاء): إشارة للبخاري، و (الميم): لمسلم، و (القاف): لما اتفقا عليه، ورتّبه بترتيب أنيق. وشروحه كثيرة، منها: شرح الشيخ أكمل الدين محمد بن محمود البابرتي الحنفي، سماه:"تحفة الأبرار في شرح مشارق الأنوار". انظر: كشف الظنون 2: 1689.

ص: 170

‌165 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن مصطفى القسطنطيني الرومي، الخطيب بجامع الموقع بباب "الأدرنة" للوزير شريف باشا

*.

توفي سنة 1109 تسع ومائة وألف.

له شرح على "حلّ الرموز فيما أحلّ من الحيوانات" للسمناني، مفصّل.

* * *

‌166 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن معقل، أبو إسحاق، النسفي * * قاضي "نسف

"

(1)

.

* راجع: هدية العارفين 1: 36.

وترجمته في إيضاح المكنون 1: 273، ومعجم المؤلفين 1:113.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 241، 242.

وترجمته في تذكرة الحفاظ 2: 686، وتهذيب تاريخ دمشق 2: 297، والجواهر المضية برقم 52، وشذرات الذهب 2: 218، وطبقات الحفاظ للسيوطي 298، والعبر 2: 100، كشف الظنون 1: 436، 2: 1685، ومرآة الجنان 2: 223، ومعجم المصنفين 4: 435 - 437.

(1)

نسف: بفتح أوله وثانيه ثم فاء: هي مدينة كبيرة، كثيرة الأهل والرستاق، بين "جيحون" و"سمرقند"، خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم في كلّ فنّ. قال الإصطخري: وأما "نسف" فإنها مدينة، ولها قهندز وربض، =

ص: 171

ذكره في "تاريخ دمشق".

وروى له حديثين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أحدهما: عن أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه، أنه قال:"من صلى صلاة الضحى بنى الله له قصرًا في الجنة من ذهب"، وفي رواية أخرى:"من صلى ثنتي عشرة ركعة من الضحى بني له بيت في الجنة".

والحديث الثاني: عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمسة أسهم، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجّ البيت، وصوم رمضان".

ولم يؤرّخ وفاته.

وقال في "الجواهر": مات سنة خمس وتسعين ومائتين، رحمه الله تعالى.

قلت: وذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام"، فقال: إبراهيم بن معقل بن الحجّاج، أبو إسحاق، النسفي، قاضي "نسف" وعالمها.

= ولها أبواب أربعة، وهي على مدرج "بخارى" و"بلخ"، وهي في مستواة، والجبال منها على مرحلتين فيما يلي "كش". وأما ما بينها وبين "جيحون" فمفازة، لا جبل فيها، ولها نهر واحد، يجري في وسط المدينة، وهي مجمع مياه "كش"، فيصير منها هذا النهر، فيشرع إلى القرى، ودار الإمارة على شطّ هذا النهر بمكان يعرف بـ "رأس القنطرة"، ولـ "نسف" قرى كثيرة ونواح، وقد خرج منها خلق كثير من العلماء. منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج بن خداش النسفي، كان من جلّة العلماء، وأصحاب الحديث الثقات، كتب الكثير، وجمع السنّة والتفسير، وحدّث عن قتيبة بن سعيد، وهشام بن عامر الدمشقي، وحرملة بن يحيى المصري. روى عنه كثير من العلماء، ومات سنة 492 هـ. انظر: معجم البلدان 5: 285. معجم المؤلفين 1: 113.

ص: 172

رحل، وكتب الكثير.

وسمع جبارة بن المغلس، وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمّار، وأقرانهم.

وروى "الصحيح" عن أبي عبد الله البخاري.

وكان فقيه النفس، عارفًا باختلاف العلماء.

وروى عنه ابنه سعيد، وعبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا، النسفيون، وخلف بن محمد الخيام، وخلق سواهم.

صنّف "المسند"، و"التفسير"، وغير ذلك.

وتوفي في ذي الحجّة، سنة خمس وتسعين ومائتين. انتهى.

* * *

‌167 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن منصور سِبْط حفص بن عبد الرحمن

(1)

روي

(2)

وفاة جدّه حفص، على ما يأتي

(3)

.

كذا في "الجواهر" من غير زيادة.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 243.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 53.

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

في الجواهر المضية: "روى".

(3)

وكانت وفاة جدّه، سنة تسع وتسعين ومائة.

ص: 173

‌168 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن منصور، الفتّال، الدمشقي، الفقيه، كان أصوليا حكيما منطقيا

*.

توفي سنة 1098 ثمان وتسعين وألف.

له "تحريرات" على التفاسير، و"حاشية على شرح القطر" للفاكهي.

* * *

‌169 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن موسى بن أبي بكر ابن الشيخ علي الطرابلسي، نزيل "القاهرة

" * *.

أخذ في "دمشق" عن جماعة، منهم: الشرف بن عيد، وقدم معه "القاهرة"، حين طلب لقضائها.

ولازم الصلاح الطرابلسي، ورغب له عن تصرّفه

(1)

بـ "المؤيّدية"، لما أعطي مشيخة "الأشرفية".

* راجع: هدية العارفين 1: 34.

* راجع: الطبقات السنية 1: 243، 244.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 178، كشف الظنون 1: 85، 2: 1895، ومعجم المصنفين 4: 454، والنور السافر 111، 112، ودكر أنه توفي سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، ومعجم المؤلفين 1:117.

(1)

في الأصول: "أتصوفه"، ولعلّ الصواب ما أثبته.

ص: 174

وأخذ عن الديمي "شرح ألفية العراقي " للناظم، وعن السنباطي أشياء.

قال السخاوي: وكذا سمع عليّ "شرح معاني الآثار" لمحمد بن الحسن، وغيرهما، وعلّق عني بعض التآليف.

وهو فاضل، سكن، ديّن. رحمه الله تعالى.

ورأيت بخطّ الشيخ العلامة علي بن غانم المقدسي

(1)

، مفتي "الديار المصرية"، أن من تآليف صاحب الترجمة: كتاب "الإسعاف في أحكام الأوقاف"

(2)

، وكتاب "مواهب الرحمن في مذهب النعمان"، وشرحه سمّاه "البرهان"

(3)

.

* * *

‌170 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن موسى، أبو إسحاق الفقيه الوزدولي

*.

(1)

هو علي بن محمد بن علي، المعروف بابن قاسم المقدسي الحنفي.

من رجال القرن العاشر، بداية القرن الحادي عشر. انظر ترجمته في ريحانة الألبا 2:52.

(2)

وهذا كتاب مفيد ممتع في الفن، مختصر، جمع فيه وقفي الهلال والخصّاف. أولها: الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم

إلخ. انظر: كشف الظنون 1: 81.

(3)

أوله: الحمد لله الذي أحكم شريعته الغراء

إلخ. وأول المتن: الحمد لله الذي جعل مواهب الفقه

إلخ. قال: وقد صنّفت هذا الكتاب على نحو القاعدة التي اخترعها صاحب "مجمع البحرين"، وهو في مجلّدين. انظر: كشف الظنون 2: 1895.

* راجع: الطبقات السنية 1: 244، 245. =

ص: 175

ذكره السهمي في "تاريخ جرجان"

(1)

، فقال: روى عن المعتمر بن سليمان، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، وخالد بن نافع، وأبي معاوية، وابن عيينة، وابن علية، ومَنْ في طبقتهم.

روى عنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأحمد بن حفص السعدي، وغيرهما.

روى عن جعفر بن محمد الفريابي، وكان أحد المتعصّبين على أصحاب أبي حنيفة، أنه قال: دخلتُ "جرجان"، فكتبتُ عن العصّار، والسبّاك، وموسى بن السندي، فقيل: يا أبا بكر، وإبراهيم بن موسى الوَزْدُوْلي؟ قال: نعم، كان يحدّث هناك، ولم أكتبْ عنه، لأني لا أكتبُ عن أصحاب الرأي، وإبراهيم شيخ أصحاب الرأي.

وروى له في "التاريخ " المذكور بإسناده إلى أبي الحسن القصري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من زعم أنه عالم فهو جاهل".

وكان لإبراهيم ولد فاضل مُحدّث، صنّف الكتب والسير، وهو مستقيم الحديث. رحمهما الله تعالى.

* * *

‌171 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن مُهَنَّا بن محمد الفقيه، الصالح

*.

= وترجمته في الأنساب 582، وتاريخ جرجان 87، 88، والجواهر المضية برقم 54. والوزدولي نسبة إلى "وزدول"، قال السفعاني: وظني أنها من قرى "جرجان".

(1)

تاريخ جرجان: لعلي بن محمد الجرجاني المعروف بالإدريسي، المتوفى سنة 468، وللحافظ أبي القاسم حمزة بن يوسف السهمى، المتوفى سنة 675.

* راجع: الطبقات. السنية 1: 243. =

ص: 176

قال الخزرجى: كان فقيهًا، صالحًا، ورعًا، ناسكًا.

وكان مولده سنة تسع وثمانين وستمائة.

وهو أحد الفقهاء المدرّسين على مذهب الإمام أبي حنيفة، درّس بـ "الدعاسية" بـ "زبيد".

وكان ذا مروءة، وحسن خلق.

وتوفي سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة

(1)

، رحمه الله تعالى.

* * *

‌172 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن ميمون، الصائغ، المروزي

*.

روى عن أبي حنيفة، وعطاء، وغيرهما.

وروى عنه حسان بن إبراهيم، وغيره.

وروى له النسائي، وأبو داود.

= وترجمته في الدرر الكامنة 1: 75، والعقود اللؤلؤية 2:76. ذكر ابن حجر أنه "إبراهيم بن مُهَنَّا بن محمد بن مُهَنَّا الصرفي الحنفي".

(1)

في الدرر الكامنة أنه توفي سنة 747 هـ، وفي العقود اللؤلؤية أنه توفي سنة 743 هـ.

* راجع: الطبقات السنية 1: 245 - 249.

وترجمته في الأنساب 348، والتاريخ الكبير للبخاري 1: 1: 325، وتهذيب التهذيب 1: 172، 173، والجرح والتعديل 1: 1: 134، والجواهر المضية برقم 55، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 22، 23، وشذرات الذهب 1: 181، واللباب 2: 48، ومشاهير علماء الأمصار 195، وميزان الاعتدال 1:96.

ص: 177

وقال النسائي: لا بأس به.

قال السمعاني: كان فقيهًا فاضلًا، قتله أبو مسلم الخراساني بـ "مرو"، سنة إحدى وثلاثين ومائة.

قال ابن المبارك: لما بلغ أبا حنيفة قتلُ إبراهيم الصائغ بكى، حتى ظننا أنه سيموت، فخلوتُ به، فقال: كان والله رجلًا عاقلًا، ولقد كنتُ أخاف عليه هذا الأمر.

قلت: كيف كان سببه؟

قال: كان يقدم، ويسألنى، وكان شديد البذل لنفسه في طاعة الله تعالى، وكان شديد الورع، كنت رمما قدمت إليه بالشيء

(1)

، فيسألني عنه، ولا يرضاه، ولا يذوقه، وربما رضيه، فأكله.

فسألني عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إلى أن اتفقنا على أنه فريضة من الله تعالى، فقال لي: مدّ يدك حتى أبايعك.

فأظلمت الدنيا بيني وبينه.

فقلت

(2)

: ولم؟

قال: دعاني إلى حقّ من حقوق الله تعالى، فامتنعت عليه، وقلت له: إن قام به رجل واحد قتل، ولم يصلح للناس أمرٌ، ولكن إن وجد أعوانًا صالحين، ورجلًا يرأس عليهم مأمونًا على دين الله، فنعم.

وكان يقتضي ذلك كلّما قدم عليّ تقاضي الغريم الملحُّ، فأقول: هذا أمر لا يصلح بواحد، ما أطاقته الأنبياء، حتى عقدت عليه من السماء، وهذه فريضة، ليستْ كالفرائض، يقوم بها الرجل وحده، وهذا متى أمر الرجل به

(1)

في الجواهر: "بشيء".

(2)

القائل هو ابن المبارك.

ص: 178

وحده أشَاطَ

(1)

بدَمه، وعرَّض نفسَه للقتل، فأخاف أن يُعِين على قتل نفسه، ولكن ننتظر، فقد قالت الملائكة:{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} . الآية، سورة البقرة 30.

ثم خرج إلى "مرو"، حتى كان أبو مسلم فكلّمه بكلام غليظ، فأخذه، فاجتمع عليه فقهاء "خراسان" وعبادهم، حتى أطلقوه، ثم عاوده، فزجره، ثم عاوده، ثم قال: ما أجد شيئًا أقوم به لله تعالى أفضل من جهادك، ولأجاهدنّك بلساني، ليس لي قوة بيدي، ولكن يراني الله وأنا أبغضك فيه، فقتله، رحمه الله تعالى.

وروى ابن عسكر في "تاريخ دمشق" بسنده، عن الحسن بن رشيد العنبري، قال: سمعت يزيد النحوي، يقول: أتاني إبراهيم الصائغ، فقال لي: ما ترى ما يصنع هذا الطاغية! - يعني أبا مسلم الخراساني - إن الناس معه في سعة غيرنا أهل العلم.

قال: قلتُ لو علمتُ أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلتُ؛ إن أمرتُ، ونهيتُ، يقبل منا، أو يقتلنا، ولكن أخاف أن يَبْسُط

(2)

علينا، وأنا شيخ كبير، لا صبر لي على السِّيَاط.

فقال الصائغ: لكن لا أنتهي عنه.

قال: فذهب إبراهيم، فدخل على أبي مسلم، فأمره ونهاه، فقتله على ذلك.

وعن الحسن بن رشيد أيضًا، أنه قال: سمعت النعمان: أنا حدّثت إبراهيم الصائغ، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله

(1)

أشاط بدمه: أذهبه أو عمل بهلاكه، أو عرضه للقتل. "القاموس". (ش ي ط).

(2)

يبسط علينا: يسلّط علينا.

ص: 179

عليه وسلم -: "سيّد الشهداء حمزة، ثم رجل قام إلى إمام جائر، فأمره، ونهاه، فقتله على ذلك".

وعن الحسن بن رشيد أيضًا، قال: دعا أبو مسلم الناس إلى البيعة، فدعا الصائغ، فقال له: بايع طوعًا غير كاره.

فقال الصائغ: لا، بل كرهًا غير طائع.

قال: فكيف بايعت لنصر بن سيّار؟ قال: إني لم أسأل عن ذلك، ولو سئلت لقلت.

وقال أحمد بن سيّار: وذكر يعمر بن بشر، قال: كتب إبراهيم الصائغ إلى أبي مسلم بكتاب، يأمره وينهاه، وذكر أنه كان بين أبي مسلم وبينه اجتماع أيام دعوته، وأن أبا مسلم وعده القيام بالحق، والذبّ عن الحرام أيام دولة بني أُمية؛ فلمّا ملك أبو مسلم، وبسط يده، دخل عليه إبراهيم الصائغ، فوعظه، ونهاه.

فقال أبو مسلم: يا إبراهيم! أين كنت عن نصر بن سيّار، وهو يتّخذ زلَاق الذهب للخمر، فيبعث بها إلى الوليد بن يزيد؟.

فقال إبراهيم: إني كنتُ معهم أخشى، وأنت وعدتَني أن تعمل بالحقّ، وتقيمه.

فكفّ عنه أبو مسلم، وكان إبراهيم يظهر مخالفته إياه، ومع ذلك لا يدع ما يمكنه.

تغمّده الله برحمته؛ فما كان أحبّه في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

وروى ابن عسكر، بسنده عن علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، قال: لما قتل أبو مسلم إبراهيم الصائغ، فأحببتُ أن أراه في المنام، فرأيتُه، فقلتُ ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي مغفرة ليس بعدها مغفرة.

ص: 180

قلت: فأين يزيد النحوي؟ قال: أيهات، هو أرفع مني بدرجات.

قلت: لم وقد كنتما سواء؟ قال: بقراءة القرآن.

قال: ورأيتُ في منامي رجلًا على مصلاة على النار يغلي، فقلت: مَنْ هذا؟ فقالوا: أبو مسلم.

قال علي: فأخبرني بعضُ أهل بيتي، عن أبي، قال: قيل لي في منامي: إنه سيرى في كلّ بلاد "خراسان" مثل ما رأيت في هذه الليلة.

وبالجملة، فقد كان إبراهيم من العلماء العاملين، الآمرين بالمعروف، الناهين عن المنكر، الذابّين عن محارم الله، الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم. - رحمه الله تعالى، ونفعنا ببركاته، وبركات علومه، في الدنيا والآخرة -، آمين!

* * *

‌173 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن نصرويه بن سختام

*.

روى عنه ابنه علي الآتي ذكره، وذكر أخيه إسحاق، إن شاء الله تعالى

(1)

.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 249.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 56، وترجمته ابنه علي في تاريخ بغداد 11: 342، واللباب 1:380.

(1)

تأتي ترجمة علي في محله إن شاء الله تعالى، وترجمة إسحاق في محله إن شاء اللّه تعالى، وأبوهما المترجم من رجال القرن الرابع، وربما أدرك أوائل الخامس. راجع: ترجمة والديه.

ص: 181

‌174 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن والي الذكر الأصل، الغزّي المنشأ والدار

*.

ذكره في "الغرف العلية"، وقال: قدم علينا في صفر، سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، وأراني "نظم الآجرومية".

ثم إنه - أعني صاحب "الغرف " - ذكر له جماعة ممن نظم "الآجرومية"، وشرحها، وذكر أنه أنشده بعض الأشعار، وساق منها شيئًا لم أكتبه؛ لسقم النسخة، وتحريف الكاتب، وإن ظفرتُ له بشيء صحيح ألحقتُه. - تغمّده الله برحمته -.

* * *

‌175 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن ولي بن نصر، برهان الدين المقدسي ثم الغزّي

* *.

فقيه، متأدّب.

له نظم: زار "حلب"(946) قادما من "بغداد"، ووضع رسالة في الخيل، سمّاها "تحفة العبيد فيما ورد في الخيل والرماية والصيد" في الحرم المكّي

* راجع: الطبقات السنية 1: 250.

وترجمته في إيضاح المكنون 1: 254، وشذرات الذهب 8: 325، كشف الظنون 2: 1797، والكواكب الدرية 2:81.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 124.

وترجمته في كشف الظنون 1797، والكواكب 2: 81، وشذرات 8:325.

ص: 182

(34 أدب) ألّفها برسم أحد وزراء الروم (العثمانيين)، وقصده، فقدمها إليه (سنة 950)، ثم عاد يريد وطنه، فسلك طريقا ضاع فيها، وانقطع خبره.

وله أيضًا "الدرّة البرهانية" منظومة لـ "الآجرومية"

(1)

، لها عدّة شروح، ذكرها صاحب "كشف الظنون".

توفي نحو 960 هـ.

* * *

‌176 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يحيى بن أحمد البُصْرَاوي الشيخ الإمام

،

(1)

وهي "مقدمة الآجرومية" في النحو لأبي عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي المعروف بابن آجروم، ومعناه بلغة البرير الفقير الصوفي. وكانتْ ولادته سنة 682، اثنتين وثمانين وستمائة، وتوفي سنة 723، ثلاث وعشرين وسبعمائة، وهي مقدمة نافعة للمبتدئين. ألّفها بـ "مكّة المكرّمة". كذا قال الشارح أبو عبد الله الراعي، ولها شروح كثيرة، منها: شرح أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، المعروف ببرهان الدين الشاغوري، المتوفى سنة 916، ستّ عشرة وتسعمائة، وأبو الحسن علي بن عيسى الربعي النحوي، وممن شرحها حسن بن حسين الطولوني، وُلِدَ سنة 836، ستّ وثلاثين وثمانمائة، وأبو طالب أحمد بن بكر العبدي النحوي، وإبراهيم بن علي بن إسحاق النحوي، ويزيد عبد الرحمن بن علي المكودي النحوي، المتوفى سنة 807، سبع وثمانمائة. أوله: الحمد لله الذي نوّر قلوبنا بمعرفة الأدب

إلخ. وشرحها: الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري الشافعي، المتوفى سنة 905، خمس وتسعمائة، أوله: الحمد لله رافع درجات المنتصبين

إلخ. وله كتاب آخر في إعراب "الآجرومية": أوله: الحمد لله على ما أنعم

إلخ.

ص: 183

المحدّث، عماد الدين، أبو إسحاق *.

ذكره في "الغرف العلية".

ونقل عن البِرْزَالي، أنه وُلِدَ سنة خمس وأربعين وستمائة.

وأنه قرأ القرآن، وحمع الحديث، وقرأ على الشيوخ كثيرًا من الكتب والأجزاء، وكان مشهورًا بحسن القراءة.

وبعد مُلازمته للطلب والاشتغال بالعلم، خدم في الديوان، وحصل له دنيا وافرة.

ثم إنه رأى رؤيا

(1)

أوجبتْ له التوبة والإقلاع عما كان فيه، وحجّ، ولازم المسجد والتلاوة، وبقى على ذلك عشرين سنة، وعرض له صَمَم في آخر عمره.

ومات سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌177 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يحيى بن بخشي بن إبراهيم، المشهور بدده خليفه (برهان الدين)، مفتي "حلب

" * *.

* راجع: الطبقات السنية 1: 250، 251.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 78، 79، وشذرات الذهب 6: 98، من ذيول العبر (ذيل الذهبي)172.

(1)

ذكر ابن حجر تفصيل هذه الرؤيا في الدرر الكامنة.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 125. =

ص: 184

من مؤلّفاته: رسالة في تحريم اللواط، ورسالة في أقسام بيت المال وأحكامها ومصارفها، ورسالة في تحريم الحشيش والبنج.

توفي سنة 966 هـ.

* * *

‌178 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن أبي يزيد، - بالياء المثناة من تحت، ورأيت بعضهم ضبطه خطأ بالباء الموحّدة، والراء المهملة، مُصغّرًا - الهندي، الشيخ، الإمام، العلامة، المحقّق، برهان الدين

*.

نزيل "القاهرة" بـ "الجوهرية"، ثم شيخ "القانبانية"

(1)

.

كان من أفراد علماء عصره الأفاضل، ومن الفضلاء الأماثل.

قدم "مكة" فحجّ، وأخذ بها عنه الجمّ الغفير؛ منهم: قاضيها البرهان بن ظهيرة.

ثم قدم "القاهرة"، فنزل بـ "الجوهرية"، وشهر بالفضائل، وقصده الفضلاء، وأخذوا عنه في فنون متعددة.

= وترجمته في شذرات الذهب 8: 345، 346، كشف الظنون 851، 887، 1120، 1547، وتاريخ آداب اللغة العربية 3: 340، ومعجم المصنفين 4: 502 - 504، والكواكب السائرة 2:79.

* راجع: الطبقات السنية 1: 188، 189.

(1)

وهي مدرسة قاني باي بن عبد الله المحمدي، وهي لا تزال قائمة باسم جامع المحمدي، في النهاية الشرقية، من شارع شيخون، الموصل من الصليبة إلى ميدان القلعة. وانظر: حواشي النجوم الزاهرة 11: 39.

ص: 185

ثم قرّره الظاهر في مشيخة الحنفية بـ "القانبانية" عوضًا عن ابن التَّفِهْني

(1)

بحكم وفاته، ودام بها مدّة.

وكان شكله حسنًا، خيرًا، دينًا، كثير الأدب.

توفِي سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌179 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن * يعقوب بن إبراهيم وهو أخو الإمام يوسف بن أبي يوسف

(2)

.

تفقّه على أبيه، رحمه الله تعالى.

ذكره في "الجواهر"، هو والذي قبله.

* * *

‌180 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يعقوب بن البهلول التنوخي، أبو إسحاق، الأنباري

* *.

(1)

تفهنا: بليدة بمصر، من ناحية جزيرة قوسنيا. معجم البلدان 1:859. وورد فيه هكذا: "قوسنيا"، وعرف بها في 4: 200، وضبطها بالعبارة، وتعرف اليوم باسم: "قويسنا".

* راجع: الطبقات السنية 1: 251.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 57.

(2)

ترجمة أبي يوسف تأتي في محله إن شاء الله تعالى، وترجمة ولده يوسف تأتي في محله إن شاء الله تعالى.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 251.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 58.

ص: 186

من بيت كبير، مشهور بالعلم، والتقدّم، ورواية الحديث.

روى عنه ابن أخيه أبو الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب حكاية.

ويأتي أحمد في بابه، إن شاء الله تعالى

(1)

.

* * *

‌181 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يعقوب بن أبي نصر بن أبي النصر بن مِدْوَسة، الواعظ، الكاشاني

*.

سكن "سمرقند"

(2)

، وتولّي خطابتها نيابة عن محمود بن أحمد الشاغرجي

(3)

، الملقّب شيخ الإسلام.

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* راجع: الطبقات السنية 1: 252.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 59.

والكشانية التي ينتسب إليها: بلدة من بلاد "الصغد" بنواحي "سمرقند"، ضبطها ابن الأثير بضم الكاف، وضبطها ياقوت بفتحها. انظر: اللباب 3: 41، ومعجم البلدان 4:276.

(2)

سمرقند بفتح أوله وثانيه، ويقال لها بالعربية "سمران" بلد معروف مشهور. قيل: إنه من أبنية ذي القرنين بـ "ما وراء النهر"، وهو قصبة "الصغد" مبنية على جنوبي وادي "الصغد" مرتفعة عليه، قال أبو عون: سمرقند في الإقليم الرابع، وقال الأزهري: بناها شمر أبو كرب، فسميتْ شمر كنت فأعربت، فقيل:"سمرقند"، هكذا تلفظ به العرب في كلامها وأشعارها. انظر: معجم البلدان 3: 246.

(3)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى، وساغرج: قرية من قرى سمرقند.

ص: 187

سمع بـ "الكشانية" أباه، وبـ "سمرقند" أبا إبراهيم إسحاق بن محمد الخطيب النوحي.

وكان فقيهًا، فاضلًا، عارفًا بمذهب أبي حنيفة، وروايته، مفسّرًا، واعظًا، حسن السيرة.

وُلِدَ في عشر

(1)

ذي القعدة، سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.

وتوفي بـ "سمرقند"، سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌182 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يعقوب الكشميري اللكنوي، أحد الأساتذة المشهورين

*.

وُلِدَ، ونشأ بمدينة "لكنو".

وقرأ الكتب الدرسيّة على الشيخ تراب علي اللكنوي، والشيخ نور كريم الدريابادي، وعلى غيرهما من العلماء. ثم أخذ الصناعة الطبّيّة عن أبيه، وتطبّب على السيّد محمد المرتعش الدهلوي، ولما بلغ رتبةَ الكمال تصدّر للإفادة والتدريس.

وكان يداوي المرضَى بحذق ومَهَارة، حتى صار المرجع والمقصد في حياة والده، وطارَ صيتُه في الآفاق، فاستقدمَه نواب كلب علي خان إلى "رامبور"، وجعل له الأرزاقَ السنيّةَ، وكان لا يسمح له بأن يفارقه.

(1)

وفي الجواهر المضية: "عاشر".

راجع: نزهة الخواطر 7: 8، 9.

ص: 188

وكان عفيفا، ديّنا، بَشُوْشا، طيب النفس، حجّ، وزار.

وأخذ الحديثَ في آخر عمره عن الشيخ سلامة الله الجيراجبوري، حين كان يشتغل عليه سلامة الله المذكور في الطبّ.

وله "أمالي" في المعالجات، وهو دستور لمن خلفه من الأطبّاء.

مات سنة ثلاثمائة وألف.

* * *

‌183 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم بن سليمان بن داود الإسكندراني، المفتي بها، المشهور بالعريان

*.

توفي سنة 1232 اثنين وثلاثين ومائتين وألف.

له "شرح الهمزية البوصيرية".

* * *

‌184 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يوسف بن رستم

* *.

قال في "الجواهر": هكذا نسبه في "مآل الفتاوى"

(1)

فلا أدري؛

* راجع: هدية العارفين 1: 40، 41.

وترجمته في معجم المؤلفين 1: 129.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 252.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 61.

(1)

مآل الفتاوى: قال في "الكشف": هو "الملتقط" للإمام ناصر الدين

السمرقندي الحنفي، أتمه في شعبان سنة 549، تسع وأربعين =

ص: 189

أهو إبراهيم بن رستم

(1)

، الإمام المذكور قبله، ونُسب إلى جدّه رستم، أو غيره؟ ولا أعلم أحدًا من الحفّاظ ذكر أن رستم جدّ إبراهيم، والله تعالى أعلم.

* * *

‌185 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يوسف بن عبد الرحمن، الحلبي، الشهير بابن الحنبلى، (برهان الدين)، عالم في السياسة

*.

وُلِدَ بـ "حلب" سنة 877 هـ، وتوفي سنة 959 هـ.

من مصنّفاته: "ثمرات البستان وزهرات الأغصان"، و"آداب السياسة"، و"السلسل الرائق المنتخب من الفائق"، و"مصابيح أرباب الرياسة"، و"مفاتيح أبواب الكياسة".

* * *

‌186 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يوسف بن علي البرهان، أبو إسحاق

،

= وخمسمائة، كما قال محمود بن الحسين الأسروشني في آخر "تجنيسه".

انظر: كشف الظنون 2: 1574.

(1)

تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* راجع: معجم المؤلفين 1: 130.

وترجمته في الكواكب السائرة 2: 66، وشذرات الذهب 8: 323، كشف الظنون 42، 524، 1217، 1697، وإيضاح المكنون 2: 21، ومعجم المصنفين 4: 488 - 490 - 335.

ص: 190

القاهري، المعروف، بابن العَدَّاس *.

وُلِدَ تقريبًا في العشر الأوسط من شهر رمضان، سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.

واشتغل بالفقه، والقراءات، وغيرهما.

وقرأ على الشيخ أكمل الدين

(1)

"شرحه" لـ "الهدايا"، وغيره، وعلى التقى ابن البغدادي "الصحيحين"، وعلى الجمال ابن خير أولهما.

وفضل بحيث ناب في القضاء.

وحدّث، سمع منه الزين رضوان، والشمس محمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم الفُوِّيّ.

وروى عنه بالإجازة التقي الشُّمُنِّي

(2)

.

مات في ليلة الاثنين، سابع جمادى الآخرة، سنة ثمان وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

" راجع: الطبقات السنية 1: 253.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 182.

(1)

أي محمد بن محمد بن محمود، أكمل الدين أبو عبد الله ابن الشيخ شمس الدين ابن الشيخ جمال الدين الرومى البابرتي، الذي يأتي ذكره، والمراد من شرحه "العناية في شرح الهداية". انظر: الأعلام للزركلي 7: 42.

(2)

وهو أحمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي الشمني القسطنطيني الأصل، الإسكندري الشمنّي - أبو العبّاس، تقى الدين. وُلِدَ بـ "الإسكندرية"، وتعلى ومات في "القاهرة"، من كتبه:"شرح المغني لابن هشام"، و"مزيل الخفا عن ألفاظ الشفا"، و"كمال الدراية في شرح النقاية" في فقه الحنفية. انظر: الأعلام 1: 230.

ص: 191

‌187 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يوسف بن محمد بن البوني، أبو الفرج. إمام مِحراب الحنفية بـ "دمشق

".

مقرئ، مُحدّث.

روى عن أبي القاسم بن عساكر

(1)

.

ومات سنة اثنتي عشرة وستمائة. رحمه الله.

* * *

‌188 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يوسف بن ميمون بن قدامة، وقيل: ابن رزين، أبو إسحاق، الباهلي، عرف بالماكياني؛ نسبة إلى جدّه، فيما ذكره السمعاني

* *.

* راجع: الطبقات السنية 1: 253، 254.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 60.

والبوني: نسبة إلى بونة، مدينة بساحل "أفريقية". انظر: اللباب 1: 153.

وزاد ياقوت أنها بين "مرسى الخرز" و"جزيرة بني مرغناي". انظر: معجم البلدان 1: 764.

(1)

هو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي صاحب "التاريخ الكبير"، المتوفى سنة 571 هـ.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 254، 255. =

ص: 192

وهو أخو عصام، ومحمد، ووالد عبد الله، وعبد الرحمن، الآتي كلّ منهم في بابه.

(1)

وإبراهيم هذا هو الأمام المشهور، الكبير المحلّ عند أصحاب أبي حنيفة، وشيخ "بلخ"

(2)

، وعالمها في زمانه.

لزم أبا يوسف حتى برع، وروى عن سفيان بن عُيينة، وإسماعيل بن عُلية، وحماد بن زيد.

وروى عن مالك بن أنس حديثًا واحدًا، عن نافع مولى ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما -:"كلّ مسكر خمر، وكلّ مسكر حرام".

(3)

وسبب تفرّده أنه دخل على مالك يسمع منه، وقتيبة بن سعيد حاضر، فقال لمالك: إن هذا يرى الإرجاء. فأمر أن يقام من المجلس، ولم يسمع غير

= وترجمته في الأنساب 503، وتذكرة الحفاظ 2: 453، وتهذيب التذهيب 1: 184، 185، والجواهر المضية برقم 62، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 24، وشذرات الذهب 2: 91، والفوائد البهية 11، وكتائب أعلام الأخيار برقم 113، واللباب 3: 85، وميزان الاعتدال 1: 76، والوافي بالوفيات 6:172.

(1)

يأتي عصام في محله إن شاء الله تعالى، ومحمد في محله إن شاء الله تعالى، وعبد الله في محله إن شاء الله تعالى، وعبد الرحمن في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

بلخ: مدينة مشهورة بـ "خراسان". انظر: معجم البلدان 1: 713.

(3)

الذي في الموطأ من حديث أبي سعيد الخدري: "كل مسكر حرام" فحسب، وليس صدر الحديث به بهذا اللفظ، وإنما جاء فيه من حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:"كل شراب أسكر فهو حرام". انظر: باب ادخار لحوم الأضاحي، من كتاب الضحايا. الموطأ 2:4856. وباب تحريم الخمر، من كتاب الأشربة: الموطأ 2: 845.

ص: 193

هذا الحديث، ووقع له بهذا مع قتيبة عداوة، فأخرجه من "بلخ"، فنزل بَغْلان

(1)

"، وكان بها إلى أن مات.

وروى النسائي عن إبراهيم هذا، وقال: ثقة.

وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "كتاب الرد على الجهمية": حدّثني عيسى بن بنت إبراهيم بن طهمان، قال: كان إبراهيم بن يوسف شيخًا جليلًا، فقيهًا، من أصحاب أبي حنيفة.

طلب الحديث بعد أن تفقّه في مذهبهم، فأدرك ابن عيينة، ووكيعًا.

فسمعت محمد بن محمد بن الصديق، يقول: سمعته يقول: القرآن كلام الله، ومَنْ قال: مخلوق فهو كافر، بانت منه امرأته، ولا يصلّى خلفه، ولا يصلّى عليه إذا مات، ومَنْ وقف فهو جهميّ.

وقال أحمد بن محمد بن الفضل: سمعت محمد بن داود الفِرَعي

(2)

، يقول: حلفتُ أن لا أكتب إلا عن مَنْ يقول: الإيمان قول، وعمل.

فأتيت إبراهيم بن يوسف، فقال: اكتب عني، فإني أقول: الإيمان قول وعمل.

وكان عصام بن يوسف، أخو إبراهيم هذا يرفع يديه عند الركوع، وعند رفع الرفع، وكان إبراهيم لا يرفع.

(1)

في الأصول: "بعلان"، والصواب ما أثبته، وهي بلدة بنواحي بلخ، وكان قتيبة بن سعيد ينزل بها. انظر تاريخ بغداد 12: 464، وتهذيب التهذيب 8: 358، ومعجم البلدان 1:695.

(2)

نسبة إلى فرع: وهو والد تميم بن فرع الفرعي المصري. اللباب 2: 206.

ص: 194

توفي سنة إحدى وأربعين، في أولها، وقيل: سنة تسع وثلاثين ومائتين، رحمه الله تعالى.

قال اللكنوي رحمه الله تعالى: نقل على القارئ عن "كتاب الرد على الجهمية" لعبد الرحمن بن أبي حاتم حدثني عيسى بن إبراهيم بن طهمان، قال: كان إبراهيم بن يوسف شيخا جليلا، فقيها، من أصحاب أبي حنيفة، طلب الحديث بعد أن تفقّه في مذهبهم، فأدرك ابن عيينة، وكيعا. ثم ذكر القارئ أن إبراهيم بن يوسف روى عن أبي يوسف عن أبها حنيفة أنه قال: لا يحلّ لأحد أن يفتي بقولنا ما لم يعرف من أين قلنا. انتهى ملخصا.

وفي "ميزان الاعتدال"

(1)

، إبراهيم بن يوسف البلخي، الفقيه، عن حماد بن زيد، وطبقته، ولزم أبا يوسف، حتى برع. وثّقه النسائي، وقال أبو

(1)

هو "ميزان الاعتدال في أسماء الرجال"، أوله: الحمد لله الحكم العدل العلي الكبير. إلخ. قد طالعته مرات، وهو كتاب جامع لنقد رواة الآثار، حاو لتراجم أئمة الأخبار، مع إيجاز العبارات وإيفاء الإشارات، مؤلفه شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان التركماني الدمشقي الذهبي. ولد في ربيع الآخر سنة 673 هـ، وسمع كثيرا من الخلائق يزيدون على ألف، وأخذ الفقه عن كمال الدين بن الزملكاني، وغيره، وقرأ القراءات، وأتقنها، وأتقن علم الحديث، ونقد التاريخ والرجال. قال السبكي في حقه: محدّث العصر، خاتم الحفاظ، إمام العصر، حفظا وإتقانا، توفي سنة 740 هـ، كذا في "طبقات ابن شهبة". وقد طالعت من تصانيفه "ميزان الاعتدال"، و"سير النبلاء" تاريخ مبسوط، و"العبر في أخبار من غبر"، و"الكاشف" مختصر "تهذيب الكمال"، وله تصانيف كثيرة. منها:"المغني في أسماء الرجال"، و"مختصر سنن البيهقي"، و "مختصر أطراف المزني"، و"طبقات الحفاظ"، و"طبقات القراء"، و"تجريد الصحابة"، و"مختصر مستدرك الحاكم"، و"مختصر تاريخ نيسابور" للحاكم، =

ص: 195

حاتم: لا يشتغل به، قلت: هذا تحامل لأجل الإرجاء الذي فيه. وقد قال ابن حبان: ظاهره الإرجاء واعتقاده في الباطن السنة. انتهى.

وسيأتي ذكر أخيه عصام بن يوسف في حرف العين. وإن ابن حبان ذكرهما في "كتاب الثقات". ونسبتهما إلى "بلخ" بفتح الباء الموحدة وسكون اللام، آخره خاء معجمة، بلدة من بلاد "خراسان"، فتحت في زمن عثمان رضي الله عنه، ذكره السمعاني.

وذكر الفقيه أبو الليث نصر الفقيه في آخر كتابه "النوازل" وفاة إبراهيم في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين ومائتين، ووفاة أخيه عصام سنة خمس عشرة ومائتين. انظر: الفوائد البهية ص 12.

* * *

‌189 - الشيخ الفاضل إبراهيم بن يوسف

*.

روى عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة، أنه قال: لا يحلّ لأحدٍ أن يُفتي بقولنا ما لم يعرف من أين قُلنا.

قال في "الجواهر": ولعلّه الذي قبله، والله تعالى أعلم.

* * *

‌190 - الشيخ الفاضل المولى تاج الدين إبراهيم

* *.

= و"مختصر المعجم الكبير والصغير" للطبراني، وغير ذلك، كان شافعي المذهب، حنبلي المعتقد، ذكره صاحب "مدينة العلوم".

* راجع: الطبقات السنية 1: 255.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 63.

* * العقد المنظوم 1: 382.

ص: 196

قرأ رحمه الله على بعض علماء زمانه ورؤساء أوانه، حتى ساقه الدهر إلى خدمة المولى المعظم كمال باشا زاده، فعكف على التحصيل والاستفادة، وسعى في تكميل ذاته، حتى صار ملازما منه بحكم وفاته، ثم درّس بعدّة من المدارس المبنيات في بعض النواحي والقصبات، حتى قلّد "مدرسة بري باشا" بقصبة "أطنه " بخمسين، ثم نقل عنها إلى "مدرسة مناستر" في مدينة "بروسه" بالوظيفة المزبورة، ثم نقل إلى "سلطانية بروسه" ثم إلى إحدى المدارس الثمان، ثم إلى "مدرسة مغنيسا" ثم إلى المدرسة التي بناها السلطان سليمان بمدينة "دمشق"، وفوّض إليه الفتوى بهذه الديار، وعيّن له كلّ يوم ثمانون درهما، فدام عليه، حتى توفي سنة أربع وتسعين وتسعمائة.

وكان رحمه الله معروفا بالعلوم الدينية، والمسائل اليقينية، خصوصا الفقه، فإنه كان معدودا من أصحابه، ومذكورا في عدد أربابه، وكان رحمه الله ليّن الجانب، صحيح العقيدة، صاحب الأخلاق الحميدة.

* * *

‌191 - العالم الفاضل الكامل المولى إبراهيم المشتهر بابن الخطيب

*.

قرأ على علماء عصره، وعلى أخيه المولى خطيب زاده.

ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار مدرّسا بـ "مدرسة أزنيق"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ثم صار مدرّسا بـ "مدرسة السلطان مرادخان" بمدينة "بروسه".

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 323.

ص: 197

وتوفي وهو مدرّس بها في سنة عشرين وتسعمائة.

كان سليم الطبع، حليم النفس، منجمعا عن الخلق، مشتغلا بنفسه.

وكان أديبا، لبيبا، إلا أنه لم يشتغل بالتصنيف لضعف دائم في مزاجه.

* * *

192 -

الشيخ الفاضل درويش إبراهيم بن

، الشهير بابن الصبّاح *.

المتوفى سنة 725 خمس وعشرين وسبعمائة.

صنّف "معين المفتي على جواب المستفتي".

* * *

‌193 - العارف بالله تعالى الشيخ تاج الدين إبراهيم الشهير بالشيخ الأصغر العريان

* *.

كان رحمه الله عالما، عارفا بالله تعالى وصفاته، وكان صاحب المقامات العلية، والكرامات السنية، متبتّلا إلى الله تعالى، منقطعا عن الناس.

وكان متوطّنا بموضع قريب من بلدة "مغنيسا"، منعزلا عن الناس، مواظبا على الطاعات والعبادات، ونقل عنه كرامات كثيرة، لا يفي هذا المختصر بتفصيلها.

* راجع: هدية العارفين 1: 14.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 323.

ص: 198

منها: أنه أعطى أصحابه وهو على السفر مشمشا، طريا في غير أوانه، وهذا يروى عن بعض الثقات.

ومنها: أنه سرق من مسجده بساط، ولم يلتفت الشيخ إلى طلبه، وألحّ أصحابه على طلبه، فقال: إن في القرية الفلانية شجرة، والبساط مدفون عندها، فوجدوه هناك مدفونا تحت الثلج، فأخذ بعض الأعوان صاحب الأرض متّهما له بالسرقة، فقال الشيخ: أطلقه إنما أخذه بعض من النصارى في القرية الفلانية، فأحضروه، فقال: أني دفنته هناك امتحانا للشيخ، بأنه يطلع على ذلك أم لا، فأسلم عند الشيخ، رحمه الله تعالى.

ومنها: أنه كان ينفق من الغيب، وكان يخرج من تحت سجادته ما يحتاج إليه من الدراهم، حتى أن بعض أصحابه ظنّوا أن تحت سجادته دراهم، فنظروا إليه، فلم يجدوا شيئا، ثم جاء هو، وأخرج من تحتها قدر ما يحتاج من الدراهم، وكان رحمه الله تعالى من المعارف الذوقية والورع والتقوى على جانب عظيم.

توفي رحمه الله في سنة اثنتين وستين وتسعمائة، - قدّس الله سرّه العزيز -.

* * *

‌194 - جامع المنقول والمعقول المنطقي العلامة غلام كبرياء إبراهيم البليماوي

*.

* راجع: الكلام المفيد ص 524، 525.

وترجمته في تاريخ دار العلوم هاتهزاري ص 196.

ص: 199

ولد سنة 1304 هـ في بلدة "بليا" في بيت علم، وآباءه كانوا من "جهنك" بلدة من مضافات "بنجاب" بـ "باكستان"، ثم نزلوا بـ "جونبور"، ثم أقاموا بـ "بليا"، الهند الشمالية.

قرأ الكتب الفارسية والعربية الابتدائية على الطبيب الشهير الحكيم جميل الدين النكينوي، كتب المعقول على الشيخ فاروق أحمد الجرياكوتي، وعلى الشيخ هداية الله خان، تليميذ العلامة فضل حق الخير آبادي، والكتب الدينية على العلامة عبد الغفّار تلميذ الفقيه الكبير العارف بالله المحدّث رشيد أحمد الكنكوهي في "جونبور".

ثم سافر إلى "ديوبند" في آخر سنة 1325 هـ، وقرأ على شيخ الهند وطبقته، وتخرّج منها سنة 1327 هـ، وبايع في الطريقة على يده أيضًا.

وعيّن المدرّس الثاني في المدرسة العالية بـ "فتح بوري"، ثم انتقل إلى موضع "عمرى""مرادآباد"، وعيّن مدرّسا بها، ودرّس هناك مدّة، ثم عيّن مدرّسا في دار العلوم الديوبندية سنة 1331 هـ، ثم انتقل منها إلى دار العلوم مئو بـ "أعظم كدة"، ثم إلى المدرسة الإمدادية دربهنكه، بـ "بهار"، وكان رئيس المدرّسين في كلتيهما من سنة 1340 هـ إلى سنة 1344 هـ، ثم عيّن مدرسا في دار العلوم الديوبندية مرّة ثانية سنة 1344 هـ، ثم انتقل منها إلى الجامعة الإسلامية دابهيل، "كجرات"، سنة 1362 هـ، وعيّن رئيس المدرّسين بها، ثم رحل إلى "بنغلاديش"، وعيّن رئيس المدرّسين في دار العلوم معين الإسلام، هاتهزاري، بـ "جاتجام"، "بنغلاديش"، ثم عيّن مدرّسا في دار العلوم الديوبندية سنة 1366 هـ، وكان رئيس المدرّسين من سنة 1377 هـ، بعد وفاة شيخ الإسلام حسين أحمد المدني، إلى أن توفي، ودرّس في المدارس الكثيرة ستين سنة.

ص: 200

ودرسه كان مشهورا مشهودا مقبولا بين العلماء والطلباء، درّس في دار العلوم الديوبندية "الصحيح" للإمام مسلم، والسنن الأربعة مرارا.

ومن تصانيفه: رسالة في المصافحة، ورسالة في مسئلة التراويح بالأردوية، ورسالة "أنوار الحكمة" في المنطق والفلسفة بالفارسية، وحاشية على "سلم العلوم"، سمّاها "ضياء النجوم" في العربية، وترجمها أحد تلاميذه بالأردوية، وسمّاها "أنوار العلوم"، وحاشية على "الميبذي"، وحاشية على "الخيالي"، وحاشية على "الجامع" للإمام الترمذي، لم يكمل، كلّها في العربية.

توفي 24 من رمضان سنة 1387 هـ، سبع ثمانين وثلاث مائة وألف. وعمره 84 سنة، ودفن في المقبرة القاسمية بـ"ديوبند"، "الهند".

قلت: قرأ عليه "صحيح الإمام مسلم" والدي الماجد الشيخ العلامة محبّ الرحمن رحمه الله تعالى، وأيضا شيخنا العلامة المحدّث الجليل جامع المنقول والمعقول الأستاذ نعمة الله الأعظمي، وشيخنا الجليل والعالم النبيل قمر الدين الكوكهبوري، وأيضا قرأ عليه "صحيح الترمذي" شيخنا العلامة المحدّث الجليل الفقيه النبيل المفتي سعيد أحمد البالنبوري، وشيخنا المحدّث الشهير والخطيب المصقع البليغ السيّد أرشد بن شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، فحفظهم الله تعالى، ورعاهم، وعمّ نفعهم.

* * *

‌195 - الشيخ العالم المحدّث إبراهيم الثوري الغياثبوري، أحد العلماء

ص: 201

المبرِّزين في الحديث والتصوّف *.

قرأ الفقه في مدرسة الشيخ إسحاق بن كاكو اللاهوري بمدينة "لاهور"، ثم سافر إلى "الملتان"، وبايع الشيخ كبير الدين الحسيني البخاري، ثم رجع إلى "دهلي"، ولازم الشيخ محمد غوث الشمطاري، وقرأ "الجواهر الخمسة" له على الشيخ مبارك الفاضل الكواليري، ثم خرج من "دهلي" على عزيمة الحج والزيارة، فذهب إلى "لاهور" و"الملتان"، وسافر منها إلى "شيراز" ثم إلى "بغداد"، وأخذ بها عن الشيخ زين العابدين الحسني البغدادي، صاحب سجادة الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني، ثم سار إلى بلاد "الشام"، وزار مشاهد الأنبياء والقدس الشريف، ثم ذهب إلى "مصر".

وأخذ الحديث والتفسير عن الشيخ محمد البكري الشافعي، وصحبه مدّة من الزمان، ثم سافر إلى "المدينة المنوّرة"، فزار، ورحل إلى "مكّة المباركة"، فحجّ.

وأخذ عن الشيخ علي بن حسام الدين المتقي، وأقام على "جبل الثور" اثنتي عشرة سنة، ولذلك اشتهر بالثوري، ثم رجح إلى "الهند"، وسكن بمدينة "أجين" سنة ثمان وسبعين وتسعمائة.

وكان عابدا، زاهدا، قنوعا، متوكّلا، صاحب عقل ودين، يصل نسبه إلى السيّد شاه أجملي السامنوي الترمذي، وكان حيا في سنة إحدى وعشرين وألف، كما في "كلزار أبرار".

* راجع: نزهة الخواطر 5: 10.

ص: 202

‌196 - الشيخ الفاضل إبراهيم الحلبي

*.

عالم بالعلوم العربية، والتفسير، والحديث، والقراءات، والفقه، والأصول.

رحل من "حلب" إلى "مصر"، ثم توطّن "القسطنطينية".

له عدّة مصنّفات من الرسائل والكتب، منها:"ملتقى الأبحر"

(1)

، شرح على "منية المصلّى"، سمّاه "غنية المتملّي في شرح منية المصلّى".

* راجع: معجم المؤلفين 1: 25.

وترجمته في الشقائق 2: 110، 111، كشف الظنون 1099.

