المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌1633 - الشيخ الجليل المحدّث النبيل العالم الصالح حِفَاظ الدين - البدور المضية في تراجم الحنفية - جـ ٧

[محمد حفظ الرحمن الكملائي]

فهرس الكتاب

‌1633 - الشيخ الجليل المحدّث النبيل العالم الصالح حِفَاظ الدين بن الحاج آفتاب الدين الجاندفوري، رحمه اللَّه تعالى

*.

ولد بقرية "سَاتْ بَاريه" من مضافات "قُصْوَا"

(1)

. لحق بدار العلوم برورا وقرأ فيها سنتين، ومن أساتذته فيها: العلامة أبو القاسم شَيْخْجي، رحمه اللَّه تعالى.

ثم سافر إلى دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، ومنها إلى قاسم العلوم صاريه، وقرأ على العلامة سعيد أحمد السَّنْدِيْفي، تلميذ شيخ الهند محمود حسن الديوبندي.

وفي هذه المدّة ابتلي بمرض شديد، فشاور أساتذته لذهابه إلى وطنه، فالتحق بدار العلوم برورا

(2)

مرّة ثانية، وقرأ كتب الصفوف المتوسّطة سنتين، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وأقام فيها خمس سنوات، وأكمل الدراسة العليا في سنة 1373 هـ.

وبايع في الطريقة على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، رحمه اللَّه تعالى.

وبعد فاتحة الفراغ عيّن مدرّسا بدار العلوم بروراكُمِلا، ودرّس فيها أربع سنين، ثم التحق بالجامعة العربية بـ "سَيّدْفُور" في "رَنْكْفُور"، يدرّس "صحيح

* راجع: مشايخ كُمِلا 1: 84 - 88.

(1)

من مدن بنغلاديش.

(2)

من أقدم وأشهر مدارس بنغلاديش، التي أسّسها الشيخ العلامة آفتاب الدين الكملائي، رحمه اللَّه تعالى.

ص: 5

البخاري" وغيره، من الكتب إلى سنة 1389 هـ، ثم درس في الجامعة الإبراهيمية أجَاني، ودرّس فيها اثنتي عشرة سنة، في آخر هذه المدّة كان مديرا لها، ثم التحق بدار العلوم برورا كُمِلا، ودرّس فيها "صحيح البخاري"، وغيره من الكتب.

ومن أساتذته: العلامة السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البِلْيَاوي، والعلامة إعزاز علي، وغيرهم، رحمهم اللَّه تعالى.

كان بارعا، فاضلا، نحويا، فقيها، متقنا، معروفا بالذكاء، وجودة الفهم.

توفي ربيع الثاني سنة 1408 هـ، وكان عمره إذ ذاك 59 سنة.

* * *

‌1634 - الشيخ الفاضل حفص بن عبد اللَّه بن غنَّام بن حفص بن غياث بن طلْق النَّخَعي أبو الحسن الكوفي

*.

قدم "بغداد"، وحدّث عن أحمد بن عبد الحميد

(1)

الحارثي.

وروى عنه القاضي الجرَّاحي

(2)

.

وسيأتي أبوه وجدّه وجدّ جدّه، كلّ منهم في محلّه، إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 3: 171، 172.

وترجمته في تاريخ بغداد 8: 205، الجواهر المضية برقم 528.

(1)

في الأصول: "عبد الحديث"، الجواهر المضية برقم 528.

(2)

روى الخطيب بعد هذا حديثا، ولم يذكر وفاته.

ص: 6

‌1635 - الشيخ الفاضل حفص بن عبد الرحمن بن عمر بن فروخ البلْخي الفقيه المعروف بالنيسابوري قاضي "نيسابور

"

(1)

. *

كان من أفقه

(2)

أصحاب أبي حنيفة الخراسانيين.

روى عن إسرائيل بن يونس، وحجّاج بن أرطاة، والثوري، وغيرهم.

قال أبو حاتم، والنسائي: صدوق.

وذكره ابن حبّان في "الثقات".

وقال الحاكم

(3)

: ولي قضاء بـ "نيسابور"، ثم ندم على ذلك، وأقبل على العبادة، وكان ابن المبارك إذا قدم "نيسابور" لا يدعُ زيارته

(4)

.

مات في ذي القعدة، سنة تسع وتسعين ومائة

(5)

، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

(1)

زاد في الجواهر بعد ذلك: "ابن قاضي نيسابور".

* راجع: الطبقات السنية 172:3.

(2)

في الجواهر: "كان حفص أفقه".

(3)

أي في تاريخ نيسابور، كما في الجواهر.

(4)

زاد القرشي بعد ذلك، "وذكره المزي في التهذيب، وقال: روى له أبو داود في القدر، والنسائي".

(5)

خبر وفاته في الجواهر مروي عن ابن بنته إبراهيم بن منصور.

ص: 7

‌1636 - الشيخ الفاضل الإمام حفص بن غياث بن طلق أبو عمر النخَعي الكوفي

*.

أحد أصحاب أبي حنيفة، الذين قال لهم: أنتم مسارّ قلبي وجلاء حزني.

كان رحمه الله إمامًا بارعًا، عالمًا عاملًا، زاهدًا تاركًا للدنيا، لا تأخذه في الحق لومة لائم، وكان من أعلام هذه الأمة.

ولي القضاء بـ "بغداد"، وحدّث بها، ثم عُزل، وولي القضاء أولًا بـ "الكوفة".

قال حُمَيد بن الربيع

(1)

: لما جيء بعبد اللَّه بن إدريس، وحفص بن غياث، وكيع ابن الجرّاح، إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد، ليولّيهم القضاء [إذ دخلوا عليه]

(2)

، فأما ابن إدريس، فقال: السَّلام عليكم، وألقى

(3)

نفسه

* راجع: الطبقات السنية: 3: 173.

وترجمته في الأنساب 557، وتاريخ بغداد 8: 188 - 200، وتذكرة الحفاظ 1: 297، 298، وتقريب التهذيب 1: 189، وتهذيب التهذيب 2: 415 - 418، والجواهر المضية برقم 530، وخلاصة تهذيب الكمال 88، ودول الإسلام 1: 123، وذيل الجواهر المضية 2: 541، والرجال للنجاشي 97، وطبقات ابن سعد 6: 271، 272، وطبقات الفقهاء للشيرازي 137، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده، صفحة 24، والعبر 1: 314، والفوائد البهية 68، وكتائب أعلام الأخيار برقم 88، وميزان الاعتدال 1: 567، 568، ووفيات الأعيان 2: 197 - 201.

(1)

تاريخ بغداد 8: 198، والجواهر المضية 2:140.

(2)

ساقط من الجواهر، وسقط من تاريخ بغداد كلمة "إذ".

(3)

في تاريخ بغداد، والجواهر:"وطرع".

ص: 8

كأنه مفلوج، فقال هارون: خذوا بيد الشيخ، لا فضل في هذا، وأما وكيع فقال: واللَّه يا أمير المؤمنين ما أبصرت بها منذ سنة، ووضع أصبعه على عينه، وعنى أصبعه

(1)

فأعفاه، وأما حفص بن غياث، فقال: لولا غلبة الدين والعيال ما وليتُ.

[قال إبراهيم بن مهدي: سمعت حفص بن غياث]

(2)

، وهو قاض بـ "الشرقية" يقول لرجلٍ يسأل عن مسائل القضاء: لعلّك تريد أن تكون قاضيًا، لأن يدخل الرجل أصبعه في عينه فيقتلعها، فيرمي بها، خيرٌ له من أن يكون قاضيًا.

وقال بشر بن الحارث

(3)

: سمعت حفصًا يقول: لو رأيت أني أسرّ بما أنا فيه لهلكت

(4)

.

وروي عن ولده عمر، أنه قال

(5)

: لما حضرت أبي الوفاةُ أغمى عليه، فبكيت عند رأسه، فأفاق، فقال: ما يبكيك؟ قلت: أبكي لفراقك، ولما دخلتَ فيه من هذا الأمر

(6)

.

فقال: لا تبك، فإني ما حللت سراويلي على حرام، ولا جلس بين يديَّ خصمان، فباليت على من توجّه الحكم منهما.

وروي أنه كان جالسًا في مجلس القضاء، فأرسل إليه الخليفة يدعوه، فقال: أفرغ من أمر الخصوم إذ كنت أجيرًا لهم، وأصير إلى أمير المؤمنين، ولم يقم حتى تفرق الخصوم.

(1)

في الأصول خطأ، عينه، والتصويب من: تاريخ بغداد، والجواهر.

(2)

في الأصول: "قال إبراهيم بن غياث"، وهو خطأ، إذ النصّ في تاريخ بغداد 8: 190: "حدثنا إبراهيم بن مهدي قال: سمعت حفص بن غياث".

(3)

في تاريخ بغداد 8: 190.

(4)

في الأصول: "فهلكت"، والتصويب من: تاريخ بغداد.

(5)

تاريخ بغداد 8: 190.

(6)

زاد في تاريخ بغداد: يعني القضاء.

ص: 9

وحكى عنه ولده

(1)

، أنه مرض خمسة عشر يومًا فدفع إليه مائة درهم، وقال: امض بها إلى العامل، وقل له: هذه رزق خمسة عشر يومًا لم أحكم فيها بين المسلمين، لا حظَّ لي فيها.

وحدّث يحيى بن الليث، قال

(2)

: باع رجل من أهل "خراسان" جِمالًا بثلاثين ألف فى درهم، من مرزبان المجوسيّ، وكيل أمّ جعفر، فمطله بثمنها وحبسه، فطال على الرجل ذلك، فأتى بعضَ أصحاب حفص بن غياث، فشاورَه، فقال: اذهب إليه، فقل له: أعطني ألف فى درهم، وأحيلُ عليك بالمال الباقي، واخرج إلى "خراسان"، فإذا فعل هذا فالقَني، حتى أشير عليك. ففعل الرجل، وأتى مرزبان، فأعطاه ألف درهم، فرجع إلى الرجل، فأخبره، فقال: عُدْ إليه فقل: إذا ركبت غدًا فاجعل طريقَك على القاضي، حتى أوكّل

(3)

عنده رجلًا بقبض المال، وأخرجُ. فإذا جلس إلى القاضي فادّعِ عليه بما بقي لك من المال، فإذا أقرّ حبسه حفص، وأخذت مالك.

فرجع إلى مرزبان

(4)

، فسأله في ذلك، فأجابه، فلمّا حضر مرزبان إلى مجلس حفص، قال الرجل: أصلح اللَّه القاضي، لي على هذا الرجل تسعة وعشرون ألف درهم.

فقال حفص: ما تقول يا مجوسي؟ قال: صدق، أصلح اللَّهُ القاضي.

قال: ما تقول يا رجل؟ فقد أقرّ لك. فقال: يعطيني مالي، أصلح اللَّه القاضي.

(1)

تاريخ بغداد 8: 190، 191.

(2)

القصّة في تاريخ بغداد 8: 191 - 193.

(3)

في تاريخ بغداد: "حتى تحضر وأكل".

(4)

سلك المصنف طريق الاختصار في هذا الموضع من القصّة. انظر تاريخ بغداد.

ص: 10

فأقبل حفص على المجوسي، فقال: ما تقول؟ فقال: هذا المال على السيّدة. قال: أنت أحمق تقرّ، ثم تقول على السيّدة، ما تقول يا رجل؟ قال: أصلح اللَّه القاضي، إن أعطاني مالي وإلا حبستَه. قال حفص: ما تقول يا مجوسيّ؟ قال: المال على السيّدة. فقال حفص: خذوا بيده إلى الحبس.

فلمّا حُبس بلغ الخبر أمّ جعفر، فغضبت، وبعثت إلى السندي: وَجِّهْ إليَّ مَيرْزُبَانَ. وكانت القضاة تحبس الغرماء في الحبس، فعَجِل السندي، فأخرجه.

وبلغ حفصًا الخبر، فقال: أحبس أنا ويخرج السندي!! لا جلست مجلسي هذا أو يُردّ مرزبان إلى الحبس.

فجاء السندي إلى أمّ جعفر، فقال: اللَّه اللَّه فيَّ

(1)

، إنه حفص بن غياث، وأخاف من أمير المؤمنين أن يقول لي: بأمر من أخرجته، ردّيه إلى الحبس وأنا أكلّم حفصًا في أمره. فأجابته، ورجع مرزبان إلى الحبس، فقالت أمّ جعفر لهارون: قاضيك هذا أحمق، حبس وكيلي، واستخفّ به، فمره لا ينظر في الحكم، وتولّى أمره إلى أبي يوسف. فأمر لها بالكتاب.

وبلغ حفصًا الخبر فقال للرجل: أحضر لي شهودًا حتى أسجّل لك على المجوسيّ بالمال. فجلس حفص، وسجّل على المجوسيّ، وورد كتاب هارون مع خادم له، فقال: هذا كتاب أمر المؤمنين. قال: مكانك نحن في شيءٍ حتى نفرغ منه. فقال: كتاب أمير المؤمنين.

قال: انظر ما يقال لك.

فلما فرغ حفص من السجل أخذ الكتاب من الخادم، فقرأه، فقال: اقرأ على أمير المؤمنين السَّلام، وأخبره أن كتابه ورد، وقد أنفذت الحكم. فقال الخادم: قد واللَّه عرفت ما صنعت، أبيت أن تأخذ كتاب أمير المؤمنين

(1)

تكملة من تاريخ بغداد.

ص: 11

حتى تفرغ مما تريد، واللَّه لأخبرن أمير المؤمنين بما فعلت. فقال حفص: قل له ما أحببت.

فجاء الخادم، فأخبر هارون، فضحك، وقال للحاجب: مر لحفص بن غياث بثلاثين ألف درهم. فركب يحيى بن خالد، فاستقبل حفصًا منصرفًا من مجلس القضاء. فقال: أيّها القاضي، قد سررت أمير المومنين اليوم، وأمر لك بثلاثين ألف درهم، فما كان السبب في هذا؟ قال: تمم اللَّه سرور أمير المؤمنين، وأحسنَ حفظَه وكَلَاءتَه، ما زدت على ما أفعل كلّ يوم، وما أعلم إلا أن يكون سجّلت على مرزبان المجوسيّ بما أُوجب عليه.

فقال يحيى بن خالد: فمن هذا سرّ أمير المؤمنين.

فقال حفص: الحمد للَّه كثيرًا.

فقالت أمّ جعفر لهارون: لا أنا ولا أنت إلا أن تعزل حفصًا. فأبى عليها، ثم أَلَحَّتْ عليه، فعزله عن "الشرقية"، وولّاه القضاء على "الكوفة"، فمكث عليها ثلاث عشرة سنة.

وكان حفص يقول

(1)

: واللَّه ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة.

ومات يوم مات ولم يخلف درهمًا، وخلف عليه تسعمائة درهم

(2)

دينًا.

قال بشر بن الوليد

(3)

: ولي حفص القضاء من غير مشُورة أبي يوسف، فاشتدّ عليه ذلك، فقال لي وللحسن بن زياد: تتبعا قضاياه. فتتّبعناها، فلمّا نظر فيها قال: هذا من قضاء ابن أبي ليلى، ثم قال: تتبعا الشروط والسجلّات، فلمَّا نظر فيها قال: حفص ونظراؤه يعانون بقيام الليل.

(1)

تاريخ بغداد 8: 193.

(2)

تكملة من: تاريخ بغداد، والجواهر المضية.

(3)

الجواهر المضية 2: 140.

ص: 12

وروى بسنده

(1)

عن أبي يوسف، أنه قال حين ولى حفص قضاء "الكوفة" لأصحابه: اكسروا دفترًا لتكتبوا فيه نوادر قضاياه. فمرّت قضاياه وأحكامه كالقدح، فقالوا لأبي يوسف: أما ترى؟ قال: ما أصنع بقيام الليل!! يريد أن اللَّه وفقه بصلاة الليل للحكم.

ويروى أن رجلًا صالحًا رأى في منامه كأن زورقًا غرق بين الجسرين، وفيه عشرون قاضيًا، فما نجا منهم إلا ثلاثة على سوآتهم خرق؛ حفص بن غياث، والقاسم بن معن، وشريك.

وكان حفص

(2)

لا يزوّج يتيمة لمن يشرب النبيذ حتى يسكر، ولا لرافضيّ، فسئل عن ذلك، فقال: إن الرافضيّ عنده الثلاث واحدة، ومن يشرب النبيذ حتى يسكر يطلّق، ولا يدري.

قال الخطيب

(3)

: وكان حفص كثير الحديث، حافظًا له، ثبتًا فيه، وكان أيضًا مقدّمًا عند المشايخ الذين سمع منهم الحديث.

وقال يحيى بن مَعين: جميع ما حدّث به حفص بن غياث بـ "بغداد" و"الكوفة" إنما هو من حفظه، لم يكن يخرج كتابًا، كتبوا عنه أربعة آلاف حديث من حفظه.

ومآثر حفص كثيرة، ومناقبه شهيرة، وفيما ذكرناه منها مَقنع.

مات -رحمه اللَّه تعالى- سنة أربع وتسعين ومائة. وقيل: ستّ وتسعين. وكان مولده سنة سبع عشرة ومائة. نفعنا اللَّه ببركات علومه في الدنيا والآخرة. آمين.

(1)

انظر تاريخ بغداد 8: 193.

(2)

انظر القصة في تاريخ بغداد 8: 193، 194.

(3)

تاريخ بغداد 8: 194.

ص: 13

قلت: وصَّفه الذهبي في "ميزان الاعتدال" بأحد الأئمة الثقات، وقال: وروى عن عاصم الأحول، وهشام بن عروة، وطبقاتهما، وعنه إسحاق وأحمد وثقه ابن معين والعجلي، وقال يعقوب بن شيبة ثقة، ثبت، انتهى.

وفي "أنساب السمعاني" بعد دكر أن النخعي نسبة إلى "نخع"، بفتح النون والخاء المعجمة، أخره عين مهملة، قبيلة من العرب، نزلت "الكوفة" منها: أبو عمرو حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي، قاضي "الكوفة"، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش، وروى عنه ابنه عمرو بن حفص وأهل "العراق"، مات سنة خمس أو ستّ وتسعين ومائة، انتهى. الفوائد البهية:68.

* * *

‌1637 - الشيخ الفاضل حفص، المعروف بالفرد من أصحاب أبي يوسف

(1)

، رحمه اللَّه تعالى

*.

* * *

‌1638 - الشيخ الفاضل الكبير أبو حفص السفكردي

* *.

(1)

فهو من رجال النصف الثاني من القرن الثاني.

* راجع: الطبقات السنية 3: 177.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 531.

* * راجع: الفوائد البهية ص 68.

ص: 14

كان شيخا كبيرا، زاهدا، متورّعا، معتمدا.

سمع منه الشيخ الزندويشي.

* * *

‌1639 - العالم الجليل العلامة حفظ الرحمن بن شمس الدين السيوهاروي الهندي

*.

ولد في "سيوهاره". من مضافات "بجنور" سنة 1318 هـ.

قرأ في مدرسة فيض عام بـ "سوهاره"، ومدرسة شاهي مرادآباد، ثم التحق بدار العلوم ديوبند سنة 1341 هـ، وقرأ فيها "صدرا"، و"شمس بازغة"، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1342 هـ.

وبعد الفراغ من تحصيل العلوم التحق مدرّسا بمدرسة في "مدراس"، وفي هذه السنة صنّف كتابين:

"حفظ الرحمن لمذهب النعمان"، و"مالابار مين إسلام" أي (الإسلام في مالابار).

وفي هذا الزمان حجّ، واعتمر، ثم وصل إلى دار العلوم ديوبند، وابتدأ التدريس فيها سنة 1344 هـ، ثم التحق بجامعة دابيل مع الإمام أنور شاه الكشميري، ومضت فيها خمس سنوات، وفي سنة 1352 هـ وصل إلى "كلكته"، والتحق بأنجمن تبليغ الإسلام، وكان رئيسه العلامة أبو الكلام أزاد، وخدم هناك على درس القرآن الكريم خمس سنوات.

ثم وصل إلى "دهلي" مع رفيقه القديم الشيخ المفتي عتيق الرحمن العثماني، إذ أقيمت ندوة المصنّفين فيها، صنّف فيها "النظام الاقتصادي

* راجع: تاريخ دار العلوم ديوبند 2: 147 - 151، مقدمة أنوار الباري شرح البخاري 2:251.

ص: 15

في الإسلام"، و"الأخلاق وفلسفة الأخلاق"، و"قصص القرآن"، وقبل هذا قد صنّف "البلاغ المبين" في سيرة النبي الكريم، وهو مسجون في سجن "دهلي".

ثم انتخب ناظما أعلى لجمعية علماء الهند سنة 1361 هـ، وأمضى أكثر عمره في خدمة التعليم والتدريس، وخدمة الدين والملة، وفي تحريك الحرية، وفي صدد هذا ألقى في السجن مرّات عديدة، ولقّب بمجاهد الملّة.

توفي 1 ربيع الأول سنة 1382 هـ، ودفن في المقبرة التي دفن فيها إمام الهند الشاه ولي اللَّه الدهلوي، رحمهما اللَّه تعالى.

* * *

‌1640 - الشيخ العالم الصالح القارئ حفظ الرحمن، رحمه اللَّه تعالى

*.

قرأ العلم على العلماء المعاصرين، ثم تلمّذ على الشيخ القارئ عبد الرحمن المكّي، وصحبه خمس سنين.

وبعد فاتحة الفراغ التحق مدرسا سنة 1350 هـ بقسم التجويد بدار العلوم ديوبند.

من تصانيفه: "تسهيل الفرقان" حاشية على "جمال القرآن"، وهي رسالة مفيدة في اللغة الأردية على فن القراءة والتجويد، التي ألّفها الإمام أشرف علي التهانوي، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

* راجع: جمال القرآن ص 3، 4، ط كتب خانه رشيديه، داكا.

ص: 16

‌1641 - الشيخ الفاضل العالم الكبير حفيظ اللَّه بن دين علي البندوي، أحد العلماء المشهورين

*.

ولد، ونشا بقرية "بندي" -بفتح الموحّدة- قرية من أعمال "أعظمكره" وسافر إلى "غازيبور"، فاشتغل بالعلم أياما على مولانا عبد اللَّه الغازيبوري، وعلى غيره من العلماء، ثم دخل "لكنو"، ولازم الشيخ عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي وتخرّج عليه، وأخذ عنه الحديث، ثم ولي التدريس في المدرسة الانكليزية بـ "كاكوري"، فدرّس بها زمانا، ثم استقدمه شيخه عبد الحي المذكور إلى "لكنو"، وجعله معلّما لختنه يوسف بن قاسم بن مهدي بن يوسف الأنصاري، فدرّس بـ "لكنو" مدّة طويلة.

ثم سار إلى "رامبورا"

(1)

، وولي التدريس في المدرسة العالية، وحصلتْ له الوجاهة العظيمة عند أهل تلك البلدة، فدرّس بها تسع سنين، ثم رجع إلى "لكنو"، وولي التدريس بدار العلوم، التي اسّسها أعضاء الندوة، فدرّس بها زمانا طويلا، ثم سَار إلى "داكا"

(2)

، وولي التدريس في المدرسة العالية، ولقّبته الدولة الإنكليزية بشمس العلماء، ثم أحيل إلى المعاش سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، وسافر للحج، وولي نطّارة دار العلوم في "لكنو"، ورياسة

* راجع: نزهة الخواطر 8: 134، 135.

(1)

"رام بور": بلدة عامرة قرب "مراد آباد"، وهي مقام الأمراء من أولاد علي محمد خان، لهم سلطة قوية تحت حكم الإنكليز.

(2)

"داكا" بفتح الدال، يقال لها "جهانكير نكر" كانت من أحسن مدن "بنكاله" في القديم، تصنع بها الثياب الرفيعة، يسمّونها "جامداني"، ومنها تجلب إلى غيرها من البلاد، وهي على مائة وثمانين ميلا من "كلكته".

ص: 17

التدريس فيها، فاستقام على ذلك نحو عشر سنين، ثم اعتزلها سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف.

وله مشاركة جيّدة في المعقول، والمنقول، ومعرفة بالحديث.

وله مصنّفات، منها: حاشيه بسيطة على "التصريح" في الهيئة، و"كنز البركات" في سيرة مولانا أبي الحسنات.

مات لسبع خلون من ذي الحجّة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وألف.

* * *

‌1642 - الشيخ الفاضل حفيظ الرحمن واصف بن محمد كفاية اللَّه الدهلوي مدير المدرسة الأمينية

(1)

في "دهلي

" *.

وهو نجل العلامة، المفتي الكبير محمد كفاية اللَّه الدهلوي، الذي يعتبر من أعلام علماء "الهند" وزعماء حربا التحرير ضدّ الإنجليز.

كان عالما دينا، مشغولا بتدوين فتاوى والده مفتي "الهند" الكبير، فاجتمعت لديه مجموعة ضخمة من الفتاوى مما يتعلّق يحميع نواحي الحياة الاجتماعية والفردية، وقد وفّق أن يقوم بتحقيق وتدوين هذه الفتاوى كلّها

(1)

تقع هذه الجامعة في مدينة "دهلي" كشميري دروازه. أسّسها الشيخ الكبير أمين الدين الدهلوي في ربيع الآخر 1315 هـ. بـ "سنهري مسجد" لروشن الدولة، ثم نقل إلى مسجد لطف اللَّه الصادق الباني بتي في "كشميري دروازه"، وبنى الأبنية الفاخرة بفناء المسجد.

* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 149، والبعث الإسلامي مج 32 ع 2 (شوال 1407 هـ) ص 100.

ص: 18

ونشرها في تسعة مجلّدات، وهو مشروع جليل، يشكر عليه، ويذكر من جميع الأوساط العلمية والدينية.

توفي سنة 1407 هـ.

* * *

‌1643 - الشيخ الفاضل حفيظ الجولاندوري الشاعر الباكستاني الشهير

*.

يعدّ من أبرز شعراء اللغة الأردية، وهو مؤلّف النشيد الوطني الباكستاني، والقصيدة الطويلة "الشاهنامه الإسلامية"، وصاحب "ديوان الغزل"، الذي استمرّ تأثيره على الشعر باللغة الأردية لفترة تزيد على الستين عاما.

توفي سنة 1403 هـ.

* * *

‌1644 - الشيخ العالم الكبير العلامة حقّاني الأميتهوي التاندوني

* *.

كان من كبار العلماء.

* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 148، والفيصل ع 71 (جمادى الأولى 1403 هـ).

* * راجع: نزهة الخواطر 6: 79، 80.

ص: 19

ولد، ونشأ ببلدة "أميتهي"

(1)

، واشتغل بالعلم من صغره على من بها من العلماء، ثم سار إلى "لكنو"

(2)

، وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ الأستاذ نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي، وأقبل على المنطق والحكمة إقبالا كلّيا، حتى صار بحرا عميقا، غوّاصا في المعاني الدقيقة.

وانتهت إليه الإمامة في العلم والتدريس.

قرأ عليه القاضي جار اللَّه التاندوي، والقاضي عبد الكريم الجوراسي، والشيخ محمد مبين البهلواروي، وخلق كثير من العلماء.

قال الشيخ عبد الأعلى بن عبد العلي الأنصاري اللكنوي في "الرسالة": إنه كان قانعا، عفيفا، ديّنا، صاحب كشوف وكرامات، قد شهد بفضله وولايته غير واحد من العلماء، وكان على قدم عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما في الورع والتقوى وإعلاء كلمة اللَّه.

مات في أيام شاه عالم. انتهى.

وقال وجه الدين أشرف اللكنوي في "البحر الزخّار": إني لم أسمع بمن يكون تذكارا للسيّد علم اللَّه البريلوي، والشيخ غلام محمد اللكنوي في التورّع والتشرّع غير مولانا حقّاني.

(1)

"أميتهي" بفتح الهمزة، كسر الميم، وسكون التحتية، بعدها تاء هندية، بلدة معروفة على ثمانية أميال من "لكنو"، ينسب إليها الشيخ نظام الدين رحمه الله.

(2)

"لكنو" بلدة كبيرة على نهر "كومتي"، فيها أبنية رفيعة للأمراء، وبيوت المآتم للشيعة، انتقل إليها أصف الدولة من "فيض آباد"، فصارت مقام الأمراء، ولها شهرة في أعمال الخزف والوشي، ونشأ بها الأجلاء كالشيخ محمد أعظم، والشيخ محمد مينا، والشيخ عبد القادر، والشيخ نظام الدين، وولده بحر العلوم، وخلق كثير من العلماء، وكانت بها مدرسة للشيخ بير محمد.

ص: 20

مات في السابع عشر من جماد الأولى سنة تسعين ومائة وألف ببلدة "تانده"، "جلال بور" فأرّخ لوفاته بعض الناس من "برّد اللَّه مضجعه".

* * *

‌1645 - الشيخ الفاضل الحكم بن زهير

*.

قال المطرّزي في "المغرب"

(1)

: خليفة أبي يوسف

(2)

.

وذكره شمس الأئمة السرخسي في "مبسوطه"، فقال: من كبار أصحابنا، وكان مولَعًا بالتدريس.

وقال الحسن بن زياد: ما دخل "العراق" أحد أفقه من الحكم بن زهير، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1646 - الشيخ الفاضل الحكم بن عبد اللَّه بن مسلمة بن عبد الرحمن أبو مطيع البلخي

،

* راجع: الطبقات السنية 3: 178.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 532.

(1)

في الأصول: "المعرب"، والتصويب من الجواهر المضية، وهذا الكتاب له في لغات الفقه. انظر الفوائد البهية 218.

(2)

فهو من رجال النصف الثاني من القرن الثاني، وربما امتد به العمر إلى أوائل القرن الثالث.

ص: 21

الإمام العالم العامل، أحد أعلام هذه الأمة، ومن أقر له بالفضائل جهابذة الأئمة *.

حدّث عن هشام بن حسان، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وكان من كبار أصحابه، وهو راوي "الفقه الأكبر".

وروى عنه أحمد بن منيع، وجماعة من أهل "خراسان".

وولي قضاء "بلخ"، وقدم "بغداد" غير مرّة، وحدّت بها، وتلقّاه أبو يوسف، وتناظر معه، وكانت مدّة ولايته على فضاء "بلخ" ستة عشر سنة، يقول بالحق، ويعمل به.

روي

(1)

أنه جاء من الخليفة كتاب، ومعه حرسيان يقرآنه على رءوس الناس، يتضمّن العهد لبعض ولد الخليفة، وكان صغيرًا، وفيه مكتوب:{وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}

(2)

، فلمّا وصل الكتاب إلى "بلخ" سمع به أبو مطيع، فقام فزِعًا، ودخل على والي "بلخ"، فقال له: بلغ من خطر الدنيا أنا نكفر بسببها. وكلمه مرارًا، وعظه حتى أبكاه، فقال: إني معك فيما تراه، ولكنني رجل عامل، لا أجترئ بالكلام، فتكلّم وكن آمنًا، وقل ما شئت.

* راجع: الطبقات السنية 3: 178 - 180.

وترجمته في تاريخ بغداد 8: 223 - 225، والجواهر المضية 2: 142، وبرقم 1980، وطبقات الفقهاء، لطاش كبري زاده، صفحة 21، والعبر 1: 330، والفوائد البهية 68، 69، وكتائب أعلام الأخيار، برقم 92، وميزان الاعتدال 1: 574، 575.

(1)

القصة في تاريخ بغداد 8: 224، وقد تصرف المصنف في إيرادها.

(2)

سورة مريم 12.

ص: 22

فلما كان يوم الجمعة ذهب أبو مطيع إلى الجامع، وقد قال له سلْم

(1)

بن سالم: إني معك. وقال له أيضًا أبو معاذ: إني معك. وجاء سلْم إلى الجمعة متقلّدًا بالسيف، ثم لما اجتمع الناس وأذن المؤذّن، ارتقى أبو مطيع إلى المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ بلحيته فبكى، وقال: يا معشر المسلمين، بلغ من خطر الدنيا أن تجر إلى الكفر، من قال:{وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} لغير يحيى بن زكريا فهو كافر. فرج أهل المسجد بالبكاء، وقام الحرَسِيان فهربا.

وقال ابن المبارك في حقّه

(2)

: أبو مطيع له المنة على جميع أهل الدنيا.

وقال محمد بن الفضل البلخي

(3)

: مات أبو مطيع وأنا بـ "بغداد"، فجاءني المعلّى بن منصور، فعزاني فيه ثم قال: لم يوجد هاهنا منذ عشرين سنة مثله.

وقال مالك بن أنس لرجل

(4)

: من أين أنت؟ قال: من "بلخ". قال: قاضيكم أبو مطيع قام مقام الأنبياء.

(1)

في الأصول هنا وفيما يأتي: "سالم"، والتصويب من تاريخ بغداد، وقد ترجمه القرشي في الجواهر المضية برقم 621، ولم يزد على أن قال:"من أقر أن أبي مطيع ووأبي معاذ".

(2)

تاريخ بغداد 8: 224.

(3)

جاء في تاربخ بغداد 8: 223: "سمعت ابن فضيل يعني محمدا البلخي"، ثم ساق الخبر، وتكرر بعد هذا ذكر محمد ابن فضيل في أخبار أبي مطيع هذا.

(4)

تاريخ بغداد 8: 224.

ص: 23

قال بعضهم

(1)

: رأيت أبا مطيع في المنام، وكأني قلت له: ما فعل بك؟ فسكن حتى ألححْت

(2)

عليه، فقال: إن اللَّه قد غفر لي وفوق المغفرة. قال: فقلت: ما حال أبي معاذ؟ قال: الملائكة تشتاق إلى رؤيته. قال: فقلت: غفر اللَّه له؟ قال لي: من تشتاق الملائكة لرؤيته لم يغفر اللَّه له

(3)

.

وكانت وفاته بـ "بلخ"، ليلة السبت، لاثنتي عشرة خلّت من جمادى الأولى، سنة تسع وتسعين ومائة.

وقد نسبه بعض الناس

(4)

إلى أنه كان جهميًا، واللَّه تعالى أعلم بحاله.

من تفرّداته، أنه كان يقول بفرضية التسبيحات الثلاث في الركوع والسجود.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية" ص 68: أرّخ وفاته الذهبي في "العبر بأخبار من غبر" سنة تسع وتسعين ومائة، حيث قال فيها: توفي أبو مطيع البلخي الفقيه صاحب أبي حنيفة، وصاحب كتاب "الفقه الأكبر"، ولي قضاء "بلخ". وحدّث عن ابن عون وجماعة. قال أبو داود كان جهميا، تركوا حديثه، وبلغنا أنه من كبار الأمّارين بالمعروف، والناهين عن المنكر، انتهى. وقال في "ميزان الاعتدال": الحكم بن عبد اللَّه أبو مطيع البلخي الفقيه صاحب أبي حنيفة عن ابن عون وهشام بن حسان، وعنه أحمد بن منيع وخلاد بن أسلم وجماعة، تفقّه به أهل تلك الديار، وكان بصيرا بالرأي، علامة كبيرا، ولكنه واه في ضبط الأثر، وكان ابن المبارك يعظّمه،

(1)

هو شوذب بن جعفر، كما في تاريخ بغداد 8: 223، 224.

(2)

في الأصول "ألحيت"، وهذه طريقة المتأخرين للمتخلّص من الفكّ، والمثبت في تاريخ بغداد.

(3)

تكملة من تاريخ بغداد.

(4)

هو الإمام أحمد بن حنبل. انظر تاريخ بغداد 8: 225.

ص: 24

ويبجّله لدينه وعلمه، وقال "ابن مَعين ليس بشيء، وقال. مرّة: ضعيف، وقال ابن الجوزي في "الضعفاء": الحكم بن عبد اللَّه أبو مطيع الخراساني القاضي يروي عن إبراهيم بن طهمان، وأبي حنيفة، ومالك. وقال أحمد: لا ينبغي أن يروى عنه شيء، وقال أبو داود: تركوا حديثه، وكان جهميا. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال ابن حبان: كان من رؤساء المرجئة ممن يبغض السنن. وقال العقيلي: أنبأنا عبد اللَّه بن أحمد، قال: سألت أبي عن أبي مطيع البلخي، فقال: لا ينبغي أن يروى عنه، حكوا

(1)

عنه أنه يقول: الجنة والنار خلقتا، فتفنيان، وهذا كلام جهم، مات سنة 199 هـ، عن أربع وثمانين سنة، انتهى.

* * *

‌1647 - الشيخ الفاضل الحكم بن معبد بن أحمد بن عبيد بن عبد اللَّه ابن الأحجم بن أسد بن أسيد الفقيه الأديب، أبو عبد اللَّه، صاحب كتاب "السنة

" *.

(1)

ذكر الفقيه أبو الليث في باب الحكايات من "كتاب النوازل" قال محمد بن الفضل: كان أبو مطيع يقول: الجنة والنار تفنيان عند فناء الأشياء كلّها، ثم تعودان، وكان أبو معاذ يكفّره بذلك، قال محمد بن الفضل: نحن نقول: لا تفنيان، وننكر قول أبي معاذ حيث كفّره بشيء مخلوق إذ قال: يفني.

* راجع: الطبقات السنية 3: 180، 181.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 533، وذكر أخبار أصبهان 1:298. وجاء في الأصول، "الحكم بن سعيد بن أحمد بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه". =

ص: 25

روى عن نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني

(1)

.

وروى عنه أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن جعفر، المعروف بأبي الشيخ، وأبو نعيم أحمد ابن عبد اللَّه بن أحمد الحافظ، وذكراه في "تاريخهما لأصبهان".

قال الحافظ أبو نعيم: يتفقه على مذهب الكوفيين، وكان صاحب أدب وغريب، ثقة، كثير الحديث.

مات سنة خمس وتسعين ومائتين. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1648 - الشيخ الفاضل الحكيم القاضي

*.

ذكره في "القُنْيَة" في باب المستحاضة ومن بمعناها، فقال: إن المفتصد ليس في حكم المستحاضة، وإن كان الفصد مفتوحًا؛ لأن الدم في موضعه.

ثم قال: وقال القاضي حكيم: هو في حكم المستحاضة كمن منعت الدم من السيلان بقطنة. وأطال في "القنية" الكلام في هذا.

= والمثبت في ذكر أخبار أصبهان، والنقل عنه. وقد ذكر أبو نعيم نسبته فقال "الخزاعي".

(1)

بفتح العين والدال. انظر اللباب 2: 126.

* راجع: الطبقات السنية 3: 180، 181.

وترجمته في: تاج التراجم 26، برقم 534، وجاء اسمه في النسخ:"الحكم" في صدر الترجمة، وهو لا يتفق مع ما جاء في بقية الترجمة، وهي منقولة من الجواهر.

ص: 26

وكان يقول: من غزا في هذا الزمان غزوة واحدة ففاتته صلاة واحدة عن وقتها، يحتاج إلى مائة غزوة لتكون كفارة لما فاته من الصلاة.

وحكيم هذا له "مختصر في الحيض"، وله "شرحه" أيضًا، وكان يكنى أبا القاسم، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1649 - الشيخ الفاضل حكيم الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي، أحد العلماء الحنفية

*.

كان ثاني أبناء والده، ولد في سنة أربع وتسعين ومائة وألف بـ "كاكوري"، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده، وعلى الشيخ عماد الدين اللبكني، والشيخ فضل اللَّه العثماني النيوتيني، ثم ولي الإفتاء بمحكمة الدائر والسائر، ثم ولي القضاء بها، ثم ولي الصدارة، ثم أحيل على المعاش.

وكان صالحا، ديّنا، مهابا، رفيع القدر، محبّ العلم وأهله، لم يزل مشتغلا بمطالعة الكتب والمذاكرة في العلم.

مات لعشر خلون من جمادى الأولى سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في "مجمع العلماء".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 164، 165.

ص: 27

‌باب من اسمه حماد

‌1650 - الشيخ الفاضل حماد بن إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن إسحاق بن شبيب قوام الدين ابن الإمام ركن الدين إبراهيم الصفّار، من أهل "بخارى". تقدم أبوه، وجدّه، وجدّ أبيه

*.

حصل طرفًا من علم الكلام والفقه والأدب.

وكان يؤُمّ للناس يوم الجمعة في الصلاة ويخطب غيره، وكذا عادة أهل "بخارى"، لا يصلي بهم الخطيب، بل من هو أعلم منه، وأحسن طريقة.

سمع أباه، وقدم حاجًا إلى "بغداد"

(1)

، وحدّث بها، وقدمها حاجًا مرة ثانية

(2)

، وحدّث بها أيضًا، وسمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي، وأخرج عنه حديثًا في "معجم شيوخه".

* راجع: الطبقات السنية 3: 181، 182.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 535، والفوائد البهية 69، وكتائب أعلام الأخيار، برقم 69.

(1)

ذكر القرشي في الجواهر أن ذلك كان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.

(2)

سنة ستين وخمسمائة، كما في الجواهر.

ص: 28

وكانت ولادته في ليلة العيد من ذي الحجّة، في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، بـ "بخارى". ووفاته سنة ستّ وسبعين وخمسمائة، بـ "سمرقند".

وقد كان أجاز لمن أدرك حياته عاما.

قال برهان الإسلام الزرْنوجي، تلميذ صاحب "الهداية"، في كتاب "تعليم المتعلم طريق التعلم": أنشدنا الشيخ الأستاذ قوام الدين حماد بن إبراهيم بن اسماعيل الصفّار الأنصاري، رحمه اللَّه تعالى، إملاء لأبي حنيفة، رحمه اللَّه تعالى:

مَن طَلَبَ العِلْمَ لِلْمَعَادِ

فَازَ بِفَضْلٍ مِن الرَّشَادِ

فَيَا لَخُسْرَانَ طَالبِيهِ

لِنَيْلِ فَضْلٍ مِن الْعِبَادِ

* * *

‌1651 - الشيخ الفاضل حماد بن دُلَيل

*.

قاضي "المدائن"، أحد الاثني عشر من أصحاب الإمام، الذين أشار إليهم أنهم يصلُحُون للقضاء، وهم: أبو يوسف، وأسد بن عمرو البَجَلي، والحسن بن زياد، ونوح بن أبي مريم، ونوح بن درّارَج، وعافية، وعلي بن

* راجع: الطبقات السنية 3: 183، 184.

ترجمته في: تاريخ بغداد 8: 151 - 153، وتقريب التهذيب 1: 196، وتهذيب التهذيب 3: 8، والجرح والتعديل 1: 2: 136، 137، والجواهر المضية برقم 536، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 92، وميزان الاعتدال 1:590.

وكناه الخطيب أبا زيد.

ص: 29

ظِبْيان

(1)

، وعلي بن حرملة، وحمّاد هذا، والقاسم بن معن، ويحيى بن أبي زائدة، وقد ولي الجميع القضاء، وكانوا من خيار القضاة، رحمهم اللَّه تعالى.

حدّث حماد عن أبي حنيفة، وسفيان الثوري، والحسن بن عُمارة، في آخرين.

وروى عنه أحمد بن أبي الحواري

(2)

، وإسحاق بن عيسى الطبّاع

(3)

، وأسد بن موسى، وغيرهم.

وعن أحمد ابن حنبل

(4)

، أنه قال عن حماد بن دُلَيل، وقد سئل عنه: كان قاضي "المدائن"، وكان صاحب رأي، ولم يكن صاحب حديث: قيل له: فهل سمعت منه شيئًا؟ قال: حديثين.

وقال محمد بن عبد اللَّه الموصلي في حقّه

(5)

: كان قاضيًا على "المدائن"، وكان من ثقات الناس، رأيته بـ "مكة المشرفة" يبيع البزّ.

وقال أبو داود: ليس به بأس. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، ووثّقه يحيى.

ودكره المزّي في "التهذيب" وقال: روى له أبو داود حديثًا واحدًا.

(1)

بكسر الظاء. انظر المشتبه 425.

(2)

في الأصول: الجواري، والتصويب من: الجواهر، والمشتبه 257.

(3)

في الأصول: الطباغ، والتصويب من الجواهر، وتهذيب التهذيب 3:8.

(4)

تاريخ بغداد 8: 152.

(5)

هكذا جاء في الجواهر المضية، وقال الخطيب في تاريخ بغداد 8: 153: "أنبأنا البرقاني، أنبأنا محمد بن عبد اللَّه بن خميرويه، أنبأنا الحسين بن إدريس، قال: سمعت ابن عمّار يقول: حماد بن دليل كان قاضيا على المدائن، فهرب منها، وكان من ثقات الناس، رأيته بمكة يبيع البز".

ص: 30

وروى الخطيب

(1)

، أن الفضيل بن عياض كان إذا سئل عن مسألة يقول: إيتوا أبا زيد، فسلوه. فقيل: إنك تقول في أبي حنيفة وأصحابه ما تقول، فإذا سئلت عن مسألة دَلَلت إليهم. فقال: ويلكم، هم طلبوا هذا الأمر، وهم أحقّ بهذا الأمر.

* * *

‌1652 - الإمام الحافظ المحدّث حماد بن زيد بن درهم، شيخ "العراق"، أبو إسماعيل الأزدي مولاهم البصري، الأزرق، الضرير

*.

ودرهم جدّه من بني "سجستان"، من موالي جرير بن حازم.

وحدّث حماد عن أبي عمران الجوني، ومحمد بن زياد، وأبي حمزة الضُّبَعي، وعمر بن دينار، وثابت البناني، وخلق، ولم يلحق قتادة.

روى عنه عبد الرحمن ابن مهدي، ومسدّد، والقواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدّمي، وعلي ابن المديني وأحمد ابن المقدام، وأمم سواهم.

(1)

في تاريخ بغداد 8: 152.

* راجع: الطبقات السنية 3: 182، 183.

وترجمته في الأنساب 28، والتاريخ الكبير للبخاري 2: 1: 25، وتذكرة الحفاظ 1: 228، 229، وتقريب التهذيب 1: 197، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 1: 167، وتهذيب التهذيب 3: 9، وشذرات الذهب 1: 292، وصفة الصفوة 3: 364، وطبقات المناوي 1: 101، والعبر 1: 274، واللباب 1: 36، ونكت الهميان 147.

ص: 31

قال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: الثوري، ومالك، والأوزاعي، وحماد بن زيد.

وقال أيضًا: لم أر أحدًا قطّ أعلم بالسنّة منه، وما رأيت بـ "البصرة" أفقه منه.

وقال أيضًا: ما رأيت أحدا أعلم من حماد بن زيد، لا سفيان ولا مالك.

وعن الثوري أنه قال: دخل "البصرة" بعد شعبة ذلك الأزرق. يعني حماد بن زيد.

وقال العِجْلي: كان له أربعة آلاف حديث يحفظها، ولم يكن له كتاب.

ووثّقه يحيى بن مَعين، وأحمد بن حنبل، وغيرهما، وأثنى عليه سائر الأئمة.

ولد حماد سنة ثمان وتسعين.

ومات في رمضان، سنة تسع وسبعين ومائة، رحمه اللَّه تعالى.

وذكره عبد القادر القرشي في "الجواهر"، فقال: حماد بن زيد الإمام الكبير المشهور، أخذ الفقه عن أبي حنيفة، وهو الراوي عنه أن الوتر فريضة، وله ذكر في "مبسوط شمس الأئمة"، وشهرته تغني عن الإطناب.

وأرّخ وفاته كما ذكرناه، وقال: روى له الجماعة. ولم يزد على ذلك.

* * *

‌1653 - الإمام الحافظ حماد بن سلمة بن دينار، شيخ الإسلام، أبو سلمة الربعي

، مولاهم البصري، البزاز، البطائني

ص: 32

النحوي، المحدّث *.

سمع خالد بن حميد الطويل، وابن أبي مليكة، وأبا حمزة الضُّبَعي، ومحمد بن زياد الجُمَحي، وأنس بن سيرين، وأبا عمران الجَوْخي

(1)

، وقتادة، وسِمَاك بن حرب، وثابتًا

(2)

البناني، وخلقًا كثيرًا.

وعنه ابن المبارك، والقطّان، وابن مهدي، وعفان، والقعنبي، وعبد الأعلى بن حماد، وشيبان بن فروخ، وهُدْبة، وخلق سواهم.

قال وهيب: حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا.

وقال أحمد ابن حنبل: حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت البناني، وأثبتهم حميد.

* راجع: الطبقات السنية 3: 185، 186.

وترجمته في أخبار النحويين البصريين للسيرافي 42 - 44، وإنباه الرواة 1: 329، 330، وبغية الوعاة 1: 548، 549، والتاريخ الكبير للبخاري 2: 1: 22، 23، وتذكرة الحفاظ 1: 202، 203، وتقريب التهذيب 1: 197، وتهذيب التهذيب 3: 11 - 16، والجرح والتعديل 1: 2: 140، 141، والجواهر المضية، برقم 538، وحلية الأولياء 6: 249، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 92، ودول الإسلام 1: 112، وروضات الجنات 3: 249، 250، وشذرات الذهب 1: 262، وصفة الصفرة 3: 361، وطبقات القراء 1: 258، وطبقات النحويين اللغويين 51، والعبر 1: 248، ومرآة الجنان 1: 353، ومراتب النحويين 107، ومعجم الأدباء 10: 254 - 258، والمعارف لابن قتيبة 403، وميزان الاعتدال 1: 590 - 595، والنجوم الزاهرة 2: 56، ونزهة الألباء 40 - 42.

(1)

في الأصول: "الحوفي" خطأ، وهو موسى بن سهل بن عبد الحميد. انظر الأنساب 3:420.

(2)

جاءت في الأصول غير مصروفة.

ص: 33

ووثقة يحيى بن مَعين.

وقال شهاب بن مَعْمَر: كان حماد بن سلمة يعدّ من الأبدال.

وقال الذهبي: هو أول من صنّف التصانيف مع ابن أبي عروبة، وكان بارعًا في العربية، فصيحًا مفوَّهًا، صاحب سنة، وقع لي من عواليه أحاديث.

وقال عبد الرحمن بن مهدى: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت غدًا ما قدِرَ أن يزيد في العمل شيئًا.

وقال عفّان: رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة، ولكن ما رأيت أشدّ مواظبة على الخير وقراءة القرآن، والعمل للَّه منه.

وقال عمرو بن عاصم: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألف حديث.

وعن أحمد ابن حنبل، قال: إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام.

وكان حماد يقول: من طلب الحديث لغير اللَّه مُكِرَ به.

ومحاسن حماد وفضائله يطول شرحها.

وتوفي وهو في الصلاة، بعد عيد النحر، سنة سبع وستين ومائة، وقد قارب الثمانين. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1654 - الشيخ الفاضل الفقيه حماد بن سليمان بن المرزبان، أبو سليمان، الفقيه النيسابوري

*.

* راجع: الطبقات السنية 3: 186.

وترجمته في الجواهر المضية، برقم 539.

ص: 34

قال الحكم في "تاريخ نيسابور": لقي جماعة من الناس، وتفقّه على كبر السنّ عند محمد بن الحسن

(1)

.

وروى عن الثوري، وشعبة.

روى عنه أحمد بن الأزهر، ويلقّب قيراطًا.

* * *

‌1655 - الشيخ الفاضل حماد بن عبد الرحيم بن علي بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان حميد الدين أبو البقاء بن الجمال بن العلا بن الفخر المارديني الأصل المصري، ويعرف كسلفه بابن التركماني

*.

وهو حفيد قاضي الحنفية العلاء مختصر ابن الصلاح وصاحب التصانيف، واسمه عبد الحميد، ولكنه بحماد أشهر.

ولد في رمضان سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وأسمع من مشايخ عصره، ثم طلب بنفسه، فسمع من القلانسي، والجمال ابن نباتة، وناصر الدين محمد بن إسماعيل بن جهبل، ومظفر الدين بن العطّار، والطبقة.

وقرأ بنفسه، كتب الطباق، ولازم القيراطي، كتب عنه أكثر شعره ودوّنه في الديوان الذي كان ابتدأه لنفسه، ثم رحل إلى "دمشق"، فسمع بها، وأكثر من المسموع في البلدين، ومن مسموعه على ابن نباتة أشياء من نظمه،

(1)

فهو من رجال النصف الثاني من القرن الثاني.

* راجع: الضوء اللامع 3: 162، 163.

ص: 35

وبعض "السيرة" لابن هشام، وعلى القلانسي نسخة إسماعيل بن جعفر بسماعه من ابن الطاهري، وابن أبي الذكر بسماعه من ابن المقير، وأجازه الآخر من القطيعي، وعلي ابن جهبل المحمدين من معجم ابن جميع أنابه ابن القواس، ومن شيوخه: أيضًا المحبّ الخلاطي، وأحمد بن محمد العسقلاني، ولكن قيل: إنه لما رحل لـ "دمشق" كتب السماع، وأنه سمع قبل الوصول، واعتذر عن ذلك بالإسراع، ولذا كان الحافظ الهيثمي يقع فيه، وينهى عن الأخذ عنه.

قال شيخنا: والظاهر أنه انصلح بأخرة، وأجاز له الذهبي، والعزّ بن جماعة. قال شيخنا: ولازم السماع، حتى سمع معنا على شيوخنا، وقد خرّج لبعض المشايخ، يعني عبد الكريم حفيد القطب الحلبي، وسمعت منه من شعر القيراطي، وكان شديد المحبة للحديث وأهله، ولمحبته فيه كتب كثيرا من تصانيفي، كـ "تعليق التعليق"، و"تهذيب التهذيب"، و"لسان الميزان"، وغير ذلك، ورأس في الناس مدّة لستوته، وكانت بيده وظائف جمة، فلا زال ينزل عنها شيئا فشيئا، إلى أن افتقر، وقلت ذات يده، فكان لعزّة نفسه يتكسّب بالنسخ، بحيث كتب الكثير جدا، ولا يتردّد إلى القضاة، وقد أحسن إليه الجلال البلقيني على يد شيخنا.

قال: فما أظنّه وصل لبابه، وخطّه سريع جدّا، لكنه غير طائل لكثرة سقمه وعدم نقطه وشكله، ولا زال يتقهقر إلى أن انحطّ مقداره لما كان يتعاطاه، وساء حاله، وقبحت سيرته، حتى مات مقلا ذليلا، بعد أن أضرّ بأخرة في طاعون سنة تسع عشرة بـ "القاهرة"، وحدّث، أنجذ عنه الأئمة كضيخنا، وأورده في "معجمه" دون "إنبائه"، وروى لنا عنه جماعة، كالزين رضوان الموفّق الأبي، وحدّثني بشيء من نظم ابن نباتة بواسطته. وذكره المقريزي في "عقوده".

* * *

ص: 36

‌1656 - الشيخ العالم الكبير القاضي حمّاد بن محمد الصوفي الكجراتي، أحد الرجال المشهورين

*.

ولد، ونشأ بـ "كُجرات"، وقرأ العلم، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن عبد اللَّه الحسيني البخاري، ولازمه مدّة من الزمان، وصرف شطرا من عمره في الجهاد في سبيل اللَّه، وكان يذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة.

مات في الثاني والعشرين من شوّال، وله ستّ وثلاثون سنة. كما في "مرآة أحمدي".

* * *

‌1657 - الإمام المحدث الفقية حماد بن مسلم، أبو إسماعيل بن أبي سليمان الكوفي أحد أئمة الفقهاء، وأحد أعلام التابعين

* *.

* راجع: نزهة الخواطر 3: 48، 49.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 186، 187، وفقه أهل العراق وحديثهم ص 141 - 145.

ترجمته في: التاريخ الكبير 2: 1: 18، 19، وتقريب التهذيب 1: 197 وتهذيب التهذيب 3: 16 - 18، والجرح والتعديل 1: 2: 146 - 14، والجواهر المضية برقم 540، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 92، ودول الإسلام 1: 82، وشذرات الذهب 1: 157، وطبقات الفقهاء للشيرازي 83، والعبر 1: =

ص: 37

سمع أنس بن مالك، وتفقّه بإبراهيم النخعي.

وروى عنه سفيان، وشعبة، وأبو حنيفة، وبه تفقّه، وعليه تخرّج وانتفع.

وأخذ حماد عنه بعد ذلك، ومات في حياته، سنة عشرين ومائة.

قال أبو عمر بن عبد البر: أبو حنيفة أقعد الناس بحمّاد.

وقال ابن عدي: له غرائب، وهو متماسك، لا بأس به.

ونقل الذهبي توثيقه عن ابن مَعين، وغيره.

وروى له

(1)

مسلم وأصحاب السنن.

وكان لحماد لسان سئول، وقلب عقول، وكانت به بعدُ موتةٌ، وكان ربما حدّث بالحديث، فتعتريه غضية، فإذا أفاق توضأ، وأخذ من حيث انتهى.

وكان يفطر كلّ يوم من شهر رمضان خمسين إنسانًا، فإذا كان يوم الفطر كساهم ثوبًا ثوبًا، وأعطاهم مائة مائة.

وقال ابن السمَّاك: لما قدم ابن

(2)

زياد "الكوفة" على الصدقة، كلّم رجل حمادًا أن يكلّم ابن زياد أن يستعين به في بعض أعماله، فقال له حماد: كم تؤمّل أن تصيب في عمل ابن زياد؟ قال: ألف درهم، وقال: قد أمرت لك بخمسة آلاف درهم، ولا أبذلُ وجهى له. فقال: جزاك اللَّه خيرًا.

وقال الخطيب: في "الفقيه والمتفقه": أخبرنا أبو بشر محمد بن عمر الوكيل، أخبرنا عمر بن أحمد بن الواعظ، حدّثنا عبد الوهّاب بن عيسى بن

= 151 الفهرست 285، وكتائب أعلام الأخيار برقم 65، وميزان الاعتدال 1: 595، 599.

(1)

تكملة من الجواهر المضية.

(2)

تكملة من الجواهر المضية.

ص: 38

أبي حيّة، حدثنا محمد بن معاوية، حدثنا أبو بكر بن عيّاش، حدّثني الحسن بن عبيد اللَّه النخَعي، قال: قلت لإبراهيم: أكلّ ما أسمعك تفتي به سمعته؟ فقال لي: لا. قلت: تفتي بما لم تسمع! فقال: سمعت الذي سمعت، وجاءني ما لم أسمع، فقستُه بالذي سمعت، وهذا هو الفقه حقا.

وبمثل هذا الإمام الجليل تفقّه حمّاد بن أبي سليمان، شيخ أبي حنيفة، وكان حمّاد شديد الملازمة لإبراهيم، قال أبو الشيخ في "تاريخ أصبهان"، حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان بن يحيى بن سليمان بن أبي سليمان، قال: سمعت أبي يقول: حدّثني أبي عن جدّي، قال وجّه إبراهيمُ النخعيّ حمّادا يوما يشتري له لحما بدرهم في زنبيل، فلقيه أبوه راكبا دابة، وبيد حمّاد الزنبيل، فزجره، ورمى به من يده، فلمّا مات إبراهيم جاء أصحاب الحديث، والخراسانية يدقّون على باب مسلم بن يزيد، والد حمّاد، فخرج إليهم في الليل بالشمع، فقالوا: لسنا نريدك، نريد ابنك حمّادا، فدخل إليه، فقال: يا بنيّ! قم إلى هؤلاء، فقد علمتُ أن الزنبيل أدّى بك إلى هؤلاء.

وقال أبو الشيخ قُبيل هذا: حدّثنا أحمد بن الحسن قال: سمعت ابن خالي عبيد بن موسى، يقول: سمعت جدّتي تقول عن جدّتها الكبرى عاتكة، أخت حمّاد بن أبي سليمان: قالت: كان النعمان ببابنا يندُفُ قطنَنا، ويشرى لبنَنا وبقلَنا، وما أشبه ذلك، فكان إذا جاء الرجل يسأله عن المسئلة، قال: ما مسئلتك؟ قال: كذا وكذا، قال: الجواب فيها كذا، ثم يقول: على رسلك، فيدخل إلى حمّاد، فيقول له: جاء رجل، فسأل عن كذا، فأجبته بكذا، فما تقول أنت؟ فقال: حدّثونا بكذا، وقال: أصحابنا كذا، وقال إبراهيم كذا، فيقول: فأروي عنك؟ فيقول: نعم، فيخرج، فيقول: قال حمّاد كذا. اهـ.

ص: 39

هكذا كانت ملازمة بعضهم لبعض، وخدمة بعضهم لبعض أوان الطلب، وبهذا نالوا بركة العلم.

وقد أخرج ابن عدي في "الكامل" بطريق يحيى بن مَعين، عن جرير عن مغيرة، قال: قال حمّاد بن أبي سليمان: لقيت عطاء، وطاوسا، ومجاهدا، فصبيانكم أعلم منهم. بل صبيان صبيانكم أعلم منهم، إنما قال هذا تحديثا بالنعمة، وردّا على بعض شيوخ الرواية، ممن لم يؤت نصيبا بن الفقه، حيث كان يفتي في مسجد "الكوفة" غلطا، يقول: لعلّ هناك صبيانا يخالفوننا في هذه الفتاوى.

وماذا يفيد تقادم السنّ في الرواية لمن حرم الدراية؟ ويريد بالصبيان: الذين لم تتقادم أسنانهم من أهل العلم بـ "الكوفة" كحمّاد وأصحابه، فحمّاد يفوق هؤلاء في الفقه، وكذلك خاصّة أصحابه، وإن كنت في ريب من ذلك، فقارن بين ما توورث من هؤلاء وهؤلاء في الفقه، ثم أحكم بما شئت، وليس الكلام في الرواية المجرّدة.

وقد أخرج ابن عدي في "الكامل" بطريق يحيى بن مَعين عن إدريس عن الشيباني، عن عبد الملك بن إياس الشيباني، أنه قال: قلت لإبراهيم: من نسأل بعدك؟ قال: حمّادا. ا هـ. وحمّاد بن أبي سليمان هذا توفي سنة 120 هـ.

* * *

‌1658 - الإمام المحدّث الفقيه حماد بن منصور بن الحسن، أبو منصور الضرير

، الفقيه

ص: 40

من أهل "الكَرْخ" *.

سمع أبا محمد عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الصريفيني.

وحدّث باليسير، وروى عنه أبو المعمَّر الأنصاري، وأبو القاسم ابن عسكر في "معجميهما".

* * *

‌1659 - الإمام الهمام حماد بن النعمان بن ثابت، الإمام ابن الإمام تفقّه على أبيه، وأفتى في زمنه

* *.

وتفقّه عليه ابنه إسماعيل المتقدّم ذكره.

وهو من طبقة أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد.

وكان الغالب عليه الورع، قال الفضل بن دُكَين: تقدّم حمّاد بن النعمان إلى شريك ابن عبد اللَّه في شهادة، فقال له شريك: واللَّه إنك لعفيف النظر والفرج، خيار مسلم.

وقال ابن خلِّكان: كان من الصلاح والخير على قدم عظيم.

* راجع: الطبقات السنية 3: 187، 188.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 541.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 188.

وترجمته في الجرح والتعديل 1: 2: 149، 150، والجواهر المضية برقم 542، وذيل الجواهر المضية 2: 543، وطبقات الفقهاء للشيرازي 136، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاد صفحة 20، وكتائب أعلام الأخيار برقم 94، ومفتاح السعادة 2: 258، وميزان الاعتدال 1: 590، ووفيات الأعيان 2:205.

ص: 41

ولما توفي أبوه كانت عنده ودائع كثيرة من ذهب وفضّة، وغير ذلك، وأربابها غائبون، وفيهم أيتام، فحملها ابنه حماد المذكور إلى القاضي ليتسلّمها منه، فقال له القاضي: ما نقبلها منك، ولا تخرجْها

(1)

عن يدك، فإنك أهل لها

(2)

وموضعها. فقال حماد للقاضى: زنْها واقبضْها حتى تبرأ ذمة أبي حنيفة، ثم افعل ما بدا لك. ففعل القاضي، وبقي في وزنها أيامًا، فلمّا كمل وزنها استتر حمّاد، فلم يظهر، حتى دفعها إلى غيره.

وكانت وفاته في ذي القعدة، سنة ستّ وسبعين ومائة

(3)

. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1660 - الشيخ العالم الفقيه القاضي حمّاد الردولوي، أحد العلماء المشهورين في زمانه

*.

كان يدرّس، ويفيد.

ذكره الشيخ ركن الدين محمد بن عبد القدّوس الكنكوهي في "اللطائف القدوسية".

* * *

(1)

في الوفيات: "ولا نخرجها".

(2)

تكملة من الجواهر المضية ووفيات الأعيان.

(3)

في الجواهر أن وفاته كانت سنة سبعين ومائة، وما هنا في الوفيات.

* راجع: نزهة الخواطر 4: 88.

ص: 42

‌1661 - الشيخ العالم الفقيه القاضي حماد الدين بن محمد أكرم، الكجراتي

*.

أحد الأفاضل المشهورين في عصره. كان قاضي القضاة ببلدة "نهرواله".

صنّف بأمره المفتي ركن الدين الناكوري "الفتاوى الحمادية"، وذكره في مفتتح كتابه، وأثنى على فضله، وبراعته في العلوم.

* * *

‌1662 - الشيخ العالم الفقيه حماد الدين بن عماد الدين، الصوفي الكاشاني، أحد المشايخ الجشتية

* *.

(1)

* راجع: نزهة الخواطر 3: 48.

* * راجع: نزهة الخواطر 2: 38.

(1)

"دولت آباد": كانت مدينة ضخمة، عظيمة الشأن، موازية لحضرة "دهلي" في رفعة قدرها، واتساع خطتها، وكانت منقسمة على ثلاثة أقسام، أحدها:"دولت آباد"، وبها سكنى للسلاطين الخلجية والتغلقية وعسكرهم. والثاني:"الكتكة" بفتح الكافين، والتاء المعلوة بينهما، والقسم الثالث: القلعة التي لا نظير لها في الحصانة، وتسمى "ديوكير" بكسر الدال المهملة وسكون الياء والواو مدين، كسر الكاف الفارسية، وسكون التحتية، والراء المهملة، وتلك القلعة على جبل، ارتفاعه خمسمائة قدم، منها خمسون ومائة قدم عمودية تقريبا، ويدخل إليها من مدخل ضيق منحوت في الصخر، وهى من أبنية الهنادك، فتحها علاء الدين الخلجي، صلحا سنة 702 هـ، ثم فتحها قطب الدين بن علاء الدين المذكور عنوة سنة 718 هـ، ولم يبق من تلك الأقسام اليوم إلا القلعة.

ص: 43

قرأ العلم على الشيخ زين الدين داؤد بن الحسين الشيرازي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ برهان الدين محمد بن الناصر الهانسوي، ولازمه مدّة حياته، وجمع ملفوظاته في كتابه "أحسن الأقوال"، فرغ من تصنيفه في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.

مات بـ "دولت آباد"

(1)

، ولم أظفر بتاريخ وفاته، غير أن مجلس ذكر وفاته يجتمع في الثالث عشر من شهر صفر، فلعلّه مات في هذا اليوم من هذا الشهر.

* * *

‌1663 - الشيخ الفاضل حماية اللَّه النيوتيني

*.

كان من نسل القاضي ضياء الدين العثماني، ولد، ونشأ بـ "نيوتيني".

وقرأ العلم على مَنْ بها من العلماء، وفرغ في الثامنة عشرة من سنّه، ثم حفظ القرآن، وأخذ الطريقة عن الشيخ صفي الأميتهوي عن سيّد مير عن يوسف عن الشيخ مجتبى القلندر، وأخذ عن الشيخ محمد تقي المهونوي أيضًا.

(1)

أما الطريقة الجشتية فهى لإمام الطريقة الشيخ معين الدين حسن السنجري المتوفى سنة 627 هـ، وجِشْت قرية شيوخه، ومدارها على الذكر الجلي بحفظ الأنفاس، وربط القلب بالشيخ على وصف المحبة والتعظيم، والدخول في الأربعينات، مع دوام الصيام والقيام، وتقليل الكلام والطعام والمنام، والمواظبة على الوضوء، وربط القلب بالشيخ، وترك الغفلة رأسا، ولهم أشغال غير ما ذكرناه.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 80.

ص: 44

مات لثمان بقين من رمضان سنة أربع وثمانين ومائة وألف بقرية "نيوتيني"، كما في "البجر الزخَّار".

* * *

‌1664 - الشيخ المحدّث الفقيه حمد بن محمد بن حمدون بن مِرْداس البوزجاني

*.

تفقّه بـ "بلخ" على أبي القاسم الصفّار، ثم سكن بـ "نيسابور" خمسين سنة إلى أن مات بها.

سمع عبد اللَّه بن محمد بن طرخان البلخي، وأبا العبّاس الدَّغَوْلي، وغيرهما.

وسمع منه الحكم أبو عبد اللَّه.

مات، رحمه اللَّه تعالى، في ذي القعدة، سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة.

والبوزجاني، بضم الباء الموحّدة وسكون الزاي بعد الواو وفتح الجيم وفي آخرها النون. نسبة إلى "بوزجان"، قرية بين "هَرَاة" و"نيسابور"، من بلاد "خراسان".

* * *

‌1665 - الشيخ الفاضل حمدان بن عثمان الخوجة، الجزائري

* *.

* راجع: الطبقات السنية 3: 188، 189. وترجمته في الجواهر المضية برقم 543.

* * راجع: معجم المؤلفين 4: 75.

ص: 45

أديب من العاملين في الحركة.

الوطنية بـ "الجزائر".

ولد سنة 1187 هـ، وتعلّم بها.

ولما أمضت حكومة الداي الجزائرية اتفاق تموز (1830) مع الفرنسيين، نظم الجزائريون بزعامة صاحب الترجمة أول حزب وطني سياسي، عرف بلجنة المغاربة أو حزب المقاومة.

وقارع الاستعمار الفرنسي بقلمه ولسانه.

ونفاه الفرنسيون من "الجزائر"، فأقام مدّة بـ "فرنسة"، وسافر إلى "إستانبول"، فعمل مترجما في مطبعة الحكومة إلى أن توفي سنة 1261 هـ.

له كتب، منها:"المرآة"، و"المذكرات"، و"حكمة العارف"، وترجم معظم إنتاجه إلى الفرنسية

(1)

.

* * *

‌1666 - الشيخ الفاضل حمدون بن حمزة، أبو الطيب

*.

قال في "الجواهر": له "مختصر" في الفقه، رأيته نحوًا من نصف "القدوري"، رحمه الله.

* * *

(1)

أعلام الجزائر 70، وهدية العارفين 1:335.

* راجع: الطبقات السنية 3: 189.

وترجمته في: الجواهر المضية برقم 544.

ص: 46

‌1667 - الشيخ الفاضل الفقيه حمدون بن علي بن المحسِّن بن محمد ابن جعفر بن موسى الخَيْلامي، من أولاد أبي بكر الصدّيق، رضي اللَّه تعالى عنه

*.

كان فقيهًا فاضلًا، من أصحاب القاضي أبي نصر أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق الرِّيْغذَموني، وروى عنه.

روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي.

مات، رحمه اللَّه تعالى، بـ "سمرقند"، في ذي الحجّة، سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.

والخيلامي يأتي الكلام عليه في محلّه.

* * *

‌1668 - الشيخ العالم الرباني الفقيه حمزة بن أمير علي الحسيني، الدهلوي

،

* راجع: الطبقات السنية 3: 189، 190.

وترجمته في الأنساب 216، والجواهر المضية برقم 545، اللباب 1: 402، ومعجم البلدان 2:509.

وورد اسمه في الأنساب: "حمزة بن علي بن الحسن بن محمد بن جعفر بن موسى الخيلامي".

وجاء في الأصول هنا وفيما يأتي: "الحيلامي" والتصويب من المصادر السابقة، وهي نسبة إلى خيلام، بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها لام ألف وفي آخرها ميم: وهي بلدة من فرغانة.

ص: 47

أحد العلماء الصالحين *.

من نسل الشيخ الكبير جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري الأجي.

ولد، ونشأ بـ "دهلي"، واشتغل بالعلم أياما على أساتذة مصره، ثم دخل "لكنو"، وأخذ عن الشيخ عبد الحي، والشيخ فضل اللَّه بن نعمة اللَّه اللكنوي، وسافر في سنة اثنتين وثلاثمائة إلى "كنكوه"، وأخذ الحديث عن الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي.

ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، وأخذ الطريقة عن الشيخ الأجلّ إمداد اللَّه بن محمد أمين العمري التهانوي، المهاجر إلى "مكة المباركة"، ثم رجع إلى "الهند"، واشتغل بالتذكير والتلقين وتربية المريدين.

* * *

‌1669 - الشيخ الفاضل حَمْزَة بن طور غود الآيديني الرُّومِي، الشهير بكوجك نور الدين، الْمدرّس بجورلو، الْمُتَوفَّى بهَا سنة 979 هـ تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة

* *.

لَهُ "المسالك فِي تَلْخِيص تَلْخِيص الْمِفْتَاح" فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، و"الهوادي فِي شرح المسالك" الْمَذْكُور، صنّفه سنة 962 هـ.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 8: 136.

* * راجع: هدية العارفين 1: 338.

ص: 48

‌1670 - الشيخ الفاضل حمزة بن علي الحَلَبي الصالحي، الشيخ الإمام أقضى القضاة، عزّ الدين

*.

أحد نُوَّاب الحكم بـ "دمشق" وعينهم

(1)

، وكان لا يتولى نيابة القضاء إلا بتعزّز.

وكان شَكِلًا، حسنًا، عارفًا بالمذهب، وكان قد ترك القضاء مدّة، ولم يخلِّف في نواب الحكم مثله.

توفي سنة أربع وستين وثمانمائة، تغمّده اللَّه تعالى برحمته.

* * *

‌1671 - الشيخ الفاضل حمزة الرومي، الملقّب نور الدين المشهور بأوج باش

* *.

قرأ على المولى معرف زاده، وغيره، ودرّس بإحدى المدارس الثمان، وغيرها، وصار مُفتيًا بـ "أماسية".

* راجع: الطبقات السنية 3: 190.

وترجمته في: الضوء اللامع 3: 165، 166.

(1)

في الضوء اللامع: "بل وعينهم".

* * راجع: الطبقات السنية 3: 190، 191.

وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 643 - 645، والكواكب السائرة 2: 139، 140.

ص: 49

وتوفي بعد الأربعين والتسعمائة.

وكان محبًا لجمع المال، حريصًا عليه، حتى صار من كثرة المال على جانب.

وبنى في آخر عمره مسجدًا بـ "قسطنطينية"، قريبًا من داره، وبنى حجرات لسكن أهل العلم، وعين لهم علوفة، وأوقف على ذلك أوقافًا كثيرة.

ومما يحكى أن الوزير إبراهيم باشا قال له: إني سمعت أنك تحبّ المال، فكيف صرفت هذه الأموال على هذه الأوقاف؟ فقال: وهذا أيضًا من غاية محبتى في المال، حيث لا أرضى أن أخلّفها في الدنيا، وأريد أن تذهب معي إلى الآخرة.

* * *

‌1672 - الشيخ الفاضل العالم الرباني حمزة القرماني، رحمه اللَّه تعالى

*.

كان من أفضل دهره، وأماثل عصره، ودأب وحصَّل، وانتفع الناس به في التدريس والفتوى، وصنّف حواشي على "تفسير العلامة البيضاوي".

مات في أوائل المائة التاسعة

(1)

، تغمّده اللَّه تعالى برحمته.

* راجع: الطبقات السنية 3: 191.

وترجمته في الفوائد البهية ص 69، وكتائب أعلام الأخيار برقم 717، وفيما:"القراماني".

(1)

في الكتائب والفوائد أنه توفي سنة تسع وتسعين وثمانمائة، وذكر صاحب الفوائد أن صاحب كشف الظنون أرّخ وفاته سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، عند ذكر حواشي تفسير البيضاوي.

ص: 50

قلت: أرّخْ صاحب "كشف الظنون" وفاته سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، حيث قال عند ذكر حواشي "تفسير البيضاوي"، و"حاشية العالم الفاضل نور الدين" حمزة القراماني المتوفى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، وهي على الزهراوين، سماها "تفسير التفسير"، انتهى.

* * *

‌1673 - العالم الفاضل الكامل المولى، نور الدين حمزة الشهير بأوح باش

*.

قرأ رحمه الله على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل المعرّف، ثم صار مدرّسا بمدرسة "مغنيسا"، ثم صار مدرّسا بمدرسة "أزنيق"، ثم صار مدرّسا بمدرسة أبي أيوب الأنصاري، عليه رحمة الملك الباري، ثم صار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان بايزيد خان بـ "أماسيه"، ثم نصب مفتيا هناك.

ثم ترك، وعين له كلّ يوم سبعون درهما بطريق التقاعد، ومات على تلك الحال بعد الأربعين وتسعمائة، كان رحمه اللَّه تعالى مشتغلا بالعلم، فقيها، وكان معرضا عن أحوال الناس، مشتغلا بنفسه، وكان حريصا على جمع المال، وكان يتقلّل في معاشه جدا، ويلبس الثياب الدنيئة، ولا يركب الفرس، ولهذا جمع أموالا عظيمة، وبنى في آخر عمره مسجدا بمدينة "قسطنطينية" قريبا من داره، وبنى حجرات لسكنى العلماء، وعين لهم دراهم، ووقف على هؤلاء أوقافا كثيرة، قال له الوزير إبراهيم باشا: إني سمعت أنك تحبّ المال، فكيف صرفت هذه الأموال في الأوقاف، قال: إنه أيضًا من غاية

* راجع: الشقائق النعمانية ص 240.

ص: 51

محبتي إلى المال حيث لا أرضى أن أخلفه في الدنيا، وأريد أن يذهب معي إلى الآخرة، روّح اللَّه تعالى روحه.

* * *

‌1674 - الشيخ الفاضل المولى حميد اللَّه بن ولي اللَّه الكُمِلائي، رحمه اللَّه تعالى

*.

ولد في قرية "كاشي بور" من مضافات "لكْسَام"

(1)

سنة 1327 هـ.

قرأ مبادئ العلوم في قريته على الشيخ محمد إبراهيم، ثم حصَّيل العلوم العصرية حتي أتمّ الصفَّ العاشر، ثم سافر إلى "شيتاغونع"، والتحق بالجامعة الإسلامية جيري، وتلمّذ على الشيخ العلامة أحمد حَسَن، وأتم الدراسة العليا فيها، وكان الشيخ المفتي عزيز الحق مؤسّس الجامعة الإسلامية فتيه من معاصريه.

وبعد الفراغ أسّس في قريته "كاشي بور" مدرسة، سميت بعد بالجامعة الإسلامية. وبايع في الطريقة على يد العلامة سعيد أحمد السنديفي، الذي هو تلميذ خاص لشيخ الهند محمود حسن الديوبندي.

وهذّب أخلاقه، وصار متواضعا، متخشّيعا، صاحب أدب ووقار وهيبة وسكون، مراعيا للشريعة حافظا لأدب الطريقة، مقبولا عند الخواص والعوام.

توفي سنة 1377 هـ.

* * *

* راجع: مشايخ كملا 2: 109 - 114.

(1)

موضع من أكناف كُمِلا، من أرض بنغلاديش.

ص: 52

‌1675 - الشيخ الفاضل حميد الدين بن أفضل الدين الحسيني

*.

قرأ على والده، ثم على المولى يكان، وأكثر.

ثم صار مدرّسًا بمرادية "بروسة"، ثم بإحدى المدارس الثمان، ثم ولي قضاء "قسطنطينية"، ثم صار مفتيًا بها في أيام السلطان بايزيد، ومات وهو مفتٍ بها، في سنة ثمان وتسعمائة.

وكان كثير المحفوظ، حليمًا عند الغضب، عالمًا عاملًا.

وله مؤلّفات مقبولة، منها:"حواش على شرح الطوالع" للأصبهاني، و"حواش على حاشية شرح المختصر" للسيّد الشريف، وله "أجوبة" عن اعتراضات كثيرة في "شرح الهداية" للشيخ أكمل الدين، كتبها وهو مدرّس بمرادية "بروسة". واللَّه تعالى أعلم.

* * *

‌1676 - الشيخ الإمام العالم العلامة المحدّث حميد الدين بن عبد اللَّه بن إبراهيم العمري السندي، المهاجر إلى "مكّة" المشرّفة

* *.

* راجع: الطبقات السنية 3: 195، 196.

وترجمته في الفوائد البهية ص 69، والشقائق النعمانية 1: 267 - 270.

ومكان هذه الترجمة فيما أوله جاء ثم ميم، ولكن المصنف وضعها هنا في آخر حرف الحاء، وآخر الحرف عنده دائما مكان المجاهيل، فلعله لم يعتبر "حميد الدين" اسمه، وإنما اعتبره لقباله، وذهب عن اسمه، أو لم يعرف المترجم به.

* * راجع: نزهة الخواطر 5: 150، 151.

ص: 53

ولد، ونشأ بـ "بدربيله" من بلاد "السند".

وقرأ العلم، ورحل إلى الحرمين المحترمين مع والده.

وأخذ الحديث بها عن الشيخ أبي الحسن الشافعي البكري، والشيخ أحمد بن حجر الهيتمي المكّي، والشيخ نور الدين علي بن العراق الخطيب بـ "المدينة" المنوّرة، والشيخ نجم الدين محمد بن أحمد الغيطي المصري، والشيخ محمد سالم الطبلاوي المصري، والشيخ محمد العلقمي الشافعي المصري، والشيخ عبد القادر المصري، وغيرهم من كبار المشايخ.

وأخذ عنه الشيخ محمد بن أحمد العجل أبو الوفاء اليمني والشيخ عبد الرحمن بن عيسى العمري المرشدي مفتي الحرم الشريف بـ "مكّة المباركة"، والشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، وخلق آخرون.

قال عبد القادر الحضرمي في "النور السافر" في ذكر أخيه رحمه الله: كان له أخ اسمه حميد، وكان من أهل العلم والصلاح، حسن الأخلاق، كثير التواضع، وافر الفضل، ظاهر العقل، جليل القدر، وحصل له في آخر الأمر جاه عظيم، جاور بـ "مكّة المشرّفة" تسع سنين.

ومات بها سنة تسع بعد ألف، وقبره عند أخيه صاحب الترجمة، وعمره تسعون سنة.

وقال محمد بن فضل اللَّه المحبيّ في "خلاصة الأثر": إنه كان صاحب معارف وفنون، أصله من أرض "السند"

(1)

الإقليم الشهير، ونشأ فيه على فضل عظيم، ورحل إلى الحرمين، وصحب كثيرا من العلماء الأفاضل.

(1)

"السند" بكسر السين المهملة، وسكون النون، آخرها دال مهملة: بلاد بين "الهند"، و"كرمان" و"سجستان"، وهو أول بلاد، وطئها المسلمون، وملكوها، والعرب كانوا يسمّونه إقليم الذهب، وهو إقليم حار، وفيه مواضع معتدلة الهواء، والبحر يمتدّ مع أكثره، وبه أنهار عديدة، وفيه نخيل ونارجيل، =

ص: 54

وأخذ عن جمع، منهم: الشيخ عبد الرحمن أبو الفضل زين تلميذ الحافظ ابن حجر العسقلاني، ومنهم: أخوه، وكان وافر الصلاح، وحصل له بـ "مكّة" جاه واسع، وصيت شاسع، وكان صوفيّ الأخلاق، كثير الخوف، خشن العيش، حسن العشرة، ولم يزل بـ "مكّة". إلى أن توفي.

وكانت وفاته سنة تسع بعد الألف، وعمره نحو تسعين سنة، ودفن بـ "المعلّاة" يجنب قبر أخيه، ومدّة إقامته بـ "مكّة" تسع سنين. انتهى.

* * *

‌1677 - الشيخ الصالح حميد الدين بن فضل اللَّه الحيدر آبادي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح

*.

ولي العدل والقضاء ببلدة "حيدر آباد"، فاستقلّ به مدّة من الزمان.

وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند".

مات بـ "حيد آباد"، كما في "مهر جهانتاب".

* * *

= وموز، وبعض العقاقير النافعة، وفي بعض المواضع منه الليمون الحامض، والأنبج، في بعضها الأرز الحسن، وفيه البختي، وهو نوع من الإبل، له سنامان، مليح، وأشهر أنهاره "نهر السند"، ويسمّونه "مهران"، وفيه تفيض الأنهار الخمسة المشهورة ببلاد "بنجاب"، و"نهر كابل" فيصب في البحر عند "ديبل".

* راجع: نزهة الخواطر 7: 166، 167.

ص: 55

‌1678 - الشيخ العالم الصالح حميد الدين الصوفي المنكلكوتي، أحد المشايخ النقشبندية

(1)

*.

ولد، ونشأ بـ "منكل كوت" من أرض "بنغاله".

ثم سافر للعلم إلى "لاهور"، فقرأ بها على عصابة العلوم الفاضلة، ولما برع في كثير من العلوم والفنون أراد أن يرجع إلى بلدته، فلمّا دخل "أكبر أباد"، وأقام عند مولانا عبد الرحمن الكابلي مفتي المعسكر أدرك بها الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددّية، فلازمه، وأخذه عنه الطريقة، واشتغل بأذكار الطريقة النقشبندية وأشغالها مدّة من الزمان، ثم رجع إلى بلدته، وتصدّر للإرشاد والتلقين، انتفع به الناس، وأخذوا عنه.

(1)

أما الطريقة النقشبندية فهي للشيخ بهاء الدين محمد نقشبند البخاري، مدارها على تصحيح العقائد ودوام العبودية، ودوام الحضور مع الحقّ سبحانه. وقالوا: إن طرق الوصول إلى اللَّه سبحانه ثلاث، الذكر والمراقبة والرابطة بالشيخ، الذي سلوكه بطريقة الجذبة، أما الذكر فمنه النفي والإثبات بحبس النفس، وهو المأثور من متقدّميهم، ومنه الإثبات المجرّد، كأنه لم يكن عند المتقدّمين، وإنما استخرجه الشيخ عبد الباقي أو ممن يقرب منه في الزمان، وأما المراقبة وهي التوجّه بمجامع الإدراك إلى المعنى المجرد البسيط، الذي يتصوّره كلّ أحد عند إطلاق اسم اللَّه تعالى، ولكن قلّ من يجرّده عن اللفظ، فينبغي للمراقب أن يجرّد هذا المعنى عن الألفاظ، ويتوجّه إليه من غير مزاحمة الخطرات، والتوجّه إلى الغير، وأما الرابطة بالشيخ إذا صحبه خلي نفسه عن كلّ شيء إلا محبته، وينتظر لما تفيض منه، فإذا أفاض شيء فليتبعه بمجامع قلبه، وإذا غاب عنه الشيخ يتخيّل صورته بين عينيه بوصف المحبّة والتعظيم، فتفيد صورته ما تفيد صحبته.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 151.

ص: 56

توفى سنة خمسين وألف، كما في "حضرات القدس".

* * *

‌1679 - الشيخ الفاضل المحدث الكبير حميد الدين الفيض آبادي

*.

تلمّذ على الإمام أنور شاه الكشميري بجامعة دابيل.

كان شيخ الحديث بندوة العلماء لكنو، وأستاذ دار العلوم ديوبند، ثم كان شيخ الحديث في المدرسة العالية كلكته.

كان عالما محقّقا، فاضلا مدقّقا، متبحرا، كثير المطالعة، وسيع المعلومات، ودقيق النظر، وفائق الأقران.

* * *

‌1680 - العالم الفاضل الكامل المولى سيّدي الحميدي

* *.

قرأ على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى علاء الدين علي الفناري، ثم صار مدرّسا بـ "سيواس" ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان مراد خان الغازي بـ "بروسه"، ثم صار مدرّسا بمدرسة أورخان ببلدة "أزنيق".

ثم صار مدرّسا بسلطانية "بروسه"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ثم عين له كلّ يوم ثمانون درهما بطريق التقاعد، ثم نصب قاضيا بمدينة "قسطنطينية"، ولم يلبث إلا قليلا، حتى مات، وهو قاض بها في سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة وتسعمائة.

* راجع: أنوار الباري 2: 252.

* * راجع: الشقائق النعمانية ص 180.

ص: 57

كان رحمه اللَّه تعالى مشتغلا بالعلم غاية الاشتغال، وحصل من الفضل جانبا عظيما، وكان الناس يقدّمونه على أقرانه في الفضل، وكان أسود اللون، عظيم الجثّة، كبير اللحية جدّا، وكان ذا مهابة ووقار، وله "أسئلة على شرح المفتاح" للسيّد الشريف، وله أيضًا "أسئلة على شرح المواقف" للسيّد الشريف أيضًا، وله "نظم" بالعربية، لكنه نظم ضعيف، روّح اللَّه روحه.

* * *

‌1681 - الشيخ الفاضل حنش بن سليمان بن محمد بن أحمد ابن محمد الشهرستاني، أبو محمد

*.

قال ابن النجّار: الفقيه، طلب الحديث، وقرأه، وسمع الكثير، ويكتب

(1)

بخطّه. انتهى.

قلت: وكان موجودًا في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، بـ "بغداد"

(2)

.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 3: 191.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 546.

(1)

في الجواهر "وكتب".

(2)

استقى المصنّف هذا مما جاء في الجواهر: "قرأت بخطّ أبي علي الحسن بن عثماني اللهاوري، أنشدني أبو محمد حنش بن سليمان البغدادي في مدرسة السلطان العنانية يعني ببغداد في جمادى الآخرة، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، رحمه اللَّه تعالى.

ص: 58

‌1682 - الشيخ الفاضل العلامة حنيف الكنكوهي، من فضلاء أزهر الهند دار العلوم ديوبند

*.

ولد، ونشأ بـ "كنكوه"، وقرأ العلوم والفنون في دار العلوم ديوبند، وقرأ فاتحة الفراغ فيها.

صنّف شروحا على كثير من الكتب الدرسية باللغة الأردية، فأفاد، وأجاد.

ومن مؤلفاته: "تحفة الأدب شرح أردو نفحة العرب"، و"نيل الأماني شرح أردو مختصر المعاني"، و"ظفر المحصّلين بأحوال المصنّفين"، و"فلاح وبهبود، شرح أردو قال أبو داود"، و"معدن الحقائق شرح أردو كنز الدقائق"، و"الصبح النوري شرح أردو مختصر القدوري"، و"وهبي تحقيقات شرح أردو قطبي تصديقات"، و"قدسي تنوّرات شرح أردو قطبي تصوّرات"، و"الروض النضير شرح أردو الفوز الكبير"، و"قرة العيون في تذكرة الفنون"، و"العقد الجميل على شرح ابن عقيل"، و"بغية الظمآن في أول ما كان"، و"نعم النصير لحاشية المير"، و"أنوار البروق في أنواء الفروق"، وغيرها.

* * *

‌1683 - الشيخ الفاضل حنيف بن أبي الحنيف الدهمتوري

* *.

* راجع: ظفر المحصلين في أحوال المصنفين لصاحب الترحمة.

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 167، 168.

ص: 59

نسبة إلى قرية "دهمتورا" -بفتح الدال المهملة والتاء الفوقية-.

ولد لتسع عشرة خلون من محرّم سنة تسمع وثمانين ومائة وألف، واشتغل بالعلم مدّة في بلاده، ثم سافر إلى "دهلي".

وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي اللَّه الدهلوي، وعن غيره من العلماء، واستفاض عن الشيخ غلام علي العلوي أيضًا، ثم سافر إلى "لكنو".

