الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
619 -
الشيخ الفاضل أحمد بن محمود بن أحمد بن إسماعيل بن أبي العزّ الدمشقي شهاب الدين، المعروف
باب
ن الكَشْك *.
انتهتْ إليه رياسة أهل "الشام" في زمانه، وكان شهمًا، قويّ النفس، مستحضرًا لكثير من الأحكام.
وولى قضاء الحنفية استقلالًا مدّة، ثم أضيف إليه نظر الجيش في "لدولة المؤيّدية" وبعدها، ثم صرف عنهما معًا، ثم أعيد لقضاء "الشام"، وعين لكتابة السرّ، فاعتذر عن ذلك، ولم يقبل.
وكان بينه وبين ابن حجر معاداة، وكان كلّ منهما يبالغ في الحطّ على الآخر، ولكن كان ابن كشك أجود من ابن حجر، سامحهما الله تعالى.
عاش صاحب الترجمة بضعًا وخمسين سنة، وكانتْ وفاته في صفر، بـ "الشام"، في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
قاله الحافظ ابن حجر، في "إنبائه".
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 101.
وترجمته في ذيل رفع الإصر 104، 105، والضوء اللامع 2: 220، 221.
620 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمود بن أحمد بن عبد السيِّد الحصيري، القاضي الفقيه، الإمام، ابن العلَّامة جمال الدين
*.
وكان يلقّب نظام الدين.
تفقّه على أبيه، ودرّس بـ "النورية" إلى حين وفاته، وأفتى، وناب في الحكم عن قاضي القضاة حسام الدين.
قال في "المنهل": وكان عفيفًا، ديّنًا، ملازمًا للعبادة والاشتغال، إلى أن توفي يوم الجمعة، تاسع المحرّم، سنة ثمان وتسعين وستمائة
(1)
، ودفن عند والده بمقابر الصوفية.
وذكره ابن خَلِّكان، في ترجمة محمد بن محمد العميدي، وقال: قتله التَّتَر، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى "الفوائد البهية": قد أرّخ وفاته ابن خلكان سنة ستّ عشر، فإنه قال في ترجمة ركن الدين محمد بن محمد العميدي صاحب "الإرشاد والطريقة" في الخلاف: اشتغل عليه خلق كثير، وانتفعوا به، من جملتهم: نظام الدين أحمد بن جمال الدين أبي المحامد محمود بن أحمد بن عبد السيد بن عثمان بن نصر بن عبد الملك البخاري الحنفي، المعروف بالحصيري، صاحب الطريقة المشهورة. انتهى. ثم قال بعد ذكر وفاة العميدي: ونظام الدين
* راجع: الطبقات السنية 2: 102.
وترجمته في البداية والنهاية 14: 4، والجواهر المضية برقم 250، والدارس 1: 619 - 621، وشذرات الذهب 5: 440، 441، والعبر 5: 387، والفوائد البهية 41، 42، وكتائب أعلام الأخيار برقم 470، والوافي بالوفيات 8: 165، 166، ووفيات الأعيان 4: 258، 259.
(1)
ذكر ابن خلكان أن وفاته كانت سنة ست عشرة وستمائة بدمشق، ونقل عنه هذا صاحب الفوائد، وصحّحه.
الحصيري قتله التتار في أول خروجهم بمدينة "نيسابور"، وذلك سنة ستّ عشرة وستمائة. وكان أبوه يدرّس بـ "المدرسة النورية"، ولم يكن في عصره من يقاربه في مذهب أبي حنيفة، ومولده بـ "بخارى" سنة ستّ وأربعين وخمسمائة في رجب، وتوفي ليلة الأحد الثامن من صفر سنة ستّ وثلاثين وستمائة بـ "دمشق"، وكان يقول: كان بـ "بخارى" محلة يعمل فيها الحصير، وكنا نحن بها. انتهى. وسيأتي ذكر والده.
* * *
621 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمود بن أبي بكر الصابوني أبو محمد، الملقّب نور الدين
*.
نسبة إلى عمل الصابون وبيعه.
تفقّه عليه
(1)
شمس الأئمة الكَرْدَرِيّ.
وكانتْ وفاته وقت صلاة المغرب، ليلة الثلاثاء، سادس عشر صفر، سنة ثمانين وخمسمائة، ودفن بـ "مقبرة القضاة السبعة".
وهو صاحب كتاب "البداية في أصول الدين"، [وله كتاب "المغني في أصول الدين"]
(2)
أيضًا، كذا عزا الكتابين إليه العلامة قاسم بن قطلوبُغا الحنفي، رحمه الله تعالى.
* راجع: الطبقات السنية 2: 102. وترجمته في إيضاح المكنون 1: 169، 2: 371، وتاج التراجم 10، والجواهر المضية برقم 251، والفوائد البهية 42، وكتائب أعلام الأخيار برقم 400، كشف الظنون 2: 1499، 2040.
(1)
في النسخ "على"، والتصويب من الجواهر المضية.
(2)
تكملة لازمة من تاج التراجم.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى "الفوائد البهية: 42": قال علي القارئ أحمد بن محمود بن أبي بكر الصابوني نور الدين صاحب "البداية" في أصول الدين، و"الكفاية" وبينه وبين الشيخ رشيد الدين مناظرة في مسئلة المعدوم ليس بمرئي. وهي مناظرة طويلة مفيدة، ذكرها حافظ الدين النسفي في "الاعتماد". مات سنة 580 هـ، ودفن بمقبرة القضاة السبعة بـ "بخارى". انتهى. وذكر صاحب "كشف الظنون" أن له كتابا في الكلام، سماه "الهداية". ثم اختصره، وسماه "البداية"، أوله: نحمده على آلائه، ونشكره. إلخ. وفي "الأنساب" أن الصابوني نسبة إلى عمل الصابون، أو بيعه.
* * *
622 - الشيخ الفاضل أحْمَد بن مَحْمُود بن الْحَاج حسن البرسوي الرُّومِي، الْمَعْرُوف بجزيه دَار زَاده القاضي بـ "حلب
" *.
ولد سنة 1154 هـ.
وتوفي سنة 1208 ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وألف.
صنّف "التَّارِيخ العثماني"، وَهُوَ تَلْخِيص "تَاج التواريخ"، و"رِسَالَة المهادية"، و"صالحيه فِي تراجم الرِّجَال"، و"قيافتنامه"، تركي، و"منشآت"، تركي.
* * *
623 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمود بن عبد الله
، أحد موالي "الروم"
* راجع: هدية العارفين 1: 181.
المعروف بابن حامد *.
فقيه. مشارك في بعض العلوم.
ولي قضاء "حلب"، وعزل عنه سنة 967 هـ.
وفي "الكواكب": ابن حامد الدين.
من تصانيفه: "شرح المفتاح" للسيّد الجرجاني، وحاشية على "كتاب الهداية" في الفقه. كان حيا في سنة 967 هـ.
* * *
624 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمود بن عبد الكريم (كُريم، بالتصغير)، أبو العبّاس
* *.
فاضل حنفي، من أهل "تونس"، مولدا ووفاة.
تركيّ الأصل.
ولي التدريس بـ "جامع الزيتونة"(1265)، ثم رياسة مجلس الجنايات والفتوى، فمشيخة الإسلام 1313 هـ، وعاجله أجله.
له "مختصر" في التاريخ، ذكر فيه دولتي الحفصيين، والترك من الدايات، والمراديين، والحسينيين إلى الأمير علي باشا، وذكر فيه مَنْ تولّوا الإفتاء من الحنفية إلى زمنه.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 172.
وترجمته في الكواكب السائرة 2: 146، وشذرات الذهب 8:349.
* * راجع: الأعلام للزكلي 1: 255.
ترجمته في عنوان الأريب 2: 141 والزيتونة 4: 160، وانظر: تراجم الأعلام لابن عاشور 105، ووقع فيه اسمه "أحمد ابن محمد".
ومن كتبه: (عدّة الأحكام على عمدة الحكّام) جزء منه، بخطّه، في الصادقية، ويسمّى أيضًا "الكنوز الفقهية"، وله "تعاليق" على أحاديث من "صحيح البخاري"، وشروح وحواش في الفقه والنحو والأدب.
توفي سنة 1315 هـ.
* * *
625 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمود بن عمر الجندي
*.
شارح كتاب "المصباح" في النحو للإمام برهان الدين المطَرِّزِيّ
(1)
، رحمه الله تعالى.
* * *
626 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمود بن محمد بن عبد الله القَيْسَري
،
* راجع: الطبقات السنية 2: 103.
وترجمته في تاج التراجم 16، والجواهر المضية برقم 252، كشف الظنون 2: 1155، 1708، 1775، ولعلّ هذا الرجل منسوب إلى الجند، بفتح فسكون، مدينة عظيمة في بلاد "تركستان"، أهلها ينتحلون مذهب أبي حنفية، وسيذكرها المؤلّف في الأنساب، وضبطت النسبة بفتح الجيم والنون في كشف الظنون 2:1775.
(1)
كانت وفاة ناصر بن عبد السيد المطرزي سنة عشر وستمائة، والجندي مترجم في الجواهر المضية، فهو إما من رجال القرن السابع أو الثامن، ولم يذكره ابن حجر في الدرر الكامنة، فلعلّه من رجال القرن السابع.
العلامة، صدر الدين، ابن العجمي *.
قال ابن حجر: كان بارعًا، فاضلًا، نحويًا، فقيهًا، متفنّنًا في علوم كثيرة، معروفًا بالذكاء، وحسن التصوّر، وجودة الفهم.
ولي الحِسْبَة مرارًا، ونظر الجوالي، ودرّس بعدّة مدارس، وولي مشيخة "الشيخونية".
وكان مولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
ومات بالطاعون يوم السبت رابع عشر شهر رجب، سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
627 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمود بن محمد بن نصر
* *.
والد الإمام المايمرغي، الآتي في بابه إن شاء الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 103، 104.
وترجمته في إنباء الغمر 3: 442، 443، وشذرات الذهب 7، 202، والضوء اللامع 2: 223، 224، والنجوم الزاهرة 15:167.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 103.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 253.
وذكر المؤلّف في ترجمة ولده محمد أنه أي ولده، ولد سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، فالمترجم من رجال القرن الخامس.
628 - الشيخ الفاضل أحمد بن محمود الروميّ مفتي "الديار الرومية"، الشهير بقاضي زاده
*.
الإمام الفاضل، والبارع الكامل، الذي ظَنَّتْ حصاتُه في الآفاق، وارتفع قدرُه، وتفرّد في عصره بالاتفاق، ونال الجاهَ العريضَ، والحرمةَ الوافرةَ، وكانتْ كلمتُه مسموعة عند السلطان، نافذة حتى على الوزراء والأعيان.
أخذ العلمَ عن فضلاء "الديار الرومية"، واشتغل، ودأب، وحَصَّلَ، ولزم المولى العلامة سعدي جلبي، والمولى عبد القادر الحميدي، مفتي "الديار الرومية" المشهور بقادري أفندي، واستفاد منه، وتخرّج عليه، إلى أن صارَ من أهل الفضل والكمال.
وولي مدارسَ متعدّدة؛ منها: إحدى الثمان، وإحدى المدارس السليمانية، ثم ولي قضاء "حلب"، فأقام بها مدّة، ثم عزل، ولزم منزلَه، واشتغل بالتحرير والتحبير، والتأليف والتصنيف.
ثم ولي قضاء "قُسطنطينية"، ثم قضاء العسكر بولاية "روملي"، ولم يزلْ فيه مدّته، فعُزل، ولزم بيته.
وحصل بينه وبين المرحوم محمد باشا الوزير الأعظم في زمن دولة السلطان سليم بن السلطان سليمان تنافرٌ، أدّى إلى ارتحاله من "إستانبول"
* راجع: الطبقات السنية 2: 104، 105.
وترجمته في إيضاح المكنون 2: 620، 721، وشذرات الذهب 8: 414، 415، والعقد المنظوم 2: 544 - 548، كشف الظنون 1: 348، 498، 2: 1766، 2022، 2030، 2034. راجع: معجم المؤلفين 171:2.
إلى مدينة "أدرنة"، والإقامة بها اختيارًا منه، لا مأمورًا بالخروج، وصار فيها مدرسًا بـ "دار الحديث"، بمائتي عُثماني.
ثم قدم إلى إستانبول، في دولة السلطان مراد خان بن السلطان سليم، أدام الله أيامه، وولي قضاء العسكر بولاية "روملي"، وأقبل عليه السلطان غاية الإقبال، وحصل له من التمكّن في الدولة ما ذكرناه سابقًا، إلى أن توفي مفتي "الديار الرومية"، حامد أفندي، ففوّض إليه منصب الإفتاء مكانه، ولم يزل مُفتيًا مُشارًا إليه، يُشاور في الأمور، ويُطيع كلامه الجمهور، إلى أن توفي سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، ودفن بالقرب من جامع السلطان محمد الكبير، في تربة أعدّها له قبل وفاته، رحمه الله تعالى. وله تآليف، منها:"شرح على أواخر الهداية" ابتدأ فيه من كتاب الوكالة، من المحلّ الذي وصل إليه ابن الهمام، وكأنه جعله كالتكملة لـ "شرح ابن الهمام"، وهو مع كونه كثير الفوائد، غزير الفرائد، بينه وبين "شرح ابن الهمام" بون بعيد، وفرق أكيد، وله حاشية على "شرح المفتاح" للسيّد الشريف، وكتاب "مُحاكمات" بين صدر الشريعة، وابن كمال باشا، وله غير ذلك رسائل كثيرة، في فنون عديدة.
قلت: تكملته لـ "فتح القدير" هي "نتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار"، وله "تعليقة" على "التلويح شرح تنقيح الأصول" للتفتازاني، وحاشية على "شرح تجريد الكلام"، و"شرح هداية الحكمة" للأبهري.
وكان مع العلَّامة مفتي "الديار الرومية" محمد بن الشيخ بن إلياس، حين كانا قاضيين بالعسكر المنصور، سببًا في تقديم قُضاة العسكر على أمراء الأمراء في الجلوس عليهم، وحصل بذلك لأهل العلم شرف زائد، وتضاعف الدعاء منهم بسبب ذلك لحضرة السلطان مراد، وعدّ ذلك من محاسن أيامه، - أدامها الله تعالى، ومتّع المسلمين بطول بقائها -.
وبالجملة، فقد كان صاحب الترجمة من مفاخر "الديار الرومية"، ولولا ماكان فيه من الحدّة، وسرعة الغضب، لاتفق الناسُ على أنه مفرد عصره في جميع المحاسن، - تغمّده الله برحمته -.
* * *
629 - العارف بالله تعالى الشيخ أحمد ابن الشيخ مركز خليفة
*.
قرأ رحمه الله على علماء عصره، وعلى والده العربية والتفسير والحديث، وفاق في العلم، ثم رغب في التصوّف، وحصل طريقة الصوفية، واشتغل بالوعظ والتذكير، وانتفع به كثير من الناس.
وله رسائل، صنّفها في بعض المسائل.
توفي رحمه الله تعالى في سنة ثلاث وستين وتسعمائة - أكرمه الله تعالى برضوانه، وأسكنه في فراديس جنانه -.
* * *
630 - الشيخ الفاضل أحمد بن مسعود بن أحمد الصاعدي، الإمام، العلامة الملقّب صدر الدين
* *.
* راجع: الشقائق النعمانية ص 322.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 105، 106.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 254.
روى عن الإمام شمس الأئمة الكردري، تفقّه عليه، وانتفع به.
ويقال: إنه من نسل أبي حفص الكبير، وكان يدرّس بـ "مدرسة أبي حفص" بـ "بخارى".
وكانتْ وفاته بـ "بخارى"، ليلة الجمعة، ثامن المحرّم، سنة خمس وخمسين وستّمائة، ودفن بـ "كلاباذا"
(1)
، رحمه الله تعالى.
* * *
631 - الشيخ الفاضل أحمد بن مسعود بن عبد الرحمن، أبو العبّاس
*.
سكن "دمشق"، وتفقّه على الشيخ جلال الدين عمر الخَبَّازِي، وقرأ عليه الأصول. وتفقّه عليه العلامة محي الدين الأسمر.
وشرح "الجامع الكبير" في أربع مجلّدات، وسمّاه "التقرير" مات ولم يكمل تبييضه، فكمله ولده أبو المحاسن
(2)
محمود، وله "شرح عفيدة الطحاوي".
(1)
تقدم أنه محلة ببخارى.
* راجع: الطبقات السنية 2: 106.
وترجمته في تاج التراجم 10، والجواهر المضية برقم 255، والفوائد البهية 42، وكتائب أعلام الأخيار برقم 592، كشف الظنون 1: 569، 2: 1143، وذكر الأستاذ كحّالة في معجم المؤلفين 2: 276، أنه توفي قبل سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
وهو في تاج التراجم: "أبو العبّاس القنوي"، وفي الجواهر والفوائد:"أبو العبّاس القونوي".
(2)
في تاج التراجم "أبو الحسن"، ودكره في ترجمته صفحة 70 على أنه "أبو الثنا"، وقد ذكره التميمي في ترجمته الآتية على أنه "أبو المحاسن"، كما جاء ههنا.
ولم أقفْ له على تاريخ وفاته
(1)
، رحمه الله تعالى.
قلت: يأتي ذكر ابنه في حرف الميم إن شاء الله تعالى. [الفوائد البهية: 42].
* * *
632 - الشيخ الفاضل أحمد بن مسعود بن علي، أبو الفضل التُركستاني، الفقيه، المنعوت ضياء الدين
*.
قدم "بغداد"، وسكنها، واختصّ بخدمة الوزير ناصر بن مهدي العلوي، وكان ينفذه في الرسائل من الديوان إلى الأطراف، وكان
(2)
يعرضُ عليه الرقاع للناس.
ثم لما عزل ابن مهدي عن الوزارة
(3)
، رتّب مدرّسًا بـ "مشهد أبي حنيفة"، بباب الطاق، وجعل إليه النظر في أوقافه، والرياسة على أصحابه، وخلع عليه خلعة سوداء، وخوطب بالاحترام التام.
(1)
سبق الإشارة إلى تقدير الأستاذ كحّالة لسنة وفاته، وهذا التقدير مبني على أن ولده محمود توفي سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وقد كمل تبييض كتاب "التقرير" لأبيه بعد وفاته.
* راجع: الطبقات السنية 2: 106، 107.
وترجمته في البداية والنهاية 13: 65، والتكملة لوفيات النقلة 4: 62، 63، والجواهر المضية برقم 256، ترجمة مطولة، والذيل على الروضتين 84، وشذرات الذهب 5: 40، والكامل لابن الأثير 12: 139، والمختصر المحتاج إليه 1: 217، والوافي بالوفيات 8:178.
(2)
في الجواهر: "وجعل".
(3)
وفي الجواهر أن ذلك كان في سنة أربع وستمائة.
وكان قد تفقّه، وبرع في علم النظر، وانتهتْ إليه الرياسة في مذهب أبي حنيفة، وكان عفيفًا، نَزِهًا، ولم يكن الحديث من فنّه، لكن شرّفه الإمام الناصر لدين الله، باخذ الإجازة له من أصحاب المذاهب الأربعة.
وكانتْ وفاته في ليلة السبت، السادس والعشرين من ربيع الآخر، سنة عشر وستمائة، وصلّى عليه من الغد بـ "المدرسة النظامية"، ودفن بـ "مقبرة الخيزران"، المجاورة لـ "مشهد أبي حنيفة" رضي الله تعالى عنه، وكان شابًا.
سمع منه جماعة من الفقهاء، رضي الله عنهم.
* * *
633 - الشيخ الفاضل أحمد بن المصدّق بن محمد، أبو حنيفة النيسابوري
*.
ذكره ابن النجّار، وقال: قدم "بغداد" حاجًا، وحدّث بها عن أبي يعقوب النجيرمي، روى عنه على السجزي. انتهى.
وسيأتي الكلام على هذه النسبة في محلّه.
* * *
634 - الشيخ الفاضل أحمد بن المصري، الشيخ، الإمام الفاضل الشاهد
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 107.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 257.
* * الطبقات السنية 2: 140.
توفي سنة سبع وتسعين وثمانمائة.
كذا ذكره بعض المؤرّخين من غير زيادة، والله تعالى أعلم.
* * *
635 - الشيخ الفاضل أحمد بن مصطفى بن خليل الشهير بابن طاش كبري، صاحب "الشقائق النعمانية
" * *.
مولده في الليلة الرابعة عشرة، من شهر ربيع الأول، سنة إحدى وتسعمائة.
ذكر في "شقائقه" وأنا العبد الضعيف العليل المحتاج إلى رحمة ربّه الجليل أحمد بن مصطفى بن خليل - عفا الله عنهم بكرمه الجميل ولطفه الجزيل - المشتهر بين الناس بطاشكبري زاده - جعل الله الهدى والتقوى زاده، وأوفر كلّ يوم علمه وزاده -.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 108، 109.
وترجمته في إيضاح المكنون 1: 134، 359، 2: 126، والبدر الطالع 1: 121، وتراجم الأعيان رقم 18، وشذرات الذهب 8: 352، 353، والشقائق النعمانية 2: 177 - 192، والعقد المنظوم 2: 199 - 208، كشف الظنون 1: 11، 37، 41، 56، 80، 348، 422، 854، 874، 883، 1057، 1084، 2: 1116، 1173، 1179، 1231، 1250، 1299، 1358، 1663، 1762، 1771، 1799، 1800، 1802، 1885، 1906، 1940، 1978، 2036.
حكى والدي رحمه الله أنه لما أراد أن يسافر منْ مدينة "بروسه" إلى بلدة "أنقره" قبيل ولادتي بشهر رأى في المنام في الليلة التي سافر في صبيحتها شيخا جميل الصورة، وقال له: ابشرْ، فإنه سيولد لك ولد، فسمّه باسم أحمد.
فلمّا سافر رحمه الله قصّ هذه الواقعة على والدتي، ثم إني ولدت في الليلة الرابع عشرة من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعمائة، ولما بلغت سنّ التمييز انتقلنا إلى بلدة "أنقره"، فشرعنا هناك في قراءة القرآن العظيم، وعند ذلك لقبني والدي بعصام الدين، وكناني بأبي الخير، وكان لي أخ أكبر مني بسنتين، اسمه محمد، ولقّبه والدي بنظام الدين، وكناه بأبي سعيد، ثم إنه لما ختمنا القرآن انتقلنا إلى مدينة "بروسه"، فعلمنا والدي شيئا من اللغات العربية.
ثم إنه رحمه الله سافر إلى مدينة "قسطنطينية"، وسلّمني إلى العالم العامل علاء الدين الملقّب باليتيم، وقد أسلفنا ذكره، فقرأت عليه من الصرف مختصرا مسمّى بـ "المقصود"، و"مختصر عزّ الدين الزنجاني"، و"مختصر مراح الأرواح"، وقرأت عليه أيضًا من النحو "مختصر المائة" للشيخ الإمام عبد القاهر الجرجاني، و"كتاب المصباح" للإمام المطرزي، و"كتاب الكافية" للشيخ العلامة ابن الحاجب، وحفظت كلّ ذلك بمشاركة أخي المزبور، ثم شرعنا في قراءة "كتاب الوافية في شرح الكافية".
ولما بلغنا مباحث المرفوعات جاء عمّي قوام الدين قاسم إلى مدينة "بروسه"، وصار مدرّسا بمدرسة مولانا خسرو، وهناك قرأنا عليه من مباحث المرفوعات إلى مباحث المجرورات، وعند ذلك مرض أخي مرضا مزمنا، والتمس مني أن أتوقّف إلى أن يبرأ، فتوقّفت لأجله، فقرأت في تلك المدّة على عمّي "كتاب الهارونية" من الصرف، و"ألفية ابن مالك" من النحو، ولما أتممتُ حفظها توفي أخي في سنة أربع عشرة وتسعمائة رحمه الله تعالى، فشرعت في قراءة "ضوء المصباح" على عمّي، فقرأتُه من أوله إلى آخره، وكتبتُ ذلك الكتاب، وصحّحتُه غاية التصحيح والإتقان.
ثم قرأتُ عليه من المنطق "مختصر إيساغوجي" مع "شرحه" لحسام الدين الكاتي، وقرأت عليه أيضًا بعضا من "شرح الشمسية" للعلامة الرازي، وعند ذلك أتى والدي من مدينة "قسطنطينية" إلى مدينة "بروسه"، وصار مدرّسا بـ "حسينية أماسيه"، ولما وصلنا إليها قرأتُ عليه "شرح الشمسية" من أول الكتاب إلى آخره مع "حواشي السيّد الشريف" عليه، ثم قرأت عليه "شرح العقائد" للعلامة التفتازاني مع "حواشي المولى الخيالي" عليه.
ثم قرأتُ عليه "شرح هداية الحكمة" لمولانا زاده مع "حواشي المولى" خواجه زاده عليه، ثم قرأتُ عليه "شرح آداب البحث" لمولانا مسعود الرومي، ثم قرأتُ عليه "شرح الطوالع" للعلامة الأصفهاني من أوله إلى آخره مع "حواشي السيّد الشريف" عليه، ثم قرأتُ عليه بعض المباحث من "حاشية شرح المطالع" للسيّد الشريف قراءة تحقيق وإتقان، ثم قال لي رحمه الله: إني قضيتُ ما عليّ من حقّ الأبوة، فالأمر بعد ذلك إليك، وما أقرأني بعد ذلك شيئا، ثم قرأتُ على خالي "حواشى شرح التجريد" للسيّد الشريف من أول الكتاب إلى مباحث الوجوب والإمكان قراءة تحقيق وإتقان، ثم قرأتُ على العالم الفاضل المولى محي الدين الفناري "شرح المفتاح" للسيّد الشريف من أول مباحث المسند إلى آخر مباحث الفصل والوصل، ثم قرأتُ على العالم العامل والفاضل الكامل المولى محي الدين سيّدي محمد القوجوي "شرح المواقف" للسيّد الشريف من أول الإلهيات إلى مباحث النبوّات قراءة تحقيق وإتقان، وقرأتُ عليه أيضًا تفسير سورة النبأ من "الكشّاف"، ثم قرأتُ على العالم الفاضل الكامل المولى بدر الدين محمود بن قاضي زاده الرومي الشهير بميرم جلبي "كتاب الفتحية" للمولى علي القوشجي من الهيئة، كنت أقرأ عليه وهو يكتب له شرحا، وأتحف ذلك الشرح للسلطان سليم خان، فنصبه قاضيا بالعسكر المصنور في ولاية "أناطولي".
ثم قرأتُ على المولى العالم العامل الشيخ محمد التونسي مولدا المغوشي شهرة بعضا من "صحيح البخاري"، ونبذا من "كتاب الشفاء" للقاضي عياض، وقرأتُ عليه أيضًا علم الجدل وعلم الخلاف، وباحثتُ معه في العلوم العقلية والعربية، حتى أجازني إجازة ملفوظة مكتوبة، أن أروي عنه التفسير والحديث وسائر العلوم، وجميع ما يجوز له، ويصحّ عنه رواية، وهو يروي عن شيخه ولي الله شهاب الدين أحمد البكي المغربي، وهو يروي عن شيخه حافظ المشرقين أمير المؤمنين في الحديث شهاب الدين أحمد ابن حجر العسقلاني ثم المصري.
وأيضا أجاز لي بالتفسير والحديث والدي، وهو يروي عن والده، وهو يروي عن مولانا يكان، وهو يروي عن المولى النكساري، وهو يروي عن جمال الدين الأقسرائي، وعن الشيخ أكمل الدين، وأيضا يرويهما والدي عن المولى خواجه زاده، عن المولى فخر الدين العجمي المفتي، وهو يرويهما عن مولانا حيدر، وهو يرويهما عن المولى سعد الدين التفتازاني.
وأيضا أجاز لي بالتفسير والحديث المولى الفاضل سيّدي محي الدين القوجوي المذكور، وهو يرويهما عن شيخه العالم العامل الفاضل الكامل المولى حسن جلبي الفناري، وهو يرويهما عن تلامذة الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر.
ثم إن هذا العبد الفقير صار مدرّسا أولا بمدرسة "ديمهتوقه" في أواخر شهر رجب المرجّب لسنة إحدى وثلاثين وتسعمائة، ودرّست هناك "الشرح المطوّل" لـ "لتخليص" من أول قسم البيان إلى مباحث الاستعارة، و"حواشي شرح التجريد" من أول الكتاب إلى آخر مباحث أمور العامة، ودرست هناك أيضًا "شرح الفرائض" للسيّد الشريف.
ثم صرتُ مدرّسا بمدرسة المولى الحاج حسن بمدينة "قسطنطينية" في أوائل شهر رجب المرجّب لسنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة، ودرستُ هناك "شرح الوقاية" لصدر الشريعة من أول الكتاب إلى كتاب البيوع، ودرستُ هناك أيضًا "شرح المفتاح" للسيّد الشريف من أول الكتاب إلى مباحث الإيجاز والإطناب، ودرست هناك أيضًا "حواشي شرح التجريد" من مباحث أمور العامة إلى مباحث الوجوب والإمكان، ونقلت هناك "كتاب المصابيح" من الحديث من أول الكتاب إلى آخره مرّتين، وبعد إتمامه توفي المولى الوالد رحمه الله تعالى بمدينة "قسطنطينية" وقت الضحوة من اليوم الثاني عشر من شهر شوّال لسنة خمس وثلاثين وتسعمائة.
ثم صرتُ مدرّسا بإسحاقية "أسكوب" في أوائل شهر ذي الحجّة لسنة ستّ وثلاثين وتسعمائة، وارتحلت إليها، ونقلتُ هناك أيضًا "كتاب المصابيح" من أوله إلى آخره، و"كتاب المشارق" من أوله إلى آخره في شهر رمضان، ودرستُ هناك أيضًا "كتاب التوضيح" من أوله إلى آخره، ودرستُ هناك أيضًا "شرح الوقاية" لصدر الشريعة من أول كتاب البيع إلى آخره، ودرستُ هناك أيضًا "شرح الفرائض" للسيّد الشريف، ودرستُ هناك أيضًا "شرح المفتاح" من أول فنّ البيان إلى آخر الكتاب.
ثم ارتحلتُ إلى مدينة "قسطنطينية"، وصرتُ مدرّسا بها بمدرسة قلندرخانه في اليوم السابع عشر من شهر شوّال المكرّم لسنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، ونقلتُ هناك "كتاب المصابيح" من أوله إلى كتاب البيوع، ودرستُ هناك أيضًا "شرح المواقف" من أول مباحث الوجوب والإمكان إلى مباحث الأعراض، ودرستُ هناك أيضًا بعضا من "شرح الوقاية" لصدر الشريعة، ونبذا من "شرح المفتاح" للسيّد الشريف.
ثم انتقلتُ إلى مدرسة الوزير مصطفى باشا بالمدينة المزبورة في اليوم الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وتسعمائة، ونقلتُ هناك "كتاب المصابيح" من كتاب البيوع إلى آخر الكتاب وابتدأتُ بدراسة "كتاب الهداية"، حتى وصلتُ إلى كتاب الزكاة، ودرستُ هناك أيضًا بعض المباحث من أول الإلهيات من "شرح المواقف"، ثم انتقلتُ إلى إحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه" في اليوم الرابع من شهر ذي القعدة لسنة خمس وأربعين وتسعمائة، وابتدأتُ هناك برواية "صحيح البخاري"، ونقلتُ منه مجلّدة واحدة من المجلّدات التسع، ودرستُ هناك "كتاب الهداية" من أول كتاب الزكاة إلى آخر كتاب الحج، ودرستُ هناك أيضًا "كتاب التلويح" من أول الكتاب إلى التقسيم الأول.
ثم انتقلتُ إلى إحدى المدارس الثمان في اليوم الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول لسنة ستّ وأربعين وتسعمائة، ونقلتُ هناك "صحيح البخاري"، وأتممتُه مرّتين، ونقلتُ تفسير سورة البقرة من "تفسير البيضاوي"، ودرستُ هناك "كتاب الهداية" من أول كتاب النكاح إلى كتاب البيوع، ودرستُ "كتاب التلويح" من التقسيم الأول إلى مباحث الأحكام.
ثم انتقلتُ إلى مدرسة السلطان بايزيدخان بمدينة "أدرنه" في اليوم الحادي عشر من شهر شوّال لسنة إحدى وخمسين وتسعمائة، ونقلتُ هناك من "صحيح البخاري" مقدار ثلثه، ودرستُ هناك "كتاب الهداية" من كتاب البيوع إلى كتاب الشفعة، و"كتاب التلويح" من قسم الأحكام إلى آخر الكتاب، ودرستُ هناك أيضًا "شرح المواقف"، ودرستُ هناك أيضًا "شرح الفرائض" للسيّد الشريف إلى أن وصلتُ مباحث التصحيح.
ثم صرتُ قاضيا بمدينة "بروسه" في اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة اثنتين وخمسين وتسعمائة فيا ضيعة الأعمار، ثم صرتُ مدرّسا بإحدى المدارس الثمان ثانيا في اليوم الثامن عشر من شهر رجب المرجّب لسنة أربع وخمسين وتسعمائة، ونقلتُ هناك "صحيح البخاري"، وأتممتُه، ودرستُ هناك "كتاب الهداية" من كتاب الشفعة إلى آخر الكتاب، ودرستُ هناك أيضًا "كتاب التلويح" من أوله إلى التقسيم الرابع، ودرستُ هناك أيضًا "حواشي الكشّاف" للسيّد الشريف إلى أن وصلتُ إلى أثناء سورة الفاتحة، ثم صرتُ قاضيا بمدينة "قسطنطينية" في اليوم السابع عشر من شهر شوّال المكرّم لسنة ثمان وخمسين وتسعمائة، واخترمتُ أشغال القضاء ما كنتُ عليه من الاشتغال بالعلم الشريف، كان ذلك في الكتاب مسطورا، وكان أمر الله قدرا مقدورا.
ثم وقعتْ لي في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول لسنة إحدى وستين وتسعمائة عارضة الرمد، ودام ذلك شهورا، وأضرّتْ بذلك عيناي، وأرجو من الله تعالى سبحانه أن يعوّضني منهما الجنة على مقتضى وعد نبيه صلى الله تعالى عليه وسلّم.
ثم إن الله تعالى قد وفّق هذا العبد الضعيف في أثناء اشتغاله بالعلم الشريف لبعض التصانيف من التفسير وأصول الدين وأصول الفقه والعربية، وأيضا من الله سبحانه علي بحلّ بعض المباحث الغامضة وتحقيق المطالب العالية، وكتبتُ لكلّ منها رسالة ومجموعها ينيف على ثلاثين إلا أن صوارف الأيام بتقدير الملك العلام قد اخترمتها، ولم يتيسّرْ لي تبييضها، هذا ما منحني الله تعالى من العلوم والمعارف، وما قسمه الله لي بحسب استعدادي الفطري، وفوق كلّ ذي علم عليم، وليس هذا والعياذ بالله تعالى ادّعاء للعلم والفضيلة، بل ائتمار لقوله تعالى: وأما بنعمة ربّك فحدّث، فليكن هذا آخر الكتاب،
وقد أمليته على بعض من الأصحاب مع كلال البصر، وكمال الحصر، وقلة الفطن، وضيق العطن، ووقوعي في زاوية الخمول والنسيان، والانقطاع عن الإخوان والخلان، والحمد لله على كل حال، وله الشكر على الإنعام والإفضال.
وقد فرغت من إملائه يوم السبت آخر شهر رمضان المبارك في تاريخ سنة خمس وستين وتسعمائة بمدينة "قسطنطينية" المحميّة، حماها الله تعالى في ظلّ واليها عن الآفات والبلية، وحفّها بالميامن البهية والبركات السنية.
والحمد لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا، والصلاة على نبيه محمد وآله وصحبه متوافرا متكاثرا، ورضي الله سبحانه وتعالى عنا وعن العلماء العاملين والمشايخ الزاهدين والفقراء القانعين، ورحم الله تعالى أسلافنا، وأبقى بمنّه أخلافنا، إنه الحنّان المنّان ذو المنّ والإحسان، ورضي الله تعالى عن الأصحاب والأحباب الذين اجتهدوا في جمع هذا الكتاب، وعن كافّة المسلمين أجمعين بحرمة نبيه محمد الأمين وآله وصحبه الأكرمين، ولنختم الكلام ببعض من جوامع الأدعية المروية عن سيد الأنام عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام.
اللّهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا، ربّ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، واجب دعوتي، وثبّت حجتي، وسدّد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وذكر في بعض الكتب بعض مؤلّفاته، فمنها: كتاب "موضوعات العلوم"، جمع منه فوائد كثيرة، واختصر "حاشية خطيب زاده" على "حاشية التجريد" للسيّد، واختصر "الكافية"، كتاب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية"، وهو كتاب لطيف، صنّفه بعد أن كفّ بصره، وهو دال على وسع اطلاعه على أخبار الناس، وأحوال الأفاضل، ودالّ على قوّة الحافظة، لأن أكثره متلقف من أفواه الرواة، ونقلة الأخبار، من غير كتاب يستمدّ منه، ويعتمد عليه؛ لأن "الديار الرومية" ليس لها تاريخ يجمع علماءها، وأوصاف فُضلائها، وما أحوجها إليه، وما أقلّ رغبة أهلها في علم الأدب، وأقلّ تعريجهم عليه.
وله أيضًا تجريداتٌ في بعض العلوم، تركها مسوّدة، لما عرض له من العمى، رحمه الله تعالى.
ورأيتُ في "ذيل الشقائق"
(1)
لبعضهم، أن وفاته كانتْ في ليلة الاثنين، تاسع عشري رجب الفرد، سنة ثمان وستين وتسعمائة، - تغمّده الله تعالى برحمته ورضوانه -.
ومن أولاده: فخرُ القضاة والمدرّسين، عمدة الفضلاء والمحقّقين، كمال أفندي، قاضي مدينة "سلانيك" الآن، ممن يوصف بالعلم، والفضل، والدين، والورع، والتعفّف عن كثير مما جرتْ عادة قضاة الزمن بتناوله. ولم أجدْ حين كتابتي لهذه الترجمة مَنْ يشرح لي أحواله مفصّلة، فأكتب ما يليق به، وإن شاء الله تعالى إذا رأيته، وتيسّر لي أن أساله عن ترجمة نفسه، وعن ما يعرف من أخبار آبائه وأجداده، مما يتعيّن كتابته في تراجمهم، وتيسّر له إفادة ذلك، لا أهمل إعطاء كلّ حقّه، وإنما أكتبه بالفاء والواو، وإن تعسّرتْ أو تعذّرتْ ملاقاة الكمال، ورأيت أحدًا يعرف مقامات الرجال،
(1)
هو العقد المنظوم: انظره في 2: 203، 214
ويعتمد عليه في رواية ما يقال، لا أهمل شيئًا مما يتصل بعلمي، أو يغلب عليه الصدق في ظنّي.
* * *
636 - الشيخ الفاضل أحمد بن مصطفى بن عبد الرحمن الكُمُشْخَانَوِي النقشبندي، الخالدي، (ضياء الدين)
*.
صوفي، محدّث، واعظ.
ولد في "كمشمخانة" بولاية "طربزون"، سنة 1227 هـ، ورحل إلى "القسطنطينية"، وبقي بها يحدّث، ويؤلّف، ويعظ إلى أن توفي في 7 ذي القعدة سنة 1311 هـ.
من تآليفه: "جامع المتون" في ألفاظ الكفر وتصحيح الاعتقاد والأعمال، "روح العارفين ورشاد الطالبين" في التصوّف، "راموز الأحاديث" على ترتيب حروف الهجاء، "جامع الأصول" في الأولياء وأنواعهم وأصنافهم، وأصول كل طريق، و"دواء المسلمين" في الوعظ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 178.
وترجمته في هدية العارفين 1: 194، وفهرست الخديوية 2: 23، 119، 140، 7/ 1: 350، وفهرس التيمورية 2: 221، والمكتبة البلدية 44، وفهرس التصوّف 13، واكتفاء القنوع 492، ومعجم المطبوعات 1569، 1570 والتحرير الوجيز 26 - 28، وفهرس الأزهرية 1: 470، 548، وإيضاح المكنون 1: 357، 546، والأعلام الشرقية 78:1.
637 - الشيخ الفاضل أحمد بن مصطفى بن عثمان الخادمي، الرومي، مدرّس، كان يدرّس بـ "خادم
" *.
له حاشية على "مرآة الأصول شرح مرقاة الوصول" لمنلا خسرو.
توفي في حدود 1165 هـ.
* * *
638 - الشيخ الفاضل أحمد بن مصطفى بن محمد بن مصطفى قرّه خوجه الألتوسيتونسي
*.
فقيه. ولد في جمادى الثانية بـ "تونس" سنة 1074، وتوفي في ذي القعدة سنة 1138 هـ.
من تصانيفه: "أعلام الأعيان".
* * *
639 - الشيخ الفاضل أحمد بن مصطفى الرومي، المعروف بإمام زاده
* *.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 178.
وترجمته في هدية العارفين 1: 175، وإيضاح المكنون 2:457.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 179.
* * راجع: معجم المؤلفين 177:2. وترجمته في إيضاح المكنون 1: 3.
له "شرح آداب الكفوي".
توفي سنة 1197 هـ.
* * *
640 - الشيخ الفاضل أحمد بن مصطفى العُمَري الحلبي
*.
كان مفتيا في الجيش العثماني، ثم ولي مشيخة الخانقاه الشاذلي، في قرية "علي بك" في "كَاغِدْخَانه" بـ "إستانبول"، وألّف شرح "قواعد التصوّف" لزرُّوق.
قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى: سمعتُ منه حديثَ الرحمة المسلسل بالأولية، وهو من السيّد أحمد الأروادي بسنده المعروف، وكان جارهم بـ "طرابلس الشام"، وقد أجازني بمروياته بإجازة مخطوطة في نحو عشرين ورقة، إلا أنها ليستْ بمتناول يدي اليوم. وكان يقول: إني لم أحظ بالإجازة من السيّد الأروادي مباشرة، مع سماعي المسلسل بالأولية منه، وإجازتي بمرياته بواسطة بعض تلاميذه.
أصله من "حَلَب"، ثم أقام برهة بـ "طرابلس الشام"، ثم أتى "الآستانة"، ورأيت عنده عدّة كتب من مؤلّفات السيّد الأروادي.
توفي بـ "إستانبول" سنة 1334 هـ عن نحو 87 سنة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز ص 65 - 66.
641 - الشيخ الفاضل أحمد بن مصطفى القونوي، النقشبندي، المعروف بسعدي
*.
مفتي "أدرميد".
من مؤلّفاته: "أنامل الرسائل" حاشية على المرآة، و"حمائل الوسائل في ترجمة الرسائل"، و"دلائل المسائل في شرح أنامل الرسائل".
توفي سنة 1299 هـ.
* * *
642 - المولى شمس الدين أحمد ابن الشيخ مصلح الدين المشتهر بمعلّم زاده
* *.
كان الشيخ مصلح الدين المزبور من المشايخ المقبولة في الدولة العثمانية على ما ذكر مفصّلا في "الشقائق النعمانية".
ينتهي نسبُه إلى قطب العارفين وقدوة الواصلين العمدة المفخَّم الشيخ إبراهيم بن أدهم.
قرأ رحمه الله في أوان طلبه على المولى سعد بن عيسى بن أمير خان، ثم صار معيدا لدرس المولى محي الدين المشتهر بدابة، وهو مدرّس بإحدى المدارس الثمان، وكان له عنده رتبة جليلة، ومنزلة جزيلة.
* راجع: معجم المؤلفين 179:2. وترجمته في هدية العارفين 1: 190.
* * راجع: العقد المنظوم ص 425.
يحكى أنه مرض، وهو يسكن في بعض الحجرات، فعاده المولى المرحوم فيها ثلاث مرّات، ولما صار ملازما منه درّس أولا بـ "مدرسة بايزيد باشا" بمدينة "بروسه" بعشرين، ثم بـ "مدرسة واجد باشا" بـ "كوتاهيه" بخمسة وعشرين، ثم بـ "مدرسة القاضي الأسود بتره" بثلاثين، ثم بـ "المدرسة الخنجرية" في "بروسه" بأربعين، ثم بـ "المدرسة المشهورة بمناستر" في "المدينة المسفورة" بخمسين، ثم نقل إلى "مدرسة رودس" بالوظيفة المزبورة، ثم عاد إلى "مغنيسا" بسبعين، ثم قلّد قضاء "حلب"، ثم نقل إلى قضاء "بروسه"، ثم صار قاضيا بالعسكر في ولاية "أناطولي"، وبقي فيه عدّة أشهر، فنقل إلى قضاء العسكر في ولاية "روم إيلي"، ودام فيه خمس سنين.
كان بينه وبين عطاء الله معلّم السلطان مصاهرة واتصال، فحصل له بسببه شوكة العظمة والإقبال، فنال ما نال من الأمتعة والأموال، ولم يقدرْ أحد على المعارضة والسؤال، إلى أن أشرف المولى عطاء الله جلبي على الموت والانتقال، فتحرّك عداه، واغتنموا الفرصة على أذاه، ودبّ عقاربهم، وقام أباعدهم وأقاربهم، وسعوا فيه، حتى عزل، وأفل بدره، لكن رفع من الجهة الأخرى قدره، فعيّن له كلّ يوم مائتا درهم، وكان العادة والقانون في وظيفة أمثاله مائة وخمسين.
وتوفي في ربيع الأول سنة ثمانين وتسعمائة، وقد أناف عمره على سبعين سنة، وقد اتفق موته على هيئة مرضية وصفة رضية، تدلّ على حسن خاتمته وسعادته في عاقبته.
يحكى أنه قام ضحوة يوم، فتوضّأ، وأسبغ الوضوء، ولبس الألبسة النظيفة، وصلّى ركعات، وأخذ بيده سبحة، واضطجع على فراشه، واشتغل بالتسبيح والتهليل، فعاجله سهم المنية، وهو على تلك الفعلة السنية، فانتقل
إلى جوار ربّه الصمد، ولم يشجر بموته من الحاضرين أحد، ونقل جسده من هذه الرباع المانوسة إلى حظيرة في فناء مسجده الذي بناه في مدينة "بروسه"، ووقع في هذا اتفاق غريب، هو أني كنت أكتب ترجمة المولى محي الدين المشتهر بعرب زاده، وقد انتهيت إلى قولي فيها، وارتحل راية عزّه منكوسة إلى دار الملك "بروسه" إذ جاء واحد من طلبته، وأخبرني بموته، وقال هذه سفينته التي تذهب إلى "بروسه" كان رحمه الله عالما، فاضلا، محقّقا، كاملا، مشاركا في العلوم العقلية، مبرزا في الفنون الشرعية النقلية، له بالفقه ألفة أيّ ألفة، قادر على الإفتاء بغير كلفة.
وكان لين الجانب، مجبولا على اللطف والكرم، مطبوعا على أحسن الشيم، غير أن فيه طمعا زائدا، وحرصا وافرا، سامحه الله أولا وآخرا.
* * *
643 - الشيخ الفاضل أحمد بن مُضَر
*.
قال في "الجواهر": قال في "الفتاوى" رؤية الله تعالى في المنام، تكلّم فيه المشايخ، فقال أكثر مشايخ "سمرقند": لا يجوز، حتى قيل لأحمد بن مضر: إن الرجل يقول: رأيتُ الله في المنام.
فقال أحمد: إن مثل الإله الذي رآه في المنام كثير ما يراه الناس في السوق كلّ يوم.
وقال أبو منصور الماتريدي: هو شرٌ من عبادة الوَثَن.
* راجع: الطبقات السنية 2: 110.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 258، وفيه:"أحمد بن مضى".
في الأصول: "الرجى"، وفي الجواهر:"الرحبى"، ولعل الصواب ما أثبته.
واستحسن جواب أحمد، والسكوت في هذا الباب أحسن. انتهى.
* * *
644 - الشيخ الفاضل أحمد بن منصور، أبو نصر الإسْبيجابي، القاضي
*.
أحد شرّاح "مختصر الطحاوي".
كان من المتبحّرين في الفقه، ودخل "سمرقند"، وجلس للفتوى، وصار المرجع [إليه] في الوقائع، وانتظمتْ له الأمور الدينية، وظهرتْ له الآثار الجميلة.
ووجد بعد وفاته صندوق له، فيه فتاوى كثيرة، كان فقهاء عصره أخطأوا فيها، فوقعتْ عنده، فأخفاها في بيته، لئلا يظهر نُقصانهم، وما تركها في أيدي المستفتين، لئلا يعملوا بغير الصواب، كتب سؤالاتهم ثانيًا، وأجاب على الصواب.
قال في "الجواهر": ولم يذكر السمعاني هذه النسبة. انتهى.
قلت: ستأتي في "الأنساب" بينة على وجه الصواب، إن شاء الله تعالى.
* راجع: الطبقات السنية 2: 111.
وترجمته في معجم المؤلفين 2: 183، والجواهر المضية برقم 260، والفوائد البهية 42، وكتائب أعلام الأخيار برقم 294، كشف الظنون 1: 563، ونسبته إلى أسبيجاب، بفتح فسكون فكسر، هكذا ضبطه المصنف في "الأنساب"، وتبع في هذا ياقوت، وجعله ياقوت بالفاء مكان الباء. وضبطه اللكنوي في "الفوائد البهية" بكسر الألف، وتبع في هذا ابن السمعاني. انظره مع اللباب 1:44.
وأما تاريخ وفاته فلم أقفْ عليه، لكن رأيتُ بخطّ بعضهم أنه بعد الثمانين وأربعمائة، والله تعالى أعلم.
قلت: وكانت وفاته على ما في "كشف الظنون" سنة ثمانين وأربعمائة. ونسبته إلى "إسبيجاب" بكسر الألف وسكون السين المهملة، وكسر الباء الموحدة، بعدها مثناة تحتية، ثم جيم ثم ألف ثم باء موحدة، كذا ذكره القارئ، نقلًا عن المجد، وضبطه السمعاني بالفاء موضع الباء الأولى، وقال: إنه بلدة كبيرة من "ثغور الترك".
في "معجم المؤلفين" 183:2 من تصانيفه: "شرح مختصر الطحاوي"، و"شرح على كتاب الصدر ابن مازه" على ترتيب الدبَّاس لـ "الجامع الصغير" للشيباني، و"شرح الكافي"، و"فتاوى"، وكلّها في فروع الفقه الحنفي.
في كشف الظنون، أنه في الثمانين وأربعمائة.
* * *
645 - الشيخ الفاضل أحمد بن منصور الفقيه، الحافظ الطبري
*.
المستوطن بـ "سمرقند".
قال في "الجواهر": قال الأسبيجابي أحمد بن منصور أبو نصر، في آخر "شرحه" لـ "مختصر الطحاوي": وكان الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن بكر
* راجع: الطبقات السنية 2: 111، 112.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 261، وفيه:"المظَفَّري" مكان "الطبري"، وفي نسخة منه:"الطبري" كما هنا.
في الجواهر المضية: "في كلام له".
نشر هذه المسائل، وكان في نشرها وذكرها سابقًا إمام كلّ عصر، وقوام كلّ دهر، إلا أنه لم يجمعْها في مؤلّف، وبعده الشيخ الفقيه الحافظ أحمد بن منصور الطبري، المتوطّن بـ "سمرقند"، - أكرمه الله تعالى في الدارين -، جمعها على غاية من التطويل، وهو في كل ذلك مفيد، وفي جمعها مجيد. ثم أشار بعد ذلك في كلامه إلى أنه هذّب هذا منها، والله أعلم.
* * *
646 - الشيخ الفاضل أحمد بن موسى بن علي، أبو العبّاس، الجلَّاد الفرضي، النحلي
*.
قال الخزرجي: كان فقيهًا، فاضلًا في مذهب الإمام أبي حنيفة، إمامًا في الفرائض والجَبْر والحساب، وله مصنّفات مفيدة.
أخذ عن والده، وغيره، وانتفع به خلق كثير، لاسيّما في الفرائض، والحساب، والهندسة.
وكانتْ ولادته في الثامن والعشرين من ذي الحجّة،
(1)
[في آخر سنة سبعمائة، وتوفي في الثامن عشر من ذي الحجّة] سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 112.
وترجمته في العقود اللؤلؤية 2: 218.
(1)
تكملة من العقود اللؤلؤية.
647 - الشيخ الفاضل أحمد بن موسى بن عمرو، أبو العبّاس الحلبي، شهاب الدين
*.
مدرّس "الفَارَقَانية"،
(1)
بـ "القاهرة"، بعد الشيخ نجم الدين إسحاق الحلبي،
(2)
ودرّس، وأفتى.
ومات بالمدرسة المذكورة في العشر الأخير من رمضان سنة ثلاث وسبعمائة، ودفن بتربة الإمام أبي العبّاس الظاهري، خارج "باب النصر"، بوصية منه لابن أخيه كمال الدين البِسْطامي، وأراد شمس الدين السروجي أن يدفنه بتربته بـ "القَرَافة"، وما أمكن مخالفة كمال الدين، فلمَّا رفع النعش توجّهوا به إلى ناحية "باب زويلة"، فدار النعش بقوّة إلى ناحية "باب النصر"، فتوجّهوا به إلى حيث أوصى أن يدفن.
* راجع: الطبقات السنية 2: 112، 113.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 263، والدرر الكامنة 1: 343، وفي الجواهر "أحمد بن موسى بن محمود"، وانظر حاشيته.
(1)
هي مدرسة الأمير آق سنقر الفارقاني، ذكر المقريزي أن بابها شارع في سويقة حارة الوزيرية،، أنها فتحت سنة ست وسبعين وستمائة، وبها دروس للشافعية والحنفية.
والمدرسة لا تزال موجودة، وهي بشارع درب سعادة، على رأس سكة النبوية، بقسم الدرب الأحمر، وتعرف الآن باسم جامع مد أغا أو جامع الحبشلي، مجددها. حواشي النجوم الزاهرة 7:262.
(2)
هو إسحاق بن علي بن يحيى، وتأتي ترجمته برقم 456.
وكان - رحمه الله تعالى - إمامًا عالمًا، عاملًا، مُكبًا على العبادة، إلى أن تُوفي، رحمه الله تعالى.
* * *
648 - الشيخ الفاضل أحمد بن موسى بن عيسى بن مأمون الكشي
*.
فقيه.
من تصانيفه: "مجموع النوازل والحوادث والواقعات" في فروع الفقه الحنفي.
توفي في حدود 550 هـ.
قلت: قال في "الكشف": "مجموع النوازل" كتاب لطيف في فروع الحنفية، للشيخ الإمام أحمد بن موسى بن عيسى بن مأمون الكشني. ظنّ ابن نجيم أنه لعلي الكشني. وليس كذلك، كما نبّه عليه تقي الدين، أوله: الحمد لله الذي شرفنا بسيّد الأصفياء. إلخ. ذكر أنه جمعه من فتاوى، منها:"فتاوى أبي الليث السمرقندي"، و"فتاوى أبي بكر بن الفضل"، و"فتاوى أبي حفص الكبير"، وغير ذلك. انتهى.
وسيأتي ضبط لفظ الكشني في ترجمة الحسن بن نصر بن إبراهيم الكشني.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 190، 2:189.
وترجمته في كشف الظنون 1606.
649 - أحمد بن موسى بن يزداد القُمّيّ
*.
القاضي. والد محمد، الآتي في بابه، إن شاء الله تعالى.
* * *
650 - العالم العامل الكامل الفاضل المولى شمس الدين أحمد بن موسى الشهير بالخيالي
* *.
كان رحمه الله تعالى عالما، عاملا، فاضلا، تقيّا، نقيّا، زاهدا، متورّعا، وكان أبوه قاضيا.
قرأ عنده بعض العلوم، ثم وصل إلى خدمة المولى حضربك جلبي، وهو مدرّس بسلطانية "بروسه"، وصار معيدا لدرسه، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس،
* راجع: الطبقات السنية 2: 113.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 264.
وكانت وفاة ولده، على ما يأتي، سنة إحدى وستين وثلاثمائة، فالمترجم من رجال القرن الرابع.
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 220 - 225.
وترجمته في الطبقات السنية 2: 113، 114، والبدر الطالع 1: 121، 122، شذرات الذهب 7: 344، الفوائد البهية 43، كتائب أعلام الأخيار برقم 700، كشف الظنون 1: 347، 2: 1144، 1145، 1348، 1781، 1857، 2023.
ولقبه في الفوائد البهية "شمس الدين".
ثم انتقل إلى "مدرسة فلبه"، وكان له كلّ يوم ثلاثون درهما، وكان المولى ابن الحاج حسن في ذلك الوقت قاضيا بمدينة "كليبولي" فأخذ له الوزير محمود باشا من السلطان محمد خان مرادية "بروسه"، فحسده المولى الخيالي على ذلك، وكتب إلى الوزير محمود باشا كتابا، وأرسَلَه إليه، وأوردَ فيه هذين البيتين لنفسه أعجوبة في آخر الأيام تبديك صحّة ظفرة النظام، وفساد آراء الحكيم، لأنها في الآن قطع مسافة الأعوام، ولما قرأ الوزير محمود باشا هذين البيتين، قال: إن المولى لا يعرف هذا الرجل، وهو مستحقّ لذلك، ثم إن المولى تاج الدين المشتهر بابن الخطيب لما توفي بـ "أزنيق"
وهو مدرّس بها عرضه الوزير محمود باشا، فتأسّف عليه السلطان محمد خان تأسّفا عظيما، ثم قال للوزير المزبور أطلبْ مكانه رجلا فاضلا شابّا مهتمّا بالاشتغال، فتبادر ذهن الوزير إلى المولى الخيالي، لكن لم يتكلّمْ في ذلك المجلس، ثم عرض المولى الخيالي في مجلس آخر، فقال السلطان محمد خان: أليس هو الذي كتب الحواشي على "شرح العقائد"، وذكر فيها اسمك، قال: نعم، هو ذلك، قال: إنه مستحقّ لذلك، فأعطاه المدرسة المذكورة، وعيّن له كلّ يوم مائة وثلاثين درهما، فلمّا جاء إلى "قسطنطينية" لم يقبل المدرسةَ، لأنه قد تهيّأ للحجّ، فأبرم عليه الوزير محمود باشا، فقال: إن أعطيتني وزارتك، وأعطى السلطان سلطنته، لا أترك هذا السفر، فعرض الوزير محمود باشا على السلطان، فقال: هلا أبرمت عليه، قال: أبرمت، وقال: إن أعطيتني وزارتك لا أترك هذا السفر، ولم يذكر السلطان استحياء من السلاطين، فحزن لذلك السلطان محمد خان، وأمر أن يدرّس معيدُه في تلك المدرسة إلى أن يرجع هو من "الحجاز"، ولما رجع من الحجّ صارَ مدرّسا بها، ولم يلبثْ إلا سنين قليلة، حتى مات. وكان سنّه وقتئذ ثلاثا وثلاثين سنة.
كان رحمه الله تعالى مشتغلا بالعلم والعبادة، لا ينفكّ عنهما ساعة، وكان يأكلُ في كل يوم وليلة مرّة واحدة، ويكتفي بالأقلّ، وكان نحيفا في الغاية، حتى روي أنه كان يحلق سبابته وإبهامه، ويدخل فيها يده إلى أن ينتهي إلى عضده.
وحكى المولى غياث الدين أني لازمته مقدار سنتين، وقرأتُ عليه في بلدة "أزنيق"، ولم أره فرح، ولا ضحك، وكان دائمَ الصمت، مشتغلا بالعبادة، وملاحظة دقائق العلوم، وكان لا يتكلّم إلا عند مباحث العلوم، وقد اجتمعَ يوما مع المولى خواجه زاده في الجامع، وباحث معه، فغلب عليه، فلمّا رجع إلى بيته، قال له بعضُ الحاضرين اليوم غلبتَ على خواجه زاده، فقال: أني ما زلتُ أضربُ على رأس ابن صالح البخيل، وكان يلقّب جدّ المولى خواجه زاده بذلك، قال الراوي: ما رأيتُ ضحكَه إلا في هذه الساعة، يحكى أن المولى خواجه زاده ما نام على الفراش قطّ إلى أن مات المولى الخيالي، خوفا منه لفضله، وقال بعد وفاته: أنا أستلقي بعد ذلك على ظهري، وكان الشيخ عبد الرحيم المرزيغوني خليفة الشيخ زين الدين الخافي لقّن المولى الخيالي كلمةَ الذكر بالجامع الجديد بـ "أدرنه"، رأيتُه مكتوبا بخطّه على ظهر بعض كتبه التي بخطّه، وهو كتاب "التلويح".
وله من المصنّفات حواش على "شرح العقائد النسفية"، سلك فيها مسلكَ الإيجاز، يمتحن به الأذكياء من الطلّاب، وهي مقبولة بين الخواصّ وشهرتها تغني عن مدحها، وحواش على أوائل "حاشية التجريد"، وله شرح لـ "نظم العقائد" لأستاذه المولى حضر بك، ولقد أجاد فيه، وأحسن ورأيتُ بخطّه "كتاب التلويح"، وكتب في حواشيه كثيرا من كلماته الشريفة، ورأيتُ أيضًا بخطّه "تفسير القاضي البيضاوي"، كتب على حواشيه كثيرا من أفكاره اللطيفة، - طيّب الله تعالى مهجعه، ونوّر مضجعه -.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية": قد انتفعت بـ "حواشيه على شرح عقائد النسفي"، وهي حواش نفيسة مشتملة على فوائد غريبة بعبارات موجزة، تشتمل على معان لطيفة. وقد تداولها علماء زماننا بالدرس والتدريس. وذكر صاحب "الكشف" عند ذكر حواشي "شرح التجريد" أن وفاة الخيالي سنة سبعين وثمانمائة. وعند ذكر حواشي "شرح عقائد النسفي" أنه مات بعد سنة ستين وثمانمائة. وأن تاريخ تأليفها آخر رمضان سنة اثنتين وستين وثمانمائة. أولها: أما بعد الحمد لمستأهله. إلخ.
* * *
651 - الشيخ الفاضل أحمد بن ناجِم
*.
روى عن نصير
(1)
بن يحيى، عن الحسن بن مُسْهِر عن محمد بن الحسن، أنه قال: جواز إجازة الظئر دليل على فساد بيع لبنها؛ لأنه لما جازت الإجارة ثبت أن سبيله سبيل المنافع، وليس سبيل الأموال، لأنه لو كان مالًا لم تجز إجارته، ألا ترى، لو أن رجلًا استأجر بقرة على أن يشرب لبنها لم تجزْ الإجازة.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 114، 115.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 266، كما هنا، غير أن عبد القادر أسند ذلك عن "شرح الجامع الصغير" لأب الليث، وسمّاه "أحمد بن ناجم" قال:"قال أبو الليث، في شرح الجامع الصغير" سمعتُ الفقيه أبا جعفر يقول: سمعت الفقيه أبا القاسم أحمد بن ناجم، قال: قال لي نصر بن يحيى. . .".
(1)
في نسخة عن الجواهر المضية: "نصر"، وقد ترجمه المصنف فيما بعد فيمن اسمه نصير بالتصغير، قال: ويقال له: نصر.
652 - الشيخ الفاضل أحمد بن ناصر بن طاهر، أبو المعالي، العلامة برهان الدين الحُسيني
*.
ذكره البِرْزَالي، فقال: كان إمامًا علامة، زاهدًا، عابدًا، مفنّنًا، وعنده انقطاع، وعبادة، وزهد، ومعرفة بالتفسير، والفقه، الأصول.
صنّف "تفسيرًا" في سبع مجلّدات، وصنّف في أصول الدين "كتابًا"، فيه سبعون مسألة.
وذكره الذهبي في "طبقات الصوفية"، وذكر أنه سمع من ابن اللّتِّيِّ، وغيره، وأنه ساح مدّة في "برية الخطا". قال: وكان إمام محراب الحنفية بـ "دمشق".
وتوفي ببيته، في "المنارة الشرقية"، وترك دنيا واسعة، وتجارات. انتهى.
وكانتْ وفاته في شوّال، سنة تسع وثمانين وستمائة.
* * *
653 - الشيخ الفاضل أحمد بن نصر
* *.
حدّث بكتب أبي حنيفة، وأبي يوسف، عن أبي سليمان الجوزجاني، عن محمد ابن الحسن، سمعها أحمد بن إسماعيل بن جبريل.
* راجع: الطبقات السنية 2: 115.
وترجمته في تاج التراجم 11، والجواهر المضية برقم 267، وكشف الظنون 1: 443، والوافي بالوفيات 8: 209، وفي التاج:"ابن ظاهر" مكان "ابن طاهر"،
* * راجع: الطبقات السنية 2: 115.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 268.
أورد ذلك ابن ماكولا. كذا في "الجواهر المضية".
* * *
654 - الشيخ الفاضل أحمد بن نصر، أبو نصر، اللَّبَّاد، النَّيْسَابوري
*.
شيخ الحنفية بها، أستاذ إبراهيم بن محمد الخِدَامِي
(1)
النَّيْسَابوري. ذكره في "الجواهر"، ثم قال: لعلّه أحمد بن محمد بن نصر، المذكور قبله. انتهى.
قلت: مراده بقَبْلَه، القبيلة المطلقة، أي المذكور سابقًا، فيمن اسمه أحمد بن محمد بن نصر.
(2)
انتهى.
* * *
655 - الشيخ الفاضل أحمد بن نَعْسَان، الإمام الفاضل، شهاب الدين أبو العبّاس، البِصْرَاوي
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 116. وترجمته في الجواهر المضية برقم 269.
(1)
في الأصول: "الجلاسي"، والتصويب من الجواهر، وانظر حاشيته. وتقدمت ترجمته برقم 67.
(2)
تقدم برقم 369.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 116.
وترجمته في العقد المنظوم 2: 372، 373.
قال اليُوْنِييني: مولده في سنة أربع وأربعين وستمائة، بـ "الكفير"، من عمل "بُصْرى"، وكان فاضلًا، ملازمًا للاشتغال والمطالعة، وحجّ مرّات، ودرّس بـ "المدرسة الدماغية"،
(1)
وكان مواظبًا على الشهادة، والتردّد إلى القضاة.
وحدّث عن القاضي شمس الدين بن عطا، بأحاديث من "المسند"، و"العلامات". انتهى.
ومات سنة أربع عشرة وسبعمائة، بـ "المدرسة الشبلية"، ظاهر "دمشق"، ودفن ضُحى يوم الأحد، بسفح "قَاسِيُوْن"، رحمه الله تعالى.
* * *
656 - الشيخ العالم الفقيه أحمد بن نعيم بن مقيم الكشميري
*.
أحد العلماء المشهورين.
ولد، ونشأ ببلدة "سري نغر" وقرأ العلم على القاضي جمال الدين الكشميري، وأخذ القراءة والتجويد عن القارئ عباد الله، ثم صحب الشيخ محمد أكبر الهادي، وأخذ عنه الطريقة، ولازمه ملازمة طويلة، ثم جلس على مسند الإرشاد، وحصل له القبول العظيم في بلاده "كشمير"، وكان متصلّبا
(1)
في الأصول: "الدياغية"، ولا توجد مدرسة بالشام بهذا الاسم، إنما هي الدماغية. انظر: الدارس 1: 236.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 44.
في الدين، طويل اللسان على أهل الأهواء والمشركين، لا يهاب أحدا، وله رسائل في التجويد والسلوك.
مات لسبع عشرة من رجب سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في "تاريخ كشمير" لمحمد الدين اللاهوري.
* * *
657 - الشيخ الفاضل أحمد بن نور الدين بن حمزة، الشهير بابن ليسي الرومي
*.
أحد فضلاء "الديار الرومية".
قرأ على علماء عصره، ودرّس بإحدى الثمان، وغيرها، وولي قضاء "مصر" مرّتين، وكان ذا ثروة عظيمة، وكتب كثيرة.
توفي سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، تغمّده الله تعالى برحمته.
* * *
658 - الشيخ الفاضل أحمد بن هارون بن إبراهيم، أبو العبّاس
،
* راجع: الطبقات السنية 2: 116.
وترجمته في العقد المنظوم 2: 372، 373، وفي س:"لبس" مكان "ليس"، وفي العقد:"المشتهر بليس زاده".
الفقيه الحاكم، المعروف بالتبان *.
سكن "نيسابور"، وسمع بها؛ أبا القاسم عبد الرحمن بن رجاء البزديغري، وأبا نصر أحمد ابن محمد بن نصر، وأبا الفضل العبّاس بن حمزة، وغيرهنم، وبـ "مروا"؛ يحيى بن سامويه بن عبد الكريم الدهلي، وأقرانه، وبـ "الري"؛ علي بن الحسن بن الجنيد، ومحمد بن أيوب، وأقرانهما، وبـ "العراق"، عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأقرانه، وبـ "الحجاز"؛ علي بن عبد العزيز البَغَوي.
سمع منه الحكم، وذكره في "تاريخ نيسابور"، وقال: شيخُ أصحاب أبي حنيفة، ومفتيهم في عصره.
توفي يوم الأحد، الثاني من رجب، سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وشهدت جنازته في ميدان الحسين، وصلّى عليه ابنه أبو صادق.
وذكره السمعاني، في باب التبّان، نسبة إلى بيع التبن، قال: والمنسوب إليه أبو العبّاس التبّان، إمام أصحاب أبي حنيفة بـ "نيسابور".
* * *
659 - الشيخ الفاضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى
بن
* راجع: الطبقات السنية 2: 117.
وترجمته في الأنساب 103، والجواهر المضية برقم 270، واللباب 1: 168، وفي الجواهر في نسبه "المزني".
في الأصول: "البرديعوني"، وبزديغر: قرية من قرى نيسابور. اللباب 1: 119.
زُهير أبو الحسين، العُقيلي، الحلبي *.
مولده سنة أربع وخمسين وأربعمائة.
حدث بـ "حلب"، عن أبيه.
ومات سنة أربع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
660 - الشيخ الفاضل أحمد بن هبة الله بن أسعد بن عبد الله، أبو العبّاس المعروف بابن البختي
* *.
قال ابن النجّار: سمع أبا البركات عبد الوهّاب الأنماطي، وأبا الوقت عبد الأول، وحدّث.
روى لنا عنه عبد الله بن أحمد المقري "مشيخته".
وقال لنا عبد الجبّار: توفي في أول رجب، من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 118.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 271، وقد استوفى عبد القادر نسبه في ترجمته.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 118.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 272.
661 - الشيخ الفاضل أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد بن سعد بن مقلد بن صالح بن مقلد بن علي بن يحيى بن أبي جعفر أحمد بن عُبيد الجبراني - وأحمد بن عُبيد هذا هو أخو أبي عبادة الوليد بن عبيد البحتري الشاعر - النحوي المقري
*.
كذا ذكره ابن شهبة
(1)
في "طبقات النحاة واللغويين".
وقال في "الجواهر": أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد الجبراني المغربي النحوي.
حدّث عن أبيه، وعن أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي.
مولده سنة إحدى وستين وخمسمائة.
ومات بـ "حلب"، سنة ثمان وعشرين وستمائة،
(2)
دفن تحت "جبل جوشن".
(3)
* راجع: الطبقات السنية 2: 119.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 394، والتكملة لوفيات النقلة 5: 430، 431، والجواهر المضية برقم 273، ومعجم البلدان 2: 20، والوافي بالوفيات 8:227.
(1)
يعني ابن قاضي شهبة.
(2)
في بغية الوعاة أن وفاته كانت سنة ثمان وستين وستمائة.
(3)
جوشن: جبل مطل على حلب، في غريبها. معجم البلدان 2:155.
ذكره المنذري، في "التكملة"، وقال: لنا عنه إجازة، كُتبت لنا عنه من "حلب"، سنة خمس وعشرين وستمائة. انتهى.
قال ابن شُهبة: والجبراني؛ بكسر الجيم، ثم موحدة ساكنة، ثم راء، وبعد الألف نون: نسبة إلى بيت جبر بن قُورسْطايا،
(1)
من قرى "حلب"، من ناحية "عزاز"، على غير قياس، وتعرف بجبرين الشمالي أيضًا، ذكره كذلك أبو العلاء الفرضي، وقال الذهبي: الجبراني، بفتح الجيم ويشكله بعضهم بضمنها. انتهى ما قاله ابن شهبة، ومن خطّه نقلت.
وذكره الحافظ جلال الدين السيوطي، في "طبقات النحاة"
(2)
، وأثنى عليه، بنحو ما هنا، والله أعلم.
* * *
662 - الشيخ الفاضل أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى، أبو الحسن بن أبي جرادة
*.
والد الصاحب كمال الدين، وهو ابن أخي أحمد بن هبة الله، الذي تقدّم ذكره قريبًا
(3)
.
(1)
في الأصول: "قرب شطايا"، التصحيح عن معجم البلدان 2: 19، 20.
(2)
وذكر أنه بفتح الميم.
* راجع: الطبقات السنية 2: 120.
وترجمته في "الجواهر المضية"، برقم 274، والوافي بالوفيات 8:224.
(3)
برقم 407.
مولده بـ "حلب" سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
سمع أباه، وغيره، وولي القضاء بـ "حلب".
وتوفي سنة ثلاث عشرة وستمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
663 - الشيخ الفاضل أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي، أبو الحسن، قاضي القضاة عُرف بابن العديم
*.
وأهل بيته فيهم العلم، والرياسة، وهو والد محمد الآتي، وجدّ ابنه عبد العزيز، وعبد العزيز هذا هو والد عمر، وجدّ ابنه محمد، وسيأتي كلّ منهم في بابه، إن شاء الله تعالى.
قال في "الجواهر": أظنّه الذي قبله، والله أعلم.
* * *
664 - الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن أحمد بن زيد
بن
* راجع: الطبقات السنية 2: 120. وترجمته في الجواهر المضية برقم 275.
ناقه الكوفي الإمام، الفقيه، النحوي *.
قال: في "الجواهر": رأيت له "المسائل الكوفية للمتأدّبة الكرخية" نحوًا من كراسة،
(1)
وذكر أنه رأى في آخرها طبقة سماع عليه بـ "بغداد"، تاريخها يوم الأربعاء، ثاني جمادى الأولى، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة
(2)
.
* * *
665 - الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن أيوب بن حسن بن عطاء شهاب الدين
* *.
ولد سنة. . . . .
(3)
وسمع من عبد الوهّاب بن محمد المقدسي "جزء الحريري"، صاحب "المقامات"، وحدّث.
* راجع: الطبقات السنية 2: 121.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 395، والجواهر المضية برقم 276، وكشف الظنون 2: 670، والوافي بالوفيات 8: 231، 232.
(1)
نقل عبد القادر طرفا مما جاء في مقدمة هذا الكتاب.
(2)
في بغية الوعاة، أنه ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة، ومات سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 123.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 350، وقد قالها المصنف على ما اعتورها من نقص، في ذكر مولده ووفاته.
(3)
بياض بالأصول.
ومات سنة. . .
(1)
، رحمه الله تعالى.
* * *
666 - الشيخ الفاضل أحمد بن يحيي بن أبي بكر بن عبد الواحد، الإمام الأديب، أبو العبّاس، شهاب الدين الشهير بابن أبي حَجَلة
*.
ذكره ابن حجر في "إنباء الغمر"، فقال: ولد بزاوية "جدّه" بـ "تلمسان"، سنة خمس وعشرين وسبعمائة، واشتغل.
ثم قدم إلى الحجّ فلم يرجع، ومهر في الأدب، ونظم الكثير، ونثر، فأجاد، وترسّل، ففاق، وعمل "المقامات"، وغيرها.
وكان حنفيّ المذهب، حنبليّ المعتقد، وكان كثير الحطّ على الاتحادية، وصنّف كتابًا عارض "قصائد ابن الفارض" بقصائد
(2)
كلّها نبوية، وكان يحطّ عليه، لكونه لم يمدح النبي صلى الله عليه وسلم، ويحطّ على نحلته، ويرميه، ومَنْ يقول بمقالته بالعظائم، وقد امتحن بسبب ذلك على يد السراج الهندي.
(1)
بياض بالأصول.
* راجع: الطبقات السنية 2: 124 - 128.
وترجمته في إنباء الغمر 1: 108 - 110، وإيضاح المكنون 1: 136، وحسن المحاضرة 1: 571، 572، والدرر الكامنة 1: 350 - 352، وشذرات الذهب 6: 240، 241، وكشف الظنون 1: 46، ومفتاح السعادة 1: 229، 230.
(2)
زيادة من الدرر الكامنة، ولم ترد الكلمة التالية فيها.
قال، أعني ابن حجر: قرأتُ بخطّ ابن القطّان، وأجازنيه: كان ابن أبي حجلة يبالغ في الحطّ على ابن الفارض، حتى إنه أمر عند موته، فيما أخبرني به صاحبه أبو زيد المغربي، أن يوضع الكتاب الذي عارض به ابن الفارض، وحطّ عليه فيه، في نعشه، ويدفن معه في قبره، ففعل به ذلك.
وقال: وكان يقول للشافعية: إنه شافعي، وللحنفية: إنه حنفي، وللمحدّثين: إنه على طريقتهم.
قال: وكان بارعًا في الشعر، مع أنه لا يحسن العروض، وعارض "المقامات"، فأنكروا عليه.
وكان كثير العشرة للظلمة، ومدمني الخمر.
قال: وكان جدّه من الصالحين، فأخبرني الشيخ شمس الدين بن مرزوق، أنه سُمّي بأبي حَجَلة، لأن حَجَلة أتتْ إليه، وباضتْ على كمّه.
وولي مشيخةَ الصِّهْرِيْج الذي بَنَاه مَنْجَك.
وكان كثير النوادر، والنكت، ومكارم الأخلاق.
ومن نوادره، أنه لقّب ولده جناح الدين.
وجمع مجاميع حسنة؛ منها: "ديوان الصبابة"، و"منطق الطير"، و"السجع الجليل" فيما جرى من النيل، و"السكردان"، و"الأدب الغض"، و"أطيب الطيب"، و"مواصيل المقاطيع"، و"النعمة الشاملة في العشرة الكاملة"، و"حاطب ليل" عمله: كـ "التذكرة" في مجلّدات كثيرة، و"نحر أعداء البحر"،
(1)
و"عنوان السعادة ودليل الموت على الشهادة"، و"قصيرات الحجال"، وغير ذلك.
(1)
في الإنباء: "والنحر في أعمدة البحار"، وفي الدرر:"نحو أعداء البحر".
وهو القائل:
(1)
نظمي عَلَا وأَصْبَحَتْ
…
ألفاظه مُنَمَّقَهْ
فكلُّ بيتٍ قلتهُ
…
في سطحِ داري طَبَقَهْ
ومن شعره أيضًا:
الطَّرْفُ مِنْ فَقْدِ الكَرَى
…
يَشْكُو الأَسَى إلَيهِ
والخَدُّ من فَرْطِ البُكَا
…
يا ما جَرَى عليْهِ
ومنه في صيرفي:
يا سائِلًا عن حالتي ما حالُ مَنْ
…
أمسى بعيدَ الدارِ فاقدَ إلْفِهِ
بي صَيْرَفيٌ لا يَرِقُّ لحِالَتِي
…
قد مُتُّ مِن جُورِ الزمانِ وَصَرْفِهِ
ومنه في بادهنج:
(2)
وبادَهَنْجٍ لا خَلَتْ
…
دِيارُنا مِن حِسِهِ
كأَنَّهُ متَيَّمٌ
…
يلقَى الهوى بتَفْسِهِ
ومنه أيضًا:
يا بَادَ هَنْجِي لا بَرِحْتَ من الهوى
…
مِثلي على حُبِّ الديارِ مُوَلِّها،
داري بحُبِّك لم تزلْ مَعْشُوقةً
…
خُلِقَتْ هواك كما خُلِقْتَ هَوى لها
ومنه أيضًا، مضمنًا أيضًا:
هَجا الشعراء جَهْلًا بادَهَنْجِي
…
لأن نسميه أبدًا عَلِيلُ
فقال البَادَهَنْجُ وقد هَجَوْهُ
…
إذا صحَّ الهوى دَعْهُم يقُولُوا
(1)
البيتان في الدرر الكامنة 1: 351، والإنباء 1: 109، وشذرات الذهب 6:241.
(2)
البادهنج: المنفذ الذي يجئ منه الريح. شفاء الغليل 47، 48.
ومنه أيضًا في شاذروان:
(1)
وَشَاذَرْوان ماءٍ باتَ يَجْرِي
…
كَعَيْنِ الصَّبِّ رُوِّعَ يومَ بَيْنِ
إذا ما قيل جُدْ بالْما سرِيعًا
…
يقول: نَعَمْ علَى رأسي وعَيْني
وقال، مضمنًا:
قُل للهلال وغَيْمُ الأُفقِ يَسْتُرُهُ
…
حكيتَ طَلْعةَ مَن أهواهُ بالْبَلَجِ
لَكَ البِشارةُ فاخلعْ ما عليك فقدْ
…
ذُكِرْتَ ثمَّ على ما فيك من عوجِ
وله أيضًا:
قالت وقد أنكرت سقامي
…
لم أر ذا السقْم يومَ بَيْنِكْ
لكِنْ أصبابك عينُ غَيْري
…
فقلتُ لا عَيْنَ بعدَ عَيْنِكْ
وله أيضًا:
أَمُعَطِّلَ الكاسَاتِ عن عُشاقِها
…
يكفيكَ بالتعطيل عَيْبًا عائِبًا
ذَهَبْ كُؤُوسكَ بالمدامِ فقد أرَى
…
للناسِ فيما يعشقون مَذاهِبَا
فمتى سلكت مِن الهُمومِ مَهالِكًا
…
صادفتَ في فتح الدنان مَطالِبَا
ومتى امْتَطَيْتَ مِنَ الكُؤُوسِ كُميْتَهَا
…
أَمْسَيْتَ تَمْشي في المسرةِ راكِبا
ومَتَى طَرَقْتَ عَشِيَّ أُنسٍ دَيْرَها
…
لم تلقَ إلَّا راغِبًا أو رَاهِبا
وقال مضمنًا، وأجاد:
يا صَاح قد حضر المدام ومُنيَتِي
…
وَحَظِيتُ بعدَ الهَجْرِ بالإِيِناسِ
وكَسا العِذَارُ الخَدَّ حسنًا فاسقِنِي
…
واجعلْ حديثَك كُلَّه في الكاسِ
(1)
جاء في شفاء الغليل 135 نقلًا عن المصباح (363): "شاذروان: من جدار البيت الحرام، وهو الذي ترك من عرض أساس خارجا، ويسمى تأزيرا، لأنه كالإزار للبيت". ولعل هذا الجدار الخارج أطلق على كل جدار.