(1)

ملتقى الأبحر في فروع الحنفية، جعله مشتملا على مسائل "القدوري"، و "المختار"، و"الكنز"، و"الوقاية" بعبارة سهلة، وأضاف إليه بعض ما يحتاج إليه من مسائل "المجمع"، ونبذة من "الهداية"، قدّم من أقاويلهم ما هو الأرجح، وأخّر غيره، واجتهد في التنبيه على الأصح والأقوى، وفي عدم ترك شئ من مسائل الكتب الأربعة، ولهذا بلغ صيته في الآفاق، ووقع على قبوله بين الحنفية الاتفاق. قال: وقد تمّ تبييضه بين الصلاتين من يوم الثلاثاء ثالث عشر رجب سنة 923، ثلاث وعشرين وتسعمائة وشرحه تلميذه الحاج على الحلبي، المتوفى سنة 967، سبع وستين وتسعمائة، أورد فيه الاعتراض والجروح على شروح المتون الأربعة، وشرحه المولى محمد الثيروي المعروف بعيشي، المتوفى سنة 1016، ست عشرة وألف، ومحمد بن محمد المعروف بابن البهنسي من مشايخ "دمشق" إلى كتاب البيع، وتوفي في جمادى الآخرة سنة 987، سبع وثمانين وتسعمائة، وشرحه الشيخ نور الدين على الباقاني القادري تلميذ البهنسي، بدأ في أوائل سنة 990، وفرغ بعد تخلل العوالق سنة 995، وسماه "مجرى الأنهر على ملتقى الأبحر"، أوله: الحمد لله الذي شرع الأحكام .. إلخ. =

ص: 203

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال لما كان "ملتقى الأبحر": أجلّ متون المذهب وأجمعها، وأعمّها فائدة، وأنفعها، أردت أن أشرحه بعد أن كتب عليه شيخي فريد دهره شيخ الإسلام محمد البهنسي، المتوفى سنة 987، سبع وثمانين وتسعمائة، كنت أنا السبب في ذلك بقراءتي المتن عليه، وطلبي منه ذلك، كما أشار إليه في الديباجة بقوله: وقد طلب مني شرحه بعض المتردّدين عليّ من الأفاضل، المشتغلين بتحصيل العلم، ولم يقرأ هذا المتن عليه أحد إلا الفقير، فقرأت عليه من الأول إلى النفقات، وانتهتْ كتابته هناك، ثم قرأت ثانيا إلى خيار الرؤية، كتب من البيوع إليها، ثم سافر إلى الحجّ، وتوفي بعد ما جمعه بسنة، فشرعتُ في هذا الشرح في أوائل سنة 990، تسعين وتسعمائة، ووقع التخلل في هذه المدة بلا كتابة في أيام كثيرة بسبب الحجّ سنة 993، ثلاث وتسعين وتسعمائة، وقد جمعتُ فيه من كتب المذهب كـ "الهداية" وشروحها وغير ذلك، وسمّاه بـ "مجرى الأنهر على ملتقى الأبحر"، ومن شروحه شرح إسماعيل أفندي السيواسي في أربع مجلدات، وسمّاه "الفرائد"، وتوفي سنة 1047، سبع وأربعين وألف، وشرح الشيخ الإمام علاء الدين علي بن محمد الطرابلسي بن ناصر الدين الإمام بجامع بني أمية الدمشقي الحنفي، المتوفى سنة 1032 فرائضه، وسمّاه "سكب الأنهر على فرائض ملتقى الأبحر". وأتمّه في شهر جمادى الآخرة سنة 990، تسعين وتسعمائة، وشرحه شاه محمد بن أحمد بن أبي السعود الصديقي الحنفي المناستري شرحا ممزوجا. وسمّاه "منتهى الأنهر في شرح ملتقى الأبحر". قال: وقع الإتمام والاختتام في سنة 1077، سبع وسبعين وألف، وشرحه العلامة محمد بن علي بن محمد بن علي الملقب بعلاء الدين الحصكفي الدمشقي المتوفى سنة 1088، ثمان وثمانين وألف، وسمّاه "الدر المنتقى في شرح الملتقى"، وشرحه المولى مصطفى بن عمر بن الشيخ محمد المشهور بـ "حلب"، المتوفى: سنة 1093، ثلاث وتسعين وألف، والمولى القاضي بـ "القسطنطينية" السيّد محمد بن محمد الحلبي، المتوفى 1104، أربع ومائة وألف شرحا مشهورا بـ "السيد الحلبي"، وللشيخ خليل بن رسولا بن عبد =

ص: 204

توفي سنة 956 هـ.

* * *

‌197 - الشيخ الفاضل إبراهيم، الجونبوري، أحد الفقهاء المشهورين في عصره

*.

قال الحسني في "نزهة الخواطر": ناظر الشيخ عبد القدّوس بن إسماعيل الكنكوهي ببلدة "شاه آباد" في مسألة من المسائل الكلامية، وهي أن القول لأحد بعينه أنه من أهل الجنّة، أو من أهل النار، فيما بيني وبين الله، ولا فيما بيني وبين الناس، وقد سردتُ القصّة بطولها في ترجمة محمد بن المبارك الجونبوري.

* * *

= المؤمن السينوبي الأقجه جايي، المتوفى سنة 1534 شرح مبسوط في مجلّدين، سمَاه "إظهار فرائد الأبحر وإيضاح فوائد الأنهر"، أوله: الحمد لله الكريم الواهب المنان

إلخ. وللشيخ عثمان الوحدتي الأدرنوي، المتوفى في حدود سنة 1135، خمس وثلاثين ومائة وألف، شرح مبسوط غاية البسط، ولـ "الملتقى" شرح مسمّى: بـ "المنتقى" شرحه بالقول والعزو إلى من أخذ منه، وشرح مناسكه الشيخ محمد صالح المعروف بقاضي زاده المدني، المتوفى سنة 1078، سبع وثمانين وألف، وللمولى علي بن شرف الدين الشيخ عبد الباقي بن الشيخ أحمد الشهير بظريفي شرح ممزوج، وسماه "نور التقى في شرح الملتقى" أتمّه في محرم سنة 1108، ثمان ومائة وألف، وشرحه المولى محمد أفندي الحفيد المشهور بطورون شرحا مبسوط.

* راجع: نزهة الخواطر 4: 8.

ص: 205

‌198 - الشيخ الفاضل إبراهيم، الرومي، الشهير بابن الأستاذ العالم الفاضل الكامل المولى تاج الدين إبراهيم الشيهر بابن الأستاذ

.

كان أبوه ماهرًا في صنعة الدباغة، وهو أول من صبغ الجلود اللأزوردية بـ "بلاد الروم".

وكان تقيا، ورعا، مكتسبا بالحلال، ورغب ابنه في تحصيل العلم، فقرأ على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل سنان باشا، ثم صار مدرّسا بـ "المدرسة البيضاء" بـ"أنقره"، وعين له كلّ يوم عشرون درهما، ثم صار معلّما للسلطان عبد الله.

ولما جرى على أستاذه المولى سنان باشا ما جرى من حادثة مرّ ذكرها، عزلوه عن منصب التعليم، ونصبوه قاضيا بموضع، يقال له "جبق"، وعيّنوا له كلّ يوم خمسة عشر درهما، ولما جلس السلطان بايزيد خان على سرير السلطنة جعله مدرّسا بـ "المدرسة الحسينية" ببلدة "أماسيه"، وعين له كلّ يوم ثلاثين درهما، ومات رحمه الله تعالى مدرّسا بها.

كان رحمه الله تعالى ذا عفّة وصلاح، مشتغلا بنفسه، معرضا عن أبناء زمانه، وكان ذا فِطْنَة وذكاء، وفضيلة تامة، فاق في الفضيلة أقرانه، وكانتْ له مشاركة في العلوم المتداولة، - روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه -.

* * *

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 479، 480.

وترجمته في الطبقات السنية 1: 257.

ص: 206

‌199 - الشيخ الفاضل برهان الدين إبراهيم، الزرنوجي، (زرنوج بالفتح والسكون، بلد بما وراء النهر بعد خجند)

*.

من تلامذة برهان الدين، صاحب "الهداية".

توفي في حدود سنة 610 هـ، عشر وستمائة.

صنّف "تعليم المتعلم طريق التعلم".

وفي "كشف الظنون": قال التقي في "طبقات الحنفية": برهان الإسلام من تلامذة صاحب "الهداية"، مصنّف كتاب "تعليم المتعلّم طريق التعلّم"، وهو نفيس جدا. انتهى.

وهو مختصر، أوله: الحمد لله الذي فضّل بني آدم بالعلم والعمل، إلخ. مشتمل على فصول.

الأول: في ماهية العلم، الثاني: في النيّة، الثالث: في اختيار العلم، الرابع: في تعظيم العلم، الخامس: في الجدّ، السادس: في بداية السبق، السابع: في التوكّل، الثامن: في وقت التحصيل، التاسع: في الشفقة، العاشر: في الاستفادة، الحادي عشر: في الورع، الثاني عشر: فيما يورث الحفظ، الثالث عشر: فيما يجلب الرزق.

وشرحه ابن إسماعيل شرحا ممزوجا في عصر السلطان مراد الثالث. أوله: الحمد لله الذي أنعم علينا، إلخ. وذكر أنه شرحه لخدّام الحرم السلطاني حال كونه معلّما فيه. وقيل: هو للنوعي، وفرغ من تألف الشرح سنة 996

* راجع هدية العارفين 1: 13، 14، وكشف الظنون: 1: 425.

ص: 207

ستّ وتسعين وتسعمائة. وترجمته بالتركية للشيخ عبد المجيد بن نصوح بن إسرائيل، سمّاه "إرشاد الطالبين في تعليم المتعلّمين".

* * *

‌200 - الشيخ الفاضل الحاج إبراهيم السرهندي، أحد كبار الفقهاء

*.

قرأ العلم على المفتي أبي الفتح بن عبد الغفور التهانيسري، وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى الحَرَمين الشريفين، فحجّ، وزار.

وأخذ الحديث عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حَجَر الهيتمي المكّي

(1)

، ورجع إلى "الهند"، وتقرّب إلى الملوك والأمراء.

وكان شديد الرغبة في المباحثة، شديد الدخل على أقوال العلماء، يناظر الكبار، ويُفْحِمُهم لذلاقة لسانه وسلاطته، وكان يعرف لغة سنسكرت، ترجم "اتهر بن ويد"، بأمر أكبر شاه سلطان "الهند"، وولي الصدارة بـ "كجرات"، واتّهم بها بالارتشاء، فعزله أكبر شاه، واستقدمه إلى دار الملك، ولما كان عريض اللسان على فتح الله الشيرازي، وأبي الفتح الكيلاني، وابن المبارك بعثه السلطان إلى قلعة "رنتهنبور".

فمات بها، ووجدوه تحت القلعة مصرورا في خرقة.

* راجع: نزهة الخواطر 7:4.

(1)

مصنف "الخيرات الحسان في مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان". انظر: إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون 3: 440.

ص: 208

وقيل: إنه دبّر الحيلة لخلاصه، فدخل في الصرّة، وشدّها بحبل، ألقاه من ذروة القلعة، فانقطع الحبل قبل أن يصل إلى الأرض، فخرّ مصرورا، ومات، وكان ذلك سنة أربع وتسعين وتسعمائة، ذكره البدايوني.

* * *

‌201 - الشيخ الفاضل إبراهيم السيّد الشريف، العَجَمي ثم الرومي، الشهير ببير أمير

*.

كان من عباد الله الصالحين، والعلماء العاملين، ومن أبناء الأكابر.

اشتغل، وحصّل، وأخذ عن المولى حسن السامسوني، والمولى خواجا زاده.

وصار مدرّسًا بعدّة مدارس، وصار أيضًا مُفتيًا بـ "مدينة أماسية".

وكانت وفاته سنة خمس وثلاثين وتسعمائة، وقد أناف على التسعين، ودفن بجوار أبي أيوب الأنصاري، رضى الله تعالى عنه. وكان مجرّدًا، لم يتأهّل قطّ، وأفنى عمره في الاشتغال والعبادة.

وكان فقيهًا بتلك الديار، منقطع القرين، وكان يكتب الحطّ المليح جدًّا.

وعَمِيَ في آخر عمره، ثم عُوْلج، فأبصَرَ بعينه الواحدة، واكتفى بها إلى أن مات، رحمه الله تعالى.

* * *

‌202 - الشيخ الفاضل إبراهيم القارئ

* *.

* راجع: الطبقات السنية 1: 256.

وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 454 - 462.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 75.

وترجمته في معجم المصنفين 4: 408، كشف الظنون 1516.

ص: 209

كان فقيها، حنفيا.

له "شرح كنز الدقائق"

(1)

في فروع الحنفية، فرغ منه في رجب 907 هـ. وكان حيا سنة 907 هـ.

* * *

‌203 - الشيخ الفاضل إبراهيم آفندي بن عبد الله البجه ويه، الدفتردار، الرومي

*.

توفي سنة 1061 هـ، إحدى وستين وألف.

صنّف "التاريخ العثماني"، تركي من سنة 926 إلى سنة 1012 هـ في مجلّد، مطبوع.

* * *

‌204 - الشيخ الفاضل السيّد إبراهيم أدهم بن محمد عارف بن محمد، الشهير بقاضى زاده، المفتي بارزن "الروم

". * *

(1)

واسمه "المستخلص"، وهو شرح ممزوج، فرغ منه في رجب سنة 907، سبع وتسعمائة. انظر: كشف الظنون 2: 1516.

* راجع: هدية العارفين 1: 32.

* * راجع: إيضاح المكنون 1: 696.

ص: 210

المتوفى سنة ....

وله "نهرية الفتوى". أولها: الحمد لله الذي أوضح سبيل الدين باجتهاد أئمة المجتهدين، إلخ. في مجلّد كبير.

* * *

‌205 - الشيخ الفاضل محمد إبراهيم أزهر العالم المربي الخطّاط

*.

تخرّج في مدارس الفلاح الأهلية، ودرس علوم القرآن، وحفظ القرآن كاملا، ودرس الفقه الحنفى على يد مشايخ عصره، منهم: الشيخ عمر حمدان، والشيخ العربي، والشيخ سعيد بشناق، والسيّد عبّاس مالكي، رحمهم الله حميعا.

وقد حفلت حياته بأعمال طيّبة، وكانتْ له مجالس علمية، يعقدها لأبنائه وطلّابه، وكان الجميع يجتمعون حوله في حلقات بمنزله، ليتزوّدوا بما منّ الله عليه من علوم دينية، خاصّة علوم القرآن والفقه الحنفى، وقد ورث خدمة ضيوف بيت الله الحرام، حيث عمل مطوفا.

وكانت له محاولات في مجال الشعر والأدب بصفة عامة، ويشهد له زملاؤه بأنه خطّاط بارع، وقد أشاد بذلك كثير من تلامذته.

توفي سنة 1412 هـ عن عمر يناهز الثمانين عاما، بعد أن أمضى في مجال التعليم أكثر من سبعة وثلاثين عاما، مدرّسا بالمدرسة الرحمانية والخالدية الابتدائية بـ "مكّة المكرّمة".

* * *

* راجع: تتمة الأعلام للزركلي: 2: 119، والندوة ع 10072 - 10 - 8 - 1412 هـ.

ص: 211

‌206 - الشيخ الفاضل إبراهيم باكير

*.

كان فقيها حنفيا.

له نظم، واشتغال بالأدب.

من أهل "طرابلس" الغرب، مولدا ووفاة.

كان ينعت بشيخ مشايخ القطر الطرابلسي.

أقام في "دمشق" نحو ثماني سنوات.

ولما عاد إلى "طرابلس" عين فيها (حاكما) بالمحكمة العليا، واستمرّ 15 عاما إلى أن توفي سنة 1362 هـ.

له تآليف، منها:"فتاوى" على المذهب الحنفي، و"منظومة" في الحكمة والأدب، و"رسالة" في علم البيان.

* * *

‌207 - الشيخ الفاضل إبراهيم البِشَاوَاري

* *.

ولد بقرية "حُوْتِي" من مدينة "مَرْدان" نحو سنة 1266 هـ، قرأ الفنون على علماء وطنه، ودرس علم الحديث في جامعة دار العلوم "ديوبند"، ثم انتقل إلى "كنكوه"، ولازم الشيخ الأمام رشيد أحمد الكنكوهي رحمه الله تعالى، فأجاز له في الحديث، وبعد إتمام الدراسة عيّن مدرّسا بمدرسة "دَارُو" القائمة بـ "نَيْنيْتَال في

* راجع: الأعلام 1:33.

وترجمته في الرسالة 39:12.

* * راجع تاريخ علم الحديث ص 212.

ص: 212

"الهند" ثم رحل إلى "داكا"، وأقام مدرسة دينية بجنب المسجد "جوكْبازار"، وظلّ قائما بتدريس الحديث فيها.

ومن أتباعه مثل الشيخ دين محمد خان وغيره من كبار العلماء، وغشيه الموت في "داكا" نحو سنة 1400 هـ، ودفن بالمقبرة بجنب المسجد الكبير خواجه ديوان.

* * *

‌208 - الشيخ الفاضل إبراهيم بهجت بن عبد الله، القسطنطيني، المدرّس، الرومي

*.

كان يؤمّ بدائرة الوزير أحمد باشا بن نعمان باشا الكويريلي.

مات في حديد سنة 1190 هـ، تسعين ومائة وألف.

صنّف "السلسلة الآصفية في الدولة الخاقانية"، و"تاريخ الكويرولية"، تركي في مجلّد لطيف.

* * *

‌209 - الشيخ الفاضل إبراهيم حقي بن إسماعيل بن عمر الأكيني، نسبة إلى بددة معروفة بـ "الأناضول

" * *.

* راجع: تاريخ علم الحديث ص 212.

* * راجع: التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز ص 56 - 59.

ص: 213

قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى: كان آية في الذكاء وحسن الإلقاء، ولم أر مثله في ذلك، فيمن أدركت من أهل طبقته، كانت له يد بيضاء في علوم القراءة والأدب العربي، وكان بارعا في الأصلين والمنطق والحكمة والفقه.

تخرّج في العلوم على أحمد شاكر الكبير، وهو عمدته فيها، وأجازه السيّد علاء الدين بن السيّد محمد أمين بن عمر عابدين، المتوفى سنة 1306 هـ، حينما ورد العاصمة، وأسانيده عن أبيه معروفة.

وكان الأستاذ الأكيني رحمه الله من أجلّ أصحاب أحمد شاكر الكبير، حتى إني سمعت شيخنا الألصوني يقول: حينما زرناه مع جماعة من الإخوان لتبليغ وصية أستاذنا الأكيني في إتمام دروسنا من حيث انتهى هو:

"إن كنتم تظنّون بي أني أستطيع أن أقوم بما كان الأخ المرحوم يقوم به، فأنتم غالطون حقا، لأنه رحمه الله كان شمس علم، وشعلة ذكاء، لا يعلم متى يكون طلوع مثله، وكان فذّا وحيدا في مجلس شيخنا الكبير، فلا يكون جلوسي على كرسيّه إلا لإنفاذ وصيته بالقدر المستطاع.

وكان المرحوم يمازحني، وأمازحه في عهد تحصيل العلم، حيث كان يأبى إصلاح الأخطاء المطبعيّة في الكتب، فضلا عن ضبط تقارير الأستاذ وتعليقها على الهوامش، قائلا: إن من لا يهتدي إلى الصواب بمجرّد النظر في الكتاب، فلا خير في فهمه، ولا فائدة في تعليقه، غير تسويد بياض الكتاب، وأنا كنت أرى ضدّ هذا الرأي.

وكان رحمه الله سبقني في تدريس أصول الفقه، ولما أتى دور إقرائي لأصول الفقه، استعرتُ نسخته من "حاشية الطرسوسي" على "مرآة الأصول"، فوجدتها مكتظّة الأطراف بتعليقات منه، فمازحتُه قائلا: أراك سوّدتَ بياض الكتاب تسويدا هائلا، على خلاف رأيك القديم؟ فقال:

ص: 214

"حاشية الطرسوسي على مرآة الأصول"، و"حاشية السيالكوتي على التصورات" في حاجة إلى ذلك، ولا يزال كتابه الممتع عندي.

وهذه هي منزلة الأستاذ الأكيني عند أستاذنا الألصوني. وكان لأحمد شاكر الكبير شهرة خاصّة في إتقان علم أصول الفقه، فحضر من "مصر" إلي "الآستانة" الأخوان العالمان: الشيخ موسى الحرّاتي، والشيخ عبد الله الحرّاتي، ليتلقّيا علم أصول الفقه من الشيخ أحمد شاكر الكبير، وهو يقريء الطبقة الثالثة من طلبته.

فزاراه، وقالا له: سبب حضورهما إلى العاصمة، فقال لهما الأستاذ الكبير: إني كبرتُ، ولم أعد الآن أستطيع وفاء الدرس حقّه من التمحيص، فإن كنتما تريدان تلقّى هذا العلم، كما يجبُ، فاحضرا عند الأكيني، فإنه يفي الدرس حقّه، فحضرا عنده، وهذه شهادة عظيمة له من أستاذ عظيم.

وكان المشايخ على مسلكين في إلقاء الدرس، منهم: من يعني في مفتتح الدرس ببيان الصلة بين السابق واللاحق، ثم تلخيص ما سيلقى في اليوم، لتستقرّ أولا صفوة الصفوة من بحوث اليوم في ذهن الطالب، في نحو نصف ساعة، بحيث يزيل جميع الشبه المثارة في الحواشي، ثم إلقاء عبارة الكتاب سردا من غير توقّف ولا مماحكة، ومنهم: من يؤخّر هذا التلخيص إلى آخر الدرس، فالأول في غاية الصعوبة في دروس، تشعبت فيها الأنظار، والثاني أيسر من ذلك بكثير.

وكان مولانا أبرع من يقوم بالطريقة الأولى، فيقوم من درسه الذكي والغبي، وها يظنان بأنفسهما أنهما فهما الدرس، كما يجبُ، فإذا طالع الطالب من الليل جهده الدرس الذي سيلقيه مثل هذا الأستاذ، ثم حضر عنده، وألقى السمع إلى بيانه في مفتتح الدرس، ينحلّ جميع الإشكالات

ص: 215

المثارة في الحواشي لديه، فيزادد كلّ يوم نورا إلى نور، على خلاف من كان ديدنه سرد ما في الحواشى من الوجوه المتهافتة.

وقد تخرّج لدى شيخنا الأكيني نحو مائتي عالم في الطبقة الأولى، وكنا نلازمه مع الطبقة الثانية في عدد لا يقل عن ذلك العدد، إلى أن مرض في شعبان، واستمرّ مريضا إلى أن مات يوم السبت السابع والعشرين من شوال سنة 1318 هـ، عن 57 سنة، ودفن جنوبي قبر شيخه بنحو ستة قبور، بعد أن صلّى على هذا الرجل العظيم جمع عظيم، يزيد على عشرات الألوف.

وحيث اصطفت عليه الصفوف، في ساحة مصلّى الفاتح، ما بين باك ونائح، أخذت النفس بالشقات، والعين بالمدامع، لكن الأمر واقع، ما له من دافع، وقد بكت السماء عليه بهواطل الأمطار، وأظلم الكون متلبّسا بلباس الأكدار، وحضر الصلاة عليه رحمه الله.

وكان يقول لمن يعوده في مرضه من الإخوان: أوصيكم بإكمال العلوم عند الأستاذ الألصوني، وقد أجزتكم جميعا بما لي من الروايات.

وهو عمدتي ويميني في العلوم، كما أن الأستاذ الألصوني قدوتي ومساعدي، وشيخي وملاذي، وبهما تم بتوفيق الله سبحانه تخرّجي في العلوم، من صرف، ونحو، وبلاغة، وأدب، وفقه، وأصول، وتوحيد، ومصطلح، وتفسير، وحديث، ومنطق، وآداب، وحكمة، إلى غير ذلك من العلوم الجاري تدريسها في العاصمة في ذلك العهد، وفي سرد ما تلقّيتُ منهما من الكتب طول.

وأما من سواهما من المشايخ فإنما تلقّيت منهم كتبا خاصّة، نفعنا الله بعلومهم، وجمعنا يوم الدين تحت لواء سيّد المرسلين.

* * *

ص: 216

‌210 - الشيخ الفاضل الحاج إبراهيم حقّي بن إسماعيل القسطنطيني، الرومي المتقاعد من مديرية الواردات الوقفية وتعليم الأدب في مكتب الملكية

*.

كان فاضلا، أديبًا.

توفي سنة 1307 هـ، سبع وثلاثمائة وألف.

صنّف "بلاغت عثمانية"، و"تفصيل التأليف في توضيح مسائل التصريف"، و"تمييز التعليقات"، و"شرح بلاغت عثمانية".

* * *

‌211 - الشيخ الفاضل إبراهيم صدقي بن إبراهيم الأشقودره وي الرومي، نزيل "إسكدار"، المدرّس في "مدرسة شمسي باشا

" * *.

سافر إلى الحرمين، حجّ، ورجع إلى "الآستانة" سنة 1238 ثمان وثلاثين ومائتين وألف.

له "التحفة اليتيمة في المسائل الاعتقادية"، فرغ منها سنة 1238، و"الدرة اليتيمة في الأحاديث القدسية"، و"الرسالة الصدقية"، و"الشافية للمريض"، و"الكافية للمريد"، و"الفوائد اليتيمة"، و"منجية الفقراء".

* راجع: هدية العارفين 1: 39، 40.

وترجمته في معجم المؤلفين 1: 25.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 41.

وترجمته في هدية العارفين 1: 44.

ص: 217

كان حيا سنة 1247 هـ.

* * *

‌212 - الشيخ الفاضل إبراهيم نظمي بن موسى سري بن عبد الله الإسكندراني

*.

له "يواقيت الصلاة في مواقيت الصلاة".

كان حيا قبل 1293 هـ.

* * *

‌213 - الشيخ الفاضل إبراهيم الهلالي

* *.

تلميذ الشيخ أحمد بن محمد الزرقا، علامة القرن الرابع عشر.

* * *

‌214 - الشيخ الفاضل العلامة أجمل بن محمود بن صادق بن شريف

،

* راجع: معجم المؤلفين 1: 122.

وترجمته في إيضاح المكنون 2: 732، وفهرست الخديوية 5: 330، وفهرس الرياضيات 64، واكتفاء القنوع 252.

* * راجع: تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر وآراءهم الفقهية ص 95.

ص: 218

الدهلوي، الحكيم الحاذق، المشهور بحاذق الملك، أحد الأذكياء الماهرين في الصناعة الطبّية *.

وُلِدَ بدار الملك "دهلي" سنة أربع وثمانين ومائتين بعد الألف، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على صدّيق أحمد عبد الحق الكمتهلوي المفسّر، والمولوي عبد الرشيد الرامبوري، ومرزا عبيد الله بيكت، وغيرهم من العلماء.

وقرأ الكتب الطبّية بعضها على والده، وأكثرها على صِنْوه الكبير عبد المجيد خان، ولازمهما مدّة طويلة، واشتغل بالتدريس في المدرسة التي أسّسها صِنْوه عبد المجيد بـ "دهلي" سنة 1039 هـ، فدرّس بها زمانا، ثم استقدمه نواب حامد علي خان، صاحب "رامبور" إلى بلدته، وجعله رئيسَ الأطبّاء، فأقام بها مدّة، ثم رجع إلى "دهلي"، وقام مقامَ أخيه في التدريس والمداواة، وأسّس مدرسة لتعليم القابلات، وأسّس مارستانا مختصّا للنساء، وأسّس مؤتمرا خصوصيّا للأمور الطبّية، وهو اليوم مشتغل بأن يرقّي المدرسة الطبّية المذكورة إلى أعلى مدارج الكمال، وحصّل لها أرضا خارج البلدة، وبنى بها بناء شامخا للمدرسة، وسافر إلى "العراق"، وزار "بغداد" والمشاهد حوالي سنة 1323 هـ، وسافر إلى بلاد الغرب سنة 1328 هـ، فرأى بها المدارس، والمارستانات.

وله شهرة عظيمة في بلاد "الهند"، لقّبتْه الدولة البريطانية بـ "حاذق الملك" سنة 1325 هـ (اعترافا بخدماته الطبّية، وعلوّ المنزلة في أهل "الهند"، ولما نشبت الحرب العالميّة الأولى، وظهرتْ معاداة الحلفاء للدولة العثمانية، وتآمرها على مملكتها وبلادها، وكان للدولة البريطانية النصيب الأوفر في هذه المعاداة، هاج المسلمون في "الهند"، وأبدوا سخطهم واستنكارهم، وكان الشيخ أجمل المترجم له من زعماء هؤلاء المسلمين، فردّ الوسامات التي نالها من الحكومة الإنجليزية، ولقب "حاذق الملك" الذي منحتْه، علامة للاستنكار،

* راجع: نزهة الخواطر 8: 19.

ص: 219

ومجاراة لأهل ملّته، وكان ذلك في سنة 1329 هـ، فقرّر المسلمون أنْ يعوّضوه بلقب آخر، فمنحوه لقب "مسيح الملك".

وكان ذلك بقرار، قرّر في حفلة لجميعة العلماء في "كانفور"، وغلب عليه هذا اللقب الأخير، واشتهر به، وضرب بسهم وافر في الحركة الوطنية المتّحدة، وبذل جهدَه في جمع كلمة أهل "الهند" وطوائفهم وتأليف جبهة متّحدة لتحرير البلاد ونيل الاستقلال، لذلك اشترك في المؤتمر الوطني الهندي، ورأس بعض حفلاته المهمّة، وعمل مع غاندي وزعماء المؤتمر، وكان من أكبر أصدقائه، وكان جميع أهل الطوائف ينظرون إليه لاحترام، ويجلّونه لعقله، كبر نفسه، ورزانته، ونزاهته، وبقي محترما، كبير المنزلة، عظيم الجاه، عند جميع الطبقات، حتى بعد ما نشب الخلاف بين المسلمين والهنادك، وحدثت الحروب الطائفية.

وسافر إلى "أوربا" مرّة ثانية في سنة 1344 هـ، وزار عواصم "أوربا الكبيرة"، وزار "سوريا"، و"فلسطين"، و"مصر"، واحتفتْ به هناك الأوساط الإسلامية.

وكان مع اشتغاله بالسياسة دائم الاشتغال بالمطالعة، شديد العناية بالصناعة الطبّية، كبير الاهتمام بتقدّمها ورقيها، بحسب تغيّر الأحوال، وتقدّم العلوم، مواظبا على المداواة، والعناية بالمرضى، مشاركا في الحركات العلمية والمشاريع الخيرية، رأس حفلة ندوة العلماء مرتين: مرّة في "دهلي" في سنة 1328 هـ، وثانية في "كانفور" سنة 1345 هـ.

له مشاركة جيّدة في العلوم الأدبية، صنّف له العلامة محمد طيّب المكّي والرامبوري "النفحة الأجملية في الصلات الفعلية"، واختار عضوا في المجمع العلمي العربي بـ "دمشق".

ص: 220

كان الشيخ أجمل جميلا، وسيما، حسن الشارة، حلوّ المنطق، لطيف العشرة، حاضر البديهة، خفيف الروح، بَشُوْشا، مع رزانة، ووقار، وعفّة نفس، لا تعتريه الحدّة، ولا يغلبه الطيش، بعيدا عن التبذّل، وهجر الكلام.

له مصنّفات كثيرة، منها:"القول المرغوب في الماء المشروب"، و"إزالة المحن عن إكسير البدن"، - و"إيقاظ النعسان في أغاليط الاستحسان"، و"التحفة الحامدية في الصناعة النكلسية"، و"الأوراق المزهرة والساعاتية"، كلّها باللغة العربية، وله رسالة في الطاعون، ورسالة في النحو، ورسالة في تركيب الأدوية، واستخراج درجاتها، وله المحاكمة بين القرشي والعلامة، وله حاشية على شرح الأسباب إلى مبحث السرسام، وله اللغات الطبّية والمحمودية مقدّمة اللغات الطبّية، وله خطب مبتكرة بالأردو، ومقالات معجبة في السياسة، ومختارات في المسائل الطبّية.

ومما خالف فيه جمهور الأطبّاء، وهي عدّة مسائل:

(1)

تخصيص أيام البحران، بحسب الدورة القمرية، ليس بشيء، لأنها لا تقع كثيرا في الأيام المخصوصة بها، كما نشاهد، ولذلك اضطرّوا إلى القول بتقدّم البحران وتأخّره.

(2)

الحمى الصفراوية لا وجود لها، لأن الصفراء لا تتعفّن لوجوه.

أحدها: أن الصفراء تنصب المرارة إلى الأمعاء، فتمنع الفضول من التعفّن، فالشيء الذي أودعه الله فيه منعَ التعفّن كيف يتعفّن.

وثانيها: أن الصفراء إلى توجد في مرارة الحيوانات إذا وضعتْ في إناء، فتبقى فيه، لا تتعفّن.

وثالثها: أن الصفراء مثل الخلّ والخمر في اللطافة والحدّة، وهما لا يتعفّنان.

ص: 221

(3)

الأخلاط لا تتعفّن داخل العروق، لأنها دائمة الحركة مع الدم، والشيء الجاري لا يتعفّن.

(4)

طعم الصفراء ليس بمرّ، فإنا نجد كثيرا بخلاف ذلك.

(5)

لا يجزم بوجود الغذاء المطلق، الذي لا كيفية له قبل استحالته إلى الأخلاط، لأنه من المستحيل أن يصير الغذاء بجملته جزء عضو كما يقولون، بل تبقى عنه عند كلّ هضم لطخة، والغذاء المطلق تبقى منه أيضا تلك اللطخة، إلى غير ذلك من المسائل.

ومن شعره قوله:

سعادُ سافرتْ وبقيتُ وحدى

أقاسي نارَ هجرٍ وابتعاد.

كنا في الحديقة في اجتماع

قضينا بعد ذلك بانفراد.

فغابتْ شمسها في الغرب حتى

بهتْ وعينها صادتْ فؤادي.

كأني ذات ليل في منامي

طويل الفرع مجتمع الوداد.

توفي في الرابع من رجب سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف في "رامبور"، ونقلت جثّته إلى "دهلي"، ودفنها.

* * *

‌215 - الشيخ العالم الفقيه القاضي احتشام الدين المرادآبادي، أحد العلماء المشهورين

*.

وُلِدَ، ونشأ بـ "مرادآباد"، وقرأ المختصرات في بلدته، ثم سافر، ولازم القاضي بشير الدين العثماني القنوجي.

وأخذ عنه، وسافر إلى "دهلي"، وأخذ الحديث عن الشيخ السيّد نذير حسين المحدّث، ثم رجع إلى بلدته، وتصدّر للتدريس والتصنيف.

* راجع: نزهة الخواطر 23:8.

ص: 222

له تفسير القرآن الكريم بالأردو، سمّاه "الإكسير الأعظم"، وهو في مجلّدات عديدة، وله ترجمة المجلّد الأول من "الفتاوى العالمكيرية"، ترجمة "منتخب التواريخ" للبدايوني، ورسالة في العقائد، وله غير ذلك من الرسائل.

مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف.

* * *

‌216 - الشيخ الفاضل العالم الجليل أحرار الحق

*.

ولد سنة 1351 هـ.

وهو من سكان "بكري رسول بور" بمديرية" فيض آباد" بولاية "أترابراديش".

تلقّى مبادئ القراءة، وتعلّم العربية، حتى الصفّ الثالث الابتدائي حسب المنهج الدراسى النظامى في مدرسة مصباح العلوم بقرية "ألن بور" المجاورة لقريته، كما تلقّى بعض التعليم في المدرسة الإمدادية بمدينة "بومباي"، ثم التحق بالجامعة الإسلامية دار العلوم بمدينة "ديوبند"، حيث تخرّج فيها عام 1378 هـ، وعمل مدرّسا في عدّة مدارس، منها: مدرسة نور العلوم بـ "بهرائج"، ثم عيّنتْه دار العلوم "ديوبند" مدرّسا عام 1405 هـ، وظلّ يعمل بها، حتى وافتْه المنية.

وكان موضع حبّ وتقدير بين أساتذة الجامعة وطلّابها، لصلاحه وتقواه وخلقه الحلو وتواضعه الجمّ، يقضى أوقاته كلّها في الدراسة والتدريس والعبادة والذكر.

* راجع: تتمة الأعلام للزكلي 1: 22، والداعي (الهند س 17 ع 10 ص 46/ 47.

ص: 223

وكان بسيط المأكل والملبس، ترقص الابتسامة على شفتيه في أغلب الأوقات.

وقد بايع رحمه الله تعالى في الطريقة على يد شيخ الحديث العلامة محمد زكريا الكاندهلوي في جمادى الثانية 1377 هـ، وتخرّج عليه في التربية، فأذن له الشيخ بتربية الناس في 28 رمضان 1388 هـ.

توفي يوم 19 رمضان سنة 414 هـ بمدينة "لكنو".

* * *

‌217 - الشيخ الفاضل إحسان علي بن شير علي، الناروي، الفتحبوري، أحد الأفاضل المشهورين

*.

وُلِدَ لعشر بقين من شعبان سنة تسع وعشرين ومائتين وألف بقرية "سلون" من أعمال "رائ بريلي"، وقرأ العلمَ على القاضي عبد الكريم النغرامي، ثم أخذ الصناعة الطبّية عن أبيه، وسكن بـ "فتحبور".

له مصنّفات عديدة، أشهرها:"طبّ إحساني"، و"معالجات إحساني"، و"مفردات إحساني"، و"مركبّات إحساني"، و"أوراد إحساني"، و"نكات إحساني"، كلّها بالهندية.

مات ببلدة "بانده" لتسع خلون من ذي الحجّة سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، كما في "تذكرة العلماء".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 25.

ص: 224

‌218 - الشيخ الصالح إحسان علي بن فصيح الله، البهيروي، الحاج، الواعظ

*.

قرأ بعض الكتب الدرسيّة في بلده، ثم لازم الشيخ أحمد على العبّاسي الجرياكوتي، وأخذ عنه، ثم سارَ إلى "دهلي"، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ محبوب علي الجعفري الدهلوي، وسافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار سنة ثلاث وسبعين، ثم رجع إلى "الهند"، وسافر إلى "الحجاز" مرّة بعد أخرى.

وكان أية ظاهرة في الموعظة والتذكير، هدى الله به سبحانه خلقا كثيرا من عباده. مات سنة ثلاثمائة وألف، كما في "تاريخ مكرم".

* * *

‌219 - الشيخ الفاضل الحكيم إحسان الغني بن المولوي الحكيم إحسان الكريم بن المولوي إمام الدين البدايوني

* *.

ولد سنة 1270 هـ. وكان جدّه ماهرا في اللغة الفارسية، تلقى مبادئ العلوم عن أبيه وجدّه، ثم التحق كظاهر العلوم "سهارنفور"، وقرأ "صحيح البخاري" على العلامة محمد مظهر النانوتوى، و"صحيح مسلم" على العلامة أحمد على السهارنبوري، وبعد إتمام الدراسة تصدّر للتدريس في "جبل فور كالج"، ومكث هنا خمسا وعشرى سنة.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 25.

* * راجع: تذكرة مولانا مظهر النانوتوي ص 151، 152.

ص: 225

‌220 - الشيخ العالم الفقيه إحسان الغني بن جعفر الغني، أحد الفقهاء

* *.

انتهتْ إليه رياسةُ الفتيا في بلاده. وكان يشتغل بالدرس والإفادة، ويعتزل في بيته، لا يراه أحد إلا في بيته، مشتغلا بالإفادة، أو في المسجد عاكفا على العبادة. مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف بـ "دلمؤ"، كما في "مهر جهانتاب".

* * *

‌221 - الشيخ الفاضل أحسن بن الحافظ لطف علي بن الحافظ محمد حسن النانوتوي

*.

رحل إلى "دهلي" بعد قرأءة الكتب الابتدائية على والده الماجد، رحمه الله تعالى. وأكمل العلوم والفنون عند الشاه عبد الغني المجدّدي، والشيخ العلامة مملوك علي، والشيخ العلامة أحمد على السهارنبوري، رحمهم الله تعالى، وكان أستاذا في "بنارس كالج" و"بريلى كالج"، ويدرّس العربية والفارسية، وأقام المطبع الصدّيقى بـ "بريلى"، وبنى هنا مدرسة مصباح التهذيب سنة 1289 هـ.

من تصانيفه: "دار المخدرات"، و"مفيد الطالبين"، و"مزاق العارفين"، و"تهذيب الإيمان"، و"حماية الإسلام"، و"كشّاف"، وغيرها، وترجم "الدر المختار". وسماه "غاية الأوطار".

توفي بـ "ديوبند" سنة 1312 هـ

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 26.

* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 222، وتذكرة علماء هند 178.

ص: 226

‌باب من اسمه أحمد

‌222 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو الكمال، شهاب الدين الرسمي الكِرِيدي

*.

متأدّب بالعربية، حنفي، من علماء "الروم" العثمانيين.

ولد في "جزيرة كِرِيد"(إقريطش)، وكانتْ تسمّى "رسمو"، فعرف بالرسمى، نسبة إليها.

وتعلّم بها، وانتقل إلى "إستانبول" سنة 1147 هـ.

وولي مناصب، منها: الكتابة للصدر الوزير الأعظم، وتقدّم عند السلطان مصطفى خان، وحضر الحرب العثمانية الروسيّة، وفي آخر أمره ضعف بصره، ودفن بمقبرة "إسكدار".

له كتب، ورسائل، منها:"حديقة الرؤساء" في تراجم رؤساء الكتّاب في الدولة العثمانية، رآه المرادي المؤرّخ، و"المقامة الزلالية البشارية"، أوردها المرادي في "سلك الدرر"، و"خميلة الكبراء" في تاريخ بعض الأغوات، يظنّ أنه كتبه بالعربية، وترجم إلى التركية، وقام معاصرنا أحمد بوشناق في "المدينة المنوّرة"، فأعاده إلى العربية، ونشر في "مجلّة المنهل".

* * *

* راجع: الأعلام 1: 88، 89.

وترجمته في سلك الدرر 1: 73 - 80، وهدية العارفين 1: 179، 397، وتاريخ آداب اللغة العربية 3:285.

ص: 227

‌223 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن أسد بن أحمد بن محمد الهروي

*.

والد نصر الفقيه، الآتي ذكره

(1)

، وتقدّم أبوه إبراهيم

(2)

.

روى عنه ابنه نصر.

* * *

‌224 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن أيوب، شهاب الدين، العينتابي، قاضى العسكر، بـ"دمشق

"* *.

قال الوالي العراقي: اشتغل على الشيخ رضى الدين المنطيقي.

ودرّس بعدّة مدارس بـ"دمشق".

وقال ابن حجر: تفقّه، ودرّس.

* راجع: الطبقات السنية 1: 258.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 64.

(1)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى، ومولده سنة تسع عشرة وأربعمائة، ووفاته سنة إحدى عشرة وخمسمائة.

(2)

تقدم ذكره.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 258، 259.

وترجمته في تاج التراجم 11، والدرر الكامنة 1: 87، والفوائد البهية 13، وكشف الظنون 2: 1601، والمنهل الصافي 1: 197، والنجوم الزاهرة 90:11.

ص: 228

وجمع شرحًا لـ "المغني"، وشرح "مجمع البحرين" في ستّ مجلّدات.

ومات في المحرّم، سنة سبع وستين وسبعمائة.

وذكره ابن حبيب في "تاريخه"، وقال في حقّه: إمام شهابه لامع، وسحابه هامع، وقلمه لأشتات الفضائل جامع، وكلمه يفيد الطالب، ويطرب السامع.

كان ذا شكل حسن، وبراعة ولَسَن، وأخلاق جميلة، وطريقة معروفة بالفضيلة، عادلًا، في أحكامه، بارعًا في مذهب إمامه.

أقام بـ"حلب" مدّة من الدهر، ثم استوطن "دمشق"، مُنتقلًا من النهر إلى البحر.

أفتى، ودرّس، ونوّع، وجنّس، وحرّر المنقول من النقول، وشرح "مجمع البحرين"، و"المغني" في الأصول.

وقال أحمد بن محمد بن الشحنة، ومن خطّه نقلتُ، شَرَح "مجمع البحرين"، وقفتُ عليه، واسمه "المنبع في شرح المجمع"، و"المرتقى في شرح الملتقى"، وهو في ستّ مجلّدات كبار، نحو ثلاثمائة كراس.

* * *

‌225 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن داد بن دنكة التركي، أبو العبّاس، القاضي محيى الدين

*.

* راجع: الطبقات السنية 1: 259، 260.

وترجمته في الجواهر المضية، برقم 65، والدرر الكامنة 1: 88، وفيه "أحمد بن إبراهيم بن داود".

ص: 229

مولده سنة أربع وسبعين وستمائة، بـ"القاهرة".

تفقّه على والده

(1)

، ثم ورد "حلب"، ودرّس بها في عدّة مدارس.

وولي مشيخة "الخانقاة المقدمية"، وأذن له والده في الفتوى، وانتهتْ إليه رياسة الحنفية بـ"حلب" في زمانه.

وكان حيًا بـ"حلب"، في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.

قاله في "الجواهر".

وقال ابن حجر: إنه مات في السنة المذكورة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌226 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني بن أبي إسحاق، أبو العبّاس، السروجى

، قاضي القضاة بـ"مصر"*.

ولد سنة سبع وثلاثين وستمائة، أو بعدها، وتفقّه على مذهب أحمد، فحفظ بعض "المقنع"، ثم تحوّل حنفيًا، فحفظ "الهداية"، وأخذ عن الشيخ

(1)

تقدّم ترجمة والده.

* راجع: الطبقات السنية 1: 261 - 262.

وترجمته في إيضاح المكنون 1: 241، والبداية والنهاية 14: 60، وتاج التراجم 11: 12، والجواهر المضية برقم 66، وحسن المحاضرة 1: 221، والدرر الكامنة 1: 96، 97، ورفع الإصر 1: 50، وشذرات الذهب 6: 23، وسماه محمدا، وجعله شافعيا خطأ، والفوائد البهية 13، وكتائب أعلام الأخيار برقم 509، كشف الظنون 1: 362، 2: 2033، ومفتاح السعادة 2: 267، من ذيول العبر 53، والمنهل الصافي 1: 188 - 193، والنجوم الزاهرة 9:212.

ص: 230

نجم الدين أبي الطاهر

(1)

إسحاق بن علي بن يحيى، وصاهره على ابنته، وأخذ أيضًا عن القاضي صدر الدين سليمان بن أبي العزّ

(2)

، وغيرهما.

وبرع في المذهب، وأتقن الخلاف، واشتغل في الحديث والنحو، وشارك في الفنون، وصار من أعيان الفقهاء، وفقهاء الأعيان.

وشرع في شرح على "الهداية"، أطالَ فيه النفس، وهو مشهور، ولم يكمل، تكلّم فيه على الأحاديث، وعللها.

وكان قد سمع الحديث من محمد بن أبي الخطاب بن دحية، وغيره.

فلمّا مات معزّ الدين النعمان

(3)

قرّر عوضه في قضاء الحنفية، وحكي عنه أنه شرب ماء زمزم لولاية القضاء، فحصل له.

وكان مشهورًا بالمهابة، والعفّة والصيانة، والسماحة، وطلاقة الوجه، مع عدم مراعاة أصحاب الجاه.

فلمّا عزل لم يجدْ معه مَنْ يساعده، فمات قهرًا في شهر رجب، سنة عشر

(4)

وسبعمائة.

ولعلّ الله أراد به خيرًا، وادّخر له ذلك عنده.

ومن تصانيفه: "الرد على ابن تيمية"، وهو فيه منصف، متأدّب، صحيح المباحث، وبلغ ذلك عن ابن تيمية، فتصدّى للردّ على ردّه.

(1)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(3)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(4)

قال ابن تغري بردي في المنهل الصافي: 1/ 191: "الأقوال متفقة على السنة واليوم من وفاته، وخالف الحافظ عبد القادر في الشهر، والله أعلم".

وكان ابن تغرى بردى قد دكر في نقولها أن المترجم توفي في الشهر ربيع الآخر.

ص: 231

وذعره الذهبي في "تاريخ"، فقال: كان نبيلًا، وقورًا، فاضلًا، كثير المحاسن والبر، وما أظنّه روى شيئًا من الحديث. انتهى.

ولما كان شهر رجب سنة سبعمائة طلب بطرك النصارى، وربَّان اليهود، وجمع القضاة والعلماء، وفوّض إليه أخذ العهد عليهم وتجديده، فجددوه، وكان من جملة ما شرط عليهم، أن لا يركب أحدًا منهم فرسًا، ولا بغلة؛ وأن لا تلبس النصارى العمائم الزرق، واليهود العمائم الصفر، فالتزموا بذلك، واستمرّ.

ويقال: إنه كان له دفتر، يكتب فيه ما يستدينه، فأوصى عند موته أن يعتمد ما فيه، فجاء شخص، فذكر أن له عنده مائتي درهم، فلم يجدوها في الدفتر، فرآه شخص من أصدقائه في منامه، فقال له: إن الرجل صادق، وإنها في الدفتر بقلم دقيق. فانتبه الرجل، فوجد الأمر كما قال.

ويقال إنه حجّ، فسأل الله حاجة، ولم يذكر ذلك لأحد، فجاء شخص بعد مدّة، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فأمرني أن أقول لك: أعطني جميع ما عندك، والأمَارة الحاجة التي سألتها بـ"مكة".

فقال: نعم. وأخرج ما عنده، وهو مائة دينار وألف درهم. وقال: لو كان عندي أكثر من هذا لدفعتُه لك؛ فإن الأمارة صحيحة.

والله تعالى أعلم.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية": أرّخ وفاته كذلك علي القارئ، وقال في وصفه: كان أحد الفضلاء الأذكياء. وتآليفه دالة على ذلك. وقال أيضا: قد وضع كتابا على "الهداية"، سماه "الغاية"، ولم يكمله. وبلغني أنه بلغ فيه إلى الأيمان في ستّ مجلّدات، أيّد فيه بالدلائل

ص: 232

النقلية، والشواهد العقلية. وله "كتاب المناسك"، "كتاب نفحات النسمات في وصول الثواب إلى الأموات"، ومؤلّف في حكم الخيل. انتهى. وأرّخ السيوطي في "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة"

(1)

وفاته سنة إحدى وسبعمائة، و"ولادته سنة سبع وثلاثين وستمائة.

* * *

‌227 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن عمر بن أحمد العمري، الصالحي، شهاب الدين، المعروف بابن زبيبة

.*

بزاي مضمومة، وباء موحّدة، وياء مشدّدة، تصغير زبيبة.

نزيل "حلب"، وأقام بها مدّة يششغل، ويدرّس.

ثم توجّه إلى "القاهرة"، وناب في الحكم بها.

(1)

هو كتاب مشتمل على ما ورد في فضائل "مصر"، وذكر من دخل فيها من الأنبياء والصحابة ومن بعدهم، وتراجم العلماء الذين كانوا في "مصر"، أو وردوا إليها من الآفاق، مع ذكر العجائب، التي في بلاد "مصر"، كيفية سلطنة تلك البلاد، وغير ذلك من الفوائد، التي يستحسنها أولو الألباب، ويطرب بمطالعتها الأنجاب، طالعته بتمامه. أوله: الحمد لله الذي فاوت بين العباد. إلخ. وهو لمجدد المائة التاسعة خاتم الحفاظ جلال الدين عبد الرحمن بن كمال الدين الأسيوطي الشافعي، المتوفى سنة 911 هـ، صاحب التصانيف، التي سارت بها الركبان، وانتفع به الإنس والجان، وقد زادت على خمس مائة، وشهرة ذكره تغني عن وصفه.

* راجع: الطبقات السنية 1: 262، 263.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 100.

ص: 233

وكان حفظه للنوادر، والحكايات المضحكات، كثيرًا جدًّا.

ثم ولي القضاء بـ"الإسكندرية"، وهو أول حنفي، ولي بها القضاء.

ومات بها في ربيع الأول، سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.

أثنى عليه ابن حبيب، وقال: إنه عاش سبعين سنة.

كذا ذكر هذه الترجمة الحافظ ابن حجر.

وأما الولي العراقي، فقال: أحمد بن محمد العمري الحنفي، الشهير بابن زبيبة.

تفقّه، ودرّس، وناب في الحكم، ثم ولي قضاء "الإسكندرية".

وكان كثير الحفظ للحكايات المضحكة، حلو النادرة.

مات في رجب أو شعبان، سنة اثنتين وستين وسبعمائة. انتهى.

وهو كما تراه مُخالف لما قاله ابن حجر في اسم الأب، وتاريخ الوفاة،

ولعلّه من تحريف الكتاب، والله تعالى أعلم.

