الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
باب من اسمه أحمد: (من أحمد بن عبد الله)
338 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن إبراهيم المحبوبي، شهاب الديني
*.
ذكره في "الغرف العلية"، وقال: اشتغل، وبرع، ودرّس، وألّف، ومن ذلك "تنقيح العقول في فروق المنقول".
كذا في "تاج التراجم". انتهى.
* * *
339 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن أحمد ابن عبد الله بن أحمد بن عسكر البندنيجي الأصل، البغدادي المولد والدار، أبو العبّاس بن أبي أحمد، القاضي
* *.
* راجع: الطبقات السنية 1: 364.
وترجمته في تاج التراجم 12، وفيه:"أحمد بن حب الله".
* * راجع: الطبقات السنية 1: 364.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 118، والوافي بالوفيات 7:85.
أحد سكّان محلّة مشهد أبي حنيفة، رضي الله عنه.
قال صدقة الفرضي: كان فقيهًا حسنًا.
سأله أبو المحاسن القرشي عن مولده، فقال: في سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
نقله ابن النجّار، وقال: حدّث باليسير، وسمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد القاضى الأنصاري.
وسمع أبو المحاسن القرشي، وغيره.
وولي القضاء، والحسبة بالجانب الغربي من "بغداد"، فحمدتْ سيرته، وشكرتْ ولايته، وشهد له بالعفّة، والنزاهة، والديانة، والصيانة، والفضل.
وكانتْ وفاته ليلة الجمعة تاسع المحرّم، سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ودفن قبل الصلاة بـ "مقبرة الخيزران"، ظاهر قبر أبي حنيفة. رحمه الله تعالى.
* * *
340 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن برهان الدين السيواسي
*.
قاضي "سيواس"، قدم "حلب"، فاشتغل بها، ودخل "القاهرة"، وأخذ عن فضلائها.
* راجع: الطبقات السنية 1: 374، 375.
وترجمته في كشف الظنون 1: 497، والنجوم الزاهرة 12: 87، وعجائب المقدور في أخبار تيمور 81 - 83.
ثم رجع إلى "سيواس"، وصاهر صاحبها، ثم عمل عليه حتى قتله، وصار حاكمًا بها.
ثم إن بعض الأمراء الظاهرية انحاز إليه، وقويتْ بهم شوكته، فأرسل الملك الظاهر إلى قتالهم العسكر الشامية، وهم نحو ألف، وصاحب "سيواس" أحمد هذا، ومن انحاز إليه، ووافقه من "التركمان" وغيرهم نحو عشرين ألفًا، فوقعتْ بينهم وقعةٌ عظيمة، قتل فيها من الفريقين جماعة، ثم كان النضر للشاميين، وانهزم برهان الدين.
ثم أرسل يطلب الأمان من الظاهر، ويبذل له الطاعة، فأمنه، وصار من جهته.
ثم إن التاتار الذين كانوا بـ "أرزنجان"، نازلوا برهان الدين، فاستنجد الظاهر عليهم، فأرسل إليه جماعة كثيرة من العساكر الشمامية، فلمّا أشرفوا على "سيواس" انهزم التاتار منهم، وكانوا محاصريها. ثم في أواخر سنة ثمانمائة قصده عُثمان بن قطلبيك التركماني، وحصلتْ بينهما وقعة، انكسرَ فيها عسكر "سيواس"، وقتل برهان الدين في المعركة.
وكان جوادًا فاضلًا، وله نظم، رحمه الله تعالى.
ولبرهان الدين هذا، في الكتاب الذي ألّفه ابن عرب شاه في "سيرة تيمور" ترجمة حسنة، فلا بأس أن نلحّص منها ما يليق كقام صاحبها، ونوفيه حقّه، فنقول وبالله التوفيق.
قال في "الغرف العلية": وكان سبب دخوله إلى "القاهرة" أنه كان في ابتداء أمره حين طلب العلم، رأى منجّمًا صادقًا، فسأله عن حاله، فقال له المنجّم: أنت تصير سُلطانًا.
فقال: إن كانِ ولا بدّ فأكون سلطان "مصرا"؛ فإنها أعظم الممالك. فقدم إلى "القاهرة"، وأقام بها سنين، فما صار بها جُنديًا، فقال في نفسه: أقمتُ هذه المدّة الطويلة، وما صرتُ جنديًا، فمتى أصير سلطانًا، فعاد إلى "سيواس"، وآل أمره إلى أن ملكها.
وقال المقريزي: القاضي برهان الدين السيواسى، حاكمها، وحاكم "قيسارية" و "ترقات".
قصده الأمير قراملك؛ فلم يكترث به القاضى؛ احتقارًا، وركب عجلًا بغير أهْبة، وساق في أثره، فكّر عليه قراملك، فأخذه قبصًا باليد، فتفرّقتْ عساكره شذر مذر.
إلى أن قال: وكان عالمًا، جوادًا، شديد البأس، يحبّ العلم والعلماء، ويدني إليه أهل الخير والفقراء، وكان دائمًا يتخذ يوم الخميس والجمعة والاثنين لأهل العلم خاصّة، لا يدخل عليه سواهم.
وأقلع قبل موته، وتاب، ورجع إلى الله تعالى.
ومن مصنّفاته: كتاب "الترجيح على التلويح".
وكان للأدب وأهله عنده سوق نافق.
* * *
341 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن رشيد الحِجازي، السلمي
*.
قال ابن حجر في "المجمع المؤسّس": تفقّه على مذهب أبي حنيفة، ومهر، ثم أسنّ، وأضرّ.
* راجع: الطبقات السنية 1: 365.
وسمع، وهو كبير من القلانسي، ومن مسموعاته عليه:"معجم ابن قانع"، وسمع قطعة من كتاب "قضاء الحوائج" لابن أبي الدنيا، على عزّ الدين ابن جماعة.
مات في شهر ربيع الآخر، سنة تسع وتسعين وسبعمائة.
وهو من شيوخ ابن حجر. رحمه الله تعالى.
* * *
342 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن عبّاس أبو العبّاس الطائي، الأقطع. قال الخطيب: من أهل "الرأي
" *.
سكن "بغداد"، وحدّث بها عن سهل بن عثمان العسكري، وحفص المهرقاني، وهارون بن سعيد الأبُليّ، وأحمد بن سعيد الهَمَذَاني، ويونس بن عبد الأعلى المصري.
روى عنه أحمد بن كامل القاضي، وأبو القاسم الطبراني.
وروى له الخطيب في "تاريخه" عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزداد الأمر إلا شدّة، ولا الدنيا إلا إدبارًا، ولا الناس إلا شحًّا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم".
* * *
* راجع: الطبقات السنية 1: 365، 366.
وترجمته في تاريخ بغداد 4: 220، والجواهر المضية برقم 119.
343 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن عبد الله ابن مهاجر الأندلسي، الوادياشي، شهاب الدين
*.
تفقّه ببلده، وتأدّب.
ورحل منها إلى المشرق، فحجّ، ثم سكن "طرابلس الشام"، ثم "احلب"، وتحوّل حنفيًا.
واشتمل عليه ناصر الدين ابن العديم قاضيها، فكان يواليه، ويطرب لأماليه، واستنابه في عدّة مدارس، وفي الأحكام.
وكان قيمًا بالنحو، والعروض، رائق النظم، ومنه قوله:
مَا لَاحَ في دِرْعِ يَصُولُ بسَيْفِه
…
والوَجْهُ منه يُضِئُ تحت المِغْفَر
إلا حَسِبْتُ البَحْرَ مُدَّ بجَدْوَلٍ
…
والشمْسَ تحت سَحَابةٍ مِن عَنْبَرِ
ومنه:
تُسَعّرِ في الوَغَى نِيَرانَ حَرْبٍ
…
بأَيْدِيهمْ مُهَنَّدَة ذُكُورُ
ومن عَجَبِ الظُبَى قد سَعَّرَتْهَا
…
جَدَاوِلُ قتد أقلَّتْها بُدُورُ
وخمس "لاميّة العجم" تخميسًا جيدًا.
ومدح ابن الزملكاني لما ولي قضاء "حلب"، بقصيدة على وزن "قصيدة ابن النبيه"، التي أولها:
* راجع: الطبقات السنية 1: 366 - 369.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 318، وكشف الظنون 2: 1538، 1539، 2004، ونفح الطيب 3: 407، 4108.
بَاكِرْ صَبُوحَكَ أهْنَا العَيْشِ بَاكِرهُ
…
فقد ترنَّمَ فوق الأيْكِ طائِرُهُ
ومطلع قصيدته هو، قوله: يُمْنٌ ترَنَّم فوق الأيْكِ طَائِرهُ وطَائرٌ عمَّتِ الدُنْيَا بَشَائِرُهُ قلت: مطلعٌ حسن، وبشائر مقبولة، وطائر ميمون؛ ولكن أين بشائر ابن النبيه من هذه البشائر، وأين يُمن طائره من يمن هذا الطائر.
ولا بأس بإيراد غزل قصيدة ابن النبيه، وإن كان فيه خروج عن المقصود؛ فإنها قصيدة بديعة، ولي بها وبأخواتها من "ديوانه" غرام زائد، واعتناء متزايد، حتى قلت في حقّه متفضّلًا، وعلى فضله منبها، وله في الشعر وحُسن الذوق مُقدمًا:
يقولون لي هل للنباتي في الورى
…
إذا قِيلَتِ الأشْعارُ ثَمَّ شَبِيهُ
وهل من نبيهٍ في المعاني كَمِثْلِهِ
…
فقلتُ وهل كابْنِ النَّبيهِ نَبيهُ
وغزل القصيدة الموعود بذكره، قوله: باكِرْ صَبُحَكَ أهْنَا العَيشِ بَاكِرُهُ فقد ترنَّمَ فوق الأيْكِ طائِرُهُ
واللْيلُ تَجْري الدرَاري في مَجَرَّتهِ
…
كالرَّوْضِ تَطْو على نَهْرٍ أزاهرُهُ
وكوكبُ الصُّبْحِ نَجّاب عَلَى يَدِهِ
…
مُخَلَّقٌ تمْلأ الدُّنْيَا بَشائِرُهُ
فانْهَضْ إلى ذَوْبِ يَاقوتٍ لهَا حَبَبٌ
…
تنُوبُ عَن ثَغْرِ مَن تَهْوَى جَواهِرُهُ
حَمْرَاءُ في وجْنَةِ الساقي لهَا شَبَهٌ
…
فهل جَناهُ مَعَ العُنقود عاصِرُهُ
ساقٍ تكونَ من صُبحٍ وَمِن غَسَقٍ
…
فَاْبيضَّ خَدَّاهُ واسْوَدَّتْ غدائرُهُ
سُودٌ سَوالِفهُ لُعْسٌ مَراشِفُهُ
…
نُعْسٌ نَواظِرهُ خُرسٌ أساورُهُ
مُفلَّجُ الثَّغْرِ مَعْسُولُ اللَّمىَ غَنِجٌ
…
مُؤنثُ الجَفْنِ فَحْلُ اللَّحْظِ شَاطِرُهُ
مُهفْهَفُ القَدِّ يُيدي جسمُه تَرَفًا
…
مُخَصَّر الخَصْرِ عَبلُ الرِّدف وافرهُ
تَعلمتْ بَانَة الوادي شَمائِلَهُ
…
وَزَوَّرَتْ سِحْرَ عَيْنَيْهِ جَاذِرُهُ
كَأنَّهُ بسَوادِ الصُّبْحِ مُكْتحِلٌ
…
ورُكِّبَتْ فوق صُدْغَيهِ مَحَاجِرُهُ
نَبيُّ حُسنٍ أظلَّتْهُ ذَوَائِبُه
…
وقامَ في فَتْرَةِ الأجَفْانِ ناظِرُهُ
فَلوْ رَاتْ مُقْلَتا هَاروتَ آيتَه ال
…
كبرى لآمنَ بَعْد الكُفرِ سَاحِرهُ
قَامتْ أدِلةُ صُدْغَيْهِ لِعاشِقِهِ
…
عَلَى عَذُولٍ أتَى فيه يُناظرُهُ
خُذْ مِنْ زَمَانِك مَا أعْطَاكَ مُغتنمًا
…
وأنت نَاهٍ لهذا الدَّهرِ آمرُهُ
فالعمرُ كالكأس تُستَحْلى أوائِلُهُ
…
لكنَّهُ رُبَّمَا مُجَّتْ أواخِرُهُ
وَاجسُرْ على فُرَصِ اللذاتِ مُحْتقِرًا
…
عَظيمَ ذَنْبك إن اللهَ غافِرُهُ
فليْس يُخْذَلُ في يَوم الحساب فَتىً
…
والنَّاصِرُ ابنُ رسول اللهِ نَاصِرُهُ
هكذا فليكن الشعر، وبمثله فليفتخر المادح، ويطرب الممدوح، ويعذر في إيراده الأديب المؤرّخ.
ومن شعر صاحب الترجمة، قوله في قالب الطين:
مَا آكلٌ في فَمينِ
…
يَغُوطُ مِن مَخْرَجَيْنِ
مُغْري بقَبْضٍ وَبَسْطٍ
…
وَمَا لَهُ مِنْ يَدَيْنِ
ويقْطَعُ الأرْضَ عَدْوًا
…
مِن غيرِ مَا قَدَمَيْنِ
وله أيضًا من أبيات:
أيُها الطَّرْفُ لَاتَ حينَ مَناص
…
فابْكِ عَهْدَ الوِصَالِ إنْ كنت تبكي
وارْم نَحوَ الحسناء لحْظَك تَحْظى
…
من سَنا ذلك اليَقين بشَكِّ
وإذا أختُها الغزالةُ قالتْ
…
هِىَ مِثْلِي فقُل وأحَسْنُ مِنْكِ
وكانتْ وفاته سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، عن نحو خمسين سنة. رحمه الله تعالى.
* * *
344 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن الفضل أبو نصر، الخيزاخزي
* *.
بفتح الخاء المعجمة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وفتح الزاي، وسكون الألف، وفتح الخاء الثانية، وكسر الزاي، نسبة إلى قرية "خيزاخزي"، من قُرى "بخارى".
الفقيه، الإمام ابن الإمام.
تفقّه على والده، وروى عنه، وعن الحسن بن فراس المكّي، وغيرهما.
وولي الإمامة بجامع "بخارى"، وعقد له مجلس الإملاء بها.
قال أبو كامل البصري: سمعت أبا نصر يقول: كان في عَرَامَة شديدة في حال الصبا، وكان من يتصل إلى شيخي، يعني والده، يغريه علي، فيغضب الشيخ منه ويقول: سلّمته إلى الله تعالى، فهو خيرٌ له مني، إن أراد الله به خيرًا يكن، وإن أراد غير ذلك فليس في أيدينا شيء غير الدعاء.
فتوفي شيخي، ولم يصلْ إلي من ميراثه شيء كثير، فأقبلتُ على العلم، وأصلحتُ فيما بيني وبين الله، فببركة تسليم الشيخ إيّاي إلى الله تعالى، أصلح الله شأني، وصبّ علىّ الدنيا صبّا، وصرتُ وجيه البلد، ومدرّس الفقه، ومملي الكتب، وإمام العامة.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 369.
وترجمته في الأنساب 215، وفي النسخة سقط، والجواهر المضية برقم 120، والفوائد البهية 24، 25، وكتائب أعلام الأخيار برقم 249، واللباب 1: 400، ومعجم البلدان 1:506.
قلت: الخيزاخزي نسبة إلى "خيزاخز" بفتح الخاءين المعجمتين والياء المثناة التحتية الساكنة بعد الأولى، وفتح الزاي المعجمة الأولى بعدها ألف، آخره زاي معجمة: قرية على خمسة فراسخ من "بخارى". كذا ضبطه السمعاني: وقال: المشهور منها أبو محمد عبد الله بن الفضل، كان مفتي "بخارى"، يروي عن أبي بكر محمد بن أحمد أبي بكر أحمد بن أسعد الزاهد، وروى عنه ابنه أبو نصر أحمد بن عبد الله قلد الإمامة بجامع "بخارى"، وعقد له مجلس الإملاء، يروي عن أبيه، وأبي الحسن المكي، وأبي بكر بن زنبور البغدادي، وابنه أبو بكر محمد بن أبي نصر حدّث عن أبيه، وأبو بكر محمد ابن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الفضل الخيزاخزي، توفي بعد سنة ثمان عشرة وخمسمائة. انتهى ملخصا. وسيأتي ذكر عبد الله بن الفضل.
* * *
345 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن القاسم السرماري قرية من قرى "بخارى" القاضي، الإمام، أبو جعفر
*.
* راجع: الطبقات السنية 1: 370.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 121، وكشف الظنون 1: 201، 2:1838. وفي النسخ: "الشير باري" مكان "السرماري"، والتصويب من الجواهر.
قال في "الجواهر": رأيتُ له "كتاب النبأ"، في مجلّد لطيف، وهو نفيس، يشتمل على ستة أبواب.
الأول: في أن مذهب الإمام أصلح للولاة والأئمة من مذهب المِخالفين.
الثاني: أن تمسّك بالآثار الصحيحة.
الثالث: في سلوكه في الفقه طريقة الاحتياط.
الرابع: في بيان أن المخالف اعتقد في مسائل الاحتياط، وهو ترك الاحتياط.
الخامس: في المسائل التي توجب الشناعة على مذهب المخالفين.
السادس: في الأجوبة عن المسائل التي يذكرها المخالفون، ويشنّعون بها على الإمام.
وهو كتاب نفيس يذكر كلّ باب من الفروع جملة مُستكثرة، وروى هذا الكتاب عنه صاحبه أبو بكر محمد بن عبد الملك الخطيب، الآتي ذكره. انتهى.
قلت: صاحب هذه الترجمة، وهو أحمد بن عبد الله بن أبي القاسم البلخي، صاحب كتاب "الإبانة" المتقدّم ذكره قريبًا. وهذا الكتاب المذكور هنا في هذه الترجمة هو كتاب "الإبانة"، وقد اطلعت عليه، ونقلت منه كثيرًا في هذا الكتاب، ووهم صاحب "الجواهر"، فظنّ الترجمتين لرجلين، وذكر كلًا منهما على حدة، وليس الأمر كما ظنّ. والله أعلم.
* * *
346 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله ابن أبي القاسم البلخي، أبو جعفر، القاضي
*.
له كتاب الردّ على المشنّعين على أبي حنيفة، سمّاه "الإبانة".
كذا في "الجواهر".
* * *
347 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن محمد ابن عمر بن علي
* *.
حفظ القرآن الكريم، و"الكنز".
واشتغل على ابن الديري، والشمني، والزين قاسم، وكذا حضر دروس ابن الهمام، والعزّ عبد السلام البغدادي، وأخذ أيضًا عن البرهان الهندي؛ والأبدي، والتقي الحصني، والشهاب الخواص. وسمع من ابن حجر، وغيره.
وتعانى الأدب، وتميّز، وشارك في الفضائل.
* راجع: الطبقات السنية 1: 365.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 122، وانظر: الترجمة الآتية برقم 215.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 3701، 371.
وترجمته في الضوء اللامع 1: 367، وفيه بعد هذا زيادة:"القليجي" القاهري، الحنفي"، وكشف الظنون 1: 478، 2:1377.
واستقرّ في موقعي الدست، وناب في القضاء، في سنة ثلاث وخمسين، عن ابن الديري، فمن بعده.
وذكر أنه نظم "التلخيص"، و"الكافي في علم العروض والقوافي".
ولكنه كان زريّ الهيئة، قبيح الفعال، مع مزيد الفاقة.
ومن نظمه إجابة لمن سأله إجازة قول القائل:
هذا صَبَاحٌ وصَبُوحٌ فمَا
…
عُذرُك في تَرْكِ صَبُوحِ الصَّبَاحْ
فقال:
تمنُّعُ الحِبِّ وفَقْدُ النَّدَى
…
وخَوْف واشٍ ورَقيبٍ ولَاحْ
كذا نقلتُ هذه الترجمة من خطّ السخاوي، من ورقة وجدتُها بأثناء كتابه "الضوء اللامع"، وأخلى فيها مكانًا بعد اسم جدّه علي؛ لكتابة ما اشتهر به من نسبة، وغيرها، ثم رأيتُ في بعض نسخ "الضوء" أنه كان يعرف بالشهاب القليجي، وأن ولادته في سنة تسع وعشرين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
348 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن يوسف بن الفضل الصبغي، الإمام الكبير، من أهل "سمرقند
" * *.
سمع يوسف بن يحيى البلخي، وغيره.
وسمع الحافظ أبو حفص عمر بن محمد النسفي.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 372.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 123.
وكان إمامًا، فقيهًا، فاضلًا.
ورد "بغداد" حاجًا، وكان معيدًا في "الدار الجوزجانية"، بـ "سمرقند".
ذكره السمعاني في "ذيله"، وقال: سمعت أبا بكر الزهري بـ "سمرقند"، سمعت أبا حفص، يقول: توفي الإمام أحمد الصبغي، يوم الخميس، الثامن من شهر رجب، سنة ستّ وعشرين وخمسمائة، ودُفن في "مشهد ابن عبدة"، وقد زاد على سبعين سنة.
والصبغي، بكسر الصاد المهملة، وسكون الباء الموحّدة، وفي آخرها غينٌ معجمة؛ نسبة إلى الصِّبْغ والصباغ، وهو ما يصبغ به الألوان. قاله السمعاني.
* * *
349 - العالم الفاضل الكامل المولى شمس الدين أحمد بن عبد الله
*.
كان من عتقاء السيّد إبراهيم الأماسي، المقدّم ذكرُه.
قرأ رحمه الله على مولاه المذكور، ثم صار مدرّسا بمدرسة أبي أيوب الأنصاري -عليه رحمة الله الملك الباري-، ثم صار مدرّسا بنواحي "أماسيه"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ثم صار قاضيا بـ "دمشق الشام".
توفي وهو قاض بها في سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة.
كان رحمه الله تعالى عالما، صالحا، تقيّا، نقيّا، محبّا للصلحاء، وكان سليم الطبع، حليم النفس، وقورا، صبورا، صاحب شيبة حسنة، وكان حسن
* راجع: الشقائق النعمانية.
السمْت، صحيح العقيدة، محمود الطريقة، مرضيّ السيرة، أديبا، لبيبا، كريما. -روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه-.
* * *
350 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله الرومي، الشهير بشوقي
*
كان مدرّسا.
من مؤلّفاته: "شرح رسالة الاستعارة السمرقندية"، و"خلق الأفعال"، ورسالة في الآداب، وحاشية على "شرح الفناري" لإيساغوجي.
توفي سنة 1224 هـ.
* * *
351 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله السيواسي (برهان الدين) من القضاة
* *
له "حاشية على شرح التنقيح" للتفتازاني في الأصول، سمّاها "الترجيح".
* راجع: معجم المؤلفين 1: 288، 289.
وترجمته في هدية العارفين 1: 183، و"إيضاح المكنون" 1: 438، 2: 558، وفهرس المنطق 11.
* * راجع: معجم المؤلفين 1: 294.
وترجمته في كشف الظنون 497.
توفي سنه 800 هـ.
* * *
352 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله الفريمي
*
ذكره في "الشقائق"، وقال: قرأ على المولى شرف الدين الفريمي، الآتي ذكرُه في حرف الشين.
وصار من أفاضل دَهره، وعلمائهم العاملين، ودرّس، وأفاد.
واستوطن مدينة "قسطنطينية" إلى أن مات، ودفن بها.
وكان السلطان محمد يعظّمه، ويقبل قوله.
حُكى أنه اجتمع مرّة بالسلطان المذكور، وهو متوجّه إلى مدينة "أدرنة"، فسأله السلطان محمد عن أحوال مدينة "فرم"، فقال له الشيخ: كنا نسمع أنه كان بها ستمائة مُفت، وثلاثمائة مُصنّف، وأنها كانتْ بلدة عظيمة، معمورة بالعلماء والصلاح، وقد أدكتُ أنا أواخر ذلك.
فقال له السلطان: وما كان سبب خرابها؟ قال: حدث هناك وزير، أهان العلماء، وأقصاهم، فتفرّقوا في البلاد، وجلوا عن الأوطان، والعلماء في المدينة بمنزلة القلب، ومتى عرضتْ للقلب آفة سرتْ إلى سائر البدن.
* راجع: الطبقات السنية 1: 372 - 374.
وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 141، 142، وذكره في الطبقة السادسة في علماء دولة السلطان مراد بن محمد، الذي بويع سنة خمس وعشرين وثمانمائة، والفوائد البهية 25، وكشف الظنون 1: 192، 2:1545.
ولعلّ الفريمي نسبة إلى فريم، بكسر أوله وثانيه: موضع في جبال "الديلم". انظر: معجم البلدان 3: 890، وبلدان الخلافة الشرقية 413.
فأمر السلطان عند ذلك بإحضار وزيره محمود باشا، فلمّا حضر حكى له ما ذكره الشيخ، وقال له: قد ظهر أن خراب الملك من الوزراء.
فقال له الوزير: لا بل من السلطان.
قال: لم؟ قال: لأيّ شئ استوزر مثل هذا الرجل!! فقال السلطان: صدقتَ.
وكان للشيخ مجالس وعظ، يحضرها الخاصّ والعامّ.
وله مؤلّفات، منها:"حواش على شرح اللب" للسيّد عبد الله، و "حواش على شرح العقائد" للتفتازاني، و "حواش على التلويح"، وغير ذلك.
قلت: أرّخ صاحب "كشف الظنون" وفاته عند ذكر محشّي "شرح العقائد" سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة.
* * *
353 - الشيخ الفاضل المولى أحمد بن عبد الله المشتهر بالفوري
*.
كان رحمه الله في أول أمره من عبيد إسكندر جلي الدفتري، فلمّا تفرّس فيه مخايل أرباب السداد وشمائل أصحاب الرشاد لم يزل ساعيا في تهذيبه وإقرائه، حتى انتظم في سلك أرباب الاستعداد، ثم دخل مجالس السادة، منهم: المولى أحمد المشتهر بطاشكبري زاده، وقرأ على المولى عبد الباقى،
* راجع: العقد المنظوم.
وترجمته في معجم المؤلفين 1: 297، وكشف الظنون 1199.
وغيره، من الأعيان، حتى صار ملازما من المولى مصلح الدين، المشتهر بـ "بستان"، ثم درّس في عدّة مدارس، وجعل يزاول العلوم، ويمارس، حتى ولي "مدرسة قبلوجه" بـ "بروسه" بأربعين، ثم مدرسة على باشا بـ "قسطنطينية" بخمسين، ثم نقل إلى مدرسة زوجة السلطان سليمان المشتهرة بـ "المدرسة الخاصكية"، ثم إلى إحدى المدارس الثمان، ثم إلى مدرسة السلطان بايزيدخان بمدينة "دمشق"، وفوّض إليه الإفتاء بهذه الديار، وعين له كلّ يوم ثمانون درهما، فلم يذهب كثير، حتى توفي رحمه الله سنة ثمان وسبعين وتسعمائة. وقيل في تاريخه:"برفت فوري".
وكان رحمه الله عالما فاضلا، ذكيّ الطبع، خفيف الروح، لطيف المباحثة، لذيذ الصحبة.
وقد ولع في آخر عمره في مطالعة الكتب، وتحرير الخواطر، وقد كتب حواشى على بعض المواضع من "تفسير البيضاوي"، وبيّضها في كراريس، وعلّق حواشى على "الدرر والغرر" للمولى خسرو، من أول الكتاب إلى آخره.
وله يد في قول الشعر بالتركي، والإنشاء، وله بعض رسائل منشآت على لسان العرب، وله رسالة لطيفة في علم الخطّ، وقد قال في أول ديباجتها: الحمد لمن علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على النبي الأمي الأكرم، الذي ما خطّ في القط قط وما رقم. وقال في آخرها: وجعلتها رسالة منفردة، ومجلّة متفردة ليسهل تحريره على أصحاب القلم، ويتيسّر نظيره لأرباب الرقم، هدية لكلّ كاتب طالب، وتحفة لكلّ راقم راغب، راجيا أن تبقى هي ببقاء الزمان، وينتفع بها في بعض الأوقات
والأوان، وتكون وسيلة لدعائهم لهذا العبد الجاني بعد انقراض عمري، وأوني، امتثالا لقول مَنْ قال: الخطّ باقي، والعمر فاني.
* * *
354 - الشيخ الصالح الفقيه الزاهد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الكهتوي السركهيجي، أحد المشايخ المشهورين في أرض "الهند
" *.
ولد بـ "كهتو"، قرية من أعمال "ناكور" في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وتربّي في حجر الشيخ إسحاق المغربي، وتفنّن في الفضائل عليه، ثم لبس الخرقة منه، ولازمه إلى وفاته، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين من طريق البحر، فحجّ، وزار، ورجع إلى "تته"، ثم سافر إلى "بخارى"، ورجع إلى "الهند"، فلمّا وصل إلى "كجرات" سنة اثنين وثمانمائة، وكان مظفّر شاه صاحب "كجرات" يعرفه، لأنه كان بـ "دهلي" أميرا من أمراء فيروز شاه ملك "الهند"، فكلّفه الإقامة لديه، فسكن بقرية "سركهيج"، وحصل له الوجاهة والقبول عند الملوك والأمراء، وبايعه أحمد شاه الكجراتي، ومصّر مدينة كبيرة على ثلاثة أميال من "سركهيج"، وسمّاها "أحمد آباد".
له ملفوظات تسمّى بـ "تحفة المجالس"، جمعها محمود بن سعيد الإيرجي، فيها أنه لما وَصَلَ إلى "سمرقند" دخل في مسجد على عادته، فرأى عالما يدرّس، وطلبة العلم حوله، يقرؤن عليه، وكان أحمد عليه ثياب رثّة، وعلى رأسه
* نزهة الخواطر 3: 13 - 15.
قلنسوة بغير عمامة، فجلس في صفّ النعال، وكان أحد منهم يقرأ عليه "الحسامي"، ويخطئ في الإعراب، وشيخهم يسمع، ولا يصلح الخطأ، فدخل أحمد فيه، فلمّا علم الشيخ ذلك قرّبه إليه، وتلطّف به، وسأله عن أشياء من علم الأصول، فأجابه بما يشفى العليل، ويروي الغليل، فقال الشيخ: إنك مع هذا العلم الغزير كيف تلبس ثيابا بالية، وقلنسوة عارية؟ فقال أحمد: إن العلم مفخرة، فإن كنتُ لابسا مع ذلك العلم لباسا فاخرا فسدت النفسُ، وسائتْ أخلاقُها. انتهى.
وله رسالة صنّفها للسلطان أحمد الكُجْراتي، شرحها أبو حامد إسماعيل بن إبراهيم، ونقلَ عنه عبدُ الله بن محمد بن عمر الآصفي الكُجْراتي في "تاريخ كُجْرات" في مولد الشيخ ووفاته وعمره ما صورته: أنه قدّس سرّه، ولد بـ "كهتو" من أعمال "ناكور" في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وتوفي في يوم الخميس قبل الزوال في الرابع عشر من شوّال من سنة تسع وأربعين وثمانمائة بدار مسكنه "سركهيج"، ونظم الشارح أبياتا في رثائه، مطلعها:
إن حزنا لنا أتمّ ببال
…
نحن كالطين وهو مثل جبال.
وبيت تاريخها:
طاء وميم على ثمان مئات
…
كان دال ياء من الشوّال.
وبيت ضابط عمره:
عمره دلّنا على أنه قطب
…
مات يوم الخميس قبل الزَّوال.
قال الآصفى: ورثاه بعضُ الشعراء في مجلس السلطان محمد بن أحمد بيتين يعزيه، وضمن الدعاء له ضابط وفاته، وأجاد، وهما:
جو شيخ أحمد إمام دين ودنيا
…
سوى فردوس مي شد خرم وشاد.
فلك ميكفت در تاريخ آن سال
…
"شه عالم محمد رابقا باد".
* * *
355 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الحليم الرومي، الشهير بحليمي زاده
*.
كان مؤرّخا.
درّس بمدرسة داود باشا.
له "تاريخ كبير"، و"سلسلة العلماء".
توفي سنة 1067 هـ.
* * *
356 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق ابن أحمد بن عبد الله، أبو نصر، الريغذموني المعروف بالقاضي الجمال
* *.
كان إمامًا فاضلًا، ولي قضاء "بخارى".
وروى عن أحمد بن عبد الله بن الفضل الخيزاخزي، وروى عنه أبو بكر عبد الرحمن ابن محمد النيسابوري، وأبو القاسم محمود بن أبي توبة الوزير، وغيرهما.
* راجع: معجم المؤلفين 1: 261.
وترجمته في هدية العارفين 1: 160، 261.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 377.
وترجمته في الأنساب لوحة 265، والجواهر المضية برقم 124، والفوائد البهية 23، 24، وكتائب أعلام الأخيار برقم 271، والل
باب
1: 485.
وكانتْ ولادته في شوّال، سنة أربع عشرة وأربعمائة.
ووفاته في شهر رمضان، من سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، بـ "بخارى".
والريغذموني، بكسر الراء المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، والغين المعجمة، وضمّ الميم، وسكون الواو، وفي آخرها النون، نسبة إلى "ريغذمون"، قرية من قرى "بخارى". والله تعالى أعلم.
قللت: قد ذكره السمعاني عند ذكر الريغذموني حيث قال: منها: القاصي أبو نصر أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق بن أحمد بن عبد الله الريغذموني البخاري، المعروف بالقاضي الجمال كان إماما، فاضلا، عاقلا، ولي القضاء، وأملى الأمالي، وكتبوا عنه. سمع والده أبا أحمد عبد الرحمن بن إسحاق الريغذموني، وأحمد بن عبد الله بن الفضل الخيزاخزي، وجماعة، وابنه محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الريغذموني ممن تفرّد في وقته بالسكون والوقار والمحافظة على الصيانة والديانة. فوّض إليه الإمامة والخطابة بـ "بخارى". سمع جدّه أبا أحمد عبد الرحمن، وأبا سعد سليمان بن إبراهيم ابن أحمد السَّرَخْسي، ومن دونه. وتوفي بـ "بخارى" في جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وخمسائة. انتهى ملخّصا. وسيأتي ذكر حامد ابن محمد.
* * *
357 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرحمن بن علي ابن عبد الملك بن بدر بن الهيثم بن خلف أبي عصمة بن أبي الهيثم بن
أبي حُصين ابن أبي عبد الله بن أبي القاسم اللخمي، القاضي *.
قدم "مصر" من "الرقّة"، وحدّث عن أبي يونس بن أحمد بن أبي سلمة الرافقي.
روى عنه محمد بن علي الصوري.
قال في "الجواهر": ذكره شيخنا قطب الدين في "تاريخ مصر"، وقال: مات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
358 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرحمن بن محمد شهاب الدين ابن قاضي عجلون، كاتب السر، بـ "دمشق
" * *.
وهو والد قاضي القضاء علاء الدين، قاضي "دمشق".
توفي سنة إحدى وستين وثمانمائة، -تغمّده الله تعالى برحمته-.
* * *
359 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرحمن أبو حامد، النيسابوري، السرخكي
* * *.
* راجع: الطبقات السنية 1: 378.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 125.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 378.
* * * راجع: الطبقات السنية 1: 379. =
بضم السين، وسكون الراء، وفتح الخاء المعجمة، والكاف في آخرها؛ قرية على باب "نيسابور".
كذا قاله في "الجواهر".
ذكر أنه سمع أبا الأزهر العبدي، ومحمد بن يزيد السلمي.
وروى عنه أبو العبّاس أحمد بن هارون، وغيره.
وتوفي في شهر رمضان، سنة ستّ عشرة وثلاثمائة، انتهى.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"، كما ذكره صاحب "الجواهر" إلا أنه قال: أحمد ابن عبد العزيز.
قلت: قد ذكر السمعاني في "الأنساب" عند ذكر السرخكي، فقال: المشهور بهذه النسبة أبو حامد أحمد بن عبد الرحمن السرخكي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في "تاريخ نيسابور"، وقال: هو من فقهاء أهل الرأي، سمع أبا الأزهر العبدي، ومحمد بن يزيد السلمي. وقد روى كتب حفص بن عبد الرحمن عن محمد بن يزيد، ثم قال الحكم: سمعتُ عبد الله ابن جعفر، يقول، توفي أحمد السرخكي صاحب كتب حفص والقراءات في رمضان سنة ستة عشر وثلثمائة. انتهى.
* * *
360 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرحمن القسطنطيني، الرومي
،
= وترجمته في الأنساب 296، والجواهر المضية برقم 126، والفوائد البهية 23، وكتائب أعلام الأخيار برقم 170، واللباب 1: 540، ومعجم البلدان 3:73.
المعروف بالبشكطاشي *.
له "ترتيب اللآلي في سلك الأمالي".
توفي سنة 1136 هـ.
* * *
361 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرحيم بن شعبان الدمشقي، ابن النحّاس
* *.
صحب الشيخ زين الدين الردادي، وانتفع به.
وقرأ "ألفية ابن معطي" على ابن مالك.
وكان يقرئ بالروايات، مع الدين والعبادة وملازمة الجماعة.
مات في المحرّم، سنة إحدى وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
362 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي بوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية
* * *.
* راجع: معجم المؤلفين 1: 267.
وترجمته في هدية العارفين 1: 170.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 379.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 181.
* * * راجع: نزهة الخواطر 7: 31.
أخذ عن والده.
وله شرح على "قصائد عرفي".
مات في بضع وستين ومائتين وألف بـ "كلكته"، كما في "محبوب الألباب".
* * *
363 - الشيخ الفاضل إمام الهند أحمد ولي الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين بن الشيخ معظم بن الشيخ منصور بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمود بن الشيخ نظام الدين بن الشيخ كمال الدين بن الشيخ ثاني بن الشيخ القاضي قاسم بن الشيخ القاضى بدها بن الشيخ عبد الملك بن الشيخ قطب الدين بن الشيخ كمال الدين (أول) بن الشيخ شمس الدين مفتي بن الشيخ شير ملك بن الشيخ محمد بن أبي الفتح بن عمر بن عادل بن فاروق بن جرجيس بن أحمد بن محمد بن عثمان بن بامان بن بمايون بن قريش بن سليمان بن عفان بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري العدوي القريشي الدهلوي
*.
* راجع: الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام، المعروف بنزهة الخواطر للسيّد الشريف عبد الحي الحسني الرائي بريلوي، والد الشيخ أبي الحسن الندوي 6:410. 428. =
هو الإمام الهمام، حجّة الله بين الأنام، إمام الأئمة، قدوة الأمّة، علامة العلماء، وارث الأنبياء، آخر المجتهدين، أوحد علماء الدين، زعيم المتضلّعين بحمل أعباء الشرع المتين، محي السنّة، وعظمت به لله علينا المنة، شيخ الإسلام.
العالم الفاضل النحرير أفضل من بثّ العلوم، فأروى كلّ ظمآن.
= ليراجع للمزيد من التوسع في ترجمة الإمام الدهلوي: أنفاس العارفين، وفيوض الحرمين، والدر الثمين، والانتباه في سلاسل أولياء الله، الجزء اللطيف (كل ذلك بقلم الإمام الدهلوي بنفسه)، والقول الجلي في مناقب الولي للشاه محمد عاشق ابن خال الإمام الدهلوي المتوفى 1187 هـ / 1773 م)، ومقدمة الخير الكثير له أيضا، وملفوظات الشاه عبد العزيز، وآثار الصناديد للسيد أحمد خان الدهلوي، مؤسس جامعة المسلمين بعلي كره، واليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني للشيخ محسن الترهتي، وحدائق الحنفية للشيخ فقير محمد الجهلمي، وتذكرة علماء الهند للأستاذ رحمن علي، وأبجد العلوم، وإتحاف النبلاء، والحطة بذكر الصحاح الستة للسيد صديق حسن خان القنوجي البهوبالي، وحياة ولي للشيخ رحيم بخش الدهلوي، وحياة عزيزي له أيضا، وحالات عزيزي له أيضا، ويادكار دهلى للسيد أحمد ولي الله، وواقعات دار الحكومة دهلي للشيخ بشير الدين أحمد، وأمير الروايات، والتحفة الدهلوية لعبد الوهاب الدهلوي المكي، ومجلة الفرقان الأردية الشهيرة للشيخ محمد منظور النعماني رحمه الله: العدد الخاص بالشاه ولي الله، وتصانيف الشيخ عبيد الله السندي رحمه الله، والأعلام للزركلي، ج 1 ص 149، رجال الفكر والدعوة في الإسلام ج 4 بقلم الشيخ أبى الحسن الندوي رحمه الله، وتذكرة الشاه ولي الله بقلم الشيخ مناظر أحسن الكيلاني رحمه الله، وكمالات عزيزي بقلم النواب مبارك علي خان، ومقالات الطريقة لعبد الرحيم ضياء.
كان السلف من آبائه من حفدة السيّد ناصر الدين الشهيد ومشهده ببلدة سوني بت، معروف، يزار، ويتبرّك به، وجدّه الشيخ وجيه الدين العمري الشهيد حفيد للسيّد نور الجبّار المشهدي، ونسبه يتّصل بالإمام موسى الكاظم عليه وعلى آبائه السلام، وكان أبوه الشيخ عبد الرحيم من وجوه مشايخ "دهلي"، ومن أعيانهم.
له حظّ وافر من العلوم الظاهرة والباطنة، مع علوّ كعبه في طريقة الصوفية، وهو بشّر بولده في رؤيا صالحة، بشّره بذلك الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي، وقال له: أن يسمّيه باسمه إذا ولد، فلذلك قيل له:"قطب الدين"، وهو ولد يوم الأربعاء لأربع عشرة خلون من شوّال سنة أربع عشرة ومائة وألف في أيام عالمغير، فلمّا بلغ من عمره ما يندفع فيه الموفق من السعداء إلى طريق العلم وطلبه، وينسلك فيه بين نظام طلابه أخذ العلوم عن والده الشيخ عبد الرحيم المذكور
(1)
.
وقرأ عليه الرسائل المختصرة بالفارسية، والعربية، وشرع في "شرح الكافية" للعارف الجامى، وهو ابن عشر سنين، تزوّج وهو ابن أربع عشرة سنة، وبايع والده، واشتغل عليه بأشغال المشايخ النقشبندية، وقرأ "تفسير البيضاوي"، وأجيز بالدرس، وفرغ من التحصيل، وهو في الخامس عشرة من
(1)
ولد الشيخ عبد الرحيم رحمه الله تعالى سنة 1054 هـ، وتوفي سنة 1114 هـ، وكان متضلّعا من العلوم الشرعية، متمسّكا بالسنّة المطهّرة، وكان من مشايخ "دهلي" وأعلامهم، زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة، وكانت والدته السيّدة فخر النساء بنت الشيخ محمد الفلتي من العالمات الصالحات العابدات، المواظبات على العبادات والأذكار. ولد الشاه ولي الله الدهلوي في فُلَتْ، التى تقع اليوم بمديرية "مظفّر نغر" بولاية "أتّرابراديش، الهند.
سنّه، وكان قرأ طرفا من "المشكاة"، و "صحيح البخاري"، و"شمائل الترمذي"، و"المدارك"، ومن علم الفقه "شرح الوقاية"، و"الهداية" بتمامهما، إلا طرفا يسيرا، ومن أصول الفقه "الحسامي"، وطرفا صالحا من "التوضيح"، و"التلويح"، ومن المنطق "شرح الشمسية"، وقسما من "شرح المطالع"، ومن الكلام "شرح العقائد"، وجمله من "الخيالي"، و"شرح المواقف"، ومن التصوّف قطعة من "العوارف"، ومن الطبّ "موجز القانون"، ومن الحكمة "شرح هداية الحكمة"، ومن المعاني "المختصر"، و"المطوّل"، وبعض الرسائل في الهيئة والحساب إلى غير ذلك، وكلّها على أبيه.
وكان يختلف في أثناء الدرس إلى إمام الحديث في زمانه الشيخ محمد أفضل السيالكوتي، فانتفع به في الحديث، واشتغل بالدرس نحوا من اثنتي عشرة سنة، وحصل له الفتح العظيم في التوحيد والجانب الواسع في السلوك، ونزل على قلبه العلوم الوجدانية فوجا فوجا، وخاض في بحار المذاهب الأربعة، وأصول فقههم خوضا بليغا، ونظر في الأحاديث، التي هي متمسّكاتهم في الأحكام، وارتضى من بينها بإمداد النور الغيبي طريق الفقهاء المحدّثين، واشتاق إلى زيارة الحرمين الشريفين، فرحل إليها سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف، ومعه خاله الشيخ عبيد الله البارهوي وابن خاله محمد عاشق، وغيرهما من أصحابه، فأقام بالحرمين عامي ن كاملين، وصحب علماء الحرمين صحبة شريفة، وتلمّذ على الشيخ أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكُرْدي المدني في المدينة المنوّرة، فتلقّى منه جميع "صحيح البخاري"، ما بين قراءة وسماع، وشيئا من "صحيح مسلم"، و"جامع الترمذي"، و "سنن أبي داود"، و"سنن ابن ماجه"، و "موطأ الإمام مالك"، و "مسند الإمام أحمد"، و"الرسالة" للشافعي، و "الجامع الكبير"، وسمع منه "مسند الحافظ
الدارمي"، من أوله إلى آخره في عشرة مجالس، كلّها بالمسجد النبويّ عند المحراب العثماني تجاه القبر الشريف، وشيئا من "الأدب المفرد" للبخاري، وشيئا من أول "الشفاء"، للقاضي عياض، وسمع عليه "الأمم" فهرس الشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي المدني مع التذئيل، فأجازه الشيخ أبو طاهر إجازة عامة بما تجوز له وعنه روايته من مقروء ومسموع وأصول وفروع وحديث وقديم ومحفوظ ورقيم، وذلك في سنة أربع وأربعين ومائة وألف.
ثم ورد بـ "مكة المباركة"، وأخذ "موطأ مالك" عن الشيخ وفد الله المالكي، وحضر دروس الشيخ تاج الدين القلعي المكّى أياما، حين كان يدرّس "صحيح البخاري"، وسمع عليه أطراف الكتب الستة، و"موطأ مالك"، و"مسند الدارمي"، و"كتاب الآثار" لمحمد، وأخذ الأجازة عنه لسائر الكتب، وأخذ عنه "الحديث المسلسل بالأولية" عن الشيخ إبراهيم بن الحسن المدني، وهو أول حديث سمع منه بعد عوده من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم.
وعاد إلى "الهند" سنة خمس وأربعين ومائة وألف.
ومن نعم الله تعالى عليه:
أنه خصّه بعلوم لم يشركْ معه فيها غيره، والتي أشرك فيها معه غيره من سائر الأئمة كثيرة، لا يحصيها البيان، ونحن نذكر قليلا من ذلك الكثير، حسبما ذكرها محسن بن يحيى الترهتي في "اليانع الجني".
منها: ما أكرمه الله تعالى به من الفصاحة في اللغة العربية والربط الخاص بالفنون الأدبية في النظم والنثر، كأنما الإعجاز أو السحر من رقّة اللفظ، ومعناه وصفاء المورد ومغناه.
ومنها: علوم الفقه على المذاهب الأربعة وأصحابهم، والاطلاع على مأخذ المسائل ومنازع الحجج والدلائل.
ومنها: علم الحديث والأثر مع حفظ المتون وضبط الأسانيد، والنظر في دواوين المجاميع والمسانيد، ولم يتفق لأحد قبله ممن كان يعتني بهذا العلم من أهل قطره ما اتفق له من زواية الأثر، وإشاعته في الأكناف البعيدة.
ومنها: علم تفسير القرآن وتأويل كتاب الله العزيز، فمن نظر في كتبه شهد بتوفّر حظّه منه.
ومنها: أصول هذه العلوم ومبادئها، التي هذّبها تهذيبا بليغا، وأكثر من التصرّف فيها يكاد يصحّ أن يقال: إنه باني أسها، وباري قوسها. فأما أصول التفسير فكتابه "الفوز الكبير" فيها شاهد صدق على براعته على كثير من أهلها، والحقّ أنه متفرّد بتحقيق هذا الفن وتدقيقه. وأما أصول الحديث فله فيها باع رحيب، وقد أشار ابنه عبد العزيز أن له فيها تحقيقات مستظرفة، لم يسبقْ إليها. وأما أصول الفقه فإنه شرح أصول المذاهب المختلفة وجمعها، وبيّن الفرق بين الأمور الجدلية والأصول الفقهية، وردّ وجوه الاستنباط على كثرتها إلى عشرة، وأسّس قواعد الجمع بين مختلف الأدلة وبين قوانين الترجيح.
ومنها: علم العقائد وأصول الدين، فإنه أتى بأسرار غامضة في تطبيق بالمأثور، مما لا يهتدي إليها في الأعصار، إلا واحد ممن يجتبيه الله سبحانه، وذلك لأن المتكلّم في هذا العلم إما أن يكون صاحب حديث، يتهافت على ظواهره، أو صاحب كلام، يتعمّق في الرأي، أو صاحب فقه يتوسط الفريقين، أو صاحب ذوق، يطمئنّ إلى ما يتجلّى له، وقد جمع الله تعالى في صدره ما شتته بين هؤلاء.
ومنها: آداب السلوك وعلم الحقائق، فإنه أفاض من ذوارف المعارف على أهلها سجالا، لأنه كان جامعا بين الطرق الثلاثة من السمع والفكرة والذوق، فلا يتجلّى له شئ من السرّ الغامض، فيقبله إلا بعد ما شهد بصحته شاهد صدق من المعقول والمنقول.
لا أقول: إنه لم يشاركْه فيها من علماء أرضه ممن عاصرهم، أو تأخّر زمانه بقليل عن زمانهم، إلا أنه فضلهم بعلوم وهبية، ضمّها إلى علومه، وهي كثيرة لا تضبط.
فمنها: فنون من علم التفسير، كبيان العلوم الخمسة القرآنية، وتأويل الحروف المقطّعات في أوائل السور، وتوجيه قصص الأنبياء عليهم السلام، وبيان مباديها، التى نشأت من استعداد النبي صلّى الله عليه و آله وسلّم، وقابلية قومه، ومن التدبير الذى دبرته الحكمة الإلهية في زمانه، فقد ألّف لذلك رسالة جيّدة، سماها "تأويل الأحاديث".
ومنها: ترجمة القرآن بالفارسية على شاكلة النظم العربي في قدر الكلام، وخصوص اللفظ وعمومه وغير ذلك، وسماها "فتح الرحمن في ترجمة القرآن".
ومنها: ما ألقى الله في قلبه وقتا من الأوقات ميزانا، يعرف به سبب كلّ اختلاف وقع فى الملّة المحمدية -على صاحبها الصلاة والتحية-، ويعرف ما هو الحقّ عند الله وعند رسوله، وقد ذكر نموذجا من ذلك حين سئل عن الاختلاف في "الإنصاف"، و"عقد الجيد"، و"الهمعات"، وغير ذلك من مصنّفاته.
ومنها: ما صبّ الله تعالى في صدره من نور كشف له وجوه أسرار الشريعة، ثم شرح صدره لبيانها، فبيّنها على أحسن وجه فى "حجّة الله
البالغة"، وقد قال ولده عبد العزيز في كتابه إلى أمير حيدر البلغرامي: وكتاب "حجة الله البالغة" التى هى عمدة تصانيفه في علم أسرار الحديث، ولم يتكلّم في هذا العلم أحد قبله على هذا الوجه من تأصيل الأصول، وتفريع الفروع، وتمهيد المقدّمات، والمبادئ، واستنتاج المقاصد منها إلى المجلس والنادى، وإنما يستنشم نفحات قليلة من هذا العلم في كتاب "إحياء العلوم" للغزالي، وكتاب "القواعد الكبرى" للشيخ عزّ الدين بن عبد السّلام المقدسى، وربما يوجد بعض فوائد هذا العلم فى مواضع من "الفتوحات المكّية" للشيخ الأكبر، و"الكبريت الأحمر" للشيخ ابن عربي، وكذا مؤلّفات تلميذه الشيخ الكبير صدر الدين القونوي -قدّس سرّهما- وقد جمهما الشيخ عبد الوهّاب الشعراني في كتاب "الميزان"، انتهى.
وليس على الله بمستنكَر
…
أن يجمع العالَم في واحد
(1)
.
ومن نعم الله تعالى عليه:
أن أولاه خلعة الفاتحية، وألهمه الجمع بين الفقه والحديث وأسرار السنن ومصالح الأحكام وسائر ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من ربّه عز وجل، حتى أثبت عقائد أهل السنّة بالأدلّة والحجج، وطهّرها من قذى أهل المعقول، وأعطى علم الإبداع والخلق والتدبير والتدلّي مع طول وعرض، وعلم استعداد النفوس الإنسانية لجميعها، وأفيض عليه الحكمة العملية، وتوفيق
(1)
ويراجع للتفصيل الباب السابع من كتاب الإمام الدهلوي، الجزء الرابع من رجال الفكر والدعوة في الإسلام، لابن المؤلّف أبي الحسن علي الندوي، بعنوان عرض الشريعة الإسلامية عرضا مبرهنا متسقا، والكشف عن مقاصد الحجّة وأسراره، في ضوء حجة الله البالغة، ص (167 - 191)، طبع دار القلم، الكويت، الطبعة الأولى
تشييدها بالكتاب والسنّة، وتمييز العلم المنقول من المحرّف المدخول، وفرق السنّة السنيّة من البدعة غير المرضيّة، كما قال في "التفهيمات الإلهية".
ومن نعم الله عليّ ولا فخر أن جعلني ناطق هذه الدورة وحكيمها، وقائد هذه الطبقة وزعيمها، فنطق على لساني، ونفث في نفسي، فان نطقت بأذكار القوم وأشغالهم نطقت بجوامعها، وأتيت على مذاهبهم جميعها، وإن تكلّمت على نسب القوم فيما بينه وبين ربّهم، زويت لي مناكبها، وبسطت في جوانبها، ووافيت ذروة سنامها، وقبضت على مجامع خطامها، وإن خطبت بأسرار اللطائف الإنسانية تعوضت قاموسها، وتلمّست باغوسها، وقبضت على جلابيبها، وأخذت بتلابيبها.
وإن تمطيت ظهر علوم النفوس ومبالغها، فأنا أبو عذرتها، آتيهم بعجائب لا تحصى، وغرائب لا تكتنيه ولا اكتناهها، يرجى، وإن بحثت عن علم الشرائع والنبوّات فأنا ليث عرينها، وحافظ جرينها، ووارث خزائنها، وباحث مغانيها.
وكم لله من لطف خفي
…
يدقّ خفاء عن فهم الذكيّ
وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: لما تمّت بي دورة الحكمة ألبسني الله خلعة المجدّدية، فعلمت علم الجمع بين المختلفات، انتهى.
وقد أثنى عليه الأجلّة من العلماء
ومنهم: شيخه أبو طاهر محمد بن إبراهيم المدني، قال: إنه يسند عني اللفظ، وكنت أصحّح منه المعنى، أو كلمة تشبه ذلك، وكتبها فيما كتب له، وهذا يقرب من قول البخاري في أبي عيسى حين قال له: ما انتفعتُ بكَ أكثر مما انتفعتَ بي، وليس وراءه مفخرة ترام، ولا فوقها منقبة تتمنى.
شرف ينطح النجوم بروقيه
…
وعز يقلقل الأجبالا
وقال الشيخ شرف الدين محمد الحسيني الدهلوي في كتابه "الوسيلة إلى الله"، ثم لما دوّنت علوم الولاية وقواعدها وقوانينها، وتحقّقت النفوس الكاملة بأصولها وفروعها، وغلبت على الاستعدادات المختلفة نتائجها وثمراتها، ومرّ الدهور والأعصار، وتطاولت إليها أيدى الأفكار، اختلطت علوم الولاية بعلوم النبوّة، لشدّة غموضها، اختلاطا صعب التمييز بينها، بل اختلطت العلوم كلّها من النافعة والضارّة، لاختلاط الناس عربهم وعجمهم، لاختلاف استعداداتهم وأمزجتهم، ولتمارس العلم وتداول الكتب بينهم، فتدبّر لكلّ أحد من الناس أن يحمل أيّ عبارة من أيّ علم شاء على وفق ذوقه بطريق فنّ الاعتبار، ويستدلّ بها على مدّعاه، وهو لا يدري أن حملها بطريق الاعتبار، وأن فن الاعتبار لا يتأتى به الاستدلال، فاشتبه الأمر على نفوس المستعدّين، وتعسر التحقّيق لها بالعلوم على حيالها، فأصيبت المصيبة، واستطارت البلية كلّ الجهات، حتى إن الزنادقة والملاحدة في زيّ الصوفية، وتطاولت أيديهم بعبارات القرآن العظيم والأحاديث النبوية صلى الله عليه وسلم، وكلمات المشايخ الكبار، وحملوها على غير المراد، فضلّوا، وأضلّوا. فكاد الزمان أن يكون شبيها بزمان الجاهلية، فاقتضى التدبير الكلّى والحكمة الأزلية أن تظهر حقيقة الحقائق بالقدر المشترك، الجامع بين علوم النبوّة والولاية، بل الجامع بين العلوم كلّها مرّة أخرى في مظهرها الثالث، ليكون منصّة لظهور حقائقها الجامعة المميّزة بين العلوم ومراتبها، فهو يقنّن قوانين، ويدوّن قواعد، يحصل بها الامتياز التامّ بين علوم النبوّة والولاية، بل بين العلوم المعتدّة كلّها من التفسير والحديث والفقه والكلام والتصوّف والسلوك، فينزل كلّ علم منزلته، ويبلغ كلّ
عبارة وإشارة مبلغه، وهو الكامل المكمّل، زبدة المتقدّمين، قدوة المتأخرّين، قطب المدقّقين، غوث المحقّقين الشيخ ولى الله المحدّث الدهلوي -سلمه الله سبحانه- ومن كان له لطف قريحة وطالع مصنّفاته الشريفة، وتحقّق بقواعدها وقوانينها، خصوصا كتاب "حجّة الله البالغة"، و (اللمحات"، و "ألطاف القدس"، و "الهمعات"، و "المكتوب المرسل إلى المدينة"، و "الكتاب المسوّى في شرح الموطأ" لم يبق له ريبة في تصديق هدا المطلب الأهنى والمقصد الأقصى، (قل الحق من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، فمثل مصنّفاته الشريفة بالنسبة إلى التصنيفات السابقة في العلوم مثل رجل ماهر باللغات بأسرها إلى جماعة وجدوا دينارا يطلب به كلّ واحد بلغته العنب، فوقع خصام وخلاف بينهم بسبب اختلاف ألفاظهم، فأخذ هذا الرجل الدينار من أيديهم، وأشترى عنبا، وأعطاهم، فلمّا رأوا ذلك شكروا له، ورضوا بينهم، وتعانقوا، فافهم، انتهى.
وذكر الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في "المقامات) أن شيخه مرزا جانجانان العلوي الدهلوي كان يقول: إن الشيخ ولي الله قد بيّن طريقة جديدة، وله أسلوب خاص في تحقيق أسرار المعارف وغوامض العلوم، وإنه ربّاني من العلماء، ولعلّه لم يوجد مثله في الصوفية المحقّقين الذين جمعوا بين علم الظاهر والباطن، وتكلّموا بعلوم جديدة إلا رجال معدودون، انتهى.
وذكر محسن بن يحيى الترهتي في "اليانع الجني" أنه سمع شيخه العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، مرّتين يثني عليه، فيحسن الثناء، من ذلك ما سمعه حين كان ببلدة "ألور" وكانت وقعت في يده نسخة من كتاب "إزالة الخفاء"، فكان أولع بها، ويكثر النظر فيها، أوان فراغه من
دروسه وسائر ما يشغله من شأنه، فلمّا وقف على كثير منها قالِ بمحضر من الناس: إن الذي صنّف هذا الكتاب لبحر زخّار، لا يرى له ساحل، هذا وليس يقع فيه إلا جاهل غبي من الجهّال، لا يرجى أن يستطب ما به من دائه العضال أو حاسد يحسده على ما أكرمه الله تعالى به من علية الخصال وجلية سجايا الشرف والكمال:
حسدوك إذ رأوك آثرك
…
الله بما قد فضلت النجباء.
وقد حكي عن المفتي عناية أحمد الكاكوروي أنه كان يقول: إن الشيخ ولي الله مثله كمثل شجرة طوبى، أصلها في بيته، وفرعها في كلّ بيت من بيوت المسلمين، فما من بيت ولا مكان من بيوت المسلمين، وأمكنتهم إلا وفيه فرع من تلك الشجرة، لا يعرف غالبُ الناس أين أصلها.
وقال السيّد صدّيق حسن القنوجى في "الحطّة بذكر الصحاح الستة" في ذكر من جاء بعلم الحديث في "الهند": ثم جاء الله سبحانه وتعالى من بعدهم بالشيخ الأجلّ والمحدّث الأكمل ناطق هذه الدورة وحكيمها، وفائق تلك الطبقة وزعيمها، الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، المتوفى سنة ستّ وسبعين ومائة وألف، وكذا بأولاده الأمجاد وأولاده أولاده أولي الإرشاد، المشمّرين هذا العلم عن ساق الجدّ والاجتهاد، فعاد لهم علم الحديث غضّا طريا، بعد ما كان شيئا فريا، وقد نفع الله بهم وبعلومهم كثيرا من عباده المؤمنين، ونفى بسعيهم المشكور من فتن الإشراك والبدع ومحدثات الأمور في الدين، ما ليس يخاف على أحد من العالمين، فهؤلاء الكرام قد رجّحوا علم السنّة على غيرها من العلوم، وجعلوا الفقه كالتابع له والمحكوم، وجاء تحديثهم حيث يرتضيه أهل الرواية، ويبغيه أصحاب الدراية، شهدت بذلك كتبهم وفتاويهم، ونطقت به زبرهم ووصاياهم،
ومن يرتاب في ذلك، فليرجع إلى ما هنالك، فعلى "الهند" وأهلها شكرهم ما دامت "الهند" وأهلها:
من زار بابك لم تبرح جوارحه
…
تروي أحاديث ما أوليت من منن.
فالعين عن قرة والكف عن صلة
…
والقلب عن جابر والسمع عن حسن.
وقال القنوجي المذكور في "أبجد العلوم" كان بيته في "الهند" بيت علم الدين، وهم كانوا مشايخ "الهند" في العلوم النقلية بل والعقلية، أصحاب الأعمال الصالحات، وأرباب الفضائل الباقيات، لم يعهد مثل علمهم بالدين علم بيت واحد من بيوت مسلمين في قطر من أقطار "الهند"، وإن كان بعضهم قد عرف بعض علم المعقول، وعدّ على غير بصيرة من الفحول، ولكن لم يكن علم الحديث والتفسير والفقه والأصول، وما يليها إلا في هذا البيت، لا يختلف في ذلك من موافق ولا مخالف، إلا من أعماه الله عن الإنصاف ومستّه العصبية والاعتساف، وأين الثري من الثريا والنبيذ من الحميا؟ والله يختصّ برحمته من يشاء، انتهى.
وأما مصنّفاته الجيّدة الحسان الطيبة فكثيرة.
منها: ما تدلّ على سعة نظره وغزارة علمه "فتح الرحمن في ترجمة القرآن" بالفارسية، وهى على شاكلة النظم العربي في قدر الكلام، وخصوص اللفظ، وعمومه، وغير ذلك.
ومنها: "الزهراوين" في تفسير سورة البقرة وآل عمران.
ومنها: "الفوز الكبير في أصول التفسير"، ذكر فيه العلوم الخمسة القرآنية، وتأويل الحروف المقطّعات، وحقائق أخرى.
ومنها: "تأويل الأحاديث" رسالة نفيسة له بالعربية في توجيه قصص الأنبياء عليهم السلام، وبيان مباديها، التي نشأت من استعداد النبي وقابلية قومه ومن التدبير الذي دبّرته الحكمة الإلهية في زمانه.
ومنها: "فتح الخبير"، وهو الجزء الخامس من "الفوز الكبير"، اقتصر فيه على غريب القرآن، وتفسيره، مما روي عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه.
ومنها: رسالة نفيسة له بالفارسية في قواعد ترجمة القرآن، وحلّ مشكلاتها.
ومنها: منهياته على "فتح الرحمن"، جمعها في رسالة مفردة له.
ومن مصنّفاته في الحديث، وما يتعلّق به:
" المصفّى شرح الموطأ" برواية يحيى بن يحيى الليثي، مع حذف أقوال الإمام، وبعض بلاغياته، تكلّم فيه ككلام المجتهدين.
ومنها: "المسوى شرح الموطأ"، مكتفيا فيه على ذكر اختلاف المذاهب، وعلى قدر من شرح الغريب.
ومنها: "شرح تراجم الأبواب" للبخارى، أتى فيه بتحقيقات عجيبة، وتدقيقات غريبة.
ومنها: "النوادر من أحاديث سيّد الأوائل والأواخر".
ومنها: "الأربعين"، جمع فيه أربعين حديثا، قليلة المباني وكثيرة المعاني، رواها من شيخه أبي طاهر بسنده المتصل إلى علي بن أبي طالب رضى الله عنه.
ومنها: "الدر الثمين في مبشرّات النبي الأمين".
ومنها: "الإرشاد في مهمّات الإسناد".
ومنها: "إنسان العين في مشايخ الحرمين".
ومنها: رسالة بسيطة له في الأسانيد بالفارسية، مشتملة على تحقيقات غريبة وتدقيقات عجيبة.
ومن مصنّفاته في أصول الدين وأسرار الشريعة وغيرها:
" حجة الله البالغة" في علم أسرار الشريعة، ولم يتكلّم في هذا العلم أحد قبله على هذا الوجه، من تأصيل الأصول، وتفريع الفروع، وتمهيد المقدّمات، والمبادئ، واستنتاج المقاصد.
ومنها: "إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء"
(1)
، كتاب عديم النظير في بابه، لم يؤلّف مثله قبله ولا بعده، يدلّ على أن صاحبه لبحر زخّار، لا يرى له ساحل.
ومنها: "قرة العينين في تفضيل الشيخين" بالفارسية.
ومنها: "حسن العقيدة"، رسالة مختصرة له في العقائد بالعربية.
ومنها: "الإنصاف" في بيان أسباب الاختلاف بين الفقهاء والمجتهدين.
ومنها: "البدور البازغة" في الكلام.
ومنها: "عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد".
ومنها: "المقدّمة السنية في انتصار الفرقة السنية".
ومن مصنّفاته في الحقائق والمعارف والسلوك وغيرها
.
" المكتوب المدني والمرسل إلى إسماعيل بن عبد الله الرومي في حقائق التوحيد".
ومنها: "ألطاف القدس في لطائف النفس".
ومنها: "القول الجميل في بيان سواء السبيل" في سلوك الطرق الثلاثة المشهورة القادرية والجشتية والنقشبندية.
(1)
ليراجع للتفصيل الباب الثامن من كتاب الإمام الدهلوي، عنوان الحاجة إلى نظام الخلافة، وفوائده، وإثبات خلافة الخلفاء الراشدين، وعظيم منّتهم على الأمة في ضوء كتاب إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء، ص 193 - 211.
ومنها: "الانتباه في سلاسل أولياء الله"، كتاب مبسوط في شرح السلاسل المشهورة وغير المشهورة.
ومنها: "الهمعات"، رسالة نفيسة بالفارسية، يحقّ أن تكتب بمداد النور على خدود الحور، وهي في بيان النسبة إلى الله.
ومنها: "اللمحات".
ومنها: "السطعات" في بعض ما أفاض الله على قلبه.
ومنها: "الهوامع" في شرح "حزب البحر" على لسان الحقائق والمعارف.
ومنها: "شفاء القلوب" في الحقائق والمعارف.
ومنها: "الخير الكثير".
ومنها: "التفهيمات الإلهية".
ومنها: "فيوض الحرمين".
ومنها: رسالة له بالعربية في جواب مسائل الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي على الوجه الذي اقتضاه كشفه.
ومن مصنّفاته في السير والأدب:
" سرور المحزون" مختصر بالفارسي، ملخّص من "نور العيون في تلخيص سير الأمين المأمون"، لابن سيّد الناس، صنّفه بأمر الشيخ الكبير جان جانان العلوي الدهلوي.
ومنها: "أنفاس العارفين"، رسالة بسيطة له، تشتمل على تراجم آبائه والكبار من أسرته وعلى سيرهم وبعض وقائعهم وأذواقهم ومعارفهم.
ومنها: "أطيب النغم في مدح سيد العرب والعجم" شرح فيه بائيته.
ومنها: رسالة له، شرح فيها رباعياته بالفارسية.
ومنها: "ديوان الشعر العربي"، جمعه ولده الشيخ عبد العزيز، ورتّبه الشيخ رفيع الدين.
وأما شعره:
بالعربي فكأنما الإعجاز أو السحر في رقّة اللفظ ومعناه، وصفاء المورد ومغناه:
كأن نجوما أو مضت في الغياهب
…
عيون الأفاعي أو رؤوس العقارب.
إذا كان قلب المرء في الأمر خاثرا
…
فأضيق من تسعين رحب السباسب.
وتشغلني عني وعن كل راحتي
…
مصائب تقفو مثلها في المصائب.
إذا ما أتتنى أزمة مدلهمة
…
تحيط بنفسي من جميع جوانب.
تطلبت هل من ناصر أو مساعد
…
ألود به من خوف سوء العواقب.
فلست أرى إلا الحبيب محمدا
…
رسول إله الخلق جمّ المناقب.
ومعتص المكروب في كل غمره
…
ومنتجع الغفران من كل هائب.
ملاذ عباد الله ملجأ خوفهم
…
إذا جاء يوم فيه شيب الذوائب.
إذا ما أتوا نوحا وموسى وآدما
…
وقد هالهم إبصار تلك الصعائب.
فما كان يغني عنهم د هذه
…
نبي ولم يظفرهم بالمآرب.
هناك رسول الله ينجو لربه
…
شفيعا وفتاحا لباب المواهب.
فيرجع مسرورا بنيل طلابه
…
أصاب من الرحمن أعلى المراتب.
سلالة إسماعيل والعرق نازع
…
وأشرف بيت من لؤي بن غالب.
بشارة عيسى والذي عنه عبروا
…
بشدة بأس بالضحوك المحارب.
ومن أخبروا عنه بأن ليس خلقه
…
بفظ وفي الأسواق ليس بصاخب.
ودعوة إبراهيم عند بنائه
…
بمكّة بيتا فيه نيل الرغائب.
جميل المحيا أبيض الوجه ربعة
…
جليل كراديسي أزج الحواجب.
صبيح مليح أدعج العين أشكل
…
فصيح له الإعام ليس بشائب.
وأحسن خلق الله خلقا وخلقة
…
وأنفعهم للناس عند النوائب.
وأجود خلق الله صدرا ونائلا
…
وأبسطهم كفا على كلّ طالب.
وأعظم حرّ للمعالي نهوضه
…
إلى المجد سام للعظائم خاطب.
ترى أشجع الفرسان لاذ بطهره
…
إذا أحمر باس في بئيس المواجب.
وآذاه قوم من سفاهة عقلهم
…
ولم يذهبوا من دينه بمذاهب.
فما زال يدعو ربه لهداهم
…
وإن كان قد قاسى أشدّ المتاعب.
وما زال يعفو قادرا من مسيئهم
…
كما كان منه عنده جبذة جاذب.
وما زال طول العمر لله معرضا
…
عن البسط في الدنيا والعيش المزارب.
بديع كمال في المعالي فلا امرؤ
…
يكون له مثلا ولا بمقارب.
أتانا مقيم الدين من بعد فترة
…
وتحريف أديان وطول مشاغب.
فيا ويل قوم يشركون بربهم
…
وفيهم صنوف من وخيم المثالب.
ودينهم ما يفترون برأيهم
…
كتحريم حام واختراع السوائب.
ويا ويل قوم حرّفوا دين ربّهم
…
وأفتوا بمصنوع لحفظ المناصب.
ويا ويل من أطرى بوصف نبيه
…
فسمّاه ربّ الخالق إطراء خائب.
ويا ويل قوم قد أبار نفوسهم
…
تكلّف تزويق وحبّ الملاعب.
ويا ويل قوم قد أخفّ عقولهم
…
تجبّر كسرى واصطلام الشرائب.
فأدركهم في ذاك رحمة ربّنا
…
وقد أوجبوا منه أشدّ المعائب.
فأرسل من عليا قريش نبيه
…
ولم يك فيما قد بلوه بكاذب.
ومن قبل هذا لم يخالط مدارس الـ
…
يهود ولم يقرأ لهم خطّ كاتب.
فأوضح منهاج الهدى لمن اهتدى
…
ومن بتعليم على كلّ راغب.
وأبر عن بدء السماء لهم وع
…
مقام مخوف بين أيدي المحاسب.
وعن حكم ربّ العرش فيما يعينهم
…
وعن حكم تروي بحكم التجارب.
وأبطل أصناف الخني وأبادها
…
وأصناف بغي للعقوبة جالب.
وبشر من أعطى الرسول قياده
…
بجنّة تنعيم وحور كواعب.
فأنجي به من شاء منا نجاته
…
ومن خاب فلتند به شرّ النوادب.
فأشهد أن الله أرسل عبده
…
بحقّ ولا شيء هناك برائب.
وقد كان نور الله فينا لمهتد
…
وصمصام تدمير على كلّ ناكب.
وأقوى دليل عند من تمّ عقله
…
على أن شرب الشرع أصفى المشارب.
تواطي عقول في سلامة فكره
…
على كلّ ما يأتي به من مطالب.
سماحة شرع في رزانة شرعة
…
وتحقيق حقّ في إشارة حاجب.
مكارم أخلاق وإتمام نعمة
…
نبوة تأليف وسلطان غالب.
تصدق دين المصطفى بقلوبنا
…
على بينات فهمها من غرائب.
براهين حقّ أوضحت صدق قوله
…
رواها ويروي كلّ شبّ وشائب.
من الغغيب كلم أعطي الطعام لجائع
…
وكم مرّة أسقي الشراب لشارب.
وكم من مريض قد شفاه دعاؤه
…
وإن كان قد أشفي لوجبة واجب.
ودرت له شاة لدي أم معبد
…
حليبا ولا تسطاع حلبة محالب.
وقد ساخ في أرض حصان سراقة
…
وفيه حديث عن براء بن عازب.
وفد فاح طيبا كف من مس كفه
…
وما حل رأسا جس شيب الذوائب.
وألقى شقي القوم فرث جزورهم
…
على ظهره والله ليس بعازب.
فألقوا ببدر في قليب مخبّث
…
وعمّ جميع القوم شؤم المداعب.
فأوفاه وعد الرعب والنصر عاجلا
…
وأعطى له فتح التبوك ومارب.
وأخبر عنه أن سيبلغ ملكه
…
إلى ما أري من مشرق ومغارب.
فأسبل ربّ الأرض بعد نبيه
…
فتوحا توازي ما لها من مناكبه.
وكلّمه الأحجار والعج والحصى
…
وتكليم هذا النوع ليس برائب.
حنّ له الجع القديم تحزنا
…
فان فارق الحب أدهي المصائب.
وأعجب تلك البدر ينشقّ عنده
…
وما هو في إعجازه من عجائب.
وشقّ له جبريل باطن صدره
…
لغسل سواد بالسويداء لازب.
وأسرى على متن البراق إلى السما
…
ء فيا خير مركوب ويا خير راكب.
وشاهد أرواح النبيين جملة
…
لدى الصخرة العظمى وفوق الكواكب.
وشاهد فوق الفوق أنوار ربّه
…
كمثل فراش وافر متراكب.
ووراعت بليغ الآي كلّ مجادل
…
خصيم تمادي في مراء المطالب.
براعة أسلوب وعجز معارض
…
بلاغة أقوال وأخبار غائب.
وسماه ربّ الخلق أسماء مدحة
…
تبين ما أعطي له من مناقب.
رؤوف رحيم أحمد ومحمد
…
مقفّي ومفضال يسمّى بعاقب.
إذا ما أثاروا فتنة جاهلية
…
يقود ببحر زاخر من كتائب.
يقوم لدفع البأس أسرع قومه
…
بجيش من الأبطال غر السلاهب.
أشداء يوم البأس من كل باسل
…
ومن كل قوم بالأسنة لاعب.
تورث أقداما ونبلا وجرأة
…
نفوسهم من أمهات نجائب.
جزي الله أصحاب النبي محمد
…
جميعا كما كانوا له خير صاحب.
وآل رسول الله لا زال أمرهم
…
فويما على ارغام أنف النواصب.
ثلاث خصال من تعاجيب ربنا
…
نجابة أعقاب لوالد طالب.
خلافة عباس ودين نبينا
…
تزايد في الأقطار من كل جانب.
يؤيد دين الله في كل دورة
…
عصائب تتلو مثلها من عصائب.
فنه رجال يدفعون عدوهم
…
بسمر القنا والمرهفات القواضب.
ومنهم رجال يدرسون كتابه
…
بتجويد ترتيل وحفظ مراتب.
ومنهم رجلا بالحديث تولعوا
…
وما كان فيه من صحيح وذاهب.
ومنهم رجال يهتدي بعظاتهم
…
قيام لى دين من الله واصب.
على الله رب الناس حسن جزائهم
…
بما لا يوافي عده ذهن حاسب.
فمن شاء فليذر جال بنية
…
ومن شاء فليغزل بحب الربائب.
سأكر حتى للحبيب محمد
…
إذ وصف العشاق حب الحبائب.
وأذكر جدا قد تقادم عهده
…
حواء فؤادي قبل كون الكواكب.
ويبدو محياه لعينى في الكرى
…
بنفسي أفديه إذا والأقرب.
وتدركني في ذكره قشعريرة
…
من الوجد لا يحويه علم الأجانب.
وألفى لروحي عند ذلك هزة
…
وأنسأ وروحا دون وثبة وائب.
وصلى عليك الله يا خير خلقه
…
ويا خير مامول ويا خير واهب.
ويا خير من يرجي لكشف روية
…
ومن جود قد فاق جود السحائب.
فأشهد أن الله راحم مكانة
…
وأنت لهم شمس وهم كالثواقب.
وأنت شفيع يوم لأذو شفاعة
…
بمغن كما أثى سواد بن قارب.
وأنت مجيري من شهور ملسه
…
إذا أنشبت في القلب شر المخالب.
فما أنا أخشى أزمة مدلهمة
…
ولا أنا من ريب الزمان براهب.
فإني منكم في قلاع حصينة
…
وحد حديد من سيوف المحارب.
وليس ملوما عي صب أصابه
…
غليل الهوي في الأكرمين الأطائب.
توفي إلى رحمة الله سبحانه ظهيرة يوم السبت سلخ شهر الله المحرّم سنة ستّ وسبعين ومائة وألف بمدينة "دهلى"، فدفن عند والده خارج البلدة، وله اثنان وستون سنة، كذا وجدته بخطّ الشيخ نعمان بن نور الحسني النصير آبادي.
* * *
364 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرشيد البخاري، الملقّب قوام الدين، الإمام
*.
والد طاهر الإمام.
له ذكرٌ في ترجمة صاحب "الهداية".
كذا في "الجواهر".
قلت: الحديث الذي رواه صاحب "الهداية" قد تكلّم فيه المحدّثون، حتى قال بعضهم: إنه موضوع.
* * *
365 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد السميع بن علي ابن عبد الصمد الهاشمي
* *.
من ولد عبد الله بن عبّاس.
قال في "الجواهر": سمع أبا نصر الزينبي.
وروى عنه ابن عستكر.
وذكره ابن النجّار في "تاريخه"، وقال: كان خطيبًا، فقيها، حنفيًا.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 1: 379، 380.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 127، والفوائد البهية 24، وكتائب أعلام الأخيار برقم 358، وكشف الظنون 1: 562، في ذكره شروح "الجامع الصغير".
* * راجع: الطبقات السنية 1: 380.
وترجمتة في الجواهر المضية برقم 128.
366 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن مازه المعروف والده ببرهان الأئمة
*.
وهو أخو عمر بن عبد العزيز، الملقّب بالصدر الشهيد حسام الدين. وأحمد هذا أحد مشايخ صاحب "الهداية"، وأجازه برواية مسموعاته ومُستجازاته مُشافهة، بمدينة "بخارى"، وكتب ذلك بخطّه، وكان من جملة ما حصل لصاحب "الهداية" منه رواية كتاب "السير" لمحمد بن الحسن، من طريقة شمس الأئمة السرخسي.
قلت: يأتي ذكر أبيه وأخيه في حرف العين، وابن أخيه محمد وابنه في الميم وابن ابن ابن أخيه هناك أيضا، وابن ابنه في حرف الطاء.
* * *
367 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد العزيز الحلواني البخاري، الإمام
.
قال في "الجواهر": تفقّه عليه على بن عبيد الله الخطيبي.
ثم أظنّه ابن الإمام شمس الأئمة عبد العزيز الحلواني. رحمه الله تعالى * *.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 1: 380 وترجمته في الجواهر المضية برقم 129، والفوائد البهية 24، وكتائب أعلام الأخيار برقم 343.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 381. وترجمته في الجواهر المضية برقم 130.
368 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد العزيز، أبو سعيد، البردعي
*.
كان إمامًا، عالمًا، علامة، من أفراد الرجال، وممن تضرب بفضله الأمثال، وكان مدار الفتوى عليه في زمانه، وكان يعقد مجلسًا للوعظ، ويتكلّم على الناس.
وتوفي يوم الاثنين، ثامن عشر ذي القعدة، سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
369 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الغني بن عمر، الشهير بعابدين الدمشقي
* *.
فقيه.
ولد سنة 1239 هـ بـ "دمشق"، وتولى الإفتاء في بعض المدن الصغيرة، ثم عين أمينا للفتوى بـ "دمشق".
وتوفي بها في 27 ربيع الثاني.
* راجع: الطبقات السنية 1: 381.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 131.
* * راجع: معجم المؤلفين 1: 277.
وترجمته في منتخبات لتواريخ دمشق 2: 702، 703، والأعلام 1:147.
له مؤلّفات تربو على عشرين مؤلّفا، منها:"كتاب في الطهارة والأنجاس"، و"شرح العقيدة الإسلامية" للحمزاوي، و"شرح قصة المولد" لابن حجر الهيتمي، و "كتاب" في الفقه.
* * *
370 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد القادر أحمد ابن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم ابن محمد القيسي، تاج الدين، أبو محمد، النحوي
*.
ولد في أواخر ذي الحجّة، سنة اثنتين وثمانين وستمائة.
وأخذ عن بهاء الدين ابن النحّاس، والدمياطي، وغيرهما.
قال ابن حجر: قرأتُ بخطّه أنه حضر دروس البهاء ابن النحّاس، وسمع من الدمياطى اتفاقًا قبل أن يطلب، ولزم أبا حيّان دهرًا طويلًا، وأخذ عن السروجي، وغيره.
ثم أقبل على سماع الحديث، ونسخ الأجزاء، و "كتاب الطباق"، و "التحصيل"، فأكثر عن أصحاب النجيب، وابن علاق جدًا، وقال في ذلك:
* راجع: الطبقات السنية 1: 381 - 383.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 326 - 329، وتاج التراجم 12، والجواهر المضية برقم 132، وحسن المحاضرة 1: 268، وروضات الجنات 1: 309، 310، والدرر الكامنة 1: 186 - 188، وشذرات الذهب 6: 159، وكشف الظنون 1: 226، 310، 393، 599، 600، 2: 1021، 1122، 1273، 1367، 1477، 2037، والمنهل الصافي 1: 317، والوافي بالوفيات 7: 74 - 76.
وعَابَ سَمَاعِي للأحَاديثِ بَعْدمَا
…
كَبرْتُ أناسٌ هُمْ إلىْ العَيْبِ أقرَبُ
وقالوا إمامٌ في عُلُومٍ كثيرةٍ
…
يَرُوحُ ويَغْدُو سَامِعًا يَتَطلَّبُ
فقلتُ مُجيبًا عن مَقَالتهمْ وقد
…
غَدَوْتُ بجَهلٍ منهُمُ أتعجَّبُ
إذا استدرك الإنسان مَا فاتَ مِن عُلًا
…
فلِلْحَزْمِ يُعزَي لا إلى الجهلِ يُنسَبُ
وكان قد تقدّم في الفقة والنحو واللغة.
ودرّس، وناب في الحكم.
وله على "الهداية" تعليق، شرع فيه، وشرع أيضًا في الجمع بين "العباب"، و"المحكم" في اللغة، وجمع كتابًا حافلًا، سَمّاه "الجمع المتناه، في أخبار اللغويين والنحاة".
قاله ابن حجر، وقال: رأيتُ منه الكثير بخطّه، من ذلك مُجلّدة في المحمدين خاصة.
وذكر السيوطي، أنها عشر مجلّدات.
قال: وكأنه مات عنها مسوّدة، فتفرّقت شَذَر مَذَر.
ومن تصانيفه: "شرح كافية ابن الحاجب"، و"شرح شافيته"، و"شرح الفصيح"، و"التذكرة" ثلاث مجلّدات، سمّاها "قيد الأوابد".
قال السيوطي: فلمّا وقفتُ على كتاب من الكتب الأدبية، من شعر، وتاريخ، ونحو ذلك، إلا وعليه ترجمة مُصنّف ذلك الكتاب بخطّ ابن مكتوم هذا.
قال: وجمع من "تفسير أبي حيّان" مجلّدًا، سماه "الدر اللقيط من البحر المحيط"، قصره على مباحث أبي حيان، مع ابن عطية، والزمخشري.
ومن شعره:
نَفَضْتُ يَدي من الدنيَا
…
ولمْ أضْرَعْ لمِخْلوقٍ
لِعِلمي أن رِزقيَ لا
…
يُجَاوِزُني لمَرزُوق
ومَن عَظمَتْ جَهَالتُه
…
يرى فِعْلى من الموُقِ
ومنه أيضًا قوله:
مَا عَلى العَالِمِ المُهَذَّبِ عارٌ
…
إنْ غَدا خَاملًا وذو الجهْلِ سامِ
فاللبابُ الشَّهِيُّ بالقِشْرِ خَافٍ
…
ومَصُونُ الثِّمارِ تحت الكِمامِ
ومنه أيضًا:
ومُعَذَّرٍ قال العذُولُ عليه لي
…
شَبِّهْهُ واحْذَرِ مِن قُصُورٍ يَعتْتَرِى
فأجبْتُه هو بانةٌ من فَوْقِها
…
قَمَرٌ يُحَفُّ بِهَالةٍ منْ عَنْبَرِ
ومنه أيضًا قوله:
تغافلْتُ إذْ سَبَّني حَاسِدٌ
…
وكنتُ مَلِيًّا بإرْغامهِ
ومَا بِيَ من غَفْلةٍ إنَّمَا
…
أرَدْتُ زِيادَةَ آثامِهِ
وكانتْ وفاته في الطاعون العام، في شهر رمضان، سنة تسع وأربعين ووسبعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
371 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد القادر بن محمد ابن طريف -بالطاء المهملة كرغيف- شهاب الدين، أبو محي الدين، الشاوي -بالشين المعجمة- القاهري
*.
* راجع: الطبقات السنية 1: 384.
وترجمته في الضوء اللامع 1: 351، 352.
وفي الضوء: "النشاوي"، مكان "الشاوي".
ولد في سنة أربع وتسعين وسبعمائة -كما رواه السخاوي مكتوبًا بخطّه، وصحّحه- بـ "القاهرة"، ونشأ بها، فحفظ القرآن، و"مقدمة أبي الليث"، والكثير من "المجمع".
وأُسْمِع على ابن أبي المجد، والتنوخي، والعراقي، والهيثمي.