وقال مضمنًا أيضًا:
يقول عارضُ حِبي حينَ مَرَّ على
…
رَوْضِ الخُدودِ كمرِّ الطَّيْف بالوَسَنِ
أَصْبَحْتُ أَلطَفَ من مرِّ النَّسِيمِ على
…
زَهْرِ الرياضِ يكادُ الوَهْمُ يُؤْلمنِي
وقال مضمنًا أيضًا:
يقول العاذِلُونَ نَرَى رَمادًا
…
علَى خَدَّيْهِ من شعَرِ العِذارِ
فقُلتُ لهم صدَقْتُمْ غيرَ أني
…
أرى خَلَلَ الرَّماد وميضَ نارِ
وله شعر كثير، وعنده أدب غزير، ومن أراد غير ما هنا، فعليه بمراجعة دواوينه، ومطالعة مجاميعه، فإن فيما ما يُقر العين، ويشرح الصدر
(1)
.
* * *
667 - الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبيد الله بن محمد، القاضي، أبو الحسن بن أبي جعفر العُقيلي
*.
وأبو الحسن هذا هو جدّ والد الصاحب كمال الدين ابن العديم.
وهو أول من ولي القضاء من هذا البيت بمدينة "حلب"، وليه في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
(1)
ذكر ابن حجر أن وفاته كانت سنة ست وسبعين وسبعمائة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 122.
وترجمته في تاج التراجم 16، والجواهر المضية برقم 278، والوافي بالوفيات 8:249.
وكان مولده بـ "حلب" سنة ثمانين وثلاثمائة.
قرأ الفقه على القاضي الفقيه أبي جعفر محمد بن أحمد السمناني، بـ "حلب"، وعلّق عنه "التعليق" المنسوب إليه.
روى عنه ابنه أبو الفضل هبة الله بن أحمد.
وألف أبو الحسن هذا كتابًا، ذكر الخلاف بين أبي حنيفة وأصحابه، وما تفرّد به عنهم.
وحج سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وأخذته العرب بـ "تبوك" مع جماعة من الحلبيين.
* * *
668 - الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسين، القاضي أبو نصر، النيسابوري، الناصحي
*.
من بيت العلم والقضاء.
روى عنه عبد الرحيم السمعاني.
ومات في عشر الخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 123. وترجمته في الجواهر المضية برقم 279.
669 - الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن عبد الواسع الأماسي
*.
له "معين الناصحين".
توفي سنة 1151 هـ.
* * *
670 - الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن محمد بن علي بن أبي القاسم بن علي بن أبي الفضل الدمشقي، تاج الدين ابن السكاكري
* *.
كان كاتبًا مجيدًا، عارفًا بالشروط، بارعًا فيها، غاية في إخراج علل المكاتيب، وقد كتب في مجلس الحكم لابن الزَّمْلَكَاني حين كان قاضي "حلب"، وولي بها كتابة الدرج.
وكان قد سمع من التقي سليمان العاشر من الخراساني، و"درجات التائبين"، وقطعةً من "صحيح البخاري"، وغير ذلك، وحدّث.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 204.
وترجمته في هدية العارفين 1: 170، وإيضاح المكنون 2: 518، 519.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 123، 124.
وترجمته الدرر الكامنة 1: 355، 356.
ومات بـ "حلب"، سنة خمس وستين وسبعمائة
(1)
، وله خمس وستون سنة.
وذكره صاحب "درة الأسلاك"، وقال في حقّه: عالم تاجُه على الذُّرَى، وقلمه حسنُ السير والسرى، وأمانته نامية الزرع، وعدالته ثابتة الأصل والفرع.
كان كاتبًا مجيدًا، فاضلًا فريدًا، بارعًا في صناعة الشروط، غيثًا للإجابة عنها عند القنوط، عارفًا بعلل المكاتيب الحكمية، خبيرًا بسُلوك طرائقها العملية والعلمية.
ورد إلى "حلب"، صُحبة قاضي القضاة كمال الدين ابن الزَّمْلَكَاني، وبلغ في أرجائها فوق ما كان يرجوه من الأماني، كتب الحكم في مجالسها، والإنشاء في ديوانها، واستمرّ إلى أن أنشبت المنية به أظفارَ عُقبانِها.
رافقتُه في كتابة جماعة من قضاة "حلب"، وسمعتُ من فوائده، وكتبتُ إليه حين ولى كتابة الدرج بها:
أَيامًا جِدًا في الناس نُسْخةُ فضلِهِ
…
مُقابلةٌ قد أصبحتْ منه بالأَصْلِ
لَقَد سُرَّسِرُّ الدَّرْج لما حَلَلْتَهُ
…
ولِمْ لَا ومِنْ مَرْآكَ قد فاز بالوَصْلِ
* * *
671 - الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن محمد الهروي
،
(1)
انظر: الدرر الكامنة 1: 356، وحاشيته.
المعروف بحفيد التفتازاني (سيف الدين) *.
عالم مشارك في بعض العلوم، كالبلاغة، والفرائض.
من تصانيفه: "شرح فرائض السراجية"، و"حاشية على المختصر" للتفتازاني، و"حاشية على المطول" للتفتازاني، وكلاهما في المعاني والبيان، و"حاشية على شرح وقاية الرواية" في مسائل "الهداية"، وعلّق على أوائل "الكشّاف" للزمخشري.
توفي سنة 916 هـ.
* * *
672 - الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي
* *.
ولي القضاء بـ "مدينة السلام"، بعد ابن أبي العنبس الكوفي.
قال طلحة
(1)
بن محمد بن جعفر: واستقضى أحمد بن يحيى بن أبي يوسف، سنة أربع وخمسين ومائتين، وكان متوسّطًا في أمره، شديد المحبّة للدنيا، وكان صالح الفقه على مذهب أهل "العراق"، ولا أعلمه حدّث
* راجع: معجم المؤلفين 2: 206.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 122.
وترجمته في: الجواهر المضية برقم 277، وتاريخ بغداد 5: 201، 202.
(1)
ترجمته في الجواهر المضية برقم 277 وتاريخ بغداد 5: 201، 212.
بشيءٍ، ثم عزل،
(1)
واستقضى ثانية، وعُزل، وولى "الأهواز"، ثم توجّه إلى "خراسان"، فمات بـ "الري"، رحمه الله تعالى.
* * *
673 - الشيخ الفاضل أحمد بن يوسف بن عبد الواحد بن يوسف أبو الفتح الأنصاري، السعدي المنعوت بشهاب الدين
*.
كان إمامًا، عالمًا، محدّثًا، مُفتيًا.
ولد بـ "حلب"، وتفقّه بها، ثم سافر إلى "الموصل"، وتفقّه بها على الجلال الرازي، وسمع الحديث، وقرأ علم النظر والخلاف، وبرع فيهما.
سمع منه أبو حفص عمر ابن العديم، وقال: استدعي في أيام المستنصر بالله إلى "بغداد"، ليدرّس بـ "المدرسة المستنصرية"، فتوجّه إليها، ودرّس بها في يوم الخميس، العشرين من جمادى الأولى، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وهو ثاني مدرّس ذكرَ التدريسَ بها، ثم عاد إلى بلده في صفر، سنة خمس وثلاثين.
وأول مدرّس بها من أصحابنا عمر بن محمد الفرغاني، والد يوسف، الآتي ذكره في بابه.
* * *
(1)
تكملة من الجواهر المضية.
* راجع: الطبقات السنية 2: 130. وترجمته في الجواهر المضية برقم 280.
674 - الشيخ الفاضل أحمد بن يوسف بن على بن محمد بن أحمد أبو نصر، وقيل أبو العبّاس، عماد الدين، الحُسيني
*.
مولده سنة نيّف وستين وخمسمائة، بـ "حلب".
سمع الحديث من أبي هاشم (عبد المطلب بن الفضل) الهاشمي، شيخ الحنفية، وتفقّه على أحمد بن محمد بن محمود الغرنوي.
وخرج من "حلب" إلى "مصر"، حين وصل التتر إلى "بلاد الروم"، سنة أربعين وستمائة، وحدّث بها، وأضرَّ بـ "مصر".
ثم عاد إلى "حلب"، فأقام صابرًا مُحتسبًا، إلى أن مات في بعض شهور سنة ثمان وأربعين وستمائة،
(1)
رحمه الله تعالى.
* * *
675 - الشيخ الفاضل أحمد بن يوسف الأزرق بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان، أبو الحسن، التنوخي الأنباري الأصل
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 130، 131.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 282، والفوائد البهية 43، وكتائب أعلام الأخيار برقم 434.
(1)
في الفوائد البهية: "وخرج من حلب إلى مصر، سنة أربعين وستمائة، حين وصل التتار إلى حلب، ومات في هذه السنة".
* * راجع: الطبقات السنية 2: 131، 132. =
حدّث عن عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي، ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله ابن إسحاق المدائني، وإسحاق بن بيان بن معن الأنماطي، وعبد الله بن محمد البغوي، وغيرهم من هذه الطبقة.
قال الخطيب: قال لي علي بن المحسن: ولد أبو الحسن بن الأزرق بـ "بغداد"، في المحرّم، لعشر خلون منه، من سنة سبع وتسعين ومائتين، سمعتُه يذكر ذلك.
وحمل عن جماعةٍ من أهل العلم والأدب، منهم: علي بن سليمان الأخفش، وابن دريد، وابن شُقير
(1)
النحوي، ونفطويه.
وكان حافظًا للقرآن، قرأه كلّه على ابن مجاهد، بقراءة أبي عمرو بن العلاء، وأخذ شيئًا من النحو عن أبي بكر بن السَّرَّاج، وأبي إسحاق الزجّاج.
وحمل قطعة من اللغة والنحو، عن ابن الأنباري ونفطويه.
وقرأ الكلام في الأصول على أبي بكر بن الأخشاد، ثم على ابن هشام الجُبائي. ودرّس من الفقه قطعة على أبي الحسن الكرخي.
ومات يوم الجمعة، لأربع خلون من المحرّم، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. وقالتْ بنته طاهرة: مات أبي يوم الجمعة، لأربع خلون من المحرّم، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وهو أخو أبي غانم محمد بن يوسف الأزرق.
* * *
= وترجمته في تاريخ بغداد 5: 221، 222، والجواهر المضية برقم 281.
(1)
هو أبو بكر أحمد بن الحسن بن الفرج، المتوفى سنة سبع عشرة وثلاثمائة. إنباه الرواة 1: 34، وبغية الوعاة 1: 302، ونزهة الألباب 151.
676 - الشيخ الفاضل أحمد بن يوسف التُّبَّاني، (جلال الدين)
*.
فقيه، أصولي، نحوي. توفي في رجب سنة 793 هـ.
من تصانيفه: "شرح المنار"، و"رسالة في عدم جواز صحة الجمعة في مواضع"، و"نكت على الهداية" في فروع الفقه الحنفي، سمّاها بـ "العناية بشأن الهداية".
* * *
677 - الشيخ الفاضل أحمد بن يوسف التُّرْكُمَاني
* *.
فقيه، حنفي.
من تصانيفه: "الضوء الجليل في الفرق بين الواجب والفرض العملي".
توفي سنة 1214 هـ.
* * *
678 - الشيخ الفاضل أحمد بن يوسف الفارابي
* * *.
له "زلات القارئ".
كان حيا قبل 570 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 209.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 209.
* * * راجع: معجم المؤلفين 2: 213.
679 - الشيخ الفاضل أحمد بن يونس بن محمد، أبو العبّاس شهاب الدين، المعروف بابن الشَّلَبي
*.
فقيه حنفي مصري.
وفاته بـ "القاهرة" سنة 947 هـ.
له "حاشية على شرح الزيلعي" للكنز، و"الفتاوى" في الأزهرية، جمعها حفيده علي بن محمد، المتوفى سنة 1010، ورتّبها على أبواب "الكنز"، و"الدرر الفرائد" في الأزهرية، و"حاشية على شرح الآجرومية"، جرّدها ولده محمد سنة 1017.
* * *
680 - الشيخ الفاضل أحمد بن يهوذا، الشهاب، الدمشقي، ثم الطرابلسي، النحوي
* *.
* راجع: الأعلام للزركلي 1: 276.
وترجمته في شذرات 8: 267، والأزهرية 2: 139، 213، و 4:
* * راجع: الطبقات السنية 2: 128 - 130. =
= وترجمته في بغية الوعاة 1: 401، والضوء اللامع 2: 246، كشف الظنون 1:407.
65
ذكره في "الضوء اللامع"، وقال: ولد سنة بضع وسبعيْن، وتَكَسَّبَ بالشهادة، وتعانى العربية، فمهر فيها، واشتهر بها، وأقرأها، وانتفع الناس به فيها، وشرع في نظم "التسهيل"، فنظم سبعمائة بيت، ومات قبل إكماله. وكان تحوّل بعد فتنة اللَّنْك
(1)
إلى "طَرَابُلُس"، فقطنها إلى أن مات بها، في آخر سنة عشرين وثمانمائة، رحمه الله تعالى. انتهى.
قلت: أثنى عليه ابن حجر في "إنبائه"، وما قاله السخاوي مأخوذ منه.
ورأيتُ في بعض المجاميع، معزوا إليه من الشعر، قصيدة، لا بأس بإيرادها، وهي قوله:
ما شئتُمُ أيُها العُذَّالُ لي قولوا
…
طَعْمُ المِلامِ بضكْرِ الحِبِّ مَعْسُولُ
عذبٌ لَدَيّ عذابِي في محبَّتِهم
…
فقَصَّرُوا في مَلامِ الصَّبِّ أو طيلوا
(2)
نعم صدقتُم بأن الحبَّ مَهْلَكَةٌ
…
لكنْ جَناحِي إلى الساداتِ مَنْسُولُ
ولستُ أوَّلَ من غَرَّ الغرامُ به
…
ولا حديثي لدى الحُفَّاظِ مجهولُ
قد هام في عَزَّة قبلي كُثَيِّرُها
…
ومات قيسٌ بليلى وهو مشغولُ
وذَلَّلَتْ عَبْلَةٌ قبلي لِعَنْتَرِها
…
ولم يَكُنْ فيه لولا الوَجْدُ تَذْلِيلُ
وفي جَمِيلٍ حديثٌ معَ بُثَيْنَتِهِ
…
قديمُ عَهْدٍ بِطَيِّ الطِّرْسِ محمولُ
وجاء في نِسْوَةٍ قَطَّعْنَ مِن شَغَفٍ
…
بحُسْنِ يوسفَ أَيْدِيهِنَّ تَنْزِيلُ
وقال كعبٌ وقد بانتْ سُعاد جَوىً
…
بانتْ سعادُ فقلبي اليومَ مَتْبُولُ
يا راحلين بقلبٍ قد جنى تَلَفِى
…
قِفُواء فؤادي فهو اليومَ مَسْئولُ
يا قلبُ مالك لا تلوى على جَسَدٍ .. كَسَوْتَه سَقَمًا ما عنه تَحْوِيلُ
(1)
يعني تيمورلنك.
(2)
كذا بالأصول، ويعني:"أو أطيلوا".
أهل الحجازِ فَدَتْكُمْ كلُّ جارِحةٍ
…
أليس فيكمْ فؤادُ الصَّبِّ مَكْبُولُ
أليس منكم رسولُ الله وهو بكم
…
وعنكُمُ قِيله للناسِ مَنْقُولُ
صلى الإله على المختار ما صَدَحَتْ
…
وُرْقٌ وزِيدَ من الرحمنِ تَبْجيلُ
ومن المنسوب إليه في "المجموع" المذكور، هذه القصيدة:
أرى الأحبة عن شكوايَ قد عَدَلُوا
…
وبين أهلِ الهوى في الوصلِ ما عَدَلُوا
خَلَّوا فؤادي ولكنْ حرَّقُوه جَوىً
…
ما بالهم خرَّبُوا بيتًا به نزلوا
يا ليت شعري دَمِي دون الورى سَفَكُوا
…
أم هم كذلك ما زالوا ولم يزلوا
بل لو رأيت غَداة البَيْنِ ما صنعُوا
…
بالناس كم أسرُوا قومًا، كم قتلوا
يا حادي العِيسِ قِفْ بالقوم إنَّهُمُ
…
مِنْ جِرم نَصْلٍ رَمَوْا في القلب ما نَصَلُوا
سَلْهُمْ بما حللوا تعذيب سائلهم
…
وما جَوابُهُمُ عنه إذا سُئِلُوا
أَهكذا قَسْوَةُ الأَحْبابِ ما بَرِحَتْ
…
أمْ هؤلاء مِن الأجْبالِ قد جُبِلُوا
ومنها:
رَامُوا صَلاحِي بِلَوْمي لَيْتَهم سَكَتُوا
…
قد حركوا خَبْلَ مجنونٍ وما عَقَلُوا
كم أَجّجُوا بِمَلامِ الصَّبِّ نارَ جَوى
…
ضَرُّوا وما شَعَرُوا يا بئسَ ما فعلوا
رَوَوْا بأنيَ مَفْتُونٌ وقد صَدَقُوا
…
وما خَفِيَ عنهُم فوق الذي نَقَلُوا
أهل الحجاز وإن جارُوا وإن هَجَرُوا
…
هم بُغَيَتِي قَطَعُوني اليومَ أم وَصَلُوا
لهم على كلِّ من في الكائنات عُلًا
…
ودُونَهُمْ كلُّ مَنْ يَحْفَى ويَنْتَعِلُ
إن كان عنِّي لهم بُدٌّ فَدَيْتُهُمُ
…
فليس لي عنهم بُدٌ ولا حِوَلُ
إن كان من قَصْدِهم قتلى بهَجْرِهِمُ
…
على الذي قصدُوا مِن هجرهم حَصَلُوا
عليك بابن يَهُوذَا مَدْحُهم أبدًا
…
لعلَّ يَمْحُو كتابًا كُلُه زَلَلُ
* * *
681 - العالم الأمجد المولى شمس الدين أحمد
*.
ولد رحمه الله تعالى في بلدة "سراي".
ونشأ طالبا للعلوم والمعارف، ومستفيدا من كلّ عالم عارف، وتحرّك في ميدان التحصيل والاستفادة، حتى صار ملازما من المولى محي الدين، المشتهر بعرب زاده في مدرسة السيّدة مهروماه ببلدة "إسكدار" بطريق الإعادة، وتنقّلتْ به الأطوار والأحوال، وتميّز بتعليم الوزير محمود باشا المشتهر يزال.
ودرّس أولا بمدرسة أفضل زاده بثلاثين، ثم مدرسة إبراهيم باشا بأربعين كلتاهما بـ "قسطنطينية"، ثم مدرسة يلدرم خان بمدينة "بروسه" بخمسين، ثم إلى مدرسة السلطان محمد بالمدينة المزبورة.
وقد توفي رحمه الله مدرّسا بها، وهو في عنفوان شبابه، وذلك في شهر رجب سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة.
كان رحمه الله عالما، عارفا، حسن السمت، مرضيّ الطريق، مقبول السيرة، نقيّ السريرة، صاحب ذهن سليم، وطبع مستقيم، مكبّا على الاشتغال، مُعْرِضا عن القيل والقال، جيّد الكتابة، حسن الخطّ، لم يعرفْ السوء عنه قطّ.
وكان المرحوم قادرا على المنثور والمنظوم، عارفا بكلام العرب، متضلّعا من إنحاء الأدب، وقد نظمنا في سلك الإملاء والرقم بعضَ ما قالَه في وصف القلم، شجرة تخرج من "طور سيناء"، أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء، إذا أنزلنا عليها الماءَ اهتزّتْ، وكلّما أتتْ بأثمارها تجددتْ، يوسف عانقه إخوته عناقَ الحبّ، وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجبّ، قد قميصُه من غير طغيان سجن، ولي له عدوان تارةً تراه، وهو كباسط كفّيه إلى الماء، ليبلغَ فاه،
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 479، 480.
ومرّةً تلقّاه، وهو كطائر يطيرُ بجناحيه على قفَاه، مليح شفته لعساء، وهو أحلس، أمرط، لا ينجو عن الفادح، وقد ابتلي بالضرس مفلج الثنايا، مخضوب البنان، كريم المركب، يداه مبسوطتان، يقعدُ على النهر، ويُدْلي رجليه فيه، فلمّا، يقوم يتكلّم، فيسيل الدمُ من فيه براعة، قد تتنفّس في جنح الظلماء، جريح غسق جرحه، وهو ملقى الأمعاء، طويل العماد، دعامة من أوتاد الأفراد، ساقه يراوح بين قدميه، قائما على ساق رقيق، لا يستخدم بدون الغلّ، وليس بإباق آدم، أعطي لسانا وشفتين، وله قوّة مودَعَة في الزائدتين الناتئتين، ماض ذو الثلاثة بمضارع مقرون، لا يأمن الكسر، وإن قارن النون، وضع لإنشاء المدح أو الذمّ دخل تحت الإبهام، وهو على جسم نام متحرّك في بعض الأحيان، جوهر يقوم به الأعراض من الألوان، فتى ذو حال، كلّما أحال لا يخلو كلامُه عن القيل والقال بشواة ربما تضرب، وحوصلتها ملئة علقتْ كثير التغرّب في عين حمئة أعجب به ملاعب ظلّه إذ عبر ما لم يبلله القطر لم ينتظرْ، وإذا أنبت ريشُه لا يتمكّنُ من المطار إلى أن يحصل خبر صليب العود، قويّ العصب، لا يأوي إلا إلى ظلّ ذي ثلاث شعب مخيف، لا يخلو من النقش في الأسفار، مستخف بالليل، وسارب بالنهار.
ومن العجائب: أنه كليم مقوال، وفي فيه جار سيّال مرسال، قارة يقربها الحمالُ، فتسيل بقطع عروقها في الحال، ملك صاحب الغار، يقال له: ذو المنار، وهو جائع غريق بعسطش بأنف شامخ، وأذن شرقاء رعوم، ذو ناب له خرطوم، وله في وصف السيف فيا سائلي عن أصل ذلك النصل استمع لما يتلى عليك في هذا الفصل أنه نصّ قاطع وبرهان ساطع، ذو النون ذهب مغاضبا، فالتقمه الحوتُ، فنادى في ظلمة فاحمة، فنبذناه، وأنبتنا عليه شجرة قائمة، ذو القرنين بقبضته الشرق والغرب، وله اليد الطولى في كلّ
ضرب من الحرب سلطان مصري، فاتح الشامات قاهر القروم قهرمان، دمشقي مالك رقاب "العجم"، و"الروم" عضد الدولة، رونق الملّة فتح لأوليائه، ومقت لإعدائه، طالما أبعد نفسه عن نيام، فأنام تحت ظلّه الأنام في شجرة النسب، فناري أما في العصب قناري كرماني، ينشرح ما في متنه من المأثور، ويسمع أثناء محادثته باللؤلؤ المنثور، إشراقي بجلائه الطبع وصفائه الحميم.
وقد كان في شرحه من المشائين بنميم خرجتْ من منكبيه الأفعيان، فكأنه ضحّاك ناسب أن ينسب إلى تيمور حيث أنه سفّاك حديد اللسان في تبيانه، ومن لسانه علوّ شانه صبيح الصلب عارضه مصقول ناحل، قد يعرض له ذات الجنب، وهو مسلول تارة، وهو من أصحاب اليمين، يتلألؤ وجهه البريق بأنوار مشرقة مصرما، ومرّة تلقاه، وهو من أصحاب الشمال الذين أغشيتْ وجوهُهم قطعا من الليل مظلما، اسمه خليل، كنيته أبو السليل الصاحب بالجنب وابن السبيل، ألف القطع يثبت في أيدي الأخيار، ولا يسقط عن رؤوس الأشرار، عابد يداوم الخمس في وقتها المختار، زاهد أليف الوحدة، معتكف الغار، معصوب، بل عطشان ضاحك، مع أنه غضبان مغيث، وهو النذير العريان، طرار طيّار، يأرز بأذنيه لدرك الثار، غادر قد يلبس جلدَ النمر، فتجر أذنه عن ساعدته عند القتال، قاض قد يقيم الحدّ، ويفصل بين ذوي الجدال في الحال، شيخ له وعام أقعس، كأنه للموت تنكس ذو الخرطوم كفيل، وبقطع البلعوم، كفيل مرآة مصقولة، تظهر تماثل الأجل، مشكاة مشعرة بمحو ظلام الأمل، مفتاح أبواب الأجال، أقليد أقفال الآمال، قطعوا بأنه يائي، هو مصدر المثال، والعجب أن اسمه أجوف، ولا يقال له الأجوف واسم الآلة، وليس باسم الآلة، معتلّ العين، ونظره أدقّ، ذو الوجهين، لكنّه أصدق، خادة لعمودها ميل، قلمّا تنفرج منه بالطبع
متّحرك مرّة له حركة بمعنى التوسّط، وأخرى بمعنى القطع صفحة ملساء وشكله مخروط شابّ أمرد، وعارضه مخطوط، مصراع مصنع في حسن المقطع، مطلع ملمع مرصع سلالة منقب بقناع من الأثواب، ذات النطاقين، صانت ماء وجهها، فتغطت بالجلباب، مر سنة مسرج حاجبه مزجج مخنث تهتك يهتزّ بقائمة المشطب، وبحك زنده قد يقتدح نار الحرب، جارحة قد تطير من منعتها، فتضرب المنهب، مشروح المصدر، مرفوع القدر، نهر جار من خمسة أنهار، مهيب، وله الكفّ الخضيب، سماك رامح سعد ذابح ذؤابة قرين بالخمسة المتحيّرة وقت اللمعان، معدل قاطع فيما يمرّ تحت ذبابة سوى الملوان، ولو لم يكنْ له قوّة المنعطف الصولجان لما أطار كرّات الرؤوس في الميدان، ومن علماء العصر والزمن مولانا محمد بن أحمد المشتهر بابن بزن.
كان أحمد المزبور في أوائل حاله من ندماء السلطان سليم خان فاتح "الديار المصرية" و"الشامية"، وله كلّ يوم ثمانون درهما، ثم تغير عليه السلطان لبعض الزلات، فأخرجه، ثم قلّده قضاء بعض القصبات، وولد المرحوم بقصبة "أسكليب"، ونشأ على طلب العلم والفضائل، واشتغل على كثير من الأجلّة الأفاضل، ودار على علماء عصره، واستفاد، حتى صار ملازما من المولى المعظّم أبي السعود صاحب الإرشاد،
ثم درّس بمدرسة إبراهيم باشا بـ "أدرنه" بعشرين، ثم مدرسة قاسم باشا عند مرقد الأمير سلطان بـ "بروسه" بخمسة وعشرين، ثم مدرسة هزار غراد بالوظيفة المزبورة، ثم مدرسة اينه كول بثلاثين، ثم مدرسة بيري باشا بـ "قسطنطينية" بأربعين، ثم صار وظيفته فيها خمسا وأربعين، ثم نقل إلى مدرسة سنان الكبنكجي بـ "المدينة" المزبورة بخمسين، ثم وقع في غيابة العزل والهوان، ثم قلد بعد التفتيش والامتحان مدرسة السلطان سليمان بجزيرة
"رودس"، ثم نقل إلى إحدى المدارس الثمان، ثم إلى مدرسة مغنيسا، وأذن له بالإفتاء، وعيّن له كلّ يوم سبعون درهما، ثم زيد عليها عشرة دراهم، ثم تقاعد عنها بتسعين، فلم يكنْ ظلّه ظليلا، ولم يلبثْ إلا قليلا، حتى توفي بـ "قسطنطينية" في شهر شوّال سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة عقيما، فوقف خلاصة كتبه على المستحقّين قي كلّ زمن، وأوصى أن تحفظ في جامع السلطان محمد خان.
كان رحمه الله معروفا بالفضل والكمال، ومعدودا من الرجال، كثير الاطّلاع على الدقائق العربية، طويل الباع في العلوم الأدبية مع الوقوف التام في الفقه والكلام، مطرح التكلّف، كثير التلطّف، مائلا إلى مجالسة الإخوان ومعاشرة الخلّان.
وكان رحمه الله أطلس، بحيث إذا عري عن زيّ الرجال يشتبه أمره على الناظر، ويكون مصداق ما قاله الشاعر، وما أدري سوفا أخال أدري أقوم آل حصن أم نساء يحكى أنه لما تشرّف بصحبة السلطان الأعظم مراد خان المعظّم ببلدة "مغنيسا".
وكان في زمن ظهر فيه الجراد، وأتلف المزارع الكائنة في هذه البلاد، فقال السلطان المرقوم بعد الانفصال عن صحبة المرحوم: عجبتُ من لحية المفتي، فكأنما لعب بها الجراد، وأكثر فيه الفساد، - رحمه الله تعالى يوم التناد -.
* * *
682 - العالم العلامة أحمد آفندي محشي "الدرر
" *.
* راجع: تكملة رد المحتار ص 11.
أخذ عن ابن عابدين الشامي، وانتفع، وعليه تخرّج.
* * *
683 - الشيخ الفاضل أحمد الأدهمي
*.
أديب. له "الكواكب السنيّة في شرح القصيدة المقرية"، فرغ من شرحها في المحرّم سنة 1151 هـ.
كان حيا سنة 1151 هـ.
* * *
684 - الشيخ الفاضل أحمد الأرْزَنْجَاني
(1)
(برهان الدين)
* *.
قاضي "أرزنجان". درّس بـ "حلب".
له "حاشية على التلويح"، وسمّاها "الترجيح"، و"إكسير السعادة" في التصريف. وله "نظم".
توفي سنة 800 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 159:1.
انظر: فهرس دار الكتب المصرية 7: 204.
(1)
لعله هو أحمد بن عبد الله السيواسي.
* * راجع: معجم المؤلفين 159:1.
وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 83، وكشف الظنون 143.
685 - العالم الفاضل الكامل المولى شمس الدين أحمد المشتهر بالأماسي
*.
قرأ على علماء عصره، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار مدرّسا بـ "المدرسة القلندرية" بمدينة "قسطنطينية" ثم صار مدرّسا بمدرسة دار الحديث بـ "أدرنه" ثم صار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه"، ثم عين له كلّ يوم خمسون درهما بطريق التقاعد، فلازم بيته بـ "قسطنطينية"، واشتغل بالتصنيف، لكن اخترمته المنية، فلم يظهر شيء من ذلك.
مات رحمه الله تعالى في أوائل سلطنة السلطان سليم خان.
* * *
686 - الشيخ العارف بالله تعالى السيّد أحمد البخاري الحسيني رحمه الله تعالى
* *.
صحب أولا الشيخ عبيد الله السمرقندي، ثم صحب بأمره الشيخ الإلهي، وسافر معه إلى "بلاد الروم" وترك هو أهله وعياله بـ "بخارى"، وكان الشيخ الإلهي يعظّمه غاية التعظيم، وعيّن له جانب يمينه، وكان لا يقدّم عليه أحدا من العلماء والفضلاء، وكان الشيخ الإلهي عيّنه للإمامة مدّة إقامته بـ "سماونه"، ونقل عن الشيخ الإلهي أنه قال: إن السيّد أحمد البخاري صلّى لنا صلاة الفجر بوضوء العشاء ستّ سنين.
* الشقائق النعمانية ص 202، 203.
* * الشقائق النعمانية ص 315.
وسئل هو عن نومه في تلك المدّة، قال: كنت آخذ بغلة الشيخ، وحماره في صبيحة كلّ يوم، وأصعد الجبل لنقل الحطب إلى مطبخ الشيخ، وكنتُ أرسلهما ليرتاع في الجبل، وفي ذلك الوقت كنتُ أستند إلى شجرة، وأنام ساعة، ثم سافر هو بإذن الشيخ على التجرّد والتوكّل إلى "الحجاز"، وأعطاه الشيخ حمارا وعشرة دراهم، وأخذ من سفرة العشاء خبزة واحدة، وذهب، وليس معه غير هذه إلا المصحف الشريف، و"كتاب المثنوي"، وسرق المصحف في الذهاب، وباع "كتاب المثنوي" بمائتي درهم بإبرام البعض، ولم يكن له سوى هذا، ولم يقبلْ من أحد في سفره مالا ولا صدقة سوى دينار، نذره البعض لخواجه بهاء الدين، وقبله بإبرام منه، ومع ذلك سافر على أحسن حال وسعة نفقة، وسكن في "القدس الشريف" مدّة، وسكن بـ "مكة الشريفة" قريبا من سنة، ونذر أن يطوف الكعبة كلّ يوم سبع مرّات، وأن يسعى بين الميلين سبع مرّات، وكان كلّ ليلة يطوف بـ "الكعبة" تارة، ويقوم تارة، ويقعد تارة، ولا ينام ساعة، مع أنه كان ضعيف البنية.
ثم إن الشيخ الإلهي أرسل إليه كتابا، وطلب منه أن يجيء إليه، فرجع إلى خدمة الشيخ امتثالا لأمره.
وحكي عنه أنه قال وقع في نفسي داعية زيارة مشايخ "قسطنطينية"، فسألتُ الإجازة من الشيخ، فأذن لي، وقال: عليك بتتبّع أحوال تلك المدينة، والناس يدعونني إليها، فنزلتُ في زاوية الشيخ ابن الوفاء، فدخلتُ المسجد لأصلّي صلاة العصر، وخرج الشيخ من بابه في المحراب، وأمّ للحاضرين في الصلاة، ولما فرغوا من الصلاة اشتغلوا بالأوراد، فجلستُ من بعيد على أدب، وكلمّا رفعت رأسي أنظر إلى الشيخ يرفع الشيخ رأسه، وينظر إليّ، ولما فرغوا من الأوراد قمتُ إلى الشيخ، فقام الشيخ، واستقبلني، وعانقني، وقبّلني،
ثم قعدتُ في حضور الشيخ على أدب وصمت زمانا، وقال الشيخ للحاضرين: هذا ضيفنا، فأكرموه، ثم ذهب الشيخ إلى خلوته، فبتُ تلك الليلة هناك، ورأيتُ في المنام سراجا ضعيف الاشتعال في زاوية من جامع الشيخ، وفي يدي شمعة، أريد أن أوقدها من ذلك السراج، وقصدتُ ذلك ثلاث مرّات، وفي كل مرّة يغيب السراج عن بصري، ولما انتبهتُ من الواقعة صاحبتُ مع الشيخ، وذهبتُ مع إجازته، ثم نظرتُ، فإذا مدّة الإقامة ثلاثة أيام، ثم إني كتبتُ إلى الشيخ الإلهي كتابا، ورغبتُه عن الإتيان إلى مدينة "قسطنطينية"، وفي السكون في مقامه، فكان ذلك سببا لإقامة الشيخ مدّة بـ "سماونه"، ولما مات الشيخ الإلهى ظهرتْ آثار خلافة الشيخ بمدينة "قسطنطينية"
ورغب الناس في خدمته، وتركوا المناصب، واختاروا خدمته، ولما كثر الطالبون بنى بمدينة "قسطنطينية" مسجدا وحجرات لسكنى الطالبين، ووقف عليها أوقافا لمعاشهم.
وكان آداب مجلسه أنه يجلس على هيبة ووقار، والناس حوله يجلسون متحلّقين على أدب عظيم، كأن على رؤوسهم الطير، وكان مشرفا على الخواطر بحيث يأخذون الجواب من غير عرضهم الخواطر، وكان لا يجري في مجلسه كلمات دنيوية أصلا، وكانتْ طريقته العمل بالعزيمة، وترك البدعة، والاتباع للسنّة، وإقامة الصلاة، والانقطاع عن الناس، والمداومة على الذكر الخفي، والعزلة عن الأنام، وقلّة الكلام والطعام، وإحياء الليالي، وصوم الأيام.
مات رحمه الله تعالى في سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، ودفن عند مسجده، وقبره يزار، ويتبرّك به.
حكي عمن قام مقامه، وهو الشيخ محمود جلبي أنه قال: لما مات الشيخ غسلتُه، وواحد من المحبّين يصبّ عليه الماء، وآخر منهم بيده مِنْشَفَة، يمسح عرقي، لأني تعرّقتُ من الحياء، وفي وقت الغسل فتح عينيه ثلاث مرّات، ونظر إليّ، كما في حياته، قدّس سرّه، قال ولما ضعتُه في القبر توجّه هو بنفسه إلى جانب القبلة، ورآه الحاضرون هناك، فصاحوا، وصلّوا على النبي صلى الله عليه وسلم.
* * *
687 - الشيخ الفاضل أحمد والد عبد الجبّار الفَرَضي
،
(1)
الآتي محلّه، إن شاء الله تعالى *.
* * *
688 - الشيخ الفاضل أحمد البُرُوْسَوِيّ، شمس الدين من رجال "الشقائق
" * *.
(1)
ذكر المصنف قي ترجمته أنه كان موجودا في حدود الخمسمائة، فوالده المترجم من رجال القرن الخامس.
* راجع: الطبقات السنية 2: 134. وترجمته في الجواهر المضية برقم 286.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 135، 136.
وترجمته في الشقائق النعمانية 2: 122، 123.
وفي الأصول: "البرسوي"، والمثبت في الشقائق، نسبة إلى "بروسة".
ذكر أنه أخذ عن علاء الدين الجَمَاليّ، وغيره، وأنه صار مدرّسًا ببعض المدارس.
وأنه توفي في أوائل سلطنة السلطان سليمان بن السلطان سليم خان.
(1)
قال: وكان عالمًا، عاملًا، مشتغلًا بالعلم الشريف آناء الليل، أطراف النهار، لا يَفْتُرُ عن ذلك، وكان له ذكاء مُفْرِطٌ، وذوق سليم، حلّ بهما كثيرًا من غوامض العلوم،
(2)
وكانتْ له تعليقات وحوالق كثيرة، ضاعتْ بعد وفاته.
* * *
689 - الشيخ الفاضل أحمد، شهاب الدين، البِلْبِيْسِي مدرّس "المدرسة البدرية"
(3)
التي برُحْبة الأيْدَمُري
*.
(1)
بويع للسلطان سليمان في شوّال، سنة ستّ وعشرين وتسعمائة.
(2)
مكان هذا في الشقائق: "وقد حل بقوته الفكرية كثيرا من غوامض العلوم".
(3)
نسبت هذه المدرسة إلى الأمير بيدمر البدري، منشئها، وتعرف اليوم بجامع البهلوان، بشارع أم الغلام على رأس حارة الجعادية، بقسم الجمالية، بالقرب من المشهد الحسيني. انظر: حاشية النجوم الزاهرة 10: 180، 181.
* راجع: الطبقات السنية 2: 134.
نسبة إلى "بلبيس"، مدينة بينها وبين "فسطاط مصر" عشرة فراسخ، على طريق "الشام". انظر: معجم البلدان 1: 712.
وذكر الفيروزآبادي أن "بِلْبِيْس"، كغِرْنِيْق، وقد يفتح أوله. انظر: القاموس (ب ل ب س).
وذكره المصنّف في الأنساب، تبع أبا عبيد البكري في ضبطه بفتح فسكون ففتح فسكون.
مات عن سنّ عاليةٍ فُجاءة، سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة. ذكره الولي العراقي.
* * *
690 - الشيخ الفاضل أحمد، السيّد الشريف الحُسيني قاضى "المدينة الشريفة
" *.
أخو السيّد حسن، نقيب الأشراف، الآتي ذكرُه في محلّه، المشهور والده بالقاضي البغدادي.
قرأ، واشتغل، وحصّل، وصارتْ له فضيلة.
وولي تدريس إحدى الثمان، ثم صار مدرّسًا بمدرسة السلطان بايزيد، بمدينة "أماسية"، ومفتيًا بولايتها، ثم صار مدرّسًا بـ "سليمانية دمشق"، ومفتيًا بها، ثم ولي قضاء "المدينة المنوّرة"، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، واستمرّ بها قاضيًا إلى أن مات.
وكان أبوه من فضلاء "الديار الرومية".
وله "شرح على تجريد الطوسي"،
(1)
و"حاشية على مباحث أغلاط الحس"، من "شرح المواقف" للسيّد، وهي حاشية جيّدة، وغير ذلك. كذا أخبرني بعض الفضلاء بـ "الديار الرومية".
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 138، 139.
(1)
لست أدري على من يعود الضمير، على المترجم أم على أبيه، ولعلم الأول أولى.
691 - العالم النحرير المحدّث الجليل المفتي الأعظم أحمد الحق بن مير إسماعيل بن مير حسام الدين بن مير رئيس الدين بن تقي بن غياث مير
*.
ولد سنة 1327 هـ في قرية "شُوَابيل".
وكان والده عالما صالحا، ورعا، زاهدا.
قرأ القرآن الكريم جدّته، ثم التحق بجامع العلوم بـ "فَتِكْ سَرِي"، ثم التحق بدار العلوم سيتاغونغ، درس فيها ستة أشهر، ثم ارتحل إلى دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، ومن أساتيذه هنا: العلامة حبيب الله، والشيخ ضمير الدين، والشيخ سعيد أحمد السنديفي، والمفتي الأعظم فيض الله، والعلامة يعقوب، والعلامة عبد الوهّاب، والخطيب الأعظم صديق أحمد، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.
ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ هنا أربعة سنين، في السنة الأولى كتب الفنون العالية، وفي السنة الثانية "مشكاة المصابيح"، و"تفسير الجلالين"، وغيرهما في السنة الثالثة الصحاح الستة من كتب الحديث، وفي السنة الرابعة كتب التفسير.
وقرأ "صحيح البخاري"، و"الجامع" للترمذي على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، ومن شيوخه هنا: العلامة إبراهيم البلياوي. العلامة السيّد أصغر حسين، وشيخ الأدب إعزاز علي، والمفتي الأعظم شفيع،
* مائة رجال من المشاهير ص 251 - 255.
والعلامة شمس الحق الأفغاني، رحمهم الله تعالى. وحفظ القرآن الكريم عند دراسته في دار العلوم ديوبند.
وكان ورعا تقيا من ريعان شبابه، بايع في الطريقة أولا على يد الشاه ضمير الدين، وبعد وفاته على يد السيّد أصغر حسين الديوبندي، وبعد وفاته على يد السيّد حسين أحمد المدني، ثم أجازه الشيخ المدني في الإرشاد والتلقين.
وبعد قراءة فاتحة الفراغ وصل إلى وطنه سنة 1359 هـ، فعين مدرسا في دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، فدرّس "الصحيح" لمسلم، و"صحيح البخاري"، و"الهداية"، وغيرها. واشتغل بالإفتاء نائبا للمفتي الأعظم فيض الله رحمه الله تعالى، ثم بعده عين رئيسا في دار الإفتاء، فقام بهذا المنصب الجليل سبعين سنة، وصدر منه في هذه المدة فتاوى كثيرة، لا يحصى عددُها، وطبع من فتاويه مجلّد باسم "فتاوى دار العلوم".
توفي عند الصبح الصادق يوم الاثنين في ربيع الأول سنة 1430 هـ، وأمّ في صلاة جنازته أعزّ تلاميذه العلامة شيخ الإسلام أحمد شفيع، واجتمع فيها فوق مائة ألف من المسلمين، له تلاميذ لا يحصى عددهم.
قلت: قد حصلتْ لي سعادة التلمّذ بهذا المحدّث الجليل والفقيه الضليع، فإني أخذت الحديث عنه، وتفقّهت عليه، قرأت عليه الجزء الأول والثاني من هداية الفقه للمرغيناني، و"الصحيح" للإمام مسلم بن الحجّاج القشيري، و"موطأ الإمام محمد".
وحصلت لي الإجازة المكتوبة برواية أحاديث "صحيح البخاري"، وغيرها من مروياته ومسموعاته، التي أجاز شيوخه بروايتها له.
* * *
692 - الشيخ الفاضل أحمد الحُمَيْديّ، الرُّوْمِيّ
*.
مؤرّخ، فقيه، أصولي، نحوي.
تولى القضاء بـ "القدس".
من مؤلّفاته: "ذيل الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية"، و"تعليقات على درر الحكّام في فروع الحنفية" لمنلا خسرو، و"حاشية على الكافية" لابن الحاجب في النحو.
توفي سنة 1024 هـ.
* * *
693 - الشيخ الفاضل أحمد الرومي، الشهير ببير أحمد
* *.
وهو غير بير أحمد المشهور بالمجعول الأيديني.
(1)
قرأ على المولى أحمد باشا المُفتي،
(2)
وغيره، وصار مدرّسًا بمدرسة السلطان مراد خان، بـ "بروسة"، وغيرها، وولي قضاء "حلب".
* راجع: معجم المؤلفين 213:1.
ترجمته في هدية العارفين 1: 154، وكشف الظنون 1058، 1199، 1372.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 138.
وترجمته في الشقائق النعمانية 2: 91، 92.
(1)
وهو في الشقائق النعمانية أيضًا 1: 633.
(2)
وهو أحمد بن حضر بك، كما في الشقائق.
ومات في عشر الخمسين بعد التسعمائة.
وكان فيما ذكر، من فضلاء "الديار الرومية"، وممن له مشاركة في العلوم، وله تعليقات على بعض المباحث، رحمه الله تعالى.
* * *
694 - الشيخ الفاضل أحمد الرُّوْمِيّ الكرميانيّ الشهير بشمس الدين الأصغر
*.
قرأ على بعض الأفاضل، بـ "الديار الرُّوْمِيّة"، وصار مدرّسًا بمدارس متعدّدة، منها: مدرسة السلطان سليم خان بن السلطان بايزيد خان، بمدينة "إستانبول"، وهو أول مدرّس بها.
وكان من فضلاء بلاده، وله مشاركة في كثير من العلوم.
توفي سنة سبع وخمسين وتسعمائة، - تغمّده الله برحمته -.
* * *
695 - الشيخ الفاضل أحمد، شمس الدين الرُّوْمِيّ الشهير بقراجه أحمد
* *.
كان من فضلاء عصره بـ "الديار الرومية"، وصار مدرّسًا بمدرسة السلطان بايزيد خان، بمدينة "بروسة".
* راجع: الطبقات السنية 2: 136.
وترجمته في الشقائق النعمانية 2: 121، 122.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 136، 137.
وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 322، 323، كشف الظنون 1:207.
ومات وهو مدرّس بها، في أواسط شعبان، سنة أربع وخمسين وثمانمائة.
وكان كثير الاشتغال، مواظبًا عليه، لكنّه كان بطيء الفهم، ولم يزلْ مع ذلك يَدْأبُ، ويحصل، حتى بلغ بالتكرار، مبلغ الأفاضل الأخيار.
وصنّف حواشي على المختصرات، انتفع بها كثير من الطلبة؛ منها:"حواش على شرح الرسالة الأثيرية"، في الميزان "للحُسَام الكاتي"،
(1)
و"حواش" على "شرح الشمسية" للسيّد الشريف، و"حواش" على "شرح الشمسية" للتفتازاني، و"حواش" على "شرح العقائد" له أيضًا، رحمه الله تعالى.
* * *
696 - الشيخ الفاضل أحمد، شمس الدين، الرومي المشهور بدينقور أحمد
*.
كان مدرّسًا ببعض "البلاد الرومية"، ثم صار مدرّسًا بمدرسة السلطان بايزيد خان بن السلطان مراد الغازي، بمدينة "بروسة".
وتوفي، وهو مدرّس بها.
وله تصانيف مفيدة؛ منها: "شرح المراح" في الصرف، و"حواش" على "شرح آداب البحث" لمسعود الرومي، و"شرح المقصود" في الصرف.
* * *
(1)
في الشقائق: "الكاتبي"، وهو خطأ. انظر كشف الظنون 1:206.
* راجع: الطبقات السنية 2: 137.
وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 323، 324.
697 - الشيخ الفاضل أحمد الرومي، الشهير بشمس الدين الماشي
*.
اشتغل، وحصّل، وصار مدرّسًا بمدينة "أدرنه"، بدار الحديث، وبمدرسة السلطان بايزيد بـ "أماسية".
ومات وهو مدرّس بها.
وكان فيما قيل: من فضلاء تلك الديار، وفقهائها، وكان يُفتي بمدينة "أماسية"، رحمه الله تعالى.
* * *
698 - العالم الفاضل المولى شمس الدين أحمد
* *.
وُلد رحمه الله تعالى في بلدة "بولي" الشهير بالقاف.
قرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى الفاضل المولى قدري جلبي القاضي بـ "العسكر" في ولاية "أناطولي".
ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار مدرّسا بمدرسة الوزير داود باشا بـ "قسطنطينية"، ثم صار مدرسا بمدرسة الوزير مصطفى باشا فيها، ثم صار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه"، ثم صار مدرّسا بإحدى
* راجع: الطبقات السنية 2: 137.
لعلّه المترجم في الشقائق النعمانية 1: 508، 509، وفيها أنه "الأماسي"، وهو المناسب لما سيرد في الترجمة.
* * الشقائق النعمانية 1: 302، 303.
المدارس الثمان، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان بايزيد خان بـ "أدرنه" ثم صار قاضيا بـ "دمشق" الشام، ثم عزل عن ذلك، وعيّن له كلّ يوم ثمانون درهما بطريق التقاعُد.
ومات على تلك الحال في سنة خمس وستين وتسعمائة.
كان رحمه الله طيّب النفس، كريم الأخلاق، محبّا للعلم وأهله، وكان حسن السمت، صحيح العقيدة، - روّح اللى تعالى روحه -.
* * *
699 - العالم الفاضل الكامل المولى شمس الدين أحمد الشهير بورق الشمس الدين
*.
قرأ رحمه الله على علماء عصره، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار مدرّسا بمدرسة قلندرخانه بمدينة "قسطنطينية"، ثم صار مدرّسا بمدرسة أبي أيوب الأنصاري - عليه رحمة الملك الباري -.
وتوفي رحمه الله تعالى، وهو مدرّس بها في حدود الخمسين وتسعمائة.
كان رحمه الله تعالى عالما، فاضلا، صالحا، سليم الطبع، حليم النفس، طيّب الأخلاق.
وكان لا يذكر أحدا بسوء، وكان مدرّسا مفيدا، استفاد منه كثير من الناس، - روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه -.
* * *
* الشقائق النعمانية 1: 288، 289.
700 - الشيخ العالم الفقيه أحمد السرهندي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول
*.
درّس، وأفاد مدّة عمره، وصار المرجع والمقصد في الإفتاء.
مات سنة ست وثمانين وتسعمائة، كما في "كلزار أبرار".
* * *
701 - الشيخ الفاضل أحمد الفارابي (أبو القاسم، عماد الدين)
* *.
فقيه حنفي.
من تصانيفه: "خلاصة الحقايق" لما فيه من الأساليب الدقيقة.
توفي سنة 607 هـ.
* * *
702 - الشيخ الفاضل أحمد، المعروف بالقارئ من أصحاب محمد بن الحسن
* * *.
* راجع: نزهة الخواطر 4: 28.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 40.
* * * راجع: الطبقات السنية 2: 132، 133.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 284.
روى عنه، عن أبي حنيفة، أن المعلومات العشر
(1)
، وعن محمد أنها أيام النحر الثلاثة؛ الأضحى، ويومان بعده.
هكذا ذكره الكرخي.
وذكر الطحاوي أن قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد، أن المعلومات العشر، والمعدودات
(2)
أيام التشريق.
قال أبو بكر الرازي: والذي روى أبو الحسن عنهم أصحّ.
* * *
703 - العالم العامل الفاضل الكامل شمس الدين أحمد القسطنطيني مولدا ولحدا، المشتهر بابن الحصّاص
*.
قرأ على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل ابن المؤيّد.
ثم صار مدرّسا بمدرسة الأشهر، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان بايزيد خان بمدينة "بروسه"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه" ثم صار مدرّسا بمدرسة "أزنيق"، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان
(1)
وذلك قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} . سورة الحج 28.
وهذا العشر مشتمل على يوم عرفة. انظر تفسير ابن كثير 3: 217.
(2)
وذلك قوله تعالى: "واذكروا الله في أيام معدودات". سورة البقرة 203. وانظر تفسير القرطبي.
* الشقائق النعمانية ص 276.
محمد خان بـ "بروسه"، ثم صار قاضيا بـ "دمشق" المحروسة، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، وعين له كلّ يوم ثمانون في درهما.
مات وهو مدرّس بها في سنة ستّ وثلاثين وتسعمائة.
كان رحمه الله تعالى عالما، فاضلا، مدقّقا، وكانتْ له مشاركة في العلوم، ومهارة في العلوم العقلية، وكان سليم الطبع، حليم النفس، بعيدا عن التكلّف، حسن السمت، صحيح العقيدة، مرضيّ السيرة، - نوّر الله تعالى قبره -.
* * *
704 - الشيخ الفاضل أحمد القلانسي، الإمام
*.
قال في "خُلاصة الفتاوى" في مجموع النوازل: سئل الشيخ الإمام عن مَنْ ضرب امرأته، وقال: دوداد طلاق. قال: لا تُطلق.
وسئل الإمام أحمد القلانسي، عن مَنْ وكز امرأته، وقال: إنك طالق، ثم وكزها ثانية، وقال: إنك دو طلاق، ثم وكزها ثالثًا، وقال:(سِه طلاق). قال: تُطلق ثلاثًا.
وشيخ الإسلام يقول: سمى الضرب طلاقًا، فبطل، والإمام أحمد: سمّى الطلاق، فيقع.
قوله: دُو دَاد يعني هذا، وقوله: إنك [يعني]
(1)
هذا طلاق، وقوله: دُو، يعني اثنين، وقوله: سه. يعني ثلاثًا.
* راجع: الطبقات السنية 2: 133.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 285.
(1)
زيادة من الجواهر المضية.
كذا نقلتُ هذه الترجمة من "الجواهر".
* * *
705 - الشيخ الفاضل أحمد الكفوي
*.
فقيه.
من تصانيفه: "تحفة السالك" في آداب المناسك، فرغ منها سنة 1249 هـ.
كان حيا 1249 هـ.
* * *
706 - الشيخ الفاضل أحمد المارديني، المنعوت فصيحُ الدين
* *.
درّس بـ "الشبلية"، وكان قد اشتغل بـ "حلب"، وأقام بـ "بلاد الروم" مدّة طويلة، وولي هناك نيابة الحكم، ودرّس أيضًا.
ودفن بجبل "قاسيون"، يوم الخميس، سنة ثمان وتسعين وستمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 53:2.
وترجمته في إيضاح المكنون 1: 250.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 134.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 287.
707 - السيّد الشريف أحمد الملتاني، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والكلام والعربية
*.
قدم "دهلي" في عهد إسكندر بن بهلول اللودي، ولقي المشايخ، ثم صحب الشيخ عبد القدّوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي، وقرأ عليه "العوارف"، و"عرائس اليبان"، وغيرهما، وقال بوحدة الوجود، ذكره ركن الدين بن عبد القدّوس الكنكوهي في "اللطائف القدوسية".
* * *
708 - الشيخ الفاضل أحمد الهندي
* *.
ذكره الشيخ بدر الدين الغزي، في "رحلته" إلى "الديار الرومية"، عند مَنْ اجتمع به في مدينة "حلب" من الأفاضل والأعيان، فقال: ومنهم: الشيخ المحقّق، والإمام المدقّق، حسنة الليالي والأيام، وقرّة عين المسلمين والإسلام، الشهاب أبو العبّاس أحمد الهندي الحنفي، - عامله الله تعالى وإيانا ببره الوفي، ولطفه الخفي -، آمين.
ثم قال: شيخ له في تحقيق العلوم قدم عال، وأشتاتُ معال، وخاطر يجول في أوسع مجال، فيبرز نفائس لآل وعرائس جمال، ويأتي بسحر حلال، وبحر زلال، فضائل مثلُ الحصا كثرة، وخاطر يغرف من بحره.
كان عندنا بـ "الشام" مدّة، وأقام يدرّس بـ "الجامع الأموي" في كتب عدّة.
* راجع: نزهة الخواطر 4: 30.
* * راجع: الطبقات السنية 134:2، 135.
وهو مُحِبّ معتقد، غيرُ شانٍ، ولا منتقِد، لطيف الذات والطِّباع، بخلاف مَنْ يأتي من تلك البقاع.
ثم قال: سَلَّمَ عليَّ، وتردّد إليّ، وسمع مني، وأخذ عني.
وذكرت بحضوره قول ابن عبّاس، وتبعه الشعبي، بجواز صلاة الجنازة بغير طهارة، فاستفاده، وتلقّاه بالقبول، ثم أيّده بقول أبي حنيفة رحمه الله تعالى: يجوز التيمّمُ لها مع وجود الماء، وأنها عنده لا تبطل بالقهقهة، وعلّل ذلك بأنها عنده صلاةٌ من وجه، ودعاء من وجه، وبحثتُ معه في غير ذلك أيضًا.
انتهى كلام البدر الغزّي، رحمه الله تعالى.
* * *
709 - الشيخ الفاضل المولى أحمد المشتهر بالكامي
*.
ولد رحمه الله تعالى ببلدة "أدرنه"، وقرأ على علماء عصره، وحَصَّلَ طرفا من العلوم والمعارف، وتحرّك بحسب العادة، حتى وصل إلى مجلس المولى المعظّم أبي السعود، ثم صار ملازما من المولى القادري، ثم درّس بمدرسة محمود باشا بـ "القرية القريبة" من "أدرنه المعروفة بخاص كوي بعشرين، ثم مدرسة الخواجه حسن بـ "أدرنه" بخمسة وعشرين، ثم مدرسة سنان الكينكجي بثلاثين، ثم مدرسة يلدرم خان بمحروسة "بروسه" بأربعين، ثم مدرسة مصطفى باشا بـ "قسطنطينية" بخمسين، ثم نقل إلى مدرسة السلطان محمد خان بجوار مرقد أبي أيوب الأنصاري، قدّس الله سرّه، ثم إلى إحدى المدارس الثمان، ثم إلى إحدى مدارس السلطان سليمان، ثم قلد قضاء "أدرنه" كلّ
* العقد المنظوم ص 494.
ذلك بتربية بعض الحواشي السلطانية، وتقريبه إلى السلطان المزبور بالمعارف الجزئية كالشعر والإنشاء.
ولما انتقل السلطان إلى جوار الرحمن رمي المرحوم بسهام العزل والهوان، ولما فتحتْ "جزيرة قبرس" في دولة السلطان سليم خان قلّد بطلبه قضاء الجزيرة المرقومة، وسلّم إليه زمام الحكومة في جميع قلاعها وبلادها وتلالها ووهادها، فمن كمال التفرّق والتشتّت لم يمكن له نظم أمورها في سلك الاعتدال، فاستغنى عن المنصب، ورضي بالانفصال، فعزل، وعاد إلى "قسطنطينية" مرّة أخرى، وتقاعد بوظيفته الأولى، ثم اتفق للسلطان سليم خان رغبة في صحبته بتعريف بعض الحواشي وتزيينه، فطلب، وهو على الصيد في بعض البقاع، فتيسّر له التشرّف بالدخول والاجتماع، ثم إن المسفور أحسَّ من السلطان المزبور كمال التوجّه إليه، فخاف من تقدّمه عليه، وندم ذلك النديم على ما فعل، فأعمل أسباب المكر والحيل، ولم يقصر في السعي والاجتهاد، حتى قدر على التفريق والإبعاد.
وقد توفي رحمه الله تعالى في أوائل رجب المرجّب سنة سبع وثمانين وتسعمائة.
كان المرحوم مشاركا في بعض العلوم ذا حظّ وافر من الشعر والإنشاء، ويد ظاهرة في الإملال والإملاء، بدأ بترجمة "كيمياء السعادة" للإمام علي أحسن النظام، إلا أنه لم يتيسّرْ له الإتمام، وله مكاتيب على أساليب مرغوبة، وأفانين مطلوبة، فتارة يختار فيها الحروف العارية عن النقط، وتارة يلتزم في كلمه حرفا واحدا فقط.
* * *
710 - العالم الأمجد مولانا أحمد المشهور بمظلوم ملك
*.
كان رحمه الله من ملازمي المولى جعفر من جملة الصدور في الدولة السليمانية، ودرّس أولا بمدرسة إبراهيم باشا بعشرين، ثم مدرسة ابن باباس بخمسة وعشرين، وكلتاهما بـ "قسطنطينية"، ثم مدرسة أمير سلطان في "بروسه" بثلاثين، ثم مدرسة والده الأمير عثمان شاه، كلتاهما بـ "قسطنطينية"، ثم نصب معلّما لأبناء السلطان سليم خان في الدار العامرة، فلمّا جلس السلطان مراد خان على سرير السلطنة، وقتل مخاديمه على ما هو العادة السلطانية من زمن السلطان محمد خان فاتح "قسطنطينية" المحميّة بقي المرحوم برهة من الزمان في الذلّ والهوان، مبتلى بالهموم والأحزان، ثم قلّد قضاء "بيت المقدس" ثم نقل إلى قضاء "المدينة المنوّرة" ثم إلى قضاء "مكّة المشرّفة" ثم عزل عنه، وجاء إلى "قسطنطينية"، فلم يلبثْ في هذه الحظيرة إلا مدّة يسيرة، وانتقل إلى رحمة ربه الكثيرة، وذلك سنة تسع وثمانين وتسعمائة.
كان رحمه الله عالما، عاملا، فصيحا، حازما، جيّد العقيدة، صاحب الأخلاق الحميدة، مع كمال السكينة والوقار، والاتّعاظ والاعتبار، - عامله الله تعالى بلطفه في دار القرار.
* * *
* العقد المنظوم ص 498.
711 - الشيخ الفاضل أحمد المحمدي، الأشرفي (شهاب الدين)
*.
مؤرّخ، عالم بالسياسة.
له "البرهان في فضل السلطان"، و"منهج السلوك في سيرة الملوك". بلغتْ نحو خمسين مؤلّفا.
توفي سنة 875 هـ.
* * *
712 - الشيخ الفاضل أحمد المكّي
* *.
له "بغية الطالبين"، و"التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية".
توفي سنة 1327 هـ.
* * *
713 - العالم الفاضل الكامل المولى شمس الدين أحمد اليكاني الملقّب بايهم
.
قرأ على علماء عصره.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 170، 171 وكشف الظنون 241.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 182.
وترجمته في إيضاح المكنون 1: 301.
ثم صار قاضيا بعدّة بلاد، ثم صار قاضيا ببلدة "أماسيه"، ثم أعطاه السلطان بايزيد خان قضاء مدينة "بروسه"، ثم عزل عن ذلك، ثم أعيد إلى القضاء المزبور، ثم عزله السلطان سليم خان، وأعطاه قضاء "كليبولي"، ثم ترك القضاء، وعيّن له كلّ يوم خمسون درهما بطريق التقاعد.
ومات على تلك الحال، وكان جريء الجنان، طليق اللسان، صاحب شيبة عظيمة.
وكان رجلا مهيبا، إلا أنه كان ضعيف العلم، وكان محبّا للخير، بنى جامعا ومدرسة، وقد اختلّتْ رجله، وصار مقعدا إلى أن مات رحمه الله تعالى.
* * *
714 - الشيخ الفاضل أحمدي الشاعر الرومي
*.
المشهور في تلك البلاد، قال ابن عرب شاه: هو شاعر "الروم" بالتركي، وهو أظرف مَنْ نشأ من شعرائهم وأدبائهم.
له "إسكندر نامه"، وله "ديوان" مشهور، وله كتاب يسمّى "مرقاة الأدب"، و"شرح قصيدة الصرصري المصنّعة"، التي يخرج من كلّ بيت منها حروف الهجاء كلّها، شرحًا مُفيدًا شافيًا، حقّق فيه أنواعًا من العلوم، ومطلع هذه القصيدة.
أبَتْ غيرَ ثَجِّ الدَّمع مُقْلَةُ ذِ حُزْنِكَسَتْهُ الضَّنَى الأوطان في مَشْخَصِ الظُعْنِ
قال: وكلامه يوازي كلام ابن نباتة، والحاجري، وابن النبيه، في العربي.
* راجع: الطبقات السنية 2: 139، 140.
وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 110، 111.
وكان رجلًا من أهل العلم والفضل.
وعُمِّرَ، وتوفي في أواخر سنة خمس عشرة وثمانمائة، ببلدة "أماسية". انتهى.
وحكى صاحب "الشقائق"،
(1)
أنه دخل هو، والمولى شمس الدين الفناري، وحاجى باشا، على بعض مشايخ الصوفية بـ "مصر"، يزورونه، فنظر إليهم، وقال للمولى أحمدي: أنت تضيع عمرك في الشعر. وقال لحاجي باشا: أنت تُضيع عمرك في الطبّ.
وقال لشمس الدين الفَنَارِي: أنتَ تصيرُ عالمًا ربّانيًا. فكان الأمرُ كما قال.
ومن نوادر المولى أحمدي،
(2)
أن تيمور لما دخل "البلاد الرُّومية"، كان يُكْثر من مصاحبته، فدخلَ معه يومًا الحمام، فقال له تيمور: قوّم مَنْ معنا في الحمام.
فقال: نعم، هذا يُسَاوِي ألفًا، وهذا يُسَاوِي كذا، وهذا كذا.
فقال تيمور: قوّمْني أيضًا.
فقال له: أنتَ تساوي ثمانين درهمًا.
فقال له تيمور: إزاري وحدَه يساوي هذا المقدار.
فقال المولى أحمدي: وأنا إنما قوّمت الإزارَ، وأما أنتَ فلا تساوي درهمًا.
فاستحسنَ تيمورُ هذا الكلامَ، وضحكَ منه ضحكًا كثيرًا، ثم وهبَ له ما في الحمام، من آلات الذهب والفضّة، وكانتْ شيئًا كثيرًا.
* * *
(1)
في ترجمته، وفي ترجمة شمس الدين الفناري 1:92.
(2)
القصة في الشقائق النعمانية 1: 111.
715 - الشيخ الفاضل المولى أحمد الله بن أمير الله الفَرْتَابْ كَري
*.
قرأ الفنون على الشيخ هداية الله الجونبوري، والشيخ زين العابدين الجونبوري، والشيخ لطف الرحمن البردواني، والشيخ منير الدين خان، والشيخ إسحاق الرامبوري، والشيخ ندير أحمد الدهلوي، رحمهم الله تعالى.
قرأ الحديث على الشيخ حسين عرب اليماني، والشيخ سلامة الله الجيراجبوري.
درّس عشرين سنة في "مسجد عليجان" الحديث والتفسير، وعيّن شيخ الحديث في دار الحديث الرحمانية بـ "دهلي".
وصنّف "البرهان العُجَاب" في الحديث، وله تلاميذ، لا يحصى عددها.
توفي سنة 1363 هـ.
* * *
716 - الشيخ القارئ أحمد الله بن دن غازي بَرَادَان
* *.
ولد بقرية "تُولْبَاي"، التابعة لمحطّة الشرطة "قصوا"، بمحافظة "صاندبور"، في سنة 1300 هـ.
كان أبوه رجلا صالحا، وقاضيا أمينا.
وبدأ الدراسة الابتدائية في بيته، ثم التحق بمدرسة نواب بور من مضافات جاندينه، وهو ابن ثمان سنين. ثم التحق بمدرسة الشيخ القارئ
* راجع: تاريخ علم الحديث ص 188.
* * راجع: مشايخ كُمِلَّا 1: 49 - 54.
إبراهيم، ودرس علم القراءة حتى فرغ، فقال له الشيخ إبراهيم: يتلألأ نور القرآن من جبينك.
وفي سنة 1346 هـ أسّس مدرسة في قسم علم القراءة بمحطّة شرطة "قصوا"، ودرّس فيها منذ عشرين سنة.
وكان عالما تقيا أمينا عند الناس، كان رئيس مجلس القضاء بالقرية، وانتقل إلى رحمة الله ليلة يوم الأحد 1388 هـ.
* * *
717 - الشيخ الفاضل القارئ أحمد الله بن سفر علي بن مُنْتُو محمد ملا
*.
ولد 1309 هـ في "لَكْسام" من "كُمِلَّا".
قرأ في المدرسة المحسنية بـ "سيتاغونغ". ثم في دار العلوم بـ "سيتاغونغ"، ثم ارتحل إلى دار العلوم "ديوبند"، وقرأ فيها الصحاح الستة وغيرها، ثم حضر عند الشيخ حكيم الأمة التهانوي، واستفاض منه كثيرا.
وبايع على يد القارئ إبراهيم الأجانوي رحمه الله تعالى.
توفي سنة 1379 هـ.
* * *
718 - العالم العامل الكامل الفاضل أحمد باشا ابن المولى حضربك بن جلال الدين
* *.
* راجع: مشايخ كُمِلَّا 2: 39 - 50.
* * راجع الشقائق النعمانية 1: 276، 277. =
كان رحمه الله تعالى عالما، فاضلا، سليم النفس، متواضعا، محبّا للفقراء والمساكين، ولما بنى السلطان محمد خان المدارس الثمان أعطاه واحدة منها، وسنّه إذ ذاك دون العشرين، وعين له كلّ يوم أربعين درهما، ثم عزل أخوه سنان باشا عن الوزارة، وعزل هو عن التدريس المذكور، وأعطي هو مدرسة بلدة "أسكوب" وقضاءها، ولما جلس السلطان بايزيدخان على سرير السلطنة أعطاه إحدى المدرستين المتجاورتين بمدينة "أدرنه"، ثم أعطاه إحدى المدارس الثمان، ثم جعله مفتيا بمدينة "بروسه"، وعين له كلّ يوم مائة درهم، وضمّ إليه قرية قريبة من "بروسه"، وعاش هناك مدّة متطاولة، حتى جاوز سنه التسعين، وله مدرسة في "بروسه" في قرب الجامع الكبير، وتلك المدرسة مشهورة بالانتساب إليه الآن.
وله كتب موقوفة على المدارس.
ومات في سنة سبع وعشرين وتسعمائة، وقبره في جوار الأمير البخاري، عليه رحمة الملك الباري.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى "فوائد البهية": يأتي ذكر والده وأخويه سنان باشا يوسف، ويعقوب باشا. ونسبتهم إلى "الروم" بضم الراء المهملة، إقليم معروف، فيه بلاد ذكره السمعاني، وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات": الروم جيل من الناس معروف من ولد روم بن عيص بن إسحاق، غلب عليهم اسم أبيهم.
* * *
وترجمته في الطبقات السنية 1: 344، الفوائد البهية 21، والشقائق النعمانية.
719 - العالم العامل والفاضل الكامل أحمد باشا ابن المولى ولي الدين الحسيني نوّر الله مرقدهما، وفي فراديس الجنان أرقدهما
*.
قرأ على علماء عصره، وحصل من الفضل جانبا عظيما، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان مرادخان بمدينة "بروسه"، ثم صار قاضيا بـ "أدرنه"، ثم جعله السلطان محمد خان قاضيا بـ "العسكر"، ثم جعله معلّما لنفسه وصاحبه مصاحبة دائمة.
وكان لذيذ الصحبة، كثير النادرة، صعب البداهة، وكان مائلا إلى جانب الشعر، وأكثر من الشعر بالتركية، وغلب في شعره، فصاحته على بلاغته، وقد مال إليه السلطان محمد خان ميلا عظيما، حتى استوزره، ثم عزله عن الوزارة، لأمر جرى بينهما، وجعله أميرا على بعض البلاد مثل "تيره" و"أنقره" و"بروسه".
مات وهو أمير بـ "بروسه" في سنة اثنتين وتسعمائة، ودفن بها، وله فيها مدرسة، وقبة مبنية على قبره، وقد كتب على بابها تاريخ وفاته، والتاريخ لمحمد بن أفلاطون نائب المحكمة الشريفة بـ "بروسه"، وهو هذه الأبيات: هذه مشكاة أنوار لمن عدّه الرحمن من ممدوحه فرّ من أدناس تلك الدار إذ كان مشتاقا إلى "سبوحه". قال روح القدس في تاريخه: إن في الجنات مأوى روحه.
* راجع: الطبقات السنية 2: 120، 121.
وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 306 - 310، وشذرات الذهب 8:13.
كان رحمه الله تعالى شريف النسب، رفيع القدر على الهمّة، كريم الطبع، سخيّ النفس، ولم يبق له عقب، لأنه لم يتزوّج أصلا، وقد اتهمه لذلك بعض الناس بالميل إلى الغلمان، إلا أن المولى الوالد حكى عن أستاذه المولى خواجه زاده أنه ركب معه في بلدة "أدرنه"، وكانا يطوفان حولها، ويتحدّثان، فسأل في أثناء الكلام عن لذّة الجماع، وقال: إني سألتُ عنها كثيرا من الناس، ولم يقدروا على وصفها، لكنّك عالم فاضل، تقدر على التعبير عنها، قال: قلت: إنها تدرك، ولا يمكن وصفها، فأنكر هذا الكلام، قال: قلت: له بين لي لذّة الغسل، قال: هي لا تدرك إلا بالذوق، قال: قلت: وكذا هذه، قال المولى الوالد: قال المولى خواجه زاده: وعند ذلك تحقّقت أن به عنة، وكان رحمه الله تعالى ينظم بالعربية، ومن نظمه قصيدته التي جعلها نظيرة لقصيدة المولى الفاضل الكامل حضر بك المارّ ذكره، وهي هذه:
يا رامي قلبي بسهام اللحظات
…
هيهات نجاتي ما زلت فداء لك روحي
وحياتي من قبل مماتي نمقت إلى بك
…
بك يا قرّة عيني بالدمع كتابا
أشهدت على الوجد مدادي
…
ودواتي سل من عبراتي جلباب
دجا صدغك قد أصبح مسكا
…
يا ظبي حريم قد أحرق في الصين
قلوب الظبيات نار الحسرات
…
كم تحرق أحشاي وفي فيك زلال
والشارب منه يحكي خصرا مورده
…
ماء حياتي لا في الظلمات
من أحمد في ليلة أصداغ ملاح
…
لاحت كلمات من نسمتها فاح
وقد رأيت في بعض مكاتباته أنه أورد في عنوانه بيتا أشار فيه إلى شرف نسبه، وهو هذا
سلام كأنفاسي إذا كنت ناطقا
…
بمدح رسول الله جدّي وسيّدي
- روّح الله روحه، وزاد في أعلى الجنان فتوحه -.
* * *
720 - الشيخ الفاضل أحمد أبي بكر الخاص والد يوسف الآتي ذكره
(1)
، إن شاء الله تعالى
*.
قال في "الجواهر": حكى يوسف في فتاويه
(2)
، فيمن تزوّج امرأة بشهادة شهود، على مهر مُسمّى، ومضى على ذلك سنون، وولدتْ أولادًا، ومضى سنون، ثم مات الزوج، ثم إنها استشهدت الشهود أن يشهدوا على ذلك المسمّى، وهم يتذكّرون، استحسن مشايخنا أنهم لا يسعهم أن يشهدوا، بعد اعتراض هذه العوارض، ومن ولادة الأولاد، ومضي الزمان، لاحتمال سقوطه، كلّه أو بعضه عادة. وكان يفتي بهذا والدي، ثم رجع، وأفتى، كما هو ظاهر جواب الكتاب
(3)
أنه يجوز، وبه يُفتى.
قال عبد القادر: ولا أدري هذه النسبة إلى أيّ شيء، ولم يذكرها السمعاني، والله تعالى أعلم.
* * *
(1)
تأتي ترجمته في محله، إن شاء الله تعالى.
* راجع: الطبقات السنية 1: 289.
وترجمته في الجوهر المضية برقم 70، وفي الأصل:"الخاص"، والمثبت في الجواهر، حيث أعاد ذكره في الأنساب 2: 301، وقال: وهي نسبة إلى خاص، قرية من قرى "خوارزم"، لم يذكرها السمعاني"، كما ذكر المؤلّف ذلك أيضًا في باب الأنساب آخر الكتاب.
(2)
وتسمى "فتاوى الخاصي"، و"الفتاوى الكبرى". انظر: كشف الظنون: 2: 1222.
(3)
أي "مختصر القدوري"، كما هو مصطلح الحنفية.
721 - الشيخ الفاضل أحمد بيجان بن صالح المعروف بيازجي زاده الرومي
*.
له "منتهى المطالب".
توفي في حدود 859 هـ.
* * *
722 - الشيخ الفاضل أحمد جلبي بن عبد الله القسطنطيني، الرومي الشهير بجودي
* *.
مدرّس، حنفي.
سافر إلى "المدينة"، وتوفي بها 1112 هـ.
من مؤلّفاته: "أحكام الحكماء" في بيان منظومة شهر مارت.
* * *
723 - العالم الكامل الشيخ أحمد جلبي الأنقروي
* * *.
كان رحمه الله تعالى مشتغلا بالعلم أولا، ثم رغب في التصوّف، وانتسب إلى الطريقة الخلوتية، ثم تقاعد في وطنه، واشتغل بالوعظ والتذكير،
* راجع: معجم المؤلفين 179:1 و"إيضاح المكنون" 2: 574.
* * راجع: معجم المؤلفين 1: 184.
وترجمته في هدية العارفين 1: 166.
* * * الشقائق النعمانية ص 321.
وكان لوعظه تأثير عظيم في النفوس، بحيث لم أر أحدا سمع كلامه ووعظه، إلا وقد انجذب إليه كلّ الانجذاب، وأحله في خلده محلّ روحه، وكان في شبابه يدور البلاد، ويعظ الناس، ويذكّرهم، ولما بلغ سنّ الشيخوخة أقام في بلده "أنقره" إلى أن توفي بعد الخمسين وتسعمائة، - روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه -.
* * *
724 - الشيخ الفاضل أحمد جودت بن إسماعيل بن علي بن أحمد آغا
*.
وزير تركي، عالم مشارك في كثير من العلوم.
ولد سنة 1238 هـ في مدينة "لوفجة" التابعة لـ "ولاية الطونة"، ثم سافر إلى "القسطنطينية"، وتلقّى العلوم الدينية والعربية، ثم درّس القضاء.
وتولى الصدارة موقّتا، ثم عين ناظرا للعدلية.
وتوفي سنة 1312 هـ بـ "القسطنطينية" في ذي الحجّة.
من مؤلّفاته: "خلاصة البيان" في القرآن، و"تعليمات على أوائل المطوّل"، و"تعليقات على الشافعية"، "تعليقات على البناء"، و"تعليقات على نتائج الأفكار".
* راجع: معجم المؤلفين 1: 184.
وترجمته في الأعلام الشرقية 1: 52، ومشاهير الشرق 2: 190 - 194، والآداب العربية 2، 97، 98، ومعجم المطبوعات 1: 720، 721، وفهرس التيمورية 1: 249، 3: 64، وفهرس الخديوية 4: 125، وفهرس التفسير 23، والأعلام 1: 103، 104.
725 - الشيخ الفاضل أحمد حجابي بن أحمد سباهي الفسطموني، الرومي، النقشبندي
*.
صوفي.
له "تعليقة على قره خليل"، و"رسالة وحدة الوجود"، و"تلخيص الفكوك".
توفي سنة 1306 هـ.
* * *
726 - الشيخ العالم الفقيه أحمد حسن بن أكبر حسين الحسيني الأمروهوي
* *.
أحد العلماء المشهورين بسعة التقرير والتبحُّر في الكلام.
ولد، ونشأ ببلدة "أمروهه"، واشتغل بالعلم أياما في بلدته، ثم سافر إلى "ديوبند"، ولازم الشيخ قاسم بن أسد علي النانوتوي، وأخذ عنه، وأخذ عن غيره من العلماء أيضًا، وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، ثم أسند الحديث عن الشيخ أحمد على بن لطف الله السهارنبوري، والشيخ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي، والشيخ الكبير عبد القيوم بن عبد الحي البكري
* راجع: معجم المؤلفين 187:1.
وترجمته في هدية العارفين 1: 192.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 46.
ومقدمة أنوار الباري 2: 228، وتذكرة علماء هند 467.
البرهانوي، وسافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار، وأخذ الطريقة عن الشيخ إمداد الله التهانوي المهاجر إلى "مكّة المشرّفة"، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي، المهاجر إلى "المدينة المنوّرة"، ثم رجع إلى "الهند"، وولي التدريس في المدرسة العربية ببلدة "أمروهه".
وكان حسن الصورة، حلوّ الكلام، مليح الشمائل، قويّ العمل، كثير الدرس والإفادة.
مات لليلة بقيتْ من ربيع الأول سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف.
قلت: طبعت مضامينه العلمية باسم "إفادات أحمدية".
* * *
727 - الشيخ العالم أحمد حسن بن أبو العبّاس
*.
ولد بقرية "سَاتْغَاون" بمحافظة "بي بارية" سنة 1325 هـ، ووالده الجليل كان له يد في إقامة الجامعة اليونسية "بي بارية"، ودرس عند الشيخ فراش الدين في نعومة أظفاره، ودرس في المدرسة العالية بـ "كلكتة"، ثم التحق بجامعة "كلكتة"، وتخرّج بشهادة الماجستير.
وفي نفس السنة التحق مدرّسا بالمدرسة الثانوية بـ "الكلكتة".
وبعد تقسيم الهند تولّي منصب نيابة الإدارة بالمدرسة الثانوية "بي بارية".
وكان صدر المدرّسين بالمدرسة العالية "داكا"، وكان أستاذا للمدرسة العالية بـ "سلهت" أيضًا.
* راجع: مشايخ بي بارية ص 153 - 158.
وفرغ من التدريس سنة 1391 هـ، ورجع إلى الوطن، وبايع في الطريقة على يد الشيخ محمد الله حافظجي، وأقام مدرسة قريبة بقريته، حتى انقلبت مركزا دينيا مشهورا على مرور الأيام.
وتوفي سنة 1413 هـ.
* * *
728 - الشيخ الفاضل أحمد حسن بن المولوي عبد الجبّار
*.
ولد سنة 1325 هـ في قرية "سات غاون" من مضافات "بي بارية".
وفي 1348 هـ التحق بالجامعة اليونسية، فقرأ عدّة سنين، ثم ارتحل إلى المدرسة العالية بـ "كلكتة"، وأكمل الدراسة العليا، وفاز في الاختبار النهائي، وحصّل درجة الامتياز.
من أساتذته: فخر البنغال العلامة تاج الإسلام، والعلامة صفي الله الجاند بوري، والشيخ محمد الله حافظجي، رحمهم الله تعالى.