* * *

‌228 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن الشيخ كريم الدين بن جلال الدين بن سيف الدين، أبو سيادة، الحسيني

(1)

الأودهي، الهندي

*.

(1)

وفي الضوء اللامع "الحسني".

* راجع: الطبقات السنية 1: 267.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 208.

ص: 234

قال السخاوي في "الضوء اللامع": ومن خطّه نقلتُ: لقيني بـ "مكة" في المجاورة الثانية، فقرأ عليّ "البخاري"، ولازمني في أشياء، بل كتب عني ما

(1)

أمليتُه هناك، كتبتُ له إجازة حافلة. انتهى.

* * *

‌229 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله، شهاب الدين، أبو العبّاس، اليماني الأصل، الرومى، الزاهد

*.

نزيل "الشيخونية"

(2)

المعروف بابن العرب، وبعرب زاده، وهو بمعنى الأول.

أصله من "اليمن"، ثم انتقل أبوه منها إلى "بلاد الروم"، فسكنها، وولد صاحب الترجمة بها.

ونشأ بمدينة "بروسة".

وكان يقال له: عرب زاده، على عادة "الروم" و"الترك" في بلادهم، لمن يكون أصله عربيًا، ولو ولد ببلادهم، ونشأ بها.

وكانت نشأته حسنة، على قدم جيّد.

(1)

وفي الضوء اللامع "مما".

* راجع: الطبقات السنية 1: 163 - 265.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 200، 201، والمنهل الصافي 1: 203 - 205.

(2)

وهي خانقاه شيخون، تجاه جامع شيخون، بحي الصليبة، قسم الخليفة بالقاهرة، وتعرف الآن باسم جامع شيخون القبلي. انظر: حاشية المنهل الصافي 1: 203.

ص: 235

ثم قدم "القاهرة" وهو شابّ، ونزل بقاعة "الشيخونية" وقرأ على إمامها خير الدين سليمان بن عبد الله، وغيره، ونسخ بالأجرة مدّة، واشتغل.

ثم انقطع عن الناس، فلم يكن يجتمع بأحدٍ، بل اختار العزلة، مع المواظبة إلى الجمعة والجماعات، ويبكر إلى الجمعة بعد اغتساله لها بالماء البارد صيفًا وشتاء، ولا يكلّم أحدًا في ذهابه وإيابه، ولا يجترئ أحدٌ على الكلام معه، لهيبته ووقاره، وتورّع جدًّا، بحيث إنه لم يكن يقبل من أحد شيئًا، ومتى اطّلع على أن أحدًا من الباعة حاباه؛ لكونه عرفه لم يعد إليه؛ وللخوف من ذلك كان يتنكر، ويشتري بعد العشاء الآخرة قوت يومين أو ثلاثة، وأقام على هذه الطريقة أكثر من ثلاثين سنة، وكراماته كثيرة، ولم يكن في عصره مَنْ يُدانيه في طريقته.

قال العيني: وثبت بالتواتر أنه أقام أكثر من عشرين سنة، لا يشرب الماء أصلًا، وكان يقضي أيامه بالصيام، ولياليه بالقيام.

مات في ليلة الأربعاء، ثاني شهر ربيع الأول، سنة ثلاثين وثمانمائة، وصلّى عليه العيني، وكان الجمع في جنازته موفورًا، مع أن أكثر الناس كان لا يعرفه، ولا يعلم بسيرته، فلمّا تسامعوا بموته هُرِعُوا إليه، ونزل السلطان من القلعة، فصلّى عليه بـ "الرميلة" وأعيد إلى الخانقاه، فدفن بجوار الشيخ أكمل الدين، وحمل نعشه على الأصابع، وتنافس الناس في شراء ثياب بدنه، واشتروها بأغلى الأثمان، فاتفق أنه حسب ما اجتمع من ثمنها، فكان قدر ما تناوله من المعلوم من أول ما نزل بالخانقاه، وإلى أن مات، لا يزيد ولا ينقص، وعُدّ هذا من كراماته، رحمه الله تعالى.

ذكره في "الضوء اللامع".

* * *

ص: 236

‌230 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن أبي جرادة، العقيلي الحلبي، المعروف بابن العديم

*.

أخو كمال الدين، قاضى الحنفية بـ"القاهرة".

وولي هذا قضاء "حلب".

وله إجازة من عمر بن أميلة، وموسى بن فيّاض.

ومن مسموعاته على بعض شيوخه عن إبراهيم بن صالح "جزء الجابري"، وعلي محمد بن علي بن أبي سلام "مسلسلات التيمي".

قال ابن حجر في "المجمع المؤسّس": وكان في سنة خمس وعشرين موجودًا، ثم لقيتُه في سنة ستّ وثلاثين بـ "حلب"، وسمعتُ عليه من "عشرة الحداد"، وغير ذلك.

وقال السخاوي في "الضوء اللامع": إنه ولي عدّة مدارس، وحمدتْ سيرته، وكان محافظًا على الجماعة والأذكار، ولم يكن تامّ الفضيلة، مع اشتغاله في صغره.

وقد حدّث، وسمع منه الأئمة، وأخذ عنه غير واحد من أصحابنا، وأثنى عليه البرهان الحلبي.

* راجع: الطبقات السنية 1: 265.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 201، 202، ذكر السخاوي أن "العقيلي" بضم العين.

ص: 237

مات ليلة الأربعاء، منتصف شوّال، سنة سبع وأربعين وثمانمائة

(1)

.

* * *

‌231 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد الفزاري* الدمشقى، الكاتب يعرف أبوه بابن الكيّال

(2)

.

ذكره السخاوي، في "الذيل التام لدول الإسلام".

(1)

ذكر السخاوي أن المقريزي ذكر أنه مات بعد سنة ست وثلاثين وثمانمائة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 267.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 102، وفيها "العزازي"، وفي حاشيتها "الفزاري" كما ورد في بعض نسخها، انظر ترجمة أبيه في الدرر الكامنة 1: 78، مع حاشيته. وترجمته أيضا في ذيل الحسيني، من ذيول العبر 291.

(2)

إبراهيم بن يحيى بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز العزازي البصروي المحدّث عماد الدين بن الكيال، ولد في شهر رجب سنة 645 هـ، وطلب الحديث، وقرأ على ابن عبد الدائم "صحيح مسلم"، و"ترغيب وترهيب"، وسمع من ابن أبي اليسر وابن النبشي والكمال بن عبد وغيرهم، وقرأ غالب "مسند أحمد" على شمس الدين بن عطاء أنا حنبل، ومما قرأ على ابن مالك "الكافية الشافية"، وكان مشهورًا بحسن القراءة، خرّجت له مشيخة عن نحو ثمانين شيخًا، ثم دخل في الجهات الديوانية، وخدم في ديوان الجيش. انظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1: 49.

ص: 238

وأرّخ وفاته في شهر ذي الحجّة، سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌232 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم الأركلي الرومي، نزيل "المدينة المنوّرة

"*.

محدّث، أديب، طبيب، مقرئ.

توفي بـ"المدينة"، سنة 1162 هـ اثنتين وستين ومائة وألف.

له "شرح الشمائل" للترمذي، و"مقامات".

* * *

‌233 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم الكشي الصالحي

* *.

ذكره ابن حجر في "الدرر الكامنة".

* راجع: هدية العارفين 1: 174.

ترجمته في سلك الدر 1: 82.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 267، 268.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 103، وفيه:"المكتبي" مكان "الكشي" وفي حاشيته: "الكتبي".

ص: 239

وقال في حقّه: كان من فضلاء الحنفية.

مات في رجب، سنة خمس وتسعين وسبعمائة.

* * *

‌234 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم الميداني

(1)

.*

قال في "الجواهر": هكذا هو مذكور في الكتب، كتب أصحابنا.

وهذه النسبة إلى موضعين؛ أحدهما "ميدان زياد" بـ "نيسابور"، والثاني إلى محلّة بـ "أصبهان".

* * *

(1)

ميدان بالفتح ثم السكون أعجمية، لا أدري ما أصلها، وهو في أربعة مواضع، منها: ميدان زياد، محلّة بـ "نيسابور"، ينسب إليها أبو علي الميداني، صاحب محمد بن يحيى الذهلي، روى عنه الحيري وأحمد بن محمد الميداني صاحب "كتاب الأمثال"، والميدان أيضا محلّة بـ "أصبهان"، قال أبو الفضل ينسب إليها أبو الفتح المطّهر بن أحمد المفيد، ورد ذلك عليه أبو موسى، و"ميدان أسفريس" محلّة بـ "أصبهان"، وشارع الميدان محلّة بـ "بغداد"، والميدان محلة بـ "بغداد"، وهي بشرقي "بغداد" بـ "باب الأزج"، والميدان أيضا محلة بـ "خوارزم"، وميدان مدينة بـ "ما وراء النهر" في أقصاه قرب "إسبيجاب" يجتمع بها الغزية للتجارات والصلح. انظر: معجم البلدان 5: 241.

* راجع: الطبقات السنية 1: 268.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 68.

ص: 240

‌235 - الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم الفقيه

*.

قال في "الجواهر": هكذا هو مذكور في "الذخيرة"

(1)

.

وحكى

(2)

عنه فرعًا، وهو أن من غسل وجهه، وغمض عينيه شديدًا، لا يجوز وضوءه.

ولعلّه الذي قبله. انتهى.

* * *

‌236 - الشيخ الفاضل أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف بن أبي بكر المحدّث الأصيل الزين، حفيد السراج الشرجي

(3)

الزبيدي

* راجع: الطبقات السنية 1: 268.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 69.

(1)

أي "ذخيرة الفتاوى" لبرهان الدين محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن مازة، من كبار الأئمة، وأعيان الفقهاء الحنفية، صاحب مصنّفات معتمدة في المذهب. انظر: كشف الظنون: 1/ 823، والفوائد البهية:205.

(2)

أي وحكى صاحب الذخيرة.

(3)

طبقات الخواص: ذكر فيه مشايخ "اليمن" على الحروف، أوله: الحمد لله المتفضل بجزيل المواهب

إلخ انظر: كشف الظنون 2: 1099.

ص: 241

اليماني، أحد أعيان الحنفية*.

ولد في سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وقال حمزة الناشري سنة اثنتي عشرة وهو الصحيح، كما سمع من لفظه، وأنه في ليلة الجمعة ثاني عشري رمضان بـ "زبيد"، ومات أبوه وهو حمل، فلذا سمّى باسمه، والمسمّى له هو الشيخ أحمد بن أبي بكر الرداد، وأبوه وجدّه ممن أخذ عن شيخنا، كما سيأتي في ترجمتيهما، ولهذا نظم ونثر وتأليف، وهو الذي جمع ما وقف عليه من نظم ابن المقرئ في مجلّدين، بل له أيضًا "طبقات الخواصّ" الصلحاء من أهل "اليمن" خاصة، وسمع اتفاقًا مع أخيه على النفيس العلوي، والتقي الفاسي، وبنفسه على ابن الجزري.

سمع عليه "النسائي"، و"ابن ماجه"، و"مسند الشافعي"، و"العدّة"، و"الحصن" كلاهما له، و"اليسير" على أبي الفتح المراغي، وكذا سمع على الزين البرشكي عام وصوله صحبة ابن الجزري "اليمن" في سنة تسع وعشرين "الشفا"، و"الموطأ"، و"العمدة"، وتصنيفه "طرد المكافحة عن سند المصافحة"، أخذ عنه بعض الطلبة بـ"زبيد" في سنة سبع وثمانين وثمانمائة.

وقال العفيف الناشري: إنه صحب الفقيه الصالح الشرف أبا القاسم بن أبي بكر العسلقي - بضم أوله وثالثه بينهما مهملة سكنة نسبة إلى قبيلة، يقال لها:"العسالق" من "اليمن" - وحجّا، وزارا في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، وبصحبته انتفع.

* راجع: الضوء اللامع 1: 114، 115، والطبقات السنية 1: 268، 269، وترجمته في فهرست الخديوية 5: 349، وفهرس الفهارس 2: 395، 396، كشف الظنون 554، 1099، 1303، 1938، والأعلام 1:1987.

ص: 242

وقال حمزة الناشري: أنه سمع من سليمان العلوي، وابن الخياط، وابن الجزري، وغيرهم، وتفقّه في مذهبه، وكان أديبًا شاعرًا.

له مؤلّفات، منها:"طبقات الخواص"

(1)

، و"مختصر صحيح البخاري"، و"نزهة الأحباب" في مجلّد كبير، يتضمّن أشياء كثيرة من أشعار ونوادر وملح وحكايات وفوائد، وهو كتاب يشتمل على مائة فائدة، وغير ذلك.

مات في يوم السبت عاشر أو حادي عشر ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين، ونزل الناس في "زبيد" بموته في الرواية درجة رحمه الله انتهى. وممن ترجمه لي أيضًا الكمال موسى الدوالي حسبما كتب إلى به من "اليمن".

* * *

‌237 - الشيخ الفاضل أحمد بن أحمد بن محمد بن حسب الله، ابن أبي خطوة، قاض شرعي مصري

*.

ولد، ونشأ في إحدى قرى "المنوفية"

(2)

.

(1)

وفي الأصول: "السرحي"، والمثبت في مصادر ترجمته.

والشرجي نسبة إلى شرجة، من أوائل أرض "اليمن"، وهو أول كورة عثر.

انظر: معجم البلدان 3: 275.

* راجع: الأعلام 1: 94.

(2)

منفية: بالفتح ثم السكون كسر الفاء ثم ياء مشدّدة هي بلدة مشهورة في ساحل بحر الزنج. انظر: معجم البلدان 5: 215.

ص: 243

وتفقّه حنفيًا بـ "الأزهر" وبرع في المعقولات.

وجعل مفتيا لديوان الأوقاف، وانتدب للمحكمة العليا.

وجمع مكتبة حافلة، آلتْ إلى دار الكتب المصرية (سنة 1930)، ومعها رسالة صغيرة بخطّه في "تأبين الشيخ محمد عبده وسيرته"، وإليه أشار حفني ناصف في "بائيته" لحافظ إبراهيم أبو خطوة وليّ وقفّاه عاصم، إلخ

(1)

.

توفي في سنة 1324 هـ.

* * *

‌238 - الشيخ الفاضل أحمد بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن مصطفى الحرستي، ثمَّ الدِّمَشْقِي

*.

توفي سنة 1115 خمس عشرَة وَمِائَة وألف.

صنّف "الْكَوَاكِب المضيّة فِي فَرَائض الحنَفِيَّة".

* * *

‌239 - الشيخ الفاضل أحمد بن أحمد بن محمود بن موسى الهمامي، شهاب الدين، المقدسى، ثم الدمشقى، المقري

.

(1)

تراجم أعيان القرن الثالث عشر 130 ودار الكتب 7: 120، 151 ومجلة معهد المخطوطات 10: 189 وجريدة الاتحاد 28، شعبان 1326 هـ.

* هدية العارفين 1: 167.

ص: 244

ويعرف بالعجيمي، وفي "الشام" بالمقدسي*.

قرأ القراءات على جماعة، منهم: العلاء بن اللفت، ومهر فيها، وتصدّى لأقرائها، فانتفع به جماعة؛ أولاده، وغيرهم.

وهو ممن أخذ أيضًا عن ابن الهمام، والعماد بن شرف، وآخرين.

وتحوّل إلى "الشام"، في سنة خمسة وعشرين، باستدعاء محمد بن منجك؛ لإقراء بنيه، فقطنها، وتكسّب بكتابة المصاحف، وكان متقنًا فيها، مقصودًا من الآفاق بسببها.

مات بـ"دمشق"، في جمادى الأولى، سنة سبع وخمسين وثمانمائة.

قاله السخاوي، نقلًا عن الهمامي

(1)

، ابن صاحب الترجمة، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 269.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 224.

(1)

هو إبراهيم بن أحمد بن أحمد بن محمود بن موسى المقدسى الأصل الدمشقي الحَنفي ثم الشافعي أخو الزين عبد الرحمن الهمامي. ولد في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بـ "دمشق"، ونشأ بها، فحفظ القرآن و "الشاطبيتين"، و"المنهاج الفرعي"، و"الملحة"، و"إيساغوجي"، و"تصريف العزى"، وغيرها، وأخذ في الفقه وغيره عن النجم بن قاضي عجلون، وجمع العشر على والده، والسبع على الشمس بن عمران، ثم بـ "القاهرة" إذ قدمها في سنة أربع وسبعين على الزين عبد الغني الهيثمي، وقرأ عليّ حينئذ في الأذكار وغيره. مات في ليلة الجمعة ثاني رمضان سنة أربع وتسعين بـ "دمشق"، وصلّى عليه من الغد، وكانتْ جنازته حافلة، رحمه الله وإيانا. انظر: الضوء اللامع 1: 4.

ص: 245

‌240 - الشيخ الفاضل الكبير أحمد بن أبي أحمد الرامبوري. أحد العلماء المبرّزين في العلوم الحكمية

*.

كان أصله من "بنجاب"، انتقل منها في الفترات الدرانية إلى "روهيلكهند" وقرأ بعض الكتب الدرسيّة على الشيخ نور عالم الرامبوري، وبعضها على العلامة محمد بركت بن عبد الرحمن الإله آبادي، ثم تصدّر للتدريس بمدينة "رامبور" وسكن بها، أخذ عنه غير واحد من العلماء، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه "روز نامه".

* * *

‌241 - الشيخ العالم الصالح أحمد بن أبي أحمد النقشبندي الديبني، أحد رجال العلم والطريقة

* *.

ولد، ونشأ بـ "ديبن""ديوبند" قرية جامعة من أعمال "سَهَارَنْبور"، وقرأ العلم على الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى "بُرهَانْبور"، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري، ولازمه مدّة طويلة، واستخلفه الشيخ محمد المذكور، فرجع

* راجع: نزهة الخواطر 6: 28.

* * راجع: نزهة الخواطر 5: 79.

ص: 246

إلى بلاده، ولما وَصَل إلى "آكره" أدرك بها الشيخ أحمد بن عبد الأحد المذكور، فانجذب إليه، فأخذ عنه، ولازمه زمانا، ثم سَافَر إلى "برهانبور" صحبة الشيخ نعمان بن شمس الدين البرهانبوري، وصحبه مدّة، ثم رجع إلى "سرهند"، واستخلفه الشيخ أحمد، فأقام بـ "آكره"، وأخذ عنه جمع من الناس، ثم سافر إلى "بنغاله"، وحصل له القبول العظيم بها، كما في "زبدة المقامات".

* * *

‌242 - الشيخ الفاضل المولى شمس الدين أحمد ابن أخي القراماني المشهور بمعلم الوزير الأعظم أحمد باشا

*.

كان رحمه الله من بلدة "قوينة"، وخرج منها لطلب العلوم، فاجتمع مع الكثير من الأماجد القروم، حتى وصل إلى خدمة المولى سعد الله محشّي "تفسير البيضاوي"، فعكف على تحصيل المعارف، واكتساب اللطائف، حتى صار ملازما، فتقلّد مدرسة المولى خسرو في مدينة "بروسه" بعشرين، ثم صارتْ وظيفته فيها خمسة وعشرين، ثم المدرسة الحجرية بـ "أدرنه" بثلاثين، ثم مدرسة داود باشا بـ"قسطنطينية" بأربعين، ثم صارت وظيفته فيها خمسين، ثم نقل إلى مدرسة بنت السلطان بـ "قصبة إسكدار"، ثم إلى إحدى المدارس الثمان، ثم إلى "مدرسة أيا صوفيه" بستين، ثم إلى مدرسة السلطان سليم خان بالوظيفة المزبورة، ثم قلّد

* راجع: العقد المنظوم.

وترجمته في كشف الظنون 2: 1762، و"إيضاح المكنون" 1:141.

ص: 247

قضاء "المدينة المنوّرة"، ثم عزل، فقبل وصول خبر العزل. توفي بها في أوائل سنة أربع وسبعين وتسعمائة.

كان المرحوم مشاركا في بعض العلوم، وله حظّ من المعارف واللطائف، بشوشا، حسن السمت، ساعيا في أمر مَنْ يلوذ به، وكان له أخ أصغر منه، اسمه محمد، توفي قبله بأشهر، وهو مدرس بإحدى المدارس السليمانية. له حاشية على "تفسير البيضاوي" إلى سورة الكهف.

* * *

‌243 - الشيخ الفاضل أحمد بن إدريس بن يحيى المارداني

*.

كان زكيًا، فاضلًا، كثير المحفوظ.

كتب الشروط، وجلس تحت الساعات، وكان يحبّ الكتب، وجمع منها شيئًا كثيرًا. وحصل له في آخر عمره مرض، وطال به، وتعلّل إلى أن مات في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. تغمّده الله تعالى برحمته. من تصانيفه:"الدرر" في معرفة منازل الشمس والقمر

(1)

، ألّفه بـ"دمشق" سنة 697 هـ.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 270.

وترجمته في إيضاح المكنون 2: 13، والدرر الكامنة 1: 109، وكشف الظنون 2:1963. وهو في الإيضاح والكشف: "المارديني".

(1)

نظم الدرر في معرفة منازل الشمس والقمر منظومة، ألّفه في جمادى الآخرة بدمشق سنة 697 هـ.

أوله: الحمد لله العلي الأحد

إلخ. ورتّبه على عشرة أبواب، كلها منظومة.

ص: 248

‌244 - المحدث الكبير الفقيه الضليع أحمد بن الأزهر البلخي

*.

أخرج له الحاكم في "المستدرك".

وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال كان ينتحل مذهب أهل الرأي، وخطئ، ويخالف.

قلت: ومن يسلم من هذا؟ فإن المجتهد يخطئ، ويصيب.

* * *

‌245 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسحاق بن البُهْلُول بن حسان بن سنان، أبو جعفر، التنوخي، الأنباري الأصل

* *.

* راجع التهذيب 1: 13.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 271 - 276.

وترجمته في بغية الوعاة 1: 295، 296، وتاريخ بغداد 4: 30 - 34، والجواهر المضية برقم 75، وشذرات الذهب 2: 676، والعبر 2: 171، كشف الظنون 1: 46، 457، 2: 1920، ومعجم الأدباء 2: 138 - 161، والمنتظم 6: 231، ونزهة الألبا 253 - 255، والوافي بالوفيات 6: 235 - 237.

ص: 249

ولي قضاء "مدينة المنصور" نحو عشرين سنة، وحدث حديثًا كثيرًا.

وسمع أباه إسحاق بن البهلول

(1)

، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبا سعيد الأشج، وسعيد بن يحيى الأموي، وغيرهم.

وروى عنه أبو الحسن الجراحي، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وأبو الحسن الدارقطني، وجماعة سواهم. وكان ثقة.

قال طلحة بن محمد في تسمية قضاة "بغداد": وأحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان التنوخي، من أهل "الأنبار"، عظيم القدر، واسع الأدب، تام المروءة، حسن الفصاحة، حسن المعرفة بمذهب أهل "العراق"، ولكنه غلب عليه الأدب.

وكان لأبيه إسحاق "مسند" كثير حسن، وكان ثقة، وحمل الناس عن جماعة من أهل هذا البيت، منهم: البهلول بن حسان

(2)

، ثم ابنه إسحاق

(3)

، ثم أولاد إسحاق. حدّث منهم بهلول بن إسحاق

(4)

، وحدّث القاضي أحمد بن إسحاق، وابنه محمد

(5)

، وحدّث ابن أخي القاضي داود بن الهيثم بن إسحاق

(6)

، وكان أسنّ من عمّه القاضي، وأبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق الأزرق، وكان من جملة الكتاب.

(1)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(2)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(3)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(4)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(5)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

(6)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

ص: 250

ولم يزل أحمد بن إسحاق بن البهلول على قضاء "المدينة"، من سنة ست وتسعين ومائتين، إلى شهر ربيع الآخر، سنة ستّ عشرة، ثم صرف. انتهى.

قال الخطيب: وكان ثبتًا في الحديث، ثقة، مأمونًا، جيّد الضبط لما حدّث به.

وكان متفننًا في علوم شتى؛ منها: الفقه على مذهب أبي حنيفة وأصحابه، وربما خالفهم في مسألات يسيرة.

وكان تام العلم باللغة، حسن القيام بالنحو على مذهب الكوفيين، وله فيه كتاب ألّفه.

وكان واسع الحفظ للشعر القديم والمحدث، والأخبار الطوال والسير، والتفسير.

وكان شاعرًا، كثير الشعر جدًّا، خطيبًا، حسن الخطابة والتفوّه بالكلام، لَسِنًا، صالح الحظّ من الترسّل في الكتابة، والبلاغة في المخاطبة.

وكان ورعًا، متخشّعًا في الحكم.

وتقلّد القضاء بـ "الأنبار"

(1)

، و"هيت"

(2)

وطريق "الفرات"، من قبل الموفق بالله الناصر لدين الله، في سنة ستّ وسبعين ومائتين، ثم تقلّده للناصر دفعة أخرى، ثم تقلّده للمعتضد، ثم تقلّد بعض كور الجبل للمكتفى، في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، ولم يخرج إليها.

(1)

الأنبار: مدينة على "الفرات"، في غربي "بغداد"، بينهما عشرة فراسخ.

انظر: معجم البلدان 1: 367.

(2)

هيت: بلدة على "الفرات" من نواحي "بغداد"، فوق "الأنبار".

انظر: معجم البلدان 4: 490.

ص: 251

ثم قلّده المقتدر بالله، في سنة ستّ وتسعين، بعد فتنة ابن المعتزّ، القضاء بـ "مدينة المنصور"، "مدينة السلام"، و"طسوجى"

(1)

"قطربل"، و"مسكن"

(2)

، و"أنبار"، و"هيت"، و"طريق الفرات".

ثم أضاف له إلى ذلك بعد سنتين القضاء بـ"كور الأهواز" مجموعة، لما مات قاضيها إذ ذاك محمد بن خلف، المعروف بوكيع، فما زال على هذه الأعمال، إلى أن صرف عنها، في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.

وروى سِبْط ابن الجوزي في "مرآة الزمان" بسنده عن أبي الحسن علي بن محمد بن أبي جعفر بن البهلول، قال: طلبت السيّدة أم المقتدر من جدّي كتاب وقف بضيعة كانتْ ابتاعتها، وكان الكتاب في ديوان القضاء، وأرادتْ أخذه لتحرقَه، وتتملّك الوقف، ولم يعلم أحد بذلك، فحمله على الدار، وقال للقهرمانة: قد أحضرت الكتاب، فأين ترسم؟ فقالوا: نريد أن يكون عندنا.

فأحس بالأمر، فقال لأم موسى القهرمانة: تقولين لأم المقتدر السيّدة، اتقي الله هذا، والله ما لا سبيل إليه أبدًا، أنا خازن المسلمين على ديوان الحكم؛ فإن مكّنتموني من خزنه كما يجب، وإلا فاصرفوني، وتسلموا الديوان دفعة واحدة، فاعملوا فيه ما شئتم، وأما أن يفعل شئٌ من هذا على يدي فوالله لا كان ذلك أبدًا، ولو عرضت علي السيف.

(1)

الطسوج: الناحية، وجاء في ذكر قطربل، أنها قرية بين "بغداد"

و"عكبرا"، وقيل: هي اسم لطسوج من طساسيج "بغداد"، أي كورة، فما كان من شرقي الصراة فهو بادرويا، وما كان من غربيها فهو قطربل.

(2)

مسكن: موضع قريب من أوانا، على نهر دجيل، عند دير الجاثليق.

انظر: معجم البلدان 4: 264، 265.

ص: 252

ونهض والكتاب معه، وجاء إلى طيّارة، وهو لا يشكّ في الصرف، فصعد إلى ابن الفرات، وحدّثه بالحديث، فقال: ألا دافعت عن الجواب، وعرفتني حتى أكتب، وأملي في ذلك، والآن، أنت مصروف، فلا حيلة لي مع السيّدة في أمرك.

قال: وأدّت القهرمانة الرسالة إلى السيّدة، فشكتْ إلى المقتدر، فلمّا كان يوم الموكب خاطبه المقتدر شفاهًا في ذلك، فكشف له الصورة، وقال له مثل ذلك القول والاستعفاء.

فقال له المقتدر: مثلك يا أحمد من قلّد القضاء، أقم على ما أنت عليه، بارك الله فيك، ولا تخفْ أن ينثلم محلُّك عندنا.

قال: فلمّا عاودت السيّدة، قال لها المقتدر: الأحكام ما لا طريق إلى اللعب بها، وابن البهلول مأمون علينا، محبّ لدولتنا، ولو كان هذا شيئًا يجوز لما منعك إياه.

فقال السيّدة: كان هذا لا يجوز!.

فقيل لها: لا، هذه حيلة من أرباب الوقف على بيعه. وأعلمها كاتبها ابن عبد الحميد شرح الأمر، وأن الشراء لا يصحّ بتمزيق الكتاب، وأن هذا لا يحلّ، فارتجعت المال، وفسخت الشراء، وعادت تشكر جدي، وانقلب ذلك أمرًا جميلًا عندهم، فقال جدّي بعد ذلك: من قدم أمر الله على أمر المخلوق كفاه الله شرّهم.

وحدّث القاضي أبو نصر يوسف بن عمر القاضي أبي عمر محمد بن يوسف، قال: كنت أحضر دار المقتدر، وأنا غلام حدث بالسواد، مع أبي أبي الحسين، وهو يومئذ يخلف أباه أبا عمر، كنت أرى في بعض المواكب أبا جعفر القاضي يحضر بالسواد، فإذا رآه أبي عدل إلى موضعه، فجلس عنده،

ص: 253

فيتذاكران بالشعر والأدب والعلم، حتى يجتمع عليهما من الخدم عدد كثير، كما يجتمع على القصاص، استحسانًا لما يجري بينهما؛ فسمعتُه يومًا قد أنشد بيتًا، لا أذكره الآن، فقال له أبي: أيّها القاضي، إني أحفظ هذا البيت بخلاف هذه الرواية.

فصاح عليه أبو جعفر صيحة عظيمة، وقال، اسكتْ ألي تقول هذا، وأنا أحفظ لنفسي من شعري خمسة عشر ألف بيت، وأحفظ للناس أضعاف ذلك وأضعافها. يكرّرها مرارًا.

وحدّث القاضي أبو طالب محمد بن القاضي أبى جعفر بن البهلول، قال: كنت مع أبي في جنازة بعض أهل "بغداد" من الوجوه، وإلى جانبه جالس أبو جعفر الطبري، فأخذ أبي يعظ صاحب المصيبة، ويسلّيه، وينشده أشعارًا، ويروي له أخبارًا، فداخله الطبري في ذلك، ثم اتسع الأمر بينهما في المذاكرة، وخرجا إلى فنون كثيرة من الأدب، والعلم، استحسنها الحاضرون، وعجبوا منها، وتعالى النهار، وافترقنا.

فلمّا جعلت أسير خلفه، قال لي أبي: يا بنيّ، هذا الشيخ الذي داخلنا اليوم في المذاكرة مَنْ هو، أتعرفه؟ فقلت: يا سيّدي، كأنك لم تعرفه! فقال: لا.

فقلت: هذا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.

فقال: إنا لله، ما أحسنتَ عشرتي يا بنيّ.

فقلت: كيف يا سيّدي؟.

قال: ألا قلت لي في الحال، فكنت أذاكره غير تلك المذاكرة، هذا رجل مشهور بالحفظ، والاتساع في صنوف العلوم، وما ذاكرتُه بحسبها.

قال: ومضتْ على هذا مدّة، فحصرنا في جنازة أخرى، وجلسنا، فإذا بالطبري قد أقبل، فقلتُ له قليلًا قليلًا: هذا أبو جعفر الطبري قد جاء مُقبلًا.

ص: 254

قال: فأومأ إليه بالجلوس عنده، فأوسعتُ له، حتى جلس إلى جنبه، وأخذ أبي يحادثه، فلمّا جاء إلى قصيدة، ذكر الطبري منها أبياتًا، قال أبي: هاتها يا أبا جعفر إلى آخرها.

فيتلعثم الطبري، فينشدها أبي إلى آخرها.

وكلّما ذكر أشياء من السير، قال أبي: كان هذا في قصّة فلان، ويوم بني فلان، مر يا أبا جعفر فيه.

فربما مرّ، وربما تلعثم، فيمرّ أبي في جميعه.

قال: فما سكت أبي يومه ذلك إلى الظهر، وبان للحاضرين تقصير الطبري عنه، ثم قمنا، فقال لي أبي: الآن شفيتُ صدري.

وعن أبي بكر بن الأنباري، أنه كان يقول: ما رأيتُ صاحب طيلسان أنحى من القاضي أبي جعفر بن البهلول.

وكانتْ وفاته في شهر ربيع الآخر، من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، بعد أن أريد إلى العود إلى منصب القضاء فامتنع، وقال: أحبّ أن يكون بين الصرف والقبر فرجة.

قيل له: فابذل شيئًا، حتى يرد العمل إلى ابنك.

فقال: ما كنت لأتحمّلها حيًا وميتًا.

وقال في ذلك:

تركْتُ القضاء لأهلِ القضاء

وأقْبلْتُ أَسمُو إلى الآخِرَهْ

فإنْ يَكُ فَخرًا جَلِيلَ الثناءَ

فقدْ نِلتُ منهُ يَدًا فاخِرهْ

وَإنْ يَكُ وِزْرًا فأبعدْ به

فَلَا خَيرَ في إمْرَة وَازِرَهْ

وقال أيضًا:

أَبَعْدَ الثَّمانينَ أفْنَيْتَهَا

وَخمسًا وَسَادِسُهَا قدْ نما

ص: 255

تُرَجّي الحَياةَ وَتَسعى لها

لَقَدْ كادَ دِنُكَ أن يُكْلَمَا

وقال أيضًا:

إلى كَم تخْدُمُ الدُّنْيَا

وَقَد جُزْت الثَّمانِينَا

لَئنْ لم تَكُ مَجْنُونًا

لقد فُقْتَ المِجَانِينَا

* * *

‌246 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسحاق بن شيث بن نصر بن شيث، أبو نصر، الأديب، الفقيه، الصفّار

*.

من أهل "بخارى".

تقدّم ذكر ابن ابنه إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد

(1)

.

* راجع: الطبقات السنية 1: 276، 277.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 76، والعقد الثمين 2: 17، والفوائد البهية 14، 15، وكتائب أعلام الأخيار برقم 259.

(1)

وذكر اللكنوي في الفوائد البهية، أنه رأى في "أنساب السمعاني" في تسميته عكسا، حيث سمّاه "إسحاق بن أحمد".

وهذا حق، فهكذا ورد في النسخة التي بين أيدينا، "الأنساب" 353 ظ.

وبهذا الاسم "إسحاق بن أحمد" ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 6: 403، وقال:"قدم "بغداد" حاجا في سنة خمس وأربعمائة" وياقوت في معجم الأدباء 6: 66 - 69، والوافي بالوفيات 8: 401، 402، وبغية الوعاة 1: 438، وذكروا أنه توفي بعد سنة خمس وأربعمائة.

ص: 256

قال السمعاني: له بيت في العلم إلى الساعة بـ "بخارى"، ورأيتُ من أولاده جماعة.

وسكن أبو نصر هذا "مكّة"، وكثرتْ تصانيفه، وانتشر علمه بها.

ومات بـ"الطائف"، وقبره هناك.

وذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور"، وأثنى عليه بالفقه والأدب، وقال: إنه لم ير في سنه بـ"بخارى" من هو أحفظ منه فهمًا.

قال: وكان قد طلب الحديث مع أنواع العلم، وأنشدني لنفسه من الشعر المتين ما يطول شرحه.

(1)

انتهى.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية": هو جدّ إبراهيم بن إسماعيل أبو إسحاق الصفّار، الذي مرّ ذكره. ورأيت في "أنساب السمعاني" في تسميته عكسا، فإنه قال عند ذكر المشهورين بالصفّار: وأبو نصر إسحاق بن أحمد بن شيث بن نصر بن شيث بن الحكم الأديب الصفّار البخاري، من أهل "بخارى"، له بيت في العلم إلى الساعة بـ "بخارى"، ورأيت من أولاده جماعة، ذكره الحكم أبو عبد الله الحافظ في "تاريخ نيسابور". وقال: أبو نصر الفقيه الأديب البخاري الصفّار، قدم علينا حاجا، وقد طلب الحديث في أنواع من العلم، وسكن أبو نصر هذا "مكّة"، كثرت تصانيفه، وانتشر علمه، ومات بـ"الطائف"، وقبره بها، ثم قال السمعاني: وابنه أبو إبراهيم إسماعيل بن أبي نصر الصفّار كان إماما فاضلا، قوَّالا بالحقّ، لا يخاف في الله لومة لائم، قتله الخاقان نصر بن إبراهيم، المعروف بشمس الملك بـ "بخارى" لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وكان قتله في سنة إحدى وستين وأربعمائة. ثم قال السمعاني: وابنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفّار

(1)

وانظر: كشف الظنون 2: 1428.

ص: 257

المعروف بالزاهد إلى آخر ما نقلته عند دكر إبراهيم. ثم قال: وابنه أبو المحامد حمّاد بن إبراهيم الصفّار إمام جامع "بخارى" في صلاة الجمعة، وكان يعرف الأدب والأصول على ما سمعت، حدّث عن أبيه وأبي علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي، وغيرهما، لم أسمع منه شيئا، ولقيته بـ"بخارى". انتهى.

* * *

‌247 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسحاق بن صبيح الجوزجاني، أبو بكر. صاحب أبي سليمان الجوزجاني

*.

قال في "الجواهر": كان من الجامعين بين علم الأصول، وعلم الفروع، وكان في أنواع العلوم في الذروة العليا.

وله "كتاب الفرق والتمييز"، و"كتاب التوبة"، وغيرهما.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية": ذكر عليّ القارئ، أنه أحمد بن إسحاق بن صبيح الجوزجاني، بضم الجيم الأولى، صاحب أبي سليمان الجوزجاني موسى بن سليمان، ودكر القارئ في آخر "طبقاته" أن

* راجع: الطبقات السنية 1: 277.

وترجمته في إيضاح المكنون 2: 318، والجواهر المضية برقم 77، والفوائد البيهة 14، وكتائب أعلام الأخيار برقم 128، كشف الظنون 2: 1406، وهدية العارفين 1:46.

وفي الجواهر: "بن صبح".

ص: 258

الجوزجاني نسبته إلى "جوزجان" بضم الجيم وسكون الواو وفتح الزاي المعجمة ثم جيم ثم ألف ثم نون، وذكر السمعاني أنها بلدة مما يلي "بلخ".

* * *

‌248 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسحاق بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن عبد الرحمن بن يزيد بن موسى، أبو جعفر، الإصطخري

(1)

، الحلبي

*.

قاضي "حلب"، الملقّب بـ"الجُرَذ".

حدّث بـ "بغداد" و"مصر"، و"حلب"، عن محمد بن معاذ المعروف بـ"بدرّان"

(2)

، وأبي عبد الله أحمد بن خليل الكندي الحلبي.

(1)

إصطخر بالكسر وسكون الخاء المعجمة والنسبة إليها إصطخري وإصطخرزي بزيادة الزاى بلدة بـ "فارس" من الإقليم الثالث، وهي من أعيان حصون "فارس" ومدنها وكورها. قيل: كان أول مَنْ أنشأها إصطخر بن طهمورث ملك الفرس. أما إصطخر فمدينة وسطة وسعتها مقدار ميل، وهي من أقدم مدن "فارس"، وأشهرها، وبها كان مسكن ملك "فارس"، حتى تحول أردشير إلى "جور".

* راجع: الطبقات السنية 1: 270، 271.

وترجمته في إعلام النبلاء 4: 62، والجواهر المضية، برقم 78، والوافي بالوفيات 6:239.

(2)

في النسخ: بـ "بدران، والتصويب من الوافي بالوفيات: 5: 39، وقيده الصفدي بقوله: "تثنية دُرّ".

ص: 259

روى عنه ابن أخيه علي بن محمد بن إسحاق القاضي.

ذكره الخطيب

(1)

.

وذكره ابن عسكر، وقال: قضى بـ "حلب" في أيام سيف الدولة ابن حمدان

(2)

.

كذا ذكره عبد القادر في "الجواهر".

وذكره الذهبي، فيمن توفي في حدود سنة خمسين وثلاثمائة.

* * *

‌249 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسحاق الجوزجاني، الإمام، أبو بكر. تلميذ أبي سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني

*.

أستاذ أبي نصر أحمد بن العبّاس العياضي.

كذا ذكره في "الجواهر"، ثم قال: لعلّه أحمد بن إسحاق بن صبيح، الذي قبله.

* * *

(1)

لم أجده في تاريخ بغداد.

(2)

في الوافي بالوفيات، أنه توفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 277، 278.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 77، والفوائد البهية 14.

ص: 260

‌250 - الشيخ الفاضل أحمد بن أسد

*.

من أقران شمس الإسلام محمود الأوزجندي

(1)

. ذكره في "الجواهر".

* * *

‌251 - الشيخ الفاضل أحمد بن أسعد بن المظفّر الإمام، عزّ الدين، أبو الفضل

* *.

كان إمامًا عالمًا، فقيهًا، له مشاركة في عدّة علوم.

وأفتى، ودرّس، وانتفع به جماعة من الطلبة.

وكان له حظّ وافر من العبادة، والنسك.

ولد في ذي الحجّة، سنة ثمانين وخمسمائة.

ومات بـ "كاشغر"

(2)

في تاسع شهر رجب، سنة سبع وستين وستمائة، وصلي عليه بجامعها بعد صلاة الجمعة، قريب من ستة آلاف نفس، رحمه الله تعالى.

* راجع: الطبقات السنية 1: 278.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 80.

(1)

تأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 278.

وترجمته في الجواهر المضية، برقم 82، والمنهل الصافي 1: 220، 221.

(2)

كاشغر: بالتقاء الساكنين والشين معجمة والغين أيضا وراء، وهي مدينة وقرى ورساتيق، يسافر إليها من "سمرقند" وتلك النواحى، وهي في =

ص: 261

‌252 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو العبّاس، شهاب الدين، الجوهري، القادري

*.

ولد سنة خمس وأربعين وثمانمائة، أو التي بعدها.

وحفظ القرآن العظيم، وبعض المتون.

وأخذ الفقه، والحديث، والعربية عن التقي الشمني.

وأخذ أيضًا عن الأمين الأقصرائي، والكافيجي، وغيرهما.

ولازم الزين قاسمًا، وأخذ عنه كثيرًا من الفقه وأصوله، والحديث، و"أوقاف الخصّاف"، وجملة من رسائله وتصانيفه.

وقرأ على النظام في "شرح الشمسية" للقطب، وفي "شرح أكمل الدين على المنار"

(1)

، وأكثر من القراءة، حتى على غير أهل مذهبه.

= وسط "بلاد الترك"، وأهلها مسلمون، ينسب إليها من المتأخّرين أبو المعالي طغرلشاه محمد بن الحسن بن هاشم الكاشغري الواعظ، وكان فاضلا، سمع الحديث الكثير، وطلب الأدب والتفسير، ومولده سنة 490 وتجاوز سنة 550 في عمره، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن خلف بن جبرائيل بن الخليل بن صالح بن محمد الألمعي الكاشغري كان شيخا، فاضلا، واعظا. وله تصانيف كثيرة. انظر: معجم البلدان 4: 114.

* راجع: الطبقات السنية 1: 279، 280.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 234، 235.

(1)

أي منار الأنوار في أصول الفقه: للشيخ الإمام أبي البركات عبد الله بن أحمد المعروف بحافظ الدين النسفي، المتوفى سنة 710، عشرة وسبعمائة، وهو=

ص: 262

وحجّ، ودخل "الشام"، وغيره.

وناب في القضاء عن المحبّ ابن الشحنة، وأجيز بالإفتاء والتدريس، ببعض المدارس.

وكان مداومًا للإشغال، والاشتغال، مع التواضع، والعفّة، والعقل، وحسن المحاضرة.

ومات سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌253 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسماعيل بن عامر، أبو بكر، السمرقندي. رئيس "سمرقند

"*.

= متن متين، جامع مختصر نافع، وهو فيما بين كتبه المبسوطة ومختصراته المضبوطة، أكثرها تداولا، وأقربها تناولا، وهو مع صغر حجمه ووجازة نظمه، بحر محيط، بدر الحقائق، وكنز، أودع فيه نقود الدقائق، ومع هذا لا يخلو من نوع التعقيد والحشو والتطويل. فحرّره الكافي الأقحصاري في مختصره الموسوم بـ "سمت الوصول"، وأحسن تحريره، ورتّبه على أبلغ نظام وترتيب، بزيادة التوضيح والتنقيح، واعتنى بشأنه العلماء، وشرحه الشيخ أكمل الدين محمد بن محمود البابرتي الحنفي، وسمّاه "الأنوار"، أوله: الحمد لله مظهر بدائع الحكم بالآيات الخارقة

إلخ. انظر: كشف الظنون 2: 1823.

* راجع: الطبقات السنية 1: 280.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 85.

ص: 263

روى عن أبي عيسى الترمذي، وسعيد بن خشنام

(1)

.

ودكره الحافظ أبو العبّاس المستغفري، في "تاريخ نسف"

(2)

، وقال: نزل في دارنا أيام جدّي أبي بكر ابن المستغفري، وحدّث بها، وكان كثير الحديث.

مات بـ "بخارى"، سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌254 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أيدغمش، أبو العبّاس، ظهير الدين بن أبي ثابت التمرتاشي

*.

عالم بالحديث، حنفي، كان مفتي "خوارزم".

نسبته إلى "تمرتاش"

(3)

(من قراها).

صنّف "شرح الجامع الصغير" في شستربتي

(4)

، و"الفرائض"، و"التراويح"، و"الفتاوى" في أوقاف "بغداد"

(1)

خشنام: علم، معرّب خوش نام، أي الطيب الاسم.

(2)

كشف الظنون 1: 308.

أي "تاريخ نسف وكش" لأبي العبّاس جعفر بن محمد المستغفري، المتوفى سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.

* راجع: الأعلام 1: 97.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 83، والفوائد البهية 15، وكتائب أعلام الأخيار برقم 449، كشف الظنون 1: 562، 2:1403.

(3)

وتمرتاش التي ينتسب إليها، من قرى "خوارزم". انظر: الفوائد البهية 15، معجم البلدان 1:873.

(4)

شستربتي 5203، وكشف الظنون 1221، 1246، 1403 وزيد فيه: وفاته سنة 600 أو نحوها.

ص: 264

توفي نحو 610 هـ.

قلت: التمرتاشي نسبة إلى تمرتاش بضم التاء المثناة الفوقية وضم الميم وسكون الراء المهملة ثم تاء ثم ألف ثم شين معجمة قرية من قُرَى "خوارزم"، ذكره الطحطاوي

(1)

في حواشى "الدر المختار"، و"خوارزم بفتح الخاء المعجمة والواو ثم الألف ثم الراء المهملة المفتوحة ثم الزاي المعجمة الساكنة آخره ميم، بلدة كبيرة، سمي به، لأن الجماعة التي بنوها أول الأمر كان مأكولهم لحم الصيد، وكان فيه حطب كثير، وبلغة أهل خوارزم خوار اللحم ورزم الحطب، وقيل: خوار بالفارسية السهلة، ورزم الحرب، وكان الحرب يسهل على سكانها. وقيل: لما أقام بها هرمز بن أنوشيروان رأه أرضا سهلة، فقال: خوارزمين، فسمى به. كذا في "حواشى عبد

(2)

العلي البرجندي على شرح ملخص الجغميني".

* * *

‌255 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسماعيل بن محمد بن صالح بن وُهيب بن

(1)

هو السيّد أحمد من فضلاء هذا القرن، كما يظهر من مطالعة كتاب الإجارات من "رد المحتار على الدر المختار" لمحمد أمين بن عابدين.

(2)

هو عبد العلي بن محمد بن حسين البيرجندي، وقد يقال: البرجندي الحنفي، فاضل جامع للعلوم، له يد طولى في العلوم الرياضية. من تصانيفه:"شرح المجسطى"، فرغ منه سنة 931 هـ، و"شرح رسالة الطوسي" في الاسطرلاب، و"حواش على شرح ملخص الجغميني" لقاضي زاده موسى الرومي، و"شرح الرسالة العضدية" في المناظرة، و"شرح النقاية"، "مختصر الوقاية" في الفقه، طالعتها كلها، وله غير ذلك.

ص: 265

عطاء بن جُبير بن جابر بن وُهيب الأذرعي الأصل، الدمشقي نجم الدين، المعروف بابن الكشك*.

ولد سنة عشر وسبعمائة تقريبًا.

وأجاز له أبو محمد القاسم بن المظفّر بن عسكر الطبيب، ويحيى بن محمد بن سعيد، وأبو بكر بن مُشرف، وأبو عبد الله ابن أبي الهيجاء بن الزراد، وزينب بنت عمر بن شكر، وجماعة غيرهم.

وسمع "الصحيح" من أبي العبّاس ابن الشحنة، وسمع من غيره.

وتفقّه، وقدم "القاهرة"، فقُرّر في قضاء الحنفية، بعد موت القاضي صدر الدين بن التركماني، وكان خبيرًا بالمذهب، كثير الاسحضار لفروعه.

ودرّس بأماكن متعدّدة، بـ"دمشق"، وغيرها.

وحدّث بـ "الصحيح" بـ"القاهرة".

ولم تطبْ له الإقامة بـ "مصر"، فترك المنصب، واستعفى، ورجع إلى "دمشق"، ولزم داره.

ثم ولي قضاء "دمشق"، وكانا وليه قبل ذلك.

واتفق أنه كان له قريب في عقله خلل، فجاء، وطلب منه شيئًا، فمنعه، فضربه بسكّين، فمات منها، وذلك في ذي الحجّة، سنة تسع وتسعين وسبعمائة، فقبض على القاتل، فقتل نفسه أيضًا.

قال أحمد بن الشحنة: وهو أحد مَنْ بقي من قدماء المدرّسين والقضاة، وقد أجاز لي غير مرّة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 284، 285.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 114، 115، والنجوم الزاهرة 12:160.

ص: 266

وأنجب أولادًا، تولّوا بعده المنصب.

وكانتْ فيهم حشمة، ورياسة، وتودّد للناس، ونفع للقادمين.

وكان آخر مَنْ بقى منهم القاضي شهاب الدين أحمد، وقد طلب لولاية القضاء بـ"الديار المصرية" مرّة، ولكتابة السراخري، فاستعفى من ذلك، وكانتْ وفاته بـ "دمشق"، وفِي سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، ولم يخلف بعده أرْأَسَ منه، رحمه الله تعالى.

* * *

‌256 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسماعيل الحسني

*.

ولد سنة 1334 هـ.

من أحفاد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد، ومن أقرباء سماحة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمهما الله تعالى، ومن أبناء بلدة "تونك".

درس في ندوة العلماء، وأتقن العربية والإنجليزية، ولازم أيام دراسته العلامة تقى الدين الهلالي يوم كان أستاذا للأدب العربي في دار العلوم ندوة العلماء، ثم توظّف في القسم العربي للإذاعة الهندية في شملة، وهاجر إلى "باكستان" في مطلع تاريخها، وعيّن في وظيفة محترمة بالسفارة البكستانية في "القاهرة"، ومنها انتقل إلى "جدة"، ثم عاد إلى "باكستان"، وتوظّف هناك في المكتب السعودى بـ"إسلام آباد".

* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 26، 27، والبعث الإسلامي مج 34 ع 10 (رجب 1410 هـ) ص 99.

ص: 267

توفي صباح يوم السبت 16 جمادى الأولى سنة 1410 هـ.

