الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
78 - كِتَابُ الأدب
(1)
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} [العنكبوت: 8].
5970 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شعْبَةُ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْعَيزَارِ
(3)
أَخْبَرَنِي
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو الشَّيْبَانِيَّ
(5)
يَقُولُ: أَخْبَرَنَا صَاحِبُ هَذ الدَّارِ -وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ
(6)
- قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟
"كِتَابُ الأدب" في نـ: "كِتَابٌ فِي الأَدَب"، وفي ف:"كِتَابُ البز وَالصِّلَةِ". "بَابُ قَولِهِ" في نـ: "بَابُ قَولِهِ تَعَالَى"، وفي نـ:"بَابُ قَولِ اللَّهِ عز وجل". " {بِوَالِدَيْهِ} " في نـ: " {بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} ". "الْعَيْزَارِ" في نـ: "عَيْزَار". "أَوْمَأ" في نـ: "أَوْمَى". "بِيَدِهِ" في نـ: "بِيَدَيهِ". "إِلَى اللَّهِ" في نـ: "إِلَى اللَّهِ عز وجل".
===
(1)
قوله: (كتاب الأدب) هو استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، وقيل: الأخذ بمكارم الأخلاق، وقيل: الوقوف مع المستحسنات، وقيل: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك، "توشيح"(8/ 3630).
(2)
هشام الطيالسي، "ك"(21/ 146).
(3)
بفتح المهملة وسكون التحتية وبالزاي ثم الراء، "ك"(21/ 146).
(4)
هو من تقديم اسم الراوي على الصيغة وهو جائز، "عيني"(15/ 140).
(5)
بفتح المعجمة وسكون التحتية.
(6)
هو ابن مسعود.
قَالَ: "الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا
(1)
" قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ". قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ
(2)
، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. [راجع: 527].
2 - بَابٌ
(3)
مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟
5971 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(4)
، عَنْ عُمَارَةَ
(5)
بْنِ
"ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ" في نـ: "بِرُّ الْوَالِدَيْنِ". "قَالَ: حَدَّثَنِي" في نـ: "فَقَالَ: حَدَّثَنِي".
===
(1)
قوله: (أيُّ العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها) فإن قلت: القياس أن يقال: في وقتها؟ قلت: أراد الاستعلاء على الوقت والتمكن على أدائها مع أن حروف الجر يقوم بعضها مقام الآخر. فإن قلت: تقدم في "الإيمان": إطعام الطعام خير أعمال الإسلام وأحب الأعمال أدومه ونحوه، فما وجه التلفيق؟ قلت: الاختلاف بالنظر إلى الأوقات والأحوال أو الحاضرين أو السائلين، فقدم في كل مقام ما يليق به أو بهم، وكان أهم بالنسبة إليهم أو أفضل لهم، كذا في "الكرماني"(21/ 146 - 147) و"العيني"(15/ 140)، و"قس"(13/ 5).
(2)
قوله: (قال: حدثني بهن) أي: قال عبد الله: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ولو سألته زائدًا على ذلك لأجابني لكن سكت عنه، "ك"(21/ 147).
(3)
بالتنوين، "قس"(13/ 5).
(4)
هو ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 141).
(5)
قوله: (عمارة) بضم المهملة وخفة الميم وبالراء. "ابن القعقاع" بفتح القافين وإسكان المهملة الأولى. "ابن شبرمة" بضم المعجمة والراء وسكون الموحدة بينهما، كذا في "ك"(21/ 147)، "قس"(13/ 5)، "ف"
الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
(1)
، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
(2)
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صِحَابَتِي
(3)
؟ قَالَ: "أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟
"ابْنِ شُبرُمَةَ" في سفـ، صـ، سـ، حـ، ذ:"وَابْنُ شُبْرُمَةَ" بزيادة واو. "إِلَى رَسُولِ اللَّهِ" في قتـ، ذ:"إِلَى النَّبِيِّ". "مَنْ أَحَقُّ" في ذ: "مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ". "قَالَ: أُمُّكَ" في نـ: "قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ".
===
(10/ 401)، " ع"(15/ 141)، ووقع عند النسفي وكذا للأصيلي وأبي ذر عن الحموي والمستملي بزيادة واو، قال في "الفتح": والصواب حذفها، فإن رواية ابن شبرمة قد علقها المصنف بعد رواية عمارة، "قس"، أي: في آخر الحديث، وهو عبد الله بن شبرمة قاضي الكوفة، ع".
(1)
اسمه هرم بن عمرو، "ع"(15/ 141).
(2)
هو معاوية بن حيدة، "مق" (ص: 331).
(3)
قوله: (من أحق الناس بحسن صحابتي؟) بفتح الصاد ويكسر، "قاموس" (ص: 110)، مصدر بمعنى الصحبة، "ك". قوله:"ثم من؟ قال: أمك" قال الكرماني (21/ 147): فإن قلت: شرط العطف المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه، قلت: في الثاني تأكيد كقوله تعالى: {ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر: 4]. فإن قلت: لم قدم الأم على الأب؟ قلت: لأنها أضعف، ولكثرة تحمل مشاقها حملًا وفِصالًا وتربية وغير ذلك، ولهذا قال الفقهاء: تقدم الأم على الأب في أخذ النفقة، انتهى. قال القسطلاني (13/ 6): وفي تكرير ذكر الأم ثلاثًا إشارة إلى أن الأم تستحق على ولدها النصيب الأوفر من البر، بل مقتضاه كما قال ابن بطال: أن تكون لها ثلاثة أمثال ما للأب من البر؛ لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع. والذي ذهب إليه الشافعية أن برّهما يكون سواء، وهذا الحديث أخرجه مسلم في "الأدب".
قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَبُوكَ".
وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ
(1)
(2)
وَيَحْيَى
(3)
بْنُ أَيُّوبَ
(4)
: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ
(5)
مِثْلَهُ
(6)
.
قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ
(7)
: عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ ابْنُ أَخِي عَبدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ. [أخرجه: م 2548، ق 2706، تحفة: 14905].
3 - بَابٌ لَا يُجَاهِدُ إِلَّا بِإِذْنِ الأَبَوَيْنِ
5972 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَال: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(8)
، عَنْ سُفْيَانَ
(9)
وَشُعْبَةَ
(10)
قَالَا: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَال: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(11)
،
"ثُمَّ أُمُّكَ" لفظ "ثُمَّ" ثبت في ذ. "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
…
" إلخ، سقط في نـ. "وَحَدَّثَنَا" في نـ: "قَالَ: وَحَدَّثَنَا".
===
(1)
وصل تعليقه مسلم، "ع"(15/ 142).
(2)
عبد الله قاضي الكوفة، "ك"(21/ 147).
(3)
سبط أبي زرعة، روى عن جده، "ك"(21/ 148).
(4)
وصل روايته الطبراني، "ع"(15/ 142).
(5)
هو هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، "ع"(15/ 141)، "تق"(ص 1148).
(6)
أي: مثل الحديث السابق، "قس"(13/ 6)، "ع"(15/ 142).
(7)
أي: المؤلف.
(8)
القطان، "ع"(15/ 142).
(9)
الثوري، "ع"(15/ 142).
(10)
هو ابن الحجاج، "ع"(15/ 142).
(11)
الثوري، "ع"(15/ 143).
عَنْ حَبِيبٍ
(1)
، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
(3)
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ
(4)
لَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أجَاهِدُ. قَالَ: "لَكَ أَبَوَانِ؟ ". قَال: نَعَمْ. قَالَ: "فَفِيهِمَا
(5)
فَجَاهِد
(6)
(7)
". [راجع: 3004].
4 - بَابٌ لَا يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَهُ
5973 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ،
"وَالِدَهُ" في نـ: "وَالِدَيْهِ".
===
(1)
هو ابن أبي ثابت.
(2)
السائب الشاعر المكي، "ع"(15/ 143)، "ك"(21/ 148).
(3)
هو ابن العاص، "ك"(21/ 148).
(4)
لم يسم، "قس"(13/ 7).
(5)
متعلق بالأمر، قدّم للاختصاص، والفاء الأولى جزاء شرط محذوف والثانية جزائية لتضمن الكلام معنى الشرط، أي: إذا كان الأمر كما قلت، فاختص المجاهدة في خدمة الوالدين، ونحوه قوله تعالى:{فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت: 56]، "طيبي"(7/ 286).
(6)
هذا إذا كان الجهاد تطوعًا، وهكذا حكم الحج وسائر العبادات، "لمعات".
(7)
قوله: (ففيهما فجاهد) الجار والمجرور متعلق بمقدر وهو جاهد، والمذكور مفسر له، تقديره: إن كان لك أبوان فجاهد فيهما، "ك" (21/ 148). قال الطيبي (7/ 286) نقلا عن "شرح السُّنَّة": هذا في جهاد التطوع لا يخرج إلا بإذن الوالدين إذا كانا مسلمين، فإن كان الجهاد فرضًا متعينًا فلا حاجة إلى إذنهما، وإن منعاه عصاهما، ومرَّ الحديث (برقم: 3004) في "الجهاد".
عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ حُمَيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(2)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ
(3)
". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: "يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ
(4)
، ويَسُبُّ أُمَّهُ فيَسُبُّ أُمَّهُ". [أخرجه: م 90، د 5141، ت 1902، تحفة: 8618].
5 - بَابُ إِجَابَةِ دُعَاءِ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ
(5)
5974 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
"قَالَ النَّبِيُّ" كذا في ذ، ولغيره:"قَالَ رَسُولُ اللهِ". "يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ" في نـ: "يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ". "فيَسُبُّ أُمَّهُ" ثبت في قتـ، صـ، ذ.
===
(1)
سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، "ف"(15/ 143).
(2)
هو ابن عوف.
(3)
قوله: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه) قال الكرماني (21/ 148): فإن قلت: الكبيرة معصية توجب حدًّا، واللعن لا حد له؟ قلت: اللعن: السب والقذف، وله حد، مع أن الكبيرة أصح حدودها معصية توعد الشارع عليها بخصوصها، وقيل: هي ما يشعر بقلة المبالاة بالدين. وفي الجملة لها تعريفات متعددة. فإن قلت: كيف كان من أكبرها؟ قلت: لأنه نوع من العقوق، وهو إساءة في مقابلة إحسان الوالدين، وكفران لحقوقهما، وهو قبيح أيضًا عرفًا وعادةً.
(4)
قوله: (فيسب أباه) فيلزم منه كأنه سب أباه بنفسه باعتبار التسبب، وسب الأب كبيرة بأي وجه كان، لكونه عقوقًا. والعقوق كبيرة وإن لم يكن سب ذلك الرجل كبيرة؛ لكونه مما لم يوجب الحد، "لمعات".
(5)
أي: من أحسن إليهما وقام بطاعتهما، "ع"(15/ 145).
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَينَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ
(1)
يَتَمَاشَوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ، فَمَالُوا إِلَى غَارٍ فِي الْجَبَلِ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِم صَخْرَةٌ
(2)
مِنَ الْجَبَلِ، فَأَطْبَقَتْ
(3)
"أَخْبَرَنِي نَافِعٌ" في ذ: "أَخْبَرَنَا نَافِعٌ". "فَمَالُوا" في صـ: "فَأَووا". "فِي الْجَبَلِ" في صـ: "فِي جَبَلٍ". "عَلَى فمِ غَارِهِم" في هـ، ذ:"عَلَى بَابِ غَارِهِم". "فَأَطْبَقَتْ" في هـ، ذ:"فتَطَابَقَتْ".
===
(1)
النفر: عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة، "ف"(1/ 156).
(2)
الحجر العظيم الصلب، "ف"(10/ 405).
(3)
قوله: (فأطبقت) من أطبقت الشيء إذا غطيته، وأطبق الغيم إذا أصاب بمطره جميع الأرض. قوله:"صالحة" صفة ثانية لأعمال وهو كالصفة فإن الصالحة في الحقيقة هي التي عملت خالصة لوجه الله. قوله: "يفرجها" بكسر الراء، وقال ابن التين: وكذا قرأناه. قوله: "صبية" بكسر الصاد وسكون الموحدة وفتح الياء جمع صبي. قوله: "أرعى عليهم" ضمن أرعى معنى أنفق أي: أنفق عليهم راعيًا لغنيمات، أو أرعى الغنيمات منفقًا عليهم، كذا قالوا. قوله:"نأى" بتقديم النون على الهمزة أي: بَعُد. قوله: "الشجر" بالشين المعجمة والجيم عند أكثر الرواة، ولأبي ذر عن المستملي:"السحر" بالسين والحاء المهملتين، والأول أولى؛ فإن في الخبر أنه رجع بعد أن ناما فأقام ينتظر استيقاظهما إلى الصباح حتى انتبها من قبل أنفسهما، وزاد المستملي:"يومًا". قوله: "أحلب" بضم اللام. قوله: "بالحلاب" بكسر المهملة وتخفيف اللام وبالياء أي: المحلوب أو الإناء التي يحلب فيها. قوله: "يتضاغون" بالضاد والغين المعجمتين أي: يصيحون، من ضغا يضغو إذا صاح ورجَّ. وتقديم الأصول في الإنفاق لعله كان مشروعًا جائزًا في دينهم، أو كانوا يطلبون الزائد على سد الرمق، أو كانوا يصيحون لغير ذلك.
عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُم لِبَعْض: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا لِلَّهِ صَالِحَةً، فَادْعُوا اللَّهَ بِهَا لَعَلَّهُ يَفْرُِجُهَا
(1)
. فَقَال أَحَدُهُمُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ
(2)
صِغَارٌ كُنْتُ أَرْعَى عَلَيهِم، فَإِذَا رُحْتُ
(3)
عَلَيهِم فَحَلَبتُ بَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ وَلَدِي، وَإِنَّهُ نَأَى
(4)
بِيَ الشَّجَرُ يَوْمًا فَمَا أَتَيْتُ حَتَّى أَمْسَيتُ، فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئْتُ بِالْحِلَابِ
(5)
فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا، أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا
(6)
مِنْ نَوْمِهِمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَ بِالصِّبْيَةِ قَبْلَهُمَا،
"فَقَال بَعْضُهُم" في نـ: "وَقَال بَعْضُهُم". "لِلَّهِ صَالِحَةً" في نـ: "لِلَّهِ عز وجل صَالِحَة". "الشَّجَرُ" في سـ، ذ:"السحرُ". "يَوْمًا" ثبت في سـ.
===
قوله: "فافرج" على صيغة الأمر من نصر، وقد يروى من الإفعال. قوله:"ففرج" بالتشديد، وقد يروى بالتخفيف. قوله:"حتى يرون" بإثبات النون في أكثر الروايات على حكاية الحال الماضية نحو: مرض حتى لا يرجونه، وقد يروى بحذف النون، أو "حتى" بمعنى "كي"، والأول أقوى رواية وإن كان الثاني أكثر دراية، ملتقط من "ك"(21/ 149)، "قس"(13/ 9)، "ع"(15/ 146)، "ف"(10/ 405)، "لمعات".
(1)
بفتح أوله وسكون الفاء وكسر الراء وضمها، "قس"(9/ 13).
(2)
جمع صبي، "ع"(15/ 146).
(3)
من الرواح وهو المجيء آخر النهار، "ع"(15/ 146).
(4)
أي: بعُد.
(5)
أي: المحلوب.
(6)
من الإيقاظ، "ع"(15/ 146).
وَالصِّبيَةُ يَتَضَاغَوْنَ
(1)
عِنْدَ قَدَمَيَّ
(2)
، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ
(3)
لَنَا فُرْجَةً
(4)
نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ، فَفَرَّجَ اللَّهُ لَهُم حَتَّى يَرَوْنَ
(5)
مِنْهَا السَّمَاءَ. وَقَصَّ
(6)
الْحَدِيثَ، فَذَكَر الْحَدِيثَ
(7)
بِطُولِهِ.
وَقَالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ، أُحِبُّهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، فَطَلَبْتُ
(8)
إِلَيْهَا نَفْسَهَا، فَأَبَتْ
"أَنِّي فَعَلْتُ" في نـ: "أَنّي قَدْ فَعَلْتُ". "فَفَرَّجَ اللَّهُ لَهُم" في نـ: "فَفَرَّجَ اللَّهُ لَهُم فُرجَةً". "حَتَّى يَرَوْنَ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ، ذ:"حَتَّى يَرَوْا"، وفي نـ:"حَتَّى رَأَوْا". "وَقَصَّ الْحَدِيثَ فَذَكَر الْحَدِيثَ بِطُولِهِ" ثبت في حـ، ذ، وسقط ما بعده فيهما. "وَقَالَ الثَّانِي" في نـ:"قال الثاني". "بِنْتُ عَمٍّ" كذا في ذ، ولغيره:"ابْنَةُ عَمِّ". "يُحِبُّ الرِّجَالُ" في هـ، ذ:"يُحِبُّ الرَّجُلُ".
===
(1)
بالمعجمتين من الضغاء وهو الصياح، "ك"(21/ 149).
(2)
بلفظ التثنية، "قس"(13/ 9).
(3)
بضم الراء، "قس"(13/ 10).
(4)
بضم الفاء، وهذا البناء للمقدار، وقد يفتح للمرة، "لمعات".
(5)
بإثبات النون لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وبحذفها عن الكشميهني، "قس"(13/ 10).
(6)
لأبي ذر عن الحموي، "قس"(13/ 10).
(7)
وهو مذكور مستوفى (برقم: 2215) في "كتاب البيع".
(8)
أي: تمكني من نفسها متوجهًا إليها، أو تضمن معنى الإرسال، "لمعات".
حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ
(1)
، فَسَعَيْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارِ، فَلَقِيتُهَا بِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَينَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحِ الْخَاتِمَ
(2)
(3)
. فَقُمْتُ عَنْهَا، اللَّهُمَّ
(4)
فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فَفَرَجَ لَهُم فُرْجَةً.
وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرْقِ
(5)
أَرُزٍّ فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَقَّهُ، فَتَرَكَهُ وَرَغِبَ عَنْهُ، في أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيَهَا، فَجَاءَنِي فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ
"أَنِّي فَعَلْتُ" في نـ: "أَنِّي قَدْ فَعَلْتُ". "عَمَلَهُ" في نـ: "عَمَلِي".
===
(1)
قوله: (حتى آتيها بمائة دينار -إلى قوله:- فلقيتها بها) وسبق في "الإجارة"(برقم: 2272): "فأعطيتها مائة وعشرين دينارًا"، ومرَّ ثمة وجه الجمع.
(2)
كناية عن البكارة، "قس"(13/ 10).
(3)
قوله: (ولا تفتح الخاتم) كناية عن الخيانة في الأمانة، أو عن إزالة البكارة، "لمعات التنقيح".
(4)
قوله: (اللَّهم) إنما كرر "اللَّهم" في هذه القرينة دون أختيها لأن هذا المقام أصعب المقامات وأشقها. وقال الشيخ: شهوة الفرج أغلب الشهوات على الإنسان فمن ترك الزنا خوفًا من الله مع القدرة عليه وارتفاع الموانع وتيسر الأسباب لا سيما عند صدق الشهوة نال درجة الصديقين، كذا في "القسطلاني" (13/ 10). ومرَّ الحديث (برقم: 2215) في "كتاب البيوع".
(5)
قوله: (بفرق) بسكون الراء وفتحها: مكيال وهو ستة عشر رطلًا، "ك" (21/ 150). و"الأرز" بفتح الهمزة وضم الراء وتشديد الزاي. فإن قلت: سبق في "البيع"(برقم: 2215): "من ذُرَةٍ" وهاهنا "من الأرز"؟ أجيب: لعل كان بعضه من هذا وبعضه من ذلك، كذا في "الكرماني".
وَلَا تَظْلِمْنِي، وَأَعْطِنِي حَقِّي. فَقُلْتُ: اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا. فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَهْزَأْ
(1)
بِي! فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَهْزأُ بكَ، فَخُذْ تِلْكَ الْبَقَرَ وَرَاعِيَهَا. فَأَخَذَهَا فَانْطَلَقَ بِهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ مَا بَقِيَ. فَفَرَجَ اللَّهُ عَنْهُم
(2)
". [راجع: 2215، تحفة: 7494].
6 - بَابٌ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ
(3)
مِنَ الْكَبَائِرِ
قَالَهُ
(4)
عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَمرٍو
(5)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
"إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ" كذا في صـ، ذ، وفي نـ:"إِلَى ذَلِكَ الْبَقَرِ". "فَخُذْ تِلْكَ الْبَقَرَ" كذا في هـ، صـ، ذ، وفي نـ:"فَخُذْ ذَلِكَ الْبَقَرَ". "فَأَخَذَهَا" في نـ: "فَأَخَذَهُ". "قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو" في صـ: "قَالَهُ ابْنُ عَمْرٍو"، وفي ذ:"قَالَهُ ابْنُ عُمَرَ".
===
(1)
بهمزة ساكنة مجزومًا على النهي، "قس"(13/ 11).
(2)
مرَّ الحديث (برقم: 2272).
(3)
قوله: (عقوق الوالدين) وهو إيذاؤهما بأيّ نوع كان من أنواع الأذى -قل أو كثر، نَهَيَا عنه أو لم ينهيا عنه-، أو مخالفتهما فيما يأمران أو ينهيان بشرط انتفاء المعصية في الكل، "قس"(11/ 13).
(4)
قوله: (قاله عبد الله بن عمرو) قال العيني (15/ 147): هذا التعليق وقع في رواية أبي ذر بضم العين المهملة، ووقع للأصيلي:"عمرو" بفتحها، وكذا في بعض النسخ عن أبي ذر وهو المحفوظ، وصله البخاري في "كتاب الإيمان والنذور" (برقم: 6675) من رواية الشعبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، انتهى، كذا هو في "قس"(13/ 11)، "ف"(10/ 405).
(5)
هو ابن العاص، "ك"(21/ 151)، بفتح العين هو المحفوظ، "ف"(10/ 405).
5975 -
حَدَّثَنَا سَعْدُ
(1)
بنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
(2)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(3)
، عَنِ الْمُسَيَّبِ
(4)
، عَنْ وَرَّادٍ
(5)
، عَنِ الْمُغِيرَةِ
(6)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُم عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ
(7)
، وَمَنْعًا وَهَاتِ
(8)
،
"سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ" في نـ: "سَعِيدُ بنُ حَفْصٍ". "وَمَنْعًا" كذا في صـ، ذ، وفي نـ:"وَمَنْعَ".
===
(1)
قوله: (سعد بن حفص) بسكون العين، هو أبو محمد الطلحي، من ولد طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي. وقيل: هو مولى آل طلحة بن عبيد الله وهو الكوفي الضخم. و"سعد" بسكون العين، وفي الفرع:"سعيد" بكسرها بعدها تحتية، ولعله سبق قلم من ناسخه إذ ليس في مشايخ المؤلف سعيد بن حفص، "قس"(11/ 13).
(2)
النحوي، "ك"(21/ 151)، "ع"(15/ 147).
(3)
هو ابن المعتمر، "ع"(15/ 147).
(4)
ابن رافع، "ك"(21/ 151).
(5)
مولى المغيرة، "ع"(15/ 147)، "تق" (رقم: 7401).
(6)
هو ابن شعبة الثقفي، أسلم قبل الحديبية، "ع"(15/ 147)، "تق" (رقم: 6840).
(7)
قوله: (عقوق الأمهات) تخصيص العقوق بالأمهات مع امتناعه في الآباء أيضًا لأجل شدة حقوقهن ورجحان الأمر ببرّهن بالنسبة إلى الآباء، كذا في "القسطلاني"(13/ 12).
(8)
قوله: (منعًا وهات) أي: حرم عليكم منع ما عليكم إعطاؤه وطلب ما ليس لكم أخذه، وقيل: نهى عن منع الواجب من ماله وأقواله وأفعاله، وعن استدعاء ما لا يجب عليهم من الحقوق، وفي بعضها بدون الألف بنون،
وَوَأْدَ
(1)
الْبَنَاتِ، وَكَرِهَ لَكُم قِيلَ وَقَالَ
(2)
، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ
(3)
". [راجع: 844، أخرجه: م 593، تحفة: 11536].
5976 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ
(5)
الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ
(6)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ
(7)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
"قِيلَ وَقَالَ" في نـ: "قيلًا وقالًا". "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ".
===
وهو كتابة على اللغة الربيعية، "ك"(21/ 151) -فإنهم يقفون على النون المنصوب بالسكون فلا يحتاج الكاتب على لغتهم إلى ألف-.
(1)
هو الدفن في القبر حيًّا، "ك"(21/ 151).
(2)
قوله: (قيل وقال) هما إما فعلان، وإما اسمان مصدران، ولم يكتبا بالألف لأنه لغة ربيعة لكن يقرآن بالتنوين. ثم إما أن يراد بهما حكاية أقاويل قال فلان كذا، وقيل كذا، أو أمور الدين بأن ينقل من غير احتياط ودليل، "ك"(21/ 151)، والنهي عنه إما للزجر عن الاستكثار منه أو لشيء مخصوص وهو ما يكرهه المحكي عنه، "توشيح" (8/ 3634). قوله:"كثرة السؤال" أي: في المسائل التي لا حاجة إليها، أو من الأموال، أو عن أحوال الناس، أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى:{لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101]"ك". ومرَّ الحديث (برقم: 1477) في "الزكاة".
(3)
هي الإنفاق في الحرام أو الإسراف، "توشيح" (8/ 3634). ومرَّ (برقم: 2408).
(4)
هو ابن شاهين الواسطي، "ك"(21/ 151)، "ع"(15/ 148).
(5)
هو ابن عبد الله، "ك"(21/ 150)، "ع"(15/ 148).
(6)
بضم الجيم وفتح الراء، هو سعيد بن إياس البصري، "ع"(15/ 148).
(7)
اسمه نفيع، هو الثقفي، "ك"(21/ 151)، "ع"(15/ 148).
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُنَبِّئُكُم بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ". قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "الإشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ
(1)
"، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: "ألَا وَقَولُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ
(2)
" مَرَّتَينِ، فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْتُ
(3)
: لَا يَسْكُتُ!! [راجع: 2654].
"قَال رَسُول اللَّهِ" في نـ: "قَال النَّبِيُّ". "قُلْنَا" في ذ: "فَقُلْنَا". "مَرَّتَينِ" في نـ: "أَلَا وَقَوْل الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ".
===
(1)
قوله: (وعقوق الوالدين) قال الكرماني (21/ 152): فإن قلت: إنها كبيرة؛ لأنها مما توعد الشرع عليها بخصوصها فما وجه كونه أكبرها؟ قلت: لأن الوالد من حيث كالموجد له صورةً، ولهذا قرن الله تعالى الإحسان إليه بتوحيده، وقال:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]. فإن قلت: ما توجيهه في قول الزور؟ قلت: الزور في الأصل الانحراف، وفي الاستعمال هو تمويه الباطل بما يوهم أنه حق، فقيل: المراد به هاهنا هو الكفر، فإن الكافر شاهد بالزور وقائل به، أو هو محمول على المستحل، أو هو من أكبر الكبائر. قال في "الكشاف": وجمع الشرك وقول الزور في قوله: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30] في قران واحد؛ لأن الشرك من باب الزور؛ لأن المشرك زاعم أن الوثن تحق له العبادة، فكأنه قال: اجتنبوا عبادة الأوثان التي هي رأس الزور واجتنبوا قول الزور كله، انتهى كلام الكرماني.
(2)
قوله: (وشهادة الزور) من عطف التفسير؛ لأن قول الزور أعم من أن يكون كفرًا، ومن أن يكون شهادة أو كذبًا آخر من الكذبات، أو من عطف الخاص على العام تعظيمًا لهذا لما يترتب عليه من المفاسد، "قس"(13/ 14).
(3)
القائل أبو بكرة، "ع"(15/ 149).
5977 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكَبَائِرَ، أَوْ سُئِلَ
(3)
عَنِ الْكَبَائِرِ فَقَالَ: "الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ". فَقَالَ: "أَلَا أُنَبِّئُكُم بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالَ: قَوْلُ الزُّورِ
(4)
، أَوْ قَالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ
(5)
". قَالَ شُعْبَةُ: وَأَكْثَرُ
(6)
ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: "شَهَادَةُ الزُّورِ". [راجع: 2653].
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "وَأَكْثَر" في صـ، ذ:"وأَكْبَرُ".
===
(1)
هو ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 149).
(2)
هو ابن أنس بن مالك، "ع"(9/ 503).
(3)
بالشك من الراوي، "قس"(13/ 15).
(4)
قوله: (قال: قول الزور) قال الكرماني (21/ 153): فإن قلت: قال ها هنا قول الزور أكبر الكبائر، وفي موضع آخر:"أنه قيل: يا رسول الله أيُّ الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًّا، فقيل: ثم أيٌّ؟ فقال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك"، وأيضًا سوّى آنفًا بينه وبين الإشراك والعقوق فكيف يكون أكبر الكبائر؟ قلت: قالوا: تختلف مراتبها باختلاف الأحوال والمفاسد المترتبة عليها، أو المراد من أكبر الكبائر هاهنا في غير الشرك؛ إذ الإجماع منعقد على أن الأكبر على الإطلاق هو الشرك، نعوذ بالله منه، انتهى.
(5)
ظاهره أنه خصَّ أكبر الكبائر بقول الزور، ولكن الرواية السابقة موذِنَةٌ بالاشتراك.
(6)
بالمثلثة، ولأبي ذر والأصيلي بالموحدة، "قس"(13/ 15).
7 - بَابُ صِلَةِ الْوَالِدِ الْمُشْرِكِ
5978 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ
(3)
، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أَشمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ
(4)
قَالَتْ: أَتَتْنِي أُمِّي
(5)
رَاغِبَةً
(6)
فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم آصِلُهَا
(7)
؟ قَالَ: "نَعَم". قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ
(8)
: فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهَا: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} [الممتحنة: 8]. [راجع: 2620].
"أَخْبَرَنِي أَبِي" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي". "بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ" كذا في صـ، ذ، وفي ف:"ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ". "رَاغِبَةً" في ذ: "وَهِيَ رَاغِبَةٌ". "عَهْدِ النَّبِيِّ" في نـ: "عَهْدِ رَسُولِ اللهِ". "فَأَنْزَلَ اللَّهُ" في نـ: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل".
===
(1)
هو عبد الله بن الزبير، "ع"(15/ 150).
(2)
هو ابن عيينة، "ع"(15/ 150).
(3)
هو ابن الزبير.
(4)
أي: الصديق.
(5)
اسمها قيلة -على الأصح-، بنت عبد العزى، "ك"(21/ 153).
(6)
قوله: (راغبة) أي: في بري وصلتي، وقيل: راغبة عن الإسلام كارهة له، وذلك كان في معاهدة النبي صلى الله عليه وسلم الكفار ومدة مصالحتهم، "كرماني" (21/ 153). قال العيني (15/ 150): والمطابقة من حيث إنه عليه الصلاة والسلام أمر بصلة الوالدة، فيدخل الأب بالطريق الأولى، انتهى. ومرَّ الحديث (برقم: 2620) في "الهبة".
(7)
بمد الهمزة على الاستفهام، "قس"(13/ 16).
(8)
هو سفيان، "ك"(21/ 153).
8 - بَابُ صِلَةِ الْمَرْأَةِ أُمَّهَا وَلَهَا زَوْجٌ
5979 -
وَقَالَ اللَّيْثُ
(1)
: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: قَدِمَتْ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِم
(2)
إذَا عَاهَدُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِيهَا
(3)
، فَاسْتَفْتَيتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّ أمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ؟ قَالَ: "نَعَم صِلِي
(4)
أُمَّكِ". [راجع: 2620].
"هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ" في نـ: "هِشَامٌ". "إِذَا عَاهَدُوا" في نـ: "إِذْ عَاهَدُوا". "مَعَ أَبِيهَا" في صـ: "مَعَ ابْنِهَا". "فَاسْتَفْتَيْتُ" في سـ، حـ، ذ:"فَاسْتَفْتَتْ". "فَقَالَت" في نـ: "فَقُلْتُ". "وَهِيَ رَاغِبَةٌ" زاد في صـ، ذ:"أَفَأَصِلُهَا".
===
(1)
وصله أبو نعيم، "ع"(15/ 151).
(2)
أي: التي عينوها للصلح وترك المقاتلة، "ك"(21/ 154)، "ع"(15/ 151).
(3)
قوله: (مع أبيها) أي: مع أبي أم أسماء، وللأصيلي:"مع ابنها" أي: ولدها، ومطابقته للترجمة ظاهرة إذا قلنا: إن الضمير في "ولها زوج" راجع إلى المرأة، إذ أسماء كانت زوجة للزبير وقت قدومها، وإن قلنا: إنه راجع إلى أمها فذلك باعتبار أن يراد بلفظ "أبيها" زوج أم أسماء، ومثل هذا المجاز شائع، وكونه كالأب لأسماء ظاهر، قاله في "الكواكب" (21/ 154). قال ابن بطال (9/ 201): في الحديث من الفقه أنه صلى الله عليه وسلم أباح لأسماء أن تصل أمها، ولم يشترط في ذلك مشاورة زوجها [وأن للمرأة] أن تتصرف في مالها بدون إذن زوجها، "قس"(13/ 17).
(4)
بكسر الصاد مِن وصل يصل، "ع"(15/ 151).
5980 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى
(1)
، حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
: أَنَّ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سفْيَانَ
(3)
أَخْبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ
(4)
أَرْسَلَ إِلَيهِ فَقَالَ: -يَعْني النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالْعَفَافِ
(5)
وَالصِّلَةِ
(6)
. [راجع: 7].
9 - بَابُ صِلَةِ الأَخِ
(7)
الْمُشْرِكِ
5981 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسلِمٍ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ
(9)
بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:
"حَدَّثَنَا اللَّيْثُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ". "أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ عَبَّاسٍ" في نـ: "عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ".
===
(1)
هو ابن عبد الله بن بكير، "ك"(21/ 153)، "ع"(15/ 151).
(2)
هو ابن عتبة بن مسعود، "ع"(15/ 151).
(3)
صخر بن حرب.
(4)
قوله: (أن هرقل) بوزن قِمَطْر، قيصر الروم، أرسل إلى أبي سفيان يطلبه ليتفحص عن حال النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو سفيان في حديث طويل تقدم في أول "الجامع": إنه يأمرنا بالصلاة، ونحوها، كذا في "ك"(21/ 153).
(5)
هو الكفُّ عن المحارم.
(6)
المطابقة بعموم لفظ الصلة وإطلاقه، "ك"(21/ 153 - 154)، "قس"(13/ 18)، "ع"(15/ 151).
(7)
إضافته إلى المفعول، "ع"(15/ 151).
(8)
الخراساني، "ك"(21/ 154).
(9)
مولى ابن عمر، "ك"(21/ 154).
رَأَى عُمَرُ حُلَّةً
(1)
سِيَرَاءَ
(2)
تُبَاعُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ
(3)
هَذِهِ، وَالْبَسْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَكَ الْوُفُودُ. قَالَ:"إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ". فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا بِحُلَلٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ فَقَالَ: كَيفَ أَلْبَسُهَا وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟ قَالَ: "إِنِّي لَم أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا، وَلَكِنْ لِتَبِيعَهَا أَوْ تَكْسُوَهَا
(4)
". فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى أَخٍ لَهُ
(5)
مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبلَ أَنْ يُسْلِمَ. [راجع: 886، تحفة: 7214].
"الوُفُودُ" في نـ: "الوَفْدُ". "لِتَبِيعَهَا أَوْ تَكْسُوَهَا" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"تَبِيعُهَا أَوْ تَكْسُوهَا". "فَأَرْسَلَ عُمَرُ" في نـ: "فَأَرْسَلَ بِهَا عُمَرُ".
===
(1)
هو إزار ورداء.
(2)
قوله: (سيراء) بكسر السين المهملة وفتح التحتية والراء والمدِّ: بُرْدٌ فيه خطوط صفر وكان من الحرير، و"الخلاق": النصيب أي: من الدين أو في الآخرة، هذا إذا كان مستحلًّا، أو هو على سبيل التغليظ، وذلك في حق الرجال، "ك"(21/ 154).
(3)
أي: اشتر.
(4)
أي: تعطيها غيرك، "ك"(21/ 155).
(5)
قوله: (إلى أخ له) هو أخوه لأمه عثمان بن حكيم بن أمية، وثبت في رواية النسائي:"فكساها عمر أخًا له من أمه مشركًا"، وسياق مفهومه: أنه أسلم ولم يذكروه في الصحابة، وقيل: إن في قوله: "أخًا له" مجاز؛ لأنه إنما هو أخو أخيه زيد بن الخطاب؛ أمهما أسماء بنت وهب، ويحتمل أن يكون أخا عمر من الرضاعة، كذا في المقدمة، ومرَّ الحديث (برقم: 2619) في "الهبة".
10 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ
(1)
(2)
5982 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عُثْمَانَ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَجُلًا
(4)
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلنِي الْجَنَّةَ. [راجع: 1396].
5983 -
ح وَحَدَّثَنِي
(5)
عَبدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبِ وَأَبُوهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُمَا سَمِعَا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوَبَ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. فَقَالَ الْقَوْمُ:
"عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ" فى نـ: "عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ". "وَحَدَّثَنِي" ثبتت الواو في ذ. "عَبْدُ الرَّحْمَنِ" في ذ: "عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ". "بَهْزٌ" في ذ: "بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ". "ابْنُ عُثْمَانَ" في نـ: "ابْنُ عُثْمَانَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عثمان". "فَقَالَ الْقَوْمُ" في نـ: "قَالَ الْقَوْمُ".
===
(1)
أي: الأقارب كيف ما كانوا، "تو"(8/ 3636).
(2)
قوله: (فضل صلة الرحم) بفتح الراء وكسر الحاء أي: الأقارب، وهم: مَنْ بينه وبين الآخر نسب، سواء كان يرثه أم لا، ذا محرم أم لا، "قس"(13/ 19).
(3)
محمد.
(4)
قيل: هو أبو أيوب، وقيل: غيره، "قس"(13/ 20).
(5)
لأبي ذر بواو العطف، "قس"(13/ 20).
مَا لَهُ؟ مَا لَهُ
(1)
؟ فَقَال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرْبٌ
(2)
مَا لَهُ". فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَحِمَ. ذَرْهَا
(3)
". قَال: كَأَنَهُ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ
(4)
، [راجع: 1396].
11 - بَابُ إِثْمِ الْقَاطِعِ
5984 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيثُ، عَنْ عُقَيْلٍ،
"وَلَا تُشْرِكُ" في نـ: "لَا تُشْرِكُ". "حَدَّثَنِي اللَّيْثُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيثُ".
===
(1)
كرره مرتين للتأكيد، وهو استفهام إنكار لاستبعادهم السؤال في حالة السير.
(2)
قوله: (أرب) بفتح الهمزة والراء بعدها موحدة منونة بالرفع أي: له حاجة، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"أرِب" بفتح الهمزة وكسر الراء وبفتح الموحدة، من "أربَ في الشيء" إذا صار ماهرًا فيه، فيكون معناه التعجب من حسن فطنته والتهدي إلى موضع حاجته، "قس"(13/ 20)، "ك"(21/ 156).
(3)
قوله: (ذرها) بفتح الذال وسكون المهملة أي: ح الراحلة تمشي إلى منزلك؛ إذ لم تبق لك حاجة فيما قصدته، "قس"(13/ 20).
(4)
قوله: (كأنه كان على راحلته) أي: كان السائل كان على راحلته، ويلايمه استبعادهم عن السؤال عن أمر عظيم في وقت الركوب على الظهر، واعتذره النبي صلى الله عليه وسلم بأن استعجاله لشدة حاجته، أو: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على الراحلة وأخذ السائل زمامها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذرها" أي: زمام الناقة. ولا يخفى أن المناسبة بين أخذ زمام ناقته صلى الله عليه وسلم وبين الأمر بالترك أقوى مما ذكر سابقًا، كذا في "الخير الجاري"، ويؤيده استنكارهم بقوله:"ما له، ما له" حين رأوه أنه يأخذ الزمام.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: إِنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ
(1)
". [أخرجه: م 2556، د 1696، نـ 1909، تحفة: 3190].
12 - بَابُ مَنْ بُسِطَ لَهُ فِي الرِّزْقِ لِصِلَةِ الرَّحِمِ
(2)
5985 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ
(5)
، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". [تحفة: 13070].
"قَالَ: إنّ" في ذ: "أَخْبَرَهُ أنَّ". "قَاطِعٌ" في نـ: "قَاطِعُ رحمٍ". "لِصِلَةِ الرَّحِمِ" كذا في ذ، ولغيره:"بِصلَةِ الرَّحِمِ". "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "سَمِعْتُ النَّبِيَّ".
===
(1)
قوله: (لا يدخل الجنة قاطع) أي: قاطع الرحم، قال الكرماني: فإن قلت: المؤمن بالمعصية لا يكفر، فلا بد أن يدخل الجنة؟ قلت: حذف مفعول "قاطع" يدل على عمومه، ومن قطع جميع ما أمر الله به أن يوصل كان كافرًا، أو المراد به المستحل، أو لا يدخلها مع السابقين، "ع"(15/ 153).
(2)
أي: بسبب صلة الرحم، "ع"(15/ 154).
(3)
هو ابن محمد الغفاري، "ع"(15/ 154).
(4)
هو المقبري.
(5)
قوله: (وأن ينسأ له في أثره) من النَّسْءِ وهو التأخير، وأثر الشيء هو ما يدل على وجوده، ويتبعه، والمراد به ها هنا الأجل، وسمي به لأنه يتبع العمر. وفيه سؤال مشهور وهو: أن الآجال مقدرة، وكذا الأرزاق
5986 -
حَدَّثَنَا يَحْيىَ بْنُ بُكَيرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". [راجع: 2067، أخرجه: م 2557، تحفة: 1516].
13 - بَابٌ مَنْ وَصَلَ وَصَلَهُ اللَّهُ
5987 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(1)
قَالَ:
"حَدَّثَنَا اللَّيثُ" في ذ: "قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ". "أَخْبَرَنِي" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنِي". "ويُنْسَأَ" في نـ: "وَأَنْ يُنْسَأَ". "وَصَلَهُ اللَّهُ" في نـ: "وَصَلَهُ الله عز وجل". "حَدَّثَنَا بِشْرُ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنِي بِشْرُ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ " في ذ: "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ"، وفي نـ:"أَنْبَأنَا عَبْدُ اللَّهِ".
===
لا تزيد ولا تنقص، قال تعالى:{فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34]؟ فأجيب: بأن هذه الزيادة بالبركة في العمر بسبب التوفيق في الطاعات، وصيانته من الضياع، وحاصله: أنها بحسب الكيف لا الكمّ، أو أنها بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة في اللوح المحفوظ بالمحو والإثبات [فيه]، {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39]؛ كما أن عمر فلان ستون سنة إلا أن يصل رحمه فإنه يزاد عليه عشرة، فهو سبعون، وقد علم الله بما سيقع له من ذلك، فبالنسبة إلى الله لا زيادة ولا نقصان، وإنما يتصور الزيادة بالنسبة إليهم ويسمى مثله بالقضاء المعلق، أو المراد بقاء ذكره الجميل بعده فكأنه لم يمت، وهذا أظهر؛ فإن الأثر ما يتبع الشيء، فمعنى يؤخر في أثره أن يؤخر ذكره الحسن بعد موته، أو يجري له ثواب عمله بعده، "ك"(21/ 157)، "ع"(15/ 154).
(1)
هو ابن المبارك، "ع"(15/ 156).
أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ
(1)
قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حتى إذا فَرَغَ
(2)
مِنْ خَلْقِهِ، قَالَتِ الرَّحِمُ
(3)
: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ
(4)
بِكَ مِنَ القَطِيعَة. قَالَ: نَعَم، أَمَا تَرْضَينَ أَنْ أصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ
(5)
"، قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]. [راجع: 4830].
"بَلَى يَا رَبِّ" في ذ: "بَلَى وربِّ".
===
(1)
بضم الميم وفتح الزاي وكسر الراء المشددة وبالمهملة: المدني، "ك "(21/ 157).
(2)
أي: قضاه وأتمه لأنه لا يشغله شأن عن شأن، "ك"(21/ 157).
(3)
قوله: (قالت الرحم) أي: بلسان الحال أو بلسان المقال، وعلى الثاني: هل خلق الله تعالى فيها حياةً وعقلًا، وحمله القاضي على المجاز، وأنه من ضرب المثل، لكن في حديث عبد الله بن عمر [عند أحمد]:"أنها قالت: بلسان طلق ذلق"، وزاد في سورة القتال (برقم: 48300): "قامت الرحِم، فأخذت بِحقو الرحمن"، وهو استعارة أيضًا ذكرها في السورة المذكورة، وزاد أيضًا في السورة فقال:"مه" -معناه اكفف-، "قس" (13/ 24). قال النووي رحمه الله (8/ 355 - 356): الرحم التي توصل وتقطع إنما هي معنى من المعاني لا يتأتى منه الكلام، أو هي قرابة تجمعها رحم ويتصل بعضه ببعض، فالمراد تعظيم شأنها، وفضيلة واصلها، وعظم إثم قاطعها، على عادة العرب في استعمال الاستعارات، انتهى. ومرَّ الحديث (برقم: 4830) في "التفسير".
(4)
هو المعتصم بالشيء، الملتجئ إليه، المستجير به، "ك"(21/ 158).
(5)
بكسر الكاف، " قس"(13/ 24).
5988 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَني عَبدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الرَّحِمُ شُجْنَةٌ
(2)
مِنَ الرَّحْمَنِ، فقَالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ". [تحفة: 12823].
5989 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةً
(3)
، عَنْ عَائِشةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الرَّحِمُ شِجْنَةٌ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ". [أخرجه: م 2555، تحفة: 17351].
14 - بَاب يَُبَُلُّ
(4)
الرَّحِمُ بِبِلَالِهَا
(5)
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ". "قَالَ: الرَّحِمُ" في نـ: "فَقَالَ: الرَّحِمُ"، وفي نـ:"قَالَ: إِنَّ الرَّحِمَ". "عَنْ عَائِشَةَ" زاد في نـ: "زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ". "يُبَلُّ" في نـ: "تُبَلُّ".
===
(1)
ابن بلال، "ك"(21/ 158).
(2)
قوله: (شجنة) قال الكرماني (21/ 158): الشجنة -بضم الشين المعجمة وبفتحها وكسرها-: عروق الشجر المشتبكة، أي: مشتقة من هذا الاسم، والمعنى: الرحم أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها، فالقاطع لها منقطع من رحمة الله تعالى، انتهى. وليس المعنى أنها من ذات الله، تعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا، "قس"(13/ 25).
(3)
ابن الزبير.
(4)
أي: الشخص المكلف، ولأبي ذر بضم الفوقية وفتح الموحدة، "قس"(13/ 25).
(5)
قوله: (يبل الرحم ببلالها) لفظ "يبل" على بناء المعلوم،
5990 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
(2)
بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيسِ بْنِ أَبِي حَازِم: أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جِهَارًا غيْرَ سِرٍّ
(3)
يَقُولُ: "إِنَّ آلَ أَبِي
(4)
-قَالَ عَمْرٌو
(5)
: فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ
"حَدَّثَنَا عَمْرُو" في ذ: "حَدَّثَنِي عَمْرُو". "إِنَّ آلَ أَبِي" في سـ، ذ:"إِنَّ آلَ أَبِي فُلانٍ".
===
وفاعله محذوف، وتقديره: يبل الشخص المكلف، و"الرحم" منصوب على أنه مفعول "يبل"، ويجوز أن يكون "يبل" على صيغة المجهول مسندًا إلى الرحم المرفوع. قوله:"ببلالها" بكسر الموحدة: كل ما يبل به الحلق من الماء واللبن يسمى بلالًا، وقد يجمع البلة بالكسر وهي النداوة على بلال. قال الخطابي: البلال مصدر بللت الرحم أبله بِلالاً بالكسر والفتح: إذا نديتها بالصلة، "عمدة القاري"(15/ 157).
(1)
أبو عثمان البصري.
(2)
هو غندر، "ع"(15/ 158).
(3)
هذا للتأكيد، ويحتمل أن يكون المعنى: أقول ذلك جهارًا لا سرًا، "عيني"(15/ 158).
(4)
قوله: (إن آل أبي) بحذف ما يضاف إليه أداة الكنية، ولأبي ذر [عن المستملي]:"أبي فلان" كناية عن اسم علم، وجزم الدمياطي في حواشيه بأن المراد آل أبي العاص بن أمية، وفي "سراج المريدين" لابن العربي:"آل أبي طالب"، "قس"(13/ 26).
(5)
قوله: (قال عمرو) وهو شيخ البخاري، كان "في كتاب" شيخه "محمد بن جعفر بياض"، "ك" (21/ 159) بالرفع أي: موضع أبيض بغير كتابة، وضعف [الجر]؛ إذ يكون المعنى: في كتاب محمد بن جعفر
جَعْفَرٍ بيَاضٌ -لَيْسُوا بِأَوْليَائِي، إِنَّمَا وَليِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ
(1)
الْمُؤْمِنِينَ". زَادَ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ بيانٍ
(2)
، عَنْ قَيْسِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "وَلَكِنْ لَهُم رَحِمٌ أَبُلُّهَا
(3)
بِبَلَائِهَا".
قَالَ أَبَو عبدِ اللَّهِ
(4)
كذا وقع
(5)
(6)
،
"بِأَوْلِيَائِي" في ذ: "بِأَوْليَاءَ". "بِبَلائِهَا" كذا في ذ، وفي نـ:"بِبلالِهَا، يعْنِي أَصلها بصلتها". "قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ" سقط في نـ.
===
أن آل أبي بياض، "قس"(13/ 26)، لأنه لا يعرف في العرب قبيلة آل أبي بياض فضلًا عن قريش، "ف"(10/ 420)، وسياق الحديث يشعر بأنهم من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم وهي قريش، بل فيه إشعار بأنهم أخص من ذلك لقوله: إن لهم لرحِمًا، "ع"(15/ 158).
(1)
كذا للأكثر بالإفراد، "ف"(10/ 421)، وهو واحد أريد به الجمع، وقيل: أصله صالحوا فحذفت الواو موافقة للّفظ، "ك"(21/ 159)، "قس"(13/ 27).
(2)
هو ابن بشر، "ع"(15/ 159)، "ك (21/ 159).
(3)
قوله: (أبلها) أي: أنديها بما يجب أن تندى، ومنه "بلّوا أرحامكم" أي: ندوها يعني صِلُوها، يقال: الوصل بلل لأنه يقتضي الاتصال، والقطيعة يبس لأنه يقتضي الانفصال، كذا في "الكرماني"(21/ 159)، و"العيني"(15/ 159).
(4)
هو البخاري، "قس"(13/ 27).
(5)
أي: بغير لام ثانية، "قس"(13/ 27).
(6)
قوله: (كذا وقع
…
) إلخ، قال العيني: حاصل هذا: أن البخاري قال: وقع في كلام هؤلاء الرواة "ببلائها" بالهمزة بعد الألف، ولو كان ببلالها باللام لكان أجود وأصح، يعني قال: لا أعرف لبلائها وجهًا. وقال
وَبِبِلَالِهَا
(1)
أَجْوَدُ وَأَصحُّ، وَبِبَلائِهَا لا أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا. [أخرجه: 215 تحفه: 10744].
15 - بَابٌ لَيْسَ
(2)
الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ
5991 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(4)
وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو وَفِطْرٍ
(5)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -قَالَ سُفْيَانُ
(6)
: لَم يَرْفَعْهُ الأَعْمَشُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَفَعَهُ حَسَنٌ وَفِطْرٌ-، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ الْوَاصِلُ
(7)
بِالْمُكَافِئِ،
"أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا سُفْيَانُ".
===
الكرماني: يحتمل أن يقال: وجهه أن البلاء جاء بمعنى المعروف والنعمة، وحيث كان الرحم مصرفها أضيف إليها بهذه الملابسة فكأنه قال: أبلها بمعروفها اللائق بها، انتهى كلام "العيني"(15/ 159)، والله تعالى أعلم.
(1)
بإثبات اللام، "قس"(13/ 27).
(2)
أي: ليس حقيقة الواصل ومن يعتد بصلته من تَكَافَأ صاحبه بمثل فعله؛ إذ ذاك نوع معاوضة، ولكنه من يتفضل على صاحبه، "قس"(13/ 27)، "ف"(10/ 423)، "ع"(15/ 159).
(3)
هو الثوري، "ع"(15/ 159).
(4)
سليمان، "ك"(21/ 160)، "ع"(15/ 159).
(5)
بكسر الفاء وسكون المهملة وبالراء: ابن خليفة الحناط -بالمهملتين والنون- الفقيمي، "ك"(21/ 160)، "ع"(15/ 160).
(6)
هو موصول بالإسناد المذكور، "ع"(15/ 160).
(7)
التعريف فيه للجنس أي: ليس حقيقة الواصل من يكافئ صاحبه بمثل فعله، إذ ذاك نوع معاوضة، "ك"(21/ 160).
وَلَكِنِ
(1)
الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطَعَتْ
(2)
رَحِمُهُ وَصَلَهَا"
(3)
. [أخرجه: د 1697، نـ 1908، تحفة: 8915].
16 - بَابُ مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ
(4)
فِي الشِّرْكِ ثُمَّ أَسْلَمَ
5992 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(6)
، عَنِ الزُّهْريِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَير: أَنَّ حَكِيمَ
(7)
بْنَ حِزَام
(8)
أَخْبَرَهُ: أنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ
(9)
أمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا
(10)
فِي الْجَاهِلِيَّةِ
"الوَاصِلُ الَّذِي" في نـ: "الْوَاصِلُ مَنِ الَّذِي". "أَتَحَنَّثُ" في نـ: "أَتَحَنَّتُ".
===
(1)
قال الطيبي: الرواية بالتشديد، ويجوز التخفيف، "ع"(15/ 160).
(2)
بفتحات، ولأبي ذر بضم أوله وكسر ثانيه، "قس"(13/ 28).
(3)
هذا حقيقة الوصل الذي وعد الله عباده عليه جزيل الأجر، "ع"(15/ 159).
(4)
قوله: (من وصل رحمه
…
) إلخ، أي: فضل من وصل رحمه حال كونه في الشرك ثم أسلم بعد ذلك، هل يكون في ذلك ثواب؟ ولم يبين الحكم لوجود الاختلاف فيه، "ع"(15/ 160).
(5)
الحكم بن نافع.
(6)
هو ابن أبي حمزة.
(7)
ولد في بطن الكعبة، وهو من مسلمة الفتح، "ع"(9/ 341).
(8)
هو ابن خويلد الأسدي، "ع"(6/ 414).
(9)
أي: أخبرني عن أمور، "قس"(13/ 29).
(10)
قوله: (أتحنث بها) بالحاء المهملة والنون المشددة مفتوحتين آخره مثلثة أي: أتعبد، "قس"(13/ 29).
مِنْ صلَةٍ وَعَتَاقَةٍ وَصَدَقَةٍ، هَلْ لِي فِيهَا مِنْ أَجْرٍ؟ قَالَ حَكِيمٌ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَسلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ خَيْر
(1)
".
وَقَالَ أَيْضًا
(2)
عَنْ أَبِي الْيَمَانِ
(3)
: أَتَحَنَّتُ
(4)
.
وَقَالَ مَعْمَرٌ
(5)
وَصَالِحٌ
(6)
وَابْنُ الْمُسَافِرِ
(7)
: أَتَحَنَّتُ
(8)
.
"هَلْ لِي فِيهَا" في ذ: "هَلْ كَانَ لِي". "مِنْ أَجْرٍ" في نـ: "أَجْرٌ" بإسقاط حرف الجر. "وَقَالَ أَيْضًا" في ذ: "وَيُقَالُ أَيْضًا". "أَتَحَنَّتُ" في نـ: "أَتَحَنَّثُ"، وكذا في الموضع الآتي.
===
(1)
قوله: (أسلمت على ما سلف من خير) فيه أن المؤمن يثاب على عمله الخير الصادر عنه حالة الكفر، كذا في "الكرماني" (21/ 161). قلت: المسألة اختلف فيها كما بسط العيني في "الزكاة"، ومرَّ بعض بيانه (برقم: 1436).
(2)
قوله: (وقال أيضًا) أي: قال البخاري: جاء أيضًا عن أبي اليمان "أتحنث" بالفوقية يشير إلى ما أورده في "كتاب البيوع"(برقم: 2220) بلفظ: "كنت أتحنت أو أتحنث" بالشك، وكأنه سمع منه بالوجهين، قال ابن التين:"أتحنت" بالمثناة لا أعلم له وجهًا، "ف"(10/ 424)، "ع"(15/ 160)، "خ".
(3)
الحكم.
(4)
بالمثناة بدل المثلثة، مرَّ في "البيوع" أنهما بمعنى.
(5)
هو ابن راشد، "ع"(15/ 160).
(6)
هو ابن كيسان، "ع"(15/ 160).
(7)
عبد الرحمن، بالألف واللام، والمشهور حذفها، "قس"(13/ 29)، "ع"(15/ 161).
(8)
بالمثناة أيضًا، "قس"(13/ 29).
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ
(1)
: التَّحَنُّثُ
(2)
التَّبَرُّرُ.
وَتَابَعَهُثم هِشَامٌ
(3)
عَنْ أَبِيهِ. [راجع: 1436].
17 - بَابُ مَنْ تَرَكَ صَبيَّةَ غَيْرِهِ حَتَّى تَلْعَبَ بِهِ
(4)
أَوْ قَبَّلَهَا أوْ مَازَحَهَا
5993 -
حَدَّثَنَا حِبَّانُ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ
(6)
، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ
(7)
، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ
(8)
بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ
(9)
قَالَ:
"وَتَابَعَهُم" كذا في هـ، وفي ذ:"وَتَابَعَهُ". "حَدَّثَنَا حِبَّانُ" في ذ: "حَدَّثَنِي حِبَّانُ"، وزاد في نـ:"ابن موسى". "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ"، وفي نـ:"أَنْبَأنَا عَبْدُ اللَّهِ".
===
(1)
محمد صاحب المغازي، "ع"(15/ 161).
(2)
بالمثلثة، "قس"(13/ 29).
(3)
قوله: (تابعهم هشام) أي: تابع هؤلاء المذكورين هشام بن عروة، هكذا رواية الكشميهني "تابعهم" بالجمع، وفي رواية غيره:"وتابعه" بالإفراد، وهذا أولى لأن المراد بهذه المتابعة خصوص تفسير التحنث بالتبرر، ووصل هذه المتابعة البخاري في "العتق" (ح: 2538) من طريق أبي أسامة عن هشام ولفظه: أن حكيم بن حزام قال، فذكر الحديث، وفيه:"كنت أتحنث بها، يعني: أتبرر بها"، "عيني"(15/ 161)، مرَّ (برقم: 2538) في "العتق".
(4)
أي: ببعض جسده، "ف"(10/ 425).
(5)
بكسر المهملة وشدة الموحدة، "ع"(15/ 162)، "خ".
(6)
هو ابن المبارك، "ع"(15/ 162).
(7)
سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، "ع"(15/ 162).
(8)
اسمها أمة، [وخالد هو] ابن الزبير بن العوام.
(9)
ابن العاص، "ع"(15/ 162).
أَتَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"سَنَهْ سَنَهْ"
(1)
. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ. قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَم النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي
(2)
أَبِي. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَعْهَا". ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبْلِي
(3)
وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي" ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبقِيَتْ
(4)
حَتَّى ذَُكَِرَ. [راجع: 3071].
"أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ". "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "بِالْحَبَشِيَّةِ" في نـ: "بِالْحَبَشَةِ". "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "وَأَخْلِقِي" في نـ: "وَاخْلُفِي" في المواضع الثلاثة. "فَبَقِيَتْ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَبِقِيَ". "حَتَّى ذَكَرَ" في ركن: "حَتَّى ذَكَرَ دَهْرًا"، وفي ذ:"حَتَّى ذَكَرَه"، وفي هـ، ذ:"حتى دَكِنَ" وزاد بعده في صـ: "يَعْني مِنْ بَقَائِها".
===
(1)
التكلم بهذه الكلمة لاستمالة قلبها لأنها ولدت بالحبشة.
(2)
أي: انتهرني، "ك"(21/ 162).
(3)
مرَّ بيانه (برقم: 5823).
(4)
قوله: (فبقيت) أي: أم خالد "حتى ذكر" الراوي زمنًا، ولأبي ذر والكشميهني:"فبقي" أي: القميص دهرًا، ونسبها في "الفتح" لابن السكن، لكنه قال:"ذكر" بدل "بقي". وفي "المصابيح"(9/ 303): "ذُكِرَ" بضم الذال المعجمة وكسر الكاف بعدها راء مبنيًا للمفعول، أي: عُمِّرَت حتى طال عمرها بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم. وقال في "الكواكب": المعنى: حتى صار القميص شيئًا مذكورًا عند الناس لخروج بقائه عن العادة. وفي رواية الكشميهني: "حتى دكن دهرًا" بالدال المهملة بدل المعجمة آخره نون بدل الراء والكاف مفتوحة في الفرع. وضبطه في "الفتح" بكسر الكاف أي: صار أسود. قوله:
18 - بَابُ رَحْمَةِ
(1)
الْوَلَدِ وَتَقْبِيلِهِ وَمُعَانَقَتِهِ
وَقَالَ
(2)
ثَابِتٌ
(3)
عَنْ أَنَسٍ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ
(4)
.
5994 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
(5)
أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ
(6)
قَالَ: كُنْتُ شاهِدًا
(7)
"حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ" في نـ: "حَدَّثَنِي مَهْدِيٌّ" وزاد بعده في ذ: "هُوَ ابْنُ مَيمُونٍ".
===
"يعني من بقائها" أي: من بقاء أم خالد أو الخميصة زمانًا طويلًا، والمطابقة تؤخذ من قوله:"فذهبت ألعب" قال السفاقسي: ليس في الحديث للتقبيل ذكر، فيحتمل: أن يكون لما لم ينهها عن مس جسده صار كالتقبيل، كذا قال، فليتأمل. والحديث سبق في "الجهاد" [برقم: 3071] و"الهجرة"[برقم: 3874] و"اللباس"[برقم: 5823]، "قس"(13/ 30 - 31).
(1)
والعرب تطلق وتريد الدعاء بطول الحياة للمخاطب.
(2)
هذا التعليق وصله في "الجنائز"(برقم: 1303)، "ع"(15/ 163).
(3)
البناني، "ك"(21/ 162).
(4)
قوله: (فقبله وشمه) قال ابن بطال (9/ 212): يجوز تقبيل الولد الصغير في كل عضو منه وكذا الكبير عند أكثر العلماء ما لم يكن عورة، وتقدَّم في مناقب فاطمة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبلها، وكذا كان أبو بكر يقبل ابنته عائشة، "قس"(13/ 31).
(5)
محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي البصري، "ع"(15/ 163)، "ك"(21/ 162).
(6)
بضم النون وسكون المهملة، "ك"(21/ 162).
(7)
حاضرًا.
لِابْنِ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ
(1)
عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ
(2)
، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أهْلِ الْعِرَاقِ، قَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ
(3)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "هُمَا ريحَانَايَ
(4)
مِنَ الدُّنْيَا". [راجع: 3753].
5995 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
(6)
: أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيرِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ
"قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ" في نـ: "فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ". "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "سَمِعْتُ النَّبِيَّ". "ريحَانَايَ" في سفـ، سـ، حـ، ذ:"ريحَانِي"، وفي هـ، ذ:"ريحَانَتِي"، وفي نـ:"ريحَانَتَايَ". "أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ" في نـ: "أَنْبَأنَا شُعَيبٌ". "مَعَهَا ابْنَتَانِ" في ذ: "وَمَعَهَا ابْنَتَانِ".
===
(1)
لم أعرف اسمه، "ف"(10/ 427).
(2)
فإن قلت: تقدم في "المناقب"(برقم: 3753) أنه سأل عن الذباب؟ قلت: يحتمل أن السؤال كان عنهما جميعًا، "ك"(21/ 162).
(3)
أي: الحسين بن علي رضي الله عنهما.
(4)
قوله: (ريحاناي) وفي بعضها: "ريحاني" بكسر النون تقديره: كانا ريحاني، وفي بعضها:"ريحانتاي"، وفي بعضها:"ريحانتي"، قال العيني (15/ 164): قال الزمخشري: أي: هما من رزق الله الذي رزقنيه، ويجوز أن يراد بالريحان المشموم؛ لأن الأولاد يشمون ويقبلون فكأنهم من جملة الرياحين وبه المطابقة، انتهى، ومرَّ الحديث (برقم: 3753) في "المناقب".
(5)
الحكم بن نافع.
(6)
ابن محمد بن عمرو بن حزم، "ك"(1/ 163).
تَسْأَلُنِي، فَلَم تَجِدْ عِنْدِي غَيرَ تَمْرَةٍ
(1)
وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا، فَقَسَمَتْهَا بَينَ ابْنَتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ: "مَنْ بُلِيَ
(2)
مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيئًا
(3)
فَأَحْسَنَ
(4)
إِلَيهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ". [راجع: 1418].
5996 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سُلَيمٍ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ
(8)
"مَنْ بُلِيَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"مَنِ ابْتُلِيَ"، وفي نـ:"مَنْ يَلِي".
===
(1)
وعند مسلم: "فأعطيتها ثلاث تمرات"، وجه الجمع تعدد الإعطاء أو تعدد الواقعة.
(2)
قوله: (من بلي) بضم الموحدة على بناء المجهول من البلاء، وفي بعضها:"ابتلي" من الابتلاء، وفي بعضها:"يلي" من الولاية. فإن قلت: فما حكم بنت واحدة وبنتين؟ قلت: كذلك يكون سترًا؛ لأن المراد كل واحدة منهن، وإنما سماهن ابتلاء لأن الناس يكرهونه عادة، كذا في "الكرماني"(21/ 163).
(3)
أي: بشيء، منصوب بنزع الخافض، "ك"(21/ 163).
(4)
اختلف هل يقصر على قدر الواجب أو ما زاد عليه؟ والظاهر الثاني، "لمعات".
(5)
هشام بن عبد الملك الطيالسي، "ع"(15/ 165).
(6)
هو ابن سعد.
(7)
الأنصاري، "ك"(21/ 163).
(8)
هو الحارث الأنصاري، "ك"(21/ 163).
قَالَ: خَرَجَ عَلَينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأُمَامَةُ
(1)
بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ
(2)
عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَ
(3)
، وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَهَا. [راجع: 516].
5997 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأقْرَعُ بْنُ حَابِسِ التَّمِيمِيُّ
(6)
جَالِسٌ، فَقَالَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ ما قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثمَّ قَالَ: "مَنْ لَا يَرْحَم لَا يُرْحَم
(7)
". [تحفة: 15167].
"وَضَعَ" في هـ، ذ:"وَضَعَهَا". "جَالِسٌ" كذا في عسـ، صـ، قتـ، ذ، ولغيرهم:"جَالِسًا".
===
(1)
من زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ك"(21/ 163).
(2)
ابن ربيع، "ع"(15/ 165).
(3)
قوله: (فإذا ركع وضع) قال الكرماني في "الكواكب الدراري": فإن قلت: سبق في "كتاب الصلاة"(برقم: 516): إذا حمل جارية أنه إذا سجد وضعها؟ قلت: لا منافاة لاحتمال أن الوضع كان عند الركوع والسجود جميعًا.
(4)
الحكم بن نافع.
(5)
هو ابن أبي حمزة.
(6)
بالميمين، "ك"(21/ 164).
(7)
قوله: (من لا يرحم لا يرحم) بفتح التحتية في الأول وضمها في الثاني، والرفع والجزم في اللفظين، فاللفظ على الخبر أشبه بسياق الكلام؛ لأنه مردود على قول الرجل: إن لي عشرة من الولد، أي: الذي يفعل هذا
5998 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ هِشَامِ
(3)
، عَنْ عُرْوَةَ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ
(5)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: تُقَبّلُونَ الصِّبْيَانَ؟! فَمَا نُقَبِّلُهُم. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَ أَمْلِكُ
(6)
لَكَ إِذَا نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ؟ ". [تحفة: 16913].
"تُقَبِّلُونَ" في هـ: "أَتُقَبِّلُونَ". "إِذَا نَزَعَ" في نـ: "أَنْ نَزَعَ".
===
الفعل لا يرحم، ولو جعلت "من" شرطية لانقطع الكلام عما قبله بعض الانقطاع، لأن الشرط وجوابه كلام مستأنف، كذا في "قس"(13/ 34)، "ع"(15/ 165).
(1)
هو الفريابي، "ع"(15/ 166).
(2)
هو الثوري، "ع"(15/ 166).
(3)
هو ابن عروة، "ع"(15/ 166).
(4)
هو ابن الزبير، "ع"(15/ 166).
(5)
قيل: يحتمل أن يكون الأقرع بن حابس، ويحتمل أن يكون قيس بن عاصم، ويحتمل أن يكون عيينة بن حصن الفزاري، "ع"(15/ 166).
(6)
قوله: (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أو أملك) بفتح الواو، قال الكرماني: الهمزة للاستفهام، والواو للعطف على مقدَّر بعدها، نحو تقول:[أو مخرجي هم؟]. قوله: "أن نزع الله" بفتح الهمزة مفعول "أملك" أي: لا أملك النزع وإلَّا مما كنت أنزعه، أو: حرف الجر مقدرٌ أي: لا أملك لك شيئًا لأن نزع الله الرحمة من قلبك، وحاصله: أني لا أقدر أن أضع الرحمة في قلبك، وفي بعضها بكسرها، انتهى. أي: ويروى بكسر الهمزة شرطًا وجزاء وهو من جنس ما قبله أي: إن نزع الله من قلبك الرحمة لا أملك ردها لك، لكن قال الحافظ ابن حجر: إنها بفتح الهمزة في الروايات كلها، انتهى، كذا في "قس"(13/ 35).
5999 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ
(3)
، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: قُدِمَ
(4)
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْيٍ
(5)
، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبيِ قَدْ تَحَلَّبَ
(6)
"أَخْبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ". "قُدِمَ
…
بِسَبْي" كذا في هـ، وفي نـ: "قَدِمَ
…
سَبْيٌ"، وزاد قبله في نـ: "قال".
===
(1)
هو سعيد، "ك"(21/ 164)، "ع"(15/ 166).
(2)
هو محمد بن مطرف، "ك"(21/ 164)، "ع"(15/ 166).
(3)
أسلم العدوي مولى عمر، "ع"(15/ 166).
(4)
للكشميهني بضم القاف على صيغة المجهول.
(5)
"بسبي" بزيادة الجار، "قس"(13/ 36)، وكان هذا من سبي هوا زن، "ع"(15/ 166).
(6)
قوله: (قد تحلب) بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام بلفظ الماضي المعلوم أي: سأل لبنها أو تهيأ لأن تحلب. و"ثديها" بالرفع فاعله، "بسقي" بكسر الموحدة وفتح المهملة وسكون القاف وتنوين التحتانية، كذا في رواية الكشميهني، وللمستملي والسرخسي:"تحلب" بضم اللام مضارع حلب، و"ثديها" بالغضب، و"تسقي" بفتح المثناة وبقاف مكسورة، وفي رواية الباقين:"تسعى" بفتح العين المهملة من السعي وهو المشي بسرعة، وفي رواية مسلم:"تبتغي" من الابتغاء وهو الطلب. قال عياض [في "الإكمال" (8/ 254)]: وهو وهم. وقال النووي [في "المنهاج" (17/ 69)]: كلاهما صواب؛ لأنها ساعية وطالبة لولدها، ملتقط من "قس"(13/ 36)، "ف"(10/ 430)، "ع"(15/ 166 - 167).
ثَدْيُهَا
(1)
بِسَقْيٍ، إِذَا وَجَدَتْ
(2)
صَبِيًّا
(3)
فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَتُرَوْنَ
(4)
هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ ". قُلْنَا: لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ. فَقَالَ: "لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا". [أخرجه: م 2754، تحفة: 10388].
"قَدْ تَحَلَّبَ ثَدْيُهَا بِسَقْيٍ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"ثدياها" بدل "ثَدْيُها"، وفي سـ، حـ:"تَحْلُبُ ثَديَها -في نـ: "ثَدْيَيْهَا"- تسقي"، وفي نـ:"قد تَحْلُبُ" بدل "تَحْلُبُ"، وفي نـ:"تَسعَى" بدل "تسقي". "إِذَا وَجَدَتْ" لفظ "إِذَا" سقط في نـ. "لَلَّهُ أَرْحَمُ" في نـ: "اللَّهُ أَرْحَمُ".
===
(1)
في رواية الكشميهني بالإفراد وللباقين بالتثنية، "ف"(10/ 431).
(2)
قوله: (إذا وجدت) قال العيني: كلمة "إذ" ظرف، ويجوز أن يكون بدل اشتمال من "امرأة"، وفي بعض النسخ:"إذا" أي: بالألف، لكن قال الحافظ ابن حجر: قوله: "إذا" أي: بالألف كذا للجميع، قاله القسطلاني (13/ 36). قال العيني (15/ 167): معناه: إذا وجدت صبيًا أخذته، وعلم من هذا أنها كانت فقدت سبيًا، وكانت إذا وجدت صبيًّا أرضعَتْه ليخف منها اللبن، فلما وجدت صبيها بعينها أخذته وألصقته ببطنها من فرحها لوجدانه. قوله:"لله" اللام فيه للتأكيد، وهي مفتوحة، وصرح بالقسم في رواية الإسماعيلي فقال:"والله لله إلخ".
(3)
لم أقف على اسم هذا الصبي ولا على اسم أمه، "ف"(10/ 430).
(4)
بضم التاء أي: أتظنون، "ف"(10/ 431).
19 - بَابٌ
6000 -
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ
(1)
بْنُ نَافِعٍ البَهْرَانيُّ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ فِي مِائَةِ جُزْءٍ
(3)
، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وتِسْعِينَ جُزْءًا، وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ
"بَابٌ" في سط: "بَابٌ مِنَ الرَّحْمَةِ"، وفي نـ:"بَابٌ جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ"، وفي ذ:"في مائَةِ جُزْءٍ". "حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بنُ نَافِعٍ". "البَهْرَانيُّ" ثبت في ذ. "أَخْبَرَنَا شعَيْبٌ" في نـ: "أَنْبَأنَا شُعَيْبٌ". "فِي مِائَةِ جُزْءٍ" في نـ: "مائَةَ جُزْءً".
===
(1)
بفتحتين هو أبو اليمان، "ع"(15/ 167).
(2)
نسبة إلى قبيلة من قضاعة، "ف"(10/ 431).
(3)
قول: (في مائة جزء) بزيادة: "في" لأبي ذر، قال في "الكواكب": هي ظرفية يتم المعنى بدونها، كما في قول الشاعر: وفي الرحمن للضعفاء كاف، أي: الرحمن كاف لهم، أو هي متعلقة بمحذوف، وفيه نوع مبالغة حيث جعلها مظروفًا لها يعني هو بحيث لا يفوت منها شيء. فإن قلت: رحمة الله غير متناهية لا مائة ولا مائتان؟ قلت: الرحمة عبارة عن القدرة المتعلقة بإيصال الخير، والقدرة صفة واحدة والتعلق غير متناه فحصره على مائة على سبيل التمثيل تسهيلًا للفهم وتقليلًا لما عندنا وتكثيرًا لما عنده سبحانه، وهل المراد بالمائة التكثير والمبالغة أو الحقيقة؟ فيحتمل أن يكون مبالغة لعدد درج الجنة، والجنة هي محل الرحمة، فكانت كل رحمة بإزاء درجة، وقد ثبت أن لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله، فمن نالته منها رحمة واحدة كان أدنى أهل الجنة منزلة، وأعلاهم من حصلت له جميع الأنواع من الرحمة، "قس"(13/ 37).
جُزْءًا
(1)
وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ، حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا
(2)
عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ". [طرفه: 6469، تحفة: 13161].
20 - بَابُ قَتْلِ الْوَلَدِ
(3)
خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ
6001 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(5)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(6)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبدِ اللَّهِ
(7)
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا
(8)
(9)
وَهُوَ خَلَقَكَ".
"حَتَّى تَرْفَعَ" في نـ: "حَتَّى يَرْفَعَ". "بَابُ
…
" إلخ، في سـ، هـ، ذ: "بَابٌ أَيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ؟ "، وفي سفـ: "بَابٌ مِنَ الرَّحمَةِ". "الوَلَد" في نـ: "الوليد".
===
(1)
وفي رواية عطاء: أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم، "قس"(13/ 38).
(2)
الحافر للفرس كالظلف للشاة، "ك"(21/ 165).
(3)
أي: قتل الرجل ولده، "ع"(15/ 168).
(4)
هو الثوري، "ع"(15/ 168).
(5)
هو ابن المعتمر، "ع"(15/ 168).
(6)
هو شقيق بن سلمة، "ك"(21/ 165).
(7)
هو ابن مسعود، "ع"(15/ 169).
(8)
مثل المزاحم الذي يضاده، "مرقاة"(1/ 218).
(9)
قوله: (ندًّا) بكسر النون وتشديد الدال، وهو مثل الشيء الذي يضاده في أمور دنياه أي: يخالفه، ويجمع على أنداد، "ع" (15/ 169). قوله:"وهو خلقك" الجملة حالية، فيه إشارة إلى ما استحق به تعالى أن يتخذه ربًا، "مرقاة"(21/ 218).
ثُمَّ قَالَ: أَيُّ؟ قَالَ: "أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ
(1)
أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ". ثُمَّ قَالَ: أَيُّ؟ قَالَ: "أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ
(2)
جَارِكَ". فَأُنْزِلَ تَصْدِيقُ قَوْلِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [الفرقان: 68]. [راجع: 4477].
"ثُمَّ قَالَ" في نـ: "قَالَ: ثُمَّ"، وفي ذ:"قُلْتُ: ثُمَّ". "أَنْ يَأْكُلَ" في هـ، ذ:"أنْ يطعمَ". "ثُمَّ قَالَ" في نـ: "قَالَ: ثُمَّ". "حَلِيلَةَ جَارِكَ" في نـ: "يَعْني: حَلِيلَةَ جَارِكَ". "فَأنزِلَ" في نـ: "وَأُنْزِلَ"، وفي نـ:"وَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل". "إِلَهًا آخَرَ" وقع بعده في نـ: "الآية".
===
(1)
قوله: (خشية) فإن قلت: مفهومه أنه إن لم يكن للخشية لم يكن كذلك؟ قلت: هذا المفهوم لا اعتبار له؛ وكيف وهو خارج مخرج الأغلب وكان عادتهم ذلك؟! وأيضًا لا شك أن القتل بهذه العلة أعظم من القتل بغيرها، "ك"(21/ 166)، "ع"(15/ 169).
(2)
قوله: (حليلة جارك) بفتح المهملة أي: زوجته، "ع"(15/ 169)، قال الكرماني (21/ 166): إن لم يكن حليلة الجار فالحكم أيضًا كذلك، قلت: لا شك أن الزنا بحليلة الجار أقبح؛ لأن فيه إساءة إلى من يستحق الإحسان. فإن قلت: تقدم أن أكبر الكبائر قول الزور؟! قلت: لا خلاف أن أكبر الكبائر الإشراك، ثم اعتبر في كل مقام ما يقتضي حال السامعين زجرًا لما كانوا يسهلون الأمر فيه، أو قول الزور أكبر المعاصي القولية، والقتل للخشية أكبر القتول أو أكبر المعاصي الفعلية التي تتعلق بحق الناس، والزنا بحليلة الجار أكبر أنواع أو أكبر الفعليات المتعلقة بحق الله. فإن قلت: ما وجه تصديق الآية لذلك؟ قلت: حيث أدخل القتل والزنا في سلك الإشراك علم أنها أكبر الذنوب.
21 - بَابُ
(1)
وَضْعِ الصَّبِيِّ فِي الْحِجْرِ
(2)
6002 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي
(3)
، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وضَعَ صَبِيًّا
(4)
فِي حِجْرِهِ فَحَنَّكَهُ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ. [راجع: 222، تحفة: 17321].
22 - بَابُ وَضْعِ الصَّبِيِّ عَلَى الْفَخِذِ
(5)
6003 -
حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا
"بَابُ" سقط لأبي ذر. "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "فَحَنَّكَهُ" في نـ: "يُحَنِّكُهُ". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ" في ذ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ".
===
(1)
سقط لفظ "باب" لأبي ذر.
(2)
شفقة وتعطفًا به، "ع"(15/ 169).
(3)
عروة بن الزبير، "ع"(15/ 169).
(4)
قوله: (وضع صبيًّا) هو عبد الله بن الزبير كما عند الدارقطني، أو الحسين بن علي كما عند الحاكم، "قس" (13/ 39). قوله:"في حجره" بكسر الحاء وفتحها وسكون الجيم لغتان وهو الحضن. قوله: "فحنكه" من التحنيك أي: مضغ تمرًا ودلك به حنكه، "مجمع"(1/ 443، 573). قوله: "فأتبعه" أي: أتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم البول بالماء، "قس"، "ع"(15/ 169)، ومرَّ الحديث (برقم: 222) في "الوضوء"، فيه الإشعار بتواضع واضعه وحلمه ولو بال عليه.
(5)
أي: شفقة وتعطفًا به كما مرّ.
(6)
هو المسندي، "ع"(15/ 170).
عَارِمٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيمَانَ
(2)
، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ
(4)
، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(5)
النَّهْدِيِّ، يُحَدِّثُهُ أَبُو عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي
(6)
عَلَى فَخِذِهِ، ويُقْعِدُ الْحَسَنَ
(7)
عَلَى فَخِذِهِ الأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّهُمَا
(8)
ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا
(9)
". [راجع: 3735].
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ". "الأُخرَى" في ذ: "الآخر".
===
(1)
بعين مهملة وكسر راء: لقب محمد بن الفضل السدوسي.
(2)
التيمي، "تق" (رقم: 6785).
(3)
سليمان بن طرخان، "ع"(15/ 170).
(4)
بفتح الفوقية: طريف -بفتح المهملة- ابن مجالد، "ع"(15/ 170).
(5)
عبد الرحمن بن مل، "ع"(15/ 170).
(6)
بضم الياء، من الإقعاد، "ع"(15/ 170).
(7)
أي: ابن علي رضي الله عنه، "قس"(13/ 40).
(8)
قوله: (ثم يضمهما) الضمير للحسن وأسامة، ففيه التفات من التكلم إلى الغيبة، ويجوز أن يجعل للفخذين. قوله:"أرحمهما" أي: أحبهما، والرحمة لازمة للمحبة، "لمعات"، كما مرَّ بلفظ المحبة في الحديث (برقم: 3735).
(9)
الرحمة من العباد: الرقة والتعطف، ومن الله: إيصال الخير، "ك"(21/ 167).
وَعَنْ عَلِيٍّ
(1)
(2)
حَدَّثَنَا يَحْيَى
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(4)
، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(5)
. قَالَ التَّيْمِيُّ
(6)
: فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مِنْهُ شَيءٌ
(7)
، قُلْتُ: حُدَّثتُ
(8)
بِهِ كَذَا وَكَذَا
(9)
، فَلَم أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي عُثْمَانَ، فَنَظَرْتُ
(10)
فَوَجَدْتُهُ عِنْدِي مَكْتُوبًا فِيمَا سَمِعْتُ
(11)
.
===
(1)
هو ابن المديني، "ع"(15/ 172)، "ك"(21/ 167)، شيخ المؤلف.
(2)
قوله: (وعن علي) هو معطوف على السند الذي قبله، وهو قوله:"حدثنا عبد الله بن محمد" فيكون من رواية البخاري عن علي، ولكنه عبر عنه بصيغة "عن"، "عيني"(15/ 170).
(3)
هو ابن سعيد القطان، "ع"(15/ 172).
(4)
هو ابن طرخان التيمي، "ع"(15/ 170).
(5)
هو عبد الرحمن النهدي.
(6)
قوله: (قال التيمي) هو سليمان أبو المعتمر. قوله: "فوقع في قلبي منه شيء" أي: دغدغة، أي: هل سمعته من أبي تميمة عن أبي عثمان أو سمعته عن أبي عثمان بغير واسطة؟ فقلت في نفسي: حدثت بهذا الحديث عن أبي عثمان وأنا لازمته وسمعت منه مسموعًا كثيرًا، فعجبًا لي ما سمعته منه فنظرت في كتابي فوجدته مكتوبًا فيما سمعته منه فزال الدغدغة، فسليمان يروي بالطريق الأولى عن أبي عثمان بالواسطة، وبهذا الطريق بدونها، "ك"(21/ 167)، "ع"(15/ 170).
(7)
أي: دغدغة، "ك"(21/ 167)، "ع"(15/ 171).
(8)
بلفظ المجهول أي: حدثت بهذا الحديث كثيرًا، "ع"(15/ 171).
(9)
يعني كثيرًا، "ع"(15/ 171).
(10)
أي: في كتابي، فوجدته مكتوبًا فيما سمعته منه فزال الدغدغة، "ك"(21/ 167).
(11)
أي: فزال الشك، "قس"(13/ 41).
23 - بَابٌ حُسْنُ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ
(1)
6004 -
حَدَّثنا عُبيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ
(2)
، وَلَقَدْ هَلَكَتْ
(3)
قَبلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي بِثَلَاثِ سِنِينَ، لِمَا كُنْتُ
(4)
أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا ببَيتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ
(5)
، وَإِنْ
(6)
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيَذْبَحُ
(7)
الشَّاةَ
"حَدَّثَنَا عُبَيْدُ" في ذ: "حَدَّثَني عُبَيْدُ".
===
(1)
قوله: (باب حسن العهد من الإيمان) أي: هذا باب في بيان حسن العهد من كمال الإيمان؛ لأن جميع أفعال البر من الإيمان، والعهد هنا: رعاية الحرمة، "ع"(15/ 171).
(2)
قوله: (ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة)"ما" الأولى نافية والثانية موصولة أو مصدرية أي: ما غرت مثل التي غرتها أو مثل غيرتي عليها، والغيرة: الحمية والأنفة. قوله: "ولقد هلكت
…
" إلخ، جملة حالية، وهي تقتضي عدم الغيرة لعدم الباعث عليها غالبًا، ولهذا قالت: لما كنت أسمعه يذكرها. قوله: "من قصب" بفتحتين أي: لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف، كذا في "المرقاة" (10/ 556).
(3)
أي: ماتت.
(4)
أي: لأجل ما كنت.
(5)
أراد بالقصب: قصب اللؤلؤ وهو المجوف منه، "ك"(21/ 167)، ومرَّ (برقم: 3816).
(6)
مخففة من الثقيلة، "قس"(13/ 41).
(7)
بلام التأكيد، "قس"(13/ 41).
ثُمَّ يُهْدِي
(1)
فِي خُلَّتِهَا
(2)
(3)
مِنْهَا. [راجع: 3816، أخرجه: م 2435، تحفة: 16815].
24 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يَعُولُ يَتِيمًا
(4)
6005 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
===
(1)
بضم التحتية، "قس"(13/ 41).
(2)
بالضم، "ق" (ص: 915)، الخلة ها هنا بمعنى الأخِلَّاء، وضع المصدر موضع الاسم، "ك"(21/ 168).
(3)
قوله: (في خلتها) في "الصحاح": الخلة والخليل: يستوي فيه المذكر والمؤنث كأنه في الأصل مصدر قولك: فلان خليل بين الخلة، والحاصل: أن ما كان من المصادر اسمًا يستوي فيه المذكر والمؤنث والمفرد وغيره، وجوّز بعضهم أن يكون هذا من حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه أي: ثم يهدي إلى أهل خلتها. فإن قلت: ما وجه المطابقة بين الحديث والترجمة؟ أجيب: بأن لفظ الترجمة ورد في حديث عند الحاكم والبيهقي في "الشعب": عن عائشة قالت: "جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير بأبي وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله! تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: يا عائشة! إنها كانت تأتينا زمان خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان"، فاكتفى البخاري على عادته تشحيذًا للأذهان، تغمده الله تعالى بالرحمة والرضوان، " قس"(13/ 41 - 42)، ومرَّ (بكر قم: 3747) في "المناقب".
(4)
أي: يربيه وينفق عليه ويقوم بمصلحته، "ع"(15/ 172)، "ف"(10/ 436).
"أَنَا وَكافِلُ الْيَتِيمِ
(1)
فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا". وَقَالَ
(2)
: بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّاحَةِ وَالْوُسْطَى. [راجع: 5304].
25 - بَابُ السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ
(3)
6006 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ صَفْوَانَ
(4)
بْنِ سُلَيْمٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "السَّاعِي
(5)
عَلَى
"السَّبَّاحَةِ" في نـ: "السَّبَّابَةِ" -بالموحدتين بينهما ألف، والأولى مشدّدة، ولأبي ذر عن الكشميهني بالحاء بدل الموحدة الثانية، "قس" (13/ 42) -. "حَدَّثَنِي مَالِكٌ" في نـ:"قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ".
===
(1)
قوله: (وكافل اليتيم) أي: القائم بمصالحه المتولي لأموره. "وقال بإصبعيه" أي: أشار بهما أي: كنا مصاحبين مجتمعين. فإن قلت: درجات الأنبياء أعلى من درجات سائر الخلائق لا سيما درجة نبينا عليه الصلاة والسلام، فإنها لا ينالها أحد؟ قلت: الغرض منه المبالغة في رفع درجة في الجنة، "ك"(21/ 168)، "ع"(15/ 172).
(2)
أي: أشار.
(3)
بفتح الميم: التي لا زوج لها، "مرقاة"(8/ 683)، "ك"(21/ 169).
(4)
قوله: (عن صفوان بن سليم) مصغر السلم، والحديث مرسل لأنه تابعي، لكن لما قال: يرفعه صار مسندًا مجهولًا. فإن قلت: لم ما ذكر اسم شيخه؟ قلت: للنسيان أو لغرض آخر، ولا قدح بسببه، "ك"(21/ 168)، "ع"(15/ 172)، إذ الصحابة كلهم عدول.
(5)
قوله: (الساعي على الأرملة) هو الكاسب العامل لمؤنتها، قاله النووي. قال في "شرح المشكاة": وإنما كان معنى الساعي ما قاله لأنه صلى الله عليه وسلم عدّاه بـ على متضمنًا فيه معنى الإنفاق، "قس"(13/ 43).
الأَرْمَلَةِ
(1)
وَالْمِسْكِينِ
(2)
كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ". [راجع: 5353، أخرجه: ت 1969، تحفة: 18818].
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زيدٍ الدِّيلِيِّ
(3)
، عَنْ أَبِي الْغَيثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ
(4)
.
26 - بَابُ السَّاعِي عَلَى الْمِسْكِينِ
6007 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(5)
بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ،
عَنْ ثَوْرِ بْنِ زيدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، وَأَحْسِبُهُ
(6)
قَالَ -يَشُكُّ الْقَعْنَبِيُّ
(7)
-: "كَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ". [راجع: 5353].
"وَكَالَّذِي" في نـ: "أَوْ كَالَّذِي". "قَالَ النَّبِيُّ" كذا في ذ، ولغيره:"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
التي لا زوج لها، سواء تزوجت قبل ذلك أم لا، أو هي التي فارقها زوجها غنية أو فقيرة، "قس"(13/ 43)، "طيبي"(9/ 169).
(2)
وفي معناه الفقير، "مرقاة"(8/ 683).
(3)
بكسر الدال وسكون الياء.
(4)
أي: مثل الحديث السابق، "قس"(13/ 43).
(5)
القعنبي، "ك (21/ 169).
(6)
أي: مالكًا، جملة معترضة بين القول ومقوله، "قس"(13/ 44).
(7)
عبد الله، "ع"(15/ 173).
27 - بَابُ رَحْمَةِ النَّاسِ
(1)
وَالْبَهَائِمِ
6008 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
(3)
، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(4)
، عَنْ أَبِي سُلَيمَانَ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ
(5)
مُتَقَارِبُونَ
(6)
، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرينَ لَيلَةً، فَظَنَّ أَنَّا اشْتَقْنَا أَهْلَنَا، وَسَأَلَنَا
(7)
عَمَّنْ تَرَكْنَا فِي أَهْلِينَا، فَأخْبَرْنَاهُ،
"عِشْرِينَ" في نـ: "عِشْرُونَ". "أَهْلَنَا" في ذ: "إِلَى أَهْلِينَا". "فِي أَهْلِينَا" كذا في ذ، ولغيره:"فِي أَهْلِنَا".
===
(1)
قوله: (باب رحمة الناس) أي: في بيان فضل الرحمة أي: الشفقة والتعطف على الناس والرحمة للبهائم، "ع"(15/ 173).
(2)
هو ابن علية، "ع"(15/ 174).
(3)
السختياني، "ع"(15/ 174).
(4)
هو عبد الله بن زيد الجرمي، "ع"(15/ 174).
(5)
قوله: (نحن شببة) على وزن فعلة جمع شاب. قوله: "متقاربون" أي: في السن. قوله: "أنا اشتقنا أهلنا" ويروى "أهلينا" بالجمع، وهو من الجموع النادرة. قوله:"وسألنا" بفتح اللام، قوله:"رقيقًا" بقافين من الرقة هكذا في رواية الأكثرين، وفي رواية القابسي والأصيلي والكشميهني:"رفيقًا" بفاء ثم قاف، وانتصابه على أنه خبر "كان"، ويروى بلا لفظ:"كان"؛ فينصب على الحال. قوله: "مروهم" أي: بالمأمورات، أو علّموهم الصلاة ومروهم بها. قوله:"أكبركم" أي: أفضلكم أو أسنكم؛ لأنهم كانوا متقاربين في الفقه ونحوه، "ك"(21/ 175)، "ع"(15/ 174)، ومرَّ (برقم: 628) في "الأذان".
(6)
أي: في السن، "قس"(13/ 44).
(7)
بفتح اللام، "قس"(13/ 44).
وَكَانَ رَقِيقًا رَحِيمًا فَقَالَ: "ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُم فَعَلِّمُوهُم وَمُرُوهُم، وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضرَتِ الصلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُم أَحَدُكُم، ثُمَّ ليَؤُمَّكُم أَكْبَرُكُم". [راجع: 628].
6009 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ
(2)
، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ
(3)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(4)
السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "بَينَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ
(5)
يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بِي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، فَسَقَى الْكَلْبَ،
"رَقِيقًا" كذا في هـ، ذ، وفي صـ، هـ، قا:"رَفِيقًا". "فَإِذَا حَضَرَتْ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَإِذَا حَضَرَتْ". "ثُمَّ لِيَؤُمَّكُم" في ذ: "وَلْيَؤُمَّكُم". "اشْتَدَّ" في ذ: "وَاشْتَدَّ".
===
(1)
هو ابن أبي أويس، "ع"(15/ 174).
(2)
الإمام.
(3)
ابن عبد الرحمن المخزومي، "ك (21/ 170)، "ع" (15/ 174).
(4)
ذكوان، "ع"(15/ 174)، "ف"(1/ 278).
(5)
قوله: (يلهث) أي: يخرج لسانه من العطش. قوله: "الثرى" بفتح الثاء المثلثة: التراب النديّ. قوله: "فشكر الله له" أي: جزاه الله فغفر له، "ك"(21/ 171)، "ع"(15/ 174)، ومرَّ الحديث (برقم: 2363) في "كتاب الشرب"، قال الكرماني: فإن قلت: تقدم في آخر "كتاب بدء الخلق" أن امرأة هي التي عملت هذه الفعلة؟ قلت: لا منافاة؛ لاحتمال وقوعه وحصوله منهما جميعًا، انتهى.
فَشَكَرَ اللَّهُ
(1)
لَهُ فَغَفَرَ لَهُ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ
(2)
أَجْرًا؟ فَقَالَ: "فِي كُلّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ
(3)
". [راجع: 173، أخرجه: م 2244، د 2550، تحفة: 12574].
6010 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ
(4)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في صَلَاةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ
(5)
وَهُوَ فِي الصَّلَاةَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلأَعْرَابِيِّ: "لَقَدْ حَجَّرْتَ
(6)
(7)
وَاسِعًا". يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ. [تحفة: 15166].
"فِي كُل ذَاتِ" في هـ، ذ:"نَعَم، فِي كُلِّ ذَاتِ". "حَجَّرْتَ" في ذ: "حَجَّزْتَ"، وفي ذ:"تَحَجَّرْتَ".
===
(1)
أي: جازاه عليه، "قس"(13/ 45).
(2)
أي: في سقيها أو الإحسان إليها.
(3)
قوله: (في كل ذات كبد رطبة أجر) أي: في إرواء كل حيوان أجرٌ، والرطوبة كناية عن الحياة، والكبد مؤنث سماعي، "ك"(21/ 170)، ومرَّ الحديث (برقم: 2363) في "الشرب".
(4)
هو ابن أبي حمزة.
(5)
قيل: هو ذو الخويصرة، وقيل: الأقرع بن حابس، "قس"(13/ 46)، قيل: هو الذي بال في المسجد، "ع"(15/ 175).
(6)
فيه الترجمة؛ لأن رحمته وسعت كل شيء، "ع"(15/ 175)، وروي "تحجرت" أي: ضيقت ما وسعه الله، أي: أن رحمته واسعة تسع الجميع، "تن"(3/ 1156).
(7)
قوله: (لقد حجرت) بفتح وتشديد الجيم وسكون الراء: ضيقت
6011 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ
(2)
، عَنْ عَامِرِ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِم
(4)
وَتَوَادِّهِم وَتَعَاطُفِهِم كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى
(5)
عُضْوًا
(6)
تَدَاعَى
(7)
لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ
(8)
وَالْحُمَّى". [أخرجه: م 2586، تحفة: 11627].
===
وزنًا ومعنى، واتفقت الروايات على أن "حجرت" بالراء، لكن نقل ابن التين أنها في رواية بالزاي، ثم قال: وهما بمعنى، "قس"(13/ 46)، "ف" (10/ 439). قال الكرماني (21/ 171):"حجرت" من الحجر والتحجير، يقال: حجر القاضي عليه: إذا منعه من التصرف فيه، يعني: ضيقت واسعًا وخصصت ما هو عام؛ إذ رحمته وسعت كل شيء، انتهى.
(1)
الفضل بن دكين، "ع"(15/ 175).
(2)
هو ابن أبي زائدة، "ع"(15/ 175).
(3)
هو الشعبي، "ع"(15/ 175).
(4)
قوله: (ترى المؤمنين في تراحمهم) بأن يرحم بعضهم بعضًا بأخوة الإسلام لا بسبب آخر. قوله: "وتوادّهم" بتشديد الدال أي: تواصلهم الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي. قوله: "وتعاطفهم" بأن يعين بعضهم بعضًا كما يعطف طرف الثوب عليه ليقويه، "قس"(13/ 46).
(5)
أي: الجسد، "خ".
(6)
نصب على التمييز، "خ".
(7)
قوله: (تداعى له سائر جسده) أي: دعا بعضه بعضًا إلى المشاركة في الأرق، والحمَّى هي حرارة غريبة تشتعل وتنبث منه في جميع البدن اشتعالًا يضر بالأفعال الطبيعية، وفيه تعظيم حقوق المسلمين وتحضيضهم على الملاطفة والمعاونة والتعاطف، "كرماني "(21/ 171 - 172).
(8)
بي خوابي [بالفارسية].
6012 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَليدِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ غَرَسَ غَرسًا
(3)
فَأَكَلَ مِنْهُ إِنْسَان أَوْ دَابَّة
(4)
إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَة". [راجع: 2320].
6013 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(5)
، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَني زَيْدُ بْنُ وَهْبَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ لَا يَرحَم لا يُرحَم". [طرفه: 7376، أخرجه: م 2319، تحفة: 3211].
28 - بَابُ الْوَصَايَةِ
(7)
بِالْجَارِ
"فَأَكَلَ" في هـ، ذ:"يَأْكُلُ". "بَابُ الْوَصَايَةِ" في نـ: "بَابُ الْوَصَاةِ" وفي نـ: "كِتَابُ الوَصَايَةِ"، وفي نـ:"كتاب الوصاة"، وزاد قبله في سفـ:" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كتابُ البر والصِّلَةِ".
===
(1)
الطيالسي.
(2)
الوضاح.
(3)
الغرس: درخت نشاندن [بالفارسية].
(4)
إن كان مأخوذًا من دبَّ على الأرض فهو من عطف العام على الخاص، وإن كان المراد الدابة في العرف فهو من عطف الجنس على جنس آخر وهو الظاهر، "فتح الباري"(10/ 440).
(5)
هو ابن غياث.
(6)
سليمان.
(7)
قوله: (باب الوصاية) وثبت للنسفي البسملة قبل الباب، وكأنه للانتقال إلى نوع غير الذي قبله، ورأيت في شرح شيخنا سراج الدين بن الملقن ["التوضيح" (28/ 319)] هنا:"كتاب البر والصلة" ولم أره لغيره،
وَقَوْلِ اللَّهِ: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} الآية [النساء: 36].
6014 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُويْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، عَنْ عَمْرَةَ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَا زَالَ جِبرَئيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ"
(3)
(4)
. [أخرجه: م 2624، د 5151، ت 1942، ق 3673، تحفة: 17947].
"وَقَوْلِ اللَّهِ" زاد في نـ: "عز وجل". "الآية" كذا في ذ، ولغيره:"إِلَى قَولِهِ: {مُخْتَالًا فَخُورًا} ". "يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ" في نـ: "يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ الأَنْصَارِي". "جِبرَئيلُ يُوصِينِي" في نـ: "يُوصِينِي جِبرَئيلُ".
===
"فتح"(10/ 441)، والوصاءة بفتح الواو والصاد المخففة بعدها همزة ممدودًا، لغة في الوصية، وكذا الوصاية بإبدال الهمزة ياء، "قس"(13/ 48)، وهما بمعنى، لكن الأول من أوصيت والثاني من وصيت، "ف"، يقال: أوصيت له بشيء، والاسم الوصاية بالكسر والفتح، وأوصيته ووصيته بمعنى، والاسم الوصاة، والغرض من ذكر الآية ما فيها من الإحسان بالجار، "ك"(21/ 172).
(1)
هو ابن عمرو بن حزم الأنصاري، "ك"(21/ 172).
(2)
بنت عبد الرحمن، "ك"(21/ 172).
(3)
أي: سيجعله وارثًا، "ك"(21/ 172)، "ف"(10/ 441).
(4)
قوله: (أنه سيورثه) أي: يأمرني عن الله بتوريث الجار من جاره، واختلف في المراد لهذا التوريث فقيل: يجعل له مشاركة في المال بفرض سهم يعطاه مع الأقارب، وقيل: المراد أن ينزل منزلة من يرث بالبر والصلة، والأول أظهر، فإن الثاني استمر، والخبر مشعر بأن التوريث لم يقع، ويؤيده ما أخرجه
6015 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
"الْمِنْهَالِ" في نـ: "مِنْهَالٍ" مصحح عليه.
===
البخاري من حديث جابر نحو حديث الباب بلفظ: "حتى ظننت أنه يجعل له ميراثًا"، واسم الجار يشمل المسلم والكافر والعابد والفاسق والصديق والعدو والغريب والبلدي والنافع والضار والقريب والأجنبي والأقرب دارًا والأبعد، وله مراتب بعضها أعلى من بعض، فأعلاها من اجتمعت فيه الصفات كلها ثم أكثر وهلم جرًا إلى الواحد، وعكسه من اجتمعت فيه الصفات الأخرى كذلك، فيعطي كل ذي حق حقه بحسب حال، وقد تتعارض صفتان فأكثر فيرجح أو يساوى، وقد حمله عبد الله بن عمر على العموم، فأمر لَمّا ذبحت له شاة أن يهدي منها لجاره اليهودي، أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ح: 105)، والترمذي (ح: 1943) وحسنه. وقد وردت الإشارة إلى ما ذكرته في حديث مرفوع أخرجه الطبراني من حديث جابر رفعه: "الجيران ثلاثة: جار له حق وهو المشرك له حق الجوار، وجار له حقان وهو المسلم له حق الجوار وحق الإسلام، وجار له ثلاث حقوق وهو مسلم له رحم، له حق الجوار وحق الإسلام والرحم". وقال الشيخ أبو محمد: حفظ الجار من كمال الإيمان، وكان أهل الجاهلية يحافظون عليه، ويحصل امتثال الوصية به بإيصال ضروب الإحسان إليه بحسب الطاقة كالهدية، والسلام، وطلاقة الوجه عند لقائه، وتفقد حاله، ومعاونته فيما يحتاج إليه وإلى غير ذلك، وكف أسباب الأذى عنه على اختلاف أنواعه حسية كانت أو معنويةً، وقد نفى صلى الله عليه وسلم الإيمان عمن لم يأمن جاره بوائقه كما في الحديث الذي يليه، وهي مبالغة تنبئ بعظم حق الجار وأن إضراره من الكبائر، وسيأتي القول في حد الجار في "باب حق الجوار" قريبًا، "فتح"(10/ 442) ملخصًا.
(1)
محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، "ك"(21/ 173).
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا زَالَ جِبْرَئِيلُ يُوصينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ
(1)
". [أخرجه: م 2625، تحفة: 7421].
29 - بَابُ إِثْمِ مَنْ لَا يَأْمَنُ
(2)
جَارُهُ بَوَائِقَهُ
(3)
(4)
{يُوبِقْهُنَّ} [الشورى: 34]: يُهْلِكْهُنَّ. {مَوْبِقًا
(5)
} [الكهف: 52]: مَهْلِكًا.
6016 -
حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبي ذِئْبٍ
(6)
، عَنْ سَعِيدٍ
(7)
عَنْ أَبِي شُرَيح
(8)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤمِنُ
(9)
". قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
"وَمَنْ يَا رَسولَ اللَّهِ" في نـ: "يَا رَسولَ اللَّهِ وَمَنْ".
===
(1)
أي: يجعل له ميراثًا.
(2)
بفتح الميم من الأمن.
(3)
جمع بائقة وهي الغائلة وأكثر ما يوصف بها الأمر الشديد، "ك"(21/ 173).
(4)
قوله: (بوائقه) بموحدة فواو مفتوحتين وبعد الألف تحتية مكسورة فقاف فهاء، جمع بائقة، وهي الغائلة أي: يأمن جاره غائلته وشره. قوله: "يوبقهن" من قوله تعالى {يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا} ، "قس"(13/ 49).
(5)
وقع في الكهف.
(6)
محمد بن عبد الرحمن، "ك"(21/ 173).
(7)
المقبري، "ك"(21/ 173).
(8)
الخزاعي العدوي، "ك"(21/ 173).
(9)
قوله: (والله لا يؤمن) بالتكرار ثلاثًا أي: إيمانًا كاملًا، أو في حق المستحل، أو أنه لا يجازى مجازاة المؤمن فيدخل المؤمن في الجنة من أول
"الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُ بَوَائِقَهُ
(1)
".
تَابَعَهُ
(2)
شَبَابَةُ
(3)
وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى. [تحفة: 12065].
وَقَالَ حُمَيدُ بْنُ الأَسْوَدِ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَشُعَيبُ بْنُ إِسْحَاقَ: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(4)
. [تحفة:13030].
30 - بَاب لَا تَحْقِرَنَّ
(5)
جَارَة لِجَارَتِهَا
6017 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ -هُوَ الْمَقْبُرِيُّ-، عَنْ أَبِيهِ
(7)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
===
وهلة مثلًا، أو أنه خرج مخرج الزجر والتغليظ، كذا في "القسطلاني"(13/ 50).
(1)
أي: غوائله وشروره، جمع بائقة وهي الداهية.
(2)
أي: عاصم بن علي، "قس"(13/ 50).
(3)
ابن سوار، "ك"(21/ 173).
(4)
غرض المؤلف أن أصحاب ابن أبي ذئب اختلفوا فقال سعيد وشبابة وأسد: عن أبي شريح، وقال الأربعة حميد وعثمان وابن عياش وشعيب: عن أبي هريرة، وصنيع المؤلف يقتضي تصحيح الوجهين، كذا في "القسطلاني"(13/ 50) وغيره.
(5)
النهي إما للمعطية أو للمعطاة، كما سيجيء بيانها في حديث الباب، ومرَّ (برقم: 2566) في "الهبة".
(6)
الإمام.
(7)
اسمه كيسان، وسعيد يروي عن أبي هريرة بلا واسطة كما مرَّ، وبواسطة كما هنا، "ك"(21/ 173 - 174).
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَا نِسَاءُ الْمُسلِمَاتُ
(1)
(2)
لَا تَحْقِرَنَّ
(3)
جَارَة لِجَارَتهَا وَلَوْ فِرسِنَ
(4)
شَاة". [راجع: 2566، أخرجه: م 1030، تحفة: 14315].
31 - بَابُ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ
6018 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ
(5)
،
"ابْنُ سَعِيدٍ" ثبت في ذ.
===
(1)
بضم النساء على النداء، ورفع المسلمات على الصفة، ونصبه على المحل، "مجمع"(4/ 122).
(2)
قوله: (يا نساء المسلمات) بنصب النساء وجر المسلمات من باب إضافة الموصوف إلى الصفة أي: يا نساء الأنفس المسلمات، وقيل: تقديره يا فاضلات المؤمنات، كما يقال: هؤلاء رجال القوم أي: ساداتهم وأفاضلهم. وبرفعهما وبرفع النساء ونصب المسلمات نحو: يا زيد العاقل، "ك"(21/ 174).
(3)
قوله: (لا تحقرن جارة) هذا النهي إما للمعطية أي: لا تمتنع جارة من الصدقة لجارتها لاستقلالها واحتقارها، بل يجوز بما تيسر وإن كان [قليلًا] كفرسن شاة فهو خير من العدم، وإما للمعطاة المتصدق عليها، "ك" (21/ 174). قلت: لا يتم حمله على المهدى إليها إلا بجعل اللام في لجارتها بمعنى من، "ف"(10/ 445).
(4)
بكسر فاء وسين، من البقر كقدم الإنسان، "مجمع"(4/ 122)، ومرَ في "الهبة" (برقم: 2566).
(5)
هو سلّام بالتشديد، "ك"(21/ 174).
عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(1)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْم الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ". [راجع: 5185، أخرجه: م 47، ق 3971، تحفة: 12843].
6019 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيثُ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِىُّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحِ الْعَدَوِيِّ قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَأَبْصَرَتْ عَينَايَ حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرمْ ضَيفَهُ جَائِزَتَهُ". قَالَ: وَمَا جَائِزَتُهُ
(3)
يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "يَوْم
(4)
وَلَئلَة، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَة عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ". [طرفاه: 6135، 6476، أخرجه: م 48، د 3748، ت 1967، ق 3672، تحفة: 12056].
"حَدَّثَنِي اللَّيْثُ" في نـ: "حَدَّثَنَا اللَّيْثُ"، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ". "قَالَ: وَمَا جَائِزَتُهُ" في نـ: "قِيلَ: وَمَا جَائِزتُهُ".
===
(1)
أي: عثمان.
(2)
ذكوان.
(3)
الجائزة: العطية والتحفة واللطف، "قاموس" (ص: 470).
(4)
أي: يتكلف في اليوم الأول مما اتسع له من برٍّ وإلطاف، "مجمع"(1/ 404).
32 - بَابُ حَقِّ الْجِوَارِ فِي قُرْبِ الأَبْوَابِ
6020 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ
(1)
قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارينِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي
(3)
؟ قَالَ: "إِلَى أَقْرَبِهِمَا
(4)
مِنْكِ بَابًا
(5)
". [راجع: 2259].
===
(1)
الجوني، "ك"(21/ 176).
(2)
هو ابن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله، "ك"(21/ 176).
(3)
بضم الهمزة، من الإهداء، "قس"(13/ 54).
(4)
قوله: (إلى أقربهما منك بابًا) لعل السر أنه ينظر إلى ما يدخل داره وأنه أسرع لحوقًا به عند الحاجات في أوقات الغفلات، كذا في "الكرماني" (21/ 176). قال ابن أبي جمرة: الإهداء إلى الأقرب مندوب، لأن الهدية في الأصل ليست واجبة فلا يكون الترتيب فيها واجبًا، ويؤخذ من الحديث أن الأخذ في العمل بما هو أعلى وأولى، فيه تقديم العلم على العمل.
واختلف في حد الجوار، فجاء عن علي رضي الله عنه:"من سمع النداء فهو جار" وقيل: من صلى معك صلاة الصبح في المسجد فهو جار، وعن عائشة:"حق الجوار أربعون دارًا من كل جانب"، وعن الأوزاعي مثله، وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (ح: 109) عن الحسن مثله، وللطبراني بسند ضعيف عن كعب بن مالك مرفوعًا:"ألا إن أربعين دارًا جار"، وأخرج ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب: أربعون دارًا عن يمينه وعن يساره وعن خلفه ومن بين يديه، وهذا يحتمل أن يريد به كالأول، ويحتمل أن يريد به التوزيع فيكون من كل جانب عشرة، "فتح"(10/ 447).
(5)
نصب على التمييز.
33 - بَابٌ كُلُّ مَعْرُوفٍ
(1)
صَدَقَةٌ
6021 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ مَعْرُوفٍ
(4)
(5)
صَدَقَة
(6)
". [تحفة: 3081].
6022 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
(7)
، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: "عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ". قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: "فَيَعْمَلُ
(8)
بِيَدَيْهِ
(9)
فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ". قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَستَطِعْ
"قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللهِ". "فَيَنْفَعُ" في نـ: "وَيَنْفَعُ".
===
(1)
يفعله الإنسان أو يقوله من الخير بما ندب إليه الشارع أو نهى عنه، يكتب له به صدقة، "قسطلاني"(13/ 54).
(2)
الحمصي، "ك"(21/ 176).
(3)
محمد بن مطرف، "ك"(21/ 176).
(4)
هو ما عرف من أدلة الشرع أنه من أعمال البر سواء جرت به العادة أم لا، "توشيح"(8/ 3650).
(5)
قوله: (كل معروف) المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب [إليه]، والإحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه، "عمدة القاري"(15/ 184).
(6)
أي: ثواب، "تو"(8/ 3650).
(7)
عامر بن أبي موسى، "ك"(21/ 176).
(8)
مرفوع في المواضع الثلاثة، "تن"(3/ 1156).
(9)
بالتثنية، "قس"(13/ 55).
أَوْ لَمْ يَفْعَلْ
(1)
؟ قَالَ: "فَلْيُعِنْ
(2)
ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ
(3)
". قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ
(4)
؟ قَالَ: "فَيَأْمُرُ بِالْخَيرِ". أَوْ قَالَ
(5)
: "بِالْمَعْرُوفِ". قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: "فَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ". [راجع: 1445].
34 - بَابُ طِيبِ الْكَلَامِ
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "الْكَلِمَةُ الطَّيبةُ صَدَقَةٌ
(6)
".
6023 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرو
(8)
، عَنْ خَيثَمَةَ
(9)
، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّارَ،
"فَلْيُعِنْ" في نـ: "فِيُعِينُ". "فَيَأْمُرُ" في نـ: "فَلْيَأْمُر". "قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ" في نـ: "قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ". "فَلْيُمسِكْ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَيُمْسِكُ".
===
(1)
بالشك من الراوي، "قس"(13/ 55).
(2)
بالقول أو الفعل أو بهما، "قس"(13/ 55).
(3)
أي: المظلوم المستغيث أو المحزون المكروب، "قس"(13/ 55).
(4)
عجزًا أو كسلًا، ع" (15/ 185).
(5)
الشك من الراوي، "قس"(13/ 55).
(6)
أي: يثاب عليها، "قس"(13/ 56)، ومرَّ الحديث (برقم: 1413).
(7)
هشام بن عبد الملك، "ع"(15/ 185).
(8)
أي: ابن مرّة، "ك"(21/ 177).
(9)
هو ابن عبد الرحمن، "ك"(21/ 177).
فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ
(1)
بِوَجْهِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ، فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِه -قَالَ شُعْبَةُ: أَمَّا مَرَّتَينِ فَلَا أَشُكُّ-، ثُمَّ قَالَ:"اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَم تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ". [راجع: 1413، أخرجه: م 1016، س 2553، تحفة: 9853].
35 - بَابُ الرِّفْقِ
(2)
(3)
فِي الأَمْرِ كلِّهِ
6024 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ
(5)
، عَنْ صَالِحٍ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ:
"فَإِنْ لَمْ تَجِدْ" في نـ: "فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا".
===
(1)
قوله: (وأشاح) بالمعجمة والمهملة أي: أعرض، قال الخطابي: أشاح بوجهه: إذا صرف عن الشيء فعل الحذر منه الكاره له، كأنه صلى الله عليه وسلم كان يراها ويحذر وهج سعيرها، فنحى وجهه عنها. قوله:"أما مرتين" هي: التفصيلية، وأختها محذوف تقديره: وأما ثلاث مرات فأشك فيها. قوله: "ولو بشق" بكسر الشين أي: ولو بنصف تمرة. قوله: "فإن لم تجد" بلفظ المفرد قال بعض علماء المعاني: ذكر المفرد بعد الجمع هو من باب الالتفات، وهو عكس:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} [الطلاق: 1]، "ك"(21/ 177)، "ع"(15/ 185 - 186).
(2)
قوله: (باب الرفق) بكسر الراء وسكون الفاء وبالقاف، هو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل وما فيه اللطف ونحوه، وهو ضد العنف، "ك"(21/ 177 - 178)، "ع"(15/ 186)، "هـ".
(3)
أي: في بيان فضل الرفق وهو ضد العنف، "ع"(15/ 186).
(4)
هو ابن يحيى، "ع"(15/ 186).
(5)
هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن، ع" (15/ 186).
(6)
هو ابن كيسان، "ع"(15/ 186).
أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ
(1)
مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ
(2)
عَلَيْكُمْ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: عَلَيكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَهْلًا
(3)
يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَمْ تَسْمَعْ
(4)
مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ قُلْتُ: عَلَيكُم
(5)
". [راجع: 2935، أخرجه: م 2165، س في الكبرى 10214، تحفة: 16492].
"عَلَيْكُمُ السامُ" في نـ: "وعليكم السام". "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "فَقَالَ النَّبِيُّ". "أَلَم تَسْمَعْ" في ذ: "أَوَ لَمْ تَسْمَعْ"، وفي نـ:"وَلَمْ تَسْمَعْ". "عَلَيْكُمْ" في نـ: "وَعَلَيكم".
===
(1)
الرهط من الرجال ما دون العشرة، وقيل: إلى الأربعين، "ع"(15/ 186).
(2)
بتخفيف: الموت، ع" (15/ 186)، "قس" (13/ 57).
(3)
معناه: تأني وارفقي، وانتصابه على المصدرية، "ع"(15/ 186)، "قس"(13/ 57).
(4)
ولأبي ذر بهمزة الاستفهام وواو العطف، "قس"(13/ 57).
(5)
قوله: (عليكم) وفي بعضها: "وعليكم" بالواو. فإن قلت: ما معناه والعطف يقتضي التشريك وهو غير جائز؟ قلت: هو المشاركة في الموت أي: نحن وأنتم كلنا نموت، أو: أن الواو للاستئناف لا العطف، أو تقديره: وأقول عليكم ما تستحقونه، وإنما اختار هذه الصيغة لتكون أبعد عن الإيحاش وأقرب إلى الرفق، "ك"(21/ 178)، "ع"(15/ 186)، "هـ".
6025 -
حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ قَالَ: حَدَّثنَا ثَابْتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا
(1)
بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامُوا إِلَيْهِ
(2)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تُزْرِمُوهُ
(3)
".
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ". "قَالَ: حَدَّثنَا ثَابْتٌ" كذا في ذ، ولغيره:"عَنْ ثَابِتٍ".
===
(1)
هو ذو الخويصرة، أو الأقرع بن حابس، "لمعات".
(2)
قوله: (فقاموا إليه) أي: ليؤذوه وليضربوه. قوله: "ولا تزرموه" بالزاي والراء من الإزرام أي: لا تقطعوا عليه بوله. وفيه: الرفق بالأعرابي مع صيانة المسجد من زيادة النجاسة لو هيج الأعرابي عن مكانه، وفيه: أن الماء يكفي في غسل البول، ولا حاجة إلى حفر المكان ونقل التراب، كذا في "الكرماني"(21/ 178 - 179).
وفي "المرقاة"(2/ 195): قال ابن الملك: وعند أبي حنيفة لا تطهر حتى يحفر ذلك التراب، فإن وقع عليه الشمس وجفت وذهب أثرها طهرت عنده من غير حفر ولا صب، انتهى. ولا فرق بين الجفاف بالشمس أو الريح، وكذا لو صب عليها ماء بكثرة ولم يظهر لون النجاسة ولا ريحها فإنها تطهر. وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بإهراق دلو من ماء لأنه كان نهارًا والصلاة فيه تتابَعُ نهارًا، وقد لا تجف قبل وقت الصلاة فأمر بتطهيرها بالماء، كذا قاله ابن الهمام في "فتح القدير" (1/ 198 - 199). وفي "اللمعات": لعله إنما أمر بصب الماء تقليلًا لتغليظ النجاسة ورائحة البول ولونه بمغالبة الماء، ولم يكتف في التطهر به بل هو بالجفاف. ولم يدل الحديث على أنهم صلوا في ذلك المكان قبل الجفاف، ومر الحديث (برقم: 219) في "كتاب الطهارة".
(3)
أي: لا تقطعوا عليه بوله، "ع"(15/ 187).
ثُمَّ دَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَصُبَّ عَلَيْهِ
(1)
(2)
. [راجع: 219، أخرجه: م 2307، ت 1687، س في الكبرى 8829، ق 2772، تحفة: 290].
36 - بَابُ تَعَاوُنِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُم بَعْضًا
(3)
6026 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي أَبُو بُرْدَةَ
(7)
، عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى
(8)
،
"عَنْ أَبِي بُرْدَةَ" في نـ: "عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بُرَيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ"، وفي نـ:"عَنْ بُرَيدٍ أَبِي بُرْدَةَ".
===
(1)
بضم الصاد المهملة أي: على محل البول، "قس"(13/ 58).
(2)
سبق الحديث (برقم: 219) في "الوضوء".
(3)
قوله: (بعضهم بعضًا) بجر بعضهم بدلًا من "المؤمنين" بدل البعض من الكل، ويجوز الضم أيضًا. وقول الكرماني:"بعضًا" نصب بنزع الخافض أي: للبعض، تعقبه العيني: بأن الأوجه أن يكون مفعول المصدر المضاف إلى فاعله، وهو لفظ التعاون؛ لأن المصدر يعمل عمل فعله، "قس"(13/ 58).
(4)
هو الفريابي، "ع"(15/ 187).
(5)
هو الثوري، "ع"(15/ 187).
(6)
قوله: (عن أبي بردة) بضم الموحدة وسكون الراء كنية بريد، مصغر، هو ابن عبد الله بن أبي بردة أيضًا، واسمه عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، فأبو بردة يروي عن جده أبي بردة وهو عن أبيه -يعني: أبا موسى-، "ك"(21/ 179)، ع" (15/ 178 - 179).
(7)
اسمه عامر بن أبي موسى، "ع"(15/ 187).
(8)
عبد الله بن قيس الأشعري، "ع"(15/ 188).
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُؤْمِنُ
(1)
لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا". ثُمَّ شَبَّكَ بَينَ أَصَابِعِهِ. [راجع: 481].
6027 -
وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا
(2)
إِذَا جَاءَ رَجُلٌ يَسأَلُ أَوْ طَالِبٌ حَاجَةٍ أَقْبَلَ
(3)
عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَروا
(4)
، وَلْيَقْضِ
(5)
اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شاءَ". [راجع: 1432].
"إِذَا جَاءَ" في نـ: "إِذْ جَاءَ". "فَقَالَ" في نـ: "وَقَالَ". "فَلْتُؤْجَرُوا" في مه: "تُؤْجَروا". "وَلْيَقْضِ" في نـ: "وَليَقْضِيَ"، وفي نـ:"وَيَقْضِي".
===
(1)
قوله: (المؤمن) التعريف فيه للجنس، والمراد بعض المؤمن للبعض. و"يشد بعضه بعضًا" بيان لوجه التشبيه. ولفظ "ثم شبك" كالبيان أي: يشد مثل هذا الشد، "كرماني"(21/ 179).
(2)
حال، "ع"(15/ 188).
(3)
خبر كان، "ع"(15/ 188).
(4)
قوله: (اشفعوا فلتؤجروا) قال الشيخ ابن حجر: ينبغي أن تكون هذه اللام مكسورة لأنها لام كي، وتكون الفاء زائدة، ويحتمل أن تكون اللام لام الأمر، والمأمور به التعرض للأجر بالشفاعة، وتكسر هذه اللام على أصل لام الأمر، ويجوز تسكينها تخفيفًا، انتهى. قال الطيبي (9/ 171): الفاء واللام مقحمان للتأكيد؛ لأنه لو قيل: "اشفعوا تؤجروا" صح أي: إذا عرض المحتاج حاجته علي فاشفعوا له إليَّ، فأنتم إذا شفعتم حصل لكم الأجر، سواء قبلت شفاعتكم أو لا، ويجري الله على لساني ما يشاء من موجبات قضاء الحاجة أو عدمها.
(5)
هكذا ثبت بلام الأمر، وهو الأمر بمعنى الخبر؛ لأن الله تعالى لا يؤمر. أو بمعنى الدعاء، "ف"(10/ 451).
37 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ
(1)
: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} إِلَى قَولهِ: {مُقِيتًا
(2)
} [النساء: 85]
{كِفْلٌ} : نَصِيب
(3)
، قَالَ أَبُو مُوسى
(4)
: {كِفْلَيْنِ} [الحديد: 28] أَجْرَيْنِ بِالْحَبَشِيَّةِ.
6028 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(5)
، عَنْ بُرَيْدٍ
(6)
،
"قَوْلِ اللَّهِ" في نـ: "قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى". "إِلَى قَولِهِ: {مُقِيتًا} " في نـ بدله: " {وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} ". "حَدثني محمَّدُ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ".
===
(1)
قوله: (قول الله: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً}) يعني: في الدنيا، يكن له نصيب في الآخرة. وقيل: الشفاعة الحسنة: الدعاء للمؤمنين، والسيئة: الدعاء عليهم. والأجر على الشفاعة ليس على العموم، بل مخصوص بما يجوز فيه الشفاعة. والشفاعة الحسنة ضابطها: ما أذن فيه الشرع دون ما لم يأذن فيه، فالآية تدل عليه. قال مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية في شفاعة الناس بعضهم لبعض، "ع"(15/ 189).
(2)
مقتدرًا، "قس"(13/ 60).
(3)
هو تفسير أبي عبيدة.
(4)
هو الأشعري، وصل تعليقه ابن أبي حاتم، "ع"(15/ 189)، يعني: لغتهم في ذلك وافقت لغة العرب، "ع"، "قس"(13/ 60).
(5)
حماد بن أسامة.
(6)
بالتصغير، هو أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة، يروي عن جده.
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
(1)
، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ أَوْ صَاحِبُ الْحَاجَةِ قَالَ: "اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ". [راجع: 1432].
38 - بَاب
(2)
لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فاحِشًا
(3)
وَلَا مُتَفَحِّشا
6029 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(5)
، عَنْ سُلَيمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ
(6)
: سَمِعتُ مَسروقًا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
"صَاحِبُ الْحَاجَةِ" في هـ، ذ:"صَاحِبُ حَاجَةٍ". "قَالَ" في نـ: "فَقَالَ". "يَقْضِي" كذا في سـ، ح، ولغيرهما:"ليَقْضِ". "رَسُولِهِ" في نـ: "نَبِيهِ". "مُتَفَحِّشًا" كذا في هـ، ولغيره:"مُتَفَاحِشًا". "قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ" في نـ: "سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ". "سَمِعْتُ مَسرُوقًا" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ مَسرُوقًا".
===
(1)
اسمه عامر كما مر.
(2)
بالتنوين.
(3)
قوله: (فاحشا) بالطبع، "ولا متفحشًا" أي: بالتكلف، أي: لا ذاتيًا ولا عرضيًا. قيل: الفحش: القول القبيح، وكل سوء جاوز حده فهو فاحش، أي: لم يكن متكلمًا بالقبيح أصلا. قال الداودي: الفاحش: الذي يقول الفحش، والمتفحش: الذي يستعمل الفحش ليضحك الناس. أو الأول في القول، والثاني في العمل، "ك"(21/ 180)، "ع"(15/ 189)، "خ".
(4)
ابن الحارث أبو عمر الحَوضي، "ع"(15/ 190).
(5)
هو ابن الحجاج، ع" (15/ 190).
(6)
هو شقيق بن سلمة.
عَمْرٍو
(1)
. ح وَحَدَّثَنَا قُتَيبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(2)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(3)
، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ
(4)
، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلْنِا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ قَدِمَ
(5)
مَعَ مُعَاوِيَةَ إِتى الْكُوفَةِ فَذُكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا
(6)
وَلَا مُتَفَحِّشًا. وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَخْيَرِكُم
(7)
أَحْسَنَكُم خُلُقًا"
(8)
. [راجع: 3559].
6030 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّام قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ
(9)
،
"إِنَّ مِنْ أَخْيَرِكُم" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، هـ، ذ:"إِنَّ مِنْ خَيرِكُم"، وفي نـ:"إنَّ مِنْ خِيَارِكُم". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ".
===
(1)
هو ابن العاص، "ع"(15/ 190).
(2)
هو ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 190).
(3)
سليمان.
(4)
هو أبو وائل.
(5)
سنة إحدى وأربعين، "قس"(13/ 61).
(6)
قوله: (لم يكن فاحشًا) الفحش: كل ما خرج عن مقداره حتى يستقبح، ويكون في القول والفعل والصفة، لكن استعماله في القول أكثر، "قس"(13/ 61).
(7)
قوله: (إن من أخيركم) بإثبات الهمزة على الأصل، "قس" (13/ 61). فيه دليل لمن قال: يجوز استعمال أفعل التفضيل في الخير والشر. والخلق بالضم: ملكة تصدر بها الأفعال بسهولة من غير تفكر، "ك"(21/ 180)، "ع"(15/ 190).
(8)
بضمتين، "قس"(13/ 61).
(9)
هو ابن عبد المجيد الثقفي، ع" (15/ 190).
عَنْ أَيُّوبَ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ يَهُودَ
(2)
أَتَوُا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ
(3)
عَلَيكُمْ
(4)
. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: عَلَيكُم، وَلَعَنَكمُ اللَّهُ، وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيكُم. قَالَ: "مَهْلًا
(5)
يَا عَائِشَةُ، عَلَيكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ
(6)
وَالْفُحْشَ". قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ: "أَوَلَم تَسمَعِي مَا قُلْتُ رَدَدْتُ عَلَيهِم، فَيُستَجَابُ لِي
(7)
فِيهِم، وَلَا يُستَجَابُ لَهُم
(8)
فِيَّ"
(9)
. [راجع: 2935].
"أَتَوُا النَّبِيَّ" في نـ: "أَتَوا رَسُولَ اللَّه". "السَّامُ عَلَيْكُمْ" في نـ: "السَّامُ عَلَيكَ". "أَوَلَمْ تَسمَعِي" في نـ: "أَوَلَم تَسمَعِينَ".
===
(1)
هو السختياني، "ع"(15/ 190).
(2)
غير منصرف، "ك"(21/ 180).
(3)
هو الموت، "خطابي"(3/ 2176).
(4)
قوله: (السام عليكم) كان قتادة يرويه بالمد، من السآمة وهي الملل أي: تسأمون. وقيل: كانوا يعنون: أماتكم الله الساعة، "قس" (13/ 62). والعنف -مثلث العين والضم أكثر-: ضد الرفق، "تن" (3/ 1157). والفحش: التكلم بالقبيح، "ك"(21/ 181)، أمر بالرفق ونهى عن الفحش والعنف، وهذا هو وجه ذكره هنا، "ع"(15/ 190)، مرَّ الحديث (برقم: 6024)، ولم يكن من عائشة إفحاش في القول إلا دعاء عليهم بما هم أهل له من غضب الله، وهم الذين بدؤوا بالقول السيئ فجازتهم على ذلك، والفحش: مجاوزة القصد في الأمور والخروج منها إلى الإفراط، "ك".
(5)
أي: تَأنّي وارفقي.
(6)
ضد اللطف، "ك"(21/ 180).
(7)
لأنه بالحق، "ك"(21/ 181)، "ع"(15/ 190).
(8)
لأنه بالباطل والظلم، "ك"(21/ 181)، "ع"(15/ 190).
(9)
بكسر الفاء وتشديد التحتية، "قس"(62/ 13)، "ع"(15/ 190).
6031 -
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ سُلَيمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ
(3)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبَّابًا
(4)
وَلَا فَاحِشًا وَلَا لَعَّانًا، كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ
(5)
(6)
: "مَا لَهُ؟! تَرِبَ
(7)
جَبِينُهُ". [طرفه: 6046، تحفة: 1646].
"أَخْبَرَنا ابنُ وَهْبٍ" في نـ: "أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ". "أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ" في نـ: "أَنْبَأنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ"، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْىَ فُلَيحُ بْنُ سُلَيْمَانَ "، وفي ذ:"أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى هُوَ فُلَيحُ بْنُ سُلَيْمَانَ". "فَاحِشًا" كذا في نـ، وفي نـ:"فَحَّاشًا".
===
(1)
هو ابن الفرج المصري، "ع"(15/ 191).
(2)
عبد الله المصري، "ع"(15/ 191).
(3)
هو المشهور بهلال بن علي، "ك"(21/ 181).
(4)
قوله: (سبّابًا) على وزن فعال بالتشديد، وكذلك الفحاش واللعان. فإن قلت: صيغة فعال بالتشديد لا يستلزم نفي صيغة فاعل، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يتصف بهذه الأشياء أصلًا لا القليل ولا الكثير؟ قلت: هذا مثل قوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]، "عيني"(15/ 191).
(5)
أي: السخط، أي: الموجدة، قال الخليل: العتاب مخاطبة الإدلال، "ك"(21/ 181)، "ع"(15/ 191).
(6)
بفتح الميم والتاء وقد تكسر التاء، "تن"(3/ 1157)، وهي مصدر عتب عليه، "ع"(15/ 191).
(7)
قوله: (ما له) استفهام، و"ترب جبينه" إذا أصابه التراب، ويقال: تربت يداك على الدعاء، أي: لا أصبت خيرًا، وقال الخطابي: هذا الدعاء يحتمل وجهين: [الأول]: أن يخِرَّ لوجهه فيصيب التراب جبينه. والآخر: أن
6032 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا
(3)
(4)
اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: "بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ". فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ
(5)
النَّبِيُّ
(6)
صلى الله عليه وسلم
===
يكون دعاء له بالطاعة فيصلي فيترب جبينه. وقال الداودي: هذه كلمة جرت على لسان العرب ولا يراد حقيقتها، "عيني"(15/ 191).
(1)
أبو عثمان الضبعي البصري، ثقة مستقيم، "ف"(10/ 454)، "ع"(15/ 191).
(2)
أبو الخطاب السدوسي البصري، "قس"(13/ 63)، "ع"(15/ 191).
(3)
قوله: (أن رجلًا) قالوا: هو عيينة -مصغر العين- ابن حصن بكسر المهملة الأولى، الفزاري، ولم يكن أسلم، وإن أظهر الإسلام، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين حاله، ليعرفه الناس. والعشيرة: القبيلة، أي: بئس هذا الرجل منها، وهو كقولك: يا أخا العرب، لرجل منهم. و [هذا] الكلام من أعلام النبوة، لأنه ارتد بعده صلى الله عليه وسلم وجيء به أسيرًا إلى أبي بكر رضي الله عنه، "ك"(21/ 182)، "ع"(15/ 192).
(4)
هو مخرمة بن نوفل والد المسور، وقيل: عيينة بن حصن الفزاري، وكان يقال له: الأحمق المطاع، "قس"(13/ 64).
(5)
أي: انشرح، "ك"(21/ 182).
(6)
قوله: (تطلق النبي صلى الله عليه وسلم) بفتح المهملة وتشديد اللام، أي: أبدى له طلاقة وجهه، يقال: وجه طلق وطليق أي: مسترسل منبسط، غير عبوس.
وهذا أصل في مداراة الفاسق والظالم، قال القرطبي: الفرق بين المداراة والمداهنة: أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معًا، والمداهنة بذل الدين لصلاح الدنيا، "توشيح"(8/ 3653).
فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ
(1)
إِلَيهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ رَأَيْتَ الرجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا عَائِشَةُ مَتَى عَاهَدتِّنِي فَحَّاشًا؟! إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ"
(2)
. [طرفاه: 6054، 6131، أخرجه: م 2591، د 4791، ت 1996، تحفة: 16754].
39 - بَابُ حُسْنِ الْخُلُقِ وَالسَّخَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنَ الْبُخْلِ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ
(3)
النَّاسِ، وَأَجْوَدُ
(4)
مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ.
وَقَالَ أَبُو ذَر لَمَّا بَلَغَهُ مَبعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأَخِيهِ
(5)
: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي
(6)
، فَاسمَع مِن قَوْلِهِ.
"عَاهَدتِّنِي" في نـ: "عَهِدْتِنِي". "فَحَّاشًا" في هـ، ذ:"فَاحِشًا". "الْبُخْلِ" في نـ: "الْبَخِيلِ". "وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ" في هـ، ذ:"وَكَانَ أَبُو ذَر". "قَالَ لأَخِيهِ" لفظ "قَالَ" ثبت في هـ.
===
(1)
لما جبل عليه من حسن الخلق، ورجا بذلك تأليفه ليسلم قومه لأنه كان رئيسهم، ولم يواجهه بذلك لتقتدي أمته به في اتقاء شر من هو بهذه الصفة ليسلم من شره، "قسطلاني"(13/ 64).
(2)
أي: قبيح كلامه، "قس"(13/ 64).
(3)
بالنصب فقط، "خ".
(4)
بالرفع والنصب، "خ"، "ك"(21/ 183).
(5)
أنيس، "قس"(13/ 65).
(6)
وادي مكة، "قس"(13/ 65).
فَرَجَعَ
(1)
فَقَالَ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ
(2)
بِمَكَارِمِ
(3)
الأَخْلَاقِ.
6033 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد -هُوَ ابْنُ زَيْدٍ-، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ
(5)
وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ
(6)
أَهْلُ الْمَدِينَةِ
"هُوَ ابْنُ زيدٍ" في نـ: "وَهُوَ ابنُ زيدٍ". "عَنْ أَنَس" في نـ: "عَن أَنَسٍ قَالَ".
===
(1)
فيه حذف، تقديره: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه ثم رجع، والفاء فيه فصيحة، "ع"(15/ 193).
(2)
قوله: (يأمر بمكارم الأخلاق) أي: الفضائل والمحاسن لا الرذائل والقبائح، وقال صلى الله عليه وسلم:"بُعِثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، قاله الكرماني (21/ 183)، قال العيني (15/ 193): ومنه تؤخذ المطابقة؛ لأن حسن الخلق والسخاء من مكارم الأخلاق، ومرَّ الحديث (برقم: 3861) في "إسلام أبي ذر".
(3)
جمع مكرمة بفتح الميم وضم الراء، وهي الكرم، "قس"(13/ 65).
(4)
هو ابن أوس الواسطي، "ع"(15/ 193)، "تق" (رقم: 5088).
(5)
قوله: (أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس) ذكر أنس هذه الأوصاف مقتصرًا عليها، وهو من جوامع الكلم، لأنها أمهات الأخلاق، فإن في كل إنسان ثلاث قوى: الشهوية، والغضبية، والعقلية؛ فكمال القوة الغضبية الشجاعة، وكمال القوة الشهوية الجود، وكمال القوة العقلية الحكمة. والأحسن إشارة إليه، إذ معناه: أحسن في الأفعال والأقوال، أو لأن حسن الصورة تابع لاعتدال المزاج، وهو مستتبع لصفاء النفس، وبه جودة القريحة ونحوها، "ك"(21/ 183)، "ف"(10/ 457)، "ع"(15/ 193).
(6)
بكسر الزاي، "قس"(13/ 66)، أي: خاف، "ع"(15/ 193).
ذَاتَ
(1)
لَيْلَةٍ
(2)
فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ
(3)
، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ
(5)
يَقُولُ: "لَمْ تُرَاعُوا
(6)
، لَمْ تُرَاعُوا". وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ
(7)
عُرْيِ مَا عَلَيْهِ
(8)
سَرجٌ، فِي عُنُقِهِ سَيفٌ فَقَالَ:"لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا". أَوْ
(9)
"إِنَّهُ لَبَحْرٌ". [راجع: 2627، أخرجه: م 2307، ت 1687، س في الكبرى 8829، ق 2772، تحفة: 289].
"لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا" في نـ: "لَنْ تُرَاعُوا، لَنْ تُرَاعُوا".
===
(1)
لفظ "ذات" مقحمة، "ك"(21/ 183)، "ع"(15/ 193).
(2)
لما سمعوا صوتًا بالليل، "ع"(15/ 193).
(3)
بكسر القاف ففتح الموحدة أي: جهة الصوت، "ع"(15/ 193).
(4)
قوله: (فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم) أي: بعد أن سبقهم إلى الصوت ثم رجع يستقبلهم، قوله:"لم تراعوا" أي: لا تراعوا، جحد بمعنى النهي أي: لا تفزعوا، وهي كلمة تقال عند تسكين الروع تأنيسا وإظهارًا للرفق بالمخاطب، قوله:"على فرس" اسمه مندوب، قوله:"عُري" بضم العين المهملة وسكون الراء، قوله:"ما عليه سرج" تفسير لِعُري، قوله:"بحرًا" أي: واسع الجري مثل البحر، "ع"(15/ 193 - 194)، ومرَّ الحديث (برقم: 2968) في "الجهاد".
(5)
الواو فيه للحال، "ع"(15/ 193).
(6)
أي: لا تفزعوا.
(7)
قوله: (لأبي طلحة) اسمه زيد بن سهل الأنصاري زوج أم أنس، "ع"(15/ 194).
(8)
تفسير لما قبله.
(9)
كلمة أو للشك، "خ".
6034 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(1)
، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ
(2)
: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَقَالَ: لَا
(3)
. [تحفة: 3024].
6035 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(5)
، حَدَّثَنِي شَقِيق
(6)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(7)
قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يُحَدِّثُنَا إِذْ قَالَ: لَم يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا
(8)
"أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ" في نـ: "حَدَّثنا سُفْيَانُ". "سَمِعْتُ جَابِرًا" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا". "حَدثَنِي شَقِيقٌ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ".
===
(1)
الثوري، "ع"(15/ 194).
(2)
قوله: (ابن المنكدر) محمد بن المنكدر، يروي عن جابر بن عبد الله. ومطابقته ظاهرة للجزء الثاني من الترجمة، "ع"(15/ 194).
(3)
قوله: (فقال: لا) ليس المراد أنه يعطي ما يطلب منه جزمًا، بل المراد أنه لا ينطق بالرد، بل إن كان عنده أعطاه [إذا كان الإعطاء سائغًا] وإلا سكت، وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: معناه: لم يقل: "لا" منعًا للعطاء، ولا يلزم من ذلك أن لا يقولها اعتذارًا كما في قوله تعالى:{قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92]، ولا يخفى الفرق بين "لا أجد ما أحملكم" وبين "لا أحملكم"، "ف"(10/ 457 - 458).
(4)
هو ابن غياث الكوفي، "ع"(15/ 194).
(5)
سليمان.
(6)
هو ابن سلمة، "ع"(15/ 194).
(7)
هو ابن الأجدع.
(8)
هو ذو الفحش في كلامه أو أفعاله، والمتفحش: من يتكلفه ويتعمده، "مجمع"(4/ 108).
وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "إِنَّ خِيَارَكُم
(1)
أَحَاسِنُكُم أَخْلَاقًا". [راجع: 3559].
6036 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَريَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ
(3)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَة إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِبُردَةٍ
(4)
- فَقَالَ سَهْلٌ لِلْقَوْمِ: أَتَدْرُونَ مَا الْبُردَةُ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: هِيَ الشَّمْلَةُ
(5)
. فَقَالَ سَهْلٌ: هِيَ شَمْلَةٌ مَنْسُوجَةٌ فِيهَا حَاشِيَتُهَا
(6)
- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكْسُوكَ هَذِهِ. فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم محْتَاجًا
(7)
"إِنَّ خِيَارَكُم" في نـ: "إِنَّ أَخْيَارَكُم". "أَحَاسِنُكُم" في هـ، ذ:"أَحْسَنُكُم".
===
(1)
وفي الرواية الماضية: "إن من خياركم" وهي مرادة هنا، "ف"(10/ 458).
(2)
محمد بن مطرف، "ع"(15/ 195)، "ك"(21/ 184).
(3)
سلمة بن دينار، "ك"(21/ 184)، "ع"(15/ 195).
(4)
كساء أسود مربع تلبسه الأعراب، "ع"(15/ 195)، "ك"(21/ 184).
(5)
قوله: (هي الشملة) في تفسير البردة بالشملة تجوُّزٌ؛ لأن البردة كساء، والشملة ما يشتمل به، فهي أعم، لكن لما كان أكثر اشتمالهم بها أطلقوا عليها اسمها، كذا ذكره القسطلاني (3/ 392) في "الجنائز"، ومرَّ الحديث (برقم: 1277).
(6)
بالرفع، فاعل "منسوجة" أي: لم يقطع من ثوب فتكون بلا حاشية، أو أنها جديدة لم يقطع هدبها، "مجمع"(4/ 713).
(7)
أي: حال كونه محتاجًا إلى البردة، وعرف ذلك إما بقرينة أو تقدم قول صريح، "قس"(13/ 68).
إِلَيهَا، فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَصحَابِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَ هَذِهِ، فَاكْسُنِيهَا. فَقَالَ:"نَعَمْ". فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَامَهُ
(1)
أَصْحَاُبهُ قَالَ: مَا أَحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أخَذَهَا مُحْتَاجًا إِلَيهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لَا يُسأَلُ شَيْئًا فَيَمْنَعُهُ!! فَقَالَ: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا. [راجع: 1277، تحفة: 4765].
6037 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ
(3)
،
"مِنْ أَصحَابِهِ" في نـ: "مِنَ الصَّحَابَةِ". "قَالَ: مَا أَحْسَنْتَ" في نـ: "قَالُوا: مَا أَحْسَنْتَ"، وفي نـ:"فَقَالُوا: مَا أَحْسَنْتَ". "بَرَكَتَهَا" في نـ: "بَرَكَتَهُ". "حَدَّثَنِي حُمَيدُ" كذا في ذ، ولغيره:"أَخْبَرَنِي حُمَيدُ".