وأخذ عن الشيخ أنوار الحق، وولده نور الحق، ثم ولي الصدارة ببلدة "جبلبور"، فاستقلّ بها مدّة، ثم سار إلى "دهلي"، ودرّس بها زمانا، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية بـ "كلكته"، فدرّس بها زمانا قليلا، ثم ولي العدل والقضاء، فأقام مدّة ببلدة، "بها كلبور"، ومدّة ببلدة "عظيم آباد".

ومن مصنّفاته: "تنوير السلّم" شرح على "سلّم العلوم"، طبع بـ "دهلي" سنة 1270 هـ، ومنها:"توضيح العقائد" شرح على "العقائد النسفية".

توفي سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في "تذكرة النبلاء".

* * *

‌1684 - الشيخ الفاضل حنيف الدين بن عبد الرحمن بن عيسى ابن مرشد العمري المكّي

*.

مفتي الحنفية في "الحجاز".

مولده بـ "مكّة" سنة 1014 هـ، ووفائه في "المدينة" سنة 1067 هـ.

* راجع: الأعلام للزركلي 2: 287.

وترجمته في معجم المؤلفين 4: 87، وخلاصة الأثر 2: 126 - 128، وإيضاح المكنون 1: 187، 2: 35، 50، 252، وهدية العارفين 1:339.

ص: 60

له مصنّفات في الفقه والمناسك، منها:"بغية السالك الناسك، فيما يتعلّق بآداب السفر وأدعية المناسك"، قال صاحب "النزهة": رأيته في خزانة محمد سرور الصبان، بـ "جدّة".

وطرته بخطّ مصنّفه، و"القول المختار في مسائل الأعذار في إقرار المريض" بـ "دمشق"، ذكره أحمد عبيد في "تعليقاته"، و"التذكرة"، أظنّه بخطّه، في خزانة الرباط (959 كتاني) و"شفاء الصدر"، و"القول المحقّق"، وله نظم وعلم بالأدب وفتاوى.

ولي الإفتاء سنة 1044 هـ، واستمرّ إلى أن مات

(1)

.

* * *

‌1685 - الشيخ العالم القاضي أبو حنفية، البهكري، السندي

*.

أحد العلماء المشهورين في زمانه.

كان قاضيا بمدينة "بكر" في أيام محمد تغلق شاه الدهلوي، لقيه محمد بن بطوطة المغربي الرحّالة سنة أربع وثلاثين وسبعمائة بمدينة "بهكر"، ذكره في "كتابه".

* * *

‌1686 - الشيخ الإمام المحدث حياة بن إبراهيم السندي المدني

* *.

(1)

خلاصة الأثر 2: 126.

* راجع: نزهة الخواطر 2: 7.

* * راجع: أنوار الباري 2: 192، ونزهة الخواطر 6:301.

ص: 61

كان عالما كبيرا، محدّثا جليلا.

قرأ مبادئ العلم على الشيخ محمد معين السندي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، وأقام بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحضر في درس الشيخ الكبير أبي الحسن السندي المدني، فقرأ عليه، واستفاد منه، وأكمل علوم الحديث عنده، وبعد أن توفي حضر في مجلس عبد اللَّه بن سالم البصري المكّي، والشيخ أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني، والشيخ حسن بن على العُجَيمي وغيرهم، من أفاضل العلماء، ومشاهير الفضلاء، وحصلت له منهم الإجازة.

صنّف "تحفة الإمام في العمل بحديث النبي" عليه السلام، و"رسالة في النهي عن عشق صور المرود والنسوان"، و"الإيقاف على أسباب الاختلاف".

* * *

‌1687 - الشيخ العالم الكبير حياة بن أبي الحياة الدهلوي، أحد العلماء المشهورين

*.

كان أصله من "بنجاب"

(1)

، دخل "دهلي" بعد ما فرغ عن اكتساب العلوم المتعارفة، وأقام بها في زاوية السيّد صابر علي، واشتغل بالدرس، والإفادة مدّة، ثم ذهب إلى "بنجاب".

* راجع: نزهة الخواطر 7: 169.

(1)

"بنجاب" لفظ مركّب من "بنج" بفتح الباء العجمية، وسكون النون والجيم، معناه الخمس، ومن "آب"، وهو الماء، والمراد به بلاد، تسقيها الأنهار الخمسة المشهورة، وهي "جهلم"، و"جناب"، و"راوي"، و"بياس"، و"ستلج"، وهي أول أرض وطئها المسلمون بعد أرض "السند"، أرض خصبة، أكثرها =

ص: 62

وأخذ الطريقة عن الشيخ سليمان بن زكريا التوسوي، ورجع إلى "دهلي"، وأقام بمسجد خارج القلعة، وعكف على الدرس والإفادة، وقد جاوز سبعين سنة في سنة 1263 هـ، كما في "آثار الصناديد".

وكان رحمه الله من الأفاضل المشهورين، درّس، وأفاد بمدينة "دهلي" مدّة طويلة، وانتهت إليه رياسة الدرس والإفادة.

أخذ عنه الشيخ عبد الرحمن الأعمى، والشيخ رحمة اللَّه بن خليل الرحمن الكيرانوي المهاجر إلى "مكّة" المشرّفة، والشيخ محمد علي الجاندبوري، وخلق كثير من العلماء.

* * *

‌1688 - الشيخ الفاضل الحكيم الحاذق المولوي أبو الحياة بن المولوي عبد المتين بن مولانا منير الدين بن الشيخ سليمان الميانجي، الكُمِلائي

*.

ولد في قرية "فِنُوَا الشمالي" من مضافات "لَكْسَام" من "كملا"، سنة 1366 هـ.

قرأ القرآن الكريم في داره، وقرأ إلى الصفّ الخامس من العلوم العصرية.

= سهل، متّسع، منحدر إلى جهة الجنوب الغربي، من مرتفعات "كشمير"، وهي كثيرة القمح والرز، والحمص، والفواكه الطيبة، وفيها معدن الملح، وهو الذي يسمّون الملح الحجري، والملح اللاهوري، ويستخرج بعد تعب عظيم كميات قليلة من الفضّة، ومن أهمّ حاصلاتها: الحنطة، والسكر، والرز، والشعير، والحمص، والخردل، والقنب والتبغ، وما أشبهها، وأهم منسوجات الولاية: القطن، والصوف، والحرير، وما أشبه ذلك.

* راجع: مشايخ كملا 2: 185.

ص: 63

ثم التحق بالمدرسة العالية بـ "غازيمُورَا"، وقرأ "مشكاة المصابيح"، والكتب التي تدرّس معها، ثم سافر إلى "سِلْهِتْ"

(1)

، ولحق بطبيه كالج، حتى أتم الدراسة فيها، ثم عيّن مدرّسا فيها، ويعالج المرضى ويداوي، وكان ماهر العلاج.

توفي 21 جمادى الأولى سنة 1417 هـ.

* * *

‌1689 - الشيخ الفاضل حياة بن محمد ظهور السنبهلي

*.

ولد ببلدة "سنبهل"، بمديرية "مراد آباد" بولاية "يوبي"، الهند.

تعلم العلوم الابتدائية في وطنه عام 1329 هـ، والتحق بجامعة مظاهر العلوم بمدينة "سهارنفور"

(2)

.

(1)

"سلهت": بكسر السين المهملة، وإسكان اللام، وفتح الهاء والتاء الهندية، بلدة معروفة في القديم والحديث على بضعة وثلاثمائة ميل من "كلكته" تحمل منها "سنكتره" صنف من النارينج، وهي في غاية الحلاوة، ومنها تشم رائحة.

* راجع: علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص 127 - 130.

وترجمته في هامش العناقيد الغالية ص 66.

(2)

تقع هذه الجامعة في مدينة "سهارنفور"، التي قام بتأسيسها الشيخ سعادت اللَّه على الفقيه السهارنفوري في غرّة رجب المرجّب عام 1283 هـ، الموافق للتاسع نوفمبر عام 1866 م. أسّست بعد أشهر من تأسيس دار العلوم بـ "ديوبند". وسلكت هذه الجامعة مثل دار العلوم ديوبند مسلك حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، وزميله المحدِّث الكبير الشيخ رشيد =

ص: 64

ومكث بها زهاء ثلاث سنوات وتخرّج في عام 1331 هـ.

قرأ "التوضيح والتلويح"، و"الهداية"، و"تفسير الجلالين"، و"سنن الترمذي"، و"صحيح البخاري" على المحدّث الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، و"سنن النسائي"، و"سنن أبي داود"، و"سنن ابن ماجه" على الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي، على حين قرأ "الموطأ" للإمام مالك، و"الموطأ" للإمام محمد، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على غيرهما، من أساتذة جامعة مظاهر العلوم

(1)

.

والتحق مرة أخرى بالجامعة عام 1332 هـ، وقرأ كتبا في الأدب العربي، المنطق، والفلسفة، وما إليها، وكتبا في علوم أخرى، على الشيخ عبد اللطيف السهارنفوري.

وبعد أن انتهى من التعلّم درّس كتبا للصفوف العليا في مدارس عديدة بمدن: "لاهور" بـ "باكستان"، و"رنكون"، من "بورما"، و"ميرته"، و"بريلي"

(2)

ومدارس شتى بولاية "فنجاب" المتّحدة، واختير أستاذا للحديث بالجامعة القاسمية شاهي "مراد آباد" في عام 1339 هـ حيث قام بتدريس دواوين الحديث، ولاسيّما الصحاح الستّة، وتخرّج على يديه عدد كبير من الطلاب.

= أحمد الكنكوهي، فلذا يلقّب كلّ من تلقّى العلوم من هاتين الجامعتين بأنه ديوبندي المسلك، وبدأ فيها دورة الحديث عام 1361 هـ.

(1)

أخذت هذه الجامعة أيضًا نصيبا وافرا من حسن السمعة والقبول، وإقبال الطلاب إليها، فأنجبت رجالا نبغوا في العلوم النقلية والعقلية معا. فقاموا بالتدريس، ونشر العلوم الشرعية، لاسيّما علوم الحديث.

(2)

"بريلي": مدينة كبيرة على فرع من نهر "كنك"، تبعد عن "دهلي" اثنين وعشرين ومائة ميل، وفيها تصنع السيوف، والخناجر، والزرابي، والسروج، وأغشيتها، والأقمشة المطرزة والآنية النحاسية، وأما اليوم فلها شهرة في أعمال الخشب.

ص: 65

وارتحل إلى "رنكون"، امتثالا لأمر أستاذه، فأفاد هناك بالتدريس والوعظ والإرشاد طيلة مكثه هناك.

ودرّس رحمه الله في مدارس مدرّسا "ميرته" و"بريلي"، و"نكينه"(مديرية بحنور)

(1)

، ثم في 1339 هـ انتخب مدرّسا في الجامعة القاسمية بـ "مراد آباد"، فدرّس هناك برهة من الزمان، ثم رجع إلى وطنه، فشرع أن يترجم العربية إلى الأردية، ثم عيّن مدرّسا في المدرسة الأمدادية بـ "مراد آباد".

وصار فيها رئيس المدرّسين، فدرّس، وأفاد فيها أكثر من عشرين عاما، وأجرى فيها أيضًا دورة الحديث الشريف، كما بذل جهودا كثيرة لضمّ ذخائر الكتب العلمية من بعض الرؤساء إلى مكتبة المدرسة الإمدادية، وفاز في جهوده، رحمه اللَّه تعالى.

وقد وفّقه اللَّه جلّ وعلا لتأسيس المعهد العلمي في 1376 هـ بـ "مراد آباد"، وسماه الجامعة العربية حيات العلوم، فدرّس فيها "صحيح البخاري" إلى آخر حياته.

اعتمر، وزار في آخر سنّ حياته في 1406 هـ وفي 1307 هـ (وكان قد حجّ من قبل)، وحينما أقام في "المدينة المنوّرة" تهافت عليه العلماء والفضلاء لأخذ إجازة الحديث، فاستجاز منه أهل العلم من الجنسيات المختلفة، كما استجاز منه جمع كبير، وجمّ غفير في "الهند" حينما أراد أن يسافر للعمرة والزيارة، وذلك لعلوّ سنده في الحديث، حيث أنه لم يبق في هذا الزمن من تلاميذ شيخ المشايخ السهارنفوري، وغيره.

(1)

"بجنور" بكسر الموحّدة، وسكون الجيم، وفتح النون، قرية جامعة على أربعة أميال من "لكنو".

ص: 66

له خدمات جليلة في التصنيف أيضًا، ويبلغ عدد مؤلّفاته أربعين كتابا، أكثرها تراجم وشروح على الكتب الدراسية، منها:"حواش على تفسير الجلالين"، وتعليقات على "سنن أبي داود"، وترجمة لـ "صحيح البخاري" كله، وترجمة لـ "تجريد البخاري" للعلامة الزبيدي، رحمه اللَّه تعالى، وله تفسير وجيز بالأردية، المسمّى بـ "نور القلوب"، و"شرح على نور الأنوار"، باسم "سرّ الأسرار"، و"شرح على مسلّم الثبوت"، و"الكافية"، و"هداية النحو"، و"تلخيص المفتاح"، و"السبع المعلقات"، وله تلخيص لـ "نخبة الفكر" باسم "نظر الدرر"، و"خلاصة نخبة الفكر"، وغير ذلك.

لم يزل رحمه الله مشغولا في خدمة الدين الحنيف إلى آخر حياته، وكان ممن طال عمره، وحسن عمله، وقد روي عن عبد اللَّه بن بسر رضي الله عنه أن أعرابيا، قال: يا رسول اللَّه من خير الناس؟ قال: من طال عمره وحسن عمله. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وأخرج الحاكم عن جابر رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: خياركم أطولكم أعمارا، وأحسنكم أعمالا.

توفي الشيخ محمد حيات وهو ابن مائة سنة إلا عامين، وهذا باعتبار ما حرّر عام ولادته في كتاب "علماء مظاهر العلوم أور ان كي علمي وتصنيفي خدمات"، وأما على ما أخبرنا الشيخ بنفسه حينما جاء "المدينة" زائرا فتوفي وهو أبو مائة وثمانية أعوام، توفي رحمه الله في 1408 هـ ببلدة "مراد آباد"، (الهند)، ورئيت له رؤيا صالحة.

* * *

‌1690 - الشيخ الفاضل حيان بن بشر بن المخارق، أبو بشر القاضي

*.

* راجع: الطبقات السنية 3: 193، 194. =

ص: 67

تفقّه على أبي يوسف، وسمع منه الحديث، ومن هشيم بن بشير.

وروى عنه محمد بن عبدوس بن كامل، وأبو القاسم البغوي.

ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد"، قال: وكان ولي القضاء بـ "أصبهان" في أيام المأمون، ثم عاد إلى "بغداد"، فأقام بها إلى أن ولاه المتوكّل على اللَّه قضاء "الشرقية"، وكان من جملة أصحاب الحديث.

قال أبو نعيم: توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وقيل

(1)

: سنة سبع. واللَّه تعالى أعلم.

* * *

‌1691 - الشيخ الفاضل حيدر بن إبراهيم بن عبد اللَّه الحميدي

*.

= وترجمته في تاريخ بغداد 8: 284 - 286، والجواهر المضية برقم 547، وذكر أخبار أصبهان 1:301.

وفي النسخ: "حيدر بن بشر وقد ورد اسمه في هذه المصادر حيان بالياء المثناة باثنتين من تحتها، وترجمه القرشي مرتين الأولى في حبان" والثانية في "حيان"، وسبقت ترجمته في أول حرف الحاء باسم "حبان" برقم 637، صفحة 28، من هذا الجزء وقد زاد أبو نعيم في نسبه "الضبي".

ولا يستقيم وضع هذه الترجمة بالنسبة للترتيب الهجائي للآباء، وكان حقّها التقديم على الترجمة السابقة.

(1)

صاحب هذا القول هو ابن قانع. كما في الجواهر المضية.

* راجع: معجم المؤلفين 4: 88.

وترجمته في خلاصة الأثر 2: 128، وهدية العارفين 1: 341، وكشف الظنون 1199.

ص: 68

ثم القسطنطيني، الرومي.

فقيه، أصل والده من بلدة "حميد"، قدم إلى "القسطنطينية"، وتوطّن بها، وولي قضاء "حلب"، "فاسكدار"، ثم "بروسة".

وتوفي غريقا بـ "الإسكندرية" سنة 1012 هـ.

من آثاره: "تعليقات على الدرر والغرر" في فروع الفقه الحنفي.

* * *

‌1692 - الشيخ الفاضل حيدر بن أحمد بن إبراهيم، الشيخ أبو الحسن الرومي الأصل، العجمي المولد والمنشأ، المصري الدار والوفاة، الشهير بشيخ التاج والسبع وجوه

*.

كان مولده بـ "شيراز"، في حدود ثمانين وسبعمائة، وسلك على أبيه، وعلى غيره من كبار المشايخ، ورحل إلى الآفاق، ولقي كبار علماء الشرق و"العراق"، واجتمع بالسعد التفتازاني، والشريف الجرجاني، وغيرهما.

ثم قدم "القاهرة" بأخويه؛ إبراهيم الشاب الظريف، والمولَّه جبران

(1)

، ووالدتهم، فأكرمهم الأشرف برسباي، وأنزله بمنظرة التاج والسبع وجوه، خارج

* راجع: الطبقات السنية 3: 192، 193.

وترجمته في الضوء اللامع 3: 168، 169.

وقد غير ناسخ بعض النسخة قوله: "الشهير بشيخ التاج، والسبع وجوه" إلى "الشهير بشيخ التاج، قرأ القرآن بالقراءات السبع وجوه" لأنه لم ينتبه إلى ما ورد في القصة التالية من أن الأشرف برسباي أنزله بمنظرة التاج والسبع وجوه خارج القاهرة.

(1)

في الضوء اللامع: "جبران".

ص: 69

"القاهرة"، وأنعم عليه بإقطاع بعض الأراضي، واستمرّ هناك سنين، إلى أن أخرجه الظاهر جقمق منه، وأمر بهدمه، وذلك بإغراء بعض المفسدين، وإسناده إلى الشيخ ما هو بريء منه، ثم ظهر للسلطان براءته مما نسب إليه، فندم على ذلك، وطلب الشيخ إلى القلعة، وأخذ بخاطره، وأنعم عليه بما يقوم بكفايته، وسكَّنه بالقرب من زاوية الشيخ أحمد الرفاعي، ثم أعطاة مشيخة زاوية قبّة القصر

(1)

عن الشيخ

(2)

محمود الأصبهاني، فتوجّه إليها، وسكنها إلى أن مات بها، ليلة الاثنين، حادي عشري شهر ربيع الأول، سنة أربع وخمسين وثمانمائة، ودفن بباب الوزير.

وكان شكِلًا، حسنًا، منوّر الضيبة، حلوّ اللفظ، فصيح العبارة.

وله مصنّفات مشهورة في علم الموسيقى، وذلك مع الدين المتين، والعفّة، وسلامة الباطن، كثرة العبادة، وحسن المحاضرة.

وكان له ولأخيه إبراهيم يد طولى في رقص السماع

(3)

، وعمل الأوفاق، وجمع الفقراء، ومعرفة آدابهم، مع الهيبة والوقار.

وأجاز لتغرى بردي

(4)

مؤلف "المنهل الصافي"، و"المستوفي بعد الوافي".

* * *

‌1693 - الشيخ الفاضل القاضي حيدر بن أبي حيدر، الكشميري

،

(1)

في الضوء اللامع: "قبة النصر".

(2)

في الضوء: "بعد صرف الشيخ".

(3)

في الضوء اللامع: "ولرقصه في السماع خفر".

(4)

يعني يوسف بن تغري بردي، فقد جاء في الضوء:"أفاده أي الخبر أو الأخبار يوسف بن تغري بردي".

ص: 70

أحد كبار الفقهاء *.

ولد، ونشأ بـ "كشمير"

(1)

.

وقرأ العلم على الشيخ عبد الرشيد الكشميري، وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى "دهلي"، وتقرّب إلى عالمغير، فجعله معلّما لحفيده محمد عظيم، فاشتغل بتعليمه زمانا، ثم ولي القضاء بدار الملك، ثم ولي القضاء الأكبر سنة سبع عشرة ومائة وألف، ولّاه عالمغير، كما في "مآثر عالمغيري".

قال خافي خان "في منتخب اللباب": إن شاه عالم بن عالمغير بعثه إلى "جوده بور" سنة تسع عشرة ومائة وألف، فذهب إلى ذلك المقام، وعمّر المساجد، وخرّب الكنائس، ونصب القضاة والولاة في تلك البلاد، وأخذ الجزية من أهلها. انتهى.

توفي سنة إحدى وعشرين ومائة وألف، فنقل جسده إلى "كشمير"، ودفن بها، كما في "خزينة الأصفياء".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 6: 83.

(1)

"كشمير" بكسر الكاف، وفتحها، وسكون الشين المعجمة، والعرب يسمّونها "قشمير" بالقاف، وهي في جهة الشمال الغربي حيث العرض ثلاث وعشرون درجة، وثلاث وثلاثون دقيقة، وهى في جهة الشمال الشرقي حيث العرض سبع وأربعون درجة، وأربع وخمسون دقيقة. قال الحموي في "المعجم": إنها مجاورة لقوم من الترك، فاختلط نسلهم بهم، فهم أحسن خلق اللَّه خلقة، يضرب بنسائهم المثل، لهن قامات تامة، وصورة سوية، وشعور أثيثة على غاية السباطة، والطول، تباع الجارية منهم بمائتي دينار وأكثر. انتهى.

ص: 71

‌1694 - الشيخ الفاضل حيدر بن عبد اللَّه المنتشوي الرُّومِي يعرف بقره حيدر

*.

توفي بـ "أسكوب" سنة 955 هـ خمس وَخمسين وَتِسْعمِائَة. صنّف "حَاشِيَة على شرح [حَاشِيَة] الخيالي"، و"حَاشِيَة على شرح المِسْعُودِيّ في الْآدَاب"، و"حَاشِيَة على شرح الْمِفْتَاح فِي الْمعَانِي".

* * *

‌1695 - الشيخ العالم المحدّث حيدر بن فيروز الكشميري، أحد مشاهير العلماء

* *.

حفظ القرآن في السابعة من العمر، وقرأ المختصرات على الشيخ نصيب الدين، ثم صحب مولانا جوهر المحدّث، وأخذ عنه شيئا واسعا من العلم، ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ عن الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، ثم رجع إلى "كشمير"، وتمكّن بها للدرس والإفادة.

وكان سريع الحفظ، مفرط الذكاء، مدرّسا، محسنا إلى الطلبة، لم يزل يتلطّف بمن له رغبة في الاشتغال بالعلوم، وكان يحبّ الاعتزال عن الناس، ألحّ عليه بعض الولاة أن يقبل القضاء، وحضر لديه ثلاث مرّات لذلك، ولكنّه لم يقبله، وخرج ذات ليلة عن تلك البلدة، فلمّا سمع أن بعض العلماء ولي القضاء بها رجع، وصرف عمرَه في الدرس والإفادة.

* راجع: هدية العارفين 1: 341.

* * راجع: نزهة الخواطر 5: 152، 153، وأنوار الباري: 2: 182.

ص: 72

توفي سنة سبع وخمسين وألف، كما في "الحدائق الحنفية".

* * *

‌1696 - الشيخ الفاضل حيدر بن مبين بن المحبّ الأنصاري اللكنوي، أحد الفقهاء الحنفية

*.

ولد، ونشأ بـ "لكنو".

وقرأ العلم على والده، ولازمه مدّة، ثم تصدّر للتدريس، وظّفه نواب سعادة علي خان اللكنوي بثلاث ربيات كلّ يوم، ولما توفي سعادة علي خان المذكور التفت إليه بعض الأمراء، وخصّه بالصلات الجزيلة فوق ما كانت له في عهد الأمير المتوفى، ثم ناقشه الوزير في المذهب، وقصد الإيذاء له، فخرج من "لكنو"، وسار إلى "كلكته"، ومنها إلى "مكّة" المباركة سنة أربعين ومائتين وألف.

وأخذ الحديث عن السيّد يوسف بن البطّاح الأهدل اليماني، والشيخ عمر بن عبد الرسول المكّي، ثم سافر إلى "المدينة المنوّرة" قبل الحجّ، وأسند الحديث بها عن الشيخ عبد الحفيظ العجيمي المكّي، والعلامة محمد عابد بن أحمد علي السندي، ثم رجع إلى "مكّة"، وكان قد حفظ القرآن في أثناء السفر، فقرأه في التراويح في المسجد الحرام.

ثم تشرّف بالحجّ، وكب الفلك غرّة محرّم سنة إحدى وأربعين، فلمّا بعد عن "جدّة" زهاء خمسة أميال أو ستة غرق الفلك، وغرق عشرون رجلا من أصحابه، وغرق ما كان معه من الكتب النفيسة، فلمّا بلغ ذلك الخبر إلى أمير "جدّة" أرسل إليه فلكا آخر، فركب، ووصل إلى "بمبئ" بعد تسعة عشر يوما

* راجع: نزهة الخواطر 7: 169، 170.

ص: 73

من ركوبه، وقد صادف حلوله بها قدوم شمس الأمراء من "حيدر آباد"، فاحتفى به، وبالغ في إكرامه، وجاء به إلى "حيدرآباد"، وقرّبه إلى ملك "حيدرآباد"، فوظّفه بألف ربية في كلّ شهر، وأقطعه أرضا تغلّ اثني عشر ألفا من النقود كلّ سنة، فطابت له الإقامة بـ "حيدر آباد".

له رسالة في المنطق، ورسالة في الأوراد، تسمّى بـ "الوظائف الحيدرية"، وله تعليقات شتى على الكتب الدرسية.

مات لثلاث عشرة خلون من محرّم سنة ستّ وخمسين ومائتين وألف بـ "حيدر آباد"، كما في "الأغصان الأربعة".

* * *

‌1697 - الشيخ الفاضل حيدر بن مُحَمَّد بن إبراهيم بن الشِّيرَازِيّ الخوافي برهَان الدين، تلميذ التفتازاني

*.

الْمَعْرُوف بالصدر الْهَرَوِىّ.

ولد سنة 780 هـ، وَتوفي سنة 854 هـ أرْبَعْ وَخمسين وَثَمَانمِائَة.

صنّف: "الإيضاح فِي شرح إيضاح الْمعَانِي"، و"حَاشِيَة على الْكَشَّاف"، و"شرح فَرَائض السِّرَاجِيَّة"، و"شرح المواقف فِي الْكَلَام".

* * *

‌1698 - الشيخ الفاضل حيدر بن محمد بن إبراهيم بن محمد

* راجع: هدية العارفين 1: 341، 342.

ص: 74

الفقيه بهاء الدين *.

قال ابن حجر: كان من نبهاء الحنفية، انتفع به الطلبة.

وكان فاضلًا، ملازمًا للتعليم، إلى أن مات، في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1699 - العالم الفاضل الكامل المولى حيدر المشهور بحيدر الأسود

* *.

قرأ على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل ابن أفضل الدين، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار مدرّسا بمدرسة قراحصار، ثم صار مدرّسا بمدرسة مناستر بـ "بروسه"، ثم صار مدرّسا بدار الحديث بمدينة "أدرنه"، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان بايزيد خان بالمدينة المزبورة.

ثم صار قاضيا بمدينة "حلب"، ولم يحمد سيرته في القضاء، ولم ترض طريقته، واشتهر بالطمع، فعزله السلطان، وغضب عليه، وبقى على ذلك مدّة، ثم تعطف، وعيّن له كلّ يوم ثلاثين درهما بطريق التقاعد، ولازم بيته، ومات على تلك الحال، وبنى مسجدا بقرب داره بمدينة "قسطنطينية"، ووقف على ذلك أوقافا.

كان رحمه اللَّه تعالى مشتهرا بالعلم والفضل بين الطلبة، ومشارا إليه بين أقرانه، إلا أنه كان اشتغاله بأمور الدنيا أكثر من اشتغاله بالعلم، لميله إلى العزّ والجاه. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 3: 193. وترجمته في الدرر الكامنة 2: 170.

* * راجع: الشقائق النعمانية ص 277.

ص: 75

‌1700 - العالم الفاضل المولى حيدر

*.

وهو ابن أخي المولى الخيالي.

وكانت أمه بنت محمد بن محمد شاه الفناري.

قرأ رحمه اللَّه تعالى على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة العالم الفاضل المولى سيّدي محمود القوجوي.

وكان هو وقتئذ مدرّسا بمدرسة دار الحديث بـ "أدرنه"، وصار معيدا لدرسه، قرأ عليه "الشرح المطوّل" للتلخيص للعلامة التفتازاني من أوله إلى آخره.

وقال المولى المذكور في حقّه: إن المولى حيدر قرأ عليّ "صحيح البخاري" من أوله إلى آخره قراءة تحقيق وإتقان، قال: وكان يقرّر في أثناء الدرس "شرح صحيح البخاري" للكرماني، ثم ارتحل إلى "مصر" المحروسة، وأخذ من علمائها التفسير والحديث والأصول والفروع، ثم ارتحل إلى بلاد "الروم"، ونصبوه متولّيا بأوقاف السلطان محمد خان بـ "بروسه"، ثم صار متولّيا بأوقاف السلطان أورخان بالمدينة المزبورة.

وتوفي فيها في أواخر سلطنة السلطان سليم خان.

كان رحمه اللَّه تعالى جميل الصورة، محمود الطريقة، لذيذ الصحبة، حسن النادرة، لطيف المحاورة، جيّد المحاضرة، مقبول المناظرة.

وبالجملة كان رحمه اللَّه تعالى زين المجالس والمحافل، وكانت له يد طولى في النظم والنثر بالعربية، وكان ينظم القصائد العربية الفصيحة البليغة. برّد اللَّه تعالى مضجعه، ونوّر مهجعه.

* * *

* راجع: الشقائق النعمانية ص 255.

ص: 76

‌1701 - الشيخ الفاضل المحدث الكبير حيدر حسن بن أحمد حسن بن غلام حسين خان الياغستاني الأفغاني الطوكي، صنو الشيخ محمود حسن، صاحب المصنّفات

*.

قال صاحب "النزهة": ولد حوالي سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، ونشأ ببلدة "طوك"، وقرأ العلم على إخوته محمد حسن ومحمود حسن، وعلى محمد حسن خان، ومولانا عبد الكريم ببلدته، ثم سافر إلى "لاهور"، ولازم الشيخ غلام أحمد النعماني اللاهوري مدّة من الدهر، وأخذ عنه في المدرسة النعمانية، ثم أخذ الحديث عن شيخنا العلامة حسين بن محسن الأنصاري اليماني، وشيخنا المحدّث نذير حسين الدهلوي، ورجع إلى بلدته، فولي التدريس في المدرسة الناصرية.

له مشاركة جيّدة في الفقه والأصول والكلام والحديث، يدرّس، ويفيد مع عفاف وعزّة نفس، واشتغال بخاصّة النفس، وتفويض للأمور، وتوكّل على اللَّه سبحانه، وقناعة باليسير، استقدمه مؤلّف "نزهة الخواطر" لما يعلم من غزارة علمه ورسوخه في الدين، وملكته القوية في التعليم إلى "لكنو"، ليكون أستاذا للحديث في دار العلوم التابعة لندوة العلماء

(1)

، فاعتذر مرارا، إيثارا

* راجع: الإمام ابن ماجه وكتابه السنن ص 86 - 90.

(1)

تقع هذه الجامعة بمدينة "لكنو" عاصمة أترابرادِيش (الهند).

أسّسها نخبة من العلماء، وعلى رأسهم العالم الكبير المؤرّخ الشهير الشيخ شبلي النعماني، والشيخ محمد علي المونجيري، وذلك في 1312 هـ، الموافق 1895 م. =

ص: 77

للخدمة التي يقوم بها في بلده، وما يفتح اللَّه به عليه من رزق، ثم أجاب طلبه، لما بينه وبين الداعي وعشيرته من الودّ القديم، وبدأ يدرّس في دار العلوم من ذي الحجّة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، ومكث في دار العلوم نحو سبع عشرة سنة، يدرّس كتب الصحاح، ويخدم الحديث السريف تدريسا وتحقيقا، وكتابة وتعليقا، وتربية وتخريجا، عكفا على الدرس والإفادة، والبحث والمطالعة، منقطعا إلى ذلك بقلبه وقالبه، لا يعرف اللذّة في غيره، ولا يتصل بالدنيا وأسبابها، قانعا باليسير! زاهدا في الكثير، مؤثرا للطلبة على نفسه وعياله، ولإجهاد النفس. وتحمّل التعب في الدرس والمطالعة على راحته، لا يدّخر مالا، ولا يطمع في مفقود، ولا يطمح إلى جاه أو منصب، همّه ولذته من العيش أن يعثر على كتاب جديد، أو بحث مفيد، أو أن يجد حجّة لمذهبه الذي ينصره، وولي نظارة "دار العلوم" في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف، واستقام على ذلك جامعا بين التدريس والإدارة بجدّ واجتهاد، وحسن قصد وإخلاص، حتى دعته دواعي الشوق إلى وطنه، فاعتزل الخدمة في "دار العلوم" لثلاث خلون من ذي الحجّة سنة ثمان

= ومن مميّزات هذه الجامعة: أنها أسّست كمعهد وسط بين الجامعات العصرية والمعاهد الدينية الأخرى، وكانت أولى الخطوات التي اتخذت بعد تأسيس هذه الجامعة مباشرة هي إدخال التعديلات على المنهج الدراسي القديم، فحذفت منه بعض الموادّ الغير الضرورية، كما أضيفت إليه من جانب آخر بعض العلوم العصرية الضرورية، مثل الاقتصاد، والسياسة، والتاريخ، والجغرافية، وغير ذلك، فالمنهاج الدراسي للجامعة جامع بين العلوم الدينية والعصرية، تدرّس فيها جميع المواد الإسلامية، إلى تدرس في جامعات مشايخ ديوبند الأخرى من التفسير والحديث وأصولهما، والفقه وأصوله، والفرائض والعقائد، وعلم الكلام، وغير ذلك، بالإضافة إلى تدريس العلوم الجديدة.

ص: 78

وخمسين وثلاثمائة وألف، وعاد إلى مسقط رأسه، واشتغل بتدريس الحديث الشريف والعلم النافع، مع زهد وعبادة، وذكر وتلاوة، حتى جاءه الطلب من ربّه.

كان الشيخ حيدر حسن من العلماء الربّانيين والمعلّمين المربين، بايع الإمام إمداد اللَّه التهانوي المهاجر إلى "مكة المكرّمة" في شبابه عندما سعد بالحجّ والزيارة، وأجازه الشيخ، واستقام على طريقته وأوراده إلى آخر أيام حياته، وكان عابدا قوّاما، يطيل القيام في صلاة الليل، ويكثر القراءة، ويطيل السجود، ويكثر الدعاء والابتهال، وكان غزير الدمعة، كثير الخشوع، طويل القنوت في الصلاة، يصلّي بالناس بالغلس، ويطيل القراءة، وكان يرى أن الأفضل والأصحّ أن يشرع في الغلس، ويختم بالإسفار، وكان يقرأ القرآن بلحن شجي، وتجويد وترتيل، وكانت له اليد الطولى في القراءات العشر، يقرأ في الشاطبي قراءة تحقيق وإتقان، ويعني بتصحيح القرآن عناية عظيمة، ويحذق الفنّ كأساتذته، أسّس في بلده مدرسة خاصّة بتعليم القرآن، واستقدم لها الأساتذة الكبار من "لكنو".

وكان متضلّعا من العلوم العقلية، درسها دراسة إتقان وإمعان، راسخا في النحو وعلوم البلاغة، بارعا في الهيئة والهندسة، وعلم الاصطرلاب، يدرّس كتبه الكبار بمهارة وقوّة، وكان متصلّبا في المذهب الحنفي، شديد الحبّ والإجلال للإمام أبي حنيفة، عظيم الانتصار له مع إجلال للأئمة الثلاثة، إلا أنه قد تعتريه الحدّة الأفغانية والغيرة المذهبية، فينتقد الشافعية انتقادا شديدا، ويتكلّم عن الإمام البخاري و"جامعه"، مع اعترافه بفضله واشتغاله بتدريسه.

وكان منهجه في تدريس الحديث منهجا علميا، هو أشبه بمنهج المحدّثين منه بمنهج الفقهاء، يذكر المذاهب، ويذكر أدلّتها، وما يحتجّ به

ص: 79

أصحابها من الحديث، ولا يقصر في ذلك، ثم يحاكم فيها محاكمة مبنية على علم الأصول والرجال، أكثر من الدلائل المنطقية والتعليلات العقلية، وكان طريقه في ذلك طريق العلامة محمد بن علي الشوكاني في "نيل الأوطار"، وكان من أشياخ أشياخه، وكان مؤثرا لكتب علماء "اليمن" كالعلامة السيّد محمد بن إبراهيم الوزير، والأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني، والعلامة المقبلي، وغيرهم، وكان مع انتصاره للمذهب الحنفي كثير العطف على تلامذته من أهل الحديث، شديد الودّ لأصدقائه، الذين يذهبون هذا المذهب.

وكان غاية في التواضع، ولين العريكة، ومجاراة الطلبة والفقراء، لا يتميّز عنهم بشيء، ولا يترفّع بعلم أو زهد، يؤانسهم، ويستأنس بهم، ويشاكهم في أشغالهم، كان مع ذلك شديد الغيرة، أبي النفس يثور إذا شعر بإهانة لنفسه، أو استخفاف لدينه، متخفّفا في ملابسه، ملتزما للعمامة على الطريقة الأفغانية، وكان ربع القامة، أحمر اللون، منوّر الشبيه، تلوح على وجهه آثار السهر والعبادة، من رآه أجله وأحبه.

له رسائل قليلة في بعض المسائل الخلافية، منها:"جزء في رفع اليدين"، و"جزء في بحث الصاع"، و"جزء في مسألة الحجاب الشرعي".

كانت وفاته في الخامس عشر من جمادى الأولى سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف، ودفن في المقبرة المعروفة بـ "موتى باغ" بـ "طوك"]

(1)

.

قلت: من أعزّ تلامذته: شيخنا وسيّدنا وسندنا المحدث الكبير العلامة عبد الرشيد النعماني الهندي ثم الباكستاني، وقد صنّف شيخ شيخنا الإمام حيدر حسن خان الطونكي رحمه اللَّه تعالى في حجية عمل السلف رسالة نافعة ممتعة، فأفاد، وأجاد، وأوردها شيخنا النعماني رحمه اللَّه تعالى في هامش

(1)

نزهة الخواطر 8: 137 - 140.

ص: 80

كتابه الشهير بـ "ما تمسّ إليه الحاجه من يطالع سنن ابن ماجه"، وأوردتها ههنا هدية للناظرين.

نص رسالة الشيخ حيدر حسن خان حول حجية العمل المتوارث

وقال شيخنا المحقّق المفضال العلامة المحدّث حيدر حسن خان الطُّوْنْكِى رحمه الله، في رسالته التي ألفها لإثبات حُجِّيَّة العَمَلِ المتوارث:

"من المعلوم أن في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكذا في عهد الصحابة رضى اللَّه عنهم، لم يكن دُوِّنَ تعليم النبي صلى الله عليه وسلم في تدوين ولا تصنيف، سوى كتاب اللَّه سبحانه، وإنما كانوا يعملون بما علمهم النبي صلى الله عليه وسلم من سنته في دين الإسلام من العقائد والأحكام، ويحفظونها في صدورهم.

ولما فُتح "العراقُ" في عهد عمر بن الخطّاب رضى اللَّه عنه، ودَخَلَ أهلُ تلك البلاد في الإسلام، أرسَل عمرُ رضي الله عنه عبدَ اللَّه بن مسعود رضي الله عنه إلى أهل "العراق"، ليُعَلِّمَهم الإسلام، وسُنَّةَ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ابن مسعود رضي الله عنه أعرفَهم بالسنّة وأشبهَهم به صلى الله عليه وسلم هَدْيًا ودَلًّا وسَمْتًا.

فكان رضي الله عنه يُعَلِّمهُم الإسلام والسنة، مما كان يَحفظُ في صدره، ويَعْمَلُ به، وصار تعليمه وعَمَلُه شائعا في أهل "العراق".

وقد كان أهل "العراق" يختلفون في المواسم إلى "المدينة المنوّرة" و"مكة المكرمة"، وكذا أهل "الحجاز" من الصحابة رضي الله عنهم يختلفون إلى "العراق"، ومنهم: عمر رضي الله عنه الذي أرسلَ ابنَ مسعود، رضي الله عنه، فشاهَدُوا أهلَ "العراق" يُصلُّون، ويَصُومون، كما علَّمهم ابنُ مسعود، رضي الله عنه، من سُنة النبي، صلى الله عليه وسلم.

ولم يُرْوَ ولم يُؤْثَرْ عن أحد من الصحابة، لا من عُمَر ولا من غيرِه رضي الله عنهم أجمعين، أنه زاحمَهم في تعليم ابن مسعود رضي الله عنه،

ص: 81

بأنه علمهم خلافَ سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو غيرها من الأحكام.

وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يَبْعُدُ عنهم كُلَّ البُعْد أن يَرَوْا أحدا يفعل خلافَ السنة، ثم يَسكتون عنه، وهذا أمرٌ لا ريبَ فيه، ولا يُنْكَرُ تعليمُ ابن مسعود أهلَ "العراق"، ولا شُيوعُ هذا التعليم في عصر الصحابة، فكان إجماع الصحابة على هذا التعليم إجماعا سكوتيا، كالإجماع على جَمْعِ القرآن.

ثم جلس بعدَ ابن مسعود رضي الله عنه مكانَه صاحباهُ: عَلْقَمَةُ والأسودُ، يُعَلِّمانهم كما علمَهما، فلم يُنْكَر عليهما أيضًا، لا في هذا التعليم، ولا على العمل به، وهَلُمَّ جَرًّا إلى أن جاء عهد أئمة "العراق" المعروفين بالفقه والفتيا، واطَّلعوا على اختلاف الروايات والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان منها ما يُخالف تعليمَ ابن مسعود رضي الله عنه، والعمل به، فعند ذلك لجأوا إلى العمل المتوارث، وجعلوه مِعيارا لنقد الروايات والأحاديث المختلفة، أعني عمل السلفِ الصالح جماهير علمائهم.

فإنّ الأئمة شاهدوا أن راوِيَ الحديث يرويه، ولا يَعملُ به، ويُرْوَى عنه الحديث، ويُرْوَى عنه العمل بخلافه، فحينئذ تأوَّلوا في الحديث، وعَمِلوا بعَمَل الراوي.

وذلك لأن علماء الصحابة رضي الله عنهم، وكذا التابعين جماهيرهم يَبعُد عنهم كلَّ البعد أن يَرْوُوْا الحديث ولا يعَملون به،، فإن خلافَ الحديث بالعمل يُسقِط العدالة، فلا بدّ أن يكون الحديث غيرَ معمول به، إما لكونه موؤّلا، أو منسوخا، أو لغير ذلك من الوجوه.

وقد كانوا في خير القرون الذين وردَ في شأنهم {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ} الآية. وأيضًا {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ

ص: 82

بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} الآية، فكنا مأمورين باتباعهم وتقليدهم في الدين، والعمل بالسنة.

ولذلك وضع أهل "العراق" ضابطةَ: (أنه إذا ثبت عن الراوي حديثٌ، والعمل بخلافه، لا يُعْمَلُ بالحديث، بل يُعْمَلُ بالعمل). وكذا الإمام مالك رضي اللَّه تعالى عنه، إنما يعملُ بعَملِ أهل "المدينة" إذا وقع الاختلاف في الحديث.

وقد كان السلف أهل القرن الأول من الصحابة والتابعين يَرْوُون كثيرًا من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يَعْملوا بها، نحو حديث ابن عبّاس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جمَعَ بين الظهر والعصر في "المدينة"، والمغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر.

وكذا حديث الصلاة في مَرَض النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يُصلّى بالناس، فقام يُصَلِّى بهم، إذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يصلي بالناس، فصلى إلى جنب أبي بكر والناس يأتمون بأبي بكر، وأبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم، فصار الإمامة للرجلين بالتحريمتين، فهذا الذي يدلّ عليه الحديث، ولم يعمل به أحد من رواة الحديث، لا من الصحابة ولا من التابعين.

وكذا حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم يضعُ يمينه على شِمَاله، يَشْمَلُ حالةَ القَوْمَةِ، ولم يُؤثر عن السلف الوضع في هذه الحالة، فصار العملُ خلاف الحديث في هذه الحالة.

وكذا حديث: ما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فاقضوا، يَشْمَلُ الذي فاته الركوعُ مع الإمام، وأدركَ السجدتين، والتشهّد، ومع ذلك يقضي ما صلّى مع الإمام بالإجماع، وذلك يُخالفُ عمومَ ما أدركتم فصلّوا.

فإن نظرتَ في الأحاديث وجدتَ كثيرًا أن السَّلَفَ يُروَى عنهم الأحاديث، ويُرْوَى عنهم العملُ خِلافَ روَايتهم، ولما كان السلف هُداةً

ص: 83

مُهدِيينَ، أُمِرنا بتقليدهم في الدين، ففي خلافهم للرواية دليل صريح في أن الرواية فيها عِلَّةٌ، وبها لم يَعملوا بها. فلذلك جَعل السلف من أئمة "العراق" معيارَ نقدِ الروايات عند اختلافها عملَ السلف الصالحين، من علماء الصحابة والتابعين، الذين كانوا في خير القرون.

وذلك لأن الأمّة الآتية كانوا مأمورين بتقليدهم في الدين والشريعة، لما تلونا عليك من الآيات، ولقوله صلى الله عليه وسلم:"أصحابي أمَنَةٌ لأمتي. . . " الحديث، رواه مسلم. ولقوله صلى الله عليه وسلم:"ما أنا عليه وأصحابي" الحديث.

فصار عملُ جماهيرهم من كبارِ العلماء حُجَّةً شرعيةً من إحدى الحُجَجِ الشرعية، ألا ترى إلى عمل الأمّة في قراءة القرآن وختمه في الترويح، ولم يُرْوَ ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة، رضي الله عنهم في عهده، صلى الله عليه وسلم، حتى يكونَ تقريرًا، وإنما ثَبَتَ ذلك بعملِ السلف.

وكذا صلاةُ الجماعة في التراويح، كان النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى بهم ثم تركها، ولم يأذن لهم أن يصلّوا بالجماعة، فكأنه صار منسوخا، ولم يُعْهَد أيضًا بعدَ تركه صلى الله عليه وسلم أنهم صلّوا التراويح بالجماعة في عهده صلى الله عليه وسلم، حتى يكونَ تقريرًا لذلك، بل الجماعة في التراويح إنما هو عملُ السلّف رضي الله عنهم، فحسب.

فعملُهمْ حجة شرعية، وقد صرَّح بذلك الفقهاء، رحمهم اللَّه تعالى، فإذا عرفتَ ذلك، تبينَ لك أنَّ فقه أئمة "العراق" قد فُرّع على تعليم ابن مسعود رضي الله عنه، الذي جرَى عليه عملُ العراقيين من السلف، ووافقه في كثير من المسائل فتيا عليٍّ وابنِ عباس، وعملُهما، ويقْرُبُ من فقهِ "العراق" فقهُ الإمام مالك، رحمه اللَّه تعالى.

ص: 84

فهذا هو فقهُ "العراق" و"الحجاز" الذي كان عليه أئمة الأمصار، من العلماء الذين كانوا في أوائل القرن الثاني، وهو المائة الثانية من الهجرة النبوية، على صاحبها الصلاة والتحية.

وأما فقه المتأخّرين، أعني فقه الأئمة الذين ظهروا بعدَ القدماء في آخر المائة الثانية، وأوائل المائة الثالثة، بعد ما تقادَمَ الزمان، وتوفي التابعون ومَنْ عاصَرَهم ممن تَبِعَهم من الأئمة، حين غاب عملُ هذه الطبقة عن المشاهدة، فنشأ هؤلاء الأئمة الذين لم يُشاهدوا العمل، وإنما بلغهم الروايات باختلافٍ كثير، فلجأوا إلى نقد الروايات بالرواة، ولذلك وضعوا الكلام في الرجال جَرْحًا وتعديلا وتوثيقًا وتضعيفا، وقد سُمِّيَ هذا الكلامُ والبحثُ بعلم أسماء الرجال، فعملوا برواياتٍ عرفوا عدالةَ رُوَاتِها بمعيارِ أسماءِ الرجال، فهذا هو مِعيارُ الأئمة المتأخّرين لنقدِ الروايات.

ولا يخفى على من طالع كتب أسماء الرجال، أنَّ من الرواة من هو عادلٌ عند إمام، وغيرُ عادل عند آخرَ، وذلك لأنَّ الأصل في الجرح والتعديل قولُ من عاصرَ الراوي، لا مَنْ بعدَهُ، لأنه لا سبيلَ إلى معرفة من لم يُعاصره، ولاريبَ في أنَّ من المعاصرين من عرف عدالة الراوي بظاهر حاله، وخَفِيَ عليه مايخالفُ عدالته، وقد اطَّلَع على جَرْحِهِ غيرهُ ممن عاصرَه ذلك الراوي، فظهر الجرح في الراوي بقول معاصرٍ آخر، فاختلفتْ أقوالُ المعاصرين في الجرح والتعديل، ولذلك وضعوا ضابطةً:"أنَّ الجَرْحَ مقدَّمٌ على التعديل".

والغرضُ أن هذا المِعْيارُ هو الذي نشأ منه الاختلاف بين الفقهين: فقه المتقدّمين وفقه المتأخّرين، فإن المتأخّرين اطَّلعوا على روايات زعموا أنّ رُواتها عُدُولٌ، ورفَضوا رواياتٍ أخرى تُضادُّ رواياتهم، وقد كانت هذه الروايات صحيحة برُواةٍ كانوا عادِلين بزعم المتقدّمين، ومع ذلك فالروايات التي عَمِلَ بها

ص: 85

الفقهاء المتقدّمون -لو سُلِّمَ أنها برواةٍ ضعفاء- فقدْ صحَّحها عملُ الصدر الأول جماهيرهم. وهذه ضابطة من ضوابط الأصول "أن الرواية الضعيفة يُصَحِّحُها العملُ".

هذا، ومن المعلوم أن العقائد الإسلامية مدوَّنةٌ في الكتب على وجهين، وجهٍ على مسلكِ السلف، ووجه على مسلك الخلف، ولكلٍّ وجهة هو مولِّيها، فمنهم من رجَّح الأولى بوجه، ومنهم من رجَّح الثاني بوجه. ثم بعد ذلك من شاء نظر في هذا الباب، وفكّر في الوجهين، فاختار من الوجهين، حيث أدَّى إليه نظره وفكرهُ.

فكذلك الفَرْقُ بين الفقهين المذكورين: فقهِ السّلف، فقهِ الخَلَف، فالأول مِعْيارُهُ عملُ الصدر الأول، والثاني مِعيارُه الكلامُ في الرواة من جَرْح وتعديل.

ومن وَسَّع نظرَه في كتب أسماء الرجال، وجد فيها العجائب من أنّ من الرُّواة مَنْ هو عمُودٌ من عمائد الدين، والأقوال في جرحِه كثيرة، تجده في كتب الرجال، كأنه يُخرِّبُ الدين، كأنه في الأمة نظيرُ عبد اللَّه بن سبأ في تخريب مِلَّةِ الإسلام، وكذلك من الرواة من كان عدُوًّا للدين، من الغالين في الاعتزال، والمحترقين بالتشيُّع والرفض والبدعة الخبيثة، ومع ذلك فقد صحّحوا رواياته، فمن تحرَّى في هذا الباب وعلِم الفَرْقَ بين المعيارين: عَمَل السلفِ، وأخبارِ الرواة، فليتمذهب بأيّ مذهبٍ شاء، وليتَفَقَّهْ بأيِّ الفقهين أدَّى إليه نظره وبصيرته. انتهى ما في رسالة شيخنا حيدر حسن خان، رحمه اللَّه تعالى حول حجية العمل المتوارث، وهي محفوظة عندي منقولة من أصلها.

* * *

ص: 86

‌1702 - الشيخ العالم الكبير العلامة حيدر علي بن عناية علي بن فضل علي الحسيني البخاري، الدهلوي، ثم الطوكي، أحد العلماء الربانيين

*.

كان من نسل الشيخ جلال بن الحسين بن محمد الحسيني، البخاري.

ولد ونشأ بـ "دهلي"، وسافر إلى "رامبور" في صغر سنّه، وأخذ النحو والعربية عن السيّد غلام جيلاني، والشيخ عبد الرحمن القهستاني، وقرأ أياما على الشيخ رستم علي الرامبوري.

ثم دخل "لكنو"، وأخذ عن الشيخ مبين بن محبّ اللَّه الأنصاري اللكنوي، ولازمه مدّة من الزمان، ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ عن الشيخ رفيع الدين، وصنوه عبد العزيز بن ولي اللَّه العمري الدهلوي، وتطبّب على الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي، وتلقّى الطريقة العلية عن السيّد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي.

وكان غاية في الذكاء، وسرعة الإدراك، رأسا في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف، بحرا زاخرا في العلوم الحكمية، تزوّج بـ "رامبور"، وأقام بها مدّة، ولذلك اشتهر بالرامبوري، وسار إلى "كلكته"، ثم إلى "طوك"، فقرّبه نواب وزير الدولة إليه، وجعله من ندمائه، وألقى بيده أزمّة الأمور، فسكن ببلدة "طوك"، واشتهر بالطوكي، وكان رحمه الله يدرّس، ويفيد.

أخذ عنه الشيخ أوحد الدين البلكرامي، والقاضي بزرك علي المارهروي، والقاضي عناية رسول الجرياكوتي، والقاضي هداية على

* راجع: نزهة الخواطر 7: 172، 173.

ص: 87

الغيلانوي، والقاضي إمام الدين الطوكي، والشيخ إبراهيم بن مدين النغرنهسوي، والشيخ أحمد بن محمد ابن علي الشرواني، وخلق كثير لا يحصون بحدّ وعدّ.

قال القنّوجي في "أبجد العلوم": إنه كان قصير القامة، نحيف البدن.

ومن مؤلفاته: "صيانة الأناس عن وسوسة الخنّاس"، بالهندية، في الدفاع عن السيّد الإمام أحمد بن عرفان وجماعته.

وكان يدرّس، ويطبّب، وينفع الناس.

وقال في مقام آخر: إنه كان فاضلا جليلا، جمع علم الطبّ إلى سائر علومه، وكان يذبّ عن إسماعيل الشهيد، قال في "اليانع الجني": وله مع الشيخ أبي العلاء الفضل بن الفضل الخيرآبادي مباحثات في شأن إسماعيل، يحويها بطون مؤلّفاتهما، بدرت منه عند البحث بوادر، وهاها العلماء، قلت: والحق بيد السيّد لا بيد الشيخ، كما يظهر من الرجوع إلى كتبهما عند نظر الإنصاف، انتهى.

توفي إلى رحمة اللَّه سبحانه سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، ببلدة "طوك"، وله سبعون سنة.

* * *

‌1703 - الشيخ الفاضل حيدر علي بن محمد الفيض آبادي

(1)

(1)

"فيض آباد" مصّرها شجاع الدولة بقرب "أوده"، وبنى بها القصور العالية، وسكن بها، ولها شهرة في أعمال الخشب.

ص: 88

متكلم هندي، من فقهاء الحنفية *.

ولد سنة 1210 هـ.

له تصانيف، منها "إزالة الغين" تكملة لـ "تفسير العزيزي"، قال أغا بزرك: ألفه في "ادهلي" في 27 مجلّدا، و"منتهى الكلام" في الردّ على الشيعة، فرغ منه سنة 1250 هـ.

قال صاحب "الهدية": مجلّدان ضخمان.

وتوفي سنة بعد 1283 هـ.

* * *

‌1704 - الشيخ الفاضل حيدرة بن عمر بن الحسن بن الخطاب أبو الحسن الصغاني

* *.

كان من أعيان الفقهاء على مذهب داود.

أخذ الفقه عن أبي الحسن عبد اللَّه بن محمد بن المغلس، وعنه أخذ الفقهاء الداودية، وله "مختصر" في مذهب داود.

* راجع: الأعلام للزركلي 2: 290.

وترجمته في الذريعة 16: 410 وفيه: وهو عامي (أي سني!)، وهدية 1: 342 قال مصنفها: رأيته في بغداد في حدود سنة 1283، وسنته إذ ذاك نيف وسبعون.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 194.

وترجمته في إيضاح المكنون 2: 450، وتاج التراجم 26، وتاريخ بغداد 8: 273، والجواهر المضية برقم 548، والفهرست 307، كشف الظنون 1247.

ص: 89

ثم ولع بكتب محمد بن الحسن وبكلامه، ووضع على "الجامع الصغير" كتابًا، وكان يعظم محمدًا.

كذا ذكره فى "الجواهر".

وذكره الخطيب في "تاريخه"، وقال: حيدرة بن عمر أبو الحسن الزَّنْدَوَرْدِيُّ

(1)

.

ثم أرّخ وفاته بيوم الثلاثاء، لثمان بَقين من جمادى الأولى، سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ودفن يوم الأربعاء، في مقابر الخيزُران. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1705 - الشيخ الفاضل حيدرة بن محمد بن يحيى بن هبة اللَّه، محي الدين أبو الحسن بن أبي الفضائل العباسي، مدرس المستنصرية بـ "بغداد

" *.

روى عن صالح بن عبد اللَّه بن الصبّاغ عن أبي المؤيّد محمد بن محمود بن محمد الخُوارزْمي "مسند أبي حنيفة" من جمعه.

قال ابن حجر: سمعه منا

(2)

صاحبنا تاج الدين النعماني قاضي بغداد، سنة خمس وستين وسبعمائة. وذكر أن شيخه هذا توفي بـ "بغداد"، في جمادى الآخرة، سنة سبع وستين وسبعمائة.

(1)

نسبة إلى زندورد: قرية ببغداد. اللباب 1: 510.

* راجع: الطبقات السنية 3: 194، 195.

وترجمته في الدرر الكامنة 2: 170.

(2)

هذا موافق لما في نسخة من الدرر، وفي أصله:"سمع منه صاحبنا".

ص: 90

وذكره ابن الجزري

(1)

في "مشيخة الجنيد البلباني" نزيل "شيراز"، وقال: إنه أجاز للجنيد من "بغداد"، في صفر، سنة تسع وخمسين

(2)

.

* * *

‌1706 - الشيخ الفاضل حيدرة بن معمر بن محمد بن عبيد اللَّه، أبو الفتوح تولى النقابة بعد أبيه معمر، على ما يأتي في ترجمته

*.

كذا ذكر في "الجواهر"، من غير زيادة

(3)

.

* * *

(1)

في الأصول: وحاشية الدرر: ابن الجوزي، وما أثبته في أصل الدرر، ولعله الصواب، فإن ابن الجوزي توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وهو تاريخ سابق بينما توفي ابن الجزري سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة.

(2)

أي وسبعمائة.

* راجع: الطبقات السنية 3: 195.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 549.

(3)

جاء في الجواهر في ترجمة معمر أن ولده أبا الفتوح هذا ولي النقابة بعده، سنة سبع وستين وأربعمائة، فالمترجم من رجال القرن الخامس. انظر ترجمة معمر فيه برقم 1681.

ص: 91

‌حرف الخاء المعجمة

‌1707 - الشيخ الفاضل خادم أحمد بن حيدر بن مبين بن المحب الأنصاري اللكنوي، أحد الفقهاء الحنفية

*.

ولد، ونشأ بمدينة "لكنو".

وقرأ العلم على عمّه الشيخ معين، وتخرّج عليه، واشتغل بالتذكير والتدريس والإفتاء مدّة طويلة، وهو ممن أفتى بحرمة الخروج للشيخ أمير علي الأميتهوي لأخذ ثأر المسلمين بـ "أجودهيا".

وله رسالة في مبحث الحاصل والمحصول، المتعلّق بشرح "الكافية" للجامي، ورسالتان بالعربية والفارسية في تحقيق الدائرة الهندية المتعلّقة بـ "شرح الوقاية"، وله رسالة في مبحث الطهر المتخلّل، وله "وسيلة الشفاعة"، ورسالة في أخبار الصحابة، وله "زاد التقوى في آداب الفتوى"، وله "إعلام الهدى في تحريم المزامير والغناء"، و"هداية الأنام في إثبات تقليد الأئمة الكرام"، وله تعليقات شتى على "شرح الجامي"، و"شرح الوقاية"، و"نور الأنوار"، و"شرح السلّم" لملا حسن.

مات لاثنتي عشرة خلون من ذي الحجّة سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في "الأغصان الأربعة".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 174، 175.

ص: 92

‌1708 - الشيخ العالم الصالح خاصّه بن خضر بن كدن بن خير الدين الصالحي المكّي بهاء الحق خاصه خدا الأميتهوي، كان من رجال العلم والطريقة

*.

ينتهي نسبُه إلى عبد اللَّه علمبردار الصالحى المكّي، ذكره حفيده الشيخ أحمد بن أبي سعيد الأميتهوي في "مناقب الأولياء"، وقال: إن جدّه خاصّه سافر في عنفوان شبابه إلى "جونبور"

(1)

، ولازم الشيخ محمد بن عبد العزيز الجونبوري، وأخذ عنه، ثم رجع إلى بلدته، ولبث بها زمانا، ثم دخل "سِدّهور" -بكسر السين المهملة وتسديد الدال-، وأدرك بها الشيخ خواجغي بن علي الأنصاري، فلازمه زمانا، وتزوّج بابنتيه واحدة بعد أخرى، ثم نزل "أميتهي"، وسكن بها، وكان يدرّس، ويفيد، أخذ عنه خلق كثير.

توفي لثلاث ليال بقين من ذي الحجّة سنة اثنتن وعشرين وتسعمائة ببلدة "أميتهي".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 4: 91، 92.

(1)

"جون بور": مدينة عامرة على بضعة فراسخ من "بنارس"، وكانت قصبة بلاد الشرق في القديم، بناها فيروز شاه الدهلوي، وسماه باسم ابن عمّه محمد شاه تغلق "جه بور"، فتغيّر على أفواه الرجال بـ "جونبور"، فيها أبنية رفيعة، ومدارس، وجوامع من أبنية السلاطين الشرقية، يدرس بها ملك العلماء شهاب الدين الدولة آبادي.

ص: 93

‌باب من اسمه خالد وخسرو

‌1709 - الشيخ الفاضل الكبير خالد بن العلامة شيخ الإسلام حبيب اللَّه بن مطيع اللَّه الميانجي، رحمهما اللَّه تعالى

*.

ولد سنة 1353 هـ في هاتهزاري، وكان والده من العلماء الكبار، ومن أعزّ تلامذة الإمام حكيم الأمة أشرف علي التهانوي رحمه اللَّه تعالى، وممن بنى دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري.

قرأ القران الكريم في دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، ثم تلقّى مبادئ العلوم في مدرسة حامي السنّة "مِيْخَل عند المفتي الأعظم فيض اللَّه، ومولانا عزيز اللَّه النواخالوي رحمهما اللَّه عز وجل.

والتحق بدار العلوم معين الإسلام 1374 هـ، قرأ فيها سنة، ثم سافر إلى "نواخالي"، والتحق بمدرسة العلامة عبد العزيز، المعروف بجناب والا، وقرأ فيها أربع سنين، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1384 هـ.

ثم التحق بدار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ "صحيح البخاري" على العلامة عبد القيّوم، والعلامة عبد العزيز، و"سنن أبي داود" على العلامة محمد حامد، و"صحيح مسلم" على المفتي أحمد الحق، و"سنن ابن ماجه" على العلامة محمد علي النظام فوري، و"موطأ الإمام محمد" على العلامة عبد الوهّاب، و"سنن النسائي"، و"شرح معاني الآثار" على المفتي الأعظم

* راجع: تاريخ دار العلوم هاتهزاري ص 248 - 250.

ص: 94

فيض اللَّه رحمهم اللَّه تعالى، عين مدرّسا فيها سنة 1385 هـ، وكانْ يدرّس "شرح الوقاية"، و"المرقاة" في المنطق، و"شرح الرسالة الشمسية" للقطبي، وغيره.

كان رحمه الله عالما فاضلا، متواضعا، متخشّعا، لذيذ الصحبة، حسن المحاورة، لطيف النادرة.

توفي يوم الاثنين السادس والعشرين من ذي القعدة سنة 1422 هـ، ودفن في المقبرة الحبيبية عند قبر أبيه.

* * *

‌1710 - الشيخ الفاضل الإمام خالد بن الحسين بن محمد، أبو عبد اللَّه من أهل "غزنة

" *.

قدم "بغداد"، حاجًا، وحدّث بيسير

(1)

عن أبي عبد اللَّه

(2)

محمد بن القاسم المهرجاني.

وروى عنه أبو البركات السقطي في "معجم شيوخه"، وذكر أنه كان فاضلًا، فصيحًا، عارفًا بالأصول، وله يد قوية في النظر.

ذكره ابن النجّار

(3)

.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 3: 197.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 550.

(1)

في الأصول: خطأ: "بتستر"، والصواب في الجواهر.

(2)

في الأصول: عن عبد اللَّه، والمثبت من الجواهر.

(3)

فلعلّ المترجم على هذا من رجال القرن السادس.

ص: 95

‌1711 - الشيخ الفاضل الإمام خالد بن سليمان، أبو معاذ البلخي

*.

أحد الذين عدّهم الإمام للفتوى لما سئل: من يصلح للفتوى؟ مات، رحمه اللَّه تعالى، يوم الجمعة، لأربع بقين من المحرّم، سنة تسع وتسعين ومائة. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1712 - الشيخ المحدّث الفقيه خالد بن صُبَيح المروزي

* *.

روى عنه هشام بن عبد الملك بن عبد اللَّه الرازي، عن أبي حنيفة، رضي اللَّه تعالى عنه، في اليتيمة يزوّجها القاضي، أنه لا خيار لها، كما لا خيار لها في الأب إذا زوّجها وهي صغيرة.

له ذكر في "المبسوط"، وغيره.

قال أبو حاتم: صدوق. وعدّه ابن حبّان في الضعفاء.

قال أبو العبّاس النباتي: والقول قول أبي حاتم.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 3: 197.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 551، وانظر فيه أيضًا ترجمة رقم 1981، والفوائد البهية ص 236.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 197، 198.

وترجمته في الجرح والتعديل، الجزء الأول، القسم الثاني، صفحة 336، والجواهر المضية، برقم 552، وميزان الاعتدال 1:632.

ص: 96

‌1713 - الشيخ الفاضل خالد بن عبد الجبّار الطالْقَاني، أبو المحاسن

*.

قرأ على قاضي القضاة، وأقام بـ "طَخارِستان"، وعاد إلى "بغداد" للحجّ سنة عشر وخمسمائة.

قال الهمذاني: واجتمعت في مجلس، فعرفني أنه قرأ على أبي الفرائض.

* * *

‌1714 - الشيخ الفاضل خالد بن محمد بن حسين بن نصر بن خالد أبو المستعين البُستي، الواعظ توفي في رجب، منصرفًا من الحجّ

* *.

كذا ترجمة الذهبي في "تاريخ الإسلام" فيمن توفي سنة إحدى وأربعمائة، من غير زيادة، ولم يذكره صاحب "الجواهر".

* * *

‌1715 - الشيخ الفاضل الأديب خالد بن محمد بن عمر بن عبد الوهّاب

بن

* راجع: الطبقات السنية 3: 198.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 198.

ص: 97

إبراهيم بن محمود بن علي الحلبي، المعروف بالعرضي *.

عالم، أديب، مشارك في أنواع من العلوم.

من مؤلفاته: "شرح على الشفا" في أربع مجلّدات ضخام، "شرح على شرح الجامي" لم يكمل، "شرح على العقائد"، و"حاشية على تفسير أبي السعود العمادي"، وله شعر.

كان حيا سنة 1115 هـ.

* * *

‌1716 - الشيخ الفاضل الإمام خالد بن محمد أبي الفتح الأتاسي، إمام السادة الحنفيّة في عصره، عالم متبحر، ومشرعّ مصنّف، وشاعر بليغ، وخطيب مفوّه، وسياسي قدير، ومحدّث مسند، مفتي "حمص" الثاني عشر

* *.

من آل الأتاسي، نائب "حمص" و"حماة" في مجلس المبعوثين (النواب) العثماني عام 1292 هـ.

ولد سنة 1253 هـ، ينتمي إلى الأسرة الأتاسيّة العريقة، وهي خمسة عشر بطنًا من أشراف مدينة "حمص".

نشأ في رعاية أسرة علميّة تسلّمت مناصب الفتيا والقضاء، وشهد لها القاصي والداني بالعلم والفتيا والرياسة، وكان بيت والده بـ "حمص" مقصد الأعيان، وأشهرهم: مدحت باشا، وعبد القادر الجزائري.

* راجع: معجم المؤلفين 4: 97، 98.

وترجمته في سلك الدرر 2: 78 - 81.

* * إنترنت، بقلم: محمد علي شاهين.

ص: 98

روى الحديث الشريف عن أبيه العلّامة محمد، وعمّه المفتي سعيد عن والدهما العلامة عبد الستار الأتاسي، وعليهما أخذ علومه الشرعيّة، وعن عمّه الشيخ أمين، ثم نزل "دمشق"، فأخذ عن علمائها أمثال: الشيخ سليم بن ياسين العطّار، والشيخ بكري بن حامد العطّار، والشيخ محمد بن سليمان الجوخدار، والشيخ أحمد مسّلم الكزبري، وروى عنهم الحديث بسندهم، كما سمع في "مكّة" من مفتي الشافعيّة العلامة السيّد أحمد زيني الدحلان الكيلاني الحسني.

انتخب عضوًا في مجلس المبعوثين العثماني الأوّل في عام 1292 هـ، في عهد مدحت باشا، إلَّا أنّ هذا المجلس لم يعمّر طويلًا، وبعد حل المجلس عاد إلى "حمص"، وتفرغ للتدريس ونشر العلوم الشرعيّة.

وكان له درس في جامع الصحابي خالد بن الوليد، فجاءه الطلبة من الآفاق ينهلون من علمه الغزير، ويقتبسون من معارفه، ومن أبرز تلاميذه: الشيخ العلامة المؤرّخ المحدّث محمد راغب الطبّاخ الحلبي، والإمام أحمد صافي الحسيني، والشيخ عبد الغفار عيون السود، وغيرهم.

وكان له سند في رواية "البخاري" هو أقصر سند على وجه الأرض، وكان يجيز الطلبة بروايته وشرحيه للعلامتين الإمام العيني والإمام القسطلاني.

وصفه تلميذه الشيخ سعيد بن يحيى بلبل في كتابه "الطريقة السعدية" بقوله: العالم الفاضل والمحقّق الكامل، خاتمة المحقّقين، وقدوة العلماء والمفتيين، المفتي بديارنا الحمصية.

وكان خطيبًا مفوّهًا، تناقلت الناس خطبه الجريئة في مجلس المبعوثان التي كان يدافع فيها عن حقوق مواطنيه، وكان إلى جانب ذلك ينظم الشعر الجيّد، ويرتجله في المناسبات، ويفتتح قصائده بمقدّمات غزليّة على طريقة كبار

ص: 99

الشعراء ومنها قصيدة طويلة (85 بيتًا) بعنوان: هذا البان والعلم، في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيها:

قف بالمطي فهذا البان والعلم

وتلك نار قرى الأحباب تضطرم

وهذه هي أطلال الأحبّة إذ

للروح ممتشق فيها وملتثم

دار بها من رياض الجنّة ازدهرت

على الدنا روضة تحيا بها الأمم

دار حوت قبر خير المرسلين ومن

لولاه دام بهذا العالم العدم

ألّف العديد من الكتب الشرعية والرسائل الدينية، وصنّف وشرح "مجلة الأحكام الشرعية" من كتاب البيوع إلى المادة 1728 في ستة مجلّدات، في الفقه الحنفي، وهي أوّل محاولة لجمع الأحكام والمعاملات الخاصّة بالفقه الإسلامي، و"الأجوبة النفائس في حكم ما اندرس من المقابر والمساجد والمدارس" 1338 هـ، وله رسائل في علم الأوقاف، وفي فقه النكاح وغيره، ورسالة مخطوطة في الردّ على ثلاثة أسئلة، وردت من شيعة مدينة بعلبك، يسألون فيها العلامة الأتاسي عن دليل أهل السنّة على كون الصلوات المفروضة خمسًا، وفي حكم المجنون إذا مات مجنونًا هل يسئل يوم القيامة أم لا، وهل يعذّب إن كان كافرًا أو عاصيًا، أم لا وهل يدخل الجنّة أو النار، أو هو من أصحاب الأعراف، وعن المراد بما حول المسجد الأقصى في قوله تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} .

وله مناظرات مع علماء عصره أمثال الشيخ عبد الجواد القاياتي.

أنجب ذريّة مباركة، اشتهر منهم: ابنه الشيخ طاهر الأتاسي مفتي حمص، والزعيم الوطني هاشم الأتاسي رئيس المؤتمر السوري، ورئيس الجمهوريّة السوريّة (ثلاث مرّات)، وكبير أعيان حمص محمد مظهر، والمناضل خليل الأتاسي.

ص: 100

أثنى عليه الأديب عبد الغني العطري، فقال:"كان بحرًا في العلوم الشرعية، والفقه والقانون، يرجع إليه الناس بكلّ ما أشكل عليهم، وكان زعيمًا قبل أن تظهر الزعامات، ووطنيًا قبل أن يقف رجال الوطنية على أقدامهم، ويبقى له الحبّ والاحترام لدى كلّ من عرف تاريخه المجيد، وقدر نضاله".

توفي بمدينة حمص في السادس عشر من شعبان سنة 1326 هـ، ودفن في مقبرة الأسرة الأتاسيّة.

* * *

‌1717 - الشيخ الفاضل الإمام الفقيه خالد بن يزيد الزيّات، رحمه اللَّه تعالى

*.

من أصحاب الإمام.

قال: سمعته يقول: من أبغضني جعله اللَّه مفتيًا.

قال: وقال أبو حنيفة: الفتيا ثلاث؛ فمن أصاب خلص نفسه، ومن أفتى بغير علم ولا قياس هَلَكَ وأهْلَكَ، والثالث جاهل يريد العلوم، لم يعلم، ولم يقس.

قال خالد: قيل لأبي حنيفة عند ذلك: وهل عبدت الشمس إلا بالمقاييس؟ قال: غفر اللَّه لك، الفهم الفهم، ثم القياس على العلم، وسل اللَّه التوفيق للحق

(1)

.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 3: 198، 199.

(1)

لم يذكر المصنّف وفاته، وبرواية عن الإمام الأعظم يكون من رجال القرن الثاني.

ص: 101

‌1718 - الشيخ الفاضل الفقية خالد بن يوسف بن خالد السمتي الإمام ابن الإمام

*.

تفقّه على أبيه

(1)

، الآتي ذكره في محلّه.

أورد له ابن عدي حديثًا منكرًا، متنه "ما من أحد إلا وعليه عمرة وحجّة واجبتان".

* * *

‌1719 - الشيخ الفاضل العالم الكبير المحدّث الجليل الفقيه البارع خالد سيف اللَّه بن زبن العابدين بن عبد الأحد الرحماني، أطال اللَّه بقاءه

* *.

ولد 4 جمادى الأولى 1376 هـ في قرية "قاضي محله" من أعمال "دَرْبَهنْكَه" من أرض "بِهَار" الهند.

كان جدّه الصحيح مولانا عبد الأحد من كبار العلماء، ومن فضلاء دار العلوم ديوبند، وكان شيخ الحديث في المدرسة الأحمدية مدهوبني، وله كثير من التلامذة في أرض "بهار".

* راجع: الطبقات السنية 3: 199.

(1)

ذكر السمعاني أن وفاته كانت سنة تسع وأربعين ومائتين.

* * قاموس الفقه 1: 200 - 208.

ص: 102

قرأ مبادئ العلم في بيته على أمّه الحنين وجدّته، وقرأ على والده الماجد الكتب الابتدائية من الفارسية والعربية، ثم التحق بمدرسة قاسم العلوم الحسينية دَرْبَهنْكَه، وقرأ فيها سنتين، ثم التحق بالجامعة الرحمانية بـ "مُونْكير"، وقرأ فيها من كتب الدرجة المتوسّطة إلى تكميل الحديث تحت ظلّ أمير الشريعة الرابع العلامة منة اللَّه الرحماني.

ومن شيوخه فيها: المحدّث الكبير السيّد شمس الحق، ومولانا إكرام علي، ومولانا حسيب الرحمن، ومولانا فضل الرحمن القاسمي، ومولانا فضل الرحمن الرحماني، وغيرهم، ممن درّس في ذلك الحين في تلك المدرسة.

ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ كتب الحديث مرّة ثانية، وقرأ المجلد الأول من "صحيح البخاري" على العلامة شريف حسين الديوبندى، والمجلّد الثاني على العلامة المفتي محمود حسن الكنكوهي، رحمهما اللَّه تعالى.

ومن شيوخه فيها أيضًا: العلامة حسين البهاري، ومولانا نصير أحمد خان، والمفتي نظام الدين، ومولانا السيّد أنظر شاه الكشميري، ومولانا معراج الحق،، ومولانا محمد نعيم، ومولانا محمد سالم القاسمي.

وبعد تكميل الحديث الشريف وصل إلى وطنه، وتدرّب في القضاء والإفتاء سنتين، فجدّ، واجتهد، ودأب، وذلك تحت إشراف العلامة القاضي مجاهد الإسلام، والشيخ محمد شفيع البهلواروي، رحمهما اللَّه تعالى.

وبعد الفراغ لبَّى دعوة الشيخ العلامة حميد الدين الحسامي، فسافر إلى "حيدر آباد"، والتحق بدار العلوم حيدر آباد، وذلك في سنة 1397 هـ، وبعد سنة انتقل منها إلى دار العلوم سبيل السلام، وعين صدر المدرّسين فيها سنة 1399 هـ، وأقام هنا إلى سنة 1420 هـ، وفي آخر هذه المدة الطويلة درس "صحيح البخاري" أيضًا، وأجرى في هذه الجامعة قسم التخصّص في الفقه

ص: 103

الإسلامي، ثم أجري قسم الدعوة وقسم الأدب العربي، ثم فاروق من هذه الجامعة أسّس المعهد العالي الإسلامي حيدر آباد.

من مصنفاته: "جديد فقهي مسائل"، و"حلال وحرام"، و"كتاب الفتاوى"، و"إسلام كا نظام عشر وزكاة"، و"طلاق وتفريق"، و"نيا عهد"، و"نئ مسائل"، و"خواتين أور انتظامي مسائل"، و"مسجد كي شرعي حيثيت"، "قاموس الفقه"، و"آسان أصول فقه"، و"أصول فقه بر محاضرات كا مجموعه"، و"تحقيق وتعليق مختارات النوازل"، و"قرآنيات"، و"قرآن ايك إلهامي كتاب"، "24 آيتين"، و"فقه القرآن".

وفي الحديث:

"آسان أصول حديث"، و"علوم الحديث"، و"تكملة آثار السنن" أول.

وفي الفرق والمذاهب:

"راه اعتدال"، و"مروّجه بدعات"، و"فقهاء اسلام كي نظر مين "يهوديت أور عيسائيت" ايك مطالعة، و"مسلم برسنل لاء ايك نظر مين"، و"حقائق أور غلط فهميان"، و"عورت اسلام كي سائى مين".

في السيرة والتذكرة:

"مختصر سيرت بن هشام"، و"خطبات بنكلور" دوم، و"حيات مجاهد"، و"وه جو بيجتى تهى دواء دل".

في الدعوة والتذكير:

"نقوش موعظت"، و"عصر حاضر كى سماجي مسائل"، و"ديني وعصري تعليم"، و"مسائل أور حل"، و"آسان دينيات"، و"شمع فروزان"، وغيرها من الكتب الضخام والرسائل.

وصاحب الترجمة موجود إلى الآن بقيد الحياة، أطال اللَّه بقاءه.

* * *

ص: 104

‌1720 - الشيخ الفاضل العلامة خان محمد التونسوي بن نور محمد بزدار التونسوي

*.

ولد سنة 1302 هـ تقريبا في "تونسه شريف"، من أعمال "بنجاب" من "باكستان".

ترك وطن آبائه في صغر سنّه، وورد "وَهْوَا"، وكان هذا الموضع مركزا للعلم والعلماء في ذلك العصر.

قرأ فيها مبادئ العلم، ثم سافر إلى أزهر الهند دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية على إمام الوقت شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وقرأ أيضًا على محدّث العصر الإمام أنور شاه الكشميري، وفرغ من تحصيل العلوم والفنون سنة 1344 هـ، وفاز بدرجة الامتياز، وبعد الفراغ وصل إلى وطن آبائه، والتحق مدرّسا بالمدرسة العربية النعمانية بـ "ملتان" سنة 1348 هـ.

وأقام في مسند التدريس عشر سنين.

ومن تلاميذه: العلامة عبد الستار التونسوي، والشيخ محمد يوسف، والشيخ عبد العزيز البيروي، والشيخ فقير محمود، وغيرهم.

توفي 7 ربيع الثاني 1406 هـ. وكان عمره إذ ذاك تسعين سنة تقريبا.

ترك بنين، منهم: الشيخ الحافظ عبد الرحمن الفاروقي، والشيخ سيف الرحمن خان، والشيخ حفيظ الرحمن خان، والشيخ حبيب الرحمن خان.

* * *

* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب: 1: 144 - 149.

ص: 105

‌1721 - الشيخ الفاضل العلامة القاضي خان محمد المرجاني بن ميان دولا بن طوراخان بن دراج خان بن لعل خان بن موسى بن نورا المرجاني

*.

ولد في قرية "مرجان" من أعمال "بنون".

سافر إلى "حيد رآباد"، وشارك في درس الشيخ محمد زمان خان.

وأقام عنده تسع سنين متواليا، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، وحجّ، وزار، وأقام في الحجاز ثلاث سنين، ثم وصل إلى "مرجان"، وبنى فيها مدرسة، ودرّس وأفاد وأجاد.

توفي 28 ذى الحجة 1326 هـ. وصلى على جنازته القاضي عبد الباقي بن القاضي أحمد الدين.

ودفن في مقبرة آبائه بـ "مرجان".

* * *

‌1722 - الشيخ العالم الصالح الفقيه خرّم علي البلهوري، أحد العلماء المشهورين

* *.

ولد، ونشأ بـ "بَلّهور" -بفتح الموحّدة وتشديد اللام- قرية من أعمال "كانبور"

(1)

.

* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب: 1: 150 - 153.

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 178.

(1)

"كانبور" كانت معسكر الإنكليز، فتدرجت في العمارة، حتى صارت بلدة كبيرة، على شاطئ نهر "كنك" وهى اليوم يكز لتجارة متّسعة في الأديم، والثياب، وغيرها.

ص: 106

وسافر للعلم، وقرأ الكتب الدرسية على أبناء الشيخ ولي اللَّه الدهلوي، ثم أخذ الطريقة عن السيّد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولازمه زمانا، (ثم رجع إلى "الهند" قبل معركة "بالاكوت" وشهادة السيّد.

وله قصيدة قويّة بليغة في التحريفعلى الجهاد والشهادة وبيان فضلهما، كانت تُنْشَدُ في المعارك الحربية عند الزحف في معسكر السيّد الإمام)، ثم سافر إلى "باندا"، فقرّ به إليه نواب ذو الفقار خان، وولّاه الترجمة والتصنيف.

له "غاية الأوطار" ترجمة "الدرّ المختار" في الفقه الحنفي بالهندية، شرع أولا من "كتاب النكاح"، فأتمّها، ثم شرع "كتاب الحجّ" منها، ثم شرع في الترجمة والشرح من أولها، فبلغ إلى باب الأذان، ولم يمهله الأجل لإتمامها، وله ترجمة "مشارق الأنوار" للصغاني في الحديث، وشرحه بالهندية، وله "شفاء العليل" ترجمة "القول الجميل"، وله "نصيحة المسلمين" رسالة مشهورة، في نصر التوحيد والسنّة على طراز "تقوية الإيمان" للشيخ إسماعيل الشهيد، وله رسالة في قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة.

توفي في "آسيون"، ودفن بها سنة إحدى وسبعين، وقيل: ستّ وسبعين ومائتين وألف.

* * *

‌1723 - الشيخ الفاضل الفقيه خُسْرُو الإمام العلامة الشهير بملا خسرو

*.

* راجع: الطبقات السنية 3: 199 - 201.

ص: 107

واسمه في الأصل محمد، وإنما سمي بهذا الاسم لأن شخصًا من أمراء الجند كان يقال له: خسرو، تزوج بأخت المولى المذكور، فلما مات والده

(1)

وهو صغير كفله الأمير المذكور، واشتهر إذ ذاك بأخي زوجة خسرو، ثم غلب عليه الاسم، فقيل له: خسرو. كذا في "الشقائق".

وأخبرني المولى الفاضل مصطفى جلبي، سِبط صاحب الترجمة، أن اسم خسرو إنما كان يقال لأحد إخوته، وأنه كان يقال له: أخو خسرو، ثم غلب عليه ذلك. ولعلّه أعرف بذلك من غيره.

وإنما ذكرته هنا، ولم أذكره في المحمدين، لأنه صار لا يعرف إلا بهذا، وأكثر الخواص فضلًا عن العوام لا "يعرفون" أنه سمى بمحمد أصلًا.

كان المولى خسرو من العلماء الكبار، وممن له في العلوم تصانيف وأخبار، قرأ على المولى بُرهان الدين حيدر الهروي، مُفتي "الديار الرومية".

وصار مدرسًا فى مدينة "أدِرنة"، بمدرسة يُقال لها: مدرسة شاه ملك، ثم صار قاضيًا بالعسكر المنصور، ثم فوّض إليه بعد موت المولى خضِر بيك قضاء "قُسطَنطينية"، مُضافًا إليها قضاء "الغلطة" و"أسكدار"، وتدريس "أيا صوفية"، وكان إذا توجّه إلى التدريس بالمدرسة المذكورة يمشي قُدامه، وهو راكبٌ سائرُ طلبتِه، وكان السلطان محمد يفتخر به، ويقول عنه: هذا أبو حنيفة الثاني.

وكان مع كثرة غلمانه وحاشيته يتعاطى خدمة البيت الذي أعدّه للمُطالعة والتاليف بنفسه، تواضعًا منه وخدمة للعلم الشريف.

وكان يكتب الخطّ الحسن، وخلف بعد موته بخطّه كتبًا عديدة، منها: نسختان من "شرح المواقف" للسيّد، وصار مُفتيًا بـ "الديار الرومية".

(1)

انظر الأعلام (الحاشية) 7: 219 لاسم والده.

ص: 108

وله تصانيف مقبولة عند الأفاضل، منها:"حوايش على المطوّل"، و"حواش على التلويح"، و"حواش على أوائل تفسير القاضي"، ومتنٌ في الأصول، سماه "مرقاة الوصول"، وشرحه شرحًا سماه "مرآة الأصول"، ومتن مشهور بـ "الدرر"، وشرحه المعروف بـ "الغرر"، و"رسالة في الولاء"، و"رسالة متعلّقة بسورة الأنعام"، وله غير ذلك.

مات في سنة خمس وثمانين وثمانمائة، بمدينة "قُسطنطينية"، وحمل إلى مدينة "بروسة"، ودُفن بها.

كذا لخّصت هذه الترجمة من "الشقائق".

وذكره الحافظ جلال الدين السيوطي في "أعيان الأعيان"، فقال: عالم الروم، وقاضى القضاة بها، ورفيق شيخنا العلامة الكافِيَجي في الاشتغال على المشايخ. كان إمامًا بارعًا، مُفنّنًا، مُحقّقًا، نظّارًا، طويل الباع، راسخ القدم، له "حاشية على تفسير البيضاوي".

* * *

‌1724 - الشيخ الفاضل خضر بن شماف -بتخفيف الميم- النورُوزي القاهري

*.

ولد في سنة خمس وثلالين وثمانمائة، بـ "القاهرة"، ونشأ بها في كنف أبويه، فحفظ القرآن وغيره، واشتغل على تنم

(1)

الفقيه، ولازمه في الفقه

* راجع: الطبقات السنية 3: 203.

وترجمته في: الضوء اللامع 3: 178، 179، وذكر في اسم أبيه أنه يقال له:"شوماف"، وأن كنية المترجم "أبو الحياة".

(1)

هو تنم الأبو بكري المؤيدي. انظر ترجمته في الضوء اللامع 3: 45.

ص: 109

والنحو والصرف وغيرها، وقرأ على ملا شيخ، حين كان بـ "القاهرة" في "شرح الإرشاد" في النحو، وفي "شرح الدرر" كلاهما من تأليفه، وقرأ على العزّ عبد السلام البغدادي "شرح المنار" في الأصول للأقصُرائي، وحضر عند ابن الهمام، وسيف الدين، وقرأ على الشهاب ابن العطّار في "البخاري" وغيره، وسمع على ابن حجر بجامع عمرو.

وحجّ، وزار "بيت المقدس"، وصار خازن الكتب بالصرْغَتْمَشِيّة.

وعرف بلطف العشرة والكياسة، مع التفنّن في الفضيلة.

وانجمع في آخر عمره عن الناس بخزانة الكتب المذكورة، وأعرض عن أمور الدنيا، إلى أن مات

(1)

. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1725 - الشيخ الفاضل خضر بن علي بن مروان بن علي، حسام الدين الآيديني

*.

ويقال له الخطّاب، ويعرف بحاجي باشا.

طبيب متكلّم، من علماء الحنفية.

أصله من "قونية".

ومولده ومنشأه في "آيدين".

سكن "مصر" وتوفي بها سنة 820 هـ.

(1)

تمام هذا في الضوء اللامع: في يوم الثلاثاء، خامس رجب، سنة خمس وتسعين، بمنشية المهراني، وصلى عليه من الغد، ودفن.

* راجع: الأعلام للزركلي 2: 307.

ص: 110

له كتب في الطبّ وغيره، منها:"التسهيل" طبّ، و"الفريدة في ذكر الأغذية المفيدة"، و"شفاء الأسقام ودواء الآلام" مجلّد ضخم في الطبّ، رأيته في خزانة الرباط (1561 كتاني)، ومنه نسخة في "دمشق"، وفي شستربتي 4011 و 4598، و"اختيارات الشفاء" مختصره، في طوبقبو، و"حاشية على شرح مطالع الأنوار" في المنطق والحكمة للأرموي، و"مجمع الأنوار" في التفسير، و"السعادة والإقبال" في شستربتي (4923)، و"شرح طوالع الأنوار" للبيضاوي، في علم الكلام

(1)

.

* * *

‌1726 - الشيخ الفاضل خضر بن عُمر بن علي بن عيسى الرومي الصالحي صلاح الدين، المعروف بابن السيوفي

*.

كان فاضلًا، خيرًا، دينًا، حسن الشكل، وكان شيخ زاوية جدّه بسفح "قاسيون".

وتُوفي سنة ستّ وسبعين وسبعمائة.

وجمع كتابًا في الأحكام.

ذكره ابن طولون في "الغرف العلية"، وذكر من روايته أن الأوزاعي، قال: السلامة عشرة أجزاء، منها تسعة في التغافل. وأن أحمد ابن حنبل لما سمع ذلك قال: يرحم اللَّه الأوزاعي، عشرتها في التغافل.

* * *

(1)

هدية 1: 345، ونشرة 2: 3، وكشف 1049، وطوبقبو 3: 852، 853 و 326.