* * *

‌257 - الشيخ الفاضل أحمد بن إسماعيل، شهاب الدين، الرومي

*.

سمع "الصحيح" من ستّ الوزراء، وابن الشحنة.

وناب في الحكم عن جمال الدين بن التركماني.

وولي قضاء "منية الشيرج"، و"المرج".

ومات في ثاني عشر ذي الحجّة، سنة ستين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌258 - الشيخ العارف العالم العامل والفاضل الكامل المولى شمس الملة والدين أحمد بن إسماعيل الكوراني

* *.

كان رحمه الله تعالى عارفا بعلم الأصول، فقيها، حنفيا، قرأ بـ "بلاده".

* راجع: الطبقات السنية 1: 285.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 115.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 143 - 151، الطبقات السنية 1: 280 - 284. وترجمته في، إيضاح المكنون 2: 92، وتاريخ السليمانية 233، والضوء اللامع 1: 242، 243، كشف الظنون 1: 553، ونظم العقيان 38، وهدية العارفين 1: 135.

ص: 268

ثم ارتحل إلى "القاهرة"، وتفقّه بها، وقرأ هناك القراءات العشر بطريق الإتقان والإحكام، وقرأ الحديث والتفسير، وأجازه علماء عصره في العلوم المذكورة كلّها.

وأجازه ابن حجر أيضا في الحديث، وشهد له بأنه قرأ الحديث، لا سيّما "صحيح البخاري" رواية ودراية، ودرّس هو بـ "القاهرة" درسا عاما خاصا بالفحول، وشهدوا له بالفضيلة التامة.

ثم إن المولى يكان المذكور سابقا لما دخل "القاهرة" في سفره إلى "الحجاز" لقيه المولى الكوراني، ولما شهد فضله أخذه معه إلى "بلاد الروم"، ولما لقي المولى يكان السلطان مراد خان، قال له السلطان: هل أتيت إلينا بهدية، قال: نعم، معي رجل مفسّر ومحدّث.

قال: أين هو؟

قال: هو بالباب.

فأرسل إليه السلطان، فدخل هو عليه، وسلّم، ثم تحدّث معه ساعة، فرأى فضله، فأعطاه مدرسة "جدّه" السلطان مراد الغازي بمدينة "بروسا"، ثم أعطاه مدرسة جدّه السلطان بايزيد خان الغازى بـ "المدينة" المزبورة، وكان ولد السلطان مراد خان السلطان محمد أميرا في ذلك الزمان ببلدة "مغنيا"، وقد أرسل إليه والده عدّة من المعلّمين، ولم يتمثل أمرهم، ولم يقرأ شيئًا، حتى أنه لم يختم القرآن، فطلب السلطان المذكور رجلا، له مهابة وحدّة، فذكروا له المولى الكوراني، فجعله معلّما لولده، وأعطاه بيده قضيبا، يضربه بذلك إذا خالف أمره، فذهب إليه، فدخل عليه، والقضيب بيده، فقال: أرسلني والدك للتعليم وللضرب إذا خالفتَ أمري، فضحك السلطان محمد خان من هذا الكلام،

ص: 269

فضربه المولى الكوراني في ذلك المجلس ضربا شديدا، حتى خاف منه السلطان محمد خان، وختم القرآن في مدّة يسيرة، ففرح بذلك السلطان مرادخان، وأرسل إلى المولى الكوراني أموالا عظيمة، ثم إن السلطان محمد خان لما جلس على سرير السلطنة بعد وفاة أبيه المرحوم عرض للمولى المذكور الوزارة، فلم يقبل، وقال: إن مَنْ في بابك من الخدّام والعبيد إنما يخدمونك، لأن ينالوا الوزارة آخر الأمر، وإذا كان الوزير من غيرهم تنحرف قلوبهم عنك، فيختلّ أمر سلطنتك، فاستحسنه السلطان محمد خان، وعرض له قضاء "العسكر"، فقبله، ولما باشر أمر القضاء أعطى التدريس والقضاء لأهلهما من غير عرض على السلطان، فأنكره السلطان، ولكن استحيى منه أن يظهره، فشاور مع الوزراء، فأشاروا إلى أن يقول له السلطان: سمعت إن أوقاف جدّي بمدينة "بروسا" قد اختلّتْ، فلا بدّ من تداركها، فلمّا قال له السلطان: هذا الكلام، قال المولى المذكور: إن أمرتنى بذلك أصلحها، فقال السلطان: هذا يقتضي زمانا مديدا، فقلّده قضاء "بروسا" مع تولية الأوقاف، فقبل المولى المزبور، وذهب إلى مدينة "بروسا"، وبعد مدّة أرسل السلطان إليه واحدا من خدّامه بيده موسوم السلطان، وضمنه أمرا يخالف الشرع، فمزّق الكتاب، وضرب الخادم، فأشمأزّ السلطان لذلك، فعزله، ووقع بينهما منافرة، فارتحل المولى المذكور إلى "مصر"، وسلطانها يومئذ الملك قايتباي، فأكرمه غاية الإكرام، ونال عنده القبول التام، وعاش عنده زمانا بعزّة عظيمة، وحشمة وافرة، وجلالة تامة، ثم إن السلطان محمد خان ندم على ما فعله، فأرسل إلى السلطان قايتباي كتاب السلطان محمد خان للمولى المذكور، ثم قال: لا تذهبْ إليه، فإني أكرمك فوق ما يكرمك هو، قال المولى: نعم، هو كذلك

ص: 270

إلا أن بيني وبينه محبة عظيمة، كما بين الوالد والولد وهذا الذي جرى بيننا شيء آخر، وهو يعرف ذلك مني، ويعرف أني أميل إليه بالطبع، فإذا لم أذهبْ إليه يفهم أن المنع من جانبك، فيقع بينكما عداوة.

فاستحسن السلطان قايتباي هذا الكلام، وأعطاه مالا جزيلا، وهيأ له ما يحتاج إليه من حوائج السفر، وبعث معه هدايا عظيمة إلى السلطان محمد خان، فلمّا جاء إلى "قسطنطينية" أعطاه السلطان محمد خان قضاء "بروسه" ثانيا، ووقع ذلك في سنة اثنتين وستين وثمانمائة، ودام على ذلك مدّة، ثم قلّده منصب الفتوى، وعين له كلّ يوم مائتي درهم، وفي كلّ شهر عشرين ألف درهم، وفي كلّ سنة خمسين ألف درهم سوى ما يبعث إليه من الهدايا والتحف والعبيد والجواري، وعاش في كنف حمايته مع نعمة جزيلة وعيش رَغَد.

وصنّف هناك تفسير القرآن العظيم، وحمّاه "غاية الأماني" في تفسير السبع المثاني، أورد فيه مؤاخذات كثيرة على العلامتين الزمخشري والبيضاوي، وصنّف أيضا "شرح البخاري"، وسمّاه بـ"الكوثر الجاري على رياض البخاري"، وردّ فيه كثيرا من المواضع لشرح الكرماني وابن حجر، وصنّف حواشى مقبولة لطيفة على "شرح الجعبري" لـ"لقصيدة الشاطبية"، واقرأ الحديث والتفسير وعلوم القرآن، حتى تخرّج من عنده كثير من الطلاب، وتمهّروا في العلوم المذكورة، وكانت أوقاته مصروفة إلى الدرس والفتوى والتصنيف والعبادة.

حكى بعض من تلامذته أنه بات عنده ليلة، فلمّا صلى العشاء ابتدأ بقراءة القرآن من أوله، قال: وأنا نمتُ ثم استيقظتُ، فإذا هو يقرأ ثم نمتُ فاستيقظتُ، فإذا هو يقرأ سورة الملك، فأتمّ القرآن عند طلوع الفجر، قال سألتُ بعض خدّامه عن ذلك، فقال هذه عادة مستمرّة له.

ص: 271

وكان رحمه الله تعالى رجلا مهيبا، طوالا، كبير اللحية، وكان يصبغ لحيته، وكان قوالا بالحق، وكان يخاطب الوزير والسلطان باسمه، وكان إذا لقي السلطان يسلّم عليه، ولا ينحني له، ويصافحه، ولا يقبل يده، ولا يذهب إليه يوم عيد إلا إذا دعاه، وسمعتُ عن ثقة أنه ذهب إليه يوم عرفة، وكان يوم مطر في أيام سلطنة السلطان بايزيد خان، فجاء إليه واحد من الخدّام، وقال السلطان: يسلّم عليكم، ويلتمس منكم أن تشرّفوه غدا، فقال المولى: لا أذهب، واليوم يوم وحل، أخاف أن يتوحّل خفّى، فذهب الخادم، فلم يليث إلا أن جاء، وقال: سلّم عليكم السلطان، وأذن لكم أن تنزلوا عن الدابة في موضع نزول السلطان، حتى لا يتوحّل خفّكم، فذهب إليه.

وكان رحمه الله ينصح للسلطان محمد خان، ويقول له دائما: إن مطعمك حرام، وملبسك حرام، فعليك بالاحتياط، فاتفق في بعض الأيام أنه أكل مع السلطان محمد خان، فقال السلطان: أيّها المولى! أنت أكلت أيضا من الحرام، فقال: ما يليك من الطعام حرام، وما يلينى منه حلال، فحول السلطان الطعام فأكل المولى، فقال السلطان: أكلت من جانب الحرام، فقال المولى: نفد ما عندك من الحرام، وما عندي من الحلال، فلهذا حولت الطعام.

وقيل له يوما: إن الشيخ ابن الوفاء يزور المولى خسرو، ولا يزورك، فقال: أصاب في ذلك، لأن المولى خسرو عالم عامل تجب زيارته، وإني وإن كنتُ عالما لكنى خالطتُ مع السلاطين، فلا تجوز زيارتي.

وكان رحمه الله تعالى لا يحسد أحدا من أقرانه إذا فضل عليه في المنصب، وإذا قيل له في ذلك كان يقول: المرء لا يرى عيوب نفسه، ولو لم

ص: 272

يكن له فضل على لما أعطاه الله تعالى ذلك المنصب. وقال المولى المزبور يوما للسلطان محمد خان بطريق الشكاية عنه: إن الأمير تيمور خان أرسل بريدا لمصلحة، وقال له: لأن احتجت إلى فرس خذ فرس كلّ مَنْ لقيتَه، وإن كان ابني شاهرخ، فتوجّه البريد إلى ما أمر به، فلقي المولى سعد الدين التفتازاني، وهو نازل في موضع "قاعد" في خيمته، وأفراسه مربوطة قدّامه، فأخذ البريد منها فرسا، فأخبر المولى بذلك، فضرب البريد ضربا شديدا، فرجع هو إلى الأمير تيمور، وأخبره ما فعله المولى المذكور، فغضب الأمير تيمورخان غضبا شديدا، ثم قال: ولو كان هو ابني شاهرخ لقتلتُه، ولكني كيف أقتل رجلا ما دخلتُ في بلدة إلا وقد دخلها تصنيفه قبل دخول سيفي، ثم قال المولى المزبور: إن تصانيفي تقرأ الآن بـ "مكّة الشريفة"، ولم يبلغ إليها سيفك، فقال السلطان محمد خان: نعم أيّها المولى! الناس يكتبون تصانيفه، وأنت كتبت تصنيفك، وأرسلته إلى "مكّة الشريفة" فضحك المولى الكوراني، واستحسن هذا الكلام غاية الاستحسان.

ومناقبه كثيرة لا يتحمّل ذكرها هذا المختصر.

توفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، مات في "قسطنطينية" ودفن بها، وقصة وفاته أنه أمر يوما في أوائل فصل الربيع أن تضرب له خيمة في خارج "قسطنطينية"، فسكن هناك فصل الربيع، فلمّا تمّ هذا الفصل أمر أن يشترى له حديقة، فسكن هناك إلى أول فصل الخريف، وفي هذه المدّة كان الوزراء يذهبون إلى زيارته في كلّ أسبوع مرّة، ثم إنه صلّى الفجر في يوم من الأيام، وأمر أن ينصب له سرير في الموضع الفلاني من بيته بـ"قسطنطينية".

ص: 273

فلمّا صلّى الإشراق جاء إلى بيته، واضطجع على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، وقال أخبروا مَنْ في البلد من الذين قرأوا عليّ القرآن، فأخبروهم، فحضر الكلّ. فقال المولى: لي عليكم حقّ، واليوم يوم قضائه، فاقرءوا على القرآن العظيم إلى وقت العصر، فأخبر الوزراء بذلك، فجاؤوا إليه لعيادته، فبكى الوزير داود باشا لما بينهما من المحبة الزائدة، فقال المولى: لماذا تبكى يا داود! قال فهمت فيكم ضعفا، فقال: أبك على نفسك يا داود! فإني عشت في الدنيا بسلامة، واختم إن شاء الله تعالى بسلامة، ثم قال للوزراء: سلّموا منا على بايزيد، يريد السلطان بايزيد خان، أوصيه أن يحضر صلاتي بنفسه، وأن يقضى ديوني من بيت المال قبل دفني، ثم قال: أوصيكم إذا وضعتموني عند القبر أن تأخذوا برجلي، وتسحبوني إلى شفير القبر، ثم تضعوني فيه، ثم إن المولى صلّى صلاة الظهر مومئا، ثم أخذ يسأل عن أذان العصر، فلمّا قرب وقته أخذ يستمع صوت المؤذّن، فلمّا قال المؤذّن: الله أكبر، قال المولى: لا إله إلا الله، فخرج روحه في تلك الساعة، - روّح الله تعالى روحه ونوّر ضريحه - ثم إن السلطان بايزيد خان حضر صلاته، وقضى ديونه بلا شهود، فكانتْ ثمانين ألفا ومائة ألف درهم، ثم إنهم لما وضعوه عند قبره لم يتجاسر أحد على أن يأخذ برجله، فوضعوه على حصير، وجذبوا الحصير إلى شفير القبر، ثم أنزلوه فيه، وسلّموه إلى رحمة الله تعالى ورضوانه، وامتلأت المدينة ذلك اليوم من الضجيج والبكاء من الصغار والكبار، حتى النساء والصبيان، وكانت جنازته مشهورة، وانثلمت بموته ثلمة من الإسلام.

ص: 274

من مؤلفاته: "شرح صحيح البخاري"، و"كشف الأسرار" عن قراءة الأئمة الأخيار، و"شرح جمع الجوامع" في أصول الفقه، و"غاية الأماني" في تفسير الكلام الربّاني، و"قصيدة" في علم العروض.

ومن نظمه قصيدة، يمدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم، منها:

لقد جَادَ شِعْري في ثَناكَ فَصَاحةً

كيف وقد جادَتْ به ألْسُنُ الصَّخرِ

لَئِنْ كان كعبٌ قد أصابَ بمدْحَهٍ

يَمَانِيَّةٍ تزْهُو على التِّبْرِ في القَدْرِ

فلِي أمَلٌ يَا أجْوَدَ النَّاس بالْعَطَا

ويَا عِصْمَةَ العَاصينَ في رَبعة الحَشْرِ

شَفاعَتُك العُظمَى تَعُمُّ جَرَائمِي

إذا جئتُ صِفْرَ الكفِّ مُحتَملَ الوِزْرِ

وأول منظومة "الشافعية" قوله:

بحَمْدِ إلهِ الخَلْق ذِي الطَّوْلِ والبِرِّ

بَدَأتُ بنظمٍ طَيُّه عَبَقُ النَّشْرِ

وثنَّيْتُ حَمْدِي بالصَّلاة لأحْمَدٍ

أبِي القاسم المحمُودِ في كُرْبَةِ الحَشْرِ

صَلاة تعُمُّ الآلَ والشِّيَعَ الَّتِي

حَمَوْا وَجْهَهُ يَوْمَ الكَرِيهَةِ بالنَّصْرِ

ذكره الحافظ جلال الدين السيوطى، في كتابه "نظم العقيان"، في أعيان الأعيان".

‌259 - الشيخ الفاضل أحمد بن الأسود أبو علي، القاضي، البصري

*.

سمع يزيد بن هارون، وجماعة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 278، 279.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 81.

ص: 275

وولي قضاء "قرقيسيا"

(1)

.

ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: حدّثنا عنه أحمد بن عبد الله الجسري

(2)

.

مات سنة خمس وسبعين ومائتين، رحمه الله تعالى.

* * *

‌260 - الشيخ الفاضل أحمد بن أغوز دانشمند الأقشهري. متكلّم

*.

له شرح عمدة العقائد

(3)

لعبد الله النسفي، سمّاه بـ"الانتقاد" في شرح عمدة الاعتقاد.

(1)

قرقيسياء: بالفتح ثم السكون وقاف أخرى وياء ساكنة وسين مكسورة وياء أخرى وألف ممدودة، ويقال بياء واحدة، قال حمزة الأصبهاني "قرقيسيا": معرّب "كركيسيا"، وهو مأخوذ من "كركيس"، وهو اسم لإرسال الخيل المسمّى بالعربية الحلبة، كثيرا ما يجئ في الشعر مقصورا. انظر: معجم البلدان 4: 35.

(2)

وهو بفتح الجيم وسكون السين المهملة وآخره راء. انظر اللباب: 1/ 227.

* راجع: كشف الظنون: 1169.

(3)

عمدة العقائد: للإمام حافظ الدين عبد الله بن أحمد النسفي، المتوفى سنة 710، عشر وسبعمائة أوله: قال أهل الحق: حقائق الأشياء ثابتة

إلخ. وهو مختصر، يحتوي على أهم قواعد علم الكلام، يكفي لتصفية العقائد =

ص: 276

‌261 - الشيخ الفاضل أحمد بن بحارة بالباء الموحّدة، أو بالنون

*.

وإنما ذكرته هنا، مع وجود الشكّ في اسم أبيه، لأني رأيته بخطّ بعضهم بالباء الموحّدة، فنقلته كما وجدته.

ذكره القاضي عمارة في "تاريخ زبيد"، فقال: أبو العبّاس، الفقيه الحنفي.

كان مبرزًا في علم الكلام والأدب واللغة، شاعرًا يحذو طريق أبي نواس في الاشتهار بالخلاعة، واجتاز ليلة بدار القاضي أبي الفتوح بن أبي عقامة،

= الإيمانية في قلوب الأنام، ثم شرحه المصنّف المذكور، وسمّاه "الاعتماد"، وشرحه شمس الدين محمد بن إبراهيم النكساري، المتوفى سنة 901، إحدى وتسعمائة، وشرحه جمال الدين محمود بن أحمد القونوي المتوفى سنة 770، سبعين وسبعمائة، سماه بـ "الزبدة"، وشمس الدين محمد بن يوسف بن إلياس الرومي القونوي، المتوفى سنة 788، ثمان وثمانين وسبعمائة، وإسماعيل بن سودكين أبو طاهر الملكي النوري، المتوفى سنة 846، ستّ وأربعين وثمانمائة، وأحمد بن غوزدرانشمند الأقشهري الحنفي من أعيان المائة الثامنة شرحا حسنا، سماه بـ "الانتقاد في شرح عمدة الاعتقاد". ومن شروحها: شرح بالقول لخليل بن علي بن عبد الله البخاري الحنفي، أوله: الحمد لله دلّ على وجوده حدوث الممكنات

إلخ. وشرح بالقول أيضا، أوله: الحمد لله لمن نطق بوجوب وجوده

إلخ. نظمها أبو الفضائل أحمد بن أبي بكر المرعشي الحلبي، المتوفى سنة 870، سبعين وثمانمائة، وزاد عليها، وشرحه الشيخ شهاب الدين. انظر: كشف الظنون 2: 1168.

* راجع الطبقات السنية 1/ 318.

ص: 277

وهو سكران، وكان فظًا في ذات الله تعالى، عز وجل، وابن بحارة يخلط كلامه،

فصاح عليه القاضي، وليس عنده أحدٌ من الأعوان: إلى هذا الحدّ يا حمار!.

فوقف ابن بحارة مخاطبًا للقاضي، وقال:

سَكَراتٌ تَعْتادُني وخُمارُ

وانْتِشاءٌ أعْتادُهُ ونَعارُ

فمَلُومٌ مَن قال إني مَلوُمُ

وحِمَارٌ مَن قال إنِّي حِمَارُ

* * *

‌262 - الشيخ الفاضل أحمد بن بدر الدين بن شعبان المشهور بجدّه شعبان المذكور

*.

أحد قضاة القضاة بـ "الديار المصرية"، وأصله من "الديار الشامية".

وكان أبوه من القضاة المذكورين المشهورين.

وكانت سيرته كولده أحمد غير محمودة، وطريقته غير مشكورة، وقد شُكي مِرارًا عديدة، وفتّش عليه، وصودر، والأولى بنا أن نضرب صفحًا عن ذكر ما هو شائعٌ عنه بين العوامّ والخواصّ، من الأوصاف التي لا تليق بمن ينتمي إلى العلم، وأهله أن يلتبّس بها، وفضل الله أوسع من ذنوبه.

وأما صاحب الترجمة، فإنه قد اشتغل، ودأب، وحصل، وصار ملازمًا من قاضى القضاة السيّد الشريف محمد، المعروف بمعلول أمير، كما يزعم هو، والله تعالى أعلم.

* راجع: الطبقات السنية 1: 318 - 320.

ص: 278

ثم صار مدرّسًا في بعض المدارس بـ "ديار العرب"، وألقى بها يسيرًا من الدروس، بحضور من لا يعترضه، لا في الخطأ ولا في الصواب.

ولم يزل طالبًا للقضاء، راغبًا في تحصيله، طائرًا إليه بأجنحة الطمع الزائد، وحبّ الرياسة المفرطة، إلى أن بلغ منه مُراده، وصار يتولاه تارة، ويعزل منه أخرى.

ومن جملة البلاد التي ولي قضاءها قوّة، و"البحيرة"، و"الجيزة"، و"الخانقاة السرياقوسية"، وغيرها.

وكان يعامل الرعايا بكلّ حيلة يعرفها، وكلّ خديعة يقدر عليها، ويتوصّل بذلك إلى أخذ أموالهم، والاستيلاء على أرزاقهم، فحصل من ذلك أموالًا جزيلة، لا تُعدّ ولا تُحصى، وأضافها إلى ما ورثه من مال أبيه، وهو فيما يقال عنه كثير جدًّا، ومدّة عمره وجميع دهره ما رؤي، ولا سمع، أنه تصدّق على فقير بكسرة ولا درهم نقرة، ولا أضاف غربيًا، ولا وصل قربيًا، وأما إخراج الزكاة فما أظنّ أنه قرأ لها بابًا، ولا رأتْ عينه لها أصحابًا.

وأما الكتب النفيسة فإن عنده منها ما ينوف على أربعين ألف مجلّد، وأكثرها من كتب الأوقاف، وضع يده عليها، ومنع أهل العلم من النظر إليها، وطالت الأيام، ومضى عليها أعوام، ونسيتْ عنده، وغيّر شروطها، ومحا ما يستدل به من كونها وقفًا من أوائلها وأواخرها، وزاد ونقص، وصارت كلّها ملكًا له في الظاهر، ولم يخف الله ولا اليوم الآخر.

وقد شاع وذاع، وملأ الأفواه والأسماع، أن أجرة مسقعات أملاكه وأوقافه تزيد كل يوم على عشرين أو ثلاثين دينارًا ذهبا.

وقد وصل إلى دقاقة الرقاب، وهو لا يزداد في الدنيا إلا طمعًا، وفي القضاء إلا حبّا، وكانتْ نفسه الأمارة تطمعه في أن يصير قاضيًا بخمسمائة

ص: 279

عُثماني، في مرتبة "مصر"، ويكون بذلك من جملة علماء "الديار الرومية"، وداخلًا في زمرة مواليهم، وكان منه ما سنشرحه مُفصّلًا، إن شاء الله تعالى.

* * *

‌263 - الشيخ الفاضل أحمد بن بديل الكوفي، القاضي

*.

من أصحاب حفص بن غياث، حدّث عنه، وانتفع به، وسمع أبا بكر بن عيّاش، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضل، ووكيعًا، وعبد الرحمن المحاربى، وأبا معاوية الضرير، ومفضّل بن صالح، وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة، وغيرهم.

قال الخطيب: وكان من أهل العلم والفضل.

ولي قضاء "الكوفة" قبل إبراهيم بن أبي العنبس، وتقلّد أيضًا قضاء "همذان".

وورد "بغداد"، وحدّث بها، فروى عنه عبد الله بن إسحاق المدائني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإبراهيم بن حمّاد القاضي، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، وعلي بن عيسى الوزير، وغيرهم.

* راجع: الطبقات السنية 1: 320 - 322.

وترجمته في الأنساب 596، وتاريخ بغداد 4: 49 - 52، وتذكرة الحفاظ 2: 532، وتهذيب التهذيب 1: 17، 18، والجواهر المضية برقم 86، وشذرات الذهب 2: 137، والمشتبه 55، وميزان الاعتدال 1: 84، 85، والوافي بالوفيات 6:263.

ويقال في نسبه: "اليامي".

ص: 280

قال أحمد بن صالح الهمذاني: بلغني أنه كان يسمّى بـ "الكوفة" راهب "الكوفة"، فلمّا ولي القضاء قال: خذلت على كبر السنّ، خذلت على كبر السنّ!! مع عفّته وصيانته.

وحدّث أبو القاسم عبيد الله بن سليمان، قال: كنت أكتب لموسى بن بغا، وكنا بـ"الريّ"، وقاضيها إذ ذاك أحمد بن بديل الكوفي، فاحتاج موسى أن يجمع ضيعة هناك، كان له فيها سهام، ويعمّرها، وكان فيها سهم ليتيم، فصرت إلى أحمد بن بديل، أو فاستحضرت أحمد بن بديل، وخاطبته في أن يبيع علينا حصّة اليتيم، ويأخذ الثمن، فامتنع، وقال: ما باليتيم حاجةٌ إلى البيع، ولا أمن أن أبيع ماله، وهو مستغنٍ عنه، فيحدث على المال حادثة، فأكون قد ضيعته عليه.

فقلت: إنا نعطيك من ثمن حصّته ضعف قيمتها.

قال: ما هذا لي بعذر في البيع، والصورة في المال إذا كثر مثلها إذا قلّ.

قال: فأدرته بكلّ لون، وهو يتمنع، فأضجرني، فقلت: أيّها القاضي! لا تفعل فإنه موسى بن بغا.

فقال لي: أعزك الله، إنه الله تبارك وتعالى.

قال: فاستحييتُ من الله أن أعاوده بعد ذلك، وفارقتُه.

فدخلتُ على موسى، فقال: ما عملت في الضيعة؟ فقصصتُ عليه الحديث، فلمّا سمع أنه الله تبارك وتعالى بكى، وما زال يكرّرها، ثم قال: لا تعرض لهذه الضيعة، وانظر في أمر هذا الشيخ الصالح، فإن كانتْ له حاجة فاقضها.

قال: فأحضرته، وقلتُ له: إن الأمير قد أعفاك من أمر الضيعة، وذاك أني شرحتُ له ما جرى بيننا، وهو يعرض عليك حوائجك.

ص: 281

قال: فدعا له، وقال: هذا الفعل أحفظ لنعمته، وما لي حاجةٌ إلا إدرار رزقي؛ فإنه تأخّر منذ شهور، وأضرّني ذلك.

قال: فأطلقت له جاريه.

وروى الخطيب بسنده، عن أحمد بن بديل، قال: بعث إلى المعتز رسولًا بعد رسول، فلبست كمّي، ولبست نعل طاق، وأتيت بابه، فقال الحاجب: يا شيخ! نعليك.

فلم ألتفتْ إليه، ودخلت الباب الثاني، فقال الحاجب: نعليك.

فلم ألتفتْ إليه، فدخلت إلى الثالث، فقال: يا شيخ! نعليك.

فقلت: أبالواد المقدّس، فانا أخلع نعليّ.

فدخلت بنعليّ، فرفع مجلسي، وجلست على مصلاه، فقال: أتعبناك أبا جعفر.

فقلت: أتعبتني، وأذعرتني، فكيف بك إذا سئلت عني! فقال: ما أردنا إلا الخير، أردنا نسمع العلم.

فقلت: وتسمع العلم أيضًا، ألا جئتني، فإن العلم يؤتى، ولا يأتي.

قال: فأخذ الكاتب القرطاس، والدواة، فقلت له: أتكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرطاس بـ "مداد"! قال: فبم نكتب.؟ قلت: في رقّ.

فجاءوا برقّ وحبر، وأخذ الكاتب يريد أن يكتب، فقلت: اكتبْ بخطّك.

فأومأ إليه أن لا تكتب، فأمليتُ عليه حديثين أسخن الله بهما عينيه. فسأله ابن البنا أو ابن النعمان: أيّ الحديثين؟ فقال: قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استرعى رعية فلم يَحُطْها بالنصيحة

ص: 282

حرّم الله عليه الجنة"، والثاني: "ما من أميرِ عشرةٍ إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولًا". انتهى.

وكانتْ وفاته سنة ثمان وخمسين ومائتين، رحمه الله تعالى.

* * *

‌264 - الشيخ الفاضل أحمد برناز، أبو العبّاس، مدرّس تركي الأصل، تونسي

*.

له علم بالتراجم.

كان كثير الحفظ والرواية.

أخذ عن علماء "تونس" و"الجزائر" و"مصر"، وعاد إلى "تونس"، يدرّس، ويصنّف.

وتوفي بها.

من كتبه: "الشهب المخرقة لمن ادعى الاجتهاد لولا انقطاعه من أهل المخرقة" في الأحمدية (الرقم 4745) بـ "تونس"، وكتاب "في تربية العبيد والصبيان"، و"حاشية على المنار"، و "حاشية على الدرة في القراءات"، و"قصيدة طويلة بائية"، نظمها في الأربعين من أصحاب الإمام الشاذلي، قال ناشر "الحلل السندسية": رثى صاحب الترجمة عدد كبير من الشعراء، وجمعت المرائي في كتاب بـ "الأحمدية"(رقم 5093)

(1)

.

توفي سنة 1138 هـ.

* * *

* راجع: الأعلام 1: 103.

(1)

الحلل السندسية في الأخبار التونسية 9، 78.

ص: 283

‌265 - الشيخ الفاضل أحمد بن البرهان

*.

ذكره في "الجواهر"، وقال: هكذا هو معروف بهذه النسبة.

الإمام شهاب الدين المقري.

له مشاركة في فنون.

مات بـ "حلب"، سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، في ثامن عشر رجب الفرد. رحمه الله تعالى.

* * *

‌266 - الشيخ الفاضل أحمد بن بكر بن أحمد بن محمد بطحيش، العكي، مفتي "عكا

"* *.

من تآليفه: "فتاويه"، و"حاشية على تنوير الأبصار" في الفقه، و"الألفية الجيبية" في علم الميقات، و"شرح منظومة ابن الشحنة" في الفرائض، و"مختصر السيرة الحلبية"، وسمّاه "خلاصة الأثر في سيرة سيّد البشر".

توفي سنة 1147 هـ.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 322، 323.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 87.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 175.

وترجمته في سلك الدرر 1: 152 - 155، وهدية العارفين 1: 172، والسر المصون 150، وإيضاح المكنون 1:119.

ص: 284

‌267 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن محمود العريضي البطحيشي

*.

فقيه، حنفي، عالم بالرياضيات.

كان مفتي "عكا".

ولد سنة 1095 هـ، وتوفي سنة 1147 هـ.

له تصانيف، منها:"خلاصة الأثر في سيرة سيد البشر" المجلّد الثاني الأخير منه، وهو ضخم جدّا، في خزانة الرباط. (1393 ك) في اختصار السيرة الحلبية، و"الفتاوى" الملقبّة باسمه، و"الألفية الجيبية" في علم الميقات، وتآليف في الفرائض، والحساب، والفقه.

وله شعر جيّد، أورد المرادي نماذج منه

(1)

.

* * *

‌268 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي بكر بن رجب الرومي الخرتبرتي، الخطيب، خطيب قلعة "دمشق"، ومدرّسها

*.

* راجع: الأعلام 1: 105.

(1)

سلك الدرر 1: 152 وهو فيه (أحمد بن بكر البطحيش).

والتصحيح من مخطوطة كتابه.

* راجع: الطبقات السنية 1: 286. =

ص: 285

قال البرزالي: كان شيخا كبيرا، جاوز التسعين، فلمّا توفي ليلة الاثنين، الرابع عشر من شهر ربيع الآخر، سنة سبعمائة وتسعة عشر، قرّر ولده في الخطابة، وولي التدريس محي الدين الأسمر.

* * *

‌269 - الشيخ الفاضل أحمد بن بكر بن سيف، أبو بكر، الجَصِّينيّ

*.

بفتح الجيم كسر الصاد المهملة المشدّدة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى "جَصّين"، وهي محلّة بـ "مرو"، اندرستْ، وصارتْ مقبرة، ودفن بها الصحابة، يقال لها "تنور كران". هكذا ذكره السمعاني، وذكر الحازمي عن أبي نعيم الحافظ، أنه كان يقول: بكسر الجيم.

قال السمعاني: وأحمد هذا ثقة، يروى عن ابن وهب، عن زفر بن الهُذيل، عن أبي حنيفة، "كتاب الآثار".

وروى عن غيره، فأكثر.

= وترجمته في الجواهر المضية برقم 88، والمنهل الصافي 1:210.

وجاءتْ نسبته في الأصول: "الخربيرتي"، والتصويب عن الجواهر المضية، والمنهل، ويأتي "الخرتبرتي" في الأنساب أخر الكتاب.

*راجع: الطبقات السنية 1: 323.

وترجمته في الأنساب 130، والجواهر المضية برقم 90، واللباب 1: 239، ومعجم البلدان 2:84.

ص: 286

ترجمه في "الجواهر"، ولم يذكر له وفاة، ولا مولدًا، والله أعلم.

* * *

‌270 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي بكر بن صالح بن عمر الشهاب أبو الفضائل المرعشي

، ثم الحلبي خال الشمس بن أجا *.

ولد في سنة ستّ وثمانين وسبعمائة بـ "مرعش" من "البلاد الحلبية"، وقرأ في القرآن، وبعض المختصرات، واشتغل يسيرًا، ثم تحوّل منها إلى "منتاب" في سنة أربع وثمانمائة، فتفقّه بها على عالمها عيسى، ثم إلى "حلب" في سنة ستّ عشرة، فقطنها، وبحث "الكشّاف"، و"شرح المفتاح" على الزين عمر البلخي، و"المغنى" في الأصول، وغيره على البدر بن سلامة، مع قراءة "الصحيحين" عليه، وتقدّم في الفقه وأصوله والعربية، وشارك في فنون، وأذن له غير واحد في الإفتاء والإلقاء.

وتصدّر من سنة عشرين بـ "حلب" فانتفع الناس به، وقدم "القاهرة" غير مرّة، وصار عالم "حلب" وفقيهها ومفتيها، وعرض عليه الظاهر جقمق قضاءها، فتنزّه عنه مع تقلّله.

وصنّف "كنوز الفقه" ونظم "العمدة" للنسفي في أصول الدين، وزاد عليها أشياء، وكذا نظم "الكنز" وخمّس "البردة"، أجاز في بعض

* راجع: الضوء اللامع 1: 254،255.

وترجمته في الطبقات السنية 1: 286، 287، كشف الظنون 2: 1169، والمنهل الصافي 1: 208، 209.

ص: 287

الاستدعاءات، ولقيه العزّ بن فهد، وقد أسنّ، فكتب عنه تخميس "البردة"، وأخذ عنه الشمس بن المغربي المقري أخو قاضى الحنفية بـ "مصر"، كذا الشيخ عبد القادر الأبار.

ومات عقب ابن فهد بيسير في سنة اثنتين وسبعين.

ومن نظمه:

ولما رأينا عالمًا بجواهر

خدمناه بالعقد المنظم من در

على رأى من وري من الشعر حكمة

خلافًا لمن قال القريض بنا يزري

ومدحه بعضهم بقوله:

عن العلماء يسألنى خليلى

ألا قل لي فمن أهدى وأرشد

ومن أحمدهم فعلًا وفضلًا

فقلت المرعشى الشيخ أحمد

أحمد بن أبي بكر بن طباجوا البعلي الخبّاز أبوه العطّار هو. سمع في سنة تسعين وسبعمائة ببلده عن محمد بن علي اليوتيني، ومحمد بن محمد بن إبراهيم الحسيني، ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي الصحيح. قالوا: أنابه الحجّار، وحدّث، أخذ عنه بعض أصحابنا، وما لقيتُه في الرحلة، وكانه مات قبلها.

* * *

‌271 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهّاب القزويني، أبو عبد الله، بديع الزمان، العلامة

*.

* راجع: الطبقات السنية 1: 287.

وترجمته في تاج التراجم 5، والجواهر المضية برقم 71، وطبقات المفسرين للداودى 1: 33، والفوائد البهية 54. (وحاشيته)، وكتائب أعلام الأخيار برقم 443، كشف الظنون 1: 540.

ص: 288

قال في "الجواهر": رأيت له "الجامع الحريز"، الحاوي لعلوم كتاب الله العزيز.

كان مقيمًا بـ"سيوان"

(1)

، في سنة عشرين وستمائة

(2)

.

* * *

‌272 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي بكر بن محمد بن غازي بن سليمان، أبو العبّاس، شهاب الدين عرف بابن سلكّ

*.

مولده سنة تسعين وستمائة.

درّس، وأفتى، وناب في الحُكم.

وكانتْ وفاته سنة تسع وأربعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

سيوان: من مدن "الروم". انظر: معجم البلدان 1/ 895، 2/ 865، 5/ 22.

(2)

ذكر المصنف في ترجمة موفق الدين نصر الله بن عين الدولة الدمشقى، الآتية، أيضا أن بدائع الدين القزويني كان في سنة عشرين وستمائة موجودا بـ "سيسوان"، ونقل الكفوي هذا بعد جزمه في أول الترجمة أن بدائع الدين القزويني كان مقيما بـ "سيسوان"، وأنه توفي في أواخر سنة عشرين وستمائة.

دكر حاجي خليفة أن وفاته كانتْ سنة خمس وعشرين وستمائة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 288، 289.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 79، والدرر الكامنة 1:121.

وفي الدرر: "ابن عامري" مكان "ابن غازي".

ص: 289

‌273 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي بكر بن محمد العبادي. نسبة و"منية عَبَّاد"، قرية بالغربية

*.

قال ابن حجر: تففه على السراج الهندي

(1)

.

وفَضُل، ودرّس، وشَغَل.

* راجع: الطبقات السنية 1: 288.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 120، والمنهل الصافي 1:206.

(1)

السراج الهندي: هو عمر بن إسحاق بن أحمد الغزنوي سراج الدين أبو حفص الهندي ثم المصري الفقيه الحنفي، ولد سنة 704، وتوفي بـ "مصر سنة 773 ثلاث وسبعين وسبعمائة، له من التصانيف: "تفسير القرآن"، و"التوشيح" في شرح الهداية للمرغيناني، "زبد الأحكام في اختلاف المذاهب الأربعة الأعلام"، و"الشامل" في الفروع، و"شرح تائية ابن الفارض"، و"شرح الزيادات" للشيباني، و"شرح العقائد" للطحاوي، و"شرح المختار" للموصلي في الفروع، و"شرح المنار" للنسفي في الأصول، و"شرح نهاية الوصول إلى علم الأصول" لابن الساعاتي، و"عدّة الناسك في المناسك"، و"الغرة المنيفة في ترجيح مذهب أبي حنيفة"، و"فتاوى كاشف معاني البديع"، و"بيان مشكلة المنيع في شرح البديع" لابن الساعاتي، و"اللوامع شرح جمع الجوامع"، و"لوائح الأنوار في الرد على من أنكر على العارفين ولطائف الأسرار"، و"المنير الزاهر من الفيض الباهر" من شرح المغنى للخبازي في الأصول مجلّد. انظر: هدية العارفين 1: 419.

ص: 290

ثم صاهر القليجي، وناب في الحكم، ووقع على القضاة.

ودرّس بمدرسة الناصر حسن، وكان يجمع الطلبة، ويحسن إليهم.

وحصلتْ له محنة مع السالمي، ثم أخرى مع الملك الظاهر.

ومات في ثامن عشر أو تاسع عشر شهر ربيع الآخر، سنة إحدى وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

وقال في "المنهل": كان إمامًا، علامة، بارعًا، فقيهًا، نحويًا، من أعيان فقهاء الحنفية.

ودرّس، وأفتى، عدّة سنين، في علوم كثيرة.

* * *

‌274 - الشيخ الفاضل أحمد بن توفيق الكيلاني

*.

مفسّر.

تولى القضاء.

له "حاشية على أنوار التنزيل" للبيضاوى.

توفي سنة 1051 هـ.

* * *

‌275 - الشيخ الفاضل أحمد بن جعفر بن أحمد بن مدرك، أبو عمر

* راجع: معجم المؤلفين 1801.

وترجمته في هدية العارفين 1: 159، وإيصاح المكنون 1:142.

ص: 291

البكراباذي، المعروف بالكوسج*.

من أهل "جرجان".

سمع من أبي الحسن أحمد بن محمد بن عمر الجرجاني، وغره.

وروى عنه الحافظ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمى، وذكره في "تاريخ جرجان".

توفي سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌276 - الشيخ الفاضل أحمد بن جعفر بن عبد الفتّاح السلفكه وي

* *.

مفسّر.

تولى القضاء بـ "القسطنطينية".

من مؤلّفاته: "تفسير جزء النبأ"، و"تفسير سورة الفرقان".

توفي سنة 1093 هـ.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 323، 324.

وترجمته في تاريخ جرجان 62، والجواهر المضية برقم 91، والكوسج: الذي لا شعر على عارضيه.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 182.

وترجمته في هدية العارفين 1: 163.

ص: 292

‌277 - الشيخ الفاضل أحمد بن حاجّ، أبو عبد الله، العامري، النيسابوري، الفقيه، صاحب محمّد بن الحسن، تفقّه عليه

*.

وكان جليلًا، سمع ابن المبارك، وسفيان بن عيينة.

وروى عنه أبو عبد الله أحمد بن حرب، وأحمد بن نَصْر اللَّبَّاد، شيخ الحنفية بـ "نيسابور".

ذكره الحكم في "تاريخها"، وقال: قرأتُ بخطّ أبي عمرو المستملى وفاته سنة سبع وثلاثين ومائتين، رحمه الله تعالى.

* * *

‌278 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي الحارث

* *.

قال الجرجاني في "الخزانة"

(1)

: قال أبو العبّاس الناطفي: رأيتُ بخطّ بعض مشايخنا في رجل جعل لأحد بنيه دارًا بنصيبه، على أن لا يكون له بعد موت الأب ميراث، جاز.

* راجع: الطبقات السنية 1: 324.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 92.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 289، 290.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 72.

(1)

هو "خزانة الأكمل" في الفروع، لأبي يعقوب بن علي بن محمد الجرجاني.

انظر: كشف الظنون 1/ 702، وتأتى ترجمتة صاحبه في محله إن شاء الله تعالى.

ص: 293

وأفتى به الفقيه أبو جعفر محمد بن اليمان، أحد أصحاب محمد بن شجاع الثلجي.

وحكى ذلك أصحاب أحمد بن أبي الحارث، وأبي عمرو الطبري

(1)

.

* * *

‌279 - الشيخ الفاضل أحمد بن حسام الدين الرومي، المعروف بملاحق السيروزي، من قضاة "الروم

"*.

له رسالة على مواطن من "التفسير"، و"الهداية"، و"التلويح"، و"المغلقات من فتاوى قاضى خان".

توفي سنة 1033 هـ.

* * *

‌280 - الشيخ الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنُوْشِروان الرازي الأصل، ثم الرومي، أبو المفاخر، قاضي القضاة جلال الدين، ابن قاضي القضاة

(1)

هو أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، وتأتى ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

* راجع: معجم المؤلفين 1: 189.

وترجمته في "خلاصة الأثر" 1: 179، 180، وهدية العارفين 1:156.

ص: 294

حسام الدين، ابن تاج الدين *.

مولده سنة إحدى وخمسين وستمائة، بمدينة "أنكورية"، من "بلاد الروم".

تفقّه على والده، وغيره، وقرأ التفسير والنحو على يزيد بن أيوب الحنفي، وقرأ النحو أيضًا على صدر الدين، تلميذ أبي البقاء العكبرى، وعلى قاضي "سيواس"، تلميذ ابن الحاجب في النحو والتصريف، وقرأ "الجامع الكبير"، و"الزيادات" للعتّابي، على الشيخ شمس الدين المارداني، وقرأ الخلاف على العلامة برهان الدين الحنفي بـ "دمشق"، والفرائض على أبي العلاء البخاري.

وكان قد ولي القضاء بـ "خَرْتَ بِرْت"، وعمره سبع عشرة سنة.

قال القطب في "تاريخ مصر": اشتغل كثيرًا، وكان جامعًا للفضائل، ويحبّ أهل العلم، مع السخاء، وحسن العشرة.

قال البرزالي: ولي قضاء "الشام"، وناب عن والده قبل ذلك، ودرّس بـ "الخاتوية"، و"القصاعية".

وكانتْ له عناية بـ "جامع الأصول"، ألقاه درسًا، ويحفظ منه كثيرًا.

وكان محبوبًا إلى الناس، كثير الصدقة، جوادًا، مُتِّعَ بحواسّه، إلا السمع، وكتب الخطّ المنسوب على الولي، الذي كان بـ "بلاد الروم".

* راجع: الطبقات السنية 1: 324 - 327.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 93، والدرر الكامنة 1: 126، 127، والسلوك 2: 3: 674، والفوائد البهية 16 - 18، وكتائب أعلام الأخيار، برقم 613، والمنهل الصافي 1: 249 - 251.

ص: 295

ومات سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وكان قد انحنى من الكبر، وإذا مرض يقول: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، أني أعمّر، فكان كذلك، فإنه أكمل التسعين، وزاد.

وكان سمع الحديث من الفخر ابن البخاري، وكان يحفظ في كلّ يوم من أيام الدروس ثلاثمائة سطر.

وقال الشهاب ابن فضل الله: كان كبير المروءة، حسن المعاشرة، سخيّ النفس، فوق السبعين سنة، يدرّس بـ "دمشق"، وغالب رؤساء مذهبه من الحكّام، والمدرّسين، كانوا طلبة عنده، وقلّ منهم مَنْ أفتى، ودرّس، بغير خطّه.

وقال ابن حبيب في حقّه: إمام مذهبه، عارف بنقد فضّته وذهبه، حسن التلطّف، كثير التعفّف، ذو نفس زكيّة، وسيرة مرضيّة، وأخلاق كريمة، ومناقب وجوهها وسيمة، معروف بالمكارم، موصوف بالهمّ والعزائم.

باشر بـ "دمشق" تدريس عدّة مدارس، وزين بنجوم علومه مذ ولي القضاء بها آفاق المجالس، واستمرّ معدودًا من الأكابر والأعيان، إلى أن فرق الموت بينه وبين الأهل والأوطان. انتهى.

وذكر صاحب "آكام المرجان"، عن الشهاب ابن فضل الله العمري، عنه، حكاية غريبة، لا بأس بذكرها هنا، قال: سفرني أبى إلى الشرق لإحضار أهله إلى "الشام"، فألجأنا المطر، حتى نمنا في مغارة، فبينما أنا نائم إذا شيءٌ يوقظني، فانتبهتُ فإذا امرة، لها عين واحدة مشقوقة، فارتعتُ، فقالتْ: لا تخفْ، إني رغبت أن أزوّجك ابنة لي كالقمر.

فقلت: على خيرة الله.

ص: 296

ثم نظرتُ فإذا برجال في هيئة قاض وشهود، كلّهم بصفة المرأة، فخطب أحدهم، وعقد، قبلت، ونهضوا.

وعادت المرأة، ومعها جارية حسناء، فتركها عندي، وانصرفتْ، فارتعتُ، وخفتُ خوفًا شديدًا، ولم أقربْ تلك الجارية، ورحلنا، وهي معنا.

فلمّا كان في اليوم الرابع حضرتْ تلك المرأة، فقالت: كأن هذه الشابّة ما أعجبتْك؟ فقلتُ: نعم.

قالتْ: فناولنيها.

ففعلت، فأخذتها وانصرفت، فلم أرها بعد ذلك.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "فوائد البهية": كذا أرّخه علي القارئ وغيره، وأرّخ الحافظ

(1)

ابن حجر العسقلاني وفاته سنة إحدى

(1)

هو إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد العسقلاني المصري الشافعي، وُلِد سنة 773 هـ، وتعلم الشعر، فبلغ الغاية، ثم طلب الحديث، فسمع الكثير، ورحل، وتخرّج بالحافظ العراقي، وبرع، وانتهت إليه الرحلة، والرياسة في الحديث في الدنيا بأسرها، وتوفي في ذي الحجة سنة 852 هـ. كذا ذكره السيوطى في "حسن المحاضرة"، وقد طالعت من تصانيفه "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"، و"المجمع المؤسس"، ذكر فيه شيوخه، ومن عاصره، و"تهذيب التهذيب"، و"تقريب التهذيب"، و"لسان الميزان"، كلها في أسماء الرجال، و"الإصابة في أحوال الصحابة"، و"نخبة الفكر" في أصول الحديث، و "شرحه"، و"تلخيص الحبير" في تخريج أحاديث "شرح الوجيز الكبير"، و"تخريج أحاديث الأذكار"، و"تخريج أحاديث الكشاف"، اسمه "الكاف الشاف"، و"تخريج أحاديث الهداية"، اسمه "الدراية"، و"بذل الماعون في فضل الطاعون"، و"القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد"، و"فتح الباري شرح صحيح البخاري"، و"مقدمة الهدي الساري"، و"الخصال المكفرة =

ص: 297

وتسعين، حيث قال في "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة": أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشيروان الرازي الأصل ثم الرومي الحنفي أبو المفاخر بن أبي الفضائل جلال الدين بن حسام الدين بن تاج الدين، وُلِد سنة اثنين وخمسين وستمائة، وقرأ القرآن، واشتغل بالنحو والتفسير والفقه. قال القطب في "تاريخ مصر": واشتغل كثيرا، وكان جامعا للفضائل، ويحب أهل العلم مع السخاء، وحسن العشرة، وقد ولي القضاء، وهو ابن سبع عشرة سنة، ودرّس بـ "دمشق"، وقدم "مصر" سنة ثلاثين وسبعمائة، ومات سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وكان قد انحنى من الكبر، وإذا مرض يقول: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أني أعمر، فكان كذلك. وقال الشهاب بن فضل الله: كان كثير المروءة، حسن المعاشرة، سخي النفس. وحكى عنه أنه ذكر أعجوبة وقعتْ له مع امرأة من الجنّ، قد ذكرها صاحب "آكام المرجان". انتهى كلامه. قلتُ: هذه الأعجوبة التي أشار إليها ابن حجر، ذكرها صاحب "آكام المرجان في أحكام الجان" في الباب الثلاثين منه، فقال: حدّثنا القاضي جلال الدين أحمد ابن القاضي حسام الدين الرازي الحنفي، قال: سفرني والدي لإحضار أهله من المشرق، فألجأنا المطر إلى أن نمنا في مغارة، كنت في جماعة، فبينا أنا نائم إذا بشئ يوقظني، فانتبهت، فإذا أنا بامرأة وسط من النساء، لها عين واحدة مشقوقة في الطول، فارتعدت، فقالت: ما عليك بأس، إنما أتيتك لأزوّجك بابنة لي مثل القمر،

= للذنوب المقدمة والمؤخرة"، و"رسالة في تعداد الجمعة ببلد واحد"، وله "نكت على مقدمة ابن الصلاح"، و"رجال الأربعة"، و"تقريب المنهج بترتيب المدرج"، وغير ذلك، كل تصانيفه تشهد بأنه إمام الحفاظ، محقق المحدثين، زبدة الناقدين، لم يخلف بعده مثله.