وسمع على الحلاوي، وغيره.
وأجاز له أبو حفص البالسي، وغيره، ولزم التقي الشمني، وحضر دروسه.
وحدّث بـ "البخاري" وغيره، وسمع منه الفضلاء. وصار بأخرة فريد عصره.
وكان خيّرًا، قانعًا، باليسير، مُحبًّا في الطلبة، صبورًا عليهم، متودّدًا إليهم، حافظًا لنكت ونوادر وفوائد لطيفة، ذا همّة وجلادة على المشي، مع تقدّمه في السنّ.
ومتّع بحواسه، إلى أن مات، في ليلة الخميس، ثامن عشر ذي القعدة، سنة أربع ثمانين وثمانمائة، وصلي عليه من الغد بمصلى "باب النصر".
ونزل الناس بموته في "البخارى" بالسماع المتصل درجة، رحمه الله تعالى.
* * *
372 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد القادر أشرف زاده البرسوي من مشايخ الطرق
*.
* راجع: معجم المؤلفين 1: 179. وترجمته في هدية العارفين 1: 183.
له "مشوق العشّاق" في الموعظة.
توفي سنة 1214 هـ.
* * *
373 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد القادر، المعروف بابن ظريف
*.
له "كتاب الأفعال".
توفي سنة 883 هـ.
* * *
374 - الشيخ العالم الفقيه أحمد بن عبد القدّوس الكنكوهي، أحد المشايخ المشهورين
* *.
أخذ عن أبيه، وسلك مسلكه من استماع الغناء والتواجد والقول بوحدة الوجود.
وله رسالة في حلّة الغناء، ورسالة في إثبات وحدة الوجود.
خالفه في تلك المسائل ابنه الشيخ عبد النبي المحدّث، فطرده أبوه، فسار إلى "دهلي"، ونال الصدارة العظمى في عهد أكبر شاه التيموري سلطان "الهند".
* راجع: معجم المؤلفين 1: 279.
وترجمته في إيضاح المكنون 2: 270.
* * راجع: نزهة الخواطر 4: 22.
وكانتْ وفاته سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة، كما في "كلزار أبرار".
* * *
375 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الكريم بن عبد الصمد ابن أنوشروان التبريزي الأصل، شهاب الدين أبو العبّاس، المعروف بابن المكوشت
*.
قال ابن حجر: اشتغل في مذهب أبي حنيفة، ومهر، وتقدّم، وقال: الشعر الحسن.
وقدم "دمشق"، فأفاد بها، وجلس مع الشهود بـ "باب المسمارية".
سمع منه، من نظمه، الحافظان بهاء الدين ابن خليل، وصلاح الدين العلائي، ووصفه العلائي بالعلم، والفضل، والأدب. انتهى.
وذكره ابن خطيب الناصرية، في "تاريخه"، و"المنتقى من تاريخ ابن حبيب"، فقال: فقيهٌ، علمه نافع، وقربه مختار، وأديب، كتابته تخفى بأوراقها محاسن الأزهار.
كان حسن الهيئة والمحاضرة، حريصًا على المسالمة، بعيدًا عن المنافرة، ذا سمت جميل، وفضل جزيل، وحال مضبوط، ويد في الشروط، وقصائد نظمها متّسق، وفوائد بَرقها في سماء الأدب مؤتلق.
وهو القائل من أبيات:
وحَقِّكمُ ما في الوُجُودِ سِوَاكمُ
…
بقَلْبي حَلَا أو في سُوَيْدائِه حَلَّا
* راجع: الطبقات السنية 1: 385، 386.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 189.
وحَاشا وكَلَّا أن أُسمَّى لِغيْركُم
…
بَعَبْدٍ وأنْ أبْقى على غيْرِكُم كَلا
فما جَارَ إلا عَاذِلا عن هَوَاكُمُ
…
ولا عَاش إلا من رَأى جَوْرَكم عَدلًا
فلا تقطعوا عَنيِّ عَوائدَ جُودِكمْ
…
ورُدُّوا لِي العَيشَ الحَمِيدَ الذي وَلَّى
ولا تُعْرِضُوا عنيِّ فإنِّي وحَقِّكُمْ
…
أرَى كلَّ صَعْبٍ دُون إعراضِكم سَهْلًا
وذكره ابن شاكر الكتبي، في "عيون التواريخ".
وأورد من شعره قوله:
أجِبْ بلَبَّيْك دُعَا الحَبيبْ
…
كيف يَدْعُوك ولا تسْتجيبْ
فإنَّ إعْرَاضَكَ عن سَيِّدٍ
…
إليه يَدْعُوك عَجيبٌ عجيبْ
فانتهزِ الفرصةَ في غَفلةٍ
…
من حَاسدٍ أو كَاشحٍ أو رَقيبْ
وارْفَعْ إلى مَوْلاك شَكوى الهوى
…
فإنَّ مَوْلاكَ قَريبٌ مُجيبْ
وقوله أيضًا:
أتُرى تُمَثَّلُ طَيْفَك الأَحلامُ
…
أم زوْرَةُ الطَّيفِ المِلمِّ حَرَامُ
يا باخِلًا بالطَّيْفِ في سِنةِ الكَرَى
…
ما وَجْهُ بُخْلِكَ والمِلاحُ كرامُ
لوْ كنتَ تدري كيف بات مُتَيَّمٌ
…
عَبَثتْ به في حُبِّك الأسقامُ
إنْ دَامَ هَجْرُك والتَّجَنِّي والقِلَى
…
فعَلَى الحيَاةِ تَحيَّةٌ وسلامُ
نارُ الغَرامِ شَدِيدةٌ لكنها
…
بَردٌ على أهلِ الهوى وسَلامُ
وقوله أيضًا:
بَعْدَ الثمانين ماذا المرْءُ ينتظرُ
…
وقد تغيَّر فيه السمعُ والبَصَرُ
وأيُّ شيءٍ تُرَى يَرْجوهُ منْ ذهبَتْ
…
لَذاتُه وهو للآفاتِ مُنتظِرُ
يَرْثي له أبدًا مَن كان يَحسُدُه
…
على الشبَابِ لحالٍ كُلّهُ عِتبَرُ
فَقَائِمًا في اضطراب لا يفارقه
…
وقاعدا أشبه الأشيا به الحجر
شيخوخة تأنفَ الأبصارُ مَنظرَها
…
لكنْ بها لِذوي الألباب مُعتَبَرُ
كفى بها عِتبرَة أن الكبير بها
…
بغَيْر مَوْتٍ وَقَيْبرٍ ليس يَنْجَبِرُ
وليسَ للشَّيْخِ إلا أن يُعاملهُ
…
باللُطْفِ مَولى على مَا شَاء مُقتدِرُ
وقوله أيضًا:
عودتني الخير وعاملتني
…
باللطْفِ في سَائِر أحْوَالي
وكلما عارضني عارضٌ
…
أثقَلِي خَفَّفْتَ أثْقَالني
حتى لقد بالقَنع أغنيتني
…
عن كلَّ ذي جاهٍ وذي مال
فإن تكن عَني راضٍ فيا
…
فَوْزِي ويا سَعْدِي وإقْبَالي
وكانت وفاته بـ "دمشق"، وسنة خمس وثلاثين وسبعمائة، عن ست وثمانين سنة.
* * *
376 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الكريم رفيق محمود بن عبد الرحيم
*.
كانا في زمن علاء الدين التاجري، المذكور في "القنية".
* ذكرهما في "الجواهر"، وحكي أنهما سُئلا عن قرية يعطي الإمام لخطيبها في كلّ سنة من غلات نفسه قدرًا معينًا، ثم إن واحدًا خطب سنة، هل يستحقّ هذا المرسوم شرعًا؟.
فقالا: لا.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 1: 386، 387.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 133.
377 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد المجيد بن إسماعيل بن محمد قاضي "مَلَطْيَةَ
" *.
تفقّه على أبيه عبد الحميد، ويأتي فى بابه، وأخوه إسمعيل بن عبد الحميد يأتي قريبا.
* * *
378 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الملك بن موسى بن المظفّر، أبو نصر، القاضي، الأسْرُوشَني، المعروف بكاك
* *.
من علماء "ما وراء النهر"، ومن أئمة أصحابنا.
* راجع: الجواهر المضية برقم 134.
وترجمته في الطبقات السنية برقم 236.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 387.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 135.
والأسروشني، نسبة إلى "أسروشنة"، وهي بلدة كبيرة وراء "سمرقند"، من "سيحون".
الأنساب 33، واللباب 1:43. وانظر معجم البلدان 1: 245، وانظره أيضا في 1: 278.
وفي النسخ: "المعروف بكمال" اتباعا لبعض نسخ الجواهر، وهو خطأ، وانظر: الحاشية على الجواهر المضية 1: 194.
مولده سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
حدّث عن العلامة محمود بن حسن القاضي.
ومات في ربيع الأول، سنة تسع عشرة وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
379 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الملك اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث
*.
قرأ بعض الكتب الدراسية على الشيخ منصور اللاهوري، ومعظمها على الشيخ عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري، وجاء معه إلى "لاهور"، فسكن بها.
وكان غاية في الفقر والفناء والزهد والاستقامة على الشريعة.
وكان يدرّس، ويفيد.
توفي يوم الجمعة عاشر محرّم سنة ست وستين وتسعمائة، كما في "أخبار الأصفياء".
* * *
380 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد المنعم القاضي أبو نصر، الخطيب، الآمدي
* *.
* راجع: نزهة الخواطر 4: 22 - 23.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 388.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 136.
فقيهٌ، إمام.
روى عنه السلفي، وذكره في "معجم شيوخه".
كذا في "الجواهر".
* * *
381 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبيد الله، مصغّرًا، ابن إبراهيم بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ابن محمد بن جعفر بن هارون بن محمد بن أحمد ابن محبوب بن الوليد بن عبادة، الإمام شمس الأئمة، المحبوبي، البخاري
*.
من ذرّية عبادة بن الصامت، رضي الله عنه.
تفقّه على أبيه الإمام الكبير عبيد الله بن إبراهيم.
ومن تآليفه: "تنقيح العقول في فروق المنقول".
* * *
382 - الشيخ الفاضل أحمد بن عبيد الله، بالتصغير أيضًا، ابن عوض بن محمد، الشهاب، ابن الجلال، ابن التاج الأردبيلي
* راجع: الطبقات السنية 1: 376.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 137، والفوائد البهية 25، وكتائب أعلام الأخيار برقم 428.
الشرواني، القاهري، أخو البدر محمود، المعروف بابن عبيد الله *.
ولد في صفر، سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
واشتغل قليلًا، وتعلّم اللغة التركية، وتقرّب بها عند الدولة، وكان جميل الصورة.
وناب في الحكم عن التفهني، فمَنْ بعده.
ووصف السخاوي، بأنه كان قليل البضاعة في الفقه والمصطلح، ولذلك حُفظت عليه عدّة أحكام فاسدة.
وذكر نقلًا عن أخيه محمود، أنه حفظ "النافع"، وأنه درّس بـ "الأيتمشية"، برغبته له عنها، فلمّا مات عادتْ الوظيفة له.
مات بالإسهال الدموي، والقولنج، والصرع، ليلة الأربعاء، ثالث عشري شهر رمضان، سنة أربع وأربعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
قلت: وسيأتي ذكره أبيه عبيد الله بن إبراهيم، وابنه تاج الشريعة محمود بن أحمد، وابن ابن ابنه صاحب "شرح الوقاية" عبيد الله بن مسعود بن محمود.
* راجع: الطبقات السنية 1: 376، 377.
وترجمته في الضوء اللامع 1: 385، 376.
383 - الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان المارديني الأصل المعروف بابن التُركماني
*.
الإمام العلامة، تاج الدين، أخو العلامة علاء الدين، قاضي القضاة، من بيت العلم والرياسة.
ولد في آخر ذي الحجّة، سنة إحدى وثمانين وستمائة.
وسمع من الدمياطي، ومن الصواف، وغيرهما.
وحدّث، واشتغل بأنواع العلوم، ودرّس، وأفتى، وصنّف، وناب في الحكم. وكان موصوفًا بالمروءة، وحسن المعاشرة.
قرأتُ بخطّ بعض الأفاضل ما صورته: نقلت من خطّ ولده جلال الدين محمد -يعني ولد صاحب الترجمة- قال: كتب الشهاب ابن فضل الله العمري، كاتب السر الشريف، يسأل والدي عن الاسم، والنسب، والمولد، والمنشأ، وما له من تصنيف، فكتب إليه: الاسم، والكنية، وهي أبو العبّاس، والمولد، والمسكن، ثم قال: وأما القبيلة فهو من التركمان الذين ينسلون من كلّ حدب، لا فارس الخيل، ولا وجه العرب. وأما النسبة فهو من "ماردين"، ولولا سقوط الألف واللام لكانتْ من "الماردين"، فأعجب لنسبة تمّت بالنقصان، ولحقيقة وجدت بالفقدان. انتهى.
* راجع: الطبقات السنية 1: 389، 390.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 334، وتاج التراجم 13، والجواهر المضية برقم 139، وحسن المحاضرة 1: 267، والدرر الكامنة 1: 210، 211، وشذرات الذهب 6: 140، والفوائد البيهة 25، 26، وكشف الظنون 1: 2: 18، 339، 408، 2: 1064، 1134، 1246، 1257، 1615، 1632، 1805، 1849، 2036، والمنهل الصافي 1: 362 - 366، من ذيول العبر "ذيل الحسيني"، 240، 241، والوافي بالوفيات 7: 182 - 184.
قال في: "المنهل الصافي": صنّف "التعليقة" على "المحصول" للفخر الرازي، وشرح "مختصر الباجي" في الأصول، وهو مختصر "المحصول"، و"تعليقة" على "المنتخب"، في أُصول فقه المذهب، وثلاث تعاليق على "خلاصة الدلائل في تنقيح المسائل" في فقه المذهب، الأولى في حلّ مشكلاته، والثانية فيما أهمله من مسائل "الهداية"، والثالثة في ذكر أحاديثه، والكلام عليها، وشرح "الجامع الكبير" لمحمد بن الحسن، وشرح "الهداية"، ولم يكمل، وله كتابان في علم الفرائض، مبسوط، ومتوسّط، و"تعليق" على "مُقدمتي ابن الحاجب"، و"شرح المقرب" لابن عصفور، و"عروض ابن الحاجب"، و"كتاب أحكام الرماية"، و"كتاب الأبحاث الجلية" في مسألة ابن تيمية، و"شرح الشمسية" في المنطق، وغير ذلك.
وكان يكتب الخطّ المنسوب، ويجيّد النظم، ومن نظمه ما كتبه إلى الشهاب ابن فضل الله:
غَرَامي بكم بَيْن البَرِيَّة قد فشَا
…
فلَستُ أبالي بالرقيبِ وما وَشَى
وهي طويلة. انتهى.
وقال جمال الدين المسلّاتي: كتبتُ عنه من فوائده.
وعدل له سبعة عشر تصنيفًا، في الفقة، والأصول، والعربية، والعروض، والمنطق، والهيئة، وله كلام على أحاديث "الهداية".
قال: وغالبها لم يكمل، والكثير منها يُنسب لأخيه.
ومات في أوائل جمادى الأولى، سنة أربع وأربعين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
قلت: يأتي ذكر أبيه عثمان وابني أخيه عبد الله بن علي بن عثمان، وعبد العزيز ابن علي بن عثمان، وأخيه علاء الدين علي بن عثمان، وابنه
محمد بن أحمد. وقد ذكره السيوطي في "بغية الوعاة في طبقات النحاة"(2) فقال: أحمد ابن عثمان بن إبراهيم ابن مصطفى بن سليمان المارديني الأصل، المعروف بابن التركماني الحنفي القاضي تاج الدين. قال في "الدرر" ولد بـ "القاهرة" ليلة السبت الخامس والعشرين من ذي الحجّة سنة إحدى وثمانين وستمائة. واشتغل بأنواع العلوم، ودرّس، وأفتى، وناب في الحكم. وصنّف في الفقه والأصلين والحديث والعربية والعروض والهيأة وغالبها لم يكمل، وسمع من الدمياطي، وابن الصواف، وحدّث. ومثله في "حسن المحاضرة"، وغيره، الفوائد البهية:25.
* * *
384 - الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان بن إبراهيم أبو الفرج، الفقيه، عرف بابن النرسي، من أهل باب "الشام
" *.
روى عنه القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي حكاية في كتاب "الفرج بعد الشدّة"، وقال: ما علمته إلا ثقة فيما يرويه، صدوقًا فيما يحكيه.
* راجع: الطبقات السنية 1: 388.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 138، ولم يرد في الفرج بعد الشدّة إلا ذكر أبي الفرج بن دارم، وأبي الفرج الأصبهاني، وأبي الفرج المخزومي، على ما جاء في فهرسته صفحة 509.
والنرسي، نسبة إلى "نرس"، وهو نهر من أنهار "الكوفة"، عليه عدّة قرى. انظر: اللباب 3: 221.
قال: وكان خلف أبا الحسن علي بن أبي طالب البهلول التنوخي على القضاء، بـ "هيت"، رحمه الله تعالى.
* * *
385 - الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان بن أبي بكر ابن بصيبص، النحوي، الزَّبيدي -بفتح الزاي- الزبيدي -بضمها- أبو العبّاس
*.
إمام الحُفّاظ، شرف النحاة، وختّام الأُدباء.
كذا ذكره الخزرجي في "تاريخ زبيد"، وقال: انتهتْ إليه رياسة الأدب، وكانت الرحلة إليه، وكان بارعًا في فهمه، وله تصانيف مفيدة، وأشعار جيّدة.
شرح "مقدمة ابن بابشاد" ولم يكملها؛ لسبق القضاء عليه، وهو شرح غريب المثال، انتحل فيه الأسئلة الدقيقة، وأجاب عنها بالأجوبة الحقيقية؛ وهذّب منهاجها، ونشر مقاصدها.
وله "المنظومة" المشهورة في العروض.
ولم يزل على أحسن طريقة، حتى توفي يوم الأحد، الحادي عشر من شعبان، سنة ثمان وستين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 1: 391.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 335، وروضات الجنات 85، وشذرات الذهب 6: 210، والعقود اللؤية 2:136.
386 - الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان بن محمد ابن إبراهيم بن عبد الله الكلوتاتي
*.
ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة.
وأجاز له العزّ ابن جماعة، وحبّب إليه الحديث، وابتدأ في القراءة من سنة تسع وسبعين، وهلمّ جرّا، ما فتر، ولا ونى.
قال ابن حجر: فلعلّه قرأ "البخاري" أكثر من أربعين مرّة، وقرأ باقي الكتب الستّة، واعتنى بالطلب، ودار على الشيوخ، وأفاد الطلبة.
ثم قال: أفادني كثيرًا، وسمعت الكثير بقراءته، وقد قرأ عليّ كتاب "تغليق التعليق، وله في ذلك همّة عالية جدًّا، وقرأ عليّ أيضًا قطعة من "أطراف المسند"، وقطعة من "المعجم الأوسط"، وغير ذلك، والله يديم النفع به.
وقد اشتغل في العربية كثيرًا، ولم يمهرْ فيها، فكان بعض الشيوخ إذا سمع قراءته يقول له: اجزم تسلم.
ولم يحصل له في مدّة عمره وظيفة تناسبه.
ومات في الرابع والعشرين من جُمادى الأولى، سنة خمس وثلاثين وثمانمائة.
قال ابن حجر: قرأتُ بخطّه، أخذت علم الفقه عن الشيخ عزّ الدين الرازي، وجلال الدين التبَّاني، وشمس الدين ابن أخي الجار، وغيرهم؛ وعلم
* راجع: الطبقات السنية 1: 391، 392.
وترجمته في الضوء اللامع 1: 378 - 380، والمنهل الصافي 1: 368، 369، والدرر الكامنة 1:232.
العربية عن الشيخ شمس الدين الغماري، والشيخ سراج الدين ابن عمر، والشيخ شهاب الدين الصنهاجي، والشيخ عبد الحميد الطرابلسي، وآخرين. انتهى.
وذكره في "الغرف العلية"، وذكر أنه كان ينشد:
ومُحاِدث يُبْدِي إلىَّ بَشَاشَةً
…
وتَقَرُّبا مِنِّي بِنَشْرِ مَحاسِني
وحَدِيثُه ضِدُّ الذي في نَفْسِهِ
…
شَتَّانَ بين مُناصِحٍ ومُدَاهِنِ
كالدرهم المغشوش.
* * *
387 - الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان الدمشقي، عالم بعلم الكلام
*.
من تصانيفه: "وجيزة المقال" في بيان ملك الضلال، فرغ منها سنة 1163 هـ.
كان حيا 1163 هـ.
* * *
388 - الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان شهدي آق اووه لي زاده
* *.
* راجع: معجم المؤلفين 1: 310.
وترجمته في هدية العارفين 1: 175، وفهرست الخديوية 7/ 2:554.
* * راجع: معجم المؤلفين 1: 310.
وترجمته في الجوهر الأسنى في تراجم علماء وشعراء بوسنه 36.
عالم، شاعر.
توفي في "يكيشهر" سنة 1168 هـ.
من تصانيفه: "شرح اللمعة" في الحساب، و"شرح ملتقى الأبحر"، وله "شعر" في اللغة العربية.
* * *
389 - الشيخ العالم المحدّث أبو الخير أحمد بن عثمان المكّي، ثم الهندي المالوي
*.
كان من العلماء المبرزين في الرجال والسير.
لم يكن مثله في زمانه أحد بعد الشيخ حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني.
ولد بـ "مكّة المباركة" في ثاني ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات في البلدة المباركة، ثم دخل "الهند"، وذلك في سنة ستّ وتسعين ومائتين وألف، فلازم الشيخ العلامة حسين بن محسن المذكور، وأخذ عنه الحديث والرجال وأصول الحديث والتفسير وغيرهما، وصحبه مدّة طويلة، حتى برع، وفاق أقرانه.
ثم سافر البلاد، وجاب الأغوار والأنجاد، ولقي المشايخ الأمجاد، وتتبع المدارس والمكاتب.
وصنّف الكتب، وفي آخر أمره دخل "مراد آباد"، ولازم الشيخ الإمام المحدّث فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، وقرأ عليه الصحاح والسنن.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 36، 37.
ومن مصنّفاته: "إتحاف الإخوان في أسانيد مولانا فضل الرحمن"، و"إتحاف البشر في أعيان القرن الثالث عشر"، و"النفح المسكي لمعجم شيوخ أحمد المكّي"، و"الهدية الأحمدية في أنساب ولد الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجدّدية"، وهي بالفارسية، وقد طبع منها الأول والآخر، ونسخة من معجمه في المكتبة الآصفية بـ "حيدر آباد" خطّية.
مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف بمدينة "بمبئ".
* * *
390 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي العزّ ابن أحمد بن أبي العز بن صالح بن وهيب الأذرعي فخر الدين، ابن الكشك
*.
المعروف بابن الثور، بفتح المثلثة.
ذكره الحافظ ابن حجر في "معجم شيوخه"، وقال سمع من أول "الصحيح" إلى كتاب الوتر على الحجّار، وسمع أيضًا من إسحاق الآمدي، وعبد القادر بن الملول، وغيرهما.
مات في صفر، سنة إحدى وثمانمائة، وله ثمانون سنة، إلا أيامًا. رحمه الله تعالى.
* * *
391 - الشيخ الفاضل أحمد بن عُزيز بن سليمان -وقيل سُليم- بن منصور
* راجع: الطبقات السنية 1: 314.
بن عكرمة، النسفي، البزدوي *.
روى عن حِبان بن موسى المروزي، وأبي جعفر أحمد بن حفص البخاري، وجماعة من المتقدّمين، من أصحاب عبد الله بن المبارك.
ذكره الحافظ أبو العبّاس المستغفري، في "تاريخ نسف"، فقال: كان إمامًا، من أصحاب أبي حنيفة، وروى عنه أهل "نسف".
وجدّه سليم كان بـ "البصرة"، قدم "خراسان" مع قتيبة بن مسلم، وسكن "بزدة"، من أعمال "نسف".
كذا قال الأمير ابن ماكولا. انتهى.
و"بزدة": بفتح الباء الموحّدة، وسكون الزاي، ودال مهملة، وهاء؛ من أعمال "نسف"، من بلاد "ما وراء النهر"، والنسبة الصحيحة إليها كما قاله السمعاني: بزدوي، لا بزدي.
* * *
392 - الشيخ الفاضل أحمد بن عصمة، أبو القاسم، الصفّار، الملقّب حم، بفتح الحاء، البلخي
* *.
* راجع: الطبقات السنية 1: 393.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 140.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 393، 394.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 141، والفوائد البهية 26، وكتائب أعلام الأخيار برقم 158.
الفقيه، المِحدّث.
تفقّه على أبي جعفر الهندواني، وسمع منه الحديث.
روى عنه أبو علي الحسن بن صدّيق بن الفتح الوَزْغَجْنِيّ.
مات سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة، وهو ابن سبع وثمانين سنة.
قلت: ذكر القارئ أحمد بن عصمة أبو القاسم الصفّار مات سنة ستّ وعشرين وثلثمائة، وفيه مخالفة لما ذكره الكفوي في تاريخ وفاته.
* * *
393 - الشيخ الفاضل أحمد بن عطية الدسكري، أبو عبد الله، الضرير
*.
قال ابن النجّار: درس الفقه على أبي عبد الله الدامغاني.
وهو شاعر حسن، له معرفة تامّة بالنحو، واللغة.
روى عنه أبو البركات السقطي، ومحمد بن عبد الباقي بن أحمد المقري.
مدح الإمام القائم بأمر الله، وابن ابنه المقتدي بأمر الله، وابنه المستظهر بالله.
وكان خصيصًا بسيف الدولة صدقة بن مزيد، وأحد ندمائه وجلسائه، وله فيه مدائح كثيرة في المطابقة والمجانسة.
* راجع: الطبقات السنية 1: 394.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 336، والجواهر المضية برقم 142، ونكت المهيان 113، والوافي بالوفيات 7: 184، 185.
والدسكري، بفتح الدال، وسكون السين المهملة، وفتح الكاف وفي آخرها ياء؛ نسبة إلى "دسكرة"، وهي قريتان، إحداهما من أعمال "بغداد"، على طريق "خُراسان"، يقال لها: دسكرة الملك، وهي كبيرة، والثانية قرية بنهر الملك، من أعمال "بغداد" أيضًا.
* * *
394 - الشيخ الفاضل أحمد بن عقبة بن هبة الله ابن عطاء بن ياسين بن زهير البصراوي، والد إبراهيم، والمذكور فيما تقدّم
*.
كذا ذكره في "الجواهر" من غير زيادة.
* * *
395 - الشيخ الفاضل أحمد بن عقيل بن مصطفى العمري الشهير بالزويتيني
* *.
أمين الفتوى في "حلب".
ولادته في سنة 1264 هـ، ووفاته في سنة 1316 هـ.
كان غزير العلم بفقه الحنفية.
* راجع: الطبقات السنية 1: 395.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 143.
* * راجع: الأعلام 1: 170.
وترجمته في الأعلام الشرقية 2: 80.
له كتب، منها:"شرح الطريقة المحمدية"، و"شرح بداية الهداية" للغزالي، و"رسالة في التوحيد"، و"مجموعة الفتاوى".
* * *
396 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن إبراهيم، الشهاب، القاهري
*.
خادم الأمين الأقصرائي، المعروف بالقريصاتي، حرفة أبيه، ويقال له اللَّالَا أيضًا.
ولد في سنة أربع وعشرين وثمانمائة.
وترقى بخدمة الشيخ وملازمته، وملازمة دروسه سفرًا وحضرًا، وما انفكّ عنه، حتى مات، بعد أن أذن له في الإفتاء والتدريس.
واستقرّ بجاه الشيخ في جهات ووظائف كثيرة، وحصل له ثروة زائدة.
وذكر هو، أنه رافق ابن شيخه أبا السعود في الأخذ عن الشمس الفيّومي، والعَجَمي، وفي السماع على الزين الزركشي، وأنه قرأ على أبي الجود في الفرائض، وعلى الشرف العلمي المالكي في النحو، وكذا قرأ فيه "الحاجبية" على المحبّ الأقصرائي، وجاور بعد شيخه سنة سبع وثمانين وثمانمائة.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 1: 395.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 7.
397 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن أحمد ابن علي بن يوسف، الإمام، العلامة شهاب الدين، المعروف بابن عبد الحق
*.
أخو قاضي القضاة برهان الدين، المتقدّم ذكره.
مولده تقريبًا في سنة ستّ وسبعين وستمائة.
ووفاته في ليلة ثامن عشر ربيع الأول، سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.
وكان إمامًا، فاضلًا، فقيهًا، محدثًا، أفتى، ودرّس، وحصّل، وأفاد. رحمه الله تعالى.
* * *
398 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن أحمد الكوفي البغدادي، أبو طالب، فخر الدين ابن الفصيح
* *.
* راجع: الطبقات السنية 1: 399.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 145، والدرر الكامنة 1: 217، والوافي بالوفيات 7:246.
* * راجع: الأعلام 1: 175.
وترجمته النجوم الزاهرة 10: 297، والدرر الكامنة 1: 204، والجواهر المضية 1: 79، ومخطوطات الرياض، عن المدينة، القسم الثاني ص 82، والأزهرية 2:269.
فاضل، من فقهاء الحنفية.
ولد سنة 680 هـ.
له نظم ونثر.
أصله من "الكوفة"، وانتقل إلى "بغداد"، وتصدّى للإفتاء والتدريس بـ "دمشق"، وتوفي فيها.
من كتبه ""نظم الكنز" فقه في "جامعة الرياض"، عن المدينة (الفيلم 45) باسم "مستحسن الطرائق في نظم "كنز الدقائق" 50 ورقة.
ومنه نسخة ثانية في الأزهرية، و"نظم السراجية" في الفرائض، و"نظم المنار" 903 أبيات، في أصول الفقه، في المكتبة العربية بـ "دمشق" في أصول الفقه.
توفي سنة 755 هـ.
* * *
399 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن أحمد أبو العبّاس، الشيباني الأصولي
*.
صاحب الإمام الزاهد علي البلخي، وأستاذ الفقيه مَسعود بن شجاع.
ذكره الصاحب أبو حفص عمر ابن العديم في "تاريخ حَلب".
ومن شعره قوله:
أيُّها النُّوَّامُ وَيْحَكُمُ
…
قد حَمَلنا عَنْكُمُ السَّهَرَا
* راجع: الطبقات السنية 1: 398، 399.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 146.
فَجْرُها والصَّبْرُ بَعْدَكمُ
…
ما سمعْنا عنهما خَبَرًا
* * *
400 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن أحمد أبو طالب، الهمداني، المعروف بابن الفصيح، الكوفي، فخر الدين
*.
كان إمامًا، كالمًا، علامة، مُفننا، معظمًا.
وكان مفيدًا، ومدرّسًا بمشهد أبي حنيفة، وكان له صيت في بلاد "العراق"، ثم قدم "دمشق"، فأكرمه ألطنبغا، نائب "الشام".
ودرّس بالقصاعين، وأعاد بـ "الريحانية".
قال ابن حجر: قال شيخنا العراقي: كان من فقهاء الحنفية، وله مؤلّفات.
وأرّخ الذهبي مولده سنة تسع وسبعين وستمائة تقديرًا.
وأرّخه الصفدي، وجزم به في سنة خمس وثمانين، انتهى.
* راجع: الطبقات السنية 1: 396 - 398.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 339، وتاج التراجم 13، والجواهر المضية برقم 144، والدارس 1: 252، 526، والدرر الكامنة 1: 217 - 219، وطبقات القراء 1: 84، والفوائد البهية 26، وكتائب أعلام الأخيار برقم 654، وكشف الظنون 1: 249، 2: 1248، 1249، 1516، 1825، من ذيول العبر "ذيل الحسيني" 299، والمنهل الصافي 1: 372 - 374، والنجوم الزاهر 10: 297، 298.
وقال الذهبي، في "تاريخه المختص": هو ذو الفنون فخر الدين، أبو العبّاس.
ولد بـ "الكوفة" سنة ثمانين وستمائة.
وسمع من الدواليبي وغيره، فأفتى، ودرّس، وناظر بـ "دمشق"، وظهرتْ فضائله، وله المصنّفات المفيدة.
وقال الكمال جعفر: نظم الكثير، وصنّف في الفرائض، وكان كثير الإحسان إلى الطلبة، بجاهه وماله.
وكان قد سمع بـ "بغداد" من ابن الدواليبي، وصالح بن عبد الله الصباغ، وغيرهما، وأجاز له إسماعيل ابن الطبّال، وتقدّم في العربية، والقراءات، والفرائض، وغيرها، وشغل الناس، وكان كثير التودّد، لطيف المحاضرة.
ذكره الذهبي في "معجمه"، ومات قبله بمدّة، كتب عنه سعيد الذُّهْلي من شعره. انتهى.
وذكره ابن خطيب الناصرية، فيما انتقاه من "تاريخ ابن حبيب"، فقال: عالم حلتْ عبارته، وعلتْ إشارته، ولطفتْ معاني ذاته، وعذبتْ مذاقه نباته، وحسنتْ أخلاقه، ورقمتْ بالتبر أوراقه، تصدّى لمعرفة العلوم الأدبية، وتصدّر بـ "بغداد" لإقراء العربية، ومهر في حلّ المشكلات والغوامض.
ثم قدم "دمشق"، فدرّس وأعاد، وجلس للإفادة مبلغًا طلبة العلم غاية المراد.
وهو القائل:
أمرَّ سِوَاكَهُ مِنْ فوقِ دُرَّ
…
وناوَلَنِيه وَهُوَ أحبُّ عِنْدِي
فذُقْتُ رُضابَهُ ما بَيْنَ نَدٍّ
…
وخَمْرٍ مُسْكِرٍ مُزِجَا بشُهْدِ
وقال أيضًا:
زار الحَبيبُ فحيي
…
يا حُسن ذاك المِحَيَّا
مِن بُعْدِهِ كنتُ مَيْتًا
…
مِن وَصْلِه عُدْتُ حَيّا
وقال أيضًا:
ما العلمُ إلَّا في الكتا
…
ب وفي أحاديثِ الرَّسُولِ
وسِوَاهُمَا عند المحَقِّ
…
قِ من خُرَافاتِ الفُضولِ
قلت: ومن مؤلّفاته: "المنظومة" أيضًا، و"قصيدة في القراءات" على وزن "الشاطبية" بغير رموز، جاءتْ في نحو حجمها بل أصغر، ونظم "المنار" في أصول الفقه، ونظم "المنافع"، وغير ذلك.
قال صاحب "تاج التراجم": كتب إليه الشيخ أثير الدين أبو حيّان، لما قدم "دمشق" قصيدًا، منها:
شَرُفَ الشامُ واسْتنارَت رُبَاهُ
…
بإمامِ الأئمةِ ابنِ الفصيحِ
كُلَّ يَوْمٍ له دُرُوسُ عُلومٍ
…
بلسانٍ عَذبٍ وفكرٍ صَحيحِ
وكانتْ وفاته بـ "دمشق"، سنة خمس وخمسين وسبعمائة.
رحمه الله تعالى.
* * *
401 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن أبي بكر ابن نصير بن بجير بن خولان ابن بجير بن خولان الصالحي
*
* راجع: الطبقات السنية 1: 399، 400.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 220، من ذيول العبر "ذيل الحسيني"328.
ولد سنة أربع وثمانين وستمائة.
وأحضر على الفخر بعض "المشيخة"، وأسمع من زينب بنت المعلم، وأجاز له جماعة.
وحدّث بـ "الصحيح" عن ستّ الوزراء، واشتغل بالعلم، وتفقّه.
وولي التدريس ببعض المدارس، وخطب بالقلعة.
قال ابن حجر: سمع منه الحسيني، وشيخنا.
قال ابن رافع: كتب الحكم للحنفي.
وقال الحسيني: كان محترزًا في شهاداته.
مات في ربيع الأول، سنة خمس وستين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
402 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن تغلب ابن أبي الضياء بن مظفّر الشامي الأصل، البغدادي المنشأ، المنعوت بمظفّر الدين، المعروف بابن الساعاتي
*.
وأبوه هو الذي عمل الساعات المشهوة على باب المستنصرية، بـ "بغداد".
* راجع: الطبقات السنية 1: 400، 401.
وترجمته في تاج التراجم 6، والجواهر المضية برقم 147، وروضات الجنات 1: 325 - 328، والفوائد البهية 26، 27، وكتائب أعلام الأخيار برقم 479، وكشف الظنون 1: 235، 734، 2: 1599، 1991، ومرآة الجنان 4: 227، وهدية العارفين 1: 100، والمنهل الصافي 1: 400، 404.
وكان أحمد إمامًا كبيرا، عالما علامة، مُتقنًا مُفنّنا، بارعًا، فصيحًا، بليغًا، قويّ الذكاء، حتى كان الشيخ شمس الدين الأصبهاني يُفضّله، ويثني عليه كثيرًا، ويرجّحه على الشيخ جمال الدين ابن الحاجب، ويقول: هو أذكى.
من تصانيفه: "الدر المنضود في الردّ على فيلسوف اليهود" يعني بذلك ابن كمونة اليهودي، و"مجمع البحرين" في الفقه، جمع فيه بين "مختصر القدوري"، و"منظومة النسفي"، مع زوائد، ورتّبه، فأحسن، وأبدع في اختصاره، وشرحه في مجلّدين كبيرين.
وله "البديع" في أصول الفقه، جمع فيه بين أصول فخر الإسلام البزدوي، و"الإحكام" للآمدي.
قال في خطبته: قد منحتك أيّها الطالب لنهاية الوصول إلى علم الأصول، بهذا الكتاب، البديع في معناه، المطابق اسمه لمسمّاه، لخّصتُه لك من كتاب "الإحكام"، ورصّعتُه بالجواهر النفيسة من "أصول فخر الإسلام"؛ فإنهما البحران المحيطان بجوامع الأصول، الجامعان لقواعد المعقول والمنقول، هذا حاوٍ للقواعد الكلّية الأصولية، وذاك مشحون بالشواهد الجزئية الفروعية. انتهى.
ووجد إجازة بخطّه، على نسخة من "مجمع البحرين"، يقول فيها للمجاز له: وأنا معتمد على الله تعالى، ثم ملتمس من خدمته أن يصون هذا الكتاب، ويحفظه عن تغيير يقع فيه، وما يرى فيه من مخالفة لفظ أو معنى لما في أحد الكتابين، فلا يتسرّع إلى إنكاره؛ فإن لي فيه مقصدًا صالحًا؛ من تحرير نقل، أو اختيار ما هو الأصحّ من الأقوال والروايات، وقد كنت عازمًا على التنبيه على ذلك في حواشي الكتاب، فلم يتّسع الزمان؛ لسرعة التوجّه إلى دار السلام، -صانها الله تعالى عن الغير، وفتح لها أبواب النصر والظفر-،
ولكن كلّ ذلك منقول من مواضعه، محرّر عند واضعه، منبه عليه في شرح الكتاب، والله الملهم للصواب.
قال العالم البرزالي: توفي سنة أربع وتسعين وستمائة.
وكان يضرب بفصاحته، وذكائه، وحسن كتابته المثل، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى "الفوائد البهية": قال طالعت "البديع"، و"المجمع"، وهما كتابان في غاية اللطف واللطافة. وقد ذكره اليافعي في "مرآة الجنان"، حيث قال في حوادث سنة أربع وتسعين فيها توفي الإمام مظفّر الدين أحمد بن علي المعروف بابن الساعاتي، شيخ الحنفية، كان يضرب به المثل في الذكاء والفصاحة وحسن الخط. وله مصنفات في الفقه وأصوله، وفي الأدب مفيدة. وكان مدرّسا لطائفة الحنفية بـ "المستنصرية" في "بغداد". انتهى. ونسبته البعلبكي إلى "بعلبك" بفتح الباءين الموحدتين بعد الأولى عين سكنة مهملة، ثم لام مفتوحة، في آخره كاف، مدينة من مدن "الشام" على اثني عشر فرسخا من "دمشق"، ذكره السمعاني.
* * *
403 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن خالد، أبو جعفر البلوي
*.
ويقال له: ابن خالد.
* راجع: الأعلام 1: 175.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 209.
قاض من الشعراء الخطباء من أهل تادلة "بالأندلس"، استشهد في وقعة طريف، التي دخل الفرنج بعدها (742) جبل الفتح، الذي كان العرب يعبرون منه للجهاد في "الأندلس".
توفي سنة 741 هـ.
* * *
404 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن عبد الرحمن الكناني، البِلْبِيْسِيّ
*.
كان مُقْرِئا.
من تصانيفه: "معين المقرئ النحرير على ما اختصّ به العنوان والقصيدة والتيسير".
توفي سنة 779 هـ.
* * *
405 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن عبد العزيز، المعروف بالظهير البلخي، (أبو بكر)
* *.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 10.
ترجمته إيضاح المكنون 2: 518.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 11.
وترجمته في كشف الظنون 562، والفوائد البهية 27.
كان فقيها، أصوليا.
من تصانيفه: "شرح الجامع الصغير" لمحمد بن الحسن الشيباني في فروع الفقه الحنفي.
توفي سنة 553 هـ.
* * *
406 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد المحيوي الحسيني، العبيدي، البعلي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، ويعرف بابن المقريزي (تقي الدين، شهاب الدين، أبو العبّاس)
*.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 11.
وترجمته في تاريخ بغداد 35، 36، وتاج التراجم 4، والجواهر المضية 1: 80، 81، والفوائد البهية 27، ومرآة الجنان 4: 227، وكتبخانه سليمانه 42، وكتبخانه أيا صوفيه 83، ويكي جامع كتبخانه سنده 23. والضوء اللامع 2: 21 - 25، وحسن المحاضرة 1: 321، وشذرات الذهب 7: 255، والبدر الطالع 1: 79 - 81، والمنهل الصافي 1: 394 - 404، والخطط التوفيقية 9: 69، 70، وكشف الظنون 7، 71، 97، 128، 158، 166، 201، 262، 304، 345، 485، 670، 700، 716، 747، 824، 1000، 1020، 1030، 1088، 1110، 1150، 1156، 1396، 1603، 1780، 1889، وفهرس المخطوطات المصورة 2: 3، 32، 33، 121، 122، 154، 155، 238، 261، 264، وإيضاح المكنون 1: 100، 122، 207، 370، 2: 512، 633، وفهرست الخديوية 5: 13، 21، 162، 163، والمؤرخون في مصر 6 - 17، وفهرس المخطوطات الظاهرية 97، 98، 105، 152.
مؤرخ، محدّث، مشارك في بعض العلوم.
ولد سنة 769 هـ بـ "القاهرة"، ونشأ بها، وتفقّه على مذهب أبي حنيفة، واشتغل في العلوم التي كانت معروفة في عصره، وولي حسبة "القاهرة"، ونظم، ونثر، وألف كتبا كثيرة، حتى قيل: انها زادتْ على مائتي مجلّدة كبار، وإن شيوخه بلغتْ ستمائة نفس، وتوفي سنة 845 هـ بـ "القاهرة".
من تصانيفه: "المواعظ والاعتبار" بذكر الخطط والآثار، و"درر العقود الفريدة" في تراجم الأعيان المفيدة، و"مجمع الفوائد ومنبع الفوائد"، و"إمتاع الأسماع" فيما للنبي (ص) من الحفدة والمتاع في ستّ مجلّدات، و"السلوك في معرفة دول الملوك" في عدّة مجلّدات.
* * *
407 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد الطرطوسي نجم الدين قاضي القضاة ابن قاضي القضاة عماد الدين
*.
يأتي أبوه علي بن عبد الواحد في الأنساب.
نزل له أبوه عن القضاء بـ "دمشق".
مات فى سنة ثمان وخمسين وسبع مائة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع الجواهر المضية برقم 149.
408 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار البغدادي، (أبو طاهر)
*.
مقرئ.
ولد سنة 412 هـ.
توفي في 4 شعبان سنة 496 هـ.
من تصانيفه: "كتاب المستنير" في القراءات.
* * *
409 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن علي ابن هبة الله بن محمد بن علي بن البخاري، أبو الفضل ابن قاضي القضاة أبي طالب
* *.
* راجع معجم المؤلفين 2: 14.
ترجمته في الوافي 6: 87، والمنتظم 9: 135، ومعجم الأدباء 4: 46 - 48، وطبقات القراء 1: 86، والبداية 12: 163، وشذرات الذهب 3: 403، والمشتبه 281، وتاج العروس 2:384.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 402.
وترجمته في التكملة لوفيات النقلة 2: 427، والجامع المختصر لابن الساعي 9، 113 - 115، والجواهر المضية برقم 149، ذيل الروضتين 33.
شهد عند والده، فقبل شهادته، واستنابه في القضاء، ثم لما توفي والده جعل إليه القضاء بـ "بغداد"، وخوطب بأقضى القضاة، وبذل على ذلك مالًا.
ثم عزل، وبقي ملامًا لمنزله، إلى أن توفي، في يوم الأربعاء، لأربع خلون من ذي الحجّة، من سنة تسع وتسعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
410 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن عمر بن صالح بن أحمد بن سليمان بن إدريس بن إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم الطرابلسي الأصل، المنيني المولد، الدمشقي المنشأ، (شهاب الدين، أبو النجاح، أبو العبّاس)
*.
عالم، محدّث، شاعر.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 15.
وترجمته في سلك الدرر 1: 133 - 145، وفهرست الخديوية 5: 96، 137، وفهرس الفهارس 2: 324، 325، وفهرس مخطوطات الظاهرية 6: 47، 48، 67، 68، والكشاف 142، 229، وهدية العارفين 1: 175، ومعجم المطبوعات 1311، وإيضاح المكنون 1: 73، 94، 103، 193، 2: 44، 45، 111، 169، 174، 176، 249، 253، 256، 500، 645، وكتبخانه بشير آغا 35، وحميدية كتبخانه 53، كتبخانه سليم آغا 70، وفهرس دار الكتب المصرية 3: 226، 5: 33، 423، 428، 7: 50، 51، 8: 193، وفهرس الحديث 38، وكتبخانه أسعد أفندي 23، 166، وفهرس التيمورية 2: 27، 3: 294، وفهرس الأزهرية 6: 368، وكتبخانه سليمية 32.
ولد في 12 المحرّم سنة 1089 هـ بـ "منين" من قرى "دمشق".
وتوفي بـ "دمشق" في 19 جمادى الثانية سنة 1172 هـ.
من تآليفه: "الإعلام بفضائل الشام"، و"إضاءة الدراري" في شرح "صحيح البخاري"، و"شرح رسالة قاسم بن قطلوبغا" في أصول الفقه، و"الفتح الوهبي" في شرح تاريخ أبي نصر العتبي في مجلّدين، و"ديوان شعر".
* * *
411 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن غازي ابن علي بن شير التركماني
*.
وقال في "الجواهر": أحمد بن غازي، بإسقاط علي، والصحيح ما قلناه.
قال صاحب "المنهل": هو الشيخ العلامة، شهاب الدين، المحدّث.
سمع من الحافظ الضياء، وحدّث، وبرع في الفقه، والأصول، والعربية، وكتب، وجمع، ورحل، وأفتى، ودرّس.
وكان كبير القدر، عظيم الشأن. انتهى.
وكانت ولادته سنة اثنتين وثلاثين وستّمائة.
ووفاته في ثاني عشر ربيع الأول، سنة ستّ وتسعين وستّمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 1: 402.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 162.
وجاء ترتيب هذه الترجمة بعد الترجمة رقم 256 الآتية.
412 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن قدامة أبو المعالي، البغدادي
*.
تفقّه على الصيمري، ثم على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني.
وولاه القضاء بـ "الأنبار"، وأقام بها سنين، ثم ورد "بغداد" معزولًا، فأقام بـ "درب أبي خلف"، من "الكرخ".
وكان يقرئ الأدب، و"الغرر" للمرتضى أبي القاسم الموسوي، وسمعها منه.
وتوفي في شوّال، سنة ستّ وثمانين وأربعمائة، ودفن بـ "مقبرة الشونيزية" عند أبي حنيفة، وقد زاد على الثمانين. رحمه الله تعالى.
* * *
413 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن قرطاي شهاب الدين، أبو الفضل، بن علاء الدين بن سيف المصري سبط محمد بن بكتمر الساقي المعروف بابن بكتمر
* *.
* راجع: الطبقات السنية 1: 403.
وترجمته في أعيان الشيعة 9: 175، وبغية الوعاة 1: 344، والجواهر المضية برقم 150، ومعجم الأدباء 4: 45، ونزهة الألباب 371، والوافي بالوفيات 7:201.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 403 - 405.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 30، 31، والمنهل الصافي 1: 371، 372.
ولد في يوم الأحد، ثالث عشري شعبان، سنة ستّ وثمانين وسبعمائة بـ "القاهرة".
ونشأ بها في تَرَف زائد، ونعمة سابغة، وثروة ظاهرة؛ من إقطاع، وأوقاف كثيرة جدًا، حتى إن غلته تزيد على عشرة دنانير كل يوم، فيما قيل، ومع ذلك فلا يزال في دين كثير، لكونه يقتني الكتب النفيسة، بالخطوط المنسوبة، والجلود المتقنة، وغير ذلك من الآيات البديعة، والقطع المنسوبة الخط.
وقد اشتغل في الفنون، وبرع في الفقه، وكتب على العلاء ابن عصفور، فبرع في الكتابة وفنونها، حتى فاق في المنسوب، لا سيما في طريقة ياقوت.
وكان يقول: إنه سمع على ابن الجزري، حديث قصّ الأظفار.
وأكثر النظر في التاريخ، والأدبيات، وقال: الشعر الجيّد.
وكان ذا ذهن وقّاد، مع السمن الخارج عن الحد، بحيث لا يحمله إلا الجياد من الخيل.
وكان فاضلًا، أديبًا، شاعرًا، حسن المحاضرة، صبيح الوجه، محبًا في الفضائل والتحف.
وأتقن صنائع عدّة، حتى إنه كان يقترح لأصحاب الصنائع أشياء في فنونهم، فيقرّون بأنه أحسن مما كانوا يريدون عمله.
وهو من أفْكَه الناس محاضرة، وأحلاهم نادرة، وأبشّهم وجهًا، وأظهرهم وضاءة، عنده من لطافة الصفات، بقدر ما عنده من ضخامة الذات، ولهُ وجاهةٌ عند الأكابر.
ومحاسنه شتى، غير أنه كان مسرفا في الإنفاق، يضيع ما عنده ولو في غير محلّه، ويستدين أيضًا، ويصرف.
وقد قطن "القدس"، و"دمشق"، و"القاهرة"، وتوفي بها، في الطاعون، ليلة الاثنين، عاشر ذي القعدة، سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، وحمل جنازته ثمانية أنفس، منهم أربعة بالخشب الذي يسمّونه قوبا، رحمه الله تعالى.
ومن نظمه قوله:
تسَلْطَنَ ما بيَنْ الأزاهِرِ نَرْجِسٌ
…
بما خُصَّ من إبرِيزِه ولُجَيْنَهِ
فمَدَّ إليه الوَرْدُ رَاحةَ مُقْتِرٍ
…
فأعْطَاهُ تِبْرًا مِن قُرَاضَةِ عَيْنِهِ
ومنه أيضًا:
إن إبْراهيمَ أورَى
…
في الحَشَا منهُ ضِرامَا
ليت قلبي بِلِقاهُ
…
نالَ بَردًا وسَلَامَا
ومنه أيضًا:
رَعَى الله أيَّامَ الرَّبيعِ ورَوْضَها
…
بها الوَرْدُ يَزْهُو مثلَ خَدَّ حَبيبي
وإني وحَق الحُبِّ ليس تَرحُّلِي
…
سِوى لمكانٍ مُمْرِعٍ وخَصِيبِ
* * *
414 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن محمد ابن أيوب بن رافع القلعي، الدمشقي، إمام القلعة
*.
ذكره ابن حجر في "الدرر"، وقال: سمع من أبي بكر الرضي، وغيره.
وحدّث، أجاز لي غير مرّة.
* راجع: الطبقات السنية 1: 406.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 232.
ومات في شوال، سنة ثمان وتسعين وسبعمائة، وقد بلغ الثمانين، رحمه الله تعالى.
* * *
415 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن محمد ابن ضوء، شهاب الدين، أبو عبد العزيز، الصفدي الأصل، المقدسي، ويعرف بابن النقيب
*.
ولد في ليلة الاثنين، سابع عِشْرِي رمضان، سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.
وسمع من اليافعي، وخليل بن إسحاق الداراني، وعبد المنعم بن أحمد الأنصاري، وغيرهم.
وحدّث، وسمع منه الفضلاء، كابن موسى، ووصفه بالشيخ الإمام العالم.
وذكره ابن حجر في "إنبائه"، فقال: أحمد بن علي بن النقيب، تقدّم في فقه الحنفية، وشارك في فنون، وكان يَؤُمّ بـ "المسجد الأقصى".
مات سنة سبع عشرة وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 1: 407.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 32.
416 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن محمد ابن علي بن أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي كمال الدين، بن صلاح الدين، المعروف بابن عبد الحق، سِبْط الشيخ شمس المقري
*.
وأما عبد الحق فهو جدّ جدّه لأمّه، وهو عبد الحق بن خلف الحنبلي.
ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة.
وأحضر على البندنيجي، وغيره، وأسمع الكثير على المزّي، والبرزالي، فأكثر عنهما، وتفرّد.
وهو من شيوخ ابن حجر، ذكره في "المجمع المؤسّس"، وقال عنه: ولم يكن محمودًا في سيرته، ويتعسّر في التحديث.
مات في ثاني ذي الحجّة، سنة اثنتين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
417 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن محمد ابن علي بن ضرغام بن علي بن عبد الكافي الشهاب، أبو العبّاس
* راجع: الطبقات السنية 1: 405، 406.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 33.
القرشى، التميمي، البكاري، الغضائري المعروف بابن سكّر، بضم المهملة، ثم كاف مشدّدة *.
سمع بإفادة أخيه من البدر الفارقي، وأبي زكريا يحيى المصري، وعبد الرحمن بن عبد الهادي، وغيرهم.
وأجاز له المزّي، والذهبي، وابن الجزري، وفاطمة بنت العزّ، وآخرون.
وكان شيخًا ساكنًا.
مات سنة ستّ وثمانمائة، في شهر رجب، وله بضع وسبعون سنة. ذكره ابن حجر، في "معجم شيوخه".
* * *
418 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن محمد ابن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الملك بن عبد الوهّاب ابن حمويه بن حسنويه القاضي، الدامغاني، أبو الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن بن قاضي القضاة أبي عبد الله
* *.
مولده في "غزّة"، سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
* راجع: الطبقات السنية 1: 406، 407.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 33، 34.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 408، 409.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 151، والمنتظم 10: 117، والوافي بالوفيات 7: 208، 209.
وذكر السمعاني، في الأنساب 219، أنه كتب عنه أحاديث يسيرة.
وكان إمامًا، فاضلًا، بارعًا، من بيت العلم والقضاء.
فوّض إليه قضاء ربع "الكرخ"، ثم الجانب الغربي بأسره، ثم ضمّ إليه قضاء "باب الأزج "، وجرتْ أموره في قضائه على السداد.
وسمع الحديث من أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي الحنفي، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة، وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وغيرهم.
روى عنه أبو بكر كامل، وأبو القاسم وأبو سعد السمعاني.
مات في ليلة الأربعاء، حادي عشر جمادى الآخرة، سنة أربعين وخمسمائة.
نقله أبو سعد، وتابعه ابن النجّار، وزاد، وصلّى عليه "ظاهر الشونيزية" ولده أبو الحسن علي، ودفن على أبيه بـ "دار النبعة"، رحمه الله تعالى.
* * *
419 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن محمد بن مكي بن محمد ابن عبيد بن عبد الرحيم، شهاب الدين، الأنصاري الدماصي -بمهملتين نسبة لـ "دماص"، قرية بـ "الشرقية" من "الديار المصرية"- ثم القاهري، البولاقي المعروف بقرقماس؛ لمشاركته لتركي اسمه كذلك
*.
* راجع: الطبقات السنية 1: 407، 408. وترجمته في الضوء اللامع 2:41. =
قال السخاوي: ولد، كما قرأته بخطّه، في سنة تسعين وسبعمائة، بـ "القاهرة".
ونشأ بها، وقرأ القرآن، وحفظ "المختار"، و"المنظومة" في الفقه، و"المنار" في أصوله، و"الحاجبية" في العربية.
واشتغل في الففه على الجمال يوسف الضرير، وغيره، وفي أصوله على الزين طاهر، وغيره، وفي العربية على العزّ ابن جماعة، وحضر درسه في غيرها أيضًا.
وسمع "سنن أبي داود"، و"ابن ماجه" على الغماري، وختمهما على الإيناسي، وأولهما على المطرز، وثانيهما على الجوهري.
وناب في القضاء على التفهني، والعيني، فمن بعدهما.
وحدّث باليسير، وسمع منه الفضلاء.
مات في يوم الخميس، سادس عشر شهر ربيع الثاني، سنة اثنتين وثمانمائة، وصلّى عليه الأمين الأقصرائي، رحمهما الله تعالى.
* * *
420 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن محمد بن موسى أبو ذر، الإستراباذي. ذكره الخطيب في "تاريخه"، وقال: الفقيه على مذهب أبي حنيفة
*.
= ودماص، هي دماص الشرقية، من مديرية الدقهلية، بقسم منية غمر، شرقي ترعة أم سلمة. انظر: الخطط الجديدة التوفيقية 11: 20.
* راجع: الطبقات السنية 1: 409.
وترجمته في تاريخ بغداد 4: 317، والجواهر المضية برقم 152.
وقدم "بغداد" حاجًا، وحدّث بها عن أبي الحسن الكرخي، وإسماعيل بن محمد الصفّار، ومحمد بن أحمد بن محمويه العسكري، وجعفر بن محمد الخالدي، وعبد الصمد الطستي، وأبي سهل بن زياد، ودعلج بن أحمد.
وكان ثقة، مشهورًا بالزهد، موصوفًا بالفضل.
وقال: حدّثني عنه القاضيان أبو عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي.
* * *
421 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن محمد السجزي المعروف بالإسلامي
*.
والد علي، الآتي ذكره في بابه.
ذكره صاحب "الجواهر"، ولم يذكر من حاله شيئًا.
* * *
422 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن منصور بن محمد ابن أبي العزّ بن صالح بن وهيب بن عطاء ابن جبير بن جابر بن وهيب الأذرعي الأصل، الدمشقي، شرف الدين، أبو العبّاس. المعروف سلفُه بابن الكشك، واشتهر هو بابن منصور
* *.
* راجع: الطبقات السنية 1: 410. وترجمته في الجواهر المضية برقم 153.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 410، 411. =
ولد في سنة عشر وسبعمائة، تقريبا.
وسمع الحديث، واشتغل كثيرًا، ومهر.
وأذن له في التدريس، فدرّس، وأفتى، وأعاد.
وطلبه السلطان الملك الأشرف من "دمشق"، وولاه قضاء القضاة بـ "الديار المصرية"، فباشر قليلًا، ثم ترك، ورجع إلى "الشام".
وكان صارمًا مهيبا، نزهًا، قوالًا بالحق، لا يقبل لأحدٍ هدية، ولا يعمل برسالة أحدٍ من أهل الدولة، ولا يراعيهم، فكثرتْ عليه رسائلهم، فكره الإقامة بينهم، وسأل العزل مرّة بعد مرّة، وكان قامعًا لأهل الظلم، منصفًا للمظلوم، كثير النفع للناس.
وكانتْ مقاصده جميلة، وأموره مستقيمة، إلا أنه لم يجدْ من يعاونه.
وكان دَمِثَ الأخلاق، طارحًا للتكلّف، كثير البشر، جميل المحاضرة، متواضعًا.
وكان يباشر صرف الصدقات بنفسه، ما بين دراهم وخبز.
وصنّف "مختصرًا" في الفقه، وآخر في أصول الدين.
وذكر في "تاج التراجم"، أن المختصر المذكور في الفقه اختصره من "المختار"، وسمّاه "التحرير"، وعلّق عليه "شرحًا"، ولم يكمله.
قال ابن حجر: وصار كثير التبرّم بالوظيفة، فاتفق أن حصل للأشرف مرض، فعالجه الأطباء، فما أفاد، فلازمه الجلال جار الله، فاتفق أنه شفي على يده، فشكر له ذلك، ووعده بتولية القضاء، فبلغ ذلك شرف الدين، فعزل نفسه.
= وترجمته في تاج التراجم 14، وحسن المحاضرة 1: 269، والدرر الكامنة 1: 234، ورفع الإصر 1: 89، وشذرات الذهب 6: 273، والفوائد البهية 28، 29، وكشف الظنون 2: 1622 والنجوم الزاهرة 11: 205.
قال: وأوجب ذلك عنده أنه سئل في أوقاف، أراد بعض الدولة حلّها، فامتنع، فألحّ عليه، فأصرّ، وعزل نفسه.
وكان لما قدم "القاهرة"، انتصب للإقراء بـ "المدرسة المنصورية"، فقرأ عليه جماعة في الفقه، وفي أصول الفقه.
وكانتْ وفاته بـ "دمشق"، في يوم الاثنين، العشرين من شعبان، سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة.
وكان من محاسن الدهر، وقضاة العدل، رحمه الله تعالى.
* * *
423 - الشيخ الفاضل أحْمَد بن علي بن نَاصِر المكّي. كَانَ حَيا سنة 970 سبعين وَتِسْعمِائَة. صنَّف "المعالم الشَّرِيفَة فِي فَضَائِل الإمام أبي حنيفَة
" *.
* * *
424 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن يوسف ابن أبي بكر بن أبي الفتح بن علي الحسيني، إمام الحنفية بـ "مكّة المشرّفة
" * *.
* هدية العارفين 1: 167.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 411، 412.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 236، والعقد الثمين 3: 111، 113.
ولد سنة ثلاث وستين وستمائة.
وسمع من الشريف الغرَّافي "تاريخ المدينة" بسماعه منه، ومن غيره.
وأجاز له باستدعاء البرزالي شمس الدين ابن العماد الخليلي، وأبو اليمن ابن عساكر، والقطب القسطلاني، وغيرهم.
وسمع منه جماعة؛ منهم: الحافظ الغرَّافي، قرأ عليه "تاريخ المدينة" لابن النجّار.
ومات في رمضان، سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، وقيل: في ذي القعدة، وقيل: أول سنة ثلاث وستين، وله نحو تسع وثمانين سنة.
ولو كان سماعه على قدر سنه لكان مسند عصره، رحمه الله تعالى.
* * *
425 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي، أبو بكر الورّاق
*.
ذكره أبو الفرج محمد بن إسحاق في "الفهرست" في جملة أصحابنا، بعد أن ذكر الكرخي، فقال: وله من الكتب: كتاب "شرح مختصر الطحاوي"، ولم يزد.
* راجع: الطبقات السنية 1: 412.
وترجمته في تاج التراجم 14، والجواهر المضية برقم 154، والفهرست 293، 294، والفوائد البهية 27، كتائب أعلام الأخيار برقم 202، وكشف الظنون 2:1628.
وذكر في "القنية" أنه خرج حاجًا إلى بيت الله الحرام، فلمّا سار مرحلة قال لأصحابه: ردّوني، ارتكبتُ سبعمائة كبيرة في مرحلة واحدة. فردّوه. رحمه الله تعالى.
قلت: هو أحمد بن علي، كما قال صاحب "كشف الظنون" عند ذكر شراح "مختصر الطحاوي". وأبو بكر أحمد بن علي الورّاق، وشرحه بسيط في أربعة مجلدات، ودأبه أنه يذكر مسائل المتن أولا، ثم يشرح بأن يقول: قال أحمد. انتهى.
وفي "طبقات القارئ" أحمد بن علي أبو بكر الوراق، له من الكتب "شرح مختصر الطحاوي". وذكر في "القنية" أنه خرج حاجا إلى بيت الله، فلما سار مرحلة، قال لأصحابه: رُدوني ارتكبت سبعمائة كبيرة في مرحلة واحدة، فردوه. انتهى. والورَّاق بفتح الواو وتشديد الراء المهملة، ثم ألف، ثم قاف اسم لمن يكتب المصاحف وكتب الحديث وغيرها، وقد يقال لمن يبيع الورق، وهو الكاغذ، ذكره السمعاني.
* * *
426 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي البروسوي، الرومي، الشهير بصدقي، المدرّس بـ "القسطنطينية
" *.
* راجع: معجم المؤلفين 1: 32.
وترجمته في هدية العارفين 1: 194.
من تصانيفه: "تصويرات الأفكار"، و"شرح تحريرات الأفكار في النحو"، و"شرح إيساغوجي في المنطق"، و"ميزان الانتظام".
توفي سنة 1312 هـ.
* * *
427 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي، أبو بكر الرازيّ، الإمام الكبير الشأن، المعروف بالجصّاص، وهو لقب له
*.
كتب الأصحاب والتواريخ مشحونة بذلك.
ذكره صاحب "الخلاصة" في الديّات والشركة، بلفظ الجصّاص، وذكره صاحبُ "الهداية" في القسمة بلفظ الجصّاص، وذكرَه صاحبُ "الميزان" من أصحابنا، بلفظ أبي بكر الجصّاص، وذكرَه بعضُ الأصحاب، بلفظ الرازيّ الجصّاص.
وذكرَه في "القنية"، عن بكر خُوَاهَرْزَاده، في مسألة إذا وقع البيع بغبن فاحش، قال: ذكر الجصّاص، وهو أبو بكر الرازيّ، في "واقعاته" أن للمشتري أن يردّ، وللبائع أن يستردّ.
* راجع: الطبقات السنية 1: 412 - 415.
وترجمته في البداية والنهاية 11: 297، وتاج التراجم 6: وتاريخ بغداد 4: 314، 315، وتذكرة الحفّاظ 3: 959، والجواهر المضيّة برقم 155 والعبر 2: 354، والفوائد البهية 27، 28، وكتائب أعلام الأخيار برقم 196، وكشف الظنون 1: 20، 32، 46، 111، 562، 568، 609، 2: 1032، 1627، 1628، 1635، والوافي بالوفيات 7:241.
وقال الشيخ جلال الدين في "المغني" في أصول الفقه، في الكلام في الحديث المشهور: قال الجصّاص، إنه أحد قسمي المتواتر.
وذكرَ شمسُ الأئمّة السرخسيّ هذا القول في "أصوله" عن أبي بكر الرازيّ.
وقال ابن النجّار في "تاريخه" في ترجمته: كان يقال له: الجصّاص. ذكر هذا كلّه صاحب "الجواهر"، ثم قال: وإنما ذكرتُ هذا كلّه؛ لأن شخصًا من الحنفية نازعني غير مرّة في ذلك، وذكر أن الجصّاص غير أبي بكر الرازي، وذكر أنه رأى في بعض كتب الأصحاب:"وهو قول أبي بكر الرازي والجصّاص" بالواو. فهذا مستنده، وهو غلط من الكاتب، أو منه، أو من المصنّف، والصواب ما ذكرته. انتهى.
قال الخطيب في حقّه: كان مشهورًا بالزهد، والورع.
ورد "بغداد" في شَبِيْبَتِه، ودرّسَ الفقه على أبي الحسن الكرخي.
ولم يزل حتى انتهتْ إليه الرياسة، ورحل إليه المتفقّهة، وخوطب في أن يلى قضاء القضاة، فامتنع، وأعيد عليه الخطاب فلم يفعلْ.
حدّث أبو بكر الأبهريّ، قال: خاطبني المطيع على قضاء القضاة، وكان السفير في ذلك أبو الحسن بن أبي عمرو الشرابي، فأبيتُ عليه، وأشرتُ بأبي بكر أحمد بن على الرازيّ، فأحضر للخطاب على ذلك، وسألني أبو الحسن بن أبي عمرو معونته عليه، فخوطب، فامتنع، وخلوتُ به، فقال لي: تشير عليّ بذلك؟ فقلتُ: لا أرى لك ذلك.
ثم قمنا بين يدي أبي الحسن بن أبي عمرو، وأعاد خطابه، وعدتُ إلى معونته، فقال لي: أليس قد شاورتُك فأشرتُ عليّ أن لا أفعل.
فوجم أبي الحسن بن أبي عمرو من ذلك، وقال: تشير علينا بإنسان، ثم تشير عليه أن لا يفعل!!.
قلتُ: نعم، إمامي في ذلك مالك بن أنس، أشارَ على أهل "المدينة" أن يُقَدِّمُوا نافعًا القارئ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشارَ على نافع أن لا يفعل، فقيل له في ذلك، فقال: أشرتُ عليكم بنافع؛ لأني لا أعرف مثله، وأشرتُ عليه أن لا يفعل؛ لأنه يحصل له أعداء وحسّاد.
فكذلك أنا أشرتُ عليكم به؛ لأني لا أعرف مثلَه، وأشرتُ عليه أن لا يفعل؛ لأنه أسلم لدينه.
قال الصَّيْمَري: استقرّ التدريس بـ "بغداد" لأبي بكر الرازيّ، وانتهت الرحلة إليه، وكان على طريقه من تقدمه في الورع، والزهد، والصيانة.
ودخل "بغداد" سنة خمس وعشرين، ودرّس على الكرخيّ، ثم خرج إلى "الأهواز"، ثم عاد إلى "بغداد"، ثم خرج إلى "نيسابور" مع الحكم النيسابوريّ، برأي شيخه أبي الحسن الكرخيّ ومشورته، فمات الكرخيّ، وهو بـ "نيسابور"، ثم عاد إلى "بغداد"، سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
تفقّه عليه أبو بكر أحمد بن موسى الخوارزميّ، وأبو عبد الله محمد بن يحيى الجرجانيّ، شيخ القدوريّ، وأبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعروف بابن المسلمة، وأبو جعفر محمد ابن أحمد النسفيّ، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن أحمد الزعفرانيّ، وأبو الحسين محمد بن أحمد ابن الطيّب الكماريّ، والد إسماعيل قاضي "واسط".
قال الخطيب: لأبي بكر تصانيف كثيرة مشهورة، ضمنها أحاديث، رواها عن أبي العبِّاس الأصمّ النيسابوريّ، وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهانيّ، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وسليمان بن أحمد الطبرانيّ، وغيرهم.
قال في "الجواهر": وله من المصنّفات: "أحكام القرآن"، و"شرح مختصر شيخه أبي الحسن الكرخيّ"، و"شرح مختصر الطحاويّ"، وشرح "الجامع" لمحمد بن الحسن، وشرح "الأسماء الحسنى"، وله "كتاب" مفيد في أصول الفقه، وله "جوابات" عن مسائل وردتْ عليه.
قال ابن النجّار: توفي يوم الأحد، سابع ذي الحجّة، سنة سبعين وثلاثمائة، عن خمس وستين سنة، وصلّى عليه أبو بكر الخُوَارِزْميّ، صاحبه. حكاه الخطيب. انتهى.
* * *
428 - الشيخ الفاضل أحْمَد بن الْمُفْتي علي الْعُمْرَي الفاروقي الْموصِلِي، الأديب
*.
قدم معزولا عَن متصرفية الحديدة إِلَى "الْقُسْطَنْطِينِيَّة"، وأقام إِلَى أن توفي بهَا سنة 1310 عشر وثلاثمائة وألف.
لَهُ "ديوَان شعره" فِي مُجَلد، فقد فِي الْحَرِيق، و"فصل الخْطاب فِي فضل عمر بن الخْطاب" فِي مُجَلد كَبِير.
* * *
429 - الشيخ الفاضل أحمد بن على المدني (نجيب الدين
،
* راجع: هدية العارفين 1: 193.
أبو العبّاس) المدرّس *.
ولد سنة 1070 هـ. بـ "المدينة"، ونشأ، وتوفي بها سنة 1135 هـ.
من تصانيفه: "شرح على الآجرومية" في النحو، و"شرح على الإيساغوجي" في المنطق، و"شرح البسملة" في مجلّد.
* * *
430 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بن أحمد ابن هبة الله بن أبي جرادة
* *.
ولد الصاحب كمال الدين ابن العديم، من البيت المشهور.
قال والده في "الأخبار المستفادة في مناقب بني جرادة": ولد قبل صلاة الصبح، من يوم الأربعاء، لأربع بقين من جمادى الأولى، من سنة اثنتي عشرة وستمائة، في حياة والدي، وسماه باسمه.
* * *
431 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بن أحمد الإستانبولي، الدمشقي
* * *.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 23.
ترجمته في سلك الدرر 1: 148، وهدية العارفين 1:170.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 415.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 157، وهو:"العقلي، الحلبي، ابن العديم".
* * * راجع: معجم المؤلفين 2: 28. =
فقيه، ولد بـ "دمشق" في حدود سنة 1220 هـ،
وتوفي بها سنة 1281 هـ.
من مؤلّفاته: "حواش على الدرر" في فروع الفقه الحنفي، و"تحفة الناسك في بيان المناسك"، و"كفاية الناسك السالك لزيارة حضرة المصطفى وأداء المناسك".
* * *
432 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بن أيوب الأزميري، الرومي
*.
واعظ.
من مؤلّفاته: "فتح الرب الأكرم" في شرح الحزب الأعظم، و"الفتح القوي" لشرح الحزب النووي.
توفي في حدود 1180 هـ.
* * *
433 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بن عثمان الحَمَوي
،
= وترجمته في الأعلام للزركلي 1: 189، وحلية البشر 1: 183، 184، وفهرس المؤلفين بالظاهرية، ومنتخبات التواريخ لدمشق 2: 642، وروض البشر 21، 22.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 29. هدية العارفين 1: 177، وإيضاح المكنون 2: 163، 169.
المعروف بالشاكر (أبو الصفا) *.
أديب، شاعر.
توفي بـ "دمشق" في غرّة صفر، سنة 1193 هـ، ودفن بسفح "قاسيون".
من آثاره: ديوان شعر، سماه "حانة العشَّاق وريحانة الأشواق" في ثلاث مجلّدات، نظما ونثرا.
* * *
434 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بن محمد ابن أحمد بن إسماعيل بن على بن لقمان أبو الليث، بن شيخ الإسلام أبي حفص، النسفي
* *.
يعرف بالمجد من أهل "سمرقند"، مولده في سنة سبع وخمسمائة.
تفقّه على والده الإمام نجم الدين عمر النسفي، وغيره.
وأسمعه أبوه من جماعة من السمرقنديين، والغرباء الواردين عليهم بـ "سمرقند".
* راجع: معجم المؤلفين 2: 32.
كتاب في التراجم 4، عام 4324، ظاهرية سلك الدرر 1: 155 - 162، وإيضاح المكنون 1:390.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 416، 417.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 158، والفوائد البهية 29، وكتائب أعلام الأخيار برقم 353.
وانظر: إيضاح المكنون 2: 616، وكشف الظنون 2:1922.
وكان قد سمع من أبيه كثيرًا، غير أنه لم يكن له عناية بالحديث مثل والده.
قال أبو سعد في حقّه: من أولاد المحدّثين والأئمة.
وكان فقيهًا فاضلًا، واعظًا كاملًا، حسن الصمت، وصولًا للأصدقاء.
قدم "مرو"، سنة سبع وأربعين، متوجّهًا إلى "الحجاز".
وانصرف من "نيسابور" لموت السلطان، وتشوّش الطرق. قال: ثم لما وافيتُ "سمرقند"، أول سنة تسع وأربعين، لقيتُيه بها، واجتمعتُ به، وكان يُعيرني الكتبَ والأجزاءَ، ويزورني، وأزوره، ومع كثرة اجتماعى معه، وشدّة أُنسي به، لم يتفقْ لي أن أسمع منه شيئًا بـ "سمرقند".
وقدم علينا "بخارى"، في سنة إحدى وخمسين، عازمًا على الحجّ، وورد "بغداد"، وأقام بها شهرين في التوجّه والانصراف، أيامًا قلائل، لأن الحروب قائمة بين أمير المؤمنين المقتفي لأمر الله، والسلطان محمد شاه، والناس في شدّة عظيمة، وكان ذلك في صفر سنة اثنتين وخمسين، فخرج من "بغداد"، متوجّهًا إلى وطنه، فلمّا وصل إلى "قُوْمَس"، وجاوز "بسطام"، خرج جماعة من أهل القلاع، وقطعوا الطريق على القافلة، وقتلوا مقتلةً عظيمةً من العلماء، والقافلين من "الحجاز"، أكثر من سبعين نفسًا، وكان فيهم المجد النسفي، رحمه الله تعالى.
قال: سمعتُ بعض الحجّاج القافلين من أهل "سمرقند"، يقول: قتل الإمام المجد النسفي يوم الاثنين، السابع والعشرين من جمادى الأولى، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، بقرب "كوف"، من نواحي "بسطام"، وكان عليه ثلاث ضربات، ضربة على رأسه، وضربتان في رقبته، ودفن بهذه القرية، وأراد
أهل "بِسْطام" أن ينقلوه إلى "بِسْطام"، فما أمكنهم؛ لأن الشمس والهواء الحار أثَّرَا فيه.
قال السمعاني: أنشدني الفقيه أبو الليث لفظًا، قال أنشدَني والدي لنفسه:
يَا صَاحِبَ العِلْمِ أتَرْضَىَ بأَنْ
…
يَسعَدَ قَوْمٌ ولَكَ الشِّقْوَهْ
كَفاكَ اللهُ سُبْحانَه لا يكُنْ
…
غيرُك أوْفىَ منك بالحُظْوَهْ
وأحمد بن عمر هذا، هو وأبوه من مشايخ صاحب "الهداية"، وصدر بهما في "مشيخته"، وذكر أن أحمد هذا أجازَ له من "سمرقند". رحمه الله تعالى.
قلت: يأتي ذكر والده في حرف العين، وأرّخ محمد بن عبد الباقى الزرقاني المالكي في "شرح المواهب اللدنية" في شرح الفصل الأول من المقصد الثامن في الطبّ النبوي وفاته سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، ونسب إليه المقدمة المشهورة بـ "مقدمة أبي الليث" في الصلاة. وهو خطأ منه، فإن المقدمة المشهورة لأبي الليث الفقيه نصر بن محمد، وسيأتي كره، لا لأبي الليث هذا.
* * *
435 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بن محمد النسفي
*.
فقيه.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 34.
وترجمته في كشف الظنون 1922، وإيضاح المكنون 2:616.
من تصانيفه: "المنافع في فوائد النافع" في فروع الفقه الحنفي.
كان حيّا 664 هـ.
* * *
436 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمر. وقيل: عمرو، بن مهير، وقيل: مهران الشيباني، أبو بكر، الخصّاف
*.
ذكر عمر رضا كحاله أنه ولد في سنة 181 هـ.
ذكره صاحب "الهداية" في الوديعة، بلقبه الخصّاف.
روى عن أبيه، وحدّث عن أبي عاصم النبيل، وأبي داود الطَّيَالسي، ومسّدد بن مُسَرْهَد، والقَعْنَبي، ويحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، وعلي بن المديني، وعارم بن محمد أبي الفضل، وأبي نعيم الفضل بن دكين، في خلق.
ذكره النديم في "فهرست العلماء"، فقال: كان فاضلًا، فارضًا، حاسبًا، عارفًا بمذهب أصحابه، وكان مقدَّمًا عند المهتدي بالله، وصنّف
* راجع: الطبقات السنية 1: 418، 419.
وترجمته في أخبار أبي حنيفة وأصحابه، للصَّيْمَري 158، وتاج التراجم 7، والجواهر المضية برقم 160، وطبقات الفقهاء للشيرازي 140، وطبقات ابن هداية الله 24، والفهرست 290، 291، والفوائد البهية 29، 30، وكتائب أعلام الأخيار برقم 137، وكشف الظنون 1: 21، 46، 695، 2: 1046، 1395، 1400، 1416، 1425، ومفتاح السعادة 2: 276، 277، والوافي بالوفيات 7: 266، 267، ومعجم المؤلفين 2: 35، وسير أعلام النبلاء 9: 27، وفهرس المؤلفين بالظاهرية، وتراجم الأعاجم 148/ 2، عام 5258،. وطبقات الحنفية 16/ 2، 17، وطبقات الشافعية 80، وفهرس المخطوطات 1:254.
للمهتدي "كتابًا في الخراج"، فلمّا قتل المهتدي نهب الخصّاف، وذهبتْ بعض كتبه، ومن جملتها:"كتاب الخراج" هذا، و"كتاب"، عمله في المناسك، لم يكن خرج للناس.
قال النديم: وله من المصنّفات: "كتاب الخيل" في مجلّدين، و "كتاب الوصايا"، و"الشروط الكبير"، و"كتاب الشروط الصغير"، و"كتاب الرضاع"، و"كتاب المحاضر والسجلّات"، و"كتاب أدب القاضي"، و"كتاب النفقات على الأقارب"، و"كتاب إقرار الورثة بعضهم لبعض"، و"كتاب أحكام الوقف" و "كتاب النفقات"، و"كتاب العصير وأحكامه"، و "كتاب ذرع الكعبة والمسجد الحرام والقبر".
قال ابن النجّار: وذكر بعض الأئمة أن الخصّاف كان زاهدًا ورعًا، يأكل من كسب يده.
وقال شمس الأئمة الحلواني: الخصّاف رجل كبير في العلم، وهو ممن يصحّ الاقتداء به.
وروى عن بعض مشايخ "بلخ"، أنه قال: دخلت "بغداد"، وإذا على الجسر رجل ينادي ثلاثة أيام، يقول: إن القاضى أحمد بن عمرو الخصّاف، استفتي في مسألة كذا، فأجابَ بكذا وكذا، وهو خطأ، والجوابُ كذا وكذا، رحم الله مَنْ بلغها صاحبها.
قلتُ: هكذا ينبغي أن يكون العلماء، وهكذا يجبُ أن يكون التحفّظ في دين الله، والنصيحة لعباد الله، لا كعلماء زماننا، الذين ليس لهم غرض إلا التفاخر بالعلم، والتكبّر به، وإظهار القوّة والغلبة، فلا يبالي أحدهم إذا كان مستظهرًا في البحث على خصمه، أن يكون على الحقّ أو على الباطل، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ولا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله العليّ العظيم.
وكانتْ وفاة صاحب الترجمة بـ "بغداد"، سنة إحدى وستين ومائتين، رحمه الله تعالى.
* * *
437 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمرو بن محمد ابن موسى بن عبد الله، القاضي البخاري أبو نصر، يعرف بالعراقي
*.
حدّث عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الإسترأباذي، ومحمد بن يوسف بن عاصم البخاري، وغيرهما.
ذكره الحافظ الإدريسي، في "تاريخ سمرقند"، فقال: كان أحد أئمة أصحاب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه في الفقه، وكان على قضاء "سمرقند" مدّة، وانصرف منها إلى "بخارى".
وعاش إلى سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة، ومات بـ "بخارى"، رحمه الله تعالى.
* * *
438 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمر الإسقاطي، أبو السعود المصري
* *.
* راجع: الطبقات السنية 1: 419.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 159.
* * راجع: الأعلام للزركلي 1: 188. =
نحوي فقيه، عارف بالتجويد، من أهل "القاهرة".
من كتبه: "تنوير الحالك على منهج السالك للأشموني على ألفية ابن مالك" في "دمشق" و "القاهرة" و "تونس"، "جزآن"، و"منهج السالكين" حاشية على "شرح ملا مسكين" لـ "كنز الدقائق"، مجلّدان في الأزهرية، و"القول الجميل على شرح ابن عقيل" في الأزهرية، و"حاشية على شرح عصام للسمرقندية" في الأزهرية، و "حاشية على شرح القاضى للجزرية" تجويد، في العبدلية، و"حلّ المشكلات في القراءات" في التيمورية.
وهو والد محمد بن أحمد.
توفي سنة 1159 هـ.
* * *
439 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمر الدولت آبادي، شهاب الدين
= وترجمته في سلك الدرر 1: 149، والجبرتي. طبعة لجنة البيان 2: 41 و 1: 165، ونشرة 3: 37، والأزهرية 284 و 4: 137، 297، 357 والأحمدية 247، والزيتونة 1: 141، والتيمورية 3: 15، ومعجم المؤلفين 2:29. السر المصون 105، وهدية العارفين 1: 74، وفهرست الخديوية 1: 98، 106، 2: 139، 4: 34، وفهرس النحو 30، وفهرس البلاغة 7.
ابن شمس الدين، الهندي *.
فقيه حنفي، أديب بالعربية.
مولده في "دولت آباد" ووفاته في "جونفور" في سنة 849 هـ.
كان ينعت بملك العلماء.
من كتبه: "الإرشاد" في النحو، و"شرح قصيدة بانت سعاد"، و"المعافية"، و"شرح الكافية" لابن الحاجب، في الظاهرية "الرقم العام 5022)، و"البحر المواج" في تفسير القرآن، و"شرح أصول البزدوي".
* * *
440 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمر اليمني شهاب الدين
* *.
عُني بالنحو، والفقه، والقراءات، والفرائض.
وأفاد ببلاده، وكان من فضلائها الكبار.
مات بـ "زبيد". رحمه الله تعالى.
كذا في "إنْباء الغُمر".
* * *
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 187.
وكشف الظنون 68، و 1371، والأزهرية 4: 373، وهدية 1: 127، ومعجم المطبوعات 190، ومخطوطات الظاهرية، النحو 551.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 417، 418.
وترجمته في حاشية الدرر الكامنة 1: 347.
441 - الشيخ الفاضل أحمد بن عمران، أبو جعفر، اللِّيْمُوسْكِيّ، الإسترأباذي
*.
الفقيه، المحدّث لأصحاب أبي حنيفة.
قال السهمي في "تاريخ جرجان": من أصحاب "الرأي"، وكان مذهبه مذهب أهل السنّة.
وروى عن الحسن بن سلام السوّاق، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، والهيثم بن خالد، ومحمد بن سعد العوفي، وابن أبي العوام، وغيرهم.
سمع منه أبو جعفر المستغفري في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وماتَ في هذه السنة.
ذكره الحافظ أبو سعد الإدريسي في "تاريخ إسترأباذ"، وقال: كان ثقةً في الحديث، من أصحاب الرأي، شديد المذهب، كان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، والإيمان قول وعمل، يزيد، وينقص.
قال السمعاني: واللِّيْمُوسْكِيّ، بكسر اللام، وسكون الياء، وضمّ الميم، وبعدها واو وسين مهملة ساكنة، ثم كاف؛ نسبة إلى "لِيْمُوسْك"، قرية من قرى "إسترأباذ".
* * *
442 - الشيخ الفاضل أحمد بن علي الهندي، الرامبوري
* *.
* راجع: الطبقات السنية 1: 420.
وترجمته في الأنساب 498، تاريخ جرجان 469، الجواهر المضية برقم 156، اللباب 3:75.
* * راجع: الأعلام للزركلي 1: 183.
فقيه، حنفى.
له "رسالة في الأشراف الكيلانيين الحمويين القاطنين بالهند"، يظنّ أنها بخطّه، في 13 ورقة، بدار الكتب (1377 تاريخ)
(1)
.
توفي بعد 1313 هـ.
* * *
443 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي عمران أبو جعفر، الفقيه
*.
الإمام، العالم، العلامة، أحد أصحاب التفنّن في العلوم.
واسم أبي عمران موسى بن عيسى، وإنما ذكرته هنا لغلبة الكنية على أبيه.