* راجع: الطبقات السنية 3: 204.

ص: 111

‌1727 - الشيخ الفاضل خضر بن محمد بن خضر، يتصل نسبه بموسى الكاظم

*.

قاض، من أهل "بغداد". اشتغل بالتدريس. وكان فقيها فاضلا، فشرح "الوهبانية" في فقه الحنفية، و"المنظومة العمروطية" في النحو.

وله "مجموعة" في الأدب.

وولي القضاء في أكثر ألوية "العراق" متنقلا بينها، قرابة 35 عاما.

ثم كان من أعضاء مجلس التمييز الشرعي بـ "بغداد" إلى أن توفي سنة 1345 هـ

(1)

.

* * *

‌1728 - الشيخ الفاضل الفقيه خضر بن محمد الأماسي

* *.

فقيه، حنفي، فرضي، متأدّب، من علماء "الروم".

كان مفتي بلدية "أماسية".

له كتب، منها:"أنبوب البلاغة" في دار الكتب، أنجزه سنة 1061، وهو نظم لـ "تلخيص المفتاح"، و"الإفاضة" شرح لـ "إنبوب البلاغة"، و"لب الفرائض"، اختصر به "فرائض السجاوندي"

(2)

.

توفي سنة 1100 هـ.

* * *

* راجع: الأعلام 2: 307.

(1)

لب الألباب 214 - 217.

* * راجع: الأعلام للزركلي 2: 307.

(2)

هدية 1: 347 وفيه: وقيل وفاته سنة 1086 ودار الكتب 2: 177.

ص: 112

‌1729 - الشيخ الفاضل خضر بن يوسف الرومي، الشهير والده بالمِعمارستان

*.

ذكره الحافظ السيوطي في "الفلك المشحون"، فقال: في يوم الثلاثاء تاسع عشري صفر، سنة إحدى وتسعمائة، وورد علينا من "إستانبول" الإمام العالم العلامة خضر بن يوسف، الشهير والده بالمعمارستان، وذكر أن له عن "إستانبول" نحو خمسة أشهر، وأنه قدم علينا لأجل الحج، وأثنى على بلاده وملكهم خيرًا كثيرًا.

وسألته عن العدو الذي تحرّك من الفِرِنج على بلادهم، فذكر أن أخاه -يعني أخا ملك الفِرِنج- ضعف أمره وسكن شره.

وسمع من لفظي الحديث المسلسل بالأولية، كتبت له إجازة تجمع مروياتي ومؤلفاتي. انتهى.

* * *

‌1730 - الشيخ الفاضل خَضِر الرومي المرزيفوني الأصل الملقّب خير الدين، معلّم السلطان مصطفى بن السلطان سليمان

،

* راجع: الطبقات السنية 3: 204.

وترجمته في: الشقائق النعمانية 1: 156، 157. وذكر صاحبها أن أصل المترجم من ولاية منتشأ.

ص: 113

تغمّدهما اللَّه تعالى برحمته *.

ذكره في "الشقائق"، وأثنى عليه بالفضيلة، وذكر أنه صار مدرّسًا ببعض المدارس، وأنه رأى له بعض تعاليق على بعض المواضع، منها:"حواش على قسم التصديقات من شرح الشمسية".

وأرّخ وفاته في سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1731 - الشيخ الفاضل خضر الرومي، الشهير بخير الدين الأصفر

* *.

ولد في مدينة "أنقِرة"، ثم إنه قرأ في مدينة "إستانبول" على المولى سعدي بن ناجي، وغيره، ودرّس بعدّة مدارس.

وكانت وفاته سنة خمس وأربعين وتسعمائة. تغمّده اللَّه تعالى برحمته، وهو من رجال "الشقائق".

* * *

‌1732 - الشيخ العارف باللَّه تعالى المولى، خضر بيك ابن المولى أحمد باشا

* * *.

تربى عند أبيه، وحصل الفضيلة العلمية، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان مراد الغازي بـ "بروسه"، وعين له كلّ يوم ثلاثون درهما، ومال إليه

* راجع: الطبقات السنية 3: 205.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 206.

وترجمته في: الجواهر المضية، برقم 557، وفيها "خطلج"، بالجيم المعجمة.

* * * راجع: الشقائق النعمانية ص 262.

ص: 114

أفاضل الطلبة، وحصلوا عنده الفضيلة العلمية، ثم مال إلى طريقة الصوفية، واتّصل بخدمة الشيخ العارف باللَّه السيّد أحمد البخاري المدفون بمدينة "قسطنطينية"، وحصل عنده طريقة الصوفية.

وهذّب أخلاقه، وصار متواضعا، متخشّعا، صاحب أدب ووقار وهيبة وسكون، مراعيا للشريعة حافظا لأدب الطريقة، مقبولا عند الخواص والعوام، فصار ذاته الكريم من نوادر الأيام.

وتوفي رحمه اللَّه تعالى في سنة ثلاث أو أربع وعشرين وتسعمائة. روّح اللَّه تعالى روحه، وأوفر في فراديس الجنان فتوحه.

* * *

‌1733 - الشيخ الفاضل العلامة، خضر بيك بن جلال الدين العالم المحقّق المدقّق الفهّامة

*.

قرأ في بلاده مبادئ العلوم على والده، ثم على المولى يكان، ولازمه وتخرّج به، وصاهره على ابنته، وصار قاضيًا ببعض النواحي، وكان كثير المحبّة للعلم، كثر الطلب له، حتى كان يقال لم يكن بعد الشمس الفناري بعلوم العربية أعلم منه.

واتفق في أوائل سلطنة السلطان محمد خان، عليه الرحمة والرضوان، مجيء رجل من بلاد العرب، واسع الاطلاع في العلوم العربية، واجتمع بعلماء

* راجع: الطبقات السنية 3: 201 - 203.

وترجمته في الشقائق النعمانية: 1: 37، وفيه "حضر بك".

وترجمته في الشقائق النعمانية 151 - 156، والضوء اللامع 3: 178، الفوائد البهية 70، كتائب أعلام الأخيار، برقم 668، كشف الظنون 2:1348.

ص: 115

"الديار الرومية" عند السلطان المذكور، وسألهم عن بعض المسائل المتعلقة بالعلوم العربية، فعجزوا عن جوابها، وانقطع الجميع، فحصل للسلطان بسبب ذلك غضب زائد، ورأى عارًا على نفسه أن تكون بلده خالية من عالم يقوم بالجواب عمّا يرد من مثل هذه المسائل المشكلة، فذكر عنده المولى خضر بيك، فأحضره من تلك الناحية، فحضر إليه، وكان إذ ذاك يلبس لباس الجُند، وكان سنّهُ يومئذ نحو ثلاثين سنة، فازدراه الرجل المذكور لصغر سنّه، ولكونه بغير زيّ أهل العلم، وسأله عن بعض المسائل الدقيقة، فأجاب عنها بأحسن الأجوبة.

ثم إن المولى المذكور سأل الرجل عن مسائل شتى، في فنون عديدة، فلم يجب عنها، وانقطع، فسُرّ السلطان محمد به، وحصل له فرح زائد، ووجّه له تدريس مدرسة جدّه السلطان محمد خان بمدينة "بروسة"، وعيّن له كلّ يوم خمسين درهمًا عثمانيًا، ثم صار مدرّسًا بإحدى المدرستين المتجاورتين بمدينة "أدرنة".

ثم لما فتح السلطان محمد مدينة "قُسطنطينية" جعله قاضيًا بها، وهو أول من وليها من القضاة، وتوفي وهو قاض بها، في سنة ثلاث وستين وثمانمائة.

وكان، رحمه اللَّه تعالى، من فضلاء دهره وأماثل عصره، أخذ عنه جماعة كثيرة، منهم: المولى القسطلاني، والمولى مصلح الدين الشهير بخواجه زاده، والمولى شمس الدين الخيالي، وغيرهم.

كذا لخّضتُ هذه الترجمة من "الشقائق النعمانية".

وفي "الضوء اللامع" للسخاوي، ما نصّه: خضر بيك بن القاضي جلال الدين بن صدر الدين بن حاجي إبراهيم، العلامة خير الدين الرومي الحنفي، أحد علماء "الروم" ومدرّسيهم وأعيانهم.

ص: 116

ولد في مُستهلّ شهر ربيع الأول، سنة عشر وثمانمائة، ونشأ بمدينة "بروسة"

(1)

، فتفقّه بالبرهان حيدر الخافي، والفناري، وقرأ يعقوب

(2)

القرماني، وغيرهم.

وبرع في النحو والصرف، والمعاني والبيان، وغيرها.

وصنّف وجمع، وأفاد ودرّس، ومن تصانيفه:"حواش على حاشية الكشّاف" للتفتازاني، و"أرجوزة في العَروض"، وأخرى في العقائد.

وولي تدريس "الجامع الكبير" بـ "أدرنة"، ومدرسة السلطان مراد.

وقدم "مكة"، في سنة تسع وخمسين، فلقيه ابن عزم المغربي، وأفادنيه. وقال: إنه مات في سنة ستين. انتهى ما في "الضوء اللامع".

والظاهر أن خضر بيك هذا هو الذي ذكره صاحب "الشقائق"، وأن الترجمتين لشخص، والتفاوت في تاريخ الوفاة بين الكتابين يسير، واللَّه تعالى أعلم.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية" ص 70: أرّخ السخاوي في "الضوء اللامع في الأعيان القرن التاسع" وفاته سنة ستين. حيث قال خضر بيك بن القاضي جلال الدين بن صدر الدين بن حاجي إبراهيم خير الدين الرومي الحنفي أحد علماء "الروم"، ومدرّسيهم وأعيانهم، ولد في مستهلّ سنة عشر وثمانمائة، ونشأ في مدينة "بروسا"، وتفقّه بالبرهان حيدر والفناوي، وبرع في النحو والمعاني والبيان. وصنّف، وأفاد، ومن تصانيفه:"حواش على حاشية الكشّاف" للتفتازاني، و"أرجوزة" في العروض،

(1)

في الضوء والفوائد: "بورسا".

(2)

هو يعقوب بن إدريس بن عبد اللَّه النكدي، ولد بنكدة من بلاد القرامان، وهو المشتهر بقره يعقوب.

انظر الفوائد البهية 226.

ص: 117

وأخرى في العقائد، وقدم "مكة" سنة تسع وخمسين. ومات سنة ستين وثمانمائة، انتهى.

* * *

‌1734 - الشيخ الفاضل خضر الزين أو خير الدين الرومي، نزيل "القاهرة

" *.

شيخ مسجد، يعرف بكعب الأحبار، ووالد البرهان الحنفي، ممن كان الظاهر جقمق يكرمه.

ودرّس، وممن أخذ عنه الزين عبد الرحيم المنشاوي، وقال: أنه مات بـ "بيت المقدس" بعد أيام الظاهر، وأثنى عليه، وكذا قرأ عليه تغري بردي بن أبي بكر.

* * *

‌1735 - الشيخ الفاضل خضر شاه الرومي، المنتشلي الأصل

* *.

قرأ في بلاده مبادئ العلوم، ثم رحل إلى "الديار المصرية"، وأقام بها نحو خمس عشرة سنة، ملازمًا للاشتغال بالعلم، حتى مهر، ثم عاد إلى "الديار الرومية"، وصار مدرّسًا بمدرسة "بلاط"، وعُيّن له كلّ يوم خمسة عشر درهمًا.

* راجع: الضوء اللامع: 3: 181.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 204، 205.

ص: 118

ولما بنى السلطان مراد خان مدرسته بمدينة "بروسة"، وعيّن لمدرّسها كلّ يوم خمسين درهمًا، طلب من الشيخ أن يكون مدرّسًا بها فلم يقبل، وقال: إن الزيادة على الخمسة عشر درهمًا تشغل عليّ قلبي، وتُشوّش خاطري، وفي الخمسة عشر كفايةٌ.

وكان، رحمه اللَّه تعالى، خيّرًا، ديّنًا، متواضعًا، يركب الحمار، ويتوجّه عليه إلى مصالحه، ولا يبالي بالدنيا أقبلت أو أدبرت.

وكانت وفاته بمدينة "قسطنطينية"، سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة.

وخلّف ولدين، يُقال لأحدهما درويش محمد، وللآخر زين الدين محمد، وكان عندهما فضيلة.

* * *

‌1736 - الشيخ الفاضل الخطاب بن أبي القاسم الرومي القراحصاري الإمام زينُ الدين

*.

ذكره ابن طولون في حرف الحاء المهملة فيمن اسمه حيدر، والصحيح أنه الخطّاب، كما هنا.

وقال: له "شرح على الكنز"، و"شرح على المختار"، و"شرح على المنار"، قال: وقد وقفت عليها بـ "دمشق".

* راجع: الطبقات السنية 3: 206.

وترجمته في تاج التراجم 27، والفوائد البهية 70، والجواهر المضيئة برقم 556، كتائب أعلام الاخبار برقم 538، كشف الظنون 2: 1515، 1824، 1868.

ص: 119

وقال الشيخ قاسم: له "شرح المنظومة" في مجلّدين، فرغ منه في صفر، سنة سبع عشرة وسبعمائة، وكان قد ورد "دمشق"، ثم رجع إلى بلاده.

قلت: نسبته إلى "قره حصار"، مدينة بـ "الروم"، بينها وبين "قسطنطينية" عشر مراحل، ذكره أحمد بن يوسف الدمشقي في "أخبار الدول وآثار الأول".

* * *

‌1737 - الشيخ الفاضل خطلح بن عبد اللَّه، أبو محمد الأتابكي ويُسمى عبد الهادي

*.

تفقّه وسمع، وحدّث، وسمع منه السمعاني.

مات سنة سبع وخمسين وخمسمائة، في شهر رمضان، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1738 - الشيخ الفاضل المحدث خطلح بن قُمرية بن عبد اللَّه التركي الواسطي

* *.

سمع منه الحافظ زكي الدين المنذري

(1)

. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 3: 206.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 207.

(1)

كانت وفاة زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري سنة ستّ وخمسين وستمائة، فالمترجم من رجال النصف الأول من القرن السابع.

ص: 120

‌1739 - الشيخ الفاضل الفقيه خلف بن أحمد بن عبد اللَّه، أبو القاسم الضرير الفقيه الشلْحي

*.

بالشين المعجمة واللام والحاء المهملة: نسبة إلى "الشلح"، قرية من قرى "بغداد"، وكان بها مولده.

ذكره الصفدي في "نكت الهميان"، فقال: قدم "بغداد"، وقرأ على قاضي القُضاة أبي عبد اللَّه محمد ابن الدامغاني، وغيره، حتى برع في المذهب والأصول والخلاف، وكان يدرّس بمشهد أبي حنيفة، رضي اللَّه تعالى عنه.

وسمع من الشريف أبي نصر الزينبي، وأبي عبد اللَّه الدامغاني، وأبي الحسين المبارك ابن أحمد الصيرفي. وحدّث باليسير، وسمع منه السِّلَفي وغيره.

وتوفي سنة خمس عشرة وخمسمائة. انتهى.

وذكره وأثنى عليه، وذكر أنه دفن بمقبرة الخيزران

(1)

، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1740 - الشيخ الفاضل المحدث خلفُ بن أحمد بن الفضل بن جعفر بن يعقوب بن إبراهيم

* راجع: الطبقات السنية 3: 207.

وترجمته في: الجواهر المضية، برقم 559، نكت الهميان 149.

وشلح، بالكسر: بلدة قرب عكبراء. ويقال في النسبة الفتح أيضًا.

انظر تاج العروس (ش ل ح).

(1)

انظر الجواهر المضية، ففيها فضل عمّا هنا.

ص: 121

أبو القاسم التميمي الحوفي *.

سمع بـ "مصر" من الحافظ عبد الغني، وغيره.

وذكره قُطب الدين في "تاريخ مصر"، والذهبي في "تاريخ الإسلام"، وقال: مات سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقال: ليس هو بالحوفي صاحب "الإعراب".

قال في "الجواهر": قلت الحوفي صاحب "الإعراب" اسمه علي بن إبراهيم بن سعيد

(1)

.

* * *

‌1741 - الشيخ الفاضل خلفُ بن أحمد البغدادي، أبو القاسم

* *.

ذكره أبو سعد في "ذيله"، وقال: ذكره أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي في كتاب "الإجازات المترجمة بالحروف المعجمة"، فقال: الإمام خلفُ بن أحمد الحنفي البغدادي.

كذا ذكره في "الجواهر" من غير زيادة، ثم أعقبه بقوله هو

(2)

.

* راجع: الطبقات السنية 3: 208.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 560.

(1)

في النسخ، والجواهر:"سعد"، والمثبت من ترجمته في إنباه الرواة 2: 219، 220.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 208.

(2)

هكذا ورد في النسخة التي وقعت للمولّف، على أن الكلام متّصل، وأن الترجمتين لشخص واحد، وهو ما سيعقب عليه بعد قليل، ولكن النسخة المطبوعة في الهند من الجواهر تتم فيها ترجمة خلف بن أحمد بتمام كلام =

ص: 122

‌1742 - الشيخ الفاضل الفقيه خلَفُ بن أيوب من أصحاب محمد وزفر

*.

له مسائل؛ منها مسألة الصَّدقة على السائل في المسجد، قال: لا أقبل شهادةَ من تصدّق عليه.

قلت: وعندي شُبهة في كون الترجمتين لشخص واحد، وإن ظفرت بما يزيلها ألحقته.

قال سلمة: لو جُمِعَ علم خلفٍ لكان في زاوية من علم علي الرازي، إلا أن خلف بن أيوب أظهر علمه بصلاحه

(1)

.

= أبي حفص النسفي، حيث جاء فيها:"فقال: الإمام خلف بن أحمد الحنفي البغدادي هو خلف الزاهد" فكيف تكون ترجمته هي ترجمة خلف ابن أيوب!!! وسيورد المصنّف في آخر ترجمة خلف بن أيوب قصّة ينقلها عن هامش نسخة من الجواهر المضية تمثل زهد خلف بن أيوب، فلعلّه اعتبر الخلاف في اسم الأب: أحمد بن أيوب!. وانظر حاشية الجواهر المضية (تحقيقي) 2: 170.

* راجع: الطبقات السنية 3: 209 - 211.

وترجمته في: إيضاح المكنون 1: 48، تاج التراجم 27، التاريخ الكبير 2: 1: 196، تقريب التهذيب 1: 225، تهذيب التهذيب 3: 148، الجرح والتعديل 1: 2: 370، 371، الجواهر المضية، برقم 562، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 105، طبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده، صفحة 43، العبر 1: 367، الفوائد البهية 71، كتائب أعلام الأخيرا، برقم 108، ميزان الاعتدال 1:659.

(1)

في الجواهر المضية بعد هذا زيادة: "وزهده".

ص: 123

يُروى أنْ خلفًا فرّق بين مسألتين، فلم يقنع السائل به فقال: الفرقُ بحبّة

(1)

لا بالجُوالق

(2)

.

وقيل لخلف بن أيوب: إنك مولَع بالحسن بن زياد، وإنه يُخفّف الصلاة. قال: لأنه حذقها -يعني أتمّ ركوعها وسجودها- وفي الخبر: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخفّهم صلاة في تمام

(3)

.

وتفقّه خلف على أبي يوسف أيضًا، وأخذ الزهد عن إبراهيم بن أدهم، وصحبه مدّة، وروى عن أسد بن عمرو البَجَلي، وسمع الحديث من إسرائيل بن يونس، وجرير بن عبد الحميد.

وروى عنه أحمد، ويحيى، وأيوب بن الحسن الفقيه الزاهد الحنفي.

قال الحاكم: قدم "نيسابور" في سنة ثلاث ومائتين، فكتب عنه مشايخنا.

(1)

في الجواهر: بنكتة.

(2)

في الجوالق: بكسر الجيم واللام، وبضمّ الجيم وفتح اللام كسرها: وعاء.

(3)

أخرجه مسلم، في: باب أمر الأئمة تخفيف الصلاة فيتمام، من كتاب الصلاة. صحيح مسلم 1:342.

والترمذي، في: باب ما جاء إذا أم أحدكم الناس فليخفف، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذي 2:37.

والنسائي، في: باب ما على الإمام من التخفيف، من كتاب الإمامة. المجتبى من السنن 2:74.

والدارمي، في: باب ما أمر الإمام من التخفيف في الصلاة، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي 1:289.

والإمام أحمد، في المسند 3: 162، 170، 173، 231، 234، 254، 255، 274، 274، 276، 277، 279، 282، 340، 5: 218، 219.

ص: 124

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره المزّي في "الكمال"، وقال: روى له أبو عيسى الترمذي حديثًا عن أبي كُريب محمد بن العلاء

(1)

، ولا أدري كيف هو

(2)

.

قال في "الجواهر": ومتن الحديث: "خصلتان لا تجتمعان في مُنافق؛ حسن سمتٍ، وفقه

(3)

في الدين".

قال في "القُنية": وردّ خلفُ بن أيوب شاهدًا لاشتغاله بالنسخ حالة الأذان.

وذكر خلف بن أيوب هذا الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام"، وعظّمه، وأثنى عليه.

ونقل عن الحكم في "تاريخه"، أنه قال: سمعتُ محمد بن عبد العزيز المذكّر، سمعت محمد بن علي البيكندي الزاهد، يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن السبب لثبات مُلك آل سامان، أن أسد بن نوح جدّ الأمير إسماعيل، خرج إلى المعتصم، وكان شُجاعًا عالمًا، فتعجّبوا من حُسنه ومن عقله، فقال له المعتصم: هل في أهل بيتك أشجع منك؟ قال: لا. قال: فهل في أهل بيتك أعقل وأعلم منك؟ قال: لا. فما أعجب الخليفة ذلك.

(1)

جامع الترمذي (باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، من كتاب العلم). عارضة الأحوذي 10: 157.

(2)

اختصر المصنف كلام الترمذيي، أو سقط منه قوله:"قال: ولا أدري". . . غلخ. ونصّ كلام الترمذي "هذا حديث غريب، ولا نعرف هذا الحديث من حديث عوف إلا من حديث هذا الشيخ خلف بن أيوب العامري، ولم أر أحدا يروي عنه غير أبي كريب محمد بن العلاء، ولا أدري كيف هو"، انظر الجواهر أيضًا.

(3)

في عارضة الأحوذي: ولا فقه في الدين.

ص: 125

ثم بعد ذلك سأله كذلك، فأعاد قوله، وقال: هلا قلت لي: ولم ذلك؟ قال: ويحك ولم ذلك؟ قال: لأنه ليس في أهل بيتي من وطئ بساط أمير المؤمنين وشاهد طلعته غيري. فاستحسن ذلك منه، وولاهُ "بلخ"، فكان يتولى الخُطبة بنفسه.

ثم سأل عن علماء "بلخ". فذكروا له خلف بن أيوب، ووصفوا له علمه وزهده، فتحين مجيئه للجمعة، وركب إلى ناحيته، فلما ترجّل وقصده، فقعد

(1)

خلفٌ وغطّى وجهه، فقال: السّلام عليكم. فأجاب، ولم يرفع رأسه، فرفع الأمير أسد رأسه إلى السماء، وقال: اللّهم إن كان هذا العبد الصالح يُبغضنا فيك فنحن نُحبّه فيك.

ثم ركب ومرّ، فأخبر بعد ذلك أن خلف بن أيوب مرض فعاده، فقال: هل لك من حاجة؟ قال: نعم حاجتي أن لا تعود إليّ، وإن مت فلا تصل عليّ وعليك السواد.

فلمّا توفي شهد أسد جنازته راجلًا، ثم نزع السواد، وصلّى عليه، فسمع صوتًا بالليل: بِتواضعك وإجلالك لخلف ثبتت الدولة في عقبك.

مات خلفٌ سنة خمس ومائتين، ويقال: سنة خمس عشرة ومائتين. وهو الأصح، وقيل: سنة عشرين ومائتين. واللَّه تعالى أعلم.

ورأيت بخطّ بعضهم على هامش نسخة من "الجواهر المضية" معزوًا إلى شرح الشيخ قوام الدين الإتقاني، ما صورته: ومن زهده -يعني خلف بن أيوب- أنه مرض فأهدى إليه شداد رُمّانة، فوضعها عند رأسه، فقال له: من أين هذه الرمّانة؟ قال: من شجرة في داري. فقال: من أيّ ماء سقيتها؟ فقال: من بئر في سكّتي. فقال: أليس دارك في سكّة كذا؟ قال نعم. فقال: إنه لا يطيب لي، ليس لك من ذلك النهر إلا الشقّة، وليس لك أن تسقي الشجرة. فردّها عليه. انتهى واللَّه تعالى أعلم.

(1)

كذا في الأصول.

ص: 126

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية" ص 71: قال الذهبي في "ميزان الاعتدال": خلف بن أيوب العامري البلخي أبو سعيد أحد الفقهاء الأعلام بـ "بلخ". روى عن عوف ومعمر وجماعة، وعنه أحمد وأبو كريب، وخلق، قال ابن حبّان في "الثقات": كان مرجئا غاليا، وقال ابن مَعين: ضعيف، قلت: كان ذا علم وعمل. وقال أحمد بن حنبل: روى عن عوف وقيس المناكير، حكاه العقيلي في ما نقله ابن القطّان، ثم تأمّلت كتاب العقيلي، فوجدت هذه من قبل العقيلي، وأما أحمد، فقال عبد اللَّه: سألت أبي عنه، فلم يثبته، وله في "جامع الترمذي" حديث، وهو "خصلتان لا يجتمعان في منافق حسن سمت وفقه في الدين، ثم قال الترمذي: غريب، لا نعرفه إلا من حديث خلف، ولم أر أحدا يروى عنه غير أبي كريب، ولا أدري كيف هو، قلتُ: مات سنة خمسة ومائتين على الصحيح، انتهى ملخّصا.

* * *

‌1743 - الشيخ الفاضل خلف بن أيوب العامري، البلخي، (أبو سعيد)

*.

فقيه.

تولى الإفتاء بـ "بلخ" و"خراسان".

له الاختيارات في الفقه.

توفي سنة 220 هـ.

* * *

* معجم المؤلفين 4: 104.

وترجمته في إيضاح المكنون 1: 48.

ص: 127

‌1744 - الشيخ الفاضل خلفُ بن أيوب الضرير، الفقية درّس بمشهد الإمام أبي حنيفة، رضي اللَّه تعالى عنه

*.

تفقّه عليه عبد السيّد بن علي أبو جعفر، المعروف بابن الزيتوني

(1)

.

ذكره الدُّبَيثي، في ضمن ترجمته. قاله في "الجواهر".

* * *

‌1745 - الشيخ الفاضل خلفُ بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، أبو المظفّر الخوارزمي المولد، ثم المكّي

* *.

ولد في سنة أربع وخمسمائة

(2)

، وورد "مرو"، وتفقّه بها على أبي الفضل عبد الرحمن الكرماني.

قال ابن النجّار: قدم "بغداد" حاجًا، سنة ستين وخمسمائة، وحدّث بها.

* راجع: الطبقات السنية 3: 211، 212.

(1)

تأتي ترجمة عبد السيّد هذا في حرف العين، وكانت وفاته سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. فالمترجم، شيخه، من رجال النصف الثاني من القرن الخامس وأوائل النصف الثاني من القرن السادس.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 213.

وترجمته في: التحبير 1: 267، 268، الجواهر المضية، برقم 564، العقد الثمني 4:319.

(2)

بخوارزم. كما في الجواهر المضية.

ص: 128

وذكر عن أبي سعد أنه لقيه بـ "خوارزم"، وأنه قدم عليه "مرو"، سنة إحدى وستين، فعقد المجلس في الجامع، وأنه حضر مجلسه.

قال أبو سعد: وكان كثير النكت والفوائد.

قال الذهبي: ذكر القاضي عُمر بن علي الدُّبَيثي، أنه قدم "بغداد" سنة أربع وستين وخمسمائة.

* * *

‌1746 - الشيخ الفاضل خلفُ بن أبي الفتح بن خلف بن أحمد بن عبد اللَّه أبو القاسم المِقري

*.

سِبْط خلف الفقيه الشِّلْحي.

كان يقرأ القرأن بتلاوة حسنة، وكان يحفظ أشعارًا كثيرة، وكان يتبع مظفّرًا التوني

(1)

المِغنّي، ويُغنّي معه.

قال ابن النجّار: علّقت عنه شيئًا كثيرًا، وكان حسن الأخلاق، كيّسًا.

قال ابن النجّار: أنشدنا أبو القاسم خلف القوّال، من لفظه وحفظه، أنشدني أستاذي مظفّر بن الأعزّ التوني، لعبد المحسن الصوري

(2)

:

رَبْعٌ لِعَزَّةَ بالأَشْوَاقِ مَأْهُولُ

عَفَّى فدَمْعُكَ بالأَطْلالِ مَهْطُولُ

(3)

* راجع: الطبقات السنية 3: 212.

وترجمته في: الجواهر المضية، برقم 565.

(1)

انظر الجواهر المضية وحاشيته 2: 174.

(2)

الأبيات في الجواهر المضية 2: 175.

(3)

في الجواهر: "بالأطلال مطلول"، وهو أولى.

ص: 129

عَلَّقْتُ طَرْفِي به كَيْمَا أُسائِلُهُ

والطَّرْفُ بالرَّبْعِ لا بالدَّمْعِ مَشْغُولُ

(1)

وقَدْ دَرَتْ أنَّنِي ما نِمْتُ مُذْ هَجَرَتْ

فَوعْدُها في الكرَى لِلطَّيْفِ تَعْلِيلُ

لَيْلِى كما اقْتَرَحْت والأمرُ في يَدِهَا

ليلٌ طويلٌ بيومِ الحَشْرِ مَوْصُولُ

وكانت وفاةُ صاحب الترجمة في شهر رجب، سنة عشر وستمائة، ودفن بـ "الخيزرانية"، وقد قارب السبعين. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1747 - الشيخ الفاضل خلف بن محمد بن محمد بن علي الزين أبو محمد المشالي ثم الشيشيني القاهري، ثم الشافعي الشاذلي، والد أبي النجا محمد

*.

ولد بـ "مشال" من قرى الغربية، ونشأ بها يتيما، فقرأ القرآن، ثم جوّده بالنحرارية على ابن زين، ثم قدم "القاهرة"، ولازم الشيخ محمد الحنفي وصاحبه أبا العبّاس السرسي، وبه انتفع في الفقه، وأصوله، والعربية، وغيرها، ومما أخذه عنه "البديع" في الأصول لابن الساعاتي بحثا، وأجازه به وبغيره، وكذا قرأ عليه "شرحه" للسراج الهندي، وقرأ على البساطي "أصول الدين"، وعلى ابن الهمام أشياء من العقليات والنقليات، ومنها:"المسايرة" في العقائد المنجية في الآخرة من تأليفه، وكتب له إجازة، وصفه فيها بالأخ في اللَّه الشيخ الأجل نفع اللَّه به، وقال قراءة بحث وتحقيق، فلقد أحسن الاستفادة والإفادة،

(1)

في الجواهر: "به طلبا أسائله"، وفي الأصول خطأ، "والطرف بالدمع لا بالربع مشغول".

* راجع: الضوء اللامع 3: 185، 186.

ص: 130

وصادفت أهليته متقدّمة على القراءة، فوجبت إجازته بها، بل وكلّ ما كان في معناها، فأجزته بهذا الفنّ، وبما أجزت به من أصول وعربية ومنقول ومعقول، والمسئول منه تذكّرى بدعائه الصالح، واللَّه تعالى يديم النفع به، إنه سميع قريب جواد مجيب.

وبلغني أنه لما رام قراءة "المسايرة" عليه أشار ببحثه له أولا، مع أبي العباس السرسي، ففعل، وكذا اجتمع بالقاياتي، وسمع عليه وبشيخنا، وقرض له فيما قيل بعض مناظيمه، وهي كثيرة، فاثنتان في أصول الدين، وواحدة في علم الحديث، وأخرى في السيرة النبوية، وأخرى في أحوال الموت، سماها "المبشّرة"، وأخرى في العربية، وأخرى في فقه الحنفية، وأخرى في "شرح الكنز"، وأخرى في أصول الشافعية، لم تكمل واحدة من الثلاثة، وأخرى اسمها وجوه القرآن، وشرحها، وعمل رسالة في علم الكلام، سماها "السلسلة"، وشرحها، وشرح الحكم لابن عطاء اللَّه، وغير ذلك، كنظم "التلخيص"، ولقيته في زاوية القادرية بـ "القرافة"، فسمعت من لفظه أشياء، لم أكتبها، وكان فاضلا ممن يميل إلى ابن عربي، وينظر في "فتوحاته المكية"، وقام عليه أبو القاسم النويري بسبب ذلك، كما بلغني، وفي الآخر استقرّ في مشيخة جامع ابن نصر اللَّه بقوة، وتصدّى للإقراء والإفتاء على مذهب الشافعي، وحفظ "المنهاج" حينئذ في مدّة يسيرة، وكذا حفظ إذ ذاك "المشارق" للصغاني، و"تفسير الديريني المنظوم" كلّ هذا وقد ناف على السبعين، واستمرّ بقوة، حتى مات في يوم الخميس ثالث المحرّم سنة أربع وسبعين، ودفن داخل مقام أبي النجا فيها، رحمه الله وعفا عنه.

ورأيت له قصيدة تسمى "زهر الكمام في شرح حال الوضوء والصلاة والصيام" على مذهب الشافعي، أرّخ هو كتابته لها في ربيع الأول سنة عشرين، وكذا رأيت بخطّه المؤرّخ كذلك له عقيدة أهل الحق، وطريقة أهل

ص: 131

الصدق، من أهل السنّة من الخلق، قرضها له العلاء القطبي، والد إبراهيم وأخيه، وعندي في ترجمته من معجمي من نظمه ألغاز نحوية.

وترجمه ولده بأنه كان الغالب عليه التصوّف، ومطالعة كلام أهله، والإكثار من نقله، وأنه أخذ الطريق عن جماعة كان يشير من بينهم لمحمد الحنفي، وكان محبا لجمع العامة على الذكر، كثير السآمة من طول الإقامة في بلد، فأقام بكلّ من "القاهرة" و"البرلس" و"إسكندرية" ثم بـ "القاهرة" مدّة، حتى كانت منيته بقوة، وكان قدمها، وهو شابّ، فبات بضريح أبي النجا فيها، وصادف رجلا صالحا، فتذاكر معه في علم الطريق بحيث طابا، وسمع للتابوت قعقعة عجيبة، وإنه لم يغتب أحدا مذ عقل أمره ولا مكن من ذلك بحضرته، مع المداومة على التهجّد، حتى في البرد الشديد، وبعد الشيخوخة، وملازمة المطالعة، وقلة الكلام، وسعة الخاطر، والتأني، والمحبة في الخمول، وعدم التأنق في معيشته، وسائر أحواله، رحمه الله وإيانا، وعفا عنه.

* * *

‌1748 - الشيخ الفاضل خليفة بن سليمان بن خليفة بن محمد القُرشي، أبو السرايا الخوارزمي الأصل، الحلَبي المولد والدار

*.

مولده سنة ستّ وستين وخمسمائة، وقيل: سنة خمس، وقال ابن العديم: إنه كتب بخطّه في إجازة بأن مولده سنة ثلاث وخمسين.

* راجع: الطبقات السنية 3: 213، 214.

وترجمته في الجواهر المضية، برقم 566، طبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده صفحة 109، الفوائد البهية 71، كتائب أعلام الاخيار، برقم 392.

ص: 132

قرأ الفقه بـ "حلب" على الإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاشاني

(1)

، صاحب "البدائع"، ورحل إلى بلاد العجم، وتفقّه بها على جماعة، منهم: الصفي الأصفهاني، صاحب الطريقة.

مات، رحمه اللَّه تعالى، ثالث عشري شوّال، سنة ثمان وثلاثين وستمائة بـ "حلب"، ودُفن بجبّانة مقام إبراهيم الخليل، صلّى اللَّه وسلّم عليه، خارج "باب العراق".

* * *

‌1749 - الشيخ العارف باللَّه تعالى سيدي خليفة الأماسي، من خلفاء الشيخ العارف باللَّه الشيخ حبيب المار ذكره

*.

وكان رحمه اللَّه تعالى جالسا في زاوية الشيخ حبيب ببلدة "أماسه".

وتوفي هناك، ودفن في الزاوية المزبورة.

كان رحمه اللَّه تعالى عارفا باللَّه تعالى، عابدا، زاهدا، تقيا، نقيا، ورعا، صاحب هيبة ووقار وسكون.

(1)

هكذا أورده المؤلف بالشين المعجمة، كما في كشف الظنون عند ذكر كتابه بدائع الصنائع، وفي الجواهر المضية:"الكاساني" بالسين المهملة، وفي حاشيته عن لبّ اللباب أنه نسبة لكاسان، بلدة وراء الشاش، وورد في الفوائد أيضًا "الكاساني" بالسين المهملة وقد فصل صاحب الفوائد في ترجمته صفحة 53 القول في هذه النسبة، وجمع الأقوال حولها، وغاية كلامه أنها بالسين المهملة، وقد يقال بالمعجمة بدل المهملة.

* راجع: الشقائق النعمانية ص 263.

ص: 133

وكان صائما بالنهار، وقائما بالليل، وكان من المجاهدين في اللَّه تعالى.

حكى لي من حضر موته أنه رأى مقامه في الجنة، واشتاق إليه، وحنّ حنينا عظيما، وتضرّع إلى اللَّه تعالى أن يوصله إليه سريعا، ولا يؤخّر عمره.

قال وقال رحمه اللَّه تعالى ما أحسن هذه المراتب، وما ألطف الحور العين، قال ويدعونني إلى الجنة، قال: اللهم اقبضني سريعا، وأوصلني إلى هذه المقامات، وقال: توفي رحمه اللَّه تعالى محبا للقاء اللَّه تعالى، ومشتاقا إلى الوصول إليه، قدّس سرّه.

* * *

‌1750 - العارف باللَّه تعالى الشيخ حاجي خليفة المنتشوي

*.

كان رحمه اللَّه تعالى من طلبة العلم أولا، ثم ترك طريقة العلم، وانتسب إلى خدمة الشيخ محمود جلبي المذكور، وحصل عنده طريقة التصوّف، وأكملها حتى وصل إلى مرتبة إرشاد الطالبين، وأجاز له بالإرشاد وكان رجلا منقطعا عن الناس، مشتغلا بالعبادات، وإرشاد الطالبين، متواضعا، متخشّعا، أديبا، لبيبا، وقورا، مبارك النفس، مرضيّ السيرة.

وكان لا ينام الليلة بطولها، وكان يجلس مستقبل القبلة، مشتغلا باللَّه تعالى إلى الفجر، وكانت له كلمات مؤثرة في القلوب، وكلّ من جالس مع يمتلئ قلبه بالخشية، ولما أصبح في يوم من الأيام ركب بغلته وعبر البحر، وأراد السفر، ولم يكن له زاد وراحلة، وتبعه اثنان من الصوفية، ولم يدر أحد إلى أين يذهب هو، ولم يخبر زوجته أيضًا بسفره، فسافر إلى "الحجاز"، وحجّ،

* راجع: الشقائق النعمانية 316.

ص: 134

وزار النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد أيام مرض، ومات، ودفن هناك، قدّس اللَّه سرّه العزيز.

* * *

‌1751 - الشيخ الفاضل خليق خان الطوكي الخطّاط الماهر

*.

رئيس الخطّاطين المسلمين في "الهند".

ولد سنة 1351 هـ.

كان بارعا في كثير من الخطوط العربية والفارسية، ويجيد بصفة خاصّة خطوط النسخ والرقعة الثلث والديواني الجلي والديواني الخفي، التي كان يضيف عليها بملكته الكتابية جمالا ساحرا يأخذ الباب عشّاق الفنون الجميلة والخطّاطين المعاصرين في شبه "القارة الهندية".

ولد في "طونك" المعروفة بإنجاب النوابغ في العلوم والفنون الإسلامية، وتعلّم الخطّ على أبيه محمد صديق خان وجدّه محمد خان، وكان يجيد الخطّ منذ الثالثة عشرة من عمره، حيث بدأ يشغل منصب الخطّاط في مطبعة "طونك". وظلّ يعمل هناك إلى عام 1369 هـ، حيث دعته جمعية علماء "الهند" إلى "دهلي" ليعمل خطّاطا في جريدتها اليومية "الجمعية" الأردية مدّة من الزمان، بجانب كتابته لعدد من الكتب الصادرة من مكتبتها التجارية، هذا إلى كتابته لعدد من كتب "ندوة المصنّفين" مما أذاع صيته في "دهلي" العاصمة، وفي أرجاء البلاد،

* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 2: 150.

الداعي ع 1 (18 صفر ربيع الأول 1415 هـ) ص 36.

ص: 135

فنال استحسانا وإقبالا منقطع النظير، ومن ثم سكن "دهلي"، وتقلّب بين الأعماال الخطّية الشخصية والوظيفية.

وفي عام 1396 هـ أقامت حكومة "الهند" دروسا لتعليم الخطوط العربية والفارسية في "مجمع غالب"، فعيّنته مشرفا ومديرا لها، حيث عمل مدّة 16 عاما، وتخرّج عليه مئات من الخطّاطين المهرة.

ونال أوسمة وامتيازات في كثير من المناسبات المحلّية والعالمية في داخل "الهند" وخارجها، ففي عام 1363 هـ أكرمه الأمير سعادة علي خان بوسام فضي، وفي عام 1367 هـ نال وساما في مدينة "بومباي". وأكرمته أنديرا غاندي رئيسة الوزراء الهندية عام 1404 هـ بجائزة الشاعر الأردي "غالب" على خدماته الخطية، كما أكرم من قبل الحكومة عام 1405 هـ بالجائزة الوطنية الخامسة والعشرين.

ومثل "الهند" عام 1406 هـ في معرض الخطوط العربية المنعقد بـ "إستانبول" بتول بـ "تركيا"، ودعته حكومة "بغداد" عام 1408 هـ للحضور في المعرض الدولي للخطوط العربية، وأكرمته بجائزة، وفي العام نفسه كب الآيات القرآنية في عرض 3 آقدام على جدران بيت الحجّاج في "بومباي"، فنال شهادة تحبيذ من قبل مندوب للملك فهد بن عبد العزيز، كما ساهم في معرض الفنون الجميلة في "الهند" في العام نفسه، وساهم في المسابقة الدولية للخطوط في ماليزيا عام 1410 هـ. وفي عام 1411 هـ دعي إلى معرض الخطوط في موريشوش، ولكنه لم يحضره لحالته الصحية. وفي عام 1412 هـ أكرم بجائزة الخط الأردي.

توفي سنة 1415 هـ في وطنه "طونك" بولاية "راجستهان"، بعد معاناة طويلة مع المرض.

* * *

ص: 136

‌1752 - الشيخ الفاضل خليل بن إبراهيم الجهيني، المدني

*.

متأدّب متفقّه.

له نظم حسن.

من قبيلة جهينة في "الحجاز".

ولد، ونشأ بـ "المدينة المنوّرة".

وسافر إلى "إستانبول"، ومدح السلطان عبد العزيز، المتوفى سنة 1293 هـ، فأكرمه، وجعل له مشاهرة.

وطالت إقامته في بلاد الترك، ولا نعلم أين كانت وفاته.

له "اللؤلؤ الثقيب في مدح طيبة دار الحبيب" رسالة صغيرة، كلّها في مدح المدينة، رأيتها في مكتبة آقحصار (الرقم 6036) وفي المكتبة أيضًا (5786) نسخة ثانية، تزيد قليلا عن الأولى، قرأت فيها بيتين له في الحنين إلى بلده، ونظمه ضعيف وفيه لحن: ضاق الفضا بالذي يهوى جمالكم يا أهل طيبة كيف الوصل دلوني.

أرجو الوصال، ولكني لمحتبس بأرض "روم".

بروم، لا تخلوني! (1)

توفي سنة 1290 هـ.

* * *

‌1753 - الشيخ الفاضل الخليل بن أحمد بن إسماعيل القاضي السجزي

،

* راجع: الأعلام للزركلي 2: 313. ومذكرات المؤلف.

ص: 137

شيخ الإسلام، ومرجع الأنام، بـ "بلخ" *.

سافر ودخل البلاد، وتفقّه، وروى عنه أبو عبد اللَّه الفارسي. ولم يعلم من حاله سوى ذلك، وهو مأخوذ من "الجواهر المضية".

* * *

‌1754 - الشيخ الفاضل الخليل بن أحمد بن رُوزبه

* *.

تفقّه على أبي عبد اللَّه الدامغاني، ودخل "أصبهان"، وسمع بها من أبي القاسم الخوارزمي.

وحدّث، وروي عنه النسفي.

وكان مولده سنة ستّ وأربعين

(1)

.

وأخوه فاخر بن أحمد يأتي في محلّه، إن شاء اللَّه تعالى.

قاله في "الجواهر".

* * *

* راجع: الطبقات السنية 3: 214.

وترجمته في: الجواهر المضية، برقم 567.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 216.

وترجمته في: الجواهر المضية، برقم 568.

(1)

أي وخمسمائة: فإنه شيخه أبا عبد اللَّه محمد بن علي بن محمد الدامغاني، ولد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وتوفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، على ما يأتي في ترجمته، إن شاء اللَّه تعالى.

ص: 138

‌1755 - الشيخ الفاضل خليل بن أحمد بن الغرسي خليل بن عنّاق

*.

بفتح المهملة أوله نون مُشدّدة وآخره قاف.

الشيخ الفاضل، الأديب البارع، غرس الدين، المعروف بابن الغرز.

ولد في رجب سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

(1)

، بـ "القاهرة"، ونشأ بها، وقرأ القرآن، واشتغل بالنحو والفقه، وغيرهما.

ومن شيوخه: ناصر الدين البارنباري

(2)

، وكذا أخذ عن العزّ ابن جماعة، ولازم البدر البشتكي كثيرًا في علم الأدب، حتى فاق فيه جدًّا، وطارح الأدباء، ومدح ومُدح.

ولابن حجر الحافظ في حقه جوابًا عن لُغْز أرسله إليه

(3)

:

أَمَوْلايَ غَرْسَ الدِّيْنِ والفَاضِلَ الذي

لَهُ ثَمَرُ الآدابِ دَانيَةُ الهُدْبِ

(4)

ومَن لاحَ حتى في ذُرَى الشَّرْقِ فَضْلُهُ

فأَجْرَى دُمُوعَ الحاسِدين مِن الغَرْبِ

* راجع: الطبقات السنية 3: 214 - 216.

وترجمته في: الضوء اللامع: 3: 191، شذرات الذهب 7:248.

وفي الضوء اللامع: "بن الغرس خليل". وفي الشذرات خطأ: "العروف بابن الفرس".

(1)

في الضوء اللامع: "سنة سبع وثمانين وسبعمائة".

(2)

في حاشية الضوء اللامع: نسبة لبار نبار، بالمزاحمتين، بالقرب من رشيد.

وفي معجم البلدان 1: 465، وهي بليدة قرب دمياط، على خليج أشمون والبسراط.

(3)

البيتان في الضوء اللامع 3: 191.

(4)

في الأصول والضوء "دانية الهذب".

ص: 139

ومن نظم صاحبِ الترجمة قوله

(1)

:

عَجُوزةٌ حَدْبَاءَ عاينْتُهَا

تَبَسَّمَتْ قلتُ اسْتُرِي فَاكِ

سُبْحَانَ مَنْ بَدَّلَ ذاكَ الْبَهَا

بَقُبْحِ أَحْدَاقٍ وأَخْنَاكِ

(2)

وقوله أيضًا

(3)

:

خَلِيلَيَّ قد جُعْنَا جميعًا فبَادِرَا

لِبَيْتِ فُلانٍ مُسْرِعَيْنِ وسِيرَا

وإنْ تَجِدَا قَرْقُوشَةً فاجْرِيَا بها

لِنَحْوِي وإن كان العَجِينُ فَطِيرَا

وقوله أيضًا

(4)

:

وافَيْتُ مَحْبُوبَ قلبِي في جِبايَتِهِ

يومًا وصادفَ مِيعادًا به اقْتَرَبَا

فأَخْلَفَ الوَعْدَ لما جئتُ مُنْتَجِزًا

وراحَ يَمْطُلُ حقًا ظاهِرًا وَجَبَا

وقوله أيضًا

(5)

:

خَلِيلَيَّ ابْسُطَالِي الأُنْسَ إنيَّ

فَقِيرٌ مِتُّ في حُبِّ الغَوانِي

وإنْ تَجِدَا مُدامًا أو قِيَانًا

خُذانِي لِلْمُدامةِ والْقِيَانِ

وله غير ذلك.

وكان فاضلًا، مُفنّنًا، ظريفًا، كيّسًا، حسن الصوت بالقرآن جدًا، يلبس زيّ الجُند.

مات في ليلة الجمعة، عاشر شعبان، سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

(1)

البيتان في: الضوء اللامع 3: 191، وشذرات الذهب 7:248.

(2)

في الشذرات: بقبح أشداق، وهو أولى.

(3)

الضوء اللامع 3: 191.

(4)

الضوء اللامع 3: 191.

(5)

الضوء اللامع 3: 191، وشذرات الذهب 7:248.

ص: 140

‌1756 - الشيخ الفاضل الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد اللَّه أبو سعيد، السجزي

(1)

، القاضي

*.

قال الحاكم أبو عبد اللَّه: شيخ أهل الرأي في عصره، مع تقدّمه، وهو صاحب كتاب "الدعوات والآداب والمواعظ".

توفي بـ "سمرقند"، في جمادى الآخرة، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.

وله "رحلة" واسعة، جمع فيها بين بلاد "فارس"، و"خُراسان"، و"العراق"، و"الحجاز"، و"الشام"، و"بلاد الجزيرة".

وروى عن الإمام أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن محمد بن إسحاق بن خُزيمة، في خلق.

وله ترجمة واسعة في التواريخ، وكُتب الأنساب.

وكان من أحسن الناس كلامًا في الوعظ والتذكير.

وقد ذكره صاحب "تتمة اليتيمة" فقال: من أفضل القُضاة، وأشهر أدبائهم، وله شعر الفقهاء، كقوله

(2)

:

الشَّيْبُ أَبْهَى مِن الشَّبابِ

فلا تُهَجِّنْهُ بالخِضَابِ

هذا غُرابٌ وذاك بَازٌ

والبازُ خَيْر مِن الغُرابِ

(1)

عيون الأخبار، وفي الجواهر المضيئة:"الشجري".

* راجع: الطبقات السنية 3: 216.

وترجمته في الأنساب 291 ظ، إيضاح المكنون 2: 295، تاج التراجم 27، الجواهر المضية برقم 569، شذرات الذهب 3: 91، معجم الأدباء 11: 77 - 80، النجوم الزاهرة 4: 153، يتيمة الدهر 4: 338، 339.

(2)

تتمة اليتيمة 2: 101.

ص: 141

وله في الهزل

(1)

:

إذا نامت العَيْنَانِ مِن مُتَيَقِّظٍ

تَرَاخَتْ بِلا شَكٍّ تَشانيجُ فَقْحتِهْ

(2)

فَمَن كان ذا عَقْلٍ سَيَعْذِرُ ضارِطًا

ومن كان ذا جهلٍ ففي وَسْطِ لِحْيَتهْ

وقوله في الجد

(3)

:

جَنْبِي تَجافَى عن الْمَهَادِ

خَوْفًا مِن الموتِ والْمَعادِ

مَنْ خافَ مِن كَرَّةِ الْمَنَايَا

لم يَدْرِ ما لَذَّةُ الرُّقادِ

(4)

قَدْ بَلغَ الزَّرْعُ مُنْتَهَاهُ

لا بُدَّ لِلْزَرْعِ مِن حَصَادِ

ومن شعره في غير "اليتيمة" قوله

(5)

:

سَأَجْعَلُ لِي النُّعمانَ في الفِقْهِ قُدْوَةً

وسُفيانَ في نَقْلِ الأحاديثِ مُسْنِدًا

(6)

وفي تركِ ما لم يَعْنني عن عقيدتي

سأتبع يَعْقُوبَ الْعُلَا ومُحَمَدا

وأجعلُ درسي مِن قِراءَةَ عاصِمٍ

وَحَمْزَةَ بالتَّحْقِيقِ دَرْسًا مُؤكّدًا

وأَجْعَلُ في النَّحْوِ الْكِسائِيَّ قُدْوَةً

ومِنْ بَعْدِه الْفَرَّاء ما عِشْتُ سَرْمَدَا

(7)

وإنْ عُدْتُ لِلْحَجِّ المبَارَكِ مَرَّةً

جَعَلْتُ لِنَفْسِي كُوفَةَ الخَيْرِ مَشْهَدَا

فهذا اعْتِقَادِي وهُوَ دِيني ومَذْهَبِي

فَمَنْ شاءَ فَلْيَبْرُزْ ويَلْقَ مُوَحِّدَا

(8)

(1)

تتمة اليتيمة 2: 101.

(2)

في الأصول: "تتانيح"، والمثبت من التتمة.

(3)

تتمة اليتيمة 2: 101.

(4)

في التتمة: "من سكرة المنايا".

(5)

الجواهر المضية 2: 179، ومعجم الأدباء 11: 77: 78.

(6)

في الأصول: سأجعل النعمان، والتصويب من: الجواهر المضية، ومعجم الأدباء، وفيهما: في نقل الأحاديث سيدا.

(7)

في معجم الأدباء: الكسائي عمدتي.

(8)

في معجم الأدباء: ويلقي موحدا.

ص: 142

ويَلْقَ لِسانًا مِثْلَ سَيْفٍ مُهَنَّدٍ

يَفُلُّ إذا لاقي الْحُسَامَ المهَنَّدَا

(1)

وله أيضًا

(2)

:

رَضِيتُ مِن الدُّنْيَا بِقُوتٍ يُقِيمُنِي

ولا أَبْتَغِي مِن بَعْدِهِ أبدًا فَضْلَا

ولَسْتُ أَرُومُ القُوتَ إلا لأَنَّهُ

يُعِينُ على عِلمٍ أَرُدُّ بِهِ جَهْلَا

(3)

وذكره

(4)

في "اليتيمة" أيضًا، وقال: تقلّد القضاء لآل سامان بـ "سجستان"، وغيرها، سنين كثيرة، وهو القائل لأبي جعفر صاحب "سجستان" في تهنئته بقصر بناه

(5)

:

شَيَّدْتَ قَصْرًا عالِيًا مُشْرِفًا

بِطائِرِىْ سَعْدٍ ومَسْعُودِ

كأَنَّمَا يَرْفَعُ بُنْيَانَهُ

جِنُّ سُلَيْمَانَ بن دَاوُدِ

لا زِلْتَ فيه باقِيًا ناعِمًا

على اختلافِ البِيْضِ والسُّودِ

وكان مكتوبًا في صدر الإيوان الذي فيه

(6)

:

مَن سرَّهُ أنْ يَرَى الفِرْدَوْسَ عاجِلَةً

فَلْيَنْظُر اليومَ في بُنيانِ إيواني

أو سَرَّهُ أَنْ يَرى رِضْوانَ عن كثبٍ

بِملءِ عَيْنَيْهِ فَلْيَنْظُر إلى البانِي

وأنشد الخليل قول القاضي التنوخي

(7)

:

خُذِ الفَلْسَ مِن كَفِّ اللَئيم فإِنَّهُ

أَعَزُّ عليهِ مِن حُشَاشَةِ نَفْسِهِ

ولا تَحْتَشِمْ ما عِشْتَ مِن كُلِّ سِفْلَةٍ

فليس له قدرٌ بِمِقدارِ فَلْسِهِ

(1)

في معجم الأدباء: ويلقي لسانا.

(2)

الجواهر المضية 2: 180، ومعجم الأدباء 11:79.

(3)

في الأصول: ولم أروم، وتصويب من: الجواهر المضية، ومعجم الأدباء.

(4)

أي الثعالبي.

(5)

يتيمة الدهر 4: 338.

(6)

يتيمة الدهر 4: 338.

(7)

يتيمة الدهر 4: 339.

ص: 143

فعارضه بقوله

(1)

:

صُنِ النَّفْسَ عن ذُلَّ السُّؤالِ ونَحْسِهِ

فأَحْسَنُ أَحْوالِ الفتَى صَوْنُ نَفْسِهِ

ولا تَتَعَرَّضْ لِلَّئيمِ فإنَّهُ

أَذَلُّ لَدَيْهِ الحُرُّ مِنْ شَطْرِ فَلْسِهِ

وكتب إليه أبو القاسم السجزي يستفتيه

(2)

:

هاكَ سُوَالَ فَقِيهِ شَرْقٍ

هاتِ فأَحْضِرْ له الجَوَابَا

(3)

هَلْ في اصْطِبَارٍ لذي اشْتِيَاقٍ

عَلَى فِراقٍ تَرَى ثَوَابَا

فأجابه بهذين البيتين

(4)

:

أحْضَرْتُ عن قَوْلِكَ الْجَوَابَا

أتلُو بِبُرْهانِهِ الْكِتَابَا

اللَّه وَفَّى الصَّبُورَ أَجْرًا

يَفُوتُ في فَضْلِهِ الْحِسَابَا

* * *

‌1757 - الشيخ الفاضل المفسر خليل بن أحمد بن همت القونوي، الرومي

*.

فقيه، أصولي، متكلّم، مفسّر.

ولي الإفتاء ببلدة "مغنيسا"، وتوفي بها في ذي الحجّة.

(1)

يتيمة الدهر 4: 339.

(2)

في اليتيمة الدهر 4: 339.

(3)

في اليتيمة: "هاك سؤالا فقيه شرق"، والبيت قلق.

(4)

يتيمة الدهر 4: 339.

* معجم المؤلفين 4: 113.

وترجمته في هدية العارفين 1: 356، وإيضاح المكنون 1: 142، 2:572.

ص: 144

من تصانيفه: "شرح منتهى السؤل والأمل في علمي الأصول والجدل"، و"حاشية على تفسير البيضاوي"، و"حاشية على حاشية السيد لشرح العضد"، و"حاشية على ديباجة العقائد النسفية"، و"حاشية على الخيال لشرح العقائد".

توفي سنة 1224 هـ.

* * *

‌1758 - الشيخ الفاضل خليل بن أحمد الصديقي، البكري، ثم الرومي

*.

من القضاة.

تولى قضاء الجيش بـ "الأناطول".

له "أساس البراهين في بيان ضروريات الدين".

توفي سنة 1172 هـ.

* * *

‌1759 - الشيخ الفاضل خليل بن تافيه جي صولاق محمد الإستانبولي

* *.

من القضاة.

* معجم المؤلفين 4: 112.

وترجمته في إيضاح المكنون 1: 67، وهدية العارفين 1:355.

* * راجع: معجم المؤلفين 4: 116.

وترجمته في هدية العارفين 1: 354.

ص: 145

تولى القضاء ببلدة "مغنيسا".

له "شرح عروض الإندلسي"، و"طبقات الحنفية".

توفي سنة 1095 هـ.

* * *

‌1760 - الشيخ الفاضل خَلِيل بن حسن بن مُحَمَّد البركيلي، الرُّومِي، القاضي بعسكر "روم إيلي" يعرف بقره خَلِيل

*.

توفي سنة 1123 هـ ثَلَاث وَعشرْين وَمِائَة وألف.

من تصانيفه: "تَفْسِير سُورَة تبَارك"، و"تَفْسِير سُورَة الْملك"، و"حَاشِيَة على آدَاب طاشكبري زَاده"، و"حَاشِيَة على شرح حِكْمَة الْعين"، و"حَاشِيَة على إثبات الْوَاجِب"، و"حَاشِيَة على شرح الفناري"، و"حَاشِيَة على شرح الْهِدَايَة"، و"حَاشِيَة على مُخْتَصر الْمُنْتَهى"، و"حَاشِيَة على شرح الطوالع" للأصفهاني، و"رِسَالَة الأحقاب"، و"شرح الولدية" وَغير ذَلِك من الحواشي والرسائل.

* * *

‌1761 - الشيخ الفاضل خليل بن حسن التيراوي، المعروف بقره خليل

* *.

منطقي، حنفي من علماء الدولة العثمانية.

* راجع: هدية العارفين 1: 254، 255.

* * راجع: الأعلام 2: 317.

ص: 146

له كتب، منها:"جلاء الأنظار"، و"حاشية على الفوائد الفنارية بشرح إيساغوجي" في المنطق، و"الرسالة العونية" منطق أيضًا، و"هدية النبي المستطاب في المناظرة والآداب" في دار الكتب، و"حاشية" عليها، و"حاشية على شرح مسعود الرومي لآداب البحث للسمرقندي" في الأزهرية، ومثله "حاشية على ملا حنفي لآداب البحث للعضد".

توفي سنة 1123 هـ.

* * *

‌1762 - الشيخ الفاضل خليل بن رسولا بن عبد المؤمن السينوبي، الرومي

*.

فقيه.

له "شرح ملتقى الأبحر"، سماه "إظهار فرائد الأبحر وإيضاح فوائد الأنهر" في فروع الفقه الحنفي في مجلدين.

توفي سنة 1075 هـ.

* * *

‌1763 - الشيخ الفاضل خليل بن عبد اللَّه، خير الدين البابرتي ويُقال له العينتابي

،

* راجع: معجم المؤلفين 4: 118، 119.

وترجمته في كشف الظنون 1815، وهديه العارفين 1:354.

ص: 147

نزيل "القاهرة" *.

قال العيني: قدم من البلاد الشمالية في حدود سنة خمس وثمانين وسبعمائة، فنزل بـ "الصرغتمشية"، واشتغل كثيرًا، ثم نزل بـ "البرقوقية" في أيام العلاء [ثم السيف السيراميين، ولازم ثانيهما]

(1)

في العلوم، وتزوّج ابنته.

وقال ابن حجر: إنه كان فاضلًا في مذهبه، محبًا للحديث وأهله، مذاكرًا بالعربية، كثير المروءة.

وإنه عيّن مرّة لقضاء الحنفية، فلم يتمّ، وإنه ولي قضاء "القدس الشريف"، في سنة أربع وثمانين.

كذا لخّصت هذه الترجمة من "الضوء اللامع".

وذكره في "الغرف العلية"، وقال: إنه مات سنة تسع وثمانمائة. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1764 - الشيخ الفاضل خليل بن عبد اللَّه الكولحصاري، الرومي

* *.

* راجع: الطبقات السنية 3: 219، 220.

وترجمته في الضوء اللامع 3: 199.

وبابرت بكسر الثانية: قرية كبيرة ومدينة حسنة، من نواحي أرز الروم، من نواحي أرمينية. معجم البلدان 1:444.

(1)

النصّ في الأصول مضطرب، فقد ورد فيها:"السيرامي ولازم التاني"، والتصويب من الضوء اللامع، والنقل عنه.

* * راجع: معجم المؤلفين 4: 122. وترجمته في هدية العارفين 1: 356.

ص: 148

مدرّس.

من آثاره: "حاشية على إرشاد القاري"، و"غنية الأبصار على نتائج الأفكار".

توفي سنة 1269 هـ.

* * *

‌1765 - الشيخ الفاضل خليل بن عثمان الشيخ جمال الدين الرومي

*.

خطيب جامع شيخون، وشيخ الحديث بحانكانه.

ذكره المقريزى فيمن مات سنة 762 هـ من الأعيان، قال: وكان شافعيا، ثم صار حنفيا، وأثنى عليه.

* * *

‌1766 - الشيخ الفاضل الخليل بن علي بن الحسين بن علي، الملقّب نجم الدين قاضي العسكر، الحَمَوي

* *.

ولي قضاء العسكر للملك العادل أبي بكر بن أيوب، بعد الستمائة.

* راجع: الدرر الكامنة 2: 51.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 220.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 570، والدارس 1: 523، 524.

ص: 149

قدم "دمشق"، وتفقّه بها، وخدم المعظّم وأرسله، ودرس في "دمشق" بـ "الريحانية"

(1)

، وناب عن الرفيع

(2)

في القضاء.

وتوفي في شهر ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودُفن بـ "قاسيون".

وسيأتي ابنه على في بابه، إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

‌1767 - الشيخ الفاضل خليل بن علي بن عبد اللَّه النجّاري، اليمني

*.

متكلّم، فرضيّ.

من تصانيفه: "شرح عمدة العقائد" للنسفي، و"شرح قصيدة الفرغاني"، وسماه "نفيس الرياض لإعدام الأعراض" في الكلام، و"التسهيل للغوامض في شرح مسائل الفرائض"، أي فرائض السجاوندي.

توفي سنة 632 هـ.

* * *

(1)

المدرسة الريحانية: جوار المدرسة النورية لغرب، منشئها خواجا ريحان الطواشي، خادم نور الدين الشهيد محمود بن زنكي، في سنة خمس وستين وخمسمائة. والدارس 1:522.

(2)

هو عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل. انظر حاشية الجواهر 2: 180.

* راجع: معجم المؤلفين 4: 124.

وترجمته في كشف الظنون 1269، 1350، وإيضاح المكنون 1: 288، 2:123.

ص: 150

‌1768 - الشيخ الفاضل العالم الصالح خليل بن الحافظ علي محمد، الباكستاني، رحمهما اللَّه تعالى

*.

ولد في قرية "أوْبِي" من مضافات "سَرْغُوْدَه من "باكستان" سنة 1334 هـ.

قرأ القرآن الكريم على والده الماجد، وحفظه في صغر سنّه، وقرأ الكتب الفارسية على الشيخ شاه محمد، وقرأ "هداية الفقه" للمرغيناني، و"قاضي مبارك شرح السلم" على العلامة خدا بخش، وقرأ "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب على العلامة محمد أشرف الهزاروي.

ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وذلك في سنة 1357 هـ، وقرأ فاتحة الفراغ سنة فيها.

ثم وصل إلى وطنه المألوف، ودرّس في مدارس عديدة، وحجّ بيت اللَّه الحرام، وزار "المدينة المنورة"، زادهما اللَّه عزا وشرفا.

ثم بنى مدرسة سنة 1371 هـ، وأسماها مدرسة أشرف العلوم، بايع في الطريقة على يد الشيخ المفتي محمد حسن الأمرتسري.

توفي سنة 1404 هـ زائرا بيت اللَّه الحرام، ودفن في جنة المعلاة.

* * *

‌1769 - الشيخ الفاضل خليل بن عيسى بن عبد اللَّه خيرُ الدين العجمي

* *.

* راجع: تذكره علماء أهل السنة والجماعة 2: 161 - 165.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 220، 221. وترجمته في: الضوء اللامع 3: 201.

ص: 151

ولي قضاء "القُدس" من برقوق، سنة أربع وثمانين وسبعمائة، وهو أوله من ولي قضاء الحنفية بـ "القدس" الشريف، وكانت سيرته حسنة، وطريقته مشكورة، ثم ولي تدريس المِعظّمية.

وكانت وفاته بـ "القدس" الشريف، في صفر، سنة إحدى وثمانمائة، سُقي السمّ مع بكلمش، وشمس الدين الديري، بالمدرسة البلدية، فمات هو وبكلمش، وأما الشمس الديري فلم يُكثر، فمرض طويلًا، وعُوفي

(1)

، وكان شهاب الدين ابن النقيب حاضرًا، فاعتذر بالصوم وسلم، رحمهم اللَّه تعالى.

(1)

بياض في الأصول يصل إلى نهاية حرف الخاء، ويبدأ الموجود منها من أول حرف الدال.

أما بقية ترجمة خليل بن قاسم بن صفا، فتجدها وافية مع ترجمة أبنائه في الشقائق النعمانية، وقد لخّصها عنه صاحب الفوائد البهية.

وفي الشقائق أن وفاة المترجم كانت سنة تسع وسبعين وثمانمائة، ولكن في الفوائد أنه مات سنة تسع وتسعين وثمانمائة، ويعقب على هذا جامع الكتاب بقوله: الذي رأيته في الشقائق أنه توفي سنة تسع وأربعين وثمانمائة. وهكذا يقع اضطراب بين الثلاثة في سنة الوفاة.

هذا ولست أدري ما الذي حال بين المصنف واستكمال حرف الخاء، فإن النسخ أجمعت على هذا البياض.

وتجد في الفوائد البهية استكمالا لتراجم حرف الخاء.

ترجمة خليل الجندري صفحة 71، وهو من رجال الشقائق النعمانية.

وترجمة خليل الشهير بخليلي، المتوفى في أثناء عشر العشرين بعد التسعمائة، صفحة 72.

كما تجد في الجواهر المضية استكمالا لتراجم حرف الخاء:

ترجمة خليل بن محمد بن أحمد، بهاء الدين، المتوفى سنة تسع وتسعين وسبعمائة. ترجمة رقم 571. =

ص: 152

‌1770 - الشيخ الفاضل خليل بن قاسم بن حاجي صفا، المولى الفاضل خيرُ الدين

*.

قال صاحب "الشقائق"

(1)

: ابن ابنه هو جدّي

= وترجمة خمير الوبري، صاحب كتاب الأضحية. ترجمة رقم 572.

وترجمة من عرف بخواهر زاده. وهما:

أبو بكر محمد بن الحسين البخاري، المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

وبدر الدين محمد بن محمود الكردري، المتوفى سنة إحدى وخمسين وستمائة.

الجواهر المضية، ترجمة رقم 1289، وترجمة رقم 1535.

* راجع: الطبقات السنية 3: 221.

وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 187 - 192، والفوائد البهية 71، 72.

(1)

هو أحمد بن مصطفى الشهير بطاشكبري زاده، صاحب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية"، وهو كتاب لطيف، مشتمل على تراجم جماعات من علماء الروم ومشايخهم، مرتّب على طبقات من عهد عثمان الغازي جدّ السلاطين العثمانية، الذي بويع له بالسلطانة سنة 677 هـ، ولما انتقل إلى سنّ التمييز تنقل إلى أنقره، فشرع في قراءة القرآن، وعند ذلك لقّبه والده بعصام الدين، وكنّاه بأبي الخير، ثم انتقل إلى برومسا، وسافر والده إلى قسطنطينية، وقرأ على علاء الدين اليتمي بعض كتب الصرف والنحو، ثم جاء عمّه قوام الدين قاسم بن خليل مدرسا ببروسا، فاشتغل عنده في النحو والمنطق، ثم وصل والده إلى بروسا، فاشتغل عنده، وكمل، وقرأ على محمد التونسي قدرا من "صحيح البخاري"، وأجازه بجميع مسموعاته عن شهاب =

ص: 153

وصفه حفيده بالأوصاف الحميدة، وبالغ في الثناء عليه.

* * *

‌1771 - الشيخ الفاضل خليل بن محمد بن إبراهيم بن منصور، الدمشقي، الشهير بالفتال

*.

فقيه، أديب.

ولد سنة 1117 هـ، وتوفي بـ "دمشق" سنة 1184 هـ.

من آثاره: "شرح القصيدة اللامية" لابن الوردي، "حاشية على الدرّ المختار" سماها "دلائل الأسرار"، و"رحلة إلى الديار الرومية"، وله نظم.

* * *

= الدين أحمد البكريي عن الحافظ ابن حجر، ثم إنه صار مدرّسا بقسطنطينية في رجب سنة 933 هـ، ثم بمدرسة الوزير مصطفى باشا سنة 942 هـ، ثم بمدرسة أدرنة سنة 945 هـ، ثم بإحدى المدارس الثمان سنة 946 هـ، ثم بمدرسة بايزيد خان بأدرنة سنة 951 هـ، ثم صار قاضيا ببروسا في سنة 952 هـ، ثم انتقل إلى إحدى المدارس الثمان سنة 954 هـ، ثم صار قاضيا هناك سنة 958 هـ، وصنف في أثناء هذه المدة رسائل تنيف على الثلاثين، هذا ما ذكره هو في خاتمة "الشقائق" في ترجمته، وكانت وفاته سنة 968 هـ على ما في "كشف الظنون".

راجع: الفوائد البهية 71، 72.

* راجع: معجم المؤلفين 4: 126.

وترجمته في هدية العارفين 1: 355، والأعلام 2: 370، والكشَّاف 66.

ص: 154

‌1772 - الشيخ الفاضل خليل بن محمد، المعروف بصولاق زاده

*.

قاض من أهل "إستانبول"، حنفي.

مصنّفاته عربية.

ولي القضاء بـ "مغنيسا"، وتوفي بها.

من كتبه: "طبقات الحنفية" في مكتبة ولي الدين أفندي، و"تحفة الخليل إلى طالب فن الخليل" شرح للمختصر الأندلسي في الغروض، ضمّ إليه رسالة، جعلها كالحاشية على "شرح المحسن القيصري للمختصر"، وسماها "بحر العروض". اقتنيته بخطه ومختصر موضوعات العلوم لطاش كبري زاده في الأزهر (84 معارف عامة)

توفي سنة 1095 هـ.

* * *

‌1773 - الشيخ الفاضل خليل بن مقبل بن عبد اللَّه العلقمي

* *.

* راجع: الأعلام للزركلي 2: 322.

وترجمته في فهرس الفهارس 1: 117، والنعيمي 1: 59، والدرر الكامنة 2: 90، والفهرس التمهيدي 166، والإنس الجليل 2: 451، والتبيان.

كتاب (في خلال جزولة) 1: 55 قلت: ومن كتابه: "جامع التحصيل لأحكام المراسيل" نسخة يظنّ أنها بخطّه، أكملها سنة 746 هـ، في أولها بتر قليل، في مدينة (أدوز) بالسوس، ذكرها المختار السوسي.

* * راجع: الأعلام للزركلي 2: 323.

ص: 155

فقيه، حنفي.

حلبي المنشأ والدار.

انتقل إلى "القدس" وبها أنجز كتابه "منتخب التوضيح" بخطّه سنة 797 هـ (في الأزهرية 33133 حليم) اختصر به "كتاب التوضيح" لمقدمة ابن الليث، في فروع الحنفية.

وله "شرح مصابيح السنة" للبغوي، ذكر في "كشف الظنون" أنه شرح بسيط

(1)

.

توفي بعد 797 هـ.

* * *

‌1774 - الشيخ الفاضل خليل بن ولي بن جعفر

*.

عروضي، حنفي.

من كتبه: "المورد الصافي بشرح الكافي في علمي العروض والقوافي" في الظاهرية (3569)، و"المقصد التام في معرفة أحكام الحمام".

توفي سنة 1108 هـ.

* * *

(1)

هدية 1: 352، والأزهرية 2: 281، وكشف 2:1701.

* راجع: الأعلام للزركلي 2: 323.

وترجمته في ذيل الكشف 2: 605 وعنه أخذت وفاته.

وهدية 1: 354 وفيه: وفاته 1106، ومخطوطات الظاهرية، اللغة 441.

ص: 156

‌1775 - الشيخ الفاضل خليل الشهير بخليلي

*.

كان حليما، محبا للخير، متواضعا.

وكان مدرّسا بإحدى المدارس الثمان بـ "قسطنطينية"، ثم بمدرسة "أدرنة"، ثم أعطى قضاء العسكر بـ "أناطولي"، ومات في أوائل سلطنة سليم خان بن محمد خان في أثناء عشر العشرين بعد تسعمائة.

* * *

‌1776 - الشيخ الفاضل خليل الرومي، المعروف بصولاق زاده

* *.

من القضاة.

له طبقات الحنفية.

توفي سنة 1095 هـ.

* * *

‌1777 - الشيخ الفاضل خليل أحمد بن سراج أحمد الإسرائيلي السنبهلي

* * *.

أحد العلماء المشهورين في "الهند".

* راجع: الفوائد البهية ص 72.

* * راجع: معجم المؤلفين 4: 119.

وترجمته في إيضاح المكنون 2: 78.

* * * راجع: نزهة الخواطر 8: 145.

ص: 157

قرأ العلم على مولانا فيض الحسن السهارنبوري، وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس بمدرسة العلوم في "عليكره".

وله مكارم وفضائل وحسن خلق، واشتغال بالعلوم، مع قناعة وعفاف.

من مصنّفاته: "آيات اللَّه الكاملة" ترجمة "حجّة اللَّه البالغة".

مات لخمس بقين من جمادى الأولى سنة أربعين وثلاثمائة وألف.

* * *

‌1778 - الشيخ العالم المحدّث الفقيه خليل أحمد بن مجيد علي بن أحمد علي بن قطب علي بن غلام محمد الأنصاري الأنبيتهوي

، أحد العلماء الصالحين، (وكبار الفقهاء والمحدّثين) *.

ولد في أواخر صفر سنة تسع وستين ومائتين وألف في خئولته في قرية "نانوته" من أعمال "سهارنبور"، ونشأ ببلدة "أنبيتهه"

(1)

من أعمال

* راجع: نزهة الخواطر 8: 145، 148، ومقدمة أوجز المسالك ص 37، ومقدمة أنوار الباري شرح البخاري 2: 231، وعلماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص 84 - 90.

(1)

تقع مدينة "أنبيتهه" في جنوب مديرية "سهارنفور" على بعد ستة عشر ميلا، وقد بناها "سعد اللَّه خان" قائد جيوش فيروز شاه تغلق ملك الهند في عام 774 هـ، وأسماها "فيروز آباد". كما اختارها مركزا للجيوش، ولكن مع الوقت اشتهرت هذه المدينة فيما بعد باسم "أنبيتهه" لأسباب مختلفة، كما اشتهرت بأولياء اللَّه وأصحاب العلم، حيث أقامت فيها الأسر العربية. وشيوخا من القدم مثل شيوخ الأسرة الصديقية، والفاروقية، والأيوبية، وغيرها من =

ص: 158

"سهارنبور"، وقرأ العلم على خاله الشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، والشيخ محمد مظهر النانوتوي، وعلى غيره من العلماء في المدرسة العربية بـ "ديوبند"، وفي مظاهر العلوم بـ "سهارن بور"، والعلوم الأدبية على الشيخ فيض الحسن السهارنفوري في "لاهور".

قرأ فاتحة الفراغ في سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، وعيّن أستاذا مساعدا (معين المدرّسين) في "مظاهر العلوم"، وأقام مدّة في "بوفال"، و"سكندرآباد"، و"بهاولبور"

(1)

، و"بريلي"، يدرّس، ويفيد، إلى أن اختير أستاذا في دار العلوم بـ "ديوبند" في سنة ثمان وثلاثمائة وألف، ومكث ستّ سنين، ثم انتقل إلى "مظاهر العلوم" في سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف، وتولّى رياسة التدريس فيها، واستقام على ذلك أكثرَ من ثلاثين سنة منصرفا إليها انصرافا كلّيا، وتولّى نظارتها سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف، وصرف همّته إليها، ونالتْ به المدرسة القبول العظيم، وطبقت شهرتها أرجاء "الهند"، وأصبحتْ تضارع دار العلوم في العلوم الدينية والمكانة العلمية، وأمّها الطلبة من الآفاق، إلى أن غادرها في سنة أربع وأربعين إلى الحرمين الشريفين، فلم يرجع إليها.

وكان قد بايع الشيخ الإمام العلامة رشيد أحمد الكنكوهي بعد ما فرغ من التحصيل، واختصّ به، وسعد بالحجّ والزيارة سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، ولقي بـ "مكّة" الشيخ الأجلّ الحاجّ إمداد اللَّه المهاجر، فأكرم وفادته، وخصّه بالعناية، وأجازه في الطرق، ورجع إلى "الهند"،

= الجاليات العربية، والتركية، والأفغانية. انظر: تذكرة الخليل ص 4 وما بعدها. انظر: كتاب جماعة التبليغ ص 199.

(1)

"بهاولبور": مدينة حديثة العهد على بعد خمسين ميلا من "ملتان"، مصّرها نواب بهاول خان الأول.

ص: 159

فأجازه الشيخ الإمام العلامة رشيد أحمد الكنكوهي، واختصّ به الشيخ خليل أحمد اختصاصا عظيما، وانتفع به انتفاعا كبيرا، حتى أصبح من أخصّ أصحابه، وأكبر خلفائه، ومن كبار الحاملين لعلومه وبركاته، والناشرين لطريقته ودعوته.

وكان قد درّس الحديث دراسة إتقان وتدبّر، وحصلتْ له الإجازة عن كبار المشايخ والمسندين كالشيخ محمد مظهر النانوتوي، والشيخ عبد القيّوم البرهانوي، والشيخ أحمد دحلان مفتي الشافعية، والشيخ عبد الغني بن أبي سعيد المجدّدي، المهاجر، والسيّد أحمد البرزنجي، وعني بالحديث عناية عظيمة تدريسا وتأليفا، ومطالعة وتحقيقا.

وكان من أعظم أمانيه أن يشرح "سنن أبي داود"، فبدأ في تأليفه سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف، يساعده في ذلك تلميذه البارّ الشيخ محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي، وانصرف إلى ذلك بكلّ همّته وقواه، وعكف على جمع الموادّ وتهذيبها وإملائها، لا لذّة له، ولا همّ في غيره، وأكبّ على ذلك أن سافر إلى "الحجاز" السفر الأخير في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودخل المدينة في منتصف المحرّم سنة خمس وأربعين، وانقطع إلى تكميل الكتاب، حتى انتهى منه في شعبان سنة خمس وأربعين، وتم الكتاب في خمسة مجلّدات كبار، وقد صبّ فيه الشيخ مهجة نفسه، وعصارة علمه، وحصيلة دراسته، وقد أجهد قواه، وأرهق نفسه في المطالعة والتأليف، والعبادة والتلاوة، والمجاهدة والمراقبة، حتى اعتراه الضعف المضني، وقلّ غذاؤه، وغلب عليه الانقطاع، وحبّب إليه الخلاء، والشوق إلى اللقاء، ويصرف أكثر أوقاته في تلاوة القرآن، ويحضر الصلوات في المسجد الشريف، بشقّ النفس، وقد ودع تلاميذه، وخاصّة أصحابه لـ "لهند"، وبقي في جوار النبي صلى الله عليه وسلم نزيل "المدينة"، وجلس الدار، مشغول الجسم

ص: 160

بالعبادة والذكر، مربوط القلب باللَّه ورسوله، منقطعا عما سواه، حتى أجاب داعي اللَّه في "المدينة" المنوّرة.

كان الشيخ خليل أحمد له الملكة القوية والمشاركة الجيّدة في الفقه والحديث، واليد الطولى في الجدل والخلاف، والرسوخ التام في علوم الدين، والمعرفة واليقين، وكانتْ له قدم راسخة، وباع طويل في إرشاد الطالبين، والدلالة على معالم الرشد ومنازل السلوك، والتبصّير في غوامض الطريق وغوائل النفوس، صاحب نسبة قوية، وإفاضات قدسية، وجذبة إلهية، نفع اللَّه به خلقا كثيرا، وخرج على يده جمعا من العلماء والمشايخ، ونبغتْ بتربيته جماعة من أهل التربية والإرشاد، وأجري على يدهم الخير الكثير في "الهند" وغيرها في نشر العلوم الدينية، وتصحيح العقائد وتربية النفوس، والدعوة والإصلاح. من أجلّهم: المصلح الكبير الشيخ محمد إلياس بن إسماعيل الكاندهلوي الدهلوي، صاحب الدعوة المشهورة المنتشرة في العالم، والمحدّث الجليل الشيخ محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي السهارنبوري صاحب "أوجز المسالك"، و"لامع الدراري" والمؤلّفات المقبولة الكثيرة، والشيخ عاشق إلهي الميرتهي، وغيرهم.

كان جميلا، وسيما، مربوع القامة، مائلا إلى الطول، أبيض اللون، يغلب فيه الحمرة، نحيف الجسم، ناعم البشرة، أزهر الجبين، دائم البشر، خفيف شعر العارضين، يحبّ النظافة والأناقة، جميل الملبس، نظيف الأثواب في غير تكلّف أو إسراف، وكان رقيق الشعور، ذكيّ الحسّ، صادعا بالحقّ، صريحا في الكلام في غير جفاء، شديد الاتباع للسنّة، نفورا عن البدعة، كثير الإكرام للضيوف، عظيم الرفق بأصحابه، يحبّ الترتيب والنظام في كلّ شيء، والمواظبة على الأوقات، مشتغلا بخاصّة نفسه، وبما ينفع في الدين، متنحيّا عن السياسة، مع الاهتمام بأمور المسلمين، والحميّة والغيرة في الدين.

ص: 161

حجّ سبع مرّات، آخرها في شوّال سنة أربع وأربعين من الهجرة.

له من المصنّفات: "المهنّد على المفنّد"، و"إتمام النعم على تبويب الحكم"، و"مطرقة الكرامة على مرآة الإمامة"، و"هدايات الرشيد إلى إفحام العنيد"، كلاهما في الردّ على الشيعة الإمامية، و"بذل المجهود في شرح سنن أبي داود".

كانتْ وفاته بعد العصر من يوم الأربعاء في السادس عشر من ربيع الآخر سنة ستّ وأربعين وثلاثمائة وألف في "المدينة" المنوّرة، وشيعت جنازته في جمع عظيم، ورؤيت له رؤيا صالحة، ودفن في "البقيع" لدى مدفن أهل البيت.

* * *

‌1779 - الشيخ الفاضل الفقيه خليل اللَّه بن قاضي بابا بن آقا رضي الحسيني الرضوي البخاري، ثم الحيدر آبادي، أحد الفقهاء الحنفية

*.

ولد، ونشأ بـ "حيدر آباد".

وقرأ العلم على أبيه، وعلى غيره من العلماء، وولي القضاء بـ "حيدر آباد" بعد وفاة والده.

وكان مشكور السيرة في القضاء، خاشعا للَّه، متواضعا، متعبّدا، لم يزل مشتغلا بذكر اللَّه وسوله صلى الله عليه وسلم.

مات لتسع بقين من رجب سنة ستّ وخمسين ومائة وألف بـ "حيدر آباد"، كما في "محبوب ذي المنن".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 6: 87، 88.

ص: 162

‌1780 - الشيخ الفاضل خليل جواد بن بدر بن مصطفى بن خليل بن محمد صنع اللَّه، أبو الوفاء الخالدي، المخزومي، الديري، ثم المقدسي

*.

رحالة.

من فقهاء الحنفية.

كان من أعلم الناس بالمخطوطات وأمكنها.

ولد بـ "القدس" سنة 282 هـ، وتخرّج بمدرسة القضاء الشرعي بـ "الآستانة"، وولي القضاء في كثير من بلاد الروم إيلي، آخرها قضاء "ديار بكر".

ثم كان من أعضاء مجلس تدقيق المصاحف والمؤلّفات بدار المشيخة الإسلامية في "إستانبول".

وتولى أخيرا رياسة محكمة الاستئناف العليا في "القدس"(كما علّق السيّد حسام الدين القدسي، رواية عن الشيخ زاهد الكوثري).

وكان قد رحل إلى المغرب و"الإندلس"، وتنقل في "بلاد الشام".

وبعد استقراره في "القدس" توفي بـ "القاهرة" سنة 1360 هـ.

له "الاختيارات الخالدية" في الأدب، نحو 30 كراسة، وكتاب في (حدود أصول الفقه)، وشرع في كتاب عن "رحلته" إلى بلاد المغرب و"الأندلس".

* راجع: الأعلام للزركلي 2: 316، 317.

وترجمته في عثمانلي مؤلفلري 1: 403، والأزهرية 3: 331، 458، 459 و 7: 317، ودار الكتب 1:243.

ص: 163

وقال الهواري: له "مذكرة" في نحو خمسين جزءا، في ذكر ما وقف عليه من الكتب والمكتبات التي زارها.

* * *

‌1781 - الشيخ الفاضل العلامة الشيخ الفاضل العلامة خليل الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي، أحد العلماء المبرّزين في العلوم الرياضية

*.

ولد سنة ثلاث ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده، وعلى الشيخ روشن علي الجونبوري، وأقبل على الفنون الرياضية إقبالا كلّيا، حتى برّز فيها، وفاق أقرانه، بل على من سبقه من العلماء، فولي الإفتاء ببلدة "كانبور"، واستقلّ به زمانا، ثم استقدمه نواب سعادة علي خان اللكنوي إلى دار ملكه، وولّاه المرصد، فاشتغل بأعماله زمانا، ولم يتمّ عمله لوفاة الأمير المذكور، ثم بعثه غازي الدين حيدر بالسفارة إلى "كلكته"، وجعل راتبه الشهري خمسة آلاف ربية.

ومن مصنّفاته: شرح باب التعزيرات من "الدرّ المختار" بالفارسي، صنّفه بأمر هيرنكتن وزير الخارجية بـ "كلكته"، ومنها:"مرآة الأقاليم" بالفارسي في قواعد فن الهيئة، ومنها:"جغرافية الطرق والشوارع" مما يختصّ بمملكة "أوده"، ومنها: رسالة بالفارسية في طول البلد وعرض البلد وغاية النهار، ومنها رسالة بالعربية في تحقيق مرض الهيضة، ومنها: رسالة مختصرة

* راجع: نزهة الخواطر 7: 179.

ص: 164

في إبطال ظلّ المثلّث، ذكرها عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتاب "روز نامه".

مات سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، وله ثمان وسبعون سنة.

* * *

‌1782 - خليل الرحمن بن سمير الدين الكملائي

*.

ولد بقرية "كسترا" من مضافات "لَكْسَام""كملا" سنة 1326 هـ.

تلقّى مبادي العلوم عند أبويه، ثم التحق بالمدرسة الواقعة بـ "رحمة غنج"، ثم سافر إلى دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وكان ذكيا جيّدا فطنا، ماهر الفنون.

درّس في عدّة مدارس، ومنها: الجامعة الإبراهيمية أجاني من أعمال "كملا" من أرض "بنغلاديش".

صنّف عدّة كتب، منها:"خير الأجل في خير العمل"، و"رأس مال الآخرة" باللغة البنغالية، وشرع في تصنيف "شرح الكافية" أيضًا، لكن لم يوفّق لإتمامه، ومرض مرضا شديدا.

توفي يوم الجمعة سنة 1413 هـ، ودفن في مقبرة آبانه.

* * *

‌1783 - الشيخ الفاضل العلامة خليل الرحمن بن الشيخ واحد علي

* راجع: مشايخ كملا 1: 118، 119.

ص: 165

من المولى سعد الدين الجاتجامي *.

ولد 1317 هـ تقريبا في قرية "دهن خلي" من مضافات "ككستبازار" من أعمال "جاتجام" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلوم في مدرسة، فولي سري من مضافات "بانس خالي"، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند

(1)

، وبعد إتمام الدراسة قرأ "صحيح البخاري"

* راجع: تاريخ دار العلوم هاتهزاري ص 237، 238.