===
(1)
من اللوم.
(2)
الحكم بن نافع.
(3)
قوله: (يتقارب الزمان) قال الخطابي: أراد به دنو مجيء الساعة أي: إذا دنا كان من أشراطها نقص العمل والشح والهرج، أو قصر مدة الأزمنة عما جرى به العادة فيها، وذاك من علامات الساعة إذا طلعت الشمس من مغربها، أو قصر أزمنة الأعمار، أو تقارب أحوال الناس في غلبة الفساد عليهم، قال: ولفظ العمل إن كان محفوظًا، ولم يكن منقولًا عن العلم إليه فمعناه عمل الطاعات، لاشتغال الناس بالدنيا، وقد يكون معنى ذلك ظهور الخيانة في الأمانات. قوله:"يلقى" بلفظ المجهول، من الإلقاء
وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ
(1)
، وَيُلْقَى الشُّحُّ
(2)
، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ"
(3)
. قَالُوا: وَمَا الْهَرجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ، الْقَتْلُ"
(4)
. [راجع: 85، أخرجه: م 157، د 4255، تحفة: 12282].
6038 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعَ سَلَّامَ
(5)
بْنَ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا
(6)
يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍَِّ
(7)
، وَلَا: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلَا: أَلَا صَنَعْتَ
(8)
. [راجع: 2768، أخرجه: م 2309، تحفة: 436].
"الْعِلْمُ" كذا في هـ، ذ، ولغيرهما:"الْعَمَلُ". "قَالُوا" في س، حـ، ذ:"قَالَ". "سَمِعَ سَلَّامَ" في نـ: "حَدَّثَنَا سَلَّامُ".
===
بمعنى الطرح، -ومن اللقاء- أي: يطرح الشح بين الناس أو في الطباع والقلوب، أو يرى ذلك بينهم وفيهم، والشح: البخل مع الحرص، "ك"(21/ 185).
(1)
تؤخذ منه الترجمة، "ع"(15/ 195).
(2)
بضم المعجمة وتشديد الحاء المهملة، هو البخل، وقيل: بينهما فرق، وهو: أن الشح بخل مع حرص، وهو أخص من البخل، "ع"(15/ 195).
(3)
بفتح الهاء وسكون الراء بعدها جيم، "قس"(13/ 69).
(4)
بالتكرير مرتين، قال الخطابي: هو بلسان الحبش. وقال ابن فارس: هو الفتنة والاختلاط، "قس"(13/ 69).
(5)
بتشديد اللام، "قس"(13/ 69)، "ك"(21/ 185).
(6)
البناني، "ع"(15/ 196).
(7)
كلمة الزجر، كلمة تَكَرُّهٍ، "ق" (ص: 731).
(8)
أي: هلَّا صنعتَ، "قس"(13/ 69).
40 - بَابٌ كَيفَ يَكُونُ الرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ
(1)
6039 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ
(2)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(3)
، عَنِ الأَسْوَدَ
(4)
قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ
(5)
، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ. [راجع: 676].
41 - بَابُ الْمِقَةِ
(6)
مِنَ اللَّهِ
(7)
6040 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِي
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ
(9)
،
"مِنَ اللَّهِ" في نـ: "مِنَ اللَّهِ عز وجل". "حَدَّثَنَا عَمرو" في نـ: "حَدَّثَنِي عَمرُو".
===
(1)
أي: كيف يفعل من أعمال نفسه، ومن أعمال البيت، "ع"(15/ 196).
(2)
هو ابن عيينة، "ك"(21/ 186).
(3)
النخعي، "ك"(21/ 186).
(4)
هو ابن يزيد، "ك"(21/ 186).
(5)
قوله: (في مهنة أهله) بكسر الميم وفتحها أي: في خدمة أهله ليقتدى به في التواضع وامتهان النفس، "قس"(13/ 70)، ومرَّ (برقم: 676) في "الصلاة".
(6)
على وزن عِدَة: المحبة، "قس"(13/ 70)[من ومق يمق].
(7)
قوله: (المقة من الله) بكسر الميم وخفة القاف، كالعِدَة: المحبة، ضد المقت. قوله:"من الله" أي: الثابتة من الله بأن يكون هو محبّا أي: مريدا للخير، كذا في "الكرماني"(21/ 189).
(8)
هو أبو حفص الباهلي البصري، "ع"(15/ 197).
(9)
الضحاك، "ك"(21/ 186).
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ
(2)
الْعَبدَ نَادَى جِبْرَئِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا، فَأَحْبِبهُ
(3)
. فَيُحِبُّهُ جِبرَئِيلُ، فَيُنَادِي جِبرَئِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا، فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَع لَهُ الْقَبُولُ
(4)
فِي الأَرْضِ". [راجع: 3209].
"الْعَبدَ" كذا في ذ، وفي نـ:"عَبْدًا". "فَأَحْبِبْهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَأَحِبَّهُ" -بفتح الهمزة وكسر المهملة بعدها موحدة مشدّدة مفتوحة وتضم، "قس" (13/ 70) -. "فِي الأَرْضِ" في نـ:"فِي أَهْلِ الأَرْضِ".
===
(1)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، "ع"(15/ 197).
(2)
قوله: (إذا أحب الله) المراد بمحبة الله: إرادة الخير للعبد وحصول الثواب له، ومحبة الملائكة استغفارهم له وإرادتهم خير الدارين له، وميل قلوبهم إليه لكونه مطيعًا للَّه محبًّا له، ومحبة العباد له اعتقادهم فيه الخير وإراداتهم دفع الشر عنه ما أمكن، وقد تطلق محبة الله للشيء على إرادة إيجاده وعلى إرادة تكميله، والمحبة التي في هذا الباب من القبيل الثاني، "فتح" (10/ 462 - 463). وحقيقة المحبة عند أهل المعرفة من المعلومات التي لا تحدّ وإنما يعرفها من قامت به وجدانًا لا يمكن التعبير عنه. والحب على ثلاثة أقسام: إلهي، وروحاني، وطبيعي، وحديث الباب يشتمل على هذه الأقسام الثلاثة؛ فحب الله للعبد حبّ إلهي، وحبّ جبريل والملائكة له حبّ روحاني، وحبّ العباد له حب طبيعي، "فتح".
(3)
بالفك لأبي ذر، "قس"(13/ 70).
(4)
قوله: (يوضع له القبول في الأرض) المراد بالقبول في حديث الباب قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضى عنه. ويؤخذ منه: أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله، ويؤيده ما تقدم في "الجنائز":
42 - بَابُ الْحُبِّ فِي اللَّهِ
(1)
6041 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(2)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجِدُ أَحَدٌ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ الْمَرءَ
(3)
، لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَحَتَّى أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرجِعَ إِلَى الْكُفْرِ، بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ، وَحَتَّى يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيهِ مِمَّا سِوَاهُمَا". [راجع: 16، أخرجه: م 43، س 4988، تحفة: 1255].
"قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللَّه". "لَا يَجِدُ أَحَدٌ" في نـ: "لَا يَجِدْ أَحَدُكُمْ".
===
"أنتم شهداء الله في الأرض"، "فتح الباري"(15/ 462)، ومرَّ الحديث (برقم: 3209) في "بدء الخلق".
(1)
أي: في ذات الله، لا يشوبه الرياء والهوى، "ك"(21/ 187)، "ع"(15/ 197).
(2)
هو ابن أبي إياس، "ع"(15/ 198).
(3)
قوله: (حتى يحب المرء) بالنصب، قوله:"أحب إليه من أن يرجع"، فإن قلت: كيف جاز الفصل بين الأحب وكلمة "من"؟ قلت: في الظرف توسعة. ومحبة الله إرادة طاعته، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إرادة متابعته. فإن قلت: المحبة أمر طبيعي لا تدخل تحت الاختيار؟! قلت: المراد: الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقلُ رجحانَه، ويستدعي اختياره وإن كان على خلاف الهوى، كالمريض يعاف الدواء ويميل إليه باختياره. فإن قلت: ما الفرق بينه وبين ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -لمن قال: "ومن يعصهما فقد غوى"-: "بئس الخطيب أنت"؟ قلت: هو أن المعتبر هنا هو المجموع المركب من المحبتين، لا كل واحدة منهما، فإنها وحدها ضائعة، بخلاف المعصية، فإن كل واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية، كذا في "الكرماني"(21/ 187)، ومرَّ الحديث (برقم: 16) في "كتاب الإيمان".
43 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ
(1)
قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} [الحجرات: 11].
6042 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبدِ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنْ هِشَام، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ زَمعَةَ
(5)
قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَضْحَكَ الرَّجُلُ مِمَّا
(6)
يَخْرُجُ مِنَ الأَنْفُسِ
(7)
، وَقَالَ:
"بَابُ قَوْلِ اللَّهِ" في نـ: "بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى"، وفي نـ:"بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل". " {عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} " في سفـ، ذ بدله:"الآية"، وزاد بعده في نـ:"إِلَى قَولِهِ: {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ".
===
(1)
أي: لا يستهزئ قوم بقوم، {عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} عند الله، "ع"(15/ 198).
(2)
هو ابن المديني، "ع"(15/ 199).
(3)
هو ابن عيينة، "ع"(15/ 199).
(4)
عروة بن الزبير، "ك"(21/ 187)، "ع"(15/ 199).
(5)
هو ابن زمعة -بالمفتوحات- وقيل: بسكون الميم، القرشي، "ك"(21/ 188).
(6)
كالضراط لأنه قد يكون بغير اختيار، ولأنه أمر مشترك بين الكل، "ك"(21/ 188)، "ع"(15/ 199).
(7)
قوله: (مما يخرج من الأنفس) أي: الأحداث الناقضة كالريح بالصوت والغائط وغيرهما، من المخاط ونحوه، لاستواء الناس فيها، وكيف يضحك الناس مما يفعله؟! كذا في "التنقيح" (3/ 1158). قال العيني (15/ 199): والمناسبة بين الحديث والآية الكريمة هو أن ضحك الرجل مما يخرج من الأنفس فيه معنى الاستهزاء والسخرية.
"بِمَ يَضْرِبُ
(1)
أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ ضَربَ الْفَحْلِ، ثُمَّ لَعَلَّهُ يُعَانِقُهَا".
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ
(2)
وَوُهَيبٌ
(3)
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ
(4)
عَنْ هِشَامٍ
(5)
: "جَلْدَ الْعَبدِ"
(6)
. [راجع: 3377].
6043 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ
(7)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى:
"بِمَ يَضْرِبُ" في هـ، ذ:"لِمَ يَضْرِبُ". "ضَربَ الْفَحْلِ" في نـ: "ضَربَا الْفَحْلِ"، وفي نـ:"ضَربَ الْفَحْلِ أَوِ العَبدِ". "أَخْبَرَنَا عَاصِمُ" في نـ: "أَنْبَأَنَا عَاصِمُ".
===
(1)
قوله: (بم يضرب) ولأبي ذر عن الكشميهني باللام بدل الموحدة، كذا في "القسطلاني" (13/ 73). قال الكرماني (21/ 188): فإن قلت: قال تعالى: {وَاضْرِبُوهُنَّ} فما التلفيق بينهما؟ قلت: النهي عن الضرب الشديد المبرح، بقرينة الإضافة إلى العبد أو الفحل، والجائز ما لم يكن كذلك، ومرَّ الحديث (برقم: 5204) في "كتاب النكاح".
(2)
هو سفيان، وصل تعليقه المؤلف في "النكاح" [برقم: 5204]، "ع"(15/ 199).
(3)
بالتصغير، ابن خالد، وصله المؤلف في "التفسير" [برقم: 4942]، "ع"(15/ 199).
(4)
محمد بن خازم، وصله أحمد، "ع"(15/ 199).
(5)
هو ابن عروة.
(6)
بدل "ضرب الفحل" من غير شك، "قس"(13/ 73).
(7)
هو ابن عبد الله بن عمر، "ك"(21/ 188).
"أَتَدْرُونَ
(1)
أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ ". قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإنَّ هَذَا يَوْم حَرَام، أَفَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ
(2)
هَذَا؟ ". قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "بَلد حَرَام، أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ ". قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "شَهْر حَرَام". قَالَ: "فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيكُم دِمَاءَكُم وَأَمْوَالَكُم وَأَعْرَاضَكُم، كَحُرمَةِ يَوْمِكُم هَذَا فِي شَهْرِكُم هَذَا فِي بَلَدِكُم هَذَا". [راجع: 1742].
"أَفَتَدْرُونَ" في نـ: "قَالَ: أَفَتَدْرُونَ"، وفي نـ:"أَتَدْرُونَ". "أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا" في نـ: "قَالَ: أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا".
===
(1)
قوله: (أتدرون أيّ يوم) برفع "أيّ"، "قس"(13/ 74)، هو يوم منى، والبلد مكة، والشهر هو ذو الحجة، وهو من الأشهر الحرم، ومضى هذا الحديث بعين هذا الإسناد والمتن (برقم: 1742) في "كتاب الحج". ووجه المناسبة بينه وبين الآية المذكورة من حيث إنه فيه حرمة العرض التي تتضمنها الآية الكريمة أيضًا على ما لا يخفى، كذا في "العيني"(15/ 200).
(2)
قوله: (أيّ بلد هذا) البلد مكة، والشهر هو ذو الحجة، وهو من الأشهر الحرم، والقتال حرام في ذلك المكان، وذلك الزمان. "والأعراض" جمع العرض -بكسر المهملة-: موضع المدح والذم من الإنسان. وإنما قَدَّم السؤال عنها تذكارًا للحرمة لأنهم لا يرون استباحة تلك الأشياء وانتهاك حرمتها بحال، وتقريرًا في نفوسهم ليبتني عليه ما أراد تقريره على سبيل التأكيد والتشديد، "ك"(21/ 189). والمناسبة بينه وبين الآية المذكورة من حيث إن فيه حرمة العرض التي تتضمنها الآية الكريمة أيضًا على ما لا يخفى، "ع"(15/ 200)، ومرَّ الحديث بعين هذا الإسناد والمتن (برقم: 1742) في "كتاب الحج"، ومر الحديث أيضًا (برقم: 67) و (برقم: 5550) في "الأضاحي".
44 - بَابُ مَا يُنْهَى عَنِ السِّبَابِ
(1)
وَاللَّعْنِ
6044 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ
(3)
يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سِبَابُ الْمُسلِمِ
(5)
فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ". تَابَعَهُ
(6)
غُنْدُرٌ عَنْ شُعْبَةَ. [راجع: 48، أخرجه: م 64، س في الكبرى 3573، تحفة: 9299].
"عَنِ السِّبَابِ" في سفـ، ذ:"مِنَ السِّبَابِ". "سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ" في نـ: "سَألْتُ أَبَا وَائِلٍ". "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ". "تَابَعَهُ غُنْدَرٌ" في نـ: "تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ".
===
(1)
قوله: (ما ينهى من السباب) بكسر السين، ويحتمل أن يكون من باب المفاعلة، وأن يكون بمعنى السب، أي: الشتم، وهو: التكلم في شأن الإنسان بما يعيبه. واللعن هو: التبعيد عن رحمة الله تعالى. وكلمة "من" في قوله: "من السباب" هي رواية أبي ذر والنسفي، وفي رواية غيرهما كلمة "عن" بدل "من" وهو الأوجه، "ع"(15/ 200).
(2)
ابن المعتمر، "ع"(15/ 200).
(3)
شقيق بن سلمة، "ع"(15/ 200).
(4)
ابن مسعود، "ع"(15/ 200).
(5)
قوله: (سباب المسلم
…
) إلخ، الفسوق: الخروج عن طاعة الله، والقتال أي: المقاتلة الحقيقية أو المخاصمة، والكفر هو كفران حقوق المسلمين، أو مع قيد الاستحلال، ومرَّ الحديث (برقم: 48) في "العلم".
(6)
أي: سليمان بن حرب، "قس"(13/ 75).
6045 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الْوَارِثِ
(2)
، عَنِ الْحُسَينِ
(3)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ: أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ
(4)
الدُّؤَلي حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَرمِي
(5)
رَجُلٌ رَجُلا بِالْفُسُوقِ، وَلَا يَرمِيهِ بِالْكُفْرِ
(6)
،
"الدُّؤَلي" كذا في ذ، وفي نـ:"الدِّيلِي".
===
(1)
عبد الله بن عمرو، "ع"(15/ 201).
(2)
ابن سعيد، "ع"(15/ 201).
(3)
المعلم، "ع"(15/ 201)، "قس"(13/ 75).
(4)
اسمه ظالم، "ع"(15/ 201).
(5)
أي: لا ينسبه إلى الفسوق، "ك"(21/ 189).
(6)
قوله: (لا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه) في تأويل الحديث أوجه: أحدها: أنه محمول على المستحل لذلك، وهذا يكفَّرُ. والوجه الثاني: رجعت عليه نقيصته لأخيه ومعصية تكفيره. والثالث: أنه محمول على الخوارج المكفرين للمؤمنين، وهذا الوجه نقله القاضي عياض عن الإمام مالك بن أنس، وهو ضعيف؛ لأن المذهب الصحيح المختار الذي قاله الأكثرون والمحققون أن الخوارج لا يُكفَّرون كسائر أهل البدع. والوجه الرابع: معناه أن ذلك يؤول به إلى الكفر؛ وذلك أن المعاصي كما قالوا: بريد في الكفر
(1)
، ويخاف على المكثر منها أن يكون عاقبته المصير إلى الكفر. والوجه الخامس: معناه: فقد رجع تكفيره عليه فليس الراجع عليه حقيقة الكفر بل التكفير؛ لكونه جعل أخاه المؤمن كافرًا، فكأنه كفر نفسه إما لكونه كفّر من هو مثله، وإما لأنه كفّر من لا يكفّره إلا كافر يعتقد بطلان دين الإسلام، واللّه أعلم، كذا في "النووي"(1/ 326).
(1)
في الأصل: "يزيد في الكفر".
إِلَّا ارْتَدَّتْ
(1)
عَلَيْهِ
(2)
، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ
(3)
كَذَلِكَ". [راجع: 3508].
6046 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيحُ بْنُ سُلَيمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَال بْنُ عَلِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا وَلَا لَعَّانًا
(4)
وَلَا سَبَّابًا
(5)
، كَانَ يَقُول عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ:"مَا لَهُ؟! تَرِبَ جَبِينُهُ"
(6)
. [راجع: 6031].
"تَرِبَ" في سـ، حـ، ذ:"تَرِبَتْ".
===
(1)
أي: رجعت، "ع"(15/ 201)، أي: تلك الرمية، "ك"(21/ 189).
(2)
بأن يكون هو فاسقًا بذلك أو كافرًا، "ك"(21/ 189).
(3)
قوله: (إن لم يكن صاحبه كذلك) أي: وإن كان موصوفًا بذلك فلا يرتد إليه شيء لكونه صدق فيما قاله. فإن قصد بذلك تعييره وشهرته بذلك وأذاه؟ حرم عليه؛ لأنه مأمور بستره وتعليمه وموعظته بالحسنى؛ فمهما أمكنه ذلك بالرفق حرم عليه فعله بالعنف، لأنه قد يكون سببًا لإغوائه وإصراره على ذلك الفعل، كما في طبع كثير من الناس من الأنفة، لاسيما إن كان الآمر دون المأمور في الدرجة؛ فإن قصد نصحه أو نصح غيره ببيان حاله جاز له ذلك، "قس"(13/ 75).
(4)
فإن قيل: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعنًا ولا سابًّا أيضًا، أجيب: بأن فعالًا قد لا يراد به التكثير، "قس"(13/ 63).
(5)
فإن قلت: ما الفرق بين هذه الثلاث؟ قلت: يحتمل أن يقال: اللعنة تتعلق بالآخرة لأنها هي البعد عن رحمة الله تعالى، والسبّ يتعلق بالنسب كالقذف والفحش بالحسب، "كرماني"(21/ 181).
(6)
قوله: (ترب جبينه) أي: صُرِع للجبين، ودعا عليه بأن يخرّ لوجهه فيصيب الترابُ وجهه، ولم يرد به الدعاء عليه على ما قيل: في تربت يداك، "تن"(3/ 1157)، أو دعاء له بالطاعة أي: يصلي فيترب جبينه، "قس" (13/ 63). ومرَ (برقم: 6031).
6047 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(1)
: أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ- حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ حَلَفَ
(2)
(3)
عَلَى مِلَّةٍ غَيرِ الإِسْلَام فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَلَئسَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَذْرٌ
(4)
فِيمَا لَا يَمْلِكُ
(5)
، وَمَنْ قَتَلَ نَفسَهُ بِشَيءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ
(6)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ"
(7)
. [راجع: 1363].
===
(1)
عبد الله بن زيد، "ع"(15/ 202).
(2)
سيأتي بيانه (في ح: 6652).
(3)
قوله: (من حلف
…
) إلخ، كما حلف على طريقة الكفار باللات والعزى مثلًا، فهو كائن على غير الإسلام، إذ اليمين بالصنم تعظيم له وتعظيمه كفر، أو كما قال: إن فعلت كذا فهو يهودي، فهو كما قال، ويحتمل أن يراد به التهديد، "ك"(21/ 190)، أو هو محمول على من أراد أن يكون متصفًا بذلك إذا وقع المحلوف عليه؛ لأن إرادة الكفر كفر في الحال، "شرح السُّنَّة".
(4)
أي: وفاء نذر، "قس"(77/ 13).
(5)
قوله: (فيما لا يملك) كأن يقول: إن شفى الله مريضي فعبدُ فلانٍ حُرّ أو أتصدق بدار زيد، أما لو قال نحو: إن شفى الله مريضي فعلي عتق رقبة -ولا يملك شيئًا في تلك الحالة-؛ فليس من النذر فيما لا يملك؛ لأنه يقدر عليه في الجملة حالًا أو مآلًا فهو يملك بالقوة، "قس"(13/ 77).
(6)
قوله: (عُذّب به) أي: بمثله، يعني: يجازى بجنس عمله. قوله: "كقتله" أي: في الإثم، وقيل: لأن القاتل يقطع المقتول من منافع الدنيا، واللاعن يقطعه عن منافع الآخرة من رحمة الله ونحوه، "ك"(21/ 190).
(7)
أي: لأن النسبة إلى الكفر الموجب للقتل كالقتل، "قس"(13/ 77).
6048 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيمَانَ بْنَ صُرَدٍ
(3)
-رَجُلًا
(4)
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم - قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ
(5)
عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا، فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى انْتَفَخَ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ، فَقَالَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً
(6)
لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ"
(7)
. قَالَ: فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ
(8)
(9)
فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطَانِ. فَقَالَ: أَتُرَى
(10)
بِي بَأْسٌ
(11)
، أَمَجْنُونٌ أَنَا؟!
"مِنَ الشَّيطَانِ" في نـ: "مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ". "بَأْسٌ" في نـ: "بَأسًا" بالنصب مفعول ثان لترى وهو أوجه، "قس"(13/ 78).
===
(1)
ابن غياث، "ع"(15/ 202).
(2)
سليمان، "ع"(15/ 202).
(3)
كان اسمه يسار ضد اليمين في الجاهلية، فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم سليمان، "ع"(15/ 202).
(4)
بدل من سليمان، ع" (15/ 202).
(5)
لم يعرفهما ابن حجر، "قس"(13/ 78).
(6)
أي: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، "ك"(21/ 191).
(7)
هو الغضب.
(8)
أي: الذي سمع النبي صلى الله عليه وسلم، "قس"(13/ 78).
(9)
ورواية أبي داود: فجعل معاذ يأمره وجعل يزداد غضبًا، "قس"(13/ 78).
(10)
بضم الفوقية، أي: أتظن، "قس"(13/ 78).
(11)
قوله: (بأس) البأس: الشدة من المرض ونحوه، و"مجنون" خبر على المبتدأ، "ك"(21/ 191).
اذْهَبْ
(1)
. [راجع: 3282].
6049 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّد قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ حُمَيدٍ
(2)
قَالَ: قَالَ أَنَس: حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَ النَّاسَ بِلَيلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلَاحَى
(3)
(4)
رَجُلَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ،
"بِلَئلَةِ الْقَدْرِ" في هـ، ذ:"لَيْلَةَ الْقَدْرِ".
===
(1)
قوله: (اذهب) خطاب من الرجل للرجل الذي أمره بالتعوذ أي: امض في شغلك، فتوهم لعدم معرفته أن الاستعاذة مختصة بالمجانين، ولم يعرف أن الغضب من نزغات الشياطين، أو لعله كان منافقًا أو كافرًا، أو غلب عليه الغضب حتى أخرجه عن الاعتدال بحيث قال للناصح له ما قاله، "قس"(13/ 78)، ولعله كان من جفاة الأعراب، "ك"(21/ 191)، مرَّ الحديث (برقم: 3282).
(2)
الطويل، "ك"(21/ 191).
(3)
بفتح الحاء المهملة أي: تنازع وتخاصم، "قس"(13/ 79).
(4)
قوله: (فتلاحى) منه تؤخذ مطابقة الحديث للترجمة، لأن التلاحي: التنازع والتجادل، وهو يفضي في الغالب إلى السباب. قوله:"رجلان " هما عبد الله بن أبي حدرد وكعب بن مالك، وكان لعبد الله دين على كعب فتنازعا فيه. قوله:"فرفعت" على صيغة المجهول أي: رفعت من قلبي، يعني: نسيتها. قوله: "فالتمسوها" أي: فاطلبوها. قوله: "في التاسعة
…
" إلخ، أي: في التاسعة والعشرين، والسابعة والعشرين، والخامسة والعشرين، بقرينة الأحاديث الآخر، "ع" (15/ 203)، "ك" (21/ 191 - 192). قوله: "رفعت" أي: رفع بيانها أو علمها من قلبي، وشذّ قوم فقالوا: برفع وجودها، ويرده: "والتمسوها ". فإن قيل: فكيف يطلب، وقد رفع علمه؟ أجيب: بأن المراد طلب التعبد في مكانها، فربما صادفها العمل، "مجمع" (2/ 356)، ومرَّ الحديث (برقم: 49) في "الإيمان" و (برقم: 2521) في "الصوم".
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُم، فَتَلَاحَى
(1)
فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَإِنَّهَا رُفِعَتْ
(2)
، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ
(3)
خَيرًا لَكُم، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ". [راجع: 49].
6050 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(5)
، عَنِ الْمَعْرُورِ -عَنْ أَبِي ذَرٍّ - قَالَ
(6)
: رَأَيْتُ عَلَيْهِ
(7)
بُردًا
(8)
"قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "فَقَالَ النَّبِيُّ". "قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ" لفظ "قال" سقط في نـ، وفي نـ:"عَنِ الأَعْمَشِ". "الْمَعْرُورِ" زاد في ذ: "هُوَ ابْنُ سُوَيدٍ" -إنما قال: "هو" لأنه أراد تعريفه وشيخه لم يذكره فلم يرد أن ينسب إليه، "ك"(21/ 192) -.
===
(1)
بفتح الحاء المهملة، "قس"(13/ 79).
(2)
أي: لأجل مخاصمتهم، "ع"(15/ 203)، كما [مرَّ] (برقم: 2021) لاستلزامه مزيد الثواب بسبب زيادة الاجتهاد في التماسها، "قس"(13/ 79).
(3)
أي: رفعها، "قس"(13/ 79).
(4)
ابن غياث.
(5)
سليمان، "ع"(15/ 204).
(6)
أي: المعرور، "ع"(15/ 204).
(7)
أي: على أبي ذر،"ع"(15/ 204).
(8)
قوله: (عليه بردًا وعلى غلامه بردًا) وفي "باب المعاصي من أمر الجاهلية" من "كتاب الإيمان"(برقم: 30) بلفظ: عليه حلة وعلى غلامه حلة. قال العيني (1/ 309): فإن قلت: فكيف التوفيق بين هذه الألفاظ، فإن لفظه في الإيمان يدل على الحلتين، ولفظه في رواية الأعمش -أي: هاهنا- على أن الذي كان عليه هو: البرد، وعلى غلامه كذلك، ولا يسمى هذا حلة إلا بالجمع بينهما؟ قلت: تحمل روايته في الإيمان على المجاز، باعتبار
وَعَلَى غُلَامِهِ بُردًا، فَقُلْتُ: لَوْ أَخَذْتَ هَذَا
(1)
فَلَبِستَهُ كَانَتْ حُلَّةً، وَأَعْطَيتَهُ ثَوْبًا آخَرَ. فَقَالَ: كَانَ بَينِي وَبَينَ رَجُلٍ
(2)
كَلَامٌ، وَكَانَتْ أُمّهُ
(3)
أَعْجَمِيَّةً، فَنِلْتُ
(4)
مِنْهَا
(5)
، فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي:"أَسَابَبتَ فُلَانًا؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "أَفَنِلْتَ مِنْ أمِّهِ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ"
(6)
. قُلْتُ: عَلَى سَاعَتِي
(7)
هَذِهِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ؟!
"فَقُلْتُ" في نـ: "قُلْتُ". "فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ" في هـ، ذ:"فذَكَرَنِي للنَّبِيِّ". "عَلَى سَاعَتِي" في نـ: "عَلَى حِينِ سَاعَتِي".
===
ما يؤول ويضم إلى الثوب الذي كان على كل واحد منهما ثوب آخر، أو باعتبار إطلاق اسم الكل على الجزء، "عيني" من "كتاب الإيمان".
(1)
قوله: (لو أخذت هذا) أي: البرد الذي على غلامه. قوله: "كانت حلة" لأن الحلة إزار ورداء، ولا تسمى حلة حتى تكون ثوبين، "ع"(15/ 204)، ومرَ (برقم: 3).
(2)
هو بلال المؤذن، "ع"(15/ 204).
(3)
اسم أمه حمامة، بفتح الحاء المهملة وتخفيف الميم، "ع"(15/ 204).
(4)
بكسر النون، "خ".
(5)
قوله: (فنلت منها) أي: تكلمت في عرضها، وهو من النيل، "ك"(21/ 192).
(6)
قوله: (إنك امرؤ فيك جاهلية) أي: إنك في تعيير أمه على ما يشبه أخلاق الجاهلية أي: أهلها، وهي زمان الفترة التي قبل الإسلام، والتنوين في الجاهلية للتقليل والتحقير، ويحتمل أن يراد بالجاهلية الجهل أي: إن فيك جهلًا، "ك"(21/ 192).
(7)
قوله: (على ساعتي هذه) أي: هل فيَّ جاهلية أو جهل وأنا شيخ
قَالَ: "نَعَمْ، هُم إِخْوَانكُم
(1)
، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُم، فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدَيهِ فَلْيُطْعِمْهُ
(2)
مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا يُكَلِّفْهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ
(3)
، فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ"
(4)
. [راجع: 30].
45 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنْ ذِكر النّاسِ
(5)
نَحْوَ قَولِهِمُ
(6)
: الطَّوِيلُ وَالْقَصِيرُ
"تَحْتَ يَدَيهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"تَحْتَ يَدِهِ". "ذِكْرِ النَّاسِ" في نـ: "ذِكْرِ قَولِ النَّاسِ".
===
كبير؟ "ف"(10/ 468)، "ع" (15/ 204). قوله:"قال: نعم" فيه تنبيه بليغ، "الخير الجاري".
(1)
قوله: (هم إخوانكم) الضمير راجع إلى المماليك أو إلى الخدم، أعم من أن يكون مملوكًا أو أجيرًا. فإن قلت: لم يتقدم ذكره؟ قلت: لفظ "تحت أيديكم" قرينة لذلك؛ لأنه مجاز عن الملك، "ك"(21/ 192).
(2)
قوله: (فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس) هذا مستحب لا واجب إجماعًا، قالوا: يجب على السيد نفقة رقيقه خبزًا وإدامًا قدر ما يكفيه من غالب قوت مماليك البلد، ويختلف ذلك بحسب الأشخاص أيضًا، سواء كان من جنس نفقة السيد أو دونه أو فوقه، حتى لو ضيق السيد على نفسه زهدًا أو شحًّا لا يجوز التضييق على العبد. قال محيي السُّنَّة: هذا خطاب مع العرب الذين لباس عامتهم وطعامهم متقاربة، "لمعات".
(3)
أي: ما يعجز عنه، أي: لا يكلفه ما لا يطيق، "ك"(21/ 193).
(4)
مرَ (برقم: 2545).
(5)
أي: من ذكر أوصاف الناس، "ع"(15/ 204).
(6)
غرضه جواز أن يقال نحو: الطويل على وجه التعريف دون التنقيص، وأنه غير جائز، "خ".
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ "
(1)
. وَمَا لَا يُرَادُ بِهِ شَيْنُ الرَجُلِ
(2)
.
6051 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيهَا، وَفِي الْقَوم يَؤمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَهَابَاهُ
(4)
أَنْ يُكَلِّمَاهُ، وَيَخْرُجُ سَرَعَانُ
(5)
(6)
النَّاسِ فَقَالُوا: قُصُرَتِ
(7)
الصلَاةُ. وَفِي الْقَؤمِ
"مَا يَقُولُ" في نـ: "مَا قَالَ". "قَالَ: صَلَّى بِنَا" لفظ "قال" سقط في نـ. "وَضَعَ يَدَهُ" في هـ، ذ:"وَضَعَ يَدَيْهِ". "فَهَابَاهُ" في نـ: "فَهَابَا". "وَيَخْرُجُ" كذا في س، حـ، ذ، وفي نـ:"وَخَرَجَ".
===
(1)
قوله: (ذو اليدين) كان في يديه طول فلقب به، وقد مرَّ أن اسمه الخرباق على الأشهر، "خ". ذكر هذا التعليق إشارة إلى أن ذكر اللقب إن كان للتعريف به يجوز، "ع" (15/ 204). ووصله في "الصلاة" (برقم: 482).
(2)
أي: عيبه، "ع"(15/ 204).
(3)
هو ابن سيرين، "ك"(21/ 193).
(4)
أي: خافاه.
(5)
أي: المسرعون إلى الخروج، "ك"(21/ 193).
(6)
قوله: (سرعان) بفتحتين، وقيل بسكون الراء، أي: المسرعون إلى الخروج، "ك" (21/ 192). والمطابقة في قوله:"يدعوه ذا اليد" لكونه معروفًا به، "قس"(13/ 82)، ومرَّ بعض أبحاث الحديث (برقم: 482).
(7)
بلفظ المعلوم والمجهول، أي: قال بعضهم لبعض لما رأوا من فعله صلى الله عليه وسلم، وأداة الاستفهام مقدرة، "قس"(13/ 82).
رِجُلٌ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوهُ ذَا الْيِدَيْنٍ فَقَالَ: يَا نَبِي اللَّهِ أَنَسِيتَ أَمْ قُصُرَتْ؟ فَقَالَ: "لَمْ أَنْسَ
(1)
وَلَمْ تَُقْصَُر". قَالَ: بَلْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "صَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ". فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَينِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كبَّرَ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ، ثُمَّ وَضعَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ. [راجع: 482، تحفة: 14580].
46 - بَابُ الْغِيبَةِ
(2)
وَقَوْلِ اللَّهِ
(3)
: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} إِلَى قَولِهِ: {رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
"قَالَ: بَلْ نَسِيتَ" في نـ: "قَالُوا: بَلْ نَسِيتَ". "وَقَوْلِ اللَّهِ" في نـ: "وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى"، وفي نـ:"وَقَوْلِ اللَّهِ عز وجل". "إِلَى قَولِهِ: {رَحِيمٌ} " في نـ بدله: "الآية" وفي نـ ساق الآية بتمامها: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} ".
===
(1)
أي: في ظني، "نووي". ["شرح مسلم" (3/ 77) رقم الحديث: 897].
(2)
قوله: (باب الغيبة) أي: في بيان تحريم الغيبة، "ع"(15/ 205)، وهي بكسر الغين: ذكر المسلم غير المعلن بفجوره في غيبته بما يكره وكان صدقًا، وأما إذا كان كذبًا يسمى بهتانًا، وفي حكمه الكتابة والإشارة ونحوهما، "قس"(13/ 82)، "ك"(21/ 194)، "ع"(15/ 205).
(3)
قوله: (وقول الله) بالجر عطفًا على قوله: الغيبة، وفي بعض النسخ ذكر [بعده]: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
…
} إلخ، واكتفى البخاري بذكر الآية المصرحة بالنهي عن الغيبة ولم يذكر حكمها في الترجمة كما ذكر في النميمة حكمها، حيث قال: باب النميمة من الكبائر، كذا في "العيني"(15/ 205).
6052 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيع
(2)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبرَيْنِ فَقَالَ: "إِنَّهُمَا
(5)
لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ
(6)
"حَدَّثَنِي يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنَا يَحْيَى".
===
(1)
هو إما ابن موسى الحداني، وإما ابن جعفر البلخي، "ك"(21/ 194)، "ع"(15/ 206).
(2)
ابن الجراح أبو سفيان الكوفي، وهو من أصحاب أبي حنيفة، "ع"(15/ 206).
(3)
سليمان، "ع"(206/ 15).
(4)
هو ابن كيسان، "تق" (رقم: 3009).
(5)
لم يسمَّيا، "قس"(13/ 84).
(6)
قوله: (وما يعذَّبان في كبير) أي: يكبر تركه عليهما إلا أنه كبير من حيث المعصية، "ع" (2/ 596). قوله:"لا يستتر من بوله" من الاستتار هو إما على حقيقته من الاستتار عن الأعين، ويكون العذاب على كشف العورة، أو على المجاز والمراد التنزه من البول، ورُجّحَ؛ لأن الحديث يدل على أن للبول بالنسبة إلى عذاب القبر خصوصية؛ فالحمل عليه أولى، "قس" (1/ 515). قوله:"بالنميمة" هي: نقل كلام الغير بقصد الإضرار، وهو من أقبح القبائح، "نووي"(2/ 204)، "ع". قوله:"بعسيب" بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية: سعف لم ينبت عليه الخوص، وقيل: هو قضيب النخل. قوله: "ما لم ييبسا" هو من باب علم، ويجوز كسر الموحدة، قالوا: لعله شفع فاستجيب بالتخفيف عنهما إلى أن ييبسا، وقيل: لكونهما يسبحان ما داما رطبين، "مجمع البحار" (3/ 596) (5/ 205). ومرَّ الحديث (برقم: 1361) في "الجنائز"، و (برقم: 216) في "الوضوء".
فِي كَبِيرٍ
(1)
، أَمَّا هَذَا فَكَانَ لَا يَستَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ"
(2)
. ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ
(3)
رَطْبٍ، فَشَقَّهُ بِاثْنَينِ، فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا، ثُمَّ قَالَ:"لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيبَسَا". [راجع: 216، أخرجه: م 292، د 20، ت 70، س 31، ق 347، تحفة: 5747].
47 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ دُورِ الأَنْصَارِ"
(4)
"فِي كَبِيرٍ" في نـ: "فِي كَثِيرٍ".
===
قال العيني: والمطابقة للترجمة مع أنها في الغيبة والحديث في النميمة من حيث إن الجامع بينهما ذكر ما يكرهه المقول فيه بظهر الغيب، قاله ابن التين. وقال الكرماني: النميمة نوع من الغيبة؛ لأنه لو سمع المنقول عنه أنه نقل عنه لغمَّه، وقيل: يحتمل أن يكون أشار إلى ما ورد في بعض طرقه بلفظ الغيبة صريحًا.
(1)
أي: يكبر تركه عليهما، "ع"(2/ 296).
(2)
هو نقل الكلام على سبيل الإفساد، "ع"(15/ 206)، "ك"(21/ 194).
(3)
أي: سعف لم ينبت عليه الخوص، "ك"(21/ 194).
(4)
قوله: (خير دور الأنصار) مناسبة إيراد هذه الترجمة هنا -مع أنه لم يذكر فيها شيء من الغيبة- من جهة أن المفضل عليهم يكرهون ذلك، فيستثنى ذلك من عموم قوله:"ذكرك أخاك بما يكرهه"؛ إذ محل الزجر إذا لم يترتب عليه حكم شرعي، فإن ترتب فلا يكون غيبة، ولو كرهه المحدث عنه، قاله في "الفتح" (10/ 471). والحديث سبق (برقم: 3791) في "المناقب "، وفيه ذكر كراهة المفضل عليه أيضًا حيث قال فيه: "فأدرك سعد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! خُيِّرَ دورُ الأنصار فجُعِلنا
…
" آخر الحديث.
6053 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
(3)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(4)
، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ
(5)
السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ دُورِ الأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ"
(6)
. [راجع: 3789، أخرجه: م 2511، س في الكبرى 8340، تحفة: 11200].
48 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنِ اغْتِيَابِ أَهْلِ الْفَسَادِ وَالرِّيَبِ
(7)
6054 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ
(8)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ
(9)
، سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيرِ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: اسْتَأْذَنَ
(10)
"قَالَ: سَمِعْتُ" في نـ: "سمعت".
===
(1)
هو ابن عقبة، "ع"(15/ 207).
(2)
هو الثوري، "ع"(15/ 207).
(3)
عبد الله بن ذكوان، "ع"(15/ 207).
(4)
هو ابن عبد الرحمن بن عوف، "ع"(15/ 207).
(5)
بضم الهمزة، اسمه مالك بن ربيعة، "ع"(15/ 207).
(6)
بفتح النون وشدة الجيم أي: دور بني النجار، المراد أنهم خير الأنصار، "كرماني"(21/ 195).
(7)
بكسر الراء وفتح التحتية، جمع ريبة، وهي التهمة، "قس"(13/ 86)، "ع"(15/ 207).
(8)
سفيان، "ك"(21/ 195).
(9)
هو محمد، "ك"(21/ 195)، "ع"(15/ 207).
(10)
قوله: (استأذن رجل) قالوا: هو عيينة بن حصن الفزاري، ولم يكن أسلم وإن أظهر الإسلام، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين حاله ليعرفه
رَجُلٌ
(1)
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "ائْذَنُوا لَهُ، بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ
(2)
-أَوِ ابْنُ الْعَشِيرَةِ
(3)
- ". فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ الَّذِي قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْكَلَامَ قَالَ: "أَيْ عَائِشَةُ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ
(4)
مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ -أَو وَدَعَهُ
(5)
النَّاسُ-
"قُلْتَ الَّذِي قُلْتَ" في نـ: "قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ".
===
الناس، و"العشيرة": القبيلة أي: بئس هذا الرجل منها، وهو كقولك:"يا أخا العرب" لرجل منها، وهذا الكلام من أعلام النبوة؛ لأنه ارتد بعده صلى الله عليه وسلم وجيء به أسيرًا إلى أبي بكر رضي الله عنه، "ك"(21/ 182).
(1)
قيل: هو عيينة بن حصن، وقيل: مخرمة والد المسور، "ع"(15/ 192).
(2)
أي: القبيلة، أي: بئس هذا منها، "ك".
(3)
بالشك من الراوي، "قس"(13/ 86).
(4)
قوله: (إن شر الناس) استئناف كلام كالتعليل لتركه مواجهته بما ذكره في غيبته. ويستنبط منه: أن المجاهر بالفسق والشر لا يكون ما ذكر عنه من ذلك من ورائه من الغيبة المذمومة. قال العلماء: تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعًا، حيث يتعين طريقًا إلى الوصول إليه بها، كالتظلم والاستعانة على تغيير المنكر، والاستفتاء، والمحاكمة، والتحذير من الشر، ويدخل فيه تجريح الرواة والشهود في نكاح أو عقد من العقود، وكذا من رأى متفقِّهًا يتردد إلى مبتدع أو فاسق، ويخاف عليه الاقتداء به، وقد نوزع في كون ما وقع من ذلك غيبة، وإنما هو نصيحة ليحذر السامع، وإنما لم يواجه المقول فيه بذلك لحسن خلقه. والجواب: أن صورة الغيبة موجودة فيه، وإن لم يتناول الغيبة المذمومة، "فتح الباري"(10/ 471، 472).
(5)
بتخفيف الدال بمعنى: تركه، "قس"(13/ 86).
اتِّقَاءَ فُحْشِهِ"
(1)
. [راجع: 6032].
49 - بَاب النَّمِيمَةُ
(2)
مِنَ الْكَبَائِرِ
(3)
6055 -
حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَّام
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ
(5)
بْنُ حُمَيْدٍ
(6)
أَبُو عَبدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورٍ
(7)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(8)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَينِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا فَقَالَ:"يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ؛ كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ". ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ
(9)
فَكَسَرَهَا بِكِسْرَتَيْنِ -أَوْ ثِنْتَيْنِ- فَجَعَلَ كِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا، وَكِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا، فَقَالَ:"لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا". [راجع: 216].
"حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَّامٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَّامٍ". "فِي كَبِيرٍ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فِي كَبِيرَةٍ"، وفي نـ:"كَثِيرٍ"، وفي نـ:"كَثِيرَةٍ".
===
(1)
أي: قبيح كلامه، "قس"(13/ 65)، ومرَّ الحديث قريبًا.
(2)
هي نقل الكلام على سبيل الإفساد، "ك"(21/ 194).
(3)
أي: من الذنوب الكبائر، "خ".
(4)
بخفة اللام وتشديدها، هو محمد، "ع"(15/ 208).
(5)
بفتح العين المهملة وكسر الموحدة، "ع"(15/ 208).
(6)
بالتصغير، "ك"(21/ 195).
(7)
هو ابن المعتمر، "ع"(15/ 208).
(8)
روى عن ابن عباس بالواسطة كما مرَّ قريبًا، وبدونها كما هنا، "ك"(21/ 196).
(9)
السعفة المجردة عن الورق، "ك"(21/ 196).
50 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ النَّمِيمَةِ
(1)
وَقَوْلِهِ: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 11]، {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1]: يَهْمِزُ وَيَلْمِزُ وَيَعِيبُ.
6056 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ
(2)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(4)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(5)
، عَنْ هَمَّامٍ
(6)
:
"وَيعِيبُ" في هـ، ذ:"وَيَغْتَابُ"، وزاد في قتـ:"وَاحدٌ".
===
(1)
قوله: (ما يكره من النميمة) كأنه أشار بهذه الترجمة إلى أن نقل بعض القول المنقول عن شخص على جهة الإفساد لا يكره، كما إذا كان المنقول عنه كافرًا، كما يجوز التجسس في بلاد الكفار. قوله:" {هَمَّازٍ} " إلى آخر الآيتين وفسر البخاري الهُمَزَة واللُّمَزَة بقوله: "يهمز ويلمز ويعيب"، فجعل معنى الاثنين واحدًا. وقال الليث: الهمزة: من يغتابك بالغيب، واللمزة: من يغتابك في وجهك، وحكى النحاس عن مجاهد عكسه. وقوله:" {مَشَّاءٍ} ": مبالغة ماش، وقوله:" {بِنَمِيمٍ} "من نَمَّ الحديث عن بعض الناس إلى بعض فيفسد بينهم، قاله الجمهور، وقيل: الذي يسعى بالكذب وهو يفسد في يوم ما لا يفسد في شهر، قوله:"يعيب" بكسر العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالباء الموحدة، كذا هو في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني:"يغتاب" بالغين المعجمة الساكنة والتاء المثناة من فوق، "ع"(15/ 208 - 209).
(2)
الفضل بن دكين، "ع"(15/ 209).
(3)
الثوري، "ع"(15/ 209).
(4)
ابن المعتمر، "ع"(15/ 209).
(5)
النخعي، "ع"(15/ 209).
(6)
ابن الحارث، "ع"(15/ 209).
كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ
(1)
، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا
(2)
يَرْفَعُ الْحَدِيثَ
(3)
إِلَى عُثْمَانَ. فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ
(4)
الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ"
(5)
. [أخرجه: م 105، د 4871، ت 2026، س في الكبرى 11614، تحفة: 3386].
"كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ" في نـ: "قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ". "فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ" كذا في سـ، ذ، وفي نـ:"فَقَالَ حُذَيْفَةُ".
===
(1)
ابن اليمان، "ع"(15/ 209).
(2)
لم أقف على اسمه، "ف"(10/ 473).
(3)
أي: حديث الناس وكلامهم، "ك"(21/ 196).
(4)
يعني إن أنفذ اللّه عليه الوعيد؛ لأن أهل السُّنَّة يجمعون على أن اللّه تعالى في وعيده بالخيار، إن شاء عذّبهم بعدله، وإن شاء عفا عنهم بفضله، أو يؤول بأنه لا يدخلها دخول الفائزين، أو محمول على المستحلّ بغير تأويل مع العلم بالتحريم، "عيني"(15/ 209).
(5)
قوله: (قَتّات) بقاف مفتوحة ومثناتين فوقيتين أولاهما مشددة بينهما ألف، من قتَّ الحديث يقتّه، والرجل قَتات أي: نَمَّام، قال ابن الأعرابي: هو الذي يسمع الحديث وينقله، وقال القاضي عياض: القتّات والنمّام واحد، وفرق بعضهم بأن النمام الذي يحضر القضية وينقلها، والقتّات الذي يسمع من حديث من لا يعلم به، ثم ينقل ما سمعه، وهل الغيبة والنميمة متغايران أو لا؟ الراجح التغاير، وأن بينهما عمومًا وخصوصًا من وجه، لأن النميمة نقل حال الشخص لغيره على جهة الإفساد بغير رضاه، سواء كان بعلمه أو بغير علمه، والغيبة ذكره في غيبته بما يكره، فامتازت النميمة بقصد الإفساد ولا يشترط ذلك في الغيبة، وامتازت الغِيبة بكونها في غَيبة المقول فيه واشتركتا فيما عدا ذلك، "قس"(13/ 89).
51 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30]
6057
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ
(1)
، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ لَمْ يَدَعْ
(3)
قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"
(4)
.
قَالَ أَحْمَدُ
(5)
: أَفْهَمَنِي رَجُلٌ إِسْنَادَهُ
(6)
. [راجع: 1903].
"قَوْلِ اللَّهِ" في نـ: "قَوْلِ اللَّهِ عز وجل".
===
(1)
محمد بن عبد الرحمن، "ع"(15/ 210).
(2)
سعيد بن أبي سعيد، "ع"(15/ 210).
(3)
قوله: (من لم يدع قول الزور) أي: لم يترك، والزور هو: الكذب، "والعمل به" أي: بمقتضاه، مما نهى اللّه عنه، والجهل أي: فعل الجهال أو السفاهة على الناس إذ جاء الجهل بمعناه، كقوله:
ألا لا يجهلن أحدٌ علينا
…
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
قال القاضي البيضاوي: ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات وإطفاء ثائرة الغضب وتطويع النفس الأمارة للمطمئنة، وإذا لم يحصل له شيء من ذلك لم يبال اللّه بصومه ولا يقبله، "وليس للَّه حاجة" مجاز عن عدم القبول، "ك"(21/ 197).
(4)
مرَّ الحديث (برقم: 1903) من "كتاب الصوم".
(5)
ابن يونس، "ك"(21/ 197).
(6)
قوله: (أفهمني رجل إسناده) أي: كنت نسيت هذا الإسناد، فذكّرني رجل إسناده، أو أراد: رجل عظيم، والغرض مدح شيخه ابن أبي ذئب، أو رجل غيره أفهمني، "ك"(21/ 197)، قال الشيخ ابن جر: أراد أنه لما سمعه من ابن أبي ذئب خفي عليه بعض لفظه، وكان
52 - بَابُ مَا قِيلَ فِي ذِي الْوَجْهَينِ
6058 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "تَجِدُ مِن أَشَرِّ
(3)
النَّاسِ
(4)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا اثوَجْهَئنِ، الَّذِي يَأْتِي
(5)
هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ
(6)
بِوَجْهٍ ". [راجع: 3494، تحفة: 12372].
"مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ" كذا في هـ، ذ، وفي سـ، ص، ذ:"مِنْ شِرَارِ النَّاسِ"
(1)
، وفي نـ:"مِنْ شَرِّ النَّاسِ".
===
الرجل بجنبه، وكأنه استفهمه عما خفي عليه منه فأفهمه فأخبر بالواقع، ولم يستجز أن يسنده عن ابن أبي ذئب بغير بيان، "ف"(10/ 474).
(1)
سليمان، "ع"(15/ 211).
(2)
ذكوان الزيات، "ع"(15/ 211).
(3)
وإنما كان لأنه يشبه النفاق، "ك"(21/ 198).
(4)
حملُ الناسِ على العموم أبلغُ في الذمِّ من حَملِه على من ذكر من الطائفتين المتضادتين خاصة. وللأصيلي من طريق ابن شهاب عن الأعمش بلفظ: "من شر خلق اللّه"، "قس"(13/ 91).
(5)
أي: يأتي كلَّ طائفة ويظهر عندهم أنه منهم، ومخالف للآخرين مبغض لهم، إذ لو أتى كلَّ طائفة بالإصلاح ونحوه كان محمودًا، "ك"(21/ 198).
(6)
أي: طائفة، "ك"(21/ 198).
(1)
كذا في الهندية، وفي قس (13/ 91) والسلطانية عكس ذلك.
53 - بَابُ مَنْ أَخْبَرَ صَاحِبَهُ بِمَا يُقَالُ فِيهِ
6059 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(1)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(2)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَسَمَ
(4)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةً
(5)
، فَقَالَ رَجُلٌ
(6)
مِنَ الأنْصَارِ: وَاللَّهِ مَا أَرَادَ مُحَمَّدٌ بِهَذَا وَجْهَ اللَّهِ. فَأَتَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ؛ فَتَمَعَّرَ
(7)
(8)
وَجْهُهُ
"فتَمَعَّرَ" في هـ، ذ:"فَتَمَغَّرَ"
(9)
.
===
(1)
الثوري، "ع"(15/ 211).
(2)
سليمان، "ع"(15/ 211).
(3)
شقيق بن سلمة، "ع"(15/ 211).
(4)
أي: يوم حنين، "ك"(21/ 198)، أي: أعطى أشراف العرب ميراثهم يورث في القسمة.
(5)
وقد أعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، "ك"(21/ 198).
(6)
اسمه كما قال الواقدي: معتب بن قشير المنافق، "قس"(21/ 91).
(7)
أي: تغير لونه، "ك"(21/ 198).
(8)
قوله: (فتمعر) بالعين المهملة المشددة أي: تغير لونه، وأراد البخاري من هذا الباب جواز النقل على وجه النصيحة، لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر على ابن مسعود نقل ما نقله بل غضب من قول المقول عنه، ولم ينقل أنه عاقبه لأنه لم يطعن في النبوة، وأيضًا فلا يثبت حكم بشهادة واحد، "قس"(13/ 92).
(9)
أي: صار لونه لون المغرة من شدة الغضب المجبول عليه البشر، لكنه - صلوات اللّه وسلامه عليه - صبر وحلم، "قس"(13/ 92)، المَغْرَة ويحرك: طين أحمر، "قاموس" (ص: 444).
وَقَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ
(1)
مُوسَى، لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ". [راجع: 3150، أخرجه: م 1062، تحفة: 9264].
54 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّمَادُحِ
6060 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ
(2)
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى
(3)
قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم رَجُلًا
(5)
يُثْنِي عَلَى رَجُلٍ وُيطْرِيهِ
(6)
فِي الْمِدْحَةِ فَقَالَ: "أَهْلَكْتُمْ - أَوْ قَطَعْتُمْ
(7)
- ظَهْرَ الرَّجُلِ". [راجع: 2663].
"قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى" في نـ: "فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي ف:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "الصَّبَّاحِ" في ذ: "صَبَّاحٍ". "عَنْ أَبِي بُرْدَةَ" في نـ: "عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى".
===
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 3150) باب ما كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم، من "الجهاد".
(2)
اسمه عامر وقيل: الحارث، "ع"(15/ 213).
(3)
الأشعري، "ع"(15/ 213).
(4)
مرَّ الحديث (برقم: 3663).
(5)
لم أقف على اسمهما صريحًا، "ف"(10/ 476).
(6)
قوله: (يطريه) الإطراء: مجاوزة الحد في المدحة، وقطع الظهر: مجاز عن الإهلاك، يعني: أوقعتموه في الإعجاب بنفسه الموجب لهلاك دينه، "ك"(21/ 199).
(7)
بالشك، "ف"(10/ 477).
6061 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ
(2)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا ذُكِرَ
(3)
عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَثْنَى عَلَيهِ رَجُلٌ خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَيْحَكَ
(4)
قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ
(5)
- يَقُولُهُ مِرَارًا - إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا لَا مَحَالَةَ
(6)
فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا، إِنْ كَانَ يُرَى
(7)
أَنَّهُ كَذَلِكَ،
===
(1)
ابن أبي إياس، "ع"(15/ 213).
(2)
أي: الحذاء، "ك"(21/ 199).
(3)
بلفظ المجهول، "ك"(21/ 199).
(4)
قوله: (ويحك) هي كلمة ترحم وتوجع لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد يقال للمدح والتعجب، وهو منصوب على المصدر، وقد ترفع وتضاف، ولا تضاف، ويقال: ويح زيد وويح له، "مجمع"(5/ 135).
(5)
قوله: (قطعت عنق صاحبك) قطع العنق قيل: هو استعارة، من قطع العنق الذي هو القتل، لاشتراكهما في الهلاك، لكن هذا الهلاك في الدين، وقد يكون من جهة الدنيا، "واللّه حسيبه" يعني: محاسبه على عمله الذي يحيط بحقيقة حاله، وهي جملة اعتراضية. قال الطيبي: هي من تتمة القول، والجملة الشرطية حال من فاعل "فليقل"، و"على اللّه" فيه معنى الوجوب والقطع، والمعنى: فليقل: أحسب فلانًا كيت وكيت؛ إن كان يحسب ذلك، واللّه يعلم سره فيما فعل فهو يجازيه، ولا يقل: أتيقن أنه محسن والله شاهد على الجزم، وأن الله يجب عليه أن يفعل به كذا وكذا، وقيل:"لا يزكي" أي: لا يقطع على عاقبة أحد ولا على ما في ضميره لأن ذلك مغيب عنه، "كرماني"(21/ 199).
(6)
بفتح الميم أي: لا بد، "قس"(13/ 93).
(7)
بضم أوله أي: يظن، "قس"(13/ 93).
وَحَسِيبُهُ
(1)
اللَّهُ، وَلَا يُزَكِّي
(2)
(3)
عَلَى اللَّهِ أَحَدًا". وَقَالَ وُهَيْبٌ
(4)
عَنْ خَالِدٍ
(5)
: "وَيْلَكَ
(6)
"
(7)
. [راجع: 2662].
55 - بَابُ مَنْ أَثْنَى عَلَى أَحَدٍ بِمَا يَعْلَمُ
(8)
وَقَالَ سَعْدٌ: مَا سَمِعْتُ
(9)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ: "إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ"، إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَام.
"وَحَسِيبُهُ اللَّهُ" في ف: "وَاللَّهُ حَسِيبُهُ". "وَلَا يُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا" في سـ، حـ، ذ:"وَلَا يُزَكَّى عَلَى اللَّهِ أَحَدٌ". "وَيْلَكَ" في ذ: "فَقَالَ: وَيْلَكَ". "عَلَى أَحَدٍ" في نـ: "عَلَى أَخِيهِ". "وَقَالَ سَعْدٌ" في نـ: "وَقَالَ سَعِيدٌ". "عَلَى الأَرْضِ" في نـ: "عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ".
===
(1)
بفتح أوله وكسر ثانيه وبعد التحتانية موحدة، "ف"(10/ 477).
(2)
خبر، ومعناه النهي، "ع"(15/ 213).
(3)
قوله: (لا يزكي) على صيغة المعلوم، و"أحدًا" منصوب به في رواية الكشميهني، والضمير في "لا يزكي" للمخاطب وغيره، ولأبي ذر عن المستملي والسرخسي على صيغة المجهول، و"أحد" بالرفع، "ع"(15/ 213).
(4)
ابن خالد، "ع"(15/ 214).
(5)
الحذاء، "ك"(21/ 199).
(6)
بدل: ويحك، "قس"(13/ 94).
(7)
الفرق بين ويحك وويلك: أن ويحك كلمة رحمة، وويلك كلمة عذاب، أو هما بمعنى واحد، "كرماني"(21/ 199).
(8)
أي: بشرط أن لا يطري ولا يزيد على ما يعلم، "ع"(15/ 214).
(9)
قوله: (ما سمعت) فإن قلت: مفهوم التركيب أنه منحصر في عبد اللّه رضي الله عنه فقط؟ قلت: غايته أن سعدًا لم يسمعه، أو لم يقل لأحد غيره حال المشي على الأرض. فإن قلت: عبد اللّه بن سلام
6062 -
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ
(3)
، عَنْ أَبِيهِ: أَنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ ذَكَرَ فِي الإِزَارِ مَا ذَكَرَ
(4)
، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ إِزَارِي يَسْقُطُ
(5)
مِنْ أَحَدِ شِقَّيْهِ. قَالَ: "إِنَّكَ
(6)
لَسْتَ
(7)
مِنْهُمْ"
(8)
(9)
. [راجع: 3665].
===
من المبشرين، فلا انحصار في العشرة؟ قلت: تخصيص العدد لا ينفي الزائد، أو المراد بالعشرة الذين بُشِّروا بها دفعة واحدة، وإلا فالحسن والحسين رضي الله عنهما بالاتفاق، وكذا أزواجه صلى الله عليه وسلم من أهل الجنة، كذا في "ك"(21/ 199 - 200).
(1)
هو ابن المديني، "ع"(15/ 214).
(2)
ابن عيينة، "ع"(15/ 214).
(3)
ابن عبد اللّه بن عمر.
(4)
هو: "أن من جرّ ثوبَه خيلاء لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة"، "ك"(21/ 200).
(5)
يعني: يسترخي فيشبه جرّ الخيلاء، "ع"(15/ 214).
(6)
منه تؤخذ مطابقة الحديث للترجمة، "ع"(15/ 214).
(7)
لأنك لا تجرّه للخيلاء والتكبر، "ك"(21/ 200).
(8)
قوله: (لست منهم) فإن قلت: ما وجه الجمع بين مدحه صلى الله عليه وسلم لعبد اللّه ولأبي بكر رضي الله عنهما، وما نهى عن المدح؟ قلت: النهي محمول على المجازفة فيه، والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة بإعجاب ونحوه، وأما ما لا يكون كذلك أو من لا يخاف عليه ذلك لكمال عقله ورسوخ تقواه فلا نهي فيه، بل ربما كان مصلحة، "ك"(21/ 200).
(9)
مرَّ (برقم: 3665).
56 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
(1)
وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]،
وَقَوْلهِ: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ
(2)
عَلَى أَنْفُسِكُمْ
(3)
} [يونس: 23]، {ثُمَّ بُغِيَ
(4)
(5)
عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [الحج: 60]، وَتَرْكِ
(6)
إِثَارَةِ
(7)
الشَّرِّ عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ كَافِرٍ
"بَابُ قَوْلِ اللَّهِ" في نـ: "بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل". " {وَالْإِحْسَانِ} " زاد بعده في سفـ، ذ:"الآية"، وفي نـ:" {وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ". "وَمَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ" كذا في ذ، وفي صـ، مه:"وَقَولِهِ: {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ} ". " {لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} " زاد بعده في ذ: "الآية".
===
(1)
قوله: ({إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}) أي: بالتسوية في الحقوق فيما بينكم، وترك الظلم، وإيصال كل حق إلى ذي حقه. قوله:" {وَالْإِحْسَانِ} " أي: إلى من أساء إليكم، "قس"(13/ 95).
(2)
ظلمكم، "جلالين" (ص: 269).
(3)
لأن إثمه عليها، "جلالين" (ص: 269).
(4)
أي: ظُلم بإخراجه من منزله، "جلالين" (ص: 339).
(5)
قوله: ({مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ}) رواية كريمة، وللأصيلي:" {ثُمَّ بُغِيَ} " على وفق التلاوة، وكذا في رواية أبي ذر والنسفي، ووقع للباقين:{وَمَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ} ، وهو خلاف ما وقع عليه القرآن، والظاهر أنه من الناسخ، "عيني"(15/ 215).
(6)
مجرور عطفًا على "قول اللّه"، "ع"(15/ 215).
(7)
أي: تهيُّجه، "ع"(15/ 215).
6063 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيدِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَكُثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَذَا
(3)
وَكَذَا يُخَيَّلُ إِلَيهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ
(4)
وَلَا يَأْتِي، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ
(5)
: "يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِي أَمْرٍ
(6)
اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِي رَجُلَانِ
(7)
، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رِجْلَيَّ
(8)
وَالآخَرُ عِنْدَ رَأْسِي، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ - يَعْنِي مَسْحُورٌ -. قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ
(9)
؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ. قَالَ: وَفِيمَ
(10)
؟ قَالَ: فِي جُفِّ
(11)
طَلْعَةٍ ذَكَرٍ
"عَن عَائِشَةَ" زاد في نـ: "رضي الله عنها". "لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ" في نـ: "لَبِيدُ بْنُ الأعْصَمِ".
===
(1)
عبد الله بن الزُّبَير، "ع"(15/ 216).
(2)
ابن عيينة، "ع"(15/ 216).
(3)
أي: أيامًا، "ك"(21/ 201).
(4)
أي: يباشر أهله، "ك"(21/ 201).
(5)
أي: يومًا، وهو من باب إضافة المسمى إلى اسمه، "ك"(21/ 201).
(6)
أي: أمر التخييل، "ك"(21/ 201).
(7)
هما الملكان بصورة الرجلين، "ك"(21/ 201).
(8)
مفرد أو مثنى، "ك"(21/ 201)، بتشديد التحتية على التثنية، "قس"(13/ 96).
(9)
أي: سحره.
(10)
أي: في أيّ شيء؟ "ك"(21/ 201).
(11)
قوله: (في جُفِّ) بضم الجيم وشدة الفاء: وعاء طلع النخل، ويطلق على الذكر والأنثى. "والمشاقة" بضم الميم وبالمعجمة والقاف
فِي مُشْطٍ
(1)
وَمُشَاقَةٍ
(2)
، تَحْتَ رَعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ"
(3)
.
"ذِي أَرْوَانَ، في نـ: "ذَرْوَانَ"
(4)
.
===
الخفيفتين: ما يغزل من الكتان. و"الرعوفة" بالراء والمهملة والواو والفاء: حجر في أسفل البئر. و"ذروان" بفتح المعجمة وإسكان الراء وبالواو وبالنون: بستان فيه بئر بالمدينة. و"رؤوس الشياطين" مثلٌ في استقباح الصورة إلى أنها وحشة المنظر سمحة الشكل. و"النقاعة" بضم النون وخفة القاف وشدتها: ما ينقع فيه الحناء. قوله: "فأخرج" أي: من تحت الرعوفة لكنه لم ينشره ولم يفرق أجزاءه ولم يطلع عليه الناس. و"زريق" مصغر الزرق بالزاي والراء. "والحليف" المعاهد، "ك" (21/ 202). ومرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 5765).
قال القسطلاني (13/ 97): ومطابقة الآيات المذكورة وترجمة الباب مع الحديث كما هو ملخص من قول الخطابي: أن اللّه تعالى لما نهى عن البغي، وأعلم أن ضرر البغي إنما هو راجع إلى الباغي، وضمن النصر لمن بغي عليه كان حق من بغي عليه أن يشكر اللّه على إحسانه بأن يعفو عمن بغى عليه، وقد امتثل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ذلك فلم يعاقب الذي كاده بالسحر مع قدرته على ذلك، وقال في "الفتح" - وكذا في "العيني" -: ويحتمل أن يكون المطابقة من جهة أنه صلى الله عليه وسلم ترك استخراجه خشية أن يثور على الناس منه شر، فسلك مسلك العدل في أن لا يحصل لمن لم يتعاط السحر من أثر الضرر الناشئ عن السحر شر، وسلك مسلك الإحسان في ترك عقوبة الجاني، انتهى كلام القسطلاني.
(1)
شانَهْ [بالفارسية].
(2)
ما سقط من الشعر أو الكتان عند المشط، "قاموس" (ص: 851).
(3)
مرَّ بيانه (برقم: 5765).
(4)
أصله ذي أروان فخفف لكثرة الاستعمال، "توشيح"(8/ 3565).
فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: "هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ، وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ". فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فأُخْرِجَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهَلَّا - تَعْنِي
(1)
- تَنَشَّرْتَ
(2)
. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي، وَأَمَّا أَنَا فَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا". قَالَتْ: وَلَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُريقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ. [راجع: 3175، تحفة: 16928].
57 - بَابُ مَا يُنْهَى عَنِ التَّحَاسُدِ وَالتَّدَابُرِ
(3)
وَقَوْلِهِ: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5].
6064 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(4)
قَالَ:
"لَبِيدُ بنَ أَعْصَمَ" في نـ: "لبيد بن الأعصم". "حَلِيفٌ لِيَهُودَ" في نـ: "حَلِيفُ الْيَهُودِ"، وفي هـ، ذ:"حَلِيفٌ لِليَهُودِ". "عَنِ التَّحَاسُدِ" في هـ، ذ:"مِنَ التَّحَاسُدِ". "وَقَوْلِهِ" في ز: "وَقَوْلِهِ تَعَالَى"، وفي ذ:"وقول اللَّه تعالى".
===
(1)
تفسير الراوي لقول عائشة: "فهلا"، "خ".
(2)
قال الجوهري: هو من النشرة، وهي الرقية، وهي نشر المسموم، "ع"(15/ 217).
(3)
قوله: (عن التحاسد والتدابر) من باب التفاعل، والحسد: أن يرى الرجل لأخيه نعمة فيتمنى أن يزول عنه، ويكون له دونه، والتدابر هو: أن يعطي كل واحد من الناس أخاه دبره وقفاه فيعرض عنه ويهجره، قاله ابن الأثير. وقال الداودي: التدابر التقاطع. "وقوله تعالى" عطف على قوله: "ما ينهى"، وأشار به إلى أن الحسد مذموم جدًا، "عيني"(15/ 217).
(4)
أبو محمد المروزي، "تق" (رقم: 701)، "ع"(15/ 218).
أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(2)
، عَنْ هَمَّام بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ
(3)
، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا
(4)
، وَلَا تَجَسَّسُوا
(5)
، وَلَا تَحَاسَدُوا،
"أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ". "وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا" فى ذ: "وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا".
===
(1)
هو ابن المبارك، "ع"(15/ 218).
(2)
هو ابن راشد، "ع"(15/ 218).
(3)
قوله: (إياكم والظن
…
) إلخ، هو تحذير عن الظن بسوء في المسلمين وفيما يجب القطع من الاعتقاديات، فلا ينافي ظن المجتهد والمقلد في الأحكام، والمكلف في المشتبهات، ولا حديث:"الحزم سوء الظن" فإنه في أحوال نفسه خاصة. ومعنى كونه أكذب مع أن الكذب خلاف الواقع، فلا يقبل النقص، وضده: أن الظن أكثر كذبًا، أو أن إثم هذا الكذب أزيد من إثم الحديث الكاذب، أو أن المظنونات يقع الكذب فيها أكثر من المجزومات، "مجمع البحار"(3/ 551).
(4)
قوله: (لا تحسسوا ولا تجسسوا) الأولى بالمهملة والثانية بالجيم، وفي بعض النسخ - وهي رواية أبي ذر - بتقديم الجيم على الحاء، "قس" (13/ 98). قال السيوطي في "التوشيح" (8/ 3667): الأولى بالجيم أي: لا تبحثوا عن عيوب الناس، والثانية بالحاء المهملة أي: لا تتبعوها بإحدى الحواس الخمسة أو بالاستماع للحديث، وقيل: هما بمعنى، والثاني تأكيد، وقيل بالجيم: تتبع الشخص لأجل غيره، وبالحاء: تتبعه لنفسه. قوله: "ولا تدابروا "معناه: لا تتهاجروا، وقيل: لا تتعادوا، وقيل: لا يستأثر أحدكم على الآخر. قوله: "إخوانًا" أي: كإخوان النسب في المحبة والشفقة والرحمة والمواساة والمعاونة والنصيحة، انتهى.
(5)
بالجيم، "قس"(13/ 98).
وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا". [راجع: 5143، تحفة: 14686].
6065 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَبَاغَضُوا
(1)
، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ
(2)
(3)
اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ
(4)
أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ". [طرفه: 6076، تحفة: 1501].
58 - بَابُ قَولِهِ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} الآية [الحجرات: 12]
6066 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ
(5)
،
"عِبَادَ اللَّهِ" في نـ: "عِبَادًا للَّهِ". " {مِنَ الظَّنِّ} " زاد بعده في نـ: " {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا} ".
===
(1)
أي: لا تتعاطوا أسباب البغض، نعم إذا كان البغض للَّه وجب، "قس"(13/ 99).
(2)
منادى مضاف، "ك"(21/ 202).
(3)
إما منادى؛ فإخوانًا خبر كان، وإما هو خبر أول لكان وإخوانًا خبر ثان لها، أو يكون بدلًا، "قس"(13/ 99).
(4)
قوله: (ولا يحل لمسلم
…
) إلخ، فيه التصريح بحرمة الهجران فوق ثلاثة أيام، وهذا فيمن لم يجن على الدين جناية، فأما من جنى عليه وعصى ربه فجاءت الرخصة في عقوبته بالهجران، كالثلاثة المتخلفين عن غزوة تبوك، وقد آلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرًا وصعد مشربته، كذا في "العيني"(15/ 218)، و"الكرماني"(21/ 202).
(5)
الإمام.
عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
(1)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا
(3)
، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادًا لِلَّهِ إِخْوَانًا". [راجع: 5143، أخرجه: م 2563، د 4917، تحفة: 13806].
59 - بَابُ مَا يَكُونُ فِي الظَّنِّ
(4)
6067 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ عُقَيلٍ
(5)
،
"وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا" في نـ: "وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا". "مَا يَكُونُ فِي الظَّنِّ" في نـ: "مَا يَكُونُ مِنَ الظَّنِّ"، وفي نـ:"مَا يُكْرَهُ مِنَ الظَّنِّ"، وفي سفـ، هـ، ذ:"مَا يَجُوزُ مِنَ الظَّنِّ".
===
(1)
عبد اللّه بن ذكوان، "ع"(15/ 219).
(2)
عبد الرحمن بن هرمز، "ع"(15/ 219).
(3)
قوله: (ولا تناجشوا) من النجش بالنون والجيم والمعجمة، وهو: أن يزيد في ثمن المبيع بلا رغبة ليخدع غيره فيزيد عليه، "ك"(21/ 203)، كذا في جميع نسخ "الصحيح"، والذي اتفقت عليه رواة "الموطأ":"ولا تنافسوا" بالفاء والمهملة من المنافسة، وكذا أخرجه مسلم، "تو"(8/ 3668).
(4)
قوله: (باب ما يكون من الظن) أي: هذا باب في بيان ما يكون جوازه من الظن، هكذا وقعت هذه الترجمة في رواية الأكثرين، وفي رواية النسفي ولأبي ذر عن الكشميهني:"باب ما يجوز من الظن"، وفي رواية القابسي والجرجاني:"ما يكره من الظن"، ورواية أبي ذر أنسب لسياق الحديث، "عيني"(15/ 225).
(5)
هو ابن خالد.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَظُنُّ
(1)
فُلَانًا وَفُلَانًا
(2)
يَعْرِفَانِ مِنْ دِينِنَا شَيْئًا". وقَالَ اللَّيْثُ: كَانَا رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ. [طرفه: 6068، تحفة: 16550].
6068 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بِهَذَا، وَقَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، مَا أَظُنُّ فُلَانًا وَفُلَانًا يَعْرِفَانِ دِينَنَا الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ". [راجع: 6067].
60 - بَابُ سَتْرِ الْمُؤْمِنِ عَلَى نَفْسِهِ
(3)
6069 -
حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزيزِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ
(4)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ
(5)
،
"حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ بُكَيْرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ". "فَقَالَ" في نـ: "وَقَالَ". "الْمُجَاهِرِينَ" في سفـ: "الْمُجَاهِرُونَ".
===
(1)
قوله: (ما أظن) قال القسطلاني (13/ 101): الظن فيهما ليس من الظن المنهي عنه، انتهى. قال الكرماني (21/ 203): فإن قلت: ترجم بوجود الظن، وفي الحديث نفي الظن؟ قلت: العرف في قول القائل: ما أظن زيدًا في الدار أظنه ليس في الدار، انتهى. [انظر "فتح الباري" (10/ 485)].
(2)
لم أقف على تسميتهما، "ف"(10/ 485).
(3)
أي: إذا صدر منه ما يعاب، "ع"(15/ 220).
(4)
محمد بن عبد اللّه بن مسلم، يروي عن عمه، "ع"(15/ 221).
(5)
قوله: (إِلَّا المجاهرين) كذا للأكثر، وللنسفي بالرفع، "ف" (10/ 486). قال الكرماني (21/ 204): وحقه النصب على الاستثناء إِلَّا أن
وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ
(1)
أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيلِ عَمَلًا
(2)
، ثُمَّ يُصْبِحُ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَشتُرُهُ رَبُّهُ ويُصْبِحُ
(3)
يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَلَيهِ". [أخرجه: م 2990، تحفة: 12911].
6070 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(4)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ: أَنَّ رَجُلًا
(5)
سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي النَّجْوَى
(6)
؟ قَالَ:
"الْمَجَانَةِ" في هـ، ذ، كن:"الْمُهَاجَرَةِ". "وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ" في ذ: "وقد ستره اللَّه عليه". "سِتْرَ اللَّهِ عَلَيهِ" في نـ: "سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ"، وفي نـ:"سِتْرَ اللَّهِ عَلَيهِ عَنْهُ".
===
يقال: العفو بمعنى الترك وهو بمعنى النفي، والمجاهر هو الذي جاهر بمعصية وأظهرها، أي: كل واحد من أمتي يعفى عن ذنبه ولا يؤخذ به إِلَّا الفاسق المعلن، انتهى.
(1)
قوله: (من المجانة) هو عدم المبالاة بالفعل والقول. "عملًا" أي: معصية. و"عملت " بلفظ المتكلم. "ويصبح" أي: يدخل في الصباح، "ك"(21/ 204).
(2)
أي: معصية، "ك"(21/ 204).
(3)
أي: يدخل في الصبح، "ك"(21/ 204).
(4)
الوضاح.
(5)
لم يسم، "قس"(13/ 153).
(6)
أي: المسارّة التي تقع بين اللّه وبين عبده المؤمن يوم القيامة، "كرماني"(21/ 204).
"يَدْنُو
(1)
أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ
(2)
(3)
عَلَيهِ فَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ - مرتين
(4)
- فَيَقُولُ: نَعَمْ. وَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟. فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَرِّرُهُ
(5)
ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيكَ
(6)
فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ". [راجع: 2441].
61 - بَابُ الْكِبْرِ
(7)
===
(1)
المراد من الدنو: القرب الزمني لا المكاني، "ك"(21/ 204).
(2)
بفتحتين، أي: جانبه، والكنف أيضًا: الستر، وهو المراد هنا، "ف"(10/ 488).
(3)
الكنف الساتر أي: حتى يحيط به عنايته التامة، "ك"(21/ 204)، "ع"(15/ 222).
(4)
متعلق بالقول لا بالعمل، "ك"(21/ 205).
(5)
أي: يجعله مقرًّا بذلك، "ك"(21/ 205).
(6)
قوله: (إني سترتها عليك) فإن قلت: الترجمة في ستر المؤمن وهذا في ستر اللّه، قلت: ستر اللّه يستلزم لستره، وقيل: هو بسبب أن أفعال العباد مخلوقة للّه تعالى، "ك"(21/ 205)، "ع" (15/ 222). ومرَّ الحديث (برقم: 2441) في "المظالم"، و (برقم: 4685) في "التفسير".
(7)
قوله: (باب الكبر) أي: في ذم الكبر، بكسر الكاف وسكون الموحدة، الكبر والتكبر والاستكبار متقارب، فالكبر الحالة التي يتخصص بها الإنسان من إعجابه بنفسه أكبر من غيره، وأعظم ذلك أن يتكبر على ربه، بأن يمتنع من قبول الحق والإذعان له والتوحيد والطاعة، "ف"(10/ 489)، "ع"(15/ 222).
قَالَ مُجَاهِدٌ
(1)
: {ثَانِيَ عِطْفِهِ
(2)
} [الحج: 9]: مُسْتَكْبِرًا فِي نَفْسِهِ، {عِطْفِهِ}: رَقَبَتِهِ.
6071 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؛ كُلُّ ضَعِيفٍ
(4)
مُتَضَعَّفٍ
(5)
، لَوْ يُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، ألَا أُخْبِرُكُئم بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ". [راجع: 4918].
"أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ" في ف: "قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ". "مُتَضَعِّفٍ" كذا في سـ، حـ، ذ، ولغيرهم:"مُتَضَاعَفٍ". "لَوْ يُقْسِمُ" كذا في ذ، وفي نـ:"لَوْ أَقْسَمَ".
===
(1)
قوله: (قال مجاهد) أي: قال مجاهد في قوله تعالى: " {ثَانِيَ عِطْفِهِ} "[وفسر عطفه] بقوله: "رقبته"، وهذا التعليق وصله الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال في قوله تعالى:{ثَانِيَ عِطْفِهِ} قال: رقبته، "عيني"(15/ 223).
(2)
بالكسر، "ك"(21/ 205).
(3)
أي: الثوري، "ع"(15/ 223).
(4)
المراد بالضعيف ضعيف الحال لا ضعيف البدن، "ع"(15/ 223).
(5)
قوله: (متضعف) بفتح العين وكسرها، ومعناه يستضعفه الناس ويحتقرونه لضعف حاله في الدنيا، أو متواضع متذلل خامل الذكر، ولو أقسم يمينًا طمعًا في كرم اللّه بإبراره لأبرّه، وقيل: لو دعاه لأجابه. والعُتُلّ: الغليظ الشديد العنيف. والجوّاظ - بفتح الجيم وتشديد الواو وبالمعجمة -: الجموع المنوع، أو المختال في مشيه، والمراد: أن أغلب
6072 -
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى
(1)
: حَدَّثَنَا هُشَيمٌ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ
(3)
بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ. [تحفة: 785].
"كَانَتِ الأَمَةُ" في هـ، ذ:"أَنْ كَانَتِ الأَمَةُ".
===
أهل الجنة وأهل النار هؤلاء، وليس المراد الاستيعاب في الطرفين، "ك"(21/ 205)، "ع"(15/ 223)، ومرَّ الحديث (برقم: 4918)، ويأتي (برقم: 6657).
(1)
قوله: (محمد بن عيسى) الطباع بالمهملة المفتوحة والموحدة المشددة، وبالعين المهملة، أبو جعفر البغدادي، نزيل "أذنة" بفتح الهمزة والذال المعجمة والنون، وهي بلدة بقرب طرسوس. قال صاحب "التوضيح" (28/ 421): هذا الحديث يشبه أن يكون البخاري أخذه عن شيخه محمد بن عيسى مذاكرة، "ع"(15/ 223).
(2)
ابن بشير الواسطي، "ع"(15/ 224).
(3)
قوله: (لتأخذ) المقصود من الأخذ بيده لازمه، وهو الرفق والانقياد، يعني: كان خلق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بهذه المرتبة، وهو أنه لو كان لأمة حاجة إلى بعض مواضع المدينة، وتلتمس منه مساعدتها في تلك الحاجة، واحتاج بأن يمشي معها لقضائها لما تخلف عن ذلك حتى يقضي حاجتها. وفيه أنواع من المبالغة من جهة أنه ذكر المرأة لا الرجل، والأمة لا الحرة، وعمّم بلفظ الإماء أي: أيّ أمة كانت، وبقوله:"حيث شاءت" من المكانات، وعبّر عنه بلفظ الأخذ باليد الذي هو غاية التصرف، "ك"(21/ 206).
62 - بَابُ الْهِجْرَةِ
(1)
6073 و 6074 و 6075 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(3)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الطُّفَيلِ
(5)
(6)
"بَابُ الهِجْرَةِ" زاد بعده في نـ: "وَقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - في نـ: "النَّبِيّ" - صلى الله عليه وسلم: لَا يَحِلُّ
(7)
لِرَجُلٍ - في نـ: "للرجل" - أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ" وفي ذ: "ثلاث ليال". "عَوْفُ بْنُ الطُّفَيْلِ" كذا في سفـ، ذ، وفي نـ: "عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الطُّفَيْلِ هُوَ ابْنُ الحارِثِ".
===
(1)
لا يريد بها مفارقة الوطن إلى غيره، بل مفارقة كلام أخيه المؤمن مع تلاقيهما وإعراض كل واحد منهما عن صاحبه عند الاجتماع، "ك"(21/ 206).
(2)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 225).
(3)
ابن أبي حمزة، "ع"(15/ 225).
(4)
محمد بن مسلم، "ع"(15/ 225).
(5)
سقط لأبي ذر لفظُ "ابن مالك" ولفظُ "هو ابن الحارث" كما في الفرع، وزاد في "الفتح": وللنسفي أيضًا، "قس"(13/ 107).
(6)
قوله: (عوف بن الطفيل) قالَ الواقدي: كانت أم رومان تحت عبد اللّه بن الحارث بن سخبرة، وكان قدم بها مكة، فحالف أبا بكر قبل الإسلام، وتوفي عن أم رومان وقد ولدت له الطفيل، ثم صارت تحت أبي بكر رضي الله عنه، فولدت عبد الرحمن وعائشة، وهما أخوا الطفيل لأمه هذه. وقال في "جامع الأصول": عوف بن مالك بن الطفيل. وقال الكلاباذي: عوف بن الحارث بن الطفيل. وقال علي بن المديني: هكذا اختلفوا فيه، والصواب عندي - وهو المعروف - عوف بن الحارث بن الطفيل، "ع"(15/ 225 - 226).
(7)
قال النووي ["المنهاج" (16/ 116)]: قال العلماء: تحرم الهجرة بين المسلمين أكثر من ثلاثة أيام بالنص، وتباح في الثلاث بالمفهوم، وإنما
- وَهُوَ ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأُمِّهَا
(1)
-: أَنَّ عَائِشَةَ حُدِّثَتْ
(2)
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيرِ
(3)
قَالَ فِي بَيعِ أَوْ عَطَاءٍ
(4)
أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ
(5)
عَائِشَةُ
(6)
، أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ: أَهُوَ قَالَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَتْ: هُوَ
(7)
لِلَّهِ، عَلَيَّ نَذْرٌ
(8)
أَنْ لَا أُكَلِّمَ
(9)
ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا.
"حُدِّثَتْ" في صـ: "حَدَّثَتْهُ". "لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ" في نـ: "لَتَنْتَهِينَ يا عائشة".
===
عفي عنه في ذلك لأن الآدمي مجبول على الغضب، فسومح بذلك القدر ليرجع ويزول ذلك العارض، "عيني"(15/ 225)، والغالب أنه يزول عن المؤمن، أو يقلّ بعد الثلاث، "كرماني"(21/ 259).
(1)
أم رومان، "قس"(13/ 157).
(2)
بضم الحاء، مبنيًّا للمفعول. وللأصيلي كما في "الفتح":"حدثته"، "قس"(13/ 157).
(3)
كان عبد اللّه بن الزُّبَير أحب البشر إلى عائشة بعد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وكان أبرَّ الناس بها، وكانت لا تمسك شيئًا [مما جاءها من رزق اللّه إلَّا تصدقت به]، "ع"(15/ 226).
(4)
كلمة "أو" للشك، "خ".
(5)
بصيغة الغائبة، "ك"(21/ 206).
(6)
عما هي فيه من الإسراف، "ع"(15/ 226).
(7)
أي: الشأن، "ك"(21/ 206).
(8)
قال ابن التين: تقديره: عليَّ نذر إن كلّمْتُه، "ف"(10/ 494)، "ع"(15/ 226).
(9)
قوله: (إن أكلم) بصيغة الشرط وهو الموافق لما تقدم في "كتاب الأنبياء" في باب مناقب قريش حيث قال: "للّه علي نذر إن كلمته"،
فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيرِ إِلَيهَا حِينَ طَالَتِ الْهِجْرَةُ فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَا أُشَفِّعُ فِيهِ أَبَدًا، وَلَا أَتَحَنَّثُ
(1)
إِلَى نَذْرِي. فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ
(2)
عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَهُمَا
(3)
مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، وَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا
(4)
بِاللَّهِ لَمَّا أَدْخَلْتُمَانِي
"حِينَ طَالَتِ" في سـ، حـ، ذ:"حَتَّى طَالَتِ". "أَبَدًا" في سـ، حـ، ذ:"أَحَدًا". "لَمَّا أَدْخَلْتُمَانِي" في هـ، ذ:"إلَّا أَدْخَلْتُمَانِي".
===
وفي بعضها: "أن لا أكلم"، بفتح الهمزة وكسرها بزيادة لا، والمقصود حلفها على عدم التكلم، و"لا أشفع" بكسر الفاء الشديدة أي: لا أقبل الشفاعة. "ولا أتحنث إلى نذري" أي: يميني منتهيًا إليه، "ك"(21/ 207).
(1)
بالمثلثة.
(2)
أي: هجر عائشة، "ع"(15/ 226).
(3)
كانا من أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ك "(21/ 207).
(4)
قوله: (أنشدكما) بضم الشين، من نشدت فلانًا إذا قلت له: نشدتك اللّه أي: سألتك باللّه، و"لما" بتخفيف اللام وما زائدة، وبتشديدها، وهو بمعنى "إِلَّا"، كقوله تعالى:{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] ومعناه: ما أطلب منكما إِلَّا الإدخال، قال في "المفصل" (ص: 101): نشدتك باللّه إِلَّا فعلت، معناه ما أطلب منك إِلَّا فعلك. و"قطيعتي" أي: قطع صلة الرحم لأن عائشة كانت خالته، و"يناشدانها إِلَّا ما كلمت" أي: ما يطلبان منها إِلَّا التكلم معه وقبول العذر منه. و"من الهجرة" بيان "ما قد علمت"، و"التذكرة" أي: التذكير بالصلة وبالعفو وبكظم الغيظ ونحوه، و"التحريج" أي: التضييق والنسبة إلى الحرج وأنه لا يحل الهجرة. وكلمة "وأعتقت" كفارة ليمينها، وعلم منها أن المراد بالنذر اليمين. والخمار: المقنعة، "ك"(21/ 207 - 208)، "ع"(15/ 226).
عَلَى عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا لَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذُرَ قَطِيعَتِي. فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِتتِهِمَا حَتَّى اسْتَأذَنَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَا: السَّلَامُ عَلَيكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَنَدْخُلُ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا. قَالُوا: كُلُّنَا؟ قَالَتْ: نَعَمِ ادْخُلُوا كُلُّكُمْ - وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيرِ -، فَلَمَّا دَخَلُوا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيرِ الْحِجَابَ، فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ فَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِشوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا إِلَّا مَا كَلَّمَتْ وَقَبِلَتْ مِنْهُ،
"فَإِنَّهَا لَا يَحِلُّ" في هـ، ذ:"فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ". "عَلَى عَائِشَةَ" زاد بعده في ز: "رضي الله عنها". "فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ" زاد بعده في نـ: "رضي الله عنها". "فَطَفِقَ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَطَفِقَ". "كَلَّمَتْ" في نـ: "كَلَّمَتْهُ".
===
وفي "التوضيح"(28/ 430): قول عائشة: "على نذر أن لا أكلم"، نذر في غير طاعة فلا يجب عليها شيء عند مالك وغيره، ولعلها لما اطلعت على أن هجرانها إياه كان معصية أعتقت رقابًا جبرًا للإساءة بالإحسان، أو أدَّتْ كفارات خوفًا وخشية من الله تعالى، كذا في "خ".
فإن قلت: لم هجرت عائشة ابن الزُّبَير أكثر من ثلاثة أيام؟ قلت: معنى الهجرة ترك الكلام عند التلاقي، وعائشة لم تكن تلقاه فتعرض عن السلام عليه، وإنما كانت من وراء حجاب، ولم - أي: في الحديث الثالث - يكن أحد يدخل عليها إِلَّا بإذن، فلم يكن ذلك من الهجرة المذمومة، ويدل عليه - أي: في الحديث الثالث - لفظ "يلتقيان فيعرض" إذ لم يكن بينهما التقاء وإعراض. ووجه آخر وهو أنه إنما ساغ لعائشة رضي الله عنها ذلك لأنها أم المؤمنين لا سيما بالنسبة إلى ابن الزُّبَير لأنها خالته، وذلك الكلام الذي قال في حقها كان كالعقوق لها، فهجرتها منه كانت تأديبًا له، وهذا من باب إباحة الهجران لمن عصى، "ك"، "ع"، ومرَّ (برقم: 3503).
وَيَقُولَانِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ. فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا وَتَبْكِي وَتَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ، وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ. فَلَمْ يَزَالَا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً. وَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَتَبْكِي، حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا. [راجع: 3503، تحفة: 17426، 11279].
6076 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَال: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا
(1)
، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَالًا
(2)
، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ"
(3)
. [راجع: 6065، أخرجه: م 2559، د 4910، تحفة: 1530].
"نَهَى" في نـ: "قَدْ نَهَى". "عَلِمْتِ" في نـ: "عَمِلْتِ" - كذا في بعض النسخ بتقديم الميم -. "وَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ" في نـ: "فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ". "تُذَكِّرُهُمَا" في نـ: "تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا". "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسٍ". "عِبَادَ اللَّهِ" في نـ: "عِبَادًا للَّهِ".
===
(1)
أي: لا تهاجروا؛ لأن كل واحد من المتهاجرين يولي صاحبه دبره، "ك"(21/ 208).
(2)
أي: تعاملوا معاملة الإخوان ومعاشرتهم في الرفق والشفقة والملاطفة مع صفاء القلوب، "ك"(21/ 208).
(3)
أي: بأيامها، "قس"(13/ 109).
6077 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ
(1)
الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ
(2)
فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَيَلْتَقِيَانِ
(3)
فَيُعْرضُ
(4)
هَذَا ويُعْرِضُ
(5)
هَذَا، وَخَيْرُهُمَا
(6)
(7)
الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ"
(8)
(9)
. [طرفه: 6237، أخرجه: م 2560، د 4911، ت 1932، تحفة: 3479].
"لَيَالٍ" في نـ: "أَيَّام". "فَيَلْتَقِيَانِ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"يَلْتَقِيَانِ".
===
(1)
اسمه خالد بن زيد، "ع"(15/ 227)، "قس"(13/ 110).
(2)
استدل الجمهور بقوله: "أخاه" على أن الحكم يختص بالمؤمنين، "ف"(10/ 496).
(3)
فيه أن شرط الهجرة الالتقاء، "ك"(21/ 209).
(4)
من إعراض الوجه، "ك"(21/ 209).
(5)
قوله: (ويعرض) بضم التحتية فيهما، والجملة استئنافية بيان لكيفية الهجران، ويجوز أن يكون حالًا من فاعل "يهجر" ومفعوله معًا، "قسطلاني"(13/ 110).
(6)
أي: أفضلهما، "ك"(21/ 209).
(7)
قوله: (وخيرهما) عطف على الجملة السابقة من حيث المعنى، لما يفهم منها أن ذلك الفعل ليس بخير وعلى القول بأن الأولى حال، فهذه الثانية عطف على قوله:"لا يحل"، "قس"(13/ 110).
(8)
فيه أن الهجرة تنتهي بالسلام، "ك"(21/ 209).
(9)
قوله: (بالسلام) قال الأكثرون: تزول الهجرة بمجرد السلام ورَدِّه، وقال الإمام أحمد: لا يبرأ من الهجرة إِلَّا بعوده إلى الحال التي كان أوّلًا، "قس"(13/ 110)، استدل بهذه الأحاديث على أن من أعرض عن أخيه
63 - بَابُ مَا يَجُوزُ
(1)
مِنَ الْهِجْرَانِ لِمَنْ عَصَى
وَقَالَ كَعْبُ بن مالكٍ
(2)
حِينَ تَخَلَّفَ
(3)
عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: وَنَهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا. وَذَكَرَ خَمْسِينَ لَيْلَةً.
6078 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّد
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدَةُ
(5)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لأَعْرِفُ
"حِينَ تَخَلَّفَ" في نـ: "حَتَّى تَخَلَّفَ". "أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبدَةُ"، وفي نـ:"أَنْبَأَنَا عَبْدَةُ".
===
المسلم، وامتنع من مكالمته والسلام عليه أثم بذلك؛ لأن نفي الحل يثبت به التحريم، ومرتكب التحريم آثم، "ف"(10/ 496).
(1)
قوله: (ما يجوز
…
) إلخ، أراد بهذه الترجمة بيان الهجران الجائز؛ لأن عموم النهي مخصوص بمن لم يكن لهجره سبب مشروع، فبيّن هاهنا السبب المشروع للهجر، وهو لمن صدرت منه معصية فيشرع لمن يطلع عليها ليكفّ عنها، "ف" (10/ 497). [قال السندي: قوله: "لمن عصى" أي: ونحوه، كهجران الاسم لشدة الغيرة؛ فلذلك ذكر في الباب حديث عائشة، واللّه أعلم، وانظر:"الأبواب والتراجم"(6/ 118)]
(2)
قوله: (كعب بن مالك) الأنصاري، "حين تخلف" أي: في غزوة تبوك، وهو ليس ظرفًا لقال، بل لمحذوف أي: حين تخلف كان كذا وكذا، ونهى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المسلمين عن الكلام معه، والكلام مع صاحبيه: مرارة بن الربيع وهلال بن أمية الثلاثة الذين خُلِّفوا، أو ذكر أن زمان هجرة المسلمين عنهم كانت خمسين ليلة، "ك"(21/ 209).
(3)
أي: في غزوة تبوك، "ك"(21/ 209).
(4)
ابن سلام، "ع"(15/ 228).
(5)
ابن سليمان، "ع"(15/ 228).
غَضَبَكِ وَرِضَاكِ". قَالَتْ: قُلْتُ: وَكَيفَ تَعْرِفُ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِنَّكِ إِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً قُلْتِ: بَلَى وَرَبِّ مُحَمَّدٍ. وَإِنْ كُنْتِ سَاخِطَةً قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ". قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ، لَسْتُ أُهَاجِرُ إِلَّا اسْمَكَ
(1)
. [راجع: 5228، أخرجه: م 2439، تحفة: 17056].
64 - بَابٌ هَلْ يَزُورُ صَاحِبَهُ كُلَّ يَوْمٍ أَوْ بُكْرَةً وَعَشِيًّا
(2)
؟
6079 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى
(3)
قَالَ:
"قُلْتُ: وَكَيْفَ" في سـ، هـ، ذ:"وَقُلْتُ: وَكَيْفَ". "قُلْتِ: بَلَى" في نـ: "قُلْتِ: لا". "وَإِنْ كُنْتِ" في نـ: "وَإِذَا كُنْتِ" مصحح عليه. "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم".
===
(1)
قوله: (لست أهاجر إِلَّا اسمك) فيه المطابقة للترجمة؛ لأن هذا من الهجران الجائز، كذا ذكره العيني (15/ 228)، قال الكرماني (21/ 210): قال القاضي: مغاضبة عائشة رضي الله عنها هي من الغيرة التي عفي عنها للنساء، ولولا ذلك لكان عليها في ذلك من الحرج ما فيه؛ لأن الغضب على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كبيرة عظيمة، وفي قولها:"إِلَّا اسمك" دلالة على أن قلبها مملوء من المحبة، وإنما الغيرة في النساء لفرط المحبة.
(2)
قوله: (أو بكرة وعشيًّا) سقطت الهمزة من قوله: "أو" لأبي ذر، فالواو مفتوحة، وهذا لا يعارض حديث "زُرْ غبًّا تزدَد حبًّا" المروي عند الحاكم في "تاريخ نيسابور"، والخطيب في "تاريخ بغداد" وغيرهما من طرق، لأن عمومه يقبل التخصيص فيحمل على من ليست له خصوصية ومودّة ثابتة، فلا ينقص كثرة زيارته من منزلته للصديق الملاطف، كما قال ابن بطال: لا تزيده كثرة الزيارة إِلَّا محبة بخلاف غيره، "قس"(13/ 112).
(3)
هو أبو إسحاق الفراء الرازي، يلقب بالصغير، "ع"(15/ 229).
أَخْبَرَنَا هِشَامٌ
(1)
، عَنْ مَعْمَرٍ
(2)
عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح
(3)
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ
(4)
، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ
(5)
: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ
(6)
، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَينَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَبَينَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ قَالَ قَائِلٌ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ. قَالَ: "إِنِّي أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ". [راجع: 476، تحفة: 16653].
"أَخْبَرَنَا هِشَامٌ" في نـ: "أَنْبَأَنَا هِشَامٌ". "أَنَّ عَائِشَةَ" زاد بعده في نـ: "زوجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم". "وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا" في نـ: "وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْهما". "وَعَشِيَّةً" في هـ، ذ:"وَعَشِيًّا". "فَبَيْنَا" كذا في ذ، وفي نـ:"فَبَيْنَمَا". "أُذِنَ" في نـ: "قَدْ أُذِنَ". "فِي الْخُرُوجِ" في نـ: "بِالْخُرُوجِ".
===
(1)
هو ابن يوسف، "ع"(15/ 229).
(2)
هو ابن راشد، "ع"(15/ 229).
(3)
هو تحويل إلى إسناد آخر، "ك"(21/ 210).
(4)
هو ابن خالد.
(5)
الزهري.
(6)
قوله: (يدينان الدين) أي: كانا مؤمنين متدينين بدين الإسلام، قوله:"نحر الظهيرة" بفتح المعجمة: أول الظهر، يريد به شدة الحر، قوله:"أذن لي في الخروج" أي: من مكة إلى المدينة، "ك (21/ 210)، والحديث مضى مطوّلًا (برقم: 3905) في "الهجرة".
65 - بَابُ الزِّيَارَةِ
(1)
، وَمَنْ زَارَ قَوْمًا فَطَعِمَ
(2)
عِنْدَهُمْ
وَزَارَ سَلْمَانُ
(3)
أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأَكَلَ عِنْدَهُ.
6080 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ الْوَهَّاب
(4)
، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرينَ
(5)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَارَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَطَعِمَ عِنْدَهُمْ طَعَامًا، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَمَرَ بِمَكَانٍ مِنَ الْبَيتِ، فَنُضِحَ لَهُ
(6)
عَلَى
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّاب" في نـ: "أَنْبَأَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ". "مِنَ الأَنْصَارِ" كذا في ذ، وفي نـ:"فِي الأَنصَارِ". "أَنْ يَخْرُجَ" في هـ، ذ:"الخروجَ".
===
(1)
قوله: (باب الزيارة) قال ابن بطال: من إتمام الزيارة إطعام الزائر ما حضر، وذلك مما يثبت المودّة، وفيه أن الزائر يدعو للمزور ولأهل بيته، كذا في "الكرماني"(21/ 211).
(2)
بكسر العين، "قس"(13/ 113).
(3)
الفارسي، هذا طرف من حديث أبي جحيفة السابق موصولًا في "الصيام" (ح: 1968)، "قس"(13/ 113).
(4)
هو ابن عبد المجيد الثقفي، "ع"(15/ 235).
(5)
أخو محمد بن سيرين، "ع"(15/ 235).
(6)
قوله: (فنضح له) بضم النون وكسر الضاد المعجمة بعدها حاء، أي: رُشّ. قوله: "بساط" حصير، "قس"(13/ 114)، ومرَّ الحديث (برقم: 1179) في "صلاة الضحى".
بِسَاطٍ
(1)
، فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَدَعَا لَهُمْ. [راجع: 670].
66 - بَابُ مَنْ تَجَمَّلَ لِلْوُفُودِ
(2)
6081 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي
(4)
قَالَ. حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ
(5)
، قَالَ لِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَا الإِسْتَبْرَقُ؟ قُلْتُ: مَا غَلُظَ مِنَ الدِّيبَاجِ وَحَسُنَ مِنْهُ. قَالَ: سَمِعْتُ عَبدَ اللَّهِ
(6)
يَقُولُ: رَأَى عُمَرُ عَلَى رَجُلٍ
(7)
حُلَّةً
(8)
مِنْ إِسْتَبرَقٍ، فَأَتَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اشْتَرِ هَذِهِ فَالْبَسْهَا لِوَفْدِ النَّاسِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيكَ. فَقَالَ: "إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ". "قَالَ لِي سَالِمُ" في نـ: "قَالَ: قَالَ لِي سَالِمُ". "وَحَسُنَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"وَخَشُنَ" - بالخاء المفتوحة والشين المضمومة المعجمتين، ولأبي ذر عن الكشميهني بالمهملتين، "قس"(13/ 114) -.
===
(1)
أي: حصير، "قس" (13/ 114). [وفي الحديث: استحباب الزيارة، ودعاء الزائر لمن زاره وطعم عنده، "ف"(10/ 50)].
(2)
جمع وافد.
(3)
هو الجعفي المسندي.
(4)
عبد الوارث، "ع"(15/ 231).
(5)
الحضرمي، "ع"(15/ 231).
(6)
هو ابن عمر.
(7)
هو عطارد بن حاجب، "من" (ص: 332)، كان يبيعها.
(8)
هو إزار ورداء.
مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ"
(1)
. فَمَضَى فِي ذَلِكَ مَا مَضَى، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَيهِ بِحُلَّةٍ، فَأَتَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ وَقَدْ قُلْتَ فِي مِثْلِهَا مَا قُلْتَ؟ قَالَ: "إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِتُصِيبَ بِهَا مَالًا".
فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ
(2)
لِهَذَا الْحَدِيثِ. [راجع: 886، أخرجه: م 2068، س 5300، تحفة: 7033].
"فِي ذَلِكَ" في ذ: "مِنْ ذَلِكَ". "بَعَثْتَ إِلَيْكَ" في نـ: "بَعَثْتَ بِهَا إليك". "لِتُصِيبَ بِهَا" لفظ "بها" ثبت في سـ، حـ.
===
(1)
قوله: (من لا خلاق له) الخلاق: النصيب، أي: لا خلاق لهم في الآضرة، أي: إذا كان مستحلًّا. قوله: "لتصيب بها مالًا" بان يبيعه مثلًا. ولفظ الحديث عام للرجال والنساء، لكنه مخصَّص بالحديث الآخر، هو: أنه حرام على ذكور أمتي، وفيه: عرض المفضول على الفاضل فيما يرى المصلحة، ولبإس أنفس الثياب عند لقاء الوفود، كذا في "الكرماني"(21/ 212).
قال العيني (15/ 231): والمطابقة تفهم من كلام عمر رضي الله عنه؛ لأن عادة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كانت جارية بالتجمل للوفد؛ لأن فيه تفخيم الإسلام ومباهاة للعدو وغيظًا لهم، غير أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أبى على عمر لبس الحرير بقوله:"إنما يلبس الحرير من لا خلاق له" ولم ينكر عليه مطلق التجمل للوفد، حتى قالوا: وفي الحديث: لبس أنفس الثياب عند لقاء الوفود، والحديث مضى (برقم: 5841) في "كتاب اللباس"(وبرقم: 948) وغير ذلك.
(2)
قوله: (فكان ابن عمر يكره العلم في الثوب) قال الخطابي: فذهب ابن عمر في هذا مذهب الورع، وكان ابن عباس يقول في روايته:"إِلَّا علمًا في ثوب"، وذلك لأن مقدار العلم لا يقع عليه اسم اللبس، "عيني"(15/ 232)، ومرَّ بيانه (برقم: 5828) في "كتاب اللباس".
67 - بَابُ الإِخَاءِ
(1)
وَالْحِلْفِ
وَقَالَ أَبُو جُحَيْفَةَ
(2)
: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلْمَانَ
(3)
وَأَبِي الدَّرْدَاءِ. وَقَالَ عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ
(4)
.
6082 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَال: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(5)
، عَنْ حُمَيدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَال: قَدِمَ عَلَينَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوفٍ، فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَينَهُ وَبَينَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوْلِمْ
(6)
وَلَوْ بِشَاةٍ"
(7)
. [راجع: 2049، تحفة: 802].
6083 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا
"قَدِمَ عَلَيْنَا" في نـ: "لَمَّا قَدِمَ عَلَينَا".
===
(1)
قوله: (باب الإخاء) أي: مشروعية الإخاء، أي: المؤاخاة. قوله: "والحلف" بكسر الحاء المهملة وسكون اللام وبالفاء، وهو: العهد يكون بين القوم، وقد حالفه أي: عاهده، "ك"(21/ 212)، "عيني"(15/ 232).
(2)
بضم الجيم وفتح المهملة، اسمه وهب بن عبد الله السوائي، "ع"(15/ 232).
(3)
الفارسي.
(4)
الأنصاري.
(5)
هو القطان، "ع"(15/ 232).
(6)
قال له حين تزوج.
(7)
ومرَّ مرارًا.
قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ
(1)
: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَبَلَغَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا حِلْفَ
(2)
فِي الإِسْلَامِ"؟ فَقَالَ: قَدْ حَالَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ فِي دَارِي. [راجع: 2294].
68 - بَابُ التَّبَسُّمِ وَالضَّحِكِ
(3)
"قُلْتُ" في نـ: "قَالَ: قُلْتُ".
===
(1)
الأحول، "ع"(15/ 233).
(2)
قوله: (لا حلف في الإسلام) لأن الحلف للاتفاق، والإسلام قد جمهم وألَّف بين قلوبهم فلا حاجة إليه، وكانوا في الجاهلية يتحلفون على نصر الحليف، ولو كان ظالمًا، وعلى أخذ الثأر من القبيلة بسبب قتل واحد منهم ونحو ذلك، "قس" (13/ 116). قال الكرماني (21/ 213): فإن قلت: ما التلفيق بينه وبين "قد حالف"؟ قلت: المنفي هو المعاهدة الجاهلية، والمثبت هو المؤاخاة. قال النووي:(8/ 322): "لا حلف في الإسلام" معناه حلف التوارث، وما يمنع الشرع منه، وأما المؤاخاة والمحالفة على طاعة اللّه، والمعاونة على البر، فلم ينسخ، إنما المنسوخ ما يتعلق بالإرث، انتهى، ومرَّ (برقم: 2294) في "الكفالة" بعين هذا الإسناد والمتن.
(3)
قوله: (باب التبسم والضحك) أي: في بيان إباحة التبسم والضحك، "ع" (15/ 233). قال الكرماني (21/ 213): هو ظهور الأسنان عند التعجب بلا صوت، وإن كان مع الصوت فهو إما بحيث يسمع جيرانه، فهو القهقهة وإلا فهو الضحك، انتهى. قال العيني: قال أصحابنا: الضحك أن يسمع هو نفسه فقط، والقهقهة أن يُسْمع غيره، والتبسم لا يسمع هو ولا غيره، والضحك يفسد الصلاة لا الوضوء، والقهقهة يفسدهما جميعًا، والتبسم لا يفسدهما، ويقال: التبسم في اللغة مبادئ الضحك، والضحك انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور، فإن كان بصوت بحيث يسمع
وَقَالَتْ فَاطِمَةُ
(1)
: أَسَرَّ إِلَيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكْتُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى
(2)
.
6584 -
حَدَّثَنَا حِبَّانُ
(3)
بْنُ مُوسَى
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(6)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيَّ
(7)
طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَبَتَّ
(8)
طَلَاقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ
"حَدَّثَنَا حِبَّانُ" في نـ: "حَدَّثَنِي حِبَّانُ". "أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ".
===
من بعد فهو القهقهة، وإلا فالضحك، وإن كان بلا صوت فهو التبسم، وتسمى الأسنان في مقدم الفم الضواحك، انتهى.
(1)
قوله: (قالت فاطمة
…
) إلخ، هذا التعليق طرف من حديث عائشة قد مضى في وفاة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (برقم: 4333)، وكان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لها حين أشرف على الموت:"إنَّكِ أول من يتبعني من أهلي"، "ع"(15/ 233).
(2)
قوله: (إن الله هو أضحك وأبكى) لأنه لا يؤثر في الوجود إِلَّا اللّه كما هو مذهب الأشاعرة، وهذا التعليق قد مضى في "الجنائز" (برقم: 1288)، "ع"(15/ 233).
(3)
بكسر المهملة وشدة الموحدة.
(4)
المروزي، "ع"(15/ 234).
(5)
هو ابن المبارك، "ع"(15/ 234).
(6)
هو ابن راشد، "ع"(15/ 234).
(7)
نسبة إلى قريظة بن الخزرج، "ع"(15/ 234).
(8)
قوله: (فَبَتَّ طلاقها) أي: قطع بتطليق الثلاث، و"عبد الرحمن بن الزُّبَير" بفتح الزاي وكسر الموحدة. قوله:"الهدبة" هي ما على طرف الثوب من الخمل. قوله: "وابن سعيد" هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن
عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ، فَجَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رِفَاعَةَ فَطَلَّقَهَا آخِرَ ثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ
(1)
، فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مَعَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ هَذِهِ الْهُدْبَةِ - لِهُدْبَةٍ أَخَذَتْهَا مِنْ جِلْبَابِهَا -، قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَابْنُ سَعِيدِ
(2)
بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ بِبَابِ الْحُجْرَةِ لِيُؤْذَنَ
(3)
لَهُ، فَطَفِقَ خَالِدٌ يُنَادِي أَبَا بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ! أَلَا تَزْجُرُ هَذِهِ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى التَّبَسُّمِ
(4)
، ثُمَّ قَالَ: "لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لَا،
===
عبد شمس بن قصي القرشي الأموي. قوله: "لا، حتى تذوقي" أي: لا رجوع لك إلى رفاعة حتى تذوقي "عسيلته" أي: عسيلة عبد الرحمن بن الزُّبَير. والعسيلة: تصغير العسل، والعسل يذكّر ويؤنّث، وكنى بها عن لذة الجماع، فإن قلت: كيف يذوق والآلة كالهدبة؟ وأجيب: بأنها كالهدبة في الرقة والدقة لا في الرخاوة وعدم الحركة. قلت: هذا ما قاله الكرماني (21/ 214)، ولكنه ما هو بظاهر، والظاهر: أنه لا يقدر على الجماع أصلًا، فإذا كان كذلك فالمراد من قوله عليه الصلاة والسلام:"لا حتى تذوقي عسيلته" يعني: إذا قدر على الجماع، فلا بد من صبرها على ذلك أي: الإقامة في عصمة عبد الرحمن بن الزُّبَير، وإلا فلا بد من زوج آخر وجماعها معه، "ع"(15/ 234)، ومرَّ الحديث (برقم: 5265).
(1)
أي: طلَّق التطليقة الثلاثة، "خ".
(2)
هو خالد، "ع"(15/ 234).
(3)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(13/ 118).
(4)
هذا موضع الترجمة، "قس"(118/ 13).
حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ، وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ". [راجع: 2639، أخرجه: م 1433، س 3408، تحفة: 16631].
6085 -
حَدَّثَنَا إِسمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
(2)
، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(3)
، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن سعْدٍ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعِنْدَهُ نِشوَةٌ
(5)
مِنْ قُرَيْشٍ يَسْأَلْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ
(6)
، عَالِيَةٌ
(7)
"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ".
===
(1)
هو ابن أبي أويس، نصّ عليه الحافظ المزي، "ع"(15/ 234).
(2)
ابن سعد، "ع"(15/ 234).
(3)
الزُّهري، "ع"(15/ 235).
(4)
ابن أبي وقاص، "ع"(15/ 235).
(5)
من أزواجه، "قس"(13/ 118).
(6)
أي: يطلبن منه النفقات الكثيرة، "مجمع"(4/ 382).
(7)
قوله: (عالية) نصب على الحال، ويجوز الرفع على أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره: هن عالية، و"أصواتهن" مرفوع به. قوله:"بأبي أنت وأمي" أي: مفدى بهما. قوله: "إيه" بكسر الهمزة وسكون الياء وكسر الهاء اسم الفعل، تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل: إيه، وإن وصلت نوّنت. قوله:"فجًّا" بفتح الفاء وتشديد الجيم: الطريق الواسع بين الجبلين، وقال ابن فارس: الفجُّ: الطريق الواسع. ولم يقيده بقوله: بين الجبلين، "ع"(15/ 235).
أَصْوَاتُهُنَّ
(1)
(2)
عَلَى صَوْتِهِ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ تَبَادَرْنَ
(3)
الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ فَقَالَ: أَضْحَكَ
(4)
اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأمِّي. فَقَالَ:"عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِى كُنَّ عِنْدِي، لَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ تَبَادَرْنَ الْحِجَابَ". فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيهِنَّ فَقَالَ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَقُلْنَ: أَنْتَ أَفَظُّ
(5)
وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
"تَبَادَرْنَ" في نـ: "تتَبَادَرْنَ". "أَنْتَ أَفَظُّ"، في ذ:"إنَّكَ أَفَظُّ"، وفي نـ:"إِنَّكَ أَنْتَ أَفَظُّ".
===
(1)
قال صاحب "الخير الجاري": ولعل هذا الكلام على سبيل العكسى، يعني إن زدتَ يزدن، فلا تَزِدْ، أو طَلَبَ زيادة كلام في مقصود آخر. وفي الحديث دليل على فضل عمر رضي الله عنه، وأنه كان بعيدًا من تصرف الشيطان
(1)
، انتهى.
(2)
يحتمل أن يكون ذلك قبل النهي عن رفع الصوت على صوته، أو كان ذلك من طبعهن، "قس"(13/ 119).
(3)
أي: مَشَين إليه بسرعة.
(4)
هو دعاء بالسرور الذي هو لازم السرور لا دعاء بالضحك، "قس"(13/ 119).
(5)
قوله: (أفظ وأغلظ) بالظاء المعجمة فيهما، وصيغة أفعل ليست على بابها لحديث:"ليس بفظٍّ ولا غليظ"، وحينئذ فلا تعارض بين الحديث وقوله تعالى:{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ} [آل عمران: 159]، ولا يشكل بقوله:
(1)
أما قول صاحب "الخير الجاري": "ولعل هذا الكلام
…
إلخ" فينبغي أن يكون قبل هذا الهامش [في الهامش السابق] بعد قوله: "وإن وصلت نوّنت"، أما في هذا الهامش فاختلط الكلام بعضه من بعض، فليتنبَّه.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِيهٍ
(1)
يَا ابْنَ الْخَطَّاب، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيطَانُ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ غَيْرَ فَجِّكَ
(2)
" [راجع: 3294].
6086 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنْ عَمْرٍو
(4)
، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ
(5)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(6)
قَالَ: لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالطَّائِفِ قَالَ: "إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ".
"سَلَكَ غَيْرَ فَجِّكَ" في ذ: "سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ". "عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ" في حـ: "عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو"، وفي قت، سـ، هـ، عسـ، هـ، ذ:"عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب". "إِنْ شَاءَ اللَّهُ" في هـ، ذ:"إِنْ شَاءَ اللَّهُ معًا".
===
{وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 73]، فالنفي بالنسبة لما جبل عليه، والأمر محمول على المعالجة، أو النفي رضي الله عنه بالنسبة إلى المؤمنين، والأمر بالنسبة إلى الكفار والمنافقين، "قس"(13/ 119).
(1)
أي: هاتِ، استزاد منه الحديثَ [توفرًا لجانبه] ولذا عقبه بالمدح، "مجمع"(1/ 138).
(2)
قوله: (غير فجك) هو على ظاهره، وأن الشيطان يهرب منه خوفًا أن يفعل فيه شيئًا، ويحتمل كونه مثلًا لبُعده وبعد أعوانه منه، وأن عمر سلك طريق السداد في جميع أموره. فإن قيل: إذا يفرّ من فجّ عمر فكيف شدّ على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؟ قلت: هو مثل أنه يفر من الأذان ولا يفرّ من الصلاة، وأن النساء يكلمنه عالية أصواتهن وابتدرن الحجاب من رؤية عمر، أو ليس المراد حقيقة الفرار بل بيان قوة عمر على قهره، وقد قهره صلى الله عليه وسلم وطرده، "مجمع "(4/ 105)، ومرَّ الحديث (برقم: 3683).
(3)
ابن عيينة، "ع"(15/ 235).
(4)
ابن دينار، "ع"(15/ 235).
(5)
السائب بن فروخ، الشاعر المكي الأعمى، "ع"(15/ 235).
(6)
كذا للأكثر بضم العين، وللحموي وحده بفتحها، والصواب
فَقَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَا نَبْرَحُ أَوْ نَفْتَحَُهَا
(1)
. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَاغْدُوا
(2)
عَلَى الْقِتَالِ". قَالَ: فَغَدَوْا، فَقَاتَلُوهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا، وَكَثُرَ فِيهِمُ
(3)
الْجِرَاحَاتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّا قَافِلُونَ
(4)
غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ". قَالَ: فَسَكَتُوا؛ فَضَحِكَ
(5)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ الْحُمَيدِيُّ
(6)
: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِالْخَبَرِ كُلِّهِ. [راجع: 4325].
"أَصحَابِ النَّبِيِّ" كذا في ذ، وفي ذ:"أَصحَاب رَسُولِ اللَّه". "بِالْخَبَرِ كُلّهِ" كذا في سـ، حـ، هـ، وفي ذ:"كُلَّهُ بِالْخَبَرِ"
(7)
.
===
الأول، "ف" (15/ 505). وفي نسخة:"عبد اللّه بن عمرو"، وللمستملي والكشميهني في رواية أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وابن عساكر:"عن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب" وهو الصواب، "قس"(13/ 120)، الاضطراب من سفيان "ع"(15/ 235).
(1)
قوله: (لا نبرح أو نفتحها) بنصب حاء نفتح وبالرفع، أي: لا نفارق إلى أن نفتحها، قال السفاقسي: بالرفع ضبطناه، والصواب النصب، لأن "أو" إذا كانت بمعنى "حتى"، أو "إلى" نصبت، وهي كذلك، "قس"(6/ 120).
(2)
بهمزة وصل فغين معجمة، "قس" (13/ 120). غدا عليه: بكَّر، "قاموس" (ص: 1209).
(3)
أي: في المسلمين، "قس"(13/ 120).
(4)
مِن قَفَل إذا عاد من سفره، كذا في "المجمع"(4/ 311).
(5)
تعجبًا من قولهم الأول وسكوتهم في الثاني، "قس"(13/ 121).
(6)
عبد اللّه بن الزُّبَير بن عيسى، "ع"(15/ 236).
(7)
قوله: (كلَّه بالخبر) هكذا في رواية الكشميهني أي: حَدَّثَنا كل
6087 -
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
(1)
، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَاب
(2)
، عَنْ حُمَئدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
، أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ
(4)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَلَكْتُ، وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ. فَقَالَ:"أَعْتِقْ رَقَبَةً". قَالَ: لَيْسَ لِي. قَالَ: "فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ: "فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِشكِينًا". قَالَ: لَا أَجِدُ. فَأُتِيَ بِعَرَْقٍ فِيهِ تَمْرٌ - قَالَ
(5)
إِبْرَاهِيمُ
(6)
: الْعَرَْقُ
(7)
الْمِكْتَلُ - فَقَالَ:
"أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ" في نـ: "حَدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ". "فَأُتِيَ بِعَرَقٍ" في ذ: "قَالَ: فَأُتِيَ بِعَرَقٍ".
===
الحديث بلفظ الخبر لا بالعنعنة، ويروى "بالخبر كلّه" أي: حَدَّثَنَا بجميع هذا الخبر، وهذه رواية الأكثرين، والأولى رواية الكشميهني.
(1)
ابن سعد، "ع"(15/ 236)، يروي ها هنا عن الزُّهري بلا واسطة، "ك"(21/ 216).
(2)
الزهري، "ع"(15/ 236).
(3)
الحميري، "ع"(15/ 236).
(4)
هو سلمة بن صخر، أو سلمان بن صخر، كذا في "المقدمة" (ص: 273).
(5)
بيان لما أدرجه غيره، فجعل تفسير العرق من نفس الحديث، "ع"(15/ 236).
(6)
ابن سعد، "ع"(15/ 236).
(7)
قوله: (العرق) بفتح المهملة والراء: السفيفة المنسوجة من الخوص، "والمكتل" بكسر الميم وفتح الفوقانية: زنبيل يسع خمسة عشر صاعًا. "أين السائل" أي: عن حكم المجامع في نهار رمضان. و"تصدق" أمر، وفي الكلام اختصار. "واللابة" بتخفيف الموحدة: الحرة بفتح الحاء
"أَيْنَ السَّائِلُ؟ تَصَدَّقْ بِهَا"، قَالَ: عَلَى أَفْقَرَ مِنِّي؟ وَاللَّهِ مَا بَينَ لَابَتَيهَا
"تَصَدَّقْ بِهَا" في هـ، ذ:"تَصَدَّقْ بِهَذا". "قَالَ: عَلَى أَفْقَرَ" في ذ: "فَقَالَ: عَلَى أَفْقَرَ". "وَاللَّه" في نـ: "فَوَاللَّه".
===
المهملة وتشديد الراء، وهي أرض ذات حجارة سود، وللمدينة حَرَّتان، هي واقعة بينهما. و"النواجذ" بإعجام الذال: أخريات الأسنان والأضراس، أولها في مقدم الفم الثنايا، ثم الرباعيات، ثم الأنياب، ثم الضواحك، ثم النواجذ. فإن قلت: بين هذا وبين حديث عائشة - الذي يأتي عن قريب: "ما رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قطّ ضاحكًا حتى أرى لهواته، إنما كان يتبسم" - تعارض ومنافاة؟! قلت: لا تعارض ولا منافاة، لأن عائشة إنما نفت رؤيتها، وأبو هريرة أخبر بما شاهده، والمثبت مقدم على النافي، أو نقول: نفي رؤية عائشة لا يستلزم نفي رواية أبي هريرة
(1)
، وكل واحد منهما أخبر بما شاهده، والخبران مختلفان، ليس بينهما تضاد. ومن الناس من يسمي الأنياب والضواحك: النواجذ، ووقع في "الصيام":"حتى بدت أنيابه"، فزال الاختلاف بذلك. وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: سئل ابن عمر: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال: نعم، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال، انتهى. ولا يوجد أحد زهده كزهد سيد الخلق، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه ضحك، وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهديين الأسوة الحسنة، وأما المكروه من هذا الباب هو الإكثار من الضحك، كما قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني إياك وكثرة الضحك، فإنها تميت القلب، والإكثار منه وملازمته حتى يغلب على صاحبه مذموم ومنهي عنه، وهو من أهل السفه والبطالة.
(1)
في الأصل: نفي رؤية أبي بكر، هو تحريف.
أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنَّا، فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ:"فَأَنْتُمْ إِذًا"
(1)
. [راجع: 1936].
6088 -
حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعَلَيهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ
(2)
غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَ
(3)
بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً - قَالَ أَنَسٌ: فَنَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبذَتِهِ -، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ. [راجع: 3149].
"عَبْدُ الْعَزيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" في نـ: "عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُويسِيٌّ". "حَدَّثَنِي مَالِكٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مَالِكٌ". "مَعَ رَسُولِ اللَّهِ" في ذ: "مَعَ النَّبِيِّ". "أَثَّرَتْ بِهَا" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"أَثَّرَتْ فِيهَا".
===
"فأنتم إذًا" جواب وجزاء، أي: إن لم يكن أفقر منكم فكلوا أنتم حينئذ منه، "ع"(1/ 2365 - 237). وهذا على سبيل الإنفاق على العيال؛ إذ الكفارة إنما هي للتراخي، أو على سبيل التكفير وهو خاص به، "ك"(21/ 217)، ومز (برقم: 1936) باب إذا جامع في رمضان.
(1)
أي: إن لم يكن أفقر منكم فكلوا أنتم حينئذ منه، "ك"(21/ 217).
(2)
قوله: (نجراني) بفتح النون وسكون الجيم وبالراء وبالنون، نسبة إلى بلد باليمن، وفي الحديث: كمال زهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وحلمه وكرمه، وتقدم قبيل "كتاب الجزية" (برقم: 3149)، "ك"(21/ 217).
(3)
كجَذَبَ لفظًا ومعنى.
6089 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ
(2)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
(3)
، عَنْ قَيْسٍ
(4)
، عَنْ جَرِيرٍ
(5)
قَالَ: مَا حَجَبَنِي
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي. [راجع 3020، أخرجه: م 2475، ت 3820، س في الكبرى 8302، ق 159، تحفة: 3224].
6090 -
وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي فَقَالَ:"اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا". [راجع: 3035].
6091 -
حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثْنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(7)
، عَنْ هِشَامٍ
"حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ". "فَقَالَ: اللَّهُمَّ" في نـ: "وَقَالَ: اللَّهُمَّ" مصحح عليه. "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ".
===
(1)
محمد بن عبد اللّه بن نمير الهمداني، "ك"(21/ 217).
(2)
هو عبد اللّه الأودي، "ك"(21/ 171)، "ع"(15/ 238).
(3)
هو ابن أبي خالد، "ك"(21/ 217).
(4)
هو ابن أبي حازم، "ك"(21/ 217).
(5)
هو ابن عبد اللّه البجلي، "ك"(21/ 217).
(6)
قوله: (ما حجبني
…
) إلخ، فإن قلت: كيف جاز دخوله في حجر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بلا حجاب؟ قلت: معناه ما حجبني من دخول على مجلسه المختص بالرجال، أوما منعني عطاءً طلبتُه منه. قوله:"ثَبهتْه" لفظ عام للثبات على الخيل وعلى غيره، "ك"(21/ 218)، "ع"(15/ 238)، ومرَّ الحديث (برقم: 4357) في "المغازي"، و (برقم: 3822) في "المناقب".
(7)
أي: القطان، "ك"(21/ 218)، "ع"(15/ 238).
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي
(1)
، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ
(2)
، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ أُمَّ سُلَيمِ
(3)
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ" إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِيي مِنَ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَىَ الْمَرْأَةِ غُشلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ"
(4)
. فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ: أَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فِيمَ تُشْبِهُ الْوَلَدَ؟! "
(5)
. [راجع: 1130.
6092 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيمَانَ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو
(8)
:
"فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ". "فِيمَ تُشْبِهُ الْوَلَدَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَبِمَ شَبَهُ الْوَلَدِ". "أَخْبَرَنَا عَمْرٌو" في نـ: "أَنْبَأَنَا عَمْرٌو".
===
(1)
عروة، "ع"(15/ 238).
(2)
بفتحتين، هند زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، "ك"(21/ 218).
(3)
بالتصغير، هي أم أنس زوجة أبي طلحة الأنصاري، "ك"(21/ 218).
(4)
قوله: (إذا رأت الماء) أي: المني، أي: يجب الغسل إذا احتلمت وأنزلت. قوله: "في" أي: فبأيّ شيء [حصل] شبه الولد بالأم؟ أو يشبه الأم، وفي بعضها "فيم" أي: في أيّ شيء [المشابهة بينهما] لولا أن لها ماء ينعقد الولد منه. قالوا: في ماء الرجل قوة عاقدة، وفي ماء المرأة قوة منعقدة، "ك"(21/ 212)، "ع"(15/ 238).
(5)
مرَّ الحديث (برقم: 282) في "كتاب الغسل".
(6)
أبو سعيد الكوفي، "ع"(15/ 238).
(7)
عبد اللّه، "ك"(21/ 218)، "ع". (15/ 238)
(8)
هو ابن الحارث، "ك"(21/ 218)، "ع"(15/ 238).
أَنَّ أَبَا النَّضْرِ
(1)
حَدَّثَهُ عَنْ سُلَيمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
(2)
(3)
قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ
(4)
، إِنَّمَا كَانَ يتَبَسَّمُ. [راجع: 4828].
"ضَاحِكًا" في هـ، ذ:"ضِحكًا" - أي: من جهة الضحك، "تو" -.
===
(1)
هو سالم، "ك"(21/ 218).
(2)
أي: مبالغًا في الضحك بحيث لم يترك منه شيئًا، "خير".
(3)
قوله: (مستجمعًا) أي: مجتمعًا. و"ضاحكًا" منصوب على التمييز وإن كان مشتقًا، مثل: للَّه دره فارسًا، أي: ما رأيته مستجمعًا من جهة الضحك بحيث يضحك ضحكًا تامًا مقبلًا بكلية على الضحك. ولأبي ذر عن الكشميهني: "ضحكًا"، أي: مبالغًا في الضحك، ولم يترك منه شيئًا، كذا في "القسطلاني" (13/ 125). قال الكرماني (21/ 218 - 219): فإن قلت: كيف الجمع بينه وبين ما روى أبو هريرة في حديث الأعرابي من ظهور النواجذ، وذلك لا يكون إِلَّا عند الاستغراق في الضحك، وظهور اللهوات؟ قلت: ما قالت عائشة رضي الله عنها: "لم يكن"، بل قالت:"ما رأيت"، وأبو هريرة شهد ما لم تشهد عائشة، وأثبت ما ليس في خبرها، والمثبت أولى بالقبول من النافي، وكان صلى الله عليه وسلم في أكثر أحواله يتبسم، وكان يضحك في بعض الأحوال أعلى من التبسم، وأقل من القهقهة، وكان في النادر عند إفراط التعجب بدوّ النواجذ جاريًا في ذلك على عادة البشر. وقال بعضهم: يسمى الأنياب والضواحك نواجذ، ولهذا جاء في "باب الصيام" بلفظ الأنياب. وفيه: بيان جواز القهقهة، وكان أصحابه أيضًا يضحكون والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل، وأما المكروه منه فهو الإكثار من الضحك، فإنه يميت القلب وذلك هو مذموم.
(4)
جمع اللهاة، وهي اللحمة المشرفة على الحلق، أو ما بين منقطع أصل اللسان إلى منقطع القلب من أعلى الفم، "قاموس" (ص: 1223).
6093 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بنِ مَالِكٍ. ح وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ
(3)
: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(4)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَخْطُبُ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: قُحَطَ الْمَطَرُ
(5)
فَاسْتَشقِ رَبَّكَ. فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ وَمَا نَرَى مِنْ سحَابٍ، فَاسْتَشقَى، فَنَشَأَ السَّحَابُ بَعْضُهُ
(6)
إِلَى بَعْض، ثُمَّ مُطِرُوا
(7)
حَتَّى سألَتْ مَثَاعِبُ
(8)
الْمَدِينَةِ، فَمَا زَالَتْ إِلَى الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ مَا تُقْلِعُ
(9)
، ثُمَّ قَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ
===
(1)
البصري، "ك"(21/ 219).
(2)
هو الوضاخ اليشكري.
(3)
هو ابن خياط، من الخياطة، "ك"(21/ 219).
(4)
هو ابن أبي عروبة، "ك"(21/ 219).
(5)
قوله: (قحط المطر) بفتح الحاء وكسرها، إذا احتبس، وفي بعضها بلفظ المجهول، والمثاعب جمع المثعب - بالمثلثة وفتح الميم والمهملة وبالموحدة -: مسيل الماء ومجراه، والإقلاع عن الأمر: الكفّ عنه، و"حوالينا" بفتح اللام أي: أمطر حوالينا، ولا تمطر علينا، و"يتصدع" أي: يتفرق عن المدينة وينشقّ، مرَّ في الاستسقاء (ح: 932 - 933)، وفيه كرامة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عند اللّه تعالى غاية الكرامة، "ك"(21/ 219 - 220).
(6)
أي: حال كون بعضه منضمًّا إلى بعض، "خ".
(7)
بلفظ المجهول.
(8)
جمع مثعب بالمثلثة بمعنى مسيل، "خ".
(9)
والإقلاع عن الأمر الكف عنه، "ك"(21/ 219).
- أَوْ غَيْرُهُ
(1)
- وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ: غَرِقْنَا فَادْعُ رَبَّكَ يَحْبِشهَا عَنَّا. فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ حَوَالَينَا وَلَا عَلَيْنَا"، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَصَدَّعُ
(2)
عَنِ الْمَدِينَةِ يَمِينًا وَشِمَالًا، يُمْطَرُ
(3)
مَا حَوَالَيْنَا، وَلَا يُمْطَرُ مِنْهَا شَيْء صلاة، يُرِيهِمُ اللَّهُ كَرَامَةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وإجَابَةَ دَعْوَتِهِ. [راجع: 932، تحفة: 1203، 1438].
69 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] وَمَا يُنْهَى عَنِ الْكَذِبِ
6594 -
حَدَّثنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(5)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(6)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(7)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(8)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"أَوْ ثَلاثًا" في نـ: "أَوْ ثَلاثَةً". "قَوْلِ اللَّهِ" في نـ: "قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى". " {اتَّقُوا اللَّهَ} " في نـ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} [التوبة: 119].
===
(1)
بالشك، "قس"(13/ 126).
(2)
أي: يتفرق، "ك"(21/ 219).
(3)
على صيغة المجهول، "خ".
(4)
أخو أبي بكر، "ع"(15/ 240).
(5)
هو ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 240).
(6)
هو ابن المعتمر، "ك (21/ 220)، "ع" (15/ 240).
(7)
شقيق بن سلمة، "ع"(15/ 245).
(8)
هو ابن مسعود، "ف"(10/ 508)، "ع"(15/ 240).
"إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي
(1)
إِلَى الْبِرِّ
(2)
(3)
، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ
(4)
، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ، حَتَّى يُكْتَبَ
(5)
عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً". [أخرجه: م 2607، تحفة: 9301].
"حَتَّى يُكْتَبَ" في هـ، ذ:"حَتَّى يَكُونَ".
===
(1)
قوله: (يهدي إلى البر) الهداية: الدلالة الموصلة إلى البغية، والبر: العمل الصالح الخالص من كل مذموم، وهو اسم جامع للخيرات كلها. و"الفجور": الميل إلى الفساد، وقيل: الانبعاث في المعاصي، وهو جامع للشرور، فهما متقابلان، قال تعالى:{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار: 13 - 14]. قوله: و"يكتب" أي: يحكم له، والمراد: الإظهار للمخلوقين إما للملإ الأعلى وإما أن يلقي ذلك في قلوب الناس وألسنتهم، وإلا فحكم الله أولى، والغرض أنه يستحق وصف الصديقين وثوابهم، وصفة الكذابين وعقابهم، وكيف لا وأنه من علامات النفاق، ولعله لم يقل في الصديق بلفظ "يكتب" إشارة إلى أنه صديق من جملة الذين قال الله تعالى فيهم:{الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} كذا في "الكرماني"(21/ 220 - 221)، و"العيني"(15/ 240)، والحديث أخرجه مسلم أيضًا في "الأدب"، "قس"(13/ 127).
(2)
اسم جامع للخيرات كلها، "ك"(21/ 225)، "تو"(8/ 3679).
(3)
بكسر الموحدة وتشديد الراء أي: يوصل إلى الخيرات كلها، "قس"(13/ 127).
(4)
اسم جامع للشر، "تو"(8/ 3679).
(5)
بضم أوله مبنيًّا للمفعول، ولأبي ذر عن الكشميهني "يكون" بدل "يكتب"، "قس"(13/ 127).
6095 -
حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَّامٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي سُهَيلٍ نَافِعِ
(2)
بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "آيَةُ الْمُنَافِقِ
(3)
ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ". [راجع: 33].
6096 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ
(5)
، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"حَدَّثَنِي" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا". "ابنُ سَلاَّمٍ" وفي ذ: "مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَّمٍ". "أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ".
===
(1)
أي: محمد، "ع"(15/ 240).
(2)
اسم أبي سهيل.
(3)
قوله: (آية المنافق
…
) إلخ، الآية: العلامة، فإن قلت: الإجماع منعقد على أن المسلم لا يحكم بنفاقه الموجب لكونه في الدرك الأسفل بواسطة الكذب وأخويه؟ قلت: المراد أنه يشابه المنافق إذا كان معتادًا بذلك، أو للتغليظ، أو الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من المنافقين، أو كان منافقًا خاصًا، أو لا يريد به النفاق الإيماني بل النفاق العرفي، "ك"(21/ 221)، "ع" (15/ 241). ومرَّ الحديث (برقم: 33) في "كتاب الإيمان".
قال العيني: ومطابقته لقوله: "وما ينهى عن الكذب"، الذي هو جزء الترجمة من حيث إن معناه مستلزم للنهي عن الكذب، كما لا يخفى، وكذا في الحديث الآتي، "ع".
(4)
هو ابن حازم، "ك"(21/ 221)، "ع"(15/ 241).
(5)
عمران العطاردي، "ك"(21/ 221)، "ع"(15/ 241).
"رَأَيْتُ
(1)
(2)
اللَّيلَةَ رَجُلَينِ أَتَيَانِي، قَالَا: الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يَكْذِبُ بِالْكَذْبَةِ تُحْمَلُ
(3)
عَنْهُ حَتَّى تَبلُغَ الآفَاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ
(4)
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". [راجع: 845].
70 - بَابُ
(5)
الْهَدْيِ الصَّالِحِ
(6)
"رَأَيْتُ اللَّيلَةَ رَجُلَينِ" كذا في ذ، ولغيره:"رَأَيْتُ رَجُلَينِ". "بِالْكَذْبَةِ" في نـ: "الْكَذْبَةَ". "بَابُ الْهَدْيِ الصَّالِحِ" في نـ: "بَابٌ فِي الْهَدْيِ الصَّالِحِ".
===
(1)
أي: في المنام، "قس"(13/ 129).
(2)
قوله: (رأيت) أي: في المنام، والحديث بطوله تقدم في آخر الجنائز (برقم: 1386): "وقد رأى صلى الله عليه وسلم رجلًا جالسًا، ورجل قائم، بيده كلّوب من حديد يدخله في شِدْقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك، ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله، قلت: ما هذا؟ فقالا: الذي رأيته يُشَقّ شِدْقُه فكذاب"، "ك"(21/ 221)، "ع"(15/ 241).
(3)
بضم الفوقية وفتح الميم، "قس"(13/ 129).
(4)
قوله: (فيصنع به إلى يوم القيامة) لما ينشأ عن تلك الكذبة من المفاسد، وإنما جعل عذابه في الفم لأنه موضع المعصية، "قس"(13/ 129).
(5)
قوله: (باب الهدي الصالح) أي: في بيان الهدي الصالح، والهدي بفتح الهاء وسكون الدال المهملة، قال ابن الأثير: الهدي: السيرة والطريقة والهيئة. قوله: "حدثكم" هو على سبيل الاستفهام، والسكوت عن الجواب قائم مقام التصديق والتسليم عند القرائن، "ك"(21/ 221 - 222)، "ع"(15/ 241).
(6)
أي: الطريقة الصالحة، "تو"(8/ 3680).
6097 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
قَالَ: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ
(2)
: حَدَّثَكُمُ
(3)
الأَعْمَشُ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقًا
(5)
، سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ دَلًّا
(6)
وَسَمْتًا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَابْنُ أُمِّ عَبدٍ
(7)
، مِنْ
(8)
حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيتِهِ إِلَى أَنْ يَرجِعَ إِلَيهِ،
"حَدَّثَنِي إِسحَاقُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "سَمِعْتُ حُذيْفَةَ" في ق: "قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ". "إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ" كذا في ذ، وفي نـ:"إِنَّ أَشْبَهَ".
===
(1)
هو ابن راهويه، "ف"(10/ 510)، أو هو ابن نصر، "ع"(15/ 242).
(2)
حماد، "ع"(15/ 242)، "ك"(21/ 221).
(3)
ولروى "أحَدَّثكم" بهمزة الاستفهام، "ع"(15/ 242).
(4)
هو سليمان، "ع"(15/ 242).
(5)
هو أبو وائل.
(6)
قوله: (دَلًّا) بفتح الدال المهملة وتشديد اللام: حسن الحركة في المشي والحديث وغيرهما. قوله: "وسمتًا" بفتح المهملة وسكون الميم: حسن النظر في أمر الدين. وقوله: "هديًا" بفتح الهاء وسكون المهملة، وهو قريب من معنى الدَّلّ، قال الكرماني (21/ 222): وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمنظر والشمائل، "قس"(13/ 129).
(7)
قوله: (لابن أم عبد) بفتح اللام، وهي تأكيد بعد التأكيد بـ "إنّ " المكسورة التي في أول الحديث، كذا في "الفتح" (10/ 510). "ابن أم عبد" - ضد الحر -: عبد الله بن مسعود، وكان أصحابه يدخلون عليه فينظرون إليه قولًا وفعلًا، حركة وسكونًا، حا لأ وملكة وغيرها، فيتشبهون به، "ك"(21/ 222).
(8)
متعلق بـ "أشبه".
لَا نَدْرِي
(1)
مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ إِذَا خَلَا. [راجع: 3762، تحفة: 3345].
6098 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(2)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقًا
(4)
قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
(5)
: إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنُ الْهُديِ
(6)
هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. [طرفه: 7277، تحفة: 9320].
71 - بَابُ الصَّبرِ وَالأَذَى
(7)
وَقَولِ
(8)
اللَّهِ: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]
"وَالأَذَى" في نـ: "عَلَى الأَذَى"، وفي ذ:"فِي الأَذَى". "وَقَوْلِ اللَّهِ" في نـ: "وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى".
===
(1)
جملة مستأنفة، يريد: أنا نشهد له بما يستبين لنا من ظاهر أمره، ولا ندري ما بطن منه، "طيبي"(11/ 319)، "مرقاة"(10/ 567).
(2)
هشام بن عبد الملك، "ك"(21/ 222).
(3)
ابن عبد الله، وقيل: ابن خليفة، أبو سعيد الكوفي، "ع"(15/ 242)، "تق" (رقم: 6520).
(4)
هو ابن شهاب، "ك"(21/ 222).
(5)
هو ابن مسعود.
(6)
هو بفتح الهاء كما في الترجمة، وروي بضمها ضد الضلال، "ف"(10/ 511).
(7)
قوله: (باب الصبر والأذى) وفي بعضها: "في الأذى"، وفي بعضها:"على الأذى"، قال السيوطي في "التوشيح" (8/ 3681): قال العلماء: هو جهاد [النفس]، وقد جبل الله النفس على التألم بما ينالها مما تكره، ولهذا شقَّ على النبي صلى الله عليه وسلم نسبتهم له إلى الجور في القسمة، لكنه حلم عن القائل وصبر، انتهى.
(8)
بالجر عطفًا على المجرور السابق، "قس"(13/ 130).