نزل أبو جعفر "مصر"، وحدّث بها عن عاصم بن على، وسعيد بن سليمان، الواسطيين، وعلي بن الجعد، ومحمد بن الصبّاح، وبشر بن الوليد، وإسحاق بن إسماعيل، وغيرهم.
وهو أستاذ أبي جعفر الطحاوي، وكان ضريرًا، روى عنه الطحاوي، وغيره.
(1)
المخطوطات المصوّرة، التاريخ 2: القسم الرابع 197.
* راجع: الطبقات السنية 1: 314، 315.
وترجمته في أخبار أبي حنيفة وأصحابه 158، 159، وإيضاح المكنون 1: 394، وتاريخ بغداد 5: 141، 142، والجواهر المضية برقم 262، وحسن المحاضرة 1: 219، وطبقات الفقهاء للشيرازي 140، والعبر 2: 63، والفوائد البهية 14، والكامل لابن الأثير 7: 465، وكتائب أعلام الأخيار برقم 132.
قال الخطيب: وقال لي القاضي أبو عبد الله الصيمري: أبو جعفر أحمد بن أبي عمران، أستاذ أبي جعفر الطحاوي، وكان شيخ أصحابنا بـ "مصر" في وقته، وأخذ العلم عن محمد بن سماعة، وبشر بن الوليد، وأضرابهما.
وقال أبو سعيد بن يونس: أحمد بن أبي عمران الفقيه، يكنى أبا جعفر، واسم أبي عمران موسى بن عيسى، من أهل "بغداد"، وكان مكينًا من العلم، حسن الدراية بالوان من العلم كثيرة، وكان ضرير البصر، وحدّث بحديث كثير من حفظه، وكان ثقة، وكان قدم إلى "مصر" مع أبي أيوب صاحب خراج "مصر"، فاقام بـ "مصر" إلى أن توفي بها في المحرّم، سنة ثمانين ومائتين. انتهى.
قلت: هذا موافق لما ذكره ابن الأثير
(1)
رحمه الله تعالى.
(1)
هو أبو الحسن عزّ الدين علي بن محمد الجزري، نسبته إلى جزيرة ابن عمر الشافعي. كان صدرا معظما، كثير الفضائل، حافظا للتاريخ، خبيرا بأنساب العرب. صنف في التاريخ كتابا، واختصر "أنساب السمعاني"، وله "كتاب أخبار الصحابة" في ستّ مجلدات، وكان قد سمع على الشيوخ في بلاد، منها:"الموصل" و"بغداد" و"الشام" و"القدس" وغيرها. وتوفي سنة 630 هـ. كذا في "مرآة الجنان" لليافعي، وفي "طبقات ابن شهبة" علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد عز الدين أبو الحسن الشيباني الجزري المؤرّخ المعروف بابن الأثير، وُلِد بـ "الجزيرة"، واشتغل، وسمع في بلاد متعددة، وكان إماما، نسابة، مؤرخا، صنف التاريخ المشهور بـ "الكامل" في عشر مجلدات، وكتابا حافلا في معرفة الصحابة، سماه "أسد الغابة في معرفة الصحابة". =
وذكره الحافظ جلال الدين السيوطي في "حسن المحاضرة" وقال: قاضي "الديار المصرية"، وأثنى عليه.
وهذا صريح في أنه ولي القضاء بـ "مصر"، فكأنه وليه قبل أن أصيب ببصره، فليحرّر، والله أعلم.
* * *
444 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي الكرم ابن هبة الله، الفقيه
*.
ذكره ابن العديم في "تاريخ حلب"، وقال: كان فقيهًا حسنًا، دينًا، كثير التلاوة للقرآن.
وولي التدريس بـ "الموصل"، ومشيخة الرباط، وطلب الحديث.
وقدم "حلب" مرارًا، رسولًا إلى الملك الناصر داود، في سنة ثمان وأربعين وستمائة.
= توفي في شعبان وقيل في رمضان سنة 640 هـ. انتهى. ملخصا. وقد طالعت "الكامل"، وهو كاسمه كامل. أوله: الحمد لله القديم، فلا أول لوجوده. إلخ. ابتدأ فيه من ابتداء الخلق إلى سنة 638 هـ، وبسط القول مع إيجاز اللفظ في حوادث كل سنة، وقد غلط صاحب "كشف الظنون"، حيث قال: إنه انتهى فيه إلى سنة 632 هـ، وتوفي سنة 638 هـ، وطالعت أيضا "أسد الغابة"، جمع فيه من كتب متعددة، صنفت في معرفة الصحابة.
* راجع: الطبقات السنية 1: 315، 316.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 167.
وورد "بغداد" رسولًا أيضًا في هذه السنة.
وتوفي بـ "الموصل" سنة خمسين وستمائة.
قال ابن العديم: بلغني وفاته وأنا بـ "بغداد"، في هذا التاريخ، رحمه الله تعالى.
* * *
445 - الشيخ العالم الفقيه أحمد بن أبي المنصور الخطيب الكوباموي، أحد أكابر الفقهاء الحنفية
*
ولد، ونشأ بـ "كوبامؤ"، وقرأ العلم على والده، وعلى الشيخ أحمد أبي سعيد الحنفى الأميتهوي، وجدّ في البحث والاشتغال، حتى برع في الفقه وأصوله والعربية واستخدم في تأليف "الفتاوى الهندية"، فوظّف له عالمكير بن شاهجهان روبية وشيئا من الغلّة كلّ يوم، رأيت في ذلك منشورا للسلطان المذكور المؤرّخ في الحادي عشر من ذي القعدة الحرام سنة ثمان وسبعين وألف، كتب فيه أن الوظيفة تعطى له بتصديق الشيخ وجيه الدين الكوباموي. انتهى.
قيل: إنه سافر إلى "الحجاز" صحبة شيخه أحمد بن أبي سعيد، فحجّ، وزار، ومات بها.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 24.
وقد ذهب أحمد بن أبي سعيد إلى "الحجاز" مرّتين، مرّة سنة اثنتين ومائة وألف، وأقام بها خمس سنوات، وذهب مرّة ثانية سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، كما تقدّم.
* * *
446 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي المؤيّد المحمودي، النسفي، أبو نصر
*.
كان إمامًا جليلًا، فاضلًا، زاهدًا، أعجوبة الدنيا، وعلامة العلماء.
مصنّف "الجامع الكبير المنظوم"، في فروع الفقه الحنفي، أتمّه في المحرّم سنة 515 هـ، وهو في مجلّد، و"شرحه" في مجلّدين، رأيت بخطّ ابن طولون، أن كلّ باب منه قصيدة، وأن له قصيدة في أصول الدين.
وبيت المحمودية بـ "مرو" مشهور بالعلم، وهذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه، رحمهم الله تعالى.
كان حيا 515 هـ.
* * *
447 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي يزيد ابن محمد، شهاب الدين بن
* راجع: الطبقات السنية 1: 316.
وترجمته في الجواهر المضية، برقم 265، وكشف الظنون 1: 570، 2: 1344، وفيه أنه كان حيا سنة خمس عشرة وخمسمائة.
زكي الدين العجمي السرائي، المشهور بمولانا زاده *
كان أبوه ناظر الأوقاف بـ "بلاد السراي"، وكان معروفا بالزهد والصلاح، فتضرّع إلى الله تعالى، أن يرزقه ولدًا صالحًا، فولد له أحمد هذا، في يوم عاشوراء، سنة أربع وخمسين وسبعمائة.
ومات أبوه وله تسع سنين، فلازم الاشتغال، حتى برع في أنواع العلوم، وصار يضرب به المثل في الذكاء.
وخرج من بلده وله عشرون سنة، فطاف البلاد، وأقام بـ "الشام" مدّة.
ودرّس الفقه والأصول، وشارك في الفنون، وكان بصيرًا بدقائق العلوم.
وكان يقول: أعجب الأشياء عندي البرهان القاطع، الذي لا يكون فيه للمنع مجال، والشكل الذي يكون فيه فِكر ساعة.
ثم سلك طريق التصوّف، وصحب جماعة من المشايخ مدّة.
ثم رحل إلى "القاهرة"، وفوّض إليه تدريس الحديث بـ "الظاهرية"، في أول ما فتحت، ثم درّس الحديث بـ "الصرغتمشية"، وقرأ فيها "علوم الحديث" لابن الصلاح، بقوّة ذكائه، حتى صاروا يتعجبّون منه.
ثم إن بعض الحسَدَة دسّ إليه سمًا، فمرض، وطال مرضه، إلى أن مات في المحرّم، سنة إحدى وتسعين، وكثر الثناء عليه جدًا. وترك ولدًا صغيرًا من بنت الأقصرائي، وأنجب بعده، وتقدّم، وهو محبّ الدين، إمام السلطان في زمنه.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 1: 316، 317.
448 - الشيخ الفاضل أحمد بن عيسى، أبو العبَّاس ابن الرصاص، النحوي
*
شارح "الألفية". كان إمامًا كبيرًا، في الفقه، وغيره، وعليه انتفع الشيخ شمس الدين الديري.
توفي بـ "دمشق"، سنة تسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
449 - الشيخ الفاضل أحمد بن عيسى الزينبي
* *
ذكره الصيمري في طبقة الخصّاف، وأحمد بن أبي عمران، قال: وكان إليه أحد جانبي "بغداد"، والجانب الآخر إلى إسماعيل بن إسحاق.
* * *
450 - الشيخ الفاضل أحمد بن عيسى المرشدي، المكّي
* * *
* راجع: الطبقات السنية 1: 421.
* * راجع: الطبقات السنية 1: 420، 421.
وترجمته في أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري 158، وتاج التراجم 14، والجواهر المضية برقم 161، وهى في المصدرين الأخيرين مفصَّلة عما ورد هنا.
* * * راجع: معجم المؤلفين 39:2. خلاصة الأثر 1: 266 - 271، وفهرس دار الكتب المصرية 3: 57.
أديب، شاعر.
ولي القضاء بـ "مكّة"، وتوفي في 5 ذي الحجّة 1047 هـ.
من آثاره: "تخميس همزية أمّ القرى" في مدح خير الورى للصنهاجي.
* * *
451 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي الغيث الشهير بمغلباي
*.
متكلّم، أديب، خطيب.
ولد بـ "المدينة" سنة 1070 هـ، ونشأ بها، وأمَّ بـ "المسجد النبوي"، ودرّس، وخطب به، وتوفي بها سنة 1134 هـ، ودفن بـ "البقيع".
من تصانيفه: "نظم عقيدة السنوسي الصغرى"، و"شرحها".
* * *
452 - الشيخ الفاضل أحمد بن الفرج بن عبد العزيز الساغرجي، السغدي أبو نصر. والد الإمام محمود
* *.
* راجع: معجم المؤلفين 40:2.
وترجمته في سلك الدرر 1: 81، 82، وهدية العارفين 1:170.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 7.
تفقّه عليه ولده، وروى عنه.
وحدّث هو عن يوسف بن صالح الخطيب، وغيره.
مات بـ "سمرقند"، في ربيع الأول، سنة أربع وعشرين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
453 - الشيخ الفاضل أحمد بن فضلان بن العبّاس بن راشد ابن حمَّاد
*.
صاحب الرحلة إلى "بلاد الترك" و"الخزر" و"الروس" و"الصقالبة"، المعروفة بـ "رسالة ابن فضلان" مبتورة الآخر.
كان في أوليته من موالي محمد بن سليمان الحنفي (القائد، فاتح مصر)، ثم أصبح من موالي المقتدر العبّاسي.
وأوفده المقتدر إلى "ملك الصقالبة""على أطراف نهر الفولغا" مع جمع من القادة والجند والتراجمة، إجابة لطلب بلغار الفولغا، وقد بعثوا برسول منهم إلى عاصمة الخلافة، يرجون العون على مقاومة ضغط الخزر عليهم من الجنوب، وأن ينفذ إليهم من يفقّههم في الدين ويعرّفهم بشعائر الإسلام.
وكانوا قد اعتنقوه قبل عهد غير بعيد.
= وترحمته في الأنساب 286، والجواهر المضية برقم 163.
والساغرجي: نسبة إلى "ساغرج"، قرية من قرى "سمرقند". انظر: اللباب 1: 522.
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 195، 196.
وقامت البعثة من "بغداد"(في 11 صفر 309 هـ، 21 يونيو 921 م) مارة بـ "همذان" و"الريّ" و"نيسابور" و"مرو" و"بخاري"، ثم مع "نهر جيحون" إلى "خوارزم" إلى "بلغار" الفولغا في 18 محرّم 310 هـ (12 مايو 922 م)، ولم يعرف خطّ سير الرجعة لضياع القسم الأخير من الرسالة
(1)
.
توفي بعد 310 هـ.
* * *
454 - الشيخ الفاضل القاضي أحمد بن فلان الهزاروي، أحد العلماء الصالحين
*.
ولد، ونشأ بـ "هزاره"، وقرأ أكثر الكتب الدرسيّة على والده.
ثم سافر إلى "ديوبند"، وأخذ عن أساتذتها في المدرسة العالية، ثم رجع إلى بلاده، وولي القضاء، وحصل له القبول العظيم في بلاده، وهو اليوم مشتغل بالقضاء والتدريس.
(1)
انظر: رسالة ابن فضلان، طبعة المجمع العلمي العربي بـ "دمشق"، ومقدمة محقّق نشرها الدكتور سامى الدهّان.
واقرأ كلمة كراتشكوفسكي في كتابه "تاريخ الأدب الجغرافي العربي": القسم الأول الصفحة 186 - 187 وبحثا كتبه ب.
زاهودير، في نشرة الأنباء السوفياتية بـ "القاهرة" العدد 12 في 26 مارس 1957، وكلمة عن ابن فضلان في دائرة المعارف ببيروت 3: 432 وكلمة عنه في هدية العارفين 1: 57 تقول: (له كتاب الجغرافيا مطبوع)؟
* راجع: نزهة الخواطر 8: 46.
مات في السابع عشر من صفر سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة وألف، وله سبعون سنة، كما وجد بخطّ ولده الشيخ عبد السلام.
* * *
455 - الشيخ الفاضل أحمد بن فهد بن الحسين بن فهد أبو العبّاس العلثي، الفقيه
*.
سمع من أبي شاكر يحيى بن يوسف البَالاني
(1)
، وفخر النساء شُهْدَة بنت أحمد الكاتبة، وغيرهما، وحدّث.
ومات بـ "بغداد" سنة سبع وعشرين وستّمائة.
ودفن بمقبرة "الحَلْبَة"، بفتح الحاء، وسكون اللام، وبعدها باء موحّدة، وتاء تأنيث: محلّة كبيرة مشهورة بـ "بغداد"، بقرب "باب الأزج".
ذكره المنذري في "التكملة".
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 7.
وترجمته في التكملة 5: 401، 402، والجواهر المضية برقم 164، وذكره في الأنساب أيضا، وشذرات الذهب 5: 123، وفي الأصول:"العلسي" وهو خطأ، وهو عند ابن العماد حنبلي. وانظر: حاشية الجواهر 1: 235.
والعلثي: نسبة إلى "العلث"، وهى قرية على "دجلة" بين "عكبرا" و"سامراء". انظر: معجم البلدان 3: 711.
(1)
نسبة إلى قرية "بالا"، وهي من قرى "مرو". انظر: اللباب 1: 94، والنسبة فيه "بالائي".
456 - الشيخ الفاضل أحمد بن قانِع بن مرزوق بن واثق القاضي، أبو عبد الله مولى بن أبي الشَّوارب أخو عبد الباقي بن قانع القاضي، الآتي ذكره في محلّه
*.
ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
ومات سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
وكان فقيهًا، حسن العلم بالفرائض.
وحدَّث عن أبي شعيب الحرّاني، والحسن بن مثنى العنبري، وإسماعيل بن الفضل البلخي، وغيرهم. وحدّث عنه علي بن أحمد الرزاز، وغيره. وكان ثقة. ذكره الخطيبُ، في "تاريخه". وروى له بسنده، عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:(أُدْعُوا اللهَ وأنتُمْ مُوقنونَ بِالإجَابَةِ، وأعْلَمُوا أن اللهَ لا يَسْتَجِيبُ الدُّعاءَ من قَلْب لاهٍ).
* * *
457 - الشيخ الفاضل أحمد بن قلمشاه، أبو العبّاس القُونَوِيّ
* *.
قاضى القضاة بمدينة "قُونية"، من "بلاد الروم"، أكثر من ثلاثين سنة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 8.
وترجمته في تاريخ بغداد 4: 355، 356، والجواهر المضية برقم 165.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 8. وترجمته في الجواهر المضية برقم 166.
كان إمامًا، عالمًا بالتفسير والفقه، والنحو، والأصلين.
ودرّس بـ "قُونية" بـ "المصلحية"، و"النظامية"، وغيرهما.
كذا ذكره في "الجواهر"، من غير زيادة.
* * *
458 - الشيخ الفاضل العالم العارف بالله الشيخ أحمد بن الكاتب أخو الشيخ
*.
وهو مشهور بأحمد بيجان، وله كتاب مسمّى بـ "أنوار العاشقين"، وكراماته ومقاماته ظاهرة من الكتاب المذكور، وهو متوطّن بمدينة "كليبولي"، وقبره هناك، رحمه الله تعالى.
* * *
459 - الشيخ الفاضل أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور
(1)
القاضي، الشجري
(2)
، البغدادي
* *.
* راجع: الشقائق النعمانية ص 67.
(1)
وفي الأصول: "أبو منصور" وهو خطأ، فإن كنيته "أبو بكر".
(2)
وفي الأصول: "السزي" وهو خطأ، راجع: المصادر السابقة.
والشجري: نسبة إلى "الشجرة"، وهى قرية بـ "المدينة". انظر: الأنساب، واللباب.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 9 - 11.
وترجمته في إنباء الرواة 1: 97، 98، الأنساب 330، وإيضاح المكنون 2: 283، 305، 321، 350، 604، وبغية الوعاة 1: 354، وتاج التراجم 14، =
قال السمعاني: كان عالمًا بالأحكام، والقرآن، وأيّام الناس، والأدب، والتواريخ، وله فيها مصنّفات.
ولي قضاء "الكوفة".
وحدّث عن محمد بن الجهم السمَّري، وأبي قلابة الرقاشي، وغيرهما.
روى عنه الدارقطني، وأبو عبيد الله.
وكان متساهلًا في الحديث.
كذا في "الجواهر".
وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"، فقال: أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة ابن منصور بن كعب بن يزيد، أبو بكر، القاضى.
كان ينزل في شارع عبد الصمد عند مربعة أبي عبيد الله، من الجانب الشرقي.
وهو أحد أصحاب محمد بن جرير الطبري.
وتقلّد قضاء "الكوفة" من قبل أبي عمر محمد بن يوسف.
وكان من العلماء بالأحكام، وعلوم القرآن، والنحو، والشعر، وأيام الناس، وتواريخ أصحاب الحديث، وله مصنّفات في أكثر ذلك. انتهى.
قلت: قول الخطيب: وهو أحد أصحاب محمد بن جرير الطبري، يدلّ على أن ابن كامل ليس بحنفي المذهب، كما ذكره صاحب "الجواهر"،
= وتاريخ بغداد 4: 357 - 359، والجواهر المضية برقم 168، وشذرات الذهب 3: 2، وطبقات القراء 1: 98، والعبر 2: 285، والفهرست 48، والكامل 8: 537، وكشف الظنون 1: 28، 2: 1207، ولسان الميزان 1: 249، واللباب 2: 13، ومعجم الأدباء 4: 102 - 108.
اللّهم إلا أن يُقال: إنه أحد أصحابه في غير الفقه، من علوم الحديث، وغيرها، ولم أقفْ على تصريح في ذلك إلى الآن، وإنما ذكرتُه تبعًا لصاحب "الجواهر".
قال الحسن بن رِزْقُوْيه، وقد ذكر أحمد بن كامل: لم تر عيناي مثله.
وحدّث الحسن بن أبي بكر، قال: سمعتُ أحمد بن كامل القاضي، يقول: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وكأنه في المسجد الذي في أصحاب البارزي، في الجانب الشرقي في المِحراب، فتقدّمت، فقرأتُ عليه، واستعذتُ، وابتدأتُ بأمّ القرآن أقرأها، وأعدّ على عدد أهل "الكوفة".
فلمّا قرأتُ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ) قلتُ: يا رسول الله! كيف أقرأ هذا الحرف (مَالِكِ)، أو (مَلِكِ).
فقال لي: (مَلِكِ يَوْم الدِّينِ).
فقلتُ: بألف أو بغير ألفٍ؟ فقال: بغير ألف.
وقرأتُ من سورة البقرة، فلمّا قرأتُ، {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}
(1)
، قال: ختَم الله على أفئدتهم، وهمزه.
فوقع في نفسي في المنام أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يُعَلِّمَني أن القلب هو الفؤاد، فبلغتُ عليه إلى خمسين آية، من سورة البقرة، على عدد أهل "الكوفة".
وسُئل أبو الحسن الدارقطني، عن ابن كامل، فقال: كان متساهلًا، وربما حدّث من حفظه بما ليس عنده في كتاب، وأهلكه العجب، فكأنه
(2)
كان يختار ولا يضع لأحد من العلماء الأئمة.
(1)
سورة البقرة 7.
(2)
وفي تاريخ بغداد، ومعجم الأدباء:"فإنه".
فقيل: كان جريري المذهب؟.
فقال أبو الحسن: بل خالف، واختار لنفسه. وهذا يُؤيّد ما تقدّم من كونه ليس بحنفي، ولكن قوله (اختار لنفسه) يمُكن حمله على أنه اختار لنفسه ما يُوافق رأي الإمام الأعظم، بحيث صار لكثرة أخذه برأيه يُعدّ من أتباعه. والله أعلم.
وأملى كتابًا في "السِّيَر"، وتكلّم على الأخبار.
ومن شعره
(1)
:
إِنَّ الثَّمانِينَ عقْدٌ ليس يَبْلُغُهُ
…
إِلَّا المؤَخَّرُ لِلأَخْبَارِ والْعِبَرُ
(2)
ومنه
(3)
:
ليس لي عُدَّةٌ تَشُدُّ فؤادي
…
غيرَ ذِي الطِّولِ عُدَّتِي وظَهيري
(4)
هو فَخْرِي لِكُلِّ ما أرتَجِيه
…
وغِياثي ورَاحمي ونَصيري
(5)
ومنه أيضًا
(6)
:
صَرْفٌ الزمانِ تَنَقُّلُ الأَيَّامِ
…
والمرءُ بين مُحلَّلٍ وحزامِ
وإذا تعسَّفتَ الأُمورَ تَكَشَّفَتْ
…
عن فَضْلِ إنْعامٍ وقُبْحِ أَثَامِ
(7)
(1)
البيت في إنباء الرواة 1: 98، ومعجم الأدباء 4: 105 - 108.
(2)
في الإنباء ومعجم الأدباء "عقد الثمانين"، وفي معجم الأدباء "للأخبار والغير".
(3)
البيتان في إنباء الرواة 1: 98.
(4)
في الإنباء "تشد قوامي".
(5)
في الإنباء "هو ذخري".
(6)
البيتان في إنباء الرواة 1: 98، ومعجم الأدباء 106:4.
(7)
في إنباء الرواة ومعجم الأدباء "إذا تقشعت".
وكانت وفاته يوم الأربعاء، لثمان خلون من المحرّم، سنة خمسين وثلاثمائة.
وكانت ولادته في سنة ستين ومائتين.
* * *
460 - الشيخ الفاضل أحمد بن كُشتغدي بن عبد الله الخطائي
*.
مولده في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وستمائة.
ووفاته في صفر، سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
قال في "الجواهر": شيخ فقيه، عنده فهم.
سمع من النجيب
(1)
، وأبي حامد المحمودي الصابوني الإمام، روى لنا عنهما. وأجاز له من "دمشق" جماعة، منهم؛ الإمام جمال الدين ابن مالك رحمه الله تعالى.
* * *
461 - الشيخ الفاضل أحمد بن أبي الكرم بن هبة الله الفقيه
،
* راجع: الطبقات السنية 2: 12.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 169، والدرر الكامنة 1: 253، والوافي بالوفيات 7:299.
(1)
وفي الدرر "النجيب القيسي".
من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، ذكره ابن العديم فى "تاريخ حلب" *.
قال وكان فقيها حسنا، ديّنا، كثير التلاوة للقرآن، وولي التدريس بـ "الموصل"، ومشيخة الرباط، وطلب الحديث، وقدم "حلب" مرارا رسولا من جهة بدر الدين لؤلؤ صاحب "الموصل"، وورد "دمشق" رسولا إلى الملك الناصر داود فى سنة ثمان وأربعين وستّ مائة، وورد "بغداد" رسولا أيضا فى هذه السنة، وتوفي بـ "الموصل" فى شوّال سنة خمسين وستّ مائة.
قال ابن العديم بلغني وفاته وأنا بـ "بغداد" فى هذا التاريخ، رحمه الله تعالى.
* * *
462 - الشيخ الفاضل أحمد بن كُنْدُ غْدِي. بالنون السكنة، والكاف المضمومة، والغين المعجمة، بعد الدال المضمومة
* *.
وقبل الدال المهملة أيضًا المكسورة، والياء آخر الحروف شهاب الدين، ابن التركي، القاهري نزيل "الحسينية"، بالقرب من جامع آل ملك.
كان عالمًا، فقيهًا، ديّنًا، بزىّ الأجناد.
توجّه عن الناصر فرج رسولًا إلى تمرلنك، فمرض بـ "حلب"، واشتدّ مرضه، حتى مات في ليلة السبت، رابع عشر شهر ربيع الأول، سنة سبع
* راجع: الجواهر المضية برقم 168.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 12، 13.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 64، 65.
وثمانمائة، وصُلّى عليه من الغد، ودُفن خارج باب المقام بـ "تربة موسى الحاجب"، وقد جاوز الستين.
ذكره ابن خطيب الناصرية.
قال السخاوي: وأورده شيخُنا -يعني ابن حجر- في "مُعجمه"، وقال: أحد الفضلاء المهرة في فقه الحنفية، والفنون.
اتصل أخيرًا بالظاهر برقوق، ونادمه.
ثم أرسله الناصر إلى تمرلنك، فمات بـ "حلب" في جُمادى الأولى. كذا قال. ثم قال: سمعت من فوائده كثيرًا.
وقرأ عليه صاحبنا المجدُ ابن مكانس المقامات بحثًا. زاد في "إنبائه": فكان يُجيد تقريرها، على ما أخبرني به المجد.
وقال فيه: اشتغل في عدّة علوم، وفاق فيها.
واتصل بالظاهر في أواخر دولته، ونادمه بتربية
(1)
شيخ الصفوي، أحد خواصّ الظاهر، وحصل الكثير من الدنيا.
وقال: إنه مات قبل أن يؤدّي الرسالة، في رابع عشر ربيع الأول.
وأرّخه البرهان المحدّث، وأثنى عليه بالعلم، والمروءة، ومكارم الأخلاق.
وقال العيني: إنه كان ذكيًا، مُستحضرًا، مع بعض مجازفة، ويتكلّم بالتركي.
ذكره في "الضوء اللامع".
* * *
(1)
كذا في الأصول، وانظر بعض أخبار شيخ الصفوي في النجوم الزاهرة 12: 70 - 72، 89.
463 - الشيخ الفاضل أحمد بن مبارك شاه بن حسين بن إبراهيم بن سليمان القاهري ويعرف بابن مبارك شاه (شهاب الدين)
*.
ولد سنة 806 هـ بـ "القاهرة"، وتوفي في ربيع الأول سنة 862 هـ.
صنّف أشياء، وجمع التذكرة.
* * *
464 - الشيخ الفاضل المعروف بسيّد أحمد خان الرجل الكبير، الشهير أحمد بن المتقي بن الهادي بن عماد بن برهان الحسيني التقوي الدهلوي
* *.
كان من مشاهير الشرق، لم يكن مثله في زمانه في الدهاء ورزانة العقل، وجودة القريحة، وقوّة النفس والشهامة والفطنة بدقائق الأمور، وجودة التدبير، وإلقاء الخطبة على الناس، والمعرفة بمواقع الخطبة على حسب
* راجع: معجم المؤلفين 2: 56.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 65، صفحة لم تنشر من بدائع الزهور لابن إياس 52، 53، وكشف الظنون 384.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 37، 44. وإمداد الفتاوى 6: 168 - 182.
الحوادث، والتفرّس من الوجوه، وقد وقع له مع أهل عصره قلاقل وزلازل، وصار أمرُه في حياته أحدوثة، وجرتْ فتن عديدة.
والناس قسمان في شأنه: فبعض منهم مقصّر به عن المقدار الذي يستحقّه، بل يريعه بالعظائم، وبعض آخر يبالغ في وصفه، ويجاوز به الحدّ، ويلقّبه بالمجدّد الأعظم والمجتهد الأكبر، ويتعصّب له كما يتعصبّ القسم الأول عليه، وهذه قاعدة مطّردة في كلّ من يفوق أهل عصره في أمر.
وهو ما بلغ رتبة العلماء، بل قصارى أمره إدلاجه في الفضلاء، وهو ما أتقن فنا، وتصانيفه شاهدة بما قلتُه، فإن رأيت مصنّفاته علمتَ أنه كان كبير العقل، قليل العلم، ومع ذلك كان سامحه الله تعالى قليل العمل، لا يصلّى، ولا يصوم غالبا.
وشأنه عجيب كلّ العجب، فإنه كان في بداية أمره على مذهب المشايخ النقشبندية، لأنه نشأ فيهم، وكان والده محمد المتّقي من أصحاب الشيخ غلام على الدهلوي، وأمّه عزيز النساء بنت فريد الدين الكشميري الوزير، كانت بايعت السيّد الإمام المجاهد السيّد أحمد الشهيد السعيد البريلوي، فصنّف الرسائل في إثبات الرابطة، وتصوّر الشيخ، وفي إثبات عمل المولد، وكان الناس يبدعونه في ذلك الحال، ثم رغب إلى طائفة السيّد الإمام ومختاراته، وصنّف الرسائل في الانتصار له، فنسبه الناس إلى الوهّابية، ثم ارتقى إلى ذروة التحقيق والاجتهاد في المذهب، وصدرتْ منه الأقاويل في تفسير القرآن الكريم، وفي تهذيب الأخلاق، فكفّره الناس، وبعضهم بدعوه، ونسبوه إلى نيجر، وهي كلمة إنكليزية، معناه الفطرة، لقوله: الإسلام هو الفطرة، الفطرة هى الإسلام.
وكان مولده في خامس ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين بعد الألف بـ "دهلي"، وتربّى في حجر أمّه وجدّه لأمّه خواجه فريد الدين، وقرأ النحو والصرف وبعض رسائل المنطق إلى "شرح التهذيب" لليزدي، وقرأ "شرح هداية الحكمة" للميبذي، و"مختصر المعاني"، و"المطوّل" على علماء بلدته، ثم صرف همّته إلى الهيئة والهندسة، وقرأ "تحرير الأقليدس"، و"شرح الجغميني"، وبعض الرسائل في الآلات الرصدية للبرجندي، وأعمال الكرّة وأعمال الاصطرلاب وصنعة الاصطرلاب والربع المجيب والربع المقنطر والهلزون وجريب الساعة، وفرجاء التقسيم والفرجاء المتناسب كلّها على خاله زين العابدين.
ثم قرأ "القانونجه"، و"الموجز"، و "معالجات السديدي"، و"كليات النفيسي"، وشرح الأسباب والعلامات إلى أمراض العين على الحكيم غلام حيدر خان الدهلوي، وتطبّب عليه برهة من الزمان، ثم تقرّب إلى بعض متوسِّلي الحكومة الإنكليزية، وولي التحرير في ديوان الحاكم لأقطاع "آكره"، وبعد مدّة ولي القضاء لفتحبور سيكري، فصار (صدر أمين)، واستقلّ بالقضاء أربع سنوات، ولقّبه في هذه السنين بهادر شاه بن أكبر شاه بن شاه عالم التيموري جواد الدولة عارف جنك، ثم نقل من "فتحبور" إلى "دهلي"، وسنحتْ له فرصة للأخذ والقراءة، فقرأ "القدوري"، و "شرح الوقاية"، و "أصول الشاشي"، و "نور الأنوار"، وبعض كتب أخرى على مولانا نوازش على الدهلوي، وقرأ بعض المقامات من "مقامات الحريري"، وبعض القصائد من "السبع المعلّقات" على مولانا فيض الحسن السهارنبوري، وقرأ "مشكاة المصابيح"، وقدرا صالحا
من "جامع الترمذي"، وبعضا من "صحيح مسلم" على مولانا مخصوص الله بن رفيع الدين العمري الدهلوي، وأسند عنه للقرآن الكريم.
وصنّف "أثار الصناديد" كتابا في تاريخ "دهلي"، وتجشّم الصعوبة في تصنيفه سنة 1264 هـ، فتلقّاه الناس بالقبول، ونقل من "دهلى" إلى "بجنور" سنة 1272 هـ، وصنّف بها "تاريخ بجنور"، وجدّ في تصحيح "آئين أكبري"، لأبي الفضل بن المبارك الناكوري، فصحّحه بمقابلة النسخ العديدة، كتب عليه الحواشي المفيدة.
وكان في "بجنور" إذ ثارت الفتنة العظيمة ببلاد "الهند"، وثارت العساكر الإنكليزية على الحكومة سنة 1273 هـ، فقام على ساق لنصرة الحكومة الإنكليزية، فلمّا تسلّطت الحكومة مرّة ثانية رتّبت له مائتي ربية شهرية له إلى حياته، وبعده لولده الكبير حامد بن أحمد الدهلوي إلى حياته، وجعلتْه صدر الصدور ببلدة "مراد آباد"، وهو عبارة عن نيابة القاضي في إحدى المتصرّفيات، فسار إلى "مراد آباد"، سنة 1275 هـ، وصنّف الرسائل في أسباب الثورة والخروج، واشتهر أمره في "الهند"، وظهر فضله بين أهلها عند الحكومة الإنكليزية، ثم صنّف "تفسير الإنجيل"، و "سماه تبيين الكلام"، ولكنه لم يتمّ، واجتهد فيه في تقريب دين الإسلام إلى دين النصارى.
ثم نقل إلى "غازيبور" سنة 1279 هـ، وأنشا بها مجمعا علميا لنقل الكتب العلمية والتاريخية من اللغة الإفرنجية إلى لغة أهل "الهند"، يسمّونها أردو، وحرّض أهل تلك البلدة من المسلمين والهنادك لإنشاء مدرسة إنكليزية، فأنشأوها، وسمّوها وكتوريه أسكول، على اسم ملكة إنكلترا.
ثم نقل من "غازيبور" إلى "عليكرة" سنة 1281 هـ، فنقل معه ما كان للمجمع العلمي من الآلات والأدوات إلى "عليكره"، وجمع الناس عليه، وجع الإعانات له، وبنى بناء شامخا لإدارته، فنقل أكثر الكتب المفيدة إلى أردو من العربية والإنكليزية، وأنشأ من تلك الرابطة العلمية صحيفة أسبوعية لإصلاح أهل "الهند"، ونقل من "عليكره" إلى بلدة "بنارس" سنة 1284 هـ، وصنّف كتابا في حلّة طعام أهل الكتاب والمؤاكلة معهم سنة 1285 هـ، وسفر مع ولديه حامد ومحمود إلى جزائر بريطانية سنة 1286، فأقام في العاصمة سنة وخمسة أشهر، زار في خلالها المراكز الثقافية والمجامع العلمية وبعض الجامعات الشهيرة والمصانع والمعامل الكبيرة، واطّلع على المشاريع التعليمية والفنية، ولقي الأساتذة الكبار، وأعيان الدولة، وقابل الملكة وكتوريا، واحتفت به الدوائر الرسمية، وصنّف بها "الخطبات الأحمدية" في السيرة النبوية، وشرح العقيدة الإسلامية، وردّ ما أورده السر وليم ميور على السيرة ومهاجمته للإسلام وصاحب رسالته، في كتابه الشهير "حياة محمد"، ورجع إلى "الهند" سنة 1292 هـ، وأنشأ مجلّة "تهذيب الأخلاق".
وفشا أمره في الناس، فكفّره قوم من العلماء لأقاويل صدرتْ منه في المجلة، وتبعه الآخرون، وشرع في تصنيف تفسير القرآن، واحتضن المدرسة التي اسّسها المولوي سميع الله خان باتفاقه وتوجيهه للمسلمين بـ "عليكره"، أصبح بعده بمدّة الجامعة الإسلامية سنة 1292 هـ، وسكن بتلك البلدة، وطلب من الحكومة أن يحال إلى المعاش، وأجيب إلى ذلك، فانتقل إلى "عليكره"، ووهب لهذه المدرسة (التي توسّعتْ بعد حياته، واشتهرتْ باسم جامعة عليكره الإسلامية ذكاءه ونفوذه ومواهبه كلّها،
وانصرف إليها انصرافا كليا، يرغب فيها جميع طبقات المسلمين، ويجمع لها التبرّعات والإعانات بكلّ وسيلة وحيلة، ويختار لها الأساتذة الماهرين من الإنجليز وغيرهم، ويبني لها البنايات العظيمة، ويقوم لتعريفها والدعوة إليها بالجولات في أنحاء "الهند"، ويقوم بالدعوة إلى التعليم العصري واقتباس الحضارة الغربية وعادات الغربيين، ويكتب، ويؤلّف، ويشير على الحكومة بما يراه صالحا لها وللمسلمين، ويشارك في تشريع بعض القوانين وتهذيبها، ويخطب في المجلس التشريعي.
وأسّس في سنة 1304 هـ المؤتمر التعليمي الإسلامي لمساعدة المسلمين في الاستفادة بالتعليم الحديث وتوجيههم، وعارض المؤتمر الوطني العام، ودعا المسلمين إلى التنحّي عنه، والعمل لوحدهم متمسّكا بقلّة عددهم، وتخلّفهم في مجال السياسة والثقافة، وقرب العهد بالثورة التي أثارت حولهم الشبهات، ومنحتْه الحكومة سنة 1306 هـ وساما ممتازا يسمّى بـ "نجم الهند"، لقّبتْه بـ: كي. سى. ايس. آئي. ومنحتْه جامعة إيدمبرا الدكتوراه الفخرية في سنة 1307 هـ، ونشأ بينه وبين أعضاء المجلس التأسيسي للمدرسة خلاف في بعض القضايا الإدارية، وعارضه صديقه القديم، وعضده الأيمن في تأسيس المدرسة المولوي سميع الله خان في اختياره نجله القاضي سيّد محمود سكرتيرا مساعدا للجنة، فانفصل سميع الله وزملاؤه عن المجلس، واستقالوا عن العضوية، وكان لذلك الأثر العميق في نفس السيّد أحمد خان وأعصابه، وتأثّرت صحته، وحدث أن الكاتب الهندكي الذي كان يثق به السيّد أحمد خان وجعله أمين الصندوق في الكلّية تحقّقتْ عليه خيانة في مائة ألف وخمسة آلاف ربية بالتزوير، فكانت ضربة قاضية، لم تحتملها أعصاب السيّد أحمد خان وصحته، تكدّرتْ أيامه
الأخيرة، ومات ابنه السيّد حامد في سنة 1315 هـ، فانهارتْ صحته، ولزم الصمت، واعتراه في غرّة ذي القعدة 1315 هـ احتباس البول، وفي الرابع من ذي القعدة 1315 هـ أصابه الصداع الشديد والحمّى، وفارق الحياة في الليل، ودفن بجوار مسجده الذي بناه في وسط الجامعة.
وكان السيّد أحمد خان رغما عن المآخذ ومواضع النقد التي أشار عليها المؤلّف من لرجال العصامين، الذين أثّروا في عصرهم وجيلهم تأثيرا، لم يعرفْ لغيره من معاصريه، وقد أثّر في عقلية أبناء عصره، ومن جاء بعدهم، وفي السياسة والأدب والإنشاء وحركة التأليف، وتخرّج في مدرسته الفكرية -على ما فيها من ضعف وانحراف- رجال قادوا الحركة الفكرية والسياسية في شبه القارة الهندية، كان قويّ الشخصية، قويّ النفوذ على أصحابه وجلسائه، عاملا دؤبا، لا يتعب، ولا يملّ، وكان نشاطه كثير الجوانب، متنوّع الأغراض، واسع النطاق، وكان على رقّة في الدين وشذوذ في العقيدة، شديدَ الحبّ للمسلمين، شديدَ التألّم بما أصيبوا به، تواقا إلى تقدّمهم وسبقهم في مضمار العلم والمدنية والرفاهية، يستخدم لذلك كلّ وسيلة وحيلة. وكان رجلا مرهف الحسّ، حادّ الذهن، عصبيا، سريع الانفعال والقبول، كثير الاعتداد برأيه، كتير الاعتماد على غيره، إذا أعجب به، ووثّق، شديد الإجلال للحضارة الغربية.
كان أبيضَ اللون، تغلب عليه الحمرةُ، واسعَ الجبين، كبيرَ الهامة في غير عيب، وكان في أنفه قصر عن وجهه الكبير، كبير الأذنين، وكان في نحره غدّة تغطيها لحيته الكبيرة، وكان جسيما بدينا، وكان في قامته طول، قد عدله سمنُ جسمه وضخامةُ بدنه، وكان قويّ الأعضاء، ضخمَ الكراديس، وكان يلبس لباسَ أهل وطنه قبل أن يسافر إلى "إنكلترا"،
وبقي بعد ذلك يلبس اللباسَ التركيَّ، ويلبس الطربوشَ، وكان يعيش كالغربيين في بيت منعزل، ويأكل على طريقتهم.
وأما مختتاراته في المسائل الكلامية والعقائد الدينية، فمنها:
(1)
إن الله سبحانه علّة العلل لجميع الكائنات.
(2)
إنه عالم بجميع مكان وما يكون، وعلمه هذا هو التقدير.
(3)
صفاته تعالى عين ذاته.
(4)
العقل يكفي في معرفة الله، وفي التمييز بين الكفر والإسلام.
(5)
لا يقبل العدم ما كان يبقى من الموجودات بعد انعدام العوارض، نوعية كانتْ أو شخصية.
(6)
لا ينتقض قانون الفطرة، لأن أفعاله تعالى قانونه.
(7)
حسن الأشياء وقبحها عقلي.
(8)
الإنسان مجبور في فطرته وجبلّته، ومختار في قدرته.
(9)
إجماع الأمة ليس بحجّة شرعية.
(10)
لا يجب على أحد تقليد أحد غير النبي المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم.
(11)
الإيمان تصديق بالقلب، فإن أذعن أحد بالشهادتين في القلب فهو مؤمن، ولو تشابه بقوم في خصوصيات الدين، وشعار الكفر، كالزنّار والصليب والأعياد.
(12)
أحكام الشريعة كلّها مطابقة للفطرة.
(13)
النبوّة ملكة راسخة فطرية من باب تهذيب الأخلاق.
(14)
ملكة النبوة هي الناموس الأكبر، ويقال لها بلسان الشرع: جبريل.
(15)
معجزات الأنبياء ليست من دلائل النبوة.
(16)
المعجزة ليست غير مطابقة للفطرة، ولكن خفيتْ على الناس أسبابها، فظنّوا أنها خارقة للعادة.
(17)
الملائكة والشياطين ليستْ بأشخاص متحيّزة بالذات.
(18)
المراد بالملائكة القويّ الملكية، والمراد بالشياطين القويّ البهيمية، فإنها موجودة في وجود الإنسان، ليستْ خارجة عنهم.
(19)
القرآن ليس بمعجز في الفصاحة والبلاغة، لأنه ليس مما ألقي في قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظه، بل بمضمونه ومعناه، والمراد من قوله تعالى: فأتوا بسورة من مثله: وقوله: فأتوا بعشر سور مثله: التحدّي في الهداية والتعليمات.
(20)
رؤية الله سبحانه لأحد من الإنسان محال، لا يقبله العقل.
(21)
الجنة والنار غير موجودتين في الخارج، بل المراد تخييل الراحة والعذاب بقدر فهم الإنسان.
(22)
السماء هو بعد غير متناه، يتّصل بعضه ببعض، ولذلك أطلق عليه سبع سماوات، فهو ليس بأجرام فلكية، كما يزعمه الحكماء.
(23)
ليست في القرآن آية منسوخة، لا منسوخة التلاوة، ولا منسوخة الحكم.
(24)
لا رقّ في الإسلام.
(25)
الطوفان في زمن نوح عليه السلام ما كان عامّا لسائر الأرض.
(26)
معراج النبي صلَّى الله علي وآله وسلّم ما كان جسمانيا، كذلك شقّ الصدر، فإنهما كان على طريق الرؤيا.
(27)
نحن مجبورون في اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في الأمور الدينية، مختارون في الأمور الدنيوية.
(28)
ما وقع التحريف اللفظي في الكتب السماوية.
(29)
الخلافة بعد النبي صلّى الله وآله وسلَّم ما كانت خلافة النبوة.
(30)
يحلّ أكل الطيور التي خنقها النصارى، وطبخوها للأكل.
وله مختارات في المذهب غير ذلك، ذكرها ألطاف حسين في كتابه "حياة جاويد".
قلت: وقد ردّ العلامة حكيم الإمة أشرف علي التهانوي رحمه الله تعالى على السيّد أحمد خان ومن يتبعهم ردّا بليغا، حيث ذكر في المجلّد السادس من كتابه الشهير "إمداد الفتاوى" خمسين عقيدةً له، كلّها فاسدة مفسدة مُضِلة، فإن التهانوي ذكر جدولا، كتب فيه أولا عقيدة السيّد الباطلة مرقّما، ثم بيّن موضعها، بذكر اسم الكتاب مع بيان عدد الصفحة، ثم أتى بالآية والحديث تدليلا وترديدا. جزاه الله تعالى عن سائر المسلمين أحسن الجزاء، وأطيبه، آمين.
* * *
465 - الشيخ العالم الكبير أحمد بن مجد الدين تاج الأفاضل الشيباني النارنولي
*
كان من نسل الإمام محمد بن الحسن الشيباني، صاحب الإمام أبي حنفية.
* راجع: نزهة الخواطر 4: 23.
وترجمته في أخبار الأخيار ص 261 - 263.
ولد، ونشأ ببلدة "نارنول"، وقرأ العلم على الشيخ حسين بن خالد الناكوري، والشيخ بايزيد بن قيام الدين الأجميري، ولازمهما مدّة، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ حسين المذكور، وتصدّر للتدريس، وهو ابن ثماني عشرة سنة، وراح إلى "أجمير"، واعتكف على قبر الشيخ معين الدين حسن السجزي، وأقام بها نحو اثنتين وسبعين سنة، ولما تسلّط رانا سانكا عظيم الهنادك على بلدة "أجمير"، وقتل المسلمين، ونهب أموالهم خرج من تلك البلدة يوم الاثنين سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، فرحل إلى "نارنول"، ومكث بها زمانا، ثم سار إلى "ناكور"، ومات بها.
وكان فاضلا، تقيّا، متورّعا، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ولا يخاف في الله سبحانه أحدا.
وكان يقوم في جوف الليل، ويشتغل بالذكر والمراقبة والتهجّد، ولا يتكلّم إلى الضحى، ثم يشتغل بالدرس، ويدرّس إلى الظهر، ثم يشتغل بأوراده المرتبة إلى العصر، ثم يدرّس، ويذاكر في "مدارك التنزيل" في التفسير على طريق الوعظ والتذكير.
وتغلب عليه الرقّة والبكاء، فيتكيف الناس بحالته، وكانتْ مذاكرة "المدارك" مأثورة عن مشايخه.
توفي لخمس بقين من صفر سنة سبع وعشرين وتسعمائة، ذكره الشيخ عبد الحق في "أخبار الأخيار".
قلت: ذكر العلامة عبد الحق الدهلوي رحمه الله تعالى في كتابه "أخبار الأخيار" أنه ولد سنة 832 هـ.
* * *
466 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم أبو العبّاس، الأذرعي ابن قاضى القضاة أبي عبد الله
*.
كان إمامًا فاضلًا، مُفنّنًا.
تفقّه على أبيه، وتصدّر بالجامع الحكمي، وناب في الحُكم، وحصَّل من الكتب شيئًا كثيرًا.
ومات في الخامس والعشرين من شهر رمضان، سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، ودفن بـ "القَرَافة".
وكان مولده سنة ستّ وثمانين وستمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
467 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إبراهيم بن رزمان، بضم الراء ابن علي بن بشارة، أبو العبّاس الدمشقي
* *.
مولده بـ "دمشق"، سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 13، 14.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 170، والدرر الكامنة 1:255.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 15.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 176.
وتُوفي سنة إحدى وستين وستمائة، ببستان ظاهر "دمشق"، وصُلّي عليه بجامع العُقيبة، ودُفن بسفح "قاسيون"
(1)
.
كتب عنه الدمياطي، وذكره في "معجم شيوخه".
رحمه الله تعالى.
* * *
468 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إبراهيم بن على البخاري، أبو سعيد ابن أبي الخطاب
*.
تفقّه عليه ولده أحمد، وتقدّم. وسمع منه.
وكان موجودًا بعد الخمسمائة.
ويأتي ابن ابنه محمد بن أحمد.
ويأتي أبوه أبو الخطّاب محمد بن إبراهيم بن علي في الكنى.
كذا في "الجواهر".
* * *
469 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي
،
(1)
قاسيون: هو الجبل المشرف على مدينة دمشق. انظر: معجم البلدان 4: 13.
* راجع: الطبقات السنية 2: 14.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 172.
أبو طاهر القاضي، القصاري *.
قال ابن النجّار: مولده سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
وقال السمعاني في "ذيله" سنة خمس وسبعين، بتقديم السين، وثلاثمائة.
وذكر كلّ منهما أنه قرأه بخطّ أبي محمد عبد الله بن السمرقندي.
روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن أحمد، والحافظ عبد الوهّاب الأنماطي.
قال ابن ناصر: مات سنة أربع وسبعين وأربعمائة.
ويأتي ابنه محمد في بابه، إن شاء الله تعالى.
* * *
470 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الأنطاكي، الحلبي، المعروف بابن حمادة
* *.
فقيه.
ولد بـ "أنطاكية"، ونشأ بها.
* راجع: الطبقات السنية 2: 14.
وترجمته في الأنساب 454، 455، والجواهر المضية برقم 173، واللباب 2: 265، وفي النسخ وبعض نسخ الجواهر:"الأنصاري" مكان: "القصاري"، وهو خطأ، وسيرد في الأنساب.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 62.
وترجمته في الكواكب السائرة 2: 97 - 99.
من تآليفه: "منسك".
* * *
471 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو الحسن، الأشعري اليمنى، القُرشي
*.
كان فقيهًا، فرضيًا، حسابيًا، نحويًا، لغويًا، متأدّبًا، نسَّابة.
صنّف في فنون، وله "اللباب في الآداب"، و"مختصر في النحو"، وغير ذلك.
كذا ذكره السيوطي في "طبقات النحاة"، ومن نُسخة مصحّحة بخطّه نقلت، ولم يؤرّخ له مولدًا، ولا وفاة.
ولا أدري هل قوله "الحنفي" نسبة إلى المذهب، أو القبيلة، فذكرته احتياطًا. والله أعلم.
قلت: ذكر الشيخ عمر رضا كحّالة من تصانيفه: "التعريف بالأنساب"، و"التفاحة في المساحة".
وذكر أيضا أنه توفي في حدود 550 هـ، وفي الكشف ص 426: المتوفّى سنة نيّف وخمسمائة أو ستمائة.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 15.
وترجمته في معجم المؤلفين 59:2، وبغية الوعاة 1:176. وفيه: "القرطبي" مكان "القرشي"، ولعلّه تحريف.
472 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو عمرو الفقيه، الزوزني
*.
ذكره الحافظ أبو سعد
(1)
عبد الكريم في "الأنساب"، قال: تفقّه على مذهب أبي حنيفة، وسكن "باب عزرة"
(2)
سنين، ثم تحوّل إلى "زوزن". ومات بها في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
473 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو سعيد، الفقيه النيسابوري
* *.
سمع إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، راوي "صحيح مسلم" عن مسلم، وأبا بكر بن خُزيمة.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله، وأبو نعيم الحافظ.
وكان شيخ "نيسابور" في عصره، أقام يُدرّس، ويُفتي على مذهب أبي حنيفة زمنًا طويلًا.
* راجع: الطبقات السنية 2: 16.
وترجمته في الأنساب 281، والجواهر المضية برقم 174.
(1)
في الأصول "أبو سعيد" وهو خطأ.
(2)
باب عزرة: محلة كبيرة بنيسابور. انظر: اللباب 2: 130، 135.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 16.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 171. وفيه زيادة: "المزكي".
مات ليلة الأربعاء، العشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين، [وثلاثمائة] وهو ابن إحدى وتسعين سنة، رحمه الله تعالى.
* * *
474 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو العبّاس، الرومي، ثم الدمشقي، المعروف بابن الشِّهاب
*.
ولي إمامة الحنفية بالجامع الأموي، وتدريس "المعينية"
(1)
، و"مشيخة الخاتونية"
(2)
.
وكانتْ له زاوية بـ "الشرف الشمالي"
(3)
.
مات في صفر سنة سبع عشرة وسبعمائة، رحمه الله تعالى، كذا قاله ابن حجر.
* راجع: الطبقات السنية 2: 17.
وترجمته في البداية والنهاية 14: 84، والجواهر المضية برقم 175، والدارس 1: 590، 591، 2: 145، والدرر الكامنة 1: 257، وزاد ابن حجر في نسبه:"المراغي".
(1)
المدرسة المعينية الحنفية بدمشق بالطريق الآحذ إلى باب المدرسة العصرونية الشافعية بحصن السقيفين. الدارس 1: 580.
(2)
تقدم التعريف بها.
(3)
وفي الدرر أنه صار شيخ زاوية بالشرف الأعلى، وانظر في الشرفين بدمشق نزهة الأنام في محاسن الشام 70.
وقال صاحب "درة الأسلاك" في حقّه، إمام يُلازم المحراب، وقارئ يتقن الإعراب، وشيخ يعرف طريق القوم، وفقيهٌ في بحر العلم، يُجيد العَوْم.
كان ذا وجاهة ظاهرة، ومُروءة وافرة، وأخلاق جميلة، وعصبية جزيلة، ينصرُ الحقّ، ويُعين الضعيف، ويجتهد فيما يُزلفه عند الخبير اللطيف.
ولي بالجامع الأموي إقامة محراب الحنفية، وباشر تدريس "المعينية" و"مشيخة الخاتونية".
وبنى بـ "الشرف الأعلى" زاوية مشهورة، وأبان عن فِعال محمودة وخلال مشكورة.
وكانتْ وفاته بـ "دمشق"، رحمه الله تعالى.
* * *
475 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن على السُلمى الصوفي
*.
قال الحافظ أبو صالح أحمد بن عبد الملك: سألتُه عن كُنيته، فقال: نحن من العرب، لا نكني أنفسنا حتى يُولد لنا، فمات، ولم يُولدْ له.
ذكره الفارسي في "السياق"، فقال: شيخ زاهد، عالم، عفيف، صوفي، من أصحاب أبي حنيفة، جميلُ الطريق والسيرة، تُحكى له الكرامات، وقيل: إنه من الأولياء.
* راجع: الطبقات السنية 2: 17، 18.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 177.
وكان يُلقّب بحمرويه.
وتُوفي سنة تسع وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
476 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس ابن كامل، أبو الحسن، الزَّعْفَرَاني عُرف بذلك، وبالدَّلَّال، الإمام ابن الإمام
*.
روى عنه الخطيب وفاة أبيه، كما يأتي.
وقال: كتبتُ عنه من سماعاته الصحيحة.
وسألته عن مولده، فقال: ولدتُ يوم الأحد، الثامن عشر من المحرّم، سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
ومات في يوم الأربعاء، السادس عشر من صفر، سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
ودفن في "مقبرة الشونيزي".
وكان يسكن "درب الآجُرِّ"
(1)
، من "نهر طَابَق". انتهى.
* راجع: الطبقات السنية 2: 18.
وترجمته في تاريخ بغداد 4: 380، الجواهر المضية برقم 178.
(1)
درب الآجر: محلة كانت ببغداد من محال نهر طابق بالجانب الغربي. راجع: معجم البلدان 1: 58.
وسمع أحمد هذا أبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وأبا أحمد النَّيْسَابوري، والقاضى الجرجاني، وغيرهم.
* * *
477 - الشيخ الفاضل الإمام الهمام أبو الحسين أحمد بن بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان البغدادي القُدُوري
*.
القُدُوري: بضمِّ الكاف والدال، وسكون الواو، وفي آخرها راء.
وفي "الفوائد البهية" ص 24 قيل: إنه نسبة إلى قريةٍ من قرى "بغداد"، يقال لها: قدورة.
وقيل: نسبة إلى بيع القدور. وقيل: نسبة إلى صنعة القدور. وقي الحاشية القدورُ محلّةٌ في "بغداد" عند محلّة "الميدان"، وفي حاشية ومنسوبٌ إلى قريةٍ من قرى "بغداد"، ويقال لها: قدورة (يقصد قدروة). وقيل: نسبة إلى
* راجع: الطبقات السنية 2: 19 - 31.
وترجمته في الأنساب لوحة 444 ظ، والبداية والنهاية 12: 4، وتاج التراجم 7، وتاريخ بغداد 4: 377، وتاريخ ابن الوردي 1: 343، والجواهر المضية، برقم 179، وروضات الجنات 1: 240، 241، وشذرات الذهب 3: 233، والعبر 3: 164، والفوائد البهية ت 30، 31، وكتائب أعلام الأخيار برقم 243، وكشف الظنون 1: 46، 155، 346، 466، 2: 1631، 1634، 1838، واللباب 2: 247، ومرآة الجنان 3: 47، ومفتاح السعادة 2: 280، 281، والنجوم الزاهرة 5: 24، 25، والوافي بالوفيات 7: 320، 321، ووفيات الأعيان 1: 78، 79.
القدور، جمع قِدْرٍ. قال الإمام عبد الحي اللكنوي -رحمه الله تعالى-: لا أعلم سببَ نسبتِه إليها، بل هكذا ذكره السمعاني. انتهى.
وكانتْ ولادتُه كما في "الأنساب" سنة اثنين وستين وثلاثمائة، ووفاته كما في "وفيات الأعيان" يوم الأحد الخامس من رجب 428 هـ.
ودفن من يومه بداره في "درب أبي خلف"، ثم نقل إلى تربة في "شارع المنصور"، ودفن هناك بجنب أبي بكر الخوارزمي الحنفي.
ذكره ابن كمال الرومي ومَنْ تبعه في أصحاب الترجيح، من المقلّدين الذين شأنهم تفضيلُ الروايات على بعض من دون قدرة على الاجتهاد.
وتعقّبه بعضُ الفضلاء، بأن القدوري يتقدّم على شمس الأئمة الحلواني، وأعلى منه كعبًا، وأطول باعًا، فما باله نقص مرتبته. والله أعلم
(1)
.
وذكر الإمام بدر الدين العينى في "البناية شرح الهداية" أن الإمام القدوري لما فرغ من تصنيف "مختصره" المنسوب إليه حجّ، وأخذ "المختصر" معه، ولما فرغ من طوافه سأل الله سبحانَه أن يوفّقه على خطا فيه، وسهو منه عن قلم، ثم أنه فتح "المختصر"، وتصفَّحه ورقةً ورقةً إلى آخره، فوجد فيه خمسةَ مواضعَ أو ستةَ مواضعَ ممحوّة، وهذا يعدّ من كرامته
(2)
.
وصَّفه الامام الذهبي بأنه شيخ الحنفية، والخطيب البغدادي بقوله: الفقيه، وجمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي الأتابكى المتوفّى 874 هـ. بقولهم: الإمام العلامة الفقيه.
(1)
انظر: شرح عقود رسم المفتي ص 57.
(2)
انظر: شرح عقود رسم المفتي ص 57.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا، وكان ممن أنجبَ في الفقه لذكائه، وانتهتْ إليه رياسةُ أصحاب أبي حنيفة، وعظم عندهم قدرُه، وارتفع جاهُه، وكان حسنَ العبارة في النظر، جريَ اللسانِ، مُدِيمْا لتلاوة القرآن.
قال ابن تغري بردي: قال أبو بكر الخطيب: لم يحدّثْ إلا شيئًا يسيرًا، كتبتُ عنه، وكان صدوقا، وانتهتْ إليه بـ "العراق" رياسةُ أصحاب أبي حنيفة، وعظم عندهم، وارتفع جاهُه، وكان حسنَ العبارة في النظر، جريَ اللسان، مُدِيْمًا لتلاوة القرآن.
قلتُ: والفضل ما شهدتْ به الأعداء، ولولا أن شأنَ هذا الرجل كان قد تجاوزَ الحد في العلم والزهد ما سَلِمَ من لسان الخطيب، بل مدحه مع عظمة تعصّبه على السادة الحنفية وغيرهم، فإن عادتَه ثلم أعراض العلماء والزهّاد بالأقوال الواهية والروايات المنقطعة، حتى أشحنَ "تاريخَه" من هذه القبائح.
قال عبد الحى بن عِماد الحنبلي: أبو الحسين القدوري أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان البغدادي، الفقيه، شيخ الحنفية بـ "العراق". انتهتْ إليه رياسةُ المذهب، وعظم جاهُه، وبعد صيتُه، وكان حسنَ العبارة في النظم.
قال الحافظ عبد القادر القرشي: قال السمعاني: كان فقيها، صدوقا.
ذكره أبو محمد القاضى في "طبقات الفقهاء"، فأثنى عليه، وقال: كان له ابن، فلم يعلّمْه الفقهَ، وكان يقول دعوه يعيش لروحه، فمات، وهو شابّ.
ذكره الإمام ابن عابدين الشامي في "شرح عقود رسم المفتي" عند ذكر طبقات الفقهاء أن كنيته أبو الحسن، وكذا يرى في نُسَخِ "القدوري". وهو
غلط، والصحيح أبو الحُسَيْن بلفظ التصغير. كما في "الكشف"، و"الجواهر المضية"، و"الفوائد البهية"، و"وفيات الأعيان"
(1)
. فليحفظْ.
نشأته وأسرته:
كما لم يذكر المؤرّخون شيئا من نشأة إمامنا وطفولته وتلقّيه العلوم الأولية، وكذلك كانتِ الكتبُ غفلا عن ذكر ترعرُعه وتربيته بين أكناف والديه أو غيرهما وغير ذلك، وحتى أسرته، لم تصلْ أخبار الرواة عنها، بما يمكن للقارئ أن يتعرّف على ملامح قضاء طفولة الإمام أو المؤثر فيه من العائلة في نبوغه وبروزه عن كثب إلا ما ذكره القرشي عن والد الإمام أبي الحسين أحمد صاحب "المختصر"، حكى عن أبى بكر الشبلي روى عنه القاضى أبو تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي.
وقال أيضا عن ولده: هو محمد بن أحمد بن محمد أبو بكر بن أبي الحسين القدوري ابن الإمام صاحب "المختصر". وهذا محمد أبو بكر سمع الحديث من أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان، والقاضي أبي القاسم التنوخي، وغيرهما، ومات شابا قبل أوان الرواية، سنة أربعين وأربعمائة.
والد الإمام القدوري:
هو محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان أبو بكر القدوري، والد الإمام أبي الحسين أحمد صاحب "المختصر". حكى عن أبى بكر الشِّبْلِي، وروى عنه القاضي أبو تمام على بن محمد بن الحسن الواسطي. قال القدوري: رأيتُ الشِّبْلِيَّ في جامع "المدينة"، وقد كثر الناسُ عليه في الرُّوَاقِ الوسطاني، وهو يقول: رحم الله عبدًا، ورحم والديه، دعا لرجل كانتْ له بضاعةٌ، وقد فَقَدَها،
(1)
انظر: شرح عقود رسم المفتي ص 56.
وهو يسأل الله أنْ يردّها عليه، والناس صُموت، فخرق الحلقةَ غلامٌ حَدَثٌ، وقال له: مَنْ هو صاحب البضاعة؟ قال: أنا، قال: فإيش، كانت بضاعتُك؟ قال: الصبر، وقد فقدتُه، فبكى الناسُ بكاءً شديدًا
(1)
.
ابن الإمام القدوري:
هو محمد بن أحمد بن محمد أبو بكر بن أبي الحسين القدوري، ابن الإمام صاحب "المختصر"، وهو محمد بن أبي بكر، سمع الحديثَ مِنْ أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان، والقاضي أبي القاسم التَّنُّوخِي، وغيرهما. ومات شابًا قبل أوان الرواية سنة أربعين وأربعمائة. وفي "الطبقات السنية" بعد هذا زيادة. وقيل: أدرك الروايةَ
(2)
.
طلب العلم وشيوخه:
لم يزوِّدْنا التاريخُ بمعلوماتٍ كافيةٍ عن حياة القدوري العلمية، ولا بذكر مشايخه الذين أخذَ عنهم منذ بدايةِ طلبِه للعلم إلى أن تبوّأ المكانة العلمية العالية المرموقة بين علماء دهره وفقهاء عصره. ولم يحدّثْنا القدوري عن نفسِه أيضا بالتفصيل.
وكلّ ما وصل إلينا هو ذكر بعض من المشاهير، الذين أكثر القدوري من الأخذ عنهم، والذين كانَ لهم الأثرُ في تكوين شخصيته العلمية والخلقية.
أهمّ مشايخه الكرام:
ولما أردتُ استيعابَ شيوخِه وتذكرتَهم تتبَّعتُ وتفحَّصْتُ كتبَ طبقاتِ الفقهاء والرجال النبلاء، فوجدتُ مؤلّفي الكتب أنهم يذكرون أن الإمامَ
(1)
انظر: الجواهر المضية رقم 1162.
(2)
راجع: الجواهر المضية 1201.
القدوري تلقّي العلمَ عن كثيرين، غيرَ أنهم لم يذكروا من شيوخه إلا قليلا، وقد أتاحَ لنا المحدِّثُ الجليلُ والحافظُ النبيلُ عبدُ القادر القَرْشِي في كتابه "الجواهر المضية" التعرّف إلى شيوخه، فإنه ذكرَهم في أثناء التراجم، ونذكر ههنا عِدّةً.
منهم:
1 -
الفقيه الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مهدي الجُرْجَاني الحنفي، نزيل "بغداد"، المتوفّي سنة 398 هـ، على الأرجح أحد أعلام الحنفية الكِبار.
2 -
المحدّث الشيخ عبيد الله بن محمد بن أحمد، أبو الحسين الشيباني المعروف بالحوشي، المتوفّى 375 هـ، وكان ثقةً ثَبْتًا، مستورًا أمينًا، وَثّقَه المحدّثون، كالخطيب البغدادي، والبرقاني، والتنوخي، وغيرهم، روى الحديثَ عنه الإمامُ أبو الحسين القدوري.
3 -
المحدّث الشيخ أبو بكر محمد بن علي بن سُويد المؤدّب، المتوفّى سنة 381 هـ.
لم يعرف الكثير من العلماء والأئمة إلا مِنْ خِلال مؤلّفاتهم وتلامذتهم، فهم عنوان مكانتهم في العلم، ومِرْآة رجاحة عقلهم وفهمهم. وقد عرف من تلامذة إمامنا الكثير من النابغين النابهين في العلم.
أهم تلامذته العظام:
1 -
الفقيه أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السَّرَخْسِي.
صنّف "تكملة تجريد القدوري"، و"مختصر المختصرين". وهو من طبقة أبي عبد الله قاضي القضاة الدامَغاني، تفقّه بأبي الحسين القُدُوري، وقصدَ بلادَ "خوزستان"، فاستنابَه أبو الحسين عبد الوهّاب بن منصور بن المشتري، قاضي ممالك الملِك أبي كاليجار بن بُوَيْهِ على قضاء "البصرة".
وكان ابن المشتري عظيمَ النعمة، كثيرَ الإفضال على أهل العلم، شافعي المذهب، فلمّا وصلَ السرخسي إلى "البصرة"، وبها الوزير أبو الفرج بن فسانْجس، ولقبه ذو السعادات، وكان فاضلا أديبا، فكتب إلى القاضي أبي الحسين ابن المشتري مظهرا للتعجّب من استخلافه، ويقول: ولَّيتَ رجلا غريبًا فقيرًا، على بلدٍ فيه ذَوُو الأنساب والأموال والعلوم!
فلما ورد الكتابُ على ابن المشتري قرأه، وأمسكَ، فقالَ الحاضرون: ينبغى أن تكتب إلى الوزير، وتعرفه بموضعه من العلم والدين. فقال ما يحتاج إلى هذا، وما يتأخر كتابُه بشُكْرِي على ولايته، وإن كان ما عرفه، فسيعرفه.
فلمّا كان من الغد جاءه كتاب يعتذر بما كتب به، ويعتدّ له باستخلافه. فقال ابن المشتري: رآه في أول اجتماعهما نحيفَ الجسم، منقطع الكلام، فلمّا ازدراه كتب ذلك الكتاب، ثم اعترفَه، فعرف هديَه وعلمَه، وما خفى عليه ذلك في بكرة يوم وعشية.
وكان ذو السعادات ينفق عليه الفضلاء، وبالفضل تقدّم عنده رئيس الرؤساء أبو القاسم على بن الحسن ابن المسلمة، حتى سعى له في وزارة الخليفة، وسأل ذو السعادات أبا بكر السرخسي، فقال ما تقول في رجل شَوَّه باسم الله الأعظم، فكتبَ في أول كتابه ما هذه صورته:"مع".
فقال له في الجواب: يكره للناس أن يكتبوا في أول الرِّقاع الاسمَ المحقّق، لأن الأيدي تتداولُه، والناس يبتذلونه، ويطرحونه، وكرهوا أن يخلوَ الموضعُ من شئ يكتب، ليعلم أنه أول الحساب. فاستحسنَ ذلك الوزيرُ.
قال الهمذاني: وحكى أبو عمر محمد بن أحمد النهاوندي أحد المعدَّلين بـ "البصرة"، قال: ولي أبو بكر السرخسي قضاءَ بلدِنا نوبتين، عزل نفسَه في إحداهما، ومضى إلى "رامهرمز"، وقصد أبا الفضل الجواليقي،
شيخا كان بها، فأعطاه خمسَمائة دينار. وكان يداوِم الصومَ، وعرف بالزهد وكسر النفس.
وغابَ بمسجد طلحة بن عبيد الله -رضى الله تعالى عنه- في ليلة نصف من الشهر، وصلّى طولَ ليلته، وصلَى الفجرَ بوضوء العشاء، وجُمِعَ له الآلاتُ والصنَّاعُ، ففزعوا منه تلك الليلة. وتوفّي في ثالث عشر من رمضان، سنة تسع وثلاثين أربعمائة.
ومن تصانيفه: "تكملة التجريد"، و "كتاب مختصر المختصرين" في مجلّدٍ
(1)
.
2 -
القاضى المفضّل بن مسعود بن محمد بن يحيى بن أبي الفرج أبو المحاسن التَّنَّوْخِي المصري، الفقيه الحنفي النحوي.
مولِده بعد السبعين وثلاثمائة. تفقّه على القدوري، وعلى الصيمري. وقرأ الأدبَ على علي بن عيسى بن الفرج الربعى، وغيره. وسمع بـ "بغداد"، وبـ "دمشق"، وغيرهما. وحدّث، روى عنه أبو القاسم على بن إبراهيم بن الحسن الدمشقي، وغيره.
له من المصنفّات: "كتاب أخبار النحويين"، و"كتاب التنبيه"، ردّ فيه على الشافعي، ذكر فيه ما خالف النصوصَ من القرآن والحديث، وله رسالة في وجوب غسل الرجلين، وله "البيان" عن الفصل في الأشربة بين الحلال والحرام. مات سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وأربعمائة.
(2)
.
3 -
الأديب الفقيه عبد الواحد بن علي بن برهان أبو القاسم العَكْبَري. صاحب التصانيف، وكان فقيهًا حنفيًا، وكان عالما من أعلام العربية والأنساب. من أصحاب أبي الحسين القدوري.
(1)
انظر: جواهر المضية: 397.
(2)
راجع: الجواهر المضية 3: 496.
قال ابن مكولا: ذهب بموته علمُ العربية من "بغداد". وكان فقيها حنفيا. وقرأ الفقه، وأخذ الكلامَ عن أبي الحسين البصري، وصار صاحبَ اختيارٍ في علم الكلام. وكان أحد مَنْ يَعْرِف الأنسابَ، ولم أر مثلَه.
وذكره القِفْطِي في "تاريخ النحاة"، وقال: كان من العلماء القائمين بعلوم كثيرة. منها: النحو، واللغة، ومعرفة النسب، والحفظ لأيام العرب، وأخبار المتقدّمين.
وله أنسٌ شديدٌ بعلم الحديث، ولم يروِ شيئًا من الحديث. قال محمد بن هلال: مات عبد الواحد بن على بن برهان سنة ست وخمسين وأربعمائة
(1)
.
4 -
الحافظ أحمد بن على بن أحمد بن مَهْدِي أبو بكر الخطيب البغدادي، المتوفّى سنة 463 هـ. المؤرّخ الكبير، صاحب التصانيف الكثيرة، وأحد أعيان الشافعية، المشهود له بالفضل والعلم. هو من تلامذة الإمام القدوري.
سمع الحديث في حلقة أبي الحسن بن رزقويه بجامع "بغداد"، صاحب التأليفات الكثيرة، ولد سنة 392 هـ، تفقّه على مذهب الشافعي، ومن مولّفاته:"تاريخ بغداد"، الذي لم يصنّف مثلُه، وكتاب "الفقيه والمتفقه"، توفّي
(1)
انظر: ترجمته في الإكمال لابن مكولا 1: 246، 247 وتاريخ بغداد 11: 17، ونزهة الألباء 356، والمنتظم 8: 236، 237، والكامل 10: 42، 43، والعبر 3: 237، وميزان الاعتدال 2: 675، ومرآة الجنان 3: 78، والبداية والنهاية 12: 92، والمختصر لأبي الفداء 2: 185، وفوات الوفيات 2: 41 - 43، وكشف الظنون 1: 114، وشذرات الذهب 3: 297، والفوائد البهية 113، والجواهر المضية 2:481.
463 هـ، ودفن في مقبرة باب حرد في جوار بِشر الحافي. قلت: إن الخطيب البغدادي كان شديدَ النقد على أبي حنيفة الإمام، ومتعصّبًا فيه، وما أورده في "تاريخه" لا يليق بشأن الإمام الأعظم لما حواه أكاذيب ظاهرة، وقد ردّ عليه الإمام الكوثري في أسلوبه، فمن أرادَ أن يطَّلِع عليه، ليراجعْ كتابَه "تأنيبَ الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة الأكاذيب"، وكذا "الترحيب بنقد التأنيب".
5 -
الفقيه أبو نصر أحمد بن محمد بن محمد الأقطع البغدادي، المتوفّى سنة 474 هـ، درس الفقهَ على مذهب أبي حنيفة على أبي الحسين القدوري، حتى برع فيه، وشرح "مختصر القدوري" شرحا حسنًا.
أحد شرّاح "المختصر". سكن "بغداد" بدرب أبي زيد بنهر الدجاج. قال ابن النجّار: درس الفقهَ على مذهب أبي حنيفة على أبي الحسين القدوري، حتى برع فيه، وقرأ الحسابَ، حتى أتقنَه.
وخرج من "بغداد" في سنة ثلاثين وأربعمائة إلى "الأهواز"، وأقام بـ "رامهرمز". وشرح "المختصر"، وكان يدرّس هناك إلى أن توفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة
(1)
.
6 -
الفقيه القاضي أبو عبد الله محمد بن على بن محمد بن الحسين الدامَغاني الكبير، المتوفّى سنة 478 هـ. أحد أعيان الحنفية بـ "بغداد" في زمانه، برعَ في الفقه، حتى فاقَ أقرانَيه، وانتهتْ إليه رياسةُ مذهب أبي حنيفة في زمانه.
شهد عند والده في الحكم بـ "بغداد" سنة إحدى
…
وخمسمائة، فقبلَ شهادتَه، واستنابَه في الحكم بـ "بغداد" وغيرها، وأذِن للشهود بـ "مدينة السلام" بالشهادة عنده، وعليه فيما سجَّلَه.
(1)
انظر: الجواهر المضية 1: 312.
ولما توفّي والدُه رُشِّحَ لقضاء القضاة، ولم يتيسَّرْ له، ثم نُفِّذَ في رسالةٍ من الديوان العزيز إلى الملك خان محمد بن سليمان بن داؤد بن إبراهيم طنغاج ملك "ما وراء النهر" في صحبة الرسول القادم من هناك، فمضى، فأدركه أجلُه هناك. وكان حَسَنَ القضاءِ، مرضيَّ الطريق، جميلَ السيرة، محمودَ الأفعال، غزيرَ الفضل. سمع الحديثَ من أبي الحسن الصيرفي، لم يروِ شيئًا، لأنه ماتَ شابًا. مولِده في ضحوة يوم السبت الثامن من شوّال سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
ومات في العشر الأول من المحرّم سنة ستّ عشرة وخمسمائة بـ "ما وراء النهر". ذكره ابن النجّار
(1)
.
مكانته العلمية بين الفقهاء الحنفية:
بلغ الإمام القُدُوري مكانةً بارزَةً بين فقهاء مذهبه في عصره، حتى قال الحافظ الخطيب البغدادي عنه بعد أن عظم قدرُه، وارتفع جاهُه عند الحنفية: انتهتْ إليه بالعراق رياسةُ مذهبِ أبي حنيفة.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: وكان أبو الحسين البغدادي المعروف بالقُدُوري إمامَ مذهبِ أبي حنيفة في عصرنا.
كما جعله فضلاء الحنفية الذين قسموا طبقاتِ الفقهاء الحنفية من طبقة أصحاب الترجيح، بما أنه بطول باعه وعلوِّ كَعْبِه في الأصول والفروع، يستحقّ أن يكون من أصحاب الترجيح إن لم يكنْ من طبقة المجتهدين في المسائل التي لا روايةَ فيها عن صاحب المذهب. قالوا: الطبقة الخامسة: طبقة
(1)
انظر: الوافي الوفيات 4: 139، والطبقات السنية برقم 2162، والجواهر المضية 3:268.
أصحاب الترجيح من المقلّدين، كأبي الحسين القُدُوري، وصاحب "الهداية"، وأمثالهما، وشأنهم تفضيل بعض الروايات على بعض آخر بقولهم: هذا أولى، وهذا أصحّ رواية، وهذا أرفقَ للناس.
تدرك، وتعرف مكانةُ العالم من خلال آثاره ومؤلّفاته، ومؤلّفات الإمام القُدُرى مع قلّتها، هي الأثر الخالد لهذه الشخصية العلمية، التي تشهد برسوخه في الفقه.
تصانيف الإمام القدوري:
أذكر ههنا مؤلَّفاتِ الإمام القدوري -رحمه الله تعالى- مما يكون أنموذجًا لمساعيه الجبارة في مِضْمار تدوين المؤلَّفات.
1 -
التجريد في الفروع في سبعة أسفار
وهو كتابٌ عظيمٌ في فقه الموازنة، وبخاصّةٍ في مسائل الخلاف بين الحنفية والشافعية، شرع في إملائه سنة خمس وأربعمائة، وأبانَ فيه عن حفظه لما عند الدارقطني من أحاديث الأحكام وعِلَلِها.
أوله: اللّهمَ اعصمْنا من الزلل إلخ. أفردَ فيه ما خالفَ فيه الشافعي من المسائل بإيجاز الألفاظ، وأوردَ بالترجيح، ليشتركَ المبتدي والمتوسّطُ في فهمه، وشرعَ في إملائه سنةَ خمسٍ وأربعمائة، ثم كتب أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السرخْسي، المتوفّى سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة تكملةَ "التجريد"، ولجمال الدين محمود بن أحمد القونوي الحنفى، المتوفّى سنة سبعين وسبعمائة مختصره المسمّى بـ "التفريد"
(1)
.
2 -
شرح "مختصر الكَرْخي" في فروع الحنفية.
قال الحافظ القرشي: و"شرحه" على "مختصر الكَرْخِي" في عِدّةِ مجلّدات.
(1)
انظر: كشف الظنون ص 346.
وهذا المختصر للإمام أبي الحسين عبد الله الحسين بن دلّال بن دلهم الكَرْخي، المتوفّى سنة 340 هـ. وشرح الإمام أبو الحسين أحمد بن محمد القُدُوري المختصرَ المذكورَ، أوله: الحمد لله وليّ الحمد، ومستحقّه إلخ. شرح هذا "المختصرَ" أيضا الإمام أبو بكر أحمد بن علي، المعروف بالجصّاص، الحنفي المتوفّى سنة 370 هـ.
3 -
له شرح على "أدب القاضي" للخصّاف.
وهو الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو الخصّاف، المتوفّى سنة إحدى وستين ومائتين. رتّبَ على مائة وعشرين بابا، وهو كتاب جامع غاية ما في الباب، ونهاية مآرب الطلّاب، ولذلك تلقّوْه بالقبول، وشرحه فحولُ أئمةِ الفروع والأصول، ومنهم: أبو بكر علي الجصّاص، والإمام أبو جعفر محمد بن عبد الله الهندواني، والإمام أبو الحسين القُدُوري
(1)
.
4 -
التقريب في الفروع.
وهو مجرّد عن ذكر المسائل الخلافية بين أبي حنيفة وأصحابه في مجلّد.
5 -
التقريب الثاني.
صنّف ثانيا في عدّة مجلّدات.
6 -
جزء من الحديث.
وله جزء من حديثه من رواية أبي عبد الله الدامغاني.
7 -
مختصر القُدُوري في فقه الحنفية.
هو الكتاب المعروف المتداول بين الكَمَلَة والطَّلَبَة، جعله صاحبُ "الهداية" أصلا لـ "البداية". قال القرشي: فنفع الله به خلقًا لا يُحْصون.
(1)
انظر: كشف الظنون.
وفي التعليق على "سير أعلام النبلاء"، وله عِدّة مصنّفاتٍ نفيسة، وأشهرُها كتاب "المختصر" في فروع الحنفية. وهو من الكنب المعتمدة في فقه أبي حنيفة، واشتهرَ باسم الكتاب، فإذا أطلق لفظ الكتاب عند الحنفية ينصرف إليه، كما إذا أطلق لفظ الكتاب عند النحاة ينصرف إلى "كتاب سيبويه".
قال الإمام المرْغيناني صاحب "الهداية" في "بداية المبتدي": كان يخطر ببالي عند ابتداء حالي أن يكونَ كتابٌ في الفقه، فيه من كلّ نوع، صغير الحجم، كبير الرسم، وحيث وقع الاتفاق بتطواف الطرق، وجدتُ "المختصرَ" المنسوبَ إلى القدوري أجملَ كتابٍ في أحسن إيجاز وإعجاب، ورأيتُ كبراءَ الدهر يُرَغِّبون الصغيرَ والكبيرَ في حفظ "الجامع الصغير"، فهَمَمْتُ أن أجمعَ بينهما، ولا أتجاوز فيه عنهما، إلا ما دعتِ الضرورةُ إليه، سمّيتُه "بداية المبتدي"، ولو وفَّقتُ لشرحه لسمّيتُ بـ "كفاية المنتهى". انتهى
(1)
.
وقد طبع عِدّةَ طبعاتٍ في "دهلي"، و"لاهور"، و"بومبائي"، و"إستانبول"، و"القاهرة"، وأفرد من هذا "المختصر" بالطبع كتاب الجهاد في ليبزغ 1825 م.
تبرك العلماء بـ "القدوري
":
قال الملا كاتب الجلبي في كتابه "كشف الظنون": قال صاحب "مصباح أنوار الأدعية": إن الحنفيةَ يتبرّكون بقراءته أي "مختصر القدوري" في أيام الوباء، وهو كتاب مبارَك، مَنْ حفظه يكون أمينا من الفقر، حتى قيلَ: إن مَنْ قرأه على أستاذ صالح، ودعا له عند ختم الكتاب بالبركة، فإنه يكون
(1)
انظر: السعاية ص 25.
مالكًا لدراهمَ على عددِ مسائلِه. وفي بعض شروح "المجمع" أنه مشتمل على اثني عشرَ ألف مسألة. انتهى.
وكذا قال صاحب "مفتاح السعادة"
(1)
2: 146 وقال: هذا المختصر يتبرّك به العلماء، حتى جرَّبوا قراءته أوقات الشدائد وأيام الطاعون. اهـ.
وفي "الكشف" وقد كان أبو على الشاشي يقول: مَنْ حفظَ هذا الكتابَ فهو أحفظ أصحابِنا، ومَنْ فهمَه فهو أفهم أصحابنا. اهـ.
من اعتنى على القدوري بالتشريح والتعليق:
وقد توارثَ فقهاءُ الأحناف الاهتمامَ بهذا الكتاب الجليل المشهور المبارك اهتماما بالغا، لم يظهرْ في أيّ كتابٍ منا الكتب الفِقْهية في المذهب، وبرزَ ذلك الاهتمام بإقراره وتحفيظه للصغار ووجودِه في مَكْتبَات العالم ومَدارِسِه. وبما قامَ الفقهاءُ اللاحِقون للمؤلَّف بأنواع الخدمات على هذا المختصر، فخدموا تشريحًا، وتوضيحًا، وتصحيحًا، وتعليقًا، وتهذيبًا، وتنقيحًا، وترجمةً بلغات شتّى، فأجادوا، وأفادوا خلقًا لا يُحصى، وكان اهتمامُهم به اهتمامًا فاقَ سائرَ الكتب الفِقْهِية في المذهب الحنفي، وبلغتْ الشروحُ والتعليقاتُ على هذا الكتاب مبلغا كبيرَ العدد.
فههنا نذكر تراجمَ هولاء الرجال على نسق حروف المعجم، من أوائل أسمائهم، وبدأتُ منهم بذكر مَنْ ابتدأ اسمُه بحرف الألف، ثم ثَنَّيْتُ
(1)
مفتاح السعادة ومصباح السيادة: في موضوعات العلوم، ذكر فيه مائة وخمسين فنا، وأجاد، ثم ترجمه ابنه المولى كمال الدين محمد المتوفى سنة 1032، اثنتين وثلاثين وألف بإلحاقات كثيرة في مجلّدة كبيرة، فبلغ فيه من العلوم خمسمائة فن.
بحرف الباء، ثم بعدها من الحروف على ترتيبها إلى أخرها، ليسهلَ إدراكُ ذلك على طالبِيه، وتقربَ معرفتُه من مُبْتَغِيه، ومن الله التوفيق، وعليه التكلان.
منهم: إبراهيم بن عبد الرزاق أبي إسحاق الرسعني، عُرِفَ بابن المحدّث، سمع بـ "الموصل" من والده الإمام عزّ الدين، وتفقّه على أبيه. وله منظومة منثور، وشرح "القُدُوري"، ولم يتمّه.
مولده في جُمَادَى الأولى سنةَ اثنتين وأربعين وستّمائة. ومات في شهر رمضان سنة خمس وستمائة بـ "دمشق". ودُفِنَ بـ "قاسيون" في سفحه
(1)
.
ومنهم: إبراهيم بن عبد الكريم بن أبي السعادات أبو إسحاق الموصلي.
شرح قطعةً كبيرةً من "مختصر القُدُوري"، وكتب الإنشاء لصاحب الموصلي، ثم استعفى من ذلك. توفّى سنة ثمان وعشرين وستمائة.
ومنهم: العلامة المحدّث المفتي إبراهيم البنغلاديشي رحمه الله تعالى.