ص: 298

فقلت: لخوفي منها على خيرة الله، ثم نظرت، فإذا برجال، قد أقبلوا، فنظرتهم، فإذا هم كهيأة المرأة التي أتتني، عيونهم مشقوقة بالطول في هيأة قاض وشهود، فخطب القاضي، وعقد، فقبلتُ، ونهضوا، وعادت المرأة، ومعها جارية حسناء، إلا أن عينها مثل عين أمها، وتركتها عندي، وانصرفت، فزاد خوفي، واستيحاشي، وبقيت أرمى من كان عندي بالحجارة، حتى يستيقظوا، فما انتبه أحد منهم، ثم آن الرحيل، فرحلنا، وتلك الشابة لا تفارقني، فمرَّت على هذا ثلاثة أيام، فلمّا كان اليوم الرابع أتتني المرأة، وقالت: كأن هذه الشابة ما أعجبتك، وكأنك تحب فراقها، فقلت: أي والله، فقالت: طلقها، فطلقتها، فانصرفت، ثم لم أرهنا بعد، وهذه الحكاية كانت تذكر عن جلال الدين، فحكيتها للقاضي الإمام العلامة شهاب الدين أبي العباس أحمد بن فضل الله العمري، تغمده الله برحمته، فقال: أنت سمعتها من جلال الدين، فقلت: لا، فقال: أريد أن أسمعها منه، فمضينا إليه، كنت أنا السائل عنها، فحكاها، كما ذكرتها، فسألها القاضي شهاب الدين، هل أفضى إليها، فزعم أن لا، وقد ألحق القاضي شهاب الدين هذه الحكاية في ترجمة القاضي جلال الدين في كتابه "مسالك الأبصار بخطّه على حاشية الكتاب". انتهى. وسيأتي ذكر والده في حرف الحاء المهملة، وله ابن آخر، قد ذكره ابن حجر في "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس"، بقوله أبو بكر بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان الرازي فخر الدين ابن القاضي حسام الدين الحنفي، مات سنة سبع وسبعين وسبعمائة. انتهى ملخّصا.

* * *

ص: 299

‌281 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن بن أحمد أبو نصر الدرواحكيّ، الزاهد، عرف بفخر الإسلام

*.

أستاذ العقيلى.

ولم يذكر السمعاني هذه النسبة.

كذا في "الجواهر".

* * *

‌282 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل، الشهاب، العينتابي، ثم القاهري

* *.

والد شمس محمد ومحمود المعروف كلّ منهما بـ"الأمشاطي".

ممن اشتغل، وفضل، وذكر بالخير.

ورافق ابن حجر في السماع على بعض شيوخه في "المستخرج" وغيره، وأثبت اسمه في "الطباق" فشيخه، ونسبه في بعضها عجميًا، وفي بعضها كحكاويًا، وفي بعضها عينتابيًا.

* راجع: الطبقات السنية 1: 327.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 94، وفيها:"الدرواجكي".

* * راجع: الطبقات السنية 1: 327، 328.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 273.

ص: 300

مات سنة تسع عشرة وثمانمائة. رحمه الله تعالى.

ذكره السخاوي، في "الضوء اللامع".

* * *

‌283 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن بن أنوشروان، الرازي. قاضى القضاة، أبو المفاخر، تاج الدين

*.

والد قاضي القضاة حسام الدين بن أبي الفضائل الحسن بن أحمد، الآتي ذكره في محلّه إن شاء الله.

* * *

‌284 - الشيخ الفاضل أحمد بن حسن بن أبي بكر بن حسن الرُّهَاوي، ثم المصري، الملقّب بطبيق

* *.

سمع من الحسن الكردي "المائة الشريحية" ومن الواني، والدبوسي والختني، وابن قريش، وغيرهم، وأكثر من السماع، وحدّث.

* راجع: الطبقات السنية 1: 328.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 95.

وانظر هذه الترجمة مع ما تقدّم برقم 169.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 328.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 127، 128.

ص: 301

وسمع منه الأمام جمال الدين بن ظهيرة، وغيره.

وناب في الحكم بـ"القاهرة"، وولي الحسبة.

ووقع من سلّم، فمات، في ذي القعدة، سنة ستّ وسبعين وسبعمائة.

رحمه الله تعالى.

* * *

‌285 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن بن سلامة بن ساعد المنبجي الأصل، البغدادي المولد، أبو العبّاس

*.

قرأ الفقه على أبيه الحسن، ودرّس مكانه بعد وفاته بـ "المدرسة الموفقية" على "شاطئ دجلة".

وسمع أبا القاسم علي بن أحمد الكاتب، وحدّث عنه بكتاب "المغازي" لمحمد بن مسلم الزهري.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي.

وكان مولده سنة اثنتين وخمسمائة.

وتوفي يوم الأربعاء، لثمان عشرة خلتْ من شعبان، سنة أربع وثمانين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 330.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 98، والمختصر المحتاج إليه 1: 178، والوافي بالوفيات 6:320.

ص: 302

‌286 - الشيخ الفاضل أحمد بن حسن بن سنان الدين البياضي. قاض، فاضل، بوسنوي الأصل

*.

ولد سنة 1044 هـ في "إستانبول" وأخذ عن علمائها، وولي قضاء "حلب"، ثم" بروسه"، ثم "مكة"، فـ"إستانبول".

وتوفي في قرية قريبة منها.

له تآليف بالعربية.

منها: "إشارات المرام من عبارات الإمام" في الأزهرية باسم "إرشاد المرام" في فقه الحنفية، و"سوانح العلوم" في ستة فنون، لعلّه "سوانح المطارحات" في إستامبول، و"الفقه الأبسط"، وحواش، وتعليقات.

وتوفي سنة 1098 هـ.

* * *

‌287 - الشيخ الفاضل أحمد بن حسن بن عبد المحسن الرومي

المدرّس بإحدى المدارس السليمانية* *.

* راجع: الأعلام 1: 112.

وترجمته في الجوهر الأسنى 33 وخلاصة الأثر 1: 181 والأزهرية 3: 96، 7: 210 وطوبقبو 2: 594.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 330 - 336. =

ص: 303

كان والده قاضيًا بـ"العسكر المنصور"، بولاية "أناطولي".

وكان من عتقاء الوزير الأعظم رستم باشا، وقدْ جرى الاصطلاح عند الكتّاب أن من جرى عليه الرقّ، وكان مسلمًا، يكتبون في تعريفه فلانا ابن عبد الله، وكان والد صاحب الترجمة يكتب حسن بن عبد المحسن، وهو بمعنى المصطلح عليه مع زيادة الإحسان، وعدّ ذلك من حسن ذوقه.

وكان قد ولي قبل قضاء العسكر، وقضاء "الشام" مرّتين، وقضاء "مصر"، وقضاء "مكة"، وقضاء "قسطنطينية"، وحاز من الجاه والتقدّم والمروءة والكرم، ما فاق بسببه أبناء جنسه، وكان فيه يومه أحسن من أمسه، وقد مدحه شعراء "الديار الشامية"، و"المصرية"، و"الرومية"، بقصائد طنانة، وبالغوا في مدحه وشكره؛ فإنه كان - رحمه الله تعالى - ملجأ لكلّ قاصد، ومقصدًا لكلّ وارد.

ولد صاحب الترجمة في حدود الستين من المائة العاشرة.

واشتغل من صغره، ودأب، وحصّل.

وأخذ الفقه وغيره، عن الإمام العلامة بقية السلف، وبركة الخلف أبي السعود العمادي، مفتي الديار الرومية، وكان معيدًا عنده بمدرسة السلطان بايزيد خان، عليه الرحمة والرضوان.

وأخذ عن الفاضل العلامة قاضى العساكر المنصورة بولاية "أناطولي" محمد بن عبد الكريم.

= وترجمته في الكواكب السائرة 3: 116، 117، وذكر أنه توفي في سنة خمس وتسعين وتسعمائة، ودفن شمالي تربة نور الدين الشهيد داخل دمشق.

ص: 304

وأجاز له حين دخل مع والده "الديار الشامية" و"المصرية"، جماعة من العلماء الأجلة، منهم: الإمام العلامة محمد البرهمتوشي الحنفي، والشيخ الإمام المحدّث شمس الدين العلقمي الشافعي، والشيخ البارع بقية الأفاضل، ومجمع الفضائل، ناصر الدين الطبلاوي، والإمام الجامع بين علمي الشريعة والحقيقة، الولي العابد الزاهد العالم الربّاني الشيخ عبد الوهّاب الشعراوي الشافعي، والشيخ العلامة أمين الدين بن عبد العال الحنفي، مُفتي "الديار المصرية"، وحافظ العصر ومحدّث "الديار المصرية" الإمام الجليل البارع الشيخ نجم الدين الغيطي، والإمام الكبير المحدّث الحافظ المفنن المتقن مفتى "الديار الشامية" الشيخ بدر الدين ابن الشيخ رضى الدين الغزّي العامري الشافعي، رحمه الله تعالى، وغيرهم.

وهو الآن مكبّ على المطالعة، والمراجعة، والإشغال والاشتغال، وله الذهن الوقّاد، والفكر النقّاد، وعنده من الكتب النفيسة ما لا يتيسّر لغيره جمعه في العمر الطويل، ولا بالمال الجزيل، هذا مع ما حواه من حسن الخلق والخلق، وكرم النفس، وطرح التكلّف، وغير ذلك من الأوصاف الجميلة، وأحسن معلوماته العلوم العربية، وهو من المكثرين لحفظ اللغة العربية، والاطلاع على الكتب الأدبية.

وله شعر رقيق، ولكنّه قليل، منه ما أنشدنا إياه ارتجالًا، ونحن بحضرته، وهناك مسمع، حسن النغمة، قبيح الصورة، وهو:

يَا لَقومي مِنْ مُغَنٍّ

لَحْنُهُ للوَجْدِ مُعْرِبْ

وَجْهُةٌ وَجْة قَبِيحٌ

فهْوَ في الحَاليْنِ مُطْرب

ومنه قوله، وقد ذكر عنده أن أناسًا وُجِّه لهم بعض المناصب العلية، وأن التوجيه كان لهم ببذلهم لا بفضلهم، فأنكر ذلك، وقال مرتجلًا بيتًا مُفردًا، وهو:

ص: 305

يَقُولون بالفَضْلِ المناصبُ أعْطِيَتْ

فقلتُ نَعَمْ لكن بفضْكِ الدَّراهِمِ

وقد مدحه كثير من شعراء عصره، وأطنبوا في مدحه وشكره، ومنهم بل من أجلّهم، الشيخ الفاضل العلامة عماد الدين بن عماد الدين الدمشقي الحنفي، مدحه مكاتبةً بقصيدة، قالها في ليلة واحدة، وأرسلها إلى حضرته الشريفة، في سنة ثمانين وتسعمائة، وهي هذه:

هَل لصَبٍّ قَدْ هَامَ فيك غَراما

رَشْفَةٌ مِن لَماكَ تَشْفِي السَّمامَا

يا هِلالًا تَحْتَ اللثامِ وبَدرًا

كامِلًا عندَ مَا يُمِيطُ اللثَامَا

وغَزالًا منهُ الغَزَالة غَابَتْ

عندَ مَا لاحَ خَجْلةً واحْتِشامَا

وبأوْرَاقِها الغُصُونُ توارَتْ

منهُ لما انْثَنى وهَزَّ قَوامَا

لكَ يا فاترَ اللواحظ طَرفٌ

فَتْكُهُ في القلوبِ فاقَ الحُسامَا

ذَابِلٌ وهْوَ في الفؤادِ رَشيقٌ

ناعِسٌ أحرمَ الجفون المِنَاما

ومُحبًا سَبى بنَمْلِ عِذارٍ

زُمَرَ الحُبِّ عندَ مَا خطَّ لَامَا

عَجبًا مِن بَقاء خَالِكَ في الخَدِّ

ونيرانُهُ تَؤُجُّ ضِراما

ومن الفرع وهو فوقَ جَبين

مُخجِلِ الشَّمْسِ كيفَ مَدَّ ظَلامَا

يا بديع الجمَالِ يا مَالِكَ الحُسْنِ ترَفَّقْ بمن

غدَا مُتَها عبدُ رقٍّ مَا حال عنك لِواشٍ

نَمَّق الزُّورَ في هَواك ولَاما

كم بَكَى طَرْفُهُ إليكَ اشتياقًا

وقضى بالبُكَاء عَاما فعَامَا

شاعَ في الناسِ حُبُّهُ لكَ لَّما

بَاحَ وَجْدا وحُرْقةً وهُيَامَا

مثل مَا شاعَ أن أحمد مولا

نا بديع الزمانِ أضحى الإماما

واحدٌ صَحَّ فيه جَمْعُ المعَاني

مُفرَدٌ قدْ حوى الكمال تَمامًا

وبه للعُلوم شأوٌ رفيعٌ

شامِخُ المِجْدِ للسماء تسامى

وهو في حلبة السِّباق مُجَلٍّ

ومحل لكُلِّ أمرٍ تَعَامَى

ص: 306

كِمْ جَلَا مُشْكلًا وحَلَّ عَويصًا

وكفَى مُعْضلًا وأطْفَى أواما

يا بديع البيانِ مَنْطِقُك العَذْ

بُ المعَاني فاق العُقودَ نِظامَا

وإذا مَا نَثَرْتَ دُرًا تَمَّنَتْ

زُهْرُ الأفْقِ أن تكون كَلامَا

حُزْتَ مَجدًا وسُؤددًا وعَفافًا

وافْتِخارًا ورِفعَةً ومَقامَا

ألِفَتْ كفُّكَ المكَارمَ حتى

فُقْتَ كلّ الوَرى وفُقتَ الكِراما

فُقْتَ مَعْنًا بَدلًا وسَحْبانَ نُطْقا

وحَبيبا شِعْرًا وسُدْت عِصَامَا

وأخذتَ العُلُومَ عن خيرِ أصْلٍ

لِسِمَاكِ السَّمَا غدَا يتَسامَى

قد حَوى المجْدَ والكَمالَ جميعًا

وامتطَى غاربَ العُلى والسَّناما

وهْوَ أعْلى الوَرَى مَقامًا وأوْفا

هُم عَطَاء جمّا وأرْعَى ذِمَامَا

يَا رَفيعَ الجَناب يا حَسَنَ الوَصْ

ف ويا مَن فاق الورى إعظاما

عِش قريرًا بفَرْعِك الشامِخِ الأصْ

لِ ولازِم شُكْر الإلهِ دَوَاما

واقبَلَنْ بنت ليلةٍ منك جاءتْ

تتمَنى قَبُولهَا إنْعَامَا

وأتَتْ تلثَمُ التُرابَ وتُهْدِي

لك مِنِّي تحيَّةً وسَلامَا

فتجاوَزْ عنها بحِلْمِكَ واسْلَمْ

مَا شَدا بُلبُلٌ وفاحَ خُزامَي

وقد مدحه العبد الفقير إلى الله تعالى، جامع هذه "الطبقات"، بـ "قصيدة تائية"، عندي أنها من الشعر الجيّد أو المقبول، وإن لم تكن عند الغير كذلك؛ فقد شرفتْ بمن قيلتْ فيه، ونُظمتْ لأجله، كما قلت في هذا المعنى:

والشعرُ قد يُرزقُ سعدًا بمَنْ

قد قالهُ أو قِيلَ في حَقِّهِ

وهي هذه:

لي في الغرام بمن أهوى صَبَابَاتُ

لهَا نهِايات من يَهوى بِداياتُ

وكُلُّ صَبٍّ لهُ في الحبِّ مَرْتَبةٌ

لي فَوْقَها رُتَبٌ فيه عَلِيَّاتُ

بقَدْر مَن عاشَق العُشَّاق منزلهم

وفي الجمَال لمنْ أهْوى مَزِيَّاتُ

ص: 307

وكلُّ مَن شَغلتْه الغانياتُ عن ال

أغن أشغالهُ عندي بَطَالاتُ

حُبُّ المِقَرْطَق لا حُبُّ المقَنَّعِ لي

بالرُّوحِ فيه وبالدُّنْيا مُغالَاةُ

ظَبْيٌ من التُّركِ إلَّا أنَّ أعيُنَهُ

مُهَنَّداتٌ لها بالرُّوحِ فَتْكاتُ

من الخَطَا مَا خطَا إلَّا ودَاخَلَه

بالقَدِّ عُجْبٌ وللأغْصَانِ شمْاتُ

ما اهْتَزَّ إلَّا وَبزَّ الناسَ أنْفُسَهُم

وهكذا شَأنُهُنَّ السَّمْهَرِيَّاتُ

حَذارِ يا قلبُ من ألحاظِه فلها

سِهَامُ حَتْفٍ لها بالقلْبِ رَشقاتُ

ولا يَغُرَّك ما يُخْطِي كن يقِظًا

ففي سِهَام الخطَا تُلْفَى إصَابَاتُ

عذارُهُ حُجَّةٌ بالعُذْرِ فائمةٌ

بها لقاضى قُضاةِ الحُسْنِ إنباتُ

مِسْكٌ على طِرسِ كافُور به كتبَتْ

يَدُ البَدِيع ولِلْبَارى احْتِكاماتُ

أوْ جنَّةُ الحُسنِ حَوْلَ الخدِّ قد نَبَتتْ

والخَدُّ نارٌ وما للنارِ إثْباتُ

للهِ ما قد رَأتْ عَيْناىَ من عَجَبٍ

نارٌ بها نَبَتَتْ لِلآسِ جَنَّاتُ

كأنَّ أصْدَاغَهُ للهَائمينَ بها

سُودُ العقاربِ أو للعَطْفِ وَاوَاتُ

والبَدرُ طَلْعَتُه والليْلُ طُرَّتهُ

إذْ كان للوَصْلِ في أخراهُ ميقاتُ

وقبلَهُ ما رَأتْ عَينِي ولا سمعَتْ

أذني بليلٍ بهيمٍ فيه قمراتُ

كأنما خالُهُ تحت العِذارِ فتىً

قد زمَّلتْهُ ثِيَابٌ سُنْدُسيَّاتُ

أو بُلبُلٌ برِياضِ الخدِّ مُسْتتِرٌ

مِن خارج اللَّحْظِ أخْفَتْهُ المخَافاتُ

أو سَارقٌ في ظلامِ الليل أمَّ إلى

كُنوزِ ثَغْرٍ بها تُلْفَى السعَاداتُ

أو راهبٌ يَقْرأ الإنجيلَ مِن صُحُفٍ

ما في الحواشِي بها للخطِّ غَلْطَاتُ

سُلطَانُ حُسْنٍ أعَزُّ الناسِ دَانَ له

إلا الروادِفَ فهْىَ الخارِجياتُ

على القلوبِ خَفيفاتٌ على ثِقَيلٍ

فِتيهِنَّ فهْىَ الخاتُ الثقيلاتُ

للهِ أوقاتُنا اللَّاتِي مَررْن وفي

حَالِ الحقيقة يا هذا حَلَاواتُ

نَضُمُّ فيهنَّ أغْصَانَ القدُودِ كما

ضَمَّتْ حُنُوًا على الطفلِ الحَنُوناتُ

ص: 308

ونحتسي من سلاف الثَّغْرِ ما عجزَتْ

عنه العَجُوزُ وهاتِيك المِدَامَاتُ

تمضى الليالي ولا نَدري لها عددًا

كأنَّ أعْوامنا بالوَصْلِ سَاعاتُ

حتى رَماني زَمَاني عن حنيته

سِهَامَ هَجْرٍ وما عندي مِجَنَّاتُ

وصَارَ رُوحي ورُوحُ الحِبِّ في جَسَدٍ

ودُون نَيْلِ المِنى منه مَسَافاتُ

وَالهَفَ قلبي على ما فاتَ من فُرصِ الزُّ

مانِ إذ فرَصُ الدَّهْرِ اختلاساتُ

أخرتها وهي لذات بها سَمَحَ الد

هرُ البخيلُ وللتَّأخير آفاتُ

يَا نازلين الحَشَا في صدكُم عجبٌ

وللشمائلِ باللطفِ اشتمالاتُ

عليّ قاضي الهوى أن الفُؤادَ لكم

قَضي وما قضيتْ منك لباناتُ

باللهِ يا من يُطيل اللومَ في قَمرٍ

أقصِرْ عَناكَ فما تُجدي العلاماتُ

تاللهِ لوْ نظرتْ عَيناك لا نظرتْ

جَمالهُ كان لي منكَ المِعوناتُ

للناسِ أكنى بسلمَى والرَّبَابِ عسى

تُلْهِى عَذُرلِي عن الحبِّ الكِنايَاتُ

لأنَّنِي بالهَوَى مَن لا يَبُوحُ وإن

جَرَى لهُ ن مَآقِى العَيْنِ بَاحَاتُ

وما الخَطا بُمَرادِي في النَّسِيب ولا

تَغزُّلي بالظِّبا إلَّا الإشارَاتُ

فيمَن هَوَيْتُ صِفاتُ الحُسْن أجمْعُهَا

كأحمد جُمِّعَتْ فيه الكمَالاتُ

مِن مَهْدِه جَاء مَهْدِيّيا لهُ أدَبٌ

فَاقَ البَرَايا وأخْلاقٌ جَمِيلاتُ

بَحْرٌ وما البحْرُ إلا دُونَ أنمُلِه

غَيْثٌ وما الغيثُ إلا منهُ قَطْراتُ

وما تقدَّمَهُ في الفَضْلِ ذو أدَبٍ

إلا زَمانًا وإن فاتُوا فما فاتوا

كأنما هو شمسٌ في مكارمِه

ومَكْرُمَاتُ الألي كانوا ذُبالاتُ

في كُلِّ عِلْمٍ لهُ باعٌ يَطولُ وما

لِمدَّعى عِلمهِ إلا الجَهَالاتُ

يَراعُه بالمعَانِي والبَيانِ لهُ

على البَديعِ وأهلِيه مَقامَاتُ

حَديثُه حَسَنٌ ألفاظُهُ دُرَرٌ

مُسَلْسَلاتٌ صِحاحٌ جَوْهَرِيَاتُ

سَنَّ الإباحَاتِ في أمْوالِهِ فَلهُ .. يَدٌ تقولُ خُذُوا لم تدْرِ مَا هَاتُوا

ص: 309

بنَحوِ تصْرِيفهِ نَحْوَ الصَّواب له

مِن عِلَّةِ النَّقْصِ أفْعَالٌ سَلِيماتُ

أبْكارُ أفْكارِه الأقْمارُ سَاطِعةً

عَنْها بَصائرُ مَن يَدْري حَسِيرَاتُ

محَاسنٌ مَالهَا في العصرِ ذو شَبَهٍ

كأنها في خدُودِ الحُسْنِ شَامَاتُ

يُمْنَى عَرَابةَ عن يُسْرَاهُ قاصِرَةٌ

إذا تبَدَّى لِعِزِّ المِجْدِ رَايَاتُ

به مَنارُ الهدَى والدِّينِ ذُو شَرَف

كالنَّجمِ لاحَتْ لنا منه الهِداياتُ

مِن بعد ما دَرَسَتْ آثارُهُ وعَفَتْ

رُسُومُهُ وأبَادَتْهُ الضَّلالاتُ

ورَدَّ شَمْسَ العُلَى مِن بعدِ ما غَرَبتْ

فما لويُشعَ في هذا اخْتصَاصَاتُ

باللهِ أقاسِمُ والبيتِ العتِيقِ ومَن

سَعَى وَلبَّى وطابَتْ منهُ نِيَّاتُ

لو كان مِن آدمٍ لليوم كُلُّ فَتىً

إلى قريش لهُ تُلْفَى انتِسَابَاتُ

ولازَمَ المدْحَ في أوصافِه عَجزتْ

عن حَصْرِ أوصَافِه الغُرِّ العِباراتُ

خُذها إليك عروسًا ما رَأيتُ لها

كُفْؤًا سِواكَ ومن فيه المكافاةُ

في حُلَّةٍ من بَديع الحُسنِ رَافِلةٍ

لها بأوْج العُلى في التَّيةِ خَطراتُ

تُزْهِي على البدرِ إعجابًا بِمطلَعِهَا

فإنَّ مَطلَعَهَا فيه النِّهَايَاتُ

فلو رأى حُسنَها حَسَّانُ قَبَّحَ ما

أتى به حيثُ خانَتهُ السَّجيَّاتُ

أو عامرٌ مَرةً في العُمْرِ مَا عَمَرَتْ

في حُبِّ لَيلَى لهم بالشعرِ أبياتُ

لهَا نِظامٌ به النَّظامُ بَانَ لهُ

عن سُنَّةِ الحُسْنِ في النَّظْمِ اعْتِزالَاتُ

إلى ابن أوْسِ تَميمٍ يَنْتهى نَسَبًا

لها على البَدْرِ في التِّمّالكَمالاتُ

صَدَاقُها صِدْقُ وُدٍّ لا يزولُ وهَلْ

تُرجَى سِوَى عندَ موْلانا المودَّاتُ

وأنْ يُؤهِّلنِي عَبدًا لخِدْمَته

فإنَّ أعْبُدَهُ للناسِ سَادَاتُ

مِن أحمد الناس ترجُو العَفْوَ إن خَطَرتْ

من غير عَمْدٍ وَقاهَا الله زَلّاِتُ

لا زالَ بالعَفْوِ مَوْصُفًا لكلِّ فتًى

أيِّامُه في فَمِ الدَّهرِ ابْتِسَامَاتُ

* * *

ص: 310

‌288 - الشيخ الفاضل أحمد بن حسن بن محمد بن أحمد، أبو العبّاس، الحامدي، الدامغاني، القاضي

*.

سمع من أبي الحسين بن سمعون، وأبي إسحاق بن يزداد.

ذكره عبد الغافر، في "تاريخ نيسابور"، فقال: شيخ من أصحاب أبي حنيفة، ولي قضاء "دامغان"، فأحسن سيرته، وسمع بـ"العراق"، و"خراسان".

قاله في "الجواهر".

* * *

‌289 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن الفرات، الموقّع

* *.

ولد سنة ثلاث وثمانين وستمائة.

وسمع من الدمياطي، والصفى، والرضي، الطبريين، في آخرين.

قال ابن حجر: سمع منه شيخنا الحافظ أبو الفضل، وغيره. وأثنى عليه.

* راجع: الطبقات السنية 1: 337.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 99.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 337.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 131.

ص: 311

ومات في عاشر ذي القعدة، سنة ستّ وخمسين وسبعمائة.

قال: وقرأتُ بخطّ القاضي تقي الدين الزبيري: وكان رأسًا في صناعة التوقيع، والكتابة، والحساب، وكان يقصد ذلك، ويعتمد عليه.

واستقرّ ولده مكانه، رحمهما الله تعالى.

* * *

‌290 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن بن محمود بن منصور، أبو يعلي

*.

مولده سنة خمس، وقيل: سمث وخمسين وأربعمائة.

دكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن مَنْدَه، وقال: حسن المعرفة، يرجع إلى سَتْر وصلاح.

كتب بـ"أصبهان"، و"خراسان".

وكان من الحفّاظ، عالمًا بمذهب الكوفيين. رحمه الله تعالى.

* * *

‌291 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن المعروف بابن الزكشى، شهاب الدين

* *.

* راجع: الطبقات السنية 1: 338.

وترجمته في الجواهر المضية رقم 100.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 329.

وترجمته في تاج التراجم 12، والجواهر المضية برقم 95، والفوائد البهية 16، وكتائب أعلام الأخيار برقم 684، كشف الظنون 2: 2037، ومفتاح السعادة 2: 266، والمنهل الصافي 1:265.

ص: 312

كان رجلًا فاضلًا، درّس بـ"الحسامية"، وأعاد.

ووضع "شرحًا" على "الهداية"، وانتخب "شرح الصغناقى"، وله مشاركة في علوم.

مات في ثامن عشري رجب، سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.

قال في "الجواهر": ورأيت بخطّى ثاني جمادى الأولى، سنة سبع وثلاثين.

وقال ابن الشحنة، بعد نقله كلام صاحب "الجواهر" هذا: قلت، قوله ووضع شرحًا على "الهداية"، وانتخب "شرح الصغناقى". يشعر بأنهما كتابان، وقد اعتبرتُ ما وقفتُ عليه من شرحه، فوجدتُه يختصر كلام السروجى، من غير زيادة عليه، ولم أر فيما وقفتُ عليه من كلامه شيئًا من بحوث الصنغاقى، ولا حكاية لشئ من كلامه. انتهى.

* * *

‌292 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن الزاهد عرف بدرواحة

*.

أحد دواة "الأمالي"، ومن أقران البرهان.

ذكره في "الجواهر".

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 329، 330.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 96.

ص: 313

‌293 - الشيخ الفاضل أحمد بن حسن الزهيري

*.

أديب، شاعر.

ولد سنة 1140 هـ.

توفي بـ "صنعاء" في 8 المحرّم سنة 1214 هـ.

من آثاره: "ديوان شعر".

* * *

‌294 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن الكفوي

* *.

محدّث.

له "الرسالة الكفوية في الأحاديث النبوية"، و"رسالة" في شرح حديث الأرواح جنود مجنّدة، فرغ منها سنة 1243 هـ. كان حيا في سنة 1243 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 1: 192.

وترجته في البدر الطالع 1: 48، 49.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 196 - 197.

وترجمته في هدية العارفين 1: 186، وفهرست الخديوية 1:344.

ص: 314

‌295 - الشيخ الفاضل أحمد بن حسن شاه، الشهاب، أبو الفضل، القاهري، المعروف بابن حسن

*.

اشتغل بعد بلوغه، وحفظ كتبًا، وبرع في فنون، واختصّ بالشُّمُنِّي، والأقصرائي.

وتوفي ثامن عشر رجب، سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة، قبل أن يكتهل.

قال السخاوي: ونعم الشابّ فضلًا، وديانة، وعقلًا، وانجماعًا. رحمه الله تعالى.

* * *

‌296 - الشيخ الفاضل أحمد بن حسين بن أحمد بن محمد، البهلول

* *.

متصوّف، فاضل، من أهل "طرابلس الغرب".

رحل إلى "مصر"، ولقي علماءها وعاد إلى بلده.

له "درّة العقائد" منظومة، و"المعينة" منظومة في فقه الحنفية، و"المقامة الوترية" رسالة، و"ديوان شعر" صغير مرتّب على الحروف.

توفي سنة 1113 هـ.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 338.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 271.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 200.

وترجمته في المنهل العذب 1: 276 - 279 وأعلام من طرابلس 115 - 122.

ص: 315

‌297 - الشيخ الفاضل أحمد بن حسين بن الرصاص (شهاب الدين، أبو العبّاس)

*.

فقيه، نحوي.

توفي بـ "دمشق" في 28 رجب.

من مؤلفاته: "شرح الألفية" في النحو.

* * *

‌298 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسين بن سليمان بن فزارة بن عبد اللّه، قاضى القضاة، شرف الدين أبو العبّاس، المعروف بابن الكفري، الدمشقى

* *.

قال الولي العراقي: تفقّه، وبرع، ودرّس، وأفتى.

وناب في الحكم بـ "دمشق"، ثم ولي قضاء القضاة بها، ثم تركه لولده قاضي القضاة جمال الدين.

* راجع: معجم المؤلفين 1: 191.

وترجمته في الأنس الجليل 557.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 338، 339.

وترجمته في إنباء الغمر 1: 104، والدرر الكامنة 1: 133، 134، وهو فيه:"أحمد بن الحسين بن سلمان".

ص: 316

وأضرّ، وانقطع للعبادة.

وكان قد تلا بالسبع، وأتقن ذلك، وسمع حديث السلفي، وحدّث، وسمع منه والدي، والهيثم، انتهى.

وكانتْ وفاته سنة خمس وسبعين وسبعمائة، وله خمس وثمانون سنة.

وذكره ابن حجر في "إنباء الغمر"، وأثنى عليه.

* * *

‌299 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسين بن علي بن بُنْدَار بن المطهر بن سعيد بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب، الدماوندي، الباكثي، اليوسفي

*.

من أهل "دماوند"، ناحية بين "الري" و"طبرستان".

كان فقيها، عالمًا فاضلًا، زاهدًا، وَرِعًا، كثير المحفوظ، متواضعًا.

وذكر أنه من ذرّية القاضي أبي يوسف، وأن مولده بقرية من قرى "دُماوند"، يقال لها "باركث"، في حدود سنة تسعين وأربعمائة، وله بيت مشهور بـ "العراق".

وسافر إلى بلاد "غزنة" و"الهند"، وأقام بها مدّة، وصحب الكبار.

* راجع: الطبقات السنية 1: 339، 340.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 101، ويقال في دوماند، التي ينتسب إليها دباوند، ودنباوند. انظر: الأنساب.

وباكث: قرية من قرى "أشروسنة"، ثم حوّلتْ إلى "سمرقند". انظر: الأنساب 59، واللباب 1: 86، ومعجم البلدان 1:464.

ص: 317

ومات بـ "مرو"، عصر يوم الثلاثاء، الثالث عشر من شهر رمضان، سنة ستّ وخمسين وخمسمائة.

وذكره السمعاني في جملة شيوخه، وأنشد له:

عَجبْتُ لِمَن يَمْشِي خَلِيعًا عِذارُهُ

وقد لاح كالصُّبْح الخير عِذَارُهُ

نِثارُ عِذارٍ كان مِسْكًا وعَنْبرًا

فقد صار كافُور المشِيبِ نِثارُه

* * *

‌300 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسين بن علي أبو حامد المروزي، ويعرف بابن الطبري

*.

وكان أبوه من أهل "همذان".

سمع أحمد بن الخضر المروزي، وأحمد بن محمد بن عمر المنكري، ومحمد بن عبد الرحمن الدغولي، وغيرهم.

قال الخطيب: وكان أحد العُبّاد المجتهدين، والعلماء المتقنين، حافظًا للحديث، بصيرًا بالأثر.

ورد "بغداد" في حداثته، فتفقّه بها، ودرّس على أبي الحسن الكرخي مذهب أبي حنيفة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 340، 341.

وترجمته في البداية والنهاية 11: 305، وتاج التراجم 12، وتاريخ بغداد 4: 107، 108، والجواهر المضية برقم 102، والفوائد البهية 18، والكامل 9: 51، وكتائب أعلام الأخيار برقم 181، والمنتظم 7: 137، والوافي بالوفيات 6:347.

ص: 318

ثم عاد إلى "خراسان" فولى بها قضاء القضاة، وصنف الكتب، وروى. ثم دخل "بغداد"، وقد علتْ سنّه، فحدّث بها، كتب الناس عنه، ووثّقه البرقاني.

وعن أبي سعد الإدريسي أنه قال: أحمد بن الحُسين، أبو حامد القاضي المروزي، ويعرف بالهمذاني.

كان أصله من "همذان".

تولى قضاء "بخارى"، ونواحيها.

وكان من الفقهاء الكبار لأهل "الرأي".

كتب الحديث الكثير، وخرّج، وصنف "التاريخ".

وكان مُتقنًا، ثَبْتًا في الحديث والرواية.

سكن "بخارى"، ومات بها، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

قيل: مات بـ "مرو" يوم الأربعاء، التاسع من صفر في السنة المذكورة، رحمه الله تعالى، وورّخه الحاكم في ثلاث وسبعين وثلاث مائة.

* * *

‌301 - الشيخ الفاضل أحمد بن الحسين أبو سعيد البردعي

*.

* راجع: الطبقات السنية 1: 341، 342.

وترجمته في تاريخ بغداد 4: 99، 100، والجواهر المضية برقم 103، والعبر 2: 168، وطبقات الفقهاء للشيرازي 141، والعقد الثمين 3: 33، 34، والفهرست 293، والفوائد البهية 19 - 21، وكتائب أعلام الأخيار برقم 143، والنجوم الزاهرة. 3:226.=

ص: 319

قال "الخطيب": أحد الفقهاء على مذهب أبي حنيفة.

ورد "بغداد" حاجًا.

قال: فحدّثني القاضي أبو عبد الله الصيمري، وقال: أخذ أبو سعيد أحمد بن الحُسين البردعي العلم عن أبي علي الدقّاق، عن موسى بن نصر.

وأخذ عنه أبو الحسن الكرخي، وأبو طاهر الدبّاس، وأبو عمرو الطبري، وأضرابهم.

وكان قدم "بغداد" حاجّا، فدخل الجامع، ووقف على داود صاحب الظاهر، وهو يكلّم رجلًا من أصحاب أبي حنيفة، وقد ضعف في يده الحنفي، فجلس، فسأله عن بيع أمّهات الأولاد، فقال: يجوز. فقال له: لم قلت؟ قال: لأنا أجمعنا على جواز بيعهن قبل العلوق، فلا نزول عن هذا الإجماع إلا بإجماع مثله.

فقال له: أجمعنا بعد العلوق قبل وضع الحمل على أنه لا يجوز بيعها، فيجب أن نتمسّك بهذا الإجماع، ولا نزول عنه إلا بإجماع مثله.

فانقطع داود، وقال: ننظر في هذا.

قال: فعزم أبو سعيد على القعود بـ "بغداد"، والتدريس بها، لما رأى من غلبة أصحاب الظاهر، فلمّا كان بعد مُدَيْدَة رأى في المنام، كان قائلًا يقول:{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} فانتبه بدقّ الباب، وإذا قائل يقول له: قد مات داود بن علي صاحب المذهب، فإن أردت أن تصلّي عليه فاحضرْ.

= والبردعي، نسبة إلى "بردعة"، وهي بلدة من أقصى بلاد "أذربيجان".

انظر: اللباب 1: 109، 110.

ص: 320

وأقام أبو سعيد بـ "بغداد" سنين كثيرة يدرّس، ثم خرج إلى الحجّ، فقتل في وقعة القرامطة مع الحجّاج، سنة سبع عشرة وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية": ذكر الزيلعي في "شرح الكنز" أن أبا سعيد البردعي دخل "بغداد" حاجا، فوقف على داود الظاهري، وكان يناظر رجلا من أصحاب أبي حنيفة. وقد ضعف في جوابه الحنفي. فجلس البردعي، وسأله عن بيع أمّهات الأولاد، فقال داود: يجوز، لأنا أجمعنا على جواز بيعهن قبل العلوق، فلا يزول الإجماع إلا بمثله، فقال له البردعي: وأجمعنا على أن بعد العلوق قبل وضع الحمل لا يجوز البيع، فلا يزول الإجماع إلا بمثله، فانقطع داود. وقال أبو سعيد: فأقام بـ "بغداد" يدرّس، فرأى في المنام ليلة، كأن قائلا يقول: فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، فانتبه، فإذا رجل يدقّ الباب، ويقول: مات داود الظاهري، فإن أردت أن تصلي فاحضر. انتهى. وذكر حافظ الدين النسفي في "الكافي" في باب اليمين في الطلاق والعتاق عند ذكر المسألة البردعية أن أبا سعيد البردعي قال: أشكلت علىَّ هذه المسألة، فلم أجد بـ "بردعة" من أسأله، فقدمت "بغداد"، فسألتُ عن القاضي أبي خازم، فكشف عليّ، ومكثت عنده أربع سنين، وقرأت "الجامع الكبير" قبل أن آتي "بغداد" ثلثمائة مرّة أو أربع مائة مرّة. انتهى. وقال الإتقاني في "التبيين شرح المنتخب الحسامي": أبو سعيد البردعي أحمد بن الحسين تلميذ أبي علي الدقّاق الرازي صاحب "كتاب الحيض"، وهو تلميذ موسى بن نصير الرازي، وهو تلميذ محمد بن الحسن. والشيخ أبو الحسن الكرخي تلميذ البردعي.

* * *

ص: 321

‌302 - الشيخ الفاضل أحْمَد بن حُسَيْن باشا بن مصطفى بن حُسَيْن ابْن مُحَمَّد بن كيوان الدِّمَشْقِي، الشهير بالكيواني

*.

توفي بِـ "دِمَشْق" سنة 1173 ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة وألف.

لَهُ "ديوَان شعره"، مَشْهُور.

* * *

‌303 - الشيخ الفاضل أحمد بن حسين البوسنه وى، الرومي، المدرّس

* *.

له "الإشارات" في شرح الاستعارات.

توفي سنة 1175 هـ.

* * *

‌304 - الشيخ الفاضل أحمد بن حفص المعروف بأبي حفص الكبير. الإمام المشهور، والعَلَم المنشور، الذي طنّتْ حصاتُه في الآفاق

،

* راجع: هدية العارفين 1: 176.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 201.

وترجمته في هدية العارفين 1: 176.

ص: 322

وشاع ذكرُه بين أهل الخلاف والاتفاق *.

أخذ العلم عن محمد بن الحسن، وله أصحابٌ لا يحصون.

قال شمس الأئمة: قدم محمد بن إسماعيل البخاري "بخارى" في زمن أبي حفص الكبير، وجعل يُفتي فيها، فنهاه أبو حفص، وقال: لستَ بأهل لها، فلم ينته، حتى سئل عن صبيين، شربا من لبن شاة أو بقرة، فأفتى بثبوت الحرمة، فاجتمع الناس، وأخرجوه.

والمذهب أنه لا رضاع بينهما؛ لأن الرضاع يعتبر بالنسب، وكما لا يتحقّق النسب بين بني آدم والبهائم، فكذلك لا تثبت حرمة الرضاع بشرب لبن البهائم.

نقله صاحب "الجواهر".

وكان أبو حفص هذا يقول: لو أن رجلًا عبد الله خمسين سنة، ثم أهدى لرجل مشرك بصلة يوم النيروز، يريد به تعظيم ذلك اليوم، فقد كفرَ، وحبطَ عملُه.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى " [فوائد البهية": توصيفه بالكبير بالنسبة إلى ابنه، فإنه يكنى بأبي حفص الصغير. كما قال علي القارئ: أحمد بن حفص المعروف بأبي حفص الكبير الإمام المشهور، أخذ عن محمد، وابنه أبو حفص الصغير تفقّه عليه، ولأبي حفص هذا اختيارات يخالف فيها جمهور الأصحاب، منها: أن نية الإمامة للإمام شرط للاقتداء. وهذا اختيار الكرخي،

* راجع: الطبقات السنية 1: 342، 343.

وترجمته في تاج التراجم 6، والجواهر المضية برقم 104، والفوائد البهية 18، 19، وكتائب أعلام الأخيار برقم 98.

ص: 323

والثوري، وإسحاق، وأحمد في المشهور. نقله السروجي في "الغاية" في مسألة المحاذاة. انتهى ملخصا. ثم ذكر حكاية إخراج البخاري، وهي حكاية مشهورة في كتب أصحابنا، ذكرها أيضا صاحب "العناية"، وغيره من شرّاح "الهداية"، لكن أستبعد وقوعها بالنسبة إلى جلالة قدر البخاري، ودقّة فهمه، وسعة نظره، وغور فكره، مما لا يخفى على من انتفع بـ "صحيحه"، وعلى تقدير صحتها، فالبشر يخطئ. وقد ترجم أبو عبد الله الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" أبا حفص الصغير في الطبقة الرابعة عشر بقوله: محمد بن أحمد بن حفص بن الزبرقان مولى بني عجل، عالم "ما وراء النهر"، شيخ الحنفية أبو عبد الله البخاري، تفقّه بوالده العلامة أبي حفص. قال أبو عبد الله بن مندة: كان عالم أهل "بخارى"، أو شيخهم. وقال أحمد ابن سلمة: سئل محمد ابن إسماعيل البخاري صاحب "الجامع الصحيح" عن القرآن، فقال: كلام الله، فقالوا: كيف يتصرف؟ فقال: والقرآن يتصرف بالألسنة، فأخبر محمد بن يحيى الذهلي، فقال من أتى مجلسه، فلا يأتني. فخرج محمد بن إسماعيل إلى "بخارى"، وكتب الذهلي إلى خالد أمير "بخارى" والي شيوخها بأمره، فهَمَّ خالد، حتى أخرجه محمد بن أحمد بن حفص إلى بعض رباطات "بخارى"، وكان محمد بن أحمد صاحب الترجمة رحل، وسمع من أبي الوليد الطيالسي، والحميدي، ويحيى بن معين، وغيرهم، ورافق البخاري في الطلب مدّة. وله "كتاب الأهواء والاختلاف"، و"الرد على اللفظية"، وكان ثقة، إماما، ورعا، زاهدا، ربانيا، صاحب سنة واتباع. وكان أبوه من كبار تلامذة محمد بن الحسن. انتهتْ إليه رياسة الأصحاب بـ "بخارى"، وإلى أبي عبد الله هذا. وتفقّه عليه أئمة. قال ابن مندة توفي في رمضان، سنة أربع وستين ومائتين. انتهى

ص: 324

كلامه. ومن هنا ظهر أن لابن أبي حفص الكبير كنيتين، أبو حفص الصغير، وأبو عبد الله، فما وقع في "كشف الظنون عن أسامي الكتب، والفنون" لكاتب جلبي في حرف الراء الرد على أهل الأهواء لأبي عبد الله المعروف بأبي حفص الكبير زلة من القلم، والصواب المعروف بأبي حفص الصغير.

* * *

‌305 - الشيخ الفاضل المولى العالم الفاضل أحمد ابن حمزة القاضي الشهير بعرب جلبي

*.

قرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى موسى جلبي ابن المولى الفاضل أفضل زاده، وهو مدرّس بإحدى المدارس الثمان، ثم ارتحل إلى "مصر القاهرة" في أيام دولة السلطان بايزيد خان، وقرأ أيضا هناك على علمائها الصحاح الستة من الأحاديث، وأجازوا له إجازة تامة، وقرأ هناك أيضا التفسير والفقه وأصول الفقه، وقرأ "الشرح المطوّل" لـ "لتلخيص" بتمامه، وأقرأ هناك طلبة العلم "الشرح" المزبور، و"المفصّل" للزمخشري، واشتهرت فضائله بـ "القاهرة"، ورأيتُ له "كتاب الإجازة" من شيوخه، وشهدوا له فيه بالفضيلة التامة، والعفّة، وصلاح النفس.

وقرأ رحمه الله في "القاهرة" من العلوم الهندسة والهيئة وغير ذلك من المعارف، ثم أتى "بلاد الروم"، وبنى له الوزير قاسم باشا مدرسة بقرب من "مدرسة أبي أيوب الأنصاري" رضي الله تعالى عنه، فدرّس هناك مدّة عمره.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 655، 656.

وترجمته في الطبقات السنية 1: 343.

ص: 325

وكان رحمه الله عالما، صالحا، عابدا، زاهدا، كريما، حليما، سليم النفس، صحيح العقيدة، حسن السمْت، وقورا، صبورا، مريدا للخير لكلّ أحد.

وكان يدرّس، ويفيد.

وانتفع به كثير من الناس، وكان أكثر اشتغاله بـ "تفسير البيضاوي"، والفقه.

مات رحمه الله تعالى في سنة خمسين وتسعمائة، -روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه-.

* * *

‌306 - الشيخ الفاضل أحمد بن خاص التركي شهاب الدين

*.

أحد الفضلاء المتميّزين من الحنفية.

أخذ عنه بدر الدين العيني، وكان يُطْريه. كذا قاله ابن حجر.

وذكره السخاوي في "الضوء اللامع" وقال: أكثر الاشتغال بالفقه والحديث، ليلًا ونهارًا، وكتب كثيرًا، وجمع، ودرّس.

ومات في سنة تسعٍ. رحمه الله تعالى.

* * *

‌307 - الشيخ الفاضل أحمد بن الخَضِر شهاب الدين

* راجع: الطبقات السنية 1: 344.

وترجمته في إنباء الغمر 2: 361، وفيه خطأ:"أحمد بن قاضي الترك"، والضوء اللامع 1:292.

ص: 326

مفتي دار العدل *.

سمع عيسى المِطْعِم، وجماعة، وهو مكثر.

قال ابن حجر في بعض مؤلّفاته: كذا قرأتُ بخطّ القدسي، ولعلّه الذي قبله، انتهى.

والذي قبله هو كما قاله في "إنباء الغمر" أحمد بن محمد بن عمر بن الخضر بن مسلم الدمشقي شهاب الدين الحنفي، المعروف بابن خضر.

ولد سنة ستّ وسبعمائة.

كان يدري الفقة والأصول، ودرّس بأماكن.

وسمع من عيسى المطعم، والحجّار، وغيرهما.

وكان فاضلًا، حدّث بـ "دمشق".

ومات بها في رابع عشر شهر رجب، سنة خمس وثمانين وسبعمائة، عن ثمانين سنة تنقص يسيرا.

وكان جلدًا، قويًا.

ولي إفتاء دار العدل، بـ "دمشق"، وهو أول مَنْ وليه.

وشرح "الدرر" للقونوي، في مجلّدات. انتهى.

* * *

‌308 - الشيخ الفاضل أحمد بن خليل شرف، الشهير بحياتي زاده

،

* راجع: الطبقات السنية 1: 345. 346.

وترجمته في إنباء الغمر 1: 280، ولقبه فيه "بدر الدين"، والدرر الكامنة 1:138.

ص: 327

الالبستاني *.

أديب.

من مؤلّفاته: "روضة الأشراف في المضاف إليه والمضاف" في أربع مجلّدات، فرغ منها سنة 1289 هـ.

كان حيا سنة 1289 هـ.

* * *

‌309 - الشيخ الفاضل أحْمَد بن خير الدين الْكوز لحصاري الرُّومِي، الشهير بإسحاق خوجه سى نزيل "بروسة

" * *.

عالم مشارك في بعض العلوم.

توفى سنة 1120 عشْرين وَمِائَة وألف.

لَهُ "أقصى الأرب فِي تَرْجَمَة مُقَدّمَة الأدب" للزمخشري، و"أنفع الْوَسَائِل فِي تَرْجَمَة الشَّمَائِل"، و"حَاشِيَة على طوالع الأنوار"، و"صندوقة المعارف"، و"منشآت"، وَغير ذَلِك من الرسائل، و"وحدت نامه".

* * *

‌310 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي داود بن حريز ابن مالك بن

* راجع: هدية العارفين 1: 217.

وترجمته في إيضاح المكنون 1: 593.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 118.

وترجمته في هدية العارفين 1: 168، وإيضاح المكنون 2:54.

ص: 328

عبد الله بن سلام بن مالك -يتصل نسبه بإياد بن نزار بن معد بن عدنان- الإيادي، أبو عبد الله، القاضي *.

أصله من "البصرة"، وسكن "بغداد".

ويقال: إن اسم والده دعمي، ويقال: فرج. قال الخطيب البغدادي: والصحيح أن اسمه كُنيته.

وكانتْ ولادته كما نقله أبو العيناء عنه سنة ستين ومائة، وكان أسنّ من يحيى بن أكثم.

قال الخطيب: ولي القضاء للمعتصم، والواثق، وكان موصوفًا بالجود، وحسن الخلق، ووفور الأدب، غير أنه أعلن بمذهب الجهمية، وحمل الخليفة على امتحان العلماء بخلق القرآن.

وقال الدارقطني: هو الذي كان يمتحن العلماء في زمانه، وولي قضاء القضاة للمعتصم، والواثق، وكان هو الذي يولي قضاة البلاد كلّها من تحت يده، واستمرّ في أيام دولة المتوكّل، ثم صرف، وصودر.

* راجع: الطبقات السنية 1: 290 - 311.

وترجمته في البداية والنهاية 10: 219، وتاريخ بغداد 4: 141 - 156، وثمار القلوب 206، والجواهر المضية برقم 73، وشذرات الذهب 2: 92، والعبر 1: 431، وفضل الاعتزال وطبقات المعتزلة 105، والفهرست ص 3، 4، (من التكملة)، ولسان الميزان 1: 171، وميزان الاعتدال 1: 97، والنجوم الزاهرة 2: 300، 302، ووفيات الأعيان 1: 81 - 91، والوافي بالوفيات 7: 281 - 285، وكذا ورد:"بن حريز" وفي المصادر "بن جرير".