6099 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
(1)
، عَنْ سُفْيَانَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ
(3)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَنْ أَبِي عَبدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى
(4)
، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيسَ أَحَدٌ أَوْ
(5)
لَيسَ شَئٌ - أَصْبَرَ عَلَى أَذًى
(6)
سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ
(7)
، إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا، وَإِنَّهُ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ". [طرفه: 7378، أخرجه: م 2804، س في الكبرى 7708، تحفة: 9015].
6105 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ:
"عَلَى أَذًى" في ت: "عَلَى الأَذَى". "يُعَافِيهِمْ" في نـ: "لَيُعَافِيهِمْ".
===
(1)
هو القطان، "ع"(15/ 243).
(2)
هو الثوري، "ع"(15/ 243).
(3)
سليمان، "ع"(243/ 15).
(4)
الأشعري، "ع"(15/ 243).
(5)
بالشك من الراوي، "قس"(13/ 131).
(6)
قوله: (اصبر على أذى
…
) إلخ، فإن قلت: الصبر هو حبس النفس على الطاعة وحبسها عن شهواتها من المعاصي وغيرها، فما وجه إطلاقه على الله؟ قلت: هو فيه بمعنى الحلم، يعني حبس العقوبة عن مستحقها إلى زمان آخر يعني تأخيرها، قوله:"يدعون له ولدًا" يعني ينسبون إليه ما هو منزه عنه، وهو يحسن إليهم بما يتعلق بأنفسهم وهو المعافاة، وبأموالهم وهو الرزق، "ك"(21/ 223).
(7)
متعلق بـ "أصبر"، "ك"(21/ 223).
(8)
هو ابن غياث، "ع"(15/ 244).
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقًا
(1)
يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
(2)
: قَسَمَ
(3)
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قِشمَةً
(4)
كَبَعْضِ مَا كَانَ يَقْسِمُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَقِشمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ. قُلْتُ: أَمَا
(5)
لأقُولَنَّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَأَتَيتُهُ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ، فَسَارَرْتُهُ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَغَضِبَ، حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: "قَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
(6)
فَصَبَرَ". [راجع: 3155، أخرجه: م 1562، تحفة: 9264].
"أَمَا لأَقُولَنَّ" كذا في هـ، سـ، ذ، وفي هـ، ذ:"أَمَ لأَقُولَنَّ"، وفي نـ: "أَمَّا
(7)
أَنَا لأَقُولَنَّ". "أَنِّي لَمْ أَكُنْ" في نـ: "أَنْ لَمْ أَكُنْ".
===
(1)
هو ابن سلمة، "ع"(15/ 244).
(2)
هو ابن مسعود، "ع"(15/ 244).
(3)
أي: يوم حنين، "ك"(21/ 223).
(4)
وأعطى أناسًا من أشراف العرب ولم يعط الأنصار، مرَّ في "الجهاد" (برقم: 3150)، "ك"(21/ 223).
(5)
بالتخفيف، حرف التنبيه، "ك"(21/ 223).
(6)
أى: من الذي قاله الأنصاري الذي تأذي به النبي صلى الله عليه وسلم، "ع"(15/ 244).
(7)
بفتح الهمزة وتشديد الميم، وليس ببين، ويوجه على أن في الكلام حذفًا تقديره: أما إذا قلت ذلك لأقولن، "ف"(10/ 512)، "قس"(13/ 132).
72 - بَابُ مَنْ لَم يُوَاجِهِ النَّاسَ بِالْعِتَابِ
6151 -
حَدَّثَنِي عُمَر بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ
(2)
، عَنْ مَسرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيئًا
(3)
، فَرَخَّصَ فِيهِ، فَتَنَزَّهَ عَنْهُ
(4)
قَوْمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ
(5)
يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيءِ أَصنَعُهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً". [طرفه: 7301، أخرجه: م 2356، سي 234، تحفة: 17640].
"حَدَّثَنِي عُمَرُ" في نـ: "حَدَّثَنَا عُمَرُ".
===
(1)
حفص بن غياث.
(2)
ابن عمران، "ف"(10/ 513)، أو ابن صبيح، "ك"(21/ 224).
(3)
لم أقف على معرفته، "قس"(13/ 133).
(4)
لم يعرف الحافظ ابن حجر أعيان القوم المذكورين، "قس"(13/ 133).
(5)
قوله: (ما بال أقوام يتنزهون) أي: يحترزون، و"أعلمهم" إشارة إلى القوة العلمية، "وأشدهم خشية" إلى القوة العملية، أي: أنهم يتوهمون أن رغبتهم عما فعلتُ أقرب لهم عند الله، وليس كما توهموا إذ أنا أعلمهم بالأقرب وأولاهم بالعمل به، وفيه الحث على الاقتداء به، والنهي عن التعمق، وذم التنزه عن المباح، وحسن المعاشرة عند الموعظة، والإنكار والتلطف في ذلك. قال ابن بطال: معنى لم يواجهه أنه بخصوص ذلك الشخص وتعيينه، وإلا فهذا مواجهة به لكن على سبيل التعميم والإبهام، وأيضا معناه أنه لم يواجهه في حاجة نفسه كما في جفاء الأعرابي الذي جبذ بُردتَه من عاتقه أنه لم ينتقم لنفسه، وأما إن كان في حرمة الدين فكان يواجه به ويقرع عليه ويصدع بالحق على منتهكها، ملتقط من "ك"(21/ 224)،
6102 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ مَولَى أَنَسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ
(3)
فِي خِدْرِهَا، فَإِذَا رَأَى شَيئًا يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ. [راجع: 3562].
73 - بَابٌ مَنْ أَكفَرَ
(4)
أَخَاهُ
(5)
بِغَيرِ تَأوِيلٍ
(6)
فَهُوَ كَمَا قَالَ
"عَبدَ اللَّهِ" في ذ: "عَبْدَ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ". "قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ" في نـ: "كَانَ النَّبِيُّ". "أَكْفَرَ" كذا في ذ، وفي نـ:"كَفَّرَ".
===
"قس"(13/ 133)، "ع"(15/ 244)، "ف"(10/ 513)، والحديث أخرجه في "الاعتصام".
(1)
لقب عبد الله بن عثمان، "ع"(15/ 245).
(2)
هو ابن المبارك، "ع"(15/ 245).
(3)
قوله: (العذراء) هي البكر لأن عذرتها باقية، وهي جلدة البكارة، والخدر ستر تجعل للبكر في جنب البيت، "ك"(21/ 224)، وهو من باب التفهيم؛ لأن البكر في الخلوة يشتد حياؤها، لأن الخلوة مظنة لوقوع الفعل بها، "قس"(13/ 133)، والمطابقة للترجمة من حيث إنه صلى الله عليه وسلم لشدة حيائه لا يعاتب أحدًا في وجهه، وإذا رأى شيئًا يكرهه يُعْرَف في وجهه، "ع"(15/ 245)، وسبق الحديث (برقم: 3562).
(4)
أي: دعاه كافرًا أو نسبه إلى الكفر، "قس"(13/ 134).
(5)
أي: مسلمًا.
(6)
قوله: (بغير تأويل) يعني في تكفيره، قَيَّدَه به لأنه إذا تأول في تكفيره يكون معذورًا غير آثم، ولذلك عذر النبي صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه في نسبة النفاق إلى حاطب بن أبي بلتعة؛ لتأويله بأنه صار منافقًا بسبب أنه كاتب المشركين كتابًا فيه بيان أحوال عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ع"(15/ 245).
6103 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ
(1)
وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ
(2)
قَالَا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ
(4)
: يَا كَافِرُ! فَقَدْ بَاءَ
(5)
بِهِ
(6)
(7)
أَحَدُهُمَا". [تحفة: 15407].
"أَخْبَرَنَا عَلِيُّ" في نـ: "أَنْبَأَنَا عَلِيُّ". "يَا كَافِرُ" فى نـ: "كَافِرٌ".
===
(1)
قال الغساني: قيل: هو محمد بن بشار أو ابن المثنى، "ك" (21/ 225). وقيل: هو ابن يحيى الذهلي، "قس"(13/ 134).
(2)
الدارمي، "ك"(21/ 225).
(3)
ابن عبد الرحمن، "ع"(15/ 246).
(4)
أراد با لأخوة أخوة الإسلام، "ع"(15/ 246)، "ك"(21/ 225).
(5)
أي: رجع، "تو"(8/ 3682).
(6)
أي: بالكفر، "قس"(13/ 135).
(7)
قوله: (فقد باء به أحدهما) حمله البخاري رحمه الله على تحقق الكفر لأحدهما؛ لأن القائل إذا كان صادقًا فالمرميّ كافر، وإن كان كاذبًا فقد جعل الرامي الإيمان كفرًا، ومن جعل الإيمان كفرًا فقد كفر، ولهذا ترجم عليه مقيَّدًا "بغير تأويل". وحمله بعضهم على الزجر والتغليظ، فيكون ظاهره غير مراد، والحديث من أفراده، "قس" (13/ 134). قال الطيبي (9/ 99 - 100): هذا الحديث مما عدّه بعض الفضلاء من المشكلات، من حيث إن ظاهره غير مراد، وذلك أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفَّر المسلم بالمعاصي كالقتل والزنا، وقوله لأخيه:"كافر" من غير اعتقاد بطلان دين الإسلام، وإذا تقرر ما ذكرناه فقيل في تأويل الحديث أوجه: أحدها: أنه محمول على
وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ
(1)
، عَنْ يَحْيَى
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ
(3)
،
سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [تحفة: 14970].
6104 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(4)
، حَدَّثَنِي مَالِكٌ
(5)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ؟ "أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لأَخِيهِ: كَافِرٌ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا
(6)
أَحَدُهُمَا". [أخرجه: ت 2637، تحفة: 7233].
"حَدَّثَنِي مَالِكٌ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ". "كَافِرٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"يَا كَافِرُ"، وفي نـ:"أَيْ كَافِرُ". "بَاءَ بِهَا" في نـ: "بَاءَبِهِ".
===
المستحلّ لذلك. وثانيها: معناه رجعت عليه نقيصته لأخيه ومعصية تكفيره. وثالثها: أنه محمول على الخوارج المكفِّرين للمؤمنين، وهذا ضعيف؛ لأن المذهب الصحيح المختار الذي قاله الأكثرون أن الخوارج كسائر أهل البدع لا تكفر. ورابعها: أن ذلك يؤول به إلى الكفر. وخامسها: معناه: فقد رجع إليه تكفيره، وليس الراجع حقيقة الكفر بل التكفير؛ لكونه جعل أخاه المؤمن كافرًا، فكأنه كفّر نفسه، إما لأنه كفّر من هو مثله، وإما لأنه كفّر من لا يكفّره إلا كافر يعتقد بطلان دين الإسلام، انتهى.
(1)
بتشديد الميم، الحنفي اليمامي، مجاب الدعوة، "عيني"(15/ 246)، "ك"(21/ 225 - 226).
(2)
هو ابن أبي كثير، "ع"(15/ 246).
(3)
مولى الأسود، "ع"(15/ 246).
(4)
هو ابن أبي أويس.
(5)
الإمام.
(6)
أي: بالكلمة أو الخصلة، "ك"(21/ 226)، "قس"(13/ 135).
6105 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيبٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
(2)
، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(3)
، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ حَلَفَ
(4)
بِمِلَّةٍ غَيرِ الإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيءٍ عُذِّبَ بِهِ
(5)
فِي نَارِجَهَنَّمَ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ
(6)
كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ". [راجع: 1363].
===
(1)
هو ابن خالد، "ع"(15/ 247).
(2)
هو السختياني، "ع"(15/ 247).
(3)
عبد الله بن زيد الجرمي، "ع"(15/ 247).
(4)
قوله: (من حلف بملة غير الإسلام) قال ابن بطال: مثل أن يقول: إن فعلت كذا فأنا يهودي، و"هو كما قال" أي: كاذب لا كافر؛ لأنه ما تعمد بالكذب الذي حلف عليه التزام الملة التي حلف بها؛ بل كان ذلك على سبيل الخديعة للمحلوف له، فهو وعيد، قال القاضي البيضاوي: ظاهره أنه يختل بهذا الحلف إسلامه ليصير يهوديًا كما قال، ويحتمل أن يراد به التهديد والمبالغة، كأنه قال: فهو مستحق بمثل عذاب ما قاله، "ك"(21/ 226)، "ع"(15/ 246).
(5)
فيه إشارة إلى أن عذابه من جنس عمله، "ك"(21/ 226).
(6)
قوله: (لعن المؤمن كقتله) أي: في التحريم، أو في الإثم، أو في الإبعاد، فإن اللعن تبعيد من رحمة الله والقتل تبعيد من الحياة، وكذا الرمي، ووجه الشبه ها هنا أظهر؛ لأن النسبة إلى الكفر الموجب للقتل كالقتل في أن المتسبب للشيء كفاعله، "ك"(21/ 226)، "ع"(15/ 247).
74 - بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ إِكفَارَ مَنْ قَالَ مُتَأوِّلًا
(1)
أَوْ جَاهِلًا
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب لِحَاطِبٍ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَمَا يُدْرِيكَ؟!
(2)
(3)
لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: قَدْ غَفَرتُ لَكُمْ".
6106 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ
(4)
حَدَّثَنَا يَزِيدُ
(5)
قَالَ:
"مَنْ قَالَ مُتَأَوِّلًا" في نـ: "مَنْ قَالَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلًا". "لِحَاطِبٍ" زاد بعده في ذ: "ابن أَبِي بَلْتَعَةَ". "إِنَّهُ مُنَافِقٌ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ:"إِنَّهُ نَافَقَ". "قَدِ اطَّلَعَ" في نـ: "اطلَعَ". "إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ" في هـ، ذ:"عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "حَدَّثَنَا يَزِيدُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا يَزِيدُ".
===
(1)
قوله: (متأوّلًا) بأن ظنه كذا، "أو جاهلًا" أي: حال كونه جاهلًا بحكم ما قاله، أو بحال المقول فيه، "قس"(13/ 136)، "ع"(15/ 247).
(2)
أي: أيّ شيء جعلك داريًا بحال حاطب أنه منافق؟! كذا في "عيني"(15/ 248).
(3)
قوله: (وما يدريك) مطابقة هذا التعليق للترجمة ظاهرة، وذلك أن مقصوده من الترجمة أن المتأول في تكفير الغير معذور غير آثم، فلذلك عذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر في نسبة الكفر إلى حاطب لتأويله، وذلك أن عمر ظن أن حاطبًا صار منافقًا بسبب أنه كاتب إلى المشركين كتابًا فيه بيان أحوال عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ك"(21/ 227)، "ع"(15/ 247).
(4)
بفتح المهملة وخفة الموحدة، الواسطي، "ك"(21/ 227)، "تق" (رقم: 5997).
(5)
ابن هارون، ك (21/ 227).
أَخْبَرَنَا سَلِيمٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَأْتِي قَومَهُ
(2)
فَيُصَلِّي بِهِمُ
(3)
"أَخْبَرَنَا سَلِيمٌ" في نـ: "أَنْبَأَنَا سَلِيمٌ" وزاد في نـ: "ابْنُ حَيَّان". "حَدَّثَنَا جَابِرُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا جَابِرُ".
===
(1)
بفتح المهملة وكسر اللام، ابن حيان، من الحياة أو من الحين، منصرفًا وغير منصرف، "ك"(21/ 227).
(2)
قوله: (ثم يأتي قومه) قال صاحب "التوضيح"(28/ 478): صلاة معاذ لقومه فيه دلالة على صحة المفترض خلف المتنفل، وانتصر ابن التين لمذهبه فقال: يحتمل أن يكون جعل صلاته مع رسول الله نافلة، ويحتمل أن يكون لم يعلم الشارع بذلك، وما أبعدهما؟ وكيف يظن به أن يؤخر الفرض ليصليها بقومه ويؤثر النفل خلفه؟ وكيف يدعي أن الشارع لم يعلم بذلك مع أنه اشتُكِيَ إليه؟ وقال:"أفتان أنت يا معاذ؟ " قلت: هذا الكلام غير موجه، لأنه التبس أن فضيلة النافلة خلفه صلى الله عليه وسلم مع أداء الفرض مع قومه يقوم مقام أداء الفريضة خلفه صلى الله عليه وسلم، وامتثال أمره صلى الله عليه وسلم في إمامة قومه زيادة طاعة، ويحتمل أن يكون الحديث المذكور منسوخًا. قال الطحاوي: يحتمل أن يكون ذلك في وقت كانت الفريضة تصلى مرتين، فإنه كان ذلك في أول الإسلام، فإن قيل: النسخ لا يثبت بالاحتمال، قلت: إذا كان ناشئًا من الدليل يعمل به، وقد ذكر الطحاوي بإسناده أنهم كانوا يصلون الفريضة الواحدة في اليوم مرتين حتى نهوا عن ذلك، وكذا ذكره المهلب، والنهي لا يكون إلا بعد الإباحة، كذا في "العيني"(248/ 15 - 249).
(3)
مطابقته للترجمة من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم عذر معاذًا - في قوله: إنه منافق -؛ لأنه كان متأوّلًا ظانًّا أن تارك الجماعة منافق، "عينى"(15/ 248).
صَلَاةً
(1)
، فَقَرَأَ بِهِمُ الْبَقَرَةَ، قَالَ: فَتَجَوَّزَ
(2)
رَجُلٌ
(3)
، فَصَلَّى صَلَاةً
(4)
خَفِيفَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَقَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ. فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ، فَأَتَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا قَوْمٌ نَعْمَلُ بِأيْدِينَا، وَنَسقِي بِنَوَاضِحِنَا
(5)
(6)
، وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى بِنَا الْبَارِحَةَ، فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ فَتَجَوَّزْتُ، فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ. فَقَالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يَا مُعَاذُ! أَفَتَّانٌ
(7)
أَنْتَ؟ - ثَلَاثًا
(8)
- اقْرَأْ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ، وَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَنَحْوَهَا". [راجع: 700، تحفة: 2548].
"صلاة" كذا في ذ، وفي نـ:"الصَّلاةَ". "وَنَسقِي" في نـ: "وَنَستَقِي".
===
(1)
قوله: (فيصلي بهم صلاة) كانت هذه الصلاة صلاة العشاء، ولأبي داود والنسائي: أنها كانت صلاة المغرب. وقال البيهقي: روايات العشاء أصح. "فتجوّز" بالجيم أي: خفف، وقال ابن التين: يحتمل أن يكون بالحاء المهملة أي: انحاز وصلى وحده، ويؤيد هذا رواية مسلم:"فانحرف رجل فسلم ثم صلى وحده ثم انصرف"، "ع"(15/ 248).
(2)
أي: خفف، "ك"(21/ 227).
(3)
قوله: (رجل) هو حزم بن أبي بن كعب كما عند أبي داود وابن حبان، وعند الخطيب: هو سلم بن الحارث، ولابن الأثير: حرام بن ملحان، "قس"(13/ 137).
(4)
بأن يكون قطع الصلاة أو قطع القدوة، "قس"(13/ 137).
(5)
مضى الحديث (برقم: 700، 705).
(6)
قوله: (بنواضحنا) جمع ناضح، وهو البعير الذي يستقى عليه، "ع"(15/ 248).
(7)
أي: منفِّر عن الدين، "مجمع"(4/ 99).
(8)
أي: قال: "أفتَّانٌ أنت" ثلاث مرات، "ع"(15/ 248).
6107 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ
(4)
، عَنْ حُمَيدٍ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ
(6)
فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لَا إِنهَ إِلَّا اللَّهُ. وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ:
"أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ" في نـ: "أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ". "حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُ" في نـ: "حَدَثَنَا الزُّهْرِيُ".
===
(1)
قال ابن السكن: هو ابن راهويه. وقال الكلاباذي: هو ابن منصور، "ك"(21/ 228).
(2)
عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، وهو شيخ البخاري، وروى عنه ها هنا بالواسطة، "ع"(15/ 249).
(3)
عبد الرحمن، "ع"(15/ 249).
(4)
محمد بن مسلم، "ع"(15/ 249).
(5)
ابن عبد الرحمن بن عوف، "ع"(15/ 249).
(6)
قوله: (من حلف منكم) إلى آخر الحديث، قوله:"فليقل: لا إله إلَّا الله" لأنه تعاطى صورة تعظيم الأصنام حين حلف بها فأمر أن يتدارك بكلمة التوحيد. قوله: "ومن قال لصاحبه
…
" إلخ، إنما قرن القمار بذكر الصنم تأسّيًا بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ} [المائدة: 90]، أي: فكفارة الحلف بالصنم تجديد كلمة الشهادة، وكفارة الدعوة إلى المقامرة التصدق [بما تيسر] مما يطلق عليه اسم الصدقة، وقيل: بمقدار ما أمر أن يقامر به. قيل: لما أراد الداعي إلى القمار إخراج المال بالباطل أمر بإخراجه في الحق، قوله: "تعالَ" أمر، وقوله: "أقامرك" مجزوم، وقوله: "فليتصدق" جواب "مَنْ" المتضمنة لمعنى الشرط، "ع" (15/ 249).
تَعَالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصَدَّقْ"
(1)
. [راجع: 4860].
6108 -
حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب فِي رَكْبٍ وَهُوَ يَحْلِفُ بِابِيهِ، فَنَادَاهُمْ
(2)
رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم: "أَلَا إنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُم أَنْ تحْلِفُوا بِآبَائِكُم، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ، وَإِلَّا فَلْيَصْمُتْ". [راجع: 2679، أخرجه: م 1646، تحفة: 8289].
75 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغَضَبِ وَالشّدَّةِ لأَمْرِ اللَّهِ
(4)
"حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ" في نـ: "حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ". "وَإِلَّا فَلْيَصْمُتْ" في هـ، ذ:"أَوْ ليَصْمُتْ".
===
(1)
مطابقته للترجمة للثاني من الترجمة - وهو قوله: "جاهلًا" - ظاهر، وقال ابن بطال: عذر عليه الصلاة والسلام من حلف من أصحابه باللات والعزى لقرب عهدهم بجري ذلك على ألسنتهم، "عيني"(15/ 249).
(2)
قوله: (فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
) إلخ، فإن قلت: ثبت في الحديث أنه عليه السلام قال: "أفلح وأبيه"، فالجواب أن هذا من جملة ما تزاد في الكلام للتقرير ونحوه، ولا يراد به القسم. والحكمة في النهي أن الحلف يقتضي تعظيم المحلوف عليه، وحقيقة العظمة مختصة بالله تعالى وحده فلا يضاهي به غيره. فإن قيل: قد أقسم الله بمخلوقاته، قلت: له تعالى أن يقسم بما شاء تنبيهًا على شرفه، "ع"(15/ 250)، "ك"(21/ 228).
(3)
مطابقته للجزء الأول من الترجمة - وهو قوله: متأول - ظاهر، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم عذر عمر بن الخطاب في حلفه بأبيه لتأويله بالحق الذي للآباء، "ع"(15/ 250)، "ك"(21/ 228).
(4)
أشار بهذا إلى أن صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى إنما كان في حق نفسه، "ع"(15/ 250).
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ
(1)
وَالْمُنَافِقِينَ
(2)
وَاغْلُظْ
(3)
عَلَيْهِمْ} الآية [التوبة: 73].
6109 -
حَدَّثَنَا يَسَرَةُ
(4)
بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(6)
، عَنِ الْقَاسمِ
(7)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَىَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيتِ قِرَامٌ
(8)
فِيهِ صُوَرٌ
(9)
، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ
(10)
فَهَتَكَهُ
(11)
، وَقَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ
(12)
عَذَابًا يَومَ
"الآية" سقطت في نـ. "مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ" في ذ: "إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَاسِ".
===
(1)
بالسيف، "ع"(15/ 250).
(2)
بالاحتجاج، وعن قتادة: مجاهدة المنافقين بإقامة الحدود عليهم، وعن مجاهد: بالوعيد، "ع"(15/ 250).
(3)
أي: استعمِلْ الغلظَةَ والخشونة على الفريقين فيما تجاهدهما به من القتال والاحتجاج، "ع"(15/ 250).
(4)
بفتح الياء آخر الحروف والسين المهملة، "ع"(15/ 250).
(5)
ابن سعد، "ع"(15/ 250).
(6)
محمد بن مسلم.
(7)
ابن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، "ع"(15/ 250).
(8)
بكسر القاف وخفة الراء: الستر، "ك"(21/ 229)، "ع"(15/ 251).
(9)
جمع صورة، "ع"(15/ 251).
(10)
هو القرام المذكور، "ع"(15/ 251).
(11)
الهتك: خرق الستر عمّا وراءه، "مجمع"(5/ 143).
(12)
قوله: (من أشد الناس
…
) إلخ، فإن قلت: عذاب الكفرة أشد من عذاب المصورين، لأن غاية التصوير كبيرة، قلت: وهم أيضًا كفرة؛
الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذ الصُّوَرَ"
(1)
. [را جع: 2479، أخرجه: م 2107، س 5357، تحفة: 17551].
6110 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسعُودٍ
(3)
قَالَ: أَتَى رَجُلٌ
(4)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ
(5)
فُلَانٍ
(6)
مِمَّا يُطِيلُ بنَا، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ مِنْهُ
(7)
يَوْمَئِذٍ، قَالَ: فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا
(8)
صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ
(9)
، فَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ
===
لأنهم كانوا يصوِّرونها لأن تُعْبَدَ، أو لأنها صور معبوداتهم وذلك كفر، "ك"(21/ 229)، ومرَّ (برقم: 595). ومطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "فتلون وجهه"، فإن ذلك كان من غضبه لله تعالى، "ع"(15/ 250).
(1)
أي: صور الحيوانات، "ك"(21/ 229).
(2)
القطان، "ع"(15/ 251).
(3)
عقبة بن عامر البدري، "ع"(15/ 251).
(4)
اسمه حزم بن أبي بن كعب أو سليم، "قس"(13/ 139).
(5)
قوله: (من أجل فلان مما يطيل بنا) الباء في "بنا" للتعدية، و"من" في "من أجل" لابتداء الغاية، أي: ابتداء تأخري لأجل إطالة فلان، وفلان كناية عن العلم، "قس"(13/ 140).
(6)
هو معاذ بن جبل، وقيل: أبي بن كعب، "مقدمة" (ص: 247).
(7)
أي: من النبي صلى الله عليه وسلم، فهو مفضل باعتبار، ومفضل عليه باعتبار آخر، "ع"(15/ 251).
(8)
زائدة للتأكيد، "قس"(13/ 140).
(9)
أي: ليخفف، "قس"(13/ 140).
وَالْكَبِيرَ
(1)
وَذَا الْحَاجَةِ"
(2)
. [راجع: 90].
6111 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ
(3)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَأَى فِي قِبلَةِ الْمَسْجِدِ نُخَامَةً
(4)
فَحَكَّهَا
(5)
بِيَدِهِ، فَتَغَيَّظَ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ حِيَالَ وَجْهِهِ
(6)
، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ حِيَالَ وَجْهِهِ فِي الصَّلَاةِ"
(7)
. [تحفة: 7635].
6112 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ:
"ثُمَّ قَالَ" في نـ: "فَقَالَ". "فَإِنَّ اللَّهَ حِيَالَ وَجْهِهِ" في نـ: "فَاِنَّ اللَّهَ بِحِيَالِ وَجْهِهِ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ"، وزاد في نـ:"ابْنُ سَلامٍ". "أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسمَاعِيلُ".
===
(1)
أي: الشيخ الهرم، "ك"(21/ 230).
(2)
مرَّ الحديث (برقم: 702).
(3)
جويرية: مصغر الجارية بالجيم: ابن أسماء بوزن حمراء، وهذان العلمان مما يشتركان للذكور والإناث، "كرماني"(21/ 230).
(4)
بضم النون، وهي النخاعة، "ع"(15/ 251).
(5)
الحكّ: إمرار جرم على جرم حكًّا، "قاموس" (ص: 863).
(6)
قوله: (حيال وجهه) الحيال - بكسر المهملة وخفة التحتانية -: المقابل. فإن قلت: الله تعالى منزه عن الجهة والمكان؟ قلت: معناه التشبيه على سبيل التنزيه أي: كأن الله في مقابل وجهه. قال الخطابي: معناه أن توجهه إلى القبلة مفضٍ بالقصد منه إلى ربه، وصار في التقدير كان مقصوده بينه وبين القبلة، "ك"(21/ 230).
(7)
مرَّ الحديث (برقم: 406).
أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ
(1)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ رَجُلًا
(2)
سَألَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اللُّقَطَةِ قَالَ: "عَرِّفْهَا سَنَةً، ثُمَّ اعْرِفْ
(3)
وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا، ثُمَّ اسْتَنْفِقْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيهِ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَضَالَّةُ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "خُذْهَا، فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ، أَوْ لأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَضَالَّةُ الإِبِلِ؟ قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
(4)
- أَوِ احْمَرَّ وَجْهُهُ - ثُمَّ قَالَ: "مَا لَكَ وَلَهَا، مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا، حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُهَا". [راجع: 91].
"سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "سَألَ النَّبِيِّ". "قَالَ: عَرِّفْهَا" في نـ: "فَقَالَ: عَرِّفْهَا".
===
(1)
بسكون النون وفتح الموحدة وكسر المهملة وبالمثلثة، "ك"(21/ 230).
(2)
أي: عمير بن مالك، "مقدمة" (ص: 247).
(3)
قوله: (ثم اعْرِفْ) من المعرفة. والوكاء - بكسر الواو وبالمد -: ما يسدّ به رأس الكيس. والعفاص - بكسر المهملة الأولى وبالفاء -: ما يكون فيه النفقة. و"استنفق بها" أي: تمتع بها وتصرف فيها. و"ضالة الغنم" إضافة الصفة إلى الموصوف أي: ما حكمها، ومرَّ الحديث (برقم: 2427)، "ك"(21/ 230).
(4)
قوله: (احمرت وجنتاه) تثنية وجنة، وهي ما ارتفع من الخد، قوله:"مالك" أي: لِمَ تأخذ فإنها مستقلة بمعيشتها، ومعها أسبابها. قوله:"حذاؤها" - بكسر الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة وبالمد -: ما وطي عليه البعير من خفه. قوله: "وسقاؤها" بكسر أوله وبالمد، وهو ظرف اللبن والماء كالقربة، "قس"(13/ 142)، "ع" (15/ 250). ومرَّ الحديث (برقم: 91) في "العلم"، و (برقم: 2438) في "اللقطة".
6113 -
وَقَالَ الْمَكّيُّ
(1)
(2)
: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ. ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيدِ اللَّهِ، عَنْ بُشرِ
(4)
بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: احْتَجَرَ
(5)
(6)
"وَقَالَ الْمَكِّيُّ" في نـ: "قَالَ الْمَكِّيُّ". "ح وَحَدَّثَنِي" ثبتت الواو في ذ. "احْتَجَرَ" في نـ: "احْتَجَزَ".
===
(1)
قوله: (وقال المكي) هو ابن إبراهيم، وقد أخرج هذا الحديث من طريقين: أولهما عن مكي، والآخر مسندًا عن محمد بن زياد، كذا في "العيني"(15/ 252 - 253)، "ك"(21/ 231).
(2)
قال الكرماني (21/ 231): هو منسوب إلى مكة المشرفة. قلت: هذا اسمه وليس بنسبة، "ع"(15/ 252).
(3)
هو الزيادي، كانت وفاته قبل البخاري بقليل في حدود الخمسين، "ف"(10/ 518).
(4)
أخو الرطب، "ك"(21/ 231).
(5)
أي: اتخذ شبه الحجرة، "ك"(21/ 231).
(6)
قوله: (احتجر) بالحاء المهملة الساكنة وفتح الفوقية والجيم بعدها راء، ولأبي ذر عن الكشميهني بالزاي بدل الراء. قوله:"حجيرة" بضم الحاء المهملة وفتح الجيم وسكون التحتية مصغرًا، وللكشميهني بفتح الحاء وكسر الجيم، أي: حوّط موضعًا من المسجد [بحصير يستره] ليصلي فيه، ولا يمرّ عليه أحد. ومعنى التي بالزاي أي: بنى حاجزة أي: مانعة بينه وبين الناس. قوله: "مخصفة" بضم الميم وفتح المعجمة والمهملة المشددة بعدها فاء: متخذة من سعف، قال ابن بطال: يقال: خصفت على نفسي ثوبًا أي: جمعت بين طرفيه بعود، أو خيط، وفي نسخة:"بخصفة" بموحدة بدل الميم
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُجَِيرَةً مُخصَّفَةً
(1)
أَوْ حَصِيرًا، فَخَرَجَ بَى رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيهَا، قَالَ: فَتَتَبَّعَ
(2)
إِلَيهِ رِجَالٌ، وَجَاءُوا يُصَلّونَ بِصلَاتِهِ، ثُمَّ جَاءُوا لَيلَةً فَحَضَرُوا وَأبْطَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيهِمْ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُم وَحَصَبُوا
(3)
الْبَابَ
(4)
، فَخَرَجَ إِلَيهِمْ مُغْضَبًا
(5)
(6)
،
"وَحَصَبُوا" في قا: "فَحَصَبُوا
(7)
".
===
وتخفيف الصاد، "قس"(13/ 143)، قال النووي (3/ 227): الخصفة والحصير بمعنى واحد، وشك الراوي فيه، "ك"(21/ 231 - 232).
(1)
ما يتخذ من خوص المُقل أو النخل، "ف"(15/ 518).
(2)
من التتبع، وهو الطلب معناه: طلبوا موضعه واجتمعوا إليه، "ع"(15/ 253).
(3)
أي: رموه بالحصباء، "ع"(15/ 253).
(4)
تنبيهًا له لظنِّهم أنه نسي، "ك"(21/ 232).
(5)
بفتح الضاد، "قس"(13/ 143).
(6)
قوله: (مغضبًا) أي: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حال كونه مغضبًا، وسبب غضبه أنهم اجتمعوا بغير أمره، ولم يكتفوا بالإشارة منه لكونه لم يخرج إليهم وبالغوا حتى حصبوا بابه. وقيل: كان غضبه لكونه تأخر إشفاقًا عليهم لئلا يفرض [عليهم] وهم يظنون غير ذلك، كذا في "العيني" (15/ 253). قال الكرماني (21/ 232): الغضب والشدة في أمر الله واجبان، وذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا سيما على الملوك والأئمة، ليتحفظوا أمر الشريعة ولا يطرأ عليها التغير والتبدل، انتهى، وسبق الحديث (برقم: 2011) في "كتاب الصوم"، و (برقم: 924) في "كتاب الصلاة".
(7)
بالحاء والصاد المهملتين والموحدة، أي: رموا بالحصباء، وهي الحصاة الصغيرة؛ تنبيهًا له لظنهم أنه نسي، "قس"(13/ 143).
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا زَالَ بِكُمْ
(1)
صَنِيعُكُمْ
(2)
حَتَّى ظَنَنْتُ
(3)
أَنَّهُ سَيُكْتَبُ
(4)
عَلَيكُمْ، فَعَلَيكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ خَيرَ صَلَاةِ الْمَرءِ فِي بَيتِهِ، إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ"
(5)
. [راجع 731].
76 - بَابُ الْحَذَرِ
(6)
مِنَ الْغَضَبِ
(7)
===
(1)
أي: متلبسًا بكم، "ك"(21/ 232).
(2)
بمعنى المصنوع، أي: صلاتكم، "ك"(21/ 232).
(3)
أي: خِفْت، من الظن بمعنى الخوف، "ك"(21/ 232)، "ع"(15/ 253).
(4)
أي: سيفرض عليكم فلا تقوموا بحقه فتعاقبوا عليه، "ع"(15/ 253).
(5)
أي: المفروضة، "ك"(21/ 232).
(6)
قوله: (باب الحذر من الغضب) هو شعلة نار، صفة شيطانية، وحقيقته: غليان دم القلب لإرادة الانتقام، واستدل البخاري رحمه الله بالآيتين للحذر من الغضب، لكن قال في "الفتح" (10/ 519): إنه ليس فيهما دليل على ذلك، إلا أنه لما ضم من يكظم الغيظ إلى من يجتنب الفواحش كان [في] ذلك إشارة إلى المقصود. وتعقبه العيني (15/ 254) بأن في كل من الآيتين دلالة عليه؛ لأن الأولى مدح الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، وإذا كان مدحًا يكون ضدّه ذمًّا، ومن المذموم التجاوز عند الغضب، فدلّ على التحذير من الغضب المذموم. وأما الآية الثانية ففي مدح المتقين الموصوفين بهذه الأوصاف، فدلّ على أن ضدَّها مذموم، فعدم كظم الغيظ وعدم العفو عين الغضب، فدل على التحذير، والله الموفق، "قس"(13/ 144 - 145).
(7)
وهو غليان دم القلب لإرادة الانتقام، "ك"(21/ 232)، "ع"(15/ 254).
لِقَولِهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ
(1)
كَبَائِرَ الْإِثْمِ
(2)
وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: 37]، {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ
(3)
عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].
6114 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ
(4)
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ
(5)
، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ
(6)
عِنْدَ الْغَضَبِ". [أخرجه: م 2609، سي 394، تحفة: 13238].
"لِقَولِهِ تَعَالَى" في نـ: "لِقَولِ اللَّه تَعَالَى". " {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ} " زاد قبله في ذ: "وَقَولِهِ تَعَالَى"، وفي نـ:"وَقَولِهِ عز وجل". " {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
…
} " إلخ، كذا في مه، وفي ذ بدله: "الآية". "أَخْبَرَنَا مَالِكٌ" في نـ: "أَنْبَأنَا مَالِكٌ".
===
(1)
وقد قيل: إن هذه نزلت في أبي بكر الصديق، "عيني"(15/ 254).
(2)
قال ابن عباس: هو الشرك، "ع"(15/ 254).
(3)
ساق في رواية كريمة إلى قوله: {الْمُحْسِنِينَ} ، "ف"(10/ 519).
(4)
الإمام.
(5)
قوله: (بالصرعة) بضم المهملة وفتح الراء: الذي يصرع الرجال مكثرًا فيه، وهو بتاء المبالغة كالحفظة أي: كثير الحفظ، قوله:"يملك نفسه" يعني: فلا يغضب، ويكظم الغيظ ويعفو. وفيه: أن مجاهدة النفس أشدُّ من مجاهدة العدو، وهي الجهاد الأكبر، "ك"(21/ 233)، "ع"(15/ 254).
(6)
فلا يغضب، ويكظم الغيظ، "ك"(21/ 233).
6115 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(1)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(2)
، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ صرَدٍ
(3)
: اسْتَبَّ رَجُلَانِ
(4)
عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ونَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، فَأَحَدُهُمَا لسَبَّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ
(5)
مَا يَجِدُ
(6)
، لَوْ قَالَ
(7)
: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ". فَقَالُوا
(8)
لِلرَّجُلِ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنِّي لَستُ بِمَجْنُونٍ
(9)
. [راجع: 3282].
"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ" في نـ: "حَدَّثَنِي عُثْمَانُ". "اسْتَبَّ رَجُلَانِ" في نـ: "قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ". "فَأَحَدُهُمَا سَبَّ" في نـ: "وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ".
===
(1)
هو ابن عبد الحميد.
(2)
سليمان.
(3)
الخزاعي الكوفي، "ك"(21/ 233).
(4)
لم يسميا، "مق" (ص: 330).
(5)
قوله: (لذهب عنه ما يجد) لأن الشيطان هو الذي يزين للإنسان الغضب، فالاستعاذة بالله من أقوى السلاح على دفع كيده، "ك"(21/ 233).
(6)
أي: من الغضب.
(7)
قال العيني في "العمدة"(15/ 255): فيه الترجمة؛ لأن من قال هذه الكلمة لحذر عن الغضب وسكن غضبه.
(8)
أي: الصحابة، "قس"(13/ 146).
(9)
قوله: (إني لست بمجنون) إما هذا كان منافقًا، أو أنف من كلام أصحابه دون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ع" (15/ 255). ومرَّ الحديث (برقم: 3282).
6116 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسفَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
(1)
، عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(2)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا
(3)
قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوْصِنِي. قَالَ: "لَا تَغْضَبْ". فَرَدَّدَ مِرَارًا
(4)
، قَالَ:"لَا تَغْضَبْ"
(5)
. [أخرجه: ت 2020، تحفة: 12846].
77 - بَابُ الْحَيَاءِ
(6)
6117 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ
(7)
الْعَدَوِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَينٍ قَالَ:
"حَدَّثَنَا يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى". "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ" في نـ: "أَخْبَرَنَا أبُو بَكْرٍ"، وفي نـ:"أَنْبَأنَا أَبُو بَكْرٍ".
===
(1)
هو ابن عياش، "ك"(21/ 233)، "ع"(15/ 255).
(2)
بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين، "قس"(13/ 147)، أي: عثمان، "ك"(21/ 233).
(3)
اسمه جارية بالجيم، ابن قدامة، "قس"(13/ 147)، "ع"(15/ 255).
(4)
زاد فى رواية: ثلاثًا، "قس"(13/ 143).
(5)
قوله: (لا تغضب) إنما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب"؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان مكاشفًا بأوضاع الخلق، فيأمرهم بما هو أولى بهم، ولعل الرجل كان غضوبا فوصَّاه بتركه، أو معناه: لا تفعل ما يأمرك به الغضب ويحملك عليه من الأقوال والأفعال، "ك"(21/ 234)، "ع"(15/ 255 - 256).
(6)
أي: في فضل الحياء، وهو تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذمّ، "ك"(21/ 234)، "ع"(15/ 256).
(7)
بفتح المهملة وشدة الواو وبالراء، اسمه حسان بن حريث على الصحيح، "ك"(21/ 234)، "ع"(15/ 256).
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ
(1)
"
(2)
. فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ
(3)
: مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ
(4)
: إِنَّ مِنَ الحَيَاءِ وَقَارًا
(5)
، وَإِنَّ مِنَ
===
(1)
قوله: (لا يأتي إلا بخير) لأن من استحيى من الناس أن يروه مرتكب المحارم، فذلك داعية إلى أن يكون أشدَّ حياء من الله، ومن استحيى من الله كان حياؤه زاجرًا له عن ارتكاب معاصيه. فإن قلت: صاحب الحياء قد يستحيي أن يواجه بالحق من يعظمه، أو يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق؟ قلت: هذا عجز؛ ولهذا قال بعضهم: الحياء بالاصطلاح الشرعي: هو خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في الحسن، "ك"(21/ 234).
(2)
لأنه يعجز صاحبه عن ارتكاب المعاصي والمحارم، ولذا كان من الإيمان.
(3)
بضم الموحدة وفتح المعجمة: العدوي البصري التابعي الجليل، "ع"(15/ 256).
(4)
قوله: (مكتوب في الحكمة) أي: العلم الذي يبحث فيه عن أحوال حقائق الموجودات. وقيل: أي: العلم المتقن الوافي، "ك" (21/ 234). قوله: "إن من الحياء وقاراً
…
" إلخ، وفي رواية أبي قتادة العدوي عن عمران: "إن منه سكينة ووقارًا لله" وفيه ضعف، وهذه الزيادة متعينة، ولأجلها غضب عمران، كما قاله في "الفتح" (10/ 522)، وقال في "الكواكب" (21/ 235): إنما غضب؛ لأن الحجة إنما هي في سُنَة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فيما يروى عن كتب الحكمة، لأنه لا يدري ما حقيقتها، ولا يعرف صدقها، "قس" (13/ 149).
(5)
وهو الحلم والرزانة، "ع"(15/ 256)، "ك"(21/ 234).
الْحَيَاءِ سَكِينَةً
(1)
. فَقَالَ لَهُ عِفرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ؟ [أخرجه: م 37، تحفة: 10877].
6118 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابنُ شِهَاب، عَنْ سَالِمٍ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى رَجُلٍ
(4)
وَهُوَ يُعَاتَبُ
(5)
فِي الْحَيَاءِ يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَستَحْيِى
(6)
- حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ - فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"سَكِينَةً" في هـ، ذ:"السَّكِينَةَ". "عِمْرَانُ" في نـ: "عِمْرَانُ بْنُ حُصَينٍ". "حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ". "أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَاب" في نـ: "حَدَّثَنَا ابنُ شِهَابٍ". "لَتَستَحْيِي" كذا في سـ، حـ، وفي نـ:"لَتَستَحِي" بكسر الحاء وتحتية واحدة، "قس"(13/ 150).
===
(1)
أي: دعة وسكونًا، "ك"(21/ 234)"ع"(15/ 265).
(2)
الكوفي.
(3)
هو ابن عبد الله.
(4)
لم أعرف اسم الرجل، ولا اسم أخيه، والمراد
(1)
بوعظه [أنه يذكر له ما يترتب على ملازمته من المفسدة]، "ف"(10/ 522).
(5)
قوله: (وهو يعاتب) بلفظ المجهول يعني: يلام ويذم ولوعظ فيه، "ك"(21/ 235)، "ع"(15/ 257)، ومرَّ (برقم: 24) في "كتاب الإيمان": "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه".
(6)
بسكون الحاء وتحتيتين، "قس"(13/ 150).
(1)
في الأصل: لا المراد
…
إلخ، هو تحريف، والصواب ما أثبتناه.
"دَعْهُ
(1)
؟ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ"
(2)
. [راجع: 24، تحفة: 6873].
6119 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَوْلَى أَنَس قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ
(3)
فِي خِدْرِهَا.
قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: اسْمُهُ: عَبدُ اللَّهِ
(4)
بْنُ أَبِي عُتْبَةَ، يَعْنِي مَولَى أَنسٍ، الصحيح
(5)
: قتادة عن عبدِ اللَّه بْنِ أَبِي عُتْبَةَ مَولَى أَنسٍ. [راجع: 3562].
78 - بَابٌ
(6)
إِذَا لَمْ تَستَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ
6125 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيرٌ
(7)
قَالَ:
"عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ" في نـ: "عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ أَبِي عُتْبَةَ". "الصَّحِيحُ
…
" إلخ، سقط في نـ. "لَمْ. تَستَحْيِ" في نـ: "لَمْ تَسْتَحِ".
===
(1)
أي: اتركه، "ع"(15/ 257).
(2)
أي: شعبة منه، فـ"من" للتبعيض، "ك"(21/ 235).
(3)
قوله: (من العذراء في خدرها) بكسر الخاء المعجمة وسكون المهملة أي: في سترها، وهو من باب التفهيم، لأن البكر في الخلوة يشتد حياؤها؛ لأن الخلوة مظنة وقوع الفعل بها، "قس"(13/ 133).
(4)
قوله: (اسمه عبد الله) وفي بعض النسخ: "اسمه عبد الرحمن"، والأول أصوب، وفي بعضها:"عبيد الله" بالتصغير، والمعتمد هو الأول، "خ".
(5)
لم توجد هذه النسخة في أحد من النسخ الموجودة إلا المنقول عنها.
(6)
بالتنوين، "قس"(13/ 151).
(7)
أي: ابن معاوية، "ع"(15/ 258).
حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ (1)، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ (2) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ (3) قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ (4) مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ". [راجع: 3483].
79 - بَابُ مَا لَا يُسْتَحْيَا مِنَ الْحَقِّ لِلتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ
6121 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (5)، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زينَبَ بْنتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:
" لَمْ تَسْتَحْيِ" في نـ: "لَمْ تَسْتَحِ". "حَدَّثَنِي مَالِكٌ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ". "بْنتِ أَبِي سَلَمَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ".
(1)
ابن المعتمر، "ع"(15/ 258).
(2)
الغطفاني، "ع"(15/ 258).
(3)
عقبة بن عامر البدري، "ع"(15/ 258).
(4)
قوله: (أدرك الناس
…
) إلخ، "الناس" مرفوع، والعائد إلى "ما" محذوف، ويجوز فيه النصب، والعائد ضمير الفاعل، و"أدرك" بمعنى بلغ، و"إذا لم تستحيى" اسم للكلمة [المشبهة] بتأويل هذا القول، أي: إن الحياء لم يزل مستحسنأ في شرائع الأنبياء السابقة، وأنه باقٍ لم ينسخ، فالأولون والآخرون فيه على منهاج واحد. قوله:"فاصنع ما شئت" قال الخطابي: الأمر فيه للتهديد نحو: اعملوا ما شئتم فإن الله يجزيكم، أو أراد به: افعل [ما شئت مما] لا يستحيى منه، أي: لا تفعل ما يستحيى منه، أو الأمر بمعنى الخبر أي: إذا لم يكن لك حياء يمنعك من القبيح صنعت ما شئت. قلت: المعنى الثاني أشار إليه النووي حيث قال في "الأربعين": الأمر للإباحة، وهو ظاهر منه، "ع"(15/ 258)، ومرَّ الحديث (برقم: 3483).
(5)
ابن أبي أويس، "ع"(15/ 258).
جَاءَتْ أُمُّ سُلَيمٍ
(1)
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي
(2)
مِنَ الْحَقِّ
(3)
، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ:"نَعَمْ إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ"
(4)
. [راجع: 130].
6122 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ، لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَلَا يَتَحَاتُّ"
(5)
. فَقَالَ الْقَوْمُ: هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ - وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ -، فَاسْتَحْيَيتُ
(6)
، فَقَالَ
(7)
: "هِيَ النَّخْلَةُ".
"لَا يَسْتَحْيِي" في نـ: "لَا يَسْتَحِي". "قَالَ: نَعَمْ " في نـ: "فَقَالَ: نَعَمْ". "قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللَّه".
===
(1)
أي: أم أنس، "ع"(15/ 259).
(2)
أي: لا يأمر بالحياء فيه، "مجمع"(1/ 598).
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 135).
(4)
أي: أنزلت المني عند الاحتلام، "ك"(21/ 236).
(5)
من التفاعل أي: لا يتناثر ولا يحتك بعض أوراقها ببعض فتسقط، "ك"(21/ 236 - 237).
(6)
قوله: (فاستحييت) قيل: لا مطابقة بين الحديث والترجمة، لأن الترجمة فيما لا يستحيى وفي الحديث استحيا يعني عبد الله؟ قلت: يفهم المطابقة من كلام عمر رضي الله عنه، لأن عبد الله كان صغيرًا فاستحيا أن يتكلم عنده، وقول عمر رضي الله عنه يدل على أن سكوته غير حسن؛ لأنه لو كان حسنًا لقال له: أصبت، فبالنظر إلى كلام عمر يدخل في "باب ما لا يستحيى" فافهم، "ع"(15/ 259).
(7)
صلى الله عليه وسلم.
وَعَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خُبَيبُ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ، وَزَادَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ فَقَالَ: لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا لَكَانَ أَحَبَّ إِليَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا
(1)
[راجع: 61، تحفة: 7413، 6694].
6123 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ
===
(1)
قوله: (من كذا وكذا) أي: من حمر النعم، كما تقدم صريحًا، "ع"(2/ 20 - 21)، "ك"(21/ 237)، أما وجه الشبه فقد اختلفوا فيه، فقال بعضهم: هو كثرة خيرها، ودوام ظلها، وطيب ثمرها، ووجوده على الدوام، فإنه من حين يطلع ثمرها لا يزال يؤكل منه حتى ييبس، وبعد أن ييبس تتخذ منها منافع كثيرة: من خشبها وورقها وأغصانها، فيستعمل جذوعاً وحطباً وعصياً ومخاصر وحُصرًا وحبالًا وأواني، وغير ذلك مما ينتفع به من أجزائها، ثم آخرها نواها ينتفع به علفًا للإبل وغيرها، ثم جمال نباتها وحسن ثمرتها وهي كلها منافع، وخير وجمال. وكذلك، المؤمن خير كله من كثرة طاعاته ومكارم أخلاقه ومواظبته على صلاته وصيامه وصدقته وذكره وسائر الطاعات، هذا هو الصحيح في وجه الشبه. وقال بعضهم وجه التشبيه أن النخلة إذا قطعت رأسها مات بخلاف باقي الشجر. وقال بعضهم: لأنها لا تحمل حتى تُلَقَّحَ. وقال بعضهم: لأنها تموت إذا مزقت أو فسد ما هو كالقلب لها. وقال بعضهم: لأن لطلعها رائحة المني. وقال بعضهم: لأنها تعشق كالإنسان. وهذه الأقوال كلها ضعيفة من حيث أن التشبيه إنما وقع بالمسلم، وهذه المعاني تشمل المسلم والكافر، "عيني"(2/ 20 - 21) من "كتاب العلم".
(2)
ابن عبد العزيز، "ك"(21/ 237).
ثَابِتًا
(1)
: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ
(2)
إِلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم تَعْرِضُ
(3)
(4)
عَلَيهِ نَفْسَهَا فَقَالَتْ: هَلْ لَكَ حَاجَةٌ فِيَّ
(5)
؟ فَقَالَتِ ابْنَتُهُ
(6)
: مَا أَقَلَّ
(7)
حَيَاءَهَا
(8)
! فَقَالَ
(9)
: هِيَ
(10)
خَيْرٌ مِنْكِ، عَرَضَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نفْسَهَا. [راجع: 5120].
80 - بَابُ قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا"
وَكَانَ
(11)
يُحِبُّ التَّخْفِيفَ وَالْيُسرَ عَلَى النَّاسِ.
6124 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ
(12)
قَالَ:
"إِلَى رَسُولِ اللَّه" في نـ: "إِلَى النَّبِيِّ".
===
(1)
البناني، "ع"(15/ 259).
(2)
لم أقف على اسمها، "قس"(13/ 154).
(3)
مطابقته للترجمة من حيث إن المذكورة لم تستحيي فيما سألته، لأن سؤالها كان لتقرب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ع"(15/ 259).
(4)
أي: ليتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ع"(15/ 259).
(5)
أي: في نكاحي، "ك"(21/ 237).
(6)
أي: ابنة أنس، "ك"(21/ 237)، هي أمينة، "مقدمة" (ص: 320).
(7)
صيغة التعجب، "خ".
(8)
مرَّ الحديث (برقم: 5120).
(9)
أي: أنس، "ع"(15/ 260).
(10)
قصدت أن تصير من أمهات المؤمنين المتضمنة سعادة الدارين، "ك"(21/ 237).
(11)
أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ك"(22/ 2).
(12)
اسمه يزيد، "ك"(22/ 2).
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا
(1)
وَلَا تنفِّرُوا". [راجع: 69].
6125 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ
(3)
، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ جَدِّهِ
(5)
: لَمَّا بَعَثَهُ
(6)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ لَهُمَا: "يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا
(7)
،
"يَقُولُ" في نـ: "قَالَ". "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنَا النَّضرُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا النَّضْرُ". "عَنْ جَدِّهِ" في نـ: "عَنْ جَدهِ قَالَ".
===
(1)
قوله: (سَكِّنوا ولا تُنفِّروا) هو كالتفسير لسابقه، والسكون ضد النفور، كما أن ضدَّ البشارة النذارة. والمراد: تأليف من قرب إسلامه وترك التشديد عليه في الابتداء، وكذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يكون بتلطف ليقبل، وكذلك تعليم العلم ينبغي أن يكون بالتدريج؛ لأن الشيء إذا كان في ابتدائه سهلًا حُبِّبَ إلى من يدخل فيه ويلقاه بانبساط، وكانت عاقبته في الغالب الازدياد، بخلاف ضده، "قس"(13/ 155)، ومرَّ الحديث (برقم: 69).
(2)
قوله: (إسحاق) قال الكرماني (2/ 22): هو إما ابن إبراهيم، وإما ابن منصور. قلت: هو قول الكلاباذي. وقال أبو نعيم: هو إسحاق بن راهويه، "ع"(15/ 260).
(3)
ابن شميل، "ع"(15/ 260).
(4)
أبي بردة عامر، "ك"(22/ 2).
(5)
أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، "ك"(22/ 2).
(6)
أي: إلى اليمن قبل حجة الوداع، "قس"(13/ 155).
(7)
نهى عن التعسير، وهو التشديد في الأمور، "ع"(15/ 261).
وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا"
(1)
. قَالَ أَبُو مُوسَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا بِأَرْضٍ
(2)
يُصْنَعُ فِيهَا شَرَابٌ مِنَ الْعَسَلِ، يُقَالُ لَهُ: الْبِتْعُ
(3)
، وَشَرَابٌ مِنَ الشَّعِيرِ، يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ
(4)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ". [راجع: 2261، أخرجه: م 1733، د 4556، س 5596، ق 3391، تحفة: 9086].
6126 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم بَينَ أَمْرَيْنِ
"يُصْنَعُ فِيهَا" في سـ، ذ:"يُصْنَعُ بِهَا".
===
(1)
أي: توافقا في الأمور، "ك"(22/ 2).
(2)
يريد بها أرض اليمن، "ك"(22/ 2).
(3)
بكسر الموحدة وإسكان الفوقانية وبالمهملة، "ك"(22/ 3).
(4)
بكسر الميم وتسكين الزاي وبالراء، "ك"(22/ 3).
(5)
قوله: (ما خير
…
) إلخ، فإن قلت: كيف خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين أحدهما إثم؟ قلت: إن كان التخيير من الكفار فظاهر، وإن كان من الله أو المسلمين فمعناه: ما لم يؤد إلى إثم، كالتخيير بين المجاهدة في العبادة والاقتصاد فيها، فإن المجاهدة بحيث ينجرّ إلى الهلاك غير جائز. قال القاضي عياض: يحتمل أن يخيره الله تعالى فيما فيه عقوبتان ونحوه. أما قوله: "ما لم يكن إثمًا": يتصور إذا خيّره الكفار، قال: وانتهاك حرمة الله: هو ارتكاب ما حرمه، وهو استثناء منقطع، يعني إذا انتهكت حرمة الله انتصر لله، وانتقم ممن ارتكب ذلك، "ك"(22/ 3)، ومرَّ الحديث (برقم: 3560).
قَطُّ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا
(1)
مَا لَمْ يَكُنْ إِثْما، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ قَطُّ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ
(2)
حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ بِهَا. [راجع: 3560].
6127 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيسٍ قَالَ: كُنَّا عَلَى شاطِئِ نَهْرٍ بِالأَهْوَازِ
(4)
قَدْ نَضَبَ
"اخْتَارَ" في نـ: "أَخَذَ". "لِلَّهِ بِهَا" في نـ: "بِهَا لِلَّهِ".
===
(1)
أي: أسهلهما، "ك"(22/ 3). منه تؤخذ المطابقة، كذا في "ع"(15/ 261).
(2)
بضم الفوقية وسكون النون وفتح الفوقية والهاء والكاف، "قس"(13/ 156).
(3)
محمد بن الفضل، "ع"(15/ 261).
(4)
قوله: (الأهواز) بفتح الهمزة وسكون الهاء وبالواو وبالزاي: موضع بخوزستان بين العراق وفارس. قوله: "نضب" بفتح النون والضاد المعجمة وبالباء الموحدة أي: غاب وذهب في الأرض. و"تبعها" ويروى "وأتبعها". قوله: "فقضى صلاته" أي: أداها، والقضاء يأتي بمعنى الأداء كما في قوله تعالى:{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ} [النساء: 103]، أي: أديتم. و"فينا رجل" كان هذا الرجل يرى رأي الخوارج، قوله:"متراخ" أي: متباعد. قوله: "وتركته" أي: الفرس. وفي بعضها "تركتها"، والفرس يقع على الذكر والأنثى، لكن لفظه مؤنث سماعي. قوله:"من تيسيره" أي: تسهيله صلى الله عليه وسلم على الأمة، وأنه رأى من التسهيل ما حمله على ذلك، إذ لا يجوز له أن يفعله من تلقاء نفسه دون أن يشاهد مثله منه عليه الصلاة والسلام.
وفيه: أن من انفلتت دابته وهو في الصلاة يقطعها ويتبعها، وكذلك كل من خشي تلف ماله، كذا في "الكرماني"(22/ 3 - 4).
عَنْهُ الْمَاءُ، فَجَاءَ أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ
(1)
عَلَى فَرَسٍ، فَصَلَّى وَخَلَّى فَرَسَهُ، فَانْطَلَقَتِ الْفَرَسُ، فَتَرَكَ صَلَاتَهُ وَتَبِعَهَا حَتَّى أَدْرَكَهَا، فَأَخَذَهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَضى صَلَاتَهُ، وَفِينَا رَجُلٌ لَهُ رَأْيٌ
(2)
، فَأَقْبَلَ يَقُولُ: انْظُرُوا إلَى هَذَا الشَّيخِ تَرَكَ صَلَاتَهُ مِنْ أَجْلِ فَرَسٍ! فَأَقْبَلَ فَقَالَ: مَا عَنَّفَنِي
(3)
أحَدٌ مُنْذُ فَارَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ
(4)
: وَقَالَ: إِنَّ مَنْزِلِي مُتَرَاخٍ
(5)
، فَلَوْ صَلَّيْتُ وَتَرَكْتُهَا لَمْ آتِ أَهْلِي إِلَى اللَّيْلِ. وَذَكَرَ أَنَّهُ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى مِنْ تَيسِيرِهِ. [راجع: 1211].
6128 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ
(7)
، عَنِ
"فَتَرَكَ صَلَاتَهُ وَتَبِعَهَا" في سـ، حـ، ذ:"فَخَلَّى صَلَاتَهُ وَاتَّبَعَهَا". " وَتَرَكْتُهَا" في نـ: "وَتَرَكْتُهُ"، وفي نـ:"وَتَرَكْتُ". "أَنَّهُ صحِبَ" في سـ، ذ:"أَنَّهُ قَدْ صَحِبَ". "فَرَأَى" في سـ، حـ، ذ:"وَرَأَى".
===
(1)
قوله: (أبو برزة الأسلمي) بفتح الموحدة وتسكين الراء وبالزاي، نضلة بفتح النون وسكون المعجمة، الأسلمي بفتح الهمزة واللام، "كرماني، شرح البخاري"(22/ 4)، ومرَّ الحديث (برقم: 1211).
(2)
فاسد بالتنوين، للتحقير، "قس"(13/ 156). من هاهنا تؤخذ المطابقة أيضًا من معنى الحديث، كذا في "العيني"(15/ 261).
(3)
من التعنيف، "خ".
(4)
أي: الأزرق، "خ".
(5)
بالخاء المعجمة، "ع"(15/ 262).
(6)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 262).
(7)
ابن أبي حمزة، "ع"(15/ 262).
الزُّهْرِيِّ
(1)
. ح وَقَالَ اللَّيثُ
(2)
: حَدَّثَنِي يُونُسُ
(3)
، عَنِ ابْنِ شِهَاب
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ: أنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَثَارَ
(5)
إِلَيهِ النَّاسُ لِيَقَعُوا بهِ
(6)
، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهُ
(7)
، وَأَهْرِيقُوا
(8)
عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا
(9)
مِنْ مَاءٍ - أوْ سَجْلًا
(10)
مِنْ مَاءٍ - فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبعَثُوا مُعَسِّرِينَ". [راجع: 220].
"أَهْرِيقُوا" في ذ: "هَرِيقُوا".
===
(1)
محمد بن مسلم، "ع"(15/ 262).
(2)
ابن سعد.
(3)
ابن يزيد، "ع"(15/ 262).
(4)
هو الزهري، "ع"(15/ 262).
(5)
بالمثلثة من الثوران وهو الهيجان، "ك"(22/ 4).
(6)
أي: ليؤذوه، "قس"(13/ 157).
(7)
قوله: (دعوه) أي: اتركوه، وإنما قال ذلك لمصلحتين: وهي أنه لو قطع عليه بوله لتضرر، وأن التنجيس قد حصل في جزء يسير، فلو أقاموه في أثنائه لتنجست ثيابه وبدنه، ومواضع كثيرة من المسجد، "ك"(22/ 4)، ومرَ (برقم: 220).
(8)
قوله: (أهريقوا) بهمزة قطع مفتوحة وسكون الهاء، ولأبي ذر بحذف الهمزة وفتح الهاء أي: صبّوا، "قس" (13/ 157). أصله: أريقوا من الإراقة فأبدلت الهاء من الهمزة. قوله: "ذنوبًا" بفتح الذال المعجمة وضم النون، وهو الدلو. قوله:"أو سجلًا" شك من الراوي، والسجل - بفتح السين المهملة وسكون الجيم -: الدلو فيه الماء قلّ أو كثر، "عمدة القاري"(15/ 262).
(9)
دلوًا.
(10)
هو دلو فيه ماء، "ع"(15/ 262).
81 - بَابُ الانْبِسَاطِ إِلَى النَّاسِ
وَقَالَ ابْنُ مَسعُودٍ
(1)
: خَالِطِ النَّاسَ، وَدِينُكَ
(2)
لَا تَكْلِمَنَّهُ
(3)
. وَالدُّعَابَةُ
(4)
(5)
مَعَ الأَهْلِ.
6129 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنْ
(6)
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيُخَالِطُنَا حَتَّى يَقُولُ لأَخٍ لِي صَغِيرٍ: "يَا أَبَا عُمَيرٍ
(7)
، مَا فَعَلَ
"إِلَى النَّاسِ" في هـ، ذ:"مَعَ النَّاسِ".
===
(1)
وصله الطبراني في "الكبير"، "ع"(15/ 263).
(2)
قوله: (ودينك لا تَكْلِمَنَّه) بكسر اللام وفتح الميم والنون المشددة، من الكلم بفتح الكاف وسكون اللام، وهو الجرح. و"دينك" بالنصب في الفرع أي: لا تكلمن دينك، ويجوز الرفع على أنه مبتدأ ولا تكلمن خبره، كذا في "قس" (13/ 158). قال العيني (15/ 263): ذكر هذا التعليق عن عبد الله بن مسعود إشارة إلى أن الانبساط مع الناس والمخالطة بهم مشروع، لكن بشرط أن لا يحصل في دينه خلل ويبقى صحيحًا.
(3)
بفتح أوله وإسكان ثانيه، "تن"(3/ 1164).
(4)
أي: المزاح، "ك"(22/ 5).
(5)
قوله: (والدعابة) بالجر عطف على قوله: "الانبساط"، وهو من بقية الترجمة، وهي بضم الدال وتخفيف العين المهملة وبعد الألف باء موحدة، وهي الملاطفة في القول بالمزاح، "عيني"(15/ 263).
(6)
مخففة من الثقيلة.
(7)
قوله: (يا أبا عمير) مصغر عمر. و"النغير" مصغر النغر بالنون والمعجمة والراء: طوير كالعصفور له صوت حسن، ومنقاره أحمر. و"ما فعل" أي: ما شأنه وحاله.
النُّغَيرُ"
(1)
[طرفه: 6203، أخرجه: م 659، ت 33، سي 334، ق 3720، تحفة: 1692].
6130 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّد
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ
(5)
بِالْبَنَاتِ
(6)
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ". "أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ".
===
وفي الحديث بيان جواز تكنية الطفل ومن لم يولد له، وأنه ليس كذبًا، وجواز المزاح والسجع في الكلام، والتصغير، ولعب الصبي بالعصفور، وتمكين الولي له، والسؤال عما هو عالم به، وكمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم، واستمالة قلوب الصغار، وإدخال السرور في قلوبهم. وقيل: وجواز صيد المدينة، وإظهار المحبة لأقارب الصغير ونحوه، كذا في "الكرماني"(22/ 5).
(1)
هو طوير كالعصفور، "ك (22/ 5).
(2)
هو إما ابن سلام أو ابن المثنى، "ك"(22/ 5).
(3)
محمد بن خازم، "ع"(15/ 264).
(4)
عروة بن الزبير، "ع"(15/ 264).
(5)
قوله: (ألعب بالبنات) أي: بالتماثيل المسماة بلعب البنات.
واستدل بالحديث على جواز اتخاذ اللعبة من أجل لعب البنات بهن، وخصّ ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم القاضي عياض، ونقله عن الجمهور، "قس"(13/ 159)، وقيل: إنه منسوخ بحديث الصور، "ك"(22/ 6).
(6)
أي: بالتماثيل، "قس"(13/ 159).
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبنَ مَعِي، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا دَخَلَ يَنْقَمِعْنَ
(1)
مِنْهُ، فَيسَرِّبُهُنَّ
(2)
إِلَيَّ فَيَلْعَبنَ مَعِيَ. [أخرجه: م 2440، تحفة: 17198].
82 - بَابُ الْمُدَارَاةِ
(3)
مَعَ النَّاسِ
وُد ذْكَرُ
(4)
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ
(5)
:
"عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "عِنْدَ النَّبِيِّ". "وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ". "يَنْقَمِعْنَ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"تَقَمَّعْنَ"، وفي نـ:"يَتَقَمَّعْنَ".
===
(1)
قوله: (ينقمعن) من الانقماع، و [في رواية:"يتقمعن"] من التقمع، وهو: الانفصال والدخول في البيت والهرب والذهاب والاستتار، كذا في "الكرماني" (22/ 5). والمطابقة للترجمة: من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينبسط إلى عائشة، حيث يرضى بلعبها بالبنات، ويرسل إليها صواحبها حتى يلعبن معها، وكانت عائشة غير بالغة فلذلك رخص لها، "ع"(15/ 264).
(2)
أي: يبعثهن ويرسلهن، "قس"(13/ 159).
(3)
قوله: (المداراة) أصلها بالهمزة من الدرء؛ لأنها الدفع برفق، "تو"(8/ 3692)، وهي: لين الكلام، وترك الإغلاظ في القول، وهي من أخلاق المؤمنين، وهي مندوبة، والمداهنة محرمة، والفرق بينهما: أن المداهن هو الذي يلقى الفاسق المعلن بفسقه، فيؤالفه ولا ينكر عليه، ولو بقلبه. والمداراة: هي الرفق بالجاهل الذي يتستر بالمعاصي واللطف به، حتى يرده عما هو عليه، "ك"(22/ 6)، "قس"(13/ 160).
(4)
بضم التحتية وفتح الكاف، "قس"(13/ 160).
(5)
اسمه عويمر الأنصاري، "ك"(22/ 6).
إِنَّا لَنَكْشِرُ
(1)
(2)
فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ، وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ
(3)
.
6131 -
حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ
(5)
، حَدَّثَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رجُلٌ
(6)
، فَقَالَ:"ائْذَنُوا لَهُ، فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ"، أَوْ "بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ"
(7)
. فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ فِي الْكَلَامِ
(8)
. فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْتَ مَا قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ فِي الْقَوْلِ؟ فَقَالَ: "أَيْ عَائِشَةُ! إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ تَرَكَهُ - أَوْ وَدَعَهُ
(9)
- النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ"
(10)
. [راجع: 6032].
"لَتَلْعَنُهُم" في هـ، ذ:"لَتَقْلِيهِمْ". "أَلَانَ" في سـ، حـ، ذ:"لَانَ". "فِي الْكَلَامِ" لفظ "في" سقط لغير أبي ذر.
===
(1)
من الكشر، وهو التبسم، "ك (22/ 6).
(2)
قوله: (لنكشر) - بسكون الكاف وكسر المعجمة - من الكشر، وهو ظهور الأسنان، وأكثر ما يطلق عند الضحك، والاسم الكشرة كالعشرة، "ف"(10/ 528)، "ع"(15/ 265).
(3)
كذا للأكثر، من اللعن. وللكشميهني:"لتقليهم" من القلى، بكسر القاف مقصورًا، وهو البغض، "ع"(15/ 265).
(4)
هو ابن عيينة، "ع"(15/ 265).
(5)
محمد، "ع"(15/ 265).
(6)
هو عيينة بن حصن، "ك"(22/ 6).
(7)
أي: بئس هذا الرجل من القبيلة، "ك"(22/ 6).
(8)
أي: تألفًا له ولأمثاله على الإسلام، "ك"(22/ 6).
(9)
أي: تركه، "ك"(22/ 6).
(10)
مرَّ الحديث (برقم: 6054).
6132 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُلَيَّةَ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي مُلَيكَةَ
(3)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ أَقْبِيَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَرَّرَةٌ
(4)
بِالذَّهَبِ، فَقَسَمَهَا فِي نَاسٍ مِنْ أَصحَابِهِ وَعَزَلَ مِنْهَا وَاحِدًا لِمَخْرَمَةَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: "خَبَأْتُ
(5)
هَذَا لَكَ". قَالَ أَيُّوبُ
(6)
(7)
بِثَوْبِهِ انَّهُ يُرِيهِ إِيَّاهُ، وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شَيءٌ.
ورَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زيدٍ عَنْ أَيُّوبَ.
وَقَالَ حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ
(8)
: قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَة. [راجع 2599].
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ". "أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ" في نـ: "أَنْبَأنَا أَيُّوبُ". "وَاحِدًا" في نـ: "وَاحِدةً". "خَبَأتُ" في هـ، ذ:"قَدْ خَبَأتُ". "أَنَّهُ يُرِيهِ" في ذ: "وَأَنَهُ يُرِيهِ".
===
(1)
هو إسماعيل بن إبراهيم، وعلية اسم أمه، "ع"(15/ 266).
(2)
هو السختياني، "ع"(15/ 266).
(3)
هو تابعي، والحديث مرسل، "ك"(22/ 7).
(4)
من التزرير، وهو جعلك للقميص أزرارًا، "ك"(22/ 7).
(5)
أي: أخفيت.
(6)
موصول بالسند المذكور، "ع"(15/ 266).
(7)
قوله: (قال أيوب بثوبه) أي: أشار أيوب إلى ثوبه ليستحضر فعل النبي صلى الله عليه وسلم للحاضرين قائلًا: إنه يري مخرمة الإزار، يريد تطييب قلبه؛ لأنه كالن/ في خلق مخرمة نوع من الشكاسة، ملتقط من "ك"(7/ 22)، "ع"(15/ 266).
(8)
مراده بسياق هذا التعليق الإعلام بوصله، "قس"(13/ 162).
83 - بَابٌ
(1)
لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَينِ
وَقَالَ مُعَاوِلَةُ
(2)
: لَا حِلْمَ
(3)
إِلَّا عَنْ تَجْرِبَةٍ.
6133 -
حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ عُقَيلٍ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ
(6)
مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَينِ". [أخرجه: م 2998، د 4862، ق 3982، تحفة: 13205].
"لَا حِلْمَ إِلَّا عَنْ تَجرِبَةٍ" في صـ: "لا حَلِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ"، وفي نـ:"لَا حَلِيمَ إِلَّا ذِي تَجْرِبَةٍ"، وفي هـ، ذ:"لا حِلْمَ إِلا لِذِي تَجْرِبَةٍ"، وفي سـ، حـ، ذ:"لا حِلمَ إِلَّا بِتَجْرِبَةٍ".
===
(1)
بالتنوين.
(2)
هو ابن أبي سفيان، "ع"(15/ 267).
(3)
قوله: (لا حلم) كذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي بكسر المهملة وسكون اللام، والحلم: التأني في الأمور المقلقة، والمعنى أن المرء لا يوصف بالحلم حتى يجرب الأمور، "قس"(13/ 162)، وللأكثر "لا حليم" بوزن عظيم، "ف"(10/ 529). ومناسبة ذكر أثره للحديث الذي هو الترجمة أن الحليم الذي ليس له تجربة قد يقع في أمر مرة بعد أخرى، "ع"(15/ 267).
(4)
هو ابن سعيد.
(5)
هو ابن خالد.
(6)
قوله: (لا يلدغ المؤمن) قال الخطابي: "لا يلدغ" خبر ومعناه أمر، يقول: ليكن المؤمن حازمًا حذرًا لا يؤتى من ناحية الغفلة [فينخدع] مرة بعد أخرى، وقد يكون ذلك في أمر الدين. وقد يرويه بعضهم "لا يلدغ" بكسر
84 - باب حق الضيف
6134 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَين
(1)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَلَمْ أُخْبَرْ
(2)
أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟! "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: "فَلَا تَفْعَلْ، قُمْ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيكَ حَقًا، وَإِنَّ لِعَينِكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ
(3)
عَلَيكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَإِنَّكَ عَسَى
"أَخْبَرَنَا رَوحُ" في نـ: "حَدَّثَنَا رَوْحُ". "قَالَ: دَخَلَ" لفظ "قال" سقط في ذ. "لِعَينِكَ" في نـ: "لِعَينَيكَ".
===
الغين في الوصل، فيتحقق معنى النهي فيه. قال ابن بطال: ينبغي للمؤمن إذا نكب أن لا يعود بمثله، قاله صلى الله عليه وسلم حين أسر ابن عزة - بالزاي - الشاعر يوم بدر، وعهد أن لا يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطلقه، فنقض العهد، فأُسِر، فسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يمنَّ عليه مرةً أخرى فقال:"لا يلدغ المؤمن"، فأمر بقتله، "كرماني"(22/ 8).
(1)
أي: المعلم، "ك"(22/ 8).
(2)
بلفظ المجهول، "ع"(15/ 269).
(3)
بفتح الزاي وسكون الواو، جمع الزائر، وهو الضيف، "ع"(15/ 268)، فيه الترجمة.
أَنْ يَطُولَ بِكَ
(1)
عُمُرٌ
(2)
، وَإِنَّ مِنْ حَسبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّام، فَإِنَّ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَذَلِكَ الدَّهْرُ
(3)
كُلَّهُ". قَالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدَدَ عَلَيَّ، قُلْتُ: أُطِيقُ غَيرَ ذَلِكَ. قَالَ: "فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ". قَالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ غَيرَ ذَلِكَ. قَالَ: "فَصُمْ صَوْمَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ". قُلْتُ: وَمَا صَوْمُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ؟ قَالَ: "نِصْفُ الدَّهْرِ".
قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: يُقَالُ: زَوْرٌ
(4)
، وهؤلاء زَوْرٌ وضيفٌ،
"وَإِنَّ مِنْ حَسبِكَ" في نـ: "وَإِنَّ حَسبَكَ". "بكلِّ حَسَنَةٍ" في نـ: "لِكُلِّ حَسَنَةٍ". "قُلْتُ: أُطِيقُ" في نـ: "قَالَ: قُلْتُ: أطِيقُ"، وفي نـ:"فَقُلْتُ: أُطِيقُ"، وفي نـ:"قُلتُ: إِنّي أُطِيقُ"، وفي نـ:"قُلتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ". "قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ" في نـ: "قَالَ: وَقُلْتُ: أُطِيقُ". "قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّه
…
" إلخ، ثبت في سـ، هـ، ذ، وسقط لغيرهم. "زَوْرٌ" في ذ: "هُو زَوْرٌ".
===
(1)
قوله: (أن يطول بك عُمُرٌ) بضمتين، يعني: عسى أن تكون طويل العمر فتضعف، فلا تستطيع المداومة على ذلك، وخير العمل ما داوم عليه صاحبه وإن قَلَّ، "ك"(9/ 22)، "قس" (13/ 166). قوله:"وإن من حسبك" أي: من كفايتك، ويحتمل أن يكون "من" زائدة على مذهب الكوفيين، وفي بعضها:"وإن حسبك" أي: كافيك، "قس"، "ك".
(2)
وقد وقع كذلك.
(3)
بالرفع والنصب أي: أن تصوم الدهر، "ك"(22/ 9).
(4)
قوله: (يقال: هو زور
…
) إلخ، أي: قال البخاري: الزور مصدر يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع، وكذلك الضيف، "ك" (22/ 9). قوله:"قوم رضى، ومقنع" قال في "القاموس"(ص: 698): القنوع: الرضا بالقِسْم، وشَاهِدٌ مَقنَعٌ: يُقْنَعُ به أو بشهادته، انتهى. والمقصود أن الرضا والمقنع والعدل مصادر تقع صفة للقوم، "خير". قوله:"يقال ماء غور" بفتح
ومعناهُ: أَضيَافُهُ وزُوَّاره. لأنَّها مصدر، مِثْلُ قَومٍ رِضَىً، ومقْنَعٌ، وَعَدلٌ. يُقَالُ: ماءٌ غَورٌ، وَبِئرٌ غَورٌ، وَمَاءانِ غَورٌ، وَمِيَاهٌ غُورٌ، ويقالُ: الغَورُ: الغَائِرُ، لا تَنالُهُ الدِّلَاءُ. كُلُّ شَيءٍ غُرْتَ
(1)
فِيهِ فَهُوَ مَغارَةٌ
(2)
. {تَزَاوَرُ} : تَمِيلُ، مِنَ الزَّوَرِ
(3)
. والأزْوَر: الأَميَلُ. [راجع: 1131، أخرجه: م 1159، د 2427، س 2310، تحفة: 8965].
85 - بَابُ إِكْرَامِ الضَّيفِ وَخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ بِنَفْسِهِ
{ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}
(4)
[الذاريات: 24]
"{ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} " زاد قبله في نـ: "وَقَولِه تعَالَى".
===
المعجمة وسكون الواو، ومعناه: غائر، أي: ذاهب الماء إلى أسفل أرضه. والغور في الأصل مصدر، فلذلك يقال: ماء غور، وماءان غور، ومياه غور، "ع" (15/ 269 - 270). قوله:"الغور: الغائر" أي: الذاهب بحيث لا تناله الدلاء، هكذا فسَّره أبو عبيدة - أي: في قوله تعالى: {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} [الملك: 30]-. قوله: "تَزَاوَر" أشار به إلى قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ} [الكهف: 17]، أي: تميل، وهو من الزور بفتح الواو بمعنى الميل، "عيني"(15/ 270).
(1)
أي: ذهبتَ فيه، "ع"(15/ 269).
(2)
ويسمى غارًا وكهفًا، "ع"(15/ 269).
(3)
بفتح الواو، بمعنى الميل، "ع"(15/ 270).
(4)
قوله: ({ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}) يشير إلى أن لفظ "ضيف" يكون واحدًا وجمعًا، "ف"(10/ 533)، ولذا وقع المكرمين وصفه، "خ".
6135 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ
(1)
الْكَعْبِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
(2)
باللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيفَهُ، جَائِزَتُهُ
(3)
يَوْمٌ وَلَيلَةٌ، وَالضَّيَافَةُ
(4)
ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ
(5)
،
"أَخْبَرَنَا مَالِكٌ" في نـ: "أَنْبَأَنَا مَالِكٌ". "فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ" في نـ: "فَمَا كانَ بَعْدَ ذَلِكَ".
===
(1)
هو خويلد بن عمرو الخزاعي، "ع"(15/ 270).
(2)
أي: إيماناً كاملًا، "ك".
(3)
قوله: (جائزته) الجائزة فاعلة من الجواز، وهي العطاء، لأنه حقَّ جوازه عليهم، وقدّر بيوم وليلة، لأن عادة المسافرين ذلك، "ك"(22/ 9). يروى بالرفع والنصب، فوجه الرفع ظاهر، وهو أن يكون مبتدأ و"يوم وليلة" خبره، وأما نصب "جائزته" فعلى بدل الاشتمال أي: فليكرم جائزة ضيفه يومًا وليلة، بنصب يومًا على الظرفية، "قس"(13/ 167).
(4)
قوله: (الضيافة ثلاثة أيام) اختلف فيه، هل اليوم والليلة التي هي الجائزة داخلة في الثلاث أم لا؟ إذا قلنا بدخولها يقدم في اليوم الأول ما يقدر عليه من البر والألطاف، وفي اليومين الآخرين ما يحضره، قال ابن بطال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الضيف ثلاثة أقسام: يتحفه في اليوم الأول ويتكلف له، وفي اليوم الثاني والثالث يقدم إليه ما يحضره، ويخير بعد الثالث كما في الصدقة، كذا في "العيني" (15/ 270). [وانظر:"شرح ابن بطال"(9/ 309)].
(5)
قوله: (صدقة) استدل به على أن الذي قبلها واجب، وأَوَّلَ الفقهاء بأنها كانت في أول الإسلام إذا كانت المواساة واجبة، فلما أتى الله بالخير والسعة صارت الضيافة مندوبة.
وَلَا يَحِلُّ لَهُ
(1)
أَنْ يَثْوِيَ
(2)
عِنْدَهُ حَتَّى يُحَرِّجَهُ"
(3)
(4)
. [راجع: 6019].
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ مِثْلَهُ، وَزَادَ: "مَنْ كَانَ
(5)
يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيرًا أَوْ لِيَصْمُتْ".
6136 -
حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(8)
، عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(9)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(10)
،
"حَدَّثَنِي مَالِكٌ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ".
===
(1)
أي: للضيف.
(2)
من الثوى، وهي الإقامة بالمكان، "ك"(22/ 10).
(3)
قوله: (حتى يحرجه) من الإحراج ومن التحريج أيضًا، فعلى الأول بالتخفيف وعلى الثاني بالتشديد أي: لا يضيق صدره بالإقامة عنده بعد الثلاثة، "ع"(15/ 270)، ويستفاد من قوله:"يحرجه" أنه إذا ارتفع الحرج جازت الإقامة بعد بأن يختار المضيف إقامة الضيف أو يغلب على ظن الضيف أنه لا يكره ذلك، "قس"(13/ 168).
(4)
من الحرج، وهو الضيق، "قس"(13/ 168).
(5)
أي: من كان إيمانه كاملًا ينبغي أن يكون هذا حاله، "ع"(15/ 271).
(6)
المسندي، "ع"(15/ 271).
(7)
عبد الرحمن، "ع"(15/ 271).
(8)
الثوري، "ع"(15/ 271).
(9)
عثمان الأسدي، "ع"(15/ 271).
(10)
ذكوان الزيات، "ع"(15/ 271).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر فَلْيُكْرِمْ ضَيفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيرًا أَوْ لِيَصْمُتْ"
(1)
. [راجع: 5185، تحفة: 12835].
6137 -
حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيرِ
(2)
، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ؟ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّكَ تَبعَثُنَا فَنَنْزلُ بِقَوْمٍ فَلَا يَقْرُونَّا
(3)
فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ نَزَلْتُمْ
(4)
بِقَوْمٍ فأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ"
(5)
. [راجع: 2461].
"فَلَا يَقْرُونَّا" في نـ: "فَلَا يَقْرُونَنَا". "فَمَا تَرَى" في نـ: "فَمَاذا تَرَى".
===
(1)
ضبطه النووي بضم الميم، وقال بعضهم: قال الطوفي: بكسرها، "ع"(15/ 271).
(2)
هو مرثد، "ع"(15/ 271).
(3)
بالإدغام والفك، "ك"(22/ 10)، أي: لا يضيفونا، "مجمع"(4/ 269).
(4)
قوله: (إن نزلتم) إلى آخر الحديث، مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله:"فأمروا لكم بما ينبغي للضيف" لأن يعقل منه إكرام الضيف، "عيني"(15/ 271).
(5)
قوله: (لهم) بضمير الجمع، فهو على حد قوله:{ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات: 24] كما مرَّ أن الضيف مصدر يستوي فيه الجمع
6138 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ
(3)
(4)
، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيرًا أوْ لِيَصْمُتْ". [راجع: 5185، أخرجه: د 5154، ت 2500، تحفة: 15272].
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ". "أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "أَنْبَأنَا مَعْمَرٌ".
===
والواحد، وقد حمل الليث الحديث على الوجوب عملًا بظاهر الأمر فيه، وأنه يؤخذ ذلك منهم إن امتنعوا قهرًا، وقال أحمد بالوجوب على أهل البادية دون القرى، وتأوله الجمهور على المضطرين؛ فإن ضيافتهم واجبة، أو المراد خذوا من أعراضهم، أو هو محمول على من مرَّ بأهل الذمة الذين شرط عليهم ضيافة من يمرّ بهم من المسلمين وضعف هذا، "قس"(13/ 170)، أو بالثمن عاجلًا وآجلًا، "ك"(22/ 11)، مرَّ الحديث (برقم: 2461) في "باب قصاص المظلوم" من "كتاب المظالم".
(1)
هو ابن يوسف، "ك"(22/ 11).
(2)
ابن عبد الرحمن بن عوف، "ع"(15/ 272).
(3)
صلة الرحم هي: تشريك ذوي القرابات في الخيرات، "ك"(22/ 11).
(4)
قوله: (فليصل رحمه) اختلف في حد الرحم التي يجب صلتها، فقيل: كل رحم محرم، بحيث لو كان أحدهما ذكرًا والآخر أنثى حرمت مناكحتهما، فعلى هذا لا يدخل أولاد الأعمام وأولاد الأخوال، واحتج هذا القائل بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها في النكاح ونحوه، وجَوَّزَ
86 - بَابُ صُنْعِ الطَّعَامِ وَالتكَّلُّفِ لِلضَّيفِ
6139 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيسِ
(1)
، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بينَ سَلْمَانَ
(2)
وَأَبِي الدَّرْدَاءِ
(3)
، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ
(4)
مُتَبَذِّلَةً فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ
(5)
؟ قَالَتْ:
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ".
===
ذلك في بنات الأعمام والأخوال. وقيل: هو عام في كل رحم من ذوي الأرحام في الميراث يستوي فيه المحرم وغيره، ويدل له قوله صلى الله عليه وسلم:"أدناك"، "قس"(13/ 170 - 171).
(1)
عتبة بن عبد الله المسعودي، "ع"(15/ 272).
(2)
الفارسي، "ع"(15/ 272).
(3)
اسمه عويمر، "ع"(15/ 272).
(4)
قوله: (فرأى أم الدرداء متبذلة) قال النووي: لأبي الدرداء زوجتان، كل واحدة منهما كنيتها أم الدرداء، والكبرى صحابية، وهي خيرة - بفتح المعجمة -، والصغرى تابعية، وهي هجيمة - مصغرًا لهجمة بالجيم -. قوله:"متبذلة" أي: لابسة ثياب البذلة والخدمة، بلا تجمل وتكلف بما يليق بالنساء من الزينة ونحوها. قوله:"ليس له حاجة في الدنيا" عممت بلفظ "في الدنيا" للاستحياء من أن تصرح بعدم حاجته إلى مباشرتها.
وفي الحديث: زيارة الصديق، ودخول داره في غيبته، والإفطار للضيف، وكراهة التشدد في العبادة، وأن الأفضل التوسط، وأن الصلاة آخر الليل أولى، ومنقبة سلمان رضي الله عنه حيث صدَّقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ع"(15/ 273)، "ك"(22/ 11 - 12).
(5)
أي: ما حالكِ.
أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا. فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فَقَالَ: كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ
(1)
. قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، فَأكَلَ. فَلَمَّا كَانَ اللَّيلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، فَقَالَ: نَمْ، فَنَامَ. ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقَالَ: نَمْ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيلِ قَالَ سَلْمَانُ: قُمِ الآنَ. فَصَلَّيَا، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَلنَفْسِكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ سَلْمَانُ". [راجع: 1968].
87 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْغَضَبِ
(2)
وَالْجَزَعِ عِنْدَ الضَّيفِ
6140 -
حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبدُ الأَعْلَى
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(4)
، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
"يَقُومُ" في نـ: "لِيَقُومَ". "مِنْ آخِرِ اللَّيلِ" كذا في ذ، ولغيره:"آخِرُ اللَّيلِ". "فَصلَّيَا" في نـ: "قَالَ: فَصَلَّيَا". "وَلنَفْسِكَ" في هـ، ذ:"وَإنَّ لِنَفْسِكَ". "صَدَقَ سَلْمَانُ" زاد بعده في نـ: "أَبُو جُحَيفَةَ
(5)
وَهْبٌ السُّوَائِيُّ - بضم السين المهملة وتخفيف الواو والمد، "قس"(13/ 173) -، يُقَالُ لَهُ: وَهْبُ الْخَيرِ". "حَدَّثَنَا عَيَّاشُ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَيَّاشُ".
===
(1)
مرَّ (في ح: 1968).
(2)
قوله: (الغضب): غليان دم القلب لأجل الانتقام، و"الجزع" - بفتح الزاي - نقيض الصبر، "ع"(15/ 273).
(3)
ابن عبد الأعلى، "ع"(15/ 274).
(4)
عبد الرحمن بن مُلّ النهدي، "ع"(15/ 274).
(5)
قوله: (وأبو جحيفة
…
) إلخ، لم يثبت في رواية أبي ذر، "ع"(15/ 273).
أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ تَضَيَّفَ رَهْطًا
(1)
فَقَالَ لِعَبدِ الرَّحْمَنِ: دُونَكَ أَضْيَافَكَ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَافْرُغْ مِنْ قِرَاهُمْ قَبلَ أَنْ أَجِيءَ. فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَتَاهُمْ بِمَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: اطْعَمُوا
(2)
. فَقَالُوا: أَيْنَ رَبُّ مَنْزِلِنَا
(3)
؟ قَالَ: اطْعَمُوا. قَالُوا: مَا نَحْنُ بِآكِلِينَ حَتَّى يَجِيءَ رَبُّ مَنْزِلِنَا. قَالَ: اقْبَلُوا عَنَّا قِرَاكُمْ؛ فَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ وَلَمْ تَطْعَمُوا
(4)
لَنَلْقَيَنَّ مِنْهُ. فَأَبَوْا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَجِدُ عَلَيَّ
(5)
، فَلَمَّا جَاءَ تَنَحَّيتُ عَنْهُ، قَالَ: مَا صَنَعْتُمْ؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: يَا عَبدَ الرَّحْمَنِ! فَسَكَتُّ. ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! فَسَكَتُّ. فَقَالَ: يَا غُنْثُرُ
(6)
! أَقْسَمْتُ عَلَيكَ إِنْ كُنْتَ
"فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ" في نـ: "فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ". "اقْبَلُوا عَنَّا" في سـ، حـ، ذ:"اقْبَلُوِا عَنِّي". "قَالَ: مَا صَنَعْتُمْ" كذا في ذ، ولغيره:"فَقَالَ: مَا صَنَعْتُمْ". "يَا غُنْثُرُ" في نـ: "يَا عُنتُرُ".
===
(1)
قوله: (تَضَيَّفَ رهطًا) أي: اتخذ الرهط ضيفًا. قوله: "دونك أضيافك" أي: خذهم والزمهم. قوله: "من قراهم، القرى - بكسر القاف -: الضيافة، وفي إضافة القرى إليهم لطف. قوله: "لنلقين منه" أي: الأذى وما يكرهنا. قوله: "يجد علي" أي: يغضب عليّ. قوله: "تنحيت عنه" أي: جعلت نفسي في ناحية بعيدة عنه، "ع" (15/ 274)، "ك" (22/ 13).
(2)
بهمزة وصل وفتح العين، "قس"(13/ 174).
(3)
رَبُّ كلّ شيءٍ: مالكُه ومستحقُّه، أو صاحبه، "قاموس" (ص: 94).
(4)
بفتح الأول والثالث، "قس"(13/ 174).
(5)
من الموجدة وهي الغضب، "ع"(15/ 273).
(6)
قوله: (غنثر) بالمعجمة المضمومة والنون الساكنة والمثلثة المفتوحة، وروي بالمهملة والفوقانية المفتوحتين وسكون النون بينهما، "ك"(22/ 13). "غنثر" يعني - بالغين المعجمة والنون والثاء المثلثة -، قيل:
تَسْمَعُ صَوْتِي لَمَّا جِئْتَ
(1)
، فَخَرَجْتُ فَقُلْتُ: سَلْ أَضْيَافَكَ. فَقَالُوا: صَدَقَ، أَتَانَا بِهِ
(2)
. قَالَ: فَإِنَّمَا انْتَظَرتُمُونِي، وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُهُ اللَّيلَةَ. فَقَالَ الآخَرُونَ
(3)
: وَاللَّهِ لَا نَطْعَمُهُ حَتَّى تَطْعَمَهُ. قَالَ: لَمْ أَرَ فِي الشَّرِّ كَاللَّيلَةِ
(4)
، وَيْلَكُمْ
(5)
، مَا
(6)
أَنْتُمْ؟ أَلَا
(7)
تَقْبَلُونَ عَنَّا
"لَمَّا جِئْتَ" في هـ، ذ:"لَمَّا أَجَبْت". "فَقَالُوا: صَدَقَ" في ذ: "قَالُوا: صَدَقَ". "أَلَا تَقْبَلُونَ" كذا في ذ، ولغيره:"لِمَ لا تَقْبَلُونَ".
===
هو الثقيل الوخم - ككتف: الرجل الثقيل، "ق" (ص: 1074) - وقيل: الجاهل، - وقيل: اللئيم، "ك" (22/ 13) - من الغثارة: الجهل، والنون زائدة. وروي بالعين المهملة والتاء بنقطتين يعني من فوق، وهو: الذباب، شبه به تصغيرًا له وتحقيرًا. وقيل: هو الذباب الكبير الأزرق، شبه به لشدة أذاه، "نهاية"(3/ 389)، و"مجمع البحار"(4/ 71)، من بابي العين والغين مع النون.
ومطابقة الحديث للترجمة تؤخذ من قوله: "يجد علىّ" أي: يغضب علىّ، ويجد: من الموجدة، وهي: الغضب. ووقع التصريح بالغضب في الطريق الذي بعده، "عمدة القاري"(15/ 273).
(1)
قوله: (لما جئت) بتشديد الميم أي: إلا جئت، كما عند سيبويه، أي: لا أطلب منك إلا مجيئك. ولأبي ذر عن الكشميهني: "أجبت"، "قس"(13/ 174).
(2)
أي: بالقرى، "قس"(13/ 174).
(3)
بفتح الخاء المعجمة، "قس"(13/ 174).
(4)
أي: لم أر ليلًا مثل هذه الليلة في الشر، "ك"(22/ 13).
(5)
ليس المقصود منه الدعاء عليهم، "ك"(22/ 13).
(6)
استفهامية، "ك"(22/ 13).
(7)
بتخفيف اللام، لأبي ذر، "قس"(13/ 174).
قِرَاكُمْ
(1)
؟! هَاتِ
(2)
طَعَامَكَ. فَجَاءَ بِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فَقَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، الأُولَى لِلشَّيطَانِ
(3)
. فَأَكَلَ وَأَكَلُوا. [راجع: 602].
88 - بَابُ قَوْلِ الضَّيفِ لِصَاحِبِهِ: لَا آكلُ حَتَّى تَأْكلَ
فِيهِ حَدِيثُ أَبِي جُحَيفَةَ
(4)
(5)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
"فيه حديث" في نـ: "منه حديث".
===
(1)
أي: ضيافتكم.
(2)
بيار [بالفارسية].
(3)
قوله: (الأولى للشيطان) أي: الحالة الأولى، أو الكلمة القسمية لما تقدم (برقم: 602) آخر "المواقيت" أنه قال: "إنما كان ذلك من الشيطان، يعني يمينه". فإن قلت: كيف جاز مخالفة اليمين؟ قلت: لأنه إتيان بالأفضل، قال صلى الله عليه وسلم:"من حلف على يمين، فرأى غيرها خيرًا منها، فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه". قال ابن بطال: الأولى -يعني: اللقمة الأولى - ترغيم للشيطان؛ لأنه الذي حمله على الحلف، وباللقمة الأولى وقع الحنث فيها، وقال: إنما حلف؛ لأنه اشتد عليه تأخير عَشائهم، ثم لما لم يسعه مخالفة أضيافه ترك التمادي في الغضب، وأكل معهم استمالة لقلوبهم، "ك" (22/ 14). ومرَّ الحديث (برقم: 602) في "المواقيت" و (برقم: 3581) في "علامات النبوة".
(4)
السوائي، مرَّ حديثه قريبًا، "ك"(22/ 14).
(5)
قوله: (فيه حديث أبي جحيفة) وهو الحديث الذي قال فيه سليمان لأبي الدرداء: "ما أنا بآكل حتى تأكل" وقد مرَّ عن قريب، ولم تقع هذه الترجمة والتعليق المذكور في رواية أبي ذر، وإنما ساق هذا الحديث الذاي في هذا الباب عقيب الحديث الذي في الباب السابق، "ع"(15/ 274)
6141 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِي
(1)
، عَنْ سُلَيمَانَ
(2)
، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(3)
قَالَ: قَالَ عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْير
(4)
: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِضَيفٍ لَهُ - أَوْ أَضْيَافٍ لَهُ -، فَأَمْسَى عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ قَالَتْ لَهُ أُمِّي: احْتَبَسْتَ عَنْ ضَيفِكَ - أَوْ عَنْ أَضْيَافِكَ - اللَيْلَةَ؟ قَالَ: مَا عَشَّيتِيهِمْ
(5)
؟ فَقَالَتْ: عَرَضْنَا عَلَيهِ - أَوْ عَلَيهِمْ فَأَبَوْا أَوْ - فَأَبَى. فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ فَسَبَّ وَجَدَّعَ
(6)
،
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "أَوْ أَضْيَافٍ" في نـ: "أَوْ بِأَضْيَافٍ". "قَالَتْ لَهُ أُمِّي" كذا في ذ، ولغيره:"قَالَتْ أُمِّي". "أَوْ عَنْ أَضْيَافِكَ" كذا في سـ، ذ، ولغيرهما:"أَوْ أَضْيَافِكَ". "مَا عَشَّيْتِيهِمْ" في نـ: "مَا عَسَّيتِهِمْ". "وَجَدَّعَ" في نـ: "وَجَزَّعَ".
===
(1)
هو محمد، "ك"(22/ 14)، "ع"(15/ 275).
(2)
هو ابن طرخان، "ع"(15/ 275).
(3)
النهدي، "ع"(15/ 275)، "ك"(22/ 14).
(4)
الصديق.
(5)
بالإشباعِ.
(6)
قوله: (فسَبَّ، وَجَدَّع) بفتح الجيم وتشديد الدال المهملة أي: قال يا مجدوع الأذنين، أو دعا عليه بذلك، والجدع: قطع الأنف والأذن والشفة، وفي بعضها:"جَزِع"- بفتح الجيم وكسر الزاي - من الجزع، وهو نقيض الصبر، قوله:"أخت بني فراس" بكسر الفاء وتخفيف الراء وبالسين المهملة، هي بنت عبد وُهْمان - بضم المهملة وسكون الهاء - أحد بني فراس، واسمها زينب، وهي مشهورة بأم رومان. قوله:"وقرة عيني" قيل: المراد به القسم برسول الله صلى الله عليه وسلم، [وقيل:] لعله كان قبل النهي عن الحلف بغير الله، أو لم تعلمه. قوله:"لأكثر" فإن قلت: أين صلة "أكثر"؟
وَحَلَفَ لَا يَطْعَمُهُ. فَاخْتَبَأْتُ
(1)
أَنَا، فَقَالَ: يَا غُنْثُرُ
(2)
! فَحَلَفَتِ الْمَرأَةُ
(3)
: لَا تَطْعَمُهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ، فَحَلَفَ الضَّيفُ - أَوِ الأَضْيَافُ - أَنْ لَا يَطْعَمَهُ أَوْ يَطْعَمُوهُ حَتَّى يَطْعَمُوهُ
(4)
. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَأَنَّ هَذِهِ مِنَ الشَيطَانِ. فَدَعَا بِالطَّعَامِ، فَأَكَلَ وَأَكَلُوا، فَجَعَلُوا لَا يَرفَعُونَ لُقْمَةً إِلَّا رَبَتْ
(5)
مِنْ أَسْفَلِهَا أَكثَرُ مِنْهَا، فَقَالَ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ! مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: وَقُرَّةِ عَينِي، إنَّهَا الآنَ لأَكْثَرُ قَبلَ أَنْ نَأْكُلَ. فَأَكَلُوا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ أنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا. [راجع: 602].
"يَا غُنْثُرُ" في نـ: "يَا عُنْتُرُ". "حَتَّى يَطْعَمُوهُ" كذا في ذ، ولغيره:"حَتَّى يَطْعَمَهُ"
(6)
. "إِلَّا رَبَتْ" كذا في ذ، ولغيره:"إِلَّا رَبَا"
(7)
.
===
قلت: محذوفة أي: أكثر منها، ملتقط من "المجمع"(1/ 330)، و"ع"(15/ 275)، و"قس"(13/ 176)، و"ك"(22/ 15)، ومرَّ الحديث غير مرة قريبًا وبعيدًا.
(1)
أي: اختفيت خوفًا من خصومته، "ك"(22/ 14).
(2)
هو الجاهل، وقيل: اللئيم، وقيل: الثقيل، "ك"(22/ 13)، ومرَّ قريبًا.
(3)
أم عبد الرحمن، "ك"(22/ 14).
(4)
أي: أبو بكر وزوجته وابنهما، "ك"(22/ 14).
(5)
أي: زادت اللقمة أو البقية، "ك"(22/ 15).
(6)
أي: أبو بكر، ولأبي ذر بالجمع، "قس"(13/ 176)، أي: أبو بكر وزوجته وابنهما، "ك"(22/ 14).
(7)
أي: زاد الطعام، "قس"(13/ 176).
89 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ وَيُبدَأُ الأَكبَرُ
(1)
بِالْكَلَامِ وَالسُّؤَالِ
6142 و 6143 - حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَربٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
(2)
، عَنْ بُشَيرِ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَسَهْلِ ابْنَ أَبِي حَثْمَةَ: أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ - أَو حَدَّثَا
(3)
-: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ
(4)
أَتَيَا خَيبَرَ، فَتَفَرَّقَا فِي النَّخْلِ، فَقُتِلَ عَبدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ، فَجَاءَ عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، وَحُوَيِّصَةُ، وَمُحَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فتَكَلَّمُوا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمْ
(5)
، فَبَدَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ -، وَكَانَ أَصغَرَ الْقَومِ - فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"كَبِّرِ الْكُبرَ"
(6)
"حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ" في نـ: "حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ". "فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ" كذا في ذ، ولغيره:"فَقَالَ النَّبِيُّ".
===
(1)
ليس هذا على العموم، بل إذا تساويا في الفضل، وإلَّا فيقدم الفاضل، "قس"(13/ 176)، "ع"(15/ 275).
(2)
الأنصاري، "ع"(15/ 276).
(3)
بغير الضمير المنصوب، "خير".
(4)
ابن كعب، "ك"(22/ 15).
(5)
أي: مقتولهم، "ك"(22/ 16).
(6)
قوله: (كبر الكبر) بضم الكاف وسكون الموحدة، وهو جمع الأكبر، أي: قدّم الأكابر للتكلم. وإنما أمر أن يتقدم الأكبر في السن ليحقق صورة القضية وكيفيتها، لا أنه يدعيها، إذ حقيقة الدعوى إنما هي لأخيه عبد الرحمن. قوله:"لِيَلِ الكلام الأكبر" بالرفع أي: ليتولى الأكبر الكلام، قوله:"استحقوا قتيلكم" أي: دية قتيلكم، قوله:"أو قال صاحبكم" شك من الراوي، والمراد بالصاحب المقتول، "عيني"(15/ 276 - 277).
- قَالَ يَحْيَى
(1)
: يَعْنِي: لِيَلِ الْكَلَامَ الأَكْبَرُ -. فَتَكَلَّمُوا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَحِقُّوا قَتِيلَكُمْ
(2)
- أَوْ قَالَ: صَاحِبَكُمْ - بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ
(3)
مِنْكُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَمْرٌ لَمْ نَرَهُ
(4)
. قَالَ: "فَتُبْرِئُكُمْ
(5)
يَهُودُ فِي أَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْهُمْ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَوْمٌ كُفَّارٌ. فَفَدَاهُمْ
(6)
رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قِبَلِهِ. قَالَ سَهْلٌ: فَأَدْرَكْتُ نَاقَةً مِنْ
"يَعْنِي" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "لِيَلِ" في نـ:"لِيَلِيَ". "فَقَالَ النَبِيُّ" في نـ: "فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ". "اسْتَحِقُّوا" في نـ: "أَتَسْتَحِقُّونَ". "فَفَدَاهُمْ" كذا في ذ، وفي نـ:"فوداهم"، وفي نـ:"وَوَدَاهُمْ". "مِنْ قِبَلِهِ" في هـ، ذ:"من قَتْلِهِ".
===
(1)
هو ابن سعيد الراوي، "ع"(15/ 276).
(2)
أي: ديته، "قس"(13/ 177).
(3)
قوله: (بأيمان خمسين
…
) إلخ، بالتنوين في الموضعين أي: خمسين يمينًا صادرة منكم، وفي بعضها بالإضافة، أي: أيمان خمسين رجلًا منكم، وهذا يوافق مذهب الحنفية حيث اعتبروا العدد في الرجال، "ك"(22/ 16)، "ع"(15/ 277)، وإن كان مخالفًا له حيث منعوا تحليف المدعي فيها، "ك".
(4)
أي: لم نشاهده، فكيف نحلف عليه، "قس"(13/ 177).
(5)
أي: تخلصكم من اليمين، "قس"(13/ 177)، ومرَّ بيانه (برقم: 3173) وسيجيء.
(6)
قوله: (ففداهم) أي: أعطاهم، كذا لأبي ذر، وفي بعضها "فوداهم" أي: أعطاهم ديته، قوله:"من قبله" بكسر القاف وفتح الموحدة أي: من عنده، يحتمل أن يراد به من خالص ماله أو من بيت المال. قوله:"مربدًا" بكسر الميم وسكون الراء وفتح الموحدة أي: الموضع الذي يجتمع فيه الإبل. قوله: "ركضتني" أي: رفستني. وأراد بهذا الكلام ضبط الحديث وحفظه حفظًا بليغًا، "ك"(22/ 17)، "ع"(15/ 277)، ومرَّ الحديث (برقم: 3173) في "الجهاد".
تِلْكَ الإِبِلِ، فَدَخَلتْ مَربَدًا
(1)
لَهُم فَرَكَضَتْنِي بِرِجْلِهَا. [راجع: 2702]. وَقَالَ اللَّيثُ
(2)
: حَدَّثَنِي يَحْيَى
(3)
، عَنْ بُشَيرٍ، عَنْ سَهْلٍ
(4)
"وَقَالَ اللَّيْثُ" في نـ: "قَالَ اللَّيثُ".
===
قال في "الهداية"(4/ 497 - 498): وإذا وجد القتيل في محلة، ولا يعلم من قتله، استحلِف خمسون رجلًا منهم، يتخيّرهم الولي:"بالله ما قتلناه ولا علمنا له قاتلًا"، وقال الشافعي رحمه الله: إذا كان هناك لوث، استحلف الأولياء خمسين يمينًا، ويقضى لهم بالدية على المدعى عليه، عمدًا كانت الدعوى أو خطأ. وقال مالك: إذا كانت الدعوى في القتل العمد يقضى بالقود، وهو أحد قولي الشافعي رحمه الله، وقال أيضًا صاحب "الهداية": فإذا حلفوا أي: أهل المحلة قُضي على أهل المحلة بالدية، ولا يستحلف الولي، وقال الشافعي رحمه الله: لا تجب الدية لقوله عليه السلام: "تُبرئكم اليهود بأيمانها"["نصب الراية" (4/ 393)]؛ ولأنَّ اليمين عهد في الشرع مبرئًا للمدعى عليه لا ملزمًا، كما سائر الدعاوي، ولنا أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الدية والقسامة في حديث ابن سهل وفي حديث زياد بن أبي مريم، وكذا جمع عمر رضي الله عنه بينهما على وادعة. وقوله عليه السلام:"تبرئكم اليهود" محمول على الإبراء عن القصاص والحبس، وكذا اليمين مبرئة عما وجب له اليمين، والقسامة ما شرعت لتجب الدية إذا نكلوا؛ بل شرعت ليظهر القصاص بتحرزهم عن اليمين الكاذبة، فيقروا بالقتل، فإذا حلفوا حصلت البراءة عن القصاص، انتهى.
(1)
بفتح الميم في اليونينية، وفي غيرها بكسرها وفتح الموحدة: الموضع الذي يجتمع فيه الإبل، "قس"(13/ 178).
(2)
ابن سعد، "ع"(15/ 277)
(3)
ابن سعيد، "ع"(15/ 277).
(4)
ابن أبي حثمة.
قَالَ يَحْيَى
(1)
: حَسِبتُ أَنَّهُ
(2)
قَالَ: مَعَ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَينَةَ
(3)
: حَدَّثَنِي يَحْيَى
(4)
، عَنْ بُشَيرٍ، عَنْ سَهْلٍ وَحْدَهُ.
6144 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(5)
، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا
(7)
مَثَلُ الْمُسْلِمِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا
(8)
كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّهَا، وَلَا تَحُتُّ
(9)
وَرَقُهَا". فَوَقَعَ فِي نَفْسِي النَّخْلَةُ، فَكَرِهْتُ أنْ أَتَكَلَّمَ وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هِيَ النَّخْلَةُ"، فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَبِي قُلْتُ: يَا أَبَتَاه! وَقَعَ فِي نَفْسِي النَّخْلَةُ. قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا، لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا كَانَ أحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا
(10)
.
"حَدَّثَنِي نَافِعٌ" في نـ: "أَخْبَرَنِي نَافِعٌ". "بِشَجَرَةٍ" في ذ: "شَجَرةً". "النَّخْلَةُ" في ذ: "أَنَّهَا النَّخْلَةُ". "النَّخْلَةُ". في هـ، ذ:"أَنَّهَا النَّخْلَةُ".
===
(1)
ابن سعيد.
(2)
أي: بشيرًا، "خ".
(3)
أي: سفيان.
(4)
ابن سعيد.
(5)
هو ابن سعيد أيضًا، "ع"(15/ 277).
(6)
هو ابن عمر، "ع"(15/ 277).
(7)
أي: صفتها، "ك"(17/ 22).
(8)
أي: ثمرها.
(9)
أي: لا تسقط، "قس"(13/ 179).
(10)
(قوله: (من كذا وكذا) أي: من حمر النعم، ووجه الشبه كثرة
قَالَ: مَا مَنَعَنِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَرَكَ وَلَا أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا، فَكَرِهْتُ. [راجع: 61، تحفة: 8187].
90 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الشِّعْرِ
(1)
وَالرَّجَزِ وَالْحُدَاءِ
(2)
وَمَا يُكْرَهُ مِنْهُ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى
(3)
: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} إِلَى قَولِهِ: {يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 224 - 227]. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي كُلِّ لَغْوٍ يَخُوضُونَ.
"إِلَى قَولِهِ: {يَنْقَلِبُونَ} " في ذ: "إِلَى آخِرِ السُّورَةِ". "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" زاد بعده في نـ: " {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} ".
===
خيرها ومنافعها من الجهات. في الحديث: إكرام الكبير وتقديمه في الكلام، وجميع الأمور من آداب الإسلام، "ك"(21/ 237)(22/ 17)، ومرَّ الحديث (برقم: 6122) قريبًا، وبعيدًا (برقم: 61) في "العلم".
(1)
قوله: (ما يجوز من الشعر) وهو الكلام المقفى الموزون قصدًا. قوله: "والرجز" بفتح الراء والجيم بعدها زاي، وهو نوع من الشعر عند الأكثر، فعلى هذا يكون عطفه على الشعر من عطف الخاص على العام، "قس"(13/ 179 - 180)، أو لأنه بنى على أنه غير شعر كما هو أحد الرائين. قوله:"والحُداء" - بضم الحاء وتخفيف الدال المفتوحة المهملتين بمد وبقصر -: سوق الإبل بضرب مخصوص والغناء، ويكون بالرجز غالبًا، وأول من حدا الإبل عبدٌ لمضر بن نزار بن عدنان، "قس". قوله:"قال ابن عباس" أي: في تفسير قوله تعالى: {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} [الشعراء: 225] أي: في كل لغو يخوضون.
(2)
هو سوق الإبل والغناء لها، "ك"(22/ 18).
(3)
بالجر عطف على السابق، "قس"(13/ 180).
6145 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ مَروَانَ بْنَ الْحَكَمِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبدِ يَغُوثَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً"
(2)
(3)
. [أخرجه: د 5010، ق 3755، تحفة: 59].
6146 -
حَدَّثَنَا أَبُوِ نُعَيمٍ
(4)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيسٍ قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ: بَينَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي إِذْ أَصَابَهُ حَجَرٌ فَعَثَرَ
(6)
، فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ فَقَالَ:
"أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ" في نـ: "أَنْبَأنَا شُعَيبٌ".
===
(1)
الحكم بن نافع، "عيني"(15/ 279).
(2)
قيل: أصل الحكمة المنع، والمعنى: أن من الشعر كلامًا مانعًا من السفه، "ع"(15/ 280).
(3)
قوله: (حكمة) أي: قولًا صادقًا مطابقًا للحق والصواب، فإن قلت؟ قال تعالى:{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] قلت: قال أيضا: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} [الشعراء: 227] فاستثنى منهم، وهم الذين قالوا بالحكمة صدقاً وحقًّا. وحاصله: أن بعض الشعر مذموم وبعضه لا، "ك" (22/ 18). ومطابقته للترجمة: من حيث إن الشعر فيه حكمة، فالحكمة إذا كانت في شعر من الأشعار يجوز إنشاد هذا الشعر، "ع"(15/ 279).
(4)
الفضل بن دكين، "ع"(15/ 280).
(5)
ابن عيينة، "ع"(15/ 280).
(6)
بفتح العين المهملة والمثلثة: سقط، "قس"(13/ 182).
"هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ
(1)
، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا
(2)
لَقِيتِ" [راجع: 2802].
6147 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِي
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ".
===
(1)
قوله: (دميت) بفتح المهملة وكسر الميم، وأما التاء ففي الرجز مكسورة، وفي الحديث ساكنة. فإن قلت: ما وجه التلفيق بينه وبين {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [سورة يس: 69]؟ قلت: الرجز ليس شعرًا، قاله الأخفش، أو: حكاية عن شعر الغير، أو: المراد نفي صنعة الشعر لا نفسه، "ك" (22/ 19). الرجز - بالتحريك -: ضرب من الشعر، وزنه: مستفعلن ستَّ مراتٍ، سُمِّي لتقارب أجزائه وقِلَّة حروفه، وزعم الخليل أنه ليس بشعر، وإنما هو أنصاف أبيات وأثلاث، "قاموس" (ص: 474). أي: ما أنت موصوفة بشيء إلا بأن دميتِ، خاطبها مجازًا أو حقيقة معجزة تسليًا لها، أي: ثبتي على نفسك فإنك ما ابتليت بشيء من الهلاك سوى أنك دميت، ولم يكن ذلك هدرًا بل كان ذلك في سبيل الله ورضاه، وذلك في غزوة أحد، "مجمع" (2/ 205). مرَّ الحديث (برقم: 2802) في "الجهاد".
(2)
موصولة، أي: الذي لقيته محسوب في سبيل الله، "مجمع"(2/ 205).
(3)
عبد الرحمن، "ع"(15/ 281).
(4)
ابن عبد الرحمن بن عوف، "ع"(15/ 281).
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَصْدَقُ كلِمَةٍ قَالَهَا
(1)
الشَّاعِرُ: كلِمَةُ لَبِيدٍ
(2)
:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ".
وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ.
[راجع: 3841، طرفه: 6489].
6148 -
حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ
"قُتَيْبَةُ" في نـ: "قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ".
===
(1)
الصحيح أنه يجوز له صلى الله عليه وسلم أن يتمثل بالشعر وينشده حاكيًا له عن غيره، "قس"(13/ 183).
(2)
قوله: (كلمة لبيد) الكلمة ها هنا: القطعة من الكلام، و"لبيد" - بفتح اللام وكسر الموحدة وبإهمال الدال - ابن ربيعة - بفتح الراء -، العامري، الصحابي، عاش مائة وأربعًا وخمسين سنة، مات في خلافة عثمان رضي الله عنه. والباطل أي: الفاني المضمحل. "وأمية"- بضم الهمزة وخفة الميم وشدة التحتانية -: ابن أبي الصلت - بفتح المهملة وإسكان اللام وبالفوقانية -، الثقفي. وفي "صحيح مسلم": عن عمرو بن شريد - بفتح المعجمة وكسر الراء وبالمهملة -، عن أبيه قال: "ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: هل معك من شعر أمية شيء؟ قلت: نعم، قال: هيه، فأنشدته بيتًا فقال: هيه
…
حتى أنشدته مائة بيت
…
فقال: إن كاد ليسلم". و"هيه" كلمة الاستزادة، منونًا، وغير منون، مبنيًا على الكسر. والمقصود: أنه صلى الله عليه وسلم استحسن شعره واستزاد من إنشاده؛ لما فيه من الإقرار بالوحدانية والبعث. وفيه: أن بعض الشعر محمود، "ك" (22/ 19)، ومرَّ (برقم: 3841).
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 4196).
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيبَرَ فَسِرنَا لَيلًا، فَقَالَ رَجُلٌ
(1)
مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرِ بْنِ الأَكْوَعِ: أَلَا تُسمِعُنَا
(2)
مِنْ هُنَيهَاتِكَ
(3)
! وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا، فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ وَيَقُولُ:
"هُنَيهَاتِكَ" في هـ، ذ:"هُنيَّاتِكَ". "وَكَانَ عَامِرٌ" في نـ: "قَالَ: وَكَانَ عَامِرٌ".
===
(1)
هو عمر بن الخطاب، "مقدمة" (ص: 331).
(2)
من الإسماع، "ع"(15/ 282).
(3)
قوله: (من هنيهاتك) جمع هنيهة، ويروى بتشديد الياء آخر الحروف بعد النون، قال الكرماني (22/ 20): جمع الهنية مصغر الهنة، إذ أصلها: هنو، وهي: الشيء الصغير، والمراد بها الأراجيز. وقال الجوهري: هَنٌ على وزن أخ كلمة كناية، ومعناه: الشيء، وأصله: هنو، وتقول للمرأة: هنة، وتصغيرها: هنية، تردها إلى الأصل، وقد تبدل من الياء الثانية هاء، فيقال: هنيهة. "يحدو" أي: يسوق. والرواية: "اللَّهم"، والموزون: لا هُمَّ، "فدىً لك" أي: لرسولك، قال المازري: لا يقال لله: "فدى لك" لأنه إنما يستعمل في مكروه يتوقع حلوله بالشخص فيختار شخص آخر أن يحل ذلك به، ويفديه منه، فهو إما مجاز عن الرضا كأنه قال: نفسي مبذولة لرضاك، أو هذه الكلمة وقعت في البيت خطابًا لسامع الكلام. ولفظ:"فدىً" مقصور وممدود ومرفوع ومنصوب. قوله: "اقتفينا" اتبعنا أثره، قال ابن بطال: اغفر ما ارتكبنا من الذنوب، و"فدى لك" دعاء أي: يفديه الله من عقابه على ما اقترف من ذنوبه، كأنه قال: اغفر لي وأفدني منه فداءً لك - أي: من عندك - فلا تعاقبني به، ولفظ "لك" تبيين لفاعل الفداء المعنى بالدعاء، أي: اللام للتبيين نحو لام: "هيت لك"، وفي بعضها "اتقينا" أي: افدنا من عقابك فداءً ما اتقينا من الذنوب أي: ما تركناه مكتوبًا علينا.
اللَّهُمَّ لَوْلَا
(1)
أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
…
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّينَا
فَاغْفِر فِدَىً لَكَ مَا اقْتَفَينَا
…
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَينَا
وَأَلْقِيًا سَكِينَةً عَلَينَا
…
إِنَّا إِذَا صِيحَ
(2)
بِنَا أَتَينَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَينَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟ " فَقَالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ. فَقَالَ: "يَرحَمُهُ اللَّهُ". فَقَالَ رَجُلٌ
(3)
مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ
(4)
(5)
"فِدَىً" في نـ: "فِداءً". "وَأَلْقِيًا" في نـ: "وَأَلْقِيَنْ". "أَتَينَا" في نـ: "أَبَينَا".
===
"أبينا" من الإباء عن الفرار أو عن الباطل، وفي بعضها:"أتينا" من الإتيان. و"عوَّلُوا علينا" أي: حملوا علينا بالصياح لا بالشجاعة.
فإن قلت: تقدم في "الجهاد" أنه صلى الله عليه وسلم كان يقولها في حفر الخندق، وأنها من أراجيز ابن رواحة؟ قلت: لا منافاة في وقوع الأمرين، ولا محذور أن يحدو الشخص بشعر غيره، "ك"(22/ 20).
(1)
مرَّ شيء مما يتعلق بالرجز (برقم: 2836).
(2)
أي: للقتال ونحوه من المكارم، "نووي"(6/ 409).
(3)
أي: عمر بن الخطاب، "مقدمة" (ص: 331).
(4)
أي: ثبتت، "نووي"(6/ 409).
(5)
قوله: (وجبت) أي: الشهادة، قال ابن عبد البر: كانوا قد عرفوا أنه إذا استغفر لأحد - أي: عند الوقعة وفي المشاهد - يستشهد البتة، فلما سمع عمر ذلك قال: يا رسول الله: "لو أمتعتنا بعامر" أي: لو تركته لنا، فبارز يومئذ فرجع سيفه على ساقه فقطع أكحله فمات منها، "ك"(22/ 20 - 21).
يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا
(1)
بِهِ. قَالَ: فَأَتَينَا خَيبَرَ، فَحَاصَرْنَاهُمْ حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ
(2)
شَدِيدَةٌ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ فَتَحَهَا
(3)
عَلَيهِمْ، فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ الْيَومَ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا هَذِهِ النِّيرَانُ؟ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟ " قَالُوا: عَلَى لَحْمٍ، قَالَ:"عَلَى أَيِّ لَحْمِ؟ " قَالُوا: عَلَى لَحْمِ الْحُمُرِ الإنْسِيَّةِ
(4)
. فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَهرِيقُوهَا وَاكْسِرُوهَا". فَقَالَ رجلٌ
(5)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ" أَوْ نُهريقُهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ: "أَوْ ذَاكَ".
"يَا نَبِيَّ اللَّهِ" في نـ: "يَا رَسُولَ اللهِ". "حَتَّى أَصَابَتْنَا" في هـ، ذ:"فَأَصَبنَا". "أَمْسَى النَّاسُ الْيَوْمَ" في هـ، ذ:"أَمْسَى النَّاسُ مَسَاءَ الْيَومِ". "تُوقِدُونَ" في نـ: "يُوقِدُونَ". "قَالُوا: عَلَى لَحْمٍ" في نـ: "فَقَالُوا: عَلَى لَحْمٍ". "الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حُمُرِ الإنْسِيَّةِ"
(6)
، وفي نـ:"حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ". "أَهْرِيْقُوهَا" في ذ: "هَرِيقُوهَا". "قَالَ: أَوْ ذَاكَ" في نـ: "فَقَالَ: أَوْ ذَاكَ".
===
(1)
أي: وددنا أنك لو أخَّرت الدعاء له بهذا إلى وقت آخر؟ لنتمتع بمصاحبته ورؤيته مدة، "نووي"(6/ 409).
(2)
أي: جوع شديد، "نووي"(6/ 409).
(3)
حصنًا حصنًا، وكان أولها فتحًا حصن ناعم، "قس"(13/ 186)، كما في (ح: 4196).
(4)
نسبة إلى الإنس، وهم الناس لاختلاطها بالناس بخلاف حمر الوحش، "نووي"(6/ 409).
(5)
يحتمل أن يكون هو عمر أيضا، "مقدمة" (ص: 331).
(6)
من باب إضافة الموصوف إلى صفته، "ك"(22/ 21)، "ع"(15/ 283)، "نووي"(6/ 409).
فَلَمَّا تَصَافَّ
(1)
الْقَوْمُ كَانَ سَيفُ عَامِر فِيهِ قِصَو، فَتَنَاوَلَ بِهِ يَهُودِيًّا لِيَضرِبَهُ، وَيرْجِعُ
(2)
ذُبَابُ
(3)
سَيْفِهِ، فَأصَابَ رُكْبَةَ عَامِر فَمَاتَ مِنْهُ، فَلَمَّا قَفَلُوا
(4)
قَالَ سَلَمَةُ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاحِبًا
(5)
. فَقَالَ لِي: "مَا لَكَ؟ ". قُلْتُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ
(6)
عَمَلُهُ؟ قَالَ: "مَنْ قَالَهُ؟ " قُلْتُ: قَالَهُ فُلَانٌ، وَفُلَانٌ، وَفُلَانٌ، وَأُسَيدُ بْنُ الْحُضَيرِ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ
(7)
- وَجَمَعَ بَينَ إِصْبَعَيهِ -، إِنَّهُ لَجَاهَدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِىٌّ نَشَأَ بِهَا مِثْلُهُ". [راجع: 2477].
"ويَرْجِعُ" في هـ، ذ:"فَرَجَعَ". "حَبِطَ عَمَلُهُ" في نـ: "أُحْبِطَ عَمَلُهُ". "أُسَيدُ بْنُ الْحُضيرِ" في ذ: "أُسَيدُ بْنُ حُضَيرٍ". "كَذَبَ مَنْ قَالَهُ" في نـ: "كَذَبَ مَنْ قَالَ". "نَشَأَ" في هـ، ذ:"مَشَى".
===
(1)
بتشديد الفاء أي: للقتال، "قس"(13/ 186)، [كما برقم: 4196].
(2)
بالرفع، جملة حالية.
(3)
أي: طرفه، "ع"(15/ 283).
(4)
أي: رجعوا، "ك"(22/ 21).
(5)
بالشين المعجمة وبعد الألف حاء مهملة مكسورة فموحدة أي: متغير اللون، "قس"(13/ 186).
(6)
بكسر الموحدة أي: بطل عمله، "ك"(22/ 21).
(7)
قوله: (لأجرين) أي: أجر الجهد في الطاعة، وأجر المجاهدة في سبيل الله، وجاهد ومجاهد كلاهما بلفظ اسم الفاعل، وفي بعضها: بلفظ الماضي وجمع المجهدة، و"مشى" أي: قَلَّ عربي مشى في الدنيا بهذه الخصلة الحميدة التي هي الجهاد مع الجهد، وفي بعضها:"نشأ" بالنون والشين والهمزة، والهاء عائدة إلى الحرب أو بلاد العرب، أي: قليل من
6149 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
(2)
، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(3)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيمٍ فَقَالَ: "وَيْحَكَ
(4)
يَا أَنْجَشَةُ
(5)
، رُوَيْدَكَ سَوقَكَ
(6)
بِالْقَوَارِيرِ".
"سَوْقَكَ" كذا في حـ، ذ، وفي نـ:"سَوقًا".
===
العرب، قال ابن بطال: يحتمل أن يكون الأجران من جهة أنه لما أمات نفسه في سبيل الله ضوعف أجره، أو أن يكون أحدهما بموته في سبيل الله والآخر للجزاء الذي به تقوية نفوس المسلمين لما فيه ذكر الشجاعة ونحوه، "ك"(22/ 21 - 22)، "ع"(15/ 283)، "قس"(13/ 186).
(1)
ابن علية، "ع"(15/ 284).
(2)
السختياني، "ع"(15/ 284).
(3)
عبد الله بن زيد الجرمي، "ع"(15/ 284).
(4)
قوله: (ويحك) كلمة ترحم وتوجّع يقال لمن يقع في أمر لا يستحقه، وانتصابه على المصدرية، "ع"(15/ 284).
(5)
قوله: (يا أنجشة) بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الجيم والمعجمة: غلام أسود كان حاديًا، وكان في سوقه عنف، فأمره أن يرفق بالمطايا، فيسوقهن كما تساق الدابة إذا كان حملها القوارير. ووجه آخر: وهو أنه كان حسن الصوت، فكره أن يسمعن الحداء - فإن الغناء رقية الزنا، "مج"(2/ 251) -، فإن حسن الصوت يحرك من نفوسهن، فشبه ضعف عزائمهن وسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في سرعة الآفة إليها، "ك" (22/ 22). وقيل: إن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي فأزعجت الراكب وأتعبته، فنهاه لضعف النساء عن شدة الحركة، "مجمع"(4/ 251).
(6)
مفعول له، "ع"(15/ 284).
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ؟ فَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَلِمَةٍ، لَوْ تَكَلَّمَ بَعْضُكُمْ لَعِبتُمُوهَا
(1)
عَلَيهِ: قَوْلُهُ: "سَوْقَكَ
(2)
بِالْقَوَارِيرِ"
(3)
. [أطرافه: 6161، 6202، 6209، 6210، 6211، أخرجه: م 2323، سي 525، تحفة: 949].
91 - بَابُ هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ
(4)
6150 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدَةُ
(6)
قَالَ:
"لَو تَكَلَّمَ" في ذ: "لَو تَكَلَّمَ بهَا". "حَدَّثَنَا مُحَمَّد" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّد". "أَخْبَرَنَا عَبدَةُ" في نـ: "حَدَّثنُاَ عَبدَةُ".
===
(1)
قوله: (لَعِبتُمُوهَا) فإن قلت: هذه استعارة لطيفة بليغة فلم تعاب؟ لعله نظر إلى أن شرط الاستعارة أن يكون وجه الشبه جليًّا بين الأقوام، وليس بين المرأة والقارورة وجه التشبيه ظاهرًا، والحق أنه كلام في غاية الحسن والسلامة عن العيوب، ولا يلزم في الاستعارة أن يكون جلاء الوجه من حيث ذاتها، بل يكفي الجلاء الحاصل من القرائن الجاعلة للوجه جليًا ظاهرًا كما في المبحث، فالعيب في العائب:
وكم من عائب قولًا صحيحًا
…
وآفته من الفهم السقيم
ويحتمل أن يكون قصد أبي قلابة أن هذه الاستعارة يحسن من مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في البلاغة، ولو صدرت ممن لا بلاغة له لعبتموها، وهذا هو اللائق بمنصب أبي قلابة، والله أعلم، "كرماني"(22/ 22 - 23).
(2)
أي: رفقًا بالقوارير، "مجمع"(4/ 251).
(3)
جمع قارورة، "مجمع"(4/ 251).
(4)
الهجاء والهجو واحد، وهو: الذم في الشعر، "ع"(15/ 286).
(5)
ابن سلام، "ع"(15/ 286).
(6)
ابن سليمان، "ع"(15/ 286).
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"فَكَيفَ بِنَسَبِي؟ ". فَقَالَ حَسَّانُ: لأَسُلَّنَّكَ
(1)
مِنْهُمْ
(2)
كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ.
وَعَنْ هِشَامِ
(3)
بْنِ عُروَةَ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَهَبتُ أَسُبُّ حَسَّانَ
(5)
عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: لَا تَسُبَّهُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ
(6)
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3531].
6151 -
حَدَّثَنِي أَصْبَغُ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ
(8)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ الْهَيثَمَ بْنَ أَبِي سنَانٍ أَخْبَرَهُ:
"أَخْبَرَنَا هِشَامُ" في نـ: "أَنْبَأَنَا هِشَامُ". "بِنَسَبِي" في نـ: "بِنِسبَتِي". "حَدَّثَنِي أَصْبَغُ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَصْبَغُ". "أَخْبَرَنِي يُونُسُ" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ".
===
(1)
بأن أهجوهم بأفعالهم وبما يخص عادة لهم، "ك".
(2)
قوله: (لأسلنك منهم) أي: لأتلطفن في تخليص نسبك من هجوهم بحيث لا يبقى جزء من نسبك فيما ناله الهجو، كالشعرة إذا انسلت من العجين لا يبقى شيء منها عليها، "ك"(22/ 23)، ومرَّ (برقم: 4145) في "المغازي" و (برقم: 3531) في "المناقب".
(3)
موصول بالسند المذكور، "ع"(15/ 286).
(4)
ابن الزبير.
(5)
لأنه كان موافقًا لأهل الإفك فيه، "ك"(22/ 23)، "ع"(15/ 286).
(6)
بالحاء المهملة أي: يدافع عنه ويخاصم، "ع"(15/ 286).
(7)
ابن الفرج، "ع"(15/ 287).
(8)
هو ابن يزيد.
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي قَصَصِهِ
(1)
يَذْكُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "إِنَّ أَخًا لَكُمْ لَا يَقُولُ الرَّفَثَ
(2)
- يَعْنِي بِذَالِكَ ابْنَ رَوَاحَةَ
(3)
- قَالَ:
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ
…
إِذَا انْشَقَّ مَعْروفٌ
(4)
مِنَ الْفَجْرِ
(5)
سَاطِعُ
(6)
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى
(7)
فَقُلُوبُنَا
…
بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
"وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"فِينَا رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
قوله: (في قصصه) بفتح القاف وكسرها، فبالفتح الاسم، وبالكسر جمع قصة، والقص في الأصل: البيان. قوله: "الرفث" أي: الفحش. قوله: "ابن رواحة" هو عبد الله بن رواحة. والأبيات المذكورة من البحر الطويل. "والساطع" المرتفع. "والعمى" الضلال. قوله: "بالكافرين" وفي رواية الكشميهني "بالمشركين". قوله: "استثقلت" من الثقل بالثاء المثلثة والقاف. وفي البيت الأول إشارة إلى علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الثالث إلى عمله، فهو كامل علمًا وعملًا، وفي الثاني إلى تكميل الغير، فهو كامل مكمل صلى الله عليه وسلم، "ع"(15/ 287)، "ك"(22/ 24).
(2)
أي: الباطل من القول والفحش، إنما قال ذلك حين أنشد عبد الله بن رواحة الأبيات المذكورة، "ع"(15/ 287).
(3)
عبد الله الأنصاري، "ع"(15/ 287).
(4)
فاعل "انشقَّ".
(5)
بيان لمعروف، "ع"(5/ 510).
(6)
مرتفع، صفة لمعروف، "ع"(5/ 510).
(7)
أي: الضلالة.
يَبِيتُ يُجَافِي
(1)
جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ
(2)
…
إِذَا استَثْقَلَتْ
(3)
بِالْكَافِرِينَ الْمَضاجِعُ
تَابَعَهُ
(4)
عُقَيلٌ
(5)
عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ
(6)
(7)
: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ
(8)
، وَالأعْرَج
(9)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. [راجع: 1155].
6152 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(10)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيبٌ
(11)
،
"بِالْكَافِرِينَ" في هـ: "بِالْمُشْرِكِينَ". "حَدَّثَنَا شُعَيبٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ" وفي نـ: "أَنْبَأنَا شُعَيبٌ".
===
(1)
أي: يتنحى، "ع"(5/ 510).
(2)
كناية عن صلاة الليل، "ع"(5/ 510).
(3)
فيه الترجمة، فإن هذا ذم لهم، "ع"(15/ 287).
(4)
أي: يونس، "ع"(15/ 287).
(5)
هو ابن خالد، "ع"(15/ 287).
(6)
هو محمد بن الوليد الشامي، "ك"(22/ 24).
(7)
قوله: (قال الزبيدي) بضم الزاي وفتح الباء، هو محمد بن الوليد الحمصي، أشار البخاري بهذا إلى أن في الإسناد المذكور اختلافًا على الزهري، فإن يونس وعقيلًا اتفقا على أن شيخ الزهري فيه هو الهيثم، وخالفهما الزبيدي حيث جعل شيخَ الزهري فيه سعيدَ بن المسيب وعبد الرحمن بن هرمز، فالطريقان صحيحان، "ع"(5/ 511)، ومرَّ الحديث (برقم: 1155) في "التهجد".
(8)
هو ابن المسيب، "ك (22/ 24).
(9)
هو عبد الرحمن بن هرمز، "ع"(15/ 287).
(10)
الحكم بن نافع.
(11)
هو ابن أبي حمزة.
عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي
(2)
، عَنْ سُلَيمَانَ
(3)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقِ
(4)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ يَشتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَيَقُولُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! نَشَدْتُكَ اللَّهَ
(5)
هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "يَا حَسَّانُ أَجِبْ
(6)
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ
(7)
بِرُوحِ الْقُدُسِ"
(8)
؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ
(9)
[راجع: 453، 3212].
"يَا أَبَا هُرَيْرَةَ" في نـ: "يَا بَا هُرَيْرَةَ". "نَشَدْتُكَ اللَّهَ" كذا في سـ، حـ، ذ، ولغيرهم:"نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ". "فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ" في نـ: "قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ".
===
(1)
هو ابن أبي أويس، "ك"(22/ 24).
(2)
هو عبد الحميد، "ك"(22/ 24).
(3)
هو ابن بلال، "ك"(22/ 24).
(4)
الصديقي، (ك (22/ 24).
(5)
أي: أقسمت عليك بالله وسألتك، "ك"(22/ 25).
(6)
أي: دافعا عنه، "ع"(15/ 288).
(7)
من التأييد، وهو التقوية، "ع"(15/ 287).
(8)
بضم الدال وسكونها: جبرئيل عليه السلام، "ك"(22/ 25)، "ع"(15/ 288).
(9)
أي: سمعته صلى الله عليه وسلم، ومرَّ الحديث (برقم: 453) في "الصلاة"، و (برقم: 3212).
6153 -
حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَربٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِحَسَّانٍ: "اهْجُهُمْ - أَوْ قَالَ
(1)
: هَاجِهِمْ - وَجِبرَئِيلُ
(2)
(3)
مَعَكَ". [راجع: 3213].
92 - بَابُ مَا يُكْرَهُ
(4)
أَنْ يَكُونَ الْغَالِبُ
(5)
عَلَى الإنْسَانِ الشِّعْرُ، حَتَّى يَصُدَّهُ
(6)
عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالْعِلْمِ وَالْقُرآنِ
6154 -
حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ
(8)
،
"أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ" في نـ: "أَنْبَأنَا حَنْظَلَةُ".
===
(1)
شك من الراوي، "ع"(15/ 288).
(2)
مرَّ (برقم: 4123).
(3)
قوله: (وجبرئيل معك) أي: بالتأييد والمعاونة، "ع" (15/ 288). قال الكرماني (22/ 25): قال ابن بطال: هجو الكفار من أفضل الأعمال، وكفى بقوله:"اللَّهم أيده" شرفًا وفضلًا للعمل والعامل به، وهذا إذا كان جوابًا عن سبِّهم للمسلمين، بقرينة ما قال:"أجب". أقول: ولهذا قال تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا} [الأنعام: 108].
(4)
قوله: (باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان
…
) إلخ، أي: في بيان كراهية كون الغالب على الإنسان الشعر. "حتى يصده" أي: يمنعه عن ذكر الله ومذاكرة العلم وقراءة القرآن. وقال الكرماني: "الغالب" بالرفع وبالنصب. قلت: أما الرفع فعلى أن يكون اسم كان، وخبره قوله:"الشعر"، وأما النصب فعلى العكس، كذا ذكره العيني (15/ 288).
(5)
بالرفع والنصب، "ك (22/ 25).
(6)
أي: يمنعه، (ك (25/ 22).
(7)
أبو محمد الكوفي، "ع"(15/ 288)، كان يتشيع، "تق" (رقم: 4345).
(8)
هو ابن أبي سفيان الجمحي، "ع"(15/ 288).
عَنْ سَالِم
(1)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لأَنْ
(2)
يَمْتَلِيَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ
(3)
قَيحًا
(4)
خَيرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِيَ شِعْرًا"
(5)
. [تحفة: 6754].
===
(1)
هو ابن عبد الله، "ع"(15/ 288).
(2)
بلام التأكيد و"أن" المصدرية في موضع رفع على الابتداء، "قس"(13/ 193).
(3)
قوله: الأن يمتلي جوف أحدكم قيحًا) نصب على التمييز، وهو: الصديد الذي يسيل من الدمل والجرح، ويقال: هو المدة التي لا يخالطها الدم. قال الطحاوي: كره قوم رواية الشعر، واحتجوا بهذه الآثار. قلت: أراد بالقوم: مسروقًا، وإبراهيم النخعي، وسالم بن عبد الله، والحسن البصري، وعمرو بن شعيب، فإنهم قالوا: يكره رواية الشعر وإنشاده، واحتجوا في ذلك بهذه الأحاديث؛ وروي ذلك عن عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، ثم قال الطحاوي: وخالفهم آخرون، فقالوا: لا بأس برواية الشعر الذي لا قذع فيه، قلت: أراد بالآخرين: الشعبي، وعامر بن سعد، وابن سيرين، وسعيد بن المسيب، والقاسم، والثوري، والأوزاعي، وأبا حنيفة، ومالكًا، والشافعي، [وأحمد]، وأبا يوسف، ومحمدًا، وابن إسحاق، وأبا ثور، وأبا عبيد، فإنهم قالوا: لا بأس برواية الشعر الذي ليس فيه هجاء ولا ذكر عرض أحد من المسلمين ولا فحش؛ وروي ذلك عن أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس، والبراء، وأنس، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، ومعاوية، وعائشة، "ع"(15/ 289) مختصرًا.
(4)
هو صديد يسيل من الجرح، "مجمع"(4/ 355).
(5)
والمطابقة تؤخذ من معناه؛ لأن امتلاء الجوف بالشعر كناية عن كثرة اشتغاله به، حتى يكون قلبه مستغرقًا به، فلا يتفرغ لذكر الله، "ع"(15/ 289).
6155 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ يَمْتَلِيَ جَوفُ الرَّجُلِ قَيحًا حَتَّى يَرِيَهُ
(2)
(3)
خَيرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِيَ شِعْرًا"
(4)
. [أخرجه: م 2257، ق 3759، تحفة: 12364].
93 - بَابُ قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "تَرِبَتْ يَمِينُكَ"
(5)
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ النَّبِيُّ". "حَتَّى يَرِيَهُ" كذا في سفـ، صـ، هـ، ذ، وفي نـ:"يَرِيهِ". "خَيرٌ" في هـ، ذ:"خَيرٌ لَهُ".
===
(1)
هو ابن غياث.
(2)
أي: يأكله ويفسده، "ك"(22/ 26).
(3)
قوله: (يريه) مشتق من الورى، يقال: وَرَى بالفتح يريه، نحو وقى يقي أي: أكله، وقال أبو عبيدة: الورى: هو أن يأكل القيح جوفه ويفسده.
وفيه: أنه قد رخص في القليل من الشعر، والمذموم هو الامتلاء به، والغالب عليه، "ك"(22/ 26). ووجه المطابقة للترجمة بالمفهوم؛ لأنه إنما ذم الامتلاء الذي لا متسع له مع غيره، فدل على أن ما دون ذلك لا يدخله الذم، "تن"(3/ 1168).
(4)
ظاهره العموم، لكنه مخصوص بما لم يكن مدحًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما يشتمل على الذكر وسائر المواعظ، "عيني"(15/ 290).
(5)
قوله: (تربت يمينك) أي: في ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "تربت يمينك"، قال ابن السكيت: أصل "تربت" افتقرت، ولكنها كلمة تقال ولا يراد بها الدعاء، وإنما أراد التحريض على الفعل، فإنه إن خالف أساء، قيل: معناه إن لم تفعل لم يحصل في يديك إلا التراب، وقيل: هو مثل جرى على أنه إن فاتك ما أمرتك به افتقرت إليه، قال الداودي: معناه افتقرت من العلم، وقيل: هي كلمة تستعمل في المدح عند المبالغة كما قالوا للشاعر: قاتله الله
"وَعَقْرَى حَلْقَى"
(1)
6156 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ عُروَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ أَفْلَحَ أَخًا لأَبِي الْقُعَيسِ استَأْذَنَ عَلَيَّ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا آذَنُ لَهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ أَخَا أَبِي الْقُعَيسِ لَيسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيسِ. فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَتُهُ. قَالَ:"ائْذَنِي لَهُ، فَإِنَّهُ عَمُّكِ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ"
(2)
. قَالَ عُروَةُ: فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: حَرِّمُوا مِنَ الرَضَاعَةِ مَا يُحَرَمُ مِنَ النَّسَبِ
(3)
. [راجع: 2644، تحفة: 16563].