(1)

كانت مدرسة دار العلوم بمدينة "ديوبند" الواقعة على بعد مائة ميل من العاصمة "دهلي"، مركزا للحركات العلمية والدينية في شبه القارة الهندة البكستانية بأكملها، وكان يطبق نظامها التعليمي في جميع المدارس الدينية في ذلك الحين، اللّهم إلا القليل منها، ومدرسة دار العلوم هذه هي مدرسة تلاميذ الشيخ أحمد السرهندي، الملقّب بـ مجدّد الألف الثاني، وهي كذلك مدرسة تلاميذ الشاه ولي اللَّه وأولاده، ومن كبار مؤسّسيها أمير المجاهدين حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، والإمام الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، قائد حركة المجاهدين، وهي مدرسة مسئولة عن المجاهدين في ميدان القتال ضدّ قوى الكفر من السيخ والإنجليز، ومسؤلة عن الدعوة والإرشاد في "الهند"، والتصدّي لأيّ هجوم عدواني على الدين الحنيف، كذلك فقد قامت بإعداد الشخصيّات الفذّة من أبنائها العلماء المجاهدين، الذين قهروا جيوش الأعداء، كما حفلت البلاد بكثرة مولّفاتهم ومصنّفاتهم، التي استضاءت بنورها بلاد الهند، فحاربوا البدع والخرافات، وأقاموا المناظرات والمجادلات المجابهة المفسدين والمضلّلين داخل البلاد وخارجها، وبذلك كسبت مدرسة دار العلوم كلّ احتياجات الدعوة بأهل البلاغ والإرشاد، مما أدّى إلى إبراز دورها الجديد في البلاد في تكوين الأسس الحاضرية والثقافية في جميع المجالات العلمية والمدنية للمسلمين، إذ أنها تشبه الأزهر الشريف في شبه القارّة، حيث لا نجد أيّ حركة من الحركات النضالية ضدّ الكفر، إلا وقد أقامها أبناء هذه المدرسة ومؤسّسها.

ص: 166

على الإمام أنور شاه الكشميري، وكان من أخصّ تلاميذ. وقرأ الفنون العالية على شيخ الفنون العالية العلامة رسول خان، رحمه اللَّه تعالى.

وبعد رجوعه من دار العلوم ديوبند التحق بدار العلوم معين الإسلام هاتهزاري ومدرسا ودس فهيا، اثنتي وعشرين سنة، ثم درّس عدّة سنين، بالمدرسة الصدّيقية بجَكْرِيا.

من تلامذيه: المفتي أعظم فيض اللَّه، والمفتى أحمد الحق، والخطيب الأعظم صدّيق أحمد، والعلامة ثناء اللَّه، وعبد القيوم، وغيرهم.

توفي سنة 1380 هـ، ودفن عند مدرسة الصديقية بـ "دهن خالي".

* * *

‌1784 - الشيخ الفاضل القاضي خليل الرحمن الكوركهبوري، أحد كبار العلماء

*.

ولي القضاء، واشتغل مدّة.

وكان صالحا، عفيفا، ديّنا، مشكور السيرة في القضاء، قرّبه إليه فدائي خان، الذي كان واليا بـ "كور كهبور"، ثم شفع له إلى عالمغير، فخصّه بأنظار العناية والقبول، وأعطاه المنصب، ثم ولّاه على "كوركهبور".

ذكره السهارنبوري في "مرآة جهان نما"، وأثنى عليه.

* * *

‌1785 - الشيخ العالم الفقيه خليل الرحمن المسوالي الهزاروي

،

* راجع: نزهة الخواطر 5: 154.

ص: 167

أحد الفقهاء الحنفية *.

اشتغل بالعلم من صغر سنّه.

وسافر إلى "رامبور"، فقرأ المنطق والحكمة في المدرسة العالية على أساتذتها، ثم سافر إلى "ديوبند".

وأخذ الفقه والحديث على أساتذة المدرسة العربية، ثم رجع إلى بلاده، وسكن بـ "مِسْوال" -بكسر الميم وسكون السين المهملة- قرية من أعمال "هزاره"، وهو يدرّس، ويفيد.

* * *

‌1786 - الشيخ الفاضل خليل صادق الطرابلسي

* *.

فاضل، متصوّف، من فقهاء الحنفية.

من أهل "طرابلس الشام".

مولده سنة 1282 هـ، ووفاته فيها سنة 1333 هـ.

له "منح البر" في شرح حزب البر للشاذلي، و"مناداة الخليل في مناجاة الجليل"، و"كنز الصلات في صيغ الصلوات"، و"حسن المبنى في أسماء اللَّه الحسنى"، و"رد الأسرار في ورد الأذكار"، و"ديوان شعر" منظوماته، وثلاث رسائل في "علم الأنساب".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 8: 149.

* * راجع: الأعلام للزركلي 2: 318.

وترجمته في علماء طرابلس 188.

ص: 168

‌1787 - الشيخ الفاضل خليل فهمي، الخربوتي

*.

له "مفتاح العرفان في حقيقة الإنسان"، فرغ منه سنة 1282 هـ.

كان حيا سنة 1282 هـ.

* * *

‌1788 - العالم الفاضل المولى المشتهر بالمولى خليلي

* *.

كان رحمه اللَّه تعالى مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ثم أعطاه السلطان بايزيدخان مدرسته بمدينة "أدرنه"، ثم أعطاه قضاء "قسطنطينية"، ثم أعطاه قضاء العسكر بولاية "أناطولي"، ثم أعطاه قضاء العسكر بولاية "روم إيلي" ومات على تلك الحال في أوائل سلطنة السلطان سليم خان.

كان رحمه اللَّه تعالى حليما، كريما، محبا للخير، متواضعا، متخشّعا، إلا أنه كان يغلب عليه الغفلة في أكثر أحواله.

روّح اللَّه تعالى روحه، ونوّر ضريحه.

* * *

‌1789 - الشيخ العالي الكبير العلامة خواجغي بن محمد الدهلوي

،

* راجع: معجم المؤلفين 4: 125. وترجمته في إيضاح المكنون 2: 525.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 188.

ص: 169

نزيل كالبي

(1)

ودفينها *.

ولد، ونشأ بدار الملك "دهلي"، واشتغل بالعلم على الشيخ معين الدين العمراني، وقرأ عليه، فبرّز في الفقه والأصول والعربية، فدرّس، وأفاد بـ "دهلي" زمانا طويلا، وأخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي، ولازمه مدّة من الدهر.

أخذ عنه القاضي شهاب الدين الدولة آبادي، وقرأ عليه الكتب الدرسية، وكان بـ "دهلي" إذ أخبره الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي أنه رأى رؤيا صادقة أن المغول سيخرجون، ويثيرون الفتن، ويهلكون الحرث والنسل، فخرج خواجغي من "دهلي"، وذهب إلى بلدة "كالبي"، وسكن بها، وكانت وفاة خواجغي في سنة تسع وثمانمائة بـ "كالبي"، وقبره مشهور، داخل قلعتها، كما في "أخبار الأخيار".

* * *

‌1790 - الشيخ العالم الصالح خواجه كلان بن نصير الدين الصوفي، الجهونسوي، الإله آبادي، أحد المشايخ المشهورين

* *.

(1)

" كالبي": بلدة قديمة على نهر "جمنا"، لأهلها اليد الطولى في الصناعة، ينسب إليها سكر النبات والقرطاس، وكانت بها قلعة حصينة على نهر "جمنا"، فتحها قطب الدين أيبك.

* راجع: نزهة الخواطر 3: 49.

* * راجع: نزهة الخواطر 5: 154، 155.

ص: 170

ولد، ونشأ بـ "جهونسي" ما وراء "نهر كنك" من بلدة "إله آباد".

وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده، ثم سافر إلى "جونبور" بإذن والده، وقرأ سائر الكتب الدرسية على القاضي بياري، ولازمه خمس سنوات، ثم عاد إلى بلدته، ولبث عند والده أياما قليلة، ثم سافر إلى "شاه بور"، وقرأ على مَنْ بها من العلماء في بضع سنين، ثم رجع إلى أبيه، والتزم مجاهدة النفس من إحياء الليل وصيام الطيّ، وكان والده شغّله أولا بالأوراد والنوافل، ثم بالأذكار والأشغال، ولما رآه أنه بلغ رتبة الكمال استخلفه، فجلس بعده على مسند الإرشاد، وكان في بداية حاله بايع الشيخ حبيب اللَّه بن الفريد البنارسي.

وكان زاهدا، متقلّلا، قنوعا، بشوشا، شديد التعبّد، يشتغل بالمراقبة دائما.

أخذ عنه الشيخ تاج الدين الجهونسوي، والشيخ طيّب بن المعين البنارسي، وخلق كثير من المشايخ.

مات بـ "شيخبور" يوم الجمعة ثاني شعبان سنة أربع بعد الألف، فنقل جسده إلى "جهونسي"، وكان عمره حينئذ ثمانين سنة، كما في "كنج أرشدي".

* * *

‌1791 - الشيخ الفاضل القاضي خوب اللَّه، حفيد الشيخ محمد حفيظ الحسيني الجونبوري

*.

كان من العلماء البارعين في النحو والعربية.

ولد، ونشأ ببلدة "جونبور"، وقرأ العلم، وتفرّد في الحديث.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 155.

ص: 171

وكان يحفظ ثمانمائة وألف من متون الأخبار المرفوعة، وكان قاضيا بمدينة "إله آباد".

توفي في الرابع عشر من شعبان سنة مائة وألف، كما في "تجلي نور".

* * *

‌1792 - الشيخ العالم الفقية خوب محمد الجشتي الأحمد آبادي، الكجراتي، أحد المشايخ المبرّزين في العلم والمعرفة

*.

له شرح على "جام جهان نما"، ورسائل في التصوّف.

مات لستّ ليال بقين من شوّال سنة ثلاث ومائة وألف بمدينة "أحمد آباد"، كما في "مرآة أحمدي".

* * *

‌1793 - الشيخ الفاضل السيّد خورشيد أحمد بن سيّد فتح علي شاه الهمداني

* *.

ولد 1285 هـ في قرية "شاهبور"، من أعمال "سرغوده"، واشتهر بيته بالفضل والمعرفة، قرأ مبادئ العلم في بيته، وقرأ القرآن الكريم على الشيخ ميان محمد، والشيخ بير محمد صالح شاه الجلالبوري، وقرأ في "بهاولبور" "شرح الملا

* راجع: نزهة الخواطر 6: 88.

* * راجع: تذكرة علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب: 1: 154 - 159.

ص: 172

الجامي"، و"تفسير الجلالين"، و"مشكاة المصابيح" على العلامة عبد الرحمن، رحمه اللَّه تعالى.

وقرأ مدّة في الجامعة العبّاسية "بهاولبور"، ثم سافر إلى أزهر "الهند"، دار العلوم ديوبند، وتلمّذ على شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، وقرأ فاتحة الفراغ فيها، وبايع في الطريقة على يد شيخ الهند محمود حسن الديوبندي.

وبعد أن توفي بايع مرّة ثانية على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وحصلت له الإجازة منه.

توفي 10 جمادى الأولى 1393 هـ وصلّى على جنازته حافظ الحديث والقرآن العلامة محمد عبد اللَّه الدرخَواسْتي، ودفن في قرية "عبد الحكيم" من أعمال "ملتان".

* * *

‌1794 - الشيخ الفاضل الكبير خوشحال بن قاسم بن مسكين التاشكندي، أحد كبار الفقهاء

*.

دخل "الهند"، وقرأ النحو والبلاغة والمنطق والحكمة وغيرها على الشيخ العلامة وجيه الدين العلوي الكجراتي، ثم قرأ على أحد تلامذه، الفاضل مرزا جان الشيرازي "شرح هداية الحكمة"، و"حكمة العين"، و"شرح التجريد"، و"الحاشية القديمة"، و"شرح الجغميني"، و"تحرير الأقليدس"، وإحدى

* راجع: نزهة الخواطر 5: 155، 156.

ص: 173

الأكرات، ثم ولي التدريس بـ "أحمد آباد"، فدرّس، وأفاد بها ثلاثا وعشرين سنة في المدرسة.

ولما ولي عبد الرحيم ابن بيرم خان على بلاد "كجرات" جعله من ندمائه سنة ثلاث عشرة وألف، فنال منه الصلات الجزيلة، كما في "مآثر رحيمي".

* * *

‌1795 - الشيخ الفاضل العلامة القاضي خوشحال الكابلي، أحد العلماء المبرّزين في الفنون الحكمية

*.

قدم "لاهور" في عنفوان شبابه، وقرأ النحو والعربية على الشيخ بهلول، والشيخ محمد يحيى ابن أخ الشيخ منوّر، ثم سافر إلى "بخارى".

وأخذ الفنون الحكمية عن الشيخ يوسف القراباغي، رجع إلى "الهند" سنة إحدى وأربعين وألف، وسافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار، ثم رجع إلى "الهند"، ودخل "أكبر آباد"، فولي القضاء بمدينة "دهلي".

ولما عزل القاضي محمد أسلم عن قضاء المعسكر ولي مكانه، ولما جلس عالمغير على سرير الملك ولّاه القضاء بمدينة "لاهور"، فاستقلّ به إلى وفاته، كما في "مرآة العالم".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 5: 156.

ص: 174

‌1796 - الشيخ الفاضل العالم الكبير المحدّث أبو الخير بن الحافظ عبد اللَّه الكُمِلائي

*.

ولد سنة 1315 هـ، بقرية "مَيْسَايِر" من مضافات "بَرُورَا" من أعمال "كملا" من أرض "بنغلاديش".

تلقّى مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، فالتحق بها، قرأ كتب الفنون والأحاديث على مَنْ بها من الأساتذة الكبار في ذلك العصر، حتى أكمل الدراسة العليا فيها. وتلمّذ على الإمام السيّد أنور شاه الكشميري، وعلى مَنْ عاصره.

وبعد الفراغ وصل إلى وطنه، والتحق مدرّسا بالمدرسة الإسلامية العالية بـ "نواخالي"، ودرّس فيها كتب الفقه والحديث والتفسير.

وكان العلامة أبو القاسم شيخجي شقيقه، الذي هو من الأساتذة الكبار بالجامعة الإسلامية دار العلوم برورا كملا.

كان رحمه الله عالما فاضلا، كاملا، متواضعا، متخشّعا، لذيذ الصحبة، حسن المحاورة، لطيف النادرة.

توفي سنة 1384 هـ، ودفن في المقبرة بجوار المدرسة.

* * *

‌1797 - الشيخ الفاضل مولانا أبو الخير بن عزيز الرحمن تعلُّقدار، الجاتجامي، رحمه اللَّه تعالى

* *.

* راجع: مشايخ كملا 1: 182، وتاريخ الحديث للشيخ نور محمد العجمي ص 242.

* * راجع: تاريخ الحديث للشيخ نور محمد العجمي ص 242.

ص: 175

ولد قريبا من سنة 1330 هـ في قرية "دولتبور" من مضافات "فتيه"، من أعمال "جاتجام" من أرض "بنغلاديش".

تلقّى مبادئ العلم في وطنه، ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنفور.

وقرأ على شيوخه "صحيح البخاري"، و"جامع الترمذي"، و"صحيح مسلم"، و"سنن أبي داود"، وغيرها من الكتب الحديثية.

من شيوخه: العلامة المحدث عبد الرحمن الكاملبوري، وشيخ الحديث زكريا الكاندهلوي، وغيرهما.

وبعد الفراغ وصل وطنه، والتحق مدرّسا بالجامعة الإسلامية جِيْرِي. فأفاء، وأجاد.

كان متواضعا، متخشّعا، صاحب أدب ووقار، وهيبة وسكون، مراعيا للشريعة، حافظا لأدب الطريقة، مقبولا عند الخواص والعوام، فصار ذاته الكريم من نوادر الأيام.

* * *

‌1798 - الشيخ العالم الفاضل أبو الخير بن المولوي فضل الكريم الكملائي، رحمه اللَّه تعالى

*.

ولد في قرية "قَاشَارَه" من مضافات "فريدغونج" سنة 1352 هـ.

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة العالية بـ "فريدغنج"، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها، ثم التحق من المدرسة العالية داكا، وقرأ فيها الصحاح الستة وغيرها من كتب الحديث.

ومن شيوخه: العلامة المفتي المحدّث عميم الإحسان البركتي المجدّدي.

* راجع: تاريخ الحديث للشيخ نور محمد العجمي ص 242.

ص: 176

درّس في عدّة مدارس حكومية، ثم التحق بالمدرسة العالية بـ "فريدغنج"، ويدرّس فيها كتب الحديث، ويفيد.

* * *

‌1799 - الشيخ الفاضل مولانا أبو الخير بن واحد تعلُّقْدار الجاتجامي، رحمه اللَّه تعالى

*.

ولد في قرية "سوناكانيا" من مضافات "اساتكانيا" سنة 1324 هـ.

قرأ مبادئ العلوم في مدرسة وطنه ثم التحق بدار العلوم شيتاغونغ.

وقرأ فيها كتب العلوم والفنون إلى "مشكاة المصابيح"، ثم سافر إلى "دهلي"، والتحق بمدرسة فتحبور، وقرأ فيها كتب الحديث والتفسير.

ومن شيوخه: الشيخ العلامة أحمد علي الميرتهي، والشيخ مولانا سلطان محمود الديوبندي. وبعد إتمام الدراسة، وصل إلى وطنه، ودرس في عدّة مدارس، ثم التحق في سنة 1368 هـ بالمدرسة العالية داكا.

* * *

‌1800 - الشيخ العالم الفقيه أبو الخير التتوي السندي، أحد العلماء المشهورين بالتفقّه

* *.

كان من نسل الشيخ فضل اللَّه السندي.

* راجع: تاريخ الحديث للشيخ نور محمد العجمي ص 242.

* * راجع: نزهة الخواطر 5: 21.

ص: 177

ولّاهِ عالمكير بن شاهجهان الدهلوي، سلطان "الهند" على تدوين "الفتاوى الهندية"

(1)

، كما في "تحفة الكرام".

(1)

أما الفتاى العالمغيرية ويسمّونها "الفتاوى الهندية" فهي أجلّها وأنفعها في كثرة المسائل وسهولة العبارة، وحلّ العقد، وهي التي اشتهرت في بلاد العرب و"الشام" و"مصر القاهرة" بـ "الفتاوى الهندية"، وهي في ستّ مجلّدات كبار، أولها: الحمد للَّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين إلخ. رتّبوها على ترتيب "الهداية"، واقتصروا فيها على ظاهر الرواية، ولم يلتفتوا إلى النادر، إلا إذا لم يجدوا جواب المسئلة في ظاهر الرواية، أو وجدوا جواب النوادر موسوما بعلامة الفتوى، ونقلوا كلّ عبارة معزوة إلى كتابها، ولم يغيروا إلا لداعي ضرورة، قال العلانة أبو الحسن علي الندوي: وإني لم أزل شديد البحث والتطلّب لذكر مصنّفيها، حتى عرفت أن السلطان أورنكزيب عالمغير التيموري أنار اللَّه برهانه، ولى الشيخ نظام الدين البرهانبوري في أوائل سلطنته تدوينها باستخدام الفقهاء الحنفية، وبذل على تدوينها مائتي ألف ربية، فولى أربعة رجال من أهل العلم والصلاح تحت أمر الشيخ نظام الدين المذكور، وقسم أرباعا على أربعتهم، الأول القاضي محمد حسين الجونبوري المحتسب، والثاني الشيخ علي أكبر الحسيني أسعد اللَّه خاني، والثالث الشيخ حامد بن أبي الحامد الجونبوري، والرابع المفتي محمد أكرم الحنفي اللاهوري، كما في "مرآة العالم". وأما غيرهم من المصنّفين فما وقفت على أسمائهم غير شرذمة قليلة، منهم: الشيخ نظام الدين البرهانبوري، والقاضي محمد حسين الجونبوري، والشيخ علي أكبر الحسيني، والشيخ حامد ابن أبي الحامد الجونبوري، والمفتي محمد أكرم اللاهوري، والشيخ رضي الدين البهاكلبوري، والشيخ عبد الرحيم بن وجيه الدين الدهلوي، والمفتي وجيه الدين الكوباموي، والشيخ أحمد بن المنصور الكوباموي، والخطيب أبو البركات بن حسام الدين الدهلوي، والشيخ محمد جميل بن عبد الجليل الجونبوري، ومولانا أبو الخير التتوي السندي، ومولانا نظام الدين بن نور محمد التتوي السندي، والشيخ محمد سعيد بن قطب الدين السهالوي، والمفتي عبد =

ص: 178

‌1801 - الشيخ خير الدين بن أحمد بن نور الدين على بن زين الدين بن عبد الوهاب الأيوبي، العليمي، الفاروقي، الرملي

*.

قال صاحب "خلاصة الأثر": هو الإمام المفسّر المحدّث الفقيه اللغوي الصرفي النحوي البياني العروضي المعمّر، شيخ الحنفية في عصره، وصاحب الفتاوى السائرة.

وله غيرها من التآليف النافعة في الفقه، منها: حواشيه على "منع الغفار"، ردَّ فيها غالب اعتراضاته على "الكنز"، وحواشيه على "شرح الكنز" للعيني، وعلى "الأشباه والنظائر".

وله كتابات على "البحر الرائق"، و"الزيلعي"، و"جامع الفصولين"، وله رسالة، سمّاها "مسلك الإنصاف في عدم الفرق بين مسئلتي السبكي

= الصمد الجونبوري، ومولانا جلال الدين المجهلي شهري، والقاضي عصمة اللَّه بن عبد القادر اللكنوي، والقاضي محمد دولة بن يعقوب الفتحبوري، والشيخ محمد غوث الكاكوروي، والسيّد عبد الفتّاح بن الهاشم الصمدي.

* راجع: خلاصة الأثر 2: 334 - 339.

وترجمته في الأعلام للزركلي 2: 327، وتراجم مشايخ أبي المواهب الحنبلي 39/ 1 - 42/ 1، وفهرس المؤلفين بالظاهرية، أسماء شيوخ محمد بن علي الكاملي 44/ 2، 45/ 2، وفهرس الفهارس 1: 687، 688، وإيضاح المكنون 2: 499، وهدية العارفين 1: 358، وفهرس الأزهرية 2: 288، وفهرست الخديوية 3: 89، 132، والكشَّاف 72، 75، وفهرس دار الكتب المصرية 3:130.

ص: 179

والخصّاف"، التي في "الأشباه" في القواعد، ورسالة سماها "الفوز والغنم في مسئلة الشرف من الأم"، ورسالة فيمن قال: إن فعلت كذا فأنا كافر، كان أرسل يسأله عنها شيخ الإسلام يحيى المنقاري مفتي السلطنة العلية، وله "ديوان شعر" مرتّب على حروف المعجم، رأيته، وانتخبت منه بعض مستحسنات من أشعاره، فمن ذلك قوله في الزنبق الذي يوجد في سواحل البحر الشامي، وهيئة نواره الأبيض قطعة واحدة، وليس متفرّقا، كهيئة الزنبق المتعارف:

وزنبقة قد أشبهت كاس فضة

برأس قضيب من زمردة عجب

سداسي شكل كل زاوية به

على رأسها الأعلى هلال من الذهب

وقوله وهو من بدائعه:

من شارك الإنسان في اسمه

فحقه قطعا عليه وجب

لذاك من سمى من خلقه

محمدا فاز بهذا السبب

وقوله متغزلا في الخال، وقد ذكره في مجموعته، التي سماها بـ "مطلب الأدب وغاية الأرب" المشتملة على أحد عشر بابا.

بالخد منه شقيق جل واضعه

أعيا الورى فهم شامات بحمرته

أقول هذا ولا عي ولا عجب

قلب الشقيق الذي في وسط وجنته

وسمع قول أبي العلاء المعري:

إذا ما سمعنا آدما وفعاله

وتزويجه ابنيه بنتيه في الخنا

علمنا بأن الخلق من نسل فاجر

وأن جميع الناس من عنصر الزنا

وجواب بعضهم في رده بقوله:

لعمرك أما القول فيك فصادق

وتكذب في الباقين من شط أودنا

كذلك إقرار الفتى لازم له

وفي غيره لغو كذا جاء شرعنا

فكتب عليه لا يخفى على الجدلي فساد كلام هذا الراد، والذي يأخذ بخناقه، ويقضي بسماحة أخلاقه قولي في الردّ عليه:

ص: 180

كذبت بإجماع الأنام جميعهم

لافكك فيما تدّعيه من الخنا

وكيف وقد فاض الدليل بحله

فأنى يكون الناس من عنصر الزنا

ومن شعره قوله في العذار:

عندما جد بالحبيب عذار

أظهرت لامه لفتك البريه

قالت الناس عند ذلك فيه

قمر تلك لامه القمريه

وقوله متغزلا:

مهفهف القد مذكواني

بحمرة الخد منه في الحي

فقلت بي أنت داوني

قال آخر الطب عندنا الكي

وقال متغزلا:

أمن ذكر جار بذات السلم

أرقت دموعا جرت كالعنم

وأم هاجت الريح من جانب

به شادن أهيف قد ألم

أتحسب أن الهوى مختف

ودمعك منه جرى وانسجم

عجبت لخصر له ناحل

على حمل رد فيه أنى التأم

إذا ما رنا باهتزاز فقد

رنا عنده هيجان الألم

وإن لاح كالظبي لي نافرا

فقد جرّ قلبي بواو القسم

فلا عجب إن نأى معرضا

لأن الظبا لم تزل فيه لم

وأدعى فصيحا لدى عترتي

وأدعى لديه بداء البكم

ترفق بقلب غدا في يدي

ك رقيقا وفوق بتلك الشيم

وضاهيت خصرا له ناحلا .. ولازمني في هواه السقم

فذب يا فؤادي بنار الجوى

فكم قد نهيتك عن ذا فلم

أما آن أن ينقضي ذا القلا

وما آن منك أوان الكرم

وله غير ذلك، فنكتفي بهذا المقدار.

ص: 181

وأوقفني صاحبنا الفاضل الأديب إبراهيم بن سليمان الجينيني الحنفي، نزيل "دمشق" على كرّاسة، ترجم فيها شيخه صاحب الترجمة، فما أذكره ملخّص منها.

قال سلمه اللَّه تعالى: كان مولد شيخنا بـ "الرملة"، وبها نشأ، وقرأ القرآن، ثم جوّده على الشيخ القدوة موسى بن حسن الغبي الشافعي الرملي، وقرأ عليه شيئا من "أبي شجاع" في فقه الشافعي، ولازمه في صغره، وانتفع به، وشملته بركته.

ثم رحل إلى "مصر" صحبة أخيه الكبير عبد النبي في سنة سبع بعد الألف، وكان أخوه العلامة شمس الدين تقدمه لـ "مصر" لطلب العلم، وكان أسنّ منه وخير الدين أصغرهم، قال: وكان يحدّثنا أنه في ليلة دخوله إلى "مصر" أحسّ بالاحتلام، فلمّا أصبح طلب من أخيه عبد النبي أن يدخله الحمام، فأدخله، ثم جاء به إلى جامع الأزهر، وكان بالجامع من الأولياء المشهورين الشيخ فايد، وكان مقرّه دائما بباب الجامع، وكان معتقد أهل "مصر" في وقته، قال وعند دخول شيخنا الجامع أراد أن يقبّل يد الشيخ فايد، فقطب وجهه فيه، وقال له: رح عني، ولم يمكنه من تقبيل يده، فدخل، وخاطره منكسر من ذلك، ومكث أياما في الجامع، ففي بعض الأيام كان مارا، وإذا بالشيخ فايد يقول: تعال يا شيخ الإسلام، بهذا اللفظ، فما عرفت لمن النداء، وإذا به يشير إليَّ، فجئت إليه، وقبّلت يده، فهشّ لي، وكان بعدها إذا جئت إليه استقبلني، وأجلسني، واستنشدني من كلام القوم، حتى كنت إذا أردت القيام لا يمكنني إلا بعد الجهد، وحصلت لي بركته، وكان يحلق للناس لوجه اللَّه تعالى، وعلّمني الحلاقة، ووهبني موسين، وحجر مسن، وهم عندي، ثم أراد الاشتغال بفقه الشافعي، واشتغل به أياما، فشقّ ذلك على أخيه، وعليه، لكونه كان خالي العذار، ولم يرض أن يوافق أخاه في الانتقال

ص: 182

لمذهب الحنفية، ولم يرض أخوه أن يوافقه في الاشتغال بفقه الشافعي، فشاورا في ذلك أكابر علماء الجامع، قال: فأشار لشيخنا بأن يكتب رقعة بواقعة الحال، ويلقي الرقعة على قبر الإمام الشافعي رحمه اللَّه تعالى، وأن يجلس هناك، فكتب رقعة، وتوجّه بها، فألقاها، وجلس، فأخذته سنة من النوم، فرآى الإمام الشافعي رحمه اللَّه تعالى وهو يقول: كلّنا على هدى، فجاء، وأخبر الذي أشار عليه بذلك، فقال له: هذه إجازة من الإمام بأن توافق أخاك في القراءة على مذهب الإمام أبي حنيفة رضي اللَّه تعالى عنه، فوافق أخاه، وجدّ، واجتهد، ودأب في تحصيل العلوم، وأخذها عن أهلها، وفاق أخاه.

ولازم الشيخ عبد اللَّه بن محمد النحريري الحنفي عالم الأزهر في فقه الحنفية، وقرأ عليه "شرح الكنز" للعيني مرّة وأخرى، لم تتم، وغالب "صدر الشريعة"، ومثله "الأشباه والنظائر"، وجملة من "شرح القطر" للمصنّف، وجملة كبيرة من "تبيين الحقائق"، و"الاختيار شرح المختار"، و"ابن ملك على المجمع"، و"السراجية" مع "شرحها" للسيّد، و"شرح الرحبية" للشنشوري، وغيرها من الكتب.

وكان أخصّ مشايخه، ولازمه مدّة إقامته بـ "مصر"، حتى أن النحريري كان له خلوة بالبرقوقية، فأنزله هو، وأخاه فيها، وكان يأتي إليهما بها كثيرا، وكان يجعل لهما درسا خاصا غير درسه العام، الذي بجامع الأزهر.

وممن أخذ عنه من أجلاء العلماء الحنفية العلامة محمد بن محمد سراج الدين الحانوتي صاحب الفتاوى المشهورة، قرأ عليه دروسا من "كنز الدقائق"، وأجازه في أواسط المحرّم سنة تسع بعد الألف، وقرأ على الشيخ الإمام أحمد بن محمد أمين الدين بن عبد العال في تقسيم "شرح الكنز" للزيلعي، وكتب له إجازة بخطّه، وهو يروي الحديث عنه، وهو عن والده عن شيخ الإسلام زكريا عن الحافظ ابن حجر، وقرأ الأصول على العلامة

ص: 183

محمد ابن بنت محمد، وقرأ على الشيخ محمد بن بنت الشلبي، والحديث عن العالم الجليل أبي النجا سالم السنهوري محدّث الأزهر، والقراءات على مقرى زمانه الشيخ عبد الرحمن البهني، وأخذ النحو عن نادرة زمانه أبي بكر الشنواني، وعن الشيخ سليمان ابن عبد الدائم البابلي، وكان الشيخ إبراهيم اللقاني رفيقهم على الشنواني إذا فرغ من قراءته عليه عمل له درسا، فيحضره أيضًا، وأقام بـ "مصر" بالجامع الأزهر في أخذ العلم ستّ سنين، وحصل كتبا بخطّه، كتب لغيره، وأفتى وهو بجامع الأزهر، كتب له إجازة شيخه النحريري وشيخه ابن عبد العال عند توجّهه في ذى القعدة سنة ثلاث عشرة وألف.

وقدم بلدة "الرملة" في ذى الحجّة أواخر هذه السنة، واجتمع في عوده بعلماء "غزّة"، وبحكمها الأمير أحمد بن رضوان، فأرمه، وحصل له منه إنعام، واعتنى به، وأقام ببلده، ثم أخذ في الأقراء والتعليم والإفتاء والتدريس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واشتهر علمه، وبعد صِيْتُه، وشاعت فتاواه في الآفاق، ووردت إليه الأسئلة من كلّ جانب، حتى أنه كان لا يكاد يفرغ من الاشتغال بالفتوى، لكثرة ما يرد عليه فيها لجودة كتابته عليها.

وأخذ في غرس الكروم ومباشرتها بيده، حتى أنه غرس ألوفا من الأشجار المختلفة من الفواكه والتين والزيتون، وحصل أملاكا، وعقارات، غالبها من بنائه، وكان يأكل منها، وكسبه من حلّ، ولم يتعرّض من الجهات والأوقاف لشيء، وفي ذلك يقول:

بورك لي في المر والمسحاة

فما هو الملجئ للجهات

وهي إذا قام عليها صدقه

وللذي فرط نار محرقه

وكانت خبراته عامة على أهله وأتباعه وجيرانه، بل على أهل بلده، وانتفعوا به دينا ودنيا، ورمَّم كثيرا من جوامعها ومساجدها ومدافن الأولياء،

ص: 184

وحصل من الكتب شيئا كثيرا ما ينوف عن ألف ومائتي مجلّد، غالبها من نفائس الكتب ومشاهيرها من كل علم، وكان عنده منها نسخ مكرّرة، وانتفع به خلق لا يحصون، وكانت الوزراء والأمراء والموالي والعلماء والمشايخ يسعون إليه، وعظمت بركته، وعمّ نفعه، وكثر أخذ الناس عنه، وغالب من أخذ عنه أكابر الناس وأجلاؤهم، منهم الموالي والعلماء الكبار والمفتون والمدرسون وأصحاب التآليف والمشاهير، وقصده الناس من الأقطار الشاسعة للأخذ عنه، وطلب الإجازة منه.

فممن أخذ عنه: ولده العلامة محيى الدين الآتي ذكره، ومات في حياة والده، والسيّد الجليل محمد الأشعري مفتي الشافعية بـ "القدس"، ومن أهل "القدس": العلامة السيّد عبد الرحيم بن أبي اللطف مفتي الحنفية بها، والعلامة محمد بن حافظ الدين السروري، والفاضل يوسف بن الشيخ رضى الدين اللطفي خطيب المسجد الأقصى، ومن أهل "غزّة": العلامة عمر المشرقي مفتي الحنفية بها، والشيخ علي مفتي الشافعية، وأخذ عنه غالب علماء "دمشق"، منهم من رحل إليه، ومنهم من استدعاه، منهم: العالم الهمام السيّد محمد بن السيّد كمال الدين بن حمزة النقيب، وأولاده الثلاثة: السيّد عبد الرحمن، والسيّد عبد الكريم، والسيّد إبراهيم رحم اللَّه، منهم ماضين أولين وأبقى آخرين آخرين، والعلامة الفقيه محمد علاء الدين ابن علي الحصكفى مفتي الحنفية بـ "دمشق"، والعلامة السيّد محمد بن عجلان النقيب، وغيرهم، ومن أهل الحرمين العالم العمدة: عيسى بن محمد الثعالبي المغربي نزيل "مكة"، والعلامة المحقق الكبير محمد بن سليمان السوسي المغربي نزيل "مكة"، وفارس حلبة البراعة إبراهيم بن عبد الرحمن الخيارى المدني، وغيرهم.

ومن أهل الروم: الفاضل المشهور اللوذعي مصطفى باشا ابن المرحوم الوزير الأعظم محمد باشا الكوبري، وطلب الإجازة منه لأخيه الصدر الأعظم

ص: 185

أحمد باشا عندِ مروره بـ "الرملة" في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وألف، ومنهم: ابن عمّه الفاضل المحقّق حسين جلبي، ومن كان في صحبتهم من الفضلاء، وقرأوا عليه دروسا في الحديث والفقه والأصول، وأجاز الجميع، وأخذ عنه من المغاربة الشيخ الإمام العمدة الرحلة المفسّر المحدّث النحوي صاحب التصانيف يحيى بن محمد بن عبد اللَّه بن عيسى بن أبي البركات "شارح خليل" الجزائري الشاوى المغربي حال توجّهه إلى "الروم"، وهو آخر من أجازه، ومنهم: العالم العامل سيّدي عبد اللَّه بن محمد بن أبي بكر العياشي، والفاضل الكامل سيّدي محمد بن عبد اللَّه بن سيّدي محمد العيّاشي الولي المشهور سلطان المغرب، وغيرهم.

وانتفع بهم ناس، فألحق الأصاغر بالأكابر والأحفاد بالأجداد، وكان سمحا بالإجازة، ما طلبها أحد منه ورده، بل كلّ من طلبها منه يجيزه، إما بالكتابة وإما باللسان، حتى أنه أجاز أهل عصره، وكان حريصا على إفادة الناس، وجبر خواطرهم، مكرما للعلماء وطلبة العلم، غيورا عليهم، ناصرا لهم، دافعا عنهم ما استطاع، وكان معتدل الطول، شثن الأعضاء والأنامل، أبيض بياضه مشرب بحمرة ذا شيبة حسنة، وهيئة مستحسنة، لم ير الناظر أبهى منه وجها، من اجتمع به لا يكاد ينساه، لكثرة تواضعه ولين جانبه وحسن مصاحبته، وكثرة فوائده، وفصاحة منطقه، وإكرامه للوارد عليه، ومجلسه محفوظ من الفحش والغيبة، لا يخلى أوقاته من الكتابة أو الإفادة أو المراجعة للمسائل، وتحريرها صادق اللهجة، ذا فراسة إيمانية، وحكمة لقمانية، متين الدين، عظيم الهيبة، تهابه الحكّام من القضاة، وأهل السياسة.

وكانت "الرملة" في زمنه أعدل البلاد، وللشرع بها ناموس عظيم، وكذا في غالب البلاد القريبة منها، فإنه كان إذا حكم على إنسان بغير وجه شرعي جاءه المحكرم عليه بصورة حجّة القاضي، فيفتيه ببطلانه، فتنفذ فتواه، وقلّ أن تقع واقعة مشكلة في "دمشق" أو في غيرها من المدن الكبار،

ص: 186

إلا ويستفتى فيها، مع كثرة العلماء والمفتين، وكان أعراب البوادي إذا وصلت إليهم فتواه، لا يختلفون فيها، مع أنهم لا يعملون بالشرع في غالب أمورهم.

والحاصل أنه خاتمة العلماء الكبار، وما ذكر من أحواله بالنسبة إلى جلالة قدره وعلوّ شأنه قطرة من بحر، وشذرة من عقد، وكانت ولادته في أوائل شهر رمضان المعظّم من شهور سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة.

وتوفي ليلة الأحد قريب الفجر السابع والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وألف، ودفن بمكان بمحلة الباشقردي قريبا من مدفن الشيخ ابن عبد اللَّه محمد البطايحي رحمه اللَّه تعالى، من جهة القبلة، بوصية كانت صدرت منه، وبنى عليه ولدة نجم الدين قبة.

والعُلَيمي بضمّ العين المهملة وفتح اللام وسكون الياء كسر الميم، هذه النسبة إلى سيّدي علي بن عليم المشهور.

والفاروقي نسبة إلى الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه، فإنه صحّ نسبة ابن عليم إليه.

والأيوبي نسبة إلى بعض أجداده، دون ابن عليم رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1802 - الشيخ العالم الرباني حسن الدين بن محمد زاهد بن حسن محمد الزبيري السورتي

*.

أحد العلماء المشهورين.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 181، 182.

ص: 187

كان من نسل زبير بن عبد المطّلب الهاشمي القرشمي، عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

ولد بمدينة "سورت"، ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا عبد الغفور، والشيخ محمد بن عبد الرزّاق الحسيني الأجي.

وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ نور اللَّه، ثم عن صاحبه الشيخ نصر اللَّه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ حياة السندي، وعاد إلى "سورت"، ودرّس فى الحديث خمسين سنة

ومن مصنّفاته: "شواهد التجديد"، و"إرشاد الطالبين"، ورسائل في السلوك.

ومن فوائده رحمه الله في بعض رسائله:

كن تابعا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا، مبادرا إلى العمل بظاهر ما تجد في الأحاديث الصحيحة، وفي الفقه المعتبر، ولا تطلب الدليل، والشكّ يرتفع إذا وجدت الحديث الصحيح، لأن الدين بالنقل، لأن تجلّى الذات موقوف على متابعته صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ، ولا تنكر أفعال الناس، وإن كانت مذمومة فانصح بالقول، ولا تعترض على أقوال الصوفية، وإن تجد قولهم وعقلهم مخالفا للشرع، فأوله وصف القلب عن الكدورات والغلّ والغشّ، لأن باب التأويل واسع، وإن لم تقف على التأويل فاسكت، وانظر إلى قصة موسى والخضر عليهما السلام، وموسى كان رسولا، والخضر مختلف في نبوته، وما فهم مراده، فكيف يفهم الجاهل مراد العارف، فلا تقبله، ولا تنكره، واسكت، لأنّ الخير في السكوت، كما لا تعمل بالشريعة السالفة، ولا تنكرها، وأعظم المعاصي عند الأكابر الاعتراض، لأن الاعتراض يرجع إلى الفاعل الحقيقى، ولا فاعل للخير والشرّ إلا هو، قال تعالى:{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ، وقال:{وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} ، فينبغي للسالك أن لا

ص: 188

يتوجّه إلى الخير، ولا إلى الشرّ، بل يكون مستغرقا ومستهلكا في شهوده تعالى، كما كان في حال الطفولية، والنهاية هي الرجوع إلى البداية، ولا تتفكر في أمر الرزق، ولا في غيره، لأنه تعالى يعطيك ما يصلح حالك ومقامك، كالأبوين يعطيان الطعام لأجل الشققة، واللَّه تعالى أرحم منهما، وهو أرحم الراحمين. انتهى.

توفى لعشر خلون من رجب سنة ستّ ومائتين وألف ببلدة "سورت"، فدفن بها، كما في "الحديقة الأحمدية".

* * *

‌1803 - الشيخ العالم الصالح خير الدين بن تَاج الدين إلياس المدني، خَادِم السّنه وأحكام الشَّرِيعَة بالروضة المدنية

*.

توفي فِي حُدُود سنة 1130 هـ.

صنّف "المقالات الجوهرية على المقامات الحريرية" فِي تَكْمِلَة شرح أبي بكر الزمزمي مجلدين.

* * *

‌1804 - العالم الفاضل المولى خير الدين

* *.

كان رحمه اللَّه تعالى أصله من ولاية "قسطموني".

قرأ رحمه الله على علماء عصره، منهم: المولى الفاضل عبد الرحمن، وهو خال هذا الفقير جامع هذه المناقب، والمولى الفاضل عبد اللطيف، والمولى

* راجع: هدية العارفين 1: 358.

* * راجع: الشقائق النعمانية ص 72.

ص: 189

الفاضل محمد شاه ابن الحاج حسن، والمولى الفاضل والد هذا الفقير، والمولى الفاضل سعد الدين ابن عيسى المفتي.

ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار معلّما لبعض أبناء سلطاننا الأعظم.

ثم توفي في سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة.

كان رحمه اللَّه تعالى محبا للعلم وأهله، وكان حسن السمت، مقبول الطريقة، يحبّ لاخيه ما يحبّ لنفسه، وكان كريم الأخلاق، طاهر اللسان، روّح اللَّه تعالى روحه، ونوّر ضريحه.

* * *

‌1805 - العالم الفاضل الكامل المولى خير الدين خضر المعروف بالعطوفي

*.

قرأ رحمه الله على علماء عصره، وقرأ التفسير والحديث على المولى بخشى المذكور، وقرأ علم المعاني على المولى عبد الأماسي، وقرأ العلوم العقلية على المولى الفاضل قطب الدين محمد حافد المولى الفاضل أفضل زاده الرومي، وقرأ علم الأصول على المولى الفاضل خواجه زاده، وقرأ العلوم الشرعية على المولى الفاضل افضل زاده.

ثم صار معلّما لعبيد السلطان بايزيدخان في دار سعادته، ثم اختار طريقة الوعظ معين له كلّ يوم خمسون درهما، ثم زيد على ذلك، فصار ثمانين درهما.

كان رحمه اللَّه تعالى يفسّر أيام الجمعة في جوامع "قسطنطينية"، وكان عالما بالعلوم الأدبية، وبارعا في علمي المعاني والبيان، وكان في علم التفسير على غاية الإتقان، منقطعا عن الناس، مشتغلا بنفسه.

* راجع: الشقائق النعمانية ص 297.

ص: 190

له "حواش على الكشاف"، و"شرح للمشارق" و"كتاب في الطب"، ورسائل متعلقة بعلم الكلام.

توفي رحمه اللَّه تعالى في سنة ثمان وأربعين وتسعمائة، روّح اللَّه روحه.

* * *

‌1806 - العالم الفاضل المولى خير الدين حضر، رحمه اللَّه تعالى

*.

كان رحمه اللَّه تعالى أصله من بلدة "مرزيفون". وقرأ على علماء عصره، واشتهر بالفضل بين أقرانه، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار معلّما للسلطان مصطفى ابن سلطاننا الأعظم السلطان سليمان خان سلمه اللَّه، وأبقاه، وتوفي وهو معلم له في سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة.

كان رحمه الله حليم النفس، كريم الطبع، جيّد القريحة، مجتهدا في تحصيل العلوم، ورأيت له تعليقات على بعض المواضع، أجاد فيها، وأحسن، ورأيت له أيضًا "حواشي على قسم التصديقات" من "شرح الشمسية"، روح اللَّه روحه، ونور ضريحه.

* * *

‌1807 - العالم الفاضل المولى خير الدين حضر الشهير بخير الدين الأصغر

* *.

ولد ببلدة "أنقره"، وقرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى الفاضل سعدي بن التاجي، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار مدرّسا

* راجع: الشقائق النعمانية ص 249.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1/ 303.

ص: 191

بمدرسة المولى ابن الحاج حسن بمدينة "قسطنطينية"، ثم صار مدرّسا بمدرسة "أسكوب"، ثم صار مدرّسا بمدرسة جورلي.

وتوفي وهو مدرّس بها في سنة خمس وأربعين وتسعمائة.

كان رحمه الله عالما فاضلا، كاملا، متواضعا، متخشّعا، لذيذ الصحبة، حسن المحاورة، لطيف النادرة.

وكان خفيف الروح، قادرا على النظم بالعربية والفارسية والتركية والنثر، روّح اللَّه تعالى روحه.

* * *

‌1808 - الشيخ الفاضل العلامة خير محمد الجالندهري

*.

ولد في سنة 1312 هـ، أو في السنة التي تليها في وطنة "انكودر"(مديرية جالندهر)، تعلّم القرآن، والكتب العربية الابتدائية في مدارس منطقة "بنجاب"، ثم التحق بمدرسة منبع العلوم كلاؤتهى (مديرية بلند شهر)، فأقام هناك ثلاث سنين، ثم التحق بمدرسة إشاعة العلوم "بريلي".

وتخرّج على مولانا محمد يسين السرهندي

(1)

في سنة 1335 هـ.

وأخذ الحديث عن مولانا محمد يسين المذكور.

* راجع: هامش العناقيد الغالية ص 61، وشخصيات وتأثرات للعلامة يوسف الشهيد اللدهيانوي 1: 9 - 13.

(1)

"اسرهند": بفتح السين، وسكون الراء المهملتين، معناها رأس "الهند".

ويقال لها: "سهرند" بكسر السين المهملة، وفتح الراء، بعدها نون سكنة، فدال مهملة، ومعناها: غابة الأسد، كانت بلدة عامرة في القديم، وإليها ينسب الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية رحمه اللَّه تعالى.

ص: 192

ثم عين مدرّسا في تلك المدرسة، ودرّس فيها سنة واحدة، ثم درّس في مدرسة إحياء العلوم "صادق كنج""بها ولفور"، وفي سنة 1349 هـ أسّس مدرسة في بلدة "جالندهر"، سماها شيخه حكيم الأمة قدّس سرّه باسمه خير المدارس

(1)

، فلم يزل يديرها فيها إلى أن انقسم "الهند" في سنة 1366 هـ، فهاجر الى "باكستان"، ونقل مدرسته الى بلدة "ملتان"، فلم يزل يديرها، ويسعى في رقاها.

ويدرّس فيها "صحيح البخاري" إلى أن توفاه اللَّه تعالى، وتخرّج عليه خلق كثير.

بايع على يد حكيم الأمة التهانوي رحمه اللَّه تعالى، وأجازه للبيعة والتلقين.

فكان مدرّسا، محدّثا، مصلحا، مرشدا، ومدرسة خير المدارس من أكبر جوامع "باكستان" الإسلامية، يديرها بعض أحفاده.

وله تأليفات عديدة شهرية مقبولة متداولة.

وله تقرير دراسي، ضبطها بعض التلاميذ في درس "صحيح البخاري" باسم "خير الباري"، ولم يطبع بعد.

توفي يوم الخميس 21 شعبان المعظم 1390 هـ.

* * *

(1)

جامعة خير المدارس: تقع هذه الجامعة في مدينة "ملتان"، أسّسها المحدّث الشهير العلامة الكبير الشيخ خير محمد الجالندهري، قدّس سرّه في 1349 هـ بـ "جالندر" قبل انقسام "الهند"، وبعد أن انقسمت "الهند" إلى دولتين، وأسّست "باكستان". فقلت الجامعة إلى مدينة "ملتان" باكستان، وبدأ فيه القسم العالي (دورة الحديث) في 1366 هـ.

ص: 193

‌حرف الدال المهملة

‌باب من اسمه داود

‌1809 - الشيخ الفاضل العالم دانش الجاتجامي، رحمه اللَّه تعالى

*.

ولد 1349 هـ بقرية "سَرَنْبَا"، من مضافات "ساتْكَانِيَا" من أعمال "جاتجام" بن أرض "بنغلاديش".

وبعد الفراغ من تحصيل مبادئ العلوم التحق بالجامعة الإسلامية جيري، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة على شيوخها، ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنفور، وقرأ فيها الكتب الحديثية مرّة ثانية.

من شيوخه: المحدّث الكبير الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، وغيره من الأساتذة.

درّس بمدرسة في "أكياب" من "بورما"، ودرّس بمدرسة واقعة بـ "ساتْكانِيَا" ثماني عشرة سنة، ثم التحق بالجامعة الإسلامية فتيا.

* * *

‌1810 - شيخ العالم الكبير العلامة مولانا دانيال العمري الجوراسي

* *.

* راجع: تاريخ الحديث للشيخ نور محمد العجمي ص 262.

* * راجع: نزهة الخواطر 5: 158.

ص: 194

كان من نسل الشيخ زين الدين ابن أخت الشيخ نصير الدين محمود الأودي ثم الدهلوي.

ولد، ونشأ بأرض "أوده"، وقرأ العلم على المفتي عبد السّلام الأعظمي الديوي، ولازمه مدّة طويلة، حتى برع في العلم، وتأهَّل للفتوى والتدريس.

تم أخذ الطريقة عن الشيخ سخي، حفيد الشيخ نظام الدين الأميتهوي، وكان يدرّس، ويفيد.

قرأ عليه الشيخ قطب الدين محمد السهالوي، وخلق كثير من العلماء، كما في "بحر زخّار".

* * *

‌1811 - الشيخ الفاضل داود بن إبراهيم الصيرفي، والد نور الدين علي

*.

كان صيرفي المفرد والدولة معا، ثم اقتصر به على الدولة، واستمرّ، حتى مات في رحب سنة ثلاث وخمسين، ولعلّه كان خيرا من ولده.

* * *

‌1812 - الشيخ الفاضل داود بن أرسلان بن غازي، القاضي شرف الدين أبو المظفّر

* *.

* راجع: الضوء اللامع 3: 210.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 222. =

ص: 195

مولده بـ "دمشق"، سنة سبعين.

تفقّه على بُرهان الدين مسعود بن شُجاع أبي الموفق.

قال ابن العديم: كان فقيهًا فاضلًا، مُتميزًا، صالحًا، يُنظم الشعر.

مات بـ "دمشق"، في الثامن والعشرين، من جمادى الأولى، سنة تسع وثلاثين وستمائة.

وكذا ذكره الحافظ المنذري، في "وفيات النقلة". واللَّه تعالى أعلم.

* * *

‌1813 - الشيخ الفاضل داود بن رُشَيْد، أبو الفضل من أصحاب حفص بن غياث، ومحمد بن الحسن

*.

أصله خوارزمي، سكن "بغداد".

وروى عنه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه.

وروى له البخاري، والنسائي.

= وترجمته في الجواهر المضية، برقم 573، الفوائد البهية 72، كتائب أعلام الأخيار، برقم 433.

* راجع: الطبقات السنية 3: 222.

وترجمته في: التاريخ الكبير 2: 244، تقريب التهذيب 1: 231، تهذيب التهذيب 3: 184، الجرح والتعديل 1: 2: 412، الجواهر المضية، برقم 574، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 109، دول الإسلام 1: 145، شذرات الذهب 2: 91، العبر 1: 429، 430، الفوائد البهية 72، 73، كتائب أعلام الأخيار، برقم 118، هدى الساري 401.

ص: 196

قلت: قال الحافظ في "التهذيب": روى له البخاري في "الصحيح" بواسطة، وفي غير "الجامع" بلا واسطة.

ومات سنة تسع وثلاثين ومائتين. رحمه اللَّه تعالى.

قال داود بن رُشيد: قُمت ليلة فأخذني البرد، فبكيت لما أنا فيه من العرى، فنِمت، فرأيت كأن قائلًا يقول: يا داود، أنمناهم وأقمناك، فتبكي علينا!! فما نام داود بعدها.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية" ص 72: ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في "الهدي الساري مقدمة فتح الباري"، ووصفه بأحد الثقات، وقال: وثقه ابن مَعين وغيره، روى عنه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وروى له البخاري حديثا بواسطة، وكذا النسائي وغفل ابن حزم، وقال: إنه ضعيف، فكانه اشتبه عليه، انتهى.

* * *

‌1814 - الشيخ الفاضل داود بن رضوان، أبو علي، الفقيه السمرقندي

*.

تفقّه بـ "العراق"، ودرس بـ "نيسابور" دهرًا، وحدّث.

ومات في رجب، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1815 - الشيخ الفاضل الكبير المفتي داود بن ركن الدين بن حسام الدين الناكوري

،

* راجع: الطبقات السنية 3: 223. وترجمته في الجواهر المضية، برقم 575.

ص: 197

أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول *.

كان مفتيا ببلدة "نهرواله" من بلاد "كُجْرات"، أعان والده في تدوين "الفتاوى الحمّادية"، كما صرّح به والده في مفتتح كتابه.

* * *

‌1816 - الشيخ الفاضل داود بن سليمان

(1)

البغدادي، النقشبندي، الخالدي

* *.

عالم، أديب.

ولد بـ "بغداد" سنة 1231 هـ، ورحل إلى "مكة"، و"الشام"، و"الموصل".

وتوفي بـ "بغداد" في آخر يوم من رمضان سنة 1299 هـ.

من مؤلّفاته: "المنحة الوهبية في الرد على الوهابية"، و"الفوائد الجلية في نظم الرسالة الوضعية"، و"صلح الإخوان من أهل الإيمان"، و"بيان الدين القيم في تبرئة ابن تيمية وابن القيم"، و"تشطير البردة"، و"دوحة التوحيد في علم الكلام".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 3: 53.

(1)

وفي رواية: هو أبو داود سلمان بن حسان.

* * راجع: معجم المؤلفين 4: 136، 137.

وترجمته في هدية العارفين 1: 363، ومعجم المطبوعات 814، والكشَّاف 139، وفهرست الخديوية 70، وفهرس التيمورية 4: 89: وإيضاح المكنون 1: 263، 2: 70، 205، 790، 628.

ص: 198

‌1817 - الشيخ العالم الصالح داود بن صادق بن فتح اللَّه الكنكوهي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح

*.

ولد، ونشأ بـ "كنكوه".

وأخذ عن والده، وصحبه، وجلس على مسنده بعده، وكان صاحب وجد وسماع.

أخذ عنه الشيخ أبو المعالي بن محمد أشرف الحسيني الأنبهتوي، وخلق كثير من العلماء والمشايخ.

توفي سنة خمس وتسعين وألف، كما في "خزينة الأصفياء".

* * *

‌1818 - الشيخ الفاضل داود بن عثمان بن يعقوب، الملقب شهاب الدين الرومي

* *.

تفقّه، ودرّس بالطغجية

(1)

بـ "القاهرة"، خارج باب زُويلة، وهو أول من درس بها، ثم ظهر بعد ذلك كتاب يدل على أن الواقف كان ملك لابنته ما أوقفه، فبطل الدرس من ذلك اليوم، وأعاد بـ "المنصورية".

* راجع: نزهة الخواطر 5: 158.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 223. وترجمته في: الجواهر المضية، برقم 576.

(1)

المدرسة الطغجية: بخط حدرة البقر، خارج بابي زويلة، أنشأها الأمير سيف الدين طغجي بن عبد اللَّه الأشرفي، وأصله من مماليك الملك الأشرف خليل بن قلاوون، وكان قتل طغجي سنة ثمان وتسعين وستمائة. =

ص: 199

حجّ، ورجعِ متضعّفًا، فمات في المحرّم، سنة خمس وسبعمائة، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1819 - الشيخ الفاضل داود بن علي بن شبيب، الفقيه الحلبي، ابن أخي ثابت بن شبيب المذكور

*.

نقل عنه ابن العديم، فيما شافهه به، وفاة عمّه ثابت، على ما تقدّم.

* * *

‌1820 - الشيخ الفاضل داود بن عيسى بن أبي بكر بن أيوب بن شادي بن مروان أبو المفاخر بن أبي العزائم، الملك الناصر ابن الملك المعظم فقيه، أديب

* *.

= خطط المقريزي 2: 396، النجوم الزاهرة 8:183.

* راجع: الطبقات السنية 3: 223.

وترجمته في: الجواهر المضية، برقم 577.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 224 - 231.

وترجمته في: البداية والنهاية 13: 214، ترويح القلوب في ذكر الملوك بني أيوب 73، 74، الجواهر المضية برقم 578، دول الإسلام 2: 160، ذيل الروضتين 200، شذرات الذهب 5: 275، صبح الأعشى 4: 175، =

ص: 200

ولد في جمادى الآخرة، سنة ثلاث وستمائة.

وتُوفي ليلة السبت، الثامن والعشرين، من جمادى الأولى، سنة ستّ وخمسين وستمائة، في الطاعون العام.

وروى أنه كان يقول: أشتهى أن يرزقني اللَّه الشهادة. فطعن في جنبه الأيسر، فأصبح وهو يشكو ألمًا مثل الطعن بالسيف، ودام على ذلك إلى آخر النهار، فلما أمسى نام، ثم انتبه، وقال: إني رأيت جنبي الأيسر يقول لجنبي الأيمن: أنا قد جاءت نوبتي فصبرت، والليلة نوبتك فاصبر كما صبرت. فأصبح وقد طُعن في جنبه الأيمن.

فلما كان بين الصلاتين، وقد سقطت قواه، نام ثم انتبه وهو يرعد، فقال: إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، والخضر عليه الصلاة والسلام، قد جاء إلي، وجلسا عندي، ثم انصرفا.

فلما كان آخر النهار قال لولده الأكبر شهاب الدين غازي: يا بُني ما بقى في رجاء، فتهيأ في تجهيزي.

فبكى، وبكى الحاضرون، فقال له: لا تكن إلا رجلًا، ولا تعمل عمل النساء، ولا تغير هيئتك. وأوصاه بأهله وأولاده.

ثم اشتدّ به الضعف، وغاب صوابه، ثم أفاق فقال: باللَّه تقدموا إلى جانبي، فإني أجد وحشة.

ثم قال: أرى صفًا عن يميني، فيهم أبو بكر وسعد، وصورهم جميلة، وعليهم ثياب بيض، وصفا عن شمالي، وصورهم قبيحة، أبدان بلا رؤوس، ورؤوس بلا أبدان، وهؤلاء يطلبونني، (وهؤلاء لا يطلبونني). وأنا أريد أروح إلى أهل اليمين.

= العبر 5: 229، 300، فوات الوفيات 1: 312 - 314، الفوائد البهية 73، كشف الظنون 1: 816، المختصر، لأبي الفدا 3: 195، 196، مرآة الجنان 4: 139، النجوم الزاهرة 7: 34، 61، وفيات الأعيان 3:496.

ص: 201

ثم أغفى إغفاءة، ثم استيقظ، وقال: الحمد للَّه، خلصت، خلصت منهم. ثم مات، رحمه اللَّه تعالى.

ولقد كان واسع النفس، مُحبًا للعُلماء، مُقربًا لهم، مُحسنًا إلى من يقدم عليه منهم، كثير العطاء لهم.

قدم عليه راجح الحلى

(1)

، شاعر الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب، ومدحه بقصيدته التي أولها:

أَمنكُمُ خَطَرتْ مِسْكِيَّةُ النَّفَسِ

صَبأ تَلَقَّيْتُ منها بَرْدَ مُنْتَكِسِ

فأعطاه ألف دينار، وقُماشًا وأثاثًا بألف أخرى.

وانقطع إليه الإمام العلامة شمس الدين الخسروشاهي

(2)

، ووصل إليه منه أموال جمة.

ولا بأس بإيراد شئٍ يسير من نظمه البديع، فمنه قوله:

عُيُونٌ عن السِّحْرِ المبِينِ تُبِينُ

لها عندَ تَحْريكِ القلوب سُكُونُ

تَصُولُ بِبيضٍ وهْىَ سُودٌ فرِنْدُها

فُتُورُ ذُبُولٍ والجُفُونُ جُفُونُ

إذا أبصرتْ قلبًا خَلِيًا مِن الهوى

تقولُ له كُنْ مُغْرَمًا فيكونُ

(1)

شرف الدين راجح بن إسماعيل الحلي، صدر نبيل، مدح الملوك بمصر والشام والجزيرة، وسار شعره، وتوفي سنة سبع وعشرين وستمائة.

شذرات الذهب 5: 123، والعبر 5: 108، وفوات الوفيات 1: 218، 219، والنجوم الزاهرة 6:275.

(2)

شمس الدين عبد الحميد بن عيسى بن عمويه الخسروشاهي الشافعي، ولد سنة ثمانين وخمسمائة، وكان فقيها، أصوليا، متكلّما، محققا، بارعا في المعقولات، توفي سنة اثنتين وخمسين وستمائة.

طبقات الشافعية الكبرى 8: 161، 162.

ص: 202

وقوله أيضًا

(1)

:

إذا عَايَنَتْ عَيْنَايَ أَعْلامَ جلَّقٍ

وبانَ مِن القَصْرِ المِشيد قِبَابُهُ

(2)

تَيَقَّنْتُ أنَّ البَيْنَ قد بانَ والنوى

نَأي شَخصُه والعَيْشَ عادَ شَبابُهُ

(3)

وقوله أيضًا:

زارَ الحبيبُ وذَيْلُ الليلِ مُنْسَدِلٌ

وانْجابَ عن وَجْهِه دَاجِي غَياهِبِهِ

فقال لي صاحبي والضوءُ قد رَفَعَتْ

يَدَاهُ من لَيْلِنَا مرْخِي جَلَابِبِه

أما ترى الضوءَ في ليلِ الْمِحَاقِ لقدْ

جاءَ الزمانُ بضْرب من عَجائبه

فقلتُ يا غافِلًا عن نُورِ طَلْعَتِهِ

أما ترى البَدْرَ يَبْدُو في عَقَارِبِهِ

وقوله أيضًا

(4)

:

أُحِبُّ الغادةَ الحَسْنَاءَ تَرْنُو

بِمُقْلَةِ جُؤذُرٍ فيها فُتُورُ

ولا أصبُو إلى رَشَاءٍ غَريرٍ

وإن فَتَنَ الوَرى الرَّشَاأُ الغَريزُ

وأنى يَسْتَوي شمسٌ وبدرٌ

ومنها يَسْتَمِدُّ ويَسْتَنِيرُ

(5)

وقوله أيضًا

(6)

:

طرفِي وقلبي قاتلٌ وشَهيدُ

ودَمِي على خَدَّيكَ منه شُهُودُ

يا أيُها الرَّشَأُ الذي لَحَظاتُهُ

كم دُونَهُنَّ صَوَارِمٌ وأُسُودُ

مَنْ لي بِطَيْفِكَ بعدَما منَع الكرَى

عن ناظِريَّ البُعْدُ والتَّسْهِيدُ

(1)

البيتان في: فوات الوفيات 1: 213، والنجوم الزاهرة 7:62.

(2)

في النجوم: ولئن عاينت.

(3)

في النسخ وأصل النجوم: "نوي شخصه"، والمثبت في: فوات الوفيات.

(4)

الأبيات في: شذرات الذهب 5: 275.

(5)

بعده في الشذرات:

وهل تبدو الغزاله في سماء

ففي ظهر عندها للبدر نور.

(6)

الأبيات في: فوات الوفيات 1: 213، 214. والأبيات الأول والثاني والسادس في شذرات الذهب 5:275.

ص: 203

وأنا وحُبِّكُ لستُ أضمِرُ سَلْوَةً

عن صبوتي ودَعِ الفؤادَ يَيِيدُ

(1)

وألذُّ ما لاقيتُ منك منيتي

وأقل ما بالنفسِ فيك أَجُودُ

(2)

ومنَ الْعَجَائِبِ أنَّ قلبك لم يَلِنْ

لِي والحديدُ ألانَه دَاوُدُ

ومن لطيف شعره، ماكتب به إلى الملك المنصور إبراهيم، صاحب "حمص"، يستدعي إلى مجلس أنس، وذلك لما كانا نازلين بـ "بيسان"

(3)

، حين كانا مُتفقين على حرب الصالح نجم الدين أيوب، صاحب "مصر"، وكان ذلكُ يوم عيد الفطر في زمان الربيع، وهو:

يا مَلِكًا قد جَمَّلَ العَصْرَا

وفاقَ أَمْلاكَ الوَرَى طُرَّا

وفاتَ في نائِلِهِ حاتمًا

وبَتَّ في إقدامه عَمْرَا

وباكَر العَلْياءَ فافتَضَّهَا

وكانت النَّاهِدَة البِكْرَا

أما ترى الزَّهْرَ وقد جاءَنا

مُسْتَقْبِلًا بالبِشْرِ والبُشْرَى

الصَّيْدُ والنَّيْرُوزُ في حالةٍ

والملِكُ المنصورُ والنَّصْرا

والأرضُ قد باهَتْ به واغتدَتْ

تَخْتالُ في حُلَّتِها الخَضْرَ

عَبَّسَتِ السُّحْبُ على نَوْرِهَا

فراحَ ثَغْرُ النَّورِ مُفْتَرَّا

الصَّوْمُ قد وَلَّى بآلاتِهِ

والفِطْرُ باللذاتِ قد كَرَّا

فانْهَضْ بلا نَطْلٍ ولا فَتْرَة

نَرْتَشِف المعْسُولةَ الخَمْرا

حِيرِيَّةٌ قد عُتِّقَتْ حِقْبَةً

فأَقْبَلَت تُخْبِرُ عن كِسْرَى

واسْتَجلِهَا حَمْرَاءَ عَانِيةً

تَحْسِبُها في كأسِها تِبْرَا

أو ذَوْبَ جَمْر حَلَّ في جامِدِ ال

ماءِ فألقى فوقه دُرَّا

وبادِرِ اللَّذاتِ في حِينِهَا

وقُمْ بنا نَنْتَهِبِ العُمْرَا

(1)

في فوات الوفيات: لست أمر توبة.

(2)

في الفوات: فيك منيتي. . . منك أجود.

(3)

بيسان: مدينة بالأردن، بالغور الشمالي، وهي بين حوران وفلسطين.

معجم البلدان 1: 788.

ص: 204

في رَوْضَةٍ أُتْرُنْجُها ببانِعٌ

يلوحُ في الأغصانِ مُصْفَرَّا

كأنَّهُ قد لاح في دَوْحِها

وَجْهُ سَماءٍ أَطْلَعتْ زَهْرَا

واسْلَمْ ودُمْ في عِيشَةٍ رَغْدَةٍ

تُبلى على جِدَّتِها الدَّهْرا

وقال شهاب الدين التلعفري

(1)

الشاعر المشهور: اجتمعت ليلة بالملك الناصر داود، على شاطئ البحر بعسقلان، وقد طلع البدرُ وألقى شعاعه على البحر، فقال الملك الناصر مُرتجلًا

(2)

:

يا ليلةً قَطَّعْتُ عُمْرَ ظَلامِهَا

بِمُدامةٍ صَفْراءَ ذاتِ تأَجُجِ

بالساحِل النَّامي رَوَأئِحُ نَشْرِهِ

عَن رَوْضه المِتَّضَوِع المتِأرّجِ

واليَمُّ زاه قد هَدَا تَيَّارُهُ

مِن بَعْدِ طُولي تَقَلُّقٍ وتَمَوُّجِ

طَوْرًا تُدَغْدِغُهُ الشَّمالُ وتَارةً

يَكْرَى فتُوقِظُهُ بَناتُ الْخَزْرَجِ

والبدرُ قد ألقى سَنَا أنوارِهِ

في لُجِّهِ المِتَجَعِّدِ المتَدَبجِ

فكأنَّه إذ قد صَفْحةَ مُتنِهِ

بِشُعاعِه المتَّوقُدِ المتَّوَهِجِ

نهرٌ تكوَّن من نُضَارٍ يانِعٍ

يَجْري على أرضٍ مِن الفَيْرُوزَجِ

(3)

وقال أيضًا:

يا ركبًا من أعالي الشَّام يَجْذِبُهُ

إلى العِراقَيْنِ إدْلاجٌ وإسْحارُ

حَدَّثْتَني عن رُبُوعِ طالَما قُضِيْتْ

لِلنَّفْسِ فيها لُباناتٌ وأوطارُ

(1)

شهاب الدين أبو عبد اللَّه محمد بن يوسف بن مسعرد الشيباني التلعفري، مدح الملوك والكبرى، وسار شعره، نسبته إلى تل أعفر، بين سنجار والموصل، توفي سنة خمس وسبعين وستمائة.

شذرات الذهب 5: 349، والعبر 5: 306، وفوات الوفيات 2: 546 - 555، والنجوم الزاهرة 7:255.

(2)

الأبيات في: فوات الوفيات 1: 312.

(3)

في فوات الوفيات: نهر تلون.

ص: 205

لدَىِ رِيَاضٍ سَقَاها المِزْنُ دِيَمَتَهُ

وزَانهَا رَهْرٌ غَضٌ ونَوَّارُ

شَحَّ النَّدَى أن يُسقِّيها مُجاجَتَهُ

فجَادها مُفْعَمُ الشُّوبُوبِ مِدْرَارُ

بَكَتْ عليها الغَوادي وهى ضاحِكةٌ

وراحَتِ الريحُ فيها وهي مِعْطارُ

يا حُسْنَها حين زانتها جواسِقُها

وأيْنعَتْ في أعالي الدَّوحِ أَثْمارُ

فهيَ السماءُ اخضِرارًا في جوانِبها

كواكبٌ زُهرٌ تبدو وأقمارُ

ومنها:

كَرِّرْ على نازح شَطَّ المِزارُ بِهِ

حديثكَ العَذْبَ لا شطَّتْ بك الدارُ

وعَلِّلِ النَّفْسَ عنهم بالحديث بهم

إن الحديثَ عن الأحبابِ أَسمْارُ

وقال، يتضرع إلى اللَّه تعالى، ويشكو أهله وأقاربه:

أيا ربِّ إن الأقرباء تباعدوا

وعُوملت منهم بالقطيعة والهَجْرِ

وقطعتِ الأرحام بيني وبينهم

وجوزِيت عن فِعلِ الصَّنائِعِ بالنَكْرِ

وأَغْلَقَ دُوني بابَه كلُّ صاحِبٍ

فَتَحْتُ له بابي وأَدْخَلْتُه خِدْري

تَخَيَّرْتُهُ منهم لِيَوْم مَسَاءَتِي

وأعددتُه في كلِّ نائبةٍ ذُخْري

فخان عُهُودي إذْ وفيتُ بعَهْدِهِ

وشحَّ بِرَفْدِي إذْ بَذَلْتُ له رِفْدِي

وأنت بِمَرْأَى يا إلهي ومَسْمَعٍ

وعالِمُ مَكْنُونِ السرائرِ والجَهْرِ

أجِرْني من باغَ علىَّ بمالِهِ

ومَعْقِلِه المِحْفُوفِ بالعَسْكَرِ الْمُجْرِ

أمَوْلايَ إنَّ العربَ تَمنُعُ جارَها

وتَدْفَعُ عنه الضَّيْمَ بالبيضِ والسُّمْرِ

وقد جِئْتُكَ اللَّهُمَّ أَرْجُوكَ ناصِرًا

لأنكَ أوْلَى من يُؤمَّلُ لِلنَّصْرِ

(1)

فخُذ بِيدي فيما أرِّجى وأتَّقى

على رغمِ أقوامٍ تَوَاطَوا على ضُرِّي

فالطافُكَ الحُسْنَى لَدَيَّ خَفِيَّةٌ

تُبَلِّغُنِي الآمالَ مِن حيثُ لا أَدْري

ومن شعره أيضًا، قوله:

لما تَنَمَّقَ وجهُه المهْيَضُ منْ

خَطِّ السَّوادِ المِسْتَقيمِ بأسْطُرِ

(1)

في حاشية بعض النسخ: الأولى: لأنك مولى من يؤمل للنصر.

ص: 206

عايَنْتُ مَرأى لم أُشاهد مِثْلَهُ

كَلَّا ولم أَسْمَعْ به من مُخْبِر

وَجْهًا تَنَقَّلَ في فُنونِ ملاحَةٍ

حتى تَمَسَّكَ بالْعِذَارِ الأَعْطرِ

فكأنَّهُ لما استَدارَ عِذارُهُ

بدرٌ بَدَا في هَالةٍ مِن عَنْبَرِ

ومن شعره أيضًا، قصيدة عدتها أربعة وثلاثون بيتًا، منها قوله

(1)

:

صَبِّحَانِي بِوَجْهِهِ الْقَمَرِىّ

واصْبِحَانِي بالسَّلْسَبِيلِ الرَّوِيِّ

ومنها:

ما رَأَيْنا من قَبْلِ خَدَّلهِ ورْدًا

يانِعًا فوق عارض سَوْسَنيِّ

كيف يُجنى الْبَنَفْسَجُ الغَضُّ منه

وهو يُحْمَى بالنَّاظِرِ النَّرْجِسِيّ

ومنها:

أَعْطنيها كأنَّها وَهَجُ الشَّمْـ

ـسِ تَبَذَّتْ في بُرْجِها الْحَمَلِيّ

قال ابن كثير في حق صاحب الترجمة

(2)

: وكان فصيحًا، وله شعر، ولديه فضائل، واشتغل في علم الكلام على الشمس الخُسروشاهي، تلميذ الرازي

(3)

.

وكان

(4)

يعرف علم الأوائل جيدًا، ولحد حكوا عنه أشياء تدل إن صحت، على سوء عقيدتَه، واللَّه أعلم.

قال: وذكروا عنه

(5)

، أنه حضر أول درس ذكُر بالمستنصرية، في سنة اثنتينِ وستّمائة، وأن الشعراء أنشدوا المِستنصر مدائح كثيرة، فقال بعضهم في قصيدة له:

لَوْ كنتَ في يوم السَّقيفة شَاهِدًا

كُنتَ المقَدَّمَ والإمامَ الأعْظَمَا

فقال الناصر للشاعر: اسكت، لحد أخطأت، قد كان جد أمير المؤمنين

(1)

البيت الأول في: فوات الوفيات 1: 312.

(2)

البداية والنهاية 13: 198.

(3)

أي الفخر، كما في البداية.

(4)

أي الخسروشاهي.

(5)

أي عن داود المترجم.

ص: 207

العبّاس شاهدًا يومئذ، ولم يكن المقدّم ولا الإمام الأعظم، وإنما كان المقدّم والإمام الأعظم أبو بكر الصدّيق، رضي اللَّه تعالى عنه.

فقال الخليفة: صدق

(1)

.

وهذا من أحسن ما نُقل عنه، رحمه اللَّه تعالى

(2)

.

وكان، رحمه اللَّه تعالى، شاعرًا ماهرًا، عالمًا فاضلًا، وأشعاره وأخباره لا تدخل تحت الحصر، ولا يتيسر الإحاطة بها، وفيما ذكرناه منها مقنعٌ.

* * *

‌1821 - الشيخ الفاضل داود بن غُلْبَك بن علي الرومي، المعروف بالبدر الطويل نشأ بمدينة "قونية"، وقرأ الأدب واللغة

*.

وتفقّه على الشيخ جلال الدين الخبازي

(3)

، لما قدم "دمشق"، وأقام بها نحوًا من ثلاثين سنة.

ثم توجّه إلى "حلب"، ودرّس بها في "القليجية"

(4)

و"الطرخانية" نحوًا من خمس عشرة سنة.

(1)

في البداية: صدقت.

(2)

آخر كلام ابن كثير.

* راجع: الطبقات السنية 3: 231.

وترجمته في: الجواهر المضية، برقم 579، الفوائد البهية 72، كتائب أعلام الأخيار، برقم 594.

(3)

هو عمر بن محمد بن عمر، وتأتي ترجمته.

(4)

في النسخ: القلجية، والمثبت عن الجواهر. انظر حاشيته 1:190.

ص: 208

ثم خرج من "حلب"، متوجّهًا إلى قلعة المسلمين، فأدركه أجله، وتوفي سنة خمس عشرة وسبعمائة.

وكان له معرفة تامة بالأصلين، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1822 - العالم العامل الفاضل الكامل المولى داود بن كمال القوجوي

*.

قرأ رحمه اللَّه تعالى على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى لطفي، ثم إلى خدمة المولى الفاضل ابن الحاج حسن، ثم انتقل إلى خدمة المولى الفاضل ابن المؤيّد.

ثم صار مدرّسا بمدرسة قاسم باشا بمدينة "بروسه"، ثم صار مدرّسا بمدرسة قبلوجه بالمدينة المزبورة، ثم صار مدرّسا بمدرسة طرابزون، وهو أول مدرّس بها، ثم صار مدرّسا بإحدى المدرسين المتجاورتين بـ "أدرنه"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان.

ثم صار قاضيا بمدينة "بروسه"، ثم عزل عنها، وعيّن له كلّ يوم ثمانون درهما بطريق التقاعد، ثم صار قاضيا بالمدينة المزبورة ثانيا، ثم ترك القضاء، واختار التقاعد، وعين له كلّ يوم مائة درهم، ومات وهو على تلك الحال في سنة وأربعين وتسعمائة.

* راجع: الشقائق النعمانية ص 239.

وترجمته في الطبقات السنية 3: 234، والشقائق النعمانية (بهامش وفيات الأعيان)، 1: 640، 641، كشف الظنون 2: 717، الكواكب السائر 2: 142، 143.

ص: 209

كان رحمه اللَّه تعالى عالما فاضلا، ذكيا، مدقّقا، وكانت له يد طولى في العلوم العقلية، وكان كريم الطبع، مراعيا للحقوق، قوالا للحقّ، لا يخاف في اللَّه لومة لائم، وكان سيفا من سيوف اللَّه تعالى، إلا أنه لم يشتغل في التصنيف لاختلال مزاجه، روّح اللَّه روحه، ونوّر ضريحه.

* * *

‌1823 - الشيخ الفاضل داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان أبو سليمان الطائي البصري

*.

نزل "بغداد"، وحدّث بها عن شعبة، وحمّاد بن سلمة، وغيرهما.

وروى عنه جماعة؛ منهم: محمد بن إسحاق الصغاني، وغيره.

قال العباس بن محمد الدُّوري

(1)

: سمعت يحيى بن معين، وذكر داود بن المحبر، فأحسن عليه الثناء، وذكره بخير، وقال: ما زال معروفًا بالحديث، يكتب الحديث، وترك الحديث، ثم ذهب، فصحب قومًا من المعتزلة فأفسدوه، وهو ثقة.

وروى الخطيب

(2)

بسنده عن العبّاس بن محمد المذكور، أنه قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: داود بن المحِبر ليس بكذّاب.

* راجع: الطبقات السنية 3: 232، 233.

(1)

في النسخ: "الدورقي" خطأ، والتصويب من تاريخ بغداد 8: 360، وفيه: سمعت الدورقي يقول، وانظر: ترجمة الدورقي في الأنساب 5: 400.

(2)

تاريخ بغداد 8: 360.

ص: 210

قال يحيى: وقد كتبتُ عن أبيه المحبر بن قحذم، وكان داود ثقة، ولكنه جفا الحديث، ثم حدّث.

قال -أعني الخطيب- بعد نقله كلام ابن مَعين هذا: قلتُ، حال داود ظاهرة في كونه غير ثقة، ولو لم يكن له غير وضعه كتاب "العقل" بأسره لكان دليلًا كافيًا على ما ذكرته.

ثم روى بسنده إلى أبي الحسن علي بن عمر، أنه قال: كتاب "العقل" وضعه أربعة: أولهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه داود بن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد

(1)

ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء، فركبه بأسانيد أخر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي، فأتى بأسانيد أخر. أو كما قال الدارقطني.

وروى الذهبي، بسنده إلى ابن ماجه

(2)

: حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدّثنا ابن المحبر، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، مرفوعًا:"ستفتح مدنة يقال لها "قزوين"، من رابط فيها أربعين ليلة كان له في الجنة عمود من ذهب، وزمردة خضراء على ياقوتة حمراء، لها سبعون ألف مصراع من ذهب، كلّ باب فيه زوجةٌ من الحور العين".

قال الذهبي: فلقد شان ابن ماجه "سننه" بإدخال هذا الحديث الموضوع فيها.

ومات داود بـ "بغداد"، يوم الجمعة، لثمان مضين من جمادى الأولى، سنة ست ومائتين. رحمه اللَّه تعالى، وتجاوز عنه.

* * *

(1)

في سننه، باب في ذكر الديلم وفضل قزوين، من كتاب الجهاد. سنن ابن ماجه 2:929.

(2)

هو إسماعيل بن أسد، كما في سنن ابن ماجه.

ص: 211

‌1824 - الشيخ الفاضل داود بن محمد بن موسى بن هارون، الفقيه الأودني

*.

كان إمامًا، يروى عن عبد الرحمن بن أبي الليث.

قال الذهبي: وابنه أبو نصر أحمد بن داود بن محمد، روى عن أبيه، وعنه عمر بن منصور البخاري.

وله

(1)

كتب، منها: كتاب "ذكر الصالحين"، وكتاب "أحداث الزمان"، وكتاب "أجر البهائم"، وكتاب "فضائل القرآن".

وتقدم ابنه أحمد

(2)

.

* * *

‌1825 - الشيخ الفاضل داود بن محمد القارصي، الرومي، نزيل "مصر

" * *.

* راجع: الطبقات السنية 3: 231، 232.

وترجمته في الأنساب 52 ظ، وتاج التراجم 28، وتبصير المنتبه 1: 51، 52، والجواهر المضية برقم 580، والقاموس (و د ن) كشف الظنون 1: 10: 7 - 827، 2: 1277، واللباب 1: 74، والمشتبه 35، ومعجم البلدان 1: 399، وهدية العارفين 1:359.

وذكر الأستاذ كحالة، أن وفاة المترجم كانت في حدود سنة عشرين وثلاثمائة. معجم المؤلفين 4:142.

والأودني: في الأنساب بضم الهمزة، وفي المشتبه بفتحها.

(1)

أي وللمترجم. والكلام من الأنساب.

(2)

برقم 191.

* * راجع: معجم المؤلفين 4: 142. =

ص: 212

عالم مشارك في علم الكلام والمنطق والأصول وآداب البحث وغيرها.

من تصانيفه: "حاشية على شرح الكلنوي" لتهذيب المنطق، و"شرح القصيدة النونية" لخضر بك في علم الكلام، فرغ منها سنة 1169 هـ، شرح على رسالته في آداب البحث، وشرح على متن أصول الحديث للبركوي.

كان حيا سنة 1169 هـ.

* * *

‌1826 - الشيخ الفاضل داود بن محمد القرصي فاضل، مشارك في الحديث والمنطق، من أهل "القرص" بـ "أرمينية

" *.

تعلم بـ "إستانبول"، و"مصر".

له "التذكرة" بدار الكتب، في آداب البحث، و"شرح أصول الحديث للبركوي"، و"تكملة التهذيب" في المنطق، و"شرح تكملة التهذيب"، كلاهما في الأزهرية، و"شرح القصيدة النونية" في العقائد، و"شرح الأمثلة" في الصرف

(1)

.

توفي سنة 1160 هـ.

* * *

= وترجمته في هدية العارفين 1: 363، وفهرست الخديوية 2: 24، 31، 27، 7/ 2: 599، والكشّاف 305، وفهرس التيمورية 2: 18، وإيضاح المكنون 1: 3، 2: 233، ومعجم المطبوعات 1503.

* راجع: الأعلام للزركلي 2: 334.

(1)

عثمانلي مؤلفلري 1: 309، ودار الكتب 1: 224 والأزهرية 3: 421.

ص: 213

‌1827 - الشيخ الفاضل داود بن مروان بن داود الملطي الفقيه العلامة، نجم الدين

*.

ناب في الحكم على الحسام الرازي، ودرّس بعدّة أماكن.

وولي قضاء العسكر.

وكان ذا مروءة وعصبية، ومعرفة بالمذهب.

مات في ثالث شهر ربيع الأول، سنة سبع عشرة وسبعمائة. ودُفن بـ "القرافة".

وهو والد صدر الدين سليمان الآتي في بابه، إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

‌1828 - الشيخ الفاضل داود بن نُصير، أبو سليمان الطائي، الكوفي الإمام، العالم، العامل، العابد، الزاهد، أحد أصحاب الإمام، وعين أعيان أئمة الأنام

* *.

سمع عبد الملك بن عمير، وسليمان الأعمش، وغيرهما.

وروى عنه جماعة، منهم: إسماعيل بن عُلية، وغيره.

* راجع: الطبقات السنية 3: 233، 234.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 582، والدرر الكامنة 2: 189، وكتائب أعلام الأخيار برقم 543.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 234 - 238.

ص: 214

وكان داود ممن شغل نفسه بالعلم، ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة والانفراد والخلوة، ولزم العبادة، واجتهد فيها إلى آخر عمره.

وقدم "بغداد" في أيام المهدي، ثم عاد إلى "الكوفة"، وبها كانت وفاته.

قال ابن عيينة في حقّه: كان داود الطائي ممن علم وفقه.

قال: وكان يختلف إلى أبي حنيفة، حتى نفذ في ذلك الكلام.

قال: فأخذ حصاة، فحذف بها إنسانًا، فقال له: يا أبا سليمان، طال لسانك، وطالت يدك!! قال: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يُجيب، فلمّا علم أنه يصبر، عمد إلى كتبه فغرقها في الفرات، ثم أقبل على العبادة، وتخلى.

قال الوليد بن عُقبة الشيباني: لم يكن في حلقة أبي حنيفة أرفع "صوتًا من" داود الطائي، ثم إنه تزهّد، واعتزلهم، وأقبل على العبادة.

قال عطاء: كان لداود الطائي ثلاثمائة درهم، فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه.

قال: وكُنا ندخل عليه فلم يكن في بيته إلا باريةٌ

(1)

، ولبنةٌ يضع عليها رأسه، وإجانةٌ

(2)

فيها خبزٌ، ومطهرةٌ يتوضّأ منها، ومنها يشرب.

وقال أبو سليمان الداراني: ورث داود الطائى من أمه دارًا، فكان ينتقل في بيوت الدار، كلما خرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر ولم يعمره، حتى أتى على عامة بيوت الدار.

قال: وورث من أبيه دنانير، فكان يتقوّتها، حتى كُفن بآخرها.

(1)

البارية: الصبر المنسوج.

(2)

الإجانة: إناء يغسل فيه الثياب.

ص: 215

وروى أن محمد بن قحطبة قدم "الكوفة"، فقال: أحتاج إلى مؤدّب يؤدّب أولادي، حافظ لكتاب اللَّه، عالم بسنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وبالآثار، والفقه، والنحو، والشعر، وأيام الناس.

فقيل له: ما يجمع هذه الأشياء إلا داود الطائي.

وكان محمد بن قحطبة ابن عم داود، فأرسل إليه يعرض ذلك عليه، ويُسنى له الأرزاق والفائدة، فأبى داود ذلك، فأرسل إليه بدرة عشرة آلاف درهم، وقال: استعن بها على دهرك. فردها.

فوجه إليه ببدرتين، مع غُلامين له مملوكين، وقال بها: إن قبل البدرتين فأنتما حُران.

فمضيا بهما إليه، فأبى أن يقبلهما، فقالا له: إن في قبولهما عِتقُ رقابنا.

فقال لهما: إني أخافُ أن يكون في قبولهما وهقُ رقبتي في النار، رداهما إليه

(1)

، وقولا له: إن ردهما على من أخذتهما منه أولى من أن تعطيني أنا.

قال إسماعيل بن حسّان: جئت إلى باب داود الطائي، فسمعته يخاطب نفسه، فظننت أن عنده أحدًا، فأطلت القيام على الباب، ثم استأذنت فدخلت، فقال: ما بدا لك في الاستئذان؟ قلت: سمعتك تتكلّم، فظننت أن عندك أحدًا.

قال: لا، ولكن كنت أخاصم نفسي، اشتهت البارحة تمرًا، فخرجت، فاشتريت لها، فلمّا جئت به اشتهت جزرًا، فأعطيت اللَّه عهدًا أن لا آكل تمرًا ولا جزرًا حتى ألقاه.

(1)

جاء القول في تاريخ بغداد 8: 439، هكذا: وقولا له يردهما على من أخذهما منه أولى من أن يعطيني أنا.

ص: 216

وقال عبد اللَّه بن المبارك

(1)

: قيل لداود، وقد تصدع حائط له: لو أمرت برمه؟ فقال داود: كانوا يكرهون فضول النظر.

وقال ابن أبي عدي: صام داود الطائي أربعين سنة ما علم به أهله، كان خزّازًا، وكان يحمل غداءه معه، ويتصدّق به في الطريق، ويرجع إلى أهله يفطر عشاء، لا يعلمون أنه صائم.

وقيل: احتجم داود الطائي، فدفع إلى الحجّام دينارًا، فقيل له: هذا إسراف.

فقال: لا عبادة لمن لا مروءة له.

وكان محارب بن دثار يقول: لو كان داود في الأمم الماضية لقصّ اللَّه علينا من خبره.

وكان ابن المبارك، يقول: وهل الأمر إلا ما كان عليه داود.

وعن محمد بن الحسن، أنه قال: كنت آتي داود الطائى في بيته، فأسأله عن المسألة، فإن وقع في قلبه أنها مما أحتاج إليه لأمر ديني أجابني فيها، وإن وقع في قلبه أنها من مسائلنا هذه تبسّم في وجهي، وقال: إن لنا شغلًا. إن لنا شغلا.

قال أبو نعيم: مات سنة ستين ومائة. وقال الذهبي: سنة اثنتين وستين ومائة، وقيل: سنة ستين.

وحدث إسحاق بن منصور السلولي، قال: لما مات داود الطائي شيع جنازته الناس، فلمّا دفن قام ابن السماك على قبره، فقال: يا داود، كنت تسهر ليلك إذ الناس ينامون، فقال الناس جميعًا: صدقت. وكنت تربح إذ الناس يخسرون. فقال الناس: صدقت. كنت تسلم إذا الناس يخوضون.

فقال الناس: صدقت. حتى عدد فضائله كلّها.

(1)

تاريخ بغداد 8: 349.

ص: 217

فلما فرغ قام أبو بكر النهشلي، فحمد اللَّه، ثم قال [يا رب]

(1)

إن الناس قد قالوا ما عندهم مبلغ ما علموا، اللهم فاغفر له برحمتك، وتكله إلى عمله.

قال بعض الصلحاء: رأيت داود الطائي في منامي، فقلت: أبا سليمان كيف رأيتُ خير الآخرة؟ قال: رأيتُ خيرًا كثيرًا.

قال، قلت: فماذا صرت إليه؟ قال: صرت إلى خير، والحمد للَّه.

قال: فقلت: هل لك من علم بسفيان بن سعيد؟ فقد كان يحبّ الخير وأهله.

قال: فتبسم، ثم قال: رقاه الخير إلى درجة أهل الخير.