ص: 329

وقال أبو العيناء: كان أحمد بن أبي دُواد شاعرًا مجيدًا، فصيحًا، بليغًا، ما رأيتُ رئيسًا أفصح منه، وكان في غاية التأدّب، ما خرجتُ من عنده يومًا، فقال: يا غلام، خذْ بيده. بل كان يقول: اخرجْ معه. فكنتُ أفتقد هذا الكلام، فما أخل به قطّ، وما كنتُ أسمعها من غيره.

وقال النديم في "الفهرست": كان من كبار المعتزلة، تجرّد في إظهار المذهب، وذبّ عن أهله، وبالغ في العناية به، وكان من صنائع يحيى بن أكثم، وهو الذي أوصله إلى المأمون، ثم اتصل بالمعتصم، فغلب عليه، ولم يكن يقطع أمرًا دونه، ولم ير في أبناء جنسه أكرم منه.

وقال الصولي: كان يقال: أكرم من في دولة بني العبّاس البرامكة، ثم أحمد بن أبي دُواد، لولا ما وضع به نفسه من محبة المحنة بخلق القرآن، والمبالغة في ذلك، واللجاج فيه، وحمل الخلفاء عليه، ولولا ذلك لأجمعت الألسن على الثناء عليه، ولم يُضَفْ إلى كرمه كرمُ أحد.

ويقال: إنه لم يكن له أخ من إخوانه إلا بنى له دارًا، ووقف على ولده ما يغنيهم أبدًا، ولم يكن لأخ من إخوانه ولد إلا من جارية وهبها له.

ومما يحكى من كرمه، أنه انقطع شسعه، فناوله رجل شسعًا، فوهب له خمسمائة دينار.

ويروى أن الواثق أمر بعشرة آلاف درهم، لعشرة من بني هاشم، على يد ابن أبي دُواد، فدفعها إليهم، فكلّمه نظراؤهم من بني هاشم أيضًا، ففرّق فيهم عشرة آلاف درهم مثل أولئك، من مال نفسه، على أنها من عند الواثق، فبلغه ذلك، فقال: يا أبا عبد الله، ما لنا أكثر من مالك، فلم تغرم، وتضيف ذلك إلينا؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين، لو أمكنني أن أجعل ثواب حسناتي لك، وأجهد في عمل غيرها لفعلتُ، فكيف أبخل بمالٍ أنت ملّكتَنيه على أهلك، الذين يكثرون الشكر، ويتصاعف فيهم الأجر.

ص: 330

فوهبه الواثق ألف درهم، ففرّقها كلّها في بني هاشم.

وقال محمد بن عمر الرومي: ما رأيت أحضر حجّة من أحمد بن أبي دُواد؛ قال له الواثق يومًا: يا أبا عبد الله، رفعتْ إلي رقعة، فيها أنك وليتَ القضاءَ رجلًا أعمى.

قال: نعم، يا أمير المؤمنين، هذا رجل من أهل الفضل، وليتُه ثم بلغني أنه أصيب ببصره، فأردتُ أن أصرفه، فبلغني أنه عمى من كثرة بكائه على أمير المؤمنين المعتصم، فحفظت له ذلك، وأمرته أن يستخلف.

قال: وفيها أنك أجزت شاعرًا مدحك بألف دينار.

قال: نعم، أجزتُه بدونها، وهذا شاعر طائي -يعني أبا تمام- لو لم أحفظ له إلا قوله لأمير المؤمنين المعتصم، يحرضه على استخلافك، في قصيدة مدحه بها:

واشْدُدْ بهارونَ الخلافةَ إنَّهُ

سَكَنٌ لِوَحْشَتِها ودَارُ قَرارِ

فلقد عَلِمْتَ بأنَّ ذلك مِعْصمٌ

مَا كنتَ تَتْرُكُهُ بِغَيْر سوَارِ

فطرب، وأمر لأبي تمام بجائزة.

وقال له الواثق يومًا أخر: يا أحمد، لقد اختلّتْ بيوت الأموال بطلبتك لِلَّائذين بك.

فقال: إن نتائج شكرها متصلة بك، وذخائر أجرها مكتوبة لك.

فقال: لا منعتك بعدها.

وروى الخطيب أن عون بن محمد الكندي، قال: لعهدي بالكرخ بـ "بغداد"، وأن رجلًا لو قال: ابن أبي دُواد مسلم. لقتل في مكانه، ثم وقع الحريق بـ "الكرخ"، وهو الذي ما كان مثله قطّ، كان الرجل يقوم في صينيّة شارع "الكرخ"، فيرى السفن في "دجلة"، فكلّم ابن أبي دُواد المعتصم في

ص: 331

الناس، قال: يا أمير المؤمنين! رعيتك في بلدك، وبلد آبائك، نزل بهم هذا الأمر، فاعْطفْ عليهم بشيء يفرق فيهم؛ يمسك أرماقهم، ويبنون ما أنهم عليهم، ويصلحون أحوالهم.

فلم يزلْ ينازله، حتى أطلق له خمسة آلاف ألف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين! إن فرقها عليهم غيري خفتُ أن لا يقسمها بالسويّة، فأذنْ لي في تولي أمرها، ليكون الأجر أوفر، والثناء أكثر.

قال: ذلك إليك.

فقسمها على مقادير الناس، وما ذهب منهم نهاية ما يقدر عليه من الاحتياط، واحتاج إلى زيادة، فازدادها من المعتصم، وغرم ماله في ذلك غرمًا كثيرًا، فكانتْ هذه من فضائله، التي لم يكنْ لأحدٍ مِثلها.

قال عون: فلعهدي بـ "الكرخ" بعد ذلك، وأن إنسانًا لو قال: زِرُّ ابن أبي دُواد وَسِخ. لقتل مكانه.

وحدّث حريز بن أحمد بن أبي دُواد، قال: حدّثني على بن الحُسين الإسكافي، قال: اعتلّ أبوك، فعاده المعتصم، وكان معه، بغا، وكنت معه؛ لأني كنت أكتب لبغا، فقام، فتلقَّاه، وقال له: قد شفاني الله بالنظر إلى أمير المؤمنين.

فدعا له بالعافية، فقال له: قد تميّم الله شفائي، ومحق دائي بدعاء أمير المؤمنين.

فقال له المعتصم: إني نذرتُ إن عافاك الله أن أتصدّق بعشرة آلاف دينار.

فقال له: يا أمير المؤمنين! فاجعلْها لأهل الحرمين، فقد لقوا من غلاء الأسعار عنتا.

ص: 332

فقال: نويتُ أن أتصدّق بها ههنا، وأنا أطلق لأهل الحرمين مثلها.

ثم نهض، فقال: أمتع الله الإسلام وأهله ببقائك، يا أمير المؤمنين! فإنك كما قال النمري لأبيك الرشيد:

إن المكارم والمِعْرُوفَ أوْدِيَةٌ

أحَلَّكَ الله منها حَيثُ تجْتمِعُ

مَن لم تِكُنْ بأمِينِ الله مُعْتصِمًا

فليْسَ بالصَّلواتِ الخَمْسِ ينْتَفِعُ

فقيل للمعتصم في ذلك، لأنه عاده، وليس يعود إخوته وأجلاء أهله، فقال المعتصم: وكيف لا أعود رجلًا، ما وقعتْ عيني عليه قطّ إلا ساق إليَّ أجرًا، أو أوجَبَ لي شكرًا، أو أفادني فائدة تنفعني في ديني ودنياي، وما سألني حاجة لنفسه قطّ.

وروى الخطيب في "تاريخه" بسنده، عن ابن الأعرابي، أنه قال: سأل رجل قاضي القضاة أحمد بن أبي دُواد أن يحمله على عَيْر، فقال: يا غلام! أعطه عيرًا، وبرذونًا، وفرسًا، وجارية.

ثم قال، أما والله ولو عرفت مركوبًا غير هذا لأعطيتُك.

فشكر له الرجل، وقاد ذلك كلّه، ومضى، انتهى.

قلت: ومثل ذلك مرويٌ عن معن بن زائدة الشيباني، وهو متقدّم على ابن أبي دُواد في الجود والوجود، فلعلّ ابن أبي دُواد حكى مكارمه الوافرة، وضارع أخلاقه الظاهرة.

ومن لطيف ما يحكى هُنا، ويشهد لما ذكرنا، عن الصاحب أبي القاسم إسماعيل بن عباد، أنه كان يعجبه الخزّ، ويأمر بالاستكثار منه في داره، فنظر أبو القاسم الزعفراني يومًا إلى جميع ما فيها من الخدم والحاشية، وعليهم الخُزور الفاخرة الملونة، فاعتزل ناحية، وأخذ يكتب شيئًا، فنظر إليه الصاحب، وقال: عليّ به.

ص: 333

فاستمهل ريثما يتمّ مكتوبه، فأمر الصاحب بأخذ الدرج من يده.

فقام، وقال: أيّد الله مولانا:

اسْمعه مِمن قاله تزْدَدْ به

عَجَبًا فحسنُ الوردِ في أغصانِهِ

فقال: هات يا أبا القاسم!

فأنشده أبياتًا، منها:

سِوَاك يَعُدُّ الغِنَى مَا اقْتنى

وَيأمُرُهُ الحِرْصُ أن يُخْزُنا

وأنتَ ابنُ عَبِّاد المرْتَجى

تَعُدُّ نَوالَك نَيْلَ المِنى

وخَيْرُك مِن بَاسِطٍ كَفَّهُ

وَمِمَّنْ تَناءىَ قريبُ الجَنى

غَمَرْتَ الوَرى بصُنوفِ النَّدَى

فأصْغَرُ مَا مَلَكوهُ الْغِنى

وغادَرْتَ أشْعرَهُمْ مُفْحَمًا

وأشْكَرَهُمْ عَاجِزًا ألْكَنا

أيَا مَن عَطَايَاهُ تُهْدى الغنى

إلى راحتَيْ مَن نأى أو دنَا

كَسَوْتَ المقِيمين والزَّائِرينَ

كُسى لم يُخَلْ مثلُها مُمْكِنَا

وحَاشِيَةُ الدَّارِ يَمْشُونَ في

ضُرُوب من الخَزِّ إلا أنَا

ولَسْتُ أذكِّرُ بِي جَاريًا

عَلى العَهْدِ يُحْسِنُ أن يُحْسِنَا

فقال له الصاحب: قرأتُ في أخبار معن بن زائدة، أن رجلًا قال له: احملني أيها الأمير! فأمر له بناقة، وفرس، وبغل، وحمار، وجارية، ثم قال له: لو علمتُ مركوبًا غيرها لحملتُك عليه. وقد أمرنا لك من الخزّ بجبّة، ودراعة، وقميص، وسراويل، وعمامة، ومنديل، ومطرف، ورداء، وجورب، ولو علمنا لباسًا آخر يتّخذ من الخزّ أعطيناكه.

وقد بلغ حديث معن المذكور للمعلّى بن أيوب، فقال: رحم الله ابن زائدة، لو كان يعلم أن الغلام يركب لأمر له به، ولكنّه كان عربيًا خالصًا.

ص: 334

قلت: وقد ذكرت أنا هذه القصّة لبعض موالي "الديار الرومية"، فقال: لو كنتُ أنا مكان ابن زائدة ما أعطيتُه إلا الغلام فقط، إذ لا يركب غيره.

وعن محمد بن عبد الملك الزيّات الوزير، قال: كان رجل من ولد عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، لا يلقى أحمد بن أبي دُواد إلا لعنه، ودعا عليه، سواء وجده منفردًا، أو في محفل، وأحمد لا يردّ عليه؛ فاتّفق أن عرضت للعمري حاجة عند المعتصم، فسألني أن أرفع قضيّته، فخشيتُ أن يعارض أحمد، فامتنعتُ، فألحّ عليّ، فأخذتُ قصّته، ودخلتُ إلى المعتصم، فلم أجدْ أحمد، فاغتنمتُ غيبته، ودفعتُ له قصّة الرجل، فدخل أحمد وهي في يده، فناولها له، فلمّا رأى اسمه، وفيه أنه من ذرّية عمر بن الخطّاب، قال: يا أمير المؤمنين! عمر ابن الخطّاب يا أمير المؤمنين! عمر بن الخطّاب، تقضي لولده كلّ حاجة.

فوقع بقضاء حاجته، وأخذت القصّة، ودفعتها للرجل، وقلت له: اشكر القاضي، فهو الذي اعتنى بك، حتى قضيت حاجتك.

فجلس الرجل، حتى خرج أحمد، فقام إليه، فجعل يدعو له، ويشكره، فالتفت إليه أحمد، وقال له: اذهب عافاك الله، فإني إنما فعلت ذلك لعمر، لا لك.

ومن أخباره الشنيعة المتلقة بأمر المحنة بالقول بخلق القرآن، وبقيامه في ذلك، على وجه الاختصار، ما حكاه ابن السبكي في "الطبقات الكبرى" في ترجمة الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله تعالى، قال: ذكر الداهية الدهيا، والمصيبة العُظمى، وهي محنة عُلماء الزمان، ودعاؤهم إلى القول بخلق القرآن، وقيام أحمد بن حنبل الشيباني، وابن نصر الخزاعي، مقام الصدّيقين، وما اتفق في تلك الكاينة من أعاجيب، تناقلتْها الرواة على ممرّ السنين.

ص: 335

كان القاضي أحمد بن أبي دُواد ممن نشأ في العلم، وتضلّع بعلم الكلام، وصحب فيه صباح بن العلاء السلمي، صاحب واصل بن عطاء، أحد رءوس المعتزلة، وكان ابن أبي دُواد رجلًا فصيحًا، قال أبو العيناء: ما رأيت رئيسا قطّ أفصح ولا أنطق منه، وكان كريمًا ممدَّحًا، وفيه يقول بعضهم:

لقد أنْسَتْ مَسَاويَ كُلِّ دَهْرٍ

مَحَاسِنُ أحمدَ بن أبي دُوَادِ

ومَا طَوَّفْتُ في الآفَاقِ إلَّا

ومِن جَدْوَاك رَاحِلَتي وزَادِي

مُقِيمُ الظَّنِّ عندك والأمَانِي

وإن قلقتْ رِكابِي في البلادِ

وكان معظمًا عند المأمون أمير المؤمنين، يقبل شفاعته، ويُصغي إلى كلامه، وأخباره في هذا كثير، فدسّ ابن دُواد له القول بخلق القرآن، وحسّنه عنده، وصيّره يعتقده حقًا مُبينًا، إلى أن أجمع رأيه في سنة ثمان عشرة ومائتين، على الدعاء إليه، فكتب إلى نائبه على "بغداد"، إسحاق بن إبراهيم الخزاعي، عمّ طاهر بن الحسين، في امتحان العلماء كتابًا، يقول فيه: كذا وكذا.

ثم ساق الكتاب، وجوابه، وأخبارًا أخر تتعلّق بالإمام أحمد وغيره، أضربنا عنها خوف الإطالة، إذ المراد بيان أن السبب في هذه المحنة العظمى هو ابن دُواد، وذكر يسير من أخباره المتعلّقة بها، وأما حصرها فلا سبيل إليه.

فعن أحمد بن المعدل، أن ابن أبي دُواد كتب إلى رجل من أهل "المدينة": إن تابعت أمير المؤمنين في مقالته استوجبت المكافأة الحسنة.

فكتب إليه: عصمنا الله وإياك من الفتنة، والكلام في القرآن بدعةٌ، يشترك فيه السائل والمجيب؛ لتعاطي السائل ما ليس له، وتكلّف المجيب ما

ص: 336

ليس عليه، ولا نعلم خالقًا إلا الله، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا نعلم غير ذلك، والسلام.

وروى الخطيب في "تاريخه" أن طاهر بن خلف، قال: سمعتُ محمد بن الواثق، الذي يقال له: المهتدي بالله، يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلًا أحضرنا ذلك المجلس، فأتى بشيخ مقيّد، فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه. يعني ابن أبي دُواد.

قال: فأدخل الشيخ، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين!

فقال: لا سلّم الله عليك.

فقال: يا أمير المؤمنين! بئس ما أدبك به مؤدّبك، قال الله تعالى:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} ، والله ما حيّيتني بها، ولا بأحسن منها.

فقال ابن أبي دواد: يا أمير المؤمنين! هذا رجل متكلّم.

فقال له: كلّمه.

فقال: يا شيخ! ما تقول في القرآن؟ قال الشيخ: لم تنصفني المسألة، أنا أسألك قبل.

فقال له: سلْ.

فقال الشيخ: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق.

فقال الشيخ: هذا شيءٌ علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والخلفاء الراشدون، أم شيٌ لم يعلموه؟ فقال: شيءٌ لم يعلموه.

فقال: سبحان الله! شئٌ لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا عليٌ، ولا الخلفاء الراشدون، علمتَه أنت! قال: فخجل ابن أبي دُواد.

ص: 337

وقال: أقلني.

قال: والمسألة بحالها؟ قال: نعم.

قال: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق.

فقال: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليٌ، والخلفاء الراشدون، أم لم يعلموه؟ فقال: علموه، ولم يدعوا الناس إليه.

قال: أفلا وَسعك ما وسعهم!! قال: ثم قام أبي، فدخل مجلس الخلوة، واستلقى على قفاه، ووضع إحدى رجليه على الأخرى، وهو يقول: هذا شيءٌ لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا الخلفاء الراشدون، علمتَه أنت، سبحان الله، هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والخلفاء الراشدون، ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم.

ثم دعا الحاجب، وأمره أن يرفع عن الشيخ قيوده، ويعطيه أربعمائة دينار، ويأذن له في الرجوع، وسقط من عينه ابن أبي دواد، ولم يمتحن بعد ذلك أحدًا. انتهى.

وقد أنكر ابن السبكي في "طبقاته" أن يكون صدر من ابن أبي دواد مثل هذا الكلام، الذي تنبو عنه الأسماع، وتنفر منه الطباع، وهو قوله:"شيءٌ لم يعلموه"، فقال: وكان من الأسباب في رفع الفتنة، أن الواثق أتى بشيخ مقيّد، فقال له ابن أبي دواد: يا شيخ! ما تقوله في القرآن، أمخلوقٌ هو؟

فقال له الشيخ: لم تنصفني المسألة، أنا أسألك قبل الجواب، هذا الذي تقول يا ابن أبي داود من خلق القرآن شيء علمه رسول الله صلى الله عليه

ص: 338

وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، رضي الله تعالى عنهم، أو جهلوه؟ فقال: بل علموه.

فقال: هل دعوا الناس إليه، كما دعوتهم أنت، أو سكتوا؟ قال: بل سكتوا.

قال: فهلا وسعك ما وسعهم من السكوت! فسكت ابن أبي دواد، وأعجب الواثق كلامه، وأمر بإطلاق سبيله، وقام الواثق من مجلسه، وهو على ما حكى يقول: هلا وسعك ما وسعهم. يكرّر هذه الكلمة.

وكان ذلك من الأسباب في خمود الفتنة، وإن كان رفعها بالكلّية إنما كان على يد المتوكّل.

قال: -أعني ابن السبكي- وهذا الذي أردناه في هذه الحكاية هو ما ثبت من غير زيادة ولا نقصان، ومنهم من زاد فيها ما لا يثبت، فاحفظْ ما أثبتناه، ودعْ ما عداه، فليس عند ابن أبي دُواد من الجهل ما يصل به إلى أن يقول: جهلوه. وإنما نسبة هذا إليه تعصّب عليه، والحقّ وسط، فابن أبي دواد مبتدع، ضالّ مبطل لا محالة، ولا يستدعي أمره أن يدعي شيئًا ظهر له، وخفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، كما حكي عنه في هذه الحكاية، فهذا معاذ الله أن يقوله أو يظنّه أحدٌ يتزيّى بزيّ المسلمين، ولو فاه به ابن أبي دواد لفرق الواثق من ساعته بين رأسه وبدنه. قال: وشيخنا الذهبي، وإن كان في ترجمة ابن أبي دواد حكى الحكاية على الوجه الذي لا نرضاه، فقد أوردها في ترجمة الواثق من غير ما وجه على الوجه الثابت.

قال: وقد دامتْ هذه المحنة شطرًا من خلافة المأمون، واستوعبت خلافة المعتصم والواثق، وارتفعتْ في خلافة المتوكّل.

ص: 339

وقد كان المأمون الذي افتتحت في أيامه، وهو عبد الله المأمون بن هارون الرشيد، ممن عُني بالفلسفة، وعلوم الأوائل، ومهر فيها، واجتمع عليه جمع من علمائها، فجرّه ذلك إلى القول بخلق القرآن.

قال: وذكر المؤرّخون أنه كان بارعاً في الفقه، والعربية، وأيام الناس، وكان ذا حزمٍ، وحُكم، وعلم، ودهاء، وهيبة وذكاء، وسماحة، وفطنة، وفصاحة، ودين.

قيل: ختم في رمضان ثلاثًا وثلاثين ختمة، وصعد في يوم منبرًا، وحدّث، فأورد بسنده نحوًا من ثلاثين حديثًا، بحضور القاضي يحيى بن أكثم، ثم قال له: يا يحيى! كيف رأيت مجلسنا؟ فقال: أجلّ مجلس يفقه الخاصّة والعامّة.

فقال: ما رأيت له حلاوة، إنما المجالس لأصحاب الخلقان والمحابر.

وقيل: تقدّم إليه رجل غريب، بيده محبرة، قال: يا أمير المؤمنين! صاحب حديث، منقطع به السبيل.

فقال: ما تحفظ في باب كذا؟ فلم يذكر شيئًا.

قيل: فما زال المأمون يقول: حدّثنا هُشيم، وحدّثنا يحيى، وحدّثنا حجّاج، حتى ذكر الباب.

ثم سأله عن باب آخر، فلم يذكر فيه شيئًا.

قيل: فقال المأمون: حدّثنا فلان، وحدّثنا فلان، إلى أن قال لأصحابه: يطلب أحدُهم الحديث ثلاثة أيام، ثم يقول: أنا من أصحاب الحديث! أعطوه ثلاثة دراهم.

قال: وكان المأمون من الكرم بمكان مكين، بحيث إنه فرق في ساعة ستة وعشرين ألف ألف درهم، وحكايات مكارمه تستوعب الأوراق، وإنما

ص: 340

اقتصر في عطاء هذا السائل -فيما نراه والله أعلم- لما رأى منه من المعلّم وليس هو هناك، ولعلّه فهم عنه التعاظم عليه بالعلم، كما هو شأن كثير ممن يدخل إلى الأمراء، ويظنّهم جهلة، على العادة الغالبة.

وكان المأمون كثير العفو والصفح، ومن كلامه: لو علم الناس حبي للعفو لتقرّبوا إليّ بالجرائم، وأخاف أن لا أؤجر فيه. يعني لكونه طبعًا له.

قال يحيى بن أكثم: كان المأمون يحلم حتى يغيظنا.

وقيل: إن ملاحًا مرّ والمأمون جالس، فقال: أتظنّون أن هذا ينبل في عيني، وقد قتل أخاه الأمين؟ فسمعه المأمون، وظنّ الحاضرون أنه سيقضي عليه، فلم يزدْ على أن تبسم، وقال: ما الحيلة، حتى أنبل في عين هذا السيّد الجليل.

قال -أعني ابن السبكي-: ولسنا نستوعب ترجمة المأمون، فإن الأوراق تضيق بها، وكتابنا غير موضوع لها، وإنما غرضنا أنه كان من أهل العلم والخير، وجرّه القليل الذي كان يدريه من علوم الأوائل، إلى القول بخلق القرآن، كما جرّه اليسير الذي كان يدريه في الفقه، إلى القول بإباحة متعة النساء، ثم لم يزلْ به يحيى بن أكثم، رحمه الله تعالى، حتى أبطلها، وروى له حديث الزهري، عن ابني الحنفية، عن أبيها محمد بن علي، رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم "خيبر". فلمّا صحّ له الحديث، رجع إلى الحق.

وأما مسألة خلق القرآن فلم يرجعْ عنها، وكان قد ابتدأ بالكلام فيها، في سنة اثنتي عشرة، ولكن لم يصمم ويحمل الناس، إلا في سنة ثمان عشرة، ثم عوجل، ولم يمهل، بل توجّه غازيًا إلى أرض "الروم"، فمرض، ومات، في سنة ثمان عشرة ومائتين.

ص: 341

واستقلّ بالخلافة أخوه المعتصم محمد بن هارون الرشيد، بعهد منه، وكان ملكًا شجاعًا، بطلًا مهيبًا، وهو الذي فتح عمورية، وقد كان المنجّمون قضوا بأنه يكسر، فانتصر نصرًا مؤزّرًا، وأنشد فيه أبو تمام قصيدته السائرة، التي أولها:

السَّيفُ أصْدَقُ أنْباءً من الكُتُب

في حَدِّه الحَدُّ بين الجِدِّ واللعبِ

والعلمُ في شُهُبِ الأرْمَاحِ لامِعَةً

بَيْن الخَمِيسَيْن لا في السَّبْعةِ الشُّهُبِ

أيْنَ الرِّوَايةُ أمْ أيْنَ النُّجومُ وَمَا

صَاغُوهُ مِن زُخْرُفٍ فيها ومن كذِبِ

تخرُّصًا وأحَاديثًا مُلفَّقةً ليْسَتْ بنَبْعٍ إذا عُدَّتْ ولا غَرَبِ قال: ولقد تضيق الأوراق عن شرح ما كان عليه من الشجاعة والمهابة والمكارم، والأموال، والخيل، والدهاء، وكثرة العسكر، والعُدَد، والعَدَد.

وقال الخطيب: ولكثرة عسكره، وضيق "بغداد" عنه، بنى "سامرا"، وانتقل بالعساكر إليها، وسمّيت العسكر.

ويقال: بلغ عدّة غلمانه الأتراك فقط، سبعة عشر ألفًا.

وقيل: إنه كان عريًا من العلم، مع أنه رويتْ عنه كلمات تدلّ على فصاحة ومعرفة.

قال أبو الفضل الرياشي: كتب ملك "الروم"، لعنه الله، إلى المعتصم، يتهدّده، فأمر بجوابه، فلمّا قرئ عليه الجواب لم يرضه، وقال للكاتب: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد! فقد قرأتُ كتابك، وسمعتُ خطابك، والجواب ما ترى، لا ما تسمع، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار.

ومن كلامه: اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي، ولا أخافك من قبلك، وأرجوك من قبلك، ولا أرجوك من قبلي.

ص: 342

* قال ابن السبكي: والناس يستحسنون هذا الكلام منه، ومعناه أن الخوف من قبلي؛ لما اقترفته من الذنوب، لا من قبلك؛ فإنك عادل لا تظلم، فلولا الذنوب لما كان للخوف معنى. وأما الرجاء، فمن قبلك؛ لأنك متفضّل، لا من قبلي، لأنه ليس عندي من الطاعات والمحاسن ما أرتجيك به.

قال: والشقّ الثاني عندنا صحيح لا غبار عليه.

وأما الأول، فإنا نقول: إن الربّ تعالى يخاف من قبله، كما يخاف من قبلنا؛ لأنه الملك القهّار، يخافه الطائعون والعصاة، وهذا واضح لمن تدبّره.

قال المؤرّخون: ومع كونه كان لا يدري شيئًا من العلم، حمل الناس على القول بخلق القرآن.

قال ابن السبكي: لأن أخاه المأمون أوصى إليه بذلك، وانضمّ إلى ذلك القاضي أحمد ابن أبي دواد، وأمثاله من فقهاء السوء، وإنما يتلف السلاطين فسقة الفقهاء؛ فإن الفقهاء ما بين صالح وطالح، فالصالح غالبًا لا يتردّد إلى أبواب الملوك، والطالح غالبًا يترامى عليهم، ثم لا يسعه إلا أن يجري معهم على أهوائهم، ويهون عليهم العظائم، ولهو على الناس شرّ من ألف شيطان، كما أن صالح الفقهاء خير من ألف عابد، ولولا اجتماع فقهاء السوء على المعتصم، لنجاه الله مما فرط منه، ولو كان الذين عنده من الفقهاء على حقّ لأروه الحقّ أبلج واضحًا، ولأبعدوه عن ضرب مثل الإمام أحمد، ولكن ما الحيلة والزمان بني على هذا! أو بهذا تظهر حكمة الله في خلقه.

ومات المعتصم، في سنة سبع وعشرين ومائتين.

ص: 343

وولي الواثق بالله أبو جعفر هارون بن المعتصم بن الرشيد، وكان مليح الشعر، يروى أنه كان يحب خادمًا أهدي له من "مصر"، فأغضبه الواثق يومًا، ثم إنه سمعه يقول لبعض الخدم: والله إنه ليروم أن أكلمه من أمس، فلم أفعل. فقال الواثق في ذلك:

يَا ذَا الذي بِعَذَابي ظَلَّ مُفْتَخِرًا

مَا أنتَ إلا مَلِيكٌ جَارَ إذْ قدَرَا

لَوْلا الهَوَى لَتَجَارَيْنا على قَدَرٍ

وإن افِقْ منه يومًا مَا فسَوْفَ تَرَى

وقد ظرف عبادة المخنث، حيث دخل إليه، وقال: يا أمير المؤمنين! أعظم الله أجرك في القرآن.

قال: ويلك، القرآن يموت!! قال: يا أمير المؤمنين! كلّ مخلوق يموت، بالله من يصلّي يا أمير المؤمنين! بالناس التراويح إذا مات القرآن؟ فضحك الخليفة، وقال: قاتلك الله، أمسك.

قال الخطيب: وكان ابن أبي دواد قد استولى عليه، وحمله على تشديد المحنة.

قال ابن السبكي: وكيف لا يشدّد المسكين فيها، وقد أقروا في ذهنه أنه حقّ يقربه إلى الله تعالى، حتى إنه لما كان الفداء، في سنة إحدى وثلاثين ومائتين، واستفكّ الواثق من طاغية "الروم" أربعة آلاف وستمائة، قال ابن أبي دواد، على ما حُكي عنه ولكن لم يثبت عندنا: من قال من الأسارى القرآن مخلوق خلّصوه وأعطوه دينارين، ومن امتنع دعوه في الأسر.

وهذه الحكاية إن صحّتْ عنه دلّتْ على جهل عظيم، وإفراط في الكفر.

هذا من الطراز الأول، فإذا رأى الخليفة قاضيًا يقول: هذا الكلام، أليس يوقعه في أشدّ مما وقع منه؟! فنعوذ بالله من علماء السوء، ونسأله التوفيق والإعانة. انتهى.

ص: 344

ولنرجع إلى أخبار أحمد: روى عن الحسن بن ثواب، قال: سألت أحمد بن حنبل عمّن يقول: القرآن مخلوق.

قال: كافر.

قال: فابن أبي دواد؟ قال: كافر بالله العظيم.

قلت: بماذا كفر؟ قال: بكتاب الله تعالى، قال الله تعالى:{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} ، فالقرآن من علم الله، فمن زعم أن علم الله مخلوق فهو كافر بالله العظيم.

وقال أبو حَجَّاج الأعْرَابي يَهْجُوهُ:

نكَسْت الدِّينَ يَا ابْن أبي دُواد

فأَصْبحَ من أطَاعَك في ارْتِدادِ

زَعَمْت كلامَ رَبَّك كان خَلْقًا

أمَالَكَ عند رَبِّك مِن مَعَادِ

كَلامُ الله أنْزَلهُ بعِلْمٍ

وأوْحَاه إلى خَيْر العِبَادِ

ومَن أمْسَى ببَابِك مُسْتَضيفًا

كمَن حَلَّ الفَلاةَ بغَيْرِ زَادِ

لقد أظْرَفْتَ يَا ابن دُوَادٍ

بقولكَ إِنِّنِي رَجُلٌ إِيادِي

قلت: قد ظلمهُ هذا الشاعر، بنسبته إلى البخل، مع ما قدّمنا ذكره عنه من المكارم، وحسن الصنيع إلى من يعرف ومن لا يعرف، حتى لعدوّه، وأحسن منه قول بعضهم يهجوه أيضًا:

لَوْ كنتَ في الرَّأي مَنْسُوبًا إلى رَشَدِ

أوْ كان عَزْمُك عَزما فيه توْفيقُ

لَكان في افقهِ شُغلٌ لو قنَعْت به

من أنْ تقولَ كَلامُ اللهِ مخلوقُ

ماذا عَليك وأصلُ الِّين يَجْمَعُهُمْ

مَا كانَ في الفَرْعِ لولَا الجهلُ والموقُ

وفي "تاريخ الخطيب" عن أبي الهُذيل، قال: دَخلتُ على ابن أبي دواد، وابنُ أبي حفصة ينشده هذه الأبيات:

فقُلْ للفاخرين عَلى نِزارٍ

ومنْها خِنْدَف وبنو إياد

ص: 345

رسول الله والخلفاء منَّا

ومنا أحمدُ بن أبي دواد

قال: فقال لي: كيف تسمع يا أبا الهُذيل؟ فقلت: هذا يضع الهناء مواضع النقب.

ثم إن أبا الهذيل نقض على ابن أبي حفصة، فقال:

فقُل للفاخرين علَلَى نِزارٍ

وهُمْ في الأرضِ سَادَاتُ العبَادِ

رَسُولُ اللهِ وَالْخُلَفاءُ منَّا

ونَبْرَأ من دَعِيّ بَنِي إيَادِ

ومَا مِنَّا إيَادٌ إذْ أقَرَّتْ

بدَعْوةِ أحمدَ بن أبي دُواد

فبلغ ابن أبي دُواد قوله، فقال: مَا بلغ مني أحدٌ ما بلغ هذا الكلام، ولو لا أني أكره أن أُنبه عليه، لعاقبته عقابًا لم يعاقب أحدٌ مثله، جاء إلى منقبة كانت لي، فنقضها عروة عروة.

كذا عزاه الخطيب إلى ابن أبي حفصة وأبي الهُذيل، وقال الصلاح الصفدي، في كتاب "المجاراة والمجازاة": إن الأبيات الأول لمروان بن أبي الجنوب، والأبيات الثانية لأبي الهفان المهزمي. والله أعلم.

وروى أن ابن أبي دواد، كان بينه وبين محمد بن عبد الملك الزيّات، وزير المعتصم، مناقشات وشحناء، حتى قيل: إن أحمد قال له مرّة: والله ما أجيئك مُتكثرًا بك من قلّة، ولا متعززًا بك من ذلّة، ولكن أمير المؤمنين رتبك رتبة أوجبت لقاك، فإن لقيناك فله، وإن تأخرنا عنك فلك. ثم نهض من عنده.

قال ابن خلكان: وكانتْ وفاته بعد موت الوزير المذكور بسبعة وأربعين يومًا.

قال: ولما حصل له الفالج، ولي القضاء موضعه ابنه أبو الوليد محمد، ولم تكن طريقته مرضية، وكثر ذامّوه، وقلّ شكروه، حتى قال إبراهيم بن العبّاس الصولي:

ص: 346

عَفَّتْ مَسَاوٍ تَبَدَّتْ منكَ ظاهِرةٌ

على مَحاسِنَ أبْقاها أبوكَ لكَا

قِفْ قد تقدَّمتَ أبْناء الكرامِ به

كما تقدَّمَ آبَاءُ اللِّئام بِكا

قال ابن خلكان: ولعمري، لقد بالغ في طرفي المدح والذمّ، وهو معنى بديع.

قال: واستمرّ على القضاء إلى سنة تسع وثلاثين ومائتين، فسخط المتوكّل على القاضي أحمد وولده محمد، فأخذ من الولد مائة ألف دينار، وعشرين ألف دينار، وجوهرًا بأربعين ألف دينار، وسَيَّرهُ إلى "بغداد" من سُرّ من رأى، وفوّض القضاء إلى يحيى بن أكثم الصيفي

(1)

.

وقال بعض البصريين يهجوه، حين بلغه أنه فُلج:

أفَلَتْ نُجُومُ سُعودِك ابنَ دُوَادِ

وَبَدتْ نُحُوسُكَ في جميع إيَادِ

فَرِحَتْ بمَصْرَعِكَ البَرِيَّةُ كُلُّها

مَن كَان منها مُوقنًا بمعَادِ

لم يَبْقَ منكَ سِوَى خَيَالٍ لامِعٍ

فوق الفِرَاشِ مُمَهَّدًا بوِسادِ

وَخَبتْ لَدَى الخلفاء نارٌ بَعْدَ مَا

قد كنت تَقْدحُهَا بكُلِّ زِنادِ

أطْغاك يا ابنَ أبي دُوادٍ رَبُّنا

فجَرَيْتَ في مَيْدَان إخْوةٍ عَاد

لم تَخْشَ مِن رَبِّ السَّماءَ عُقوبَةً

فسَنَنْتَ كلَّ ضَلالةٍ وفَسَادِ

كمْ مِن كَريمةِ مَعشرٍ أرْمَلتها

وَمُحَدِّث أوْثَقْتَ بالأقْيادِ

كمْ من مَسَاجد قد مَنْعتَ قُضاتَها

مِن أن تُعدّلَ شاهدًا برَشَادِ

كم مِن مَصابيحٍ لهَا أطْفَيْتَهَا

كيمَا تُزِلَّ عن الطَّريق الهَادي

إن الأسارَى في السُّجُونِ تفَرَّجُوا

لما أتَتْكَ مَوَاكب العُادِ

وغَدَا لمِصْرَعك الطبيبُ فلم يجِدْ

لعلاجِ مَا بِكَ حِيلَةَ المِرْتادِ

(1)

ذكرت مصادر الترجمة أن ابن داود توفي سنة أربعين ومائتين.

ص: 347

لَا زالَ فَالِجُكَ الذي بكَ دَائِمًا

وفُجِعْتَ قبلَ الموتِ بالأوْلادِ

وأبَا الوَليدِ رَأيْتَ في أكْتافِهِ

سَوْطَ الخليفةِ مِن يدَىْ جَلَّادِ

وَرَأيْتَ رَأسَك في الخُشوبِ مُعَلَّقًا

فوقَ الرُّءوُسِ مُعَلِّما بسَوَادٍ

قال الخطيب: وأبو الوليد هذا، هو ابن أحمد بن أبي دُواد، واتفق أنه مات هو وأبوه منكوبين، وكان بين وفاتيهما نحو شهر، هو في ذي الحِجّة، سنة تسع وثلاثين ومائتين، وأبوه في المحرّم، سنة أربعين ومائتين، يوم السبت، لتسع بقين منه.

ومن شعر أحمد، وقد بلغه أن شخصًا هجا ابن الزيّات الوزير بسبعين بيتًا، وقيل: إن ابن الزيات هو الذي قال السبعين بيتًا في هجو أحمد، فقال:

أحْسَنُ من سَبْعين بَيْتًا هِجًا

جَمْعُك مَعْناهُنَ في بَيْتِ

مَا أحْوَجَ المِلْكَ إلى مَطْرَةٍ

تغْسلُ عَنْهُ وَضَرَ الزَّيْتِ

فبلغ ابن الزيّات ذلك، فقال:

يَا ذا الذى يَطْمَعُ في هَجْونا

عَرَّضْتَ بي نفسَك للموْتِ

الزيتُ لا يُزْري بأحْسابنَا

أحْسَابُنا مَعْرُوفَةُ البَيْتِ

قَيَّرْتُمُ المِلْكَ فلمْ يُنقِهِ

حتى غسَلنا القارَ بالزَّيتِ

وفي هذا إشارة إلى ما يقال: من أنه كان في أجداد أحمد. من يبيع القار.

ومن مختار شعر أبي تمام في مدحه قوله:

أأحْمَدُ إنَّ الحاسِدينَ كثيرُ

ومَالَك إن عُدَّ الكِرامُ نَظِيرُ

حَلَلْتَ مَحلًا فاضلًا مُتقادِمًا

مِنَ الفخرِ والمجدُ القديمُ فَخورُ

وكُلُّ غنِيٍّ أوْ فقير فإنِّهُ

إليكَ وإن نَالَ السَّماء فَقِيرُ

إليكَ تَناهى المِجْدُ مِن كُلِّ وِجْهَةٍ

يَصيرُ فما يَعْدُوكَ حيثُ تَصيرُ

وبَدْرُ إيادٍ أنتَ لا يُنْكرونه

كذاك إيادٌ للأنام بُدُورُ

ص: 348

تجنَّبْتَ أن تُدْعَى الأمِير تواضُعًا

وأنت لمِن يُدْعى الأميرَ أميرُ

فمَا مِن نَدى إلا إليكَ مَحَلَّهُ

ولا رِفْعة إلا إليكَ تَسيرُ

وقال أيضًا، من قصيدة في مدحه:

أيَسْلُبُنى ثَراء المالِ رَبِّي

وأطلُبُ ذَاكَ مِن كَفٍّ جَمَادِ

زعمتُ إذًا بَأنَّ الجُودَ أضْحى

لهُ رَبٌ سوَى ابن أبي دُوَادِ

ومن كلام أحمد الذي ينبغي أن يكتب بماء الذهب: ثلاثةٌ ينبغى أن ييجّلوا، وتعرف أقدارهم: العلماء، والولاة، والإخوان؛ فمن استخفّ بالعلماء أهلك دينه، ومن استخفّ بالولاة أهلك دنياه، ومن استخفّ بالإخوان أهلك مروءته.

وحكى عنه ولده، أنه كان إذا صلى رفع يديه، وقال:

مَا أنت بالسبب الضعيف وإنما

نُجْحُ الأمور بقُوةِ الأسْبابِ

اليوم حاجتنا إليك وإنما

يُدعى اللبيب لساعةِ الأوصاب

قال أبو بكر بن دريد: كان ابن أبي دواد مألفًا لأهل الأدب، من أيّ بلد كانوا، وكان قد ضمّ منهم جماعة يعولهم ويمونهم، فلمّا مات حضر ببابه جماعة منهم، وقالوا: يدفن من كان على ساقة الكرم، وتاريخ الأدب، ولا نتكلّم، إن هذا وهن وتقصير.

فلما طلع سريره قام إليه ثلاثة منهم، فقال أحدهم:

اليَومَ مات نظامُ المِلْكِ وَاللَّسَنِ

ومات مَن كان يُستعدَى على الزَّمَنِ

وأظلمَت سُبُلُ الآدابِ إذ حُجِبَتْ

شَمْسُ المِكارم في غَيْمٍ مَن الكَفَنِ

وتقدم الثاني، فقال:

ترك المِنابر والسريرَ تواضُعًا

ولهُ مَنابرُ لو يَشا وسَريرُ

ولغَيْرِه يُجْبى الخَراجُ وإنمَا

يُجْبى إليه مَحامِدٌ وأجُورُ

ص: 349

وتقدم الثالث، فقال: وليسَ فَتِيقَ المِسْك رِيحُ حَنُوطِهِ ولكنهُ ذَاك الثَّناءُ المِخَلَّفُ.

وليسَ صَرِيرَ النَّعْشِ مَا تَسْمَعُونَهُ

ولكنهُ أصْلابُ قومٍ تَقَصَّفُ

هذا، وقد أطلقنا عنان القلم في ترجمة أحمد، ومع ذلك لو رُمنْا حصر محاسنه، وما يؤثر عنه من مكارم الأخلاق، ومن مساويها التي تُعزى إليه في أمر المحنة، لكل لسان القلم، وقصر باع الاطلاع.

وفيما ذكرناه كفاية لمن أراد الوقوف على حاله، وما كان عليه من الحسن والقبح. تجاوز الله عنه، إنه جواد كريم.

* * *

‌311 - الشيخ الفاضل أحمد بن داود بن محمد الأودني، أبو نصر

*.

* راجع: الطبقات السنية 1: 346.

وترجمته في تبصير المنتبه 1: 51، والجواهر المضية برقم 105، المشتبه للذهبي 35.

وتأتي ترجمة أبيه.

والأودني: نسبة إلى قرية من قرى "بخاري"، يقال لها:"أودنة"، الأنساب 52 ظ، اللباب 1:74.

ويذكر ياقوت في معجم البلدان 1: 399، أن أودنة بضم الهمزة وفتحها، وأنه ربما اختلفت الرواية في هذا الضبط، ويذكر والد المترجم في "أودنة" بفتح الهمزة، وضبطها بالفتح الذهبي، وبالضم السمعاني، وابن الأثير، وابن حجر.

ص: 350

تفقّه بأبيه، وروى عنه.

روى عنه عمر بن منصور البخاري.

قاله في "الجواهر".

* * *

‌312 - الشيخ الفاضل أحمد بن داود أبو حنيفة، الدينوري

*.

صاحب "كتاب النبات"، أحد العلماء المشهورين في اللغة.

ذكره أبو القاسم مسلمة بن القاسم الأندلسي في "الذيل"، الذي ذيّل به على "تاريخه الكبير" في أسماء المحدّثين، وقال: فقيه، حنفي الفقه.

وله من المصنفات: "كتاب الفصاحة"، و "كتاب الأنوار" و"كتاب القبلة"، و"كتاب حساب الدور"، و"كتاب الوصايا"، و"كتاب الجبر والمقابلة"، و"كتاب إصلاح المنطق".

مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

* راجع: الطبقات السنية 1: 346 - 351.

وترجمته في إنباه الرواة 1: 41 - 44، وإيضاح المكنون 1: 43، 368، 279، 321، 421، 680، وبغية الوعاة 1: 306، والبداية والنهاية 11: 72، والجواهر المضية برقم 1: 67، وخزانة الأدب 1:54. 55، والفهرست 116، والكامل 7: 475، وكشف الظنون 1: 108، 280، 447، 614، 644، 907، 2: 1399، 1407، 1446، 1548، والمختصر لأبي الفدا 2: 60، ومعجم الأدباء 3: 26 - 32، ونزهة الألباب 240، والوافي بالوفيات 6: 377 - 379، وانظر مقدمة الأستاذ عبد المنعم عامر لتحقيق الأخبار الطوال.

ص: 351

كذا في "الجواهر المضيئة".

وذكر له ابن شهبة، في "طبقات اللغويين والنحاة"، ترجمة تليق بشأنه، لا بأس بإيرادها كما هي، فقال: أحمد بن داود الإمام أبو حنيفة الدينوري اللغوي، مؤلّف "كتاب النبات"، وغيره.

أخذ عن البصريين، والكوفيين، وأكثر عن ابن السكّيت.

وكان لغويًا، مُهندسًا، منجّمًا، حاسبًا، راوية، ثقة فيما يرويه، ويحكيه.

قال ياقوت في "معجم الأدباء": قال أبو حيان التوحيدي، في كتاب "تفريظ الجاحظ": قال عبد الله بن حَمُّود الزُّبَيْدي، وكان من أصحاب السيرافي، قلت للسيرافي: قد اختلف أصحابنا في بلاغه الجاحظ، وأبي حنيفة الدينوري صاحب "النبات"، ووقع الرضا بحكمك، فما قولك؟ فقال: أن أحقر نفسى عن الحكم لهما وعليهما.

فقلت: لا بدّ من قول.

فقال: أبو حنيفة أكثر ندارة، وأبو عثمان أكثر حلاوة، ومعاني أبي عثمان لائطة بالنفس، سهلة في السمع، ولفظ أبي حنيفة أعرب، وأغرب، وأدخل في أساليب العرب.

قال أبو حيان: والذي أقوله فأعتقده، أني لم أجد في جميع مَنْ تقدّم وتأخّر غير ثلاثة، لو اجتمع الثقلان على تقريظهم، ومدحهم، ونشر فضائلهم، في أخلاقهم وعلمهم، ومصنّفاتهم ورسائلهم، مدى الدنيا إلى أن يأذن الله تعالى بزوالها، لما بلغوا آخر ما يستحقّه كلّ واحد منهم؛ هذا الشيخ الذي أنشأنا له هذه الرسالة، أعني أبا عثمان.

والثاني أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري، فإنه من نوادر الرجال، جمع مثل حكمة الفلاسفة، وبيان العرب، له من كلّ فنّ ساق وقدم؛ وهذاكلامه

ص: 352

في "الأنواء" يدلّ على حظّ وافر من علم النجوم، وأسرار الفلك، فأما كتابه في "النبات" فكلامه فيه عروض كلام أبدي بدوي، وعلى طباع أفصح عربي، وقد قيل: إن له كتابًا يبلغ ثلاثة عشر مجلّدًا في القرآن، ما رأيتُه، وإنه ما سبق إلى ذلك النمط، هذا، مع ورعه وزهده، وجلالة قدره.

والثالث، أبو زيد أحمد بن سهل البلخي؛ فإنه لم يتقدّم له شبيه في الأعصر الأول، ولا يظنّ أنه يوجد له نظير في مستأنف الدهر؛ ومن تصفّح كلامه في "كتاب أقسام العلوم"، وفي "كتاب اختلاف الأمم"، وفي "كتاب نظم القرآن"، وفي "كتاب اختيار التبيين"، وفي رسائله إلى إخوانه، وجوابه عن ما يسأل عنه ويبده به، علم أنه خزانة بحر الجود، وأنه عالم العلماء، وما روى في الناس من جمع بين الحكمة والشريعة سواه، وإن القول فيه لكثير، فلو تناصرتْ إلينا أخبارهما، لكنّا نفرد لكلّ تقريظًا مقصورًا عليه، وكتابًا منسوبًا إليه، كما فعلنا بأبي عثمان.

قال ياقوت: قرأتُ في "كتاب ابن فُوَرَّجَة"، المسمّى "التجني على ابن جني" في الردّ عليه، في كتابه المسمّى "الفتح على أبي الفتح"، في تفسير قول المتنبي:

فدع عنك تشبيهي بما وكأنه

فما أحَدٌ فوقى وما أحدٌ مِثلي

وقال فيه ما لم يرضه ابن فورجة، ونسبه إلى أنه سأل عنه أبا الطيّب، فأجاب بهذا الجواب.

فأورد ابن فورجة هذه الحكاية: زعموا أن أبا العبّاس المبرد، ورد "الدينور"، زائرًا لعيسى بن ماهان، فأول ما دخل عليه، وقضى سلامه، قال له عيسى: أيها الشيخ ما الشاة المِجَثَّمَة، التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم أكلها؟ فقال: هي الشاة القليلة اللبن، مثل اللَّجْبَة.

ص: 353

فقال: هل من شاهد؟.

قال: نعم، قول الراجز:

لم يَبْقَ من آلِ السَّلِيط نَسَمَهْ

إلا عُنَيْزٌ لَجْبَةٌ مُجَثَّمَه

فإذا بالحاجب يستأذن لأبي حنيفة الدينوري، فلمّا دخل، قال له عيسى بن ماهان: أيّها الشيخ، ما الشاة المِجَثَّمَة، التي نهينا عن أكل لحمها؟.

فقال: هي التي جُثِّمَتْ على كبها، وذبحت من خلف قفاها.

فقال: كيف تقول هذا، وهذا شيخ أهل "العراق" -يعنى المبرد- قال: هي مثل اللجبة، وهى قليلة اللبن. وأنشد الشاهد.

فقال أبو حنيفة: أيمان البيعة تلزم أبا حنيفة إن كان هذا التفسير سمعه هذا الشيخ، أو قرأه، وإن كان هذا الشاهد إلا لساعته هذه.

فقال المبرد: صدق الشيخ أبو حنيفة؛ فإني أنِفْتُ أن أرِدَ عليك من "العراق"، وذكري قد شاع، فأول ما تسألني عنه لا أعرفه.

فاستحسن منه هذا الإقرارَ، وترك البَهْتَ.