" أَخًا لأَبِي الْقُعَيسِ" في نـ: "أَخَا أَبِي الْقُعَيسِ". "بَعْدَ مَا أُنْزِلَ" كذا في ذ، وفي نـ:"بَعْدَ مَا نَزَلَ". "قَالَ: ائْذَنِي" في نـ: "فَقَالَ: ائْذَنِي".
===
لقد أجاد. وقال ابن الأثير: ترب الرجل إذا افتقر أي: لصق بالتراب، وأترب إذا استغنى، "عيني"(15/ 290 - 291) مختصرًا.
(1)
قوله: (عقرى حلقى) أي: عقرها الله وحلقها، يعني: أصابها وجع في حلقها خاصة، وهكذا يرويه المحدثون غير منون، بوزن: غضبى؛ حيث هو جار على المؤنث. والمعروف في اللغة التنوين على أنه مصدر فعل متروك اللفظ، تقديره: عقرها الله عقرًا وحلقها حلقًا، ويقال للأمر يُعجَب منه: عقرًا حلقًا، ويقال أيضًا للمرأة إذا كانت مؤذية: مشئومة، "نهاية"(1/ 428)، ومرَّ بيانه (برقم: 1762) في "الحج".
(2)
فيه الترجمة.
(3)
في النكاح.
6157 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ
(3)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(4)
، عَنِ الأَسْوَدِ
(5)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَرَادَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَنْفِرَ
(6)
فَرَأَى صفِيَّةَ عَلَى بَابِ خِبَائِهَا
(7)
كَئِيبَةً
(8)
حَزِينَةً، لأنَّهَا حَاضَتْ فَقَالَ: "عَقْرَى حَلْقَى - لُغَةٌ لِقُرَيْشٍ
(9)
- إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا" ثُمَّ قَالَ: "أَكُنْتِ أَفَضْتِ
(10)
يَوْمَ النَّحْرِ؟ " يَعْنِي الطَّوَافَ
(11)
قَالَتْ: نَعَمْ.
"لُغَةٌ لِقُرَيْشٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"لُغَةُ قُرَيْشٍ"
(12)
، وفي سـ، ذ:"لَفْظَةٌ لِقُرَيْشٍ".
===
(1)
هو ابن أبي إياس، "ع"(15/ 292).
(2)
هو ابن الحجاج.
(3)
هو ابن عتيبة، "ع"(15/ 292).
(4)
النخعي، "ع"(15/ 292).
(5)
هو ابن يزيد، "ع"(15/ 292).
(6)
أي: أن يرجع من الحج، "ع"(15/ 292).
(7)
بكسر الخاء والمد: الخيمة، "ع"(15/ 292).
(8)
من الكآبة، وهي: سوء الحال والانكسار من الحزن، "ع"(15/ 292).
(9)
يطلقونه ولا يريدون وقوعه، بل عادتهم التكلم بمثله على سبيل التلطف، "قس"(13/ 196).
(10)
قوله: (أفضت) أي: طفت طواف الإفاضة، أي: حيث فرغت من طواف الركن لا يجب عليك الوقوف لطواف الوداع، فارجعي غير محزونة؛ لتمام أركان حجك، "ك"(22/ 27).
(11)
للزيارة، "قس"(13/ 196).
(12)
بالإضافة إلى هذه اللفظة، يعني: عقرى حلقى، لغة قريش، يطلقونها ولا يريدون حقيقتها، "ع"(15/ 292).
قَالَ: "فَانْفِرِي
(1)
إِذَنْ". [راجع: 294، أخرجه: م 1211، س في الكبرى 4192، تحفة: 15927].
94 - بَابُ مَا جَاءَ فِي زَعَمُوا
(2)
6158 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ
(3)
، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ
(4)
مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَدِ اِللَّهِ: أَنَّ أَبَا مُرَّةَ
(5)
مَوْلًى لأُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَستُرُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ، فَقَالَ:"مَنْ هَذِهِ؟ " فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ
(6)
بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ. فَقَالَ: "مَرحَبًا
(7)
بِأُمِّ هَانِيءٍ". فَلَمَّا فَرَغَ
"إِذَنْ" في نـ: "إِذًا". "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسلَمَةَ" في سـ، ذ:"عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ". "مَوْلًى لأُمِّ هَانِئٍ" في نـ: "مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ". "عَامَ الْفَتْحِ" في نـ: "يَومَ الْفَتْحِ". "فَقَالَ: مَرحَبًا" في نـ: "قَالَ: مَرحَبًا".
===
(1)
أي: فارجعي، "ع"(15/ 292).
(2)
قوله: (ما جاء في زعموا) أي: في قول "زعموا" واستعمال لفظ الزعم، وفي المثل:"زعموا" مطية الكذب، "ك"(22/ 27).
(3)
هو القعنبي، وفي بعضها: محمد بن مسلمة وهو سهو، "ك" (22/ 27). ولأبي ذر عن المستملي:"عبد الله بن يوسف"، هو: أبو محمد، "قس"(13/ 197).
(4)
اسمه سالم، "ع"(15/ 292).
(5)
أي: يزيد، "قس"(13/ 197).
(6)
اسمها فاختة.
(7)
أي: لقيت رحبًا وسعةً، "ع"(15/ 293).
مِنْ غُسلِهِ
(1)
قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ
(2)
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ
(3)
ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ
(4)
رَجُلًا قَدْ أَجَزتُهُ
(5)
: فُلَانُ بْنُ هُبَيرَةَ
(6)
. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ". قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: وَذَاكَ ضُحًى
(7)
. [راجع: 280].
"ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ" في نـ: "ثَمَانَ رَكَعَاتٍ". "وَذَاكَ" في هـ، ذ: لا وَذَلِكَ".
===
(1)
بفتح الغين، ولأبي ذر بضمها، "قس"(13/ 197).
(2)
أي: من الصلاة، "ك"(22/ 28).
(3)
قوله: (زعم) أي: قال: وهو قد يستعمل في القول المحقق، و"ابن أمي" يعني عليًّا رضي الله عنه. و"قاتل" اسم فاعل بمعنى الاستقبال. و"أجرته" بقصر الهمزة أي: أمنته وجعلته ذا أمن، وأجزت له بالدخول في دار الإسلام. فيه: ندبية صلاة الضحى، والترحيب للداخل، وجواز إجارة الكافر. قال ابن بطال: يقال: "زعم" إذا ذكر خبرًا لا يدري أحَقٌّ أو باطلٌ. وقد روي في الحديث "زعموا، بئس مطية الرجل"، ومعناه: أن مَنْ أكثر الحديث بما لا يعلم صدقه لم يؤمن عليه الكذب. وفائدة حديث أم هانئ أنها تكلمت بهذه الكلمة ولم ينكرها صلى الله عليه وسلم ولا جعلها كاذبةً بذكرها، "ك"(22/ 28).
(4)
اسم فاعل بمعنى الاستقبال، "ك"(22/ 28)، "ع"(15/ 293).
(5)
أي: أمنته.
(6)
قيل: اسمه الحارث بن هشام المخزومي، "ك"(22/ 28)، "ع"(15/ 293).
(7)
أي: صلاته الثمان ركعات، "قس"(13/ 198)، ومرَّ الحديث (برقم: 357، و 1176).
95 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: وَيْلَكَ
(1)
6159 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا
(3)
يَسُوقُ بَدَنَةً فَقَالَ: "ارْكَبهَا". قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ
(4)
، قَالَ:"ارْكَبهَا". قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ:"ارْكَبهَا ويلَكَ". [راجع: 1690، تحفة: 1408].
6160 -
حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ
(5)
، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
(6)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(7)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً فَقَالَ لَهُ: "ارْكَبهَا". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ:
===
(1)
قوله: (ويلك) كلمة عذاب، نصب على المصدر لفعل ملاق له في المعنى دون الاشتقاق، ومثله ويله، أو على المفعول به بتقدير ألزمك الله ويلك، وقيل: أصلها كلمة تأوّه، فلما كثر قولهم:"وي لفلان" باللام قدروا أنها منها، فاعربوها، قاله القسطلاني (13/ 198). قال العيني (15/ 293): قال سيبويه: "ويلك" كلمة يقال لمن وقع في هلكة، و"ويحك" ترحم، وكذا قال الأصمعي، وقيل: هما بمعنى، انتهى.
(2)
هو ابن يحيى.
(3)
لم يدر اسمه، ومرَّ في الحج، من "العيني"(15/ 293).
(4)
قوله: (بدنة) هي ناقة تنحر بمكة، قوله:"إنها بدنة" يعني: أنها هدي يساق إلى الحرم. وفي الطريقة الأولى ذكر "ويلك"[و] في الثالثة جزمًا، وفي الطريقة الثانية شك أنها في الثانية أو الثالثة، "ك"(22/ 29)، "ع"(15/ 293 - 294)، ومرَّ الحديث (برقم: 1689) في "الحج".
(5)
الإمام.
(6)
عبد الله بن ذكوان، "ع"(15/ 293).
(7)
عبد الرحمن بن هرمز، "ع"(15/ 293).
"ارْكَبهَا وَيْلَكَ" قَالَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ
(1)
. [راجع: 1689].
6161 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(2)
، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. ح وَأَيُّوبَ
(3)
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(4)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَكَانَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ، يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ
(5)
، يَحْدُو
(6)
، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُويدَكَ بِالْقَوَارِيرِ". [راجع: 6149، أخرجه: م 2323، تحفة: 300].
"ح وَأَيُّوبَ" في ذ: "وَقَالَ: ح وَأَيُّوبَ". "عَنْ أَنَسٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ". "ويحَكَ" في حـ، ذ:"وَيْلَكَ".
===
(1)
شك من الراوي، "ع"(15/ 294).
(2)
هو ابن زيد، "ك"(15/ 294).
(3)
هو السختياني.
(4)
عبد الله بن زيد، "ع"(294/ 15).
(5)
قوله: (أنجشة) بفتح الهمزة والجيم والمعجمة وسكون النون بعد الهمزة، كان يسوق إبل النساء. قوله:"ويحك" منصوب، وهو كلمة رحمة و"ويلك" كلمة عذاب، وقيل: هما بمعنى واحد. قوله: "رويدك" أي: لا تستعجل، ولا تعنف بالحداء، بل بالسهولة؛ لأن النساء من المحمولات، وارفق بهن كما يرفق بما كان محموله الزجاج، "ك"(22/ 29)، مرَّ الحديث "برقم: 6149). وفي رواية: "ويلك" فالمطابقة على هذا ظاهرة، وكذا على قول من قال: هما بمعنى واحد، وأما على قول الآخرين والنسخة التي فيها "ويحك"؛ فمطابقته خفية، إلا أن يحمل على أن المراد منه:"ويلك"، ولو مجازًا؛ بقرينة الرواية الأخرى، "الخير الجاري".
(6)
من الحداء - بضم المهملة الأولى وخفة الثانية، يمد ويقصر -: سوق الإبل بضرب مخصوص من الغناء، ويكون بالرجز غالبًا، "قس"(13/ 245).
6162 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيبٌ
(1)
، عَنْ خَالِدٍ
(2)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ
(3)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ
(4)
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "ويلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ - ثَلَاثًا - مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا لَا مَحَالَةَ
(5)
فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فُلَانًا، وَاللَّهُ حَسِيبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا إِنْ كَانَ يَعْلَمُ
(6)
". [راجع: 2662].
6163 -
حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ
(7)
،
"عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "عِنْدَ النَّبِيِّ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبدُ الرَّحْمَنِ".
===
(1)
هو ابن خالد البصري، "ع"(15/ 294).
(2)
هو ابن مهران الحذاء، "ع"(15/ 294).
(3)
اسمه نفيع بن الحارث، "ع"(15/ 294).
(4)
قوله: (أثنى رجل على رجل) قال الحافظ ابن حجر: لم أعرفهما، "قس"(13/ 255)، قوله:"قطعت عنق أخيك" قطع العنق مجاز عن الإهلاك، وذلك لأن الثناء موقع للإعجاب بنفسه الموجب لهلاك دينه. قوله:"والله حسيبه" أي: محاسب على عمله. قوله: "ولا أزكي" أي: لا يشهد عليه بالجزم أنه عند الله كذا وكذا؛ لأنه لا يعرف باطنه، أو لا يقطع به؛ لأن عاقبة أمره لا يعلمها إلَّا الله، وهاتان الجملتان معترضتان، و"إن كان يعلم" هو متعلق بقوله:"فليقل"، "ك"(22/ 29 - 30)، "ع"(15/ 294).
(5)
بفتح الميم أي: لا بد، "ك"(22/ 29).
(6)
متعلق بقوله: "فليقل"، "ك"(22/ 30)، "ع"(15/ 294)، ومرَّ الحديث (برقم: 6061) في "باب ما يكره من التمادح".
(7)
هو ابن مسلم، "ك"(22/ 30).
عَنِ الأَوْزَاعِيِّ
(1)
، عَنِ الزّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(2)
وَالضَّحَّاكِ
(3)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقْسِمُ ذَاتَ يَوْمٍ قِسْمًا فَقَالَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ
(4)
- رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ -: يَا رَسولَ اللَّهِ اعْدِلْ.
"قَالَ: بَينَا النَّبِيُّ" لفظ "قال" سقط في نـ.
===
(1)
هو عبد الرحمن، "ك"(22/ 30).
(2)
هو ابن عبد الرحمن، "ع"(15/ 295).
(3)
ابن شراحيل، وقيل: شرحبيل المشرقي، "ع"(15/ 295).
(4)
قوله: (ذو الخويصرة) - تصغير الخاصرة - بالخاء المعجمة والصاد المهملة والراء، وسبق ذكر صفته من أنه: غائر العينين، مشرف الوجنتين، كثّ اللحية، محلوق الرأس، في "كتاب الأنبياء" (برقم: 3344). قوله: "قال عمر: ائذن لي فلأضرب عنقه" فذكر ثمة قول أبي سعيد: أحسب الرجل الذي سأل قتله خالد بن الوليد!! الجواب: أنه لم يقطع أنه خالد، بل قال على سبيل الحسبان مع احتمال أن كلّا منهما قصد بذلك. قوله:"فلأضرب" بالنصب والجزم، ويروى "فأضربَ" بالنصب فقط. قوله:"يمرقون" أي: يخرجون. قوله: "من الرمية" بفتح الراء، فعيلة، من الرمي للمفعول، وهو المرمي كالصيد. والمروق: النفوذ حتى يخرج من الطريق الآخر. والنصل: حديد السهم. والرصاف - جمع الرصفة، بالراء المهملة والفاء -: عصبة تلوى فوق مدخل النصل. قوله: "فلا يوجد فيه شيء" من أثر النفوذ في الصيد من الدم ونحوه. والنضي - بفتح النون وكسر المعجمة الخفيفة وشدة التحتانية -: القدح أي: عود السهم، وقيل: هو ما بين النصل والريش. والقذذ - جمع القُذَّةِ، بضم القاف وتشديد المعجمة -: ريش السهم. و"سبق" السهم "الفرث والدم" بحيث لم يتعلق به شيء منهما، ولم يظهر أثرهما فيه، وهذا تشبيه، أي: طاعاتهم لا يحصل لهم منها ثواب؛
فَقَالَ: "وَيْلَكَ! مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟! "، فَقَالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِي فَلِأَضْرِبَ عُنُقَهُ. قَالَ: "لَا، إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ
(1)
أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَمْرُقُونَ
(2)
مِنَ الدِّينِ كَمُرُوقِ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ
(3)
، يُنْظَرُ
(4)
إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَييءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ
(5)
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ، ثُمَّ يُنْظَر إِلَى نَضِيِّهِ
(6)
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ،
"فَلِأَضْرِبَ" في نـ: "فَأَضْرِبَ". "كَمُرُوقِ السَّهْمِ" في نـ: "كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ". "ثُمَّ يُنْظَرُ" في ذ: "وَيُنْظَرُ".
===
لأنهم مرقوا من الدين بحسب اعتقاداتهم. وقيل: المراد من الدين: طاعة الإمام، وهم الخوارج. قوله:"على حين فرقة" أي: [على] زمان افتراق الأمة، وفي بعضها:"خير فرقة" أي: أفضل طائفة. "وآيتهم" أي: علامتهم. قوله: "يديه" مثنى اليد، وفي بعضها:"ثدييه" بالمثلثة والمهملة والتحتانية. و"البضعة" - بفتح الموحدة -: القطعة من اللحم. و"تدردر" - بالمهملتين وتكرير الراء -: تضطرب وتتحرك. وهذا الشخص إما أميرهم وإما رجل منهم، وهم خرجوا على علي بن أبي طالب، وهو قاتلهم بالنهروان بقرب المدائن. و"التمس" بلفظ المجهول. وفيه: معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنقبة لعلي رضي الله عنه، "ك"(22/ 29 - 30 - 31)، "ع" (15/ 295 - 296). ومرَّ الحديث (برقم: 3610) في "علامات النبوة".
(1)
بفتح أوله وكسر القاف، "قس"(13/ 201).
(2)
أي: يخرجون.
(3)
فعيلة بمعنى مفعول، "ك"(22/ 30).
(4)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(13/ 201).
(5)
جمع الرصفة: عصبة تلوى فوق مدخل النصل، "ك"(22/ 30).
(6)
عود السهم، "ك"(22/ 31).
ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ
(1)
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَئٌ، سَبَقَ الْفَرثَ وَالدَّمَ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرقَةٍ مِنَ النَّاسِ، آيَتُهُم
(2)
رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ"
(3)
.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنِّي كنْتُ مَعَ عَلِيٍّ
(4)
حِينَ قَاتَلَهُمْ، فَالْتُمِسَ فِي الْقَتْلَى، فَأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3344، أخرجه: م 1064، س في الكبرى 8089، ق 169، تحفة: 4421، 4581].
6164 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيدِ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلَكْتُ، فَقَالَ:"ويحَكَ". قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي
(7)
"سَبَقَ" في ذ: "قَدْ سَبَقَ". "عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ" في هـ، ذ:"عَلَى خَيرِ فِرقَةٍ""أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَنْبَأَنَا عَبدُ اللَّهِ". "أخبرنا الأوزاعي" في نـ: "أنبأنا الأوزاعي". "عَنِ ابْنِ شِهَابٍ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ".
===
(1)
ريش السهم، "ك"(22/ 31).
(2)
أي: علامتهم.
(3)
أي: تتحرك، "ك"(22/ 31).
(4)
ابن أبي طالب.
(5)
هو ابن المبارك، "ع"(15/ 296).
(6)
عبد الرحمن.
(7)
أي: جامعتها.
فِي رَمَضَانَ. قَالَ: "أَعْتِقْ رَقَبَةً". قَالَ: مَا أَجِدُهَا. قَالَ: "فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَينِ". قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ: "فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسكِينًا". قَالَ لا أَجِدُ. فَأُتِيَ بِعَرَقٍ
(1)
فَقَالَ: "خُذْهُ فَتَصَدَّقْ بِهِ". فِقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَلَى غَيرِ أَهْلِي؟ فَوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ مَا بَينَ طَنُبَيِ الْمَدِينَةِ
(2)
أَحْوَجُ مِنِّي. فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ
(3)
أَنْيَابُهُ قَالَ: "خُذْهُ".
تَابَعَهُ يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ
(4)
عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ا لزُّهْرِيِّ: ويلَكَ
(5)
. [راجع: 1936].
"لا أَجِدُ" في نـ: "مَا أَجِدُ". "أَحْوَجُ" في هـ، ذ:"أَفْقَرُ". "قَالَ: خُذْهُ" في ذ: "وَقَالَ: خُذْهُ" وفي هـ، ذ:"ثُمَ قَالَ: خُذْهُ".
===
(1)
بفتح العين والراء، هو زنبيل منسوج من الخوص، "ك"(22/ 31)، "ع"(15/ 296).
(2)
قوله: (ما بين طُنُبي المدينة) بضمتين، وللقابسي بفتحتين، ولأبي ذر بضم أوله وسكون النون، تثنية طنب، أي: ناحيتي المدينة، وأصله: حبل الخيمة، "توشيح"(8/ 3707). شبه المدينة بفسطاط مضروب وحرتاها بالطنبين، أراد: ما بين لابتيها أحوج منه. فإن قلت: تقدم الحديث قريبًا في "باب التبسم" أنه ضحك حتى بدت نواجذه، والأنياب في وسط الأسنان والنواجذ في آخرها؟ قلت: لا منافاة بينهما، وأيضًا قد يطلق كل واحد منهما على الآخر، "ك"(22/ 32)، ومرَّ الحديث (برقم: 1937) في "كتاب الصوم".
(3)
أي: ظهرت.
(4)
وصله الطحاوي.
(5)
بدل ويحك، "قس"(13/ 203).
6165 -
حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو
(2)
الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْن يَزِيدَ اللَّيثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرنِي عَنِ الْهِجْرَةِ
(3)
. فَقَالَ: "ويحَكَ، إِنَّ شَأْنَ الْهِجْرَةِ شَدِيدٌ
(4)
، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَهَلْ تُؤَدِّي
"فَقَالَ: وَيْحَكَ" في نـ: "قَالَ: وَيْحَكَ".
===
(1)
ابن مسلم الدمشقي، "ع"(15/ 297).
(2)
هو عبد الرحمن.
(3)
هي ترك الوطن إلى المدينة، "ع"(15/ 297).
(4)
قوله: (إن شأن الهجرة شديد) قيل: هذا كان قبل الفتح فيمن أسلم من غير أهل مكة، كأنه عليه الصلاة والسلام يحذره شدة الهجرة، ومفارقة الأرض والوطن، وكانت هجرته وصوله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله:"فهل تؤدي صدقتها" أي: زكاتها؟ ولم يسأل عن غيرها من الأعمال الواجبة عليه؛ لأن حرص النفوس على المال أشد من حرصها على الأعمال البدنية. قوله: "فاعمل من وراء البحار" بالباء الموحدة والحاء المهملة، وهي جمع بحرة، وهي القرية سميت "بحرة" لاتساعها، والمعنى: فاعمل من وراء القرى، "فإن الله لن يترك" ووقع في رواية الكشميهني بالتاء المثناة من فوق وبالجيم وهو تصحيف. قوله:"لن يترك" أي: لن ينقصك، قال تعالى:{وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35]، ومادته من: وتر، يتر، وترة: إذا نقصه، وأصل "يتر" يوتر، حذفت الواو لوقوعها بين الياء والكسرة، ويروى:"لن يَتْرُكَ" من الترك، والكاف أصلية، وحاصل المعنى: أن القيام بحق الهجرة شديد، فاعمل الخير حيث ما كنت، لأنك إذا أدَّيتَ فرض الله فلا تبالِ أن تقيم في بيتك، وإن كان أبعد البعيد من المدينة، فإن الله لا يضيع أجر عملك، "ع"(15/ 297 - 298).
صَدَقَتَهَا؟ "
(1)
. قَالَ: نَعَم، قَالَ:"فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَتِرْكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيئًا". [راجع: 1452].
6166 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ويلَكُمْ - أَوْ ويحَكُمْ، قَالَ شُعْبَةُ: شَكَّ هُوَ
(3)
-، لَا تَرجِعُوا
(4)
بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
"الْبِحَارِ" في هـ: "التِّجَارِ" بكسر التاء وخفة الجيم جمع تاجر. "لَمْ يَتِرْكَ" كذا في سـ، هـ، ذ، وفي نـ:"لَنْ يَتِرَكَ"
(5)
. "حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ".
===
(1)
أي: زكاتها.
(2)
ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، "ك"(22/ 33)، "ع"(15/ 298).
(3)
أي: شيخه واقد بن محمد، "ع"(15/ 298).
(4)
قوله: (لا ترجعوا
…
) إلخ، يعني بتكفير الناس، كفعل الخوارج إذا استعرضوا الناس، وقيل: هم أهل الردة قتلهم الصديق رضي الله عنه، وقيل: الخوارج يُكَفِّرُون بالزنا والقتل ونحوهما من الكبائر. قوله: "وقال النضر عن شعبة" يعني بهذا السند. "ويحكم" لم يشك. وقوله: "وقال عمر بن محمد" هو أخو واقد بن محمد، "عن أبيه" محمد بن زيد عن جده ابن عمر، "ويلكم أو ويحكم" يعني مثل ما قال أخوه واقد، فدلّ على أن الشك من محمد بن زيد أو ممن فوقه، "ع"(15/ 298).
(5)
بكسر الفوقية أي: لن ينفعك. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لم يترك" بالجازم بدل الناصب وسكون الراء للجزم، وفي "الفتح":"لن يترك" من الترك والكاف أصلية، "قس"(13/ 204).
وَقَالَ النَّضْرُ
(1)
عَنْ شُعْبَةَ: "وَيْحَكُمْ". وَقَالَ عُمَرُ
(2)
بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: "ويلَكُمْ - أَوْ ويحَكُمْ -". [راجع: 1742].
6167 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِم قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
(3)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ
(4)
أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسولَ اللَّهِ مَتَى الشَاعَةُ قَائِمَةٌ؟ قَالَ: "وَيْلَكَ، وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي
(5)
أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: "إِنَّكَ مَعَ
(6)
مَنْ أَحْبَبتَ". فَقُلْنَا: وَنَحْنُ كَذَلِكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا،
"فَقُلْنَا" في هـ، ذ:"فَقَالُوا"، وفي نـ:"قَالَ"، وفي نـ:"فَقَالَ"، وفي نـ:"قُلنَا".
===
(1)
أي: ابن شميل.
(2)
هو أخو واقد بن محمد.
(3)
ابن يحيى الأزدي.
(4)
قوله: (إن رجلًا من أهل البادية) قال في "المقدمة": لم أعرف اسمه، لكن في الدارقطني ما يدل على أنه ذو الخويصرة اليماني، وهو الذي بال في المسجد. قوله:"متى الساعة قائمة" برفع "قائمة" على أنه خبر الساعة و"متى" ظرف متعلق به، وبنصبه على الحال من الضمير المستكن في "متى" إذ هو على هذا التقدير خبر عن الساعة، فهو ظرف مستقر. ولما كان سؤال الرجل يحتمل أن يكون على وجه التعنت، وأن يكون على وجه الخوف فامتحنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له:"ويلك"، "قس"(13/ 205)، فظهر في جوابه إيمانه؛ فألحقه بالمؤمنين.
(5)
يحتمل أن يكون الاستثناء متصلًا أو منقطعًا، "ك"(22/ 33).
(6)
أي: ملحق بهم وداخل في زمرتهم.
فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ
(1)
وَكَانَ
(2)
مِنْ أَقْرَانِي
(3)
فَقَالَ: "إِنْ أُخِّرَ هَذَا
(4)
فَلَمْ يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
وَاخْتَصَرَهُ
(5)
شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ: سَمِعْتُ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3688، أخرجه: م 2953، تحفة: 1404].
96 - بَابُ عَلَامَةِ الْحُبِّ فِي اللَّهِ
(6)
"وَكَانَ" في نـ: "فَكَانَ". "فَلَمْ يُدْرِكْهُ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"فَلَنْ يُدْرِكَهُ". "وَاخْتَصَرَهُ" في نـ: "وَاخْتَصَرَ". "الْحُبِّ فِي اللَّهِ" كذا في ذ، ولغيره:"حُبِّ اللَّهِ".
===
(1)
بضم الميم وكسرها، ابن شعبة الثقفي، "ك"(22/ 34).
(2)
أي: الغلام، هذا قول أنس.
(3)
أي: مثلي في السن.
(4)
قوله: (إن أخر هذا) أي: إن لم يمت هذا في صغره ويعيش لا يهرم حتى تقوم الساعة. فإن قلت: ما توجيه هذا الخبر؛ إذ هو من المشكلات؟ قلت: هذا تمثيل لقرب الساعة ولم يرد منه حقيقته، أو: الهرم لا حد له، أو: الجزاء محذوف. قال القاضي عياض: المراد بالساعة: ساعتهم، أي: موت أولئك القرن، أو أولئك المخاطبون. قال النووي: يحتمل أنه علم صلى الله عليه وسلم أن هذا الغلام لا يؤخر ولا يعمر ولا يهرم، "ك"(22/ 34).
(5)
أي: الحديث.
(6)
قوله: (باب علامة الحب في الله) هذا اللفظ يحتمل أن يراد به: محبة الله للعبد فهو المحب، وأن يراد محبة العبد لله فهو المحبوب، ويحتمل أن يراد: المحبة بين العباد في ذات الله وجهته لا يشوبه الرياء والهوى، والآية مساعدة للأولين، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم علامة للأولى؛ لأنها مسببة للاتباع، وللثانية لأنها سببه. وأما المحبة: فهي إرادة الخير، فمن الله إرادة الثواب، ومن العبد إرادة الطاعة، "ك"(22/ 34).
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].
6168 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيمَانَ
(2)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(3)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ
(4)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ:"الْمَرءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ"
(5)
. [طرفه: 6169، أخرجه: م 2640، تحفة: 9262].
===
(1)
بالموحدة المكسورة وإسكان المعجمة، "ك"(22/ 34).
(2)
الأعمش.
(3)
شقيق بن سلمة.
(4)
ابن مسعود.
(5)
قوله: (المرء مع من أحب) مطابقة الحديث للترجمة تؤخذ من معنى الحديث، لأن قوله:"مع من أحب" أعم من أن يحب الله ورسوله، وأن يحب العبد في ذات الله تعالى بالإخلاص، فكما أن الترجمة تحتمل العموم على ما ذكرنا من الأوجه الثلاثة، فكذلك لفظ الحديث يحتمل تلك الأوجه، فتحصل المطابقة بينهما، والدليل على عمومه كلمة "مَنْ" فإنها تقتضي العموم، وضمير المفعول في "أحبّ" محذوف تقديره: من أحبه، وهو يرجع إلى كلمة "من"، فيكتسب العموم منها، فافهم، "ع"(15/ 300).
قال الخطابي: ألحقه صلى الله عليه وسلم بحسن النية من غير زبادة عمل بأصحاب الأعمال الصالحة. قال ابن بطال: فيه: أن من أحب عبدًا في الله فإن الله يجمع بينهما في جنته، وإن قصر عن عمله، وذلك لأنه لما أحبَّ الصالحين لأجل طاعتهم أثابه الله ثواب تلك الطاعة، إذ النية هي الأصل، والعمل تابع لها، والله يؤتي فضله من يشاء، "ك"(22/ 34 - 35).
6169 -
حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(1)
، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبدُ اللَّهِ بْنُ مَسعُودٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ
(2)
بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ"
(3)
.
تَابَعَهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَسُلَيمَانُ بْنُ قَرمٍ
(4)
وَأَبُو عَوَانَةَ
(5)
، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 6168].
6170 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ
(6)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(7)
، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ
(8)
؟ قَالَ: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ".
"وَلَمَّا يَلْحَقْ" في نـ: "وَلَمْ يَلْحَقْ" مصحح عليه. "عَنِ الأَعْمَشِ" في نـ: "حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ". "قِيلَ" في نـ: "قَالَ: قِيلَ" مصحح عليه.
===
(1)
ابن عبد الحميد.
(2)
أي: في العمل والفضيلة، "ع"(15/ 301).
(3)
أي: في الجنة، يعني: هو ملحق بهم وداخل في زمرتهم، "ك"(22/ 34)، "ع"(15/ 301).
(4)
بفتح القاف وسكون الراء، الضبي، "ك"(22/ 35).
(5)
اسمه الوضاح.
(6)
اسمه الفضل بن دكين.
(7)
الثوري.
(8)
قوله: (ولما يلحق بهم) وفي الرواية السابقة: "ولم يلحق بهم"، قال الكرماني: في كلمة "لما" إشعار بأنه يتوقع اللحوق، يعني: هو قاصد
تَابَعَهُ
(1)
أَبُو مُعَاوِيَةَ
(2)
وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ. [أخرجه: م 2641، تحفة: 9002].
6171 -
حَدَّثَنَا عَبدَانُ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي
(4)
، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
(5)
، عَنْ سَالِمٍ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ
(6)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا سَألَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ ". قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبيرِ
(7)
صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ:"أنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبتَ". [راجع: 3688، أخرجه: م 2639، تحفة: 844].
"أَخْبَرَنِي أَبِي" في نـ: "أَخْبَرَنَا أَبِي". "فَقَالَ: مَا أَعْدَدْتَ" في نـ: "قَالَ: مَا أَعْدَدْتَ" مصحح عليه. "مِن كَبِيرِ صَلَاةٍ" في نـ: "من كثير صلاة". "وَلَا صَوْمٍ" في سـ، حـ، ذ:"وَلا صِيَامٍ". "قَالَ: أَنْتَ" في نـ: "فَقَالَ: أَنْتَ".
===
لذلك ساع في تحصيل تلك المرتبة، ولهذا كان معه إذ لكل امرئ ما نوى، "ع"(15/ 301 - 302).
(1)
أي: سفيان في روايته عن أبي موسى.
(2)
اسمه محمد بن خازم بالمعجمتين، "ع"(15/ 302).
(3)
لقب عبد الله بن عثمان المروزي، "ع"(15/ 302).
(4)
عثمان بن جبلة.
(5)
بضم الميم وشدة الراء.
(6)
اسمه رافع.
(7)
بالموحدة، وفي بعضها بالمثلثة، "ك"(22/ 36).
97 - بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ: اخْسَأْ
(1)
6172 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زُرِيرٍ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِابْنِ صَائِدٍ: "قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا
(5)
فَمَا هُوَ؟ " قَالَ: الدُّخُّ. قَالَ: "اخْسَأْ". [تحفة: 6320].
"لِابْنِ صَائِدٍ" في سـ، حـ، ذ:"لابْنِ صَيَّادٍ". "خَبِيئًا" في ذ: "خَبْأ".
===
(1)
قوله: (باب قول الرجل للرجل اخسأ) بكسر الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح السين المهملة وبالهمزة الساكنة. قال ابن بطال: اخسأ: زجر للكلب وإبعاد له، هذا أصل هذه الكلمة، واستعملتها العرب في كل من قال أوفعل ما لا ينبغي له مما يسخط الله تعالى، "ع" (15/ 302). يقال: خسأتُ الكلبَ إذا طردته، فهو متعد، وخسأ الكلب بنفسه فهو لازم، قال تعالى:{قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108] أي: ابعدوا بُعْدَ الكلاب، ولا تكلمون في رفع العذاب منكم، وكل من عصى الله سقطت مرتبته، فجاز خطابه بنحوه من الغلظة والذم ليرجع عن ذلك، "ك"(22/ 36).
(2)
اسمه هشام بن عبد الملك الطيالسي، "ع"(15/ 302).
(3)
قوله: (سلم بن زرير) بفتح السين المهملة وسكون اللام. "ابن زرير" بفتح الزاي وكسر الراء الأول، وقيل: بضم الزاي وفتح الراء، البصري. قوله:"خبيئًا" بفتح الخاء المعجمة وكسر الباء الموحدة على وزن فعيل: وهو الشيء المختفي، من الخبأ، وهو كل شيء غائب، يقال: خبأت الشيء أخبأه: إذا أخفيته. قوله: "الدخ" بضم الدال المهملة وتشديد الخاء المعجمة، وهو الدخان، "عيني"(15/ 302).
(4)
اسمه عمران العطاردي، "ك"(22/ 36).
(5)
وكان قد أخفى صلى الله عليه وسلم {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]،
6173 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْريِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابهِ قِبَلَ
(1)
ابْنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فِي أُطُمِ
(2)
بَنِي مَغَالَةَ
(3)
، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ
(4)
، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَد ثُمَّ قَالَ:"أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ ". فَنَظَرَ إِلَيهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ
(5)
. ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَضَّهُ
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:
"حَتَّى وَجَدُوْهُ" في نـ: "حَتَّى وَجَدَهُ". "فَرَضَّهُ" في نـ: "فَرَصَّهُ".
===
كما عند الإمام أحمد، "قس، (13/ 210).
(1)
أي: جهة.
(2)
هو الحصن.
(3)
قوله: (في أطم) بضم الهمزة والطاء المهملة، وهو الحصن. قوله:"بني مغالة" بفتح الميم وبالغين المعجمة، وفي "المطالع": أرض المدينة على صنفين، لبطنين من الأنصار: بنو معاوية وبنو مغالة. وقال الكرماني (22/ 36 - 37): كل ما كان على يمينك إذا وقفت آخر البلاط مستقبل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، "عيني"(15/ 303).
(4)
أي: البلوغ.
(5)
يعني العرب، "ك"(22/ 37).
(6)
قوله: (فرضّه) بالضاد المعجمة أي: دفعه حتى وقع وتكسر، وبالصاد المهملة: إذا قرب بعضه إلى بعض، قال تعالى:{كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]. وقال الخطابي: إعجام الضاد غلط، والصواب رصَّه
"آمَنْتُ باللَّهِ وَرُسُلِهِ". ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ: "مَاذَا تَرَى؟ " قَالَ: يَأْتَينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خُلِّطَ
(1)
عَلَيْكَ الأَمْرُ". قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي خَبَأْتُ
(2)
لَكَ خَبِيئًا"
(3)
.
"قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قالَ رَسُولُ اللَّهِ". "إِنِّي خَبَأْتُ" في نـ: "إِنِّي قَدْ خَبَأتُ". "خَبِيئًا" في ذ: "خَبْأً".
===
بالمهملة أي: قبض عليه بثوبه وضمَّ بعضه إلى بعض، "ك"(22/ 37)، "ع"(15/ 304).
(1)
على صيغة المجهول، من التخليط، "ع"(15/ 304).
(2)
أي: أضمرت.
(3)
قوله: (خبأت لك خبأ) ويروى "خبيئًا" على وزن ضمير، ووزن صعب. الخبأ: كل شيء غائب مستور، خبأته أخبأه: إذا أخفيته، والخبأ والخبيء والخبيئة: الشيء المخبوء، أي: أضمرت لك مضمرًا لتخبرني ما هو، وأضمر {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] ليجرّبه هل يعلم ذلك المضمر أو لا؟ ليبرز أمره: أساحر أو كاهن أو ممن يأتيه جني؟ "مجمع البحار"(2/ 5). قوله: "قال: هو الدخ" قيل: أراد أن يقول: الدخان، فلم يمكنه لأنه كان في لسانه شيء، قال: ولا معنى للدخان هنا لأنه ليس مما يخبأ في الكم أو الكف، بل الدخ نبت موجود بين النخيلات، إِلَّا أن يكون معنى خبات أضمرت لك اسم الدخان، أو آية الدخان، وهي {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} ، وهو لم يهتد منها إِلَّا لهذا اللفظ الناقص على عادة الكهنة، ولهذا قال له: لم تجاوز قدرك وقدر أمثالك من الكهان الذين يحفظون من إلقاء الشياطين كلمة واحدة من جملة كثيرة مختلطة صدقًا وكذبًا، بخلاف الأنبياء، فإنهم يوحى إليهم من علم الغيب واضحًا جليًا، "ك" (37/ 22). قيل: أراد أن يقول: الدخان، فلم يقدر على أن يتمّه على عادة الكهان من اختطاف
قَالَ: هُوَ الدُّخُّ
(1)
. قَالَ: "اخْسَأْ
(2)
، فَلَنْ تَعْدُوَ
(3)
قَدْرَكَ". قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ لِي فِيهِ أَضْرِبُ
(4)
عُنُقَهُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ يَكُنْ
(5)
هُوَ
(6)
- أَي -:
"فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ" في نـ: "فَلَمْ تَعْدُ قَدْرَكَ"، وفي نـ:"فلن يَعْدُوَ قَدْرُكَ". "أَتَأْذَنُ" في نـ: "ائذَنْ". "إِنْ يَكُنْ هُوَ" في هـ، ذ:"إِنْ يَكُنْهُ". "أَيْ" سقط في نـ.
===
بعض الكلمات، وهذا إما لكون النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تكلّم في نفسه، أو كلّم بعض أصحابه فسمعه الشيطان فألقاه إليه، "مجمع البحار"(2/ 158).
(1)
بضم الدال وفتحها: الدخان، "مج"(2/ 158).
(2)
أي: اسكت صاغرًا مطرودًا، وفي بعضها:"اخس" بحذف الهمزة.
(3)
بالفوقية، و"قدرك" منصوب، أو بالتحتية فمرفوع، "قس"(13/ 211).
(4)
بالجزم، "قس" (13/ 212). أي: على جواب الأمر على رواية "ائذن"، وأما على رواية "أتأذن" بالاستفهام؛ فبالرفع.
(5)
قوله: (إن يكن هو) ولأبي ذر عن الكشميهني: "إن يكنه" بوصل الضمير، وعلى رواية الفصل فهو تأكيد للضمير المستتر، فكان تامة، أو وضع "هو" موضع إياه، أي: إن يكن إياه، "قس"(13/ 212)، وإنما منع عمر من ضرب عنقه والحال أنه ادعى النبوة؛ لأنه كان غير بالغ، أو كان في أيام مهادنة اليهود، وقيل: كان يرجى إسلامه. وفي "التوضيح"(28/ 589): قيل: إنه أسلم، قاله الداودي، وأورده ابن شاهين في "الصحابة"، وقال: هو عبد اللّه بن صياد، كان أبوه يهوديًا فولد عبد اللّه أعور مجنونًا، [وقيل:] إنه الدجال، ثم أسلم فهو تابعي له رؤية، وقال أبو سعيد الخدري: صحبني ابن صياد إلى مكة فقال: لقد هممت أن آخذ حبلًا فأوثقه إلى شجرة ثم أختنق مما يقول الناس فيَّ
…
الحديث، وهو في "مسلم" (رقم: 2927)، "ع"(15/ 304).
(6)
أي: الدجال، "قس"(13/ 212).
لَا تُسَلَّطْ عَلَيْهِ
(1)
، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ، فَلَا خَيرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ". [راجع: 1354، تحفة: 6849].
6174 -
قَالَ سَالِمٌ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ يَؤُمَّانِ
(2)
النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّقِي بجُذُوعِ النَّخْلِ، وَهُوَ يَخْتَلُ
(3)
أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شيْئًا، قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ
(4)
لَهُ فِيهَا رَمْرَمَةٌ
(5)
- أَوْ
(6)
زَمْزَمَةٌ - فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ: أَيْ صَافُ - وَهُوَ اسْمُهُ - هَذَا مُحَمَّدٌ. فَتَنَاهَى
(7)
ابْنُ صَيَّادٍ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"لَمْ يَكُنْ هُوَ" في هـ، ذ:"لَمْ يَكُنْهُ". "الأَنْصارِيُّ" سقط في نـ.
===
(1)
لأنه يقتله عيسى صلى الله عليه وسلم.
(2)
أي: يقصدان.
(3)
بكسر التاء أي: يطلب، مستغفلًا له ليسمع شيئًا من كلامه في خلوته، ليظهر للصحابة كهانته، "ك"(38/ 22)، "ع"(15/ 304)، "مجمع"(2/ 13).
(4)
هي كساء مخمل، "ع"(15/ 304)، "ك"(22/ 38).
(5)
بالراء المكررة: الصوت الخفي، وكذا بالزاي. وفي بعضها:"رمزة" أي: إشارة. وفي بعضها: "زمرة" من المزمار، "كرماني"(22/ 38).
(6)
للشك.
(7)
عما كان فيه وسكت.
"لَوْ تَرَكَتْهُ
(1)
بَيَّنَ". [راجع: 1355].
6175 -
قَالَ سَالِمٌ: قَالَ عَبدُ اللَّهِ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ:"إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ".
قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ
(2)
: خَسأتُ الكَلْبَ: بَعَّدْتُهُ. {خَاسِئِينَ} [البقرة: 65]: مُبَعَّدِينَ. [راجع: 3057، تحفة: 6849].
98 - بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: مَرْحَبًا
(3)
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ: "مَرْحَبًا بِابْنَتِي". وَقَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ
(4)
: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ".
"أَنْذَرَ" في ذ: "أَنْزَرَهُ". "وَلَكِنِّي سَأَقُولُ" في هـ: "وَلَكِنْ سَأَقُولُ". "قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ
…
" إلخ، كذا في سـ، هـ، وسقط لغيرهما. "قَوْلِ الرَّجُلِ: مَرحَبًا" في سـ، ذ: "قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَرْحَبًا". "جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ" في ذ: "جئت النَّبِيّ". "بِأُمِّ هَانِئٍ" في هـ، ذ: "يَا أُمُّ هَانِئٍ".
===
(1)
قوله: (لو تركته) أي: أمه، بحيث لا يعرف قدوم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، "بيّن" لكم باختلاف كلامه ما يهون عليكم أمره وشأنه. قوله:"لقد أنذره نوح قومه" وجه التخصيص به وقد عمم أولًا حيث قال: "ما من نبي"؛ لأنه أبو البشر الثاني، وذريته هم الباقون في الدنيا، "ع"(15/ 304)، "ك"(22/ 38 - 39).
(2)
هو البخاري نفسه.
(3)
قوله: (قول الرجل: مرحبًا) قيل: هو منصوب بالمصدرية، وقيل: بأنه مفعول به، أي: أتيت أو لقيت سعة لا ضيقًا، قيل: فيه معنى الدعاء بالرحب والسعة، "ك"(22/ 39).
(4)
اسمها فاختة بنت أبي طالب.
6176 -
حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاح
(2)
، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ
(4)
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ الّذِينَ جَاءُوا غَيْرَ خَزَايَا
(5)
وَلَا نَدَامَى"
(6)
. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا حَيٌّ مِنْ رَبيعَةَ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مُضَرُ، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ
(7)
، فَمُرْنَا بأَمْرٍ فَصْلٍ
(8)
نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَنَدْعُو بِهِ مِنْ وَرَاءَنَا. فَقَالَ: "أَرْبَعٌ
(9)
وَأَرْبَعٌ
(10)
: أَقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصَوْمُ
(11)
رَمَضَانَ،
"حَدَّثَنِي عِمْرَانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا عِمْرَانُ". "بِالْوَفْدِ" في نـ: "بِالْقَومِ". "وَصَوْمُ رَمَضَانَ" في ذ: "وَصُومُوا رَمَضَانَ".
===
(1)
ابن سعيد الثقفي، "ع"(15/ 305).
(2)
بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الياء آخر الحروف وبالحاء المهملة، اسمه يزيد بن حميد الضبعي البصري، "ع"(15/ 305).
(3)
بالجيم والراء، نصر بن عمران الضبعي.
(4)
هم من أولاد ربيعة.
(5)
جمع خزيان، هو المفتضح أو الذليل.
(6)
جمع ندمان، بمعنى النادم.
(7)
يعني: رجبًا، وذا القعدة، وذا الحجة، ومحرمًا.
(8)
أي: فاصل بين الحق والباطل.
(9)
أي: أمركم به، "قس"(13/ 214).
(10)
أي: أنهاكم عنه، "قس"(13/ 214).
(11)
وفي رواية: "وصوموا".
وَأَعْطُوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ
(1)
، وَلَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ". [راجع: 53].
99 - بَابٌ يُدْعَى النَّاسُ بِآبَائِهِمْ
(2)
"يُدْعَى النَّاسُ" في نـ: "مَا يُدْعَى النَّاسُ".
===
(1)
قوله: (وأعطوا خمس ما غنمتم) إنما ذكره لأنهم كانوا أصحاب الغنائم، ولم يذكر الحج، إما لأنه لم يفرض حينئذ أو لعلمه بأنهم لا يستطيعونه. قوله:"في الدباء" بتشديد الباء الموحدة والمد: اليقطين، وحكي فيه القصر فهو جمع دباءة. "والحنتم" بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح التاء المثناة من فوق: وهي جرار خضر. وقال ابن حبيب: هي الجر، وهي كل ما كان من فخار أبيض وأخضر، وأنكره بعض العلماء، وقال: إنما الحنتم ما طلي، وهو المعمول من الزجاج وغيره؛ ويعجل الشدة في الشراب، بخلاف ما لم يُطْل. "والنقير" أصل النخلة يجوف وينبذ فيه، وهو على وزن فعيل بمعنى: مفعول، يعني: المنقور. "والمزفت" الذي يطلى بالزفت، "ع"(15/ 305 - 306). كانوا ينبذون في هذه الأوعية، وقد كانت تسرع إليه الإسكار، لا يشعر صاحبها بأنها صارت مسكرة، "ك"(22/ 40)، مرَّ الحديث (برقم: 4369) في "المغازي".
(2)
قوله: (باب يدعى الناس بآبائهم) بالتنوين، وفي بعضها "باب ما يدعى" بالإضافة أي: بأسماء آبائهم يوم القيامة. وكلمة "ما" يجوز أن تكون مصدرية أي: باب دعاء الناس بآبائهم، والمصدر مضاف إلى مفعوله، والفاعل محذوف أي: دعاء الداعي الناس بأسماء آبائهم. قوله: "إن الغادر" ويروى: "الغادر". قوله: "يرفع له لواء" وفي رواية الكشميهني: "ينصب له"، والنصب والرفع هاهنا بمعنى واحد.
ومطابقته للترجمة في قوله: "فلان بن فلان"؛ لأن فلانًا كناية عن اسم يسمى به المحدث عنه خاص غالب، وفي غير الناس يقال: الفلان
6177 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(1)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(2)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْغَادِرَ
(3)
يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ
(4)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ". [راجع: 3188، أخرجه: م 1735، تحفة: 8166].
"عَنِ النَّبِيِّ" في نـ: "عَنْ رَسُولِ اللهِ". "إِنَّ الْغَادِرَ" كذا في ذ، وفي نـ:"الْغَادِرُ". "يُرْفَعُ" في هـ، ذ:"يُنْصَبُ".
===
والفلانة بالألف واللام، "ع" (15/ 306). وفيه: دليل على أن التعريف يحصل بذكر اسمه واسم أبيه، "خ"، قال ابن بطال: الدعاء بالآباء أشد في التعريف وأبلغ في التمييز، "ع"(15/ 306)، "ك" (22/ 40 - 41). وفيه: رد لقول من زعم أنهم لا يدعون يوم القيامة إِلَّا بأمهاتهم سترًا على آبائهم. و [فيه]: جواز الحكم بظواهر الأمور، وقال ابن أبي جمرة: الغدر على عمومه، في الجليل والحقير. وفيه: أن لصاحب كل ذنب من الذنوب التي يريد اللّه إظهارها علامة يعرف بها صاحبها. فظاهر الحديث أن لكل غدرة لواءً، فعلى هذا يكون للشخص الواحد عدة ألوية بعدد غدراته. قال: والحكمة في نصب اللواء أن العقوبة تقع غالبًا بضد الذنب، فلما كان الغدر من الأمور الخفية ناسب أن تكون عقوبته بالشهرة، ونصب اللواء أشهر الأشياء عند العرب، "ف"(10/ 563)، كان الرجل في الجاهلية إذا غدر رفع له أيام الموسم لواء، ليعرفه الناس فيجتنبوه، "كرماني"(22/ 40).
(1)
هو القطان، "ع"(15/ 356).
(2)
ابن عمر العمري.
(3)
أي: الناقض للعهد، الغير الوافي به.
(4)
أي: عَلَمٌ.
6178 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ". [راجع: 3188، أخرجه: د 2756، تحفة: 7232].
100 - بَابٌ لَا يَقُلْ: خَبُثَتْ
(1)
نَفْسِي
6179 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ
(3)
، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي. وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ
(4)
نَفْسِي"
(5)
. [تحفة: 16914].
===
(1)
قوله: (لا يقل خبثت) بفتح الخاء المعجمة وضم الموحدة بعدها مثلثة ثم مثناة، ويقال بفتح الموحدة، والضم أصوب. قال الراغب: الخبث يطلق على الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال. قلت: وعلى الحرام والصفات المذمومة القولية والفعلية، "ف"(10/ 564)، و"ع"(15/ 307).
(2)
ابن عيينة.
(3)
عروة بن الزُّبَير.
(4)
بكسر القاف وبالمهملة، بمعنى خبثت، "ك"(22/ 41).
(5)
قوله: (لقست نفسي) بكسر القاف، كره عليه الصلاة والسلام اللفظ الأول لما فيه من بشاعة لفظ الخبث وقبحه، فنقل إلى اللفظ السالم عن هذه البشاعة، وهو:"لقست"، إذ معناه: غشيت. وقال أبو عبيد: "خبثت" و"لقست" واحد، لكنه استقبح لفظ خبثت، فإنه كان يعجبه الاسم الحسن ويتفاءل به، ويكره الاسم القبيح ويغيره. قلت: إن صح هذا قدح في قولهم أنه يجوز في كل لفظين مترادفين أن يوضع أحدهما مكان الآخر. قيل: وهذا النهي إنما هو محمول على الأدب لا على الإيجاب، فقد قال عليه السلام في
6180 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ
(1)
، عَنْ يُونُسَ
(2)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
(3)
بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي". [أخرجه: م 2251، د 4978، سي 1051، تحفة: 4656].
101 - بَابٌ لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ
6181 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّهُ عز وجل: يَسُبُّ ابْنُ آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا
"أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ". "لَقِسَتْ نَفْسِي" زاد بعده في نـ: "تَابَعَهُ عُقَيلٌ" - أي: ابن خالد - في رواية عن الزُّهري بسنده المذكور في المتن، "ع" (15/ 307). "ابْنُ آدَمَ" في نـ:"بَنُو آدَمَ".
===
الذي يعقد الشيطان على قافية رأسه: "أصبح خبيث النفس كسلان"، وقال القاضي: الفرق أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يخبر هناك عن صفة شخص مبهم مذموم الحال لا يمتنع إطلاق هذا اللفظ عليه، "ك"(22/ 41)، "قس"(13/ 216).
(1)
ابن المبارك.
(2)
ابن يزيد.
(3)
اسمه سعد.
(4)
سهل بن سعد الساعدي.
الدَّهْرُ
(1)
(2)
، بِيَدِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ". [راجع: 4826، أخرجه: م 2246، س فى الكبرى 11486، تحفة: 15312].
6182 -
حَدَّثَنَا عَيَّاشُ
(3)
بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ
(4)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ
(6)
"حَدَّثَنَا عَيَّاشُ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَيَّاشُ". "حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ" في ذ: "أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ".
===
(1)
والمراد: أنا أقلب الدهر فيعود إليَّ ما نسب إليه، وهو من المتشابهات، "خ".
(2)
قوله: (أنا الدهر) أي: المدبر، أو صاحب الدهر، أو مقلِّبه، أو مصرِّفه، ولهذا عقبه بقوله:"بيدي الليل والنهار". فإن قلت: لِمَ عدلت عن الظاهر؟ قلت: الدلائل العقلية موجبة للعدول. وفي بعضى الروايات بالنصب أي: أنا باق، أو ثابت في الدهر. [قال] الخطابي: كانوا يضيفون المصائب إلى الدهر، وهم في ذلك فريقان: الدهرية، والفرقة الثانية المعترفون بالله، لكنهم ينزهونه من أن تنسب إليه المكاره فيضيفونها إلى الدهر" والفريقان كانوا يسبون الدهر ويقولون:"يا خيبة الدهر" فقال لهم: "لا تسبوا الدهر" على معنى: أنه الفاعل؛ فإذا سببتم الذي أنزل بكم المكاره رجع إلى اللّه!! فمعناه: أنا مصرف الدهر؛ فحذف اختصارًا للفظ، واتساعًا في المعنى، "ك"(22/ 41 - 42).
(3)
بالمهملة وشدة التحتانية وبالمعجمة: البصري، "ك"(22/ 42).
(4)
ابن راشد.
(5)
ابن عبد الرحمن بن عوف.
(6)
نهى عن تسمية العنب كرمًا؛ ليؤكد تحريم الخمر، ولتأبيد النهي عنها بمحو اسمها، "ع"(15/ 308).
الْكَرْمَ
(1)
، وَلَا تَقُولُوا: خَيْبَةَ الدَّهْرِ
(2)
(3)
؛ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ". [طرفه: 6183، تحفة: 15282].
102 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ"
(4)
"خَيْبَةَ" في سفـ: "يَا خَيْبَةَ".
===
(1)
بإسكان الراء: شجر العنب، "ك"(22/ 42).
(2)
بالنصب مفعول مطلق أي: لا تقولوا هذه الكلمة، أو لا تقولوا ما يتعلق بخيبة الدهر ونحوها، "ك"(22/ 42).
(3)
قوله: (لا تقولوا: خيبة الدهر) كذا هو لأكثر الرواة، وفي رواية النسفي:"يا خيبة الدهر"، وفي رواية غير البخاري:"واخيبة الدهر". والخيبة - بفتح الخاء المعجمة، وإسكان التحتية وبعدها موحدة -، وهي: الحرمان. وانتصاب الخيبة على الندبة، كانه فقد الدهر لما يصدر عنه مما يكرهه فندبه متفجعًا عليه أو متوجعًا منه، إذ هو دعاء عليه بالخيبة، "ع"(15/ 308 - 309).
(4)
قوله: (إنما الكرم قلب المؤمن) قال العلماء: سبب كراهية ذلك: أن لفظ الكرم كانت العرب تطلقها على شجر العنب، وعلى الخمر المتخذة من العنب، سموها كرمًا لكونها متخذة منها، ولأنها تحمل على الكرم والسخاء، فكره الشارع إطلاق هذه على العنب وشجره؛ لأنهم إذا سمعوا اللفظ فربما تذكروا بها الخمر وهيجت نفوسهم إليها، فوقعوا فيها أو قاربوا، وقال: إنما يستحق هذا الاسم قلب المؤمن لأنه منبع الكرم والتقوى والنور والهدى، "ع" (15/ 309). قوله: "وقد قال: إنما المفلس
…
" إلخ، غرض البخاري أن هذه العبارات للحصر، إذ "ما" و"إِلَّا" صريح في النفي والإثبات، وإنما هو بمعناهما، فمقتضاها أن لا يطلق لفظ الكرم إِلَّا على القلب، وكذا لفظ الملك إِلَّا على الله، لكنه قد يطلق على غيره! فتحقيقه أنه
وَقَدْ قَالَ: "إِنَّمَا الْمُفْلِسُ الَّذِي يُفْلِسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". كَقَوْلِهِ: "إِنَّمَا الصُّرَعَةُ
(1)
الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ". كَقَوْلِهِ: "لَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ، فَوَصَفَهُ بِانْتِهَاءِ الْمُلْكِ
(2)
، ثُمَّ ذَكَرَ الْمُلُوكَ أَيْضًا، فَقَالَ: " {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا} [النمل: 34].
6183 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَيَقُولُونَ: الْكَرْمُ
(4)
، إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ". [راجع: 6182، أخرجه: م 2247، تحفة: 13141].
103 - بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: فِدَاكَ
(5)
(6)
أَبِي وَأُمِّي
"كَقَوْلِهِ" في نـ: "لِقَوْلِهِ". "لَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"لا مُلْكَ إِلَّا لِلّهِ".
===
حصر على سبيل الادعاء كان الكرم الحقيقي هو العنب والشجر مجاز، وكذلك الملك حقيقة هو اللّه والباقي بالتجوز، "ك"(22/ 42).
(1)
بضم المهملة وفتح الراء: الصراع أي: الذي يتغلب على الناس كثيرًا ويقدر على صرعهم وطرحهم على الأرض، "ك"(22/ 42).
(2)
هو عبارة عن انقطاع الملك عنده ولا ملك بعده، "ك"(22/ 42).
(3)
ابن عيينة.
(4)
بالرفع، مبتدأ خبره محذوف، أي: يقولون: الكرم شجر العنب. أو يكون خبر المبتدأ محذوفًا أي: يقولون: شجر العنب الكرم، "ع"(15/ 310).
(5)
معناه: أنت مفديٌّ بأبي وأمي، الفداء: فكاك الأسير، "ع"(15/ 310).
(6)
الفداء إذا كسر أوله يمد ويقصر، وإذا فتح فهو مقصور، "ك"(22/ 43).
فِيهِ الزُّبَيْرُ
(1)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
6184 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
، عَنْ سُفْيَانَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(4)
، عِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ
(5)
، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يفْدِّي أَحَدًا غَيْرَ سَعْدٍ
(6)
، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:"ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي"
(7)
. أَظُنُّهُ
(8)
يَوْمَ أُحُدٍ. [راجع: 2905].
"عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" سقط لغير أبي ذر، "قس" (13/ 220). "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في نـ:"قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى".
===
(1)
قوله: (فيه الزُّبَير
…
) إلخ، وقد روى البخاري هذا في مناقب الزُّبَير (برقم: 3720) من طريق عبد اللّه بن الزُّبَير قال: "جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الأحزاب في النساء" الحديث، وفيه:"فلما رجعت جمع لي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أبويه فقال لي: فداك أبي وأمي"، "ع" (15/ 311). قوله:"يفدي" بفتح الياء وسكون الفاء في رواية الكشميهني، وفي رواية غيره بضم الياء وفتح الفاء وبالتشديد أي: يقول له: فداك أبي وأمي، "ع". وقد صح أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فدى الزُّبَير، لكنه لا يرد على علي رضي الله عنه، لأنه إنما نفى سماعه لنفي تفدية غير سعد، ولم ينفها جزمًا بل ولو نفاها لحمل على عدم السماع.
(2)
هو القطان.
(3)
الثوري.
(4)
ابن عبد الرحمن بن عوف.
(5)
ابن الهاد الليثي.
(6)
أي: ابن وقاص.
(7)
مرَّ الحديث (برقم: 4059).
(8)
أي: أظن أن هذا الكلام كان يوم أحد، "ع"(15/ 311).
104 - بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ
(1)
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا.
6185 -
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ
(2)
بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ أَقْبَلَ
(3)
هُوَ وَأَبُو طَلْحَةَ
(4)
مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةُ، مُرْدِفُهَا عَلَى
"فِدَاءَكَ" في نـ: "فِدَاكَ". "حَدَّثَنَا بِشْرُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ".
===
(1)
قوله: (قول الرجل: جعلني الله فداءك) أي: هل يباح ذلك أو يكره؟ وقد جمع أبو بكر بن أبي عاصم الأخبار الدالة على الجواز، وجزم بجواز ذلك، فقال: للمرء أن يقول ذلك لسلطانه، ولكبيره، ولذوي العلم، ولمن أحب من إخوانه من غير إثم عليه بذلك، بل يثاب عليه إذا قصد توقيره واستعطافه، ولو كان ذلك محظورًا لنهى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قائلَ ذلك، "ع"(15/ 311).
(2)
بكسر الموحدة.
(3)
أي: من عسفان إلى المدينة، "ك"(22/ 44).
(4)
قوله: (هو وأبو طلحة) كنية زيد بن سهل الأنصاري زوج أم سليم أم أنس. و"صفية" بفتح المهملة، بنت حيي - مصغر الحي - أم المؤمنين. قوله:"مردفها" بالنصب على الحالية، والإضافة لفظية غير مانعة عن الحالية، ولأبي ذر بالرفع خبر مبتدأ محذوف. قوله:"اقتحم عن بعيره" أي: رمى نفسه من غير روية. قوله: "فألقى أبو طلحة ثوبه" من الإلقاء، وهكذا رواية أبي ذر، وفي رواية غيره:"فألوى" يقال: ألوى بالشيء: ذهب به، أصله ألوى بثوبه، فحذفت الباء. قوله:"فقصد قصدها" أي: نحا نحوها، ومشى إلى جهتها.
رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا كَانُوا ببَعْضِ الطَّرِيقِ عَثَرَتِ
(1)
النَّاقَةُ، فَصُرِعَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْمَرْأَةُ
(3)
، وَأَنَّ
(4)
أَبًا طَلْحَةَ - قَالَ
(5)
: أَحْسِبُ - قَالَ: اقْتَحَمَ
(6)
(7)
عَنْ بَعِيرِهِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، هَلْ أَصَابَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ:"لَا، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ"
(8)
.
"فَلَمَّا كَانُوا" في هـ، ذ:"فَلَمَّا كَانَ". "فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ". "فِدَاءَكَ" في نـ: "فِدَاكَ".
===
قوله: "فشد لهما" أي: أبو طلحة، وهيَّأ الناقة بالشد للركوب. و"ظهر المدينة" ظاهرها. قوله:"آيبون" أي: راجعون إلى اللّه أو راجعون عما هو مذموم. ومرَّ الحديث في "كتاب الجهاد"، في "باب ما يقول إذا رجع من الغزو" (برقم: 3086)، وقال ابن بطال: فيه رد قول من قال: لا يجوز تفدية الرجل بنفسه أو بأبويه، وزعم أنه إنما فدى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سعدًا بابويه لأنهما كانا مشركين، فأما المسلم فلا يجوز له ذلك، هذا ملتقط من "العيني"(15/ 312)، و"الكرماني"(22/ 44)، و"القسطلاني"(13/ 222)، و"الخير الجاري".
(1)
أي: زَلَّ قدمها عن موضعه.
(2)
على صيغة المجهول أي: فسقط.
(3)
هي صفية رضي الله عنها.
(4)
بفتح الهمزة كما في "قس"(13/ 222)، وفي نسخة عتيقة بكسرها، "خ".
(5)
من كلام يحيى، وقائله أنس، "الخير".
(6)
أي: رمى نفسه.
(7)
أي: نزل أبو طلحة عن بعيره بالسرعة.
(8)
أي: بحفظ المرأة.
فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَصَدَ قَصْدَهَا
(1)
، وَأَلْقَى ثَوْبَهُ عَلَيْهَا فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ، فَشَدَّ
(2)
لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِمَا فَرَكِبَا، فَسَارُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ
(3)
- أَوْ قَالَ: أَشْرَفُوا عَلَى الْمَدِينَةِ - قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ". فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ. [راجع: 371، أخرجه: م 1345، س في الكبرى 4247، تحفة: 1654].
105 - بَابُ أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ وَقَولُ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ: يَا بُنَيَّ
6186 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَينَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ
(4)
، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: وُلدَ لِرَجُلٍ
(5)
مِنَّا غُلَامٌ، فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقُلْنَا: لَا نُكْنِّيكَ أَبَا الْقَاسِمِ
(6)
وَلَا كَرَامَةَ
(7)
.
"فَأَلْقَى" في سـ، حـ، ذ:"فَأَلْوَى". "وأَلْقَى" في نـ: "فَأَلْقَى". "أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ" في نـ: "أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ".
===
(1)
أي: جهتها.
(2)
أي: أبو طلحة.
(3)
أي: بظاهرها
(4)
أي: هو محمد.
(5)
لم أقف على اسمه، "قس"(13/ 223).
(6)
لأنه كنية رسول الله صلى الله عليه وسلم، "خ".
(7)
بالنصب أي: لا نكرمك كرامة، "خ"، "ك"(22/ 45).
فَأُخْبَرَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "سَمِّ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ". [راجع: 3114، أخرجه: م 2133، تحفة: 3034].
106 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا
(2)
بِكُنْيَتِي"
قَالَهُ أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
6187 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ،
"وَلَا تَكْتَنُوا" في سـ، حـ، ذ:"وَلَا تُكَنَّوا". "بِكُنْيَتِي" في صـ: "بِكُنْوَتِي". "قَالَهُ" في قتـ: "قَالَ"، وفي سـ، حـ، ذ:"فِيه".
===
(1)
قوله: (فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم) كذا للأكثر، بضم الهمزة، على البناء للمجهول، ولبعضهم بالبناء للفاعل، ويؤيده ما في الباب الذي بعده بلفظ:"فأتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم"، "ف" (10/ 571). قوله:"سم ابنك عبد الرحمن" وفيه: أن خير الأسماء عبد الرحمن ونحوه من عبد اللّه وغيره. فإن قلت: كيف دل على الترجمة، إذ غاية الأمر أنه حسن فيكون محبوبًا؟ قلت: قد جاء في رواية أخرى: "أحب الأسماء إلى الله عبد الرحمن"، أو: الأحب بمعنى المحبوب، إذ لو كان اسم أحب منه لأمره بذلك، إذ الغالب أنه ما أمره إِلَّا بالأكمل، "ك"(22/ 45).
(2)
قوله: (ولا تكتنوا) بسكون الكاف وفتح الفوقية وضم النون، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بفتح الكاف والنون المشددة على حذف إحدى التائين، "قس" (13/ 224). قوله:"بكنيتي" بالياء، وقال في "الفتح" (15/ 572): وللأصيلي بالواو بدل التحتية، وهي بمعناها، تقول: كنيته وكنوته بمعنى. قوله: "قاله أنس" بالهاء أي: ما سبق، ولأبي الوقت:"قال" بإسقاط الضمير، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"فيه"، "قس"(13/ 224).
(3)
أي: ابن عبد الله، "ك"(22/ 45).
عَنْ سَالِمٍ، عَن جَابِرٍ قَالَ: وُلدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ، فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقَالُوا: لَا نُكْنِّيهِ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوا
(1)
بِكُنْيَتِي"
(2)
. [راجع: 3114].
6188 -
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنْ أَيُّوبَ
(5)
، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
(6)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم "سَمُّوا بِاسمِي، وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي". [راجع: 110، أخرجه: م 2134، د 4965، ق 3735، تحفة: 14434].
"قَالَ: سَمُّوا" في نـ: "فَقَالَ: سَمُّوا". "وَلَا تَكَنَّوا" كذا في ذ، وفي هـ:"وَلَا تَكْتَنُوا"، وفي نـ:"وَلَا تُكَنُّوا"، وفي نـ:"وَلَا تَكْنُوا". "وَلَا يكْتَنُوا" في نـ: "وَلَا يكَنَّوا"، وفي نـ:"وَلَا يكَنُّوا".
===
(1)
من الثلاثي، ومن التفعيل، ومن الافتعال، "ك"(22/ 45).
(2)
قوله: (ولا تكنوا بكنيتي) قالوا: العَلَم إما أن يكون مشعرًا بمدح أو ذم وهو اللقب، وإما أن لا يكون، فإما أن يصدر بنحو الأب والابن وهو الكنية، أو لا وهو الاسم، فَعَلَمُه صلى الله عليه وسلم:"محمد"، وكنيته:"أبو القاسم"، ولقبه صلى الله عليه وسلم:"رسول اللّه". واختلفوا في هذه المسئلة، فقيل: لا يحل التكني بأبي القاسم لمن اسمه محمد، أي: لا يجوز الجمع بينهما، وقيل: لا يحل مطلقًا سواء كان اسمه محمدًا أم لا، وقيل: يباح مطلقًا، وقيل: التسمية بمحمد ممنوع مطلقًا، والغرض فيه توقيره وجلاله صلى الله عليه وسلم، أو هذا كان في زمن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لئلا يلتبس به، "ك"(22/ 45 - 46).
(3)
هو ابن المديني.
(4)
ابن عيينة.
(5)
السختياني.
(6)
محمد.
6189 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ قَالَ؛ سَمِعْتُ جَاِبِرَ بْنَ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: وُلدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَأَسْمَاهُ الْقَاسِمَ، فَقُلْنَا: لَا نُكْنِّيكَ بِأَبِي الْقَاسِمِ، وَلَا نُنْعِمُكَ
(1)
عَينًا. فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "أَسْمِ ابْنَكَ
(2)
عَبْدَ الرَّحْمَنِ". [راجع: 3114، أخرجه: م 2133، تحفة: 3034].
107 - بَابُ اسْمِ الْحَزْنِ
6190 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(4)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ
(5)
، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَاهُ
"حَدَّثَنَا سُفْيَانُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ". "فَأَسْمَاهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَسَمَّاهُ". "فَقُلْنَا" في نـ: "وَقُلْنَا"، وفي نـ:"فَقَالُوا". "فَذَكَر" في هـ، ذ:"فَذَكَرُوا". "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ".
===
(1)
أي: لا نقر عينك بذلك، "ك"(22/ 46).
(2)
قوله: (أسم ابنك) مطابقة هذا الحديث من حيث إن فيه منع التكنية بابي القاسم؛ لأن الرجل الذي منع من ذلك لما أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وذكر له ذلك، لم يقل له: كَنِّ، ولا قال له: سمِّ محمدًا، وإنما قال:"أسم ابنك عبد الرحمن"، وبظاهره احتج من منع التكنية بأبي القاسم، والتسمية بمحمد. و"أسم" بفتح الهمزة أمر من الإسماء بكسر الهمزة، ويروى: سمٍّ بالسين المهملة وتشديد الميم من التسمية، "ع"(15/ 315).
(3)
ابن الهمام اليماني.
(4)
ابن راشد.
(5)
قوله: (عن ابن المسيب) وهو سعيد من كبار التابعين وسيدهم،
جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا اسْمُكَ؟ ". قَالَ: حَزْنٌ. قَالَ: "أَنْتَ سَهْلٌ". قَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي.
قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتِ الْحُزُونَةُ
(1)
فِينَا بَعْدُ. [طرفه: 6193، تحفة: 11283].
"أَنْتَ سَهْلٌ" في صـ: "بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ". "بَعدُ" في سـ، حـ، ذ:"بَعْدَهُ".
===
ولد بسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه، ومات في أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك، وأما أبوه المسيب فإنه ممن بايع تحت الشجرة قالوا: لم يرو عن المسيب إِلَّا سعيد، أقول: ففيه خلاف لما هو المشهور من شرط البخاري أنه لم يرو عن أحد ليس له إِلَّا راوٍ واحدٍ، "ك"(22/ 46). وأما جده حزن بن أبي وهب بن عمرو القرشي المخزومي فكان من المهاجرين ومن أشراف قريش في الجاهلية، "ع" (15/ 315 - 316). قوله:"قال حزن" الحزن لغة: ما غلظ من الأرض، والحزونة الغلظ، والأمر بتغيير الاسم لم يكن على وجه الوجوب، لأن الأسماء لم يسم بها لوجود معانيها في المسمى، وإنما هي للتمييز، ولو كان للوجوب لم يسع له أن يثبت عليه وأن لا يغيره. نعم، الأولى التسمية بالاسم الحسن، وتغيير القبيح إليه، وكذلك الأولى أن لا يسمى بما معناه التزكية، والمذمة، بل يسمى بما كان صدقًا وحقًا، كعبد اللّه ونحوه. قال الكلاباذي: روى عن حزن ابْنُه المسيب حديثًا واحدًا في "الأدب" وحديثًا آخر موقوفًا في "ذكر أيام الجاهلية"، "ك". قوله: "قال: لا أغير اسمًا
…
" إلخ، في رواية أحمد بن صالح: "فقال: لا! السهل يوطا ويمتهن"، ويجمع: بأن قال كُلَّا من الكلامين، فنقل بعض الرواة ما لم ينقله الآخر، "ف" (10/ 574)، "ع".
(1)
يريد: امتناع التسهيل فيما يريدونه، أو الصعوبة في أخلاقهم، "ف"(10/ 575).
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَحْمُودٌ
(1)
قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بِهَذَا. [أخرجه: د 4956، تحفة: 3400].
108 - بَابُ تَحْوِيلِ الاسْمِ
(2)
إِلَى اسْم هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ
6191 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدثَنَا أَبُو غَسَّانَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ
(4)
، عَنْ سَهْلٍ
(5)
قَالَ: أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ وُلدَ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ، فَلَهَيَ
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بشَيْءٍ بَينَ يَدَيْهِ، فَأَمَرَ أَبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ فَاحْتُمِلَ
(7)
مِنْ فَخِذِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَفَاقَ
(8)
النَّبِيُّ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ ".
"أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ". "حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي أبُو حَازِمٍ".
===
(1)
ابن غيلان.
(2)
أي: القبيح.
(3)
اسمه محمد بن مطرف، بكسر الراء المشددة.
(4)
سلمة.
(5)
ابن سعد الساعدي.
(6)
بكسر الهاء وفتحها: أي: اشتغل.
(7)
أي: رفع.
(8)
قوله: (فاستفاق) أي: فرغ من اشتغاله، يقال: أفاق من مرضه. و"أقلبناه" أي: صرفناه إلى بيته، وأرسلناه إلى داره. وهذه لغة في: قلبناه، فلا سهو في زيادة الألف. فإن قلت:"لكن" للاستدراك، فأين المستدرك منه؟ قلت: تقديره: ليس ذلك الذي عبر عنه بفلان اسمه، بل هو المنذر، "ك"(22/ 47).
فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: أَقْلَبنَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "مَا اسْمُهُ؟ ". قَالَ: فُلَانٌ. قَالَ: "وَلَكِنْ أَسْمِهِ الْمُنْذِرَ". فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ. [أخرجه: م 2149، تحفة: 4753].
6192 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(1)
، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيمُونَةَ
(2)
، عَنْ أَبِي رَافِعٍ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ
(4)
، فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا. فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ. [أخرجه: م 2141، ق 3732، تحفة: 14667].
6193 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ
(5)
،
"أَقْلَبْنَاهُ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"قَلَبْنَاهُ". "قَالَ: وَلَكنْ " في نـ: "قَالَ: لَا، وَلَكِنْ". "أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ" في نـ: "أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ". "أَخْبَرَنَا هِشَامٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا هِشَامٌ"، وفي نـ:"أَنْبَأَنَا هِشَامٌ".
===
(1)
هو غندر.
(2)
مولى أنس بن مالك.
(3)
اسمه نفيع المدني ثم البصري، "ك"(22/ 47 - 48).
(4)
قوله: (كان اسمها برة) بفتح الموحدة وشدة الراء، زينب بنت جحش - بفتح الجيم وإسكان المهملة والمعجمة - الأسدية أم المؤمنين، أو برة بنت أبي سلمة، لأنه صلى الله عليه وسلم غير كُلًّا منهما إلى زينب، "ك" (22/ 48). وروى مسلم (ح: 2142) عن زينب بنت أم سلمة قالت: سُمِّيتُ بَرَّةَ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم" فقالوا: بم نسميها؟ قال: "سموها زينب"، "ع" (15/ 317). في "القاموس" (ص: 101): زَنِبَ كفرح: سَمِنَ، والأزنب: السمين، وبه سُمِّيَتِ المرأةُ زينبَ، "خ".
(5)
هو ابن يوسف الصنعاني.
أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ
(1)
أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبدُ الْحَمِيدِ
(2)
بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فَحَدَّثَنِي: أَنَّ جَدَّهُ حَزْنًا
(3)
قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: "مَا اسْمُكَ؟ ". قَالَ: اسْمِي حَزْنٌ. قَالَ: "بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ". قَالَ: مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي.
قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا الْحُزُونَةُ بَعْدُ. [راجع: 6190، تحفة: 18710].
109 - بَابُ مَنْ سَمَّى بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ
(4)
وَقَالَ أَنَسٌ: قَبَّلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ، يَعْنِي ابْنَهُ.
6194 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيرٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ
(6)
قَالَ:
"قَالَ أَنَسٌ
…
" إلخ، ثبت في هـ، سفـ، ذ.
===
(1)
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، "ع"(15/ 317).
(2)
الحجبي.
(3)
قوله: (إن جده حزنًا) فإن قلت: ذكر في الطريقة السابقة أن سعيدًا سمع من أبيه، وفي هذه الطريقة لم يذكر أباه؟ قلت: هذا الإسناد منقطع، انقطع رجل من البين، والأول هو المعول عليه، "ك"(22/ 48).
(4)
قوله: (باب من سمَّى بأسماء الأنبياء) وهو جائز، وقد قال سعيد بن المسيب: أحب الأسماء إلى اللّه أسماء الأنبياء، وقد قال عليه السلام:"سموا باسمي"، وهذا يَرُدّ قول من قال بكراهة التسمية بأسماء الأنبياء، وهي رواية جاءت عن عمر بن الخطاب. قوله: "قال أنس
…
" إلخ، هذا التعليق ثابت في رواية أبي ذر عن الكشميهني، وكذا في رواية النسفي، وأخرجه البخاري موصولًا في "الجنائز"، "ع" (15/ 318).
(5)
هو محمد بن عبد اللّه بن نمير، نسب لجده، "ع"(15/ 318).
(6)
العبدي.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
: قُلْتُ لِابْنِ أَبِي أَوْفَى: رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ
(2)
ابْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَاتَ صَغِيرًا، وَلَوْ قُضِيَ
(3)
أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيٌّ عَاشَ ابْنُهُ، وَلَكِنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ. [أخرجه: ق 1510، تحفة: 5158].
6195 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ
(4)
قَالَ؛ لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لَهُ مُرْضَعًا
(5)
فِي الْجَنَّةِ". [راجع: 1382].
6196 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَينِ
(6)
بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
===
(1)
هو ابن أبي خالد الحجبي.
(2)
قوله: (رأيت إبراهيم) هو ابن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من مارية - بالراء والتحتانية الخفيفة - القبطية، مات في ذي الحجة سنة عشر، وله ثمانية عشر شهرًا، ودُفِنَ بالبقيع. و"لو قضى" أي: لو قدر اللّه أن يكون بعده نبي لعاش إبراهيم، ولكنه خاتم النبيين. فإن قلت: ما المفهوم من جوابه؛ إذ ظاهره لا يطابق السؤال؟ قلت: الظاهر بيان أنه مات صغيرًا، "كرماني"(22/ 48 - 49).
(3)
بضم القاف وكسر الضاد المعجمة، "قس"(13/ 230). [انظر "لامع الدراري" (10/ 46) و "فتح الباري" (10/ 579)].
(4)
أي: ابن عازب.
(5)
بضم الميم أي: من يتم رضاعه، وبفتحها أي: أن له رضاعًا في الجنة، "ك"(22/ 49).
(6)
بالتصغير.
الأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "سَمُّوا
(1)
بِاسْمِي، وَلَا تُكَنُّوا بِكُنْيَتِي
(2)
، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَينَكُمْ"
(3)
. وَرَوَاهُ أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3114].
6197 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ
(5)
، عَنْ أَبِيِ صَالِح
(6)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تُكَنُّوا بِكنْيَتِي، وَمَنْ رَآنِي
(7)
فِي
"قَالَ النَّبِيّ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "وَلَاِ تُكَنُّوا" كذا في ذ، وفي نـ:"وَلَا تَكْتَنُوا". "بِكُنْيَتِي" في هـ، ذ:"بِكُنْوَتِي". "تَكَنُّوا" كذا في ذ، وفي نـ:"تَكَنُّوا". "بِكُنْيَتِي" في هـ، ذ:"بِكُنْوَتِي".
===
(1)
هذا محل مطابقة الترجمة؛ فإنه يدل على جواز التسمية باسم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
(2)
قوله: (بكنيتي) وفي بعضها: "بكنوتي" يقال: كنيت وكنوتَ. "وأنا قاسم" إشارة إلى أن هذه الكنية تصدق عليه صلى الله عليه وسلم، لأنه يقسم مال اللّه بين المسلمين، وغيره ليس بهذه المرتبة. وفيه إشعار بأن الكنية إنما تكون بسبب وصف صحيح في المكنى به، "ك"(22/ 49)، "ع"(15/ 316).
(3)
أي: مال الله.
(4)
اسمه وضاح بن عبد اللّه.
(5)
بفتح الحاء المهملة وكسر الصاد، عثمان.
(6)
اسمه ذكوان.
(7)
قوله: (ومن رآني
…
) إلخ، حديثان جمعهما الراوي مع الحديث الأول. وكيفية هذه الرؤية أن اللّه عز وجل يخلق الرؤية بإرادته، وليست مشروطة بمواجهة ومقابلة وشرط. وقال الغزالي: ليس معناه أنه رأى جسمي،
الْمَنَا فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ صُورَتي، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ
(1)
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". [راجع: 110].
6198 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسامَةَ
(2)
، عَنْ بُرَيْدِ
(3)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ
(4)
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى
"صُورَتِي" في هـ، ذ:"فِي صُورَتِي". "وَمَنْ كَذَبَ" في ذ: "فَمَنْ كذب". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ".
===
بل رأى مثالًا، صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسي إليه، بل البدن في اليقظة أيضًا ليس إِلَّا آلة النفس، فالحق: أن ما يراه مثال حقيقة روحه المقدسة. قوله: "لا يتمثل" أي: لا يتصور بصورتي، وقد خص اللّه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بأن منع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم. قيل: من أين يعلم الرائي أنه رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لا غيره؟ وأجيب: بأن اللّه عز وجل يخلق فيه علمًا ضروريًا أنه هو عليه السلام. قوله: "فقد رآني" ليس بجزاء الشرط حقيقة، بل لازمه، نحو: فليستبشر فإنه قد رآني، كذا في "العيني"(15/ 319 - 325)، و"الكرماني" (22/ 49 - 55). وقال في "القسطلاني" (13/ 232): قال في "شرح المشكاة": الشرط والجزاء اتحدا، فدلَّ على التناهي في المبالغة، أي: من رآني فقد رأى حقيقتي على كمالها، لا شبهة ولا ارتياب فيما رأى.
(1)
تبوأ الرجُل المكان: إذا اتخذه موضعًا لمقامه. قال المحدثون: هذا حديث متواتر مرَّ في "كتاب العلم"، "كرماني"(22/ 50)، (برقم: 110).
(2)
حماد بن أسامة.
(3)
مصغرًا لبرد، بالموحدة والراء والمهملة.
(4)
ابن أبي موسى، اسمه: عامر، وقيل: الحارث.
قَالَ: وُلدَ لِي غُلَامٌ، فَأَتَيتُ بِهِ
(1)
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمِ، فَحَنَّكَهُ
(2)
بِتَمْرَةٍ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ، وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أبِي مُوسَى. [راجع: 5467].
6199 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(3)
، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ
(6)
بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ
(7)
: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ
(8)
.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرَةَ
(9)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 1043].
110 - بَابُ تَسْمِيَةِ الْوَلِيدِ
(10)
"حَدَّثَنَا زِيَادُ" في نـ: "حَدَّثَنِي زِيَادُ". "يَقُولُ: انْكَسَفَتْ" في نـ: "قَالَ: انكسفت".
===
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 5467) في "العقيقة".
(2)
أي: دلك على سقف فمه تمرة ممضوغة، "ك".
(3)
هشام بن عبد الملك.
(4)
ابن قدامة، بضم القاف.
(5)
بكسر العين المهملة.
(6)
بضم الميم وكسرها.
(7)
مرَّ الحديث (برقم: 1543).
(8)
هذا محل المطابقة.
(9)
اسمه: نفيع الثقفي.
(10)
قوله: (تسمية الوليد) غرضه من وضع هذه الترجمة: الرد على ما رواه الطَّبراني من حديث ابن مسعود: "نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يسمي الرجل عبده أو ولده حربًا أو مرة أو وليدًا"، فإنه حديث ضعيف جدًا، وعلى ما رواه عبد اللّه بن أحمد قال: حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا أبو المغيرة قال: حَدَّثَنَا
6200 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَينَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ
(1)
الْوَلِيدَ
(2)
بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ
(3)
،
"حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيم". "الْفَضلُ بْنُ دُكَيْنٍ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ" في نـ: "أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَينَةَ". "رَفَعَ النَّبِيّ" في نـ: "رَفَعَ رَسُولُ اللهِ".
===
ابن عياش - وهو إسماعيل - حَدَّثَنَا الأوزاعي وغيره عن الزُّهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: ولد لأخي أم سلمة - زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:"سميتموه الوليد" بأسماء فراعينكم! ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد، هو شر على هذه الأمة من فرعون لقومه"، وقال أبو حاتم بن حبان: هذا خبر باطل، ما قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم هذا، ولا رواه عمر، ولا حدث به سعيد، ولا الزُّهري، ولا هو من حديث الأوزاعي بهذا الإسناد. ولما لم يكن هذان الحديثان وأمثالهما على شرط البخاري لم يذكر شيئًا منهما، وأورد في الباب الحديث الذي يدل على الجواز، "ع" (15/ 320).
(1)
قوله: (أنج الوليد
…
) إلخ، وهؤلاء الثلاثة أسباط المغيرة المخزومي، أسلموا ومُنعوا من الهجرة محبوسين في قيد الكفار. "والمستضعفين" عطف العام على الخاص. "والوطأة" الدوس بالقدم، وها هنا المراد الإهلاك أي: خذهم أخذًا شديدًا. و"مضر" بضم الميم وفتح المعجمة وبالراء: قبيلة قريش. ووجه التشبيه بسني يوسف: هو في امتداد القحط والمحنة والبلاء والشدة والضراء، "ك"(22/ 51)، "ع"(15/ 321).
(2)
أخو خالد بن الوليد.
(3)
هو أخو أبي جهل، قديم الإسلام.
وَعَيَّاشَ
(1)
بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ
(2)
بِمَكَّةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ
(3)
وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي
(4)
يُوسُفَ". [راجع: 797، أخرجه: م 675، س 1073، ق 1244، تحفة: 13132].
111 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فنقَصَ مِنِ اسْمِهِ حَرْفًا
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ
(5)
: قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا هِرٍّ"
(6)
===
6201 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
"الْمُسْتَضْعَفِينَ" زاد في نـ: "مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ". "وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي النَّبِيّ" في نـ: "قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي النَّبِيّ"، وفي نـ:"قَالَ أَبُو حَازِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيّ"، وفي نـ:"قَالَ أَبُو حَازِمٍ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيّ"، وفي ذ:"عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ"، وفي نـ:"وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لِي النَّبِيُّ". "يَا أَبَا هِرٍّ" في نـ: "يَا بَا هِرٍّ".
(1)
بفتح العين المهملة وشدة التحتانية، هو أخو أبي جهل لأمه.
(2)
هو عطف العام على الخاص، "ك"(22/ 51).
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 804).
(4)
المقحطة.
(5)
اسمه سلمان.
(6)
قوله: (يا أبا هر) قال ابن بطال: هذا ليس من باب الترخيم، وإنما هو نقل اللفظ من التصغير والتأنيث إلى التكبير والتذكير؛ لأن أبا هريرة كناه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بتصغير هرة كانت له، فخاطبه باسمها مذكرًا، فهو وإن كان نقصانًا من اللفظ ففيه زيادة في المعنى، "ك"(22/ 51).
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ": "يَا عَائِشُ
(1)
هَذَا جِبرِئِيلُ
(2)
يُقْرِئُكِ السَّلَامَ". قَالَتْ: وَعَلَيهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. قَالَتْ: وَهُوَ يَرَى مَا لَا أَرَى. [راجع: 3217].
6202 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيبٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
(4)
، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(5)
، عَنْ أَنَسٍ: كَانَتْ أُمُّ سُلَيْم فِي الثَّقَلِ
(6)
، وَأَنْجَشَةُ
(7)
(8)
غُلَامُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يسُوق بِهِنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ" كذا في ذ، وفي نـ:"قُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ". "مَا لَا أَرَى" كذا في ذ، وفي نـ:"مَا لَا نَرَى". "عَنْ أَنَسٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسٍ قَالَ".
===
(1)
قوله: (يا عائش) هذا ترخيم عائشة، يجوز فيه الفتح وعليه الأكثر. و"يقرئك السلام" وقرأ عليك السلام بمعنى واحد. فإن قلت: جبريل جسم، فإذا كان حاضرًا في المجلس فكيف تختص رؤيته بالبعض دون الآخر؟ قلت: الرؤية [أمر] يخلقه الله في الحي فإن خلقها رأى وإلا فلا، "ك"(22/ 51 - 52).
(2)
مرَّ الحديث (برقم: 3768).
(3)
ابن خالد.
(4)
السختياني.
(5)
بكسر القاف، عبد اللّه بن زيد، "ع"(15/ 322).
(6)
بفتحتين: متاع المسافر، "خ".
(7)
مرَّ الحديث (برقم: 6149).
(8)
قوله: (وأنجشة) بفتح الهمزة والجيم وسكون النون وبالمعجمة: اسم غلام أسود له صلى الله عليه وسلم. و"أنجش" مرخمًا بالفتح والضم على ما هو قاعدة
"يَا أَنْجَشُ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ
(1)
بِالْقَوَارِيرِ". [راجع: 6149].
112 - بَابُ الْكُنْيَةُ لِلصَّبِيِّ
(2)
قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لِلرَّجُلِ
"قَبْلَ" في نـ: "وَقَبْلَ". "أَنْ يُولَدَ لِلرَّجُلِ" في هـ، ذ:"أَنْ يَلِدَ الرَّجُلُ".
===
المرخمات. "ورويدك" أي: لا تستعجل في سوق النساء، فإنهن كالقوارير في سرعة الانفعال والتأثر، "ك" (22/ 52). "رويدك أنجشة رفقًا بالقوارير" أي: أمهل وتأنَّ، وهو مصغر رود من أرود به إروادًا أي: رفق، ويقال: رويد زيد، ورويدك زيدًا، وهي فيه مصدر مضاف. وقد تكون صفة، نحو: ساروا سيرًا رويدًا، وحا لًا نحو: ساروا رويدًا، وهي متعدية. "رويدك سوقك" بالنصب صفة مصدر أي: سق سوقًا رويدًا، أي: بالرفق، وسوقك بالنصب بإسقاط خافض أي: ارفق في سوقك بالقوارير، شبه النساء بها في الضعف وسرعة الانكسار. خاف صلى الله عليه وسلم الفتنة عليهن من حدوه وحسن صوته؛ فإن الغناء رقية الزنا. وقيل: خاف ضعفهن وضررهن من سرعة المشي بحدوه. والأول أصح وأشهر، "مجمع"(2/ 396).
(1)
أي: في سوقك.
(2)
قوله: (الكنية للصبي) أي: في بيان جواز الكنية للصبي، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: عجلوا بكنى أولادكم لا تسرع إليهم ألقاب السوء، وقال العلماء: كانوا يكنون الصبي تفاؤلًا بأنه سيعيش حتى يولد له، وللأمن من التلقيب؛ لأن الغالب أن من يذكر شخصًا فيعظمه أن لا يذكره باسمه الخاص به، فإذا كانت له كنية أمن من تلقيبه، وقالوا: الكنية للعرب كاللقب للعجم. قوله: "وقبل أن يولد" أي: وفي جواز الكنية أيضًا قبل أن يجيء له ولد، وفي رواية الكشميهني:"قبل أن يلد الرجل"، "ع"(15/ 322 - 323).
6203 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ
(1)
، عَنْ أَبِي التَّيَّاحٍ
(2)
، عَنْ أَنَس قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: أبُو عُمَيْرٍ
(3)
- قَالَ: أَحْسِبُهُ
(4)
فَطِيمٌ
(5)
(6)
-، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ:"يَا أَبَا عُمَيرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ " نُغَرٌ
(7)
كَانَ يَلْعَبُ بِهِ. فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةُ وَهُوَ فِي بَيتِنَا، فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وُينْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا. [راجع: 6129].
"عَنْ أَنَسٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ". "فَطِيمٌ" في ذ: "فَطِيمًا".
===
(1)
ابن سعيد.
(2)
اسمه يزيد بن حميد.
(3)
قوله: (يقال له أبو عمير) فإن أبا عمير كنية الصبي، ويصدق عليه أنه سمى الرجل قبل أن يولد، ويجوز أن يقال: إذا جازت الكنية للصبي فيجوز أن يسمى الرجل بها قبل أن يولد له بالطريق الأولى، فثبتت المطابقة بين الحديث والترجمة، "خ".
(4)
أي: أظنه.
(5)
أي: مفطوم انتهى رضاعه.
(6)
لأبي ذر: "فطيمًا" بالنصب: مفعول لـ "أحسب"، وثبت بالرفع في كثير من الأصول؛ لأنه صفة أخ، لكن تخلل بين الصفة والموصوف "أحسبه"، "قس"(13/ 236).
(7)
بضم النون وفتح المعجمة وبالراء: طائر كالعصافير، حمر المناقير، "ك"(22/ 52).
113 - بَابُ التكَّنِّي بِأَبِي تُرَابٍ وَإِنْ كَانَتْ لَهُ كُنْيَةٌ أُخْرَى
6204 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ
(2)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
(3)
قَالَ: إِنْ
(4)
كَانَتْ أَحَبَّ أَسْمَاءِ عَلِيٍّ إِلَيْهِ لَأَبُو
(5)
تُرَاب، وَإِنْ
(6)
كَانَ لَيَفْرَحُ أَنْ يُدْعَى بِهَا، وَمَا سَمَّاهُ أَبَا تُرَابٍ
(7)
إِلَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؛ غَاضَبَ يَوْمًا فَاطِمَةَ فَخَرَجَ،
"عَلِيٍّ" في نـ: "عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ". "أَنْ يُدْعَى بِهَا" في قتـ: "أَنْ يُدْعَاهَا"، وفي سـ، حـ:"أَنْ يَدْعُوَهَا"، وفي سفـ، سـ، حـ، ذ:"أَنْ نَدْعُوَهَا"، وفي نـ:"أَنْ يَدْعُوهُ بِهَا". "أَبَا تُرَابٍ" في نـ: "أَبُو تُرَابٍ".
===
(1)
ابن بلال.
(2)
سلمة بن دينار.
(3)
الساعدي.
(4)
قوله: (إن كانت)"إن" مخففة من الثقيلة، ولفظ "كانت" زائدة كقوله:
وجيرانٌ لنا كانوا كرام
و"أحب" منصوب بأنه اسم "إنْ" وإنْ كانت مخففة، لأن تخفيفها لا يوجب إلغاءها، وأنث ضمير كانت باعتبار الكنية، وقيل: أنث على تانيث الأسماء مثل {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ} [ق: 21]، "قس"(13/ 238).
(5)
اللام للتأكيد.
(6)
مخففة من المثقلة.
(7)
بالرفع على الحكاية، وصوب بالنصب.
فَاضْطَجَعَ إِلَى الْجِدَارِ
(1)
إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَّبِعُهُ، فَقَالَ: هُوَ ذَا مُضطَجِعٌ فِي الْجِدَارِ. فَجَاءَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَامْتَلأَ ظَهْرُهُ تُرَابًا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ وَيَقُولُ:"اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَاب". [راجع: 441، تحفة: 4697].
114 - بَاب أَبْغَضُ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ تبارك وتعالى
6205 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ:
"إِلَى الْجِدَارِ إِلَى الْمَسْجِدِ" كذا في سفـ، وفي سـ، حـ، ذ:"إِلَى الْجِدَارِ فِي الْمَسْجِدِ"، وفي هـ، ذ:"في جدار المسجد". "يَتَّبِعُهُ" في هـ، ذ:"يَبتَغِيهِ". "تبارك وتعالى" في نـ: "عز وجل ". "أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ" في نـ: "أَنْبَأَنَا شُعَيبٌ".
===
(1)
قوله: (إلى الجدار إلى المسجد) كذا في رواية النسفي كما قال في "الفتح"(10/ 588)، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"إلى الجدار في المسجد" بلفظ "في" بدل "إلى" في الثاني. وللكشميهني: "في جدار المسجد"، "قس" (13/ 238). وعنه:"إلى" بدل "في"، "ف". قوله:"يتّبعه" بتشديد التاء المثناة من فوق من الاتباع، ويروى من الثلاثي. وفي رواية الكشميهني:"يبتغيه" من الابتغاء، وهو الطلب، "ع"(15/ 324).
وفيه: أن أهل الفضل قد يقع بينهم وبين أزواجهم ما جبل اللّه عليه البشر من الغضب وليس ذلك بعيب. وفيه: ما عليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من كرم الأخلاق وحسن المعاشرة وشدة التواضع. وفيه: الرفق بالأصهار وترك معاتبتهم. فإن قلت: ما وجه دلالته على جواز الكنيتين وهو الجزء الأخير من الترجمة؟ قلت: أبو الحسن هو الكنية المشهورة لعلي رضي الله عنه فلما كناه بأبي تراب صار ذا كنيتين، "ك"(22/ 53، 45).
حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(1)
، عَنِ الأَعْرَج
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَخْنَى
(3)
الأَسْمَاءِ
(4)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلَاكِ". [طرفه: 6206، تحفة: 13761].
6256 -
حَدَّثنَا عَلِيّ بْنُ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثنَا سُفْيَانُ
(5)
، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً
(6)
قَالَ: "أَخْنَعُ
(7)
اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ - وَقَالَ سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ
(8)
: أَخْنَعُ الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللَّهِ -
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "قَالَ النَّبِيُّ". "أَخْنَى" في سـ، ذ:"أَخْنَعُ". "مَلِكَ" في ذ: "بِمَلِكِ".
===
(1)
هو عبد اللّه بن ذكوان.
(2)
عبد الرحمن بن هرمز.
(3)
أي: أفحش.
(4)
قوله: (أخنى الأسماء) كذا وقع في رواية شعيب للأكثرين، ووقع في رواية المستملي:"أخنع". أما الأخنى فهو من الخنى بفتحتين مقصورًا، وهو الفحش من القول، وكل فحش قبيح، وكل قبيح مبغوض، ومن هذا تؤخذ المطابقة بالترجمة. وأما أخنع، فهو: من الخنوع وهو الذل، من خنع الرجل: إذا ذل، أي: أشد ذك وأوضع، كذا في "العيني" (15/ 325). وقال الكرماني (22/ 54): المراد: صاحب الاسم، وقد يستدل به على أن الاسم هو المسمى، وفيه الخلاف المشهور، قال ابن بطال: إنما كان أبغض الأسماء؛ لأنه صفة اللّه، ولا ينبغي لمخلوق أن يسمى بشيء من ذلك.
(5)
ابن عيينة.
(6)
نصبه على التمييز، معناه: أنه مرفوع إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
(7)
أي؛ أذلّ.
(8)
أي: مرارًا متعددة.
رَجُلٌ تَسَمَّى
(1)
مَلِكَ الأَمْلَاكَ".
قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ غَيْرُهُ
(2)
: تَفْسِيرُهُ: شَاهَانْ شَاهُ
(3)
. [راجع: 6205، أخرجه: م 2143، د 4916، ت 2837، تحفة: 13672].
115 - بَابُ كُنْيَةِ الْمُشْرِكِ
وَقَالَ
(4)
الْمِسْوَرُ
(5)
(6)
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِلَّا أَنْ يُريدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ"
"مَلِكَ" في نـ: "بِمَلِكِ".
===
(1)
أي: سمى نفسه بذلك أو سمي بذلك فرضي به واستمرَّ عليه، "قس"(13/ 239).
(2)
غير أبي الزناد، "ك"(22/ 54).
(3)
قوله: (شاهان شاه) عند أحمد: قال: مثل شاهان شاه. وزاد الإسماعيلي من رواية محمد بن الصباح عن سفيان: مثل ملك الصين، وقد كانت التسمية بذلك كثرت في ذلك الزمان: فنبه سفيان على أن الاسم الذي ورد الخبر بذمه لا ينحصر في ملك الأملاك، بل كل ما أدى إلى معناه باي لسان كان فهو مراد بالذم، ويؤخذ من هذا تحريم التسمي بهذا الاسم لورود الوعيد الشديد، ويلحق به ما في معناه كأحكم الحاكمين، وسلطان السلاطين، وأمير الأمراء، ويلحق به من يسمى بأقضى القضاة، وقد وجدت التسمية بقاضي القضاة في العصر القديم من عهد أبي يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة رحمه الله، "قس" مختصرًا (13/ 240). [انظر "لامع الدراري" (10/ 520)].
(4)
كذا للجميع إِلَّا النسفي فسقط هذا التعليق من روايته، "عيني"(15/ 326).
(5)
ابن مخرمة.
(6)
قوله: (وقال المسور) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بني هشام استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن إِلَّا أن يريد
6207 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْريِّ. ح وحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(2)
قَال: حَدَّثَنِي أَخِي
(3)
، عَنْ سُلَيمَانَ
(4)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ: أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى قَطِيفَةٍ
(5)
فَدَكِيَّةٍ
(6)
وَأُسَامَةُ وَرَاءَهُ، يَعُودُ
(7)
سَعْدَ بْنَ
"أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ" في نـ: "أَنْبَأنَا شُعَيبٌ". "ح وحَدَّثَنَا" كذا في ذ، وفي نـ:"ح حَدَّثَنَا". "عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"عَلَيهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ".
===
ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي "مرَّ في آخر "كتاب النكاح"، واسم أبي طالب عبد مناف، وذكره رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بكنيته، "ك" (22/ 55).
(1)
الحكم بن نافع.
(2)
ابن أويس.
(3)
أي: عبد الحميد.
(4)
ابن بلال.
(5)
هي الكساء والدثار.
(6)
نسبة إلى فدك قرية بقرب المدينة.
(7)
قوله: (يعود سعد بن عبادة) بضم المهملة وخفة الموحدة، سيد الخزرج - بفتح المعجمة والراء وإسكان الزاي بينهما وبالجيم -، و"الحارث" بلام التعريف وبدونها وبالمثلثة، "وعبد اللّه بن أبي" بضم الهمزة وخفة الموحدة وشدة التحتانية، و"ابن سلول" بالرفع؛ لأنه صفة لعبد اللّه، إذ سَلُول - بفتح المهملة وضم اللام الأولى - اسم أم عبد اللّه، و"اليهود" عطف على العبدة أو على المشركين، و"عبد اللّه بن رواحة" بفتح الراء وتخفيف الواو وبالمهملة، و"العجاجة" بفتح المهملة وتخفيف الجيم الأولى: الغبار، "ك"(22/ 55).
عُبَادَةَ
(1)
فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَا حَتَّى مَرَّا بمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودُ، وَفِي الْمُسْلِمِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ
(2)
ابْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ وَقَالَ: لَا تُغَبِّرُوا
(3)
عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ، ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَيُّهَا الْمَزءُ لَا أُحْسَنُ
(4)
مِمَّا تَقُولُ إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلَا تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيهِ. قَالَ عَبدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ. فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ
"فِي بَنِي الْحَارِثِ" في نـ: "فِي بَنِي حَارِثِ". "وَفِي الْمُسْلِمِينَ" في نـ: "وَفِي الْمَجْلِسِ". "مِمَّا تَقُولُ" في هـ، ذ:"مَا تَقُولُ". "فَاغْشَنَا" في هـ، ذ:"فَاغْشَنَا بِهِ". "فِي مَجَالِسِنَا" في نـ: "فِي مَجْلِسِنَا".
===
(1)
سيد الخزرج.
(2)
أي: غطى.
(3)
أي: لا تثيروا الغبار، "ك"(22/ 55).
(4)
قوله: (لا أحسن مما تقول) بفتح الهمزة والسين المهملة بينهما حاء ساكنة، أفعل التفضيل، اسم "لا"، وخبرها: شيء مقدر. ولأبي ذر عن الكشميهني: "لا أحسن" بضم الهمزة وكسر السين، "ما تقول" بإسقاط الميم الأولى، "قس"(13/ 243)، أي: لا أحسن من القرآن إن كان حقًّا، ويجوز أن يكون "إن كان حقًّا" شرطًا، وقوله:"فلا تؤذنا" جزاؤه. وقيل: قاله استهزاء، "ك"(22/ 56)، "ع"(15/ 328).
وَالْيَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ
(1)
، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ
(2)
حَتَّى سَكَتُوا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَابَّتَهُ فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ ابْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيْ سَعْدُ
(3)
أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ
(4)
- يُرِيدُ عَبدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ - قَالَ كَذَا وَكَذَا". قَالَ: فَقَالَ
"سَكَتُوا" في س، حـ:"سَكَنُوا". "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "فَقَالَ النَّبِيُّ".
===
(1)
أي: يتواثبون.
(2)
أي: يسكنهم.
(3)
أي: يا سعد.
(4)
قوله: (ما قال أبو حباب) وهذا موضع الترجمة؛ لأن عبد اللّه لم يكن يظهر الإسلام، فذكره النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بكنيته في غيبته، "قس"(13/ 243). "أبو حباب" كنية عبد اللّه بن أبي، وهي بضم الحاء وتخفيف الباء الموحدة وفي آخره باء موحدة أيضًا، وهو اسم شيطان. ويقع على الحية أيضًا، كما يقال لها: شيطان، وقيل: الحباب: حية بعينها، والحباب - بفتح الحاء -: الطل الذي يصبح على النبات، وحباب الماء نفاخاته التي تطفو عليه، "عيني" (15/ 327 - 328). قوله:"أهل هذه البحرة" ضده البرَّة، وهي البلدة، كذا في "الكرماني"(22/ 56 - 57)، وهي: بفتح الموحدة وسكون المهملة، المراد بها المدينة المنورة، "خ". قوله:"أن يتوِّجوه" أي: جعلوه ملكًا وعصبوا رأسه بعصابة الملك، وهذا كناية، فيحتمل إرادة الحقيقة أيضًا منه. وقوله:"شرق" بكسر الراء أي: غص به، وبقي في حلقه لا يصعد ولا ينزل كأنه يموت، "ك". وتمام الآية قال تعالى:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186]، وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ
سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ
(1)
، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ، فَوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَحْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ وَيُعَصِّبُوهُ بِالْحِصَابَةِ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرِقَ
(2)
بِذَلِكَ، فَذَلِكَ
(3)
فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ. فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللَّهُ:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} الآيَةَ [آل عمران: 186]، وَقَالَ:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [البقرة: 109]، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَأَوَّلُ
(4)
فِي الْعَفْوِ عَنْهُمْ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ
(5)
بِهِ
"أَيْ رَسُولَ اللَّهِ" في سـ، حـ، ذ:"يَا رَسُولَ اللَّهِ". "بِأَبِي أَنْتَ" في نـ: "بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي". "الْبَحْرَةِ" في هـ، ذ:"الْبُحَيرَةِ". "يَعْفُونَ" في نـ: "يَعْفُوا". "قَالَ اللَّهُ" في نـ: "قَالَ اللَّه عز وجل".
===
{مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [البقرة: 109]. قوله: "يتأول" من التأويل، وهو تفسير ما يؤول إليه الشيء، "ك". قوله:"صناديد الكفار" جمع صنديد، وهو السيد الشجاع، "كرماني"(22/ 56) و"عيني"(15/ 328)، قد مرَّ الحديث (برقم: 4566).
(1)
أي: أنت مفدي بأبي.
(2)
أي: غضب ابن أُبَيٍّ.
(3)
أي: الحق الذي أتيت به.
(4)
لعله يفسر الآيات الواردة، "خ".
(5)
أي: على طبقه.
حَتَّى أُذِنَ
(1)
لَهُ فِيهِمْ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، فَقَتَلَ اللَّهُ بِهَا مَنْ قَتَلَ مِنْ صَنَادِيدِ الْكُفَّارِ وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، فَقَفَلَ
(2)
رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَصْحَاُبهُ مَنْصُورِينَ غَانِمِينَ مَعَهُمْ أُسَارَى مِنْ صَنَادِيدِ الْكُفَّارِ وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ
(3)
، فَبَايِعُوا
(4)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلَامِ. فَأَسْلَمُوا
(5)
(6)
. [راجع: 2987].
6208 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ
(8)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ
"صَنَادِيدِ الْكُفَّارِ" في نـ: "صَنَادِيدِ قُرَيشٍ". "فَبَايِعُوا" في نـ: "فَبَايَعُوا". "فَأَسْلَمُوا" في نـ: "وَأَسْلِمُوا". "حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ". "قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ".
===
(1)
بالقتال، فترك العفو عنهم.
(2)
أي: رجع.
(3)
أي: أقبل على التمام، ويقال: تَوَجَّه الشيخ أي: كبر، "ك"(22/ 57)، "خ".
(4)
بلفظ الأمر أولًا، والماضي ثانيًا، "ك"(22/ 57).
(5)
بفتح اللام، ولأبي ذر بالواو وكسر اللام، "قس"(13/ 244).
(6)
أي: مع النفاق، "الخير".
(7)
وضّاح بن عبد اللّه اليشكري.
(8)
ابن عمير.
بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحْفَظُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ
(1)
(2)
مِنَ النَّارِ، وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ
"يَحْفَظُكَ" في نـ: "يَحْوطُكَ" مصحح عليه، من حاطه إذا حفظه ورعاه، "ع" (15/ 329). "مِنَ النَّارِ" في نـ:"مِنْ نَارٍ".
===
(1)
بمعجمتين ومهملتين: ما رقّ من الماء على الأرض ما يبلغ إلى الكعبين، "خ"، فالكلام على التشبيه.
(2)
قوله: (في ضحضاح) بإعجام الضادين وبإهمال الحائين: القريب القعر، أي: رقيق خفيف. قال ابن بطال: فيه: أن الله قد يعطي الكافر عوضًا من أعماله التي مثلها يكون قربة لأهل الإيمان؛ لأن أبا طالب نفعه نصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحياطته به حيث خفف عنه العذاب به، وذلك لنصرته له لا لقرابته منه، ولهذا لا يخفف عن أبي لهب مع أنه عمه أيضًا. قال: فيه جواز تكنية المشرك على وجه التألف وغيره من المصالح. فإن قلت: ما وجه تكنية أبي لهب؟ قلت: وقيل: كان وجهه يتلهب جمالًا فجعل اللّه ما كان يفتخر به في الدنيا ويتزين به سببًا لعذابه. أقول: هذه التكنية ليست للإكرام بل للإهانة؛ إذ هي كناية عن الجهنمي؛ إذ معناه: تبت يدا جهنمي، قال في "الكشاف": فإن قلت: لم كناه والتكنية تكرمة؟! قلت: فيه أوجه: أحدها: أن يكون مشتهرًا بالكنية دون الاسم، فلما أريد تشهيره بدعوة السوء ذكر أشهر الاسمين، والثاني: أنه كان اسمه عبد العزى، فعدل عنه إلى كنيته، والثالث: أنه لما كان من أهل النار ومآله إلى نار ذات لهب وافقت حاله كنيته، وكان جديرًا بان يذكر بها، "ك" (22/ 58). قوله:" {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ} " أي: في الطبق الذي في قعر جهنم، والنار سبع دركات، سميت بذلك لأنها متداركة متتابعة بعضها فوق بعض، "قس" (13/ 244). وهذا الحديث إن حمل على أنه مقدم على ما روي: أن العباس أخبر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بإسلام أبي طالب بعد
النَّارِ"
(1)
. [راجع: 3883].
116 - بَابٌ الْمَعَارِيضُ
(2)
مَنْدُوحَةٌ
(3)
عَنِ الْكَذِبِ
وَقَالَ إِسْحَاقُ
(4)
: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ فَقَالَ: كَيْفَ الْغُلَامُ؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هَدَأَ
(5)
نَفَسُهُ، وَأَرْجُو أَنْ قَدِ اسْتَرَاحَ. وَظَنَّ أَنَّهَا صَادِقَةُ.
"الْمَعَارِيضُ" في نـ: "الْمَعَارِضُ". "وَقَالَ إِسْحَاقُ
…
" إلخ، سقط في نـ.
===
ما رجع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عنه لم يكن معارضًا له؛ لأنه يحتمل أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بنى على ظاهر حاله، وإن حمل على تأخره عنه كان مدافعًا له، "الخير الجاري".
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 3883).
(2)
قوله: (المعاريض مندوحة
…
) إلخ، وفي المعاريض: التورية بالشيء، جمع معراض، من التعريض، والتعريض: خلاف التصريح. "ومندوحة" أي: سعة. وخلاصته: أنه يخرج بالتعريض عن الكذب، فإن أم سليم كذبت بالهدء عن الخروج عن ألم المرض بالموت الذي هو راحة للصبي، وبالرجاء رجاء الوصول إلى النعيم المقيم. وفهم أبو طلحة معناه: الخروج عن المرض بالصحة الدنياوية، "الخير الجاري". و"هدأ" بالهمزة، من هدأ هدوءًا: إذا سكن. والنفس: بفتح الفاء مفرد أنفاس، وبسكونها مفرد النفوس، "ك"(22/ 58)، "ع"(15/ 330).
(3)
أي: سعة ومتسع، وقيل: غنية وكفاية، "ك"(22/ 58).
(4)
ابن عبد اللّه بن أبي طلحة الأنصاري.
(5)
أي: سكن.
6259 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ لَهُ فَحَدَا الْحَادِي
(1)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ارْفُقْ يَا أَنْجَشَةُ، وَيْحَكَ، بِالْقَوَارِيرِ"
(2)
. [راجع: 6149، أخرجه: سي 528، تحفة: 443].
6210 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْب قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(3)
، عَنْ ثَابِتٍ
(4)
، عَنْ أَنَسٍ، وَأَيُّوبُ
(5)
عَنْ أبِي قِلَابَةَ
(6)
، عَنْ أَنَسٍ:
"عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ". "بِالْقَوَارِيرِ" في ذ: "الْقَوَارِيرَ".
===
(1)
قوله: (فحدا الحادي) والحدو: هو سوق الإبل والغناء لها. واسم الحادي هو: أنجشة - بفتح الهمزة والجيم وسكون النون وبالمعجمة -، غلام أسود لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم. وشبهت النساء بها؛ لأنهن عند حركة الإبل بالحداء، وزيادة مشيها بها يخاف عليهن السقوط، فيحذر لهن ما يحذر للقوارير من التكسر، "ك"(22/ 59)، قوله:"ويحك بالقوارير" قد مرَّ تقريره من بيان كونها أنه استعارة بليغة، هذا على طريقة ما ذكره العلماء بان يقال: القوارير كناية عن القلوب الرقيقة المصفاة عن كدورة القساوة، وكسرها غلبة الوجد عليها. وفيه: إيماء إلى أن من غلب عليه الرقة عند سماع الصوت الحسن له أن يُمنع صاحب الصوت عن صوته، "الخير الجاري".
(2)
متعلق بقوله: ارفق، "ك"(22/ 59).
(3)
ابن زيد.
(4)
البناني.
(5)
السختياني.
(6)
عبد اللّه بن زيد.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رُوَيْدَكَ
(1)
يَا أَنْجَشَةُ، سَوْقَكَ
(2)
بِالْقَوَارِيرِ".
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: يَعْنِي النِّسَاءَ. [راجع: 6149، أخرجه: م 2323، تحفة: 300، 949].
6211 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبَّانُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
(5)
، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: حَدَّثنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَادٍ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رُويدَكَ يَا أَنْجَشَةُ، لَا تَكْسِرُ
(6)
الْقَوَارِيرَ".
قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ
(7)
. [راجع: 6149، أخرجه: م 2323، سي 527، تحفة: 1397].
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "الْقَوَارِيرَ" في نـ: "بِالْقَوَارِيرِ".
===
(1)
ارفق وتأن.
(2)
مفعول له.
(3)
قال الغساني: لعله ابن منصور، "ك"(22/ 59)، "ع"(15/ 331).
(4)
بفتح الحاء المهملة وتشديد الموحدة وبالنون، ابن هلال الباهلي، "ك"(22/ 59)، "ع"(15/ 331).
(5)
ابن يحيى بن دينار.
(6)
بالجزم والرفع.
(7)
شبههن بالقوارير لسرعة التأثير فيهن، "ع"(15/ 331).
6212 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَال: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(1)
، عَنْ شُعْبَةَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ
(3)
، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لأَبِي طَلْحَةَ فَقَالَ:"مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَا لَبَحْرًا". [راجع: 2627].
117 - بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلشَّيْءِ
(4)
: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَهُوَ يَنْوِي
(5)
أَنَّهُ لَيسَ بِحَقٍّ
"حَدَّثَنَا قَتَادَةُ" في نـ: "حَدَّثَنِي قَتَادَةُ". "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ".
===
(1)
ابن سعيد القطان.
(2)
ابن الحجال.
(3)
قوله: (فزع) بفتحتين، والأصل في الفزع: الخوف، فوضع موضع الإعانة والنصر. والمعنى: أن أهل المدينة استغاثوا، فركب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فرسًا اسمه مندوب كانت لأبي طلحة زيد بن سهل زوج أم أنس. قوله:"وإن وجدناه " وكلمة إن مخففة من المثقلة. "بحرًا" أي: واسع الجري، شبه جريه بالبحر لسعته وعدم انقطاعه، واللام فيه للتأكيد. قيل: ليس حديث الفرس من المعاريض، وكذلك حديث القوارير، بل هما من باب المجاز، قلت: نعم كذلك، ولكن تعسف من قال: لعل البخاري [لما] رأى ذلك جائزًا قال: فالمعاريض التي هي حقيقة أولى بالجواز، "ع"(15/ 331). والمعاريض تشمل الكثاية والاستعارة؛ لأن المراد به كما مرَّ خلاف التصريح حقيقة، وألفاظ الأحاديث مجاز، فالمطابقة باعتبار المقايسة وبالطريق الأولى، "خ".
(4)
الموجود.
(5)
كما إذا قال قولًا غير سديد يقال له: ما قلت شيئًا، وليس هذا بكذب.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم للقَبرَينِ: "يُعَذَّبَانِ بِلا كَبِيرٍ
(1)
(2)
، وإِنَّهُ لَكَبِيرٌ"
(3)
.
6213 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ
(4)
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ؛ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ
(5)
أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: سَأَلَ أنَاسٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَيْسُوا بِشَيْءٍ"
(6)
(7)
.
"وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
…
" إلخ، سقط في نـ. "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ" في نـ: "أَنْبَأنَا ابْنُ جُرَيْجٍ".
===
(1)
عليكم.
(2)
قوله: (بلا كبير) أي: ليس التحرز عنه بشاق عليكم. "وإنه لكبير" أي: عظيم عند اللّه تعالى ذنبًا. وجه مناسبة ما روى ابن عباس للترجمة باعتبار أنه يفيد نفي شيء باعتبار ما، وإثباته باعتبار آخر، "خ".
(3)
أي: عند اللّه.
(4)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
(5)
ابن الزُّبَير.
(6)
أي: حق لا حقيقة له، "ك"(22/ 60).
(7)
قوله: (ليسوا بشيء)[قال] الخطابي: ليسوا بشيء، معناه: نفي ما يتعاطونه من علم الغيب أي: ليس قولهم بشيء صحيح يعتمد عليه، كما يعتمد على أخبار الأنبياء الذين يوحى إليهم من الغيب، وهذا كما يقال لمن عمل عملًا من غير إتقان لصنعته:"ما عملت شيئًا"، ولمن قال قولًا غير سديد:"ما قلت شيئًا". قال: "والدجاجة" بالدال، ولعل الصواب "الزجاجة" بالزاي ليلائم معنى القارورة الذي في الحديث الآخر، وإن صحت الرواية بالدال فهو من قولهم: قرت الدجاجة وقرقرت إذا قطعت صوتها، وروي "قر"
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا
(1)
. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْجِنِّ يَخْطَفُهَا
(2)
الْجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَليِّهِ قَرَّ
(3)
الدِّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ". [راجع: 3210، أخرجه: م 2228، تحفة: 17349].
118 - بَابُ رَفْع الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ
وَقَوْلِهِ: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ
(4)
إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} [الغاشية: 17، 18].
"مِنَ الْجِنِّ" في نـ: "مِنَ الْحَقِّ". "يَخْطَفُهَا" في نـ: "يَحْفَظُهَا". "الْجِنِّيُّ" في نـ: "الْجِنُّ". " {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} " ثبت في صـ.
===
بكسر القاف، وهو حكاية صوتها. قال: وقد بين صلى الله عليه وسلم أن إصابة الكهان أحيانًا إنما هو لأن الجني يلقي إليه الكلمة التي يسمعها استراقًا من الوحي، فيزيد إليها أكاذيب يقيسها على ما كان يسمع، فربما أصاب وربما أخطأ وهو الغالب. قوله:"يقرها" بضم القاف وشدة الراء أي: يصوت بها، يقال: قر قريرًا إذا صوت، أو يصبها فيها كما يصب في القارورة، يقال: قر الحديث في أذنه إذا صبّ فيها. وقيل: القر: ترديدك الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه. وفي بعضها: "الدجاجة" بفتح الدال وكسرها، "ك"(22/ 61).
(1)
أي: واقعًا موجودًا، "ع"(15/ 332).
(2)
بفتح الطاء على اللغة الفصيحة وبكسرها.
(3)
بالنصب مفعول مطلق للتشبيه.
(4)
قوله: (وقوله: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ
…
} إلخ) بالجر عطفًا على "رفع البصر"، ورواية أبي ذر إلى قوله:{كَيْفَ خُلِقَتْ} "، وزاد الأصيلي وغيره:{وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} أي: أولا ينظرون إلى السماء كيف رفعت، وهي قائمة
وَقَالَ أَيُّوبُ
(1)
(2)
: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ
(3)
، عَنْ عَائِشَةَ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ.
6214 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "ثُمَّ فَتَرَ
(4)
عَنِّي الْوَحْي، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ
(5)
قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ"
(6)
. [راجع: 4].
"وَقَالَ أَيُّوبُ
…
" إلخ، ثبت في سـ، هـ، ذ، وسقط للباقين. "فَبَيْنَا"في نـ: "فَبَيْنَمَا".
===
على غير عمد؟! وهذا أولى؛ لأن الاستدلال في جواز رفع البصر إلى السماء بقوله: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} ، "ع"(15/ 332).
(1)
السختياني.
(2)
قوله: (وقال أيوب
…
) إلخ، لم يثبت هذا التعليق إِلَّا لأبي ذر عن الكشميهني والمستملي، وهو طرف من حديث أوله:"مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ويومي وبين سحري ونحري" الحديث. وفيه: "فرفع بصره إلى السماء وقال: الرفيق الأعلى"، "ع"(15/ 333).
(3)
عبد الله.
(4)
أي: قَلَّ مجيء جبرئيل بالوحي، "ك"(22/ 62).
(5)
بكسر الحاء وخفة الراء وبالمد، منصرفًا وغير منصرف على الأصح: جبل بمكة، "ك"(22/ 62).
(6)
مرَّ الحديث بطوله في أول الكتاب.
6215 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ
(2)
عَنْ كُرَيْبٍ
(3)
، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ في بَيْتِ مَيْمُونَةَ
(4)
وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ - أَوْ
(5)
بَعْضُهُ - قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ
(6)
(7)
فَقَرَأَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} إِلَى قَولهِ: {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]. [راجع: 117، أخرجه: م 763، تحفة: 6355].
119 - بَابُ مَنْ نَكَتَ الْعُودَ
(8)
بَينَ الْمَاءِ وَالطِّينِ
"أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "الآخِرُ" في نـ: "الأَخِيرُ". "إِلَى قَولهِ: {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} " في ذ بدله: "الآية"، وفي ذ بدله:" {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} ". "بَابُ مَنْ نَكَتَ الْعُودَ" كذا في ذ، وفي نـ:"بَابُ نَكْتِ الْعُودِ". "بَينَ الْمَاءِ" في نـ: "فِي المَاءِ".
===
(1)
هو سعيد.
(2)
بفتح المعجمة وكسر الراء.
(3)
مولى ابن عباس.
(4)
هي خالة ابن عباس، "ك"(22/ 62).
(5)
شك من الراوي.
(6)
قوله: (فنظر إلى السماء) قال ابن بطال: فيه رد على أهل الزهد في قولهم: إنه لا ينبغي النظر إلى السماء تخشعًا وتذلُّلًا للّه تعالى، "ك"(22/ 63).
(7)
مرَّ الحديث بطوله (برقم: 1198).
(8)
قوله: (باب نكت العود) بفتح النون وبعد الكاف الساكنة فوقية، يقال: نكت في الأرض: إذا ضرب فأثر فيها. ولأبي ذر: "مَنْ نَكَتَ العود" بصيغة الماضي، "قس" (13/ 25). قوله:"يحيى" أي: ابن سعيد القطان،
6216 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ
(1)
، عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ
(2)
بَينَ الْمَاءِ
"بَيْنَ الْمَاءِ" في نـ: "فِي الْمَاءِ".
===
و"عثمان" أي: ابن غياث - بكسر المعجمة وخفة التحتانية والمثلثة - البصري، وفي بعض النسخ:"يحيى بن عثمان" وهو سهو فاحش، "ك"(22/ 63).
(1)
اسمه عبد الرحمن النهدي.
(2)
قوله: (عود يضرب به
…
) إلخ، وكأن المراد بالعود المِخْصرة التي كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يتوكأ عليها وليس مصرحًا به في هذا الحديث، "ف"(10/ 597)، وكانت عادة العرب أخذ المخصرة والعصا، والاعتماد عليها عند الكلام والمحافل والخطبة، وهو مأخوذ من أصل كريم ومعدن شريف، ولا ينكرها إِلَّا جاهل، وقد جمع اللّه لموسى عليه السلام في عصاه من البراهين العظام ما آمن به السحرة المعاندون له، واتخذها سليمان عليه السلام لخطبته وموعظته وطول صلاته، وكان ابن مسعود صاحب عصا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وكان يخطب بالقضيب، وكفى بذلك شرفًا للعصا، وعلى ذلك كان الخطباء والخلفاء، وذكر أن الشعوبية تنكر على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني، وهم طائفة تبغض العرب وتفضل عليها العجم، وفي استعمال الشارع المخصرة الحجة البالغة على من أنكرها، "ع"(10/ 334)، قال في "القاموس" (ص: 358) في باب الراء مع الخاء: "المخصرة" كمكنسة: ما يتوكا عليه، كالعصا ونحوه، وما يأخذه الملك يشير به إذا خاطب، والخطيب إذا خطب. أقول: هي سنة الأنبياء، وزينة للأولياء، ومذمة
(1)
للأعداء، وقوة للضعفاء، "ك"(22/ 66).
(1)
في الأصل: "ندبة" وهو تحريف.
وَالطِّينِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ". فَذَهَبْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ استَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ؟ "افْتَحْ لَهُ وَبَشَّرْهُ بِالْجَنَّةِ". فَإِذَا عُمَرُ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ - وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ - فَقَالَ: "افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ
(1)
- أَوْ تَكُونُ - "، فَذَهَبتُ فَإِذَا عُثْمَانُ، فَفَتَحْتُ لَهُ، وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، وَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ، قَالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ
(2)
. [راجع: 3674، أخرجه: م 2453، ت 3710، س في الكبرى 8133، تحفة: 9018].
120 - بَابُ الرَّجُلِ يَنْكُتُ الشَّيْءَ بِيَدِهِ فِي الأَرْضِ
6217 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
(3)
،
"افْتَحْ" في نـ: "افْتَحْ لَهُ". "فَإذَا عُثْمَانُ" في نـ: "فَإِذَا عُثْمَانُ، فَقُمْتُ". "وَأَخْبَرْتُهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَأَخْبَرْتُهُ ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ".
===
(1)
قوله: (على بلوى تصيبه) بلوى بدون التنوين: البلية. وفيه معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وقع كما أخبر؛ لأن البلاء الذي أصابه هو شهادته رضي الله عنه، وتقدم الحديث في "كتاب المناقب" (برقم: 3674)، وذكر أن الحائط هو بستان بئر أريس - بفتح الهمزة وكسر الراء واسكان التحتانية وبالمهملة -، "ك"(63/ 22). لعل البلوى يشمل سقوط خاتم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من يده في البئر، وكان يلعب كما مر. ونكتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وضربه العود في الماء والطين يناسبه، "خ".
(2)
أي: على ما أنذر به صلى الله عليه وسلم من البلاء، "قس"(13/ 252).
(3)
محمد.
عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيمَانَ
(1)
وَمَنْصُورٍ
(2)
، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ
(3)
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ بِعُودٍ، وَقَالَ:"لَيسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ فُرِغَ مِنْ مَقْعَدِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ". قَالُوا:
"فِي الأَرْضِ" كذا وفي ذ، في نـ:"الأَرضَ". "قَالوا" في نـ: "فَقَالُوا"، وفي نـ:"فَقَالَ".
===
(1)
" سليمان" قال الكرماني: هو التيمي، وليس هو الأعمش، "ع"(15/ 335).
(2)
ابن المعتمر.
(3)
قوله: (عن سعد بن عبيدة) مصغرًا لعبدة، أبو حمزة الكوفي، ختن أبي عبد الرحمن، اسمه: عبد اللّه المقرئ الكوفي. قوله: "فرغ" بلفظ المجهول أي: حكم عليه بأنه من أهل الجنة أو النار وقضي عليه بذلك في الأزل. قوله: "أفلا نتكل" أي: أفلا نعتمد عليه؛ إذ المقدر كائن سواء عملنا أم لا؛ فرد عليهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقال: "اعملوا فكل ميسر" أي: فكل واحد منكم ميسر له، فإن كان من الذي قدر عليه بأنه في الجنة يسر اللّه عليه عمل أهل الجنة، وإن كان من الذي قدر عليه بأنه في النار يسر اللّه عليه عمل أهل النار. قوله:" {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} الآية" أشار بها إلى بيان الفريقين المذكورين في قوله: "فكل ميسر". أحدهما: هو قوله: " {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} [الليل: 5] أي: ماله في سبيل اللّه، {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} أي: للملة اليسرى، وهي العمل بما يرضاه الله تعالى. والفريق الآخر: هو قوله: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ} أي: بالنفقة في الخير، {وَاسْتَغْنَى} عن ربه فلم يرغب في ثوابه؛ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} أي: العمل بما لا يرضاه الله حتى يستوجب النار. وقيل: سيدخله في جهنم. والعسرى: اسم لجهنم، "ع" (15/ 335).
أَفَلَا نَتَّكِلُ
(1)
؟ قَالَ: "اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ
(2)
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} " الآية [الليل: 5][راجع: 1362].
121 - بَابُ التَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ عِنْدَ التَّعَجُّبِ
(3)
وَقَالَ ابنُ أَبِي ثَورٍ
(4)
عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قَالَ: "لا"، قُلْتُ: اللَّهُ أكبرُ.
6218 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي هِنْدٌ
(6)
بِنْتُ الْحَارِثِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَت: اسْتَيقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزَائِنِ
(7)
، وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتْنَةِ،
"قُلْتُ لِلنَّبِيِّ" في نـ: "قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ". "أَطَلَّقْتَ" في نـ: "طَلَّقْتَ". "الْفِتْنَةِ" كذا في ذ، وفي نـ:"الفِتَنِ".
===
(1)
أي: أفلا نعتمد.
(2)
مرَّ الحديث بطوله (برقم: 1362).
(3)
أي: استعظام الأمور.
(4)
بلفظ الحيوان المشهور، عبيد الله بن عبد اللّه بن أبي ثور، "ك"(22/ 66)، "ع"(15/ 336).
(5)
الحكم بن نافع.
(6)
الفراسية - بكسر الفاء وبالسين المهملة -، وقيل: القرشية، وكانت تحت معبد بن المقداد، "ع"(15/ 336).
(7)
قوله: (من الخزائن) وعبر عن الرحمة بالخزائن لقوله تعالى: {خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} [الإسراء: 155]، وعن العذاب بالفتن لأنها أسباب مؤدية إلى العذاب. أو: هو من المعجزات لما وقع من الفتن بعد ذلك، وفتح الخزائن حين تسلط الصحابة على فارس والروم. قوله:"رب" فيه لغات،
مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجرِ
(1)
- يُرِيدُ بِهِ أَزْوَاجَهُ - حَتَّى يُصَلِّينَ، رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا، عَارِيَةٍ فِي الآخِرةِ" [راجع: 115].
6219 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. حِ وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي أَخِي
(2)
، عَنْ سُلَيمَانَ
(3)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَينٍ
(4)
: أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تزُورُهُ
(5)
"رُبَّ كَاسِيَةٍ" في نـ: "فَرُبَّ كَاسِيَةٍ". "حَدَّثَنِي أَخِي" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي". "عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ" في نـ: "عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ".
===
وفعلها محذوف، أي: رب كاسية عرفتها. والمراد أن اللاتي يلبسن رقيق الثياب التي لا تمنع من إدراك لون البشرة معاقبات في الآخرة بفضيحة التعري، أو أن اللابسات للثياب النفيسة عاريات عن الحسنات فيها، كما مرَّ في "كتاب العلم" (برقم: 113). واعلم: أن هذا الحديث وقع في بعض النسخ قبيل "باب التكبير"، وحينئذ لا يناسبه ترجمة ذلك الباب، قال ابن بطال: قلت للمهلب: ليس حديث أم سلمة مناسبًا للترجمة، فقال: إنما هو مقوِّ للحديث السابق، يعني: لما ذكر أن لكل [نفس] بحكم القضاء والقدر مقعدًا من الجنة أو النار، أكد التحذير من النار بأقوى أسبابها وهي الفتن والطغيان والبطر عند فتح الخزائن، ولا تقصير في أن يذكر ما يوافق الترجمة ثم يتبعه بما يقوي معناه، "ك"(66/ 22).
(1)
جمع حجرة.
(2)
أي: عبد الحميد.
(3)
ابن بلال.
(4)
زين العابدين.
(5)
حال.
- وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ
(1)
مِنْ رَمَضَانَ -، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً مِنَ الْعِشَاءِ ثئَم قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ مَعَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْلِبُهَا
(2)
حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ
(3)
بَابَ الْمَسْجِدِ الَّذِي عِنْدَ مَسْكَنِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرَّ بِهِمَا رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَفَذَا
(4)
، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ". قَالَا: سُبحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَكَبُرَ
(5)
عَلَيهِمَا،
"وَكَبرَ عَلَيْهِمَا" في نـ: "وَكَبُرَ عَلَيهِمَا مَا قَالَ".
===
(1)
قوله: (في العشر الغوابر) أي: الباقيات، والغابر: من الألفاظ المشتركة بين الضدين، بمعنى الباقي والماضي. و"تنقلب" أي: تنصرف إلى بيتها. و"أم سلمة" - بالمفتوحتين - هند المخزومية. و"نفذا" بإعجام الذال، يقال: رجل نافذ أي: ماض. و"على رسلكما" بكسر الراء أي: على هينتكما، ويقال: افعل كذا على رسلك أي: اتئد فيه ولا تستعجل. و"سبحان اللّه" إما حقيقة أي: أنزه الله عن أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم متهمًا بما لا ينبغي، وإما كناية عن التعجب من هذا القول. "وكبر" أي: عظم وشق عليهما. "ومبلغ" أي: كمبلغ. ووجه الشبه: عدم المفارقة وكمال الاتصال. "ويقذف" أي: شيئًا تهلكان بسببه؛ لأن مثل هذه التهمة في حقه صلى الله عليه وسلم تكاد تكون كفرًا، ومرَّ الحديث في "الاعتكاف" (برقم: 2035)، "ك"(22/ 65 - 66).
(2)
أي: يصرفها إلى بيتها.
(3)
أي: صفية.
(4)
أي: مضيا وذهبا.
(5)
بضم الموحدة.
قَالَ: "إِنَّ الشَّيطَانَ يَبلُغُ مِنَ الإنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّم، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكمَا". [راجع: 2035].
122 - بَابُ الْخَذَفِ
(1)
6225 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ
(2)
بْنَ صُهْبَانَ
(3)
الأَزْدِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ
(4)
الْمُزَنِيِّ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَذْفِ
(5)
وَقَالَ: "إِنَّهُ لَا يَقْتُلُ الصَّيْدَ، وَلَا يَنْكِي
(6)
الْعَدُوَّ، وَإِنَّهُ يَفْقَأُ
(7)
الْعَيْنَ، وَيَكْسِرُ السِّنَّ"
(8)
. [راجع: 4841].
"قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ" في نـ: "فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ". "يَبْلُغُ مِنَ الإِنْسَانِ" كذا في ذ، ولغيره:"يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدمَ". "بَابُ الْخَذْفِ" في نـ: "بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْخَذْفِ". "وَلَا يَنْكِي" في نـ: "وَلَا يَنْكَأُ".
===
(1)
بالمعجمتين المفتوحتين: رمي الحصاة بالأصابع، وفي بعضها:"باب النهي عن الخذف" والمراد واحد، "الخير الجاري".
(2)
بضم العين المهملة.
(3)
بضم المهملة وسكون الهاء.
(4)
على صيغة المفعول، من التفعيل.
(5)
والمقصود: النهي عن أذى المؤمنين.
(6)
بغير الهمزة، وكسر الكاف. وبالهمزة، وفتح الكاف: لا يقتل ولا يجرح، "خ".
(7)
بالفاء والقاف والهمزة أي: يقلع، "ع"(15/ 338).
(8)
مرَّ الحديث (برقم: 5479).
123 - بَابُ الْحَمْدِ لِلْعَاطِسِ
6221 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(2)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: عَطَسَ
(3)
رَجُلَانِ
(4)
عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَمَّتَ
(5)
أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ،
"أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا سُفْيَانُ". "حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ". "قَالَ: عَطَسَ " في نـ: "عَطَسَ". "فَشَمَّتَ" في حـ، ذ:"فَسَمَّتَ". "وَلَمْ يُشَمِّتِ" في حـ، ذ:"وَلَمْ يُسَمِّتِ".
===
(1)
الثوري.
(2)
ابن طرخان التيمي.
(3)
بفتح الطاء، ويعطس بالضم والكسر، "ع"(15/ 338)، "ك"(22/ 67).
(4)
هما: عامر بن الطفيل وابن أخيه، "قس"(13/ 256).
(5)
قوله: (فشمت) من التشميت بالمعجمة، أصله:[إزالة] شماتة الأعداء، والتفعيل للسلب نحو: جلدت البعير أي: أزلت جلده، فاستعمل للدعاء بالخير لا سيما: يرحمك اللّه، وبالسين المهملة: الدعاء بكونه على سمت حسن، وكذا وقع بالسين في رواية السرخسي. وقال ابن الأنباري: كل داع بالخير مشمت - بالمعجمة والمهملة -، وقال أبو عبيد: بالمعجمة أعلى وأكثر، "ع"(10/ 338 - 339). "عطس رجلان" هما عامر بن الطفيل ولم يحمد، وابن أخيه وهو الذي حمد. "فشمت" بالمعجمة، وللسرخسي بالمهملة، وهما بمعنى، وهو الدعاء بالخير، وقيل: الذي بالمهملة: من الرجوع، فمعناه رجع كل عضو منك إلى سمته الذي كان عليه لتحلل أعضاء الرأس والعنق بالعطاس، وبالمعجمة: من الشوامت جمع شامتة وهي
فَقِيلَ لَهُ
(1)
، فَقَالَ:"هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَهَذَا لَمْ يَحْمَدْ". [طرفه: 6225، أخرجه: م 2991، د 5039، ت 2742، سي 222، ق 3713، تحفة: 872].
124 - بَابُ تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ
6222 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ سُلَيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ
(2)
،
"لَمْ يَحْمَدْ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"لَمْ يَحْمَدِ اللهَ". "إِذَا حَمِدَ اللَّهَ" زاد بعده في نـ: "فِيهِ أَبُو هُرَيرَةَ" - أي: في تشميت العاطس جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، "ع" (15/ 339) -. "عَنِ الأَشعَثِ" في نـ:"عَنْ أَشْعَثَ". "أَمَرَنَا النَّبِيُّ" في نـ: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ". "الْجِنَازَةِ" في نـ: "الْجَنائِزِ".
===
القائمة، أي: صان اللّه شوامتك، أي: قوائمك التي بها قوام بدنك عن خروجها عن الاعتدال. "فقال: هذا حمد اللّه" قال الحليمي: الحكمة في مشروعية الحمد للعاطس: أن العطاس يدفع الأذى من الدماغ الذي فيه قوة الفكر، ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس، وبسلامته تسلم الأعضاء، فهو نعمة جليلة تناسب أن تقابل بالحمد، "تو" (8/ 3735). قال ابن حجر: لا أصل لما اعتاده الناس من استكمال قراءة الفاتحة بعد العطاس، وكذا العدول عن الحمد مكروه، "قس" (13/ 258). وقيل: لا يزيد على "الحمد للّه". وعن طائفة أنه لا يزيد على: "الحمد للّه على كل حال"، وعن طائفة يقول:"الحمد للّه رب العالمين"، "ع"(15/ 339).
(1)
القائل: العاطس الذي لم يحمد، "ع"(15/ 339)، "قس"(13/ 257).
(2)
بكسر الجيم.
وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَرَدِّ السَّلَامِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومٍ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ
(1)
، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ - أَوْ قَال: حَلْقَةِ
(2)
الذَّهَبِ -، وَعَنِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالسُّنْدُسِ
(3)
،
"تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ" في نـ: "تَشمِيتِ الْعاطِسِ". "الْقَسَمِ" كذا في ص، ذ، وفي ذ:"الْمُقْسِمِ"، "وَعَنِ الْحَرِيرِ" في نـ:"وعن لبس الحرير".
===
(1)
قوله: (إبرار القسم) أي: تصديق من أقسم عليك، وهو أن تفعل ما سأله، والأمر في هذه السبعة مختلف، في بعضها للوجوب، وفي بعضها للندب، كما أن النهي يحتمل أن يكون في بعضها للتحريم، وفي بعضها لغير التحريم. "والمياثر" جمع ميثرة، بكسر الميم، من الوثارة بالمثلثة والراء: وهي مركب كانت تصنعه النساء لأزواجهن على السروج. فإن قيل: الترجمة [في التشميت] للحامد، وحديث البراء عام؟ قلت: هو وإن كان مطلقًا، لكن لا بد من التقييد بالحامد للحديث الذي بعده، والذي قبله؛ حملًا للمطلق على المقيد.
قال ابن بطال: كان ينبغي للبخاري أن يذكر حديث أبي هريرة في هذا الباب؛ قال: وهذا الباب من الأبواب التي عجلته المنية على تهذيبها، لكن المعنى المترجم مفهوم منه، "ك"(22/ 68). وتشميت العاطس ظاهر الأمر فيه يدل على أنه واجب، وكذلك أحاديث أخر في هذا الباب يدل ظاهرها على الوجوب، وبه قال ابن المزين من المالكية، وأهل الظاهر، وقال بعض الناس: إنه فرض عين، وعند جمهور العلماء من أصحاب المذاهب الأربعة: إنه فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وذهب عبد الوهاب وجماعة من المالكية أنه مستحب، "ع"(15/ 340).
(2)
بسكون اللام، والشك من الراوي، "قس"(13/ 260).
(3)
هو ما رق من الديباج، "ع"(15/ 341).
وَالْمَيَاثِرِ
(1)
. [راجع: 1239].
125 - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْعُطَاسِ، وَمَا يُكْرَهُ مِنَ التَّثَاوُبِ
6223 -
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(3)
الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ
(4)
، فَإِذَا عَطَسَ
"التَّثَاوُبِ" في نـ: "التّثاؤُبِ".
===
(1)
السادس: القسِّي، والسابع: آنية الفضة، ["كرماني" (22/ 68)].
(2)
هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب، واسمه هشام، "ع"(15/ 341).
(3)
ابن كيسان.