من آثاره: شرح على "القُدُوري باللغة الأردية، وسمّاه "التوضيح الضروري لحلّ مسائل مختصر القدوري" تَرْجَمَه أولا بالأردية، ثم شَرَحه.
ومن تصانيفه: "التقريب لحلّ شرح التهذيب"، و "التشريحات شرح المرقاة"، وله أيضا "شرح على الهداية"، و "شرح السراجي"، وغيرها. قد ذكرتُ ترجمتَه في "ما ينبغى به العِناية لمن يطالع الهداية" عند ذكر شراح "الهداية".
(1)
ترجمته في تاج التراجم ص 4، والمنهل الصافي 1: 84، 85، وكشف الظنون 2: 1632، والطبقات السنية برقم 49، والجواهر المضية برقم 29.
ومنهم: إبراهيم بن محمد الحلبي صاحب "ملتقى الأبحر" في فروع الحنفية. جعل كتابه مشتملا على مسائل "القدوري"، و"المختار"، و"الكنز"، و"الوقاية" بعبارة سهلة، وأضافَ إليه بعضَ ما يحتاج إليه من مسائل "المجمع"، ونبذةً من "الهداية"، وقدّم من أقاويلهم ما هو الراجح، وأخّر غيرَه، واجتهدَ في التنبيه على الأصحّ والأقوى، وفي عدم ترك شئ من مسائل كتب الأربعة، ولهذا بلغ صيتُه في الآفاق، ووقع على قبوله بين الحنفية الاتّفاق. توفّي سنة 956 هـ.
(1)
.
ومنهم: أبو بكر بن علي بن محمد الحدّاد العبادي اليمني الفقيه الحنفي -رحمه الله تعالى-، هو الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام. توفّي سنة 800 هـ ثمانمائة.
وله "السراج الوهّاج الموضِح لكلّ طالب محتاج" في شرح "مختصر القُدُوري". أوله: الحمد لله، ولا قوّة إلا بالله، وما توفيقي إلا بالله. قال الشارح: جمعتُه بألفاظٍ مختصرةٍ، وعباراتٍ ظاهرةٍ، تشتمل على كثيرٍ من المعاني والمذاكرة، وأوضحتُه لذوي الأفهام القاصرة، والهِمَم المتقاصرة، وسمَّيتُه بـ "الجوهرة النيِّرة"، واستغنتُ في ذلك بمَنْ له الحمد في الأولى والآخرة، سبحانَه هو أهل التقوى وأهل المغفرة.
ومنهم: أبو بكر بن على بن موسى الهاملي سراج الدين الفقيه الحنفي -رحمه الله تعالى-، نزيل "زبيد". توفىّ بها سنة 769 تسع وستين وسبعمائة.
له "درّ المهتدي وذُخر المقتدي"، يعرف بـ "المنظومة الهاملية" في الفروع مشهور، و"شرح مختصر القُدُوري".
(1)
انظر: كشف الظنون 2: 1814.
ومنهم: أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى الماردِيْنِي تاج الدين التُّرْكُماني الحنفي المصري. ولد بـ "مصر" سنة ثمانين وستّمائة، وتوفّي بها سنة أربع وأربعين وسبعمائة. من تصانيفه:"شرح الجامع الكبير" للشيباني، و"شرح الهداية"، للمَزغِيْناني، و"الطرق والوسائل إلى معرفة أحاديث خلاصة الدلائل"، مع "شرح مختصر القُدُوري"، وغير ذلك.
ومنهم: أحمد بن على بن تغلب بن أبي الضياء مظفّر الدين ابن الساعاتي البغدادي الأصل البعلبكّي. سكن بـ "بغداد"، ونشأ بها، وبرعَ في الفقه، كتبَ الخطَّ المنسوبَ، وصنَّف كتابَ "مجمع البحرين"، جمع فيه بين "مختصر القُدُوري"، و"المنظومة" مع زوائد، أحسنَ، وأبدعَ في اختصاره. وشرحه في مجلّدين، وله "كتاب البديع" في الأصول، جمع فيه بين "أصول" فخر الإسلام علي البزدوي، و"الأحكام" للآمدي.
قلتُ: وله "الدرّ المنضود في الردّ على فيلسوف اليهود"، يعني ابنَ كمونة، وكان -رحمه الله تعالى- موجودًا سنة تسعين وستمائة.
ومنهم: أحمد بن محمد بن محمد أبو نصر المعروف بالأقطع، أحد شرّاح "المختصر"، سكن "بغداد" بدرب أبي زيد بنهر الدجّاج.
قال ابن النجّار: درسَ الفقهَ على مذهب أبي حنيفة على أبي الحسين القُدُوري، حتى برعَ فيه، وقرأ الحسابَ حتى أتقَنَه، وخرج من "بغداد" في سنة ثلاث وأربعمائة إلى "الأهواز"، وأقام بـ "رَامْهُرْمُز". وشرح "المختصر"، وكان يدرّس هناك إلى أن توفّي، فمال إلى حدث، فظهرتْ على الحدث سرقة، فاتّهم بأنه شاركَه فيها، فقطعتْ يدُه اليسرى.
قلت: قيل: إن يدَه قطعتْ في حربٍ بين المسلمين والتتار، وهذا الاحتمال أقرب وأبعد من التهمة للمسلم، بمجرّد خبرٍ يفيد الظنّ، كذا نقل
ابن قُطْلُوبُغا، وطاش كبري زاده عن الصفدي في "الوافيات" والله أعلم. وتوفّي سنة أربعة وسبعين وأربعمائة
(1)
.
ومنهم: إسماعيل بن الحسين بن عبد الله البَيْهَقِي، أبو القاسم الحنفى. ولد سنة 328 هـ، وتوفّي سنة 402 اثنتين وأربعمائة. له "الخلافيات"، و "سمط الثريا" في معاني غريب الحديث الشامل في الفروع، وفي "كشف الظنون" أنه شرح "مختصر القُدُوري"، وهو المسمّى بـ "الكفاية".
ومنهم: الأديب الأريب الفقيه المحدّث العلامة إعزاز علي بن محمد مزاج علي بن حسن على بن خير الله المراد آبادي الأمروهي -رحمه الله تعالى-. ولد سنة 1300 هـ.
من فضلاء "دار العلوم ديوبند".
من شيوخه: شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، ومولانا غلام رسول الهزاروي، والمفتي عزيز الرحمن الديوبندي -رحمهم الله تعالى-.
كان أستاذَ الحديث والفقه والأدب بـ "ديوبند". له حاشية على "كنز الدقائق"، و "القُدُوري"، و "نور الإيضاح"، و "مفيد الطالبين"، و "ديوان المتنبيّ"، وله "نفحة العرب" في الأدب، وحاشية عليه، و "شرح المِقَامات الحريرية"، وغير ذلك. توفّي سنة 1374 هـ.
ومنهم: حسين بن عبد الله الآقحصاري القاضي الحنفي الزاهد، المعروف بكافي البسنوبي. توفّي سنة خمس وعشرين وألف في بلدة
(1)
ترجمته في الوافي بالوفيات 8: 118، وتاج التراجم 9، 10، ومفتاح السعادة 2: 281، وكتائب أعلام الأخيار برقم 277، والطبقات السنية برقم 356، وكشف الظنون 2: 1627، 1631، والفوائد البهية 40، والجواهر المضية برقم 233.
"آقحصاري"، ودفن في المسجد الذي بناه. له "روضات الجنّات في أصول الاعتقادات"، و"شرح مختصر القُدُوري" في الفروع، و"شرح مقدمة الصلاة" للكيراني، و "نور اليقين في أصول الدين".
ومنهم: الشيخ العالم الفقيه حسن بن نوح بن محمود الحسيني البلغرامي. أحد الرجال المعروفين بالتفقّه. له حاشية على "مختصر القُدُوري". وكان حيًّا إلى سنة ثمان بعد الألف، ومات في شعبان، كما في "مآثر الكِرَام"، ولم أقفْ على سنة وفاته.
ومنهم: مولانا خليل الرحمن النعماني -رحمه الله تعالى-. له "ترجمة القُدُوري" بالأردية.
ومنهم: ركن الأئمة الصباغي -رحمه الله تعالى-، إمام كبير، له مشاركة تامّة في العلوم، أخذ عنه جماعةٌ، منهم نجم الدين مختار الزاهدي صاحب "القُنْيَة". له "شرح مختصر القُدُوري"، وغيره. ذكره صاحب "الكَشْف" عند ذكر شرّاح "مختصر القُدُوري" أن اسمَه عبد الكريم بن محمد بن أحمد على الصباغي أبو المكارم المديني. تفقّه على أبي اليسر البزدوي -رحمه الله تعالى-.
ومنهم: الشريف ناصر بن الحسن الحسيني البستي، الكيلاني الحنفي، نزيل "قرطبة". له "شرح مختصر القُدُوري"، و"مطالع النقش"، و"النصوص في شرح الفصوص"، للشيخ الأكبر ابن العربي. وسمّاه أيضا "مجمع البحرين"، فرغ منها سنة 940 هـ.
ومنهم: عاشق إلهى البَرْنِي. هو الشيخ المفتي عاشق إلهي البَرْنِي المظاهري. وهو من أخصّ تلاميذ شيخ شيوخنا المحدّث الجليل الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، المعروف بشيخ الحديث -رحمه الله تعالى-.
شرح "مختصر القدوري"، وسمّاه "التسهيل الضروري لمسائل القدوري"، سلكَ فيه المؤلّفُ مسلكَ الشرح والإيضاح على نهج السؤال والجواب، بأعذب بيان وأوفى تبيان، في أسهل عبارة، لا تخلّ ولا تملّ، تفهيمًا للمبتدئين، وتقريبا إلى أذهان الناشئين.
أضاف إلى "القدوري" أشياءَ كثيرةً من كتب الحديث والفقه، بعضها في المتن، وبعضها في الحواشي، وحلّ الغريبَ من الألفاظ، وزاد القيودَ والشروطَ، التي أهملَها الإمامُ القدوري -رحمه اللّه تعالى-، اعتمادًا على فهوم مَهَرَة الفن. ومن تصانيفه:"المواهب الشريفة في مناقب الإمام أبي حنيفة"، وقامَ بنشر هذا الكتاب مكتبةُ الشيخ بـ "كراتشي".
ومنهم: مولانا عبد الحليم البنغلاديشي. من فضلاء دار العلوم "ديوبند"، شرح "مختصر القدوري" باللغة البنغالية. وسمّاه بـ "درس القدوري".
ومنهم: المولوي عبد الحميد بن عبد الحليم اللكنوي. له "حلّ الضروري شرح مختصر القُدُوري".
ومنهم: عبد الربّ بن منصور بن إسماعيل بن إبراهيم أبو المعالي الغزنوي، كانتْ وفاتُه في حدود الخمسمائة. شرح "مختصر القُدُوري" في مجلّدين. سمّاه "ملتمس الإخوان"
(1)
.
ومنهم: عبد الرحمن بن محمد السرخسي. تفقّه بأبي الحسين القُدُوري، وكان يداوِم الصومَ، وعُرِفَ بالزهد وكسرِ النفس. وقصد بلادَ "خوزستان"، فاستنابَه أبو الحسين عبدُ الوهّاب بن منصور بن المشتري
(1)
ترجمته في تاج التراجم 37، والطبقات السنية برقم 1150، وكشف الظنون 2: 1632، والجواهر المضية برقم 764.
قاضي ممالك الملك أبي كاليجار بن بُوَيْه على قضاء "البصرة". ذكرتُ ترجمته في محلّ ذكر تلامذة الإمام القدوري. وتوفّي في ثالث عشرَ من رمضان سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
ومن تصانيفه: "تكملة التجريد" أي "تجريد القدوري"، و "كتاب مختصر المختصرين" في مجلّد
(1)
.
ومنهم: عبد الرحيم بن رضى الدين محمد بن يونس ابن محمد بن منعة تاج الدين أبو القاسم الموْصِلي الفقيه الشافعى، نزيل "بغداد". من تصانيفه:"جوامع الكَلِم الشريفة على مذهب الإمام أبي حنيفة" في اختصار "مختصر القدوري".
ومنهم: عبد الرحيم بن على الآمدي القاضى الحنفي. صنّف "زبدة الدراية في شرح الهداية"، و "المهمّ الضروري في شرح مختصر القُدُوري".
ومنهم: عبد الغني الغنيمي الميداني الحنفي. صنّف "اللباب في شرح الكتاب"، أعني "مختصر القُدُوري" في الفروع. فرغ منه في 7 محرّم سنة 1268 هـ، في مجلّد، طبع بـ "القسطنطينية". ومات سنة 1274 هـ.
ومنهم: علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرْغيناني الحنفي. كان إماما فقيها، حافظا، محدّثا، مفسّرا، جامعا للعلوم، وضابطا للفنون، مُتْقِنًا محقّقًا، نظّارًا، مدقّقا، زاهدًا، ورعًا، بارعًا، فاضلا، ماهرًا، أصوليًا، أديبًا، شاعرًا، لم تر العيونُ مثلَه في العلم والأدب، وله اليد الباسطة في الخلاف، والباع الممتدّ في المذهب.
(1)
ترجمته في تاج التراجم ص 33، والطبقات السنية برقم 1192، وكشف الظنون 1: 346، 471، وهدية العارفين 1: 516، والجواهر المضية برقم 788.
قال ابن كمال باشا: هو من طبقات أصحاب الترجيح، القادرين على تفضيل بعض الروايات على بعض، برأيهم النجيح، وتعقّب بأن شأنه ليس أدونَ من قاضى خان، وله في نقد الدلائل واستخراج المسائل شأنٌ أي شأن، فهو أحقّ بالاجتهاد بالمذهب، وعدّه من المجتهدين في المذهب إلى العقل السليم أقرب.
ومن آثاره: "الهداية"، وهو شرح "بداية المبتدي". ذكر في البداية أنه جمع "مختصر القدوري"، و"الجامع الصغير"، واختارَ ترتيبَ "الجامع الصغير"، تبرّكا بما اختارَه محمدُ بن الحسن الشيباني.
ومن تصانيفه: "كفاية المنتهي" في نحو ثمانين مجلّدًا، و"كتاب التجنيس والمزيد"، وهو لأهل الفتوى غير عتيد. و"المزيد"، ذكره الحلبي في "كشف الظنون" أنه في فروع الحنفية. وكتاب "مختار مجموع النوازل"، و"نشر المذاهب"، و"شرح الجامع الكبير" للشيباني، و"كتاب في الفرائض"، و"كتاب المنتقى"، عدّه الكَفَوي من تصانيف الإمام المرْغيناني
(1)
.
ومنهم: على بن أحمد بن مكّى الرازي الإمام حسام الدين. وضع كتابًا نفيسًا على "مختصر القُدُوري"، سمّاه "خلاصة الدلائل وتنقيح المسائل".
قال الإمام عبد القادر القرشي: وهو الكتاب الذي حفظتُه في الفقه، وخرّجتُ أحاديثَه في مجلّد ضَخْم، ووضعتُ عليه شرحًا وصلتُ فيه إلي كتاب الشركة حين كتابتي لهذه الترجمة في يوم الجمعة ثامن شوّال سنة تسع وخمسين وسبعمائة، ألقيتُه في الدروس التي أدرّس فيها، وأسأل الله العظيمَ بجاهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إتمامَه في خيرٍ وعافيةٍ في دروسي. آمين.
(1)
راجع: لترجمته الحافلة ما ينبغى به العناية لمن يطالع الهداية للعبد الضعيف محمد حفظ الرحمن حفظه الله ورعاه.
ذكره ابن عسكر في "تاريخه"، وقال: قدم "دمشق"، وسكنها، وكان يدرّس بـ "المدرسة الصادرية"، ويفتي على مذهب أبي حنيفة، ويشهد، ويناظر في مسائل الخلاف.
قال ابن العديم: تفقّه عليه بـ "حلب" عمّي أبو غانم، وجماعة. وسمع منه عمر بن بدر الموصلي.
توفي في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ودفن خارجَ بابِ الفراديس
(1)
.
ومنهم: عمر بن عبد الجليل بن محمد جميل الدين بن درويش ابن عبد المحسن الحنفي البغدادي القادري نزيل "دمشق". ولد سنة 1055 هـ، وتوفّي سنة 1194 هـ.
وله من التآليف: "حاشية على الاستعارات"، و"شرح الصلاة المحمدية" للشيخ الأكبر محي الدين، و"شرح مختصر القُدُوري"، و"الكمالين على الجمالين" لعلي القارئ، وصل فيها إلى أوائل سورة العمران، وغير ذلك.
ومنهم: المفتي غلام محي الدين بن نور الدين أحمد القرشي الوزير آبادي الأفغاني. له "ترجمة القُدُوري" بالفارسية، وبشتو.
ومنهم: الأستاذ أبو سعيد غلام مصطفى السندي القاسمي. ولد في قرية "بهنبهو خان"، من مضافات "لارْكانه". قرأ كتبَ الأحاديث عند شيخ العرب والعجم شيخ الحديث بـ "دار العلوم ديوبند" السيد حسين أحمد المِدَني.
(1)
ترجمته في تاج التراجم 42، ومفتاح السعادة 2: 283، وكتائب أعلام الأخيار برقم 403، والطبقات السنية برقم 1450، وكشف الظنون 2: 999، 1632، 1633 و والفوائد البهية 118، وهدية العارفين 7031، والجواهر المضية برقم 950.
له "حاشية على القُدُوري"، وفي مبدئه مقدّمة مبسوطة بالتحقيق على الفقه الحنفي يُحسّ ضرورتَها كلُّ مَنْ يطالِعها.
ومنهم: قاسم بن قُطْلُوبُغا الزين، وربما لقب الشرف أبو العدل السودوني. نسبة بمعتق أبيه سودون، الشّيخوني، نائب السلطنة الجمالي، الحنفي، ويعرف بقاسم الحنفي.
ولد في المحرّم سنة اثنتين وثمانمائة بـ "القاهرة"، ومات أبوه، وهو صغيرٌ، فنشأ يتيما، وحفظ القرآن، وكتبا عرض بعضها على العزّ بن جماعة، وتكسب بالخياطة وقتا، وبرعَ فيها، بحيث كان يخيط بالأسود في "بغداد"، فلا يظهر.
ثم أقبَل على الاشتغال، فسمع تجويدَ القرآن على الزراتني، وبعض التفسير على العلاء البخاري، وأخذ علومَ الحديث عن التاج أحمد الفَرْغاني، النعماني، قاضي "بغداد"، والفقه عن أولى الثلاثة، والسراج قارئ "الهداية"، والمجد الرومي، والنظام السيرامي، والعزّ عبد السلام البغدادي، وعبد اللطيف الكِرْماني.
واشتدّتْ عنايتُه بملازمة ابن الهُمام بحيث سمع عليه غالبَ ما كانَ يقرأ عنده في هذه الفنون وغيرها. وذلك من سنة خمس وعشرين، حتى مات. وكان معظَمُ انتفاعه به، ومما قرأ عليه الربع الأولَ من شرحه لـ "الهداية"، وقطعةً من "توضيح" صدر الشريعة، وجميع "المسايرة" من تأليفه.
وصنّف التصانيف المفيدة، فمن تصانيفه:"شرح درر البحار"، و"تخريج أحاديث الاختيار" بيّض في جزئين، و"رجال شرح معاني الآثار" للطحاوي بيّض في مجلّد، و"تخريج أحاديث البزدوي" في الأصول مجلّد لطيف، و"أحاديث الفرائض" كذلك، و"تخريج أحاديث شرح القدوري"، و"الترجيح والتصحيح على القُدُوري" في مجلدّ. و "ثقات الرجال".
قال إسماعيل باشا البغدادي: من مصنّفاته: "منية الألمعي فيما فاتَ من تخريج أحاديث الهداية للزيلعي"،
توفيّ في ربيع الآخر عن سبع وسبعين سنةً في سنة تسع وتسعين وثمانمائة.
ومنهم: محمد بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبد العزيز أبو جعفر الرازي.
قال أبو البركات المستوفي في "تاريخ أربل": كان حنفيّ المذهب، له معرفة بالأصول، وردَ "أربل" غيرَ مرّةٍ، وأقامَ بـ "الموصل" يدرّس.
وله كتاب في الفرائض، وكتاب في الفقه، و "كتاب النوري في مختصر القُدُوري"، و"كتاب التذكرة"، ومات بـ "الموصل" سنة خمس عشرة، وقيل: أربع عشرة وستمائة.
ومنهم: محمد بن أحمد بن يوسف بهاء الدين أبو المعالي الإسبيجابي، شرح "القدوري" شرحًا نافعًا، وسمّاه "زاد الفقهاء".
ومنهم: محمد بن أسعد بن محمد بن نصر أبو المظفّر بن حكيم الحكيمي الواعظ. سكن "دمشق"، وتفقّه بـ "بغداد". توفّي في المحرّم سنة سبع وستين وخمسمائة بـ "دمشق". ومولده يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وأربعمائة. وله كتاب "تفسير القرآن"، وكتاب "شرح المِقَامات"، و"كتاب شرح الشهاب"، و"نظم مختصر القُدُوري"، ورزق الحظّ في وعظه، وله شعر، وتكلّم فيه ابنُ النجّار بعظائم.
قلتُ: لم يزدْ فيما رأيتُ على أن قال: كان خليعا، قليلَ المروءة، ساقطا.
ومنهم: محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين البخاري، المعروف ببكر خواهر زاده ابن أخت القاضى أبي ثابت محمد بن أحمد البخاري.
قال السمعاني: كان إماما، فاضلا، وحنفيًا. وله طريقة حسنة مفيدة، جمع فيها من كل فن، وكان يحفظها. سمع أباه أبا علي، وأبا الفضل منصور بن نصر الكاغِذي. وروى عنه عمرو بن محمد بن لقمان النسفي.
قال السمعاني: روى لنا عنه أبو عمرو عثمان بن عدي بن محمد البِيْكَنْدِي. وهو صاحب "المبسوط". وفي "هدية العارفين": من تصانيفه: "تجنيس" في الفروع، وشرح القاضي لأبي يوسف، و "شرح مختصر القُدُوري".
ومات في جمُادى الأولى في الخامس والعشرين ومائة في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة
(1)
.
ومنهم: محمد بن رسول بن يونس بن محمد الموقاني. ترجمته في "كتائب أعلام الأخيار" برقم 494، و"الطبقات السنية" برقم 2001، و"كشف الظنون" 2: 1632، و"الفوائد البهية" 168، و"هدية العارفين" 2: 128، و"الجواهر المضية" برقم 1307.
أحد شرّاح "مختصر القُدُوري"، سمّاه "البيان".
(1)
ترجمته في الأنساب 5: 221، 222، وأيضا في 444 ظ، واللباب 1: 392، 2: 248، والعبر 3: 302، ودول الإسلام 2: 11، وتاج التراجم 62، والطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده ص 88، ومفتاح السعادة 2: 272، وكتائب أعلام الأخيار برقم 2872، وكشف الظنون 1: 569، 2: 1223، 1580، وشذرات الذهب 3: 367، والفوائد البهية 163، 164، والجواهر المضية برقم 1289.
ومنهم: محمد بن رمضان الإمام أبو عبد الله الرومي.
مؤلف "الينابيع" شرح "مختصر القُدُوري".
ومنهم: محمد بن شاه بن محمد، المعروف بابن الحاج حسن الرومي الحنفي المدرّس. توفّي سنة 939 هـ، تسع وثلاثين وتسعمائة. له حاشية على "البيضاوي"، و"شرح ثلاثيات البخاري"، و "شرح مختصر القُدُوري"، ومتن في الفروع، لم يذكرْ اسمه.
ومنهم: محمد بن عبد الله أبو عبد الله قاضي القضاة بدر الدين بن أبي البقاء الشبلي. مولده سنة اثنتي عشرة وسبعمائة. وتوفّي سنة تسع وستين وسبعمائة.
صنّف كتابًا في الأوائل، وكتاب "آكام المرْجان في أحكام الجان"، شرح "القُدُوري"، وسمّاه "الينابيع في معرفة الأصول والتفاريع"، والمعروف أن "الينابيع" لمحمد بن رمضان، وإن هذا شافعي المذهب فليتحرّرْ هذا النقل.
ومنهم: محمد بن محمد بن شهاب بن يوسف الكَرْدَري، البريقيني الإمام حافظ الخوارزمى الحنفي، المعروف بالبزازي. توفيّ سنة 827 هـ، سبع وعشرين وثمانمائة.
من تصانيفه: "الجامع الوجيز"، المشهور بـ "الفتاوى البزّازية"، و"شرح مختصر القُدُوري"، و"مناقب الإمام أبي حنيفة"، وغير ذلك.
ومنهم: محمد بن محمد بن عبد الستار العِمَادي حافظ الدين شمس الأئمة أبو الوجد الكَرْدَرِي الفقيه الحنفي. ولد سنة 559 هـ، وتوفّي ببخارى سنة 642 هـ، اثنتين وأربعين وستمائة.
له من الكتب "تأسيس القواعد في عِصْمَة الأنبياء"، و"الردّ والانتصار لأبي حنيفة إمام فقهاء الأمصار"، وكتاب في حلّ مشكلات "القُدُوري".
ومنهم: مير محمد بن محمد سعيد الإستانبولي الكاتب المعروف بطاهر سلام البرومي الحنفي. توفّي معزولا عن نظارة الدعاوي سنة 1260 هـ، ستين ومائتين وألف.
وله ديوان شعر تركى، و"شرح مختصر القُدُوري"، و"شرح المِقَامات" للحريري.
ومنهم: محمد بن مصطفى بن زكريا بن خواجه حسن فخر الدين الدوركي الصلغري. مولده سنة إحدى وثلاثين وستّمائة، وكان شيخًا فاضلا أديبا.
نظم "مختصر القُدُوري" نظمًا حسنًا، ونظم قصيدةً في العربية كـ "الحاجية"، وقصيدةً في قواعد لسان الترك، وغير ذلك، وتأدّبَ به القاضي محمد بن المنصور قلاون.
ومنهم: مولانا محمد حنيف الكنكوهي من فضلاء أزهر الهند "ديوبند". له شرح على "مختصر القُدُوري"، وسمّاه بـ "الصبح النوري" باللغة الأردية. و"تحفة الأدب شرح نفحة العرب"، و"نيل الأماني شرح مختصر المعاني"، و"قرّة العيون في تذكرة الفنون"، و"فلاح وبهبود شرح قال أبو داؤد" و"معدن الحقائق شرح كنز الدقائق"، و"ظفر المحصّلين في أحوال المصنّفين"، وغيرها. وكلّها باللغة الأردية.
ومنهم: العلامة محمد نظام الدين الكِيْرانوي. له "تنقيح الضروري على مختصر القُدُوري".
ومنهم: محمد بن مكرّم بن سفيان زين الدين أبو منصور الكِرْماني الحنفي، المتوفّى في حدود سنة 975 هـ، خمس وسبعين وتسعمائة.
صنّف "الحُجَج الشافية والدلائل الكافية" في سنن السفر، و"زلّة القرّاء"، وكتاب "مختصر القُدُوري" في الفروع.
ومنهم: محمود بن أحمد بن مسعود القُونَوِي الدمشقي قاضي القضاة بها، عُرف بابن السراج.
درّس بـ "دمشق" بالريحانية سنةَ ثمان وعشرين وسبعمائة، واختصر "شرح الهداية" للصغناقي في مجلّد، سمّاه "خلاصة النهاية"، وله "المنهى في شرح المغني" في أصول الفقه ثلاث مجلّدات، وله "القلائد شرح العقائد" مجلّد، و "التفريد" مختصر "تجريد القُدُوري" أربع مجلّدات، وله "الزبدة شرح العمدة" في أصول الدين وغيرها. وأبوه أحمد بن مسعود.
ومنهم: مختار بن محمود بن محمد الزاهدي، أبو الرجاء الغَزْمِيْني، الإمام العلامة الملقّب نجم الدين. له "شرح القُدُوري" شرح نفيس، وله "القُنْية".
تفقّه على علاء الدين سديد بن محمد الخيّاطي، وبرهان الأئمة محمد بن عبد الكريم التركستاني، وغيرهما. قرأ الكلامَ على سراج الدين يوسف بن أبي بكر السكّاكي الخُوَارَزْمي. مات سنة ثمان وخمسين وستمائة.
ومنهم: مطهر بن الحسين بن سعد بن على بن البزّاز اليزدي. له "شرح القُدُوري"، سمّاه "اللباب"، واختصر "النوادر" لأبي الليث، وسمّاه "الخلاصة".
ومنهم: نصر بن محمد الختلي -رحمه الله تعالى-. الفقيه الحنفي، المتوفّى في سنة 600 هـ. و"اختلان" قرية من قرى "سمرقند". له "شرح مختصر القُدُوري" في الفروع.
ومنهم: الفاضل الأديب المحدّث مولانا نور الإسلام شيخ الحديث بالجامعة الإسلامية علماء بازار فيني، وهي مدينة معروفة في "بنغلاديش"، له مصنّفات كثيرة، منها:"المصباح النوري شرح مختصر القُدُوري"، ترجمه أولا
باللغة الأردية، ثم شرحه، وترجم شرحه هذا ببنغله مولانا عزيز الحق، ومولانا محمد أبو الكلام، ومولانا نور الحق، -حفظهم الله تعالى-، وقام بنشره إسلاميه كتب خانه، "بنغله بازار"، "داكا".
ومنهم: يوسف بن عمر بن يوسف الصوفي -رحمه الله تعالى-، صاحب "جامع المضمرات" شرح "مختصر القُدُوري". وهو شيخ كبير، وعالم نحرير. جمع علمَي الحقيقة والشريعة، وهو أستاذ فضل الله صاحب "الفتاوى الصوفية".
قال الإمام اللكنوي -رحمه الله تعالى-: هو شرح جامع للتفاريع الكثيرة، حاوٍ على المسائل الغزيرة
(1)
.
مَن اعتنى على مختصر القدوري بالحفظ:
قد جرتْ في الناس عادةُ حفظِ كلام الله القديم، والحديث الشريف من عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد تدوين الكتب الفِقْهية صارتْ دائرةُ الحفظ وسيعةً جدًا. فكَمْ مِنْ رجلٍ حفظَ المبسوطَ والمختصرَ في الفقه، وبعد تفحّصِ كتبِ الرجال والطبقاتِ يُوجَدُ جمٌ غفيرٌ مِنْ حفّاظ المختصرات الفقهية، وما وقع خلافُ ذلك في حقّ "المختصر" للإمام القدوري، فإن أفذاذًا من الفقهاء النبلاء كانوا حفّاظًا لهذا الكتاب الجليل. وههنا أذكرُ أربعةً منهم.
1 -
إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل البرهاني أبي الوفاء بن الزين المقْرئ أبي هريرة بن الشمس بن المجد الكركي الأصل، القاهري المولد والدار، الحنفي.
(1)
ترجمته في "الفوائد البهية" ص 230.
وكان مولدُه يومَ الجمعة تاسعَ رمضان سنة 835 هـ، وأمّه أمّ ولد جركسية، فحفظ "القرآن"، و "أربعين النووي"، و"الشاطبية"، و"مختصر القدوري"، و"ألفية ابن مالك"، وعرض على أئمة عصره، كالشهاب بن حجر، والعلم البُلْقيني، والعلاء القلقشندي، وسعد الدين بن الديري، وابن الهُمام، وجماعة -رحمهم الله تعالى-، وكتبوا له. مات سنة 918 هـ.
2 -
عبد الرحمن بن على بن عبد الرحمن بن على قاضي القضاة التّفْهَني -رحمه الله تعالى-. قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: لازمَ الاشتغالَ، فمَهَرَ في الفقه والعربية والمعاني، واشتهر اسمُه، ونابَ في الحكم، ثم وَلِيَ التدريسَ بـ "مصرَ"، ثم القضاءَ.
مات مسموما في شوّال سنةَ خمس وثلاثين وثمانمائة، كذا ذكره السيوطى في "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة". قال الإمام اللكنوي -رحمه الله تعالى-: ذكر السخاوي في "الضوء اللامع" عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن هاشم الزين أبو هريرة التَّفْهَنِي، ثم القاهري الحنفي. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة بـ"تَفْهَنا"، بفتح المثناة والفاء وسكون الهاء، بعدها نون، قرية من أسفل الأرض من قرب "دمياط"، وماتَ أبوه، وكان طحّانًا، وهو صغير، فقدم مع أمّه "القاهرة"، وكان أخوه بها، فنزل بعنايته بمكتب الأيتام بـ "صَرْغَتْمَشِيَة"، ثم ترقّى إلى عرافتهم، وأقرأ بعض بني أتراك تلك الخطّة، ونزل في طلبتها، وحفظ "مختصر القُدُوري"، وغيرَه، ولازَمَ الاشتغالَ، ودارَ على الشيوخ.
ومن شيوخه: خير الدين العينتابي إمام الشيخونية، والبدر محمود الكلستاني، فمَهَر في الفقه، وأصوله، وأصول الدين، والعربية، والمعاني، وغيرها. وتصدّى للتدريس والإفتاء سنين، ونابَ في الحكم عن الأمين
الطرابلسي، ثم عن الكمال بن عديم، وصار من أفاضل طلبة الشيخونية حين كان الكمال شيخَها.
3 -
محمد بن محمد بن محمد نصر الله ابن أسلم بن أبي الوفاء القرشي -رحمه الله تعالى-.
قال الإمام القرشي -رحمه الله تعالى-: تفقّه يسيرًا على العلامة أحمد بن عثمان المارديني، وحفظ "القدوري".
قال الإمام عبد القادر القرشي: وسمع معى "البخاري" من الحجّار، وست الوزراء وزيرة، وأجازَ له جماعة.
مات مستهلَّ جمُادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، ومولدُه سنة ثلاث وتسعين وستمائة
(1)
.
4 -
محمد بن محمد بن نصر الله بن سالم ابن أبى الوفاء القرشي أبو محمد -رحمه الله تعالى-.
تفقّه يسيرًا، وحفظ "مختصر القدوري"، وحضر المدارس، وتولّى عقودَ الأنكحة، وقرأ القرآن، وكان صوتُه به حسنًا، كتب الكثير، وكان يخطّ خطًّا حسنًا.
مات يومَ الخميس قريبَ الحادي عشر، أو الثاني عشر على حسب اختلافهم فِى أول الشهر، إذ ذاك سنة خمس وثلاثين وستمائة بسفح المقطع من الغد يوم الجمعة.
وكان له معرفة تامّة بالشروط
(2)
.
(1)
ترجمته في الجواهر المضية برقم 1525.
(2)
ترجمته في الجواهر المضية برقم 1509.
مُناظرة بين أبي الحسين القدوري والقاضي أبي الطيب الطبري الشافعي
(1)
استدلّ أبو الحسين في المِختلعة أنه يلحقها الطلاق، بأنها معتدّة من طلاق، فجأز أن يلحقها ما بقي من عدة
(2)
الطلاق، كالرجعية.
فكلّمه أبو الطيّب الطبري، وأورد عليه فصلين:
أحدهما، أنه قال: لا تأثير لقولك: إنها معتدّة من طلاق، لأن الزوجة ليست بمعتدّة، ويلحقها الطلاق، فإذا كانت المعتدّة والزوجة التي ليست بمعتدّة في لحاق الطلاق سواء، ثبت أن قولك: المعتدّة، لا تأثير له، ولا يتعلّق الحكم به، ويكون تعليق الحكم على كونها معتدّة، كتعليقه على كونه مظاهرًا منها، وموليًا عنها، ولما لم يصحّ تعليق طلاقها على العدّة، كان حال العدّة وما قبلها سواءً ومن زعم أن الحكم يتعلّق بذلك كان محتاجًا إلى دليل يدلّ على تعليق الحكم به.
وأما الفصل الثاني؛ فإن في الأصل أنها زوجة، والذي يدلّ عليه أنه يستبيح وطئها من غير (عقد جديد)، فجائز أن يلحقها ما بقي من عدد الطلاق، وفي مسألتنا هذه ليست بزوجة، على أنه لا يستبيح وطئها من غير عقد جديد، فهي كالمطلّقة قبل الدخول.
فتكلّم الشيخ أبو الحسين على الفصل الأول بوجهين: أنه قال: لا يخلو القاضى، أيّده الله تعالى، في هذا الفصل، من أحد أمرين؛ إما أن يكون
(1)
نقل المؤلف هذه المناظرة عن طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي، وهى فيه 5: 36 - 46.
(2)
وفي طبقات الشافعية "عدد".
مُطالبًا بتصحيح العلّة، والدلالة على صحتها، (فأنا ألتزم بذلك، وأذل بصحته، ولكنه محتاج ألا يخرج المطالبة بتصحيح العلّة، والدلالة على صحتها) مخرج
(1)
المعترض عليها بعدم التأثير، أو يعترض عليها بالإفساد من جهة عدم التأثير
(2)
، فإن كان الإلزام على هذا الوجه لم يلزم، لأن أكثر ما في ذلك أن هذه العلّة لم تعم جميع المواضع التى يثبت فيها الطلاق، وأن الحكم يجوز أن يثبت في موضع مع عدم هذه العلّة، وهذا لا يجوز أن يكون قادحًا في العلّة، مُفسدًا لها. يُبين صحة هذا، أن علّة الربا التي تضرب بها الأمثال في الأصول والفروع، لا تعمّ جميع المعلومات، لأنا نجعلُ العلّة في الأعيان الأربعة؛ الكيل مع الجنس، ثم يثبتُ الربا في الأثمان، مع عدم هذه العلّة، ولم يقل أحد ممن ذهب إلى أن علّة الربا معنى واحد.
فإن قلتم: لا تعمّ جميع المعلومات، ولا تتناول جميع الأعيان التي يتعلّق بها تحريم التفاضل، فيجب أن يكون ذلك موجبًا لفسادها، فإذا جاز لنا بالاتفاق منا ومنكم، أن نعلّل الأعيان الستة بعلّتين، يوجد الحكم مع كلّ واحدة منها، ومع عدمها، ولا يلتفت إلى قول من قال: إن هذه العلل لا تعمّ جميع المواضع، فوجب أن تكون فائدة
(3)
، وجب أن يكون في مسألتنا مثله.
وما أجاب به القاضي الجليل عن قول هذا القائل، فهو الذي نُجيب به عن السؤال الذي ذكره، وأيضًا، فإني أدلّ على صحة العلّة.
(1)
في الأصول "فخرج"، والمثبت في طبقات الشافعية.
(2)
في الأصول "بعد"، والمثبت في طبقات الشافعية.
(3)
انظر طبقات الشافعية 5: 37.
فالذي يدلّ على صحتها أننا أجمعنا على أن الأصول كلّها معلّلة بعلل، وقد اتفقنا على أن الأصل الذي هو الرجعة
(1)
معلّل أيضًا، غير أنا اختلفنا في عينها، فقلتم أنتم: إن العلّة فيها بقاء الزوجيّة: وقلنا نحن: العلّة وجود العدة من طلاق. ومعلومٌ أننا إذا علّلناه بما ذكرتم من الزوجية لم يبعد
(2)
، وإن علّلناه بما ذكرته من العدة
(3)
تعدت إلى المِختلعة، فيجب أن تكون العلّة هي المتعدّية دون الأخرى.
وأما معارضتك في الأصل، فهي علّة مدعاة، وتحتاج أن يدلّ على صحتها، كما طالبتني بالدلالة على صحة علتي.
وأما منعُ الفرع فلا نُسلم أنها زوجة؛ فإن الطلاق وضع لحلّ العقد، وما وضع للحلّ إذا وجد ارتفع العقد، كما قلنا في فسخ سائر العقود.
فتكلّم القاضي أبو الطيّب على الفصل الأول، بأن قال: قصدي بما أوردتك من المطالبة بتصحيح الوصف، والمطالبة في الدلالة عليه من جهة الشرع، (وأنَّ الحكم تابع له، غير أني كشفت عن طريق الشرع) له، وقلت: إذا كان الحكم يثبتُ مع وجود هذه العلّة، ويثبت مع عدمها، لم يكن ذلك علّة في الظاهر، إلا أن يدلّ الدليل على أن هذا الوصف مؤثر في إثبات هذا الحكم في الشرع، فحينئذ يجوز أن يُعلّق الحكم عليه، ومتى لم يدلّ الدليل على ذلك، وكان الحكم ثابتًا مع وجوده ومع عدمه
(4)
، وليس معه ما يدلّ على صحة اعتباره، دلّ على أنه ليس بعلّة.
(1)
في طبقات الشافعية: "الرجعية".
(2)
انظر: طبقات الشافعية.
(3)
في طبقات الشافعية: "العلة".
(4)
في طبقات الشافعية 5: 38: "علته".
وما ذكره الشيخ الجليل من علّة الربا، وقوله: إنها إحدى العلل.
فليس كذلك، بل هي وغيرها من معاني الأصول سواءٌ فلا معنى لهذا الكلام، هو حجّة عليك، وذلك أن الناس لما اختلفوا في تلك العلل، وادّعت كلّ طائفة معنى، طلبوا ما يدلّ على صحة ما ادّعوه، ولم يقتصروا فيها على مجرّد الدعوى، فكان يجب أن يعمل في علّة الرجعية مثل ذلك؛ لأن هذا تعليل أصل مجمع عليه، فكما وجب الدلالة على صحة علّة الربا وجب أن يدلّ أيضًا على صحة علّة الرجعية.
وأما جريان الربا مع الأثمان، مع عدم علّة الأربعة، فعلّة أخرى، تثبت بالدليل، وهى علّة الأثمان.
وأما في مسألتنا، فلم يثبت كون العدة علّة في وقوع
(1)
الطلاق، فلم يصح تعليق الحكم عليها.
وأما الفصل الثاني فلا يصحّ، وذلك أنك ادّعيت أن الأصول كلّها معلّلة، وهى دعوى تحتاجُ أن يدلّ عليها، وأنا لا أسأله
(2)
؛ لأن الأصل المعلّل عندي ما دلّ عليه الدليل.
وأما كلام الشيخ الجليل، أيّده الله تعالى، على الفصل الثاني، فإن طالبني بتصحيح العلّة فأنا أدلّ على صحّتها.
والدليلُ على ذلك، أنه إذا طلق امرأة أجنبية لم يتعلّق بذلك حكم، فإن عقد عليها، أو حصلت
(3)
زوجة له، فطلّقها، وقع عليه الطلاقُ.
(1)
في طبقات الشافعية "فرع".
(2)
في طبقات الشافعية 5: 39: "أسلمه"، وفي بعض نسخها ما يوافق ما ههنا.
(3)
في طبقات الشافعية: و"حصلت"، ولعله أولى.
فلو طلّقها قبل الدخول طلقة ثم طلّقها، لم يلحقها؛ لأنها خرجت عن الزوجية، فلو أنه عاد فتزوّجها ثم طلّقها، لحقها طلقة، فدلّ [على أن العلّة فيها]
(1)
ما ذكرت، وليس في دعوى علتك مثل هذا الدليل.
وأما إنكاره لمعنى الفروع
(2)
، فلا يصحّ لوجهين: أحدهما، أن عنده أن الطلاق لا يفيد أكثر من نقصان العدة، ولا يزيل الملك، فهذا لا يتعلّق به تحريم الوطءِ، ومن المحال أن يكون العقد مرتفعًا، ويحلّ له وطؤها.
والثاني، أني أبطل هذا عليه، بأنه لو كان قد ارتفع العقد، لوجب أن لا يستبيح وطئها إلا بنكاح، ولما أجمعنا أنه يستبيح وطئها من غير عقد لأحد، دلّ على أن العقد باقٍ، وأن الزوجية ثابتة.
فتكلّم الشيخ أبو الحسين على الفصل الأول، بأن قال: أما قولك: إني مطالب
(3)
بالدلالة على صحة العلّة. فلا يصحّ، والجمعُ بين المطالبة بصحّة العلّة، وعدم التأثير تناقضٌ
(4)
، وذلك أن العلّة إما أن تكون مقطوعًا بكونها مؤثّرة، فلا يحتاج فيها إلى الدلالة على صحّتها، ولا المطالبة، أو مقطوعًا بأنها غير مؤثّرة، فلا تجوز المطالبة فيها أيضًا بالدلالة على صحّتها؛ لأن ما يدلّ على صحّتها يدلّ على كونها مؤثّرة، فلا يجوز أن يرد الشرع بتعليق حكم على ما لا تأثير له في المعاني، وإنما ورد الشرع بتعليق الحكم على المعاني المؤثّرة في الحكم، وإذا كانت الصورة على هذا يجوز أن يقال: هذا
(1)
وفي طبقات الشافعية "العلة فيها".
(2)
وفي طبقات الشافعية "الفرع".
(3)
وفي الأصول مطالبة، والمثبت في طبقات الشافعية.
(4)
وفي طبقات الشافعية متناقض.
لا تأثير له ولكن دلّ على صحّته لو كانت العلّة مشكوكًا في كونها موثّرة في الحكم لم يجز القطع على أنها غير مؤثّرة، وقد قطع القاضي بأن هذه العلّة غير مؤثّرة، فبان بهذه الجملة، أنه لا يجوز أن يعترض عليها من جهة عدم التأثير، ويحكم بفسادها، ليتنبّه، ثم يطالبني مع هذا بتصحيحها؛ لأن ذلك طلب محال جدًا.
وأما ما ذكرت من علّة الربا، فهو استشهاد صحيح، وما ذكر من ذلك حجّة عليّ؛ لأن كلّ من ادّعى علّة في الربا دلَّ على صحتها، فيجب أن يكون ها هنا مثله. فلا يلزم؛ لأني أمتنع من الدلالة على صحّة العلّة، بل أقول: إن كل علّة ادّعاها المسئول في مسألة من مسائل الخلاف، فطولب بالدلالة على صحتها لزمه إقامة الدليل عليها، وإنما امتنع أن يجعل الطريق المسئول لها وجود الحكم مع عدمه، [وأنه لا يعمّ]
(1)
جميع المواضع التي بينت
(2)
فيها ذلك الحكم، وهو أبقاه الله تعالى، جعل المفسد لهذه العلّة وجود نفوذ
(3)
الطلاق مع عدم العلّة، وذلك غير جائز، كما قلنا في علّة الربا في الأعيان الأربعة، إنها تفقد، ويبقى الحكم.
وأما إذا طالبتني بتصحيح العلّة، واقتصرت على ذلك، فإني أدلّ عليها، كما أدلّ على صحة العلّة التي ادّعيتها في مسألة الربا.
وأما الفصل الثاني، وهو الدلالة على صحة العلّة، فإن القاضي، أيّده الله، تعلّق من كلامي بطرفه، ولم يتعرّض لمقصوده
(4)
، وذلك أني قلت: إن
(1)
في طبقات الشافعية: "وإنها لا تعمّ.
(2)
في طبقات الشافعية "يثبت".
(3)
في الأصول "نفوذ"، والمثبت في طبقات الشافعية.
(4)
انظر طبقات الشافعية.
الأصول كلّها معلّلة، وإن هذا الأصل مُعلّل بالإجماع بيني وبينه، وإنما الاختلافُ في غير العلّة، فيجب أن يكون ما ذكرناه هو العلّة؛ لأنها تتعدّى، فترك الكلام على هذا كلّه، وأخذ يتكلّم في أن من الأصول ما لا يعلّل، وأنه لا خلاف فيه، وهذا لا يصحّ؛ لأنه لا خلاف أن الأصول كلّها [معلّلة]
(1)
، وإن كان في هذا خلاف فأنا أدلّ عليه.
والدليل عليه، هو أن الظواهر الواردة في جواز القياس مطلقة، وذلك كقوله تعالى:{فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ}
(2)
، وكقوله صلى الله عليه وسلم، "إذا اجتهدَ الحاكمُ فَأَصابَ، فله أجرَانِ، فإن اجْتَهَدَ فأَخْطَأَ فله أجر".
وعلى أني خرجتُ من عهده بأن قلت: إن الأصل الذي تنازعنا عليه يعلّل بالإجماع، فلا يضرني مخالفة من خالفه في سائر الأُصول.
وأما المعارضة؛ فإنه لا يجوز أن يكون المعنى في الأصل ما ذكرت من ذلك
(3)
النكاح، ووجود الزوجيّة؛ يدل على ذلك أن هذا المعنى موجود في الصبي والمجنون، ولا ينفذ طلاقهما، فثبت أن ذلك ليس بعلّة، وإنما العلّة ملك إيقاع الطلاق، مع وجود محلّ موقعه، وهذا المعنى موجود في المختلعة، فيجب أن يلحقه.
وأما معنى الفرع، فلا أسلّمه.
وأما ما ذكرت من إباحة الوطء، فلا يصحّ؛ لأنه يطؤها وهى زوجة، لأنه يجوز له مراجعتها بالفعل، فإذا ابتدأ المباشرة حصلت الرجعة، فصادفها الوطء وهي زوجة.
(1)
تكملة من طبقات الشافعية.
(2)
سورة الحشر 2.
(3)
انظر طبقات الشافعية.
وأما أن يبيح وطئها، وهي خارج
(1)
عن الزوجيّة، فلا.
وأما قوله: لو كان قد ارتفع العقد لوجب أن لا يستبيحها من غير عقد، كما قال أصحابنا فيمن باع عصيرًا، فصار في يد البائع خمرًا، ثم تخلّل: إن البيع يعود بعد ما ارتفع. وعلى أصلكم، إذا رهن عصيرًا فصار خمرًا، ارتفع الرهن، فإذا تخلّل عاد الرهن، وكذلك ها هنا مثله.
فتكلّم القاضي أبو الطيّب على الفصل الأول، بان قال: ليس في الجمع بين المطالبة بالدليل على صحة العلّة، وبين عدم التأثير مناقضة؛ وذلك أني إذا رأيت الحكم ثبت مع وجود هذه العلّة، ومع عدمها، على وجه واحد، كان الظاهر أن هذا ليس بعلّةٍ للحكم، إلا أن يظهر دليل على أنه علّة، فنصير إليه.
وهذا كما تقول في القياس: إنه دليل على الأحكام، إلا أن يعارضه ما هو أقوى منه فيجب تركه، وكذلك خبر الواحد دليل في الظاهر، يجب المصير إليه، إلا أن يظهر ما هو أقوى منه، فيجبُ تركه؛ من نصّ قرآن، أو خبر متواتر، فيجب المصير إليه.
كذلك ههنا، الظاهر بما ذكرته أنه دليل على ذلك، ليس بعلّة، إلا أن تقيم دليلًا على صحته، فنصير إليه.
وأما علّة الربا، فقد عاد الكلام إلى هذا الفصل الذي ذكرت، وقد تكلّمت بما يغني عن إعادته.
وأما الفصل الثاني، فقد تكلّمت على [ما سمعت]
(2)
، من كلام الشيخ الجليل، أيّده الله تعالى، وهو أنه قال: الأصول كلّها معلّلة.
(1)
في طبقات الشافعية "خارجة".
(2)
في طبقات الشافعية 5: 42: "عليه ما سمعت".
وأما هذه الزيادة فالآن سمعتها، وأنا أتكلّم على الجميع.
وأما دليلك على أن الأصول كلّها معلّلة، فلا يصحّ؛ لأن الظواهر التي وردت في جواب القياس كلّها حجّة عليك، لأنها وردت بالأمر بالاجتهاد، فما دلّ عليه الدليل فهو حجّة
(1)
يجب الحكم بها، وذلك لا يقتضي أن كلّ أصل معلّل.
وأما قولك: إن هذا الأصل مجمع على تعليله، وقد اتفقنا على أن العلّة فيه أحدى المغنيين؛ أما المعنى الذي ذكرته، (وإما المعنى الذىِ ذكرته)، وأحدهما يتعدّى، والآخر لا يتعدّى، فيجب أن تكون العلّة فيها ما يتعدّى، فلا يصحّ؛ لأن اتفاقي معك على أن العلّة أحد المعنيين لا يكفي في الدلالة على صحّة العلّة، وأن الحكم تعلّق
(2)
بهذا المعنى؛ لأن اجتماعنا
(3)
ليس بحجّة، لأنه يجوز الخطأ علينا، وإنما تقوم الحجّة بما يقع عليه اتفاق الأمة، التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعصمتها.
وأما قولك: إن علتي متعدّية فلا تصحّ، لأن التعدّي إنما يذكر لترجيح إحدى العلّتين على الأخرى، وفي ذلك نظر عندي أيضًا، وأما أن يستدلّ بالتعدّي على صحة العلّة فلا، ولهذا لم نحتج نحن وإياكم على مالك
(4)
في علّة الربا، فإن علتنا تتعدّى إلى ما لا تتعدّى علته، ولا ذكر أحد في تصحيح علّة الربا ذلك، فلا يجوز الاستدلال.
وأما فصل المعارضة، فإن العلة في الأصل ما ذكرت.
(1)
في طبقات الشافعية "علة".
(2)
في طبقات الشافعية 5: 43: "معلق".
(3)
في طبقات الشافعية "إجماعنا".
(4)
في الأصول "ملك"، والمثبت في طبقات الشافعية.
وأما الصبي والمجنون، فلا يلزمان؛ لأن التعليل واقع، لكونهما محلا لوقوع الطلاق، ويجوز أن يلحقهما الطلاق، وليس التعليل للوجوب، فيلزم عليه المجنون والصبي.
وهذا كما يقال: إن القتل علّة إيجاب القصاص، ثم نحن نعلم أن الصبي لا يستوفى منه القصاص حتى يبلغ، وامتناع استيفائه من الصبي والمجنون لا يدلّ على أن القتل ليس بعلّة لإيجاب القصاص.
كذلك ههنا، يجب أن تكون العلّة في الرجعية كونها زوجة، وإن كان لا يلحقها الطلاق من جهة الصبي؛ لأن هذا إن لزمني على اعتبار الزوجية، لزمك على اعتبار الاعتداد؛ لأنك جعلت العلّة في وقوع الطلاق كونها معتدّة، وهذا المعنى موجود في حق الصبي والمجنون، فلا ينفذ طلاقهما، ثم لا يدلّ
(1)
ذلك أن ذلك ليس بعلّة، وكلّ جواب له عن الصبي والمجنون في اعتباره العدّة فهو جوابنا في اعتبار الزوجيّة.
وأما علة الفرع، فصحيحة أيضًا، وإنكارك لها لا يصحّ، لما ثبت أن من أصلك أن الطلاق لا يفيد أكثر من نقصان العدد، والذي يدلّ عليه جواز وطء الزوجة
(2)
، وما زعمت من أن الرجعة تصحّ منه بالمباشرة غلط؛ لأنه لا يبتدئ بمباشرتها وهي أجنبية، فكان يجب أن يكون ذلك محرمًا، ويكون تحريمه تحريم الزنا، كما قال صلى الله عليه وسلم:"العينان تزنيان، واليدان تزنيان، ويُصدِّق ذلك الفرج"، ولما قُلتُم: إنه يجوز أن يقدم على مباشرتها. دلّ على أنها باقية على الزوجيّة.
(1)
بعد هذا في الأصول زيادة "على"، والمثبت في طبقات الشافعية.
(2)
انظر: طبقات الشافعية 5: 44.
وأما ما ذكرت من مسألة العصير فلا يلزم أن العقود كلّها لا تعود معقودة إلا بعقد جديد.
يبين صحة هذا البيع والإجارات، والصلح، والشركة، والمضاربات، وسائر العقود، فإذا كانت عامة العقود على ما ذكرناه، من أنها إذا ارتفعت لم تعد إلا باستئناف أمثالها
(1)
، لم يجز إبطال هذا بمسألة شاذّة عن الأصول.
وهذا كما قلت لأبي عبد الله الجرجاني، وقد فرقت بين إزالة النجاسة والوضوء، بأن إزالة النجاسة طريقها التروك، والتروك موضوعة على أنها لا تفتقر إلى النية كترك الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وغير ذلك، وألزمني على ذلك الصوم، فقلت له: غالبُ التروك وعامتها موضوعة على ما ذكرت، فإذا شذَّ منها واحد لم ينتقض به غالب الأصول، ووجب ردّ المختلف فيه
(2)
إلى ما شهد له عامة الأصول وغالبها، لأنه أقوى في الظن.
وعلى أن من أصحابنا من قال: إن العقد لا ينفسخ في الرهن، بل هو موقوف مراعى، فعلى هذا لا أسلّمه، ولأن أصل أبي حنيفة أن العقد لا يزول، والملك لا يرتفع.
فتكلّم الشيخ أبو الحسين على الفصل الأول، بأن قال: قد ثبت أن الجمع بين المطالبة بتصحيح العلّة وعدم التأثير، غير جائز.
وأما ما ذكرت، من أن هذا دليل، ما لم يظهر ما هو أقوى منه، كما نقول في القياس، وخبر الواحد، فلا يصحّ، وذلك أنا لا نقول: إن
(1)
مكان هذه الكلمة بياض في الأصول، وهي في طبقات الشافعية.
(2)
تكملة من طبقات الشافعية.
كل قياس دليل وحجّة، فإذا حصل القياس في بعض المواضع يعارضه
(1)
إجماع لم نقل: إن ذلك قياس صحيح، بل نقول: هو قياس باطل، وكذلك لا نقول: إن ذلك الخبر حجّة ودليل.
فأما القاضى، أيّده الله تعالى، فقد قطع في هذا الموضع، بأن هذا لا تأثير له، فلا يصحّ مطالبته بالدليل على صحّة العلّة.
وأما الفصل الآخر، وهو الدلالة على أن الأصول معلّلة فقد أعاد فيه ما ذكره أولًا، من ورود الظواهر، ولم يزد عليه شيئًا يُحكى.
وأما قولك: إن إجماعى وإياه ليس بحجّة، فإني لم أذكره لأني جعلته حجّة، وإنما ذكرته اتفاقيًا
(2)
، لقطع المنازعة.
وأما فصل التعدّي فصحيح، وذلك أني ذكرت في الأصل علّة متعدّية، ولا خلاف أن المتعدّية يجوز أن تكون علّة، وعارضني، أيّده الله تعالى، بعلّة
(3)
غير متعدّية، وعندي أن الواقعة
(4)
ليست بعلّة، وعنده أن المتعدّية أولى من الواقعة، فلا يجوز أن يُعارضني بها، وذلك يوجب بقاء علتي على صحتها.
وأما المعارضة فإن قولك: إن التعليل للجواز، كما قلنا في القصاص. فلا يصحّ؛ لأنه إذا كان علّة ملك إيقاع الطلاق ملك النكاح، وقد علمنا أن ملك الصبي ثابت، وجب إيقاع طلاقه، فإذا لم يقع دلّ على أن ذلك ليس بعلّة.
(1)
في طبقات الشافعية 5: 45: "فعارضه".
(2)
في طبقات الشافعية "اتفاقنا".
(3)
تكملة من طبقات الشافعية.
(4)
في طبقات الشافعية "الواقعة".
وأما القصاص فلا يلزم؛ لأن هناك لما ثبت له القصاص، وكان العقل
(1)
هو العلّة في وجوده [جاز أن يستوفى له القصاص]
(2)
.
وأما قوله: إن هذا
(3)
يلزم على علّتي
(4)
. فليس كذلك، لأني قلت: معتدّة من طلاق، "فلا يتصوّر أن يطلّق الصبي، فتكون امرأته معتدّة من طلاق".
فألزمه القاضي، المجنون إذا طلّق امرأته.
انتهت المناظرة، نقلًا من "طبقات الشافعية الكبرى" لابن السبكي، من نسخة تحتاج إلى التصحيح. والله أعلم.
* * *
478 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن قارب بن الأسود بن مسعود أبو الحسين، قاضي "الكوفة"، الثقفي
*.
(1)
انظر طبقات الشافعية.
(2)
في طبقات الشافعية "جاز أن يستوفي له، لأن الولي يستوفي له القصاص"، انظر صفحة 46 منها.
(3)
في طبقات الشافعية 5: 46: "إن مثل هذا".
(4)
في الأصول "علمي"، والصواب في طبقات الشافعية.
* راجع: الطبقات السنية 2: 31، 32.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 180.
هكذا ساقه ابن النجّار. وقال: جدّه الأسود هو عروة بن مسعود.
مولده، يعني مولد أحمد، سنة ثلاثين وأربعمائة.
وقيل: سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
تفقّه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني.
وسمع بـ "الكوفة"، أبا طاهر محمد بن محمد بن الحسين الصبّاغ القرشي، وغيره.
وروى عنه من أهل "بغداد"؛ عبد الوهّاب الأنماطي، وأبو الحسن محمد بن المبارك بن الخَلِّ الفقيه.
ذكره أبو سعد في "ذيله"، وقال: دخل "بغداد" في حال شبيبته.
وتفقّه على الدامغاني.
وحَصَلَ له بـ "الكوفة" وجاهة، وتقدّم، حتى ولي القضاء بها.
قال: وسألتُ الأنماطي عنه، فأثنى عليه، وقال: كان خيرًا، ثقة.
ثم ورد "بغداد" أخيرًا، بعد علوّ سنّه، وحدّث بها.
وكانتْ وفاته في سادس رجب، سنة سبع وتسعين وأربعمائة.
وقيل: سنة خمس وتسعين. رحمه الله.
* * *
479 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن شُجاع أبو نصر الصفَّار، البخاري
*.
* راجع: الطبقات السنية 2: 32، 33.
وترجمته في تاريخ بغداد 4: 36 ط 6، الجواهر المضية برقم 181.
قدم "بغداد" حاجّا، فروى بها عن خلف بن محمد الختّام
(1)
كتاب "العين" لعيسى بن موسى غُنجار، وغير ذلك.
ورجع من الحجّ في صفر، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
وذكره الخطيبُ في "تاريخه".
وروى بسنده إليه، إلى إسحاق بن إبراهيم القاضي، أنه قال: كان رجل من أهل "مرو" يُكنى بأبي زرارة، وكان ولد بـ "البصرة"، ونشأ بها، فقدم "مرو"، وكان يوجه في الوفود إلى ولاة "خُراسان"، فجاء يومًا، فاستقبله الأمير، فقالوا: تنحّ عن الطريق.
فقال: الطريقُ بين المسلمين.
فسمع بذلك الأمير، فقال: مَنْ هذا؟ فقالوا: رجل من أوساط الناس.
فامر أن يُضرب خمسمائة سوط، ويقطع لسانه.
وكان من موالي خزاعة، فقاموا إليه، حتى خلّصوه.
فقال أبو زرارة، رحمه الله تعالى:
لِسانُ المرْءِ يكْسِرُ ما ضِغَيْهِ
…
إذا يَهْفُو ويُرْمى بالحِجَارَه
(2)
فَلا تَتَعَرَّضَنَّ لِشتْمِ والٍ
…
أمالَك عِبْرةٌ بأبِي زُرارَهْ
* * *
480 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن
(1)
في تاريخ بغداد "الخيام".
(2)
في تاريخ بغداد "ويرجم بالحجارة".
الرِّيغْذَموني أبو نصر، الملقَّب جمال الدين أستاذ الإمام العقيلي *.
تقدّم جدّه أحمد بن عبد الرحمن.
ويأتي جدّ أبيه عبد الرحمن بن إسحاق، إن شاء الله تعالى.
* * *
481 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن ثابت بن عثمان بن محمد بن عبد الرحمن بن ميمون بن محمود بن حسان بن سمعان بن يوسف بن إسماعيل النعماني، الفرغاني، البغدادي الأصل، الكوفي الدمشقي
* *.
محدّث، فقيه، مشارك في كثير من العلوم.
ولد سنة 751 هـ بـ "الكوفة"، وسمع الحديث، ودرّس، وأفتى، وولي قضاء "بغداد"، وتوفي سنة 834 هـ بـ "دمشق".
من تصانيفه: "أرجوزة في علوم الحديث" ثم شرحها، رسالة تشتمل على أربعة عشر علما، و "مختصر شرح البخاري" للكرماني.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 33.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 182.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 73.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 82.
482 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف ابن إسماعيل بن شاه، أبو بكر الزاهد ابن أبي عبد الله الإمام بن الإمام، من بيت العلم والفضل
*.
تفقّه على والده.
وسمع الحديث من الخليل بن أحمد القاضي السجزى الحنفي.
سمع منه ابنه محمد بن أحمد، وواصل بن حمزة.
قال أبو سعد: كان من أهل العلم والزهد، ويقول: الشعر.
وقال ابن مكولا: أحد الفضلاء المتقدّمين في الأدب، وفي علم التصوّف، والكلام على طريقتهم، وله كرامات مشهورة.
وله شعر كثير جيّد، فيه معان حسنة مستكثرة.
ورأيتُ له "ديوان شعر" أكثره بخطّ تلميذه ابن سينا الفيلسوف.
مات في المحرّم، سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة، وصلّى عليه الإمام أبو بكر بن الفضل البُخاري، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
وذكره الذهبي، فقال: كان صدرًا، إمامًا، وكان زاهدًا، مليح التصانيف.
* راجع: الطبقات السنية 2: 34، 35.
وترجمته في الإكمال لابن مكولا 1: 483، والأنساب 75، وإيضاح المكنون 1: 485، الجواهر المضية برقم 186.
وله النظم والنثر، و "ديوانه" مشهور، ويذكر عنه كرامات.
يروى عن أبي بكر محمد (بن الفضل).
* * *
483 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود، أبو الحسين بن أبي جعفر، السِّمْناني
*.
بكسر السين المهملة وسكون الميم، وفتح النون، وفي آخرها نون أخرى؛ نسبة إلى "سِمْنَان العراق".
مولده بـ "سِمْنَان"، في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
تفقّه على والده.
وسمع منه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحُسين الألمعى الكاشغري.
وروى عنه أبو محمد يحيى بن على بن محمد بن الطراح، وأبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن على النحّاس، وأبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكَرْخي، وأبو منصور بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزّاز.
ذكره الخطيب، في "تاريخه".
وقال: كتبتُ عنه شيئًا يسيرًا، وكان صدوقًا.
* راجع: الطبقات السنية 2: 35، 36.
وترجمته في: تاريخ بغداد 4: 382، الجواهر المضية برقم 184.
تقلّدْ القضاء بـ "باب الطاق"
(1)
، وتولى قطعة من السواد.
وأخرج له، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالتْ: ربما انقطع شسع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيمشي في نعل، حتى يصلح الأخرى.
وذكره السمعاني في "ذيله" فقال: قرأ على أبيه أبي جعفر طرفًا من الكلام، والفروع على مذهب أبي حنيفة.
وصاهره قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني على ابنته، وولّاه نيابة القضاء بنواح على شاطئ "دجلة" و "الفرات".
وكان كبيرًا، نبيلًا، وقورًا، جليلًا، حسن الخلق والخَلْق، متواضعًا، من ذوي الهيئات.
قال: وقرأتُ بخطّ أبي الفضل ابن خيرون: كان (ثقة، جيّد الأصول).
وتوفي في يوم الاثنين، العشرين من جمادى الأولى، سنة ستّ وستين وأربعمائة، ودفن يوم الثلاثاء.
وقال غيره: ودفن في داره شهرًا، ثم نقل منها إلى تربة بـ "شارع المنصور"، ثم نقل منها إلى تربة بـ "الخيزرانية"، رحمه الله تعالى.
* * *
484 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود بن نصر النسفى، المايمرغي
*.
(1)
باب الطاق: محلة كبيرة ببغداد، بالجانب الشرقي، تعرف بطاق أسماء. معجم البلدان 1:445.
* راجع: الطبقات السنية 2: 36.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 185.
بفتح الميم وسكون الألف والياء المثناة من تحت، وفتح الميم الثانية، وسكون الراء، كسر الغين المعجمة، نسبة إلى "ما يمرغ"، وهي من المشترك
(1)
، يأتي ذكرها مُفصّلًا في "الأنساب"، إن شاء الله تعالى.
وكان أحمد هذا إمامًا مشهورًا.
تفقّه على أبيه، الإمام المشهور أيضًا، الآتي ذكره في محلّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
485 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد المظفّر ابن المختار، أبو العبّاس بدر الدين الرازي
*.
(1)
أي المشترك اسما، والمفترق صقعا، وهي تطلق على مواطن كثيرة. انظر الجواهر المضية، واللباب 3: 92، والمشترك وضعا، المفترق صقعا 382، والمعجم البلدان 4:408. وضبطها ياقوت في المرجعين الأخيرين، بفتح الياء وضم الميم وسكون الراء، والغين معجمة.
* راجع: الأعلام للزكلي 218، 1:217.
وترجمته في طبقات المفسّرين للداودي 1: 86 ولم يذكر وفاته ودار الكتب 1: 60 و 3: 373، و "الناسخ والمنسوخ" في فهرس المخطوطات المصوّرة 1: 111، 158، وعلوم القرآن 390، والأزهرية 3، 184، وهدية العارفين 1: 92، وكشف الظنون 1784، ونقل سركيس 246 على النسخة المطبوعة تعريفه بابن (المعظم)، وأرّخ وفاته سنة 730 خطأ.
عالم بالتفسير والحديث، عارف بالأدب، له نظم حسن.
دخل "دمشق" وكان يفسّر القرآن على المنبر بجامعها، وسمع بها الحديث من أبي اليمن الكندي، وغيره.
ثم ذهب إلى "بلاد الروم" وتولى بها القضاء والتدريس.
له كتب، منها:"مباحث التفسير" في دار الكتب، وهو مناقشات لـ "تفسير أبي إسحاق الثعلبي"، وفي نهايته إجازة منه لتلميذه (جمشيد بن يهوذا) في ربيع الأول سنة 630، و "ذخيرة الملوك في علم السلوك" في المخطوطات المصوّرة، و "مقامات" بـ "تونس" تعرف بمقامات الحنفي، اثنتا عشرة مقامة: خدم بها أبا حامد محمد بن محمد بن القاسم الشهرزوري، روى فيها القعقاع بن زنباع، منها: مخطوطة كتبت سنة 700، و "الناسخ والمنسوخ في الأحاديث"، و"لطائف القرآن" في "دمشق"، و "حجج القرآن" رسالة في التفسير.
* * *
486 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن مُسْكان، أبو نصر النَّيْسَابوري الجدّ
*.
ذكره في "تاريخ الإسلام"، فيمن توفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 33، 34.
وقال: ولد سنة نيّف وعشرين.
وسمع بعد الثلاثين وثلاثمائة، من جماعة؛ منهم: الأصم.
قال أبو صالح المؤذّن: سمعتُ منه، وكان يغلط في حديثه، ويأتي بما لا يُتابع عليه.
قال عبد الغفّار
(1)
: وضاعتْ كتبه، فاقتصر على الرواية عن الأصمّ، فمَنْ بعده.
وهو جدّ شيخنا القاضي أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله.
توفي في ربيع الآخر.
روى عنه حفيده شيخنا.
وقد أهمله في "الجواهر". انتهى.
* * *
487 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبو النصر الأنماطى، الحفيد، النيسابوري
*.
(1)
كذا في الأصول، وهو يعني عبد الغافر الفارسي، صاحب السياق.
* راجع: الطبقات السنية 2: 37.
وترجمته في الأنساب 172، الجواهر المضية برقم 183.
قال الحاكم في "تاريخ نيسابور": ما علمتُ في أصحاب أبي أكثر سماعًا للحديث منه.
توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
488 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد بن يونس بن إسماعيل ابن محمود السعودي، المصري، المعروف بالشلبي (شهاب الدين، أبو العبّاس)
* *.
فقيه، نحوي.
من تصانيفه: "تجريد الفوائد الرقائق" في شرح "كنز الدقائق" في فروع الفقه الحنفي، و "الفوائد السنية" على "شرح المقدّمة الأزهرية"، و "الدرر الفرائد" على "شرح الآجرومية" للشيخ خالد، وكلاهما في النحو،
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 78، 79.
وترجمته في الأعلام للزركلي 2: 236، وفهرس المؤلفين بالظاهرية، وكشف الظنون 1218، 1224، 1797، 1829، وإيضاح المكنون 1: 467، 556، 2: 556، وفهرست الخديوية 7/ 2: 582، وفهرس الأزهرية 2: 213، وفهرس التيمورية 2: 408، وفي فهرس الفهارس 1: 119، وهدية العارفين 1: 153، وهو فيه:(المعروف بالشلبي).
و "إتحاف الرواة" بمسلسل القضاة، و "مناسك الحجّ"، و "فتاوى"، جمعها حفيده على بن محمد.
توفي سنة 1021 هـ.
* * *
489 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد، أبو الفتح الخُلمي
*.
ذكره السمعاني
(1)
بالخاء المعجمة، وقال: نسبة إلى "خلم"، وهي بلدة على عشر فراسخ من "بلخ".
مولده في شهر ربيع الأول، سنة سبعين وأربعمائة.
وأقام بـ "بخارى" مدّة يتفقّه.
وسمع بها القاضي أبا اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي، وأبا المعين ميمون بن محمد بن محمد النسفي، والسيّد أبا إبراهيم إسماعيل بن محمد بن الحسن بن الحسين، وكتب عنهم إملاء.
وسمع بـ "بغداد".
* راجع: الطبقات السنية 2: 37، 38.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 187.
(1)
أي ذكر النسبة، انظر الأنساب 205 ظ.
ذكره أبو سعد في "ذيله"، وقال: كان صالحًا، ساكنًا، وكان ينوب عن القاضي في بعض الأوقات.
ورد" بغداد" حاجًّا، سنة سبع عشرة وخمسمائة، وسمع بها.
قال: ولقيتُه بـ "بلخ"، ونَفَّذَ إليَّ مجلدًا ضخمًا مما كتب بخطّ يده، من أمالي الأئمة المذكورين.
وتوفي يوم الأربعاء، الحادي والعشرين من صفر، سنة سبع وأربعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
490 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أحمد العقيلي، الأنصاري، البُخاري، العلامة، شمس الدين كان شيخًا، عالمًا، ثبتًا
*.
* راجع: الطبقات السنية 2: 38.
وترجمته في معجم المؤلفين 73:2، وتاج التراجم 8، والجواهر المضية برقم 188، والفوائد البهية 30، وكتائب أعلام الأخيار برقم 431، وكشف الظنون 1:564.
وضبط صاحب "الفوائد""العَقِيْلي" بالفتح، وقال: نسبة إلى عَقِيْل بن أبي طالب، رضي الله عنه.
وهذه نسبة جدّه لأمّه أيضا عمر بن محمد بن عمر.
روى عن جدّه لأمّه الإمام العلامة شرف الدين عمر بن محمد بن عمر العقيلي، وتفقّه عليه.
وكان مخصوصًا بشرح "الجامع الصغير" لمحمد بن الحسن، ونظمه نظمًا حسنًا.
ومات بـ "بخارى"، في الخامس من شهر رمضان، سنة سبع وخمسين وستمائة. رحمه الله تعالى.
قلت: وسيأتي ذكر جدّه، ونسبتهما إلى العقيلي، وهو بفتح العين، نسبة إلى عقيل بن أبي طالب رضى الله عنه، أخي على بن أبي طالب رضي الله عنه، ذكره السمعاني.
* * *
491 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إسحاق بن الفضل أبو علي البزّاز النَّيْسَابوري
*.
حدّث عنه القاضيان؛ أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي.
وذكره الخطيب في "تاريخه"، وقال: قدم "بغداد" حاجًّا، وكان ثقة.
وحدّثني التنوخي، قال: أبو على النيسابوري أحمد بن محمد، شيخ، ثقة، فقيه على مذهب أبي حنيفة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 38، 39.
وترجمته في تاريخ بغداد 5: 87، 88، الجواهر المضية برقم 189.
وفي تاريخ بغداد: "أحمد بن محمد بن محمد بن إسحاق".
وفي النسخ: "البزَّار"، والمثبت في تاريخ بغداد، والجواهر.
قدم علينا حاجًّا بعد عوده في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
ومات بـ "نيسابور"، في يوم الجمعة، الثامن من شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
492 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إسحاق أبو على الشاشي
* *.
سكن "بغداد"، ودرّس بها.
قال الخطيب: حدّثني القاضي أبو عبد الله الصيمري، قال: صار التدريس بعد أبي الحسن الكرخي إلى أصحابه؛ فمنهم: أبو علي الشاشي، وكان شيخ الجماعة.
وكان أبو الحسن جعل التدريس له حين فلج، والفتوى إلى أبي بكر الدامغاني.
وكان يقول: ما جاءنا أحفظ من أبي علي.
قال الصيمري: وتوفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وحدّث القاضي أبو محمد النعمان، قال: حضرتُ أبا علي الشاشي في مجلس إملائه، وقد جاءه أبو جعفر الهندواني، فسلّم عليه، وأخذ يمتحنه في
* * راجع: الطبقات السنية 2: 39، 40.
وترجمته في أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري 163، 164، وتاريخ بغداد 4: 392، الجواهر المضية برقم 191، وطبقات الفقهاء للشيرازي 143، والفوائد البهية 31، وكتائب أعلام الأخيار برقم 180.
مسائل "الأصول"، وكان أبو على الشاشي عارفًا بها، فلمّا فرغ امتحن أبو علي أبا جعفر بشيءٍ من مسائل النوادر، فلم يحفظْها، فكان ذلك سبب حفظ الهندواني لـ "لنوادر".
وقال لأبي على: جئتُك زائرًا لا متكلّمًا.
تُوفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
493 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إسحاق القازآبادي، الرومي (أبو النافع) من القضاة
*.
توفي سنة 1163 هـ معزولا عن قضاء "مكة" في "القسطنطينية".
من تصانيفه: "تنوير البصائر بأنوار التنزيل"، و"توقير السرائر بأسرار التأويل"، وهو حاشية على "تفسير البيضاوي"، و "شرح آداب البركوي"، و "حاشية على إثبات الواجب"، و "نتائج الأنظار ومحصل أبكار الأفكار"، في شرح "الفرائد السنية"، و "حاشية الأصول وغاشية الفصول" على المقدّمات الأربع.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 81.
وترجمته في هدية العارفين 1: 175، وإيضاح المكنون 1: 2، 333، والتحرير الوجيز للإمام الكوثري ص 20، 21.
494 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو الفضل الكلاباذي، القاضي
*.
قاضى "بُخارى"، يعرف بالخَرَّاص، روى عن علي بن موسى القمّي.
ذكره ابن مكولا، وقال: تُوفي في رجب، سنة خمسين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
495 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إسماعيل الدوقاطي، الطَّهْطَاوي، المصري، مفتي الحنفية بـ "القاهرة
" * *.
ولد بـ "طهطا" بالقرب من "أسيوط" بصعيد "مصر"، وقدم إلى "القاهرة"، وتوفي في 15 رجب سنة 1231 هـ.
* راجع: الطبقات السنية 2: 39.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 190.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 81، 82.
وترجمته في حلية البشر 270 - 271، وعجائب الآثار 4: 260، 261، وفهرس الفهارس 1: 350، 351، وهدية العارفين 1: 184، ومعجم المطبوعات 1233، 1234، وفهرست الخديوية 1: 238، 3: 38، 7/ 1: 269، وفهرس الأزهرية 1: 322، 2: 139، 244، وفهرس الفقه الحنفي 20.
من تصانيفه: "حاشية على الدر المختار" شرح "تنوير الأبصار" في أربع مجلّدات، و "حاشية على مراقى الفلاح شرح نور الإيضاح"، و "رسالة في المسح على الخفين"، وثبت.
وفي تاريخ الجبرتي أن أباه رومي (تركي) حضر إلى "مصر" متقلّدا القضاء بـ "طحطا"(وهى طهطا)، وربما قيل له: الطحطاوي.
قلت: ذكر الإمام الطحطاوي بعض سنداته في الفقه في مقدمة حاشيته على "الدر المختار"، فقال: وها أنا أذكر بعض سنداتي في الفقه، فمن أخذتُ عنه الفقهَ شيخى وبركتي شيخ الوقت الشيخ محمد الحريري، حفظه الله تعالى، عن الشيخ حسن المقدسي عن الشيخ سليمان المنصوري، عن الشيخ عبد الحي، عن الشيخ حَسَن الشرنبلالي، الشيخ على المقدسي، عن الشيخ أحمد ابن يونس الشهير بالشلْبي، عن الشيخ عبد البر بن الشِّحْنة، عن الشيخ كمال الدين بن الهمام، عن قارئ "الهداية"، عن السيرامي، عن جلال الدين، عن أبي الفضل عبد العزيز بن محمد بن نصر البخاري، عن صاحب "الكنز"، عن عبد الستّار الكردري، عن صاحب "الهداية"، عن الشيخ على البزدوي، عن السرخسي، عن الحلواني، عن القاضي على النسفي، عن أبي بكر محمد بن الفضل البخاري، عن الإمام أبي عبد الله السبذموني بضمّ السين وفتحها بعدها باء موحّدة مفتوحة ثم ذال معجمة ساكنة بعدها ميم مضمومة آخره نون، نسبة إلى قرية من قرى "بخارى"، عن أبي حفص البخاري، عن أبيه، عن محمد، عن أبي حنيفة النعمان، عن حمّاد بن سليمان، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن علقمة، عن ابن مسعود، عن النبي صلّى الله عليه، وسلم، وشرّف، وكرّم، عن جبرائيل عليه السلام، عن الله تبارك وتعالى.
وقال في بداية حاشيته على "مراقى الفلاح": لما كان من الواجب صناعة لكلّ مصنّف ثلاثة أشياء: البسملة والحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الجائز أربعة: مدح الفنّ، وذكر الباعث له، وتسمية الكتاب، وبيان كيفيته من التبويب والتفصيل افتتح المصنّف كتابه بها، وقدّمها على غيرها، لقوّة حديثها، ولموافقة أسلوب القرآن.
* * *
496 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن بكر بن خالد بن يزيد أبو العبّاس
*.
المعروف بالقصير، وهو لقب لوالده محمد بن بكر، وكان أبوه محمد مشهورًا بكاتب أبي يوسف القاضي.
روى عن أبيه، وعن غيره.
وروى عنه محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، وموسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن مخلد، وأبو عبد الله الحكيمي، وأبو عمرو بن السمّاك.
وكان ثقة.
مات يوم السبت، لسبع خلون من شهر ربيع الأول، سنة أربع وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 41، 40.
ترجمته في تاريخ بغداد 4: 399، 400، والجواهر المضية برقم 192.
497 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أبي بكر الأخسيكثي أبو نصر، الإمام، جمال الدين
*.
ولد في ذي القعدة، سنة إحدى عشرة وستمائة.
ومات في ثالث شوّال، سنة تسعين وستمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
498 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن أبي بكر
* *.
فقيه.
* راجع: الطبقات السنية 2: 40.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 193.
وفي تاج التراجم 16، ترجمة لأبي رشاد أحمد بن محمد بن القاسم الأخسيكث، وذكر أنه توفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، نقل ذلك عن الصفدي، وترجمة أبي رشاد الأخسيكثي هذا في: اللباب 1: 26، ومعجم البلدان 1:162.
وأخسيكث: مدينة بـ "ما وراء النهر"، وهى قصبة ناحية "فرغانة"، على شاطئ "الشاش".
انظر: اللباب، ومعجم البلدان.
* * راجع: الأعلام للزكلي 1: 215.
وترجمته في معجم المؤلفين 852.
صنّف "مجمع الفتاوى" مطوّلا، أحاط فيه بكثير منها، ثم اختصره، وسمّاه "خزانة الفتاوى" في طوبقبو.
وله "غرائب المسائل" فيها أيضا.
وكلاهما في فقه الحنفية
(1)
.
توفي سنة 522 هـ.
* * *
499 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن تميم بن صالح بن أحمد الخطيب، التميمي، الداري، الخليلي
*.
فقيه، نحوي، صوفي، أديب.
قدم "القُسطنطينية"، ورجع إلى بلده، فتولى الإفتاء.
من آثاره: "الرحلة الرومية"، و "رسالة في التصوّف"، و "الفوائد الزكيّة في إعراب الآجرومية"، و"نجاح الأرواح" في أحكام النكاح، فرغ منها في ربيع الثاني سنة 1239، و "منظومة أسماء أهل بدر"، و"شرحها".
كان حيا سنة 1239 هـ.
* * *
(1)
كشف الظنون 703، 1603، 1197، ولم يؤرّخ وفاته، ولا سمّي بلده. وطوبقبو 2: 417، 418.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 86، 87.
وترجمته في هدية العارفين 1: 184، وفهرست الخديوية 3:142.
500 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن حامد بن هاشم أبو بكر الطواويسي
*.
روى عن محمد بن نصر المروزي، وعبد الله بن شيرويه النيسابوري، وغيرهما.
روى عنه نصر بن محمد بن غريب الشاشي، وأحمد بن عبد الله بن إدريس، خال الإدريسي الحافظ.
وتوفي في الحمّام، سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، بـ "سمرقند". رحمه الله تعالى.
قلت: ذكره السمعاني في ذكر نسبته. وقال الطواويسي بفتح الطاء المهملة والألف بين الواوين وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحت في آخرها السين. هذه النسبة إلى "طواويس" قرية من قرى "بخارى" على ثمان فراسخ منها. منها: الفقيه الفاضل الورع الزاهد الثقة أبو بكر أحمد بن محمد بن حامد بن هاشم الطواويسي.
كان من عباد الله الصالحين، يروي عن محمد بن نصر المروزي، ومحمد بن الفضل البلخى. وأثنى عليه أبو سعد الإدريسي في "كتاب الكمال". انتهى ملخصا.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 42.
وترجمته في الأنساب 372، والجواهر المضية برقم 195، والفوائد البهية 31، وكتائب أعلام الأخيار برقم 168، واللباب 2:92.
501 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن حامد، أبو الحسن، بن أبي العبّاس القطّان، النيسابوري
*.
مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، وأقرانه.
قال الحكم في "تاريخ نَيْسَابور": كان من كبار الفقهاء لأصحاب أبي حنيفة، من المشهورين المقبولين، وما أراه حدّث.
توفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
502 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن حسن بن على بن محمد العبّاسي
* *.
فقيه، حنفي. له "تحفة السائل إلى أجوبة المسائل"، كتبه إجابة على 300 سؤال، وجّهها السلطان الأشرف قايتباي إلى العلماء، و "العقود المفصَّلة في الجمع بين القدوري والتكملة" في مكتبة عارف حكمت. (190)(فقه حنفي)
(1)
.
* راجع: الطبقات السنية 2: 41.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 194.
* * راجع: الأعلام للزركلي 1: 231.
وترجمته في معجم المؤلفين 2: 91، وإيضاح المكنون 1:249.
(1)
الأزهرية 6: 190، وشستربتي 4214.
توفي سنة نحو 890 هـ.
قلت: قال الشيخ عمر رضا كحّالة: كان حيا قبل 901 هـ.
* * *
503 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن الحسن الإسترأباذي
*.
تفقّه على علي بن أبي طالب بن أبي العلاء، وروى عنه.
تفقّه عليه أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد الثلجي.
رحمه الله تعالى.
* * *
504 - الشيخ الفاضل المولى أحمد بن محمد بن حسن السامسوني
* *.
تولى جدّه المولى حسن قضاء العسكر في دولة السلطان محمد خان، وتوفي أبوه قاضيا بمدينة "أدرنه"، ولهما تصانيف، يتداولها الناس.
قرأ رحمه الله على موالي عصره وأفاضل مصره، وجدّ، واجتهد، واشتغل، واستفاد، حتى صار معيدا لدرس المولى قوام المشتهر بقاضي "بغداد"، ثم تشرّف بالتتلمّذ والاستفادة من المولى علاء الدين المشتهر بمؤيّد
* راجع: الطبقات السنية 2: 42.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 196.
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 406، 405.