قال ابن فورجة: وأنا أحلف بالله العظيم، إن كان أبو الطيّب قطّ سئل عن هذا البيت، فأجاب بهذا الجواب، الذي حكاه ابن جني، وإن كان إلا متزايدًا فيما يدّعيه، عفا الله عنه، فالجهل والإقرار به أحسن.

ولأبي حنيفة من الكتب: "كتاب الباه"، و"كتاب ما تلحن فيه العامة"، و"كتاب الشعر والشعراء"، و"كتاب الفصاحة"، و "كتاب الأنواء"، و"كتاب حساب الدور"، و"كتاب النخب في حساب الهند"، و"كتاب الجبر والمقابلة"، و"كتاب البلدان" كبير، و"كتاب النبات" لم يصنّف في معناه مثله، و "كتاب الجمع والتفريق"، و"كتاب الأخبار الطوال"، و"كتاب الوصايا"، و"كتاب نوادر الجبر"، و "كتاب إصلاح المنطق"، و"كتاب القبلة والزوال"، و"كتاب الكسوف".

ص: 354

قال أبو حيّان التوحيدي: له "تفسير القرآن".

توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين. رحمه الله تعالى.

* * *

‌313 - الشيخ الفاضل أحمد بن داود المعري، الحلبي، شهاب الدين، أبو العبّاس، المعروف بابن البرهان

*.

ذكره في "تاج التراجم"، وقال: كان فقيهًا، فاضلًا، له مشاركة في علوم عديدة، ومصنّفات مفيدة، شرح "الجامع الكبير"، وانتفع به الصغير والكبير.

وكانتْ وفاته سادس عشر رجب الفرد، سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.

وذكره أيضًا ابن حبيب، فقال: عالم شهابه زاهر، وبرهانه ظاهر، وبحر فضله زاخر، ودُر مصنّفاته فاخر.

كان خيرًّا ديّنًا، فاضلًا متفنّنًا، بارعًا في مذهبه، عارفًا بمعجمه ومعربه، مواظبًا على التعليم والتعريف، ماهرًا في القراءات والنحو والتصريف، متصدّيًا للفتوى، سالكًا طريق العُزلة والتقوى.

* راجع: الطبقات السنية 1: 260.

وترجمته في إيضاح المكنون 2: 268، وتاج التراجم 11، وفيه "المقري" مكان "المعرى"، تنقيح المقال 1: 46، وفهرست الطوسي 32، ومنتهى المقال 29، 30، ومنهج المقال 30.

ص: 355

باشر بـ "حلب" تدريس "الشهابية"، ونيابة الحكم العزيز، ونصب حال جماعة من الطلبة على المدح والتمييز.

وكانتْ وفاته بها، وقد جاوز الستّين، -تغمّده الله برحمته-، آمين.

* * *

‌314 - الشيخ الفاضل أحمد بن رجب القسطنطيني، الرومي

*.

مؤرّخ.

من مؤلّفاته: "مجمع الأخبار في تعريف الأخيار"، و"نزهة الأخبار" في ترجمة حلية الأخيار.

* * *

‌315 - الشيخ الفاضل أحمد بن روح الله ابن سيّدي ناصر الدين بن غياث الدين ابن سراج الدين الجابري، الأنصاري

* *.

من ذرية جابر بن عبد الله الأنصاري، رضى الله تعالى عنه الملك الباري.

* راجع: معجم المؤلفين 1: 221.

وترجمته في هدية العارفين 1: 170، وإيضاح المكنون 2:578.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 351، 352.

وترجمته في تراجم الأعيان 1: 161، 162، وخلاصة الأثر 1: 189، 190، وكشف الظنون 1: 193، وهدية العارفين 1:151.

ص: 356

الإمام العامل، والبارع الكامل.

قاضى العسكر المنصور بولاية "أناطولي".

اشتغل، ودأب، وحصّل، وأخذ العلم عن جماعة كثيرة، من أجلهم: المولى العلامة محمد شاه، الآتي ذكره في محلّه إن شاء الله تعالى، وكان معيدًا له، وملازمًا منه.

وصار مدرّسًا بعدّة مدارس، منها: مدرسة بناها المرحوم محمد باشا، باسم صاحب الترجمة، وهي معروفة فيما بين "قسطنطينية" ومدينة "أردنة"، وهو أوّل من درّس بها، ومنها إحدى الثمان، و"مدرسة أيا صوفية"، ومدرسة المرحومة والدة السلطان مراد خان، أدام الله أيامه، بمدينة "أسكدار"، حميت عن البوار.

وألقى بالمدرسة المذكورة درسًا عامًا، حضره غالب أفاضل الديار الرومية وعلمائها، وتكلّم في تفسير سورة الأنعام، على قوله تعالى:{وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} الآية، وكان درسًا حافلًا، لم يعهد في ذلك الزمان بالديار الرومية مثله، لأن المدرّسين في بلادهم لا يفعلون ذلك، وإنما يجلس المدرّس وحده في محلّ خال من الناس، ولا يدخل إليه إلا مَنْ يقرأ الدرس، وشركاؤه فيه، ولا يحضرهم أحد من غير تلامذة المدرّس.

وجرى في ذلك الدرس العام، من الأبحاث الرائقة، والفوائد الفائقة، ما حفظتْه الوعاة، وتناقلتْه الرواة.

ثم خلع عليه يوم الدرس المذكور ثلاث خلع، بعد أن أرسلت إليه المرحومة والدة السلطان، نصره الله تعالى، ألف دينار لأجل ضيافة مَنْ يحضر الدرس المذكور، ومدّ لهم سماط، احتوى على نفائس الأطعمة، وأخذوا منه رعاية له نحو خمسين ملازمًا، وما وقع ذلك لأحد غيره.

ص: 357

ثم ولي قضاء "الشام"، ثم قضاء مدينة "أدرنة"، ثم قضاء "قسطنطينية"، ثم ولي قضاء العسكر، في أواخر شهر رمضان المعظم قدره، سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة.

وأخذ يعامل أهل العلم وطلاب المناصب بالرفق، والمداراة، والإحسان، ويُقلّد أعناق الرجال منن الإكرام والإفضال، غير أنهم لم يكونوا راضين عنه الرضاء التامّ.

وقلّما يحصل منهم ذلك في حقّ قاضٍ من القضاة؛ فإن رضاءهم غايةٌ لا تدرك.

ولصاحب الترجمة مؤلّفات تدلّ على فضله، ونبله، وعلوّ مقامه، منها:"تفسير سورة يوسف"، و"حاشية على تفسير سورة الأنعام" للعلامة البيضاوي، و"حاشية في آداب البحث" على "حاشية ملا مسعود"، و"حواش على أوائل التلويح"، و"حواش على غالب شرح المفتاح للسيّد"، وله رسائل مُتعددة، في فنون كثيرة، نفع الله بها آمين.

* * *

‌316 - الشيخ الفاضل أحمد بن الزاهد، الحاكم، العلامة عُرف بالحَدَّادِيّ

*.

* راجع: الطبقات السنية 2: 140.

ص: 358

صاحب كتاب "زّلة القاري"، كذا في "الجواهر"، من غير زيادة.

* * *

‌317 - الشيخ الفاضل أحمد بن زبهراد بن مهران أبو الحسن، السِّيْرَافي المقرئ، الفقيه، المتكلّم

*.

أحد الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة، الذين قدموا "مصر"، وأملى بها.

حدّث عن أبي داود سليمان بن الأشعث، والربيع بن سليمان المرادي، والقاضى بكّار.

وسمع منه بـ "مصر" أبو حفص عمر بن شاهين، وعبد الغني بن سعيد.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 259، كشف الظنون 2:955.

وسمّاه في كشفه الظنون "أحمد بن منصور"، ولعلّه الصواب، فقد ذكر في الجواهر قبل ترجمة أحمد بن منصور أبي نصر الإسبيجابي.

وذكر المصنّف نسبة "الحَدَّادِيّ" في الأنساب، ولم يذكره فيها، وكذلك ذكرها القرشي في الجواهر 2:297.

* راجع: الطبقات السنية 1: 352، 353.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 107.

ووردت ترجمته باسم "أحمد بن مهران" في العبر 2: 270، والنجوم الزاهرة 3: 318، نقلا عن الذهبي، وحسن المحاضرة 1: 369، وشذرات الذهب 2:372.

ص: 359

وكانتْ ولادته سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

ذكره أبو عمرو الداني في "طبقات القرّاء"، وقال: توفي بـ "مصر"، سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وقيل: سنة ستّ، ورمي بالاعتزال.

* * *

‌318 - الشيخ الفاضل أحمد بن زيد أبو زيد، الشروطي

*.

ذكره أبو الفتح محمد بن إسحاق النديم، في كتاب "الفهرست"، في جملة أصحابنا.

وقال: له من الكتب: "كتاب الوثائق"، و"كتاب الشروط الكبير"، و"كتاب الشروط الصغير".

وذكره الصغناقي في "شرحه" في أثناء كتاب البيوع، فقال في بحث: ذكره أبو زيد الشروطي.

كذا في "الجواهر".

* * *

‌319 - الشيخ الفاضل أحمد بن سامة بن كوكب الطائي، أبو العبّاس

،

* راجع: الطبقات السنية 1: 353.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 108، والفهرست 293، وكشف الظنون 2:1046.

ص: 360

الصالحي الشروطي، المحدّث *.

ذكره الذهبي في "المعجم المختص"، وقال: قرأ، ونسّخ، وحصّل، وكان حنفيًا، متواضعًا.

مات في صفر، سنة ثلاث وسبعمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌320 - الشيخ الفاضل أحمد بن سعد بن نصر ابن بكّار بن إسماعيل، أبو بكر الفقيه، البخاري

* *.

مولده سابع عضر جمادى الآخرة، سنة تسع وسبعين ومائتين.

قدم "بغداد"، وحدّث بها عن صالح جَزَرَة الحافظ، وعلي بن موسى الحنفي، وغيرهما.

حدّث عنه أبو الحسن بن رِزْقُوْيَه.

مات ليلة الأربعاء، لخمسٍ بقين من ذى الحجّة، سنة ستين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 353، 354.

وترجمته في الدرر الكامنة 1: 144.

* * راجع: الطبقات السنية 1: 354.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 109.

ص: 361

‌321 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي السعود ابن محمد بن مصلح الدين الرومي، العمادي الآتي ذكر أبيه العلامة أبي السعود، مُفتي "الديار الرومية"، في محلّة، إن شاء الله تعالى

*.

قال المولى قطب الدين، نزيل "مكّة المشرّفة" قي حقّه: كان نادرة زمانه في الذكاء والحفظ، والآداب، لم يسمع في هذا العصر له بنظير في هذا الباب.

اجتمعتُ به في سنة خمس وستين، بمدينة "إستانبول"، وهو مدرّس في مدرسة رستم باشا بخمسين عثمانيًا، فأكرمني، وأضافني، وباسطني، فرأيتُ من حفظه، وذكائه، ما أدهشني وحيّرني، مع صغر سنّه، وكبر قدره وشأنه.

قال: وأخبرني أن مولده سنة أربع وأربعين وتسعمائة.

وأنه اشتغل على والده، وعلى المولى شمس الدين أحمد بن طاش كبري، صاحب "الشقائق النعمانية".

وكان يحفظ "مقامات الحريري" على ظهر الغيب، وقرأ لي منها عدّة مقامات، ومع ذلك كان ينظم شعرًا غريبًا، بليغًا، في أعلى درجات الفصاحة، مع كمال الحسن، والملاحة، فلا أدري أيّ وصف يوفيه، وأيّ صنف من الفضل ما هو فيه، وماذا يقال فيه والدهر من رواته، وفنّ الأدب خامل ما لم يواته.

قال: وأنشدني من لفظه تخميس قصيدة لأبي الطيّب المتنبي، وأنه هو الذي خمّسها، وقد بقي في حفظي منها هذا البيت:

* راجع: الطبقات السنية 1: 312، 313.

وترجمته في شذرات الذهب 8: 357، والعقد المنظوم 340 - 346.

ص: 362

نشرتُ على الآفاقِ دُرَّ فوائدي

وفي سِلْك شعْرِي قد نَظَمْتُ فَرائدي

فمن ذا يُضاهيني وتلك مَقاصدي

وما الدهرُ إلا مِن رُواةِ قصائِدي

إذا قلتُ شِعْرًا أصبح الدهرُ مُنشِدَا

فانظر إلى هذا السبك العجيب، والسكب الغريب، واللفظ الذي يفوق الدر الرطيب.

وكان يدرّس في "التلويح"، و"الهداية"، و"شرح المواقف"، و"شرح المفتاح"، وينقل "صحيح البخاري" بغاية التدقيق، والفهم الدقيق، واللفظ الأنيق، إلى أن ذوى غصن شبابه، وانطوت صحيفة كتابه، وتوفّاه الله إلى رحمته، في حياة والده. انتهى.

قلت: وكان له أخ يُسمّى محمدًا، ولي قضاء "الشام"، و"حلب"، وتوفي في حياة أبيه أيضًا، وكان في العلم دون أخيه، وفي الجود ليس في أبناء جنسه من يوازيه، تغمّده الله برحمته.

* * *

‌322 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبى سعيد أحمد بن أبي الخطاب محمد بن إبراهيم بن علي، القاضي الطبري، البخاري، الكعبي

*.

الإمام العلامة.

مولده سنة ستّ وتسعين وأربعمائة.

* راجع: الطبقات السنية 1: 313، 314.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 74.

ص: 363

وكانت له اليد الطولى في علم الخلاف، والنظر.

وتفقّه على والده، وعلى الإمام البرهان.

وروى عنه أبو المظفّر السمعاني، وقال: هو أستاذي في علم الخلاف.

ذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور"، فقال: درّس بـ "نيسابور" فقه الإمام أبي حنيفة نيفًا وستين سنة، وأفتى قريبًا من هذا، وحدّث سنتين.

ومات تقريبًا في عشر الستين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.

وإنما ذكرته هنا، ولم أذكره فيمن اسمه أحمد بن أحمد؛ لغلبة الكنية على اسم أبيه.

* * *

‌323 - الشيخ العالم الكبير العلامة أحمد بن أبي سعيد بن عبيد الله بن عبد الرزّاق ابن خاصّة خدا الصالحى الأميتهوي المشهور بملا جيون -بكسر الجيم وسكون التحتية وفتح الواو وسكون النون- لغة هندية، معناه الحياة

*.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 21 - 24.

وأيضا فهرس المؤلفين بالظاهرية، ومعجم المطبوعات 1164، 1165، وفهرست الخديوية 2: 263، وإيضاح المكنون 2: 554، وفهرس التيمورية 1: 128، 3: 293، وهدية العارفين 1: 170 - 612، والأعلام 1: 108، وسركيس 1164، والخزانة التيمورية 3: 293، وفيما ضبط "جيون" بكسر فسكون ففتح، ومعناه بالهندية حياة.

ص: 364

كان من ذرّية الشيخ عبد الله المكّي.

ويرجع نسبه إلى سيّدنا صالح على نبينا وعليه السلام. ولد صبيحة يوم الثلاثاء الخامس من شعبان سنة أربعين وألف، ببلدة "أميتهى"، ونشأ في حجر أبيه، وحفظ القرآن، وله سبع سنوات، ثم اشتغل بالعلم من غير رعاية التقديم والأخير.

ولما بلغ ثلاث عشرة سنة توفي والده، وقرأ أكثر الكتب الدراسيّة على الشيخ محمد صادق الستركهي، وبعضها على مولانا لطف الله الكوروي، وفرغ من التحصيل، وله اثنان وعشرون سنة، ثم تصدّر للتدريس ببلدته، ولما بلغ الأربعين رحل إلى "أجمير" ثم إلى "دهلي"، وأقام بها زمانا صالحا، وكان يدرّس، ويفيد.

أخذ عنه خلق كثير، وسافر إلى الحرمين الشريفين، وله خمس وخمسون سنة، فحجّ، وزار، وأقام بالحرمين مدّة من الزمان، ثم رجع إلى "الهند"، وقد ناهز الستين، فأقام ببلاد "الدكن" في معسكر السلطان عالمغير بن شاهجهان الدهلوي ستة أعوام.

ثم سافر إلى "الحجاز" سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، وأدّى مناسك الحجّ مرة من تلقاء والده، ومرّة ثانية من تلقاء والدته، ودرّس "الصحيحين" بتدبّر وإتقان، ومراجعة إلى الشروح، ثم رجع إلى "الهند"، وأتى بلدته سنة ستّ عشرة ومائة وألف، ووصلتْ إليه الخرقة من الشيخ ليس بن عبد الرزّاق القادري صحبة السيّد قادري بن ضياء الله البلغرامي، وأقام ببلدة "أميتهي" بعد ذلك سنتين.

ثم سار إلى "دهلي" ومعه جماعة من المحصّلين عليه، فأقام بها زمانا، ولما رجع شاه عالم بن عالمكير من "بلاد الدكن استقبله في "أجمير"، وسافر

ص: 365

معه إلى "لاهور"، وأقام بها زمانا، ولما مات شاه عالم رجع إلى "دهلي" وأقام بها إلى أن توفي، وتقرّب إلى فرخ سير، وانتفع به خلق كثير.

وكان غاية في إيصال النفع إلى الناس، يشفع لهم عند السلطان، وكان مع كبر سنّه لم يعتزل عن الناس، ولم يترك الدرس والإفادة حتى درس إلى عشية مات فيها.

وله مصنّفات جيّدة حسان ممتعة، أشهرها:"التفسير الأحمدي" في مجلّد كبير، كتاب في تفسير آيات الأحكام، شرع في تصنيفه سنة أربع وستين وألف، وله ستّ عشرة سنة، وكان يقرأ حينئذ "الحسامي" في الأصول وفرغ من تصنيفه حين كان يقرأ "شرح المطالع" سنة تسع وستين وألف وذلك ببلدة "أميتهي"، ثم صحّحه بعد ما فرغ من التحصيل في سنة خمس وسبعين وألف، وله سبع وعشرون سنة.

ومن مصنفاته: "نور الأنوار في شرح المنار" في الأصول، صنّفه في "المدينة المنوّرة" في شهرين، شرع في تصينفه غرّة ربيع الأول سنة خمس ومائة وألف، وفرغ منه في سابع جمادى الأولى من السنة المذكورة، وهو شرح نفيس ممزوج حامل المتن، تلقّاه العلماء بالقبول تعليقا وتدريسا، ومنها:"السوانح" على منوال "اللوائح" للجامى، صنّفه في "الحجاز" لما رحل إليه مرّة آخرى سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، ومنها:"مناقب الأولياء" في أخبار المشايخ، صنّفه في كبر سنه ببلدة "أميتهي"، وله "تتمة" لولده عبد القادر، ومنها:"آداب أحمدي" في السير والسلوك، صنّفه في صغر سنّه.

قال في "مناقب الأولياء": لما بلغتُ ثلاث عشرة سنة توفي والدي، وصنّفت "آداب أحمدي" في السير والسلوك، وأنشأت خطب الجمع والأعياد، وهذّبت مصنّفات جدّي عبيد الله، وصنوه علم الله.

ص: 366

قال: وقرأتُ فاتحة الفراغ لما بلغتُ اثنتين وعشرين سنة، ثم تصدّيت للدرس والإفادة، وأخذت الطريقة الجشتية عن الشيخ الأستاذ محمد صادق السبركهي، ولما بلغتُ الأربعين رحلتُ إلى "دهلي" و"أجمير"، واعتراني العشق في هذا الزمان فأنشأت في تلك الحالة مزدوجة على نهج "المثنوي المعنوي"، يحمل خمسة وعشرين ألفا من الأبيات، وأنشأت ديوان شعر كـ "ديوان الحافظ"، فيه خمسة آلاف بيت، ولما سافرت إلى "الحجاز" أنشأت قصيدة على نهج "البردة"، فيها مائتان وعشرون بيتا بالعربية، ولما وصلت إلى "بندر سورت" شرحت تلك القصيدة، واعتزاني العشق مرّة ثانية.

فأنشأت تسعا وعشرين قصيدة بالعربية. انتهى.

وكانت وفاته ليلة الثلاثاء لتسع خلون من ذي القعدة سنة ثلاثين ومائة وألف بمدينة "دهلي"، فدفنوه بزاوية المير محمد شفيع الدهلوي، ثم نقلوا جسده إلى بلدة "أميتهي" بعد خمسين يوما، ودفنوه بمدرسته.

* * *

‌324 - الشيخ الفاضل أحمد بن سليمان بن كمال باشا. الإمام العالم، العلامة، الرحلة، الفهّامة، أوحد أهل عصره، وجمال أهل مصره، مَنْ لم يخلف بعده مثله، ولم تر العيون مَنْ جع كماله وفضله

*.

* راجع: الطبقات السنية 1: 355 - 357. =

ص: 367

كان رحمه الله تعالى، إمامًا بارعًا، في التفسير، والفقه، والحديث، والنحو، والتصريف، والمعاني، والبيان، والكلام، والمنطق، والأصول، وغير ذلك، بحيث إنه تفرّد في إتقان كلّ علم من هذه العلوم، وقلّما يوجد فنّ من الفنون إلا وله مصنّف أو مصنّفات.

أخذ عن المولى لطفي الرومي، وخطيب زاده، ومعروف زاده، وغيرهم.

ودأب، وحصّل، وصرف سائر أوقاته في تحصيل العلم، ومُذاكرته، وإفادته، واستفادته، حتى فاق الأقران، وصار إنسان عين الأعيان.

ودرّس في بلاده بعدّة مدارس، ثم صار قاضيًا بمدينة "أدرنة"، ثم قاضيًا بالعسكر المنصور في ولاية "أناطولى"، ثم عُزل، وأعطي تدريس دار الحديث بـ "أدرنة"، وعين له كلّ يوم من العلوفة مائة درهم عثماني، ثم وجّه له تدريس مدرسة السلطان بايزيد خان، بالمدينة المذكورة، ثم صار مُفتيًا بمدينة "إصطنبول"، بعد وفاة المولى علاء الدين الجمالي.

= وترجمته في "إيضاح المكنون" 1: 96، و"شذرات الذهب" 8: 238، 239، و"الشقائق النعمانية" 1: 591 - 598، و"الفوائد البهية" 21، 22، و"كشف الظنون" 41، 54، 95، 105، 109، 227، 354، 422، 425، 439، 451، 488، 497، 499، 513، 554، 829، 835، 846، 847، 849، 858،853، 860، 862، 869، 871، 872، 878، 881، 883، 887، 888، 890، 891، 894، 1042، 1106، 1199، 1247، 1338، 1621، 1689، 1699، 1716، 1766، 1888، 1891، 1916، 2037،، و"الكواكب السائرة" 2: 107، و"هدية العارفين" 1:541.

ص: 368

ولم يزل في منصب الفتوى، إلى أن لحق باللطيف الخبير، في سنة أربعين وتسعمائة. رحمه الله تعالى.

قال في "الشقائق النعمانية": وكان السبب الحامل له على الاشتغال بالعلم، والباعث له على تحصيله، أنه رأى مرّة عند إبراهيم باشا بن خليل باشا، وزير السلطان المجاهد بايزيد خان، شخصًا رثّ الهيئة، خلق الثياب، جاء وجلس فوق بعض الأمراء الكبار المتقدّمين في الدولة، فاستغرب ذلك، وسأل عن السبب، فقيل له: هذا شخص من أهل العلم، يقال له: المولى لطفي.

فقال: أيبلغ العلم بصاحبه هذه المنزلة؟ فقيل له: نعم، وأزيد.

فانقطع من ذلك الحين إلى المولى المذكور، وقرأ عليه، ثم قرأ على غيره، إلى أن مَهَرَ، وصار إمامًا في كلّ فنّ، بارعًا في كلّ علم، تشدّ الرحال إليه، وتعقد الخناصر عليه. انتهى ملخَّصًا.

ودخل ابن كمال باشا إلى "القاهرة"، صحبة السلطان سليم خان بن بايزيد خان، حين أخذها من الجراكسة، وكان إذ ذاك قاضيًا بالعسكر المنصور، في الولاية المذكورة.

وأجاز له بعض علماء الحديث بها، وأفاد واستفاد، وحصّل بها علوّ الإسناد، وشهد له عُلماؤها بالفضائل الجمّة، والإتقان في سائر العلوم المهمّة.

قال في الشقائق: أبدع في إنشائه، وأجاد.

وكل مؤلّفاته مقبولة، مرغوب فيها، متنافس في تحصيلها، متفاخر بتملك الأكثر منها، وهى لذلك مستحقّة، وبه جديرة.

وكان رحمه الله تعالى في كثرة التأليف، وسرعة التصنيف، ووسع الإطلاع، والإحاطة بكثير من العلوم، في "الديار الرومية"، نظيرًا للحافظ جلال الدين السيوطي في "الديار المصرية".

ص: 369

وعندي أن ابن كمال باشا أدقّ نظرًا من السيوطي، وأحسن فهما، وأكثر تصرّفا؛ على أنهما كانا جمال ذلك العصر، وفخر ذلك الدهر، ولم يخلف أحدٌ منهما بعده مثله. رحمه الله تعالى.

توفى سنة 940 هـ.

من مصنّفاته: "الْآدَاب" و"الْآيَات الْعشْر فِي أحوال الْآخِرَة والحشر"، و"أربعين" فِي الحَدِيث، و"أشكال الْفَرَائِض"، و"الإصلاح والإيضاح" للوقاية فِي الْفُرُوع، و "إظهار الإظهار على أشجار الأشعار" فِي الأدب، و"تَارِيخ آل عُثْمَان" تركي إِلَى سنة 933 هـ، و"تَجْرِيد التَّجْرِيد" متن وَشرح فِي الْكَلَام، و"التَّجْرِيد" فِي شرح التجويد لَهُ "التجويد" فِي علم الْكَلَام، و"تَحْقِيق معنى الأيس والليس"، و"تَحْقِيق مقَال الْقَائِلين"، و "تَصْحِيح لفظ الزنديق وتوضيح مَعَاني الدَّقِيق"، و"التعريفات"، و"التَّعْرِيف والإعلام"، و "تعليقة على التهافت" لخوجه زَاده، و "تعليقة على الْغرَر والدرر" لملا خسرو، و "تعليقة على أوائل التَّلْوِيح" للتفتازاني فِي الأصول، و "تَعْلِيم الأمر فِي تَحْرِيم الخْمر"، و"تغْيِير التَّنْقِيح على تَنْقِيح الأصول"، و "تَغْيِير المِفْتَاح" للسكّاكي، و "تفْسِير سُورَة الْملك"، و"تَفْسِير الْقُرْآن" إِلَى سُورَة الصافات، و "تَلْخِيص الْبَيَان فِي عَلَامَات مهدي آخر الزَّمَان"، و"التَنْبِيه على غلط الْجَاهِل والنبيه"، و"حَاشِيَة على شرح السَّيِّد" للكشّاف، و"حَاشِيَة على لوامع الأسرار شرح مطالع الأنوار" في الْحِكْمَة، وحَاشِيَة على "شرح المواقف" في الْكَلَام، و"دقائق الْحقَائِق" فِي اللُّغَة، و"رَاحَة الأرواح فِي رفع عاهة الأشباح"، و"ريحَان الأرواح فِي شرح المراح"، و"شرح الْجَامِع الصَّحِيح" للْبُخارِيّ، و"شرح حَدِيث الأربعين"، و"شرح الْعشرْ فِي معشر الْحَشْر"، و"شرح فَرَائض

ص: 370

السِّرَاجِيَّة"، و "شرح القصيدة الخمرية" لِابْنِ الفارض، و "شرح الْقُنُوت"، و "شرح مَشَارِق الأنوار" للصغاني، و "شرح مصابيح السّنة" لِلْبَغوِيِّ، و "شرح الْمقَالة المفردة" لعضد الدين، و "شرح الْهِدَايَة" للمرغيناني فِي الْفُرُوع، و "طَبَقَات الْمُجْتَهدين"، و "فوائد الْفَوَائِد"، و "فريدة التحري"، و "الْفَلاح فِي شرح المراح"، و "قَوَاعِد الحمليات"، و "الْكَلَام على الْبَسْمَلَة والحمدلة"، و "اللِّوَاء الْمَرْفُوع"، و "مُحِيط اللُّغَة" فِي اللُّغَات الفارسية والعربية، و "مدح السَّعْي وذم البطالة"، و "مرْآة الجْنان"، و "مقَال الْقَائِلين"، و "المنيرة فِي المواعظ"، و "مهمات الْمسَائِل" فِي الْفُرُوع، و "النُّجُوم الزاهرة فِي أحوال مصر الْقَاهِرَة"، و "نزاع الْحُكَمَاء والمعتزلة بالأشاعرة"، و "نزهة الخاطر"، و "نكارستان" فِي الأدب والأمثال، و "يُوسُف وزليخا"، منظومة تركية.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى "الفوائد البهية": قد طالعت من تصانيفه "الإصلاح والإيضاح"، فوجدته محقّقا، مدقّقا، مولعا في الإيرادات على "الوقاية"، وشرحها لصدر الشريعة، أكثرها غير واردة، و لم يورثْ إيراده عليهما نقصا في اشتهارهما، والاعتماد عليهما، و لم يشتهرْ تصنيفه كاشتهارهما، والحق أن قبول تصنيف في أعين المستفيدين واعتماده في أبصار الفاضلين ليس مداره على مقدار فضل المؤلفين، وإنما هو فضل ربّ العالمين، ومداره على النية، فإنما الأعمال بالنيات، وفي "رد المحتار على الدر المختار" نقلا عن "طبقات التميمي" أحمد بن سليمان الإمام العلامة الرحلة الفهامة، كان بارعا في العلوم، وقلّ ما يوجد فن إلا وله فيه مصنف أو مصنفات. ودخل "القاهرة" صحبة السلطان سليم، لما أخذها من يد الجراكسة، وشهد له أهلها بالفضل والإتقان، وله تفسير القرآن، وحواش على "الكشاف"، وحواش على

ص: 371

أوائل "البيضاوي"، و "شرح الهداية"، ولم يكمل، و "الإصلاح والإيضاح" في الفقه، و "تغيير التنقيح"، و "شرحه"، و "تغيير السراجية"، و "شرحه"، و "تغيير المفتاح"، و "شرحه"، و "حواشي التلويح"، و "شرح المفتاح"، ورسائل كثيرة في فنون عديدة، لعلّها تزيد على ثلثمائة، وتصانيف في الفارسية، و "تأريخ آل عثمان" بالتركية. وكان في كثرة التأليف وسعة الاطلاع في "الديار الرومية" كالجلال السيوطي في "الديار المصرية". وعندي أنه أدقّ نظرا من السيوطي، وأحسن فهما على أنهما كانا جمال ذلك العصر، ولم يزلْ مفتيا في دار السلطنة إلى أن توفي سنة 940. انتهى. أقول: هو إن كان مساويا للسيوطي في سعة الاطلاع في الأدب والأصول، لكن لا يساويه في فنون الحديث، فالسيوطي أوسع نظرا وأدقّ فكرا في هذه الفنون منه، بل من جميع معاصريه، وأظنّ أنه لم يوجد مثله بعده. وأما صاحب الترجمة فبضاعته في الحديث مزجاة، كما لا يخفى على من طالع تصانيفهما. فشتّان ما بينهما، كتفاوت السماء والأرض، وما بينهما.

* * *

‌325 - الشيخ الفاضل أحمد بن سليمان بن محمد ابن عبد الله الكناني، الحوراني الأصل، الغزّي، المقري. نزيل "مكة المشرّفة

" *.

* راجع: الطبقات السنية 1: 357، 358.

وترجمته في الضوء اللامع 1: 309.

ص: 372

اشتغل بالقراءات، وتميّز فيها، وفهم العربية، واشتغل، وقطن "مكة"، على خير وانجماع، مع تحرّز، وتخيّل.

قال السخاوي: وقد لازمني كثيرًا في الرواية والدراية، وكتبت له إجازة، وسمعتُه ينشد من نظمه:

سلامٌ على دَارِ الغُرور لأنها

مُكدَّرةٌ لذاتُهَا بالفجائعِ

فإن جَمَعَتْ بَيْن المحِبَّين سَاعةً

فعَمَّا قليل أرْدَفتْ بالمَوَانعِ

قال: ثم قدم "القاهرة" من البحر، في رمضان، سنة تسع وثمانين وثمانمائة.

وأنشدني من لفظه قصيدتين، في الحريق والسيل الواقع بـ "المدينة" وبـ "مكة"، وكتبهما لي بخطّه.

وسافر لغزة لزيارة أمه، وأقرأ بها "البخاري"، وأقبل عليه أهلها. انتهى.

كذا قاله في "الضوء اللامع".

* * *

‌326 - الشيخ الفاضل أحمد بن سليمان بن نصر ابن حاتم بن علي بن الحسن الكاشاني

*.

* راجع: الطبقات السنية 1: 358، 359.

وترجمته في الأنساب: 471، والجواهر المضية برقم 110، واللباب 3:21.

والكاشاني: نسبة إلى "كاشان" أو "كاسان"، وهى بلدة وراء "الشاش".

وفي معجم البلدان 4: 227، إيرادها بالسين مرّة وبالشين أخرى، التعريف بها بمعنى واحد في المرّتين، وجاءتْ في الأنساب واللباب بالسين فقط.

ص: 373

ولي قضاء القضاة، في زمن الخاقان أبي شجاع، أخي شمس الملك.

وحدّث بـ "سمرقند"، وأملى، ولم يكن محمود السيرة في ولايته.

روى عن أبي المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني، الخطيب بـ "سمرقند".

وذكره السمعاني.

* * *

‌327 - الشيخ الفاضل أحمد بن سليمان بن أبي العزّ وهيب الإمام تقي الدين بن الإمام صدر الدين، أخو قاضى القضاة شمس الدين محمد بن سليمان

*.

درّس بـ "الشبلية".

وكان فاضلًا، صدرًا من الصدور.

مات في رجب، سنة خمسٍ وثمانين وستمائة.

قال في "الجواهر المضيئة".

* * *

* راجع الطبقات السنية 1: 3854، 355.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 111.

وهي "المدرسة الشبلية البرانية"، التي يقال لها:"الحسامية"، بسفح "جبل قاسيون". الدارس 1:530.

ص: 374

‌328 - الشيخ الفاضل أحمد بن سهل أبو حامد، الفقيه، البلخي

*.

روى عن محمد بن الفضل البلخي، ومحمد بن أسلم قاضى "سمرقند".

وروى عنه حفيده عبد الله بن محمد بن أحمد بن سهل، وعبد الله بن محمد بن شاه الفقيه السمرقندي.

وذكره أبو سعد الإدريسي في "تاريخ سمرقند"، وقال: كان فاضلًا من أصحاب الرأي.

سكن "سمرقند"، وله بها عقب.

وروي أن وفاته كانتْ في شهر رمضان، سنة أربعين وثلاثمائة.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 1: 359.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 112، والفوائد البهية 23، وكتائب أعلام الأخيار برقم 171.

ومن رجال الحنفية أيضا أبو زيد أحمد بن سهل البلخي.

ووفاته أيضا في تاريخ وفاة هذا المترجم، فلعلّه هذا، أو لعلّ المؤلّف فاته أن يترجم لأبي زيد البلخي، وهو عالم كبير.

انظر مثلا ترجمته في معجم الأدباء 3: 64 - 86.

ص: 375

‌329 - الشيخ الفاضل أحمد بن الشبذي، أبو الفضل العلَّامة رشيد الدين

*.

قرأ كتاب "الملخص" في الفتاوى على أبي المحامد محمد بن أحمد بن أبي الخطاب، تصنيفه، وأجاز له جميع مسموعاته، وقرأ عليه "الشمائل" للترمذي، وتخرّج به، وذكره في "مشيخته".

* * *

‌330 - الشيخ الفاضل أحمد بن شمس الدين بن عمر الزاولي، الدولت آبادي، الهندي، (شهاب الدين)

* *.

مفسّر، نحوي، عارف بالبلاغة.

* راجع: الطبقات السنية 2: 132.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 283، وفيه:"الشيدي". وانظر حاشيته، وفي الأصول، والجواهر "نسخ منها""الشبدي" بدال مهملة، وشبذ: قرية من قرى "أبيورد". انظر المشتبه 374.

* * راجع: معجم المؤلفين 1: 245.

وترجمته في كشف الظنون 1371، وإيضاح للكنون 1: 166، 170، 172، وكتبخانه أيا صوفيه 267، وكتبخانه أسعد أفندي 179 - 993، 992.

ص: 376

تولي القضاء.

من مؤلّفاته: "البحر المواج والسراج الوهّاج" في تفسير القرآن، و "بديع الميزان" في البلاغة، و "إرشاد الطالبين" في النحو.

توفي سنة 849 هـ.

* * *

‌331 - الشيخ الفاضل أحمد بن صالح بن منصور الأدهمي الطرابلسي

*.

أديب، حنفى، نشأ، وتعلّم في "دمياط".

وتولى إفتاءها.

وانتقل إلى "مصر" فتولى نقابة الأشراف بها إلى أن توفي.

له كتب، منها:"تحفة الأدب في الرحلة من دمياط إلى الشام وحلب" بخطّه، في دار الكتب، و "الكواكب السنية" شرح أبيات للمقري، أولها: سبحان من قسم الحظوظ، فلا عتاب ولا ملامه. قال

المرادي: أودعه فوائد كثيرة، ومختارات من أكثر من 20 كتابا.

ولد سنة 1119 هـ، وتوفي 1159 هـ.

* * *

* راجع: الأعلام 1: 138، وسلك الدرر 1: 169، ودار الكتب 3:45.

ص: 377

‌332 - الشيخ الفاضل أحمد بن الصلت بن المغلس أبو العبّاس، الحماني

*.

وقيل: أحمد بن محمد بن الصلت، ويقال: أحمد بن عطية.

وهو ابن أخي جبارة ابن المغلس الفقيه.

تفقّه على بشر بن الوليد الكندي.

وروى عنه، وعن ثابت بن محمد الزاهد، وأبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجبارة ابن المغلس، وأبي بكر ابن أبي شيبة، وأبي عبيد القاسم بن سلام.

ذكره الخطيب، في "تاريخه"، وروى بسنده عنه أنه قال: حدّثنا محمد بن المثنى، صاحب بشر بن الحارث، قال: سمعت ابن عُيينة، قال: العلماء؛ ابن عبّاس في زمانه، والشعبي في زمانه، وأبو حنيفة في زمانه، والثوري في زمانه.

ثم إن الخطيب أخذ في ردّ هذا القول بالحجج الواهية، والطعن فيه بما يسهل الجواب عنه، ولا يخفى التعصّب فيه.

* راجع: الطبقات السنية 1: 360، 361.

وترجمته في تاريخ بغداد 4: 207، 210، والجواهر المضية برقم 113، وكشف الظنون 2: 1837، ولسان الميزان 1: 188، 222، 269، 272، وميزان الاعتدال 1: 105، 140، 141.

الحماني: نسبة إلى حمان، وهى قبيلة من تميم. انظر: اللباب 1: 316.

ص: 378

وقد صنّف الحماني "كتابًا في مناقب الإمام أبي حنيفة"، وأطنب فيه، وذكر ما ورد في حقَّه من الأخبار والآثار، وشهادة العلماء له بالتقدّم في العلم، والعبادة، والورع، وغير ذلك. وكان هذا -والله أعلم- هو السبب الذي أوغر صدر الخطيب عليه، وحمله على القدح الزائد، والله سبحانه وتعالى يعلم المفسد من المصلح.

وكانتْ وفاته في شوّال، سنة ثمان وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.

ومن تصانيفه: "كتاب في مناقب الإمام الأعظم"، أطنب فيه إلى الغاية.

وقد ضعّف الخطيب، ونسبه إلى وضع الأحاديث، وبالغ في الحطّ عليه، كما جرتْ عادته بذلك مع أئمة الحنفية، وتبع الخطيب في ذلك غيره.

والله أعلم.

* * *

‌333 - الشيخ الفاضل أحمد بن طاهر بن حيدرة ابن إبراهيم بن العبّاس بن الحسين

*.

قال في "الجواهر": ولد بـ "مصر"، سنة إحدى وخمسمائة.

وكان عالمًا، تفقّه على مذهب أبي حنيفة، وله يد في علم الهيئة، والتواريخ، وأخبار الناس.

* راجع: الطبقات السنية 1: 361، 362.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 114، وفيه:"بن العبّاس بن الحسن" وفي الأصول: "بن العبّاس بن الحسيني"، وما أثبته يتفق مع ما أورده المؤلّف عن ابن عساكر.

ص: 379

توفي بـ "دمشق".

وذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، وأوصل نسبه إلى الحسين بن علي، رضى الله تعالى عنهما؛ فقال بعد الحسين هذا: ابن العبّاس بن الحسن بن الحسين، وهو أبو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن على بن أبي طالب بن عبد المطلب، أبو العبّاس الحُسيني النقيب.

ولد بـ "مصر".

وقدم "دمشق" وهو شاب، فأقام بها مدّة، ورجع إلى "مصر".

ثم قدم "دمشق"، فاستوطنها؛ وولي نقابة الطالبيّين.

وكان عالمًا بالحساب، وعلم الهيئة، والتواريخ، وأخبار الناس، وكان يذهب مذهب أبي حنيفة.

انتهى، ولم يؤرّخ وفاته.

ورأيت بهامش النسخة التي نقلتُ منها، بخطّ بعضهم ما صورته: قلت: توفي أوائل أيام المستضيء، أو في آخر أيام المستنجد بالله. رحمه الله تعالى.

* * *

‌334 - الشيخ الفاضل أحمد بن الطيّب بن جعفر ابن كماري الواسطي والد محمد، وجدّ إسماعيل

*.

* راجع: الطبقات السنية 1: 362.

وترجمته في الأنساب 486، والجواهر المضية برقم 115.

ص: 380

وكمارى، بفتح الكاف والميم، وبعد الألف راء، كذا ضبطه السمعاني.

* * *

‌335 - الشيخ الفاضل أحمد بن العبّاس بن الحسين بن جبلة بن غالب ابن نوفل بن عياض بن يحيى بن قيس بن سعد ابن عبادة الأنصاري الخزرجي الفقيه، السمرقندي، العياضي

*.

تفقّه على الإمام أبي بكر بن إسحاق الجوزجاني، تلميذ أبي سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني.

وتفقّه عليه جماعة، منهم: ولده.

وقال الإدريسي في "تاريخ سمرقند": كان من أهل العلم والجهاد، وكان له ولدان إمامان في الفقه من أصحاب أبي حنيفة، شديدان في المذهب.

قال: ولا أعلم له رواية، ولا حديثًا، فأذكره.

أسر الكفرة، فقتلوه صبرًا في "ديار الترك"، في أيام نصر بن أحمد بن أسد بن سامان الكبير.

ولم يكن أحدٌ يضاهيه، ويقابله في البلاد؛ لعلمه وورعه، وكتابته، وجلادته، وشهامته، إلى أن استشهد، نوّر الله ضريحه.

* راجع: الطبقات السنية 1: 362، 363.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 116، والفوائد البهية 23، وكتائب أعلام الأخيار برقم 163.

ص: 381

ومن كلامه: ترك النصيحة يورث الفضيحة.

وحكي أنه لما استشهد خلف أربعين رجلًا من أصحابه، كانوا من أقران أبي منصور الماتريدي. رحمهم الله تعالى.

قلت: يأتي ذكر ابنه نصر، وابنه محمد، وهناك يساق نسبه إلى سعد بن عبادة، إن شاء الله تعالى، ويذكر وجه نسبته.

* * *

‌336 - الشيخ الفاضل أحمد بن العبّاس الإستراباذي صاحب المسجد المنسوب إليه بـ "إستراباذ

" *.

ذكره السهمي، في "تاريخ جرجان"، وقال: كان فقيهًا، ثقة، من أهل الرأي، وله آثار بـ "إستراباذ".

روى عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي.

روى عنه الحسين بن بندار، وجعفر بن محمد بن شهريل.

* * *

‌337 - الشيخ الأجلّ أحمد بن عبد الأحد بن زين العابدين رضى الله عنه. الإمام العارف، بحر الحقائق والأسرار والمعارف

،

* راجع: الطبقات السنية 1: 363.

وترجمته في تاريخ جرجان 466، والجواهر المضية برقم 117.

ص: 382

محي السنن النبوية، ناصر الشريعة البيضاء السنية، مشيّد مباني الطريقة، مجدد معالم الحقيقة، برهان العارفين والمحقّقين، وحجّة الأولياء المتقين، مفتخر الأعصر والدهور، ومعتمد الفارغين إليه في جلّ الأمور، آية من آيات الله العظام، ونادرة من نوارد الأيام، الذي أخذ بيد العلم لما زلّتْ به القدم، وكاد أن يهوي في مهاوي العدم، حتى جاء مجدّدا للألف الثاني، وبرهانا ساطعا على أشرفية النوع الإنساني *.

دنيا بها انقرض الكرام فأذنبتْ

وكأنما بوجوده استغفارها.

شيخ الإسلام والمسلمين.

ولد بـ "سرهند" في شوّال سنة إحدى وسبعين وتسعمائة.

وأخذ أكثر العلوم والطريقة الجشتية عن أبيه، واستفاد بعض العلوم العقلية عن الشيخ كمال الدين الكشميري، وأسند الحديث عن الشيخ يعقوب بن الحسن الصرفي الكشميري، الذي أخذ عن الشيخ شهاب ابن حجر الهيتمي المكّي، ثم تناول الحديث المسلسل بالأولية عن القاضي بهلول البدخشي، عن الشيخ عبد الرحمن فهد عن أبيه الشيخ عبد القادر، وعمّه الشيخ جار الله، عن أبيهما الحافظ عزّ الدين عبد العزيز، عن جدّه الحافظ الرحلة تقى الدين محمد بن فهد العلوي الهاشمي، والحافظ الحجّة شهاب

* راجع: نزهة الخواطر 5: 46 - 61.

وترجمته في سبحة المرجان 47، وهدية العارفين 1: 156، 157، وكشف الظنون 172، وإيضاح المكنون 1: 23، 298، 2: 257، 424، 504، وأخبار الأخيار، طبع دار الإشاعة 414 - 116، حدائق الحنفية 425 - 427.

ص: 383

الدين أحمد بن حجر العسقلاني، وللشيخ أحمد أجازة برواية الكتب الحديثية، وغيرها عن القاضي المذكور.

ولما فرغ من تحصيل ما تيسَّر له من العلوم الظاهرة، وكان إذ ذاك ابن سبع عشرة سنة اشتغل بالتدريس والتصنيف، ومما صنّفه في تلك الأيام رسالة في إثبات النبوة، وأخرى في الردّ على الشيعة الإمامية، وغير ذلك مما أثنى عليه العلماء، وألبسه أبوه خرقة الخلافة.

فلما توفي أبوه عام سبعة وألف ارتحل إلى "دهلي" يريد الحجّ، فقاده قائد توفيق من الله عز وجل إلى الشيخ الأجلّ رضى الدين عبد الباقي النقشبندى رضي الله عنه، فأخذ عنه الطريقة النقشبندية، واشتغل بها، وتدرّج في أيام معدودات إلى أوج القطبية والفردية، ثم إلى ما شاء الله تعالى، حتى بشرّه الشيخ بحصول رتبة التكميل والترقّي إلى مدارج القرب والنهاية، وثم أجاز له بإرشاد الطالبين، وألبسه خرقة الخلافة، ولم يزل يكرمه، ويجلّه، ويفتخر به، ويثني عليه بما لا يبلغ وصفه.

فرجع إلى "سرهند"، وجلس على مسند الإرشاد، وأخذ في الدرس والإفادة، وكان يدرّس في علوم شتى من الفقه والأصول والكلام والتفسير والحديث والتصوّف.

وربما يشتغل بـ "الهداية"، و"البزدوي"، و "شرح المواقف"، و "البيضاوي"، و "المشكاة"، و "البخاري"، و "العوارف".

وله"مكتوبات" في ثلاثة مجلّدات، وهى الحجج القواطع على تبحّره في العلوم الشرعية، وفيها ما لا يتبادر إلى الأذهان لمن ليس لهم درك في مقامات العرفان، فشدّوا النطاق في خصامه، وسعوا إلى جهانكير بن أكبر سلطان "الهند"، فأمر بإحضار الشيخ، ورضى بجوابه، فعرضوا عليه أن الشيخ ما سجد

ص: 384

للسلطان تكبّرا مع أنه ظلّ الله وخليفته، بل لم يتواضع تواضعا جاريا، فغضب عليه السلطان، وحبسه في قلعة "كواليار"، وكان شاهجهان ولد جهانكير مخلصا للشيخ، فأرسل إليه أفضل خان، والمفتي عبد الرحمن من رجاله، مع بعض كتب الفقه قبل أن يحضر عند السلطان، وقال إن سجدة التحيّة تجوز للسلاطين، فإن تسجد للسلطان عند اللقاء فأنا ضامن من أن لا يصل إليكم ضرر منه، فلم يقبل الشيخ، وقال: هذه رخصة، والعزيمة أن لا يسجد لغير الله سبحانه، فلبث في السجن ثلاث سنين، وحفظ القرآن في تلك الحالة، ثم أخرجه السلطان من السجن بشرط أن يقيم في عسكره، ويدور معه، فأقام الشيخ في معسكره ثماني سنوات، وبعد وفاة السلطان رخّصه ولده شاهجهان المذكور، فعاد إلى "سرهند"، وصرف عمره بالدرس والإفادة.

ومن مصنّفاته: "الرسالة التهليلية"، و "رسالة في إثبات النبوة"، و "رسالة في المبدأ والمعاد"، وله "رسالة في المكاشفات الغيبية"، و "رسالة في آداب المريدين"، و "رسالة في المعارف اللدنية"، و "رسالة في الردّ على الشيعة"، وتعليقات على "عوارف المعارف" للسهروردي، و "مكتوبات" في ثلاث مجلّدات.

المجلد الأول يشتمل على ثلاثمائة وثلاثة عشر مكتوبا.

والثاني على تسعة وتسعين مكتوبا.

والثالث على مائة وأربعة عشر مكتوبا.

وله غير ذلك من المصنّفات والرشيقة الممتعة، وفي كلّ ذلك كشف القناع عن وجوه الحقائق والمعارف مما لم يتيسّر لأحد قبله.

قال الشيخ محسن بن يحيى البكري التيمي في "اليانع الجني": ولقد بلغه الله سبحانه من الولاية منزلة لا يرام فوقها، وهدى به بعهده ثم بأصحابه من بعده خلقا لا يحصيهم إلا مَنْ أحصى رمل عالج عددا، فلا ترى ناحية من

ص: 385

نواحى المسلمين في بلاد "الهند" و "خراسان" و "ما وراء النهر" من بلاد الترك والتتر إلى أقصى ثغر بالمشرق ثم أرض "العراق" و "الجزيرة" و "بلاد الحجاز" و "الشام" و "قسطنطنية" وما والاها إلا وقد نمي فيها طريقته، وجرى على ألسنة أهلها ذكره، إليه ينتمون، وبه يتبرّكون، بل دخلتْ طريقته إلى أقصى المغرب مثل "فاس" وغيرها، يعرف ذلك بمراجعة "المنح البادية" لمحمد بن عبد الرحمن الفاسى، وغير ذلك، وفي هذا حجّة واضحة على جليل شأنه عند الله ورفيع مكانه في أولياء الله، حيث أشاع طريقته في مشارق أرضه ومغاربها، وعمّ هذه الأمة برغائب فيوضه وغرائبها، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

ومن مصنّفاته المشهورة: الأسفار الثلاثة من مكاتيبه، بحر من العلم والحقائق، وكنز من الرموز والدقائق، ورسائل مفردة، كـ "المبدأ والمعاد"، و "المعارف اللدنية"، و "المكاشفات الغيبية"، وغير ذلك.