(4)
قوله: (التثاؤب) بالهمز على الأصح، وقيل: التثاوب بوزن التفاعل: وهو التنفس الذي ينفتح منه الفم من الامتلاء، وثقل النفس، وكدورة الحواس، ويورث الغفلة والكسل، ولذلك أحبه الشيطان وضحك منه. والعطاس سبب لخفة الدماغ واستفراغ الفضلات عنه وصفاء الروح، ولذلك كان أمره بالعكس. قوله:"فليرده" إما بوضع اليد على الفم، وإما بتطبيق الشفتين، وذلك لئلا يبلغ الشيطان مراده من ضحكه عليه من تشويه صورته أو من دخوله فيه كما جاء في بعض الروايات. و"ها" هو حكاية صوت المتثائب، يعني: إذا بالغ في الثوباء ضحك الشيطان منه فرحًا بذلك. [قال] الخطابي: معنى المحبة والكراهة فيهما ينصرف إلى الأسباب الجالبة لهما؛ وذلك أن العطاس إنما يكون مع الخفة وانفتاح السدود، والتثاؤب إنما هو عند امتلاء البدن وكثرة الأكل، [وقيل: ما تثاءَب نبي قط] قال: وإنما أضيف إلى الشيطان؛ لأنه هو الذي يزين للنفس شهوتها.
فَحَمِدَ اللَّهَ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ
(1)
، فَلْيَرُدَّهُ مَا استَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ". [راجع: 3289].
126 - بَابٌ إِذَا عَطَسَ كَيْفَ يُشَمَّتُ
6224 -
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُل: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ
(2)
- أَوْ صَاحِبُهُ -: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَإذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ
(3)
وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ"
(4)
"أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في ذ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ".
===
أقول: فالغرض: التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك، وهو التوسع في الأكل، "ك"(22/ 68 - 69)، "ع"(15/ 341 - 342).
(1)
هو من نسبة المكروه إلى الشيطان لرضائه به وإرادته له، لا أنه منه حقيقة، "تو"(8/ 3737).
(2)
في الإسلام، والشك في لفظ "أو صاحبه" من الراوي، "ك"(22/ 69).
(3)
قوله: (فليقل: يهديكم اللّه ويصلح بالكم) قال ابن بطال: ذهب الجمهور إلى هذا، وذهب الكوفيون إلى أن يقول:"يغفر اللّه لنا ولكم"، وأخرجه الطبري عن ابن مسعود وابن عمر وغيرهما، وذهب مالك والشافعي إلى أنه يتخير بين اللفظين، "ع"(15/ 342).
(4)
أراد أن معنى "بالكم" شأنكم، "ع"(15/ 343).
بَالُكُمْ
(1)
: شَأنَكُم. [أخرجه: د 5533، سي 232، تحفة: 12818].
127 - بَابٌ لَا يُشَمَّتُ الْعَاطِسُ إِذَا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ
6225 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَمَّتَّ هَذَا وَلَمْ تُشَمِّتْنِي، قَالَ:"إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَلَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ". [راجع: 6221].
128 - بَاب إِذَا تَثَاوَبَ فَلْيَضَعْ يَدَ عَلَى فِيهِ
(2)
6226 -
حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمِ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ
(3)
"حَدَّثَنَا آدَمُ" في نـ: "حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ". "سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ" في نـ: "سَمِعْتُ أَنَسًا". "تَثَاوَبَ" في سـ، حـ، ذ:"تَثَاءَبَ". "أَنْ يَقُولَ لَهُ" في نـ: "أَنْ يَقُولَ". "فَإِذَا تَثَاءَبَ" في نـ: "فَإِذَا تَثَاوَبَ".
===
(1)
البال: الحال، وقيل: القلب، وقيل: اللسان.
(2)
أي: فمه.
(3)
قوله: (فليرده) فإن قلت: إذا تثاءب ووقع الثوباء فكيف يرده؟ قلت: يعني إذا أراد التثاؤب، أو أن الماضي بمعنى المضارع، فإن قلت:
مَا استَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاوَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ". [راجع: 3289].
"فَإِذَا تَثَاوَبَ" في نـ: "فَإِذَا تَثَاءَبَ".
===
أين وجه دلالته على وضع اليد على الفم؟ قلت: عموم الرد؛ إذ قد يكون ذلك بالوضع كما يكون بتطبيق الشفة على الأخرى مع أن الوضع أسهل وأحسن، قال ابن بطال: ليس في الحديث الوضع، ولكن ثبت في بعض الروايات:"إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه"، فإن قلت: الضحك ها هنا حقيقة أو مجاز عن الرضا به؟ قلت: الأصل الحقيقة، ولا ضرورة تدعو إلى العدول عنها، واللّه أعلم، "ك"(22/ 71).
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
79 - كِتَابُ الاستئذانِ
(1)
(2)
1 - بَابُ بَدْءِ السَّلَامِ
(3)
===
(1)
هو طلب الإذن في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن، "ق"(13/ 266).
(2)
قوله: (كتاب الاستئذان) لا يخفى أنه ذكر في هذا الكتاب أمورًا سوى الاستئذان، فالأولى أن يقدر ها هنا: كتاب الاستئذان وما يناسبه، أو ما هو في حكمه، وعليك الاعتبار بمثله في مثله، وليكن هذا أصلًا من أصول هذا الكتاب، "خ". [قال شيخنا في "اللامع" (10/ 58): إن كتاب الاستئذان ليس بكتاب مستقل، بل هو كتاب في كتاب .. وجزء من الآداب]. قوله:"على صورته" أي: على صورة آدم، أي: على صورة مقدرة له لم تكن تلك الصورة قبله، أو: كان كماله أول مرة، ولم يستكمل درجة كما في أولاده، حيث كان نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى غير ذلك، أو: على صفته من العلم والقدرة وغير ذلك، "خ". قيل: الضمير لآدم أي: على الصورة التي استمرَّ عليها إلى أن أهبط وإلى أن مات؛ دفعًا لتوهم من يظن أنه كان في الجنة على صفة أخرى. وقيل: للَّه، والمراد بالصورة: الصفة من العلم والحياة والسمع والبصر، وإن كانت صفاته تعالى لا يشبهها شيء. وقيل: الضمير للعبد المحذوف من السياق. وإن سبب الحديث: أن رجلًا ضرب عبده فنهاه عن ذلك وقال: "إن اللّه خلق آدم على صورته"(أخرجه مسلم: 2612)، "تو"(8/ 3739). [انظر "التوضيح" (12/ 29 - 13)].
(3)
بفتح الموحدة وسكون الدال المهملة، بمعنى الابتداء. أي: أول ما وقع السلام، "قس"(13/ 266).
6227 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(2)
، عَنْ مَعْمَرٍ
(3)
، عَنْ هَمَّامٍ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ - نَفَرٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ
(5)
جُلُوسٍ -، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ، وَكُلُّ
(6)
"حَدَّثَنِي يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنَا يَحْيَى". "فَلَمَّا خَلَقَهُ" في نـ: "فَلَمَّا خَلَقَهُ اللَّهُ "مصحح عليه. "نَفَرٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"النَّفَرِ". "فَاسْتَمِعْ" في هـ، ذ:"فَاسْمَعْ". "يُحَيُّونَكَ" في نـ: "يُجيبُونَكَ". "السَّلَامُ عَلَيْكَ" في هـ، ذ:"وَعَلَيكَ السَّلَامُ". "وَكُلُّ" في نـ: "فَكُلُّ".
===
(1)
البيكندي، بكسر الموحدة وإسكان التحتانية وفتح الكاف وسكون النون وبالمهملة، "كرماني"(22/ 72).
(2)
ابن همام.
(3)
ابن راشد.
(4)
ابن منبه.
(5)
قوله: (نفر من الملائكة) بفتح الفاء وسكونها: عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة، وهو مجرور في الرواية، ويجوز أن يكون مرفوعًا على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هم النفر من الملائكة، وقال بعضهم: ويجوز الرفع والنصب، قلت: لا وجه للنصب إلَّا بتكلف. قوله: "جلوس" جمع جالس، وارتفاعه على أنه خبر بعد خبر، ومن حيث العربية يجوز نصبه على الحال، "عيني"(15/ 346).
(6)
مربوط بقوله: "خلق اللّه" ومتفرع عليه، "خ".
مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ
(1)
، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ
(2)
يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآنَ". [راجع: 3326].
2 - بَابٌ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا
(3)
غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا
(4)
"الْجَنَّةَ" في صـ، ذ:"يَعنِي الْجَنَّةَ". "بَاب" زاد بعده في نـ: "قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى". " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
…
} إلخ " في ذ: "قَوله: لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} إِلى قوله: {وَمَا تَكْتُمُونَ} ".
===
(1)
خبر المبتدأ الذي هو "وكل من".
(2)
أي: المخلوق من أولاده، وهو عطف على قوله:"طوله ستون ذراعًا". [انظر: هامش الحديث رقم: 3326].
(3)
قوله: ({يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا}) الآية، هذه ثلاث آيات ساقها الأصيلي وكريمة، وفي رواية أبي ذر قوله:" {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} إلى قوله: {وَمَا تَكْتُمُونَ} ". وسبب نزول قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} الآية: ما ذكره عدي بن ثابت قال: جاءت امرأة من الأنصار فقالت: يا رسول اللّه" إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد - والد ولا ولد -، فيدخل علَيَّ - وإنه لا يزال يدخل علَيَّ - رجل من أهلي وأنا على تلك الحالة، فكيف أصنع؛ فنزلت هذه الآية قوله: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا}، قال الثعلبي: أي: تستأذنوا، قال ابن عباس: إنما هو تستأذنوا، ولكن أخطأ الكاتب، وكان أبي وابن عباس والأعمش يقرؤونها كذلك: "حتى تستأذنوا". وفي الآية تقديم وتأخير، تقديره: حتى تسلموا على أهلها وتستأنسوا. وقال البيهقيّ: [يحتمل] أن يكون ذلك في القراءة الأولى ثم نسخت تلاوته معنًى، ولم يطلع عليه [ابن عباس]، والمراد بالاستئناس: الاستئذان بتنحنح وغيره عند الجمهور، "ع" (15/ 347).
(4)
أي: تستأذنوا، "ع"(15/ 347).
وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ
(1)
خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
(2)
* فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا
(3)
أَحَدًا
(4)
فَلَا تَدْخُلُوهَا
(5)
حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا
(6)
هُوَ
(7)
أَزْكَى
(8)
لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا
(9)
بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ
(10)
لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} [النور: 27 - 29].
وَقَالَ سَعِيدُ
(11)
(12)
بْنُ أَبِي الْحَسَنِ لِلْحَسَنِ: إِنَّ نِسَاءَ الْعَجَمِ
===
(1)
أي: الاستئذان والتسليم، "ع"(15/ 347).
(2)
بحذف إحدى التائين، "ع"(15/ 347).
(3)
أي: في البيوت.
(4)
من الآذنين.
(5)
أي: فاصبروا حتى تجدوا من يأذن لكم، "ع"(15/ 347).
(6)
ولا تقفوا على أبوابها ولا تلازموها، "ع"(15/ 348).
(7)
أي: الرجوع.
(8)
أي: أطهر وأصلح.
(9)
أي: بغير استئذان.
(10)
أي: منفعة.
(11)
أي: أخو حسن البصري.
(12)
قوله: (وقال سعيد
…
) إلخ، وجه ذكر هذا عقب ذكر الآيات الثلاث المذكورة الإشارة إلى أن أصل مشروعية الاستئذان للاحتراز من وقوع النظر إلى ما لا يريد صاحب المنزل النظر إليه لو دخل بلا إذن. قوله: "قول اللّه
…
" إلخ، يجوز فيه الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا قول اللّه عز وجل، والنصب على تقدير: اقرأ قول اللّه. قوله: "{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ} " الآية، هذه أيضًا من تتمة استدلال الحسن بها، غير أن أثر قتادة تخلل بينهما، كذا وقع للأكثرين، وسقط جميع ذلك من رواية النسفي فقال بعد
يَكْشِفْنَ صُدُورَهُنَّ وَرُءُوسَهُنَّ. قَالَ
(1)
: اصْرِفْ بَصَرَكَ
(2)
.
وقَوْلُ اللَّهِ
(3)
تَعَالَى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: 30]، قَالَ قَتَادَةُ
(4)
: عَمَّن لَا تَحِلُّ لَهُمْ. {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 31].
{خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ
(5)
} [غافر: 19]: النَّظَرَ إِلَى مَا نُهِيَ
(6)
عَنْهُ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ فِي النَّظَرِ إِلَى الَّتِي لَمْ تَحِضْ مِنَ النِّسَاءِ: لَا يَصْلُحُ النَّظَرُ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُنَّ مِمَّنْ يَشْتَهِي النَّظَرُ إِلَيهِ، وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً.
"قَولُ اللَّهِ" في هـ، ذ:"يَقُولُ اللَّه". "تَعَالَى" في نـ: "عز وجل". "عَمَّنْ" في نـ: "عَمَّا". "النَّظَرَ" في نـ: "مِنَ النَّظَرِ". "نُهِيَ عَنهُ" في مه: "نَهَى اللَّهُ عَنْهُ". "فِي النَّظَرِ إِلَى الَّتِي" في هـ، ذ:"في النظر إلى ما لا يَحِلُّ مِنَ النِّسَاءِ التي". "يَشْتَهِي النَّظَرُ إِلَيْهِ"في هـ، ذ:"يَشْتَهِي النَّظَرُ إِلَيْهِنَّ"، [وفي السلطانية:"يُشْتَهَى" بدل "يَشْتَهِي"].
===
قوله: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} : الآيتين، وقول اللّه عز وجل:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} الآية {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ} [النور: 30 - 31]، "ع"(15/ 348).
(1)
أي: الحسن.
(2)
أي: عنهن.
(3)
ذكره في معرض الاستدلال.
(4)
أي: في تفسيرها.
(5)
قوله: ({خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ}) قال اللّه تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} [غافر: 19] وهي صفة للنظرة، أي: يعلم النظرة المسترقة إلى ما لا يحل، وأما خائنة الأعين التي حرمتها هي من خصائص النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فهي الإشارة بالعين إلى مباح من الضرب ونحوه على خلاف ما يظهره بالقول، "ك"(22/ 74).
(6)
بصيغة المجهول للأكثرين، وفي رواية كريمة: إلى ما نهى اللّه عنه.
وَكَرِهَ عَطَاءٌ
(1)
النَّظَرَ إِلَى الْجَوَارِي
(2)
يُبَعْنَ بِمَكَّةَ، إِلَّا أَنْ يُرِيدَ أَنْ يَشْتَرِيَ.
6228 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(3)
، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(4)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْفَضلَ بْنَ عَبَّاسٍ يَوْمَ النَّحْرِ خَلْفَهُ عَلَى عَجُزِ
(5)
(6)
رَاحِلَتِهِ - وَكَانَ الْفَضْلُ رَجُلًا
"إِلَى الْجَوَارِي" في ذ: "إِلَى الْجَوَارِي الَّتِي". "أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ" في نـ: "قَالَ شُعَيبٌ" وفي نـ: "أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ".
===
(1)
ابن أبي رباح. ["مصنف ابن أبي شيبة" (6/ 68)].
(2)
هذا الأثر وسابقه سقطا للنسفي، "قس"(13/ 271).
(3)
الحكم بن نافع.
(4)
ابن أبي حمزة.
(5)
أي: مؤخر.
(6)
قوله: (على عجز راحلته) بفتح العين المهملة وضم الجيم وبالزاي: مؤخرها. قوله: "وشيئًا" فعيل من الوضاءة، وهي الجمال والحسن أي: لحسن وجهه ونظافة صورته. قوله: "من خثعم" بفتح المعجمة والمهملة وإسكان المثلثة بينهما: قبيلة. "وضيئة" أي: حسنة الوجه تضيء من حسنها. قوله: "وطفق الفضل" أي: جعل الفضل ينظر إليها. قوله: "فأخلف بيده" أي: مدّ يده إلى خلفه، ويروى "فأخلف يده". قوله:"وهل يقضي" أي: فهل يجزئ عنه. وحوّل صلى الله عليه وسلم وجه الفضل حين علم بإدامة النظر إليها أنه أعجبه حسنها فخشي عليه فتنة الشيطان. وفيه: حرمة النظر إلى الأجنبيات، "ك"(22/ 74 - 75)، "ع"(15/ 350)، أي: إذا خشي الفتنة، ومقتضاه: أنه إذا أمنت الفتنة لم يمتنع؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يحول وجه الفضل حتى أدمن النظر إليها
وضِيئًا
(1)
-، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم للنَّاسِ يُفْتيهِمْ، فَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ
(2)
مِنْ خَثْعَمَ
(3)
وَضِيئَةٌ تَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَطَفِقَ
(4)
الْفَضْلُ يَنْظُرُ إلَيْهَا، وَأَعْجَبَهُ حُسْنُهَا، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالفَضْلُ يَنْظرُ إِلَيْهَا، فَأخْلَفَ يَدَهُ فَأَخَذَ بِذَقَنِ الْفَضْلِ، فَعَدَلَ وَجْهَهُ
(5)
عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَريضَةَ اللَّهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا
(6)
كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ
(7)
أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي
(8)
عَنْهُ
(9)
أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ". [راجع: 1513].
"فَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ" في نـ: "وَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ".
===
لإعجابه بها فخشي عليه الفتنة، "قس"(13/ 272). وفيه دليل على أن نساء المؤمنين ليس عليهن من الحجاب ما يلزم أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، إذ لو لزم ذلك جميع النساء لأمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الخثعمية بالاستتار ولما صرف وجه الفضل. قال: وفيه دليل على أن ستر المرأة وجهها ليس فرضًا؛ لإجماعهم على أن للمرأة أن تبدي وجهها في الصلاة، "ف" (11/ 11). [قال الحافظ في "الفتح" (11/ 11): في استدلاله بقصة الخثعمية نظر؛ لأنها كانت مُحْرِمة].
(1)
أي: حسنًا.
(2)
لم تسم.
(3)
قبيلة من اليمن.
(4)
أي: جعل.
(5)
من هنا تؤخذ المطابقة بالترجمة.
(6)
حال.
(7)
نصب على الاختصاص.
(8)
أي: هل يجزئ.
(9)
مرَّ الحديث مع مباحثه (برقم: 1513، و 1853، و 4399).
6229 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ
(3)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ
(4)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ"
(5)
. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: "فَإِذَا أَبَيتُمْ
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ". "حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ" في نـ: "أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ". "بِالطُّرُقَاتِ" في هـ، ذ:"فِي الطُّرُقَاتِ". "فَإِذَا أَبَيْتُمْ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:"إِذَا أَبَيْتُمْ"، وفي نـ:"فَإِذْ أَبَيْتُمْ".
===
(1)
المسندي.
(2)
اسمه عبد الملك العقدي.
(3)
ابن محمد التميمي الخراساني.
(4)
مولى عمر بن الخطاب.
(5)
قوله: (إياكم والجلوس بالطرقات) الباء فيه بمعنى في، وكذا في رواية الكشميهني:"في الطرقات"، وفي رواية حفص بن ميسرة:"على الطرقات"، وهو جمع طرق بضمتين جمع طريق. قوله:"بد" بضم الموحدة وتشديد الدال المهملة، أي: ما لنا من مجالسنا افتراق. وقوله: "إذا أبيتم" هكذا رواية الكشميهني، وفي رواية غيره:"فإذا أبيتم" بالفاء. قوله: "وكف الأذى"من نحو: التضييق على المارين واحتقارهم به وعيبهم له، وامتناع النساء من الخروج إلى أشغالهن بسبب قعودهم في الطريق، والاطلاع على أحوال الناس مما يكرهونه، "ع" (15/ 355). قوله:"ما لنا من مجالسنا بد" فيه دليل على أن أموه لهم لم يكن للوجوب بل على طريق الترغيب، والأولى؛ إذ لو فهموا الوجوب لم يراجعوه هذه المراجعة، "قس"(13/ 273).
إِلَّا الْمَجْلِسَ
(1)
(2)
فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ". قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "غَضُّ الْبَصرِ
(3)
، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ". [راجع: 2465].
3 - بَابٌ السَّلَامُ
(4)
اسمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ
{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86].
"مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ" في نـ: "مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى".
===
(1)
أي: إِلَّا الجلوس.
(2)
بفتح اللام مصدر ميمي، وبكسر اللام: موضع.
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 2465).
(4)
قوله: (السلام اسم من أسماء اللّه تعالى) هو حديث مرفوع أخرجه المصنف في "الأدب المفرد" من حديث أنس مرفوعًا، والبزار من حديث ابن مسعود، والبيهقي في "الشعب" من حديث أبي هريرة، وتمامه:"وضعه اللّه في الأرض فأفشوه بينكم "، "تو"(8/ 3742). والتسليم مشتق من اسم اللّه السلام، لسلامته من العيب والنقص. وقيل: معناه: أن اللّه مطلع عليكم فلا تغفلوا. وقيل [معناه]: اسم السلام عليك، إذ كان اسمه يذكر على الأعمال توقعًا لاجتماع معاني الخيرات فيه، وانتفاء عوارض الفساد عنه. وقيل [معناه]: سَلِمْتَ مني فاجعلني أَسلَمُ منك، من السلامة بمعنى: السلام، "نه" (ص: 441) أي: اسم اللّه عليك، أي: أنت في حفظه كما يقال: "اللّه معك"، "مجمع" (3/ 106 - 107). قوله: " {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا
…
} إلخ" أشار بهذه الآية الكريمة إلى أن عموم الأمر بالتحية مخصوص بلفظ السلام، وعليه اتفاق العلماء، إلَّا ما حكى ابن التين عن بعض المالكية: أن المراد بالتحية في الآية: الهدية، وحكى القرطبي: أنه قول الحنفية أيضًا. قلت: نسبة هذا إلى الحنفية غير صحيحة، وهذا قول
6235 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ قَبْلَ عِبَادِهِ
(4)
، السَّلَامُ عَلَى جِبْرَئِيلَ، السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ
(5)
النَّبِيُّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ
(6)
لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ
(7)
وَالطَّيِّبَاتُ
(8)
، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصالِحِينَ، - فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ -، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
"عَلَى فُلَانٍ" في نـ: "عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ".
===
يخالف قول المفسرين، فإنهم قالوا: معنى الآية: إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلَّم، أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم به، فالزيادة مندوبة والمماثلة مفروضة، "عيني"(15/ 351).
(1)
اسمه: سليمان.
(2)
ابن سلمة أبو وائل.
(3)
ابن مسعود.
(4)
أي: قبل السلام على عباده، وفي بعضها بكسر القاف وفتح الموحدة، أي: من جهة عباده، "ك"(22/ 76).
(5)
أي: من الصلاة.
(6)
أي: العبادات القولية.
(7)
الطاعات البدنية.
(8)
العبادات المالية.
ثُمَّ يَتَخَيَّرْ
(1)
بَعْدُ مِنَ الْكَلَامِ
(2)
مَا شَاءَ". [راجع: 831].
4 - بَابُ تَسْلِيمِ الْقَلِيلِ عَلَى الْكَثِيرِ
6231 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(5)
، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنبَهٍ
(6)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُسَلِّمُ
(7)
الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ". [أطرافه: 6232، 6233، 6234، أخرجه: ت 2704، تحفة: 14679].
5 - بَاب يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي
6232 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ
(8)
قَالَ:
"أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَنْبَأَنَا عَبدُ اللَّهِ". "أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ" في ذ: "أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ". "الْمَارُّ" في نـ: "الماشِي". "بَابٌ يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ" كذا في هـ، ذ، وفي هـ:"بَابُ تَسلِيم الرَّاكِبِ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "ابن سلام" ثبت في ذ.
===
(1)
أي: يختار، والتخير والاختيار واحد، "ك (22/ 76)، ومرَّ الحديث (برقم: 831).
(2)
أي: من الدعاء، "قس"(13/ 275).
(3)
"أبو الحسن" سقط لأبي ذر، "قس"(276/ 13).
(4)
ابن المبارك.
(5)
ابن راشد.
(6)
بكسر الموحدة، "ك".
(7)
أي: ليسلم؛ لأنه خبر بمعنى الأمر، "ع"(15/ 352).
(8)
بتخفيف اللام على الأصح.
أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ: أَنَّهُ سَمِعَ ثَابِتًا مَوْلَى ابْنِ زيدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ". [راجع: 6231، أخرجه: م 2160، د 599، تحفة: 12226].
6 - بَابٌ يُسَلِّمُ الْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ
6233 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ أَنَّ ثَابِتًا أَخْبَرَهُ - وَهُوَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ". [راجع: 6231، أخرجه: م 2160، د 5299، تحفة: 12226].
"مَوْلَى ابْنِ زيدٍ" في نـ: "مَوْلَى عَبدِ الرَّحمنِ بْنِ زيدٍ". "بَابٌ يُسَلِّمُ الْمَاشِي" كذا في ذ، وفي نـ:"بَابُ تَسلِيمِ الماشِي". "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ" في نـ: "أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ".
===
(1)
قوله: (أخبرنا مخلد) بفتح الميم واللام وسكون المعجمة بينهما وبالمهملة، ابن يزيد - بالزاي - الحراني. و"ابن جريج" بضم الجيم الأولى، عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. و"زياد" بكسر الزاي وخفة التحتانية، ابن سعد الخراساني ثم المكي. و"ثابت" ضد الزائل، ابن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وليس له في "البخاري" إِلَّا هذا الحديث، وآخر في المصراة من"كتاب البيوع"، كذا في "العيني"(15/ 352) و"الكرماني"(22/ 77).
(2)
المعروف بابن راهويه، "ع"(15/ 353).
7 - بَابٌ يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ
6234 -
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ
(1)
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُسَلمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ
(2)
، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ". [راجع: 6231، تحفة: 14225].
"بَاب يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ" كذا في ذ، وفي نـ:"بَابُ تَسلِيمِ الصَّغِيرِ". "وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ " في ذ: "وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طهمانَ".
===
(1)
قوله: (وقال إبراهيم) هو ابن طهمان، وثبت كذلك في رواية أبي ذر، قال الكرماني: وإنما قال بلفظ "قال" لا بلفظ "حَدَّثَنِي" ونحوه؛ لأنه سمع منه في مقام المذاكرة لا في مقام التحميل والتحديث، قيل: هذا غلط، لأن البخاري لم يدرك إبراهيم بن طهمان فضلًا أن يسمع منه، فإنه مات قبل ولادة البخاري بست وعشرين سنة، ووصله البخاري في "الأدب المفرد" (ح: 1004) وقال: حَدَّثَنِي أحمد بن أبي عمرو، حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنِي إبراهيم بن طهمان به سواء، وأبو عمرو هو حفص بن عبد اللّه بن راشد السلمي قاضي نيسابور، "ع"(15/ 353).
(2)
قوله: (يسلم الصغير على الكبير
…
) إلخ، أما الحكمة فيه فهي أن الصغير ينبغي أن يتواضع مع الكبير ويوقره، وكذا سلام القليل على الكثير هو أيضًا من باب التواضع، لأن حق الكثير أعظم، وأما سلام الراكب على الماشي فلئلا يتكبر بركوبه عليه، فأمره بالتواضع له، وأما تسليم الماشي على القاعد فهو من باب الداخل على القوم فبادر بالسلام استعجالًا لإعلامهم بالسلامة، وأمانهم من شره بالدعاء له، وكذلك تسليم الراكب أيضًا على غيره. فإن قلت: فالمناسب أن يسلم الكبير على الصغير والكثير على القليل؛ لأن الغالب أن الصغير يخاف من الكبير والقليل من الكثير؟ قلت: حيث كان
8 - بَابُ إِفْشَاءِ السَّلَامِ
6235 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(1)
، عَنِ الشَّيبَانِيِّ
(2)
، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ،
"بابُ" ثبت في سـ، قت. "عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ" في ذ:"عَنِ الْبَرَاءِ". "قَالَ: أَمَرَنَا" في نـ: "أَمَرَنَا". "رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "النَّبِيُّ".
===
الغالب في المسلمين أمن بعضهم عن بعض لُوحظ جانب التواضع، وحيث لم يظهر رجحان أحد الطرفين باستحقاق التواضع له اعتبر الإعلام بالسلامة والدعاء له، رجوعًا إلى ما هو الأصل من الكلام ومقتضى اللفظ. فإن قلت: إذا كان المشاة كثيرًا والقاعدون قليلًا، فباعتبار المشي السلام على الماشي، وباعتبار القلة على القاعد، فهما متعارضان في حكمه؟
قلت: تساقط الجهتان فحكمه حكم رجلين التقيا معًا، فأيهما يبدأ بالسلام فهو خير له، أو يرجح ظاهر أمن الماشي، وكذلك الراكب، فإنه يوجب الأمان لتسلطه وعلوه، "ك"(22/ 78). واعلم أن البخاري أورد أبواب السلام في "كتاب الاستئذان"؛ لأن السّلام من أعلام الاستئذان، وفيه إيماء إلى أن التقديم بالسلام يكون من الذي أليق بالاستئذان كالقليل بالنسبة إلى الكثير، والضعيف بالقياس إلى القوي، فإن كل واحد من الذي له جهة القوة كالمستقر في مكانه وكالذي هو داخل البيت ومالكه، والضعيف والصغير والقليل بمنزلة الخارج، وكذا الراكب بمنزلة المار بالنسبة إلى القاعد، "خ".
(1)
ابن عبد الحميد.
(2)
هو: سليمان أبو إسحاق.
وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَنَصرِ الضَّعِيفِ
(1)
، وَعَوْنِ الْمَظْلُوم، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ
(2)
، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِم
(3)
؛ وَنَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ
(4)
، وَنَهَى عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ رُكوبِ الْمَيَاثِرِ
(5)
، وَعَنْ لُبسِ
"الْمُقْسِمِ" في نـ: "القسم". "وَنَهَى" كذا في ذ، وفي نـ:"نَهَانَا".
===
(1)
قوله: (نصر الضعيف) فإن قلت: تقدم في "الجنائز" أن إحدى السبع هي إجابة الداعي، وفي هذا الطريق تركه وذكر النصر بدله، فما وجهه؟ قلت: التخصيص بالعدد في الذكر لا ينفي الغير، أو أن الضعيف أيضًا داع والنصر إجابته، وبالعكس. فإن قلت: ذكر ثمة رد السلام وها هنا إفشاء السلام؛ قلت: هما متلازمان شرعًا. "والمياثر" جمع ميثرة - بكسر الميم وسكون التحتانية وبالمثلثة والراء -، وكانت النساء تصنعه لبعولتهن مثل القطائف، و"القسي" منسوب إلى القس - بفتح القاف وشدة المهملة -: ثوب مضلع بالحرير، "ك"(22/ 79).
(2)
أي: إظهاره.
(3)
ومرَّ الحديث (برقم: 1239، و 5863).
(4)
أي: في إنائه.
(5)
قوله: (عن ركوب المياثر) الميثرة: وطاء محشو يترك على رحل البعير تحت الراكب، وفي "النهاية": هو - بكسر الميم وسكون الهمزة - وطاء من حرير أو صوف أو غيره، وقيل: أغشية للسرج. وقيل: إنه جلود السباع، وهو باطل، وجمعها: مياثر، والحرمة متعلقة بالحرير، وقيل: من الجلود، والنهي للإسراف أو لأنه يكون فيها حرير، وهو من الوثارة، "مجمع"(4/ 656 - 657).
الْحَرِيرِ
(1)
، وَالدِّيبَاجِ
(2)
، وَالْقَسِّيِّ
(3)
، وَالإِسْتَبرَقِ
(4)
. [راجع: 1239].
9 - بَابُ السَّلَامِ لِلْمَعْرِفَةِ وَغَيرِ الْمَعْرِفَةِ
6236 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ
(5)
، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الإسْلَام خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ
(7)
،
"بَابُ السَّلَامِ" في نـ: "بَابُ إِفشَاءِ السَّلَامِ".
===
(1)
الثوب المنسوج من الإبريسم اللين.
(2)
أي: الرقيق.
(3)
قوله؛ (والقسي) وهي ثياب من كتان مخلوط بحرير، نسبت إلى قرية قس - بفتح قاف، وقيل: بكسرها -، وقيل: أصله "قزي" بالزاي، نسبة إلى القز ضرب من الإبريسم فأبدلت سينًا، "مجمع"(4/ 272).
(4)
المنسوج من الغليظ.
(5)
أي: ابن أبي حبيب.
(6)
اسمه: مرثد.
(7)
قوله: (على من عرفت ومن لم تعرف) ثم إن تخصيص السلام بمن عرفت دون من لم تعرف من أشراط الساعة، فروى الطحاوي والطبراني والبيهقي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا:"إن من أشراط الساعة أن يمرّ الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه، وأن لا يسلم إِلَّا على من يعرف"، ولفظ الطحاوي:"إن من أشراط الساعة السلام للمعرفة"، قال العيني: هذا يوافق الترجمة بان لا يخص السلام بمن يعرفه ويترك من لا يعرفه، "خ". قال الكرماني (22/ 80): واعلم أن ابتداء السلام سنة على الكفاية، كما أن
وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ"
(1)
. [راجع: 12].
6237 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنِ الزُّهْريِّ، عَن عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ
(3)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ
(4)
هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَ الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ". وَذَكَرَ سُفْيَانُ أَنَّهُ سَمِعَهُ
(5)
مِنْهُ
(6)
ثَلَات مَرَّاتٍ. [راجع: 6077].
"وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ" في نـ: "وَعَلَى مَنْ لَمْ تَعْرِفْ". "لَا يَحِلُّ" في نـ: "قَالَ: لَا يَحِلُّ". "أنْ يَهْجُرَ" في نـ: "أَنْ يُهَاجِرَ".
===
الجواب فرض على الكفاية، وقال الحنفية: فرض عين، وأما معناه: فقيل: هو اسم اللّه، فمعناه اسم اللّه عليك، أي: أنت في حفظه، وقيل: هو بمعنى السلامة، أي: السلامة مستعملة ملازمة لك، انتهى.
قلت: هذا عجب من مثل الكرماني، فإن رد السلام عند الحنفية أيضًا فرض على الكفاية كما هو مذكور في كتبهم، قال علي القاري في "شرح المشكاة" (13/ 429) تحت حديث:"ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم": وهذا فرض كفاية بالاتفاق ولو ردوا كلهم كان أفضل كما هو شأن فروض الكفاية، انتهى. وفي "الدر المختار" (5/ 735): ويسقط عن الباقين بردِّ صبي يعقل؛ لأنه من أهل إقامة الفرض في الجملة، انتهى.
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 12) في "كتاب الإيمان".
(2)
ابن عيينة.
(3)
اسمه خالد.
(4)
أي: يعرض عنه.
(5)
أي: الحديث.
(6)
أي: من الزُّهري.
10 - بَابُ آيَةِ الْحِجَابِ
(1)
6238 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبدِ اللَّه مُحَمَّدُ بْنُ إِسمَاعِيلَ البُخَارِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَاب قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّهُ كَانَ
(2)
ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ مَقْدَمَ
(3)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَخَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرًا حَيَاتَهُ
(4)
، وَكُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ
(5)
"آيَةِ الْحِجَابِ" في هـ، ذ:"عَلامَةِ الْحِجَابِ". "أَخْبَرَنَا أَبُو عَبدِ اللَّهِ
…
رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى". "مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ" في ذ: "مَقْدَمَ النَّبِيِّ".
===
(1)
أي: في بيان نزول آية الحجاب.
(2)
فيه التفات من التكلم إلى الغيبة، "ع"(15/ 357)، "ك"(80/ 22).
(3)
أي: وقت قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة.
(4)
أي: بقية حياته إلى أن مات.
(5)
قوله: (أعلم الناس) فيه أنه يجوز للعالم أن يصف ما عنده من العلم على وجه التعريف، لا على سبيل الفخر والإعجاب. و"شأن الحجاب" أي: آية الحجاب، وهي قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الآية، [الأحزاب: 53]. و"أبي" بضم الهمزة وفتح الموحدة وشدة التحتانية، وإنما ذكر هذا ليبيهن كونه أعلم، لأن أبيًّا أعلم منه وأكبر سنًّا وقدرًا، ومع جلالة قدره كان يستفيد منه ذلك. "والمبتنى" مفعول من الابتناء وهو الزفاف. و"زينب بنت جحش" بفتح الجيم وسكون المهملة، وبالمعجمة: الأسدية، "والعروس" لغة يستوي فيه الرجل والمرأة ما داما في أعراسهما، "ك"
بِشَأْنِ
(1)
الْحِجَابِ حِينَ أُنْزِلَ، وَقَدْ كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ في مُبْتَنَى
(2)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ بنتِ جَحْشٍ، أَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بهَا عَرُوسًا، فَدَعَا الْقَؤمَ، فَأَصَابُوا مِنَ الطَّعَامِ ثمَّ خَرَجُوا، وَبَقِيَ مِنْهُمْ رَهْطٌ
(3)
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَطَالُوا الْمُكْثَ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ كَيْ يَخْرُجُوا، فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى جَاءَ عَتَبَةَ
(4)
حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ ظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ خَرَجُوا فَرَجَعَ
(5)
وَرَجَعْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى زينَبَ فَإِذَا
(6)
هُمْ جُلُوسٌ لَمْ يَتَفَرَّقُوا، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَعْتُ مَعَهُ، حَتَّى بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَظَنَّ أَنْ قَدْ خَرَجُوا، فَرَجَعَ
"بنتِ جَحْشٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"ابْنَةِ جَحْشٍ". "عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "عِنْدَ النَّبِيِّ". "كَيْ يَخْرُجُوا" في نـ: "حَتَّى يَخْرُجُوا". "فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "فَرَجَعَ النَّبِيُّ".
===
(22/ 80 - 81). قوله: "أول ما نزل" الحجاب"في مبتنى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بزينب"، الابتناء والبناء واحد وهو: الدخول بالزوجة، والأصل فيه: أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة ليدخل بها فيها فيقال: بنى الرجل على أهله، وأراد بالمبتنى هنا الابتناء، "مجمع"(1/ 226).
(1)
أي: بسبب نزوله.
(2)
من الابتناء، وهو الزفاف.
(3)
هم ثلاثة لم يسموا.
(4)
"العتبة" محركة: أسْكُفَّةُ الباب، أو العليا منهما. الأُسْكُفَّةُ كطُرْطُبَّةٍ: خشبة الباب التي يوطأ عليها، "ق" (ص: 116، 775).
(5)
أي: إلى بيت زينب.
(6)
للمفاجأة.
فَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا، فَأُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَضَرَبَ بَيْنِى وَبَينَهُ سِتْرًا
(1)
. [راجع: 4791، تحفة: 1563].
6239 -
حَدَّثنَا أَبُو نُعْمَانٍ
(2)
، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ قَالَ أَبِي: حَدَّثنَا أَبُو مِجْلَزٍ
(3)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ دَخَلَ الْقَوْمُ
"فَرَجَعْتُ مَعَهُ" في نـ: "وَرَجَعْتُ مَعَهُ". "فَأُنْزِلَ الْحِجَابُ" في نـ: "فَأَنْزَلَ اللَّه الْحجَابَ"، وفي نـ:"فَأُنْزِلَ آيَةُ الْحِجَابِ". "حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ" - أي: ابن سليمان التيمي -. "تَزَوَّجَ النَّبِيُّ" في نـ: "تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
قد مرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 4791).
(2)
اسمه: محمد بن الفضل المشهور بعارم - بالمهملة والراء -.
(3)
قوله: (حَدَّثَنَا أبو مجلز) بكسر الميم وإسكان الجيم وفتح اللام وبالزاي، اسمه لاحق ضد السابق، السدوسي بالمهملات. قوله:"فأخذ" أي: جعل وشرع كأنه يريد القيام، قالوا فيه: إن المضيف لا يحتاج في القيام والخروج إلى إذن الأضياف. وفيه: جواز التعريض بالقيام من عنده، "ك" (22/ 81 - 82). قوله:"فانطلقوا، فأخبرت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم " ولا منافاة بين قول أنس: "فإذا هم قد خرجوا" وبين قوله: "فأخبرت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم "؛ لأنه يحتمل أن يكون إخباره قبل خروجهم بعد قيامهم له وإرادتهم الخروج، ويحتمل أن يكون باعتبار طول مكثهم الوهم بعدم خروجهم بهذه السرعة، وهذا كما قال بعض العلماء في قوله تعالى:{فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} [يس: 37]، "الخير الجاري".
قوله: "قال أبو عبد الله" هو البخاري نفسه. قوله: "فيه" أي: في حديث أنس المذكور. قوله: "وفيه"، أي: في الحديث المذكور أيضًا، وهذا لم يثبت إِلَّا للمستملي وحده ولم يذكره غيره، ولم يكن داع إلى ذكره لأنه وضع لذلك ترجمة ستأتي بعد اثنين وعشرين بابًا، "ع"(15/ 358).
فَطَعِمُوا
(1)
، ثُمَّ جَلَسُوا تتَحَدَّثُونَ، فَأَخَذَ
(2)
كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ مِنَ الْقَوْم وَقَعَدَ بَقِيَّةُ الْقَوْمِ، وَإِنَّ
(3)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم "جَاءَ لِيَدْخُلَ، فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قامُوا فَانْطَلَقُوا، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ فَأَلْقَى الْحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الآيَةَ [الأحزاب: 53]. [راجع: 4791].
6240 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ
(5)
، حَدَّثَنَا أَبِي
(6)
، عَنْ صَالِحٍ
(7)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ
"فَلَمَّا رَأَى" في صـ: "فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ". " {بيُوُتَ النَّبِيِّ} الآية" زاد بعده في سـ، قتـ، صـ، ذ:"قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: فيهِ منَ الفِقهِ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَأذِنْهُمْ حِينَ قَامَ وَخَرَجَ، وفِيهِ أَنَّهُ تَهَيَّأ للقِيَامِ، وهو يُريدُ أَنْ يَقُومُوا". "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" كذا في ذ، وفي ذ:"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ" في ف: "أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ". "حَدَّثَنَا أَبِي" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي". "زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " سقط في ذ.
===
(1)
من الخبز واللحم.
(2)
أي: طفق.
(3)
بكسر الهمزة وفتحها.
(4)
إما ابن إبراهيم، وإما ابن منصور، "ك"(22/ 82)، وجزم أبو نعيم في "المستخرج": أنه ابن راهويه، "ع"(15/ 358).
(5)
ابن إبراهيم.
(6)
إبراهيم بن سعد.
(7)
ابن كيسان.
لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: احْجُبْ نِسَاءَكَ. قَالَتْ: فَلَمْ يَفْعَلْ، وَكَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجْنَ لَئلًا إِلَى لَيْلٍ قِبَلَ
(1)
الْمَنَاصِعِ
(2)
، خَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ فَقَالَ: عَرَفْتُكِ يَا سَوْدَةُ. حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ. [راجع: 146، أخرجه: م 2770، س في الكبرى 8931، تحفة: 16495].
"خَرَجَتْ" في نـ: "فَخَرَجَتْ" وفي نـ: "وَخَرَجَتْ". "بِنْتُ زَمْعَةَ" ثبت في ذ. "عَرَفْتُكِ" في س، ص، ذ:"عَرَفْنَاكِ". "أَنْ يَنْزِل الْحِجَابُ" زاد بعده في ذ: "قَالَتْ: فَأَنْزَل اللَّهُ الْحِجَابَ" وفي ذ: "فَأَنْزَلَ اللَّه آيةَ الْحِجَابِ".
===
(1)
أي: جهته.
(2)
قوله: (قبل المناصع) بصيغة منتهى الجموع، بالنون وبالمهملتين: موضع معروف بالمدينة، ومرَّ الحديث بمباحثه في "الوضوء" (برقم: 146)، وقال ثمة:"وهو صعيد أفيح" بالفاء والتحتانية وبالمهملة، أي: واسع، "ك" (83 - 22/ 82). "المناصع": هي مواضع يتخلى فيها لقضاء الحاجة، جمع منصع؛ لأنه يبرز إليها، قال الأزهري: أراها مواضع مخصوصة خارج المدينة، ومنه حديث:"وكان متبرز النساء بالمدينة - قبل أن تبنى الكَنْفُ في الدور - المناصع"، كذا في "المجمع"(4/ 734)، و"النهاية" (5/ 65). قوله:"خرجت سودة" بفتح المهملة وإسكان الواو، بنت زمعة بالزاي والميم والمهملة المفتوحات، وقيل: بسكون الميم، العامرية. وفي لفظ "احجب نساءك" التزام النصيحة لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم"، وفيه فضيلة عمر رضي الله عنه حيث نزل القرآن على وفق رأيه، "ك". قوله: "فأنزل اللّه الحجاب" واستشكل بأنه بين أن قصة زينب كانت سببًا لنزول آية الحجاب فتعارضا، وأجيب بأن عمر حرص على ذلك حتى قال لسودة ما قال، فوقعت القصة المتعلقة بزينب
11 - باب الاستئذان من أجل البصر
6241 -
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(1)
، قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَفِظْتُهُ
(2)
(3)
كَمَا أَنَّكَ
(4)
هَا هُنَا: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: اطَّلَعَ رَجُلٌ
(5)
مِنْ جُحْرٍ
(6)
فِي حُجَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
"حُجَرِ" في هـ، ذ:"حُجْرَةِ".
===
فنزلت الآية، فكان كل من الأمرين سببًا لنزوله، أو أن عمر تكرر منه هذا القول قبل الحجاب وبعده، أو أن بعض الرواة ضمَّ قصة إلى أخرى، "قس"(13/ 285).
(1)
ابن عيينة.
(2)
هذا قول سفيان.
(3)
أي: الحديث من الزُّهري.
(4)
أي: حفظته حفظأ ظاهرًا كالمحسوس بلا شك ولا شبهة فيه، "ك"(83/ 22).
(5)
قيل: هو الحكم بن أبي العاص بن أمية، "قس"(286/ 13).
(6)
قوله: (من جحر) بضم الجيم وسكون المهملة: كل ثقب مستدير في أرض أو حائط، وأصله مكامن الوحش. قوله:"في حجر" بضم المهملة وفتح الجيم جمع حجرة، وهي ناحية من البيت، وللكشميهني:"حجرة" با لإفراد. و"يحك به" للكشميهني "بها"، و"المدرى" يذكر ويؤنث، "توشيح" (8/ 3745). "المِدرى" بكسر الميم وتسكين المهملة وبالراء مقصورًا: حديدة يسرح بها الشعر، الجوهري: شيء كالمسلّة يكون مع الماشطة يصلح بها قرون النساء، "ك" (83/ 22). قال في "المجمع" (2/ 174): شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط أو أطول منه يسرح به الشعر
مِدْرًى
(1)
يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ:"لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ". [راجع: 5924].
6242 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ
(2)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعِ مِنْ بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ إِلَيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِشْقَصٍ
(3)
- أوْ
(4)
بِمَشَاقِصَ -،
"يَحُكُّ بِهِ" في ص، ذ:"يَحُكُّ بِهَا". "تَنْتَظِرُ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:"تَنْظُرُ". "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسٍ". "فَقَامَ إِلَيْهِ النَّبِيّ" في نـ: "فَقَامَ النَّبِيُّ إِلَيهِ".
===
المتلبد ويستعمله من لا مشط له. قوله: "إنما جعل" أي: شرع الاستئذان في الدخول لأجل أن لا يقع البصر على عورة أهل البيت ولئلا يطلع على أحوالهم، "ك".
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 5924) في "اللباس".
(2)
ابن أنس بن مالك.
(3)
قوله: (بمشقص) بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح القاف وبصاد مهملة، وهو نصل السهم إذا كان طويلًا غير عريض. قوله:"يختل" بفتح أوله وسكون الخاء المعجمة وكسر التاء المثناة من فوق، أي: يطعنه وهو غافل. والحاصل: أنه يأتيه من حيث لا يشعر حتى يطعنه، وهذا مخصوص بمن تعمد النظر، وإذا وقع ذلك منه من غير قصد فلا حرج عليه، ويستدل به من لا يرى القصاص على من فقأ عين مثل هذا الناظر ويجعلها هدرًا. وقيل: هذا على وجه التهديد والتغليظ. وقيل: هل يجوز الرمي قبل الإنذار؛ فيه وجهان، "ع"(15/ 359).
(4)
للشك من الراوي.
فَكَأَنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخْتِلُ الرَّجُلَ لِيَطْعَنَه. [طرفاه: 6889، 6900، أخرجه: م 2157، د 5178، تحفة: 1078].
12 - بَابُ زِنَا الْجَوَارِحِ
(1)
(2)
دُونَ الْفَرْجِ
6243 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(3)
قَال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: لَمْ أَرَ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ
(5)
مِنْ قَوْل أَبِي هُرَيْرَةَ.
ح وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ
(6)
قَال: أَخْبَرَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ
(7)
قَال:
"أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ".
===
(1)
جمع الجارحة، وجوارح الإنسان أعضاؤه التي يكتسب بها، "ك"(22/ 84).
(2)
قوله: (زنا الجوارح
…
) إلخ، أي: الزنا لا يختص إطلاقه بالفرج بل يطلق على ما دون الفرج من نظر وغيره، وفيه إشارة إلى حكمة النهي عن رؤية ما في البيت بغير استئذان لتظهر مناسبته للذي قبله، "ف"(11/ 26).
(3)
هو: عبد اللّه بن الزُّبَير، المنسوب إلى أحد أجداده حميد.
(4)
ابن عيينة.
(5)
قوله: (أشبه باللمم) اللمم: ما يلم به الشخص من شهوات النفس، وقيل:[هو] المقارب من الذنوب، وقيل: هو صغائر الذنوب، والمفهوم من كلام ابن عباس أنه النظر والمنطق والتمني، قال الخطابي: يريد به المعفو عنه المستثنى في كتاب اللّه تعالى فيما قال: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32]، وسمي النظر والمنطق زنًا لأنهما من مقدماته، وحقيقته إنما تقع بالفرج، "ك"(22/ 84).
(6)
ابن غيلان.
(7)
ابن همام.
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(1)
، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُما شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ
(2)
،
"مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ" في هـ، ذ:"مِنْ قَولِ أَبِي هُرَيْرَةَ".
===
(1)
ابن راشد.
(2)
قوله: (لا محالة) بفتح الميم، أي: لا حيلة له في التخلص من إدراك ما كتب عليه، ولا بد من ذلك، قوله: "فزنا العين النظر
…
" إلخ، يعني: فيما زاد على النظرة الأولى التي لا يملكها، فالمراد النظر على سبيل اللذة والشهوة، وكذلك زنا اللسان النطق فيما يلتذ به من محادثة ما لا يحل له ذلك منه، وزنا النفس تمنَّى ذلك وتشتهيه، فهذا كله يسمى زنًا؛ لأنه من دواعي زنا الفرج، وقال المهلب: كل ما كتبه اللّه على ابن آدم فهو سابق في علم اللّه لا بد أن يدركه المكتوب، وأن الإنسان لا يملك دفع ذلك عن نفسه، غير أن اللّه تعالى تفضل على عباده وجعل ذلك لممًا وصغائر لا يطالب بها عباده إذا لم يكن للفرج تصديق لها، فإذا صدقها الفرج كان ذلك من الكبائر، "ع" (15/ 365)، "ك" (22/ 84 - 85).
فإن قلت: التصديق والتكذيب من صفات الأخبار فما معناهما هاهنا؟ قلت: لما كان التصديق هو الحكم بمطابقة الخبر للواقع، والتكذيب الحكم بعدمها، فكأنه هو الموقع والرافع فهو تشبيه، أو: لما كان الإيقاع مستلزمًا للحكم بها عادة فهو كناية، "ك". واستدل به من قال: إنه إذا قال الرجل: زنت يدك أو رجلك؟ لا يكون قذفًا، فلا حدَّ، "قس" (13/ 288). [وفي:"اللامع"(15/ 62): أن الفرج إن كان يتأثر بالقبلة واللمس ونحوهما فتكون هذه الأمور في حكم الزنا، وإلَّا فلا].
فَزِنَا الْعَينِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى
(1)
وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ"، [طرفه: 6612، أخرجه: م 2657، د 2152، س في الكبرى 11544، تحفة: 13573].
13 - بَابُ التَّسْلِيمِ وَالاسْتِئْذَانِ ثَلَاثًا
(2)
6244 -
حَدَّثَنِي إِسحَاقُ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثنَى قَالَ: حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ
(5)
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ:
"فَزِنَا الْعَيْنِ" في سـ، حـ، ذ:"فَزِنَا الْعَيْنَينِ". "النُّطْقُ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"المنطِقُ". "تَمَنَّى" في هـ، ذ:"تَتَمَنَّى". "يُصدِّقُ ذَلِكَ" في نـ: "يُصَدّقُ ذَلِكَ كلَّهُ". "وَيُكَذِّبُهُ" في هـ، ذ:"أَوْ يُكَذِّبُهُ". "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ" في ذ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ".
===
(1)
بحذف إحدى التائين، ولأبي ذر عن الكشميهني بإثباتها، "قس"(13/ 288).
(2)
قوله: (باب التسليم والاستئذان ثلاثًا) سواء اجتمعا أو انفردا، وقد ورد الجمع بينهما. واختلف هل السلام شرط في الاستئذان أو لا؟ وصورة الاستئذان أن يقول: السلام عليكم، أأدخل؟ ثلاث مرات، فإن أذن وإلا رجع، وهل يقدم السلام أو الاستئذان؟ الصحيح: تقديم الأول، "ن"(7/ 388)، "قس"(13/ 288).
(3)
أي: ابن منصور، أو ابن إبراهيم، "ك"(22/ 85).
(4)
ابن عبد الوارث.
(5)
بضم المثلثة وخفة الميم، "ك"(22/ 85).
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلَاثًا
(1)
، وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا
(2)
. [راجع: 94].
6245 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ
(4)
، عَنْ بُسْرِ
(5)
بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ
(6)
، فَقَالَ: استَأذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، فَرَجَعْتُ، وَقَالَ
(7)
:
"وَقَالَ: مَا مَنَعَكَ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ"، وفي ذ:"قال: ما منعك".
===
(1)
قوله: (سلم ثلاثًا) ذلك ليبالغ في التفهيم والإسماع، ولهذا كرّر القصص في القرآن، وليرسخ ذلك في قلوبهم، والحفظ إنما هو بتكرير الدراسة، وأخرج الحديث مخرج العموم والمراد به الخصوص، أي: كان في أكثر أمره، "ك (22/ 85). والظن: أن المراد بتثليث التسليم: أن الأول للاستئذان، والثاني للدخول، والثالث للخروج، "خ".
(2)
مرَّ الحديث (برقم: 93).
(3)
ابن عيينة.
(4)
بالخاء المعجمة والصاد المهملة والفاء، كوفي، "ع"(15/ 361).
(5)
بالضم، المدني.
(6)
بإعجام الذال وإهمال العين، يقال: ذعرته، أي: أفزعته، "ك"(22/ 85)، "قس"(13/ 290).
(7)
أي: عمر.
مَا مَنَعَكَ
(1)
(2)
؟ قُلْتُ: اسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا، فَلَمِ يُؤْذَنْ لِي، فَرَجَعْتُ؛ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:"إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَلْيَرْجِعْ". فَقَالَ
(3)
: وَاللَّهِ لَتُقِيمَنَّ عَلَثهِ بَيِّنَةً. أَمِنْكُمْ
(4)
أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: وَاللَّهِ لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ
(5)
.
"أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ" في نـ: "أُبَيٌّ".
===
(1)
أي: من الدخول.
(2)
قوله: (قال: ما منعك) وفي الحديث اختصار، أي: "فلم يؤذن فعاد إلى منزله، وكان عمر مشغولًا، فلما فرغ قال: ألم أسمع صوت عبد اللّه بن قيس؟! ائذنوا له. قيل: قد رجع، فدعاه فقال: ما منعك
…
الحديث"، "ك" (22/ 85 - 86). قوله: "قال أبو عبد اللّه" أي: البخاري. أراد عمر التثبت لما يجوز من السهو وغيره، بدليل أنه قبل خبر حَمَل - بفتح المهملة والميم - ابن مالك وحده في أن دية الجنين غرة، وخبر عبد الرحمن بن عوف في الجزية، ثم نفس هذه القضية دليل على قبوله ذلك، لأنه بانضمام شخص آخر إليه لم يصر متواترًا فهو خبر واحد، وقد قبله بلا خلاف. وفيه: أن العالم قد يخفى عليه من العلم ما يعلمه من هو دونه، والإحاطة لله وحده، "ك". قال ابن دقيق العيد: وذلك يصد في وجه من يغلو من المقلدين إذا استدل عليه بحديث فيقول: لو كان صحيحًا لعلمه فلان مثلًا، فإن ذلك لما خفي عن أكابر الصحابة وجاز عليهم فهو على غيرهم أجوز، "د".
(3)
أي: عمر.
(4)
الهمزة للاستفهام.
(5)
يعني: أنه حديث مشهور بيننا حتى إن أصغرنا يحفظه.
فَكُنْتُ
(1)
أَصْغَرَ الْقَوْمِ، فَقُمْتُ مَعَهُ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ
(2)
.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ. أَخْبَرَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ، عَنْ بُشرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ بِهَذَا.
قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: أَرَادَ عُمَرُ التَّثَبُّتَ، لَا أَن لا يُجِيزَ خَبرَ الواحد. [راجع: 2062، أخرجه: م 2153، د 5108، تحفة: 3970].
14 - بَاب إِذَا دُعِيَ الرَّجُلُ فَجَاءَ هَلْ يَسْتَأْذِنُ؟
- وَقَالَ سَعِيدٌ
(3)
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"هُوَ إِذْنُهُ"
(5)
.
"فَكُنْتُ" في نـ: "وَكُنْتُ". "أَصْغَرَ الْقَوْمِ" في نـ: "أَصْغَرَهُمْ". "حَدَّثَنِي يَزِيدُ" في نـ: "حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيفَةَ". "عَنْ بُسْرِ بْنِ سعِيدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"عَنْ بُسْرِ". "قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ
…
" إلخ، سقط في نـ. "أَنْ لَا يُجِيزَ" في نـ: "أَلَّا يُجِيزَ". "وَقَالَ سَعِيدٌ" كذا في ذ، ولغيره: "قَالَ سَعِيدٌ" وفي هـ، ذ: "وَقَالَ شُعْبَةُ". "قَالَ: هُوَ إِذْنُهُ" في نـ: "هُوَ إِذْنُهُ".
===
(1)
هذه مقولة أبي سعيد، "خ".
(2)
مرَّ الحديث (برقم: 2062).
(3)
هو: ابن أبي عروبة، ويروى: قال شعبة بن الحجاج، "ع"(15/ 363).
(4)
هو: نفيع الصائغ.
(5)
أي: الدعاء هو نفس الإذن.
6246 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ
(2)
. حَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَاهِدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ، فَقَالَ: "أَبَا هِرٍّ
(4)
، الْحَقْ أَهْلَ الصُّفَّةِ
(5)
فَادْعُهُمْ إِلَيَّ". فَأَتَيتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا، فَاسْتَأْذَنُوا
(6)
فَأُذِنَ لَهُمْ، فَدَخَلُوا. [راجع: 5375، أخرجه: ت 2477، تحفة: 14344].
15 - بَابُ التَّسْلِيم عَلَى الصِّبْيَانِ
6247 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ بْنُ الجَعْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
"حَ وَحَدَّثَنَا" في نـ. "وَحَدَّثَنَا"، وفي ذ:"وَحَدَّثَنِي"، وسقطت الواو في نـ. "فَأتَيْتُهُمْ" في نـ:"قَالَ: فَأَتَيْتُهُمْ". "حَدَّثَنَا شُعْبَةُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ".
===
(1)
اسمه الفضل بن دكين.
(2)
بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء، الهمداني، "ع"(15/ 363).
(3)
ابن المبارك.
(4)
أي: يا أبا هر.
(5)
هي سقيفة كانت في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ينزل فيها فقراء الصحابة.
(6)
قوله: (فاستأذنوا
…
) إلخ، فإن قلت: هذا الحديث يدل على أنه لا بد للمدعو من الاستئذان، والحديث السابق على ضده؟ قلت: قال المهلب: إذا دعي فأتى مجيبًا للدعوة ولم يتراخ المدة، أو كان في الموضع المدعو إليه مدعو آخر مأذونًا له؛ فهذا دعاؤه إذنه، وإن تراخت ولم يسبقه أحد في الدخول؛ فلا، هذا وجه الجمع بينهما، "ك"(22/ 86 - 87).
عَنْ سَيَّارٍ
(1)
، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ
(2)
. [أخرجه: م 2168، ت 2696، سي 330، تحفة: 438].
16 - بَابُ تَسْلِيمِ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ، وَالنِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ
6248 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ
(3)
قَال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ
(5)
قَالَ: كُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَال: كَانَتْ عَجُوز لَنَا تُرْسِلُ إِلَى بُضَاعَةَ
(6)
- قَال
"كَانَ النَّبِيُّ" في ذ: "وَكَانَ النَّبِيُّ". "بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"يَوْمَ الْجُمُعَةِ". "عَجُوزٌ لَنَا" في نـ: "لَنَا عَجُوزٌ".
===
(1)
ابن وردان بفتح الواو وتسكين الراء.
(2)
قوله: (يفعله) أي: يسلم على الصبيان، وسلامه صلى الله عليه وسلم على الصبيان من خلقه العظيم وآدابه الشريفة، وفيه تدريب لهم على تعليم السنن، ورياضة لهم على آداب الشريعة ليبلغوا متأدبين بآدابها، وقيل: لا يسلم على الصبيان
(1)
إذا خشي الافتنان من السلام عليه، ولو سلم الصبي على البالغ وجب عليه الرد في الصحيح، "ع"(15/ 364).
(3)
القعنبي.
(4)
هو عبد العزيز، واسم أبي حازم: سلمة بن دينار، "ع"(15/ 365).
(5)
ابن سعد الساعدي.
(6)
قوله: (إلى بضاعة) بضم الموحدة وكسرها وخفة المعجمة وبالمهملة: بئر بالمدينة بديار بني ساعدة من الأنصار. و"قال" عبد اللّه "بن مسلمة: نخل" أي: بستان، وهو مجرور إما عطف بيان، أو بدل من قوله:
(1)
كذا في الأصل، وفي "عمدة القاري":"على صبي وضيء".
ابْنُ مَسْلَمَةَ
(1)
: نَخْلٍ بِالْمَدِينَةِ -، فَتَأْخُذُ مِنْ أُصُولِ السِّلْقِ
(2)
فَتَطْرَحُهُ فِي قِدْرٍ، وَتُكَرْكِرُ حَبَّاتٍ مِن شَعِيرٍ، فَإِذَا صَلَّينَا الْجُمُعَةَ انْصَرَفْنَا نُسَلِّمُ عَلَيهَا فَتُقَدُّمهُ إِلَيْنَا، فَنَفْرَحُ مِنْ أَجْلِهِ، وَمَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ. [راجع: 938، تحفة: 4727].
6249 -
حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَائِشَةُ هَذَا جِبرَئِيلُ يَقْرأُ عَلَيكِ السَّلَامَ"
(3)
، قَالَتْ: قُلْتُ: وَعَلَيهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ،
"فِي قِدْرٍ" في هـ، ذ:"فِي القِدرِ". "نُسَلِّمُ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَنُسَلِّمُ". "حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ" في ف: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ". "يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ " في نـ: "يُقْرئُكِ السَّلَامَ".
===
"بضاعة"، وفي رواية أبي ذر بالرفع، كذا في "العيني" (15/ 365) و"ك" (22/ 87) و"قس" (13/ 293). وقوله:"تُكَرْكِرُ" أي: تطحن، وأصله من الكر، ضوعف لتكرار عود الرحى ورجوعها في الطحن مرة بعد أخرى، وقد تكون الكركرة بمعنى الصوت، والتصريف مرَّ في "كتاب الجمعة" (برقم: 938)، "كرماني".
(1)
هو عبد اللّه.
(2)
جقندر [بالأوردية].
(3)
قوله: (يقرأ عليك السلام) وفي بعضها: "يقرئك السلام"، يقال: أقرأ فلانًا السلام وقرأ عليه السلام، كأنه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام ويرده، "ك" (22/ 88). قال الداودي: لا مطابقة بين الترجمة وبين حديث عائشة هذا؛ لأن الملائكة لا يقال لهم: رجال، ولا نساء،
تَرَى
(1)
مَا لَا نَرَى. تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
تَابَعَهُ
(2)
شُعَيبٌ. وَقَالَ يُونُسُ
(3)
وَالنُّعْمَانُ
(4)
عَنِ الزُّهْرِيِّ: وَبَرَكَاتُهُ. [راجع: 3217].
17 - بَاب إِذَا قَالَ: مَنْ ذَا؟ فَقَالَ: أَنَا
6250 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ؟ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، فَدَفَعْتُ الْبَابَ، فَقَالَ:
"سَمِعْتُ جَابِرًا" في نـ: "سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبدِ اللَّهِ". "فَدَفَعْتُ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي ذ:"فَدَقَقْتُ"
(5)
.
===
ولكن الله خاطب فيهم بالتذكير؟ قلت: قد قيل: إن جبرئيل كان يأتي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في صورة الرجل، فبهذا الاعتبار تتأتى المطابقة، وأدنى المناسبة كافٍ في باب التراجم، "ع"(15/ 365).
قال ابن بطال عن المهلب: سلام الرجال على النساء والنساء على الرجال جائز إذا أمنت الفتنة، وفرَّق المالكية بين الشابة والعجوز سدّا للذريعة، ومنع منه ربيعة مطلقًا، وقال الكوفيون: لا يشرع للنساء ابتداء السلام على الرجال؛ لأنهن منعن من الأذان والإقامة والجهر بالقراءة، قالوا: ويستثنى المَحرم فيجوز لها السلام على مَحرمها. وحجة مالك حديث سهل في الباب، فإن الرجال الذين كانوا يزورونها وتطعمهم لم يكونوا من محارمها، "ف"(11/ 34).
(1)
خطاب لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
(2)
أي: معمرًا.
(3)
ابن يزيد الأيلي.
(4)
ابن راشد الجزري.
(5)
قوله: (فدققت) بقافين في رواية الأكثرين، وفي رواية المستملي
"مَنْ ذَا؟ ". فَقُلْتُ: أَنَا. فَقَالَ: "أَنَا أَنَا". كَأَنَّهُ كَرِهَهَا. [راجع: 2127، أخرجه: م 2155، د 5187، ت 2711، سي 328، ق 3709، تحفة: 3042].
18 - بَابُ مَنْ رَدَّ فَقَالَ: عَلَيكَ السَّلَامُ
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَدَّ الْمَلَائِكَةُ عَلَى آدَمَ: السَّلَامُ عَلَيكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ".
6251 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللَّهِ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا
(2)
دَخَلَ الْمَسْجدَ - وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ - فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ رَدَّ" في نـ: "مَنْ رَدَّ السَّلامَ".
===
والسرخسي: "فدفعت "من الدفع، وفي رواية الإسماعيلي:"فضربت الباب"، "ع" (15/ 366). قوله:"كأنه كرهها" لأنه لا يتضمن الجواب عما سأل، إذ الجواب المفيد: أنا جابر؛ وإلا فلا بيان فيه. وفيه: جواز ضرب باب الحاكم، وقال بعضهم: إنما كره؛ لأنه لم يستأذن بلفظ السلام بل بالدقِّ، "ك"(22/ 89)، وقال ابن الجوزي: لأن فيها نوعًا من الكبر كأنه يقول: أنا الذي لا أحتاج إلى أن أذكر اسمي ولا نسبي، "تو"(8/ 3755)، ولفظ "أنا" الثاني تأكيد للأول، "ك".
(1)
ابن عمر بن حفص العمري.
(2)
هو: خلاد بن رافع.
"وَعَلَيْكَ السَّلَامُ
(1)
، ارْجعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ". فَرَجَعَ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: "وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ". فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: "وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، فَارْجعْ فَصَلِّ، فَإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ". فَقَالَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا: عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الْوُضوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ
(2)
مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمِّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا". وَقَالَ أبُو أُسَامَةَ
(3)
فِي الأَخِيرِ
(4)
: "حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا". [راجع: 757، أخرجه: م 397، د 856، ت 2692، ق 1065، تحفة: 12983].
===
(1)
هذا محل المطابقة في تقديم اسم المسلَّم عليه على لفظة السلام.
(2)
فاتحة كانت أو غيرها، هذا حجة للحنفية، ومرَّ بيانها (في ح: 757).
(3)
قوله: (قال أبو أسامة) هو حماد بن أسامة. قوله: "في الأخير" أي: في اللفظ الأخير وهو: "حتى تطمئن جالسًا"، يعني: قال مكانه: "حتى تستوي قائمًا"، والأولى تناسب من قال بجلسة الاستراحة بعد السجود. وهذا التعليق وصله البخاري في "كتاب الأيمان والنذور" (برقم: 6667)، "ع"(15/ 368).
(4)
أي: في اللفظ الأخير وهو: "حتى تطمئن جالسًا"، "عيني"(15/ 368).
6252 -
حَدَّثَنِي ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(1)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا". [راجع: 757].
19 - بَابٌ إِذَا قَالَ: فُلَانٌ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ
(4)
"حَدَّثَنِي ابْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ" وفي نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى". "يُقْرِئُكَ السَّلَامَ" في هـ، ذ:"يَقْرَأُ عَلَيكَ السَّلَامَ".
===
(1)
القطان.
(2)
العمري.
(3)
قوله: (حدثني سعيد عن أبيه
…
) إلخ، أي: المقبري، فإن قلت: روى سعيد في الطريقة السابقة عن أبي هريرة بلا واسطة، وفي هذه روى عن أبيه عن أبي هريرة، فذكر كلمة الأب زائدة ها هنا أو ناقصة ثمة؟ قلت: لا زائدة ولا ناقصة؛ لأن سعيدًا سمع منهما، فتارة يروي عن الأب، وأخرى عن أبي هريرة. اعلم أن مقصود البخاري من هذا الباب أن رد السلام ثبت على نوعين: بتقديم السلام على "عليك" وبالتأخير عنه، وكلاهما جواب، "ك" (22/ 90). قوله:"حتى تطمئن جالسًا" وفيه دليل للشافعية على ندبية جلسة الاستراحة، ولنا ما روى الترمذي (ح: 287) عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهض في الصلاة على صدور قدميه"، ثم قال: العمل عليه عند أهل العلم، وتمام البحث مرَّ (برقم: 819) في "كتاب الصلاة".
(4)
قوله: (فلان يقرئك السلام) بضم الياء وكسر الراء من الإقراء، وفي رواية الكشميهني:"يقرأ عليك السلام"، وهو لفظ حديث الباب، "ع"(15/ 368)، يقال: أقرأ فلانًا السلام، أو قرأ عليه السلام، كانه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام ويرده، وقال النووي: معنى "يقرأ السلام
6253 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ
(1)
قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا
(2)
يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "إِنَّ جِبرَئِيلَ يَقْرَأُ عَلَيكِ السَّلَامَ"
(3)
. فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. [راجع: 3217، أخرجه: م 2447،] 5232، ت 2693، ق 3696، تحفة: 17727].
20 - بَابُ التَّسْلِيم فِي مَجلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ
(4)
مِنَ الْمُسْلَمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ
6254 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ
(5)
،
"يَقْرَأُ عَلَيكِ السَّلَامَ" كذا في ذ، وفي نـ:"يُقْرِئُكِ السَّلامَ". "أَخْبَرَنَا هِشَامٌ" في نـ: "أَنْبَأَنَا هِشَامٌ".
===
عليكِ": يسلِّم عليكِ. وفي الحديث: فضيلة عائشة، واستحباب بعث السلام، ويجب على الرسول تبليغه، وجواز بعث الأجنبي السلام إلى الأجنبية إذا لم يخف مفسدة، والرد واجب على الفور، "ك" (22/ 90 - 91). يجب على الرسول تبليغه لأنه أمانة، وعورض بأنه بالوديعة أشبه، والتحقيق: أن الرسول إن التزمه أشبه الأمانة وإلا فوديعة، والودائع إذا لم تقبل لم يلزمه شيء، "قس" (13/ 300).
(1)
ابن أبي زائدة الأعمى الكوفي، "ع"(15/ 368).
(2)
الشعبي.
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 6249).
(4)
أي: مختلطون.
(5)
ابن يوسف الصنعاني.
عَنْ مَعْمَرٍ
(1)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ركِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَافٌ
(2)
، تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، فَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زيدٍ وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَذَلِكَ قَبلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، حَتَّى مَرَّ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودُ، وَفِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ
(3)
سَلُولَ، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ،
"فَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زيدٍ" في نـ: "وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زيْدٍ"، وفي نـ:"فَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ بْنَ زيدٍ".
===
(1)
ابن راشد.
(2)
قوله: (حمارًا عليه إكاف) الإكاف والوكاف للحمار مثل السرج للفرس، كذا في "المجمع" (1/ 86). والقطيفة: هي كساء له خمل، أي: الذي يعمل بها ويهتم بتحصيلها، والقطائف جمعه. "فدكية" أي: منسوبة إلى فدك، وهو بفتح الفاء والمهملة: قرية بخيبر، كذا في "المجمع" (4/ 304) أيضًا. قوله:"يعود سعد بن عبادة" بضم المهملة وخفة الموحدة، الحارثي بالمثلثة، الخزرجي -بفتح الخاء المعجمة والراء وإسكان الزاي بينهما وبالجيم- منسوب إلى الخزرج قبيلة من العرب وهو سيدهم. قوله:"ابن سلول" بالرفع لأن سلول -بفتح السين المهملة وضم اللام الأولى- اسم أم عبد الله فهو صفة له، ولا يظن أن سلول أبو أُبي. و"اليهود" عطف على العَبَدَة، ويجوز فيه الجر على البدلية من المشركين، والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، فقوله: و"اليهود" أيضًا يحتمل الوجهين، أو عطف على "المشركين"، فالجر متعين حينئذ. قوله:"عبد الله بن رواحة" بفتح الراء وتخفيف الواو وبالمهملة، كذا في "الكرماني"(22/ 91) و"العيني"(15/ 369).
(3)
صفة عبد الله لا لأُبي.
فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ
(1)
عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ
(2)
خَمَّرَ
(3)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُغَبِّروا
(4)
عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ عَلَيهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَيُّهَا الْمَرْءُ، لَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا، فَلَا تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجْلِسِنَا، وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ
(5)
، فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ: اغْشَنَا
(6)
فِي مَجَالِسِنَا، فَإِنَّا نُحِبُّ
"مَجْلِسِنَا" في نـ: "مَجَالِسِنَا". "وَارْجِعْ" في نـ: "ارْجِعْ".
===
(1)
قوله: (فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة) هو بفتح مهملة وخفة جيم أولى: الغبار. و"خَمَّر" أي: غطّى. و"اليهود" عطف على "المشركين" أو على "العَبَدَة"، فإن اليهود مشركون لقولهم:"عزير ابن الله". ووقع في بعضها لفظ: "المسلمين" مرة أخرى بعد اليهود وهو سهو. و"أحسن" بنصبه صفة اسم "لا" وخبره "مما تقول"، أو هو متعلق به وخبره محذوف، ويجوز رفعه بأنه خبر "لا" واسمه محذوف، أي: لا شيء أحسن منه أي: ما تقول حسن جدًا، قاله استهزاء. قوله:"إن كان حقًّا" يصح تعلقه بما بعده أو بما قبله، ورُوي:"أُحسن" بضم الهمزة فعل مضارع، و"ما تقول" بغير من، "مجمع"(3/ 528).
(2)
غبارها.
(3)
أي: غطّى.
(4)
أي: لا تثيروا الغبار.
(5)
الرحل: المنزل وموضع متاع الشخص، "ك"(22/ 92).
(6)
قوله: (اغشنا) من غشيه غشيانًا: إذا جاءه. وقوله: "هموا" أي: قصدوا التحارب والتضارب. "وأبو حباب" بضم المهملة وخفة الموحدة، مرَّ تحقيقه (برقم: 6207). "البحرة" ضد البر، وهي البلدة، والمراد المدينة المنورة. و"يتوجوه"، أي: جعلوه ملكًا، والتتويج والتعصيب يحتمل أن يكون
ذَلِكَ. فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ، ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ:"أَيْ سَعْدُ أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ؟ -يُريدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ- قَالَ كَذَا وَكَذَا"، قَالَ: اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاصْفَحْ
(1)
، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ الَّذِي أَعْطَاكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَحْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ
(2)
بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي
"مَا قَال" في ذ: "إِلَى مَا قَالَ". "هَذِهِ الْبَحْرَةِ" في سـ، حـ، ذ:"هَذ الْبُحَيرَةِ". "فَيُعَصِّبُوهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَيُعَصِّبُونَهُ".
===
حقيقة، وأن يكون كناية عن جعله ملكًا؛ لأنهما لازمان للملكية. قال المهلب: كان صلى الله عليه وسلم يستألف بالمال فضلًا عن التحية والكلمة الطيبة، ومن استئلافه أنه كنى ابن أُبيٍّ بأبي حباب، وكل هذا لرجاء أن يميل إلى الإسلام. وفيه: عيادة المريض، وركوب الحمر لأشراف الناس، والارتداف، كذا في "الكرماني" (22/ 92). والغرض من الحديث: قوله: "أنه مرَّ في مجلس
…
" إلخ، فسلم عليهم، ولم يرد أنه خص المسلمين باللفظ، ففيه أنه يسلم بلفظ التعميم ويقصد به المسلم. وقد اختلف في حكم ابتداء الكافر بالسلام هل يمنع منه؟ ففي حديث أبي هريرة: "لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، واضطروهم إلى أضيق الطرق"، وقال قوم: يجوز ابتداؤهم به، ولكن المراد منع ابتدائهم بالسلام المشروع، فلو سلم عليهم بلفظ يقتضي خروجهم عنه كان يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والسلام على من اتبع الهدى فسائغ، "قس" (13/ 302 - 303).
(1)
أي: أعرض عن خطئه.
(2)
قوله: (فيعصبوه) التتويج والتعصيب يحتمل أن يكون حقيقة، وأن يكون كناية عن جعله ملكًا؛ لأنهما لازمان للملكية، قال المهلب: كان صلى الله عليه وسلم-
أَعْطَاكَ، شَرِقَ
(1)
بِذَلِكَ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ. فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. [أخرجه: م 1798، س في الكبرى 7502، تحفة: 105].
21 - بَابُ مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ
(2)
عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ
(3)
ذَنْبًا، وَلَمْ يَرُدَّ سَلَامَهُ
(4)
حَتَّى تَتَبَيَّنَ تَوْبَتُهُ، وَإِلَى مَتَى تَتَبَيَّنُ تَوْبَةُ الْعَاصِي؟
"تَوْبَةُ الْعَاصِي" زاد في ذ: "اقتَرَفَ: اكتَسَبَ".
===
يستألف بالمال فضلًا عن التحية والكلمة الطيبة، ومن استئلافه أنه كنى ابن أبيٍّ بابي حباب، وكل هذا لرجاء أن يميل إلى الإسلام، وفيه: عيادة المريض، وركوب الحمر لأشراف الناس والارتداف، "ك"(22/ 92).
(1)
بكسر الراء أي: اغتص به، يعني بقي في حلقه لا يصعد ولا ينزل، "ك"(22/ 92).
(2)
قوله: (لم يسلم على
…
) إلخ، وهو مذهب الجمهور، نعم، إن خاف ترتب مفسدة في دين أو دنيا إن لم يسلم سلم، كذا قال النووي، وزاد ابن العربي: وينوي أن السلام اسم من أسماء الله تعالى فكأنه قال: الله رقيب عليهم، وألحق بعض الحنفية بأهل المعاصي من يتعاطى خوارق المروءة ككثرة المزاح، وفحش القول، فلا يرد على أحد سلامه، "قس"(13/ 303)، "ع"(15/ 370)، قوله:"إلى متى تتبين توبة العاصي" أي: يظهر صحة توبته، وغرضه: أن مجرد التوبة لا يوجب الحكم بصحتها، بل لا بد من مضيِّ مدة يعلم فيها بالقرائن صحتها من ندامته على الفائت وإقباله على التدارك ونحوه، قال ابن بطال:"وإلى متى تتبين توبة العاصي" ليس في ذلك حد معين، ولكن معناه: أنه لا تتبين توبته من ساعته ولا يومه حتى يمرّ عليه ما يدل على ذلك، "ك"(22/ 93)، "ع"(15/ 370)، "خ".
(3)
أي: اكتسب.
(4)
أي: تأديبًا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: لَا تُسَلِّمُوا عَلَى شَرَبَةِ
(1)
الْخَمْرِ.
6255 -
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ
(4)
: وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَلَامِنَا، وَآتِي
(5)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ
(6)
، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلَامِ أَمْ لَا؟ حَتَّى كَمَلَتْ
(7)
خَمْسُونَ لَيْلَةً،
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ" في ذ: "عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ". "أَمْ لَا" في نـ: "أَوْ لَا".
===
(1)
بفتحتين جمع شارب.
(2)
هو: يحيى بن عبد الله بن بكير، "ع"(15/ 371).
(3)
ابن خالد.
(4)
موضع بين المدينة والشام، "ك"(22/ 93).
(5)
على صيغة المتكلم.
(6)
قوله: (فأسلم عليه
…
) إلخ، أقول: مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة، لأنه يفهم منه مجيئه وتسليمه، ثم نظره إلى تحريك الشفتين المباركتين في جواب سلامه، فيدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يسلم عليه ولم يرد سلامه، وكذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلام المتخلفين، والسلام في حكم الكلام. وكذا خمسون ليلة يدل على نهاية تلك الحالة، وأنه لما ظهرت توبته بتوبة الله تعالى عليهم زال عنهم ما كان قَبلُ من المنع عن الكلام والسلام. وقد مرَّ الحديث بطوله (برقم: 4418)، "خ".
(7)
بفتح الميم وضمها، "ك"(22/ 93).
وَآذَنَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَينَا حِينَ صَلَّى الْفَجْرَ. [راجع: 2757].
22 - بَابٌ كَيفَ الرَّدُّ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ
(2)
السَّلَامُ
(3)
؟
6256 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ
(5)
عَلَيْكَ. فَفَهِمْتُهَا، فَقُلْتُ؟ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَهْلًا
(6)
يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَقَدْ قُلْتُ: وَعَلَيكُمْ". [راجع: 2935، أخرجه: سي 384، تحفة: 16468].
"وَآذَنَ" في هـ: "وَأَذِنَ". "الْفَجْرَ" في نـ: "صَلاةَ الْفَجْرِ". "كَيْفَ الرَّدُّ" في نـ: "كَيفَ يُرَدُّ". "قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ" في نـ: "أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ". "أَوَلَمْ تَسْمَعْ" في نـ: "أَوَلَمْ أسْمَعْ". "قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ" في نـ: "قُلْتُ: عَلَيْكُمْ".
===
(1)
أي: أعلم.
(2)
أي: العهد، وهم اليهود والنصارى وغيرهما، "ك"(22/ 93).
(3)
بالنصب على المفعولية، للرد، على تقدير وجوده. وأما على تقدير سقوطه فهو مرفوع، "خ".
(4)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 371).
(5)
السام: الموت العاجل.
(6)
معناه: تَأنِّي وارفقي، وانتصابه على المصدرية [انظر "العيني" (15/ 186)]. ومرَّ الحديث (برقم: 6024).
6257 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا سَلَّمَ عَلَيكمُ الْيَهُودُ فَإِنَّمَا يَقُولُ أَحَدُهُمُ: السَّامُ عَلَيْكَ. فَقُلْ: وَعَلَيْكَ"
(1)
. [طرفه: 6928، تحفة: 7248].
6258 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي هُشَيمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْن أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيكُمْ"
(2)
. [طرفه: 6926، أخرجه: م 6321، تحفة: 1081].
"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ" في نـ: "حَدَّثَنِي عُثْمَانُ". "حَدَّثَنِي هُشَيْمٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ". "أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَنْبَأَنَا عُبَيدُ اللهِ". "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ".
===
(1)
قوله: (فقل وعليك) بالإفراد فيهما، وبإثبات الواو في الثاني، "قس" (13/ 306). قال النووي:"وعليكم" بالوا و على ظاهره، أي: وعليكم الموت أيضًا، أي: نحن وأنتم فيه سواء كلنا نموت، والثاني: أن الواو ها هنا للاستئناف لا للعطف، وتقديره:"وعليكم ما تستحقونه من الذم". وقال القاضي البيضاوي: معناه: وأقول: عليكم ما تريدون بنا أو ما تستحقونه. ولا يكون "وعليكم" عطفًا على "عليكم" في كلامهم، وإلَّا لتضمن ذلك تقرير دعائهم، "ك"(22/ 94)، "ع"(15/ 371 - 372).
(2)
قوله: (فقولوا: وعليكم) وقيل: يقول: "وعليكم السِّلام" بكسر السين بمعنى الحجارة، ورَدَّه أبو عمر؛ بأنه لم يشرع لنا سَبُّ اْهل الذمة. وروى أبو عمر عن طاوس قال: يقول: "وعلاكم السلام" بالألف [أي: ارتفع]، ورده أبو عمر أيضًا. وذهب جماعة من السلف إلى أنه يجوز أن يقال
23 - بَابُ مَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ مَنْ يُحْذَرُ
(1)
عَلَى الْمُسْلِمِينَ لِيَسْتَبِينَ
(2)
أَمْرُهُ
6259 -
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَينُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ
(5)
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَأَبَا مَرْثَدٍ
(6)
الْغَنَوِيَّ
(7)
(8)
-وَكُلُّنَا فَارِسٌ- فَقَالَ: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ
(9)
،
===
في الرد عليهم: عليكم السلام، كما يرد على المسلم، واحتج بعضهم بقوله عز وجل:{فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ} [الزخرف: 89]، "ع"(15/ 372).
(1)
بلفظ المجهول، "ك (22/ 94).
(2)
أي: ليظهر.
(3)
بضم الموحدة وإسكان الهاء وضم اللام الأولى، "ك (22/ 94).
(4)
هو: عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي.
(5)
ختن أبي عبد الرحمن السلمي.
(6)
اسمه: كَنَّاز بن حصين، بفتح الكاف وتشديد النون وبالزاي، "ع"(15/ 373).
(7)
بفتح الغين المعجمة والنون وبالواو، نسبة إلى غني بن يعصر، "ع"(15/ 373).
(8)
قوله: (وأبا مرثد الغنوي) بفتح الميم وسكون الراء وفتح الثاء المثلثة وبالدال المهملة، وقد ذكر في باب الجهاد:"المقداد" مكان "أبي مرثد"، ولا منافاة؛ لاحتمال الاجتماع بينهما، إذ التخصيص بالذكر لا ينفي الغير، "ع"(15/ 373).
(9)
بخائين معجمتين: اسم موضع، "ع"(15/ 373).
فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً
(1)
مِنَ الْمُشْركِينَ مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْركِينَ". قَالَ: فَأدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لَهَا حَيثُ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْنَا: أَيْنَ الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ؟ قَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ. فَأَنَخْنَا بِهَا، فَابْتَغَيْنَا
(2)
فِي رَحْلِهَا
(3)
فَمَا وَجَدْنَا شَيْئًا، قَالَ صَاحِبَايَ: مَا نَرَى كِتَابًا. قَالَ: قُلْتُ: لَقَدْ عَلِمْتُ، مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالَّذِي
(4)
يُحْلَفُ بِهِ لَتُخْرجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لأُجَرِّدَنَّكِ. قَالَ: فَلَمَّا رَأَتِ الْجِدَّ مِنِّي أَهْوَتْ
(5)
بِيَدِهَا
(6)
إِلَى حُجْزَتِهَا
"مَا مَعِي كِتَابٌ" في نـ: "مَا مَعِي مِن كِتَابٍ".
===
(1)
اسمها: سارة، بالسين المهملة والراء، "ع"(15/ 373)، "ك"(22/ 96).
(2)
أي: طلبنا.
(3)
أي: في متاعها.
(4)
أي: الله.
(5)
أي: مدّت.
(6)
قوله: (أهوت بيدها إلى حجزتها) الحجزة -بضم المهملة وإسكان الجيم وبالزاء-: معقد الإزار، وحجزة السراويل التي فيها التكة، واحتجز الرجل بإزاره أي: شدَّه على وسطه. فإن قلت: مرَّ الحديث في "باب الجهاد" في "باب الجاسوس": أنها أخرجت من عقاصها -بالمهملتين والقاف- أي: شعرها، وها هنا من حجزتها؟ قلت: ربما كان في الحجزة أولًا فأخرجتها وأخفتها في العقاص فأخرجت منها ثانيًا، أو بالعكس، "ك" (22/ 95 - 96). قوله:"إلَّا أن أكون" يحتمل كسر همزة "إلا" وفتحها، وأكثر الروايات بالكسر للاستثناء، "ك". قوله:"فقال عمر: إنه خان الله ورسوله"، فإن قلت: كيف قال عمر ذلك، وقد سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ- فَأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَا حَمَلَكَ يَا حَاطِبُ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ ". قَالَ: مَا بِي أَلَّا أَكُونَ
(1)
مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، وَمَا غَيَّرْتُ
(2)
وَلَا بَدَّلْتُ، أَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ
(3)
يَدْفَعُ اللَّهُ بهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ هُنَاكَ إِلَّا وَلَهُ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ.
"أَلَّا أَكُونَ" في نـ: "إِلَّا أَنْ أَكُونَ" -بكسر الهمزة وتشديد اللام للاستثناء-. "وَبِرَسُولِهِ" في نـ: "وَرَسُولِهِ". "أَنْ تَكُونَ لِي" في نـ: "أَنْ يَكُونَ لِي". "وَلَيسَ" في نـ: "فَقَالَ: وَليسَ". "وَلَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ -إلى- وَمَالِهِ" سقط في نـ.
===
"صدق، فلا تقولوا له إلا خيرًا"؟ قلت: لعل عمر رضي الله عنه حمل كلامه صلى الله عليه وسلم على أنه عليه الصلاة والسلام حكم بذلك نظرًا إلى ظاهر مقال حاطب، كذا في "الخير الجاري". قوله:"وما يدريك؟ لعل الله قد اطلع إلخ"، وكلمة لعل استعملت استعمال عسى، قال النووي: معنى الترجي فيه راجع إلى عمر؛ لأن وقوع هذا الأمر محقق عنده صلى الله عليه وسلم. قوله: "اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ" فيه معنى المغفرة لهم في الآخرة، وإلا فلو توجه على أحد منهم حد أو حق؛ يستوفى منه [انظر:"عمدة القاري"(10/ 373)]. قال ابن بطال: فيه هتك ستر المذنب، وكشف المرأة العاصية، والنظر في كتاب الغير إذا كان فيه تهمة على المسلمين؛ إذ حينئذ لا حرمة لا للكتاب ولا لصاحبه، "ك" (22/ 95 - 96). ومرَّ الحديث (برقم: 3007، و 3983).
(1)
للكشميهني بفتح الهمزة، "قس"(13/ 309).
(2)
أي: الدين، يعني لم أرتد عن الإسلام، "ع"(15/ 373).
(3)
أي: نعمة ومنة.
قَالَ: "صَدَقَ، فَلَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا". قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَابِ: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، فَدَعْنِي فَلأَضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ: فَقَالَ: "يَا عُمَرُ، وَمَا يُدْرِيكَ؟ لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ". قَالَ: فَدَمَعَتْ
(1)
عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. [راجع: 3007، أخرجه: م 2494، 2651، تحفة: 10169].
24 - بَابٌ كيْفَ يُكْتَبُ إِلَى أَهْلِ الْكِتَابِ؟
6260 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(2)
، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ
(3)
بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ
(4)
أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ -وَكَانُوا تُجَّارًا
(5)
"فَلأَضْرِبْ" في هـ: "فَأَضْربَ"، وفي نـ:"أَضْرِبْ". "وَقَالَ: اللَّهُ" في نـ: "فَقَالَ: اللَّهُ". "كَيْفَ يُكْتَبُ" في نـ: "كَيْفَ يُكْتَبُ الكِتَابُ".
===
(1)
بكسر الميم وفتحها، (ك (22/ 96).
(2)
ابن المبارك.
(3)
اسمه: صخر بفتح المهملة وسكون المعجمة، "ك"(97/ 22).
(4)
بكسر الهاء وفتح الراء وسكون القاف: ملك الروم، "ك"(22/ 97).
(5)
بضم التاء وشدة الجيم وبكسرها وتخفيفها: جمع التاجر، "ك"(22/ 97).
بِالشَّامِ-، فَأَتَوْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُرِئَ، فَإِذَا فِيهِ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ
(1)
، السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى
(2)
، أَمَّا بَعْدُ
…
". [راجع: 7].
25 - بَابٌ بِمَنْ يُبْدَأُ
(3)
فِي الْكِتَابِ
6261 -
وَقَالَ اللَّيثُ
(4)
: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا
(5)
، فَأَدْخَلَ فِيهَا
(6)
"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ" زاد في نـ: "الأَعرجِ".
===
(1)
قد مرَّ الحديث بطوله (برقم: 7).
(2)
قوله: (السلام على من اتبع الهدى) وليس المراد منه التحية؛ لأنه لم يسلم، فليس هو ممن اتبع الهدى، فهو سلام مقيد لا تمسّك به لمن أجاز مكاتبة أهل الكتاب بالسلام عند الحاجة، وفيه: جواز كتابة البسملة إلى أهل الكتاب، وتقديم اسم الكاتب على المكتوب إليه، "قس"(13/ 310).
(3)
أي: بنفس الكاتب أو المكتوب إليه، "ع"(15/ 374).
(4)
ابن سعد الفهمي، بفتح الفاء وسكون الهاء، "ك"(22/ 97).
(5)
كاويد آنرا. [بالفارسية].
(6)
مرَّ الحديث بطوله (برقم: 2291).
أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ
(1)
.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "نَجَرَ
(2)
خَشَبَةً، فَجَعَلَ الْمَالَ فِي جَوْفِهَا، وَكَتَبَ إِلَيْهِ صَحِيفَةً مِنْ فُلَانٍ إِلَى فُلَانٍ". [راجع: 1498].
"وَقَالَ عُمَرُ" في نـ: "قَالَ عُمَرُ". "سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ" كذا في هـ، سفـ، صـ، مه، وفي سـ، حـ، ذ:"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ". "نَجَرَ خَشَبَةَ" في هـ، ذ:"نقر خشبة".
===
(1)
قوله: (إلى صاحبه) أي: الذي أقرضه، وهو النجاشي. قوله:"قال عمر بن أبي سلمة" صدوق، [فيه ضعف]، وليس له عند البخاري سوى هذا الموضع المعلق، "ف" (11/ 48). قوله:"نجر خشبة" بالنون والجيم المفتوحتين والراء، ولأبي ذر عن الكشميهني:"نقر" بالقاف. قوله: "من فلان إلى فلان" فقدَّم الكاتب اسمه على المكتوب إليه. ولعل البخاري خصَّ سياق هذا الحديث لعدم وجدانه ما هو على شرطه، وهو على قاعدته في الاحتجاج بشرع من قبلنا إذا لم ينكر، لا سيما إذا ذكر في مقام المدح لفاعله، "قس"(13/ 311).
قال المهلب: السنة أن يبدأ الكاتب بنفسه، وروى أبو داود من طريق ابن سيرين، عن أبي العلاء الحضرمي، عن العلاء: أنه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ بنفسه. وأخرج عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب: قرأت كتابًا: من العلاء بن الحضرمي إلى محمد رسول الله. وعن معمر عن أيوب: أنه ربما كان يبدأ باسم الرجل قبله إذا كتب إليه، وسئل مالك عنه فقال: لا بأس به، "ع"(15/ 374).
(2)
النجر: نَحْتُ الخشَب، "ق" (ص: 432).
26 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ"
6262 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيفٍ
(2)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
(3)
: أَنَّ أَهْلَ قُرَيْظَةَ
(4)
نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ،
===
(1)
هشام الطيالسي.
(2)
مصغرًا.
(3)
الخدري.
(4)
قوله: (أن أهل قريظة) بتصغير القرظ بالقاف والراء والمعجمة، قبيلة من اليهود كانوا في قلعة. و"سعد" هو ابن معاذ. و"مقاتلتهم" أي: الطائفة المقاتلة، أي: الرجال. "والذراري" بتخفيف الياء وتشديدها، جمع الذرية، أي: النساء والصبيان. "والملك" أي: الله؛ لأنه هو الملك الحقيقي على الإطلاق، وروي بفتح اللام أي: بحكم جبريل الذي جاء به من عند الله. وفيه استحباب القيام عند دخول الأفضل، وهو غير القيام المنهي لأن ذلك بمعنى الوقوف وهذا بمعنى النهوض، "ك"(22/ 98).
قال التوربشتي في "شرح المصابيح": معناه: قوموا إلى إعانته وإنزاله من دابته، ولو كان المراد التعظيم لقال: قوموا لسيدكم. واعترض عليه الطيبي بأنه لا يلزم من كونه ليس للتعظيم أن لا يكون للإكرام، وما اعتل به من الفرق بين إلى واللام ضعيف، لأن إلى في هذا المقام فخم من اللام، كانه قيل: قوموا وامشوا إليه تلقيًا وإكرامًا، وهذا مأخوذ من ترتب الحكم على الوصف المناسب المشعر بالعلية، فإن قوله:"سيدكم" علة للقيام له، وذلك لكونه شريفًا على القدر، "ع" (15/ 376). قوله:"إلى حكمك" قال البخاري: أنا سمعت من أبي الوليد: "على حكمك"، وبعض الأصحاب نقلوا عنه "إلى" بحرف الانتهاء بدل حرف الاستعلاء، "ك".
فَجَاءَ فَقَالَ: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ -أَوْ قَالَ: خَيْرِكُمْ-". فَقَعَدَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ". قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَاريُّهُمْ
(1)
. فَقَالَ: "لَقَدْ حَكَمْتَ بِمَا حَكَمَ بِهِ الْمَلِكُ". قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ
(2)
: أَفْهَمَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ مِنْ قَوْلِ أَبِي سَعِيدٍ: إِلَى حُكْمِكَ. [راجع: 3043].
27 - بَابُ الْمُصَافَحَةِ
(3)
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: عَلَّمَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّدَ، وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ. وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ
(4)
، فَصَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي.
"فَصَافَحَنِي" في ذ: "حَتَّى صَافَحَنِي".
===
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 3543).
(2)
أي: البخاري.
(3)
قوله: (باب المصافحة) وهي المفاعلة من صفح الكف بالكف، وإقبال الوجه بالوجه، وقال الكرماني: المصافحة: الأخذ باليد وهو مما يولد المحبة، "ع"(15/ 376 - 377)، فالمصافحة سنة مجمع عليها عند التلاقي، لكن يستثنى من ذلك المرأة الأجنبية والأمرد الحسن، "قس" (13/ 314). قوله: "قال كعب بن مالك
…
" إلخ، وهذا التعليق قطعة من قصة كعب بن مالك مضت مطولة في غزوة تبوك في أمر توبته. قوله: "يهرول" جملة وقعت حالًا من الهرولة، وهو ضرب من العدو. وقوله: "هنأني" بقبول التوبة ونزول الآية. و"طلحة بن عبيد الله" أحد العشرة المبشرة بالجنة، "ع". و "كعب بن مالك" هو أحد الثلاثة الذين خلفوا من المتعذرين عن التخلف من غزوة تبوك، "ك" (99/ 22).
(4)
أي: يسرع في السير.
6263 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
(1)
، عَنْ قَتَادَةَ، قُلْتُ لأَنَسٍ: أَكَانَتِ الْمُصَافَحَةُ فِي أَصحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. [أخرجه: ت 2729، تحفة: 1405].
6264 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
(4)
. [راجع: 3694].
28 - بَابُ الأَخْذِ بِالْيَدَيْنِ
(5)
"حَدَّثَنَا هَمَّامْ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامْ". "قُلْتُ لأَنَسٍ" في نـ: "قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ". "بالْيَدَيْنِ" في سـ، حـ، ذ:"بالْيَدِ"، وفي نـ:"بِالْيَمِينِ".
===
(1)
ابن يحيى.
(2)
عبد الله.
(3)
ابن شريح.
(4)
قوله: (وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب) الحديث اقتصر منه على الغرض ها هنا؛ لأن الأخذ باليد يستلزم التقاء صفحة اليد بصفحة اليد غالبًا، وساقه بتمامه في "الأيمان والنذور"، "قس"(13/ 315).
(5)
قوله: (باب الأخذ باليدين) بالتثنية، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بالإفراد، وفي نسخة "باليمين" وهو غلط، وسقطت هذه الترجمة وأثرها وحديثها من رواية النسفي، ولما كان الأخذ باليد يجوز أن يقع من غير مصافحة أفرده بهذا الباب، كذا في "الفتح"(11/ 56) و"القسطلاني"(13/ 315).
وَصَافَحَ حَمَّادُ بْنُ زيدٍ
(1)
ابْنَ الْمُبَارَكِ
(2)
بِيَدَيْهِ.
6265 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بنُ سُلَيمانَ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: حَدَّثنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: عَلَّمَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -وَكَفِّي
(5)
بَيْنَ كَفَّيْهِ-
"حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ" في نـ: "حَدَّثَنَا سَيفٌ". "عَلَّمَنِي النَّبِيُّ" كذا في ذ، ولغيره:"عَلَّمَني رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
قوله: (وصافح حماد
…
) إلخ، "ابن المبارك" هو عبد الله بن المبارك المروزي أحد الأئمة الأعلام وحفَّاظ الإسلام، وتفقه على أبي حنيفة وسفيان الثوري، وعَدَّه أصحابنا من جملة أصحاب أبي حنيفة، وقال ابن سعد: مات سنة إحدى وثمانين ومائة وله ثلاث وستون سنة، وروى له الجماعة، وقال البخاري في ترجمة عبد الله بن سلمة المرادي: حدثني أصحابنا يحيى وغيره عن إسماعيل بن إبراهيم قال: رأيت حماد بن زيد وجاءه ابن المبارك بمكة فصافحه بكلتا يديه، ويحيى المذكور أبو جعفر البيكندي، وقد أخرج الترمذي من حديث ابن مسعود رفعه:"من تمام التحية الأخذ باليد"، وفي سنده ضعف، "ع"(15/ 378).
(2)
هو عبد الله.
(3)
الفضل بن دكين.
(4)
قوله: (سيف بن سليمان) بفتح السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالفاء، ابن أبي سليمان، ويقال: ابن سليمان المخزومي، مولى بني مخزوم، وقال يحيى القطان: كان حيًا سنة خمسين ومائة، وكان عندنا ثقة ممن يصدق ويحفظ. وعبد الله بن سخبرة -بفتح السين المهملة وسكون الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة وبالراء- الأزدي الكوفي، "ع"(15/ 378).
(5)
جملة حالية معترضة.
التَّشَهُّدَ
(1)
، كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ
(2)
، السَّلَامُ عَلَيكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَينَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ". وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَينَا
(3)
، فَلَمَّا قُبِضَ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى -يَعْنِي
(4)
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -. [راجع: 831، أخرجه: م 402، س 1171، تحفة: 9338].
29 - بَابُ الْمُعَانَقَةِ
(5)
وَقَوْلِ الرَّجُلِ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟
"التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ -إلى- وَرَسُولُهُ" في نـ: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ إلى قوله: عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ". "وَقَوْلِ الرَّجُلِ" زاد بعده في قتـ: "لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ".
===
(1)
مفعول ثان لقوله: علمني.
(2)
قد مضى بيانه (برقم: 831).
(3)
قوله: (بين ظهرانينا) بنونين مفتوحتين بينهما ياء آخر الحروف ساكنة، وأصله: ظهرينا بالتثنية، أي: ظهري المتقدم والمتأخر، أي: بيننا، فزيدت الألف والنون للتأكيد، قال الجوهري: النون مفتوحة لا غير. قوله: "فلما قبض
…
" إلخ، هكذا جاء في هذه الرواية دون الروايات المتقدمة، فظاهرها أنهم كانوا يقولون: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله بكاف الخطاب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات تركوا الخطاب وذكروه بلفظ الغيبة، فصاروا يقولون: السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، "ع" (15/ 378).
(4)
القائل بهذا هو البخاري رحمه الله.
(5)
قوله: (باب المعانقة) قال شارح التراجم: ترجم البخاري بالمعانقة ولم يذكر فيها شيئًا، وإنما ذكرها في "كتاب البيوع" في "باب ما ذكر في الأسواق" في معانقة الرجل صاحبه عند قدومه من السفر وعند لقائه وعند قول
6266 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ قَالَ:
"أَخْبَرَنَا بِشْرُ" في نـ: "حَدَّثَنَا بِشْرُ". "عَنِ الزُّهْرِيِّ" زاد بعده في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيًّا -يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَالِبٍ - خَرَجَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ". "ح وَحَدَّثَنَا" كذا في ذ، وفي نـ:"ح حدَّثنا".
===
"كيف أصبحت"، فلعل البخاري أخذ المعانقة من عاداتهم عند قولهم:"كيف أصبحت"، واكتفى بـ "كيف أصبحت" لاقتران المعانقة به عادة، أو أنه ترجم ولم يتفق له حديث يوافقه في المعنى ولا طريق مسند آخر لحديث معانقة الحسن، ولم ير أن يرويه بذلك السند لأنه ليس عادته إعادة السند الواحد مرارًا، قال ابن بطال: ترجم الباب بالمعانقة وإنما أراد أن يدخل فيه حديث معانقته صلى الله عليه وسلم الحسنَ، فلم يجد له سندًا غير السند الذي ذكره في "البيوع"، فمات قبل ذلك وبقي الباب فارغًا من ذكر المعانقة، وتحته:"باب قول الرجل: كيف أصبحت؟ " فلما وجد ناسخ الكتاب الترجمتين متواليتين ظنهما واحدة؛ إذ لم يجد بينهما حديثًا، والأبواب الفارغة في هذا الجامع كثيرة. وفيه: جواز الأخذ باليد أي: المصافحة، والسؤال عن حال العليل، وجواز اليمين على ما قام عليه الدليل، واختلفوا في تقبيل اليد، فأنكره مالك، وأجازه آخرون، "ك"(22/ 100 - 101).
(1)
قيل: هو ابن راهويه، وقيل: هو ابن منصور.
(2)
بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة وبالسين المهملة: ابن خالد الأيلي، "ع"(15/ 380).
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّ عَنْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ كَيفَ أَصْبَحَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَصْبَحَ بحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا. فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: أَلَا تَرَاهُ
(2)
؟ أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا
(3)
، وَاللَّهِ إِنِّي لأُرَى
(4)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ، فَإِنِّي لَأَعْرِفُ فِي وُجُوهِ بَنِي عَبدِ الْمُطَّلِبِ الْمَوْتَ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فنَسْأَلَهُ فِيمَنْ يَكُونُ الأَمْرُ
(5)
، فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيرِنَا آمَرْنَاهُ
(6)
فَأَوْصَى بِنَا. قَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا
(7)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَمْنَعُنَا
"عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ" في نـ: "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْب بْنِ مَالِكٍ". "أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ" في نـ: "أَنَّ عَلِيًّا يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَالِبٍ". "يَا أَبَا حَسَنٍ" في نـ: "يًا أَبَا الْحَسَنِ". "فَقَالَ: أَصْبَحَ" في نـ: "قَالَ: أَصْبَحَ". "بَعْدَ ثَلاثٍ" كذا في ذ، ولغيره:"بَعدَ الثَّلاثِ". "فَإِنِّي لأَعْرِفُ" في نـ: "وَإِنِّي لأَعْرِفُ". "فَيَمْنَعُنَا" في نـ: "فَيَفنَعُنَاهَا"، وفي سـ، حـ، ذ:"فَمنعنَاهَا".
===
(1)
هذا محل المطابقة للجزء الثاني من الترجمة.
(2)
ميتًا أي: فيه علامة الموت، "ك"(22/ 100).
(3)
أي: مأمور لا آمر، "ك"(22/ 100).
(4)
أي: لا أظن.
(5)
أي: أمر الخلافة.
(6)
أي: شاورناه، وقيل: طلبنا منه الوصية فيه.
(7)
قد مرَّ الحديث (برقم: 4447).
لَا يُعْطِينَاهَا
(1)
النَّاسُ أَبَدًا، لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَدًا. [راجع: 4447].
30 - بَابُ مَنْ أَجَابَ بِـ "لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ"
6267 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذٍ
(3)
قَالَ: أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ
(4)
. -ثُمَّ قَالَ مِثْلَهُ ثَلَاثًا-:
"لَا أَسْأَلُهَا" في نـ: "وَإِنّي لَا أَسْأَلُهَا". "رَدِيفُ النَّبِيِّ" في نـ: "رَدِيفُ رَسُولِ اللَّهِ".
===
(1)
أي: الإمارة والخلافة.
(2)
هو: ابن يحيى البصري.
(3)
ابن جبل.
(4)
قوله: (قلت: لبيك وسعديك)"لبيك" معناه: أنا مقيم على طاعتك، من قولهم: لَبَّ فلان بالمكان: إذا أقام به، وقيل: معناه إجابة بعد إجابة، وهذا من المصادر التي حذف فعلها لكونه وقع مثنى، وذلك يوجب حذف فعله قياسًا؛ لأنهم لما ثنَّوه صار كأنهم ذكروه مرتين، فكأنه قال: لبَّا لبَّا، ولا يستعمل إلا مضافًا. ومعنى لبيك: الدوام أو الملازمة، فكأنه إذا قال: لبيك، قال: أدوم على طاعتك وأقيمها مرة بعد أخرى. وأما "سعديك" فمعناه في العبادة: أنا متبع أمرك غير مخالف لك، فأسعدني على متابعتك إسعادًا بعد إسعاد. وأما في إجابة المخلوق فمعناه: أسعدك إسعادًا بعد إسعاد، أي: مرة بعد أخرى. قوله: "أن لا يعذبهم" أي: هو أن لا يعذبهم. فإن قلت: لا يجب على الله تعالى شيء؟ قلت: الحق بمعنى الثابت، أو هو واجب بإيجابه على ذاته، أو هو كالواجب، نحو زيد أسد. قال ابن بطالى: فإن اعترض المرجئة
"هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ أَنْ يَعْبُدُوهُ
(1)
وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ
(2)
شَيْئًا". ثُمَّ سَارَ سَاعَةً فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: "هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ"
(3)
. [راجع: 2856، أخرجه: م 30، سي 186، تحفة: 11308].
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذٍ بِهَذَا. [تحفة: 11308].
6268 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنَا زيدُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَاللَّهِ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ
(4)
"مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ" زاد بعده في نـ: "قُلْتُ: لا، قَالَ: حَقُّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ" مصحح عليه. "حَدَّثَنَا قَتَادَةُ" في نـ: "قَالَ: حَدَثَنَا قَتَادَةُ".
===
به؟ فجواب أهل السنة لهم: أن هذا اللفظ خرج على المزاوجة والمقابلة نحو: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ} [الشورى: 40]، "ك"(22/ 102).
(1)
إشارة إلى العمليات.
(2)
إشارة إلى الاعتقاديات، "ك"(22/ 102).
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 5967).
(4)
قوله: (حدثنا والله أبو ذر بالربذة) ذكر القسم تأكيدًا ومبالغة دفعًا لما قيل له: إن الراوي له هو أبو الدرداء لا أبو ذر، يشعر به آخر الحديث. "والربذة" بالراء والموحدة والمعجمة المفتوحات: موضع على ثلاث مراحل من المدينة قريبة من ذات عرق. "وأبو ذر" بفتح المعجمة وشدة الراء، اسمه جندب -بضم الجيم- الغفاري، "ك"(22/ 103).
قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ
(1)
عِشَاءً، اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ، فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا لِي ذَهَبًا
(2)
تَأْتِي عَلَيَّ لَيْلَةٌ أَوْ ثَلَاثٌ عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلَّا أُرْصُدُهُ
(3)
لِدَيْنٍ، إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ: هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا"، وَأَرَانَا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "الأَكْثَرُونَ
(4)
هُمُ الأَقَلُّونَ
(5)
"مَعَ النَّبِيِّ" في نـ: "مَعَ رَسُولِ اللَّهِ". "اسْتَقْيَلَنَا أُحُدٌ" في نـ: "اسْتَقْبَلْنَا أحُدًا". "مِنْهُ دينَارٌ" في ذ: "مِنهُ دينَارًا". "إِلَّا أُرْصُدُهُ " في صـ: "لا أُرْصُدُهُ".
===
(1)
قوله: (حرة المدينة) بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء، وهي الأرض ذات الحجارة السود، وهي أرض بظاهر المدينة فيها حجارة سود كثيرة، "ع"(15/ 382)، قوله:"استقبلنا أحد" بفتح اللام مسندًا إلى أحد، و"أحد" رفع على الفاعلية: جبل بالمدينة، وللأصيلي:"استقبلنا" بسكون اللام مسندًا إلى ضمير المتكلمين و"أحدًا" نصب على المفعولية، "قس"(13/ 321).
(2)
نصب على التمييز، "قس"(13/ 321).
(3)
قوله: (إلا أرصده) بفتح الهمزة وضم الصاد، ولأبي ذر: بضم الهمزة وكسر الصاد، من الرباعي، والاستثناء مفرغ. وللأصيلي:"لا أرصده" أي: لا أعده، "قس"(13/ 321)، صفة لدينار. وقوله:"إلَّا أن أقول" استثناء من أول الكلام، استثناء مفرغ، والقولُ في عباد الله: الصرفُ فيهم والإنفاق عليهم. وقوله: "هكذا" ثلاث مرات، أي: يمينًا وشمالًا وقدامًا، "ع"(15/ 382)، "ك"(22/ 103).
(4)
أي: مالًا.
(5)
أي: ثوابًا.
إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا"، ثُمَّ قَالَ لِي: "مَكَانَكَ
(1)
لَا تَبْرَحْ يَا أَبَا ذَرٍّ حًتَّى أَرْجِعَ". فَانْطَلَقَ حَتَّى غَابَ عَنِّي، فَسَمِعْتُ صَوْتًا، فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَكُونَ عُرضَ
(2)
لِرَسُولِ اللَّهِ للَّهِ: هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا"، وَأَرَانَا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ". فأَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ للَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَبْرَحْ". فَمَكُثْتُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْتُ صَوْتًا خَشِيتُ
(3)
أَنْ يَكُونَ عُرِضَ لَكَ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَكَ فَقُمْتُ
(4)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ذَاكَ جِبْرَئِيلُ أَتَانِي
(5)
، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟! قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ". قُلْتُ
(6)
لِزَيْدٍ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: أَشهَدُ لَحَدَّثَنِيهِ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ.
وَقَالَ الأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ
(7)
، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ نَحْوَهُ.
"فَتَخَوَّفْتُ" كذا فى حـ، ذ، ولغيرهما:"فَخَشِيتُ". "خَشِيتُ" في حـ، ذ:"حَسِبْتُ". "وَقَالَ الأعْمَشُ" في ذ: "قَالَ الأَعْمَشُ".
===
(1)
أي: الزم.
(2)
بلفظ المجهول، أي: ظهر عليه أحد أو أصابه آفة، "ع"(15/ 382).
(3)
قوله: (خشيت) بالمعجمتين أي: خفت، ولأبي ذر عن الحموي بالحاء والسين المهملتين والموحدة، "قس" (13/ 321). و"أبو الدرداء" اسمه: عويمر بن زيد الأنصاري، و ["لَحَدَّثَنِيهِ"] إنما دخل اللام عليه لأنّ الشهادة في حكم القسم، "ك"(22/ 104).
(4)
أي: فوقفت.
(5)
مرَّ الحديث (برقم: 2388) في "الاستقراض".
(6)
هو مقول الأعمش، "ك"(22/ 104).
(7)
اسمه ذكوان.
وَقَالَ أَبُو شهَابٍ
(1)
: عَنِ الأَعْمَشِ: "يَمْكُثُ عِنْدِي
(2)
فَوْقَ ثَلَاثٍ". [راجع: 1237، أخرجه: م 94، ت 2644، سي 1121، تحفة: 11915].
31 - بَابٌ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ
6269 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا يُقِيمُ
(3)
الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثمَّ يَجْلِسُ فِيهِ". [راجع: 911، تحفة: 8386].
===
"مِنْ مَجْلِسِهِ" زاد بعده في نـ: "ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ". "قَالَ: لَا يُقِيمُ" في نـ: "قَالَ: إِنَّهُ نَهَى أَنْ يُقِيمَ".
(1)
هو: عبد ربه الحنّاط بالمهملتين والنون، "ك"(22/ 104).
(2)
قوله: (يمكث عندي فوق ثلاث) كان في الطريق السابق الترديد بين الليلة والثلاث مع "عندي منه دينار"، وها هنا الجزم بلفظ:"يمكث عندي فوق ثلاث"، "خ".
(3)
قوله: (لا يقيم) نفي بمعنى النهي، فقيل: إنه للتحريم، وقيل: للتنزيه، وهو من باب الآداب ومحاسن الأخلاق، "ك" (22/ 104). قال النووي: قال أصحابنا: هذا في حق من جلس في موضع من المسجد أو غيره للصلاة مثلًا، ثم فارقه ليعود إليه -كإرادة الوضوء مثلًا أو لشغل يسير ثم يعود-، لا يبطل حقه في الاختصاص به، وله أن يقيم من خالفه وقعد فيه، وعلى القاعد أن يعطيه، واختلف: هل يجب عليه؟ على وجهين: أصحهما الوجوب، وقيل: يستحب، وهو مذهب مالك، قال أصحابنا: إنما يكون أحق به في تلك الصلاة دون غيرها، ولا فرق بين أن يقوم منه ويترك سجادته ونحوها أم لا، وقال عياض: اختلف العلماء فيمن اعتاد بموضع من المسجد للتدريس، "ع"(15/ 384).
32 - بَابُ قَولِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا
(1)
فِي الْمَجَالِسِ
(2)
فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} الآيَةَ [المجادلة: 11]
6270 -
حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُقَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسَ فِيهِ آخَرُ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُومَ
(4)
الرَّجُلُ مِنْ مَكَانِهِ، ثُمَّ يَجْلِسَ مَكَانَهُ. [راجع: 911، تحفة: 7898].
"قَولِ اللَّهِ تَعَالَى" سقط في نـ. " {يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} " زاد بعده في نـ: " {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} ". "ثُمَّ يَجْلِسَ" في نـ: "وَيَجْلِسَ" مصحَّح عليه. "مِنْ مَكَانِهِ" في ز: "مِنْ مَجْلِسِهِ".
===
(1)
قوله: ({إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا
…
}) الآية، واختلف في معنى الآية فقيل: إن ذلك خاص بمجلس النبي صلى الله عليه وسلم، وذهب الجمهور إلى أنها عامة في مجلس من مجالس الخير. قوله:" {فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} توسَّعوا يوسِّع الله عليكم منازلكم في الدنيا والآخرة، "ف" (11/ 62 - 63).
(2)
قرأ عاصم بالجمع.
(3)
بفتح المعجمة وشدة اللام وبالمهملة: ابن يحيى الكوفي، "ك"(22/ 104).
(4)
قوله: (يكره أن يقوم
…
) إلخ، وكان هذا ورعًا منه؛ لأنه ربما استحيى ذلك القائم فقام له من مجلسه من غير طيب قلبه، أو لأن الإيثار بالقرب خلاف الأولى فيمتنع من ذلك لئلا يرتكب أحد بسببه خلاف الأولى، قالوا: إنما يحمد الإيثار بحظوظ النفس وأمور الدنيا دون القربة، "ك"(22/ 105).
33 - بَابُ مَنْ قَامَ
(1)
مِنْ مَجْلِسِهِ أَوْ بَيْتِهِ، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ أَصْحَابَهُ، أَوْ تَهَيَّأَ لِلْقِيَامِ لِيَقُومَ النَّاسُ
6271 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ
(3)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زينَبَ بنتِ جَحْشٍ دَعَا النَّاسَ، طَعِمُوا، ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، قَالَ: فَأَخَذَ
(4)
كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ مَعَهُ مِنَ النَّاسِ، وَبَقِيَ ثَلَاثَةٌ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ لِيَدْخُلَ فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا فَانْطَلَقُوا، قَالَ:
"زينَبَ بنتِ جَحْشٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"زينَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ".
===
(1)
قوله: (باب من قام
…
) إلخ، أي: هذا باب يذكر فيه من قام من مجلسه وكان عنده ناس أطالوا الجلوسَ عنده، فاستحيا أن يقول لهم: قوموا، وهو معنى:"ولم يستأذن أصحابه"، "ع"(15/ 384).
(2)
أخو الحجاج بن سليمان.
(3)
بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام وبالزاي، اسمه: لاحق، "ك"(22/ 105).
(4)
قوله: (فأخذ) أي: طفق يتحرك "كأنه يتهيأ للقيام"، واستحيا أن يقول لهم: قوموا؛ لأنه على خلق عظيم، وفيه أنه لا ينبغي لأحد أن يطيل الجلوسَ بعد قضاء حاجته التي دخل لها، وفيه أن لصاحب الدار أن يقوم من عنده ويظهر التثاقل عليه، "ك"(22/ 105 - 106)، وفيه أنه لا ينبغي لأحد أن يدخل بيت غيره إلا بإذنه، وأن صاحب المنزل إذا خرج من منزله لم يكن للمأذون له في الدخول أن يقيم إلا بإذن جديد، والله أعلم، "فتح"(11/ 65).
فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَأَرْخَى الْحِجَابَ
(1)
بَيْنِي وَبَينَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}
(2)
[الأحزاب: 53]. [راجع: 4791].
34 - بَابُ الاحْتِبَاءِ
(3)
بِالْيَدِ وَهُوَ الْقُرْفُصَاءُ
6272 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ
(4)
، قَالَ:
"فَأَنْزَلَ اللَّهُ" في نـ: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى". "وَهُوَ الْقُرْفُصَاءُ" في هـ، ذ:"وَهِيَ الْقُرْفُصَاءُ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ".
===
(1)
أي: الستر.
(2)
قد مرَّ الحديث (برقم: 4791).
(3)
قوله: (باب الاحتباء
…
) إلخ، احتبى الرجل: إذا جمع ظهره وساقيه بعمامته، "والقرفصاء" بضم القاف وسكون الراء وفتح الفاء وضمها وبالمهملة ممدودًا ومقصورًا، "ك"(22/ 106)، إن كسرت القاف والفاء قصرته وإن ضممتهما مددته، "قس"(13/ 326)، ضرب من القعود. وإذا قلت: قعد فلان القرفصاء فكأنك قلت: قعد قعودًا مخصوصًا، وهو أن يجلس على أليتيه ويلصق فخذيه ببطنه ويحتبي بيديه فيضعهما على ساقيه، "ك"(22/ 106)، وقال ابن فارس وغيره: الاحتباء: أن يجمع ثوبه بظهره وركبتيه، وقيل: القرفصاء الاعتماد على عقبيه ومسّ أليتيه بالأرض، "قس".
(4)
قوله: (محمد بن أبي غالب) هو القومسي -بالقاف المضمومة وبعد الواو الساكنة ميم فمهملة-، نزل بغداد، وهو من صغار شيوخ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِفِنَاءِ
(2)
الْكَعْبَةِ مُحْتَبِيًا بِيَدِهِ هَكَذَا. [تحفة: 8260].
35 - بَابُ مَنِ اتَّكَأَ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِ
قَالَ خَبَّابٌ
(3)
: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ مُتَوَسدٌ بُرْدَةً، قُلْتُ: أَلَا تَدْعُو اللَّهَ؟ فَقَعَدَ.
"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ". "بِيَدِهِ" في نـ: "بِيَدَيْهِ". "قَالَ خَبَّابٌ" في نـ: "وَقَالَ خَبَّابٌ". "بُرْدَةً" في هـ، حـ، ذ:"بِبُرْدَةٍ".
===
البخاري، ومات قبله بست سنين، وليس له عنده سوى هذا الحديث [و] حديث آخر [في "كتاب التوحيد"، وله شيخ آخر]، يقال له: محمد بن أبي غالب الواسطي، "ف" (11/ 65). قوله:"محتبيًا بيده هكذا" وقع مختصرًا، والاحتباء قد يكون باليد وقد يكون باليدين، فظاهر هذا الحديث أنه كان باليد، وأما باليدين فقد رواه أبو داود من حديث أبي سعيد:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس احتبى بيديه"، "ع"(15/ 386).
(1)
بكسر المهملة وبالزاي: نسبة إلى حزام أحد أجداده، "ع"(15/ 385).
(2)
بكسر الفاء: ما امتد من جوانبها.
(3)
قوله: (خباب) بفتح الخاء المعجمة وشدة الموحدة الأولى: ابن الأرت بفتح الهمزة والراء وتشديد الفوقانية، الكوفي و"متوسد" هو من قولهم: وسدته الشيءَ فتوسَّده إذا جعله تحت رأسه، مرَّ الحديث في أواسط "باب علامات النبوة" (برقم: 2654)، قال: "شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم-
6273 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ
(1)
بْنُ الْمُفَضَّلِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْريُّ
(3)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ". قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ"
(5)
. [راجع: 2654].
6274 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ مِثْلَهُ، وَكَانَ
(6)
مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: "أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ"
(7)
،
"بِشْرٌ" في ز: "بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ".
===
وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا [له]: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ فقال: كان الرجل ممن كان قبلكم تحفر له الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق اثنين وما يصده عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر" إلى آخر الحديث، "ك" (22/ 106)
(1)
بكسر الموحدة.
(2)
على صيغة المفعول من التفضيل.
(3)
مصغرًا ومنسوبًا، اسمه: سعيد بن إياس.
(4)
اسمه: نفيع.
(5)
قوله: (عقوق الوالدين) فإن قلت: العقوق كيف يكون في درجة الإشراك، وهو كفر؟ قلت: أُدخلَ في سلكه تعظيمًا لأمر الوالدين وتغليظًا على العاقّ، أو المراد: أن أكبر الكبائر فيما يتعلق بحق الله الإشراك، وفيما يتعلق بحق الناس العقوق، قال تعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [سورة الإسراء: 23]، "ك"(22/ 107)، "ع"(15/ 387).
(6)
أي: النبي صلى الله عليه وسلم.
(7)
الزور: هو الباطل.
فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا
(1)
حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ
(2)
سَكَتَ. [راجع: 2654].
36 - بَابُ مَنْ أَسْرَعَ فِي مَشْيِهِ لِحَاجَةٍ أَوْ قَصْدٍ
(3)
6275 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ
(4)
، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(5)
: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ حَدَّثَهُ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، فَأَسْرَعَ، ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ
(6)
. [راجع: 851].
37 - بَابُ السَّرِيرِ
(7)
(8)
===
(1)
أي: هذه الكلمة.
(2)
أي: النبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
أي: مقصودٍ، وهو أعم من الحاجة، "خ".
(4)
هو: الضحاك.
(5)
عبد الله.
(6)
قوله: (ثم دخل البيت) تمامه: "ففزع الناس من سرعته، فخرج عليهم فقال: ذكرت شيئًا من تبرٍ عندنا، فكرهت أن يحبسني، فأمرت بقسمته"، "ك"(22/ 107).
(7)
هو ما ينام عليه، "خ".
(8)
قوله: (باب السرير) أي: هذا باب في بيان حكم اتخاذ السرير، وهو معروف، قال الراغب: إنه مأخوذ من السرور لأنه في الغالب لأولي النعمة، قال: وسرير الميت لشبهه [به] في الصورة وللتفاؤل بالسرور، وقد يعبر عن السرير بالملك ويجمع على أسرة وسرر بضمتين، "ع" (15/ 388). قوله:"فأنسل" بالرفع والشدة على صيغة المتكلم، عطف على "تكون". وفيه: جواز اتخاذ السرير، وجواز الصلاة فيه، وجواز اضطجاع المرأة بحضرة زوجها، كذا قال العيني (15/ 388 - 389).
6276 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ
(1)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(2)
، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَسطَ السَّريرِ، وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ بَيْنَهُ وَبَينَ الْقِبلَةِ تَكُونُ لِيَ الْحَاجَةُ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَقُومَ فَأَسْتَقْبِلَهُ
(3)
، فَأَنْسَلُّ
(4)
انْسِلَالًا. [راجع: 382، أخرجه: م 512، تحفة: 17642].
38 - بَابُ مَنْ أُلْقِيَ لَهُ وِسَادَةٌ
(5)
===
(1)
اسمه: سليمان.
(2)
اسمه: مسلم.
(3)
بالنصب، "ك"(22/ 108).
(4)
بالرفع، "ك"(22/ 108).
(5)
قوله: (باب من ألقي له وسادة) مرفوع بـ "ألقي"، وإنما ذكّر الضمير لأن تأنيث الوسادة غير حقيقي، والوسادة: المخدة، ويقال لها: وساد أيضًا، وهو بكسر الواو، وتقولها هذيل بالهمزة بدل الواو، "ع"(15/ 389)، وهي ما يوضع عليه الرأس وقد يتكأ عليه وهو المراد ها هنا، "فتح" (11/ 68). قوله:"حدثنا إسحاق" أي: ابن شاهين، بالمعجمة وكسر الهاء، الواسطي، "وخالد" هو ابن عبد الله الطحان، و"عمرو بن عون" بفتح المهملة دماسكان الواو وبالنون، و"خالد" الأول هو المذكور آنفًا، "وخالد" الثاني هو ابن مهران -بكسر الميم وتسكين الهاء-: الحذاء، و"أبو قلابة" بكسر القاف وخفة اللام وبالموحدة: عبد الله بن زيد الجرمي بفتح الجيم وإسكان الراء، و"أبو المليح" بفتح الميم وكسر اللام وبالمهملة: عامر بن أسامة الهذلي البصري، و"زيد" هو والد أبي قلابة، و"عبد الله بن عمرو" بن العاص كان يصوم الدهر كلَّه، "ك (22/ 108).
6277 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ. ح وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْمَلِيحِ
(2)
قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِيكَ
(3)
زَيْدٍ عَلَى عَبدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَحَدَّثَنَا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ لَهُ صَوْمِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ، فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ، وَصَارَتِ الْوِسَادَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ لِي:"أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ؟ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
(4)
(5)
، قَالَ: "خَمْسًا
(6)
"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "سَبْعًا"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "تِسْعًا"،
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ".
===
(1)
أي: ابن شاهين.
(2)
اسمه عامر، وقيل: زيد بن أسامة الهذلي، "ع"(15/ 389).
(3)
الخطاب لأبي قلابة، وهو عبد النه وأبوه زيد، "ع"(15/ 389).
(4)
أطيق أكثر من ذلك.
(5)
قوله: (قلت: يا رسول الله) فإن قلت: كيف مطابقته للسؤال؟ قلت: تتمته محذوف، أي: أطيق أكثر من ذلك يا رسول الله، أو: لا يكفيني ذلك، "ك"(22/ 108)، أي: ألتمس الزيا دة أو أستزيده، "خ"، قوله:"شطر الدهر" أي: نصف الدهر، وهو منصوب على الاختصاص، قوله:"صيام يوم" يجوز نصبه على الاختصاص، ويجوز رفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو صيام يوم وإفطار يوم. وإنما كان هذا أفضل لزيادة المشقة فيه إذ من سَرَدَ الصوم صار الصوم طبيعة فلا يحصل له مقاساة منه، "ع"(15/ 389 - 390).
(6)
أي: صم خمسًا من كل شهر.
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"إِحْدَى عَشَرَةَ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"لَا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ دَاوُدَ، شَطْرَ الدَّهْرِ، صِيَامُ يَوْمٍ، وَإِفْطَارُ يَوْمٍ"
(1)
. [راجع: 1131، أخرجه: م 1159، س 2402، تحفة: 8969].
6278 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ
(2)
، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ
(3)
،
"قَالَ: لَا صَوْمَ" في نـ: "فَقَالَ: لَا صَوْمَ". "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في ذ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى".
===
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 1981).
(2)
ابن هارون الواسطي.
(3)
قوله: (مغيرة) بضم الميم وكسرها، باللام ودونها: ابن مقسم بكسر الميم وفتح المهملة: الضبي، "ك"(22/ 109)، "ع" (15/ 390). و"أبو الدرداء" اسمه: عويمر بن مالك. قوله: "صاحب السرّ" قال الكرماني (22/ 109): السر هو سر النفاق، وهو أنه صلى الله عليه وسلم ذكر أسماء المنافقين وعيّنهم لحذيفة، وخصَّصه بهذه المنقبة؛ إذ لم يُطْلع عليه أحدًا غيره. قلت: المراد بالسر فيما قيل: إنه عليه السلام أسَرَّ إلى حذيفة بأسماء سبعة عشر من المنافقين لم يُعلمهم لأحد غيره، وكان عمر رضي الله عنه إذا مات مَن شَكَّ فيه رصد حذيفة، فإن خرج لجنازته خرج وإلا لم يخرج. قوله: "الذي أجاره الله
…
" إلخ، وذلك أنه دعا له بأمان من الشيطان وقال: "إنه طيِّب مطيَّب". قوله: "والوساد" في رواية الكشميهني: "والوسادة"، وكان ابن مسعود رضي الله عنه صاحب سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسادته ومطهرته، قال الكرماني: والمشهور بدل "الوساد": "السِّواد" بكسر السين المهملة، أي: السرار، أي: المسارّة، قال الخطابي: السِّواد: السرار، وهو ما روي
عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(1)
، عَنْ عَلْقَمَةَ: أَنَّهُ قَدِمَ الشَّامَ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ذَهَبْتُ إِلَى عَلْقَمَةَ إِلَى الشَّامِ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي جَلِيسًا
(3)
. فَقَعَدَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي كَانَ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ -يَعْنِي حُذَيْفَةَ
(4)
-؟ أَلَيْسَ فِيكُمْ -أَوْ
(5)
كَانَ فِيكُمُ- الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّيطَانِ -يَعْنِي عَمَّارًا
(6)
-؟ أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّوَاكِ وَالْوِسَادِ -يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ -؟ كَيفَ
(7)
كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرأُ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ؟
"ذَهَبْتُ إِلَى عَلْقَمَةَ إِلَى الشَّامِ" في نـ: "ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّامِ". "فَقَعَدَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ" في نـ: "فَقَعَدَ إِلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ". "وَالْوِسَادِ" في هـ، ذ:"وَالْوِسَادَةِ".
===
عنه عليه السلام [أنه] قال له: "إذنك علي أن ترفع الحجاب وتسمع سوادي"، وكان صلى الله عليه وسلم يختص عبد الله اختصاصًا شديدًا لا يحجبه إذا جاء ولا يرده إذا سأل، "ع"(15/ 390).
(1)
النخعي.
(2)
هشام بن عبد الملك.
(3)
التنوين للتعظيم، أي: جليسًا عظيمًا صالحًا، "ك"(22/ 109).
(4)
ابن اليمان.
(5)
شك من شعبة، "ع"(15/ 390).
(6)
ابن ياسر، "ع".
(7)
القائل بهذا هو أبو الدرداء، "ع"(15/ 390).
قَالَ: {وَالذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}
(1)
. فَقَالَ: مَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يُشَكِّكُونِّي، وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3287].
39 - بَابُ
(3)
الْقَائِلَةِ
(4)
بَعْدَ الْجُمُعَةَ
6279 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(5)
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
(6)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا نَقِيلُ وَنَتَغَدَّى
(7)
بَعْدَ الْجُمُعَةِ. [راجع: 938، أخرجه: د 1086، تحفة: 4683].
"أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنَا سُفْيَانُ".
===
(1)
قوله: (والذكر والأنثى) وكان أبو الدرداء يقرأ "والذكر والأنثى" بدون لفظ {وَمَا خَلَقَ} ، وأهل الشام كانوا يناظرونه على القراءة المشهورة المتواترة، وهي {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} ويشكِّكونه في قراءته الشاذة، وكان ابن مسعود موافقًا لأبي الدرداء فيها.
فإن قلت: ما وجه تعلق باب السرير والوسادة ونحوه بكتاب الاستئذان؟ قلت: لما كان المراد منه الاستئذان في دخول المنزل ذكر على سبيل التبعية ما يتعلق بالمنزل ويلابسه ملابسة، "ك"(22/ 109 - 110).
(2)
قد مرَّ الحديث (برقم: 3743).
(3)
وسقط لفظ "باب" لأبي ذر، فلفظ "القائلة" رفع.
(4)
أي: القيلولة، وهي: النوم بعد الظهيرة، "ك"(22/ 110).
(5)
الثوري.
(6)
اسمه: سلمة بن دينار، "ع"(15/ 391).
(7)
بالدال المهملة، أي: نأكل طعام الغداة.
40 - بَابٌ الْقَائِلَةُ فِي الْمَسْجِدِ
6280 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي تُرَابٍ، وَإِنْ
(1)
كَانَ لَيَفْرَحُ إِذَا دُعِيَ بِهَا
(2)
، جَاءَ رَسولُ اللَّهِ وكان صلى الله عليه وسلم يختص عبد الله اختصاصًا شديدًا لا يحجبه إذا جاء بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ:"أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ " فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ
(3)
عِنْدِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لإنْسَانٍ: "انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ "، فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ
(4)
رَاقِدٌ
(5)
. فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ وكان صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، وَقَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يمْسَحُهُ عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ:"قُمْ أَبَا تُرَابٍ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ" مرتين
(6)
. [راجع: 441].
"لَيَفْرَحُ" في نـ: "لَيَفْرَحُ بِهِ". "وَقَدْ سَقَطَ" في نـ: "قَدْ سَقَطَ".
===
(1)
مخففة.
(2)
أي: بالكنية، "ك"(22/ 111).
(3)
من القيلولة.
(4)
قوله: (هو في المسجد راقد) والغرض من الحديث ها هنا هو هذا. [قال المهلب]: وفيه: جواز النوم في المسجد من غير ضرورة، وعكسه غيرُه، وهو يظهر من سياق القصة، كذا في "الفتح"(11/ 70).
(5)
أي: نائم.
(6)
ظرف يقول.
41 - بَابُ مَنْ زَارَ قَوْمًا فَقَالَ
(1)
عِنْدَهُمْ
6281 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ: أَنَّ أُمَّ سُلَيمٍ كَانَتْ تَبسُطُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نِطَعًا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا
(3)
عَلَى ذَلِكَ النِّطْعِ
(4)
(5)
، فَإِذَا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَتْ مِنْ
"حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ" في نـ: "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ". "أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ". "فَإِذَا قَامَ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَإِذَا نَامَ" وزَاد قبله في نـ: "قَالَ".
===
(1)
من القيلولة أي: نام عندهم نصف النهار، "ع"(15/ 392).
(2)
قوله: (محمد بن عبد الله الأنصاري) ابن المثنى بن عبد الله بن أنس الأنصاري، والبخاري يروي عنه كثيرًا بغير الواسطة. "وثمامة" بضم الثاء المثلثة وتخفيف الميم: ابن عبد الله بن أنس، يروي عن جده أنس بن مالك، والحديث من أفراده، "ع" (15/ 392). قوله:"عن ثمامة أن أم سليم إلخ" على رواية أبي ذر بإسقاط أنس يكون الحديث مرسلًا؛ لأن ثمامة لم يدرك جدةَ أبيه أمَّ سليم، قال في "الفتح" (11/ 71): لكن دل قوله في آخر الحديث: "فلما حضر أنسَ بنَ مالك الوفاةُ أوصى إليّ أن يُجْعل في حنوطه"، على أن ثمامة حمله عن أنس فليس مرسلًا، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية ابن المثنى عن محمد بن عبد الله الأنصاري فقال في روايته: عن ثمامة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم، "قس"(13/ 333).
(3)
أي: عند أم سليم، وهي وأم حرام بنتا ملحان، وأخوهما أخوال النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أو النسب، "ع"(15/ 392)، "مجمع".
(4)
فيه أربع لغات: فتح النون وكسرها، بسكون الطاء وفتحها، "ك"(22/ 111).
(5)
بساط من الأديم، جمعه: نطوع وأنطاع، "خ".
عَرَقِهِ وَشَعَرهِ، فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ، ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ
(1)
(2)
، قَالَ: فَلَفَا حَضَرَ
(3)
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْوَفَاةُ أَوْصَى إِلَيَّ أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ، قَالَ
(4)
: فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ
(5)
. [تحفة: 507].
"أَوْصَى إِلَيَّ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَوْصَى".
===
(1)
نوع من الطيب.
(2)
قوله: (في سك) بضم السين المهملة وشدة الكاف، وهو نوع من الطيب يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل. فإن قلت: كيف كانت أم سليم تأخذ من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم؟ قلت: ليس معناه ما يتبادر الذهن إليه، بل هي كانت تجمع من شعره صلى الله عليه وسلم عما كان يتساقط عند الترجل وتجمعه مع عرقه في السك، وأحسن من هذا مِمّا يزيل هذا اللبس ما رواه محمد بن سعد بسند صحيح عن ثابت عن أنس:"أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حلق شعره بمنى أخذ أبو طلحة [شعرَه]، فأتى به أمَّ سليم، فجعلته في سكِّها"، وقيل: ذكر الشعر في هذا الحديث غريب، ولهذا لم يذكره مسلم، "ع"(15/ 392).
(3)
الظاهر أنه من كلام ثمامة.
(4)
أي: ثمامة.
(5)
قوله: (فجعل في حنوطه) الحنوط بفتح الحاء، وحكي ضمها وضمِّ النون، وهو طيب يصنع للميت خاصة، وفيه الكافور والصندل ونحو ذلك، وقال ابن الأثير: الحنوط والحناط واحد، وهو ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة، وفيه جواز القائلة للإمام والرئيس والعالم عند معارفه وثقات إخوانه، وأن ذلك مِمّا يثبت المودة ويؤكد المحبة، وفيه: طهارة شعر ابن آدم، وإنما أخذت أم سليم شعره وعرقه تبركًا به، وجعلته مع السك لئلا يذهب إذا كان العرق وحده، وجعله أنس في حنوطه تعوذًا به من المكاره، "ع"(15/ 392).
6282 و 6283 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا ذَهَبَ إِلَى قُبَاءَ
(2)
يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ
(3)
بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ، وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ
(4)
،
"حَدَّثَنِي مَالِكٌ" في ز: "قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ".
===
(1)
هو: ابن أبي أويس، "ع"(15/ 393).
(2)
منون مصروف ممدود على الأفصح، "ك"(22/ 111).
(3)
خالة أنس بن مالك نسبًا، وخالة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضاعًا، "ك"(22/ 112).
(4)
قوله: (وكانت تحت عبادة بن الصامت) ظاهره أنها كانت إذ ذاك زوجته، ولكن سبق في "باب غزو المرأة في البحر" من طريق أبي طوالة عن أنس أن تزوُّجَ عبادةَ لها بعد دخوله صلى الله عليه وسلم عندها، وفي "مسلم":"فتزوج بها عبادة بعد"، وجمع بان المرادَ بقوله ها هنا:"وكانت تحت عبادة" الإخبارُ عما آل إليه الحال بعد ذلك، "قس" (13/ 335). قوله:"ثبج هذا البحر" بفتح المثلثة والموحدة والجيم: هوله أو معظمه أو وسطه، ولمسلم:"يركبون ظهر البحر" أي: يركبون السفن التي تجري على ظهره، ولما كان جري السفن غالبًا إنما يكون في وسطه، قيل: المراد وسطه وإلا فلا اختصاص لوسطه بالركوب، "قس". قوله:"ملوكًا على الأسرة" جمع السرير، وملوكًا منصوب في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذر مرفوع، وجه النصب بنزع الخافض، أي: مثل ملوك، ووجه الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: يركبون ثبج هذا البحر، هم ملوك، بمعنى كأنهم ملوك، وقال أبو عمر [أي: ابن عبد البر]: أراد -والله أعلم- أنه رأى الغزاة في البحر من أمته ملوكًا على الأسرة في الجنة، "ع"(15/ 395)، "ف"(11/ 74)، وقد مرَّ الحديث (برقم: 2877).
فَدَخَلَ يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَضْحَكُ
(1)
، قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: "نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً
(2)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ
(3)
هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكًا عَلَى الأَسِرَّةِ، -أَوْ قَالَ: مِثْلُ الْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ، يَشُكُّ إِسْحَاقُ
(4)
- ". قُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَمهُ فَنَامَ، ثُمَّ اسْتَيقَظَ يَضْحَكُ. فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: "أَنْتِ مِنَ الأَوَّلينَ"، فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ زَمَانَ مُعَاوِيَةَ
(5)
(6)
، فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنَ الْبَحْرِ، فَهَلَكَتْ. [راجع: 2788، 2789 أخرجه: م 1912، د 2491، ت 1645، س 3172، تحفة: 199].
"فَقَالَ: نَاسٌ" في نـ: "قَالَ: نَاسٌ". "مُلُوكًا" في نـ: "مُلُوكٌ". "يَشُكُّ" في نـ: "شَكَّ". "قُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ" في ذ: "فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ". "زَمَانَ مُعَاوِيَةَ" في ذ: "فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ".
===
(1)
حال.
(2)
جمع غاز نصب على الحال.
(3)
بفتح الثاء المثلثة والموحدة وبالجيم: الوسط، "ع"(15/ 393).
(4)
هو: الراوي عن أنس.
(5)
حين كان معاوية أميرًا من جهة عثمان.
(6)
قوله: (زمان معاوية) يعني في إمارة معاوية، وليس في زمن ولايته الكبرى، وقال ابن الكلبي: كانت هذه الغزوة لمعاوية سنة ثمان وعشرين، "ع"(15/ 393).
42 - بَابُ الْجُلُوسِ كيفَمَا تَيَسَّرَ مِنْهُ
(1)
6284 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَينِ
(3)
، وَعَنْ بَيْعَتَينِ: اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَالاحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيسَ عَلَى فَرْجِ الإِنْسَانِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَالْمُلَامَسَةِ، وَالْمُنَابَذَةِ.
"قَالَ: نَهَى" سقط لفظ "قَالَ" في نـ.
===
(1)
قوله: (باب الجلوس كيفما تيسَّر) أي: باب في بيان جواز الجلوس كيفما تيسر، ويستثنى منه ما نهى عنه في حديث الباب على ما يأتي الآن، ومطابقة الحديث للترجمة من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم خصَّ النهي بحالتين، فمفهومه أن ما عداهما ليس منهيًا عنه؛ لأن الأصل عدم النهي، والأصل الجواز فيما تيسَّر من الهيئات والملابس إذا ستر العورة، وعن طاوس: أنه كان يكره التربع ويقول: هو جلسة مهلكة، "ع"(15/ 393 - 394).