زاده، ولما صار ملازما منه درّس بمدرسة مراد باشا بـ "قُسطنطينية" بعشرين، ثم صار وظيفته فيها خمسة وعشرين، ثم بمدرسة ابن الحاجي حسن بثلاثين، ثم صار وظفيته فيها خمسة وثلاثين، ثم بالمدرسة الحلبية بـ "أدرنه" بأربعين، ثم صار وظيفته فيها خمسة وأربعين، ثم بمدرسة مصطفى باشا بـ "قسطنطينية" بخمسين، ثم نقل إلى مدرسة السلطان بايزيد خان بـ "أدرنه"، ثم قلّد قضاء "بروسه"، ثم نقل إلى قضاء "أدرنه"، ثم نقل إلى قضاء "قسطنطينية"، ثم عزل.
ثم عين للتدريس في مدرسة السلطان بايزيد خان بـ "قسطنطينية"، وعين له كلّ يوم مائة درهم، ثم نقل بهذه الوظيفة إلى إحدى المدارس الثمان، ثم نصب للتفتيش العام في ديار العرب والعجم، وعين له كلّ يوم ثلثمائة وخمسون درهما، واستمرّ على ذلك سنة، ثم صار وظيفته كلّ يوم أربعمائة درهم، واستمرّ على ذلك سنتين.
ثم عاد إلى مدرسته بمائة درهم، ثم قلّد قضاء "حلب" برغبة منه، وطلب بسبب أنه أحاطته الديون، واستغرقتْه حقوق الناس لسخائه القريب إلى حدّ الإسراف، ثم عزل، وعيّن له كلّ يوم مائة درهم بطريق التقاعد.
وتوفي في أوائل المحرّم سنة تسع وسبعين وسبعمائة.
كان رحمه الله عالما، فاضلًا، متديّنا، مشكور السيرة في قضائه، بحيث تعدّ مدّته من تواريخ الأيام، ويشكره، ويدعو له كلّ مَنْ يعرفه من الخواصّ والعوامّ.
وكان رحمه الله في الطبقة العليا من البرّ والسماحة، وكان مائلا إلى الظهور، ومحبّا للرياسة، وقد حكى بعضُ الثقات خبرا غريبا، يتعلّق بعزله عن قضاء "قسطنطينية"، وهو أنه كان من حواشيه رجل صالح معتقد، يقعد في
بعض دكاكين "قسطنطينية" متّجرا، وكان يتردّد إليه بعض الصلحاء والمجذوبين، فإذا برجل مجذوب أتاه صبيحة يوم، فقال للسوقي في أثناء كلامه ألك عندي حاجة، فخطر له كون المولى المزبور قاضيا بـ "العسكر"، فذكره له، والتمسَ منه التوجّهَ في ذلك، فقال المجذوب: إن أردتَ حصول ذلك المطلوب فقلْ للمولى المزبور يفرز لي من ماله مائتى دينار، ويعين واحدا من عبيده للعتق، فإذا فعل ذلك يحصل المراد، إن شاء الله تعالى.
فذهب ذلك الرجل السوقي إلى المولى المزبور، وعرض عليه القصّة، وأخبره بما جرى بينه وبين المجذوب، فلمّا سمعه استخفّ به، وضحك، وقال: إن أولياء الله المتصرّفين في عالم الملكوت متبرّؤن من طلب مال في عمل لهم. وأما قضاء العسكر فطريقي الذي لا يقوتني، وما أنت إلا رجل أبله، فقال له السوقى: لعلّ في ذلك حكمة خفيّة، وباحث معه، وآل الأمرُ إلى أن قال المولى المزبور: إن عين ذلك الرجل يوم النصب نفعل ما ذكره.
فافترقا على ذلك، فلمّا أصبح السوقي، وفتح حانوته صبحه المجذوب، وسأله عن القضيّة، فلم يجبْه بشيء، واستحيى من المجذوب، فقال المجذوب: قد سمعتُ كلّ ما جرى بينك وبينه، فأخذ من الحانوت ورقة، وطواها على طولها، ثم قطعها قطعتين، وقال: أنا أفعل بمن طلب التعيين كذلك، وقد عزلتُه عن منصبه، ودمّرتُه تدميرا، فلمّا سمعه السوقي تطير منه، وقامتْ قيامته، فقبَّل يدَ المجذوب، واستعفى، وبكا.
وقال له المجذوب: لم أدر انعطافك لهذا القدر، فإذا لا بدّ من تدارك الأمر في الجملة، ففعل أفعالا غريبة خارجة عن طور العقل، ثم قال: وأما العزل فلا بدّ من الوقوع اليوم الفلاني، فراح إلى سبيله، وبقي السوقي
مغموما، منتظرا لذلك اليوم، فلمّا جاء ذلك اليوم وقع العزل على ما أخبر به المجذوب، ولم يتيسّر القضاء بالعسكر، ومات على الحسرة والندامة.
* * *
505 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن حسن الكواكبي
*.
فقيه حنفى من أهل "حلب"، كان مفتي الحنفية بها.
ولد سنة 1054 هـ.
له شروح وحواش في الفقه والأصول والبلاغة.
وله نظم جيّد، وصنّف كتابا "فيما يتعلّق بالملك والوزير والعلماء من الأمور الشرعية" بخطّه في الأحمدية بـ "تونس"(5085) في 114 ورقة.
توفي سنة 1124 هـ بـ "الآستانة".
* * *
506 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن حسين بن إبراهيم ابن سليمان، الأديب البارع، شهاب الدين، المعروف بابن مُبارك شاه، وهو لقب والده
* *.
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 240.
ترجمته في سلك الدرر 1: 175، والأحمدية 98.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 42 - 45. =
ولد يوم الجمعة، عاشر شهر ربيع الأول، سنة ستّ وثمانمائة.
واشتغل بأنواع العلوم، على العلامة ابن الهمام، وابن الديري، وغيرهما.
وتفنّن، وبرع، وتميّز، وجمع مجاميع، وعلّق تعاليق.
مات في شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وستين وثمانمائة.
وله مصنفات، منها:"كتاب في مناقب الإمام أبي الليث"، وجمع "التذكرة" المنسوبة إليه، وتعانى نظم الشعر.
ومن نظمه قوله
(1)
:
لي في القناعةِ كنزٌ لا نَفَادَ له
…
وعِزَّةٌ أَوْطَأَتْنِي جَبْهَةَ الأسدِ
أُمسِي وأُصْبِحُ لا مُسْتَرْفِدًا أحَدًا
…
ولا ضَنِينًا بمَيسُوري على أحدِ
وكتب إلى الشريف صلاح الدين الأسيوطي، يطارحه في كريم، فقال
(2)
:
تَجَاسَرَ العبدُ حَسْبَ الإِذْنِ مِنْكَ له
…
وراحَ مِنْ شَيْخِه بالسَّعْدِ مَقْرُونَا
مَلَكْتَ رِقّي بما أسديتَ مِنْ كَرَمٍ
…
إذ كنتُ عَبْدًا رَقِيقًا صِرْتُ مَأْذُونا
يُقبل الأرض التي مدّتْ آمالنا بسماحتها يد الأطماع، ويُنهي أنه تمسك بقوة الطباع.
وقال:
يا إمامًا أنتَ شَرَّفْ
…
تَ المعاني والمَعالِي
= وترجمته في بدائع الزهور 2: 62، والضوء اللامع 2: 65، ونظم العقيان 54 - 57، صفحات لم تنشر من بدائع الزهور 53، 52.
(1)
البيتان في الضوء اللامع 2: 65، وفيه "ولا ضنينا بميسور على أحد".
(2)
القصة في نظم العقيان 55.
لك وَصْفٌ في الأحاجِي
…
قد أتى مثل الغزالِ
فأجابه الشريفُ:
تأمَّلَ الطَّرْفُ ما أَهْدَيْتَ مِن أمَلِ
…
أظهرتَه بعدَما قد كان مَخْزُونَا
وقَدْ أَجَبْتُ ولم أمْنَحْكَ جائزةً
…
بِذَا رَضِيت وما قدَّمْتُ مَوْزُونَا
وبعد، فقد وقفت على ما شنف الأسماع، وامتثلت المرسوم المطاع، وطارحتُ بميسور المستطاع.
فقلتُ:
راقَ لي ما جئتَ فيه
…
بكلامٍ كاللآلِي
فُقْتَ إذْ جَوَّدْتَ نَظْمًا
…
مُنْتَقَّى جادَ بِمَالِ
(1)
.
ومن شعر ابن مبارك شاه، يمدح الحافظ ابن حجر، ويذكر ختمة "البخاري"، قوله من قصيدة
(2)
:
أَتُبْرِزُ خَدًّا لِلمُقْبِّلِ أم يَدَا
…
وتَعْطِفُ قَدَّا لِلمُعانِقِ أَمْيَدَا
وتُسْبِلُ فَرْعًا طال سُهْدِي بلَيْلِهِ
…
وتُطْلِعُ من فَرْقِ الغزالة فَرْقَدا
(3)
فَدَيْتُك لا أَخْشَى الضَّلالَ بِفَرْعِهَا
…
وقد لاحَ فرقٌ للضلالِ من الهُدى
ومن عَجَبٍ أني خليعُ صَبابةٍ
…
وشَوْقِي إليها لا يزالُ مُجَدَّدَا
وأَعْجَبُ من ذا أنَّ لِينَ قَوامِها
…
تَثَنَّى بجَمْعِ الحُسْنِ يخطِرُ مُفْردا
(4)
لهَا سيفُ لَحْظٍ فوقَ دينار وَجْنَةٍ
…
فيا خَوْفَ قلبٍ قد رآه مُجردا
(1)
في نظم العقيان "قلت إذ جودت"، وفي أصله "فقلت إذ جودت".
(2)
القصيدة كلها في نظم العقيان 55 - 57.
(3)
في نظم العقيان "فيا فرق قلب".
(4)
في نظم العقيان "وهي تقلبه في اللقا"، وفي حاشيته: كذا في الأصل، ولعل الصواب "فوا لهف قلب قد تقلب في اللقا"، والرواية الصحيحة ما في الطبقات.
ولحظٌ غدَا في السِّحر فتنةَ عاشِقٍ
…
يُخيَّل من حَبْلِ الذؤابِ أَسْوْدا
ومُذْ قُلْتُ إنَّ الوَجْهَ لِلحُسْنِ جامعٌ
…
غَدَا الطَّرْفُ في مِحرابه مُترددا
ولِمْ لا يكون الوجه قِبْلَةَ عاشقٍ
…
إذا ما جَلا رُكنًا من الخال أسْودا
فيا لَهْفَ قلبي وهي تقليه في لظى
…
على قَيبَس مِنْ خَدِّها قد تَوَقَّدَ
(1)
ومَجْنُونِ طَرْفٍ في شَبَابِيكِ هُدْبِهِ
…
بِسِلْسِتلَةٍ مِنْ دَمْعِهِ قَيدْ تَقَيَّدَّا
وَلَوْ لاحَ لِلَّاحِى بَديعُ جَمالِهَا
…
لَما راحَ فيه اليوم يَلْحِى ولا غَدَا
لَهَا طَلْعَةٌ أَبْهَى من الشمسِ بَهْجَةً
…
كأنَّ شِهابَ الدِّين في وَجْهِها بَدَا
(2)
منها في المديح:
وكَمْ رُمْتُ محمودَ الأيادِي فلم أجدْ
…
بِعَصْرِي رئيسًا غيرَ أحمدَ أَحمْدا
ومن شعره أيضًا
(3)
:
وَوَحْيِ غَرامٍ في الأحادث بَيْنَنا
…
يَطُولُ على العُشَّاقِ فيهم بما حَوَوْا
(4)
ورَوَا حديثَ الخال عن ماء وجْنةٍ
…
بكلِّ حديثٍ في المحاسِنِ أوْرَوَوْا
(5)
ومنه أيضًا:
إن النِساءَ نساءَ مِصْ
…
ر قَدْ جُبِلْنَ على الخِيانة
إن قيلَ هل عُدِمُ الْوَفَا
…
فِيهِنَّ قُلْ إي والأمانة
(6)
(1)
في نظم العقيان: "كأن شهاب الدين".
(2)
البيتان في نظم العقيان 57.
(3)
في نظم العقيان "ووحي غرام في الأحاديث شرحه".
(4)
في نظم العقيان "في المحاسن قد رووا"، انظر حاشيته.
(5)
البيتان في نظم العقيان 57.
(6)
في نظم العقيان "قد عدم الوفا".
ومنه أيضًا
(1)
:
يا أيُها العُشَّاقُ قُولُوا لِمَنْ
…
قد جاءكُم يَسْأَلُ أو يَهْتَدِي
أَجيدٌ إتْلافُ رُوح امْرِئ
…
على مَليحٍ في الهوى أمْ ردِى
(2)
* * *
507 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسين بن على ابن أبي طالب، أبو الفضل ابن أبي على الحُسيني
*.
سمع الحديث بـ "نَيْسَابور"، و "العراق"، و "مكّة".
حدَّث عن أبي الحسن العلوى، وعن عمّه السيّد أبي الحسن الحسيني.
ذكره الفارسى في "السياق"، وقال: السيّد العالم، أبو الفضل بن أبي علي الأديب، الزاهد، المقري، حسن الأخلاق مع حشمة.
(1)
نظم العقيان 57.
(2)
"أم ردى" مكونة من "أم وردي" أو "الأمرد"، وهو الذي لم يبقل وجهه.
* راجع: الطبقات السنية 2: 46.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 197.
وفيه: "ابن الحسن بن على بن أبي طالب"، وفي نسخة منه "الحسني"، ولعلّ ما فيها الصواب. انظر مواضع ذكر الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن طالب في فهرس مقاتل الطالبيين 769.
تفقّه على مذهب أبي حنيفة، وكان له الدرس، ومجلس النظر.
وهو أفضل أهل بيته، عديم النظير في العلوية.
مات في ذي الحجّة، سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
508 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن الحسين الأنْقِرَوي
*.
فقيه، حنفي، من العلماء، ينعت بشيخ الإسلام.
نسبته إلى "أنقرة" بـ "تركيا".
له "فتاوى الأنقروي" في الصادقية بـ "تونس".
توفي سنة 1098 هـ.
* * *
509 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن حمزة بن الثقفي والد عبد الواحد
(1)
، الآتي ذكره في محلّه، رحمهما الله تعالى
* *.
* * *
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 239.
(1)
في الأصول "عبد الرحمن" والمثبت في الجواهر المضية، ولم يترجمه القرشي في "عبد الرحمن"، وإنما ترجمه في "عبد الواحد".
* * راجع: الطبقات السنية 2: 46.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 198.
510 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن خليل بن هلال بن حسن الحاضري، الحلبي، (شهاب الدين)
*.
ولد سنة 784 هـ.
عالم بتعبير الرؤيا.
من تصانيفه: "حادي العبير في علم التعبير".
توفي سنة 860 هـ.
* * *
511 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن الخوجة، أبو العبّاس
* *.
فاضل، من شيوخ "تونس" وعلمائها.
ولد سنة 1245 هـ، وتوفي سنة 1313 هـ فيها.
ولي قضاء الحنفية، ثم الفتوى، ثم مشيخة الإسلام سنة 1294 هـ.
له "كشف اللثام عن محاسن الإسلام"، وعدّة رسائل في موضوعات مختلفة.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 99.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 110، وإيضاح المكنون 1:391.
* * راجع: الأعلام للزركلي 1: 248.
وترجمته في معجم المؤلفين 2: 100، وعنوان الأريب 2: 137، والزهراء 2:297.
512 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن داود الأفْشَنَجِي
*.
تفقّه مع أخيه محمود، على محمد بن أحمد بن عبد المجيد القَرْنَبِي
(1)
.
وسيأتي ذكر محمود في محلّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
513 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن داود أبي الفهم القحطاني، التنوخي
* *.
أخو القاضي أبي القاسم علي محمد بن أبي الفهم.
تفقّه على أبي الحسن الكرخي.
وقرأ "أدب القاضي" عليه، وعلَّقه عنه بـ "بغداد".
* راجع: الطبقات السنية 2: 47.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 200.
وفي معجم البلدان 1: 330: أفشنة، بفتح الهمزة وسكون الفاء والشين معجمة مفتوحة ونون وهاء: من قرى "بخاري". فلعلَّه منسوب إليها.
(1)
في الأصول "القرشي"، والمثبت في الجواهر، وأعاد ذكره في الأنساب، وقال: هكذا ذكره الذهبي في المؤتلف، ولم يذكره السمعاني هذه النسبة، وهو في المشتبه.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 47.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 199.
ثم سار
(1)
إلى أخيه، في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وهو بـ "البصرة"، فاستنابه بـ "تستر"
(2)
وأعمالها، فأقام بها.
وكان من أصحاب الحديث، حافظًا للقرآن، يعرف شيئًا من تفسيره، ويتكلّم على المتشابه والمشكل.
رحمه الله تعالى.
* * *
514 - الشيخ العالم الكبير الزاهد أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي شيخ مشايخ الطريقة المحمدية
*.
ولد، ونشأ بمدينة "كالبي"، وقرأ العربية أياما على والده، ثم على الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العبّاسى الإله آبادي، وقرأ عليه من "الحسامي" إلى "البيضاوي"، وقرأ فاتحة الفراغ في مدّة يسيرة، وبلغ رتبة الكمال في حياة والده، وأخذ عنه، وجلس على مسنده، وله أربع وعشرون سنة في عهد عالمكير بن شاهجهان التيموري.
وكان يستمع الغناء على رؤس الأشهاد، ويعقد له مجلسا في عرس والده، ويذهب إلى "نهر جمن" فيملأ دنا من الماء، ثم يأتي به على رأسه على رسوم المشايخ المتعارفة في "الهند"، فلمّا أخبر به الشيخ محمد أفضل المذكور
(1)
في الجواهر المضية "صار".
(2)
تستر: أعظم مدينة بخوزستان. معجم البلدان 1: 847.
* راجع: نزهة الخواطر 5: 70، 71.
بعث إليه رسالة، وكتب أنه لا يستطيع أن يحضر في العرس، لأنه لا يحبّ أن يذهب إلى الماء، ويحمل دنا ملآنا منه على رأسه، ولا يحبّ أن يخالف أصحابه، فاستقدمه الشيخ أحمد، وألحّ عليه، ولما قدم الشيخ نهى عن الغناء، ولكنّه ما ذاق الطعام ثلاثة أيام، وكلّما كان يلاقى الشيخ يشكو مانعي الغناء، وكان الشيخ يسلّيه، فلما بالغ في الشكوى أجاز له الشيخ بالغناء.
وقيل: إن الشيخ أحمد لما انضجر من منعه دخل الخلوة، واعتزل عن الناس، ثم خرج دفعة، وتَرَنَّمَ بالأبيات الفارسية له.
قيل: إن أباه لما رحل إلى "أجمير" لزيارة الشيخ معين الدين حسن السجزي الأجميري، وكان معه ابنه الشيخ أحمد قال: إنه رأى في واقعة أن الشيخ معين الدين لاث العمامة برأس ولده الشيخ أحمد، فلمّا رجع عن ذلك السفر شرع أحمد في استماع الغناء على رؤس الأشهاد، وأبوه محمد يخالفه في ذلك، ولكنّه مع ذلك يقول: محمد وأحمد عبارة عن رجل واحد.
ومن مصنّفاته: "مشاهدات الصوفية"، وشرح بسيط على "العقائد النسفية"، شرحه في أربعة وعشرين يوما، وله "ديوان شعر".
توفي في التاسع عشر من شهر صفر سنة أربع وثمانين وألف في أيام عالمكير، وكان له ستّ وثلاثون سنة، وقبره بمدينة "كالبي"، كما في "ضياء محمدي".
* * *
515 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن سعيد، أبو نصر النسفي
*.
* راجع: الطبقات السنية 2: 48. وترجمته في الجواهر المضية برقم 201.
روى عن أبي علي محمد بن محمد بن الحارث، الحافظ السمرقندي، وغيره.
ذكره الحافظ أبو سعد الإدريسي، في "تاريخ سمرقند".
وقال: كان من الفقهاء على مذهب أبي حنيفة، وكان يتّهم
(1)
بمذهب الاعتزال. كتبنا عنه.
ومات في شهر ربيع الأول، سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
516 - الإمام الهمام قدوة الأنام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، رضى الله عنه
*.
(1)
في الأصول "يهتم"، والمثبت في الجواهر المضية.
* راجع: الطبقات السنية 2: 49 - 52.
وترجمته في الأنساب 27 ظ، 157، 367، والبداية والنهاية 1: 274، وتاج التراجم 8، 9، تاج العروس 10: 323، وتذكرة الحفاظ 3: 808 - 810، والجواهر المضية برقم 204، وحسن المحاضرة 1: 350، وروضات الجنات 1: 214، وشذرات الذهب 2: 288، وطبقات الفقهاء، للشيرازي 142، وطبقات القراء 1: 116، وطبقات المفسرين للداودي 173، والعبر 2: 186، والفهرست 292، والفوائد البهية 31 - 34، وكشف الظنون 1: 20، 32، 298، 562، 568، 674، 2: 1046، 1147، 1250، 1326، 1609، 1627، 1728، 1837، 1980، وكتائب أعلام الأخيار برقم 15، واللباب 1: 280، 2: 82، ولسان الميزان 1: 274، والمختصر لأبي الفدا 2: 84، ومرآة الجنان 2: 281، ومعجم البلدان 3: 516، 517، ومفتاح السعادة 2: 275، 276، والمنتظم 6: 250، والنجوم الزاهرة 3: 240، وهدية العارفين 1: 58، والوافي بالوفيات 8: 9، 10، ووفيات الأعيان 1: 71، 72.
قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى: هو من أعاظم المجتهدين في الفقه الإسلامي، وقد خلّف مؤلّفات عظيمة النفع للغاية، في علوم الرواية والدراية. وقد جمع بين براعتين: البراعة في علوم الحديث والبراعة في الفقه وأصوله، جمعا قلّ مَنْ جمع بينهما جمعَه في علماء هذه الأمّة، كما يعترف بذلك مَنْ نهل من مناهل آثاره الفيّاضة، فأحببتُ إفرادَ ترجمته بنوع من الإفاضة في رسالة، سمّيتها:"الحاوي في سيرة الإمام أبي جعفر الطحاوي" رحمه الله، ورضى عنه، وأرضاه، عرفانا لجميله، قياما ببعض ما يجبُ في تبجيله، والله سبحانه ولي التوفيق، والهادي إلى أقوم طريق.
نسب الطحاوي وميلاده:
عداده في حجر الأزد من قبائل "اليمن"، سكن أجداده "مصر" بعد الفتح الإسلامي، والحَجْر بفتح الحاء وسكون الجيم فخذ من أفخاذ قبيلة الأزد المعروفة، ويقال للأزد هذه: أزد الحجر، تمييزا لها من أزد شنوءة، والأزد بفتح الهمزة وسكون الزاي لها أفخاذ كثيرة، شرحها في كتب أنساب العرب، وقد ساق مسلمة بن القاسم القرطبي نسب أبي جعفر الطحاوي في كتابه المعروف بـ "الصلة" لكونه ذيلا لـ "تاريخ البخاري الكبير"، فقال: هو أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم بن سليمان بن جواب الأزدي ثم الحجر المصري الطحاوي، الإمام المحدّث الفقيه الحنفي الحافظ أبو جعفر.
ووقف الحافظ ابن عساكر في سوق نسبه عند سليم، وابن خلّكان عند عبد الملك، واختلفوا في ميلاده، فقال ابن عسكر نقلا عن ابن يونس: إنه ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، وعليه اقتصر الذهبي وأبو المحاسن، لكن قال البدر العيني في "نخب الأفكار": قال السمعاني: ولد الطحاوي سنة
تسع وعشرين ومائتين، وهو الصحيح. وقال أبو سعيد بن يونس: قال الطحاوي: ولدت في سنة تسع وعشرين، وهذا يخالف ما حكاه ابن عساكر عن ابن يونس، و"تاريخ ابن يونس" من التواريخ التي لم نظفرْ بها، ولا بدّ أن أحدهم وهم، إلا أن الثاني بخطّ المؤلّف. وقال ابن خلّكان: وكانتْ ولادته سنة ثمان وثلاثين ومائتين. وقال أبو سعد السمعاني: ولد سنة تسع وعشرين ومائتين، وهو الصحيح، وزاد غيره، فقال: ليلة الأحد لعشر خلون من ربيع الأول. وقال ابن كثير: أبو جعفر الطحاوي، نسبة إلى قرية بـ "صعيد مصر"، الفقيه الحنفي، صاحب المصنّفات المفيدة، والفوائد الغزيرة، وهو أحد الثقات الأثبات، والحفّاظ الجهابذة، وهو ابن أخت المزني
…
وذكر أبو سعد السمعاني أنه ولد في سنة تسع وعشرين ومائتين، فعلى هذا الميلاد كما فعل ابن نقطة الحافظ في "التقييد لمعرفة رواة المسانيد"، وذكر أن مولده سنة تسع وعشرين ومائتين.
وقال البدر العيني: (فعلى هذا كان عمر الطحاوي حين مات أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري صاحب "الصحيح" سبعا وعشرين سنة، لأن البخاري مات سنة ستّ وخمسين ومائتين، وكان عمره حين مات مسلم بن الحجّاج صاحب "الصحيح" اثنين وثلاثين سنة، لأن مسلما مات في سنة إحدى وستين ومائتين، وشاركه الطحاوي في روايته -عن بعض شيوخه- وكان عمره حين مات أبو داود صاحب "السنن" ستا وأربعين سنة، لأن أبا داود مات في سنة خمس وسبعين ومائتين، وشاركه أيضا في روايته -عن بعض شيوخه- وكان عمره حين مات أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي صاحب "الجامع" خمسين سنة، لأن الترمذي مات في سنة تسع وسبعين ومائتين، وكان عمره حين مات أحمد بن شعيب
بن على النسائي أربعا وسبعين سنة، لأن السنائي مات في سنة ثلاثة وثلاثمائة، وشاركه أيضا في روايته، وروى الطحاوي عنه أيضا، وكان عمره حين مات محمد بن يزيد بن ماجة صاحب "السنن" أربعا وأربعين سنة، لأن ابن ماجة مات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وشاركه أيضا في روايته -عن بعض شيوخه- وكان عمره حين مات الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله اثنتي عشرة سنة، لأن أحمد مات سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان عمره حين مات يحيى بن مَعين أربع سنين، لأن يحيى بن مَعين مات سنة ثلاثة وثلاثين ومائتين، وهذا كلّه على القول الصحيح: إن مولده سنة تسع وعشرين ومائتين. وكذا ذكر مولدَه الحافظُ محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن نقطة البغدادي في كتابه "التقييد لمعرفة رواة المسانيد"
(1)
في باب الأحمدين في ترجمة أبي جعفر الطحاوي.
فهكذا كما رأيت لقد عارض الطحاوي هؤلاء الأئمة الحفّاظ الكبار، وشاركَ بعضهم في روايتهم، فإن من جملة مشايخ الطحاوي هارون بن سعيد الأيلى، وقد روى عنه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. قال الحافظ عبد الغني المقدسي في "الكمال" في ترجمة هارون بن سعيد: روى عنه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم، ومن جملة مشايخه الربيع بن سليمان الجيزي. وقد روى عنه أبو داود، والنسائي. قال في "الكمال": الربيع بن سليمان الجيزي المصري الأعرج، روى عنه أبو داود، والنسائي، وعبد الله بن حمدان، وأبو جعفر الطحاوي، ثم قال: وستقف على مثل هذا كثيرا في أثناء الكتاب عند ذكر مشايخ أبي جعفر الطحاوي، الذين روى عنهم، وكتب، وحدّث.
(1)
وهو من محفوظات مكتبة الأزهر، وفيه خروم. (الكوثري).
كثرة شيوخ الطحاوي في العلم وكثرة تلاميذه والرواة عنه:
وقد جمع مشايخَ الطحاوي في جزء واحد عبدُ العزيز بن أبي طاهر التميمي، فمن شيوخه خاله المزني، وقد سمع منه كثيرا، وروى عنه "سنن الشافعي"، قال ابن يونس: سمع الطحاوي من خاله المزني كثيرا، وروى عنه "مسند الشافعي". قال العيني: قلتُ وروايته عنه كثيرة في تصانيفه، ولا سيّما في "معاني الآثار"، وإن غالب مَنْ يروي "مسندَ الشافعي" إلى يومنا هذا يروون عن طريقه. ا هـ.
أقول: إن الأحاديث المروية عن الشافعي بطريق الطحاوي هى مَنْ جمع الطحاوي من مسموعاته من المزني عن الشافعي رضى الله عنه، فيعرف هذا المجموع بـ "سنن الشافعي"، و "سنن الطحاوي"، وله نسخ في غاية الصحة، وعليها خطوط التسميع طبقة فطبقة، منها النسخة المحفوظة في مكتبة أيا صوفيا بـ "الآستانة"، والنسخة المطبوعة جيّدة أيضا، إلا أن ما جمعه ابنُ مطر النيسابوريّ من مسموعاته من أبي العبّاس الأصمّ، صاحب الربيع المرادي، عن الربيع عن الشافعي، مما هو مسموعه في "كتاب الأم" ففي حاجة ماسّة إلى التهذيب والإصلاح، فقام بذلك الحافظ محمد عابد السندي في كتابه "ترتيب مسند الشافعي" حيث رتّبه، وحذف المكرّر منه، فأصبح هذا العمل منه نافعا، -والله سبحانه يكافئه على هذا-، فنتمنّى أن يقوم بعض أهل الشأن بنشر هذا المسند المرتّب المهذّب ليعمّ نفعه، لأن ما سبق طبعه من "مسند الشافعي" من رواية أبي العبّاس الأصمّ في "الهند" و "مصر" لا يخلو من أغلاط فظيعة.
وقال ابن عسكر في "تاريخه" في ترجمة الطحاوي: سمع هارون بن سعيد الأيلى، وأبا شريح محمد بن زكريا كاتب العمري، وأبا عثمان سعيد
ابن بشر بن مروان الرقّي، والربيع بن سليمان الجيزي، وأبا الحارث أحمد بن سعيد الفهري، وعلى بن معبد بن نوح، وعيسى بن إبراهيم الغافقي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبو قرّة محمد بن حميد الرعيني، ومالك بن عبد الله التجيبي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وإبراهيم بن منقذ الخولاني، وإبراهيم بن مرزوق، وبحر بن نصر الخولاني، وسليمان بن شعيب الكيساني، وجماعة غير من سمّيت.
وقال ابن عساكر في ترجمة النسائي: إن الطحاوي روى عن النسائي، وقال أبو سعيد بن يونس: سمع الطحاوي الحديث من خلق من المصريين والغرباء القادمين إلى "مصر"، منهم: سليمان بن شعيب الكيساني، وأبو موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي. وقال البدر العيني: شارك فيه مسلما، وغيره. وقال عبد الغني في "الكمال": يونس بن عبد الأعلى الصدفي أبو موسى المصري روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه. وروى عن الطحاوي خلق كثير.
وقد أفرد بعضُ أهل العلم، الذين رووا عنه بالتأليف في جزء، فمن أخذ عنه أبو الحسن علي بن أحمد الطحاوي، وأبو محمد عبد العزيز بن محمد التميمي الجوهري قاضى "الصعيد"، وأبو بكر مكّي بن أحمد بن سعدويه البردعي، وأبو القاسم مسلمة بن القاسم بن إبراهيم القرطبي، وأبو القاسم عبيد الله بن علي الداودي القاضي، شيخ أهل الظاهر في عصره، والحسن بن القاسم بن عبد الرحمن أبو محمد المصري الفقيه، وابن أبي العوام القاضي الكبير، وأبو الحسن محمد بن أحمد الأخميمي، وميمون بن حمزة العبيدلي، ويوسف بن القاسم الميانجي، وأحمد بن عبد الوارث الزجّاج، ومحمد بن بكر بن مطروح، وأبو بكر أحمد بن محمد بن منصور الدامَغاتي الأنصاري القاضي، وأبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر، وغيرهم.
وروي عنه من المشايخ الأجلّاء الأثبات: الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني صاحب "المعجم"، والحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري صاحب "التاريخ"، والحافظ المفيد أبو بكر محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي المعروف بغندر، والحافظ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي المقرئ، سمع منه "كتاب معاني الآثار"، وهو راويته في أسانيد الرواة على توالي الطبقات، والحافظ أحمد بن القاسم بن عبد الله البغدادي المعروف بابن الخشاب، والحافظ محمد بن المظفّر بن موسى أبو الحسين البغدادي. سمع منه بـ "مصر""سنن الشافعي" بروايته عن خاله إسماعيل بن يحيى المزني، كذا قال الحافظ ابن نقطة فيما ذكره البدر العيني.
سرد أسماء شيوخ الطحاوي على ترتيب الحروف:
أ - إبراهيم بن أبي داود البرلسي، إبراهيم بن منقذ الخولاني، إبراهيم بن محمد الصيرفي، إبراهيم بن مرزوق البصري، إبراهيم بن على بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، إبراهيم بن أحمد بن مروان، أحمد بن الحسن بن القاسم الكوفي، أحمد بن داود بن موسى السدوسي، أحمد بن سهل الرازي، أحمد بن أصرم المزني، أحمد بن مسعود المقدسي، أحمد بن سعيد الفهري، أحمد بن محمد بن حمّاد أبو بشر الدولابي، أحمد بن يوسف، أحمد بن خالد بن يزيد الفارسي، أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، أحمد بن حمّاد التجيبي، أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطَّان، أحمد بن محمد بن سلام البغدادي، أحمد بن محمد بن بشّار، أحمد بن خلف، أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، أحمد بن شعيب النسائي، أحمد بن عبد المؤمن المروزي، أحمد بن أبي عمران موسى البغدادي، إسحاق بن إبراهيم بن يونس
البغدادي الورّاق، إسحاق بن إسماعيل الأيلي، إسحاق بن الحسن بن الحسين الطحّان المروزي، إسماعيل بن إسحاق بن سهل الكوفي، إسماعيل بن حمدويه البكائي، إسماعيل بن يحيى المزني خاله.
ب - بحر بن نصر بن سابق الخولاني، بكّار بن قتيبة البصري، بكر بن إدريس بن الحجّاج بن هارون الأزدي.
ج - جعفر بن سليمان بن محمد الهاشمي، جعفر بن أحمد بن الوليد الأسلمي.
ح - الحجّاج بن عمران المازني، الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي، الحسن بن عبد الأعلى الصنعاني، الحسن بن سعيد الأزدي، الحسين بن نصر بن المبارك البغدادي، حكيم بن سيف الرقي.
ر - الربيع بن سليمان الأزدي الجيزي، الربيع بن سليمان المرادي، روح بن الفرج أبو الزنباع.
ز - زكريا بن يحيى بن أبان.
س - سعيد بن بشر بن مروان الرقّي، سعيد بن سليمان الواسطي، سليمان بن شعيب الكيساني.
ص - صالح بن حكيم التمّار البصري، صالح بن شعيب بن أبان البصري، صالح بن عبد الرحمن الأنصاري.
ط - طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق.
ع - عبد الله بن محمد بن خشيش البصري، عبد الله بن أبي داود، عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي أبو زرعة، عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، عبد الرحمن بن الجارود بن عبد الله بن زادان الكوفي، عبد العزيز بن معاوية الغسّاني، عبد الملك بن مروان الرقّي، عبد الله بن أحمد
ابن زكريا بن الحارث بن أبي ميسرة المكّي، عبد الغني بن رفاعة اللخمي، عبيد بن رجال المصري، علي بن شيبة البصري، علي بن معبد بن نوح، على بن سعيد بن بشر الرازي، علي بن عبد العزيز صاحب أبي عبيد -وبطريقه يروي قراءات عاصم والأعمش وحمزة والكسائي إجازة- علي بن أحمد بن سليمان، على بن الحسين بن عبد الرحمن بن فهم، علي بن زيد الفرائضي، علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي علان، علي بن عبد الرحمن الأنصاري، عمران بن موسى الطائي. عمر بن إبراهيم بن يحيى البغدادي، عيسى بن إبراهيم بن مشرود الغافقي، عبد الحميد بن عبد العزيز القاضي أبو خازم.
ف - فهد بن سليمان المكّي.
ق - القاسم بن عبيد الله بن مهدي الأخميمي، القاسم بن محمد بن جعفر البصري.
ل - الليث بن عبدة بن محمد المروزي.
م - محمد بن سليمان بن هشام الخزّاز (اليشكري)، مبشر بن الحسن بن مبشر البصري، محمد بن على بن داود البغدادي، محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، محمد بن سنان الشيزري، محمد بن خزيمة بن راشد الأسدي، محمد بن جعفر الفريابي، محمد بن عمرو بن يونس الكوفي، محمد بن حرملة، محمد بن أحمد بن العبّاس الرازي إجازة، محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي، محمد بن على بن زيد المكّي، أبو بكر محمد بن إبراهيم بن جنادة البغدادي، محمد بن حميد بن هشام أبو قرّة الرعيني، محمد بن أحمد الكوفي أبو العلاء، محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ المكّي، محمد بن الحجّاج بن سليمان الحضرمي، محمد بن علي بن داود البغدادي، المطلب
ابن شعيب بن حبّان الأزدي، محمد بن زكريا كاتب العمري، محمد بن عبد الرحمن الهروي، محمد بن ربيعة المكّي، موسى بن الحسن بن عبد الله المروزي السهيلي، محمد بن العبّاس بن الربيع اللؤلؤي، محمد بن عزيز الأيلي، محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي، محمد بن بحر بن مطير الواسطي، محمد بن النعمان السقطي، محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي، محمد بن هشام الشيزري، محمد بن حرب النسائي الحمصي، محمد بن عيسى بن فليح الخزاعي، محمد بن عيسى بن جابر الرشيدي، محمد بن عمرو بن ثمام الكلبي أبو الكردوس، محمد بن زياد بن ريان الكلبي، محمد بن سليمان الباغندي، موسى بن عيسى المقرئ شيخه في القراءات، موسى بن النعمان المكّي، محمد بن سلامة الطحاوي أبوه، محمد بن عبد الله بن عبد الجبار المرادي، محمد بن أحمد بن جعفر الدهلي الكوفي، محمد بن جعفر بن محمد بن أعين، موسى بن الحسن البغدادي، محمد بن علي بن يزيد المكّي، مالك بن عبد الله بن يوسف التجيبي، محمد بن رجال، محمد بن على بن زيد الحلواني، محمد بن عبده المروزي، مسعدة بن حازم، موسى بن الحسن المروزي، مالك بن يحيى الهمداني، محمد بن علي بن محرز البغدادي، محمد بن يحيى بن مطر البغدادي، مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري.
ن - نصر بن حرب المسمعي، نصر بن مرزوق العتقي.
و - الوليد بن محمد التميمي أبو القاسم (ولاد).
هـ - هارون بن كامل أبو موسى المصري، هارون بن محمد العسقلاني.
ي - يحيى بن عثمان بن صالح السهمي المصري، يحيى بن نصير، يحيى بن إسماعيل البغدادي أبو زكريا، يوسف بن يزيد، يونس بن عبد الأعلى.
سرد أسماء بعض أصحاب الطحاوي:
وقد ذكرتُ جملةً صالحةً من أصحاب أبي جعفر الطحاوي فيما سبق، وهم في غاية الكثرة، ولا أريد إطالة الكلام هنا بسرد أسمائهم لقلّة جدواها، وأكتفي بذكر بعضهم كنماذج، فمنهم: أحمد بن إبراهيم بن حمّاد أبو عثمان قاضى "مصر" حفيد إسماعيل القاضي، وأحمد بن عبد الوارث الزجاج، وأحمد بن القاسم بن عبد الله البغدادي الحافظ المعروف بابن الخشاب، وأحمد بن محمد بن منصور أبو بكر الأنصاري الدامغاني القاضي، والحسن بن القاسم بن عبد الرحمن أبو محمد المصري، وسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني الحافظ صاحب "المعاجم"، وعبد الله بن أحمد بن زبر أبو محمد القاضي، والد أبي سليمان، وعبد الله بن حديد بن الشواء أبو محمد الأرزني، وعبد الله بن محمد بن أحمد أبو القاسم المعروف بابن أبي العوّام الحافظ القاضي الكبير، وعبد الرحمن بن إسحاق الجوهري قاضى "مصر"، وعبد الرحمن بن أحمد بن يونس أبو سعيد المصري الحافظ المؤرّخ، وعبد العزيز بن محمد التميمي الجوهري قاضى "الصعيد"، وعبيد الله بن علي الداودي أبو القاسم شيخ أهل الظاهر في عصره، وعلى بن أحمد بن محمد بن سلامة أبو الحسن الطحاوي ابنه، وعلي بن الحسين بن حرب أبو عبيد قاضي "مصر"، ومحمد بن أحمد الأخميمي أبو الحسن، ومحمد بن إبراهيم بن علي المقرئ أبو بكر الحافظ، ومحمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر أبو سليمان الحافظ، ومحمد بن عبيدة أبو عبيد الله قاضى "مصر"، ومحمد بن جعفر بن الحسين البغدادي المعروف بغندر الحافظ المفيد، ومحمد بن عمر الترمذي أبو الفضل، ومسلمة بن القاسم بن إبراهيم أبو القاسم القرطبي. ومكّي بن أحمد بن سعدويه البردعي أبو بكر، ومحمد بن المظفِّر بن موسى أبو الحسين البغدادي الحافظ،
وميمون بن حمزة العبيدلي، وهشام بن محمد بن أبي خليفة الرعيني، وهشام بن محمد بن قرّة المصري، ويوسف بن القاسم الميانجي أبو القاسم، وفي هذا القدر كفاية في سرد أسماء أصحابه وتلاميذه، كنماذج لأصحابه من حفّاظ الحديث والفقهاء، رضي الله عنهم أجمعين.
ثناء أهل العلم على الطحاوي:
قال البدر العيني في "نخب الأفكار" أما الطحاوي فإنه مجمع عليه في ثقته وديانته وأمانته، وفضيلته التامة، ويده الطولى في الحديث وعلله وناسخه ومنسوخه، ولم يخلْفه في ذلك أحد، ولقد أثنى عليه السلف والخلف، فقال أبو سعيد بن يونس في ترجمته في "تاريخ العلماء المصريين": كان الطحاوي ثقة ثبتا فقيها عاقلا، لم يخلفْ مثله. وكذا قال الحافظ ابن عساكر، وقال مسلمة بن القاسم القرطبي في "الصلة": كان ثقة، جليل القدر، فقيه البدن، عالما باختلاف العلماء، بصيرا بالتصنيف. ثم ذكر كلمة عن ابن الأحمر، وسنتحدّث عنها، وقال حافظ المغرب أبو عمر بن عبد البر: كان الطحاوي كوفي المذهب، وكان عالما بجميع مذاهب الفقهاء. وفي "تاج التراجم"، قال ابن عبد البر في "كتاب العلم": كان من أعلم الناس بسير الكوفيين وأخبارهم، مع مشاركته في جميع مذاهب الفقهاء. وقال الحافظ السمعاني: كان الطحاويّ ثقة ثبتا. وقال ابن الجوزيّ في "المنتظم": كان الطحاويّ ثبتا فهما فقهيا عاقلا من"طحا" قرية في "صعيد مصر"، وكذا قال سبطُه في "مرآة الزمان"، ثم قال: واتفقوا على فضله وصدقه وزهده وورعه. وقال الذهبي في "تاريخه الكبير": الفقيه المحدّث الحافظ أحد الأعلام، وكان ثقة ثبتا فقيها عاقلا. وقال ابن كثير في "البداية والنهاية"، وفي ترجمة الطحاوي: وهو أحد الثقات الأثبات والحفّاظ الجهابذة. ا هـ.
وقال الصلاح الصفدي في "الوافي": كان ثقة نبيلا ثبتا فقيها عاقلا، لم يخلفْ بعده مثله. وقال اليافعي: برع في الفقه والحديث، وصنّف التصانيف المفيدة. ا هـ.
وقال السيوطي: الإمام العلامة الحافظ، صاحب التصانيف البديعة، وكان ثقة، ثبتا، فقهيا، لم يخلفْ بعده. ا هـ.
وقال البدر العيني بعد أن ذكر نصوص كثير: ممن أثنوا على الطحاوي: ولقد أثنى عليه كلّ مَنْ ذكره من أهل الحديث والتاريخ، كالطبراني، وأبي بكر الخطيب، وأبي عبد الله الحميدي، والحافظ ابن عساكر، وغيرهم من المتقدّمين والمتأخّرين، كالحافظ أبي الحجّاجْ المزّي، والحافظ الذهبي، وعماد الدين بن كثير، وغيرهم، من أصحاب التصانيف. ولا يشكّ عاقل منصف أنّ الطحاوي أثبت في استنباط الأحكام من القرآن، ومن الأحاديث النبوية، وأقعد في الفقه من غيره، ممن عاصرَه سنا، أو شاركه رواية، من أصحاب الصحاح والسنن، لأنّ هذا إنما يظهر بالنظر في كلامه وكلامهم. ومما يدلّ على ذلك، ويقوي ما ادّعيناه تصانيفه المفيدة الغزيرة في سائر الفنون من العلوم النقلية والعقلية.
وأما في رواية الحديث، ومعرفة الرجال، وكثرة الشيوخ فهو كما ترى إمام عظيم، ثبت ثقة حجّة، كالبخاري، ومسلم، وغيرهما، من أصحاب الصحاح والسنن. يدلّ على ذلك اتساع روايته، ومشاركته فيها أئمة الحديث المشهورين، كما ذكرناهم.
وأما تصانيفه فتصانيف حسنة، كثيرة الفوائد، ولا سيّما "كتاب معاني الآثار". فإن الناظر فيها المنصف إذا تأمّله يجده راجحا على كثير من كتب الحديث المشهورة المقبولة، ويظهر له رجحانه بالتأمل في كلامه
وترتيبه، ولا يشكّ في هذا إلا جاهل أو معاند متعصب، وأما رجحانه على نحو "سنن أبي داود"، و "جامع الترمذي"، و "سنن ابن ماجه"، ونحوها، فظاهر لا يشكّ فيه عاقل، ولا يرتاب فيه إلا جاهل، وذلك لزيادة ما فيه من بيان وجوه الاستنباطات، وإظهار وجوه المعارضات، وتمييز النواسخ من المنسوخات، ونحو ذلك. فهذه هي الأصل، وعليها العمدة في معرفة الحديث، والكتب المذكورة غير مشحونة بها كما ينبغي. كما ترى ذلك، ونعاينه. فإن ادّعى المدّعي كونه مرجوحا بوجود بعض الضعفاء والأسقاط في رجاله، فيجاب بأن السنن المذكورة ملأي بمثل ذلك. بل وقد قيل: إنها لا تخلو في بعض أحاديث باطلة، وأحاديث موضوعة. وأما الأحاديث الضعيفة فكثيرة جدًّا.
وأما "سنن الدارقطني"، أو "الدارمي" أو "البيهقي"، ونحوها فلا تقارب خطوة، ولا تداني حقوة. ولا هي مما تجري معه في الميدان. ولا مما تعادل معه في كفتي الميزان. ولم يظهرْ رجحان هذا الكتاب عند كثير من الناس، لكونه كنزا مخفيا، ومعدنا مخبيا. لم يصادفْه مَنْ يستخرج ما فيه من العجائب. ولم يعثرْ عليه مَنْ يستنبط ما فيه من الغرائب. فلم يبرح الكمون والاختفاء. ولم يبرزْ على منصة الاجتلاء. حتى كاد أن تضيف شمسه إلى الأفول، وبدره إلى النحول. وذلك لقصور فهم المتأخّرين، وتركهم هذا الكتاب، واشتغالهم بما لا يفيد شيئا في هذا الباب. مع استيلاء المخالفين المتعصّبة على بقاع مناره. وتحامل الخصوم المعادية على اندراس معالمه وآثاره، ولكن الله يحقّ الحقّ، ويبطل الباطل، حيث خلق أناسا قاموا بحقوقه، وأحيوا مواته، وقضوا على محاسن معالمه ما فاته، فظهر له الترجح على أمثاله، والتفوّق على أشكاله. ا هـ.
وتلك بعض ما قاله أعلام العلماء في الثناء على الطحاوي الجدير بكلّ ثناء.
نشأة الطحاوي على مذهب خاله، ثم انتقاله منه:
أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني أفقه أصحاب الإمام الشافعي وأحدّهم ذكاء كان خال الطحاوي، فأخذ يتفقّه عليه في نشأته، فكلّما تقدّم في الفقه كان يجد نفسَه بين تدافع مدّ وجزر في التأصيل والتفريع، وبين إقدام وإحجام في النقض والإبرام، في قديم المسائل وحديثها، وكان لا يجد عند خاله ما يشفى غلّته في بحوثه، فأخذ يترصّد ما يعمله خاله في المسائل الخلافية، فإذا هو كثير المطالعة لكتب أبي حنيفة، فينفرد عن إمامه منحازا إلى رأي أبي حنفية في كثير من مسائل، سجّلها في "مختصره"، فأخذ يطلع على المنهج الفقهي عند أهل "العراق"، فاجتذبه، حتى أخذ يتفقّه على أحمد بن أبي عمران القادم من "العراق" بعد أن اطّلع على ردّ بكّار بن قتيبة على "كتاب المزني"، فأصبح في عداد المتخيّرين لهذا المنهج، نابذا منهجه القديم، فأثار ذلك بعض ضجة حيكت حولها حكايات، فأسوقها مع ما لها وما عليها بمبلغ علمي، فيختار القارئ ما يراه أقرب إلى الصحة من تلك الروايات.
وأشهر تلك الروايات ما ذكره أبو إسحاق الشيرازي الشافعي في "طبقات الفقهاء"، وإليك نصّه: انتهتْ إلى أبي جعفر -الطحاوي- رياسةُ أصحاب أبي حنيفة بـ "مصر"، أخذ العلم عن أبي جعفر أحمد بن أبي عمران، وأبي خازم، وغيرهما، وكان شافعيا، يقرأ على المزني، فقال له يوما: والله لا جاء منك شيء. فغضب من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران، فلمّا
صنّف "مختصره"، قال: رحم الله أبا إبراهيم، لو كان حيّا لكفّر عن يمينه. وهذا خبر خال عن السند
(1)
، و "لا جاء" بصيغة الماضي، والحلف على الماضي غموس أو لغو، لا يوجب الكفّارة في مذهب المزني، و "شيئ" بمعنى شيء يعتدّ به في باب العلم بقرينة المقام، والطحاوي أعلى مقاما في العلم من أن يجهل حكم الحلف على الماضي في المذهبين، فيكون مع الخبر ما يكذبه.
وأما رواية السلفي في "معجم شيوخه" عن أحمد بن عبد المنعم الآمدي، عن محمد بن علي الدامغاني، عن القدروي، أن المزني قال للطحاوي يوما: والله لا أفلحت، فغضب، وانتقل من عنده، وتفقّه على مذهب أبي حنيفة
…
، وكان يقول: رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيا، ورآني لكفّر عن يمينه، فعلى صيغة الماضي أيضا فلا يوحب الحلف على الماضي الكفّارة في المذهبين، على أن هذا الخبر مقطوع للمفازة بين القدوري والطحاوي.
وأما ما ذكره ابن عساكر في "تاريخه" من قوله: بلغني أن سبب تركه لمذهب الشافعي أنه تكلّم يوما بحضرة المزني في مسألة، فقال له المزني: والله لا تفلح أبدا. فغضب من قول المزني، وانقطع إلى أبي جعفر بن أبي عمران، وقال بقول أبي حنيفة، حتى صار رأسا فيه، فاجتاز بعد ذلك بقبر المزني، فقال: يرحمك الله يا أبا إبراهيم! لو كنت حيا لكفّرت عن يمينك، فحلف على المستقبل، لكنّه كلام لا سندَ له، لأنه من بلاغاته، كما ترى.
(1)
وهو مأخوذ من كلام الصيمري، يرويه عن أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، المتوفى سنة 403 هـ وهو لم يدرك زمن الطحاوي، ولا عزا إلى من أدرك، فتكون هذه الحكاية من الحكايات المرسَلة على عواهنها. (الكوثري).
وقال ابن عساكر: قرأتُ على أبي محمد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، قال: قرأتُ على أبي الحسين علي بن موسى بن الحسين السمسار، قال: قال لنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال لي أبو جعفر الطحاوي: أول من كتبتُ عنه الحديثَ المزني، وأخذتُ بقول الشافعي، فلمّا كان بعد سنين قدم أحمد بن أبي عمران، قاضيا على "مصر"، فصحبتُه، وأخذتُ بقوله. وكان يتفقّه للكوفيين. وتركتُ قولي الأول، قرأيتُ المزني في المنام، وهو يقول لي: يا أبا جعفر! اغتصبك أبو جعفر، يا أبا جعفر اغتصبك أبو جعفر، وليس في هذا حلف.
وقال أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" عن محمد بن أحمد الشروطي، أنه قال للطحاوي: لم خالفتَ مذهب خالك؟ واخترتَ مذهبَ أبي حنيفة، فقال لأني: كنتُ أرى خالي يديم النظرَ في كتب أبي حنيفة، فلذلك انتقلتُ إليه، هكذا في نقل البدر العيني، وابن خلّكان، يعني فبدأتُ أديم النظرَ فيها، فاجتذبتني إلى المذهب، كما حملت تلك الكتب خالي على الانحياز إلى أبي حنيفة في كثير من المسائل، كما يظهر من "مختصر المزني"، ومخالفاته للشافعي فيه في كثير من المسائل، وقول الطحاوي نفسه في سبب انتقاله هو الجدير بالتعويل.
وباقى الحكايات لا تخلو من مأخذ سندا ومتنا، كما سبق، فليأخذ القارئ بما يطمئنّ إليه بعد الإلمام بأطراف هذا الحديث، ومما يلاحظ هنا أنّ ابن أبي عمران الذي يقال: إن الطحاوي انتقل إلى مجلسه، تاركا مجلس خاله، إنما ولي قضاء "مصر" بعد القاضي بكّار
(1)
.
(1)
قال ابن خلكان: كان أحمد بن طولون يدفع إلى القاضي بكّار في العام ألف دينار سوى المقرّر له، فيتركها بكّار يختمها، ولا يتصرّف فيها، فلمّا دعاه ابن طولون فخلع الموفّق من ولاية العهد امتنع، فاعتقله، وطالبه بحمل الذهب، فحمله إليه بحتومه. =
وهو توفي سنة 270 هـ بـ "مصر" بعد وفاة المزني سنة 264 هـ بمدّة كبيرة. وقد قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ": (3: 29). وأما ابن أبي عمران الحنفي
(1)
.
فكان قاضى "الديار المصرية" بعد القاضى بكّار. اهـ.
وأبو سليمان بن زبر الحافظ من كبار أصحاب الطحاوي قد حكى من لفظه ما سبق ذكرُه مع السند إليه، فيكون الاعتماد على حكاية ابن زبر والشروطي، لكون قولهما متلقى من الطحاوى مباشرة. والله أعلم.
والذى حكاه ابن حجر في "اللسان": أنه كان أولا على مذهب الشافعي، ثم تحوّل إلى مذهب الحنفية، لكائنة جرتْ له مع خاله المزني: وذلك أنه كان يقرأ عليه، فمرّتْ مسألة دقيقة، فلم يفهمْها أبو جعفر، فبالغ المزني في تقريبها له، فلم يتفقْ ذلك، فغضب المزني متضجّرا، فقال: والله لا جاء منك شئ. فقام أبو جعفر من عنده، وتحوّل إلى أبي جعفر
= وكان ثمانية عشر كيسا، وفي كل كيس ألف دينار، فاستحيي ابن طولون عند ذلك من الملأ، وقال أبو المحاسن: قلت: هذا هو القاضى الذي في الجنة رحمه الله، ولم يعين قاض بدله إلى وفاته، اكتفاء بنيابة محمد بن شاذان الجوهري عنه مدّة اعتقاله. وترجمه بكّار في غاية العظمة، قال الطحاوي في "تاريخه الكبير": ما تعرّض أحد لبكّار، فأفلح كما في "طبقات القرشي". (الكوثري).
(1)
أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى البغدادي الإمام أبو جعفر الفقيه قاضى الديار المصرية من أكابر الحنفية، تفقّه على محمد بن سماعة. وحدّث عن عاصم بن علي وطائفة. روى الكثير وهو شيخ الطحاوي، مات في المحرّم سنة خمس وثمانين ومائتين بـ "مصر". وثقة ابن يونس في تاريخه، كما في "حسن المحاضرة" للسيوطي، وله "كتاب الحجج"(الكوثري).
ابن أبي عمران، وكان قاضي "الديار المصرية" بعد القاضي بكّار فتفقّه عنده، ولازمه إلى أن صار منه ما صار. اهـ.
ثم حكى ما قاله أبو إسحاق الشيرازى في "الطبقات" من قول يعزى إلى الطحاوي بعد تصنيفه "المختصر": لو كان المزني حيا لكفّر عن يمينه، وقال شرحا لقوله هذا: يعني الذي حلفه أنه لا يجيء منه شيئ. فحوّل الماضى إلى المستقبل، كما ترى، ثم قال: وتعقّب هذا بعض الأئمة، بأنه لا يلزم المزني في ذلك كفّارة، لأنه على غلبة ظنّه. ثم قال: ويمكن أن يجاب عن أبي جعفر، بأنه أورد ذلك على سبيل المبالغة. ولا شكّ أنه تستحبّ الكفّارة في مثل ذلك، ولو لم يقلْ بالوجوب، وليس يخفى مثل ذلك على أبي جعفر. لكن قرأتُ بخطّ المنذري أن الطحاوي إنما قال ذلك كيما يعير المزني. فأجابه بعضُ الفقهاء بأن المزني لا يلزمْه الحنث أصلا، لأن من ترك مذهب أصحاب الحديث، وأخذ بالرأي، لم يفلح. اهـ.
وهذا تصرّف طريف من ابن حجر، وفيه كثير من العبر، ومن المعلوم أن الغباء الفطري قلّما يتحوّل إلى ذكاء بممارسة العلم، وكتبُ الطحاوي شهودُ صدق على ذكائه الفطري، ومثله لا يكون ممن لا يفهم المسألة مهما بولغ في تقريبها، كما أن المزني لا يستعصى عليه بيان مسألة بحيث لا يفهمها مثل الطحاوي في اتقاد ذهنه. على أن المزني ممن ورث رحابة الصدر والصبر أمام تلاميذه، من إمامه العظيم البالغ الذكاء، الصابر على تعليم من في فهمه بطء من أصحابه.
وقد حكى أبو بكر القفّال المروزي في "فتاواه": أن الربيع المرادي -راوية المذهب الجديد- كان بطئ الفهم، فكرّر عليه الشافعي مسألة واحدة أربعين مرّة، فلم يفهمْ، وقام من المجلس حياء، فدعاه الشافعي في
خلوة، وكرّر عليه، حتى فهمه -كما نقله ابن السبكى- فمن البعيد أن لا يصبر المزني مع الطحاوي في التعليم، وهو ابن أخته، ويتسرّع في الحلف بتلك الصورة البعيدة عن الاتزان.
وأما دعوى أنهم هم أهل الحديث دون الآخرين، فشنشنة تعودنا أن نسمعها من أفواه أناس، فقدوا سلامة التفكير، فلو فكروا جيّدا في مبلغ توسّع أصحابهم في قياس الشبه والمناسبة وردّ المرسَل، مع التساهل في قبول الأحاديث عن كلّ من هبّ ودبّ، ودرسوا جيّدا "مسند أبي العباس" الأصمّ لأقلعوا عن ادّعاء أنهم هم الذين يأخذون بالسنّة، دون سائر الطوائف من فقهاء هذه الأمة، وليس بين طوائف أهل السنّة مَنْ لا يتّخذ الحديث ثاني أصول الاستنباط، لكن بعد تصفيته بمصفاة النقد القويم متنا وسندا، لا باسترسال في قبول مرويّات النقلة من غير بحث ولا تنقيب، عن كلّ ما ورد في البحث الموضوع على مشرحة التمحيص، والله وليّ الهداية.
سعة دائرة رواية الطحاوي عن شيوخ عصره:
من اطّلع على تراجم شيوخ الطحاوي علم أن بينهم مصريين، ومغاربة، ويمنيين، وبصريين، وكوفيين، وحجازيين، وشاميين، وخراسانيين، ومن سائر الأقطار، فتلقّي منهم ما عندهم من الأخبار والآثار، وقد تنقّل في البلدان المصرية وغير المصرية لتحمّل ما عند شيوخ الرواية فيها، من الحديث وسائر العلوم، وكان شديد الملازمة لكلّ قادم إلى "مصر" من أهل العلم من شتى الأقطار، حتى جمع إلى علمه ما عندهم من العلوم، وسمع من أصحاب ابن عيينة وابن وهب، وهذه الطبقة، وخرج إلى "الشام"، فسمع بـ "بيت المقدس" و"غزّة" و"عسقلان"، وتفقّه بـ "دمشق" على القاضى أبي خازم عبد الحميد، كما تفقّه بـ "مصر" على ابن أبي عمران، وبكّار بن قتيبة،
وكان يتردّد إلى القضاة الواردين إلى "مصر"، يستقي ما عندهم من العلوم، حتى أصبح واحد عصره في تحقيق المسائل، وتدقيق الدلائل بحيث يرحل إليه أهل العلم من شتى الأقطار، ليستمتعوا بغزير علومه، على اختلاف مسالكهم ومذاهبهم، وكانوا يتعجبّون جدّا من سعة دائرة استبحاره في شتى العلوم.
قال ابن زولاق في "قضاة مصر": حدّثنى عبد الله بن عمر الفقيه، سمعت أبا جعفر الطحاوي، يقول: كان لمحمد بن عبدة القاضى مجلس للفقه عشية الخميس، يحضره الفقهاء وأصحاب الحديث، فإذا فرغ وصلّى المغرب انصرف الناس، ولم يبق أحد إلا من تكون له حاجة، فيجلس، ففي ليلة رأينا إلى جنب القاضي شيخا، عليه عمامة طويلة، وله لحية حسنة، لا نعرفه، فلمّا فرغ المجلس، وصلى القاضى التفت، فقال: يتأخّر أبو سعيد، يعني الفارابي، وأبو جعفر وانصرف الناس، ثم قام يتركّع، فلمّا فرغ استند، ونصبتُ بين يديه الشموع، ثم قال: خذوا في شيء، فقال ذلك الشيخ: أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أمّه عن أبيه؟ فلم يقلْ أبو سعيد الفارابي شيئا، فقلت أنا: حدّثنا بكّار بن قتيبة، ثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن عبد الأعلى الثعبي، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أمه، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله ليغار للمؤمن فليغر"، قال: فقال لي ذلك الشيخ: أتدري ما تتكلّم به؟ فقلت أيش الخبر؟ فقال لي: رأيتك العشمية مع الفقهاء في ميدانهم، ورأيتك الساعة في أصحاب الحديث في ميدانهم، وقلّ من يجمع ما بين الحالتين. فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه، فأعجب الفريابي القاضي في وصفه لي، ثم أخذنا في المذاكرة. اهـ.
وأبو سعيد هذا هو محمد بن عقيل يعدّ في كبار فقهاء الشافعية من أصحاب المزني، ولم يكنْ يسعه غير السكوت أمام الطحاوي، المستبحر في العلوم، وبهذا العلم الواسع تمكّن من تأليف كتب، لا نظيرَ لها بين مؤلّفات أهل عصره، وكان الحامل له على استجماع الروايات ما لمس في منهجه الجديد من الحاجة الماسّة في استعراض جميع ما ورد في كلّ موضوع فقهي، من خبر مرفوع، أو موقوف، أو مرسَل، أو أثر من السلف، أو رأي منهم، بأسانيد مختلفة المراتب، ليستخلص من بينها الحقّ الصراح، لأن مَنْ قصر في جمع الرواية، واكتفى بخبر يعدّه صحيحا لا يكون وفي العلم حقّه، لأن الروايات تختلف زيادة ونقصا، ومحافظة على الأصل، ورواية بالمعنى واختصارا، فلا يتحصّل طمأنينة في قلب الباحث، إلا باستعراض جميعها، مع آراء فقهاء الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، فيتمكّن بذلك من ردّ المردود، وتأييد المقبول. وهذا ما فعله الطحاوي في كتبه، وقد أهّله علمه الواسع لحمل هذه الأعباء المضنية بمقدرة فائقة، أثارتْ نفوس بعض المخالفين، فتقولوا عليه، فازداد رفعة عند الله وعند الناس، ولولا هذه الهمّة القَعْسَاء عنده لكان في إمكانه أن يكتفي بكتاب من كتب الصحاح، أو السنن، فيعكف عليه وحدَه، ظانّا أنه هو العلم كلّه. لكن مواهبه أبتْ إلا هذا الاعتلاء. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وزيادة على هذا له منهج حكيم في ترجيح الروايات بعضها على بعض، من غير اكتفاء بنقد رجال الأسانيد فقط، وهو دراسة الأحكام المنصوصة وتبيين الأسس الجامعة لشتى الفروع من ذلك، فإذا شذ الحكم المفهوم من رواية راو عن نظائره في الشرع يعدّ ذلك علّة قادحة في قبول الخبر، لأن الأصل الجامع لشتى الفروع والنظائر في حكم المتواتر وانفراد راو
بحكم مخالف لذلك لا يرفعه إلى درجة الاعتداد به، مع هذه المخالفة الصارخة. وهو أجاد تطبيق هذه القاعدة الحكيمة في كتبه جدّ الإجادة، وليس هذا ترجيحا لخبر على خبر بموافقة القياس، كما ظنّ على ما شرحت ذلك في "الإشفاق")، وغيره، ولم يكتف بمجرد نقد الرجال علما منه بمبلغ اختلاف النقاد، حتى في أشهر مشهوري حملة الآثار، ولذا وجد النظّار من المتكلّمين من غير أهل السنّة ما يتخذونه وسيلة، إلا إعلال رواياتهم في كتب أمثال الكرابيسي، وابن أبي خيثمة، وابن مَعين، وابن المديني، وغيرهم، ممن أطلقوا لسان النقد في كثير من الأجلّة، كما يظهر من كتاب أبي القاسم الكعبي، وكتاب الصاحب بن عباد في ذلك، فالطحاوي لم يكتف بهذا النقد القابل للمعارضة. بل سلك منهجا تخيره أصحابنا، وسار سيرهم فيه، وهو عدم إهمال ناحية موافقة حكم الخبر لنظائره أو مخالفته لها. وهذه طريقة بديعة، تركها المتأخّرون، وهي محفوظة بجدتها في كتب الطحاوي، وبروعتها، ويرعاها في بحوثه، بحيث لو تتبعها المتفقه نمتْ ملكته، وانكشفتْ مواهبه، وليس ذلك من جهله بأحوال الرجال، بل كان ما قاله أصحاب الشأن في رجال الرواية على طرف لسانه، ومبلغ سعة علمه في الرجال يظهر عند كلامه في الأحاديث المتعارضة في كتبه. وكتابه الكبير في تاريخ الرجال موضع ثناء أهل العلم، وإن لم نطلعْ عليه، لكن رأينا كثيرا من النقول عنه في كتب أهل الشأن مما يدلّ على زاخر علمه في هذا الباب، وليس ترجيحه لرواية على أخرى لموافقة إحداهما الأصول الجامعة دون الأخرى، من قبيل الترجيح بموافقة القياس، بل ردّ لما لا نظيرَ له في الشرع بالشذوذ، وهو أخذ بأقوى الحجج، ولا يهمل الكلام في الرجال أصلا، كما تجد مصداق ذلك في "معاني الآثار"، و"مشكل الآثار"،
وغيرهما، من مؤلّفاته الخالدة، ومن زعم خلاف ذلك فقد قصرَ في التنقيب، ورمى بدائه غيره، والله المستعان.
بعض أنباء الطحاوي لدى القضاة والحكّام:
ذكر ابن زولاق أن الطحاوي أراد مقاسمة عمّه في الربع الذي بينهما، فحكم له القاضي بالقسمة، وأرسل إليه بمال يستعين به في ذلك، ووافق ذلك أملاكا في مجلس أحمد بن طولون، فحضره أبو جعفر الطحاوي، وقرأ الكتاب، وعقد النكاح، فخرج خادم بصينية فيها مائة دينار، وطيب، فقال: كم القاضي. فقال: كم أبي جعفر، فألقاها في كمّه، ثم خرج إلى الشهود، وكانوا عشرة بعشر صوان، والقاضى يقول: كم أبي جعفر، ثم خرجتْ صينية أبي جعفر، فانصرف أبو جعفر في ذلك اليوم بألف ومائتي دينار سوى الطيب.
قال ابن زولاق: حدّثني عبد الله بن عثمان قال: سمعت أبا جعفر الطحاوي يقول: كانتْ لأبي الجيش بن أحمد بن طولون أمير "مصر" شهادة، فحضر الشهود، وكان كلّما كتب شاهد شهادته قرأها الأمير والقاضي، وكان كلّ شاهد يكتب: أشهدني الأمير أبو الجيش بن أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين، قال أبو جعفر: فلمّا شهدت أنا كتبت: أشهدُ على إقرار الأمير أبي الجيش بن أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين -أطال الله بقائه، وأدام عزّه وعلوه بجميع ما في هذا الكتاب-، فلمّا قرأه الأمير قال للقاضي: من هذا؟ قال: هذا كاتبي، فقال: أبو مَنْ؟ قال: أبو جعفر، فقال: وأنت يا أبا جعفر! -فأطال الله بقاءك، وأدام عزّك-، قال: فقمت بسبب ذلك محسودا من الجماعة. قال ابن زولاق: فلم يزلْ محمد بن عبدة
وأصحابه (يسمّون)، فأغروا به نائب هارون بن أبي الجيش، فاعتقل أبا جعفر الطحاوى بسبب اعتبار الأوقاف.
قال ابن زولاق: وسمعت أبا الحسن علي بن أبي جعفر الطحاوي يقول: سمعت أبي يقول، وذكر فضل أبي عبيدة بن حربويه وفقهه، فقال: كان يذاكرني بالمسائل، فأجبتُه يوما في مسألة، فقال لي: ما هذا قول أبي حنيفة، فقلتُ له: أيّها القاضي أوَ كلّ ما قاله أبو حنيفة أقول به؟ فقال: ما طننتُ إلا مقلّدا، فقلتُ له: وهل يقلّد إلا عصبيّ؟ فقال لي أو غبيّ. قال: فطارتْ هذه الكلمةُ بـ "مصر"، حتى صارتْ مثلا، وحفظها الناس. قال: وكان الشهود ينفسون على أبي جعفر بالشهادة، لئلا يجتمع له رياسةُ العلم وقبولُ الشهادة، فلم يزلْ أبو عبيد في سنة 306 هـ، حتى عدله بشهادة أبي القاسم مأمون، ومحمد بن موسى سقلاب، فقبله، وقدمه، وكان أكثر الشهود في تلك السنة قد حجّوا، وجاوروا بـ "مكة" فتمّ لأبي عبيد ما أراد من تعديله، وكان لأبي عبيد في كلّ عشية مجلس لواحد من الفضلاء، يذاكره، وقد قسم أيام الأسبوع عليهم، منها عشية لأبي جعفر، فقال له في بعض كلامه: ما بلغه عن أمناء القاضي وحضه على محاسبتهم، فقال القاضي أبو عبيد: كان إسماعيل بن إسحاق لا يحاسبهم، فقال أبو جعفر: قد كان القاضي بكّار يحاسبهم، فقال القاضى أبو عبيد: كان إسماعيل
…
وقال أبو جعفر قد حاسب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمناءه، وذكر له قصّة ابن الأتبية
(1)
.
(1)
بالهمزة رواية، والمشهور باللام بضم فسكون، وقيل: بفتحتين. وبنو لتب من الأزد، وحديث ابن اللتبية عبد الله في استعماله على صدقات بني سليم، وبني ذبان في "صحيح البخاري" في الجمعة والزكاة والحيل والأحكام. (الكوثري).
فلمّا بلغ ذلك الأمناء لم يزالوا، حتى أوقعوا بين أبي عبيد وأبي جعفر، وتغيّر كلّ منهما للآخر، وكان ذلك قرب صرف أبي عبيد عن القضاء، قال: فلمّا صرف أبو عبيد عن القضاء أرسل الذي ولي بعده إلى أبي جعفر بكتاب عزله، قال: فحدّثني علي بن أبي جعفر، قال: فجئتُ إلى أبي، فهنأته، فقال لي أبي: ويحك أهذه تهنئة؟ هذه والله تعزية، مَنْ أذاكر بعده أو مَنْ أجالس؟. قال ابن زولاق: ولما تولّى عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري القضاءَ بـ "مصر" كان يركب بعد أبي جعفر، وينزل بعده، فقيل له في ذلك، فقال: هذا واجب، لأنه عالمنا، وقدوتنا، وهو أسنّ مني بإحدى عشرة سنة، ولو كانتْ إحدى عشرة ساعة لكان القضاء أقلّ من أن أفتخر به على أبي جعفر، ولما ولي أبو محمد عبد الله بن زبر قضاء "مصر"، وحضر عنده أبو جعفر الطحاوي، فشهد عنده، أكرمه غايةَ الإكرام، وسأله عن حديث ذكر أنه كتبه عن رجل عنه من ثلاثين سنة، فأملاه عليه. وقال: وحدّثني الحسين بن عبد الله القرشي، قال: وكان أبو عثمان أحمد بن إبراهيم بن حمّاد في ولايته القضاء بـ "مصر"، يلازم أبا جعفر الطحاوي، يسمع عليه الحديث، فدخل رجل من أهل أسواء، فسأل أبا جعفر عن مسألة، فقال أبو جعفر: من مذهب القاضي أيّده الله كذا وكذا، فقال: ما جئتُ إلى القاضي إنما جئتُ إليك، فقال له: يا هذا! من مذهب القاضي ما قلت لك، فأعاد القول، فقال أبو عثمان تفتيه، أعزّك الله، فقال: إذا أذنت أيّدك الله أفتيته، فقال: قد أذنت، فأفتاه، قال: فكان ذلك يعدّ في فضل أبي جعفر، وأدبه. اهـ.
وكان أبو عبيد في غاية المعرفة بالأحكام، وأبو عثمان القاضي حفيد إسماعيل القاضي، كان ملكيا كجده ولم يكنْ اختلاف المذاهب يوثّر في
تواصل هؤلاء العلماء أصحاب النفوس الطاهرة، وتلك الأنباء تكشف عن مبلغ التصافي بين علماء ذلك العهد، -رحمهم الله تعالى-.
يقال: إن أمير "مصر" أبا منصور تكين الخزرى الشهير بالجيار دخل على الطحاوي يوما، فلمّا رأه داخله الرعب، فأكرمه الأمير، وأحسن إليه، ثم قال له: يا سيّدي! أريد إن أزوّجك ابنتي، فقال له: لا أفعل ذلك، فقال له: ألك حاجة بمال؟ قال له: لا، قال: فهل أقطع لك أرضا؟ قال: لا، قال: فاسألْني ما شئتَ، قال: وتسمع؟ قال: نعم، قال: احفظْ دينَك لئلا ينفلت، واعملْ في فكاك نفسك قبل الموت، وإياك ومظالم العباد، ثم تركه، ومضى، فقال: إنه رجع عن ظلمه لأهل "مصر"، كما في "تحفة الأحباب". هكذا كانتْ معاملة الطحاوي مع حكّام "مصر"، يأبى المصاهرة، ويأبى إنعامهم بالمال أو الإقطاع، ويأبي قبول قضائهم لأيّ حاجة له، بل ينصحهم بما ينفعهم في الدنيا والآخرة، وأين هذا ممن يزوّج بناته الثلاث للمماليك، تزلّفا إليها: ثم يطول لسانه في مثل الطحاوي.
كلام بعض الناس في الطحاوي:
وقد سبق ذكرُ كلمات أهل العلم في الثناء على أبي جعفر الطحاوي بما هو جدير به، وشهادة أهل الشأن بثقته وديانته، وحفظه وأمانته، وفهمه وفطانته. ومن أمثال أبي سعيد بن يونس الحافظ، وأبي سعد السمعاني، وابن الجوزي، وسبطه، وابن عبد البر، والذهبي، وابن كثير، وغيرهم، فلا داعى إلى إعادة ذكرهم، ومع ذلك لم يسعْ بعض المتعصّبين أن لا ينالوا منه، ليخفضوا منزلته العالية. لكن ما زادوا في مقامه السامي إلا علوّا وارتفاعا، ولا في نفوسهم المريضة، إلا انخذالا واتضاعا، -سامحهم الله، وألهمه الصنع عن هؤلاء المرضى في عقولهم وديانتهم، وفي ثقتهم وأمانتهم-، فأقول: قال أبو بكر
البيهقى في أول "كتاب معرفة السنن": وحين شرعتُ في كتابي هذا جاءني شخص من أصحابي بكتاب لأبي جعفر الطحاوي، فكم من حديث ضعيف فيه صحّحه لأجل رأيه، وكم من حديث صحيح ضعّفه لأجل رأيه، هكذا قال البيهقي في "معرفة السنن"، وهي المعروفة بـ "السنن الوسطى".
وقد قال الحافظ عبد القادر القرشي في كتابه "الجواهر المضية" في "كتاب الجامع" منه (431): معلّقا على هذه الكلمة: وحاش لله أن الطحاوي -رحمه الله تعالى- يقع في هذا. فهذا الكتاب الذي أشار إليه هو الكتاب المعروف بـ "معاني الآثار" -وبعد أن توسّع الحافظ القرشى في بيان ما صنّفه في تخريج أحاديثه بإشارة شيخه- قال: والله لم أرَ في هذا الكتاب شيئا مما ذكره البيهقي عن الطحاوي، وقد اعتنى شيخنا
…
ووضع كتابا عظيما نفيسا على "كتاب السنن الكبير" له، وبيّن فيه أنواعا مما ارتكبها من ذلك النوع، الذي رمى به البيهقي الطحاوي، فيذكر حديثا لمذهبه، وفي سنده ضعيف، فيوثقه، ويذكر حديثا على مذهبنا، وفيه ذلك الرجل الذي وثقه، فيضعّفه. ويقع هذا في كثير من المواضع. وبين هذين العملين مقدار ورقتين أو ثلاثة. وهذا كتابه موجود بأيدي الناس، فمن شكّ في هذا فلينظرْ فيه. وكتاب شيخنا كتاب عظيم، لو رآه من قبله من الحفّاظ لسأله تقبيل لسانه، الذي تفوه بهذا، كما سأل أبو سليمان الداراني أبا داود صاحب "السنن" أن يخرج إليه لسانه حتى يقبّله. والقصّة مشهورة.
ثم قال القرشي: يقول الناس: إن الشافعي له فضل على كلّ أحد، والبيهقي فضله على الشافعي، فوالله ما قال هذا من شيم توجّه الشافعي وعظمته ولسانه في العلوم، ولقد أخرج الشافعى بابا من العلم ما اهتدى إليه الناس من قبله. وهو علم الناسخ والمنسوخ، وعليه مدار الإسلام. اهـ.
وكتاب شيخه هو "الجوهر النقي في الردّ على سنن البيهقي" طبع أولا وحدَه في "حيدر آباد الدكن"، ثم طبع مع "السنن الكبرى". وأما "معرفة السنن" فلم تطبعْ بعد، وهى موجودة بمكتبة رواق المغاربة بـ "الأزهر"، والبيهقي
(1)
.
وإن أساء إلى نفسه بهذا الصنيع المكشوف الدخائل، لكنّه أحسن إلى العلم من حيث إن صنعه ذلك أدّى إلى تأليف "الجوهر النقي" النافع للغاية.
والبيهقي رحمه الله له كتب نافعة. لكن في معيار نقده خلل، يدعو إلى التبصّر في الاستسلام له، كما يتيقّن بذلك من طالعَ الكتابين الأصل والنقد. فيجد الردودَ الموجّهةَ إليه غاية الوجاهة إزاء أشياء ملموسة، في حين أن كلامه في الطحاوي كلام مرسَل على عواهنه، و"الحاوي في تخريج أحاديث الطحاوي" للحافظ عبد القادر القرشي، و"نخب الأفكار"، و"معاني الأخبار" للبدر العيني قامتْ بتمحيص الحقّ في ذلك، وهذا المقام لا يتّسع لأكثر من هذا.
ثم تكلّم ابن تيمية في "منهاجه"، وقال في حقّ الطحاوي: ليستْ عادته نقد الحديث كنقد أهل العلم، ولهذا روى في "شرح معاني الآثار" الأحاديث المختلفة. وإنما رجّح ما يرجّحه منها في الغالب من جهة القياس، الذي رآه حجّةِ، ويكون أكثره مجروحا من جهة الإسناد، ولا يثبت، فإنه لم يكنْ له معرفة بالإسناد، كمعرفة أهل العلم به، وإن كان كثير الحديث، فقيها، عالما. اهـ.
(1)
وليس عند البيهقي رواية "جامع الترمذي"، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"مسند أحمد"، وجلّ روايته من كتاب على بن حمشاد، كما ذكرت في مقدمة "الأسماء والصفات" له. (ز).
فتراه يحكم عليه هذا الحكم القاسي، لأنه صحّح حديث ردّ الشمس لعليّ -كرّم الله وجهه-. فيكون الاعتراف بحصّة هذا الحديث ينافي انحرافه عن عليّ رضي الله عنه، وتبدو على كلامه آثار بغضه لعليّ عليه السلام في كلّ خطوة من خطوات تحدثه عنه. ولا مجالَ لردّ حديث أسماء في ذلك من جهة الصناعة الحديثية، لكن حكمه حكم أخبار الآحاد الصحيحة في المطالب العلمية، ومعرفة الطحاوي بالعلل لا يتجاهلها إلا من اعتلّ بعلل، لا دواءَ لها، وقد جمع أهل العلم بالحديث طرق هذا الحديث قديما وحديثا، وحكموا عليه بالصحة، رضى ابن تيمية أم لم يرضَ، منهم: أبو القاسم العامري الحكم النيسابوري الحافظ، وللسيوطي جزء خاص في ذلك، وكذا لمحمد بن يوسف الصالحي، ومن القائلين بصحة ذلك الحديث القاضي عياض في "الشفا في تعريف حقوق المصطفى" صلى الله عليه وسلم. لكن لا مجالا لرفع الغشاوة عن أبصار المنحازين إلى الخوارج، نسأل الله السلامة. وعادة ابن تيمية أنه إذا رأى مسألة واحدة لبعض أهل العلم يجعلها قاعدة كلّية عنده، فيعزو إلى ذلك الناطق بتلك المسألة الواحدة كليا خياليا، واستيلاد الكلّي من الجزئي منطق طريف، ينفرد هو به. على أن ما ظنّ أنه ترجيح بموافقة القياس ترجيح بعدم الشذوذ عن موارد الشرع، كما سبق، ثم الكلام في الأحاديث المختلفة بالتحدّث عن رجالها جرحا وتعديلا لا يخلو عنه بحث من بحوث كتابه، وكتابه بين أيدي أهل العلم، فمثل هذا التهجّم إزاء الحقائق الماثلة لا يصدر ممن يحترم نفسه، ولو أخذنا نسرد كلامَه في الرجال من ثنايا كتبه لطال بنا الكلام جدا، وخرجنا عن الموضوع، ومن الذي ردّ على كتاب المدلّسين للكرابيسي
(1)
.
(1)
ومعلوم مبلغ تضايق الإمام أحمد من هذا الكتاب لإعطائه سلاحا. الخصوم (الكوثري).
سواء؟ أهذا شأن مَنْ يجهل علمَ الرجال؟ والجاهل بالرجال هو الذي يكتب أبو بكر الصامت الحنبلي في أغلاطه في الرجال جزءا مع تخيّره إليه.
وكتب الطحاوي شهود صدق على علمه الواسع بالرجال، ثم إن ابن حجر العسقلاني لم يرضَ إلا أن يذكر الإمامَ الطحاويّ في "لسان الميزان"، وبهذا آذى نفسَه قبل أن يؤذي الطحاويّ لشذوذه عن جماعة أهل العلم في الثناء عليه، وهو كما يقول أبرّ أصحابه له الحافظ السخاوي في "تعليقاته" على "الدرر الكامنة": لا يستطيع أن يترجم لحنفى إلا باخسا لحقّه. ومنتقصا لشأنه، وفي هوامش "الدرر" كثير من كلام السخاوي في ذلك، فبهذا يتبيّن صواب ما قاله المحبّ بن الشِّحْنة في ابن حجر، إلا أنه لا يعلو على كلامه في حنفيّ متقدّم ولا متأخر لبالغ تعصّبه.
وقد ترجم ابن حجر للطحاوي في "لسان الميزان" مستدركا على الذهبي ترجمة واسعة ليدسّ في خلالها هذه الكلمة، نقلا عن مسلمة بن القاسم عن ابن الأحمر التاجر الرحال: دخلت "مصر" قبل الثلاثمائة، وأهل "مصر" يرمون الطحاوي بأمر عظيم فظيع، فيقول ابن حجر شرحا لتلك الكلمة: يعني من جهة أمور القضاء أو من جهة ما قيل: إنه أفتى به أبا الجيش في أمر الخصيان. أهـ.
كبرتْ كلمة تخرجُ من أفواههم، تراه يلوح، ولا يصرّح، لتذهب نفس السامع إلى كلّ سوء بشأنه، وليسئ إلى سمعته الطيّبة، أهكذا يكون الجرح والتعديل عند أهل النقد؟! ومن هؤلاء الذين كانوا يرمونه من أهل "مصر"؟ فليذكر واحدا أو اثنين منهم بدل أن يعزو هذا الرمي إلى جميع أهل "مصر" ليمكن النظر في حال الرامين، الذين لا يكونون عشر معشار أهل "مصر"، وما هذا الأمر الفظيع الذي يساق لتشويه سمعته؟ وماذا يفيد خبر
المجاهيل في أمور مجهولة غير الكشف عن جهل مسجّلة بملء شدقيه، وعن طويته بين جنبيه؟. أكان الطحاوي قاضيا، حتى يصبح رميه بأمور تتعلّق بالجور في القضاء؟ وهو الذي كان يحضّ القاضى على محاسبة الأمناء، صونا للحقوق عن الضياع، وإيصالا لها إلى أصحابها، فيثورون، ويفورون، ويدبّرون تدابير ضدّه، من غير أن يحيق المكرُ السيئ إلا بأهله، كما سبق، وليس الفاجر يستفتي العلماء في استباحة الفجور، ولم يكن الطحاوي من الطراز الذي يخصّ أميرا أو وزيرا بفتيا، وكتاب السر يعزى إلى غيره، وقد وردت على المعري فريته السخيفة في موضعه، وبهت الأشرار على الأبرار، لا يأخذ به نيلا منهم إلا مثلهم. وكان الطحاوي رضي الله عنه من أشدّ العلماء ردّا على مبيحى الأثفار. راجع معاني الآثار (2: 23)، بخلاف ابن حجر، فإنه قوى ثبوت القول به في "التلخيص الحبير"(307)، وهذا مما يندي جبين العالم خجلا، لكن من لم يأب التغزّل في الغزلان، وألّف خمس رسائل في هذا الشأن، لا يأبى أن يلطخ الجباه الطاهرة بصنوف الأقذار من أهل الهذيان، وهو يعلم تكذيب كثير من علماء "الأندلس" لمسلمة بن القاسم القرطبي، وقول ابن الفَرَضى وغيره فيه: إنه ضعيف العقل، صاحب رقى ونير نحات حفظ عليه كلام سوء في التشبيهات.