توفي سنة 1412 هـ.
* * *
729 - الشيخ العالم الفقيه أحمد حسن بن غلام حسين بن سعد الله الأفغاني النجيب آبادي
،
* راجع: مشايخ بي بارية ص 158 - 153.
ثم الطوكي، أحد العلماء الصالحين *.
ولد، ونشأ ببلدة "نجيب آباد" وقرأ المختصرات على أبيه، ثم سافر إلى "طوك"، وقرأ على المولوي عبيد الله خان، والقاضي عبد العلي بن خليل الرحمن الرامبوري، وتطبّب عليه، وكان خطّاطا، له "إكليل المدائح"، و"جين كت".
مات لتسع خلون من شوّال سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة "طوك"، فدفن بها.
* * *
730 - الشيخ الفاضل العلامة أحمد حسن البطالوي، ثم الكانبوري
* *.
أحد العلماء المشهورين في كثرة الدرس والإفادة.
تخرَّج عليه خلق لا يحصون كثرة.
ولد، ونشأ ببلدة "بطاله" من أعمال "كورداس بور"، وسافر للعلم، فلازم المفتي لطف الله ببلدة "عليكره"، وتخرّج عليه، وولي التدريس بمدرسة مظاهر العلوم في "سهارنبور"، فدرّس بها زمانا، ثم ولي بفيض عام في "كانبور"، فسكن بها، وتأهّل، وتدبّر، ودرّس بها مدّة طويلة، ثم سافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار، وأخذ الطريقة عن الشيخ إمداد الله التهانوي المهاجر إلى "مكّة المباركة"، ثم رجع إلى "الهند".
* راجع: نزهة الخواطر 8: 46، 47.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 47، 48.
وكان إماما علامة، خيّرا، ديّنا، وَرِعا، متواضعا، وافر العقل، حسن الأخلاق، متخلّقا بجميع الصفات، جميل العشرة، كثير النصح والمحبة لأصحابه، ساكنا، متجمّعا عن الناس، متعفّفا عن التردّد إلى بني الدنيا، قانعا باليسير، طارحا للتكلّف، كثير الإنصاف والبشر لمن يقصده للأخذ عنه، مواظبا على الاشتغال، والإقبال على الإقراء، صبورا، مديم التدريس من غير ملل ولا ضجر، وإني لا أعلم أحدا اشتغل بالتدريس، كما اشتغل به هذا الحبر، كان يدرّس الكتب الدقيقة في المنطق والحكمة والأصول والكلام، ويباحث في المسائل العويصة من علوم متعدّدة زيادة على خمسة عشر درسا في كلّ يوم، وفي ذلك عرضتْ له البواسير، يهرق الدم الكثير، وهو لا يتعطّل عن التدريس، حتى غلب عليه الهزال، ومنعه الأطبّاء عن التدريس قاطبة، ولكنّه ما ترك، حتى توفي إلى رحمة الله سبحانه.
له حاشية مبسوطة على "شرح السلّم" لحمد الله، وتعليقات على "المثنوي المعنوي"، و"رسالة" في مبحث إمكان الكذب وامتناعه لله سبحانه، وأثبت بالدلائل الكلامية الامتناع.
مات في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ببلدة "كانبور".
* * *
731 - الشيخ الفاضل أحمد حسين بن بدر الدين العثماني الإله آبادي
*.
أحد الأفاضل المشهورين.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 49.
وُلد، ونشأ بـ "سيّد سراوان" قرية من أعمال "إله آباد"، واشتغل بالعلم على مولانا محمد حسن بن تفضّل حسين العمري الإله آبادي، وقرأ عليه الفنون العربية، وشيئا من المنطق والحكمة، ثم سافر إلى "كانبور"، وقرأ سائر الكتب الدرسيّة على العلامة أحمد حسن الكانبوري، ثم دخل "لكنو"، وأخذ الصناعة الطبّية عن الحكيم حيدر حسين اللكنوي، وسافر إلى "كلكتة" فتطبّب بها زمانا، ثم رجع إلى "إله آباد" واشتغل بالمداواة والتصنيف.
وكان باهر الذكاء، متوقّد الذهن.
وله كتب في السير، منها:"كتاب في سيرة نور الدين محمود الزنغي"، و"كتاب في سيرة صلاح الدين الأيوبي"، وله "ترجمة تاريخ ابن خلدون" المغربي.
مات لسبع خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف.
* * *
732 - الشيخ الفاضل المولى العلامة أحمد حسين بن وصي الرحمن الجِيْرُوِي
*.
ولد في مبدأ القرن الرابع عشر في قرية "جِيْرِي" من مضافات "فَتْيَة" من أعمال "سيتاغونغ".
وهو من بيت فضل وعلم.
قرأ الكتب الابتدائية في المدرسة المحسنية بـ "سيتاغونغ".
ثم صحب الشيخ العلامة عبد الحميد المدَارْ شَاهي، فارتحل إلى دار العلوم "هاتهزاري".
* راجع: تاريخ علم الحديث ص 248.
وقرأ كتب الحديث والفنون العالية فيها، ومن شيوخه فيها: الشيخ ضمير الدين، والشيخ حبيب الله رحمهما الله تعالى.
بنى مدرسة في قرية "جِيْرِي"، وعيّن المدير الأعلى لها.
وكان عالما جليلا، وفاضلا نبيلا. توفي سنة 1386 هـ.
* * *
733 - الشيخ العالم الفقيه القاضي أحمد حمّاد بن جان محمد بن محمد دولة الأنصاري السهالوي، ثم الفتحبوري
*.
أحد الفقهاء الحنفية.
ولد، ونشأ بـ "فتحبور"، وقرأ العلم على عمّه العلامة كمال الدين بن محمد دولة الفتحبوري، وولي القضاء لـ "فتحبور" مكان والده، وكان من العلماء المتورّعين، جاوز عمره سبعين سنة، كما في "أغصان الأنساب".
* * *
734 - الشيخ الفاضل أحد حمد الله بن إسماعيل حامد بن أحمد الأنقروي
* *.
فقيه، من موالي الحرمين.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 32.
* * راجع: معجم المؤلفين 1: 210.
ترجمته في هدية العارفين 1، 195، وفهرست الخديوية 1: 442، 443.
من تصانيفه: "تذكرة المشتاق"، و"مرآة المرافعين في مسائل الفتاوى"، و"النجوم الدراري إلى إرشاد الساري".
توفي سنة 1317 هـ.
* * *
735 - الشيخ الفاضل أحمد حمدي الشِّرْوَاني، الرُّوْمي
*.
عالم مشارك في بعض العلوم.
من تصانيفه: "خلاصة الفرائض"، و"صدر الكواكب"، و"الوفا في مسائل الحكما".
توفي سنة 1307.
* * *
736 - الشيخ الفاضل العالم النحرير أحمد خليل الفوزي بن مصطفى الفِلِبَوي، وكيل الدرس، العلامة الأشهر
* *.
قال الإمام الكوثري: إنه حفظ القرآن على عمّه الحافظ موسى الفِلِبَوي، وتلقّى مبادئ العلوم من الصرف والنحو وغيرهما من العلامة علي الفكري الأخِسْخَوي في "فِلِبِه"، ثم رحل إلى دار الخلافة.
* راجع: معجم المؤلفين 212:1. وترجمته في هدية العارفين 1: 192.
* * راجع التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز ص 44 - 47.
وتخرّج في العلوم على العلامة رجب بن عبد الله المناسْتري، تلميذ العلامة عمر بن عبد الله الآقشهري، وكيل الدرس، المتوفى سنة 1267 هـ، تلميذ مفتي زاده محمد صادق الأرْزِنْجاني صاحب الحواشي المعروفة، المتوفى سنة 1223 هـ، الآخذ عن شيوخه الثلاثة: مفتي زاده الكبير، ومنيب العينتابي بأسانيدهما المعروفة، وعبد الرحمان بن ولي القيوجغي وكيل الدرس، والأخير عن أبي الفضل صالح الأماصري الأنقروي، عن الشيخين: الخادمي، وأبي الفخر خليل القونوي، والأخير عن الحافظ محمد الأماسي، عن محمد التفسيريّ بسنده المعروف، وسبق ذكرُ أسانيد الخادمي.
وبينه وبين والدي كانت صداقة متينة من أوائل سني هجرته إلى البلاد العثمانية، و"حاشية" صاحب الترجمة على عصام الفريدة حاشية مفيدة للطلاب جدّا، حيث تدرّبهم على التصرّف في العلوم بأسهل عبارة، وتمكّنهم من حسن الجواب عن أسئلة الامتحانات، توفي بالمدينة المنوّرة بعد الحجّ سنة 1302 هـ.
وكان إحداث وكالة الدرس - وهي وكالة المشيخة الإسلامية في الإشراف العام على شئون المدارس الدينية والمعاهد العلمية - في أواخر القرن الحادي عشر الهجري، والذين تولّوها من ذلك العهد إلى عهد الفِلِبوي هم الأساتذة الكبار.
1.
محمد بن الحسين الأنقروي - شيخ الإسلام فيما بعد - صاحب الفتاوى.
2.
والسيّد إدريس بن موسى الواني.
3.
وأبو اليمن بن عبد الرحمن البتروني.
4.
وأحمد بن محمد القازآبادي.
5.
ومحمد أمين بن يوسف الأنطالي (الأضالي) مفتي زاده الكبير.
6.
وعبد الحليم القِريِمي.
7.
وإسماعيل بن مصطفى الكلنوي.
8.
والسيّد أبو بكر الجورومي.
9.
وخليل الكُبْرِيلي.
10.
وعبد الرحمن بن ولي القيوجغي، جدّ أبي العلامة عاطف بك المشهور - شارح "المجلة"
11.
وعليّ الموجوري
12.
ومحمد منيب العينتابي.
13.
ومحمد القدسي.
14.
ومحمد أمين بن عثمان الزعفرانبولي.
15.
ومحمد الجهارشنبوي.
16.
وعلي الفكري الأخِسْخَوي.
17.
والحافظ أحمد أتمكجي زاده.
18.
ومحمد أسعد إمام زاده.
19.
وعمر بن عبد الله الآقشهري.
20.
والحافظ محمد أمين بن مصطفى الشهري الزعفرانبولي الأصل.
21.
ومصطفى بن عمر الوِدِيني.
22.
ويحيى الدكِزْلِيلي.
23.
وحسن فهمي الآقشهري - شيخ الإسلام فيما بعد.
24.
وخليل الفوزي الفلبوي صاحب الترجمة.
25.
وخلفه في وكالة الدرس مصطفى منيب الباليكَسْري/ زرده جي زاده.
26.
ثم أحمد عاصم الكوملجِنَوي.
27.
ثم محمد خالص الشرواني.
28.
ثم عليّ زين العابدين الألَصُوني.
29.
ثم مصطفى عاصم نصوحي زاده.
30.
ثم محمد رفيق أياشْلي زاده.
31.
ثم أحمد حمدي الأرْضُرومي خواجه زاده.
32.
ثم راقم الحروف.
33.
ثم أعيد الأستاذ أحمد حمدي الأرْضرومي، وبه أقفل هذا الباب.
ووكالة الدرس هي وظيفة الإشراف الفعلي على شئون العلم والعلماء في الدولة، وإطلاق (وكيل الدرس) على من يقوم بتلك الوظيفة، من جهة أن السلطان بايزيدخان، كان شرط في مدرسته في حي بايزيد أن يدرّس شيخ الإسلام درسا خاصّا فيها، وكان مشايخ الإسلام يقومون بهذا الدرس.
ولما اتسع نطاق اشتغالهم بالسياسة، ضاق وقتُهم عن إلقاء الدرس في المدرسة المذكورة، فعيّنوا أحد كبار العلماء لينوب عنه في الدرس المذكور، ثم وثم، إلى أن أحالو إليه شئون العلم والعلماء من أواخر القرن الحادي عشر، وبقي هذا اللقب التاريخي مع توسّع اختصاصه.
وقد ذكر الآلوسيّ اختصاص وكالة الدرس في الدولة في "رحلته الكبرى"(ص 172)، كذا صاحب "مجلة المنار"(ج 13 ص 146) حينما رحل "إلى "الآستانة"" أيام وكالة المغفور له محمد خالص الشرواني، وفي نقل هذا وذاك طول، فليراجعهما من أراد.
* * *
737 - الشيخ الفاضل أحمد الدين بن علاء الدين اللاهوري
،
أحد العلماء المبرّزين في الصناعة الطبّية *.
ولد، ونشأ بـ "لاهور"، وقرأ العلم على مولانا غلام محمد البكوي، والشيخ فيض الحسن السهارنبوري، وعلى غيرهما من العلماء، وقرأ الكتب الطبّيّة على والده، وتطبّب عليه مدّة، ثم تصدّر للتدريس والمداواة.
وله مصنّفات عديدة، أشهرها:"كاشف الرموز"، وهو شرح "الموجز" بالفارسي.
* * *
738 - الشيخ الفاضل أحمد الدين بن الحافظ نور حياة بن الحافظ محمد شفاء بن الحافظ نور محمد البكوي
* *.
أحد العلماء المبرّزين في الفقه والحديث.
ولد سنة 1217 هـ
قرأ "المطول"، و"شرح الوقاية" من الكتب الدرسيّة على صِنْوه غلام محي الدين، وعلى غيره من العلماء، ثم أسندَ الحديثَ عن الشيخ إسحاق بن أفضل الدهلوي، سِبْط الشيخ عبد العزيز، وأقامَ بـ "دهلي". أربع عشرة سنة مجِدّا في البحث والاشتغال، حتى برع في كثير من العلوم والفنون، تم رجع إلى "بنجاب"، وتصدّر بها للدرس والإفادة.
أخذ عنه خلق كثير، وكان شديدَ التعبّد، يحيي الليلَ بالذكر والمراقبة.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 55.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 54.
وترجمته في حدائق الحنفية ص 504، 505.
له حاشية على "شرح الجامي"، و"حاشية على الخيالي"، وله غير ذلك من المصنّفات طارتْ بها العنقاءُ.
مات ليلة الأحد لثلاث عشرة خلون من شوّال سنة ستّ وثمانين ومائتين وألف، كما في "حدائق الحنفية".
* * *
739 - الشيخ الفاضل أحمد رافع بن محمد بن عبد العزيز بن رافع الحسيني القاسمي الطهطاوي
.
فقيه حنفي، عارف بالتفسير والأدب.
مصري، ولد في "طهطا"(من أعمال جرجا بـ "مصر")، وتخرّج في الأزهر، وتصدّر للتدريس سنة 1299 هـ، فاستمرّ إلى أن توفي بـ "القاهرة" سنة 1355 هـ.
من كتبه: "رفع الغواشي عن مُعْضَلات المطوّل والحواشي" الجزء الأول منه، وهو في خمسة أجزاء، و"نفحات الطيب على تفسير الخطيب"، و"الثغر الباسم" في مناقب جدّه أبي القاسم الطهطاوي، وفيه تراجم رجال من بيتهم، و"شرح الصدر بتفسير سورة القدر"، و"القول الإيجابي في ترجمة شمس الدين الأنبابي"، و"بلوغ السول بتفسير: لقد جاءكم رسول" رسالة، و"كمال العناية بتوجيه ما في ليس كمثله شيء من الكناية".
وله نظم
(1)
.
(1)
الثغر الباسم 42، وفهرست دار الكتب 2: 201، والكنز الثمين 140، وصفوة العصر 1:511.
توفي سنة 1355 هـ.
* * *
740 - العالم الكبير الفقيه البارع المفتي أحمد الرحمن، رحمه الله تعالى
.
تخرّج من جامعة العلوم الإسلامية علامة بنوري تاون كراتشي، بـ "باكستان".
كان من أخصّ تلامذة العلامة يوسف البنوري، رحمه الله تعالى.
كان يدرّس في الجامعة المذكورة الجزء الثاني من "صحيح مسلم"، وتزوّج ابنة شيخه البنوري الكبرى، وبعد أن توفي البنوري عيّن مديرا أعلى للجامعة.
توفي سنة 1411 هـ.
* * *
741 - الشيخ الفاضل أحمد رشدي بن محمد القره أغاجي، المفتي
*.
من تصانيفه: "الأساس في شرح البناء"، و"تحفة الرشدي في شرح إيساغوجي".
توفي سنة 1251 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 1: 222.
وترجمته في هدية العارفين 1: 186، ومعجم المطبوعات 933، وإيضاح المكنون 1: 67، 249.
742 - الشيخ الفاضل أحمد رشيد بن رشيد بن سليمان النوشهري، الرومي، مفتّش بإدارة الأوقاف
*.
من تصانيفه: "الفيوضات الحبيبة على الصلوات المشيشية"، و"كشكول الصافية في شرح الواردات السعدية".
توفي سنة 1282 هـ.
* * *
743 - الشيخ الفاضل أحمد رشيد بن محمد الشهير بقريمي زاده، الرومي، القاضي بعسكر "الأناطول
" * *.
له "المجموعة الفقهية في الفتاوى الحنفية". توفي 1279 هـ.
* * *
744 - الشيخ الفاضل السيّد المحدث الكبير أحمد رضا البِجْنُوري بن بير شبير علي
* * *.
* راجع: معجم المؤلفين 1: 222.
وترجمته في هدية العارفين 1: 189، وإيضاح المكنون 2:370.
* * راجع: معجم المؤلفين 222:1. وترجمته في هدية العارفين 1: 189.
* * * راجع تاريخ علم الحديث ص 195 ومقدمة أنوار الباري 2/ 274 - 276.
قرأ الكتب الابتدائية في مدرسة فيض عام بـ "بِجْنُور، والمدرسة العربية القادرية، وقرأ الحديث على الإمام أنور شاه الكشميري، والسيّد حسين أحمد المدني بـ "ديوبند"، وشيخ الأدب إعزاز علي، رحمهم الله تعالى. ثم ذهب إلى "دابيل"، وقرأ مرّة ثانية الحديث على الإمام أنور شاه الكشميري، رحمه الله تعالى.
ودرّس نحو خمس سنين في مدرسة "دابيل"، وعيّن نائب المدير لعدّة سنين، صنّف "أنوار الباري شرح البخاري" باللغة الأردية على ضوء تقرير الإمام الكشميري، وذكر في "مقدمته" خمسمائة رجال من المحدّثين.
* * *
745 - الشيخ العالم المفتي أحمد رضا بن نقي علي بن رضا علي الأفغاني، البريلوي، المشهور بعبد المصطفى
*.
ولد يوم الاثنين عاشر شوّال سنة اثنتين وسبعين ومائتين بعد الألف ببلدة "بريلي"، واشتغل بالعلم على والده، ولازمه مدّة طويلة، حتى برع في العلم، وفاق أقرانه في كثير من الفنون، لاسيّما الفقه والأصول، وفرغ من تحصيله سنة ستّ وثمانين، وله أربع عشرة من عمره، وسافر للحجّ مع والده سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، ثم حجّ سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف.
وأسند الحديث في الحجّة الأولى. عن السيّد أحمد زيني دحلان الشافعي المكّي، والشيخ عبد الرحمن سارج مفتي الأحناف بـ "مكة" والشيخ حسين بن صالح جمل الليل، (وذاكر علماء "الحجاز" في بعض المسائل الفقهية والكلامية،
* راجع: نزهة الخواطر 8: 49 - 52.
وألّف بعض الرسائل أثناء إقامته بالحرمين، وأجاب عن بعض المسائل التي عرضتْ على علماء الحرمين، وأعجبوا بغزارة علمه وسعة اطلاعه على المتون الفقهية والمسائل والخلافية، وسرعة تحريره وذكائه.
ورجع إلى "الهند" وأكبّ على التأليف وتحرير المسائل، والردّ على مخالفيه والإفتاء، وكان قد أخذ الطريقة عن السّيد آل رسول الحسيني المارهروي، ونال الإجازة منه.
كان متشدّدا في المسائل الفقهية والكلامية، متوسِّعا مسارعا في التكفير، قد حمل لواء التكفير والتفريق في "الديار الهندية" في العصر الأخير، وتولى كبره، وأصبح زعيم هذه الطائفة تنتصر له، وتنسب إليه، وتحتج بأقواله، وكان لا يتسامح، ولا يسمح بتأويل في كفر مَنْ لا يوافقه على عقيدته وتحقيقه، أو مَنْ يرى فيه انحرافا عن مسلكه ومسلك آبائه، شديد المعارضة، دائم التعقّب لكلّ حركة إصلاحية، انعقدتْ حفلة "مدرسة فيض عام" سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف في "كانفور"، وحضرها أكثر العلماء النابهين، وهى الحفلة التي تأسستْ فيها ندوة العلماء، ومن أكبر أغراضها توحيد كلمة المسلمين وإصلاح ذات البين بين علماء الطوائف وإصلاح التعليم الديني، وحضرها المفتي أحمد رضا المترجم، وخرج منها، وقد قرّر محاربة هذه الجمعية، فأصدر صحيفة، أسماها "التحفة الحنفية" لمعارضة ندوة العلماء، وألّف نحو مائة رسالة، وكتاب في الردّ عليها، وأخذ فتاوى العلماء في أنحاء "الهند"، وتوقيعاتهم في تكفير علماء الندوة، وجمعها في كتاب، سمّاه "إلجام الألسنة لأهل الفتنة"، وأخذ على ذلك توثيق علماء الحرمين، ونشره في مجموعة، سمّاها "فتاوى الحرمين برجف ندوة المين" في سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف.
ثم انصرف إلى تكفير علماء "ديوبند"، كالإمام محمد قاسم النانوتوي، والعلامة رشيد أحمد الكنكوهي، والشيخ خليل أحمد السهارنفوري، ومولانا أشرف علي التهانوي، ومَنْ والاهم، ونسب إليهم عقائد، هم منها برآؤ، ونصّ على كفرهم، وأخذ على ذلك توثيقات علماء الحرمين، الذين لا يعرفون الحقيقة، ونشرها في مجموعة، سمّاها "حسام الحرمين على منحر أهل الكفر والمين".
قال فيها: "مَنْ شكّ في كفرهم وعذابهم فقد كفر"، واشتغل بهذا الردّ والنقض والمحاربة والمعارضة، لا تأخذه في ذلك هوادة، ولا يعتريه وهن، حتى أصبح التكفير شغل الناس الشاغل، وكانتْ مضاربات ومحاكمات وفتن ومشاغبات.
وكان يعتقد بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم الغيبَ علما كليّا، فكان يعلم منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة، بل إلى الدخول في الجنّة والنار، جميع الكليّات والجزئيّات، لا تشذّ عن علمه شاذّة، ولا تخرج من إحاطته ذرّة، وكان يعبر عنه بقوله:"علم ما كان وما يكون"، وقد صنّف في هذا الموضوع عدّة رسائل، منها: رسالة سمّاها "إنباء المصطفى"، ورسالة أخرى باسم "خالص الاعتقاد"، وله رسالة في هذا المعنى بالعربية، سمّاها "الدولة المكية"، وعلّق عليها حاشية، زادتْ عليها أضعافا مضاعفة، وسمّاها "الفيوض الملكية"، وكان ينتصر للرسوم البدع الشائعة، وقد ألّف فيها رسائل مستقلّة، وألّف رسالة في الاستمداد والاستعانة بأولياء الله وأهل القبور، وكان مع ذلك يرى حرمة سجدة التحيّة، وألّف فيها رسالة، سمّاها "الزبدة الزكيّة لتحريم سجود التحيّة"، وهي رسالة جامعة، تدلّ على غزارة علمه وقوّة استدلاله، وكذلك كان ينتصر للأعياد التي تقوم على القبور، ويسمّيها أهل "الهند""الأعراس"، ومع ذلك يحرّم الغناء بالمزامير، ويحرّم صنع الضرائح
منسوبة إلى الحسين عليه وعلى آبائه السلام، - التي يصنعها أهل "الهند" بالقرطاس، ويسمّونها "تعزية".
كان عالما متبحّرا، كثير المطالعة، واسع الاطلاع، له قلم سيّال، وفكر حامل في التأليف، تبلغ مؤلّفاته ورسائله على رواية بعض مترجميه إلى خمسماة مؤلّف، أكبرها "الفتاوى الرضوية" في مجلّدات كثيرة ضخْمة، كان قويّ الجدل، شديد المعارضة، شديد الإعجاب بنفسه وعلمه، قليل الاعتراف بمعاصريه ومخالفيه، شديد العناد، والتمسّك برأيه، يندر نظيره في عصره في الاطلاع على الفقه الحنفي وجزئياته، يشهد بذلك مجموع فتاواه، وكتابه "كفل الفقيه الفاهم في أحكام قرطاس الدراهم" الذي ألّفه في "مكّة" سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف.
وكان راسخا، طويل الباع في العلوم الرياضيّة والهيئة والنجوم والتوقيت، ملمّا بالرمل والجفر، مشاركا في أكثر العلوم، قليل البضاعة في الحديث والتفسير، يغلو كثير من الناس في شأنه، فيعتقدون أنه كان مجدّدا للمائة الرابعة عشر.
مات لخمس بقين من صفر سنة أربعين وثلاثمائة وألف.
* * *
746 - الشيخ الفاضل أحمد رفعت بن مصطفى راشد، الرومي، القادري
*.
عالم عامل، فقيه نبيل.
* راجع: معجم المؤلفين 1: 223.
وترجمته في هدية العارفين 1: 187.
من آثاره: "تعبير المنام"، و"الرسالة الناجية"، و"طريق العارفين مناسك الحج"، و"نفخة الرياض العالية" في بيان الطريقة القادرية.
توفي 1269 هـ.
* * *
747 - الشيخ الفاضل العالم، المجاهد الأستاذ أحمد زي
* *.
أحد أبرز رواد حركة الجهاد في "أفغانستان".
كان في الفترة بين 94 - 1398 هـ أحد حلقات الوصل الرئيسية ما بين قيادات الحركة المعتقلين داخل السجون، وقيادات الحركة في المهجر، وهى الفترة التي بدأت فيها حملة الاعتقالات في صفوف الحركة الإسلامية في "أفغانستان"، وبين الهجرة، حيث قام الشيوعيّون بانقلابهم. وكان وقتها يعمل أستاذا بكلية الشريعة في جامعة "كابل"، وكان تلميذا للأستاذ برهان الدين ربّاني، حينما كان الأخير أستاذا له في الجامعة نفسها، ولذلك لازمه، بعد أن هاجرَ إلى "باكستان" بعد الانقلاب الشيوعي سنة 1398 هـ، فشغل مسؤوليات مختلفة في الجمعية الإسلامية التي يرأسها ربّاني. وكان له دور بارز في العمل على توحيد صفوف قيادات المجاهدين، وكان عضوا مؤسّسا في حلقة أبناء الحركة الإسلامية التي أسّست من قيادات الصفّ الثاني بهدف رأب الصدع بين قيادات المنظمات الجهادية.
* * راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 34، 35، والمجتمع ع 998 (17، 10، 1412 هـ) ص 19 بقلم أحمد منصور.
وكانت محاضراته ودروسه يتوافد عليها المئات، بل الآلاف من الأفغان. وزي لقب للأستاذية، يطلقه الأفغان على من له مكانة خاصّة عندهم.
وفي يوم الخميس 30 رمضان خرج لصلاة الفجر من منزله الكائن في مخيم "بابي" القريب من بـ "يشاور"، وأطلق عليه الرصاص عملاء، فأصيب في صدره ورأسه، لكنّه تمالك نفسه، وحاول العودة للحصول على سلاحه لمقاومتهم، إلا أنه لم يتمكّن، فاستشهد في المستشفى سنة 1412 هـ.
* * *
748 - الشيخ الفاضل أحمد سعيد بن الشاه أبي سعيد الدهلوي المجدّدي
*.
كان محدّثا كبيرًا، وشيخ المشايخ النقشبندية.
ولد بـ "رام فور"، حصل العلوم والمعارف من والده ومن غيره من الفضلاء، ثم ذهب إلى "لكنو"، ثم إلى "دهلي"، واستفاد من الشيخ فضل إمام الخيرآبادي، والضيخ رشيد الدين الدهلوي، وأيضًا من الشيخ عبد العزيز الدهلوي، والشاه عبد القادر، والشاه رفيع الدين الدهلوي رحمهم الله تعالى.
وحصل من الشاه عبد العزيز الدهلوي رحمه الله تعالى سند الصحاح الست، و"حصن حصين"، و"دلائل الخيرات"، وغيرها.
* مقدمة أنوار الباري 2/ 209، 210، ونزهة الخواطر 7: 40، وحدائق الحنفية.
بايع في الطريقة على يد الشيخ غلام علي رحمه الله تعالى، وقرأ عليه "الرسالة القُشَيْرية"، و"العوارف"، و"إحياء العلوم"، و"نفخات الإنس"، و"الرشحات"، و"عين الحياة"، و"المثنوي المعنوي"، و"مكتوبات الإمام الرباني"، وغيرها.
رحل في آخر عمره سنة 1274 هـ إلى الحرمين الشريفين، وتوفي سنة 1277 هـ في "المدينة المنوّرة"، ودفن في البقيع.
من تصانيفه الممتعة: "الفوايد الضابطه في إثبات الرابطه"، و"تصحيح المسائل في الرد على مائة مسائل"، و"الأنهار الأربعة في شرح الطريقة الجشتية والقادرية والنقشبندية والمجددية"، وغيره.
* * *
749 - الشيخ الفاضل العلامة أحمد سعيد بن محمد مختار الكاظمي كان عالما جليلا
*.
نسبه يتصل بموسى الكاظم، ويلقّب بغزاليّ الزمان.
ولد في "أمروهه" من أعمال "مراد آباد" بـ "الهند" سنة 1322 هـ.
توفي والده وهو صغير، فتلمّذ على أخيه الأكبر محمد خليل، تخرّج في مدرسة بحر العلوم في "شاه جَهَانْفور"، ومنح عمامة الفضيلة، وهو لم يتجاوز السادسة عشرة، كما حصل على الخلافة القادرية الرضوية في تلك السنّ.
* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 3: 130، وموسوعة الحضارة الإسلامية 1:345.
بعد تعمّقه في العلوم عمل في التدريس في مدارس وجوامع مختلفة، وجرتْ بينه وبين المولوي عبد العزيز - من علماء "كُوْجْرَانْوَاله" - مناظرات حامية، ولما برز فيها الكاظمي أغاظ مريدي الآخر، فهاجموه، وضربوه، حتى ظنّوا أنهم قضوا عليه، لكنه عولج في مستشفى ستة أشهر، وعاد ليلتفّ حوله تلامذته ومريدوه، وقدّموا له مالا، بنى به المدرسة المسمّاة أنوار العلوم، وفيها تخرّج عدد كبير من العُلماء، اشتغلوا بالتدريس والتصنيف، ونشر دعوة الإسلام.
درّس الحديث بالجامعة الإسلامية في "هَاوَل فور" أحد عشر عاما، ثم في أنوار العلوم، وتميّز بإتقان الخطابة، والمشاركة في الحركات الدينية، وبذل الجهود من أجل استقلال "باكستان". وهو مؤسّس جمعية العلماء بـ "باكستان" وأمينها العام، واختير رئيسا لجماعة أهل السنّة في المؤتمر الذي دعا إليه عام 1398 هـ لتطبيق القانون الإسلامي بـ "باكستان".
تمثّلتْ آثارُه في مقالات ومحاضرات، منها:"مزيلة النزاع عن مسألة السماع"، و"حياة النبي صلى الله عليه وسلم"، و"معراج النبي صلى الله عليه وسلم"، و"توحيد أور شرك".
وقد طبعتْ مقالاته في ثلاثة مجلّدات، كلّها باللغة الأردية.
توفي سنة 1406 هـ.
* * *
750 - الشيخ الفاضل أحمد سعيد بن مختار أحمد الأمروهي الحسيني الكاظمي
*.
* راجع: إتمام الأعلام للزكلي 38. علماء الغرب في شبه القارة الهندية 719، 720.
شيخ الحديث والتفسير بالجامعة الإسلامية بـ "الهند".
ولد بـ "أمروهة" 1332 هـ، وقرأ العلوم العقلية والنقلية، وتفوّق، واشتغل بالتدريس، ودعى إلى المناظرة مع الفرق.
أنشأ المدرسة الإسلامية العربية أنوار العلم، ثم اختير شيخا للحديث بالجامعة الإسلامية في "هالفور".
من مؤلّفاته: "تسبيح الرحمن عن الكذب والنقصان"، و"مزيلة النزاع عن مسألة السماع"، و"تسكين الخواطر"، و"حياة النبي"، و"معراج النبي"، و"ميلاد النبي".
* * *
751 - الشيخ الفاضل أحمد شاذ
*.
كذا رأيتُه في غالب الكتب والأشعار التي له فيها ذكر، وبعضهم كتبه أحمشاذ، فوصلَ بين الميم والشين، وأسقطَ الدال، وأتى به في الشعر كذلك، بحيث لو أتى بالدال لذهب الوزنُ فيه، ولعلّ إسقاط الدال لضرورة الشعر، والله تعالى أعلم.
وهو ابن عبد السَّلام بن محمود، أبو المكارم الغرنوي، الفقيه، الواعظ.
* راجع: الطبقات السنية 2: 141 - 144.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 288، وهو فيه:"أخمشاد" وانظر حاشيته، والوافي بالوفيات 8، 308.
وفي الأصول: "أحمد شاد" بالدال المهملة في جميع الترجمة، ولكن قصة العماد معه في نظم القصائد على الذال المعجمة رجحت عندي أن "شاذ" بالذال المعجمة، فغيّرته في الترجمة كلّها.
ذكره العماد الكاتب، في "الخريدة"
(1)
، وأطال ترجمتَه، وساقَ كثيرًا من أشعاره، فقال: كان من فحول العلماء، وقُرُوْم الفضلاء، بحرًا متموِّجًا، وفَجرا متبلِّجًا، وهُمَامًا فَاتِكًا، وحُسَامًا باتكًا، إذا جادل جَدَّلَ الأقران، وإذا ناظر بَذِّ النظراءَ والأعيانَ.
شاهدتُه بـ "أصبهان" في سني ثلاث، أو أربع، أو خمس وأربعين وخمسمائة، وجاورتُه، فوجدتُه بحسن المنظر والمخبر، ذا رُوَاء ورَوِيَّة، ولَمَعَان وألمعيَّة، فصيح العبارة، صبيح الشارة، مُتبحّرًا في العلوم، مالكًا عنان التصرّف في إنشاء المنثور والمنظوم.
وكان عارفًا بتفسير كتاب الله تعالى، ومدّة مقامه بـ "أصبهان" يعقد مجلس الوعظ بالجامع كلّ يوم أربعاء، ويتكلّم على التوحيد، باللفظ السديد، وملك من قبول القلوب، ما أدرك به كلّ مطلوب، وسمع بإفادة نسبه، وإشاعة أدبه؛ لإشادة حسبه.
أذكر، وقد اقترح على فضلاء "أصبهان"، أن ينظم كلّ واحد منهم قصيدة على روى الذال المعجمة، فكنت ممن نظم، ورأيتُ عنده مجلّدين من القصائد الذالية فيه على روي اسمه شاذ.
وله خاطر سمح باللفظ المبتكر، والمعنى المحرّر.
ومن شعره الذي أنشده لنفسه بـ "أصفهان"، من قصيدة:
أَمَالِك رِقِّي مالَكَ اليومَ رِقَّةٌ
…
على صَبْوَتي والحَيْنُ مِن تَبِعَاتِهَا
سَأَلْتَ حياتِي إذْ سأَلْتُك قُبْلَةً
…
لِيَ الرِّبْحُ فيها خُذْ حَياتي وهَاتِهَا
ومنها أيضًا:
فَمَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي المِعَ،،، الِيَ أنَّنِّي
…
سأَقْضِي ولو يومًا حُقُوقَ عُفاتِهَا
(1)
أي قسم العجم، وهو القسم الثاني الذي لم ينثر كلها.
ووجدت مكتوبًا على ظهر كراسة، بخطه من شعره، هذين البيتين:
لو كنتُ ألف عامٍ في سَجْدَةٍ لِرَبِّي
…
شُكْرًا لِفَضْلِ يوم لم أَقْضِ بالتَّمامِ
العامُ ألفُ شهرٍ والشهرُ ألفُ يومٍ
…
واليومُ ألفُ حِينٍ والحِينُ ألفُ عامِ
وكتب إليه صديقي النجيب أبو المعالي محمد بن مسعود بن القسَّأم، هذه الفُتيا، على سبيل المفاكهة، بـ "أصبهان"
(1)
:
يا إمامَ الناس هل من حَرَجٍ
…
لِحَبيبٍ في الْتِشَامِ لِحَبِيبْ
برَّحَ الشَّوْقُ به لكنَّه
…
عاشقٌ عَفُ النَّوى غيرُ مُريبْ
وتَفانى صبره في حُبِّه
…
لِغزالٍ فاتِنِ الطَّرفِ لَبِيْبْ
فتعاظى قُبْلَةً في غَفْلَةٍ
…
مِن عَذُولٍ واسْتِرَاقِ مِن رَقيبْ
يا إمام الناسِ بَيِّنْ هل له
…
في ثواب أو عقابٍ من نَصيبْ
فأجابه شمس الدين أحمد شاذ، عنها:
أيُها السائِلُ عن لَثْمِ الحبيبْ
…
أَرْعِنِي سَمْعَكَ وافْهَمْ لأُجِيْبْ
ما اقتضاهُ العشقُ فالْزَمْ فالذي
…
يقتضيهِ العشقُ فِعْلُ المِسْتَرِيبْ
ما على العاشِقِ في شرع الهوَى
…
من مَلامٍ في التِثامٍ لِحَبيبْ
أدرك الوَرْدَ فإن شئتَ اقْتَطِفْ
…
ما اقتَطَافُ الوردِ بالبِدْعِ الغَريب
خُذ من أحمد شاذَ فَتْوَى عالمٍ
…
إنه يُخْطي فيها أو يُصِيبْ
وله من قصيدة:
يا عاذِلي كُفَّ عِنَانَ التِّلَاحْ
…
ما أنا عن سُكْرِ هَواهُ بِصَاحْ
يقتلني سيفُ لِحاظِ الْمَهَا
…
ينْشُرُني رَشْفُ رُضابِ المِلَاحْ
يُنْطُقُنِي خُرْسُ خَلاخِيلها
…
يُخرسني نُطْقُ حواشِي الوِشَاحْ
ومنها:
لا أُنْسَ إلا أُنْسُ عُهود الْحِمى
…
آلَفَنَا الأُنْسُ بها والمِزاحْ
(1)
البيتان في: الجواهر المضية 1: 360.
نَرْجِسُنا الطَّرْفُ وما وَرْدِنا
…
من عَرق العارض والريقُ راحْ
(1)
لم أشكر الوَصْلَ فحُم النَّوى
…
وعَرَّف الفجر ظلام الرَّواحْ
فقبْلَ ذا اليوم نَشضرْتُ الهوى
…
وبعد ذا اليوم طَوَيْتُ الصَّلاحْ
ومنها، في التخلص إلى المدح:
أحُلُّ في المجد بأوجِ السُّها
…
وإلى الأرقع منه الطِّماح
إلى بهاء الدولة المرتَضَى
…
محمدٍ بَدْرِ سماءِ السَّماحْ
وله، وقد ودع أهل "كرمان"
(2)
، عند ارتحاله عنها إلى "أصفهان"، من قصيدة:
أَتُعَذِّبُونَ مُتَيَّمًا بهواكمُ
…
لم يكفهِ تعذيبُه بنواكمُ
ومنها:
كرمان إن ضاقت بغُرِّ فضائلي
…
عُذرًا فقد ضاقت بها دُنياكُمُ
إن كانَ يَرْحَلُ شَخْصُهُ عن داركم
…
فلقد أقام فُؤاده بذارَكُمُ
وله، وأظن أنها لغيره:
أفي قُبْلَةٍ خالَسْتُها منكَ عامِدًا
…
تُعاتِبُنِي سِرًّا وتَهْجُرُني جَهْرا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(3)
وهي أسا الحواس.
والعين تونّث، وبها يتوصّل إلى الحقائق، والأُذن تؤنّث، وبها يتوسّل إلى الدقائق.
(1)
يعني: وماء وردنا.
(2)
كرمان: ولاية مشهورة، بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. معجم البلدان 4: 263، 264.
(3)
هنا بياض في الأصول، مقداره ثلاثة سطور.
واليد تؤنّث، وهي المتصدّية لتحبير الإنشاء، والعضد تُؤنّث، وبها استقامتْ سائر الأشياء.
والسماء تؤنّث، وهي ترجى للإمطار، والأرض تُؤنّث وهي تنتظر لنفحات الأزهار.
والفردوس تؤنّث، وهي مجمع أطايب الثمار، وبها وعد الأخيار الأبرار.
والعين أعني: الذهب. تُؤنّث، ودونها مذلة النفوس، والخمر تؤنّث، وزعموا أنها مطردة العبوس.
والدرع تُؤنّث، وبها يدفع الهلك، والقوس تؤنّث، وبها يُحرز الملك.
وقد ذكر العماد الكاتب في "الخريدة"، لصاحب الترجمة من النشر والنظم غير ما ذكرناه، تركناه خوف الإطالة، وخشية الملل.
وبالجملة، فإنه كان من أفاضل زمنه، ومحاسن أيامه، تغمَّده الله تعالى برحمته
(1)
.
* * *
752 - العالم الجليل المحدّث النبيل الفقيه البارع الداعية الكبير أحمد شفيع بن الشيخ بركة علي الإسلام آبادي
*.
ولد 1351 هـ في قرية "فَخِيرَارْسَرْ" من مضافات "رَانْغُونِيَا"، "سيتاغونغ"، "بنغلاديس".
(1)
لم يذكر المصنف سنة وفاته، وقد ذكر عبد القادر أنه توفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
* مائة رجال من مشاهير العلماء ص 346 - 355.
قرأ القرآن الكريم على المولوي الشيخ عزيز الرحمن، وقرأ اللغة المحلية أربع سنين، ثم التحق بالمدرسة الإسلامة بـ "شَرَفْ باتا"، ثم ارتحل إلى الجامعة العربية "جِيْرِي"، قرأ فيها ستة أشهر، ثم ارتحل إلى أكبر الجامعات في "بنغلاديس" الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، والتحق بها، وذلك بسعي الحافظ الشيخ محمد امتياز سنة 1361 هـ، وحينئذ عمره عشر سنين فقط، وقد توفي أبوه وأمه، ودرس فيها عشر سنين متواليا.
ثم سافر إلى أزهر الهند دار العلوم ديوبند، فقرأ "الجامع الصحيح" للإمام البخاري على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، و"الصحيح" للإمام مسلم على العلامة إبراهيم البلياوي، و"الجامع" للترمذي، و"سنن الإمام أبي داود" على شيخ الأدب إعزاز علي الأمروهوي، و"سنن النسائي" على العلامة فخر الحسن، و"شرح معاني الآثار" على العلامة مبارك، و"موطأ الإمام محمد" على العلامة ظهور الحسن، و"موطأ الإمام مالك" على العلامة عبد الجليل، رحمهم الله تعالى، وبعد تكميل الحديث قرأ التفسير سنة واحدة فيها، ومدة الدراسة فيها أربع سنين، وبايع في الطريقة على يد شيخ الإسلام، وبعد مدة قليلة أجازه الشيخ في الإرشاد والتلقين.
وبعد ما أتم الدراسة العليا رجع إلى وطنه، وتلقّى من أساتذته في الجامعة الأهلية هاتهزاري، ولقي مع شيخ الجامعة وأستاذه العلامة الشاه عبد الوهّاب رحمه الله تعالى، فعيّنه الشيخ أستاذا فيها، ومن ذلك الوقت إلى الآن قام بخدمات الجامعة الضرورية حينا بعد حين.
من تصانيفه: "البيان الفاصل بين الحق والباطل"، و"الفيض الجاري" في شرح عدّة مواضع من "صحيح البخاري"، و"الحجة القاطعة"، و"الخير الكثير في أصول التفسير"، و"الإسلام والسياسة"، و"إظهار الحقيقة"،
و"تكفير المسلم"، و"الفيوضات الأحمدية"، و"مجادلة الحق والباطل"، و"نظام الاقتصاد في الإسلام"، و"الإسلام والسياسة"، و"الدعوة إلى الحق"، و"مضرة شرب الدخان"، و"إزالة الشبهة"، و"التبليغ جهاد هام"، و"مسئلة عصمة الأنبياء"، و"حقيقة البيعة"، و"السنة والبدعة"، وغيرها.
والشيخ حي إلى الآن، وهو ابن أربعة وثمانين سنة.
قلت: قرأتُ عليه "الصدرا"، و"الشمس البارغة" في الفلسفة، "ديوان الحماسة"، و"السبع المعلقات" في الأدب العربي، "المثنوي" للمولى الرومي، والمجلد الأول من"مشكاة المصابيح"، و"الشمائل" للترمذي، و"سنن النسائي"، والحديث الأول والأخير من "صحيح البخاري"، وأجازني في رواية الحديث بالكتابة.
* * *
753 - الشيخ الفاضل أحمد صافي التوقادي، الرومي، المولوي
*.
له "نظم الجواهر". توفي سنة 1276 هـ.
* * *
754 - الشيخ الفاضل العالم الكبير أحمد ضياء الدين بن مصطفى
* راجع: معجم المؤلفين 1: 250.
وترجمته في هدية العارفين 1: 188.
بن عبد الرحمن الكُمُشْخَانَوي *.
ولد بـ "كُمُشْخَانَه" في ولاية "طِرَبْزُون" سنة 1227 هـ، ورحل إلى "الآستانة"، وتلقّى العلمَ من الحافظ محمد أمين بن مصطفى الشهري
(1)
، المتوفى سنة 1283 هـ
(2)
، وبه تخرّج، وأخذ أيضًا عن عبد الرحمن الكردي الخربوتي المتوفى سنة 1270 هـ، تلميذ الحسين الإيلغيني، تلميذ محمد صادق.
وأخذ التصوّف والحديث عن السيّد أحمد بن سليمان الأروادي، حينما ورد "الآستانة" سنة 1266 هـ، وبقي بها سنتين يدرّس الحديث، ويرشد.
وله إجازة من مصطفى المبَلِّط في حجّته الأولى سنة 1280 هـ
وتخرّج به طبقتان من أهل العلم، وشارك حرب روسيا مع إخوانه، ثم حجّ ثانية سنة 1294 هـ، وأقام بعد الحجّ بـ "مصر" ثلاث سنوات، وختم في خلالها "راموز الأحاديث" في جامع سيّدنا الحسين سبع مرّات.
* راجع: التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز ص 47 - 51.
(1)
كلمة "الشهري" كانت تطلق على من يكون من أهل "إستانبول"، وكلمة "طشره لي" على من هو خارج "إستانبول".
(2)
عن محمد أمين بن عثمان الزعفرانْبولي، المتوفى سنة 1229 هـ، عن الكلنبوي، ح. وعن الحسين الإيلْغيني القونوي، المتوفى سنة 1253 هـ، عن محمد صادق الأرزِنْجاني، ج. وعن محمد بن عمر القوزاني، عن مصطفى القونوي، عن محمد اليغلجوي، عن إبراهيم بن محمد، عن قرا خليل القونوي، عن محمد الأماسي، عن التفسيري، ح. وأخذ مصطفى القونوي، عن محمد أمين بن محمد الخادمي، عن أبيه.
ومن جملة من أخذ الإجازة عنه بالحديث: الشيخ محمد بخيت مفتي "الديار المصرية"، ومحمد بن سالم طموم المنوفي، والعارف الشيخ جودة، والسيّد محمد بن عبد الرحيم الطنطاوي، والشيخ مصطفى بن يوسف الصعيدي، وغيرهم.
ثم عاد إلى "الآستانة"، وبقي بها يحدّث، ويؤلّف، ويرشد إلى أن توفي يوم الأحد 7 ذي القعدة سنة 1311 هـ، ودفن في مقبرة السلطان سليمان قبليّ باب ضريحه، رحمه الله تعالى، ونفعنا ببركاته.
جمع "راموز الأحاديث" السابق ذكرُه في حدود سنة 1270 هـ، على طريقة "الجامع الصغير" للسيوطي، واستمرّ إقراءه وختمه كلّ سنة في خانقاهه على جماعة، لا يقلّ عددُها عن سبعين شخصا.
وكان شرطه رحمه الله أن يعطي "الراموز" مقابل رهن لكلّ طالب علم حذق العربية، ثم يعاد إليه رهنه عند ختمه الكتاب، بملازمة دراسة الكتاب وإصلاحه على شيخ الحديث بالخانقاه، في صبحي يومي الجمعة والثلاثاء من كلّ أسبوع من محرّم الحرام، إلى أول خميس من رجب من السنة، وهو يوم الإجازة بـ "الراموز" وبما حوى "ثبته" في كلّ سنة.
ويعطي شرحه الذي سماه "لوامع العقول" في خمس مجلّدات، لكلّ عالم يريد ملازمة دراسة الكتاب بالشرط السابق، وفي كل مجلس يقرأ نصف الحاضرين، يقوم كل منهم بعرض نصيبه من الجزء المخصّص للمجلس من الكتاب، فإذا أخطأ القارئ في كلمة يردّه الشيخ إلى الصَّواب، فيصلح الحاضرون الخطأ في نسختهم المطبوعة.
وكان رحمه الله يقول: "إني أهدي الكتاب، وأجعله تحت تصرّف المهدى إليه، لأني إذا وقفته، وجعلته بيد من حضر ختم الكتاب، فربما يتصرّف في الوقف تصرّفا غير مشروع، فيأثم، ولا أحبّ أن أكون سببا لإثم الآخرين".
وهذا الرأي منه في غاية الوجاهة، وقد ختم الكتاب بهذه الطريقة نحو سبعين ختمة في خانقاهه، وكان أصحابه يقرئونه في الولايات بهذه الطريقة أيضًا، فحصل من ذلك نفع عظيم.
وله رحمه الله ثلاث مكتبات مرصدة لمطالعة الجماهير في "ريزه"، و"أوف"، و"بايبورد"، حبس لها ما يغلّ نحو خمسمائة دينار كلّ سنة.
وكان وقف مبلغا غير يسير من الدنانير، وجعله تحت إشراف بعض أصحابه في الخانقاه، لإقراض إخوانه في الطوارئ برهن، حفظا لهم من شرّ البنوك، وزاد إخوانه الأثرياء في المبلغ، حتى أصبح بحيث يسدّ حاجات كثيرين منهم، مهما توالت الطوارئ، وهذه طريقة بديعة في التعاون.
وكانت له مطبعة تطبع فيها كتب السنّة، وتوزع هدية على فقراء العلماء، وله أساليب في البرّ تدلّ على إخلاصه ويقظته في آن واحد.
وله مؤلّفات سوى "الراموز"، وشرحه نحو خمسين مؤلّفا، وكان رحمه الله من الموفّقين جدّا في نشر العلم، وإرشاد أهل العلم، وقد أدركت كثيرًا من أصحابه، ووالدي رحمه الله آخر أصحابه موتا هناك فيما أعلم.
وكان بمعيته في حجته الأولى شيخنا الأستاذ الكبير محمد الأشرف البغوسي المتوفى سنة 1341 هـ، عن (84) سنة، وهو تلميذ السيّد محمد محي الدين الداغستاني، من الصدور العظام، تلميذ الأستاذ أحمد الكُمُلْجِنَوي (عمّ أحمد عاصم وكيل الدرس)، تلميذ محمد شاكر بن مصطفى البركوي، تلميذ الحسين بن الحسن الإيلغيني القونوي، تلميذ محمد صادق الأرْزِنْجَاني.
ومن كبار أصحاب الكمشخانويّ عبد الله الداغستاني، وإسماعيل القريمي، وزين الله القزاني، وحسن تحسين البازارجغي، وخليل الآمدي، وإسماعيل المرجاني، وحسن الأرزِنْجاني وأحمد البخاري، وأحمد الفِلَبَوي،
ويوسف شوقي الأوفي، ومحمود البُسْنوي، ورحمة الله الهندي، رحمهم الله تعالى. وقد ألّف بعض إخوانه كتابا خاصّا في ترجمته، رحمه الله تعالى، نفعنا ببركاته.
* * *
755 - الشيخ الفاضل أحمد طاهر بن إبراهيم بن مصطفى القسطنطيني الرومي، المعروف بحنيف زاده
*.
من الكتّاب. له "ذيل على كشف الظنون".
توفي سنة 1217 هـ.
* * *
756 - الشيخ الفاضل أحمد عارف حكمت بن إبراهيم عصمت بن إسماعيل رائف (باشا) الرومي
* *.
الحنفي، شيخ الإسلام (شهاب الدين)، ولد سنة 1200 هـ.
فقيه، مؤرّخ، تولى القضاء بـ "القدس" و"المدينة" و"مصر"، ومشيخة الإسلام بـ "القسطنطينية".
* راجع: معجم المؤلفين 1: 255.
وترجمته في هدية العارفين 1: 182.
* * راجع: معجم المؤلفين 1: 257.
وترجمته في حلية البشر 1: 144 - 152، وهدية العارفين 1: 188، 2: 123 - 125 وإيضاح المكنون 1: 37، 2: 438، الأعلام 1:138.
وقف مكتبة تعرف باسمه بـ "المدينة".
توفي في 16 شعبان، سنة 1275 هـ.
من مؤلّفاته: "الأحكام المرعية" في الأراضي الأميرية، و"مجموعة في تراجم علماء القرن الثالث عشر الهجري"، لم تكمل.
* * *
757 - أستاذ الأساتذة أحمد عاصم بن محمد الكُمُلْجِنَوِي
*.
وكيل الدرس بالمشيخة الإسلامية ما يزيد على ربع قرن.
قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى: ولد سنة 1252 هـ في قرية "تَرْزِيْ وَيْرَان"، في لواء كُمُلْجِنَةِ، وتخرّج في العلوم على العلامة عبد الرحمن بن الحسين القَرِين آبادي، المتوفى سنة 1379 هـ، تلميذ المحقّق مصطفى بن عمر الوِدِيْني، وكيل الدرس، المتوفى سنة 1371 هـ، زميل الكِرِيدي في الأخذ عن الإسْبيري.
كان هو رئيس لجنة امتحان العالمية (امتحان الرؤوس) بحكم وظيفته، وبعد امتحاننا أذن لنا كتابة بتدريس العلوم الشرعية والأدبية العقلية، بناء على نتيجة الامتحان.
ووقَّع هو وزملاؤه الثلاثة الإذنَ الكتابيَّ، أولهم: محمد أسعد بن النعمان الأخِسْخَوي شيخ الإسلام فيما بعد، تلميذ أمين الفتوى العلامة محمد نوري المشهور
(1)
، تلميذ الحافظ محمد أمين الشهري.
* التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز صـ 63 - 65.
(1)
ومدّة استمراره على أمانة الفتوى تزيد على ثلاثين سنة، وكان طول هذه المدّة مثالَ العالم التقيّ الأبيّ المحتفظ بكرامة الشرع الأغرّ، وهو آخر أمناء الفتوى من هذا الطراز في تاريخ الدولة. =
وثانيهم: مصطفى بن عظم الداغستاني المتوفى سنة 1236 هـ، من الصدور العظام، تلميذ الدرويش علي رضا المستشار القيصري.
= ومن مناقبه الفاخرة: أن محكمة خاصّة كانت كُوّنتْ في أوائل سلطنة السلطان عبد الحميد الثاني، للنظر في قضية خلع السلطان عبد العزيز وما إليها، فنظرت المحكمة وأصدرتْ حكمها بإعدام مدحت باشا وزملائه من رجال الدستور، فعُرِضَ الحكمُ لأمين الفتوى هذا ليصدّقه على الأصول الجارية في ذلك العهد - ولما نظر فيه أبى التصديقَ، وقال: لا يمكن لأمانة الفتوى أن تصدّقه، لعدم جريان المحكمة على أصولها الشرعية، فاصطرّ السلطان إلى تحويل الجزاء إلى النفي المؤبّد.
ولم يكن صنيع أمين الفتوى هذا لتحزّبه لرجال الانقلاب، بل لصدق تمسكّه بالشرع الأغرّ، يدلُّك على هذا إباؤُه أيضًا تصديق الإعلامات المرفوعة إليه من المحكمة العسكرية، على العادة الجارية حينذاك، في إعدام أناس في أواخر عهد السلطان عبد الحميد، حينما استولّى جيشُ الانقلاب على العاصمة سنة 1327 هـ، باعتبار أن تلك الأحكام غير شرعية في نظره، وإن نفَّذوها من غير أن يشاطرهم الإثم.
وكانت الفتنة مصطنعة للتوصّل بها إلى خلع السلطان، وقد دعي أمين الفتوى هذا إلى جلسة سرّية، عقدتْ في دار الشورى، لتقرير خلع السلطان عبد الحميد، فاستفتوه، فأبى الإفتاء على رغبتهم، قائلا لهم: لم يحدثْ في الحالة الراهنة ما يوجب نقض بيعته المنعقدة عند إعلان الدستور، ولما أصرّ على هذا قام أحد العلماء، وهمس في أذنه، فإذا أمين الفتوى يقوم في الحال، ويغادر الجلسة، ويستقيل، ثم وجدوا من يكتب لهم بالمجلس استفتاء باستقاء سبب من قعر ماض بعيد، فوقَّع مفتيهم عليه، وتمّ ما أرادوه. والذي همس في أذنه كان قال له: إصرارك هذا قد يوقع السلطان فينا هو أفظع من الخلع، بالنظر إلى ما يضمر رجال الانقلاب ضدَّه، فبادر بالابتعاد عن أن يكون بوضعه السلبيّ شريكا لهم في الإثم أيضًا، وأين أين مثله رحمه الله؟ توفي سنة 1328 هـ.
وثالثهم: إسماعيل زهدي الطُّوسْيَوِي، المتوفى سنة 1327 هـ، من الصدور العظام أيضًا، تلميذ عثمان الأنْقَرَوي، وهما كانا من مدرسة لالَلِي، وأسانيد هؤلاء معروفة رحمهم الله. وصاحب الترجمة ممن حضر بعض دروس الحافظ محمد غالب، ومحمد التميمي، وقد تخرّج به طبقتان من أهل العلم.
توفي ليلة الثلاثة 6 رجب سنة 1329 هـ، رحمه الله تعالى.
* * *
758 - العالم الكبير والمفسّر الجليل شيخ التفسير العلامة أحمد علي بن الشيخ حبيب الله اللاهوري
*.
ولد يوم الجمعة سنة 1304 هـ في قرية "جلال" من مضافات "كُوجْرَانْوَاله" بـ "باكستان". وكان والده رجلا صالحا، ربّانيا، ورعا، تقيا، من أكابر الجشتية.
قرأ القرآن الكريم على أمّه المحترمة، وقرأ مبادئ العلوم العصرية في إسكول قريته "كوتْ سعد الله"، ثم في إسكول آخر، وأتم فيه الصفّ الخامس، ثم أدخِل في حلقة درس الشيخ المولى عبد الحق في المسجد الجامع بـ "كُوجْرَانوَالَه، ثم بعد عدّة أشهر أرسِل مع المجاهد الكبير العلامة عُبيد الله السندي إلى "السند".
ثم حضر الشيخ السندي يومًا مع أحمد علي إلى إمام العارفين خليفة غلام محمد الدينفوري، وبايع أحمد علي في السلسلة العالية القادرية الراشدية على يده، ولقّن ذكر اسم الذات، وكان عمره إذ ذاك تسع سنين.
* الترجمة مأخوذة من إنترنت
قال: ذهبتُ ذاتَ يوم إلى "أمروت"، ولقيتُ مع العلامة السيّد تاج محمود الأمروتي، وأقمتُ عنده، ودرست عليه عدّة سنين. فلمّا انتقلتْ مدرسةُ الشيخ السندي إلى "بيرجند" ذهبتُ معه إليها، وكان اسم هذه المدرسة دار الرشاد، فقرأتُ عليه مدّة، وبعد فاتحة الفراغ عيّنتُ مدرّسا فيها.
تزوّج مرّة أولى بنتَ الشيخ عُبيد الله السندي، وبعد سنة واحدة توفيتْ زوجته. فتزوّج مرّة ثانية بنت الشيخ أبو محمد أحمد الجكوالي، وقرأ خطبة نكاحه شيخُ الهند محمود حسن الديوبندي، رحمه الله تعالى، في مسجد دار العلوم ديوبند.
قال الشيخ أحمد علي اللاهوري عند ذكر نكاحه: إن الشيخ السندي ذهب بي إلى "ديوبند"، وكانت مسافة السفر بعيدة جدّا، فحضر عند شيخ الهند، وأخبر بالنكاح، ولا علمَ لي به، وكان ثيابي بذلة لعلة السفر، وما كان عندي روبية، لأشتري الصابون لأغسل ثيابي.
ثم شرع درس القرآن بـ "لاهور"، حتى اشتهَرَ هذا الدرسُ في الآفاق، وبعد مدّة أجازَه شيخُه سلطان الأولياء تاج محمود الأمروتي، ثم أجازه خليفة غلام محمد الدينفوري، وحجّ بيت الله الحرام 14 مرّة.
وله ثلاثة بنين: مولانا الحافظ حبيب الله، ومولانا عبيد الله أنور، ومولانا الحافظ حميد الله.
من تصانيفه: "تذكرة الرسوم الإسلامية"، و"شهادة النحارير على حرمة المزامير"، و"نكاح الأيامَى في الإسلام"، و"أحكام ليلة البراءة"، و"ضرورة القرآن"، و"الحنفية الأصلية"، و"خُلُق محمدي"، و"وظائف الرسول الأكرم"، صلى الله عليه وسلم، و"خلاصة الإسلام"، و"حكم الشريعة في مال الميراث"، و"التوحيد المقبول"، و"مسئلة التصوير"، و"إرشاد
الرسول"، و"تحفة ميلاد النبي"، و"فلسفة عيد الأضحَى"، و"إسلام الهند على الخطر"، و"شرح أسماء الله الحسنَى"، و"فلسفة الصلاة"، و"فلسفة الصوم"، و"نظام العسكر في الإسلام"، و"أماء الله الصالحات"، و"فرائض المسلمات"، و"فرائض الشيخ والطالب"، و"حديقة مائة أحاديث"، و"فلسفة الزكاة"، و"الأسلحة والإسلام"، و"علماء الإسلام"، و"مقصد القرآن"، و"رضاء الله"، و"خلاصة المشكاة"، و"خطبات الجمعة"، و"ترجمة القرآن مع حواشيه".
توفي يوم الجمعة في 17 رمضان المكرّم سنة 1381 هـ، واجتمع في صلاة جنازته مائتا آلاف من المسلمين.
* * *
759 - الشيخ الفاضل أحمد علي بن غلام حسين بن سعد الله العبّاسي الجرياكوتي
*.
أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والعربية.
ولد سنة مائتين وألف بـ "جرياكوت"(بكسر الجيم الفارسي وتشديد التحتية)، وتلقّى العلم في بلده عن الحافظ غلام علي الجرياكوتي، ثم سافر إلى "رامبور"، وأخذ القراءة والتجويد عن نسيم المقرئ، وقرأ بعض الكتب في الفنون الرياضية على مولانا غلام جيلاني، وبعضها على مولانا حيدر علي، ثم سافر إلى بلاد أخرى، واستفاض عن جماعة من الأعلام، ثم رجع
* راجع: نزهة الخواطر 7: 51، 52.
إلى بلاده، ولازم الشيخ أبا إسحاق بن أبي الغوث البهيروي، وأخذ عنه الأذكار والأشغال. ثم تزوّج في عشيرته، وتصدّر للتدريس، وكانتْ له يد بيضاء في إلقاء المعاني الدقيقة على ذهن الطالب، ينتفع به الناس في مدّة قليلة.
ومن مصنفاته: "الأنوار الأحمدية" حاشية "قال أقول"، و"شرح سلّم العلوم"، وما أتمّه، وله "نور النواظر في علم المناظر"، وله رسائل في إثبات تثليث الزاوية بالعربية والهندية، ورسائل في النحو والصرف.
توفي لستّ ليال بقين من ذي الحجّة سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في "تذكرة العلماء" للناروي.
* * *
760 - الشيخ العالم الفقيه المحدّث أحمد علي بن لطف الله الماتريدي السهارنبوري
*.
أحد كبار الفقهاء الحنفية.
ولد، ونشأ بمدينة "سهارنبور"، وقرأ شيئا نزرا على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ عن الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وأسند الحديث عن الشيخ وجيه الدين السهارنبوري، عن الشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي، عن الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، ثم سافر إلى "مكّة المباركة"، فتشرف بالحجّ.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 50.
وقرأ الأمّهات الستّ على الشيخ إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي المهاجر المكّي، سِبْط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وأخذ عنه الإجازة، ورحل إلى "المدينة المنوّرة"، وسعد، وتبرّك بالإقامة في جوار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم رجع إلى "الهند"، وتصدّر بها للتدريس مع استرزاقه بالتجارة، وكان عالما، صدوقا، أمينا، ذا عناية تامة بالحديث، صرف عمره في تدريس الصحاح الستّ وتصحيحها، لا سيّما "صحيح الإمام البخاري"، وخدمه عشر سنين، فصحّحه، وكتب عليه حاشية مبسوطة.
توفي بالفالج لستّ ليال خلون من جمادى الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمدينة "سهارنبور"، فدفن بها.
قال العلامة السهارنبوري في مقدمة حاشيته على "صحيح البخاري" في بيان الإسناد منه إلى الإمام البخاري: قرأتُ أكثرَ هذا "الجامع الصحيح" للبخاري رحمه الله تعالى على الفاضل الفقيه الألمعي الشيخ وجيه الدين المحسني الصدّيقي السهارنبوري في بلدة "سهارنبور" - صانها الله تعالى عن الآفات والشرور -، وحصل له الإجازة والقراءة عن الشيخ العالم الربّاني مولانا عبد الحي، عن الشيخ الماهر في علم الباطن والظاهر مولانا عبد القادر، عن أخيه الشيخ عبد العزيز، عن أبيه الشيخ ولي الله الدهلوي.
ح ثم قرأتُ ثانيا بعض "الصحيح"، وسمعتُ بعضه بقراءة الغير على الشيخ المكرّم المشتهر بين الآفاق بالفضل والوفاق مولانا محمد إسحاق في البلدة المكرّمة "مكة المعظمة" - زادها الله تكريما وتعظيما -، وأجازني به، وقال: وحصل له الإجازة والقراءة والسماعة من الشيخ الأجلّ والحبر
الأكمل، الذي فاق بين الأقران بالتمييز، أعني الشيخ عبد العزيز، وحصل له الإجازة والقراءة والسماعة من والده الشيخ ولي الله بن الشيخ عبد الرحيم الدهلوي، وقال الشيخ ولي الله: أخبرنا الشيخ أبو طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني، قال: أخبرنا والدي الشيخ إبراهيم الكردي المدني، قال: قرأتُ على الشيخ أحمد القشاشي، قال: أخبرنا أحمد بن عبد القدّوس أبو المواهب الشناوي، قال: أخبرنا الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن محمد الرملي، عن الشيخ أحمد زكريا بن محمد أبو يحيى الأنصاري، قال: قرأتُ على الشيخ الحافظ أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، عن إبراهيم بن أحمد التنوخي، عن أبي العبّاس أحمد بن أبي طالب الحجّار، عن السراج الحُسين بن المبارك الزبيدي، عن الشيخ أبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي، عن الشيخ أبي الحسن عبد الرحمن بن مظفّر الداودي، عن أبي محمد عبد الله بن أحمد السرخسي، عن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بشر الفِرَبْري، عن مؤلّفه أمير المؤمنين في الحديث الشيخ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، رحمه الله تعالى.
* * *
761 - السيّد الشريف أحمد علي بن محمد علي الكانبوري
*.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 54.
كان من العلماء العاملين، وعباد الله الصالحين.
وُلد في سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، ونشأ بـ "كانبور"، واشتغل بالعلم من صباه، وقرأ على المولوي غلام حسين، والعلامة أحمد حسن الكانبوري، وعلى غيرهما من العلماء، ثم سافر إلى "مرادآباد". وقرأ الصحاح والسنن على مولانا عبد الكريم، ولازمه مدّة، وأخذ عنه.
وكان باهر الذكاء، قويّ الإدراك، سريع الحفظ، وله من محاسن الأخلاق، ومكارم الصفات ما ليس لغيره، مع عقل رصين، ودين متين، واشتغال بخاصة النفس، وتفويض للأمور، وزهد وعفاف، وعزّة نفس، وهو من بيت معمور بالآداب والعلوم، وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله تعالى، سافر إلى "الحجاز" صبحة والده، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند".
ومات في رمضان يوم الجمعة، وهو يصلّى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف.
* * *
762 - الشيخ العالم الصالح أحمد الفيّاض الأميتهوي، أحد الفقهاء المشهورين في عصره
*.
ذكره البدايوني، وقال: كان له يد بيضاء في الحديث والتفسير والتاريخ والسير، وكان كثير الحفظ، حفظ القرآن الكريم في عام واحد، وكان فصيح العبارة، كثير المطالعة، حلوّ المذاكرة، كثير الدرس والإفادة، مع الدين
* راجع: نزهة الخواطر 4: 28، 29.
والتقوى وإيثار الانقطاع وترك التكلّف والقناعة باليسير والنصح للمسلمين، وكان يقرأ الفاتحة خلف الإمام في الصلوات، ويرد في ذلك على معاصره الشيخ نظام الدين الأميتهوي. انتهى.
* * *
763 - الشيخ الفاضل أحمد فيضي الحاج بن علي عارف بن عثمان بن مصطفى الجورومي، الخالدي، الرومي
*.
فقيه. تولى الإفتاء ببلده.
له من الكتب: "الفوائد الفيضية" شرح "الرسالة الأمينية" لعرب زاده، و"الفيض العاملي في شرح حزب النووي".
توفي سنة 1327 هـ.
* * *
764 - الشيخ الفاضل أحمد قدسي بن مصطفى القادين خاني الرومي، نزيل "قونية
" * *.
مؤرّخ.
توفي في ذي القعدة سنة 1306 هـ.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 47. وترجمته في هدية العارفين 1: 195
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 51. وترجمته في هدية العارفين 1: 193
من تصانيفه: "هداية المرتاب" في فضائل الأصحاب.
* * *
765 - الشيخ العالم الفقيه أحمد كل البهوبالي
*.
أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والعربية.
ناب الإفتاء ببلدة "بهوبال" مدّة من الزمان، ومات بها.
* * *
766 - العالم الفاضل المولى شمس الدين أحمد اللازمي من بلاد "كرميان" المعروف بشمس الأصغر
* *.
قرأ رحمه الله تعالى على علماء عصره.
ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل خير الدين معلّم السلطان سليمان خان، ثم صار مدرّسا بمدرسة جندبك بمدينة "بروسه"، ثم صار مدرّسا بـ "المدرسة الأفضلية بـ "قسطنطينية" ثم صار مدرّسا بمدرسة الوزير مصطفى باشا فيها، ثم صار مدرّسا بمدرسة الوزير محمود باشا فيها، ثم صار مدرّسا بسلطانية "بروسه"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان سليم خان بمدينة "قسطنطينية"، وهو أول مدرّس بها.
وتوفي وهو مدرّس بها في سنة سبع وخمسين وتسعمائة.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 53.
* * الشقائق النعمانية ص 301.
كان رحمه الله عالما، فاضلا، محقّقا، مدقّقا، مشتغلا بالعلم والدرس، وكانتْ له مشاركة في العلوم، - روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه -.
* * *
767 - الشيخ الفاضل أحمد نامي بن عبد الرحمن نامي الأرْزَنْجَاني الأصل
*.
له "التهاني الحميديات"، وهي قصائد في تهنئة السلطان عبد الحميد سنة 1314 هـ.
كان حيا 1314 هـ.
* * *
768 - الشيخ الفاضل أحمد النزيلي
* *.
(القرن الثاني عشر الهجري، والقرن الثامن عشر الميلادي)
أديب، متصوّف، مشارك.
لعلّ وفاته كانتْ في أول القرن الثاني عشر.
من آثاره: "سَلْوَة الحياة والممات في المضحكات والمبكيات".
وله شعر على منهج أهل التصوّف.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 1: 270. وانظر: فهرس دار الكتب المصرية 3: 70.
* * راجع: معجم المؤلفين 1: 270، ونشر العرف 1: 157، 158.
769 - الشيخ الفاضل أحمد نظيف بن مصطفى الرومي، الأناطولي
*.
أديب. من تآليفه: "رياض النقباء"، "سفينة الوزراء"، و"نصاب الاحتساب".
توفي سنة 1275 هـ.
* * *
770 - الشيخ الفاضل أحمد نيلي بن محمد بن حبيب
* *.
من القضاة بعسكر روم إيلي.
له من الكتب: "الفضل الوهي" في ترجمة الجانب الغربي في حلّ مشكلات "الفصوص" لابن عربي، و"الوفا في تعريف شرف المصطفى".
توفي سنة 1161 هـ.
* * *
771 - الشيخ الفاضل أحمد يسرى بن مصطفى آغا جول البوسنوي
* * *.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 196. هدية العارفين 1: 188
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 197. هدية العارفين 1: 174
* * * راجع: معجم المؤلفين 2: 206. الجوهر الأسنى 35، 36.
فقيه.
توفي بـ "دمشق" سنة 1105 هـ، وهو قاض عليها.
من تآليفه: "شرح على كتاب صدر الشريعة في الفقه الحنفي" وصل فيه إلى كتاب البيوع، وله شعر.
* * *
772 - الشيخ الكامل العلامة السيّد أختر حسين بن السيّد أصغر حسين، رحمهما الله تعالى
*.
وكان من أخصّ تلاميذ الإمام الشاه أنور شاه الكشميري، رحمه الله تعالى، ويعدُّ من كبار الأساتذة بدار العلوم "ديوبند"
(1)
.
توفي. . .
* * *
773 - الشيخ الفاضل الداعية الكبير الزاهد الشيخ الحكيم أختر بن محمد حسين، رحمه الله تعالى
* *.
ولد في سنة 1346 هـ في "برتابكر" بالقسم الشمالي من "الهند"، وكانت أسرته ذات مكانة وقدر عظيم في بلدهم.
* راجع. مقدمة أنور الباري 2: 254.
(1)
"ديوبند": بكسر الدال المهملة، وإسكان التحتية، والواو، وفتح الموحّدة، وإسكان النون، والدال المهملة، بلدة من أعمال "سهارنبور"، فيها مدرسة كبيرة، بناها الشيخ الإمام قاسم بن أسد النانوتوي، رحمه الله تعالى.
* * راجع: مائة من مشاهير العلماء "بنغلا" ص 287 - 292.
وكان والده موظّفا حكوميا، وكان له من الأولاد ابنه هذا بالإضافة إلى بنتين، وكان يحبّه حبًا شديدًا.
بعد انتهاء الشيخ من مراحل الدراسة الأولية استأذن أباه في الذهاب إلى جامعة دار العلوم، لتحصيل العلم الديني، إلا أن أباه أمره بدراسة الطبّ المعتمد على الأعشاب، ثم لينشغل بالعلوم الدينية بعد ذلك.
وقد حاول الشيخ الاعتذار، لأنه لم يكن يطيب لقلبه الاشتغال بالعلوم الدنيوية، لكن لم يكن له أمام إصرار الوالد غير مجاهدة نفسه على تقضية تلك السنوات.
وبعد مدّة أصرّ عليه والده كي يذهب إلى مدينة "إله آباد" ليتعلّم الطبّ في جامعة شهيرة بتدريس الطبّ، ففعل، وأقام هناك عند عمّته مستمرّا على حاله السابقة من الاشتغال بذكر الله تعالى.
ومع أنه لم يكن يرغب حينها في الطبّ، إلا أنه يدعو الآن لأبيه بالخير حيث أنه يشعر بفائدة عظيمة لاشتغاله بالطبّ، حيث أنه يوجّه تلاميذه إلى أن يكونوا في حدود الاعتدال، فلا يجهدوا نفوسهم في الأعمال الدعوية أو النوافل، إلا بقدر ما تتحمّله صحة الواحد منهم، بحيث لا تتأثر نفسه بالإرهاق الذهني أو الجسدي، أو يؤدّي بها إلى الانطوائية والأمراض النفسية.
اختار الشيخ محمد أختر أن يتزوّج امرأة من قرية "كوتله" القريبة من "أعظم كر"، لأنها كانت مشهورة في قريتها بصلاحها وتديّنها، بالرغم من أنها كانت أكبر منه بعشر سنين، وقد كانت كثيرة التلاوة.
وكانت نعم المعين له موافقة له في كلّ حال، ولم تضايقه أبدًا، ولما رأت شدّة محبته لشيخه عبد الغني أذنت له بطيب نفس في الذهاب إليه متى شاء، وحين هاجر شيخه عبد الغني سنة 1379 هـ إلى "كراتشي" في
"باكستان" هاجر الشيخ معه أراد أن يصطحب زوجته معه، وابنهما الصغير محمد مظهر، ولكنه لم يتمكّن، حتى مرّت سنة كاملة، فبقيت تلك الفترة كلّها صابرة.
وقد رزق منها أولادًا بقي منهم ابنه العالم الجليل الشيخ محمد مظهر، الذي قرأ "صحيح البخاري" على الشيخ محمد إدريس الكاندهلوي، عن الشيخ محمد أنور شاه الكشميري.
ومن اللطائف: أن الشيخ محمد أختر لما توفيت زوجته قام حزينًا، واعتنق ابنه الشيخ محمد مظهر، وقبّل جبهته، ثم أمره أن يحضر جواز سفرها، فلمّا جاء به قطع منه صورتها وشقّها، وقال كانت جائزة للضرورة، والآن لا يجوز إبقاؤها.
وذلك لأن الشيخ يرى حرمة التصوير الفوتوغرافي إذا تعلّق بذوات الأرواح إلا للضرورة، وهو رأي كثيرين من أهل العلم، وهو الأحوط، كما لا يخفى.
برع الشيخ في مهنته، حتى بلغ مستوى عاليا فيها، وحاز مكانة رفيعة، وعمل في ثلاث مستشفيات، لكن نفسه المتلهفة على العلم الشرعي لم تدع له رغبة في الاستمرار في عمله، بل اشتدّت رغبته في طلب الشيخ المصلح، الذي يتلقّى عنه العلم، وتزكية النفس في آن واحد. يصرح الشيخ بأن العنوان الذي يتبنّاه، ويلتزم الانتساب إليه هو أهل السنة والجماعة، وهو ينتسب إلى المذهب الحنفي.
وباعتبار الاستفادة والتلمّذ ينتسب إلى شيوخه الثلاثة، وباعتبار العمل المهني يوصف بأنه طبيب.
وأما باعتبار منهجه في خدمة الدين واشتغاله اليومي فالشيخ يفضّل الانتساب إلى تعلم الدين وتعليمه بما يشمله هذا الاسم الكريم من أمور
متعددة، له في كلٍ منها مشاركة جيّدة فهو مستحضر لآيات القرآن الكريم، ماهر في التفسير، وقد كان يغني طالبه في هذا الباب بحيث يتقنه في ستة أشهر، يكاد يستحضر كثيرا من تفسير العلامة الآلوسي، وهو واعظ، وشاعر، مؤثر، بارع للغاية في الوعظ والشعر المتعلّق به، قلّ نظيره في ذلك، وله معرفة حسنة بالحديث الشريف، واطلاع جيّد على رجاله، حتى ليخيّل لسامعه أنه يحفظ أحاديث "مشكاة المصابيح" برواتها، ومن أخرجها عنهم، ويسرد مقاطع من حفظه من "شرحه" للملا علي القاري، وقد غلب عليه علم الحديث الشريف، حتى لم يحب أن يعرف إلا به.
أسّس الشيخ في كراتشي جامعة إسلامية يتعلّم فيها طلاب العلم، الذين يبلغ عددُهم نحو أربعة آلاف متدرّجين من تعلم قراءة القرآن، وهى أولى مراحل الدراسة حسب النظام المعهود في تلك البلاد، حتى يصلوا إلى إكمال كتب الحديث رواية عن مشايخهم، كما أسّس مسجدا، ومعهما مجلس لوعظه، ويشرف على أعماله المذكورة ابنه.
وفق الله الشيخ لتأليف عدد من الكتب، كما جمعت مجموعة كبيرة من إرشاداته ومواعظه، وغالبها باللغة الأردية، ومن بينها رسالة عن أقسام الصبر بالعربية.
كان الشيخ قد بدأ الوعظ كما سبق في سنة 1389 هـ، وكان يعظ الناس، ويعلّمهم ذاكرا الأدلة، مركزا على العمل، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر برفق.
وأما بعد مرضه الأخير فقد صار يحضر في مجالس الوعظ والتعليم، فيقرأ تلاميذه بعض كتبه السابقة، أو يقرّرون بحضرته ما يوفّقهم الله إليه من الوعظ والتعليم، وهو منصت يوجِّه، ويكمّل، ويرشد بكلمات يسيرة، تضيف على الحاضرين أثرا كبيرا، وغالبا ما يقرؤون شيئًا من أشعاره المؤثرة.
يروي الشيخ محمد أختر "صحيح البخاري" قراءة وإجازة عن شيخه عبد الغني البهولبوري، عن الشيخ ماجد علي الجونفوري، عن الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، عن الشيخ عبد الغني الدهلوي، عن أبيه وعن الشيخ محمد إسحاق، عن الشيخ عبد العزيز، عن أبيه الإمام ولي الله الدهلوي بأسانيده. ومنها روايتُه "صحيح البخاري" سماعا لجميعه عن الشيخ أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني، عن أبيه الملا إبراهيم، عن القشاشي، عن الشناوي، عن الشمس الرملي، عن زكريا الأنصاري، ويروي الملا إبراهيم عاليا عن النجم الغزي، عن أبيه البدر، عن الشيخ زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني، سماعا عليه لكثير منه، وإجازة لسائره. قال: أخبرنا به جماعة منهم أبو إسحاق إبراهيم البعلي، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجّار، قال: أخبرنا الحسين بن المبارك الزَّبيدي، قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي الهروي، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن مظفر الداودي، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حمويه الحموي السرخسي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف الفربري، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، رحمه الله وإياهم جميعا.