وذكر العيني، في "تاريخه" أن سبب علته، أنه مر بآية فيها ذكر النار، فكررها مرارًا في ليلته، فأصبح مريضًا، فوجدوه قد مات ورأسه على لبنة.

ورآه في تلك الليلة رجل في المنام، وهو مكشوف الرأس، فقال له: إلى أين؟ فقال: الآن خلصت من السجن.

فانتبه الرجل، وقد ارتفع الصراخ بموته، رضي اللَّه تعالى عنه.

ورأى بعضهم أيضًا في الليلة التي مات فيها داود ملائكة ونُورا، وقالوا: قد زخرفت الجنة لقدوم داود الطائي.

ومما قيل في داود من المدح قول بعضهم:

يَا قَوْمُ ما كان في أَحْوالِ دَاودِ

ما عاشقَ واللَّهِ أمْرٌ غيرُ محمودِ

داودُ مِنْ خَوْفِ رَبِّ العرشِ خالِقِهِ

قد اقْتَنَى الدِّرْعَ لا مِنْ نَسْجِ داودِ

وبيتُه خَرِبٌ ما فيه مُرتَقَبلٌ

سِوى كُسيراتِ خُبْزٍ مِثْلِ جُلْمُودِ

برَفْضِ دَاودَ دُنْياهُ بأَجْمَعِهَا

قد سَادَ حَقًّا جمَيع الحُمْرِ والسُّودِ

طُوبَى له مِن فتى شَدَّ الرِّحَالَ إلى

رَوْض بَهْيجٍ وطَلْحٍ ثَمَّ مَنْضُودِ

رَثُّ الثِّيابِ خَمِيصُ البطنِ مُتَّكِلٌ

على العزيزِ بعِزِّ الفَوْرِ مَوْعُودٍ

(1)

تكملة من: تاريخ بغداد 8: 355.

ص: 218

هذا ومحاسن داود تجلّ عن الإحصاء، وتتجاوز حدّ الضبط، وفيما أوردناه منها دليلٌ واضحٌ على علوّ مقامه، وعظيم شأنه، نفعنا اللَّه ببركاته في الدارين، وجمعنا في مُستقرّ رحمته، وأباحنا بحبوحة جنّته، بمنّه وكرمه آمين.

* * *

‌1829 - الشيخ الفاضل المحدث داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان أبو سعد التنوخي، الأنباري

*.

سمع جدّه إسحاق، وأبا الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وغيرهما.

وحدّث بـ "بغداد"، و"الأنبار"، وروى عنه جماعة كثيرون.

قال على بن المحسن: كان فصيحًا، نحويًا، لغويًا، حسن العلم بالعروض، واستخراج المعمى.

وصنّف كتبًا في اللغة على مذهب الكوفيين، وله كتاب كبير في "خلق الإنسان" متداول.

وكان أخذ عن يعقوب بن السكيت، ولقي ثعلبًا فحمل عنه.

وكان يقول الشعر الجيد.

ولقي من الإخباريين جماعة، منهم: حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي.

* راجع: الطبقات السنية 3: 239.

وترجمته في بغية الوعاة 1: 563، وتاج التراجم 28، وتاريخ بغداد 8: 379، 380، والجواهر المضية برقم 584، وروضات الجنات 3: 304، 305، وكشف الظنون 1: 723، ومعجم الأدباء 11: 98، 99، والمنتظم 6: 217، 218، والنجوم الزاهرة 3:221.

ص: 219

وقال أحمد بن يوسف الأزرق: كان أبو سعد داود بن الهيثم كثير الحديث، كثير الحفظ للأخبار والأدب، والنحو واللغة والأشعار.

ولد بـ "الأنبار".

ومات بها، سنة ست عشرة وثلاثمائة، وله من العمر ثمان وثمانون سنة. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1830 - الشيخ الفاضل داود بن يحيى بن كامل بن يحيى بن جُبارة بن عبد الملك -ينتهى نسبه إلى الزبير بن العوام، رضي اللَّه تعالى عنه- القاضي عماد الدين والد الشيخ نجم الدين علي القحفازي، الآتي في محلّه إن شاء اللَّه تعالى

*.

قال ابن العديم. كان إمامًا، مُحقّقًا، صالحًا.

ولي تدريس العزية الجوانية

(1)

.

ومات سنة أربع وثمانين وستمائة، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1831 - الشيخ الفاضل العلامة داود بن يعقوب شاه، رحمه اللَّه تعالى

* *.

* راجع: الطبقات السنية 3: 240.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 585.

(1)

الغرية الجوانية: من مدارس الحنفية بدمشق. انظر الدارس 1: 55.

* راجع: تاريخ الحديث للشيخ نور محمد العجمي ص 261، 262.

ص: 220

ولد سنة 1338 هـ في قرية "كابل" من مضافات "مردان" من سَرْحَد باكستان.

تلقّى مبادئ العلم في وطنه، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بالمدرسة العثمانية المعينية بـ "آجمير"، وقرأ فيها الكتب الصحاح الستة وغيرها، حتى أتمّ الدراسة العليا فيها. ثم ارتحل إلى "دهلي"، والتحق بالمدرسة الأمينية، وقرأ الكتب الصحاح الستة مرّة ثانية.

ومن شيوخه: العلامة مَعين الدين الأجميري، والمفتي الأعظم كفاية اللَّه الدهلوي، وغيرهم.

وبعد الفراغ التحق مدرّسا بالمدرسة العثمانية المعينية، ثم بمدرسة نافع العلوم بـ "ميرته". درّس فيهما كتب الفنون العالية، ثم وصل إلى "كلكتة"، والتحق بالمدرسة العالية بها، ثم سافر إلى "بنغلاديش"، والتحق محدّثا بالمدرسة العالية داكا.

* * *

‌1832 - الشيخ الفاضل دَاوُد بن يُوسُف بن مُحَمَّد النذري

*.

توفي سنة. . .

لَهُ "مجمع الأبحر فِي شرح ملتقى الأبحر" فِي الْفُرُوع.

* * *

* راجع: هدية العارفين 1: 361، 362.

ص: 221

‌1833 - العارف باللَّه تعالى الشيخ داود من قصبة مدرني

*.

صحب الشيخ حبيبا خليفة السيّد يحيى، قدّس اللَّه أسرارهم، روي أن الأمير أحمد المعروف بأحمد الأحمر أرسل إليه كتابا يسأله عن الدوائر الخمس المعروفة عند أهل السلوك، فصنّف لأجله كتابا كبيرًا، وبيّن فيه الدوائر السبع من دوائر السلوك، سماه بـ "كلشن توحيد"، وجعله منظوما بالتركية والعربية، وأهل السلوك يعتني به أشدّ الاعتناء.

ومن جملة كراماته ما حكى بعض أصحابه أنه قال كنت بلغت سنّ التمييز، وبي اعتقال اللسان، قال فذهب بي والدي يومًا إلى حضرة الشيخ المذكور، والتمس منه أن يدعو لي بذهاب اعتقال اللسان، قال ودعا لي بذلك، وأدخل من ريقه في فمي، قال: فلمّا أتيت البيت، ورأيت والدتي قلت لها: يا أمّاه إني تكلّمت، قال: وهذه أول كلمة تلفّظت بها، وحكى ذلك البعض عن بعض أصحاب الشيخ المذكور أنه قال: كنت أولا من طلبة العلم، وسافرنا مع بعض الأصحاب إلى بلاد "قرامان"، فمررنا على بئر عظيمة هناك، وقد أجهدنا العطش، وكدنا أن نموت إذ ظهر من بعيد جماعة، ففرحنا بذلك، راجين أن يكون عندهم الماء، فلما دنونا منهم أقبل رجل قد تقدّمهم، ومعه ظرف ماء مشدود في وسطه، وهو يذكر اللَّه تعالى بالجهر، وقد غلب عليه الحال، وحصلت له الجذبة، فلمّا رآنا رمى ما في وسطه من الإناء إلى الهواء، قال فلمّا سقط الأناء سال الماء من فمي، وقد ذهب عني العطش، ولم ينكسر الإناء، قال: وكان ذلك سبب التحاقي بهم، وكان رئيسهم الشيخ

* راجع: الشقائق النعمانية ص 223.

ص: 222

داود المزبور، وكان ذلك الرجل المجذوب من أصحابه، واسمه الشيخ سليمان، قدّس اللَّه سرّه.

* * *

‌1834 - العارف باللَّه تعالى الشيخ داود خليفة

*.

كان من خلفاء الشيخ إدريس المذكور.

وكان من طلبة العلم أولا، ثم مال إلى الطريقة الصوفية، واتصل بخدمة الشيخ المزبور.

وكان عالما زاهدا، عابدا، إلا أنه كان يدّعي أنه يصاحب المهدي، وأن المهدي من جماعتهم، ولم يصحّ ما ادّعاه، رحمه الله.

* * *

‌1835 - الشيخ العالم الفقيه القاضي داود السندي

* *.

أحد مشاهير القضاة في "بهكر" من بلاد "السند".

أصله من"فتحبور" قرية في ناحية "سيوي" من بلاد "السند"، انتقل إلى "بهكر" في أيام محمود شاه السندي، فولّاه القضاء، فاستقلّ به مدّة طويلة.

وكان مشكور السيرة في القضاء.

* راجع: الشقائق النعمانية ص 319.

* * راجع: نزهة الخواطر 4: 99.

ص: 223

ذكره النهاوندي في "المآثر". وقال: حبسوه، ثم قتلوه بالسمّ سنة إحدى وثمانين وتسعمائة.

* * *

‌1836 - الشيخ الفاضل داود القيصري القرماني العالم، العامل، الفاضل، الكامل

*.

قال في "الشقائق": اشتغل في بلاده أولًا، ثم ارتحل إلى "مصر"، وقرأ على عُلمائها التفسير والحديث والأصول.

وبرع في العلوم العقلية، وحصل علم التصوّف.

وشرح "فصوص" الشيخ محي الدين ابن العربي، ووضع لشرحه "مُقدمة"

(1)

بين فيها أصول علم التصوّف، يُستدل بها على مهارته.

قال: ولما بنى السلطان أورخان مدرسته ببلدة أزنيق، " [وهي على ما يُقال"]

(2)

، أول مدرسة بُنيت في الدولة العثمانية، عين تدريسها للمولى داود، فدرّس بها وأفاد، وصنّف، وأجَاد.

* راجع: الطبقات السنية 3: 240.

وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 70، 71، كشف الظنون 1: 266، 888، 2: 1038، 1262، 1338، 1720، 197 - 87.

وفي الشقائق: "القراماني".

وذكر صاحب كشف الظنون أن اسمه "داود بن محمود"، وأن لقبه "شرف الدين"، وتوفي سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.

(1)

سماها: مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم، كشف الظنون 2:1720.

(2)

في الشقائق: ويفهم من كلامه في تلك المقدمة مهارته في العلوم النقلية أيضًا.

ص: 224

قال: وكان عابدًا، زاهدًا، متورعًا، صاحب أخلاق حميدة، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1837 - الشيخ العالم الفقيه المحدّث داود المشكاتي الكشميري، أحد أكابر الفقهاء

*.

تلقّى العلم عن الشيخ حيدر بن فيروز الكشميري، والطريقة عن الشيخ نصيب الدين، واستفاض من خواجه خاوند محمود البخاري فيوضا كثيرة، وصحبهم مدّة من الزمان، حتى نال حظًّا وافرا من العلم والمعرفة.

وحفظ "مشكاة المصابيح" في الحديث، فاشتهر بالمشكاتي.

وصنّف كتبا عديدة في التصوّف والسلوك، منها:"أسرار الأبرار وأثمار الأشجار".

توفي سنة سبع وتسعين وألف، كما في "خزينة الأصفياء".

* * *

‌1838 - الشيخ العالم المحدث الفقيه القاضي دته بن شرف الدين السيوستاني، أحد العلماء الصالحين

* *.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 159، 160.

* * راجع: نزهة الخواطر 4: 99.

ص: 225

قرأ العلم على والده، وعلى الشيخ محمود، والشيخ عبد العزيز الهروي.

وأخذ الحديث والتفسير عن الشيخ بلال التلهتي، وصحب كبار المشايخ، وأخذ منهم، حتى برع في العلم والمعرفة، ومهر في التفسير والجفر الجامع، وفي فنون أخرى.

أخذ عنه الحسين بن شاهي بيك القندهاري ملك "السند"، ولقّبه الشيخ عثمان السندي الأستاذ، وقبره في قرية "باغبان"، ذكره معصوم بن صفائي الترمذي في "تاريخه".

* * *

‌1839 - الشيخ الفاضل دركاهي بن عبد الخبير بن دريش بن حاتم بن بدر الدين الحسيني الواسطي البلكرامي، أحد الفقهاء الحنفية

*.

ولد، ونشأ بمحروسة "بلكرام"

(1)

، واشتغل بالعلم من صغر سنّه، وسافر له، وأخذ عن القاضي عليم اللَّه الكجندوي، وعن غيره من العلماء.

ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرسول عمّ القاضي عليم اللَّه المذكور، ونال حظّا وافرا من العلم والمعرفة، فرجع إلى بلدته، وعكف على الدرس والإفادة، فأفنى قواه في ذلك.

* راجع: الخواطر 6: 90.

(1)

"بلكرام" بكسر الموحّدة، وإسكان اللام، وكسر الكاف الفارسية، بعدها ألف وميم، وهي بلدة معروفة من بلاد "أوده"، قريبة من "قنّوج"، نشأ بها كثير من العُلماء والمشايخ، كالسيّد غلام علي آزاد، والسيّد مرتضى صاحب "تاج العروس".

ص: 226

مات في بضعة عشرة ومائة وألف بـ "بلكرام"، كما في "مآثر الكرام".

* * *

‌1840 - الشيخ العالم الصالح درويزه البشاوري، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والكلام

*.

أخذ الطريقة عن السيّد علي الغوّاص الترمذي، أحد أصحاب الشيخ نظام الدين عبد الشكور العمري التهانيسري.

وكان فقيها، أصوليا، شديد الاعتناء بالمناظرة، يداوم على الدرس والإفتاء.

له "مخزن الإسلام" كتاب باللغة الأفغانية في الردّ على الشيعة، وفي ذلك الكتاب قسط كبير من الحقائق والمعارف، شرحه خواجه معين الدين الخويشغي، وسمّاه بـ "الكلمات الوافيات".

توفي سنة ثمان وأربعين وألف، كما في "خزينة الأصفياء".

* * *

‌1841 - الشيخ الفاضل درويش بن محمد بن أحمد الرومي

* *.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 160، 161.

* * راجع: معجم المؤلفين 4: 144.

وترجمته في هدية العارفين 2: 287.

ص: 227

فقيه.

من تصانيفه: "غواص البحار في شرح ملتقى الأبحر"، فرغ منه سنة 1065 هـ. كان حيا سنة 1065 هـ.

* * *

‌1842 - الشيخ الفاضل العلامة درويش محمد بن عالم خان الرامبوري، المشهور بنجم اللَّه الصدّيقي

*.

كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية.

له "مباحث الأطبّاء"، رسالة بالعربية في المسائل الطبية، التي استصعبها، وبعث الرسالة إلى معاصريه، فأجاب عنها محمد علي الأصمّ اللكنوي، والحكيم كوجك اللكنوي، والحكيم فتح الدين الكوباموي، وترجمها بالفارسية الحكيم عاشق حسن بن بنده حسن اللكنوي، وسمّاها "النتائج الحسنية" معزيا إلى نفسه، فتصدّى لجوابها الحكيم مظفر حسين اللكنوي في "التحقيقات البهية"، وتعقّب فيها على الأطبّاء المذكورين. وأما "مباحث الأطبّاء" فنحن نورد شيئًا من مباحثه لتطلع على ذلك، والقليل يدلّ على الكثير.

من "مباحث الأطبّاء":

البحث الأول في التعريف، قال: الأطباء: الطبّ علم يعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصحّ، ويزول عن الصحة لتحفظ حاصله، وتستردّ زائله، يرد عليه شكوك.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 184، 185.

ص: 228

منها: إنهم إن أرادوا بالأحوال الأحوال الكلّية فإسناد المعرفة إليها غير جائز، لأن المعرفة لا تتعلّق بالأمور الكلّية، بل بالأمور الجزئية، ولذا لا يقال: علمت اللَّه، بل يقال: عرفت اللَّه، كذا في "المطوّل".

وإن سلّمت صحّة التعلّق هاهنا، لأن اختيار لفظ منه يدلّ على أن الأحوال مستفادة من الطبّ، وليست عينه، بخلاف الأحوال الكلّية، فإنها داخلة فيه، فظهر أن إسناد المعرفة إلى الأحوال غير صحيح.

وإن أرادوا بالأحوال الأحوال الجزئية فهو أيضًا محال، لأن معرفة الأحوال الجزئية متأخّرة من الطبّ، وباعتبار أنه جزء مقوّم لماهيته مقدّم عليه، فيلزم أن يكون الشيء الواحد متقدّما ومتأخّرًا، وهذا محال بالضرورة.

ومنها: أن لفظ الزوال مشترك بين معنيين مختلفين، وهما الانتقال والعدم، واستعمال اللفظ المشترك ممنوع في التعريفات.

ومنها: أن الزوال في قوله: "زائلة" لا يمكن استعماله بكلا المعنيين، فبالمعنى الأول يلزم الانتقال، وبالمعنى الثاني يلزم إعادة المعدوم، وهما محالان عندهم.

وقال في البحث الخامس في المزاج بعد شكوك عديدة، قالوا: إن المزاج الإنساني يعرض له اعتبارات ثمانية: اعتبار بحسب النوع، واعتبار بحسب الصنف، واعتبار بحسب الشخص، واعتبار بحسب العضو، كلّ واحد منها إما بحسب الخارج أو الداخل، وللكلّ عرض بين الإفراط والتفريط، وهاهنا شبهة تفرّدت بها ترد بعد تسليم مقدّمات ثلاث عند الكلّ. أحدها: أن المزاج النوعي الإنساني منحصر بين الإفراط والتفريط. وثانيها أن المزاج الشخصي لكلّ فرد فرد على حدة. وثالثها: أن الأفراد غير متناهية، لتقدّم النوع على مذهب الحكماء، فيلزم بعد التسليم انحصار

ص: 229

ما لا يتناهى بين الحاصرين، وهو محال. انتهى ملخّصا، وهكذا له عشرون مباحث في المسائل الطبّية.

مات سنة ثلاث الثلاثين ومائتين وألف بمدينة "رامبور"، فدفن بها.

* * *

‌1843 - الشيخ العالم الفقيه المفتي درويش محمد العثماني، البدايوني، أحد كبار الفقهاء

*.

كان مفتيا ببلدة "بريلي" في أيام رحمت خان، كما في "تاريخ فرخ آباد".

* * *

‌1844 - الشيخ الفاضل العالم الجليل العلّامة المحدّث دِلَاوَرْ حسين بن المولوي إمام الدين بن فضل الدين الفِنُوَائي الكُمِلائي

* *.

ولد في قرية "فنوا" من مضافات "لكسام" من "كملا" سنة 1326 هـ.

وقرأ العلوم العصرية إلى الصفّ الخامس، ثم التحق بدار العلوم برورا.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 95.

* * راجع: مائة رجال من مشاهير العلماء ص 181 - 184.

ص: 230

وقرأ فيها إلى "شرح الجامي"، ومن أساتذته فيها العلامة أبو القاسم شيخجي، وتزوّج في هذه السنة ابنة الشيخ المولوي واعظ الدين.

ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وتخرّج منها، وقرأ "صحيح البخاري" على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبايع في الطريقة على يده، ثم رجع إلى وطنه، وحضر إلى أساتذته في المدرسة الإسلامية بـ "نُوَاخَالِي"، وعيّن محدِّثا فيها، ثم عيّن شيخ الحديث بدار العلوم بَرُوْرَا.

كان رحمه اللَّه تعالى حصل من الفضل جانبا عظيما، وكان الناس يقدّمونه على أقرانه في الفضل، وكان أسود اللون، عظيم الجثّة، كبير اللحية جدّا، وكان ذا مهابة ووقار، محمود الطريقة، لذيذ الصحبة، حسن النادرة، لطيف المحاورة، جيّد المحاضرة، مقبول المناظرة، وبالجملة كان رحمه اللَّه تعالى زين المجالس والمحافل.

توفي سنة 1397 هـ، برّد اللَّه تعالى مضجعه، ونوّر مهجعه.

* * *

‌1845 - الشيخ الفاضل العالم المولى دلاور حسين بن المولوي عبد القادر البَرِيسَالي

*.

ولد في قرية "شاهبازبور" من مضافات "بهُولا" سنة 1351 هـ.

قرأ مبادئ العلوم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الواقعة بـ "جَرْكَاتِيَه" ثم التحق بالمدرسة العالية كلكلته. وأتمّ دراسة العليا فيها.

ومن شيوخه: العلامة ظفر أحمد العثماني، والعلامة المفتي عميم الإحسان البركتي.

* راجع: تاريخ الحديث للشيخ نور محمد العجمي ص 263.

ص: 231

وبعد الفراغ التحق مدرّسا بالمدرسة الرشيدية بـ "أحسن آباد" ودرّس كتب الحديث فيها.

من مصنّفاته: "تحصيل أردو".

* * *

‌1846 - الشيخ الفاضل الوزير الكبير نواب دِلَاوَرْ خَان البِيْجَابوري، كان من أمراء الجيوش

*.

خدم صاحب "بِيْجَابور" مدّة مديدة، حتى صار صاحب العدة والعدد، واستوزره إبراهيم عادل شاه، فصار المرجع والمقصد في كلّ باب من أبواب الدولة، وساس الأمور، وأحسن إلى الناس، واجتمع لديه العلماء من "كُجْرَات" و"لاهُور".

وكان حنفيا، شديد التعصّب على الشيعة، بذل جهده، في نشر المذهب الحنفي، حتى غلب ذلك المذهب على أهل "بيجابور"، وكان وزير إبراهيم عادل شاه ثماني سنين، ثم عزله إبراهيم، وجعله مكحولا، وحبسه في قلعة "كِهلنه" -بكسر الكاف- بها عشرة أعوام. ومات بها، كما في "بساتين السلاطين".

لعلّه مات سنة ثمان وألف، أو مما يقرب من ذلك.

* * *

‌1847 - الشيخ العالم الفقيه القاضي دِلَاوَرْ علي الحيدر آبادي

،

* راجع: نزهة الخواطر 5: 161، 162.

ص: 232

أحد القضاة المشهورين *.

ولد، ونشأ بـ "حَيْدَرآباد"، وولي القضاء الأكبر بعد ما توفي صهره القاضي ذو الفقار علي الحيدرآبادي سنة ستين ومائتين وألف، واستقلّ به خمسين سنة.

مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف بـ "حيدرآباد".

* * *

‌1848 - الشيخ الفاضل العالم الكبير دليل الرحمن بن محمد قاسم النواخالوي

* *.

ولد سنة 1332 هـ في قرية "مَهِيشْبُور"، من مضافات "لَكِّهيْبُور".

التحق بالمدرسة الإسلامية بـ "نواخالي"، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب، ثم سافر إلى "ديوبند"، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة وغيرها على مشايخها. منهم: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني.

وبعد الفراغ التحق مدرّسا بالمدرسة الإسلامية بـ "نوخالي".

كان يدرّس كتب الحديث، وعنده تقارير "الصحيح البخاري" و"جامع الترمذي"، التي ألقاها أستاذه في الدرس، وتقارير "صحيح مسلم" التي ألقاها أستاذه العلامة إبراهيم البليايوي.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 8: 149.

* * راجع تاريخ الحديث للشيخ نور محمد العجمي ص 263.

ص: 233

‌1849 - الشيخ الفاضل العلامة دُوْسْت محمد بن محمد أمير، الأفغاني، الكابُلي، ثم الطوكي، أحد كبار العلماء

*.

ولد، ونشأ بمدينة "كَابُل"، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم دخل "الهند"، ولازم المفتي نعمة اللَّه بن نور اللَّه الأنصاري اللكنوي، وأخذ عنه الهيئة والهندسة من الفنون الرياضية وغيرها.

ثم سار إلى "مراد آباد"، وأخذ الحديث عن السيّد عالم علي الحسيني النكينوي، وصحبه مدّة، وقرأ عليه الصحاح والسنن، ثم تصدّر للتدريس بمدينة "أكبر آباد"، ودرّس بها مدّة طويلة، ثم دخل "طوك"، وتزوّج بها، وولي القضاء الأكبر.

وكان فاضلًا جيّدا، علّامة في العلوم الحكمية، وله مشاركة جيّدة في الفقه والأصول والكلام.

ومن مصنّفاته: حاشية على "شرح هداية الحكمة"، و"عين الإصابة في رفع السبّابة"، وله كتاب بسيط في إثبات عصمة الأنبياء بالعربية.

توفي لأربع خلون من شوّال سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة "طوك".

* * *

‌1850 - الفاضل العلامة الشيخ دَوْلَتْ رحمه اللَّه تعالى

.

من شيوخ الإمام زاهد بن الحسن الكوثري، رحمه اللَّه تعالى.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 159، 150.

ص: 234

توفى سنة 1284 هـ.

* * *

‌1851 - الشيخ الفاضل العالم دين محمد بن المنشئ سمير الدين بن فناء اللَّه الميانجي بن بخشي الميانجي الكملائي

*.

ولد سنة 1328 هـ في قرية بَانْدُوَايِن من مضافات "لكْسام" من أعمال "كملا" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم على خاله العلامة آفتاب الدين، مؤسّس دار العلوم بَرُورَا، وانقضى من عمره سبعة عشر سنة عنده، ثم التحق بالمدرسة الواقعة بـ "مُنْشِرْهَات"، ثم التحق بالمدرسة الحميدية بـ "بَتَغْرَام"، ثم سافر إلى سِلْهت، والتحق بالمدرسة العالية بـ "جنْغَاباري"، وقرأ فاتحة الفراغ فيها.

ومن شيوخه: الشيخ المولى وكيل أحمد، والعلامة عبد الحميد، والعلامة عبد الرحمن، والعلامة محسن، رحمهم اللَّه تعالى.

بايع في الطريقة على يد السيّد عبد الكريم المدني، وكان من سكّان "المدينة المنوّرة"، سافر إلى "الهند" بالدعوة والتبليغ.

درّس في عدّة مدارس.

توفي في 18 رمضان سنة 1403 هـ. وكان عمره إذ ذاك 73 سنة، صلى على جنازته ولده الفاضل المفتي دلاور حسين، حفظه اللَّه تعالى.

* * *

* راجع: مشايخ كملا 2: 116 - 122.

ص: 235

‌1852 - العالم الجليل والفقيه النبيل دين محمد بن الشيخ نور اللَّه خان الدَاكُوِي

*.

ولد في جنواري سنة 1316 هـ.

وكان أبوه جنديا، قرأ مبادئ العلم على الشيخ إبراهيم البِشَاوري في مسجد "جوك بازار"، "داكا"، أخذ منه الكتب الابتدائية إلى الصحاح الستّة، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، فأخذ عن فضلائها العلوم والفنون العالية.

وحصلت له أجازة الحديث من المفتي الأعظم في "الهند" المفتي كفاية اللَّه الدهلوي، صاحب "كفاية المفتي".

وكان بارعا باللغة الأردية والفارسية والعربية، درّس في المدرسة الحمّادية بـ "داكا"، من 1338 هـ إلى 1348 هـ.

وجاء العالم الجليل الشيخ الكبيرْ العلامة عبد الكريم المدني في "بنغلاديش"، وكان يدعو الناس إلى اللَّه صباحا ومساء، وتعقد له محافل في البقاع المختلفة، ويقرّر باللغة العربية، فيشترك المفتي دين محمد معه، ويترجم تقريراته.

ثم الشيخ عبد الكريم قد ارتحل إلى "بورما"، وذهب المفتي دين محمد معه، وعين إماما، ومفتيا بـ "نلغو مني مسجد"، وكان يدرّس تفسير القرآن، فختم تفسير القرآن.

ويجتمع في هذا الدرس ألوف من الرجال، ثم رجع إلى "دَاكَا" عند الحرب العالمي الثاني، فشرع تفسير القرآن، ثم عين أستاذا في جامعة "داكا"، سنة 1365 هـ، ثم عيّن مدرسا في المدرسة العالية دَاكَا.

* راجع: مائة رجال من مشاهير العلماء ص 159 - 161.

راجع: تاريخ الحديث للشيخ نور محمد عجمي. ص 262.

ص: 236

وهو ممن بنى الجامعة القرآنية بـ "لال باغ"

(1)

، وكان العلامة شمس الحق الفريدفوري، مديرا، والمفتي دين محمد عميد التعليم فيها، وكان يدرّس الحديث إلى آخر حياته. وأمضى برهة من الدهر مسجونا في "آسام" لاشتراكه في تحريك الخلافة، وكان ناظما لجمعية علماء الإسلام، وكان واعظا بليغًا، وخطيبا مصقعا.

صنَّف "تفسير سورة يوسف"، و"رسالة" في كلمات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والأدعية.

كان رحمه اللَّه تعالى مشتهرا بالعلم والفضل بين الطلبة، ومشارا إليه بين أقرانه، وكان عالما فاضلًا، كاملا، متواضعا، متخشّعا، لذيذ الصحبة، حسن المحاورة، لطيف النادرة.

توفي ليلة يوم الثلاثاء 2 ديسمبر 1394 هـ، وصلّي عليه في ميدان قلعة "لال باغ"، وحضر في صلاته ألوف من الرجال، ودفن في المقبرة أمام المسجد.

* * *

(1)

الجامعة القرآنية العربية لال باغ داكا، أسّسها جماعة من العلماء الربَّانيين.

منهم: الشيخ ظفر أحمد العثماني، والمفتي دين محمد خان، ومولانا الشيخ شمس الحق الفريدفوري، ومولانا الحافظ محمد اللَّه حافظي حضور، رحمهم اللَّه تعالى رحمة واسعة. وأسّسوها سنة 1370 هـ، الموافق سنة 1950 م، وبدأ فيها درس الحديث في السنة نفسها.

ص: 237

‌حرف الذَّال المُعْجَمة

‌1853 - الشيخ الفاضل أبو ذر القاضي، المفتي بـ "بخارى

" * *.

كان إماما فاضلًا، حافظا، مرضيّ الطريقة، جميل السيرة، أحد المتبحّرين في العلوم.

له "التفسير"، و"الفتاوى".

* * *

‌1854 - الشيخ الفاضل ذكاء اللَّه الدهلوي مؤرخّ، عالم بالرياضيات، النانوتوي

* *.

ولد سنة 1248 هـ.

عيّن مدرّسا في كلية دهلي، ظلّ مشتغلا بالكتابة والتأليف، وهو أحد المؤلّفين البارزين أولى المؤلّفات الكثيرة باللغة الأردية، قد بلغ عدد مؤلّفاته نحو 175 كتابا، من أهمّها "تاريخ الهند" في 14 مجلدا، و"تاريخ رقى الحكم الإنجليزي".

* راجع: الفوائد البهية ص 73.

* * راجع: قاسم العلوم للكاندهلوي ص 183، والإمام قاسم النانوتوي ص 54.

ص: 238

توفي سنة 1328 هـ.

* * *

‌1855 - الشيخ الفاضل ذو الفقار علي بن عبد الشافي الداكوي الحكيم

*.

كان من العلماء المبرّزين في الفنون الحكيمة.

ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبورى في كتابه "روز نامه".

* * *

‌1856 - الشيخ الفاضل ذو الفقار علي بن فتح علي الديوبندي، أحد العلماء المشهورين في الفنون الأدبية

* *.

ولد، ونشأ بـ "ديوبند"، وسافر للعلم إلى "دهلي"، فقرأ الكتب الدرسية على مولانا مملوك العلي النانوتوي، والمفتى صدر الدين الدهلوي، ولازمهما ملازمة طويلة، حتى برع، وفاق أقرانه في المعاني والبيان والنحو وقرض الشعر.

وقلّد تفتيش المدارس الابتدائية من تلقاء الحكومة، فاستمرّ على ذلك سنين، وأحيل إلى المعاش.

قال صاحب "النزهة": لقيتُه بـ "ديوبند"، فوجدته حبرا، ماهرا بالفنون الأدبية بين الكهولة والشيخوخة.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 191.

* * نزهة الخواطر 8: 152 - 158.

ص: 239

ومن مصنفاته: "شرح ديوان الحماسة"، و"شرح ديوان المتنبي" و"شرح السبع المعلقات"، و"كتاب" في البلاغة، كلها بالأردو، وله غير ذلك من المصنّفات.

ومن شعره: قوله من قصيدة يمدح بها السلطان عبد الحميد الثاني ملك الدولة العثمانية:

يا قاسي القلب يا من لج في عذلي

إليك عني فإني عنك في شغل

كيف تعرف حال المستهام أيا

من لم تصبه سهام الأعين النجل

نام الخليون في خفض وفي دعة

وقد أرقت بدمع سائل همل

قد صادني عرضا روسية غنيت

بحسنها عن جمال الحلى والحلل

سفاكة وحياة العاشقين بها

فتاكة وهي مع ذا مرهم العلل

هيفاء ضامرة لعساء غادرة

بيضاء ساحرة بالغنج والكحل

كالشمس تبدو جهارا غير خافية

ولا تستر بالأستار والكلل

رنت إليّ بعيني جوذر فغدا

قلبي جريحا بجرح غير مندمل

فيا بني الأصفر التزوير شيمتكم

تلقيكم خودكم في الشرّ والغيل

قولوا لها الآن إن شئتم فلا حكم

أن صبك المبتلى لا تهجري وصلي

إن لم تتب من جفاها قد عزمت على

أن أستغيث بسلطان الورى البطل

عبد الحميد أمان الخائفين مبيـ

ـد الظالمين سديد القول والعمل

كهف الأنام مغيث المستضام له

إلى أقاصي المعالي أقرب السبل

العادل الباذل المرهوب سطوته

في الجود كالبحر بل كالعارض الهطل

غوث الورى خادم الحرمين معتصم .... مكروب غيث الندى يهمي بلا مطل

شهم بهام أمير المؤمنين وسلطا

ن السلاطين نجل السادة الأول

رأس الكماة إمام للغزاة ومقدا

م الحماة لدين أشرف الملل

غشمسم ندس قرم أخي ثقة .. ماضي العزيمة من خمر العلى ثمل

للَّه جيشك أبطال النزال ومن

في الكر كالليث في التمكين كالجبل

ص: 240

أبناء حرب قتال العلج بغيتهم

آساد حرب لهم غاب من الأسل

الخائضون غمار الموت من طرب

والقاهرون على الأقيال والبسل

فضوا حقوق المعالي بالسلاهب والبـ

ــبيض القواضب والعتالة الذبل

عبد الكريم عظيم الجيش يقدمهم

ثبت الجنان قوي القلب في الجلل

النصر يقدمه والفتح يخدمه

واللَّه يحميه من زلل ومن خلل

يا آل عثمان ويا فخر الكرام ويا

خير الأنام لأنتم منتهى أملي

صيد الملوك صناديد القروم أما

ثيل السلاطين في الإعطاء كالنبل

جزاكم ربكم خير الجزاء عن الإ

سلام إذ قد نصرتم سيّد الرسل

أغناكم اللَّه بالنصر المبين لكم

عن الإعانة بالأنصار والخول

ولو دعوتم أولى التقوى لخدمتكم

لباكم الكل من حاف ومنتعل

من كل مصطدم للَّه منتقم

ليث الوغى غير هياب ولا وكل

سلوا سيوفكم واللَّه ناصركم

على الطغاة من الأوغاد والسفل

حتام حلمكم يغريهم وإلى

متى سيوفكم في الجفن والحلل

تبا لقوم بغوا كفرا بنعمتكم

فأهلكوا لو بال المكر والدغل

فاصبحوا لا يرى إلا مساكنهم

بين البلاقع والغابات والطلل

للهدم مارفعوا للخرق ما رقعوا

للنهب ما جمعوا بالزور والبخل

للسبي ما ولدوا للحرق ما حصدوا

للسلب ما حشدوا بالغدر والدغل

للَّه دركم للَّه دركم

إذ قد تداركتم العطشى على عجل

سقوا كئووس الردى كرها وقد شربت

طوعا دماءهم الأسياف بالعلل

حماكم اللَّه ما أمضى سيوفكم

قطعتموهم وهم أكسى من البصل

يا أيها الملك الميمون طلعته

أما ترى الرؤوس في التزوير والحيل

كيف دسوا وقد حثوا البغاة على الـ

غدر الشنيع فجوزوا الذل بالفشل

جاؤا لحربكم معهم فردهم

ظبي سيوفكم بالويل والألل

لما رأكم مدبرين ومخـ

ــذولين في ما اكترثوا بالأهل والثقل

ص: 241

فالكفر في خطر والدين في ظفر

والروس في خجل والروم في جذل

أضحى سيوفهم أمسى مدافعهم

في الغمد من عطل والحرس من صحل

وقد أصبتم إذا أعرضتم أنفا

عن قول كل سحيف الرأي مبتذل

أخزاهم اللَّه ما أغباهم فنسوا

قدما هزيماتكم في الأعصر الأول

هذا وإذ جربوا فيكم مجربهم

عادوا ندامى كما قد قيل في المثل

وقد دعاني إلى الإنشاد مجدكم

فسرا فلست بأهل الشعر والغزل

أبقاكم اللَّه في عزّ وفي شرف

وفي علوّ وفي مجد وفي زعل

أعداؤكم في حضيض الذلّ من حيل

أخبابكم من ذرى العلياء في قلل

بهاشمي كريم سيّد مسند

هاد بشير نذير سيّد الرسل

توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف بـ "ديوبند".

* * *

‌1857 - الشيخ الفاضل العلامة ذو الفقار علي بن محبوب علي بن محمد رفيع بن شيخ الإسلام بن عبد الباقي، بن المفتي عبد السّلام الأعظم الديوي

*.

كان من العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والعربية.

ولد، ونشأ بـ "ديو"، وقرأ العلم على الشيخ أحمد حسين بن محمد رضا الأنصاري اللكنوي، والعلامة عبد العلي ابن نظام الدين السهالوي، ثم سافر إلى "رائي بريلي"، ولازم الشيخ محمد عدل النقشبندي البريلوي رحمه الله، وأخذ عنه الطريقة، وصحبه مدّة، ودرَّس، وأفاد ببلدة "رائي بريلي"، ثم رجع،

* راجع: نزهة الخواطر 7: 191.

ص: 242

وولي العدل والقضاء بمدينة "لكنو"، وكان كثير الدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء.

وله "تعليقات" على الكتب الدرسية.

* * *

‌1858 - الشيخ الفقيه القاضي ذو الفقار علي بن القاضي يوسف، الشاهجهانبوري، ثم الحيدرآبادي، أحد العلماء المشهورين

*.

ولي القضاء بـ "حيدرآباد" بعد ما توفي والده سنة أربعين ومائتين وألف في أيام سكندر جاه، واستقلّ به مدّة حياته.

مات سنة ستين ومائتين وألف، كما في "تزك محبوبي".

* * *

‌1859 - الشيخ الفاضل ذو الْفَوْز بن أحمد بن يوسف السرمارِي، نزيل "عَيْنَتَاب"

(1)

، المعروف بالفقيه

* *.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 192.

(1)

عينتاب: قلعة حصينة ورستاق بين حلب وأنطاكية.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 242.

وترجمته في كشف الظنون 2: 1336، 1795.

وهو فيه: "ذو النون".

ص: 243

أخذ عن مشايخ "أذربيجان"، وديار بكر"، وغيرهم.

وقدم "عينتاب"، فأقام بها يشغل الطلبة.

وشرح "مُقدمة أبي الليث"، و"قصيدة البُستي"

(1)

.

وتصدّر بجامع النجّار، يحوار ميدان "عينتاب".

وكان آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، مُشددًا في ذلك، إلى أن مات في رمضان، سنة سبع وسبعين وستمائة.

كذا ذكره في "الغُرف العلية"، نقلًا عن "تاريخ العيني"، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1860 - الشيخ الفاضل ذو النون بن أحْمَد بن يُوسُف البرماوي، ثمَّ العينتابي

*.

توفي سنة 677 هـ سبع وَسبعين وسِتمِائَة.

لَهُ "شرح قصيدة البستي فِي المعارف والزهد"، و"شرح مُقَدّمَة أبي اللَّيْث" فِي الْفِقْه.

* * *

(1)

أى النونية المعروفة.

* راجع: هدية العارفين 1: 364.

ص: 244

‌حرف الرَّاء المهملة

‌1861 - الشيخ الفاضل العالم الأديب المفكّر المؤلّف الرابع الندوي، من أثرة علمية عريقة في العلم والنسب

*.

إذ خاله العلامة أبو الحسن علي الندوي، الذي أشرف على تعليمه وتربيته.

من مواليد بلدة "راي بريلي". في ولاية أترابراديش بشمال "الهند" عام 1347 هـ.

درس الشيخ محمد الرابع في دار العلوم ندوة العلماء، ونسب إليها، ثم درس على بعض علماء الحديث "الهند"، من أمثال الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي. عيّن مدرّسا في ندوة العلماء عام 1367 هـ، ودرس فيها ما يقارب أربعين سنة، وقد تخرّج عليه عدد كبير من العلماء والمشاهير في "الهند"، وقد تولى إلى جانب مهمة التدريس إدارة ندوة العلماء في عام 1413 هـ، ثم رياستها بعد وفاة خاله العلامة أبي الحسن علي الندوي 1420 هـ، وأخير أمينا عاما لندوة العلماء ورئيسا لجامعة دار العلوم عام 1420 هـ.

وهو نائب رئيس رابطة الأدب الإسلامى العالمية، ورئيس مكتب شبه القارة الهندية، ومن مؤسّسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وكان عضوا في

* مأخوذ من إنترنت.

ص: 245

مجلس الأمناء، حصل على جائزة رئيس الجمهورية الهندية في خدمة اللغة العربية عام 1401 هـ.

من أهمّ مؤلّفاته: "الأدب العربي بين العرض والنقد"، و"الأدب الإسلامي وصلته بالحياة"، و"واقع الثقافة الإسلامية"، و"التربية والمجتمع"، و"تاريخ الجزيزة العربية"، و"أيام في أمريكه"، و"منثورات من أدب العرب"، و"الثقافة الإسلامية المعاصرة"، و"الأمة الإسلامية ومنجزاتها"، و"تاريخ الأدب العربي"، و"الأدب الإسلامي وصلته بالحياة"، و"مختار الشعر العربي"، وله العديد من المؤلّفات باللغة الأردية.

* * *

‌1862 - الشيخ الفاضل راجح بن داود بن محمد بن عيسى بن أحمد الهندي الأحمدآباي

*.

ولد في تاسع صفر سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بـ "أحمدآباد"

(1)

، ونشأ بها يتيما لوفاة أبيه في ثاني سني مولده، فقرأ على بلديه محمود بن محمد المقرئ الحنفي في النحو والصرف والمنطق والأصلين والعروض وغيرها، بحيث كان جلّ انتفاعه به، وعلى مخدوم ابن برهان الدين الحنفي المعاني والبيان،

* راجع: الضوء اللامع 3: 222، 223.

وترجمته في الطبقات السنية 3: 243، ونزهة الخواطر 4: 100، 101.

(1)

ذكر ياقوت أن أحمد أباذ: قرية من قرى ريوند من نواحي نيسابور قرب بيهق، وهى آخر دود ريوند، وأحمد أباذ أيضًا:

قرية من قرى قزوين على ثلاثة فراسخ منها. معجم البلدان 1: 156.

ولعله غير مراد هنا، فإن سياق الكلام يدلّ على أنها بلدة بالهند.

ص: 246

وعلى محمد بن التاج الحنفي الهيئة والكلام، وبرع في الفنون ونظم الشعر، مع جودة الفهم، لقيني في أوائل سنة أربع وتسعين بـ "مكة" وكان قد قدم هو وأخوه قاسم وعمّهما للحجّ، فأدركوا الحجّ في التي قبلها، وكانت الوقفة الجمعة، فحجّوا، ثم توجّهوا للزيارة النبوية، ثم عاد، وقرأ عليّ جميع "شرحي" لألفية الحديث من نسخة حصلها الثلاثة بخطوطهم، وانتهى من قراءته في ربيع الأول، وامتدحني بأبيات كتبتها فيما امتدحت به، كتبت له إجازة هائلة مشتملة على أمور مهمة في نحو ثلاثة كراريس، وأثبت له من جملتها ترجمة البدر الدماميني لسؤاله في ذلك، لكونه مات في "الهند"، وزدت له ترجمة الغلاء البخاري الحنفي، ونبهت على تكفيره لابن عربي، وتكفير من يعتقده، ويعتقد مقاله، وجاء انتفاعه بذلك في دفع من يعتقده، ويشتغل بتصانيفه لكون العلاء معروف الجلالة بينهم، بحيث قرأ عليه صاحب كلبرجا، وكان يرسل له الهدايا الجزيلة، ثم نبهت على دخول الصلاح الأقفهسي أيضًا بلاد "الهند"، ولازمني في غضون قراءته، هو وأخوه، حتى سمعا عليّ من أول "البخاري" إلى قبيل قصّة عكل وعرينة بنحو صفحة، وهو في النصف الثاني منه، وكذا من الصيد والذبائح، وهو أول الربع الأخير منه إلى باب خواتيم الذهب، واختصّ هو بسماع المسلسل من لفظي بشرطه، وبثلاثة أحاديث من عشارياتي، وبحديث عن أبي حنيفة، وبمصنّفي في ختم "البخاري"، وأعطيت منه نسخة وبسماعه بقراءة غيره لبعض شرحي لـ "تقريب النووي"، وغير ذلك، ووصفه بالشيخ الفاضل البارع الكامل المفنّن المعين المجيد المفيد الفهّامة البسّامة الناظم العالم الأوحد الأمجد نخبة المحصّلين، وتحفة الطالبين، من برَّز في كثير من العلوم العقلية، وتحرّز في مباحثه ومناظرته فيما نرجو عن العصبية، بارك اللَّه تعالى فيه، وتدارك باللطف جميع حركاته، وسائر الخير الذي يرتجيه، وسلمه سفرا وحضرا، وألهمه أسباب الخيرات زمرا، وأنه ممن اشتغل في بلاده بنفسه

ص: 247

على أكابر علمائه في فنونهم، واستعمل معهم اللين والرفق، حتى اشتمل على مضمونهم، ثم هاجر لقضاء فرضه، وإمضاء ما به يتوصّل لقصده، ونقي عرضه، إلى أن قلت: وقد استدللت حين قراءته ومخالطته على مزيد براعته، وبديع تصوره، ومنيع تعرفه في تنويعه، وتدبره، وتأسفه على عدم طول المدة، ليحظى ببلوغه من هذا الشأن قصده، ولكنه على كل خير مانع، ورب مكثر فاقه من هو بما أتقنه قانع، وقد استفاد، وأفاد، واستعاد ما قد يخفى فيه المراد، وحقق، وتوثق، واغتبط، وارتبط، وأنشد في غضون ذلك، والدخول في هذه المسالك طائفة ممن حضر معه، وصور الفضيلة التي شاهدها منه أبياتا امتدح بها المصنف بليغة في معناها للعارف المنصف، فكان ذلك من تتمات فضائله، ومهمات الدلائل على لطفه، وحسن شمائله، بحيث اشتهرت بالمسجد الشريف فضيلته، وتقررت أوصافه وفطنته.

* * *

‌1863 - الشيخ الصالح راجي محمد بن شيخ خان الأجيني، كان من نسل الشيخ عين القضاة الهمداني

*.

اشتغل بالعلم من صغره، وسافر إلى "برهانبور"، فأقام بها سنتين، وقرأ بعض العلوم على أساتذتها، ثم رحل إلى "أحمد آباد" بيدر، ولازم الشيخ محمد بن إبراهيم الإسماعيلي الملتاني اثنتي عشرة سنة، ودخل "أجين" سنة ثلاثين وتسعمائة، فسكن بها، ودرّس خمسين سنة.

* راجع: نزهة الخواطر 4: 101.

ص: 248

وتوفي لثلاث بقين من رمضان سنة اثنتين وثمانين وتسع مائة بمدينة "أجين"، ذكره محمد بن الحسن في "كلزار أبرار".

* * *

‌1864 - الشيخ الفاضل راغب بن عبد الغني بن شاكر بن محمد السادات، الدمشقي

*.

فقيه، متكلم. من تصانيفه:"القول المؤيّد في سماع دعوى النساء بعد الدخول بكلّ المعجَّل أو بعضه من المهور"، و"رسالة في إثبات وجود القرآن والنبوة"، و"رسالة في جميع المعاملات الفقهية".

توفي سنة 1333 هـ.

* * *

‌1865 - الشيخ العالم الصالح راغب اللَّه بن محبّ اللَّه الباني بتي، أحد الفقهاء الحنفية

* *.

* راجع: معجم المؤلفين 4: 150، 151.

وترجمته في الحلية 2: 12، 13، وتراجم مشاهير فضلاء القرن الثالث عشر 70/ 2.

معجم المطبوعات 921، وفهرست الفقه الحنفي 47، ومنتخبات التواريخ لدمشق 2:671.

* * راجع: نزهة الخواطر 8: 158.

وترجمته في تذكره حضرت مولانا محمد مظهر النانوتوي ص 138، 139.

ص: 249

ولد في السابع عشر من رجب سنة تسع وستين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم أياما في بلدته.

ثم سافر إلى "سهارنبورا"، وقرأ على مولانا أحمد حسن الكانبوري، والشيخ محمد مظهر، والعلامة محمد قاسم النانوتوي، ثم دخل "علي كره"، ولازم المفتي لطف اللَّه الكوئلي، وقرأ أكثر الكتب الدراسية، ثم رجع إلى بلدته.

وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي، ولازمه زمانا، ثم ولي التدريس في المدرسة العربية بـ "باني بت".

قال صاحب "نزهة الخواطر": لقيته سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف ببلدته، فوجدته بين الكهولة والشيخوخة، عالما، متواضعا، كثير الصمت، حسن الدلّ، والسمت.

مات حوالي سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف.

* * *

‌1866 - الشيخ الفاضل رافع بن عبد اللَّه بن نصر بن سليمان أبو المعالي، القاضي

*.

تفقّه على الإمام برهان الدين أبي الحسن على البلخي

(1)

، وحدّث عنه بـ "أماليه" التي أملاها بـ "حلب".

* راجع: الطبقات السنية 3: 243، 244.

وترجمته في الضوء اللامع 3: 222، 223.

(1)

هو على بن محمد، وتأتي ترجمته.

ص: 250

روى عنه الحافظ عبد القادر الرهاوي.

قال ابن العديم: حدّثنا عنه الفقيهان؛ إبراهيم بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عثمان، المنبِجِيان.

قال: وولي القضاء بـ "منبج"، وكان فقيهًا حنفيًا، ورعًا، ودرّس الفقه بمدرسة "منبج".

ومات سنة اثنتين وستمائة. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1867 - الشيخ الفاضل ربيعة بن أسد بن أحمد بن محمد الهروي أبو سعد، قاضي "الكرخ

" *.

فاضل معروف، من "هراة".

قاله في "الجواهر" من غير زيادة.

* * *

‌1868 - الشيخ الفاضل رجب بن أحمد الآمدي، القيصري، الرومي

* *.

* راجع: الطبقات السنية 3: 244.

وترجمته في الجواهر المضية، برقم 587.

* * راجع: معجم المؤلفين 4: 152. =

ص: 251

مدرّس، واعظ.

وهو من أنجب أصحاب عبد الرحمن الآمدي، قد نشر العلم بـ "قيصرية الروم"، ثم انتقل إلى "تيره" في ولاية "أزمير".

توفي بـ "أزمير" سنة 1087 هـ.

من تصانيفه: "جامع الأزهار ولطائف الأخبار" في الموعظة، في مجلّد كبير، "الوسيلة الأحمدية في شرح الطريقة المحمدية".

* * *

‌1869 - الشيخ الفاضل رَجَب بن أحمْد القسطنطيني الرُّومِي، المتخلّص بأدائي من الْقُضَاة

*.

مَاتَ سنة 1057 هـ سبع وَخمسين وألف.

لَهُ "ديوَان شعره" تركي.

* * *

‌1870 - الشيخ الفقيه رجب علي بن إمام بخش بن جار اللَّه الجونبوري

،

= وترجمته في التحرير الوجيز ص 18، وهدية العارفين 1: 365، 366، ومعجم المطبوعات 1806، وفهرست الخديوية 2: 144، 6، 133، وفهرس الأزهرية 6: 198، والكشاف 136.

* راجع: هدية العارفين 1: 265.

ص: 252

أحد العلماء المذكورين *.

ولد، ونشأ بمدينة "جونبور".

وقرأ الكتب الدرسيّة على الشيخ سخاوة على الجونبوري، وقدرة علي الردولوي، وأحمد علي الجرباكوتي، ثم أخذ الطريقة عن السيّد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ثم تصدّر للتذكير، وكان صالحا، متين الديانة، كبير الشأن، سافر في آخر عمره للحجّ والزيارة.

مات سنة ستّ وتسعين ومائتين وألف، كما في "مفيد المفتي".

* * *

‌1871 - الشيخ الفاضل رحمان علي بن شير علي الصدّيقي، الناروي، أحد العلماء المشهورين

* *.

ولد يوم الجمعة لليلتين خلتا من ذى الحجّة سنة أربع وأربعين ومائتين وألف.

وقرأ المختصرات على إخوته، ثم دخل "فتحبور"، وقرأ على مولانا محمد شكور المجهلي شهري، والشيخ ثابت علي البهكوي، والفاضل حسين علي الفتحبوري، والمولوي عبد اللَّه الزيدبوري، ثم سافر إلى "بانده"، وقرأ على مولانا سلامة اللَّه الكانبوري.

ثم أسند الحديث عن عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي، وسار إلى بلدة "ريوان". -بكسر الراء المهملة- سنة سبع وستين ومائتين وألف،

* راجع: نزهة الخواطر 7: 193.

* * راجع: نزهة الخواطر 8: 158، 159.

ص: 253

صحبة أخيه الشيخ أمان علي، وخدم الحكومة مدّة طويلة، حتى صار عضوا من أعضاء الحكومة سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، ولقّبتْه الدولة الإنكليزية "خان بهادر" ستة أربع وتسعين، وكان مديم الاشتغال بمطالعة الكتب النافعة والتصنيف.

ومن مصنّفاته: "أمنية الإسلام" بالعربي، وقد طبع بـ "مصر القاهرة"، ومنها:"تذكرة علماء الهند" بالفارسي، ومنها:"تحفة مقبول في الشمائل"، بالأردو، و"آداب أحمد في السنن الزوائد"، و"الطريقة الحسنة في إثبات المولد والقيام"، و"كفارة الذنوب"، و"رياض الأمراء"، و"منية اللبيب"، و"طبّ رحماني"، و"صحّت جسماني"، و"نخبة البحرين".

مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف.

* * *

‌1872 - الشيخ الفاضل العلامة الكبير والمحدث الجليل رحمة اللَّه بن خليل اللَّه بن نجيب اللَّه بن حبيب اللَّه ابن عبد الرحيم بن قطب الدين، العثماني، الكِيْرَانوي -بكسر الكاف- من نسل الشيخ الكبير جلال الدين العثماني البانى بتي

*.

كان من العلماء المبرّزين في الكلام والمناظرة.

ولد في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بـ "كرانه"، قرية جامعة من أعمال "مظفّر نكر".

* راجع: نزهة الخواطر 8: 160 - 162، وعلماء هند كا شاندار ماضي 4: 307، 311.

ص: 254

ونشأ بها، واشتغل بالعلم أياما في بلدته، ثم سافر إلى "دهلي"، وقرأ العلوم المتعارفة على الشيخ عبد الرحمن الأعمى، وشيخه محمد حياة، ولازمهما مدّة طويلة حتى أتقنها، ودرّس، وأفتى.

وله ذكاء مفرط، لم يكن في زمانه مثله، وله المقالات التي طال بينه بين أهل عصره من علماء النصارى البحث فيها، واضطرّ بسببه للخروج من "الهند"، فسارَ إلى "الحجاز"، وأقام بـ "مكّة" المباركة.

وقصّة مناظرته بأحبار النصارى أن الدولة الإنكليزية لما تسلّطت على أرض "الهند" تسلّطا قويا لم يظهروا دعوة الناس إلى ديانتهم، بوسيلة علمائهم إلى ثلاث وأربعين سنة، وبعدها أخذوا في الدعوة، وكانوا يتدرّجون فيها، حتى ألّفوا الرسالة والكتب في الردّ على أهل الإسلام، وقسموها في الأمصار.

وشرعوا في الوعظ في الأسواق ومجامع الناس، والمسلمون كانوا متنفرّين عن استماع وعظهم ومطالعة رسائلهم إلى مدّة، فلم يلتفت أحد من علماء "الهند" إلى الردّ على تلك الرسائل، لكن تطرّق الوهن بعد مدّة في العوام، وخاف العلماء زلّتهم، فتوجّهوا إلى النظر في مصنّفاتهم، وقاموا ببيان الحق، فصنّف السيّد آل حسن الرضوي الموهاني كتبا ورسائل، وطلب رحمة اللَّه صاحب الترجمة من فندر القسّيس صاحب "ميزان الحق"، الذي كان أعلم القسوس كعبا في معرفة العلوم الإسلامية، أن يناظره بمحضر الناس ليتّضح الحق، فاجاب ذلك في المسائل الخمسة، التي هي أمّهات المسائل بين الفريقين، أعني التحريف والنسخ والتثليث، وحقيقة القرآن، ونبوّة سيّدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فانعقد المجلس العام بـ "أكبر آباد" في شهر رجب سنة سبعين ومائتين وألف، وكان الدكتور محمد وزير خان معينا لصاحب الترجمة في هذا المجلس لمعرفته باللغة الإنكليزية، وكان بعض القسّيسين معينا لصاحب "ميزان الحق"، فظهرت الغلبة لرحمة اللَّه في

ص: 255

مسألتي النسخ والتحريف، فلمَّا رأى ذلك "صاحب الميزان" سدّ باب المناظرة، ووقع في عرض الشيخ رحمة اللَّه ونفسه، فخرج من "الهند"، وسافر إلى "مكّة" المباركة، وأقام بمحلّة "الخندريسة"، وصنّف بها "إظهار الحق" بأمر السيّد أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكّي سنة ثمانين ومائتين وألف، شرع في تصنيفه لستّ عشرة خلون من رجب، وفرغ منه في آخر ذى الحجّة.

وقد أثنى على الكتاب وعلوّ مكانته كبار العلماء في الشرق العربي لميزات يمتاز بها هذا الكتاب، وكان الإقبال على هذا الكتاب كبيرا، والعناية به عظيمة، ونقل إلى اللغة البهية، وفامت الحكومة العثمانية بترجمة الكتاب في عدّة لغات أوروبية، وفزعت له الأوساط النصرانية الأوربية، وجاء في تعليق كبرى صحف إنجلترا على هذا الكتاب.

"لو دام الناس يقرئون هذا الكتاب لوقف تقدّم المسيحية في العالم". وألقى الرحل في "مكّة"، وأسّس "المدرسة الصولتية"

(1)

في رمضان سنة تسعين ومائتين وألف، وبارك اللَّه فيها، ونفع بها خلقا كثيرًا، وتخرّج فيها عدد كبير من العلماء والقضاة.

وله مصنّفات أخرى، بعضها بالفارسية، وبعضها بالأردو، أشهرها:"إزالة الأوهام"، و"إزالة الشكوك"، و"إعجاز عيسوى"، و"أصحّ الأحاديث في إبطال التّليث".

وقد استدعاه السلطان عبد الحميد العثماني إلى "قسطنطينية"، كلّفه الإقامة لديه، فلم يجبه، ورجع إلى "مكّة" المباركة، وكان ذلك ثلاث مرّات،

(1)

إنما قام بتأسيس المدرسة الصوليته بمكة المكرمة على نفقة السيّدة صولت النساء، رئيسة سلطنة من كلكته في الهند، ولذا سمَّى الشيخ رحمه اللَّه تعالى هذه المدرسة باسم الصولتية. انظر: كتاب جماعة التبليغ لشيخنا المكّي ص 105.

ص: 256

الأولى سنة ثمانين ومائتين وألف، والثانية سنة إحدى وثلاثمائة وألف، والثالثة سنة أربع وثلاثمائة وألف، وكانت الأخيرة لعلاج نزول الماء والعملية الجراحية في العين، فأقام مدّة عمره بـ "مكّة"، مفيدا مدرّسا.

توفي لسبع بقين من رمضان سنة ثمان وثلاثمائة وألف، فدفن بـ "المعلّاة".

* * *

‌1873 - الشيخ الكبير رحمة اللَّه بن خواجه عالم النقشبندي الخراساني، ثم الهندي الأوديغيري، أحد المشايخ المشهورين بأرض "الدكن

" *.

ولد بما وراء النهر سنة ثلاث عشرة ومائة وألف، ونشأ بها.

وسافر إلى البلاد في شبابه.

وأخذ الطريقة الرفاعية عن السيّد علوي، ثم دخل الحرمين الشريفين سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف، فحجّ، وزار، وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ أشرف بن أولياء الحسيني المكّي، ولازمه زمانا، ثم قدم "الهند"، وسكن بـ "أوديغير"، أخذ عنه المفتى ولي اللَّه بن أحمد علي الفرخ آبادي، والشيخ رفيع الدين القندهاري، وخلق كثير من العلماء والمشايخ.

توفي لأربع ليال بقين من ربيع الأول سنة خمس وتسعين ومائة وألف بقلعة "أوديغير"، فنقلوا جسده إلى "رحمة آباد"، ودفنوه بها، كما في "تاريخ فرخ آباد".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 6: 90، 91.

ص: 257

‌1874 - الشيخ العالم الكبير المحدّث رحمة اللَّه بن عبد اللَّه بن إبراهيم العمري السندي المهاجر إلى "المدينة المنوّرة

" *.

ولد بـ "دربيله" من أعمال "السند"، ونشأ بها على فضل عظيم، ورحل إلى "كجرات" مع أبيه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، وأخذ الحديث عن الشيخ علي بن محمد بن غريق الخطيب المدني صاحب "تنزيه الشريعة"، وعن غيره من أئمة الحديث، ثم عاد إلى "الهند"، ومعه الشيخ عبد اللَّه بن سعد اللَّه السندي، فأقام بـ "كجرات"، وكانت له كالوطن لطول اللبث وامتداد الإقامة بها قبل الرحلة إلى المشعر الحرام، فدرّس بها أعواما، وأخذ عنه خلق لا يحصون بحدّ وعدّ.

وكان صاحب تقوى وعريمة، كان لا يقبل النذور عند إقامته في "الحجاز" لنوع شبهة فيها، وكان السلطان العثماني يبعث بها إلى الشيخ على بن حسام الدين المتقي لقسمتها على المحاويج والعلماء، وعاد إلى "مكّة" المباركة في آخر عمره.

وله مصنّفات. منها: "كتاب المناسك"، أوله: الحمد للَّه أكمل الحمد على ما هدانا للإسلام، إلخ. شرحه نور الدين على بن سلطان محمد القارئ الهروي سنة 1012 هـ، سمّاه "المسلك المقتسط في المنسك المتوسّط"، وله "منسك صغير"، شرحه على المذكور سنة (1010 هـ)، وسمّاه "هداية

* راجع: نزهة الخواطر 4: 101، وأنوار الباري: 2: 168.

وترجمته في الأعلام للزركلي 3: 19، والنور السافر 439 وفيه: وفاته في 12 محرم 993، وشذرات الذهب 8: 386 في وفيات سنة 978؛ وتابعه صاحب هدية العارفين 1: 366 وانظر معجم المطبوعات 930.

ص: 258

السالك في نهاية المسالك"، ذكره الجلبي في "كشف الظنون"، وله تلخيص "تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة" لشيخه علي بن محمد الخطيب، وهو في غاية اللطف من الاختصار، ذكره القنوجي في "أبجد العلوم".

وقد ذكره الحضرمي في "النور السافر"، قال: إنه كان من العلماء العاملين، وعباد اللَّه الصالحين رحمه الله، وطبق بعض الفضلاء في تاريخ موته بحساب الجمل، فجاء "رحمة اللَّه قد نال مراده"، وزاد في العدد اثنين، وذلك مسامح فيه عند أهل هذا الفن، خصوصًا إذا كان التاريخ مناسبا للحال، ثم قال: وقد أشار صاحبنا الشيخ الفاضل محمد بن عبد اللطيف الجامي المكّي الشهير بمخدوم زاده في القصيدة التي رثاه بها، فقال:

رحمة اللَّه لا تفارق مثوي

رحمة اللَّه بالحيا والغمام

قال: وبالجملة فإنه كان بقية السلف الصالح رحمه الله. انتهى.

توفي لثمان خلون من محرّم سنة أربع وتسعين وتسعمائة.

* * *

‌1875 - الشيخ الفاضل الشاعر رَحْمَة اللَّه بن عبد اللَّه البُخَارِيّ، النقشبندي، الملقَّب بنظيما الشَّاعِر

*.

توفي بـ "الآستانة" سنة 1165 خمس وَسِتِّينَ وَمِائَة وألف.

لَهُ ديوَان شعره، فَارسي.

* * *

* راجع: هدية العارفين 3: 366.

ص: 259

‌1876 - الشيخ الفاضل رحمة اللَّه بن عبد الرحمن بن الموفق ابن أبي الفضل الديرقاني من أهل "ديوانجه"

(1)

، إحدى قرى "هراة

" *.

من بيت كبير.

قال السمعاني: سمعت منه بـ "ديوانجه"، ومن أبيه بـ "هراة".

وتُوفي بـ "الديرقان"، من قرى "هراة"، يوم الخميس، من ذي القعدة

(2)

، سنة خمس وخمسمائة.

ويأتي أبوه إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

‌1877 - الشيخ الفاضل رحمة اللَّه بن محمد عقيل السلهتي، رحمه اللَّه تعالى

* *.

ولد، ونشأ في قرية "علي نغر"، من أعمال "سِلْهِت"، من أرض "بنغلاديش".

أحد من العلماء الربانيين.

قرأ مبادئ العلم في مدرسة جِنْغَا باري، ثم سافر إلى "ديوبند"، والتحق بها، وأتم فيها الدراسة العليا، وقرأ الصحاح الستّة فيها.

(1)

انظر معجم البلدان 2: 715.

* راجع: الطبقات السنية 3: 245، 244.

(2)

لم يرد ذكر تاريخ اليوم عند السمعاني أيضًا.

* * راجع: تاريخ علم الحديث ص 280.

ص: 260

ومن شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة السيّد أصغر حسين، العلامة إعزاز علي، والمفتي محمد شفيع، رحمهم اللَّه تعالى.

وبعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بالجامعة الإمدادية كِشُوْرغَنْج، فدرّس، وأفاد مدّة حياته.

وكان حسن المنظر والمخبر، له صحبة مؤثرة، انتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ.

كان سريع الأدراك، قويّ الحفظ، شديد الانهماك في مطالعة الكتب، والمذاكرة، حريصا على جمع الكتب النفيسة، كثير الإحضار للمسائل الجزئية، وله مشاركة جيّدة في الفقه والأصول والحديث، ونظر واسع على جزئيات المسائل، وكان ذكيا، فطنا، حادّ الذهن، سريع الملاحظة، قانعا، متوكّلا، شديد التعبّد.

من تصانيفه: "الهدية المرضية في الدروس الإنشائية"، و"الإفاضات العزيزية على المقامات الحريرية"، و"الجلالي شرح السراجي"، و"تحفة القاري".

* * *

‌1878 - الشيخ الفاضل العلامة رحمة اللَّه بن علي أحمد بن أكرم علي بن محمد صوفي

*.

قرأ مبادئ العلم في قريته على مولانا أنصار اللَّه، وقرأ العلوم العصرية إلى الصف الرابع، والتحق سنة 1394 هـ بالجامعة اليونسية، ثم سافر إلى "داكا"،

* حياة مولانا رحمة اللَّه.

ص: 261

والتحق بالمدرسة الإمدادية، وقرأ فيها سنتين، ثم اتصل بالجامعة الإسلامية فتيه، ثم سافر إلى "ديوبند"، وأكمل فيها الدراسة العليا سنة 1402 هـ، من شيوخه فيها: العلامة نصير خان، والعلامة عبد الحق الأعظمي، والعلامة نعمة اللَّه الأعظمي.

درّس في عدّة مدارس، ثم التحق مدرّسا بالجامعة اليونسية 1406 هـ، وعيّن عميدا للتعليم فيها سنة 1415 هـ.

حج بيت اللَّه الحرام، وزار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 1410 هـ.

توفي سنة 1435 هـ.

* * *

‌1879 - الشيخ الفاضل المولى رحمة اللَّه الباقي بن المنشئ علي أحمد الفِيْنَوي

*.

ولد سنة 1344 هـ في قرية "جَنْدردِيْفْ" من مضافات "داغَنْ بهُونيا"، من أعمال "فِيْني"، من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في المدرسة العزيزية، ثم التحق بالمدرسة العالية فيني، وقرأ فيها الصحاح الستة، وغيرها من كتب الحديث.

توفي ليلة الأربعاء سنة 1397 هـ.

* * *

‌1880 - الشيخ العالم الفقيه رحمة اللَّه بن غلام محمد البكري

،

* راجع: مشايخ فيني ص 128 - 130.

ص: 262

البجنوري، اللكنوي *.

أحد العلماء العاملين.

له "تذكرة الأصفياء"، كتاب مفيد في أخبار المشايخ بالفارسي، صنّفه سنة ستّ عشرة ومائة وألف ببلدة "لكنو"، أوله: الحمد للَّه الذي جعل ضمائر الأنبياء مشارق ضياء الشريعة والطريقة. إلخ.

* * *

‌1881 - الشيخ الفاضل الفقيه رحمة اللَّه بن محمد مقيم بن محمد مؤمن الكشميري، أحد الفقهاء الحنفية

* *.

ولد، ونشأ بـ "كشمير". وقرأ العلم على مولانا محمد محسن كشو، ومولانا عبد اللَّه شهيد، ثم تصدّى للدرس والإفادة.

وكان دكيا، فطنا، تقيا، متورّعا، استفاض من روحانية الأمير علي بن الشهاب الهمداني فيوضا كثيرة.

مات سنة ثلاث وستين ومائة وألف، كما في "روضة الأبرار".

* * * *

‌1882 - الشيخ العالم الفقيه رحمة اللَّه بن نور اللَّه

بن

* راجع: نزهة الخواطر 6: 91.

* * راجع: نزهة الخواطر 6: 91.

ص: 263

محمد ولي بن غلام مصطفى ابن محمد أسعد بن قطب الدين السهالوي اللكنوي *.

أحد العلماء المشهورين.

ولد، ونشأ بـ "لكنو" في "فرنكي محل"، ولازم أخاه المفتي نعمة اللَّه بن نور اللَّه من صغر سنّه، وقرأ عليه العلوم المتعارفة، ثم رحل إلى "غازيبور"، وأسّس بها مدرسة بمساعدة أهلها، وأدخل فيها اللغة الإنكليزية، فساعدته الحكومة، وكان رجلًا حازما، شهما كريما متواضعا، يدرّس، ويفيد.

له شرح على "ميزان الصرف"، وعلى "المنشعب"، وعلى "بنج كنج"، وشرح على "خلاصة الحساب" للعاملي، ورسالة في الفقه، ومجموع لفتاواه.

مات لسبع عشرة خلون من جمادى الأولى سنة خمس ثلاثة وألف ببلدة "غازيبور".

* * *

‌1883 - الشيخ الفاضل المولى القارئ رحمة اللَّه بن المولى ولي اللَّه بن المنشئ الفَتُواري الكُمِلائي

* *.

ولد في قرية "إبراهيم بور" من مضافات "شاه راستي" سنة 1353 هـ.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 162، 163.

* * راجع: مشايخ كملا.

ص: 264

قرأ مبادئ العلم على أبيه، ثم قرأ العلوم العصرية إلى الصفّ الخامس، ثم التحق بالمدرسة الحافظية بـ "جاند بورا"، ودَرَس فيها سنتين، ثم سافر إلى "داكا"، والتحق بالجامعة القرآنية "لال باغ"، وأكمل فيها العلوم والفنون، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1383 هـ، ثم التحق لسنة بقسم التخصّص في علوم القرآن وتفسيره.

وبعد الفراغ عين مدرّسا في الجامعة النورية بـ "أشرف آباد" داكا، وبعد سنة التحق كدرسة خادم الإسلام "غَوْهَرْ دَانكا"، وأقام فيها سنتين، درس فيها "سنن أبي داود"، و"تفسير البيضاوي"، و"هداية الفقه"، و"كافية ابن الحاجب"، و"شرح التهذيب" في المنطق، ثم حصَّل التدريب النوراني للقرآن الكريم من شيخ القرَّاء القارئ المقرئ ولاية حسين، ثم اشتغل منهمكا بالتدريب النوراني حتى الآن، أسّس "نوراني وقف إستيت" بـ "داكا"، ومدرسة في "تارَافَاشا" بـ "كشورغنج"، وهو إلى الآن موجود بقيد الحياة، أطال اللَّه بقائه.

من تصانيفه: "الطريق النوراني لتعليم القرآن"، جزئين، و"القاعدة اليسيرة لتعليم القرآن"، و"مكانة النسوان في الإسلام"، وغيرها، كلها باللغة البنغالية.

* * *

‌1884 - الشيخ العالم الفقيه رحمة اللَّه الإله آبادي

*.

أحد العلماء المذكورين.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 194، 195.

ص: 265

كان مكفوف البصر، مكشوف البصيرة، ويقتفي آثار السلف الصالح، ولا يتقيّد برسوم المشايخ، ويذكّر يوم الجمعة في الجامع الكبير بمدينة "إله آباد"، وكان أفتى بحرمة الخروج على الإنكليز في أيام الثورة، مع تخويف الثوار وترهيبهم له بالفتك والنهب، فكافأتْه الحكومة الإنكليزيه بعد تسلّطها على "الهند" بأربعة قرى بناحية "إله آباد"، فعاش في رفاهة، وتزوّج بأربع نسوة. مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف. كما في "مهر جهانتاب".

* * *

‌1885 - الشيخ الفاضل رحمة اللَّه العالمكيري، أحد رجال العلم

*.

كان ناظر المحاكمة العدلية، وأمينا على "هفت جوكي" أي ناظرا على أهل النوب من الأمراء الحارسين في أيام عالمكير بن شاهجهان، وكان مقرّبا لديه.

ولما مات عالمكير اعتزل عن الخدمة، وانزوى في بيته، ثم سافر عازما للحجّ والزيارة مع سر بلد خان سنة أربع وعشرين ومائة وألف، كما في "مرأة أحمدي".

* * *

‌1886 - الأمير الكبير رحمة خان بن شاه عالم خان الأفغاني نواب حافظ الملك

* *.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 91، 92.

* * راجع: نزهة الخواطر 6: 92.

ص: 266

كان من الأمراء المشهورين بالبذل والسخاء، قدم "الهند" من جبال روه، فاغتنم قدومه نواب علي محمد خان الكتيهري، ولاه على "بيلي بهيت"، ولما ولي علي محمد المذكور على "سرهند" سار معه، وخدمه زمانا، ثم رجع معه إلى "كتيهر"، ولما توفي على محمد سنة إحدى وستين ومائة وألف واتفق الناس على ولده سعد اللَّه خان اجتمع به، وقاتل معه مدّة على جري عادتهم، ثم اختلف الناس فيما بينهم، فقسموا البلاد، ووظّفوا سعد اللَّه خان ثمانية لكوك في كلّ سنة، وجعلوه أميرا عليه، فانتزع رحمة خان بلدة "بريلي" و"شاهجهان بور" و"بيلي بهيت" ونواحيها من القرى والبلاد، وساس الأمور، وأحسن إلى الرعايا، وكان أكبرهم في حسن الخلق والتواضع كرم السجايا، أرشدهم في كمال الرياسة، وحسن مسلك السياسة، وجودة التدبير، ومحبة أهل الفضائل، وفد عليه العلماء من بلاد شاسعة، وسكنوا في بلاده، ولما خرج العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكنوي من "لكنو"، ودخل في بلاده أكرمه غاية الإكرام، وأسّس له مدرسة كبيرة بمدينة "شاهجهانبور"، وجعل له أرزاقا سنية، كذلك أكرم الشيخ رستم علي بن علي أصغر القنوجي، وأسكنه ببلدة "بريلي"، ووظّفه، كذلك جعل للعلماء الأرزاق السنية، فكانوا يدرّسون في بلاده بفراغ الخاطر، وجمع الهمة.

قتل في سنة ثمان وثمانين ومائة وألف بناحية "فريد بور"، كما في "تاريخ فرخآباد".

* * *

‌1887 - الشيخ الفقيه المفتي رحمة علي الحسيني الدهلوي

،

ص: 267

أحد الفقهاء الحنفية *.

كان مفتيا بدار الملك "دهلي"، لقّبه بهادر شاه بسراج العلماء، ضياء الفقهاء، السيّد رحمة على خان بهادر.

وكان حليما، متواضعا، حسن الأخلاق، حسن المحاضرة. كما في "آثار الصناديد".

* * *

‌1888 - الشيخ الفاضل مرزا رحيم اللَّه الرائ بريلئ

* *.

كان من طائفة المغول.

ولد ونشأ ببلدة "رائي بريلي"، واشتغل بالعلم أياما على أساتذة بلدته.

ثم سافر إلى "لكنو"، ولازم الشيخ تراب علي اللكنوي، وأخذ عنه، وبرع في العلوم كلّها أصولا وفروعا، فدرّس، وأفتى مدّة طويلة.

وكان حسن الخطّ، جيّد الكتابة، قرأ عليه السيّد الوالد شطرا من "شرح الوقاية".

مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، كما في "مهر جهانتاب".

* * *

‌1889 - الشيخ الفاضل القارئ رحيم بخش الباني بتي

،

* راجع: نزهة الخواطر 7: 194.

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 195، 196.

ص: 268

من أخصّ تلامذة القارئ فتح محمد الباني بتي *.

بايع في الطريقة على يد السيّد حسين أحمد المدني، ثم على يد شيخ الحديث محمد زكريا الكاندهلوي، وله إجازة بالإصلاح والتلقين منه.

توفي 11 ذي الحجّة 1403 هـ، صلى على جنازته الشيخ محمد أسلم، خطيب الجامع بـ "ملتان"، وحضر فيها ألوف من العلماء والفضلاء والأساتذة والخواصّ والعوام، ودفن بمقبرة خير المدارس "ملتان".

* * *

‌1890 - الشيخ الفاضل رحيم الدين بن وهَّاج الدين بن قطب الدين بن شهاب الدين، العمري، الكوباموي

* *.

كان من بيت العلم المشهور والحي الذي بالفضائل مذكور.

ولد، ونشأ بـ "كوبامؤ"، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم تصدّر للتدريس.

أخذ عنه غير واحد من العلماء، كما في "تذكرة الأنساب".

* * *

‌1891 - الشيخ الفاضل رزق اللَّه بن محمد بن محمد بن أحمد بن الخطيب الأنباري، المعروف بابن الأخضر

، أبو سعد

* راجع: تذكره علماء أهل سنن وجماعت، بنجاب: 1: 169 - 173.

* * راجع: نزهة الخواطر 6: 93.

ص: 269

مولده سنة تسع وتسعين وثلاثمائة *.

نقله ابن النجّار، فيما قرأه بخطّ عبد المحسن البغدادي.

قال أبو سعد: ناهز المائة، وكان ثقة، أمينًا.

وتفقّه على مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه.

وكان يفهم ما يُقرأ عليه، ويحفظ عامة حديثه، اشتهرت عنه الرواية.

وكان صدوقًا، حسن السمت والصوت.

قال أبو سعد: قرأت بخطّ ابن فارس شُجاع: في يوم عيد الفطر، وهو يوم الخميس، مُستهلّ شوَّال، سنة تسع وستين وأربعمائة.

توفي أبو سعد رزق اللَّه ابن الأخضر الأنباري. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1892 - الشيخ الفاضل رزق اللَّه بن هبة اللَّه بن محمد القزويني أبو البركات

* *.

قال ابن النجّار: يُعرف لابن شِفَروه

(1)

الحنفي، من أهل "أصبهان"، من بيت مشهور بالعلم والفضل والتقدّم.

* راجع: الطبقات السنية 3: 245.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 589، والكامل 10: 106، والمنتظم 8:309.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 246.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 590.

(1)

في النسخ: "شعروية"، والمثبت في: الجواهر المضية 2: 202، وانظر حاشيته.

ص: 270

قدم "بغداد" حاجًا، في سنة تسع وستمائة، واستجاز من الإمام الناصر لدين اللَّه أمير المؤمنين، فأجاز له، وحدّث عنه بـ "بغداد".

وقد لقيته بـ "أصبهان"، وسمعت منه

(1)

، عن أبي عبد اللَّه بن العبّاس الرستمي.

وكان شيخًا جليلًا، أديبًا، فاضلًا، حسن الهيئة.

سألته عن مولده، فقال: في سلخ شعبان، سنة ست وثلاثين وخمسمائة، بـ "أصبهان".

وتوفي، رحمه اللَّه تعالى، سحرة يوم الجمعة، الثالث والعشرين من جمادى الأولى، سنة خمس عشرة وستمائة، ودفن من الغد، بمدرسته بمحلة "جوبان"

(2)

.

وسيأتي كلّ من أخيه؛ عُبيد اللَّه، وفضل اللَّه، في محلّه إن شاء اللَّه.

* * *

‌1893 - الشيخ الفاضل الإمام رزق اللَّه القاشاني

*.

(1)

في النسخ: عنه، والمثبت في: الجواهر.

(2)

كذا في النسخ، والجواهر: جوبان، وفي معجم البلدان 2: 139، أن جوبان من قرى مرو.

ولعل الصواب: "بمحلة جوبار"، فإن جوبار محلة بأصبهان.

معجم البلدان 2: 137، 138.

* راجع: الطبقات السنية 3: 246، 247.

وترجمته في تبصير المنتبه 3: 1148، والجواهر المضية، برقم 591، والمشتبه 496.

ولقبه عند الذهبي وابن حجر: "علاء الدين"، وذكراه في: الكاساني، والقاساني.

ص: 271

قال الذهبي "من أئمة الحنفية بـ "دمشق" أيام الملك نور الدين

(1)

.

و"قاشان": بلد كبير بـ "تركستان"، وأهلها يقولون:"كاشان"

(2)

.

* * *

‌1894 - الشيخ العالم الكبير العلامة رستم علي بن علي أصغر الصدّيقي، القنّوجي، أحد العلماء المشهورين

*.

ولد سنة خمس عشرة ومائة وألف بـ "قنّوج"

(3)

، ونشأ بها، واشتغل على والده، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، ولما توفي والده سافر إلى "لكنو"، وقرأ سائر الكتب على الشيخ الأستاذ نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي، وقرأ فاتحة الفراغ سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف، ثم رجع إلى "قنّوج"، وتصدَّر للتدريس في مدرسة والده، وأخذ الطريقة النقشبندية عن أخيه مولانا محمد كامل القنّوجي المتوفى سنة 1146 هـ.

وكان من كبار العلماء، انتهت إليه الإمامة في العلم والتدريس، درّس، وأفاد، وألّف، وأجاد، وسافر في آخر عمره حين تسلَّط المرهته على "قنّوج"

(1)

كانت وفأة نور الدين محمود بن زنكي سنة تسع وستين وخمسمائة.

(2)

في المشتبه، والتبصير: قاسان. وانظر معجم البلدان 4: 13، 14.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 93، 94.

(3)

"قنُّوج": كسنّور، كانت مدينة حسنة الأبنية حصينة، لها سور عظيم، وكانت قاعدة مملكة "الهند" في القديم، فتحها محمود بن سبكتكين الغزنوي، ثم قطب الدين أيبك، فصارت مقام الحكام والولاة، وهي الآن بلدة صغيرة خاوية على عروشها، بينها وبين "دهلي" مسير عشرة أيام.

ص: 272

إلى "فرخ آباد"، ثم إلى "بريلي"، فأكرمه نواب رحمت خان أمير تلك الناحية إكراما بالغا، فسكن ببلدة "بريلي"، ومات بها.

ومن مصنّفاته: تفسير القرآن الكريم المسمَّى بـ "الصغير" على منوال "الجلالين"، وإيجاز العبارة ولطف الإشارة، ومنها:"منتخب نور الأنوار" شرح "منار الأصول".

مات سنة ثمان وسبعين مائة وألف ببلدة "بريلي"، ودفنوه بها، ثم نقلوا جسده بعد ستة أشهر إلى "قنّوج"، فدفنوه عند والده، كما في "تاريخ فرخ آباد".

* * *

‌1895 - الشيخ الفاضل رستم علي، الدهلوي، الحكيم

*.

كان من العلماء المبرّزين في الهيئة والهندسة والطبّ.

أخذ الفنون الرياضية عن خواجه فريد الدين الدهلوي.

وأخذ الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي، سبط الشيخ عبد العزيز رحمه الله، ثم تقرَّب إلى بهادر شاه، فلقَّبه بمصلح الدولة الحكيم رستم علي خان بهادر، كما في "آثار الصناديد".

* * *

‌1896 - رستم علي الرامبوري، أحد العلماء المشهورين في المنطق والحكمة

* *.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 196.

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 196.

ص: 273

أخذ عن العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكنوي، وعن غيره من العلماء.

وله حاشية على "مير زاهد رسالة".

* * *

‌1897 - الشيخ الفاضل الفقيه رسول بن صالح الآيديني

*.

فقيه، حنفي، من أهل "آيدين".

كان قاضيا بـ "مرمرة" سنة 966 هـ.

وصنّف بإشارة من السلطان سليمان العثماني، كتاب "الفتاوى العدلية"، منه نسخ في أوقاف "بغداد"(3841)، وطوبقبو، وغيرهما.

توفي سنة 978 هـ، ودفن بـ "أزمير"

(1)

.

* * *

‌1898 - الشيخ الفاضل رسول بن عبد اللَّه، الشِّهاب القيصري ثم الغزي، قدم "دمشق" في حدود السبعين

* *.

وهو من أهل العلم والفضل، سمع من ابن أميلة، وابن حبيب.

* راجع: الأعلام للزركلي 3: 20.

(1)

عثمانلي مؤلفلري 1: 313، وخزائن الأوقاف 72.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 247.

وترجمته في إنباء الغمر 2: 367، والضوء اللامع 3:225.

ص: 274

وولي نيابة الحكم بـ "دمشق"، في أول دولة الظاهر برقوق.

ثم ولي قضاء "غزة" في أيام ابن جماعة، وحصل مالًا كثيرًا بعد فقر شديد.

ثم مات بـ "دمشق"، في جمادى الآخرة، سنة تسع وثمانمائة، وقد شاخَ.

ذكره ابن حجر، في "إنبائِه".

وقال العيني، فيما نقله صاحب "الضوء اللامع" عنه: إن صاحب الترجمة كان أحد طلبة الحنفية بالشيخونية أيام أكمل الدين، وبعده

(1)

.

وتولى قضاء "غزة"، عوضًا عن القاضي موفق الدين الرومي.

وأرّخ وفاته في ربيع الآخر، من السنة المذكورة.

ولفبه شرف الدين. واللَّه تعالى أعلم.

* * *

‌1899 - العلامة الكبير المحدّث الجليل رسول خان الهزاروي، رحمه اللَّه تعالى

*.

ولد في بعض قرى مديرية "هزاره".

وأخذ العلوم أولا في وطنه، ثم التحق بدار العلوم الديوبندية، وتخرّج على شيخ الهند مولانا محمود الحسن الديوبندي في سنة 1332 هـ، إلى أن فرغ من تحصيل العلوم.

درّس في مدرسة إمداد العلوم "ميرته" عشر سنين، ثم عيّن مدرّسا في دار العلوم الديوبندية، فدرّس عشرين سنة إلى 1353 هـ، ثم التحق ببعض

(1)

في الضوء اللامع: "وغيره".

* راجع: هامش العناقيد الغالية ص 59.

ص: 275

الكليات العصرية بجامعة بنجاب، ثم لما أسّس الشيخ الكبير مولانا المفتي محمد حسن الأمرتسري رحمه اللَّه تعالى الجامعة الأشرفية بـ "لاهور"

(1)

، دعاه لدراسة التفسير والحديث، فدرّس فيها كتب التفسير والحديث، لاسيّما "سنن الإمام الترمذي" إلى آخر حياته، وتوفي في رمضان المبارك سنة 1391 هـ.

* * *

(1)

تقع هذه الجامعة في "لاهور" عاصمة فنجاب الغربية شارع فيروز فور. أسّسها الشيخ الكبير المفتي محمد حسن، نوّر اللَّه مرقده، في حيٍّ قديم، يسمّى بـ "نيلاكنبد" أى القبة الزرقاء، من أحياء "لاهور" في وسطها، وكان ذلك في 8 من ذي القعدة 1366 هـ. ونسبها إلى شيخه الداعية الإسلامي الكبير حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، نور اللَّه مرقده، ولكن لم تمض عليها سنوات عديدة إلا ضاق بناء الجامعة بسبب كثرة كاثرة من الطلاب، الذين أتوا إليها من كلّ درب وفجّ، واضطرّ أصحاب الجامعة إلى بناء جديد أوسع وأكبر من البناء القديم. فاختار المؤسّس رحمه اللَّه تعالى ساحة كبيرة، تقع على شارع فيروز فور، بالقرب من شاطئ جدول، جميل تبلغ مساحتها 125 (كينال باكستاني)، ووضع الحجر الأساسي في هذه الساحة الواسعة لبناء الجامعة الجديدة يوم الجمعة المبارك في تاريخ 14 من شعبان 1374 هـ، وبمناسبة وضع الحجر الأساسي انعقدت حفلة دينية كبيرة، اشترك فيها عدد كبير من العلماء والزهَّاد وأهل الفضل والمتقين.

فكان من مشيئة اللَّه تعالى أن تترقى هذه الجامعة، وتؤدّي رسالتها، كما نوى مؤسّسوها المخلصون، فتدرّجت مع الزمان، وترعرعت، واشتهرت بجهادها الديني المستمرّ، وجهودها العلمية المباركة، حتى أصبحت أكبر الجامعة وأوسعها، يأتي إليها الطلَّاب من كلّ جانب، وينتهلون من مناهلها، ويستنيرون بعلمائها، ليتفقّهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون.

ص: 276

‌1900 - الشيخ الفاضل رسولا بن أحمد بن يوسف التركماني التباني، جلال الدين أحد فقهاء الحنفية المعتبرين

*.

أخذ العربية عن جماعة؛ منهم: الإمام جمال الدين ابن هشام، وغيره.

وأخذ الفقه عن فقهاء عصره.

واشتغل، ودأب، وحصل، إلى أن صار من كبار الحنفية، المتصدرين للإقراء والإفتاء.

وولي عدة مدارس.

وكان مشهورًا بالديانة، والصيانة، والعفة والانقطاع عن الناس.

وأراده الملك الناصر أن يلي قضاء الحنفية بـ "الديار المصرية"، فامتنع عن ذلك.