قوله: "اشتمال الصماء" بتشديد الميم وبالمد، ومرَّ في "كتاب اللباس": أن الصماء أن يجعل ثوبه على أحد عاتقيه فيبدو أحد شقيه ليس عليه ثوب، واللبسة الأخرى احتباؤه بثوبه وهو جالس ليس على فرجه منه شيء. "والملامسة": لمسُ الرجل ثوبَ الآخر بيده بالليل أو بالنهار. "والمنابذة": أن ينبذ الرجل إلى الرجل ثوبَه [وينبذ الآخر ثوبَه] ويكون ذلك بيعهما من غير نظر، "ك"(22/ 113)، "ع"(15/ 394)، ثم ادَّعى المهلَّب أن النهي عن هاتين اللبستين خاص بحالة الصلاة لكونهما لا يستران العورة في الخفض والرفع، وأما الجالس في غير صلاة فلا حرج عليه، "فتح"(11/ 79).
(2)
ابن عيينة.
(3)
بكسر اللام.
تَابَعَهُ مَعْمَرٌ
(1)
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَعَئدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ
(2)
عَنِ الزُّهْرِيِّ. [راجع: 367، أخرجه: د 3377، س 4515، ق 2170، تحفة: 4154].
43 - بَابُ مَنْ نَاجَى
(3)
بَيْنَ يَدَي النَّاسِ، وَمَنْ لَمْ يُخْبِرْ
(4)
بِسِرْ صَاحِبِهِ، فَإِذَا مَاتَ أَخْبَرَ بِهِ
6285 -
6286 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ
(5)
===
(1)
ابن راشد.
(2)
بالتصغير.
(3)
أي: خاطب غيره وحدث معه سرًا.
(4)
قوله: (ومن لم يخبر
…
) إلخ، والحاصل: أن الترجمة مشتملة على شيئين لم يوضح الحكم فيهما اكتفاء بما في الحديث؛ أما الأول: فحكمه جواز مساررة الواحد بحضرة الجماعة، وليس ذلك من نهيه عن مناجاة الاثنين دون الواحد؛ لأن المعنى الذي يخاف من ترك الواحد لا يخاف من ترك الجماعة، وذلك أن الواحد إذا تساررا دونه وقع بنفسه أنهما يتكلمان فيه بالسوء ولا يتفق ذلك في الجماعة، وأما الثاني: فحكمه أنه لا ينبغي إفشاء السر إذا كانت فيه مضرة على المُسِرِّ؛ لأن فاطمة رضي الله عنها لو أخبرت بما أَسَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم إليها في ذلك الوقت يعني في مرض موته من قرب أجله لحزنت نساؤه بذلك حزنًا شديدًا، وكذا لو أخبرتهن بأنها سيدة نساء المؤمنين لعظم ذلك عليهن فاشتد حزنهن، ولما أَمِنَت فاطمة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرت بذلك. وهذا حاصل معنى الترجمة المذكورة، وبه يتضح أيضًا معنى الحديث، "ع"(15/ 394).
(5)
بفتح العين: الوضاح بن عبد الله، "ع"(15/ 395).
قَالَ: حَدَّثَنَا فِرَاسٌ
(1)
، عَنْ عَامِرٍ
(2)
، عَنْ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ
(3)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أ عنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ
(4)
مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي، لَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَى
(5)
مَشْيَتُهَا
(6)
مِنْ مَشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ
(7)
قَالَ: "مَرْحَبًا بِابْنَتِي"، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ
(8)
عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا
(9)
فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا،
"لَا وَاللَّهِ" في هـ، ذ:"وَلَا وَاللَّهِ". "قَالَ: مَرْحَبًا" في ذ: "وَقَالَ: مَرْحَبًا"، وفي نـ:"فَقَالَ: مَرْحَبًا".
===
(1)
بكسر الفاء وتخفيف الراء وبالسين المهملة: ابن يحيى المكتب الكوفي، "ع"(15/ 395).
(2)
هو ابن شراحيل الشعبي. ["قس" (13/ 389)].
(3)
منصوب على الاختصاص، "ع"(15/ 395).
(4)
على بناء- المجهول، من المغادرة وهو الترك.
(5)
قوله: (ما تخفى مشيتها
…
) إلخ، أي: ما كانت مشيتها تتميز عن مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كانت مشيتها [مماثلة] لمشية رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنهما متحدتان. قوله:"ثم أنت تبكين"، أي: هذه العناية المخصوصة بك ليست سبب البكاء بل من أسباب الفرح فَلِمَ تبكين؟ قدمت هذا الكلام تمهيدًا للسؤال الذي يأتي بعدُ، "خ".
(6)
بكسر الميم، يعني: كان مشيها مماثلًا لمشي رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ك"(22/ 113).
(7)
أي: قال لها: مرحبًا.
(8)
للشك.
(9)
أي: كلمها سرًّا.
فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، إِذَا هِيَ
(1)
تَضْحَكُ، فَقُلْتُ لَهَا: أَنَا مِنْ نِسَائِهِ، خَصَّكِ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ! فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهَا عَمَّا سَارَّكِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ
(2)
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ
(3)
(4)
عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِنِي، قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فَأَخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الأَمْرِ الأَوَّلِ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي: أَنَّ جِبرَئِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، "وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي
(5)
بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، فَلَا أَرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ،
"إِذَا هِيَ" في ذ: "فَإِذَا هِيَ". "مِنْ نِسَائِهِ" في نـ: "مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ". "عَمَّا سَارَّكِ" في هـ، ذ:"عَمَّ سَارَّكِ". "فَلَمَّا تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم " سقطت التصلية في نـ. "أَخْبَرْتِنِي" في سـ، حـ، ذ:"أَخْبَرْتِينِي". "الْقُرْآنَ" في نـ: "بِالْقُرْآنَ". "فَلَا أَرَى" في نـ: "وَلَا أَرَى".
===
(1)
كلمة "إذا" للمفاجأة، ويروى "فإذا هي" بالفاء، "ع"(15/ 395).
(2)
من الإفشاء، وهو الإظهار.
(3)
أي: أقسمت.
(4)
قوله: (عزمت) أي: أقسمت. قوله: "بما لي" الباء فيه للقسم. قوله: "لما أخبرتني" بمعنى: إلا أخبرتني، وكلمة "لَمّا" ها هنا حرف استثناء تدخل على الجملة الاسمية نحو قوله تعالى:{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] فيمن شدد الميم، وعلى الماضي لفظًا لا معنى نحو أنشدك الله لما فعلت، أي: ما أسألك إلَّا فعلك، وها هنا أيضًا بمعنى: لا أسألك إلا إخباركِ بما سارَّك رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ع"(15/ 395).
(5)
مرَّ تحقيقه (برقم: 4998).
فَاتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ"، قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي
(1)
سَارَّنِي الثَّانِيَةَ فَقَالَ: "يَا فَاطِمَةُ أَلَا تَرْضَينَ أَنْ تَكُونِي
(2)
سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ -أَوْ؟ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذ الأُمَةِ-؟ ". [راجع: 3623 و 3624].
44 - بَابُ الاسْتِلْقَاءِ
(3)
"فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ" في نـ: "قَالَ: يَا فَاطِمَةُ". "نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ" في هـ، ذ:"نِسَاءِ الْمُؤْمِنَاتِ".
===
(1)
الجزع: قلة الصبر، وقيل: نقيض الصبر، وهو الأصح، "ع"(15/ 395).
(2)
مرَّ الحديث مع تحقيق فضيلتها (برقم: 3625 و 3767).
(3)
قوله: (باب الاستلقاء) وهو النومُ على القفا ووضعُ الظَهر على الأرض، وهذا الباب فيه خلاف، وقد وضع الطحاوي لهذا بابًا وبَيَّن فيه الخلاف، فروى حديث جابر من خمس طرق:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى"، ورواه مسلم ولفظه:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اشتمال الصمَّاء والاحتباء في ثوب واحد، وأن يرفع الرجل إحدى رجليه على الأخرى، وهو مستلق على ظهره"، ثم قال الطحاوي: فكره قوم وضع إحدى الرجلين على الأخرى، وقد احتجوا في ذلك بالحديث المذكور. قلت: أراد بالقوم هؤلاء: محمدَ بنَ سيرين ومجاهدًا وطاوسًا وإبراهيم النخعي. قال: وخالفهم في ذلك آخرون فلم يروا بذلك بأسًا، واحتجوا في ذلك بحديث الباب، وهم: الحسن البصري والشعبي وسعيد بن المسيب ومحمد ابن الحنفية، وأطال الكلام في هذا الباب، وملخصه: أن حديث الباب نسخ حديثَ جابر، وقيل: يجمع بينهما بأن محل النهي حيث تبدو العورة، والجواز حيث لا تبدو، والله أعلم، "ع"(15/ 397).
6287 -
حَدَّثنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ
(2)
: رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ مُسْتَلْقِيًا
(3)
، وَاضِعًا
(4)
إِحْدَى رِجْلَيهِ عَلَى الأُخْرَى. [راجع: 475].
45 - بَابٌ لَا يَتَنَاجَى
(5)
اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ
(6)
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ
(7)
فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ
"عَنْ عَمِّهِ" في نـ: "عَنْ عَمِّهِ قَالَ". "عَلَى الأُخْرَى" في نـ: "عَنِ الأُخْرَى". "وَقَوْلُهُ تَعَالَى" في ذ: "وَقَالَ عز وجل".
===
(1)
ابن عيينة.
(2)
عبد الله بن زيد الأنصاري.
(3)
حال؛ لأنّ "رأيت" من رؤية البصر.
(4)
حال أيضًا، إما مترادفة أو متداخلة.
(5)
أي: لا يتخاطب أحدهما للآخر سرًّا.
(6)
إلا بإذنه.
(7)
قوله: " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ} ) قال الزمخشري: خطاب للمنافقين الذين آمنوا بألسنتهم، ويجوز أن يكون للمؤمنين، أيْ إذا تناجيتم بالسر تناجوا
(1)
بالبر والتقوى. قوله: " {إِنَّمَا النَّجْوَى} " أي: التناجي {مِنَ الشَّيْطَانِ} أي: من تزيينه {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} بما يبلغهم من إخوانهم الذين خرجوا [في السرايا] من قتل أو موتٍ أو هزيمة. {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} أي: إرادته. قوله: " {فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} " عن ابن عباس: وذلك أن الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكثروا حتى شقوا عليه، فأدَّبَهُم الله تعالى وخاطبهم بهذه الآية، وأمرهم أن لا يناجوه حتى يقَدِّمُوا الصدقة،
(1)
كذا في الأصل، وفي "عمدة القاري":"إذا تناجيتم فلا تتشبهوا بأولئك في تناجيهم بالشر وتناجوا".
وَالْعُدْوَانِ}. إِلَى قَوْلِهِ: {فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [لمجادلة: 9]. وَقَوْلُهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المجادلة: 12].
6288 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةٌ
(1)
فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ
(2)
"
(3)
. [أخرجه: م 169، تحفة: 8372].
"أَخْبَرَنَا مَالِكٌ" في ذ: "أَنْبَأنَا مَالِكٌ". "فَلَا يَتَنَاجَ" كذا في هـ، وفي نـ:"فَلَا يَتَنَاجَى".
===
فاشتد ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الرخصة. وقال مجاهد: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا علي رضي الله عنه قدم دينارًا فتصدق به فنزلت الرخصة ونسخت الصدقة. وعن مقاتل بن حيان: إنما كان ذلك عشر ليال ثم نسخ. وعن الكلبي: ما كانت إلا ساعة من نهار، "ع"(15/ 397). والأمر بتقديم الصدقة على النجوى كان للوجوب فنسخ، وقال بعض الأصوليين: الوجوب إذا نسخ بقي الندب، "ك"(22/ 115).
(1)
بالرفع، ولأبي ذر بالنصب خبر كان، والأول على أنها تامة، "قس"(12/ 341).
(2)
أي: إلا باذنه.
(3)
قوله: (دون الثالث) لأنه ربما يتوهم أنهما يريدان به غائلة. وفيه: أدب المجالسة وإكرام الجليس، "ك"(22/ 115)، فإن فيه كسرًا لقلبه وشباهة لاطراده
(1)
، ثم إن من الأخلاق أنه إذا رأى رجل أن الاثنين يتناجيان فعليه أن ينحرف منهما، "خ".
(1)
كذا في الأصل، والظاهر:"وشبهًا لطرده".
46 - بَابُ حِفْظِ السِّرِّ
(1)
6289 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَّاحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سِرًّا فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدَهُ
(2)
، وَلَقَدْ سَأَلَتْنِي أُمّ سُلَيْمٍ فَمَا أَخْبَرْتُهَا بِهِ
(3)
. [أخرجه: م 2482، تحفة: 879].
47 - بَابٌ إِذَا كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةٍ فَلَا بَأْسَ بِالْمُسَارَّةِ وَالْمُنَاجَاةِ
"حِفْظِ السِّرِّ" في ذ: "كِتْمَانِ السِّرِّ".
===
(1)
يعني ترك إفشائه وإظهاره.
(2)
أي: بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
قوله: (فما أخبرتها به) وهذه مبالغة في الكتمان، لأنه لما كتم عن أمه فعن غيرها بالطريق الأولى، "ك"(22/ 116)، قال بعضهم: كان هذا الستر يختص بنساء النبي
(1)
صلى الله عليه وسلم، وإلَّا فلو كان من العلم ما وسع أنسًا كتمانه. وفي "الفتح": انقسام كتمان السر بعد [موت] صاحبه إلى ما يباح، وقد يستحب ذكره ولو كره صاحبه، كان يكون فيه تزكية له من كرامة أو منقبة، وإلى ما يكره مطلقًا، وقد يحرم وهو ما إذا كان على صاحبه منه ضرر وغضاضة، وقد يجب ذكره كحقٍّ عليه كان [يعذر] بترك القيام به، فيرجى بعده إذا ذكر لمن يقوم به عنه [أن يفعل ذلك]. والحديث قد أخرجه مسلم في "الفضائل" (ح: 2482)، "قس"(13/ 342).
(1)
في الأصل: بنبينا صلى الله عليه وسلم.
6290 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ
(1)
، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(2)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(3)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كُنْتُمِ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ رَجُلَانِ دُونَ الآخَرِ، حَتَّى تَخْتَلِطُوا
(6)
بِالنَّاسِ؛ أجْلَ
(7)
أَنْ يُحْزُنَهُ
(8)
"
(9)
. [أخرجه: م 2184، تحفة: 9302].
"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ" في ذ: "حَدَّثَنِي عُثْمَانُ". "قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ: قَالِ النَّبِيُّ". "فَلَا يَتَنَاجَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَلَا يَتَنَاجَى". "أَجْلَ أَنْ يُحْزُنَهُ" في نـ: "مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزُنَهُ".
===
(1)
ابن أبي شيبة.
(2)
ابن عبد الحميد.
(3)
ابن المعتمر.
(4)
اسمه: شقيق بن سلمة.
(5)
ابن مسعود.
(6)
أي: تختلط الثلاثة بغيرهم سواء كان الغير واحدًا أو أكثر، "ع"(15/ 399)، "قس"(13/ 342).
(7)
أي: من أجل النبي أن يحزنه، "خ".
(8)
من الحزن أو الإحزان.
(9)
قوله: (أن يحزنه) وذلك لأنه مشعر بقلة الالتفات إليه، وإما لخوفه من ذلك، وفي بعضها "أَجْلَ" بفتح اللام وحذف "من" منه. فإن قلت: ما وجه دلالته على الترجمة؟ قلت: مفهومه: إن لم يكن ثلاثة بل أكثر يتناجى اثنان منهم. الخطابي: السبب فيه أنه إذا بقي فردًا حزن إن لم يكن شريكهم فيها، ولعله قد يسوء ظنه بهما، فأرشد صلى الله عليه وسلم إلى الأدب وإلى محافظة حقه وإلى إكرام مجلسه، وقيل: إنما يكره ذلك في السفر لأنه مظنة التهمة، وأما إن كانوا بحضرة الناس فإن هذا المعنى مأمون، "ك"(22/ 116).
6291 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ
(1)
، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبدِ اللَّهِ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا قِسْمَةً، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ! قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ لآتِيَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي مَلأٍ
(2)
، فَسَارَرْتُهُ
(3)
، فَغَضبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ
(4)
، ثُمَّ قَالَ:"رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى مُوسَى، أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ". [راجع: 3150، أخرجه: م 1062، تحفة: 9264].
48 - بَابُ طُولِ النَّجْوَى
وَقَولِهِ: {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} [الإسراء: 47]: مَصْدَرٌ مِنْ نَاجَيتُ،
"قَسَمَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَال: قَسَمَ النَّبِيُّ". "فَقَال رَجُل" في نـ: "قَال رَجُلٌ". "أَمَا وَاللَّهِ" لفظ "أما" ثبت في سـ، حـ. "مَصْدَرٌ مِنْ نَاجَيْتُ
…
" إلخ، ثبت في سـ.
===
(1)
اسمه: محمد بن ميمون.
(2)
أي: جماعة.
(3)
قوله: (فساررته) والغرض من الحديث: قوله: "فأتيته وهو في ملأ فساررته" لأن فيه دلالة على أن أصل المنع يرتفع إذا بقي جماعة لا يتأذون بالسرار، نعم إذا أذن من بقي ارتفع المنع، "قس" (13/ 343). فإن قلت: ما وجه مناسبة هذا الباب ونحوه بكتاب الاستئذان؟ قلت: من جهة أن مشروعية الاستئذان هو لئلا يطلع الأجنبي على أحوال داخل البيت، أو أن الغالب أن المناجاة لا تكون إلا في البيوت والمواضع الخالية الخاصة، فذكره على سبيل التبعية للاستئذان، "ك"(22/ 117)، "ع"(15/ 400).
(4)
مرَّ الحديث (برقم: 3405).
فَوَصَفَهُمْ بِهَا
(1)
، وَالْمَعْنَى: يَتَنَاجَوْنَ.
6292 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيز، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَجُلٌ يُنَاجِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا زَالَ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَامَ أَصْحَاُبهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. [راجع: 642، أخرجه: م 376، تحفة: 1023].
49 - بَابٌ لَا تُتْرَكُ
(2)
النَّارُ فِي الْبَيْتِ عِنْدَ النَّوْمِ
6293 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا تَتْرُكُوا النَّارَ
(3)
فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ"
(4)
. [أخرجه: م 2015، د 5246، ت 1813، ق 3769، تحفة: 6814].
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "مَا زَالَ يُنَاجِيهِ" في ذ: "فَمَا زَالَ يُنَاجِيهِ". "لَا تُتْرَكُ النَّارُ" في نـ: "لَا يَتْرُكِ النَّارَ".
===
(1)
أي: هو من باب المبالغة، مثل: زيد عدل، أي: ذو نجوى.
(2)
أوله مثناة فوقانية على البناء المجهول، وبفتحة مثناة تحتانية بصيغة النهي المفرد.
(3)
قوله: (لا تتركوا النار) هذا عام يدخل فيه نار السراج وغيره، وأما القناديل المعلقة في المساجد وغيرها إذا أمن الضرر -كما هو الغالب- فالظاهر أنه لا بأس بها، "ع"(15/ 401)، "ك"(22/ 117).
(4)
قيد به لحصول الغفلة به غالبًا، "قس"(13/ 345).
6294 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ
(1)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
(3)
، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ
(4)
مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ
(5)
بِشَأْنِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ
(6)
، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ". [أخرجه: م 2516، ق 3770، تحفة: 9048].
6295 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ كَثِيرٍ -هُوَ ابنُ شِنْظِيرٍ
(7)
-، عَنْ عَطَاءٍ
(8)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ قَالَ:
"فَقَالَ: إِنَّ" في نـ: "قَالَ: إِنَّ".
===
(1)
يروي عن جده.
(2)
ابن أبي بردة بن أبي موسى.
(3)
اسمه: عامر.
(4)
لم أقف على اسمهم، "قس"(13/ 345).
(5)
أي: أخبر بحالهم.
(6)
قوله: (هي عدو لكم) يستوي فيه المذكر والمؤنث والمثنى والجمع، وقال ابن العربي: معنى كون النار عدوًّا لنا أنها تنافي أبداننا وأموالنا منافاةَ العدو، وإن كانت لنا بها منفعة لكن لا تحصل لنا إلا بواسطة، فأطلق أنها عدو لنا لوجود معنى العداوة فيها، قلت: أوضح منه أن يقال: إذا ظفرت بنا في أي وقت كانت وأي مكان كانت تحرقنا، "ع"(15/ 401).
(7)
بكسر المعجمتين وإسكان النون بينهما والتحتانية وبالراء: الأزدي البصري، "ك"(22/ 118).
(8)
ابن أبي رباح، "قس"(13/ 345).
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَمِّرُوا
(1)
(2)
الآنِيَةَ وَأَجِيفُوا
(3)
الأَبْوَابَ، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ؛ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتِ الْفَتِيلَةَ
(4)
فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ". [راجع: 3280، أخرجه: د 3733، ت 2857، تحفة: 2476].
50 - بَابُ إِغْلَاقِ الأَبْوَابِ بِاللَّيْلِ
6296 -
حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ أَبِي عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامْ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ، وَغَلِّقُوا
(5)
الأَبْوَابَ،
"إِغْلَاقِ الأَبْوَابِ" كذا في هـ، مه، جا، صـ، وفي ذ:"غَلْقِ الأَبْوَابِ". "قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"عَنْ عَطَاءٍ". "قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "غَلِّقُوا" كذا في سـ، حـ، وفي هـ، ذ:"أَغْلِقُوا".
===
(1)
التخمير بمعنى التغطية والستر، "خ".
(2)
قوله: (خمروا) أمر من التخمير -بالخاء المعجمة- وهو التغطية. "وأجيفوا" أمر من الإجافة بالجيم والفاء وهو الرد، يقال: أجفت الباب، أي: رددته. الأمر والنهي في هذا الحديث للإرشاد، وقد يكون للندب، وجزْمُ النووي أنه للإرشاد لكونه مصلحة دنيوية، اعترض عليه بأنه قد يفضي إلى مصلحة دينية، وهي حفظ النفسِ المحرمُ قتلها والمالِ المحرمُ تبذيره، "ع" (15/ 402). قوله:"فإن الفويسقة" بضم الفاء وفتح الواو، تصغير الفاسق: الخارج عن الاعتدال، توصف به الفأرة لشدة فسادها وإفسادها غالبًا للأمور الشريفة، "خ".
(3)
الإجافة: الرد والإغلاق.
(4)
أي: فتيلة المصباح.
(5)
من التغليق.
وَأَوْكُوا
(1)
الأَسْقِيَةَ
(2)
، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ" -قَالَ هَمَّامٌ: وَأَحْسِبُهُ
(3)
قَالَ:- "وَلَوْ بِعُودٍ". [راجع: 3280، تحفة: 2492].
51 -
بَابُ الْخِتَانِ
(4)
"وَلَوْ بِعُودٍ" في هـ، ذ:"وَلَوْ بِعُودٍ يعرُضه"[أي: أحدكم، "قس" (13/ 347)].
===
(1)
به بنديد. [بالفارسية].
(2)
قوله: (وأوكوا الأسقية) أمر من الإيكاء، وهو: الشد والربط، والأسقية جمع سقاء، وهي: القِربة، وفائدته: صيانته من الشيطان، فإنه لا يكشف غطاء ولا يحل سقاء، ومن الوباء الذي ينزل من السماء في ليلة من السنة كما ورد به الحديث، والأعاجم يقولون: تلك الليلة في كانون الأول، ومن المقذرات والحشرات، "ك"(22/ 118)، "ع" (15/ 402). قوله:"قال همام" وهو الراوي المذكور، "أحسبه" أي: أظنُّ عطاء بأنه "قال: ولو بعود" أي: ولو تخمرونه بعود، ويروى "بعود تعرضه" أي: تضعه عليه بعرضه، ويراد به أن التخمير يحصل بذلك، "ع"(15/ 402).
(3)
أي: أظن عطاء.
(4)
قوله: (باب الختان) أي: هذا باب في بيان الختان بعد كبر الرجل - يروى "بعد ما كبر"- وفي بيان نتف الإبط. قال الكرماني: وجه ذكر هذا الباب في "كتاب الاستئذان" هو أن الختان لا يحصل إلا في الدور والمنازل الخاصة ولا يدخل فيها إلا بالاستئذان، "ع" (15/ 403). "الفطرة" أي: سُنَّة الأنبياء عليهم السلام الذين أمرنا أن نقتدي بهم، وأول من أُمِرَ بها إبراهيم عليه السلام، قال تعالى:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [البقرة: 124]: والتخصيص بالخمس لا ينافي الرواية القائلة بأنها عشرة: السواك، وغسل البراجم، والمضمضة، والاستنشاق، والاستنجاء، وهذه الخمسة، وفيه روايات أخر. قوله:"الختان" هو واجب على أظهر الأقوال عند الشافعية
بَعْدَ مَا كَبِرَ
(1)
وَنَتْفِ الإِبْطِ
(2)
6297 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قُزَعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الْخِتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ
(3)
، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ
(4)
، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ"
(5)
. [راجع: 5889، تحفة: 13104].
6298 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(7)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(8)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
"بَعْدَ مَا كَبِرَ" في ز: "بَعْدَ الْكِبَرِ".
===
على الرجال والنساء، وفي قول: سُنَّة، وبه قال مالك والكوفيون، وفي قول: واجب على الرجال دون النساء، وقد روي مرفوعًا:"الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء"، لكن هذا ضعيف ["رواه أحمد" (5/ 75)، و"البيهقي" (8/ 324 - 325)]، "ع"(15/ 403).
(1)
بكسر الموحدة.
(2)
بسكون الموحدة وبكسرها.
(3)
أي: استعمال الحديد لحلق العانة، "ك"(119/ 22)، "ع"(15/ 403).
(4)
مرَّ الحديث (برقم: 5889).
(5)
أي: قصها.
(6)
الحكم بن نافع.
(7)
عبد الله بن ذكوان.
(8)
عبد الرحمن بن هرمز.
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً
(1)
، وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ"
(2)
مُخَفَّفَةً.
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ وَقَالَ:"بِالْقَدُّومِ" وَهُوَ مَوضِعٌ. [راجع: 3356، تحفة: 13765].
6299 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ الرَّحِيمِ
(3)
قَالَ:
"حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ" زاد قبله في نـ: "قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ". "وَهُوَ مَوضِعٌ" زاد بعده في ذ: "مشدد". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "عَبْدِ الرَّحِيمِ" في ز: "عَبْدِ الرَّحمنِ".
===
(1)
قوله: (بعد ثمانين سنة) وقع في "الموطأ" عن أبي هريرة: "أن إبراهيم أول من اختتن، وهو ابن عشرين ومائة، واختتن بالقدوم، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة"، وأكثر الروايات أنه اختتن وهو ابن ثمانين سنة، وجمع في "الفتح" بينهما على تقدير تساوي الحديثين في الرتبة، باحتمال أن يكون المراد بقوله:"وهو ابن ثمانين": من وقت فراق قومه وهجرته من العراق إلى الشام، وأن الرواية الأخرى وهو ابن مائة وعشرين من مولده، أو أن بعض الرواة رأى مائة وعشرين فظنها مائة إلا عشرين أو بالعكس، "قس" مختصرًا (13/ 349). [في "التوضيح" (29/ 161): إنما اختتن إبراهيم وقت أوحي إليه بذلك وأمر به ففعل].
(2)
قيل: هو آلة النجّار، وقيل: هو اسم موضع، وقيل: بتخفيف الدال: الآلة، وبالتشديد: الموضع. لعله اتفق لإبراهيم عليه السلام الأمران، يعني: أنه اختتن بالآلة وفي الموضع، "ع"(15/ 404).
(3)
المشهور بصاعقة.
أَخْبَرَنَا عَبَّادُ
(1)
بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْرَائيلَ
(2)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(3)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ مَخْتُونٌ. قَالَ: وَكَانُوا لَا يَخْتُنُونَ
(4)
الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ
(5)
. [طرفه: 6300، تحفة: 5589].
"أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى" في نـ: "أَنْبَأنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى"، وزاد في نـ:"الْخُتَّلِيُّ".
===
(1)
قوله: (أخبرنا عباد) بفتح المهملة وشدة الموحدة: ابن موسى الخُتَّلي -بضم الخاء المعجمة وفتح التاء المثناة من فوق المشددة-، من الطبقة السفلى من شيوخ البخاري. قوله:"مثل من أنت"، أي: سنك مثل سنِّ من، أي: في أيِّ سنٍّ كنت؟. قوله: "مختون" أي: وقع عليَّ الختان، ومراده: أنه كان أدرك حين ختن، وبيَّن ذلك بقوله:"وكانوا لا يختنون" أي: كانت عادتهم أنهم لا يختنون صبيانهم إلا إذا أدركوا، قيل: قوله: "وكانوا
…
" إلخ، مدرج، وَرُدَّ بأن الأصل أنه من كلام من نقل عنه الكلام السابق. فإن قلت: قد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس: "قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر"، وروى عنه عبيد الله بن عبد الله: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى وقد ناهزت الاحتلام "؟ قلت: الصحيح المحفوظ أن عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان ثلاث عشرة سنة؛ لأن أهل السير قد صحَّحوا أنه ولد بالشعب، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وأما قوله: "وأنا ابن عشر" فمحمول على إسقاط الكسر، على أنه روى أحمد من طريق آخر عنه: أنه كان حينئذ ابن خمس عشرة سنة، "ع" (15/ 404 - 405).
(2)
ابن يونس.
(3)
عمرو بن عبد الله السبيعي.
(4)
بضم الفوقية وكسرها.
(5)
أي: حين يبلغ، أي: البلوغ، "ك"(22/ 120).
6300 -
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ
(1)
: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأَنَا خَتِينٌ. [طرفه: 6299].
52 - بَابٌ كُلُّ لَهْوٍ بَاطِلٌ إِذَا شَغَلَهُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ
(2)
===
(1)
عبد الله.
(2)
قوله: (إذا شغله عن طاعة الله) قيد به لأنه إذا لم يشغله عن طاعة الله يكون مباحًا. قوله: "ومن قال لصاحبه إلخ" هذا عطف على ما قبله، ومعناه: من قال هذا ما يكون حكمه؟ قوله: "تعال" أمر من تعالى يتعالى تعاليًا، فتقول: تَعَالَ تعاليا تعالوا، تعالي للمرأة تعاليا تعالين، ولا يتصرف منه غير ذلك، وهكذا في رواية الأصيلي وكريمة. وفي رواية أبي ذر والأكثرين:"وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان: 6] الآية"، ووجه ذكر هذه الآية عقيب الترجمة المذكورة أنه جعل اللهو فيها قائدًا إلى الضلال صادًّا عن سبيل الله فهو باطل. وقيل: ذكر هذه الآية لاستنباط تقييد اللهو بالترجمة من مفهوم قوله تعالى: {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} مفهومه [أنه] إذا اشتراه لا ليضل لا يكون مذمومًا. واختلف في اللهو في الآية؟ فقال ابن مسعود: الغناء، وحلف عليه ثلاثًا، وقال: الغناء يُنبت النفاق في القلب، وقيل: ما يلهيه من الغناء وغيره. وعن ابن جريج: الطبل. وقيل: الشرك. وقيل: نزلت في رجل اشترى جارية مغنية. وقيل: نزلت في النضر بن الحارث، وكان يتجر إلى فارس، فيشتري كتب الأعاجم فيحدث بها قريشًا، ويقول: إن كان محمد يحدثكم بحديث عاد وثمود فأنا أحدثكم بحديث رستم وبهرام، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن، "عيني" مختصرًا (15/ 405 - 406)، وجه تعلق هذا الباب بـ "كتاب الاستئذان": الإشارة إلى أن الدعاء إلى المقامرة لا يكون إذنًا للدخول في منزله؛ لأنه يحتاج إلى الكفارة فلا اعتداد له شرعًا، أو ملابسته أن اللهو لا يحصل إلا في الدار والمنازل الخاصة، كذا في "الكرماني"(22/ 120).
وَمنْ قَالَ لِصاحِبِهِ: تَعَالَ لأُقَامِرْكَ. {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان: 6].
6351 -
حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْن عَبدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة قالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ فَقَالَ في حَلِفهِ: باللَّاتِ
(1)
وَالْعُزَّى، فَلْيَقلْ
(2)
(3)
: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه. وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ
(4)
، فَليَتَصَدَّق
(5)
". [راجع: 4860].
"لأُقَامِرْكَ" في نـ: "أُقَامِرْكَ". " {وَمِنَ النَّاسِ} " زاد قبله في نـ: "وَقَوله تَعالَى". " {لَهْوَ الْحَدِيثِ} " وقع بعده في ذ: "الآية"، وفي صـ، مه:" {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} ". "حَدَّثَنَا اللَّيْثُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ".
===
(1)
قوله: (في حلفه باللات
…
) إلخ، ومطابقة الحديث لترجمته باعتبار أن الحلف باللات والعزى لهو وباطل يشغله عن ذكر الله وعن طاعته تعالى إلى طاعة الصنم وتعظيمه، وآخر الحديث عين للجزء الثاني من الترجمة مع قلادة الحكم، "خ".
(2)
أي: كفارته كلمة التوحيد، "ك"(22/ 120).
(3)
لأنه تعاطى صورة تعظيم الأصنام حين حلف بها، فأمر أن يتداركه بكلمة التوحيد، "ك"(22/ 120).
(4)
أي: بضم الهمزة والجزم، جواب الأمر، "قس"(13/ 352).
(5)
أي: كفارة الدعوة إلى القمار التصدق بما يطلق عليه اسم الصدقة، "ك"(22/ 120).
53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبِنَاءِ
(1)
وَقال أبُو هُرَيْرَةَ، فَي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ
(2)
إِذَا تَطاوَلَ رُعَاةُ
(3)
الْبُهْمِ
(4)
فِي الْبُنْيَانِ".
6302 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسحَاقُ -هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ-، عَنْ سَعِيدٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالُ: رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(6)
بَنَيْتُ بيَدَيَّ بَيْتًا، يُكِنُّنِي
(7)
مِنَ الْمَطَرِ، وَيُظِلُّنِي مِنَ الشَّمْسِ، مَا أَعَانَنِي
"مِنْ أُشْرَاطِ السَّاعَةِ" زاد قبله في نـ: "قَالَ". "رُعَاةُ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:"رِعَاءُ".
===
(1)
وذمه.
(2)
أي: علاماتها، جمع شَرَط بفتحتين.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي بضم الراء وبعد الألف هاء التأنيث، وفي رواية الكشميهني بكسر الراء وبالهمزة مع المد، جمع راعي، "قس"(13/ 352).
(4)
قوله: (رعاة البهم) بضم الباء، جمع الأبهم، وهو الذي لا يخلط لونه شيء سوى لونه، وبفتحها جمع البهمة، وهي أولاد الضأن، ويقال:"البهم" أيضًا للمجتمعة منها ومن أولاد المعز. وحاصله: أن الفقراء من أهل البادية تبسط لهم الدنيا حتى يتباهون في إطالة البنيان، يعني: العرب تستولي على الناس، وهو إشارة إلى اتساع دين الإسلام واستيلاء أهله، "ك"(22/ 121).
(5)
ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي، "ك"(22/ 121).
(6)
أي: في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، "ع"(15/ 408).
(7)
قوله: (بيتًا يكنني) بضم أوله وكسر الكاف وتشديد النون، من أَكنَّ: إذا وقى، وجاء بفتح أوله من كنَّ، قال أبو زيد الأنصاري: كننته
عَلَيْهِ
(1)
أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ. [أخرجه: ق 4162، تحفة: 7076].
6303 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَال: حَدَّثَنَا سفْيَانُ: قَال عَمْرٌو
(2)
: قَال ابْنُ عُمَرَ
(3)
: وَاللَّهِ مَا وَضعْتُ لَبِنَةً
(4)
عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا غَرَسْتُ نَخْلَةً، مُنْذُ قُبِضَ
(5)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَال سُفْيَانُ: فَذَكَرْتُهُ لِبَعْض أَهْلِهِ
(6)
فَقَال: وَاللَّهِ لَقَدْ بَنَى. قَال سُفْيَانُ: قُلْتُ: فَلَعَلَّهُ
(7)
(8)
قَال
(9)
قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ. [تحفة: 7358].
"لَقَدْ بَنَى" في هـ، ذ:"لَقَدْ بَنَى بَيْتًا".
===
وأكننته بمعنى: سترته وأسررته، وقال الكسائي: كننته: [صنته]، وأكننته: أسررته، "ف"(11/ 93).
(1)
أي: على بناء هذا البيت، هذا تأكيد لقوله:"بنيت بيدي بيتًا" وإشارة إلى خفة مؤنته، "ع"(15/ 408).
(2)
ابن دينار.
(3)
عبد الله.
(4)
بفتح اللام وكسر الموحدة، ويجوز الكسر ثم السكون، "قس"(13/ 353).
(5)
أي: توفي.
(6)
لم أقف على اسمه.
(7)
أي: ابن عمر.
(8)
قوله: (فلعله قال) أي: ابن عمر ذلك "قبل البناء"، وفي بعضها:"قبل أن يبتني"، أي: يتزوج، ويحتمل أنه أراد الحقيقة، أي: البناء بيده والمباشرة بنفسه، أو أنه أراد التسبب بالأمر به ونحوه، والله أعلم، "ك"(22/ 121).
(9)
أي: ما وضعت لبنة
…
إلخ.
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
80 - كِتَابُ الدَّعوات
بَابُ قَولِ اللَّهِ تَعَالَى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
وَقَوْله: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
(1)
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
(2)
} [غافر: 60].
1 - بَابٌ وَلكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ
6304 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
(4)
،
"بَابُ قَولِ اللَّهِ تَعَالَى" في ذ: "وَقَولِ اللَّهِ تَعَالَى"، وفي نـ:"قَوْلُهُ تَعَالَى"
(5)
. "وَقَوْله {إِنَّ الَّذِينَ
…
} إلخ " في ذ بدله: "الآية". "بَابٌ" ثبت في ذ. "وَلِكُلِّ نَبِيٍّ" في نـ: "لِكُلِّ نَبِيٍّ". "حَدَّثَنَا مَالِكٌ" في نـ: "حَدَّثَنِي مَالِكٌ".
===
(1)
أي: توحيدي وطاعتي، وقيل: عن دعائي.
(2)
أي: صا غرين.
(3)
ابن أبي أويس.
(4)
عبد الله بن ذكوان.
(5)
قوله: (قوله تعالى) بالجر عطف على الدعوات، وفي بعض النسخ:"قول الله تعالى: {ادْعُونِي} الآية"، برفع، وفي بعضها:"وقول الله عز وجل"، وفي رواية أبي ذر:"وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} الآية"، "ع"(15/ 409). الدعاء هو النداء، وهو مستحب عند الفقهاء، وهو الصحيح. وقال بعض الزهاد: وتركه أفضل استسلامًا للقضاء. قيل: إن دعا لغيره فحسن وإلا فلا، "ك" (22/ 122). قوله: "ولكل نبي
…
" إلخ،
عَنِ الأَعْرَجِ
(1)
، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ
(2)
يَدْعُو بِهَا، وَأرِيدُ أَنْ أَختَبِئَ
(3)
دَعْوَتِي شَفًاعَةً لأُمَّتِي فِي الآخِرَةِ". [طرفه: 7474، تحفة: 13845].
"لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ" زاد في ذ: "مُسْتَجَابَةٌ".
===
وفي رواية أبي ذر "باب، ولكل نبي دعوة
…
" إلخ، أي: في رواية أبي ذر لفظ "باب"، فعلى رواية أبي ذر هذه اللفظة ترجمة مستقلة، وعلى رواية غيره من جملة الترجمة الماضية، "ع" (15/ 410).
(1)
عبد الرحمن بن هرمز.
(2)
قوله: (لكل نبي دعوة) ومعناه: أن لكل نبي دعوة مجابة البتة، وهو على يقين من إجابتها، وأما باقي دعواتهم فهو على رجاء إجابتها، وبعضها يجاب وبعضها لا يجاب. وجاء في الصحيح:"سألت الله ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، وهي أن لا يذيق [بعض] أمته بأس بعض"، ويحتمل أن يكون المراد: لكل نبي دعوة لأمته. وفيه: بيان كمال شفقته على أمته ورأفته بهم والنظر في مصالحهم المهمة، فأخَّر صلى الله عليه وسلم دعوته إلى أهم أوقات حاجتهم، "ك"(22/ 122 - 123). ولا بد من التقييد بكل الأمة أو بأكثرها، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم دعا لجماعة في القنوت لأهل المدينة بدفع الحمى والطاعون إلى الجحفة والبركة في صاعهم ومدهم. ثم اعلم أنه لا منافاة بين الكريمة وبين ما روي أنه:"من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"؛ لأن العبد المستغرق في معرفة ذاته وصفاته وآثاره وأنواره كان شأنه هذا، أفضل من اشتغاله بالدعاء؛ فإنه ربما ينسى نفسه وذاته، وإنما ملحوظه هو الله سبحانه وصفاته وآثاره وأنواره، وأما غيره فالدعاء أفضل له من غير الدعاء؛ فإنه مخ العبادة؛ لابتنائه على عجزه وغنى الله سبحانه، "خير".
(3)
أي: أؤخر وأجعلها خبيئة.
6305 -
وَقَالَ مُعْتَمِرٌ
(1)
: سَمعْتُ أَبي، عَنْ أَنسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ نَبِيٍّ سَأَلَ سُؤْلًا
(2)
-أَوْ قَالَ: لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا- فَاسْتُجِيبَ
(3)
، فَجَعَلْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ". [أخرجه: م 200، تحفة: 880].
2 - بَابٌ أَفْضَلُ
(4)
الاسْتِنْفَارِ
وَقَوْلِهِ
(5)
: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
(6)
(10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 - 12]، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} الآية [آل عمران: 135].
"وَقالَ مُعْتَمِرٌ" في صـ، مه:"وَقَالَ لِي خليفة: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ". "فَاسْتُجِيبَ" في نـ: "فَاسْتُجِيبَتْ". "أَفْضَلُ" في نـ: "فَضلُ". " {وَاسْتَغْفِرُوا} " ثبتت الواو في ذ. " {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ
…
} إلخ " في ذ بدله: "الآية". " {وَذَكَرُوا اللَّهَ
…
} إلخ " في نـ بدله: "الآية".
===
(1)
هو: أخو الحاج بن سليمان التيمي.
(2)
بالهمز وبدون الهمز: المطلوب.
(3)
الاستجابة بمعنى الإجابة، "ك"(22/ 146).
(4)
معنى الأفضل: الأنفع للمستغفر، "خ".
(5)
بالجر، عطف على المجرور قبله، "قس"(13/ 357).
(6)
قوله: (كان غفارًا
…
) إلخ، وفي الآية حث على الاستغفار، وإشارة إلى وقوع مغفرة لمن استغفر، وفي رواية بترك الواو وهو الصواب؛ فإن القرآن:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} .
6306 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَينُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُشَيرُ
(3)
بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ
(4)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ
(5)
أَنْ يَقُولَ
(6)
الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدَكَ
(7)
، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ
(8)
،
"حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ" في نـ: "حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ". "حَدَّثَنِي شَدَّادُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا شَدَّادُ". "أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ" في نـ: "أَنْ تَقُولَ".
===
(1)
اسمه: عبد الله بن عمرو.
(2)
ابن ذكوان المعلم.
(3)
مصغر بشر.
(4)
الخزرجي الأنصاري.
(5)
قوله: (قال: سيد الاستغفار) مطابقة الحديث للترجمة تؤخذ من قوله: "سيد الاستغفار"، لأن السيد في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج ويرجع إليه في الأمور، ولما كان هذا الدعاء جامعًا لمعاني التوبة كلِّها استعير له هذا الاسم، ولا شك أن سيد القوم أفضلهم، وهذا الدعاء أيضًا سيد الأدعية وهو الاستغفار، "ع"(15/ 412).
(6)
بصيغة المخاطب، وقال بعضهم: أن يقول العبد، "ع"(15/ 412).
(7)
يجوز أن تكون حالًا مؤكدة، وأن تكون مقدرة، أي: أنا عابد لك، ويؤيده عطف قوله:"وأنا على عهدك"، "فتح"(11/ 99).
(8)
أي: قدر استطاعتي ومقدار طاقتي، فـ "ما" مصدرية ظرفية، "قاري"(5/ 167).
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ
(1)
بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ"، قَالَ: "وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا
(2)
بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
(3)
، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ
"وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي" كذا في هـ، ذ، وفي ف:"أبوء بذنبي". "فَاغْفِز لِي" كذا في ذ، ولغيره:"اغْفِرْ لِي".
===
(1)
قوله: (وأبوء لك) من قولهم: باء بحقه أي: أقرّ به، الخطابي: يريد به الاعتراف، ويقال: قد باء فلان بذنبه: إذا احتمله كرهًالا يستطيع دفعه عن نفسه. قال: "وأنا على عهدك"، أي: أنا على ما عاهدتك عليه ووعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك، ويحتمل أن يكون معناه: أني مقيم على ما عهدتَ إلَيَّ من أمرك وأنك منجز وعدك في المثوبة بالأجر عليه. واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى، "ك" (22/ 124). قوله:"لا إله إلَّا أنت، خلقتني" كذا في الفرع وأصله: "أنت" مرة واحدة، وقال ابن حجر:"أنت أنت" بالتكرير مرتين، وسقطت الثانية من معظم الروايات، "قس"(13/ 359).
(2)
أي: مخلصًا من قلبه مصدقًا بثوابها، "تو"(8/ 3775).
(3)
قوله: (من أهل الجنة) فإن قلت: المؤمن وإن لم يقلها هو من أهلها أيضًا؟ قلت: المراد أنه يدخلها ابتداء من غير دخول النار؛ لأن الغالب أن الموقن بحقيقة المؤمن بمضمونها لا يعصي الله، أو لأن الله يعفو عنه ببركة هذا الاستغفار. فإن قلت: ما الحكمة في كونه أفضل الاستغفارات؟ قلت: أمثاله من التعبديات، والله أعلم بذلك، لكن لا شك أن فيه ذكرَ الله بأكمل الأوصاف، وذكرَ نفسه بأنقص الحالات، وهو أقصى غاية التضرع ونهاية الاستكانة لمن لا يستحقها إلا هو، "ك"(22/ 124).
قبلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ". [طرفه: 6323، أخرجه: س 5522، تحفة: 4815].
3 - بَابُ اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي الْيَوْمِ وَالليْلَةِ
6307 -
حَدّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عبدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرْيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "وَاللَّهِ إنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ
(2)
وَأَتُوبُ إِلَيهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً"
(3)
، [تحفة: 15168].
"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "سَمِعْتُ النَّبِيَّ". "إِلَيْهِ" ثبت في هـ، ذ.
===
(1)
أي: في بيان كمية استغفاره صلى الله عليه وسلم.
(2)
قوله: (إني لأستغفر الله
…
) إلخ، فإن قلت: لِمَ يستغفر وهو مغفور ومعصوم؟ قلت: الاستغفار عبادة، أو هو تعليم لأمته، أو استغفار من تَزك الأولى، أو قاله تواضعًا، أو ما كان عن سهو، أو قبل النبوة. وقال بعضهم: اشتغاله بالنظر في مصالح الأمة ومحاربة الكفار وتاليف المؤلفة ونحو ذلك شاغل عن عظيم مقامه من حضوره مع الله وفراغه مما سواه، فيراه ذنبًا بالنسبة إليه، وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال، فهو نزول عن عالي درجته فيستغفر لذلك. وقيل: كان دائمًا في الترقي في الأحوال، فإذا رأى ما قبلها دونه استغفر منه، كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين، وقيل: يتجدد للطبع غفلات يفتقر إلى الاستغفار، "ك"(22/ 125).
(3)
يحتمل أن يريد المبالغة ويحتمل أن يريد العدد بعينه، "ف"(11/ 101).
4 - بَابُ
(1)
التَّوْبَةِ
(2)
قَالَ قَتَادَةُ: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]: الصَّادِمةَ
(3)
: النَّاصِحَةَ.
6308 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن يُونسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ
(4)
، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنن عُمَيْر، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَدِيثَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ
"بَابُ" سقط لأبي ذر. "قَالَ قَتَادةُ" في نـ: "وَقَالَ قَتَادَةُ".
===
(1)
سقط لأبي ذر فالتوبة بالرفع، "قس"(13/ 362).
(2)
توله: (باب النوبة) أشار المصنف بإيراد هذين البابين- وهما: الاستغفار، ثم التوبة -في أوائل "كتاب الدعاء" إلى أن الإجابة تسرع إلى من لم يكن متلبسًا بالمعصية، فإذا قدَّمَ التوبة والاستغفار قبل الدعاء كان أمكن لإجابته، "ف"(11/ 102)، وهي في الشرع: تركُ الذنب لقبحه، والندمُ على ما فرط منه، والعزمُ على ترك المعاودة، وتداركُ ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالأعمال بالإعادة، ورد المظلمات لذويها أو تحصيل البراءة منهم، وزاد عبد الله بن المبارك: وأن يعمد إلى البدن الذي ربّاه بالسحت فيذيبه بالهم والحزن حتى ينشأ له لحم طيب، وأن يذيق نفسه ألم الطاعة كما أذاقها لذة المعصية، "قس"(13/ 362).
(3)
فسَّره قتادة بها، وإنما سُميت بها لأن العبد ينصح نفسه فيها، والأصل منصوحًا إلا أنه عبر باسم الفاعل كما في {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [القارعة: 7] أي: ذات رضاء.
(4)
اسمه: عبد ربه المدائني الأصغر، "ك"(22/ 125).
قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ
(1)
يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ". فَقَالَ
(2)
بهِ هَكَذَا
(3)
، قَالَ
(4)
أَبُو شِهَابِ بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ. ثُمَّ قَالَ
(5)
: "لَلَّهُ
(6)
(7)
أَفْرَحُ
(8)
بِتَوْبَةِ الْعَبدِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا، وَبِهِ مُهْلَكَةٌ، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ
"بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ" كذا في ذ، وفي نـ:"بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ".
===
(1)
هذا حديثه عن نفسه.
(2)
فالقول بمعنى الفعل.
(3)
يعني: دفعه وذبه. يعني: هو أمر سهل عنده، "ك"(22/ 126).
(4)
أي: أشار.
(5)
أي: عبد الله.
(6)
بلام التأكيد المفتوحة.
(7)
هذا حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(8)
قوله: (لله أفرح
…
) إلخ، الفرح المتعارف لا يصح على الله تعالى، فهو مجاز عن الرضاء به، وعَبَّر عنه [به] تأكيدًا لمعنى الرضاء في نفس السامع ومبالغة في تقريره، "ك" (22/ 126). قوله:"وبه مهلكة" كذا في الروايات التي وقفت عليها من، "صحيح البخاري" بواو مفتوحة ثم موحدة خفيفة مكسورة ثم هاء ضمير، ووقع عند الإسماعيلي في رواية أبي الربيع عن أبي شهاب بسند البخاري فيه:"بدوية" بموحدة مكسورة ودال مفتوحة ثم واو مكسورة وياء ثقيلة مفتوحة ثم هاء تأنيث، وكذا في جميع الروايات -خارج البخاري- عند مسلم وأصحاب السنن والمسانيد وغيرهم، وفي رواية لمسلم:"في أرض دوية مهلكة". وحكى الكرماني (22/ 126) أنه وقع في نسخة من "البخاري": "وبيئة" وزن فعيلة من الوباء، ولم أقف أنا على ذلك في كلام غيره، ويلزم عليه أن يكون وصف المذكر -وهو المنزل- بصفة
عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ
(1)
، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ أَوْ
(2)
مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ".
تَابَعَهُ
(3)
أَبُو عَوَانَةَ
(4)
وَجَرِيرٌ
(5)
عَنِ الأَعْمَشِ. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ
(6)
: حَدَّثنَا الأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ
(7)
.
"حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ" في نـ: "حَتَّى اشْتَدَّ".
===
المؤنث في قوله: "وبيئة مهلكة"، وهو جائز على إرادة البقعة. والدوية: هي القفر والمفازة، وهي الداوية بإشباع الدال. ووقع كذلك في رواية لمسلم وجمعها داوي، "ف" (11/ 106). والمهلكة: بفتح [الميم] وكسر اللام وفتحها: مكان الهلاك، وفي بعضها بلفظ اسم الفاعل من الإهلاك، "ك"(22/ 126)، أي: تهلك هي من حصل بها، "قس"(13/ 364).
(1)
أي: فخرج في طلبها.
(2)
شك من أبي شهاب، "ف"(11/ 107).
(3)
أي: أبا شهاب في روايته عن الأعمش، "ع"(15/ 416).
(4)
هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري، "ع"(15/ 416).
(5)
ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 416).
(6)
هو: حماد بن أسامة.
(7)
قوله: (سمعت الحارث) يعني: عن ابن مسعود بالحديثين، ومراده: أن هؤلاء الثلاثة وافقوا أبا شهاب في إسناد هذا الحديث، إلَّا أن الأولين عنعناه، وصرَّح فيه أبو أسامة، "ف"(11/ 107).
وَقَالَ شُعْبَةُ
(1)
وَأَبُو مُسْلِمٍ
(2)
: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْميِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ. وَقَالَ أَبو مُعَاوِيَةَ
(3)
، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْ إبْرَاهِيتم التَّيمِيِّ، عَن الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. [أخرجه: م 2744، ت 2497، س في الكبرى 7743، تحفة: 9190، 9178].
"وَقَال شُعْبَةُ وَأَبُو مُسْلِمٍ" زاد بعده في سـ، ذ:"اسمُهُ عُبَيدُ اللَّهِ، كُوفِيٌّ، قَائد الأَعْمَشِ".
===
(1)
قوله: (قال شعبة وأبو مسلم) والمقصد من هذا أن شعبة وأبا مسلم خالفا أبا شهاب المذكور ومن تبعه في تسمية شيخ الأعمش؛ فقال الأولون: عمارة، وقال هذان: إبراهيم التيمي، "ف"(11/ 107)، "ع" (15/ 416). قوله: "قال أبو معاوية
…
" إلخ، قال في "الفتح": ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين. ثم قال: وفي الجملة فقد اختلف فيه على عمارة في شيخه، هل هو الحارث بن سويد أو الأسود؟ واختلف على الأعمش في شيخه هل هو عمارة أو إبراهيم التيمي؟ والراجح من الاختلاف كلِّه ما قاله أبو شهاب ومن تبعه، ولذا اقتصر عليه مسلم، وصدر به البخاري كلامه، فأخرجه موصولًا، وذكر الاختلاف معلقًا كعادته في الإسناد؛ للإشارة إلى أن مثل هذا الخلاف ليس بقادح، "قس" (13/ 365).
(2)
اسمه: عبيد الله، كوفي، قائد الأعمش. ["ف" (11/ 107)].
(3)
هو: محمد بن خازم، بالمعجمة والزاي، "ك"(22/ 126).
(4)
ابن يزيد النخعي.
6309 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(1)
قَالَ، أَخْبَرَنَا حَبَّانُ
(2)
قَال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَحَدَّثَنِي
(4)
هُدْبَةُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَتا هَمَّامٌ، حدّثَتا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّه أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ
(6)
عَبدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ
(7)
عَلَى بَعِيرِهِ، وَقَدْ أضَلَّهُ
(8)
فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ"
(9)
[أخرجه: م 2747، تحفة: 1403].
"حَدَّثنا إِسْحَاقُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "حدَّثَنَا قَتَادَةُ" في ذ: "عَنْ قَتَادَةَ". "حدَّثَنا أَنَسٌ" في نـ: "حَدَّثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ". "وَحَدَّثَنِي هُدْبَةُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا هُدْبَةُ".
===
(1)
قال الغساني: لعله ابن منصور، "ك"(22/ 126)، "ع"(15/ 417).
(2)
بفتح المهملة وشدة الموحدة وبالنون، ابن هلال الباهلي البصري، "ك"(22/ 126).
(3)
ابن يحيى الأزدي، "ك"(22/ 127).
(4)
وقد نزل البخاري في حديثه في السند الأول، ثم علاه بدرجة في الثاني بالعنعنة، "ف"(11/ 108).
(5)
ابن خالد القيسي.
(6)
أي: أن الله أرضى بتوبة عبده من واجد ضالته بالفلاة، "ك"(22/ 127).
(7)
أي: وقع عليه وصادفه من غير قصد، "ك"(22/ 127).
(8)
أي: أضاعه.
(9)
أي: مفازة.
5 - بَابُ الضَّجْعِ
(1)
(2)
عَلَى الشِّقِّ الأَيْمَنِ
6310 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صلَّى رَكْعَتَينِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، حَتَّى يَجِيءَ الْمُؤَذِّنُ فَيُؤْذِنَهُ
(3)
. [راجع: 626، تحفة: 16652].
6 - بَابٌ إِذَا بَاتَ طَاهِرًا وَفَضْلُه
(4)
6311 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَثد قالَ: حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ
"وَفَضْلُه" ثبت في ذ. "قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ" كذا في صـ، ذ، ولغيرهما:"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
قوله: (باب الضجع
…
) إلخ، فإن قلت: ما وجه تعلقه بكتاب الدعوات؟ قلت: يعلم من سائر الأحاديث أنه كان يدعو عند الاضطجاع، "ك" (22/ 127). قال في "الفتح" (11/ 99): وذكر المصنف هذا الباب والذي بعده توطئة لما يذكره بعدهما من القول عند النوم، انتهى، "قس" (13/ 367). [في "اللامع" (10/ 80): أن الهيئات الواردة في الحديث في الأدعية المخصوصة مقصودة، ليست باتفاقية].
(2)
وهو وضع الجنب على الأرض.
(3)
من الإيذان، وهو الإعلام، "ك"(22/ 127).
(4)
بالجر، "خ".
فَتَوَضَّأْ
(1)
وَضُوءَكَ
(2)
لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِع عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ
(3)
وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً
(4)
وَرَغْبَةً
(5)
إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ،
"أَسْلَمْتُ وَجْهِي" كذا في مر، ذ، وفي ذ:"أَسْلَمْتُ نَفْسِي".
===
(1)
قوله: (فتوضّأ وضوءك) وفيه استحباب الوضوء عند النوم ليكون أصدقَ لرؤياه وأبعدَ من تلعُّب الشيطان به، وأما كون النوم على الأيمن فلأنه أسرع إلى الانتباه، "ك"(22/ 128)، لتعلق القلب إلى جهة اليمين فلا يغفل بالنوم، "قس" (13/ 368). قوله:"ألجأت ظهري" أي: اعتمدت عليك في أموري كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يستند إليه، وأشار به إلى أنه بعد التفويض يلتجئ إليه مما يضره ويؤذيه من الأشياء الداخلية والخارجية.
قوله: "رهبة ورغبة" أي: رغبة في ثوابك، ورهبة، أي: خوفًا من عقابك ومن غضبك، قال ابن الجوزي: أسقط "من" مع ذكر الرهبة وأعمل "إلى" مع ذكر الرغبة، وهو على طريق الاكتفاء، وهما منصوبان على المفعول له على طريق اللف والنشر على غير الترتيب، أي: فوَّضت أموري إليك رغبة، وألجأت ظهري إليك رهبة. قوله:"لا ملجأ ولا منجأ"، أصل "ملجأ" بالهمز ومنجا بغير همز، ولكن لما جمعا جاز أن يهمزا للازدواج، وأن يترك الهمز فيهما، وأن يهمز المهموز ويترك الآخر؛ فهذه ثلاثة أوجه، ويجوز التنوين مع القصر فيصير خمسة، وتقدير: لا ملجأ منك إلى أحد إلا إليك، ولا منجى منك إلا إليك، كذا في "الفتح"(11/ 111) و"العيني"(15/ 419).
(2)
منصوب بنزع الخافض، أي: كوضوئك، والأمر فيه للندب، "ع"(15/ 418).
(3)
أي: جعلت نفسي منقادة لك طائعة لحكمك، "ك"(22/ 128).
(4)
أي: خوفًا من عقابك، "ك"(22/ 128).
(5)
أي: طمعًا في ثوابك، "ك"(22/ 128).
آمَنْتُ بِكِتابكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّك الَّذِيَ أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ
(1)
، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ
(2)
مَا تَقُولُ". فَقُلْتُ
(3)
أَسْتَذْكِرُهُنّ
(4)
(5)
: وبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قَالَ:"لَا، وَبِنَبِيَّكَ الَّذي أَرْسَلْتَ". [راجع: 247].
7 - بابُ مَا يَقُولُ إِذَا نَامَ
6312 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(7)
، عَن عَبْدِ الْمَلِكِ،
"أَنْزلْتَ" في مر: "أَنْزَلْتَهُ". "أَرْسَلْتَ" في مر: "أَرْسَلْتَهُ". "وَاجْعَلْهنَّ" في ذ: "فَاجْعَلْهُنَّ". "فَقلْت" كذا في مر، ذ، وفي نـ:"فَجَعَلْتُ".
===
(1)
أي: دين الإسلام، "ك"(22/ 128).
(2)
أي: آخر أقوال في تلك الليلة، "ك"(22/ 128).
(3)
هذا قول البراء.
(4)
أي: أتحفظهن، "ف"(11/ 112).
(5)
قوله: (أستذكرهن) أي: الكلمات المذكورة، وذكرتُ بدل قوله:"بنبيك": "برسولك" لقربه ومناسبته لقوله: "أرسلت"؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قل كما قلتُ: وبنبيك". وفيه دليل على أن رعاية الألفاظ المروية أمر مهم فيه حكمة بالغة، ومن جملتها إفادة بيان الصفتين العظيمتين: النبوة والإرسال جميعًا بخلاف ما قاله البراء؛ فإن فيه إعادة "وفي النبي" معنى الخبر والرفعة، "خ". فإن قلت: ما الفرق بين النبي والرسول؟ قلت: الرسول نبي له كتاب فهو أخص من النبي، وقال النووي: لا يلزم من الرسالة النبوة ولا العكس، وقيل: هو تخليص الكلام من اللبس، إذ الرسول يدخل فيه جبرئيل ونحوه، "ك"(22/ 128).
(6)
ابن عقبة.
(7)
الثوري.
عَنْ رِبْعِيِّ
(1)
بْنِ جرَاشٍ
(2)
، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى
(3)
إلَى فِرَاشِهِ قَالَ: "بِاسْمِكَ
(4)
أَمُوتُ وَأحْيَا" وَإِذَا قَامَ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا
(5)
وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"
(6)
.
"ابْنِ اليَمَانِ" ثبت في ذ. "قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ النَّبِيُّ". "وَإلَيْهِ النُّشُورُ" زاد بعده في حـ: "تُنشرها: تُخرِجُهَا"، وفي أخرى له:"ننشرها: نُخْرِجُهَا".
===
(1)
بكسر الراء وإسكان الموحدة وبالمهملة وشدة التحتانية، "ك"(22/ 129)، "ع"(15/ 420).
(2)
بكسر المهملة وتخفيف الراء وبالمعجمة.
(3)
بقصر الهمزة.
(4)
معناه: بذكر اسمك أحيا ما حييت وعليه أموت، "ك"(22/ 129).
(5)
قوله: (أحيانا بعد ما أماتنا) فإن قلت: هذا ليس إحياء ولا إماتة بل إيقاظ وإنامة؟ قلت: الموت عبارة عن انقطاع تعلق الروح من البدن، وذلك قد يكون ظاهرًا فقط وهو النوم، ولهذا يقالط: إنه أخو الموت، أو ظاهرًا وباطنًا وهو الموت المتعارف، قال تعالى:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42]، وأطلق الإحياء والإماتة على سبيل التشبيه، وهو استعارة مصرحة، "ك" (22/ 129). قال أبو إسحاق الزجاج: النفس التي تفارق الإنسان عند النوم هي التي للتمييز، والتي تفارقه عند الموت هي التي للحياة، وهي التي يزول معها التنفس، وسُمي النوم موتًا لأنه يزول معه العقل والحركة تشبيهًا وتمثيلًا. قوله:"تنشرها: تخرجها" ثبت هذا في رواية السرخسي وحده، وفيه قراءتان: قراءة الكوفيين بالزاي من أنشزه: إذا رفعه بتدريج، وهي قراءة ابن عامر أيضًا، وقراءة الآخرين بالراء: ينشرها: يحييها، "ع"(15/ 420).
(6)
أي: الإحياء للبعث يوم القيامة، "ك"(22/ 129).
[راجع: 6314، 6324، 7394، أخرجه: د 5049، ت 3417، سي 747، ق 3880، تحفة: 3308].
6313 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ
(1)
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ
(2)
قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(3)
، سَمِعَ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ رَجُلًا. ح وَحَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِب: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى رَجُلًا
(4)
(5)
فَقَالَ: "إِذَا أَرَدْتَ مَضْجَعَكَ فَقُل: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ". [راجع: 247، أخرجه: م 2710، سي 775، تحفة: 1876].
"سَمِعَ الْبَرَاءَ" في ذ: "سَمِعْتُ الْبَرَاءَ". "ح" سقط في نـ. "قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ" في خسـ، ذ:"عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ". "لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى" في ز: "لَا مَنْجَى وَلَا مَلْجَأَ".
===
(1)
البصري، [كان] يبيع الثياب الهروية، فقيل له: الهروي، "ك"(22/ 129)، "ع"(15/ 421).
(2)
بفتح المهملتين وإسكان الراء الأولى، "ك"(22/ 129).
(3)
السبيعي.
(4)
هو البراء.
(5)
قوله: (أوصى رجلًا) الظاهر مما سبق أنه أراد نفسه، وأبهمه حين رواية هذا الحديث في هذه المرة إبعادًا لها عن الرياء والغرور دفعًا لما يجده من نفسه في هذه المرة، ولعله لهذا ترك في هذه الرواية ما ترك، "خير".
8 - بَابُ وَضْعِ الْيَدِ تَحْتَ الْخَدِّ الْيُمْنَى
6314 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(1)
، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
(2)
، عَنْ رِبْعِيٍّ
(3)
، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ
(4)
ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا"، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ
(5)
الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ". [راجع: 6312].
"الْيَدِ" في نـ: "الْيَدِ الْيُمْنَى". "الْخَذَ الْيُمْنَى" كذا في ذ، ولغيره:"الْخَدِّ الأَيْمَنِ". "حَدَّثَنَا مُوسَى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُوسَى".
===
(1)
الوضاح.
(2)
ابن عمير.
(3)
ابن حراش.
(4)
قوله: (تحت خده) قيل: لا مطابقة بين الحديث والترجمة؛ لأن الترجمة مقيدة باليد اليمنى والخد الأيمن، وليس في الحديث ذلك، وأجيب بأنه يستفاد إما من حديث صرح به لم يكن على شرطه، وإما مما ثبت أنه كان يحب التيامن في شأنه كله. قلت: في الأول نظر لا يخفى، والثاني: لا بأس به، "ع"(15/ 421).
(5)
قوله: (وإذا استيقظ قال: الحمد لِلَّه
…
) إلخ، الحكمة في إطلاق الموت على النوم أن انتفاع الإنسان بالحياة إنما هو لتحري رضا الله عنه وقصد طاعته واجتناب سخطه وعقابه، فمن نام زال عنه ذلك الانتفاع فكان كالميت، فحمد الله تعالى على هذه النعمة وزوال ذلك المانع. قال: وهذا التأويل موافق للحديث الآخر الذي فيه: "إن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به
9 - بَابٌ النَّوْمِ عَلَى الشِّق الأَيْمَنِ
6315 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: خذَثنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ
(1)
قَال: حَدَّثنِي أَبي، عَن الْبَرَاءٍ بنِ عَازِبٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَامَ عَلَى شِقِّهِ الأيْمَنِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِليْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأتُ ظَهْيري إِليْكَ، رَغْبَة وَرَهْبَةً إِلَيك، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَأ مِنْكَ
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ" مصحح عليه، ولفظ "كانَ" سقط في نـ.
===
عبادك الصالحين" وينتظم معه قوله: "وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" أي: وإليه المرجع في نيل الثواب بما يكتسب في الحياة، "فتح" (11/ 114).
(1)
قوله: (العلاء بن المسبب) عن أبيه، هو ابن رافع الكاهلي، ويقال له: الثعلبي، بمثلثة ثم مهملة، يكنى أبا العلاء، وكان من ثقات الكوفيين، وما لولده العلاء في البخاري إلا هذا الحديث وآخر تقدم في "غزوة الحديبية"، وهو ثقة، قال الحاكم: له أوهام، "ع"(15/ 422)، "ف" (11/ 115). قوله:"ثم مات تحت ليلته" قال الطيبي: فيه إشارة إلى وقوع ذلك قبل أن ينسلخ النهار من الليل وهو تحته، أو المعنى بالتحت، أي: مت تحت نازل ينزل عليك في ليلتك، وكذا معنى "من" في الرواية الأخرى، أي: من أجل ما يحدث في ليلتك. وقال الكرماني: هذا الدعاء مشتمل على الإيمان بكل ما يجب به الإيمان إجمالًا من الكتب [والرسل من الإلهيات] والنبوات، وهو المبدأ، وعلى إسناد الكل إلى الله ذاتًا وصفة وفعلًا كذكر الوجه والنفس والأمر إسناد الظهر، مع ما فيه من التوكل على الله والرضى بقضائه وهو المعاش، وعلى الاعتراف بالثواب والعقاب خيرًا وشرًا وهو المعاد، "ف"(11/ 111 - 112 - 113).
إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ". وَقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَهُنَّ ثمَّ مَاتَ تَحْتَ لَيْلَتِهِ
(1)
مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ".
قالَ أَبُو عَبدِ اللهِ: {اسْتَرْهَبُوهُمْ
(2)
} [الأعراف: 116]: مِنَ الرَّهْبَةِ. مَلَكُوتٌ: مُلْكٌ
(3)
، مَثَلُ: رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ، وُيقَالُ: تُرْهَبُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ. [راجع: 247، تحفة: 1913].
10 - بَابُ الدُّعَاءِ إِذَا انْتَبَهَ مِنَ اللَّيْلِ
6316 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ اللَّهِ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ،
"وَنَبِيِّكَ" في ذ: "وَبِنَبِيِّكَ". "وَيُقالُ" في نـ: "وَيَقُولُ". "مِنَ اللَّيْلِ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:"بِاللَّيلِ".
===
(1)
أي: في ليلته.
(2)
قوله. (استرهبوهم
…
) إلخ، هذا لم يقع في بعض النسخ، وليس لذكره مناسبة ها هنا، وإنما وقع في "مستخرج أبي نعيم"، ولفظ:"استرهبوهم" مضى في تفسير سورة الأعراف، وذلك في قصة سحرة فرعون، وهو في قوله تعالى:{قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 116]، ومعنى استرهبوهم: أفزعوهم. قوله: "ملكوت" على وزن فعلوت، وفسَّره بقوله:"ملك"، وقال ابن الأثير: الملكوت اسم مبني من الملك كالجبروت والرهبوت من الجبر والرهبة، "ع"(15/ 422). "ترهب" على صيغة المجهول وكذا "ترحم"، أي: أن تكون ذا شأن عظيم يهابك الناس من شأنك، خير لك من أن تكون ذليلًا يرحم الناس عليك، "خ".
(3)
تفسير.
عَنْ سُفْيَانَ
(1)
، عَنْ سَلَمَةَ
(2)
، عَنْ كُرَيْب
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِمتُّ عِنْدَ مَيمُونَةَ
(4)
فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فأَتَى حَاجَتَهُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، نَامَ، ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأطْلَقَ شِنَاقَهَا
(5)
، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ
"فَغَسَلَ" كذا في ذ، ولغيره:"غَسَلَ". "نَامَ " في ذ: "ثُمَّ نَامَ" مصحح عليه.
===
(1)
الثوري.
(2)
بفتحتين: ابن كهيل، "ع"(15/ 423).
(3)
ابن أبي مسلم، مولى ابن عباس.
(4)
بنت الحارث، أم المؤمنين: خالة ابن عباس، "ع"(15/ 423).
(5)
قوله: (فأطلق شناقها) الشناق بكسر المعجمة وخفة النون وبالقاف: ما يشد به رأس القربة من رباط أو خيط. قوله: "وضوءًا بين وضوئين" أي: وضوءًا خفيفًا ووضوءًا كاملًا جامعًا لجميع السنن. "ولم يكثر" بأن اكتفى مثلًا بمرة واحدة، و"أبلغ" بأن أوصل الماء إلى مواضع يجب الإيصال إليها، "ك" (22/ 131). قوله:"أبقيه" بفتح الهمزة وإسكان الموحدة بمعنى أرقبه، بَقَيتُ الشيء بقيًا إذا انتظرته، وفي بعض النسخ بهمزة مفتوحة فنون ساكنة فقاف مكسورة فتحتية ساكنة، كذا في الفرع مصلحة على كشط. ولأبي ذر في هامشه "أرقبه" براء ساكنة بعد همزة مفتوحة وبعد القاف موحدة، أي: أنتظره. وفي "الفتح": قوله: "أتقيه" بمثناة فوقية مشددة وقاف مكسورة، كذا للنسفي وطائفة، قال الخطابي: أي أرتقيه، وفي رواية:"أنقبه" بتخفيف النون وتشديد القاف ثم موحدة من التنقيب، وهو التفتيش، وفي رواية القابسي:"أبغيه" بموحدة ساكنة بعدها غين معجمة مكسورة ثم تحتية، أي: أطلبه، وللأكثر:"أرقبه" وهو أوجه، "قس"(13/ 375).
وُضُوءَيْنِ -لَمْ يُكْثِرْ
(1)
، وَقَدْ أَبْلَغَ-، فَصَلَّى، فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ
(2)
كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَبْقِيهِ، فَتَوَضَّأْتُ، فَقَامَ يُصلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِأُذُنِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَتَامَّتْ
(3)
صَلَاتُهُ ثَلَاثَ عَشِرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ -وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ-، فَآذَنَهُ
(4)
بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ
(5)
، وَكَانَ فِي دُعَائِهِ:"اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَا مِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا"
(6)
.
قَالَ كُرَيْبٌ: وَسَبْعٌ فِي التَّابُوتِ
(7)
،
"أَبْقِيهِ" في نـ: "أُنَقِّبُهُ"، وفي سفـ:"أَتَّقِيهِ"، وفي قا:"أَبغِيهِ"، وفي ذ:"أرْقُبُهُ"، وفي نـ:"أَرْتَقِبُهُ". "وَكَانَ فِي دعَائِهِ" في نـ: "وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ". "يَسَارِي" في هـ، ذ:"شِمَالِي".
===
(1)
تفسير لقوله: "وضوء بين وضوئين".
(2)
أي: تمددت وتأخرت، "ك"(22/ 131).
(3)
من التفاؤل أي: تمت وكملت، "ك"(22/ 132).
(4)
أي: أعلمه.
(5)
لأنه تنام عينه ولا ينام قلبه، "قس"(13/ 375).
(6)
هذا عام بعد خاص، والتنوين للتعظيم.
(7)
قوله: (وسبع في التابوت) أي: سبع أعضاء أخر في بدن الإنسان الذي كالتابوت للروح، أو في بدنه الذي مآله أن يكون في التابوت، أي: الجنازة، وهي العصب واللحم والدم والشعر [والبشر]، والخصلتان الأخريان لعلهما: الشحم والعظم، أو المراد سبع أخر في الصحيفة مسطورة لا أذكرها
فَلَقِيتُ رَجُلًا
(1)
مِن وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَدَّثَنِي بِهنَّ، فَذَكَرَ عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعَرِي وَبَشَرِي
(2)
، وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ
(3)
. [راجع: 117، أخرجه: م 763، د 5045، تم 258، س 1121، ق 508، تحفة: 6352].
6317 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محَمَّدٍ
(4)
قَال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيمَانَ
(6)
بْن أبي مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ
(7)
(8)
قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ،
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللُّهِ" في نـ: "حَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ".
===
أو مكتوبة موضوعة في الصندوق. قال النووي: يراد بالتابوت الأضلاع وما يحويه من القلب وغيره تشبيهًا بالتابوت الذي هو كالصندوق يحرز فيه المتاع، أى: سبع كلمات في قلبي ولكن نسيتها، قال: والقائل بقوله "فلقيت" هو سلمة، قال: والمراد بالنور: بيانُ الحق والهدايةُ إليه في جميع حالاته، وقيل: المراد سبع أنوار أخر كانت مكتوبة موضوعة في التابوت الذي كان لبني إسرائيل: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ} [البقرة: 248]، "ك"(22/ 132).
(1)
هو: علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، "قس"(13/ 376).
(2)
بفتح الموحدة والشين المعجمة: ظاهر الجسد.
(3)
أي: تكملة للسبعة.
(4)
الجعفي.
(5)
ابن عيينة.
(6)
الأحول.
(7)
أي: يصلي التهجد.
(8)
قوله: (يتهجد) قال ابن التين: يسهر، وهو من الأضداد، يقال: هجد وتهجَّد: إذا نام، وهجد وتهجَّد: إذا سهر. [وقال الهروي: تهجَّد: إذا
أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ
(1)
وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْد أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحُمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْك تَوَكَّلْتُ، وَبكَ آمَنْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ
(2)
، وَبِك خَاصَمْتُ
(3)
،
"وَوَعْدُكَ الْحَقُّ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَوَعْدُكَ حَقٌّ". "وَقوْلُكَ حَقٌّ" في ذ: "وَقَوْلُكَ الْحَقُّ".
===
سهر] وألقى الهجود -وهو النوم- عن نفسه، وهجد: نام. وقال النحّاس
(1)
: التهجد عند أهل اللغة: السهر، والهجود: النوم. وقال ابن فارس: الهاجد النائم، والمتهجد: المصلي ليلًا، "ع" (15/ 424). قوله:"قيم السماوات" القيِّم والقيَّام والقيوم معناه واحد، وهو القائم بتدبير الخلق المعطي له ما به قوامه. وقوله:"حاكمت" المحاكمة: رفع القضية إلى الحاكم، أي: كل من جحد الحق جعلتك الحاكم بيني وبينه لا غيرك مما كانت تحاكم الجاهلية إليه من صنم أو كاهن. ولا يخفى أنه من جوامع الكلم، ولفظ القيم إشارة إلى المبدأ، والقولُ ونحوه إلى المعاش، والساعة ونحوها إلى المعاد. وفيه إشارة إلى النبوة، وإلى الجزاء، وإلى الإيمان والتوكل والإنابة والاستغفار، مرَّ الحديث في "كتاب التهجد" (برقم: 1120)، "ك"(22/ 133).
(1)
أي: منورهما.
(2)
أي: رجعت إليك مقبلًا بالقلب عليك، "ع"(15/ 424)، "ك"(22/ 133).
(3)
أي: المعاند.
(1)
في الأصل: وقال البخاري.
وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ
(1)
وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِنهَ إِلَّا أَنْتَ -أَوْ
(2)
: لَا إِلهَ غَيْرُكَ-". [راجع: 1120].
11 - بَابُ التَّسْبِيحِ وَالتَّكبِيرِ عِنْدَ الْمَنَامِ
6318 -
حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَة، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى
(3)
، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ فَاَطِمَةَ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى
(4)
، فَأَتَتِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تسْأَلُهُ خَادِمًا، فَلَمْ تَجِدْهُ
(5)
، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ
"أَوْ لَا إِلهَ غَيْرُكَ" في هـ، ذ:"وَلَا إِلهَ غَيْرُكَ". "بَابُ التَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ" في ز: "بَابُ التَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ". "اشْتَكَتْ" في نـ: "شَكَتْ".
===
(1)
أي: بما أعطيتني من البرهان واللسان، "ك"(22/ 133).
(2)
شك من الراوي.
(3)
اسمه عبد الرحمن.
(4)
قوله: (من الرحى) وذلك بسبب أنها [كانت] تطحن بنفسها البُرَّ والشعير للخبز. قوله: "تسأله خادمًا"، أي: جارية تخدمها، وهو يطلق على الذكر والأنثى. قوله:"ألا أدلّكما على ما هو خير" وجه الخيرية إما أن يراد به أنه يتعلق بالآخرة والخادم بالدنيا، والآخرة خير وأبقى، وإما أن يراد بالنسبة إلى ما طلبته بأن يحصل لها بسبب هذه الأذكار قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم عليها، "ك"(22/ 134).
قوله: "فلم تجده"، وفي رواية أبي الورد:"فأتيته فوجدت عنده حُدّاثًا" بضم المهملة وتشديد الدال وبعد الألف مثلثة، أي: جماعة يتحدثون، "فاستحيت فرجعت"، فيحمل على أن المراد أنها لم تجده في المنزل بل في مكان آخر كالمسجد وعنده من يتحدث معه، "فتح"(11/ 120).
(5)
أي: فاطمةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ. قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ:"مَكَانَكِ"
(1)
، فَجَلَسَ بَينَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ: "أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا
(2)
، أَوْ أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، فَكَبِّرَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ".
وَعَنْ شُعْبَةَ عَنْ خَالِدٍ
(3)
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
(4)
قَالَ: التَّسْبِيحُ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ
(5)
. [راجع: 3113].
12 - بَابُ التَّعَوُّذِ وَالْقِرَاءَةِ عِنْدَ النَّومٍ
6319 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدِهِ
(6)
(7)
،
"عِنْدَ النَّومِ" كذا في ذ، وفي نـ:"عِنْدَ الْمَنَامِ". "فِي يَدِهِ" كذا في سـ، حـ، ذ، ولغيرهم:"فِي يَدَيْهِ".
===
(1)
أي: الزم.
(2)
مرَّ الحديث (برقم: 3113).
(3)
هو: الحذاء.
(4)
هو: محمد.
(5)
هذا موقوف على ابن سيرين، "ع"(15/ 426)، "ف"(11/ 123).
(6)
قوله: (نفث في يده) من النفث، وهو شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل؛ لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق، قوله:"بالمعَوّذات" بكسر الواو، وأريد به المعوذتان وسورة الإخلاص تغليبًا، أو أريد هاتان وما يشبههما من القرآن، أو أقل الجمع اثنان، "ع"(15/ 426).
(7)
مرَّ الحديث مع توجيه تقدم النفث على القراءة (برقم: 5017).
فَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ. [راجع: 5017].
13 - بَابٌ
(1)
6325 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قالَ: حَدثَنَا زهَيْرٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبي سَعيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ
(3)
، فَإِنَّة لَا تدْرِي
(4)
مَا خَلَفَهُ
(5)
عَلَيْهِ،
"فَقرَأَ" في نـ: "وقرأ". "بِالْمُعَوِّذاتِ" في نـ: "المعوذات". "بدَاخِلَةِ" في مر: "بِدَاخِلِ".
===
(1)
قوله: (باب) كذا للأكثر بغير ترجمة، وسقط لبعضهم، وعليه شرح ابن بطال ومن تبعه، والراجح إثباته، ومناسبته لما قبله عموم الذكر عند النوم. وعلى إسقاطه: فهو كالفصل من الباب الذي قبله؛ لأن في الحديث معنى التعوذ وإن لم يكن بلفظه، "ف"(11/ 126).
(2)
ابن معاوية.
(3)
والداخلة ضد الخارجة، والمراد بها: طرف الإزار الذي يلي الجسد.
(4)
قوله: (فإنه لا يدري
…
) إلخ، ومعناه: أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه؛ لئلا يكون قد دخل فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات وهو لا يشعر، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل في يده مكروه إن كان شيء هناك. فإن قلت: ما وجه تخصيص الرحمة بالإمساك والحفظ بالإرسال؟ قلت: الإمساك كناية عن الموت فالرحمة تناسبه، والإرسال عن البقاء في الدنيا فالحفظ مناسب له، "ك"(22/ 135).
(5)
بتخفيف اللام بلفظ الماضي.
ثُمَّ يَقُولُ: باسْمِكَ
(1)
رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْها، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظ بِهِ الصَّالِحِينَ".
تَابَعَهُ
(2)
أبُو ضَمْرَةَ
(3)
وَإِسْمَاعِيل بْن زَكَرِيَّاءَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ يَحْيَى وَبِشْرٌ: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ
(4)
، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَرَوَاهُ مَالِكٌ
(5)
وَابْنُ عَجْلَانَ
(6)
، عَنْ سعِّيدٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ
(7)
، عِنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [طرفه: 7393، أخرجه: م 2714، د 5050، سي 791، تحفة: 14306].
14 - بَابط الدُّعَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ
(8)
6321 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ،
"الصَّالِحِينَ" في قتـ، ذ:"عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ".
===
(1)
أي: مستعينًا.
(2)
في إدخال الواسطة بين سعيد المقبري وأبي هريرة رضي الله عنه، "قس"(13/ 381).
(3)
أنس بن عياض.
(4)
بدون الواسطة بين سعيد وأبي هريرة، "قس"(13/ 381).
(5)
قوله: (ورواه مالك
…
) إلخ، وغرضه أن في هذين الطريقين روى سعيد عن أبي هريرة بدون واسطة الأب بخلاف الطريقة الأولى، وقال ثانيًا:"رواه"، وأولًا:"قال"؛ لأن الروايةَ تستعمل عند التحميل والقولَ عند المذاكرة.
(6)
محمد الفقيه المدني.
(7)
من غير واسطة أيضًا، "قس"(13/ 381).
(8)
قوله: (باب الدعاء نصف الليل)، أي: في بيان فضل الدعاء في
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ
(1)
وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَثدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "يَتَنَزَّلُ
(2)
رَبُّنَا
(3)
تبارك وتعالى
"يَتَنَزَّلُ" في هـ، سفـ:"يَنزلُ".
===
ذلك الوقت على غيره إلى طلوع الفجر، قال ابن بطال: هو وقت شريف خصَّه الله تعالى بالتنزُّل فيه، فيتفضل على عباده بإجابة دعائهم وإعطاء سؤلهم وغفران ذنوبهم، وهو وقت غفلة وخلوة واستغراق في النوم واستلذاذ له، ومفارقة اللذة والدعة صعب، لا سيما لأهل الرفاهة، وفي زمن البرد، وكذا أهل التعب ولا سيما في قصر الليل، فالسعيد من آثر القيامَ لمناجاة ربه والتضرعَ إليه، وذلك دليل على خلوص
(1)
نيته وصحة رغبته فيما عند ربه، "ف"(11/ 129)، "ع"(15/ 428).
(1)
بفتح الغين المعجمة وشدة الراء، اسمه: سلمان الجهني المدني، "ع"(15/ 429).
(2)
من التفعل، وفي رواية النسفي والكشميهني:"ينزل" من المجرد.
(3)
قوله: (يتنزل ربنا) فإن قلت: الله تعالى منزَّه عن المكان والحركة، والتنزل هو الحركة من جهة العلو إلى جهة السفل؟ قلت: الحديث من المتشابهات ولا بد من التأويل؛ إذ البراهين القاطعة دلت على تنزيهه عنه، فالمراد نزول ملك الرحمة ونحوه، أو من التفويض، فإن قلت: في الترجمة نصف الليل وفي الحديث الثلث؟ قلت: حين يبقى الثلث يكون قبل الثلث وهو المقصود من النصف، "ك" (22/ 135 - 136). قال ابن بطال: عوَّل المصنف [على ما في الآية] لأنه أخذ الترجمة من دليل القرآن وذكر النصف، وقيل: أشار البخاري إلى الرواية التي وردت بلفظ النصف، وقد أخرجه أحمد عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
(1)
في الأصل: على ذلك على خصوص.
كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ
(1)
يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ
(2)
لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيْهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ"
(3)
. [راجع: 1145].
15 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْخَلَاءِ
(4)
6322 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ
(6)
(7)
"يَقُولُ" في نـ: "فَيَقُولُ".
===
رضي الله عنه بلفظ: "ينزل الله إلى السماء الدنيا نصفَ الليل الآخرَ أو ثلث الليل الآخر"، وروى الدارقطني من طريق حبيب بن أبي ثابت عن الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ:"شطر الليل" من غير تردد، "ع"(15/ 429).
(1)
بكسر الخاء والرفع صفة لثلث، "ع"(15/ 429).
(2)
نصب على جواب الاستفهام، ويجوز الرفع على تقدير مبتدأ، أي: فأنا أستجيب، "قس"(13/ 383).
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 1145) في أبواب "التهجد".
(4)
أي: عند إرادة دخوله.
(5)
بفتح المهملتين وسكون الراء الأولى.
(6)
بضمتين وقد يسكن الواو للتخفيف أو إرادة الكفر.
(7)
قوله: (من الخبث
…
) إلخ، قال الخطابي: جمع الخبيث، والخبائث جمع الخبيثة، يريد بهما: ذكران الشياطين وإناثهم. وقال محيي السنة: الخبث: الكفر، والخبائث: الشياطين، كذا في "ع" (15/ 429) و "ك" (22/ 136) و"خ". قال في "المجمع" (2/ 8): الخبث بضم الباء:
وَالْخَبَائِثِ"
(1)
. [راجع: 142].
16 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ
6323 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثنَا حُسَينٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَيِّدُ الاسْتِغْفَارَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا
(4)
اسْتَطَعْتُ
(5)
، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ،
"وَأَنَا عَبْدُكَ" في نـ: "فَأَنَا عَبْدُكَ".
===
جمع خبيث، والخبائث: جمع خبيثة. وقيل: الخبث بسكونها، وهو خلاف طيب الفعل من فجور ونحوه، والخبائث: الأفعال المذمومة والخصال الرديئة. خصَّ الخلاء بالاستعاذة لكونه سببًا للوحدة والخلوة عن الذكر للقذر، ولذا يستغفر إذا خرج، "ط". وقد يسكن للتخفيف أو إرادة الكفر، الخطابي: وعامة المحدثين يسكنون الباء، والصواب ضمها، وهو بالسكون مصدر يتناول كل مكروه كالسبِّ والكفر وأكل الحرام.
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 142).
(2)
مصغر الزرع.
(3)
أي: المعلم.
(4)
ما مصدرية، أي: مقدار طاقتي.
(5)
قوله: (ما استطعت
…
) إلخ، اشتراط الاستطاعة اعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى. قوله: "أبوء لك
…
" إلخ، أي: ألتزم وأرجع وأقر، وأصل البَوء: اللزوم، قال النووي: أي: أعترف، والمراد: التزامُ المنة بحق النعمة والاعترافُ بالتقصير في الشكر.
وَأَبُوءُ لَكَ
(1)
بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بكَ
(2)
مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ. إِذَا قَالَ حِينَ يُمْسِي
(3)
فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ -أَوْ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ-، وَإِذَا قَالَ حِينَ يُصْبِحُ
(4)
فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ". مِثْلَهُ. [راجع: 6306].
6324 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
، عَنْ عَبدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
(6)
، عَنْ حُذَيْفَةَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ:"بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا". وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ
(7)
قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا
(8)
، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ". [راجع: 6312].
"عَنْ حُذَيْفَةَ" في نـ: "عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ".
===
فإن قلت: المؤمن يدخلها وإن لم يقل؟ قلت: أراد أنه يدخلها ابتداء؛ لأن الداعي به عن يقين لا يعصي الله، أو يعفو عنه ببركة هذا الاستغفار، "مجمع البحار"(3/ 469، و 1/ 227).
(1)
أي: أعترف.
(2)
هذه الجملة متأخرة هاهنا ومتوسطة في الحديث [الذي] سبق في "باب فضل الاستغفار".
(3)
مرَّ الحديث قريبًا (برقم: 6356).
(4)
هذا محل المطابقة للترجمة.
(5)
ابن عيينة.
(6)
مرَّ الحديث قريبًا مع مباحثه (برقم: 6312).
(7)
من هذا تؤخذ المطابقة للترجمة.
(8)
قوله: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا) وهو تشبيه في زوال العقل والحركة لا تحقيق، وقيل: الموت في [كلام] العرب يطلق على السكون
6325 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
(1)
، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ
(2)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(3)
، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
(4)
، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضجَعَهُ مِنَ اللَّيلِ قَالَ: "اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا". فَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ". [طرفه: 7395، أخرجه: سي 860، تحفة: 11910].
17 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ
6326 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ:
===
كـ "ماتت الريح"، ويقع على أنواع بحسب أنواع الحياة بإزاء القوة النامية في الحيوان والنبات كـ {يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الروم: 19]، وزوالِ القوة الحسية كـ {يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} [مريم: 23]، وزوال القوة العاقلة، وهي كـ {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام: 122]، والحزنِ والخوف المكَدِّر للحياة كـ {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} [إبراهيم: 17]، والمنام كـ {وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42]. وقد قيل: المنام الموت الخفيف، ويستعار للأحوال الشاقة، كالفقر والذل والسؤال والهرم والمعصية وغيرها، "مجمع"(4/ 642، 643).
(1)
لقب عبد الله بن عثمان.
(2)
بالمهملة والزاي: محمد بن ميمون السكري، "ك"(22/ 137).
(3)
ابن المعتمر.
(4)
قوله: (عن ربعي بن حراش) بكسر الراء وسكون الموحدة وكسر المهملة وشدة التحتانية، ابن حراش بكسر المهملة وخفة الراء وبالمعجمة. "وخرشة" بالمعجمتين والراء المفتوحات، "ابن الحر" ضد العبد، الفزاري بالفاء والزاي والراء. و"أبو ذر" بتشديد الراء: جندب الغفاري، "ك" (22/ 137). قوله:"وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" من نشر الميتُ نشورًا إذا عاش بعد الموت، وأنشره الله: أحياه، "مجمع"(4/ 723).
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ
(1)
، عَنْ أَبِي الْخَيْر
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
(3)
، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي
(5)
، قَالَ: "قُل: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ
(6)
نَفْسِي ظُلْمًا
(7)
كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". [راجع: 834].
"حَدَّثَنَا اللَّيْثُ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ".
===
(1)
ابن أبي حبيب.
(2)
اسمه: مرثد بن عبد الله.
(3)
ابن العاص.
(4)
في الحديث: مشروعيةُ الدعاء في الصلاة، وفضلُ الدعاء المذكور على غيره، وطلبُ التعليم من الأعلى وإن كان الطالب يعلم ذلك النوع، وخصَّ الدعاءَ بالصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم:"أقرب ما يكون [العبد] من رَبِّه وهو ساجد"، "فتح"(11/ 132).
(5)
مرَّ الحديث (برقم: 834).
(6)
قوله: (قل: اللهم إني ظلمت
…
) إلخ، هذا الدعاء من الجوامع؛ إذ فيه اعترافٌ بغاية التقصير، وهو كونه ظالمًا ظلمًا كثيرًا، وطلبُ غاية الإنعام التي هي المغفرة والرحمة؛ إذ المغفرةُ ستر الذنوب ومحوها، والرحمةُ إيصال الخيرات، فالأول عبارة عن الزحزحة عن النار، والثاني: إدخال الجنة، وهذا هو الفوز العظيم، اللهم اجعلنا من الفائزين به بكرمك يا أكرم الأكرمين، "ك"(22/ 138).
(7)
الظلم: هو وضع الشيء في غير موضعه، "ك"(22/ 138).
- وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ
(1)
: عَنْ يَزِيدَ: عَنْ أَبِي الْخَيرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو: قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
6327 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ
(2)
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] أُنْزِلَتْ فِي الدُّعَاءِ. [راجع: 4723، تحفة: 17178].
6328 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(4)
،
"ابْنُ الْحَارِثِ" ثبت في ذ. "أَنَّهُ سَمِعَ" ثبت لفظ "أَنَّهُ" في هـ، ذ.
===
(1)
المصري.
(2)
ابن سلمة.
(3)
قوله: (حدثنا علي
…
) إلخ، هذا ابن سلمة بفتح اللام، اللَّبقي باللام وفتح الباء الموحدة وبالقاف، النيسابوري، قاله الكلاباذي، و"مالك بن سعير" تصغير السعر، التميمي، ويروى بالصاد بدل السين. قوله:"في الدعاء"، أي: الدعاء الذي في الصلاة، ليوافق الترجمة، قاله الكرماني (22/ 138)، ولكنه عام يتناول الدعاء الذي في الصلاة وخارج الصلاة، "ع"(15/ 431). وأخذُ الترجمة من هذه الأحاديث أن الأول نص في المقصود، والثاني يستفاد منه صفة من صفات الداعي، وهي عدم الجهر والمخافتة فيسمع نفسَه ولا يسمع غيرَه، وقيل: الدعاء صلاة لأنها لا تكون إلا بدعاء فهو من تسمية بعض الشيء باسم كله، والثالث: فيه الأمر بالدعاء في التشهد وهو من جملة الصلاة، "فتح"(11/ 132).
(4)
ابن عبد الحميد.
عَنْ مَنْصُورٍ
(1)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(2)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ. فَقَالَ لَنَا
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ
(4)
: "إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ
(5)
، فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُل: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ -إِلَى- الصَّالِحِينَ. فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ صَالِحٍ
(6)
، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولهُ. ثُمَّ يَتَخَيَّرُ
(7)
مِنَ الثَّنَاءِ مَا شَاءَ". [راجع: 831، أخرجه: م 402، س 1265، ق 899، تحفة: 9296].
18 - بَابُ الدُّعَاءِ بَعْدَ الصَّلَاةِ
(8)
"إِلَى الصَّالِحِينَ" في ذ: "إِلَى قَولِهِ: الصَّالِحِينَ".
===
(1)
ابن المعتمر.
(2)
شقيق بن سلمة.
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 831).
(4)
لفظ الذات مقحم، أو هو من إضافة المسمّى إلى اسمه، "ك"(22/ 139).
(5)
أي: هو من أسماء الله تعالى الحسنى، "ع"(15/ 432).
(6)
بالجر صفة لعبد.
(7)
أي: يختار.
(8)
قوله: (باب الدعاء بعد الصلاة) أي: المكتوبة، وفي هذه الترجمة ردٌّ على من زعم أن الدعاء بعد الصلاة لا يشرع؛ متمسكًا بالحديث الذي أخرجه مسلم من رواية عبد الله بن الحارث عن عائشة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم لا يثبت إلا قدر ما يقول: اللهم أنت السلام
…
" إلخ، والجواب: أن المراد بالنفي المذكور نفي استمراره جالسًا على هيئته قبل السلام إلا بقدر أن يقول ما ذكر، فقد ثبت "أنه كان إذا صلى أقبل على أصحابه"، فيُحمل ما ورد
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
من الدعاء بعد الصلاة على أنه كان يقوله بعد أن يقبل بوجهه على أصحابه، "ف"(11/ 133)، وذهب ابن القيم إلى عدم مشروعيته وقال: إنه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أصلًا ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن. [انظر: "فتح الباري" (11/ 133)].
قال المحقق ابن الهمام (1/ 439 - 440)
(1)
: هل [الأَولى] وصلُ السنة التالية للفرض له أو لا؟ ففي "شرح الشهيد": القيام إلى السنة متصلًا بالفرض مسنون. وفي "الشافي": كان إذا سلّم يمكث قدر ما يقول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام"، وكذا نقل عن البقالي. وقال الحلواني: لا بأس بأن يقرأ بين الفريضة والسنة الأوراد. ويشكل على الأول ما في "سنن أبي داود"(ح: 1007) عن أبي رمثة قال: "صليت هذه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر وعمر يقومان في الصف المقدم عن يمينه، وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، ثم سلّم عن يمينه وعن يساره حتى رأينا بياض خديه، ثم انفتل كانفتال أبي رمثة يعني نفسه، فقام الرجل الذي أدرك معه التكبيرةَ الأولى من الصلاة يشفع، فوثب إليه عمر فأخذ بمنكبه فهزَّه ثم قال: اجلس فإنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصل، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره فقال: أصاب الله بك يا ابن الخطاب"، ولا يرد هذا على الثاني إذ قد يجاب بأن قوله: "اللهم أنت السلام
…
" إلخ، فصل، فمن ادعى فصلًا أكثر منه فلينقله، وقولهم: "الأفضل في السنن التي بعد المغرب المنزل" لا يستلزم مسنونية الفصل بأكثر، إذ الكلام فيما إذا صلى السنة في محل الفرض ماذا يكون الأولى؟ قلت: الأولى أنه يقتصر على ما ورد من قوله: "اللهم أنت السلام
…
" إلخ، ومثل هذا
(1)
قوله: "قال المحقق ابن الهمام
…
" إلخ، وقعت هذه العبارة في الأصل تحت حديث (6332)، ولكن لا مناسبة لها بذلك المقام، لذا أوردناها هنا، وهو الصواب.
6329 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ
(3)
، عَنْ سُمَيٍّ
(4)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالُوا
(6)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ
(7)
بِالدَّرَجَاتِ
(8)
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنَا يَزِيدُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا يَزِيدُ". "أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ" في نـ: "أَنْبَأنَا وَرْقَاءُ".
===
الانفصال لا ينافي الاتصال المسنون في "شرح الشهيد"، وأما زيادة الأوراد المستلزمة للفصل الكثير فلا شك أنه خلاف الأفضل. ثم الذي سنح لي في حديث أبي رمثة من فعل الرجل وزجر عمر وتعليله وتصويبه صلى الله عليه وسلم: أنه أراد أن يشرع في الشفع من غير أن يفصل بالسلام على قصد الانصراف من الصلاة؛ لأن اتصال السنة بالفرض بعد تحقق السلام جائز إجماعًا ولم يقل أحد بكراهته، وإنما الخلاف في الأولى، ثم قال: وما ورد من أنه كان يقول: "دبر كل صلاة" لا يقتضي وصل هذه الأذكار، بل كونها عقيب السنة من غير اشتغال بما ليس هو من توابع الصلاة تصحح كونَه دبرها، "عمدة القاري"(4/ 617).
(1)
ابن منصور، وقيل: ابن راهويه.
(2)
ابن هارون.
(3)
مؤنث الأورق، ابن عمر اليشكري، "ع"(15/ 432).
(4)
بضم المهملة وفتح الميم وشدة التحتية: مولى أبي بكر بن عبد الرحمن.
(5)
اسمه: ذكوان الزيات السمان.
(6)
أي: الفقراء المهاجرون.
(7)
جمع دثر، وهو المال الكثير يقع على الواحد والاثنين والجمع، "ع"(15/ 432).
(8)
جمع درجة، وهي الطبقة من المراتب، والمراد هاهنا الطبقات في الجنة.
وَالنَّعِيمِ
(1)
الْمُقِيمِ، قَالَ
(2)
: "كَيْفَ ذَاكَ؟ ". قَالُوا: صَلَّوْا كَمَا صَلَّيْنَا، وَجَاهَدُوا كَمَا جَاهَدْنَا، وَأَنْفَقُوا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِهِمْ
(3)
، وَلَيْسَتْ لَنَا أَمْوَالٌ
(4)
. قَالَ: "أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ تُدْرِكُونَ
(5)
مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ
"قَالُوا: صَلَّوْا" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"قَالَ: صَلَّوْا"- أي: فقراء المهاجرين-.
===
(1)
أي: ما أنعم الله عليهم، "ع"(15/ 432).
(2)
أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3)
أي: من زيادة أموالهم.
(4)
مرَّ الحديث (برقم: 843).
(5)
قوله: (بأمر تدركون من كان
…
) إلخ، فإن قلت: كيف يساوي قول هذه الكلمات مع سهولتها الأمورَ الشاقة من الجهاد ونحوه، وأفضل العبادات أحمزها؟ -أحمز الأعمال: أمتنها، "قاموس" (ص: 472) - قلت: إذا أدّى حق الكلمات من الإخلاص- لا سيَّما الحمد في حال الفقر- فهو من أعظم الأعمال، مع أن هذه القضية ليست كلية إذ ليس كل أفضل أحمز ولا العكس. فإن قلت: مرَّ في آخر "كتاب صلاة الجماعة": "من سبح أو حمد أو كبر ثلاثة وثلاثين" وهاهنا قال: عشرًا؟ قلت: لما كان ثمة الدرجات مقيدة بالعلى، وكان أيضًا فيه زيادة في الأعمال من الصوم والحج والعمرة زاد في عدد التسابيح والتحاميد والتكابير، مع أن مفهوم العدد لا اعتبار له، واعلم أن التسبيحَ إشارة إلى نفي النقائص عن الله وهو المسمى بالتنزيهات، والتحميدَ إلى إثبات الكمالات، "ك"(22/ 139 - 140)، "ع" (15/ 433). ومناسبة هذا الحديث وما بعده للترجمة: أن الذاكر يحصل له ما يحصل للداعي إذا شغله الذكر عن الطلب، كما في حديث ابن عمر رفعه:"يقول الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"، "ف"(11/ 134).
مَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَأْتِي أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتُمْ، إِلَّا مَنْ جَاءَ بِمِثْلِهِ؟: تُسَبِّحُونَ فِي دُبُرِ
(1)
كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَتَحْمَدُونَ عَشْرًا، وَتُكَبِّرُونَ عَشْرًا".
تَابَعَهُ
(2)
(3)
عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ سُمَيٍّ، وَرَوَاهُ ابْنُ عَجْلَانَ
(4)
عَنْ سُمَيٍّ وَرَجَاءِ
(5)
بْنِ حَيْوَةَ
(6)
. وَرَوَاهُ جَرِيرٌ
(7)
، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ
(8)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ
(9)
. وَرَوَاهُ سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ
(10)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 843، تحفة: 12584].
"مَا جِئْتُمْ" في ذ: "مَا جِئْتُمْ بِهِ".
===
(1)
بضمتين، بمعنى العقب والخلف.
(2)
قوله: (تابعه عبيد الله
…
) إلخ، أي: في روايته عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحديث، فإن قلت: كيف هذه المتابعة وفيه: "تسبحون وتكبرون وتحمدون في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين"؟ قلت: المتابعة في أصل الحديث لا في العدد المذكور، وقد قالوا: إن ورقاء خالف غيره في قوله: "عشرًا" وأن الكل قالوا: "ثلاثًا وثلاثين"، "ع"(15/ 433).
(3)
أي: ورقاء، "قس"(13/ 391).
(4)
محمد.
(5)
وزير عمر بن عبد العزيز، مات سنة ثنتي عشرة ومائة، "ك"(22/ 140).
(6)
بفتح المهملة وسكون التحتية وفتح الواو: الكندي.
(7)
ابن عبد الحميد.
(8)
مصغر الرفع.
(9)
اسمه: عويمر الأنصاري.
(10)
هو: أبو صالح ذكوان السمان.
6330 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
، عَنِ الْمُسَيَّبِ
(3)
بْنِ رَافِعٍ، عَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى
(4)
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كَتَبَ الْمُغِيرَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ
(5)
فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ إِذَا سَلَّمَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ
(6)
الْجَدُّ".
"فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ".
===
(1)
ابن عبد الحميد.
(2)
ابن المعتمر.
(3)
بفتح الياء المشددة: الكاهلي الصوَّام القوَّام، مات سنة خمسين ومائة، "ك"(22/ 140)، "ع"(15/ 434).
(4)
وكاتبه.
(5)
مرَّ الحديث (برقم: 844).
(6)
قوله: (ذا الجد منك) أي: بذلك، وهي تسمى بـ"مِنْ" البدلية كقوله تعالى:{أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ} [التوبة: 38]. الخطابي: الجدّ يفسر بالغنى، ويقال: هو الحظ والبخت، و"من" بمعنى البدل، أي: لا ينفعه حظ بذلك، أي: بدل طاعتك. [قال] الراغب: قيل: أراد بالجد أبا الأب وأبا الأم، أي: لا ينفع أحدًا نسبه كقوله تعالى: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} [المؤمنون: 101]. ومنهم من رواه بالكسر، وهو: الاجتهاد، أي: لا ينفع ذا الاجتهاد منك اجتهاده، إنما ينفعه رحمتك، "ك"(22/ 140 - 141)، "ع"(15/ 434).
وَقَالَ شُعْبَةُ
(1)
: عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
: سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ. [راجع: 844].
19 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَصَلِّ
(3)
عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103]
وَمَنْ خَصَّ
(4)
أَخَاهُ بِالدُّعَاءِ دُونَ نَفْسِهِ.
وَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ النَّبِيُّ
(5)
صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ
(6)
، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ
(7)
ذَنْبَهُ".
6331 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(8)
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، قَالَ رَجُلٌ
(9)
مِنَ الْقَوْمِ:
"سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ". " {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} " وزاد في نـ: " {إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} ". "قَالَ رَجُلٌ" في ذ: "فَقَالَ رَجُلٌ".
===
(1)
ابن الحجاج.
(2)
ابن المعتمر.
(3)
أي: ادع لهم واستغفر، "ع"(15/ 434).
(4)
عطف على "قول الله".
(5)
دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعبيد أبي عامر أولًا، ثم سأل أبو موسى أن يدعو له أيضًا فدعا له أيضًا، ومرَّت القصة طويلًا (برقم: 4323).
(6)
هو: عم أبي موسى.
(7)
هو: اسم أبي موسى.
(8)
ابن سعيد القطان.
(9)
لم يعرف اسمه.
أَيْ عَامِرُ
(1)
، لَوْ أَسْمَعْتَنَا
(2)
مِنْ هُنَيَّاتِكَ
(3)
. فَنَزَلَ يَحْدُو بِهِمْ يُذْكِّرُ:
تَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا.
وَذَكَرَ
(4)
شِعْرًا غَيْرَ هَذَا، وَلَكِنِّي لَمْ أَحْفَظْهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟ "، قَالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ، قَالَ:"يَرْحَمُهُ اللَّهُ".
"أَيْ عَامِرُ" في نـ: "أَيَا عَامِرُ". "هُنَيَّاتِكَ" كذا في صـ، ذ، ولغيرهما:"هُنَيْهَاتِكَ". "يَحْدُو بِهِمْ" في نـ: "يَحْدُو بِهِنَّ". "تَاللَّهِ" في نـ: "بِاللَّهِ".
===
(1)
هو: ابن الأكوع، عم سلمة راوي الحديث، وقيل: أخوه.
(2)
جوابه محذوف، أو هو للتمني.
(3)
قوله: (هنيهاتك) بضم الهاء وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف وبالهاء: جمع هنيهة، ويروى "هُنَيَّاتك" بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء آخر الحروف، جمع هُنَيَّة تصغير هنة، وأصله هنوة، ويروى "هناتك" بفتح الهاء وبعد الألف تاء الجمع، وهي جمع هنة، والمراد من الكل الأشعار القصار كالأراجيز. و"يحدو" من الحداء، وهو سوقُ الإبل والغناءُ لها، والسائق هو الحادي. فإن قلت: المذكور ليس شعرًا؟ قلت: المقصود هذا المصراع وما بعده من المصاريع الآخر نحو: ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا، فإن قلت: مرَّ في "الجهاد" أن الارتجاز بهذه الأراجيز كان في حفر الخندق؟ قلت: لا منافاة بينهما لجواز وقوع الأمرين جميعًا. قوله: "لولا متعتنا به" أي: وجبت الشهادة له بدعائك، وليتك تركته لنا، قال ابن عبد البر: كانوا قد عرفوا أنه صلى الله عليه وسلم ما استرحم لإنسان قط في غزاة يخصه به إلا استشهد، فلما سمع عمر ذلك قال: يا رسول الله لولا متعتنا بعامر، "ك"(22/ 141 - 142)، "ع"(15/ 435 - 436).
(4)
القائل بهذا هو يحيى راوي الحديث، والذاكر هو يزيد بن أبي عبيد، "ع"(15/ 436).
وَقَالَ رَجُلٌ
(1)
مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ
(2)
. فَلَمَّا صَافَّ الْقَوْمَ قَاتَلُوهُمْ، فَأُصِيبَ عَامِرٌ بِقَائِمَةِ سَيْفِ نَفْسِهِ فَمَاتَ، فَلَمَّا أَمْسَوْا أَوْقَدُوا نَارًا كَثِيرَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا هَذِهِ النَّارُ؟ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟ ". قَالُوا: عَلَى حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ
(3)
. فَقَالُوا: "أَهْرِيقُوا
(4)
مَا فِيهَا، وَكَسِّرُوهَا". قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا نُهْرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ: "أَوْ ذَاكَ"
(5)
. [راجع: 2477].
6332 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو -هُوَ ابنُ مُرَّةَ-، سَمِعْتُ ابْنَ أَبي أَوْفَى
(7)
يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ
(8)
قَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ"، فَأَتَاهُ أَبِي فَقَالَ:
"وَقَالَ رَجُلٌ" في ذ: "فَقَالَ: رَجُلٌ". "فَقَالُوا" في نـ: "فَقَالَ". "أَهْريقُوا" في ذ: "هريقُوا". "يَا نَبِيَّ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"يَا رَسُولَ اللَّهِ". "هُوَ ابنُ مُرَّةَ" ثبت في ذ. "إِذَا أَتَى رَجُلٌ" في نـ: "إِذَا أَتَاهْ رَجُلٌ".
===
(1)
هو: عمر بن الخطاب.
(2)
مرَّ الحديث بطوله (برقم: 4196).
(3)
أي: أهلية.
(4)
أي: أريقوا، والهاء زائدة.
(5)
بحرف العطف، أي: أو افعلوا الإراقة والغسل، ولا تكسروا القدور لأنها بالغسل تطهر، "ع"(15/ 436).
(6)
ابن إبراهيم.
(7)
اسمه عبد الله.
(8)
مرَّ الحديث (برقم: 1497) وسيأتي (برقم: 6359).
"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى"
(1)
. [راجع: 1497].
6333 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
(3)
، عَنْ قَيْسٍ
(4)
: سَمِعْتُ جَرِيرًا
(5)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُرِيْحُنِي
(6)
(7)
مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ"
(8)
، وَهُوَ نُصُبٌ
(9)
كَانُوا يَعْبُدُونَهُ يُسَمَّى: الْكَعْبَةَ الْيَمَانِيَةَ
(10)
. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ". "الْكَعْبَةَ الْيَمَانِيَةَ" في هـ، ذ:"كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ".
===
(1)
قوله: (صل على آل أبي أوفى) أي: عليه وعلى آله، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتثل أمر الله في ذلك، قال تعالى:{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: 103]، ولا يحسن ذلك لغير النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي على غيره إلّا تبعًا له صلى الله عليه وسلم كآل بني هاشم والمطلب، "ك"(22/ 142)، "ع"(15/ 436).
(2)
ابن عيينة.
(3)
هو: ابن أبي خالد الكوفي.
(4)
ابن أبي حازم بالمهملة والزاي.
(5)
هو: ابن عبد الله الأحمسي.
(6)
من الإراحة بالراء.
(7)
مرَّ الحديث (برقم: 3020).
(8)
بالمعجمة واللام والصاد المهملة المفتوحات: الموضع الذي كان فيه صنم يعبدونه.
(9)
بضم النون وسكون المهملة وضمها: ما نصب ليعبد من دون الله، "ك"(22/ 143).
(10)
بتخفيف الميم والتحتية، "ك"(22/ 143).
إِنِّي رَجُلٌ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَصَكَّ
(1)
فِي صَدْرِي فَقَالَ: "اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا". قَالَ: فَخَرَجْتُ فِي خَمْسِينَ مِنْ أَحْمَسَ مِنْ قَوْمِي
(2)
-وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: فَانْطَلَقْتُ فِي عُصْبَةٍ مِنْ قَوْمِي-، فَأَتَيْتُهَا فَأَحْرَقْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا
(3)
مِثْلَ الْجَمَلِ الأَجْرَبِ، فَدَعَا
(4)
لِأَحْمَسَ وَخَيْلِهَا. [راجع: 3020].
6334 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سُليْمٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَسٌ خَادِمُكَ،
"فَقَالَ: اللَّهُمَّ" في نـ: "وَقَالَ: اللَّهُمَّ". "فِي خَمْسِينَ" في هـ، ذ:"فِي خَمْسِينَ فَارِسًا". "وَخَيْلِهَا" في نـ: "خَيْلِهَا" بإسقاط الواو.
===
(1)
صكه: ضربه [شديدًا] بعريض، أو عامٌّ، "قس". [انظر:"قاموس" 781].
(2)
قوله: (فخرجت في خمسين من أحمس من قومي) وفي رواية الكشميهني "فارسًا". قوله: "من أحمس" بالحاء والسين المهملتين، وهي قبيلة جرير. قوله:"وربما" القائل بقوله: "وربما قال سفيان" هو علي بن عبد الله شيخ البخاري فيه، وسفيان هو: ابن عيينة. وقوله: "في عصبة" وهي من الرجال ما بين العشرة إلى الأربعين. قوله: "مثل الجمل الأجرب" أي: المطلي بالقطران بحيث صار أسود لذلك، يعني صارت سوداء من الإحراق، كذا في "العيني"(15/ 437) وغيره، مرَّ الحديث (برقم: 3020) في "الجهاد".
(3)
أي: ذا الخلصة.
(4)
من هذا تؤخذ مطابقة الحديث للترجمة؛ لأن معناه: قال: اللهم صلِّ على أحمس وعلى خيلها.
قَالَ: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ
(1)
مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ". [راجع: 1982، أخرجه: م 2480، تحفة: 1267].
6335 -
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ
(2)
، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا
(3)
يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: "رحمه الله، لَقَدْ أَذْكَرَنِي
(4)
كَذَا وَكَذَا آيَةً أَسْقَطْتُهَا
(5)
"حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ"، وفي نـ:"حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ". "قَالَ: رحمه الله" في نـ: "فَقَالَ: رحمه الله".
===
(1)
قوله: (اللهم أكثر
…
) إلخ، فكثر ماله، وكان له بالبصرة بستان يثمر في السنة مرتين، فكان فيه ريحان ريحه ريح المسك، وكان له مائة وعشرون ولدًا، وقيل: إنه كان يطوف بالكعبة ومعه من ذريته أكثر من سبعين نفسًا، وطال عمره فقيل: عاش تسعة وتسعين سنة، وقيل: مائة وثلاثون سنة، وقيل: مائة وعشرون، وقيل: مائة وسبع، "قس"(13/ 397).
(2)
ابن سليمان.
(3)
هو: عبد الله بن يزيد الأنصاري.
(4)
مرَّ الحديث (برقم: 5037).
(5)
قوله: (أسقطتها) أي: بالنسيان، أي: نسيتها، فإن قلت: كيف جاز عليه صلى الله عليه وسلم نسيان القرآن؟ قلت: النسيان ليس باختياره، وقال الجمهور: جاز النسيان عليه فيما ليس طريقه البلاغ بشرط أن لا يقر عليه، وأما في غيره فلا يجوز قبل التبليغ، وأما نسيان ما بلَّغ كما فيما نحن فيه فجائز بلا خلاف، قال تعالى:{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأعلى: 6 - 7]، "ك"(22/ 144).
مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا". [راجع: 2655، أخرجه: م 788، س في الكبرى 8006، تحفة: 17046].
6336 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ
(1)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا
(3)
فَقَالَ رَجُلٌ
(4)
: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ. فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَغَضِبَ حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ وَقَالَ: "يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ". [راجع: 3150، أخرجه: م 1062، تحفة: 9264].
20 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ السَّجْعِ
(5)
مِنَ الدُّعَاءِ
"مَا أُرِيدَ بِهَا" في نـ: "مَا أُرِيدَ بِهِ". "أُوذِيَ" في نـ: "لَقَدْ أُوذِيَ""مِنَ الدُّعَاءِ" في نـ: "فِي الدُّعَاءِ".
===
(1)
هو: الأعمش.
(2)
اسمه: شقيق بن سلمة، "ع"(15/ 438)، "ف"(11/ 138).
(3)
قوله: (قسمًا) أي: مالًا، ويجوز أن يكون مفعولًا مطلقًا والمفعول به محذوف. و"وجه الله" أي: ذات الله أو جهة الله، أي: لا إخلاص فيه؛ إذ هو منزَّه عن الوجه والجهة، تقدم الحديث في "كتاب الأنبياء" (برقم: 3405)، "ك"(22/ 144)، "ع"(15/ 438)، والمراد ها هنا قوله:"يرحم الله موسى" فخصه بالدعاء، فهو مطابق لأحد ركني الترجمة، "ف"(11/ 138).
(4)
هو: معتب بن قشير.
(5)
السجع: هو الكلام المقفى، "ع"(15/ 438)، "ك"(22/ 144).
6337 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ
(2)
بْنُ هِلَالٍ أَبُو حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ
(3)
الْمُقْرِئُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدِّثِ
(5)
النَّاسَ كُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ أَبَيْتَ فَمَرَّتَيْنِ، فَإِنْ أَكْثَرْتَ فَثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلَا تُمِلَّ
(6)
النَّاسَ هَذَا الْقُرْآنَ
(7)
، وَلَا أُلْفِيَنَّكَ
(8)
(9)
"فَثَلَاثَ مَرَّاتٍ" في نـ: "فَثَلَاثَ مِرَارٍ". "وَلَا أُلْفِيَنَّكَ" في نـ: "فَلَا أُلْفِيَنَّكَ".
===
(1)
بفتحتين، البزار -بالموحدة والزاي-، البصري.
(2)
بفتح المهملة وشدة الموحدة وبالنون، "ك"(22/ 144).
(3)
النحوي الأعور، "ك"(22/ 144).
(4)
من الإقراء.
(5)
أمر إرشاد.
(6)
من الإملال.
(7)
أي: عن هذا القرآن.
(8)
أي: لا أجدنك.
(9)
قوله: (لا ألفينك) بالفاء، أي: لا أصادفنك. وهذا النهي وإن كان بحسب الظاهر للمتكلم، لكنه في الحقيقة للمخاطب، كقوله تعالى:{فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ} [الأعراف: 2]، وكقولهم: لا أرينك هاهنا. و"أمروك" أي: التمسوا منك وهم يشتهون الحديث ولا سآمة ولا ملالة. و"ذلك" أي: التناوبَ في التحديث والإنصاتَ عند اشتغالهم والاجتنابَ عن السجع. فإن قلت: قد جاء في "كتاب الجهاد" في "باب الدعاء على المشركين": "اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب". وجاء أيضًا: "لا إله إلَّا الله وحده، نصر عبده، وأعزّ جنده، وصدق وعده"؟ قلت: المكروه
تَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ
(1)
فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِمْ فَتَقُصُّ، فَتَقْطَعُ عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُمْ فَتُمِلُهُمْ
(2)
، وَلَكِنْ أَنْصِتْ
(3)
، فَإِنْ أَمَرُوكَ فَحَدِّثْهُمْ وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ، وَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ
(4)
. [تحفة: 6090].
21 - بَابٌ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ
(5)
، فَإِنَّهُ
(6)
لَا مُكْرِهَ لَهُ
(7)
"فَتَقُصُّ" في نـ: "فَتَقُصُّ عَلَيهِمْ". "فَإِنْ أَمَرُوكَ" في نـ: "فَإِذَا أَمَرُوكَ". "وَانْظُر" كذا في ذ، وفي نـ:"فَانْظُرْ". "إِلَّا ذَلِكَ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:" إِلَّا ذَلِكَ الاجْتِنَابَ"، وزاد في نـ:"يَعْنِي لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ الاجْتِنَابَ".
===
ما يقصد ويتكلف فيه، وأما ما ورد على سبيل الاتفاق فلا بأس به، ولهذا ذم منه ما كان كسجع الكهان، "ك"(22/ 145).
(1)
الواو فيه للحال.
(2)
أما الرفع فظاهر، وأما النصب فتقديره: بأن تملهم.
(3)
أمر من الإنصات، وهو السكوت مع الإصغاء، "ع"(15/ 439).
(4)
قوله: (لا يفعلون إلا ذلك) فسره بقوله: يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب، ووقع عند الإسماعيلي:"لا يفعلون ذلك" بدون لفظة "إلا" وهو واضح، وفيه: أنه يكره الإفراط في الأعمال الصالحة خوفَ الملال عنها والانقطاع، وفيه: أنه لا ينبغي أن يحدث بشيء من كان في حديث حتى يفرغ منه، وفيه: أنه لا ينبغي نشر الحكمة والعلم عند من لا يحرص على سماعها؛ لأن في ذلك إذلال العلم، وقد رفع الله قدره، ملتقط من "العيني"(15/ 440).
(5)
أي: الدعاء.
(6)
أي: الشأن.
(7)
أي: لله تعالى.
6338 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ
(2)
الْمَسْأَلَةَ، وَلَا يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأعْطِنِي، فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ". [طرفه: 7464، أخرجه: م 2678، سي 584، تحفة: 994].
6339 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ. لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ". [طرفه: 7477، أخرجه: د 1483، ت 3497، تحفة: 13813].
"عَبْدُ الْعَزِيزِ" في مر: "عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيبٍ". "إِنْ شِئْتَ" ثبت في حـ، ذ.
===
(1)
ابن علية.
(2)
قوله: (فليعزم) من: عزمت على كذا عزمًا وعزيمة: إذا أردت فعله وقطعت عليه، أي: فليقطع بالسؤال ولا يعلَّق بالمشيئة، "ك" (22/ 145). قوله:"فإنه لا مستكره له"، المراد أن الذي يحتاج إلى التعليق بالمشيئة ما إذا كان المطلوب منه يتأتى إكراهه على الشيء فيخفف الأمر عليه، ويعلم بأنه لا يطلب ذلك الشيء إلا برضاه، وأما الله سبحانه فهو منزه عن ذلك فليس للتعليق فائدة، وقيل: المعنى أن فيه صورة الاستغناء عن المطلوب منه، والمطلوب منه لا يتعاظمه شيء إعطاءه، "فتح"(11/ 140).
22 - بَابٌ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَعْجَلْ
6340 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ
(1)
مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ
(3)
مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي". [أخرجه: م 2735، د 1484، ت 3387، ق 3853، تحفة: 12930].
"لِلْعَبْدِ" في نـ: "العَبدُ". "يَقُولُ" في ذ: "فَيَقُولَ".
===
(1)
اسمه: سعد الزهري.
(2)
اسمه: عبد الرحمن.
(3)
قوله: (يستجاب لأحدكم) من الاستجابة بمعنى الإجابة؛ قال الشاعر:
فلم يستجبه عند ذلك مجيب
[قوله:]"لأحدكم" أي: لكل واحد منكم؛ إذ اسم الجنس المضاف مفيد للعموم على الأصح. قوله: "فيقول" بالنصب لا غير، وفي رواية أبي ذر بدون الفاء، فإن قلت: شرط الاستجابة العدمان: عدمُ العجلة وعدمُ القول، أي: قوله: "دعوت فلم يستجب لي"؛ فما حكمه في الصور الثلاث الباقية؟ يعني: وجودهما، ووجود العجلة دون القول، أو بالعكس؟ قلت: مقتضى الشرطية عدم الاستجابة في الأوليين، وأما الثالثة فهي غير متصورة. فإن قلت: قوله تعالى: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186] مطلق لا تقييد فيه؟ قلت: يحمل المطلق على المقيد كما هو مقرر في الدفاتر الأصولية. فإن قلت: هذه الأخبار تقتضي إجابة كل الدعوات التي انتفى فيها العدمان، لكن ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال:"سألت الله ثلاثًا، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، وهي أن لا يذيق بعض أمته بأس بعض"، وكذا مفهوم: "لكل نبي
23 - بَابُ
(1)
رَفْعِ الأَيْدِي فِي الدُّعَاءِ
وَقَالَ أَبُو مُوسَى: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ
(2)
. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ"
(3)
(4)
.
6341 -
وَقَالَ الأُوَيْسِيُّ
(5)
(6)
: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ،
"بَابُ" سقط لأبي ذر. "أَبُو مُوسَى" في نـ: "أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِي". "اللَّهُمَّ" في هـ، ذ:"وَقَالَ: اللَّهُمَّ". "وَقَالَ الأُوَيْسِيُّ" زاد قبله في نـ: "وَقَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ" -البخاري-.
===
دعوة مستجابة" أنّ له دعوات غير مستجابة؟ قلت: التعجيل من جبلَّة الإنسان، قال تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37]، فوجود الشرط متعذر أو متعسر في أكثر الأحوال، وقال بعضهم: إن الله لا يرد دعاء المؤمن وإن تأخر، وقد لا يكون ما سأله مصلحة في الجملة فيعوِّضه عنه ما يصلحه، وربما أخّر تعويضَه إلى يوم القيامة، "ك" (22/ 146 - 147).
(1)
سقط "باب" لأبي ذر.
(2)
المشهور فيه سكون الباء.
(3)
هو: ابن الوليد.
(4)
قوله: (مما صنع خالد) هو ابن الوليد المخزومي سيف الله، وقصته: أنه صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بني جَذيمة -بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة-، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا، فجعل يقتل ويأسر، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فرفع يديه وقال:"إني أبرأ إليك مما صنع خالد"، "ك"(22/ 147).
(5)
شيخ البخاري.
(6)
منسوب مصغر الأوس: عبد العزيز بن عبد الله.
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَشَرِيكٍ
(1)
، سَمِعَا أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ. [راجع: 1031، تحفة: 1660، 910].
24 - بَابُ الدُّعَاءِ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةِ
6342 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(3)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا. فَتَغَيَّمَتِ
(4)
السَّمَاءُ
(5)
وَمُطِرْنَا، حَتَّى مَا كَانَ الرَّجُلُ يَصِلُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" مصحح عليه. "عَنْ أَنَسٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ". "مَا كَانَ الرَّجُلُ" في نـ: "مَا كَادَ الرَّجُلُ". "إِلَى مَنْزِلِهِ" في هـ، حـ، ذ:"إِلَى المنزل".
===
(1)
ابن عبد الله بن أبي نمير.
(2)
أبو عبد الله البصري.
(3)
الوضاح اليشكري الواسطي.
(4)
أي: أطبق عليها الغيم.
(5)
قوله: (فتغيمت السماء) الفاء فيه تسمى بالفاء الفصيحة الدالة على محذوف، أي: فدعا فاستجاب الله دعاءه فتغيمت. قوله: "حوالينا ولا علينا" بفتح اللام منصوب على الظرفية، أي: أمطر في حوالينا ولا تمطر علينا، "ك" (22/ 147 - 148). وقال ابن الأثير: معناه: اللهم أنزل الغيث في مواضع النبات لا في مواضع الأبنية. ومطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "اللّهم حوالينا ولا علينا"؛ لأنه دعا به النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وظهره إلى القبلة، وقال الكرماني: موضع الترجمة قوله: "يخطب" والخطيب غير مستقبل القبلة، "ع"(15/ 443).
الْمُقْبِلَةِ
(1)
، فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا، فَقَدْ غَرِقْنَا. فَقَالَ:"اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا". فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَلَا يُمْطِرُ
(2)
أَهْلُ الْمَدِينَةِ. [راجع: 932، تحفة: 1438].
25 - بَابُ الدُّعَاءِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ
(3)
6343 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هَذَا الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، فَدَعَا فَاسْتَسْقَى
(4)
ثُمَّ اسْتَقْبَلَ
"فَقَدْ غَرِقْنَا" في نـ: "لَقَدْ غَرِقْنَا". "خَرَجَ النَّبِيُّ" في ذ: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ". "فَاسْتَسْقَى" في نـ: "وَاسْتَسْقَى" مصحح عليه.
===
(1)
وقد مرَّ مفصَّلًا (برقم: 1013).
(2)
على بناء الفاعل، فـ "أهل" منصوب وفاعله السّحاب، وعلى بناء المفعول فـ"أهل" مرفوع.
(3)
سقطت هذه الترجمة من رواية أبي زيد المروزي، فصار حديثها من جملة الباب الذي قبله، "ع"(15/ 443).
(4)
قوله: (فدعا واستسقى ثم استقبل
…
) إلخ، لا يطابق الحديث الترجمة؛ لأن ظاهره أنه عليه الصلاة والسلام استقبلها بعد الدعاء، فلذلك قال الإسماعيلي: هذا الحديث يطابق الترجمة التي قبل هذا. وقال الكرماني: تستفاد الترجمة من السياق حيث قال: "خرج يستسقي"، والاستسقاء هو الدعاء، ثم قسم الاستسقاء إلى ما قبل الاستقبال وإلى ما بعده، انتهى. قلت: لا دلالة على قسمة الاستسقاء، بل الذي يدل [عليه] الحديث أنه صلى الله عليه وسلم دعا واستسقى، ثم بعد الدعاء والاستسقاء استقبل القبلة، فلا يدل ذلك على أنه حين دعا كان مستقبل القبلة. وقال الإسماعيلي: لعل البخاري أراد أنه
الْقِبْلَةَ وَحَوَّلَ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ
(1)
. [راجع: 1005].
26 - بَابُ دَعْوَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِخَادِمِهِ بِطُولِ الْعُمُرِ وَبِكَثْرَةِ المالِ
6344 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ
(3)
ابنْ عُمَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي
(4)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَادِمُكَ ادْعُ اللَّهَ لَهُ. قَالَ: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ
(5)
وَوَلَدَهُ،
"دَعْوَهِ النَّبِيِّ" في نـ: "دُعَاءِ النَّبِيِّ". "المالِ" في نـ: "مالِهِ". "خَادِمُكَ" في نـ: "خَادِمُكَ أَنَسٌ".
===
لما تحول وقلب رداءه دعا حينئذ أيضًا، هذا كلامه بعد اعتراضه عليه، وفيه نظر لا يخفى، والأحسن أن يقال: إن في بعض طرق هذا الحديث: "أنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة وحوّل رداءه"، وقد مضى في "الاستسقاء" (برقم: 1028)، وهذا المقدار كافٍ في التطابق، على أنه على رواية أبي زيد المروزي لا يحتاج إلى هذه التعسفات، "ع"(15/ 443 - 444).
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 1011، 1012).
(2)
ابن أخت عبد الرحمن بن مهدي.
(3)
بفتح الحاء المهملة والراء وبالميم وشدة التحتانية، "ك"(22/ 148)، "ع"(15/ 444).
(4)
اسمها رميصاء -مصغر الرمصاء- الأنصارية، المشهورة بأم سليم.
(5)
قوله: (اللهم أكثر ماله
…
) إلخ، مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة، فإن قلت: من أين الظهور وفي الترجمة ذكر طول العمر وليس في الحديث ذلك؟ قلت: قد ذكرنا فيما مضى أن قوله: "بارك له فيما أعطيته" يدل على ذلك؛ لأن الدعاء ببركة ما أعطيه يشمل طول العمر؛ لأنه من جملة المعطى، وقيل: ورد في بعض طرق هذا الحديث: "وأطل حياته" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ح: 653) من وجه آخر، "ع"(15/ 444).
وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ"
(1)
. [راجع: 1982، أخرجه: م 2480، تحفة: 1267].
27 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْكَرْبِ
(2)
6345 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(3)
، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ
(5)
، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
"حَدَّثَنَا قَتَادَةُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ". "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" في نـ: "يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
===
(1)
مرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 6334).
(2)
وهو حزن يأخذ بالنفس، "ع"(15/ 444).
(3)
هو: ابن أبي عبد الله الدستوائي.
(4)
اسمه: رفيع، مصغر رفع، ضد الخفض، "ك"(22/ 149).
(5)
قوله: (لا إله إلَّا الله العظيم الحليم
…
) إلخ، الحلم: هو الطمأنينة عند الغضب، وحيث يطلق على الله يراد لازمها وهو تأخير العقوبة، ووصف العرش بالعظمة هو من جهة الكمية، وبالكرم أي: الحسن من جهة الكيفية، فهو ممدوح ذاتًا وصفة، وخصَّ بالذكر لأنه أعظم أجسام العالم، فيدخل الجميعُ تحته دخولَ الأدنى تحت الأعلى. ولفظ الرب من بين سائر الأسماء الحسنى ليناسب كشفَ الكروب الذي هو مقتضى التربية. ولفظ الحليم لأن كرب المؤمن غالبًا إنما هو على نوع تقصير في الطاعات أو غفلة في الحالات ليشعر برجاء العفو المقلل للحزن، وفيه: التوحيد الذي هو أصل التنزيهات المسماة بالأوصاف الجلالية، وفيه: العظمة التي تدل على القدرة، إذ العاجز لا يكون عظيمًا، والحلم الذي يدل على العلم؛ إذ الجاهل بالشيء لا يتصور منه الحلم عنه، وهما أصل الصفات الوجودية الحقيقية المسماة
رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
(1)
، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ"
(2)
. [طرفاه: 6346، 7431، أخرجه: م 2730، ت 3435، س في الكبرى 7674، ق 3883، تحفة: 5420].
6346 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(3)
، عَنْ هِشَامِ
(4)
بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: "لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ".
وَقَالَ وَهْبٌ
(5)
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ مِثْلَهُ. [راجع: 6345].
"وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" ثبتت الواو في ذ. "وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" سقطت الواو في نـ. "وَقَالَ وَهْبٌ" في سـ: "وَقَالَ وُهَيبٌ"، وفي مر:"وَهْبُ بْنُ جُبَيرٍ".
===
بالأوصاف الإكرامية، وعند ذكر الله بها تطمئنّ القلوب، وهذا الذكر من جوامع كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن قلت: هذا ذكر لا دعاء؟ قلت: إنه ذكر يستفتح به الدعاء بكشف الكربة، وقال سفيان بن عيينة:"إن الله تعالى قال: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"، "ك"(22/ 149 - 150).
(1)
خصهما لأنهما [من] أعظم المشاهدات، "ع"(15/ 445).
(2)
بالجر عند الجمهور نعت العرش، وقيل: بالرفع نعت الرب.
(3)
ابن سعيد القطان.
(4)
الدستوائي.
(5)
قوله: (وقال وهب
…
) إلخ، وهب هو ابن جرير، كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية المستملي وحده بالتصغير، ابن خالد، وفي رواية أبي زيد المروزي: وهب بن جرير بن حازم، وبهذا يزول الإشكال.
28 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ جُهْدِ
(1)
الْبَلَاءِ
(2)
6347 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي سُمَيٌّ
(4)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ جُهْدِ الْبَلَاءِ
(6)
، وَدَرْكِ الشَّقَاءِ،
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "كَانَ النَّبِيُّ".
===
وقد ذكرنا عن قريب: أن البخاري إنما أورد هذا ردًّا لما قيل من الحصر: إن شعبة قال: لم يسمع قتادة عن أبي العالية إلا أربعة أحاديث: حديث يونس بن متى، وحديث ابن عمر في "الصلاة"، وحديث:"القضاة ثلاثة"، وحديث ابن عباس:"شهد عندي رجال مرضيون"، وأن شعبة ما كان يحدث عن أحد من المدلسين إلا بما سمعه ذلك المدلِّس عن شيخه، وقد حدث شعبة بهذا الحديث عن قتادة، فارتفعت ريبة تدليس قتادة في هذا الحديث حيث رواه [بالعنعنة]، وأخرج مسلم هذا الحديث من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: أن أبا العالية حدثه .. وهذا صريح في سماعه له منه، هذا ملتقط من "العيني"(15/ 446) و"الفتح"(11/ 145 - 146) و"القسطلاني"(13/ 408).
(1)
بفتح الجيم وضمها: المشقة، "ف"(11/ 148)، "ع"(15/ 446).
(2)
عن ابن عمر رضي الله عنه: "جهد البلاء: قلة المال وكثرة العيال"، "قس"(13/ 408).
(3)
ابن عيينة.
(4)
بضم المهملة وخفة الميم وشدة التحتانية، مولى أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي، "ع"(15/ 447)، "ك"(22/ 150).
(5)
هو: ذكوان الزيات.
(6)
قوله: (من جهد البلاء) بفتح الجيم: الحالة التي يختار عليها
وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ
(1)
.
قَالَ سُفْيَانُ
(2)
: الْحَدِيثُ
(3)
ثَلَاثٌ، زِدْتُ أَنَا
(4)
وَاحِدَةً، لَا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ هِيَ. [طرفه: 6616، أخرجه: م 2707، س 5492، تحفة: 12557].
===
الموت، وقيل: هو قلة المال وكثرة العيال، والجهد بالفتح: الطاقة، وبالضم: المشقة. والدرك بفتح الراء: التبعة واللحاق. والشقاء بالفتح والمدِّ: الشدة والعسر، وهو ضد السعادة، وهو ينقسم إلى دنيوي وأخروي، وهو في المعاش من النفس والمال والأهل والخاتمة، وفي المعاد. وكذلك سوء القضاء، وهو بمعنى المقضي؛ إذ حكم الله من حيث هو حكمه كلُّه حسن لا سوء فيه، قالوا في تعريف القضاء والقدر: القضاء هو الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل، والقدر هو الحكم بوقوع جزئيات تلك الكليات على سبيل التفصيل في الإنزال، قال تعالى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 21]، "ك"(22/ 150).
(1)
هي: فرح العدو ببلية تنزل بمن يعاديه، "قس"(13/ 409).
(2)
ابن عيينة.
(3)
أي: هذه الأمور الأربعة، ثلاثة منها في الحديث، والواحدة منها من كلامي زدت عليها، "ك"(22/ 151).
(4)
قوله: (زدت أنا
…
) إلخ، [فإن] قلت: كيف جاز له أن يخلط كلامه بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث لا يفرق بينهما؟ قلت: ما خلط، [بل] اشتبه عليه تلك الثلاثة بعينها، وعرف أنها كانت ثلاثة من هذه الأربعة فذكر الأربعة تحقيقًا لرواية تلك الثلاثة قطعًا إذ لا تخرج عنها، وروى البخاري عنه في "كتاب القدر" الحديثَ، وذكر فيه الأربعة مسندًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جزمًا بلا تردد ولا شك ولا قول بزيادة، وفي بعض الروايات قال سفيان: أشك أني زدت واحدة منها، "ك"(22/ 151).
29 - بَابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى"
(2)
6348 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي رِجَالٍ
(4)
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ: "لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يُرَى مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ"
(5)
، فَلَمَّا نُزِلَ
(6)
بِهِ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي، غُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ
(7)
إِلَى السَّقْفِ ثُمَّ قَالَ:
"حَدَّثَنِي اللَّيْثُ" في ذ: "حَدَّثَنَا اللَّيْثُ". "لَمْ يُقْبَضْ" كذا في صـ، هـ، ذ، وفي نـ:"لَنْ يُقْبَضَ".
===
(1)
وفي رواية الأكثرين: بابٌ، بغير ترجمة، "ع"(15/ 448).
(2)
بالنصب، أي: اخترت أو أختار.
(3)
هو: ابن محمد بن عفير، منسوب إلى جده.
(4)
أي: أخبراه في جملة طائفة أخرى أخبروه أيضًا به، أو في حضور طائفة مستمعين له، "ك"(22/ 151)، "ع"(15/ 448).
(5)
أي: بين الموت والانتقال إلى ذلك المقعد، وبين البقاء والحياة في الدنيا، "ك"(22/ 151).
(6)
بضم النون وكسر الزاي، أي: فلما حضره الموت، كان الموت نازل وهو منزول به، "ك"(22/ 152)[وانظر "ع" (15/ 448)].
(7)
قوله: (فأشخص بصره) أي: رفع، وأشخصه: أزعجه، وشخص بصره: إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف، وشخص: ارتفع. "والرفيق الأعلى" أي: اخترت الموتَ المؤدي إلى رفاقة الملأ الأعلى من الملائكة، أو {الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} .
"اللَّهُمَّ الرَّفِيقُ الأَعْلَى"، قُلْتُ: إِذًا لَا يَخْتَارُنَا، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ
(1)
الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهُوَ صَحِيحٌ. قَالَتْ: فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرَ كَلِمَةٍ
(2)
تَكَلَّمَ بِهَا: "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى"
(3)
. [راجع: 4435، أخرجه: م 2444، تحفة: 16127، 16546].
30 - بَابُ الدُّعَاءِ بِالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ
6349 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(4)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
(5)
، عَنْ قَيْسٍ
(6)
قَالَ: أَتَيْتُ خَبَّابًا
(7)
وَقَدِ اكْتَوَى
"قُلْتُ: إِذًا" في نـ: "قُلْتُ: إِذَنْ". "وَالْحَيَاةِ" في نـ: "وَبِالْحَيَاةِ".
===
قوله: "لا يختارنا" بالنصب أي: حيث اختار الآخرة تَعَيَّنَ ذلك، فلا يختارنا بعد ذلك، "ع"(15/ 448)، "ك"(22/ 152).
(1)
هو: أنه لن يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة.
(2)
خبر كانت.
(3)
محلها النصب على العناية، أو الرفع بيانًا أو بدلًا لقوله:"تلك"، "ع"(15/ 448).
(4)
ابن سعيد القطان.
(5)
ابن أبي خالد.
(6)
ابن أبي حازم.
(7)
قوله: (خبابًا) بفتح الخاء المعجمة وشدة الموحدة الأولى: ابن الأرتّ -بفتح الهمزة والراء وشدة الفوقانية المثناة-، الصحابي. قوله: "اكتوى
…
" إلخ، قيل: قد نهى عن الكي؟ قلت: ذلك لمن يعتقد أن الشفاء من الكَي، أو ذلك للقادر على مداواةٍ أخرى، "ك" (22/ 152).
سَبْعًا
(1)
، قَالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ. [راجع: 5672].
6350 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ: أَتَيْتُ خَبَّابًا وَقَدِ اكْتَوَى
(2)
سَبْعًا فِي بَطْنِهِ
(3)
، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ. [راجع: 5672].
6351 -
حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَامٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ
(5)
، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"قَالَ: لَوْلَا" في هـ: "وَقَالَ: لَوْلَا"، وفي نـ:"فَقَالَ: لَوْلَا". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَامٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَامٍ". "حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ" في نـ: "أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ". "ابْنُ عُلَيَّةَ" في نـ: "إسماعِيلُ بنُ عُلَيَّةَ".
===
(1)
لوجع كان به.
(2)
أي: خباب بن الأرت.
(3)
قوله: (قد اكتوى سبعًا في بطنه) وإنما أعاده عن محمد بن المثنى بعد أن أورده عن مسدد وكلاهما يرويه عن يحيى القطان؛ لما في رواية محمد بن المثنى من الزيادة، وهي قوله:"في بطنه، فسمعته يقول"، وباقي سياقهما سواء، ووقعت الزيادة المذكورة عند الكشميهني وحده في رواية مسدد، وهي غلط، "ف"(11/ 150).
(4)
بتخفيف اللام وتشديدها، "ك"(22/ 152)، محمد.
(5)
بضم المهملة وفتح اللام وشدة التحتانية، "ك"(22/ 153).
"لَا يَتَمَنَّيَنَّ
(1)
أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ
(2)
نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ
(3)
مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ
(4)
: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي". [راجع: 5671، أخرجه: م 2680، ت 971، س 1819، تحفة: 991].
31 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلصِّبْيَانِ بِالْبَرَكَةِ وَمَسْحِ رُؤوسِهِمْ
(5)
"أَحَدُكُمُ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:"أَحَدٌ مِنْكُم". "رُؤوسِهِمْ" في نـ: "رَأْسِهِ".
===
(1)
وإنما نهى عن التمني؛ لأنه في معنى التبرم عن قضاء الله في أمر ينفعه في آخرته، ولا يكره التمني لخوف فساد الدين، "ك"(22/ 153)، ومرَّ البيان (برقم: 5671) في "كتاب المرضى".