كما يروي "صحيح مسلم" قراءة وإجازة عن الشيخ محمد مسلم الجونفوري، عن الشيخ ماجد علي الجونفوري، وهو عن الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، عن الشيخ عبد الغني الدهلوي، عن أبيه وعن الشيخ محمد إسحاق، عن الشيخ عبد العزيز، عن أبيه الإمام ولي الله الدهلوي، قال: أخبرنا الشيخ أبو طاهر محمد بن إبراهيم الكوراني، عن أبيه محدّث الحجاز إبراهيم بن حسن الكوراني الشهرزوري، عن سلطان بن أحمد المزّاحي
الأزهري، قال: أخبرنا الشيخ أحمد بن خليل السبكي، عن نجم الدين محمد بن أحمد الغيطي، عن شيخ الإسلام القاضي زكريا بن محمد الأنصاري بقراءته لجميعه على الحافظ أبي النّعيم رضوان بن محمد العقبي بسماعه لجميعه بقراءة الحافظ بن حجر في أربعة مجالس سوى مجلس الختم على الإمام شرف الدين أبي الطاهر محمد بن محمد بن عبد اللطيف ابن الكُويك الرّبَعي المصري، بسماعه له على أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الهادي الحنبلي المقدسي ثم الصالحي، بسماعه لجميعه على أبي العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة النابلسي، سماعًا لجميعه على أبي عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحرّاني، عن الشيخ الإمام الفقيه محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد الصاعدي الفُراوي قراءة عليه، وهو يسمع عن الشيخ الزكي عبد الغافر بن محمد بن الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عَمرويه بن منصور الجُلودي رضي الله عنه سنة خمس وستين وثلاثمائة. قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري الزاهد، قال: سمعتُ مسلم بن الحجّاج رحمه الله يقول، إلا في ثلاثة أفوات معلومة فبالإِجازة أو الوجادة، والله أعلم. وقد أجاز الشيخ طائفة من أهل العلم برواية الصحيحين عنه.
من تصانيفه: "الصراط المستقيم"، والمعية الإلهية"، و"المعرفة الإلهية"، و"دستور تزكية النفس"، و"تكميل الأجر بتحصيل الصبر"، و"المحبة الإلهية"، و"معارف المثنوي"، وغيرها، كلها بالأردية.
توفي بين صلاة العصر والمغرب يوم الأحد 22 رجب سنة 1434 هـ، رحمه الله تعالى.
* * *
774 - العالم العامل والفاضل الكامل المولى أخي يوسف بن جنيد التوقاتي
.
قرأ أولا على المولى السيّد أحمد الفريمي، وهو مدرّس بمدرسة مرزيفون، ثم قرأ على المولى صلاح الدين معلّم السلطان بايزيدخان، ثم وصل إلى خدمة المولى العالم الفاضل المولى خسرو، ثم صار مدرّسا بمدرسة المولى المذكور بمدينة "بروسه"، ثم صار مدرّسا بـ "المدرسة الحجرية" بمدينة "أدرنه"، ثم صار مدرّسا بالمدرسة الشهيرة بالقلندرية بمدينة "قسطنطينية"، ثم صار مدرّسا بمدرسة الوزير محمود باشا بالمدينة المزبورة، ثم صار مدرّسا بمدرسة سلطانية "بروسه"، ثم انتقل إلى إحدى المدارس الثمان، وعيّن له كلّ يوم خمسون درهمًا، ثم زيد عليها عشرة، ثم عشرة إلى أن بلغتْ وظيفته ثمانين درهمًا.
ومات وهو مدرّس بها، وبنى مسجدا بقرب داره بـ "قسطنطينية"، وكانتْ له كتب كثيرة، وقفها على العلماء بعده، وكان مشتغلا بالعلم، ومواظبا على تلاوة القرآن العظيم، ومطالعة الكتب الفقهية، وصنّف حواشي على "شرح الوقاية" لصدر الشريعة، وهي مقبولة متداولة بين الناس، وصنّف رسالة، جمع فيها مسائل متعلّقة بالفاظ الكفر، وسمّاها "هدية المهتدين".
* * *
775 - المحدّث الجليل المفسّر الشهير الشيخ إدريس بن الحافظ
محمد إسماعيل الكاندهلوي *.
ولد في ثاني عشر من شهر ربيع الآخر 1317 هـ، الموافق 1900 م في مدينة "بهوفال"، حينما كان والده موظّفا في الدوائر الحكومية.
ويتصل نسبُه من أبيه بسيّدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومن أمّه بسيّدنا عمر الفاروق رضي الله عنه، وكان من أجداده الشيخ الجليل التقي الصالح العالم البارع المفتي إلهى بخش المشهور في مشايخ "كاندهله" رحمه الله.
حفظ القرآن الكريم في صباه عند والده الكريم، ثم التحق بمدرسة إمداد العلوم في "تهانه بهون"، وتعلّم هناك الكتب الابتدائية، وقرأ بعض الكتب على حكيم الأمة التهانوي، قدّس سرّه، ثم التحق بجامعة مظاهر علوم بـ "سهارنفور"، فأكمل الدراسة العليا هناك، وتخرّج على المشايخ الكبار، والعلماء الأعيان والمحدّثين العظام، كالشيخ السهارنفوري صاحب "بذل المجهود"، والشيخ ظفر أحمد التهانوي صاحب "إعلاء السنن"؛ والشيخ عبد اللطيف، والشيخ ثابت علي رحمهم الله أجمعين، وذلك في 1336 هـ. وكان عمره إذ ذاك تسعة عشر عاما.
أراد رحمه الله أن يأخذ الحديث عن محدّثي جامعة ديوبند الإسلامية، كما أخذ عن محدّثي جامعة مظاهر علوم بـ "سهارنفور
(1)
"، فارتحل إليها، والتحق بها، وتخرّج على مشايخها العظام، كشيخ المحدّثين أنور شاه الكشميري، وشيخ الإسلام شبير أحمد العثماني صاحب "فتح
* راجع: علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص 168 - 171.
وترجمته في مقدمة معارف القرآن.
(1)
"سهارنبور": فتح السين المهملة، والهاء، بعدها ألف، وراء مفتوحة، ونون سكنة، مدينة عامرة ذات جوامع ومدارس.
الملهم"، والمفتي عزيز الرحمن العثماني المفتي الأكبر بدار العلوم الديوبندية، وفخر العلماء حبيب الرحمن العثماني، والشيخ أصغر حسين الديوبندي، رحمهم الله تعالى.
وبعد أن تضلّع من العلوم العالية والآلية والنقلية والعقلية، وبعد أن سبح في البحار العلمية أزعجته لواعج الارتقاء إلى التدريس والإفادة، وإلى أداء الحقّ الواجب عليه، فامتطى صهوة الارتحال إلى المدرسة الأمينية بـ "دهلي"، فشرع في التدريس وإبراده هيام الناس، وبقي هناك سنة واحدة، ثم ارتحل إلى الجامعة الإسلامية دار العلوم بـ "ديوبند"، وعيّن مدرّسا فيها، فدرّس، وأفاد من 1338 هـ إلى 1341 هـ تحت إشراف أساتذته، ومشايخه المذكورين سابقا، ثم ارتحل إلى "حيدرآباد""دكن"، ودرّس هناك "صحيح البخاري"، وبالغ في مطالعة "فتح الباري"، وشرّح في هذا الزمان "مشكوة المصابيح" في خمسة مجلّدات ضخمة، وهو معروف بـ "التعليق الصبيح"، وسافر رحمه الله إلى "دمشق"، وطبع هناك الشرح المذكور، وبقي رحمه الله في "حيدرآباد" عشر سنين، وذلك من 1347 هـ إلى 1357 هـ.
ثم بلغته دعوة من جامعة "ديوبند الإسلامية، فلبّاها، وذلك في 1358 هـ، ففوّض إليه تدريس التفسير والحديث، وبقي على ذلك إلى 1368 هـ، درّس رحمه الله في جامعة ديوبند الإسلامية "تفسير ابن كثيم"، و"تفسير البيضاوي"، و"سنن أبي داود"، و"شرح معاني الآثار" مرّات وكرّات.
ثم ارتحل إلى "بهاولفور"، واختير شيخا للجامعة العبّاسية، ثم عيّن شيخا للتفسير والحديث في الجامعة الأشرفية، فبقي فيها يدرّس، ويحدّث،
ويفسّر، ويعظ، ويأمر، وينهى، ويبيّن، ويفيد، إلى آخر حياته، تلمّذ عليه ألوف من الطلبة، شرب من منهله العلمي كثير من العلماء الصالحين، وانتفع به خلق كثير، لا يحصون.
له مؤلّفات نافعة في العلوم المختلفة، يبلغ عددُها نحو عشرين كتابا، منها:"تفسير القرآن الكريم" المسمّى بـ "معارف القرآن"، ومنها:"التعليق الصبيح" شرح "مشكاة المصابيح"، وقد أشرنا إليه فيما مضى، ومنها:"تحفة القارئ بحلّ مشكلات البخاري" في عشرين جزءا، طبع منه الثلاثة الأول، والجزء الأخير، ومخطوطة البقية محفوظة، ومنها "الكلام الموثوق في تحقيق أن القرآن كلام الله غير مخلوق"، ومنها "سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم" في ثلاثة مجلّدات، وقد أثنى عليها شيخ المشايخ حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، نوّر الله مرقده، ومنها:"كلمة الله في حياة روح الله"، و"مسك الختام في حياة عيسى عليه السلام".
بعد ما انتفع الناس من علومه ومعارفه ألوف من الناس، وافاه الأجل بـ "لاهور"
(1)
في سابع رجب المرجب 1394 هـ، الموافق 28 يوليو 1974 م، وذلك يوم الأحد بوقت صلاة الفجر، وصلّى عليه جمّ غفير رحمه الله، وجعل الجنة مثواه ومأواه.
* * *
(1)
صوبة "لاهور" يحدّها من الشرق "دهلي"، ومن الغرب "ملتان"، ومن الشمال "كشمير"، ومن الجنوب "ديبالبور"، طولها ثمانون ومائة ميل، وعرضها ستة وثمانون ميلا، ولها خمسة "سركارات"، وستّ عشرة وثلاثمائة عمالة.
776 - العالم الفاضل المولى إدريس بن حسام الدين البدليسي
*.
كان موقفا لديوان أمراء العجم، ولما حدثت فتنة ابن أردبيل ارتحل إلى بلاد "الروم" فأكرمه السلطان بايزيد خان غاية الإكرام، وعيّن له مشاهرة ومسانهة، وعاش في كنف حمايته عيشة راضية، وأمره أن ينشيء تواريخ آل عثمان بالفارسية، فصنّفها، وكانتْ عديمة النظير، فاقدة القرين، بحيث فاقتْ إنشاء الأقدمين، ولم يبلغ شأوه أحد من المتأخّرين.
وله قصائد بالعربية والفارسية، بحيث تفوت الحصر، وله رسائل عجيبة في مطالب متفرّقة، لا يمكن تعدادها.
وبالجملة كان من نوادر الدهر، ومفردات العصر، انتقل إلى رحمة الله تعالى في أوائل سلطنة سلطاننا الأعظم السلطان سليمان خان خلّد الله ملكه، وأيّد سلطنته.
* * *
777 - الشيخ العالم الصالح إدريس بن عبد العلي النكرامي، أحد الفقهاء المتورّعين
* *.
ولد بـ "نكرام" يوم الاثنين الرابع عشر من شوّال سنة خمس وسبعين ومائتين بعد الألف، وقرأ العلم على والده، وتفقّه عليه، ثم دخل "لكنو"، وقرأ
* راجع: الشقائق النعمانية 190.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 56.
"مسلّم الثبوت"
(1)
في أصول الفقه على مولانا عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الحق بن محمد مير الدهلوي، والشيخ عبد الرحمن ابن محمد الباني بتي المحدّث، وشيخنا الإمام فضل الرحمن ين أهل الله البكري المراد آبادي، وأخذ الطريقة عن أبيه، وعن الشيخ فضل الرحمن المذكور، وعن خالي المرحوم عبد السلام بن أبي القاسم الحسيني الواسطي، وعن غيره من المشايخ، وتولّى الشياخة بعد أبيه.
وكان صالحا، متورّعا، متين الديانة، حسن الأخلاق، لطيف المعاشرة، مع اشتغال بخاصّة النفس، وتفويض اللأمور، وعفاف، وعزّة نفس، يدرّس، ويذكّر.
وله مصنّفات كثيرة، منها:"تحفة النبلاء في آداب الخلا"، و"القول الموطأ في تحقيق الصلاة الوسطى"، و"مواهب القدّوس في أحكام الجلوس"، والتعليق النقي على رسالة الشيخ علي المتقي"، و"تحفة الحبيب في تحقيق الصلاة والكلام بين يدي الخطيب" و"العون لمن نفى إيمان فرعون"، التحقيق المبين في مجدّدي المائتين"، و"الكلام المسدّد في رواة موطّأ محمد"، و"تحصيل المرام بتبويب مسند الإمام"، و"الأربعين من مرويّات نعمان سيّد المجتهدين"، و"نفحة الشمائم لأهل العمائم"، و"البرهان على حكم تقبيل الإبهامين عند الأذان"، و"الدرّة الزكيّة في تأييد مذهب الحنفية"، و"تطييب الإخوان بذكر علماء الزمان". وله غير ذلك من الرسائل.
مات في عاشر رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف بـ "نغمارام".
* * *
(1)
تأليف العلامة محب الله البهاري رحمه الله تعالى.
778 - الشيخ الفاضل إدريس بن عُبيد بن أبي أُمية الطنافسي
*.
من بيت العلم، والفضل.
وسيأتي أخوه محمد، وعمر، ويعلى، وإبراهيم عُبيد، كلّ منهم في محلّه.
قال الدارقطني: كلّهم ثقات. والله تعالى أعلم.
* * *
779 - الشيخ الفاضل إدريس بن على بن إدريس، أبو الفتح النيسابوري
* *.
قال السمعاني: كان أديبًا، فاضلًا، مليح الشعر، رقيق الطبع.
سمع يحيى بن عبد الله بن الحسين الناصحي القاضي.
وكان يدرّس الفقه، ويفتي، إلى أن مات. وفوّض إليه التدريس بـ "المدرسة السلطانية" بـ "نيسابور".
وكانت ولادته غُرّة شهر ربيع الآخر، سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
ووفاته بـ "نيسابور"، سنة أربعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* راجع: الطبقات السنية 2: 144.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 290، وانظر اللباب 2: 90، والأنساب 371.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 144، 145.
وترجمته في التحبير 1: 127، 128، والجواهر المضية، برقم 289، ومعجم البلدان 1:7725.
وذكره العماد الكاتب في "الخريدة"، وساق له من الشعر قوله:
بُلِيْتُ بِشَادِنَ فَرْدِ الجمالِ
…
بديِ الحُسْنِ سَحَّارِ الْمَقالِ
يزيدُ عليَّ وَجْدًا بعدَ وَجْدٍ
…
ويُضْعفُنِي خَيَالًا في خَيال
يُواعِدُني الوِصَالَ وقد يَرَانِي
…
فمَن يَبْقَى إلى يوم الوِصَالِ
أُؤملُ أن أنال مُناي فيهِ
…
وطِيبُ العَيْشِ في طِيب المنالِ
ولا عَجَبٌ بأن يُقْضَى طِلابِي
…
فإن الصُّبْحَ تُثْمِرُه الليالي
وساق له من الشعر أيضًا غير ذلك، ولكن من شرطه هذه القطعة، والله أعلم.
* * *
780 - الشيخ الفاضل إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي
*.
والد عبد الله.
سمع منه ابنه هذا، وتفقّه عليه، وسيأتي في بابه، إن شاء الله تعالى.
* * *
781 - العارف بالله تعالى الشيخ إدريس
* *.
كان من خلفاء الشيخ محي الدين محمد الشهير بجلبي خليفة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 145.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 291.
* * راجع: الشقائق النعمانية 319.
وتوطّن بمدينة "دمشق"، وكان صاحب معرفة كثيرة، وكان له زهد، وتقوى، وورع، وكان متواضعا، متخشّعا، عابدا، زاهدا، وكان الناس يحبّونه محبّة عظيمة. - روّح الله روحه، ونوّر ضريحه -.
* * *
782 - الشيخ الفاضل أده بالي، الرومي القرماني
*.
ذكره صاحب "الشقائق"، وبالغ في الثناء عليه، وقال ما لخّصه: إنه ولد بـ "قرمان"، واشتغل ببعض العلوم، ورحل إلى "الديار الشامية"، وقرأ على مشايخها.
وأخذ عنهم التفسير، والحديث، والأصول، ثم رجع إلى بلاده، واتّصل بخدمة السلطان عثمان الغازي، ونال عنده القبول التام، والحظّ الوافر.
وكان أرباب الدولة يراجعونه في الأمور الشرعية والعرفية، وكان عاملًا، عابدًا، زاهدًا، مقبول الدعاء، مسموع الكلام.
وقد بنى زاوية، ينزل بها المسافرون، وكان السلطان عثمان يجيء إليه في الزاوية المذكورة بعض الأوقات، ويبيت معه بها، ويقال: إنه بات بها ليلة، فرأى في المنام أن قمرًا خرج من حضن الشيخ، ودخل في حضنه، ثم نبت من سرته عند ذلك شجرة عظيمة، سدّت أغصانها الآفاق، وتحتها جبال كثيرة، تتفجر الأنهار منها، والناس ينتفعون بها، ويسقون دوائبهم وبساتينهم، فقصّ
* راجع: الطبقات السنية 2: 145، 146.
وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 67، 68.
هذه الرؤيا على الشيخ، فقال: لك البشرى، نلت مرتبة السلطنة أنت وأولادك، وينتفع بكم الناس.
وكان للشيخ بنت، فزوّجها للسلطان عثمان، رجاء في أن يكون هذا النسل من ذرّيته، وقد حقّق الله رجاءه.
وكانتْ وفاته سنة ستّ وعشرين وسبعمائة، عن مائة وعشرين سنة، وكانتْ وفاة بنته زوج السلطان بعده بشهر، ثم بعد مضي ثلاثة أشهر من وفاتها مات السلطان عثمان، رحمهم الله تعالى.
* * *
783 - الشيخ العالم الصالح أدهن، البلكرامي المشهور بشيخ الإسلام
*.
كان من نسل الشيخ سالار القنّوجي، ويرجع نسبه إلى الشيخ عثمان الهاروني، ولذلك اشتهرتْ عشيرته بالعثمانيين، ذكره السيّد غلام علي في "مآثر الكرام"، وقال: إنه كأن من أصحاب الشيخ مبارك السنديلوي، وكان زاهدا، متورّعا، عفيفا، كثير الدرس والإفادة، يحضر لديه الأعلام، ويفتخرون بتلمّذهم عليه، قال: والشيخ محمد الحرازي تلميذ العلامة أحمد الجندي لما قدم "الهند" حضر في مجلسه، وتلمّذ عليه. انتهى.
واسمه أدهن - بفتح الهمزة وتشديد الدال الهندية - لعلّه اسم معروف له على طريقة أهل "الهند"، واسمه الأصلي كان غير ذلك، والله أعلم.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 30.
784 - الشيخ الفاضل أديب (أو محمد أديب) بن محمد الجزاح النقشبندي
*.
فاضل، ينتسب إلى صلاح الدين الأيوبي.
مولده ووفاته في "دمشق".
كان المدعي العام للمركز في ولاية "الموصل".
وصنّف "الأحاديث الأربعين القدسيّة من الصحف الإبراهيمية والموسوية"، و"رسالة في الجهاد".
توفي سنة 1336 هـ.
* * *
785 - الشيخ العالم القارئ المقرئ إرشاد الله بن الشيخ القارئ أحمد الله القصوائي، الجاند بوري
* *.
أحد من العلماء المتورّعين.
ولد سنة 1348 هـ بقرية "تُولْفَائي" من مضافات جاند بور، "بنغلاديس"، من تلاميذ العلامة غياث الدين، الذي هو تلميذ خاص لشيخ الهند، رحمهم الله تعالى.
* راجع: الأعلام 1: 286.
ترجمته في معجم المؤلّفين العراقيين 1: 106، وهو فيه (أديب بن محمد).
* * الجريدة، الإرشاد عام 1430 هـ، ص 31.
كان رئيس الجامعة الأحمدية بـ "قصوا".
توفي يوم الجمعة، ثامن صفر، سنة 1424 هـ، ودفن في مقبرة الجامعة الأحمدية.
* * *
786 - الشيخ الفاضل إرشاد حسين الرامبوري من أولاد المجدّد الألف الثاني، الشيخ أحمد السرهندي، رحمه الله تعالى
*.
كان محدّثا، ومفسّرا، وفقيها. بايع في الطريقة على يد الشيخ أحمد سعيد المجدّدي رحمه الله تعالى، واشتغل بالدرس والإفادة.
قرّر النواب كلب علي خان والي "رامبور
(1)
" أربعمائة روبية وظيفة له.
ومن تصانيفه: "انتصار الحق" مشهور، صنّف ردّا على "معيار الحق"، الذي صنّفه الشيخ نذير حسين الدهلوي، رحمه الله تعالى.
توفي سنة 1311 هـ.
* * *
787 - الشيخ الفاضل السيد أرشد المدني
، هو ابن شيخ العرب والعجم شيخ الإسلام
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 222، وتذكرة علماء هند ص 56.
(1)
"رام بور": بلدة عامرة قرب "مراد آباد"، وهي مقام الأمراء من أولاد علي محمد خان، لهم سلطة قوية تحت حكم الإنكليز.
المجاهد في سبيل الله العلامة المحدّث الجليل الزاهد، الورع الناسك السيّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى *.
ولد سنة 1362 هـ تقريبًا.
قرأ القرآن الكريم على الشيخ المقرئ أصغر علي الديوبندي، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع، وقرأ جميع الكتب الدرسية من البداية إلى النهاية في دار العلوم بـ "ديوبند".
ومن مشايخه: الشيخ جليل أحمد الكيرانوي، قرأ عليه "المشكاة"، وفخر المحدّثين السيد فخر الدين أحمد، قرأ عليه "صحيح البخاري"، والعلامة إبراهيم البلياوي، قرأ عليه "صحيح مسلم" و"جامع الترمذي"، والشيخ فخر الحسن المراد آبادي، والشيخ عبد الأحد الديوبندي، والشيخ ظهور أحمد، والشيخ بشير أحمد خان البرني.
ومن أخصّهم: شيخ الحديث فخر الدين أحمد، والشيخ المقرئ أصغر علي، والشيخ السيد أكمل الحسيني. وتخرّج منها، وحصل شهادة الفراغ سنة 1381 هـ أو سنة 1382 هـ، ثم عين مدرّسا في مدرسة كيا بـ "بهار"
(1)
، فدرّس، وأفاد هناك عدّة سنين.
* راجع: الكلام المفيد في تحرير الأسانيد ص 529، 530.
(1)
"بنجاب": لفظ مركّب من "بنج" بفتح الباء العجمية، وسكون النون والجيم، معناه الخمس، ومن "آب"، وهو الماء، والمراد به بلاد، تسقيها الأنهار الخمسة المشهورة، وهي "جهلم"، و"جناب"، و"راوي"، و"بياس"، و"ستلج"، وهي أول أرض وطئها المسلمون بعد أرض "السند"، أرض خصبة، أكثرها سهل، متّسع، منحدر إلى جهة الجنوب الغربي، من مرتفعات "كشمير"، وهي كثيرة القمح والرز، والحمص، والفواكه الطيبة، وفيها معدن الملح، وهو الذي يسمّونه الملح الحجري، والملح اللاهوري، ويستخرج بعد تعب عظيم كميات قليلة من
ثم عين مدرّسا في مدرسة شاهي بـ "مرادآباد"
(1)
، فدرّس، وأفاد، وأجاد عشر سنين "صحيح مسلم"، وغيره من الكتب.
ثم عين مدرّسا في دار العلوم بـ "ديوبند" سنة 1402 هـ، فدرّس "صحيح مسلم"، و"مشكاة المصابيح" سنين، وهو اليوم يدرّس النصف الثاني من "جامع الترمذي"، والنصف الأول من "مشكاة المصابيح" فيها.
وكان نائب مدير التعليم فيها، فأصلح أشياء كثيرة في النظام التعليمي، ومن تصانيفه المهمّة: ترجمة "ترجمة شيخ الهند" إلى اللغة الهندية، سيطبع إن شاء الله تعالى.
وهو عالم كبير، فاضل جليل، فصيح اللسان، حلوّ المنطق، خطيب مصقع، ذكي فهم، ودرسه مشهور مشهود.
* * *
788 - الشيخ الفاضل أرغون الدوادار الناصري
*.
نائب "حلب"، وليها من قبل الناصر محمد بن قلاوُون، في ستة سبع وعشرين وسبعمائة، وحكم بها أربع سنين، وباشر نيابة السلطنة بـ "الديار المصرية"، ستّ عشرة سنة.
الفضّة، ومن أهمّ حاصلاتها: الحنطة، والسكر، والرز، والشعير، والحمص، والخردل، والقنب والتبغ، وما أشبهها، وأهمّ منسوجات الولاية: القطن، والصوف، والحرير، وما أشبه ذلك.
(1)
"مراد آباد": بلدة عامرة من أعمال "بدايون"، كان منها كثير من العلماء.
* راجع: الطبقات السنية 2: 146 - 148. وترجمته في الدرر الكامنة 1: 374، وروض المناظر على هامش الكامل 12، 169، 170، والنجوم الزاهرة 9، 288، 289.
قال أبو الفضل محبّ الدين ابن الشحنة: كان أميرًا كبيرًا، معظمًا، مُبَجلًا، محترمًا في الدولة، ذا وقار ومهابة، ورأي وتدبير، ويحكم بالشرع الشريف.
قرأ، وحصّل. وقال أبوه: في تاريخه المسمّى بـ "روض المناظر في علم الأوائل والأواخر" في ترجمة أرغون المذكور: وكان فقيهًا حنفيًا، ورعًا، أذن له بالإفتاء على مذهبه، وسمع "صحيح البخاري"، على الشيخ أبي العبَّاس أحمد ابن الشّحنة الحجّار، ووزيرة بنت عمر بن أسعد بن المنجا، بـ "مصر"، في سنة خمس عشرة وسبعمائة، بقراءة الشيخ أبي حيان، قال: كتب منه مجلّدًا بخطّه.
وقال ابن خطيب الناصرية: وكتب "صحيح البخاري" بخطّه، وسمعه على أبي العبّاس الحجّار. انتهى.
وقال صاحب: "درة الأسلاك" في حقّه: أمير مناضل، وفقيه فاضل، ونائب كم رفع من نوائب، ومقدّم قدمه راسخ، وسهمه صائب.
كان مُبجّلًا، مُعظّمًا، مُعزّزًا، مكرمًا، مُحترمًا في الدولة، معدودًا من أرباب الصون والصولة، ذا وقار ومهابة، وأوامر مقرونة بالإجابة، ورأي وتدبير، وتدقيق وتحرير.
يحكم بالشرع الشريف، وينصر المظلوم، ويُعين الضعيف، ويكثر من محبّة أهل العلم. ويجتمع بهم، ويذاكرهم في حالتي الحرب والسلم.
قرأ وحصّل، وأجمل وفصّل، وجمع كتبًا نفيسة، واتخذ كلا منها أنيسهُ وجليسه.
كتب "صحيح البخاري" بخطّه المأهول بالضبط والتبيان، وسمعه على أبي العبّاس أحمد الحجّار بقراءة الأستاذ أثير الدين أبي حيّان.
وباشر نيابة السلطنة بـ "الديار المصرية"، ستّ عشرة سنة، واستمرّ بـ "حلب" أربع سنين، ثم لحق بجوار من تكل عن وصفه الألسنة، رحمه الله تعالى.
وذكره ابن حجر، في "أنباء المائة الثامنة"، وقال في حقّه: اشتغل على مذهب الحنفية، ومهر فيه، إلى أن صار يعدّ في أهل الإفتاء.
وكانتْ له عناية بالكتب عظيمة، جمع منها جمعًا ما جمعه أحد من أبناء جنسه، وكان الناس قد علموا رغبته في الكتب، فهرعوا إليه بها.
وكان خيّرًا ساكنًا، قليل الغضب، حتى يقال: إنه لم يسمع منه أحد طول نيابته بـ "مصر" و"حلب"، كلمة سوء، وكان للملك به جمال.
وكان له حنو على ابن الوكيل، وأبي حيّان، وابن سيّد الناس، وغيرهم. انتهى.
وأرغون هذا، هو الذي أمر بحفر "نهر الساجور"، وإجرائه إلى "حلب"، وجمع الناس على ذلك، واجتهد فيه بحيث كمل في نحو ستة أشهر، وأنفق عليه جملة من المال، وكان يوم وصوله يومًا مشهودًا، وكان قبل أرغون هذا بعض النواب قصد سوقه إلى "حلب"، كما فعل أرغون، فقيل: من ساقه يموت من عامه. فتأخّر عنه، وقيل مثل ذلك لأرغون، فقال: لا أرجع عن خير عزمت عليه.
فقدر الله تعالى أنه مرض، ومات من عامه، سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
وأنشد القاضي شرف الدين الحسين بن ريّان، في إجراء "نهر الساجور"، قوله:
لما أتَى نَهْرُ السَّاجُورِ قلتُ له
…
كم ذَا التَّأخُرُ من حِينٍ إلى حِين
فقال أخَّرنِي رَبِّي لِيَجْعَلَنِي
…
مِنْ بَعْضِ مَعْرُوفِ سَيْفِ الدِّين أَرْغُون
وأنشد القاضي بدرُ الدين حسن بن حبيب:
قد أَضْحَتِ الشَّهْباءُ تُثْنِي عَلَى
…
أَرْغَونَ في صُبْحٍ ودَيْجُورِ
مِنْ نهرِ السَّاجورِ أَجْرَى بها
…
للناسِ بَحْرًا غيرَ مَسْجُورِ
وبالجملة، فقد كان من خيار الحكام، ومحاسن ولاةِ الأنام
ولما مات، رحمه الله تعالى، كان عُمر نحو الخمسين، ودُفن في تُربته التي أنشأها بـ "سوق الخيل" بين بابي القوس.
* * *
باب من اسمه إسحاق
789 - الشيخ الفاضل إسحاق بن إبراهيم بن خالد بن محمد الطلقي المؤذّن، أبو بكر الإستراباذي
*.
روى عنه علي بن الحسن الأصبهاني، وأحمد بن سعيد بن عثمان الثقفي الطبري، ومحمد بن إبراهيم بن مطرّف، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وغيرهم.
روى عن محمد بن خالد الحنظلي الرازي، وعفّان بن سيّار، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
حكى أبو زرعة محمد بن إبراهيم المؤذّن، قال: سمعتُ أبا عبد الله أحمد بن هارون بن عيسى الإستراباذي يقول: إسحاق بن إبراهيم أبو بكر الطلقي كان من أهل الري، ويقول: الإيمان قول وعمل.
مات في شوّال، سنة أربع وستين ومائتين.
كذا نقلت هذه الترجمة من "تاريخ جرجان"، ولم يذكر صاحب "الجواهر" هذه الترجمة، ولا تعرض لصاحبها، والله تعالى أعلم.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 150.
وترجمته في تاريخ جرجان 472، 473. وضبط ابن الأثير "الطَّلَقي" بفتح الطاء واللام. انظر: اللباب 2: 89.
790 - الشيخ الفاضل إسحاق بن إبراهيم بن موسى الوزدولي
*.
من أهل الحديث، صنّف الكتب والسير، وهو ثقة، مستقيم الحديث. تفقّه على أبيه المتقدّم ذكره.
* * *
791 - الشيخ الفاضل إسحاق بن إبراهيم بن نصرويه، أبو إبراهيم السمرقندي، الخطيبي أخو الإمام أبي الحسن على الخطيبي
* *.
شيخ أصحاب أبي حنيفة، وعالمهم في زمانه.
حدّث عن أبي عمرو بن صابر، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، ومحمد بن أحمد ابن شاذان، وطائفة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 149.
وترجمته في الأنساب 582، وتاريخ جرجان 87، وتذكرة الحفّاظ 2: 562، والجواهر المضية برقم 292، وانظر حاشيته.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 149.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 293، والفوائد البهية 43، 44، وكتائب الأخيار برقم 164، وقد اختلط صدر ترجمته فيهما بعجز الترجمة الآتية برقم 450.
روى عنه [أخوه] علي، وغيره.
ومات سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
* * *
792 - الشيخ العالم الفقيه إسحاق بن إبراهيم القنّوجي، أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية
*.
ولد، ونشأ بـ "قنُّوج"
(1)
، وقرأ العلم على أساتذة المدرسة العربية بـ "ديوبند"، وتخرّج عليهم، ثم سافر إلى "بهوبال" وتقرّب إلى نوّاب صدّيق حسن القنوجي، فجعله عاملا في قطعة من أقطاع "بهوبال".
له قصائد في مدحه وفي مدح صاحبته نواب شاه جهان بيكم. ومن شعره، قوله:
بشرى ففر دوس النشاط قد أزهرا
…
واهتز عنقود المني فتنورا.
والأرض كالأطلال مخصبة خضرة
…
فإذا تشمس عاد يوما مقمرا.
ما أطيب الأحياء أزكى ما زهت
…
يا للشباب يشق أعراق الثرى.
وكأن آفاق السماء عشية
…
محمرة في عكس ورد أحمرا.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 58، 59.
(1)
"قنُّوج": كسنّور، كانت مدينة حسنة الأبنية حصينة، لها سور عظيم، وكانت قاعدة مملكة "الهند" في القديم، فتحها محمود بن سبكتكين الغزنوي، ثم قطب الدين أيبك، فصارت مقام الحكام والولاة، وهي الآن بلدة صغيرة خاوية على عروشها، بينها وبين "دهلي" مسير عشرة أيام.
وترى الشقيق ح بابة محمرة
…
مقلوبة بثت ببحر أخضرا.
والبيض لو قلبت ظهور فبيعها
…
درر فرائد في الزمرد نشرا.
وكأن عاجلة المسرة أثرت
…
إن الثريا كلا أقاح تكشرا.
أبت الثمار غصونه فمججنها
…
وكذا الأويرق والمعادن أثمرا.
سال النضار على الجداول حقبة
…
لا بد للأشجار أن تتنضرا.
سيقانها مصفرة فكأنما
…
ذهب سبيك قد نما فتشجرا.
هذى الرياض وما ذكرت كأنها
…
وجه الحبيب برائقا وزواهرا.
ما للحدائق أخرجت أثقالها
…
تشكو طلاها الياسمين وعبهرا.
ماذا السؤال عن الرياض تضوعت
…
أو ما ترى جو السماء معطرا.
يا صاحبي لا بأس إن لم تطلع
…
أن تلك إلا عن حديق لن ترى.
روض الكواعب كلها روض المنى
…
روض الغواني اللابسات غدائرا.
الفاترات المحدقات كحيلة
…
الناعمات الرافلات تبخترا.
الحاجبات وجوههن مدللا
…
والمبديات من الجمال مشاعرا.
والفاحم الوجف الأثيث كمدجن
…
متساحم قد غم روضا أزهرا.
وكأنه شمس ضممت وراءها
…
مخروط ظل الأرض فهو كما ترى.
فهي الليالي لو تراه مدبرا
…
وهو النهار أو الذكاء منورا.
تعس الجوى مستأصلا بإلى وقد
…
وفنى الهوى مهجا فمالي لا أرى.
ومع الحزين من الكآبة إذ جرى
…
يعتل ما يلهي الطبيب فلو درى.
همل الدموع كنظم در هالك
…
شوقا لنظم مباسم نفت الكرى.
إلى غير ذلك من الأبيات.
* * *
793 - الشيخ الفاضل إسحاق بن إبراهيم الخراساني، الشاشي، (أبو يعقوب)
*.
فقيه. انتقل من مدينة "الشاش" وراء "نهر سيحون" إلى "مصر"، وولي القضاء في بعض أعمالها، وتوفي بها.
من آثاره: "كتاب أصول الفقه"، ويعرف بـ "أصول الشاشي". توفي سنة 325 هـ.
قلت: اختلف العلماء في الشاشي الذي نسب إليه هذا المختصر، فقيل: هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الخراساني الشاشي، المتوفى سنة 325 هـ، ذكره عبد الله مصطفى المراغ في "الفتح المبين في طبقات الأصوليين"، قال: وقد برع في أصول الفقه، وألّف فيه كتابه "أصول الشاشي"، ونسبه إلى الزركلي في كتابه "الأعلام". وقيل: أبو على أحمد بن محمد بن إسحاق نظام الدين الشاشي، المتوفى سنة 344 هـ، نسبه إليه في أول هذا الكتاب مع شرحه "عمدة الحواشي" في طبعة بيروت سنة 1424 هـ.
ولكن ينفي نسبة الكتاب إليهما ما وقع في نفس الكتاب من ذكر الإمام الكرخي، المتوفى سنة 340 هـ في بحث الأمر، والقاضي أبي زيد الدبوسي المتوفى سنة 430 هـ في بحث دلالة النص، وفي بحث الموانع، وابن الصبّاغ المتوفى سنة 477 هـ في بحث القياس، لأن الشاشي الأول توفي قبلهم جميعا، والثاني قبل الأخيرين. وقيل: هو نظام الدين الشاشي، ذكره صاحب "حدائق الحنفية
* راجع: الأعلام 1: 293.
وترجمته في الجواهر المضية 1: 136، وفهرس الأزهرية 2:55.
في من مات في المائة السابعة من علماء الحنفية" (ص 270) قال: نظام الدين الشاشي مصنّف "مختصر أصول الشاشي"، فريد عصره ووحيد دهره في الفقه وأصوله، ألّف "مختصر أصول الشاشي"، وسماه "الخمسين"، كان سنّه خمسين سنة، فسمّاه به، تداوله العلماء بالقبول، حتى أدخلوه في مناهج التدريس.
وذكر صاحب "كشف الظنون" 5: 81 المطبوع بلندن، تحت اسم "كتاب الخمسين":"كتاب الخمسين" في أصول الحنفية لنظام الدين الشاشي. قيل: سنّ المصنّف حين صنّفه كان خمسين سنة، فسمّاه به، شرحه محمد بن الحسن الخوارزمي الفارابي الشهير بشمس الدين الشاشي. . . أول الشرح: الحمد لله الذي أعلى معالم الشرع. . . وأول المتن: الحمد لله الذي أعلى منزلة المؤمنين بكريم خطابه. إلخ.
* * *
794 - الشيخ الفاضل إسحاق بن إبراهيم الفارابي أَبُو إبراهيم، هُوَ خَال الجوهري صَاحب "الصِّحَاح
" *.
توفي سنة 350 خمسين وثلاثمائة.
صنّف "أبيات الأعراب"، و"ديوَان الأدب" فِي اللُّغَة، و"شرح أدب الْكَاتِب" لِابْنِ قُتَيْبَة.
* * *
* راجع: هدية العارفين 1: 199.
795 - الشيخ الفاضل إسحاق بن أحمد بن شيث، أبو نصر، البُخاري المعروف بالصفّار
*.
قدم "بغداد" حاجًّا، في سنة خمس وأربعمائة، وحدّث بها عن نصر بن أحمد بن إسماعيل الكشاني.
قال الخطيب: حدّثني عنه الحسن بن علي بن محمد المذْهِب
(1)
، وأثنى عليه خيرًا.
* * *
796 - الشيخ الفاضل إسحاق بن أحمد الأردبيلي
* *.
من القضاة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 151. =
= وترجمته في بغية الوعاة 1: 438، وتاريخ بغداد 6: 403، والجواهر المضية، برقم 295، ومعجم الأدباء 6: 66، والوافي بالوفيات 8: 401، 402، وانظر: كشف الظنون 2: 1428.
وترجمته في الكفوي واللكنوي باسم: (إسحاق بن شيث، المعروف بالصفّار)، وقالا:"أخذ عنه ابنه أبو نصر الفقيه الصفّار أحمد بن إسحاق". وكتائب أعلام الأخيار برقم 234، والفوائد البهية 44.
(1)
في بعض النسخ ضبطت الكلمة بضم الميم، وفتح الذال، والهاء المشددة المفتوحة، ضبط قلم، وضبطه المثبت من الأنساب 518 ب، واللباب 3: 117، وترجمته في تاريخ بغداد 12:93.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 229. وترجمته في هدية العارفين 1: 202.
له رسالة على "الأشباه والنظائر" لابن نُجيم.
توفي سنه 1055 هـ.
* * *
797 - الشيخ الفاضل إسحاق بن إسماعيل بن إبراهيم بن شُعيب بن محمد بن إدريس، القاضي نجم الدين، القرمي
*.
ذكره السيوطي، في "أعيان الأعيان"، وقال: ولد قبل تسع وسبعين، وولى قضاء العسكر، ومشيخة "مدرسة قايتباي".
مات في صفر، سنة ثمان وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
وذكره السخاوي في "ضوئه"، وقدّم إبراهيم على إسماعيل، في النسخة التي نقلت منها، وأثنى عليه، وذكر أنه يقال له: الإمامي؛ لأنه فيما قيل، ينتسب إلى الإمام أبي منصور الماتريدي.
وقال: بلغني أنه أخذ عن حافظ الدين البزّازي، والله تعالى أعلم.
* * *
798 - الشيخ الفاضل إسحاق بن أبي إسحاق إسماعيل بن إبراهيم العلائيه وي الأصل
، قسطنطيني المولد
* راجع: الطبقات السنية 2: 151، 152.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 276، ونظم العقيان 92، 93.
والمنشأ، مفتي الإسلام الرُّومِي *.
توفي سنة 1147 سبع وأربعين وَمِائَة وَمِائَة وألف.
لَهُ "الِاسْتِشْفَاء فِي تَرْجَمَة الشِّفَاء" للقاضي عِيَاض، و"بعثت نامه"، "ديوَان شعره" تركي، و"الْقصر المتين فِي تَرْجَمَة بُسْتَان العارفين".
* * *
799 - الشيخ الفاضل إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق ابن سالم، أبو الفضل، كمال الدين، ابن النحّاس الأسدي، الحلبي
* *.
ذكره العلامة قاضي القضاة علاء الدين في "تاريخه"، وقال: من بيت كبير معروف، قيل: إن أصلهم من نواحي "بغداد".
ولد بـ "حلب"، سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وستمائة، وقيل: سنة ثمان وعشرين تقريبًا، في حدود الثلاثين وستمائة، وقال في "تاريخه": سنة ثمان وعشرين.
سمع من ابن خليل، ويعيش، وابن رواحة، وابن قميرة.
إلى أن قال: ورتب مسمعًا بـ "دار الحديث الأشرفية"، بعد ابن مشرف، ونسخ الأجزاء، وخرّج له أبو عبد الله الوالي
(1)
جزءًا، عن أربعين شيخًا، وجدّ
* راجع: هدية العارفين 1: 203.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 152، 153.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 379، 380.
(1)
في بعض النسخ "الواني".
في سماعه نحو الأربعمائة جزء، سوى المجلّدات الكبار. وكان ترك النسخ، واشتغل بالتجارة في النحّاس، ثم ترك ذلك، ولازم المدرسة، وحضر الدروس، وحدّث بالكثير، وقصده الطلبة.
وللحافظ أبي عبد الله الذهبي فيه مديح
(1)
.
وممن سمع منه السبكي، ومحمود بن خليفة، ومحمد بن المزين، وهو فقيه ابن فقيه.
وكانتْ وفاته في آخر ليلة السبت، سادس عشر شهر رمضان، سنة عشر وسبعمائة، بـ "دمشق"، وصلّى عليه ظهر السبت بالجامع، ودفن بـ "مقابر باب الصغير".
كذا ترجمه أحمد بن محمد بن العلامة محب الدين ابن الشحنة، ومن خطّه نقلت، وهو من خطّ جدّه نقل.
وذكره ابن حبيب، وقال في حقّه: كبير من بيت معروف، وجليل على فعل الخير موقوف، لقى النبيه، ورأى النبيل، وسمع الكثير ومعظم سماعه على ابن خليل.
حدّث، وأفاد، وروى، وأخذ الطلبة عنه جملة من حديث من لا ينطق عن الهوى.
وكانتْ وفاته بـ "دمشق"، عن نيّف وثمانين سنة.
وأرّخ وفاته كما سبق، رحمه الله تعالى.
* * *
(1)
ذكره الذهبي في المعجم المختص، كما في الدرر.
800 - الشيخ الفاضل إسحاق بن أبي بكر، أبو المَكَارم، ظهير الدين الولوالجي
*.
فقيه حنفي.
من أهل "ولوالج" وراء "بلخ".
له "الفتاوي الولوالجية" الثالث منه، فقه.
في أوقاف "بغداد"
(1)
.
توفي سنة 710 هـ.
* * *
801 - الشيخ الفاضل إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان أبو يعقوب، التنوخي، من أهل "الأنبار
" * *.
* راجع: الأعلام 1: 394. وترجمته في كشف الظنون 1230، والكشّاف لطلس 73، ومعجم المؤلفين 2: 231، 232، وفهرست الخديوية 3: 94.
(1)
الأسدي الحلبي، وأخشى أن يكون تشابه الاسمين، ساق بعض المتأخرين إلى حسبانهما واحدا؟
* * راجع: الطبقات السنية 2: 153 - 155.
وترجمته في إيضاح المكنون 2: 426، وتاج التراجم 16، 17، وتاريخ بغداد 6: 366 - 369، وتذكرة الحفَّاظ 2: 518، 519، والجواهر المضية برقم 296، ودول الإسلام 1: 152، وشذرات الذهب 2: 126، والعبر 2: 3، والوافي الوفيات 8:408. =
رحل في طلب الحديث، إلى "بغداد"، و"الكوفة"، و"البصرة"، و"المدينة"، و"مكة".
وسمع أباه البهلول بن حسان، ويحيى بن آدم، وكيع بن الجرّاح، وأبا معاوية الضرير، ويعلى، ومحمدًا، ابني عُبيد، وأبا يحيى الحمّاني، وإسماعيل بن عُلية، ويحيى بن سعيد القطّان، وعبد الرحمن بن مهدي، وسفيان بن عُيينة، وخلائق كثيرين.
وكان ثقة، صنّف "المسند"، وحدّث بـ "بغداد"؛ فروى عنه إبراهيم الحربي، وأبو بكر ابن أبي الدنيا، ويحيى بن صاعد، وابناه؛ البهلول، وأحمد، وابن ابنه يوسف بن يعقوب الأزرق، والقاضي أبو عبد الله المحاملي.
أخذ الفقه عن الحسن بن زياد اللؤلؤي، وعن الهيثم بن موسى، صاحب أبي يوسف.
وله مذاهب اختارها، وانفرد بها.
وكان حسن العلم باللغة، والنحو، والشعر، وصنّف كتابًا في الفقه، سمّاه "المتضاد"، و"كتابا في القراءات"، وصنّف في غير ذلك من أنواع العلم.
وكان سمحًا، سخيًا، يأخذ من أرزاقه بمقدار القوت، ويُفرّق ما يبقى بعد ذلك على ولده، وأهله، والأباعد، ويفرّق في أيام كلّ فاكهة شيئًا كثيرًا منها، وكان له غلام وبغل يستقي الماء، ويصبه لقراباتهم.
= وترجمته ابن السبكي في طبقات الفقهاء الشافعية، المعروف بالطبقات الوسطى.
انظر: حاشية طبقات الشافعية الكبرى 2: 93.
كما ترجمته ابن أبي يعلى، في طبقات الحنابلة 1:111.
وحدّث أحمد بن يوسف الأزرق، عن عمّه إسماعيل بن يعقوب، عن عمّه البهلول بن إسحاق، قال: استدعى المتوكّل أبي إلى سرّ من رأى، حتى حدّثه، وسمع منه، وقرى له عليه حديث كثير، ثم أمر، فنصب له منبر، فكان يحدّث عليه، وحدّث بالمسجد الجامع بسرّ من رأى، وفي رحبة زيرك، بالقرب من باب الفراعنة، وأقطعه إقطاعًا، مبلغه في كلّ سنة اثنا عشر ألفًا، ورسم له صلة بخمسة آلاف درهم في السنة، فكان يأخذها، وأقام إلى أن قدم المستعين بالله "بغداد"، فخاف أبي من الأتراك أن يكسبوا الأنبار، فانحدر إلى "بغداد" عجلًا، ولم يحمل معه شيئًا من كتبه، فطالبه محمد بن عبد الله بن طاهر
(1)
أن يحدّث، فحدّث بـ "بغداد" من حفظه بخمسين ألف حديث، ولم يخطئ في شيءٍ منها.
وقال ابن الأزرق: حدّثني القاضي أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول، قال: تذاكرت أنا ومحمد بن صاعد، ما حدّث به جدّي بـ "بغداد"، فقلت له: قال لي أنيس المستملي: حدّث أبو يعقوب بن إسحاق بن البهلول بـ "بغداد"، من حفظه بأربعين ألف حديث.
فقال لي أبو محمد بن صاعد: لا يدري أنيس ما قال، حدّث إسحاق بن البهلول، من حفظه بـ "بغداد"، بأكثر من خمسين ألف حديث.
وقال أبو طالب: كنت مع أبي بـ "بغداد"، وأنا جالس على باب داره، فخرج من عنده جماعة من أصحاب الحديث، وهم يقولون: قد حدّث
(1)
في الأصول "ظاهر"، وهو خطأ، لأن الذي كان يتولى أمر بغداد آنئذ هو محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي، المتوفى سنة ثلاث وخمسين ومائتين. انظر: تاريخ بغداد 6: 368.
بالحديث الفلاني، عن سفيان بن عُيينة، فأخطأ فيه، قال: كذا، وإنما هو كذا - لم يقم أبو طالب على ذكر الحديث.
قال أبو طالب: فدخلت غلى أبي، فأعلمته ما قالوا، فقال: يا غلام ارددهم. فردّهم، فقال لهم: حدّثني سفيان بن عيينة هذا الحديث، كما حدّثتكم به، وحدّثني به سفيان بن عُيينة مرّة أخرى بكيت وكيت، فذكر الوجه الذي قالوه، ثم قال: وأنا فيما حدّثتكم به أثبت من يدي على زندي.
وكانت ولادته بـ "الأنبار"، سنة أربع وستين ومائة.
ومات بها في سنة اثنتين وخمسين ومائتين، رحمه الله تعالى.
وقد ذكر ابن السبكي إسحاق هذا في "طبقات الشافعية"
(1)
، ودكر أنه روى عن الشافعي، وكأنه إنما ذكره لروايته هذه فقط، لا لكونه شافعيًا، فإن إسحاق هذا، وجميع أهل بيته، كانوا حنفية بلا تردّد، والله تعالى أعلم.
* * *
802 - الشيخ الفاضل إسحاق بن حسن الحارثي الصَّالِحِي ابْن طولون
*.
توفي سنة 953 ثَلَاث وَخمسين وَتِسْعمِائَة.
صنّف "الغرف الْعلية فِي تراجم مشاهير الْحَنَفِيَّة".
* * *
(1)
ذكره السبكي في طبقات الشافعية الوسطى، وانظر طبقات الشافعية الكبرى 2: 93، كما ذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1:111.
* راجع: هدية العارفين 1: 202.
803 - الشيخ الفاضل إسحاق بن حسن الزنجاني، ثم التوقادي، الرومي
*.
عالم مشارك في أنواع من العلوم.
من تصانيفه: حاشية على "رسالة الإسطرلاب" لابن المارديني، و"سراج القلوب في شرح ضياء القلوب" في التصوّف، و"منظومة العقائد"، و"نظم ترتيب العلوم".
توفي نحو 1100 هـ.
* * *
804 - الشيخ الفاضل إسحاق بن عبد الله بن إسحاق أبو يعقوب، النصري
* *.
شيخ أصحاب أبي حنيفة، وعالمهم، وفقيههم، بـ "جرجان"
* راجع: معجم المؤلفين 2: 232.
وترجمته في هدية العارفين 1: 201، وفهرست الخديوية 2: 94، 163، 164، وجامعة الرياض 5: 57، والأزهرية 3:600.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 155، 156.
وترجمته في تاريخ جرجان 124، والجواهر المضية برقم 297.
وفي الأصول: "عبيد الله. . . البصري"، وهو خطأ، صوابه في تاريخ جرجان، في ترجمة والده صفحة 225، وجاء "النصري" على الصواب في الأنساب، آخر الكتاب.
روى عن أبي علي الصوّاف، ودعلج، ومحمد بن إبراهيم الشافعي، ونعيم بن عبد الملك، ومحمد بن الحسين بن ماهيان
(1)
.
وروى عنه ولده الرضي بن إسحاق النصري
(2)
.
ذكره السهمي، في "تاريخ جرجان"، وقال: من أصحاب أبي حنيفة، وكان يومئذ رئيس أهل مذهبه.
مات في المحرّم، سنة ست وتسعين وتلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
805 - الشيخ الفاضل إسحاق بن عقيل بن عمر العلوي، المكّي، الشهير بالسقّاف
*.
توفي سنة 1272 هـ بـ "الطائف".
من تصانيفه: "تعطير الكون بذوي عون"(يعني شرفاء مكّة)، و"البراهين الحاسمة الشقاق من جاحد عصمة النبيين على الإطلاق".
* * *
806 - الشيخ الفاضل إسحاق بن علي بن إسحاق الشَّيْخ بدر الدين
،
(1)
في تاريخ جرجان: "ماهيار".
(2)
في الأصول: "البصري".
* راجع: معجم المؤلفين 2: 235.
وترجمته في هدية العارفين 1: 202، 203، وإيضاح المكنون 1:297.
البُخَارِيّ ثمَّ الدهلوي*.
توفي سنة 892 تسعين وسِتمِائَة.
لَهُ "أسرار الأولياء"، فَارسي.
* * *
807 - الشيخ الفاضل أَبُو بكر إسحاق بن تَاج الدين علي بن أبي بكر بن أبي صاعد الْبكْرِيّ الملتاني
* *.
الْمُتَوفَّى فِي حُدُود سنة 736 سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
صنّف "ذكر الذّكر الأكبر بالسند العالي الأكبر"، و"كتاب الْحَج ومناسكه وشرائطه بأركانه وواجباته وسننه"، و"خُلَاصَة الأحكام بشرائط الإسلام"، و"خُلَاصَة جَوَاهِر الْقُرْآن فِي بَيَان مَعَاني لُغَات الْفرْقَان"، و"خُلَاصَة خُلَاصَة الدين بشرائط الإيمان وَالدّين".
* * *
808 - الشيخ الفاضل إسحاق بن علي بن علي بن أبي بكر بن سعيد، الصوفي، البكري، الملتاني (أبو بكر)
* * *.
* راجع: هدية العارفين 1: 201.
* * راجع: هدية العارفين 1: 200.
* * * راجع: معجم المؤلفين 2: 235.
مفسّر، فقيه.
من آثاره: "خلاصة جواهر القرآن في بيان معاني لغات الفرقان"، و"خلاصة الأحكام بشريعة الإسلام"، و"الحج ومناسكه".
* * *
809 - الشيخ الفاضل إسحاق بن علي بن يحيى الملقّب نجم الدين، أبو الطاهر شيخ الحنفية في وقته
*.
ولي نيابة الحكم بـ "القاهرة"، عن القاضي معزّ الدين
(1)
، ودرّس بـ "المنصورية"
(2)
، و"الفارقانية"
(3)
، و"الحسامية"
(4)
، وهو أول مدرّس بهما، وثاني مدرّس بما قبلهما.
مات في خامس المحرّم، سنة إحدى عشرة وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 156.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 298، والدرر الكامنة 1: 381، والفوائد البهية 44، وكتائب أعلام الأخيار برقم 471، كشف الظنون 2:2038.
(1)
في الدرر: "معز الدين النعماني".
(2)
المدرسة المنصورية بجامع قلاوون، بناها المنصور قلاوون سنة أربع وثمانين وستمائة وهي جامعه الموجود بشارع المعز لدين الله.
(3)
تقدم الحديث عنها.
(4)
نسبة إلى الأمير حسام الدين أبو سعيد طرنطاي بن عبد الله المنصوري المتوفى سنة تسع وثمانين وستمائة. انظر: النجوم الزاهرة 7: 384.
810 - الشيخ الفاضل إسحاق بن الفرات بن الجعد بن سليم، أبو نعيم الكندي، التجيبي، المصري، القاضي
*.
ولد سنة خمس وثلاثين ومائة.
لقي أبا يوسف القاضي، وأخذ عنه الفقه، وكان من كبار أصحاب مالك، قاله أبو عمر الكندي.
مات بـ "مصر"، سنة أربع ومائتين.
روى له النسائي.
* * *
811 - الشيخ المحدّث الحافظ المسند العلامة إسحاق بن لطف الهدى بن نجم الثاقب بن غلام نبي بن محمد نعيم الله
* راجع: الطبقات السنية 2: 156، 157.
وترجمته في ترتيب المدارك 2: 459، 460، وتهذيب التهذيب 1: 246، 247، والجواهر المضية برقم 299، وحسن المحاضرة 1: 305، 2: 142، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 29، ودول الإسلام 1: 127، والديباج المذهب 1: 298، ورفع الإصر 1: 112 - 142، والعبر 1: 344، وميزان الاعتدال 1: 195، والوافي بالوافيات 8: 421، والولاة والقضاة 393.
والمترجم مالكي، لقي أبا يوسف، وأخذ عنه، ولذا ترحمه التميمي.
بن أبو محمد بن محمد معظم البنغالي *.
وكان جدّه الأعلى محمد معظّم قاضيا على "بردوان": يقال: إن نسبه يتصل إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
ولد في الربيع الأول سنة 1382 هـ، وكان آية في قوّة الحفظ وسعة النظر.
قرأ عند القاضي محمد حنيف "شرح الجامي"، و"القطبي"، و"مير قطبي"، و"مختصر المعاني"، وغيره، من الكتب الدرسيّة، ثم جاء إلى جامع العلوم بـ "كانبور"، قرأ سائر الكتب على حكيم الأمة أشرف علي التهانوي رحمه الله تعالى سوى "مشكاة المصابيح"، و"نور الأنوار"، فقرأهما على الشيخ عبد الغفّار الكانبوري، رحمه الله تعالى.
قال صاحب "إعلاء السنن": قرأ الحديث والتفسير وغيرهما على سيّدنا الخالي حكيم الأمة مولانا محمد أشرف علي التهانوي رحمه الله تعالى، ودرّس الحديث والفقه والتفسير، ونشر العلوم في مدرسة جامع العلوم بـ "كانفور" خمسا وعشرين سنة، وحفظ القرآن حين الاشتغال بالتدريس في ثلاثة أشهر إلا يومين.
قرأتُ عليه الكتب الصحاح الستة كلّها، كنت أتعجّب من حفظه للأحاديث وتراجم الرجال، وأقوال شرَّاح الحديث وآراء الفقهاء، فإذا رأيته، وهو يدرّس الحديث تقول: كأنه بحر متلاطم الأمواج. قرأ عليه خلق لا
* راجع: أبو حنيفة وأصحابه المحدّثون ص 21: 152.
وترجمته في بزم أشرف 204، 205، وتاريخ الحديث 211، 212، ونزهة الخواطر 8:60.
يحصون، وفي آخر عمره يدرّس في بلاده قريبا من وطنه، وله شغف زائد بـ "الجامع الصحيح" للبخاري، يلتذّ بقراءته ومطالعته بكثير، وتقرّ به عينه. وكان قد شرع في كتابة تعليق في "الموطأ" لمالك، ولم يتمّه.
من آثاره الخالدة: اللؤلؤ المكنون.
* * *
812 - الشيخ الفاضل إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن محمد [بن محمد] بن نوح بن زيد بن نعمان بن عبد الله بن الحسين بن زيد بن نوح النوحي، الخطيب، النسفي
*.
أخو القاضي إسماعيل النوحي، من بيت العلم والفضل.
وكان إسحاق هذا فقيهًا، فاضلًا، عمّر كثيرًا، وتولّى الخطابة.
وحدّث عن أبي بكر محمد بن عبد الرحمن المقري، وأبي مسعود أحمد بن محمد الرازي، وغيرهما.
روى عنه أبو المحامد محمود بن أحمد بن الفرج الساغرجي، وأحمد بن محمد بن عبد الجليل، وغيرهما.
وكانت ولادته في صفر، سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
ووفاته بـ "نسف"، ليلة الجمعة، التاسع والعشرين من جمادى الأولى، سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 157.
وترجمته في الأنساب 570، والجواهر المضية برقم 300، واللباب 3: 241، 242، وما بين القوسين من الأنساب واللباب.
قال في "الجواهر": كذا رأيته في "الأنساب" للسمعانيِ بخطّي
(1)
، ورأيته في مسودة هذا الكتاب التاسع عشر.
* * *
813 - الشيخ الفاضل إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن زيد أبو القاسم، القاضي، الحكيم السمرقندي
*
ذكره أبو سعد السمعاني، وقال: روى عن عبد الله بن سهل الزاهد، وعمرو بن عاصم المروزي.
روى عنه عبد الكريم بن محمد الفقيه السمرقندي، في جماعة.
وتولى قضاء "سمرقند"، وحمدتْ سيرته، ولقّب بالحكيم؛ لكثرة حكمته ومواعظه.
مات في المحرّم، يوم عاشوراء، سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، بـ "سمرقند"، رحمه الله تعالى.
قال اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية" ص 44: ذكره السمعاني عند ذكر الحكيم. وقال: إنه لقب لأبي القاسم إسحاق بن محمد بن
(1)
وهو يوافق ما بين أيدينا من كتاب الأنساب، وكذلك في اللباب.
* راجع: الطبقات السنية 2: 158.
وترجمته في الأنساب لوحة 172 ظ، والجواهر المضية برقم 301، والفوائد البهية 44، وكتائب أعلام الأخيار برقم 189، وكشف الظنون 2: 1008، واللباب 1: 310، وهو في الأنساب:"إسحاق بن إسماعيل بن إبراهيم بن زيد".
إسماعيل بن إبراهيم بن زيد الحكيم السمرقندي. كان من عباد الله الصالحين. وممن يضرب به المثل في الحكمة، وحسن العشرة. تولى قضاء "سمرقند" أياما طويلة. وكانت سيرته محمودة، قد انتشر ذكره في الشرق والغرب. وعرف بأبي القاسم الحكيم لكثرة حكمته. توفي في المحرّم يوم عاشوراء سنة اثنتين وأربعين وثلثمائة. انتهى. ونسبته إلى "سمرقند" وهو بفتح السين المهملة، وسكون الراء المهملة، بينهما ميم مفتوحة، وفتح القاف، وسكون النون بعده دال مهملة، قال صاحب "المناهج" معرب من "شمركند"، ويزعم أن شمر أحد الملوك خربها، ثم بناها الإسكندر. كذا في "حواشي شرح ملخص الجغميني" لأبي العصمة معصوم السمرقندي البلخي.
* * *
814 - الشيخ الفاضل إسحاق بن محمد بن حمدان بن محمد بن عبد الله بن محمد بن نوح، أبو إبراهيم الجبني، بضم الجيم والباء الموحّدة، وفي آخرها النون المشدّدة نسبة إلى الجُبُن
*.
قال السمعاني: روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي السبذموني
(1)
.
* راجع: الطبقات السنية 2: 159.
وترجمته في الأنساب لوحة 122، وتاريخ بغداد 6: 402، والجواهر المضية برقم 303، واللباب 1:210. وفي بعض النسخ: "إسحاق بن محمد بن أحمد".
(1)
نسبة إلى قرية من قرى بخارى. اللباب 1: 528. =
روى عنه ابنه أبو نصر.
توفي أبو إبراهيم في مُستهلّ ذي القعدة، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
قال الخطيب: كان أحد الفقهاء غلى مذهب أبي حنيفة - يعني إسحاق بن محمد بن حمدان - قدم "بغداد" حاجًّا. كذا في "الجواهر".
* * *
815 - الشيخ الفاضل إسحاق بن مُحَمَّد البخشي الْحلَبِي الخلوتي
.
توفي سنة 1140 أربعين وَمِائَة وألف *.
لَهُ "المقامة البحرية"، صنفه حِين سَافر مَعَ إبراهيم باشا القبودان إِلَى موره. "نظم مُخْتَصر القدوري".
* * *
816 - الشيخ الفاضل إسحاق بن محمد، أبو القاسم المعروف بالحكيم السمرقندي أخذ عن الماتريدي الفقه
، والكلام * *.
= وفي الأصول "روى عن أبي يعقوب الحارثي السبذموني"، وهو خطأ، والصواب في اللباب.
* راجع: هدية العارفين 1: 201.
* * راجع الطبقات السنية 2: 159. وترجمته في الجواهر المضية برقم 304.
ذكره في "الجواهر"، وقال: أظنّه الذي قبله.
* * *
817 - الشيخ الفاضل إسحاق بن مُحَمَّد القرماني الصوفي، الشهير بِجَمَال خَليفَة
*.
توفي سنة 933 ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة.
لَهُ من الْكتب: "تَفْسِير الْقُرْآن" من سُورَة المجادلة إِلَى آخر الْقُرْآن.
"التوابع" فِي الصّرْف، و"حَاشِيَة على أنوار التَّنْزِيل" للبيضاوي، و"رِسَالَة فِي أطوار السلوك"، ورِ"سَالَة فِي دوران الصُّوفِيَّة"، و"شرح حَدِيث الأربعين" بأبيات تركية.
* * *
818 - الشيخ الفاضل إسحاق بن مُحَمَّد القسطنطيني الرُّومِي، المتخلص بطالعي من الْقُضَاة
* *.
مَاتَ سنة 1071 إحدى وَسبعين وألف.
لَهُ "ديوَان شعره"، تركي.
* * *
* راجع: هدية العارفين 1: 202.
* * راجع: هدية العارفين 1: 201.
819 - الشيخ الإمام العالم المحدّث المسند أبو سليمان إسحاق بن محمد أفضل بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن منصور بن أحمد بن محمد بن قوام الدين العمري الدهلوي، المهاجر إلى "مكّة" المباركة، ودفينها
*.
كان سبط الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله العمري الدهلوي.
ولد لثمان خلون من ذي الحجّة سنة ست، وقيل: سبع وتسعين ومائة وألف بـ "دهلي"، ونشأ في مهد جدّه لأمّه المذكور، وقرأ الصرف والنحو إلى "الكافية" لابن الحاجب على الشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي، وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، وتفقّه عليه، وأخذ الحديث ثم أسند عن الشيخ عبد العزيز المذكور، وكان بمنزلة ولده، استخلفه الشيخ المذكور ووهب له جميع ما له من الكتب والدور، فجلس بعده مجلسه، وأفاد الناس أحسن الإفادة، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة أربعين ومائتين وألف، فحجّ وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عمر بن عبد الكريم بن عبد الرسول المكّي، المتوفى سنة سبع وأربعين، ثم رجع إلى "الهند"، ودرّس ببلدة "دهلي" ستّ عشرة سنة، ثم هاجر إلى "مكّة المشرفة" مع صنوه يعقوب، وسائر عياله سنة ثمان وخمسين، واختار الإقامة بـ "مكّة" بعد الحجّ والزيارة مرّة ثانية، وأخذ عنه الشريف محمد بن ناصر الحازمي في "مكّة المعظّمة".
* راجع: نزهة الخواطر 7: 59 - 60.
وله تلامذة أجلاء من أهل "الهند"، كالشيخ المحدّث عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى "المدينة المنوّرة"، والسيّد نذير حسين ابن جواد علي الحسيني، والشيخ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي، والسيّد عالم علي المراد آبادي، والشيخ عبد القيوم عبد الحي الصديقي البرهانوي، والشيخ قطب الدين بن محي الدين الدهلوي، والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، والشيخ عبد الجليل الشهيد السكوئلي، المفتي عناية أحمد الكاكوروي، والشيخ أحمد الله بن دليل الله الأنامي، وخلق آخرون وأكثرهم نبغوا في الحديث، وأخذ عنهم ناس كثيرون، حتى لم يبق في "الهند" مسند الحديث غير هذا السند، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
قال الشيخ شمس الحق الديانوي في "تذكرة النبلاء": إن الشيخ عبد الله سراج المكّي كان يقول بعد موته عند غسله: والله إنه لو عاش، وقرأتُ عليه الحديث طول عمري ما نلتُ ما ناله، وكان شيخه الشيخ عمر بن عبد الكريم رحمه الله يشهد بكماله في علم الحديث ورجاله، وكان يقول: قد حلّتْ فيه بركة جدّه الشيخ عبد العزيز الدهلوي، وكان جدّه الشيخ عبد العزيز كثيرا ما يتلو هذه الآية الكريمة {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} وكان الشيخ نذير حسين يقول: إني ما صحبتُ عالما أفضل منه، وكثيرًا ما ينشد رحمه الله:
برائ رهبري قوم فساق
…
دوباره آمد إسماعيل وإسحاق. انتهى.
توفي بـ "مكّة المكرّمة" في الوباء العام - وكان صائمًا - يوم الاثنين لثلاث ليال بقين من رجب سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، فدفن بـ "المعلاة" عند قبر سيّدتنا خديجة رضي الله عنها.
* * *
820 - الشيخ الفاضل إسحاق بن محمد أميرك المرغيناني
*.
أحد مشايخ أصحاب أبي حنيفة في وقته.
وهو والد أسعد الآتي ذكره في بابه، إن شاء الله تعالى.
* * *
821 - الشيخ الفاضل إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو محمد الآمدي الدمشقي، الفقيه، المحدّث
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 158.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 302.
هذا ولم يذكر المصنّف تاريخ وفاته، كما لم يذكر تاريخ وفاته ولده أسعد الآتي، ولكنه ذكر في ترجمة حفيده صاعد أن صاحب الهداية ذكره في مشيخته، وصاحب الهداية هو برهان الدين أبو الحسن على بن أبي بكر بن عبد الرحمن الفرغاني المرغيناني، توفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، فلعلَّ إسحاق المترجم من رجال القرآن السادس.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 160.
وترجمته في البداية والنهاية 14: 120، والجواهر المضية برقم 305، والدارس والوافي بالوفيات 8: 430، ولقيه:"عفيف الدين".
قال ابن حجر: درّس بـ "دار الحديث" بـ "الظاهرية"، بـ "دمشق"، وسمع ابن خليل
(1)
، وحمدان بن شيث
(2)
والمجد ابن تيمية، وله مشاركة حسنة في عدّة علوم.
وتوفي بـ "دمشق"، سنة خمس وعشرين وسبعمائة عن ثلاث وثمانين سنة.
وذكره ابن شاكر في "عيون التواريخ"، وذكر أنه ولد في سنة أربعين وستمائة.
وأنه سمع من الشيخ مجد الدين ابن تيمية، وحمدان بن شيث، ويوسف بن خليل، والضياء صقر، وابن سعد، وكمال الدين ابن العديم، وجماعة.
واشتغل بالفقه على مذهب أبي حنيفة، ورتّب بالمدارس، ودور الحديث، وشهد على القضاة، واشتهر بالعدالة، وكان كثير المداخلة للأكابر، وعلى ذهنه أناشيد وحكايات مطبوعة، وعنده تواضع، وكيس، وقضاء حوائج.
وتولّى مشيخة "دار الحديث الظاهرية"، إلى أن مات.
وتفرّد بالرواية عن ابن خليل، وقصده الناس للتسميع، وكان سهلًا فيه، محبًا للرواية. - تغمّده الله تعالى برحمته -.
* * *
(1)
أي يوسف بن خليل، كما في الدرر.
(2)
لم يرد في الدرر ذكر حمدان بن شيث، والحق أن هذا النقل الذي عزاه المصنف إلى ابن حجر هو من مقول عبد القادر في الجواهر.
822 - الشيخ الفاضل إسحاق بن يوسف الأزرق بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ابن حسّان، أبو يعقوب، التنوخي
*.
من البيت المشهور بالفضل، والعلم، والرواية.
حدّث عن أبي سعيد العدوي.
روى عنه أخوه أبو غانم محمد الآتي، في محلّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
823 - العالم الفاضل الكامل المولى إسحاق الأسكوبي
* *.
قرأ رحمه الله تعالى على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل بالي الأسود، ثم صار مدرّسا بـ "مدرسة إبراهيم باشا" بمدينة "أدرنه"، ثم صار مدرّسا بـ "مدرسة أسكوب، ثم صار مدرّسا بـ "مدرسة قيلوجه" ثم صار
* راجع: الطبقات السنية 2: 161.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 306.
ولم يذكر المؤلّف سنة وفاته، وقد توفي والده أبو بكر يوسف بن يعقوب سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، عن اثنتين وتسعين سنة، فالمترجم من رجال القرن الرابع. انظر اللباب 1:36.
* * راجع: الشقائق النعمانية 281.
مدرّسا بمدينة "أزنيق"، ثم صار مدرّسا بـ "مدرسة دار الحديث" بـ "أدرنه"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان.
ثم صار قاضيا بـ "دمشق الشام"، وتوفي هناك قاضيا في سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة، كان رحمه الله تعالى فصيح اللسان، صحيح البيان، صدوقا، صحيح العقيدة، حسن السمت، لطيف المحاورة، حسن النادرة.
وكان يحفظ من اللطائف والتواريخ ما لا يحصى، وكان ينظم الشعر بالتركية نظما حسنا بليغا، وله منشآت لطيفة بليغة باللسان المذكور، وكان مجرّدا عن الأهل والأولاد غير ملتفت إلى زخارف الدنيا وزينتها. - روّح الله تعالى روّحه، ونوّر ضريحه -.
* * *
824 - الشيخ الفاضل إسحاق الخربوتي، ثم الرومي
*.
مفتّش بدائرة الأوقاف.
من آثاره: "أسئلة وأجوبة حكمية"، و"زبدة علم الكلام"، و"شمس الحقيقة"، و"ضياء القلوب"، و"مفتاح العيون".
توفي سنة 1309 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 233.
ترجمته في هدية العارفين 1: 203.
825 - الشيخ الفاضل إسحاق الرومي
*.
طبيب، حكيم، متكلّم.
من آثاره: "شرح على الفقه الأكبر" لأبي حنيفة النعمان.
* * *
826 - الشيخ الفاضل إسحاق بن حسن الحارثي الصَّالحِي ابْن طولون
* *.
توفى سنة 953 ثَلَاث وَخمسين وَتِسْعمِائَة. صنف "الغرف الْعلية فِي تراجم مشاهير الْحَنَفِيَّة".
* * *
827 - الشيخ الفاضل إسحاق جلبيّ بن إبراهيم الأسكوبي، القاضي بِـ "الشَّام
" * * *.
توفي سنة 943 ثَلَاث وأربعين وَتِسْعمِائَة.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 233.
وترجمته في شذرات الذهب 8: 281، والكواكب السائرة 2: 122، والشقائق النعمانية 2: 166، 167.
* * راجع: هدية العارفين 1: 202.
* * * راجع: هدية العارفين 1: 202.
لَهُ "إسحاق نامه" فِي وقايع السُّلْطَان سليم خَان الأول العثماني، و"ديوَان شعره"، تركي.
* * *
828 - العالم الفاضل المولى إسحاق
*.
كان رحمه الله في أول عمره طبيبا نصرانيا، وكان يعرف علم الحكمة معرفة تامة، وقرأ على المولى لطفي التوقاتي المنطق والعلوم الحكمية، وباحث معه فيها، ثم أنجر كلامهم إلى البحث في العلوم الإسلامية، وقرّر عنه أدلة حقية الإسلام، حتى اعترف هو بها، وأسلم، ثم ترك الطبّ والحكمة، واشتغل بتصانيف الإمام الغزالي والإمام فخر الإسلام البزدوي، وداوم على العمل بالكتاب والسنّة، وصنّف شرحا على "الفقه الأكبر"، المنسوب إلى الإمام الأعظم أبي حنيفة - رضي الله تعالى عنه -، وغير ذلك من الرسائل، إلا أنه أنكر طريقة التصوّف، لأنه لم يصلْ إلى أذواقهم، وسمعتُ من بعض أصحابه أنه رجع عن إنكارهم في آخر عمره، - رحمه الله تعالى -.
* * *
* راجع الشقائق النعمانية ص 312.
باب من اسمه أسد، وإسرائيل، وأسعد
829 - الشيخ الفاضل أسد بن عمرو بن عامر بن عبد الله بن عمرو بن عامر بن أسلم أبو المنذر، وقيل: أبو عمرو، القشيري، البجلي، الكوفي
*.
صاحب الإمام، وأحد الأئمة الأعلام.
سمع الإمام الأعظم أبا حنيفة، ومطرف بن طريف، وحجّاج بن أرطأة، وغيرهم.
وروى عنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن بكّار بن الريّان، وأحمد منيع، وأحمد بن محمد الزعفراني، وغيرهم.
* راجع: الطبقات السنية 2: 162، 163.
وترجمته في تاج التراجم 17، وتاريخ بغداد 7: 16 - 19، وتاريخ خليفة بن خياط (دمشق) 2: 737، والتاريخ الكبير 1: 49: 2، والجرح والتعديل 1: 1: 337، والجواهر المضية برقم 307، وذيل الجواهر المضية للقاري 544، 545، والضعفاء الصغير للبخاري 21، والضعفاء والمتروكين للنسائي 20، وطبقات ابن سعد 7: 2: 74، والعبر 1: 305، والفوائد البهية 44، 45 وكتائب أعلام الأخيار برقم 90، ومناقب الإمام الأعظم للكردري 2: 217، وميزان الاعتدال 1: 206، 207، والوافي بالوفيات 9:6.
قال محمد بن سعد: أسد بن عمرو البجلي، من أنفسهم، يُكنى أبا المنذر، وكان عنده حديث كثير، وهو ثقة
(1)
.
وكان قد صحب أبا حنيفة، وتفقّه، وكان من أهل "الكوفة"، فقدم "بغداد"، فولى قضاء "مدينة الشرقية" بعد العوفي
(2)
.
وولى أيضًا قضاء "واسط"، ووثّقه أحمد بن حنبل، والمشهور عن يحيى بن معين في حقه التوثيق، فلا يُلتفت إلى من ضعّفه.
روى عبّاس بن محمد الدوري، عن يحيى بن مَعين، أنه كان يقول: كان أسد بن عمرو صدوقًا، وكان يذهب مذهب أبي حنيفة، وكان سمع من مطرّف، ويزيد بن أبي زياد، وولي القضاء، فأنكر من بصره شيئًا، فرد عليهم القمطر، واعتزل القضاء.
قال عباس: وجعل يحيى يقول: رحمه الله، رحمه الله.
وفي "الجواهر المضية"، أن الطحاوي، قال: كتب إلى ابن أبي ثور، يحدّثني عن سليمان بن عمران، حدثني أسد بن الفرات، قال: كان أصحاب أبي حنيفة الذين دوّنوا الكتب أربعين رجلًا، فكان في العشرة المتقدّمين: أبو يوسف، وزُفر، وداود الطائي، وأسد بن عمرو، ويوسف بن خالد السمتي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وهو الذي كان يكتبها لهم ثلاثين سنة
(3)
.
وولى أسد القضاء بـ "واسط"، فيما ذكره الخطيب، وولى قضاء "بغداد" بعد أبي يوسف للرشيد، وحج معه معادلًا له.
(1)
بعد هذا في طبقات ابن سعد: "إن شاء الله تعالى".
(2)
آخر كلام ابن سعد.
(3)
نسبة إلى السمت والهيئة. اللباب 1: 560.
قال الطحاوي: سمعتُ بكار بن قُتيبة، يقول: سمعت هلال بن يحيى الرأي
(1)
، يقول: كنت أطوف بالبيت، فرأيت هارون الرشيد يطوف مع الناس، ثم قصد إلى الكعبة، فدخل معه بنو عمه.
قال: فرأيتهم جميعًا قيامًا وهو قاعد، وشيخٌ قاعد معه أمامه، فقلت لبعض من كان معي: من هذا الشيخ؟ فقال لي: هذا أسد بن عمرو قاضيه.
فعلمت أن لا مرتبة بعد الخلافة أجل من القضاء.
واختلف في وفاته، فقيل: سنة ثمان وثمانين ومائه، وقيل: سنة تسعين ومائة، والله تعالى أعلم.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى: قد اختلفت عبارات المحدّثين في توثيقه وتضعيفه، فقال يزيد بن هارون: لا يحلّ الأخذ عنه، وقال يحيى: كذوب، ليس بشيء. وقال البخاري: ضعيف. وقال ابن حبان: كان يسويّ الحديث على مذهب أبي حنيفة. وقال أحمد بن حنبل: صدوق، وقال مرّة: صالح الحديث. كان من أصحاب الرأي. وقال ابن عدي: لم أر له منكرا، أرجو أن لا بأس به. كذا في "ميزان الاعتدال في أسماء الرجال" للذهبي. ولقد صدق الكفوي في أن رواية أحمد عنه كاف في كونه ثقة، فقد ذكر أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحرَّاني الحنبلي في "منهاج السنة"، وتقي الدين علي السبكي في "شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام"، وشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث" أن الإمام أحمد لا يروي إلا عن ثقة. وفي "طبقات القارئ" أسد بن عمرو بن عامر أبو المنذر القشيري البجلي الكوفي، صاحب الإمام وأحد الأعلام سمع أبا حنيفة، وتفقّه عليه.
(1)
في النسخ "الرازي"، والصواب ما أثبته، وقد نبّه على هذا الخطأ صاحب الجواهر في ترجمة هلال بن يحيى الرأي.