وله عدة مصنّفات، منها:"شرح المنار"، في أصول الفقه، و"مختصر التلويح في شرح الجامع الصحيح" لمغلطاي، و"شرح مختصر ابن الحاجب" في الأصول، ونظم كتابًا في فقه الحنفية، وشرحه، كتب على "البزدوي"، وعلى كتاب "مشارق الأنوار" في الحديث، وشرح "التلخيص"، وله تأليف في منع تعدد الجمعة، وغير ذلك.

* راجع: الطبقات السنية 3: 248.

وترجمته في إيضاح المكنون 2: 126، 554، والسلوك 3: 2: 756، 757، كشف الظنون 1: 113، 477، 546، 851، 853، 858، 870، 880، 2: 1690، 1776، 1824، 1867، 1873.

ص: 277

ومات يوم الجمعة، ثالث عشر شهر رجب، سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، عن بضع وستين سنة.

قال التقي المقريزي: وهو ممن أجاز لي.

والتباني: نسبة إلى "التبانة"، بتاء مُثناة من فوق، بعدها باء موحّدة مشدّدة، ونون بعد ألف، وفي آخرها الهاء.

ورسولا: بألف مقصورة، واللَّه تعالى أعلم.

* * *

‌1901 - الشيخ العلامة الفقية البارع المحدّث الجليل رشيد أحمد بن الشيخ المولى محمد سليم اللدهيانوي

*.

ولد بـ "لدهيانه" في يوم الاثنين ثالث صفر المظفّر سنة 1341 هـ، واسمه التاريخي سعود أختر.

وكان أبوه ممن صحب الإمام حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، رحمه اللَّه تعالى، ولقّب بصاحب الرؤيا، سافر من "لُدهيَانَه" إلى "فيصل آباد"، وأقام بها.

أتم الصفّ الرابع من العلوم العصرية، وذلك من سنة 1348 هـ إلى 1352 هـ.

ومن إخوته: الشيخ المولوي محمد نعيم، والشيخ المولوي محمد خليل، والشيخ المولوي محمد جميل.

قرأ على أخيه مولانا خليل سنة 1357 هـ "سلّم العلوم" و"ملا حسن" في المنطق، و"الميبذي" في الحكمة، و"شرح العقائد" للإمام النسفي،

* راجع: أحسن الفتاوى 1: 17 - 19.

ص: 278

و"حاشية الإمام الخيالي" في العقائد، و"المعلّقات السبع" في علم الأدب، و"تفسير الإمام البيضاوي"، وما عداه الكتب.

ثم سافر إلى "كُجْرَات"، والتحق بمدرسة أنّهي، وكان علامة المعقولات محمد ولي اللَّه يدرّس فيها كتب الفنون العالية، فقرأ عليه "ملا جلال" مع "حاشية مير زاهد"، و"الرسالة القطبية" مع "حاشية مير زاهد، وغلام يحيى"، و"قاضي مبارك"، و"حمد اللَّه"، و"شرح المواقف" مع "حاشية مير زاهد"، و"شرح عقائد عضدي"، و"شرح إشارات"، و"صدرا"، و"شمس بازغة"، و"الدوحة الميادة"، و"تصريح"، و"شرح جغميني"، و"بست باب"، و"السبع الشداد"، و"توضيح تلويح"، و"مسلّم الثبوت"، و"مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب.

وبعد تكميل الفنون ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، فالتحق بها في شهر شوّال سنة 1360 هـ، وفرغ من التحصيل سنة 1361 هـ في شهر شعبان، وقرأ على شيوخها في هذه السنة الصحاح الستّة، وغيرها، من كتب الحديث.

فمن شيوخه: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، قرأ عليه "صحيح البخاري"، و"جامع الإمام الترمذي"، والعلامة إبراهيم البلياوي، قرأ عليه "صحيح الإمام مسلم القُشَيري"، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، قرأ عليه "سنن الإمام أبي داود السجستاني"، و"شمائل الإمام الترمذي"، ومولانا المفتي رياض الدين، قرأ عليه "سنن ابن ماجه"، والعلامة عبد الحق، قرأ عليه "سنن الإمام النسائي"، والمفتي محمد شفيع، قرأ عليه "شرح معاني الآثار"، للإمام الطحاوي، والعلامة محمد إدريس الكاندهلوي، قرأ عليه "موطأ الإمام مالك"، والعلامة ظهور أحمد، قرأ عليه "موطأ الإمام محمد"، والقاري عزيز أحمد، قرأ عليه "الفوائد المكية"، و"الجزرى" في علم التجويد، والقاري حفظ الرحمن صدر القرّاء، قرأ عليه "خلاصة البيان".

ص: 279

بايع في الطريقة أولا على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبعد وفاته بايع على يد المفتي محمد حسن، ثم بايع على يد الشاه عبد الغني الفولبوري، وحصلت له الإجازة منه.

وبعد الفراغ التحق مدرّسا سنة 1362 هـ بمدرسة مدينة العلوم بهيند، من أعمال "حيدرآباد" من أرض "السند"، ثم عيّن صدر المدرّسين فيها سنة 1364 هـ، فدرّس "صحيح الإمام البخاري"، كتب الحديث الأخرى، وشرع يفتي من سنة 1362 هـ، ثم فوّض إليه أمر الإفتاء سنة 1366 هـ، فكان في حين واحد شيخ الحديث وصدر المدرّسين وصدر المفتين من سنة 1363 هـ إلى 1369 هـ، ثم التحق بمدرسة دار الهدى تهيرهي سنة 1370 هـ، وعيّن شيخ الحديث وصدر المفتين، يدرّس فيها "صحيح البخاري"، وكتب العلوم والفنون، ويدرّس ثماني ساعات متواليات، ومع ذلك فوَّض إليه أمر دار الإفتاء أيضًا.

ثم التحق بدار العلوم كراتشي في شهر شوَّال سنة 1376 هـ، وذلك بأمر المفتي الأعظم محمد شفيع، رحمه اللَّه تعالى، وعيّن شيخ الحديث، واستمرّ على هذه العهدة إلى سنة 1383 هـ. وفوّض إليه أمرُ أمين التعليم في دار العلوم كراتشي، وبعد مدّة قد فارق من هذا الأمر.

قد كان يفتي من سنة 1362 هـ، ولكن قد فوّض أمر دار الإفتاء إليه كليا من سنة 1366 هـ، وما صدرت من الفتاوى من قلمه إلى سنة 1370 هـ لم يحفظ ما عدا عدة فتاوي، ثم من سنة 1371 هـ إلى 1376 هـ قد جمعت الفتاوى، التي صدرت من قلمه، وفي هذه المدّة كان عددها 2025، منها 451 قد نقلت في "أحسن الفتاوى"، الذي طبع أولا في مجلد واحد.

صنف تصانيف كثيرة.

أول تصانيفه: "تسهيل الميراث"، ومن مصنّفاته الباقية:

ص: 280

"أحسن الفتاوى"، و"إرشاد القاري إلى صحيح البخاري"، و"فتنة إنكار الحديث"، و"إرغام العنيد في ميراث الحفيد"، و"إيمان وكفر كا معيار"، و"حقيقت شيعه"، و"بهير كي صورت مين بهيريا"، و"ديندار انجمن"، و"مودودي صاحب أور تخريب إسلام"، و"الرجوم الشهابية على الفرقة الذكرية والإباضية"، و"إزالة الريب عن مسئلة علم الغيب"، و"سنان القنا على محل الربا"، و"نيل الفضيلة بسؤال الوسيلة"، و"منكرات محرم"، و"السبك الفريد لسلك التقليد"، و"القول المتين في شرح اطلبوا العلم ولو بالصين"، و"الهدايات المفيدة لتنزيه المدارس من العلوم الجديدة"، و"كشف الغطاء عن حقيقة اختلاف العلماء"، و"تنبيه المغفلين في بيان التفاضل بين المرسلين عليهم السلام"، و"التحرير الفريد في تركيب كلمة التوحيد"، (غير مطبوع)، و"الكلام البديع في أحكام التوزيع"، و"إرشاد السبيل إلى أنوار التنزيل"، (مقدمة بيضاوي)، و"مجال التحرير لخيال الزمهرير"، و"عمدة التفسير لآية التطهير"، و"دفع الوسواس عن قصة القرطاس"، و"القول الصواب لهداية المرتاب"، (نادر)، و"استيناس الآبد بشرح فضل العالم على العابد"، و"صبح صادق"، و"إرشاد العابد إلى تخريج الأوقات وتوجيه المساجد"، و"المشرفي على المشرقي"، و"صيانة العلماء عن الذل عند الأغنياء"، و"شرح الصدر في الفرق بين صلاتي الفجر والعصر"، و"الإرشاد إلى مخرج الضاد"، و"إرشاد الأنام بجواب إزالة الأوهام"، و"إمام الكلام في تبليغ صوت الإمام"، و"نيل السعادة بالأداء في الصلاة المعادة"، و"نيل المرام بالتزام السكوت عند قراءة الإمام"، و"المشكاة لمسئلة المحاذاة"، و"زبدة الكلمات في حكم الدعاء بعد الصلوات"، و"انصراف الإمام إلى جهة الأنام"، و"الوصية الإخوانية في حكم الجماعة الثانية"، و"القول السافر عن حكم المسبوق خلف المسافر"، و"أعدل الأنظار في الشفع بعد الإيتار"، و"لمعات

ص: 281

المصابيح في ركعات التراويح"، و"وطن الارتحال يبقى ببقاء الأثقال"، و"النخبة في مسئلة الجمعة والخطبة"، و"القول الأظهر في تحقيق مسافة السفر"، و"عقيدة الأصفياء في حياة الأنبياء عليهم السلام"، و"السراج لأحكام العشر والخراج"، و"بسط الباع لتحقيق الصاع"، و"الطوالع لتنوير المطالع"، و"عيون الرجال لرؤية الهلال"، و"حج كي ضروري مسائل"، و"تحرير الثقات لمحاذاة الميقات"، و"حفظ الحياء بتحريم متعة النساء"، و"القول الفاصل بين النكاح الفاسد والباطل"، و"حكمة الازدواج بأربع أزواج"، و"كشف الغبار عن مسئلة سوء الاختيار"، و"إيقاع الطلقات بإلقاء الجمرات"، و"الاجتثاث لموحد الطلقات الثلاث"، و"التفريق بين التقييد والتعليق"، و"الحكم الحقافي في قتل الجاني"، و"زيادة البدل لأجل الأجل"، و"بشارة اللظى لآكل الربا"، و"المقالة المستقيمة للسائل عن حكم البيمة"، و"الحط من المؤجل بشرط أدائه المعجّل"، و"حرمة المقعاص برمية الرصاص"، و"رفع الحجاب عن حكم الغراب"، و"حسن القضاء في الذبج فوق العقده"، و"تنمية الخير في التضحية عن الغير"، و"هداية المرتاب في مسئلة الحجاب"، و"طريقة السداد لمحل الخضاب بالسؤال"، و"القول المبرهن في كراهة بيع الراديو والتلوزن"، و"القول الصدوق في بيع الحقوق"، و"الفتل المشتد لقتل المرتد"، و"المضامين الجاهيلة في صورة القوانين العائلية"، و"جبري خلع"، و"النذير الريان عن عذاب الغناء وصورة الحيوان"، و"توقيع الأعيان على حرمة ترقيع الإنسان"، و"ذب الجهول عن سبط الرسول صلى الله عليه وسلم"، و"إخسار العادية لفضل معاوية رضي الله عنه"، و"إسلام كا عادلانه نظام معيشت"، و"تسهيل الميراث"، و"تقسيم وراثت كى أهمية"، و"ضميمة مفيد الوارثين"، و"الحكمة الغراء في عدم توريث الأنبياء عليهم السلام"، و"إرشاد أولي الأبصار إلى شرائط حق القرار"، و"إصلاح

ص: 282

منكرات" و"إصلاح معاشره"، و"تربيت أولاد"، و"معجم العلوم والكتب والمصنفين"، غير مطبوع، و"إحكام الكلام في أحكام الخروج على الإمام"، و"فضائل جهاد"، و"إزالة الأوهام عن الرق في الإسلام"، و"رفع النقاب عن وجه الانتخاب"، و"الإفصاح عن خيار فسخ النكاح".

* * *

‌1902 - الشيخ الإمام العلامة المحدّث الإمام رشيد أحمد بن هداية أحمد بن بير بخش بن غلام حسن بن غلام علي بن علي أكبر بن القاضي محمد أسلم الأنصاري، الرامبوري، ثم الكنكوهي

*.

أحد العلماء المحقّقين والفضلاء المدقّقين.

لم يكن مثله في زمانه في الصدق والعفاف، والتوكّل والتفقّه، والشهامة، والإقدام في المخاطر، والصلابة في الدين، والشدّة في المذهب.

ولد لستّ خلون من ذي القعدة سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، ببلدة "كنكوه" في بيت جدّه لأمّه، ونشأ بين خؤولته، وكان أصله من "رامبور" قربة جامعة من أعمال "سهارنبور"، وقرأ الرسالة الفارسية على خاله محمد تقي، والمختصرات في النحو والصرف على المولوي محمد بخش الرامبوري، ثم سافر إلى "دهلي"، وقرأ شيئًا من العربية على القاضي أحمد الدين الجهلمي، ثم لازم الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وبعضها على المفتي صدر الدين الدهلوي، وقرأ كتب الحديث

* راجع: نزهة الخواطر 8: 163 - 167.

ص: 283

والتفسير أكثرها على الشيخ عبد الغني، وبعضها على صنوه الكبير أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي، حتى برع، وفاق أقرانه في المعقول والمنقول، ورجع إلى "كنكوه"، وتزوّج بخديجة بنت خاله محمد تقي، ثم حفظ القرآن في سنة واحدة، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ الأجلّ إمداد اللَّه بن محمد أمين العمري التهانوي، ولازمه مدّة.

ثم تصدّر للتدريس بـ "اكنكوه"، واتّهموه بالثورة والخروج على الحكومة الإنكليزية سنة ستّ وسبعين ومائتين وألف، فاخذوه، ثم حبسوه في السجن ستة أشهر ببلدة "مظفّر نكر"، ولما ظهرت براءته أطلقوه من الأسر، فاشتغل بالدرس والإفادة زمانا يسيرا، ثم سافر إلى "الحجاز" بنفقة رجل من أهل "رامبور" سنة ثمانين ومائتين وألف، وكان شيخه إمداد اللَّه المذكور خرج من "الهند" قبل ذلك نحو سنة ستّ وسبعين، فلقيه بـ "مكّة"، وحجّ حجّة الإسلام.

ثم سافر إلى "المدينة" المنوّرة، فزار، ولقى شيخه عبد الغني، ثم رجع إلى "الهند"، واشتغل بالدرس والإفادة زمانا، وسافر إلى "الحجاز" مرّة ثانية سنة أربع وتسعين في جماعة صالحة، منهم: الشيخ محمد قاسم، والشيخ محمد مظهر، والشيخ يعقوب، والشيخ رفيع الدين، والشيخ محمود حسن الديوبندي ومولانا أحمد حسن الكانبوري، وجمع آخرون، فحجّ عن أحد أبويه، ورحل إلى "المدينة المنوّرة"، وأقام بها عشرين يومًا، ولقى الشيخ عبد الغني، ثم رجع إلى "مكّة"، وأقام بها شهرا كاملا، واستفاض من شيخه إمداد اللَّه، ثم رجع إلى "الهند"، ودرّس، وأفاد مدّة بـ "كنكوه"، ثم سافر إلى "الحجاز" سنة تسع وتسعين، فحجّ عن أحد أبويه، وسار إلى "مدينة" النبي صلى الله عليه وسلم، لقي شيوخه، وعاد إلى "الهند"، ولازم بيته، فلم يخرج منه إلا مرّة أو مرتين إلى "ديوبند" للنظر في شؤون المدرسة العربية بها.

ص: 284

وكان قبل سفر "الحجاز" في المرّة الثالثة يقرئ في علوم عديدة من الفقه والأصول والكلام والحديث والتفسير، وبعد العود من الحجاز في المرّة الآخرة أفرغ أوقاته لدرس الصحاح الستة، والتزم أن يدرّسها في سنة واحدة، وكان يقرئ "جامع الترمذي" أولا، ويبذل جهدَه فيه في تحقيق المتن والإسناد، ودفع التعارض، وترجيح أحد الجانبين، وتشييد المذهب الحنفي، ثم يقرئ الكتب الأخرى "سنن أبي داود"، فـ "صحيحي البخاري ومسلم"، فـ "النسائي"، وفـ "ابن ماجه" سردا مع بحث قليل فيما يتعلّق بالكتاب، ولم تكن له كثرة اشتغال بالتأليف.

وكانت أوقاته موزّعة مضبوطة، يحافظ عليها صيفا وشتاء، فإذا صلى الفجر اشتغل بالذكر والفكر في الخلوة، حتى يتعالى النهار، ثم يتطوّع، ويقبل على الطلبة، وهم كبار العلماء والمحصّلين، يدرّسهم في الفقه والحديث والتفسير، واقتصر في آخر عمره على تدريس الصحاح الستة.

فلما كفّ بصره ترك التدريس، وتوسّع في الإرشاد والتحقيق، وبعد أن ينتهى من التدريس، يشتغل بكتابة الرسائل والردود، يجيب المستفتين، ولما عجز عن الكتابة لنزول الماء في عينيه كل كتابة الرسائل وتحرير الفتاوى إلى تلميذه النجيب الشيخ محمد يحيى بن إسماعيل الكاندهلوي، وكان يحرص على أن ينتهي من كتابة الرسائل والفتاوى في يومها، فإذا انتهى من الكتابة تغدّي، وانصرف يقيل، ويستريح، فإذا صلّى الظهر اشتغل بتلاوة القرآن من المصحف، وبعد ما كفّ بصره كان يتلو حفظا، ثم اشتغل بالدروس إلى العصر، وكان يجلس للعامَّة بين العصر والمغرب، فإذا صلّى المغرب قام يتطوّع، ثم ينصرف إلى البيت، ويكون مع عياله، ويتعشّى، فإذا صلّى العشاء، وكان يؤخّره غالبا - انصرف إلى فراشه ينام، ويستريح، وكان هذا دأبه على مرّ الأيام.

ص: 285

وكان آية باهرة ونعمة ظاهرة في التقوى، واتباع السنّة النبوية، والعمل بالعزيمة، والاستقامة على الشريعة، ورفض البدع، ومحدثات الأمور، ومحارمها بكلّ طريق، والحرص على نشر السنّة، وإعلاء شعائر الإسلام، والصدع بالحق، وبيان الحكم الشرعي، ثم لا يبالي بما يتقاول فيه الناس، لا يقبل تحريفا، ولا يتحمّل منكرا، ولا يعرف المحاباة والمداهنة فى الدين، مع ما طبع اللَّه عليه من التواضع والرفق واللين، دائرا مع الحقّ، حيث ما دار، يرجع عن قوله إذا تبيّن له الصَّواب.

انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، ورياسة تربية المريدين، وتزكية النفوس، والدعاء إلى اللَّه وإحياء السنّة وإماتة البدع.

وقد رزقه اللَّه من التلاميذ والخلفاء ما يندر وجود أمثالهم في هذا العصر في الاستقامة على الدين، واتباع الشريعة الغرّاء، ونضر العلم النافع، وإحياء السنن، وإصلاح المسلمين، ونفع بهم خلائق، لا تحصى بحدّ وعدّ.

كان الشيخ معتدل القامة، متناسب الأعضاء، صدعا في الجسم، عريض الجبهة، أزهر الجبين، أزجّ الحاجبين، أنجل العينين في حياء، مستوي الأنف في شمم، كثّ اللحية، عريض ما بين المنكبين، له صوت عال في رفق ووضوح، دائم البشر، فصيح اللسان، جميل اللحن، وكان غاية في ذكاء الحس، ودقّة الشعور، مقتصدا في حياته، متوسّطا بين الأفراط والتفريط، يحبّ النظافة والأناقة، طارحا للتكلّف، قد أرسل النفس على سجيتها.

ومن كبار خلفائها: الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، والشيخ محمود حسن الديوبندي، والشيخ عبد الرحيم الرئ بوري، والشيخ حسين أحمد الفيض آبادي، ومن أشهر تلاميذه الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي، والشيخ ماجد علي المانوي، والشيخ حسين علي ألواني، وآخرون.

له مصنّفات مختصرة قليلة، منها:"تصفية القلوب"، و"إمداد السلوك"، و"هداية الشيعة"، و"زبدة المناسك"، و"هداية المعتدي"،

ص: 286

و"سبيل الرشاد" و"البراهين القاطعة في الردّ على الأنوار الساطعة" للمولوي عبد السميع الرامبوري، طبع باسم الشيخ خليل أحمد السهارنبوري، وبعض رسائل في المسائل الخلافية، والردّ على البدع، وقد جمع بعض أصحابه رسائله في مجموعة، وجمعت فتاواه في ثلاثة مجلّدات.

وقد جمع تلميذه النجيب الشيخ محمد يحيى بن إسماعيل الكاندهلوي ما أفاد به في درسه لـ "جامع الترمذي"، وطبع باسم "الكوكب الدري"، ودون ما أفاده في درس "الجامع الصحيح"، ونشره الشيخ محمد زكريا بن الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي مع تعليقاته، وسمّاه "لامع الدراري".

قال صاحب "نزهة الخواطر": إني لقيته سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة "كنكوه"، وسمعت عنه المسلسل بالأولية، وإنه أجازني، ودعا لي بالبركة.

كانت وفاته يوم الجمعة بعد الأذان لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف.

* * *

‌1903 - الشيخ الفاضل العلامة رشيد الدين بن أمين الدين بن وحيد الدين بن عبد السلام الكشميري، ثم الدهلوي، العالم المشهور بسلامة الأفكار

*.

ولد، ونشأ بـ "دهلي"، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي علي كبير البنارسي، وأكثرها على العلامة رفيع الدين بن ولي اللَّه العمري الدهلوي،

* راجع: نزهة الخواطر 7: 198، 199.

ص: 287

واستفاد عن الشيخ عبد القادر، وصنوه عبد العزيز، ولازم الثلاثة ملازمة طويلة، حتى صار علما مفردا في العلم معقولا ومنقولا.

وانتهت إليه رياسة التدريس بمدينة "دهلي".

قال محسن ابن يحيى الترهتي في "اليانع الجني": إنه كان فاضلًا، جامعا بين كثير من العلوم، أتقن منها جملا مستكثرات، وكان حسن العبارة، دأبه الذبّ عن حمى السنّة والجماعة، والنكاية في الرافضة المشائيم.

صنّف في الردّ عليهم ما يعظم موقعه عند الجدليين من أهل النظر "نجاره كشميري"، والكشمر طائفة من "الهند" الأصلية، سموا باسم أرضهم، التي يجلب منها الزعافر والشيلان الكشميرية. انتهى.

من مصنّفاته: "الشوكة العمرية"، و"الصولة الغضنفرية" في مبحث متعة النكاح، ومنها "إيضاح لطافة المقال في تفصيل الجواب بالإفصاح عن شرافة الآل"، و"تفضيل الأصحاب" كتاب في الردّ على رسالة، صنّفها سبحان علي خان اللكنوي في لزوم أفضلية أولاد الشيخين على أولاد فاطمة رضي الله عنها على مذهب أهل السنّة والجماعة، ومنها:"إعانة الموحّدين وإهانة الملحدين" في الردّ على رسالة رام موهن رائ الكلكتوي، الذي رفض دين الهنادك، فأسّس دينا جديدا، وسماه "برهمو سماج".

توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، وله ستون سنة.

* * *

‌1904 - الشيخ الفاضل العلامة السيد رشيد الدين، مدير مدرسة شاهي بـ "مرادآباد

" *.

* راجع: سيرت حصرت مولانا يحيى الكاندهلوي ص 306.

ص: 288

أحد ممن أجازه شيخ الحديث محمد زكريا الكاندهدوي، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌1905 - الشيخ الفاضل رشيد النبي بن حبيب النبي بن ضياء النبي العمري الرامبوري

*.

أحد العلماء المشهورين.

كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، إمام الطريقة المجدّدية.

ولي التدريس في المدرسة العالية بـ "كلكته"، فدرّس، وأفاد بها مدّة طويلة.

وله شرح على "المعلّقات السبع"، صنّفه سنة أربع وستين ومائتين وألف بـ "كلكته"، وله أبيات كثيرة بالفارسية.

مات سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، كما في "روز روشن".

* * *

‌1906 - الشيخ العالم المحدّث أبو رضا بن إسماعيل الدهلوي، أحد كبار العلماء

* *.

وُلِدَ، ونشأ بـ "دهلي"، وأخذ العلم عن جدّه لأمّه الشيخ المحدّث عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، ولازمه ملازمة طويلة، وتنبّل

(1)

في أيامه.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 199.

* * راجع: نزهة الخواطر 5: 21.

(1)

يقال تنبل فلان: عزم، وتشبّه بالنبلاء.

ص: 289

أخذ الشيخ مبارك بن فخر الدين البلكرامي، وخلق آخرون، وكان يدرّس، ويفيد، سافر في آخر عمره إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند".

مات بـ "دهلي" سنة ثلاث وستين وألف، فأرّخ لعام وفاته بعض أصحابه، "حاجي أبو رضا"، كما في "الأسرارية".

* * *

‌1907 - الشيخ العالم الفقيه رضا بن محمد بن مصطفى الرفيقي، الكشميري، أبو حمزة

*.

كان من أكابر الفقهاء الحنفية.

أخذ عن والده وعمّيه، وتفقّه على جدّه لأمّه نعمة اللَّه بن الأشرف.

وأخذ الحديث عنه، ثم درّس، وأفاد.

وكان شديد التواضع، حليما، رؤوفا، يبتدئ بالسلام كلّ مَنْ لاقاه، صغيرا كان، أو كبيرا.

مات في شعبان سنة ستّ وسبعين ومائتين وألف، كما في "حدائق الحنفية".

* * *

‌1908 - الشيخ الفاضل العلامة مولانا رضاء الحق

بن

* راجع: نزهة الخواطر 7: 199، ومقدمة أنوار الباري شرح البخاري 2:208.

ص: 290

مولانا فيض الحق النَّوَاخَالَوي *.

أحد العلماء الصالحين، والفضلاء البارعين

ولد، نشأ في قرية "بَرُفَاره" من مضافات "نَوَاخَالِي" من أرض "بنغلاديش".

وكان والده ممن أجازه شيخ القرّاء القارئ إبراهيم الأجَانَوي، رحمه اللَّه تعالى.

قرأ في مدرسة "بَتْ تَلِتي" من مضافات "نَوَاخَالي" إلى "شرح الملا جامي".

وكان مؤسّس هذه المدرسة جناب والا، المجاز الخاص للإمام حكيم الأمة أشرف علي التهانوي.

ثم التحق بالمدرسة الإسلامية "بنَوَاخَالي"، وذلك في سنة 1363 هـ، ومن أشهر أساتذته فيها: العلامة غياث الدين، تلميذ شيخ الهند، رحمهما اللَّه تعالى.

أتمَّ الدراسة العليا في المدرسة العالية "داكا"، ثم سافر إلى "ديوبند"، وقرأ الصحاح الستّة وغيره مرّة ثانية على شيوخها، ثم وصل إلى "داكا".

التحق مدرّسا سنة 1373 هـ في المدرسة العالية "داكا" أولا، ثم عيّن صدر المدرّسين في المدرسة الحمّادية "براكا"، ثم عيّن مدرّسا في المدرسة العالية "داكا" مرّة ثانية.

كان سريع الإدراك، قويّ الحفظ، شديد الانهماك في مطالعة الكتب، والمذاكرة، حريصا على جمع الكتب النفيسة، كثير الإحضار للمسائل الجزئية.

* تاريخ علم الحديث ص 279، 280.

ص: 291

كان مهذّب الأخلاق، متواضعا، متخشّعا، صاحب أدب ووقار وهيبة وسكون، مراعيا للشريعة، حافظا لأدب الطريقة، مقبولا عند الخواص والعوام، فصار ذاته الكريم من نوادر الأيام.

من مولّفاته: "تعليم الفقه"، و"كتاب الفقه"، و"الأدب المفيد"، و"أنوار البيان".

توفي سنة 1396 هـ في داره بـ "داكا".

* * *

‌1909 - الشيخ العالم الفقيه رضا علي بن سخاوت علي بن إبراهيم بن عمر، البنارسي

*.

أحد العلماء الصالحين.

ولد لستّ عشرة خلون من صفر سنة ستّ وأربعين ومائتين وألف.

وقرأ العلم على أساتذة عصره، وحصل له الفراغ من تحصيل العلوم المتعارفة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، وسافر للحجّ سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، فحجّ، وزار.

وأخذ الطريقة عن الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى "المدينة" المنوّرة، ثم رجع إلى "الهند"، واشتغل بالتدريس والتذكير.

وانتهت إليه رياسة الفتيا ببلدته.

له مصنّفات، منها:"مظاهر الحق" في إثبات عمل المولد والقيام، و"رغائب الألباب"، رسالة له في القراءة، وله "مجموع" في المسائل الفقهية.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 167.

ص: 292

توفى لتسع بقين من شعبان سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف بمدينة "بنارس".

* * *

‌1910 - الشيخ الفاضل العلامة مولانا رضاء الكريم بن الشيخ عبد الغفور التاجر، الجاتجامي

*.

أحد العلماء الصالحين، والفضلاء البارعين.

ولد، ونشأ في قرية "هَرِينْ خائن" من مضافات "فَتْيَه" من "شِيْتَاغُوْنْغ" سنة 1349 هـ.

وقرأ "شرح الملا جامي" في النحو في الجامعة الإسلامية جِيْرِي، ثم سافر إلى دار العلوم "ديوبند"، والتحق بها، وقرأ فيها الفنون العالية والحديث.

ومن شيوخه فيها: العلامة السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة الأديب إعزاز علي، والعلامة إبراهيم البِلْيَاوِي، وغيرهم، رحمهم اللَّه تعالى.

وفرغ من تحصيل العلوم سنة 1372 هـ.

درّس سنتين في مدرسة خادم الإسلام غَوْهَر دانكا، ثم التحق بمدرسة أشرف العلوم بَرَاكَتْرَه، ثم بالجامعة الإسلامية فتيه، ثم بمظاهر العلوم شيتاغونغ، ثم أسَّس مدرسة دِيوبُوغ سنة 1377 هـ بـ "داكا"، ثم التحق بالمدرسة الحسينية عرض آباد، وله مشاركة جيّدة في الفقه والأصول والحديث، ونظر واسع على جزئيات المسائل.

* راجع: تاريخ علم الحديث ص 279.

ص: 293

كان ذكيا، فطنا، حادّ الذهن، سريع الملاحظة، قانعا، متوكّلا، شديد التعبّد.

ترجم "القصيدة البائية"، و"القصيدة الهمزية"، وطبعت تقاريره التي ألقاها في درس "جامع الإمام الترمذي"، و"سنن الإمام أبي داود السجستاني".

توفي بـ "داكا" قبل صلاة الجمعة 1428 هـ، وعمره إذ ذاك 77 سنة، وصلّى على جنازته مولانا مصطفى آزاد، وحضر فيها ألوف من الناس.

* * *

‌1911 - الشيخ الفاضل الرضي بن إسحاق بن عبد اللَّه ابن إسحاق النصري

*.

كان أبوه إسحاق المتقدم ذكره

(1)

شيخ أصحاب أبي حنيفة في وقته.

تفقّه على ولده هذا، وانتفع به، إلى أن صار من أفاضل دهره، وأماثل عصره.

قال في "الغرف العلية": وليس الرضي هذا بصاحب "شرح المنظومة" وغيرها، فإنه متأخّر عن هذا، وصاحب الترجمة مقدّم عليه.

قلت: شارح "المنظومة" اسمه إبراهيم بن سليمان الحموي المنطقي، المتقدّم ذكره في محلّه

(2)

.

* * *

* راجع: الطبقات السنية 3: 249.

وترجمته في: الجواهر المضية، برقم 592.

(1)

برقم 455.

(2)

تقدم برقم 40، وهو هناك:"المنطقي". وانظر حائية الجواهر المضية 1: 84.

ص: 294

‌1912 - الشيخ الفاضل رضي العثماني بن المفتي الأعظم محمد شفيع بن الشيخ المولى محمد ياسين الديوبندي، كان له أربعة إخوة وهو ثانيهم

*.

ولد بـ "ديوبند" 1350 هـ، وكان والده المفتي محمد شفيع إذ ذاك أستاذا بدار العلوم ديوبند، وكان يدرّس يوم ولادته سورة مريم، وفيها ذكر يحيى عليه السلام، ودعائه:{وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} ، وفي أثناء درسه جاءه خبر ولادته، فشاور مع شيخه حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وسماه بمحمد رضي.

قرأ مبادئ العلم في "ديوبند"، وقرأ القرآن الكريم والعلوم الابتدائية الدينية في "ديوبند"، واشتغل بنشر الكتب الدينية وتجارتها.

توفي 19 محرّم سنة 1411 هـ، ودفن في مقبرة دار العلوم.

* * *

‌1913 - الشيخ الفاضل المحدّث المفتي رضي الدين بن القاضي عليم الدين بن القاضي نجم الدين الكاكوروي

* *.

أحد الفقهاء الحنفية.

* راجع: نقوش رفتكان: 314 - 325.

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 201.

ص: 295

ولد سنة ستّ عشرة ومائتين وألف بـ "كاكوري"، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده، وعلى الشيخ فضل اللَّه العثماني النيوتيني.

ثم أخذ الحديث عن عمّ والده الشيخ أمين الدين المحدّث، وعن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي، سبط الشيخ عبد العزيز.

وأخذ الطريقة عن الشيخ أمين الدين المذكور، وولي الإفتاء بمدينة "دهلي"، ثم انتقل منها إلى غيرها من البلاد.

مات لإحدى عشرة بقين من ربيع الثاني سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بـ "كاكوري"، كما في "مجمع العلماء".

* * *

‌1914 - الشيخ الفاضل الكبير القاضي رضي الدين بن نصير الدين بن نظام الدين، الردولوي

*.

كان سبط العلامة القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر الزاولي الدولة آبادي.

ولد، ونشأ بـ "حونبور"، وقرأ العلم على جدّه لأمّه الشهاب المذكور، ولازمه مدّة من الزمان، حتى برع في العلم، وفاق أقرانه في الفقه والأصول والكلام والعربية، ولَّاه إبراهيم الشرقي القضاء بمدينة "ردولي"، فسكن بها.

وكان يدرّس، ويفيد، كما في "أنوار الصفي".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 3: 55.

ص: 296

‌1915 - الشيخ العالم الفقيه رضي الدين، البهاكلبوري، أحد فحول العلماء

*.

اشتغل، وتميّز بالعلوم، حتى اشتهر ذكره، وظهر فضلة بين العلماء، فاستخدمه عالمغير في تأليف "الفتاوى الهندية"، ووظّف له ثلاث ربيات يومية، وحيثما كانت له مهارة في فنون شتى من الحرب والسياسة والمحاضرة قرّبه القاضي محمد حسين المحتسب، وشفع له بختاور خان أحد خاصّة الملك، فأعطاه عالمغير مائة لنفسه منصبا سنة تسع وسبعين ألف، ولقبّه بالخان سنة تسعين وألف، ودخل في العسكر السلطانية بـ "أودى بور"، فقاتل الكفّار قتالا شديدا، فولَّاه على أقطاع برار نيابة عن الأمير حسن علي خان، فناب عنه برهة من الزمان.

توفي سنة ستّ وتسعين وألف بـ "أرض برار"، كما في "مآثر عالمغيري".

* * *

‌1916 - الشيخ الفاضل رضي الدين، منشئ النظر، النيسابوري، صاحب "الطريقة الرضوية"، المعروفة بالرضية في ثلاث مجلّدات، وله "مكارم الأخلاق

" * *.

* راجع: نزهة الخواطر 163:5.

* * راجع: الفوائد البهية ص 73، 74.

ص: 297

أخذ عنه الخلاف ركن الدين إمام زاده محمد بن أبي بكر، والفضل ركن الطاووسي.

* * *

‌1917 - الشيخ الفاضل مولانا رفعت القاسمي بن الشيخ شمس الحق الصدّيقي، أحد من فضلاء دار العلوم ديوبند

*.

ولد سنة 1372 هـ، وأتم حفظ القرآن الكريم سنة 1388 هـ، وقرأ فاتحة الفراغ في دار العلوم ديوبند 1395 هـ، ثم التحق بقسم التفسير سنة 1396 هـ، وأكمل.

واشتغل مدرّسا سنة 1396 هـ بقسم تحفيظ القرآن الكريم بدار العلوم ديوبند، وصنّف عدة كتب، منها:"مسائل إمامت"، و"مسائل تراويح"، و"مسائل زكاة"، و"مسائل اعتكاف"، و"مسائل نماز جمعه"، و"مسائل عيدين وقرباني"، و"مسائل شب براءت وشب قدر"، و"مسائل خفين"، و"مسائل آداب وملاقات"، و"مجموعه خطبه مأثوره".

* * *

‌1918 - الشيخ الفاضل الفقيه البارع المحدّث الكبير رفيع العثماني بن المفتي الأعظم محمد شفيع بن مولانا ياسين الديوبندي

* *.

* راجع: وه كوه كن كي بات (هامش) ص 143.

* * مأخوذ من إنترنت.

ص: 298

ولد بـ "ديوبند" من أرض "الهند" عام 1355 هـ.

حصل على "العالميّة أي الماجستير" في العلوم الإسلامية والعربية من جامعة دار العلوم بـ "كراتشي"، ثم حصل على شهادة التخصّص في الإفتاء، أي الدكتوراه من نفس الجامعة.

قد آتاه اللَّه تعالى بصيرة ثاقبة، وفهما نيّرا في حميع العلوم الإسلامية، خاصّة في الفقه الإسلامي، وإن هذه البصيرة الثاقبة تتجلى في فتاواه ومؤلفاته الفقهية الى زوّدت الطلبة والعلماء بالعلم العميق والفقه النزيه.

تولى تدريس "صحيح البخاري"، و"صحيح مسلم"، وأصول الإفتاء، وأصول الدعوة والإرشاد، تولى رياسة جامعة دار العلوم بـ "كراتشي".

وهو عضو الهيئة العالمية للعلماء المسلمين (برابطة العالم الإسلامي)، ومستشار المحكمة الشرعية العليا بـ "باكستان".

من مؤلّفاته القيمة:

"التعليقات النافعة على فتح الملهم شرح صحيح مسلم"، و"ضابط لمفطرات الصوم في المذاهب الأربعة"، و"الأخذ بالرخَص وحكمها"، و"إمرة المرأة في الإسلام"، و"نوادر الفقه"، (وهو مجموعة فتاواه المنتخبة، ورسائله، ومقالاته)، و"ترجمة علم الصيغة" بالأردية.

* * *

‌1919 - الشيخ الفاضل رفيع الدين بن بدر الدين بن تاج الدين الحسيني الواسطي البلكرامي

،

ص: 299

أحد العلماء المبرّزين في العربية *.

ولد، ونشأ بـ "بلكرام"، وسافر للعلم، واشتغل على أساتذة عصره، حتى برّز في الفضائل، وتأهّل للفتوى والتدريس، فرجع إلى "بلكرام"، وكان يكتب الكتب النفيسة بخطّه، ويزيّنها بالحواشي المفيدة.

قال البلكرامي: إني رأيتُ "المطوّل"، و"التلويح"، وغيرهما بخطّه، وقد كتب في خاتمة "التلويح" قد وقع الفراغ من تسويد هذه النسخة الشريفة المسمّاة بـ "التلويح" في شرح "التوضيح" بمدرسة أستاذي العلامة النافع للخاصة والعامة الحضرة العلية الشيخ حسين ابن الشيخ داود، متّع اللَّه الطالبين بطول بقائه، يوم الجمعة الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وتسعمائة، كما في "مآثر الكرام".

* * *

‌1920 - الشيخ العالم المحدّث رفيع الدين بن شمس الدين بن تاج الدين النقشبندي القندهاري الدكني، أحد العلماء المشهورين في "الهند

" * *.

ولد يوم الخميس لإحدى عشرة بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وستين ومائة وألف بـ "قندهار" قرية من أعمال "ناندير" من بلاد "الدكن"، وسافر للعلم إلى "أورنك آباد"، فلازم الشيخ قمر الدين الحسيني الأورنك آبادي، وقرأ عليه الكتب الدرسية، وعلى ابنه السيّد نور الهدي، وعلى السيّد غلام نور الأورنك آبادي.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 163.

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 202.

ص: 300

وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ محمد بن عبد اللَّه المغربي، وعن غيره من المحدّثين، ورجع إلى "الهند".

وأخذ الطريقة عن الشيخ رحمة اللَّه النقشبندي، ولازمه مدّة، ثم تصدّر للإرشاد.

أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، وانتهت إليه المشيخة بإقليم "دكن".

وله رسالة مختصرة بالفارسية في السلوك.

توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، كما في "مهر جهانتاب".

* * *

‌1921 - الشيخ العالم المحدّث رفيع الدين بن عبد الستّار بن عبد الكريم الأنصاري، السهارنبوري، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والحديث

*.

ولد، ونشأ بـ "سهارنبور".

وحفظ القرآن، وقرأ العلم على الشيخ ركن الدين بن عبد القدّوس الكنكوهي، لبس منه الخرقة، ثم سافر إلى "برهانبور"، ولازمه الشيخ عيسى بن قاسم السندي، وأخذ عنه الحديث، وقرأ عليه، ثم أخذ عنه الطريقة الشطارية، ثم عاد إلى بلدته، وجلس على مسند الإرشاد، واستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح مدّة حياته، وكان يدرّس، ويفيد.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 164.

ص: 301

مات في الثاني عشر من ربيع الأول سنة خمس وعشرين وألف، كما في "مرآة جهان نما".

* * *

‌1922 - الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة رفيع الدين عبد الوهّاب بن ولي اللَّه ابن عبد الرحيم العمري، الدهلوي، المحدّث، المتكلّم، الأصولي، الحجّة، الرحلة، فريد عصره، ونادرة دهره

*.

ولد بمدينة "دهلي"، ونشأ بها.

واشتغل بالعلم على صنوه عبد العزيز، وقرأ عليه، ولازمه مدّة.

وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد عاشق بن عبيد اللَّه البهلتي، وبرع في العلم، وأفتى، ودرّس له نحو العشرين.

وصنف التصانيف، وصار من أكابر العلماء في حياة أخيه المذكور، وقام مقامه في التدريس بعد ما أصيبت عيناه، فازدحم عليه الناس، وتلقّى كلّ أحد من تلك اللطائف على قدر الاستعداد، واعترف بفضله علماء الآفاق، وسارت بمصنّفاته الرفاق.

قال صنوه عبد العزيز فيما كتب إلى الشيخ أحمد بن محمد الشرواني: هذا، وإن الأخ الفذّ البذّ المتخلق من طيب الخلال بما طاب ولذ الذي هو شقيقي في النسب ولحيقي فيما يظنّ بي الكرام من فنون العلم وشجون الأدب، وهو تلوي في السن، وصنوي في الصناعة والفنّ، قد ربّاه اللَّه بمنح

* راجع: نزهة الخواطر 7: 204 - 208، ومقدمة أنوار الباري شرح البخاري 2:203.

ص: 302

ألطافه على يدي، ومنّ بتكميله عليّ، لما زارني من مقامه بعد ما اغترب شطرا من أيامه، أتحفني برسالة وجيزة، بل جوهرة عزيزة، تحتوي على نكت مخترعة، هو أبو بجْدَتها، وتنطوي على فقر مفترعة لم يسبق إلى أسوتها، مسوقة لتفسير كلام اللَّه المجيد في آية النور، وكشف القناع عن وجوه تلك المعاني المقصورات من الإعجاز في القصور، ولعمري لقد أتى في هذا الباب بالعجب العجاب، وميّز القشر عن اللباب، ونوّر مصابيح زجاجات القلوب، وروح الأرواح ببديع الأسلوب. انتهى.

وقال محسن بن يحيى الترهتي في "اليانع الجني": وكانت له خبرة تامة بغير هذه العلوم أيضًا من علوم الأوائل، وهذا قلما يتفق مثله لأهل العلم.

قال صاحب "النزهة": وله مؤلّفات جيّدة مرصّفات، رأيت بعضها، فرأيت يكثر في ما له من المتون المهذّبة في نفائس الفنون، من رموز خفية، يعسر الاطلاع عليه، ويجمع مسائل محميرة في كلمات يسيرة، وفي ذلك دلالة واضحة على تعمّقه في العلوم، ودقّة فهمه بين الفهوم، وكتابه "دمغ الباطل" في بعض المسائل الغامضة من علم الحقائق معروف، أثنى عليه أهلها، وله مختصر جامع، بين فيه سربان الحبّ في الأشياء كلّها، وأوضح للناس أطواره يسمّى "أسرار المحبة"، قلمّا اتفق مثله لغيره ممن تكلّم عليها، ولا أعرف مَنْ سبقه إلى ذلك، إلا رجلان من الفلاسفة أبو النصر الفارابي، وأبو علي بن سينا، على ما يفهم من كلام النصير الطوسي في بعض كتبه. انتهى.

وله مصنّفات غير ما ذكرها الشيخ محسن، وهي: رسالة في العروض، ورسالة في مقدّمة العلم، ورسالة في التاريخ، ورسالة في إثبات شقّ القمر، وإبطال البراهين الحبهمية على أصول الحكماء، ورسالة في تحقيق الألوان، ورسالة في آثار القيامة، ورسالة في الحجاب، ورسالة في برهان التمانع، ورسالة في عقد الأنامل، ورسالة في شرح أربعين كافات، ورسالة في المنطق، ورسالة في الأمور العامّة، وحاشية على "مير زاهد سالة".

ص: 303

ومن مصنّفاته "تكميل الصناعة" كتاب عجيب، قلمّا اتفق مثله لغيره، وله غير ذلك من المؤلّفات الجيّدة، وله تخميس على بعض القصائد لوالده.

ومن شعر قوله:

يا أحمد المختار يا زين الورى

يا خاتما للرسل ما أعلاكا

يا كاشف الضراء من مستنجد

يا منجيا في الحشر من والاكا

هل كان غيرك في الأنام من استوى

فوق البراق وجاوز الأفلاكا.

واستمسك الروح الأمين ركابه

في سيره واستخدم الأملاكا.

عرضت لك الدنيا وداعو ملة

نسخت ببعثك طامعين رداكا.

فرددتهم في خيبة عن قصدهم

اللَّه صانك عنهم ووقكا.

واخترت من لبن وخمر فطرة ال

إسلام بالهدى إليه هداكا.

قعدت لك الرسل الكرام ترقبا

فعلوت مغبوطا لهم مسراكا.

وأممتهم في القدس بعد تجاوز

منهم بأمر اللَّه إذ ولاكا.

وبكى الكليم لما رآك علوته

ومنافسوك يحق لهم ذاكا.

وتزينت حور الجنان بشاشة

بك سيدي شوقا إلى لقياكا.

وتبشّش العرش العظيم لاثما

رجليك نال الفضل إذ آواكا.

خلفت روح القدس عند السد

رة القصوى يخاف من الجلال هلاكا.

أدناك ربك في منازل قربه

جلى لك الأكوان ثم حواك.

وأتمّ نعمته عليك فلم تسل

أن تؤثر الإنفاق والإمسكا.

ألقى إليك كنوز أسرار سمت

من حيطة الأفهام إذ ناجكا.

وسألت فينا العفو منه شفاعة

فأجاب ربك قد وهبت هناك.

حتى إذا تم الدنو تسترت

منك الهوية في سنا مولاكا.

فرأيته جهرا بعيني نوره

ما كان إلا اللَّه في مجلاكا.

فكساك نورا من أشعة ذاته

أفناك عنك إذا به ألقاكا.

ص: 304

فلك المناصب والسيادة للورى

وخلافة الرحمن يا بشراكا.

جعلت لك الأقدار والأنوار والجـ

نات والنيران مرآكا.

أعطاك تخفيفا وتيسيرا إلى

دين قويم محكم لقواكا.

وسواه من نعم جسام ما لها

عد وحد ينتهي أولاكا.

فرجعت مسرورا بها في لمحة .. وجميع خلق اللَّه قد هناكا.

أجريت دين اللَّه بعد بضربة

ومحوت رأس الجهل والإشراكا.

فلقد أتيتك سيدي مستجديا

من سيبك المدرار حسن ولاكا.

يا ليتني قد فزت منك بنظرة

في بدر وجه نور الأفلاكا.

صلى عليك اللَّه خير صلاته

والمالئون صدورهم بهواكا.

وعلى صحابتك الكرام وآلك الـ

أطهار ما طاف السما بحماكا.

وله قصيدة بليغة تدلّ على علوّ كعبه في العلوم الفلسفية، واقتداره على العربية، عارض بها قصيدة الشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا "العينية"، التي تعرف بـ "قصيدة الروح"، ومطلعها:

هبطت إليك من المحلّ الأرفع

ورقاء ذات تعزز وتمنع.

فأجاب عنها بقصيدة، أولها:

عجبا لشيخ فيلسوف ألمعي

خفيت بعينيه منارة مشرع.

توفي رحمه الله في حياة صنوه الكبير عبد العزيز لستّ ليال خلون من شوّال سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بمدينة "دهلي"، فدفن بها خارج البلدة عند أبيه وجدّه.

* * *

‌1923 - الشيخ العالم الكبير رفيع الدين بن فريد الدين

بن

ص: 305

عظمة اللَّه بن عصمة اللَّه ابن القاضي، عبد القادر العمري اللكنوي، ثم المرادآبادي، أحد العلماء المشهورين *.

ولد بـ "مراد آباد" سنة أربع وثلاثين ومائة وألف.

وأخذ العلم عن أساتذة بلدته، ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ عن الشيخ ولي اللَّه بن عبد الرحيم الدهلوي، ولازمه مدّة.

ثم رجع إلى بلدته، ودرس، وأفاد بها مدَّة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة إحدى ومائتين وألف، وأدرك الشيخ خير الدين المحدّث السورتي بمدنية "سورت"، فقرأ عليه "صحيح البخاري"، وأسند عنه.

ثم ركب سفينة الرسول مركبا كان للشيخ ولي اللَّه بن غلام محمد البرهانبوري، ومعه الشيخ ولي اللَّه أيضًا، فأوصله اللَّه سبحان إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار، وأدرك المشايخ، واستفاض منهم فيوضا كثيرة، وعاد إلى "الهند" سنة ثلاث، ومائتين وألف، وصنف كتابا في أخبار الحرمين الشريفين، ورحلته إلى "الحجاز".

وله مصنّفات أخرى، منها:"قصر الآمال بذكر الحال والمآل"، و"سلو الكئيب بذكر الحبيب"، و"شرح الأربعين النووية"، و"كنز الحساب"، و"تذكرة المشايخ"، و"تذكرة الملوك"، و"تاريخ الأفاغنة"، و"كتاب الأذكار"، و"ترجمة عين العلم"، و"شرح غنية الطالبين"، وله "الإفادات العزيزية"، جمع فيه ما كتب إليه الشيخ عبد العزيز بن ولي اللَّه الدهلوي من الفوائد الغريبة من باب التفسير.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 203، 204، وأنور الباري 2: 200، وحدائق الحنفية.

ص: 306

مات لخمس عشرة بقين من ذي الحجّة سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، وله تسع وثمانون سنة، كما في رسالة مفردة ألفوها في سيرته.

* * *

‌1924 - الشيخ الفاضل الكبير القاضي رفيع الدين الكاذروني المدرّس المشهور

*.

كان يدرّس، ويفيد في عهد السلطان غياث الدين بلبن.

ذكره القاضي ضياء الدين البرني في "تاريخه". وقال: إنه كان من كبار الأساتذة بـ "دهلي".

* * *

‌1925 - الشيخ العالم الفقيه ركن الدين بن جلال الدين بن قطب الدين الكاشاني الملتاني، كان من أكابر الفقهاء الحنفية

* *.

تولّى القضاء ببلدة "كُوئل" -بضم الكاف- وبقيتْ تلك الوظيفة في أولاده إلى انقراض الدولة الإسلامية، كما في "أخبار الجمال".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 1: 170.

* * راجع: نزهة الخواطر 2: 46.

ص: 307

‌1926 - الشيخ العالم الفقيه المفتي ركن الدين بن جمال الدين بن نصير الدين بن سماء الدين الدهلوي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول

*.

ولد، ونشأ بـ "دهلي".

وقرأ العلم على والده، وعلى القاضي نور اللَّه التستري اللاهوري، ثم ولي الإفتاء مقام والده سنة أربع وثمانين وتسعمائة، فاستقام عليه مدّة حياته، كما في "شمس التواريخ".

* * *

‌1927 - الشيخ العالم الكبير العلامة ركن الدين بن حسام الدين الناكوري، أحد الفقهاء المبرّزين في الفقه والأصول

* *.

كان مفتيا بمدينة "نهرواله" من بلاد "كجرات".

له "الفتاوى الحمّادية" في مجلّد ضخم، صنّفه بأمر القاضي حمَّاد الدين بن محمد أكرم الكجراتي، وأخذ المسائل الفقهية في كتابه عن أربعة ومائتين من كتب الفقه والأصول والحديث والتفسير، أوله: الحمد للَّه الذي نوّر قلوب العارفين بنور التوحيد والإيمان إلخ.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 5: 165.

* * راجع: نزهة الخواطر 3: 54، 55.

ص: 308

‌1928 - الشيخ الصالح الفقيه ركن الدين بن شهاب الدين، الدهلوي، أحد المشايخ الجشتية

*.

ولد، ونشأ ببلدة "دهلي"، وتأدّب على والده، وأخذ عنه، وتولّى الشياخة بعده.

أخذ عنه مسعود بيك صاحب "التمهيدات"، كما في "كلزار أبرار".

* * *

‌1929 - الشيخ الفاضل ركن الدين بن الشيخ المولوي عبد الكريم

* *.

ولد في قرية "ميرا شافي" من مضافات "بي بارية" سنة 1323 هـ.

قرأ مدّة في المدرسة العالية بـ "سِرِيْ فُور"، ثم التحق بالجامعة اليونسية، وبعد مدة سافر إلى "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية بـ "كلكته"، وله مهارة فائقة في العلوم العصرية أيضًا.

سافر إلى "باكستان" و"العراق" و"إيران" و"أفغانستان" و"جردان" و"إسرائيل" و"المملكة السعودية العربية".

توفي 25 إفريل سنة 1403 هـ، وله سبع وسبعون سنة، ودفن في مقبرة قريبة من مسجده.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 3: 54.

* * راجع: مشايخ بي بارية 121 - 125.

ص: 309

‌1930 - العالم الفاضل الكامل المولى ركن الدين ابن المولى الفاضل محمد الشهير بابن زيرك

*.

مات والده وهو صغير، وقرأ على المولى سنان باشا، وعلى المولى خواجه زاده، وعلى المولى خطيب زاده، وأعطاه السلطان محمد خان مدرسة مسماة بالواعظية بمدينة "بروسه".

وكان يدرّس بها، ويقرأ على المولى درويش محمد بن حضر شاه، وهو مدرّس بسلطانية "بروسه"، وكان له حجرة في تلك المدرسة، يسكن فيها في بعض الأوقات، ثم أعطاه السلطان محمد خان مدرسة ابن "كرميان" في بلدة "كوتاهيه"، ثم صار مدرّسا بمدرسة اينه كول، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان بايزيدخان بمدينة "بروسه"، ثم صار مدرّسا بمدرسة "أزنيق"، ثم صار مدرّسا بسلطانية "بروسه"، ثم أعطاه السلطان بايريدخان مدرسة "أماسيه"، وفوّض إليه أمر الفتوى هناك.

ثم أعيد إلى سلطانية "بروسه"، ثم أعطاه السلطان بايزيد خان مدرسة جدّه بـ "بروسه"، ثم صار قاضيا بمدينة "أدرنه"، ثم صار قاضيا بـ "قسطنطينية"، ثم صار قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية "أناطولي"، ثم صار قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية "روم ايلي"، ثم أرسله السلطان سليم خان من قبله إلى السلطان الغوري، ثم عاد إلى منصبه، ودام على ذلك مدَّة، ثم عزل عن ذلك في سنة أربع وعشرين وتسعمائة، وعين له كل يوم مائة درهم، ثم زاد عليها ثلاثين درهما، ومات في سنة تسع ثلاثين وتسعمائة، روح اللَّه تعالى روحه، وأوفر فتوحه.

* * *

* راجع: الشقائق النعمانية ص 189.

ص: 310

‌1931 - الشيخ الإمام العالم الكبير ركن الدين البدايوني، أحد الفقهاء المبرّزين في الفقه والأصول والعربية

*.

تفقّه على الشيخ أبي القاسم التنوخي، وتفقّه التنوخي على حميد الدين الضرير، والضرير على الكردري، والكردري على صاحب "الهداية".

وتفقّه عليه سراج الدين أبو حفص عمر بن إسحاق بن أحمد الغزنوي، كما في "الفوائد البهية".

* * *

‌1932 - الشيخ الفاضل ركن الدين التتوي، السندي، المشهور بمتو

* *.

كان من العلماء المبرّزين في الفقه والحديث.

أخذ عن الشيخ بلال المحدّث التلهتي.

وله مصنّفات، منها:"شرح الأربعين"، ومنها: شرح على "خلاصة الكيداني"، ورسائل أخري، لم أقف على أسمائها.

توفي سنة تسع وأربعين وتسعمائة ببلدة "تهته"، فدفن على جبل مكلي، ذكره الترمذي في "تاريخ السند".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 2: 47.

* * راجع: نزهة الخواطر 4: 105.

ص: 311

‌1933 - الشيخ الفاضل الكبير ركن الدين السنامي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والعربية

*.

لم يزل يشتغل بالدرس والإفادة في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في "تاريخه".

* * *

‌1934 - الشيخ الفاضل رمزي عبد الله البزم، فقيه حنفي مشارك، رياضي بارع، يرجع أصل أسرته إلى قبائل من "العراق

" * *.

وولد هو في "دمشق" في حي الشاغور سنة 1336 هـ.

واهتمّ بالرياضة منذ شبابه المبكر، وأتقن ألعابا كثيرة، كالمصارعة والجري وكرة القدم، وحصل على المركز الأول في بطولة سورية بالجري إحدى المرّات من ميسلون إلى "دمشق".

التحق بحلقات الشيخ صالح فرفور في الجامع الأموي، ولزمه، ولكنه لم ينقطع عن عمله التجاري، ولا عن اهتماماته الرياضية.

وكان شيخه يتلقّاه من باب النادى مرارا، ليأخذه إلى حلقات العلم!

* راجع: نزهة الخواطر 2: 46.

* * راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 183، 184، وتاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري 3:566.

ص: 312

واظب على الدروس. ثم أسند إليه تدريس بعض الحلقات مع أخذه بطلب العلم، وكان أحد مدرّسي معهد جمعية الفتح عند ما أنشئ، وشغل فيه منصب نائب الرئيس مدّة.

تولى إمامة جامع العمرية، وخطابة جامع المناخلية، ثم خطابة جامع السباهية، وإلى جانب ذلك درّس الفقه الحنفي في جامع لالا باشا سنوات عديدة. وكان له درس متنقل في البيوت ليلة الاثنين، خصّصه لتجّار سوق الحميدية وسوق الحرير.

شغل عضوية مجلس إدارة جمعية المساعدة الخيرية بمحلة العمارة. وانتخب عضوا في الاتحاد القومي أيام الوحدة السورية المصرية، كما كان عضوا في المجالس المحلية.

كان شهما، مؤثرا على نفسه، يستدين ليعطي، وحاز ثقة الناس، والتجّار منهم خاصّة.

توفي يوم الاثنين 6 رجب سنة 1411 هـ.

* * *

‌1935 - الشيخ الفاضل رمضان بن الحسين بن قطلغ أبَه، صائن الدين أبو الخير، السرماري، التركماني، سمع الحديث من أبي الحجّاج يوسف

*.

وتفقّه، ودرس بالمدرسة السيوفية مدّة بـ "القاهرة".

* راجع: الطبقات السنية 3: 249.

وترجمته في: الجواهر المضية، برقم 593.

ص: 313

ومولده سنة أربع عشرة وستمائة.

وتوفي، رحمه الله تعالي، بمدينة "أبيار"

(1)

، وأتى به من البحر إلى مقبرة باب النصر، فغسل بها، ودفن هناك، في الرابع من شعبان، سنة خمس "وسبعين" وستّمائة، بعد موته بتسعة أيام.

* * *

‌1936 - الشيخ الفاضل رمضان بن عبد الحق العكاري. فقيه، حنفي، من أهل "دمشق

" *.

ولد سنة 984 هـ، وتوفي سنة 1056 هـ.

له "حاشية على شرح السنوسي على كبراه" في التوحيد.

وكان حسن الإنشاء، وله نظم.

* * *

‌1937 - الشيخ الفاضل العلم الكبير رمضان بن الحافظ غلام ياسين بن الحافظ جراغ دين، رحمهم الله تعالى

* *.

يتصل نسبُه إلى محمد بن حنيفة من أولاد الخليفة الرابع علي المرتضي، رضى الله عنه.

(1)

أبيار: اسم قرية بجزيرة بني نصر، بين مصر والإسكندرية.

معجم البلدان 1: 108.

* فهرست الكتبخانة 2: 19، وخلاصة الأثر 2:167.

* * راجع: تذكره علماء أهل السنة والجماعة 2: 166 - 180.

ص: 314

ولد في قرية "بِهيرَه" من أكناف "سَرْغُودَه" سنة 1338 هـ.

قرأ القرآن الكريم على أبيه، وحفظه، وعمره إذ ذاك ثماني سنين. أكمل الدراسة العليا في الجامعة دار العلوم العزيزية بـ "سَرْغُودَه" ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وتلمّذ على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني رحمه الله تعالي، وشارك في درسه عدّة شهور، وانهمك عشر سنين في الأمور السياسية مع هيئة مجلس أحرار الإسلام تحت إمارة أمير الشريعة العلامة عطاء الله شاه البخاري رحمه الله تعالى.

توفي سنة 1410 هـ.

* * *

‌1938 - الشيخ الفاضل رمضان بن محمد، الشهير بناظر زاده

*.

أحد القضاة المشهورين في "الديار الرومية" بالعلم والعمل، والدين والورع، والعفة عن أموال الناس، ما عهد أنه تناول من أحد رشوة قطّ، ولا مكن أحدًا من اتباعه من تناولها.

وكان اشتغاله في أول أمره ببلاد الروم، وأخذ عن جماعة كثيرين من فضلائها.

وكان من مُلازمة العلم وأهله على جانب عظيم، لا يَكلّ ولا يملّ، ولا يقطعه عنه قاطع، ولا يمنعه من القراءة مانع، إلى أن حصل من الفضائل ما يصير به الخامل من أكبر الأماثل.

* راجع: الطبقات السنية 3: 250.

وترجمته في شذرات الذهب 8: 402، والعقد المنظوم (بهامش وفيات الأعيان) 2:529. 530، والكواكب السائرة 3: 153.

ص: 315

وصار مدرسًا بإحدى المدارس الثمان، ثم بإحدى المدارس السليمانية، ومنها ولي قضاء "الشام"، ثم قضاء "مصر"، ثم قضاء "بَروسة"، ثم قضاء "أدرنة"، ثم قضاء "إستانبول".

وبها قضى نحبه، ولقى ربه في سنة

وما عُزل من ولاية إلا وأهلها داعون له، شاكرون منه، راضون عنه.

وقد اجتمعت به مرّات عديدة؛ في "الديار الشامية"، و "الديار المصرية"، و "قُسطنطينية" المحمية، فرأيت من فضله وعلمه، وورعه، وعفته، ما لم أره عند أحد من أهل هذا العصر، ولا سمعتُ به، فأسأل الله الكريم أن يتغمّده برحمته ورضوانه، ويجمعنا به في مُستقرّ كرامته ودار غفرانه، من غير عذاب يسبق، بمنِّه وكرمه، آمين.

* * *

‌1939 - الشيخ الفاضل رمضان بن موسى بن محمود بن أحمد، ابن عطيف العطيفي

*.

أديب دمشقي من الحنفية، قرأ الفقه والحديث.

قال المحبي: كانت له روايه في الشعر وأيام العرب وأخبار الملوك والشعراء قل أن توجد في أحد أبناء العصر.

درس في جامع السنانية والدرويشية مدّة حياته، وجمع نفائس الكتب وكتب الكثير بخطّه.

* راجع: الأعلام للزركلي 3: 33.

ص: 316

له "ديوان شعر" 56 ورقة في شستربتي، و "رحلة إلى طرابلس الشام" ذكرها بروكلمن، ورسالة في المسواك، سماها "تنوير العيون"

(1)

.

ولد سنة 1019 هـ، وتوفي سنة 1095 هـ.

* * *

‌1940 - الشيخ الفاضل المولى العارف بالله تعالى الشيخ رمضان

*.

كان رحمه الله منتسبا إلى طريقة الشيخ الحاج بيرام، وكان رحمه الله تعالى طودا شامخا في الإرشاد، وبحرا زاخرا في المعارف الإلهية، وتخرّج عنده كثير من المريدين، حتى وصلوا إلى مرتبة الإرشاد.

وكان متوطنا بمدينة "أدرنه"، وتوفي فيها في أيام سلطنة السلطان بايزيد خان، وكان صاحب أدب، ووقار، وكان تقيا، نقيا، متواضعا، متخشعا، وكان مجاب الدعوة، وانقطع المطر في أيام سلطنة السلطان بايزيد خان بمدينة "أدرنه"، واستسقوا، فلم يفد، حتى استغاثوا بالشيخ المذكور، فخرج إلى المصلي، وصعد المنبر، ودعا الله تعالي، وتضرعّ إليه، وتقبّل الله تعالى دعاءه، فما نزل عن المنبر إلا وقد نزل المطر، ففرح الناس، وانتشر الرخاء في تلك البلاد قدس سره.

* * *

‌1941 - الشيخ الفاضل رمضان الرومي

* *.

(1)

خلاصة الأثر 2: 168، وشستربتي الرقم 3694.

* راجع: الشقائق النعمانية ص 224.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 251. =

ص: 317

ذكره في "الشقائق"، فقال: العالم العامل، والفاضل الكامل، الشيخ رمضان.

قرأ، رحمه الله تعالي، على علماء عصره، وتفقه.

ثم جعله السلطان بايزيد خان

(1)

قاضيًا بالعسكر

(2)

.

* * *

‌1942 - الشيخ الفاضل مولانا رمضان علي بن محمد خدا بخش الداكوي

*.

أحد من العلماء الصالحين.

ولد في 1410 هـ تقريبا، ونشأ في قرية "بَاسْلُوكي"، من أعمال "دامرَائي"، "داكا".

قرأ على في عدة مدارس، ثم التحق بالمدرسة الحمادية داكا، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح" وغيرها، ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته، وأكمل فيها الدراسة العليا، وقرأ فيها صحاح الستّ وغرها، ومن أساتذته فيها: مولانا يحيي، ومولانا مشتاق أحمد، ومولانا حسين أحمد، ومولانا ولايت حسين البيربومي، وغيرهم من المحدّثين.

= وترجمته في الشقائق النعمانية (بهامش وفيات الأعيان) 1: 110.

(1)

بويع للسلطان بايزيد خان بن السلطان مراد الغازي، الملقّب بيلد روم بايزيد، سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.

الشقائق النعمانية 1: 84.

(2)

عبارة الشقائق أشمل، حيث قال: ثم جعله السلطان بايزيد شيخا لنفسه، ثم جعله قاضيا بالعسكر.

* راجع: تاريخ علم الحديث ص 280.

ص: 318

وبعد الفراغ التحق بمدرسة بشير الإسلام قاضى باري، من أعمال مومنشاهي، سنة 1353 هـ، ثم التحق بالمدرسة العالية كَمَارْخَنْد.

* * *

‌1943 - الشيخ العالم الرباني الشيخ الفاضل المولى رميز الدين الهَائِلْدَرِي الجاتجامي

*.

ولد في "هائلْدَر" من مضافات "أنواره" من "شيتاغونغ".

بايع في الطريقة على يد الفقيه المحدّث رسيد أحمد الكنكوهي، وأجازه شيخه للإرشاد والتلقين.

كان يدرّس، ويفيد.

توفي سنة 1323 هـ.

* * *

‌1944 - الشيخ الفاضل القاضي روح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح الحديثي أصلًا أبو طالب، قاضي القضاة، الزينبي

* *.

* راجع: مائة رجال من مهرة بنغلاديش ص 48، 49.

* * راجع: الطبقات السنية 3: 251، 252.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 594، ومعجم البلدان 2:225. =

ص: 319

قال في "الجواهر": تولى القضاء بـ "البصرة"، سنة ستّ وستين وخمسمائة. انتهى.

وقال ياقوت في "معجم البلدان": ناب في القضاء بـ "بغداد" مدّة في زمن المستنجد بالله، ثم ولّاه المستضئ قضاء القضاة، بعد امتناع منه وإلزام له، في يوم الجمعة، حادي عشر شهر ربيع الآخر، سنة ستّ وستين وخمسمائة.

واستناب ولده أبأ المعالي عبد الملك، على القضاء، والحكم بدار الخلافة وما يليها، وغير ذلك من الأعمال.

ولم يزل على ولايته حتى توفي.

وقد سمع الحديث من جماعة.

قال عمر بن علي القزويني: سألت روح ابن الحديثي عن مولده، فقال: سنة اثنتين وخمسمائة.

ومات في خامس عشر المحرّم، سنة سبعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

وسيأتي الكلام على ترجمة ابنه "عبد الملك، في محلّه، إن شاء الله تعالى".

* * *

‌1945 - الشيخ الفاضل روح الله بن نور الله النقشبندي، المدراسي، الخطّاط

*.

= وكذا ذكر التميمي: "أبو طالب قاضي القضاة الزينبي"، ولعل في الكلام سقطا، فإنه ينقل عن ياقوت، وياقوت يقول:"أبو طالب، قاضى بغداد، وكان يشهد أولا عند قاضي القضاة أبي القاسم على بن الحسين الزينبي سنة 524، في شهر رمضان".

* راجع: نزهة الخواطر 7: 209.

ص: 320

ولد بـ "مدراس" سنة ثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم علي الشيخ حسن علي الماهلي الجونبوري، والشيخ محي الدين المدراسي، مؤلّف "تحقيق القوانين"، وعلى غيرهما من العلماء، وبرع، وفاق أقرانه في العروض والبلاغة والبديع والنجوم والرمل والتكسير والشعر.

وأخذ الخطّ عن والده، ولازمه مدّة، وأخذ الطريقة عنه، واستفاض عن خاله السيّد علي محمد الويلوري.

له أبيات رائقة بالفارسية، كما في "مهر جهانتاب".

* * *

‌1946 - الشيخ الفاضل العلامة روح الله البهكري السندي، أحد العلماء المبرّزين في المعقول والمنقول

*.

لقيه علي شير القانع سنة ستّ وستين ومائة وألف، وذكره في كتابه "تحفة الكرام"، وأثنى على براعته في العلوم.

* * *

‌1947 - الشيخ الفاضل روح الله اللاهوري، أحد العلماء الصالحين

* *.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 96.

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 209.

ص: 321

ولد سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، وقرأ العلم على الشيخ سليم اللاهوري، وبرع فيه، وتصدّر للتدريس.

وانتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، وسافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره، فحجّ، وزار، وحفظ القرآن في رمضان بـ "مكّة المباركة"، ورجع إلى "الهند".

فمات في "اليمن" الميمون، وكان ذلك في سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، كما في "تذكرة العلماء" للناروي.

* * *

‌1948 - الشيخ العالم الفاضل المولى روح الأمين بن المولى خليل الرحمن الفِيْنَوي

*.

ولد سنة 1341 هـ في قرية "دَرْمُبُور"، من أعمال "فِيْنِي" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة العالية بـ "سُونَا غازي"، وأكمل الدراسة العليا فيها، وبايع في الطريقة على يد المفتي عزيز الحق الجاتجامي، ثم بعد وفاته بايع على يد الشاه سلطان أحمد النانوتوي.

أسّس مدرسة في قريته، وسماها دار العلوم.

توفي سنة 1408 هـ.

* * *

* راجع: مشايخ فيني ص 133 - 135.

ص: 322

‌1949 - الشيخ الفاضل روح الأمين بن المنشئ عبد الباري الفِيْنَوي، رحمه الله تعالى

*.

ولد 1362 هـ، ونشأ في قرية "غَزَارية"، من أعمال "فِيْني"، من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم عند جدّه المنشئ أحمد علي، ثم التحق سنة 1373 هـ بمدرسة دَاغُنْ بُهونيا، ثم بالصوفية النورية بـ "نظام بور"، ثم التحق بالمدرسة العالية فِيْني، وأتم الدراسة العليا في المدرسة الإسلامية العالية بـ "نواخالي".

ومن شيوخه فيها: بحر العلوم العلامة غياث الدين، تلميذ شيخ الهند، والعلامة عبد الغني النواخالوي، والعلامة قاسم النواخالوي، ومولانا أمين خان السنديبي.

وبعد إتمام الدارسة التحق مدرّسا بالمدرسة العالية جاندبور، ثم بالمدرسة العالية مَدَاري بور، ثم التحق محدّثا بالمدرسة العالية شاه تلي.

له صحبة مؤثرة، انتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ، كان سريع الإدراك، قويّ الحفظ، شديد الانهماك في مطالعة الكتب، والمذاكرة، حريصا على جمع الكتب النفيسة، كثير الإحضار للمسائل الجزئية، وله مشاركة جيّدة في الفقه والأصول والحديث، ونظر واسع على جزئيات المسائل.

* * *

‌1950 - الشيخ الفاضل المولى روح الأمين بن المولوي عبد الحميد الصَّوْدُوْرِي

* *.

* راجع: تاريخ علم الحديث ص 281.

* * راجع: مشايخ كملا 2: 162 - 164.

ص: 323

ولد في سنة 1364 هـ في قرية من قرى "لَكْسَامِ" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".

وقرأ إلى الصفّ الخامس في المدرسة الإسلامية بـ "سِلُوَا"، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية سرسدي، ثم سافر إلى دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري.

وأتم الدراسة العليا فيها.

كان رحمه الله تعالى جميل الصورة، محمود الطريقة، لذيذ الصحبة، حسن النادرة، لطيف المحاورة، جيّد المحاضرة.

توفي ثاني رجب سنة 1414 هـ، وعمره إذا ذاك ثمانية وأربعون سنة.

* * *

‌1951 - الشيخ الفاضل مولانا روح الأمين بن علي أحمد النواخالوي، رحمه الله تعالى

*.

ولد، ونشأ في "هاتيا" من أعمال "نَوَاخَالي" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في المدرسة الإسلامية تُمْجَر، ثم التحق بالمدرسة العالية داكا، وأتم فيها الدراسة العليا، وقرأ فيها الصحاح الستّة وغيرها.

ومن شيوخه فيها: المفتي عميم الإحسان المجدّدي البركتي، وغيره، رحمهم الله تعالى.

وبعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بالمدرسة الأحمدية العالية مَدَاريْبُور.

* * *

* راجع: تاريخ علم الحديث ص 280.

ص: 324

‌1952 - الشيخ الفاضل العلامة المحدث الجليل الفقيه البارع روح الأمين البشير هاتي، رحمه الله تعالى

*.

أحد من العلماء الصالحين الربانيين.

ولد ونشأ في "بشير هات" من أعمال "جوبين بَزغَنة"، من"مغربي بنغال".

كان سريع الإدراك، قويّ الحفظ، شديد الانهماك في مطالعة الكتب، والمذاكرة، حريصا على جمع الكتب النفيسة، كثير الإحضار للمسائل الجزئية، وله مشاركة جيّدة في الفقه والأصول والحديث.

بايع في الطريقة على يد الشيخ مولانا أبو بكر الصديقي الفُرْفُرُوي

(1)

، وحصلت له الإجازة منه.

* راجع: مشاهير الفقهاء في شبه القارة 1: 161، طبع المؤسسة الإسلامية بنغلاديش.

(1)

ولد سنة 1274 هـ، في فُرْفُرَا، من أعمال هُوغْلِي من أرض مغربي بنغال، التحق بالمدرسة المحسنية، ثم صحب الشيخ الحافظ جال الدين تلميذ السيد أحمد البريلوي، وقرأ عليه التفسير والحديث، وعلم الفقه.

كان رحمه الله حليم النفس، كريم الطبع، جيّد القريحة، مجتهدا في تحصيل العلوم، حليما، كريما، محبا للخير، متواضعا، متخشّعا، إلا أنه كان يغلب عليه الغفلة في أكثر أحواله. وله مشاركة جيّدة في الفقه والأصول والحديث، ونظر واسع على جزئيات المسائل.

صنف "الأدلة المحمدية"، و "قول الحق"، و "تعليم الإسلام"، وغيرها.

توفي سنة 1350 هـ.

ص: 325

وكان مهذّب الأخلاق، متواضعا، متخشّعا، صاحب أدب ووقار وهيبة وسكون، مراعيا للشريعة حافظا لأدب الطريقة، مقبولا عند الخواص والعوام، فصار ذاته الكريم من نوادر الأيام.

وأجرى جريدة أسبوعية باسم الحنفي، وجريدة شهرية باسم الجماعات، وكان مؤلفا كبيرا.

صنّف كتبا كثيرة، عددها خمسة وثلاثون ومائة. ومنها:"التفسير الأمينية"، و "الفتاوى الأمينية".

توفي سنة 1364 هـ.

* * *

‌1953 - الشيخ الفاضل روح الفيّاض المؤي الإله آبادي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول

*.

ولي التدريس في مدرسة الشيخ أجمل "بمدينة "إله آباد"، فدرّس، وأفاد بها مدّة عمره.

وكان شاعرا، مجيد الشعر.

مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، كما في "روز روشن".

* * *

‌1954 - الشيخ الفاضل روشن علي بن نذر علي الجونبوري

،

* راجع: نزهة الخواطر 7: 209.

ص: 326

أحد العلماء المبرّزين في الفنون الرياضية *

ولد، ونشأ بمدينة "جونبور".

وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية بـ "كلكته"، فقرأ عليه خلق كثير من العلماء.

وله مصنّفات عديدة، منها: رسالة في الجبر والمقابلة، ومنها شرح بسيط على "خلاصة الحساب" للعاملي، ومنها: شرح على "مقامات الحريري"، ومنها: شرح على "كافية ابن الحاجب"، أكثرها بالفارسي، وله غير ذلك من الرسائل، وكان جدّ الشيخ سخاوة علي الجونبوري من جهة الأمّ، كما في "تجلّي نور".

* * *

‌1955 - الشيخ الفاضل رياست حسين بن خورشيد علي المنجهلي بوري الرائي بريلوي

* *.

أحد العلماء المشهورين.

ولد، ونشأ، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدراسية في المدرسة السبحانية بـ "إله آباد" على المولوي عبد الكافي الإلهآبادي، وعلى غيره من العلماء، ثم أسّس مدرسة ببلدة "رائ بريلي"

(1)

، وسمّاها المدرسة الرحمانية، وساهم في حركة الخلافة، واشتغل بالوعظ والإفتاء في بلدته.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 210.

* * راجع: نزهة الخواطر 8: 168.

(1)

"رائي بريلي": بلدة عامرة على نهر "سي"، وفيها قلعة من أبنية السلطان حسين الشرقي، وفيها قبر عادل الملك الجونبوري، والشيخ عبد الشكور =

ص: 327

مات في الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف.

* * *

‌1956 - الشيخ الفاضل رياست علي بن الشيخ محمد حاضر السلهتي، رحمه الله تعالى

*.

أحد من العلماء الصالحين والفضلاء البارعين.

ولد سنة 1320 هـ، ونشأ في قرية "إيك دوما"، من مضافات "غلاب غنج"، من أعمال "سلهت".

قرأ العلوم والفنون في المدرسة العالية فُوْلْباري، ثم سافر إلى "ديوبند"، وقرأ فيها العلوم العالية، وأتمها، وقرأ الصحاح الستّة وغيرها.

ومن شيوخه فيها: الإمام أنور شاه الكشميري، وشيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، والعلامة السيّد أصغر حسين، والعلامة رسول خان، وغيرهم.

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه، وأسّس المدرسة الإسلامية رَانا فِنْغ، وارتقت بجدّه البليغ وسعيه المشكور إلى درجة تكميل الحديث.

كان سريع الإدراك، قويّ الحفظ، شديد الانهماك في مطالعة الكتب، والمذاكرة، كثير الإحضار للمسائل الجزئية، وله مشاركة جيّدة في الفقه

= الأبدال، ونشأ فيها كثير من العلماء والمشايخ، أجلهم السيّد علم الله رحمه الله تعالي، وابنه السيّد محمد، وحفيده محمد عدل، والسيّد أحمد الشهيد المجاهد، والسيّد المحدّث قطب الهدي، والسيّد أبو سعيد، والسيّد محمد ظاهر، وخلق آخرون.

* راجع: تاريخ علم الحديث ص 281.

ص: 328

والأصول والحديث، وكان ذكيا، فطنا، حادّ الذهن، سريع الملاحظة، قانعا، متوكّلا، شديد التعبّد، وله مشغلة بالأمور السياسية أيضا.

* * *

‌1957 - الشيخ الفاضل العالم الكبير رياست علي الآسامي، رحمه الله تعالى

*.

تلمذ على الإمام أنور شاه الكشميري، وعلى من معه من العلماء المعاصرين.

بعد الفراغ درّس، فأفاد، وأجاد.

* * *

‌1958 - الشيخ الفاضل النبيل والمحدّث الكبير والأديب البارع والشاعر المجيد رياست علي البجنوري، أطال الله بقاءه

* *.

ولد سنة 1358 هـ، قرأ في المدرسة العصرية إلى الدرجة الرابعة بـ "حبيب والا" من مديرية "بجنور"، ثم التحق بقسم الفارسي في دار العلوم ديوبند سنة 1370 هـ، وقرأ فيه سنة، ثم التحق بقسم العربي سنة 1371 هـ فيها، وتخرّج منها، وحصل شهادة الفراغ سنة 1377 هـ.

ثم اشتغل بالكتابة وتجارة الكتب سنين، ثم عيّن ناظرا لمطبعة الجمعية (الجمعية بريس) سنة 1384 هـ ثم عين ناظرا لمكتبة الجميعة (الجمعية بكدبو)

* راجع: أنوار الباري 2: 256.

* * راجع: الكلام المفيد للمفتي روح الأمين الفريدفوري ص 536، 537.

ص: 329

سنة 1385 هـ بـ "دهلي"، ثم عيّن مدرّسا في دار العلوم الديوبندية سنة 1391 هـ أيضا، وهو الآن مدير التعليم، وعميده فيها.

ومن مشايخه: الشيخ جليل أحمد الكيرانوي، قرأ عليه "مشكاة المصابيح"، و "موطأ الإمام محمد بن الحسن الشيباني"، وفخر المحدّثين الشيخ فخر الدين أحمد المراد آبادي، قرأ عليه "صحيح الإمام البخاري"، و "موطأ الإمام مالك بن أنس"، والشيخ العلامة إبراهيم البلياوي، قرأ عليه "صحيح مسلم بن الحجّاج القُشَيْري"، و "جامع الإمام أبي عيسى الترمذي"، والشيخ فخر الحسن المراد آبادي، قرأ عليه "سنن الإمام أبي داود السجستاني"، والشيخ ظهور أحمد الديوبندي، قرأ عليه "شرح معاني الآثار" للإمام أبي جعفر الطحاوي، والشيخ القاري محمد طيب القاسمي النانوتوي الديوبندي، قرأ عليه "سنن الإمام ابن ماجه"، والشيخ بشير أحمد خان البرني، قرأ عليه "شمائل النبي صلى الله عليه وسلم" للإمام الترمذي، ومن أخصّهم: الشيخ المقرئ أصغر علي الديوبندي، والشيخ السيّد أكمل الحسيني، والشيخ نعيم.

ومن تصانيفه: "إيضاح البخاري"، و "نغمة سحر"(مجموعة كلامه)، و "شورى كى شرعي حيثيت"، (مكانة الشورى في الإسلام).

وله مقالات ومضامين أدبية وعلمية، طبعت في شتى المجلات، وشاعت، وهو وهو حسن المنظر والمخبر، له صحبة مؤثرة، انتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ.

هو سريع الإدراك، قويّ الحفظ، شديد الانهماك في مطالعة الكتب، والمذاكرة، حريصا على جمع الكتب النفيسة، كثير الإحضار للمسائل الجزئية، وله مشاركة جيّدة في الفقه والأصول والحديث، ونظر واسع على جزئيات المسائل، وكان ذكيا، فطنا، حادّ الذهن، سريع الملاحظة، قانعا، متوكّلا، شديد التعبّد.

ص: 330

توفي هذا العالم الجليل سنة 1438 هـ.

* * *

‌1959 - الشيخ الفاضل رياض الحسن بن المنشئ ضياء الحسن الأنصاري، رحمه الله تعالى

*.

كان من العلماء العاملين.

قرأ مبادئ العلم في داره، ثم التحق بحكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وعمره إذ ذاك أربع عشرة سنة، وكان في صحبته مدّة طويلة، ثم حصل علم الطبّ في مدينة "لكنو"، واشتغل مدّة من عمره مع الحكيم غلام مصطفى معاونا له في "مِيْرَتْه".

ثم هاجرا إلى "الحجاز" سنة 1367 هـ، فأقام في "مكّة المكرّمة" إلى وفاته.

توفي 1380 هـ، ودفن في جنة المعلاة.

* * *

‌1960 - الشيخ الفاضل المفتي رياض الدين بن القاضي عليم الدين بن القاضي نجم الدين الكاكوروي

* *.

أحد العلماء المعروفين بالفضل والصلاح.

* راجع: بزم أشرف 168 - 180.

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 210، 211.

ص: 331

ولد في سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ فضل الله العثماني النيوتيني، وأسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد المليح آبادي، والمرزا حسن على اللكنوي، والشيخ نور الحسن بن أبي الحسن الكاندهلوي، وعمّ أبيه الشيخ حميد الدين الكاكوروي.

وأخذ الطريقة عن الشيخ حميد الدين المذكور، ثم درّس، وأفاد زمانا طويلا، وكان قويّ الحفظ، مفرط الذكاء، استقدمه نواب كلب علي خان الرامبوري، وولاء الإفتاء بـ "رامبور"، فاستقلّ به مدّة، ثم ذهب إلى "حيدر آباد"، ولبث بها مدّة يسيرة.

مات غرّة صفر سنة خمس وتسعين ومائتين وألف بـ "حيدر آباد"، كما في "مجمع العلماء".

* * *

‌1961 - الشيخ الفاضل المفتي رياضت الله بن المنشئ نصير الدين

*.

ولد سنة 1324 هـ في قرية "غاسْ تَلا" من مضافات "بي بارية" من أرض "بنغلاديش".

تلقّى مبادئ العلم عند أبيه، ثم التحق بمدرسة "تالْ شَهَر"، ثم التحق بالجامعة اليونسية.

قرأ فيها إلى "كافية ابن الحاجب"، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وأتم فيها الدراسة العليا، ثم رجع إلى وطنه، ودرّس تسع سنين في عدّة مدارس، ثم عيّن مفتيا في الجامعة اليونسية.

* راجع: مشايخ بى بارية ص 126 - 129.

ص: 332

من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إعزاز علي، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة عبد السميع، والعلامة رسول خان، وغيرهم.

درّس "صحيح مسلم"، و "صحيح البخاري".

توفي سنة 1394 هـ.

* * *

ص: 333

‌حرف الزاي

‌1962 - الشيخ الفاضل زاده العجمي الخرزباني، ويعرف بالشيخ زادة

*.

قدم من بلاده إلى "حلب" سنة أربع وتسعين، وهو شيخ ساكن يتكلّم في العلم بسكون، ويتعانى حلّ المشكلات، فنزل بجوار المحبّ بن الشحنة، فشغل الناس، وكان عالما بالعربية والمنطق والكشّاف، مقتدر على حلّ المشكلات من هذه العلوم.

طارحه السراج عبد اللطيف الفوي بأسئلة من العربية وغيرها نظما ونثرا، منها: في قول الكشّاف: إن الاستثناء في قوله تعالى: {إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ} متصل أو منقطع، فأجابه بجواب حسن، أنه إن كان يتعلّق بقوم يكون منقطعا، لأن القوم صفتهم الإجرام، أو بمن الضمير في صفتهم، فيكون متصلا، واستشكل بأن الضمير هو الموصوف المقيّد بالصفة، فلو قلت: مررت بقوم مجرمين إلا رجلا صالحا كان الاستثناء منقطعا، فينبغي أن يكون الاستثناء منقطعا في الصورتين. فأجاب بأنه لا إشكال، قال: وغاية ما يمكن أن يقال: إن الضمير المستكنّ في المجرمين وإن كان عائدا إلى القوم

* راجع: الضوء اللامع 3: 231، 232.

ص: 334

بالإجرام، إلا أن إسناد الإجرام إليه يقتضي تجرّده عن اعتبار اتصافه بالإجرام، فيكون إثباتا للثابت إلى آخر كلامه، ونظم في الجواب أيضا قصيدة طويلة، يقول فيها:

ولا الشعر من ذاتي ولا شميتي

ولا أنا من خيل الفكاهة في الخبر

ثم دخل "القاهرة"، وولي بعد ذلك تدريس الشيخونية ومشيختها، فأقام مدة طويلة، إلى أن كان في أواخر سنة ثمان وثمانمائة، فوثب عليه فيها بالجاه الكمال بن العديم لما شنّع عليه، بأنه طال ضعفه وخرف، وتألم الشيخ لذلك هو وولده، ومقت أهل الخير ابن العديم بسبب صنيعه هذا، ولم يلبث أن مات، واستقرّ جمال الدين بولده في تدريس الحنفي بمدرسته جبرا لما وقع من إخراج الشيخونية عن أبيه، ثم عنه مع كونه ناب عنه فيها، ذكره ابن خطيب الناصرية، وتبعه شيخنا في "إنبائه"، وأرّخه المقريزي في سلخ ذي القعدة سنة تسع، وأنه دفن بالشيخونية، وسماه الشيخ شمس الدين محمد، قال وكان من أعيان الحنفية، وله يد في العلوم الفلسفية، واستدعاه السلطان من "بغداد" إلى "القاهرة"، ويحرر هذا كلّه.

* * *

‌1963 - الشيخ الفاضل زائدة بن قُدامة الثقفي، أبو الصلت، الكوفي

*.

* راجع: الطبقات السنية 3: 253.

وترجمته في أعيان الشيعة 32: 163، وتاريخ خليفة بن خياط (بغداد) 468، والتاريخ الكبير للبخاري 2: 1: 432، وتذكرة الحفاظ 1: 215، وتقريب التهذيب 1: 256، وتهذيب التهذيب 3: 306، 307، والجرح =

ص: 335

روى عنه ابن المبارك، والسفيانان، وغيرهم.

قال الإمام أحمد: المثبتون في الحديث أربعة، سفيان، وشعبة، وزهير، وزائدة.

مات بأراضى

(1)

"الروم"، عام غزا الحسن بن قحطبة، سنة ستين، أو إحدى وستين ومائة

(2)

. رحمه الله تعالى.

روى له الشيخان.

كذا في "الجواهر".