وقول الذهبي وغيره فيه: إنه ضعيف، وما قيل: إنه كان من المشبّهة، فبرواية مثله الموهمة، لا يطعن فيمن ثبتتْ أمانته وديانته، وثقته وإمامته، إلا من في نفسه حاجة -حفظنا الله من شرور أنفسنا، وألهمنا العدلَ في كلّ الأمور- وكان مسلمة أخذ مذهب المشبّهة عن شيخ السالمية أحمد بن محمد بن سالم البصري المذكور، حاله فيما علّقناه على "تبيين كذب المفتري"، وليس في استطاعة ابن حجر تبرئته من هذا المذهب الردي. ومضرب المثل
السائر المصري فضحت نفسك بيديك يعرفه ابن حجر جيّدا، وقد سجّله الجمال بن عبد الهادي المعروف بابن المبرّد في كتابه عن القرن التاسع في ترجمة ابن حجر، وصيغة مثل ابن النديم بعيدة عن أن تكون صالحة للاحتجاج بها. راجع طبقات ابن السبكى (4: 18) لتعلم رأي الشافعية في لزوم الحدّ أو سقوطه. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وأما قول الأستاذ أبي منصور عبد القاهر التميمي في نقضه لكتاب أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مهدي الجرجاني في ترجيح مذهبه: واستقصى محمد بن جرير الطبري الشروط قي كتاب على أصول الشافعي، وسرق أبو جعفر الطحاوي من كتابه ما أودعه كتابه، وأوهم أنه من منتجات أهل الرأي فدليل على صواب ما ادّعاه الفخر الرازي من أهل مذهبه فيه من أنه كان شديد التعصّب على المخالفين، ولا يكاد ينقل مذهبهم على الوجه -راجع: رسالة الرازي في مناظرته لأهل "ما وراء النهر"- فهل كان ابن جرير مصري الدار يسكن الطحاوي، حتى يتمكّن الطحاوي من سرقة كتاب ابن جرير في الشروط؟ وكتب الطحاوي في الشروط على مذهب أصحاب أبي حنيفة أفهل كان الكتاب المسروق مؤلّفا على مذهب أبي حنيفة؟! فإن كان ابن جرير كتب كتابا في الشروط، فإنما يكتبه على مذهبه الخاص، لأنه مجتهد مطلق بستقلّ، لا على مذهب أبي حنيفة، ولا على مذهب الشافعي، ودار ابن جرير في "طبرستان" في حوض بحر الخرز مدّة، وفي "بغداد" مدّة، وبعدهما عن "مصر" معلوم، فيكون يتصوّر أن يسرق أحدهما من الآخر خلسة؟! وليس بين وفاتيهما مدّة كبيرة، تسع لإخفاء السرقة، على أكبر تنزيل، على أن كتاب الشروط المعزو إلى ابن جرير باسم "أمثلة العدول" مما لا وجودَ له بين تراث السلف إلا في كتب التراجم.
وأما كتب الشروط للطحاوي من صغير ومتوسّط كبير فمعروفة شرقا وغربا، متداولة في أيدى العلماء. ثم إن ابن جرير. أطال المقام في "طبرستان"، وعند ما عاد إلى "بغداد" كان مقهورا تحت سلطان الحشوية بـ "بغداد"، يرمون بيته بأحجار، ولا يتمكّن من المحافظة على نفسه إلا نجرس من الحكومة، ويضطرّ في بعض الأحوال أن يدفن بعض كتبه مثل "اختلاف الفقهاء"، فلم يكنْ حرا طليقا في نشر العلم في عهد سطوة الحشوية، وطال ذلك العهد هناك.
وأما الطحاوي في "مصر" فكان موفور الكرامة، يجلّه الكبير والصغير، ويوالي القضاة الاستعانة بغزير علمه في الفقه والحديث والتوثيق وتسجيل الشروط، حتى سارتْ بتصانيفه وأنبائه الركبانُ في جميع البلدان شرقا وغربا.
أمثله يكون في حاجة إلى السرقة في علم الشروط؟ وقد تلقّى علم الشروط من أمثال القاضى بكّار
(1)
، وابن أبي عمران، وأبي خازم عبد الحميد
(2)
أصحاب أئمة علم الشروط بـ "البصرة" و"الكوفة" و"بغداد"، فمهما أبعد بعض العلوم عن الحنفية، لا يمكن إبعاد علم الشروط والتوثيق عنه، فإنهم أئمة هذا العلم من عهد أبي يوسف، وقبل عهده، وما جرى بين إبراهيم بن الجراح وبين حمّاد بن زيد مسجّل في موضعه،
(1)
وله "كتاب الشروط"، و"كتاب المحاضر) "، و"السجلات"، و"كتاب الوثائق والعهود"، و"كتاب النقض على الشافعي". (الكوثري).
(2)
وله كتاب المحاضر، والسجلات، وكتاب أدب القاضي، وكان حاذقا في عمل المحاضر والسجلات. (الكوثري).
وقول يحيى بن أكثم في شروط هلال الرأي وغيره من أهل "البصرة" معروف
(1)
، ومن أحاط علما بذلك كلّه لا يتردّد لحظة في أن هذا الزعم نسج خيال التعصّب، وافتعال غير مدبر، نسأل الله السلامة، وعلى كلّ حال فإن كتاب أبي عبد الله الجرجاني وكتاب نقضه لأبي منصور عبد القاهر لا يخلوان من غلو وإسراف في القول، على جلالة قدر مؤلّفيهما، وأصاب ابن الصلاح حيث قال فيهما: كلّ واحد منهما لم يخل كلامه من ادّعاء ما ليس له، والتشنيع بما لا يؤبه به مع وهم كثير أتياه. -سامحهم الله تعالى وإيانا بمنّه وكرمه-.
مؤلّفات أبي جعفر الطحاوي:
أما تصانيف أبي جعفر الطحاوي ففى غاية الحسن والجمع والتحقيق وكثير الفوائد، ولم تحظ "مصر" بطبع شئ منها سوى رسالة صغيرة سبقتْها بلاد في طبعها، رغم كون مصنّفها من مفاخر "وادي النيل"، ولو كان مثل هذا العالم في الغرب لانتدب أهل الشأن لدراسة كتبه، وتحقيقها رجالا خاصّة، بل نراهم يعملون هذا في بعض رجال الشرق في حين أننا أصبحنا بعداء عن تقدير مقادير الرجال. أغنياء بما نستقى من أدمغتنا فقط، من غير أن نرى حاجة إلى البحث والتنقيب في التراث الشرقي الفاخر، مع
(1)
يوسف بن خالد السمتي صاحب أبي حنفية، هو أول من وضع كتاب الشروط، وأول من جلب رأي أبي حنفية إلى البصرة فيما ذكره الساجي، كما في "تهذيب التهذيب". وقال ابن المديني: يوسف بن خالد سقط حديثه من جلّ الكلام، كما ذكره عبد الله الأنصاري بسنده في "ذم الكلام"، ويعلم من ذاك أن اشتغال المرء بالكلام كان إذ ذاك بعد مسقطا لحديث، وهذا من أغرب الموازين. راجع ما ذكرناه في أوائل شروط الأئمة. (الكوثري).
محاولتنا التجديد في كلّ شيء، فلو زاحمناهم في البحث والتعب وراء اجتلاء معارفنا، وباعدناهم في الموبقات، وصنوف السقوط لانبعثنا من جديد. وليس ذلك على الله ببعيد.
فمن مصنّفات الطحاوي الممتعة: "كتاب معاني الآثار" في المحاكمة بين أدلّة المسائل الخلافية، يسوق بسنده الأخبار، التى يتمسّك بها أهل الخلاف في تلك المسائل، ويخرج من بحوثه بعد نقدها إسنادا ومتنا، رواية ونظرا بما يقتنع به الباحث المنصف المتبرّئ من التقليد الأعمى، وليس لهذا الكتاب نظيرٌ في التفقيه، وتعليم طرق التفقّيه، وتنمية ملكة الفقه، رغم إعراض من أعرض عنه. ولذلك كان الأستاذ المغفور له شيخنا العلامة محمد خالص الشرواني رحمه الله اختاره في عداد كتب الدراسة مع "الآثار" للإمام محمد بن الحسن الشيباني، وكان لأهل العلم عناية خاصة بتدريس "كتاب معاني الآثار"، وروايته، وتلخيصه، وشرحه، والكلام في رجاله، فمن شرّاحه: الحافظ أبو محمد المنبجي، مؤلّف "اللباب في الجمع بين السنة والكتاب"، وقطعة من شرحه موجودة في مكتبة أيا صوفيا بـ "الآستانة"، ومنهم: الحافظ عبد القادر القرشي صاحب "الحاوي في تخريج أحاديث معاني الآثار للطحاوي" -وقطعة منه موجودة بدار الكتب المصرية- وذكر القرشى في قسم الجامع من "طبقاته"(431) سبب تأليفه، وقال: كان ذلك بإشارة شيخنا الحجّة علاء الدين المارديني لما سأله بعض الأمراء عن ذلك الوقت، وقال له: عندنا. "كتاب الطحاوي"، فإذا ذكرنا لخصمنا الحديث منه يقولون لنا: ما نسمع إلا من البخاري ومسلم -في كلام نحو هذا- فقال له شيخنا: والأحاديث التي في كتاب الطحاوي أكثرها في البخاري ومسلم، والسنن وغير ذلك من كتب الحفّاظ -في كلام نحو هذا،
فقال له الأمير: أسألك أن تخرجه، وتعزو أحاديثه إلى هذه الكتب، فقال له شيخنا: ما أتفرّغ لذلك. ولكن عندي شخص من أصحابي يفعل ذلك، وتكلّم معه رحمه الله في الإحسان إلىّ، وعظّمني عنده، وجعلني أمة في هذا العمل. فحملني إلى الأمير، وأحسن إليّ، وأمدّني الأمير بكتب كثيرة، كـ "الأطراف" للمزّي، و"تهذيب الكمال" له، وغيرهما، وشرعتُ فيه، وكان ابتدائي فيه سنة 740 هـ، وأمدّني شيخنا بكتاب لطيف، فيه أسماء شيوخ الطحاوي، وقال لي: هذا يكفيك من عندي، فحصلَ لي النفع العظيم. اهـ. إلى آخر ما ذكرَه هناك.
وطريقته في التخريج أنه يتكلّم على أسانيده، ويعزو أحاديثه وإسناده إلى الكتب الستة، و"المصنّف" لابن أبي شيبة، و"كتاب الحفّاظ"، وهكذا، فخدم خدمة عظيمة في هذا الباب. ومن شرّاح الكتاب: البدر العيني الحافظ، وقد عني بتدريسه سنين متطاولة في المؤيّدية -وكان المؤيّد شيخ ملمّا بالعلم، يناقش العلماء في العلى، حتى جعل لهذا الكتاب كرسيا خاصا في جامعته، كباقي أمهات كتب الحديث، وعيّن لهذا الكرسي البدر العينيّ، فقام البدر بتدريس هذا الكتاب خيرَ قيام مدّة مديدة، وألّف شرحين ضخمين فخمين، صورة ومعنى. أحدهما "نخب الأفكار في شرح معاني الآثار"، ويتعرّض لتراجم رجال الكتاب في صلب هذا الشرح، كما فعل في "شرح صحيح البخاري". وهذا من محفوظات دار الكتب المصرية في ثمانية مجلّدات بخطّ المؤلّف وبها خروم. وتوجد بعض أجزاء منه في مكتبة أحمد الثالث في طوبقبو، ومكتبة (عموجة حسين باشا) بـ "الآستانة".
والشرح الآخر هو "مباني الأخبار في شرح معاني الآثار" للبدر العيني، وهو محفوظ في دار الكتب المصرية بخطّ المولّف في ستة مجلّدات.
وهو خلو من الكلام في الرجال، حيث أفردهم في تأليف، سماه "معاني الأخيار في رجال معاني الآثار" في مجلّدين، مع نقص في نسخة دار الكتب المصرية، يستدرك من نسخة مكتبة رواق الأتراك في "الأزهر الشريف"، وخدمة البدر العيني لـ "معاني الآثار" لا تقلّ عن خدمته لـ "صحيح البخاري"، والله سبحانه يكافئه على تلك الخدمات الجسيمة، ولا سيّما في تحقيق أحاديث الأحكام.
وممن لخّص "معاني الآثار" حافظ المغرب ابن عبد البر، وبه امتلأ قلبه إجلالا للطحاوي، ويكثر النقل عنه في كتبه، ولا سيّما لـ "التمهيد"، وممن لخّصه أيضا الحافظ الزيلعي صاحب "نصب الرأية". وملخّصه محفوظ بمكتبة رواق الأتراك، ومكتبة الكوبريلي بـ "الآستانة"، وشرحه صاحب "اللباب في الجمع بين السنّة والكتاب" أيضا، وهو محفوظ في مكتبة أيا صوفيا في "الآستانة"، ولمحمد بن محمد الباهلي المالكي "كتاب تصحيح معاني الآثار" محفوظ في بانكوك، كما ذكره بروكلمان، ولم أطلعْ عليه.
و "كتاب معاني الآثار" طبع عدّة مرّات في "الهند". لكن أين جمال الطبع المصري من الطبع الهندي فيا حبّذا! لو طبعتْ تلك الكتب مع إعادة طبع "المعاني الآثار" بـ "مصر" بعناية خاصة. ويقول الطحاوي في صدر "كتاب معاني الآثار": سألني بعض أصحابنا من أهل العلم أن أضع له كتابا، أذكر فيه الآثار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحكام، التي يتوهم أهل الإلحاد والضعفة من أهل الإسلام أن بعضها ينقض بعضا، لقلّة علمهم بناسخها من منسوخها، وما يجب به العمل منها لما يشهد له من الكتاب الناطق والسنّة المجتمع عليها، وأجعل لذلك أبوابا، أذكر في كلّ كتاب منها ما فيه من الناسخ والمنسوخ، وتأويل العلماء،
واحتجاج بعضهم على بعض، وإقامة الحجّة لمن صحّ عندي قوله منهم بما يصحّ به مثله، من كتاب أو سنّة أو إجماع أو تواتر، من أقاويل الصحابة أو تابعيهم. وأني نظرتُ في ذلك، وبحثتُ عنه بحثا شديدا، فاستخرجتُ منه أبوابا على النحو الذي سأل، وجعلتُ ذلك كتابا ذكرتُ في كلّ كتاب منها جنسا من تلك الأجناس، فبهذا تعلم بمبلغ ثقل ما قام بحمله الطحاوي، وعظيم مقدار عمله، رضي الله عنه، وأرضاه-.
ومن مؤلّفات الطحاوي أيضا: "بيان مشكل الحديث" المعروف بـ "مشكل الآثار" في نفي التضادّ عن الأحاديث واستخراج الأحكام منها. وهو من محفوظات مكتبة فيض الله شيخ الإسلام في "إستانبول" تحت أرقام (273 - 279) في سبعة مجلّدات ضخام. وهي نسخة صحيحة مقروءة، من رواية أبي القاسم هشام بن محمد بن أبي خليفة الرعيني عن الطحاوي، قابلها، وصحّحها ابن السابق المترجم له في "الضوء اللامع". وللقسم المطبوع منه في "حيدر آباد" في أربعة أجزاء، ربما لا يكون نصف الكتاب على سقم الطبع، ومن اطّلع على "اختلاف الحديث" للإمام الشافعي رضي الله عنه، و "مختلف الحديث" لابن قتيبة.
ثم اطّلع على كتاب الطحاوي هذا يزداد إجلالا له، ومعرفة لمقداره العظيم، وكم كنا نود لو طبع بـ "مصر" تمام الكتاب من النسخة المذكورة، وقد اختصر أبو الوليد بن رشد الجدّ "كتاب مشكل الآثار" مع بعض اعتراضات منه عليه، واختصاره محفوظ بدار الكتب المصرية، واختصر هذا المختصر قاضي القضاة جميل الدين يوسف بن موسى الملطي من
شيوخ البدر العيني في كتاب سماه (المعتصر من المختصر"، فأجاد في التلخيص والإجابة عما أورده ابن رشد. وطبع "المعتصر" بـ "الهند" مع الخطأ في اسم مؤلّفه، واسم مختصره - وهذا "المعتصر" نافع أيضا
(1)
.
و "اختلاف العلماء" للطحاوي في نحو مائة وثلاثين جزءا حديثيا. وقد اختصره أبو بكر الرازي، واختصاره هو الموجود في مكتبة جار الله ولي الدين في "إستانبول"، وأما الأصل فلم أظفرْ به، وأما القطعة الموجودة بدار الكتب المصرية فهى من "مختصر اختلاف علماء الأمصار" لأبي بكر الرازى، وإن نسبتْ غلطا إلى الطحاوي، وفي "المختصر" يذكر أقوال الأئمة الأربعة، وأصحابهم، وأقوال النخعي، وعثمان البتي، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، وابن شبرمة، وابن ليلى، والحسن بن حي، وغيرهم، من المجتهدين الأقدمين، الذين صعب اليوم الاطلاعُ على آرائهم في المسائل الخلافية، فيا ليت الأصل بحث عنه، وعن مختصره، وطبع هو أو مختصره، أو كلاهما.
و "أحكام القرآن" للطحاوي في نحو عشرين جزءا، ويقول القاضي عياض في "الإكمال": إن للطحاوي ألف ورقة في تفسير القرآن، وذلك هو "أحكام القرآن" له، وللطحاوي أيضا "كتاب الشروط الكبير" في التوثيق في نحو أربعين جزءا، وقد طبع بعض المستشرقين جزءا منه، وتوجد قطعة منه في مكتبة على باشا الشهيد، وأخرى في مكتبة مراد ملا
(1)
وممن اختصر "مشكل الآثار" ابن خلف الباجي، و"مختصره" في "المتحف البريطاني) "، وهو أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الإمام المشهور، ووهم بروكلمان، فسمّاه سعيد بن خلف. (الكوثري).
بـ "إستانبول". من غير أن تتمّ بهما نسخة كاملة، وله أيضا "الشروط الأوسط"، و"مختصر الشروط" له في خمسة أجزاء، محفوظ في مكتبة شيخ الإسلام فيض الله، وتدلّ تلك الكتب على براعة الطحاوي البالغة في علم الشروط والتوثيق مهما تضايق من ذلك الأستاذ عبد القاهر التميمي.
و"مختصر الطحاوي" في الفقه في المذهب على شاكلة "مختصر المزني" في مذهب الشافعى، وهو محفوظ بمكتبة "الأزهر"، ومكتبتي جار الله، وفيض الله بـ "الآستانة"، ولـ "مختصر الطحاوي" شروح، أقدمها وأهمّها "شرح أبي بكر الرازى" الجصّاص غاية في الإتقان دراية ورواية. قطعة منه توجد بدار الكتب المصرية، والباقى في مكتبة جار الله بـ "الآستانة". ومنها: شرح أبي عبد الله الحسين بن علي الصيمري، ومنها: شرح شمس الأئمة السرخسي: قطعة منه توجد في مكتبة السليمانية، والباقي في مكتبة (شهزاده) بـ "الآستانة". ومنها: شرح أبي نصر أحمد بن محمد، المعروف بالأقطع، شارح "مختصر القدوري"، وفيها شرح أبي نصر أحمد بن منصور الخجندي الإسبيجابي الكبير، ومنها: شرح بهاء الدين على بن محمد السمرقندي الإسبيجابي الصغير. وهما موجودان في عدّة مكتبات في "الآستانة". والكبير في مكتبة علي باشا الشهيد، والصغير في مكتبة بني جامع. ومنها: شرح أحمد بن محمد بن مسعود الوبري، وله غير ذلك من الشروح.
وله أيضا "النوادر الفقهية" في عشرة أجزاء، و"كتاب النوادر والحكايات" في نحو عشرين جزءا، وله جزء في حكم أرض "مكّة"، وجزء في قسم الفئ والغنائم.
وله الردّ في خمسة أجزاء على "كتاب المدلّسين" لأبي على الحسين بن علي الكرابيسي، الذي أعطى حججا لأعداء أهل السنّة بكتابه هذا، حيث
حاول فيه توهينَ الرواة من غير أهل مذهبه ليحيا هو فقط ومذهبه، كلمة أحمد في كتاب الكرابيسي هذا مذكورة في "شرح علل الترمذي" لابن رجب، فالطحاوي سدّ هذه الثلمة بردّه على الكرابيسي، مشكورا فضله، وقد ذكر "كتاب المدلّسين" هذا الإمام أحمد، فذمّه ذمّا شديدا. وكذلك أنكر عليه أبو ثور، وغيره، من العلماء.
قال المروزي: مضيت إلى الكرابيسي، وهو إذ ذاك مستور، يذبّ عن السنّة، ويظهر نصرة أبي عبد الله، فقال لي: إن أبا عبد الله رجل صالح، مثله يوفّق لإصابة الحقّ، وقد رضيت أن يعرض كتابي عليه، قال: وقد سألني أبو ثور، وابن عقيل، وابن حبيش أن أضرب على هذا الكتاب فأبيتُ عليه، وقلتُ: بل أزيد فيه ما سنح في ذلك، وأبى أن يرجع عنه، فجئ بالكتاب إلى أبي عبد الله، وهو لا يدري من وضع الكتاب، وكان في الكتاب الطعن على الأعمش، والنصرة للحسن بن صالح، وكان في الكتاب: أن قلتم: إن الحسن بن صالح كان يرى رأى الخوارج، فهذا ابن الزبير قد خرج، فلمّا قرئ على أبي عبد الله، قال: هذا قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجّوا به حذروا عن هذا، ونهى عنه. أهـ.
وقال ابن رجب: وقد تسلّط بهذا الكتاب طوائف من أهل البدع في الطعن على أهل الحديث، وكذلك بعض أهل الحديث ينقل منه دسائسَ إما يخفى عليه أمرها أو لا يخفى، كيعقوب الفَسَوي، وغيره. اهـ. وعلى مثل هذا الكتاب الخطر ردّ الطحاوي ردّا، موفقا يشكر عليه. وله أيضا "كتاب الأشربة"، حمله هشام الرعيني إلى المغرب فيما حمل من كتب الطحاوي. وله أيضا جزءان في الردّ على عيسى بن أبان من أصحاب محمد بن الحسن، وجزء في الردّ على أبي عبيد في النسب وجزءان في اختلاف الروايات على
مذهب الكوفيين، وجزء في الرزية. وله "شرح الجامع الكبير" للإمام محمد بن الحسن الشيباني، و"شرح الجامع الصغير". وله أيضا "كتاب المحاضر والسجلات"، و"كتاب الوصايا والفرائض"، و "كتاب التاريخ الكبير".
قال ابن خلكان: وله تاريخ كبير، ولقد اجتهدتُ في تحصيله غاية الاجتهاد، وما ظفرت به، وكلّ من سألت عنه من أهل هذا الشأن جهلوا به. اهـ. لكن نرى كتب الرجال مكتظّة بالنقل عنه. وله أيضا "أخبار أبي حنيفة وأصحابه"، وهو الذي يسمّيه بعضهم بـ "مناقب أبي حنيفة". وله أيضا كتاب في النحل وأحكامها وصفاتها وأجناسها، وما روي فيها من خبر في نحو أربعين جزءا، وله العقيدة المشهورة
(1)
المسمّاة "بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة" على مذهب فقهاء الملّة أبي حنيفة وأبي يوسف الأنصاري ومحمد بن الحسن، رحمهم الله. وله جزء في التسوية بين حدّثنا وأخبرنا. وقد لخّصه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"، وله أيضا "كتاب سنن الشافعي"، جمع فيه ما سمعه من المزني من أحاديث الشافعي عرفانا لجميله. والشافعية يروون تلك الأحاديث بطريقه، كما سبق، وللطحاوي "كتاب صحيح الآثار" محفوظ في مكتبة بانتا، كما ذكره بروكلمان، ولم أطلعْ عليه.
(1)
"عقيدة الطحاوي" لها شروح، منها: شرح نجم الدين أبي شجاع بكبرس الناصري البغدادي من شيوخ الشرف الدمياطي، ومنها: شرح السراج عمر بن إسحاق الغزنوي ثم المصري، ومنها: شرح محمود بن أحمد بن مسعود القونوي، ومنها: شرح الصدر على بن محمد الأذرعي، وتلك الشروح توجد في الخزانات بكثرة، ولها شروح سوى ذلك، وطبع شرح لمجهول، ينسب إلى المذهب الحنفي زورا، ينادي صنع يده بأنه جاهل بهذا الفن، وأنه حشوي مختلّ العيار. (الكوثري).
وقد ألّف ابن قطلوبنا الحافظ جزءا في عوالي حديث الطحاوي، وسمعه عند قبره، وفعل مثل ذلك مع الليث بن سعد، وبكّار القاضي، والثلاثة محفوظة في مكتبة برلين، كما في بركلمان.
وتلك شذرة من فضائل هذا الإمام الجليل، وهذا القدر من البيان كاف في هذا الشأن.
بعض أسانيد أهل العلم في كتب الطحاوي:
فرواية المشارقة لـ "كتاب معاني الآثار" للطحاوي بطريق الحافظ أبي بكر محمد بن إبراهيم المقرئ الحنبلي صاحب "مسند أبي حنيفة"، ومؤلّف "المعجم" المشهور، وبطريق أبي الفضل محمد بن عمر الترمذي، كلاهما عن الطحاوي، وأما رواية المغاربة فبطريق أبي القاسم هشام بن محمد بن أبي خليفة الرعيني عن الطحاوي. وهو حمل إليهم كتاب "بيان مشكل الحديث" المعروف بـ "مشكل الآثار وكتاب الأشربة" للطحاوي أيضا، كما يظهر من فهرس أبي بكر بن خير الأشبيلي (200 و 262)، وقد أطال السخاوي بيان ذكر أسانيده المتشبّعة في "معاني الآثار" سماعا، لخّصها المحدّث عبد القادر بن خليل المدني خطيب المنبر النبوي المعروف بكدك زاده في كتابه "المطرب المعرب الجامع لأسانيد أهل المشرق والمغرب"، وساق أسانيد جمع من شيوخه إلى الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي سماعا عليه، ثم ذكر أسانيد السخاوي جماعة عن جماعة في الكتاب إلى الطحاوي رضي الله عنه، ويطول الكلامُ لو نقلناها كلّها، فليرجعْ مَنْ شاءَ إلى "المطرب المعرب"، وهذا الثبت أرويه مكاتبة عن المحدّث المعمّر الحسين بن علي العمري اليماني، عن أحمد بن محمد بن يحيى السياغي الصنعاني، عن الحسن بن أحمد
ابن يوسف الرباعي الصنعاني، عن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير، عن جامعه عبد القادر بن خليل (ح) وأرويه مشافهة عن القاضي أبي طلحة محمد صدر الدين، عن محمد بن سليمان الجوخدار، عن سعيد الحلبي، عن إسماعيل بن محمد المواهبي، عن عبد القادر بن خليل المذكور.
وساق البدر العيني في شرح سنده رواية، عن الزين تغري برمش الفقيه، عن الجلال الخجندي، عن العفيف عبد الله الغبادي، عن عبد الرحمن بن عبد الولي اليلداني، عن الضياء المقدسي والخشوعي ومحمد بن عبد الهادي، عن أبي موسى المديني، سماعا على إسماعيل بن الفضل السراج، عن أبي الفتح منصور بن الحسن بن علي، عن أبي بكر بن المقرئ، عن الطحاوي، ثم ساق العيني سنده بطريق العزّ بن جماعة، وسندي إليه في الأثبات التي رويتُها في "التحرير الوجيز" - راجع "المعجم المفهرس" لابن حجر، و"إتحاف الأكابر"، و"ثبت محمد الأمير المصري"، وغيرها.
وساق أبو الوليد محمد بن رشد الجدّ سنده في "كتاب مشكل الحديث" للطحاوي، قائلا حدّثني به أبو علي الحسين بن محمد الغسّاني، قال: أخبرنا أبو عمر أحمد بن يحيى بن الحارث، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو القاسم هشام بن محمد بن أبي خليفة الرعيني، عن أبي جعفر الطحاوي.
وأما "العقيدة" فقد قرأها عبد القادر القرشي على بدر الدين محمد بن منصور الجوهري، سماعا من بدر الدين محمد بن أيوب بن عبد القاهر الحلبي، سماعا من ابن العديم أبي القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله، قال: أخبرنا أبو الخطاب عمر بن إيلمك، أنا الشريف النسّابة محمد بن أسعد بن علي الحسيني، حدّثنا أبو الطاهر عبد المنعم بن موهوب بن أحمد بن المقرئ،
أخبرنا أبو الحسن العكلي، قال: أخبرنا أحمد بن القاسم بن ميمون العبيدلي، أخبرنا جدي ميمون بن حمزة العبيدلي، عن شيخه الطحاوي المؤلّف، رحمهم الله تعالى وإيانا، وغفرَ لنا ولهم، ونفعنا بعلومهم.
وكان عندي نسخة من "العقيدة" المذكورة بخطّ ابن العديم السابق ذكره، وعليها تسميعات متوالية، وهو معروف بإجادة الخطّ المعروف بالمنسوب، فغرقتُ مع ماكنتُ أستصحبُه من الخطوط النادرة، وسائر الكتب في حادث انقلاب مركبنا، في "البحر الأسود" تجاه (آقجة شهر) في أحلك أيام الشتاء بهياج البحر، وأنجانا الله سبحانه من الغرق المحقّق بمحض فضله سنة 1236 هـ أثناء عودي من "قسطموني" إلى "الآستانة"، ولله الأمر، وله الحكم. وذكر الكوراني سنده في "عقيدة الطحاوي" في الأمم (90) بطريق الشرف الدمياطي إلى أبي بكر الدامغاني، عن الطحاوي. ولو أخذتُ أسردُ أسانيدي إلى الأثبات التي ترفع أسانيد كتب الطحاوي إليه لطال ذلك، وأملّ، فلنكتف بهذه الإلمامة اليسيرة.
وفاة الطحاوي ومدفنه وبعض أسرته:
قال ابن خلكان في "وفيات الأعيان" في ترجمة الطحاوي: إنه توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ليلة الخميس مستهلّ ذي القعدة بـ "مصر"، ودفن بـ "القَرَافة" وقبره مشهور به. وقال البدر العيني في "نخب الأفكار": رأيت في مجموع جمعه بعضهم عن علماء "مصر"، يذكر أماكن، وبقاعا من "مصر" وبعض علمائها يقول فيه: إن قبر أبي جعفر الطحاوي إذا جاوزت الخندق على يمين الطالع إلى مسجد محمود، وهو قبر كبير مشهور.
أقول: إن الكلام في الخندق ومسجد محمود طويل، وهما مشهوران في التاريخ وكتب الخطط. ولكن تغيّرتْ معالي ذلك العهد. وقبر الطحاوي
اليومي يعرف بأنه في شارع على يمين الشارع السالك إلى الإمام الشافعي، موازيا له عند منتهى الترام الموصل إلى الشافعي، ففي الشارع الأيمن الموازي لشارع الشافعي يوجد ضريح الطحاوي على اليمين تحت قبّة أثرية حذاء شارع الطحاوي، الذي هو على اليسار في منتهى الترام. وعلى قبره شاهد مكتوب، عليه تاريخه، وعليه مهابة، وتحت القبّة موضع خال، لا شاهد عليه. ويظهر أن السيّد أحمد الطحاوي مدفون هناك، حيث كان طلب في حياته أن يسمح بدفنه هناك من المشرف على ضريح الطحاوي إذ ذاك - وهو المؤرّخ عبد الرحمن الجبرتي، فسمح له بذلك، كما في تاريخه المشهور عند ترجمة الطحاوي.
والأزد بفتح فسكون قبيلة مشهورة من قبائل "اليمن"، والحجر بفتح الحاء وسكون الجيم فخذ من قبيلة الأزد، وهذه غير أزد شنوءة، ويقال للأولى: أزد الحجر، تمييزا لها عن الثانية. والطحاوي منسوب إلى أزد الحجر هذه، وفي طحا اختلاف، لكن الصواب فيما يظهر أن طحا التي نسب الطحاوي هي "طحا أشمونين"، وينسب الطحاوي جيزيا أيضا، لسكناه بـ "الجيزة"، وكان أبوه من أهل الدين والخير، وسمع الطحاوي من أبيه أيضا، ووفاة والده كانتْ سنة 264 هـ عام وفاة خاله إسماعيل المزني.
وأما ابنه علي بن أحمد الطحاوي فمن أهل الفضل والنبل أيضا، تخرّج على والده في العلوم، وحكى القضاعي أن أبا الحسن علي بن أحمد الطحاوي كان بشرف مع رفيق له على بناء مسجد بـ "الجيزة" بأمر الإخشيد، وإشارة الكافور، ولما احتاجوا إلى عمد للجامع أخذ رفيقه من عمد كنيسة بـ "الجيزة" من غير علم أبي الحسن، وأقرّ ذلك أهل الشأن، فترك أبو الحسن الطحاوي الصلاة فيه، فيدلّ هذا على أن هذا الشبل من ذاك الأسد.
وتوفي أبو الحسن الطحاوي في ربيع الآخر سنة 351 هـ كما في تاريخ ابن الطحّان في ظاهرية "دمشق"
(1)
. وترجم أبو المحاسن للطحاوي في "النجوم الزاهرة"، وقال: كان إمام عصره بلا مدافعة في الفقه والحديث واختلاف العلماء والأحكام واللغة والنحو، وصنّف المصنّفات الحسان، وكان من كبار فقهاء الحنفية، رحمه الله، وأعلى مقامه في الجنة، ونفعنا بعلومه-. وكان الفراغ من تحرير هذه الرسالة بتوفيق الله سبحانه، عصر يوم الثلاثاء 24 من شهر شعبان المبارك، من سنة 1368 هـ، بقلم الفقير إليه سبحانه محمد زاهد الكوثري، خادم العلم في إستانبول سابقا.
غفر الله لي ولوالدي ولمشايخي ولسائر المسلمين، وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* * *
517 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن سماعة
*.
(1)
وفي "تاريخ ابن الطحّان" ما نصّه: علي بن أحمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الطحاوي أبو الحسن، يروي عن النسائي وغيره، حدّثونا عنه، توفي في ربيع الأخر سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، على ما نقله لي الأخ العزيز الاْستاذ الأديب السيّد سعيد الأفغاني الدمشقي، فأشكره على تفضّله بذلك. (الكوثري).
* راجع: الطبقات السنية 2: 48.
وترجمته في تاريخ بغداد 5: 10، والجواهر المضية برقم 202.
تفقّه على والده، وتخرّج به.
وكان من أهل الدين، والعلم، والعمل، قريب الشبه بأبيه، عفيفًا في نفسه.
وولى القضاء بـ "مدينة المنصور"، وكان محمود السيرة.
ولم يزل قاضيًا إلى أن صرف بإبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الزهري الكوفي.
توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
رحمه الله تعالى.
* * *
518 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن سهل أبو الحسن ابن سهلويه المزكي ابن بنت أبي يحيى زكريا ابن يحيى النيسابوري
*.
سمع بـ "نيسابور" أحمد بن محمد بن نصر، وأبا عبد الله البوشنجي، وأقرانهما.
وبـ "العراق" أبا مسلم الكجي، وأقرانه.
ذكره الحاكم، في "تاريخ نيسابور". وقال: كان شيخ أصحاب أبي حنيفة في عصره، امتنع عن التحديث إلا بأحاديث يسيرة
(1)
.
* راجع: الطبقات السنية 2: 48، 49.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 203.
(1)
ساق القرشي في الجواهر المضية بعض كلام الحاكم عنه بزيادة عما هنا.
توفي يوم الأربعاء، لخمس خلون من شوّال، سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وهو ابن خمس وتسعين سنة، رحمه الله تعالى.
* * *
519 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن شُجَاع، أبو أيوب الثلجي، بالثاء المثلثة ولد الإمام المشهور
*.
ذكر الطحاوي، عن شيخه أحمد بن أبي عمران الفقيه، قال: كنا عند أبي أيوب أحمد بن محمد بن شُجاع، في منزله، فبعث غلامًا من غلمانه إلى أبي عبد الله ابن الأعرابي، صاحب "الغريب" يسأله المجيء إليه، فعاد إليه الغلام، فقال: قد سألته في ذلك، فقال: عندي قوم من الأعراب، فإذا قضيتُ أربي منهم أتيت.
قال الغلام: وما رأيتُ عنده أحدًا، إلا أن بين يديه كتبا ينظر في هذا مرّة وفي هذا مرّة.
ثم ما شعرنا حتى جاء. وذكر الحكاية بطولها.
كذا في "الجواهر المضية".
وفي "مختصر الأنساب" للقاضي مجد الدين الحنفي، أنه قيل لابن الأعرابي في ذلك، فقال:
لَنَا جُلَساءٌ ما نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ
…
ألِبَّاءُ مامُونونَ غَيْبًا ومَشْهدا
* راجع: الطبقات السنية 2: 53.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 205.
يُفيدُونَنا منْ علْمِهِم عِلْمَ ما مَضا
…
وعَقْلًا وتأديبا ورَأْيًا مُسَدَّدا
بِلا فِتْنَةٍ تُخْشَى ولا سوء عِشْرَةٍ
…
ولانَتَّقِي منهم لِسانًا ولا يَدَا
فإن قُلْتَ أموات فما أنت كاذِبٌ
…
وإن قلتَ أحْياء فلستَ مُفَنَّدَا
* * *
520 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن شُعيب بن هارون الفقيه الجُلاباذِي
*.
بضم الجيم، وإعجام الذال؛ نسبة إلى محلّة كبيرة بـ "نيسابور".
أخذ عنه أبو العبّاس أحمد بن هارون الفقيه.
توفي في ذي القعدة، سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
رحمه الله تعالى.
* * *
521 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد، أبو نصر قاضي القضاة، شيخ الإسلام الزينبي
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 54.
وترجمته في الأنساب 146، والجواهر المضية برقم 206، واللباب 1: 259، 260، ومعجم البلدان 2:95.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 54، 55. =
مولده سنة عشر وأربعمائة.
ذكره أبو الحسن عبد الغافر الفارسي في "السياق"، وقال: شيخ الإسلام، وصدر المحافل، المقدّم العزيز من وقت صباه في بيته وعشيرته، الفائق أقرانه بوفور حشمته.
رُبي في حجر الإمامة، وكان من أوحد الأحفاد عند القاضي الإمام صاعد.
سمع من جدّه هذا، ومن أبيه محمد، ومن عمّه أبي الحسن إسماعيل بن صاعد.
روى عنه إسماعيل بن محمد الحافظ، وزاهر بن طاهر الشحامي، في آخرين.
قال أبو نصر: دخلتُ على المتوكّل أمير المؤمنين، وهو يمدح الرفق، فأكثر في مدحه، فقلت: يا أمير المؤمنين! أنشدني الأصمعيّ بيتين. فقال: هاتِهما.
فقلت:
لَمْ أَرَ مِثْيلَ الرِّفْقِ في لِينِتِهِ
…
قَدْ أَخْرَجَ العَذْراء مِنْ خِدْرِهَا
مَنْ يَسْتَعِين بِالرفقِ في أمرهِ
…
يَسْتَخْرِجِ الحَيَّةَ مِن جُحْرِهَا
قال: فكتبهما الخليفة بيده.
مات ليلة الثلاثاء قبل الصبح، ثامن شهر شعبان المكرّم، سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة أسلافه، رحمه الله تعالى.
= وترجمته في الجواهر المضية برقم 207، والعبر 3: 299، والفوائد البهية 34، 35، والكامل، لابن الأثير 10: 180، وكتائب أعلام الأخيار برقم 282، ومرآة الجنان 3: 133، والمنتظم 9: 49، 50.
قلت: يأتي ذكر جدّه في حرف الصاد، وقد ذكره الذهبي في "سير النبلاء"، فقال في الطبقة الخامسة والعشرين: قاضي القضاة رئيس "نيسابور" أحمد بن محمد الصاعدي، سمع من جدّه أبي العلاء صاعد، وأبي سعيد الصيرفي، وعنه زاهر ووجيه، وعبد الخالق بن زاهر، وآخرون. وقال ابن السمعاني: تعصّب بآخره في المذهب، حتى أدَّى إلى إيحاش العلماء وإغراء الطوائف، فلعنوه على المنابر، حتى أبطله نظام الملك أملى مجالس، وكان يقال له: شيخ الإسلام، توفي في شعبان سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. انتهى. وفي "مرآة الجنان" في حوادث سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، فيها توفي أحمد بن محمد بن صاعد أبو نصر الحنفي، رئيس "نيسابور" وقاضيها، وكان يقال له: شيخ الإسلام. انتهى.
(1)
* * *
522 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن الصائغ
*.
(1)
الفوائد البهية: 34.
* راجع: الطبقات السنية 2: 99. 100.
وترجمته في خلاصة الأثر 1: 203، 204، وريحانة الألباب 2: 142، 143.
هذا وقد خلط المحبي في ترجمته في الخلاصة، فذكره باسم أحمد بن سراج الدين، وذكر أن ولده يقال له: سري الدين، ثم ذكر في آخر ترجمته أنه لم يعقّب إلا بنتا تولّتْ مكانه مشيخة الطبّ، فكيف بتفق هذا مع قوله إن له ولدا، يقال له: سري الدين، والحقّ أنه هو سري الدين أحمد، وأنه لم يعقّب إلا بنتا، وسترى خلال الترجمة الصلات الوطيدة بينه وبين التميمي، مما يجعل لما أورده من اسمه وترجمته القدح المعلى.
خادم علمي الأبدان والأديان، كذا رأيتُه بخطّه في آخر "رسالة" صنّفها في بعض مسائل طبّية، قدمّها لحضرة قاضي القضاة حسن أفندي، حين كان قاضيًا بـ "الديار المصرية"، مؤرّخة بثامن عشر شهر ربيع الآخر المبارك، (سنة ستّ وستين وتسعمائة).
وكان أحمد هذا يلقّب بسري الدين، وكان له في كلّ فن من العلوم باع، ومعرفة تامة، ووسع اطلاع، ولكن كان في العربية، والنظم، والإنشاء، وعلم الطب، أمهر منه في غيرها.
وبلغني أنه له كثيرًا من الأبحاث، والاستشكالات، والأجوبة، مُسَطَّرَة بخطّه على هوامش الكتب التي قرأها، وأقرأها، ما لو جمع لكان في مجلّدين، أو ثلاثة.
وله رسائل كثيرة، وأشعار شهيرة
(1)
، كأنها الماء الزُّلَال والسِّحْر الحلال.
وقد تردّدتُ إليه، وتردّد إليّ، وذاكرتُه، وذاكرني، وما أبصرتْ عينيّ في "الديار المصرية" بعده في فنّ الأدب مثله.
وتوفي سنة ..... ،
(2)
رحمه الله تعالى.
* * *
523 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عارف الزيلي، الرومي
،
(1)
انظر طرفا من ذلك في الريحانة 2: 143.
(2)
بياض في الأصول، وقد تركه المصنف رحمه الله، لأنه توفي قبل صاحبه، فقد توفي ابن الصائغ سنة ست وثلاثين وألف، كما جاء في خلاصة الأثر.
السيواسي، (شمس الدين، أبو الثناء) *.
عالم، أديب، مشارك في بعض العلوم.
من تصانيفه: "إرشاد العوام"، و"الإلهية في الأمر بالمعروف"، و "رسالة التأويل" نظما ونثرا، و"رياض الخلفاء الراشدين"، و"زبدة الأسرار" شرح "مختصر المنار".
توفي سنة 1006 هـ.
* * *
524 - الشيخ العالم الفقيه أحمد بن محمد بن طيّب البهاري، أحد الفقهاء المشهورين في عصره
* *.
ولد، ونشأ بناحية "بهارا" -بكسر الموحّدة-.
وقرأ العلم على والده، ولازمه ملازمة طويلة، وكان والده من الأساتذة المشهورين يعرف بالشيخ بدها طيّب.
* * *
525 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم
* راجع: معجم المؤلفين 2: 114.
وترجمته في هدية العارفين 1: 150، 151.
* * راجع: نزهة الخواطر 4: 35.
الشهير بابن عرب شاه *.
كذا نسب نفسه في "شرح قصيدته"، التي سمّاها "عقود النصيحة"، وهو أدرى بنسبه.
وذكره الحافظ جلال الدين السيوطي في "أعيان الأعيان"، فقال: أحمد بن محمد ابن عبد الله بن علي بن محمد بن عرب شاه، الدمشقي، الحنفي، شهاب الدين.
كان عالمًا (فاضلًا، وأديبًا) ناظمًا.
جال في البلاد، وأخذ عن الأكابر، وله تصانيف.
ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
ومات في رجب، سنة أربع وخمسين وثمانمائة. انتهى.
وذكر صاحب الترجمة في "شرح قصيدته" المذكورة، من شرح حاله، ما ملخصّه: أنه جوّد القرآن العظيم، بمدينة "سمرقند"، وقرأ بها النحو، والصرف، على تلامذة السيّد الشريف الجرجاني، وكان يحضر أيضًا مجلس السيّد، ويسمع دروسه، ولما قدم الشيخ شمس الدين ابن الجزري إلى "سمرقند" سمع عليه الحديث، وأخذ عنه بعض مصنّفاته.
* راجع: الطبقات السنية 2: 55 - 59.
وترجمته في إيضاح المكنون 1: 178، والبدر الطالع 1: 109، والتبر المسبوك 325، وشذرات الذهب 7: 280، والضوء اللامع 2: 126 - 131، ونظم العقيان 63، ومعجم المؤلفين 2: 122، وفهرس المؤلفين، وفهرس المخطوطات المصورة 2: 179، 180، وكشف الظنون 397، 714، 1128، 1152، 1174، 1198، 1216، 1646، ومصر الإسلامية 116 - 126، وكتبخانه أسعد أفندي 138، ونور عثمانيه كتبخانه 237، وكتبخانه أيا صوفيه 199.
ثم أنه طاف بلاد "ما وراء النهر"، و"المغل " إلى حدود "الخطا"
(1)
، وقطع "سيحون"، واجتمع بمشايخ لا يحصون؛ من أعظمهم: الخواجا عبد الأول، وابن عمّه عصام الدين، والشيخ حسام الدين، وأسمع بـ "بخارى" على عالمها الربّاني الخواجا محمد الزاهد، الذي توفى بـ "المدينة المنورّة"، في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة.
ومكث بـ "ما وراء النهر" نحوًا من ثمان سنين، وذكر أنه اجتمع بعالم "خوارزم" المولى نور الله، واجتمع بالمولى حافظ الدين البزّازي، وأقام عنده نحو أربع سنوات، وقرأ عليه الفقه، وأصوله، والمعاني، والبيان.
ثم قدم "الديار الرومية"، وأقام بها نحو عشر سنين، واجتمع بعلمائها، ومن أجلّهم: المولى شمس الدين الفنري
(2)
، والمولى برهان الدين حيدر الخوافي، وقرأ عليه "مفَتاح العلوم" من أوله إلى آخره، وقرأ غير ذلك من العلوم العقلية والنقلية.
وتنقلّتْ به الأحوال إلى أن اتّصل (بخدمة السلطان) غياث الدين أبي الفتح محمد بن عثمان الكريشجي، وأقرأ أولاده، ومنهم: السلطان مراد خان، وترجم له كتاب "جامع الحكايات" من الفارسي إلى التركي، نظمًا ونثرًا، وهو في ستّ مجلّدات، وترجم "تفسير أبي الليث السمرقندي"، و "تعبير القادري" نظمًا، وكان يكتب عند السلطان غياث الدين المذكور إلى سائر الأطراف، عربيًا، وفارسيًا، وتركيًا، وغير ذلك.
(1)
وقد أسس الخطا لهم دولة في إقليم التركستان في مستهل القرن السادس الهجري. انظر سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي 36 حاشية رقم 3.
(2)
ويقال له الفناري أيضا، ويأتي بيان هذه النسبة في ترجمته الآتية باسم "محمد بن حمزة بن محمد بن محمد الرومي".
ثم قال: والحاصل أني لم أخِلَّ برؤية أحد ممن يُشار إليه من ملك ولا سلطان، ولا عالم ولا شيخ، ولا كبير، على حسب ما يتفق، ولم يبق من العلوم فنّ إلا وكان لي فيه حظّ وافر، ولا منصب إلا وكان لي فيه نصيب؛ من التدريس، والخطابة، والإمامة والكتابة، والوعظ، والتصنيف، والترجمة، وغير ذلك. ورأيتُ ملوك "الجغتاي
(1)
" -بالغين المعجمة- و"الخطا"، وأولاد توقتامش وأيدكو، وملوك "الروم"، والعجم، و"الترك".
هذا، وقد أفصح في نظم القصيدة المذكورة سابقًا عن بعض حاله، وكثرة جلّه وترحاله، حيث يقول:
ألَا إنَّنِي يا أهلَ جِلَّقَ منكمُ
…
ومَن نَسَبِي أَنْسابُ سَعْدٍ وعُثْمانِ
وَمَسْقَطُ رأسِي في دمشقَ وقد مَضى
…
بها جُلُّ أسلافي وأهلِي وإخواني
ولكنَّما حُكْمُ الإلهِ بما جَرَى
…
قَضى لي بتغريبِ الدِّيارِ فأقصانِي
وَدَحْرَجَني ذا الدَّهْرُ في صَوْلجَانِهِ
…
لأَطْوارِ أَدْوارٍ وكثرةِ دورانِ
فَقَضَّيْتُ غضَّ العُمْرِ في طَلَبِ العُلَى
…
على بُعْدِ أَوْطانِي وقِلَّةِ أَعْواني
فَطَوْرًا تَرَى بالصِّيْنِ سَابِقَ ناقَتِي
…
وحينًا تَيرَى بالرُّوم قائد هِجاني
(2)
وطَوْرًا تَرانِي ذا ثراءٍ وتارةً
…
أَلُوكُ الثرى فقرًا فقرًا وأَكْتُمُ أَشْجانِي
وفي كُلِّ أَطْوارِي تَرانِي مُشَبَّثًا
…
بِذيلِ المِعاني غيْرَ وَاهٍ ولا وانِي
أباكِرُ دَرْسَ العِلْمِ جُهدي وطاقَتِي
…
وأخدُم أهلَ الفضلِ في كلِّ أحْياني
(1)
بنوجغتاي هم خانات ما وراء النهر، وقد توفي جغتاي بن جنكزخان سنة تسع وثلاثين وستمائة، ذكره زامباور في معجم الأنساب والأسرات الحاكمة 370 - 373، كما ذكر بنيه.
(2)
يقال: هجان، بكسر ففتح، وقد شدد الجيم لضرورة الوزن، والهجان من الإبل: البيض لكريم.
ومن شعر ابن عرب شاه أيضًا قوله
(1)
:
السَّيْلُ يَقْطَعُ ما يلقَاهُ من شَجَرٍ
…
بينَ الجِبالِ ومنه الأرضُ تنفطرُ
(2)
حتى يُوافي عُباب البحرِ تنظره
…
قد اضْمَحَلَ فلا يبقى له أثر
ومنه أيضًا قوله
(3)
:
فعِشْ ما شِئت في الدنيا وأدْرِكْ
…
بِها ما شِئتَ مِن صِيتٍ وصَوْتِ
فَحْبلُ العَيْشِ مَوْصُولٌ بِقَطْعٍ
…
وخَيْطُ العُمْرِ مَعْقُودٌ بِمَوْتِ
وله غير ذلك من الأشعار الرائعة، والتأليف الفائقة.
وقد ذكر له في "الضوء اللامع" ترجمة واسعة، ذكر فيها أن العلاء البخارى لما قدم من "الحجاز"، مع الركبِ الشامي، سنة اثنتين وثلاثين، انقطع إليه صاحب الترجمة، ولازمه في الفقه، والأصلين، والمعاني، والبيان، والتصوّف، وغيرهما، حتى مات، وكان ممن قرأ عليه "الكافي" في الفقه، و"البزدوي" في أصوله.
قال: وتقدّم في غالب العلوم، وأنشأ النظم الفائق، والنثر الرائق، وصنّف نظمًا، ونثرًا، فمن ذلك:"مرآة الأدب" في علم المعاني والبيان والبديع، سلك فيه أسلوبًا بديعًا، نظم فيه "التلخيص"، وعمله قصائد غزلية، كلّ باب من قصيدة مُفردة على قافية، وقف عليها الحافظ ابن حجر، واستحسنها، و"مقدمة ني النحو"، و"العقد الفريد في التوحيد"، و"عجائب المقدور في نوائب تيمور"، و"فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء"،
(1)
البيتان في الضوء اللامع 2: 128.
(2)
في الضوء: "السيل يقلع ما يلقاه".
(3)
البيتان في الضوء اللامع 2: 129.
و"خطاب الإهاب الناقب، وجواب الشهاب الثاقب"، و "منتهى الأدب في لغة الترك والعجم والعرب".
وأورد له من النظم قوله
(1)
:
قميصٌ مِن القُطْنِ مِنْ حِلِّهِ
…
وَشَرْبَةُ ماءٍ قَرَاحٍ وقُوتْ
يَنالُ به المرءُ ما يَبْتَغِي
…
وهذا كثيرٌ عَلى مَن يَمُوتْ
ومنه مُعمى في اسم يوسف، وهو قوله
(2)
:
وَجْهُك الزَّاهِي كبَدْرٍ
…
فوقَ غُصْنٍ طَلَعَا
واسْمُكَ الزَّاكِي كَمِشْكَا
…
ةٍ سَنَاهُ لَمَعَا في بُيُوتٍ
أَذِنَ الل
…
هُـ لها أن تُرْفَعَا
عَكْسُها صَحِّفْهُ تَلْ
…
قَ الحُسْنَ فيها أَجْمَعَا
(3)
ومنه أيضًا قوله
(4)
:
وما الدَّهْرُ إلا سُلَّمٌ فَبِقَدْرِ ما
…
يكونُ صُعُودُ المرْءِ فيه هُبُوطُهُ
وهَيْهَاتَ ما فيه نُزُولٌ وإنَّما
…
شُرُوطُ الذي يَرْقَى إليه سُقُوطُهُ
فَمَن صار أعْلَى كان أوفى تهشُّمًا
…
وَفاء بما قامتْ عليه شُرُوطُهُ
وله غير ذلك من التآليف، والتصنيف، والقصائد، والمِقطعات، وكان آخر ما ألفه "كتاب على لسان الحيوانات"، فيه العجائب والغرائب.
أثنى عليه الأئمة، كالحافظ ابن حجر، والمقريزي، وغيرهما، حتى وصفهُ بعضهم بقوله: الإمام العلَّامة، أحد أفراد الدهر في الفضل،
(1)
البيتان في الضوء اللامع 2: 129.
(2)
الأبيات في الضوء اللامع 2: 129.
(3)
في الضوء "تلق الحسن فيه أجمعا".
(4)
الأبيات في الضوء اللامع 2: 129.
والنظم، والنثر، وعلم المعاني، والبديع، والنحو، والصرف، وغير ذلك. رحمه الله تعالى.
* * *
526 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين الناصحي القاضي
*.
من بيت العلم، والفضل، والقضاء. قال عبد الغافر: من أولاد الكبار، ووجوه بيت الناصحية، خلف أسلافه في تحصيل العلم، والتدريس في مدرسة السلطان، بـ "نيسابور"، والمناظرة في المحافل.
وكان سليم النفس، مأمون الجانب، مُشتغلًا بنفسه، ظريف المعاشرة، قائمًا بقضاء الحقوق.
مات في شعبان سنة خمس عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
527 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي الكندي الآتي ذكر أبيه، وجدّه، إن شاء الله تعالى
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 59. وترجمته في الجواهر المضية برقم 208.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 60. وترجمته في الجواهر المضية برقم 209.
وسيترجمهما المصنّف في مكانهما، إن شاء الله، ولم يذكر في ترجمة أبيه نسبة الكندي، وذكر أن جدّه كان من أقران شمس الأئمة السرخسي، =
528 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله أبو القاسم، القهستاني
*.
مولده سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
ذكره عبد الغافر، وقال: كان زاهدًا، ورعًا، يجمع ويصنّف.
كذا في "الجواهر" من غير زيادة.
و"قُهستان"؛ بضم القاف، والهاء، وسكون السين، وفتح التاء المثناة من فوق، وفي آخرها النون
(1)
: بلدة متصلة بنواحي "هراة"، و"العراق"، و"همذان"، و"نهاوند".
* * *
529 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الله الظاهري
= وكانت وفاة شمس الأئمة محمد بن أحمد بن سهل السرخسي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، فالمترجم من رجال القرن السادس تقديرا.
* راجع: الطبقات السنية 2: 60.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 213.
(1)
كذا ورد في الجواهر المضية واللباب 3: 13، وجاء في معجم البلدان 4: 205 أنه قوهستان بضم أوله، ثم السكون ثم كسر الهاء، وسين مهملة وتاء مثناة، من فوق وآخر نون، ثم قال: وربما خفّف مع لنسبة، فقيل: القهستاي.
أبو العبّاس، الإمام، الحافظ *.
سمع الكثير، وسافر إلى البلاد، وأخذ عن سبعمائة شيخ، بـ "الشام"، و"الجزيرة"، و"مصر"، ورحل إلى "خراسان"، وما زال في طلب الحديث وإفادته إلى آخر عُمره.
وجمع "الأربعين البلدانية" لنفسه، وجمع للفخر ابن البخاري "مشيخة" في غاية الحُسن، في ثلاثة عشر جزءًا.
وأخذ القراءات بـ "حلب"، عن أبي عبد الله الفاسي.
ونسخ كثيرًا بخطّ هـ، وعُيني بفنّ الرواية، مع الزهد، والوقار، والجلالة، والتبرّك به.
ومات بظاهر "القاهرة"، في زاوية له
(1)
على "شاطئ النيل"، ابتناها له أيدغدي العزيزي، سنة ستّ وتسعين وستمائة.
وكان مولده سنة ستّ وعشرين وستمائة.
* * *
530 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن
* راجع: الطبقات السنية 2: 62، 63.
وترجمته في تذكرة الحفاظ 4: 1480، والجواهر المضية برقم 212، وحسن المحاضرة 1: 357، وشذرات الذهب 5: 435، وطبقات القراء 1: 122، وكشف الظنون 1: 55، والوافي بالوفيات 8: 36، 37.
(1)
ذكر السيوطي أن هذه الزاوية كانت بالمقس، بظاهر القاهرة.
النيسابوري القاضي، المعروف بقاضي الحرمين *.
شيخ أصحاب أبي حنيفة في زمانه بلا مدافعة، والمعوّل عليه في الفتوى بلا منازعة.
تفقّه على أبي الحسن الكرخي، وأبي طاهر الدبّاس، وبرع في المذهب.
سمع بـ "خراسان" أبا العبّاس الحسن
(1)
بن سفيان الشيباني، وأبا يحيى زكريا بن يحيى البزّار، وأبا خليفة الفضل بن الحباب، وجماعة سواهم.
وروى عنه أبو عبد الله الحاكم، وذكره في "تاريخ نيسابور"، وقال: غاب عنها نيفًا وأربعين سنة، وتقلّد قضاء "الموصل"، وقضاء "الرملة"، وقلّد قضاء الحرمين، فبقي بهما بضع عشرة سنة، ثم انصرف إلى "نيسابور" سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، ثم ولي القضاء بها في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
قال الحاكم: سمعتُ أبا بكر الأبهري المالكي، شيخ الفقهاء بـ "بغداد" بلا مُدافعة يقول: ما قدم علينا من الخراسانيين أفقه من أبي الحسن النيسابوري.
سمعتُ أبا الحسين القاضي، يقول: حضرتُ مجلس النظر، لعلي بن عيسى الوزير، فقامتْ امرأة تتظلّم من صاحب التركات، فقال: تعودين إليّ غدا، وكان يوم مجلسه للنظر، فلمّا اجتمع فقهاءُ الفريقين، قال لنا: تكلّموا اليوم في مسألة توريث ذوي الأرحام.
* راجع: الطبقات السنية 2: 60 - 62.
وترجمته في تاج التراجم 15، والجواهر المضية برقم 211، والعبر 2: 290، 291، والعقد الثمين 3: 145، 146، والفوائد البهية 36، وكتائب أعلام الأخيار برقم 188، والوافي وبالوفيات 8:34.
(1)
في الأصول "الحسين"، وهو خطأ، وهو أبو العباس النسوي، صاحب المسند. انظر ترجمته في طبقات الشافعية الكبرى 3:263.
قال: فتكلّمت فيها مع بعض فُقهاء الشافعية، فقال: صنِّفْ هذه المسألةَ، وبكّرْ بها غدًا إليَّ.
ففعَلت، وبكرتُ بها إليه، فأخذ مني الجُزء، وانصرفت.
فلمّا كان ضحوة النهار طلبني الوزيرُ إلى حضرته، فقال: يا أبا الحسين! قد عرضتْ تلك المسألة بحضرة أمير المؤمنين، وتأملها، فقال: لولا أن لأبي الحسين عندنا حُرُمات لقلّدته أحد الجانبين، ولكن ليس في أعمالنا أجل عندي من الحرمين، وقد قلّدته الحرمين.
فانصرفت من حضرة الوزير، ووصل العهد إليَّ، فكان هذا السبب فيه.
قال الحاكم: زادني بعضُ مشايخنا في هذه الحكاية، أن القاضي أبا الحسين، قال: قلتُ للوزير: أيّد الله الوزير، بعد أن رضى أمير المؤمنين المسألة وتأمّلها، وجب على الأمير أن يُنجز أمره العالي، بأنه يرد السهم إلى ذوي الأرحام. وأنه أجاب إليه، وفعله.
قال الحاكم: تُوفي القاضي ضحوة يوم السبت، الحادي والعشرين من المحرّم، سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وصلّى عليه الشيخ أبو العبّاس الميكالي. انتهى.
وأبو العبّاس هذا هو إسماعيل بن عبد الله بن ميكال الميكالي الأديب، شيخ "خراسان"، ووجيهها
(1)
، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى: حكى عنه أنه قال: حضرت مجلس النظر لعلي بن عيسى الوزير، فقامت امرأة تتظلم من صاحب التركات،
(1)
المتوفى سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، عن اثنتين وتسعين سنة، وهو الممدوح بمقصورة ابن دريد. انظر ترجمته في شذرات الذهب 3: 41، ومعجم الأدباء 7: 5 - 12.
فقال: تعودين إليَّ غدا، وكان يوم مجلسه للنظر، فما اجتمع فقهاء الفريقين، قال لنا: تكلّموا اليوم في مسألة توريث ذوي الأرحام، فتكلّمت فيها مع بعض فقهاء الشافعية، فقال: صنّف في هذه المسألة، وبكّر بها غدا إليّ، ففعلت، وبكّرت إليه فأخذ مني الجزء، وانصرف، ثم طلبني الوزير، وقال: يا أبا الحسن! قد عرضت تلك المسألة بحضرة أمير المؤمنين، وتأملها، فقال: لولا أن لأبي الحسن عندنا حرمات لقلدته أحد الجانبين، ولكن ليس في أعمالنا عندي أجل من الحرمين، وقد قلدته الحرمين، فانصرفت، ووصل العهد إليّ، كذا ذكره القارئ، وقال: ذكره الحكم في "تاريخ نيسابور"، وقال: غاب عن "نيسابور" نيفًا وأربعين سنة. وتقلّد قضاء "الموصل"، وقضاء "الرملة"، وقضاء "الحرمين". وبقي بهما بضع عشرة سنة، ثم انصرف إلى "نيسابور. انتهى. و"نيسابور" بفتح النون وسكون الياء المثناة التحتية بعدها سين مهملة بعدها ألف بعدها باء موحدة مضمومة، بعدها راء مهملة، مدينة حسنة بـ "خراسان". كذا ذكره السمعاني، والنووي، وابن الأثير. وللحكم كتاب حسن في تاريخ "نيسابور"، والمعروف على الألسنة في تسميته "نيشابور.
* * *
531 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الجليل بن إسماعيل الفقيه، أبو نصر، السمرقندي الأبريسمي
*.
* راجع: الطبقات السنية 2: 63. وترجمته في الجواهر المضية برقم 214.
مولده في حدود سنة ستّ وثمانين وأربعمائة.
تفقّيه بـ "سمرقند"، وسمع "تنبيه الغافلين" لأبي الليث، من الإمام إسحاق بن محمد النوحي، عن أبي بكر بن محمد بن عبد الرحمن الزيدي، عن المصنّف.
مات في عشر الخمسين وخمسمائة تقريبًا.
والأبْرِيْسَمِيّ؛ بفتح الهمزة، وسكون الباء الموحدة، كسر الراء، وسكون الياء، وفتح السين، وفي آخرها الميم: نسبة لمن يعملُ الأبْرِيْسَم
(1)
.
* * *
532 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الخالق الأسْرُوْشَني
*.
ذكره في "الجواهر" هكذا، من غير زيادة. انتهى.
* * *
533 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو عمرو الطبري
(1)
الأبريسم: الحرير.
* راجع: الطبقات السنية 2: 63.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 215.
وللمؤلّف كلام على هذه النسبة في الباب الذي عقده للكني والأنساب والألقاب في آخر الكتاب.
المعروف بابن دانكا، أحد الفقهاء الكبار *.
من طبقة أبي الحسن الكرخي، وأبي جعفر الطحاوي.
وتفقّه على أبي سعيد البردعي، وصنّف "شرح الجامعين".
قال قاضى القضاة أبو عبد الله الدامغاني: حدّثني القاضي الصيمرى، قال: كان أبو عمرو الطبري فقيهًا بـ "بغداد"، يُدرّس في حياة أبي الحسن الكرخي، وكانتْ وفاته سنة أربعين وثلاثمائة.
قال أبو عمرو
(1)
: سمعتُ أبا منصور أيوب بن غسّان، يقول: جُميع بين داود بن على الأصبهاني، وبين محمد بن على بن عمار الكُرِّيْنى
(2)
بـ "بغداد"، في مسجد الجامع، يتناظران في خبر الواحد، وكِان الكُرّيْنِي ينفي العمل به، وكان [داود] يحتجِّ للعمل به، ويبالغ في ثبوته، فاجتمع الناسُ عليهما، وأخذت الكُريني الحجارة من كلّ ناحية، حتى هرب من المسجد،
* راجع: الطبقات السنية 2: 64.
وترجمته في تاريخ بغداد 14: 429، والجواهر المضية برقم 216، والفوائد البهية 35، وكتائب أعلام الأخيار برقم 60، وكشف الظنون 1: 569، 2: 1429، والوافي بالوفيات 8: 43، ومعجم المؤلفين 2: 117، 116، وطبقات الحنفية 19، عام 7149.
(1)
هذا الخبر منقول عن ابن النجّار، وهو في الجواهر المضية بسنده.
(2)
في الأصول "الكريبي"، و"الكريني" بضم أوله وتشديد الراء وتخفيفها، نسبة إلى كرين، وهى من قرى طبس. انظر: اللباب 3: 39، ومعجم البلدان 4:270.
فسئل بعد ذلك عن خبر الواحد، فقال: أما بالحجارة والآجرّ، فإنه يوجب العلم والعمل جميعًا.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى: قال على القارئ في وصفه: كان أحد الفقهاء الكبار من طبقة أبي الحسن الكرخي، وأبي جعفر الطحاوي. انتهى. ونسبة الطبري إلى "طبرستان" وهو بفتح الطاء المهملة وفتح الباء الموحدة، وفتح الراء المهملة، وسكون السين المهملة، بعدها تاء مثناة فوقية بعدها ألف بعدها نون، إقليم متّسع ببلاد العجم، يجاور "خراسان". وله كرسيان "سارية" و"آمل"، كذا قال ابن خلكان في ترجمة أبي العباس أحمد المعروف بابن القاصّ الطبري الشافعي. وقال السمعاني في "الأنساب": سمعت القاضى أبا بكر الأنصاري يقول: إنها "تبرستان" لأن أهلها يحاربون بها أي بالفاس، فعرب. انتهى. وفي "جامع الأصول" لابن الأثير الجزري الطبري منسوب إلى "طبرستان"، نسب إليه على غير قياس. وإلى "طبرية الشام" على القياس، والطبراني منسوب إلى "طبرية" على غير قياس، للفرق بين من ينسب إليها، وبين من ينسب إلى "طبرستان". وليس بالمطرد، فإنهم ينسبون إلى "طبرية" طبري. انتهى.
قلت: صنّف "شرح الجامع الكبير" للشيباني في فروع الفقه الحنفي، و"كتاب الشرب". كذا قال عمر رضا كحالة في معجمه.
* * *
534 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز الطهطاوي
،
الحسيني، القاسمي، الملقّب برافع *.
عالم مشارك في بعض العلوم.
ولد بـ "طهطا" بمديرية "جرجا" بـ "مصر" في جمادى الثانية، ونشأ بها، وقدم إلى "الجامع الأزهر"، ومكث فيه اثنتى عشرة سنة.
من تصانيفه الكثيرة: "المسعى الحميد في بيان وتحرير الأسانيد" في مجلّدين ضخمين، ثم حوّل اسمه إلى "إرشاد المستفيد إلى بيان وتحرير الأسانيد"، و"رفع الغواشي عن معضلات المطوّل والحواشي" في خمسة أجزاء، و"نفحات الطيب على تفسير الخطيب"، و"هداية المجتاز إلى نهاية الإيجاز"، و"التنبيه والإيقاظ لما في ذيول تذكرة الحفّاظ".
توفي سنة 1355 هـ.
* * *
535 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الغني السرسي القاهري
* *.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 119، 120
…
وترجمته في التحرير الوجيز 45، 46، وصفوة العصر 1: 510 - 517، والكنز الثمين لعظماء المصريين 141 - 145، وفهرس الأزهرية 1: 179، 259، 260، 303، 2: 201، 5: 149، 298، 7: 72، 8: 104، وفهرس التيمورية 1: 74، 105، 163، 3: 10، ومعجم المطبوعات 1245، 1246 والأعلام الشرقية 2: 72 - 74، وإيضاح المكنون 1: 196، والأعلام 1:121.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 64، 65.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 125، ونظم العقيان 63.
الشيخ، الإمام، العالم، العامل، الفاضل، الكامل، العلامة، العارف، المِسَلِّك، شهاب الدين، المعروف بكُنيته
(1)
ونسبته.
كان أحد أفراد العلماء المسلكين، وأهل اليقين، حتى قيل: إن الشمس الحنفى ما وصل إلا بملاحظته ومدده، وبركته، وكانتْ بينهما محبّة أكيدة جدًّا، ويذكر عنه الكرامات والمكاشفات، وكان بصدد نفع الناس في العلوم الدينية، والمعارف الإلهية، وانتفع به خلق كثير.
وكانتْ وفاته في يوم الاثنين، حادي عشري جادى الآخرة، سنة إحدى وستين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
536 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد القادر المصري، شهاب الدين ابن الشرف
*.
ذكره في "الدرر الكامنة"، وقال: خطيبُ الجامع الشيخوني
(2)
. مات في المحرّم، سنة سبع وستين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
(1)
لم يذكر له المصنف كنية، وإنما ذكر نسبته، ولقبه.
* راجع: الطبقات السنية 2: 65. وترجمته في الدرر الكامنة 1: 291.
(2)
ولم يعين ابن حجر أي الجامعين، فإنه يوجد جامع شيخون البحري، ويواجهه جامعه القبلى، ويمر بينهما شارع شيخون بقسم الخليفة بالقاهرة في هذا الزمان، ولعله أراد جامع شيخون القبلى، فهو أجل من البحري، وكان يقال له: خانقاه شيخون. انظر: حاشية النجوم الزاهرة 10: 269.
537 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد المؤمن، رُكن الدين القَرْمِيُّ
*.
المعروف بالمرتعش، لرعشة كانتْ به، يُديم معها تحريك رأسه.
قال ابن حجرٍ: قدم "القاهرة" بعد أن حكم بـ "القرم" ثلاثين سنة، وناب في الحكم، وولي إفتاء دار العدل، ودرّس بـ "الجامع الأزهر"، وغيره، وجمع "شرحًا" على "البخارى"، وكان يُرمى بالهنات.
ولما ولي التدريس، قال: لأذْكُرَنَّ لكم ما لم تسمعوا، فعمل درسًا حافلًا، فاتفق أنه وقع منه شئ، فبادر جماعةٌ فتعصّبوا عليه، وكفروه، فبادر إلى السراج الهندي، فادّعى عليه عنده، وحكم بإسلامه، فاتفق أنه بعد ذلك حضر درس السراج الهندي، ووقع من السراج شيء، فبادر الركن، وقال: هذا كفر. فضحك السراج حتى استلقى، وقال: يا شيخ كن الدين تُكفر مَنْ حكم بإسلامك. فأخجله. انتهى.
وقال الولي العراقي: كان يذكر بفضل، وبراعة، وتفنّن في العلوم، ولكن سمعت قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة، يقول: دعانا الأمير أزْغُوْن شاه لحضور الدرس عنده، يعني:
* راجع: الطبقات السنية 2: 65، 66.
وترجمته في إيضاح المكنون 2: 432، وشذرات الذهب 3: 279، كشف الظنون 1: 549، ومعجم المؤلفين 2:125.
وفي الإيضاح، والشذرات، والكشف:"القريمي"، وانظر: ما جاء أثناء الترجمة.
عند الشيخ ركن الدين، بجامع المارداني
(1)
، فخطب خُطبة مليحة، ثم قال: والسلطان أعجلنا بالخروج إلى السرحة عن حفظ الدرس، فأخرج كراسًا من كمّه ليقرأ منه الدرس، فقلنا: حصل المقصود بما تقدّم، وقُمنا، وكأنه لم يكن حافظه.
قال العراقى: وسمعت والدي يقول: إنه كان حاضرًا سماع "صحيح البخاري" بمجلس السلطان الأشرف، فمرّ حديثُ شقّ الصدر، فقال: هذا كناية عن شرح الصدر، فردّ عليه الحاضرون، ومنهم: شيخنا الشيخ ضياء الدين القرمي، وقال له: في "الصحيح"
(2)
أن أنسًا قال: كنتُ أرى أثر ذلك المخيط في صدره صلى الله عليه وسلم. فسكت.
ويقال: إن الشيخ ضياء الدين كان نائبًا عنه بـ "القرم".
مات سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
ومن فوائده: ما نقله عنه تلميذه الشيخ عزّ الدين ابن جماعة، أنه قال: شرف العلم من ستة أوجه: موضوعه، وغايته، ومسائله، ووُثُوْق براهينه، وشدّة الحاجة إليه، وخساسة مُقابله.
قلت: في "معجم عمر رضا" أن من مصنفاته: "مجمع الأخلاق والنصائح".
* * *
(1)
وهو جامع ألطنبغا المارداني، خارج باب زويلة، يحوار خط التبانة، ويقع الآن في شارع التبانة، قسم الدرب الأحمر بالقاهرة. انظر حاشية النجوم الزاهرة 9:112.
(2)
إنما جاء هذا في صحيح مسلم 1: 147، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، من كتاب الإيمان.
538 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عثمان الحلبي، المعروف بابن أمير غفلة (شهاب الدين)
*.
فقيه، فَرَضي، حيسوب. له شرح "نزهة الحساب" المنسوبة لابن الهاشم. توفي سنة 915 هـ.
* * *
539 - الشيخ الفاضل الفقيه الجليل والمحدّث الكبير أحمد ابن الشيخ محمد بن عثمان الزَّرْقا
* *.
هو العلامة الفقيه المكين، والإمام العالم الرصين، والأديب المطّلع الأريب.
ولد في مدينة "حلب" موطن أسرته حواليْ سنة 1285 للهجرة
(1)
.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 127.
شذرات الذهب 8: 68، 69، وإيضاح المكنون 2: 638
* * راجع: تراجم ستة من بين فقهاء العالم الإسلامي ص 83 - 109.
(1)
أخذتُ هذه الترجمة بحذافيرها من كتاب الشيخ الأجلّ المحقّق المدقّق البحّاثة الناقد الأصولي المحدّث البارع عبد الفتّاح أبو غدّة، واسم كتابه "تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي"، كتب المولّف عن ستة من فقهاء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر من أقطار مختلفة، أحدهم من الهند والثاني من الشام، والثالث من =
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى: كان والده الشيخ محمد الزَّرقا فقيها وإماما من أئمة الفقه الحنفي في عصره، وإليه انتهت الكلمة في المذهب بين معاصريه، فكانوا إذا اختلفتْ آرائُهم في الفتوى أو في مسألة من مسائل الفقه العويصة رجعوا إليه، فسألوه، فإذا أبدى رأيه
= مصر، والرابع من المغرب الأقصى، والخامس من فلسطين، والسادس من جزيرة العرب، وذكر تراجمهم بحسب تقدّم سني وفياتهم، فذكر أولا:
1 -
إمام العصر الفقيه المحدّث الباهر المفضال محمد أنور شاه الكشميري الهندي، المولود سنة 1292 هـ في كشمير، والمتوفى سنة 1352 هـ في ديوبند من الهند.
2 -
العلامة المحقّق فقيه الشام الشيخ الإمام أحمد الزرقا ابن فقيه عصره الشيخ الإمام محمد الزرقا، المولود بحلب نح سنة 1285 هـ، والمتوفى بها سنة 1357 هـ.
3 -
العلامة فقيه العصر ومجدّد أسلوب الفقه في مصر الشيخ الإمام أحمد بن إبراهيم إبراهيم الحسيني المصري، المولود سنة 1291 هـ بالقاهرة، والمتوفى بها سنة 1364 هـ.
4 -
العلامة النابه البارع الإمام فقيه المغرب الأقصى الأصولي المتفنّن الشيخ محمد بن الحسن الحجوي المغربي، المولود سنة 1291 هـ بمدينة فاس، والمتوفى بمدينة الرباط سنة 1376 هـ.
5 -
العلامة الفقيه المتقن المدقّق الإمام الأصولي الماهر المحقّق الشيخ عيسى بن يوسف منون، الفلسطيني القدسى ثم المصري، المولود بضاحية القدس سنة 1306 هـ، والمتوفّى بالقاهرة سنة 1376 هـ.
6 -
المحجّة الإمام مفتي الديار السعودية الفقيه الدرّاكة المتين الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ النجدي، المولود سنة 1311 هـ في جزيرة العرب بمدينة الرياض والمتوفى بها سنة 1389 هـ.
رحمهم الله تعالى جميعا، وأعلى مقامهم عنده، وأجزل لهم المثوبة والرضوان في دار كرامته.
أقرّوا به جميعا، وسلّموا له، وله ترجمة حافلة واسعة في كتاب "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء" لشيخنا وأستاذنا العلامة المحدّث المؤرّخ محمد راغب الطبّاخ، رحمه الله تعالى.
وكان والده الشيخ محمد الزَّرقا فقيهَ النفس والبدن، ممتَّعا بمزايا علمية نادرة، وسجايا خلقية رفيعة، فاق بها أقرانه، فكان شيوخ العلم يقصدون مجلسه، ويحضرون حلقاته ودروسه، ليقتبسوا من علمه وحَصَافته، وذكائه الفريد وفطانته، فكان مجلسه دائما عامرا بالعلماء والمستفيدين من علماء المذهب، بل من غيرهم أيضا، لما يجدون في دروسه من حلّ المشكلات، وتذليل المعضِلات، ونثر الفوائد، التي قلّ أن توجد في الكتب.
فنشأ الشيخ أحمد نجلُه في ظلّه، في هذا الجوّ العلمى الذي يقدح العزائم، ويحرّك الهمم، ويلهب مجامر القلوب بالتحصيل والعلم، فتلقّى أول الأمر القرآن الكريم تلاوة وتجويدا وحفظا، عن أضبط الحفّاظ المقرئين في مدينة "حلب" العبد الصالح: الشيخ محمد الحجّار، رحمه الله تعالى.
ولما فرغ من حفظ القرآن وتجويده، توجّه إلى تلقّى العلم عن المشايخ المقرئين في المدارس الوقفية الكثيرة المنتشرة في مدينة "حلب"، وفي المساجد التي كانتْ تعقد فيها حَلَقَات العلوم الشرعية والعربية، تدريسا وتعليما للطلبة والمستفيدين.
وكان الشيخ أحمد يتتبّع هذه الدروس العامرة في المساجد والمدارس، بنَهَم علمي شديد، ونفس زكية عطشَي، ويتلقّى علوم الشريعة والعربية، ويقرأ كتبها على أساتذتها المشهورين، وكان في القوم بقية من الأفذاذ العلماء النبغاء في كلّ علم، فأخذ عنهم، ودَرَس عليهم: التفسير والحديث والفقه والأصول والنحو وعلوم العربية والأدب والتاريخ والمنطق
…
وكان ذا فطنة وذكاء مشهود، فقاق أقرانه بسرعة عجيبة، واستوى له الفهم والعلم، وتمكّن في سنّ مبكرة أن يحضر حلقات والده، التي كانت فوق مستواه العمري، وكان لا يحضرُها إلا الطبقة العليا الكبار من ذوي العلم، فانتقل إلى الحضور مع هذه الطبقة العليا، وتلقّى عن والده الشيخ محمد الزرقا.
ولم تمض مدّة يسيرة على هذا الدارس الناشئ النابه بين تلك الطبقة المتقدّمة، حتى ظهر استعدادُه الذهنّي البارق، وتفوقه العلمي الباهر، في الفهم والفقه، على كثير من تلامذة والده، الذين أمضوا في ملازمته السنين الطوال قبله، فكان على صغر سنّه فيهم يعدّ من أوائلهم وأكابرهم في حسن التحصيل، والتلقّي من الشيخ الكبير الوالد فقيه العصر، وبارك الله له في عمر والده، رحمه الله تعالى.
فاستمرّ حضورُه لدروسه ومجالسه قُرَابَة ثُلُث قرن أكثر من ثلاثين سنة، حتى ارتوى من علومه، وتضلّعَ من معارفه وفهومه، وأخذَ عنه الفقه الحنفيّ وأصول الفقه والحديث والتفسير وغيرها، مما كان يجري سلسبيلُه على لسان والده الشيخ محمد في مجالسه وحلقات دروسه، التى كان الشيخ يقوم بها كلّ يوم في المدرسة الشعبانية، وفي جامع آل الأمير (جامع الخير)، وفي المسجد الجامع الكبير بمدينة "حلب"، ثم في بيته لما كَبِرَت سنّ الشيخ، واقتصرَ على التدريس في بيته يحضر إليه الطلبة والعلماء.
وكان علم الفقه أكثرَ ما تلقّاه عنه، وكانت الدراسة على الشيوخ في مدارسهم أو مساجدهم أو بيوتهم بحسب الحال، ولم تكن هناك مدارس أو معاهد نظامية، تُتلقّى فيها العلوم الشرعية على وجه نظامي، يخضع له الجميع، بل كان يدرُس الطالب ما يختارُ، ويجلس إلى من يشاء من العلماء بعد استئذانه أو ما يُشْعِر بإذنه.
وكان الشيخ أحمد يصحبُ والدَه العالم الكبير في غدوّه ورواحه، ويلازمُه في ذهابه وإيابه إلى مجالسه ودروسه فيها ملازمة الظلّ للشاخص، فنَهِلَ منه، وعلَّ، وأوعب، واستوعب، مع اكتمال المدارك، وتفتُّح الذهن العلمي الوقّاد، فملأ وِفَاضه من بحر الشيخ الطامي، وغدا من الفقهاء العلماء المرموقين في حياة والده، رحمه الله تعالى.
وكان يستقي العلمَ من والده مشافهة ودراسة ومصاحبة، فقرأ عليه جملة كبيرة من كتب الفقه الحنفي، وكان مما قرأه عليه قراءةَ تمحيص وتحقيق كتاب "رد المحتار على الدر المختار" لإمام عصره الفقيه السيّد ابن عابدين، وهو المعروف بـ "حاشية الشيخ ابن عابدين" أو بـ "حاشية الشامي".
وهذا الكتاب هو أجمع كتاب في الفقه الحنفي من كتب الفتوى والترجيح، في خمس مجلّدات ضخام كبار جدّا، ويعتبر لدى علماء المذهب منخل المذهب فيما عليه الفتوى. ولا يكاد يعوّل على فتوى في الفقه الحنفي دون الرجوع إلى هذا الكتاب.
فقرأه على والده كَمَلا من أوله إلى آخره، ودرسه دراسة تحقيق وتدقيق، ومناقشة وترجيح، أكثر من مرّتين، خلال عشرين عاما، مع قراءته عليه في التفسير والحديث، والأصول أيضا، وكان هذا الكتاب -وما يزال- أهمّ كتب الفتوى، التي انحصر جهدُ الفقهاء المتأخّرين على قراءتها، دون كتب الاستدلال والتعليل، لتقاصر الهمم، وفتور العزائم والإعراض عن الفقه الأوّل.
ومما قرأه على والده أيضا في الفقه الحنفي: الكتاب الاستدلالي النافع العظيم: "تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق" للإمام الفقيه الضليع البارع فخر
الدين على بن عثمان الزيلعي، الذي أورد كلّ مسألة من مسائل الفقه الحنفي، مشفوعة بالدليل والتعليل والمناقشة للرأي المخالف فيها، فكان كتاب تفقيه بحقّ وواقع، فقرأه على والده أيضا بكماله من أوله إلى آخره، وهو في ستّ مجلّدات كبار.
ومما قرأه على والده أيضا: الكتاب الذي تَطَابَق اسمُه ومسمّاه، فكان حقّا كما قال مؤلّفه، وسماه:"بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" لإمام عصره وفقيه دهره العلامة الكاساني ثم الحلبي. وهو الكتاب الذي تميّز عن سائر كتب فقه المذهب الحنفي، بحسن التنظيم والترتيب، مع الاستدلال والتعليل، وسلاسة العبارة، وأدب النقاش، واستيفاء الدليل من المنقول والمعقول، وهو في سبع مجلّدات كبار، قرأ عليه جُلّ هذا الكتاب قراءة تمحيص وتفقّه وارتواء.
وهذان الكتابان: "تبيين الحقائق" للزيلعي و"بدائع الصنائع" للكاساني يفقِّهان قارئَهما إلزاما إذا توجّه إليهما، فكيف إذا كانت لديه المواهب العالية، والنفس المطمئنة بالفقه وقواعده وأصوله وشوارده، فحدّث عن انتفاعه بهما وبمن يُقْرِآن عليه، ولا حرج.
ومما قرأه على والده أيضا: كتاب "الأشباه والنظائر" للعلامة الإمام زين الدين بن نُجَيم الحنفي فقيه القرن العاشر، وصاحب كتاب:"البحر الرائق شرح كنز الدقائق".
وكتابه: "الأشباه والنظائر" هذا من أجلّ الكتب المؤلّفة في بابه لدى السادة الحنفية، في تأصيل القواعد وتخريج الفروع عليها، وإبانة ما يدخل فيها، وما يخرج عنها، وهو من أحسن كتب التفقيه للمتمكّنين في العلم والتحصيل، إذ يولّد في ذهن المتفقّه التأصيل والتعليل، فقراءته مُثْمِرة للمتفقّه المتأهّل أفضل الثمرات.
وإنما شرحتُ بعضَ ما قرأه على والده دون غيره من الشيوخ الكثيرين، الذين أخذَ عنهم، واستفادَ منهم، وفيهم النَّبَغَة الكَمَلة، لأنه كان معروفا أنه لا يقرء على الشيخ محمد الزرقا إلا أفذاذ العلماء النبهاء، فالقراءة عليه كانت بمثابة الشهادة العلمية العليا بالعلم، لمن يقرأ عليه، ويرتاد حلقته، ويقتبس من فيض معارفه وعلومه.