وروى عنه الإمام أحمد، وناهيك به، ونص الطحاوي عن أسد بن الفرات، قال: كان أصحاب أبي حنيفة، الذين دوّنوا الكتب أربعين رجلًا، وكان في العشرة المتقدّمين أبو يوسف، وزفر، وداود الطائي، وأسد بن عمرو، ويوسف بن خالد، ويحيى بن زكريا، وهو الذي كان يكتبها لهم ثلاثين سنة. وولي القضاء بعد أبي يوسف للرشيد، وحجّ معه. مات سنة تسعين ومائة. انتهى. وفيه أيضًا عند ذكر تلامذة الإمام ومنهم: أسد بن عمرو بن عامر بن أسلم بن مغيث، أبو المنذر البجلي الكوفي، صاحب الإمام، سمعه، وغيره. وروى عنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن بكار، وأحمد بن منيع. وولي القضاء بـ "بغداد" و"واسط" من الرشيد. ولما أنكر من بصره شيئًا اعتزل عن القضاء. وكان الإمام يختلف إليه في مرضه الذي توفي فيه غدوة وعشية. توفي سنة ثمان أو تسع وثمانين ومائة. انتهى. قلت: فيه ما فيه، أما أولا فلكون التاريخ الذي ذكره ههنا مخالفا للتاريخ الذي ذكره في حرف الألف. وأما ثانيا فلأن وفاة الإمام كانتْ سنة خمسين ومائة. فكيف يتصوّر أن يختلف إليه في مرضه الذي توفي فيه، ولعلّ فيه زلّة من قلم الناسخ، (1) والبجلي بفتح الباء وسكون الجيم نسبة إلى "بجلة" رهط من سليم. وأما البجلي بفتحتين فهو نسبة جرير بن عبد الله البجلي الصحابي، كذا قال القارئ.
* * *
830 - الشيخ الفاضل أسد الله بن الله بخش السندي
*.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 61، 62.
أحد العلماء المشهورين ببلاده.
ولد في سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بقرية "تكهر" بالتاء العجيمة من أعمال "حيدرآباد" السند
(1)
، وقرأ أكثر الكتب الدرسيّة على المولوي محمد حسن السندي بمدرسة العلوم في "حيدرآباد"، ثم سافر إلى "ديوبند"، وقرأ على مولانا السيد أحمد الدهلوي والمولوي محمود الديوبندي، وعلى غيرهما من العلماء، ثم حفظ القرآن الكريم.
له مصنّفات، منها:"جنة النعيم" في استخراج لغات القرآن الكريم، و"تحفة الحذاق في ترجمة الترياق"، ورسائل في التجويد، وغيره.
* * *
831 - الشيخ الفاضل المفتي أسد الله بن كريم قلي الجونبوري ثم الإله آبادي
*.
(1)
" السند" بكسر السين المهملة، وسكون النون، آخرها دال مهملة: بلاد بين "الهند"، و"كرمان" و"سجستان"، وهو أول بلاد، وطئها المسلمون، وملكوها، والعرب كانوا يسمّونه إقليم الذهب، وهو إقليم حار، وفيه مواضع معتدلة الهواء، والبحر يمتدّ مع أكثره، وبه أنهار عديدة، وفيه نخيل ونارجيل، وموز، وبعض العقاقير النافعة، وفي بعض المواضع منه الليمون الحامض، والأنبج، في بعضها الأرز الحسن، وفيه البختي، وهو نوع من الإبل، له سنامان، مليح، وأشهر أنهاره "نهر السند"، ويسمّونه "مهران"، وفيه تفيض الأنهار الخمسة المشهورة ببلاد "بنجاب"، و"نهر كابل" فيصب في البحر عند "ديبل".
* راجع: نزهة الخواطر 7: 62، 63.
كان من نسل الشيخ محمود بن حمزة العثماني، ولد يوم الجمعة لستّ ليال بقين من ذي القعدة سنة ثلاثين ومائتين وألف، وقرأ النحو والصرف على السيّد زين العابدين الكاظمي الكروي، وقرأ بعض الكتب الدرسيّة من "شرح الكافية" للجامي إلى "هداية الفقه" على مولانا عبد الرحيم الشاهجهانبوري، وقرأ شروح "السلم"، و"تحرير الأقليدس" على الشيخ جلال الدين الرامبوري، ثم ولي الإفتاء ببلدة "فتحبور"
(1)
فاستقام عليه ثلاث عشرة سنة، ثم ولي القضاء الأكبر بمدينة "آغرة" وكان مع اشتغاله بمهمّات الإفتاء والقضاء، يدرّس، ويفيد.
وقد أخذ الطريقة عن السيّد ظهور محمد بن خيرات علي الكالبوي سنة ثلاث وستين ومائتين وألف حين كان مفتيا ببلدة "فتحبور"، وتلقّى الذكر منه، حتى استولّى عليه، فلمّا تمّ موعده ترك الخدمة، وقنع بمعاش تقاعد، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند". واعتزل في بيته في مدينة "إله آباد".
ومات غرّة جمادى الأولى سنة ثلاثمائة وألف ببلدة "جونبور" فدفن بها، كما في "ذيل الوفيات"، و"الضياء المحمدي"، وغيرهما.
* * *
832 - الشيخ الفاضل أسد الله بن لعل محمد الموي الأعظم كرهي
،
(1)
"فتح بور": مدينة كبيرة مصَّرها أكبر شاه التيموري على جبل شاهق بمقربة "سيكري" بكسر السين المهملة، وكانت قرية جامعة، وبنى بها القصور العالية له، وبنى جامعا كبيرًا، ومدرسة وحماما، وبنى أصحابه قصورا عالية لهم بأمره، ثم هجرها السلطان، فهجروها.
أحد العلماء الماهرين في الصناعة الطبية *.
ولد، ونشأ بـ "مؤو"، وقرأ المختصرات على صنوه الحكيم عبد الله، ثم سافر إلى "مرزا بور" وقرأ كبار الكتب على مولانا معين الدين الحسيني الكروي، ثم رجع إلى بلدته، ولازم أخاه، وأخذ عنه الصناعة الطبية، ثم رجع إلى "مرزابور"، واشتغل بها بالتدريس والمداواة.
مات في سنة أربعين وثلاثمائة وألف.
* * *
833 - الشيخ الفاضل أسد علي بن الشيخ غلام شاه، رحمه الله تعالى
* *.
هو والد الإمام محمد قاسم النانوتوي الديوبندي، عدّ من المثقفين في عهده، وإن لم يكن تخرّج في جامعة، درج في دراسته اللغة الفارسية، - وهي لغة دارجة، كانت تستخدم في الدوائر الحكومية، حتى في عهد الإنجليز في "الهند" - إلى مرحلة "شاه نامه"، وهذه المرحلة كانت تسامي مرحلة (بكالوريوس في الفنون والآداب) ويقول التاريخ: إنه سافر إلى "دهلي" طلبا للعلم، غير أنه لم يواصل دراسته، آثر الزراعة على الخدمات الحكومية، واستقرّ في "نانوته"، وتكسّب بالزراعة.
توفي 7 ربيع الثاني سنة 1291 هـ.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 61.
* * راجع: الإمام النانوتوي حياته ومآثره للأدروي، ص 41.
834 - الشيخ الفاضل إسرائيل بن دمرك، حميد الدين، وَالِد مَحْمُود قاضي "سيماو
" *.
توفي سنة. . .
لَهُ "الهادي فِي الْفَتَاوَى".
* * *
835 - الشيخ الفاضل إسرائيل بن موسى أبو موسى البصري الهندي
* *.
كان من أتباع التابعين، روى عن حسن البصري، وأبي حازم الأشجعي، ومحمد بن سيرين، ووهب بن منبّه.
وعنه سفيان الثوري، وابن عُيينة، وحسين بن علي الجعفي، ويحيى بن سعيد القطّان، وثقه أبو حاتم.
وله في "صحيح البخاري" فرد حديث مكرّر في أربعة مواضع، وهو ثقة من السادسة. قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": قال ابن معين وأبو حاتم: ثقة، زاد أبو حاتم: لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس، قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان يسافر إلى "الهند"، وقال الأزدي وحده: فيه لين، وليس هو الذي روى عن وهب بن منبّه، وروي عنه الثوري،
* راجع: هدية العارفين 1: 204.
* * راجع: نزهة الخواطر 1: 63، 64.
ذاك شيخ يماني، وقد فرّق بينهما غير واحد. انتهى. وقد ذكره السمعاني في "الأنساب" قال: أبو موسى إسرائيل بن موسى الهندي بصري كان ينزل "الهند"، فنسب إليها، روى عن الحسن، وروى عنه ابن عيينة ويحيى بن سعيد القطّان الحسين الجعفي، قال يحيى بن معين: إسرائيل صاحب الحسن ثقة - انتهى.
* * *
836 - الشيخ الفاضل إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، الكوفي
*.
سمع من أبي حنيفة، ومن جدّه أبي إسحاق.
قال: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق
(1)
، كما أحفظ السورة من القرآن، وكان يقول: نعم الرجل النعمان، فقهه
(2)
عن حمّاد، وناهيك به.
* راجع: الطبقات السنية 2: 164.
وترجمته في الأنساب 290، وتاريخ بغداد 8: 20 - 25، وتاريخ خليفة بن خياط (دمشق) 2: 286، والتاريخ الكبير 1: 2: 56، والجواهر المضية برقم 308، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 31، وطبقات الحفاظ للسيوطي 90، 91، وطبقات خليفة بن خياط (دمشق) 1: 394، والطبقات الكبرى لابن سعد 6: 260، والكامل 6: 50، واللباب 1: 531، والوافي بالوفيات 9:11.
والسبيعي: نسبة إلى سبيع، وهو بطن جدّه.
(1)
يعني أبا إسحاق عمرو عبد الله السبيعي جده.
(2)
في بعض النسخ "النعمان فقه".
روى عنه وكيع، وابن مهدي، ووثّقه أحمد، ويحيى، وروى له الشيخان.
ومات سنة ستين ومائة.
وقيل: إحدى وستين.
وكانت ولادته في آخر المائة الأولى، وكان من خيار الناس
(1)
، رحمه الله تعالى.
* * *
837 - الشيخ الفاضل أسعد بن إسحاق بن محمد بن أمِيرك
*.
أحد مشايخ أصحاب أبي حنيفة بـ "مرغينَان"، وهو من بيت العلم، والفضل، والفتوى، والتدريس، والإملاء، والزهد، والورع.
وكان له شعر حسن، منه قوله
(2)
:
تَحَوَّلْتُ عن تلك الديارِ وأهلِها
…
وآثرتُ قولَ الشاعرِ المتَمَثَّلِ
(1)
في ذكر مولده ووفاته اختلاف مبسوط في المصادر السابقة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 165.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 309.
وسبق في ترجمة والده برقم 460، ذكر أنه من رجال القرن الخامس تقديرا، فلعلّ هذا من رجال القرن الخامس أيضًا، أو من رجال آخر القرن الرابع.
(2)
البيتان في الجواهر المضية 2: 260، في ترجمة ابن صاعد، والبيت الثاني في بهجة البلاغة 1: 239، ومحاضرات الأدباء 2:272.
إذا كنتَ في دارٍ يُهينُكَ أهْلها
…
ولم تكُ مَكْبولًا بها فَتَحَوَّلِ
(1)
وتقدم أبوه إسحاق بن محمد، رحمهم الله تعالى.
* * *
838 - الشيخ الفاضل أسعد بن أبي بكر الأسكداري الأصل، المدني
*.
فقيه.
ولد سنة (1050 هـ بـ "المدينة"، ونشأ بها، وتولّى الإفتاء، وتوفّي بها.
من آثاره: "الفتاوى الأسعدية" في مجلّدين. توفي سنة 1116 هـ.
* * *
839 - الشيخ الفاضل أسعد بن الحسن بن سعد بن علي بن بُندار اليزدي فقيه أصحاب أبي حنيفة بـ "أصبهان"، في وقته
* *.
كان إماما جليلًا، سمع من زاهر بن طاهر الخشوعي "مناقب أبي حنيفة" لأبي عبد الله الحسين بن محمد الصيمري، بروايته عن أبي محمد الحسن بن محمد بن أحمد الإستراباذي.
(1)
في الجواهر: "لم تك مقبولا بها فتحول".
* راجع: معجم المؤلفين 2: 245.
وترجمته في سلك الدرر 1، 222، 223، وهدية العارفين 1: 205، ومعجم المطبوعات 434، 435، وإيضاح المكنون 2:155.
* * راجع الطبقات السنية 2: 165. وترجمته في الجواهر المضية برقم 310.
واليزدي، بفتح الياء آخر الحروف، وسكون الزاي، بعدها دال مهملة، نسبة إلى "يزد"، من أعمال "إصطخر فارس"، بين "أصبهان" و"كرمان". قاله السمعاني.
وسيأتي أخوه المطهر، صاحب "اللباب"، "شرح القدوري" في محلّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
840 - الشيخ السيّد أسعد المدني بن شيخ الإسلام المحدّث الكبير السيّد حسين أحمد المدني، المعروف بـ "فداء الملة
".
كان رحمه الله تعالى رئيس جمعية علماء الهند، وعضو المجلس الاستشاري بجامعة دار العلوم ديوبند، والنجل الأكبر لشيخ الإسلام المجاهد الشيخ حسين أحمد المدني رحمه الله، المتوفى 1377 هـ.
ولد رحمه الله تعالى يوم الجمعة 6 من ذي القعدة 1346 هـ.
تلقّى مبادئ التعليم على والدته التي توفيتْ عنه وهو في 9 من عمره، عام 1355 هـ، وعلى والده رحمه الله، ثم على أحد المنقطعين إلى خدمة والده، المقرئ أصغر على السهسبوري رحمه الله، ثم التحق بدار العلوم "ديوبند"، وتلقّى فيها التعليم بجميع مراحله، حتى تخرّج منها عام 1365 هـ.
بعد ما تخرّج من دار العلوم، أمضى فترة بـ "المدينة المنوّرة"، التي كان استوطنها عدد من أعضاء أسرته؛ حيث كان قد نزح إليها من "الهند" جدّه مع أفراد عائلته وأبنائه.
ثم عُيِّن مدرّسًا بدار العلوم "ديوبند" يوم 28 شوّال 1370 هـ. وظلّ يقوم بخدمة التدريس لعام 1382 هـ حيث استقال منها؛ وتفرّغ للخدمات القيادية والأعمال التوجيهيّة، التي كان موفّقًا لها. في عام 1380 هـ عُيّن رئيسًا إقليميًّا لجمعية علماء "الهند" لولاية أترابراديش. وفي 16 ربيع الثاني 1383 هـ انتخب أمينًا عامًّا لجمعية علماء الهند، ثم انتخب ممثلا بـ "الهند" لمجمع البحوث الإسلامية بالجامع الأزهر بـ "مصر" عام 1388 هـ، وشارك في مؤتمراته: الرابع، والخامس، والسادس، والسابع، المنعقدة بـ "القاهرة" في السنوات: 1397 هـ، 1399 هـ، 1400 هـ، 1401 هـ.
انتخب رئيسا لجمعية علماء الهند يوم 18 شعبان 1393 هـ. بعد ما آل أمر الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند إلى الإدارة الجديدة عام 1402 هـ انتخب بعد فترة قليلة عضوًا في مجلسها الاستشاري، وكان عضوا تأسيسيًّا في هيئة الأحوال الشخصية للمسلمين منذ تأسيسها ليوم وفاته.، أسّس بـ "ديوبند" في مستهلّ نشاطاته الدينية والإسلامية مصرفًا غير ربويّ، حقّق ازدهارا كبيرا، وانتشرتْ فروعه في أرجاء البلاد، ولاسيّما في غربيّ ولاية "أترابراديس".
زار رحمه الله تعالى معْظم ولايات "الهند"، وسافر أيضًا إلى كثير من الدول والبلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وكان رحمه الله يقوم بأكثر من زيارة إلى بلد أو مدينة داخل "الهند" أو خارجها، بحيث قالت وسائل الإعلام أكثر من مرّة عن سماحته: إنه لا يدانيه أيّ من العلماء والقادة والحكام في "الهند" وخارجها في كثرة الرحلات والتنقّلات. وهذه الزيارات والرحلات كلّها تأتي ضمن أغراض دعويّة وإصلاحيّة، ومشاركة في الندوات والمؤتمرات والحفلات ذات الأهداف المتنوّعة.
في عام 1425 هـ دعى من قبل المملكة العربية السعودية لحضور مناسبة غسل الكعبة المشرّفة، ثم مكث في المملكة لأداء الحجّ، وخلال إقامته بـ "المدينة المنوّرة" ألمتْ به وعكة صحيّة شديدة أدخل إثرها أَحد مستشفياتها، وبعد ما خفّت وطأتها رجع إلى "الهند" حيث أدخل مستشفى "أبولو" بـ "دهلي الجديدة"، وخرج منه بعد مدّة معافى؛ ولكن صحته لم تعد كاملا إلى حالتها الطبيعيّة.
الفرق الضالّة المحسوبة على الدين الإسلامي المنحرفة عن الصراط المستقيم، المتأرجحة يمينا أو شمالا كالقاديانية وغيرها، كانت تتوجّس من الشيخ أسعد المدني أشدّ الخوف. كانتْ هذه الفرق كلّها بأشكالها المختلفة تهابه هيبةَ غريبة، والسبب في ذلك أن الشيخ رحمه الله تعالى لم يكن يتعب من مهاجمتها بقنابل الأدلّة والبراهين في أوكارها، وبذلك كان يتمّ التقليل من غلوائها، ويحول بينها وبين نشاطاتها الهدّامة بين أبناء الأمّة المسلمة.
وقد كان رحمه الله تعالى سيفًا مسلولا ضدّ القاديانية - على شاكلة مشايخه السلف من علماء "ديوبند" - في العهد الأخير، نظّم لمكافحتها مؤتمرات وندوات في شتّى المدن والقرى بـ "الهند"، وشارك في عدد من المؤتمرات والجلسات، التي عقدت في "باكستان" و"بريطانيا"، كما عقد في رحاب جامعة "ديوبند" مؤتمرا كبيرا، شارك فيه إلى جانب علماء ودعاة "الهند". عدد من علماء السعودية وعلى رأسهم معالي الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي، الذي كان في ذلك الوقت مديرا لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بـ "الرياض"، والدكتور عبد الحليم عويس المصري، الذي كان آنذاك أستاذا بالجامعة، والمساعد الأيمن لمعالي الدكتور التركيّ.
وقام المؤتمر المذكور عن إنشاء قسم خاصّ بجامعة "ديوبند" باسم "قسم صيانة ختم النبوة" لمكافحة القاديانية بشكل مستمرّ ومستقلّ. وخَرّج القسم كثيرًا من المؤهّلين للعمل في هذا المجال عن ثقة وقوّة. كما نَظَّم ولا يزال ينظِّم حفلات وتجمّعات لتوعية المسلمين البسطاء الغافلين عن خطر القاديانية، كما يقوم العاملون في القسم بجولات وزيارات للمناطق، التي تكثر فيها الدعوات المسمومة إلى القاديانيّة.
لقد قام الشيخ أسعد مدني رحمه الله بتأدية دور مشكور في النهوض بجامعة دار العلوم "ديوبند"، بعد ما آل أمرُها إلى إدارة جديدة، كان فيها ساعده الأيمن أستاذ الأدب العربي وحيد الزمان القاسمي الكيرانوي رحمه الله المتوفى 1415 هـ الرئيس المساعد السابق لجامعة ديوبند، وشهدت الجامعة على عهد الإدارة الجديدة - التي كان الشيخ المدني مشرفا عليها، وكان الشيخ وحيد الزمان طوال سنوات رائدا أساسيًّا لها - تطوّرات مرموقة بشطريها الإداري والتعليمي، وتقدّما في شطرها البنائيّ والعمراني أيضًا؛ حيث تمّ إنشاء عدد من المباني الكبيرة والصغيرة بما فيها المسجد الجامع الكبير، التي تعتبر واجهة تقدميّة بارزة للجامعة، وتنطق بالنهضة الواقعية التي حدثتْ في الجامعة، والتي لا تزال مظاهرها في تقدّم إلى الأمام.
امتاز الشيخ أسعد المدني رحمه الله بين معاصريه من العلماء والقادة والدعاة بالجمع بين التحرّكات السياسيّة وبين الصلاح والتدين؛ وبين الحضور المكثف في الجماهير المسلمة والارتباط معهم، وبين الانقطاع إلى التلاوة والعبادة؛ وبين الاجتماع بالساسة والقادة، وبين التواصل الرابح مع المشايخ والعلماء والدعاة والمفكّرين الإسلاميين؛ وبين حياته كعالم عامل، وبين حياته كناشط في الخدمة الاجتماعية والوطنيّة. وهذا عمل صعب للغاية إلَّا على من يحالفه التوفيق، ويُوْلَد مجبولًا على التوفيق بين الاهتمامات الصعبة.
يوم السبت 2 شوّال 1426 هـ كان عائدا من المسجد إلى بيته بـ "ديوبند" على كرسيّ متنقل، فسقط عنه، مما أصاب رأسه جرحا، أدّى إلى تحطّم عروق في الدماغ، ونُقِل إلى "دهلي"، فأدخل مساءً مستشفى "أبولو"، وبقى فيه مغمى عليه طوال ثلاثة شهور، يزوره كلّ يوم مئات من الناس من شتى قطاعات المجتمع، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في الساعة السادسة إلّا 25 دقيقة من مساء يوم الاثنين 7 محرّم 1427 هـ، وقد كان لدى وفاته في 78 عامًا من عمره بالقياس إلى التقويم الميلادي، وفي 80 منه بالقياس إلى التقويم الهجري.
ثم حُمِلَ جثمانه من المستشفى إلى مقرّ الجمعية الكائن بحيّ "آئى، تي، أو" بـ "دهلي الجديدة" حيث حضر كبار الزعماء والقادة من المسلمين وغير المسلمين، وقدّموا التعازي إلى أنجال الفقيد وأخويه والأقارب، وأبدوا غاية حزنهم وأسفهم على وفاته، وعلى رأسهم معالي رئيس الوزراء الهندي "مانموهن سينغ" ورئيسة حزب المؤتمر "سونيا غاندي" وكبيرة وزراء "دهلي""شيلا ديكشت" والشيخ سيّد أحمد بخاري إمام المسجد الجامع الملكي الأثري الكبير.
وفي 7 - 8/ 1/ 1427 هـ حمل جثمانه من "دهلي" إلى "ديوبند"؛ وتمّ إجراءات الغسل والتكفين في بيته "مدني منزل" الملاصق لدار العلوم ديوبند من جهة "بوّابة مدني"، ثم نقل الجثمان إلى محيط دار العلوم في نحو الساعة الخامسة من صباح يوم الثلاثاء، حيث زاره خلق لا يُحْصى، وصُلِّي عليه إثر صلاة الفجر، وأمّ في الصلاة عليه الشيخ الصالح محمد طلحة السهارنبوري، نجل المحدّث الكبير الشيخ محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي رحمه الله، المتوفى والمدفون بـ "المدينة المنوّرة" عام 1402 هـ، وذلك في الساعة السابعة والعشرين دقيقة.
ووُضِعَ جثمانه في قبره بالمقبرة القاسميّة الجامعيّة بجوار والده العظيم الشيخ العالم العامل المجاهد السيّد حسين أحمد المدني، المعروف بـ "شيخ الإسلام" رحمه الله، المتوفى 1377 هـ. وقد أُغْلِقت جميع المعاهد التعليمية والمحلات والدكاكين التجارية في "ديوبند" ذاك اليوم حزنًا على وفاته، ومشاركة في الصلاة عليه ودفنه. وقد حضر الصلاة عليه نحو مائة ألف من المشايخ والعلماء والدعاة والزعماء والقادة والوجهاء والجماهير المحتشدة من داخل "ديوبند" وخارجها من المناطق المجاورة.
استمرّ توافد الزعماء الحكوميين والسياسيين إلى جانب العلماء والدعاة والمشايخ وعامّة الشعب المسلم من المناطق المجاورة ومن أرجاء "الهند" إلى "ديوبند" لمدّة أكثر من أسبوع لمشاركة أهله الحزن والألم وتقديم التعازي إليهم، وظلّ الحزن يخيّم على "ديوبند"، وعلى المناطق المجاورة خصوصًا، وعلى "الهند" عمومًا لنحو أسبوع. جزاه الله خيرًا وأجزل مثوبته، وأسكنه فسيح جنّاته.
كان الشيخ السيّد أسعد المدني رحمه الله عالما، وداعية، ومصلحًا ممتازًا، وإلى جانب ذلك كان قائدًا محنكا، ثابت القدم، مدافعًا قويًّا عن المساواة في الحقوق والواجبات الوطنية بين الأقلية والأكثرية، أي بين جميع الطوائف في "الهند" الواسعة. كان رحمه الله تعالى يتمتّع من بين القادة المسلمين المعاصرين لدى الحكّام والزعماء الهندوس الممسّكين بزمام الحكم في البلاد، بنفوذ لم يكن نصيب أيّ من القادة المسلمين اليوم. فكان له ثقل كبير، وكانتْ كلمته مسموعة، وكان نداؤه محفيًّا به لدى الحكّام وقادة البلاد؛ فكان لذلك خير سند للمسلمين في هذه الأيام العصيبة، التي ملأ الطائفيون من الهندوس البلادَ كلّها، كراهية ضدّ الشعب المسلم، والتي خسرتْ فيها الأمة المسلمة
الهندية القادةَ، الذين كانوا من الطراز الأول ممن شهدوا حرب تحرير "الهند"، وساهموا فيها.
كان الشيخ المدني رحمه الله ناطقًا مؤهلا باسم الشعب المسلم لدى الزعماء الهندوس، ولكونه يكسب ودّ عدد وجيه من الزعماء العلمانيين من غير المسلمين، كان يكسب في كثير من المواقف نجاحًا، لم يكسبه غيره من القادة المسلمين المستندين إلى مجرّد الحماس والعاطفيّة فيما يتعلّق باستعادة الحقوق، وتحقيق المطالب، والمطالبة بالمساواة في الحقوق، ومكافحة الاضطرابات الطائفيّة، وإدانة المفجّرين لها، ومساعدة المتضرّرين منها، وما إلى ذلك.
ولذلك كان يقود رحمه الله تعالى - كلما تمسّ الحاجةُ - مسيرات احتجاجات، وحركات ذات العدد، التي لا تحصى في "دهلي" وفي غير "دهلي". وكان يضغط بذلك على الحكومة والزعماء المعنيين ضعطًا مثمرا، ويحقّق المطالب المنشودة للمسلمين.
وبوفاته رحمه الله شعر المسلمون حقًّا بخسارة لا تُعَوَّض، ولا سيّما فيما يتعلّق بالدفاع عن قضايا الشعب المسلم الهندي والمطالبة بحقوقهم، التي هُضِمَت أو أُعْطِيت منقوصة أو مخدوشة، وأيضًا فيما يتعلّق بالوقوف بقوَّة وضغط بالغين بجانب القضايا الإسلامية في كلّ مكان. فقد كان يتمتّع بحكمة عملية وتعقّل قياديّ ينقصان غيره من القادة المسلمين الهنود المعاصرين. ومن هنا لا يوجد بينهم من يشقّ غباره، أو يدانيه في القيادة الناجحة بالمجموع. على حين إنّه لم يكن مجرّدَ قائد سياسيّ، وإنما كان في الحقيقة عالما، داعية، مربّيا مصلحا، وشيخا، له عدد واسع من المريدين في أرجاء البلاد، وكان قوّاما، صوّاما، مواظبا على صلاة الليل، وكان يعتكف
العشر الأواخر من رمضان من غير انقطاع، فكان يعتكف معه في جامع دار العلوم ديوبند مئات من الناس، كانوا يتوافدون إلى "ديوبند" خصيصا لذلك.
وكان له حبّ متجذّر في قلوب الشعب المسلم الهندي، ولا سيّما في المنطقة الغربية الواسعة من ولاية "أترابراديش". كما كانوا يحبّون والده العظيم الشيخ الكبير المجاهد السيّد حسين أحمد المدني رحمه الله.
وكان للشيخ المدني رحمه الله تعالى نفوذ كبير في المدارس والجامعات الإسلامية الأهلية في شبه القارة الهنديّة؛ ومن هنا حزنتْ عليه حزنا جمًّا، لم تحزنْ مثله على عالم وداعية مات في العصر الأخير. لأنّه كان دائم التواصل معها، يعايش قضاياها، ويحلّ مُعقَّداتها، ويطالب الحكومة دائما بعدم المساس بها، وينادي ضدّ الطائفيين من الهندوس، الذين يهتفون ضدّها، ويشوّهون سمعتها، ويصفونها بأنها مقرّ للإرهابية، ومحضن لتفريخ الإرهابيين. رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته.
* * *
841 - الشيخ الفاضل أسعد بن حلمي (أبي بكر) الأسكداري الحسيني
*.
فقيه من علماء الحنفية.
هو جدّ بني الأسعد (الأسرة المعروفة في المدينة المنوّرة) أصله من أسكدار (في تركيا).
ومولده سنة 1050 هـ، ووفاته سنة 1116 هـ بـ "المدينة المنوّرة".
* راجع: الأعلام 1: 300.
تعلم بها وقام برحلات إلى "مصر" و"الشام" و"بلاد الروم"، فأخذ عن علمائها.
واشتغل بالتدريس في المسجد النبوي نحو أربعين عاما.
وولي الإفتاء بـ "المدينة"، له "الفتاوى الأسعدية في فقه الحنفية" مجلّدان، رتّبه أحد تلاميذه على أبواب الفقه
(1)
.
* * *
842 - الشيخ الفاضل أسعد بن صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، أبو المعالي ابن أبي العلاء، ابن أبي القاسم، ابن أبي الحسين
* *.
سمع أباه، وجدّه في جمع.
وحدّث بـ "بغداد"، فروى عنه من أهلها الشريف أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، وأبو محمد عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء.
(1)
من ترجمة له بقلم حفيده ولي الدين الأسعد، في جريدة المدينة المنوّرة 8 و 15 ربيع الأول 1380 وأورد في ولادته الرواية الثانية المشهورة سنة 1057 هـ.
وانظر سلك الدرر 1: 222 ومعجم المطبوعات 434.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 166.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 311، والمنتظم 10: 31، 32، والوافي بالوفيات 9:15.
ذكره السمعاني، في "ذيله"، وابن النجّار، في "تاريخه".
وهو من بيت كبير، مشهور بالعلم، والقضاء، والتذكير، والتدريس، والخطابة.
وولى هو أيضًا الخطابة في المسجد الجامع القديم، المختص بأصحاب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، وكان إليه معها التذكير، والتدريس.
وكانت وفاته، فيما رواه السمعاني، يوم السبت، سابع ذي القعدة، سنة سبع وعشرين وخمسمائة، بـ "نيسابور"، رحمه الله تعالى.
* * *
843 - الشيخ الفاضل أسعد بن عبد الله بن حمزة، الفقيه الحاكم، الغوبديني
*.
نسبة إلى "غُوبدين"، قرية من قرى "نسف"، على فرسخين منها. يروى مُصنّفات محمد بن الحسن، عن والده، عن محمد بن أبي سعيد، عن جدّه يعقوب، عن أبي سليمان الجوزجاني، عن محمد بن الحسن.
روى عنه الإمام أبو حفص عمر النسفي، صاحب "المنظومة". كذا في "الجواهر".
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 166.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 312.
وضبط التميمي النسبة في الأنساب.
844 - الشيخ الفاضل أسعد بن علي بن الموفّق بن زياد بن محمد بن زياد الرئيس، أبو المحاسن، الزيادي
*.
مولده رابع عشر ربيع الآخر، سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
سمع من الداودي "مُنتخب مُسند عبد بن حمُيد"، و"صحيح البخاري"، و"مُسند الدارمي".
روى عنه الحافظان؛ السمعاني، وابن عساكر.
وكان ثقة، صدوقًا، صالحًا، عابدًا، سديد السيرة، دائم الصلاة والذكر، وكان يسرد الصوم
(1)
.
مات في سنة أربع وأربعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
845 - الشيخ الفاضل أسعد بن سعد الدين محمد بن حسن الحافظ
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 167.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 313، والعبر 4: 121، ومرآة الجنان 3: 282، ويقال له:"ابن زياد".
(1)
أي يواليه ويتابعه. انظر النهاية 2: 258.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 167 - 170.
وترجمته في خلاصة الأثر 1: 396 - 398، وريحانة الألبا 2: 283، ونفحة الريحانة 3: 76 - 78.
العالم ابن العالم، والفاضل ابن الفاضل، والبليغ ابن البليغ، والقدوة ابن القدوة، والرحلة ابن الرحلة، ممن تُعقد الخناصر عليه، وتشدّ الرحال إليه.
وبقية نسبه سيأتي في ترجمة والده الإمام العلامة، معلّم حضرة السلطان مراد خان، عليه من الله تعالى مزيد الرحمة والرضوان.
ولد ثامن عشر محرّم، سنة ثمان وسبعين وتسعمائة، ورباه والده في حجر الدلال، وغذاه بدر الكمال، وأقرأه القرآن العزيز عند بعض صلحاء المعلمين، وبعض المقدمات النحوية، والفقهية، وغيرهما.
ثم قرأ على والده، فأكثر من القراءة تشريكًا
(1)
لأخيه قاضي القضاة محمد أفندي، الآتي ذكره في محلّه، وصار مُلازمًا من والده المشار إليه.
ثم أكبّ على الاشتغال ليلًا ونهارًا، وصباحًا ومساء، ودأب، وحصل، إلى أن صار بالفضائل مشهورًا، وبالفواضل مشكورًا.
وتصرّف في المناصب السنية، والمدارس العلية، منها تدريس "المدرسة الكبرى"، التي تُنسب إلى المرحومة اسمى خان، والدة المرحوم المغفور له - إن شاء الله تعالى - السلطان سليم الثاني، وهي من المدارس التي جرت العادة بنقل مدرّسها إلى إحدى المدارس الثمان، ومنها إلى تدريس إحدى المدارس السليمانية، بمدينة "قُسطنطينية"، كذلك وقع لصاحب الترجمة، وأقام في "المدرسة السليمانية" مدّة طويلة، لا ينقطع عن إلقاء الدروس الدروس بها يومًا، مما جرت به العادة، وأما الاشتغال في منزله الكريم، والمطالعة، والمراجعة، والمباحثة مع الأصحاب والإخوان والمتردّدين إليه، فإنه لا يفتر ولا يملّ، ولا يقدم على ذلك أمرًا مُهمًا، ولا حاجة من حوائج الدنيا.
وله في العربية، والفارسية، والتركية، يد طُولى.
(1)
في بعض النسخ: "شريكا".
وأما سَجيته الشعرية، ونظمه في القصائد الطنانة، وغوصه على استخراج الجواهر المضية، من أصداف الألفاظ الدرية، فإنه يبهر العقول، ويحير الألباب، ويأتي بالعجب العُجاب، والحال أنه ما اتهم ولا أنجد، ولا غور ولا أصعد، ولا عاشر الأعراب في بواديها، ولا قارضهم الأشعار في حاضرها ولا باديها، ولكنه فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وإن شاء الله تعالى، نسوق في آخر الترجمة من أشعاره وإنشائه، ما يفوق الماء الزلال، ويُعد من السحر الحلال.
ثم بعد أن أقام في الاشتغال بالمدرسة المذكورة، ما تقدّم ذكره من المدّة المزبورة، وجه له قضاء "أدرنة" المحروسة، التي تعد من جملة أمّهات المدن، وكراسي السلاطين من آل عثمان، أدام الله تعالى دولتهم إلى آخر الزمان، في أول شهر من شهور سنة أربع بعد الألف، أحسن الله ختامها، وهذه الرعاية التامة، بهذه الولاية من التدريس المذكور، ما حصلت لأحد من أبناء الموالي في هذه الأيام، ولم يكن إعطاء هم له ذلك لأجل خاطر والده شيخ الإسلام فقط، بل له ولما حواه من الفضائل الكاملة، والفواضل الشاملة، لما أنعم الله تعالى به عليه من العقل، واللطف، والرفق، والشفقة، والرحمة، وحسن التدبير، والفكر الثاقب، والرأي الصائب، ولكونه ممن يستحق أن يوصف بقول أبي الطيب المتنبي، بل هو أحق به ممن قيل في حقه:
قاضٍ إذا اشْتَبَهَ الأَمْرَانِ عَنَّ له
…
رَأْيٌ يُفَرَّقُ بينَ الماءِ واللبنِ
ولما خرج مُتوجهًا إلى مدينة "أدرنة" المذكورة، خرج معه لتوديعه وتشييعه من أرباب الدولة، وأكابر "الديار الرومية"، ومواليها، وعلمائها، وفضلائها، ما لا يعد كثرة، وكان من جملتهم قاضي القضاة، المعروف كل منهما في الدولة العثمانية بقاضي العسكر، أحدهما قاضي العسكر بولاية "روميلي"، والآخر بولاية "أناطولي".
ولما وصل بالصحة والسلامة إلى مدينة "أدرنة"، فرح أهلها بقدومه، واستقبلوه إلى مسافة بعيدة عن المدينة، سرورًا بذلك لما كانوا يسمعون عنه، من اتصافه بالأخلاق الحميدة، والآراء السديدة، ولما بلغهم عنه أيضًا من الثقات، أنه يقول: لا بد أن أسألك طريق العدل والإنصاف، وأساعد الفقراء والمساكين بحسب الطاقة، ولا أدع أحدًا من أتباعي يمد يده إلى شيءٍ بن أموال الناس، وغير ذلك من الوعود الجميلة، والنية الصالحة، وقد أنجزوا وعده، وحفظ عهده، وسار فيهم سيرة شُريحية، بفطنة إياسية، حتى فاق الأقران، وأربى في سائر الفضائل على غالب من تقدّمه في الزمان.
ولما سافر السلطان الغازي محمد خان، نصره الله تعالى، إلى بلاد الكفّار الفجّار، بولاية "الألمان"، مرّ في طريقه على مدينة "أدرنة"، فوجد أهاليها شكر منه، داعين له، راضين عنه، فأقبل عليه غاية الإقبال، وجلس لأجله مجلسًا خاصًا لا يشركه فيه أحد، للسلام عليه، والتشرف بتقبيل يديه، فبمجرد نظرة إليه، قام له على قدميه، وعظمه، وبجله في الدخول والخروج، أكثر من تعظمه لقضاة العسكر، بل ولمن هو أكبر منهم.
ثم اقتضى رأيه الشريف، أن يكرمه ويراعيه، بما يليق من المناصب السنية، والمراتب العلية، ففوّض إليه قضاء دار السلطنة البهية، "قسطنطينية" المحمية، صانها الله تعالى عن كل آفة وبلية، وتوجه إليها مصحوبًا بالسلامة، مؤيدًا بالكرامة، وتأسفت أهالي "أدرنة" على فراقه، وشيعه كثير منهم مقدار مرحلة أو مرحلتين، فبينما هو في أثناء الطريق، إذ ورد عليه خبر بأن والدة سلطان العصر - نصره الله تعالى، وأنعم عليه خاصة، وعلى الناس عامة، بنفوذ الأوامر على كل حال، والاستقلال في مهمات الأمور بتدابير الرجال - قد امتنعت من تنفيذ هذا الإعطاء، وصممت على رد هذه الولاية، وولت فيما يقال: قاضي إستانبول سابقًا، أو أبقته على ما كان عليه، لكون ولدها
السلطان المشار إليه، قد فوّض إليها فعل ذلك، وأنها تعزل من أرباب الدولة من أرادت، وتولي من أرادت، فاضطربت أرباب المناصب لهذا الخبر غاية الاضطراب، وتحيرت عقول العامة في هذا الأمر ولا شك أنه يُحير الألباب، أما أرباب المناصب فللخوف على مناصبهم باختلال الأحوال، وسرعة النقض والإبرام، واعوجاج ما كانوا يعهدونه من ذلك الاعتدال، وأما العامة فلكونهم كانوا يؤملون صلاح أحوالهم، بأن هذا السفر يُسفر عن اختصاص الحل والعقد بفحول الرجال، فإذا بالأمور على ما كانت عليه، والطباع ما تغير عن ما كان متوجهًا إليه، ووجوه الاختلال وعلله كثيرة، ومنكراته صارت معروفة شهيرة، لا نُطيل بذكرها، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* * *
846 - الشيخ الفاضل أسعد بن محمد بن الحسين الكرابيسي، النيسابوري أبو المظفر، جمال الإسلام
*.
* راجع: الطبقات السنية 2: 171.
وترجمته في تاج التراجم 17، والجواهر المضية برقم 314، والفوائد البهية 45، وكتائب أعلام الأخيار برقم 391، وكشف الظنون 2: 1257، 1898.
وذكر حاجي خليفة في الموضع الأول أنه توفي سنة تسع وثلاثين، وخمسمائة. وذكر في الوضع الثاني. ووافقه صاحب الفوائد، أنه توفي سنة سبعين وخمسمائة.
وانظر تحرير هذا في حاشية الجواهر المضية 1: 386، 387.
مصنّف "الفروق" في المسائل الفرقية، وله "الموجز" في الفقه، وهو شرح لـ "مختصر أبي حفص عمر"، مدرّس "المستنصرية" بـ "بغداد". قاله في "الجواهر".
قلت: نسبته إلى "الكرابيس" بفتح الكاف، ثم الراء المهملة، ثم الألف، ثم الباء الموحدة، ثم المثناة التحتية، ثم السين المهملة، جمع كرباس، ذكره السمعاني.
* * *
847 - الشيخ الفاضل أسعد بن محمد بن محمود، الجلال، السيراجي البغدادي، ثم الدمشقي
*.
قال السخاوي: ذكره شيخُنا - يعني: ابن حجر - في "إنبائه" وقال: إنه قدم "بغداد" في صغره، فاشتغل على الشمس السمرقندي في القراءات، والفقه ثم حضر مجلس الكرماني، وقرأ عليه "البخاري" كثيرًا، وجاور معه بـ "مكة"، وكان يُقري ولديه وغيرهما، في النحو، والصرف، وغير ذلك، مع سلامة باطن، ودين، وتعفّف، وتواضع، وخطّ حسن.
وقدم "دمشق"، وولي إمامة "الخانقاه السميساطية" بها، ودرّس وأعاد، وحدّث وأفاد.
* راجع: الطبقات السنية 2: 171، 182.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 279، 280، وفيه:"الشيرازي" مكان "السيراجي".
مات بها في جُمادى الآخرة، سنة ثلاث وثمانمائة، وقد جاوز الثمانين. انتهى ملخّصًا.
وذكره [التقي] الكرماني، فقال: قرأت عليه القرآن، و"الشاطبية"، وغيرهما، وكان فاضلًا في القراءات، والنحو، والصرف، واللغة، وفقه مذهبه، مُشاركًا في غيرها، مع حسن الصوت بالقرآن والحديث.
وهو كان القارئ لـ "لبخاري" بمجلس والدي، مدّة طويلة، بل لازم مجلس والدي نحو ثلاثين سنة، وجاور معه بـ "مكة"، ولزمه حتى مات، وارتحل بسبب الفتنة اللنكية
(1)
، في سنة خمس وتسعين، عن "بغداد" إلى "دمشق"، فأقام بها بعد زيارته "القدس" و"الخليل"، حتى مات عن نيف وستين، أو سبعين، ودفن بـ "ظاهر دمشق"، رحمه الله تعالى.
* * *
848 - الشيخ الفاضل أسعد بن نسيب بن حسين الحمزاوي، الحسيني، الدمشقي
*.
ولد سنة (1238 هـ.
عالم مشارك في بعض العلوم كالفرائض والحساب والجبر والهندسة والأدب والتجويد.
(1)
يعني فتنة تيمور لنك.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 250.
وترجمته في الحلية 1: 299، وتراجم أعيان دمشق 35، 36، فهرس التيمورية 1:238.
توفي سنة 1307 هـ بـ "دمشق"، ودفن بـ "الدحداح". من آثاره:"أرجوزة في التجويد"، وله نظم قليل.
* * *
849 - الشيخ الفاضل أسعد بن هبة الله بن إبراهيم بن القاسم بن محمد بن عبد الله أبو المظّفر، ابن أبي سعد، ابن أبي القاسم، ابن أبي محمد ابن أبي الفرج، الربعي، الأديب، النحوي المعروف، بابن الخيزراني
*.
ولد سنة إحدى وخمسمائة، في شهر رمضان، وسكن "بغداد".
وسمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن الحسن
(1)
، وأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الدينوري.
سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي
(2)
، وأبو العباس أحمد بن محمد البندنيجي.
* راجع: الطبقات السنية 2: 172.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 442، والجواهر المضية برقم 315، والوافي بالوفيات 9: 18، 19.
والخيزراني، نسبة إلى الخيزران. واللباب 1:400.
(1)
أي ابن البناء، كما في البغية والجواهر.
(2)
أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، كما جاء في الجواهر.
ذكره ابن الدبيثي، وقال: كان له معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة، وقرأ الأدب على أبي منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي، وكان يفهم ما يقرأ عليه.
وذكره ابن النجّار، وقال: روى لنا عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد المقري، وتفقّه على مذهب أبي حنيفة، وكان فقيهًا فاضلًا، أديبًا عالمًا، حسن الطريقة، متدينًا.
مات ليلة الخميس، سادس عشر ربيع الآخر، سنة تسعين
(1)
وخمسمائة، ودفن بـ "الوردية"
(2)
. رحمه الله تعالى.
* * *
850 - الشيخ الفاضل أسعد بن يوسف بن علي، مجد الدين الصيرفي البخاري
*.
فقيه حنفي.
له "الفتاوي الصيرفية" في أوقاف "بغداد"(3744)
(3)
.
(1)
في الجواهر: "سبعين".
(2)
الوردية مقبرة ببغداد بعد باب أبرز من الجانب الشرقي قريبة من باب الظفرية. معجم البلدان 4: 920.
* راجع: الأعلام 1: 302.
(3)
كشف 1225 وهو فيه: المعروف بآهو؟ وخزانة الأوقاف 72 وعنها وفاته. ودار الكتب 1: 488.
توفي سنة - 1088 هـ.
* * *
851 - الشيخ الفاضل محمد أسعد الله بن رشيد الله الرامفوري، رحمه الله تعالى
*.
محدّث صوفي من "الهند".
ونسبته إلى "رامفور"، وبها ولد سنة 1314 هـ.
قرأ القرآن على والدته، ثم التحق ببعض المدارس ببلدته، كما قرأ على بعض العلماء المعروفين، ثم التحق بجامعة مظاهر العلوم بـ "سهارنبور"، ولما تخرّج عيّن. أستاذا بها، ورقي إلى أن تولى عمادتها، وبقي فيها أكثر من ستين سنة، وعني باللغة العربية عناية خاصّة إلى جانب الحديث الشريف، وكان ماهرا بالجدل والمناظرات، ناظر أكابر الهندوس والقاديانية مرارا، وقطع حجّتهم.
له "إسعاد النحو"، و"إسعاد الطالبين"، و"القطائف من اللطائف"، و"إسعاد أسعد"، و"صحائف أسعد" مجموعة مراسلات، وله إجازة من حكيم الأمة التهانوي.
كان ورعا لا يقع في أعراض الناس، يوصى طلابه بالابتعاد عن الغيبة، وكان إذا زجر أحدا لو تلميذا طلب مسامحته، وكان إلى ذلك وسيما، أزهر الوجه، متواضعا.
توفي سنة 1399 هـ.
* * *
* راجع: إتمام الأعلام 339. وترجمته في العناقيد الغالية 64 - 65.
852 - الشيخ الفاضل المحدّث المفسّر، أسعد الله، رحمه الله تعالى
*.
هو أستاذ التفسير والحديث والفلسفة والرياضية، والهيئة بجامعة مظاهر العلوم "سهارنفور".
ولد في "رامفور" 1314 هـ، وسمي مرغوب الله بالاسم التاريخي، وقرأ القرآن على والده، ثم التحق ببعض المدارس العصرية، وقرأ كتب الابتدائية والمتوسّطة على الشيخ عبد الله الكنكوهي، وكان أخصّ تلامذة الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي، وقرأ ترجمة القرآن الكريم، وبعض "مشكوة المصابيح" على حكيم الأمة التهانوي، قدّس سرّه، وبعض الآخر على عبد الله المؤمى إليه آنفا، وقرأ بعض الكتب على الشيخ ظفر أحمد علي التهانوي، صاحب "إعلاء السنن"، وبعضها على الشيخ المحدّث شبير أحمد التهانوي، وفي 1333 هـ التحق بجامعة مظاهر العلوم "سهارنفور"، وأكمل الدراسة فيها، وتخرّج على الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي، والشيخ ثابت علي، والشيخ عبد اللطيف البرقاضوي، في 1336 هـ، وقرأ بعد ما أتمّ دراسة الحديث كتب الفنون، ثم اختير أمينا لجمعية هداية الرشيد.
عيّن رحمه الله تعالى أستاذا في جامعة مظاهر العلوم في 1337 هـ، فدرّس إلى آخر سني حياته الكتب المتداولة من شتى العلوم والفنون.
* راجع: علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث 217 - 221.
وترجمته في بزم أشرف كى جراغان، ص 302.
أما في الحديث فدرّس "سنن أبي داود"، و"سنن النسائي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي مرّات، وفي بعض السنين درس "صحيح مسلم" أيضًا، وكان له ذوق خاص بالأدب العربي، ولم يكن يتسامح في خطأ إعرابي.
ولما توفي الشيخ عبد اللطيف البرقاضوي، عيّن عميدًا للجامعة، ورئيس الاهتمام بها، ولم يزل يدرّس ويفيد، ويهتمّ بشؤون الجامعة إلى أن توفاه الله تعالى.
أقام في جامعة مظاهر العلوم أكثر من ستين سنة يدرّس، ويفيد، وتخلّلت في أثناء ذلك فترتان، أولهما أنه سافر إلى "بورما" سنة 1348 هـ، وأقام هناك سنة كمدير للمدرسة الرانديرية في "رنكون"، وثانيهما أنه سافر إلى "بورما" أيضًا في 1354 هـ، وفي هذا العام حجّ، وزار، وعاد إلى "رنكون"، وأقام هناك إلى 1356 هـ، ثم عاد إلى جامعة مظاهر العلوم، وكان هذا السفر الأخير أيضًا لأجل شؤون المدرسة.
تتلمّذ عليه خلق كثير من كبار العلماء وأجلّة الفقهاء وعظام المحدّثين، كالشيخ المفتي محمود حسن الكنكوهي، والداعية الكبير الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي، والشيخ المصلح أبرار الحق الهردوئي، والشيخ المفتي محمد عاشق إلهي البرني، والشيخ أكبر علي السهارنفوري، والشيخ الداعي إنعام الحسن الكاندهلوي، (رئيس الجماعة التبليغية)، والشيخ عبيد الله البلياوي؛ والشيخ افتخار الحسن الكاندهلوي، وغيرهم.
وكانت له مهارة تامة في الجدل والمناظرات، فناظر أكابر الهندوس والقاديانيين مرارا، فسكّتهم وبكّتهم، وسافر إلى مناطق "بنجاب"
(1)
،
(1)
"بنجاب": لفظ مركّب من "بنج" بفتح الباء العجمية، وسكون النون والجيم، معناه الخمس، ومن "آب"، وهو الماء، والمراد به بلاد، تسقيها =
و"راجبوتانه"، و"مترا"، و"آكره"، مدافعا لفتنة الارتداد، التي أشعلها صناديد الكفر والشرك، وقطع في ذلك الصحارى والقفار.
ألّف رحمه الله كتبا كثيرة، مع كونه مشغولا بالتدريس وشؤون الجامعة، منها:"تكميل الإيمان في شرح حفظ الإيمان"، و"شرح التقصير في التفسير"، و"إسعاد النحو"، وهو شرح لكتاب "نحو مير"، ومنها:"التحفة الحقيرة في نسبة سبع العشيرة"، ألّف في علم الهيئة، ومنها:"القطائف من اللطائف"، أتى فيه ببحث حول موضوع اللطائف الستة، وله حاشية على "شرح معاني الآثار" للإمام الطحاوي، وقام بعض تلاميذه بترتيب تقاريره الدرسيّة على "شرح معاني الآثار"، وأشاعه باسم "مصباح الطحاوي"، وطبع مجموع مكاتيبه باسم "صحائف أسعد"، وله من الرسائل غير ما ذكرنا.
كان رحمه الله تعالى من أشدّ الناس بعدا عن الاغتياب، وأن يقع في أعراض الناس، وكان يوصي أصحابه وتلاميذه بالاجتناب الكلّي عن الغيبة، ولو شرع أحد في وصف بعض المعاصرين ولو بالخير، فكان يمنع عن ذلك، ويقول لا نأمن في هذا العصر من الاغتياب إذا وصف الرجل رجلًا بالغير، أو
الأنهار الخمسة المشهورة، وهي "جهلم"، و"جناب"، و"راوي"، و"بياس"، و"ستلج"، وهي أول أرض وطئها المسلمون بعد أرض "السند"، أرض خصبة، أكثرها سهل، متّسع، منحدر إلى جهة الجنوب الغربي، من مرتفعات "كشمير"، وهى كثيرة القمح والرز، والحمص، والفواكه الطيبة، وفيها معدن الملح، وهو الذي يسمّونه الملح الحجري، والملح اللاهوري، ويستخرج بعد تعب عظيم كميات قليلة من الفضّة، ومن أهمّ حاصلاتها: الحنطة، والسكر، والرز، والشعير، والحمص، والخردل، والقنب والتبغ، وما أشبهها، وأهمّ منسوجات الولاية: القطن، والصوف، والحرير، وما أشبه ذلك.
أثنى عليه يغتابه هو بنفسه، أو بعض الحاضرين في ذلك الحين، وفي ذلك المجلس، وكان من دأبه أنه إذا زجر أحدا على أيّ تقصير، فيقول له بعد قليل: أعف عني، ولو كان تلميذا له، وذلك لما كان يحتاط في الحقوق، ويخاف من المؤاخذة في الآخرة.
كان رحمه الله جميلا، وسيما مبتسّما، واسع الجبين، أزهر الوجه.
توفي رحمه الله تعالى في منتصف رجب 1399، وصلّى عليه ألوف من الناس، منهم كبار العلماء والمشايخ، ودفن بقرب الشيخ عبد اللطيف البرقاضوي.
* * *
853 - العارف بالله الشيخ أسعد الدين بن الشيخ آق شمس الدين
*.
كان هو أكبر أولاده، قرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى الفاضل علاء الدين علي الطوسي، واشتهر فضله بين الطلبة، وفاق أقرانه، وكان المولى المذكور يمدحه مدحا عظيما، ثم سلك مسلك أبيه، وتجرّد عن علائق الدنيا، وانقطع إلى الله تعالى، وجمع بين العلم والتقوى، وقعد مقام أبيه، ومات هناك رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الشقائق النعمانية 144.
854 - الشيخ الفاضل المولوي أسعد دده المولوي
*.
كان كثير الحجّ والمجاورة، يقرئ في جامع الفاتح بعض الكتب الفارسية سنة، ثم يحجّ، ويجاور سنة، فيحجّ ثم يعود، ويقرئ سنة، ثم يحجّ، وهكذا طول عمره، وقد أهدى إلى دار الكتب الأمة في بايزيد ألوفا من الكتب.
قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى: حضرتُ عليه في بعض الدروس من أمثال "ديوان الحافظ"، "المثنوي"، و"شرح رباعيات الجامي"، ونحوها، وهو كان تلميذ العارف مولانا إمداد الله الهندي، وسنده في ثبت مولانا حكيم الأمة محمد أشرف علي التهانوي، رحمه الله تعالى.
توفي صاحب الترجمة سنة 1329 هـ عن نحو ثمانين سنة، ودفن بمقبرة الدار المولوية الواقعة في قاسم باشا بـ "إستانبول"، رحمه الله تعالى.
* * *
855 - العارف بالله تعالى الشيخ إسكندردده بن عبد الله تربى، هو أيضًا عند الشيخ محي الدين الأسكليبي
*.
* راجع: التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز ص 56 - 59.
* * راجع: الشقائق النعمانية 318.
وأكمل الطريقة، وأجيز له بالإرشاد، وكان رجلًا أميا أولا، ثم تحصل ببركة التصوّف على المعارف الذوقية، بحيث تتحير في معارفه العقول، وكانت له قوّة في تربية المريدين نقل عنه بعض أصحابه أحوالا تتعلّق بقوته للإرشاد، وليس هذا المقام مقام ذكره.
* * *
856 - الشيخ العلامة مولانا إسلام الحق الأعظمي
*.
كان من أخصّ تلامذة الشاه أنور الكشميري، رحمه الله تعالى، ومن أساتذة دار العلوم "ديوبند".
كان فاضلًا محقّقا، وعالما مدقّقا، وجامعا للمعقولات والمنقولات.
* * *
857 - الشيخ الفاضل أسلم بن أبي أسلم الرامبوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية
* *.
كان يدرّس، ويفيد بمدينة "رامبور"، ذكره عبد القادر ابن محمد أكرم الرامبوري في كتابه "روز نامه".
* * *
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 254.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 65.
858 - الشيخ العالم الصالح أسلم بن يحيى بن المعين الرفيقي الكشميري أبو إبراهيم
*.
كان من كبار العلماء والمشايخ.
ولد لثمان بقين من ذي الحجّة سنة تسع وثلاثين ومائة وألف، وقرأ القرآن، وجوّده على جدّه الشيخ معين الدين الرفيقي، ثم قرأ الكتب الدرسيّة على أبيه الشيخ يحيى، ولازمه مدة طويلة، حتى برع في كثير من العلوم والفنون، وتولّى الإفتاء، فاشتغل به عشرين سنة.
له مصنّفات في الفقه والتصوّف، وتعليقات على "الجامع الصغير"، و"الجلالين"، و"الأشباه والنظائر"، و"الحسامي"، و"قصيدة البردة".
وله تلامذة أجلاء، منهم: الشيخ عبد الوهاب، ومولانا أبو المكارم، وملا محب الله، وملا عبد الله، وملا قوام الدين، والمفتي هداية الله، والشيخ عبد النبي، والشيخ عطاء الله، والشيخ صديق، وأبو الطيب أحمد الرفيقي، وأبو الرضا محمد الرفيقي، وأبو الخليل عبد الأحد، والسيد كمال الدين الأندرابي، وأبو الأسد إبراهيم، وأبو المسعود مقصود، وخلق آخرون.
توفي يوم الثلاثاء لثلاث بقين من محرّم سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف، كما في "حدائق الحنفية".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 64.
باب من اسمه إسماعيل
859 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد الشيباني أبو الفضائل
*.
أحد القضاة بـ "دمشق"، نيابة، وأحد الفقهاء بها.
عرف بابن الموصلي، وكان محمود السيرة.
ولد بـ "بصرى"، سنة أربع وأربعين وخمسمائة، في رابع عشر ربيع الآخر.
سمع منه الحافظ الرشيد العطّار، وأجاز للمُنذري.
وذكره الشيخ شهاب الدين القوصي في "معجمه"، وقال: أنشدني لنفسه:
قال العَذُولُ بَدَا الْعِذَارُ بِخَدِّهِ
…
فَتَسَلَّ عنهُ فالْعِذَارُ يشِينُ
فَأَجَبْتُه مَهْلًا رُويدك إنَّما
…
أَغْرَاكَ فيهِ بالْمَلَامِ جُفُونُ
ما ذاكَ شَعْرُ عِذَارِهِ لكِنَّمَا
…
أَجْفَانٌ عَيْنِك في الصِّقَالِ تَبِيْنُ
ومن شعره أيضًا قوله:
بِأَبِي الأَهْيَفَ الذي لَحْظ عُيْنِيْـ
…
ـهِ ذَا رَاشِقٌ وهذا رَشِيقُ
* راجع: الطبقات السنية 2: 173.
وترجمته في تاج التراجم 17، والتكملة النقلة 6: 18، 19، والجواهر المضية، برقم 316، والدارس 1: 319، وذيل الروضتين 161، ومرآة الزمان 8:674.
راحَ في حُسْنِه غَريبًا وإِنْ كا
…
نَ شَقِيقًا لِوَجْنَتَيْهِ الشقيقُ
وقال في "تاج التراجم": هو القاضي شرف الدين، له مصنّفات في الفرائض مشهورةٌ، انعزل في منزله حتى مات، سنة ثلاثين وستمائة. وأرَّخ الذهبي وفاته سنة تسع وعشرين، رحمه الله تعالى.
* * *
860 - الشيخ الفاضل الأمير إسماعيل بن إبراهيم ابْن الأمير إسفنديار الرُّومِي من أمراء القسطموني
*.
مَاتَ فِي حُدُود سنة 862 اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانِمائَة.
صنّف "حلوبات شاهي"، تركي فِي الْفِقْه والعبادات فِي مُجَلد.
* * *
861 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن نصر بن أبي المعالي بن الملاق الشروطي أبو الفضل
* *.
إمام "القليجية".
* هدية العارفين 1: 217.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 174.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 385، 386.
ولد سنة سبع وثلاثين وستمائة.
ذكره الذهبي، في "معجمه"، وقال: سمع من خطيب مردا، والرضي بن البرهان، وكان خيرًا، متواضعًا.
مات في جُمادى الآخرة، سنة تسع وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
862 - الشيخ العالم الفقيه إسماعيل بن إبراهيم بن عمر البنارسي
*.
أحد الفقهاء المبرزين في العلوم الحكمية.
ولد بمدينة "بنارس"
(1)
سنة سبع عشرة ومائتين وألف، وسافر إلى "لكنؤ" مع أبيه في صغر سنّه، وقرأ عليه، ولازمه ملازمة طويلة، وأخذ الطبّ عن الحكيم محمد على الأصم الكلكهنوي، وولي الإفتاء بـ "لكنو" بعد أبيه، واستقلّ به نحو ثلاثين سنة، ثم رجع إلى "بنارس"، واعتزل بها عن الناس.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 62.
(1)
"بنارس": مدينة مشهورة في "الهند"، لكونها عاصمة دينية للهنادك، موقعها على الضفة اليسرى من "كنك" في عرض 25 درجة 34 دقيقة شمالا، وطول 83 درجة ودقيقة واحدة شرقا، وهي مدينة البراهمة، فيها كثير من الهياكل، عددها ليس أقلّ من ألف هيكل، وأشهرها هيكل "شيو" الذهبي، إلا أنه ليس بجميل جدًا، و"دركاكند"، وهو هيكل القردة المقدّسة عندهم، والهنادك يحجّون إليها من أقطار البلاد، ويزعمون أنه من مات بها نجا لا محالة، وهي مركز لتجارة متسعة في "الشيلان"، والبفتة، والألماس، وغير ذلك.
له مصنفات عديدة في الكلام.
مات لعشر خلون من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمائة وألف.
* * *
863 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم بن غازي بن علي بن محمد، أبو الطاهر النميري، المارداني، عُرف بابن فُلُوس
*.
وهو ابن خالة القاضي شمس الدين بن الشيرازي.
وكانا ينوبان في القضاء عن ابن الزكي.
كان عالمًا فاضلًا، فقيهًا.
سمع الحديث بـ "دمشق" على أصحاب السلفي، وقدم "مصر"، و"درّس" الأصلين
(1)
، وله فيهما يد طولى، وله علم بالعربية والمنطق، والطبّ، ودرّس بـ "الفخرية"
(2)
للطائفة الحنفية، ودرّس بـ "دمشق"، بـ "مدرسة عز الدين أيبك".
* راجع: الطبقات السنية 2: 174، 175.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 317، وحسن المحاضرة 1: 465، والدارس 1: 540، 541، كشف الظنون 1: 664، والوافي بالوفيات 9: 66، 67.
(1)
المراد بالأصلين: أصول الفقه، وأصول الدين (علم الكلام).
(2)
هي التي يقال لها: جامع أبي سعيد جقمق، انظر الكلام عليها في حواشي النجوم الزاهرة 6: 280، 281.
ومولده بـ "ماردين"، سنة ثلاث، وقيل: أربع، وتسعين وخمسائة. وكان منعوتًا بشرف الدين
(1)
.
وله واقعة مشهورة مع الملك المعظم حين بعث إليه أن يفتي بإباحة الأنبذة، وما يعمل من ماء الرمان، ونحوه، فقال شرف الدين: ما أفتح هذا الباب، وإباحتها، إنما هي رواية النوادر، وقد صحّ عن أبي حنيفة أنه ما شربه قطّ، والحديث عن عمر في إباحة شربه لا يثبت.
فغضب المعظم، وكان بيده "مدرسة طرخان"، وكان ساكنًا بها، فأخذها منه، وأعطاها للزين محمد بن العتال تلميذ شرف الدين، فلم يتأثّر، وأقام في بيته، يتردّد إليه الناس.
ومات بـ "دمشق"، سنة سبع وثلاثين وستمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
864 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن موسى الكناني البلبيسي، نزيل "القاهرة"، القاضي مجد الدين، أبو محمد
*.
(1)
في الجواهر المضية "بشمس الدين"، مع وروده في قصة الأنبذة فيه "شرف الدين".
* راجع: الطبقات السنية 2: 175، 176.
وترجمته في إيضاح المكنون 1: 77، وحسن المحاضرة 1: 472، 180، والخطط التوفيقية 9: 75، ورفع الإصر 1: 116، 120، والضوء اللامع 2: 286 - 289، كشف الظنون.
ولد سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
وتفقّه، ومهر، وطلب الحديث بنفسه، فسمع من أولاد الفيومي الثلاثة: إبراهيم، ومحمد، وفاطمة، وغيرهم، ورافق الشيخ جمال الدين الزيلعي في الطلب.
وكان متثبتًا، لا يحدث إلا من أصله. وأخذ فنّ الحديث عن الحافظ مغلطاي، وعن القاضي علاء الدين التركماني.
وتفقّه بفخر الدين الزيلعي، وغيره، ومهر في الشروط، وصنّف في الفرائض، والحساب، وناب في الحكم.
وكان ديّنًا، فاضلًا، أديبًا، عفيفًا، حسن المفاكهة، جيّد المحاضرة. شرح "التلقين" لأبي البقاء، في النحو، وصنّف في الشروط، وكان القاضي تاج الدين ابن الظريف، مع مهارته في الفرائض والحساب، يُثني على تصنيفه فيهما، واختصر "الأنساب" للرشاطي، وأضاف إليها "زيارات الأنساب" لابن الأثير، اختصاره من كتاب أبي سعد ابن السمعاني.
ولم يزل على حالته حتى ولي القاضي شمس الدين الطرابلسي، فاتفق له معه شيء، فامتنع من النيابة، إلى أن قدر أن استدعاه الملك الظاهر، فخلع عليه، وفوّض إليه قضاء الحنفية، فباشره بصلابة، ونزاهة، وعفّة، وتشدّد في الأحكام، وفي قبول الشهادة، ولم يتفق أنه عدل من الشهود أحدًا في مُدّة ولايته، إلا اثنين، وأبغضه الرؤساء، لردّ رسائلهم.
وذكر بعض من يعرفه أنه قد حصل له في المنصب بعض خمول، وانقباض من الناس عنه، وذلك بسبب أنه كان يزهو بنفسه، ويرى أن المنصب دونه، لما كان عنده من الاستعداد، ولما في غيره من النقص في العلم والمعرفة، فانعكس أمره لذلك، واشتهر عنه أنه كان إذا رأى المكتوب عرف حاله من أول سطر بعد البسملة غالبًا.
وكان عزله من المنصب، في شعبان، سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، فانصرف إلى منزله بـ "السيوفية"، وأقام فيه بطالًا، ولكنه يشغل الطلبة، ويحضر الوظائف التي كانت بيده قبل القضاء، وضاق حاله، وتعطّل إلى نُسى كأن لم يكن شيئًا مذكورًا.
وكان الظاهر يتفقّده بالصدقات، فلما مات الظاهر كفّ بصره، وساءت حاله إلى الغاية.
ومات في شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وثمانمائة.
وكان كثير النظم، جيد الوزن فيه، إلا أنه لم يكن بالماهر في عمله، وله أشياء كثيرة من قسم المقبول، كقوله
(1)
:
لا تَحْبَسَنَّ الشِّعْرَ فَضْلًا بَارِعًا
…
ما الشعرُ إلا مِحْنَةٌ وَخَبَالُ
فالْهَجْوُ قَذْفٌ والرِثَاءُ نِيَاحَةٌ
…
والْعَشْبُ ضِغْنٌ والمديحُ سُؤالُ
(2)
* * *
865 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح بن زيد ابن نعمان بن عبد الله بن الحسن بن زيد بن نوح، أبو محمد النوحي، النسفي، الإمام، الخطيب من أهل "نسف
" *
(1)
البيتان في الضوء اللامع 2: 287، ورفع الإصر 1:120.
(2)
وفي الضوء: "الرياء نياحة"، وفي رفع الإصر:"في الهجو قذف".
* راجع: الطبقات السنية 2: 177.
وترجمته في الأنساب لوحة 570، والجواهر المضية برقم 318، وفي الأنساب:"إسماعيل بن محمد بن إبراهيم". وتأتي ترجمته باسم: إسماعيل بن محمد برقم 520، وانظر: حاشية الجواهر المضية 1: 392.
كانت ولادته في شعبان، سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة بـ "سمرقند".
سمع أبا العباس جعفر بن محمد المستغفري.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الإمام نجم الدين.
له ذكر في "طلبة الطلبة"
(1)
.
ذكره السمعاني، وقال: كتب الحديث بـ "سمرقند".
وتُوفي سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
866 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم بن ميمون الصائغ، المروزي
*.
تفقّه على أبيه إبراهيم، المتقدّم ذكره، رحمهما الله تعالى.
* * *
867 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي
،
(1)
طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية على ألفاظ كتب مذهب الحنفية، لنجم الدين عمر بن محمد النسفي، المتوفى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، طبع بالآستانة سنة 1311 هـ. انظر معجم المطبوعات 1854.
* راجع: الطبقات السنية 2: 177.
وترجمته في التاريخ الكبير للبخاري، الجزء الأول، القسم الأول، صفحة 341، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، الجزء الأول، القسم الأول، صفحة 152، والجواهر المضية برقم 319، وميزان الاعتدال 1:215.
الدمشقي المعروف بابن الدرجي *.
مولده بـ "دمشق" سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
وكانتْ بها وفاته سنة أربع وستين وستمائة، ودفن بـ "باب الفراديس"
(1)
.
وكان قد سمع من منصور الطبري، وغيره، وخرّج له الحافظ أبو عبد الله البرزالي "مشيخة".
* * *
868 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم الربعِي
* *.
توفي سنة 480 ثَمَانِينَ وأربعمائة.
لَهُ "قيد الأوابد" فِي اللُّغَة مَشْهُور.
* * *
869 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم، الشرف الزبيدي
* * *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 177، 178.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 320، والدارس 1: 605، وشذرات الذهب 5: 315، والعبر 5: 277، وفيه:"ابن علوان" مكان "ابن علوى"، والنجوم الزاهرة 7:221.
(1)
باب الفراديس: باب من أبواب دمشق. معجم البلدان 3: 862.
* * راجع: هدية العارفين 1: 210.
* * * راجع: الطبقات السنية 2: 178. وترجمته في الضوء اللامع 2: 289.
أحد مشايخ النحو بـ "زبيد".
لازم السراج عبد اللطيف الشرجي
(1)
، حتى مهر فيه، وفي الصرف واللغة، بحيث إنه لما قدم البدرُ الدماميني "زبيد"، لم يكن بها من يُجاريه سواه، فكان لذلك يبالغ في احترامه، وينصفه، ويعترف بفضله وتقدّمه في فنه، وكان له مع ذلك اشتغال بالفقه.
مات في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة.
كذا ذكره السخاوي، في "الضوء اللامع"، وقال: أفاده لي بعض فُضلاء "اليمن".
وممن أخذ عنه العفيف الناشري
(2)
، وقال: إنه شيخ نحاة عصره.
* * *
870 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم شمس الدين المارديني، الْمَعْرُوف بِابْن فلوس
*.
توفي سنة 637 سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
صنّف "إرشاد الْحساب فِي المفتوح من الْحساب"، و"إعداد الأسرار وأسرار الإعداد"، و"نِصَاب الْجَبْر فِي حِسَاب الْجَبْر والمقابلة من المختصرات البديعة".
(1)
في بعض النسخ "السروجي"، وفي أصل الضوء اللامع "السرجي"، وقد خطأه من علق عليه، وأثبت في الصلب "الشرجي".
(2)
نسبة إلى ناشر بن الأبيض، بطن من همدان. اللباب 3: 206، وفي الضوء "النشاوري".
* راجع: هدية العارفين 1: 212.
871 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن إبراهيم الموصلي، شرف الدين
*.
فقيه حنفي.
أصله من "الموصل"، وسكنه ووفاته سنة 629 هـ بـ "دمشق".
له تصانيف، منها:"مقدمة" في الفرائض، قرأها عليه سبط ابن الجوزي
(1)
.
* * *
872 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن السَّيِّد إبراهيم بليغ البرسوي الْمَعْرُوف بشاهين أمير زَاده
* *.
توفي سنة 1142 اثْنَتَيْنِ وأربعين وَمِائَة وألف.
لَهُ "سر كذشت نامه"، منظومة، تركية، و"كلدستهء رياض عرفان"، و"وفيات دانشوران نادره دَان"، تركي فِي التَّارِيخ والتراجم، مطبوع، و"كل صد برك فِي مائَة حَدِيث"، ثمَّ شرح كل حَدِيث بِقِطْعَة، و"نخبة الْآثَار فِي ذيل تذكرة الشُّعَرَاء" لقاف زَاده.
* * *
* راجع: الأعلام 1: 307.
(1)
مرآة الزمان 8: 674.
* * راجع: هدية العارفين 1: 221.
873 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن أحمد بن إسحاق بن شيث، الصفّار أبو إبراهيم الشهيد، المتقدّم ذكره، في بابه
*.
كان إمامًا فاضلًا، قوالًا بالحق، لا يخاف في الله لومة لائم. قتله الخاقان، سنة إحدى وستين وأربعمائة.
* * *
874 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل القوصي، ثم المصري جلال الدين، أبو الطاهر
* *.
قال ابن حبيب: عالم عماده مرفوع، وكلامه بين الطلبة مسموع، ولفظه محرّر، وفضله لدى القرّاء مقرّر، وعقود نظمه مؤتلفة، وموارد أدبه مُرتشفة.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 178.
وترجمته في الأنساب 353، والجواهر المضية برقم 321، والفوائد البهية 36، وكتائب أعلام الأخيار برقم 278.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 179.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 443، والجواهر المضية برقم 322، وحسن المحاضرة 1: 507، والدرر الكامنة 1: 389، والسلوك 2: 157، والطالع السعيد 156، 157، وطبقات القرئ 1: 161، والنجوم الزاهرة 9: 230، والوافي بالوفيات 9: 86، 87. كنيته في الدرر، والطالع: "أبو الظاهر".
كان عارفًا بالقراءات السبع، ماهرًا في العربية، مُصدرًا للإفادة بالجامع الطولوني، بالديار المصرية.
وقال في "الدرر": اعتنى بالعلم، وفاق في العربية والقراءات، وقال الشعر الحسن، وتصدّر بجامع ابن طولون، وكان حسن المحاضرة، وباشر العُقود.
وقال الصفدي: هو رفيق أبي حيان، تفقّه على مذهب أبي حنيفة، وجمع "كراسة" في حديث "الطهور ماؤه الحل ميتته".
مات سنة خمس عشرة وسبعمائة.
ومن شعره
(1)
:
أَقُولُ لَهُ ودَمْعِي ليس يَرْقَا
…
ولِي مِن عَبْرَتِي إحْدى الرَّسائِلْ
(2)
حُرِمْتُ الطَّيْفَ منك بفيضِ دَمْعِي
…
فَطَرْفِي فِيكَ مَحْرُومٌ وسائِلْ
(3)
* * *
875 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن أحمد بن سلم، القاضي، أبو أحمد كان فاضلًا مشهورًا، وكان ينوب عن القضاة الصاعدية
*.
ومات سنة سبعين وخمسمائة، ودُفن بـ "الوردية"، رحمه الله تعالى.
(1)
البيتان في الجواهر المضية 1: 396، والنجوم الزاهرة 9: 230، والطالع السعيد 157.
(2)
في الجواهر والطالع والنجوم: "إحدى الوسائل"، وهي أولى.
(3)
في الطالع: "حرمت الطرف. . .".
* راجع: الطبقات السنية 2: 169 - 180.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 323.
876 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن أحمد بن عبد الوهّاب، تاج الدين أبو الفِدَا، الخطيب، المخزومي، القاهري
*.
ولد بـ "القاهرة"، في حدود بضعٍ وعشرين وسبعمائة.
ومات في ربيع الآخر، سنة ثلاث وثمانمائة، بعد أن اختلط، وأتلف ماله، وساءت حاله.
وكان ذا فوائد كثيرة، وثروة غزيرة، وناب في القضاء والحسبة.
وحكى
(1)
عنه أنه كان في أيام صباه، يهوى بعض الصور الحسنة، وأنه رأى في منامه من ينشده:
لا أَوْحَشَ اللهُ عَيْنِي مِنْ مَحاسِنِهم
…
ولا خَلَا مَسْمَعي مِن طِيبِ الْخَبَرِ
قال: فتطيرت من ذلك، فلم ألبث أن جاءني نعي من كنت أهواه.
* * *
877 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن أحمد بن علي بن يوسف بن إبراهيم، عُرف بابن عبد الحق
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 180.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 290، وفيه:"الخطبا" مكان "الخطيب".
(1)
والقصة في الضوء أيضًا.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 180. وترجمته في الجواهر المضية برقم 334. =
عم قاضي القضاة برهان الدين، إمام، فقيه، سمع، وحدّث.
وسمع منه ابن أخيه برهان الدين.
* * *
878 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن أحمد الأحمدي، فقيه "طرابلس الشام" ومحدّثها في عصره
*.
مولده ووفاته بها.
تعلّم في الأزهر، وجاور بـ "مكّة"
مدة قصيرة، وعاد إلى "طرابلس"، فعكف على التدريس والإفتاء، واختير أمينا للفتوى فيها، وكفّ بصره في كبره.
له حواش وتعاليق على "شرح الدر" في فقه الحنفية، ورسالة في علم الفرائض، ونظم، ومقامات.
والأحمدي نسبة إلى بلدة "بني أحمد"(من مديرية المنيا بمصر)
(1)
. توفي سنة 1228 هـ.
= وكانتْ وفاة البرهان، الذي تقدّمت ترجمته برقم 56، سنة أربع وأربعين وسبعمائة، فلعلَّ هذا المترجم كان من رجال القرن السابع، ولم يترجمه ابن حجر في رجال القرن الثامن.
* راجع: الأعلام 1: 309.
(1)
علماء طرابلس 254 وفي مجلّة (الرابطة العربية) 29 شعبان 1359 ترجمة لفاضل آخر عرف بإسماعيل الحافظ، أيضًا، وهو حفيد المترجم له هنا، واسمه (إسماعيل بن عبد الحميد بن إسماعيل) من أهل طرابلس، تعلّم بالأزهر، =
879 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن أبي البركات، ابن أبي العز بن صالح، المعروف بابن الكشك، عماد الدين
*.
قاضي "دمشق"، وليه بعض القاضي جمال الدين ابن السراج، فباشر دون السنة، وتركه لولده نجم الدين.
ودرَّس بعدَّة مدارس بـ "دمشق"، وكان جامعًا بين العلم والعمل، وكان مصممًا في الأمر، حسن السيرة.
عمر حتى جاوز التسعين، مات في شوّال، أو بعده، سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة.
* * *
880 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن التمجيد الرومي
*.
= واشترك مع عبد الحميد الزهراوي في إنشاء جريدة (الحضارة) بالآستانة، وتولّى بعد الحرب العامة الأولى رياسة مجلس استئناف المحاكم الشرعية بالقدس، وتوفي بطرابلس سنة 1359 هـ 1940 م وهو دون السبعين.
* راجع: الطبقات السنية 2: 181.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 405، وهو فيه:"إسماعيل بن محمد بن أبي العز .. ".
* * راجع الطبقات السنية 2: 211. =
كان معلِّمًا للسلطان محمد خان، وكان رجلًا صالحًا.
صنّف "حواشي على تفسير العلامة البيضاوي".
وله نظم بالعربي، والفارسي، تغمّده الله تعالى برحمته.
* * *
881 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن تَوْبَة، أبو سهل، القزويني
*.
راوي "السير الكبير" عن محمد بن الحسن، مع أبي سليمان الجوزجاني، لم يروه غيرهما، وكان يؤدّب أولاد الخليفة، فكان يحضر معهم لسماع "السير" على محمد، فاتفق أنه لم يبق من الرواة غيره، وغير أبي سليمان.
* * *
882 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن حاجي الإمام، العالم، الحبر، المدرّس
* *.
كذا قاله في ترجمته ابن قاضي شُهبة، في من مات سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة.
= ترجمته في بإسم "ابن التمجيد" فحسب، ولم يذكر له وفاة، وإنما عدّه في علماء دولة السلطان مرادخان، وكانتْ سلطنته ما بين سنتي خمس وعشرين وثمانمائة، وخمس وخمسين وثمانمائة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 181. وترجمته في الجواهر المضية برقم 325. وهو من رجال آخر القرن الثاني، وأول الثالث.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 181، 182. وترجمته في الدرر الكامنة 1:391.
قال - أعني ابن شهبة -: شرف الدين الهروي، ثم الدمشقي، الحنفي.
هكذا وجدت هذه الترجمة بخطّ ابن الشحنة، فنقلتها منه، وهو نقلها من خطّ جدّه.
وذكره ابن حجر، في "الدرر"، وأرّخ وفاته كما هنا، وقال: كان من الفقهاء الشافعية، وأنه درّس "الحاوي". والله تعالى أعلم.
* * *
883 - الشيخ العالم الصالح إسماعيل بن حافظ محمد بن حافظ صالح الرانديري، أحد العلماء العاملين
*.
ولد، ونشأ بـ "راندير"
(1)
، وقرأ المختصرات على أهل بلدته، ثم سافر إلى "بهوبال"
(2)
وقرأ الكتب الدرسية على المولوي بديع الزمان اللكنوي وعلى غيره من العلماء، ثم قرأ الصحاح والسنن على الشيخ العلامة حسين بن محسن السبعي الأنصاري النماني، ولازمه مدّة، ثم سافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار، وأخذ القراءة والتجويد عن الشيخ محمد الدمياطي، ثم رجع إلى "راندير" وولي الخطابة بها في الجامع الكبير.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 63.
(1)
"راندير": ويسمّونها "رانير"، كانت بلدة كبيرة في القديم، وهي اليوم صغيرة من أعمال "سورت"، وكانت من أشهر الفرض في القديم.