وذكره الحافظ الذهبي، في "طبقات الحُفاظ"، فقال: الإمام الحجة أبو الصلت الثقفي الكوفي، حدّث عن زياد بن علاقة، وعبد الملك بن عُمير، ومنصور، وسماك، وموسى ابن أبي عائشة، وطبقتهم.

وعنه ابن عُيينة، وحسين الجعفي، وابن مهدي، ومعاوية بن عمرو، وأبو نعيم، وطلق بن غنّام، وأبو حُذيفة النهدي

(3)

، وأحمد بن يونس، وخلق كثير.

وكان من نظراء شُعبة في الإتقان.

وكان لا يحدّث صاحب بدعة

(4)

.

= والتعديل 1: 2: 613، والجواهر المضية، برقم 595، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 120، ودول الإسلام 1: 109، وشذرات الذهب 1: 251، وطبقات ابن سعد 6: 263، وطبقات القراء 1: 288، والعبر 1: 236، 237، والفهرست 316، والكامل 6:56.

(1)

في الجواهر: "بأرض".

(2)

ذكر الطبري وابن الأثير هذا في حوادث سنة اثنتين وستين ومائة. تاريخ الطبري 8: 142، الكامل 6:58.

(3)

في النسخ: الهندي، والتصويب من: تذكرة الحفّاظ.

(4)

هذا قول أبي داود الطيالسي.

ص: 336

وكان من أصدق الناس وأبرّهم

(1)

.

وكان وكيع لا يقدّم عليه أحدًا في الحديث

(2)

.

ووثقه أبو حاتم الرازي، وقال: صاحب سُنة.

توفي في أول سنة إحدى وستين ومائة، وقد شاخ، وقيل: مات مُرابطًا بأرض "الروم"، رحمه الله تعالى. انتهى.

قلت: رقم له في "التهذيب" خ، وهو سبق قلم، والصواب بدله ع، كما في "التقريب".

* * *

‌1964 - العلامة الفقيه البارع المحدّث الناقد الإمام زاهد ابن الحسن الحلمي المتوفى في "دوزجه" يوم الأربعاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة 1345 هـ عن مائة سنة

*.

وكان انتقل إليها من قريته سنة 1303 هـ، وهو ابن علي الرضا المتوفى بموضع قرية "الحاج حسن" قبل بنائها، وعقب وصولهم مهاجرين من "القوقاس" سنة 1280 هـ، وهو ابن نجم الدين خضوع المتوفى بـ "القوقاس". في حدود سنة 1245 هـ، وهو ابن باي المتوفّى بـ "القوقاس" حوالي سنة 1220 هـ، وهو ابن فُنَيّتْ المتوفى بـ "القوقاس" في حدود سنة 1180 هـ، وهو ابن قانص المتوفىّ بـ "القوقاس" حوالي سنة 1140 هـ، وينحدر من أصل جركسي من فخذ، يعرف جدّهم باسم

(1)

وهذا قول أبي أسامة.

(2)

هذا عن الإمام أحمد، وعبارته في التذكرة: كان وكيع لا يقدم على زائدة في الحفظ أحد.

* راجع: الإمام الكوثري بقلم أحمد خيري.

ص: 337

كوثر، ومن هنا كانت النسبة، ويرجّح أن يكون بين قانص وكوثر نحو سبعة آباء.

ولد يوم الثلاثاء 27 أو 28 من شوّال سنة 1296 هـ ستّ وتسعين مع أذان الفجر في قرية "الحاج حسن أفندي"

(1)

، وتلقّى مبادئ العلوم من شيوخ "دُوزْجه"، وغادرها سنة 1311 هـ لـ "الآستانة"، ونزل عند وصوله في مدرسة دار الحديث، التي بناها قاضي العسكر حسن أفندي المتوفّى 1044 هـ، حيث كان ينزل عمّه موسى الكاظم

(2)

، وطلب العلم في جامع الفاتح على الشيخ إبراهيم حقي الأييني إلى أن توفّي سنة 1318 هـ، فتمم على الشيخ زين العابدين الألصوني المتوفى سنة 1336 هـ إلى أن تخرج عليه سنة 1322 هـ، وكان الامتحان للعالمية في ذلك الوقت يجرى مرة كلّ خمس سنوات، وتصدر به إرادة سلطانية، وكان امتحان المترجم سنة 1325 هـ بلجنة، رئيسها وكيل الدرس أحمد عاصم المتوفّى سنة 1329 هـ، وأعضاؤها محمد أسعد الأخِسْخَوي، الذي ولي مشيخة الإسلام فيما بعد، ومصطفى بن عظم الداغستاني المتوفّى سنة 1336 هـ، وإسماعيل زهدي الطوسيوي المتوفّى 1327

(3)

.

(1)

هي قرية أنشأها والد المترجم، فعرفت باسمه (حاج حسن قريسي)، وتقع قبلي قضاء دوزجه بنحو ثلاثة أميال، وشرق الآستانة بنحو خمس مراحل.

(2)

هو موسى الكاظم الكوثري السيروزي المتوفّى سنة 1353 هـ في أطه بازار بالأناضول بين الآستانة ودوزجه عن حوالي تسعين سنة.

(3)

انظر ص 36 من ثبت المترجم (التحرير الوجيز)، وقد ولّى كلّ من الآخرين مصطفي، وإسماعيل رتبة قضاء العسكر، وهي المعروفة بصدارة الرومللي التي هي أرقى الرتب العلمية، ويعرف أصحابها بالصدور العظام، ومنهم: كان يختار شيخ الإسلام عادة فيما سلف من تلك الأيام.

ص: 338

وله مشايخ غير هؤلاء ذكر أغلبهم، وترجم لبعضهم في ثبته المسمّى "التحرير الوجيز".

ولما نال إجازته العلمية سنة 1325 هـ اشتغل بالتدريس في جامع الفاتح إلى أوائل الحرب العظمى الماضية، التي بدأت في سنة 1332 هـ، ولَمّا كان ممن قاوموا التغيير الذي أراد أن يقوم به الاتّحاديون القائمون بالحكومة العثمانية وقتئذ، ذلك التغيير الذي أرادوا به القضاء على العلوم الدينية تحت ستار الإصلاح

(1)

، فقد أصبح عرضة لاضطهادهم.

وتفصيل الأمر أن النظام القديم كان يقضي بأن الطلبة يختارون شيخًا يحضرون عليه العلوم جميعها من مبدئها إلى غايتها لمدّة خمس عشرة سنة، فأراد أصحاب النظام الجديد إدخال العلوم الحديثة الغربية، وتخصيص المدرّسين بأن يدرّس كلّ منهم ما يختار له من العلوم لعدّة فصول، وجعلوا مدّة الدراسة ثماني سنين، وعقدوا لذلك مجمعًا، وكان شيخنا من أعضائه، فرأى في ذلك قضاء على الدين لقصر مدّة الدراسة وكثرة العلوم خصوصا، وأن الطلبة أتراك، والعلوم الدينية تستلزم دراسة اللغة العربية، فما زال يحتال ويمكر، حتى جعل مدة الدراسة اثنتي عشرة سنة غير البدء بسنتين تحضيريتين، وبعد ذلك ثلاث سنوات للتخصّص، فأصبحت المدّة سبع عشرة سنة، وذلك بمعاونة بعض الصلحاء من أعضاء اللجنة، مما أثار حفيظة صنائع الاتحاديين من أعضاء اللجنة، فسعوا في عزل شيخ الإسلام في ذلك العهد محمد أسعد بن النعمان الأخِسيْخَوي، وتعيين خيري أفندي الأركوبي، الذي كان على بغضه للقديم وصرامته ذا ورع ودين إلى حدّ ما، فلم ينل الاتّحادييون مشتهاهم، وصدر قانون الإصلاح محقّقا لرغبات المجمع،

(1)

والإصلاح دائما هو الدعوى التي لجأ إليها الملاحدة إذا أرادوا محاربة الدين الذى يرونه مانعًا لهم من بلوغ مآربهم الفاسدة.

ص: 339

وهادمًا لشهوات المتطرّفين، فلما شمرت الحرب عن ساقها، وكان شيخنا اختير له علوم البلاغة والوضع والعروض والتدريس في معاهد نظامية يوميًا ما عدا يوم الجمعة، أشار عليه بعض أصدقائه من الاتحاديين بأن وجوده في "الآستانة" أثناء الحرب قد يجعله عرضة لبعض الاضطهاد، فقال: إنه يودّ القيام بافتتاح المعهد الفرعي الذي أنشاته الحكومة في "قسطموني" بوسط "الأناضول"، فصدر الأمر بنقله، حيث بقي هناك ثلاث سنوات استقال عقبها، وعاد إلى "الآستانة".

ومما حدث له قبل ذهابه إلى "قسطموني" أن الجامعة أرادت تعيين أحد أساتذتها لتدريس الفقه وتاريخه، فتنافس في ذلك الأساتذة الاتّحاديون، فرأت الإدارة عقد امتحان، وأخبره بالنبأ أحد زملائه، فقدّم طلب الدخول في الامتحان آخر يوم، وأصبح فأدّى الامتحان، وكان الأول في النجاح، ولكنّ الاتّحاديون غاظهم هذا الأمر، فقام أحد كبار نوّابهم.

وكان زميلًا للشيخ في التدريس بالفاتح، واسمه فاضل عارف المتوفّى سنة 1341 هـ، وطلب من وكيل

(1)

المعارف المدعو محمد شكري بك أن يوقف تبليغ موافقته للجامعة، ففعل، فلما علم الشيخ بذلك زاره، وقال له: والآخر يعجب من زيارة خصمه -علمت من الصحف نبأ تعييني، ولما كنت زميلي في التدريس ومن ذوي الجاه الآن، فلا بدّ أن ذلك كان بمساعدتك، واضطرّ عارف إلى مجاراة الشيخ وقبول شكره، وتناسي معاكسته السالفة.

ولما رأى الاتّحاديون أنّه لا مناص من تعيين خصمهم اكتفوا بانتداب أحد الأساتذة لهذه الوظيفة، ولم يعينوا فيها أحدًا، حتى لا يتعرّضوا للنقد

(1)

أي الوزير، وكانت تطلق عليه كلمة الوكيل وقتئذ باعتبار أن كلّ وزير نائب عن السلطان في وزارته، فهو في حكم وكيله.

ص: 340

بتعيين أحد أعوانهم، وتخطّي الناجح الأول، وحتى يتفادوا تعيين عدوّهم في وظيفة جديدة ذات مرتّب حسن.

وعاد الشيخ من "قسطموني" إلى "الآستانة"، وفي طريقه غرق في أقتشه شهر، وكان وصوله إلى "الآستانة" عقب الهدنة مباشرة، فعيّن في دار الشفقة الإسلامية، وهي مدرسة ليلة كبيرة تحت إشراف جمعية خاصة.

وساعده نجاحه في الامتحان السابق الذكر على أن يلي تدريس التخصّص مع صغر سنّه بالنسبة إلى زملائه في تدريس التخصّص، وذلك بعد نحو شهر من اشتغاله بدار الشفقة الإسلامية - واستمرّ في ذلك، حتى انتخب عضوًا في مجلس وكالة الدرس، نائبًا عن معهد التخصّص، وبعد ذلك عُيّن وكيلًا للدرس، ورئيسًا للمجلس المذكور

(1)

إلى أن عُزِل، واستمرّ بعد عزله عضوًا بمجلس وكالة الدرس، لأنه لَمّا عُيّن رئيسا لم يعين بدله في العضوية، فلما عُزل عن الرياسة بقي في العضوية، والتدريس إلى أن غادر "الآستانة"

(2)

قاصدًا "مصر" على الباخرة العباسيّة من بواخر شركة البوستة الخديوية، فوصل "الإسكندريّة" يوم الأحد 13 من ربيع الآخر سنة 1341 هـ الموافق 3 ديسمبر سنة 1351 هـ، ونزل بـ "القباري" أيامًا، ثم سافر إلى "القاهرة"، ونزل بفندق دار السلام بالحي الحسيني أيامًا، ثم انتقل إلى "شبرا"، وسكن منزلا بجوار قسم "شبرا" أشهرًا، ثم سكن بـ "مصر الجديدة" لمدة أشهر أيضًا، ثم عاد إلى "الإسكندريّة"، ومنها رحل رحلته الأولى إلى "الشام" قبل انقضاء عام على يوم وصوله من "الآستانة"، فسافر بالبحر من "إسكندرية" إلى "بيروت"، ومنها بسكة الحديد إلى "دمشق"، حيث مكث بها ما يزيد على سنة، ثم عاد بالسكه الحديديّة إلى "مصر" عن طريق "فلسطين" و"القنطرة"، فنزل

(1)

انظر معنى وكيل الدرس، وسبب عزل الأستاذ في الفصل الآتي.

(2)

انظر سبب مغادرته الآستانة في الفصل الآتي.

ص: 341

بـ "حلوان" ثم تحوّل إلى مدرسة محمد بك أبي الذهب، المتوفّى سنة 1189 هـ، وهي المعروفة بين العامة باسم تكية الأتراك، وتقع شمال جامع أبي الذهب الكائن في شمال الجامع الأزهر، والمطلّ على ميدان الأزهر. ثم رحل الرحلة الثانية إلى "الشام" سنة 1346 هـ عن طريق "فلسطين" بسكّة الحديد، وأقام بـ "دمشق" حوالي سنة، وعاد بنفس الطريق إلى "مصر" سنة 1348 هـ

(1)

، فنزل بفندق الكلوب المصري بالحيّ الحسيني، فلما التحق بدار المحفوظات المصرية لتعريب الوثائق التركية بعد اختباره نقل سكنه إلى القلعة، ليكون قريبًا من عمله، وهناك حضرت عائلته حيث رآها لأول مرّة منذ مغادرته "الآستانة"، ثم انتقل بعائلته إلى "شبرا"، فـ "حلوان"، فشارع حسن الأكبر، فشارع النزهة بالسكاكيني، فشارع سوق العبّاسية بالمنزل رقم 17، فآخر شارع العباسية بالمنزل رقم 130 حيث زرته لأول مرة سنة 1356 هـ، ثم انتقل إلى رقم 60 من شارع العباسيّة في سنة 1357 هـ، وفي أوائل سنة 1358 هـ انتقل إلى المنزل رقم 63 من شارع

(1)

من أهم من لقيهم في الرحلة الأولى السيّد أبو الخير الحنفي المتوفَى سنة 1343 هـ والمترجم بـ "دمشق" قبل عودته، وهو السيد محمد أبو الخير بن أحمد المتوفّى سنة 1317 هـ ابن عبد الغني، شقيق العلامة ابن عابدين سنة 1252 هـ، ولقي أيضًا السيد محمد بن جعفر الكتاني المالكي المتوفّى سنة 1345 هـ، والشيخ محمد بن سعيد بن أحمد الفرّاء الحنفي المتوفّى سنة 1345 هـ، وهو ابن بنت محمد علاء الدين بن عابدين المتوفّى سنة 1306 هـ، وعلاء الدين هذا هو الذي أكمل حاشية والده على الدرّ، ولقي في رحلته الثانية محمد صالح الآمدى الحنفي المذكور في ص 16 من التحرير الوجيز، كما لقي في رحلته الأولى والثانية كلا من محمد توفيق الأيوبي الحنفي، وكذا محدّث الشام السيد بدر الدين الحسني سمع منه، ولم يستجزه.

ص: 342

العباسية حيث بقي به عشر سنوات، وفي أواسط سنة 1368 هـ انتقل إلى المنزل رقم 3 حارة الروم المتفرّعة من شارع الملك، وانتقل منه بعد أشهر يوم الاثنين 20 من شوّال سنة 1368 هـ إلى المنزل رقم 104 بشارع العباسيّة على يسار السالك من "مصر" إلى "مصر الجديدة" بجوار قسم الواسلي، وبه توفّي.

وكان قد تزوّج بعد اشتغاله بالتدريس، وذلك قبيل الحرب العالمية الأولى بالسيّدة الفاضلة التقيّة، التي شاركته أفراحه وأتراحه وساكنته في هجرته وغربته، وهي لا تشكو ولا تتذمّر، بل كانت مثال المؤمنة الصالحة التقيّة على الرغم مما نالها من بلاء يؤود الجبال، وما نزل بها من أحزام تئطّ منها الجمال، ولم يبن على غيرها طول حياته، ورزق منها ولدًا وثلاث بنات، مات الولد وإحدى البنات بـ "الآستانة" قبل هجرته، وماتت البنتان بـ "مصر".

فأما الآنسة سنيحة، فماتت أثناء إقامته الثانية بـ "حلوان" في 20 من شوّال سنة 1353 هـ بحمّى التيفوئيد، وأما السيّدة مليحة، فقد تزوّجت، ثم طلّقت لسبب صحي، وتوفيت ليلة الأحد من رجب سنة 1367 هـ، وصلّى عليها بالحرم الحسينى يوم الأحد، ودفنت مع شقيقتها، وكانت وفاتها نتيجة ضعف عام من تسلّط مرض السكر على الرغم من صغر سنّها، وظلّت تصلّي إلى ظهر الجمعة، ثم أحسّت بانهيار، فأشهدت والدها أن عليها أداء الصلاة من عصر الجمعة.

فانظر إلى هذه المؤمنة التي تخرج من الدنيا وعليها صلاة يوم واحد بسبب وطأة المرض وشدّة الاحتضار، وقِس هذه الحالة على كثير ممن يدّعون الإسلام، ويزعمون الانتساب إليه، ثم لا يعرفون ما هي الصلاة.

وانظر قبل ذلك كله إلى ذلك الرجل الصالح الذي ربّى أولاده تربية إسلامية صحيحة، ثم احتسبهم عند الله صابرًا راضيًا، واذكر قول رسول الله

ص: 343

صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه، إلا أدخلتاه الجنّة". (الجامع الصغير للسيوطي وحسّنه).

وكان المترجم رضي الله عنه يشكو في سنواته الأخيرة تارة من السكر، وتارة من الضغط، وآونة من الأملاح، وغيرها من أمراض الشيخوخة، على أن ذلك لم يكن ليقعده عن التأليف، ولقاء تلامذته، وتعليمهم، والردّ على الأسئلة، التي كانت تأتيه من المسلمين من مختلف البقاع، وفي السنة الأخيرة من عمره شعر بضعف في بصره، فأجريت له جراحة في إحدى عينيه، ثم أصيب باحتباس البول، ودخل مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية -بالأجر- وغادره في آخر ربيع الآخر، ولما زرته لآخر مرة، وأفطرت عنده يوم الجمعة 27 من رمضان كانت تبدو عليه آثار الضعف، ولكنه كان سليم الحواس، حديد الذاكرة، وأملى عليّ بعض فوائد عن مكتبة طوبقبو بـ "الآستانة"، التى غادرها منذ أكثر من ثلاثين سنة، وفي شوّال عاوده احتباس البول، فدخل المستشفى الإيطالي، وغادره بعد شفائه، وقد أكّد لي الأخ الشيخ عبد الله عثمان أن المترجم ظلّ متمتعًا، بحواسه إلى آخر لحظات حياته.

ولذا فإن من يزعم أنه كفّ قبيل موته يكذب على الله، ويكذب على الأحياء من عباد الله، وفي يوم السبت السابق على وفاته شعر بأعراض الحمّى، فأحضر له الشيخ عبد الله عثمان -وكان يلازمه في المدّة الأخيرة- طبيبًا قرّر بعد فحصه أنه مصاب (بالأنفلونزا) وأمر له بدواء، وفي ليلة الأحد اشتدّت الحرارة، وزاد الضعف، وبعد ظهر يوم الأحد المذكور رأى الشيخ عبد الله أن الحالة تستدعي حضور بعض الإخوان لمعاونته على ما قد يحدث، فنزل قبيل العصر، ولما عاد في الساعة الخامسة إلا ثلثا وجده انتقل إلى رحمة الله تعالى منذ خمس دقائق، أي في الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والثلاثين من بعد ظهر يوم الأحد تاسع عشر ذي

ص: 344

القعدة سنة 1371 هـ إحدى وسبعين، ولم يحضره إلا زوجته التي أوصاها المترجم أن تقرأ الفاتحة عند خروج روحه، وقد نفّذت وصيته، وصُلي عليه قبل ظهر الاثنين 20 منه في الجامع الأزهر، وأم الناس الشيخ عبد الجليل عيسى شيخ كلية اللغة العربية -كان- ودُفِن في قرافة الإمام الشافعي في حوش صديقه الشيخ إبراهيم سليم شارع الرضوان، وهو شارع يتفرّع من الشارع الرئيسي الموصل إلى البساتين، ويتّجه شرقًا إلى الجبل، فإذا دخل فيه السائر مستدبرًا شارع البساتين، مستقبلًا جبل المقطم، وجد الحوش عن يمينه، فإذا دخله وجد حوشًا صغيرا غير مسقوف ويواجه الداخل قبر مكتوب عليه: الفاتحة لروحَي سنيحة ومليحة ابنتي الكوثري في 20 شوّال سنة 1353 هـ - 7 رجب 1367 هـ، وإلي يمين الداخل دفن المترجم في قبر خاص لم تكن عليه كتابة يوم زرته بعد عصر الأربعاء 13 من ذي الحجة سنة 1361 - وقد رأيت عند السيّد حسام الدين القدسي لوحة من الرخام، أعدّت لتوضع على القبر مكتوب عليها ما يأتي:

الفاتحة لروح محمد الزاهد الكوثري، وهو القائل:

يا واقفًا بشفير اللحد معتبرًا

قد صار زائر أمس اليوم قد قُبِرَا،

فالموت حتم فلا تغفل وكن حذرًا

من الفجاءة وادع للذي عبرا

فالزاهد الكوثري ثاوٍ بمرقده

مسترحمًا ضارعًا للعفو

(1)

منتظرا.

توفي في 19 (ذا) من سنة 1371 هـ عن 75 سنة.

وكان رضى الله عنه أملى عليّ هذا الشعر في 27 من رمضان سنة 1371 هـ، وقال: إنه يودّ أن يُكتب على قبره، فكأنه كان يؤذنني بأنّ هذا هو آخر لقاء بيننا في هذه الدنيا الفانية.

وقبره قريب من قبر أبي العباس الطوسي المتكلّم المشهور، رضوان الله عليهما.

(1)

يلاحظ أنه أملى عليّ (للصفح) بدلًا من (للعفو).

ص: 345

هذا هو الرجل الذي فقده الإسلام، وخسره الأحناف، ورزئ فيه العلم، وثكلته المروءه، واستوحش لغيابه الزهد وشغر مكانه بـ "مصر" رضى الله عنه، وأرضاه، وأعلى في جنان الخلد منازله ومثواه.

‌ذكر أهم الأحداث في حياته على ترتيبها الزمني:

فأوّلها: حادث الغرق بـ "أقششهر" وتفصيل ذلك أنه عقب الهدنة استقال من عماله في "قسطموني"، وأراد العودة إلى "الآستانة"، وكان الوقت شتاء، ويستحيل السفر بالبرّ لكثرة الثلوج وصعوبة السير -وليس إلا طريق البحر الأسود- فسار من "قسطموني" إلى "إيتابولي"، وهي ميناؤها على البحر، وتبعد عن "قسطموني" نحو مرحلة إلى الشمال، وهناك بعد أن طال انتظاره اضطرّ إلى ركوب باخرة صغيرة قديمة، كانت تسير حينًا، وتلتفّ آخر، حتى وصل إلى ميناء أرَيْلي، وهناك فضل تركها، واستقلّ قاربًا بقصد "أقششهر"، وهي ميناء بلدته "دوزجه"، وتبعد عنها خمس ساعات بالعربة، التي تجرّها الخيل على نيّة أن يبقى ببلدته، حتى يتيسّر له سبيل العودة إلى "الآستانة"، وكانت مغادرة أريلي مع الفجر، وقبيل العصر بدت له ولمن معه من الركاب مدينة "أقششهر"، وبدأ اضطراب البحر، واشتداد هياجه، وما إن أشرفوا على الساحل عن بعد، حتى انقلب بهم الزورق، ولكنهم ظلّوا متمسّكين به، ورآهم من كان على الشاطئ، فهمّوا بإنزال زورق آخر، ولكنهم اضطرّوا إلى العدول لشدّة هياج البحر واضطراب أمواجه، فما كان من اثنين منهم، إلا أن نزلا إلى الماء، وسبحا، ومعهما حبال طويلة، ربطا بها الزورق، وعادا لمن في البرّ لجذبه، وأثناء الجذب اشتدّت الأمواج المثلّثة، وهى: بأن تأتي الموجة تعقبها ثانية، ثم ثالثة متتاليات.

وأدّى ذلك إلى أن أفلت من في البر الحبال، وعاد الزورق إلى وسط البحر كما كان، كل هذا والغرقى مستمسكون بالزورق غير شاعرين بما يُبذل

ص: 346

لإنقاذهم، فلما اشتدّت الأمواج المثلثة أرغمتهم على إفلات الزورق، وهنا بدأ الشيخ يغرق، وكان مما دار بخلده عند انقلاب الزورق أن لو كان غرق بعيدًا لكان أجدى من غرقه هنا، حيث يعثرون على جثته، فيترتّب على ذلك إزعاج والده وأهله، فلما بدأ يغرق قال لنفسه: أهكذا الموت غرقًا بهذه السهولة، كنت أظنّه أشدّ من ذلك، ثم غاب عن وعيه -ولم يقف إلّا على طنين في أذنيه، ثم بدأت حواسّه تعود إليه حتى أفاق، ثم ألزمه منقذوه أن يجري حتى لا يهلك مما تحمّله من شدّة البر ومقاومة الأمواج، ومع وجود كثير يعرفونه لم يعرفه أحد إلا بعد مدّة حين تمت إفاقته، وعاد الدم إلى وجهه- وعلم بعد ذلك أن الرجلين اللذين ربطًا الزورق بالحبال كانا في شبابهما ممن يعمل في البحر، ثم أثريا وتركا تلك الصناعة لعمّال تحت أيديهما، فلمّا شاهدا الحادث -واتّفق عدم وجود أحد غيرهما يحسن الإنقاذ- نزلا وربطا الزورق، ولما اضطرت الأمواج المنقذين إلى إفلات الزورق عادا إلى النزول، وأنقذا جميع الغرقى الذين خرجوا أحياء، ولَم يمت أحد منهم، ولله الحمد.

ولما أراد شيخنا مكافاة الأخوين ماديًا -وذلك لأن الرجلين المنقذين كانا أخوين- قيل له: مهما تكافئهما لن تؤثر مكافأتك عليهما، لأنهما من الثراء بمكان عظيم، ولكن لو توسّطت لدى الحكومة، فشكرت لهما هذا الصنيع لكان أجدي، فلمّا عاد إلى "الآستانة" وسط بعض أصدقائه لدى الصدر الأعظم، فأنعم عليهما بنوط، وأشير إلى ذلك لشهامتهما.

وعلم الشيخ أنهم عند إخراجه ظنّوه قد مات، ولكن أحد الشيوخ قال: اعملوا الواجب بأن تضربوه على رجليه، وتستفرغوا الماء منه، إلى آخر ما يعمل لإنقاذ الغرقي، وما هي إلا هنيهة، حتى أفاق، وعاد إليه شعوره، وكان معه عند الغرق مجموعة من أنفس المخطوطات -بلغ الحرص به عليها- أن نقلها معه من "الآستانة" إلى "قسطموني"، ولم يرد تركها

ص: 347

هناك، فحملها معه حيث غرقت فيما غرق من متاعه -وكان بينها مخطوط- كان من ضمن ما فيه أن كاتبه ذكر أنه رأى (الأمالي) لأبي يوسف القاضي الصاحب المتوفىّ سنة 182 هـ، في قمطر (دولاب) خاص، وأن الكتاب المذكور في ثلاثمائة مجلّد، وكان هذا الحادث في سنة 1337 هـ.

وكانت المخطوطات سالفة الذكر، منها ما هو من مخطوطات القرن السادس، ومنها ما هو من القرن السابع، أي أنها كانت من عيون الذخائر. أما المخطوط الذي ذكر الأمالي، فقد كان مخطوطًا بعد الألف، وليس له تاريخ ولا اسم مؤلف، ولكن الشيخ يرجّح أن مؤلّفه هو العلّامة (نوح القونوي) مُحشّي "درر الحكام شرح غرر الأحكام"، المتوفّى سنة 1070 هـ -والمدفون بـ "مصر" قرب عقبة بن عامر- وكانت الكتابة مبتدئة في كل صفحة من الزاوية، ثم تسير في أسطر مائله، حتى تنتهي في الزاوية المقابلة، وكان هذا المخطوط يحتوى على مجموعة رسائل نادرة من ضمنها رسالة لابن جحر الهيثمي الشافعي، المتوفى سنة 973 هـ في مناقب أبي حنيفة "الخيرات الحسان"، وكان فيه أيضًا رسالة جاء بها أن مؤلّفها رأى في مخطوط قديم رواية عن أبي عاصم العامري القاضي أن الأمالي بالوصف السابق ذكره -ولأبي عاصم هذا "المبسوط" في الفقه الحنفي في ثلاثين مجلّدًا، وذكر عبد القادر القرشي المتوفىّ سنة 775 هـ أنه موجود بمكتبة نور الدين الشهيد بـ "الشام"- وكان هذا المخطوط مما اشتراه شيخنا من تركة شيخه محمد خالص الشرواني، المتوفىّ سنة 1331 هـ -ومما غرق أيضًا يومئذ كتاب "عقيدة الطحاوي" المتوفّى سنة 321 بخطّ ابن العديم صاحب "تاريخ حلب" المتوفى سنة 660 هـ، وعليه سماعات، وغير ذلك من الذخائر والنفائس.

ص: 348

ولَمّا أنقذ الشيخ لجأ إلى "دوزجه" ليستجم بها بضعة أيام، وفي أثناء ذلك وردت له برقبة من "الآستانة" بتعيينه في دار الشفقة الإسلامية، فتوجّه إلى "الآستانة" كما مرّ ذكره.

وثانيها: عزله المشرف من منصب وكالة الدرس، ويحسن أن نذكر معنى الكلمة، وسببها وذلك أن السلطان بايزيد

(1)

الثاني بنى مدرسة، وأمر بأن يدرّس فيها شيخ الإسلام، ومع تطوّرات الزمن عيّن مشايخ للإسلام يجيدون السياسة أكثر من العلم، فكانوا ينيبون عنهم وكيلا لأداء هذا الدرس عُرِف باسم وكيل الدرس، أو (درس وكيلي)، كما يقول الترك، ثم انتهى الأمر بأن أصبح لشيخ الإسلام ثلاثة وكلاء، أحدهم للفتوي، ويسمّونه (فتوى أميني)، أي أمين الفتوى.

والثاني: له الإشراف على العلم والعلماء والمدارس، وهو وكيل الدرس، ووظيفته تقابل منصب شيخ الأزهر بـ "مصر".

والثالث: رئيس التحقيقات الشرعية، ووظيفته ضبط أعلام القضاة والإشراف على الشؤون القضائية، أما تعيين القضاة وعزلهم، فكان بأمر السلطان، بناء على اقتراح شيخ الإسلام وتقرير مجلس القضاء، وكان سبب عزل الأستاذ عن منصب وكيل الدرس أن لجنة مساعدة منكوبي الحرائق بـ "الآستانة" أرادت هدم مدرسة أنشأها السلطان مصطفى الثالث المتوفّى سنة 1187 هـ.

والمشهور باسم لاله لي -لتبني عليها دارًا لإسعاف المنكوبين تكون بمثابة مأوى لهم، وكانت اللجنة برياسة شرف السلطان محمد وحيد

(1)

المتوفّى سنة 918 هـ، وهو ابن السلطان محمد الثاني فاتح مدينة قيصر، المتوفى سنة 886 هـ، ووالد السلطان سليم الأول فاتح مصر سنة 923 هـ، والمتوفى سنة 926 هـ.

ص: 349

الدين

(1)

السادس، ورياسة توفيق باشا، فعارض الأستاذ في هدمها، وطلب من شيخ الإسلام

(2)

أن يعارض، فلم يعمل شيئا، فما كان من الأستاذ إلا أن يرفع دعوى لدى المحكمة لمنع هدم المدرسة، لأنها مستكملة شرائطها، ولا يجوز هدمها إلا بحكم، ووكل عنه محاميين، ورفعها أمام أحد القضاة المطربشين (أي لابسي الطربوش)، لعدم ثقته بالمعمّمين، وأثناء سر الدعوى ولّى توفيق باشا منصب الصدر الأعظم، وحاولوا ثنى الأستاذ عن عزمه، فلم يفلحوا. فاحتجّوا بأن صاحب الحق في رفع الدعوى هو شيخ الإسلام، فأخرج لهم الأستاذ نصّا، بأن المدارس تابعة لوكيل الدرس، فلم يروا بدا من عزله وتعيين سواه، على أنه بقي عضوًا في مجلس وكالة الدرس، الذي كان رئيسه كما مرّ ذكره، فلم يسكت، بل ذهب لمن خلفه، وقال له: إن سكت فبها، ونعمت، وإن لم تسكت، وتنازلت عن الدعوى بعزل المحاميين فثق بأني مهاجمك، فقال له: أنا أسكت، والدعوى تأخذ سيرها، ثم انقلبت الأمور، ودخل الكماليون "الآستانة"، وقبيل دخولهم غادرها الأستاذ، وهدمت المدرسة بعد ذلك فعلًا، وبني مكانها بناء سلم لإدارة الهلال الأحمر، وهذه الدار الآن

(3)

هي مركز الكفر والإلحاد والعياذ بالله، بينما كانت المدرسة المهدومة مسكنًا للطلبة

(1)

وهو آخر سلطان عثماني، وخلفه ابن عمه عبد المجيد الثاني خليفة فقط، بينما تولّى السلطة الفعلية عدو الله كمال رئيسًا للجمهورية، ثم عزل الخليفة، وزالت تلك الدولة، وسبحان من يرث الأرض ومن عليها.

(2)

واسمه نوري أفندي، وهو آخر قاض أرسلته الدولة العثمانية إلى مصر، وبعده انفصلت مصر عن تركيا، كما أنه آخر شيوخ الإسلام بالآستانة، وبعده أُلغي المنصب.

(3)

المراد من (الآن) وقت التدوين في المحرّم سنة 1359 هـ. أما الآن أي في المحرم سنة 1372 هـ فربما يكون الوضع تغير خصوصًا، وقد ألغت الحكومة التركية كثيرا من القيود التي كانت موضوعة لمحاربة الدين الإسلامي.

ص: 350

الذين حصلوا على إجازات علمية، وأصبحوا علماء، ولكن لم يتزوّجوا، فكان يسكنها كل صالح، وكان لشيخنا صديق من حاشية السلطان وحيد الدين، وكان ذلك الصديق صالحًا ومتألّما لهدم المدرسة، فقال له الشيخ: أخبر السلطان أن السلطان مصطفى لاله لي، وإن عرف عنه أنه كان مجنونًا إلا أنه بنى هذه المدرسة المباركة، وفي زمنه احترق جامع الفاتح، فجدّد بناءه، ووقف عليه خيرات جمّة، وله عدّة أوقاف، وصدقات جارية بـ "الآستانة"، فهدم هذه المدرسة المباركة يكون مشؤومًا خصوصًا، وقد بلغني أن السلطان قال: هذا عمل جدّي، ولا بدّ قبل هدمه من بناء سواه.

والآن أقف برهة أُسائل فيها نفسي كم من علماء الإسلام يستطيع -في سبيل ما يعتقده حقًّا- أن يقف في وجه من بيده أدنى سلطان فضلًا عن الوقوف في وجه (جلالة) السلطان -أظنّ أن العدد يكون قليلًا جدًّا- والكوثري كان من هذا القليل النادر.

وكان مرتّب منصب وكيل الدرس خمسة وسبعين جنيهًا عثمانيا ذهبًا في كلّ شهر، وهو مبلغ طائل في تلك الأيام.

وثالثها: اضطراره إلى مغادرة بلاده فارًّا بدينه، وسبب ذلك أن الأستاذ كان من المستمسكين بدينهم، واستلزم ذلك كراهته الاتحاديين لنزعتهم الإلحادية، فلما ولي الأمر الكماليون، وكانوا أشدّ إلحادًا ولا دينيةً وبغضًا للإسلام وعلمائه، وكلّ ما يتّصل به كما ظهر منهم فيما بعده، فقد رأى أن الخبر في مغادرة البلاد مؤقتًا، حتى تهدأ الفتنة خصوصًا، وقد أخبره بعض المخلصين أن هناك مؤامرة لاعتقاله، فخرج من السوق إلى الميناء دون الرجوع إلى منزله، حيث استقلّ الباخرة من "الآستانة" إلى "الإسكندرية"، كما مرّ في الفصل الأول.

ص: 351

ويجمل بي أن أعرض في هذا المقام للإصلاح الفاسد الذي زعمه الكماليون، وفساده أتى من فصلهم الدين عن الدولة، فالدين الإسلامي كما يعمل كلّ من له أقلّ إلمام به ليس بقاصر على صلاة وصوم، ولكنه دين سياسة وتنظيم للمجتمع، فكتب الفقه تبدأ بالعبادات، ولكنها تشمل المعاملات العامّة والخاصة والعقوبات والحظر والإباحة، وكتب السير تبحث في الحرب وأحكامها، وما يترتّب عليها والغنائمُ، ومعاملة غير المسلمين مع مراعاة حقوقهم وحفظ ذمّتهم، وإجمالًا. أقول: إن الدين الإسلاميّ فيه كلّ ما يراد من تحقيق مجتمع إنساني مثالي سعيد، ولا يطلب فصل الدين عن الدولة، إلا الذي لا يعرف ما هو الدين الإسلامي.

وِمِما لا شَكّ فيه أن هذا الحدث أهم أحداث حياته، فقد انتقل فيه من سِعَة دنيوية فانية إلى ضيق، ولكن العكس حدث فيما يتعلق بالآخرة، وهي خير وأبقي، ففضلًا عن أجر مهاجرته إلى الله ورسوله، فقد انتقل من أفق تركي قاصرة على دولة واحدةٍ إلى أفق عالمي يشمل كل المسلمين -وذلك أن وجوده في "مصر" هيأ له الاتّصال بعلماء الإسلام في كثير من البلاد، وهيأ له حرية القول والتأليف، وهيّأ له أن يكون له تلامذة من مختلف الأجناس والبلدان.

فأما الدنيا فقد غادرها، وقد مضى ضيقها الزائل وعسرها الفاني. وأما الآخرة، فقد قام عليها حيث يلقى جزاء ما أفاد عباد الله، وما علمهم، وما نصح لهم به.

وهكذا ترك هذا العالم الجليل وطنه غضبًا لدين الله، ولو نافق الكماليين لعاش معهم كما عاش سواه، ولكنه فرّ بدينه إلى مستقبل غامض، وتلقفته الأحداث بـ "مصر"، فهو حينًا يعيش من ترجمة الوثائق التركية بدار المحفوظات، وآونة يعيش مما تجريه عليه وزارة الأوقاف من الخيرات، وفي كلّ

ص: 352

ذلك تراه صابرًا راضيًا، يشكر الله تعالي، الذي حفظ عليه دينه، ولا يشكو مما كان يتعرض له أحيانًا من نفر، لا خلاق لهم من الأخلاق، يحاربونه في مرتب ضئيل، ويشنّون عليه غارات شعواء، انتهت كلها إلى أن أصبحت هباء، وبقي الشيخ راسخًا رسوخ الطود، ماضيًا فيما عاهد الله تعالى عليه، من ذبّ عن دينه، وحفظ لدعائم تنزيهه، فلا يخرج من الدنيا، حتى يكون سجل تعاليمه الخالدة النافعة الرائعة الناصعة في سطور تآليفه وصدور تلاميذه.

‌وصفه وصفًا دقيقًا:

كان رحمه الله طويل القامة، ضخم الهامة، ممتلئ الجسم في غير بدانة، خفيف العارضين، قصير اللحية، أشيب الشعر، جميل الصورة، حديد السمع والبصر، بديع الذاكرة، جميل الخطّ، فقد كان خطّه يُقرأ بسهوله لضبط قواعده، وحرصه على مواضع النقط من الحروف، فكأن دقته في تحقيقاته وعلمه، كانت تنعكس على الأوراق، حين يرسم عليها حروفا ظاهرة جليّة، وكان يجيد اللغات العربية والتركية والفارسية والجركسية، وكان إذا تكلّم بالعربية تبدو عليه مسحة طفيفة من اللكنة الأعجمية، ولكن كلامه كان واضحًا في عامية العربية وفصيحها، وإذا تكلّم بالفصحى أقام الإعراب، وفي بعض الأحيان كنت آخذًا عليه تعبيرًا أو جملة، فيقول:(أعجمي يا شيخ سيبك من نقده)، حتى إذا ظننت أني ظفرتُ به أتى بشاهد عربي يؤيّد وجهة نظره، ومن ثم أصبحت أنا وكثير من تلامذته لا نعارضه في تعبير لثقتنا بأنه مستند فيه إلى شاهد لغوي متين.

وبالجملة، فقد كان عالي الأسلوب، دقيق العبارة، متين التركيب، يختار من الألفاظ ما يحسن به أداء المعني، كما أنه كان يقول الشعر، ولكنه لم يكن

ص: 353

مبرزًا فيه تبريزه في النثر، وذلك لأنه لم يشغل نفسه به، ولعلّه على حنفيته اقتدى في هذا المقام بالإمام الشافعي

(1)

رضى الله عنه في قوله:

ولولا الشعر بالعلماء يزري

لكنت اليوم أشعر من لبيد

(2)

وكان ذا ذاكرة فذّة، ولا سيما في حفظ الأسماء، فكان إذا سمع شيئًا أو رأى أحدًا مرّة واحدة ذكره، ولو بعد سنوات، وهيّأ له ذلك مع كثرة اطّلاعه على المخطوطات النادرة في "الآستانة"، و "مصر"، و "الشام" أن يصبح حجّة لا يبارى في علم الرجال، وجمع إلى براعته في الحديث، ورجاله مهارة فائقة في علم الكلام، وتنزيه الله سبحانه وتعالي، كما كان أستاذ العصر في علمَي الأصول والفقه، وكان على عبقريته المدهشة يسرّه أن يتعقّبه العلماء -والمراد بالعلماء المدلول الصحيح لهذه الكلمة- وقد ظلّ يذكر السيّد أحمد رافع الطهطاوي المتوفّى سنة 1355 هـ بخير دائمًا، مع أنه تعقّب بعض تعاليقه في "ذيول تذكرة الحفاظ" بمؤلفه "التنبيه والإيقاظ"

(3)

، ولم يغضبه أبدًا تأليف السيد أحمد، لأن شيخنا كان يقصد من تعليقه النفع والإفادة، وتعقّب السيد أحمد كان كذلك.

وكان يردّ على مهاجميه ردًّا يتفاوت بين جملة في ثنايا كتاب وبين مؤلّف خاص، فقد اكتفى في الردّ على مؤلّف "تنبيه الباحث السري"

(4)

بقوله في

(1)

هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس المتوفّى بمصر في سلخ رجب سنة 204 هـ، وعلى قبره قبّة يستجاب فيها الدعاء.

(2)

لبيد شاعر جاهلي مشهور أسلم، وترك الشعر، وهو من أصحاب المعلّقات، توفّي سنة 41 هـ.

(3)

اسمه الكامل التنبيه والإيقاظ لما في ذيول تذكرة الحفاظ، مطبعة الترقي بدمشق، سنة 1348 هـ في 166 صفحة غير التصويبات.

(4)

طبع بمطبعة مصطفى الحلبي بمصر سنة 1368 هـ في 203 صفحة.

ص: 354

ص 48 من "حسن التقاضي"(يأتي في فصل ذكر مؤلفاته): (فمن يشتبه في شئ مما سطرناه

إلى قوله: ويرثى لمن يطلق لسانه بكلّ عدوان في أقدس مكان غير متصوّن مما يوجب تضاعف السيئات، والله ولي الهداية) اهـ. يشير بذلك إلى أن مؤلف "تنبيه الباحث السري" من سكّان البلد الحرام، والواقع أن مؤلفه أراد أن يعاتب شيخنا على تعصّبه للأحناف، فتعصّب في تنبيهه للمالكية، تعصّبًا شديدًا ظاهرًا في مؤلّفه.

كما أنه لما أراد أن يردّ على "طليعة التنكيل"

(1)

ردّ بمؤلفه "الترحيب بنقد التأنيب"، فلما ردّ معلّق "الطليعة" على المترجم بكتابه "حول ترحيب الكوثري بنقد تأنيبه"

(2)

، وحَشَا كتابه سبًّا وشتمًا ترفع المؤلّف عن الردّ عليه تنزّهًا عن مجاراة المهاترة والسباب. ويلاحظ أن المؤلف لم يكتف بسبّ شيخنا فحسب، ولكنه سبّ المصريين عمومًا الذين يزورون مقام الإمام الحسين عليه السلام بـ "مصر"، والسباب ليس من شأن العلماء، والسفه أولى بالجهلاء، وقد مضى الكوثري، وسيمضي شاتموه، بل سنمضى جميعًا، ويبقى علم الكوثري، وشبّ شانئيه لتقارن الأجيال القادمة بينهما، وحينئذ يتبيّن الغثّ من السمين، ويتّضح التافه من الثمين، {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} .

وقد عاش المترجم طول حياته خصمًا لابن تيمية

(3)

، ومذهبه سرد آراء الأستاذ يخرج بالترجمة عن القصد، وهي مبسوطة في كثير من تآليفه وتعاليقه، وعلى الرغم من أن لابن تيمية بعض المشايعين الآن بـ "مصر"، فإنه سيتبين إن

(1)

طبع بمطبعة الإمام بمصر سنة 1368 هـ في 112 صفحة.

(2)

طبع بمطبعة الإمام بمصر في 72 صفحة.

(3)

هو تقى الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، ثم الدمشقي الحنبلي، المتوفّى بدمشق سنة 728 هـ.

ص: 355

عاجلًا وإن آجلًا، ولو يوم تعرض خفايا الصدور، أن ابن تيمية كان من اللاعبين بدين الله، وأنه في جلّ فتاواه كان يتّبع هواه، وحسبك فساد رأيه في اعتبار السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم سفر معصية لا تقصر فيه الصلاة

(1)

.

وقد كان المترجم في كل ناحية تعرض لها بتأليف أو تعليق يفيد وبجيد، وقد يكون هذا ميسورًا لغيره إذا راجع وبحث، ولكن عبقرية المترجم كانت في سرعة ردّه وحضور ذهنه في كل ما يوجّه إليه من أسئلة أثناء المحاورات العلمية المختلفة، فكان دائمًا إما يقطع بالجواب الشافي، أو يحيل إلى المرجع الوافي، وكان إذا تكلّم في موضوع علمي تدفق كالنيل في فيضانه، وحينئذ لست ترى المتكلّم عالما واحدًا بل ولا جماعة من العلماء، وإنما هو دار كتب قيّمة تعرض على روّادها نفائسها في دقّة وترتيب وإبداع وأمانة.

‌تعصّبه المزعوم:

دعاني إلى جلاء هذه النقطة ما نسب إلى الشيخ من التعصّب، والتعصّب لا يعدو أن تكون غايته الاستمساك باليقين، والذبّ عن الدين، فهذا فرض لازم على كلّ مسلم لدينه وعقيدته، أو أن يكون تعصّبًا مذمومًا للهوى ونزغ الشيطان، وهذا ما عصم الله تعالى أستاذنا منه. وكتبه وتآليفه شاهدة جميعها بأن تعصّبه كان لله ورسوله -ونِعم التعصّب هذا، فإن أبا

(1)

انظر عبارته الوقحة بهذا النص في ص 118 من الجزء الأول من مجموع فتاواه، طبع بمطبعة كردستان بمصر سنة 1326 هـ، ولابن تيمية عجائب غير هذه، منها وقوعه في الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فكأنه أراد الجمع بين غلاة النواصب في بغض عليّ عليه السلام ومتطرفي الشيعة في بغض عمر رضي الله عنه.

ص: 356

حنيفة وأتباعه لم يخرجوا عن كونهم من الأمة، ومن خير من دافعوا عن الدين الإسلامي -ورمي المترجم بالتعصّب من خصومه مردود، بأن مذمّة الخصم معلّلة، وتجريحه محجوج لخصومته، وبغضه- والحالة الوحيدة التى قد يرتكز عليها بعض ذوى الهوى هي أن أحد تلامذته أشار إلى ذلك في بعض مطبوعاته، ولكن حتى هذه الحجة منهارة، فإن ذلك التلميذ حرص بعد ذلك على التودّد إلى المترجم والإفادة من علمه والتفاخر بالانتساب إليه إلى يومنا هذا مما يدلّ على اعتذاره مما قال، والفعل يجب القول، والآخر ينسخ الأول، والحسنة تمحو السيّئة.

وقد يقول متورّع -وما أكثرهم حين لا يلزمون وأقلّهم إذا أدلّهم الخطب- قد يقول هذا المتورّع المتزهّد، أفلا نمسك عن قوم مضوا، ولعلّ لهذا السّمّ المعسول بعض الوجه إذا كان أذى المؤذي مات بموته، ولكن الطاعنين على أبي حنيفة لا تزال كتبهم موجودة على توالي القرون، بل زاد انتشارها بطبعها، وقد تجد من يميل إلى زيفها، فالردّ عليها كفيل بقمع المفسد المتهوّر ونفع التائه المتحيّر - والغضب لله لا يكون تعصّبًا، فإن رؤى بعد هذا أنه كذلك فنِعْم التعصّب هذا لأن السفيه إن لم يغلظ له في القول لا ينفكّ مصرًا على سفاهته ولا يفتأ سادرًا في حماقته.

وأىّ ورع يكون في الإمساك عمّن يقول إن إمام ثلثي الأمة فتّان هذه الأمة، وأن جنازته ترى في النوم عليها ثوب أسود، وحولها قسيسون

(1)

- أو أن يلبس جلد كلب، ويتوضأ بنبيذ، ويقول: إن هذه هي صلاة الأحناف

(2)

.

(1)

انظر ص 453 - 454 من الجزء الثالث عشر من تاريخ بغداد طبع بمطبعة السعادة بمصر سنة 1349 هـ.

(2)

انظر ص 56 و 68 من كتاب مغيث الخلق لإمام الحرمين المطبعة المصرية بمصر سنة 1352 هـ.

ص: 357

وأيّ ورع يكون فيمن يقف ملجم اللسان من أجل سواد عيني الخطيب البغدادي

(1)

، أو إمام الحرمين

(2)

، اللذين لم يتورّعا عن ذكر هذه المثالب القذرة التي لا تليق روايتها بحق عوام الناس وفسّاقهم، فكيف بالإمام الجليل الذي تواضع الناس على إجلاله واتّباعه جيلًا بعد جيل.

ويُعْذَر مضطرّ إذا ضاق ذَرْعه

فجرّدَ صَمْصَامًا به يتذَرّع.

فإنّ الذي تَعْيا به من حَمَاقَة

ستُقْنِعه حَتْمًا إذا تَتدرّع.

‌زهده الفريد وعفافه النادر:

كان الكوثري في زهده مثلا حيّا لاسمه زاهد، وكان في عفافه مترفّعا عن الدنيا وعن أهلها إلى حدّ قد لا يتصوّر -ولا أستسيغ أن أذكر هنا بعض ما أعرف من نوادر عفافه، لأنه كان يستحيي من ذكرها، ويتأذّى من الكلام عن عسره- ولذا يكفيني والله سبحانه وتعالى يعلم صدقي أن أقول: إن المترجم كان على قلّة ذات يده، أعفّ من رأيت -وإذا كان التعفّف عن الدنيا في هذا الزمان أضحى متعسّرا على الميسورين، مستحيلًا في حقّ المملقين، فإن الله سبحانه وتعالى أراد خرق هذه الاستحالة، فأوجد لنا معسِرًا عفيفًا، هو الزاهد الكوثري.

ومن فضائله الجمّة عزوفه التامّ عن المماكسة، وقد كتب لي السيّد حسام الدين القدسي، يقول: ضمن كتابه عن الأستاذ لما لقيه عند قدومه

(1)

هو أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الشهير بالخطيب البغدادي توفي في بغداد سنة 463 هـ، وله تاريخ بغداد طبع بمصر في أربعة عشر مجلدا، وقع في الجزء الثالث عشر منه وقيعة بذئية في إمامنا أبي حنيفة رضي الله عنه.

(2)

هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني المعروف بإمام الحرمين، له كتاب مغيث الخلق في ترجيح القول الحق، جرح فيه مذهب الأحناف تجريحًا كاذبًا سخيفًا.

ص: 358

لـ "دمشق" أول مرة- في دار الكتب الظاهرة (وعاشرته، فرأيت من خلقه أنه لا يساوم بائعًا، ولكن إذا تحقّق من غشّه تركه ولم يعامله. وأخبرني الشيخ عبد الله الحمصي أنه كان في مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية يعطى ثلاثة من الممرضين ثلاثين قرشًا يوميّا، ويعطي اثنين يساعدانه في الحمام للغسل كلّ أسبوع مائة قرش لمرة واحدة، يغتسل فيها في الأسبوع، ويساعدانه على تنظيف جسمه، ويقول للشيخ عبد الله: جرت عادة بعض المنتمين إلى سلك المشايخ أو العلماء على التقتير الشحّ والمساومة و

فيجب أن نقتلع من رؤوس الناس هذه الفكرة عنهم اهـ).

قلت: وبهذه المناسبة أذكر أن سبب حرصي على التعرّف إليه، والتلمّذ عليه، هو أني لقيته بمكتبة المرحوم السيّد محمد أمين الخانجي، المتوفّى سنة 1358 هـ، وهو يلحّ على الخانجي في أن يأخذ أكثر مما طلب، ويقول له: الكتاب يساوي أكثر، وإنما أنت تحطّ من السعر لأجلي، وهذا أمر لا أقبله، والخانجي يصمّم على الرفض، ويقول: إن الثمن الذى أطلبه فيه ربح لي، فعجبت من هذه المحاورة التي يندر حدوثها قديمًا وينعدم حديثًا، وأحببتُ أن تكون لي صلة بهذا العالم الفاضل الذي لا يريد استغلال علمه في أي ناحية مادية، وقد تَمّ لي ذلك بحمد الله، وكنت أنا الفائز بتلقي العلم على علّامة عصره.

ومما هو مشهور بين عارفيه أنه كان لا يقبل أجرًا على تعليمه أحدًا، ولا على تصحيحه كتابًا، بل كان قول ما قاله للسيّد حسام الدين القدسي لما عرض عليه مائة نسخة من كل كتاب صحّحه من مطبوعاته:(هل يجتمع هذا مع الأجرة في الآخرة)، فسكت القدسي.

ولما اشتدّت به العلّة في أُخريات أيامه، وأرهقته أسباب العلاج شرع في بيع كتبه، وامتنع بتاتًا من قبول المعاونات المادية، التى عرضها عليه بعض الفضلاء من تلامذته.

ص: 359

وقد عرض عليه في السنة الأخيرة من حياته أستاذان من أساتذة الجامعة، هما أبو زهرة والخفيف أن يلقى بعض الدروس في الشريعة بجامعة فؤاد الأول، فاعتذر وألحا فأصرّ، فلما عاتبته في ذلك، قال: إن هذين الفاضلين عرضا ما عرضاه لاطمئنانهما بأني سأقوم بواجب التدريس كما ينبغي، وصحتي لا تسمح لي بذلك الآن، ولا أستحلّ لنفسي، وقد أوشك الأجل على الانتهاء أن ألتزم القيام بأمر أثق بأني عاجز عنه، اهـ.

قلت: ولو أن كل مسلم امتنع من أخذ أجر ما لا يقوم به لامتلأت خزائن الدول الإسلامية، ولا سيما الحكومة المصرية مما يتوفّر لها من ذلك.

وقد ظلّ طول إقامته بـ "مصر" يؤلّف، ويدرّس، وينصح، ويرشد ما وجد إلى ذلك سبيلًا.

وكان يشير على تلامذته بطبع النافع من الكتب ونشرها، وكان ممن سمع له السيد عزّت العطّار، فطبع كثيرا من نفائس المخطوطات بإشارته.

وكان المغفور له الصديق النبيل الشيخ مصطفى عبد الرزاق يجلّ أستاذنا، ويبجله، ولا غرو، فالفضل يعرفه ذووه، ولما رأى شيخنا حرص شيخ الأزهر على الإفادة من توجيهاته كتب تقريرًا ضمنه ما يراه لإصلاح الأزهر، وإحياء علم الحديث الذي اندثر من "الديار المصرية" بعد أن كان فيها أشهر حفاظه.

ولكن موت الشيخ مصطفى في ربيع الأول سنة 1366 هـ جعل هذا التقرير يحفظ ضمن المهملات التي يحفظ فيها كلّ مشروع نافع في "مصر".

ولا يزال التقرير موجودًا، ولعلّ شيخ الأزهر الحالي، وهو ممن يعرفون فضل شيخنا يعمل على بعثه والإفادة مما فيه، والله وليّ التوفيق.

‌في بيان مؤلّفاته وتقدماته وتعاليقه ومقالاته:

تنقسم مؤلّفات الأستاذ إلى قسمين رئيسيين، أولهما: ما ألّفه قبل هجرته من"الآستانة"، والثاني: ما ألّفه بعدها، والغالب على القسم الأول أنه

ص: 360

مخطوط، والثاني على العكس، كما أن مؤلّفات القسم الأول لا ندري عنها شيئا سوى "إرغام المريد" الذي أهدى منه نسخا لتلامذته.

‌القسم الأول

1 -

نظم عوامل الإعراب (باللغة الفارسية)، وهو أول مؤلفاته، مخطوط.

2 -

إزاحة شبهة المعمّم عن عبارة المحرم

(1)

، مخطوط.

3 -

الجواب الوفي في الردّ على الواعظ الأوفى

(2)

، مخطوط.

4 -

تفريج البال بحل تاريخ ابن الكمال

(3)

مخطوط.

5 -

الصحف المنشرة في شرح الأصول العشرة لنجم الدين الطامة الكبرى، مخطوط.

(1)

لشيخ يدعى المحرّم شرح على شرح عبد الرحمن الجامي على كافية ابن الحاجب في النحو فيه عبارة في باب الندبة في المنصوبات، رأى أحد زملاء الشيخ شطب أسطر منها ليستقيم المعنى في نظره، وكان رأي الشيخ إبقاء العبارة كما هى بتأويل مستساغ تصحّ معه العبارة، فألفها رسالة في نحو عشر صفحات.

(2)

في ساحل البحر الأسود بلد يسمى أوف معروف بكثرة الوعاظ، فقصد أحدهم بلدة الأستاذ، واشتهر بحسن الإلقاء، وكان يقسو على الصوفية، وفي يوم أوغل في وعظه بعد الظهر، وكان الشيخ وقتئذ يناصرهم، فاختلى في غرفته، حتى أتمّ رسالة في الردّ عليه في نحو 20 صفحة، وقدمها قبيل ظهر اليوم التالي إلى الواعظ، فكأنما ألقمه الحجر، وأقلع عن الكلام في الصوفية.

(3)

لابن الكمال لغز تاريخي اخترعه يذكر فيه الأسداس والأرباع ونحو ذلك، كان يقول في الربع الثاني من العام الثالث من العقد الرابع من الثلث الثالث، وهكذا، ورسالة الأستاذ هي حل لذلك اللغز ببيان ووضع جداول لشرح المقصود.

ص: 361

6 -

ترويض القريحة بموازين الفكر الصحيحة في المنطق

(1)

، مخطوط.

7 -

قرة النواظر في آداب المناظر

(2)

، مخطوط.

8 -

النظم العتيد في توسل المريد

(3)

، طبع بآخر تاليه في 6 صفحات.

9 -

إرغام المريد في شرح النظم العتيد لتوسّل الْمُريد

(4)

، طبع في الآستانة سنة 1328 هـ في 114 صفحة غير الفهرس والتصويبات.

10 -

إصعاد الراقي على المراقي

(5)

، مخطوط.

11 -

النقد الطامي على العقد النامي على شرح الجامي

(6)

، مخطوط.

12 -

الفوائد الكافية في العروض والقافية

(7)

، طبع وليس عليه اسم المؤلّف.

13 -

تدريب الوصيف على قواعد التصريف، مخطوط.

(1)

نشر اسم هذا الكتاب في ترجمة الأستاذ في تأنيب الخطيب (بمناهج) بدل (بموازين) كما أملى عليّ، ولما سألته عن الصحيح، قال: إنه لا يستطيع الجزم بذلك الآن، وإنما كل ما يذكره أنه ترجمة كتاب معيار سداد الذي ألفه بالتركية الوزير جودت باشا في المنطق.

(2)

هو ترجمة كتاب آداب سداد الذى ألّفه بالتركية جودت باشا أيضًا في المناظرة.

(3)

ألّفه سنة 1318 هـ، وهو في سنة 34 بيتًا.

(4)

ألّفه سنة 1320 هـ.

(5)

يتضمّن تخريج أحاديث مراقي الفلاح ومواضع الأشكال في الكتاب المذكور.

(6)

للشيخ محمد رحمي الأكيني من علماء الآستانة (العقد النامي) في مجلّد في التعليق على الفوائد الضيائية شرح الكافية لعبد الرحمن الجامي نفذه الأستاذ، وسمّى نقده (النقد الطامي) في النحو.

(7)

هكذا أملى عليّ (الكافية)، ولكن جاءت الكلمة في آخر الاستبصار (ص 37)(الوافية).

ص: 362

14 -

تدريب الطلّاب على قواعد الإعراب، مخطوط.

15 -

حنين المتفجع وأنين المتوجع قصيدة في ويلات الحرب العظمى الأولي طبعت.

16 -

إبداء وجوه التعدّي في كامل ابن عدي، مخطوط.

17 -

نقد كتاب الضعفاء للعقيلي، مخطوط.

18 -

التعقب الحثيث لما ينفيه ابن تيمية من الحديث

(1)

، مخطوط.

19 -

البحوث الوفية في مفردات ابن تيمية، مخطوط.

20 -

الروض الناضر الوردي في ترجمة الإمام الرباني السرهندي المتوفّى سنة 1034 هـ، ألّفه بقسطموني، وهو الكتاب الوحيد الذي ألّفه باللغة التركية، مخطوط.

21 -

الْمدخل العام لعلوم القرآن مخطوط في مجلدين، ألّفه بـ"الآستانة"، وهو أهمّ مؤلفاته مطلقًا لما فيه من التقضي والمقارنة والبحث، سواء من ناحية الموازنة بين المفسّرين بالرواية، والمفسّرين بالدراية، ومسالكهم، وفيما يتعلق بجمع القرآن في أدواره الثلاثة (النبي عليه الصلاة والسلام وأبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وما يتعلق برسم القرآن، وقراءاته الأربع عشرة، وطبقات قرّائه، والإلمام العام بما ألّف في القراءة والرسم وتراجم المفسّرين، وذلك على توالي القرون، ولم يكن الشيخ يأسف على شيء أسفه على ضياع هذا الكتاب الذي لا يدري مآله، ولعلّ الله يسهل العثور عليه، فقد أخبرني الأستاذ محمد سامي الخانجي أن كتب الشيخ التى كان يملكها ظهرت أخيرًا في "الآستانة" بعد انقضاء ثلاثين سنة على اختفائها عقب هجرته، مما يدلّ على أنها كانت محفوظة، ولعلّ المدخل يظهر يومًا، ويلاحظ: أن ما ذكر ألّف

(1)

تعقبه فيما نفاه في كتابه منهاج السنة من ورود أحاديث في بعض المواضع مغالطة مع ورود أحاديث فيها.

ص: 363

بعضه بـ "الآستانة"، والبعض بـ "دوزجه"، أثناء العطلة المدرسيةِ، والبعض بـ "قسطموني".

‌القسم الثاني

1 -

رفع الريبة عن تخبّطات ابن قتيبة

(1)

، مخطوط.

2 -

صفعات البرهان على صفحات العدوان

(2)

، طُبع في دمشق بمطبعة الترقي سنة 1348 في 54 صفحة.

3 -

الإشفاق على أحكام الطلاق

(3)

، طُبع في مطبعة مجلة الإسلام في 104 صفحة.

4 -

بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني، طُبع ضمن الرسائل النادرة التي كان يطبعها الخانجي سنة 1355 هـ في 72 صفحة غير الفهارس والتصويبات.

5 -

التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز

(4)

، طُبع بمطبعة الأنوار سنة 1360 هـ في 47 صفحة.

6 -

تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب

(5)

، طُبع سنة 1361 هـ في 200 صفحة غير مقدّمة حافلة في ترجمة الأستاذ.

(1)

ردّ به على ابن قتيبه في مؤلّفه مختلف الحديث الذي وقع فيه التشبيه، والطعن في أبي حنيفة، والنقل عن كتب أهل الكتاب واصفا إياها بالصحة، كقوله: التوراة الصحيحة والإنجيل، ألّفه أوائل مجيئه مصر.

(2)

نقض به ما كتبه السيد محب الدين الخطيب في مجلّة الزهراء.

(3)

ردّ به على نظام الطلاق للشيخ أحمد شاكر.

(4)

وهو ثبته ذكر فيه أسانيده وشيوخه وشيوخهم وترجم لكثير منهم وفيه على صغره فوائد جمّة.

(5)

ردّ به على مفتريات الخطيب البغدادي في الجزء الثالث عشر من تاريخ بغداد عند ترجمته إمامنا أبا حنيفة، مع تذييل في الردّ على ما جاء في حقّ أبي يوسف، ومحمد بن الحسن، والحسن بن زياد اللؤلؤي.

ص: 364

7 -

إحقاق الحق بإبطال الباطل في مغيث الحلق

(1)

، طبع بمطبعة الأنوار سنة 1360 هـ في 66 صفحة.

8 -

أقوم المسالك في بحث رواية مالك عن أبي حنيفة ورواية أبي حنيفة عن مالك، طبع في آخر إحقاق الحق في الصفحات 67 - 72.

9 -

تذهيب التاج اللجيني في ترجمة البدر العيني المتوفّى سنة 855 هـ لَخّصها طابع شرحه للبخاري وطبعها بأوّله.

10 -

الاهتمام بترجمة ابن الهمام، المتوفّى سنة 861 لم يطبع.

11 -

عتب المغترّين بدجاجلة المعمرين، مخطوط.

12 -

تحذير الخلف من مخازي أدعياء السلف، مخطوط.

13 -

قطرات الغيث من حياة الليث المتوفّى سنة 175 هـ، مخطوط.

14 -

الحاوى في سيرة الإمام أبي جعفر الطحاوي المتوفّى سنة 321 هـ، طبع بمطبعة الأنوار سنة 1368 هـ في 43 صفحة.

15 -

فصل المقال في بحث الأوعال، ثم سمّاه فصل المقال في تمحيص أحدوثة الأوعال

(2)

، مخطوط.

16 -

البحوث السنية عن بعض رجال أسانيد الطريقة الخلوتية

(3)

، مخطوط.

(1)

ردّ به على مطاعن إمام الحرمين في مؤلّفه مغيث الخلق التي افترى فيها على الأحناف. (11 و 12) ملخصهما دحض المزاعم المنتشرة بين بعض أرباب الأثبات بخصوص معمرين أعمارًا وهمية تبلغ المئات من السنين، واستعارهما منه الأيوبي بالشام في رحلته الثانية وبقيا عنده.

(2)

يتضمّن الكلام على الحديث الخرافي القائل بأن حملة العرش أوعال، وكانت قامت له ضجة في مصر منذ نحو 12 سنة.

(3)

ألّفه ربيع الآخر سنة 1362 هـ بإشارة الشيخ عبد الخالق الشبراوي المتوفىّ في سنة 1366 هـ، وترجم فيه لثلاثة عشر شيخًا خلوتيًا في 10 صفحات كثيرة، وعندي الأصل الذي بخطّ المؤلّف، ونسخت له صورة أرسلتها إليه.

ص: 365

17 -

نظرة عابرة في مزاعم من ينكر نزول عيسى عليه السلام، مطبعة أمين عبد الرحمن 1262 في 67 صفحة غير التصويبات.

18 -

نبراس المهتدي في اجتلاء أنباء العارف دمرداش المحمدي المتوفّى سنة 929 هـ، مطبعة الأنوار سنة 1364 هـ في 31 صفحة.

19 -

النكت الطريفة في التحدث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفة

(1)

، مطبعة الأنوار سنة 1365 هـ في 273 صفحة.

20 -

رفع الاشتباه عن مسألتي كشف الرؤوس، ولبس النعال في الصلاة، طبع سنة 1396 هـ في 24 صفحة.

21 -

ترجمة العلامة محمد منيب العنتابي

(2)

، المتوفّى سنة 1238 هـ، مخطوطة.

22 -

من عِبَر التاريخ

(3)

، طبع سنة 1367 هـ في 32 صفحة، نشره السيد عزّت العطار.

23 -

حسن التقاضي في سيرة الإمام أبي يوسف القاضي، المتوفّى سنة 182 هـ، مطبعة الأنوار سنة 1368 هـ في 103 صفحة.

24 -

لمحات النظر في سيرة الإمام زفر، المتوفّى سنة 158 هـ، مطبعة الأنوار سنة 1368 هـ في 30 صفحة.

25 -

الإمتاع بسيرة الإمامين الحسن بن زياد، المتوفّى سنة 204 هـ وصاحبه محمد بن شجاع المتوفّى سنة 266 هـ، مطبعة الأنوار سنة 1368 هـ في 70 صفحة.

(1)

ادّعى بن أبي شيبة مخالفة أبي حنيفة لأحاديث صحيحة ي 125 مسألة من أمهات المسائل الاجتهادية، فقام هذا الكتاب بتمحيص أدلّة الطرفين كاشفًا عن كثير من الحقائق في تفاوت الفقهاء، وأطوار الفقه الإسلامي مما له خطره عند الباحثين.

(2)

ألّفها في رمضان سنة 1367 هـ بناء على طلب الفقير.

(3)

تضمنت بحث 8 مسائل تاريخية.

ص: 366

26 -

الترحيب بنقد التأنيب

(1)

، نشرته مكتبة الخانجي سنة 1369 هـ في 52 صفحة.

27 -

محقّ التقوّل في مسألة التوسّل

(2)

، مطبعة الأنوار سنة 1369 هـ في 18 صفحة.

28 -

تعطير الأنفاس بذكر سند ابن أركماس

(3)

، طبع ضمن مجموعة سنة 1369 هـ، مطبعة الأنوار من ص 9 إلى ص 11.

29 -

الإفصاح عن حكم الإكراه في الطلاق والنكاح، طبع ضمن المجموعة السابقة من ص 12 إلى ص 16.

30 -

الاستبصار في تحدّث عن الجبر والاختيار

(4)

، طبع بمطبعة الأنوار في ذي القعدة، سنة 1360 هـ، وهو آخر ما نشره من مؤلّفاته رضي الله عنه، ولعلّه آخرها تأليفًا.

فجملة مؤلّفاته التي أفردها هي 51 مؤلّفا كما مرّ ذكره

(5)

، على أن هناك مؤلّفات سماها، ولكنها طبعت ضمن الكتب التي كانت مؤلّفات الأستاذ بمثابة التعليق، والحواشي لها، وأذكر من ذلك:

(1)

رحّب فيه بالنقد الذي هَدّد به مؤلّف طليعة التنكيل وقد مرّ ذكر ذلك.

(2)

نفى فيه الشرك المزعوم عمّن يتوسلون برسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وهم الوسيلة الحقّة.

(3)

ألّفها بناء على طلب الأخ الفاضل الحاج إبراهيم الختني من علماء المدينة المنوّرة، ولم يحتفظ المؤلّف بصورة، فلمّا استنسخت صورة من الأصل بالمدينة المنوّرة نقلت له صورة طُبع عليها.

(4)

ردّ فيه على الشيخ مصطفى صبري التوقاديّ نزيل مصر، والذي كان شيخًا للإسلام بالدولة العثمانية.

(5)

جاء في ترجمة في أول طبقات ابن سعد ذكر مؤلّفين هما:

ألف: تاريخ مذاهب الفقهاء وانتشارها. =

ص: 367

1 -

لفت اللحظ إلى ما في الاختلاف في اللفظ، وهو مقدّمة وتعاليق على كتاب الاختلاف في اللفظ، والردّ على الجهميّة، والمشبّهة لابن قتيبة، طبعها القدسي بمطبعة السعادة بمصر في 86 صفحة، بما في ذلك الفهارس سنة 1349 هـ.

2 -

تبديد الظلام المخيّم من نونية ابن القيّم، وهو مقدّمة وتعاليق على كتاب السيف الصقيل في الردّ على ابن زفيل للسبكي الكبير، مطبعة السعادة سنة 1356 هـ في 192 صفحة غير الفهارس والتصويبات، كلمة الناشر.

‌تقْدماته وتعاليقه:

لأستاذنا الكوثري رضى الله عنه تقدمات وتعاليق على كثير من الكتب النافعة، وسأكتفي بالكلام على ثلاث منها، ثم أسرد أسماء الباقي نقلًا عن آخر مؤلّفاته الاستبصار، حيث سردها في آخره:

1 -

مقدّمته الحافلة القيّمة على نصب الراية لأحاديث الهداية للحافظ الزيلعي، المتوفّى سنة 762، طبع بـ "مصر" سنة 1357 هـ، وتقع من ص 17 إلى ص 49، ثم من ص 57 إلى ص 60، من الجزء الأول وتعتبر تاريخًا للفقه ومنشأ تطوّراته. فقد استهلها بكلمة عن فقه أهل "العراق" ثم استطرد إلى الرأي والاجتهاد، ثم تكلّم عن الاستحسان، وانتفل إلى شروط قبول الأخبار، ثم استعرض منزلة "الكوفة" من علوم الاجتهاد، وذكر 33 حبرًا من أصحاب علي عليه السلام، وابن مسعود بـ "الكوفة"، ثم انتهى إلى طريقة أبي حنية في التفقيه، وذكر 96 حافظًا من كبار المحدثين الأحناف، وانتهى بكلمة في كتب

= ب: تاريخ الفرق وتأثيرها على المجتمع.

ولم يذكرهما المترجم لي ولذا لا أدري أين ألّفا ولا أعلم شيئًا عنهما.

ص: 368

الجرح والتعديل، والواقع أن هذه المقدمة تعتبر دستورًا جليلًا ومدخلاً مضيئًا للفقه الإسلامي.

2 -

مقدمته لكتاب المقدمات الخمس والعشرون

من دلالة الحائرين لابن ميمون الفيلسوف الإسرائيلي المتوفّى سنة 605 هـ، طبع بمطبعة السعادة بـ "مصر" سنة 1369 هـ، ومقدمة الأستاذ تقع من ص 3 إلى ص 23، وفيها عدّة أبحاث نفيسة خصوصًا عن الشخصيات الإسرائيلية في تاريخ الإسلام مع استطرادات مفيدة نافعة.

3 -

تعليقة قيّمة على مادّة (الجركس) في تعريب دائرة المعارف الإسلامية، وتقع تعليقة الأستاذ في المجلد السادس ص 345 إلى 350، أراد بها تصحيح ما ورد في الدائرة المذكورة عن الجركس، فأجاد، وأفاد على عادته، أما باقي تقدماته وتعاليقه فقد ذكر في ص 38 من مؤلّفه "الاستبصار" بعد سرد أسماء مؤلّفاته، ما نصّه: ومما قدم له وعلق عليه:

1 -

الغرّة المنيفة للسراج الغزنوي الهندي في تحقيق نحو مائة وسبعين مسألة، ردًّا على الطريقة البهائية للفخر الرازي.

2 -

دفع شبه التشبيه لابن الجوزي.

3 -

رسالة أبي داؤد السجستاني في وصف سننه.

4 -

مناقب أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن للذهبي، ومعها أيضا تعليق الأستاذ أبي الوفاء.

5 -

ذيول طبقات الحفاظ للحسيني وابن فهد والسيوطي.

6 -

تبيين كذب المفتري في الذبّ عن الإمام الأشعري لابن عساكر.

7 -

التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية من الفرق الهالكين لأبي المظفر الإسفراييني.

8 -

العالم والمتعلم رواية أبي مقاتل عن أبي حنيفة.

9 -

رسالة أبي حنيفة إلى البتي إمام أهل البصرة في الإرجاء.

ص: 369

10 -

الفقه الأبسط رواية أبي مطيع.

11 -

الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي مع ملء الخروم من كلامه وكلام أصحابه.

12 -

التنبيه والردّ على أهل الأهواء والبدع لأبي الحسن الملطي.

13 -

اللمعة في الوجود والقدر وأفعال العباد لإبراهيم بن مصطفى الحلبي المذاري.

14 -

كشف أسرار الباطنية لمحمد بن مالك الحمادي.

15 -

الروض الزاهر للبدر العيني في سيرة الملك الظاهر (ططر).

16 -

الانتصار والترجيح للمذهب الصحيح لسبط ابن الجوزي.

17 -

شروط الأئمة الستة لمحمد بن طاهر المقدسي والخمسة للحازمي، والتعليقات عليهما مسمّاة بالتعليقات المهمّة على شروط الأئمّة.

18 -

مراتب الإجماع لابن حزم ونقده لابن تيمية.

19 -

النبذ في أصول المذهب الظاهري لابن حزم.

20 -

اختلاف الموطأت للدارقطني.

21 -

كشف المغطّى من فضل الموطأ لابن عساكر.

22 -

العقل وفضله لابن أبي الدنيا.

23 -

الحدائق في الفلسفة العالية للبطليوسي.

24 -

حقيقة الإنسان والروح للجلال الدواني.

25 -

العقيدة النظامية لإمام الحرمين.

26 -

الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به للباقلاني.

27 -

خصائص مسند أحمد لأبي موسى المديني.

28 -

المصعد الأحمد لابن الجزري.

29 -

زغل العلم للذهبي.

30 -

الأسماء والصفات للبيهقي.

ص: 370

‌ومما قدّم له وكتب فيه كلمة:

1 -

شرح مقامة (الحور العين) لنشوان الحميري.

2 -

نثر الدرّ المكنون في فضائل اليمن الميمون للسيد محمد الأهدل شيخ رواق اليمن.

3 -

الدرّ الفريد الجامع لمتفرّقات الأسانيد للسيد عبد الواسع اليماني.

4 -

بيان مذهب الباطنية وبطلانه من كتاب قواعد عقائد آل محمد لمحمد بن الحسن الديامي.

5 -

طبقات ابن سعد من الطبعة المصرية.

6 -

فتح الملهم في شرح صحيح مسلم لمولانا العلامة شبير أحمد العثماني رحمه الله.

7 -

ترتيب مسند الإمام الشافعي للحافظ محمد عابد السندي.

8 -

أحكام القرآن جمع البيهقي من نصوص الإمام الشافعي رضي الله عنه.

9 -

مناقب الإمام الشافعي للحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي الشافعي.

10 -

ذيل الروضتين للحافظ ابن شامة.

11 -

فهارس البخاري لفضيلة الأستاذ الشيخ رضوان محمد رضوان.

12 -

إشارات المرام لكمال الدين البياضي.

13 -

كشف الستر عن فرضية الوتر لعبد الغني النابلسي.

14 -

العالم والمتعلم لأبي بكر الورّاق الترمذي.

15 -

الأعلام الشرقية للأستاذ زكي مجاهد.

16 -

انتقاد المغني عن الحفظ والكتاب للأستاذ حسام الدين القدسي.

17 -

النهضة الإصلاحية للأسرة الإسلامية للأستاذ الكبير مصطفى الحمامي رحمه الله.

18 -

منتهى آمال الخطباء له أيضًا.

ص: 371

19 -

براهين الكتاب والسنة للعلامة العارف بالله الشيخ سلامة العزامي.

20 -

قانون التأويل لحجّة الإسلام الغزالي.

21 -

الثمرة البهية للصحابة البدرية لمحمد سالم الحفناوي.

22 -

كتاب بغداد لابن طيفور.

23 -

الروض النضير في شرح المجموع الفقهي الكبير للسياغي الصنعاني.

قلتُ: وأزيد على ما ذكره ما يأتي:

1 -

منية الألمعي فيما فات من تخريج أحاديث الهداية للزيلعي، للحافظ ابن قطلوبغا، قدم له، وحقّقه، ونشر مذيلًا بتعليقات الحافظ قاسم بن قطلوبغا على النصف الثاني من الدراية، مطبغة السعادة بمصر سنة 1369 هـ.

2 -

إيضاح الكلام فيما جرى للعزّ بن عبد السلام في مسألة الكلام بقلم ولده الشيخ محمد عبد اللطيف، طبعه الأستاذ من نسخته بمطبعة الأنوار سنة 1370 هـ صحّحه، وعلّق بأوله تعليقة.

3 -

الانتفاء في فضائل الثلاثة الأئمّة الفقهاء، علق عليه لغاية ص 88، والكتاب طبع سنة 1350 هـ في 190 صفحة بما في ذلك مقدمة الناشر والفهارس.

وهناك أشياء من هذا القبيل أخفى الأستاذ فيها نفسه، أذكر منها الآتي:

1 -

تعليقاته النفيسة على تاريخ القوقاز الذي طبع تعريبه بمطبعة عيسى الحلبي سنة 1358 هـ. وذكرت منسوبة إلى عالم جركسي جليل.

2 -

مذكرات الأمير محمد علي توفيق، عرّبها، وطبع التعريب في مطبعة عناني سنة 1366 هـ في 57 صفحة، ولم يذكر فيها اسمه.

3 -

بيان الخطوط الجميلة المحفوظة في المتحف الذي أنشأه الأمير محمد على في سراى منيل الروضة المطبوع بمطبعة مصر سنة 1370 هـ في 32 صفحة.

ص: 372

4 -

بعض وثائق تاريخية من عهد ساكني الجنان إسماعيل باشا، وتوفيق باشا، انتقاها، وأمر بترجمتها الأمير محمد علي، وطبعت بمطبعة عناني سنة 1367 هـ في 93 صفحة غير التصويب، وذكر بأولها أنها ترجمة الأستاذ رضي الله عنه، وكان الإفصاح باسمه هنا مخالفًا لما سبق.

وإني أشكر مزيد الشكر كلّ من يتفضّل، فيرشدني إلى ما أكون غفلت عنه من مؤلّفاته خاصة، ومن تقدماته وتعاليقه عامة.

وقد عثر في أوراق المترجم رضي الله عنه على رسالة بخطّه في 16 صفحة، اسمها "المنتقى المفيد" انتقى فيها أشياء من "العقد الفريد في علوّ الأسانيد" تأليف العلامة سيدي الشيخ أحمد بن سليمان الأروادي، المتوفّى سنة 1275 هـ، فرغ منها المترجم في خامس جادى الثانية سنة 1354 هـ، وهي مخطوطة بخطّه كما ذُكر.

كما عثر على نسخة من (حنين المتفجّع) طبع قسطموني سنة 1337 هـ.

وعلى قدر ما بذلته من جهد لحصر مؤلّفات أستاذنا رضي الله عنه وتعاليقه وتقدماته، فإني أستشعر أن منها ما فاتني مضطرّا، وقد نبّهني السيّد حسام الدين القدسي إلى أن الترجمة الموجودة في صدر الجزء الأول من فتاوى السبكى الذي طبعه سنة 1356 هـ، والواقعة في ص 13 - 15 هي من صنع الأستاذ رضى الله عنه، ولكنه لم يرد أن تذكر باسمه لصغرها، وقلّة الجهد المبذول فيها، ولخلوّ الكتاب المطبوع من أيّ مجهود للأستاذ رضي الله عنه، ومن يطالع هذه الترجمة، ولا سيما في أواخر ص 14 يستشف منها روح الكوثري ومقدرته وعلمه وسعة أفقه، وأخيرًا أرجو قبول عذري في ما فاتني وتكرار شكري لمن ينبّهني إليه.

ص: 373

‌مقالاته:

للمترجم رضي الله عنه مقالات كثيرة في فنون متشعّبة، وفي كلّ مقالة منها من الدروس ما يفيد جماعة، وقد كان يُنشر في معظم المجلات التي تتمّشى مع نواحي مقالاته على أنه اختصّ مجلة الإسلام، ثم الشرق العربي بمعظم ما نشر، وقد حرص بعض فضلاء تلاميذه على جمع مقالاته، ونشرها في مجلد مستقلّ، رأوا أن تكون هذه الترجمة في صدره، والله المستعان.

وختامًا أحبّ أن أسجّل أن للمترجم عدّة رسائل علمية، وهذه لا يسهل جمعها، لأنها منتشرة في بقاع الأرض، حيث كان يرسل ردًا إلى مَن يسألونه، ولا أدري إذا كان احتفظ بصورها في أوراقه، أما مراسلاته الخاصّة معي فمحفوظة بفضل الله، ويأتي الكلام عليها في الفصل التالي إن شاء الله.

ويحسن التنويه بأن للأستاذ ترجمة نفيسة للسيّد عزّت العطّار في صدر "تأنيب الخطيب"، وأخرى للأستاذ السراوي في أول "الطبقات الكبرى" لابن سعد طبع "مصر"، وقد كتب لي السيّد عزّت العطّار بأن آخر ما كتبه شيخنا بخطّه الكريم من تقدمات للكتب "تقدمة كتاب جذوة" المقتبس الذي طبعه السيد عزت ونشره.

هذه هي صفحة فخار من سجل حياة مجيدة لرجل عاش يرغب عن دنياه، ويرجو من الله أخراه، رجل نقّاه الله تعالى من الخطايا، كما نقّى الثوب الأبيض من الدنس، والله المسؤول أن يغسله بالماء والثلج والبرد، وأن يكرم نزله بمنّه وفضله.

‌بيان بعض شيوخه:

‌وبعض مأثور كلامه من منظوم ومنثور:

ذكر أستاذنا رضي الله عنه شيوخه وترجم لهم في ثبته "التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجير"، مطبعة الأنوار سنة 1360 بـ "القاهرة"، وأكتفي هنا

ص: 374

بنقل ترجمة خمسة من شيوخه مع ترك الاستطرادات، والاقتصار على ترجمة كلّ شيخ منهم.

فأولهم: والده الشيخ حسن بن علي الكوثري، المولود في "قوقاسية" سنة 1245 هـ، وتلقّى العلم هناك من الشيخ سليمان الأزهري المقرئ، المتوفّى شهيدًا سنة 1277 هـ، والشيخ موسى الصوبوصي، المتوفّى سنة 1276 هـ، والشيخ موسى الحناشي، المتوفىّ سنة 1300 هـ، والشيخ حسن الصححي، المتوفّى سنة 1295 هـ، تلميذ الشيخ الشامل المجاهد الجركسي المشهور، المتوفّى بـ "المدينة المنوّرة" سنة 1287 هـ، ثم هاجر المترجم إلى "البلاد العثمانية" مع طلبته سنة 1280 هـ، وبنى قرية جنوبي "دوزجه" بنحو ثلاثة أميال، وتدعى باسمه إلى اليوم، وبنى بها أيضًا مدرسة كثيرة الغرف لطلبة العلم سنة 1284 هـ.

واجتمع فيها الطلبة، فاستمرّ على تدريسهم إلى أن بنى أشراف مركز "دوزجه" مدرسة في جنب الجامع الجديد بها، فطلبوه ليدرّس بها، فانتقل من القرية إلى "دوزجه" سنة 1303 هـ، فاشتغل بتدريس الطلبة بها، إلى أن بنى خانقاها جانب المدرسة، فانتقل إليه متخلّيًا عن شؤون المدرسة لأنجب تلاميذه، وتفرّغ المترجم لإقراء الفقه والحديث وإرشاد السالكين.

ومن شيوخ المترجم أيضا: الشيخ دولت، المتوفّى سنة 1284 هـ، والشيخ موسى الأسترخاني المكّي، المتوفّى سنة 1302 هـ، صاحب عبد الله الأرزنجاني المكّي، تلميذ مولانا خالد البغدادي، اجتمع به سنة 1287 هـ في موسم الحجّ، وبقي عنده مدّة.

ومن مشايخ المترجم أيضا: الشيخ أحمد ضياء الدين الكمشخانوي، المولود سنة 1227 هـ، والمتوفّى سنة 1311 هـ، وهو عمدة المترجم، وكانت للمترجم، رضي الله عنه يد بيضاء في الفقه والحديث، وقد أقرأ أُمّهات كتب الفقه مرّات و "راموز الأحاديث" مرّات، وكان له شغف عظيم

ص: 375

بـ "صحيح البخاري"، يختمه مطالعة مع "شرحي ابن حجر والبدر العيني"، ثم يعيده، وهكذا.

وقد تلقّى شيخنا من المترجم الفقه والحديث وغيرهما، وأجازه بمروياته عامة، ومنها دعاء الفرج المبارك المسلسل بقول رواته:(كتبته وها هو في جيبي)، توفيّ بـ "دوزجه"، وشيخنا في بلاد الغربة مهاجرًا، وذلك يوم الأربعاء 12 من ربيع الآخر سنة 1345 هـ عن مائة سنة، رضى الله عنه.

وثانيهم: الشيخ إبراهيم حقّي الأكيني، كان آية في الذكاء، وحسن الإلقاء، ولم ير شيخنا مثله في ذلك بين من أدرك من أهل طبقته، وكانت له يد بيضاء في علوم القراءة، والأدب العربي، وكان بارعًا في الأصلين، والمنطق والحكمة، والفقه، تخرّج في العلوم على الشيخ أحمد شاكر المتوفىّ سنة 1315 هـ، وهو عمدته فيها، وقد تخرّج عليه نحو مائتي عالم في الطبقة الأولى.

وكان شيخنا يلازمه في الطبقة الثانية في عدد لا يقلّ عن ذلك، إلى أن مرض في شعبان واستمرّ مريضًا، حتى موته يوم السبت 27 من شوّال سنة 1318 هـ عن 57 سنة، وهو عمدة شيخنا، ويمينه في العلوم من صرف، ونحو، وبلاغةٍ، وأدب، وفقه، وأصول، وتوحيد، ومصطلح، وتفسير، وحديث، ومنطق، وآداب، وحكمة، إلى غير ذلك، مما كان يدرّس في "الآستانة" وقتئذ، رضي الله عنه.

وثالثهم: هو الشيخ على زين العابدين الألَصُوني، المولود سنة 1268 هـ في "الأصونيا" حيث تعلّم مبادئ العلوم في بلده، ثم رحل إلى "إستانبول"، فحضر درس العلّامة رجب الأرناؤطي، ولما توفّي سنة 1289 هـ انتقل إلى درس الشيخ أحمد شاكر، وبه تخرّج في العلوم، وأخذ الحديث عن الشيخ حسن القسطموني.

ص: 376

وتلقّى برهان الكلنبوي، وغيره من المحقّق الشهير عبد الكريم النادر الألبصاني المتوفّى سنة 1300 هـ، ودرّس العلوم في جامع الفاتح.

وتخرّج عنده طبقتان من أهل العلم، الأولى نحو مائة عالم، والثانية نحو مائة وأربعين عالِمًا، وكان آية في الورع، حتى إنه بعد أن أتمّ التدريس في الطبقة الثانية تخلّى عن مرتّبه لبيت مال المسلمين مرتئيًا أنه لم يعد يستطيع التدريس، فلم يبق وجه لصلته من بيت المال، فطار هذا الخبر كلّ مطار، فكثر الزوّارُ، فتوهّم متوهّمون مؤامرة سياسية في المتردّدين إليه، فأصابه بعض أذى إلى أن أذاع بين محبّيه، ألا يزوروه، فامتنع من مقابلة الزوّار لهذا العذر إلى الانقلاب الدستوري في الدولة العثمانية سنة 1326 هـ.