(2)
أي: لأجل ضر.
(3)
قوله: (لا بد) هو حال، وتقديره: إن كان أحدكم فاعلًا حال كونه لا بد له من ذلك. فإن قلت: كيف جوَّز الفعل بعد النهي؟ قلت: موضع الضرورة مستثنى من جميع الأحكام، والضرورات تبيح المحظورات، أو النهي هو عن الموت معينًا، وهذا تجويز في أحد الأمرين لا على التعيين، أو النهي إنما هو فيما إذا كان منجّزًا مقطوعًا به، وهذا معلق لا منجّز، "ك"(22/ 153).
(4)
مرَّ الحديث (برقم: 5671).
(5)
قوله: (ومسح رؤوسهم) فيه حديث [عن] أبي أمامة، أخرجه أحمد (5/ 264) والطبراني:"من مسح رأس يتيم لا يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة تَمُرّ يده عليها حسنة" وسنده ضعيف، وروى أحمد بسند حسن عن أبي هريرة:"أن رجلًا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال: أطعم المسكين وامسح رأس اليتيم"، "ع"(15/ 450)، "ف" (11/ 151). قوله:"فدعا"
وَقَالَ أَبُو مُوسَى: وُلِدَ لِي غُلَامٌ
(1)
، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ.
6352 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -قَالَ أَبُو عَبدِ اللهِ
(2)
: وَيُقَالُ
(3)
: جَعْدٌ وجُعَيْدٌ- قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجَعٌ
(4)
، فَمَسَحَ رَأْسِي، وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ
(5)
(6)
. [راجع: 190].
"غُلامٌ" في هـ، ذ:"مَولُودٌ". "فَدَعَا" في نـ: "وَدَعَا". "حَاتِمٌ" في نـ: "حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ".
===
معطوف على محذوف ذكره في "العقيقة"، ولفظه:"فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فسمَّاه إبراهيم وحنّكه بتمرة ودعا له"، "قس"(13/ 412).
(1)
اسمه: إبراهيم.
(2)
أي: البخاري.
(3)
نبه على أنه يذكر مكبَّرًا ومصغَّرًا.
(4)
بلفظ الفعل والاسم، "ك"(22/ 153).
(5)
مرَّ بيان الحديث (برقم: 19 و 3541).
(6)
قوله: (مثل زر الحجلة) الزِّرّ بكسر الزاي وتشديد الراء، واحد أزرار: القميص. و"الحجلة" بفتح المهملة والجيم: بيت العروس كالقبة، يُزَيَّنُ بالثياب والستور، ولها أزرار كبار، وقيل: المراد بالحجلة: القَبَجَة، أي: الطائر المعروف، وزرها: بيضها، "ك"(22/ 153 - 154).
6353 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ
(2)
: أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ بِهِ جَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ مِنَ السُّوقِ
(3)
أَوْ إِلَى السُّوقِ فَيَشْتَرِي الطَّعَامَ، فَيَلْقَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ
(4)
وَابْنُ عُمَرَ فَيَقُولَانِ: أَشْرِكْنَا؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ، فِيُشْرَكُهُمْ، فَرُبَّمَا أَصَابَ
(5)
الرَّاحِلَةَ
(6)
كَمَا هِيَ
(7)
، فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى الْمَنْزِلِ
(8)
. [راجع: 2502].
6354 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ
===
(1)
عبد الله.
(2)
على وزن كبير، اسمه: زهرة بن معبد.
(3)
أي: من جهة دخول السوق والمعاملة فيه، "ك"(22/ 154)، "ع"(15/ 451).
(4)
قوله: (فيلقاه ابن الزبير) أي: عبد الله بن الزبير بن العوام وعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم. قوله: "أشركنا" من الإشراك، وهو من الثلاثي المزيد فيه، أي: اجعلنا من شركائك، ومنه قوله تعالى:{وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه: 32]، وضبط في بعض الكتب من الثلاثي والأول هو الصحيح؛ لأنه إنما يقال: شركته في الميراث والبيع إذا ثبتت الشركة، وأما إذا سألته فإنما يقال له: أشركني من الثلاثي المزيد فيه. قوله: "فيشركهم" أي: فيما اشتراه، وإنما جمع باعتبار أن أقل الجمع اثنان، "ع"(15/ 451).
(5)
أي: ابن هشام، "ك"(22/ 154).
(6)
أي: من الربح.
(7)
يعني: بتمامها، "ك"(22/ 154).
(8)
مرَّ الحديث (برقم: 2501، 2502).
الرَّبِيعِ وَهُوَ الَّذِي
(1)
مَجَّ
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ
(3)
وَهُوَ غُلَامٌ
(4)
مِنْ بِئْرِهِمْ
(5)
. [راجع: 77].
6355 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ
(7)
فَيَدْعُو لَهُمْ، فَأُتِي بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ
(8)
الْمَاءَ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ
(9)
. [راجع: 222، تحفة: 16972].
"مَجَّ رَسُوِلُ اللَّهِ" في ذ: "مَجَّ النَّبِيُّ". "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَنْبَأنَا عَبْدُ اللهِ". "فَأَتْبَعَهُ الْمَاءَ" في نـ: "فأتبعه إياه".
===
(1)
قوله: (وهو الذي مجَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
) إلخ، مطابقته للترجمة من حيث إن المجَّ في حكم المسح والدعاء بالبركة، فالفعل قائم مقام القول في المقصود، "ع"(15/ 451).
(2)
مج الشراب من فيه: رماه، "ق".
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 189).
(4)
أي: صغير، وهو ابن أربع سنين أو خمس سنين.
(5)
متعلق بقوله: "مجَّ"، "ع"(15/ 451).
(6)
ابن المبارك.
(7)
مرَّ الحديث (برقم: 5468) في "العقيقة".
(8)
أي: أتبع النبي صلى الله عليه وسلم البولَ الماء، أي: صبه عليه وغسله من غير فرك.
(9)
أي: لم يغسله غسلًا شديدًا. [انظر: "أوجز المسالك" (1/ 643)].
6356 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّه بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ
(1)
-وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَسَحَ
(2)
عَنْهُ -أَنَّهُ رَأَى
(3)
سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ
(4)
. [راجع: 4300].
32 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
(5)
"أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ" في نـ: "أَنْبَأنَا شُعَيْبٌ". "مَسَحَ عَنْهُ" في نـ: "مَسَحَ عَلَيهِ".
===
(1)
مصغر الصعر بالمهملتين والراء، العذري بضم المهملة وسكون المعجمة وبالراء، "ك"(22/ 155).
(2)
مرَّ بيانه (برقم: 4300).
(3)
يتعلق بقوله: "أخبرني عبد الله"، وجملة:"وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم " معترضة بينهما، "ع"(15/ 452).
(4)
مرَّ بيان الاختلاف فيه (برقم: 990).
(5)
قوله: (باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) هذا الإطلاق يحتمل حكمها وفضلَها وصفتها ومحلها، والاقتصارُ على ما أورده في الباب يدل على إرادة الثالث، وقد يؤخذ منه الثاني. أما حكمها: فحاصل ما وقفت عليه من كلام العلماء فيه عشرة مذاهب: أولها: قول ابن جرير الطبري أنها من المستحبات، وادعى الإجماع على ذلك، ثانيها: مقابله، وهو نقل ابن القصار وغيره الإجماعَ على أنها تجب في الجملة بغير حصر، ثالثها: تجب مرة في العمر في صلاة أو في غيرها، قاله أبو بكر الرازي من الحنفية وابن حزم وغيرهما، رابعها: تجب في القعود آخر الصلاة بين قول التشهد وسلام التحلل، قاله الشافعي ومن تبعه، خامسها: تجب في التشهد، وهو قول الشعبي: وإسحاق بن راهويه، سادسها: تجب في الصلاة من غير تعيين
6357 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ
(1)
قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى
(2)
قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً
(3)
؟ إَِنَّ
(4)
النَّبِيَّ
(5)
صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْنَا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عُلِّمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى
"فَقَالَ: قُولُوا" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ: قُولُوا".
===
المحل، نقل ذلك عن أبي جعفر الباقر، سابعها: يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد، قاله أبو بكر بن بكير من المالكية، ثامنها: كلما ذُكِر، قاله الطحاوي وجماعة من الحنفية والحليمي وجماعة من الشافعية، وقال ابن العربي من المالكية: إنه الأحوط، تاسعها: في كل مجلس مرة ولو تكرر ذكره مرارًا، حكاه الزمخشري، عاشرها: في كل دعاء، "ف" (11/ 152 - 153). [انظر:"بذل المجهود"(4/ 427)].
(1)
ابن عتيبة.
(2)
من كبار التابعين.
(3)
أي: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4)
بالفتح وبالكسر.
(5)
قوله: (إن النبي صلى الله عليه وسلم) بكسر الهمزة على الاستئناف، ويجوز الفتح بتقدير: هي أنّ، أو بتقدير فعل، أي: أهدي لك أن النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث، "قس" (13/ 416). قوله:"قد علمنا" المشهور في الرواية بفتح أوله وكسر اللام مخففًا، وجوَّز بعضهم ضم أوله والتشديد على البناء للمجهول، "ف"(11/ 154)، أي: عرفنا كيفيته، وهي أن يقال: سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، "ك"(22/ 155).
آلِ إِبْرَاهِيمَ
(1)
، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". [طرفاه 3370].
"آلِ إِبْرَاهِيمَ" لفظ "آل" سقط في نـ. وكذا في الموضع الآخر.
===
(1)
قوله: (كما صليت على آل إبراهيم) اشتهر السؤال عن موقع التشبيه مع أن المقرر أن المشبه دون المشبه به، والواقع هاهنا عكسه؛ لأن محمدًا صلى الله عليه وسلم وحده أفضل من آل إبراهيم ومن إبراهيم، لا سيما قد أضيف إليه آل محمد، وقضية كونه أفضل أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل لغيره؟! وأجيب عن ذلك بوجوه: الأول: أنه قال ذلك قبل أن يعلم أنه أفضل من إبراهيم، وأيده أنه سأل لنفسه التسوية مع إبراهيم وأمر أمته أن يسألوا له ذلك، فزاده الله تعالى بغير سؤال أن فضله على إبراهيم. وتُعُقِّب بأنه: لو كان كذلك لَغَيَّرَ صفةَ الصلاة عليه بعد أن علم أنه أفضل. الثافي: أنه قال ذلك تواضعًا، وشرع ذلك لأمته ليكتسبوا بذلك الفضيلة. الثالث: التشبيه إنما هو في أصل الصلاة لا في القدر، ورجح هذا الجواب القرطبي. الرابع: أن الكاف للتعليل كما في قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ} [البقرة: 151]. الخامس: أن المراد أن يجعله خليلًا كما جعل إبراهيم خليلًا، وأن يجعل له لسان صدق كما جعل لإبراهيم، ويرد عليه ما ورد على الأول. السادس: أن قوله: "اللهم صل على محمد" مقطوع عن التشبيه فيكون التشبيه متعلقًا بقوله: "وعلى آل محمد"، وتعقب بأن غير الأنبياء لا يمكن أن يساووا الأنبياء فكيف تطلب لهم صلاة مثل صلاتهم. السابع: أن التشبيه إنما هو للمجموع بالمجموع، ولا شك أن آل إبراهيم أفضل من آل محمد، إذ فيهم الأنبياء ولا نبي في آله. الثامن: أن هذا التشبيه ليس من باب إلحاق الناقص بالكامل، بل من باب بيان حال ما لا يعرف بما يعرف فلا يشترط ذلك، كما في قوله تعالى:{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ} [النور: 35]. ملتقط من "الفتح"(11/ 161 - 162).
6358 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
(1)
أَبِي حَازِمٍ
(2)
وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيكَ؟ قَالَ:"قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ". [راجع: 4798].
33 - بَابٌ هَلْ يُصَلَّى عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم
-؟
وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَصَلِّ
(5)
عَلَيْهِمْ
(6)
إِنَّ صَلَاتَكَ
"قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى" في ذ: "قَولُهُ تَعَالَى". " {إِنَّ صَلَاتَكَ} " في نـ: "إنَّ صَلواتِكَ".
===
(1)
عبد العزيز.
(2)
بالمهملة والزاي.
(3)
ابن عبد الله بن أسامة.
(4)
أي: استقلالًا أو تبعًا.
(5)
أي: ادع لهم.
(6)
قوله: (وصل عليهم
…
) إلخ، تمسَّك به من جَوَّز الصلاة على غير الأنبياء استقلالًا، وهو مقتضى صنيع البخاري؛ لأنه صدَّر الترجمة بالآية ثم بالحديث الدالِّ على الجواز، وقيل: لا تجوز إلا تبعًا، وأجيب عن الآية بأن لله تعالى ورسوله أن يخصَّا من شاءا بما شاءا، وليمس ذلك لغيرهما، وقال ابن القيم: المختار أن يصلى على الأنبياء والملائكة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وآله وذريته وأهل الطاعة على سبيل الإجمال، ويكره في غير الأنبياء لشخص مفرد، كذا في "القسطلاني" (13/ 419 - 420). قوله:"على آل أبي أوفى"
سَكَنٌ
(1)
لَهُمْ} [التوبة: 103].
6359 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى
(2)
: كَانَ إِذَا أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِصَدَقَتِهِ قَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ". وَأَتَاهُ أَبِي
(3)
بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى". [راجع: 1497].
6360 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ:
"كَانَ إِذَا أَتَى" في نـ: "قَالَ: كَانَ إِذَا أَتَى". "وَأَتَاهُ" في نـ: "فَأَتَاهُ". "بِصَدَقَتِهِ" في سـ، حـ:"بِصَدَقَةٍ".
===
آل الرجل أهل بيته، وقيل: لفظ الآل مقحم، وتحقيقه مرَّ في "كتاب الزكاة" في "باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة" (برقم: 1497)، "ع"(15/ 454).
(1)
طمأنينة لهم.
(2)
عبد الله، اسمه: علقمة بن خالد الواسطي.
(3)
هو: أبو أوفى.
(4)
قوله: (عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه) هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، مختلف في اسمه، وقيل: كنيته اسمه، وروايته عن "عمرو بن سليم" من رواية الأقران عن الأقران، وولده من صغار التابعين، ففي السند ثلاثة من التابعين في نسق، والسند كله مدنيون، "ف" (11/ 171). قوله:"وذريته" بضم الذال، وحكي كسرها، وهو النسل، وقد يختص بالنساء والأطفال، وقد يطلق على الأصل، وهو من ذرأ -بالهمز- أي: خلق، إلا أنها سهلت لكثرة الاستعمال، وقيل: هي من الذَّرِّ، أي:
أَخْبَرَنَا أَبُو حُمَيْدٍ
(1)
السَّاعِدِيُّ: أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". [راجع: 3369].
34 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ آذَيْتُهُ فَاجْعَلْهُ
(2)
لَهُ زَكَاةً
(3)
وَرَحْمَةً"
6361 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ
(5)
"أَخْبَرَنَا أَبُو حُمَيْدٍ" في نـ: "أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ" مصحح عليه.
===
خلقوا أمثال الذر، واستدل به على أن المراد بآل محمد أزواجه وذريته، واستدل به بعضهم على أن الصلاة على الآل لا تجب لسقوطها في هذا الحديث، وَرُدَّ هذا بثبوت الأمر بذلك في غير هذا الحديث، "ع"(15/ 455).
(1)
اسمه: عبد الرحمن.
(2)
أي: الأذى المفهوم من "آذيته".
(3)
أي: طهارة أو نموًّا في الخير.
(4)
عبد الله.
(5)
قوله: (فأيما مؤمن
…
) إلخ، فإن قلت: ما هذه الفاء في "فأيما مؤمن"؟ قلت: جزائية وشرطها محذوف يدل عليه السياق، أي: إن كنت سببت مؤمنًا فكذا. فإن قلت: إذا كان مستحقًا للسبِّ فلم يكون قربة له؟ قلت: المراد به غير المستحق له بدليل الروايات الآخر الدالة عليه، "ك" (22/ 157). قلت: من جملة تلك الروايات: ما رواه مسلم [ح: 2603] من
سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". [أخرجه: م 2601، تحفة: 13333].
35 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْفِتَنِ
(1)
6362 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَحْفَوْهُ
(3)
الْمَسْأَلَةَ، فَغَضِبَ
"سَأَلُوا" في سـ، حـ، صـ، ذ:"سُئِلَ"، وفي نـ:"سَأَلَ النَّاسُ".
===
حديث إسحاق بن [أبي] طلحة: حدثني أنس بن مالك قال: كان عند أم سليم، الحديث مطولًا وفيه:"إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورًا وزكاة وقربة تقرِّبه بها منه يوم القيامة"، "ع" (15/ 455). فإن قلت: غاية ما في الباب أنه لا يكون له أثر، فما وجه انقلابه قربة؟ قلت: هذا من جملة خُلُقه الكريم وكرمه العميم؛ حيث قصد مقابلة ما وقع منه بالخير والكرامة، إنَّه لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ صلى الله عليه وسلم، "ك"(22/ 157).
(1)
قوله: (من الفتن) بكسر الفاء وفتح التاء المثناة من فوق، جمع فتنة، وهي في الأصل: الامتحان والاختبار، يقال: فتنه أفتنه فتنًا وفتونًا: إذا امتحنه، وقد كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار للمكروه، ثم كثر حيث استعمل بمعنى الإثم والكفر والقتال والإحراق والإزالة والصرف عن الشيء، "ع"(15/ 456).
(2)
أي: الدستوائي.
(3)
قوله: (حتى أحفوه) بالحاء المهملة والفاء، أي: ألحوا عليه في السؤال وأكثروا السؤال عنه، يقال: أحفيته: إذا حملته على أن يبحث عن الخبر. وقال الداودي: يريد: سألوه عما يكره الجواب فيه لئلا يضيق على أمته، وهذا في مسائل الدين لا في مسائل المال، "ع" (15/ 456). قوله:"لافّ"
فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: "لَا تَسْأَلُونِّي الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ". فَجَعَلْتُ
(1)
أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ
(2)
رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي، فَإِذَا رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى
(3)
الرِّجَالَ يُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ
(4)
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ:"حُذَافَةُ". ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ
(5)
فَقَالَ:
"لَافٌّ رَأْسَهُ" في عسـ، ذ:"لَافًّا رَأْسَهُ".
===
بشدة الفاء: اسم من اللف -بالرفع والنصب-، وذلك خوفًا من الغضب الذي هو من أسباب نزول العذاب. قوله:"فإذا رجل" هو عبد الله بن حذافة -بضم المهملة وبالذال المعجمة وبعد الألف فاء-، وقيل: خارجة أخو عبد الله، وغرضه من سؤاله: تبيين أمره، فإن كان أبوه حذافة برئ مما رمي به، وإن كان غيره ألحق نفسه به -كما روي عنه-، حيث قال ذلك حين غضبت أمه على سؤاله، "خ". قوله:"قال: حذافة" حكم عليه بأنه والده بالوحي، أو بحكم الفراش، أو بالقيافة، أو بالاستلحاق. قوله: "فقال: رضينا بالله
…
" إلخ، وإنما قال ذلك إكرامًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشفقة على المسلمين؛ لئلا يؤذوا النبي صلى الله عليه وسلم بالتكثير عليه. وفيه: أن غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مانعًا للقضاء، لكماله، بخلاف سائر القضاة. وفيه: فهمُ عُمر وفضلُ علمه؛ لأنه خشي أن تكون كثرة سؤالهم كالتعنت له. وفيه: أنه لا يسأل العالم إلا عند الحاجة، "ك" (22/ 158)، "ع" (15/ 457).
(1)
القائل بهذا أنس رضي الله عنه، "ع"(15/ 457).
(2)
بالرفع والنصب حال.
(3)
أي: خاصم، "ك"(22/ 158).
(4)
أي: ينسب إلى غير أبيه، "ك"(22/ 158).
(5)
أي: طفق عمر بن الخطاب يقول: "رضينا" بما عندنا من كتاب الله وسنة نبينا، واكتفينا به عن السؤال، "ع"(15/ 457)، "ك"(22/ 158).
رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمٍ
(1)
قَطُّ، إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا وَرَاءَ الْحَائِطِ"
(2)
. وَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِيثِ هَذِهِ الآيَةَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]. [أطرافه: 93، أخرجه: م 2359، تحفة: 1362].
36 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ غَلَبَةِ الرِّجَالِ
(3)
6363 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ
(4)
: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأبِي طَلْحَةَ
(5)
: "الْتَمِسْ لَنَا غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي"، فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ يُرْدِفُنِي
(6)
وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ
"حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ". "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "قَالَ النَّبِيُّ". "الْتَمِسْ لَنَا" في سـ، حـ، ذ:"الْتَمِسْ لِي".
===
(1)
أي: يومًا مثل هذا اليوم، "ك"(22/ 158).
(2)
أي: حائط محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3)
أي: قهرهم.
(4)
بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الطاء المهملة، المخزومي القرشي، "ع"(15/ 458).
(5)
اسمه: زيد بن سهل زوج أم سليم.
(6)
حال، من الإرداف.
يَقُولَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ
(1)
وَالْحُزْنِ، وَالْعَجْزِ
(2)
وَالْكَسَلِ
(3)
، وَالْبُخْلِ
(4)
وَالْجُبْنِ
(5)
، وَضَلَعِ الدَّيْنِ
(6)
، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ"،
===
(1)
هو: مكروه يتوقع، "ع"(15/ 458).
(2)
ضد القدرة.
(3)
هو: التثاقل عن الأمر، ضد الجلادة، "ع"(15/ 458).
(4)
ضد الكرم.
(5)
ضد الشجاعة.
(6)
قوله: (ضلع الدين) أصل الضلع بفتح المعجمة واللام: الاعوجاج، يقال: ضلع بفتح اللام يضلع، أي: مال، والمراد به ها هنا: ثقلُه وشدتُه. وقال بعض السلف: ما دخل همُّ الدّين قلبًا إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه، "ف" (11/ 174). قوله:"وغلبة الرجال" أي: تسلطهم واستيلائهم هرجًا ومرجًا، وذلك كغلبة العوامِّ.
وهذا الدعاء من جوامع الكلم؛ لما قالوا: أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانية، وبدنية، وخارجية، والأول بحسب القوى التي للإنسان -العقلية، والغضبية، والشهوية -ثلاثة أيضًا؛ فالهم والحزن يتعلق بالعقلية، والجبن بالغضبية، والبخل بالشهوية. والعجز والكسل بالبدنية، والثاني يكون عند سلامة الأعضاء وتمام الآلات والقوى، والأول عند نقصان عضو ونحوه. والضلع والغلبة بالخارجية، فالأول مالي والثاني جاهي، والدعاء مشتمل على الكل، "ك" (22/ 159). قوله:"يُحوِّي" بضم الياء وفتح الحاء المهملة وكسر الواو المشددة أي: يجمع ويدور يعني يجعل العباءة كحوِيَّة خشية أن تسقط، وهي التي تعمل نحو سنام البعير، وقال الخطابي: بفتح الياء وإسكان الحاء وتخفيف الواو، ورويناه كذلك عن بعض رواة البخاري، وكلاهما صحيح، وهو أن يجعل لها حوية وهي كساء محشو بليف يدار حول سنام الراحلة، وهي مركب من مراكب النساء. وقد رواه ثابت "يحول" باللام
فَلَمْ أَزَلْ أَخْدُمُهُ
(1)
حَتَّى أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ، فَأَقْبَلَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَدْ حَازَهَا
(2)
، فَكُنْتُ أَرَاهُ
(3)
يُحْوِّي وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ
(4)
أَوْ بِكِسَاءٍ
(5)
ثُمَّ يُرْدِفُهَا وَرَاءَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ
(6)
صَنَعْنَا حَيْسًا فِي نِطَعٍ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَدَعَوْتُ رِجَالًا فَأَكَلُوا، وَكَانَ ذَلِكَ بِنَاءَهُ
(7)
بِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا بَدَا
(8)
لَهُ أُحُدٌ قَالَ: "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا مِثْلَ مَا حَرَّمَ
(9)
بِهِ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ". [راجع: 371، أخرجه: د 2995، تحفة: 1117].
"فَأَقْبَلَ" في نـ: "وَأَقْبَلَ". "صَنَعْنَا" في نـ: "صَنَعَ". "جَبَلٌ" كذا في ذ، ولغيره:"جُبَيْلٌ".
===
وفسره: يصلح لها عليه مركبًا، "ع" (15/ 458). قوله:"حيسًا" بفتح الحاء المهملة وسكون التحتية وبالسين المهملة، وهو: تمر يخلط بالسمن والأقط، "ك"(22/ 160)، "ع"(15/ 458).
(1)
يعني: إلى موته، "ع"(15/ 458).
(2)
بالحاء المهملة والزاي، أي: قد اختارها من الغنيمة لنفسه.
(3)
بفتح الهمزة، لأنه من رؤية العين.
(4)
وهي ضرب من الأكسية.
(5)
هو من عطف العام على الخاص.
(6)
بالمد: موضع بين خيبر والمدينة.
(7)
أي: زفافه بصفية.
(8)
أي: ظهر.
(9)
قوله: (مثل ما حرم
…
) إلخ، أي: في نفس حرمة الصيد لا في الجزاء ونحوه. فإن قلت: في بعضها "مثل ما حرم به" بزيادة "به" فما معناه؟
37 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
6364 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ
(3)
بِنْتَ خَالِدٍ -قَالَ
(4)
: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَهَا- قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
(5)
. [راجع: 1376].
6365 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ
(6)
"حَدَّثَنَا آدَمُ" زاد قبله في سـ، ذ:"بَابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْبُخْلِ" - هذه الترجمة وقعت هاهنا للمستملي، ولغيره لم يثبت أصلًا، وعدم ثبوته أوجب؛ لأن هذا الباب بعينه يأتي بعد ثلاثة أبواب-.
===
قلت: إما أن يكون [مثل] منصوبًا بنزع الخافض أي: بمثل ما حرم به وهو الدعاء بالتحريم، أو معناه: أحرِّم بهذا اللفظ، وهو: أحرِّم بمثل ما حرم به إبراهيم رضي الله عنه، والبركة في المُدَّ مستلزم عرفًا وعادة للبركة في الموزون، أو المراد: البركة فيما يقدر به، "ك"(22/ 160).
(1)
اسمه: عبد الله.
(2)
ابن عيينة.
(3)
اسمها: أمة، بتخفيف الميم.
(4)
أي: موسى بن عقبة، "خ"، هذا كلام سفيان بن عيينة الراوي عن موسى.
(5)
قوله: (من عذاب القبر) العذاب اسم للعقوبة، والمصدر التعذيب، فهو مضاف إلى الفاعل، أي: بطريق المجاز، أو الإضافة من إضافة المظروف إلى الظرف، فهو على تقدير "في" أي: يتعوذ من عذاب في القبر. وفيه: إثبات عذاب القبر، فالإيمان به واجب، "قس"(13/ 426).
(6)
ابن عمير.
عَنْ مُصْعَبٍ
(1)
قَالَ: كَانَ سَعْدٌ
(2)
يَأْمُرُ بِخَمْسٍ وَيَذْكُرُهُنَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِهِنَّ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ
(3)
، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
(4)
، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا يَعْنِي فِتْنَةَ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبرِ". [راجع: 2822، أخرجه: ت 3567، س 5445، تحفة: 3932].
6366 -
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ
(5)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ
(6)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"يَأْمُرُ بِخَمْسٍ" في هـ، ذ:"يَأمُرُنَا بِخَمْسٍ". "يَأْمُرُ بِهِنَّ" في هـ: "يَأْمُرُنَا بِهِنَّ". "حَدَّثَنِي عُثْمَانُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ". "عَنْ مَسْرُوقٍ" في نـ: "وَمَسْرُوقٍ".
===
(1)
على صيغة المفعول: ابن سعد بن أبي وقاص.
(2)
أي: ابن أبي وقاص.
(3)
قوله: (من البخل) هو في العرف: عبارة عن منع الإحسان، وفي الشرع: منع الواجب، قاله القسطلاني (13/ 426). قوله:"أرذل العمر" أي: أخسّه، وهو الهرم؛ حيث ينتكس، قال تعالى:{وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} [يس: 68]. قوله: "يعني فتنة الدجال" قالوا: هو من زيادات شعبة بن الحجاج، وفي "الفتح": أنه من كلام عبد الملك بن عمير، كذا في "قس"(13/ 427)"ك"(22/ 161) و"ع"(15/ 459).
(4)
هو: الهرم.
(5)
ابن المعتمر، من صغار التابعين.
(6)
قوله: (عن مسروق) وقع في رواية أبي إسحاق المستملي عن الفربري في هذا الحديث: "منصور عن أبي وائل ومسروق عن عائشة" بواو
دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتَا لِي: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَكَذَّبْتُهُمَا، وَلَمْ أُنْعِمْ
(1)
أَنْ أُصَدِّقَهُمَا، فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَجُوزَيْنِ،
===
بدل "عن"، قال الغساني: والصواب الأول، ولا يحفظ لأبي وائل عن عائشة رواية، قلت: أما كونه الصواب فصواب لاتفاق الرواة على أنه من رواية أبي وائل عن مسروق، وكذا أخرجه مسلم وغيره من رواية منصور، وأما النفي فمردود، فقد أخرج الترمذي من رواية أبي وائل عن عائشة حديثين، "ف"(11/ 175)، وكذا في "العيني"(15/ 460).
قوله: "عجوزان" العجوز يطلق على الشيخ والشيخة، ولا يقال: عجوزة إلا على لغة رديئة، والعُجُز بضمتين جمعه، فإن قلت: سبق في "الجنائز": "أن يهودية دخلت"؟ قلت: لا منافاة بينهما، "ك"(22/ 161)، لاحتمال أن إحداهما تكلمت وأقرتها الأخرى على ذلك، فنسبت عائشة القولَ إليهما تجوزًا، والإفراد يحمل على المتكلمة، "قس" (13/ 428). قوله:"ولم أنعم" بضم الهمزة وكسر المهملة، أي: لم أرض، "أن أصدقهما" لمكان كذب اليهود وافترائهم، "خ". قوله:"إن عجوزين" حذف خبره للعلم به وهو: دخلتا. قال بعضهم: ظهر لي أن البخاري هو الذي اختصره. قلت: الظاهر أن [الذي] حذفه أحد الرواة. وقوله: "ذكرت له"، قال بعضهم: بضم التاء وسكون الراء، أي: ذكرت له ما قالتا، قلت: يجوز أن يكون بفتح الراء وسكون التاء، ولا مانع من ذلك لصحة المعنى. قوله:"تسمعه البهائم" وتقدم في "الجنائز" أن صوت الميت يسمعه كل شيء إلا الإنسان، قيل: العذاب ليس مسموعًا، وأجيب: بأن المقصود صوت المعذَّب به من الإنس أو نحوه، أو بعض العذاب نحو الضرب فإنه مسموع، "ع"(15/ 460 - 461).
(1)
أي: لم أحسن في تصديقهما، "ك"(22/ 191).
وَذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ:"صَدَقَتَا، إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا"، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ
(1)
فِي صَلَاةٍ إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
(2)
. [راجع: 1049، أخرجه: م 586، س 2066، تحفة: 17611].
38 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا
(3)
وَالْمَمَاتِ
(4)
6367 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ
(5)
، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ
(6)
الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ". [راجع: 2823].
"تَسْمَعُهُ" في نـ: "تَسْمَعُهَا". "فِي صَلَاةٍ" في نـ: "فِي صَلَاتِهِ". "إِلَّا تَعَوَّذَ" في هـ، ذ:"إِلَّا يَتَعَوَّذُ". "حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ" في نـ: "حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ". "سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ" في نـ: "سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ". "وَالْجُبْنِ" في ذ: "وَالْبُخْلِ". "عَذَابِ الْقَبْرِ" في نـ: "عَذَابِ الْفَقْرِ".
===
(1)
أي: بعد ذلك.
(2)
خشية من الله وتعليمًا للأمة ولأهله، "خ".
(3)
أي: زمان الحياة.
(4)
أي: زمان الممات، وهو من أول النزع إلى انفصال الأمر يوم القيامة، "ع"(15/ 461).
(5)
بفتحتين هو أقصى الكبر، "ع"(15/ 461).
(6)
الفتنة: الامتحان والضلال والإثم والكفر والعذاب والفضيحة، "ك"(22/ 162).
39 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْمَأْثَمِ
(1)
وَالْمَغْرَمِ
(2)
6368 -
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
(3)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ
(4)
، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي
"فِتْنَةِ الْفَقْرِ" في نـ: "فِتْنَةِ الْقَبْرِ".
===
(1)
أي: الإثم.
(2)
أي: الغرامة.
(3)
ابن خالد.
(4)
قوله: (والمغرم) أي: الغرامة، وهي ما يلزمك أداؤه كالدين والدية. قوله:"وعذاب القبر"، فإن قلت: ما فائدة التكرار إذ فتنة القبر عذابه؟ قلت: فتنة القبر هو سؤال منكر ونكير ونحوه، وعذاب القبر ما يترتب بعده على المجرمين، فكأنّ الأول مقدمة للثاني وعلامة له، وكذا "فتنة النار" كأنها نحو سؤال الخزنة على سبيل التوبيخ، قال تعالى:{كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} [الملك: 8]. قوله: "من شر فتنة الغنى" نحو الطغيان والبطر وعدم تأدية الزكاة، فإن قلت: لم زاد لفظَ الشر فيه ولم يذكره في الفقر ونحوه؟ قلت: تصريحًا بما فيه من الشر، وأن مضرته أكثر من مضرة غيره، أو تغليظًا على الأغنياء حتى لا يغتروا بغناهم ولا يغفلوا عن مفاسده، أو إيماء إلى أن صور أخواته لا خير فيها بخلاف صورته، فإنها قد تكون خيرًا، "ك"(22/ 162 - 163).
خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ
(1)
وَالْبَرَدِ
(2)
، وَنَقِّ
(3)
قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا، كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ
(4)
، وَبَاعِدْ
(5)
بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ". [راجع: 832، تحفة: 17292].
40 - بَابُ الاسْتِعَاذَةِ مِنَ الْجُبْنِ
(6)
وَالْكَسَلِ
(7)
كُسَالَى وَكَسَالَى وَاحِدٌ
(8)
.
"بِمَاءِ الثَّلْجِ" في نـ: "بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ". "كَسَالَى وَكُسَالَى وَاحِدٌ" ثبت في سـ، قتـ، ذ.
===
(1)
قوله: (بماء الثلج والبرد) فإن قلت: العادة أنه إذا أريد المبالغة في الغسل أن يغسل بالماء الحارِّ لا بالبارد ولا سيما الثلج ونحوه؟ قلت: قال الخطابي: هذه أمثال لم يرد بها أعيانَ المسميات، وإنما أراد بها التوكيدَ في التطهير من الخطايا والمبالغةَ في محوها عنه، والثلج والبرد ماءان مقصوران على الطهارة لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما استعمال، فكان ضرب المثل بهما أوكد في بيان ما أراده من التطهير، وله أوجه أخر. وأقول: يحتمل أنه جعل الخطايا بمنزلة نار جهنم لأنها مؤدية إليها؛ فعبر عن إطفاء حرارتها بالغسل تأكيدًا في الإطفاء، وبالغ فيه باستعمال المبردات ترقيًا عن الماء إلى أبرد منه، وهو الثلج، ثم إلى أبرد منه وهو البرد بدليل جموده، "ك"(22/ 163).
(2)
بفتح الراء: حَبّ الغمام.
(3)
أمر من التنقية.
(4)
وهو: الوسخ.
(5)
أي: أبعد.
(6)
وهو: خلاف الشجاعة.
(7)
هو: التثاقل عن الأمر، وهو خلاف الجلادة، "ع"(15/ 462).
(8)
قوله: (كُسالى وكَسالى واحد) يعني بضم الكاف وفتحها،
6369 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحُزْنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ
(1)
وَالْبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ
(2)
، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ". [راجع: 371، أخرجه: د 1541، ت 3484، س 5476، تحفة: 1115].
41 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْبُخْلِ
الْبُخْلُ
(3)
وَالْبَخَلُ
(4)
وَاحِدٌ، مِثْلُ الْحُزْنِ وَالْحَزَنِ
(5)
.
"أَنَسَ بنَ مَالِكٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَنَسًا". "كَانَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ". "مِثْلُ الْحُزْنِ وَالْحَزَنِ" -هذا ثابت في رواية المستملي، قس (13/ 431) -.
===
وهما قراءتان: قرأ الجمهور بالضم، وقرأ الأعرج بالفتح، وهي لغة بني تميم، وقرأ ابن السميفع بالفتح أيضًا، لكن أسقط الألف وأسكن السين، وصفهم بما يوصف به المفرد المؤنث لملاحظة معنى الجماعة، وهما كما قرئ:{وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} [الحج: 2]، "ع"(15/ 463).
(1)
وهو الخوف من تعاطي الحروب ونحوها خوفًا على المهجة، "قس"(13/ 431).
(2)
الضلع: الثقل والقوة، "ك"(22/ 114).
(3)
بضم الباء.
(4)
بفتحتين.
(5)
هذا ثابت في رواية المستملي، "قس"(13/ 431).
6370 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنِي غُنْدُرٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ: أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِهَؤُلَاءِ الْخَمْسِ، وَيُحَدِّثُ بِهِنَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا
(2)
، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ". [أطرافه: 2822، 6390، أخرجه: ت 3567، س 5445، تحفة: 3932].
42 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ
(3)
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في نـ، وفي ذ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "أَنَّهُ كَانَ" في نـ: "أَنَّهُ قَالَ: كَانَ". "يُحَدِّثُ بِهِنَّ" في هـ، ذ:"يُخْبِرُ بِهِنَّ". "مِنْ أَنْ أُرَدَّ" كذا في حـ، ذ، ولغيرهما:"أَنْ أُرَدَّ".
===
(1)
اسمه: محمد بن جعفر.
(2)
قوله: (وأعوذ بك من فتنة الدنيا) قال شعبة: سألت عبد الملك بن عمير عن فتنة الدنيا؟ قال: الدجال، كذا في رواية الإسماعيلي، وإطلاق الدنيا على الدجال لكون فتنته أعظم الفتن الكائنة في الدنيا، وقد ورد ذلك صريحًا في حديث [أبي] أمامة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث، وفيه أنه: "لم تكن فتنة
…
أعظم من فتنة الدجال" رواه أبو داود (ح: 4322) وابن ماجه (ح: 4077)، "ع" (15/ 463).
(3)
قوله: (باب التعوذ من أرذل العمر) وهو الهرم، زمان الخرافة وحين انتكاس الأحوال؛ قال تعالى:{وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} [سورة الحج: 5]. قوله: "أراذلنا" أسقاطنا، أشار إلى قوله تعالى:{إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} [سورة هود: 27]، وفسَّره
{أَرَاذِلُنَا} [هود: 27]: سُقَّاطُنَا.
6371 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَرَمِ
(2)
، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ". [راجع: 2823، تحفة: 1054].
"سُقَّاطُنَا" كذا في سـ، هـ، وفي نـ:"أَسْقَاطُنَا"، وفي نـ:"أَسَافِلُنا". "يَقُولُ" في نـ: "يَتَعَوَّذُ يَقُولُ" مصحح عليه، ["يتعوذ يقول" جملتان محلهما النصب، فالأولى على أنها خبر "كان" والثانية حال، "ع" 15/ 464].
===
بقوله: أسقاطنا، وهو جمع ساقط، وهو اللئيم في حسبه ونسبه، ويروى "سُقَّاطُنَا" بضم السين وتشديد القاف، ويقال: قوم سُقاطى وأسقاط وسُقّاط، "ع"(15/ 464).
(1)
اسمه: عبد الله بن عمرو.
(2)
قوله: (وأعوذ بك من الهرم) وليس في هذا الحديث ما ترجم به، لكنه كما قال في "الفتح" (11/ 180): أشار بذلك إلى أن المراد بأرذل العمر في حديث سعد بن أبي وقاص السابق في الباب قبله: الهرمُ الذي في هذا الحديث المفسر بالشيخوخة، والهرم: ضعف القوة والعقل والفهم وتناقص الأحوال من الخرف وضعف الفكر، قال في "شرح المشكاة": المطلوب عند المحققين من العمر التفكر في آلاء الله ونعمائه تعالى من خلق الموجودات، فيقيموا بواجب الشكر بالقلب والجوارح، والهرم الفاقد لهما فهو كالشيء الرديء الذي لا ينتفع به فينبغي أن يستعاذ منه، "قس"(13/ 433).
43 - بَابُ الدُّعَاءِ بِرَفْعِ الْوَبَاءِ
(1)
وَالْوَجَعِ
6372 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّورِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ، كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ
(2)
،
===
(1)
قوله: (برفع الوباء) بالمد والقصر، وهو المرض العامّ، وقيل: الموت الذريع، وهو أعم من الطاعون؛ لأن حقيقته مرض عامّ ينشأ عن فساد الهواء. ومنهم من قال: الوباء والطاعون مترادفان، ورد عليه بعضهم: أن الطاعون لا يدخل المدينة، وأن الوباء وقع بالمدينة، كما في حديث العرنيين! قلت: فيه نظر؛ لأن ابن الأثير قال: إنه المرض العامّ، وكذلك الوباء: المرض العام، وقوله:"الطاعون لا يدخل المدينة"، يحتمل أن يقال: لا يدخل بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: "والوجع" أي: الدعاء أيضًا برفع الوجع، وهو يطلق على كل الأمراض، فيكون هذا العطف من عطف العامِّ على الخاص، لكن باعتبار أن منشأ الوباء خاص وهو فساد الهواء بخلاف الوجع فإن له أسبابًا شتى، "ع"(15/ 464).
(2)
قوله: (وانقل حماها إلى الجحفة) وهو يتعلق بالجزء الأول من الترجمة، وهو الوباء؛ لأنه المرض العام، وأشار به إلى ما ورد في بعض طرقه حيث قالت في أوله:"قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله"، وقد تقدم بهذا اللفظ في آخر "كتاب الحج" (برقم: 1889)، "ف"(11/ 180)، "والجحفة" بضم الجيم وإسكان المهملة وبالفاء: ميقات أهل مصر والشام، وكان سكانها في ذلك الوقت يهود. وفيه: الدعاء على الكفار بالأمراض والبليّات، "ك"(22/ 165)، "ع"(15/ 465)، "خ".
اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا
(1)
وَصَاعِنَا". [راجع: 1889، تحفة: 16915].
6373 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ أَبَاهُ
(2)
قَالَ: عَادَنِي
(3)
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجًّةِ الْوَدَاعِ مِنْ شَكْوَى
(4)
(5)
، أَشْفَيْتُ مِنْهُ
(6)
(7)
عَلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلَغَ بِي مَا تَرَى مِنَ الْوَجَعِ، وَأَنَا ذُو مَالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا بِنْتٌ
(8)
لِي
"أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ" في نـ: "أَنْبَأنَا ابْنُ شِهَابٍ". "أَشْفَيْتُ مِنْهُ" في هـ، ذ:"أَشْفَيْتُ مِنْهَا". "إِلَّا بِنْتٌ" كذا في ذ، ولغيره. "إِلَّا ابْنَةٌ".
===
(1)
أي: فيما يقدر به، أو بركته مستلزمة لبركته، والمراد كثرة الأقوات من الثمرات والغلَّات، "ك"(22/ 165)، "ع"(15/ 465).
(2)
هو سعد بن أبي وقاص.
(3)
من العيادة.
(4)
أي: من مرض وهو غير منصرف، "ع"(15/ 466).
(5)
قوله: (من شكوى
…
) إلخ، قال بعضهم: هذا يتعلق بالركن الثاني من الترجمة وهو الوجع. قلت: الترجمة الدعاء برفع الوجع، وليس في الحديث هذا، والمطابقة ليست متعلقة بمجرد ذكر الوجع حتى يقول هذا القائل ما قاله، ويمكن أن يؤخذ وجه المطابقة ها هنا من قوله:"اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم"، فإن فيه إشارة لسعد بالعافية ليرجع إلى دار هجرته وهي المدينة، "ع"(15/ 465).
(6)
تذكير الضمير باعتبار المرض، وفي رواية:"منها" وهو ظاهر.
(7)
أي: أشرفت منه على الموت ودنوت منه. ومراده به: المبالغة في شدة المرض.
(8)
اسمها عائشة.
وَاحِدَةٌ
(1)
، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ:"لَا". قُلْتُ: فَبِشَطْرِهِ
(2)
؟ قَالَ: "لا"، قَالَ: "الثُّلُثُ كَثِيرٌ
(3)
، إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ
(4)
وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ
(5)
مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً
(6)
يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي وَجْهَ اللهِ، إِلَّا أُجِرْتَ، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ"
(7)
.
"قَالَ: "لا"، قَالَ: الثُّلُثُ كَثِيرٌ" في نـ: "قَالَ: لا، الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ". "أَنْ تَذَرَهُمْ" في هـ: "أَنْ تَدَعَهُمْ". "تَبْتَغِي" في نـ: "تَبْتَغِي بِهَا".
===
(1)
في هذا الحين.
(2)
الشطر: النصف.
(3)
كبير بالموحدة، وروي بالمثلثة، "ك"(22/ 165).
(4)
أن تترك، وقيل: معناه لأن تذر، "ك"(22/ 165).
(5)
مضى الحديث (برقم: 5659 و 5668).
(6)
قوله: (عالة) جمع عائل، والعائل: الفقير. وقوله: "يتكففون الناس" أي: يمدون أكفهم إلى الناس بالسؤال. قوله: "أخلف" أي: في مكة أبقى بعدهم. قوله: "ولعلك تخلف" قال النووي: المراد بالتخلف في قوله: "ولعلك تخلف" طول العمر، وهو من المعجزات؛ فإنه عاش حتى فتح العراق، وانتفع به المسلمون وتضرر به المشركون. قوله:"أمض" بفتح الهمزة، يقال: أمضيت الأمر، أي: أنفذته، أي: أتمم الهجرة لهم ولا تنقصها عليهم، وقال الداودي: لم يكن للمهاجرين الأولين أن يقيموا بمكة إلا ثلاثة أيام بعد الصدر، فدعا لهم بالثبات على ذلك، هذا ملتقط من "العيني"(15/ 466) و"الكرماني"(22/ 165 - 166).
(7)
أي: في فم امرأتك.
قُلْتُ: أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: "إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بهِ وَجْهَ اللهِ، إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أًقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنَّ الْبَائِسَ
(1)
(2)
سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ". قَالَ سَعْدٌ
(3)
: رَثَى لَهُ
(4)
رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَنْ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ. [راجع: 56].
44 - بَابُ الاسْتِعَاذَةِ مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ
(5)
"رَثَى لَهُ رَسُولُ اللهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"رَثَى لَهُ النَّبِيُّ". "مِنْ أَرْذَلِ العُمُرِ" زاد بعده في نـ: "وَمِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَفِتْنَةِ النَّارِ"، وفي هـ، ذ:"وَعذَابِ النَّارِ" بدل قولهِ: "وَفِتْنَةِ النَّارِ".
===
(1)
هو من أصابه بؤس، أي: قنوط، "ع"(15/ 466).
(2)
قوله: (لكن البائس) أي: شديد الحاجة. و"سعد بن خولة" بفتح المعجمة وسكون الواو وباللام، كان مهاجرًا بدريًا مات بمكة في حجة الوداع. "قال سعد" ابن أبي وقاص:"رثى" لابن خولة "رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي: ترحَّم عليه، ورقَّ له من جهة وفاته بمكة، وذلك لأنه كان يكره أن يموت بمكة التي هاجر منها، ويتمنى أن يموت بغيرها، فلم يُعْط متمنَّاه، "ك"(22/ 166).
(3)
أي: ابن أبي وقاص.
(4)
أي: لابن خولة.
(5)
قوله: (باب الاستعاذة من أرذل العمر) مغايرة ترجمة هذا الباب للباب الذي قبل الباب المتقدم باعتبار زيادة الجزء الأخير وجمع الجزئين، وهو موجود في بعض النسخ، ومن عادته أنه ربما يذكر مجموعَ الأمور التي أراد ذكرها في باب واحد، ثم يذكر واحدًا منها في باب، فيعقد لكل منها بابًا مستأنفًا؛ ليكون كل منها مستقلًّا بالإفادة، "خير جاري"، والزيادة
6374 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ
(1)
، عَنْ زَائِدَةَ
(2)
، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
(3)
، عَنْ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
قَالَ: تَعَوَّذُوا بِكَلِمَاتٍ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ بِهِنَّ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ الْقَبرِ". [راجع: 2822، أخرجه: ت 3567، س 5445، تحفة: 3932].
6375 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
(5)
قَالَ:
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ" في نـ: "أَنْبَأنَا الْحُسَيْنُ". "مُصْعَبٍ" في ذ: "مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ".
===
التي في بعض النسخ هذا: "ومن فتنة الدنيا ومن فتنة النار"، والمراد بفتنة الدنيا: الدجال، وبفتنة النار: عذاب النار، وفي بعض النسخ وقع بدله:"عذاب النار".
(1)
هو: ابن علي الجعفي الكوفي، "ك"(22/ 166).
(2)
ابن قدامة الثقفي.
(3)
ابن عمير.
(4)
سعد بن أبي وقاص.
(5)
قوله: (حدثنا وكيع) بفتح الواو وكسر الكاف وبالمهملة: ابن الجراح بالجيم وشدة الراء وبالمهملة، "والدنس" بفتح النون: الوسخ، سبق الحديث آنفًا، "ك"(22/ 167)، قوله:"المسيح الدجال" يسمّى به الدجال؛ لأن عينه الواحدة ممسوحة، ورجل ممسوح الوجه ومسيح، وهو أن لا يبقى على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب إلَّا سوِّي، أو لأنه يقطع الأرض، وقيل: إنه مِسِّيح بوزن سِكِّيت، وأنه الذي مسح خلقه، أي: شُوِّه،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ
(1)
وَالْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ النَّارِ، وفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ
(2)
، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى
(3)
الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ". [راجع: 832، أخرجه: م 589، ق 3838، تحفة: 17260].
45 - بَابُ الاسْتِعَاذَةِ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى
6376 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ
(4)
بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالَتِهِ
(5)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَعَوَّذُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أًعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ
(6)
وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ،
===
وليس بشيء، "ك"، يقول في المسيح والمسّيح: ليس بينهما فرق، بل هما واحد يستعملان في عيسى والدجال، وقال أبو داود: المثقل هو الدجال والمخفف عيسى، وأخطأ من زعم [أن] الدجال مسيخ بمعجمة، "مجمع"(4/ 589).
(1)
ومن هذا تؤخذ المطابقة للترجمة؛ لأنه مفسر بأرذل العمر.
(2)
أصل الدجل: الخلط، دجل: إذا لَبَّسَ ومَوَّه، "ع"(2/ 132).
(3)
ببناء المجهول، من التنقية، "ع".
(4)
بتشديد اللام: الخزاعي البصري، "قس"(13/ 438).
(5)
عائشة أم المؤمنين.
(6)
أريد بها مشاهدتها أولًا ثم العذاب، "ع"(15/ 456).
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ". [را جع: 832، تحفة: 16953].
46 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ
(1)
6377 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا، كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ". [راجع: 832، أخرجه: م 589، تحفة: 17199].
"حَدَّثَنَا هِشَامُ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا هِشَامُ". "ابْنُ عُرْوَةَ" سقط في نـ. "وَبَيْنَ خَطَايَايَ" في نـ: "وَخَطَايَايَ". "إِنِّي أَعُوذُ بِكَ" في نـ: "وَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ".
===
(1)
المراد به: الفقر الْمُدْقِع، فإنه يخاف حينئذ من فتنته، "ع"(15/ 468).
(2)
هو: إما ابن سلام، وإما ابن المثنى، "ك"(22/ 167)، "ع"(15/ 468).
(3)
محمد بن خازم، بالمعجمتين، "ع"(15/ 468).
47 - بَابُ الدُّعَاءِ بِكَثْرَةِ الْمَالِ
(1)
مَعَ الْبَرَكَةِ
6378 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللهَ لَهُ. قَالَ:
"بَابُ الدُّعَاءِ
…
" إلخ، ثبت في سـ، هـ. "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ" في نـ: "قَالَ غُنْدَرٌ".
===
(1)
قوله: (باب الدعاء بكثرة المال
…
) إلخ، ثبت هذا الباب مع ترجمته في رواية المستملي والكشميهني وسقط للحموي، "قس"(13/ 439)، والسرخسيِّ، والصواب إثباته، "ف"(11/ 182).
قوله: "وعن هشام" هو ابن زيد بن أنس بن مالك، روى عن جده، وروى عنه شعبة، وفي بعضها: هشام بن عروة، والأول هو الصحيح، "ك"(22/ 168). والبركة في المال يتناول كميته وكيفيته، بأن يكون صاحبه موفّقًا في تحصيله بمداخل حسنة شرعًا وعقلًا ومصارف حسنة، فيكون له مزرعة الآخرة، كما يكون له صيانة عن الذل في الدنيا والتعب في المعاش حتى لا يكون مضيعًا لحقوق الله تعالى وحقوق خلقه فيه، بل يكون مؤديًا إياها واجبًا أو نفلًا، ولا يقتصر في ماله على النفقات الواجبة بل يتجاوز عنه إلى النفل، فإن أداء الزكاة وإن صانه عن ذميمة البخل لكن هو كأنه أداء دين عليه، وأن أداءها مع الإعطاء نفلًا يجعله موصوفًا بصفة الكرم، وأن الصلاة النافلة كما يجمع مع الفرائض ينبغي أن يجمع أختها أعني الزكاة مع النوافل من الصدقات، "خ".
(2)
هو: محمد بن جعفر.
"اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدُهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ"
(1)
. [راجع: 1982، أخرجه: م 141، ت 3829، تحفة: 18322].
6379 -
وَعَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بِمِثْلِهِ. [طرفه: 6381، تحفة: 18322، 1635].
بَابُ الدُّعَاءِ بكَثْرَةِ الْوَلَدِ مَعَ الْبَرَكَةِ
6380 و 6381 - حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: أَنَسٌ خَادِمُكَ. قَالَ: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ". [حديث 6380 [راجع: 1982، أخرجه: م 2480، تحفة: 1267 حديث 6381 طرفه: 6379].
48 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الاسْتِخَارَةِ
(3)
6382 -
حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ
(4)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،
"بمِثْلِهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"مِثْلَهُ". "بَابُ الدُّعَاءِ
…
" إلخ، ثبت في ذ. "سَمِعْتُ أَنَسًا" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا". "الْمَوَالِ" في نـ: "الْمَوَالِي".
===
(1)
وما أعطيته أعم من المال والولد، فيتناول الدين والعلم، "ك"(22/ 168).
(2)
الهروي، كان يبيع الثياب الهروية فنسب إليها، "ع"(15/ 469).
(3)
أي: طلب الخير والصواب، "خ"، أي: طلب الخيرة بوزن العنبة، اسم، من قولك: اختاره الله، "ك"(22/ 169).
(4)
قوله: (حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال) بفتح الميم وتخفيف الواو، جمع مولى، واسمه زيد، ويقال: زيد جد عبد الرحمن، وأبوه لا يعرف اسمه، وعبد الرحمن من ثقات المدنيين، وكان ينسب إلى ولاء
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ: "إِذَا هَمَّ
(1)
أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ
"أَحَدُكُمْ" سقط في نـ.
===
آل علي بن أبي طالب، وخرج مع محمد بن عبد الله بن الحسن في زمن المنصور، فلما قتل محمد حُبِسَ عبد الرحمن المذكور بعد أن ضُرِبَ، وقد وثقه ابن معين وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم، وذكره ابن عدي في "الكامل" في الضعفاء، "فتح"(11/ 183).
قوله: "في الأمور كلها" هو عام أريد به الخصوص، فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما، والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما، ويتناول العمومُ العظيمَ من الأمور والحقيرَ، فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم، "قس"(13/ 441)، "ف" (11/ 184). قوله:"كالسورة من القرآن"، قيل: وجه التشبيه عموم الحاجة [في الأمور كلِّها] إلى الاستخارة كعموم الحاجة إلى القرآن [في الصلاة]، ويحتمل: أن يكون التشبيه في حفظ حروفه وترتيب كلماته ومنع الزيادة والنقص منه والدرس له والمحافظة عليه، ويحتمل أن يكون من جهة الاهتمام والتحقيق لبركته والاحترام له، ويحتمل أن يكون من جهة كون كل منهما علم بالوحي، "فتح" مختصرًا (11/ 184).
(1)
قوله: (إذا هم) فيه حذف تقديره: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة ويقول: إذا هَمَّ أحدكم
…
إلخ، أي: إذا قصد الإتيان بفعل أو ترك. قوله: "فليركع" جواب "إذا" المتضمن لمعنى الشرط، فلذلك دخلت فيه الفاء. قوله:"أستخيرك" أي: أطلب منك الخيرة متلبسًا "بعلمك" بخيري وشري، ويحتمل أن يكون الباء للاستعانة أو للقسم، "وأستقدرك" أي: أطلب القدرة منك أن تجعلني قادرًا عليه، ويقال: استقدر الله خيرًا: سأله أن يقدر الله له به، وفيه لف ونشر غير مرتب.
رَكْعَتَيْنِ
(1)
، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْألُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ
(2)
كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي
(3)
وَآجِلِهِ-، فَاقْدُرْهُ لِي. وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ-
"تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيرٌ لِي" في سـ، حـ، ذ:"تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ خَيرًا لِي".
===
قوله: "ومعاشي" زاد أبو داود: "ومعادي"، والمراد بمعاشه: حياته، وبمعاده: آخرته. قوله: "أو قال" شك من الراوي وترديد منه، والمردَّد بينهما يحتمل أن يكون العاجل والآجل مذكورين بَدل الألفاظ الثلاثة، وأن يكون بدل الأخيرين، قيل: كيف يخرج الداعي به من عهدة التفصي حتى يكون جازمًا بأنه قال كما قال صلى الله عليه وسلم؟ وأجيب بأنه: يدعو به ثلاث مرات، يقول تارة: في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، وأخرى: عاجلي وآجلي، وثالثة: في ديني وعاجلي وآجلي. قوله: "فاقدره لي" بضم الدال وكسرها، أي: اجعله مقدورًا لي أو قدِّرْه لي، وقيل: معناه يَسِّره لي. قوله: "ويسمي حاجته" أي: يعين حاجته مثل أن يقول: إن كنت تعلم أن هذا الأمر من السفر والتزوج ونحوه، "ع"(15/ 470)، "ك"(22/ 169 - 170).
(1)
أي: من غير الفريضة، "قس"(13/ 441).
(2)
كلمة "إن" للشك في أن علمه متعلق بالخير أو الشر، لا في أصل العلم، كذا في "الكرماني"(22/ 169).
(3)
والحديث مضى (برقم: 1162).
فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي
(1)
بِهِ. وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ". [راجع: 1162].
49 - بَابُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الدُّعَاءِ
6383 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(2)
، عَنْ بُرَيْدِ
(3)
بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
(4)
، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ
(5)
أَبِي عَامِرٍ". وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ". [راجع: 2884].
50 - بَابُ الدُّعَاءِ إِذَا عَلَا
(6)
عَقَبَةً
"رَضِّنِي" في هـ، ذ:"أَرْضِنِي". ["بَابُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الدُّعَاءِ" كذا في الهندية، وفي الشروح الثلاثة والسلطانية: "بَابُ الدُّعَاء عِنْدَ الْوُضُوء" وهو المناسب للحديث، وإن كان للأول أيضًا وجه، انظر "العينى"]. "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "فَتَوَضَّأَ" في هـ، ذ:"فَتَوَضَّأَ بِهِ".
===
(1)
بالتشديد، وفي رواية قتيبة:"ثم أرضني" أي: اجعلني به راضيًا، "ف"(11/ 187).
(2)
اسمه: حماد بن أسامة، "ع"(15/ 470).
(3)
مصغر البرد -بالموحدة والراء المهملة-، يروي عن جده أبي بردة رضي الله عنه.
(4)
اسمه: عامر بن أبي موسى.
(5)
قوله: (لعبيد) على لفظ التصغير، اسم عم أبي موسى الأشعري، وكنيته أبو عامر، وكان أنه أصابه سهم في ركبته يوم أوطاس ومات، وقال لأبي موسى: يا ابن أخي! اقرأ النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له: يستغفر لي، فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك دعا له، "الخير الجاري"، [وانظر:"ع"(10/ 204)].
(6)
أي: صعد.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ
(1)
(2)
: {وَخَيْرٌ عُقْبًا} [الكهف: 44]: عَاقِبَةً، وَعُقْبًا وَعَاقِبَةٌ واحدٌ، وهُوَ: الآخِرَةُ.
6384 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ
(3)
، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(4)
، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا
(5)
(6)
عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ
(7)
وَلَا غَائِبًا، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا". ثُمَّ أًتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ؛
"وَاحدٌ" في نـ: "وَاحِدَةٌ". "حَمَّادٌ" في نـ: "حَمَّادُ بْنُ زَيدٍ". "قَالَ: كُنَّا" لفظ "قَالَ" سقط في نـ. "أَيُّهَا النَّاسُ" في نـ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ". "أَصَمَّ" في نـ: "أَصَمًّا".
===
(1)
أي: البخاري.
(2)
قوله: (قال أبو عبد الله) البخاري في تفسير قوله تعالى: {وَخَيْرٌ عُقْبًا} : "عاقبة"، ثم نص على المراد بذلك فقال:"عقبًا وعاقبة واحدة، وهو الآخرة"، ثم إن ذكر التفسير للفظ عقبًا لمجرد مناسبة لفظية، وإلَّا فالمراد منه ها هنا بدليل الحديث هو: المرتفع من المكان، "خ".
(3)
السختياني.
(4)
هو: عبد الرحمن النهدي.
(5)
مرَّ هذا اللفظ (برقم: 2992).
(6)
بفتح الموحدة أي: ارفقوا بأنفسكم، يعني لا تبالغوا في الجهر، "ك"(22/ 170).
(7)
ويروى "أصَمًّا" لعله باعتبار مناسبة "غائبًا"، "ك" (22/ 170 -
فَإِنَّهَا كَنْزٌ
(1)
مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ"، أَوْ قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ". [راجع: 2992].
51 - بَابُ الدُّعَاءِ إِذَا هَبَطَ
(2)
وَادِيًا
فِيهِ حَدِيثُ جَابِرٍ.
52 - بَابُ الدُّعَاءِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَوْ رَجَعَ
فِيهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ
(3)
عَنْ أَنَسٍ.
"بَابُ الدُّعَاءِ إذا هَبَط
…
" إلخ، ثبت في سـ، هـ. "بَابُ الدُّعَاءِ إِذَا أَرَادَ
…
" إلخ، ثبت في حـ، ذ.
===
171).
(1)
قوله: (كنز) أي: كالكنز في كونه أمرًا نفيسًا مدخرًا مكنونًا عن أعين الناس، وهو كلمة استسلام وتفويض إلى الله، ومعناه: لا حيلة في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله، وفي لفظه خمسة أوجه ذكرها النحاة، "ك"(22/ 171)، فإن قلت: ما مناسبة الحديث للترجمة؛ فإنه ترجم بالدعاء والذي في الحديث التكبير؟ أجيب: باحتمال أن يكون أخذه من قوله فيه: "فإنكم لا تدعون أصم"، "قس"(13/ 445).
(2)
قوله: (باب الدعاء إذا هبط
…
) إلخ، وهذا إنما ثبت في رواية المستملي والكشميهني. و"حديث جابر" هو الذي مضى في "الجهاد" في "باب التسبيح إذا هبط واديًا" [برقم: 2993]: عن جابر قال: "كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبَّحنا"، "ع"(15/ 472). أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنهم إذا رأوا أمرًا رفيعًا أن يذكروا كبرياءه تعالى وعظمة جلاله، وإذا نزلوا متسفلًا ذكروا تنزيهه تعالى عن ذلك، "خ".
(3)
قوله: (فيه يحيى بن أبي إسحاق) أي: جاء في هذا الباب حديث من رواية يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي، وحديثه سبق في "الجهاد"
6385 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَفَلَ
(1)
مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ
(2)
مِنَ الأَرْضِ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آئِبُونَ
(3)
تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا، حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ
(4)
، وَنَصَرَ عَبدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ". [راجع: 1797].
===
[برقم: 3085] عن أنس قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مقفَله من عُسفان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته، وقد أردف صفية" الحديث، وفي آخره:"فلما أشرفنا قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون"، "ع"(15/ 472)، فإن قلت: الترجمة شيئان، أحدهما: الدعاء إذا أراد سفرًا، والآخر: الدعاء إذا رجع من السفر، فأين المطابقة بالأول؟ قلت: الحديث المذكور بطريق آخر عند مسلم في أوله: "كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر كبر ثلاثًا وقال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} إلى أن قال: "وإذا رجع قالهن" وزاد: "آئبون تائبون" الحديث، "عيني" مختصرًا (15/ 472).
(1)
أي: رجع.
(2)
بفتحتين: المكان العالي، "ع"(15/ 473)، "ك"(22/ 171).
(3)
أي: نحن آيبون، أي: راجعون، من آب: إذا رجع، "ع"(15/ 473).
(4)
قوله: (صدق الله وعده) أي: فيما وعده من إظهار دينه، "وهزم الأحزاب" جمع حزب، وهو الطائفة التي اجتمعت من القبائل، وعزموا على القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم، ففرقهم الله تعالى وهزمهم بلا قتال، وهو أعم من الأحزاب الذين اجتمعوا في غزوة الخندق، وقيل: قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السجع وهذا سجع؟ وأجيب بأنه نهى عن سجع كسجع الكهان في كونه متكلفًا أو متضمنًا للباطل، "ع"(15/ 473).
53 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْمُتَزَوِّجِ
6386 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ
(1)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ
(2)
فَقَالَ: "مَهْيَمْ -أو: مَهْ-"، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: "بَارَكَ اللهُ لَكَ
(3)
(4)
أَوْلِمْ
(5)
وَلَوْ بِشَاةٍ". [راجع: 2049، أخرجه: م 1427، ت 1094، س 3372، ق 1907، تحفة: 288].
6387 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو
(7)
، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ -أَوْ تِسْعَ- بَنَاتٍ،
===
(1)
البناني.
(2)
قوله: (صفرة) أي: من الطيب الذي استعمله عند الزفاف. قوله: "مهيم" بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء آخر الحروف وفي آخره ميم، أي: ما حالك؟ وما شأنك؟ قوله: "أو مه" وهو شك من الراوي، و"ما" استفهامية قلب ألفها هاء. قوله:"على وزن نواة" وهي خمسة دراهم وزنًا من الذهب وهي ثلاثة مثاقيل ونصف، وفي "التوضيح" (29/ 332): وفي الحديث ردّ على أبي حنيفة الذي لا يجوز الصداقُ عنده بأقل من عشرة فى دراهم، قلت: سبحان الله، ما هذا الفهم؟! فإن وزن خمسة دراهم من الذهب أكثر من عشرة دراهم، "ع"(15/ 473).
(3)
هذا محل المطابقة.
(4)
قد مضى الحديث (برقم: 2049 و 5155).
(5)
أمر من الإيلام: اتخاذ الوليمة.
(6)
اسمه: محمد بن الفضل.
(7)
ابن دينار.
فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَزَوَّجْتَ
(1)
يَا جَابِرُ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "أَبِكْرٌ أَمْ ثَيِّبٌ؟ " قُلْتُ: ثَيِّبٌ، قَالَ: "فَهَلَّا
(2)
جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ، وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ؟ "، قُلْتُ: هَلَكَ أَبِي فَتَرَكَ سَبْعَ -أَوْ تِسْعَ- بَنَاتٍ، فَكَرهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: "فَبَارَكَ اللهُ عَلَيْكَ".
لَمْ يَقُلِ ابْنُ عُيَيْنَةَ
(3)
وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ
(4)
عَنْ عَمْرٍو: "بَارَكَ اللهُ عَلَيْكَ"
(5)
. [راجع: 443، أخرجه: م 715، ت 1100، س 3219، تحفة: 2512].
"أَبِكْرٌ أَمْ ثَيِّبٌ" في ذ: "أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا"
(6)
، وفي نـ:"بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا". "قُلْتُ: ثَيِّبٌ" في نـ: "قُلْتُ: ثَيِّبًا". "وَتُضَاحِكُهَا" في نـ: "أوْ تُضَاحِكُهَا". "فَتَرَكَ" في ذ: "وَتَرَكَ".
===
(1)
حرف الاستفهام محذوف.
(2)
أي: تزوجت جارية بكرًا.
(3)
سفيان.
(4)
وهو الطائفي.
(5)
مرَّ الحديث (برقم: 5367).
(6)
قوله: (قال: أبكرًا أم ثيبًا) انتصب على حذف فعل تقديره: أتزوجت؟ وقوله في الجواب: "قلت: ثيب" بالرفع على أن التقدير مثلًا: التي تزوجتها ثيب. قيل: وكان الأحسن النصب على نسق الأول، أي: تزوجت ثيبًا، قلت: ولا يمتنع أن يكون منصوبًا فكتب بغير ألف على تلك اللغة. [وقوله] فيه: "أو تضاحكها" شك من الراوي، ومناسبته قوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن:"بارك الله لك"، ولجابر:"بارك الله عليك": أن المراد بالأول اختصاصه بالبركة في زوجته، وبالثاني شمول البركة له في جودة عقله؛ حيث قدَّم مصلحة أخواته على حظ نفسه، فعدل لأجلهن عن تزوج البكر مع كونها أرفع رتبة للمتزوج الشابِّ من الثيب غالبًا، "فتح"(11/ 190 - 191).
54 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ
(1)
6388 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(2)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(3)
، عَنْ سَالِمٍ
(4)
، عَنْ كُرَيْبٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ
(6)
قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا. فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ
(7)
بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا". [راجع: 141].
55 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "ءَاتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً"
(8)
[البقرة: 201]
"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ" في ذ: "حَدَّثَنِي عُثْمَانُ". "آتِنَا" في نـ: "رَبَّنَا آتِنَا".
===
(1)
أي: جامع امرأته.
(2)
ابن عبد الحميد.
(3)
ابن المعتمر.
(4)
ابن أبي الجعد.
(5)
ابن أبي مسلم.
(6)
قوله: (أراد أن يأتي أهله) أي: زوجته، وعبَّر عن الجماع بالإتيان. قوله:"لم يضره شيطان" أي: لم يسلط عليه بحيث يتمكن من إضراره في دينه، وليس المراد دفع الوسوسة من أصلها، "ع"(15/ 474)، وكلمة "لو" للتمني، أو شرطية، وشرطها محذوف وهو قوله:"قال"، بقرينة المفسِّر المذكور، وجزاؤه مفهوم من قوله: "فإنه يرزق
…
" إلخ. وفي ذكر الكلام بكلمة "لو" الامتناعية إيماء إلى قلة وجود هذا القول، "خ".
(7)
بصيغة المجهول.
(8)
قوله: (قول النبي صلى الله عليه وسلم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} قال الحسن:
6389 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ ءَاتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الأَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ". [راجع: 4522].
56 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا
6390 -
حَدَّثَنِي فَرْوَةُ
(1)
بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ:
"اللَّهُمَّ آتِنَا" في هـ: "اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا". "حَدَّثَنِي فَرْوَةُ" في نـ: "حَدَّثَنَا فَرْوَةُ". "عَبِيدَةُ" زاد في ذ: "هُوَ ابْنُ حُمَيدٍ". "كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ" في هـ، ذ:"كَمَا يُعَلَّمُ الْكِتَابُ".
===
الحسنة في الدنيا: العلم والعبادة، وفي الآخرة: الجنة، وقال قتادة: الحسنة في الدنيا: العافية، وقال السدي: في الدنيا: المال، وفي الآخرة: الجنة، وعن محمد بن كعب القرظي: الزوجة الصالحة من الحسنات، "ع" (15/ 474). قوله:"كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " قال عياض: إنما كان يكثر الدعاء بهذه الآية لجمعها معاني الدعاء كلِّه من أمر الدنيا والآخرة، قال: والحسنة عندهم ها هنا النعمة؛ فسأل نعيم الدنيا والآخرة والوقايةَ من العذاب؛ نسأل الله تعالى أن يمنّ علينا بذلك، "ف"(11/ 192).
(1)
قوله: (حدثني فروة) بفتح الفاء وإسكان الراء وبالواو، "ابن أبي المغراء" بفتح الميم وسكون المعجمة وبالراء وبالمد. و"عبيدة" بفتح المهملة وكسر الموحدة، "ابن حميد" بضم الحاء، الضبِّي النحوي. و"الكتاب" أي: القرآن. وفي بعضها: "تعلَّم الكتابة" بلفظ المجهول وصيغة المصدر، "ك"(22/ 174).
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ
(1)
إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ الْقَبْرِ". [راجع: 2822، أخرجه: ت 3567، س 5445، تحفة: 3932].
57 - بَابُ تَكْرِيرِ الدُّعَاءِ
(2)
6391 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طُبَّ
(3)
(4)
"مِنْ أَنْ نُرَدَّ" كذا في ذ، ولغيره:"أَنْ نُرَدَّ" بإسقاط "مِنْ". "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ".
===
(1)
بالنون.
(2)
قوله: (تكرير الدعاء) أي: هذا باب في بيان تكرير الدعاء، وهو أن يدعو به مرة بعد أخرى؛ لأن في تكريره إظهارًا لموضع الفقر والحاجة إلى الله عز وجل والتذلل والخضوع له، وقد روى أبو داود والنسائي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثًا ويستغفر ثلاثًا"، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"، "ع"(15/ 475).
(3)
أي: سحر.
(4)
قوله: (طب) على صيغة المجهول، أي: سُحِرَ. وهذا السحر لم يكن موجبًا لنقصان في عقله الشريف ولا سببًا مضرًا في التبليغ، بل كان كمرض يتغير به الحال، مثلما أكل السم بل أخف منه، "خ". قوله:"ليخيل" على صيغة المجهول، واللام فيه مفتوحة للتأكيد، وقال الخطابي: إنّما كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله في أمر النساء خصوصًا وإتيان أهله، إذ كان قد أُخِذ عنهن بالسحر دون ما سواه، فلا ضرر فيما لحقه من السحر عن نبوته، وليس تأثير السحر في أبدان الأنبياء بأكثر من القتل والسمِّ، ولم يكن
حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ صَنَعَ الشَّيْءَ وَمَا صَنَعَهُ، وَإِنَّهُ دَعَا رَبَّهُ ثُمَّ قَالَ: "أَشَعَرْتِ
(1)
أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ"، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "جَاءَنِي رَجُلَانِ
(2)
فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ
(3)
، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ
(4)
؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ،
"أَفْتَانِي" في هـ، ذ:"قَدْ أَفْتَانِي". "وَمَا ذَاكَ" كذا في ذ، ولغيره:"فَمَا ذَاكَ". "مَنْ طَبَّهُ" في نـ: "وَمَنْ طَبَّهُ".
===
ذلك دافعًا لفضلهم، وإنما هو ابتلاء من الله تعالى، وأما ما يتعلق بالنبوة فقد عصمه الله من أن يلحقه الفساد. قوله:"لبيد بن الأعصم" كان يهوديًا، وقيل: كان منافقًا، وقال ابن التين: يحتمل أن يكون يهوديًا ثم أسلم وتستَّر بالنفاق. [قوله]: "في مشط" بضم الميم، وهو الذي تسرَّح به اللحية. قوله:"ومشاطة" بضم الميم وتخفيف الشين، وهو: ما يخرج من الشعر بالمشط. قوله: "وجُف طلعة" بضم الجيم وتشديد الفاء، وهو وعاء طلع النخلة يطلق على الذكر والأنثى. قوله:"ذروان" بفتح الذال المعجمة وسكون الراء وبالواو وبالنون، وهو بئر في المدينة، "في بني زريق" بضم الزاي وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف. قوله:"نقاعة الحناء" بضم النون وتخفيف القاف، وهو الماء الذي ينقع فيه. قوله:"رؤوس الشياطين" أي: الحيات، وشبه النخل برؤوس الشياطين في كونها وحشية المنظر، وهو تمثيل في استقباح الصورة، "ع"(15/ 476).
(1)
الخطاب لعائشة، أي: أعلمت.
(2)
أحدهما جبرئيل والآخر ميكائيل أتياه في صورة الرجال، "ع"(15/ 476).
(3)
أي: مسحور.
(4)
أي: سحره.
قَالَ: فِيمَا ذَا؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ
(1)
وَمُشَاطَةٍ
(2)
وَجُفِّ طَلْعَةٍ
(3)
، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي ذِي أَرْوَانَ، وَذُو أرْوَانَ بِئْرٌ فِي بَنِي زُرَيْقِ". قَالَتْ: فَأَتَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: "وَاللهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ"، قَالَتْ: فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهَا عَنِ الْبِئْرِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَهَلَّا أَخْرَجْتَهُ؟ فَقَالَ: "أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللهُ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا".
زَادَ عِيسَى
(4)
بْنُ يُونُسَ وَاللَّيْثُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا وَدَعَا، وَسَاقَ الْحَدِيثَ. [راجع: 3175، تحفة: 16766، 17134، 17145].
58 - بَابُ الدُّعَاءِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ
(5)
: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ
(6)
"قَالَ: فِي ذِي أَرْوَانَ، وَذُو أرْوَانَ" في نـ: "قَالَ: هُوَ فِي ذَورَانَ، وَذَرْوَانَ"، وفي نـ:" قَالَ: فِي ذَرْوَانَ، وذَروَانَ". "وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا" في نـ: "وَكَانَ نَخْلُهَا". "فَقَالَ: أَمَّا أَنَا" في نـ: "قَالَ: أَمَّا أَنَا". "سُحِرَ النَّبِيُّ" في ذ: "سُحِرَ رَسُولُ اللهِ".
===
(1)
هو: ما يسرح به اللحية.
(2)
هو: ما يخرج من الشعر بالمشط.
(3)
هو: وعاء طلع النخلة.
(4)
إنما ذكر ذلك لأن المقصد من الترجمة إنما يحصل منه، وهو تكرار الدعاء، "ك"(22/ 175 - 176).
(5)
سبق موصولًا (برقم: 1007) في "الاستسقاء".
(6)
أي: على كفار قريش، "قس"(13/ 454).
بِسَبْعٍ
(1)
كَسَبْعِ يُوسُفَ". وَقَالَ: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ". وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ
(2)
: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا"، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} . [آل عمران: "128].
6392 -
حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ
(3)
"حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ" في نـ: "حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل"، وفي ذ:"حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى". "حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَامٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَامٍ".
===
(1)
قوله: (بسبع) أي: بسبع سنين مقحطة، كما كان في زمن يوسف من القحط المفرط، فأخذتهم سنة حتى أكلوا الجيف والميتة. و"أبو جهل" هو عمرو بن هشام المخزومي فرعون هذه الأمة. و"عليك" به، أي: بإهلاكه، أي: خذه وأهلكه، "ك" (22/ 176). قوله:"اللهم عليك بأبي جهل" سقط هذا التعليق في رواية أبي زيد، وهو طرف من حديث ابن مسعود أيضًا في قصة سَلَى الجزور التي ألقاها أشقى القوم على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مرَّ موصولًا في آخر "كتاب الطهارة" (برقم: 240)، "ع"(15/ 477).
(2)
قوله: (قال ابن عمر رضي الله عنه مطابقته للترجمة ظاهرة، وهذا التعليق تقدم في "غزوة أحد" (برقم: 4069)، وفي تفسير سورة آل عمران (برقم: 4559). وقال صاحب "التوضيح"(29/ 343): فيه حجة على أبي حنيفة رضي الله عنه في قوله: لا يدعى في الصلاة إلا بما في القرآن، وإن دعا بغيره بطلت. قلت: لا حجة في ذلك [لأن ذلك] في صلاة التطوع، على أن هذه الآية ناسخة للعنة المنافقين في الصلاة والدعاء عليهم، وأنه عُوِّضَ عن ذلك القنوتُ في صلاة الصبح، روي ذلك عن أبي وهب وغيره، "ع"(15/ 477).
(3)
هو: إسماعيل.
أَبِي خَالِدٍ
(1)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى
(2)
يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأَحْزَابِ
(3)
: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ
(4)
، اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ". [راجع: 2933].
6393 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(5)
، عَنْ يَحْيَى
(6)
،
"يَقُولُ: دَعَا" في نـ: "قَالَ: دَعَا". "اللَّهُمَّ" في نـ: "فَقَالَ: اللَّهُمَّ"، وفي نـ:"قَالَ: اللَّهُمَّ". "هِشَامٌ" في ذ: "هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللهِ".
===
(1)
اسمه: سعد.
(2)
اسمه: عبد الله.
(3)
قوله: (دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على المشركين على حسب ذنوبهم وإجرامهم، وكان يبالغ في الدعاء على من اشتد أذاه على المسلمين، ألا ترى أنه لما أيس من قومه قال:"اللهم اشدد وطأتك على مضر"، ودعا على أبي جهل بالهلاك، ودعا على الأحزاب الذين اجتمعوا يوم الخندق بالهزيمة والزلزلة؛ فاستجاب الله دعاءه فيهم. فإن قلت: قد نهى عائشةَ رضي الله عنها عن اللعنة على اليهود، وأمرها بالرفق والردِّ عليهم بمثل ما قالوا، ولم يبح لها الزيادةَ؟ قلت: يمكن أن يكون ذلك على وجه التألف لهم والطمع في إسلامهم، "ع" (15/ 478). فإن قلت: هذا الدعاء مركب من كلمات مسجعة، وقد منع عن الكلام المسجع؟ قلت: الممنوع من السجع ما كان بالتكلف واستعمال الباطل، لا ما كان بالحق وبلا تكلف، "خ".
(4)
أي: سريع فيه، أو المعنى: أن مجيء الحساب سريع، "ف"(13/ 194).
(5)
الدستوائي.
(6)
ابن كثير.
عَنْ أَبِي سلَمَةَ
(1)
، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ قَنَتَ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ
(2)
، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجٍ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأتَكَ
(3)
عَلَى مُضَرَ
(4)
، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ"
(5)
. [راجع: 797].
6394 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ
(7)
،
"وَطْأَتَكَ" في نـ: "وَطْئَكَ". "عَلَيْهِمْ" ثبت في سـ، ذ.
===
(1)
ابن عبد الرحمن.
(2)
قوله: (اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة) بتشديد التحتانية بين المهملة والمعجمة، و"ابن أبي ربيعة" بفتح الراء وكسر الموحدة، "والوليد بن الوليد" بفتح الواو فيهما، و"سلمة" بالمفتوحتين، وهؤلاء أسباط مغيرة المخزومي. و"الوطأة" بفتح الواو وإسكان المهملة: الدوس بالقدم، ويراد منها الإهلاك؛ لأن من يطأ على الشيء برجله فقد استقصى في هلاكه. و"مضر" بضم الميم وفتح المعجمة وبالراء: قبيلة، غير منصرف، "ك"(22/ 176 - 177).
(3)
فيه مطابقة الترجمة.
(4)
أي: على كفار مضر.
(5)
ومرّ الحديث (برقم: 1006، 2932).
(6)
البجلي.
(7)
اسمه: سلَّام -بتشديد اللام- ابن سليم، الحنفي، الكوفي، "ع"(15/ 478)، ك " (22/ 177).
عَنْ عَاصِمٍ
(1)
، عَنْ أَنَسٍ: بَعَثَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً
(3)
يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فَأُصِيبُوا
(4)
، فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ
(5)
عَلَى شَيْءٍ مَا وَجَدَ عَلَيْهِمْ، فَقَنَتَ شَهْرًا
(6)
فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَيَقُولُ: "إِنَّ عُصَيَّةَ
(7)
عَصَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ". [راجع: 1001، أخرجه: م 676، تحفة: 931].
6395 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(9)
قَالَ:
"عَصَوُا اللهَ" في هـ، ذ:"عَصَتِ اللهَ". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ".
===
(1)
الأحول.
(2)
قد مرَّ الحديث (برقم: 4095).
(3)
قوله: (بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية) هي طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربع مائة، تبعث إلى العدو، وجمعها: السرايا، سموا بذلك؛ لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم، من: الشيء السري أي: النفيس. قوله: "يقال لهم: القراء" سموا به؛ لأنهم كانوا أكثر قراءة من غيرهم، وكانوا من أورع الناس، ينزلون الصفة ويتعلمون القرآن، وكانوا ردءًا للمسلمين، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين منهم إلى أهل نجد ليدعوهم إلى الإسلام، فلما نزلوا بئر معونة قصدهم عامر بن الطفيل في أحياء نحو عصية وغيرهم فقتلوهم، "ع"(15/ 479)، "ك"(22/ 177).
(4)
أي: قتلوا.
(5)
أي: حزن.
(6)
هذا محل المطابقة، لأن قنوته يتضمن دعاء عليهم.
(7)
مصغر العصي، قبيلة.
(8)
المعروف بالمسندي، "ع"(15/ 479).
(9)
ابن يوسف الصنعاني، "ع"(15/ 479).
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(1)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ الْيَهُودُ يُسَلِّمُونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: السَّامُ
(2)
عَلَيْكَ. فَفَطِنَتْ عَائِشَةُ إِلَى قَوْلِهِمْ فَقَالَتْ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَهْلًا
(3)
يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ". فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: "أَوَ لَمْ تَسْمَعِي
(4)
أَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَأَقُولُ: وَعَلَيْكُمْ". [راجع: 2935، أخرجه: م 2165، س 10213، تحفة: 16630].
6396 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنَا
"كَانَ الْيَهُودُ" في هـ، ذ:"كَانَتِ الْيَهُودُ". "تَقُولُ" كذا في ذ، وفي نـ:"يَقُولُونَ". "أَوَ لَمْ تَسْمَعِي" في نـ: "أَوَ لَمْ تَسْمَعِينَ".
===
(1)
هو ابن راشد.
(2)
السام الموت.
(3)
أي: رفقًا، وانتصابه على المصدرية.
(4)
ويروى: "أو لم تسمعين" بالنون، وجوَّز بعضهم إلغاء الجوازم والنواصب، وقالوا: إن عملها أفصح، "ع"(15/ 479).
(5)
قوله: (حدثنا الأنصاري) يريد: محمد بن عبد الله بن المثنى القاضي، وهو من شيوخ البخاري، ولكن ربما أخرج عنه بواسطة، كالذي ها هنا. وقوله:"هشام بن حسان" هذا وإن تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، لكن لم يضعفه بذلك أحد مطلقًا، بل بقيد بعض شيوخه، واتفقوا على أنه ثبت في الشيخ الذي حدث عنه بحديث الباب وهو محمد بن سيرين، قال سعيد بن أبي عروبة: ما كان أحد أحفظ عن ابن سيرين من هشام بن حسان، "فتح"(11/ 195)، "ع"(15/ 489 - 480).
(6)
منصرفًا وغير منصرف.
عَبِيدَةُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: "مَلأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ
(2)
وَقُبُورَهُمْ
(3)
نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا
(4)
عَنْ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ". [راجع: 2931].
59 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِكِينَ
6397 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(7)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(8)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَدِمَ الطُّفَيْلُ
(9)
بْنُ
"كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ" في نـ: "قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ". "عَنْ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى" كذا في ذ، حـ، سـ، وفي نـ:"عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى". "غَابَتِ الشَّمْسُ" زاد في نـ: "وَهِيَ صَلاةُ الْعَصْرِ".
===
(1)
بفتح المهملة وكسر الموحدة: السلماني بسكون اللام، "ك"(22/ 178).
(2)
أي: أحياء.
(3)
أي: أمواتًا.
(4)
قوله: (كما شغلونا
…
) إلخ، وجه التشبيه اشتغالهم بالنار مستوجب لاشتغالهم عن جميع المحبوبات، فكأنه قال: شغلهم الله عنها كما شغلونا عنها. قوله: "وهي صلاة العصر" قال الكرمانى: هو تفسير من الراوي إدراجًا منه، وقال بعضهم: فيه نظر؛ لأنه وقع في "المغازي"(ح: 4111): "إلى أن غابت الشمس" وهو مشعر بأنها العصر، قلت: ها هنا أيضًا قال: "حتى غابت الشمس"، وهذا لا يدل على أنها العصر وحده؛ لأنه يجوز أن يكون الظهر معه؛ لأن منهم من ذهب إلى أن الصلاة الوسطى هي الظهر، "ع"(15/ 480).
(5)
هو ابن المديني.
(6)
ابن عيينة.
(7)
بالزاي والنون عبد الله بن ذكوان، "ع"(15/ 480).
(8)
عبد الرحمن بن هرمز.
(9)
قوله: (قدم الطفيل) بضم الطاء وفتح الفاء "ابن عمرو" الدوسي، أسلم الطفيلُ وصدَّق النبيَّ صلى الله عليه وسلم بمكة، ثم رجع إلى بلاد قومه، فلم يزل مقيمًا بها حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل مقيمًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قبض، ثم كان مع المسلمين حتى قُتِل باليمامة. قوله:"إن دوسًا قد عصت وأبت" أي: امتنعت عن الإسلام، وهذا من خُلُقه العظيم ورحمته على العالمين حيث دعا لهم وهم طلبوا الدعاءَ عليهم، وحكى ابن بطال: أن الدعاء للمشركين ناسخ للدعاء عليهم، ودليله قوله تعالى:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128]، ثم قال: الأكثرون على أن لا نسخ، وأن الدعاء [على] المشركين جائز، "ع"(15/ 481).
عَمْرٍو عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللهَ عَلَيْهَا، فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِمْ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ"
(1)
. [راجع: 2937، تحفة: 13695].
60 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ"
6398 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكَ بْنُ
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ".
===
(1)
أي: مسلمين.
صَبَّاحٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(2)
، عَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى
(3)
، عَنْ أبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي
(4)
فِي أَمْرِي
(5)
كُلِّهِ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي
(6)
وَجَهْلِي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ
(7)
، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". [طرفه: 6399، أخرجه: م 2719، تحفة: 9116].
وَقَالَ
(8)
عُبَيدُ اللهِ
(9)
بْنُ مُعَاذٍ:
"وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ" في نـ: "وَقَالَ عَبْدُ اللهِ".
===
(1)
بتشديد الموحدة، البصري، وما له في "البخاري" إلا هذا الموضع.
(2)
هو: عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، "ع"(15/ 481).
(3)
قوله: (عن ابن أبي موسى) الطريق الذي بعده يشعر بأن المراد به أبو بردة يعني: عامرًا، والرواية التي بعد الطريق أنه هو أبو بكر بن أبي موسى؛ لكن قال الكلاباذي: هو عمرو بن أبي موسى الأشعري، "ك"(22/ 179).
(4)
هو: التجاوز عن الحد.
(5)
يحتمل أن يتعلق بالإسراف وأن يتعلق بغيره أيضًا على سبيل التنازع.
(6)
العمد ضد السهو والخطأ، والجهل ضد العلم، والهزل ضد الجد.
(7)
قوله: (أنت المقدم) أي: تُقدِّم من تشاء من خلقك إلى رحمتك بتوفيقك، وتؤخر من تشاء عن ذلك بخذلانه، "ك"(22/ 179).
(8)
هذا تعليق، "ع"(15/ 482).
(9)
قوله: (عبيد الله) حكى الكرماني: أن في بعض نسخ "البخاري"
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(2)
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
(3)
بْنِ أَبِي مُوسَى
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
6399 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى
(6)
وَأَبِي بُرْدَةَ
(7)
"حَدَّثَنِي أَبِي" في نـ: "وَحَدَّثَنَا أَبِي"، وسقطت الواو لأبي ذر، ["قس" (13/ 459)]. "عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " زاد في هـ، ذ:"بِنَحْوِهِ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "عَبْدِ الْمَجِيدِ" في نـ: "عَبْدُ الْحَمِيدِ" -خطَّأ هذه النسخة الحافظ ابن حجر-. "حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ" في ذ: "حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ".
===
"عبد الله بن معاذ" بالتكبير، قلت: وهو خطأ محض، وكذا حكي: أن في بعض النسخ في طريق إسرائيل: "عبد الله بن عبد الحميد" بتأخير الميم، وهو خطأ أيضًا، وهذا هو أبو علي الحنفي، مشهور، من رجال الصحيحين، "ف"(11/ 197).
(1)
ابن الحجاج، "ع"(15/ 482).
(2)
عمرو بن عبد الله، "ع"(15/ 482).
(3)
عامر، "ع"(15/ 482).
(4)
الأشعري، "ع"(15/ 482).
(5)
ابن يونس، "ع"(15/ 482).
(6)
الأشعري، "ع"(15/ 482).
(7)
ابن أبي موسى، "ع"(15/ 482).
-وَأَحْسِبُهُ- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي
(1)
وَجَهْلِي
(2)
وَإِسْرَافِي
(3)
فِي أَمْرِي
(4)
، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ
(5)
بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي
(6)
"وَأَحْسِبهُ" في نـ: "أَحْسِبُهُ".
===
(1)
الخطيئة: الذنب، "ف"(11/ 198).
(2)
ضد العلم، "ف"(11/ 198).
(3)
الإسراف ها هنا: التجاوز عن الحد، "ع"(15/ 482).
(4)
قوله: (في أمري) يحتمل أن يتعلق بالإسراف خاصة، وأن يتعلق بغيره أيضًا على سبيل التنازع، "ك"(22/ 179).
(5)
أي: من الذنوب، "ع"(15/ 482).
(6)
قوله: (اللهم اغفر لي) إلى آخر الدعاء، قال الطبري بعد أن استشكل صدور هذا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم مع قوله تعالى:{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [سورة الفتح: 2] ما حاصله: أنه عليه السلام امتثل ما أمره الله [به] من تسبيحه وسؤاله المغفرة: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر: 1]، قال: وزعم قوم أن استغفاره عما يقع بطريق السهو والغفلة أو بطريق الاجتهاد مما لا يصادف ما في نفس الأمر. وتُعُقِّب بأنه: لو كان كذلك للزم منه أن الأنبياء يؤاخذون بمثل ذلك فيكونون أشد حالًا من أممهم؟ وأجيب بالتزامه، قال المحاسبي: الأنبياء والملائكة أشد لله خوفًا ممن دونهم، وخوفهم خوف إجلال وإعظام، واستغفارهم من التقصير لا من الذنب المحقق. وقال عياض: يحتمل أن يكون قوله: "اغفر لي خطيئتي" وقوله: "اغفر لي ما قدمت وما أخرت" على سبيل التواضع والاستكانة والشكر لربه، لما علم أنه قد غفر له. وقيل: هو محمول على ما صدر من غفلة أو سهو أو قبل النبوة، وقال قوم: وقوع الصغيرة جائز منهم
هَزْلِي وَجِدِّي
(1)
وَخَطَايَايَ
(2)
(3)
وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ
(4)
عِنْدِي"
(5)
[راجع: 6398].
"وَخَطَايَايَ" كذا في حـ، ذ، وفي هـ:"وَخَطَايَ"[كذا في الهندية، وعزا الحافظ "خطاياي" إلى جمهور الرواة، وعزا القسطلاني نسخة "خطاي" بغير همز إلى أبي ذر، والحموي، والمستملي].
===
فيكون الاستغفار من ذلك، وقيل: هو مثل ما قال بعضهم في آية الفتح: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ} أي: من ذنب أبيك آدم {وَمَا تَأَخَّرَ} من ذنوب أمتك. وقال القرطبي في "المفهم": وقوع الخطيئة من الأنبياء جائز؛ لأنهم مكلَّفون فيخافون وقوع ذلك ويتعوَّذون منه، وقيل: قاله على سبيل التواضع والخضوع لحق الربوبية ليقتدى به في ذلك، "فتح" (11/ 198). قال الكرماني (22/ 180): أو لأن الدعاء عبادة. قال العيني (15/ 481) في قوله: "ما قدمت وما أخرت": يحتمل أن يكون المراد: ما قدم: الفاضل، وأخر: الأفضل.
(1)
الجد ضد الهزل، "ك"(22/ 179).
(2)
جمع خطيئة، "ف"(11/ 198).
(3)
قوله: (خطاياي) فإن قلت: ما وجه عطف العمد على الخطأ؟ قلت: إما عطف الخاص على العام باعتبار أن الخطيئة أعم من العمد، أو من عطف أحد المتقابلين على الآخر بأن تحمل الخطيئة على ما وقع على سبيل الخطأ، "ك"(22/ 179).
(4)
أي: أنا متصف بهذه الأشياء فاغفرها، "ع"(15/ 482).
(5)
أي: موجود أو ممكن، "ف"(11/ 198).
61 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي السَّاعَةِ
(1)
الَّتِي فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ
6400 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ
(2)
، عَنْ مُحَمَّدٍ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "فِي يَومِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ
(4)
لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ
(5)
يُصَلِّي
(6)
يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا
(7)
إِلَّا أَعْطَاهُ". وَقَالَ بِيَدِهِ
(8)
. قُلْنَا: يُقَلِّلُهَا
(9)
:
"أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ" في ذ: "حَدَّثَنَا أَيُّوبُ". "فِي يَومِ الْجُمُعَةِ" كذا لأبي ذر، ولغيره:"فِي الْجُمُعَةِ". "يَسْأَلُ اللهَ" كذا في هـ، ذ، ولغيره:"يَسْأَلُ".
===
(1)
أي: التي ترجى فيها إجابة الدعاء، "ف"(11/ 199).
(2)
السختياني، "ع"(15/ 483).
(3)
ابن سيرين، "ع"(15/ 483).
(4)
قوله: (ساعة) اختلف في ذلك كثيرًا، واقتصر الخطابي منها على وجهين: أحدهما أنها ساعة الصلاة، والآخر أنها آخر ساعة من النهار عند دنو الشمس للغروب، "ف"(11/ 199)، أكثر الأقوال مذكورة (برقم: 935). [انظر: "بذل المجهود" (5/ 19)].
(5)
ثلاثة أحوال متداخلة أو مترادفة، "ع"(15/ 483).
(6)
قال بعضهم: معنى "يصلي": يدعو ومعنى "قائم": ملازم مواظب عليه، "ك"(22/ 181).
(7)
قوله: (خيرًا) قيد بالخير ليخرج مثل الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم ونحو ذلك. قوله: "قال بيده" أي: أشار إلى أنها ساعة لطيفة [خفيفة] قليلة، "ع"(15/ 483).
(8)
فيه إطلاق القول على الفعل، "ف"(11/ 199).
(9)
أي تلك الساعة، "ع"(15/ 483).
يُزَهِّدُهَا
(1)
. [راجع: 935، أخرجه: م 852، س 1431، تحفة: 14406].
62 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يُسْتَجَابُ لَنَا فِي الْيَهُودِ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِينَا"
6401 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
(3)
، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ
(5)
عَلَيْكَ. فَقَالَ: "وَعَلَيْكُمْ"
(6)
، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ، وَلَعَنَكُمُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَهْلًا
(7)
يَا عَائِشَةُ،
"فَقَالَ: وَعَلَيْكُمْ" في نـ: "قَالَ: وَعَلَيْكُمْ".
===
(1)
قوله: (يزهدها) يحتمل أن يكون قوله: "يزهدها" وقع تأكيدًا لقوله: "يقللها" -لأن التزهيد أيضًا التقليل، "ع"(15/ 483) -، وإلى ذلك أشار الخطابي. ويحتمل أن يكون قال أحد اللفظين فجمعهما الراوي، "ف"(10/ 199).
(2)
ابن عبد المجيد، "ع"(15/ 484).
(3)
السختياني، "ع"(15/ 484).
(4)
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة، "ع"(15/ 484).
(5)
أي: الموت، ويظهرون إرادة السلام، "مجمع"(3/ 156).
(6)
قوله: (وعليكم) فإن قلت: الواو يقتضي التشريك. قلت: معناه: وعليكم الموت؛ إذ كلُّ من عليها فَانٍ، أو الواو للاستئناف، أي: وعليكم ما تستحقونه من الذم، "ك"(22/ 181).
(7)
يقال: مهلًا يا رجل، وكذا للأنثى والجمع: بمعنى: أمهل، "قاموس" (ص: 977).
عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ
(1)
، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ
(2)
أَوِ
(3)
الْفُحْشَ
(4)
". قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: "أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ! رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ
(5)
، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ"
(6)
. [راجع: 2935].
63 - بَابُ التَّأْمِينِ
(7)
6402 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(8)
قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنَاهُ
(9)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(10)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا أَمَّنَ الْقَارِئُ
(11)
فَأَمِّنُوا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ،
"أَوِ الْفُحْشَ" في ذ: "وَالْفُحْشَ".
===
(1)
اللطف، "قاموس" (ص: 817).
(2)
مثلثة العين: ضد الرفق، "ع"(15/ 484).
(3)
شك من الراوي، "ع"(15/ 484).
(4)
عدوان الجواب، "ق" (ص: 555).
(5)
أي: لأنا ندعو عليهم بالحق، وهم يدعون علينا بالظلم، "ف"(11/ 200).
(6)
بتشديد التحتية، "قس"(13/ 461).
(7)
يعني: قول آمين، "ف"(11/ 200).
(8)
ابن عيينة.
(9)
أي: الحديث، "قس"(13/ 463).
(10)
مضى الحديث (برقم: 780).
(11)
قوله: (القارئ) أعم من أن يكون إمامًا أو غيره في الصلاة أو خارجها. قوله: "فمن وافق" الموافقة إما في الزمان وإما في الصفة من الخشوع ونحوه، والذنب خاص بحقوق الله تعالى، علم ذلك بالدلائل الخارجية، "ع"(15/ 484).
فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". [راجع: 780، أخرجه: س 925، ق 801، تحفة: 13136].
64 - بَابُ فَضْلِ التَّهْلِيلِ
(1)
(2)
6403 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ
(3)
، عَنْ أَبي صَالِحٍ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ. "مَنْ قَالَ: "لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَ لَهُ
(5)
عَدْلَ
(6)
عَشْرِ رِقَابٍ،
"كَانَ لَهُ" في نـ: "كَانَتْ لَهُ".
===
(1)
أي: قول: لا إله إلا الله، "ف"(11/ 201).
(2)
قوله: (التهليل) اعلم أن العرب إذا كثر استعمالهم لكلمتين ضمُّوا بعض حروف الأولى إلى الأخرى، مثل الحوقلة والبسملة، فالتهليل مأخوذ من قول: لا إله إلا الله، يقال: هلّل الرجل إذا قالها، وهي الكلمة العليا التي يدور عليها رحى الإسلام، والقاعدة التي تبنى عليها أركان الدين، وانظر إلى العارفين وأرباب القلوب كيف يستأثرونها على سائر الأذكار، وما ذاك إلا لما رأوا فيها من الخواص التي لم يجدوها في غيرها، "قس"(13/ 463).
(3)
مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، "ع"(15/ 485).
(4)
ذكوان، "ع"(15/ 485).
(5)
أي: القول المذكور، "ف"(11/ 202).
(6)
قوله: (العدل) بالفتح: المثل والنظير، أي: مثل إعتاق عشر رقاب، والحرز بكسر المهملة وسكون الراء: العوذة والموضع الحصين، "ك"(22/ 182).
وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا
(1)
مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا رَجُلٌ
(2)
عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ"
(3)
. [راجع: 3293، أخرجه: م 2691، ت 3468، ق 3798، تحفة: 12571].
6404 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: مَنْ قَالَ: عَشْرًا كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ
(4)
.
"وَكُتِبَ لَهُ" كذا في هـ، وفي نـ:"وَكُتِبَتْ لَهُ".
===
(1)
الموضع الحصين والعوذة، "ع"(15/ 485).
(2)
قوله: (إلا رجل
…
) إلخ، الاستثناء في قوله:"إلا رجل" منقطع، والتقدير: لكن رجل قال أكثر مما قاله، فإنه يزيد عليه. ويجوز أن يكون الاستثناء متصلًا، "ف"(11/ 202).
(3)
قوله: (عمل أكثر منه) فيه دليل على أنه لو قال هذا التهليل أكثر من مائة [مرَّة] في اليوم كان له هذا الأجر المذكور في الحديث على المائة، ويكون له ثواب آخر على الزيادة، وليس هذا من الحدود التي نهي عن اعتدائها ومجاوزة أعدادها. أو أن الزيادة لا فضل فيها، أو تبطلها كالزيادة في [عدد] الطهارة وعدد ركعات الصلاة. ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة، سواء كانت من التهليل أو من غيره [أو منه ومن غيره]، وهذا الاحتمال أظهر، "نووي"(9/ 24 - 25).
(4)
قوله: (رقبة من ولد إسماعيل) لا يخفى أن النسبة بين الحديثين محفوظة؛ إذ نسبة المائة إلى العشرة كنسبة العشرة إلى الرقبة [الواحدة]، "ك" (22/ 182 - 183). وقوله:"من ولد إسماعيل" تتميم ومبالغة في معنى العتق؛ لأن فك الرقاب مطلوب، وكونه من عنصر إسماعيل الذي هو أعرف الخلق نسبًا أعظم وأمثل، "طيبي"(5/ 84).
قَالَ عُمَرُ: وَحَدَّثَنَا
(1)
عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
(2)
، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيمٍ مِثْلَهُ
(3)
، فَقُلْتُ لِلرَّبِيعِ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: مِنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، فَأَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ فَقُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، فَأَتَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى فَقُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: مِنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ
(4)
يُحَدِّثُهُ
(5)
عَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ
(6)
بْنُ يُوسُفَ
(7)
: عَنْ أَبِيهِ،
"قَالَ عُمَرُ" في نـ: "قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ". "عَنْ الرَّبِيعِ" كذا في ذ، وفي نـ:"عَنْ رَبِيعٍ". "عَنِ رَسُولِ اللهِ" في نـ: "عَنِ النَّبِيِّ".
===
(1)
قوله: (عمر: وحدثنا) فإن قلت: ما هذه الواو في "وحدثنا"؟ قلت: هو واو العطف على قوله: "عن أبي إسحاق" تقديره: قال عمر بن أبي زائدة: حدثنا أبو إسحاق وحدثنا عبد الله بن أبي السفر، "عيني"(15/ 486 - 487).
(2)
عامر بن شراحيل، "ع"(15/ 487)، ولد في خلافة عمر، وروايته عن علي في "البخاري"، "كاشف الذهبي"(2/ 55).
(3)
أي: مثل ما رواه أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون. وحاصل ذلك: أن عمر بن أبي زائدة أسنده عن شيخين: أحدهما: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون موقوفًا، والثاني: عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن الربيع عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن عن أبي أيوب مرفوعًا، وهو معنى قوله:"فقلت: ممن سمعته" إلى قوله: "يحدثه"، "ع"(15/ 187).
(4)
من أَجلَّة الصحابة، مات سنة خمسين، "تق" (رقم: 1633).
(5)
أي: يحدث أبو أيوب عبد الرحمن، "ع"(15/ 487).
(6)
هذا التعليق أفاد تصريح تحديث عمرو لأبي إسحاق، "ع"(15/ 487).
(7)
ابن أبي إسحاق السبيعي، "ف"(11/ 203).
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَوْلَهُ. [أخرجه: م 2693، ت 3553، سي 112، تحفة: 3471].
وَقَالَ مُوسَى
(2)
(3)
: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
(4)
، عَنْ دَاوُدَ
(5)
، عَنْ عَامِرٍ
(6)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ
(7)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ
(8)
: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ
(9)
قَوْلَهُ
(10)
.
وَقَالَ آدَمُ
(11)
(12)
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
"عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَوْلَهُ" زاد بعده في نـ: "عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ".
===
(1)
جد إبراهيم، "ف"(11/ 203).
(2)
ابن إسماعيل، "ع"(15/ 487).
(3)
قوله: (قال موسى) أحد مشايخ البخاري، وإنما أتى بلفظ "قال" لأنه تحمل منه مذاكرة ونقلًا أو هو تعليق، "ع"(15/ 487).
(4)
ابن خالد، "ع"(15/ 487).
(5)
ابن أبي هند.
(6)
الشعبي.
(7)
الأنصاري، "ع"(15/ 487).
(8)
ابن أبي خالد، "ع"(15/ 487).
(9)
ابن خثيم.
(10)
أي: قول الربيع، وأشار به إلى أنه موقوف، "ع"(15/ 487).
(11)
ابن أبي إياس، "ع"(15/ 487).
(12)
قوله: (آدم) أحد مشايخ البخاري، وهذا أيضًا إما تحمل منه مذاكرة ونقلًا، وإما هو تعليق، "ع"(15/ 487).
مَيْسَرَةَ، سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيمٍ وَعَمْرِو بْنِ مَيمُونٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
(1)
قَوْلَهُ.
وَقَالَ الأَعْمَشُ
(2)
وَحُصَيْنٌ
(3)
: عَنْ هِلَالٍ
(4)
، عَنِ الرَّبِيعِ
(5)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ
(6)
قَوْلَهُ.
وَرَوَاهُ
(7)
أَبُو مُحَمَّدٍ
(8)
الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ
(9)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ
(10)
: الصحيحُ قَولُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَمْرٍو.
"سَمِعْتُ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ". "وَرَوَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ" كذا في سفـ، ذ، وفي نـ:"وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ". "عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " زاد في سـ، ذ:"كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ". "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ
…
" إلخ، في سـ، ذ: "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَالصَّحِيحُ قَولُ عَمْرٍو
(11)
"، وفي نـ: "عُمَر" بدل "عَمرٍو"، مصحح عليه. "قَولُ عَبْدِ الْمَلِكِ" في نـ: "حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ".
===
(1)
عبد الله.
(2)
سليمان، "ع"(15/ 487).
(3)
ابن عبد الرحمن، "ع"(15/ 487).
(4)
ابن يساف، "ع"(15/ 488).
(5)
ابن خثيم، "ع"(15/ 488).
(6)
ابن مسعود، "ع"(15/ 488).
(7)
أي: الحديث المذكور، "ع"(15/ 488).
(8)
قيل: هو أفلح وإلا فهو مجهول، "تقريب" (رقم: 8343).
(9)
أي: الأنصاري.
(10)
هو البخاري نفسه.
(11)
قوله: (قال أبو عبد الله: الصحيح قول عمرو) كذا وقع في رواية أبي ذر عن المستملي وحده، ووقع عنده "عمرو" بفتح العين، ونبَّه على أن
65 - بَابُ فَضْلِ التَّسْبِيحِ
(1)
6405 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ
(2)
وَبِحَمْدِهِ
(3)
، فِي يَوْمٍ
(4)
مِائَةَ مَرَّةٍ
===
الصواب عمر بضم العين، وهو كما قال، ووقع عند أبي زيد المروزي في روايته:"الصحيح قول عبد الملك بن عمرو" وقال الدارقطني: الحديث حديث ابن أبي السفر عن الشعبي، وهو الذي ضبط الإسناد، ومراد البخاري ترجيح رواية عمر بن أبي زائدة عن أبي إسحاق على رواية غيره عنه، "ف"(11/ 205).
(1)
يعني قول: "سبحان الله"، "ف"(11/ 207).
(2)
قوله: (سبحان الله) معناه تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به من كل نقص. و"سبحان" اسم منصوب على أنه وقع موقع المصدر لفعل محذوف تقديره: سبَّحت سبحانًا كسبّحت تسبيحًا، ولا يستعمل غالبًا إلا مضافًا، وهو مضاف إلى المفعول، أي: سبّحت الله، ويجوز أن يكون مضافًا إلى الفاعل أي: نَزَّه الله نفسَه، والمشهور الأول، وقد جاء غير مضاف، كذا في "ف"(11/ 206).
(3)
قوله: (وبحمده) الواو للحال، تقديره: سبّحت متلبسًا بحمدي له من أجل توفيقه لي للتسبيح وغيره، "ع"(15/ 489).
(4)
قوله: (في يوم) يوم مطلق لم يعلم في أي وقت من أوقاته فلا يقيد بشيء منها، قال محيي الدين النووي: ظاهر الإطلاق يشعر بأنه يحصل هذا الأجر المذكور لمن قال ذلك مائة مرة في يومه، سواء قاله متواليًا أو متفرقًا في مجالس، أو بعضها أول النهار وبعضها آخره، لكن الأفضل أن يأتى بها متوالية أول النهار، "طيبي"(5/ 72).
حُطَّتْ خَطَايَاهُ
(1)
(2)
، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ
(3)
زَبَدِ الْبَحْرِ". [أخرجه: م 2691، ت 3468، ق 3798، تحفة: 12578].
6406 -
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ
(4)
، عَنْ عُمَارَةَ
(5)
، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
(6)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَلِمَتَانِ
(7)
خَفِيفَتَانِ
(8)
عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ،
===
(1)
أي: من حقوق الله؛ لأن حقوق الناس لا تنحط إلا باسترضاء الخصوم، "ع"(15/ 489).
(2)
قوله: (حطت خطاياه
…
) إلخ، قال عياض: قوله: "حطت
…
" إلخ، مع قوله في التهليل: "محيت عنه مائة سيئة"، قد يشعر بأفضلية التسبيح على التهليل؛ لأن عدد زبد البحر أضعاف أضعاف المائة، لكن تقدم في التهليل: "ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به"، فيحتمل أن يجمع بينهما بأن يكون التهليل أفضل، ثم ما جعل مع ذلك من فضل عتق الرقاب يزيد على فضل التسبيح وتكفيره جميع الخطايا؛ لأنه قد جاء: "من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوًا منه من النار"، فحصل بهذا العتق تكفير جميع الخطايا مع زيادة مائة درجة، وما زاده عتقُ الرقاب الزيادة على الواحدة، كذا في "ف" (11/ 206 - 207).
(3)
كناية عن المبالغة في الكثرة، "ع"(15/ 489).
(4)
محمد.
(5)
ابن القعقاع، "ف"(11/ 208).
(6)
هرم بن عمرو، "ف"(11/ 208).
(7)
أي: كلامان، "ك"(22/ 184).
(8)
قوله: (خفيفتان) قال الطيبي: الخفة مستعارة للسهولة، فشبَّه سهولة جريان هذا الكلام على اللسان بما يخف على الحامل من بعض المحمولات ولا يشق عليه، فذكر المشبه وأراد المشبه به، قوله:"ثقيلتان في الميزان" الثقل
حَبِيبَتَانِ
(1)
إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ". [طرفاه 6682، 7563، أخرجه: م 2694، ت 3467، سي 830، ق 3806، تحفة: 14899].
66 - باب فَضْلِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى
(2)
6407 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(3)
،
"تَعَالَى" في نـ: "عز وجل". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ".
===
فيه على حقيقته؛ لأن الأعمال تتجسم عند الميزان الذي يوزن به أعمال العباد، وفي كيفيته أقوال، والأصح أنه جسم محسوس ذو لسان وكفتين، والله تعالى يجعل الأعمال كالأعيان موزونة، أو يوزن صحف الأعمال، "ع"(15/ 490).
(1)
قوله: (حبيبتان إلى الرحمن) تثنية حبيبة وهي المحبوبة، والمراد أن قائلهما محبوب الرحمن، ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم، وخصَّ الرحمن من الأسماء الحسنى للتنبيه على سعة رحمة الله، حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل بما فيهما من التنزيه والتحميد والتعظيم، "ف"(11/ 208).
(2)
قوله: (ذكر الله تعالى) والمراد بذكر الله ها هنا الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيبُ في قولها والإكثارُ منها -لأن هذا الباب من "كتاب الدعوات"-، وقد يطلق ذكر الله ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه الله تعالى، أو ندب إليه كقراءة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والتنفل بالصلاة، ثم الذكر يقع تارة باللسان ويؤجر عليه الناطق به، ولا يشترط استحضار معناه، ولكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه، وإن انضاف إلى النطق الذكر بالقلب فهو أكمل، كذا في "ف"(11/ 209).
(3)
حماد بن أسامة، "ع"(15/ 491).
عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
(1)
، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الَّذِي
(2)
يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ". [أخرجه: م 779، تحفة: 9064].
6408 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(3)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(4)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ للهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطّرُقِ، يَلْتَمِسُونَ
(6)
أَهْلَ الذِّكْرِ
(7)
،
"لَا يَذْكُرُ" في ذ: "لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ".
===
(1)
اسمه عامر يروي عن أبيه أبي موسى، "ع"(15/ 491)، قيل: اسمه الحارث، "التقريب" (رقم: 7952).
(2)
قوله: (مثل الذي
…
) إلخ، شبه الذاكر بالحي الذي يزين ظاهرَه بنور الحياة وإشراقها، فيه وباطنُه منور بنور العلم والفهم والإدراك، كذلك الذاكر مزين ظاهره بنور العمل والطاعة، وباطنه بنور العلم والمعرفة، وغير الذاكر عاطل ظاهره وباطل باطنه، كذا في "الطيبي"(4/ 322)، وقيل: موقع الشبه بالحي والميت لما في الحي من النفع لمن يواليه والضر لمن يعاديه، وليس [ذلك] في الميت، "ف"(11/ 211).
(3)
ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 492).
(4)
سليمان، "ع"(15/ 492).
(5)
ذكوان، "ع"(15/ 492).
(6)
أي: يطلبون، "ع"(15/ 492).
(7)
قوله: (أهل الذكر) يتناول: الصلاة وقراءة القرآن وتلاوة الحديث وتدريس العلوم ومناظرة العلماء ونحوها، "ع"(15/ 492)، فالحديث أعم من الترجمة.
فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا
(1)
(2)
إِلَى حَاجَتِكُمْ، فَيَحُفُّونَهُمْ
(3)
بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ
(4)
مِنْهُمْ: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالَ: تَقُولُ: يُسَبِّحُونَكَ
(5)
، وَيُكَبِّرُونَكَ،
"فَيَحُفُّونَهُمْ" في نـ: "قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ". "إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا" في هـ، ذ:"إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا". "أَعْلَمُ مِنْهُمْ" في هـ، ذ:"أَعْلَمُ بِهِمْ". "قَالَ: تَقُولُ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ: يَقُولُونَ".
===
(1)
أي: تعالوا، "ع"(15/ 492).
(2)
قوله: (هلموا) هذا ورد على اللغة التميمية حيث لا يقولون باستواء الواحد والجمع، وأهل الحجاز يقولون للواحد والاثنين والجمع "هلم" بلفظ الإفراد، "ع"(15/ 492).
(3)
قوله: (فيحفونهم) أي: يدنون بأجنحتهم حول الذاكرين، والباء للتعدية، وقيل للاستعانة، "ف"(11/ 212).
(4)
قوله: (فيسألهم ربهم وهو أعلم) أي: والحال أنه أعلم "منهم" أي: من الملائكة، ووجه هذا السؤال الإظهار على الملائكة أن في بني آدم المسبِّحين والمقدسين، وأنه استدراك لما سبق منهم من قولهم:{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} إلخ، [البقرة: 30]، "ع" (15/ 492). وفيه: شرف أصحاب الأذكار وأهل التصوف الذين يلازمونها ويواظبون عليها، "ك"(22/ 187).
(5)
قوله: (يسبحونك
…
) إلخ، وفي رواية أبي معاوية:"فيقولون: تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك"، وفي رواية الإسماعيلي:"قالوا: مررنا بهم وهم يذكرونك إلى آخره"، وفي رواية سهيل:"جئنا من عند عباد لك في الأرض، يسبِّحونك ويكبِّرونك ويهلِّلونك ويحمدونك ويسألونك"، وفي حديث أنس عند البزار:"ويعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك، ويسألونك لآخرتهم ودنياهم"، ويؤخذ من مجموع هذه الطرق المراد
وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ
(1)
. قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا وَاللهِ مَا رَأَوْكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: كَيفَ لَوْ رَأَوْنِي
(2)
؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، قَالَ: يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونَ؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ:
"كَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي" في نـ: "فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي"، وفي نـ:"وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي". "تَمْجِيدًا" زاد في هـ، ذ:"وَتَحْمِيدًا". "قَالَ: يَقُولُ " في ذ: "قَالَ: فَيَقُولُ". "فَمَا يَسْألُونَ" في نـ: "فَمَا يَسْأَلُونِي"، وفي ذ:"فما يسألونني". "قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ" في نـ: "قَالَ: يَسْأَلُونَكَ".
===
بمجالس الذكر [وأنها] هي التي تشتمل على ذكر الله تعالى بأنواع الذكر الواردة من تسبيح وتكبير وغيرهما، وعلى تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى، وعلى الدعاء بخيري الدنيا والآخرة. وفي دُخول قراءة الحديث ومدارسة العلم الشرعي ومذاكرته والاجتماع على صلاة النافلة في هذه المجالس نظر، والأشبه اختصاصه ذلك بمجالس التسبيح والتكبير ونحوهما والتلاوة حسب، وإن كانت قراءة الحديث ومدارسة العلم والمناظرة من جملة ما يدخل تحت مسمَّى ذكر الله تعالى، كذا في "فتح الباري"(11/ 212).
(1)
أي: يشرفونك. المجد لغةً: الشرف الواسع، "مجمع"(4/ 558).
(2)
قوله: (كيف لو رأوني) استدل بعض الأشاعرة على المعتزلة بقوله في الحديث، "كيف لو رأوني" أن الله تعالى يجوز أن يُرَى، "ش".
فَمِمَّ
(1)
يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً، قَالَ: فَيَقُولُ: فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: فِيهِمْ فُلَانٌ لَيسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: هُمُ
(2)
الْجُلَسَاءُ
(3)
(4)
لَا يَشْقَى
(5)
جَلِيسُهُمْ".
رَوَاهُ
(6)
شُعْبَةُ
(7)
، عَنِ الأَعْمَشِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ
(8)
. وَرَوَاهُ سُهَيْلٌ،
"فَمِمَّ" في نـ: "فَمِمَّنْ". "يَا رَبِّ". ثبت في ذ. "فَيَقُولُونَ" في نـ: "يَقُولُونَ" مصحح عليه. "فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ" في نـ: "فَاُشْهِدُكُمْ". "لَا يَشْقَى جَلِيسُهُمْ" كذا في ذ، ولغيره:"لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ". "رَوَاهُ شُعْبَةُ" في نـ: "رَواهُ سَعِيدٌ". "وَرَواهُ" سقطت الواو في نـ.
===
(1)
أي: من أي شيء.
(2)
مبتدأ.
(3)
خبر.
(4)
قوله: (هم الجلساء) وفي رواية سهيل: "هم القوم"، وفي اللام الإشعار بالكمال أي: هم القوم كل القوم، وقوله: "لا يشقى
…
" إلخ، مستأنفة لبيان المقتضى لكونهم أهل الكمال، "ف" (11/ 213).
(5)
فيه: أن الصحبة لها تأثير عظيم، وأن جلساء السعداء سعداء، والتحريض على صحبة أهل الخير، "ك"(22/ 188).
(6)
أي: الحديث المذكور، "قس"(13/ 474).
(7)
ابن الحجاج.
(8)
أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم، "ع"(15/ 493).
عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [تحفة: 12342].
67 - بَابُ قَوْلِ لَا حَوْلَ
(2)
وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
6409 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ
(4)
التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(5)
، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: أَخَذَ
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي عَقَبَةٍ
(7)
-أَوْ
(8)
قَالَ: فِي ثَنِيَّةٍ
(9)
، قَالَ:- فَلَمَّا عَلَا عَلَيْهَا رَجُلٌ
(10)
نَادَى فَرَفَعَ صَوْتَهُ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ: وَ
(11)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ قَالَ:
"أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَنْبَأنَا عَبْدُ اللَّهِ". "أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ" في نـ: "أَنْبَأنَا سُلَيْمَانُ".
===
(1)
أبي صالح ذكوان، "ع"(15/ 493).
(2)
معناه: لا حول عن معاصي الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بالله. وحكي عن أهل اللغة أن معنى "لا حول": لا حيلة، "ع"(15/ 493).
(3)
ابن المبارك، "ع"(15/ 493).
(4)
ابن طرخان.
(5)
عبد الرحمن النهدي.
(6)
أي: طفق يمشي، "ك"(22/ 188).
(7)
بالتحريك: مرقىً صعبٌ من الجبال، "قاموس" (ص: 121).
(8)
الشك من الراوي في اللفظ، وهذا على مذهب [من] يحتاط ويريد نقل اللفظ بعينه، "ك"(22/ 188).
(9)
الثنية: العقبة، "ك"(22/ 188).
(10)
لم يسم الرجل، أظنه أبا موسى الراوي، "مقدمة فتح الباري" (ص: 333).
(11)
الواو للحال، "ع"(15/ 493).
"فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا". ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا مُوسَى - أَوْ يَا عَبْدَ اللَّهِ
(1)
أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟
(2)
". قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ". [راجع: 2992].
68 - بَابٌ لِلَّهِ تَعَالَى مِائَةُ اسْمٍ غَيْرُ وَاحِدٍ
6410 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
حَفِظْنَاهُ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ
(4)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مِائَةٌ
(6)
إِلَّا وَاحِدًا
(7)
،
"أَصَمَّ" في نـ: "أَصَمًّا". "يَا أَبَا مُوسَى" في نـ: "يَا بَا مُوسَى". "غَيْرُ وَاحِدٍ" في ذ: "غَيْرُ وَاحِدَةٍ". "حَفِظْنَاهُ" في نـ: "قَالَ: حَفِظْنَاهُ". "مِنْ أَبِي الزِّنَادِ" في نـ: "عَنْ أَبِي الزِّنَادِ". "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ" في نـ: "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً" مصحح عليه -أي: عن النبي صلى الله عليه وسلم، "ك" (22/ 189) -. "تِسْعُونَ" في نـ:"تِسْعِينَ". "إِلَّا وَاحِدًا" في ذ: "إِلَّا وَاحِدَةً".
===
(1)
اسم أبي موسى، "قس"(13/ 475).
(2)
قوله: (من كنز الجنة) فإن قلت: الكلمة كيف كانت من الكنز؟ قلت: إنها كالكنز في كونها ذخيرة نفيسة يتوقع الانتفاعات منها، ومرَّ مرارًا، "ك"(22/ 189).
(3)
هو: ابن عيينة.
(4)
عبد الله بن ذكوان، "ع"(15/ 494).
(5)
عبد الرحمن، "ع"(15/ 494).
(6)
رفع على البدل، "قس"(13/ 476).
(7)
قوله: (مائة إلا واحدة) أي: هذه مائة إلا واحدة، وذكر هذه الجملة لدفع الالتباس بسبع وسبعين وللاحتياط فيه بالزيادة والنقصان،
لَا يَحْفَظُهَا
(1)
أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ وَتْرٌ
(2)
يُحِبُّ الْوَتْرَ".
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ أَحْصَاهَا: مَنْ حَفِظَهَا
(3)
. [راجع: 2736، تحفة: 13674].
"قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
…
" إلخ، سقط في نـ.
===
"ع"(15/ 494)، أو الوصف بالعدد الكامل في ابتداء السماع، فإن قلت: فما الحكمة في الاستثناء وتنقيص واحد منها؟ قلت: الفرد أفضل من الزوج، ومنتهى الإفراد من المراتب من غير التكرار تسع وتسعون لأن مائة وواحدة مكرر فيه الواحد، "ك"(22/ 189 و 12/ 55)، ومرَّ الحديث (برقم: 2736) في "كتاب الشروط". [في "التوضيح"(29/ 387): قد جاءت هذه الأسماء في الترمذي (ح: 3507) والحاكم (1/ 16) وغيرهما، وفي بعض الأسماء خلاف
…
إلخ].
(1)
قوله: (لا يحفظها أحد) المراد بالحفظ القراءة بظهر القلب؛ فيكون كناية [عن التكرار]؛ لأن الحفظ يستلزم التكرار، وقيل: معناه العملُ بها والطاعةُ بمعنى كل اسم منها والإيمانُ بها، "ع"(15/ 494).
(2)
قوله: (وهو وتر) أي: الله واحد لا شريك له، والوتر بكسر الواو وفتحها وقرئ بهما. قوله:"يحب الوتر" يعني يفضله في الأعمال وكثير من الطاعات، لهذا جعل الصلاة خمسًا والطواف سبعًا، وندب التثليث في أكثر الأعمال، وخلق السماوات سبعًا والأرضين سبعًا وغير ذلك، "ع"(15/ 494 - 495).
(3)
قوله: (من حفظها
(1)
) هكذا رواه علي بن المديني ووافقه الحميدي وكذا عمرو الناقد عند مسلم (ح: 2677)، وقال ابن أبي عمر عن سفيان:"من أحصاها" أخرجه مسلم، "ف"(11/ 225). أخرجه مسلم في "الدعوات"
(1)
في الأصل: من أحصاها.
69 - بَابُ الْمَوْعِظَةِ
(1)
سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ
6411 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ
(4)
قَالَ: كُنَّا نَنْتَظِرُ عَبْدَ اللَّهِ
(5)
، إِذْ جَاءَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
(6)
، فَقُلْنَا: أَلَا تَجْلِسُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَدْخُلُ
(7)
فَأُخْرِجُ إِلَيْكُمْ صَاحِبَكُمْ
(8)
، وَإِلَّا
(9)
جِئْتُ أَنَا. فَجَلَسْتُ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِهِ، فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ:
===
أيضًا عن زهير بن حرب وغيره، وفي رواية لفظه مثل لفظ البخاري إلا في آخره:"من أحصاها دخل الجنة".
(1)
قوله: (الموعظة) أي: هذا باب في بيان أن الموعظة ينبغي أن تكون ساعة بعد ساعة، لأن الاستمرار عليها يورث الملل، وهو معنى قوله: "يتخولنا
…
" إلخ. والموعظة اسم [من] الوعظ، وهو النصح والتذكير بالعواقب، فإن قلت: ما وجه ذكر هذا الباب في "الدعوات"؟ قلت: لأن المواعظ يخالطها غالبًا التذكير، والذكر من جملة الدعاء، "ع" (15/ 495).
(2)
ابن غياث، "ع"(15/ 495).
(3)
سليمان، "ع"(15/ 495).
(4)
ابن سلمة، "ع"(15/ 495).
(5)
يعني: ابن مسعود، "ع"(15/ 495).
(6)
قوله: (يزيد بن معاوية) النخعي الكوفي التابعي الثقة العابد، قتل غازيًا بفارس كأنّه في خلافة عثمان، وليس له في "الصحيحين" ذكر إلا في هذا الموضع، "ع"(15/ 495).
(7)
أي: دار عبد الله، "ع"(15/ 495).
(8)
يعني: ابن مسعود، "ع"(15/ 495).
(9)
أي: وإن لم أخرجه، "ع"(15/ 495).
أَمَا إِنِّي أُخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ
(1)
، وَلَكِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهِيَةَ السَّامَةِ
(2)
عَلَيْنَا. [راجع: 68].
===
(1)
قوله: (بمكانكم) أي: بكونكم، هذا جواب ابن مسعود لهم في قولهم: وددنا أنك لو ذكرتنا كل يوم. وكان يذكرهم كل خميس. قوله: "يتخولنا" بالخاء المعجمة، أي: يتعهدنا، وكان الأصمعي يقول: يَتخوَّننا بالنون بمعنى: يتعهدنا. قوله: "كراهية" أي: لأجل كراهية الملالة، "ع"(15/ 495).
(2)
أي: الملالة، وزنًا ومعنى.
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
81 - كِتَابُ الرِّقَاقِ
(1)
(2)
1 - بَابُ قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ"
6412 -
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ
(3)
بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ -هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ-، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَتَانِ
(4)
مَغْبُونٌ
(5)
(6)
(7)
فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ:
"كتَابُ الرِّقَاقِ
…
" إلخ، في نـ: "كتَابُ الرقاق، الصحة والفراغ، لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ"، وفي نـ: "بَابُ مَا جَاءَ فِي الرِّقَاقِ، وَأَنْ لا عَيشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ". "هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ" ثبت في ذ. "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ:"قَالَ النَّبِيُّ".
===
(1)
قال مغلطاي: عبر جماعة من العلماء في كتبهم بالرقائق، وكذلك في نسخة معتمدة من رواية النسفي عن البخاري، والمعنى واحد. والرقائق: جمع رقيقة. وسميت هذه الأحاديث بذلك؛ لأن في كل منها ما يحدث في القلب رقة، قال أهل اللغة: الرقة: الرحمة وضد الغلظ، "ف"(11/ 229).
(2)
جمع رقيق، من الرقة، "ع"(15/ 496).
(3)
اسم بلفظ النسب، "ف"(11/ 230).
(4)
تثنية نعمة، وهي الحالة الحسنة. وقيل: هي المنفعة المفعولة على جهة الإحسان للغير، "ف"(11/ 230).
(5)
الجملة خبر قوله: "نعمتان"، "ع"(15/ 497).
(6)
مناسبة الحديث من حيث صرف الصحة والفراغ إلى عيش الدنيا غبن؛ فلا عيش إلَّا عيش الآخرة.
(7)
قوله: (مغبون) هو خبر و"كثير" هو المبتدأ، وهو مشتق إما من
الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ". [أخرجه: ت 2304، ق 4170، تحفة 5666].
- قَالَ العَبَّاسُ
(1)
الْعَنْبَرِيُّ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
6413 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ، فَأَصْلِحِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ". [راجع: 2834، أخرجه: م 1805، س في الكبرى 8313، تحفة 1593].
"قَالَ العَبَّاسُ" في نـ: "قَالَ عَبَّاسٌ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "غُنْدَرٌ" في نـ: "مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ". "عَنِ النَّبِيِّ" في سـ، ذ:"أَنَّ النَّبِيَّ".
===
الغبن بإسكان الباء وهو: النقص في البيع، وإما من الغبن بفتحها وهو: النقص في الرأي، فكأنه قال: هذان الأمران إذا لم يستعملا فيما ينبغي فقد غبن صاحبهما فيهما أي: باعهما ببخس لا تحمد عاقبته، أو: ليس له في ذلك رأي البتة، فإن الإنسان إذا لم يعمل الطاعة في زمن صحته ففي زمن المرض بالطريق الأولى، وعلى ذلك حكم الفراغ أيضًا، فيبقى بلا عمل خاسرًا مغبونًا، هذا وقد يكون الإنسان صحيحًا ولا يكون متفرغًا للعبادة لاشتغاله بأسباب المعاش، وبالعكس فإذا اجتمعا للعبد وقصر في نيل الفضائل فذلك هو الغبن كل الغبن، وكيف [لا] والدنيا هي سوق الأرباح وتجارات الآخرة؟ "ك"(22/ 191 - 192).
(1)
هذا تعليق أورده البخاري عن العباس، أحد مشايخ البخاري، "ع"(15/ 497)، "ف"(11/ 231).
(2)
لقب محمد بن جعفر.
6414 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْخَنْدَقِ وَهُوَ يَحْفِرُ
(2)
(3)
(4)
وَنَحْنُ نَنْقُلُ التُّرَابَ وَبَصُرَ بِنَا فَقَالَ: "اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ". [راجع: 3797، أخرجه: ت 3856، تحفة 4737].
2 - بَابٌ
(5)
مَثَلُ الدُّنْيَا
(6)
فِي الآخِرَةِ
"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ". "بِالْخَنْدَقِ" في نـ: "فِي الْخَنْدَقِ". "وَبَصُرَ بِنَا" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:"وَيَمُرُّ بِنَا". "الأَنْصَارَ" في نـ: "للأَنْصَارِ". "وَالْمُهَاجِرَهْ" زاد بعده في نـ: "تَابَعَهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ" -قال غيره: هذا ليس بموجود في نسخ البخاري؛ فينبغي إسقاطه، "ع"(15/ 498) -.
===
(1)
سلمة بن دينار، "ع"(15/ 498).
(2)
أي: مع غيره من الصحابة.
(3)
بلفظ المعلوم وعليه شرح العيني، وفي المنقول عنه بلفظ المجهول.
(4)
قوله: (وهو يحفر) والحديث مضى في "فضل الأنصار"(برقم: 3797): "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يحفرون". قلت: الجمع بينهما بأن يقال: كان منهم من يحفر مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من كان ينقل التراب، "ع"(15/ 498).
(5)
وفي المنقول عنه بالإضافة.
(6)
قوله: (مثل الدنيا) كلام إضافي مبتدأ، وقوله:"في الآخرة" متعلق بمحذوف تقديره: مثل الدنيا بالنسبة إلى الآخرة، وكلمة "في" تأتي بمعنى "إلى"، كما في قوله تعالى:{فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [سورة إبراهيم: 9] والخبر محذوف تقديره: كمثل لا شيء، ألا ترى أن قدر سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، على ما يجيء في حديث الباب؟! "ع"(15/ 498).
وَقَوْلُهُ: {أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} إلَى قَولِهِ: {مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 20].
6415 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَوْضِعُ سَوْطٍ
(2)
فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا
(3)
وَمَا فِيهَا". [راجع: 2794، أخرجه: م 1881، تحفة 4716].
3 - بَابُ قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ"
"إلَى قَولِهِ: {مَتَاعُ الْغُرُورِ} " كذا في ذ، [وساق في رواية كريمة الآية كلها، "الفتح" (11/ 232)]. "ابْنِ سَعْدٍ" سقط في نـ. "قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " سقط في نـ.
===
(1)
سلمة بن دينار، "ع"(15/ 499).
(2)
قوله: (موضع سوط
…
) إلخ، خص السوط لأن من شأن الراكب إذا أراد النزول في منزل أن يلقي سوطه قبل أن ينزل مُعْلِمًا بذلك المكانَ لئلا يسبقه إليه أحد، "مجمع"(3/ 148).
(3)
قوله: (من الدنيا) أي: من إنفاقها فيها لو ملكها، أو من نفسها لو ملكها، وتصور تعميرها لأنه زائل لا محالة، وهما عبارة عن وقت وساعة مطلقًا لا مقيدًا بالغدوة والرواح، "مجمع"(2/ 208)، الروحة: مرّة [من الرواح، وهو] المجيء، والغدوة مرّة [من الغدوِّ، وهو] الذهاب، "مجمع"(2/ 392 و 4/ 17).
6416 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الْمُنْذِرِ الطُّفَاوِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبَيَّ
(1)
فَقَالَ: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ
(2)
، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ".
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ
(3)
لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. [أخرجه: ت 2333، ق 4114، تحفة 7386].
4 - بَابٌ فِي الأَمَلِ
(4)
وَطُولِهِ
===
(1)
بكسر الكاف: مجمع العضد والكتف، ويروى بالتثنية، "ع"(15/ 500).
(2)
قوله: (كأنك غريب) كلمة جامعة لأنواع النصائح؛ إذ الغريب لقلة معرفته بالناس قليل الحسد والعداوة والحقد والنفاق والنزاع وسائر الرذائل [التي] منشؤها الاختلاط بالخلائق، ولقلة إقامته قليل الدار والبستان والمزرعة والأهل والعيال وسائر العلائق التي منشؤها الاشتغال عن الخالق، فإن قلت: الغريب هو عابر سبيل فما وجه العطف؟ قلت: العبور لا يستلزم الغربة، والمبالغة فيه أكثر؛ لأن تعلقاته أقل من تعلقات الغريب، فهو من باب عطف العام على الخاص، وفيه نوعٌ من الترقي، والترغيبُ إلى الآخرة والتوجُّهُ إليها، وأنها هي المرجع ودار القرار، والزهدُ في الدنيا، والاستعدادُ للموت ونحو ذلك، "ك"(22/ 194).
(3)
قوله: (خذ
…
) إلخ، أي: خذ بعض أوقات صحتك لوقت مرضك، يعني اشتغل في الصحة بالطاعة بقدر ما لو وقع في المرض تقصير تدرك بها، "ك"(22/ 194).
(4)
قوله: (الأمل) بفتحتين: رجاء ما تحبّه النفس من طول عمر وزيادة
وَقَوْلُهُ: {فَمَنْ زُحْزِحَ
(1)
عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
(2)
وَمَا الْحَيَاةُ
(3)
(4)
الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]. {ذَرْهُمْ
(5)
يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: 3].
"وَقَوْلُهُ" في ذ: "وَقَولُه تَعَالَى"، وفي نـ:"وَقَولُ اللَّه تَعَالَى". " {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
…
} إلخ" في سفـ بدله: "الآية". "{مَتَاعُ الْغُرُورِ} " زاد بعده هنا في سفـ، سـ، هـ، ذ: "{بِمُزَحْزِحِهِ} : بِمُبَاعِدِهِ". " {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا
…
} إلخ" كذا سفـ، وفي ذ: "وَقَولِهِ: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا} الآية".
===
غنى، وهو قريب المعنى من التمني، وقيل: الفرق بينهما أن الأمل ما تقدم له سبب والتمني بخلافه، وقيل: لا ينفك الإنسان من أمل فإن فاته ما أمله عَوّل على التمني، ويقال: الأمل إرادة الشخص لتحصيل شيء يمكن حصوله فإذا فاته تمناه، "ف"(11/ 236).
(1)
بُوعِد، "ف"(11/ 236).
(2)
أي: نجا، "ع"(15/ 501).
(3)
المطلوب للمناسبة قوله: " {وَمَا الْحَيَاةُ} إلخ"، كذا في "قس"(13/ 487).
(4)
هو الإشارة إلى أن متعلق الأمل ليس بشيء، لأنه متاع الغرور، "قس". [وانظر:"ع"(15/ 501)].
(5)
قوله: ({ذَرْهُمْ
…
} إلخ) الأمر فيه للتهديد أي: ذر المشركين يا محمد " {يَأْكُلُوا} " في هذه الدنيا " {وَيَتَمَتَّعُوا} " من لذاتها إلى أجلهم الذي أُجِّلَ لهم. وفيه: زجر عن الانهماك في ملاذِّ الدنيا. قوله: " {وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} " أي: يشغلهم عن عمل الآخرة، "ع"(15/ 501).
وَقَالَ عَلِيٌّ
(1)
: ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ
(2)
، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ
(3)
، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ
(4)
وَلَا حِسَابٌ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ. {بِمُزَحْزِحِهِ} [البقرة: 96]: بِمُبَاعِدِهِ
(5)
.
6417 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى،
"عَلِيٌّ" في ذ: "عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ". "وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ" في نـ: "وَلِكُلِّ وَاحِدٍ". "مِنْهُمَا" في سـ، ذ:"مِنْهَا". " {بِمُزَحْزِحِهِ}: بِمُبَاعِدِهِ" سقط في نـ. "أَخْبَرَنَا يَحْيَى" في نـ: "أَنْبَأنَا يَحْيَى"، وزاد في ذ:"ابْنُ سَعِيدٍ".
===
(1)
قوله: (قال علي) مطابقته للترجمة تؤخذ من أوله؛ لأن الدنيا لما كانت مدبرة [فالأمل فيها مذموم، ومن كلام عليٍّ هذا أخذ بعض الحكماء قولَه: الدنيا مدبرة] والآخرة مقبلة؛ فعجب لمن يقبل على المدبرة ويدبر عن المقبلة، "ع"(15/ 501).
(2)
أي: مُحِبّون وملازمون، "مرقاة"(10/ 67).
(3)
أي: بالتوجه إليها، "مرقاة"(10/ 68).
(4)
قوله: (فإن اليوم عمل) فإن قلت: اليوم ليس عملًا بل فيه العمل، ولا يمكن تقدير "في" وإلَّا وجب نصب "عمل"؟ قلت: جعله نفس العمل مبالغة كقولهم: أبو حنيفة فقه، ونهاره صائم، "ك"(22/ 194 - 195)، "ع" (15/ 501). قوله:"لا حساب" بالفتح أي: لا حساب فيه
(1)
، ويجوز الرفع منونًا أي: ليس في اليوم حساب. وكذا قوله: "ولا عمل"، "ك"(22/ 195)، "ف"(11/ 237).
(5)
يريد تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ} [البقرة: 96].
(1)
في الأصل: عليهم.
عَنْ سُفْيَانَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُنْذِرٍ
(2)
، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم خَطًّا
(5)
مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطُطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا
(6)
الَّذِي في الْوَسَطِ، مِنْ جَانِبِهِ
(7)
الَّذِي فِي الْوَسَطِ فَقَالَ: "هَذَا
(8)
الإِنْسَانُ
(9)
(10)
، وَهَذَا
"وَخَطَّ خَطًّا" في نـ: "وَخَطَّ خُطُوطًا". "فَقَالَ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَقَالَ".
===
(1)
هو ابن سعيد بن مسروق الثوري، "ك"(22/ 195).
(2)
هو ابن يعلى، "ك"(22/ 195).
(3)
هو ابن مسعود، "ع"(15/ 502).
(4)
قوله: (خط النبي صلى الله عليه وسلم خطًا مربعًا) أي: شكلًا يحيط به أربع خطوط. وقوله: "خط خطًا في الوسط" محمول على ظاهره، وكذلك البواقي. قوله:"خط خططًا" الظاهر أنه جمع خط، ولكنه لم يذكر في كتب اللغة فيما يعلم، بل ذكر أن جمع خطٍّ خطوط وأخطاط. وقوله:"من جانبه الذي في الوسط" متعلق بقوله: "وخط خططًا"، والضمير في "جانبه" إلى الخط الوسط الذي بعضه في الشكل المربع وبعضه خارج منه، والمراد بـ"جانبه": الذي في الوسط، كذا في "اللمعات".
(5)
المراد بالخط: الرسم والشكل، "ط"(9/ 345).
(6)
أي: منتهيًا إليه.
(7)
هو احتراز من جانبه الخارج.
(8)
مبتدأ.
(9)
خبر.
(10)
قوله: (هذا الإنسان) مبتدأ وخبر أي: هذا الخط الذي في الوسط هو الإنسان، وهذا هو على سبيل التمثيل. قوله:"هذا أجله" أي: الخط المربع المحيط بالخط الوسط أجله، والخطوط الصغار أعراضه وحوادثه وأسباب أجله وموته على التناوب، والخط الذي خرج من الجدران هو أمله، "خ"، "لم"، "مر"(9/ 120)، "ك"(22/ 195).
أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ -أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ-، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارجٌ: أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطُطُ الصِّغَارُ: الأَعْرَاضُ؛ فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ
(1)
هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا". [أخرجه: ت 2454، ق 4231، تحفة 9200].
6418 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
(3)
، عَنْ
"الْخُطُطُ" في سـ، حـ، ذ:"الْخُطُوطُ". "أَخْطَأَهُ" في ذ: "أَخْطَأَ"[كذا في الهندية، وفي قس (13/ 489): وسقط لأبي الوقت الهاء من "أخطأه" في الموضعين]. "هَذَا" في سـ، حـ، ذ:"هَذِهِ".