(2)
"بهوبال" بضم الباء الفارسية، وسكون الهاء والواو، وفتح الباء الهندية، بلدة كبيرة ذات أسواق، وجوامع وحدائق، يسكن بها أمير تلك الناحية، وفيه قال مولانا صديق حسن القنّوجي:
وكان صالحا، فاضلا، متورّعا، متين الديانة، حسن الأخلاق، لطيف المعاشرة مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والتوكّل والعفاف والصدق.
مات في السابع عشر من ربيع الأول سنة ثلاثمائة وألف بـ "راندير".
* * *
884 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن الحسين بن عبد الله أبو القاسم، البيهقي
*.
ولد سنة 328 هـ، وَتوفي سنة 402 اثْنَتَيْنِ وأربعمائة.
قال في "الجواهر": كان إمامًا جليلًا، عارفًا بالفقه.
صنّف في المذهب كتابًا، سمّاه "الشامل"، جمع فيه مسائل وفتاوى، تتضمّن كتاب "المبسوط"، و"الزيادات"، وهو كتاب مفيد، رأيته في مجلّدين، وله كتاب سمّاه "الكفاية" مختصر "شرح القدوري" لـ "مختصر" أبي الحسن الكرخي. انتهى.
ورأيت بخطّ ابن الشحنة، على هامش الكتاب، عند ترجمة البيهقي هذا، ما صورته: في الأصل بخطّ الشيخ سراج الدين قارئ "الهداية"، ما نصّه: ورأيت كتابًا في أصول الفقه، مسمّى بـ "الينابيع"، وهو كثير الفوائد، منسوب
(1)
إلى شمس الأئمة البيهقي.
* راجع: الطبقات السنية 2: 182.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 326، وكشف الظنون 2: 1024، 1488، 1632، والفهرس التمهيدي 176، وهدية العارفين 1:209.
(1)
أيك وهو منسوب.
885 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن الحسن بن علي الغازي، البيهقي، (أبو القاسم، شمس الأئمة)
*.
فقيه، لغوي.
من تصانيفه: "كفاية الفقهاء"، و"الشامل" في مجلّدين، و"المجرّد، وكلّها في فروع الفقه الحنفي، و"سمط الثريا في معاني غريب الحديث"، و"نقض الاصطلام".
توفي سنة 402 هـ.
* * *
886 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسين بن هارون أبو محمد الفقيه، الزاهد، البخاري
* *.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 264.
وترجمته معجم الأدباء 6: 140، 141، وبغية الوعاة 194، والجواهر المضيئة 1: 147، كشف الظنون 1024، 1498، 1593، 1632، وإيضاح المكنون 2:27.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 182، 183.
وترجمته في تاريخ بغداد 6: 310، 311، والجواهر المضية برقم 327، والفوائد البهية 36، وكتائب أعلام الأخيار برقم 211، والمنتظم 7، 258.
ورد "بغداد" حاجًا، مرّات عديدة، وحدّث بها عن محمد بن أحمد بن خنب
(1)
البخاري، وبكر بن محمد بن حمدان المروزي، ومحمد بن عبد الله بن يزداد الرازي، وغيرهم.
روى عنه القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني، وغيره.
روى عنه السمناني بسنده إلى جابر بن عبد الله، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
: "بِرُّوا آبَاءَكُمْ تَبّرُّكُم أَبْناؤُكُمْ، وعِفُّوا تَعِف نِساؤُكم، ومن تُنُصِّل
(3)
إليه فلم يقبل لم يردْ على الْحَوْضِ".
قلت: وقد أحسن بعض الشعراء في نظم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "وعِفُوا تعف نِساؤُكُمْ" حيث يقول:
عِفُّوا تَعِفَّ نِساؤُكُمْ فِي الْمَحْرَم
…
وتَجَنَّبُوا مَا لا يَحِلُّ لِمُسْلِمِ
إن الزِّنَا دَيْنٌ فَإنَّ أَقْرَضْتَهُ
…
كان الْوَفَا مِنْ أَهْلِ بيتِك فَاعْلَمِ
قال الخطيب: قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخاري الحافظ، المعروف بالغُنجار: تُوفي أبو محمد إسماعيل بن الحسين، يوم الأربعاء، لثمان خلون من شعبان، سنة اثنتين وأربعمائة.
* * *
887 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن الحسين بن محمد بن الحسين
بن
(1)
في النسخ: "حبيب"، والتصويب من تاريخ بغداد. انظر المشتبه 180.
(2)
رواه السيوطي في الجامع الكبير 1: 458، عن الطبراني في المعجم الكبير، والحاكم في المستدرك، وتعقّب، والخطيب.
(3)
وفي النسخ "يتّصل" والتصويب من تاريخ بغداد، والجامع الكبير.
أحمد بن محمد بن عزيز بن الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام عِز الدين، أبو طالب *.
قال ياقوت: كان أعلم الناس بالنحو، واللغة، والفقه، والشعر، والأصول، والأنساب، والنجوم، حسن الأخلاق
(1)
، لا يرد غريبٌ إلا عليه، ولا يستفيد مستفيدٌ إلا منه، حسن السيرة في القضاء، اجتمعت به
(2)
، فوجدته كما قيل:
قَد زُرْتُهُ فوجدتُ الناسَ في رجلٍ
…
والدهرَ في ساعةٍ والفضلَ في دارِ
قرأ الأدب على المطرزي
(3)
، والفقه على الفخر بن الطيان
(4)
الحنفي، والحديث على أبي المظفر
(5)
السمعاني، وسمع من جماعة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 183، 184.
وترجمته في بغية الوعاة 1: 446، ومعجم الأدباء 6: 142 - 150، ترجمة مستفيضة.
(1)
بعد هذا في بعض النسخ: زيادة "كريم الطبع، محبا للغرباء، تفرد بمرو لإقراء العلوم على اختلافها، وهو مع سعة علمه متواضع الأخلاق"، وفي معجم الأدباء: نحوه مع اختلاف موضع النقل.
(2)
كان هذا في مرو سنة أربع عشرة وستمائة، كما جاء في معجم الأدباء.
(3)
برهان الدين أبو الفتح ناصر بن عبد السيد بن علي، وقرأ أيضًا الأدب على أخيه مجد الدين أبي الرضا طاهر.
(4)
فخر الدين محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الطيان.
(5)
عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد، كما جاء في معجم الأدباء.
وصنّف كتبًا كثيرة في الأنساب.
مولده ليلة الاثنين، ثاني عشري جمادى الآخرة، سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة
(1)
.
* * *
888 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة الإمام بلا مدافعة، ذو الفضائل الشريفة، والخصال المنيفة
*.
تفقّه على أبيه حمّاد، والحسن بن زياد، ولم يدرك جدّه.
وسمع الحديث من أبيه، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر، والقاسم بن معن، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وغيرهم.
(1)
ولم يذكر ياقوت أيضًا وفاته، لكنه ذكر أنه لقيه بمرو سنة أربع عشرة وستمائة، كما تقدم، فتكون وفاته بعد هذا التاريخ.
* راجع الطبقات السنية 2: 184 - 186.
وترجمته في تاج التراجم 17، 18، وتاريخ بغداد 6: 243، وتهذيب التهذيب 1: 290، والجرح والتعديل الجزء الأول، القسم الأول 165، والجواهر المضية برقم 328، وطبقات الشيرازي 137، والعبر 1: 361، 362، والفوائد البهية 46، وكنائب أعلام الأخيار برقم 120، وكشف الظنون 1: 575، 839، 2: 1388، ولسان الميزان 1: 398، 399، ومفتاح السعادة 2: 258، ومرآة الجنان 2: 53، وميزان الاعتدال 1: 226، ووفيات الأعيان (ضمن ترجمة والده حماد) 2: 205، والوافي بالوفيات 9: 110، 111.
وروى عنه غسان بن المفضل الغلابي، وعمر بن إبراهيم الثقفي
(1)
، وسهل بن عثمان العسكري، وعبد المؤمن بن علي الرازي، وغيرهم.
وولى قضاء الجانب الشرقي بـ "بغداد"، بعد محمد بن عبد الله الأنصاري، وقضاء "البصرة"، بعد يحيى بن أكثم، و"الرقة"، وكان بصيرًا بالقضاء، محمودًا فيه، عارفًا بالأحكام، والوقائع، والنوازل، والحوادث، صالحًا دينًا.
قال محمد بن عبد الله الأنصاري: ما ولى القضاء من لدن عمر بن الخطاب إلى اليوم، أعلم من إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة.
فقيل له: يا أبا عبد الله، ولا الحسن بن أبي الحسن؟
(2)
قال: والله، ولا الحسن.
وعن أبي العيناء، قال: لما ولي إسماعيل البصرة، دس إليه الأنصاري إنسانًا يسأله عن مسألة، فقال: أبقى الله القاضي، رجل قال لامرأته. فقطع عليه إسماعيل، وقال: قل للذي دسك، إن القضاة لا تفتي.
وروى عن إسماعيل أنه قال: ما ورد على مثل امرأة تقدّمت إلي، فقالت: أيها القاضي، إن عمّي زوّجني من هذا، ولم أعلم، فلما علمت رددت.
قال: فقلت لها: ومتى رددت؟ قالت: وقت علمت.
قلت: ومتى علمت؟ قالت: وقد رددت.
قال: فما رأيت مثلها.
وفي رواية، أن المرأة المذكورة كانت من نسل أبي حنيفة، وأنه لما عرفها قال: هذا الفرع من ذلك الأصل.
(1)
في الجواهر المضية: "النسفي". انظر تاريخ بغداد.
(2)
يعني الحسن البصري، كما في ميزان الاعتدال.
وعن شمس الأئمة الحلواني، أن إسماعيل كان يختلف إلى أبي يوسف، يتفقّه عليه، ثم صار بحال يُزاحمه.
ومات شابًا، ولو عاش حتى صار شيخًا، لكان له نبأ عند الناس.
وروي أنه لما عزل عن البصرة، شيعه أهلها، وقالوا: جزاك الله خيرًا، عففت من أموالنا، وعن دمائنا.
فقال إسماعيل: وعن أبنائكم. يعرض بيحيى بن أكثم في اللوط.
كذا رواه الخطيب، والله تعالى أعلم بصحته.
وصنّف إسماعيل من الكتب: "الجامع" في الفقه، عن جدّه أبي حنيفة، و"الرد على القدرية"، و"كتاب الإرجاء" ونقضه عليه أبو سعيد البردعي من أصحابنا، وله "رسالة إلى البُستي".
وكانتْ وفاته سنة اثنتي عشرة ومائتين، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية" ص 46: ذكر القارئ أنه مات شابا سنة اثنتي عشرة ومائتين. ولو عاش، حتى صار شيخا. كان له منزلة بين الناس. وفي "ميزان الاعتدال" للذهبي إسماعيل بن حماد بن النعمان بن ثابت الكوفي عن أبيه عن جدّه. قال ابن عدي: ثلاثتهم ضعفاء. وقال الخطيب حدّث عن عمرو بن ذر، ومالك بن مغول، وابن أبي ذئب، وطائفة. وعنه سهل بن عثمان العسكري، وعبد المؤمن بن علي الرازي، وجماعة. ولي قضاء "الرقة". وهو من كبار الفقهاء. قال محمد بن عبد الأنصاري: ما ولي من لدن عمر إلى اليوم أعلم من إسماعيل بن حماد. قيل: ولا الحسن البصري؟ قال: ولا الحسن. انتهى. قلت: قول ابن عدي إن كان مقبولا في إسماعيل وحماد إذا بيّن سبب الضعف لعدم اعتبار الجرح المبهم فهو غير مقبول قطعا في أبي حنيفة، وكذا
كلام غيره ممن ضعفه، كالدارقطني، وابن القطَّان، كما حقّقه العيني في مواضع من "البناية" شرح "الهدية"، وابن الهمام في "فتح القدير"، وغيرهما من المحققين.
* * *
889 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن خليل، الإمام، تاج الدين
*.
تفقّه، واشتغل، وكان يسكن "الحُسينية"
(1)
.
ووضع "مقدمة" في أصول الفقه، وأخرى في الفرائض، وكان له فيها يد طولى.
وكان صالحًا، عفيفًا، زاهدًا، وكان صادق الرؤيا، يخبر بأشياء يسندها إلى منامه، فتجيء كفلق الصبح، حتى كان يُخبر في كلّ سنة بزيادة النيل، فلا ينخرم.
ومات في ثامن جمادى الآخرة، سنة تسع وثلاثين وسبعمائة. قاله ابن حجر.
* راجع: الطبقات السنية 2: 186.
وترجمته في إيضاح المكنون 2: 184، والجواهر المضية برقم 329، والدرر الكامنة 1: 391، والفوائد البهية 46، وكتائب أعلام الأخيار برقم 561، ومعجم المؤلفين 2:269.
(1)
الحسينية حارة كبيرة واقعة خارج سور القاهرة، تجاه باب الفتوح، ويتوسطها اليوم إلى الشمال الحسينية وشارع اليومي من باب الفتوح إلى ميدان الجيش (ميدان الأمير فاروق سابقا. انظر حاشية النجوم الزاهرة 4:45.
وذكره صاحب "الجواهر"، وأثنى عليه بالعلم، والصدق، والدين المتين
(1)
، رحمه الله تعالى.
قلت: ذكر القارئ أنه له "مقدمة" في الفقه، وفي الفرائض، وإن وفاته سنة تسع وثلاثين وسبعمائة بـ "القاهرة".
* * *
890 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن داود بن مساعد بن نعسان عماد الدين
(2)
. *
مولده سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
ووفاته ثاني رمضان المعظم، سنة أربع عشرة وسبعمائة.
وكان رجلًا جيّدًا، فصيح العبارة، مشكور السيرة.
حجّ إلى بيت الله الحرام، ثم قدم من الحجّ متمرّضًا، إلى أن توفّي في السنة المذكورة، رحمه الله تعالى.
* * *
891 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن سالم
* *.
(1)
وذكر من أخذ عنه العلم وصحبته له والمودة التي كانت بينهما.
(2)
لم يذكه المصنف في الدرر الكامنة، ولا التقي الفاسي في العقد الثمين.
* راجع: الطبقات السنية 2: 187.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 330، وميزان الاعتدال 1:232.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 187.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 330، وميزان الاعتدال 1:232.
وهو من رجال آخر القرن الثاني، أو أوائل الثالث.
قال في "الجواهر" تفقّه على محمد بن الحسن.
ذكره أبو بكر الرازي، في "أحكام القرآن".
* * *
892 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن سعيد أبو إسحاق، الطبري الأصل الجُرجاني، المعروف بالشالنجي
*.
من أصحاب محمد بن الحسن، روى عنه، وعن سفيان بن عُيينة، ويحيى القطان.
وروى عن إسماعيل المذكور، الضحاك بن الحسين الإسترباذي الفقيه الأزدي، وأبو العباس أحمد بن العباس بن محمد المسعودي.
وسكن "إستراباذ"؛ وحدّث بها، وروى عنه أهلها، وأهل "جرجان".
وصنّف في فضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان، رضي الله عنهم، وصف كتاب "البيان" في الفقه، قيل: إنه ردّ فيه على محمد بن الحسن، يحكي كلّ مسألة، ثم يردّ، وله تصانيف أخر في الفقه، وغيرها.
وكان أحمد بن حنبل يُكاتبه، ويثني عليه.
* راجع: الطبقات السنية 2: 188، 189.
وترجمته في الأنساب لوحة 326، وتاريخ جرجان 100 - 102، 471، 472، والجواهر المضية برقم 332، وكشف الظنون 1: 264، 2: 1276، واللباب 2:6.
قال الفضل بن عُبيد الله الحميري: سألت أحمد بن حنبل عن رجال "خُراسان"، فقال: أما إسحاق بن راهويه فلم ير مثله، وأما إسماعيل بن سعيد الشالجي فقيه عالم.
وحكى داود بن محمد أنه رآه بـ "إستراباذ" يُملي الأخبار، وأن من بها من أهل العلم والفقه والحديث يترددون إليه كلّ يوم.
قال: وكان بها حينئذ نيف وأربعون من الفقهاء، وأهل العلم.
قال: زوكان من الورع بمكان.
مات سنة ثلاثين ومائتين.
وقيل مات بـ "دهستان"
(1)
، في ربيع الأول، سنة ست وأربعين ومائتين.
قال السمعاني: والشالنجي، بفتح الشين المعجمة، واللام، بينهما ألف، وسكون النون، وفي آخرها الجيم: هذه النسبة إلى بيع الأشياء من الشعر، كالمخلاة والمقود والحبل. والله تعالى أعلم.
* * *
893 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن سليمان بن ايداش بن السلَار الإمام أبو طاهر
* *.
(1)
دهستان: بلد مشهور في طرف مازندران، قرب خوارزم وجرجان. معجم البلدان 2:633.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 189. =
فقيه محدّث، حدّث عن الصائن
(1)
ابن عساكر، وعبد الخالق بن أسد الفقيه.
سمع منه الحافظ الرشيد، وذكره في "معجم شيوخه"، وقال: كان ملازمًا لأداء الفرائض في الجماعات، من أهل الخير والعفاف.
وذكره المنذري، في "التكملة"، وقال: لنا منه إجازة كتب بها إلينا من "دمشق"، سنة سبع عشرة وستمائة.
توفي يوم الجمعة، رابع ذي القعدة، سنة ثلاثين وستمائة.
وروى عنه
(2)
أنه سئل عن مولده، فقال: في حادي عشر، شهر رجب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بـ "دمشق".
* * *
894 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن سميع الكوفي، السابري
*.
= وترجمته في التكملة لوفيات النقلة 6: 79، 80، والجواهر المضية برقم 333، وشذرات الذهب 5: 135، والعبر 5:118.
وفي العبر: "إسماعيل بن سلمان".
(1)
في الأصول "الصابر"، وهو خطأ، وصوابه في العبر.
(2)
في الجواهر: أنه رأى ذلك بخط الصابوني.
* راجع: الطبقات السنية 2: 187.
وترجمته في الأنساب 285، والتاريخ الكبير 1: 1: 356، وتهذيب التهذيب 1: 305، 306، والجرح والتعديل 1: 1: 171، والجواهر المضية برقم 231، وحسن المحاضرة 1: 463، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 34، واللباب 1: 519، وميزان الاعتدال 1:223. =
بفتح السين وسكون الألف، وفتح الباء الموحّدة، وفي آخرها الراء، قال السمعاني: هذه النسبة إلى نوع من الثياب، يقال لها: السابري، والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم: أبو محمد إسماعيل بن سُميع الحنفي الكوفي، بياع السابري.
يروى عن أبي رزين، وأبي مالك.
روى عنه إسرائيل، وحفص بن غياث، وغيرهما.
وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وهو ثقة.
كذا في "الجواهر المضية".
* * *
895 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن سنان السيواسي
*.
فقيه.
من تصانيفه: "شرح ملتقى الأبحر" في فروع الفقه، و"شرح رسالة الصغائر والكبائر" لابن نجيم.
توفي سنة 1047 هـ.
* * *
= وقد تبع التميمي عبد القادر القرشي فذكره باسم: "إسماعيل بن سبيع"، والتصويب من مصادر الترجمة.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 271.
وترجمته في كشف الظنون 1815، وكتبخانه أسعد أفندي 47.
وعثمانلي مؤلفلري 1: 229، والزيتونة 4: 20 ودار الكتب 1: 192.
896 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن سودكين بن عبد الله، أبو الطاهر، النوري
*.
قال في "الجواهر": مولده بـ "القاهرة" سنة ثمان، أو تسع وأربعين وخمسمائة. وقال الذهبي: سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
صحب الشيخ أبا عبد الله محمد بن علي بن العربي مدّة، وكتب عنه كثيرًا من تصانيفه.
وسمع بـ "مصر" من أبي الفضل محمد بن يوسف الغرنوي، وأبي عبد الله محمد بن حامد الأرتاحي، وبـ "حلب" من الشريف أبي هاشم عبد المطلب بن [الفضل]
(1)
الهاشمي.
وحدّث، وروى عنه ابن القواس.
وكان فقيهًا، فاضلًا، محدّثًا، شاعرًا، له نظم حسن، وكلام في التصوّف.
مات بـ "حلب"، سنة ست وأربعين وستمائة.
ويقال له: النوري، لأن أباه كان من مماليك السلطان نور الدين الشهيد.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 190.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 334، والعبر 5: 177، وكشف الظنون 2: 1168، 1379، 1433، 1566.
(1)
تكملة من الجواهر.
897 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن صاعد بن محمد بن أحمد بن عُبيد الله - عمّ شيخ الإسلام أحمد بن محمد بن صاعد المذكور فيما تقدّم - أبو الحسن، قاضي القضاة
*.
ولي قضاء "الري" ونواحيها أولًا، ثم صار قاضي القضاة، ثم بعد ذلك ولي قضاء "نيسابور" ونواحيها، والبلاد الغربية منها، مثل "طوس"، و"نسا"، وصار بـ "خراسان" من المشاهير الكبار.
وكان من دهاة الرجال، ولم يشتهر بشيء من العلوم، إلا أنه كان دقيق النظر، عارفًا برسوم القضاء، مُزاحمًا للصدور، متقدّمًا بما فيه من الرجولية، ومن الحشمة التي حازها عن أبيه، وكان مع ذلك قصير اليد عن أموال الناس.
وكانت ولادته سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
وأسمعه أبوه من المشايخ، فسمع "الناسخ والمنسوخ" لمحمد بن مهاجر، في أول سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وحدَّث عن الخفاف، وغيره، وعُقد له مجلس الإملاء بـ "نيسابور" سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة، وحضر مجلسه الصدور والمشايخ.
وبُعث رسولًا إلى "فارس"، فمرض في الطريق، ووصل إلى "إيذج"، فتوفي بها، سابع رجب، سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
* راجع: الطبقات السنية 2: 190، 191.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 336.
و"إيذج" موضعان؛ أحدهما بلدة من كور "الأهواز"، والثاني
(1)
قرية من قرى "سمرقند".
* * *
898 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد أبو الحسن
*.
من بيت الصاعدية المشهور.
شيخ فاضل، سافر إلى "خراسان".
وكان أبوه قد أسمعه من مشايخ عصره، وسمع من جدّه منصور، وعن أبيه الحسن بن إسماعيل، وغيرهما.
* * *
899 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن صاعد، أبو القاسم، عماد الإسلام
(1)
الذي في معجم البلدان 1: 417 أن إيذوج قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند. انظر كلامه في إيذج في 1: 416.
* راجع: الطبقات السنية 2: 191.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 337.
وذكر المصنّف في ترجمة أبيه، أنه توفي سنة ست وخمسمائة، فيكون المترجم من رجال القرن السادس.
ابن أبي العلاء، البخاري، الفقيه *.
كان قاضي "أصبهان"، وكان من الأعيان الكبراء، مقدّمًا عند الملوك والسلاطين.
قال ابن النجّار: والقضاء في ولده إلى يومنا هذا.
قدم "بغداد"، في سنة عشر وخمسمائة.
* * *
900 - الشيخ الفاضل الكبير إسماعيل بن الصفي بن النصير الردولوي أبو المكارم الخطيب النعماني
* *.
كان من نسل أبي حنيفة رحمه الله، ولد في ثاني عشر من ربيع الثاني سنة تسع وثمانين وتسعمائة، وكان والده صفي الدين سبط القاضي شهاب الدين الدولة آبادي وصاحبه، فاشتغل بالعلم على والده، وصنّف له والده "دستور المبتدي" رسالة في التصريف، و"غاية التحقيق" شرح بسيط على "كافية ابن الحاجب"، وكان يأمره بقلّة الطعام والمنام وكثرة المطالعة في جوف الليل، ويقول: إن المطالعة في الليل تزيد الحافظة قوّة، ويوصيه أن لا يكون من علماء السوء، لأن العالم بلا عمل كالقوس بلا وتر، والعالم بلا عمل كالمرآة بلا صيقل، هذا وكان إسماعيل مفرط الذكاء، متوقّد الذهن، فرغ من تحصيل
* راجع، الطبقات السنية 2: 191، 192.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 335.
* * راجع: نزهة الخواطر 3: 25.
العلم، وله نحو ستّ عشرة سنة، فاشتغل بالدرس والإفادة، ولما توفي والده تولّى الشياخة، ورزق حسن القبول، وكان يذكّر في كلّ أسبوع يوم الجمعة، ويدرّس، ويفتي.
مات يوم الأربعاء ثالث عشر من ربيع الأول سنة ستين وثمانمائة.
* * *
901 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عبد الله الأسكداري، النقشبندي، (نور الدين)
*.
صوفي، محدّث.
ولد سنة 1119 هـ، توفي سنة 1182 هـ بـ "المدينة".
من آثاره: "مختصر صحيح مسلم"، و"مختصر شرح الشفا" للخفاجي.
* * *
902 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عبد الله الشرواني
* *.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 277.
وترجمته في سلك الدرر 1: 255 وهدية العارفين 1: 221، وفهرس مخطوطات الظاهرية 6:180.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 278. =
مفسّر.
ولد سنة (858 هـ.
وتوفي سنة 942 هـ بـ "مكة".
من آثاره: حاشية على "تفسير البيضاوي".
* * *
903 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عبد الباقي بن إسماعيل الدمشقي، المعروف باليازجي
*.
فقيه، واعظ.
ولد سنة 1050 هـ.
تولّى التدريس بالجامع الأموي بـ "دمشق"، وتوفّي بها.
من آثاره: "شرح على الهداية" في فروع الفقه الحنفي، و"شرح على الجلالين" في التفسير في جزئين، و"الامتناع في تحريم الملاهي والسماع)، و"الجوهر الثمين في الأربعين"، و"التعليقة الوفية لشرح المنفرجة الجيمية".
توفي سنة 1121 هـ.
* * *
= وترجمته في الكواكب السائرة 2: 123، وشذرات الذهب 8: 247، وإيضاح المكنون 1:141.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 275.
وترجمته في سلك الدرر 1: 255، 256، وهدية العارفين 1: 219، وإيضاح المكنون 1: 56، 125.
904 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عبد الرحمن [بن عبد السلام] ابن الحسن بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن بشير ابن منكوا، أبو يوسف اللمعاني
*.
مدرّس مشهد الإمام أبي حنيفة. قرأ الفقه، على عمّه عبد الملك بن عبد السلام، حتى برع فيه، وهو من بيت أكثره من أهل العلم والفضل.
ذكر المنذري أن مولده سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وأنه توفّي سنة ستّ وستمائة.
وذكر نسبه، فقال: إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السّلام بن الحسن.
وذكره أبو العبّاس أحمد بن بختيار الواسطي، في كتاب "تاريخ الأحكام" من جمعه، وقال: إنه توفّي يوم السبت السابع من شعبان، سنة ستّ وثلاثين وخمسمائة
(1)
، ودفن بـ "مقبرة الخيزران".
واللمعاني، بفتح اللام، وسكون الميم، وفتح الغين المعجمة، نسبة إلى "لمعان"، وهو مواضع من جبال "غزنة"
(2)
. والله أعلم.
* راجع: الطبقات السنية 2: 192.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 383، وفي النسخ:"ابن منكر" مكان "منكوا"، والمثبت في الجواهر.
وذكر ياقوت في معجم البلدان 4: 343، ولده عبد السّلام، وقال: إنه أدركه.
(1)
في بعض النسخ: "ستمائة".
(2)
في معجم البلدان 4: 343: "من قرى غزنة".
905 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عبد الرحمن بن مكّي مجد الدين، أبو الفداء، المارديني
*.
ولي قضاء "حلب" مدّة يسيرة، وكان مشكور السيرة.
ذكره العلامة قاضي القضاة علاء الدين ابن خطيب الناصرية، في "تاريخه"، ثم قال: قرأتُ في "تاريخ شيخنا" ابن حبيب، قال: سنة تسع وثمانين وستمائة، وفيها توفّي قاضي القضاة مجد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن مكّي المارديني، الحنفي، حاكم عرف مجده، وطاب غوره ونجده، وعلا قدره، وفاح في مجالس الحكم نشره، وارتفع لواء نجمه، وانتفع الطلبة بعلمه.
أفتى ودرّس وأفاد، وسلك عند مباشرته الحكم بـ "حلب" طريق السداد.
وكانت وفاته بـ "دمشق"، عن أربع وستين سنة، رحمه الله تعالى.
* * *
906 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عبد السلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن [بن عبد السّلام]
* *
* راجع: الطبقات السنية 2: 192، 193.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 193.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 339.
وما بين المعقوفين يقتضيه تسلسل النسب في الأسرة. =
ابن الحسن اللمعاني أبو القاسم، البغدادي.
يأتي أبوه، وأخوه، وجدّه، وجماعة من أهل بيته.
ذكره الحافظ الدمياطي، في مشايخه الذين أجازوا له، وروى عنه بسنده إلى ابن بريدة، عن أبيه، رفعه:"الدال على الخير كفاعله"
(1)
.
* * *
907 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عبد الصادق بن عبد الله بن سعيد بن مسعدة بن ميمون، البياري، الخطيب
*.
سمع أبا محمد عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدوي.
وروى عنه القاضي أبو اليسر محمد بن محمد البزدوي، وابنه ميمون بن إسماعيل. ذكره أبو حفص عمر بن محمد النسفي، في "كتاب القتد".
ومات في ذي الحجّة، سنة أربع وتسعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
قلت: يأتي ذكر ولده ميمون.
* * *
= وذكر المصنّف في ترجمة والده أنه توفّي سنة خمس وستمائة، فالمترجم من رجال القرن السابع.
(1)
أخرجه الترمذي في باب ما جاء الدال على الخير كفاعله، من أبواب العلم. عارضة الأحوذي 10:140.
* راجع: الطبقات السنية 2: 193، 194.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 340، والفوائد البهية 46، وكتائب أعلام الأخيار برقم 223.
ويتكلّم المصنّف على هذه النسبة وفي الأنساب، إن شاء الله تعالى.
908 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عبد العزيز بن سوار بن صلاح أبو عبد العزيز، البصروي
*.
نزيل "دمشق".
مولده بقرية "الكفر"، من عمل "بصري"، في سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
ذكره الدمياطي، في "معجم شيوخه".
وأخوه محمد، يأتي إن شاء الله تعالى.
* * *
909 - الشيخ العالم الكبير العلامة المجاهد في سبيل الله الشهيد إسماعيل بن عبد الغني ابن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، أحد أفراد الدنيا في الذكاء والفطنة والشهامة وقوة النفس والصلابة في الدين
* *.
ولد بـ "دهلى" لاثنتي عشرة من ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، وتوفّي والده في صباه، فتربّى في مهد عمّه الشيخ عبد القادر بن ولي
* راجع: الطبقات السنية 2: 194.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 342.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 66 - 71.
الله الدهلوي، وقرأ عليه الكتب الدرسيّة، واستفاض عن عمّيه الشيخ رفيع الدين، والشيخ عبد العزيز أيضًا، ولازمهم مدّة طويلة، وصار بحرا زاخرا في المعقول والمنقول، ثم لازم السيّد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وأخذ عنه الطريقة، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، فحجّ، وزار، ورجع معه إلى "الهند"، وساح البلاد والقرى بأمره سنتين، فانتفع به خلق لا يحصون بحدّ وعدّ، ثم سافر معه إلى الحدود سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، فجاهد معه في سبيل الله، وكان كالوزير للإمام، يجهز الجيوش، ويقتحم في المعارك العظيمة بنفسه، حتى استشهد في "بالاكوت" من أرض "باكستان".
وكان نادرة من نوادر الزمان وبديعة من بدائعه الحسان، مقبلا على الله بقلبه وقالبه، مشتغلا بالإفادة والعبادة، مع تواضع وحسن أخلاق وكرم وعفاف وشهامة نفس وصلابة دين وحسن محاضرة وقوّة عارضة وفصاحة ورجاحة، فإذا جالسه منحرف الأخلاق أو من له في المسائل الدينيّة بعض شقاق جاء من سحر بيانه بما يؤلف بين الماء والنار، ويجمع بين الضبّ والنون، فلا يفارقه إلا وهو عنه راض، وقد وقع مع أهل عصره قلاقل وزلازل، وصار أمره أحدوثة، وجرتْ فتن عديدة في حياته وبعد مماته، والناس قسمان في شأنه: فبعض منهم مقصر به عن المقدار الذي يستحقّه، بل يريعه بعظائم، وبعض آخر يبالغ في وصفه، ويتعصّب له كما يتعصّب أهل القسم الأول، وهذه قاعدة مطّردة في كلّ من يفوق أهل عصره في أمر.
وأما مختاراته في المسائل الشرعية:
فمنها: أنه ذهب إلى أن رفع اليدين في الصلاة عند الافتتاح والركوع والقيام منه والقيام إلى الثالثة سنة غير مؤكّدة من سنن الهدي، فيثاب فاعله
بقدر ما فعل، إن دائما فحسبه وإن مرّة فبمثله، ولا يلام تاركه وإن تركه مدّة عمره.
ومنها: إن رفع المسبّحة في أثناء التشّهد عند التلفّظ بكلمة التوحيد ثابت، بحيث لا مردّ له، وإن في مسألة القراءة خلف الإمام دلائل الجانبين قويّة، والأظهر أن القراءة أولي، فيقول فيه على قول محمد، كما نقل عنه "صاحب الهداية"، والجهر بالتأمين أولي من خفضه، لأن رواية جهره أكثر، وأوضح، وترك الجهر بالتسمية أولى من الجهر بها، لأن رواية ترك جهرها أكثر، وأوضح من جهرها، ووضع اليد على الأخرى أولي من الإرسال، والإرسال لم يثبتْ عنه صلى الله عليه وآله وسلم، بل ثبت الوضع، كما روي مالك في "الموطّأ" وغيره في غيره، والوضع تحت السرّة وفوق السرّة متساويان، والقنوت وتركه متساويان.
ومما ذهب إليه أن تجزي الاجتهاد وتجزي التقليد لا بأس به، وأن التزام تقليد شخص معيّن لم يجمع على لزوم الاستمرار عليه، وما اشتهر من منع التقاط الرخص أيضًا خلاف، واتباع غير الأئمة الأربعة أيضًا مما لم يجمع على منعه، واتباع مذهب الحنفية ليس تقليد شخص معيّن، فوحدة هذا المذهب اختياريّة، وكذلك وحدة المذاهب الأربعة أيضًا، فلا يلزم على متّبعيه نقصان كما لا يلزم على متبع المذهب الحنفي.
والحاصل: أنه لا يجوز التزام تقليد شخص معيّن، مع تمكّن الرجوع إلى الروايات الدالّة خلاف قول الإمام المقلّد (بفتح اللام)، والتقليد المطلق جائز، وإلّا لزم تكليف كلّ عامي، وإن قول الصحابي من السنية في حكم الرفع، وفهم الصحابي ليس بحجة، لا سيّما إذا كان مخالفا لأجلة الصحابة، رضي الله عنهم.
وأما مصنفاته:
فهي عديدة أحسنها كتابه "الصراط المستقيم" بالفارسي، جمع فيه ما صحّ عن شيخه السيّد الإمام قولا وفعلا، وفيه بابان من إنشاء صاحبه الشيخ عبد الحي ابن هبة الله الصدّيقي البرهانوي، ومنها:"إيضاح الحق الصريح في أحكام الميّت والضريح" في بيان حقيقة السنة والبدعة، ومنها:"منصب إمامة في تحقيق منصب النبوة والإمامة"، وهو مما لم يسبق إليه، ومنها رسالة له في مبحث إمكان النظير، وامتناع النظير، كلّها بالفارسية، ومنها: مختصر له بالعربي في أصول الفقه، ومنها: رسالة له بالعربية في "رد الإشراك والبدع"، رتّبها على بابين، ومنها:"تنوير العينين في إثبات رفع اليدين" بالعربية، ومنها:"سلك نور" مزدوجة له بالهنديّة، ومنها:"تقوية الإيمان" كتاب له مشهور بالهندي، وهو ترجمة الباب الأول من رسالته في "رد الإشراك". وقال أحمد بن محمد المتقي الدهلوي في "آثار الصناديد": إن رسالة له في المنطق ادَّعى فيها أن الشكل الرابع من أجلي البديهيات، والشكل الأول خلافه، وأقام على ذلك الادعاء من البراهين ما لم يندفع، ولم يجترئ على دفعها أحد من معاصريه، انتهى.
وقال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في "اليانع الجني": إنه كان أشدّهم في دين الله، وأحفظهم للسنّة، يغضب لها ويندب إليها، ويشنع على البدع وأهلها، من مصنّفاته: كتاب "الصراط المستقيم" في التصوّف، و"الإيضاح" في بيان حقيقة السنّة والبدعة مشهوران يرغب الناس فيهما، ومختصر في أصول الفقه، و"قرّة العينين"، صوابه "تنوير العينين"، انفرد فيها بمسائل عن جمهور أصحابه، واتبعه عليها أناس من المشرق من "بنغاله"، وغيرها أكثر عددا من حصى البطحاء، وله كتاب آخر في التوحيد والإشراك فيه أمور في
حلاوة التوحيد والعسل، وأخرى في مرارة الحنظل، فمن قائل: إنها دست فيه، وقائل: إنه تعمّدها، انتهى.
قال صدّيق بن الحسن القنوجي في "أبجد العلوم" بعد ما نقل تلك العبارة: أقول ليس في كتابه الذي أشار إليه وهو المسمّي بـ "رد الاشراك" في العربية، وبـ "تقوية الإيمان" بالهندية، شيء مما يشان به عرضه العلي، ويهان به فضله الجلي، وإنما هذه المقالة الصادرة عن صاحب "اليانع الجني" مصدرها تلمّذه بالشيخ فضل حتى الخيرآبادي، فإنه أول مَنْ قام بضده، وتصدّى لردّه في رسائله التي ليستْ عليها أثارة من علم الكتاب والسنّة، انتهى.
وقال في "الحطّة بذكر الصحاح الستة" في ذكر الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي: إن ابن ابنه المولي محمد إسماعيل الشهيد اقتفى أثر جدّه في قوله وفعله جميعا، وتمّم ما ابتدأ جدّه وأدّى ما كان عليه، وبقي ما كان له، والله تعالى مجازيه على صوالح الأعمال، وقواطع الأقوال، وصحاح الأحوال، ولم يكن ليخترع طريقا جديدا في الإسلام، كما يزعم الجهّال، وقد قال الله تعالى:{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} ، وطريقه هذا كلّه مذهب حنفي وشرعة حقة، مضى عليها السلف والخلف الصلحاء من العجم والعرب العرباء، ولم يختلفْ فيه إثنان ممن قلبه مطمئنّ بالإيمان، كما لا يخفي على من مارس كتب الدين، وصحب أهل الإيقان، كيف وقد ثبت في محلّه أن الرجل العامل بظواهر الكتاب، وأصحاب السنّة أو يقول إمام آخر غير إمامه الذي لا يقلّده لا يخرج عن كونه متمذهبا بمذهب إمامه، كما يعتقده
جهلة المتفقّهة، ويتفوه بها الفقهاء المتقشّفة من أهل الزمان المحرومين عن حلاوة الإيمان، وهو رحمه الله تعالى أحيى كثيرًا من السنن المماتات، وأمات عظيما من الإشراك والمحدَثات، حتى نال درجة الشهادة العليا، وفاز من بين أقرانهم بالقدح المعلّي، وبلغ منتهى أمله، وأقصى أجله، ولكن أعداء الله ورسوله تعصّبوا في شأنه وشأن أتباعه وأقرانه، حتى نسبوا طريقته هذه إلى الشيخ محمد النجدي، ولقّبوهم بالوهّابية، وإن كان ذلك لا ينفعهم ولا يجدى، لأنهم لا يعرفون "نجدا"، ولا صاحب "نجد"، وما له به ولا بعقائده في كلّ ما يأتون، ويذرون من ذوق، ولا وجدان، بل هم أهل بيت علم الحنفية وقدوة الملّة الحنيفيّة وأصحاب النفوس الزكيّة وأهل القلوب القدسيّة المؤيّدة من الله الذاهبة إلى الله، تمسّكوا عند فساد الأمّة بالحديث والقرآن، واعتصموا بحبل الله، وعضّوا عليه بالنواجذ، كما وصاهم به رسولهم، ونطق به القرآن، انتهى.
الشيخ إسماعيل قتل في سبيل الله لستّ ليال بقين من ذي القعدة سنة ستّ وأربعين ومائتين وألف بمعركة "بالاكوت"، وقبره ظاهر مشهور بها.
* * *
910 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عبد المجيد بن إسماعيل بن محمد مدرّس "قيسارية
" *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 194.
وترجمته في الجواهر المضيّة برقم 342.
تفقّه على والده الآتي ذكره.
وهو أخو قاضي "ملطية"، المتقدّم ذكره في محلّه.
* * *
911 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عثمان بن عبد الكريم بن تمام بن محمد القُرشي الإمام، العلامة، شيخ الحنفية في عصره، أبو الفداء الملقب رشيد الدين، المعروف بابن المعلم
*.
عالم صَفا ماء مشربه، وانتهتْ إليه رياسة مذهبه، وانتظمتْ قلائد مجده، وظهرتْ دلائل ورعه وزهده، وبرز للطلبة كنز علمه النافع، وأضاء نجم هدايته الذي لا معارض له ولا مدافع.
عرض عليه القضاء بـ "دمشق"، فامتنع من قبوله، ورغب فيما يقربه، ويدنيه من طاعة الله ورسوله.
* راجع: الطبقات السنية 2: 195، 196.
وترجمته في البداية والنهاية 14: 72، وبغية الوعاة 1: 451، وتاريخ ابن الوردي 2: 262، وتالي وفيات الأعيان، لابن الصقاعي 48، والجواهر المضية برقم 343، وحسن المحاضرة 1: 468، والدارس 1: 482، 483، والدرر الكامنة 1: 394، والسلوك 2: 1: 140، وشذرات الذهب 6: 33، وطبقات القراء 1: 166، والفوائد البهية 46، 47، وكتائب أعلام الأخيار برقم 472، ومرآة الجنان 4: 253، ومعرفة القراء الكبار للذهبي 2: 583، 584، ومن ذيول العبر (ذيل الذهبي) 77، والوافي بالوفيات 9: 155، 156.
وكانتْ وفاته بـ "مصر"، عن إحدى وتسعين سنة.
قال ابن حجر في "الدرر": ولد سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
وسمع من الزبيدي، وقرأ بالروايات على السخاوي، وسمع منه، ومن ابن الصلاح، وابن أبي جعفر، والعز النسابه، في آخرين.
وكان فاضلًا في مذهب الحنفية، تفقّه على الجمال محمود الحصيري.
وعمر حتى انفرد، وأفتى، ودرّس وقدم "القاهرة"، فأقام بها إلى أن مات.
وكان قد عرض عليه القضاء بـ "دمشق" فأبى.
ومات في خامس رجب، سنة أربع عشرة وسبعمائة.
وامتنع من الإقراء لكونه كان تاركًا، وكان بصيرًا بالعربية، رأسًا في المذهب.
وقال الذهبي: كان ديّنًا، مُقتصدًا في لباسه، متزهّدًا، بلغي أنه تغيّر بأخرة، وكان منقطعًا عن الناس، ومات ابنه قبله بيسير. انتهى.
وقال في "الجواهر": تفقّه عليه جماعة؛ منهم: شيخنا ولده العلامة تقي الدين يوسف، وشيخنا قاضي القضاة شمس الدين ابن الحريري، والإمام علاء الدين الفارسي، ويأتي كل منهم في بابه.
درّس وأفتى، وحدّث، وسمعتُ عليه "ثلاثيات البخاري" بسماعه من ابن الزبيدي.
ثم قال: وسمعته غير مرّة يقول: سمعتُ "البخاري" جميعه على ابن الزبيدي.
وكان الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد يعظّمه، ويُثني على علمه، وفضله، وديانته.
وروى عنه في "الجواهر" قوله:
كِبَرٌ وأَمراضٌ وَوَحْشَةُ غُرْبَةٍ
…
معَ سُوءِ حالٍ قد جُمِعْنَ لِعَاجِزِ
بئس الصِّفاتُ لِمَن غَدَتْ أوْصافهُ
…
هذي الصِّفاتُ وما المملتُ بناجزِ
لولا رجاءُ تَفَضُّلٍ من راحِمٍ
…
حَتْمًا لَخَابَ ولم يكنْ بالفائزِ
يا ربِّ أَنْجِزْ رحمةً يحيى بها
…
الفضلُ فضلكَ مالَه مِن حاجزِ.
قلت: ذكره السيوطي في كتابه "حسن المحاضرة بأخبار مصر والقاهرة"، وقال في حقّه: شيخ الحنفية، سمع من ابن الزبيدي، وغيره، وأفتى، ودرس، وسكن "القاهرة" إلى أن مات سنة أربع عشر وسبعمائة في رجب. انتهى. وقال في "بغية الوعاة في طبقات النحاة": قال الذهبي: ولد سنة ثلاثة وعشرين وستمائة، وتلا بالسبع على السخاوي، وهو آخر أصحابه، وسمع من ابن الزبيدي، وبرع في الفقه والعربية، ودرس، وأفتى. وكان ذا زهد وإتقان، عمر دهرا. وتغير ذهنه قبل موته بسنتين، وسمع منه ابن حبان. انتهى. وذكره اليافعي في "مرآة الجنان"، والذهبي في "العبر في أخبار من غبر"، وذكرا مثل ما نقلته، وسيأتي ذكر ابنه يوسف.
* * *
912 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عدي بن الفضل بن عبيد الله، أبو المظفر الأزهري، الطالقاني
*.
تفقّه بـ "ما وراء النهرّ على البرهان، وغيره.
وسمع بـ "بُخارى"، و"بلخ"، جماعة؛ منهم: أبو المعين ميمون بن محمد بن محمد بن المعتمد المكحولي النسفي.
* راجع: الطبقات السنية 2: 196، 197.
وترجمته في الأنساب 582، والجواهر المضية برقم 344، واللباب 3:270.
وكتب عنه الحافظان؛ أبو علي ابن الوزير الدمشقي، وأبو الحجّاج الأندلسي.
قال السمعاني، في "أنسابه": كتب لي الإجازة بجميع مسموعاته، وكان فقيهًا، فاضلًا، مُفتيًا، جال في أكناف "خراسان"، وخرج إلى "ما وراء النهر"، وتفقّه بها.
وكانتْ وفاته - فيما أظنّ - في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
والأزهري، نسبة إلى جدّ المنتسب إليه.
قال في "الجواهر" يعد نقل كلام السمعاني هذا: كذا نقلتُه من خطّي من مسوّدتي.
ولم أر هذه الترجمة في "السمعاني"، لا في "الأزهري"، ولا في "الطالقاني"، وإنما ذكرها السمعاني في الورى، بفتح الواو والراء، وفي آخرها ياء تحتها نقطتان؛ هذه النسبة إلى "وره"، قرية من قرى "الطالقان"، خرج منها جماعة؛ منهم: أبو المظفّر إسماعيل بن عدي بن عبد الله الطالقاني الورى، الفقيه الحنفي، كان فقيهًا فاضلًا، تفقّه على البرهان، وغيره.
وسمع الحديث بـ "بلخ" من أبي جعفر محمد بن الحسين السمنجاني، وأبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن القصير الخطيب.
وسمع بـ "بخارى"، و"خراسان".
سمع منه أبو علي ابن الوزير الدمشقي، وأبو الحجّاج بن فارو الأندلسي.
وتوفّي في حدود سنة أربعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
913 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسن بن زنجويه الرازي، أبو سعد، السمّان
*.
قال في "الجواهر": قال ابن العديم، في "تاريخ حلب": شاهدتُ بخطّ محمود بن عمر الزمخشري، في أصل "معجم أبي سعد السمّان"، والمشيخة جميعها بخطّ الزمخشري، ما مثاله: ذكر الأستاذ أبو علي الحسين بن محمد بن مزدك في "تاريخه": الشيخ الزاهد إسماعيل بن علي السمّان، شيخهم، وعالمهم، وفقيههم ومتكلّمهم، ومحدّثهم.
وكان إمامًا بلا مدافعة، في القراءات، والحديث، ومعرفة الرجال، والأنساب، والفرائض، والحساب، والشروط والمقدرات.
وكان إمامًا أيضًا في فقه أبي حنيفة وأصحابه، وفي معرفة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي، رحمهما الله تعالى، وفي فقه الزيدية، وفي الكلام.
وكان يذهب مذهب الحسن البصري، ومذهب الشيخ أبي هاشم.
* راجع: الطبقات السنية 2: 197 - 199.
وترجمته في أعيان الشيعة 12: 62 - 61، والأنساب 306 ظ، وإيضاح المكنون 1: 181، 202، 2: 18، والبداية والنهاية 12: 65، وتذكرة الحفاظ 3: 1121، 1123، والجواهر المضية برقم 345، وشذرات الذهب 3: 273، والعبر 3: 209، وفضل الاعتزال وطبقات المعتزلة (شرح العيون للجشمي) 389، وكشف الظنون 2: 189، ولسان الميزان 1: 421، 422، ومرآة الجنان 3: 62، 63، ومنتهي المقال 57، وميزان الاعتدال 1:239.
وكان قد حجّ، وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل "العراق"، وطاف "الحجاز"، و"الشام"، و"بلاد المغرب"، وشاهد الرجال، والشيوخ، وقرأ عليه ثلاثة آلاف رجل من شيوخ زمانه، وقصد "أصبهان" لطلب الحديث في آخر عمره.
وكان يقال في مدحه: إنه ما شاهد مثل نفسه.
وكان مع هذه الخصال الحميدة زاهدًا، ورعًا، قوّامًا، مجتهدًا، صوّامًا، قانعًا، راضيًا، أتى عليه أربع وسبعون سنة، ولم يدخل أصبعه في قصعة إنسان، ولم يكن لأحد عليه منه ولا يد، في حضره ولا في سفره.
مات ولم تكن له مظلمة، ولا تبعة، من مال، ولا لسان.
كانتْ أوقاته موقوفة على قراءة القرآن، والتدريس، والرواية، والإرشاد، والهداية، والعبادة.
خلف ما جمعه طول عمره من الكتب وقفًا على المسلمين.
كان تاريخ الزمان، وشيخ الإسلام، وبقيّة السلف والخلف.
مات ولا فاته في مرضه فريضة، ولا واجب، من طاعة الله تعالى، من صلاة، ولا غيرها، ولا سال منه لعابٌ، ولا تلوّث ثياب، ولا تغيّر لونه.
وكان يجدّد التوبة، ويكثر الاستغفار، ويقرأ القرآن.
قال أبو الحسن المطّهر بن علي المرتضى: سمعتُ أبا سعد إسماعيل السمّان، يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام.
وصنّف كتبًا كثيرة، ولم يتأهّل قط.
مضى لسبيله، وهو يبتسم، كالغائب يقدم على أهله، وكالمملوك المطيع يرجع إلى مالكه.
مات وقت العتمة، من ليلة الأربعاء، الرابع والعشرين من شعبان، سنة خمس وأربعين وأربعمائة، ودفن ليلة الأربعاء بـ "جبل طبرك"، بقرب الفقيه محمد بن الحسن الشيباني، تحت قبر أبي الفتح عبد الرزّاق بن مردك.
وذكره ابن خلكان، في "تاريخه" في ترجمة الرئيس ابن سينا، وقال: كان له نحو من أربعة آلاف شيخ، وكان أبو علي يختلف إلى إسماعيل الزاهد في الفقه، ويتلقّف مسائل الخلاف، ويناظر، ويُجادل.
ويأتي ابن أخيه يحيى بن طاهر بن الحسين، إن شاء الله تعالى.
* * *
914 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن علي بن رجب بن إبراهيم العيني الأصل الدمشقي، المعروف بـ "الحائك"(أبو سعد)
*.
ولد سنة 1546 هـ.
مفتي الحنفية، وخطيب جامع بني أمية.
توفّي سنة 1113 هـ بـ "دمشق"، ودفن بـ "باب الصغير".
من آثاره: "الداعي إلى وداع الدنيا"، و"الفتاوى".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 281.
وترجمته في كتاب في التراجم 193، وسلك الدرر 1: 256 - 258، وكشف الظنون 728، وهدية العارفين 1:219.
915 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن علي بن عبد الله الحاكم، الناصحي أبو الحسن، ابن أبي سعيد
*.
حدّث عن عبد الله بن يوسف، وأبي سعيد الصيرفي، وغيرهما، وكان ثقةً.
ولد في أواخر القرن الرابع، أو أوائل الخامس.
ومات في جمادى الآخرة، سنة ستّ وثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
916 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن علي بن عبيد الله الخطيبي
* *.
تفقّه على أبيه، وخرج معه إلى الحجّ، فمات أبوه بـ "الأبواء"، فتوجّه هو صحبة أبي العلاء صاعد بن محمد إلى "مكة"، ثم قدما من الحجّ إلى "بغداد"، وتردّد هو إلى قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني.
وولّى القضاء بـ "أصبهان" مرّتين، ثم قدم إلى "بغداد"، وحصل له بها القبول التامّ، وكان يحضر عنده أهل العلم من سائر الطوائف.
* راجع: الطبقات السنية 2: 199.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 346.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 200.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 347، ترجمة مستفيضة.
وقتل شهيدًا، يوم الجمعة، بـ "جامع همدان"، سنة اثنتين وخمسمائة، سادس صفر الخير.
* * *
917 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن علي بن محمد أبو إبراهيم، البشتنقاني
*.
بضم الباء الموحدة، وسكون الشين المعجمة، وفتح التاء المثناة من فوقها، وكسر النون، وفتح القاف، وفي آخرها النون: قرية على فرسخ من "نيسابور"، يقال لها:"بُشتنقان"، وهى إحدى مستنزهات "نيسابور".
تفقّه على العلّامة أبي العلاء صاعد، وسمع الحديث منه، وكان يعدّ نفسه من تلامذته.
قال عبد الغافر: في "السياق": رجل صالح مستور، مشتغل بالتجارة، وله مروءة، وثروة، ونعمة، وأقارب، وأعقاب.
سمع منه عبد الغافر المذكور، وقال: توفّي في ذي القعدة، سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
918 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن عيسى بن دولات البلكشهري المولد
،
* راجع: الطبقات السنية 2: 200.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 348.
نزيل الحرمين، ويعرف بالأوغاني *.
قدم مع أبيه عيسى من بلاده، وقطنا "بيت المقدس" عند الصامت، فمات أبوه بها، وتسلك هو بالشيخ الصامت، وعاد فقطن "مكّة"، وتسلك عليه الفقراء، وربما كان يقرئهم في الفقه.
وكان على قدم عظيم، من التلاوة، والصيام، وإدامة الاعتمار.
واختصر "جامع المسانيد" للخوارزمي، وسمّاه "اختيار اعتماد المسانيد" في اختصار أسماء بعض رجال الأسانيد.
قال السخاوي: رأيته بخطّه عند الشيخ عبد المعطي، وقال: إنه اختصره أيضًا الجمال محمود بن أبي العبّاس القونوي، وأبو البقاء بن الضياء، وأبدى في كلّ منهما علة، وفي كتابه أيضًا علل.
مات في ليلة الأربعاء، سابع المحرّم، سنة إثنتين وتسعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
919 - الحافظ العلامة الشيخ إسماعيل بن الشيخ غلام حسين بن حكيم كريم بخش بن حكيم غلام محي الدين بن المولوي محمد ساجد بن المولوي محمد فيض بن المولوي محمد شريف بن المولوي محمد أشرف
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 201.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 304، 305، وكشف الظنون 2:1681.
* * راجع: مقدمة أوجز المسالك ص 34.
هو صاحب المقامات الجزيلة، والكرامات الجليلة، مورث الألطاف الربانية، واقف العلوم الصمدانية.
وهو والد العلامة يحيى الكاندهلوي، الذي هو والد الشيخ محمد زكريا صاحب "أوجز المسالك" شرح "موطأ مالك".
توفي. . . . .
* * *
920 - الشيخ العالم الكبير المحدّث إسماعيل بن فتح الله بن عبد الله بن فيروز، اللاهوري
*.
كان من مرازبة كوكهر، ولد في أيام السلطان أكبر بن همايون التيموري، ولما طعن في الخامسة من سنّه ألقاه والده في مهد الشيخ عبد الكريم اللاهوري، فاشتغل عليه بالعلم، وقرأ الكتب الدرسيّة كلّها، ثم رحل إلى قرية على شاطئ "نهر جناب"، وكانت على عشرة أميال من "لاهور"، فاشتغل بها بالدرس والإفادة مدّة طويلة، ثم انتقل إلى "لاهور".
أخذ عنه الشيخ عبد الحميد، والشيخ تيمور، وجان محمد، وخلق كثير من العلماء.
مات في خامس شوّال سنة خمس وثمانين وألف بمدينة "لاهور"، فدفن بها، كما في "خزينة الأصفياء".
* * *
* نزهة الخواطر 5: 82.
921 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن الفضل
*.
قال: محمد بن شُجاع: سمعتُ إسماعيل بن الفضل، وأبا علي الرازي، وجماعة من أصحابنا، يذكرون أن أبا يوسف سُئل: أسَمِعَ منك محمد بن الحسن هذه الكتب؟ فقال أبو يوسف: سلوه.
فأتينا محمدًا، فسألناه، فقال: ما سمعتُها، ولكن أصحّحها لكم.
كذا في "الجواهر".
* * *
922 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن نوح النوحي، القاضي
* *.
تقدّم نسبه في ترجمة أخيه إسحاق، ويأتي أبوه في بابه إن شاء الله تعالى.
قال السمعاني، لما ذكر أخاه إسحاق في النوحي: والده، وإخوته، وأهل بيته، يقال لهم: نوحى، وهم علماء فضلاء. وذكر أن النسبة للجدّ، رحمهم الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 201.
وترجمته في الجواهر. المضية برقم 349.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 202.
وترجمته في الأنساب 570، والجواهر المضية برقم 350، وسبقتْ ترجمته باسم "إسماعيل بن إبراهيم" برقم 480.
923 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو سعيد الفقيه، الحجاجي
*.
ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
وتوفّي ليلة الأضحى، سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
حدّث عن أبي سعيد الصيرفي، وأبي القاسم السراج، وسمع الحافظ عبد الغافر الفارسي.
وسمع منه الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدّسي.
قال أبو الحسن، في "السياق": فقيه، شيخ معروف، من فقهاء أصحاب أبي حنيفة، كثير الحديث، مشهور به.
وقال أبو الفضل المقدسي في "أنسابه": فقيه على مذهب أبي حنيفة، لا أعلم أني رأيتُ حنفيًا أحسن طريقًا منه.
وقال السمعاني، في "الأنساب": الحجاجي: نسبة إلى الحجّاج، وهو إسم رجل، ومكان.
وذكر من ينسب إلى الرجل، ثم قال: وأما المنتسب إلى المكان، فهو أبو سعيد إسماعيل ابن محمد بن أحمد الحجاجي الفقيه، [كان] حسن الطريقة، روى عن القاضي أبي بكر الحيري، وغيره.
* راجع: الطبقات السنية 2: 202، 203.
وترجمته في الأنساب للسمعاني لوحة 156، والأنساب المتفقّة 38، والجواهر المضيّة برقم 351، والفوائد البهيّة 47، 48، وكتائب أعلام الأخيار برقم 254، واللباب 1: 278، ومعجم البلدان 2:203.
وكان ينسب إلى قرية من أعمال "بيهق"، يقال له حجاج. ولعلّه توفّي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
924 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب الكماري قاضي "واسط"، من بيت علم وفضل
*.
قال السمعاني: الكماري، بفتح الكاف، والميم، وبعد الألف راء: هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو إسم لجدّ بعض العلماء، وهو الطيّب بن جعفر بن كماري الواسطي.
قال: وجماعة من أولاده يعرفون بابن الكماري.
قلت: ذكره السمعاني عند ذكر الحجاجي، وقال أبو سعد إسماعيل بن محمد بن أحمد الحجاجي الفقيه على مذهب أبي حنيفة، كان حسن الطريقة، ذكره أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، وقال: لا أعلم حنفيا، أحسن طريقة منه، وسألته عن هذه النسبة، فقال: نحن من قرية قرى "بيهق"، يقال لها:"الحجاج".
* * *
925 -
الشيخ الفاضل إسماعيل بن
* راجع: الطبقات السنية 2: 203.
وترجمته في الأنساب 487، والجواهر المضية برقم 352.
محمد بن إسماعيل بن سعد الله، السعدي ابن الفقاعي، الحموي، كمال الدين، أبو الفدا *.
من فضلاء بلده، له معرفة بالقراءات، والنحو، والفقه، وهو حسن الأداء في القراءة، خبير بالتجويد، له النظم الجيّد، وعنده الفضل التام.
هو فقيه حنفي، ويخطبُ بحصن "صهيون"، مع إقامته بـ "حماة".
كذا قاله البرزالي، في "معجمه".
وكانتْ ولادته في شهر رجب، سنة إثنتين وأربعين وستمائة.
ومن شعره:
مَتَى عَايَنَتْ عَيْنايَ أَعْلامَ حاجِر
…
جعلتُ مَوَاطِي العِيسِ أَعْلَى مَحاجِري
وإِنْ لاحَ مِنْ أَرْضِ العَواصِمِ بارقٌ
…
رجعتُ بأحْشاءِ صَوَادٍ صَوَادِرِ
سَقَى اللهُ هاتِيكَ المواطِنَ والرُّبا
…
مَوَاطِرَ أَجْفانٍ هَوَامٍ هَواتِرِ
وحيَّ الْحَيا مِن ساكِنِ الحيِّ أَوْجُهًا
…
سَفَرْنَ بأْوارٍ زَوَاهٍ زواهرِ
بحيثُ زَمانُ الوصلِ غَضٌ ورَوْضَهُ
…
أريضٌ بأزهارٍ بَوَاهٍ بواهِرِ
وحيثُ جُفُونُ الحاسدين غضيضةٌ
…
رَمَقْنَ بأَرْماقٍ سِواهٍ سَوَاهِرِ
قال البزالي: توفّي خامس، أو سادس عضر جمادى الأولى، سنة خمس عشرة وسبعمائة، بـ "حماة". كنب إلي بذلك شهاب الدين ابن قرناص. انتهى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 203، 204.
وترجمته في الدرر الكامنة 1: 403، وطبقات القراء 1: 167، 168، وكشف الظنون 2:1172.
926 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفُقَّاعي، الحموي
*.
ولد سنة 642 هـ.
مقرئ، نحوي.
من آثاره: "شرح عمدة المفيد"، و"عدّة المجيد في معرفة لفظة التجويد" للسخاوي.
توفي سنة 715 هـ.
* * *
927 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد بن الحسن الحُسيني السيد، أبو إبراهيم كتب عنه أحمد بن محمد الخلمي، إملاء
* *.
من أقران أبي اليسر وأبي المعين. قاله في "الجواهر".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 2289.
وترجمته في طبقات القراء 2: 167، 168، وكشف الظنون 1172، 1701، 1984.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 204.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 353.
928 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد بن الحسن، أبو الفضل، الحاكم الكرابيسي، الفقيه، المذكر
*.
ذكره في "سياق نيسابور" فقال: شيخ فاضل، معروف، من الحنفية.
سمع الحديث من الخفاف، وطبقته.
أخبرنا عنه أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم.
وتوفّي سنة إحدى وستين وأربعمائة.
وذكره الثعالبي، في "تتمّة اليتيمة"، وقال في حقّه: من أشعر الفقهاء، وأفقه الشعراء، ومن العلم حشو ثيابه، والعقل والفضل من أوصافه وألقابه، يقول ويُحسن.
ثم أنشد له:
تَمَنَّيْتَ أن تَحْيَى حياةً هَنِيئَةً
…
وأن لا تَرَى كَرَّ الزَّمان بَلَابِلَا
رُوَيْدَكَ هذِي الدَّارُ سجْنٌ وقَلَّما
…
يَمُرُّ على المِسْجُونِ يومٌ بِلَابَلا
* * *
929 - إسماعيل بن محمد بن الحسن الزيلي، السيواسي (أبو البركات)
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 205.
وترجمته في تتمّة اليتيمة 2: 17، والشعر فيه، الجواهر المضية برقم 354.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 290. ترجمته في هدية العارفين 1: 218.
فقيه.
من آثاره: "الفرائد في شرح ملتقى الأبحر" في فروع الفقه الحنفي في مجلّدين.
توفي سنة 1048 هـ.
* * *
930 - العلم الكبير إسماعيل بن محمد بن سليمان، أبو الفضل، البيلقي الملقّب شمس الدين
*.
الإمام، العلّامة.
تفقّه عليه شمس الأئمة الكردري.
* * *
931 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد علي بن زين العابدين المحلّاتي النجفي
* *.
فقيه، أصوليّ، متكلّم.
* راجع: الطبقات السنية 2: 205.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 335.
وسيذكر المصنّف هذه النسبة في الأنساب.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 292.
ولد سنة 269 هـ.
درّس على والده بـ "طهران"، وهاجر إلى "بروجرد"، فأخذ عن علمائها، ثم جاور في "النجف" إلى أن توفّي في 13 ربيع الأول.
من تصانيفه: "تنقيح الأبحاث في النفقات الثلاث الزوجة الأقارب والمماليك"، و"نفائس الفوائد في مهمّات أصول الفقه"، و"لباب الأصول بإسقاط القشور والفضول"، و"أنوار العلم والمعرفة في أصول".
توفي سنة 1343 هـ.
* * *
932 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد بن محمد الحسين، أبو النجح ابن أبي الفضل، البزّار
*.
تفقّه على أبيه محمد، وروى عنه ابن النجّار.
ومات سنة سبع وستمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
933 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد بن مصطفى القونوي
،
* راجع: الطبقات السنية 2: 206.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 356، وهي هناك أكثر فائدة مما هنا.
(عصام الدين، أبو الفداء) *.
مفسّر، مشارك في بعض العلوم.
ولد بـ "قونية"، وتوفّي بـ "دمشق" في 12 صفر سنة 1195 هـ. من تصانيفه:"حاشية على أنوار التنزيل" للبيضاوي في التفسير في سبع مجلّدات، و"حاشية على المقدمات الأربع" لصدر الشريعة، و"الرسالة الضادية"، و"الرسالة العلمية"، و"شرح أربعين حديثًا".
* * *
934 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن محمد بن يحيى
* *.
قال في "الجواهر": حكى عنه ابن عساكر حكاية عن والده، تأتي في ترجمته. ولم يزد على ذلك.
* * *
935 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن مصطفى بن محمود
،
* راجع: معجم المؤلفين 2: 294.
وترجمته في سلك الدرر 1: 258، وهدية العارفين 1: 222، وفهرس الأزهريّة 1: 225، 486، وفهرس التيموريّة 1: 27، 193، والمكتبة البلديّة: وفهرس التفسير 18، وفهرست الخديوية 1: 168، 169، وإيضاح المكنون 1:142.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 206.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 357.
أبو الفتح الكلنبوي، الرومي، ويعرف بشيخ زاده *.
قاضٍ، حنفي، عثماني.
اشتهر بـ "الرياضيات والمنطق".
نسبته إلى بلدة "كلنبة" من ولاية "آيدين"، ووفاته سنة 1205 هـ في "تسالية"(من يني شهر) وكان قاضيا فيها.
له تصانيف، منها "دقائق البيان في قبلة البلدان" خمسة مجلّدات، في فقه الحنفية، و"البرهان" رسالة في المنطق، و"حاشية على البرهان"، و"رسالة في الربع المجيب" فلك، و"رسالة في القياس"، و"حاشية على شرح الدوّاني" للعقائد العضدية، و"رسالة في آداب البحث والمناظرة" في الظاهرية، (الرقم العام 6113)، وكتاب سمّي "كلنبوي على التهذيب" في المنطق، و"المراصد لتبين الحال في المبادي والمقاصد" في المدينة.
* * *
936 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن مصطفى عاكف بن بيرام
* راجع: الأعلام 1: 327.
وترجمته في عثمانلي مؤلفلري 2: 8 وذكر أنه من المتأخرين ولم يذكر وفاته.
ودار الكتب: ملحق الجزء الأول 54، وهدية 1: 22، ومخطوطات الدار 1: 271، 394، والأزهرية 3: 348، 395، 403، وطوبقبو 3: 703، ومعجم المطبوعات 1165، 1565، ومخطوطات الرياض 7: 33، ومجلة مجمع اللغة 48: 896، ومخطوطات الظاهرية، الفلسفة 210.
المرزيفوني، ثم الأماسي، الرومي، أحد مدرّسي "القسطنطينية" *.
من آثاره: "قصائد عينية وميمية"، و"مقسم الفنون".
توفي سنة 1192 هـ.
* * *
937 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن مصطفى الأرضرومي، الشهير بـ "تائب
" * *.
عالم مشارك في بعض العلوم.
تولّى القضاء بـ "عينتاب"، وتوفّي بـ "القسطنطينية".
من تصانيفه: "حاشية على شرح الفرائد الليثية" للقازآبادي، و"حاشية على أوائل شرح الكافية" للجامي، و"شرح منتهى السؤل والأمل" في علمي الأصول والجدل لابن الحاجب.
توفي سنة 1214 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 296.
وترجمته في هدية العارفين 1: 221، 222، وإيضاح المكنون 2:545.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 295.
وترجمته في إيضاح المكنون 2: 572، وهدية العارفين 1:222.
938 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن مصطفى الكلنبوي، الرومي، (أبو الفتح) عالم بالمنطق وآداب البحث والمناظرة
*.
قاضٍ تولّى القضاء ببلدة "يكي شهر".
من آثاره: "البرهان في علم الميزان"(ميزان المنطق)، و"حاشية على تهذيب المنطق"، و"الآداب في المناظرة"، و"المراصد لتبيين الحال في المبادي والمقاصد"، و"الإمكان الفاضل في المحتمل من المنطق".
توفي سنة 1205 هـ.
* * *
939 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن ناصر بن طاهر الحسيني، (برهان الدين)
* *.
مفسّر، متكلّم.
توفّي في شوّال سنة 686 هـ.
من تصانيفه: "تفسير القرآن الكريم" في سبع مجلّدات، و"كتاب في أصول الدين".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 296.
وترجمته في هدية العارفين 1: 222، وإيضاح المكنون 1: 179، 559.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 298.
940 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن هبة الله بن محمد هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر بن أبي جرادة، أبو صالح، عرف بابن العديم
*.
من بيت كبير مشهور.
مولده بـ "حلب"، سنة عشر وستمائة، وسمع بها من جدّه أبي غانم محمد.
وقدم "مصر"، وحدّث بها بـ "جزء أبي علي الكندي" بسماعه من الحسين بن صصري.
مات في المحرّم، سنة أربع وتسعين وستمائة. كذا في "الجواهر".
وترجمه في "درة الأسلاك"، فقال: رئيس أصيل، ومسند جليل، بيته عامر بأهله، وفرعه مثمر بمحاسن أصله.
أكثر من سماع الحديث، واستمطر من الأخبار النبوية أي غيث مُغيب.
سمع بـ "حلب" و"حماة" و"دمشق" و"مصر" و"الحجاز"، وتقدّم بما رواه عن الحفاظ بالبلاد المذكورة، وامتاز.
وكانتْ وفاته بـ "حلب"، عن سبع وسبعين سنة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطبقات السنية 2: 206، 207. وترجمته في الجواهر المضية برقم 358.
941 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن يحيى بن علي بن يحيى، مجد الدين، ابن أشرف الدين، المهاجري، الكردي، السنهوتي - بمهملة مفتوحة ثم نون ساكنة، بعدها هاء مضمومة، وآخره تاء مثناة - الأصل القاري، الشطرنجي
*.
أخو القاضي شمس الدين محمد، المعروف بابن يحيى.
ولد في أواخر سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، أو أوائل التي تليها، بـ "القاهرة"، ونشأ، فحفظ القرآن الكريم، و"قصيدة يقول العبد"، و"الكنز"، و"المنظومة النسفية"، و"المنار"، و"ألفية النحو"، وعرض على عبد السّلام البغدادي، وابن الهمام، وغيرهما، وحضر دروس الأفاضل.
وكان في الشطرنج عالية زمنة، وتميّز، وفاق في كثرة المحفوظ، نظمًا، ونثرًا مع مشاركة في الفضائل، وعقل وسكون.
وحجّ، وجاور بالحرمين. وسمع بـ "المدينة" من أبي الفرج المراغي.
وطاف البلاد، واشتهر عند أكابر الناس، وولي المناصب، ثم رغب عنها.
قال السخاوي: ورأيتُ منه أمرًا بديعًا غريبًا، وهو أنه إذا ذكر كلام يسابق لبيان عدد حروفه عند تمامه، فلا يخرم، وأمره في ذلك وراء العقل، حتى في الكلام الكثير.
* راجع: الطبقات السنية 2: 530، 531.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 308، 309.
قال: ومن نظمه، مما أنشدنيه في غصون:
إنَّ قَلْبِي هامَ وَجْدًا
…
ووُلُوعًا بِحِمَاكْ
فَلِذَا ذُبْتُ غَرامًا
…
واشْتِيَاقًا لِلِقَاكْ
يا غُصونًا في رِيَاضٍ
…
مِن زُهُورٍ وأراكْ
أنتَ قد أَضْنَيتَ قلبِي
…
فشِفَائِي في شِفَاكْ
في أبيات.
* * *
942 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن اليسع بن الربيع، أو ابن الربيع بن اليسع الكندي، الكوفي، أبو الفضل، وأبو عبد الرحمن
*.
كان من أهل "الكوفة"، ومن أهل المائة الثانية.
أخذ عن أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه، وسمع من محمد بن عمرو بن علقمة، وغيره. روى عنه عبد الله بن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وأبو صالح الحرّاني، وغيرهم.
قال أبو عمر الكندي: كانتْ ولايته - يعني قضاء "مصر" - بعناية يعقوب بن داود وزير المهدي، وهو أول كوفي ولّي القضاء بـ "مصر" على رأي أبي حنيفة، وذلك بعد موت ابن لهيعة، سنة أربع وستين.
* راجع: الطبقات السنية 2: 208 - 210.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 361، وهو فيه "إسماعيل بن النسفي الكندي"، ورفع الإصر 1: 126 - 128، القضاة للكندي 60.
وقال سعيد بن أبي مريم: أول مَنْ أدخل مذهب أبي حنيفة "مصر" إسماعيل بن اليسع، وكانوا لا يعرفونه، وكان من خير قضاتنا، إلا أنه كان مذهبه إبطال الأحباس، فثقل ذاك على أهل "مصر"، وأبغضوه.
وقال يحيى بن بكير: كان فقيهًا مأمونًا، وكان يُصلّي بنا الجمع وعليه كساء مربّع من صوف، وقطن، وقلنسوة من خزّ.
وقال خلف بن ربيعة، عن أبيه، وعن غير واحد: كان إسماعيل رجلًا صالحًا، وكان في زمن ولايته القضاء أمير "مصر" إبراهيم بن صالح، وصاحب البريد سراج بن خالد، فأراداه على الحكم لهما بشيء، فلم يُطعهما، فاحتالا عليه، فاستدعاه غشامة بن عمرو، فأطعمه سمكًا، ثم أدخله الحمّام، فمرض، فكتبا إلى الخليفة: إن إسماعيل حصل له فالج، فكتب: يعود غوث بن سليمان إلى القضاء.
وعن أحمد بن سعيد بن أبي مريم، قال: سمعتُ عمّي يقول: قدم علينا إسماعيل بن اليسع الكوفي قاضيًا، بعد ابن لهيعة، وكان من خير قضاتنا، غير أنه كان يذهب إلى قول أبي حنيفة، ولم يكن أهل "مصر" يعرفون مذهب أبي حنيفة.
ونقل ابن حجر، في "رفع الإصر عن قضاة مصر" عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء رجل إلى الليث بن سعد، فقال: ما تقول في رجل قال لرجل يا مأبون، يا من يُنكح في دبره؟
فقال له الليث: إيت إلى القاضي فاسأله.
فقال: صرت إليه، فسألته، فقال لي: يقول له مثل ما قال له.
فقال الليث: سبحان الله، وهل يقال هذا؟ قال: فكتب الليث إلى الخليفة، فعزله.
قال: وجاء الليث إلى إسماعيل، فجلس بين يديه، فقام إسماعيل، واجله، وأمره أن يرتفع، فقال: ما جئت إليك زائرًا، وإنما جئتُ إليك مخاصمًا.
قال: في ماذا؟ قال: في أحباس المسلمين، قد حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، فمن بقي بعد هؤلاء!!
وقام، فكتب إلى المهدي، فورد الكتاب بعزله، فأتاه الليث، فجلس إلى جنبه، وقال للقارئ: اقرأ كتابَ أمير المؤمنين.
فقال له إسماعيل: يا أبا الحارث، وما كنت تصنع بهذا! والله لو أمرتني بالخروج لخرجتُ من البلد.
فقال له الليث: إنك والله - ما علمتُ - لعفيف عن أموال الناس.
وكان ورود الكتاب بعزله في جمادى الأولى، سنة سبع وستين ومائة.
* * *
943 - الشيخ الفاضل إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان، أبو الحسن، التنوخي، الأنباري أحد فضلاء البيت المشهور
*.
* راجع: الطبقات السنية 2: 208.
وترجمته في تاريخ بغداد 6: 301، 302، والجواهر المضية برقم 359، وكشف الظنون 2:1378.
حدّث بـ "بغداد"، عن أبي العبّاس أحمد بن محمد البرتي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد ابن غالب التمتام، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، بهلول بن إسحاق، وغيرهم.
وروى عنه ابن أخيه أحمد بن يوسف بن يعقوب الأزرق، وغيره.
وكان حافظًا للقرآن، عالمًا بأنساب "اليمن"، كثير الحديث، ثقةً، صدوقًا.
وكانتْ ولادته بـ "الأنبار"، سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
ومات بها، في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
944 - الشيخ الفاضل إسماعيل الأمير الحسيني، الفارابي
*.
توفي سنة 894 أرْبَعْ وَتِسْعين وَثَمَانِمائَة.
لَهُ "شرح فصوص الْحِكْمَة" فِي الْمنطق، رَأَيْت نُسْخَة الْكتاب، قَالَ: فرغ من تصنيفها سنة 891 هـ.
* * *
945 - الشيخ الفاضل إسماعيل، الرومي، القرماني، كمال الدين
* راجع: هدية العارفين 1: 217.
أحد فضلاء "الديار الرومية"، المشهور بـ "قرا كمال" *.
أخذ العلم عن المولى الخيالي، وغيره، ودرّس ببعض المدارس.
ولما كان مدرّسًا بإحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنة"، كان القاضي بها إذا ذلك عبد الرحمن بن المؤيّد، فوقع بينهما بعض التنافر، بسبب الاختلاف في مسألة من المسائل العلمية، وبقي ذلك في خاطر ابن المؤيّد، فلمّا ولّي قضاء العسكر عزله عن التدريس، وعيّن له كلّ يوم سبعين درهمًا عثمانيًا، بطريق التقاعد، فقنع بذلك، ولزم بيته، واشتغل بالعلم والعبادة، إلى أن مات، تغمّده الله تعالى برحمته.
ومن تصانيفه: "حواش على الكشاف"، و"حواش على تفسير القاضي البيضاوي"، و"حواش على شرح الوقاية" لصدر الشريعة، و"حواش على حاشية شرح العقائد" للخيالي، و"حواش على شرح المواقف" للسيّد الشريف، وله غير ذلك.
* * *
946 - الشيخ الفاضل العلامة إسماعيل السنبهلي
* *.
من تلامذة الشيخ العلامة أنور شاه الكشميري، رحمه الله تعالى.
بايع في الطريقة على يد العلامة السيّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى، وأجازه للإرشاد والتلقين.
توفي. . .
* راجع: الطبقات السنية 2: 211. وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 505، 506، والفوائد البهية 49، وكشف الظنون 1481.
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 255.
947 - الشيخ العارف بالله تعالى المولى إسماعيل الشرواني
*.
قرأ أولا على علماء عصره، منهم: العلامة جلال الدين الدوّاني، ثم خدم الشيخ العارف بالله تعالى خواجه عبيد الله السمرقندي، وتربى عنده، وصار من أكمل أصحابه، ولما مات هو رحمه الله تعالى ارتحل إلى "مكّة الشريفة". وتوطّن هناك إلى أن توفّي في قريب من أربعين وتسعمائة، وأتى رحمه الله بلاد "الروم" في زمن السلطان بايزيدخان.
كان رجلًا معمرًا، طويل القامة، وقورًا، مهيبًا، منقطعًا عن أحوال الناس، مشتغلًا بنفسه، وكان له حسن معاشرة مع الناس، يستوي عنده الصغير والكبير، والغني والفقير.
وكان له فضل عظيم في العلوم الظاهرة، وكان يدرّس بـ "مكة الشريفة""كتاب البخاري"، و"تفسير البيضاوي"، نوّر الله تعالى مرقده.
* * *
948 - الشيخ الفاضل إسماعيل، القرباغي، النجفي
* *.
صنّف "شرح المعالم"، وتوفّي بـ "النجف" في حدود سنة 1327 هـ.
* * *
* راجع: الشقائق النعمانية 214.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 287. ترجمته في أعيان الشيعة 12: 111.
949 - الشيخ الفاضل إسماعيل الكوراني، (شمس الدين)
*.
مفسّر، محدّث.
توفّي سنة 893 هـ بـ "القسطنطينية".
من آثاره: "تفسير القرآن"، سمَّاه "غاية الأماني"، و"شرح صحيح البخاري".
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية" ص 49: يعلم من كلام صاحب "كشف الظنون" في مواضع أن اسمه أحمد بن إسماعيل، فإنه قال عند ذكر شرّاح "الشاطبية": أحسن شروحها، وأدقّها "شرح الشيخ برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري، المتوفى سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة. أوله: الحمد لله مبدئ الأمم. إلخ. وعليه تعليقة لشمس الدين أحمد بن إسماعيل الكوراني، مات سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة. انتهى. وقال عند ذكر شروح "الجامع الصحيح" للبخاري: وشرح المولى الفاضل أحمد بن إسماعيل بن محمد الكوراني الحنفي، المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة. وهو شرح متوسّط، أوله: الحمد لله الذي أوقد من مشكاة الشهادة. إلخ. وسمّاه "الكوثر الجاري على رياض البخاري". ردّ في كثير من المواضع على الكرماني، وابن حجر، وبين مشكل اللغات، وضبط أسماء الرواة في موضع الالتباس. وذكر قبل الشروع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم إجمالا، ومناقب المصنّف.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 288.