ولَمّا أحيل أمر إصلاح المعاهد الدينية إلى العلّامة محمد خالص الشرواني، المتوفّى سنة 1331 هـ بتعيينه وكيلا للدرس، اختار المترجم في عداد من اختارهم لمجلس الوكالة، فقبل بعد إلحاح شديد، وعاد إلى ساحة التوظيف بالحكومة، وفي سنة 1329 هـ عيّن وكيلا للدرس، ومن نصائحه لشيخنا عندما تخرّج عليه:(إن الدرهم لا يدخل محلًّا إلا ويخرج منه الإخلاص).

ولما توفّي الشيخ إبراهيم الأكيني انتقل الأستاذ بوصية منه إلى الألصوني، حيث أكمل عليه العلوم، ونعته بأنه قدوته ومساعده، وشيخه، وملاذه، توفّي المترجم يوم الجمعة 18 صفر الخير سنة 1336 هـ، ودفن بعد ظهر السبت في مقبرة السلطان محمد الفاتح، رضى الله عنهما.

ورابعهم: الشيخ حسن القسطموني، المولود في بلدة طاطاي سنة 1240 هـ، تخرّج في العلوم على العلّامة أحمد حازم الصغير النوشهري، المتوفّى سنة 1281 هـ حفيد أحمد حازم الكبير، المتوفّى سنة 1160 هـ، وأخذ الحديث والتصوّف عن الكمشخانوي، وهو من أقدم أصحابه، وشارك شيخه في الأخذ عن السيّد أحمد بن سليمان الأروادي المتوفّى سنة 1275 هـ حين ما

ص: 377

ورد "الآستانة" سنة 1266 هـ، وأقام بها سنتين يدرّس الحديث بـ "آيا صوفيا"، كما أخذ المترجم عن الشيخ عبد الفتّاح العقري، أحد أوصياء مولانا خالد البغدادي، دفين صالحين "الشام".

كان من الموفّقين في الإرشاد ونشر الحديث، وسمع شيخنا عليه "راموز الأحاديث" وغيره، وأجازه سنة 1318 هـ بما حوى ثبت شيخ المترجم وبمروّياته عامة، توفّي يوم الخميس 23 من صفر سنة 1329 هـ عن 89 سنة، ودُفن قرب شيخه الكمشخانوي في مقبرة السلطان سليمان، رضي الله عنهم.

وخامسهم: الشيخ يوسف ضياء الدين التكوشي المولود سنة 1245 هـ في "تِكْوَش" بولاية "سلانيك"، ورحل إلى "الآستانة"، ولازم درس العلّامة الحافظ السيّد السيروزي، تلميذ محمد أسعد إمام زاده، ثم تخرّج في العلوم على المحقّق علي الفكري بن بهرام الياقوري المتوفىّ سنة 1293 هـ، تلميذ العلامة سليمان الكريدي المتوفّى سنة 1268 هـ، وتلقّى المترجم المسلسل بالأولية من الشيخ محمد بن علي التميمي المتوفّى بـ "الآستانة" سنة 1287 هـ، وأخذ منه "المطول" في سنتين، وللمترجم غير ذلك المشايخ، إلا أن الياقوري هو عمدته.

وقد سمع شيخنا من المترجم حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وكان المترجم شيخا طوالًا، نيّر الوجه، مهيبًا على سيرة السلف الصالح، ومن مناقبه: أنه كان لا يخاف لومة لائم في بيان الحق، وذلك أن بعض المخذولين من كبار رجال المعارف في حدود سنة 1320 هـ رفع تقريرا عن أن في "ردّ المحتار" لابن عابدين كلمة ماسّة تثير الخواطر، وهى قوله في كتاب الأشربة:"من قال لسلطان زماننا عادل، فقد كفر"، فصدر الأمر بمصادرة الكتاب، فنهض المترجم، ومعه العلّامة محمد فرهاد بن عمر الريزوي المتوفّى سنة 1343 هـ عن 88 سنة، وكان من الشيوخ الهرمين

ص: 378

مثله، وقابلا السلطان عبد الحميد الثاني المتوفّى بعد خلعه سنة 1336 هـ رحمه الله.

وقالا له ما خلاصته: إن العبارة المنسوبة إلى الكتاب موجودة تقريبًا في كلّ كتاب فقهي، وإن مصادرة الكتاب تدمي قلوب المخلصين، ومثل هذا العرض كان يعدّ جرأة بالغة في ذلك العهد، فأمر السلطان بإعادة الكتب إلى أصحابها، ونفى ذلك الموظّف الكبير صاحب التقرير إلى إحدى الولايات البعيدة على أن يكون شاويشًا خادمًا بسيطًا في البلدية.

قلت: إن هذه الحسنة من السلطان الذي كان لا رادّ لأمره وقت ملكه نزولا على حكم عالمين جليلين تغمر في بحرها كثيرًا من سيئاته. اهـ. وتوفّي التكوشي في 29 من صفر سنة 1339 هـ، ودُفن في مقبرة الفاتح، رضي الله تعالى عنهما.

هذه صفحات ناصعة من سير رجال، طلّقوا الدنيا، ورغبوا في الآخرة، طمعا فيما عند الله تعالى من عظيم الأجر، وخالد النعيم، وقد اخترت هؤلاء الخمسة من شيوخ الأستاذ الكثير، وكلّهم كان عظيمًا جليلًا، يجمع بين العلم، والعمل، والتقوى، والصلاح، واقتصرت على هؤلاء عزوفا عن الإطالة، والله سبحانه وتعالى ينفعنا بهم، وبلعومهم التي كانت لشيخنا الكوثري فضل إيصالها إلينا.

وللشيخ الكوثري كما ذكرت من قبل نظم ونثر، وطريقته في النثر يعرفها كلّ من طلب العلم عليه، وكثيرًا ما كنت أقرأ مقالًا، يخفي فيه نفسه، فأستشفّها من عباراته، التي يلتزمها في نثره، وكنت أكتب له بذلك، فكان يعجب في أول الأمر، ثم أخذ يسرّ بعد ذلك - وشعره، كما قلت من قبل لا يليق بقدره خلافا لنثره، فشعره دون المتوسّط، ولكن نثره يعدّ من أبلغ وأجود ما كتب في العربية، على الرغم من أنه لم يكن عربيًا.

ص: 379

فمن مأثور نثره قوله: (اللامذهبية قنطرة اللادينية) وهو قول لو تدبّره المنصف لوجده من جوامع الكلم، فإن للشيطان تلبيسات، وهو يزين للمرء الوقوع في اللمم، ولا يزال به، حتى يجرئه على ارتكاب الكبائر، والمذاهب الإسلامية كلّها توصل إلى السعادة الدنيوية، وإلى الجنة في الآخرة، فهي أشبه بعدّة طرق، توصل إلى مدينة، فالسالك في أيّ طريق منها واصل.

أما الذى يسير في هذا الطريق حينا، ثم يعرج إلى الآخر، ثم يحاول تجربة الثالث، ثم يسعى إلى سلوك الرابع، ينتهي به الأمر إلى التيه في الشعاب، وتلتوي عليه المسالك والطرق، فلا يصل أبدًا.

وكذلك اللامذهبية مهما تزيّنها الوساوس وتزيّف بريقها الكاذب، فإنها تؤدّي إلى التهاون، فالاستخفاف، فالجحود، وذلك لأن الأئمة المتبوعين رضوان الله علهيم التزم كلّ منهم من قواعد الكتاب والسنّة ما فتح الله به عليه، ولهم شروطهم في النسخ، ودرجات الحديث، ومفهوم الحروف والإجماع والتمييز بين الصحابة، وعمل أهل المدينة، والقياس، والاستحسان، وغير ذلك مما يعرفه أهله.

فإذا اتّبع الإنسان مذهبا، فمعنى ذلك أنه رجح أدلّته، فإذا عاد إلى آخر، فمعناه أنه ارتاح إلى براهينه، فإذا انتقل إلى ثالث بدأ الخلط والوسواس يعتريه. أما إذا أراد أن يأخذ من كلّ مذهب ما يوافق هواه، فقد أصبح ممن يحتكمون إلى الهوى، وهوى النفس أعظم أسباب تردّيها وإتعاسها والتشريع لا يكون عن هوى، ومن المستحيل أن تكون في خلق السلف الصالح الذين شرعوا،. وأنا لا أريد التعرّض لعلماء هذا الزمن، ولا أنكر أن منهم الصالح التقي، والعامل النقي، ولكن لا يمكنني ولا يمكن سواي أن يتغافل عن انكباب معظمهم على الدنيا، وحرصهم على زحرفها، وتعلّقهم بأسبابها، فإذا وجد بيننا اليوم من يُضرب ليلي القضاء،

ص: 380

فيعتذر عزوفًا عن مناصب الدنيا،. أو من يمشي في "المدينة المنوّرة" حافيًا، حتى لا يطأ بنعليه موضعًا وطئه النبي صلى الله عليه وسلم، أو من يجلد، لأنه امتنع عن مجاراة الخليفة على ما لا يعتقده في القرآن الكريم، إذا وجد أمثال هؤلاء قبلنا منهم أن يضعوا لنا تشريعًا موحّدًا، ومذهبًا مفردًا، أما والحال كما نرى في كلّ بلاد الإسلام فلنعضّ بالنواجذ على مذاهب السلف الصالح، ولا نحاول خلطها ولا مزجها، فكلّ مذهب منها فيه الغناء والكفاء لجميع التشريعات العصرية من غريبة أو شرقية، ويزيد عليها بسموّ أصله، وطهارة منبعه، واستمداده من الله ورسوله، وليتمسّكْ كلّ منا بمذهبه، كما وصل إليه من سلفه الصالح، ولنعلم أن في اختلافهم من التيسير، والألطاف الخفية ما يجعل الجملة الخالدة (اختلافهم رحمة) من روائع الحكم.

ومن مأثور قول الأستاذ أيضًا: (نفي الوجود بعدم الوجدان ليس بجيد)، وهذه حكمة نفيسة، لأن المرء قد يتعجّل، فيقطع بنفي ما لا يجده، وقد يتابعه سواه، فيشتهر الخطأ، ويكون عليه وزره، أما إذا قطع بما يعلم، وتوقّف فيما يجهل، فإن ذلك يكون أولى بالباحث، وأعود بالنفع عليه وعلى غيره.

ومن مأثور قوله أيضًا: (والفقه صلح لكلّ زمان ومكان في أيام مجد الإسلام، فلا يعقل ألا يصلح لهذا الزمان الذى ظهر فيه للعيان مبلغ الخلل في أنظمة الغرب، حتى أصبحت المجتمعات عرضة للانحلال من فساد تلك الأنظمة)، وذلك في مقدمة مؤلّفه "الإشفاق"، ثم قوله في الصفحة التالية عن مسايرة العابثين بالطلاق بتعبيد طرق لهم: (بل هذه المسايرة تزيد في فتك المرض بهم، وتوجب اتّساع الخرق على الراقع، وتزيل حكمة استباحة الأبضاع بكلمة الله سبحانه من حصول البركة في الحرث والنسل بإقامة كلمة بعض المتفيهقين "المتمجهدين" الذين ليس لأهوائهم قرار مقام كلمة

ص: 381

الله جل جلاله في ذلك، وليس بالأمر الهيّن الخروج عما يفقهه الأئمة المتبرّعون إلى أقوال شذاذ ما صدرت تلك الأقوال منهم إلا غلطًا أو إلى آراء رجال متّهمين أظناء، يسعون في الأرض فسادًا، إذ زيّن الشيطان لهم سوء عملهم، وهذه المسايرة هي التي أدّت إلى تخلّي الفقه عن كثير من أبوابه في المحاكم بأيدي أبنائه الذين عقوه، وليس ذلك ناشئًا من عدم صلاحية الفقه لكلّ زمان ومكان، بدون تقويض دعائمه أو قصّ خوافيه مع قوادمه) اهـ.

ومن مأثور نظمه قوله ضمن قصيدته حنين المتفجّع وأنين المتوجّع، التي طبعها في "قسطموني" في 12 من صفر سنة 1337 هـ، أي بعد أسبوع من الهدنة، التي أنهت الحرب العالمية الأولى، وعدة القصيدة 55 بيتًا، وفيها يقول:

أرض مقدسة عنا قد انتُزعت

آياتها انتبذت فالعيش مملول

أعلامها انتكست صلبانها ارتفعت

تتلى بها اليوم توراة وإنجيل

بلا (صلاح) فهل ترجى استعادتها

وما الصلاح لنا في الكون مأمول

وفي البيت الثالث تورية بين الصلاح ضدّ الفساد، وبين اسم السلطان صلاح الدين يوسف المتوفى سنة 589 هـ، ومستعيد "القدس" من الصليبيين في رجب سنة 583 هـ، وليت شعري ماذا عسى شيخنا قائله، وقد أصبحت الأرض المقدّسة حكرًا لليهود، بعد أن طردوا منها العرب، وباقي سكّانها من مسلمين ونصارى، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

وقوله في مطلع قصيدته التى سمّاها النظم العتيد لتوسّل المريد برجال الطريقة النقشبنذية الخالدية الضيائية:

حَمْدًا لمن أبدع الأكوان من عدم

هو الغفور لعبد عاد بالندم

ثم الصلاة على مهدي طرائقنا

محمد شمس رشد ضاء في الظلم

كذا على الآل والأصحاب قاطبة

هم النجوم فنستهدي بهديهم

ص: 382

يارب سهّل صعابيب السلوك لنا

وجد بفيض ووصل غير منفصم

بجاه أحمدنا الهادي الشفيع غدًا

وذا وسيلتنا في الحلّ والحرم.

وأختم هذا الفصل بقولي: إن أستاذنا رضي الله عنه بلغ قدره في بقاع الإسلام مبلغًا جليلًا، فكان العلماء ينقلون عنه في مصنّفاتهم، كما فعل مولانا ظفر أحمد التهانوي

(1)

في كتابه "إعلاء السنن"، حيث قال في ص 516 من الجزء الحادي عشر طبع الهند سنة 1357 هـ، ما نصّه:"وبعد، فلمّا كان وقوع الطلاق في الحيض ووقوع الطلقات الثلاث بلفظ واحد جملة واحدة مما قد كثر فيه الشغب، واعتنى بالبحث عنه كثير من أهل العلم أصحاب المعالي والرتب، وكان من أحسن ما صنّف في الباب كتاب "الإشفاق على أحكام الطلاق" للعلامة محمد زاهد الكوثري المصري، أطال الله بقاءه، ومتّع المسلمين ببركات أنفاسه القدسية، أحببت أن أذكر هنا ما ذكره مما لم أذكره في "الإعلاء"، ولا الحبيب في "الإنقاذ" ولخّص بعد ذلك أكثر مباحث "كتاب الإشفاق"، ونقل منه عشرات الصفحات، وقوله المصري هو على اصطلاح المحدّثين في ذكر آخر موطن للمترجم، كأن يقال عن ابن منظور الإفريقي ثم المصري -وقد سبق أن الأستاذ الكوثري جركسي الأصل، أناضولي المولد، إستامبولي النشأة، مصري الهجرة والوفاة- وقوله في آخر كلامه: ولا الحبيب في الإنقاذ يقصد حبيب أحمد الكيرانوي مؤلّف "الإنقاذ من الشبهات"

(1)

هو تلميذ حكيم الأمة محمد أشرف على التهانوي المتوفّى سنة 1362 هـ عن مائة سنة، وعن خمسمائة كتاب مطبوع، وخمسمائة محاضرة مطبوعة، وهو الذى أمر تلميذه المذكور، وهو ابن أخته أيضًا بتلخيص كتاب "الإشفاق"، كما أخبرني السيّد حسام الدين القدسي.

ص: 383

في إنفاذ المكروه من الطلقات ضمنه صاحب "إعلاء السنن" في مؤلّفه في الجزء الحادي عشر المذكور آنفًا

(1)

.

والآن وقد فرغت من سرد سيرة رجل طلب العلم لله، وعمل في دنياه بما يسعده في أُخراه، وكان مثالا يُحتذى في إخلاصه وتقواه، وإمامًا يقتدى في دينه وهداه، لا يسعني قبل أن أترك القلم، إلا سؤال الله سبحانه وتعالى، له الرحمة والرضوان، وفسيح الفردوس وأعلى الجنان، وأن يجزيه عن علمه وصبره وجهاده وهجرته خيرًا، وأن يجزل لنا في فقده ثوابًا، ويعظم لنا أجرًا، وأن يوفّقنا لترسّم خطواته، والانتفاع بنفحاته، والإفادة من مؤلّفاته، وأن يفيض علينا من بركاته بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة كلّ مؤمن في الدنيا، وشفيعه في الآخرة، وإمامه إلى الجنّة، وصلى الله على سيّدنا محمد، وعلى آله وصبحه، والحمد لله ربّ العالمين.

‌تلامذته مرتبة أسماء من تعيه الذاكرة منهم على حروف المعجم:

أرى قبل سرد بعض الأسماء التي أعرفها الإشارة إلى أن الأستاذ رضي الله عنه درّس في "الآستانة"، وفي غيرها مدّة طويلة، وأنه كان لا يشاركه، أو يقاربه أحد من أهل طبقته في عدد التلاميذ، الذين كانوا يحضرون حلقات دروسه حيث بلغوا المئات، وإني أشكر كلّ من يتفضّل منهم، فيكتب لي بأسماء من يعرف من زملائه في الحضور على الأستاذ، وعنواني "روضة خيري باشا دسونس بحيرة القطر المصري"، فلعلّي أستطيع سرد أكبر عدد منهم في طبعة مقبلة إن شاء الله تعالى.

هذا فيما يتعلّق بتلامذته الذين حضروا عليه قبل هجرته.

(1)

وأخبرني السيّد حسام الدين القدسي أن شبير أحمد العثماني المتوفّى سنة 1369 هـ وضع جلّ ما في الإشفاق في مؤلّفه (فتح الملهم في شرح مسلم) في باب الطلاق.

ص: 384

أما الذين استجازوه فهم يبلغون المئات أيضًا، وذلك لأن ثبته "التحرير الوجيز" طبع منه 300 نسخة -ولم يبق منه نسخة واحدة تحت يده- بل كان ينوي إعادة طبعه قبيل موته، لكثرة من كانوا يستجيزونه، ويلاحظ أنه كتب إجازات كثيرة قبل طبع ثبته المذكور.

وقد أجازني بأكثر من إجازة بخطّه، كما أن الأستاذ أمين سراج نسخ لنفسه بخطّ يده إجازة وقّع له الأستاذ عليها، كما أفاد السيّد حسام الدين القدسي، فمن ذلك يتبيّن أن المستجيزين زادوا على ثلاثمائة، وأظنّ أن آخر إجازة بثبته حرّرها للأستاذ فؤاد السيّد عمارة بدار الكتب المصرية، وقد أرانيها، وتاريخها في شهر رمضان سنة 1371 هـ، أي قبل وفاة الأستاذ، رضي الله عنه بشهرين.

أما تلامذته بعد هجرته، فإن عددهم قليل، وذلك لأن الأستاذ اشتغل بعد الهجرة بالمطالعة والتعليق والتأليف، ولم يتعرّض للتدريس العام، ولكنّه كان لا يمتنع عن تدريس من يلجأ إليه، كما حدث مع الفقير مؤلّف هذه الرسالة، ومع سواه من الإخوان.

وأنا إذا أكتب أسماء بعض التلامذة، الذين تيسّر لي إحصاؤهم أتبع كلّ اسم ببيان موضع تلمذته، واسم من أخبرني به، إلا إذا كان ذلك معروفًا لدىّ بمشاهدتي، وهذه هي الأسماء:

1 -

حاجي جمال الألَصوني، واعظ في "إستانبول" في جامع السلطان بايزيد، وهو من تلامذة الأستاذ قبل هجرته، كما أفاد القدسي.

2 -

السيّد حسام الدين القدسي، صاحب مكتبة القدسى بـ "مصر"، وناشر "الضوء اللامع" في 12 جزءًا، و"مجمع الزوائد" في عشرة أجزاء، و"شذرات الذهب" في 8 أجزاء، عرفه الأستاذ في رحلته إلى "الشام" بعد

ص: 385

هجرته، وتتلمّذ عليه، وأفاد منه، ونشر بإشارته كثيرًا من الكتب النافعة، وقد اهتمّ بعد موت الأستاذ للقيام بجمع مقالاته والمشاركة في نشرها، وهو الذي جمع لي بعض أسماء تلامذته.

3 -

الشيخ حسين بن إسماعيل أطاي بكلية الشريعة بـ "بغداد" تتلمّذ للأستاذ بعد هجرته، كما أفاده القدسي.

4 -

البرنس حسين خير الدين ابن بنت السلطان عبد العزيز العثماني المتوفّى سنة 1293 هـ -كان من تلامذة الأستاذ قبل هجرته- ورأيته بـ "مصر" بمنزل الأستاذ، يقرأ عليه "دلائل الخيرات" ليستجيزه بها، حرصًا على دوام الصلة العلمية بينهما، فيكون ممن جمع بين الحسنيين، وقد جمع أيضًا بين حسن الخلَق (بفتح الخاء)، وحسن الخلُق (بضم الخاء)، وعليه سمت العلماء وزيّهم، وهيبة الأمراء ووقارهم، وخطّه من أجمل ما رأيت.

5 -

الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة، كان يطلب العلم بـ "الأزهر"، واشتغل بعد تخرّجه بالتدريس في بلدته "حلب"، رأيته أكثر من مرّة بـ "مصر" يسأل الأستاذ، ويستمليه، ويكتب عنه، وبلغ من شدّ تعلّقه به أن نسب نفسه إليه، فهو الشيخ عبد الفتّاح أبو غدّة الحنفي الكوثري، وهو من تلامذته بعد هجرته.

6 -

الشيخ عبد الله بن عثمان الحمصي الجركسي الأصل، وهو الذي لازم الأستاذ في أواخر أيامه حتى موته، ومن المهتمين لجمع ونشر مقالاته، وكان الأستاذ يزوره في غرفته بمدرسة محمد بك أبي الذهب في ميدان الأزهر، وهو من تلامذته بعد هجرته.

7 -

السيد عزّت العطّار الحسيني، ناشر الكتب النافعة، كان يقرأ على الأستاذ تجارب ما ينشره، ونشر له من مؤلّفات "تأنيب الخطيب"، وهو من تلامذته بعد هجرته.

ص: 386

8 -

الشيخ على آق صوي الواعظ في "أزمير"، من تلامذة الأستاذ قبل هجرته، كما أفاده القدسي، وزاد بأنه كان رئيس الوعّاظ، ثم صار مفتيًا بـ "أندرمة" بقرب "إستانبول".

9 -

الشيخ محمد إبراهيم الختني ثم المدني الشهير باسم الحاج إبراهيم الختني، وهو الذي ألف الأستاذ من أجله رسالته في ابن أركماس، كما مرّ في ص 42، حضر "مصر" في أواخر أيام الأستاذ، واجتمع به، وكان ممن صلّوا عليه وشيّعوه، كان شديد التعلّق بالأستاذ، وتتلمذ له بالمكاتبة، وهو في "المدينة المنوّرة"، ثم أراد الله له أن يلقاه قبل موته، فلقيه بـ "مصر"، كما سلف القول.

10 -

الشيخ محمد إحسان بن عبد العزيز من أقدم تلامذة الأستاذ بعد هجرته، كما أفاده القدسي، وهو الآن مدرّس اللغة التركية في جامعة إبراهيم بـ "القاهرة"، وشيخ تكية السلطان محمود في درب الجماميز ومعرب كتاب (العاهل العثماني أبو الفتح السلطان محمد الثاني فاتح "القسطنطينية" وحياته العدلية)، الذي طبع بـ "مصر". سنة 1372 هـ.

11 -

الأستاذ محمد أمين سراج بن مصطفى في كلية الشريعة بالأزهر الشريف بـ "مصر" تركي الأصل، وهو من تلامذة الأستاذ بعد هجرته، وأجازه الأستاذ، كما أفاد القدسي.

12 -

الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب بالإدارة الثقافية التابعة لجامعة الدول العربية، رأيته أكثر من مرة بمنزل الأستاذ يتلقّى منه، ويستفيد، وهو من تلامذته بعد هجرته.

13 -

الشيخ مصطفى عاصم، كان بـ "مصر، وأجازه الأستاذ، كما أفاده القدسي.

ص: 387

فهؤلاء هم تلامذة الأستاذ، الذين وعتهم الذاكرة أو أرشدت إليهم، ولم أذكر اسمي في هذا السجل، لأني كرهت أن أتقدّم عليهم بحكم حروف المعجم - وقد سبق في هذا المؤلّف -أكثر من مرة- أني تتلمّذت للإمام الكوثرى، رضى الله عنه بعد هجرته وأفدت منه كثيرًا لمدة سنوات طويلة.

على أن الكوثري كانت له رسالة نبيلة في الحياة، هي أبقى أثرًا، وأدوم خلودًا من تلامذته، وقد بيّنها في مؤلّفاته، وسيتبين للناس يومًا ما، أن الرجل كان من المجاهدين الصادقين في صمت وإخلاص ويقين، وأنه كان ينشر العلم لوجه الله، ويدافع عن الدين ابتغاء مرضاة الله.

وإذا كانت الظروف جعلت شهرة الرجل، على انتشارها في حياته، أقلّ من حقيقته وفضله، ودون خلقه وعلمه ونبله، إلا أن الأيام كفيلة بإصلاح هذا، وسيأتي يوم إن شاء الله تعالى يعرف فيه الناس جميعًا من هو الكوثري، وما هي مؤلّفاته القيّمة النافعة، المباركة الناجعة، فإن عرف العطر يضوع، ولا يضيع، وأريج الرند مهما حصرته، فإنه ينتشر، ويشيع، وشذا الورد لم يخلق ليحبس، وإنما لينمو، ويذيع.

وإذا أنكر مزكوم نفح العطور، وطيب المسك والعبير، وحاول تجاهل ذلك، فإن الزكام سيزول يومًا ما، ويبقى للطيب أثره الخالد، وعبقه التالد.

والآن وقد تمّ ما التزمته في مقدمة هذا الكتاب، أرى من المناسب ذكر سند الإمام الكوثري في الفقه إلى إمام المذهب رضى الله عنهما. ثمّ إلى إمام الأئمة صلى الله تعالى عليه وسلم، لينتفع به من يتعسّر عليه الحصول على نسخة من "التحرير الوجيز".

كما أني رأيت أن أتّبع هذا السند قصيدة نظمتها يوم الخميس 19 من ذي القعدة سنة 1372 هـ بمناسبة مرور سنة على انتقال الأستاذ، رضي الله عنه إلى رحمة الله تعالى ونعيمه وغفرانه وجواره وجنّاته ورضوانه.

ص: 388

‌سند الإمام الكوثري في الفقه إلى إمام المذهب أبي حنيفة النعمان، ثم إلى إمام الأئمة، وسيّد سادات هذه الأمة:

تفقّه مولانا الكوثري المتوفى بـ "مصر" سنة 1371 هـ على والده، وعلى الأستاذين: الحافظ إبراهيم حقي الأكيني، وعلى زين العابدين الألصوني، كما سلف القول.

فالأول المتوفى سنة 1345 هـ كما مرّ، عن الشيخ أحمد ضياء الدين الكُمُشْخانوي المتوفى سنة 1311 هـ، عن السيّد أحمد بن سليمان الأروادي المتوفى سنة 1275 هـ، عن العلامة محمد أمين الشهير بابن عابدين المتوفى سنة 1252 هـ، وسنده مشهور في ثبته المطبوع، وبهذا السند ساق المترجم إجازته لي بالقدوري. وقد سلفت الإشارة إليها. وفيه هبة الله البعلي المتوفى سنة 1224 هـ، وصالح بن إبراهيم الجينيني المتوفى سنة 1170 هـ وغيرهما من عيون المذهب الحنفي، رضى الله عنهم، وأرضاهم.

والأخيران أي الألصوني المتوفى سنة 1336 هـ، والأكيني المتوفى سنة 1318 هـ، أخذا عن الحافظ أحمد شاكر المتوفى سنة 1315 هـ، عن الحافظ محمد غالب المتوفى سنة 1386 هـ، عن سليمان بن الحسن الكريدي المتوفى سنة 1268 هـ، عن إبراهيم بن محمد الإسبيري المتوفى سنة 1255 هـ، عن على الفكري بن محمد صالح الأخِسْخوي المتوفى سنة 1236 هـ، عن محمد منيب العينتابي المتوفى سنة 1238 هـ، عن إسماعيل بن محمد القونوي المتوفى سنة 1195 هـ، عن عبد الكريم القونوي الآمدي المتوفى سنة 1150 هـ، عن محمد اليماني الأزهري المتوفى سنة 1135 هـ، عن عبد الله بن محمد النحريري، وشمس الدين محمد المحبي القاهري المتوفى سنة 1041 هـ، كلاهما عن علي المقدسي المتوفى سنة 1004 هـ، عن أحمد بن يونس الشلبي

ص: 389

المتوفى 947 هـ، عن عبد البر ين الشحنة المتوفى سنة 921 هـ، عن الإمام كمال الدين بن الهمام المتوفى سنة 861 هـ، عن سراج الدين عمر بن علي قارئ "الهداية" المتوفى سنة 829 هـ، عن علاء الدين السيرامي المتوفى سنة 790 هـ، عن جلال الدين الكرلاني شارح "الهداية"، عن عبد العزيز البخاري صاحب "كشف الأسرار" المتوفى سنة 730 هـ، عن حافظ الدين عبد الله بن أحمد النسفي، المتوفى سنة 710 هـ، صاحب "الكنز"، عن شمس الأئمة محمد بن عبد الستّار الكردري.

ح وأخذ قارئ "الهداية" عن أكمل الدين محمد بن محمود البابرتي، صاحب "العناية" المتوفى سنة 796 هـ، عن قوام الدين محمد بن نصر البخاري المتوفى سنة 711 هـ، عن حافظ الدين الكبير محمد بن محمد بن نصر البخاري المتوفى سنة 693 هـ، عن محمد بن عبد الستار الكردري المتوفى سنة 642 هـ، عن صاحب "الهداية" على بن أبي بكر المرغيناني المتوفى سنة 593 هـ، عن النجم أبي حفص عمر النسفي المتوفى سنة 537 هـ، عن الأخوين البزدويين: فخر الإسلام، وصدر الإسلام، فالأول المتوفى سنة 482 هـ أخذ عن شمس الأئمة السرخسي المتوفى سنة 483 هـ، شارح "السير الكبير"، وصاحب "المبسوط" المطبوع في ثلاثين جزءا، عن شمس الأئمة الحلواني المتوفى سنة 448 هـ، عن الحسين بن خضر النسفي المتوفى سنة 424 هـ، عن محمد بن الفضل البخاري المتوفى سنة 381 هـ، عن عبد الله بن محمد الحارقي المتوفى سنة 340 هـ عن محمد بن أحمد بن حفص المتوفى سنة 264 هـ عن أبيه أبي حفص الكبير المتوفى سنة 217 هـ، كما في "تاريخ بخارى" للنرشخي، عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة 189 هـ.

وأخذ صدر الإسلام المتوفى سنة 493 هـ، عن إسماعيل بن عبد الصادق، عن عبد الكريم البزدوي المتوفى سنة 390 هـ، عن إمام الهدى أبي

ص: 390

منصور الماتريدي المتوفى سنة 333 هـ، عن أبي بكر أحمد الجوزجاني، عن أبي سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني، عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة 189 هـ، عن إمام المذهب أبي حنيفة النعمان المتوفى سنة 150 هـ، عن حماد بن أبي سليمان المتوفى سنة 120 هـ، عن إبراهيم بن يزيد النخعي المتوفى سنة 95 هـ، عن علقمة بن قيس المتوفى سنة 62 هـ، والأسود بن يزيد المتوفى سنة 75 هـ، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، القارئ المقرئ، المتوفى سنة 74 هـ، وقيل: 73 هـ، فالأولان عن عبد الله بن مسعود المتوفى سنة 32 هـ رضي الله عنه، والسلمي عن سيدنا علي عليه السلام المستشهد بـ "الكوفة" في شهر رمضان سنة 40 هـ، وسيدنا علي وابن مسعود عن خاتم النبيين وقائد الغرّ المحجّلين سيّد الأولين والآخرين من ملائكة وجن وإنس وأنبياء ومرسلين، المنتقل إلى الرفيق الأعلى ضحى يوم الاثنين 13، من شهر ربيع الأول سنة 11 إحدى بيب السعشرة، صلَّى الله وسلّم وشرف وكرم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأصفياء المتقين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

ذكرى مرور عام على وفاة فقيد الإسلام الإمام الكوثري بـ "مصر" يوم الأحد 19 من ذي القعدة سنة 1371 هـ، رضى الله عنه.

1 -

مضى العام مذ عاد التقي مودعا

وخلى فراغا خلقه لا نطيقه.

2 -

فراغا تجلى في فراق ترددت

له زفرات القلب حين يذوقه.

3 -

فادمع آماقا وأجزع أنفسا

وأحرق أكبادا وكيف حريقه.

4 -

وأعقبنا بعد التأنس وحشة

وحل محل الرأس في العلم سوقه.

5 -

وغاب عن الدنيا بغيبة زاهد

حديث وتوحيد وفقه عريقه.

6 -

فقد كان مرساة إذا غلب الهوى

وطف على موج الفساد غريقه.

7 -

وكنا إذا هبّت زعازع فتنة

ولاحت بتجسيم الغوي بروقه.

ص: 391

8 -

فزعنا إلى الأستاذ نرجو بيانه

ليذهب زور القول عنا حقيقه.

9 -

فمن يرتجي للدين يحرس دره

ويحميه من زيف تناهي بريقه.

10 -

ويمنع عنه ملحدا ومشبها

ويرتق منه ما تشت فتوقه.

11 -

ويعصم بالبرهان رأي أئمة

ويقصم شريرا تفشى مروقه.

12 -

ويقصي عن الدين الحنيف عصابة

يرفرف طير الشؤم فيما تسوقه.

13 -

تراهم وقد عجوا بمين كضفدع

تضاءل في ضحل وزاد نقيقه.

14 -

سلام على الدنيا فقد زال زاهد

وغيب بدر لا يرجى شروقه.

15 -

ونام شيوخ الدين عن بيضة الهدى

وقامت أساليب النفاق وسوقه.

16 -

فيا رب أرشدنا وأشياخ ديننا

ليبعد عنا فاجر وفسوقه.

17 -

ويا رب أكرمنا بحرمة سيّد

له الجاه إن جاء المخيف يعوقه.

18 -

أضاءت به شرق العقيق مدينة

إليها صبا قلبي وحنت عروقه.

19 -

شفاعته حرز إذا نال لي بها

نزلت بفردوس يجلّ خلوقه.

* * *

‌1965 - الشيخ الفاضل زاهد بن عارف بن جلال اللكنوي الهندي

*.

قرأ على أربعين النووي بـ "مكة" في رمضان سنة أربع وتسعين.

* * *

‌1966 - الشيخ الفاضل المحدّث الكبير الفقيه البارع القاضي زاهد بن

* راجع: الضوء اللامع 3: 232.

ص: 392

المولى القاضي غلام جيلاني بن المولى القاضي نادر دين بن القاضي جنغ باز الحسيني *.

وكان أبوه عالما كبيرا، شاعرا مجيدا.

ولد يوم السبت 24 صفر المظفّر سنة 1313 هـ في "شمس آباد" من أكناف "أتَك" من "باكستان".

تلقّى مبادئ العلم على والده وعمّه، وحصَّل العلوم العصرية في عدّة سنين، وتلقّى العلوم الدينية من الشيخ عبد الرحمن الحميدي، والشيخ عبد الله جان.

ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها على الشيخ سراج الدين الرشيدي، والمفتي جميل أحمد التهانوي، والمفتي ظهور الحق، وغيرهم. ثم ارتحل إلى "جامعة دابيل"، وقرأ "صحيح البخاري" على الإمام أنور شاه الكشميري، وكتب الحديث الأخرى على العلامة بدر عالم الميرتهي، والعلامة إدريس السكهروي.

درّس في عدّة مدارس، وسافر للحجّ إلى بيت الله الحرام سنة 1357 هـ، فحج، وزار الروضة الشريفة بـ "المدينة المنوره". وسافر إلى بنغلاديش للدعوة والتبليغ سنة 1359 هـ.

بايع في الطريقة على يد السيّد حسين أحمد المدني، فهذّب أخلاقه، وكان متواضعا، متخشِعا، صاحب أدب ووقار وهيبة وسكون، مراعيا للشريعة، حافظا لأدب الطريقة، مقبولا عند الخواص والعوام، فصار ذاته الكريم من نوادر الأيام، حسن السمت، مقبول الطريقة، يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، وكان كريم الأخلاق، طاهر اللسان، فأجازه شيخه للإصلاح

* راجع: تذكره علماء أهل السنة والجماعة 2: 180 - 191، ومقالات يوسفي، شخصيات وتأثرات 2: 300 - 320.

ص: 393

والتلقين، ثم بايع على يد شيخ التفسير العلامة أحمد علي اللاهوري بإيماء السيد المدني.

له مؤلفات كثيرة، منها:"معارف القرآن"، و "ضرورة القرآن"، و "شأن الرسول" صلى الله عليه وسلم، و "عقائد حقه"، و "فقه إسلامي"، و "جراغ محمد"، و "سوانح حضرة حسين أحمد مدني"، و "خلاصه فقه حنفي"، و"تذكرة المفسرين"، و"كشكول معرفت"، و "درس قرآن عزيز"، و"من الظلمات إلى النور"، و"قواعد ترجمه قرآن"، و "ديني لغات" و "رسالة المدينة" باللغة العربية، و"روح الباري على تراجم البخارى"، و "زاد آخرت"، و "مقدمة أنوار المشكاة"، و"أصول حسيني"، و "تذكرة ديار حبيب"، و "أصول ترجمة القرآن"، و "أحكام القرآن"، و "رحمت كائنات"، و"أنوار الحديث"، و"آسان تفسير"، و "نجات دارين"، و "جواهر البخاري"، و "درس حديث" و"أحسن الفوائد"، و "شان صحابه كرام"، "مقام محمود"، و "ظل رحماني"، و "فرائض والدين"، "سيرت صحابه"، و"إصلاح رسوم"، و"سنة الأنبياء"، وغيرها من الكتب والرسائل النفيسة.

توفي 6 محرم الحرام 1418 هـ في آخر الليل، روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه.

* * *

‌1967 - الشيخ الفاضل زاهد بن محمد بن أسلم الهروي، الكابلي

*.

* راجع: هدية العارفين 1: 372.

ص: 394

متكلّم.

من آثاره: "حاشية على المواقف في علم الكلام".

توفي سنة 1101 هـ.

* * *

‌1968 - الشيخ الفاضل زاهد ده بالي

*.

عالم ورع في "الديار الرومية" في زمن السلطان عثمان الغازي، جدّ السلاطين

(1)

العثمانية.

* راجع: الفوائد البهية ص 74 - 77.

(1)

هم من أعظم سلاطين الدنيا جلالة، وأشدّهم قوة وآثارا، وأول من ملك في ممالك الروم الأمير عثمان الغازي بن أرطغرل بن سليمان شاه، وله نسب يتصل إلى يافث بن نوح، وكان سليمان باشا سلطانا في بلاد ماهان قرب بلخ، فلما ظهر جنكيز خان، وأخرب بلاد بلخ، وأخرج منها السلطان علاء الدين خوارزم شاه، وتفرقت أهلها في سنة 611 هـ ترك بلاده، وقصد بلاد الروم، وتبعه خلق كثر، وتقاتلوا مع الكفّار في أذربيجان، وغنموا شيئا كثيرا، ثم قصدوا نحو حلب، فوصلوا إلى نهر الفرات أمام قلعة جعبر، قعبروا النهر، فغلب الماء عليهم، فغرق سليمان شاه، فأخرجوه، ودفنوه عند قلعة جعبر، وكان معه أولاده الثلاثة، سنقور وكون طوغدي وأرطغرل، ولما وصلوا إلى موضع يقال له ياسين أوسي رجع سنقور وكون طوغدي إلي بلاد العجم، وتخلف أرطغرل مع أبناءه الثلاثة، وهم كوندزآلب وصادر بني وعثمان، ومكث هناك يجاهد الكفار، ثم أرسل ابنه صادر بني إلى صاحب قونية وسيواس السلطان علاء الدين كيقباد السلجوقي، يستأذنه في الدخول إلى بلاده، فأذن له، وعين لنزولهم جبال طوماينج وجبال هناك، فأقبل أرطغرل مع أربعمائة من =

ص: 395

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قومه، فتوطنوا في قره جه طاغ سنة 685 هـ، وفوّض إليه الأمير علاء الدين أمر قلعة كوتاهية، وكانت بيد الكفار، ففتحها، فازداد عنده قربا و منزلة، ولم يزل أرطغرل يجاهد، ويغزو إلى أن توفي سنة 687 هـ، وفلما سمع السلطان وفاته تأسّف وعين مكانه ولده عثمان الغازي، وكان مولده سنة 656 هـ، وأكرمه، وكان كثير التردّد إلى المولى أده بالي القرماني، فرأى ليلة في منامه أنه خرج من حضن الشيخ أده بالي، فمرّ، ودخل في حضنه، ثم نبتت من سرّته شجرة سدّت الآفاق، وتحتها جبال راسيات وعيون، والناس ينتفعون به، فلما استيقظ وقصّ رؤياه على الشيخ قال الشيخ: له لك البشارة بمنصب السلطنة، وإني زوّجتك بنتي هذه، فقبلها عثمان، وولد له منها أولاد، منهم: أورخان، ثم إن السلطان علاء الدين عظم بناؤه من التاتار، وشاخ وكبر سنّه، فتسلطن عثمان في البلاد التي افتتحها، وقيل: بل أجازه بذلك علاء الدين، وكان هو مجازا من الخلفاء العباسية، وخطب له فيها بالسلطنة ختن الشيخ أده بالي طورسون الفقيه في مدينة قره جه حصار سنة 699، وفي سنة 700 هـ توفي علاء الدين، وتولى مكانه ولده، وكثر الهرج والمرج في بلاده، فلحق غالب عساكره بالسلطان عثمان، وفتح سنة 707 هـ، ناحية مرمرة، وحصن آق حصار وحصن لفكه وغيرها، وفي سنة 712 هـ افتتح حصن كيوه وحصن تكور بيكاري وغيره، وفي سنة 722 هـ حاصر مدينة بروسا، وتوفي سنة 726 هـ، وجلس بعده على سرير السلطنة ابنه أورخان في ابتداء سنة 727 هـ، وكان مولده سنة 678 هـ، وفتح مدينة بروسا، وكان في يد الكفّار، وانتقل إليها، وجعلها دار السلطنة، وبنى بها جامعا، وفي سنة 731 هـ فتح حصون قيون حصاري ومدينة أزنيق وأرنكميد، وكانت بيد الكفار، وفي سنة 758 هـ بعث ولده سليمان إلى طرف روم إيلي للجهاد مع عسكر كثير، ففتحوا حصن جمني ومدينة كليبولي، وهى مدينة جليلة، بينها وبين قسطنطينية ستّ وثمانون ميلا، وتوفي سليمان سنة 760 هـ، وذهب أخوه مراد خان إلى روم إيلي، ففتح مدينة جورلي، بينها وبين قسطنطينية ثلاث مراحل ومدينة =

ص: 396

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ويمتوته، ثم توفي السلطان أورخان سنة 761 هـ، وتولى موضعه ابنه مراد خان، وكان مولده سنة 727 هـ، وفتح مدينة أنكورية من بلاد حلب، وفتح مدينة أدرنة من يد الكفّار، بينها وبين قسطنطينية خمسة وتسعون ميلا، وقتل بعد سنة 791 هـ، وجلس بعده ابنه يلدرم بايزيد خان، وفتح قره طوه، وبلاد أسكوب وقسطموني وقونية وقيصرية وسيواس وأماسية وتوقات ونيكسار وسامسون وغيرها، ودخل تيمور بلاد الروم سنة 804 هـ، ووقع بينهما بقرب مدينة أنقره حرب عظيم إلى أن غلب تيمور، وحبسه، وذهب به معه إلى العجم، فتوفي في أثناء الطريق بمدينة آق شهر سنة 805 هـ، ونقل جسده إلى بروسا، ثم جلس بعده ابنه محمد خان سنة 812 هـ، ومولده سنة 777 هـ، وفتح بعض البلاد، وتوفي سنة 824 هـ، وجلس بعده ابنه مراد خان، وتوفي سنة 855 هـ، وجلس بعده ابنه محمد خان، ولم يزل يهيئ أسباب القتال لفتح قسطنطينية إلى أن فتحها في جمادى الآخرة سنة 857 هـ، بعد المحاصرة إحدى وخمسين يوما، وظهر كنيسة فيها مسماة بايا صوفية، وبنى هناك جامعا، وبنى فيها المدارس الثمان، وفتح غيرها من القلاع الواسعة والبلاد الشامخة، منها: بلاد حسن الطويل سلطان العجم وبلاد كفه، وتوفي سنة 886 هـ، واستقرّ بعده ابنه بايزيد خان، ومولده سنة 852 هـ، وفتح عدّة من البلاد، وبنى الجوامع والمدارس، وفوّض السلطنة في حياته إلى ابنه سليم خان، وانتقل بالملك بعد وفاة أبيه سنة 918 هـ، وفتح بلاد ماردين والموصل وحصن كيفا وجزيرة ابن عمر وغيره، وقصد سنة 922 هـ قتال الغوري ملك مصر والشام وحلب وغيرها، والتقى العسكران بقرب حلب إلى أن قتل الغوري، ودخل هو مدينة حلب، وخطب له فيها، ثم فتح بيت المقدس وغزة وطبرية ورقة وأنطاكية وعينتاب وغيرها، وملك مصر سنة 923 هـ، وتوفي سنة 926 هـ، وتولى بعده ابنه سليمان خان، ومولده سنة 900 هـ، وفتح عدّة من البلاد، وسار إلى بلاد تبريز ونخجوان ومراغة وغيرها من بلاد الشرق، وسافر لفتح قلعة أسكدار سنة 974 هـ، فمرض هناك ومات، وفتحت بعد موته، وجلس بعده ابنه سليم =

ص: 397

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= خان، ومات سنة 982 هـ، وجلس بعده ابنه مراد خان، ومولده سنة 953 هـ، وفتح كثيرا من بلاد العجم وغيرها، وتوفي سنة 1003 هـ، وجلس بعده ابنه محمد خان، وتوفي سنة 1012 هـ، وجلس بعده ابنه أحمد خان هذا ما ذكره أحمد بن يوسف الدمشقي في كتابه "أخبار الدول وآثار الأول"، وقد أطنب الكلام في ذكر وقائعهم وحوادثهم ومحارباتهم ومحاسنهم، فإن شئت الاطلاع على ذلك فارجع إليه، وذكر أبو الفوز محمد أمين البغدادي في كتابه "سبائك الذهب في أنساب العرب" أن وفاة أحمد خان كانت سنة 1026 هـ، وجلس بعده أخوه مصطفى خان، ثم خلع نفسه عن السلطنة، واختار جلوس ابن أخيه عثمان خان بن أحمد خان، فجلس هو سنة 1027 هـ، ومولده سنة 1013 هـ، ثم إن العسكر قاموا عليه، وقتلوه في سنة 1032 هـ، وأعاد عمّه مصطفى، ثم خلع هو نفسه، وجلس مراد خان بن أحمد خان سنة 1032 هـ، ومولده سنة 1021 هـ، وتوفي سنة 1089 هـ، وجلس بعده أخوه إبراهيم خان بن أحمد خان، ومولده سنة 1024 هـ، ولم يزل على السرير إلى أن توفي سنة 1058 هـ، وتولى بعده ابنه محمد خان، ولد سنة 1049 هـ، واستمرّ على ذلك إلى أن خلعوه، وذلك في سنة 1099 هـ، وأجلسوا مكانه أخاه سليمان خان ابن إبراهيم خان، وتوفي سنة 1102 هـ، وجلس بعده أخوه أحمد خان بن إبراهيم خان، وتوفي 1107 هـ، ثم جلس بعده مصطفى خان بن محمد خان، وفي سنة 1115 هـ جلس أحمد خان بن محمد خان، وفي سنة 1143 هـ جلس محمود خان بن مصطفى خان بن محمد خان، وفي سنة 1167 هـ جلس عثمان خان بن مصطفى خان بن محمد خان، وفي سنة 1171 هـ جلس مصطفى خان بن أحمد خان بن محمد خان، وفي سنة 1178 هـ جلس عبد الحميد خان بن أحمد خان بن محمد خان، وفي سنة 1203 هـ، جلس سليم خان بن مصطفى خان بن أحمد خان، وفي سنة 1222 هـ جلس مصطفى خان بن عبد الحميد خان، وفي سنة 1223 هـ جلس محمود خان بن عبد الحميد خان، وفي سنة 1255 هـ جلس ابنه عبد =

ص: 398

كان شيخا كبيرا، لقي العلماء العظام بـ "البلاد القرمانية".

قرأ مدّة على نجم الدين مختار الزاهدي.

وأخذ عن فخر الدين بديع بن منصور القزبني، وعن سراج الدين القزبني،

ثم ارتحل إلى "الشام"، وأخذ عن صدر الدين سليمان بن وهب عن محمود الحصيري عن قاضي خان، وبلغ رتبة الكمال، ودرّس، وأفتى، وعمّر مائة وعشرين سنة.

ومات سنة ستّ وعشرين وسبعمائة.

قال الإمام اللكنوي: سماه أحمد بن مصطفى الشهير بطاشكبري زاده في كتابه "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية" بالمولى أده بالي، وقال قرأ بـ "البلاد القرمانية"، ثم ارتحل إلى "البلاد الشامية"، وتفقّه على مشايخ "الشام"، واتّصل بخدمة السلطان عثمان، ونال عنده القبول التام، وزوّجه ابنته، ماتتْ بعد وفاته بشهر، وكان عالما، عابدا، مقبول الدعوة، كانوا يتبرّكون بأنفاسه الشريفة.

* * *

= المجيد خان، وفي سنة 1277 هـ جلس سلطان زماننا عبد العزيز خان ابن محمود خان، وولادته سنة 1245 هـ، أدام الله دولته، وأحيى به سنته. انتهى ملتقطا. قال اللكنوى رحمه الله تعالى: ووصل الخبر في جمادى الأولى من هذه السنة أن أراكين الدولة أجمعوا على عزله، فعزلوه، وأجلسوا مكانه ابن أخيه مراد خان، فأحاطت بعبد العزيز خان الندامة والحسرة، فأهلك نفسه، رحمه الله تعالى، ونعم الرجل كان.

ص: 399

‌1969 - الشيخ الفاضل زبير بن أبي زبير، الأفغاني، الرامبوري

*.

أحد الفقهاء الحنفية.

كان معدوم النظير في زمانه في استخراج المسائل الجزئية.

ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه "روز نامه".

* * *

‌1970 - الشيخ الفاضل البارع الفقيه المحدث زبير أحمد الديوبندي، رحمه الله تعالى

* *.

ولد سنة 1354 هـ، والتحق بدار العلوم الديوبندية سنة 1364 هـ.

وقرأ الكتب الدراسية من البداية إلى النهاية فيها، وقرأ كتب الحديث سنة 1380 هـ، وتخرج من التخصّصات في العلوم سنة 1382 هـ.

ثم عيّن مدرّسا في مدينة العلوم بـ "ناكبور"، فدرّس، وأفاد هناك أربع سنوات، ثم عيّن مدرّسا في دار العلوم ديوبند سنة 1386 هـ، فدرّس فيها "سنن النسائي"، و"سنن أبي داود"، و"مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب مرارا.

ومن مشايخه: فخر المحدّثين السيّد فخر الدين أحمد المراد آبادى، قرأ عليه "صحيح البخاري"، والعلامة إبراهيم البلياوي، قرأ عليه "جامع

* راجع: نزهة الخواطر 7: 211.

* * راجع: الكلام المفيد للمفتي روح الأمين الفريد بوري ص 534، 535.

ص: 400

الترمذي"، والشيخ بشير أحمد خان البرني، قرأ عليه "صحيح مسلم"، والشيخ فخر الحسن المراد آبادي، قرأ عليه "سنن النسائي"، و"سنن أبي داود"، والشيخ ظهور أحمد، قرأ عليه "موطأ الإمام مالك"، رواية الإمام محمد بن الحسن الشيباني، ورواية الإمام يحيى بن يحيى الليثي المصمودي.

وكان حسن المنظر والمخبر، له صحبة مؤثرة، انتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ.

كان سريع الإدراك، قويّ الحفظ، شديد الانهماك في مطالعة الكتب، والمذاكرة، حريصا على جمع الكتب النفيسة، كثير الإحضار للمسائل الجزئية، وله مشاركة جيّدة في الفقه والأصول والحديث، ونظر واسع على جزئيات المسائل، وكان ذكيا، فطنا، حادّ الذهن، سريع الملاحظة، قانعا، متوكّلا، شديد التعبّد.

ومن تصانيفه: "إيمان النظر في شرح شرح نخبة الفكر"، لم يطبع بعد.

توفي سنة 1418 هـ.

* * *

آخر الجزء السابع

ويليه الجزء الثامن وأوله: رقم 1971 ترجمة الإمام زفر

والحمد لله حق حمده

ص: 401

فهرس الكتب ومؤلفيها

(حرف الألف)

آسان أصول حديث: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

آسان تفسر: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

آسان دينيات: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

أبجد العلوم: رحمة الله بن عبد الله بن إبراهيم العمرى السندي

أبجد العلوم: صديق حسن القنّوجي

إبداء وجوه التعدّي في كامل ابن عدي: زاهد ابن الحسن الحلمي

إتمام النعم على تبويب الحكم: خليل أحمد بن مجيد علي الأنبيتهوي

الإجازات المترجمة بالحروف المعجمة: أبو حفص عمر بن محمد النسفي

الاجتثاث لموحد الطلقات الثلاث: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

أجر البهائم: داود بن محمد الأودني

أجوبة عن اعتراضات كثيرة في شرح الهداية: حميد الدين الحسيني

الأجوبة النفائس في حكم ما اندرس من المقابر: خالد بن محمد أبي الفتح الأتاسي

أحداث الزمان: داود بن محمد الأودني

أحسن الأقوال: حماد الدين بن عماد الدين الكاشاني

أحسن الفتاوى: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

أحسن الفوائد: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

أحسن القضاء في الذبج فوق العقده: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إحقاق الحق بإبطال الباطل في مغيث الخلق: زاهد ابن الحسن الحلمي

أحكام القرآن: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

إحكام الكلام في أحكام الخروج على الإمام: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

أخبار الدول وآثار الأول: أحمد بن يوسف الدمشقي

ص: 402

الاختيارات الخالدية: خليل جواد بن بدر الخالدي المخزومي المقدسي

اختيارات الشفاء: خضر بن علي الآيديني

الأخذ بالرخَص وحكمها: رفيع العثماني بن محمد شفيع الديوبندي

إخسار العادية لفضل معاوية رضي الله عنه: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

الأخلاق وفلسفة الأخلاق: حفظ الرحمن السيوهاروي الهندي

آداب أحمد في السنن الزوائد: رحمان علي بن شير علي الصدّيقي الناروي

الأدب الإسلامي وصلته بالحياة: الندوي

الأدب العربي بين العرض والنقد: الندوي

الأدب المفيد: رضاء الحق بن فيض الحق النَّوَاخَالَوي

أرجوزة في العَروض: خضر بيك بن جلال الدين

إرشاد الأنام بجواب إزالة الأوهام: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

الإرشاد إلى مخرج الضاد: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إرشاد أولي الأبصار إلى شرائط حق القرار: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إرشاد السبيل إلى أنوار التنزيل: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إرشاد السبيل إلى أنوار التنزيل: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إرشاد الطالبين: خير الدين بن محمد زاهد الزبيري السورتي

إرشاد العابد إلى تخريج الأوقات وتوجيه المساجد: رشيد أحمد اللدهيانوي

إرشاد القاري إلى صحيح البخاري: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إرغام العنيد في ميراث الحفيد: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إرغام المريد في شرح النظم العتيد لتوسّل الْمُريد: زاهد ابن الحسن الحلمي

إزاحة شبهة المعمّم عن عبارة المحرم: زاهد ابن الحسن الحلمي

إزالة الأوهام: رحمة الله بن خليل الله العثماني الكِيْرَانوي

إزالة الأوهام عن الرق في الإسلام: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إزالة الريب عن مسئلة علم الغيب: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إزالة الشكوك: رحمة الله بن خليل الله العثماني الكِيْرَانوي

ص: 403

إزالة الغين: حيدر علي بن محمد الفيض آبادي

أساس البراهين في بيان ضروريات الدين: خليل بن أحمد الصديقي البكري الرومي

أسئلة على شرح المفتاح للسيّد الشريف: المولى سيّدي الحميدي

أسئلة على شرح المواقف للسيّد الشريف: المولى سيّدي الحميدي

الاستبصار في تحدّث عن الجبر والاختيار: زاهد ابن الحسن الحلمي

استيناس الآبد بشرح فضل العالم على العابد: رشيد أحمد اللدهيانوي

أسرار الأبرار وأثمار الأشجار: داود المشكاتي الكشميري

الإسلام في مالابار: حفظ الرحمن السيوهاروي الهندي

إسلام كا عادلانه نظام معيشت: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إسلام كا نظام عشر وزكاة: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

الإشفاق على أحكام الطلاق: زاهد ابن الحسن الحلمي

أصحّ الأحاديث في إبطال التثليث: رحمة الله بن خليل الله الكِيْرَانوي

إصعاد الراقي على المراقي: زاهد ابن الحسن الحلمي

إصلاح رسوم: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

إصلاح معاشره: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

إصلاح منكرات: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

أصول ترجمة القرآن: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

أصول حسيني: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

أصول فقه: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

أصول فقه بر محاضرات كا مجموعه: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

إظهار فرائد الأبحر وإيضاح فوائد الأنهر: خليل بن رسولا السينوبي الرومي

إعانة الموحّدين وإهانة الملحدين: رشيد الدين بن أمين الدين الدهلوي

إعجاز عيسوي: رحمة الله بن خليل الله العثماني الكِيْرَانوي

أعدل الأنظار في الشفع بعد الإيتار: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

إعلام الهدى في تحريم المزامير والغناء: خادم أحمد بن حيدر اللكنوي

ص: 404

أعيان الأعيان: جلال الدين السيوطي

الإفاضة: خضر بن محمد الأماسي

الإفاضات العزيزية على المقامات الحريرية: رحمة الله بن محمد عقيل السلهتي

الإفصاح عن حكم الإكراه في الطلاق والنكاح: زاهد ابن الحسن الحلمي

الإفصاح عن خيار فسخ النكاح: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

أقوم المسالك: زاهد ابن الحسن الحلمي

إمام الكلام في تبليغ صوت الإمام: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

الإمتاع بسرة الإمامين الحسن بن زياد: زاهد ابن الحسن الحلمي

إمداد السلوك: رشيد أحمد بن هداية أحمد الأنصاري الرامبوري الكنكوهي

إمرة المرأة في الإسلام: رفيع العثماني بن محمد شفيع الديوبندي

الأمة الإسلامية ومنجزاتها: الندوي

أمنية الإسلام: رحمان علي بن شير علي الصدّيقي الناروي

أنبوب البلاغة: خضر بن محمد الأماسي

الأنساب: السمعاني

انصراف الإمام إلى جهة الأنام: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

أنوار البروق فى أنواء الفروق: حنيف الكنكوهي

أنوار البيان: رضاء الحق بن فيض الحق النَّوَاخالَوي

أنوار الحديث: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

الاهتمام بترجمة ابن الهمام: زاهد ابن الحسن الحلمي

آيات الله الكاملة ترجمة حجّة الله البالغه: خليل أحمد الإسرائيلي السنبهلي

أيام في أمريكه: الندوي

الإيضاح فِي شرح إيضاح الْمعَانِي: حيدر بن مبين بن المحبّ الأنصاري اللكنوي

إيضاح البخاري: رياست علي البجنوري

إيضاح لطافة المقال في تفصيل الجواب: رشيد الدين بن أمين الدين الكشميري

إيقاع الطلقات بإلقاء الجمرات: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

ص: 405

الإيقاف على أسباب الاختلاف: حياة بن إبراهيم السندي المدني

إيمان وكفر كا معيار: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

إيمان النظر في شرح شرح نخبة الفكر: زبير أحمد الديوبندي

(حرف الباء)

البحر الزخّار: وجه الدين أشرف اللكنوي

بحر العروض: خليل بن محمد

البحوث السنية عن بعض رجال أسانيد الطريقة الخلوتية: زاهد الحلمي

بذل المجهود في شرح سنن أبي داود: خليل أحمد بن مجيد علي الأنبيتهوي

بسط الباع لتحقيق الصاع: رشيد أحمد سليم اللدهيانوي

بشارة اللظى لآكل الربا: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

بغية السالك الناسك: حنيف الدين بن عبد الرحمن العمري المكّي

بغية الظمآن في أول ما كان: حنيف الكنكوهي

البلاغ المبين: حفظ الرحمن السيوهاروي الهندي

بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني: زاهد ابن الحسن الحلمي

بهير كي صورت مين بهيريا: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

بيان الدين القيم في تبرئة ابن تيمية وابن القيم: داود بن سليمان البغدادي الخالدي

(حرف التاء)

تاريخ الأدب العربي: الندوي

تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة: زاهد ابن الحسن الكوثري

تاريخ الإسلام: الذهبي

تاريخ أصبهان: أبو الشيخ

تاريخ الأفاغنة: رفيع الدين بن فريد الدين العمري اللكنوي المراد آبادي

تاريخ بغداد: الخطيب أبو بكر البغدادي

تاريخ الجزيرة العربية: الندوي

تاريخ رقي الحكم الإنكليزي: ذكاء الله الدهلوي النانوتوي

ص: 406

تاريخ السند: الترمذي

التاريخ لأصبهان: أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر

التاريخ لأصبهان: أبو نعيم أحمد ابن عبد الله بن أحمد الحافظ

تاريخ مصر: قُطب الدين

تاريخ نيسابور: الحاكم

تاريخ الهند: ذكاء الله الدهلوي النانوتوي

تحذير الخلف من مخازي أدعياء السلف: زاهد ابن الحسن الكوثري

تحرير الثقات لمحاذاة الميقات: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز: زاهد ابن الحسن الكوثري

تحصيل أردو: دلاور حسين بن عبد القادر البَرِيسَالي

تحقيق وتعليق مختارات النوازل: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

تحفة الأدب شرح أردو نفحة العرب: حنيف الكنكوهي

تحفه الإمام في العمل بحديث النبي: حياة بن إبراهيم السندي المدني

تحفة الخليل إلى طالب فن الخليل: خليل بن محمد

تحفة القاري: رحمة الله بن محمد عقيل السلهتي

تحفة الكرام: روح الله البهكري السندي

تحفة مقبول في الشمائل: رحمان علي بن شير علي الصدّيقي الناروي

تدريب الطلّاب على قواعد الإعراب: زاهد ابن الحسن الكوثري

تدريب الوصيف على قواعد التصريف: زاهد ابن الحسن الكوثري

تذكرة الأصفياء: رحمة الله بن غلام محمد البكري البجنوري اللكنوي

تذكرة ديار حبيب: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

تذكرة علماء الهند: رحمان علي بن شير على الصدّيقي الناروي

تذكرة المشايخ: رفيع الدين بن فريد الدين العمرى اللكنوي المراد آبادي

تذكرة المفسرين: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

تذكرة الملوك: رفيع الدين بن فريد الدين العمري اللكنوي المراد آبادي

ص: 407

تذهيب التاج اللجيني في ترجمة البدر العيني: زاهد ابن الحسن الكوثري

تربيت أولاد: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

التربية والمجتمع: الندوي

ترجمة العلامة محمد منيب العنتابي: زاهد ابن الحسن الكوثري

ترجمة علم الصيغة: رفيع العثماني بن محمد شفيع الديوبندي

ترجمة عين العلم: رفيع الدين بن فريد الدين العمري اللكنوي المراد آبادي

ترجمة لتجريد البخاري للعلامة الزبيدي: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

ترجمة لصحيح البخاري: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

ترجمة مشارق الأنوار: خرّم علي البلهوري

الترحيب بنقد التأنيب: زاهد ابن الحسن الكوثري

ترويض القريحة بموازين الفكر الصحيحة في المنطق: زاهد ابن الحسن الكوثري

التسهيل: خضر بن علي الآيديني

تسهيل الفرقان: حفظ الرحمن السيوهاروي

التسهيل للغوامض فى شرح مسائل الفرائض: خليل بن علي النجّاري اليمني

تسهيل الميراث: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

تشطير البردة: داود بن سليمان البغدادي الخالدي

تعطير الأنفاس بذكر سند ابن أركماس: زاهد ابن الحسن الكوثري

التعقب الحثيث لما ينفيه ابن تيمية من الحديث: زاهد ابن الحسن الكوثري

تعليقات على الدرر والغرر: حيدر بن إبراهيم الحميدي القسطنطيني

تعليقات على سنن أبي داود: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

تعليق التعليق: حماد بن عبد الرحيم المارديني الأصل المصري

تعليم المتعلم طريق التعلم: برهان الإسلام الزرْنوجي

تصفية القلوب: رشيد أحمد بن هداية أحمد الأنصاري الرامبوري الكنكوهي

تعليم الفقه: رضاء الحق بن فيض الحق النَّوَاخَالَوي

التعليقات النافعة على فتح الملهم: رفيع العثماني بن محمد شفيع الديوبندي

ص: 408

تفريج البال بحل تاريخ ابن الكمال: زاهد ابن الحسن الحلمي

التفريق بين التقييد والتعليق: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

التفسير الأمينية: روح الأمين البشير هاتي

تَفْسِير سُورَة تبَارك: خَلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

تَفْسِير سُورَة الْملك: خَلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

تفسير سورة يوسف: دين محمد بن نور الله خان الدَاكُوِي

تفضيل الأصحاب: رشيد الدين بن أمين الدين الكشميري الدهلوي

تقسيم وراثت كى أهمية: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

تكملة آثار السنن: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

تكميل الصناعة: رفيع الدين عبد الوهّاب العمري الدهلوي

التمهيدات: مسعود بيك صاحب

تنزيه الشريعة: علي بن محمد بن غريق الخطيب المدني

تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة: رحمة الله بن عبد الله العمري السندي

تنمية الخير في التضحية عن الغير: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

تنوير السلّم: حنيف بن أبي الحنيف الدهمتوري

تنوير العيون: رمضان بن موسى العطيفي

توضيح العقائد: حنيف بن أبي الحنيف الدهمتوري

توقيع الأعيان على حرمة ترقيع الإنسان: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

التهذيب: المزّي

تهذيب التهذيب: حماد بن عبد الرحيم المارديني الأصل المصري

(حرف الثاء)

الثقات: ابن حبّان

الثقافة الإسلامية المعاصرة: الندوي

(حرف الجيم)

جامع الأزهار ولطائف الأخبار: رجب بن أحمد الآمدي القيصري الرومي

ص: 409

جبري خلع: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

جديد فقهي مسائل: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

جراغ محمد: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

جزء في رفع اليدين وجزء في بحث الصاع: حيدر حسن الياغستاني الأفغاني الطوكي

جزء فى مسألة الحجاب الشرعي: حيدر حسن الياغستاني الأفغاني الطوكي

الجواهر: عبد القادر القرشي

جلاء الأنظار: خليل بن حسن التيراوي

الجلالي شرح السراجي: رحمة الله بن محمد عقيل السلهتي

الجواب الوفي في الردّ على الواعظ الأوفى: زاهد ابن الحسن الحلمي

جواهر البخاري: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

(حرف الحاء)

حاشية بسيطة على التصريح: حفيظ الله بن دين علي البندوي

الحَاشِيَة على إثبات الْوَاجِب: خَلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

الحَاشِيَة على آدَاب طاشكبري زَاده: خَلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

حاشية على إرشاد القاري: خليل بن عبد الله الكولحصاري الرومي

الحاشية على أوائل تفسير القاضي: خُسْرُو

الحاشية على تفسير العلامة البيضاوي: حمزة القرماني

الحاشية على تفسير البيضاوي: خُسْرُو

الحاشية على تفسير البيضاوي: خليل بن أحمد القونوي الرومي

حواش على تفسير الجلالين: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

الحاشية على التلويح: خُسْرُو

الحاشية على حاشية السيد لشرح العضد: خليل بن أحمد القونوي الرومي

حاشية على حاشية شرح المختصر للسيّد الشريف: حميد الدين الحسيني

الحاشية على حاشية الكشّاف: خضر بيك بن جلال الدين

الحاشية على الخيال لشرح العقائد: خليل بن أحمد القونوي الرومي

ص: 410

الحاشية على ديباجة العقائد النسفية: خليل بن أحمد القونوي الرومي

حَاشِيَة على شرح حَاشِيَة الخيالي: حيدر بن عبد الله المنتشوي الرُّومِي

الحَاشِيَة على شرح حِكْمَة الْعين: خَلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

حاشية على شرح السنوسي على كبراه: رمضان بن عبد الحق العكاري

الحاشية على شرح الطوالع للأصبهاني: حميد الدين الحسيني

الحَاشِيَة على شرح الطوالع: خَلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

الحَاشِيَة على شرح الفناري: خَلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

حاشية على شرح الكلنوي: داود بن محمد الرومي

الحاشية على شرح الكنز للعيني: خير الدين بن أحمد الأيوبي الرملي

الحاشية على شرح مسعود الرومي: خليل بن حسن التيراوي

حَاشِيَة على شرح المِسْعُودِي فِي الْآدَاب: حيدر بن عبد الله المنتشوي الرُّومِي

الحاشية على شرح مطالع الأنوار: خضر بن علي الآيديني

حَاشِيَة على شرح الْمِفْتَاح فِي الْمعَانِي: حيدر بن عبد الله المنتشوي الرُّومِي

الحَاشِيَة على شرح الْهِدَايَة: خَلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

حاشية على شرح هداية الحكمة: دُوْسْت محمد الأفغاني الكابُلي الطوكي

الحاشية على قسم التصديقات: خير الدين خضر العطوفي

حَاشِيَة على الْكَشَّاف: حيدر بن مبين بن المحبّ الأنصاري اللكنوي

الحَاشِيَة على مُخْتَصر الْمُنْتَهى: خَلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

الحاشية على المطوّل: خُسْرُو

الحاشية على ملا حنفي لآداب البحث للعضد: خليل بن حسن التيراوي

الحاشية على منح الغفار: خير الدين بن أحمد الأيوبي العليمي الرملي

حاشية على المواقف في علم الكلام: زاهد بن محمد الهروي الكابلي

الحاوي في سيرة الإمام أبي جعفر الطحاوي: زاهد ابن الحسن الكوثري

حج كي ضروري مسائل: رشيد أحمد بن محمد سليم اللُّدْهيانوي

حرمة المقعاص برمية الرصاص: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

ص: 411

حسن التقاضي في سيرة الإمام أبي يوسف القاضي: زاهد ابن الحسن الكوثري

حسن المبنى في أسماء الله الحسنى: خليل صادق الطرابلسي

الحط من المؤجّل بشرط أدائه المعجّل: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

حفظ الحياء بتحريم متعة النساء: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

حفظ الرحمن لمذهب النعمان: حفظ الرحمن السيوهاروي الهندي

حقائق أور غلط فهميان: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

حقيقت شيعه: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

حكمة الازدواج بأربع أزواج: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

حكمة العارف: حمدان بن عثمان الخوجة الجزائري

الحكمة الغراء في عدم توريث الأنبياء: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

الحكم الحقاني في قتل الجاني: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

حلال وحرام: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

حنين المتفجع وأنين المتوجع: زاهد ابن الحسن الكوثري

حيات مجاهد: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

(حرف الخاء)

خطبات بنكلور: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

خلاصة الأثر: محمد بن فضل الله المحبّي

خلاصة الحساب: العاملي

خلاصة نخبة الفكر: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

خلاصه فقه حنفي: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني.

خلق الإنسان: داود بن الهيثم التنوخي الأنبارى

خواتين أور انتظامي مسائل: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

خير الأجل في خير العمل: خليل الرحمن بن سمير الدين الكملائي

(حرف الدال)

درس حديث: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

ص: 412

درس قرآن عزيز: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

دفع الوسواس عن قصة القرطاس: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

ديندار انجمن: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

ديني لغات: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

ديني وعصرى تعليم: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

ديوَان شعر: رَجَب بن أحمْد القسطنطيني الرُّومِي

ديوان شعر: خليل صادق الطرابلسي

ديوان شعر: خير الدين بن أحمد الأيوبي العليمي الرملي

ديوان شعر: رمضان بن موسى العطيفي

ديوان الغزل: حفيظ الجولاندوري

(حرف الذال)

ذب الجهول عن سبط الرسول: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

ذكر الصالحين: داود بن محمد الأودني

الذيل: أبو سعد

(حرف الراء)

راهِ اعتدال: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

رأس مال الآخرة: خليل الرحمن بن سمير الدين الكملائي

الرجوم الشهابية على الفرقة الذكرية والإباضية: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

رحلة إلى طرابلس الشام: رمضان بن موسى العطيفي

رحمت كائنات: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

رد الأسرار في ورد الأذكار: خليل صادق الطرابلسي

رسالة: دين محمد بن نور الله خان الدَاكُوِي

رِسَالَة الأحقاب: خَلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

رسالة في إثبات وجود القرآن والنبوة: راغب بن عبد الغني الدمشقي

رسالة في جميع المعاملات الفقهية: راغب بن عبد الغني الدمشقي

ص: 413

رسالة في الولاء: خُسْرُو

رسالة متعلّقة بسورة الأنعام: خُسْرُو

رغائب الألباب: رضا علي بن سخاوت على البنارسي

رفع الاشتباه عن مسألتي كشف الرؤوس: زاهد ابن الحسن الكوثري

رفع الحجاب عن حكم الغراب: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

رفع النقاب عن وجه الانتخاب: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

روح الباري على تراجم البخاري: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

الروض الناضر الوردي في ترجمة الإمام الرباني السرهندي: زاهد ابن الحسن الكوثري

(حرف الزاي)

زاد آخرت: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

زاد التقوى في آداب الفتوى: خادم أحمد بن حيدر الأنصاري اللكنوي

زهر الكمام: خلف بن محمد المشالي الشيشيني القاهري الشاذلي

زيادة البدل لأجل الأجل: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

(حرف السين)

السبع المعلقات: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

السبك الفريد لسلك التقليد: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

سبيل الرشاد: رشيد أحمد بن هداية أحمد الرامبوري الكنكوهي

السراج لأحكام العشر والخراج: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

سرّ الأسرار: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

السعادة والإقبال: خضر بن علي الآيديني

سلو الكئيب بذكر الحبيب: رفيع الدين بن فريد الدين اللكنوى المراد آبادي

سنَان القنا على محل الربا: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

سنة الأنبياء: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

السيرة: ابن هشام

سوانح حضرة حسين أحمد مدني: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

ص: 414

سيرت صحابه: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

(حرف الشين)

شأن الرسول: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

شأن صحابه كرام: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

الشاهنامه الإسلامية: حفيظ الجولاندوري

شرح الأمثلة: داود بن محمد القرصي

شرح الأربعين: ركن الدين التتوي السندي

شرح الأربعين النووية: رفيع الدين بن فريد الدين اللكنوي المراد آبادي

شرح أصول الحديث للبركوي: داود بن محمد القرصي

شرح باب التعزيرات من الدرّ المختار: خليل الدين الكاكوروي

شرح تكملة التهذيب: داود بن محمد القرصي

شرح ديوان الحماسة: ذو الفقار علي بن فتح علي الديوبندي

شرح ديوان المتنبي: ذو الفقار علي بن فتح علي الديوبندي

شرح السبع المعلقات: ذو الفقار علي بن فتح علي الديوبندي

شرح الصدر في الفرق بين صلاتي الفجر والعصر: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

شرح طوالع الأنوار: خضر بن علي الآيديني

شرح عروض الإندلسي: خليل بن تافيه جي صولاق محمد الإصطنبولي

شرح على خلاصة الكيداني: ركن الدين التتوى السندي

شرح على شرح الجامي: خالد بن محمد الحلبي العرضي

شرح على الشفا: خالد بن محمد الحلبي العرضي

شرح على مسلّم الثبوت: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

شرح على نور الأنوار: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

شرح غنية الطالبين: رفيع الدين بن فريد الدين اللكنوي المراد آبادي

شرح فَرَائض السِّرَاجِيَّة: حيدر بن مبين بن المحبّ الأنصاري اللكنوي

شرح قصيدة البستي فِي المعارف والزهد: ذو النون بن أحْمَد البرماوي العينتابي

ص: 415

شرح القصيدة النونية: داود بن محمد الرومي

شرح القصيدة النونية: داود بن محمد القرصي

شرح مختصر في الحيض: الحكيم القاضي

شرح مصابيح السنة للبغوي: خليل بن مقبل العلقمي

شرح مُقَدّمَة أبي اللَّيْث: ذو النون بن أحْمَد البرماوي العينتابي

شرح ملتقى الأبحر: خليل بن رسولا بن عبد المؤمن السينوبي الرومي

شرح المنار: رسولا بن أحمد

شرح المواقف فِي الْكَلَام: حيدر بن مبين بن المحبّ اللكنوي

شرح الولدية: خلِيل بن حسن البركيلي الرُّومِي

شفاء الأسقام ودواء الآلام: خضر بن علي الآيديني

شفاء الصدر: أحمد عبيد

شفاء العليل: خرّم علي البلهوري

شمع فروزان: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

شواهد التجديد: خير الدين بن محمد زاهد الزبيري السورتي

شورى كى شرعي حيثيت: رياست علي البجنوري

الشوكة العمرية: رشيد الدين بن أمين الدين الكشميري الدهلوي

(حرف الصاد)

الصبح النوري شرح أردو مختصر القدوري: حنيف الكنكوهي

صحّت جسماني: رحمان علي بن شير علي الصدّيقي الناروي

الصحف المنشرة فى شرح الأصول العشرة: زاهد ابن الحسن الكوثري

الصغير على منوال الجلالين: رستم علي بن علي أصغر القنّوجي

صفعات البرهان على صفحات العدوان: زاهد ابن الحسن الكوثري

صلح الإخوان من أهل الإيمان: داود بن سليمان البغدادي الخالدي

الصولة الغضنفرية: رشيد الدين بن أمين الدين الكشميري الدهلوي

صيانة الأناس عن وسوسة الخنّاس: حيدر علي البخاري الدهلوي الطوكي

ص: 416

صيانة العلماء عن الذل عند الأغنياء: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

(حرف الضاد)

ضابط لمفطرات الصوم في المذاهب الأربعة: رفيع بن محمد شفيع الديوبندي

ضرورة القرآن: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

الضعفاء: ابن الجوزي

ضميمة مفيد الوارثين: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

(حرف الفاء)

الفتاوى الحمّادية: ركن الدين بن حسام الدين الناكوري

الفتاوى العدلية: رسول بن صالح الآيديني

الفتل المشتد لقتل المرتد: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

فتنة إنكار الحديث: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

فرائض والدين: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

الفريدة في ذكر الأغذية المفيدة: خضر بن علي الآيديني

فصل المقال في بحث الأوعال: زاهد ابن الحسن الحلمي

فضائل جهاد: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

فضائل القرآن: داود بن محمد الأودني

فقهاء اسلام كي نظر مين يهوديت أور عيسائيت: خالد سيف الله الرحماني

فقه إسلامي: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

الفقه الأكبر: الإمام أبو حنيفة

فقه القرآن: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

الفقيه والمتفقه: الخطيب

فلاح وبهبود شرح أردو قال أبو داود: حنيف الكنكوهي

الفلك المشحون: الحافظ السيوطي

الفوائد البهية: الإمام اللكنوي

الفوائد الجلية في نظم الرسالة الوضعية: داود بن سليمان البغدادي الخالدي

ص: 417

الفوائد الكافية في العروض والقافية: زاهد ابن الحسن الكوثري

الفوز والغنم في مسئلة الشرف من الأم: خير الدين الأيوبي العليمي الرملي

(حرف القاف)

القاعدة اليسيرة لتعليم القرآن: رحمة الله بن ولي الله الفَتُواري الكُمِلائي

قاموس الفقه: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

قدسي تنوّرات شرح أردو قطبي تصوّرات: حنيف الكنكوهي

قرآنيات: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

قرآن ايك إلهامي كتاب: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

قرة العيون في تذكرة الفنون: حنيف الكنكوهي

قره النواظر في آداب المناظر: زاهد ابن الحسن الكوثري

قصر الآمال بذكر الحال والمآل: رفيع الدين بن فريد الدين المراد آبادي

قصص القرآن: حفظ الرحمن السيوهاروي الهندي

قواعد ترجمه قرآن: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

القول الأظهر في تحقيق مسافة السفر: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

القول السافر عن حكم المسبوق خلف المسافر: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

القول الصدوق في بيع الحقوق: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

القول الصواب لهداية المرتاب: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

القول الفاصل بين النكاح الفاسد والباطل: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

القول المبرهن في كراهة بيع الراديو والتلوزن: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

القول المتين في شرح اطلبوا العلم ولو بالصين: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

القول المحقّق: أحمد عبيد

القول المختار في مسائل الأعذار: حنيف الدين بن عبد الرحمن العمري المكّي

القول المؤيّد في سماع دعوى النساء بعد الدخول: راغب بن عبد الغني الدمشقي

(حرف الكاف)

الكامل: ابن عدي

ص: 418

كتاب الأذكار: رفيع الدين بن فريد الدين اللكنوي المراد آبادي

كتاب السنة: الحكم بن معبد بن أحمد بن عبيد أبو عبد الله

كتاب الفقه: رضاء الحق بن فيض الحق النَّوَاخَالَوي

كتاب الفتاوى: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

كتاب المناسك: رحمة الله بن عبد الله بن إبراهيم العمري السندي

كشف الغبار عن مسئلة سوء الاختيار: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

كشكول معرفت: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

كفارة الذنوب: رحمان علي بن شير علي الصدّيقي الناروي

كفاية المفتي: المفتي كفاية الله الدهلوي

الكلام البديع في أحكام التوزيع: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

كلزار أبرار: محمد بن الحسن

الكمال: ابن حبان

كنز البركات: حفيظ الله بن دين علي البندوي

كنز الحساب: رفيع الدين بن فريد الدين اللكنوي المراد آبادي

كنز الصلات في صيغ الصلوات: خليل صادق الطرابلسي

(حرف اللام)

لب الفرائض: خضر بن محمد الأماسي

لسان الميزان: حماد بن عبد الرحيم المارديني الأصل المصري

اللطائف القدوسية: ركن الدين محمد بن عبد القدّوس الكنكوهي

اللؤلؤ الثقيب في مدح طيبة دار الحبيب: خليل بن إبراهيم الجهيني المدني

(حرف الميم)

مالابار مين إسلام: حفظ الرحمن السيوهاروي الهندي

المآثر: النهاوندي

مباحث الأطبّاء: درويش محمد بن عالم خان الرامبوري

المبسوط: شمس الأئمة السرخسي

ص: 419

مجال التحرير لخيال الزمهرير: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

مجمع الأنوار: خضر بن علي الآيديني

مجموعة: خضر بن محمد

مجموعه خطبه مأثوره: رفعت القاسمي بن شمس الحق الصدّيقي

مختار الشعر العربي: الندوي

مختصر التلويح في شرح الجامع الصحيح لمغلطاي: رسولا بن أحمد

مختصر سيرت بن هشام: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

مختصر في الحيض: الحكيم القاضي

مختصر في الفقه: حمدون بن حمزة أبو الطيب

مختصر في مذهب داود: حيدرة بن عمر الصغاني

مخزن الإسلام: درويزه البشاوري

الْمدخل العام لعلوم القرآن: زاهد ابن الحسن الكوثري

المذكرات: حمدان بن عثمان الخوجة الجزائري

المرآة: حمدان بن عثمان الخوجة الجزائري

مرآة الأصول: خُسْرُو

مرآة جهان نما: السهارنبوري

مرقاة الوصول: خُسْرُو

مروّجه بدعات: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

مسائل آداب وملاقات: رفعت القاسمي بن شمس الحق الصدّيقي

مسائل اعتكاف: رفعت القاسمي بن شمس الحق الصدّيقي

مسائل إمامت: رفعت القاسمي بن شمس الحق الصدّيقي

مسائل أور حل: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

مسائل تراويح: رفعت القاسمي بن شمس الحق الصدّيقي

مسائل خفين: رفعت القاسمي بن شمس الحق الصدّيقي

مسائل زكاة: رفعت القاسمي بن شمس الحق الصدّيقي

ص: 420

مسائل شب براءت وشب قدر: رفعت القاسمي بن شمس الحق الصدّيقي

مسائل عيدين وقرباني: رفعت القاسمي بن شمس الحق الصدّيقي

مسائل نماز جمعه: رفعت القاسمي بن شمس الحق الصدّيقي

المسالك فِي تَلْخِيص تَلْخِيص الْمِفْتَاح: حَمْزَة بن طور غود الآيديني الرُّومِي

مسجد كي شرعي حيثيت: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

مسلك الإنصاف في عدم الفرق بين مسئلتي السبكي والخصّاف: خير الدين الفاروقي

المسلك المقتسط: رحمة الله بن عبد الله بن إبراهيم العمري السندي

مسلم برسنل لاء أيك نظر مين: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

المشرفي على المشرقي: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

المشكاة لمسئلة المحاذاة: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

مشيخة الجنيد البلباني: ابن الجزري

المضامين الجاهيلة في صورة القوانين العائلية: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

مطرقة الكرامة على مرآة الإمامة: خليل أحمد بن مجيد علي الأنبيتهوي

مظاهر الحق: رضا علي بن سخاوت علي البنارسي

معارف القرآن: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

المعجم: أبو القاسم ابن عساكر

المعجم: أبو المعمَّر الأنصاري

معجم البلدان: ياقوت

معجم شيوخه: أبو المحاسن عمر بن علي

معجم العلوم والكتب والمصنفين: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

معدن الحقائق شرح أردو كنز الدقائق: حنيف الكنكوهي

المغرب: المطرّزي

مفتاح العرفان في حقيقة الإنسان: خليل فهمي الخربوتي

المقالات الجوهرية على المقامات الحريرية: خير الدين بن تَاج الدين إلياس المدني

المقالة المستقيمة للسائل عن حكم البيمة: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

ص: 421

مقام محمود: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

مقدمة أنوار المشكاة: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

مكانة النسوان في الإسلام: رحمة الله بن ولي الله الفَتُواري الكُمِلائي

مناداة الخليل في مناجاة الجليل: خليل صادق الطرابلسي

مناقب الأولياء: أحمد بن أبى سعيد الأميتهوي

منتخب اللباب: خافي خان

منتخب نور الأنوار شرح منار الأصول: رستم علي بن علي أصغر الصدّيقي القنّوجي

منتهى الكلام: حيدر علي بن محمد الفيض آبادي

منح البر: خليل صادق الطرابلسي

المنحة الوهبية في الرد على الوهابية: داود بن سليمان البغدادي الخالدي

منسك صغير: رحمة الله بن عبد الله بن إبراهيم العمري السندي

من الظلمات إلى النور: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

من عِبَر التاريخ: زاهد ابن الحسن الحلمي

منكرات محرم: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

منية اللبيب: رحمان علي بن شير علي الصدّيقي الناروي

مودودي صاحب أور تخريب إسلام: رشيد أحمد بن محمد سليم اللدهيانوي

المهنّد على المفنّد: خليل أحمد بن مجيد علي الأنصاري الأنبيتهوي

ميزان الاعتدال: الذهبي

(حرف النون)

نبراس المهتدي فى اجتلاء أنباء العارف دمرداش المحمدي: زاهد ابن الحسن الكوثري

نثورات من أدب العرب: الندوي

نجات دارين: زاهد بن غلام جيلاني الحسيني

نخبة البحرين: رحمان علي بن شر علي الصدّيقي الناروي

النخبة في مسئلة الجمعة والخطبة: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

النذير الريان عن عذاب الغناء وصورة الحيوان: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

ص: 422

نصيحة المسلمين: خرّم علي البلهوري

النظام الاقتصادي في الإسلام: حفظ الرحمن السيوهاروي الهندي

نظرة عابرة في مزاعم من ينكر نزول عيسى: زاهد ابن الحسن الكوثري

نظر الدرر: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

النظم العتيد في توسل المريد: زاهد ابن الحسن الكوثري

نظم عوامل الإعراب: زاهد ابن الحسن الكوثري

نعم النصير لحاشية المير: حنيف الكنكوهي

نغمة سحر: رياست علي البجنوري

نفيس الرياض لإعدام الأعراض: خليل بن علي النجّاري اليمني

النقد الطامي على العقد النامي على شرح الجامي: زاهد ابن الحسن الكوثري

نقد كتاب الضعفاء للعقيلي: زاهد ابن الحسن الكوثري

نقوش موعظت: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

النكت الطريفة في التحدث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفه: زاهد الكوثري

نكت الهميان: الصفدي

النور السافر: رحمة الله بن عبد الله بن إبراهيم العمري السندي

النور السافر: عبد القادر الحضرمي

نور القلو: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

نيا عهد: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

نيل الأماني شرح أردو مختصر المعاني: حنيف الكنكوهي

نئ مسائل: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

نيل السعادة بالأداء في الصلاة المعادة: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

نيل الفضيلة بسؤال الوسيلة: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

نيل المرام بالتزام السكوت عند قراءة الإمام: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

(حرف الواو)

الوسيلة الأحمدية: رجب بن أحمد الآمدي القيصري الرومي

ص: 423

وسيلة الشفاعة: خادم أحمد بن حيدر الأنصاري اللكنوي

وطن الارتحال يبقى ببقاء الأثقال: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

الوظائف الحيدرية: حيدر بن مبين: محبّ الأنصاري اللكنوي

وهبي تحقيقات شرح أردو قطبي تصديقات: حنيف الكنكوهي

وه جو بيجتى تهى دواء دل: خالد سيف الله بن زين العابدين الرحماني

(حرف الهاء)

هداية الأنام في إثبات تقليد الأئمة الكرام: خادم أحمد بن حيدر اللكنوي

هدايات الرشيد إلى إفحام العنيد: خليل أحمد بن مجيد علي الأنبيتهوي

هداية السالك في نهاية المسالك: رحمة الله بن عبد الله العمري السندي

هداية الشيعة: رشيد أحمد بن هداية أحمد الأنصاري الرامبوري الكنكوهي

هداية المرتاب في مسئلة الحجاب: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

الهدية المرضية في الدروس الإنشائية: رحمة الله بن محمد عقيل السلهتي

هداية المعتدي: رشيد أحمد بن هداية أحمد الأنصاري الرامبوري الكنكوهي

الهدايات المفيدة لتنزيه المدارس من العلوم الجديدة: رشيد أحمد بن سليم اللدهيانوي

هدية النبي المستطاب في المناظرة والآداب: خليل بن حسن التيراوي

هداية النحو: حياة بن محمد ظهور السنبهلي

الهوادي فِي شرح المسالك: حَمْزَة بن طور غود الآيديني الرُّومِي

(حرف الياء)

اليانع الجني: محسن بن يحيى الترهتي

ص: 424