نهوضه بالتعليم والتدريس:
ولما بلغ والد الشيخ أحمد: (الشيخ محمد) سنّ الشيوخة، وجاوزَ الخامسة والسبعين من العمر، اعتزلَ التدريسَ لكبر سنّه، ولضعف الشيخوخة الذي ما عاد يتمكّن معه من الاستمرار على ما كان عليه من الجولان العلميّ الرفيع، الذي تميّزتْ به دروسه ومجالسه.
فتوجّهت الأنظار إلى نجله الشيخ أحمد، ليقوم مقام والده، ويملأ الفراغ الكبير الذي كان بسبب تخلّي والده عن التدريس، فأُسْنِدت إليه وظائفُ والده في المدرسة الشعبانية، وفي جامع آل الأميري (جامع الخير)، وفي الجامع الأموى الكبير، والتفَّ عليه فريقٌ من تلاميذ والده القدماء المتفقّهين، الذين شاهدوا فيه التقدّم والنبوغ والضلاعة في الفقه، ولازموا دروسه مع آخرين من الطلّاب الجُدُد، فنهض بالأمانة على الوجه الأكمل، وتلقّى رأية العلم باليمين، وقاد الأفواج التي كانت تؤمّ والده، فحلّ محلّ والده في نشر العلم والفقه على أحسن وجه.
وكان إلى جانب فقاهة النفس التي أكرمه الله بها، والحصيلة العلمية الفقهية الثرة التي اكتنزها من والده: كثيرَ المطالعة في أمّهات كتب الفقه مطبوعها ومخطوطها، وما كانت مطالعته لها تلهيا أو تسلية
بها، وإنما كان يقرءها كالمطالَب بنقدها وهضمها وتقديم الاختبار منها، كما عَهِدَ ذلك من والده.
وكان له وَلَع شديد بتحقيق الأحكام، والوصول فيها إلى الغاية تمحيصا واستدلالا وتعليلا، مع التوجّه الدائم إلى معرفة الفروق الفقهية بين المسائل المتشابهة في الظاهر وأحكامُها مختلفة. وكان له دقّة نظر بالغة في توجيه تلك الفروق، شهد له بها أكابر المحصّلين من الشيوخ والطلبة، وكان له غرام فريد في تخريج الفروع والمسائل، وتنزيل الحوادث على الأصول والقواعد الفقهية.
وكان يبسط هذا كلّه في دروسه وحلقاته العلمية بين يدي الطلبة، ليفقّههم وتستنير ملكاتهم العلمية به، فتغدو لهم ملكة فقهية متأصّلة في نفوسهم، تُسْعِفُهم في كلّ باب من أبواب الفقه، وكان يحبّ منهم المناقشة الهادفة، لأنه كما قال الخليفة المأمون العبّاسى: العلم على المناقشة أثبت منه على المتابعة. وكان جمّ التواضع للطلبة، يعلّمهم الفقه تدريسا، وآداب العلم والعلماء مجالسة ومحاورة وتحديثا.
وكان لديه خبرة فائقة في كتابة الصكوك العقدية، دقيقا في توثيقها وتمتينها، واستيفاء شرائطها، حتى لا يرى فيها خلل، يُنْفَذ منه إلى إبطالها، بصيرا بنقد الأقضية، التى تصدُر عن المحاكم، فكان مرجعا للقضاة وذوي القضايا الشرعية، وقد اقتبس هذا من والده، الذي كان فريدا في هذا الباب.
وبعد الحرب العالمية الأولى، والاحتلال الفرنسى للبلاد السورية بنحو سنتين، أنشأت مديرية الأوقاف الإسلامية بـ "حلب"، أول مدرسة شرعية نظامية، في بناء مدرسة وفقية كبرى، هي المدرسة الخسروية، التى أخرجت
أجيالا تلوَ أجيال من طلبة العلم، الذين غدوا بعد ذلك من كبار علماء البلاد السورية، فعيّن الشيخ أستاذا لتدريس الفقه الحنفى في صفوفها العالية.
ودرّس في هذه المدرسة الكبرى النظامية جملة من كنب الفقه المعتبرة، وكان من جملة ما قام بتدريسه فيها "القواعد الفقهية الكلية"، التي صُدِّرَتْ بها "مجلّة الأحكام العدلية"، وهى 99 قاعدة. وكان الشيخ ابن بَجْدَة هذه المادة.
ولما رأى إقبال الطلبة على هذه المادة، وتزايد تعلّقهم بها، رأى من المناسب أن يشرح تلك القواعد شرحا، يزيدها وضوحا وتمكينا وتطبيقا في نفوس الطلاب، وقد درّسها خلال سنوات طويلة نحو عشرين سنة، فشرحها شرحا يعدّ أفضل الشروح، التي كتبت عليها حتى الآن، وسيأتي الحديث عنه في الكلام على آثاره العلمية قريبا.
تنوع معارفه وعلومه:
وكان الشيخ إلى جانب ضلاعته في الفقه، وتمكّنه منه، له ولع شديد بالأدب القديم، وتعمّق في اللغة العربية وآدابها، كثير المطالعة في كتبها في المصادر الأولى، ذوّاقةً للشعر الأصيل، راويةً له، حفّاظًا للأخبار ونوادر الأدب، كأنها مادته العلمية التى يدرّسها، ويعلّمها كلّ يوم.
وكانت عادته في قراءة كتب الأدب والتاريخ والأخبار وغيرها، كعادته في كتب الفقه تماما، يدقّق فيها، ويقوِّم نصوصَها، ويعلّق على حواشيها، وينبّه على ما وقع فيها من أخطاء مطبعية، ويعتني بها اقتناءً ومتابعةً، كأن الأدب وهذه العلوم اختصاصه الوحيد.
وكان أشدّ ما يكون وَلَعا بكتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني، و"كتاب الحيوان"، و "كتاب البخلاء"، و"البيان والتبيين" للجاحظ،
و"مقامات الحريري"، وشروحها، و"مقامات بديع الزمان الهمذاني"، ورسائله، و"اللزوميات" لأبي العلاء المعرِّي، و"معجم البلدان" لياقوت الحموي، لكثرة ما فيه من الأخبار الأدبية والطرائف الشعرية، ونوادر الوقائع النفيسة للعلماء.
ومع هذا الاطلاع الواسع على الأدب وتاريخه وعلومه، ومع رهافة الذوق الأدبى عنده، كثرة محفوظه من الشعر الأصيل وروايته له، لم يكن يقرض الشعر، ولا عُرِفَ عنه أنه مارس نظمه.
وكان مما أعانه على سعة اطلاعه في الفقه وتبحّره فيه، وعلى ارتوائه من علوم الأدب والعربية: ما كان لديه من مكتبة كبيرة عامرة، جمعت نوادرَ المطبوعات القديمة والحديثة في تلك العلوم، كما جمعتْ نحوَ ألف كتاب مخطوط، من نفائس الكتب والخطوط المشهورة المعتبرة، المخطوطة بيد مؤلّفيها أو غيرهم من أكابر العلماء المتقنين، في مختلف الفنون والعلوم.
وقد تجمّعتْ لديه تلك المخطوطات على آماد متطاولة، وانتخبها انتخابَ العالم البصير، إذ كان في مطلع شبابه يتاجر بالمخطوطات، ويجلبها من جهات متعدّدة، فكان ينتقي منها النفائس انتقاءَ العارف الخبير، ويستبقيها لنفسه وخِزَانته، وقلّما يُدخِل فيها مخطوطا دون أن يستوفيه قراءة، أو يُلِمَّ بمعظم ما فيه.
وغدت لهذه المكتبة الخطّية التي عنده شهرة واسعة النطاق، لدى رُغَياب الكتب المخطوطة من عرب وأجانب، وكان بسببها له صلة وثيقة دائمة مع العلامة أحمد تِيْمُور باشا، رحمه الله تعالى، في "مصر"، وسافر إليه مرّات، وتعامل معه.
ولما شاع أمر هذه المكتبة الخطّية، وكان للسفارات والقنصليات الأجنبية في كلّ بلد إسلامي سعي تام لجمع المخطوطات الإسلامية منها بأيّ ثمن يطلب، وتوارد عليه طلب بيعها من أولئك الأجانب وسماسرة المستشرقين والمكتبات الأجنبية، نظرا لما عرف عنه من جودة الانتقاء، وخِبْرته بخطوط العلماء، وانتخاب النفائس النادرة، وبذلوا فيها الأثمان المغْرِية، ولكنّه كان يرفِض بيعها لمن يخرجها إلى بلاد أجنبية، رغم حاجته إلى ثمنها.
ثم خشي عليها من الطوارئ والحَيدَثان، لعدم قدرته على صيانتها وحمايتها بصورة مأمونة فنية، وهي عزيزة غالية على قلبه، كأحد أولاده، وأخيرا رأى بيعها لمكتبة الإسكندرية العامة في "مصر"، بواسطة السيّد أمين الخانجي الكتبي المعروف، بثمن أقلّ جدا مما دفعه له فيها عملاء الجهات الأجنبية.
وكان بعد ذلك كلّما ذكرها أو ذكر بعض النفائس التى كانت فيها، وتكحلت عينه بمطالعتها وجيل خطوطها، يتمثّل بقول الشاعر أبي الحسن الفالي -بالفاء ذات النقطة الواحدة- لما باع نسخته من كتاب "جمهرة اللغة" لابن دريد، كتب عليها أبياتا منها:
أُنِسْتُ بها عشرين عاما وبعتُها
…
وقد طال وجدي بعدها وحنيني!
وما كان ظنى أننى سأبيعها
…
ولو خلدتني في السجون ديوني!
وقد تُخرج الحاجات يا أمّ مالك
…
كرائم من ربّ بهن ضنين.
حليته وأخلاقه وتاريخ وفاته:
كان رجلا طويلا، وسيما، أبيض اللون، مهيبا، لبّاسا، نظيفا، كنظافة الملوك، جميل الطلبة، منوَّر الشيبة، وقورا في مِشْيته ومجلسه وحديثه، لا تشبع
العين منه رؤيةً ونظرا، يتحلّى بإباء وشَمَم ورجولة كاملة، وحَصَافة وافرة، وإذا دعت الحاجة إلى الوقوف في وجه باطل أو مبطل كان موقفه أثبت من الجبل الراسى في نصرة الحقّ ودفع معاديه.
وكان إلى هذه الشكيمة القوية لين الجانب لطلبة العلم بخاصة والناس بعامة، بعيدا عن التكلّف، محبّا للبساطة، سخيا سَمحا، حافظا للصداقات وحقوقها، وكانت مجالسه تعلّم الفقهَ أولا، والأدبَ ثانيا، أدب الخطاب وأدب النِّقاش، وأدب المجالس الخاصّة والعامّة، وكانت تدور فيها الفوائد العلمية من كلّ جانب، والنكت اللطيفة المعلِّمة.
ولم يزل منهلا عذبا، يستقي منه المستفيدون، ويستفتيه السائلون والمراجعون، ويقصَد في حلّ معضِلات المسائل العلمية، من الجهات البعيدة والقريبة، حتى وافاه الأجل في مدينة "حلب"، وانتقل إلى جوار الله تعالى في صيف سنة 1357 هـ، رحمه الله تعالى، وأسبغ عليه الرحمة والرضوان.
وكانت الفاجعة به كبيرة، والأسف عليه شديدا، واللَّوْعة به عامة، والفراغ بفقده واسعا، والثناء عليه طيّبا كثيرا.
فمضى وقد أبقى مآثره + ومن الرجال معمَّر الذكر.
تلامذته وآثاره:
كانتْ جهوده رحمه الله تعالى متوجّهة إلى التعليم والتفقيه، أكثر منها إلى التدوين والتأليف، فكان وقته مملوءا بإفادة الطَّلبة، وتحقيق المسائل العويصة، وإلقاء الدروس، ونشر العلم في الناس، فكان درسه في الجامع الكبير بـ "حلب" خاصة: مقصودا للعامة والخاصة على السواء، يحضره الجمّ الغفير منهم، ويتلقّون منها الفقه والعلم، والتعريف التام بالحلال والحرام من العبادات والمعاملات بفهم وبصيرة.
وقلّ أن يجنح بهم في دروسه إلى جانب الوعظ والتخويف، فإنه كان يرى الفقه في الدين مقدّما على ما سواه من الوعظ والتذكير، وأن حاجة الناس إلى معرفة الحلال والحرام أكثر من حاجتهم إلى الخبز، فتفقّه به من العامة أعداد كثيرة، من مدينة "حلب" وغيرها، كانوا يقصدون حضورَ دروسه.
أما الذين تفقّهوا به من الخاصة، فهم كثيرون جدا يبلغون المئات، وقد بقى أكثر من ثلاثين سنة، يدرس أفواج كبار الطلبة، ويتخّرجون به، ويتفقّهون عليه، وظهر منهم فقهاء أفذاذ، يعتبر بعضهم بن كبار فقهاء هذا العصر اللامعين.
ويحضرني منهم -وفي مقدّمتهم- نجله العلامة الأريب الأديب شيخنا فقيه العصر البارع الضليع الشيخ مصطفى الزرقا، ذو المؤلّفات البديعة، والآثار العلمية الرفيعية، وهو أشهر من أن يعرف به، ولو لم ينجب الشيخ غير هذا الفقيه لكفاه فخرا وذكرا.
وقد كان الشيخ مصطفى مصاحبا لأبيه الشيخ أحمد في دروسه كلّها، كما كان مصاحبا له في المنزل والمقام، ولما بلغ من طلب العلم والتفقّه مبلغا حسنا، يسأل، ويناقش في المسائل الفقهية العويصة بحذق ومعرفة: تعلّق به قلب والده الشيخ أحمد للمدارسة والمذاكرة معه، في كلّ أحيان، حتى إنه أمره أن ينام بقربه في الليل دائما، وطلب من والدته أن تنام في غرفة أخرى، ليتسنّى له محادثته ومناقشته فيما يعرض له من خواطر في المسائل الفقهية الدقيقة، وبهذا قد زقّه الفقهَ والعلمَ زقّا.
ومنهم: العلامة الدكتور معروف الدواليبي، والعلامة الشيخ محمد الحامد الحموي، والشيخ صبحي الصباغ رئيس محكمة التمييز العليا
بـ "دمشق"، وشيخنا العلامة الفقيه الكبير الشيخ محمد الرشيد، وأستاذنا الفقيه الورع الشيخ محمد السلقيني، وأستاذنا الفقيه الشيخ محمد نجيب خياطة شيخ القرّاء بـ "حلب"، وأخوه الطبيب الفقيه الصالح الدكتور عمر خياطة، والفقيه الشافعي الحنفي العلامة الشيخ محمد ناجى أبو صالح، وكان هو وغيره الكثيرون من فقهاء السادة الشافعية، يحضرون دروس الشيخ في الفقه الحنفي، لما كان يتمتّع به من المزايا العلمية والذاتية.
ومن تلامذته أيضا: الفقيه الضابط المتقن الشيخ محمد الملّاح، وشيخنا الأستاذ محمد الحكيم مفتي "حلب"، والشيخ عبد الوهّاب سُكَّر، والأستاذ عمر بهاء الدين الأميري الشاعر المعروف، والشيخ بكري رجب، وجميل الحبَّال، وعبد الوهّاب السباعي، وصبحى طبنجات، وسعيد مسعود مفتي قضاء الباب، ومصطفى نجيب فأره، والأستاذ عبد القادر السَّبْيِي المحامي الكبير المعروف، والشيخ أحمد معوّد، وعمر مكناس أمين الفتوى بـ "حلب"، وإبراهيم الهلالي، والشيخ عبد الله خير الله مفتي قضاء جبل سمعان، وعمر البوشي، وجمعة أبو زلام، وعبد الله الريحاوي، وكامل بدر الحسيني، وغيرهم من النجباء الكرام، ممن غابوا عن الذاكرة الآن، رحم الله السابقين منهم إلى جواره، وأطال أعمار الباقين منهم في عافية وسرور، وجزى الجميع عن الدين والعلم خيرا.
وقلّ حظّ كاتب هذه السطور، فلم يفز بالتلمذة عليه، والجثوة بين يديه، في دروسه وحلقاته، لوفاته رحمه الله تعالى في سنة ارتقائي إلى مستوى دروسه العالية، وإنما كان لي منه قَبَسَات عَطِرَة، وفوائد منتثرة، سمعتها منه ما تزال بشذاها باقية الأثر:
فهذا الشذا آثار صحبته معى
…
ولست بورد إنما أنا تربه.
هذه نبذة من آثاره العلمية في طلابه وتلاميذه الآخذين عنه.
أما آثاره القلمية، فهي أثر وحيد فريد، وهو "شرح قواعد مجلّة الأحكام العدلية" الذي سبقت الإشارة إليه بإيجاز، وهنا أوسِع الكلام عنه بعض الشيئ.
قد أسلفت أن الشيخ كان أستاذ مادة (القواعد الفقهية)، وأنه درّسها نحو عشرين سنة، وألّف هذا الكتاب في ظلّ تدريس تلك القواعد المائة، التي صُدِّرَتْ بها "مجلة الأحكام العدلية"، فيمكن أن يقال في هذا الكتاب إن الشيخ ألّفه في نحو عشرين سنة، فقد كان يتعهده دائما بالإضافة والتحرير والتنظيم والتحقيق، حتي غدا لبابا كلّه، وصار عنده بمنزلة ولد من أولاده.
وقديما قالوا في شأن التحذير من نقد الكتب: (خف من صاحب الكتاب الواحد). وذلك لأنه يتفرّغ، ويمحّصه، ويشذِّبه، وينقّحه، ويكرّر النظر فيه، فتقلّ فَجَوَاته، وتندُر فَرَطَاته، وتزداد متانته وحسناته، وكان "شرح القواعد" هذا، هو الكتاب الواحد لهذا الجِهْبِذ الفقيه النقَّاد.
ولذا جاء فريدا في مضمونه، متميّزا بمزايا لا توجد في غيره من شروح "قواعد المجلة"، التي قام بها أفذاذ قبله، مشهود لهم بالعلم والفقه والتحقيق، مثل العلامة الفقيه الشيخ علي حيدر "التركي"، والعلامة الفقيه الشيخ خالد الأتاسي مفتي "حمص" من "بلاد الشام"، والأستاذ الفقيه البارع سليم الباز المسيحي اللبناني، وغيرهم.
وقد كان الشيخ رحمه الله تعالى متأخّرا عن هؤلاء الأفذاذ الفقهاء في الزمن وجودا، ومطّلعا على شروحهم وتحقيقاتهم، وكان يدرّس هذه القواعد السنين الطوال لنبغاء الطلبة، وكان كثير المطالعة في مطوّلات كتب الفقه للمتقدّمين والمتأخّرين، من مخطوطات الكتب ومطبوعاتها، فكان كلّما مرّ به
فرع فقهى يتصل بإحدى هذه القواعد يُلحِقه بها، وينزله منزلته منها، إما تفريعا عليها، وإما إيضاحا لصيغتها، أو تقييدا لمدلولها، وإما استثناء منها.
فجاء شرحه هذا نسيجَ وحده، لما فيه من التأصيل والتفريع في كلّ باب، ولجمعه فروعَ القاعدة وشواذَّها ومطّردها من أبوابها وغير أبوابها، ومن مواضع لا يظنّ بحال اتصالُ القاعدة بها، ولكن الشيخ لدأبه الدائم في المطالعة، ولاستمراره في التمحيص والتحقيق، ولثاقب نظره الدقيق، كان يلمَح تلك الشواهد، ويهتدي إليها، ويقتنصها في مطالعاته، ويقيّدها في شرح القاعدة الكلية التي تنضوي تحتها، فتمّ له شرح جليل فريد، يقع في 500 صفحة.
وإن من يدرُس هذا الشرح بتفهم واستيعاب وأهلية، تتكوّن لديه ملكة فقهية راسخة، لا يمكن أن يحصل عليها من طريق قراءة الكتب الفقهية، إلا مع العمر الطويل والمعاناة الدائمة لخوض المشكلات والعويصات من المسائل.
وقد إذن الله بالفضل العظيم، فخرج هذا الشرح الحبيس مطبوعا بعد أكثر من أربعين سنة، إلى أيدي العلماء والفقهاء والمستفيدين، بأبهى حُلّة وأجمل إخراج وطباعة، يجدّد ذكري هذا العالم الفحل الفقيه، ويستدعي الترحّم عليه، واستمرار الأجر والثواب إليه، فجزي الله الخير كلّ الخير لمؤلّفه ولنجله العلامة الشيخ مصطفى الزرقا، الذي علّق عليه، وسعى بطباعته ونضره، ولناشره وللمشارك في خدمته وإخراجه للناس، وهو الآن قد تكرّر نشره وطبعه بين أيدي الدارسين، وفي موضعه المرموق بين أسفار المكتبة الفقهية بفضل الله وعونه.
نبذة من فوائده الفقهية:
وأسوق هنا نماذج أربعة من فوائد هذا الإمام في الكتاب المذكور: "شرح القواعد الفقيهة"، لينجلي للقارئ رسوخه في الفقه وسعة اطلاعه فيه، وعلوّ كعبه في الكشف عن علل المسائل، وبعد نظره في ذلك:
1 -
حكم غلاء الفلوس والأوراق النقدية أو رخصها
هل يعتبر في أداء الديون والقروض أم لا:
قال الشيخ رحمه الله تعالى في شرح القاعدة الثامنة عشرة "لا ضررَ ولا ضرارَ" ما نصّه: ومن المسائل التي تتفرّع على هذه القاعدة: ما لو كانت الفلوس النافقة ثمنا في البيع، أو كانت قرضا، فغلت أو رخُصت بعد عقد البيع أو بعد دفع مبلغ القرض، فعند أبي يوسف: تجب عليه قيمتُها يوم عقد البيع ويوم دفع مبلغ القرض، "رد المختار" من أوائل كتاب البيوع، عند قول المتن: وصحّ بثمن حال ومؤجّل إلى معلوم، وبخلاف جنسه).
ونقل هناك ترجيحَه عن الكثيرين، فقد أوجبوا قيمةَ الفلوس النافقة يوم البيع، وقيمتها يوم دفع القرض، في صورة ما إذا غلت، دفعا للضرر عن المشتري والمستقرض، وأوجبوا قيمتها كذلك في صورة ما إذا كسدت، أو رخُصت، دفعا للضرر عن البائع والمقرض.
هذا، والذي يظهَرُ أن الورق النقديّ المسمّى الآن بالورق السوري الرائج في بلادنا الآن، ونظيره الرائج في البلاد الأخرى، هو معتبر من الفلوس النافقة، وما قيل فيها من الأحكام السابقة يقال فيه، لأن الفلوس النافقة هي ما كان متفقا من غير النقدين -الذهب والفضّة- وجرى الاصطلاح على استعماله استعمالَ النقدين، والورق المذكور من هذا القبيل، ومن يدّعي تخصيص الفلوس النافقة بالمتخذ من المعادن فعليه البيان.
تنبيه: إن ما نقلناه من أحكام الفلوس النافقة عن "رد المحتار" قد ذكره كما ترى في صورتي البيع والقرض، ولا يخفى أن الثمن في البيع والمبلغَ المدفوعَ في القرض يثبتان في ذمة المشتري والمستقرض، وهما من المضمونات، والحكم فيها هو ما نقلناه.
أما لو كانت الفلوس النافقة معقودا عليها، ومدفوعة في عقد تعتبر فيه أمانةً في يد القابض، كالمضاربة، فإن يد ربّ المال إذا أراد استرداد رأس ماله من المضارب فله أن يستردّ مثله لا غير، من غير أن ينظر إلى غَلَاء أو رُخْص، وله أن يقاسم المضارب مالَ المضاربة، ويأخذ منه بقية رأس ماله، وتعتبر فيه القيمة يوم القسمة، لا يوم الدفع، فقد نقل في كتاب المضاربة من "رد المحتار" قبيل المتفرّقات، عن "القنية" ما لفظه: أعطاه دنانير مضاربة، ثم أراد القسمة، له أن يستوفي دنانير، وله أن يأخذ من المال بقيمتها، وتعتبر بقيمتها يوم القسمة، لا يوم الدفع. انتهى.
وما ذكره من الحكم في الدنانير يجري نظره في الفلوس النافقة بالأولى، فلا تعتبر قيمتها يوم الدفع إذا غلت أو رخُصت، وذلك لأن مال المضاربة أمانة في يد المضارب، ويده عليه كيد ربّ المال، فهو بمنزلة ما لو كان رأس المال باقيا بعينه تحت يده، فلا يلزمه إلا ردّه بذاته من غير نظر إلى غَلَاء أو رُخْص، وحيث صار بالصرف المأذون به عروضا فلا يلزمه إلا ردّ مثله إن اختار ربّ المال ذلك، وإن أراد القسمة مع المضارب يأخذ بقيمته يوم القسمة، لا يوم الدفع، إذ بالدفع له لم يثبت في ذمّته، ولم يدخل في ضمانه.
وقد ذكر السرخسي في "المبسوط " في الجزء الثاني والعشرين منه من باب المضاربة بالعروض صفحة 34، فيما لو دفع رجل إلى آخر فلوسا
مضاربة بالنصف، فاشترى المضارب بها ثوبا، ودفعها، وقبض الثوب ثم كسدت، فالمضاربة جائزة على حالها، (واحترز بقوله:"ثم كسدت" عما إذا كسدت قبل الشراء، فقد قدّم في "المبسوط" من الباب المذكور أنها لو كسدت قبل الشراء، فسدت المضاربة.
فإذا باع الثوب بدراهم أو عرض فهو على المضاربة، فإن ربح، وأرادوا القسمة أخذ ربّ المال قيمة فلوسه يوم كسدت، لأنه لا بدّ من رد رأس المال إليه، ورأس المال كان فلوسا رائجة، وهي للحال كاسدة، فقد تعذّر ردّ مثل رأس المال، وقد تحقّق هذا التعذّر يوم الكساد فتعتبر قيمتها في ذلك الوقت. انتهى ملخّصا. وقد نقله في متفرّقات المضاربة في "الفتاوى الهندية" بأخصر من هذا.
فقد اعتبر قيمة الفلوس يوم الكساد، ولم يعتبر قيمتها يوم العقد، ولا يوم الدفع، كما في البيع والقرض، وقول "المبسوط":"فقد تعذّر ردّ مثل رأس المال" يفيد أنه لو أمكن ردّ مثله بأن بقيت الفلوس رائجة يردّ مثلها فقط من غير نظر إلى غلاء أو رخص.
وقد صارت هذه القضية حادثة الفتوى، وسئلتُ عنها، فأفتيتُ فيها بذلك، مستندا إلى النقلين المذكورين، وعلمتُ أن غيري ممن سئلوا أفتوا بردّ قيمتها يوم العقد في المضاربة، بغير تفرقة بين المضمونات والأمانات، بينما النقل هو ما ذكرته، والله المرشد للصواب.
* * *
540 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن
زين الدين القادري، الحموي الأصل، الحلبي، الشهير بالحلوي (أبو الفتوح نجيب الدين) *.
عالم، أديب.
ولد سنة 1127 بـ "حلب"، ونشأ، وتوفي سنة 1195 هـ بها.
من مؤلّفاته: "مطالب السعادات" في الصلاة والسلام على سيّد السادات، و"الدر المنظم" في أسلاك الذهب في التهاني، و"التوضيح والتبيان" في أحكام سجدات التلاوة وتعظيم القرآن، و"العقد الفريد في تهاني خلافة السعيد"، و"استعمال الأعضاء" للشكر.
* * *
541 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن بصير بن أحمد بن الحسين الأنْبَرْدُوَانيّ، البصيري، أبو كامل
* *.
سمع أبا الحسين الفارسي، وغيره.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 134.
وترجمته في السر المصون 109، وسلك الدرر 1: 167، 168، وإيضاح المكنون 1: 339، 2:109.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 67.
وترجمته في الأنساب لوحة 49، 84، والجواهر المضية برقم 219، كشف الظنون 2: 1712، واللباب 1: 69، ومعجم البلدان 1: 369، وجاء في الأصول:"البصروي"، مكان "البصيري"، والبصيري" نسبة إلى جدّه بصير، انظر: اللباب، ومعجم البلدان.
قال السمعاني: وكان قد سمع الحديث الكثير، واشتغل به، وجمع كتابًا، سمّاه "المضاهاة والمصافاة
(1)
في الأسماء والأنساب"، قال: وكان شديد التعصّب في مذهبه، مُتحاملًا على أصحاب الشافعي.
وأنبردُوان؛ بالفتح، وسكون النون، وفتح الباء الموحدة، وسكون الراء، وضم الدال المهملة، وفي آخرها النون: قرية من قرى "بُخارى"
(2)
.
* * *
542 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن علي بن نصير بن أحمد بن الحسين الأنْبَرْدُوَاني، النصيري، (أبو كامل)
*.
عالم بالأنساب.
له "المضاهاة والمضافات في الأسماء والأنساب".
توفي سنة 449 هـ.
* * *
543 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن علي، حافظ الدين
،
(1)
في الأنساب والجواهر وكشف الظنون "والمضافات".
(2)
في اللباب أن وفاته كانت سنة تسع وأربعين وأربعمائة، وكذلك جاء في الأنساب.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 136.
وترجمته في الجواهر المضية 1: 112، 113، وكشف الظنون 1712.
أبو المعالي ابن الشمس الجلالي *.
نشأ في كنف أبويه، فحفظ القرآن، وأخذ عن أبيه، والأمين الأقْصُرَائي، والشمني، وسيف الدين، وابن عبيد الله، والتقى الحصني، وطائفة.
وبرع، واستقرّ بعد أبيه في تدريس "الألجيهية"
(1)
، وخطابة "البرقوقية"، وغير ذلك.
وقرأ على السخاوي "الأربعين النووية"، ولازمه في غيرها، وناب في القضاء، ثم ترك، وكان فاضلًا، متأنقًا، سليم الفطرة، عديم السر.
كتب على "الهداية" في دروسه بعض أشياء، وخطب لنفسه.
مات في عاشر شعبان، سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
544 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن على الغُنَيْمِي، الأنصاري
،
* راجع: الطبقات السنية 2: 68، 69.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 154.
(1)
المدرسة الألجيهية: نسبة إلى صاحبها ألجاي اليوسفي، وهي مدرسة خارج باب زويلة، بالقرب من قلعة الجبل، بخط سوقة الغزى، وكان بها درس للفقهاء الشافعية، وهذه المدرسة توجد الآن بشارع سوق السلاح بالقاهرة، باسم جامع ألجاي اليوسفي، أو جامع السايس. انظر حواشي النجوم الزاهرة 8: 204، 205.
الخزرجي، المصري، (شهاب الدين) *.
نحوي، متكلّم.
توفي في رجب سنة 1044 عن نحو ثمانين سنة.
من مؤلّفاته: "ابتهاج الصدور في بيان كيفية الإضافة والتثنية والجمع للمنقوص والممدود والمقصور"، و"إرشاد الطلاب إلى لفظ لباب الإعراب"، و"إرشاد الأخوان إلى الفرق بين القدم بالذات والقدم بالزمان"، و"بهجة الناظرين في محاسن أمّ البراهين" للسنوسي في التوحيد.
ورسالة في جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه.
* * *
545 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن علي، أبو الفضل القاشاني
* *.
نزيل "همذان"، ذكره ابن الشعار، فقال: كان من الفقهاء الحنفية، أصوليًا، عارفًا بالمسائل الخلافية، حافظًا للأشعار، ويكتب خطًا حسنًا.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 132.
وترجمته في السر المصون 41، 42، وخلاصة الأثر 1: 312 - 315، وهدية العارفين 1: 158، وكشف الظنون 64، 170، 403، 1028، 1029، 1804، 1974، وفهرست الخديوية 2: 2، 7، 10، 23، 4: 20، 21، 7/ 1، 120، وإيضاح المكنون 1: 9، 61، فهرس دار الكتب المصرية 2: 111، 198.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 68.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 218.
أنشدني من شعره [ابنه]
(1)
أبو بكر إسحاق بـ "بغداد".
ومات بـ "همذان"، في سَلْخ ذي القعدة، سنة تسع عشرة وستمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
546 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن علي، أبو طالب
*.
الفقيه.
عرف بابن الكُجْلُو، هكذا هو مضبوط في "تاريخ الزينبي"
(2)
.
من أهل "المدائن"
(3)
، قال ابن النجّار: كان يتولى الخطابة [بها] مُدَّة، ثم قدم "بغداد"، واستوطنها، وكان يسكن بمدرسة سعادة، على "شاطئ دجلة".
وكان أديبًا فاضلًا، له شعر حسنٌ، منه قوله من قصيدة
(4)
:
فُؤادُ مَشُوقٍ حَرُّهُ ليس يَبْرُدُ
…
وذَائِبُ دَمْعٍ بالأسَى ليس يَجْمُدُ
(5)
وما كُلُّ مُرْتَاحٍ إلى المجد ماجدٌ
…
ولا كُلُّ من يَهْوَى السِّيادة سيِّدُ
ومنْ يَزْرَعِ المعروفَ بذْرًا فإنه
…
على قدر ما قد قدَّمَ البذرَ يحصد
(1)
تكملة لازمة من عقود الجمان لابن الشعار الموصلي، الجزء الأول، لوحة 108 ب.
* راجع: الطبقات السنية 2: 67، 68.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 217، والوافي بالوفيات 8:62.
(2)
كذا في النسخ، ونسخة من الجواهر، ولعل صوابه ما ورد في أصل الجواهر "الديبشي".
(3)
المدائن: بليدة صغيرة في الجانب الغربي من دجلة. مراصد الاطلاع 3: 1243.
(4)
الأبيات في الجواهر المضية، على أنها غير متصلة.
(5)
في الجواهر المضية لهيب فؤاد حره
…
ليس يجمد.
وحدَّث أحمد هذا، عن أبي غالب
(1)
محمد بن الحسن الماوردي، بـ "تَسْتُرَ"
(2)
.
وتوفي لسبع عشرة خلتْ من ذي الحجّة، سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
547 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد ابن هبة الله بن أحمد بن يحيي بن أبي جرادة شهاب الدين ابن كمال الدين أبي غانم ابن الصاحب كمال الدين ابن العديم، العُقيلي، الحلبي
*.
ولد بعد رأس القرن السادس، وأسمع على بَيْبَرْس العديمي، وعمّتيه؛ خديجة، وشُهدة.
وحدّث، وسمع عليه ابن عشائر
(3)
"منتقى مشيخة الفسوي"
(4)
، والأول من "مشيخة ابن شاذان الكبرى"، وغير ذلك.
(1)
في النسخ "أبي طالب"، خطأ. انظر: اللباب 3: 90.
(2)
تستر: مدينة عظيمة بخوزستان. انظر: معجم البلدان 1: 847.
* راجع: الطبقات السنية 2: 69، 70. وترجمته في الدرر الكامنة 1: 308، 309.
(3)
ابن عشائر هو: محمد بن علي بن محمد السلمي الحلبي، ناصر الدين، الخطيب، المتوفى سنة تسع وثمانين وسبعمائة. الدرر الكامنة 4:204.
(4)
في الأصول "الغسوي"، والمثبت في الدرر الكامنة، ولعلها مشيخة يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي المحدث الحافظ المؤرخ، المتوفى سنة سبع وسبعين ومائتين. انظر: تذكرة الحفاظ 2: 582.
وكان له معرفة بالأدب، والتاريخ، جيّد المذاكرة، حسن المحاضرة.
حكى أخوه القاضي كمال الدين، عنه، أنه رأى في منامه كأن شخصًا يُنشده
(1)
:
يَا غَافِلًا جَرَّتْهُ آمالُهُ
…
عَن الْمَقَامِ الأَشْرَفِ الأَسْنَى
(2)
انْهَضْ بِجِدٍّ منكَ نحوَ العُلى
…
وافْتَحْ لها مُقْلَتَكَ الْوَنَى
(3)
قال: فحفظتُهما، وزدتُهما:
وارْجِعْ إلى مَوْلاكَ واخْضَعْ له
…
تَسْتَوْجبِ الإحْسَانَ والْحُسْنَى
قال أخوه: فلمّا أنشدني ذلك، أعقبه بأن قال: ما أظنّ إلا أن نفسي نُعِيَتْ إليَّ، فمات في السنة المقبلة، وهي سنة خمس وستين وسبعمائة، عن بضع وستين سنة.
قاله ابن حبيب.
ويقال: إنه جاوز السبعين، وكان قد ولي نيابة السلطنة مدّة يسيرة، وكان ذا حشمة زائدة، وتجمّل وافر، رحمه الله تعالى.
* * *
548 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عمر بن الحسين بن عبيد الله ابن عمرو بن خالد بن
(1)
القصة والأبيات في الدرر الكامنة 309: 1.
(2)
في الدرر الكامنة "صدت آصاله". انظر: حاشيته.
(3)
في الدرر الكامنة "انهض عمدتك نحو العلى".
الرفيل أبو الفرج، المعروف بابن المسلمة *.
سكن "بغداد"، وسمع أباه، وأحمد بن كامل القاضي، ودَعْلَج بن أحمد.
وكتب عنه الخطيب البغدادي، وقال: كان ثقة، يسكن بالجانب الشرقي، ويعمل
(1)
كلّ سنة مجلسًا واحدًا، في أول المحرّم.
وكان أحد الموصوفين بالعقل، والمذكورين بالفضل، كثير البرّ والمعروف، وكانتْ داره مألفًا لأهل العلم.
وكان يصوم الدهر، ويقرأ في كلّ يوم سبع القرآن، يقرأه نهارًا ويعيده في ليلته في ورده. انتهى.
وكان مولده فيما بلغ الخطيب، في آخر ذي القعدة، من سنة سبع
(2)
وثلاثين وثلاثمائة، وكانتْ وفاته يوم الاثنين، مُستهلّ ذي القعدة، سنة خمس عشرة وأربعمائة.
وكان يختلف في درس الفقه إلى الإمام أبي بكر الرازي.
وحدَّثَ رئيس الوزراء، جمال الورى، أبو القاسم علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر، قال: رأيتُ أبا الحسين القدوري الفقيه بعد موته في
* راجع: الطبقات السنية 2: 70، 71.
وترجمته في البداية والنهاية 12: 17، وتاريخ بغداد 5: 27، 28، والجواهر المضية 1: 113، والكامل في التاريخ 9:141.
والرفيل: كزبير. القاموس (ر ف ل)، قال الفيروز آبادي: وإليه نسب "نهر رفيل".
وانظر: معجم البلدان 4: 839.
(1)
محمد بن عبد الستار، كما جاء في المشتبه.
(2)
كَلَاباذ: محلة ببخارى. معجم البلدان 4: 293.
المنام، فقلتُ له: كيف حالك؟ فتغيَّر وجهه، ودقّ، حتى صار كهيئة الوجه المرثى في السيف، دقّة وطولًا، فأشارَ
(1)
إلى صعوبة الأمر.
قلتُ: فكيف حال الشيخ أبي الفرج؟ يعني جدّه، فعاد وجهُه إلى ما كان عليه، وقال لي: من مثل الشيخ أبي الفرج ذاك ثم، ورفع يده إلى السماء.
فقلتُ في نفسي: يُريد بهذا قول الله تعالى: {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} ، كذا رواه الخطيب.
* * *
549 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عمر بن مسلم، أبو العبّاس، شهاب الدين العمري المعروف بابن خَضِر، ويسمّى (قول أحمد)
*
فقيه حنفي، دمشقي، صالحي.
ولي إفتاء دار العدل (سنة 750)، له كتب، منها:"حاشية على شرح العقائد النسفيّة"، و "حاشية على الفوائد الفنارية على إيساغوجي" في المنطق، و "شرح درر البحار" للقونوي مجلّدات في فروع الحنفية، قال
(1)
في الفوائد البهية أن العتّابي نسبة إلى عتّابية، بفتح العين المهملة، وتشديد التاء المثناة من فوق، وبعد الألف باء موحّدة، ثم ياء مثناة تحتية: محلة ببخارى.
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 225.
وترجمته في المستخرجة من الأعلام، حوادث سنة 785، وهدية 1: 115، وسركيس 1531، وكشف 207، ودار الكتب 1:230.
ابن قاضى شهبة: و"الصراط المستقيم" في التفسير، و"شرح رسالة الاستعارة" لأبي القاسم الليثي.
ولد سنة 706 هـ وتوفي بـ "الصالحية" 785 هـ.
* * *
550 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عمر الخَفَاجي، المصري، (شهاب، أبو العبّاس)
*
لغوي، أديب، مُشَارك.
* راجع: معجم المؤلفين 139، 2:138.
وترجمته في فهرس المؤلفين بالظاهرية، وخلاصة الأثر 1: 331 - 343، وفهرس الفهارس 1: 280، 281، وسلافة العصر 1: 420 - 427، وهدية العارفين 1: 160، 161، وكشف الظنون 699، 741، وفهرس مخطوطات الظاهرية 6: 63 - 65، والكشاف 29، 55، 173، 226، كتبخانه أيا صوفيه 239، 246، وكتبخانه سليم آغا 80، وكتبخانه أسعد أفندي 150، 159، وإيضاح المكنون 1: 397، 488، 550، 571، 605، 2: 30، 51، 82، 646، وفهرست الخديوية 1: 181، 182، 443، 4: 130، 174، 182، 183، 229، 259، 260، 280، 7/ 1: 110، 111، وفهرس الأزهرية 1: 589 - 591، 6: 189، وفهرس التيمورية 1: 36، 96، 109، 205، 280، 3: 91، وفهرس دار الكتب المصرية 2: في 188، 3: 92، 7: 9، 160، وفهرس اللغة 14، 27، فهرس الأدب 95.
ولد بـ "مصر" سنة 979 هـ، وتوفي بها في 12 رمضان، سنة 1069 هـ، وقد أناف على التسعين.
من مؤلّفاته الكثيرة: "شرح درة الغواص" في أوهام الخواص للحريري، و"نسيم الرياض في شرح الشفاء للقاضي عياض"، و"ريحانة الألبّاب وزهرة الحياة الدنيا"، و"شفاء الغليل" فيما في كلام العرب من الدخيل، و"النادر الحوشي القليل"، و"ديوان العرب في ذكر شعراء العرب".
* * *
551 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عمران، الكاثي الحجّي
*.
نسبة إلى الحجّ، وأهل "خوارزم" يقولون: الحجّي، كما يقول الناس: الحاج.
قال السمعاني: كان فقيهًا فاضلًا، حسن السيرة.
سمع بـ "بغداد" أبا القاسم بن الحصين
(1)
الشيباني.
وكانتْ ولادته سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 73.
وترجمته في الأنساب: 4: 76، 77، والجواهر المضية برقم 223، واللباب 1: 282، وهو في الأنساب "أحمد بن محمد ابن عراق".
(1)
وفي اللباب هو خطأ، وهو عبد الله بن محمد بن الحصين، كما في الأنساب.
552 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر أبو العبّاس البرتي
*.
الفقيه، الحافظ.
من طبقة أحمد بن أبي عمران، أستاذ الطحاوي.
تفقّه على أبي سليمان موسى الجوزجاني، وروى كتب محمد بن الحسن، عنه، وحدّث بالكثير، وكتب، وصنّف "المسند"، وحدّث عن القعنبي، ومسدّد بن مسرهد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وغيرهم.
وروى عنه يحيى بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وغيرهما.
قال الخطيب: كان ثقة، حجّة، يذكر بالصلاح والعبادة، وكان من أصحاب القاضى يحيى بن أكثم، وكان قبل ذلك يتقلّد "واسط"، وقطعة من أعمال "السواد".
قال غير الخطيب: كان إليه أحد جانبي "بغداد"، والجانب الآخر إلى إسماعيل بن إسحاق، ثم استعفى في أيام المعتضد، وردّ عليهم العهد، ولزم بيته، واشتغل بالعبادة، حتى مات.
* راجع: الطبقات السنية 2: 74 - 76.
وترجمته في الأنساب لوحة 71، والبداية والنهاية 11: 69، وتاج التراجم 15، وتاريخ بغداد 5: 61 - 63، وتذكرة الحفاظ 2: 596، 597، والجواهر المضية برقم 224، وشذرات الذهب 2: 175، والعبر 2: 63، والفوائد البهية 37، وكتائب أعلام الأخيار برقم 141، اللباب 1: 107، ومعجم البلدان 1: 546، والمشتبه 58، والوافي بالوفيات 7:394.
وروى الخطيب عن أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، قال: ركبتُ يومًا من الأيام مع إسماعيل بن إسحاق، إلى القاضى أحمد بن محمد بن عيسى البِرْتِي، وهو ملازم لبيته، فرأيتُه شيخًا مُصْفَارًّا، أثر العبادة عليه، ورأيتُ إسماعيل أعظمه إعظامًا شديدًا، وسأله عن نفسه وأهله، وعجائزه، وجلسنا عنده، ثم انصرفنا، فقال لي إسماعيل: يا بُنيَّ، تعرف هذا الشيخ؟
قلتُ: لا.
قال: هذا البِرْتِي القاضى، لزم بيتَه، واشتغل بالعبادة، هكذا تكون القضاة، لا كما نحن.
وعن العلاء بن صاعد بن مخلد، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وهو جالس في موضع، فدخل عليه أبو العبّاس أحمد بن محمد بن عيسى البِرْتِي القاضى، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصافحَه، وقبّل بين عينيه، وقال: مرحبًا بالذي يعمل بسنّتي وأثري.
وكان العلاء بن صاعد إذا جاءه أبو العبّاس قامَ له، وقبّل بين عينيه، وقال: هكذا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل بك.
ووثّقه الدارقطني.
وقال أحمد: صدوق، وما أعلم إلا خيرًا
(1)
.
مات ليلة السبت، لتسع عشرة ليلة خلتْ من ذي الحجّة، سنة ثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
والبرتي؛ بكسر الباء الموحدة، وسكون الراء، وفي آخرهما التاء المثناة من فوق: نسبة إلى "برت"، قرية بنواحي "بغداد".
(1)
في تاريخ بغداد 5: 63، رواية ذلك عن عبد الله بن أحمد بن حنبل.
هذا هو الصحيح من نسبته ونسبه.
وأما صاحب "الجواهر" فقد وهم، فذكره أيضًا فيمن اسمه أحمد بن عيسى
(1)
.
وذكر قصّة إسماعيل بن إسحاق المذكورة معه، وغيرها من ترجمته، كما هنا، وأشار إليه في "الأنساب"
(2)
، فقال: الزنبي، نسبة أحمد بن عيسى، نسبة إلى "زنب"، قرية على ساحل "بحر الروم"، قرية من "عكا"، ولا أدري بالنون أو الياء، كذا قال: السمعاني، قال ابن الأثير
(3)
: والصحيح أنها بالياء لا غير. انتهى.
وقد تصفّحتُ كثيرًا من كتب التواريخ، وطبقات الأئمة، فلم أجدْ فيها ما يشعر بأنه كان في ذلك العصر من القضاة الحنفية، من يقال له: أحمد بن عيسى الزنبي، وكأن صاحب "الجواهر" -والله أعلم- رأى في بعض الكتب ترجمة أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وقد أسقط الكاتب اسم أبيه محمد، وصحّف البرتي بالزنبي
(4)
، فنقلها كما هى من غير تحرير، ولا مراجعة، وظنّها ترجمة لشخص آخر غير هذه الترجمة، وتبعه غيره ممن صنّف في "طبقات الحنفية"، والله أعلم بالصواب.
* * *
(1)
الجواهر المضية: 232، 233، 234.
(2)
الجواهر المضية 2: 313 (طبع الهند).
(3)
هذا قول ابن السمعاني أيضا، انظر اللباب نفسه 1: 509، وانظر أيضا ضبطه في اللباب 1: 516، واستدراك ابن الأثير له.
(4)
انظر قول عبد القادر السابق: "ولا أدري بالنون أو الياء".
553 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عيسى بن زياد الأنطاكي، الفقيه، أبو بكر، ابن أبي عبد الله ابن أبي موسى، القاضي
*.
سمع بـ "أنطاكية"، و"طرسوس"، و"المصيصة"، وروى عن محمد بن آدم، ومحمد بن سليمان، وأحمد بن أبي بكر الحواري
(1)
، وقاسم بن عثمان الجوعي
(2)
.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وغيره.
ذكره ابن العديم، في "تاريخ حلب"، وقال: كان أبوه أبو عبد الله قاضيًا بـ "حلب"، و"قِنَّسْرِيْن"، وكان أبوه وجدّه فقيهين على مذهب الإمام أبي حنيفة.
وقال عبد الغني بن سعيد المصري في "كتاب القضاة": وقدم "مصر"، وحدّث بها، وروى
(3)
بسنده، أن القاضى أحمد هذا، رُفع له فيها ورقة مكتوب فيها
(4)
:
* راجع: الطبقات السنية 2: 76، 77.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 226.
ولم يعين المصنّف تاريخ وفاته، ويؤخذ من الترجمة أنه من رجال القرن الثالث الهجري.
(1)
انظر اللباب 1: 327، والمشتبه 257.
(2)
نسبة إلى الجوع. اللباب 1: 253.
(3)
أي ابن العديم، كما صرح به في الجواهر المضية.
(4)
الأبيات والرد عليها في الجواهر المضية 1: 304، 305.
أَيُها القاضِي الكثيرُ الهِبَاتِ
…
صَانَكَ اللهُ مِنْ مَقامِ الدُّناتِ
(1)
أَيكُونُ القِصاصُ مِن قَتْلِ لَحْظٍ
…
مِنْ غَزالٍ مُوَرَّدِ الوَجَنَاتِ
أَمْ يَخَافُ العَذَابَ من هو صَبٌّ
…
مُبْتَلىً بالزَّفيرِ والْحَسَراتِ
(2)
فأخذ الورقة، وكتب على ظهرها:
يا ظَرِيفَ الصَّنيعِ والآلاتِ
…
وعَظِيمَ الأَشْجان واللَّوَعاتِ
إنْ تَكُنْ عاشقًا فلَمْ تَأْتِ ضَنْبًا
…
بَك تَرَّقَيْتَ أَرْفَعَ الدَّرَجاتِ
(3)
ومَتى أقْضِ بالقِصَاصِ على لَحْ
…
ظِ حَبِيبٍ أُخْطِى طَرِيقَ القُضاةِ
* * *
554 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد بن السكن أبو جعفر، السكوني
*.
(1)
في الجواهر "الكثير العدات".
الدنات: كأنه جمع دَنَي على غير قياس، وهى هكذا في النسخ، وحقها "الدناة".
(2)
بعد هذا في الجواهر المضية زيادة.
ليس إلا العفاف الصوم النسك له زاجرا عن الشبهات.
(3)
في الأصول "بل رقيت"، والمثبت في الجواهر المضية.
* راجع: الطبقات السنية 2: 77، 78.
وترجمته في تاريخ بغداد 5: 59. 60، والجواهر المضية برقم 225.
وتكلّم المصنّف على هذه النسبة في آخر الكتاب، ثم قال: كذا قاله السمعاني، وذكر أيضا السكني يفتح السين والكاف، وفي آخرها نون، نسبة إلى الجدّ، نسبة أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد السكنى"، فكأنه رجّح أن نسبته "السكنى"، لا "السكوني".
أخذ عن أبي يوسف، ومحمد، وروى عنه وكيع. قاله في "الجواهر".
وذكره الخطيب، في "تاريخه"، وقال: حدّث عن أبي يوسف القاضى، ومحمد بن الحسن الشيباني، وأبي بكر بن عيّاش، وإسماعيل بن عُلية.
روى عنه وكيع القاضي، وحمزة بن الحسين السمسار، وعلي بن محمد بن يحيى بن مهران السوّاق
(1)
، ومحمد بن مخلد العطّار.
وروى له الخطيب بسنده عنه، عن أبي يوسف، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"
(2)
.
قال الدارقطني: ولم يؤرّخ له الخطيب وفاةً، رحمه الله تعالى.
* * *
555 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن قادم، أبو يحيى البجلي
*.
(1)
نسبة إلى بيع السويق. اللباب 1: 574.
(2)
الحديث في صحيح البخاري 1: 48، باب ما يقول عند الخلاء، من كتاب الوضوء، وصحيح مسلم 1: 283، باب ما يقول إذا ما أراد دخول الخلاء، من كتاب الحيض.
* راجع: الطبقات السنية 2: 78، 79.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 227.
ولم يذكر المؤلّف في الأنساب، في آخر الكتاب، هذا المترجم عند نسبته، ولست أدري إن كان بفتح الجيم، نسبة إلى بجيلة بن أنمار، أو بسكون الجيم، نسبة إلى حي من سليم. انظر: اللباب 1: 98.
الفقيه.
مولده سنة تسعين ومائة.
قال في "الجواهر": ذكره أبو علي الحسين في "كتابه"، وقال: فقيةٌ، عالم، قليل النظير، كان يرى رأي الكوفيين، وله نظر في اللغة، ومعرفة بالشعر.
وجلس في الجامع
(1)
، وهو حديث السنّ، في سنة أربع عشرة ومائتين، فقال يومًا لبعض أصحابه: أحص اليوم على كم أجيب. وجلس يُفتى للناس، فلمّا قام قال للرجل: كم عددت؟ قال: عددتُ ثمانمائة جواب.
وكان له يد في الشروط، وفي فنون من العلم.
وخالف في كثير من المسائل، وكتب يسأل عنها بـ "العراق"، ومن ذلك رسالة إلى بشر ابن غياث المريسي، في أشياء أشكلتْ على مشايخ بلده، فقال: إنا
(2)
وجدنا في كتاب لأبي يوسف القاضي: لو أن حنطة طُبختْ بخمر حتى انتفختْ، فإن أكلها حرام، ولا حدّ على من أكلها، فإن طبختْ بالماء الطاهر بعد ذلك ثلاث مرّات، تخفف بعد كلّ طبخة، ثم تطبخ، طهرتْ، ولا بأس بأكلها، وكذلك اللحم يطبخ بالخمر، فاذا صبّ عليه الماء الطاهر
(3)
، وطبخ به ثلاث طبخات، ويُرد بعد كلّ طبخة، ثم طبخ، فهذا طهور، ومرق ذلك اللحم يهراق.
مات ابن قادم سنة سبع وأربعين ومائتين، رحمه الله تعالى.
* * *
(1)
في هامش بعض النسخ بخط مغاير "في الجامع"، وكذلك عبد الرحمن الجامي، وجار الله العلامة.
(2)
في الأصول "لنا"، والمثبت في الجواهر المضية.
(3)
في بعض النسخ "طهر".
556 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن قاسم بن صالح الحلاق، القاسمي
*.
ولد سنة 1312 هـ.
عالم، إداري، خطّاط، هو الشهير بالقاسمي، الحسنى، الجيلاني، الشافعى، ثم الحنفي.
والده عالم، وعائلته مشهورة بالعلم والعلماء.
نشأ في حجر والده، وقرأ عليه، وأدرك كثيرا من كبار علماء "دمشق"، وأخذ عنهم، كالشيخ محمد بدر الدين الحسني، والشيخ محمد عطاء الله الكسم، وغيرهما، وله إجازة منهما.
ومن أساتذته: الخطّاط التركي الشهير رسا أفندي، الذي أخذ عنه علم الخطّ.
* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 61، أعد الترجمة الأستاذان محمد نور يوسف، وعمر موفّق النشوقاتي، ومصادرهما هي: موجز ثبت الدرر الغالية 12.
إتحاد ذوي العناية 60.
تاريخ علماء دمشق 1: 521.
أعلام دمشق 319.
منتخبات التواريخ 2: 795.
روض البشر 197.
عالمنا العربي: سورية الحلقة الأولى ص 182.
لوحة قبره.
مشافهة عدد من معارفه.
دخل في سلك المدارس، ولما تخرّج من المدرسة الإعدادية التحق بكليّة صلاح الدين الأيوبي، التي افتتحتْها الدولة العثمانية في أوائل الحرب العالمية الأولى في "القدس"، ثم دعي إلى الجندية، وحصل على رتبة وكيل ضابط، ثم ملازم ثان.
ولما وضعت الحرب أوزارَها عيّن مفتّشا في دائرة أوقاف "دمشق" عام 1337 هـ، وتقلّب فيها في عدّة وظائف.
وفي عام 1356 هـ عيّن مديرا لأوقاف "الشام"، فمديرا لأوقاف "حلب"عام 1363 هـ، وفي عام 1368 هـ رفع إلى رتبة مدير عالم للأوقاف الإسلامية في "سوريا"، فقام بهذه المهمّة خير قيام، حيث نهض بالأوقاف الإسلامية، ونمّى ماليتها، وأحسن جبايتها، وعمّر مساجدها، وزاد في رواتب موظّفيها، وجدّد كثيرا من أبنيتها.
تولّى الإمامة والخطابة والتدريس في جامع حسان بمنطقة القنوات خلافة عن والده.
كان من علماء "دمشق" الكبار: فقيها، أديبا، متقنا لأنواع الخطوط، وكان يتكلّم بعدّة لغات، ويكثر من المطالعة، وله عدّة محاضرات وتعاليم ونظم وقفية ومقالات اجتماعية، نشرتْ في الصحف والمجلّات، وألقى بعضها في الإذاعة السورية.
من الذين أجازه: الشيخ محمد صالح الخطيب، والشيخ عبد الرزّاق الحلبي، والسيّد محمد أبو الهدى اليعقوبي، والشيخ أحمد سليم الحمامى، رحمهم الله تعالى.
توفي ظهر السبت 12 صفر الموافق 31 تموز، سنة 1414 هـ، وصلّى عليه عصر الأحد في جامع لالا باشا، ودفن في تربة الباب الصغير قريبا من قبر الشيخ جمال الدين القاسمي، رحمه الله تعالى.
557 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن ماهان عم أبي حنيفة محمد بن حنيفة بن ماهان، من طبقة خالد بن يوسف السمتي
*
(1)
.
قاله في "الجواهر".
* * *
558 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد ابن حمدان، أبو منصور، الحارثي القاضي، الرئيس من أهل "سرخس
" * *.
مولده في الحادي والعشرين من ذي القعدة، سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 79.
وترجمته في تاريخ واسط، لبحشل 175، 176، الجواهر المضية برقم 228.
(1)
يذكر المصنف أيضا في ترجمة خالد بن يوسف السمتي سنة وفاته، وإنما ذكر وفاة والده يوسف بن خالد السمتي في ترجمته، وإنها كانت سنة تسع وأربعين، فلعل ولده والمترجم من طبقته من رجال نهاية القرن الثاني أو النصف الأول من الفرن الثالث.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 79، 80.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 229، واللباب 1:269.
ذكره الإمام نجم الدين أبو حفص عمر النسفى، في "معجم شيوخه"، وقال: من مسموعاته: كتاب "الموطأ" رواية محمد بن الحسن، عن مالك، ومنها: تصانيف أبي الحسن الكَرْخِي.
وكانتْ وفاته خامس عشر المحرّم سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
559 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمد بن إسحاق بن الفضل أبو على البزَّاز، النيسابوري
*.
حدّث بـ "بغداد"، عن أبي حامد بن الشرقي
(1)
، ومكّى بن عبدان.
وحدّث عنه القاضيان: أبو علي الواسطي، وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي.
قال الخطيب: قدم "بغداد" حاجّا، وكان ثقة، وحدّثني التنوخي، قال: أبو علي أحمد ابن محمد النيسابوري، شيخ، ثقة، فقيه على مذهب أبي حنيفة، قدم علينا حاجّا، وسمعنا منه بعد عوده في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 80.
وترجمته في تاريخ بغداد 5: 87، 88، والجواهر المضية برقم 230.
(1)
نسبة إلى الجانب الشرقي بنيسابور، وهو محمد بن الحسن، تلميذ مسلم بن الحجاج، توفي سنة عشرين وثلاثمائة. انظر: اللباب 2: 17.
وتوفي بـ "نيسابور"، يوم الجمعة، الثامن من شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
560 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن يحيى ابن محمد بن خلف الله بن خليفة الإمام تقي الدين، أبو العبّاس ابن العلامة كمال الدين، ابن العلامة أبي عبد الله، الشُّمُنِّي، بضم المعجمة، والميم، وتشديد النون القُسنطيني، الحنفي، المالكي والده وجدّه
*.
* راجع: الطبقات السنية 2: 81، 85.
وترجمته في البدر الطالع 1: 119، 121، وبغية الوعاة 1: 375 - 381، وحسن المحاضرة 1: 474 - 477، وحوادث الدهور 3: 668، وشذرات الذهب 7: 313، والضوء اللامع 2: 174 - 178، والفوائد البهية 37 - 39.
ولم يذكر المصنف الشُّمُنِّيَّ في "الأنساب" في آخر الكتاب، واكتفي بضبطها هنا، ولم يذكر المنتسب إليه، وذكر السيوطي هذه النسبة في ترجمة محمد بن خلف الله بن خليفة الشمنى، في بغية الوعاة 1: 101، أيضا، ولم يتكلّم عليها، وذكر الشوكاني في البدر الطالع أنه نسبة إلى مزرعة بـ "بلاد المغرب"، أو إلى قرية.
والقسنطيني: نسبة إلى "قسنطينية، قلعة كبيرة جدا، حصينة عالية، وهي من حدود "أفريقية" مما يلي المغرب. انظر: معجم البلدان 4: 98.
قال الحافظ جلال الدين السيوطي في حقِّه: المحدّث، المفسّر
(1)
، الأصولي، المتكلّم، النحوي، البياني، المحقّق، إمام النحاة في زمانه، وشيخ العلماء في أوانه، شهد بنشر علومه العاكف والبادي، وارتوى من بحار فهومه الظمآن والصادي.
أما التفسير فهو "بحره المحيط"، و"كشّاف" دقائقه بلفظه "الوجيز"، الفائق على "الوسيط"، و"البسيط".
وأما الحديث، فالرحلة في الرواية والدراية إليه، والمعوّل في حلّ مُشكلاته وفتح مقْفَلاته عليه.
وأما الفقه فلو رآه النعمان لأنعم به عينًا، أو رام أحد مناظرته لأنشد
(2)
:
وألفى قولها كذبًا ومَيْنَا.
(1)
جاء نعت المفسر في ذكر جده. انظر البغية 1: 375.
(2)
عجز بيت لعدي بن زيد في ذكر قصة الزبّاء مع جذيمة الأبرش، وصدره:
قدّدت الأديم لراهشيه
…
وألفى قوله كذبا ومينا.
وهو في اللسان (م ي ن) 13: 425، انظر حاشية البغية.
والراهشان: عرقان في باطن الذراعين، والمين الكذب أيضا.
وملخص القصة: أن جذيمة الأبرش قتلَ أباها (أي الزبّاء)، فسكتتْ، حتى تقوّى ملكها، فبعث عليه بأن ملك النساء لا يخلو من ضعف، فأردتُ رجلا أضيف إليه ملكى، وأتزوّجه، فلم أجد كفوا غيرك، فاقدم إليّ لذلك، فقدم مصدّقا لها، غير مستعدّ للحرب، وقد أعدّت لحربه فرسانا، فلمّا حضر أحاطوا به، فأدخلته بيتها، وأمرتْ بشدّ عضديه، كما يفعل بالمقصود، فقطعتْ راهشيه، فاسترسل به الدم، حتى مات.
وأما الكلام فلو رآه الأشعري لقرّبه وقرّ به، وعلم أنه نصير الدين ببراهينه، وحججه المهذّبة المرتّبة.
وأما الأصول فـ "البرهان" لا يقوم عنده بحجّة، وصاحب "المنهاج" لا يهتدى معه إلى محجّة.
وأما النحو فلو أدركه الخليل لاتخذه خليلا، أو يونس لأنس بدرسه، وشفى منه غليلًا.
وأما المعاني فـ "المصباح" لا يظهر له نور عند هذا الصباح، وماذا يفعل "المفتاح" مع مَنْ ألقتْ إليه المقاليدَ أبطالُ الكفاح.
إلى غير ذلك من علوم معدودة، وفضائل مأثورة مشهودة:
هُو البحرُ لا بَلْ دونَ مَتتا عِلْمِهِ البحرُ
…
هو البدرُ لا بل دونَ طَلْعَتِهِ البدْرُ
هُوَ النَجْمُ لا بل دونَه النجمُ رُتْبَةً
…
هو الدُّرُّ لا بل دون مَنْطِقِه الدُّرُّ
هو العالِمُ المشهورُ في العصرِ والذي
…
به بين أَرْبابِ النُهَى افْتَخَرَ العَصْرُ
هو الكاملُ الأَوْصافِ في العلم والتُقَى
…
فطابَ به في كل ما قُطْرٍ الذِّكْرُ
محاسِنُهُ جَلَّتْ عن الحَصْرِ وازْدَهَى
…
بِأَوْصافِه نَظْمُ القصائِد والنَّثْرُ
ولد بـ "الإسكندرية"، في شهر رمضان، سنة إحدى وثمانمائة، وقدم "القاهرة" مع والده، وكان من علماء المالكية، فتلا على الزراتيتي، وأخذ النحو عن الشمس الشطنوفي
(1)
، ولازم القاضي شمس الدين البساطي،
(1)
في القاموس (ش ط ف) شنطوف كحلزون، بلدة بمصر، وهذا الضبط هو المعهود اليوم، وقد ضبطها ياقوت بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وفتح النون، وآخره فاء. وقال: بلدة بمصر، من نواحي كورة الغربية، عنده يفترق النيل فرقتين، فرقة تمضي شرقيا إلى تيس، وفرقة تمضي غربيا إلى رشيد، على فرسخين من القاهرة. معجم البلدان 3:29.
وانتفع به في الأصلين، والمعاني والبيان، وأخذ عن الشيخ يحيى السيرامي، وبه تفقّه، وعن العلاء البخاري، وأخذ الحديث عن الشيخ ولي الدين العراقي، وبرع في الفنون.
واعتنى به والده في صغره، فأسمعه الكثير على التقى الزُبيري، والجمال الحنبلي، والصدر الإبشطي، والشيخ ولي الدين، وغيرهم.
وأجاز له السراج البلقيني، والزين العراقي، والجمال ابن ظهيرة، والهيتمي، والكمال الدميري، والحلاوي، والجوهري، والمراغي، وآخرون.
وخرّج له "مشيخة" شمس الدين السخاوي، وحدّث بها، وبغيرها.
وخرّج له السيوطى "جزءًا" في الحديث المسلسل بالنحاة، وحدّث به.
قال: وهو إمام، علامة، منقطع القرين، سريع الإدراك، أقرأ التفسير والحديث، والفقه، والعربية، والمعاني، والبيان، وغيرها، وانتفع به الجمّ الغفير، وتزاحموا عليه، وافتخروا بالأخذ عنه، مع الخير، والعفّة، والتواضع، والشهامة، وحسن الشكل والأبهة، والانجماع عن بني الدنيا.
أقام بـ "الجمالية" مدّة، ثم ولي المشيخة، والخطابة، بـ "تربة قايتباي الجركسي"، بقرب الجبل، ومشيخة مدرسة اللالَّا
(1)
، وطلب لقضاء الحنفية بـ "القاهرة"، سنة ثمان وستين، فامتنع.
وصنّف "شرح المغني" لابن هشام، و"حاشية على الشفاء"، و "شرح مختصر الوقاية" في الفقه، و "شرح نظم النخبة" في الحديث، لوالده.
(1)
في الأصول "على"، والمثبت في البغية، والنقل عنها.
وله نظم حسن، قال السيوطي: أنشدني منه ما قاله حين تولى الظاهر ططر، ونوّه أنه [إن
(1)
] مات أفسد
(2)
الأتراك وهو
(3)
:
يَقول خَلِيلي العِدى أَضْمَرَتْ
…
إذا مات ذا المِلْكُ سُوء الوَرَى
فقلتُ سَلِ الله إبقاءهُ
…
ويَكْفِينَنَا الظاهرُ المِضْمَرَا
(4)
قال: وكتب لي ققريظًا على "شرح الألفية"، و"جمع الجوامع" تأليفي.
وقلت أمتدحه
(5)
:
لُد بمَن كان للفضائل أهْلا
…
مِن قَديمٍ ومنذ قد كان طِفْلا
وبِمَن حَازَ سُؤدَدًا وارْتِفَاعًا
…
ومَكَانًا عَلَا السِّماك وأَعْلَى
(6)
عالمُ العَصْرِ من عَلَا في حديثٍ
…
وزَكَا في القديم فَرْعًا وأَصْلا
عَلَمُ الرُّشْدِ ذُخْرُ أهل المعاني
…
كَنْزُ عِلْمٍ يُولِيكَ طَلًّا وَوَبْلا
جمَّلَ اللهُ منه طَلْعَةَ عَصْر
…
وكَسَا الدَّهْر منه تاجا مَحَلى
قد ترقى من العلوم مَحَلًّا
…
وتَبَوَّا من الهدايةِ نُزلا
نال في العِلْمِ ذِرْوَةَ المجدِ فامْتا
…
زَ بقِدْحٍ من العلوم مُعَلى
(7)
(1)
شارع مراسينا (عبد المجيد اللبان الآن) بالقاهرة، يوجد جامع لاجين اللالا بالقرب من الكبش، على بركة الفيل، وقد أنشأه لاجين اللالا ثلاثا وخمسين وثمانمائة، فلعله هذه المدرسة. انظر حاشية النجوم الزاهرة 9:189.
(2)
تكملة من بغية الوعاة.
(3)
في الأصول "وأفسد"، والمثبت في البغية.
(4)
البيتان أيضا في الضوء اللامع.
(5)
في البغية "أمدحه"، والقصيدة فيها 1:378.
(6)
في الأصول "ولمن كان"، والمثبت في البغية.
والسماك أحد نجمين نيرين، يقال لأحدهما: الأعزل، وللآخر: الرامح.
(7)
في البغية "نال في العز".
تَوَّجَ الفِقه حين ألف شَرْحًا
…
وكساهُ بالابْتِهاجِ وحَلَّى
جلَّ عن مثله فكم أوْضَحَ المِشْ
…
كَل حتَّى اكتَسَى ضِياء وجُلى
لو رآهُ النُعمان أَنْعَمَ عَيْنًا
…
أو رآه الخَليلُ وافَاهُ خِلَّا
وَسْمُهُ في الأنامِ أفضلُ في التَّفْ
…
ضلِ والحقُ أنه الفَرْدُ فَضْلا
ذو محلٍّ مثل الهلالِ عَلاءً
…
وضِياء كالبدرِ حين تَجَلى
أغْرَبُ الوَصْفِ أن بَيْ
…
تًا قديمَ البناءِ في المجدِ كُلَّا
(1)
من يَكُنْ أصله الكمالُ فإنْ نا
…
لَ كَمالًا فإنه نال أهْلا
ذو بَنانٍ يُمطرْنَ دُرَّا على أرْ
…
ضِ لُجَيْنٍ وفي التَّقوم أغْلى
ولِسانٍ كأنَّه لفظُ سُحْبَا
…
نَ فسُبْحانَ من حباهُ وأولى
ليس فيه عيبٌ سِوى أنه ليْ
…
سَ يخُونُ الخليل عَهْدًا وإلَّا
(2)
ما طَلَبْنا لِعِلْمِنَا أنه ما
…
لَكَ في المجدِ والمكارمِ مثلَا
فدم الدهر في ارتفاعٍ فقد أضْحَ
…
ى لك الحَزْنُ في الجلالة سَهْلا
(3)
جمعَ اللهُ فيك كُلَّ جميلٍ
…
وبك اللهُ ضمَّ لِلعِلْمِ شَمْلا
قلت: هذا شعر فقيه محدث نحوي.
وللشهاب المنصوري يمدحه
(4)
:
شيخَ الشُيوخِ تَقِيَّ الدين يا سَنَدِي
…
يا مَعْدنَ العِلْمِ بل يا مُفتيَ الفِرَقِ
أَنتَ الذي اختاره المِوْلى فَزيَّنَهُ
…
بالحُسْنِ في الخلق والإحسانِ في الخُلُق
(1)
تأتي كل بالضم للدلالة على أن الموصوف بها الغاية فيما تصف به. انظر القاموس (ك ل ل).
(2)
الإلَ: الذمة والعهدة.
(3)
البيت مضطرب في بغية الوعاة.
(4)
أبيات الشهاب المنصوري في البغية أيضا 1: 378، 379.
كم معشرٍ كابدُوا الجهلَ القبيحَ إلى
…
أن عُلِّمُوا منك علمًا واضح الطُرُقِ
وقَيْتَهم بالتُّقى والعِلْم ما جهلوا
…
فأنت يا سيِّدي في الحالتين تقي
وكانتْ وفاته، رحمه الله تعالى، قرب العشاء، ليلة الأحد، سابع عشر ذي الحجّة، سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، ودفن يوم الأحد، وصلّى عليه خلق كثير، وفُجعوا به.
ورثاه الحافظ جلال الدين السيوطي، بقصيدة يقول في آخرها
(1)
:
إذا نُجُوم الهدَى والرُّشْدِ قد أفِلَتْ
…
ضلَّ الوَرى فلهم في غيِّهِمْ سَكَرُ
وإن تَكُنْ أَعْيُنُ الإسْلامِ ذاهِبَةً
…
تَتْرَى فَعَمَّا قليلٍ يذهبُ الأَثرُ
وبالجملة، فقد كان من محاسن زمنه، وأماثل عصره، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى "الفوائد البهية": قد ترجم والده الحافظ ابن حجر في "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس"، وسماه بمحمد بن الحسن بن محمد، حيث قال: محمد بن حسن بن محمد بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله بن خليفة، التميمي الشمنّي بضم الشين والميم وتشديد النون كمال الدين المالكي المغربي الأصل الإسكندري، نزيل "القاهرة"، سمع من البهاء الدماميني. وأخذ عن شيخنا العراقي، وتخرّج به بدر الدين الزركشي، وغيره، ومات في حادي عشر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثمانمائة، سمعت من فوائده كثيرا، ونظم "نخبة الفكر" التي لخّصتها في علوم الحديث "شرح نخبة الفكر" أيضا رأيته بخطه. وكان جدّه محمد بن خلف الله فقيها، شافعي المذهب، متصدّرا بجامع عمرو بن العاص. انتهى ملخصا. وذكر السيوطي في "البغية" في ترجمة ابن خلف الله محمد بن خلف الله بن خليفة
(1)
القصيدة في بغية الوعاة 1: 379 - 381، وحسن المحاضرة 475: 1 - 477.
بن محمد التميمي القسنطيني المعروف بابن الشمنّي أبو عبد الله، قال ابن مكتوم: ذو فنون، حسن المذاكرة، ولد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة. والشمنّي بضم الشين المعجمة والميم وتشديد النون. قلت: هو الجدّ الأعلى لشيخنا الإمام تقى الدين الشمنّي، ورأيت له تأليفا. انتهى.
وقد طالعت من تصانيف صاحب الترجمة "شرح النقاية"، واسمه "كمال الدراية"، و"حاشية مغني اللبيب". وهو أستاذ جلال الدين السيوطي، وشمس الدين السخاوي. قال السخاوي في "الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع": أحمد بن محمد ابن محمد بن حسن التقي أبو العباس القسنطيني الأصل، الإسكندري المولد، القاهري المنشأ، المالكى ثم الحنفي. ويعرف بالشمني بضم الشين المعجمة والميم ثم نون مشددة نسبة لمزرعة ببعض بلاد المغرب أو لقرية، قدم "القاهرة"، مع أبيه فاسمعه على ابن الكويك، والجمال الحنبلي، والتقي الزبيري، والوالي، والعراقى. وأجاز له العراقي، والبلقيني، والهيثمي، وآخرون. وقرأت عليه الكثير من سنة خمسين وبعدها، وحضرت كثيرا من دروسه في "العضد" و "الكشّاف"، وأخذت عنه "شرح النخبة" لوالده. انتهى ملخصا. وفي "بغية الوعاة في طبقات النحاة" للسيوطي أحمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله ابن خليفة شيخنا الإمام العلامة تقي الدين أبو العباس ابن العلامة كمال الدين بن العلامة أبي عبد الله الشمنّي بضم المعجمة والميم وتشديد النون القسنطيني الحنفي المالكي والده وجدّه المفسّر المحدّث الأصولي المتكلّم النحوي البياني المحقّق إمام النحاة في زمانه، وشيخ العلماء في أوانه. أما التفسير فهو بحره المحيط، وكشّاف دقائقه بلفظه الوجيز الفائق على الوسيط،
والبسيط. وأما الحديث فالرحلة في الرواية والدراية إليه، والمعوَّل في حلّ مشكلاته عليه. وأما الفقه فلو رأه النعمان لنعم به عينا، والكلام فلو رآه الأشعري لقرَّ بِه، وقرَّبَه، وعلم أنه نصير الدين ببراهينه وحججه. وأما النحو فلو أدركه الخليل لاتخذه خليلا، أو يونس لأنس بدرسه. أما المعاني فالمصباح إلى غير ذلك من علوم معدودة وفضائل مأثورة. ولد بـ "الإسكندرية". وقدم "القاهرة" مع والده. وكان مالكيا، وأخذ النحو عن الشمس الشطنوفي. ولازم القاضي شمس الدين البساطي، وانتفع به فى الأصلين، والمعاني والبيان، وأخذ الحديث عن الشيخ ولي الدين، وبرع في الفنون، وأجاز له البلقيني، والزين العراقي، والجمال بن ظهيرة، والكمال الدميري، والمراغي، وآخرون. وخرّج له صاحبنا الشيخ شمس الدين السخاوي في "مشيخته"، وحدّث بها وبغيرها، وخرَّجت له جزءا من الحديث المسلسل بالنحاة. وحدثت به، وانتفع به الجم الغفير. وتزاحموا عليه، وله نظم حسن، سمعت عليه قطعة كبيرة من "المطول"، ومن "التوضيح" لابن هشام، وقرأت عليه في الحديث عدة أجزاء، وكتب لي تقريظا على "شرح الألفية"، و"جمع الجوامع" من تآليفي.
* * *
561 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم بن موسى بن عبد الله بن
مجاهد النسفي البزدوي، أبو المعالي ابن أبي اليُسر عرف بالقاضي الصدر، من أهل "بخارى"، الإمام ابن الإمام *.
مولده سنة اثنتين أو إحدى وثمانين وأربعمائة، بـ:"بخارى".
وهو ابن أخى أبي الحسن على بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم البزدوي، الفقيه بـ "ما وراء النهر"، صاحب الطريقة على مذهب الإمام أبي حنيفة، رحمه الله تعالى.
تفقّه أحمد هذا على والده، حتى برع في العلم، وسمع منه، ومن أبي المعين ميمون بن محمد بن محمد المكحولي
(1)
، ولقى الأكابر، وأفاد والده عن جماعة.
وولى القضاء بـ "بخارى" مدّة، وحمدتْ سيرته، وأملى بها، وورد "مرو" حاجّا، وقرأ عليه السمعاني بها، وحدّث بـ "بغداد"، ورجع من الحجّ.
وتوفي بـ "سرخس"، في جمادى الأول، سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وعقد له العزاء بها، ثم حمل إلى "بخارى".
قال أبو سعد: إمام فاضل، مفتٍ، مناظر، حسن السيرة، مرضيّ الأخلاق، من بيت الحديث والعلم، رحمه الله تعالى.
قلت: سيأتي ذكر والده أبي اليسر في الميم، وعمّه فخر الإسلام على بن محمد في العين، وابن عمّه الحسن بن علي في حرف الحاء، وأبي جدّه
* راجع: الطبقات السنية 2: 85، 86.
وترجمته في الأنساب لوحة 78، والجواهر المضية برقم 231، والفوائد البهية 39، 40، كتائب أعلام الأخيار برقم 311.
(1)
نسبة إلى جده مكحول. اللباب 3: 173.
عبد الكريم بن موسى في العين. ويأتي في ترجمة فخر الإسلام أن عبد الكريم جدّ الجدّ، لا والد الجدّ.
* * *
562 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمد عبد الله، أبو القاسم الخليلي، البلخي، الزيادي، الدهقان
*.
قال السمعاني: يقال له: الخليلي، لأنه كان يخدم القاضى [الخليل
(1)
] بن أحمد
(2)
السجزي، شيخ الإسلام بـ "بلخ"، وكان وكيلًا له.
روى عن أبي القاسم الخُزاعي على بن [أحمد بن محمد]
(3)
، وحدثّ عنه بـ "شمائل النبي" صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي.
وتوفي بـ "بلخ"، سنة اثنتين، أو إحدى وتسعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 86.
وترجمته في الأنساب لوحة 206، 283، وتذكرة الحفاظ 4: 1230، والجواهر المضية برقم 232، وشذرات الذهب 3: 397، والعبر 3: 333، واللباب 1:384.
(1)
ساقط في الأصول، وهو في الأنساب والجواهر واللباب.
(2)
بعد هذا في الأصول زيادة "بن".
(3)
في الأصول "محمد بن أحمد"، والمثبت في الأنساب.
563 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمد بن محمد - ثلاث محمدين ابن حسن بن أحمد بن قاسم بن مسيّب بن عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق، رضي الله تعالى عنه الإمام بهاء الدين، المعروف بسلطان ولد ابن علاء الدين
*.
كان إمامًا فقيهًا، درّس بعد أبيه بمدرسته بـ "قونية"، وتبع طريق والده في التجرّد، وعمر.
وتوفي سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، عن اثنتين وسبعين سنة، ودفن بتربة والده بـ "قونية"، وصلّى عليه الشيخ مجد الدين الأقصرائي، بوصية منه.
وحكى بعض أصحابه، أنه كانتْ له سريّة، فقال لها يومًا: اختاري واحدًا من أصحابي، أزوّجك به، لعلّ الله أن يرزقك ولدًا، يعبدُ الله تعالى، فامتنعتْ من ذلك.
قال صاحبنا: فقال لي الشيخ: اكشف لي عن سبب المنع.
فقلت لها عن ذلك، فقالتْ
(1)
: الكبار يزورونني، ويكرمونني، لنسبتي إلى الشيخ، وإذا تزوّجتُ بغيره يزول عني هذا.
فقال الشيخ: آثرت اللذّة الوهمية على اللذّة الحسية.
ويُحكى عنه كرامات، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 88.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 235، والدرر الكامنة 1:317.
وانظر بعض الاختلاف في نسبه في الدرر.
(1)
في الأصول: "وقالت"، والمثبت في الجواهر، وهو موافق للسياق.
564 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الصَّفدي، الدمشقي، الشافعي، ثم الحنفي، إمام الدرويشية
*.
أديب، شاعر، مشارك في بعض العلوم.
توفي بـ "دمشق" سنة 1100 هـ، ولم يجاوز الستين بكثير.
من آثاره: "منظومة في العقائد"، سمّاها "القواعد العظام فيما بنى عليه الإسلام"، وكتاب جمع فيه ألف حديث، رتّبها على حروف المعجم، و"ديوان شعر"، و"الفرائد السنية" في علم التوحيد، و"بهجة الأنوار على الدر المختار من بديع الاستغفار".
* * *
565 - الشيخ الفاضل المحدّث أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الأخوي، أبو الطاهر، جلال الدين الخُجَنْدِي
* *.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 154.
وترجمته في خلاصة الأثر 1: 356 - 359، وهدية العارفين 1: 165، 166، وإيضاح المكنون 1: 119، 513، 2:182.
* * راجع: الأعلام للزركلي 1: 225، 226. =
أديب، رحَّال، من علماء الحنفية.
تفقّه، وتأدّب في "خُجَنْدة".
في "الطبقات السنية" ذكره في "إنباء الغِمْر"، فقال: ولد سنة تسع عشرة، يعنى: وسبعمائة، واشتغل كثيرًا، وسمع الحديث، وحدّث، وله تصانيف. انتهى.
وسافر سنة 741 هـ إلى "سمرقند" و"بخارى" ثم "خوارزم"، فأقام 12 سنة، يقرأ على علمائها.
وانتقل إلى "سراي بركة"، و"آقصراي"، فأدرك القطب الرازي (أفلاطون زمانه)، ثم إلى "قرم" و"كفة" و"جزيرة" سنوت، وعاد إلى "قرم"، فأقام نحو سنتين، ثم إلى "دمشق"، ومنها إلى الحجّ والزيارة، وعاد إلى "الخليل"، فـ "القدس"(سنة 60) فـ "دمشق".
وحجّ، وزار "بغداد".
وسكن "المستنصرية"، وأفتى، ودرّس، ورحل إلى "المدينة".
واستقرّ بها (66) مجاورا، وواعظا، ومدرّسا.
وصنّف كتبا، منها:"شرح قصيدة البردة" في طوبقبو، قال السخاوي: أمعن فيه من التصوّف واللغات في مجلّد ضخم، و"شرح الأربعين النووية"، و"رسالة" في علم الكلام، و"فردوس المجاهدين"، يشتمل على ما يتعلّق بالجهاد من الآيات والأحاديث، وشرحها في مجلّد ضخم، و"راح الروح" أرجوزة في أسماء الله وصفاته، نحو ألف بيت.
= وترجمته الطبقات السنية 2: 89، وإنباء الغمر 2: 156، والضوء اللامع 2: 194 - 201، وطوبقبو 4: 319، ترجمته مستفيضة.
وفي "الطبقات السنية" وكان مقيمًا بـ "المدينة النبوية"، ومات بها في سنة ثلاث وثمانمائة. نقلتُ تاريخَ وفاته من "تاريخ العيني". انتهى.
وأحمد هذا، من بيت الخجندية المشهورين بـ "مكّة" و"المدينة"، وهم أصحاب علم وفضل.
ودفن مع شهداء "أحد"، في قبر كان حفره بيده لنفسه.
* * *
566 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمد، أبو نصر المعروف بالأقطع
*.
أحد شرّاح "المختصر"، سكن "بغداد" بـ "درب أبي زيد"، بـ "نهر الدجاج"
(1)
.
تفقّه على أبي الحسين القدوري، حتى برع، وقرأ الحاسب، حتى أتقنه.
وخرج من "بغداد" إلى "الأهواز"، سنة ثلاثين وأربعمائة، وأقام بـ "رام هرمز"
(2)
، وشرح "المختصر"، وكان يدرّس هناك إلى أن توفي.
واتفق أنه مال إلى حديث، فظهرتْ على الحديث سرقة، واتّهم بأنه شاركه فيها، فقطعتْ يده اليسرى.
* راجع: الطبقات السنية 2: 87.
وترجمته في تاج التراجم 9، 10، والجواهر المضية برقم 233، والفوائد البهية 40، وكتائب أعلام الأخيار برقم 277، وكشف الظنون 2: 1627، 1631، ومفتاح السعادة 2: 281، والوافي بالوفيات 8:118.
(1)
نهر الدجاج: محلة ببغداد على نهر كان يأخذ من كرخابا، قرب الكرخ من الجانب الغربي. معجم البلدان 4:838.
(2)
رامهرمز مدينة مشهورة بنواحي خوزستان. معجم البلدان 2: 738.
وتوفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة. كذا في "الجواهر".
وحكى الصفدي، في "تاريخه" أن يده قُطعتْ في حربٍ كان بين المسلمين والتاتار، والله تعالى أعلم.
* * *
567 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمد، أبو الوليد، لسان الدين ابن الشِّحْنَة، الثقفي الحلبي
*.
قاض.
مولده سنة 844 هـ، ووفاته 882 هـ بـ "حلب".
ناب عن جدّه في كتابة السرّ بـ "القاهرة"، وولي قضاء الحنفية ببلده، ومات بالطاعون.
له "لسان الحكّام في معرفة الأحكام"، ألّفه حين ولي القضاء، ولم يتمّه.
* * *
568 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمد السرخسي، الوزير
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 230.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 194، وكشف الظنون 1549 وهو فيه (إبراهيم بن محمد) خطأ.
ومثله في هدية العارفين: 1: 21، ومعجم المطبوعات 135.
أبو العبّاس ابن أبي بكر، الفقيه من أهل "باب الطاق" *
كان يخدم قاضى القضاة أبا القاسم على بن الحسين الزينبي، وسمع من الشريفين؛ أبي نصر محمد، وأبي الفوارس طراد.