وترجمته في الفوائد البهية 48، 49.
وفرغ منه في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وثمانمائة بـ "أدرنة". انتهى. وقال في حرف الغين: "غاية الأماني في تفسير الكلام الربّاني" للمولى أحمد بن إسماعيل الكوراني، المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، أورد فيه مؤاخذات كثيرة على الزمخشري والبيضاوي، أوله: الحمد لله المتوحّد بالإعجاز في النظام. فرغ من تأليفه سنة سبع وستين وثمانمائة، ثالث رجب. انتهى. قلت: ضبط السمعاني الكوراني بضم الكاف وفتح الراء المهملة، بينهما واو، بعد الراء ألف في آخره نون، هذه النسبة إلى "كوران"، وهى إحدى قرى "إسفراين". انتهى. فلعلّ هذا الفاضل منها. وقد ذكره صاحب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية" في الطبقة السادسة الموضوعة لذكر علماء دولة مراد خان بن محمد خان، قال: ومنهم: العالم الفاضل المولى شمس الدين أحمد بن إسماعيل الكوراني، كان عارفا بعلم الأصول، قرأ ببلاده، ثم ارتحل إلى "القاهرة"، وقرأ هناك القراءات والحديث والتفسير، أجاز له علماؤها، منهم: ابن حجر، ثم إن المولى يكان محمد بن أدمغان، لما دخل "القاهرة" في سفره إلى "الحجاز" أخذه معه، وأتى به إلى السلطان. انتهى ملخَّصا.
* * *
950 - الشيخ الفاضل إسماعيل حقّي بن مصطفى الإسلامبولي، الخلوتي، المولى أبو الفداء
*.
* راجع: الأعلام 1: 313. =
متصوّف مفسّر.
تركيّ مستعرب.
ولد في "آيدوس" Aidos وسكن "القسطنطينية"، وانتقل إلى "بروسة"، وكان من أتباع الطريقة (الخلوتية)، فنفي إلى تكفور طاغ، وأوذي.
وعاد إلى "بروسة"، فمات فيها.
له كتب عربيّة، وتركيّة.
فمن العربية: "روح البيان في تفسير القرآن" أربعة أجزاء، يعرف بـ "تفسير حقي"، و"الرسالة الخليلية" تصوّف، و"الأربعون حديثا"
قلت: واقتنيتُ نسخة من كتاب له، سمّاه، هو أو ناسخه (الفروقات) في مجلّد، ابتدأه بالكلام على قواعد الكتابة العربية، ثم جعله معجمًا مرتّبًا على الحروف، في موضوعات مختلفة، وأتى بعده بباب، عنوانه:(الفوائد)، وختمه بباب في (الفروق من فنون شتى).
توفي سنة 1127 هـ.
* * *
= وترجمته في هدية العارفين 1: 219، 220، واكتفاء القنوع 500، ومعجم المطبوعات 441، 442، وفهرست الخديوية 1: 175، وفهرس التفسير 27، وفهرس الأزهرية 1: 230، 233، وفهرس التيمورية 1: 37، 58، 74، 164، والكشاف 28، وإيضاح المكنون 1: 74، 409، 586، 2: 26، 41، 86، 275، 296، 318، 342، 631، 632، 674، 708، كتبخانه أياصوفيه 15، وكتبخانه فيض الله آفندي 6، وكتبخانه سليميه 4، كتبخانه أسعد أفندي 88.
951 - الشيخ الفاضل إسماعيل أبو الشامات
*.
فقيه.
من آثاره: "سلوك أولي النظر لحلّ عقود الدرر" في فروع الفقه الحنفي.
كان حيا 1259 هـ.
* * *
952 - الشيخ الفاضل إسماعيل عَاصِم بن مُحَمَّد أفندي، رَئِيس الْكتاب، الشهير بجلبيّ زَاده، مفتي الإسلام الرُّومِي
* *.
توفي سنة 1173 ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة وألف.
لَهُ "التَّارِيخ" للعثماني من سنة 1135 هـ إِلَى سنة 1141 هـ، تركي، مطبوع، و"ديوَان شعره"، تركي.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 272.
وترجمته في فهرس الأزهرية 2: 184.
* * راجع: هدية العارفين 1: 221.
953 - الشَّيْخ إسماعيل فهيم بن الشَّيْخ إبراهيم حقّي الأرضرومي، الصوفي
*.
الْمُتَوفَّى سنة. . .
لَهُ "معيار الأوقات"، تركي، فرغ مِنْهَا سنة 1193 هـ.
* * *
954 - الشيخ الفاضل إسماعيل كَمَال الأمي القراماني من مشايخ الخلوتيه
* *.
مَاتَ فِي بَلَده سنة 880 ثَمَانِينَ وَثَمَانِمائَة.
لَهُ "ديوَان الإلهيات" كَبِير.
* * *
955 - الشيخ الفاضل إسماعيل كمال (باشا)، الرمي
* * *.
* راجع: هدية العارفين 1: 222.
* * راجع: هدية العارفين 1: 216.
* * * راجع: معجم المؤلفين 2: 288.
ترجمته في هدية العارفين 1: 223.
مفسّر، له "تفسير سورة الإخلاص".
توفي سنة 1310 هـ.
* * *
956 - الشيخ الفاضل إسماعيل كَمَال الدين الْمدرّس القرماني الرُّومِي، الْمَعْرُوف بِابْن الْمُسْتَوْفي المتخلّص بكمالي
*.
توفي سنة 920 أربعين وَتِسْعمِائَة.
من تصانيفه: "تَارِيخ" من الْخلقَة إِلَى سنة 900 هـ، وحَاشِيَة على "المواقف"، حَاشِيَة على "الْوِقَايَة" لصدر الشَّرِيعَة، و"شرح أنوار التَّنْزِيل" للبيضاوي، وعَلى "الْكَشَّاف".
* * *
957 - الشيخ الفاضل إسماعيل المتكلم
* *.
له كتاب "الكافي"، وكتاب "الصلاة"، وكتاب "شرح العمدة".
وهو إمام كبير، يلقّب، بـ "قاضي القضاة".
وله ابن إمام كبير، يقال له: برهان الدين إبراهيم، تقدّم.
* * *
* راجع: هدية العارفين 1: 217.
* راجع: الطبقات السنية 2: 210.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 360.
958 - الشيخ المفتي إسماعيل محمود بسم الله الدابيلي
*.
كان علامة كبيرا، وفقيها ضليعا.
وكان مدير الجامعة "دابيل" بعد الشيخ العلامة عمر بزرك السملكي، رحمه الله تعالى، ويفتي سنين كثيرة.
توفي. . .
* * *
959 - الشيخ الفاضل إسماعيل مفيد بن علي العطّار، الرومي، النقشبندي، من موالي الحرمين عالم
* *.
أديب، خطّاط، مشارك في أنواع من العلوم.
ولد سنة 1132 هـ، توفّي في شوّال سنة 1217 هـ.
من تصانيفه: "حاشية على تفسير جزء النبأ" للبيضاوي، و"حاشية على شرح الآداب" لطاشكبري زاده، و"شرح الشمائل النبوية" المسمّى بـ "أشرف الوسائل"، و"شرح الأربعين النووية"، و"شرح دلائل الخيرات".
* * *
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 23.
* * راجع: معجم المؤلفين 2: 297.
وترجمته في هدية العارفين 1: 223، وكتبخانه أسعد أفندي 23.
960 - الشيخ الفاضل إسماعيل نبيل بن عبد الله الأخسقه وي الرُّومِي، الْمدرّس بـ "قسطنطينية
" *.
الْمُتَوفَّى بهَا سنة 1278 ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وألف.
صنّف "مَفَاتِيح التَّحْقِيق فِي الْعُلُوم الآلية"، مطبوع فِي مُجَلد.
* * *
961 - الشيخ الفاضل إسماعيل نعيم بن إبراهيم العلائيه وي أَبُو إسحاق، مفتي الإسلام، الرُّومِي
* *.
ولد سنة 1055 هـ، وَتوفي سنة 1137 سبع وَثَلَاثِينَ وألف.
لَهُ "مَجْمُوعَة الْفَتَاوَى".
* * *
962 - الشيخ الفاضل إسماعيل وهبى بن مُحَمَّد بن مصطفى القونوي، عِصَام الدين أَبُو الْفِدَاء
* * *.
* راجع: هدية العارفين 1: 222.
* * راجع: هدية العارفين 1: 220.
* * * راجع: هدية العارفين 1: 222.
رَئِيس الْعلمَاء الرومية هُوَ أول من درس التَّفْسِير بِحُضُور السلاطين.
توفي فِي صفر من سنة 1195 خمس وَتِسْعين وَمِائَة وألف عَائِدًا من الْحَج بِـ "دِمَشْق".
وَدفن بـ "الصالحية".
لَهُ حَاشِيَة على "أنوار التَّنْزِيل" للبيضاوي فِي سبع مجلّدات، وحَاشِيَة على "الْمُقدمَات الأربع" لصدر الشَّرِيعَة، و"الرسَالَة الضادية"، و"الرسَالَة العلمية"، و"شرح ديوَان حَافظ الشِّيرَازِيّ".
* * *
963 - العارف بالله تعالى الشيخ محي الدين الأسود
*.
صحب مع الشيخ حاجي خليفة، وأخذ عنه التصوّف، وكان صاحب معرفة وأدب وعبادة وزهد، قدّس سرّه.
* * *
* راجع: الشقائق النعمانية 261.
باب من اسمه أشرف
964 - الشيخ الفاضل السيّد الشريف العلّامة العفيف أشرف بن إبراهيم الحسني، الحسيني، السمناني، المشهور بـ "جهانكير
" *.
ولد بمدينة "سمنان"، وشبل في نعمة أبيه، ونشأ نشأة أبناء الملوك، وحفظ القرآن بالقراءات السبع، ثم اشتغل بالعلم على أساتذة عصره، وقرأ فاتحة الفراغ، وله أربع عشرة سنة، قام بالملك في التاسع عشر من سنّه مقام والده، فاشتغل بمهمّات الدولة مع اشتغاله بصحبة الشيخ ركن الدين علاء الدولة السمناني، وخلق آخرين من العلماء والمشايخ، ولم يزل كذلك مدّة من الزمان، ثم خلع نفسه، وترك السلطنة، وله ثلاث وعشرون سنة، فأقام مقامه أخاه محمدا، وظعن إلى "الهند"، ودخل "أج"، فصحب الشيخ جلال الدين الحسين بن أحمد البخاري، وأخذ عنه، ثم ارتحل إلى "بهار" لزيارة الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري، فوصل إليها حين انتقل الشيخ المذكور إلى رحمة الله سبحانه، فصلى عليه صلاة الجنازة، وذهب إلى "بندوه"، وسعد بصحبة الشيخ علاء الدين عمر بن أسعد اللاهوري، ولبس منه الخرقة، وله
* راجع: نزهة الخواطر 3: 25 - 27.
سبع وعشرون سنة، فلازمه أربعة أعوام، ثم وجّهه الشيخ إلى "جونبور"
(1)
، فرحل إليها، ومكث بها مدّة، ثم دخل "كجهوجهه" وسكن بها.
وكان عالمًا كبيرًا، عارفًا مسفارًا، لم يتزوّد، ولم يزل يسافر، ويدرك المشايخ، ويأخذ عنهم، فأول ما سافر بعد ما ألقى عصا ترحاله في "كجهوجهه". إلى العرب والعراقين، وأدرك في ذلك السفر الكبار من المشايخ والعلماء، منهم: الشيخ عبد الرزّاق الكاشي، قرأ عليه "الفصوص"، و"الفتوحات"، و"الإصلاح الكبير"، ومنهم: الشيخ بهاء الدين محمد النقشبندي البخاري، أخذ عنه الطريقة النقشبندية، وكان رفيقه في ذلك السفر الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري، ثم سافر مرّة ثانية، ودار الربع المسكون مرافقًا للشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني.
ومن مصنّفاته الأشرفية: "مختصر في النحو"، وتعليقات على "هداية الفقه"، و"الفصول" - مختصر في أصول الفقه -، وشرح له على "عوارف المعارف"، وشرح على "فصوص الحكم"، كلاهما في التصوف، وله "قواعد العقائد" في الكلام، و"أشرف الأنساب" مختصر "بحر الأنساب" في الأنساب والسير، و"بحر الأذكار"، و"فوائد الأشرف"، و"أشرف الفوائد"، و"بشارة الذاكرين"، و"تنبيه الإخوان"، و"حجّة الذاكرين"، و"الفتاوى الأشرفية"، وتفسير القرآن المسمّى بـ "النور بخشية"، و"الأوراد الأشرفية"،
(1)
"جون بور": مدينة عامرة على بضعة فراسخ من "بنارس"، وكانت قصبة بلاد الشرق في القديم، بناها فيروز شاه الدهلوي، وسماه باسم ابن عمّه محمد شاه تغلق "جه بور"، فتغيّر على أفواه الرجال بـ "جونبور"، فيها أبنية رفيعة، ومدارس، وجوامع من أبنية السلاطين الشرقية، يدرّس بها ملك العلماء شهاب الدين الدولة آبادي.
و"ديوان شعر"، و"مرآة الحقائق"، و"كنز الدقائق"، و"رسالة في جواز سماع الغناء"، و"بشارة المريدين"، و"إرشاد الإخوان"، و"رسالة في جواز اللعن" على يزيد، وله "مكتوبات"، جمعها نظام الدين اليمني، وله "ملفوظات"، جمعها الشيخ نظام المذكور في "اللطائف الأشرفية".
وكانت وفاته في الثامن والعشرين من محرَّم الحرام سنة ثمان وثمانمائة، وقبره في "كجهوجهه" مشهور ظاهر يزار، كما في "مهر جهان تاب".
* * *
965 - الشيخ الفاضل أشرف بن محمد، أبو سعيد "قاضي نيسابور
" *.
أحد أصحاب أبي يوسف، تفقّه عليه، وأخذ عنه، وسمع منه، ومن إسماعيل بن عياش، وسلام بن سليم الكوفي، في آخرين.
روى عنه محمد بن الحسن البخاري، وغيره. ذكره في "الجواهر".
* * *
966 - الشيخ الفاضل أشرف بن نجيب بن محمد بن محمد، أبو الفضل، الكاساني الإمام، الأستاذ، الملقّب أشرف الدين
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 212. وترجمته في الجواهر المضية برقم 362.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 212. =
توفي بـ "كاشغر"، مدينة من بلاد المشرق.
ومن مشايخه شمس الأئمة الكردري، والقاضي محمود بن الحسن البلخي، وعدنان بن علي عمر الكاساني، ومحمد بن الحسن بن محمد الدهقان الإمام الكاساني.
قاله في "الجواهر".
* * *
967 - الشيخ الفاضل أشرف بن يوسف بن أينال الطرازي
*.
فقيه.
من آثاره: "مختصر فتاوى قاض خان"، فرغ منه سنة 761 هـ.
توفي سنة 761 هـ.
* * *
968 - الشيخ الفاضل الطبيب الماهر أشرف الكاندهلوي
* *.
من أخصّ تلامذة المفتي إلهي بخش الكاندهلوي.
= وترجمته في الجواهر المضية برقم 363، والفوائد البهية 49، وكتائب أعلام الأخيار برقم 438.
* راجع: معجم المؤلفين 2: 302. وترجمته في إيضاح المكنون 2: 444
* * حالات مشايخ كاندهله ص 29.
كان ماهرا في المعقولات والمنقولات.
صنّف "كتاب بحر العلاج"، و"تفسير سورة يوسف" بالنظم.
أقام في "خانفور" من مضافات "بلند شهر" من أرض الهند.
توفي سنة 1247 هـ.
* * *
969 - الشيخ الفاضل الفقيه البارع الضليع المحدّث الكبير الإمام الهمام أشرف علي بن عبد الحق التهانوي
*.
كان رحمه الله من العلماء العباقرة الأفذاذ، والدعاة البررة المخلصين، الذين أناروا في "الهند" مصابيح التجديد، باهرة الشعلة، ساطعة النور، وأخلصوا حياتهم لإعلاء كلمة الله، وإحياء علوم الدين، مرابطين على ثغور الإسلام، مثابرين في الدعوة إليه، ومصابرين على ما يصيبهم في هذا السبيل.
ولد رحمه الله صباح الخامس من ربيع الثاني سنة 1280 من الهجرة النبوية على صاحبها السلام، في أسرة كريمة، يبلغ نسبُها إلى أمير المؤمنين سيّدنا عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، وأرضاه، بقرية "تهانه بهون" التابعة لمدينة "مظفّر نغر"، وهي تعتبر من القرى التي عرفت في البلاد الهندية
* راجع: سيرة أشرف ص: 137 عن وعظ الباطن ص: 137. أيضًا عن ذم النسيان: ص 15.
وترجمته في أشرف السوانح 2: 43، 179، وسيرة أشرف ص 280، وإعلاء السنن 1: 9 - 23، ونزهة الخواطر 8:68.
برجالها المبرّزين، وعلمائها المهَرَة، وأوليائها الكبار، مثل العلامة المحقّق الشيخ محمد أعلى التهانوي، صاحب "كشّاف اصطلاحات الفنون"، تلك الموسوعة العلمية الكبيرة، التي حازتْ ثناء أهل العلم وثقة أهل المعرفة في مشارق الأرض ومغاربها - ومثل العلامة الشيخ محمد التهانوي، والحافظ محمد ضامن الشهيد، والعارف المحقّق إمداد الله المهاجر المكّي، الذين لقّبوا في أنحاء هذه البلاد بالأقطاب الثلاثة، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.
ولد حكيم الأمة رحمه الله في هذه القرية العامرة بالعلم والدين، والورع والتقي، وترعرع في بيئة دينية خالصة، وحفظ فيها القرآن، وتعلّم مبادئ الفارسية والعربية وعلوم الدين على أيدي أساتذة مهَرَة، وكان منذ نعومة أظفاره مكبّا على العلم والعلماء، ميّالا إلى الطاعات، بعيدا عن اللهو.
وكان من رقّة طبعه منذ ميعة صباه أنه لم يكن يتحمّل النظر إلى بطن أحد، وهو عريان، وكان إذا فاجأه صبي من الصبيان ببطنه المكشوف غلبه القيئ، فكان الصبيان يعاكسونه، ويكشفون أمامه عن بطونهم ليقئ، فكان رحمه الله ربما يتعب منه القيئ مرّة بعد أخرى، وكانت هذه الرقّة في طبعه سببا تكوينيا من الله تعالى، جعلتْه لا يميل إلى مخالطة عامة الصبيان، فأصبح بعيدا عن لهوهم وعبثهم.
وقد تعوّد رحمه الله صلاة الليل، وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وكانت زوجة عمّه ربما تستيقظ في منتصف الليل، وتراه يصلّي، فتحاول إشفاقا عليه أن يقلّل منها، ولكنّه لتأصّلها في نفسه لا يهتمّ بهذا، ويستمرّ في صلاته.
وهكذا صار يتعلّم في وطنه مبادئ العلوم الدينية، حتى إذا بلغ الخامس عشر من عمره رحل إلى "دار العلوم ديوبند"، وكانت - ولا تزال - أكبر مركز للعلوم الدينية في "الهند"، وجامعة علمية مكتثّة بأولي العلم والفضل
والمعرفة والتقوى، ومنهَلا عذبا من مناهل العلم والدين، قد صدر منه ألوف من الرجال بعلم غزير، وخبرة واسعة، ونظر عميق، وعمل صالح، وتصلّب ديني، ومذاق سليم في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله.
فدخل رحمه الله هذه الدار المباكة، وتلقّى جميع العلوم العربية والأدبية، والعقلية والنقلية، لدى أساتذة
(1)
، قد جدّدوا ذكريات القدماء في سعة اطلاعهم وجودة إتقانهم، مثل الإمام المجاهد الكبير الشيخ محمود الحسن الديوبندي، الذي لقّب بـ "شيخ الهند" لمكانته الرفيعة في العلم والتّقوى، ولجهوده البنّاءة المتواصلة في سبيل تحرير "الهند" من أيدي الاستعمار الإنكليزي الغاشم، ومثل مولانا العارف المحقّق الشيخ محمد يعقوب النانوتوي، الذي عرف ببراعته في جميع العلوم والفنون، واشتغاله بالذكر والطاعات، ومثل الإمام الفيلسوف مولانا الشيخ محمد قاسم النانوتوي، مؤسِّس دار العلوم بـ "ديوبند"، الذي طارَ صيتُه في دقّة نظره وعمق فكره، ومؤلّفاته البديعة في علم الكلام والعقائد والفقه والحديث، ومثل مولانا الشيخ سيّد أحمد الدهلوي، الذي بلغ في العلوم العقلية الذروة، وكان قد نبغ في العلوم الرياضية بمجرّد المطالعة من غير أن يدرسها عند أستاذ.
(1)
قال الشيخ عبد الحي الحسني: وقرأ الشيخ التهانوي المختصرات على مولانا فتح محمد التهانوي، والمولوي منفعت علي الديوبندي، وقرأ أكثر كتب المنطق والحكمة وبعض الفقه والأصول على مولانا محمود حسن الديوبندي المحدّث، وأكثر كتب الفقه والأصول وبعض الحديث على مولانا محمود، والفنون الرياضية والمواريث على شيخنا السيّد أحمد الدهلوي، والحديث والتفسير على مولانا يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي: كلها في المدرسة العالية بـ "ديوبيد".
وبالجملة، فقد عاش حكيم الأمة التهانوي رحمه الله في "دار العلوم" بين هؤلاء الأساتذة وأمثالهم رحمهم الله تعالى، واستفاد من علومهم وخدماتهم وصحبتهم، ولم يكن له طول دراسته أيّ شغل غير دراسة كتبه وخدمة أساتذته ومشايخه. وكان له في "ديوبند" عدّة أقارب، كثيرًا ما يوجّهون إليه الدعوة لتناول الطعام عندهم، ولكنّه كان يعتذر إليهم بأنه لم يدخل هذه البلدة إلا للتعلّم والدراسة، فلم يذهب إليهم مدّة خمس سنوات إلى أن فرغ من دراسته.
وكانت النصارى والهنود زمن دراسته بـ "ديوبند" قد نشروا بعثاتهم التبشيرية في جميع أنحاء "الهند"، وكانوا يهدّدون المسلمين، ويدعونهم إلى المناظرة والبحث، فكان رحمه الله إذا وجد فرصة ذهب إليهم، وناظرهم، وغلب عليهم ببالغ حججه وناصح بيانه، حتى اشتهر فيما بين الطلبة والعامّة بقوّة المناظرة وملكة الخطابة، ولكن كان هذا كلّه زمن دراسته بـ "ديوبند"، وأما بعد كونه شيخا محنكا فكان رحمه الله أبعد الناس عن المناظرة والجدل، لما كان يرى أن أمثال هذه المناظرات والبحوث يعوزها الإخلاص والصدق، وقلمّا تجدي في جلب الناس إلى الهداية والرشاد.
وهكذا تعلّم رحمه الله في دار العلوم بـ "ديوبند"، حتى فرغ من دراسته سنة 1300 هـ، وكان من تواضعه أنه لما عزم أهل المدرسة على عقد حفلة كبيرة لتوزيع الشهادات والعمائم على المتخرّجين، فزع الشيخ رحمه الله، وذهب مع بعض رفاقه إلى أستاذه مولانا الشيخ محمد يعقوب النانوتوي رحمه الله، وكان رئيس المدرّسين يومئذ. وقال: إننا قد سمعنا أن المدرسة ستمنحنا شهادة الفراغ من العلوم، وتضع على رءوسنا العمائم، ولكن الحقيقة أننا لا نستحقّ هذه الشهادة، وهذا الإكرام، ونخشى أن
يكون ذلك سببا لسوء الظنّ بالمدرسة، بأنها تخرج أمثالنا من الذين لا علم عندهم.
ولكن أجاب الشيخ النانوتوي إنما تزعمون ذلك لأنكم فيما بين أحضان الأساتذة، فلا ترون علمكم شيئًا أمام هؤلاء، وأشهد أنكم كما خرجتم من هذه المدرسة، عرف قدركم إن شاء الله، كنتم أنتم المبرّزين في ميدان العلم، لا يشقّ لكم غبار.
وصدق قوله رحمه الله، حتى صار حكيم الأمة التهانوي قدّس سرّه أكبر مرجع للعلماء والعامة، وأعظم مركز للعلم والدين، وقد شهد العلماء في ذلك الوقت بأنه وحيد عصره في العلم والتقوى، لا يجارى فيه، ولا يبارى.
تدريسه.
كان في "كانبور" مدرسة شهيرة تسمّى "الفيض العام"، يدرّس فيها مولانا الشيخ أحمد حسن الأمروهوي، وكان أستاذا متفوّقا، طار صيته في جميع العلوم، ولاسيّما في العلوم العقلية، وقد واجهه بعض ما يكره من قبل أصحاب المدرسة، فاستقال عن التدريس فيها، وأسّس مدرسة أخرى.
فطلب أصحاب مدرسة "الفيض العام" من علماء "ديوبند" أن يبعثوا إليهم أستاذا، وكان الشيخ التهانوي قد تخرّج من "دار العلوم" في تلك السنة، فاختاره أساتذته لإجابة دعوتهم، فتحوّل رحمه الله إلى "كانبور" في شهر صفر سنة 1300 هـ، وهكذا صار بداية خروجه لإفادة الناس في مطلع القرن الرابع عشر، ومن هنا اعتبره بعض العلماء مجدّد هذا القرن في الديار الهندية.
وبالجملة، فقد اشتغل رحمه الله في "كانبور" بالتدريس والدعوة والإرشاد والتأليف، وسرعان ما اشتهر فيما بين الطلبة بغزير علمه وحسن تدريسه وقوّة
خطابه، على رغم أنه تولّى منصب شيخ محنك، وهو في ريعان شبابه، ثم أسّس في "كانبور"، مدرسة أخرى باسم "جامع العلوم"، وهي باقية بفضل الله تعالى حتى اليوم، فتلمّذ على يديه خلق كثير، ومن أجلّ تلاميذه: مولانا الشيخ محمد إسحاق البردواني، الذي كان يحفظ "صحيح البخاري" كله عن ظهر قلبه، ومولانا الحكيم محمد مصطفى البجنوري صاحب التصانيف النافعة باللغة الأردية، ومولانا الشيخ ظفر أحمد العثماني، الذي يكفي "إعلاء السنن" شاهدا على غزارة علمه وواسع خبرته.
رجوعه إلى موطنه:
وبالجملة، فقد مكث الشيخ التهانوي رحمه الله في "كانبور" مدّة أربع عشرة سنة، يفيد الناس بدروسه ومواعظه وتصانيفه، ثم حبّبت إليه الخلوة، فاستقال عن مدرسة "كانبور" في شهر صفر سنة 1315 هـ، وخلف فيها تلميذه مولانا الشيخ محمد إسحاق البردواني، ورجع إلى موطنه "تهانه بهون"، ولزم زاوية شيخه المسمّاة بـ "الخانقاه الإمدادي"، لأن شيخه الحاج إمداد الله المهاجر إلى "مكة" كان قد أوصاه بذلك، ثم لم يزل مقيما هذه الزاوية إلى أن توفّاه الله تعالى في سنة 1362 هـ، وفي هذه الزاوية أظهر الله على يديه تلك الأعمال الدينية العظام التي تعجز عنها الجمعيات الكبيرة والمجالس العالمية، وأنه ليصعب أن نذكر جميع هذه الأعمال أو أكثرها في هذه الترجمة الموجزة، ولكنّنا نلم بشيء منها، والله الموفّق.
مؤلّفاته النافعة:
كان حكيم الأمة الشيخ التهانوي رحمه الله أكثر الناس تأليفا في عصره، ولا يوجد في هذا القرن من يجاريه أو يدانيه في كثرة المؤلّفات، فإنه قد ترك خلفه نحو ألف كتاب مطبوع ما بين صغير وكبير. وليس موضوع ديني
يحتاج إليه المسلمون في هذا العصر، إلا وله فيه كتاب أو رسالة أو موعظة مطبوعة، ولسنا نستطيع أن نستوعب ذكر جميعها في هذه العجالة الموجزة، ولكن إليكم ذكر البعض الأهمّ منها.
فأما في التفسير فله تفسير بديع باللغة الأردية باسم "بيان القرآن" في أربع مجلّدات ضخيمة على القطع الكبير. يحوي مباحث علمية هامة من التفسير والنحو والبلاغة والفقه والكلام والتصوّف، وإنما يعرف قدر هذا الكتاب إذا رجع إليه الرجل بعد مطالعة المطوّلات من كتب التفسير، فإنه يجمع لبّها ومغزاها بعبارة موجزة علمية جامعة.
وكان يودّ أن يؤلّف "أحكام القرآن" باللغة العربية بنفسه، ليجمع فيه المسائل الفقهية والكلامية، المستنبطة من القرآن الكريم، ولا سيّما المسائل التي حدثتْ في هذه العصور الأخيرة، وليس لها ذكر في كتب المتقدّمين، ولكنه كان في آخر عمره حين تعذّر عليه التأليف بنفسه، ففوّض تأليفه إلى أربعة من العلماء: فضيلة الشيخ المفتي محمد شفيع، وفضيلة الشيخ المفتي جميل أحمد، والشيخ ظفر أحمد العثماني صاحب "إعلاء السنن"، ومولانا المحدّث الشيخ محمد إدريس الكاندهلوي صاحب "التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح"، رحمهم الله تعالى.
فألّف مولانا الشيخ العثماني منه جزئين، وفضيلة الشيخ المفتي محمد شفيع جزئين، ومولانا الشيخ الكاندهلوي جزأ، وطبعتْ هذه الأجزاء بـ "كراتشي" طبعا حجريا، والباقي لم يطبع بعد، وفّقنا الله تعالى لإخراج هذا الكتاب على وجه يرضي القارئين.
وللشيخ أيضًا رسالة "التقصير في التفسير"، انتقد فيها بعض التفاسير العصرية، وشرح فيها قواعد نفيسة من أصول التفسير، مما يغفل
عنها كثير من الناس في عصرنا، وله ثلاث وعشرون رسالة غيرها في التفسير وعلوم القرآن.
وأما في الحديث فقد صنّف بنفسه "جامع الآثار"، و"تابع الآثار"، واهتمّ بتأليف "إعلاء السنن".
وأما في الفقه فله "إمداد الفتاوى" في ستّ مجلّدات ضخمة باللغة الأردية، وهي مجموعة لفتاواه التي كتبها بنفسه، وكان رحمه الله أكبر مرجع للفتيا في "الهند"، يرجع إليه المستفتون من مشارق الأرض ومغاربها، ويكتب إليه العلماء الأفاضل في مسائل عويصة أشكل عليهم أمرها، فيجيبهم الشيخ، ويحلّ مشكلات المسائل وغامضها بكلّ تحقيق وتدقيق، بما يثلج صدورهم، ويشفي غلّتهم. وإن "إمداد الفتاوى" شاهد عدل لعمق نظره في الفقه، وفيها مباحث فقهية نفيسة، وشرح لمعظم المسائل التي حدثت في العصور الأخيرة، ويعتبر هذا الكتاب الآن أكبر مأخذ للمفتين في "باكستان" و"الهند" و"بنغلاديش".
وله أيضًا كتاب "بهشتي زيور"(حليّ أهل الجنة)، وهو في سبعمائة صفحة تقريبًا في القطع الكبير. قد جمع فيه مسائل جميع أبواب الفقه والعقائد والتصوّف، وصنّفه في الأصل لتعليم النساء، فجمع فيه علاوة على المسائل الدينية جميع ما تحتاج إليه النساء في حياتهن الأسرية، وساعده في تأليف هذا الكتاب جماعة من العلماء.
وهذا الكتاب، وإن كان قد قصد به إفادة النساء فقد انتفع به الرجال كثيرًا، ولم يجد العلماء عنه غنى، وترجم إلى عدّة لغات محلّية.
وله أيضًا "تحذير الإخوان عن الربا في الهندوستان"، و"رافع الضنك عن منافع البنك" في تحقيق مسئلة الربا، و"الاقتصاد في التقليد
والاجتهاد"، و"الحيلة الناجزة للحليلة العاجزة" التي حقّق فيها مسائل زوجات المفقود والعنين والمجنون والمتعنّت ومسائل تفويض الطلاق وخيار البلوغ، وأفتى في معظم هذه المسائل بمذهب المالكية، وحقّق مذهبهم بالاستفتاء عن علماءهم، وله كثير من الرسائل غيرها في تحقيق مسائل فقهية جزئية.
وأما في العقائد والكلام فله "الانتباهات المفيدة في الاشتباهات الجديدة"، وهو كتاب فريد في بابه، جمع فيها الشبهات، التي أوردها الملحدون على الإسلام، والتحريفات التي ارتكبها الذين يحاولون السير في ركاب الغربيين وردّ عليهم ردّا بليغا ناجعا، وأثبت العقائد الإسلامية الأساسية بأدلّة عقلية، تقنع كلّ ذي عقل سليم وطالب حقّ، وقد طبعنا حالا بتوفيق الله تعالى ترجمته الإنكليزية، وله أيضًا "المصالح العقلية للأحكام النقلية"، وقد طبع ترجمته الإنكليزية أيضًا، وله "شهادة الأقوام على صدق الإسلام"، جمع فيه ثناء الكفّار على الإسلام وتعاليمه، وله "إصلاح الخيال"، و"أشرف الجواب"، و"الإكسير في إثبات التقدير"، و"الخطاب المليح في تحقيق المهدي والمسيح"، و"ذيل على شرح العقائد النسفية"، و"دراية العصمة" في الردّ على فلسفة "هداية الحكمة"، وكثير من الرسائل غيرها.
وأما في التصوّف فله "مسائل السلوك من كلام ملك الملوك" باللغة العربية، استنبط فيه مسائل السلوك والتصوّف من القرآن الكريم، و"التشرّف بمعرفة أحاديث التصوّف"، جع فيه الأحاديث التي يستنبط منها مسائل التصوّف، وشرحها شرحا وافيا مع ذكر أصول التصوّف ومسائله الأساسيّة، و"شرح المثنوي لمولانا الرومي" في ثماني مجلّدات، و"معارف العوارف" في مجلّدين، و"التكشّف عن مهمّات التصوّف"، و"تلخيص البداية" للغزالي، و"تربية السالك، وتنجية الهالك"، وهي مجموعة لما كتب إلى مسترشديه جوابا
لأسئلتهم في أمراضهم النفسية، ويحتوي على نكات بديعة في إدراك العلل النفسية وعلاجها، لم يؤلّف في هذا الموضوع كتاب غيره فيما نعلم، وله رسائل كثيرة سوى ما ذكرنا في التصوّف.
وأما في الدعوى والإرشاد فله "حياة المسلمين"، و"تعليم الدين"، و"فروع الإيمان"، و"جزاء الأعمال"، و"آداب المعاشرة"، و"حقوق الإسلام"، و"حقوق الوالدين"، و"إرشاد الهائم في حقوق البهائم"، و"القول الصواب في مسئلة الحجاب"، و"إلقاء السكينة في إبداء الزينة"، و"إصلاح الرسوم"، و"حفظ الإيمان" في الردّ على البدع والعقائد الباطلة، و"أغلاط العوام"، و"إصلاح انقلاب الأمة"، و"حقوق العلم"، و"كثرة الأزواج لصاحب المعراج" صلى الله عليه وسلم، و"إصلاح النساء"، وكثير من الكتب غيرها.
وأما في الأذكار والأدعية فله "المأمول المقبول في قربات عند الله وصلوات الرسول"، اختصر فيها الأدعية المأثورة من "الحصن الحصين"، وقسّمها على سبعة أحزاب، وقد بلغ هذا الكتاب أكثر بيوت المسلمين في هذه البلاد، يقرأ كلّ يوم، وله "زاد السعيد في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، و"الخطب المأثورة"، جمع فيه خطب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، و"خطبات الأحكام لجمعات العام"، و"زوال السنة عن أعمال السنة".
وأما في السيرة فألّف فيها "نشر الطيب في ذكر النبي الحبيب" صلى الله عليه وسلم، وفي النوادر المتفرّقة:"بوادر النوادر"، و"بدائع الفرائد"، و"اللطائف والظرائف"، فهذه إلمامة يسيرة ببعض تصانيفه، وهذا كلّه سوى مواعظه المطبوعة في مجلّدات ضخمة وسيأتي ذكرُها في ما يلي:
مواعظه:
وكان الشيخ رحمه الله زمن دراسته بـ "ديوبند"، يتمرّن على الوعظ والخطابة، ويعقد كلّ ليلة الجمعة حفلة يجتمع فيها الطلّاب، ويلقون كلماتهم مرّة بعد أخرى، وكان الشيخ رحمه الله من سبّاق هذه الحلبة ومبرّزي هذا الميدان، حتى أصبح بعد فراغه من الدراسة من أشهر الخطباء والوعّاظ في عصره، وجعل أثناء إقامته بـ "كانبور" يعظ الناس، ويدعوهم إلى الخير، تعقد له الحفلات في كلّ ناحية من نواحي البلد، ثم في كلّ بلدة من بلاد "الهند"، واشتهرتْ مواعظه في جميع أنحاء البلاد، تشدّ لأجلها الرحال، وتتحمّل لاستماعها المشاقّ، وتنتهز لذلك الفرص، وحقا! كانت مواعظه كالبحر، لا يرى له ساحل، فيها من العلم والحكمة والأمثال والنوادر واللطائف والغرائب ما لا تحمله الأسفار، وفيها من بدائع التفسير والحديث والفقه والتصوّف ما لا يوجد في الكتب المتداولة، ينثر فيها الشيخ من لآلي عرفانه ما يجلو القلوب، وينوّر الأذهان.
وكان لمواعظه من التأثير في إصلاح النفوس وتقويم الأفكار ما لا يوجد له نظير في هذا العصر، فكم من رجل كفّ بعد سماعها عما اعتاد من المعاصي، وكم من ضالّ قد تاب بها عن البدع والأهواء، كم من متخبّط في الشكوك قد اهتدى بها إلى الإيمان واليقين، والذين قد أحدثت هذه المواعظ انقلابا في حياتهم قد يجاوز عددهم الآلاف من الرجال والنساء، ونحمد الله تعالى أن العدد الكبير من هذه المواعظ قد دوّنها تلامذته ومسترشدوه أثناء الوعظ، وطبع منها ما يبلغ نحو عشرين مجلّدا، كلّ مجلّد منه يحتوي على ستمائة صفحة على الأقلّ.
فهذه المواعظ المطبوعة عين جارية مستمرّة حتى اليوم، لا تكدى ولا تنقطع، ولا تنفد ولا تغور، وهناك رجال لا يحصون لم يصحبوا الشيخ التهانوي ولا رأوه، ولكنّهم نالوا فوائد صحبته بمواعظه المطبوعة، وحدث في حياتهم انقلاب ديني عظيم.
وكان من عاداته في الوعظ: أنه لم يكن يقبل عليه من عوض، حتى لو أهدى إليه رجل بعد الوعظ شيئًا بما يجعله كالعوض صورة لم يقبله أبدًا، وكان يرجّح في مواعظه جانب الترغيب على الترهيب، ويقول: قد جرّبت طباع الناس في هذا العصر، فوجدتهم ينتفعون بما يشوقهم أكثر من انتفاعهم بما يخوفهم، ولذلك أكثر في مواعظه من الترغيب، وأقلّ من الترهيب
(1)
.
وكان يدعو الله سبحانه قبل الشروع في الوعظ قائلا: اللّهم وفّقني لبيان ما يحتاج الحاضرون إليه، وما يصلح أحوالهم
(2)
.
وكان لا يتعرّض في مواعظه للمسائل الخلافية فيما بين المسلمين، إلا إذا جاءت مسئلة خلافية أثناء كلامه، فيشرّحها شرحا وافيا برفق ولطف، وحكمة ونصيحة، لا يغلظ فيه الكلام على مخالفيه، ولا يبالغ في التشنيع عليهم، كما هو عادة الوعّاظ في عصرنا، وإنما يتبع أسوة الأنبياء في قول ليّن، وموعظة حسنة.
ملفوظاته القيمة.
كان رحمه الله يعقد كلّ يوم بعد الظهر مجلسا عاما في "الخانقاه الإمدادي"، يجتمع فيه تلاميذه ومسترشدوه وعامة الناس، فكان يعظهم، ويجيب عن أسئلتهم المتفرّقة، ويحدّثهم بما بدا له من غير اقتصار على موضوع
(1)
راجع: سيرة أشرف ص: 137 عن وعظ الباطن ص: 137.
(2)
أيضًا عن ذم النسيان: ص 15.
دون موضوع، وكان بعض الحاضرين في هذه المجالس يدوّن كلامه، وما يلقي فيه من إفادات، فطبع كلامه هذا باسم "الملفوظات" في أكثر من عشرين مجلّدا، وتشتمل هذه "الملفوظات" على نوادر من علم وحكمة، ولطائف وظرائف، وقصص وأخبار، وموعظة، وعبرة، وإصلاح، وإرشاد، وأدب وخلق، ونقد، ورد، وقد جرّب علماء هذه الديار بأن لها أثرا بالغا في تكوين المذاق الدينيّ السليم والتشجيع على الأعمال الصالحة.
بيعته رحمه الله في السلوك
قد شهدت التجربة أن مجرّد غزارة العلم وسعة المطالعة لا يكفي في تربية الإنسان تربية دينية قويمة، فإن إصلاح النفوس وتزكية القلوب وتقويم الملكات وتعديل الأخلاق لا يكاد يتحصّل لرجل، إلا بأن يتأسّى في حياته أسوة رجل من رجال الله، ويتمتّع بملازمته وصحبته، ويستفيد من تعاليمه وتربيته، ويجلب إلى نفسه تلك المواهب العالية، وذلك المذاق السليم الذي وفّق له ذلك الرجل، ولذلك فسّر سبحانه "الصراط المستقيم" بقوله:"صراط الذين أنعمت عليهم" إشارة إلى أن الصراط المستقيم إنما هو صراط مشى عليه الذين أنعم الله عليهم، من النبيين، والصدّيقين والشهداء والصالحين.
وفسّره النبيّ صلى الله عليه وسلم، بقوله:"ما أنا عليه وأصحابي"، وقال تعالى:{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} ، وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} ، دلالة على أن الصراط المستقيم المطلوب إنما يهتدي إليه الرجل باتّباع من ينيب إلى الله، وملازمة الصادقين الذين هذّبت نفوسهم واعتدلت عواطفهم النفسية، ولذلك قد استمرّت عادة العلماء منذ عهد الصحابة والتابعين أنهم لا يكتفون بمجرّد مطالعة الكتب وحفظ الأحاديث وتلقّي الدروس، وإنما يهتمّون بملازمة رجال الله والاستفادة من صحبتهم وخدمتهم.
فكان الشيخ التهانوي رحمه الله تعالى ولوعا بملازمة شيوخه، حريصا على خدمتهم، وبعد الفراغ من دراسته بايع العارف المبتصر الحاج إمداد الله المهاجر المكّي بيعة السلوك، ولازمه مدّة، واستفاد من صحبته، وذلك عند ما ذهب به والده إلى "الحجاز" للحجّ والزيارة سنة 1300 هـ، فارتحل في شوّال وحجّ بيت الله، وزار روضة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ومكث عند شيخه مدّة، ثم حجّ مرّة ثانية في سنة 1310 هـ، وبقي عند شيخه مدّة ستة أشهر، ولازمه ملازمة لا تفتر ولا تنقطع، وبقوّة استعداده وكمال عناية الشيخ أصبح في هذه المدّة اليسيرة كالمرآة تتجلى فيها سيرة شيخه، وتترقرق فيها أخلاقه ومذاقه، حتى أصبح معروفا في دياره بعبادته وزهده وورعه، وبحسن تعليمه وتربيته، ونظف طريق التصوّف عن الخرافات المحدثة والبدع الشنيعة، وجدّده تجديدا، ولنشرح عمله هذا بشيء من البسط.
تجديده في التصوف والسلوك
كان الناس في أمر التصوّف والسلوك ما بين إفراط وتفريط، فطائفة تزعم أن التصوّف والسلوك من البدعات المحدثة، ليس له أصل في الكتاب والسنّة، وأخرى تعتقد أن التصوّف والسلوك اسم لبعض الكشوف والمواجيد والإشراقات التي تعترض لسالك هذا الطريق، وأن هذه الأحوال والتجارب النفسية هي المقصودة بالدين، ومن فاز بها تخلّص عن ربقة الأحكام الشرعية الظاهرة، والذي صدرت منه بعض الشعوذة والتصرّفات، أو ظهرت له بعض الكشوف والمواجيد في اليقظة أو المنام اتخذه الناس قدوة وإماما، مهما زاغتْ عقيدته أو فسدتْ أعماله وأخلاقه.
فقام حكيم الأمة الشيخ التهانوي رحمه الله بالردّ على هاتين الفكرتين نظريا وعمليا.
أما نظريا فقد أثبت في كتبه وخطبه ومواعظه ومجالسه أن التصوّف والإحسان جزء من أجزاء الدين وشعبة من شعب الإسلام، وأن أحكام الكتاب والسنّة تنقسم إلى قسمين، قسم يتعلّق بالأعمال الظاهرة التي تصدر من الأعضاء والجوارح مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحجّ، والنكاح، والطلاق، وما إلى ذلك من الأحكام الشرعية، التي بسطها الفقهاء في كتبهم. والقسم الثاني من أحكام الكتاب والسنّة يتعلّق بالأعمال الباطنة، التي محلّها القلوب والأرواح، وفيها مأمورات ومنهيّات.
أما المأمورات فمثل الصدق، والإخلاص، والخشية، والرجاء، والشوق، والأنس، والصبر، والشكر والتواضع، والخشوع، وحبّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والإنابة، والإخبات إليه تعالى، وما إلى ذلك. وأما المنهيّات فمثل الرياء، والسمعة، والعجب، والتكبّر، والحقد، والحسد، واليأس، والقنوط، وحبّ المال، والجاه، وكثير من أمثالها.
فالتصوّف إنما يعتني بهذا القسم من الأحكام الإلهية، كما أن الفقه يعتني بالقسم الأول منها، وإن القرآن والسنّة مليئان بالنصوص الواردة في هذا الصدد، غير أن الأحكام التي تتعلّق بباطن الإنسان لا يمكن امتثالها عادة إلا بتدريب وتمرين وتربية ومراس، لأن الأمراض الباطنة مثل الرياء، والعجب، وغيرهما أمراض خفية، ربما لا يدركها المريض بنفسه، وإنما يحتاج لإدراكها إلى رجل عارف محنك، يشرف على حركاته وسكناته، وأعماله، وخواطره، وأفكاره ووساوسه، وهذا الرجل المشرف يسمّى في التصوّف شيخا، والرجوع إليه بيعة.
وأما هذه الكشوف، والخوارق، والشعوذة، والتصرّفات، والرؤيا، والمواجيد، فأثبت الشيخ التهانوي رحمه الله أنها ليستْ من التصوّف في شيء، لا شكّ أن الله سبحانه وتعالى قد أظهر بعض الكرامات على أيدي الصحابة والأولياء، ولا ريب أنه تعالى قد منّ على بعض عباده بالكشوف الصادقة، ولكنّها ليست مقصودة في الدين، ولا حجّة في الشرع، ولا شاهدة لصاحبها بالولاية والتقوى والتقرّب إلى الله، فإن أمثال هذه الكشوف والتصرّفات لا يشترط لها الصلاح، والتقوي، بل ولا الإسلام، والإيمان، فإنها ربما تحصل بالتمرين والممارسة للرجال فسقة كفرة، كما هو مشاهد من أصحاب ميسمرزم.
فالمقصود في التصوّف إنما هو التخلّق بالأخلاق الفاضلة، واجتناب الرذائل النفسية، والفائز الناجح في هذا الطريق هو الذي تحلّى بهذه الفضائل مع الامتثال التامّ للشريعة الإسلامية، والاتباع الكامل للسنّة النبوية، فإن أعطاه الله بعد ذلك نصيبا من فراسة الإيمان، أو حظّا من الكشوف الصادقة، فهو منّة زائدة من الله تعالى، وأما الذي حرم من هذه الأخلاق الفاضلة، واتباع السنة النبوية، ولم يجتنب هذه الرذائل النفسية، فهو بعيد كلّ البعد عن التصوّف والطريقة، والولاية والسلوك، سواء كان يطير في الهواء، أو يمشي على الماء، أو يرقى في السماء.
فهذه الفكرة السليمة المعتدلة في أمر التصوّف مبسوطة في شتّى مؤلّفات الشيخ التهانوي ومواعظه بدلائلها من الكتاب والسنّة، وشواهدها من سير الصحابة، والأولياء، وحججها من العقل السليم والتجارب النفسية، ودفع ما يثار حولها من شبهات وتطبيق أعمال الصوفية الكبار على الكتاب والسنة بما يطمئنّ القلوب، ويثلج الصدور، ولا يدع مجالا للإنكار إلا لمكابر جاهل أو معاند متجاهل.
وأما عمليا فردّ الشيخ على هاتين الفكرتين بعمله الموافق للسنّة المحمدية، وتربية مسترشديه على منهاج الشريعة، فكان كلّما رجع إليه أحد للبيعة أمره أولا بأداء واجبه في الشريعة، سواء كان من حقوق الله أو حقوق العباد، وكانت عنايته بحقوق العباد آكد وأكثر، لما شاهد حال كثير من الناس أنهم يواظبون على العبادات، ويكثرون من ذكر الله، ولكنّهم يقصرون في حقوق العباد، ويخالفون الشرع في كثير من المعاملات، وكذلك كان اهتمامه بتعليم آداب المعاشرة أكثر من اهتمامه بتعليم الأوراد والأذكار وسائر التطوّعات، وكان يقول: إني أصرف أكثر عنايتي إلى أن لا يؤذى أحد مني أو من أصحابي، سواء كان ذلك الإيذاء بدنيا، كالضرب والنزاع، أو ماليا كغصب الحقوق والأكل بالباطل، أو ما يتعلّق بعرضه كإهانة رجل واغتيابه، أو نفسيا، مثل أن يترك أحد غيره في اضطراب وتشويش، أو يعامله بما يكرهه، وإن صدر شيء من ذلك خطأ، فالواجب أن يبادر إلى طلب العفو والصفح.
وإني أهتمّ بهذه الأشياء أكثر من اهتمامي بغيرها، حتى لو رأيت أحدا يخالف الشريعة في وضعه الظاهر فإن ذلك يحدث في نفسي نوعا من الألم، وأما إذا رأيت أحدا لا يبالي بأداء هذه الحقوق، فإنه يحزنني حزنا شديدا، وأدعو الله تعالى له بأن ينجيه من هذه الموبقات
(1)
.
ويقول في موضع آخر: إن رأس الخلق الحسن وأساسه أن يهتمّ الرجل بأن لا يتأذّى به أحد، وهو الذي علّمه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله الجامع: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وكلّ ما كان سببا لإيذاء أحد فهو داخل في سوء الخلق، سواء كان صورته صورة خدمة أو أدب
(1)
مترجم من أشرف السوانح 2: 179.
وتعظيم، مما يزعمه الناس حسن خلق، لأن حقيقة الخلق الحسن هي إراحة الغير، وهي مقدّمة على الخدمة، فالخدمة بغير الإراحة قشر بلا لب. وإن آداب المعاشرة ولو كانت متأخّرة عن العقائد والعبادات من حيث كونها شعائر للدين، ولكنّها مقدّمة على العقائد والعبادات من حيثية أخرى، وهي أن في الإخلال بالعقائد والعبادات ضررا لنفس الإنسان، وفي الإخلال بآداب المعاشرة ضررا لغيره، وإضرار الرجل غيره أشدّ من إضراره نفسه، ومن ثمّ قدّم الله تعالى قوله:{الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} ، الذي فيه تعليم آداب المعاشرة على قوله:{وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} ، الذي فيه تعليم العبادات وغيرها، فالمعاشرة الحسنة مقدّمة على الفرائض من بعض الوجوه. وأما تقدّمه على النوافل فثابت بجميع الوجوه.
ولم تكن عند الشيخ التهانوي رحمه الله نظريات محضة وأفكار خاوية، وإنما كانت هذه النظريات متجلّية في أعماله وحياته، بل وفي حياة مسترشديه.
فكان "الخانقاه الإمدادي" دار تربية فريدة في منهجها في العالم، تهذب فيها الأخلاق، وتثقّف فيها الأفكار، وتعلّم فيها آداب الحياة الفردية والاجتماعية، يجتمع فيها المسلمون من أنحاء "الهند" وجوانبها، فيهم العلماء والمشايخ الكبار، وفيهم الأطبّاء والمهندسون، وفيهم الموظّفون والمدرّسون، وفيهم أصحاب الزراعة والصناعة، وفيهم رجال من جميع مجالات الحياة، يأتون إليه، ويسكنون عنده فترات طويلة، وربما تكون معهم الزوجات والأولاد، فيشرف الشيخ على أحوالهم، ويعلّمهم الدين، ويدرّبهم على الأخلاق الإسلامية، ويصف لهم طريق الحصول عليها، ويمرّنهم على آداب المعاشرة،
ويشرح لهم دقائقها، ويلفت أنظارهم إلى أمراضهم النفسية، ويبيّن لهم طريق التخلّص منها.
وكان لهذا الخانقاه نظام محكم في كلّ شيء، لا يستطيع أحد أن يخالفه، وكان هذا النظام نفسه مثالا حيّا لآداب المعاشرة الإسلامية يحضّ المرء على أن ينظّم حياته، ويضبط أوقاته، ويعني بأداء الحقوق والاحتراز عن إيذاء الآخرين.
حتى صارت هذه الزاوية مصنعا كبيرا، يصنع فيه الرجال، وتصاغ فيه الأخلاق الحسنة والآداب الصالحة، ولو شرّحنا هذه الأخلاق والآداب التي كان يلتزمها الشيخ ويدرّب عليها غيره لطال بها الكلام، ولكنّنا نودّ أن نورد للقارئ الكريم بعض الأمثلة من سيرته وعادته، حتى يتّضح هذا الموضوع بعض الاتضاح:
كان رحمه الله كلّما احتاج إلى أن يكلّم أحدا أو يأمره بأمر، لم يطلبه إلى نفسه أبدا، بل مشى إليه بنفسه، سواء كان تلميذه أو مسترشده أو من صغار أقاربه، وكان يقول: الواجب أن يذهب المحتاج إلى المحتاج إليه، ولا يعكس الأمر، وكان طبيب من الأطبّاء الحكيم محمد هاشم من أصحابه، وخلص مسترشديه يتردّد إليه كثيرًا، ولكن الشيخ كلّما احتاج إلى أن يصف له بعض أحوال مرضه ذهب إليه بنفسه ما لم يتعذّر ذلك لمرضه
(1)
.
كان لا يأمر خادما من خدّامه بأمرين معا، وإنما كان يأمره بأمر، ثم يأمره بآخر بعد فراغه من الأول، وكان يقول: إني أفعل ذلك لئلا يثقل على الخادم حفظ الأمر الثاني، فاحتمل مشقّة الحفظ بنفسي، ولا أكلّف بها الخادم.
(1)
انظر: أشرف السوانح: 2: 43.
(3)
كان لا يشفع لأحد إلا بحقّ، ولو علم أو ظنّ أن ذلك يثقل على جانب المشفوع إليه لم يفعله أبدا، وكان يقول: إن الناس عامة يراعون في أمر الشفاعة جانب المشفوع له، ولا يراعون جانب المشفوع إليه، مع أن إعانة رجل أمر مستحبّ، والاحتراز عن الإيذاء واجب، فكيف يجوز ترك واجب لحصول مستحبّ؟
(1)
.
(4)
كان لا يلحّ على ضيف من الضيوف بالإكثار من إقامته عنده بغير رضاء، سواء كان الضيف من أحبّ الناس إليه، وإقامته من أحبّ ما يهواه، وكذلك لم يكن يجبر الضيف على الإكثار من الطعام بخلاف رغبته، لئلا يثقل عليه ذلك.
(5)
كلّما كتب إلى أحد رسالة، وفيها استفسار من المكتوب إليه، وضع فيه لفافة معنونة مع طوابع البريد للجواب، سواء كان المكتوب إليه من تلامذته أو صغار أقرباءه.
وهكذا كان يراعي رحمه الله دقائق الأمور في آداب المعاشرة، وله فيها تأليف مستقلّ، وكانت حياته وحياة مسترشديه ونظامه في "الخانقاه الإمدادي" تفسيرا عمليا لهذه الآداب الإسلامية، حتى كان الناس يعرفون أصحابه برعاية هذه الدقائق في الأخلاق والمعاملات والمعاشرة.
وهكذا عاش رحمه الله تعالى ثماني وأربعين سنة في "الخانقاه الإمدادي" يفيد الناس بعلمه ومواعظه وتصانيفه وتربيته، إلى أن توفّاه الله تعالى في شهر صفر سنة 1362 هـ من الهجرة النبوية، تغمّده الله تعالى بمغفرته ورضوانه، وأسكنه أوساط جنانه
(2)
.
(1)
انظر: سيرة أشرف ص 280.
(2)
راجع: إعلاء السنن 1: 9 - 23.
قال عبد الحي الحسني: توفي صاحب الترجمة لستّ عشرة خلون من رجب سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وألف، وقد بلغ من العمر اثنتين وثمانين سنة.
وكان مشكلا، منوّر الشبيه، أبيض مشرب الحمرة ربعة من الرجال، حسن الثياب في غير إسراف وتجمّل، حلوّ المنطق، لطيف العشرة، فيه دعابة مع مهابة ووقار وسكينة ورزانة، كثير المحفوظ، حسن الاستشهاد بالأبيات، كثير الإنشاد لأشعار المثنوي لمولانا جلال الدين الرومي في المواعظ والمجالس في محالها، شديد العناية، كثير الحسبة على أداء الحقوق إلى أصحابها، وإصلاح المعاملات مع الناس، لا يحتمل في ذلك تساهلا وتغافلا
(1)
.
* * *
970 - الشيخ العالم الصالح أشرف علي بن عبد الغفور السلطانبوري، أحد العلماء العاملين
*.
ولد يوم الأحد لسبع خلون من رمضان سنة ثمان وستين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على والده، والحكيم صادق علي، والمولوي رحمة الله في بلدة "كبورتهله"، وسافر إلى "دهلي" سنة إحدى وتسعين، وأقام بها إلى سنة ثلاث وتسعين، وقرأ في هذه المدّة بعض الكتب على المفتي عبد الله
(1)
انظر: نزهة الخواطر 8: 68.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 68.
ترجمته تذكرة مولانا مظهر النانوتوي ص 140، 141.
الطوكي، والكتب الطبّية على الحكيم عبد المجيد بن محمود الدهلوي، ثم سافر إلى "سهارنبور"، وقرأ الفقه والأصول على المولوي أحمد حسن الكانبوري، ومولانا محمد مظهر النانوتوي، والحديث على الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، ثم دخل "كنكوه"، وأخذ الطريقة عن الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي المحدّث، واشتغل بالتدريس والتصنيف.
له عناية تامّة بالمناظرة.
ومن مصنّفاته: "تنبيه المغرور" في الردّ على القادياني، و"رسالة في الردّ على الشيعة"، و"رسالة في تحقيق السيادة"، و"رسالة في شمائل النبي" صلى الله عليه وآله وسلم.
* * *
971 - الشيخ الفاضل المحدّث إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن. يصل نسبه إلى القاضي ضياء الدين، الذي كان قاضيا بـ "دهلي
" *.
لم أجد له تاريخ ولادته، ويتصل نسبُه بالقاضي ضياء الدين السنامي، ثم منه إلى سيّدنا أبي بكر الصديق، رضي الله عنه.
حفظ القرآن الكريم في صباه، ثم تعلّم الكتب العربية الابتدائية في المدرسة السليمانية في "بهوفال"، ثم سافر منها إلى إمداد العلوم في "تهانه بهون"، وتعلّم العلوم لدى حكيم الأمة التهانوي، (وغيره من الأساتذة)، وفي 1327 هـ التحق بـ "جامعة مظاهر العلوم"، وكان عمره إذ ذاك ثماني عشرة
* راجع: علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص 198 - 201.
وترجمته في بزم أشرف كى جراعان ص 137 - 140.
سنة، فقرأ "صحيح الإمام البخاري"، و"الشمائل"، و"شرح نخبة الفكر" للحافظ العسقلاني، و"تفسير البيضاوي"، و"الدر المختار"، وغيرها على الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، وقرأ "سنن الإمام النسائي"، وبعض كتب الأدب والفلسفة على الشيخ نور الحسن، وقرأ "سنن الإمام ابن ماجه" على الشيخ ثابت علي، وقرأ "موطأ الإمام مالك"، و"موطأ الإمام محمد"، و"السراجي"، و"شرح العقائد" للنسفي مع "شرحه" الخيالي على الشيخ عبد اللطيف البرقاضوي، رحمهم الله، وتخرّج في 1328 هـ، ثم قرأ كتب الفنون في 1329 هـ.
في سنة 1330 هـ عيّن مدرّسا في جامعة مظاهر العلوم بـ "سهارنفور"، وفي 1339 هـ فوّض إليه منصب الإفتاء، وكونه مفتيا بين أستاذيه الشيخ المحدّث خليل أحمد السهارنفوري، والشيخ الجليل عبد اللطيف دليل على غاية تبحّره في العلم والفقه.
وفي سنة 1340 هـ ارتحل إلى "دهلي"، وانتخب رئيس الأساتذة في المدرسة الأشرفية، فاستمرّ في خدمة العلوم والدين في هذه المدرسة ثماني عشرة سنة، ثم انتقل إلى المدرسة العالية العربية بـ "فتح فوري""دهلي"، واشتغل بالتدريس فيها ثماني عشرة سنة، يدرّس فيها كتب الحديث من الصحاح الستة، ثم انتقل إلى المدرسة الأحمدية بـ "بهوفال"، ثم إلى دار العلوم، "بهوفال"، يدرّس كتب الحديث.
وفي 1370 هـ عزم على الهجرة إلى "باكستان"، فهاجر للثاني عشر من شهر صفر 1370 هـ، الموافق الثالث والعشرين نوفمبر 1950 م مع أهل بيته، وعيّن أستاذ الحديث في دار العلوم الإسلامية بـ "تندو الله يار"، أشرف آباد السند، في غرّة ربيع الأول من السنة المذكورة، وفوّض إليه منصب الإفتاء أيضًا، فلم يزل يدرّس، ويفيد إلى أن توفاه الله تعالى.
كان رحمه الله تعالى ذا عناية بكتب الحديث، مولعا بالتصنيف والتأليف، له شرح على "جامع الترمذي" باسم "الطيب الشذي"، عليه تقاريظ من حكيم الأمة التهانوي، والعلامة أنور شاه الكشميري، والمحدّث الكبير شبير أحمد العثماني، قدّس الله أسرارهم، طبع منه أبواب الطهارة.
وله حاشية على "سنن النسائي"، مطبوع مقبول، وله حاشية على "سنن أبي داود"، (غير مطبوعة)، وله شرح على "الشمائل" للترمذي (غير مطبوع"، وله "كشف العظاء عن رجال الموطأ"، (مطبوع)، وحاشية على "الموطأ"، (مطبوع).
وله شرح على "تفسير الجلالين"، سماه "نوالين"، وله مقدمة على "تفسير البيضاوي"، سماه "مرآة التفسير"، ذكر فيها ستة فوائد: الفائدة الأولى: في معنى التفسير والتأويل. الفائدة الثانية: فيما لا بدّ منه في التفسير، ومعنى التفسير بالرأي. والفائدة الثالثة: في تحقيق معنى أن القرآن كلام الله غير مخلوق. والفائدة الرابعة: في المتشابهات. والفائدة الخامسة: في طبقات المفسّرين طبقة التابعين. الفائدة السادسة: في ترجمة المصنّف وكتابه.
وله "أحسن البيان" فيما يتعلّق بالقرآن، جمع فيه عدّة فوائد، كترتيب نزول القرآن، وإعجاز القرآن، وأقسام الوحي، وغير ذلك، وله "تحذير الإنسان عن ارتكاب آفات اللسان"، حذّر فيه عن خوض الإنسان فيما لا يعنيه، وله "الواعظ للراغب في المواعظ"، ذكر فيه أصولا للخطباء، وله "علم الحديث"، يتعلّق هذا الكتاب بفنّ الحديث وتدوينه وتاريخه ورواته، وله "رفع الحجاب في كيد البهاء والباب ذكر الأحكام والآداب والفضائل، التي تتعلّق بشهر رمضان المبارك، وله "مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان" (غير مطبوع)، و"نور الضحى فيما يتعلّق باللحى"، و"تفسير سورة
الفاتحة"، (غير مطبوع)، و"نور العينين في تحقيق رفع اليدين"، و"تنسيق الكلام في وجود صانع النظام"، وله غير ذلك."، فيه ردّ على بعض الفرق الضالّة الباطلة، كالبهائية والبابية، وله "الارتداع عن الابتداع"، ذكر فيه مفاسد البدعة، ومعنى البدعة اللغوية والاصطلاحية، وله "تنبيه الوسنان في أحكام رمضان"،
توفي رحمه الله تعالى في شهر جمادى الآخرة 1377 هـ بمرض فالج أصابه، وأم لصلاة جنازته سماحة الشيخ ظفر أحمد التهانوي، قدَّس الله تعالى سرّه، ودفن في ساحة العلوم الإسلامية تندواله يار (السند) - أعلى الله تعالى درجاته في عليين، وأكثر أمثاله في المسلمين.
* * *
972 - الشيخ الكبير المحدّث الجليل أصغر حسين بن الشاه محمد حسن الديوبندي
*.
كان رحمه الله من أعيان علماء عصره، وكان نموذجا طيبا للأخلاق الإسلامية الكريمة، من التواضع والسذاجة، وخشية الله تعالى. ولد رحمه الله تعالى في 1294 هـ.
وقرأ كتب الفارسيّة الابتدائية على والده الشيخ محمد حسن شاه، ثم التحق بجامعة دار العلوم ديوبند، وبقي يتعلّم فيها، حتى أكمل دراسة جميع العلوم، وتخرّج في 1320 هـ. أخذ العلم بها عن كلّ من شيخ الهند محمود
* علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص 100 - 102.
وترجمته في الكلام المفيد ص 526، 527.
حسن الديوبندي، والشيخ المفتي عزيز الرحمن العثماني، والشيخ محمد أحمد القاسمي، الشيخ حبيب الرحمن العثماني، والشيخ محمد يسين الديوبندي، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.
في 1321 هـ اشتغل بالتدريس بمدرسة عربية في "جونفور"، وانتخب رئيسا لهيئة التدريس بها، كما أنه درّس في دار العلوم معينية ببلدة "أجمير"، ثم عيّن مدرّسا في جامعة دار العلوم ديوبند، فلم يزلْ يدرّس، ويفيد فيها إلى أن توفاه الله تعالى، وكان يدرّس "سنن الإمام أبي داود" بإتقان وإمعان، ودرّس أيضًا "جامع الإمام الترمذي"، و"السنن الكبرى" للإمام النسائي، وكانتْ أماليه في دروس الحديث قليلة المباني كثيرة المعاني، يرتفع منها الإشكال، وتندفع الشبهات.
له مؤلّفات تزيد على عشرين كتابا، منها:"الورد الزكي"، جمع فيه دروس شيخه شيخ الهند على "جامع الترمذي"، وله "الفتاوى المحمدية"، جمعها من أحاديث النبي الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم، وله "الجواب المتين بأحاديث سيّد المرسلين" صلى الله عليه وسلم، و"القول المتين في الإقامة والتأذين"، و"تعبير صادق"، يتعلّق بالرؤيا، وله "طهور المسلمين"، تتحدّث هذه الرسالة عن مسائل التيمم، وله "رحمة رضوان" في مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان، وله "حياة خضر"، جمع فيه أحوال عبد الله الصالح خضر، من كتب التفسير والحديث، وله "مولوي معنوي" يتعلّق بسيرة مولانا الرومي، ألّفه بأسلوب بديع، وله حاشية على "السراجي" في الميراث، وله "إرشاد النبي" صلى الله عليه وسلم، جمع فيه أحاديث، وترجمها بالأردية، وله "حياة شيخ الهند" بالأردية.
توفي رحمه الله تعالى لثمان بقين من محرّم الحرام في 1364 هـ، الموافق لثمان مضين من شهر يناير 1945 م، وذلك في يوم الاثنين.
* * *
973 - الشيخ الفاضل العلماء أصغر حسين بن غلام غوث الفرخ آبادي، أحد العلماء المشهورين
*.
ولد في الثالث عشر من محرّم سنة خمس وثلاثين ومائتين بعد الألف، وقرأ العلم على مولانا سراج الدين المراد آبادي، والشيخ مردان علي البدايوني، وعلى غيرهما من العلماء، ثم تطبّب، وصار أوحد عصره في العلوم الحكمية والفنون الأدبية، وتهافت عليه المحصّلون من أقطار بعيدة، فدرّس، وأفاد مدّة طويلة ببلدته، ثم سافر إلى "بهوبال"، وقال الحظّ والقبول من صاحبها نواب صدّيق حسن القنّوجي، وكان من تلامذته، قرأ عليه في بداية حاله بعض الكتب الدرسيّة، فجعله رئيس الأطبّاء، ثم حاكم المرافعة، فأقام بها مدّة، ثم حدثتْ بينهما المنافرة، فعزله الأمير المذكور، فرجع إلى بيته، واشتغل بالتدريس والتصنيف.
له مصنّفات كثيرة ممتعة.
مات في سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة "فتح كدة".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 69.
974 - الشيخ الفاضل أصفح بن علي بن أصفح بن القاسم بن الليث، القيسي الطالقاني، وكنيته أبو معاذ
*.
وهو رفيق أبي حكيم محمد بن أحمد الخوارزمي.
تفقّه بـ "دامغان"، وروى عن رفيقه أبي حكيم أنه أنشده لبعضهم:
يا حبيبًا مالِي سِواهُ حبيبُ
…
أنتَ منِّي وإن بَعُدْتَ قريبُ
كيف أبْرَا مِن السِّقامِ وسُقْمِي
…
منك يا مُسْقِمِي وأنتَ الطَّبيبُ
إن أكنْ مُذْنِبًا فحُبك ذَنْبِي
…
لستُ عنه وإن نهيتُ أتُوبُ
ليسَ صَبْرِي وإن صبرتُ اختيارًا
…
كيفَ والصبرُ في هَواكَ عَجيبُ
فاغفر الذَنْبَ سيِّدي واعفُ عنِّي
…
لا لشيءٍ إلا لأني غرِيبُ
* * *
975 - الشيخ الفاضل أطهر علي بن المولوي عظيم خان بن دلدار محمد بن باصر خان بن المنشي عاشق محمد السِّلْهِتي
* *.
* راجع: الطبقات السنية 2: 213.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 364.
* * راجع: لترجمته حياة أطهر، وبزم أشرف 92، 93، وتاريخ الحديث 225، 226.
جاء جدّه الأعلى عاشق محمد من "إيران" إلى "دهلي"، وأقام هنا سنة، ثم جاء إلى "بنغلاديش"، وأقام بـ "سِلْهِت"
(1)
.
ولد في ليلة الجمعة سنة 1309 هـ، وقرأ القرآن الكريم عند والده، وحصل الكتب الابتدائية عند الشيخ عرفان علي، والشيخ شفيق إسحاق البهادرفوري، رحمهما الله تعالى، ثم رحل إلى "الهند"، فتدرّس في المدرسة القاسمية بـ "مرادآباد"، والمدرسة العالية بـ "رامبور".
قرأ كتب الحديث والتفسير بدار العلوم "ديوبند"، ومن أساتيذه فيها: الإمام العلامة أنور شاه الكشميري، والعلامة شبير أحمد العثماني، والعلامة أصغر حسين، والعلامة رسول خان، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة إعزاز علي، رحمهم الله تعالى.
ثم بايع في الطريقة على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي سنة 1338 هـ، وبعد ثلاث سنين أجازه الشيخ حكيم الأمة، رحمه الله تعالى.
وبعد الفراغ درّس في المدرسة العالية"جِكَاباري"، وبعد زمان قليل جاء إلى مدرسة قاسم العلوم "كُمِلّا"، وكان صدر المدرّسين هنا، ثم جاء إلى "كشورغنج"، وبنى الجامعة الإمدادية سنة 1366 هـ، وبعد قيام "باكستان" صار صدر جمعية علماء إسلام.
توفي يوم الثلاثاء 10 شوّال 1396 هـ، وتوفي في هذه السنة أربعة رجال من كبار العلماء، وهم: صاحب الترجمة، والشيخ محمد شفيع المفتي الأعظم
(1)
سلهت: بكسر السين المهملة، وإسكان اللام، وفتح الهاء والتاء الهندية، بلدة معروفة في القديم والحديث على بضعة وثلاثمائة ميل من "كلكته" تحمل منها "سنكتره" صنف من النارينج، وهي في غاية الحلاوة، ومنها تشم رائحة.
بـ "باكستان"، والشيخ محمد فيض الله المفتي الأعظم بـ "بنغلاديش" والشيخ المولى عبد الوهّاب بيرجي، رحمهم الله تعالى.
* * *
976 - العلامة المحدّث المحقّق الفاضل الشيخ إظهار الحسن بن الشيخ الفاضل الزاهد الحافظ الحاج محمد رؤوف الحسن بن المولوي الحافظ الحاج محمد ضياء الحسن الكاندهلوي
*.
ولله در القائل:
أولئك آبائي فجئْني مثلهم .... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ولد في بلدة "كاندهله" من مضافات "مظفّر نكر" بمقاطعة "أترابراديش" بـ "الهند".
حفظ القرآن الكريم بمدرسة (إحياء العلوم) ببلدة "مظفّر نكر"، ودرس الكتب الفارسية والعربية الابتدائية، ومن الصرف والنحو والأدب إلى صفّ "شرح جامي" بمدرسة (مرادية) ببلدة "مظفّر نكر"، ودرس الكتب الوسطى في مدرسة كاشف العلوم بـ "بنغلا والي مسجد"، و"مختصر المعاني"، وغيره من كتب العلوم والفنون في هذا الصف، ثم التحق بالجامعة مظاهر العلوم، ودرس "صحيح البخاري"، المجلّد الأول، و"سنن أبي داود" على الشيخ المحدّث المحقّق العلامة الجليل شيخ الحديث محمد زكريا الكاندهلوي، و"صحيح
* رجع: مقدمة حياة الصحابة ص 61، 62.
البخاري" المجلّد الثاني على المحدّث المحقّق العلامة أستاذ الأساتذة الشيخ عبد اللطيف، والشيخ عبد الرحمن الكاملفوري، وقد تمرّن على الإفتاء أيضًا، ودرس "صحيح مسلم"، و"الموطأ" للإمام محمد على المحدّث العلامة منظور أحمد خان، و"سنن النسائي"، و"الموطأ" للإمام مالك على المحدّث المحقّق العلامة الشيخ أستاذ الأساتذة الزاهد التقي النقي محمد أسعد الله، و"مشكاة المصابيح"، و"الهداية" الثالث والرابع على الفقيه عبد الشكور، و"تفسير الجلالين" على المفتي الفقيه المحدّث المحقّق الشيخ سعيد أحمد، ودرس "تفسير البيضاوي"، و"تفسير مدارك التنزيل" على المحدّث المحقّق المدقّق الشيخ زكريا القدوسي.
وقد تخرّج من الجامعة مظاهر علوم بـ "سهارنفور" في شهر شعبان عام 1355 هـ، وقد تلقّى دراسة الحديث مرّة أخرى للتحقيق في الحديث الشريف عام 1358 هـ، ثم اشتغل بأعمال مختلفة، وبعد فتر اشتغل بتدريس الحديث الشريف، والكتب الأخرى في العلوم والفنون بمدرسة كاشف العلوم بـ "بنغلا والي مسجد" بـ "دهلي الجديدة" الهند، وألقى دروس الكتب الكثيرة في هذه المدرسة من التفسير والحديث الشريف والأدب وغير ذلك، لا سيّما "صحيح البخاري" المجلّد الثاني، و"سنن أبي داود".
وكان له مع ذلك أعمال الدعوة وخدمة الضيوف ليلا ونهارا، بنشاط مستمرّ لإعلاء كلمة الله، وخدمة العلم الشريف.
وتوفي في 28 من ربيع الأول سنة 1417 هـ، رحمه الله تعالى، وتغمّده برحمته الواسعة.
* * *
977 - الشيخ الفاضل إعجاز أحمد بن عبد الباري بن سراج أحمد الحسيني، النقوي، السهسواني، أحد العلماء الصالحين
*.
ولد في سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسيّة على الحكيم محمود عالم بن إلهي بخش السهسواني، ولازمه مدّة، ثم سافر إلى "بهوبال"، وقرأ "التوضيح "، و"التلويح"، و"مسلّم الثبوت"، و"تفسير البيضاوي" على العلامة محمد بشير السهسواني، وقرأ "المطوّل"، و"شرح السلّم" للقاضي مبارك، و"شرح الهداية" للصدر الشيرازي، على الشيخ القاضي عبد الحق الكابلي، ثم أخذ الحديث عن الشيخ المحدّث حسين بن محسن الأنصاري اليماني، نزيل "بهوبال"، ثم رجع إلى "سهسوان"، وأقام بها زمانا، ثم سكن بقرية "بسولي" بفتح الموحّدة والسين المهملة، يدرّس ويتطبّب.
ولّي رياسة تدريس اللغة العربية والفارسية في مدرسة بـ "بدايون"، ثم عيّن نائب العميد في كلية في "فيض آباد"
(1)
، واشتغل هناك ستا وعشرين سنة إلى أن أحيل إلى المعاش في سنة أربع وستين وثلاثمائة وألف، واعتزل في وطنه منقطعًا إلى المطالعة والتصنيف والشعر والأدب.
كان السيّد إعجاز أحمد متضلّعا من الفنون الأدبية، بصيرا بأصنافه ومذاهبه، شاعرًا مكثرًا مجيدًا في أردو على طريقة الشعراء المتأخّرين، ويقول: الشعر الرصين البليغ في العربية والفارسية وأردو.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 70.
(1)
فيض آباد: مصّرها شجاع الدولة بقرب "أوده"، وبنى بها القصور العالية، وسكن بها، ولها شهرة في أعمال الخشب.
توفّي في إحدى عشرة خلون من شعبان سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وألف بـ "سهسوان"، وله من العمر ثمان وثمانون سنة.
وله مصنّفات كثيرة: منها "تسلية الفؤاد" بترجمة "بانت سعاد"، و"توقيع الفريد في تذكار أدباء الهند"، و"رشحات الكرم" في شرح "فصوص الحكم" للفارابي، و"الدراري المضية"، "ونقد وانتقاد"، و"شعر العرب"، و"تذكرة شعراء سهسوان"، و"قند بارسي" ديوان شعر له بالفارسية، و"سحر وإعجاز" ديوان شعر له في أردو، و"ديوان الشعر" له بالعربية، ومن شعره قوله:
قد جبت في طلب العلوم مفاوزا
…
ومهالكا كالهائم المتشوّق.
كم من أذى وسط الفلاة سئمته
…
فلقيت آمالي بوجه مشرق.
غرتني الدنيا كثيرًا بالغنى
…
وتركتها سخطًا لظاهر رونق.
ومن قوله:
يهوي الفتى لذّة الدنيا ويأملها
…
ولا نصيب له منها سوى الألم.
تبّا لدار فناء لا بقاء لها
…
ولا مصير لأهليها سوى العدم.
فهب من رقدة الغفلات نل فرصا
…
فليس ينفع بعد الفوت من ندم.
ومن قوله:
ولا أنسى سليمي يوم سارت
…
بها الأجمال طائعة الزمام.
أتتني كي تودعني فقامت
…
تعض بنانها والطرف دامي.
وغير وجهها وشك التنائي
…
وأوجع قلبها روع انصرام.
فأومت باللحاظ حذار واش
…
وفي زفراتها حرق الغرام.
* * *
978 - العلامة الكبير المحدّث الجليل الفقيه البارع الأديب الأريب إعزاز علي بن مزاج علي بن حسن علي بن خير الله الأمروهوي
*.
توجد ترجمته في كتب مختلفة، لكن صاحب الترجمة نفسه ذكرها بالبسط في مقدمة تعليقاته على "نور الإيضاح"، فأذكرها بحذافيرها، ونصّه ما يلي:
لما رأيت أساطين الأمة ونحاريرها بينوا تراجمهم، وما كان ذلك منهم إلا تحديثا بالنعم الإلهية، لا فخرًا ولا بطرًا وأشَرًا، فإن شأنهم أرفع من ذلك، رأيتُ أن أحتذي بهم في ذلك، وأمشي مشيتَهم، فإن المرء مع من تشبّه، وهذا مع اعترافي بقصور الباع في العلوم، وأين الهبوات من النجوم، وأيم الله (والله على ما أقول وكيل) ما بعثني عليه إلا الاقتداء بهم، لا الإعجاب والافتخار، وأيّ فخر لمن أوله منى، وآخره منية، وبينهما مهالك الدنيا، وصرّحوا فيها، ولم أقطع النظر عن قول الشاعر:
يا ابن التراب ومأكول التراب غدا
…
اقصرْ فإنك مأكول ومشروب.
ولدتُ لليلة الأولى من المائة الرابعة بعد ما غربت الشمس من المائة الثالثة بعد الألف في "بدايون" حين كان أبي مستخدما فيها، فسمّاني جدّي
* راجع: مقدمة نور الإيضاح 7 - 9، وعلماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص 201 - 203، وأكابر علماء ديوبند ص 128، ومشاهير علماء ديوبند 1: 91 - 92، وتاريخ علماء ديوبند 2:94.