وله رضى الله عنه في بيان العقائد على مذهب الماتريدية، ولتهذيب طريقة الصوفية النقشبندية لسان أيّ لسان!

ومن أياديه على رقاب كثير من الناس: أنه أوضح الفرق بين وحدة الوجود وبين وحدة الشهود، وبيّن أن وحدة الوجود شئ يعتري السالك في أثناء السلوك، فمن ترقّى مقاما أعلى من ذلك يتجلّى له حقيقة وحدة الشهود، فسدّ بذلك طريق الإلحاد على كثير ممن كان يتستّر بزيّ الصوفية، ويتأوّل كلامهم على أهوائه الزائغة.

ومنها: أنه باحث الملاحدة الذين كانوا في زمانه، وجادلهم جدالا حسنا بقلمه ولسانه، وكذلك ردّ على الروافض، ونقض بدعاتهم، وردّ على الضعفاء مكايدهم، فحمى بذلك حمى الدين، وحرس بيضة المسلمين.

ص: 386

ومنها: أنه حقّق الفرق بين البدعة والسنّة وأقيسة المجتهدين، واستحسانات المتأخّرين، والتعارف عن القرون المشهود لها بالخير.

وما أحدثه الناس في القرون المتأخّرة، وتعارفوه فيما بينهم، فردّ بذلك مسائل استحسنها المتأخّرون من فقهاء مذهبه.

ومنها: أنه كان يأمر بما يراه معروفا، وينهى عن ضدّه، ولا يخشى في الله لومة لائم، ولا يخاف من ذي سطوة في سلطانه، فكان ينكر على الأمراء، ويرشدهم إلى مراشد دينهم، وينفّرهم من صحبة الروافض، ومن شاكلهم من أعداء الدين، ويبذل لهم نصحه، فنفع الله كثيرا منهم بذلك، وصلحتْ بصلاحهم الرعية، فسدّ الله ثلمة ظاهر الدين، كما رقع به خرق باطنه، فهذّب به وبأصحابه في البلدان النائية فئام ممن وفّق لسبيل القوم، وذلك لأنه كان فقيها، ماتريديا، زكيّ النفس، حريصا على اتباع السنن، مجتهدا فيه، شديد النصح لأبناء زمانه، فجاءت لذلك -والله أعلم- طريقته وعلومه وشمائله محمودة عند المحقَّقين وأهل الإنصاف، ورغب فيها الناس، وقلّ ما تعقّب به وردّ من قوله، والمسائل التي سدّد بها النكير عليه بعض أهل العلم، والحقّ أنه مصيب في بعضها، وله تأويل سائغ في البعض الآخر، وقد شاركه فيها غيره من هذه الطائفة ممن لا يحصى كثرة، فليس إذا يخصّه الإنكار، ولو أخذناهم بأمثال ذلك لم ينج أكثر المتأخّرين منهم، ولا يتعين القول بالخطاء فيها إلا في مسألة أو مسألتين من باب السنن، قد اعتذروا عنه في أحدهما والعذر فيهما واحد، وقد شهد له بما ذكرت من فضائله أو بما يقرب منه، وأجاب عن شبهات المتقشفة، وذبّ عنه الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمرى الدهلوي، وأنعم الثناء عليه، فلم يتركْ فيه مجالا لعائب ولا مقالا لرائب، وكفاك به إماما يشهد لإمام، والقول ما قالتْ به حذام. انتهى.

ص: 387

وأما مخالفوه فمنهم الشيخ محمد صالح الأورنغ آبادي ومحمد عارف، وعبد الله السورتي من أصحاب الشيخ محمد صالح، فإنهم صوّروا سؤالا، وذكروا فيه أقوالا، وزعموا أنهم استخرجوها من مكتوبات الشيخ أحمد، ثم عرّبوها بقدر معرفتهم ومقتضى مرادهم، وأرسلوها إلى السيّد محمد البرزنجي، أحد مجاوري "المدينة المنوّرة"، ثم بعد وصول ذلك السؤال إليه علّق رسالة بتكفير الشيخ أحمد بسبب الأقوال المكتوبة في السؤال بملائمة خاطر المرسل إليه، وتصدّى لإثبات كفره بها، وسأل قاضي "المدينة المنوّرة" ومفتيها وعلمائها أن يكتبوا على تلك الفتوى على وفق مراده، فامتنعوا عن ذلك، وردوا عليه كلاما، وأجوبة تليق بالعلماء العاملين لعلمهم، ثم بعد ذلك أبي إلى "مكّة المشرّفة"، فسأل الكتابة على السؤال المذكورة من قاضيها ومفتيها وعلماءها أيضا، فما وافقه على ذلك أحد، فأجابوه بقولهم: هذا الأمر الذي ارتكبتْه عظيم، فلا يوافقك في تكفير مسلم إلا كلّ هالك، وما وافقه بالكتابة من العلماء على ذلك إلا آحاد من الناس ممن لا معرفة له بالطريقة، وبعضهم وافقه لملائمة هواه، وبعضهم لا علم له رأسا ولا حقيقة، فحصل ما حصل من القيل والقال، فاحتاج الناس إلى تتبّع مكتوبات الشيخ المذكور، وتعريب ألفاظه من الفارسية إلى العربية، على وجه يتّضح الحق على الناس، ولذلك صرف الشيخ الأجلّ العالم الفاضل نور الدين محمد بيك همتَه العليةَ، وطلب جميع مكتوبات الشيخ، وقابل الأقوال، التي في ورقة السؤال، مع مكتوبات المرحوم، فوجد بعضها غير موافق معها بسبب التحريف وترك بعض الألفاظ وزيادة أخرى، فكتب رسالة، وبيّن فيها اصطلاحات السادة النقشبندية، ومقاصد الشيخ أحمد، فعرّب ألفاظه إلى العربية، وأحسن، واهتمّ، وأتقن، وارتفع من أهل الحق سوء الظنّ، وندم كثير ممن كتب على السؤال المذكور،

ص: 388

وصحّحه الشيخ عبد الله الآفندي، والشيخ أحمد الهشيشى، والسيّد الأسعد المفتي المدني الحنفى، والإمام على الطبري المفتي الشافعي، وعبد الرحمن بن محمد الصالح الإمام المالكي، ومحمد بن القاضي الحنفي، والشيخ الحسن الحنفي، ومرشد الدين ابن أحمد المرشدي، والسيّد محمد الآفندي، والشيخ عبد الله الآفندي عناقي زاده.

ثم تصدّى لشرح كلماته الطيّبات الشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي الدمشقي في رسالة "نتيجة العلوم ونصيحة علماء المرسوم"، ألّفها سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، ثم تصدّى للردّ على البرزنجي الشيخ فرخ شاه بن محمد سعيد السرهندي في رسالة، سمّاها "كشف الغطاء عن وجوه الخطاء".

وممن خالفه الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، فإنه ألّف رسالة في تعقّبه، وأورد إيرادات شتى على مقالاته، فردّ عليه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، والشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، وخلق كثير من العلماء والمشايخ.

وقيل: إن الشيخ نور الحق بن عبد الحق الدهلوي أيضا خالف أباه في ذلك، بل استفاد الطريقة عن الشيخ محمد معصوم، والشيخ محمد سعيد ابني الشيخ أحمد، والمشهور أن الشيخ عبد الحق رجع في أخر عمره عن الإنكار عليه، وكتب في رسالة له إلى الشيخ حسام الدين بن نظام الدين البدخشي الدهلوى أن محبة الفقير في هذه الأيام للشيخ أحمد سلّمه الله تعالى متجاوزة عن الحدّ، ولم تبق فيما بيننا الحجب البشرية والغشاوة الجبلية أصلا، ومع قطع النظر عن رعاية أخوة الطريقة والإنصاف، وحكم العقل كيف ينبغي الإنكار والخصومة مع أمثال هؤلاء الأعزّة والأكابر! ولقد وقع في باطني شيء أحسّه بطريق الذوق والوجدان، يعجز عن تقريره اللسان، سبحان الله مقلّب

ص: 389

القلوب، ومبدل الأحوال، ولعلّ أهل الظاهر يستبعدون ذلك. وإني لا أدري كيف هذا الحال، وعلى أيّ منوال. انتهى.

وفي "كشف الغطاء": وقد رأيتُ بخطّ مسند العلماء أفضل الفضلاء مولانا عبد الحكيم السيالكوتي في ردّ بعض شبهات المخالفين على كلامه، -قدّس سرّه- هذه العبارة "القدح في كلام الشيوخ على غير مرادهم جهل وعاقبته وخيمة، فردّ كلام الشيخ الأجلّ العارف الكبير الشيخ أحمد إنما هو من السفاهة وقلّة الفهم، كتبه الفقير عبد الحكيم" وإن أردت تصديق ذلك فذلك الخطّ عند إمام العصر الشيخ محمد النقشبندي، نجل قدوة الأولياء الشيخ محمد معصوم -قدّس الله سرّه- فعليك به. انتهى.

وقال الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي في رسالة له إلى الحافظ صدر الدين الحيدر آبادي "ولما رسخت هذه المعرفة""التوحيد الوجودي" وتدرّج أصحاب العقول الزائغة في طريق الإلحاد، واتخذوا هذه المعرفة الغامضة وسيلة لإبطال الشرائع والتكليفات، وشاع مذهب الشيخ محبّ الله الإله آبادي الذي ظاهره الإلحاد، وراج رواجا عظيما، قيّض الله للإصلاح الشيخ الكبير أحمد السرهندي، وألهمه علوما غريبة ليعتدل الحار بالبارد، والرطب باليابس، حتى تتّزن الأفكار، ويزهق الباطل الممزوج بالحقّ، وذلك معنى التجديد، هذا ما قيل فيه.

ومن ألفاظه القدسيّة ما قاله في "معارف الصوفية":

اعلم أن معارفهم وعلومهم في نهاية سيرهم وسلوكهم إنما هي علوم الشريعة، لا أنها علوم أخر غير علوم الشريعة، نعم تظهر في أثناء الطريق علوم ومعارف كثيرة، ولكن لا بدّ من العبور عنها، ففى نهاية النهاية علومهم علوم

ص: 390

العلماء، وهي علوم الشريعة، والفرق بينهم وبين العلماء أن تلك العلوم بالنسبة إلى العلماء نظرية واستدلالية، وبالنسبة إليهم كشفية وضرورية.

وقال في الشريعة:

اعلم أن الشريعة متكفّلة بجميع السعادات الدنيوية والأخروية، ولا يوجد مطلب يحتاج في تحصيله إلى غير الشريعة، وأما الطريقة والحقيقة فهما خادمان للشريعة، وتحصيلهما لتكميل الشريعة لا غير، وأما الأحوال والمواجيد والمعارف، التى تظهر للصوفية في أثناء الطريق، فليست من المقاصد، بل هى أوهام وخيالات، تربى بها الأطفال، فلا بدّ من العبور عنها في النهاية.

وقال في التوحيد:

اعلم أن الوحيد قسمان: توحيد شهودي، وتوحيد وجودي، والذي لا بدّ منه هو التوحيد الشهودي، الذي يتعلّق به الفناء، والتوحيد الشهودي لا يخالفه العقل ولا الشرع، بخلاف التوحيد الوجودي، فإنه يخالفهما، ويتّضح ذلك بمثال. وذلك أنه قال شخص عند طلوع الشمس واختفاء الأنجم: ليس في السماء إلا الشمس، فهذا القول صحيح، لا يخالف العقل ولا الشرع، إذ لا يرى حينئذ إلا الشمس لضعف بصره، فلو أعطى حدّة البصر لرأى النجم مع الشمس، بخلاف ما لو قال ذلك قبل طوع الشمس، فإنه يكذبه العقل والشرع. وأما أقوال المشايخ التي وردتْ في التوحيد فلا بدّ أن تحمل على التوحيد الشهودي، حتى لا تخالف العقل والشرع.

يقول الإمام السرهندي في رسالة، كتبها إلى الشيخ فريد البخاري "إن التوحيد الذي يحصل للصوفية في أثناء سلوكهم ينقسم قسمين: التوحيد الشهودي، والتوحيد الوجودي.

ص: 391

التوحيد الشهودي: عبارة عن رؤية واحد: أي أن لا يكون شهود السالك إلا فردا أحدا، والتوحيد الوجودي عبارة عن اعتقاد وجود واحد، وفناء كلّ ما سواه وعدمه.

ثم يقول:

"مثل أن يطمئنّ قلب إنسان على وجود الشمس، فلا يستلزم استيلاء هذا اليقين أن يعتقد عدم النجوم وفناءها، ولكن هو عند ما رأي الشمس، ولا يرى النجوم، فإنه مشهوده -حينئذ- ليس إلا الشمس، ولكن رغم ذلك لا يعتقد أن النجوم فانية معدومة، بل يكون على يقين من أنها مختفية ومغلوبة بضوء الشمس وشعاعه.

وهكذا حقّق الإمام السرهندي، وأثبت "أن وحدة الوجود" مقام يعرض للسالك خلال السلوك، فيشاهد -عند ذلك- عيانا وجهارا، أنه لا وجود هناك إلا لواجب الوجود، وكلّ ما يراه الإنسان من وجود، فهو وجود واحد، ما سواه فليس إلا تنوّعاته وتلويثاته في تعبير المتذوقّين لهذا المشرب الوجودي، تنزلاته".

ولكن لو خالف التوفيق الربّاني، ورافق الهدى النبوي، وكان السالك صاحب طموح وعلوّ همّة، فإنه يفوز بمقام آخر، وهو مقام وحدة الشهود.

وقال في وجود الحق وفي نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم وما جاء به:

اعلم أن وجود الحق تعالى وكذا وحدته بل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بل جميع ما جاء به من عند الله تعالى لا يحتاج إلى فكر ولا دليل، والنظر والفكر فيها ما دامت العلة موجودة والآفة ثابتة، وبعد النجاة من مرض القلب ودفع الغشاوة البشرية لا يبقى غير البداهة، مثلا الصفراوي ما دام مبتلى بعلّة الصفراء فحلاوة السكر عنده تحتاج إلى دليل، والأحول يرى

ص: 392

الشخص الواحد اثنين، ويحكم بعدم وحدته فهو معذور، ووجود الآفة فيه لا يخرج وحدة الشخص من البداهة، ولا يجعله نظريا، ومعلوم أن ميدان الاستدلال ضيّق واليقين الذي يحصل من طريقة الأدلة متعذّر جدّا، فلا بدّ من تحصيل الإيمان اليقيني من إزالة المرض القلبي، فكما أن السعى في إزالة علة الصفراء للصفراوي لتحصيل اليقين له بحلاوة السكر أهمّ من السعي في إقامة الأدلّه لتحصيل اليقين بحلاوته، فكذلك ما نحن فيه، فإن النفس الأمّارة منكرة بالذات للأحكام الشرعية، وحاكمة بالطبع بنقاضتها، فتحصيل اليقين بهذه الأحكام الصادقة بالأدلة مع وجود إنكار وجدان المستدل متعذّر جدّا، فلا بدّ في تحصيل اليقين من تزكية النفس، وتحصيل اليقين من غير تزكيتها صعب، لآية "قد أفلح من زكّاها، وقد خاب من دسّاها"، فعلم أن منكر هذه الشريعة الباهرة والملّة الطاهرة الظاهرة مثل منكر حلاوة السكر، فالمقصود من السير والسلك وتزكة النفس وتصفية القلب إزالة الآفات المعنوية والأمراض القلبية، كما قال تعالى:"في قلوبهم مرض"، حتى يتحقّق بحقيقة الإيمان، فإن وجد إيمان مع وجود هذه الآفات فهو بحسب الصورة فقط، فإن وجدان الأمارة حكمة بخلافه، ومصرّة على حقيقة كفرها، ومثل هذا الإيمان والتصديق الصوري مثل إيمان الصفراوي بحلاوة السكّر، فإن وجدانه شاهد بخلافه، فكما أنه لا يحصل اليقين الحقيقى بحلاوة السكر إلا بعد إزالة مرض الصفراوي فكذلك لا تحصل حقيقة الإيمان إلا بعد تزكية النفس والاطمئنان، وحينئذ يكون وجدانيا، وهذا القسم من الإيمان محفوظ من الزوال، "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" صادق في شأنهم، شرّفنا الله تعالى بشرف هذا الإيمان الكامل الحقيقي.

ص: 393

وقال في فضل الطريقة النقشبندية:

اعلم أن طريقة الخواجغان -قدّس الله أسرارهم- مبنية على اندراج النهاية في البداية، قال الشيخ نقشبند: نحن ندرج النهاية في البداية، وهذه الطريقة بعينها طريقة الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، فإن الصحابة تيسّر لهم في بداءة صحبتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يتيسّر لغيرهم في نهايتهم، فلهذا لما تشّرف وحشى قاتل حمزة رضي الله تعالى عنهما في بداءة إسلامه مرّة بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم كان أفضل من أويس القرني، الذي هو خير التابعين، فالذي تيسّر لوحشى في بداءة تلك الصحبة ما تيسّر لأويس القرني في نهايته.

وقال في بيان أن الجذبة التى قبل السلوك ليستْ من المقاصد:

اعلم أن للوصول طريقتين: الجذبة، والسلوك، وبعبارة أخرى: التزكية، والتصفية. والجذبة التي قبل السلوك ليستْ من المقاصد، والتصفية التي قبل التزكية ليستْ من المطالب، والجذبة التي تكون بعد تمام السلوك، والتصفية التي تكون بعد حصول التزكية الكائنة في السير في الله من المقاصد المطلوبة، فالجذبة والتصفية السابقة لأجل تسهيل السلوك على السالك، وبدون السلوك لا ينال المطلوب، وبلا قطع المنازل لا يظهر جمال المحبوب، فالجذبة الأولى كالصورة للثانية، وفي الحقيقة لا مناسبة بينهما، فالمراد من اندراج النهاية في البداية اندراج صورة النهاية، وإلا فحقيقة النهاية لا تسعها البداية - وتحقيق هذا المبحث مفصّل في رسالة الجذبة والسلوك، فلا ينبغى الاكتفاء عن الحقيقة بالصورة، بل لا بدّ من العبور عن الصورة إلى الحقيقة. انتهى ما في المعرّبات للشيخ يونس ملخّصا.

أما بيان وحدة الوجود وحدة الشهود:

ص: 394

أما بيان وحدة الوجود على ما ذكره الشيخ الأكبر وأتباعه ووحدة الشهود على ما ذكره الشيخ أحمد والفرق بينهما فيلخّص ذلك من المكتوب المدني للشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، يتّضح لك ما قيل فيه:

اعلموا أن وحدة الوجود ووحدة الشهود لفظتان، تطلقان في موضعين، فتارة تستعملان في مباحث السير إلى الله عز وجل، فيقال: هذا السالك مقامه وحدة الوجود، وذلك مقامه وحدة الشهود، ومعنى وحدة الوجود ههنا الاستغراق في معرفة الحقيقة الجامعة، التي تعين العالم فيها بحيث تسقط عنه أحكام التفرقة والتمايز، التي معرفة الخير والشرّ مبنية عليها، والشرع والعقل مخبران عنها مبينان لها أتمّ بيان وأوفى إخبار، وهذا مقام يحلّ فيه بعض السالكين، حتى يخلصه الله تعالى منه، ومعنى وحدة الشهود: الجمع بين أحكام الجمع والتفرقة، فيعلم أن الأشياء واحدة بوجه من الوجوه، كثيرة مباينة بوجه آخر، وهذا المقام أتمّ وأرفع من الأول، وهذا الاصطلاح مأخوذ من بعض أتباع الشيخ آدم البنوري، قدّس سرّه.

ومما يدلّ على شدّة تمسّكه بالشريعة الغرّاء وغيرته عليها أشدّ الغيرة، واستنكافه عن كلّ ما عارضها من أقوال الصوفية وكلام المشايخ، ما جاء في رسالة له إلى معاصر كتب إليه أن الشيخ عبد الكبير اليمني، قال:

"إن الله عليم بالكلّيات فقط" فقال في الردّ عليه: "يا سيدي! إن هذا الفقير لا يكاد يحتمل سمع مثل هذا الكلام، إن عرقي الفاروقي يبض عند ذلك، سواء كان ذلك كلام عبد الكبير اليمني أو محى الدين ابن عربي، نحن في حاجة إلى محمد العربي لا ابن عربي، إن الفتوحات المدنية أغنتنا عن "الفتوحات المكّية"، عمدتنا النصّ، لا الفصّ.

ص: 395

وقد أنكر وجود بدعة حسنة، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أطلق القول، فقال: كلّ بدعة ضلالة، فلا يستثنى من هذا الإطلاق بدعة، وله رسائل قوية واضحة في الإنكار على أعمال شركية وتقاليد وعادات تسرّبتْ في مسلمي "الهند" عن أهل البلاد الوثنيّين.

وكانتْ وفاة الشيخ أحمد المجدّد لليلتين بقيتا من صفر سنة أربع وثلاثين وألف بمدينة "سرهند"، فصلّى عليه ابنه محمد سعيد، ودفنه بها، وقبره هناك مشهور.

* * *

آخر الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث، وأوله: باب من اسمه أحمد

والحمد لله حق حمده

ص: 396

‌الكتب ومؤلّفوها

(حرف الألف)

الآثار: الإمام الطحاوي

الْآدَاب: أحمد بن كمال باشا

آداب السياسة: إبراهيم بن يوسف الحلبي

آكام المرجان: محمد بن عبد الله أبو عبد الله الشبلي

الْآيَات الْعشْر فِي أحوال الْآخِرَة والحشر: أحمد بن كمال باشا

الابتهاج في لغات المهمّات للنووي: إبراهيم السوبيني الطرابلسي

إبداع الإبدا لفتح أبواب البنا: إبراهيم الطرابلسي

الإتحاف بالأحاديث الواردة في فضل الطواف: إبراهيم بيري الحنفي

الأثمار الجنية في طبقات الحنفية: الملا القارئ

إجارة الإقطاع: إبراهيم بن علي الدمشقي

إجارة الأوقاف زيادة على المدّة: إبراهيم بن علي الدمشقي

اختصار التحقيق لابن الجوزي: إبراهيم بن على الدمشقي

اختصار الجواهر المضية: الشيخ بدر الدين الغزّي

اختصار السنن الكبير: إبراهيم بن علي الدمشقي

اختصار ناسخ الحديث ومنسوخه: أبو حفص ابن شاهين

الأدب المفرد: الإمام البخاري

أربعين: أحمد بن كمال باشا

أرجوزة في معرفة ما بين الأشاعرة: إبراهيم بن علي الطَّرَسُوسي

إرشاد الطالبين: أحمد الدولت آبادي الهندي

ص: 397

أركان الإسلام: إبراهيم بن عبد العلي الآروي

إزالة الحزن لحل نفحة اليمن: المفتي إبراهيم الجاتجامي

إزالة الضنك في المراد من يوم الشك: إبراهيم بيرى الحنفي

إزالة المحن عن إكسير البدن: أجمل الدهلوي الحكيم

الاستدلال في حكم الاستبدال: إبراهيم بيري الحنفي

الإسعاف في أحكام الأوقاف: إبراهيم بن موسى الطرابلسي

إسلام كيا هي - ما هو الإسلام: محمد منظور النعماني

الإشارات في شرح الاستعارات: أحمد بن حسين البوسنه وى

أشكال الْفَرَائِض: أحمد بن كمال باشا

الإصلاح والإيضاح: أحمد بن كمال باشا

إصلاح المنطق: الإمام ابن السكّيت

أصول المشاورة في أمور المحاورة: إبراهيم بن عبد الله اليالواجي

الأطول شرح المطوّل: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

إظهار الإظهار على أشجار الأشعار: أحمد بن كمال باشا

إظهار الكنز المخفي في عدم ضمان الصيرفي: إبراهيم بيري الحنفي

إعلاء الرتب في حكم الإيثار بالقرب: إبراهيم بيري الحنفي

الأعمال الفلكية: إبراهيم بن الأرضرومي

أعيان الأعيان: جلال الدين السيوطي

إفراغ الجهد في دعوى اليد: إبراهيم بيري الحنفي

الإكسير الأعظم: احتشام الدين الحنفي المراد آبادي

إقدار الرائض على الفتوى في الفرائض: إبراهيم السوبيني الطرابلسي

أقصى الأرب فِي تَرْجَمَة مُقَدّمَة الأدب: أحْمَد بن خير الدين الْكوز لحصاري

اقتضاء العلم العمل: الإمام الخطيب البغدادي

ص: 398

الألفية: الإمام ابن مالك

الألفية الجيبية: أحمد بن بكر العكي

إنالة الرب في حكم استعمال أواني الفضة والذهب: إبراهيم بيري الحنفي

إنباء الغمر: ابن حجر العسقلاني

الإنسان الكامل: إبراهيم بن الأرضرومي

أنفع الْوَسَائِل فِي تَرْجمَة الشَّمَائِل: أحْمَد بن خير الدين الْكوز لحصاري

أنوار البوارق في شرح ترتيب المشارق: إبراهيم بن مصطفى البرغمه وي

أنوار الحكمة: العلامة إبراهيم البلياوي

أوراد إحساني: إحسان على بن شير على الناروي الفتحبوري

الأوراق المزهرة والساعاتية: أجمل الدهلوي الحكيم

إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون: إبراهيم بن مصطفى نظيرا

إيقاظ النعسان في أغاليط الاستحسان: أجمل الدهلوي الحكيم

(حرف الباء)

بحر العقائد منظومة: السيّد إبراهيم ابن السيّد حسن ميرغني

البحر المواج والسراج الوهّاج: أحمد الدولت آبادي الهندي

بديع الميزان: أحمد الدولت آبادي الهندي

البرهان: إبراهيم بن موسى الطرابلسي

بغية العلماء والرواة: الإمام السخاوي

بلاغت عثمانية: إبراهيم حقّي القسطنطيني

بلوغ الأرب في بيان أرض الحجاز وجزيرة العرب: إبراهيم بيري الحنفي

بهجة الأبرار: إبراهيم بن مصطفى نظيرا

البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف: إبراهيم بن محمد الدمشقي

البيانات شرح المقامات: المفتي إبراهيم الجاتجامي

ص: 399

(حرف التاء)

تاج التراجم: العلامة قاسم بن قطلوبغا

التاريخ: الإمام ابن النجّار

تَارِيخ آل عُثْمَان: أحمد بن كمال باشا

تاريخ الإسكندرية: منصور بن سليم

تاريخ جرجان: الإمام السهمي

تاريخ دمشق: الإمام ابن عساكر

تاريخ زبيد: القاضي عمارة

تاريخ سمرقند: أبو سعد الإدريسي

التاريخ العثماني: إبراهيم آفندي بن عبد الله البجه ويه

تاريخ فرشته: محمد قاسم بن غلام على البيجابوري

تاريخ الكوير ولية: إبراهيم بهجت القسطنطيني

تاريخ مصر: الإمام القطب

تاريخ نيسابور: عبد الغافر

تبليغ الأمل في عدم جواز التقليد بعد العمل: إبراهيم بيري الحنفي

تتمة الفتاوى الخيرية: إبراهيم بن سليمان الجينيني.

التجني على ابن جني: ابن فُوَرَّجَة

تَجْرِيد التَّجْرِيد: أحمد بن كمال باشا

التجنيس في الحساب: إبراهيم السوبيني الطرابلسي

التجويد: أحمد بن كمال باشا

التحفة في علم الكلام: إبراهيم بن حسن الأشقودره وي

تحفة الأخيار على الدرّ المختار: الشيخ بدر الدين الغزّي

تحفة الأدب في الرحلة من دمياط إلى الشام وحلب: أحمد بن صالح الأدهمي

التحفة الحامدية في الصناعة النكلسية: أجمل الدهلوي الحكيم

ص: 400

تحفة الخبار: إبراهيم بن المصطفى بن إبراهيم الحلبي

تحفة العبيد فيما ورد في الخيل والرماية والصيد: إبراهيم بن ولي الغزّي

تحفة الكرام: إبراهيم بن الأرضرومي

تحفة اللطائف في الأمثال والنوادر والظرائف: إبراهيم بن مصطفى نظيرا

التحفة اليتيمة في المسائل الاعتقادية: إبراهيم صدقي بن إبراهيم الأشقودره وي

تَحْقِيق معنى الأيس والليس: أحمد بن كمال باشا

تَحْقِيق مقَال الْقَائِلين: أحمد بن كمال باشا

التذكرة: إبراهيم بن إسماعيل اليعقوبي

تذكرة الخطّاطين وما لزم للخطّاط: إبراهيم بن السيّد مصطفى بن نفس الخطّاط

ترتيب العلوم: إبراهيم بن الأرضرومي

تَصْحِيح لفظ الزنديق وتوضيح مَعَاني الدَّقِيق: أحمد بن كمال باشا

التَّعْرِيف والإعلام: أحمد بن كمال باشا

التعريفات: أحمد بن كمال باشا

تعليقة على أوائل التَّلْوِيح: أحمد بن كمال باشا

تعليقة على التهافت: أحمد بن كمال باشا

تعليقة على الْغرَر والدرر: أحمد بن كمال باشا

تعليقات على عوارف للعارف: أحمد السرهندي

تَعْلِيم الأمر فِي تَحْرِيم الْخمر: أحمد بن كمال باشا

تعليم المتعلم طريق التعلم: إبراهيم الزرنوجي

تَغْيِير التَّنْقِيح على تَنْقِيح الأصول: أحمد بن كمال باشا

تَغْيِير الْمِفْتَاح: أحمد بن كمال باشا

تفسر البيضاوي: الإمام البيضاوي

تفسير جزء النبأ: إبراهيم بن محمد القيصري

ص: 401

تَفْسِير سُورَة الْملك: أحمد بن كمال باشا

تفسير سورة يوسف: أحمد بن روح الله الجابري

تفسير القرآن: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

تَفْسِير الْقُرْآن إِلَى سُورَة الصافات: أحمد بن كمال باشا

تفصيل التأليف في توضيح مسائل التصريف: إبراهيم حقّي القسطنطيني

تفصيل اللؤلؤ والمرجان في فصول الحكم والبيان: إبراهيم الطرابلسي

تكملة الجينيني: إبراهيم بن سليمان الجينيني

تكميل دستور الأعلام: ابن عزم

التقريب: الإمام النووي

التقريب لحلّ التهذيب: المفتي إبراهيم الجاتجامي

التقرير المنظّم لحلّ مشكلات المسلّم: المفتى إبراهيم الجاتجامي

تقريظ الجاحظ: أبو حيان التوحيدي

تَلْخِيص الْبَيَان فِي عَلَامَات مهدي آخر الزَّمَان: أحمد بن كمال باشا

تلخيص النحو: إبراهيم بن عبد العلي الآروي

لتلويح: الإمام التفتازاني

تمييز التعليقات: إبراهيم حقّي القسطنطيني

التوضيح الضروري في شرح مختصر القدوري: المفتي إبراهيم الجاتجامي

التَّنْبِيه على غلط الْجَاهِل والنبيه: أحمد بن سليمان بن كمال باشا

تهذيب الأسماء واللغات: الإمام النووي

تهذيب الإيمان: أحسن بن الحافظ لطف النانوتوي

(حرف الثاء)

الثقات: الإمام ابن حِبان

ثمرات البستان وزهرات الأغصان: إبراهيم بن يوسف الحلبي

ص: 402

(حرف الجيم)

جامع الأصول: الإمام ابن الأثير الجزري

الجامع الكبير: الإمام محمد الشيباني

(حرف الحاء)

حاشية على تفسير سورة الأنعام للعلامة البيضاوي: أحمد بن روح الله الجابري

حاشية على تنوير الأبصار: أحمد بن بكر العكي

حاشية على جزء النبأ: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

حاشية على الخيالي: العلامة إبراهيم البلياوي

حاشية على الدر المختار: إبراهيم بن المصطفى بن إبراهيم الحلبي

حَاشِيَة على شرح السَّيِّد للكشّاف: أحمد بن سليمان بن كمال باشا

حاشية على شرح العقائد النسفية: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

حاشية على شرح المواقف: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

حاشية على الشمسية في المنطق: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

حَاشِيَة على طوالع الأنوار: أحْمَد بن خير الدين الْكوز لحصاري

حاشية على الفوائد الضيائية: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

حاشية على كلّيات المطالع: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

حاشية على الميبذي: العلامة إبراهيم البلياوي

حاشية الطرسوسي على مرآة الأصول: إبراهيم حقي الأكيني

حَاشِيَة على لوامع الأسرار: أحمد بن كمال باشا

حديقة الرؤساء: أحمد بن إبراهيم الرسمي الكِرِيدي

حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة: الإمام السيوطي

الحصن: الإمام ابن الجزري

الحل الجلي فيما في ديوان سيدنا علي: المفتي إبراهيم الجاتجامي

ص: 403

الحلّة الضافية في علمي العروض والقافية: إبراهيم بن المصطفى بن إبراهيم الحلبي

حماية الإسلام: أحسن بن الحافظ لطف النانوتوي

(حرف الخاء)

خلاصة الأثر: الإمام أمين المحبي

خلاصة الأثر في سيرة سيّد البشر: أحمد بن بكر العكي

خلاصة الحواشي شرح أصول الشاشي: المفتي إبراهيم الجاتجامي

خميلة الكبراء: أحمد بن إبراهيم الرسمس الكِرِيدي

(حرف الدال)

درّة العقائد: أحمد بن حسين البهلول

الدرة اليتيمة في الأحاديث القدسية: إبراهيم صدقى بن إبراهيم الأشقودره وي

الدرر الكامنة: الإمام ابن حجر العسقلاني

دفع الأسى في أذكار الصبح والمساء: إبراهيم بن حسن الأحسائي

دقائق الْحَقَائِق: أحمد بن كمال باشا

(حرف الذال)

الذيل على ثمرات الأوراق لابن الحجّة: إبراهيم الطرابلسي

الذيل التام لدول الإسلام: الإمام السخاوي

(حرف الراء)

الرد على أهل الأهواء: الإمام أبو حفص الكبير

الرد على ابن تيمية: أحمد بن إبراهيم السروجي

الرسالة التهليلية: أحمد السرهندي

الرسالة الكفوية في الأحاديث النبوية: أحمد بن الحسن الكفوي الحنفي

الرسالة الولدية: إبراهيم بن حسين الديار بكري

رفع الإصر عن قضاة مصر: الحافظ شهاب الدين ابن حجر

ص: 404

رفع الالتباس ودفع الوسواس: إبراهيم بن علي الديري

رفع الضلال في بيان حكم التعزير بأخذ المال: إبراهيم بيري الحنفي

رفع الكلفة عن الإخوان في ذكر ما قدم فيه القياس على الاستحسان: إبراهيم

الروض الباسم: إبراهيم بن محمد المؤيّدي

الروض الحافل شرح الكافل: إبراهيم بن محمد المؤيّدي

روضة الأشراف في المضاف إليه والمضاف: أحمد بن خليل شرف حياتي زاده

ريحَان الأرواح فِي شرح المراح: أحمد بن كمال باشا

(حرف الزاي)

رَاحَة الأرواح فِي رفع عاهة الأشباح: أحمد بن كمال باشا

الزيادات: الإمام العتّابي

(حرف السين)

السبيل الأيسر: المفتي إبراهيم الجاتجامي

سرور القلب العرفانية بترجمة القصيدة النعمانية: إبراهيم خليل بن أحمد الرومي

سلالة الهداية: إبراهيم بن أحمد الموصلي

السلسل الرائق المنتخب من الفائق: إبراهيم بن يوسف الحلبي

السلسلة الآصفية في الدولة الخاقانية: إبراهيم بهجت القسطنطيني

سليقه: ترجمة الأدب المفرد: إبراهيم بن عبد العلي الآروي

السنن: الإمام النسائي

السنن: الإمام ابن ماجه

السواد الأعظم: إبراهيم بن محمد حكيم السمرقندي

السهم المعترض في قلب المعترض: إبراهيم المعروف بابن الشِّحْنة الحَلَبِي

السؤال والمراد في جواز استعمال المسك والعنبر والزباد: إبراهيم بيري الحنفي

السير الكبير: الإمام محمد بن الحسن

السيف المسلول في جواز دفع الزكاة لآل الرسول: إبراهيم بيري الحنفي

ص: 405

(حرف الشين)

شرح على الأربعين النووية: أحمد بن محمد الخجندي

شرح آداب عضد الدين: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

شرح الاستعارة للعصام: إبراهيم بن محمد القيصري

شرح بلاغت عثمانية: إبراهيم حقّى القسطنطيني.

شرح تصحيح القدوري لابن قطلوبغا: إبراهيم بيري الحنفي

شرح تهذيب المنطق: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

شرح الْجَامِع الصَّحِيح للْبُخارِي: أحمد بن كمال باشا

شرح الجامع الكبير: إبراهيم بن سليمان الحَمَوي

شرح جواهر الكلام: إبراهيم بن المصطفى بن إبراهيم الحلبي

شرح حَدِيث الأربعين: أحمد بن كمال باشا

شرح حلّ الرموز فيما أحلّ من الحيوانات: إبراهيم بن مصطفى القسطنطيني

شرح رسالة الاستعارة: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

شرح الشافية في النحو إبراهيم بن محمد عرلشاه الإسفرائيني

شرح الشمائل للترمذي: أحمد بن إبراهيم الأركلي

شرح الشمسية: الإمام قطب الدين الرازي

شرح شواهد مفتاح العلوم: إبراهيم بن عبد الرحمن القرماني

شرح الطوالع: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

شرح الْعشْر فِي معشر الْحَشْر: أحمد بن كمال باشا

شرح العقائد: سعد الدين التفتازاني

شرح العوامل للجرجاني: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

شرح فرائض ابن الشحنة: إبراهيم بن خليل الغزّي الصالحاني

شرح فَرَائض السِّرَاجِيَّة: أحمد بن كمال باشا

ص: 406

شرح الكافية: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

شرح القصاري: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

شرح قصيدة بابا آفندي: إبراهيم بن زين العابدين الحلبي

شرح الْقُنُوت: أحمد بن كمال باشا

شرح المنسك الصغير: إبراهيم بيري الحنفي

شرح المنظومة: إبراهيم بن سليمان الحَمَوي

شرح منظومة ابن الشحنة: إبراهيم بيري الحنفي

شرح منظومة ابن الشحنة: أحمد بن بكر العكي

شرح الموطأ للشيباني: إبراهيم بيري الحنفي

شرح منهاج الطالبين: إبراهيم السوبيني الطرابلسي

شرح نظم الآجرومية للمريطي: إبراهيم بن حسن الأحسائي

شرح هداية الفقه: المفتي إبراهيم الجاتجامي

شرح الهمزية البوصيرية: إبراهيم بن يوسف الإسكندراني

شرح القصيدة الخمرية لِابْنِ الفارض: أحمد بن كمال باشا

شرح مَشَارِق الأنوار: أحمد بن كمال باشا

شرح مصابيح السّنة لِلْبَغوِيِّ: أحمد بن كمال باشا

شرح الْمقَالة المفردة لعضد الدين: أحمد بن كمال باشا

شرح الْهِدَايَة للمرغيناني: أحمد بن كمال باشا

الشفا: الإمام القاضي عياض

الشهب المخرقة لمن ادعى الاجتهاد: أحمد برناز الحنفي

(حرف الصاد)

الصافية شرح الشافية: إبراهيم بن محمد جاويش زاده

الصحائف في الفرائض: إبراهيم بن محمد جاويش زاده

ص: 407

صحيح البخاري: محمد بن إسماعيل البخاري

الصرف: إبراهيم بن عبد العلي الآروي

صندوقة المعارف: أحْمَد بن خير الدين الْكوز لحصاري

(حرف الضاد)

الضياء الكامل في إيضاح الشامل في الحساب: إبراهيم السوبيني الطرابلسي

الضوء اللامع: الإمام السخاوي

ضياء النجوم: العلامة إبراهيم البلياوي

طبّ إحساني: إحسان على بن شير على الناروي الفتحبوري

طبقات الحفاظ: الإمام الذهبي

طبقات الخطّاطين: إبراهيم بن السيّد مصطفى بن نفس الخطّا

طَبَقَات الْمُجْتَهدين: أحمد بن كمال باشا

طبقات النحاة: الإمام السيوطي

(حرف العين)

العدّة: الإمام ابن الجزري

عدة الحكّام شرح غرر الأحكام: إبراهيم بن أبي بكر الأزدني

عقود المناظرة في بدايع المغائرة: إبراهيم الطرابلسي

العقيدة الإسلامية: إبراهيم بن إسماعيل اليعقوبي

عمدة ذوي البصائر بحلّ مهمّات الأشباه والنظائر: إبراهيم بيري الحنفي

العوارف: شهاب الدين السهروردي

عيون التواريخ: ابن شاكر الكُتبي

غاية الأوطار: أحسن بن الحافظ لطف النانوتوي

الغرائب: الإمام أبو عبيد

الغرف العلية: الإمام ابن طولون

ص: 408

(حرف الفاء)

فرائد الأطواق في أجياد محاسن الأخلاق: إبراهيم الطرابلسي

الفرائد الحسان في عقائد أهل الإيمان: إبراهيم بن إسماعيل اليعقوبي

فرائد الْفَوَائِد: أحمد بن كمال باشا

فرائد اللآل في مجمع الأمثال للميداني: إبراهيم الطرابلسي

فريدة التحري: أحمد بن كمال باشا

فقه اللغة: الإِمام الثعالبي

فقه محمدي: إبراهيم بن عبد العلي الآروي

الْفَلاح فِي شرح المراح: أحمد بن كمال باشا

الفوائد الجليلة في شرح الشافية: إبراهيم بن حسام الدين الكرمياني

الفوائد المهمّة الفريدة في إيضاح الألفاظ الغربية: إبراهيم بيري الحنفي

الفوائد اليتيمة: إبراهيم صدقي بن إبراهيم الأشقودره وي

فيض الأرحم وفتح الأكرم: إبراهيم بن عبد الله الساقزي

(حرف القاف)

قصص الحق المبين في فضائل أمير المؤمنين: إبراهيم بن محمد المؤيّدي

قنية المتحلّى شرح منية المصلّي: إبراهيم بن محمد الحلبي

قَوَاعِد الحمليات: أحمد بن كمال باشا

القول الأزهر فيما يفتى به بقول الإمام زفر: إبراهيم بيري الحنفي

القول البات في إيصال الثواب للأموات: إبراهيم بيري الحنفي

القول التام في عدم انفساخ الدار المستأجرة بالانهدام: إبراهيم بيري الحنفي

القول السار في حكم فناء الدار: إبراهيم بيرى الحنفي

القول الصواب في حكم الباب بمنقول الأصحاب: إبراهيم بيري الحنفي

القول الفاصل الماضي في بيان حكم عزل السلطان للقاضي: إبراهيم بيري الحنفي

ص: 409

القول المرغوب في الماء المشروب: أجمل الدهلوي الحكيم

القول المزيد في أحكام التقليد: إبراهيم بن عبد العلي الآروي

(حرف الكاف)

الكافية: الإمام ابن الحاجب

الكافية للمريد: إبراهيم صدقي بن إبراهيم الأشقودره وي

كتاب في مناقب الإمام الأعظم: أحمد بن الصلت الحماني

كتاب الأخبار الطوال: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الاختلافات الواقعة في المصنفات: إبراهيم بن علي الطَّرَسُوسي

كتاب الإشارات في ضبط المشكلات: إبراهيم بن علي الطَّرَسُوسي

كتاب إصلاح المنطق: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الإعلام في مصطلح الشهود والحكام: إبراهيم بن علي الطَّرَسُوسي

كتاب الأنساب: الإمام السمعاني

كتاب الأنوار: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الأنواء: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الأوقاف: الإمام الخصّاف

كتاب الباه: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب البعث: أبو بكر بن داود

كتاب البلدان: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب التوبة: أحمد بن إسحاق بن صبيح الجوزجاني

كتاب الجبر والمقابلة: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الجمع والتفريق: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب حساب الدور: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الرحلة: الشيخ بدر الدين الغزّي

كتاب الشروط الصغير: أحمد بن زيد أبو زيد الشروطي

ص: 410

كتاب الشروط الكبير: أحمد بن زيد أبو زيد الشروطي

كتاب الشعر والشعراء: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الفصاحة: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الفرق والتمييز: أحمد بن إسحاق بن صبيح الجوزجاني

كتاب الفوائد المنظومة: إبراهيم بن علي الطَّرَسُوسي

كتاب الفهرست: أبو الفتح ابن إسحاق النديم

كتاب القبلة: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب القبلة والزوال: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الكسوف: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب ما تلحن فيه العامة: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب النبات: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب النخب في حساب الهند: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب نوادر الجبر: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الوصايا: أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري

كتاب الوثائق: أحمد بن زيد أبو زيد الشروطي

كتاب محظورات الإحرام: إبراهيم بن على الطَّرَسُوسي

كتاب مناسك الحج: إبراهيم بن علي الطَّرَسُوسي

الكشّاف: الإمام جار الله

كشف الأرب عن شرّ الأدب: إبراهيم الطرابلسي

كشف المعاني والبيان عن رسائل بديع الزمان: إبراهيم الطرابلسي

الْكَلَام على الْبَسْمَلَة والحمدلة: أحمد بن كمال باشا

الكنز: أبو البركات النسفي

كنز الفوائد: السيّد إبراهيم ابن السيّد حسن ميرغني

ص: 411

الكواكب السنية شرح أبيات للمقري: أحمد بن صالح الطرابلسي

الكوكب الوضاء في عقيدة أهل السنّة الغرّاء: إبراهيم بن إسماعيل اليعقوبي

(حرف اللام)

لسان الحكّام في معرفة الأحكام: إبراهيم المعروف بابن الشِّحْنة الحَلَبي

اللمعة: إبراهيم بن المصطفى بن إبراهيم الحلبي

اللمعة في حكم صلاة الأربع بعد الجمعة: إبراهيم بيري الحنفي

لمعة الأسرار: إبراهيم بن مصطفى نظيرا

اللِّوَاء الْمَرْفُوع: أحمد بن كمال باشا

(حرف الميم)

ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: أبو الحسن علي الندوي

مبدأ العجائب بما جاء في مصر من المصائب: إبراهيم شيخ زاده

المبدأ والمعاد: أحمد السرهندي

مجمع الأخبار في تعريف الأخيار: أحمد بن رجب القسطنطيني

مجمع اللطائف في شرح الصحائف: إبراهيم بن محمد جاويش زاده

المجمع المؤسّس: الإمام ابن حجر

مجموعة الفوائد: إبراهيم بن محمد القيصري

مجموعة القواعد: إبراهيم بن محمد القيصري

محرقة القلوب في الشوق لعلام الغيوب: إبراهيم بن تيمور خان البسنووي

مُحِيط اللُّغَة: أحمد بن كمال باشا

مختصر في النحو: إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفرائيني

مدح السَّعْي وذم البطالة: أحمد بن كمال باشا

مرْآة الْجنان: أحمد بن كمال باشا

مركبّات إحساني: إحسان على بن شير علي الناروي الفتحبوري

مزاق العارفين: أحسن بن الحافظ لطف النانوتوي

ص: 412

مستخلص الحقائق شرح كنز الدقائق: إبراهيم بن محمد السمرقندي الليثي

المستدرك: الإمام الحاكم النيسابوري

مسألة قتل المسلم بالكافر: إبراهيم بن علي الدمشقي

مصابيح أرباب الرياسة: إبراهيم بن يوسف الحلبي

معارف الحديث: محمد منظور النعماني

المعارف اللدنية: أحمد السرهندي

معالجات إحساني: إحسان علي بن شير علي الناروي الفتحبوري

معجم الأدباء: ياقوت الحموي

معجم الشيوخ: الإمام البِرْزالي

معجم الشيوخ: الدُمياطي

معجم الشيوخ: أبو العلاء الفرضي

المعجم الكبير: الإمام الطبراني

المعجم المختص: الإمام الذهبي

المطوّل: الإمام التفتازاني

معيار الأفكار وميزان العقول والأنظار: إبراهيم بن إسماعيل اليعقوبي

المعينة منظومة في فقه الحنفية: أحمد بن حسين البهلول

مفاتيح أبواب الكياسة: إبراهيم بن يوسف الحلبي

مفاتيح الفتوح في أحوال الروح: إبراهيم بن عبد الرحمن البرسوي الحنفي

مفاتيح المطالب ورقبة الطالب: إبراهيم بن علي الديري

مفردات إحساني: إحسان على بن شير علي الناروي الفتحبوري

المفصّل: الإمام الزمخشري

مفيد الطالبين: أحسن بن الحافظ لطف النانوتوي

المكاشفات الغيبية: أحمد السرهندي

مقَال الْقَائِلين: أحمد بن كمال باشا

ص: 413

المقامات: إبراهيم الطرابلسي

المقامات: أحمد بن إبراهيم الأركلي

المقامة الزلالية البشارية: أحمد بن إبراهيم الرسمي الكِرِيدي

المقامة الوترية: أحمد بن حسين البهلول

ملتقى الأبحر: إبراهيم بن محمد الحلبي

المنار: الإمام أبو البركات النسفي

مناقب أمير سلطان: إبراهيم بن زين العابدين الحلبي

مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني: إبراهيم بن علي الديري

منتخب التواريخ: البدايوني

المنتظم: الإمام ابن الجوزي

المنتقى: إبراهيم بن علي الدمشقي

منجية الفقراء: إبراهيم صدقي بن إبراهيم الأشقودره وي

منشآت: أحْمَد بن خير الدين الْكوز لحصاري

منظومة في مولد النبي: إبراهيم الطرابلسي

منظومة اللآل في الحكم والأمثال: إبراهيم الطرابلسي

منية الراجي في حلّ السراجي: المفتي إبراهيم الجاتجامي

المنيرة فِي المواعظ: أحمد بن كمال باشا

موزون الميزان تائية في نظم إيساغوجي: إبراهيم بن حسام الدين الكرمياني

مواهب الرحمن في مذهب النعمان: إبراهيم بن موسى الطرابلسي

مهذّب التهذيب في المنطق: إبراهيم الطرابلسي

مهمات الْمسَائِل: أحمد بن كمال باشا

ميزان الاعتدال: الإمام الذهبي نكات الأسرار: آدم بن إسماعيل البنوري

(حرف النون)

النُّجُوم الزاهرة فِي أحوال مصر الْقاهِرَة: أحمد بن كمال باشا

ص: 414

نزاع الْحُكَمَاء والمعتزلة بالأشاعرة: أحمد بن كمال باشا

نزهة الأحباب: ابن رجب الرومي

نزهة الأخبار في ترجمة حلية الأخيار: أحمد بن رجب القسطنطيني

نزهة الخاطر: أحمد بن كمال باشا

نشوة الصهباء في صناعة الإنشاء: إبراهيم الطرابلسي

النفع المسكي في شعر البيروتي: إبراهيم الطرابلسي

نكارستان: أحمد بن سليمان بن كمال باشا

النقول المنيفة في حكم شرف ولد الشريفة: إبراهيم بيري الحنفي

نوازل الوقائع: إبراهيم بن علي الدمشقي

نورس: إبراهيم بن طهماسب

نهرية الفتوى: إبراهيم أدهم قاضي زاده

(حرف الواو)

الواضح من النقول في حكم الفراغ والنزول: إبراهيم بيري الحنفي

الوثيق من العروة في بيان أقسام الرشوة: إبراهيم بيري الحنفي

وفيات الأعيان: الإمام ابن خلكان

(حرف الياء)

يواقيت الصلاة في مواقيت الصلاة: إبراهيم نظمي الإسكندراني

يُوسُف وزليخا: أحمد بن كمال باشا

* * *

ص: 415