وروى عنه أبو القاسم ابن عساكر، وأبو سعد السمعاني.
وكان مولده سنة سبعين وأربعمائة.
ووفاته سنة سبع وأربعين وخسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
569 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن محمود بن سعيد الغزنوي
* *
معيد درس الإمام الكاساني، صاحب "البدائع"، تفقّه على أحمد بن يوسف العلوي الحسني، وانتفع به جماعة من الفقهاء، وتفقّهوا عليه.
* راجع: الطبقات السنية 2: 87، 88.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 234، والوافي بالوفيات 8:120.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 89، 90.
وترجمته في إيضاح المكنون 2: 570، وتاج التراجم 10، والجواهر المضية برقم 236، وطبقات الفقهاء لطاشكبري زاده 102، والفوائد البهية 40، وكتائب أعلام الأخيار برقم 386، وكشف الظنون 1: 932، 2: 1802، 1838، ومفتاح السعادة 2: 284، 285، وفهرس المؤلفين بالظاهرية.
وصنّف في الفقه، والأصول، كتبًا حسنة مفيدة، منها: كتاب "روضة اختلاف العلماء"، و"مقدمته المختصرة" في الفقه المشهورة، و"كتاب في أصول الفقه"، و"كتاب في أصول الدين"، سماه "بروضة المتكلّمين"، واختصره، ووسمه بـ "المنتقى" من روضة، توفي بـ "حلب"، بعد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ودفن بمقابر الفقهاء الحنفية، قبل مقام إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، رحمه الله تعالى.
قلت: قد طالعت من تآليف "المقدمة"، وهو مصغّر حجما، مكبّر علما، أوله: الحمد لله الذي عمّ البلاد بنعمته. إلخ. ونسبة الغزنوي إلى "غزنة"، وهو بفتح الغين المعجمة، وسكون الزاي المعجمة، نون مفتوحة، بلدة من أول "بلاد الهند"، ذكره السمعاني.
* * *
570 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن مسعود الوبري الإمام الكبير، أبو نصر
*
له "شرح مختصر الطحاوي" في مجلّدين، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 90.
وترجمته في تاج التراجم 16، والجواهر المضية برقم 237، وكشف الظنون 2:1627.
والوبري: نسبة إلى الوبر. اللباب 3: 262.
571 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن المظفّر بن المختار الرازي
*.
عالم، أديب.
من تصانيفه: "لطائف القرآن"، و"أذكار القرآن"، و"حجج القرآن لجميع الملل والأديان"، و"بذل الحبا في فضل آل العبّاس"، وله "مقامات".
توفي سنة 631 هـ.
* * *
572 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن مقاتل، أبو نصر الرازي
* *.
روى عن أبيه، عن أبي مُطيع، عن أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه.
روى عنه عبد الباقي بن قانع، وأبو القاسم الطبراني.
قاله في "الجواهر" من غير زيادة.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 158.
ترجمته في كشف الظنون 1785، وإيضاح المكنون 1:53. 70، 174، 2: 197، 405.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 90.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 238، وكنيته هناك:"أبو بكر"، وكتائب أعلام الأخيار برقم 142.
573 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن مكحول بن الفضل أبو البديع، المكحولي
*.
سمع أباه أبا المعين المكحولي، وأبا سيهل هارون بن أحمد الإسفرائيني.
وكان -كما قال السمعاني- بارعًا في الفقه.
وتوفي بـ "بخارى"، في صفر، سنة تسع وسبعين وثلاثمائة
(1)
، رحمه الله تعالى.
قلت: سيأتي ذكر جدّه، وهو المصنف لكتاب "اللؤلؤيات" لصاحب الترجمة، كما صرح به علي القارئ، حيث قال في ترجمة صاحب الترجمة: و"اللؤلؤيات" تصنيف جدّه مكحول، وهو مجلد ضخم. انتهى. وفي "كشف الظنون""اللؤلؤيات" في المواعظ لأبي مطيع مكحول بن الفضل النسفي، المتوفى سنة ثمان عشرة وثلثمائة، وأوله: الحمد لله الذي خلق فسوى، ألّفه لنفسه، ثم نصيحة لغيره، فاختار من المواعظ، أخصرها من كل مائة واحدة، ما جرّب نفعه، وخشع فيها قلبه، واستقرّ بها عقله، وجعلها على كل مائة وخمسة وثلاثين بابا. انتهى. وفي "أنساب السمعاني"
* راجع: الطبقات السنية 2: 90، 91.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 239، والفوائد البهية 40، وكتائب أعلام الأخيار برقم 232، واللباب 3:173.
(1)
زاد في الأنساب واللباب والجواهر "وكانت ولادته سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة"، وزاد في اللباب والجواهر "وإليهم تنسب اللؤلؤيات"، وزاد في الجواهر "قلت: اللؤلؤيات تصنيف جدّه مكحول بن الفضل
…
وهو مؤلف ضخم.
المكحولي بفتح الميم وسكون الكاف وضم الحاء المهملة، هذه النسبة إلى مكحول، وهو صاحب "كتاب اللؤلويات" في الزهد، وهو اسم لجدّ المنتسب إليه، وهو جماعة، منهم: أبو البديع أحمد بن محمد بن مكحول بن الفضل النسفي المكحولي من أهل "نسف"، سمع أباه أبا المعين المكحولي، وأبا سهل هارون بن أحمد الإسفرائيني، وأحمد بن حمدان المقرئ، وكان بارعا في الفقه، مات بـ "بخارى"، وحمل إلى "نسف" سنة 379، وأخوه أبو المعالي معتمد بن محمد بن مكحول بن الفضل النسفي المكحولي، يروى عن جدّه أبي المعين، وسمع أبا سهل هارون بن أحمد الإسترابادي، وروى عنه "كتاب أخبار مكة"، وغيره، وكانت ولادته في ذي الحجّة سنة ستّ وأربعين وثلثمائة، وفاته سنة نيّف وثلاثين وأربعمائة. انتهى.
* * *
574 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد أبو منصور بن أبي الحارث
*.
قال ابن الهَمَذَاني، في "الطبقات": حدّثني من رآه، وقد ورد إلى "بغداد"، سنة ثمان وسبعين وأربعمائة للحجّ، وكان شيخًا مهيبًا، حسن الوجه، وولى القضاء بـ "سَرَخْس".
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 98.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 248.
575 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن منصور، أبو بكر الأنصاري، الدامغاني
*.
أحد الفقهاء الكبار.
درس على الطحاوي بـ "مصر"، وروى عنه، وقدم "بغداد"، ودرس بها على الكرخي، ولما فُلج الكرخي، جعل الفتوى إليه دون أصحابه، فأقام بـ "بغداد" دهرًا طويلًا، يحدّث عن الطحاوي، ويُفتي.
روى عنه القاضي أبو محمد الأكفاني، وغيره
قال الصيمري: وكان أبو بكر الدامغاني أقام على الطحاوي سنين كثيرة، ثم أقام على الكرخي، وكان إمامًا في العلم والدين، مشارًا إليه في الورع والزهادة، وولى القضاء بـ "واسط" لديون ركبته، وخرج إليها، وكان ينظر بين الخصوم على وجه التحكيم، وكان يقول للخصمين: أنظر بينكما؟ فإذا قالا: نعم. نظر بينهما.
وربما قال: حكمتماني؟ فإذا قالا: نعم، نظر بينهما.
* راجع: الطبقات السنية 2: 91.
وترجمته في أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري، 164، والأنساب لوحة 219، وتاريخ بغداد 5: 97، 98، والجواهر المضية برقم 240، والفوائد البهية 41، وكتائب أعلام الأخيار برقم 176.
وقد تسرع اللكنوي في الفوائد البهية، فقال: إن ابن السمعاني أورده على النحو التالي: "أحمد بن علي بن محمد بن علي، أبو الحسين الدامغاني"، ثم أورد ما جاء في ترجمته بعد هذا، والحق أنه ترجم لأبى الحسين الدامغاني، ثم ترجم لأبي بكر الدامغاني، وأورد في ما جاء هنا.
وكان يقال: إنه غضّ من نفسه بولاية الحكم، رحمه الله تعالى.
قلت: هكذا ذكره علي القارئ، وغيره. وذكر السمعاني في "الأنساب" في نسبه أحمد بن علي بن محمد بن علي أبو الحسين الدامغاني. وقال في وصفه أحد الفقهاء الكبار، من أصحاب الرأي. درس على أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي بـ "مصر". ثم قدم "بغداد"، فدرس بها على أبي الحسن الكرخي. ولما فلج الكرخي جعل الفتوى إليه دون أصحابه، فأقام بـ "بغداد" دهرا طويلا يحدّث عن الطحاوي، ويفتي. انتهى. [الفوائد البهية: 41].
* * *
576 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن منصور الأشموني النحوي
*.
قال ابن حجر: كان فاضلًا في العربية، مشاركًا في الفنون.
نظم في النحو "لامية"، آذن فيها بعلوّ قدره في الفنّ، وشرحها شرحًا مُفيدًا، وصنّف في فضل لا إله إلا الله.
ومات في ثامن عشري شوّال، سنة تسع وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 92.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 384، والضوء اللامع 2: 208، 227، في "أحمد بن محمد"، و"أحمد بن منصور"، وكشف الظنون 1:362.
577 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء أبو بكر، الأربنجني
*.
قال السمعاني: كان فقيهًا حنفيًا.
توفي سنة تسع وستين وثلاثمائة.
وسيأتي الكلام على هذه النسبة في "الأنساب".
* * *
578 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن مهران أبو جعفر
* *.
راوي "الموطأ" عن محمد بن الحسن، كذا في "الجواهر" من غير زيادة.
* * *
579 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن نصر بن أحمد بن
* راجع: الطبقات السنية 2: 92.
وترجمته في الأنساب لوحة 23 ظ، والجواهر المضية برقم 242، واللباب 1: 30، ومعجم البلدان 1: 190، وترجمته في الأنساب مستفيضة.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 92.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 241.
جبريل الإمام، أبو نصر، النسفي *.
قال السمعاني: من أئمة "نسف".
تفقّه بـ "سمرقند" على القاضي منصور بن أحمد، وروى عنه الحديث، وعن غيره وحدّث.
سمع منه أبو جعفر عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
ولد في رجب، أو في شعبان، سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
580 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن نصر، أبو نصر، الفقيه النيسابوري، عُرف باللباد
* *.
سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وبشر بن الوليد القاضي، وغيرهما.
روى عنه إبراهيم بن محمد بن سفيان، وأبو يحيى زكريا بن يحيى البزّار.
ذكره الحافظ أبو عبد الله في "تاريخ نيسابور"، فقال: أهل "الرأي" في عصره، ورئيسهم.
* راجع: الطبقات السنية 2: 93.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 243، ولم يرد في الأنساب في "النسفي"، ولست أدري عن أيّ كتاب نقل عبد القادر، ثم نقل عنه التميمي.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 93، 94.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 244، واللباد نسبة إلى بيع اللبود وعملها. انظر: اللباب 3: 65.
مات في سنة ثمانين ومائتين.
روى الحاكم بسنده عنه، إلى جعفر بن محمد الصادق، أن سفيان الثوري، سأله دعاء يدعو به عند البيت الحرام، قال جعفر: إذا بلغت البيت الحرام، فضع يدك على الحائط، ثم قل: يا سابق الغوث، ويا سامع الصوت، ويا كاسي العظام لحمًا بعد الموت. ثم ادعُ بما شئت.
قال له سفيان: فعلّمني ما لم أفقه.
فقال له: يا أبا عبد الله، إذا جاءك ما تحبّ فأكثر من الحمد، وإذا جاءك ما تكره فأكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.
* * *
581 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن نوح القابسي، الغزنوي (جمال الدين)
*.
كان من الفقهاء الحنفية.
تولى القضاء.
من تصانيفه: "الحاوي القدسي" في فروع الفقه الحنفي.
توفي في حدود 600 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 166.
وترجمته في كشف الظنون 627.
582 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن هبة الله بن أبي الفتح بن صالح ابن هارون بن عروسة، أبو العبّاس، ابن أبي الكرم الواسطي الأصل، الموصلي المولد
*.
قال في "الجواهر": كتب عنه الدمياطي، ورأيتُه بخطّه في "معجم شيوخه".
وذكر أن مولده في الثالث والعشرين من شعبان، سنة ثمانين وخمسمائة.
ومات بـ "الموصل"، عشية الخميس، سابع عشر شهر رمضان، سنة خمسين وستمائة.
قال صاحب "الجواهر" أيضًا: ورأيت بخطّ الشريف عزّ الدين في "وفياته": وكان فقيهًا حسنًا، متدينًا، كثير التلاوة للقرآن.
ودرّس بـ "الموصل"، وولي مشيخة بعض ربطها، وترسل عن صاحبها، إلى "بغداد"، و"دمشق"، و"حلب"، "مرارًا"، وسمع بـ "الموصل" من أبي حفص عمر بن محمد بن طبرزد، ومن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 94.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 245.
583 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن يحيى بن أبي زكريا ابن أبي العوَّام، أبو عبد الله ابن عم أبي العباس بن محمد السعدي
*.
كذا ذكره الحافظ ابن حجر، في "رفع الإصر عن قضاة مصر"، وقال: حنفي من المائة الخامسة، ولي القضاء بـ "مصر" أولًا، نيابة عن القاسم بن عبد العزيز بن النعمان، هو وأبو عبد الله بن سلامة القُضاعي، فاتفق أنهما حضرا يشكوان من سوء سيرة القاسم، فدخل القاسم يشكو منهما كثرة مخالفتهما له، فصرفه المستنصر، وقرّر اليازوري في القضاء مع الوزارة، وأمره أن يفوّض أمر القضاء إليهما، ثم وليه استقلالًا في حادي عشر شهر رمضان، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، من قبل المستنصر، وأضيف إليه النظر في المظالم، ودار الضرب، والصلاة، والخطابة، والأحباس، وخلع عليه، وقرى سجلّه، على منبر القصر، ولقب قاضي القضاة، نصير الدولة، أمين الأئمة. فباشر ذلك، إلى أن مات في صفر، أو في شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. انتهى كلامُ ابن حجرٍ.
* راجع: الطبقات السنية 2: 94 - 97.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 210، ورفع الإصر 1: 101، 106، وانظر أيضا: حسن المحاضرة 2: 148، والولاة والقضاء 496، وقد جاءت هذه الترجمة في: ص، في غير موضعها.
وذكره صاحب "الجواهر"، وقال: أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن يحيى بن الحارث، أبو العبّاس، عرف بابن أبي العوام، السعدي.
يأتي أبوه، وعبد الله جدّه. بيت علماء فضلاء.
وأحمد هذا أحد قضاة "مصر"، مولده بها سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
روى عن أبيه، عن جدّه، روى عنه أبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي.
وكان بـ "مصر" رجل مكفوف البصر. يقال له: أبو الفضل جعفر الضرير، من أهل العلم، والنحو، واللغة، فقدّمه الحاكم، وخلع عليه، وأقطعه، ولقّبه بـ "عالم العلماء"، ثم سأله عن الناس واحدًا واحدًا، فذكر أبا العبّاس أحمد بن أبي العوام، وغيره، فوقع الاختيار على أبي العبّاس، فقيل للحاكم: ما هو على مذهبك، ولا مذهب من تقدّم من سلفك، غير أنه ثقة، مأمون، مصري، عارف بالقضاء، عارف بالناس، وما في "مصر" من يصلح لهذا الأمر غيره
(1)
.
فأمر الحاكم أن يكتب له سجل، وشرط عليه فيه أنه إذا جلس في مجلس الحكم، يكون معه أربعة من فقهاء الحاكم، كيلا يحكم إلا على المذهب، وقرأ
(2)
عهده على المنبر بالجامع العتيق. وزكاه فيه بأحسن تزكية، وخلع عليه، وحمل على مركب حسن، وجعل له النظر في "القاهرة"، و"مصر"، و"الحرمين"، وسائر الأعمال، ما خلا "فلسطين"، فإن الحاكم
(1)
وفي الجواهر بعد هذا زيادة، "وقام أبو الفضل الضرير من عند الحاكم، وقد أحكم له الأمر".
(2)
في الجواهر "وقرئ".
ولاها أبا طالب المعروف [بابن بنت الزيدي]
(1)
، ولم يجعل لأبي العبّاس عليه نظرًا.
وكان أبو العبّاس يجلّ نفسه عن قضاء "مصر" وأعمالها، غير أن هيبة الحكم الجأتْه إلى ذلك. وكان من عادته أيام ولايته، أن يركب يوم الجمعة مع الحاكم، ويطلع يوم السبت إليه، يعرفه ما يجري من الأحكام، والشهود، والأمناء، وغيرهم، وما يتعلّق بالحكم، ويوم الأحد يجلس في الجامع العتيق، ويوم الثلاثاء يجلس في "القاهرة" في "الجامع الأزهر"، يحكم بين أهلها، ويوم الأربعاء سأل فيه الحاكم أن يجعل له راحة، واشترى دارًا بـ "القرافة"، ينقطع فيها من بكرة يوم الأربعاء إلى المغرب، يتعبّد فيها، ويخلو بمن يريد من الشهود، وغيرهم.
انتهى كلام صاحب "الجواهر" بحروفه، إلا في مواضع يسيرة لا تخل بالمعنى.
وقد ذكر ابن حجر، في كتابه "رفع الإصر" هذا الذي ذكره صاحب "الجواهر" برمّته، لكنّه قال بعد سرد نسبه المذكور: الفقيه الحنبلي، وذكر أن وفاته كانتْ لعشرين ليلة خلتْ من شهر ربيع الأول، سنة ثماني عشرة، يعني وأربعمائة، ثم إنه ذكر بعد ترجمته ترجمة ابن عمه المذكور آنفًا، كما نقلناه
(2)
، فإما أن يكون صاحب
(1)
في الأصول "ابن الزيدي"، وفي الجواهر "بابن بنت الزيدي"، والمثبت في رفع الإصر.
(2)
بعد هذا إلى نهاية البحث جاء في بعض النسخ على هذا النحو، فكأن صاحب الجواهر والله أعلم وهم في ذلك، واشتبه عليه هذا بهذا، ولأجل ذلك لم يذكر لأبي عبد الله ترجمة، ووعد أن يذكر في المستقبل ترجة والد أبي العباس هذا، وترجمة جده، فلم يذكر واحدة منهما. والله أعلم بالصواب.
وقد بالغ ابن حجر في الثناء على أبي العباس، وذكر أنه روى عن أبي جعفر الطحاوي وغيره، وأن له مصنفا حافلا في مناقب أبي حنيفة وأصحابه، وأن
"الجواهر" وهم في ذلك، واشتبه عليه هذا بهذا، واغترّ بما ذكره ابن حجر، من أنه روى عن أبي جعفر، وغيره، وأن له مصنّفًا حافلًا في مناقب أبي حنيفة وأصحابه، وأن القضاعى رواه عنه، وأن السلفي حدّث به، عن الرازي، عن القضاعي، مع أنه لا يلزم من ذلك أن يكون حنفيًا؛ لأن كثيرًا من غير الحنفية صنّفوا في مناقب أبي حنيفة وأصحابه كتبًا كثيرة، وإما أن يكون وقف على ما صحّح عنده أنه كان حنفي المذهب، ويكون قول ابن حجر: إنه حنبلي. غير صحيح، هذا مع أني وقفتُ على نسخة من كتاب "النجوم الزاهرة"، بتلخيص أخبار قضاة "مصر" و"القاهرة" لسبط ابن حجر، والنسخة مصحّحة بخطّه، لخّص فيها "رفع الإصر"، وزاد فيه، ونقص، وذكر أن جدّه مات عنه، وهو في المسوّدة لم تبيض، وأنه هو الذي بيّضه، وحرّره، وانتخب بعد ذلك منه هذه النسخة، وزاد عليه، وقد بخطّه أن ابنى أبي العوام المذكورين حنفيان، والله تعالى أعلم.
* * *
584 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن يعقوب البالسى ابن الجواشني
*.
قاض، له اشتغال في التراجم.
= القضاعي روا عنه، أن السلفي حدّث به عن الرازي عن القضاعي، وكان تصنيفه هذا الكتاب كان هو الحامل لذكر عبد القادر له في طبقات الحنفية، مع أنه لا يلزم من ذلك حنفيا.
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 226.
وترجمته في الطبقات السنية 2: 100، ومذاكرات المؤلف، والتاج 9: 192، وفي الضوء اللامع 2: 216، وفيه:"الجواشني"، مكان:"الحواشى".
أصله من بالسس بين "حلب" و"الرقّة"، ومنشأه ووفاته بـ "دمشق".
ناب في الحكم.
واستقلّ بالقضاء قليلا، وعزل، على أنه كان حسن السيرة.
رأيت من تصنيفه مختصرا في "طبقات النحاة" في الخزانة الخالدية بـ "القدس"، أوله:(وبعد فهذا مختصر يشتمل على طبقات النحويين وأسمائهم ومشايخهم ووفياتهم، مرتّبا على حروف المعجم، من كتاب "وفيات الأعيان" لابن خلكان، وأضفت إليه ما وقع لي من غيره وما سمعته من مشايخي) وهو مجلّد لطيف بقطع الربع، رأيته سنة 1340 هـ (1922 م) ولعلّه ما زال باقيا.
أما نسبة صاحب الترجمة، فكلّ ما في المصادر يدلّ على أن صوابها (الجوشني) إلا الزبيدي، في التاج، فاستدرك أن (الجواشنة) بطن من العرب).
وفي "الطبقات السنية": هو البَالِسيّ الأصل، ثم الدمشقي.
اشتغل في صباه كثيرًا، وصاهر أبا البقاء على ابنته، وأفتى، ودرّس، وناب في الحكم، وولي نظر الأوصياء، ووظائف كثيرة بـ "دمشق"، وكان حسن السيرة.
ثم إنه سعى في القضاء استقلالًا، وباشره قليلًا، وعُزل.
مات في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانمائة. انتهى.
* * *
585 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن يوسف بن الخضر بن
عبد الله بن عبد الرحيم أبو الطيّب، الحلبي، الفقيه *.
مولده بـ "حلب" سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
كتب عنه الدِّمْيَاطي، ودرّس مدّة بـ "حلب"، وسمع من أبي حفص عمر ابن طبرزد، وحدّث.
ومات بـ "حلب"، سنة ثمان وخمسين وستمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
586 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الآقحصاري، ويعرف بالرومي
* *.
من مشايخ "الخلوتية".
من تصانيفه: "حاشية على تفسير أبي السعود"، و"دقائق الحقائق" في التصوّف نظما ونثرا، و"شرح الدر اليتيم" في التجويد، و"الرسالة الدخانية ومجالس الأبرار ومسالك الأخبار" في شرح مائة حديث من "المصابيح".
مات سنة 1043 هـ.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 97.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 246.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 83.
وترجمته في هدية العارفين 1: 157.
587 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الأدرنه وي، الرومى، الشهير بشيخ زاده
*.
من القضاة. له "حاشية على شرح مفتاح العلوم" في المعاني والبيان، ورسالة على مبحث الاستعارة من أوائل الكشّاف.
توفي سنة 1033 هـ.
* * *
588 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الأندلسي
* *.
له "صفة الأيمان"، ألّفها سنة 1047 هـ.
كان حيا 1047 هـ
* * *
589 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد البوني، (أبو العبّاس)
* * *.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 79. وترجمته في إيضاح المكنون 1: 156.
* * راجع: معجم المؤلفين 2:83. وترجمته في فهرست التيمورية 4: 89.
* * * راجع: معجم المؤلفين 2: 87.
وترجمته في مختصر دول الإسلام 1: 133، ومرآة الجنان 2:193.
محدّث، فقيه.
تولى القضاء.
له "مسند"
توفي سنه 280 هـ.
* * *
590 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد التوقادي، الرومي
*.
خطّاط.
من تصانيفه: "عرائس الخط".
توفي سنة 1027 هـ.
* * *
591 - الشيخ العالم الفقيه المفتي أحمد بن محمد الحسني العلوي البهاري، المشهور بأحمد سعيد بن محمد سعيد، كان من كبار الفقهاء الحنفية
* *.
ولد، ونشأ في قرية من أعمال "بهار"، وقرأ العلم على والده، وتفنّن عليه بالفضائل، ودرّس، وأفتى، وصار شيخ الجماعة، فولّاه شاهجهان بن
* راجع: معجم المؤلفين 78:2. وترجمته في هدية العارفين 1: 155.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 77، 78.
جهانكير صاحب "الهند" الإفتاء في المعسكر، فاستقلّ به مدّة طويلة، وكان فرد زمانه في العربية والفقه والأصول ومعرفة المذاهب، وبيته كان مشهورا بالعلم والدين والفقه، كما في "بادشاه نامه".
وفي "مرآة العالم" لبختاور خان أن شاه جهان المذكور بعثه بالسفارة إلى ملك الدولة العثمانية وشرفاء الحرمين الشريفين في آخر أيامه، فذهب إلى "الحجاز"، وتشرّف بالحجّ والزيارة، ورجع إلى "الهند"، فتقرّب إلى عالمكير بن شاهجهان، فمنحه المنصب ألفا وخمسمائة لنفسه، وجعله ديوانا لأخته جهان آرابيغم. انتهى.
* * *
592 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الحسني، الحلبي، المعروف بابن النقيب
*.
ولد سنة 1003 هـ.
فقيه، أديب.
من تصانيفه: "حاشية على الدرر والغرر" في الفقه لمنلا خسرو، وله شعر.
وتوفي سنة 1056 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 93.
وترجمته في أعلام النبلاء 6: 286 - 295، وهدية العارفين 1:160.
593 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الحسني، الحموي، (شهاب الدين)
*.
عالم مشارك في أنواع من العلوم.
درس بـ "القاهرة".
من تصانيفه الكثيرة: "الدر النفيس" في بيان نسب الإمام محمد بن إدريس الشافعي، و"الدر المنظوم" في فضل الروم، و"كشف الرمز عن خبايا الكنز" في الفقه الحنفي، و"درر العبارات وغرر الإشارات" في تحقيق معاني الاستعارات في البلاغة، و"النغمات المسكية في صناعة الفروسية".
توفي سنة 1098 هـ.
* * *
594 - الشيخ الفاضل السيّد الشريف العلامة أحمد بن محمد الحسيني العريضي الكروي
* راجع: معجم المؤلفين 2: 93.
وترجمته في عجائب الآثار 1: 65، وإيضاح المكنون 1: 14، 242، 247، 278، 301، 454، 466، 645، 666، 2: 27، 147، 385، ومعجم المطبوعات 375، وهدية العارفين 1: 164، 165، وفهرست الخديوية 3: 103، 4: 136، 7/ 2: 535، 597، والكشاف 63، 241، وفهرس الأزهرية 1: 300، 2: 211، 243، 303، 6: 200، 211، 463، وفهرس دار الكتب المصرية 2: 196، 197.
محي الدين بن محمد الغوث، كان من ذرّية الشيخ خواجغي العريضي الملتاني ثم الكروي، ويتّصل نسبه بإسماعيل بن جعفر بن محمد بن على الحسيني العلوي *.
أخذ العلم والطريقة عن والده، ولازمه ملازمة طويلة، ولما مات والده تولى الشياخة مكانه، وكان جدّ جدّي من جهة الأم.
له مصنّفات كثيرة في الحقائق والمعارف والحديث وغيرها، منها:"شرح مشارق الأنوار" للصغاني بالفارسيه ومنها: "ثمرة اليقين" في شرح أبيات الشيخ عبد القادر الجيلاني، ومنها:"سيد الأسرار" في الحقائق والمعارف، ومنها:"نهج الرشاد" كذلك، ومنها:"كنه المراد" وكلها بالعربية، وله غير ذلك من الرسائل.
مات لخمس عشرة خلون من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وألف.
* * *
595 - الشيخ العلم الفقيه المفتي أحمد بن محمد الحسيني السنديلوي
* *.
أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول.
ولد، ونشا ببلدة "سنديله"، وقرأ العلم على والده، وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الإفتاء ببلدته، فاشتغل به مدّة من الزمان، كما في "العاشقية".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 41.
* * راجع: نزهة الخواطر 4: 25.
596 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الرومي
*.
فقيه. من تصانيفه: "القول الأصوب في الحكم بالصحة والموجب".
توفي سنة 717 هـ.
* * *
597 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد السَّرَخْسِي، الشجاعي، البَلْخي الإمام، أبو حامد
* *.
مات سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
598 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد، علاء الدين السِّيْرَامِيّ
* * *.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 102.
(ط) كشف الظنون 1362.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 98.
وترجمته في الجوهر المضية برقم 247، وانظر حاشيته، والمترجم شافعي.
انظر: طبقات الشافعية الكبرى 4: 83.
* * * راجع: الطبقات السنية 2: 98، 99. =
اشتغل في بلده، وتفقّه على جماعة، حتى برع في الفقه، والأصول، والمعاني، والبيان.
ودرّس في عدّة بلاد، وقدم "مَارِدِيْن"، فأقام بها مدّة، ثم وصل إلى "حَلَب"، فقطنها، فلمّا أنشأ الظاهرُ بَرْقُوْق مدرسته، بين القصرين، استدعاه، فقدم في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، فاستقرّ شيخ الصوفية بها، ومدرّس الحنفية، وذلك في ثاني عشر شهر رجب، منها، فتكلّم على قوله تعالى:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} ، ثم اقرأ "الهداية"، وغير ذلك من كتب الفقه والأصول.
قال ابن حجر: وكان شيخنا عزّ الدين ابن جماعة يُقَرِّطُه، ويُفْرِطُ في وصفه بالفهم والتحقيق، ويذكر أنه تلقف منه أشياء لم يجدْها مع نفاستها في الكتب.
ولم يزلْ على حالته، موصوفًا بالديانة، والخير، والانجماع، والتواضع، وكثرة الأسَف على نفسه، والاعتراف بتقصيره في حقّ ربّه، إلى أن صار يعتريه الرَّبْوُ، وضيق النفس، فمرض به، إلى أن مات، في ثالث جمادى الأولى، سنة خمس وتسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
= وترجمته في الدرر الكامنة 1: 328، 329، وذكره ابن تغرى بردى في النجوم الزاهرة 12: 101، في عداد الفقراء الذين أوصى السلطان برقوق من أنص الجاركسي، بأن يدفن في لحد تحت أرجلهم، وانظر: حسن المحاضرة 1: 547، 548.
599 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الصابوني
*.
(نور الدين أبو بكر).
متكلّم.
من تصانيفه: "الهداية" في علم الكلام، ثم اختصره في كتاب سماه "البداية".
توفي سنة 508 هـ.
* * *
600 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد، سري الدين العُلُفي
* *.
متطبّب، يماني.
له "كفاية الأريب عن مشاورة الطبيب" في شستربتي (4338)، أهداه إلى مولى رومي، يدعى (برويز).
توفي بعد 987 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 111.
وترجمته في كشف الظنون 2040.
* * راجع: الأعلام للزركلي 1: 234.
وترجمته في كشف 1496، وهدية 1: 148، وهو في 2:1028.
601 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد العمري
*.
فقيه.
من مؤلّفاته: "شرح مجمع البحرين" و"ملتقى النهرين" في فروع الفقه الحنفى لابن الساعاتي البغدادي، وسمّاه "تشنيف المسمع على المجمع"، فرغ منه سنة 967 هـ بـ "دمياط"، وهو قاض بها.
كان حيا 967 هـ.
* * *
602 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الغمراوي
* *.
فقيه. له "الدرة اللطيفة" في مذهب الإمام أبي حنيفة، فرغ منها سنة 1270 هـ.
كان حيا 1270 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 141.
ترجمته في كشف الظنون 1061.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 143.
هدية العارفين 1: 187، وفهرست الخديوية 3: 46، وإيضاح المكنون 1:460.
603 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد اللّارِزِيّ صاحب "الخلاصة" في الفرائض
*.
تفقّه عليه عبد الجبّار بن أحمد، مفتي "مَازَنْدَرَان".
* * *
604 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد اللبابيدي، الدمشقي
* *.
صنّف في الفرائض، والأدب، واللغة، وشرح "المجلّة" في مجلّدين.
توفي سنة 1325 هـ.
* * *
605 - العالم الأمجد المولى أحمد بن محمد المشتهر بنشانجي زاده
* * *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 98.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 249، وكشف الظنون 1:720.
ونسبته في أصول الجواهر: "الأزري"، وفي أصول الطبقات السنية وكشف الظنون:"الأزدي"، وقد ذكره عبد القادر في الأنساب، في "اللارزي"، وضبطة بالعبارة.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 146.
وترجمته في منتخبات التواريخ 2: 706، وتراجم أعيان دمشق 115.
* * * راجع: العقد المنظوم ص 491.
كان أبوه موقعا في الديوان العالي في دولة السلطان سليمان مشتهرا بابن رمضان، وهو الذي كتب مختصرا لطيفا في أسلوب ظريف، يشتمل على حوادث الأيام وتواريخ الأنام، من بدء الدنيا إلى أواخر الدولة المزبورة.
وقد ولد المرحوم بمدينة "قسطنطينية" سنة بياض بالأصل، فلمّا نشأ، ودبّ وحصل طرفا من العلم والأدب قرأ على الشيخ المبرز في ميدان الفادة المولى المعروف بشيخ زاده، شارح "تفسير البيضاوي"، وعلى العالم الأمجد المولى المشتهر بعبد الكريم زاده، وعلى صاحب التحقيق والتمييز المولى عبد الله المعروف ببرويز، وصار ملازما من المولى سنان المارّ ذكره الآن، ثم درّس أولا بمدرسة الحاجي حسن بثلاثين، ثم مدرسة إبراهيم باشا بأربعين، كلتاهما بـ "قسطنطينية"، ثم مدرسة قاسم باشا بخمسين، ثم نقل إلى المدرسة المعروفة بخانقاه، ثم إلى المدرسة الخاصكية، ثم اتفق أن مات عدّة نفر من أولاده، فعرض له ما عرض من النفرة عن تصاريف الدنيا، فترك التدريس، واختار الانزواء.
وبعد برهة من الزمان رجع عما عليه، وصار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ثم قلّد قضاء "مكة" شرّفها الله، ثم عزل، ثم قلّد قضاء "مصر"، "القاهرة"، ثم عزل، ثم قلّد قضاء "المدينة المنوّرة"، وقبل أن يتوجّه إليها رفع بيد بعض حواشيه، مكتوبا إلى السلطان، فتغيّر عليه خاطر السلطان العظيم الشان، فعزله، وأمر له بالخروج عن البلدة، فخرج متوجّها إلى الحجّ، فلمّا حجّ وعاد، مات بقرب "دمشق"، فأتي به إليها، ودفن فيه سنة ستّ وثمانين وتسعمائة.
كان رحمه الله من جملة من تبحّر من عيون الفنون، وتمهّر في علم المفروض والمسنون، وشارك الفحول في علم الفروع والأصول، طويل الباع في العلوم العربية، كثير الاطلاع في الحديث والتفسير والفنون الأدبية، مع جراءة الجنان وطلاقة اللسان، والمحاورات مع الأقران.
وكان رحمه الله مائلا إلى الصلاح، ومتصلا بأرباب الزهد والفلاح، مكبّا على الاشتغال، مجانبا عن القيل والقال، بدأ بإعراب القرآن المبين، مقتفيا لأثر السفاقسي والسمين، وصل به إلى سورة الأعراف، وشرح الحرز المنسوب إلى الإمام الغالب على بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، الذى أوله اللّهم يا مَنْ ولع لسان الصبح، وعلّق حواشي على مواضع من "تفسير البيضاوي"، و"الهداية"، وشرحا لـ "المواقف"، و"المفتاح"، وله رسائل بقيتْ أكثرها في المسوّدة.
وكان له يد في الشعر والإنشاء والتحرير والإملاء، وله هذا الكلام في التحنّن إلى "الشَّام"، نسيم الصبح أن سافرتَ شاما، فبلِّغْ أرضَها مني السَّلاما، يحنّ القلب مذ فارقتُ عنها.
وكان الطيب قد وصل المشاما، لعلّ الله يلطف لي بفضل، ويسر دورة ذاك المقاما، ومن الظرائف ما قال فى مدح الطائف، ولطائف تحوي لطائف جمّة من غرف ماء مع لطيف هواء أرض، تساوي روضة، بمحاسن ماء يحاكي كوثرا بصفاء، ونسيمها بلطافة يحيى النسيم، وفواكه متجاوز الأحصاء، وله بفضل الله أني لا أبالي، وإن كان العدوّ رمى بجهله، وليس يضرّنا الحسّاد شيئا، فسوء المكر ملتحق بأهله.
* * *
606 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد، موفّق الدين القرشي العدوي الخوارزمي، أبو المؤيّد الشهير بابن المكّي
*.
مؤرّخ من علماء الحنفية من أهل "خوارزم"، وكان خطيبها. أخذ العربية عن الزمخشري.
وأخذ عنه جماعة، منهم: المطرزي صاحب "المغرب"، واشتهر بالموفّق، وموفّق الدين، حتى غلب على اسمه.
مات بـ "خوارزم".
له "مناقب الإمام أبي حنيفة" مجلّدان، رأيتُ الأول منهما في "مغنيسا"(الرقم 1341)، وفي نهايته أنه يتلوه المجلّد الثاني، وقد فرغ من نسخه محمود بن عبد الرحمن بن عبد الله القصروي بـ "بغداد" سنة 635.
توفي سنة 568 هـ.
قال اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية": ذكره السيوطي في "بغية الوعاة في طبقات النحاة" فيمن اسمه الموفق، وقال الموفق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق بن المويّد المعروف بخطيب "خوارزم". قال الصغدي كان متمكنا في العربية، غزير العلم، فقيها، فاضلا، أديبا، شاعرا. قرأ على الزمخشري، وله خطب وشعر، وقرأ عليه ناصر المطرزي، ولد في حدود سنة 484، ومات سنة 568.
* * *
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 215.
والفوائد البهية 41، والعقد الثمين 7: 310، وبغية الوعاة 401، والجواهر 2: 188، وكشف الظنون 1837، وهو في أكثر هذه المصادر "الإمام موفّق الدين ابن أحمد المكي الخوارزمي".
607 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد القسطموني الرومي، ابن الأعرج، أو أعرج زاده
*.
فقيه حنفي من أهل "قسطمونة"(بتركيا)، تعلّم بـ "إستانبول"، وتولّى التدريس في جامع شهرزاده (1117).
له "جامع الشروح" بخطّه، في مكتبة (لا له لي) في "شرح ملتقى الأبحر"، فقه، و"مجالس" في الوعظ.
توفي سنة 1120 هـ.
* * *
608 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد السلامي، الدمشقي، المعروف بابن الأغريبوزي
* *.
نحوي، لغوي.
توفي بـ "دمشق" سنة 1126 هـ.
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 240.
وانظر: عثمانلي مؤلفلري 1: 234، وهدية 1:168.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 108.
ترجمته في سلك الدرر 1: 183 - 186، وهدية العارفين 1: 169، وإيضاح المكنون 1:277.
من تصانيفه: "تذكرة المنتهي"، و "إفادة المبتدي" في شرح "تحفة الشاهدي" في اللغة.
* * *
609 - الشيخ العالم الكبير العلامة أحمد بن محمد الكيلاني القاضي نظام الدين الجونبوري، كان من كبار الفقهاء الحنفية
*.
قدم أحد أسلافه من العرب، وسكن بـ "كُجْرَات"، وولد بها القاضي نظام الدين، ونشأ، وقرأ العلم على أساتذة عصره، فبرز في الفقه والأصول، وصار من أكابر العلماء، ثم قدم "جونبور"، فولّاه إبراهيم الشرقي صاحب "جونبور" القضاء، وخصّه بأنظار العناية والقبول.
له مصنّفات عديدة، أشهرها:"الفتاوى الإبراهيم شاهية في فتاوى الحنفية".
قال الفاضل الجلبي في "كشف الظنون": هو كتاب كبير من أفخر الكتب كـ "قاضي خان"، جمعه من مائة وستين كتابا للسلطان إبراهيم شاه، أوله: الحمد الله الذى رفع منارَ العلم، وأعلى مقدارَه. انتهى.
مات سنة أربع وسبعين. وقيل: خمس وسبعين وثمانية مائة، وقبره في "جاجك بور" من أعمال "جونبور". كما في "تجلّي نور".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 3: 17.
610 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد، شهاب الدين المتيني
*.
قال الخزرجي: كان فقيهًا، جوادًا، على مذهب الإمام أبى حنيفة، عارفًا بالنحو، والفرائض، وقراءة القرآن للسبعة القراء، وكان ديّنًا، خيّرًا، حسن السيرة.
أخذ الفقه عن الفقيه أبي زيد، وكذا الفرائض عنه أيضًا.
وكان مدرّسًا في "مدرسة ابن الجلاد"، وناظرًا، إلى أن توفي في سنة تسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
611 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد المغنيساوي، الرومي
* *.
مقرئ.
من تصانيفه: "إظهار المعاني في شرح حرز الأماني".
توفي في حدود 1090 هـ.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 100، 101.
وترجمته في العقود اللؤلؤية 2: 199، 200.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 159.
وترجمته في هدية العارفين 1: 162.
612 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الهندي، المعروف بكيسو دراز
*.
صوفي من الأمراء.
من أولاد الشيخ يوسف الحسني الدهلوي، ومن الذين أجازه الشيخ نصير الدين جراغ الدهلوي، رحمهما الله تعالى.
من تصانيفه: "المشاهدات في التصوّف"، و"جوامع الكلم في شرح أسماء الله الحسني" باللغة الفارسية، وترجمه في الأردية الشيخ إقبال الدين أحمد.
توفي سنة 1085 هـ.
* * *
613 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد القازآبادي، المحقّق المشهور
* *.
قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى: وله مؤلّفات معروفة، أخذ العلم عن محمد التفسيري رحمه الله تعالى.
توفي سنة 1163 هـ، رحمه الله.
* * *
* راجع: هدية العارفين 1: 160.
وترجمته في أخبار الأخيار ص 192 - 198.
* * راجع: التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز ص 37 - 38.
614 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد مكّي، أبو العبّاس، شهاب الدين الحسيني الحَمَوي
*.
مدرّس، من علماء الحنفية.
حموي الأصل، مصري.
كان مدرّسا بـ "المدرسة السليمانية" بـ "القاهرة".
وتولّى إفتاء الحنفية، وصنّف كتبا كثيرة، منها:"غمز عيون البصائر في شرح الأشباه والنظائر" لابن نُجيم، و"نفحات القرب والاتصال"، و"الدر النفيس" في مناقب الشافعي، بدار الكتب (5: 178)، و "كشف الرمز عن خبايا الكنز"، فقه أربعة أجزاء في الزيتونة (4: 210)، و"نثر الدر الثمين على شرح ملا مسكين" في الصادقية، و"تذييل وتكميل لشرح البيقونية" في الأزهرية (1: 326)، و"تلقيح الفكر" شرح لها أيضا في الأزهرية (1: 329) و"الدر الفريد في بيان حكم التقليد" في الأزهرية (2: 137)، و"شرح منظومة لابن الشحنة في التوحيد" في الأزهرية (3: 236)، و"النفحات المسكية في صناعه الفروسية" في الأزهرية (6: 463)، و (درر العبارات" بدار الكتب (2: 196)، و"ذيل درر العبارات" بها (2: 197)، و"فضائل سلاطين آل عثمان" في الأزهرية، و"سمط
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 239.
الجبرتي 1: 167 ووهم من نقل عنه وفاته سنة 1242، ومعجم المطبوعات 375، وهدية 1: 164، وجامعة الرياض 1: 12 و 5: 46 و 6: 109، والمصادر الواردة في خلال الترجمة.
الفوائد وعقال المسائل الشوارد" بخطّه في الرياض، ودار الكتب (1: 438)، و"الفتاوى" بدار الكتب (1: 447)، و"رسالة في عصمة الأنبياء" بالأزهرية (3: 206).
توفي سنة 1098 هـ.
* * *
615 - الشيخ الفاضل الفقيه أحمد بن محمد ريدار علي الأنوري (لعلّه الألوري) القادري، أبو البركات
*.
ولد بمحلة "نواب بوره"، ألور "الهند" سنة 1313 هـ. وفيها نشأ، وتعلّم العلوم الشرعية، في مدرسة قوة الإسلام، التي أسّسها والده، ثم التحق بمدرسة أهل السنّة "مراد آباد" التي عرفت فيما بعد باسم المدرسة النعيمية نسبة إلى شيخ الحديث والتفسير فيها محمد نعيم الدين المراد آبادي، فقرأ الصحاح الستّة وغيرها، ومنح شهادة في القرآن والحديث والفقه والطريقة القادرية من الشيخ أحمد رضا القادري.
ارتحل إلى "لاهور"، وعمل مدرّسا في المسجد الجامع وزير خان، وأمّه طلبة العلم من كلّ صوب، فقد كان ضليعا في العلوم الإسلامية، ذا صبر على تخريج الطلبة، ومن تلامذته علماء كثيرون، وكان يفتي على المذهب الحنفي. وفي "لاهور" أسّس والده مدرسة إسلامية باسم دار العلوم
* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 3: 134، 135، وموسوعة الحضارة الإسلامية 1:346.
أنجمن حزب الأحناف عام 1354 هـ، وأصبح هو رئيسا لها بعد وفاة والده، ومحاضرا في الحديث والتفسير والفقه والكلام.
كان شديد الغيرة على الإسلام وعلى مذهب أهل السنّة والجماعة، وصرف جهودا في الدعوة والإصلاح، وشارك في حركة استقلال "باكستان"، وفي حركة ختم النبوة (ضدّ القاديانية)، وكان صلبا في دينه، يجمع إلى ذلك التواضع والزهد والحلم. وعلى الرغم من أشغاله ترك عددا من المؤلّفات، منها:"دبوس المقلّدين"، و"مناظرة تلون"، و"الفتح المبين"، و "ضياء القناديل"، و"مجموعة الفتاوى".
توفي سنة 1398 هـ.
* * *
616 - الشيخ الفاضل أحْمَد بن مُحَمَّد سعيد بن مُحَمَّد أمين المدني، الشهير نسبهم بسفر، الْمُحدّث
*.
ولد سنة 1138 هـ.
وَتوفي فِي حَيَاة وَالِده سنة 1190 تسعين وَمِائَة وألف.
صنّف "فيض الْجواد بعلوّ الإسناد" ثَبت فِي مُجَلّد لطيف، فِي شرح "آدَاب طاشكبري زَاده"، و"نِهايَة الْمقَال فِي مبَاحث الْجمال".
* * *
* راجع: هدية العارفين 1: 179.
617 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد سليمان الصعلوكي، النيسابوري، الحنفي نسبا، الشافعي مذهبا (أبو الطيّب)
*.
فقيه، لغوي، محدّث.
توفي بـ "نيسابور" لسبع بقين من رجب.
درّس الفقه، وصنّف في الحديث.
توفي سنة 337 هـ.
* * *
618 - الشيخ الفاضل نور الدين أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الأحمد آبادى الْهِنْدِيّ
* *.
ولد سنة 1064، وَتوفى سنة 1155 خمس وَخمسين وَمِائَة وألف.
لَهُ من التصانيف "التَّفْسِير الربّانى" على سُورَة الْبَقَرَة، و"تَفْسِير الْقُرْآن" مُخْتَصر، و"التَّفْسِير النوراني لسبع المثاني"، و"حَاشِيَة على أوائل أنوار التَّنْزِيل" للبيضاوي، و"حَاشِيَة على التَّلْوِيح"، و"حَاشِيَة على شرح الشمسية"، و"حَاشِيَة على شرح الجامى للكافية"، و"حَاشِيَة على شرح
* راجع: معجم المؤلفين 108:2.
وترجمته في مناقب الشافعي وطبقات أصحابه من تاريخ الذهبي 68/ 1، وطبقات الشافعية 2: 98، وإنباء الرواة 1:105.
* * راجع: هدية العارفين 1: 173.
العقائد العضدية"، و"الحَاشِيَة القويمة على الحَاشِيَة الْقَدِيمَةِ فِي العقائد"، و"حَاشِيَة على شرح الْمطَالع"، و"حَاشِيَة على المنهل"، و"حَاشِيَة على شرح المواقف فِي الْكَلام"، و"حَاشِيَة على شرح الْوِقَايَة فِي الْفُرُوع"، "حل المعاقد لحاشية شرح الْمَقَاصِد"، و"شرح تَهْذِيب الْمنطق وَالْكَلام"، و"الطَّرِيق الأمم فِي شرح فصوص الحكم للشَّيْخ الأكبر"، و"الْمعوّل فِي حَاشِيَة المطوّل"، وَغير ذَلِك.
* * *
آخر الجزء الثالث
ويليه الجزء الرابع، وأوله:
أحمد بن محمود بن أحمد
والحمد لله حق حمده
الكتب ومؤلفوها
(حرف الألف)
آثار الصناديد: سيّد أحمد خان الدهلوي
آكام المرْجان في أحكام الجان: محمد بن عبد الله أبو عبد الله الشبلي
أرجوزة في علوم الحديث: أحمد بن محمد الفرغاني
آئين أكبري: أبي الفضل بن المبارك الناكوري
أبجد العلوم: النواب صديق حسن البوفالي
إتحاف البشر في أعيان القرن الثالث عشر: أحمد بن عثمان المكّي
إتحاف الرواة بمسلسل القضاة: الإمام أحمد بن محمد الشلبي
الإحكام: الإمام الآمدي
أحكام القرآن: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
أحكام القرآن: الإمام أحمد بن علي أبو بكر الرازي
إحياء العلوم: الإمام أبو حامد الغزالي
أخبار أبي حنيفة وأصحابه: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
أخبار الأخيار: الإمام الشيخ عبد الحق الدهلوي
اختلاف العلماء: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
الأدب المفرد: الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
أدكار القرآن: أحمد بن محمد بن المظفّر الرازي
الأربعين: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
الإرشاد: الإمام أبو يعلى الخليلي
الإرشاد في النحو: أحمد بن عمر الدولت آبادي
إرشاد الأخوان إلى الفرق بين القدم بالذات والقدم بالزمان: أحمد الغُنَيْمِي إرشاد الطلاب إلى لفظ لباب الإعراب: أحمد بن محمد بن علي الغُنَيْمِي إرشاد المستفيد إلى بيان وتحرير الأسانيد: الإمام أحمد بن محمد الطهطاوي إزالة الخفاء: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
استعمال الأعضاء: الإمام أحمد بن محمد بن علي الحموي
أصول السرخسي: شمس الأئمّة السرخسي
أصول فخر الإسلام: الإمام فخر الإسلام البزدوي
إضاءة الدراري في شرح صحيح البخاري: الإمام أحمد بن الطرابلسي
الأطراف: الإمام المزّي
أطيب النغم في مدح سيد العرب والعجم: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
إظهار المعاني في شرح حرز الأماني: أحمد بن محمد المغنيساوي
الإعلام بفضائل الشام: الإمام أحمد بن الطرابلسي
إفادة المبتدي: أحمد بن محمد السلامي الدمشقي
الإكمال: الإمام القاضي عياض
ألطاف القدس: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
ألطاف القدس في لطائف النفس: الإمام أحمد ولي الله الدهلوى
ألفية ابن معطي: الإمام ابن معطي
إمتاع الأسماع: الإمام أحمد بن علي المصرى ابن المقريزي
إمداد الفتاوى: حكيم الأمة التهانوي
الأمم: فهرس الشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي المدني
إنباء الغمر: الحافظ ابن حجر العسقلاني
الانتباه في سلاسل أولياء الله: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
الأنساب: الإمام السمعاني
إنسان العين في مشايخ الحرمين: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
أنفاس العارفين: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
أنوار العاشقين: أحمد بن الكاتب أخو الشيخ
(حرف الباء)
البحر المواج: أحمد بن عمر الدولت آبادي
البداية والنهاية: الإمام ابن كثير
بداية المبتدي: الإمام على بن أبي بكر بن عبد الجليل المرْغيناني
البدور البازغة: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
بذل الحبا في فضل آل العبّاس: أحمد بن محمد بن المظفّر الرازي
بغية الوعاة في طبقات النحاة: الإمام جلال الدين السيوطي
البناية شرح الهداية: الإمام بدر الدين العيني
بهجة الأنوار على الدر المختار من بديع الاستغفار: أحمد الصَّفدي
بهجة الناظرين في محاسن أمّ البراهين: أحمد بن محمد بن علي الغُنَيْمِي
البيان عن الفصل في الأشربة: الإمام أبو بكر عبد الرحمن السَّرَخْسِي
البيان: محمَّد بن رسول بن يونس الموقاني
بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
(حرف التاء)
تاج التراجم: الإمام قاسم بن قطلوبغا
التاريخ: الإمام ابن عساكر
تاريخ أربل: الإمام أبو البركات المستوفي
تاريخ بجنور: سيّد أحمد خان الدهلوي
تاريخ بغداد: الإمام أبو بكر البغدادي
تاريخ جرجان: الإمام السهمي
تاريخ حلب: الإمام ابن العديم
تاريخ زبيد: الإمام الخزرجي
تاريخ سمرقند: الحافظ الإدريسي
تاريخ العلماء المصريين: أبو سعيد بن يونس
التاريخ الكبير: الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
تاريخ كبير: أحمد بن عبد الحليم الرومي الشهير بحليمي زاده
تاريخ كُجْرات: عبدُ الله محمد بن عمر الآصفي الكُجْراتي
تاريخ النحاة: القِفْطِي
تاريخ المدينة: الإمام ابن النجّار
تاريخ مصر: الشيخ قطب الدين
تاريخ نيسابور: الإمام الحافظ الحكم أبو عبد الله
تبيين الكلام: سيّد أحمد خان الدهلوي
التجريد في الفروع: الإمام القدوري
تجريد الفوائد الرقائق في شرح كنز الدقائق: الإمام أحمد بن محمد الشلبي
تحفة الأدب شرح نفحة العرب: محمد حنيف الكنكوهي
تحفة الناسك في بيان المناسك: أحمد بن عمر بن أحمد الإستانبولي
تحفة المجالس: أحمد بن عبد الله الكهتوي السركهيجي
تخميس همزية أمّ القرى: أحمد بن عيسى المرشدي المكّي
التذكرة: الإمام أحمد بن عبد القادر القيسي
تذكرة المنتهي: أحمد بن محمد السلامي الدمشقي
تذييل وتكميل لشرح البيقونية: أحمد بن محمد مكّي أبو العبّاس الحَمَوي
ترتيب اللآلي في سلك الأمالي: الإمام أحمد بن عبد الرحيم الدمشقي
ترجمة القُدُوري بالفارسية: المفتي غلام محي الدين الوزير آبادي الأفغاني
الترجيح على التلويح: أحمد بن عبد الله بن برهان الدين السيواسي
الترجيح والتصحيح على القُدُوري: أبو سعيد غلام مصطفى السندي القاسمي
تخريج أحاديث الاختيار: أبو سعيد غلام مصطفى السندي القاسمي
تخريج أحاديث البزدوي: أبو سعيد غلام مصطفى السندي القاسمي
تخريج أحاديث شرح القدوري: أبو سعيد غلام مصطفى السندي القاسمي
التسهيل الضروري لمسائل القدوري: عاشق إلهي البَرْنِي
التشريحات شرح المرقاة: المفتي إبراهيم البنغلاديشي
تشنيف المسمع على المجمع: أحمد بن محمد العمري
التعريف بالأنساب: أحمد بن محمد أبو الحسن الأشعري اليمنى
التعليقة على المحصول للفخر الرازي: الإمام أحمد بن عثمان المارديني
التعليقة على المنتخب: الإمام أحمد بن عثمان المارديني
التفاحة في المساحة: أحمد بن محمد أبو الحسن الأشعري اليمني
التفريد مختصر تجريد القُدُوري: محمود بن أحمد بن مسعود القُونَوِي
التَّفْسِير الربّاني: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
تَفْسِير الْقُرْآن: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
التَّفْسِير النوراني لسبع المثاني: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
التفهيمات الإلهية: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
تكملة التجريد: الإمام عبد الرحمن بن محمد السرخسي
تكملة تجريد القدوري: الإمام أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السَّرَخْسِي
التقريب في الفروع: الإمام القدوري
التقريب الثاني: الإمام القدوري
التقريب لحلّ شرح التهذيب: المفتي إبراهيم البنغلاديشي
التلخيص الحبير: الإمام ابن حجر العسقلاني
تلقيح الفكر: أحمد بن محمد مكّي أبو العبّاس الحَمَوي
التمهيد: الإمام ابن عبد البر المالكي
التنبيه والإيقاظ لما في ذيول تذكرة الحفّاظ: الإمام أحمد الطهطاوي
تنبيه الغافلين: الإمام أبو الليث السمرقندي
تنقيح الضروري على مختصر القُدُوري: محمد نظام الدين الكِيْرانوي
تنقيح العقول في فروق المنقول: أحمد بن عبد الله بن إبراهيم المحبوبي
تنقيح العقول في فروق المنقول: الإمام أحمد بن عبيد الله المحبوبي البخاري
تنوير البصائر بأنوار التنزيل: أحمد بن محمد بن إسحاق القازآبادي
التوضيح الضروري لحلّ مسائل مختصر القدوري: المفتي إبراهيم البنغلاديشي
التوضيح والتبيان: الإمام أحمد بن محمد بن علي الحموي
توقير السرائر بأسرار التأويل: أحمد بن محمد بن إسحاق القازآبادي
تهذيب الأخلاق: سيّد أحمد خان الدهلوي
تهذيب الكمال: الإمام المزّي
تأسيس القواعد في عِصْمَة الأنبياء: محمد بن محمد شمس الأئمة الكَرْدَرِي
تأنيبَ الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة الأكاذيب: الإمام زاهد الكوثري
تأويل الأحاديث: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
(حرف الثاء)
ثقات الرجال: أبو سعيد غلام مصطفى السندي القاسمي
ثمرة اليقين: أحمد بن محمد الحسيني العريضي الكروي
(حرف الجيم)
جامع الأصول: الإمام ابن الأثير الجزري الطبري
جامع بيان العلم وفضله: الإمام ابن عبد البر
جامع الترمذي: الإمام أبو عيسى الترمذي
الجامع الصغير: الإمام محمد بن الحسن الشيباني
الجامع الكبير: الإمام محمد بن الحسن الشيباني
الجامع الكبير المنظوم: أحمد بن أبي المؤيّد المحمودي النسفي
الجامع الوجيز (الفتاوى البزّازية): الإمام محمد بن محمد بن شهاب الكَرْدَري
الجمع المتناه في أخبار اللغويين والنحاة: أحمد بن عبد القادر القيسي
الجواهر المضية: الإمام الحافظ عبد القادر القرشي
(حرف الحاء)
حاشية على إثبات الواجب: أحمد بن محمد بن إسحاق القازآبادي
حاشية على الاستعارات: الإمام عمر بن عبد الجليل البغدادي القادري
حَاشِيَة على أوائل أنوار التَّنْزِيل: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
حاشية على تفسير أبي السعود: أحمد بن محمد الآقحصاري
حاشية على التلويح: أحمد بن عبد الله الفريمي
حَاشِيَة على التَّلْوِيح: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
حاشية على الدرر: أحمد بن عمر بن أحمد الإستانبولي
حاشية على الدر المختار: الإمام أحمد بن محمد الدوقاطي الطَّهْطَاوي
حَاشِيَة على شرح الجامى للكافية: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
حاشية على شرح عصام للسمرقندية: أحمد بن عمر الإسقاطي
حَاشِيَة على شرح الشمسية: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
حاشية على شرح العقائد: أحمد بن عبد الله الفريمي
حَاشِيَة على شرح العقائد العضدية: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
حاشية على شرح العقائد النسفيّة: أحمد بن محمد المعروف بابن خَضِر
حاشية على شرح القاضي للجزرية: أحمد بن عمر الإسقاطي أبو السعود
حاشية على شرح اللب: أحمد بن عبد الله الفريمي
حَاشِيَة على شرح الْمطَالع: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
حاشية على شرح مفتاح العلوم: أحمد بن محمد الأدرنه وي
حَاشِيَة على شرح المواقف فِي الْكَلام: أحْمَد بن الشَّيْخ الْهِنْدِيّ
حَاشِيَة على شرح الْوِقَايَة فِي الْفُرُوع: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
حاشية على الفوائد الفنارية على إيساغوجي: أحمد المعروف بابن خَضِر
حاشية على القُدُوري: أبو سعيد غلام مصطفى السندي القاسمي
حاشية على مراقي الفلاح: أحمد بن محمد الدوقاطي الطَّهْطَاوي
حَاشِيَة على المنهل: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
حاشية الأصول وغاشية الفصول: الإمام أحمد بن محمد القازآبادي
حاشية البيضاوي: محمد بن شاه ابن الحاج حسن الرومي
حاشية ديوان المتنبّي: العلامة إعزاز علي بن محمد مزاج الأمروهوي
حاشية كنز الدقائق: العلامة إعزاز علي بن محمد مزاج الأمروهوي
حاشية القُدُوري: العلامة إعزاز علي بن محمد مزاج الأمروهوي
الْحَاشِيَة القويمة على الْحَاشِيَة الْقَدِيمَة فِي العقائد: أحْمَد صَالح الْهِنْدِيّ
حاشية مختصر القُدُوري: حسن بن نوح بن محمود الحسيني البلغرامي
حاشية مفيد الطالبين: العلامة إعزاز علي بن محمد مزاج الأمروهوي
حاشية نور الإيضاح: العلامة إعزاز علي بن محمد مزاج الأمروهوي
حادي العبير في علم التعبير: أحمد بن محمد الحاضري الحلبي
الحاوي في سيرة الإمام أبي جعفر الطحاوي: الإمام الكوثري
الحاوي في تخريج أحاديث الطحاوي: الإمام الحافظ عبد القادر القرشي
الحاوي القدسي: أحمد بن محمد بن نوح القابسي
الحاوي القدسي: أحمد بن محمد بن نوح القابسي
حانة العشَّاق وريحانة الأشواق: أحمد بن عمر بن عثمان الحَمَوي
حجّة الله البالغة: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
حجج القرآن: الإمام أحمد بن بدر الدين الرازي
حجج القرآن لجميع الملل والأديان: أحمد بن محمد بن المظفّر الرازي
الحُجَج الشافية والدلائل الكافية: محمد بن مكرّم بن سفيان الكِرْماني
حزب البحر: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
حسن العقيدة: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
حسن المحاضرة: الإمام جلال الدين السيوطي
حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة: الإمام جلال الدين السيوطي
الحطّة بذكر الصحاح الستة: النواب صديق حسن البوفالي
حلّ الضروري شرح مختصر القُدُوري: عبد الحميد بن عبد الحليم اللكنوي
حلّ المشكلات في القراآت: أحمد بن عمر الأسقاطي أبو السعود
حل المعاقد لحاشية شرح الْمَقَاصِد: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
(حرف الخاء)
خزانة الفتاوى: أحمد بن محمد بن أبي بكر الحنفي
الخطبات الأحمدية: سيّد أحمد خان الدهلوي
خلق الأفعال: أحمد بن عبد الله الرومي الحنفي الشهير بشوقي
خلاصة الدلائل وتنقيح المسائل: الإمام علي بن أحمد بن مكّي الرازي
خلاصة النهاية: محمود بن أحمد بن مسعود القُونَوِي
الخير الكثير: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
(حرف الدال)
الدرر: الإمام ابن حجر العسقلاني
الدر الثمين في مبشّرات النى الأمين: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
الدر الفريد في بيان حكم التقليد: أحمد مكّي أبو العبّاس الحَمَوي
الدر اللقيط من البحر المحيط: الإمام أحمد بن عبد القادر القيسي
الدر المختار: الإمام علاء الدين الحصكفي
الدر المنضود في الردّ على فيلسوف اليهود: أحمد بن على بن تغلب المعروف بابن الساعاتي
الدر المنظوم: الإمام أحمد بن محمد الحسني الحموي
درّ المهتدي وذُخْر المقتدي: أبو بكر بن علي الهاملي سراج الدين
الدر النفيس: الإمام أحمد بن محمد الحسني الحموي
الدرة اللطيفة: أحمد بن محمد الغمراوي
الدرر والغرر: الإمام المولى خسرو
درر العبارات: أحمد بن محمد مكّي أبو العبّاس الحَمَوي
الدرر الفرائد على شرح الآجرومية: الإمام أحمد بن محمد الشلبي
دقائق الحقائق: أحمد بن محمد الآقحصاري
ديوان الشعر العربي: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
ديوان الشعر: الإمام أحمد بن الطرابلسي
دبوس المقلّدين: أحمد بن محمد ريدار علي الأنوري
(حرف الذال)
ذخيرة الملوك في علم السلوك: الإمام أحمد بن بدر الدين الرازي
ذيل درر العبارات: أحمد بن محمد مكّي أبو العبّاس الحَمَوي
(حرف الراء)
رجال شرح معاني الآثار: أبو سعيد غلام مصطفى السندي القاسمي
الرحلة الرومية: أحمد بن محمد بن تميم التميمي الداري
الردّ والانتصار لأبي حنيفة إمام فقهاء الأمصار: محمد بن محمد الكَرْدَرِي
رسالة في الأشراف الكيلانيين: أحمد بن علي الهندي الرامبوري
رسالة في عصمة الأنبياء: أحمد بن محمد مكّي أبو العبّاس الحَمَوي
رسالة في المسح على الخفين: أحمد بن محمد الدوقاطي الطَّهْطَاوي
الرسالة: الإمام محمد بن إدريس الشافعي
الرسالة الدخانية ومجالس الأبرار ومسالك الأخبار: أحمد الآقحصاري
روضة اختلاف العلماء: أحمد بن محمد بن محمود الغرنوي
روضة المتكلّمين: أحمد بن محمد بن محمود الغرنوي
روضات الجنّات في أصول الاعتقادات: حسين بن عبد الله الآقحصاري
ريحانة الألبّا وزهرة الحياة الدنيا: أحمد بن محمد الخَفَاجي المصري
(حرف الزاي)
زاد الفقهاء: الإمام محمد بن أحمد بن يوسف الإسبيجابي
الزبدة شرح العمدة: محمود بن أحمد بن مسعود القُونَوِي
زبدة الدراية في شرح الهداية: عبد الرحيم بن علي الآمدي القاضي
زلّة القرّاء: محمد بن مكرّم بن سفيان الكِرْماني
الزهراوين: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
(حرف السين)
السراج الوهّاج الموضِح لكلّ طالب محتاج: أبو بكر بن علي بن اليمني
سرور المحزون: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
السطعات: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
سلسلة العلماء: أحمد بن عبد الحليم الرومي الشهير بحليمي زاده
السلوك في معرفة دول الملوك: الإمام أحمد بن علي المصري ابن المقريزي
سمط الثريا في معاني غريب الحديث: الإمام إسماعيل بن الحسين البَيْهَقِي
سمط الفوائد وعقال المسائل الشوارد: أحمد مكّي أبو العبّاس الحَمَوي
سنن أبي داود: الإمام أبو داود السجستاني
سنن ابن ماجه: الإمام ابن ماجه القزويني
سيد الأسرار: أحمد بن محمد الحسيني العريضي الكروي
السير: الإمام محمد بن الحسن الشيباني
سير أعلام النبلاء: الإمام شمس الدين الذهبي
(حرف الشين)
شرح على الآجرومية: أحمد بن علي المدني نجيب الدين أبو العبّاس
شرح على أدب القاضي للخصّاف: الإمام القدوري
شرح على الهداية: المفتي إبراهيم البنغلاديشي
شرح آداب البركوي: أحمد بن محمد بن إسحاق القازآبادي
شرح الأربعين النووية: أحمد بن محمد بن محمد الخُجَنْدِي
شرح الأسماء الحسنى: الإمام أحمد بن علي أبو بكر الرازي
شرح أصول البزدوي: أحمد بن عمر الدولت آبادي
شرح الألفية: أحمد بن عيسى أبو العبَّاس ابن الرصاص النحوي
شرح إيساغوجي في المنطق: أحمد بن علي البروسوي الصدقي
شرح بداية الهداية للغزالي: أحمد بن عقيل بن مصطفى الزويتيني
شرح البسملة: أحمد بن علي المدني نجيب الدين أبو العبّاس
شرح تحريرات الأفكار في النحو: أحمد بن علي البروسوي الصدقي
شرح تراجم الأبواب: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
شرح تَهْذِيب الْمنطق وَالْكَلام: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِيّ
شرح ثلاثيات البخاري: محمد بن شاه ابن الحاج حسن الرومي
شرح الجامع لمحمد بن الحسن: الإمام أحمد بن علي أبو بكر الرازي
شرح الجامع الصغير: الإمام أحمد بن علي البلخي
شرح الجامع الصغير: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
شرح الجامع الكبير: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
شرح الجامع الكبير: الإمام على بن أبي بكر بن عبد الجليل المرْغيناني
شرح الجامع الكبير للشيباني: أحمد بن عثمان بن إبراهيم الماردِيْنِي
شرح درة الغواص: أحمد بن محمد الخَفَاجي المصري
شرح الدر اليتيم: أحمد بن محمد الآقحصاري
شرح درر البحار: أبو سعيد غلام مصطفى السندي القاسمي
شرح درر البحار: أحمد بن محمد المعروف بابن خَضِر
شرح رسالة الاستعارة السمرقندية: أحمد بن عبد الله الرومي الشوقي
شرح رسالة قاسم بن قطلوبغا: الإمام أحمد بن الطرابلسي
شرح السراجي: المفتي إبراهيم البنغلاديشي
شرح الشافية: الإمام أحمد بن عبد القادر القيسي
شرح الصلاة المحمدية: الإمام عمر بن عبد الجليل البغدادي القادري
شرح الطريقة المحمدية: أحمد بن عقيل بن مصطفى الزويتيني
شرح العقائد: العلامة التفتازاني
شرح العقيدة الإسلامية للحمزاوي: أحمد بن عبد الغني عرف بعابدين الدمشقي
شرح الفصيح: الإمام أحمد بن عبد القادر القيسي
شرح القُدُوري: مختار بن محمود بن محمد الزاهدي
شرح قصائد عرفي: أحمد بنعبد الرحيم الصفي بوري
شرح قصة المولد لابن حجر الهيتمي: أحمد بن عبد الغني الشهير بعابدين
شرح قصيدة بانت سعاد: أحمد بن عمر الدولت آبادي
شرح قصيدة البردة: أحمد بن محمد بن محمد الخُجَنْدِي
شرح الكافية لابن الحاجب: أحمد بن عمر الدولت آبادي
شرح كافية ابن الحاجب: الإمام أحمد بن عبد القادر القيسي
شرح اللمعة في الحساب: الإمام أحمد بن عثمان شهدي آق اووه
شرح مختصر الباجي: الإمام أحمد بن عثمان المارديني
شرح مختصر الطحاوي: الإمام أحمد بن علي أبو بكر الرازي
شرح مختصر القدوري: أبو نصر أحمد بن الأقطع البغدادي
شرح مختصر الكَرْخي: الإمام القدوري
شرح ملتقى الأبحر: الإمام أحمد بن عثمان شهدي آق اووه
شرح المقَامات: محمد بن أسعد بن محمد الحكيمي
شرح المقَامات الحريرية: العلامة إعزاز علي بن محمد مزاج الأمروهوي
شرح مقدمة الصلاة للكيراني: حسين بن عبد الله الآقحصاري
شرح الهداية: أحمد بن عثمان بن إبراهيم الماردِيْنِي
شرح مجمع البحرين: أحمد بن محمد العمري
شرح مختصر القُدُوري: الإمام عمر بن عبد الجليل البغدادي القادري
شرح مختصر القُدُوري: ناصر بن الحسن الحسيني البستي الكيلاني
شرح مختصر القُدُوري: محمد بن شاه ابن الحاج حسن الرومي
شرح مختصر القُدُوري: الإمام محمد بن محمد بن شهاب بن يوسف الكَرْدَري
شرح مختصر القُدُوري: مير محمد بن محمد سعيد الإستانبولي
شرح مشارق الأنوار: أحمد بن محمد الحسيني العريضي الكروي
شرح المقَامات للحريري: مير محمد بن محمد سعيد الإستانبولي
الشروط الأوسط: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
الشروط الكبير: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
الشفاء: الإمام القاضي عياض
الشفا في تعريف حقوق المصطفى: الإمام القاضي عياض
شفاء الغليل: أحمد بن محمد الخَفَاجي المصري
شفاء القلوب: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
الشقائق النعمانية: أحمد بن مصطفى طاشكبري زاده
(حرف الصاد)
الصبح النوري: محمد حنيف الكنكوهي
صحيح البخاري: الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
الصراط المستقيم: أحمد بن محمد المعروف بابن خَضِر
صفة الإيمان: أحمد بن محمد الأندلسي
الصلة: مسلمة بن القاسم القرطبي
(حرف الضاد)
الضوء اللامع: شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي
ضياء القناديل: أحمد بن محمد ريدار علي الأنوري
(حرف الطاء)
الطبقات: الإمام أبو إسحاق الشيرازي
الطبقات السنية: الإمام تقي الدين المصري
طبقات الشافعية الكبرى: الإمام ابن السبكي
طبقات الفقهاء: أبو محمد القاضي
طبقات النحاة: الإمام جلال الدين السيوطي
الطرق والوسائل إلى معرفة أحاديث خلاصة الدلائل: أحمد الماردِيْنِي
الطَّرِيق الأمم فِي شرح فصوص الحكم: أحْمَد بن الصَالح الْهِنْدِيّ
(حرف الظاء)
ظفر المحصّلين في أحوال المصنّفين: محمد حنيف الكنكوهي
(حرف العين)
عرائس الخط: أحمد بن محمد التوقادي
عقد الجيد: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
العقد الفريد في تهاني خلافة السعيد: الإمام أحمد بن محمد بن علي الحموي
العقود المفصَّلة في الجمع بين القدوري والتكملة: أحمد بن محمد العبّاسي
عيون التواريخ: الإمام ابن شاكر الكتبي
(حرف الغين)
الغرر: الإمام المرتضى أبي القاسم الموسوي
الغرف العلية: الإمام ابن طولون
الغريب: الإمام أبو عبد الله ابن الأعرابي
غمز عيون البصائر في شرح الأشباه والنظائر: أحمد بن مكّي الحَمَوي
(حرف الفاء)
الفتاوى الإبراهيم شاهية في فتاوى الحنفية: أحمد الكيلاني الجونبوري
فتح الرب الأكرم في شرح الحزب الأعظم: أحمد بن عمر الأزميري
فتح الخبير: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
فتح الرحمن في ترجمة القرآن: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
الفتح القوي لشرح الحزب النووي: أحمد بن عمر الأزميري
الفتح الوهبي: الإمام أحمد بن الطرابلسي
الفتح المبين: أحمد بن محمد ريدار علي الأنوري
الفتوحات المكّية: الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي
الفرائد السنية: أحمد بن محمد بن محمد الصَّفدي
فردوس المجاهدين: أحمد بن محمد بن محمد الخُجَنْدِي
فصل الْخطاب فِي فضل عمر بن الْخطاب: أحْمَد بن الفاروقي الْموصِلِي
فضائل سلاطين آل عثمان: أحمد بن محمد مكّي أبو العبّاس الحَمَوي
الفقيه والمتفق: الإمام أبو بكر البغدادي
فلاح وبهبود شرح قال أبو داود: محمد حنيف الكنكوهي
الفوائد البهية: الإمام عبد الحي اللكنوي
الفوائد الزكيّة في إعراب الآجرومية: أحمد بن محمد التميمي الداري
الفوائد السنية على شرح المقدّمة الأزهرية: الإمام أحمد بن محمد الشلبي
الفوز الكبير: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
الفهرست: الإمام أبو الفرج محمد بن إسحاق
فيض الْجواد بعلوّ الإسناد: أحْمَد بن مُحَمَّد سعيد المدني
فيوض الحرمين: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
(حرف القاف)
قرّة العيون في تذكرة الفنون: محمد حنيف الكنكوهي
قرة العينين في تفضيل الشيخين: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
قصيدة في القراءات: أحمد بن علي بن أحمد أبو طالب الهمداني
قضاء الحوائج: الإمام ابن أبي الدنيا
قضاة مصر: الإمام ابن زولاق
القلائد شرح العقائد: محمود بن أحمد بن مسعود القُونَوِي
القُنْيَة: نجم الدين مختار الزاهدي
القواعد الكبرى: الإمام عزّ الدين بن عبد السّلام المقدسي
القول الأصوب في الحكم بالصحة والموجب: أحمد بن محمد الرومي
القول الجميل في بيان سواء السبيل: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
القول الجميل على شرح ابن عقيل: أحمد بن عمر الإسقاطي أبو السعود
قيد الأوابد: الإمام أحمد بن عبد القادر القيسي
(حرف الكاف)
الكريت الأحمر: الشيخ محي الدين ابن عربي
كتاب في الطهارة والأنجاس: الإمام أحمد بن عبد الغني الشهير بعابدين الدمشقي
كتاب في حلّ مشكلات القُدُوري: محمد بن محمد العِمَادي الكَرْدَرِي
كتاب في الفرائض: الإمام علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرْغيناني
كتاب الإبانة: أحمد بن عبد الله ابن أبي القاسم البلخي
كتاب الأم: الإمام محمد بن إدريس الشافعي
كتاب أحكام الوقف: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب أخبار النحويين: الإمام أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السَّرَخْسِي
كتاب أدب القاضي: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب الأفعال: أحمد بن عبد القادر المعروف بابن ظريف
كتاب إقرار الورثة بعضهم لبعض: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب التاريخ الكبير: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
كتاب التجنيس والمزيد: الإمام علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرْغيناني
كتاب التذكرة: الإمام محمد بن إبراهيم بن أبو جعفر الرازي
كتاب تصحيح معاني الآثار: الإمام محمد بن محمد الباهلي المالكي
كتاب تفسير القرآن: محمد بن أسعد بن محمد الحكيمي
كتاب التنبيه: الإمام أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السَّرَخْسِي
كتاب الخراج: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب الخيل: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب ذرع الكعبة والمسجد الحرام والقبر: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب الرضاع: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب شرح الشهاب: محمد بن أسعد بن محمد الحكيمي
كتاب الشروط الصغير: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب الشروط الكبير: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
كتاب العصير وأحكامه: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب العلم: الإمام ابن عبد البر
كتاب المحاضر والسجلات: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب مختصر المختصرين: الإمام أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السَّرَخْسِي
كتاب المدلّسين: أبو علي الحسين بن علي الكرابيسي
كتاب المستنير في القراءات: الإمام أحمد بن علي بن سوار البغدادي
الكتاب المسوّى في شرح الموطأ: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
كتاب المنتقى: الإمام على بن أبي بكر بن عبد الجليل المرْغيناني
كتاب النفقات: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب النفقات على الأقارب: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب النوادر والحكايات: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
كتاب النوري في مختصر القُدُوري: الإمام محمد بن إبراهيم الرازي
كتاب الوصايا: الإمام أحمد بن عمر الخصّاف
كتاب الوصايا والفرائض: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
كشف الرمز عن خبايا الكنز: الإمام أحمد بن محمد الحسني الحموي
كشف الظنون: الملا كاتب الجلبي
كشف اللثام عن محاسن الإسلام: أحمد بن محمد بن الخوجة أبو العبّاس
كفاية الأريب عن مشاورة الطبيب: أحمد بن محمد سري الدين العُلُفي
كفاية المنتهي: الإمام علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرْغيناني
كفاية الناسك السالك لزيارة حضرة المصطفى: أحمد بن عمر الإستانبولي
الكمال: الحافظ عبد الغنى المقدسي
الكمالين على الجمالين: الإمام عمر بن عبد الجليل البغدادي القادري
كنه المراد: أحمد بن محمد الحسيني العريضي الكروي
(حرف اللام)
اللباب: مطهر بن الحسين البزّاز اليزدي
اللباب في الآداب: أحمد بن محمد أبو الحسن الأشعري اليمني
اللباب في الجمع بين السنة والكتاب: الإمام الحافظ أبو محمد المنبجي
اللباب في شرح الكتاب: عبد الغني الغنيمي الميداني
اللسان: الإمام ابن حجر العسقلاني
لسان الحكّام في معرفة الأحكام: أحمد بن محمد ابن الشِّحْنَة
لطائف القرآن: الإمام أحمد بن بدر الدين الرازي
اللمحات: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
(حرف الميم)
ما ينبغي به العِناية لمن يطالع الهداية: الشيخ حفظ الرحمن الكملائي
مباني الأخبار في شرح معاني الآثار: الإمام بدر الدين العيني
مباحث التفسير: الإمام أحمد بن بدر الدين الرازي
المبسوط: الإمام شمس الأئمة السرحسي
مجالس: أحمد بن محمد القسطموني الرومي
المجمع المؤسّس: الإمام ابن حجر العسقلاني
مجمع الفوائد ومنبع الفوائد: الإمام أحمد بن علي المصري ابن المقريزي
مجموعة الفتاوى: أحمد بن عقيل بن مصطفى الزويتيني
مجموعة الفتاوى: أحمد بن محمد ريدار علي الأنوري
المختصر في النحو: أحمد بن محمد أبو الحسن الأشعري اليمني
مختصر الأنساب: الإمام القاضي مجد الدين الحنفي
مختصر الشروط: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
مختصر المعاني: العلامة التفتازاني
مختلف الحديث: الإمام ابن قتيبة
المدارك: الإمام أبو البركات النسفي
مرآة الجنان: الإمام اليافعي
المسعى الحميد في بيان وتحرير الأسانيد: الإمام أحمد بن محمد الطهطاوي
مسند الإمام أحمد: الإمام أحمد بن حنبل
المسوى شرح الموطأ: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
المشاهدات في التصوّف: محمد الهندي المعروف بكيسو دراز
مشاهدات الصوفية: أحمد بن محمد الترمذي الكالبوي
المشكاة: الإمام ولي الدين التبريزي
مشكل الآثار: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
مشوق العشّاق: الإمام أحمد بن عبد القادر أشرف زاده البرسوي
المصباح النوري شرح مختصر القُدُوري: العلامة نور الإسلام الفينوي
المصفّى شرح الموطأ: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
المصنّف: الإمام ابن أبي شيبة
المضاهاة والمضافات في الأسماء والأنساب: أحمد الأنْبَرْدُوَاني النصيري
مطالب السعادات: الإمام أحمد بن محمد بن علي الحموي
مطالع النقش: ناصر بن الحسن البستي الكيلاني
المطوّل: العلامة التفتازاني
المعافية: أحمد بن عمر الدولت آبادي
المعالم الشَّرِيفَة فِي فَضَائِل الإمام أبي حنيفَة: أحْمَد بن علي المكّي
معاني الأخبار: الإمام البدر العيني
المعجم الأوسط: الإمام الطبراني
معجم البلدان: الإمام ياقوت الحموي
معجم الشيوخ: الإمام السلفي
المعجم المفهرس: الإمام ابن حجر العسقلاني
معرفة السنن: الإمام البيهقي
الْمعوّل فِي حَاشِيَة المطوّل: أحْمَد بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَالح الْهِنْدِي
معين المقرئ النحرير: الإمام أحمد بن على بن عبد الرحمن الكناني
المغني: الإمام الشيخ جلال الدين السيوطي
المكتوب المرسل إلى المدينة: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
المقدّمة السنية في انتصار الفرقة السنية: الإمام أحمد ولي الله الدهلوى
ملتقى الأبحر: إبراهيم بن محمد الحلبي
ملتمس الإخوان: عبد الربّ بن منصور أبو المعالي الغزنوي
مناسك الحجّ: الإمام أحمد بن محمد الشلبي
مناظرة تلون: أحمد بن محمد ريدار علي الأنوري
مناقب الإمام أبي حنيفة: أحمد بن محمد موفّق الدين القرشي
مناقب الإمام أبي حنيفة: الإمام محمد بن محمد بن شهاب الكَرْدَري
المنظومة: أحمد بن علي بن أحمد أبو طالب الهمداني
منظومة في العقائد: أحمد بن محمد بن محمد الصَّفدي
منظومة أسماء أهل بدر: أحمد بن محمد بن تميم التميمي الداري
المنهاج: الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية
منهج السالكين: أحمد بن عمر الإسقاطي أبو السعود
المنهي في شرح المغني: محمود بن أحمد بن مسعود القُونَوِي
المواعظ والاعتبار: الإمام أحمد بن على المصري ابن المقريزي
المواهب الشريفة في مناقب الإمام أبي حنيفة: عاشق إلهي البَرْنِي
الموطأ: الإمام مالك بن أنس
المهمّ الضروري في شرح مختصر القُدُوري: عبد الرحيم بن علي الآمدي
ميزان الانتظام: أحمد بن علي البروسوي الصدقي
الميزان الكبرى: عبد الوهّاب الشعراني
(حرف النون)
النادر الحوشي القليل: أحمد بن محمد الخَفَاجي المصري
الناسخ والمنسوخ في الأحاديث: الإمام أحمد بن بدر الدين الرازي
نتائج الأنظار ومحصل أبكار الأفكار: أحمد بن محمد القازآبادي
نسيم الرياض في شرح الشفاء للقاضي عياض: أحمد الخفّاجي المصري
نشر المذاهب: الإمام علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرْغيناني
نصب الراية: الحافظ الزيلعي
النصوص في شرح الفصوص: ناصر بن الحسن البستي الكيلاني
نظم السراجية في الفرائض: الإمام أحمد بن علي الكوفي البغدادي
نظم عقيدة السنوسي الصغرى: أحمد بن أبي الغيث الشهير بمغلباي
نظم الكنز: الإمام أحمد بن علي الكوفي البغدادي
نظم مختصر القُدُوري: محمد بن أسعد بن محمد الحكيمي
نظم مختصر القُدُوري: محمد بن مصطفى بن زكريا الدوركي الصلغري
نظم المنار: الإمام أحمد بن علي الكوفي البغدادي
نفحات الطيب على تفسير الخطيب: الإمام أحمد بن محمد الطهطاوي
نفحات القرب والاتصال: أحمد بن محمد مكّي أبو العبّاس الحَمَوي
النفحات المسكية في صناعة الفروسية: أحمد مكّي أبو العبّاس الحَمَوي
النوادر: أبو الليث
النوادر الفقهية: الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي
النوادر من أحاديث سيّد الأوائل والأواخر: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
نور العيون في تلخيص سير الأمين المأمون: الإمام ابن سيّد الناس
نور اليقين في أصول الدين: حسين بن عبد الله الآقحصاري
نِهَايَة الْمقَال فِي مبَاحث الْجمال: أحْمَد بن مُحَمَّد سعيد المدني
نيل الأماني شرح مختصر المعاني: محمد حنيف الكنكوهي
(حرف الواو)
الوافي: الإمام الصلاح الصفدي
الوسيلة إلى الله: شرف الدين محمد الحسيني الدهلوي
وفيات الأعيان: الإمام ابن خلكان
(حرف الهاء)
الهداية: الإمام على بن أبي بكر بن عبد الجليل المرْغيناني
هداية المجتاز إلى نهاية الإيجاز: الإمام أحمد بن محمد الطهطاوي
الهوامع: الإمام أحمد ولي الله الدهلوي
(حرف الياء)
اليانع الجني: محسن بن يحيى الترهتي
الينابيع في معرفة الأصول والتفاريع: محمد بن عبد الله الشبلي
الينابيع شرح مختصر القُدُوري: محمد بن رمضان الإمام أبو عبد الله الرومي
* * *