من الأم محمد إعزاز علي، وأبي هو محمد مزاج علي بن حسن علي بن خير الله، من سكناء "أمروهه"
(1)
من مضافات "مراد آباد" في محلّة منها، تسمى بـ "شاهي جبوتره"، ومولد أمهاتي وأخوالي في "بريلي"، ومضى أكثر عمري في "شاهجهان بور"، فلذا اختلفت في بيان وطني الأصلي، فانتسبتُ في عنفوان أمري إلى "شاهجهان بور"، ثم قلتُ: إني من أهل "بريلي"، ثم جرّني حبّ وطن آبائي إلى أن أضمّ إلى أهل "أمروهه"، وهذه كلّها من بلاد "الهند"، فجئتُ مع أبي وكنتُ رضيعا إلى "شاهجهان بور"، ففطمتُ، وكان أخي الأكبر حفظ القرآن، ثم نسيه، فأقامتني والدتي مقامَه في حفظه، فيسّره الله لي على يد الحافظ شرف الدين خان رحمه الله، وكان شيخا متهجّدا، يحبّ الغناء والسماع مع المزامير والمعازف، وربما اجتمعتُ معه في مثل هذه الاجتماعات، فشاهدتُ من حالهم ما كرهتُ به ما يفعلون من غير دليل شرعي، فوفّقني الله للفراغ عنه، ولم أبلغْ مبلغَ الرجال.
ثم سافر أبي وأنا معه إلى كورة "تلهر"، فشرعتُ في "ميزان الصرف"، وبعض الكتب الفارسيّة عند المولى مقصود علي خان (مدّ ظلّه) الشاهجهان بوري، وما حرضني عليه إلا قول الأستاذ الحافظ: إن كلام الله لا يتمّ نفعُه من غير أن يفهم معناه، وكان المولى الممدوح رجلا شفيقا للطلبة، ويحبّهم، ولا كمحبة الأم ولدها، ويؤدّبهم، ويضربهم، وحتى أن أقارب بعض الطلبة لم يرضوا بهذا الضرب، وجادلوه، ولكنه كان أعرفهم لهذا المصراع، ع: جورأستاد به ز مهر بدر.
(1)
أمروهه: بفتح الهمزة وإسكان الميم، وضمّ الراء المهملة، وإسكان الواو، بعدها هاء، بلدة عامرة حسنة، بينها وبين "دهلي" مسيرة ثلاثة أيام.
فاستفدتُ من فيوضه، حتى شرعتُ في "شرح الكافية" لملا جامي، وجعلتُ أناظر آخرين من الطلبة. بالبحث في الصيغ المشكلة، والتراكيب المعضلة، وكانت الحرب سجالا، وبينما أنا على ذلك، إذ ألقتْني صروفُ الدهر ونوائبُه إلى "شاه جهان بور"، وفوّضني أخي إلى رجل، ممن لا شيء عنده من العلم، غير العجب والكبر والدعاوي الباطلة، والتزيّ بزيّ العُلماء، فضيّعتُ مصاحبا له من عمري سنة كاملة وبضعة أشهر، ولولا نعمة ربي وأجابته المضطرّ لصرتُ إلى الحور بعد الكور، ثم أخذ التوفيق الإلهي بيد هذا الضال في الحيرة، فدخل في مدرسة، هي كاسمها "عين العلم"، بقاها الله، وأساتذتها وعمالها إلى نهاية الدوران، أسّسها المولى عبيد الحق خان قدّس سرّه، وكان أبوه أو جدّه من أهل "كابل"، وهو من أجلّ علماء زمانه، وأتقاهم، مات فجأة مبطونا، قرأتُ عليه، وعلى المولى السيّد بشير أحمد المراد آبادي، والمولى محمد كفاية الله الشاهجهان بوري ثم الدهلوي، أدام الله فيوضهما ما دام الملوان، واستفضتُ منهم سنين عديدة، ولما كان لكلّ شيء آفة وللعمل آفات أحاطتْ بي عواصفُ النوائب، حتى تيقّنتُ بحرماني من العلم، فعرضتُ ما اعترض لي من سوء المآل على المولى عبيد الحق خان رحمه الله، فأشار إليّ بترك الأهل والأوطان، فقلتُ: سمعا لقولك، وطوعا لأمرك، وتمثّلتُ بقول الشاعر:
تلقى بكلّ بلاد إ 54 ن حللت بها
…
أهلا بأهل وأوطانا بأوطان.
فارتحلتُ وأقاربي غير راضين، فدخلتُ دار العلوم الديوبندية، وشرعت المجلّد الأول من "الهداية" عند المولى الحافظ السلالة القاسمية، أفاض الله علينا من بركاته، وبعض كتب المنطق عند المولى محمد سهول البهاكلبوري، وكان متعلّما فيها، والكتب الأخرى عند غيرهما، ثم ارتحلتُ إلى "ميرته" بإصرار
بعض أقاربي، وكان خيرا أن لا أفعل، فأقمت بها أربع سنين، وقرأتُ كتب الصحاح غير "البخاري" والعقائد والمعقولات، وكتب الفلسفة، وغيرها على المولى عبد المؤمن الديوبندي، وبعض كتب الأصول والعروض وغيرها على المولى محمد عاشق إلهي، مدّ الله أظلالهما.
ثم شغلني بعض أساتذتي في مطبعه، وسعيتُ في تصحيح ما كتبوا من الألفاظ القرآنية، وحسن طبعها، ولما مضى عليّ زمن طويل في مثل هذه الحالة حاسبتُ نفسي، فوجدتُ قبي علما كفؤاد أمّ موسى صبرا، فعدتُ إلى ما ارتحلتُ عنه، وكان العود أحمد، وقرأتُ "الجامع" للترمذي، و"الصحيح" للبخاري، و "سنن أبي داود"، و"البيضاوي"، والمجلّد الآخر من "الهداية"، و"التوضيح"، و"التلويح" على المولى شيخ الهند، وما قدر لي من العلوم على المولى غلام رسول، أدخلهما الله بحبوحة الجنان، والمولى عزيز الرحمن المفتي بدار العلوم المذكورة، متّعنا الله بطول حياته وعموم فيضه، والكتب الأدبية الدرسيّة على المولى السيّد معزّ الدين.
ولما فزتُ بما تيسّر لي من العلوم أمرني المولى شيخ الهند رحمه الله بالتدريس في المدرسة النعمانية الواقعة في "بورني" من مضافات "بهاكلبور"، فأقمتُ بها نحوا من سبع سنين، ثم أصرّ علىّ أبي، وكان شيخا ضعيفا بترك الغرية واختيار الإقامة في "شاهجهانبور"، فخدمتُ مدرسة أفضل المدارس الواقعة في "شاهجهانبور" ثلاث سنين، فتوفي متكفّل المدرسة، فقادني التوفيق إلى دار العلوم الديوبندية، فخدمتُ الطلبة، وأنا على ذلك في هذا الوقت، ووقعت فترة في هذه الإقامة، فذهبتُ إلى "حيدر آباد" من بلاد "الهند الجنوبية"، فما وجدتُ نفسي إلا كحوت فارق الماء، وتمتّعتُ بفيوض أكابر المدرسة، كالمولى السيّد أنور شاه الكشميري، والمولى المفتي عزيز الرحمن
الديوبندي، والمولى حبيب الرحمن الديوبندي العثماني، ولا كتمتّعي في زمان التحصيل.
ثم أدخلني قضاء الله في من صنّف قد استهدف، فعلّقتُ على "نور الإيضاح" بالفارسية، وهو أول تعليقاتي، ثم على "ديوان الحماسة"، ثم على متن "الكنز"، ثم على "ديوان المتنبي"، وهذه كلّها بالعربية. وشرحتُ "القصيدة اللامية"، و"القصيدة الأخلاقية" للشيخ حبيب الرحمن العثماني في الهندية، و "عروض المفتاح"، وعلى "المختصر" للقدوري، والكلّ مطبوع، غير تعليق "القدوري"، فإنها ستطبع، وترجمتُ "الزواجر" للشيخ ابن حجر الهيثمي المكّي، وترجمتُ بعض الكتب الأدبية والتفسيرية على لسان غيري، وعاهدتُه أن لا أفشي سرّه، هم فحسدتْني أبناءُ الزمان، وآذوني بما استطاعوا، ولله درّ القائل.
هم يحسدوني وشرّ الناس كلّهم
…
من عاش في الناس يوما غير محسود.
فعذرتُهم لجهلهم، واستحسنتُ الصَفح عنهم، مكان السيف بالسيف، وتعزّيتُ بقول الشاعر:
دع الحسود وما يلقاه من كمده
…
كفاك منك لهيب النار في كبده.
إن لمت ذا حسد نفّست كربته
…
وإن سكتَّ فقد عذَّبته بيده.
وربما ترنّمت بهذين البيتين:
اصبرْ على مضض الحسو
…
د فإن صبرك قاتله.
فالنار تأكل بعضها
…
إن لم تجد ما تأكله.
ومما اتفق لي حين كنتُ مشتغلا في حفظ القرآن قال أبىِ بعضَ أصدقائه من أهل الدنيا أردتُ بهذا المعصوم شرا، لا يفعل بعد حفظ القرآن إلا الجلوس على القبور، وأخذ الأجرة على قراءة القرآن، كعادة
حفّاظ الزمان، وقال لي بعض إخواني لما لم امتثل أمرَه في ترك تحصيل العلوم الدينية، لا تكون بعد هذا إلا كلّا علينا، تستعينُنا بالمال، فتلاطم بحرُ غيرته تعالى، وأفاض عليّ من نعمه، حتى ما احتجتُ إلى أحد في معيشتي وأكسابي.
وأنا ذو إخوة سبع، وأختين، ومات الأخ الأكبر شهيدا، قتله بعض المشركين ظلما، والكبرى من الأختين، وكلّهم ذو أولاد كثيرة، غير الأبوين الصغيرين، فإن الأكبر منهما لا ولدَ له، والأصغر منهما لم يزوّج، وتوفي والدي لخمس عشر من رمضان سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة بعد الألف -اللّهم اغفرْ له-.
قلت: توفي رحمه الله تعالى في الثالث عشر من رجب المرجّب 1374 هـ، وصلّى عليه ألوف من الناس، أمّهم شيخ الحديث محمد زكريا الكاندهلوي، رحمه الله تعالى، ودفن في المقبرة القاسمية بـ "ديوبند"، وأخلف ابنين، يقومان بالتدريس في دار العلوم الديوبندية، أكبرهما المقرئ أحمد ميان، الذي درّس في قسم التجويد بالجامعة مدّة طويلة، وتوفي قبل أعوام، إن نجله الأصغر وهو الشيخ حامد ميان كان يقوم بخدمة التدريس بالجامعة إلى العام 1415 هـ، ولكن المجلس الاستشاري أحاله إلى التقاعد نظرا إلى ضعفه.
* * *
979 - الشيخ الفاضل أعظم شاه بن إسكندر شاه بن شمس الدين، غِياث الدين، أبو المظفّر السجستاني الأصل
صاحب "بنغاله"، من بلاد "الهند" *.
كان حنفيّا، ذا حظّ من العلم والخير، محبًّا في الفقهاء والصالحين، شجاعًا، كريمًا، جوادًا.
ابتنى بـ "مكّة" عند باب أمّ هانئ مدرسة، صرف عليها، وعلى أوقافها، اثنى عشر ألف مثقال مصرية، وقرّر بها دروسًا للمذاهب الأربعة، كملت عمارتها، ودرّس فيها في جمادى الآخرة، سنة ثمانمائة وأربع عشرة.
وكذا عمل بـ "المدينة النبوية"، على سكنها أفضل الصلاة والسلام، مدرسة بمكان يقال له: الحصن العتيق، عند باب السّلام.
هذا، مع إرساله غير مرّة لأهل الحرمين بصدقات كثيرة. مات في سنة ثمانمائة وأربع عشرة، أو التي بعدها، رحمه الله تعالى.
* * *
980 - الشيخ الفاضل أفاض الدين بن الشيخ سليم الدين، رحمهما الله تعالى
* *.
سافر أجداده من "اليمن" إلى "جاتجام""بنغلاديش"، وضعوا عصا الترحال ببلدة "روجان".
ولد في حدود سنة 1280 هـ، وانتقل أبوه إلى الدار الآخرة، هو ابن سبع سنين.
* راجع: الطبقات السنية 2: 213، 214.
وترجمته في الضوء اللامع 2: 313، والعقد الثمين 3: 320 - 322.
* * راجع: تاريخ دار العلوم هاتهزاري ص 193.
والتحق بالمدرسة المحسنية، ودرس بالمرحلة الابتدائية، ثم ارتحل إلى دار العلوم "ديوبند"، واستكمل الدراسة العليا، وقرأ الصحاح الستة وغيرها من كتب الحديث على شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، وغيرهم، من العلماء الكبار.
وبعد الفراغ ظلّ قائما بالتدريس يحامعة هاتهزاري إلي آخر حياته. وكان يحبّ العزلة، ويحيي ليله بالذكر وتلاوة القرآن الكريم، وفي آخر عمره كان ولده الشيخ حامد حسين (الرئيس السابق لجامعة هاتهزري) يدرُس في دار العلوم "ديوبند". وذات يوم اشتدّ مرضه، فكتب بعض أقاربه إلى ابنه الشيخ حامد حسين، يستعجل منه المجئَ إلى الوطن، ووصلته الرسالة في آخر أيام اختباره النهائي، فرجع إلى الوطن، ولكن لما رأه أبوه اشتدّ غضبا، فقال: لما ترك دراسته، وهو لا يستطيع أن يعالجني، وعليه أن يتابع دراسته.
توفي في 29 رمضان عام 1363 هـ.
* * *
981 - الشيخ الصالح أفضل بن أمين بن فاضل بن إبراهيم بن خوندمير الحسيني الرفاعي الراجبندروي، أحد المشايخ الأعلام
*.
ولد، ونشأ بـ "راجبندري"، وأخذ الطريقة عن الشيخ شيخن الأورنغ آبادي، ولازمه مدّة.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 78.
له مصنفات عديدة، أشهرها:"مرآة العارفين"، و"معدن الجواهر"، و"تحفة الصالحين"، و "شرح الفقه الأكبر"، و"وشرح نام حق" في الفقه، و "رسالة في مبحث الوجود"، وكان يدرّس "المثنوي المعنوي"، و "الفصوص"، و"واللوائح"، و "اللمعات".
توفّي لخمس عشرة خلون من رمضان، سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف بـ "راحبندري" بلدة من "آركات"، كما في "محبوب ذي المنن".
* * *
982 - الشيخ الفاضل أفضل الدين بن إمام الدين بن حميد الدين، الكاكوروي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح
*.
قرأ العلم على والده وأعمامه، ثم ولي القضاء بمدينة. "مرشد آباد"، فاستقلّ به برهة من الدهر، ثم ابتلي بأمراض، فجاء إلى "عظيم آباد" عند والده، ومات بها لستّ عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، كما في "مجمع العلماء".
* * *
983 - الشيخ الفاضل أقبغا سيف الدين، العديمي، الحلبي، أحد فتيان كمال الدين عمر ابن العديم
* *.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 78.
* * راجع: الطبقات السنية 2: 214. وترجمته في الضوء اللامع 2: 316.
ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة.
وسمع بـ "حلب"، على ابن صديق بعض "الصحيح".
وحدّث، سمع منه الفضلاء، وكان ديّنًا، خيّرًا، ملازمًا للخير، مع العقل، والسكون، والتقنّع بأوقاف من سيّده.
مات في حدود سنة أربعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
984 - الشيخ الفاضل أكبر يار بن خير الدين، الكشميري، أحد العلماء البارعين في العربية
*.
ولد، ونشأ بـ "كشمير"
(1)
، وقرأ العلم على والده، ثم رحل إلى "دهلي"، وأخذ القراءة والحديث عن شيخ القرّاء عبد الخالق الدهلوي، وأخذ الطريقة عن الشيخ كليم الله الجهان أبادي، ومشايخ آخرين.
مات سنة ثمان وخمسين ومائة وألف، كما في "روضة الأبرار".
* راجع: نزهة الخواطر 6: 40.
(1)
كشمير: بكسر الكاف، وفتحها، وسكون الشين المعجمة، والعرب يسمّونها "قشمير" بالقاف، وهى في جهة الشمال الغربي، حيث العرض ثلاث وعشرون درجة، وثلاث وثلاثون دقيقة، وهي في جهة الشمال الشرقي، حيث العرض سبع وأربعون درجة، وأربع وخمسون دقيقة. قال الحموي في "المعجم": إنها مجاورة لقوم من الترك، فاختلط نسلهم بهم، فهم أحسن خلق الله خلقة، يضرب بنسائهم المثل، لهن قامات تامة، وصورة سوية، وشعور أثيثة على غاية السباطة، والطول، تباع الجارية منهم بمائتي دينار وأكثر. انتهى.
985 - الشيخ الفاضل أكثم بن يحيى بن حبان ابن بشر بن المِخارق الأسدي، والد عمر القاضي
*.
قال ابن النجّار: إنه ولّي قضاء "بغداد، وأصبهان"، وإنه كان من أصحاب أبي حنيفة، رضى الله تعالى عنه.
مات سنة تسع وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
986 - الشيخ العالم المفتي إكرام الدين بن نظام الدين بن نور الحق بن محبّ الله ابن نور الله الدهلوي، أحد العلماء المشهورين
* *.
كان من نسل الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين البخاري الدهلوي، ولد سنة تسعين أو إحدى وتسعين ومائة وألف بـ "دهلي"، وقرأ العلم على والده، وعلى الشيخ محمد كاظم الدهلوي، والشيخ محمد فائق، والسيّد محمد الدين الشاهجهانبوري، وصنوه صدر الدين، والشيخ خواجه أحمد الجالندري، وعلى غيرهم من العلماء، وجمع العلم والعمل والشعر وغيرها.
* راجع: الطبقات السنية 2: 214، 215.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 365، وانظر حاشيته، وفي الوافي بالوفيات 9:342.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 80.
له مصنّفات عديدة، منها:"سل الصمصام على من قال إن المزامير ليست بحرام"، ومنها:"سعادة الكونين في فضائل الحسين".
* * *
987 - الشيخ الفاضل أكرم الدين بن محي الدين بن القاضي عبد الوهّاب الأحمد آبادي، الكُجْرَاتي، أحد العلماء البارعين في المعقول والمنقول
*.
ولد، ونشأ بمدينة "أحمد آباد"، وقرأ العلم على الشيخ نور الدين بن محمد صالح الكجراتي، وولي الصدارة بـ "كجرات"
(1)
بعد وفاة والده في سنة مائة وألف، فاستقلّ بها مدّة حياته، ولقّبه شاه عالم بن عالمغير الدهلوي "شيخ الإسلام خان".
ومن مآثره الجميلة: مدرسة هدايت بخش بمدينة "أحمد أباد"، أنفق على عمارتها مائة ألف وأربعا وعشرين ألفا من النقود الفضّية، شرع في بنائها
* راجع: نزهة الخواطر 6: 40.
(1)
كجرات: بضم الكاف الفارسي، وإسكان الجيم، وإهمال الراء المهملة، بعدها ألف، فمثناة من فوق، طولها اثنان وثلاثمائة ميل، وعرضها ستون ومائتا ميل، وفيها ثلاث عشرة فرضة، أشهرها:"كنباية"، و"سومنات"، و"جوناكره"، و"سورت". وفي العصر الحاضر "بمبئي"، وفيها كور صغيرة، يسمّونها بأسماء أخرى، نحو "كوكن" أي: البلاد التي على ساحل البحر فيما بين "بمبئي" و"نياكاؤن"، ونحو "كاتهياوار" التي ينسب إليها الأفراس الحصان الجياد.
في سنة اثنتين ومائة وألف، وفرغ منها في سنة تسع وألف، فأرّخ لتمامها بعض أصحابه من قوله: هو "لمسجد أسّس على التقوى من أول يوم"، ثم زاد في عمارتها بعد ذلك سنة إحدى عشرة ومائة وألف، فعمل له بعضهم تاريخا من قوله:"مدرسة فيها الهدى للعالمين"، ثم وقف عليه لما يحتاج إليه الطلبة قريتين من أعمال "فتن"، وقرية من أعمال "جانبانير"، كما في "مرآة أحمدي".
* * *
988 - الشيخ الفاضل أكمل الدين بن يوسف الدمشقي، المعروف بابن كريم الدين
*.
أديب، شاعر.
ولد سنة 1012 هـ.
كان عارفا باللغتين الفارسية والتركية.
توفّي بـ "دمشق"، ودفن بـ "مقبرة الفراديس".
من آثاره: "شرح على ديوان ابن الفارض".
توفي سنة 1081 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 2: 309.
وترجمته في خلاصة الأثر 1: 422، 423.
989 - الشيخ الفاضل ألطاف برواز
*.
ولد سنة 1339 هـ.
أحد رواد الحركة الثقافية والأدبية في "باكستان".
كان أحد المناهضين للاستعمار البريطاني، كما قام بدور بارز في الدفاع عن الحرّيات والحقوق، وشارك في تقديم خدمات جليلة للمهاجرين المسلمين أثناء استقلال "باكستان"، ومارس إلى جانب أدب الكتابة في الصحافة.
وله نحو أربعون كتابا، منها:"تاريخ الحربة"، و "حب الوطن"، و "حركة استقلال باكستان"، و"حركة استقلال كشمير"، و"رحلتي في باكستان"، و"النار"، كتب أخرى.
ولم يمهلْه الأجل ليرى آخر كتبه، الذي كان يعدّ لطباعته، وهو ديوان شعر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعنوان "الأسوة الحسنة".
توفي سنة 1413 هـ.
* * *
990 - الشيخ الفاضل ألغ بيك بن شاه رخ ابن تيمور
* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 76، والفيصل ع 194 (شعبان 1413 هـ) ص 144.
صاحب الزيج المشهور *.
ولد سنة تسعين وسبعمائة تخمينًا.
ونشأ في أيام جدّه، وتزوّج في أيامه أيضًا، وعمل له العرش المشهور. ولما مات جدّه الطاغية، عليه من الله ما يستحقّ، وآل الملك إلى أبيه شاه رخ، بعد مدّة ولّاه "سمرقند" وأعمالها، فحكمها نيفًا على ثلاثين سنة، وعمل بها رصدًا عظيمًا، فرع منه في سنة أربع وخمسين، أو التي قبلها، وكان قد جمع لهذا الرصد علماء الهيئة والهندسة، وكلّ صاحب فضيلة، وهو مع ذلك يتلفت إلى من يسمع به من العلماء في الأقطار، وإذا سمع بفاضل لا يزال يحتال إلى أن يستقدمه إليه، مبجّلًا مكرّمًا.
قال في "المنهل": هذا مع علمه الغزير، وفضله الجمّ، واطلاعه الكثير، وباعه الواسع، في هذه العلوم، مع مشاركة جيّدة إلى الغاية، في الفقه، والأصلين، والمعاني، والبيان، والعربية، واللغة، والتاريخ، وأيام الناس، وأما غير ذلك كالهيئة، والهندسة، والتقاويم الفلكيات، فيه يضرب المثل، وانتهت إليه الرياسة في عصره.
وكان عنده من قوّة الحافظة ما يقضي منه العجب.
حُكي أنه سأل بعض حواشيه: ما يقول الناس عني؟، وألحّ عليه.
فقال: يقولون: إنك ما تحفظ القرآن الكريم.
فدخل من وقته، وحفظه في أقل من ستة أشهر، حفظًا مُتقنًا.
وقال السيّد الشريف سراج الدين عبد اللطيف الفاسي، قاضي القضاة الحنابلة بـ "مكّة ": قدمتُ على القان شاه رُخ في بعض سفراتي إليه، فوجّهني
* راجع: الطبقات السنية 2: 215 - 217.
ذكره ابن عرب شاه في عجائب المقدور 228، وهو فيه "أولوغ".
إلى ألغ بيك صاحب "سمرقند"، فلمّا وصلتُ إليه، رحب بي، وأكرمني غاية الإكرام، وأخذ يحادثني في بعض الأيام، ويسألني عن كيفية الحرم الشريف، وكيف مثال الكعبة، والحجر الأسود وغير ذلك، فصرت أصف له كلّ ما بالحرم من البناء وغير ذلك، وهو لا يكرّر مني اللفظ، بل يفهمه من أول مرّة كأنه رآه، فذهل عقلي مما رأيت من ذكائه المفرط، وصرتُ كلّما جالسته بعد ذلك أسمع منه من الغرائب ما أتعجب منه، من كثرة محفوظه للشعر، واستشهاده على ما يحكيه من الحكايات بكلام العرب، وحفظه للتاريخ، ومع ذلك يعتذر بقلّة معرفته باللغة العربية.
وتذاكرت معه أيضًا فجرى ذكر أشراف مكّة بني حسن، فقال بعض من حضر: هم أولاد جوار، فأنشد ألغ بيك المذكور في الحال قول الشاعر:
لا تَحْقِرَنَّ امْرَءًا مِن أَن تكون له
…
أمٌ من التُّرْكِ أو سوداء عُجْماء
فإنَّما أمَّهاتُ الناسِ أَوْعِيَةٌ
…
مُسْتَودعاتٌ وللأحسابِ آباءُ
انتهى كلام الشيخ سراج الدين باختصار.
وألغ بيك هذا، هو أسن أولاد أبيه شاه رخ، ولما مات أبو، أقامتْ زوجته في الملك ولد ولدها علاء الدولة، وتركت ولدها ألغ بيك، فلمّا بلغ ألغ بيك ذلك جمع العساكر، وتوجّه إلى "هراة"، واستولّى عليها، وهزم أمه، وابن أخيه منها، وأخذ غالب خزائن والده، وعاد إلى "سمرقند" مؤيّدًا منصورًا.
وأقام بها إلى أن خرج عن طاعته ولده عبد اللطيف، وخلعه من السلطنة، واستولّى على مملكته، ثم أنه قتله، في خبر طويل.
ويحكى أنه قال حين أمر بقتله: والله لقد علمتُ أن هلاكي على يد ولدي عبد اللطيف هذا من يوم ولد، لكن أنساني القدر ذلك، والله لا يعيش بعدي إلا خمسة أشهر، ثم يقتل شر قتلة، وكان الأمر كذلك.
وكان قتل ألغ بيك، على الوجه المشروح، سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
991 - الشيخ الفاضل إله داد، الأمروهوي، أحد العلماء المشهورين
*.
ذكره البدايوني، وقال: إنه كان عالما، خفيف الروح، مزاحا بشوشا، مليح البحث، حلوّ الكلام، حسن المحاضرة، غير محافظ على آداب الشرع، ولم يكن في زيّ العلماء، وكان كثير المجون والفكاهة، دخل في الجندية في عهد أكبر شاه.
ومات سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة في السفر، فدفن بـ "سيالكوت"
(1)
، ثم نقل جسده إلى "أمروهه".
* * *
992 - الشيخ العالم الفقيه القاضي إله داد البلغرامي
،
* راجع: نزهة الخواطر 4: 40.
(1)
سيالكوت: بكسر السين المهملة، والعرب يسمّونها "سيلكوت"، و"سلكوت" بفتح السين، وهي على خمسة وستين ميلا من "لاهور"، ينسب إليها العلامة عبد الحكيم
أحد الفقهاء المعروفين بالفضل *.
كان من نسل قاسم بن محمد بن أبي بكر، فقيه "المدينة".
ولد، ونشأ بـ "بلغرام"
(1)
، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدراسيّة على الشيخ عبد الرحمن العبّاسى اللاهربوري، ولما برع في الفقه والأصول وغير ذلك، رجع إلى "بلغرام"، وتصدّر للتدريس، وله تعليقات على "تهذيب المنطق".
قال السيّد غلام علي الحسيني البلغرامي في "مآثر الكرام": إنه كان قاضيا ببلدة "بلغرام"، فنازعه القاضي كمال العثماني في أمر القضاء سنة تسمعين وتسعمائة، ورحل القاضى محمود بن كمال إلى معسكر السلطان أكبر بن همايون التيموري، ورفع القضية إليه، فولّي أباه القضاء. انتهى.
وقال الشيخ غلام حسن في "شرائف عثماني": إن القاضي كمال بن عبد الدائم العثماني كان قاضيا بـ "بلغرام"، وكان القضاء موروثا له من آبائه وجدوده من عهد بعيد، فنازعه القاضي عبد الصمد المحتسب، ووافقه القاضي إله داد في النزاع، فسافر إلى "دهلي"، ورفع القضية إلى السلطان، وشفع له أبو الفيض بن المبارك الناكوري، وأظهر أن القضاء موروث له من آبائه، وأنه أهل لذلك، فولّاه القضاء، وعزل القاضي كمال عنه، فاعتزل الكمال براجغير، ثم لما حصحص الحقّ على السلطان، وظهر أن الكمال أهل لذلك،
* راجع: نزهة الخواطر 5: 93، 94.
(1)
بلكرام: بكسر الموحّدة، وإسكان اللام، كسر الكاف الفارسية، بعدها ألف وميم، وهي بلدة معروفة من بلاد "أوده"، قريبة من "قنّوج"، نشأ بها كثير من العلماء والمشايخ، كالسيّد غلام علي آزاد، والسيد مرتضى، صاحب "تاج العروس".
والقضاء موروث له من آبائه وجدوده، عزل إله داد، وولّي الكمال مكانه، ثم توارث القضاء في أعقابه نسلا بعد نسل. انتهى.
وقد شنّع غلام حسن علي المذكور تشنيعا بالغا، واتّهمه بأن قي قلبه شيئا من جهة العثمانيين، ولذلك أغمض عينيه عن محاسنهم في "مآثر الكرام"، وفي سائر مصنّفاته.
* * *
993 - الشيخ العالم الفقيه إله داد، السلطانبوري، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول
*.
كان أصله من قرية " بنوده" من أعمال "السند"
(1)
، ومنشأه "سلطانبور" من أرض "بنجاب"، قرأ العلم على الشيخ عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري، وتفنّن في الفضائل عليه، حتى أتقنها، ودرّس، وأفتى، وصنّف، وصار من أعيان
* راجع: نزهة الخواطر 5: 94.
(1)
السند: بكسر السين المهملة، وسكون النون، آخرها دال مهملة: بلاد بين "الهند"، و"كرمان" و"سجستان"، وهو أول بلاد، وطئها المسلمون، وملكوها، والعرب كانوا يسمّونه إقليم الذهب، وهو إقليم حار، وفيه مواضع معتدلة الهواء، والبحر يمتدّ مع أكثره، وبه أبهار عديدة، وفيه نخيل ونارجيل، وموز، وبعض العقاقير النافعة، وفي بعض المواضع منه الليمون الحامض، والأنبج، في بعضها الأرز الحسن، وفيه البختي، وهو نوع من الإبل، له سنامان، مليح، وأشهر أنهاره "نهر السند"، ويسمّونه "مهران"، وفيه تفيض الأنهار الخمسة المشهورة ببلاد "بنجاب"، و"نهر كابل" فيصب في البحر عند "ديبل".
العلماء وأكابر الفضلاء ببلدته، فولّي الصدارة بأرض "بنجاب"، واستقام عليها مدّة من الزمان، ثم ولي القضاء بـ "إله آباد".
قال البدايوني في "المنتخب": إنه كان في عنفوان أمره معجبًا بفضله، مختالًا، ثم صار أمره إلى الفقر والانكسار، فصار ديّنًا، متواضعًا، حسن الأخلاق، وقنع بيسير من المعاش في "إله آباد"، وعكف على الإفادة والعبادة، وانقطع عن الناس. انتهى.
له مصنّفات عديدة، منها:"كشف الغمّة"، و"منهاج الدين".
توفّي سنة ستّ وألف، كما في "خزينة الأصفياء".
* * *
994 - الشيخ الفاضل الكبير إله داد اللنغرخاني اللاهوري، أحد العلماء المتبحّرين في علوم متعدّدة من المعقول والمنقول
*.
لم يزل مشتغلا بالدرس والإفادة.
كان زاهدًا، متقلّلا، قانعا، عفيفا، ديّنا، متورّعا، لا يطمع في الملوك، ولا يعرض عليهم الحوائج. حتى أنه لم يقبل الأرض ولا غيرها للمعيشة قطّ.
أخذ عنه غير واحد من العلماء، ولنغرخان -بفتح اللام- حارة ببلدة "لاهور"، كما في "تذكرة علماء الهند".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 94، 95.
995 - الشيخ العالم الصالح إله داد، النقشبندي، الدهلوي، أحد كبار المشايخ النقشبندي
*.
أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الباقي النقشبندي الدهلوي، ولازمه ملازمة طويلة، أخذ عنه عبيد الله، وعبد الله، ابنا الشيخ عبد الباقي المذكور.
مات لسبع ليال بقين من شعبان سنة إحدى وخمسين وألف بـ "دهلي"، فدفن بمقبرة شيخه، كما في "الأسرارية".
* * *
996 - الشيخ الفاضل العلامة إلهي بخش بن شيخ الإسلام بن قطب الدين بن عبد القادر
* *.
الحنفي، الصدّيقي، الكاندهلوي، أحد العلماء المبرّزين في المعارف الإلهية.
يرجع نسبه إلى الإمام فخر الدين الرازي، ثم إلى سيّدنا الإمام أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه.
ولد سنة اثنتين وستين ومائة وألف بقرية "كاندهله" على مسيرة ستّ وثلاثين ميلا من "دهلي"، ونشأ في مهد جدّه لأمّه الشيخ محمد المدرّس
* راجع: نزهة الخواطر 5: 95.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 81، وحالات مشايخ كاندهله ص 51.
الكاندهلوي وقرأ الرسائل المختصرة على والده، وتعلّم الخطّ والحساب منه، ثم سافر إلى "دهلي"، وقرأ العلم على الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، ولازمه مدّة، وبايعه، وأخذ الطبّ عن والده وجدّه، ثم استقدمه نواب ضابطه خان، وولّاه الإفتاء، فاستقلّ به زمانا، ولما توفّي ضابطه خان المذكور رحل إلى "بهوبال"، وولي الإفتاء بها، فاستقام عليه مدّةً، ثم رجع إلى بلدته، وأخذ الطريقة القادرية عن أخيه الحاج كمال الدين الكاندهلوي، وهو أخذ عن الشيخ عبد العدل، عن الشيخ زبير بن أبي العلاء السرهندي، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال زمانا، ثم أخذ الطريقة النقشبندية عن السيّد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وصنّف "الملهمات الأحمدية" في أذكار الطريقة وأشغالها، وطرزه بمدائح السيّد الإمام رحمه الله.
وله مصنّفات عديدة غير ما ذكرناه، منها:"جوامع الكلم" في الحديث، ومنها:"شيم الحبيب في ذكر خصائل الحبيب" في علم السنة، صنّفه سنة تسع ومائتين وألف بمدينة "بهوبال"، ومنها: رسالة له في "شرح حضرات الخمس"، ومنها:"تكملة المثنوي المعنوي"، وهي أشهر مؤلّفاته وأحسنها، صنّفها سنة ستّ عشرة ومائتين وألف.
قال في مفتتح ذلك الكتاب:
جذب ذوق وشوق مولانا حسام
وذكر الشيخ احتشام الحق الكاندهلوي في الجزء الأول من كتابه "حالات مشايخ كاندهله" ص 53 إجازةَ الشاه عبد العزيز الدهلوي له، ونصّه ما يلي:
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، خصوصا على حبيبه صاحب قاب قوسين أو أدنى، وأصحابه الذين فازوا من الهدى بالحظّ
الأوفى، وبعد! فيقول العبد الملتمس رضوانَ الله عبد العزيز بن الشيخ العارف الكامل المحدّث الحافظ والمحقّق الحاذق سند الوقت الشيخ ولي الله بن العارف الكامل الشيخ عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي: إن أخانا في الدين، ومخلصا من بين الطالبين، الشيخ إلهي بخش بن الشيخ الطبيب شيخ الإسلام بن المولوي قطب الدين الصدّيقي الكاندهلوي لما تلمّذ عندي بدراسة صغار الكتب إلى كبارها، ومبادي نسخ التحصيل إلي أواخرها، ولاحَ فيه آثارُ جودة الفهم والحفظ، وضبط الأصول والفروع، واستحضار المنقول والمعقول، فاشتغل عندنا بعلم الحديث، وقرأ عليّ "مشكاة المصابيح"، و "الجامع الصحيح" للبخاري، وسمع "الجامع" للترمذي، وبعض "الصحيح" لمسلم بقراءة الأخ الأعزّ العالم الورع الشيخ محمد رفيع، وسمع "المصابيح" بقراءة الأخ الأرشد العالم الصالح الشيخ عبد القادر، وقرأ عليه "سنن أبي داود"، فعرف معاني المتون، ودقائقها، واصطلاحات الحديث، وأحوال أسانيده، حتى تيسّر له ملكة التقاة المطالب من الشروح والحواشي، بحيث يعتمد على فهمه، ويقبل ما صدر من رأيه، وصار بحمد الله فاضلا جيّدا، وعالما بارعا، ذا تقوى وصلاح، وخشية من الله ومحبته، والاستقامة في شريعته، وأهلا لأن يعتمد على فتاويه وأجوبته، مع فضائل آخر، وهبه الله تعالى من حسن الأخلاق، وطيب الشميم، وطلب مني إجازة رواية الكتب المشهورة من فنّ الحديث، فأجزتُ له بتدريس تلك الكتب إجازة صحيحة مباركة، لنشر العلوم، وإقامة السنة، وإحيائها، بالشروط المعروفة عند أهل الحديث إلى آخره. (ثم ذكر الشيخ أسانيده المعروفة). انتهى.
* * *
997 - الشيخ الفاضل إلهي بخش بن عبد القادر، الكوباكنجي، الأعظم كرهي، أحد العلماء المشهورين
*.
ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف بـ "كوباكنج" قرية من أعمال "أعظمكره"، وقرأ العلم على مولانا سخاوة علي الجونبوري، والشيخ تراب علي، والشيخ عبد الحليم بن أمين الله، ثم درّس، وأفاد مدّة بـ "رَسْرا"-بفتح الراء وسكون السين المهملتين بعدها راء هندية وألف- ثم تصدّر بـ "كهوسي" في مدرسة المولي صاحب علي خان.
مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف.
* * *
998 - الشيخ الفاضل إلهي بخش الأكبر آبادى، الْهِنْدِيّ، الْكَاتِب المتخلّص بشوق
* *.
الْمُتَوفَّى بـ "فرخ آباد" فِي حُدُود سنة 1250 خمسين وَمِائَتَيْنِ وألف.
لَهُ "ديوَان شعره" فَارسي فِي ثَلَاثَة آلَاف بَيت.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 73.
* * راجع: هدية العارفين 1: 226.
999 - الشيخ الفاضل العلامة إلهي بخش، الفيض آبادي
*.
أحد العلماء المشهورين بحودة القريحة، وقوة الحفظ، وسيلان الذهن.
ولد، ونشأ بـ "فيض آباد"، ودخل "لكنو"
(1)
للعلم، فقرأ على مولانا أنور علي اللكنوي، وعلى غيره من العلماء، ثم درّس، وأفاد مدة طويلة بـ "لكنو"، ثم سافر إلى "بهوبال"، وجعله نواب صدّيق حسن القنّوجي معلّما لولديه، وبعد مدّة يسيرة ولّاه النظارة على مدارس "بهوبال" المحروسة، وسافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره.
قال صاحب "النزهة": لقيتُه في "بهوبال"، وكان مفرط الذكاء، صالحًا، عفيفًا، متين الديانة.
وله مصنّفات ممتعة، منها:"تعليقاته على شرح السلّم لحمد الله"، و "حاشية بسيطة على شرح التهذيب" لليزدي، و "حاشية على شرح مائة عامل"، وتعليقات على أكثر الكتب الدراسية، وله "عمدة المرام في تحقيق الجملة والكلام"، و "رسالة مبسوطة بالفارسية"، ومن مخترعاته: "التراكيب
* راجع: نزهة الخواطر 8: 74.
(1)
لكنو: بلدة كبيرة على نهر "كومتي"، فيها أبنية رفيعة للأمراء، وبيوت المآتم للشيعة، انتقل إليها آصف الدولة من "فيض آباد"، فصارت مقام الأمراء، ولها شهرة في أعمال الخزف والوشي، ونشأ بها الأجلاء كالشيخ محمد أعظم، والشيخ محمد مينا، والشيخ عبد القادر، والشيخ نظام الدين، وولده بحر العلوم، وخلق كثير من العلماء، وكانت بها مدرسة للشيخ بير محمد.
المنطقية على منوال التراكيب النحوية"، ومن مصنّفاته: "شرح المرقات في المنطق" بالفارسي، ونسبه إلى السيّد علي حسن بن نواب صدّيق حسن القنوجي.
توفّي بـ "مكّة" سنة ستّ وثلاثمائة وألف، ودفن في "المعلاة".
* * *
آخر الجزء الرابع ويليه الجزء الخامس، وأوله: باب من اسمه إلياس
والحمد لله حق حمده
الكتب ومؤلفوها
(حرف الألف)
آثار الصناديد: أحمد بن محمد المتقي الدهلوي
آداب المعاشرة: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
أبيات الأعراب: إسحاق بن إبراهيم الفارابي
الأحاديث الأربعين القدسيّة من الصحف: أديب بن محمد النقشبندي
أحكام الحكماء: أحمد جلبي بن عبد الله القسطنطيني
أحكام القرآن: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
أحكام ليلة البراءة: العلامة أحمد علي اللاهوري
الأحكام المرعية في الأراضي الأميرية: أحمد عارف حكمت الرومي
الأدب الغض: أحمد بن يحيى بن ابن أبي حَجَلة
الأربعين من مرويّات نعمان سيّد المجتهدين: إدريس بن عبد العلي
الأربعون حديثا: إسماعيل حقّى بن مصطفى الإسلامبولي
الارتداع عن الابتداع: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
أرجوزة في التجويد: أسعد بن نسيب الحمزاوي
الإرشاد والطريقة: ركن الدين محمد بن محمد العميدي
إرشاد الإخوان: أشرف بن إبراهيم السمناني
إرشاد الحْساب فِي المفتوح من الحْساب: إسماعيل بن إبراهيم المارديني
إرشاد الرسول: العلامة أحمد علي اللاهوري
إرشاد الهائم في حقوق البهائم: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
إزالة الشبهة: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
الأساس في شرح البناء: أحمد رشدي بن محمد القره أغاجي
الِاسْتِشْفَاء فِي تَرْجَمَة الشِّفَاء: إسحاق بن أبي إسحاق العلائيه وي
إسحاق نامه: إسحاق جلبيّ بن إبراهيم الأسكوبي
أسرار الأولياء: إسحاق بن علي الدهلوي
الإسعاد على إرشاد الراجى لمعرفة فرائض السراجى: إسماعيل بن إبراهيم
إسعاد الطالبين: أسعد الله بن رشيد الله الرامبوري
إسعاد النحو: أسعد الله السهارنبوي
إسعاد النحو: أسعد الله بن رشيد الله الرامبوري
إسكندر نامه: أحمدي الشاعر الرومي
الأسقام في زيارة خير الأنام: تقي الدين علي السبكي
الإسلام والسياسة: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
إسلام الهند على الخطر: العلامة أحمد على اللاهوري
الأسلحة والإسلام: العلامة أحمد علي اللاهوري
أسئلة وأجوبة حكمية: إسحاق الخربوتي ثم الرومي
الأشباه والنظائر: الإمام ابن نجيم المصري
الأشباه والنظائر: إسحاق بن أحمد الأردبيلي
أشرف الأنساب: أشرف بن إبراهيم السمناني
أشرف الجواب: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
أشرف الفوائد: أشرف بن إبراهيم السمناني
إصلاح انقلاب الأمة: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
إصلاح الخيال: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
إصلاح الرسوم: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
إصلاح النساء: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
أطيب الطيب: أحمد بن يحيى بن ابن أبي حَجَلة
إظهار الحقيقة: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
الاعتماد: حافظ الدين النسفي
أعلام الأعيان: أحمد بن مصطفى الألتوسي تونسي
إعلاء السنن: العلامة ظفر أحمد العثماني
أعيان الأعيان: الإمام جلال الدين السيوطي
أغلاط العوام: حكيم الأمة أشرف على التهانوي
الألفية: الإمام ابن مالك
الإكسير في إثبات التقدير: حكيم الأمة أشرف على التهانوي
الاقتصاد في التقليد والاجتهاد: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
إلقاء السكينة في إبداء الزينة: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
أماء الله الصالحات: العلامة أحمد علي اللاهوري
الامتناع في تحريم الملاهي والسماع: إسماعيل بن عبد الباقي الدمشقي
إمداد الفتاوى: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
أنامل الرسائل: أحمد بن مصطفى القونوي
إنباء الغمر: الحافظ ابن حجر العسقلاني
الانتباهات المفيدة في الاشتباهات الجديدة: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
انتصار الحق: إرشاد حسين الرامبوري
الأنساب: الإمام السمعاني
الأنساب: العلامة الرشاطي
الأنوار الأحمدية: أحمد علي بن غلام حسين الجرياكوتي
أنوار الباري شرح البخاري: أحمد رضا البِجْنُوري
أنوار العلم والمعرفة في أصول: إسماعيل بن محمد علي المحلّاتي
الأنهار الأربعة في شرح الطريقة الجشتية والقادرية والنقشبندية والمجددية: أحمد
أوجز المسالك: الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي
الأوراد الأشرفية: أشرف بن إبراهيم السمناني
(حرف الباء)
بحر الأذكار: أشرف بن إبراهيم السمناني
بدائع الفرائد: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
البداية في أصول الدين: أحمد بن محمود بن أبي بكر الصابوني
البرهان في فضل السلطان: أحمد المحمدي الأشرفي
البرهان العُجَاب: أحمد الله بن أمير الله الفَرْتَابْ كَري
بشارة الذاكرين: أشرف بن إبراهيم السمناني
بشارة المريدين: أشرف بن إبراهيم السمناني
بعثت نامه: إسحاق بن أبي إسحاق العلائيه وي
بغية الوعاة في طبقات النحاة: العلامة جلال الدين السيوطي
بلوغ السول بتفسير لقد جاءكم رسول: أحمد رافع بن محمد الطهطاوي
بوادر النوادر: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
بهشتي زيور: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
البيان الفاصل بين الحق والباطل: العلامة أحمد شفيع الجاتدامي
(حرف التاء)
تاريخ: الإمام ابن خلكان
تَارِيخ: إسماعيل كَمَال الدين القرماني
تاريخ الحربة حب الوطن: ألطاف برواز
تاريخ جرجان: العلامة السهمي
تاريخ حلب: العلامة ابن العديم
التبليغ جهاد هام: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
تتمّة اليتيمة: الإمام الثعالبي
تحذير الإخوان عن الربا في الهندوستان: حكيم الأمة أشرف علي تحفة تحذير
الإنسان عن ارتكاب آفات اللسان: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
تحصيل المرام بتبويب مسند الإمام: إدريس بن عبد العلي النكرامي
تحفة الحبيب في تحقيق الصلاة والكلام بين يدي الخطيب: إدريس بن عبد العلي النكرامي
التحفة الحقيرة في نسبة سبع العشيرة: أسعد الله السهارنبوي
تحفة الرشدي في شرح إيساغوجي: أحمد رشدي بن محمد القره أغاجي
تحفة السالك في آداب المناسك: أحمد الكفوي الحنفي
تحفة القارئ بحلّ مشكلات البخاري: الشيخ إدريس إسماعيل الكاندهلوي
تحفة ميلاد النبي: العلامة أحمد علي اللاهوري
تحفة النبلاء في آداب الخلا: إدريس بن عبد العلي النكرامي
التحقيق المبين في مجدّدي المائتين: إدريس بن عبد العلي النكرامي
تذكرة الرسوم الإسلامية: العلامة أحمد علي اللاهوري
تذكرة شعراء سهسوان: إعجاز أحمد بن عبد الباري السهسواني
تذكرة العلماء: العلامة الناروي.
تذكرة المشتاق: أحمد حمد الله بن إسماعيل الأنقروي
التراكيب المنطقية على منوال التراكيب النحوية: إلهي بخش الفيض آبادي
ترجمة تاريخ ابن خلدون: أحمد حسين بن بدر الدين العثماني
ترجمة القرآن مع حواشيه: العلامة أحمد علي اللاهوري التهانوي
تسبيح الرحمن عن الكذب والنقصان: أحمد سعيد بن مختار أحمد الأمروهوي
تسكين الخواطر: أحمد سعيد بن مختار أحمد الأمروهوي
تسلية الفؤاد ترجمة بانت سعاد: إعجاز أحمد بن عبد الباري السهسواني
التشرّف بمعرفة أحاديث التصوّف: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
تصحيح المسائل في الرد على مائة مسائل: أحمد سعيد بن الشاه أبي سعيد الدهلوي
تطييب الإخوان بذكر علماء الزمان: إدريس بن عبد العلي النكرامي
تعاليق على أحاديث من صحيح البخاري: أحمد بن محمود بن عبد الكريم
تعبير صادق: العلامة أصغر حسين الديوبندي
تعبير المنام: أحمد رفعت بن مصطفى الرومي
تعطير الكون بذوي عون: إسحاق بن عقيل العلوي
التعليق على أوائل الكشّاف: أحمد بن يحيى بن محمد الهروي
التعليمات على أوائل المطوّل: أحمد جودت بن إسماعيل
التعليقات على البناء: أحمد جودت بن إسماعيل
التعليقات على الشافعية: أحمد جودت بن إسماعيل
التعليقات على شرح السلّم لحمد الله: العلامة إلهي بخش الفيض آبادي
التعليقات على المثنوي المعنوي: أحمد حسن الحنفي البطالوي
التعليقات على نتائج الأفكار: أحمد جودت بن إسماعيل
التعليقات على هداية الفقه: أشرف بن إبراهيم السمناني
التعليقة على التلويح: أحمد بن محمود الروميّ
التعليق الصبيح: الشيخ إدريس إسماعيل الكاندهلوي
التعليق النقي على رسالة الشيخ على المتقي: إدريس بن عبد العلي
التعليقة على قره خليل: أحمد حجابي بن أحمد سباهي القسطموني
التعليقة الوفية لشرح المنفرجة الجيمية: إسماعيل بن عبد الباقي الدمشقي
تعليم الدين: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية: أحمد المكّي
تفسير ابن كثير: الحافظ عماد الدين بن كثير
تفسير سورة الإخلاص: إسماعيل كمال (باشا)
تفسير سورة الفاتحة: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
تفسير سورة يوسف: أشرف الكاندهلوي
تفسير القرآن الكريم: إسماعيل بن ناصر الحسيني
التقرير: أحمد بن مسعود بن عبد الرحمن
التقصير في التفسير: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
تقوية الإيمان: إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي
تكفير المسلم: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
تكملة المثنوي المعنوي: العلامة إلهي بخش الكاندهلوي
تكميل الأجر بتحصيل الصبر: الحكيم أختر بن محمد حسين
تكميل الإيمان في شرح حفظ الإيمان: أسعد الله السهارنبوي
تلخيص البداية للغزالي: حكيم الأمة أشرف على التهانوي
تَلْخِيص تَاج التواريخ: أحْمَد بن مَحْمُود بن الْحَاج حسن البرسوي
تلخيص الفكوك: أحمد حجابي بن أحمد سباهي القسطموني
التلقين: أبو البقاء
تنبيه الإخوان: أشرف بن إبراهيم السمناني
تنبيه المغرور: أشرف على بن عبد الغفور السلطانبوري
تنبيه الوسنان في أحكام رمضان: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
تنسيق الكلام في وجود صانع النظام: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
تنوير العينين في إثبات رفع اليدين: إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي
التوابع فِي الصّرْف: إسحاق بن مُحَمَّد القرماني
توحيد أور شرك: أحمد سعيد بن محمد مختار الكاظمي
التوحيد المقبول: العلامة أحمد على اللاهوري
توقيع الفريد في تذكار أدباء الهند: إعجاز أحمد بن عبد الباري
تهذيب التهذيب: الحافظ ابن حجر العسقلاني
(حرف الثاء)
الثغر الباسم: أحمد رافع بن محمد الطهطاوي.
الثقات: الإمام ابن حبان
(حرف الجيم)
الجامع في الفقه: إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة الإمام
الجامع الترمذي: الإمام أبو عيسى الترمذي
الجامع الصغير: الإمام جلال الدين السيوطي
الجامع الصغير: الإمام محمد بن الحسن الشيباني
الجامع الكبير: الإمام محمد بن الحسن الشيباني
جامع المتون: أحمد بن مصطفى الكُمُشْخَانَوِي
جزاء الأعمال: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
جنة النعيم: أسد الله بن الله بخش السندي
الجواب المتين بأحاديث سيّد المرسلين: العلامة أصغر حسين الديوبندي
جوامع الكلم: العلامة إلهي بخش الكاندهلوي
الجواهر المضية: الحافظ عبد القادر القرشي
الجوهر الثمين في الأربعين: إسماعيل بن عبد الباقي الدمشقي
(حرف الحاء)
حَاشِيَة على أنوار التَّنْزِيل للبيضاوي: إسحاق بن مُحَمَّد القرماني
حاشية على أوائل شرح الكافية: إسماعيل بن مصطفى الأرضرومي
حاشية على أنوار التنزيل: إسماعيل بن محمد القونوي
حاشية على البرهان: إسماعيل بن مصطفى شيخ زاده
حاشية على تفسير البيضاوي: إسماعيل بن عبد الله الشرواني
حاشية على تفسير جزء النبأ: إسماعيل مفيد بن علي العطّار
حاشية على التلويح: أحمد الأرْزَنْجَاني
حاشية على الخيالي: أحمد الدين بن الحافظ نور حياة
حاشية على رسالة الإسطرلاب: إسحاق بن حسن الزنجاني
حاشية على سنن أبي داود: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
حاشية على سنن النسائي: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
حاشية على شرح الآجرومية: أحمد بن يونس ابن الشَّلَبي
حاشية على شرح آداب البحث: أحمد شمس الدين دينقور أحمد
حاشية على شرح تجريد الكلام: أحمد بن محمود الروميّ
حاشية على شرح التهذيب: العلامة إلهي بخش الفيض آبادي
حاشية على شرح الدوّاني: إسماعيل بن مصطفى شيخ زاده
حاشية على شرح الرسالة الأثيرية: أحمد شمس الدين الرُّوْمِي
حاشية على شرح الزيلعي: أحمد بن يونس ابن الشَّلَبي
حاشية على شرح العقائد النسفية: أحمد بن موسى الشهير بالخيالي
حاشية على شرح الفرائد الليثية: إسماعيل بن مصطفى الأرضرومي
حاشية على شرح معاني الآثار: أسعد الله السهارنبوي
حاشية على شرح مائة عامل: العلامة إلهى بخش الفيض آبادي
حاشية على شرح وقاية الرواية: أحمد بن يحيى بن محمد الهروي
حاشية على الكافية: أحمد الحُمَيْديّ الرُّوْمِي
حاشية على المختصر للتفتازاني: أحمد بن يحيى بن محمد الهروي
حاشية على المطول للتفتازاني: أحمد بن يحيى بن محمد الهروي
حاشية على المقدمات الأربع: إسماعيل بن محمد القونوي
حَاشِيَة على المواقف: إسماعيل كَمَال الدّين القرماني
حاشية على الموطأ: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
حَاشِيَة على الْوِقَايَة: إسماعيل كَمَال الدين القرماني
حاشية على الهداية: أحمد بن محمود المعروف بابن حامد
حَاشِيَة أنوار التَّنْزِيل: إسماعيل وهبى بن مُحَمَّد القونوى
حاشية التجريد: أحمد بن موسى الشهير بالخيالي
حاشية تفسير القاضي البيضاوي: إسماعيل الرومي القرماني
حاشية حاشية شرح العقائد: إسماعيل الرومي القرماني
حاشية الدرر: العلامة أحمد أفندي
حاشية ديوان الحماسة: العلامة إعزاز علي الأمروهوي
حاشية ديوان المتنبي: العلامة إعزاز علي الأمروهي
حاشية شرح التجريد: السيّد الشريف
حاشية شرح الجامي: أحمد الدين بن الحافظ نور حياة
حاشية شرح المطالع: السيّد الشريف
حاشية شرح المفتاح: أحمد بن محمود الروميّ
حاشية شرح المواقف: إسماعيل الرومي القرماني
حاشية شرح الوقاية: إسماعيل الرومي القرماني
حاشية عروض المفتاح: العلامة إعزاز علي الأمروهوي
حاشية الكشّاف: الإمام السيّد الشريف
حاشية الكشاف: إسماعيل الرومي القرماني
حاشية الكنز: العلامة إعزاز علي الأمروهوي
حاشية القصيدة الأخلاقية: الشيخ حبيب الرحمن العثماني
حاشية القصيدة اللامية: العلامة إعزاز علي الأمروهوي
حاشية مختصر القدوري: العلامة إعزاز علي الأمروهوي
حَاشِيَة الْمُقدمَات الأربع: إسماعيل وهى بن مُحَمَّد القونوى
حاشية نور الإيضاح: العلامة إعزاز علي الأمروهوي
حاطب ليل: أحمد بن يحيى بن ابن أبي حَجَلة
الحج ومناسكه: إسحاق بن علي الملتاني
حجّة الذاكرين: أشرف بن إبراهيم السمناني
الحجة القاطعة: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
حركة استقلال باكستان: ألطاف برواز
حركة استقلال كشمير: ألطاف برواز
حسن المحاضرة بأخبار مصر والقاهرة: العلامة جلال الدين السيوطي
الحصن الحصين: حكيم الأمة أشرف على التهانوي
حفظ الإيمان: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
حكم الشريعة في مال الميراث: العلامة أحمد علي اللاهوري
حقوق الإسلام: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
حقوق الوالدين: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
حقوق العلم: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
حقيقة البيعة: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
حلوبات شاهي: إسماعيل بن إبراهيم الرُّومِي
حمائل الوسائل في ترجمة الرسائل: أحمد بن مصطفى القونوي
الحيلة الناجزة للحليلة العاجزة: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
حياة خضر: العلامة أصغر حسين الديوبندي
حياة شيخ الهند: العلامة أصغر حسين الديوبندي
حياة النبي صلى الله عليه وسلم: أحمد سعيد بن محمد مختار الكاظمي
حياة النبي: أحمد سعيد بن مختار أحمد الأمروهوي
(حرف الخاء)
الخطاب المليح في تحقيق المهدي والمسيح: حكيم الأمة التهانوي
الخطب المأثورة: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
خطبات الأحكام لجمعات العام: حكيم الأمة أشرف على التهانوي
خطبات الجمعة: العلامة أحمد علي اللاهوري
خلاصة الأحكام بشريعة الإسلام: إسحاق بن علي الملتاني
خُلَاصَة الأحكام بشرائط الإسلام: إسحاق بن تَاج الدين الملتاني
خلاصة الإسلام: العلامة أحمد علي اللاهوري
خلاصة البيان في القرآن: أحمد جودت بن إسماعيل
خلاصة جواهر القرآن في بيان معاني لغات الفرقان: إسحاق بن علي
خُلَاصَة جَوَاهِر الْقُرْآن فِي بَيَان مَعَاني لُغَات الْفرْقَان: إسحاق بن تَاج الدين
خلاصة الحقايق: أحمد الفارابي
خُلَاصَة خُلَاصَة الدين بشرائط الإيمان وَالدّين: إسحاق بن تَاج الدين
خلاصة الفرائض: أحمد حمدي الشِرْوَاني
الخير الكثير في أصول التفسير: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
(حرف الدال)
الداعي إلى وداع الدنيا: إسماعيل بن علي العيني
الدر المختار: العلامة علاء الدين الحصكفي
الدرر الفرائد: أحمد بن يونس ابن الشَّلَبي
الدراري المضية: إعجاز أحمد بن عبد الباري السهسواني
دراية العصمة: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
دستور المبتدي: الصفي بن النصير الردولوي
دقائق البيان في قبلة البلدان: إسماعيل بن مصطفى شيخ زاده
دلائل المسائل في شرح أنامل الرسائل: أحمد بن مصطفى القونوي
دواء المسلمين: أحمد بن مصطفى الكُمُشْخَانَوِي
ديوَان الأدب: إسحاق بن إبراهيم الفارابي
ديوان الحافظ: الحافظ الشيرازي
ديوَان الشعر تركي: إسحاق بن أبي إسحاق العلائيه وي
ديوان الصبابة: أحمد بن يحيى بن ابن أبي حَجَلة
(حرف الذال)
ذكر الذّكر الأكبر بالسند العالي الأكبر: إسحاق بن تَاج الدين الملتاني
ذيل على شرح العقائد النسفية: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
ذيل على كشف الظنون: أحمد طاهر القسطنطيني الرومي
ذيل الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية: أحمد الحُمَيْديّ الرُّوْمِي
(حرف الراء)
رافع الضنك عن منافع البنك: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
راموز الأحاديث: أحمد بن مصطفى الكُمُشْخَانَوِي
الرحلة: الشيخ بدر الدين الغزي
رحلتي فِى باكستان: ألطاف برواز
رحمة رضوان: العلامة أصغر حسين الديوبندي
الرد على القدرية: إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة الإمام
رد الإشراك: إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي
رسالة في آداب البحث والمناظرة: إسماعيل بن مصطفى شيخ زاده
رِسَالَة فِي أطوار السلوك: إسحاق بن مُحَمَّد القرماني
رسالة في تحقيق السيادة: أشرف على بن عبد الغفور السلطانبوري
رسالة في جواز سماع الغناء: أشرف بن إبراهيم السمناني
رسالة في جواز اللعن: أشرف بن إبراهيم السمناني
رسَالَة فِي دوران الصُّوفِيَّة: إسحاق بن مُحَمَّد القرماني
رسالة في الربع المجيب: إسماعيل بن مصطفى شيخ زاده
رسالة في الردّ على الشيعة: أشرف علي بن عبد الغفور السلطانبوري
رسالة في شمائل النبي: أشرف علي بن عبد الغفور السلطانبوري
رسالة في عدم جواز صحة الجمعة في مواضع: أحمد بن يوسف التُّبَّاني
رسالة في القياس: إسماعيل بن مصطفى شيخ زاده
الرسالة الأمينية: العلامة عرب زاده
الرسالة الخليلية: إسماعيل حقّي بن مصطفى الإسلامبولي
الرسالة الضادية: إسماعيل بن محمد القونوي
الرسالة العلمية: إسماعيل بن محمد القونوي
رسالة مبسوطة بالفارسية: العلامة إلهي بخش الفيض آبادي
رِسَالَة المهادية: أحْمَد بن مَحْمُود بن الْحَاج حسن البرسوي
الرسالة الناجية: أحمد رفعت بن مصطفى الرومي
رسالة وحدة الوجود: أحمد حجابي بن أحمد سباهي القسطموني
رشحات الكرم: إعجاز أحمد بن عبد الباري السهسواني
رضاء الله: العلامة أحمد علي اللاهوري
رفع الحجاب في كيد البهاء والباب: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
رفع الغواشي عن مُعْضَلات المطوّل والحواشي: أحمد رافع بن محمد الطهطاوي
روح البيان في تفسير القرآن: إسماعيل حقّي بن مصطفى الإسلامبولي
روح العارفين ورشاد الطالبين: أحمد بن مصطفى الكُمُشْخَانَوِي
(حرف الزاي)
زاد السعيد في صيغ الصلاة: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
زبدة علم الكلام: إسحاق الخربوتي ثم الرومي
زلات القارئ: أحمد بن يوسف الفارابي
الزواجر: الشيخ ابن حجر الهيثمي المكّي
الزيادات: الإمام محمد بن الحسن الشيباني
(حرف السين)
السبع المعلقات: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
السجع الجليل: أحمد بن يحيى بن ابن أبي حَجَلة
سحر وإعجاز: إعجاز أحمد بن عبد الباري السهسواني
سراج القلوب في شرح ضياء القلوب: إسحاق بن حسن الزنجاني
السراجي: العلامة أصغر حسين الديوبندي
سر كذشت نامه: إسماعيل بن السَّيِّد إبراهيم بليغ البرسوي
سفينة الوزراء: أحمد نظيف بن مصطفى الرومي
السكردان: أحمد بن يحيى بن ابن أبي حَجَلة
سل الصمصام على من قال إن المزامير ليست بحرام: إكرام الدين الدهلوي
سلك نور: إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي
سَلْوَة الحياة والممات في المضحكات والمبكيات: الفاضل أحمد النزيلي
سلوك أولي النظر لحلّ عقود الدرر: إسماعيل أبو الشامات الحنفي
السنة والبدعة: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
سنن أبي داود: الإمام أبو داود السجستاني
سمط الثريا في معاني غريب الحديث: إسماعيل بن الحسن البيهقي
سيرة صلاح الدين الأيوب: أحمد حسين بن بدر الدين العثماني النوشهري
سيرة نور الدين محمود الزنغي: أحمد حسين بن بدر الدين العثماني
سيرة المصطفى: الشيخ إدريس إسماعيل الكاندهلوي
(حرف الشين)
الشامل: إسماعيل بن الحسين البيهقي
الشامل: إسماعيل بن الحسن البيهقي
شرح على أواخر الهداية: أحمد بن محمود الرومي
شرح على الجلالين: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
شرح على الجلالين: إسماعيل بن عبد الباقي الدمشقي
شرح على الشمائل للترمذي: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
شرح على عوارف المعارف: أشرف بن إبراهيم السمناني
شرح على كتاب الصدر ابن مازه: أحمد بن منصور الإسْبيجابي
شرح على فصوص الحكم: أشرف بن إبراهيم السمناني
شرح على الفقه الأكبر: إسحاق الرومي
شرح على الهداية: إسماعيل بن عبد الباقي الدمشقي
شرح آداب البحث: مولانا مسعود الرومي
شرح آداب الكفو: أحمد بن مصطفى إمام زاده
شرح أدب الْكَاتِب لِابْنِ قُتَيْبَة: إسحاق بن إبراهيم الفارابي
شرح أربعين حديثا: إسماعيل بن محمد القونوي
شرح الأربعين النووية: إسماعيل مفيد بن علي العطّار النقشبندي
شرح أسماء الله الحسنَى: العلامة أحمد علي اللاهوري
شرح أنوار التَّنْزِيل: إسماعيل كَمَال الدّين القرماني
شرح التقصير في التفسير: أسعد الله السهارنبوي
شرح الجامع الكبير: أحمد بن مسعود بن عبد الرحمن
شرح الجامي: العلامة عبد الرحمن الجامي
شرح حَدِيث الأربعين: إسحاق بن مُحَمَّد القرماني
شرح حضرات الخمس: العلامة إلهي بخش الكاندهلوي
شرح دلائل الخيرات: إسماعيل مفيد بن علي العطّار النقشبندي
شرح ديوَان حَافظ الشِّيرَازِي: إسماعيل وهبي بن مُحَمَّد القونوى
شرح رباعيات الجامي: أسعد الدين بن الشيخ آق
شرح رسالة الصغاير والكبائر: إسماعيل بن سنان السيواسي
شرح السلّم: العلامة القاضي مبارك
شرح السلّم: أحمد على بن غلام حسين الجرياكوتي
شرح الشمائل النبوية: إسماعيل مفيد بن علي العطّار النقشبندي
شرح الشمسية: العلامة قطب الدين الرازي
شرح صحيح البخاري: إسماعيل بن إبراهيم الكناني
شرح صحيح البخاري: إسماعيل الكوراني
شرح الصدر بتفسير سورة القدر: أحمد رافع بن محمد الطهطاوي.
شرح الطوالع: العلامة الأصفهاني
شرح العقائد: العلامة سعد الدين التفتازاني
شرح عقيدة الطحاوي: أحمد بن مسعود بن عبد الرحمن
شرح عمدة المفيد: إسماعيل بن محمد الفُقَّاعي
شرح الفرائض: الإمام السيّد الشريف
شرح فرائض السراجية: أحمد بن يحيى بن محمد الهروي
شرح فصوص الْحِكْمَة: إسماعيل الأمير الحسيني الفارابي
شرح الفقه الأكبر: المولى إسحاق
شرح الكافي: أحمد بن منصور الإسْبيجابي
شرح كتاب المصباح: أحمد بن محمود بن عمر الجندي
شرح الْكَشَّاف: إسماعيل كَمَال الدين القرماني
شرح قصيدة الصرصري المصنّعة: أحمدي الشاعر الرومي
شرح المثنوي لمولانا الرومى: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
شرح مختصر الطحاوي: أحمد بن منصور الإسْبيجابي
شرح المراح: أحمد شمس الدين المشهور بدينقور أحمد
شرح المرقات في المنطق: العلامة إلهي بخش الفيض آبادي
شرح المعالم: إسماعيل القرباغي النجفي
شرح المفتاح: الإمام السيّد الشريف
شرح المفتاح: أحمد بن محمود المعروف بابن حامد
شرح المقصود في الصرف: أحمد شمس الدين المشهور بدينقور أحمد
شرح ملتقى الأبحر: إسماعيل بن سنان السيواسي
شرح المنار: أحمد بن يوسف التُّبَّاني
شرح الوقاية: الإمام صدر الشريعة
شرح الهداية: الصدر الشيرازي
شرح هداية الحكمة: أحمد بن محمود الرومي
شرح هداية الحكمة: مولانا زاده
شرح معاني الآثار: الإمام الطحاوي
شرح نخبة الفكر: الحافظ ابن حجر العسقلاني
شمس الحقيقة: إسحاق الخربوتي ثم الرومي
شهادة الأقوام على صدق الإسلام: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
شيم الحبيب في ذكر خصائل الحبيب: العلامة إلهي بخش الكاندهلوي
(حرف الصاد)
صحائف أسعد: أسعد الله بن رشيد الله الرامبوري
صحيح البخاري: الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
صحيح مسلم: الإمام مسلم بن الحجاج القشيري
صدر الكواكب: أحمد حمدي الشِّرْوَاني
الصراط المستقيم: إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي
الصراط المستقيم: الحكيم أختر بن محمد حسين
(حرف الضاد)
ضرورة القرآن: العلامة أحمد على اللاهوري
الضوء الجليل في الفرق بين الواجب والفرض العملي: أحمد بن يوسف
الضوء اللامع: العلامة السخاوي
ضياء القلوب: إسحاق الخربوتي ثم الرومي
(حرف الطاء)
طبقات الصوفية: الإمام شمس الدين الذهبي
طبقات النحاة واللغويين: الإمام ابن شهبة
طريق العارفين مناسك الحج: أحمد رفعت بن مصطفى الرومي
طهور المسلمين: العلامة أصغر حسين الديوبندي
(حرف العين)
العبر في أخبار من غبر: الإمام شمس الدين الذهبي
عدّة الأحكام على عمدة الحكّام: أحمد بن محمود بن عبد الكريم
عدّة المجيد في معرفة لفظة التجويد: إسماعيل بن محمد الفُقَّاعي
علماء الإسلام: العلامة أحمد علي اللاهوري
علم الحديث: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
عمدة المرام في تحقيق الجملة والكلام: العلامة إلهي بخش الفيض آبادي
عنوان السعادة ودليل الموت على الشهادة: أحمد بن ابن أبي حَجَلة
العناية بشأن الهداية: أحمد بن يوسف التُّبَّاني
العون لمن نفى إيمان فرعون: إدريس بن عبد العلي النكرامي
(حرف الغين)
غاية الأماني: إسماعيل الكوراني
غاية التحقيق: الصفي بن النصير الردولوي
الغرباء الذين قدموا مصر: العلامة ابن يونس
(حرف الفاء)
الفتاوى: أحمد بن يونس ابن الشَّلَبي
الفتاوى الأسعدية: أسعد بن أبي بكر الأسكداري
الفتاوى الرضوية: أحمد رضا بن نقي علي البريلوي
الفتاوي الصيرفية: أسعد بن يوسف الصيرفي البخاري
فتح القدير: إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة الإمام
فتح المغيث بشرح ألفية الحديث: شمس الدين محمد السخاوي
الفرائد في شرح ملتقى الأبحر: إسماعيل بن محمد الزيلي
فرائض الشيخ والطالب: العلامة أحمد علي اللاهوري
فرائض المسلمات: العلامة أحمد علي اللاهورىِ
الفروق في المسائل الفرقية: أسعد بن محمد الكرابيسي
فلسفة الزكاة: العلامه أحمد علي اللاهوري
فلسفة الصلاة: العلامة أحمد علي اللاهوري
فلسفة الصوم: العلامة أحمد علي اللاهوري
فلسفة عيد الأضحَى: العلامة أحمد علي اللاهوري
الفصوص: الشيخ محي الدين ابن عربي
الفصول مختصر في أصول الفقه: أشرف بن إبراهيم السمناني
لفضل الوهبي: أحمد نيلي بن محمد بن حبيب
الفيض الجاري: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
الفيض العاملي في شرح حزب النووي: أحمد فيضي بن علي عارف
الفيوضات الحبيبة على الصلوات المشيشية: أحمد رشيد بن رشيد
الفيوضات الأحمدية: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
الفوائد الضابطه في إثبات الرابطه: أحمد سعيد بن الشاه أبي سعيد
الفوائد الفيضية: أحمد فيضي الحاج بن علي عارف الخالدي
(حرف القاف)
قبائل العرب في التاريخ: إسماعيل بن إبراهيم الكناني
الْقصر المتين فِي تَرْجَمَة بُسْتَان العارفين: إسحاق بن أبي إسحاق العلائيه
قصيدة البردة: العلامة البوصري
قصيرات الحجال: أحمد بن يحيى بن ابن أبي حَجَلة
القطائف من اللطائف: أسعد الله بن رشيد الله الرامبوري
القطائف من اللطائف: أسعد الله السهارنبوي
قواعد العقائد: أشرف بن إبراهيم السمناني
القول الإيجابي في ترجمة شمس الدين الأنبابي: أحمد رافع الطهطاوي
القول الموطأ في تحقيق الصلاة الوسطى: إدريس بن عبد العلي النكرامي
القول الصواب في مسئلة الحجاب: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
القول المتين في الإقامة والتأذين: العلامة أصغر حسين الديوبندي
قند بارسي: إعجاز أحمد بن عبد الباري السهسواني
قيافت نامه تركي: أحْمَد بن مَحْمُود بن الْحَاج حسن البرسوي
قيد الأوابد: إسماعيل بن إبراهيم الربعِي
(حرف الكاف)
كاشف الرموز: أحمد الدين بن علاء الدين اللاهوري
الكافية: الشيخ العلامة ابن الحاجب
كتاب في أصول الدين: إسماعيل بن ناصر الحسيني
كتاب الإرجاء: إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة الإمام
كتاب بحر العلاج: أشرف الكاندهلوي
كتاب الْحَج ومناسكه وشرائطه بأركانه وواجباته وسننه: إسحاق بن تَاج
كتاب الشفاء: الإمام القاضي عياض
كتاب الفتحية: المولى علي القوشجي
كتاب المصباح: الإمام المطرزي
الكشّاف: العلامة جار الله الزمخشري
كشكول الصافية في شرح الواردات السعدية: أحمد رشيد بن رشيد
كشف الظنون: الملا كاتب الجلبي
كشف الغمّة: إله داد الحنفي السلطانبوري
الكفاية: إسماعيل بن الحسين البيهقي
كفاية الفقهاء: إسماعيل بن الحسن البيهقي
كفل الفقيه الفاهم في أحكام قرطاس الدراهم: أحمد رضا البريلوي
الكلام المسدّد في رواة موطّأ محمد: إدريس بن عبد العلي النكرامي
كلدستهء رياض عرفان: إسماعيل بن السَّيِّد إبراهيم بليغ البرسوي
كل صد برك فِي مائَة حَدِيث: إسماعيل بن إبراهيم بليغ البرسوي
كلمة الله في حياة روح الله: الشيخ إدريس بن إسماعيل الكاندهلوي
كلنبوي على التهذيب: إسماعيل بن مصطفى شيخ زاده
كمال العناية بتوجيه ما في ليس كمثله شيء من الكناية: أحمد رافع
الكنوز الفقهية: أحمد بن محمود بن عبد الكريم
الكواكب السنيّة في شرح القصيدة المقرية: أحمد الأدهمي الحنفي
(حرف اللام)
لباب الأصول بإسقاط القشور والفضول: إسماعيل بن محمد علي المحلّاتي
اللطائف الأشرفية: أشرف بن إبراهيم السمناني
اللطائف والظرائف: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
اللؤلؤ المكنون: إسحاق بن لطف الهدى البنغالي
(حرف الميم)
مآثر الكرام: السيّد غلام علي البلكرامي
المبسوط: الإمام محمد بن الحسن الشيباني
المتضاد: إسحاق بن البهلول التنوخي
المثنوي المعنوي: العلامة جلال الدين الرومي
مجادلة الحق والباطل: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
المجرّد: إسماعيل بن الحسن البيهقي
مجموع النوازل والحوادث والواقعات: أحمد بن موسى الكشي
مجموعة في تراجم علماء القرن الثالث عشر الهجري: أحمد عارف حكمت
مَجْمُوعَة الْفَتَاوَى: إسماعيل نعيم العلائيه وي
المجموعة الفقهية في الفتاوى الحنفيه: أحمد رشيد بقريمي زاده
المحاكمات: أحمد بن محمود الروميّ
المحبة الإلهية: الحكيم أختر بن محمد حسين
المختصر: عزّ الدين الزنجاني
المختصر في التاريخ: أحمد بن محمود بن عبد الكريم
مختصر في النحو: أشرف بن إبراهيم السمناني
مختصر شرح الشفا: إسماعيل بن عبد الله الأسكداري
مختصر صحيح مسلم: إسماعيل بن عبد الله الأسكداري
مختصر فتاوى قاضي خان: أشرف بن يوسف بن أينال الطرازي
مختصر المائة: الشيخ الإمام عبد القاهر الجرجاني
مرآة الأصول شرح مرقاة الوصول: أحمد بن مصطفى الخادمي
مرآة التفسير: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
مرآة الجنان: العلامة اليافعي
مرآة المرافعين في مسائل الفتاوى: أحمد حمد الله بن إسماعيل الأنقروي
مرقاة الأدب: أحمدي الشاعر الرومي
مزيلة النزاع عن مسألة السماع: أحمد سعيد بن محمد مختار الكاظمي
مسائل السلوك من كلام ملك الملوك: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
مسك الختام في حياة عيسى عليه السلام: الشيخ إدريس بن إسماعيل
مسئلة مسلّم الثبوت: العلامة محب الله البهاري
مشتهى السمع في منتهى الجمع: إسماعيل بن إبراهيم الكناني
مضرة شرب الدخان: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
معارف العوارف: حكيم الأمة أشرف على التهانوي
معارف المثنوي: الحكيم أختر بن محمد حسين
معارف القرآن: الشيخ إدريس بن إسماعيل الكاندهلوي
معجم المؤلفين: العلامة عمر رضا كحالة
معراج النبي صلى الله عليه وسلم: أحمد سعيد بن محمد مختار الكاظمي
معيار الأوقات: إسماعيل فهيم بن الأرضرومي
المغني في أصول الدين: أحمد بن محمود بن أبي بكر الصابوني
مَفَاتِيح التَّحْقِيق فِي الْعُلُوم الآلية: إسماعيل نبيل الأخسقه وي
المكتوبات: الإمام الرباني
المقامة البحرية: إسحاق بن مُحَمَّد البخشي
المقدمة في الفرائض: إسماعيل بن إبراهيم الموصلى
مقسم الفنون: إسماعيل بن مصطفى عاكف المرزيفوني
مقصد القرآن: العلامة أحمد علي اللاهوري
مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
المنتخب: العلامة البدايوني
منصب إمامة في تحقيق منصب النبوة والإمامة: إسماعيل الدهلوي
منطق الطير: أحمد بن يحيى بن ابن أبي حَجَلة
منظومة العقائد: إسحاق بن حسن الزنجاني
منهاج الدين: إله داد الحنفي السلطانبوري
منهاج السنة: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحرَّاني الحنبلي
منهج السلوك في سيرة الملوك: أحمد المحمدي الأشرفي
مواصيل المقاطيع: أحمد بن يحيى بن ابن أبي حَجَلة
مواهب القدّوس في أحكام الجلوس: إدريس بن عبد العلي النكرامي
الموطأ: الإمام محمد بن الحسن الشيباني
مولوي معنوي: العلامة أصغر حسين الديوبندي
ميزان الاعتدال في أسماء الرجال: الإمام شمس الدين الذهبي
ميلاد النبي: أحمد سعيد بن مختار أحمد الأمروهوي
(حرف النون)
نتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار: أحمد بن محمود الروميّ
النجوم الدراري إلى إرشاد الساري: أحمد حمد الله بن إسماعيل الأنقروي
نحر أعداء البحر: أحمد بن يحيى بن ابن أبي حَجَلة
نشر الطيب في ذكر النبي الحبيب: حكيم الأمة أشرف على التهانوي
نصاب الاحتساب: أحمد نظيف بن مصطفى الرومي
نظام الاقتصاد في الإسلام: العلامة أحمد شفيع الجاتجامي
نظام العسكر في الإسلام: العلامة أحمد على اللاهوري
نظم ترتيب العلوم: إسحاق بن حسن الزنجاني
نظم الجواهر: أحمد صافي التوقادي
نظم مُخْتَصر القدوري: إسحاق بن مُحَمَّد البخشي
النعمة الشاملة في العشرة الكاملة: أحمد بن ابن أبي حَجَلة
نفائس الفوائد في مهمّات أصول الفقه: إسماعيل بن محمد علي المحلّاتي
نفحة الرياض العالية: أحمد رفعت بن مصطفى الرومي
نفحة الشمائم لأهل العمائم: إدريس بن عبد العلي النكرامي
نفحات الطيب على تفسير الخطيب: أحمد رافع الطهطاوي
نكاح الأيامَى في الإسلام: العلامة أحمد علي اللاهوري
نقد وانتقاد: إعجاز أحمد بن عبد الباري السهسواني
نور الضحى فيما يتعلّق باللحى: وإشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
نور العينين في تحقيق رفع اليدين: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
(حرف الواو)
الواعظ للراغب في المواعظ: إشفاق الرحمن بن عناية الرحمن
الورد الزكي: العلامة أصغر حسين الديوبندي
وظائف الرسول الأكرم: العلامة أحمد علي اللاهوري
الوفا في تعريف شرف المصطفى: أحمد نيلى بن محمد بن حبيب
الوفا في مسائل الحكما: أحمد حمدي الشِّرْوَاني
وفيات دانشوران نادره دَان: إسماعيل بن السَّيِّد إبراهيم بليغ البرسوي
(حرف الهاء)
هداية الحكمة: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي
(حرف الياء)
اليانع الجني: الشيخ محسن بن يحيى الترهتي
* * *