الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- أ -
صورة ما قرظه الفاضل المفتي العلامة المحدث الشيخ سعيد أحمد البالن بوري شيخ الحديث بدار العلوم بديوبند
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا الأمين محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
هذا "شرح معاني الآثار" تأليف الإمام الحافظ المحدث الفقيه أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي المصري الطحاوي الحنفي (239) - 322 هـ) معروف ومتداول لدى أهل العلم كان مؤلفه أوحد زمانه علما وزهدا وفقها، وأعلم الناس بجميع مذاهب الفقهاء، وبصيرا بالتصنيف ومجمعا عليه في ثقته وديانته وأمانته، وله يد طولى في علل الحديث وناسخه ومنسوخه، وإليه انتهت رئاسة الحنفية ولم يخلف بعده في ذلك أحدا.
وهذا الكتاب من أنفع مؤلفاته، فائق على غيره، مشتملة على فوائد جسيمة، إذا روى حديثا بطرقه وأسانيده فهو كبحر متلاطم أمواجا، وإذا بحث في مسئلة فقهية فقد ينال منها ما لا ينال غيره وسلك فيه تبعا طريق المحاكمة بين أدلة المسائل الخلافية، يذكر المستدلات جميع ثذم يقرر مذهب أبي حنيفة النعمان - رحمه الله تعالى - ويذكر أسباب
- ب -
الرجحان ويجيب عما اعترضوا به على أدلة مذهبه إسنادا ومتنا، ورواية ودراية حتى يقتنع به الباحث الفقيه. شرحه العلماء وخرجوا أحاديث والخصوا مضامينه وترجموا رجاله وهو باكورة تصانيفه كما قال القرشي في الجواهر وأخرها بيان مشكل الآثار وموضوعه الرد على الملحدين الزائغين المنكرين لحجية الحديث، ونفي التضاد عن الأحاديث ورفع التعارض فيما بينهما، يقول الطحاوي في سبب تأليفه في مبدأ كتابه: "سألني بعض أصحابنا من أهل العلم أن أضع له كتابا أذكر فيه الآثار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحكام التي يتوهم أهل الإلحاد والضعفة من أهل الإسلام: أن بعضها ينقض بعضا، لقلة علمهم بناسخها من منسوخها، وما يجب به العمل منها، لما يشهد له من الكتاب الناطق والسنة المجتمع عليها وأجعل لذلك أبوابا أذكر في كل كتاب منها ما فيه من الناسخ والمنسوخ، وتأويل العلماء واحتجاج بعضهم على بعض وإقامة الحجة لم صح عندي قوله منهم بما يصح به مثله من كتاب أو سنة أو إجماع، أو تواتر من أقاويل الصحابة، أو تابعيهم.
وإني نظرت في ذلك، وبحثت عنه بحثا شديدا فاستخرجت منه أبوابا على النحو الذي سأل، وجعلت ذلك كتبا، ذكرت في كل كتاب منها جنسا من تلك الأجناس".
- جـ -
وملخص ما قاله أن كتابه هذا وضع أصالة للرد على أهل الإلحاد، ولكن يأتي فيه تبعا بالمحاكمة بين أدلة المسائل الخلافية، يسوق الأخبار التي يتمسك بها أهل الخلاف في تلك المسائل ويخرج من بحوثه بعد نقدها إسنادا ومتنا رواية ونظرا بما يقنع به الباحث المصنف، المتبرئ عن التقليد الأعمى.
وقد طبع هذا الكتاب مرارا ولكن النسخ لا تخلو عن السقط والخطأ والتحريف في السند والمتن فقام الأخ الفاضل اللبيب أبرز خرجي الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند بالهند: لطيف الرحمن البهرائجي - حفظه الله - بتحقيقه وتحريره فقابل المطبوع بأربع عشرة نسخة خطية ونبه على الأخطاء في المطبوع، وخرج الأحاديث من الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم وضبط النص حسب قواعد الإملاء الرائجة، وصحح أسانيد هذا الكتاب ووزع المتن ليكون في متناول الطلاب والعلماء على حد سواء، ويسهل على المستفيدين الاستفادة والأخذ منه
وقد عين مراد الطحاوي بقوله "ذهب قوم" و "خالفهم آخرون" في هامش الكتاب كما سلكت هذا الطريق في "زبدة شرح معاني "الآثار" في كتاب الطهارة، وشرح غريب الحديث، فأصبح هذا الكتاب محققا مخرجا مصححا، مشروحا كلماته الغريبة وهو
- د -
سبب لعناية طلبة علم الحديث وعلمائه بهذا الكتاب الذي يندر مثله في المكتبات الإسلامية.
والله أسأل أن يثيب فضيلة المحقق على عمله وأن ينفع به الطلاب وأهل العلم، وأن يجزيه عن الأمة كل خير إنه ولي ذلك والقادر عليه والهادي إلى الصراط المستقيم.
وكتبه
سعيد أحمد البالن بوري عفا الله عنه
خادم الحديث النبوي الشريف
بالجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند
28/ 3/ 1440 هـ