===
قال الكرماني (22/ 195): فإن قلت: الخطوط ثلاثة؛ لأن الصغار كلها في حكم واحد والمشار إليه أربعة؟ قلت: الداخل له اعتباران؛ إذ نصفه داخل ونصفه مثلًا خارج، فالمقدار الداخل منه هو الإنسان فرضًا والخارج أمله. و"الأعراض" أي: الآفات العارضة له. قوله: "فإن أخطأ هذا" أي: إن تجاوز عنه هذا العرض لدغه العرض الآخر، وإن تجاوز عنه هذه أي: الآفات جميعها من الأمراض المهلكة ونحوها "نهشه" أي: لدغه هذا أي: الأجل، يعني: إن لم يمت بالموت الآخر لا بد أن يموت بالموت الطبيعي. وحاصله: أن ابن آدم يتعاطى الأمل ويختلجه الأجل دون الأمل، انتهى.
|
(1)
أي: لدغه، عبر عن عروض الآفة بالنهش -وهو لدغ ذات السَّم-؛ مبالغة في الإصابة وتألم الإنسان بها، "لمعات".
(2)
هو: ابن إبراهيم، "ك"(22/ 195).
(3)
هو: ابن يحيى، "ك"(22/ 195).
إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خُطُوطًا
(1)
فَقَالَ: "هَذَا الأَمَلُ وَهَذَا أَجَلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ
(2)
إِذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الأَقْرَبُ"
(3)
. [تحفة 214].
5 - بَابُ مَنْ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ
(4)
فِي الْعُمُرِ
لِقَوْلِهِ: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: 37].
6419 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ
(5)
بْنُ مُطَهَّرٍ
(6)
قَالَ:
"{النَّذِيرُ} " زاد في سفـ، ذ:"يَعْنِي: الشَّيْبُ". "حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ" في ذ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ".
===
(1)
قوله: (خطوطًا) قال الكرماني: فإن قلت: قال: "خطوطًا" في مجمله وذكر اثنين في مفصّله أي: بعده؟ قلت: فيه اختصار عن مطوله، والخط الآخر: الإنسان، والخطوط [الآخر]: الآفات، والخط الأقرب، يعني: الأجل؛ إذ لا شك أن الخط المحيط هو أقرب من الخط الخارج منه، قالوا: الأمل مذموم لجميع الناس إلَّا للعلماء، فإنه لولا أملهم وطوله لما صنفوا.
(2)
في هذه الآفات، "ع"(15/ 503).
(3)
وهو الأجل، "ع"(15/ 503).
(4)
قوله: (فقد أعذر الله إليه) أي: أزال الله عذره؛ فلا ينبغي له حينئذ إلَّا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية، ولا يكون له على الله بعد ذلك حجة، فالهمزة في "أعذر" للسلب. وحاصل المعنى: أقام الله عذره في تطويل عمره وتمكينه من الطاعة مدة مديدة، واحتج في ذلك بقوله عز وجل:{أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ} الآية، "عيني"(15/ 503).
(5)
أبو ظفر الأزدي، "ع"(15/ 504).
(6)
بلفظ المفعول، من التطهير، "ك"(22/ 196).
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ
(1)
، عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَعْذَرَ
(2)
اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً".
تَابَعَهُ
(3)
ابْنُ عَجْلَانَ
(4)
وَأَبُو حَازِمٍ
(5)
عَنِ الْمَقْبُرِيِّ
(6)
. [تحفة 13071].
6420 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ
(8)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(9)
قَالَ:
"عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ" في نـ: "عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ". "قَالَ: أَعْذَرَ اللَّهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقَالَ: أَعْذَرَ اللَّهُ". "تَابَعَهُ ابْنُ عَجْلَانَ وَأَبُو حَازِمٍ" في نـ: "تَابَعَهُ أَبُو حَازِمٍ وَابْنُ عَجْلَانَ". "أَخْبَرَنَا يُونُسُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا يُونُسُ".
===
(1)
المقدّمي بفتح المهملة المشددة، "ك"(22/ 196).
(2)
من الإعذار، وهو: إزالة العذر. يقال: أعذر إليه: إذا بلَّغه أقصى الغاية في العذر ومكَّنه. والمعنى: لم يبق له اعتذار كأن يقول: لو مدّ لي في الأجل لأطعتُ وعبدتُ، "توشيح"(8/ 3822).
(3)
أي: معن بن محمد، "قس"(13/ 493).
(4)
وهو: محمد، "ك"(22/ 197).
(5)
سلمة بن دينار، "ك"(22/ 197).
(6)
وهو: سعيد، "ك"(22/ 197).
(7)
هو: ابن المديني، "ع"(15/ 504).
(8)
هو: ابن يزيد الأيلي، "ع"(15/ 504).
(9)
الزهري.
أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ
(1)
شَابًّا
(2)
في اثْنَتَيْنِ
(3)
: فِي حُبِّ الدُّنْيَا، وَطُولِ الأَمَلِ"
(4)
.
قَالَ اللَّيْثُ
(5)
: وَحَدَّثَنِي يُونُسُ
(6)
وَابْنُ وَهْبٍ
(7)
، عَنْ يُونُسَ
(8)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ
(9)
وَأَبُو سَلَمَةَ
(10)
(11)
. [أخرجه: م 1046، تحفة 13324، 15322].
"شَابًّا" في نـ: "شَابٌّ". "قَالَ اللَّيْثُ" في ذ: "قَالَ لَيثُ بْنُ سَعدٍ". "وَحَدَّثَنِي يُونُسُ" سقطت الواو في نـ. "أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ".
===
(1)
أي: الشيخ، "ع"(15/ 504).
(2)
فيه الترجمة، "ع"(15/ 504)، سمّاه شابًّا لقوة استحكامه فيهما.
(3)
أي: خصلتين، "ع"(15/ 504).
(4)
المراد طول العمر، قال الكرماني (22/ 197): وكان الأنسب أن يذكر هذا الحديث في الباب المتقدم، "ع"(15/ 504).
(5)
وصله الإسماعيلي.
(6)
هو: ابن يزيد.
(7)
هو: عبد الله، وهو عطف على الليث، "ع"(15/ 505)، "ك"(22/ 197)، وصل روايته مسلم، "ع".
(8)
هو: ابن يزيد، "ع"(15/ 505).
(9)
وهو: ابن المسيب، "ع"(15/ 505).
(10)
هو: ابن عبد الرحمن بن عوف، "ع"(15/ 505).
(11)
كلاهما عن أبي هريرة، "قس".
6421 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ
(2)
وَيَكْبُرُ مَعَهُ اثْنَانِ حُبُّ الْمَالِ، وَطُولُ الْعُمُرِ".
رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ
(3)
. [أخرجه: م 1047، تحفة 1361].
6 - بَابُ الْعَمَلِ الَّذِي يُبْتَغَى
(4)
بِهِ
(5)
وَجْهُ اللَّهِ
(6)
"عَنْ أَنَسٍ" في ذ: "عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ".
===
(1)
هو الدستوائي، "ع"(15/ 505)، "ك"(22/ 197).
(2)
قوله: (يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان
…
) إلخ، يكبر أولًا بفتح الموحدة أي: يطعن في السن، وثانيًا بضمها أي: يعظم، ولو صَحَّت الرواية في الكلمة الثانية بالفتح فالتلفيق بينه وبين الحديث السابق الذي ذكر فيه الشباب أن المراد بالشباب: الزيادة في القوة وبالكبر: الزيادة في العدد، فذاك باعتبار الكيف وهذا باعتبار الكمّ، وقالوا: التخصيص بهذين الأمرين هو لأن أحب الأشياء إلى ابن آدم نفسُه، فأحب بقاءها وهو العمر، وسبب بقائها هو المال، فإذا أحس بقرب الرحيل قوي حبُّه لذلك، "ك"(22/ 197)، "ع"(15/ 505).
(3)
قوله: (رواه شعبة عن قتادة) أي: روى الحديث المذكور شعبة بن الحجاج عن قتادة، ووصله مسلم (ح: 1047). قيل: فائدة هذا التعليق دفع توهم الانقطاع فيه؛ لكون قتادة مدلسًا وقد عنعنه، لكن شعبة لا يحدث عن المدلِّسين إلَّا بما علم أنه داخل في سماعهم، فيستوي في ذلك التصريح والعنعنة، "عيني"(15/ 505)، "قس"(13/ 494).
(4)
أي: يطلب، "قس"(13/ 495).
(5)
ثبتت هذه الترجمة للجميع، وسقطت من "شرح ابن بطال"، "ف"(11/ 242)، "ع"(15/ 505).
(6)
أي: ذات الله، لا للرياء والسمعة، "ع"(15/ 505).
فِيهِ سَعْدٌ
(1)
.
6422 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(4)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَزَعَمَ
(5)
مَحْمُودٌ أَنَّهُ عَقَلَ
(6)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا مِنْ دَلْوٍ كَانَتْ مِنْ دَارِهِمْ. [راجع: 77].
6423 -
قَالَ: سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ ثُمَّ أَحَدَ
(7)
بَنِي سَالِمٍ
(8)
قَالَ: غَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
"أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَنْبَأنَا عَبْدُ اللَّهِ". "أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "أَنْبَأنَا مَعْمَرٌ". "وَعَقَلَ" في نـ: "قَالَ: وَعَقَلَ". "مِنْ دَارِهِمْ" في نـ: "فِي دَارِهِمْ".
===
(1)
أي: ابن أبي وقاص، وحديثه ما تقدم في "الجنائز" (برقم: 1295)، وهو:"إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلَّا أُجِرْتَ"، "ك"(22/ 197 - 198).
(2)
المروزي، "ك"(22/ 198).
(3)
هو ابن المبارك.
(4)
هو ابن راشد.
(5)
أي: قال، "ك"(22/ 198).
(6)
إنما قال: "عقل" لأنه كان صغيرًا حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم دارهم وشرب ماء، ومجَّ من ذلك الماء مجَّةً على وجهه، "ك"(22/ 198).
(7)
بالنسب، عطف على قوله:"الأنصاري"، "قس"(13/ 495)، "ع"
(15/ 506).
(8)
قوله: (ثم أحد بني سالم) هو حصين، مصغر الحصن بالمهملتين، ابن محمد الأنصاري. فإن قلت: تقدم الحديث بطوله (برقم: 425) في "الصلاة" وذكر ثمة أن الزهري هو الذي سأل الحصين وسمع منه، والمفهوم
"لَنْ يُوَافِيَ
(1)
عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِهِ
(2)
وَجْهَ اللَّهِ
(3)
، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ". [راجع: 424].
6424 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(5)
، عَنْ عَمْرٍو
(6)
، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ، إِذَا قَبَضْتُ
(7)
"يَبْتَغِي بِهِ" في هـ، ذ:"يَبْتَغِي بِهَا" -أي: بالكلمة، "قس"(13/ 496) -.
===
ها هنا هو محمود؟ قلت: إن كانت الرواية بالرفع فهو عطف على محمود أي: أخبرني محمود، ثم أحد بني سالم، فلا إشكال. وإن كانت بالنصب؛ فالمراد: سمعت عتبان الأنصاري ثم السالمي؛ إذ عتبان كان سالميًا أيضًا. أو يقال: بأن السماع من الحصين كان حاصلًا لهما، ولا محذور في ذلك، لجواز سماع الصحابي من التابعي. أو: بأن المراد من الأحد غير الحصين، "ك"(22/ 198).
(1)
من الموافاة، وهو: الإتيان، وافيت القوم: أي: أتيتهم، "ك"(22/ 198).
(2)
بالقول، "قس"(13/ 496).
(3)
قوله: (وجه الله) أي: ذات الله، والحديث من المتشابهات، أو لفظ الوجه زائد، أو المراد جهة الحق والإخلاص لا الرياء ونحوه، "ك"(22/ 198)، "ع"(15/ 506 - 507).
(4)
هو ابن سعيد، "ع"(15/ 507).
(5)
الإسكندراني، "ع"(15/ 507).
(6)
هو ابن أبي عمرو بالواو فيهما، مولى المطلب، "ع"(15/ 507).
(7)
المراد بالقبض: قبض روحه وهو الموت، "ف"(11/ 242).
صَفِيَّهُ
(1)
مِنْ الدُّنْيَا، ثُمَّ احْتَسَبَهُ
(2)
إِلَّا الْجَنَّةُ". [تحفة 13004].
7 - بَابُ مَا يُحْذَّرُ
(3)
مِنْ زَهْرَةِ
(4)
الدُّنْيَا وَالتَّنَافُسِ
(5)
فِيهَا
(6)
6425 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ
(8)
:
"مِنْ الدُّنْيَا" في نـ: "مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا". "حَدَّثِنِي إِسْمَاعِيلُ" في نـ: "حدثنا إسماعيل".
===
(1)
قوله: (صفية) بفتح الصاد وكسر الفاء وتشديد التحتية: الحبيب المصافي وخالص كل شيء، وذلك كالولد والأخ وسائر محبوباته، "قس"(13/ 496)، "ك"(22/ 199)، "ع" (15/ 507). قوله:"ثم احتسبه" أي: صبر عليه لله ولم يجزع على فقده. والحسبة بالكسر: الأجرة، واسم من الاحتساب، واحتسب بكذا أجرًا عند الله أي: نوى به وجه الله، "كرماني"(22/ 199).
(2)
أي: صبر عليه وابتغى الأجر من الله، "ع"(15/ 507).
(3)
قوله: (ما يحذر) بضم التحتية وسكون المهملة، ولأبي ذر بفتح المهملة وتشديد الذال المعجمة، "قس" (13/ 496). قوله:"من زهرة الدنيا" أي: بهجتها ونضارتها وحسنها، والزهرة: النَّور، والتنافس: الرغبة، "ك"(22/ 199).
(4)
بفتح الزاي وسكون الهاء: زينتها وبهجتها، "تو"(8/ 3826).
(5)
من المنافسة، وهي: الرغبة في الشيء و [محبة] الانفراد به، "ع"(15/ 507).
(6)
أي: الرغبة فيها، "قس"(13/ 496).
(7)
هو: ابن أبي أويس، "ع"(15/ 508).
(8)
هو: محمد بن مسلم، فيه ثلاثة من التابعين في نسق، وهم: موسى، وابن شهاب، وعروة، "ع"(15/ 508).
حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ
(1)
-وَهُوَ حَلِيفُ
(2)
بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ
(4)
بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ
(5)
يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ صَالحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ
(6)
بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِهِ، فَوَافَتْ
(7)
صَلَاةَ الصُّبْحِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآهُمْ فَقَالَ:
"حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ" في نـ: "حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ". "وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا" سقطت الواو في نـ. "إِلَى الْبَحْرَيْنِ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"الْبَحْرَيْنَ". "وَأَمَّرَ" في نـ: "فَأَمَّرَ". "فَوَافَتْ" كذا في سـ، هـ، ذ، وفي نـ:"فَوَافَتْهُ"، وفي حـ، ذ:"فَوَافَقَتْ".
===
(1)
الأنصاري، "ك"(22/ 199).
(2)
أي: معاهد، "ك"(22/ 199).
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 3158).
(4)
عامرًا: أحد العشرة المبشرة، "ك"(22/ 199).
(5)
بلفظ تثنية، ضد البر: بلد بقرب الهند، "ك"(22/ 199).
(6)
قوله: (فقدم أبو عبيدة بمال) كان قدوم أبي عبيدة سنة عشر، قدم بمائة ألف وثمانين ألف درهم، كذا في "جامع المختصر"، [وفي "التوضيح" (29/ 424): ثمانين ألف ألف درهم]. وقال قتادة: كان المال ثمانين ألفًا، وقال الزهري: قدم به ليلًا، وقال ابن حبيب: هو أكثر مال قُدِم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: وصبّ على حصير وَفَرَّقه، وما حرم منه سائلًا، "ع"(15/ 508).
(7)
من الموافاة، وهو: الإتيان، "ع"(15/ 508).
"أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِشَيْءٍ". قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا
(1)
مَا
(2)
يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ
(3)
، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا
(4)
كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُلْهِيَكُمْ
(5)
كَمَا أَلْهَتْهُمْ". [راجع: 3158].
6426 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ،
"وَلَكِنْ أَخْشَى" في نـ: "وَلَكِنِّي أَخْشَى". "قُتَيْبَةُ" في نـ: "قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ". "اللَّيْثُ" في ذ: "لَيثُ بْنُ سَعْدٍ".
===
(1)
من التأميل، من الأمل، وهو: الرجاء، "ع"(15/ 508).
(2)
مفعول "أملوا"، "ع" (15/ 508). أي: انتظروا مالًا كثيرًا كما (في ح: 3158).
(3)
قوله: (ما الفقر أخشى عليكم) بنصب الفقر، ويجوز الرفع بتقدير ضمير، أي: ما الفقر أخشاه عليكم، والأول هو الراجح، وهذه الخشية يحتمل أن يكون سببها علمه أن الدنيا ستفتح عليهم ويحصل لهم الغنى بالمال. والمراد بالفقر: العهدي، وهو ما كان عليه الصحابة من قلة الشيء. ويحتمل الجنس، والأول أولى. ويحتمل أن يكون أشار بذلك إلى أن مضرة الفقر دون مضرة الغنى؛ لأن مضرة الفقر دنيوية غالبًا ومضرة الغنى دينية غالبًا، "ف"(11/ 245).
(4)
قوله: (فتنافسوها) بفتح المثناة، والأصل: تتنافسوا، فحذفت إحدى التائين، والتنافس من المنافسة وهي: الرغبة في الشيء ومحبة الانفراد به والمغالبة عليه، "ف"(11/ 245).
(5)
أي: تشغلكم عن الآخرة، "ع"(15/ 508).
عَنْ أَبِي الْخَيْرِ
(1)
، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "إِنِّي فَرَطٌ
(2)
لَكُمْ وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي
(3)
الآنَ، وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ
(4)
-أَوْ
(5)
مَفَاتِيحَ الأَرْضِ-، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا
(6)
بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا". [راجع: 1344].
6427 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ"، في نـ:"عَنْ رَسُولِ اللهِ"، وفي ذ:"أَنَّ النَّبِيَّ". "فَرَطٌ لَكُمْ" في نـ: "فَرَطُكُمْ". "مَفَاتِيحَ" في نـ: "مَفَاتِحَ". "وَلَكِنِّي أَخَافُ" في نـ: "وَلَكِنْ أَخَافُ".
===
(1)
مرصد بن عبد الله، "ع"(15/ 509).
(2)
الفرط بفتح الراء: المتقدم في طلب الماء أي: سابقكم إليه كالمهيِّء له، "ك"(22/ 200).
(3)
قوله: (لأنظر إلى حوضي) إلى آخر الحديث، فيه: إثبات الحوض المورود، وأنه مخلوق اليوم، وفيه: إخبار بالغيب معجزة له صلى الله عليه وسلم، "ك"(22/ 200).
(4)
قوله: (أعطيت مفاتيح خزائن الأرض) أراد ما سهَّل الله له ولأمته من افتتاح بلاد متعذرات واستخراج كنوز ممتنعات أو هي معادن الأرض، "ك"، مرَّ الحديث (برقم: 1344).
(5)
شك من الراوي.
(6)
المراد جميع الأمة، وإلَّا فقد ارتد البعض بعده، "مجمع"(4/ 755).
(7)
ابن أبي أويس، "ع"(15/ 509).
أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَكْبَرَ مَا أَخَافُ
(1)
عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ". قِيلَ: مَا بَرَكَاتُ الأَرْضِ
(2)
؟ قَالَ: "زَهْرَةُ الدُّنْيَا"
(3)
. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ يَأتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ
(4)
؟ فَصمَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ
(5)
يُنْزَلُ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ
(6)
عَنْ جَبِينِهِ قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ؟ "، قَالَ: أَنَا. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَقَدْ حَمِدْنَاهُ
(7)
"عَنْ أَبِي سَعِيدٍ" زاد في نـ: "الْخُدْرِيِّ". "إِنَّ أَكْبَرَ" في نـ: "إِنَّ أَكْثَرَ". "مَا بَرَكَاتُ" في نـ: "وَمَا بَرَكَاتُ". "حَتَّى ظَنَنَّا" في سـ، حـ، ذ:"حَتَّى ظَنَنْتُ". "قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ" في نـ: "فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ".
===
(1)
أي: ما أخاف بسببه عليكم، "ك"(22/ 201).
(2)
مرَّ الحديث (برقم: 1465).
(3)
قوله: (زهرة الدنيا) الزهرة بفتح الزاي وسكون الهاء، وقد قرئ في الشاذ عن الحسن وغيره: بفتح الهاء، فقيل: هما بمعنى واحد، وقيل: بالتحريك جمع زاهر كفاجر وفجرة، والمراد بالزهرة: الزينة والبهجة، والزهرة مأخوذ من زهرة الشجر وهي نَورها بفتح النون، والمراد ما فيها من أنواع المتاع والعين والثياب والزرع وغيرها مما يغتر به الناس لحسنه مع قلة البقاء، "ع"(15/ 510)، "ف"(11/ 246).
(4)
أي: هل تصير النعمة عقوبة، "ع"(15/ 510).
(5)
وكأنهم فهموا ذلك بالقرينة من الكيفية التي جرت عادته بها عندما يوحى إليه، "ف"(11/ 246).
(6)
أي: العرق، "ع"(15/ 510).
(7)
قوله: (لقد حمدناه حين طلع) وفي رواية المستملي: "حتى طلع". والحاصل: أنهم لاموه أولًا؛ حيث رأوا سكوت النبي صلى الله عليه وسلم فظنوا أنه أغضبه،
حِينَ طَلَعَ
(1)
ذَلِكَ، قَالَ: "لَا يَأْتِي الْخَيْرُ إِلَّا بِالْخَيْرِ
(2)
، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ
(3)
، وَإِنَّ كُلَّ مَا أَنْبَتَ الرَّبِيعُ
(4)
يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ،
"حَيْنَ" في نـ: "حَتَّى". "طَلَعَ" في نـ: "اطَّلَعَ". "ذَلِكَ" في نـ: "كَذَلِكَ"، وزاد بعده في نـ:"ظَنَنْتُ". -كذا في المنقول عنه دون باقي النسخ-.
===
ثم حمدوه آخرًا لما رأوا مسألته سببًا لاستفادة ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، "ف"(11/ 246).
(1)
أي: ظهر، "ع"(15/ 510).
(2)
قوله: (لا يأتي الخير إلَّا بالخير
…
) إلخ، يؤخذ منه أن الرزق ولو كثر فهو من جملة الخير، وإنما يعرض له الشر بعارض البخل به عمن يستحقه والإسراف في إنفاقه فيما لم يشرع، وأن كل شيء قضى الله أن يكون خيرًا فلا يكون شرًّا وبالعكس، ولكن يخشى على من رُزِقَ الخير تصرُّفه فيما يجلب له الشر، "ف"(11/ 246).
(3)
قوله: (هذا المال خضرة حلوة) التاء فيه للمبالغة، أو: هو صفة لموصوف محذوف نحو: بقلة خضرة، أو: باعتبار أنواع المال. وقال ابن الأنباري: هذا ليس بصفة للمال إنما هو للتشبيه كأنه قال: المال كالبقلة الخضرة الحلوة، "ع" (15/ 510). ومعناه: أن صورة الدنيا حسنة، والعرب تسمي كل مشرق: ناضرًا خضرًا، "ف"(11/ 246).
(4)
قوله: (أنبت الربيع) البقل، الربيع: الجدول وهو النهر الصغير، وجمع الربيع الأربعاء، وإسناد الإنبات إلى الربيع مجازي والمنبت هو الله تعالى في الحقيقة. قوله:"يقتل حبطًا أو يلم"، أما قوله:"حبطًا" فبفتح المهملة والموحدة والطاء مهملة أيضًا. والحبط: انتفاخ البطن من كثرة الأكل، يقال: حبطت الدابة تحبط حبطًا: إذا أصابت مرعى طيبًا فأمعنت في الأكل حتى تنتفخ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فتموت، وروي بالخاء المعجمة من الخبط وهو الاضطراب، والأول المعتمد. وقوله:"يلم" بضم أوله أي: يقرب أن يقتل. قوله: "إلَّا" بالتشديد على الاستثناء، وروي بفتح الهمزة وتخفيف اللام للاستفتاح. قوله:"آكلة" بالمدِّ وكسر الكاف. "والخضر" بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين للأكثر، وهو ضرب من الكلأ يعجب الماشية، وفي رواية الكشميهني: بضم الخاء وبسكون الضاد وزيادة الهاء في آخره، وفي رواية السرخسي:"الخضراء" بفتح أوله وسكون ثانيه وبالمدِّ، ولغيرهم: بضم أوله وفتح ثانيه جمع خضرة، وقال الكرماني: الخضر بفتح الخاء المعجمة وكسر الثانية: البقلة الخضراء أو ضرب من الكلأ، وقيل: هي ما بين الشجر والبقل. قوله: "خاصرتها" تثنية خاصرة وهما جانبا البطن من الحيوان، وفي رواية الكشميهني "خاصرتها" بالإفراد. وقوله:"فاجترت" بالجيم، من الاجترار، وهو: أن يجر البعير من الكرش ما أكله إلى الفم فيمضغه مرة ثانية. قوله: "ثلطت" بفتح الثاء المثلثة وفتح اللام والطاء المهملة، وضبطها ابن التين بكسر اللام أي: ألقت ما في بطنها رقيقًا، والغرض من هذا أن جمع المال غير محرم، لكن الاستكثار منه ضار بل يكون سببًا للهلاك، "ع" (15/ 510). ضرب فيه مثلين: أحدهما للمفرط في جمع الدنيا والمنع من حقها، والآخر للمقتصد في أخذها والنفع بها. فقوله: "إن كل ما ينبت
…
" إلخ، مَثلٌ للمفرطِ الآخذِ بغير حقها، فإن الربيع ينبت أحرار البقول فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حدَّ الاحتمال، فتنشق أمعاؤها فتهلك أو تقارب الهلاك، وكذا جامعُ الدنيا من غير حل ومانِعُها من المستحق قد تعرض للهلاك بالنار وبأذى الناس وحسده وغير ذلك. وقوله: "إلَّا آكلة الخضر" مَثلٌ للمقتصد [فإنه] ليس من جيد البقول التي ينبتها الربيع بتوالي أمطاره فتحسن وتنعم، ولكنه من بقول ترعى بعد هيج البقول ويبسها حيث لا تجد سواها وتسمى الجنبة فلا تكثر الماشية منها، فأكلتها مثل
إِلَّا آكِلَةَ الْخُضْرَةِ
(1)
، تَأْكُلُ حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَاجْتَرَّتْ وَثَلِطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ عَادَتْ فَأَكَلَتْ، وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ، فَنِعْمَ الْمَعُونَةُ هُوَ
(2)
، وَمَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ، كَانَ كالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ". [راجع: 921].
6428 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي زَهْدَمُ بْنُ مُضَرِّبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَيْرُكُمْ
(4)
"الْخُضْرَةِ" في نـ: "الْخُضْرَ"، وفي نـ:"الْخَضِرَ"، وفي حـ، ذ:"الْخَضرَاءَ". "تَأْكُلُ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"أَكَلَتْ". "امْتَدَّتْ" في نـ: "امْتَلأَتْ". "خَاصِرَتَاهَا " في هـ، ذ:"خَاصِرَتَهَا". "الْمَعُونَةُ" في نـ: "الْمُؤْنَةُ". "وَمَنْ أَخَذَهُ" في حـ، ذ:"وَإِنْ أَخَذَهُ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "غُنْدَرٌ" في ذ: "مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ".
===
لمن يقتصد في أخذ الدنيا فهو ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر، فإنها إذا شبعت منها بركت مستقبلة عين الشمس تستمرئ به ما أكلت وتجتر وتثلط فتزول الحبط، فإنه بالامتلاء وعدم الثلط وانتفاخ الجوف به، "مجمع"(2/ 56 - 57).
(1)
أي: من بهيمة الأنعام، "قس"(13/ 500).
(2)
أي: المال، يعني: حيث كان دخله وخرجه بالحق، فنعم العون للرجل في الدارين، "ك" (22/ 202). وفيه: مثل للمؤمن أن لا يأخذ من الدنيا إلَّا قدر حاجته، ولا تغرُّه زهرتها فتهلكه، "ع"(15/ 510).
(3)
بالجيم والراء: نصر بن عمران، "ع"(15/ 511).
(4)
في الحديث فضل الصحابة والتابعين وتبع التابعين، "ك"(22/ 203).
قَرْنِي
(1)
، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" -قَالَ عِمْرَانُ: فَمَا أَدْرِي
(2)
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ قَوْلِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا-، "ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ
(3)
، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ
(4)
، وَيَنْذُرُونَ وَلَا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ". [راجع: 2651].
6429 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
(5)
، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ
(6)
، عَنِ الأَعْمَشِ،
"ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" كذا في هـ، سـ، وفي نـ:"ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ مَرَّتَينِ". "بَعْدَ قَوْلِهِ" في نـ: "بَعْدَ قرنه". "وَلَا يَفُونَ" في سـ، حـ، ذ:"وَلَا يُوفُونَ".
===
(1)
القرن: أهل كل زمان، وهو: أربعون سنة، أو ثمانون، أو مائة، أو مطلق الزمان، أقوال، وهو مصدر: قرن يقرن، "مجمع"(4/ 263).
(2)
المطابقة للترجمة تؤخذ من معنى الحديث؛ لأن ارتكاب الأمور المذكورة كلها من الميل إلى الدنيا وزهرتها، "ع"(15/ 511).
(3)
قوله: (لا يستشهدون
…
) إلخ، شهادة الحسبة مستثناة منه، "ويخونون ولا يؤتمنون" أي: يخونون خيانة ظاهرة بحيث لا يبقى معها للناس اعتماد عليه
(1)
. "ويظهر فيهم السمن" أي: يتكثرون بما ليس فيهم من الشرف، أو يجمعون الأموال، أو يغفلون عن أمر الدين ويقللون الاهتمام به؛ لأن الغالب في السمين أن لا يهتم بالرياضة، والظن أنه حقيقة، لكن المذموم منه ما يستكسبه، لا الخَلْقِي، "ك"(22/ 202).
(4)
أي: لا يثق الناس بهم ولا يعتقدونهم أمناء، "خ" (كما برقم: 2651).
(5)
لقب عبد الله بن عثمان بن جبلة، "تقريب" (رقم: 3465).
(6)
بالمهملة والزاي: محمد بن ميمون، "ك"(22/ 202).
(1)
كذا في "ك"، والظاهر:"عليهم"، كما في "ع"(15/ 511).
عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(1)
، عَنْ عَبِيدَةَ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثمَّ يَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ
(4)
تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ"
(5)
(6)
. [راجع: 2652].
6430 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
(8)
قَالَ:
"ثُمَّ الَّذِينَ" في سـ، حـ، ذ:"ثُمَّ الَّذِي". "مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ" في نـ: "قَوْمٌ مِنْ بَعْدِهِمْ". "حَدَّثَنَا يَحْيَى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي يَحْيَى".
===
(1)
النخعي، "ع"(15/ 511).
(2)
بفتح أوله، "ف"(11/ 249)، ابن عمرو السلماني، "ع"(15/ 511).
(3)
ابن مسعود، "ع"(15/ 511).
(4)
مرَّ الحديثان (برقم: 2651 و 2652).
(5)
قوله: (وأيمانهم شهادتهم) قال الكرماني (22/ 202): فإن قلت: فيه دور؟ قلت: المراد بيان حرصهم على الشهادة، يحلفون على ما يشهدون، فتارة يحلفون قبل أن يشهدوا وتارة بالعكس، أو: هو مثل في سرعة الشهادة واليمين، وحرص الرجل عليهما حتى لا يدري بأيهما يبتدئ، فكأنهما يتسابقان لقلة مبالاته بالدين. وفي الحديث: فضل الصحابة والتابعين وتبع التابعين، ومرَّ الحديثان في "الشهادات"، انتهى. والترجمة تؤخذ من معنى الحديث من حيث إن هذه الأمور لا تصدر إلَّا بالميل إلى الدينا وزهرتها، كما أشار إليه "العيني"(15/ 511).
(6)
مرَّ الحديث (برقم: 2652) في "الشهادات".
(7)
يقال له: خَتّ، "ع"(15/ 512)، "تق" (رقم: 7655).
(8)
هو: ابن الجراح الكوفي.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
، عَنْ قَيْسٍ
(2)
، سَمِعْتُ خَبَّابًا
(3)
وَقَدِ اكْتَوَى
(4)
يَوْمَئِذٍ
(5)
سَبْعًا فِي بَطْنِهِ وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِالْمَوْتِ
(6)
، إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا
(7)
"سَمِعْتُ خَبَّابًا" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ خَبَّابًا".
===
(1)
هو: ابن أبي خالد.
(2)
هو: ابن أبي حازم، "ع"(15/ 512).
(3)
بفتح المعجمة وشدة الموحدة الأولى: ابن الأرتِّ الصحابي، "ك"(22/ 203)، "ع"(15/ 512).
(4)
قوله: (وقد اكتوى) قال الطيبي: الكيّ علاج معروف في كثير من الأمراض، وقد ورد النهي عن الكي، فقيل: النهي لأجل أنهم كانوا يرون أن الشفاء منه، وأما إذا اعتقد أنه سبب والشفاء من الله فلا بأس به. ويجوز أن يكون النهي من قبيل التوكل وهو درجة أخرى غير الجواز، انتهى. ويؤيده خبر:"لا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون"، كذا في "المرقاة"(4/ 80 - 81)، ومرَّ (برقم: 5672).
(5)
قال الكرماني (22/ 203): فإن قلت: الكي مذموم؟ قلت: إذا كان له دواء آخر، ومرَّ بيانه (برقم: 5672).
(6)
لأستريح من شدة المرض، "مرقاة"(4/ 81).
(7)
قوله: (ولم تنقصهم الدنيا) أي: لم تدخل الدنيا فيهم نقصانًا بوجه من الوجوه أي: ولم يشتغلوا بجمع المال، بحيث يلزم في كمالهم نقصان. والمراد من "التراب" بناء الحيطان، بقرينة:"وهو يبني حائطًا"، ولولا ذلك لكان اللفظ محتملًا لإرادة الكنز ودفن الذهب فى الأرض، "ك"(22/ 203)، "ع"(15/ 512).
بِشَيْءٍ
(1)
، وَإِنَّا أَصَبْنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ. [راجع: 5672].
6431 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ
(4)
قَالَ: أَتَيْتُ خَبَّابًا وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ مَضَوْا لَمْ تَنْقُصْهُمُ
(5)
الدُّنْيَا شَيْئًا، وَإِنَّا أَصَبْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ شَيْئًا، لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا فِي التُّرَابِ. [راجع: 5672].
6432 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(6)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(7)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(8)
، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ:
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "إِلَّا فِي التُّرَابِ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"إِلَّا التُّرَابَ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ" في نـ: "عَنْ سُفْيَانَ".
===
(1)
من أجورهم، "قس"(13/ 503).
(2)
هو: ابن سعيد القطان، "ع"(15/ 512).
(3)
هو: ابن أبي خالد، "ع"(15/ 512).
(4)
هو: ابن أبي حازم.
(5)
أي: لم تدخل الدنيا فيهم نقصانًا، "ك"(22/ 203).
(6)
هو: ابن عيينة، "ع"(15/ 512).
(7)
سليمان، "ع"(15/ 512).
(8)
شقيق بن سلمة، "ع"(15/ 512).
هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
. [راجع: 1276].
8 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} إلى قولِهِ: {مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 5 - 6]
قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ: السَّعِيرُ، جَمْعُهُ سُعُرٌ
(2)
، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْغَرُورُ
(3)
: الشَّيْطَانُ.
6433 -
حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
(5)
، عَنْ يَحْيَى
(6)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ
"مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " زاد بعده في ذ: "قَصَّهُ"، وفي نـ:"القِصَّةَ". " {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ
…
} إلخ" في ذ: "الآية إلى قَولِه: {السَّعِيرِ} ". "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْغَرُورُ: الشَّيْطَانُ" ثبت في هـ.
===
(1)
قوله: (هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) وتمام الحديث قصة فقر الماضين وغنى الباقين، قاله الكرماني (22/ 203 - 204). وقال القسطلاني (13/ 504): زاد أبو ذر: "قَصَّه" بفتح القاف والصاد المهملة بعدها ضمير أي: قصَّ الراوي الحديث المذكور بتمامه في أول "الهجرة إلى المدينة"(برقم: 3897)، ويأتي قريبًا إن شاء الله تعالى في "باب فضل الفقر".
(2)
من السعر -بفتح السين وسكون العين- وهو: التهاب النار، "ع"(15/ 513).
(3)
بفتح الغين، "قس"(13/ 505).
(4)
أبو محمد الطلحي، "ع"(15/ 513).
(5)
هو: ابن عبد الرحمن، "ع"(15/ 513)، "ك"(22/ 204).
(6)
هو: ابن أبي كثير.
(7)
التيمي.
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ ابْنَ أَبَانَ
(1)
أَخْبَرَهُ قَالَ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بِطَهُورِهِ
(2)
وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمَقَاعِدِ
(3)
(4)
، فَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَهُوَ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثمَّ قَالَ:"مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ هَذَا الْوُضُوءِ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"
(5)
. قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَغْتَرُّوا"
(6)
(7)
.
قَالَ أَبوُ عَبْدِ اللهِ: هُوَ حُمْرَانُ بْنُ أَبَانَ. [راجع: 159، أخرجه: م 231، س 856، تحفة 9797].
"أَنَّ ابْنَ أَبَانَ" في ذ، كن:"أَنَّ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ" -بضم المهملة مولى عثمان، "ك" (22/ 204) -. "عُثْمَانَ" في نـ:"عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ". "بِطَهُورِهِ" في نـ: "بِطَهُورٍ". "تَوَضَّأَ" في ذ: "يَتَوَضَّأَ". "الْمَجْلِسِ" في نـ: "الْمَسْجِدِ".
===
(1)
قوله: (أن ابن أبان) قال عياض: وقع لأبي ذر والنسفي والكافة: "أن ابن أبان أخبره". ووقع لابن السكن: "أن حمران بن أبان"، ووقع للجرجاني وحده:"أن أبان أخبره" وهو خطأ. قلت: ووقع في نسخة معتمدة من رواية أبي ذر: "أن ابن أبان"، "ف"(11/ 250)، "ع"(15/ 513).
(2)
بفتح الطاء، هو الماء الذي يتطهر به، "ع"(15/ 514).
(3)
موضع بالمدينة، "ك"(22/ 204)، "ع"(15/ 514).
(4)
قوله: (على المقاعد) بوزن المساجد، بالقاف والمهملتين: موضع بالمدينة، "ك"(22/ 204)، "ع"(15/ 514).
(5)
من الصغائر، أي: الذي بينه وبين الله، "ع"(15/ 514).
(6)
فيه الترجمة.
(7)
قوله: (لا تغتروا) فتجسرون على الذنوب معتمدين على المغفرة بالوضوء، فإن ذلك بمشيئة الله تعالى، "ك"(22/ 204)، "ع"(15/ 514).
9 - بَابُ ذَهَابِ الصَّالِحِينَ
(1)
6434 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(3)
، عَنْ بَيَانٍ
(4)
، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ
(5)
الأَسْلَمِيِّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ
(6)
، وَتَبْقَى حُفَالَةٌ
(7)
"الصَّالِحِينَ" زاد بعده في حـ، ذ:"وَيُقَالُ: الذِّهَابُ: الْمَطَرُ" - ثابت لأبي ذر عن الحموي "قس"(13/ 507)، قال العيني: هو للسرخسي وحده-. "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في ذ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى". "قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ" مصحح عليه.
===
(1)
قوله: (باب ذهاب الصالحين) أي: موتهم، وذهاب الصالحين من أشراط الساعة وقرب فناء الدنيا. وقوله:"ويقال: الذهاب: المطر" ثبت هذا في رواية السرخسي وحده، كذا في العيني (15/ 514). وفي "الفتح" (11/ 251): ومراده: أن لفظ الذهاب مشترك بين المضِيّ والمطر. قال العيني: قلت: ليس كذلك؛ لأن الذَّهاب بمعنى المُضِي بفتح الذال، والذِّهاب بمعنى المطر بكسرها؛ وقال صاحب "المحكم": الذِّهبة بالكسر: المطرة الضعيفة، والجمع: الذِّهاب، والله أعلم بالصواب.
(2)
البصري، "ك"(22/ 205).
(3)
الوضاح.
(4)
هو: ابن بشر.
(5)
بكسر ميم، هو: ابن مالك، "ع"(15/ 514)، "ك"(22/ 205).
(6)
أي: الأصلح فالأصلح.
(7)
قوله: (حفالة) بضم الحاء المهملة وتخفيف الفاء، هي رذائل من كل شيء. ويقال: هي ما يبقى من آخر الشعير ومن التمر أردؤه. وقال ابن التين: الحفالة: سقط الناس، وأصلها: ما يتساقط من قشور التمر
كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أَوِ
(1)
التَّمْرِ، لَا يُبَالِيهِمُ اللَّهُ بَالَةً"
(2)
. [راجع: 4156].
10 - بَابُ مَا يُتَّقَى
(3)
(4)
مِنْ فِتْنَةِ الْمَالِ
(5)
وَقَوْلِ اللَّهِ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15].
"بَالَةً" زاد بعده في نـ: "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يُقَالُ: حُفَالَةٌ وَحُثَالَةٌ" -هما بالفاء وبالمثلثة بمعنى، "ف" (11/ 252) -. "وَقَوْلِ اللَّهِ" في ذ:"وَقَوْلِهِ تَعَالَى".
===
والشعير وغيرهما، وقال الداودي: الحفالة ما يسقط من الشعير عند الغربلة ويبقى من التمر بعد الأكل، كذا ذكره العيني في "العمدة"(15/ 515).
(1)
للشك أو للتنويع، "قس"(13/ 507).
(2)
قوله: (لا يباليهم الله بالة) أي: لا يرفع الله لهم قدرًا، ولا يقيم لهم وزنًا. ويقال: باليت الشيء مبالاة وبالة وبالية. فإن قلت: لفظ البالة ليس مصدرًا لباليت فما وجهه؟ قلت: هو اسم لمصدره. وقيل: أصله بالية، فحذفت الياء تخفيفًا، "ك"(22/ 205)، ومرَّ الحديث (برقم: 4156) في "غزوة الحديبية".
(3)
بلفظ المجهول، "ع"(15/ 515).
(4)
قوله: (ما يتقى) على صيغة المجهول. قوله: "من فتنة المال" أي: من الابتلاء به، ومعنى الفتنة في كلام العرب: الابتلاء والاختبار، والفتنة: الإمالة عن القصد، ومنه قوله تعالى:{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} [الإسراء: 73] أي: ليميلونك، والفتنة أيضًا: الاحتراق، ومنه:{يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] أي: يحرقون. قوله: "وقول الله" بالجر عطفًا على قوله: "من فتنة المال"، وقد أخبر الله عن الأموال والأولاد أنها فتنة؛ لأنها تشغل الناس عن الطاعة، "ع"(15/ 515).
(5)
أي: من الابتلاء به، "ع"(15/ 515).
6435 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(1)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَعَسَ
(3)
عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ"
(4)
. [راجع: 2886].
6436 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(6)
، عَنْ عَطَاءٍ
(7)
، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ
"حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ" في نـ: "أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ"، وفي نـ:"أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَياشٍ". "عَنْ أبِي حَصِينٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ". "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "قَالَ النَّبِيُّ". "سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ".
===
(1)
بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية: عثمان بن عاصم، "ع"(15/ 516).
(2)
ذكوان الزيات، "ع"(15/ 516).
(3)
قوله: (تعس) بكسر المهملة وفتحها: هلك وسقط. و"عبد الدينار" أي: خادمه وطالبه كأنه عبد له. "والقطيفة": الدثار المخمل. و"الخميصة": الكساء الأسود المربع. و"أعطي" بلفظ المجهول، قال تعالى:{فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58]، كذا في "الكرماني"(22/ 205 - 206)، ومرَّ الحديث (برقم: 2886).
(4)
والمطابقة تؤخذ من معنى الحديث، "ع"(15/ 516).
(5)
هو: الضحاك، "ك"(22/ 206).
(6)
عبد الملك، "ع"(15/ 516).
(7)
هو: ابن أبي رباح، "ع"(15/ 516).
وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى
(1)
ثَالِثًا، وَلَا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ
(2)
إِلَّا التُّرَابُ
(3)
، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ"
(4)
. [راجع: 6437، أخرجه: م 1049، تحفة 5918].
6437 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(5)
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ
(7)
قَالَ:
"لَابْتَغَى ثَالِثًا" في نـ: "لَابْتَغَى لَهُمَا ثَالِثًا". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ"، وفي نـ:"وحدثني محمد".
===
(1)
قوله: (لابتغى) بالغين المعجمة من الابتغاء، وهو الطلب، "ع"(15/ 517)، وفي بعضها:"لابتغى لهما"، وعليه شرح الكرماني (22/ 206) حيث قال: فإن قلت: الابتغاء لا يستعمل باللام؟ قلت: هذا متعلق بقوله: "ثالثًا" أي: ثالثًا لهما أي: يثلثهُما. فإن قلت: كثير من ابن آدم يقنعون بما أعطاهم الله ولا يطلبون الزيادة؟ قلت: هذا حكم الجنس وبيان أنه لو خلي وطبعه لكان كذلك، فلا ينتقض بما كان على خلافه بسبب من الأسباب، انتهى.
(2)
أي: لا يزال حريصًا حتى يموت، "ط"(9/ 346).
(3)
والمراد من الحديث: ذم الحرص على الدنيا، "قس"(13/ 509).
(4)
قوله: (ويتوب الله على من تاب) من المعصية ورجع عنها أي: يوفقه للتوبة، أو يرجع عليه من التشديد إلى التخفيف، أو يرجع عليه بقبوله، "ك"(22/ 206)، "ع"(15/ 517). مطابقته للترجمة تؤخذ من معنى الحديث؛ لأنه عليه الصلاة والسلام أشار بهذا المثل إلى ذمِّ الحرص على الدنيا والشَّره على الازدياد، وهذه فتنة فيجب الأمن منها، "ع"(15/ 516).
(5)
هو: ابن سلام، "ع"(15/ 518).
(6)
هو: في اليونينية: "محمد بن المثنى"، وقيل: هو ابن سلام، "ك"(22/ 206). [وانظر "قس" (13/ 509)].
(7)
هو: ابن يزيد، "ك"(22/ 206)، "ع"(15/ 518).
أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِثْلَ وَادٍ
(1)
مَالًا لأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَهُ، وَلَا يَمْلأُ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(2)
: فَلَا أَدْرِي، مِنَ الْقُرْآنِ
(3)
هُوَ
(4)
أَمْ لَا؟ قَالَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ
(5)
ذَلِكَ
(6)
عَلَى الْمِنْبَرِ. [راجع: 6436].
6438 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ
(8)
، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
"أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ" في نـ: "أَنْبَأنَا ابْنُ جُرَيْجٍ". "سَمِعْتُ عَطَاءً" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً". "نَبِيَّ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"رَسُولَ اللهِ". "مِثْلَ وَادٍ" في هـ، ذ:"مِلْءَ وَادٍ". "فَسَمِعْتُ" في نـ: "وَسَمِعْتُ".
===
(1)
ويروى: ملء واد، "ع"(15/ 518).
(2)
وهو متصل بالسند المذكور، "ع"(15/ 518).
(3)
قوله: (من القرآن) أي: المنسوخ تلاوته، "ك"(22/ 206).
(4)
الحديث المذكور، "قس"(13/ 510).
(5)
قوله: (يقول ذلك) أي: عبد الله بن الزبير كان يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك، يعني: "لو أن لابن آدم
…
" إلخ، "ك" (22/ 206)، أي: بغير زيادة ابن عباس: "فلا أدري! من القرآن هو أم لا؟ ". وقال في "الكواكب": ويحتمل أن يراد به قوله: "لا أدري" أيضًا، "قس" (13/ 510).
(6)
الحديث المذكورَ، بغير زيادة قول ابن عباس، أو معها.
(7)
الفضل بن دكين، "ع"(15/ 518).
(8)
قوله: (ابن الغسيل) أي: مغسول الملائكة، حين استشهد وهو جنب، وهو: عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة. والغسيل:
سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ
(1)
فِي خُطْبَتِهِ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مُلِئَ مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا
(2)
، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا، وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ". [تحفة 5267].
6439 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، وَلَنْ يَمْلأَ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ
(5)
، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ
"عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"عَلَى الْمِنْبَرِ بِمَكَّةَ". "يَا أَيُّهَا النَّاسُ" في نـ: "أَيُّهَا النَّاسُ". "مُلِئَ" في نـ: "مَلْأً"، وفي نـ:"مَلْآ"، وفي ذ:"مَلْآنَ". "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ" في ذ: "أَنَّ النَّبِيَّ". "أَحَبَّ" في سـ، حـ، ذ:"لأَحَبَّ". "لَنْ يَمْلأَ" في نـ: "لا يَملأُ".
===
هو حنظلة، كذا في "ك"(22/ 206 - 207)، "تق" [رقم: 3912]، "ع"(15/ 518).
(1)
لأبي ذر، "قس"(13/ 510).
(2)
أي: واديًا ثانيًا، "ع"(15/ 518).
(3)
ابن كيسان، "ع"(15/ 518).
(4)
محمد بن مسلم، "ع"(15/ 518).
(5)
قوله: (ولن يملأ فاه إلَّا التراب) عبّر في الأولى والثالثة: بالجوف، وفي الثانية: بالعين، وفي الأخيرة: بفاه، وعند الإسماعيلي من رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج: بالنفس، وعند أحمد من حديث أبي واقد: بالبطن، قال في "الكواكب": ليس المراد الحقيقة في عضو بعينه
تَابَ". [أخرجه: ت 2337، تحفة 1508].
6440 -
وَقَالَ لَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(1)
: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ
(2)
، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيٍّ
(3)
: كُنَّا نُرَى
(4)
هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ: {أَلْهَاكُمُ} [التكاثر: 1]. [تحفة 7].
"{أَلْهَاكُمُ} في نـ: "{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ".
===
بقرينة عدم الانحصار في التراب إذ غيره يملؤه أيضًا، بل هو كناية عن الموت؛ لأنه مستلزم للامتلاء، فكأنه قال: لا يشبع من الدنيا حتى يموت؛ فالغرض من العبارات كلِّها واحد. قال في "الفتح": وهذا يحسن فيما إذا اختلفت مخارج الحديث، وأما إذا اتحدت فهو من تصرف الرواة، ثم نسبة الامتلاء للجوف واضحة، والبطن بمعناه، وأما النفس فعبر بها عن الذات، وأطلق الذات وأراد البطن من باب إطلاق الكل وإرادة البعض، ويحتمل أن يكون المراد بالنفس العين، وأما النسبة إلى الفم فلكونه طريق الوصول إلى الجوف، وأما العين فلأنها الأصل في الطلب لأنه يرى ما يعجبه فيطلبه ليحوزه إليه، وخصَّ البطن في أكثر الروايات، لأن أكثر ما يطلب المال لتحصيل المستلذات أكثرها يكون للأكل والشرب، "قس"(13/ 511).
(1)
هشام بن عبد الملك، وشيخه حماد بن سلمة، ولم يعدوه فيمن أخرج له البخاري موصولًا، بل علَّم المزي على هذا السند في "الأطراف" علامة التعليق وليس بجيد؛ لأن قوله:"قال لنا" ظاهر في الوصل، "ف"(11/ 256).
(2)
البناني، "ع"(15/ 519).
(3)
ابن كعب، "ع"(15/ 519).
(4)
قوله: (كنا نرى) بضم النون أي: كنا نظن، ويجوز فتحها من الرأي أي: كنا نعتقد. قوله: "هذا" لم يبين المشار إليه، وقد بينه الإسماعيلي
11 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا الْمَالُ حُلْوَةٌ
(1)
خَضِرَةٌ"
"هَذَا الْمَالُ" في نـ: "إِنَّ هَذَا الْمَالَ". "حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ" في نـ: "خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ".
===
حيث قال في روايته: كنا نرى هذا الحديث من القرآن: "لو كان لابن آدم وادٍ" الحديث، حتى نزلت:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1 - 8]. قيل: ما وجه التخصيص بسورة التكاثر وهي ليست ناسخة له، إذ لا معارضة بينهما؟ وأجيب: بأن شرط نسخ الحكم المعارضة، وأما نسخ اللفظ فلا يشترط فيه ذلك، فمقصوده أنه لما نزلت السورة التي هي بمعناه أعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسخ تلاوته والاكتفاء بما هو في معناه، وأما موافقة المعنى فلأن بعضهم فسر زيارة القبور بالموت، يعني: شغلكم التكاثر في الأموال إلى أن متم. وقيل: يحتمل أن يقال: معناه: كنا نظن أنه قرآن حتى نزلت السورة التي في معناه، فحين المقايسة بينهما عرَّفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه ليس قرآنًا، فلا يكون من باب النسخ في شيء، والله أعلم. وقيل: كان قرآنًا، ونسخت تلاوته لما نزلت:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} فاستمرت تلاوتها، فكانت ناسخة لتلاوة ذلك. ومن هذا القبيل ما رواه أحمد من حديث أبي واقد الليثي قال:"كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه فيحدثنا، فقال ذات يوم: إن الله قال: إنما أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم واد لأحب أن يكون له ثان" الحديث، وهذا ظاهر في أنه عليه الصلاة والسلام أخبر به عن الله تعالى على أنه من القرآن، إلَّا أنه يحتمل أن يكون من الأحاديث القدسية، فعلى الوجه الأول نسخت تلاوته قطعًا، وإن كان حكمه مستمرًّا، "ع"(15/ 519).
(1)
أي: في الحسن والنضارة وسرعة الفناء، وكالفاكهة الخضرة، "مجمع"(2/ 57).
وَقَالَ اللَّهُ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ
(1)
(2)
وَالْبَنِينَ
(3)
} إلَى قَولِهِ: {مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [آل عمران: 14]. وَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ
(4)
إِلَّا أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنْتَ لَنَا
(5)
، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أنْفِقَهُ فِي حَقِّهِ.
6441 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(6)
قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ
(7)
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ،
"وَقَالَ اللَّهُ" في ذ: "وَقَوله تَعَالَى". "إلَى قَولِهِ: {مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} " في نـ: "الآية". "وَقَالَ عُمَرُ" ثبتت الواو في ذ، وفي نـ:"وَقَالَ عُثْمَانَ". "بِمَا زَيَّنْتَ" كذا في ذ، وفي نـ:"بِمَا زَيَّنْتَهُ".
===
(1)
بدأ في الآية بالنساء؛ لأنهن أشد الأشياء فتنة للرجال، "ف"(11/ 258).
(2)
قوله: (من النساء) وإذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة" الحديث [م: 1467]، "عيني"(15/ 520).
(3)
لا يخلو حبهم إما أن يكون للتفاخر والزينة فهو داخل فيها، وإما أن يكون لتكثير النسل وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا محمود وممدوح كما في الحديث، "فإني مكاثر بكم الأمم" [د: 2050]، "عيني"(15/ 520).
(4)
يعني: أن الفرح بما زينته طبعي، فلا نستطيع الخروج منه فنسأل أن توفقنا لصرفها إلى مصارفها التي هي حق صرفها، "قس".
(5)
في الأثر إشارة إلى أن فاعل التزيين المذكور في الآية هو الله تعالى، "ف"(11/ 259).
(6)
ابن عيينة، "ع"(15/ 521)، "ف"(11/ 259).
(7)
ابن الزبير، "ع"(15/ 521).
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا الْمَالُ -وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ
(2)
لِي: يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ- خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ
(3)
نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ
(4)
، وَالْيَدُ الْعُلْيَا
(5)
خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى"
(6)
. [راجع: 1472].
12 - بَابٌ
(7)
مَا قَدَّمَ
(8)
مِنْ مَالِهِ فَهُوَ لَهُ
(9)
6442 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(10)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ:
"بِإِشْرَافِ نَفْسٍ" في نـ: "بِإِشْرَافٍ". "حَدَّثَنَا عُمَرُ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنِي عُمَرُ". "حَدَّثَنَا أَبِي" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنِي أَبِي".
===
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 2750، 3143).
(2)
القائل حكيم بن حزام، "ع"(15/ 521).
(3)
الإشراف على الشيء: الاطلاع عليه والتعرض له بنحو بسط اليد، "ك"(22/ 208).
(4)
أي: كمن به الجوع الكاذب، وقد يسمى بجوع الكلب كلما ازداد أكلًا ازداد جوعًا، "ع"(15/ 521).
(5)
أي: المنفقة، وقيل: هي المتعففة، "ك"(22/ 208).
(6)
أي: السائلة أو الآخذة، وقيل: المانعة، "مجمع"(3/ 672).
(7)
بالتنوين، "ع".
(8)
الضمير للإنسان المكلف، وحذف للعلم به، "ف"(11/ 260).
(9)
أي: يجد ثوابه يوم القيامة، "ع"(15/ 522).
(10)
ابن غياث، "ع"(15/ 522).
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(1)
، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ
(2)
التَّيْمِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
(3)
: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ "
(4)
. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ. قَالَ: "فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ
(5)
(6)
، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ". [أخرجه: س 3612، تحفة 9192].
"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ".
===
(1)
سليمان، "ع"(15/ 522).
(2)
ابن يزيد، "ع"(15/ 522).
(3)
أي: ابن مسعود، "ع"(15/ 522).
(4)
قوله: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله) أي: أن الذي يخلفه الإنسان من المال، وإن كان هو في الحال منسوبًا إليه، فإنه باعتبار انتقاله إلى وارثه يكون منسوبًا للوارث، فنسبته للمالك في حياته حقيقية، ونسبته للوارث في حياة المورث مجازية، ومن بعد موته حقيقية. قوله:"فإن ماله ما قدم" أي: هو الذي يضاف إليه في الحياة وبعد الموت بخلاف المال الذي يخلفه، "ف"(11/ 260).
(5)
المراد بالتقديم صرف ماله قبل [موته] في مواضع القربات، "ع"(15/ 522).
(6)
قوله: (فإن ماله ما قدم
…
) إلخ، لا يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم لسعد:"إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة"؛ لأن حديث سعد محمول على من تصدق بماله كلِّه أو معظمه في مرضه، وحديث ابن مسعود في حق من يتصدق في صحته، "ف"(11/ 260).
13 - بَابٌ
(1)
الْمُكْثِرُونَ
(2)
هُمُ الأَقَلُّونَ
(3)
وَقَوْلُهُ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
(4)
"هُمُ الأَقَلُّونَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"هُمُ الْمُقِلُّونَ".
===
(1)
بالتنوين، "قس"(13/ 517).
(2)
في المال، "ع"(15/ 522).
(3)
في الثواب.
(4)
قوله: ({مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}) اختلف في الآية فقيل: هي على عمومها في الكفار وفيمن يرائي بعمله من المسلمين، وقد استشهد بها معاوية لصحة الحديث الذي حدث به أبو هريرة مرفوعًا في المجاهد والقارئ والمتصدق، لقوله تعالى لكل منهم:"إنما عملتَ ليقال فقد قيل"، فبكى معاوية لما سمعٍ هذا الحديث ثم تلا هذه الآية، أخرجه الترمذي (ح: 2304) مطولًا، وأصله عند مسلم [ح: 1905]. وقيل: بل هي في حق الكفار خاصة، بدليل الحصر في قوله في الآية التي تليها:{أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ} الآية [هود: 16]، والمؤمن في الجملة مآله إلى الجنة بالشفاعة أو مطلق العفو، والوعيد في الآية بالنار وإحباط العمل وبطلانه للكفار. وأجيب عن ذلك: بأن الوعيد بالنسبة إلى ذلك العمل الذي وقع بالرياء فقط فيجازى فاعله بذلك إلَّا أن يعفو الله عنه، وليس المراد إحباط جميع أعماله الصالحة التي لم يقع فيها رياء. فالحاصل: أن من أراد بعمله ثواب الدنيا عجل له وجوزي في الآخرة بالعذاب؛ لتجريده قصدَه إلى الدنيا وإعراضه عن الآخرة. وقيل: نزلت في المجاهدين خاصة، "ف"(11/ 261)، أي: الذين جاهدوا من المنافقين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسهم لهم [من] الغنائم، "ع"(15/ 523)، وهو ضعيف، وعلى تقدير ثبوته فعمومها شامل لكل مُراءٍ، وعمومُ قوله:{نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} أي: في الدنيا مخصوص بمن لم يقدر الله له ذلك، لقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا
وَزِينَتَهَا
(1)
} إِلَى قَولِه: {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15 - 16].
6443 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ
(2)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي وَحْدَهُ، لَيْسَ مَعَهُ إِنْسَانٌ قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَدٌ، فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ الْقَمَرِ
(3)
فَالْتَفَتَ
"إِلَى قَولِه: {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} " في ذ: "الآيتان"، وفي نـ:" {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ} الآية". "جَرِيرٌ" في نـ: "جرير بن عبد الحميد". "لَيْسَ مَعَهُ" في نـ: "وليس معه". "فَجَعَلْتُ" في نـ: "قال: فجعلت".
===
لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} [الإسراء: 18]، فعلى هذا التقييد يحمل ذلك المطلق، وبهذا يندفع إشكال من قال: قد يوجد بعض الكفار مقترًا عليه في الدنيا غير موسع عليه من المال أو من الصحة أو من طول العمر، بل قد يوجد من هو منحوس الحظ من جميع ذلك، كمن قيل في حقه:{خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: 11].
ومناسبة ذكر الآية في الباب لحديثه أن في هذا الحديث إشارة إلى أن الوعيد الذي فيها محمول على التأقيت في حق من وقع له ذلك من المسلمين لا على التأبيد، لدلالة الحديث على أن مرتكب جنس الكبيرة من المسلمين يدخل الجنة، وليس فيه ما ينفي أنه قد يعذب قبل ذلك. كما أنه ليس في الآية ما ينفي أنه قد يدخل الجنة بعد التعذيب على معصية الرياء، "ف"(11/ 261 - 262).
(1)
قوله: ({وَزِينَتَهَا}) وفي رواية أبي زيد بعد قوله: زينتها: " {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} الآية"، "ف"(11/ 261).
(2)
مصغر، ضد الخفض، "ك"(22/ 209).
(3)
أي: المكان الذي ليس للقمر فيه ضوء، وإنما مشى خلفه لاحتمال أن يطرأ له صلى الله عليه وسلم حاجة فيكون قريبًا منه، "قس"(13/ 518).
فَرَآنِي فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟ "
(1)
. قُلْتُ: أَبُو ذَرٍّ
(2)
جَعَلَنِي اللَّهُ فَدَاكَ. قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالَهْ"
(3)
. فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَالَ: "إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا
(4)
، فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ، وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا". قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَالَ لِي: "اجْلِسْ هَا هُنَا". قَالَ: فَأَجْلَسَنِي فِي قَاعِ حَوْلَهُ حِجَارَةٌ فَقَالَ لِي: "اجْلِسْ هَا هُنَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ". قَالَ: فَانْطَلَقَ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى لَا أَرَاهُ، فَلَبِثَ عَنِّي فَأَطَالَ اللُبْثَ، ثُمَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُقْبِلٌ وَهُوَ يَقُولُ:"وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى"، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ مَنْ تُكَلِّمُ فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ؟! مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرْجِعُ إِلَيْكَ شَيْئًا. قَالَ: "ذَاكَ جِبْرَئِيلُ، عَرَضَ لِي فِي
"قُلتُ: أَبُو ذَرٍّ" في ذ: "فَقُلتُ: أَبُو ذَرٍّ". "فَدَاكَ" في نـ: "فِدَاءَكَ". "تَعَالَهْ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"تَعَالَ". "فَمَشَيْتُ" في نـ: "قَالَ: فَمَشَيْتُ". "يَرْجِعُ" في هـ، ذ:"يَرُدُّ". "ذَاكَ" كذا في ذ، وفي نـ:"ذَلِكَ".
===
(1)
كأنه رأى شخصه فلم يتميز له، "ف"(11/ 262).
(2)
أي: أنا أبو ذر، "ع"(15/ 524).
(3)
أمر بهاء السكت، "ع"(15/ 524).
(4)
قوله: (خيرًا) أي: مالًا، كقوله تعالى:{إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} [البقرة: 180]. "ونفح" بالمهملة يقال: نفح فلانًا بشيء أي: أعطاه، والنفحة: الدفعة. و"القاع": أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال. "والحرة" بفتح المهملة: أرض ذات حجارة سود. و"دخل الجنة" أي: كان مصيره إليها وإن نالته عقوبة، جمعًا بينه وبين مثل {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} [الجن: 23] من الآيات الموعدة للفساق، "كرماني"(22/ 209 - 210) و"عيني"(15/ 524).
جَانِبِ الْحَرَّةِ، قَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ، أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: يَا جِبْرَئِيلُ، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟! قَالَ
(1)
: نَعَمْ. قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى
(2)
؟! قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟! قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ". [راجع: 1237، أخرجه: م 94، ت 2644، سي 1121، تحفة 11915].
- قَالَ النَّضْرُ
(3)
: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابتٍ وَالأَعْمَشُ
(4)
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ بِهَذَا
(5)
، وعَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ نَحْوَ ذَلِكَ.
"قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟! قَالَ: نَعَمْ" ثبت في سـ، -أي ثلاث مراتٍ-. "حَدَّثَنَا حَبِيبُ" في نـ:"وَحَدَّثَنَا حَبِيبُ"، وفي نـ:"قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ". "قَالُوا" في نـ: "قَالَ". "حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ" في نـ: "عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ".
===
(1)
جبريل.
(2)
قوله: (وإن سرق وإن زنى) بتكرير: "وإن سرق وإن زنى" مرتين، وللمستملي ثلاثًا، و [زاد] بعد الثالثة:"وإن شرب الخمر"، والحديث سبق بزيادة ونقصان في "الاستقراض" [ح: 2388] و"الاستئذان"[ح: 6268]، وأخرجه مسلم في "الزكاة" [ح: 94]، والترمذيُّ في "الإيمان" [ح: 2625]، والنسائيُّ في "اليوم والليلة"، "قس"(13/ 519).
(3)
هو ابن شميل، "ع"(15/ 524).
(4)
سليمان.
(5)
قوله: (بهذا) أي: بهذا الحديث، فصرح الثلاثة بالتحديث عن زيد بن وهب فأمن تدليس الأولين، على أنه لو روي من رواية شعبة بغير تصريح لأمن فيه من التدليس؛ لأنه كان لا يحدث عن شيوخه إلَّا بما لا تدليس فيه،
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: وَحَدِيثُ أَبِي صَالِحِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مُرْسَلٌ، لَا يَصِحُّ
(2)
، إِنَّمَا أَوْرَدْنَاه لِلْمَعْرِفَةِ
(3)
، وَالَصَّحِيحُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ. قَالَ: اضْرِبُوا عَلَى حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ. قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ:
"قَالَ: قُلْتُ" في نـ: "قِيلَ".
===
ولأبي ذر: "عن زيد بن وهب". وقوله: "بهذا"[أي] الحديث المذكور. واعترض الإسماعيلي بأنه ليس في حديث شعبة قصة المكثرين والمقلين، وإنما فيه قصة من مات لا يشرك بالله شيئًا؟ وأجيب: بأنه واضح على طريقة أهل الحديث؛ لأن مراده أصل الحديث؛ فإن الحديث المذكور في الأصل يشتمل على ثلاثة أشياء: "ما يسرني أن لي أحدًا ذهبًا"، وحديث المكثرين والمقلين، و"من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة"؛ فيجوز إطلاق الحديث على كل واحد من الثلاثة إذا أفرد، فقول البخاري:"بهذا" أي: بأصل الحديث لا خصوص اللفظ المساق. وتعقبه العيني: بأن الإطلاق في موضع التقييد غير جائز، وقوله:"بهذا" أي: بأصل الحديث غير سائغ؛ لأن الإشارة بلفظ "هذا" تكون للحاضر، والحاضر هو اللفظ المساق، "قس"(13/ 519).
(1)
أي: البخاري.
(2)
قوله: (لا يصح) قال صاحب "التلويح": فيه نظر، فإن النسائي أخرجه بسند صحيح على شرط مسلم، "قس"(13/ 520).
(3)
قوله: (إنما أوردناه للمعرفة) أي: لِيُعْرَفَ أنه قد روي عنه لا لأنه يحتج به، وكذلك ما روى عطاء بن يسار عن أبي الدرداء مرسل أيضًا، وحاصله: أن الحديث من المسانيد بطريق أبي ذر، وهو من المراسيل بطريق أبي الدرداء، "ك"(22/ 211)، وقد سقط قوله:"وقال أبو عبد الله: حديث أبي صالح" إلى آخر قوله: "إذا مات قال: لا إله إلَّا الله، عند الموت" لأبي ذر كأكثر الأصول. وذكره الحافظ ابن حجر عقب الحديث الأول من الباب اللاحق، قال: وثبت ذلك في نسخة الصغاني، "قس"(13/ 520).
حَدِيثُ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: مُرْسَلٌ أَيْضًا لَا يَصِحُّ
(1)
، وَالصَّحِيحُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(2)
: هَذَا
(3)
إِذَا تَابَ وَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ.
14 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا"
(4)
6444 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ
(5)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ
(6)
فَاسْتَقْبَلَنَا
(7)
أُحُدٌ
(8)
فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ". فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "مَا يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هَذَا
"إِذَا تَابَ وَقَالَ" في نـ: "إِذَا مَاتَ قَالَ". "أَنَّ لِي أُحُدًا" كذا في ذ، وفي نـ:"أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ". "فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ" كذا في ذ، وفي نـ:"قُلْتُ: لَبَّيْكَ".
===
(1)
قال صاحب "التلويح": فيه نظر؛ لأن الطبراني قد أخرجه بسند جيد، "ع"(15/ 526).
(2)
هو البخاري، "ع"(15/ 526).
(3)
أي: حديث أبي الدرداء، "قس"(13/ 520).
(4)
كذا لأبي ذر، ولغيره:"أن لي مثل أحد ذهبًا".
(5)
سليمان.
(6)
أرض ذات حجارة سود، "ع"(2/ 646).
(7)
بفتح اللام، "قس"(13/ 521).
(8)
جبل بقرب المدينة.
ذَهَبًا، تَمْضِي عَلَيَّ
(1)
ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلَّا شَيْءٌ أُرْصِدُهُ
(2)
لِدَيْنٍ، إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ
(3)
هَكَذَا
(4)
وَهَكَذَا وَهَكَذَا"، عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ. ثُمَّ مَشَى ثُمَّ قَالَ: "أَلا إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ
(5)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ قَالَ: هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا - عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ -، وَقَلِيلٌ مَا
(6)
هُمْ". ثُمَّ قَالَ لِي: "مَكَانَكَ
(7)
لَا تَبْرَحْ
(8)
"تَمْضي" في نـ: "يَمْضِي". "ثَالِثَةٌ" في نـ: "ثَلاثَةٌ". "إِلَّا شَيْءٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"إِلَّا شَيئًا". "ثمَّ قَالَ" كذا في ذ، وفى ت:"فَقَالَ". "أَلا إِنَّ الأَكْثَرِينَ" في نـ: "إِنَّ الأَكْثَرِينَ". "هُمُ الأَقَلُّونَ" في نـ: "هُمُ الْمُقِلُّونَ".
===
(1)
بالتشديد، "قس"(13/ 521).
(2)
أي: أعده، "مجمع"(2/ 334).
(3)
قوله: (إلَّا أن أقول به في عباد اللّه) هو استثناء بعد استثناء، فيؤخذ منه أن نفي محبة المال مقيدة بعدم الإنفاق، فيلزم محبة وجوده مع الإنفاق، فما دام الإنفاق مستمرًا لا يكره وجود المال، وإذا انتفى الإنفاق ثبتت كراهية وجود المال، ولا يلزم من ذلك كراهية حصول شيء آخر ولو كان قدر أُحدٍ أو أكثر مع استمرار الإنفاق، "فتح الباري"(11/ 265).
(4)
أي: أصرفه، "ك"(22/ 211).
(5)
قوله: (إن الأكثرين هم الأقلون) وفي بعضها: "هم المقلون" معناه: المكثرون من المال هم المقلون في الثواب، كما مرّ. [انظر "العيني" (15/ 522)].
(6)
كلمة "ما" زائدة مؤكدة للقلة، "ع"(15/ 527).
(7)
أي: الزم مكانك، "ع"(15/ 527).
(8)
تأكيد لما قبله.
حَتَّى آتِيَكَ"، ثُمَّ انْطَلَقَ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ حَتَّى تَوَارَى، فَسَمِعْتُ صَوْتًا قَدِ ارْتَفَعَ، فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُ فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ لِي: "لَا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ"، فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى أَتَانِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتًا تَخَوَّفْتُ، فَذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ: "وَهَلْ سَمِعْتَهُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "ذَاكَ جِبرَئِيلُ أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ". قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ " قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ". [راجع: 1237، أخرجه: م 94، ت 2644، سي 1121، تحفة 11915].
6445 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، وَقَالَ اللَّيثُ
(2)
: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا لَسَرَّنِي
(3)
أَنْ لَا يَمُرَّ عَلَيَّ ثَلَاثُ لَيَالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ،
"عَرَضَ" كذا في ذ، وفي ف:"قَدْ عَرَضَ". "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ". "عَلَيَّ " في ذ: "بِي".
===
(1)
هو: ابن سعيد الحبطي، اختلف في توثيقه، "ع"(15/ 528).
(2)
أراد البخاري بإيراده تقوية رواية أحمد بن شبيب، "ف"(11/ 268).
(3)
باللام قبل السين، "قس"(13/ 523).
إِلَّا شَيْءٌ أُرْصُدُهُ
(1)
لِدَيْنٍ". [راجع: 2389].
15 - بَابٌ
(2)
الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ
(3)
وَقَوْلُهُ: {أَيَحْسَبُونَ
(4)
أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {عَامِلُونَ} [المؤمنون: 55 - 63].
"إِلَّا شَيْءٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"إِلَّا شَيْئًا" - بالنصب، ولأبي ذر بالرفع، فالنصب لأن المستثنى منه مقيد خاص، والرفع لأن المستثنى منه في سياق النفي، ووقع تفسير الشيء في رواية بالدينار، "قسطلاني" 13/ 523 - .
===
(1)
قوله: (أرصده) بضم الهمزة أي: أعده وأحفظه، "عيني" (15/ 527). قال القسطلاني (13/ 521): بفتح الهمزة وضم الصاد، أو بضم الهمزة وكسر الصاد.
(2)
بالتنوين، "قس"(13/ 523).
(3)
قوله: (الغنى غنى النفس) سواء كان المتصف بذلك قليل المال أو كثيره، والغنى: بكسر أوله مقصور، وقد يمدّ في ضرورة الشعر، وبفتح أوله مع المد: هو الكفاية، "ف"(11/ 271)، "ع"(15/ 528).
(4)
قوله: ({أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {عَامِلُونَ}) ولأبي ذر: "إلى {عَامِلُونَ} . وهذه الجملة من ابتداء قوله: {أَيَحْسَبُونَ} إلى {عَامِلُونَ} تسمع آيات، ساقها الكرماني كلَّها: قال تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} [المؤمنون: 55 - 63]، ثم قال الكرماني
قَالَ ابْنُ عُيَينَةَ
(1)
: لَمْ يَعْمَلُوهَا، لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَعْمَلُوهَا.
6446 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
(3)
قَالَ:
===
(22/ 212 - 213): غرض البخاري من ذكر الآية أن المال مطلقًا ليس خيرًا، وأما كلام سفيان بن عيينة فهو تفسير لقوله تعالى:{وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} ، انتهى.
وقال في "الفتح"(11/ 271 - 272): والمعنى: أتظنون أن المال الذي نرزقهم إياه لكرامتهم علينا؟ إن ظنوا ذلك أخطئوا، بل هو استدراج، كما قال تعالى:{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} . والإشارة في قوله: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا} [المؤمنون: 63] أي: من الاستدراج المذكور. وأما قوله: {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} فالمراد به ما يستقبلون من الأعمال من كفر أو إيمان، وإلى ذلك أشار ابن عيينة في تفسيره بقوله: لم يعملوها، لا بد أن يعملوها، وقد سبقه إلى مثل ذلك أيضًاا لسدي وجماعة فقالوا: المعنى كتبت عليهم أعمال سيئة لا بد أن يعملوها قبل ليحق عليهم كلمة العذاب.
ثم مناسبة الآية للحديث أن خيرية المال ليست لذاته بل بحسب ما يتعلق به وإن كان يسمى خيرًا في الجملة، وكذلك صاحب المال الكثير ليس غنيًّا لذاته بل بحسب تصرفه فيه؛ فإن كان في نفسه غنيًا لم يتوقف في صرفه في الواجبات والمستحبات من وجوه البر والقربات، وإن كان في نفسه فقيرًا أمسكه وامتنع من بذله فيما أمر به خشية من نفاده، فهو في الحقيقة فقير صورة ومعنى، وإن كان المال تحت يده؛ لكونه لا ينتفع به لا في الدنيا ولا في الآخرة، بل ربما كان وبالًا عليه، انتهى.
(1)
سفيان، "ك"(22/ 213).
(2)
الكوفي، "ع"(15/ 529).
(3)
هو: ابن عياش القاري الكوفي، "ع"(15/ 529).
حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ
(1)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ
(3)
(4)
، وَلَكِنَّ الْغِنَى
(5)
غِنَى النَّفْسِ". [أخرجه: ت 2337، تحفة 12845].
16 - بَابُ
(6)
فَضْلِ الْفَقْرِ
6447 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
"بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية: عثمان، "ك"(22/ 213).
(2)
ذكوان الزيات، "ع"(15/ 529).
(3)
بفتحتين: حطام الدنيا، وبالسكون: المتاع، "ك"(22/ 213)، "ع"(15/ 530).
(4)
قوله: (العرض) هو بفتح الراء قيل: هو ما يُجْمَعُ من متاع الدنيا، يريد كثرة المال، كذا قاله القاضي في "المشارق". وقال ابن فارس في "المقاييس" وذكر هذا الحديث: إنما سمعناه بسكون الراء، وهو كل ما كان من المال غير نقد، وجمعه عروض، فأما العرض بفتح الراء فما يصيبه الإنسان من حظه في الدنيا، قال تعالى:{تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا} [الأنفال: 67]، {وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} [الأعراف: 169]، "تنقيح"(3/ 1186).
(5)
قوله: (ولكن الغنى
…
) إلخ، أي: ليس الغناء الحقيقي المعتبر هو من كثرة المال بل هو من استغناء النفس وعدم الحرص على الدنيا، ولهذا ترى كثيرًا من المتمولين فقير النفس مجتهدًا في الزيادة، فهو لشدة شرهه وشدة حرصه على جمعه كأنه فقير، وأما غني النفس فهو من باب الرضى بقضاء اللّه، لعلمه أن ما عند اللّه لا ينفد وهو خير له، لأن ما قضى به لأوليائه فهو الخيار، "ك"(22/ 213).
(6)
سقط لفظ "باب" لأبي ذر، فـ "فضل "مرفوع، "قس"(13/ 525).
(7)
هو: ابن أبي أويس، "ع"(15/ 535).
أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ
(2)
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ: "مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟ " فَقَالَ: رَجُل مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا وَالَلَّهِ حَرِيٌّ
(3)
إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ
(4)
. قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ
(5)
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ
(6)
إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ: أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(7)
: "هَذَا
(8)
خَيْرٌ
(9)
مِنْ
"فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ " في ذ: "فَسَكَتَ النَّبِيُّ". "مَرَّ رَجُلٌ" في هـ، ذ:"مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ".
===
(1)
اسمه: سلمة بن دينار، "ع"(15/ 530).
(2)
لم يسم، "مق" (ص: 335).
(3)
أي: جدير ولائق، "ك"(22/ 214)، "ع"(15/ 530).
(4)
أي: يقبل شفاعته، "ك"(22/ 214).
(5)
لم يسم، "مق" (ص: 335).
(6)
أي: جدير.
(7)
وقد مرَّ الحديث (برقم: 5091) في "كتاب النكاح".
(8)
قيل: اسم المارّ: جعيل بن سراقة، كذا في "ع"(15/ 531)، "ف"(11/ 277).
(9)
قوله: (هذا خير
…
) إلخ، فيه: فضيلة للفقر كما ترجم به، لكن لا حجة فيه لتفضيل الفقير على الغني كما قال ابن بطال: لأنه إن كان فضل عليه لفقر فكان ينبغي أن يقول: خير من ملْءِ الأرض مثله لا فقير فيهم، وإن كان لفضله فلا حجة فيه، قلت: يمكنهم أن يلتزموا الأول والحيثية مرعية،
مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ
(1)
هَذَا"
(2)
. [راجع: 5091].
6448 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِل قَالَ: عُدْنَا
(4)
خَبَّابًا فَقَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ
(5)
صلى الله عليه وسلم نُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْخُذْ مِنْ أَجْرهِ شَيْئًا
(6)
، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ
(7)
قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ
(8)
، وَتَرَكَ نَمِرَةً
(9)
فَإِذَا غَطَّينَا رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ،
"مِثْلَ هَذَا" في هـ، ذ:"مِنْ مِثْلِ هَذَا".
===
لكن يتبين من سياق طرق [القصة] أن جهة تفضيله إنما هي لفضله بالتقوى، "ف"(11/ 178).
(1)
بكسر اللام ويجوز نصبها على التمييز.
(2)
الرجل الغني.
(3)
ابن عيينة.
(4)
من العيادة.
(5)
قوله: (هاجرنا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم) والمراد بالمعية الاشتراك في حكم الهجرة؛ إذ لم يكن معه إلَّا أبو بكر وعامر بن فهيرة. قوله: "نريد به وجه اللّه" ويروى: "نبتغي به وجه اللّه" أي: جهة ما عنده من الثواب لا جهة الدنيا، "ف" (11/ 278). قوله: ["لَمْ يَأخُذْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا" وفي روايته المتقدمة في "الجنائز"(رقم: 1276): " "لم يأكل من أجره شيئًا" أي: من عرض الدنيا، فإن قلت: الأجر ثواب الآخرة. قلت: نَعَمْ، نعمُ الدنيا أيضًا من جملة الخير والأجر، "ع" (15/ 531)، "ك" (22/ 214).
(6)
أي: من عرض الدنيا، "ع"(15/ 531).
(7)
يجتمع مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قصي، "ع"(15/ 531).
(8)
أي: شهيدًا، "ع"(15/ 531).
(9)
هي إزار من صوف مخططة، أو بردة.
وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيهِ بَدَا رَأْسُهُ، فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ، وَنَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ
(1)
لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدُبُهَا
(2)
. [راجع: 1276].
6449 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(3)
قَألَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ
(4)
بْنُ زَرِيرٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ
(6)
، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اطَّلَعْتُ
(7)
فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ".
تَابَعَهُ أَيُّوبُ
(8)
وَعَوْفٌ
(9)
. وَقَالَ صَخْرٌ
(10)
وَحَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ: عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. [راجع: 3241].
"غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ " في نـ: "غَطَّينَا رِجْلَهُ". "مِنَ الإِذْخِرِ" في نـ: "شَيْئًا من الإذخر".
===
(1)
أي: حان قطافها، واليانع: النضيج، "ك"(22/ 214)، "خ".
(2)
بالفتح وبكسر الدال وضمها أي: يجتنيها ويقطفها، "خ"، ومرَّ الحديث (برقم: 1276).
(3)
هو: هشام بن عبد الملك، "ع"(15/ 532).
(4)
بفتح المهملة وسكون اللام.
(5)
بتقديم المنقوطة على غير المنقوطة، على وزن عظيم.
(6)
هو العطاردي.
(7)
أي: أشرفت.
(8)
هو: السختياني.
(9)
المشهور بالأعرابي.
(10)
ابن جويرية البصري.
6450 -
حَدَّثَنَا
(1)
أَبُو مَعْمَرٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمْ يَأْكُلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خُوَانٍ
(4)
حَتَّى مَاتَ، وَمَا أَكَلَ خُبزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ. [راجع: 5386، أخرجه: ت 2363، س في الكبرى 6638، ق 3293، تحفة 1174].
6451 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(5)
بْنُ أَبِي شَيبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَا فِي رَفِّي مِنْ شَيْءٍ
(7)
"رَفِّي" في نـ: "بَيْتِي".
===
(1)
مرَّ الحديث مع بعض متعلقاته (برقم: 5386).
(2)
هو: عبد الله بن محمد بن عمرو بن حجاج، "ف"(11/ 280).
(3)
ابن سعيد البصري.
(4)
بكسر المعجمة وضمها: وهو ما يؤكل عليها الطعام عند أهل التنعم، "ع"(15/ 532).
(5)
هو: أبو بكر، وأبو شيبة جده لأبيه، وهو: ابن محمد بن أبي شيبة واسمه إبراهيم، "ف"(11/ 285).
(6)
اسمه حماد بن أسامة.
(7)
قوله: (وما في رفِّي من شيء) الرف بفتح الراء وتشديد الفاء: خشبة عريضة يغرز طرفاها في الجدار، وهو شبه الطاق في البيوت، فإن قلت: مرَّ في "البيع" في "باب الكيل" أنه صلى الله عليه وسلم قال: "كيلوا طعامكم يبارك لكم"، وتعقيب لفظ "فَنِيَ" بعد "كِلْتُه" هنا مشعر بأن الكيل سبب عدم البركة؟ قلت: البركة عند البيع وعدمها عند النفقة، أو: المراد أن يكيله بشرط أن يبقى الباقي مجهولًا. واعلم أن الأمة طائفتان: القائلون بان الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر والقائلون بالعكس، فالطائفة الأولى قالوا: ليس في الأحاديث ما يوجب أفضلية الفقراء؛
يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ
(1)
، إِلَّا شَطْرُ
(2)
شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي، فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ، فَفَنِيَ. [راجع: 3097].
===
إذ حديث سهل يحتمل أن يكون خيريته لفضيلة أخرى فيه كالإسلام، وحديث خباب ليس فيه ما يدل على فضله فضلًا عن أفضليته؛ إذ المقصود منه أن من بقي منهم إلى حين فتح البلاد ونالوا من الطيبات خشوا أن يكون قد عُجِّل لهم أجر طاعتهم بما نالوا منها؛ إذ كانوا على نعيم الآخرة أحرص، وحديث عمران يحتمل أن يكون إخبارًا عن الواقع، كما تقول: أكثر أهل الدنيا الفقراء. وأما تركه صلى الله عليه وسلم الأكلَ على الخوان وأكلَ المرقق فلأنه لم يرض أن يستعجل من الطيبات، وكذلك حديث عائشة رضي الله عنها، ثم إنه معارض باستعاذته صلى الله عليه وسلم من الفقر، وبقوله تعالى:{إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} أي: مالًا، وبقوله {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} ، وبأنه عليه السلام توفي في أكمل حالاته وهو موسر لما أفاء اللّه عليه، وبأن الغنى صفة للحق والفقر صفة للخلق، فأجاب الطائفة العاكسة بأن السياق يدل على أن الترجيح للفقر؛ إذ الترجيح بالإسلام ونحوه لا حاجة له إلى البيان، وبان من لم ينقص من أجره شيء في الدنيا يكون أفضل وأكثر ثوابًا عند اللّه يوم القيامة، وبأن الإيماء إلى أن علة دخول الجنة الفقر يشعر بأفضليته، وأما حكاية ترك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فهي دليل لنا لا علينا؛ إذ معناه: أنه اختار الفقر ليكون يوم القيامة ثوابه أكثر. وحديث الاستعاذة من الفقر معارض لحديث الاستعاذة من الغنى، وأما الآيتان فنحن لا ننكر أن المال خير، إنما النزاع في الأفضلية لا في الفضل، أو المراد بالإغناء في الآية الثانية: غنى النفس، وأما قصة وفاته فلا نسلِّم الإيسار؛ إذ كان ما أفاء اللّه صدقة وكان درعه رهنًا عند يهودي بقليل من الشعير، وأما غنى اللّه تعالى فليس بمعنى الغنى الذي نحن فيه، فليس من المبحث، "كرماني"(22/ 215 - 216).
(1)
كناية عن الحيوان، "ك"(22/ 215).
(2)
أي: بعضه.
17 - بَابٌ كيْفَ كَانَ عَيْشُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأَصْحَابِهِ، وَتَخَلِّيهِمْ مِنَ الدُّنْيَا
6452 -
حَدَّثَنِي أَبُو نعَيمٍ
(1)
بِنَحْوٍ مِنْ نِصْفِ هَذَا الْحَدِيثِ
(2)
قَالَ:
"حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم".
===
(1)
بضم النون: الفضل بن دكين، "ع"(15/ 534).
(2)
قوله: (بنحو من نصف هذا الحديث) فإن قلت: هذا مشكل؛ لأن نصف الحديث يبقى بدون الإسناد، ثم إن النصف مبهم أهو الأول أم الآخر؟ قلت: اعتمد على ما ذكر في "كتاب الأطعمة" من طريق يوسف بن عيسى المروزي وهو قريب من النصف لهذا الحديث، فلعل البخاري أراد بالنصف المذكور لأبي نعيم ما لم يذكره ثمة، فيصير الكل مسندًا بعضه بطريق يوسف والبعض الآخر بطريق أبي نعيم، "ك"(22/ 216).
قوله: "اللّه الذي
…
" إلخ، بحذف حرف الجر ومد الهمزة وجر الهاء في الفرع كأصله مصححًا عليها، قال في "الفتح": كذا للأكثر بالحذف، وفي روايتنا بالخفض، وجوز بعضهم النصبَ، وقال ابن جني: إذا حذف حرف القسم نصب الاسم بعده بتقدير الفعل، وفي بعض الأصول: "الله" بإسقاط الأداة والرفع، "قس" (13/ 531)، وثبت في رواية روح ويونس بن بكير وغيرهما بالواو في أوله، فتعين الجر فيه، "ف" (11/ 284)، قوله: "لأشد الحجر على بطني" فإن قلت: ما فائدة شد الحجر على البطن؟ قلت: المساعدة على الاعتدال والانتصاب على القيام أو المنع من كثرة التحلل من الغذاء الذي في البطن؛ لكونها حجارة رقاقًا بقدر البطن، وربما تسدّ طرق الأمعاء فيكون الضعف أقل، أو تقليل حرارة الجوع ببرودة الحجر، أو الإشارة إلى كسر النفس وإلقامها الحجرَ؛ ولا يملأ جوفَ ابن آدم إلَّا التراب، "ك" (22/ 217).
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ
(2)
كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي
(3)
عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ، وَإِنْ
(4)
كُنْتُ لأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَريقِهِمُ
(5)
الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي
(6)
، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي
(7)
وَمَا فِي وَجْهِي
(8)
ثُمَّ قَالَ: "أَبَا هِرٍّ" "
(9)
قُلْتُ: لَبَّيكَ
"لِيُشْبِعَنِي" في هـ، ذ:"لِيَستَتْبِعَنِي"، في الموضعين. "وَلَمْ يَفْعَلْ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَلَمْ يَفْعَلْ".
===
(1)
بفتح المعجمة وتشديد الراء: الهمداني، "ك"(22/ 216)، "ع"(15/ 534).
(2)
مخففة.
(3)
أي: ألصق بطني بالأرض.
(4)
مخففة.
(5)
أي: النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، "قس"(13/ 532).
(6)
من الإشباع، ولأبي ذر عن الكشميهني من الاستتباع أي: ليطلب مني أن أتبعه ليطعمني.
(7)
من الجوع وطلب الطعام، "ك"(22/ 217).
(8)
من صفرة اللون ورثاثة الهيئة، "ك"(22/ 217).
(9)
قوله: (ثم قال: أبا هر) في رواية علي بن مسهر: "فقال: أبو هر" وفي رواية روح "فقال: أبا هر"، فأما النصب فواضح، وأما الرفع فهو على
يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "الْحَقْ"
(1)
، وَمَضَى. فَأَتبَعْتُهُ، فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ:"مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ؟ " قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ. قَالَ: "أَبَا هِرٍّ"" قُلْتُ: لَبَّيكَ رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "الْحَقْ
(2)
إلى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي". قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلَامِ، لَا يَأوُونَ عَلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ، وَلَا عَلَى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيهِمْ، وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ
"فَأَتْبَعْتُهُ". في ذ: "فَتَبِعْتُهُ". "فَاسْتَأذَنَ " في نـ: "فَأَسْتَاذِنُ". "أَهْدَاهُ" في هـ، ذ:"أَهْدَتْهُ". "لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ". "الإِسْلَامِ" في نـ: "أَهْلِ الإِسْلَامِ". "عَلَى أَهْلٍ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي ذ:"إِلَى أَهْلٍ".
===
لغة من لا يعرب لفظة الكنية، أو هو للاستفهام أي: أنت أبو هر؟ أما قوله: "هرّ" فهو بتشديد الراء، وهو إما ردُّ الاسم المؤنث إلى المذكر والمصغر إلى المكبر، فإن كنيته في الأصل أبو هريرة تصغير هرة مؤنثًا وأبو هر مذكر مكبر، وذكر بعضهم أنه يجوز فيه تخفيف الراء مطلقًا فعلى هذا يسكن، وفي رواية يونس بن بكير:"فقال: أبو هريرة؟ ""أي: أنت أبو هريرة؟ "ف" (11/ 285)، "ع" (15/ 535). قوله: "فاستأذن" بلفظ الماضي المعلوم في الفرع وغيره، وقال في "الفتح": بلفظ المضارع المتكلم المعلوم، وعبر عنه بذلك مبالغة في التحقق، "قس" (13/ 532). وكلمة "لي" مما تنازع فيه الفعلان و"دخل" الثاني تكرار للأول، أو "دخل" الأول بمعنى أراد الدخول، فالاستئذان يكون لنفسه صلى الله عليه وسلم، "كرماني" (22/ 217 - 218).
(1)
من اللحوق أي: اتبعني، "ع"(15/ 535).
(2)
عدي بكلمة "إلى" كأنه ضمنه معنى انطلق، "ع"(15/ 536).
أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِى ذَلِكَ
(1)
فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ؟ كُنْتُ أَحَقَّ أَنْ أصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَ
(2)
أَمَرَنِي
(3)
فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ، وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي
(4)
مِنْ هَذَا اللَّبَنِ، وَلَمِ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأقْبَلُوا، فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ
(5)
لَهُمْ، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ، قَالَ:"يَا أَبَا هِرٍّ"
(6)
، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسولَ اللَّهِ. قَالَ: "خُذْ فَأَعْطِهِمْ "
(7)
، فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ، فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى
(8)
،
"فَإِذَا جَاءَ" في هـ، ذ:"فَإِذَا جَاؤُوا". "قَالَ: يَا أَبَا هِرٍّ" في نـ: "فَقَالَ: يَا أَبَا هِرٍّ".
===
(1)
أي: قوله: ادعهم.
(2)
قوله: (فإذا جاء) أي: من أمرني بطلبه، ولأبي ذر عن الكشميهني:"جاؤوا". قوله: "وما عسى" أي: قائلًا في نفسي: وما عسى، والظاهر أن كلمة "عسى" مقحمة، فإن قلت: لفظ "فأتيتهم فدعوتهم" مشعر بأن الإتيان والدعوة بعد الأعطاء لكن الأمر بالعكس؟ قلت: فكنت أنا أعطيهم، عطف على جزاء "فإذا جاؤوا" فهو بمعنى الاستقبال داخلًا تحت القول والتقدير: عند نفسه، "ك"(22/ 218).
(3)
أي: رسول اللّه صلى الله عليه وسلم"ع"(15/ 536).
(4)
أي: يصل إليّ بعد أن يكتفوا منه، "قس"(13/ 533).
(5)
أي: صلى الله عليه وسلم "قس"(13/ 533).
(6)
بكسر الهاء وتشديد الراء، "قس"(13/ 533).
(7)
بهمزة قطع، "قس"(13/ 533).
(8)
بفتح الواو، "قس"(13/ 533).
ثُمَّ يَرَدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، فَأُعْطِيهِ
(1)
القَدْحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، حَتَّى انْتَهَيتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ:"يَا أَبَا هِرٍّ". قلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ". قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"اقْعُدْ فَاشْرَبْ". فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ، فَقَالَ:"اشْرَبْ". فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُولُ:"اشْرَبْ"، حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا. قَالَ:"فَأَرِنِي"، فَأَعْطَيتُهُ الْقَدَحَ، فَحَمِدَ اللَّهَ
(2)
وَسَمَّى، وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ. [راجع: 5375، أخرجه: ت 2477، تحفة 14344].
"فَأُعْطِيهِ" في هـ، ذ:"ثُمَّ أُعْطِيهِ" وزاد بعده في نـ: "الرَّجُل". "عَلَيَّ الْقَدَحَ" وزاد بعده في نـ: "فَيَشْرَبُ حَتَّى يَروَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ". "فَقَالَ: يَا أَبَا هِرٍّ" كذا في حـ، ذ، وفي نـ:"فَقَالَ: أَبَا هِرٍّ".
===
(1)
قوله: (فأعطيه الرجل) أي: الذي إلى جنبه، "قس"(13/ 533)، قال الكرماني (22/ 218 - 219): فإن قلت: "الرجل" الثاني معرفة معادة، فيكون هو الأول بعينه على القاعدة النحوية لكن المراد غيره؛ وأجاب أن ذلك حيث لا قرينة، ولفظه "حتى انتهيت إلى" قرينة المغايرة؛ لأنه يدل على أنه أعطاهم واحدًا بعد واحد إلى أن كان آخرهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
(2)
قوله: (فحمد اللّه) أي: على البركة وظهور المعجزة. و"سمى" أي: بسمل. وفيه: أن كتمان الحاجة أولى من إظهارها وإن جاز له الإخبار بباطن أمره لمن يرجو منه كشفَ ما فيه، واستحبابُ الاستئذان وإن كان في بيت أهله، والسؤالُ عن الوارد إلى البيت، وتشريكُ الفقراء فيه، وشربُ الساقي وصاحب الشراب أخيرًا، والحمدُ على الخير، والتسميةُ عند الشرب، وامتناعُه صلى الله عليه وسلم من الصدقة وأكلُه من الهدية، "ك"(22/ 219).
6453 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(1)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا
(4)
يَقُولُ: إِنِّي لأَوَّلُ الْعَرَبِ
(5)
رَمَى بِسَهْمٍ فِي سبِيلِ اللَّهِ، وَرَأَيْتُنَا نَغْزُو، وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ
(6)
وَهَذَا السَّمُرُ
(7)
، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، مَا لَهُ خِلْطٌ
(8)
(9)
، ثُمَّ أَصْبَحَتْ
(10)
===
(1)
هو: ابن سعيد القطان، "ع"(15/ 537).
(2)
هو: ابن أبي خالد، "ع"(15/ 537).
(3)
هو: ابن أبي حازم، "ع"(15/ 537).
(4)
هو: ابن أبي وقاص، "ك"(22/ 219).
(5)
قوله: (إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل اللّه) لأنه وإن في أول قتال جرى في الإسلام، وهو أوّل من رمى إلى الكفار، "ك"(22/ 219).
(6)
قوله: (ورق الحبلة) بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة مصححًا عليها في الفرع وتضم أيضًا: ثمر السلم أو ثمر عامة العضاه وهو بكسر العين المهملة وتخفيف الضاد المعجمة آخره هاء: شجر الشوك كالطلح والعوسج، "قسطلاني"(13/ 535).
(7)
بفتح السين المهملة وضم الميم: شجرة، "قس"(13/ 535).
(8)
لجفافه.
(9)
قوله: (ما له خلط) بكسر المعجمة وسكون اللام بعدها طاء مهملة أي: تَغَوُّطهم
(1)
يخرج منهم مثل البعير لا يختلط بعضه ببعض لجفافه ويبسه بسبب قشف العيش، "ك"(22/ 219)، "قس"(13/ 535).
(10)
أي: صارت.
(1)
في الأصل: أي بنحوهم.
بَنُو أَسَدٍ
(1)
تُعَزِّرُنِي
(2)
(3)
عَلَى الإِسْلَامِ، خِبتُ إِذَنْ وَضَلَّ سَعْيِي. [راجع: 3728].
6454 -
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(5)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(6)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(7)
، عَنِ الأَسْوَدِ
(8)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَبعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا
(9)
حَتَّى قُبِضَ. [راجع: 5416].
"خِبْتُ إِذَنْ " في نـ: "خِبْتُ إِذًا". "حَدَّثَنِي عُثْمَانُ " في نـ: "حَدَّثَنَا عُثْمَانُ". "مُنْذُ قَدِمَ " في نـ: "مُذْ قَدِمَ".
===
(1)
قبيلة "ك"(22/ 219).
(2)
أي: توبخني.
(3)
قوله: (تعزرني) أي: تؤدبني على أحكام الدين، وذلك أنهم كانوا قالوا لعمر رضي الله عنه: إنه لا يحسن يصلي، فقال: إن كنت محتاجًا إلى تعليمهم فقد خبت وضل عملي وضل سعيي فيما مضى وفيما صليت مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، حاشاه من ذلك، "ك"(22/ 219 - 220)، ومرَّ الحديث (برقم: 5412) في "الأطعمة".
(4)
هو: ابن محمد بن أبي شيبة، "ك"(22/ 225).
(5)
هو: ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 537).
(6)
هو: ابن المعتمر، "ع"(15/ 537).
(7)
هو: النخعي، "ع"(15/ 537).
(8)
هو: ابن يزيد، وكلهم كوفيون، "ع"(15/ 537).
(9)
قوله: (تباعًا) بكسر الفوقية وتخفيف الموحدة أي: متتابعة ومتوالية. قوله: "حتى قبض" إشارة إلى استمراره على تلك الحالة مدة إقامته =
6455 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - هُوَ الأَزْرَقُ -، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ
(1)
، عَنْ هِلَالٍ
(2)
، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَكْلَتَينِ
(3)
فِي يَوْمٍ، إِلَّا إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ. [أخرجه: م 2971، تحفة 17347].
6456 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ
(4)
، عَنْ هِشَامٍ، أَخْبَرَني أَبِي
(5)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَدَمٍ
(6)
، وَحَشْوُهُ مِنْ ليفٍ. [تحفة 17254].
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "عَنْ هِلَالٍ" في ذ: "عَنْ هِلَالِ الوزَّانِ". "تَمْرٌ" في نـ: "تَمْرًا". "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ". "ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"ابْنُ رَجَاءٍ". "أَخْبَرَنِي أَبِي" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي". "وَحَشْوُهُ" في نـ: "حَشْوُهُ". "مِنْ ليفٍ" في نـ: "ليفٌ".
===
وهي عشر سنين بما فيها من أيام أسفاره في الغزو أو الحج أو العمرة، "عيني"(15/ 537)، وسبق (برقم: 5374) في "الأطعمة".
(1)
العامري، "ك"(22/ 220).
(2)
هو كوفي.
(3)
قوله: (أكلتين) بفتح الهمزة وضمها. قوله: "تمر" ولأبي ذر بالنصب: إما على تقدير: إلَّا كانت إحداهما تمرًا، أو: إلَّا جعل إحداهما تمرًا، "قس"(13/ 536)، والحديث أخرجه مسلم في آخر الكتاب.
(4)
هو: ابن شميل، "ع"(15/ 538).
(5)
عروة بن الزُّبَير، "ع"(15/ 538).
(6)
بفتحتين أي: من جلد، "مجمع"(1/ 57).
6457 -
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ فَقَالَ: كُلُوا، فَمَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا
(1)
، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، وَلَا رَأَى شَاةً سَمِيطًا بِعَينِهِ قَطُّ. [راجع: 5385].
6458 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنِي أَبِي
(3)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ يَأْتِي عَلَينَا الشَّهْرُ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا، إِنّمَا هُوَ
(4)
التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنْ نُؤْتَى
(5)
بِاللُّحَيمِ. [راجع: 2567، تحفة 17327].
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمدُ". "إِنَّمَا هُوَ" في ذـ: "وَإِنَّمَا هُوَ". "بِاللُّحَيْمِ" في هـ: "بِاللَّحْمِ".
===
(1)
قوله: (مرقَّقًا) قال ابن الأثير: هو الأرغفة الواسعة الرقيقة يقال: رقيق ورقاق كطويل وطوال. قوله: "سميطًا" أي: مشويًّا، فعيل بمعنى مفعول، وأصل السمط أن ينزع صوف الشاة المذبوحة بالماء [الحار]، وإنما يفعل بها ذلك في الغالب لتشوى، وإنما لم يقل سميطة؛ لأنا قلنا: هو فعيل بمعنى مفعول فيستوي فيه التذكير والتأنيث، وغرضه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان متنعمًا في المأكولات، "عيني"(15/ 538 - 539)، ومرَّ الحديث (برقم: 5421) في "الأطعمة".
(2)
هو: القطان، "ع"(15/ 539).
(3)
عروة بن الزُّبَير "ع"(15/ 539).
(4)
أي: طعامنا، "ك"(22/ 221).
(5)
قوله: (إلَّا أن نؤتى) بضم نون الجماعة مبنيًا للمفعول، قوله:"باللحيم" بضم اللام مصغرًا إشارة إلى قلته، وللكشميهني:"باللحم" مكبرًا، والحديث من أفراده، "قس"(13/ 537).
6459 -
حَدَّثَنِي عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ
(2)
، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِعُزوَةَ
(3)
: ابْنَ أُخْتِي
(4)
، إِنْ
(5)
كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ
(6)
فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ. فَقُلْتُ: مَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ
(7)
(8)
؟ قَالَت: الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ،
"حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ". "حَدَّثَنَا ابْنُ أبِي حَازِمٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ". "عَنْ عَائِشَةَ" في نـ: "عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها". "ابْنَ أخْتِي" في نـ: "يَا ابْنَ أُخْتِي". "مَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ" في نـ: "مَا يُعَيِّشُكُمْ".
===
(1)
هو عبد العزيز، وأبوه سلمة بن دينار، "ع"(15/ 539).
(2)
مولى آل زبير، "ع"(15/ 539).
(3)
أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، "ع"(15/ 539).
(4)
بحذف أداة النداء، "قس"(13/ 538).
(5)
مخففة من المثقلة، "ع"(15/ 539).
(6)
قوله: (ثلاثة أهلة في شهرين) والمراد بالهلال الثالث هلال الشهر الثالث، وهو يُرَى عند انقضاء الشهرين وبرؤيته يدخل أول الشهر الثالث، "قس"(13/ 538)، "ع"(15/ 539).
(7)
من الإفعال.
(8)
قوله: (يعيشكم) بضم الياء وفتح العين وتشديد التحتية المكسورة وبالشين المعجمة المضمومة، ويروى "يعيشكم" بضم الياء وكسر العين وسكون الياء، من: أعاشه اللّه أي: أعطاه العيش، قوله:"إلَّا أنه" كلمة "إلَّا" بمعنى لكن، و"أنه" أي: وأن الشأن، "عيني"(15/ 539).
إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ لَهُمْ مَنَائِحُ
(1)
، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَسْقِينَاهُ
(2)
. [راجع: 2567].
6460 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضيْلٍ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَارَةَ
(5)
، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
(6)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا"
(7)
. [أخرجه: م 1055، ت 2361، ق 4139، تحفة 14898].
"لِرَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "رَسُولَ اللَّهِ "، وزاد بعده في نـ:"مِنْ أَبْيَاتِهِمْ" مصحح عليه. "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ". "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ النَّبِيُّ".
===
(1)
قوله: (منائح) جمع منيحة بنون وحاء مهملة، ومنيحة اللبن: أن يعطى الرجُل ناقة أو شاة ينتفع بلبنها زمانًا ويعيدها، "مج" (4/ 635). قوله:"يمنحون لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم " أي: يعطونه من المنائح. قوله: "فيسقيناه" أي: يسقينا رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم اللبنَ الذي يعطونه، "قس"(13/ 538)، "ع"(15/ 539)، ومرَّ الحديث (برقم: 2567) في "كتاب الهبة".
(2)
أي: اللبن الذي يعطونه، "قس"(13/ 538).
(3)
المسندي، "ع"(15/ 540).
(4)
قوله: (فضيل) هو ابن غزوان الضبي، "ع"(15/ 540).
(5)
قوله: (عمارة) هو ابن القعقاع، "ك"(22/ 221)، "ع"(15/ 540).
(6)
هرم بن عمرو البجلي، "ع"(15/ 540).
(7)
قوله: (قوتًا) قال [الكرماني (22/ 221 - 222)]: القوت: المُشكَةُ من الرزق، وفيه: فضلُ الكفاف وأخذُ البلغة من الدنيا والزهدُ فيما فوق ذلك رغبة في توفير نعم الآخرة.
18 - بَابُ الْقَصْدِ
(1)
وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ
(2)
6461 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ
(4)
، عَنْ أَشْعَثَ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي
(6)
قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: الدَّائِمُ
(7)
. قُلْتُ: فَأَيَّ حِينٍ كَانَ يَقُومُ
(8)
؟ قَالَتْ: يَقُومُ إِذَا سَمِعَ الصَّارخَ
(9)
(10)
. [راجع: 1132].
"أَخْبَرَنِي أَبِي" كذا في ذ، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا أَبِي". "قُلْتُ: فَأَيَّ حِينٍ" في نـ: "قَالَ: قُلْتُ: فَأَيَّ حِينٍ"، وفي سـ، حـ، ذ:"فَقُلْتُ: فِي أَيِّ حِينٍ".
===
(1)
بفتح القاف وسكون المهملة، وهو سلوك الطريق المعتدلة، "قس"(13/ 539).
(2)
أي: الصالح.
(3)
لقب عبد الله بن عثمان الأزدي المروزي، "ك"(22/ 222).
(4)
ابن الحجاج.
(5)
هو ابن أبي الشعثاء، "ك"(22/ 222).
(6)
اسمه سليم الكوفي.
(7)
أي: الذي يستمرّ عليه عامله، "قس"(13/ 539).
(8)
أي: من النوم، "ك"(22/ 222).
(9)
الديك أو المؤذن، "ك"(22/ 222)، هو الديك، قال الكرماني: أو المؤذن، وفيه نظر، "ع"(15/ 540).
(10)
قوله: (إذا سمع الصارخ) وهو الديك وهو يصرخ نصف الليل غالبًا، وقال ابن بطال: عند ثلث الليل، "قس"(13/ 539)، ومرَّ الحديث (برقم: 1132) في "التهجد".
6462 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ
(1)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ
(3)
. [راجع: 1132، تحفة 17169].
6463 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ
(5)
، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُريِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لَنْ يُنجِّيَ
(6)
أَحَدًا
(7)
مِنْكُمْ عَمَلُهُ"
(8)
. قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي
(9)
اللَّهُ
(10)
بِرَحْمَةٍ،
"حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ". "بِرَحْمَةٍ" في نـ "بِرَحْمَتِهِ".
===
(1)
الإمام.
(2)
هو: ابن الزُّبَير.
(3)
هو: تفسير للحديث الذي سبق، "قس"(13/ 539).
(4)
هو: ابن أبي إياس.
(5)
محمد بن عبد الرحمن، "ك"(22/ 222).
(6)
من التنجية أو الإنجاء، معناه: لن يخلص، "ع"(15/ 541).
(7)
منصوب على المفعولية، "ع"(15/ 541).
(8)
بالرفع فاعل "ينجي"، "ع"(15/ 541).
(9)
يسترني.
(10)
قوله: (إلَّا أن يتغمدني اللّه) بالغين المعجمة وبعد الميم دال مهملة أي: أن يسترني اللّه، والاستثناء منقطع، ويحتمل أن يكون متصلًا من قبيل قوله تعالى:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56]. وقال الرافعي في "أماليه": لَمّا كان أجر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في الطاعة أعظم وعمله في العبادة أقوم قيل له: ولا أنت، أي: لا ينجيك عملك مع عظم
سَدِّدُوا
(1)
وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا وَرُوحُوا، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ
(2)
. وَالْقَصْدَ
(3)
الْقَصْدَ
(4)
"وَقَارِبُوا" في نـ: "قَرِّبُوا" - أي: لا تبلغوا النهاية بل تقربوا منها، "ك" (22/ 223) -. "وَشَيْءٌ" في نـ:"وَشَيْئًا".
===
قدرك؟ فقال: لا إلَّا برحمة اللّه. قوله: "سدِّدوا" بالسين المهملة المفتوحة وكسر الدال المهملة الأولى: اقصدوا السداد أي: الصوابَ. قوله: "وقاربوا" أي: لا تفرطوا فتجهدوا أنفسَكم في العبادة لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملال فتتركوا العمل. قوله: "واغدوا" بالغين المعجمة الساكنة والدال المهملة: سيروا من أول النهار. قوله: "وروحوا" من أول النصف الثاني من النهار. قوله: "وشيء" بالرفع في الفرع كأصله مصححًا عليه، وقال في "الفتح": و"شيئًا" بالنصب بفعل محذوف أي: افعلوا شيئًا. قوله: "من الدلجة" بضم الدال المهملة وسكون اللام وتفتح بعدها جيم: سير الليل، يقال: سار دلجة من الليل أي: ساعة، "قس" (13/ 540). قال العيني (15/ 541): الدلجة بضم الدال وإسكان اللام، ويجوز في اللغة فتحها، وبقال بفتح اللام أيضًا، وهي بالضم: سير آخر الليل، وبالفتح: سير الليل.
(1)
التسديد بالمهملة من السداد، وهو القصدُ من القول والعمل واختيارُ الصواب منهما، "ك"(22/ 222 - 223).
(2)
بضم الدال وفتحها: السير بالليل، والإدلاج بسكون الدال: السير أوله، وبتشديدها: السير آخره، "ك"(22/ 223).
(3)
منصوبان على الإغراء أي: الزموا الطريق القصد أي: المستقيم، "تن"(3/ 1189).
(4)
قوله: (والقصد القصد) أي: الزموا الوسط والاستقامة، "تبلغوا" المنزل الذي هو مقصدكم، شبه المتعبدين بالمسافرين وقال: لا تستوعبوا الأوقاتَ كلَّها بالسَّيْر، بل اغتنموا أوقات نشاطكم وهو أول النهار وآخره
تَبْلُغُوا"
(1)
. [راجع: 39، تحفة 13029].
6464 -
حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ
(3)
، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ
(4)
، وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللَّهِ، وَإِنْ قَلَّ"
(5)
. [طرفه: 6467، أخرجه: م 2818، تحفة 17775].
"أَنْ لَنْ يُدْخِلَ" في هـ، ذ:"أَنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ".
===
وبعض الليل، وارحموا أنفسكم فيما بينها لئلا ينقطع بكم، قال اللّه تعالى:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 114]، "ك"(22/ 223)، مرَّ الحديث (برقم: 39) في "الإيمان".
(1)
أي: المنزل الذي هو مقصدكم.
(2)
ابن يحيى بن عمرو بن أويس، "ع"(15/ 542).
(3)
هو: ابن بلال، "ع"(15/ 542).
(4)
قوله: (لن يدخل أحدَكم عملُه الجنة) فإن قلت: ما التلفيق بين هذا وبين قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72]؟ قلت: هو أن يقال: الباء ليست للسببية بل للإلصاق، أو للمقابلة، أو جنة خاصة هي بسبب الأعمال. وقال بعضهم: دخول الجنة بفضل الله، والدرجاتُ فيها بالأعمال، فالحديث في دخولها والآية في درجاتها. أقول: جاء صريحًا في سورة النحل أن الدخول بالعمل؛ قال تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32]، وتقدم هذا البحث في "كتاب الإيمان"، قاله الكرماني (22/ 223)، ونقل ثمة عن النووي الجوابَ: أن دخول الجنة بسبب العمل، والعمل برحمة اللّه، انتهى.
(5)
قوله: (وإن قل) فإن قلت: الدائم كيف يكون قليلًا؛ إذ معنى
6465 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: سُئِلَ
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: "أَدْوَمَهُ
(4)
وَإِنْ قَلَّ"، وَقَالَ: "اكْلُفُوا
(5)
مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ". [راجع: 1969، أخرجه: م 782، تحفة 17718].
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "أَدْوَمُهُ" في نـ: "أَدْوَمُهَا". "مِنَ الأَعْمَالِ" في هـ، ذ:"مِنَ الْعَمَلِ".
===
الدوام شمولُ الأزمنة، مع أنها غير مقدور أيضًا؛ قلت: المراد من الدوام: المواظبة العرفية، وهي الإتيان بها في كل شهر أو كل يوم بقدر ما يطلق عليه عرفًا اسم المداومة، "ك"(22/ 223)، "قس"(13/ 541).
(1)
بفتح المهملتين وإسكان الراء الأولى، "ك"(22/ 224).
(2)
هو: ابن عبد الرحمن.
(3)
بضم السين مبنيّا للمفعول، ولم أعرف اسم السائل، "ك"، "قس"(13/ 541).
(4)
قوله: (أدومه) فيه سؤال وهو: أن المسؤول عنه أحب الأعمال وظاهره السؤال عن ذات العمل والجواب ورد بأدوم، وهو صفة العمل فلم يتطابقا؛ ويمكن أن يقال: إن هذا السؤال وقع بعد قوله في الحديث الماضي في الصلاة وفي الحج وفي بر الوالدين حيث أجاب بالصلاة ثم بالبر إلخ، ثم ختم ذلك بأن المداومة على العمل من أعمال البر، ولو كان مفضولًا أحب إلى الله من عمل يكون أعظم أجرًا، لكن ليس فيه مداومة، "ف"(11/ 298).
(5)
قوله: (اكلفوا) يقال: كلفت به كلفًا: أولعت به، وأكلفه غيره،
6466 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(3)
، عَنْ عَلْقَمَةَ
(4)
قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، كَيفَ كَانَ عَمَلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الأَيَّامِ
(5)
؟ قَالَتْ: لَا
(6)
، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً
(7)
، وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَطِيعُ؟ [راجع: 1987].
"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، في نـ: "حَدَّثَنِي عُثْمَانُ". "قُلْتُ" في نـ: فَقُلْتُ".
===
والتكليف الأمر بما يشق عليك، فإن قلت: قوله: "ما تطيقون" فيه إشارة إلى بذل المجهود وغاية السعي، وهو خلاف المقصود من السياق؟ قلت: المراد ما تطيقون دائمًا ولا تعجزون عنه في المستقبل، "ك"(22/ 224).
(1)
هو: ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 543).
(2)
هو: ابن المعتمر، "ع"(15/ 543).
(3)
أي: النخعي، "ع"(15/ 543).
(4)
هو: ابن قيس، "ع"(15/ 543).
(5)
بعبادة مخصوصة لا يفعل مثلها في غيره، "قس"(13/ 542).
(6)
قوله: (قالت: لا) قال ابن بطال: فإن قيل: هو معارض بقولها: "ما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان"، قلنا: لا تعارض؛ لأنه كان كثير الأسفار فلا يجد سبيلًا إلى صيام الثلاثة الأيام من كل شهر فيجمعها في شعبان، وإنما كان يوقع العبادة على قدر نشاطه وفراغه من جهاده، قال: وإنما حضَّ أمته على القصد وإن قل؛ خشيةَ الانقطاع عن العمل الكثير، فكان رجوعًا عن فعل الطاعات، "ك"(22/ 224).
(7)
بكسر الدال المهملة وسكون التحتية أي: دائمًا، "قس"(13/ 542)، مرَّ الحديث (برقم: 1987) في "الصيام".
6467 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا
(2)
، فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ". قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ"
(3)
، قَالَ: أَظُنُّهُ
(4)
(5)
عَنْ أَبِي النَّضْرِ
(6)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. [راجع: 6464].
وَقَالَ عَفَّانُ
(7)
: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
(8)
، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ:
===
(1)
بكسر الزاي والراء بينهما موحدة ساكنة وبعد القاف ألف ونون، الأهوازي، وثقه الدارقطني وابن المديني، "قس"(13/ 543).
(2)
بالقطع، وفي بعضها بالوصل وضم الشين أي: أبشروا بالثواب على العمل وإن قلّ، "ك"(22/ 224).
(3)
المغفرة: ستر الذنوب، والرحمة: إيصال الخير، "ك"(22/ 224).
(4)
علي بن عبد اللّه، "قس"(13/ 543).
(5)
قوله: (قال: أظنه
…
) إلخ، فاعل أظنه هو علي بن المديني شيخ البخاري فيه، فكأنه جوز أن يكون موسى بن عقبة لم يسمع هذا الحديث من أبي سلمة، وأن بينهما فيه واسطة وهو أبو النضر، لكن ظهر من وجه آخر أن لا واسطة لتصريح وهيب - وهو ابن خالد - عن موسى بن عقبة بقوله:"سمعت أبا سلمة"، وهذا هو النكتة في إيراد التعليق بعدها عن عفان، وهذا التعليق وصله أحمد (6/ 125)، "ف"(11/ 299).
(6)
هو: سالم بن أبي أمية، "ك:(22/ 225)، "ع"(15/ 543).
(7)
هو: ابن مسلم، "ع"(15/ 543).
(8)
هو: ابن خالد، "ع"(15/ 543).
سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " قالَ:"سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا". قَالَ مُجَاهِدٌ: سَدِيدًا وَسَدَادًا: صِدْقًا.
6468 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى لَنَا يَوْمًا الصَّلَاةَ، ثُمَّ رَقِيَ
(2)
الْمِنْبَرَ فَأَشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ
(3)
قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: "قَدْ أُرِيتُ
(4)
الآنَ - مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلَاةَ - الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ
(5)
فِي قُبُلِ
(6)
هَذَا الْجِدَارِ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ
(7)
فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ مَرَّتَينِ"
(8)
. [راجع: 93، تحفة 1647].
"قَالَ مُجَاهِدٌ
…
صِدْقًا" كذا في حـ، هـ، وفي نـ: "قَالَ مُجَاهِدٌ: قَوْلًا سَدِيدًا وَسَدَادًا: صِدْقًا"، وفي نـ: "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: سَدَادًا سَدِيدًا". "حَدَّثَنَا أَبِي" في نـ: "حَدَّثَنِي أَبِي". "قَالَ: قَدْ أُرِيتُ" في نـ: "فَقَالَ: قَدْ أُرِيتُ". "الْجِدَارِ" في هـ، ذ: "الْحَائِطِ".
===
(1)
هو: ابن سليمان [بن أبي] المغيرة الخزاعي، "ع"(15/ 544).
(2)
أي: صعد وزنًا ومعنى، "ك"(22/ 225)، "ع"(15/ 544)، "قس"(13/ 545).
(3)
بكسر القاف وفتح الموحدة أي: جهة قبلة المسجد، "ع"(15/ 544).
(4)
وفي بعضها: "رأيت" بفتحتين، "ف"(11/ 355).
(5)
أي: مصورتين وزنًا ومعنى، "ف"(11/ 355).
(6)
بضمتين أي: قدام هذا الجدار أي: جدار المسجد، "ع"(15/ 544).
(7)
قوله: (فلم أر كاليوم) أي: يومًا مثل هذا اليوم، ووجه المناسبة للترجمة أن تكون الجنة المرغبة والنار المرهبة نصب عين المصلي؛ ليكونا باعثين على مداومة العمل وإدمانه، "ك"(22/ 225)، "ع"(15/ 544).
(8)
مرَّ في "باب رفع البصر إلى الإمام"(برقم: 749).
19 - بَابُ الرَّجَاءِ مَعَ الْخَوْفِ
(1)
وَقَال سُفْيَانُ
(2)
: مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَشَدُّ
(3)
عَلَيَّ مِنْ: {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [المائدة: 68].
6469 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو
(4)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ
(5)
يَوْمَ خَلَقَهَا
===
(1)
قوله: (باب الرجاء مع الخوف) أي: استحباب ذلك، فلا يقطع النظر في الرجاء عن الخوف ولا في الخوف عن الرجاء؛ لئلا يفضي في الأول إلى التكبر وفي الثاني إلى القنوط، وكل منهما مذموم، والمقصود من الرجاء أن من وقع منه تقصير فليحسن ظنه بالله ويرجو أن يمحو عنه ذنبه، وكذا من وقع منه طاعة يرجو قبولها، وأما من انهمك على المعصية راجيًا عدم المؤاخذة بغير ندم ولا إقلاع، فهذا غرور في غرور، "ف"(11/ 301)، "ع"(15/ 545).
(2)
هو: ابن عيينة، "ع"(15/ 545).
(3)
قوله: (أشد) إنما كان أشد لأنه يستلزم العلمَ بما في الكتب الإلهية والعملَ به، "ك"(22/ 229).
(4)
بالواو فيهما، مولى المطلب، وهو تابعي صغير، وشيخه تابعي وسط، وكلاهما مدنيان، "ف"(11/ 301)، "ع"(15/ 545).
(5)
قوله: (إن اللّه خلق الرحمة) أي: الرحمة التي جعلها في عباده وهي مخلوقة، وأما الرحمة التي [هي] صفة من صفاته فهي قائمة بذاته تعالى. قوله:"فلو يعلم الكافر" هكذا ثبت في هذا الطريق بالفاء إشارة إلى ترتب ما بعدها على ما قبلها، ومن ثم قدَّم ذكرَ الكافر؛ لأن كثرة
مِائَةَ رَحْمَةٍ
(1)
، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْأَسْ مِنَ الْجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَذَابِ
(2)
لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ". [راجع: 6000، تحفة 13055].
"تِسْعًا" في نـ: "تِسْعَةَ". "كُلّهِمْ" في نـ: "كُلِّهِ". "فَلَوْ يَعْلَمُ" في نـ: "وَلَوْ يَعْلَمُ".
===
الرحمة وسعتها تقتضي أن يطمعها كل أحد، ثم ذكر المؤمن استطرادًا، "ع"(15/ 546)، فإن قلت:"لو" لانتفاء الأول لانتفاء الثانى، صرح به ابن الحاجب في قوله تعالى:{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22]، كما نعلم انتفاء التعدد بانتفاء الفساد، وليس في الحديث كذلك؛ إذ فيه انتفاء الثاني وهو انتفاء الرجاء لانتفاء الأول وهو العلم؟ قلت: هو لانتفاء الشيء لانتفاء غيره، وذلك بالنظر إلى الخارج لانتفاء الثاني، وهو انتفاء الرجاء لانتفاء الأول كما في: لو جئتني لأكرمتك، فإن الإكرام منتف لانتفاء المجيء وبالنظر إلى الذهن لانتفاء الأول لانتفاء الثاني، فإنا نعلم انتفاء المجيء بانتفاء الإكرام ونستدل عليه، وكذا في الآية انتفاء الفساد لانتفاء التعدد، ونعلم انتفاء التعدد بانتفاء الفساد، "ك"(22/ 226 - 227).
قوله: "بكل الذي
…
" إلخ، استشكل هذا التركيب لكون "كل" إذا أضيفت إلى الموصول كانت إذ ذاك لعموم الأجزاء لا لعموم الأفراد، والغرض من سياق الحديث تعميم الأفراد، وأجيب بأنه في بعض طرقه أن الرحمة قسمت مائة جزء، فالتعميم حينئذ لعموم الأجزاء في الأصل، أو نزلت الأجزاء منزلة الأفراد مبالغة، "ف" (11/ 302).
(1)
أي: مائة نوع من الرحمة، أو مائة جزء، "ع"(15/ 546).
(2)
ومطابقة الحديث للترجمة من جهة أنه اشتمل على الوعد والوعيد المفضيين إلى الرجاء والخوف، "ف"(11/ 302).
20 - بَابُ الصَّبْرِ
(1)
عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ
وَ {إِنَّمَا يُوَفَّى
(2)
الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
وَقَالَ عُمَرُ: وَجَدْنَا خَيْرَ عَيشِنَا بِالصَّبرِ
(3)
.
6470 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(5)
، عَن الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّ أُنَاسًا مِنَ الأَنْصارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَسْأَلْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَعْطَاهُ
"{إِنَّمَا يُوَفَّى} زاد قبله في ذ: "وَقَوله تعَالَى"، وفي نـ: "وَقَولُهُ عز وجل". "بالصَّبْرِ" في هـ، ذ: "الصَّبْرَ". "عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ" زاد في نـ: "اللَّيْثِي". "حَدَّثَهُ" في نـ: "أَخْبَرَهُ". "أَنَّ أُنَاسًا" في نـ: "أَنَّ نَاسًا". "فَلَمْ يَسْأَلْهُ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ: "فَلَمْ يَسْأَلْ".
===
(1)
هو: حبس النفس.
(2)
قوله: (إنما يوفى
…
) إلخ، كذا للأكثر، ولأبي ذر:"وقوله تعالى"، وفي نسخة:"عز وجل"، ومناسبة هذه الآية [للترجمة] أنها صدرت بقوله تعالى:{قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} ومن اتقى ربه كفَّ عن المحرمات، وفَعَلَ الواجبات، والمراد بقوله {بِغَيْرِ حِسَابٍ} المبالغة في التكثير، "ف"(11/ 303).
(3)
كذا للأكثر، ولأبي ذر عن الكشميهني بإسقاط الخافض، والنصب، "قس"(13/ 548).
(4)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 547).
(5)
ابن أبي حمزة، "ع"(15/ 547).
حَتَّى نَفِدَ
(1)
مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ بيَدَيْهِ
(2)
: "مَا يَكُنْ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ
(3)
لَا أَدَّخِرْهُ عَنْكُمْ، وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعِفَّ
(4)
يُعِفُّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ
(5)
يُصَبِّرْهُ
(6)
اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ
(7)
يُغْنِهِ اللَّهُ، وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا
(8)
وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ". [راجع: 1469].
"أَنْفَقَ" في نـ: "نَفدَ". "بِيَدَيْهِ " في نـ: "بِيَدِهِ". "حِينَ أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِيَدَيْهِ" في نـ: "حِينَ نَفَدَ كُلُّ شَيْءٍ أَنْفَقَ بِيَدِهِ"، وفي نـ:"بِيَدَيهِ" بدل "بِيَدَهِ". "مَا يَكُنْ" في نـ: "مَا يَكُونُ". "يَسْتَعِفَّ" في هـ: "يَسْتَعْفِفْ"، وفي هـ، ذ:"يَسْتَعْفِ" منَ الاسْتِعْفَاءِ. "خَيْرًا" في نـ: "خَيرٌ".
===
(1)
أي: فرغ وفني.
(2)
قوله: (فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيده) يحتمل أن تكون هذه الجملة حالية أو اعتراضية أو استئنافية، ووقع في رواية معمر:"فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده"، وسقطت هذه الزيادة من رواية مالك. قوله:"ما يكون عندي إلخ""ما" موصولة متضمنة لمعنى الشرط، وفي رواية صوَّبها الدمياطي، "ما يكن" و"ما" حينئذ شرطية، وليست الأولى خطأ، "ف"(11/ 304)، "ع" (15/ 547). قوله:"من يستعف" بتشديد الفاء: يكفّ عن الحرام والسؤال، ولأبي ذر عن الكشميهني بسكون العين بعدها فاء خفيفة من الاستعفاء، وفي "الفتح" وتبعه العيني: عن الكشميهني بزيادة فاء أخرى، "قس"(13/ 549).
(3)
أي: مال.
(4)
قد مرَّ الحديث (برقم: 1469) في "الزكاة".
(5)
أي: يتكلف الصبر.
(6)
أي: يرزقه الصبر، "ع"(15/ 547).
(7)
أي: من يظهر الغناء ولم يسأل، "ع"(15/ 547).
(8)
بالنصب في هذه الرواية، وروي بالرفع أي: هو خير.
6471 -
حَدَّثَنَا خَلَّادُ
(1)
بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ
(2)
قَالَ: حَدَثَنَا زِيَادُ
(3)
بْنُ عِلَاقَةَ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يصَلِّي حَتَّى تَرِمَ
(5)
- أَوْ
(6)
تَنْتَفِخَ - قَدَمَاهُ فَيُقَالُ
(7)
لَهُ، فَيَقُولُ:"أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا". [راجع: 1130].
21 - بَابٌ {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
(8)
فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]
وَقَالَ الزَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ
(9)
: مِنْ كُلِّ مَا ضَاقَ
(10)
عَلَى النَّاسِ.
"وَقَالَ الرَّبِيعُ" في نـ: "قَالَ الرَّبِيعُ".
===
(1)
بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام، السلمي الكوفي.
(2)
ابن كدام الكوفي، "ع"(15/ 548).
(3)
بكسر الزاي.
(4)
بكسر المهملة وخفة اللام.
(5)
بكسر الراء.
(6)
شك من الراوي.
(7)
أي: لِمَ تصنع وقد غفر اللّه لك، ومرَّ الحديث (برقم: 1130).
(8)
قوله: (من يتوكل على الله
…
) إلخ، التوكل: هو تفويضُ الأمور إلى مسبب الأسباب، وقطعُ النظر عن الأسباب العادية. وقيل: هو ترك السعي فيما لا تسعه قدرة البشر، "ك" (2/ 23). قوله:"من كل ما ضاق" يعني: التوكل على اللّه عامّ في كل أمر مضيق على الناس، يعني: لا خصوصية للتوكل في أمر، بل هو جار في جميع الأمور التي ضاقت على الإنسان، "ك"(23/ 2).
(9)
من كبار التابعين، "ع"(15/ 548).
(10)
أي: فهو حسبه من كل مضيق.
6472 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبعُونَ ألْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ
(2)
لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ تتَوَكَّلُونَ". [راجع: 3410].
22 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ قِيلَ وَقَالٍ
(3)
6473 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا غَيرُ وَاحِدٍ - مِنْهُمْ: مُغِيرَةُ
(6)
، وَفُلَانٌ
(7)
"أَخْبَرَنَا رَوْحُ" في نـ: "حَدَّثَنَا رَوْحُ". "حَدَّثَنَا عَلِيُّ" في هـ: "وَقَالَ عَلِيٌّ".
===
(1)
هو ابن منصور كما أوضحته في "المقدمة"، وغلط من قال: إنه ابن إبراهيم، "ف"(11/ 356).
(2)
مرَّ الحديث مطولًا (برقم: 5705، 5752).
(3)
قوله: (ما يكره من قيل وقال) وكلاهما فعلان ماضيان، الأول مجهول، وهو حكاية أقاويل الناس: قال فلان كذا وفلان كذا، وقيل كذا وكذا، وإذا روي بالتنوين يكونان اسمين مصدرين يقال: قال قولًا وقيلًا وقالًا، والمراد: أنه نهى عن الإكثار مما لا فائدة فيه، "ع"(15/ 549).
(4)
الطوسي.
(5)
ابن بشير الواسطي.
(6)
بضم الميم وكسرها: ابن مقسم بكسر الميم، الضبي الكوفي، "ك"(23/ 3).
(7)
هو: مجالد بن سعيد.
وَرَجُلٌ
(1)
ثَالِثٌ أَيْضًا -، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى مُغِيرَةَ: أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: إِنِّي
(2)
سَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". وَكَانَ يَنْهَى
(3)
عَنْ قِيلَ وَقَالٍ، وَكَثْرَةِ السُّوَالِ
(4)
، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ، وَعُقُوقِ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ.
وَعَنْ هُشَيْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: سمِعْتُ وَرَّادًا
"إِلَى مُغِيرَةَ" في نـ: "إِلَى الْمُغِيرَةِ". "قَدِيرٌ" زاد بعده في نـ: "ثلاثَ مَرَّاتٍ". "وَكَانَ" في نـ: "قَالَ: وَكَانَ". "أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ" في نـ: "أَنْبَأنَا عَبْدُ الْمَلِكِ".
===
(1)
هو: داود بن [أبي] هند، أو زكريا بن أبي زائدة، أو إسماعيل بن أبي خالد، "قس"(13/ 552).
(2)
بكسر الهمزة، كما في اليونينية، "قس"(13/ 552).
(3)
مرَّ بعض الحديث (برقم: 5975).
(4)
قوله: (وكثرة السؤال) أي: في المسائل التي لا حاجة إليها، أو من الأموال، أو عن أحوال الناس، أو عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:{لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101]. قوله: "وإضاعة المال" أي: وضعه في غير محله وحقه. "ومنع وهات" أي: حرم عليكم منعَ ما عليكم إعطاؤه وطلبَ ما ليس لكم أخذه. "ووأد البنات" هي البنت تدفن وهي حية، كانوا يفعلونه في الجاهلية، إذا ولد للفقير منهم بنت دسَّها في التراب، "ع"(15/ 550)، "ك"(23/ 3).
يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 844].
23 - بَابُ حِفْظِ اللِّسَانِ
(1)
"وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْم الآخِر فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُت". وَقَوْلِهِ: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ
(2)
عَتِيدٌ
(3)
} [ق: 18].
" هَذَا الْحَدِيثَ" في نـ: "بِهَذَا الْحَدِيثِ". "وَمَنْ كَانَ" في ذ: "وَقَول النَّبِيِّ" صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَ". "وَقَوْلِهِ" في نـ: "وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى".
===
(1)
قوله: (حفظ اللسان) أي: عن التكلم بما لا يسوغ في الشرع، وقال عليه السلام:"هل يكبّ الناسَ في النار على مناخرهم إلَّا حصائد ألسنتهم"، وأما القول بالحق فواجب والصمت فيه غير واسع. قوله:"وقول اللّه تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} كذا لأبي ذر، وفي رواية غيره: "وقوله: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ
…
} " إلخ، ولابن بطال: "وقد أنزل اللّه تعالى: {مَا يَلْفِظُ} الآية". {رَقِيبٌ} أ ي: حافظ، {عَتِيدٌ} حاضر مهيأ، وأراد به الملكين اللذين يكتبان جميع الأشياء، "ع" (15/ 551). قوله: "من يضمن" بفتح أوله وسكون الضاد المعجمة والجزم، من الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية، فأطلق الضمان وأراد لازمه، وهو أداء الحق الذي عليه، فالمعنى: من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه أو الصمت عما لا يعنيه، وأدى الحق الذي على فرجه من وضعه في الحلال وكفِّه عن الحرام، "فتح الباري" (11/ 309).
(2)
أي: حافظ.
(3)
حاضر.
6474 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ
(2)
، سَمِعَ أَبَا حَازِمٍ
(3)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ يَضمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَتِهِ
(4)
وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ". [طرفه: 6807، أخرجه: ت 2408، تحفة 4736].
6475 -
حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزيزِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
(6)
فَلْيَقُلْ خَيرًا،
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ، كذا في ذ، ولغيره: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ" كذا في ذ، وفي نـ: "حَدَّثَنِي عَبدُ الْعَزِيزِ".
===
(1)
بصيغة اسم المفعول من التقديم، هذه نسبة إلى أحد أجداد محمد المذكور، "ع"(15/ 551).
(2)
هو عم محمد المذكور، "ع"(15/ 551).
(3)
سلمة بن دينار.
(4)
قوله: (لحييه) بفتح اللام وسكون الحاء المهملة والتثنية: العظمان في جانبي الفم النابت عليهما الأسنان علوًا وسفلًا، والمراد: اللسان وما ينطق به، "قس" (13/ 554). قوله:"أضمن له" بالجزم جواب الشرط، "ف"(11/ 315)، فيه: أن أعظم البلاء على العبد اللسان والفرج، فمن وُقي شرَّهما فقد وقي أعظم الشرور، "ك"(23/ 4)، "ع"(15/ 551).
(5)
هو: ابن عبد الرحمن.
(6)
قوله: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) إنما خصصهما بالذكر إشارة إلى المبدأ والمعاد، وخصص الأمور الثلاثة ملاحظة لحال الشخص
أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَؤمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ". [راجع: 5185، تحفة 15131].
6476 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ
(2)
الْخُزَاعِيِّ قِالَ: سَمِعَ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ
(3)
قَلْبِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ جَائِزتُهُ"
(4)
. قِيلَ: وَمَا جَائِزَتُهُ؛ قَالَ: "يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ ليَسْكُتْ". [راجع: 6019].
"اللَّيْثُ" في نـ: "لَيْثٌ". "وَمَا جَائِزَتُهُ " في نـ: "مَا جَائِزَتُهُ".
===
قولًا وفعلًا، وذلك إما بالنسبة إلى المقيم وإلى المسافر، أو: الأول تخلية والثاني تحلية، "ك"(23/ 4)، "ع"(15/ 552).
(1)
هشام الطيالسي، "ك"(23/ 4).
(2)
اسمه: خويلد، "ك"(23/ 5).
(3)
كذا وقع، والصواب: ووعى.
(4)
قوله: (جائزته) أي: أعطوا جائزته، ولو صح الرواية بالرفع كان تقديره: المتوجه عليكم جائزته، هذا يحتمل معنيين: الأول: أنه يتكلف له إذا نزل بهم يومًا وليلة، وفي اليومين الأخيرين يكون كالضيف يقدم له ما حضر، والثاني: أن القِرَى ثلاثة أيام، ثم يعطي ما يجوز به من منزل إلى منزل أي: قوت يوم وليلة. فإن قلت: الجائزة حقه، واليوم ظرف، فكيف وقع خبرًا عنها؛ قلت: مضاف مقدر أي: زمان جائزته يوم وليلة، "ك"(23/ 5 و 21/ 175)، ومرَّ (برقم: 6019) في أول "كتاب الأدب".
6477 -
حَدَّثَنَا ابْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ
(1)
، عَنْ يَزِيدَ
(2)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ
(3)
التَّيمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ الْعَبْدَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا
(4)
، يَزِلُّ
(5)
(6)
بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ"
(7)
. [طرفه: 6478، أخرجه: م 2988، ت 2314، تحفة 14283].
"حَدَّثَنَا" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي". "ابْنُ حَمْزَةَ" في نـ: "إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ". "عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ" زاد في ذ: "ابْنِ عُبَيدِ اللَّهِ". "يَتَكَلَّمُ" كذا في ذ، ولغيره:"لَيَتَكَلَّمُ". "مَا يَتَبَيَّنُ" في هـ، ذ:"مَا يَتَّقِي". "يَزِل بِهَا" في نـ: "يَزِل فِيهَا". "مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ" في نـ: "مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ" وزاد في نـ: "وَالْمَغْرِبِ".
===
(1)
هو: عبد العزيز، "ع"(15/ 552)، "ك"(23/ 5).
(2)
هو: ابن عبد اللّه الليثي المدني، "ك"(23/ 5).
(3)
[و"طلحة" هو] أحد العشرة، "ع"(15/ 552).
(4)
قوله: (ما يتبين فيها) أي: لا يتدبر فيها ولا يتفكر في قبحها وما يترتب عليها، وتطلق الكلمة ويراد بها الكلام كقولهم: كلمة الشهادة، ويروى:"ليتكلم بالكلمة ما يتقى فيها". قوله: "يزل بها" أي: بتلك الكلمة، وهذا كناية عن دخول النار، كذا في "عمدة القاري" للعيني (15/ 553).
(5)
أي: يسقط، هذا كناية عن دخول النار، "ع"(15/ 553).
(6)
بفتح التحتية وكسر الزاي بعدها لام مشددة، "قس"(13/ 556).
(7)
قوله: (ما بين المشرق) فإن قلت: لفظ "بين" يقتضي دخوله على متعدد؟ قلت: المشرق متعدد معنًى؛ إذ مشرق الصيف غير مشرق الشتاء، وبينهما بعد عظيم وهو نصف كرة الفلك، أو اكتفى بأحد الضدين عن الآخر كقوله:{سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81]، وفي بعض الروايات جاء
6478 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ
(3)
لَا يُلْقِي
(4)
لَهَا
(5)
بَالًا
(6)
يَزفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبدَ لَيَتَكَلَّمُ
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ". "ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ" زاد في نـ: "يَعْنِي ابْن دِينَارٍ". "يَرْفَعُ" في هـ، ذ:"يَرْفَعُهُ". "يَرْفَعُ اللَّهُ" في سفـ: "يَرْفَعُ اللَّهُ لَهُ". "بِهَا دَرَجَاتٍ" في نـ: "بِهِ دَرَجَاتٍ".
===
صريحًا: والمغرب، وفيه: أن من أراد النطق بكلمة أن يتدبرها في نفسه قبل نطقه، فإن ظهرت مصلحة تكلم بها وإلَّا أمسك، "ك"(23/ 5، 6)، "ع"(15/ 553).
(1)
هو هاشم بن القاسم التيمي، "ع"(15/ 553)، "ك"(5/ 23).
(2)
ذكوان الزيات، فيه ثلاثة من التابعين، "ع"(15/ 553).
(3)
أي: مما رضي اللّه به، "ك"(5/ 23).
(4)
من الإلقاء، "ع"(15/ 553).
(5)
قوله: (لا يلقي لها) بضم التحتية وكسر القاف، "قس"(13/ 557)، أي: لا يتأملها بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها، "ف"(11/ 311)، هو من الإلقاء أي: لا يلتفت إليها خاطره ولا يعتدّ بها ولا يبالي بها، ومعنى البال هنا: القلب. قوله: "يرفع الله بها" كذا في رواية المستملي والسرخسي، وفي رواية الأكثرين والنسفي:"يرفع الله له بها درجات"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"يرفعه اللّه بها درجات"، "عيني"(15/ 553)، "قس"(13/ 557).
(6)
أي: قلبًا.
بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ
(1)
لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا
(2)
فِي جَهَنَّمَ". [راجع: 6477، تحفة 12821].
24 - بَابُ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
(3)
6479 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(4)
، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(6)
، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ
(7)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ".
===
(1)
أي: مما لم يرض به، "ك"(5/ 23).
(2)
قوله: (يهوي بها) بفتح أوله وسكون الهاء وكسر الواو: ينزل فيها ساقطًا، قال ابن عبد البر: الكلمة التي يهوي صاحبها بها - أي: بسببها - في النار هي التي يقولها عند السلطان الجائر، وزاد ابن بطال: بالبغي أو بالسعي على المسلم، فتكون سببًا لهلاكه وإن لم يرد القائل ذلك، لكنها ربما أدت إلى ذلك فيكتب على القائل إثمها، والكلمة التي ترفع بها الدرجات ويكتب بها الرضوان هي التي يدفع [بها] عن المسلم مظلمة أو يفرج بها عنه كربة أو ينصر بها مظلومًا، "فتح الباري"(11/ 311).
(3)
أي: في بيان فضل البكاء من خشية الله، "ع"(15/ 553).
(4)
هو: ابن سعيد القطان، "ع"(15/ 553).
(5)
هو: ابن عمر العمري، "ع"(15/ 553).
(6)
الخزرجي، "ك"(23/ 6)، "ع"(15/ 554).
(7)
هو: ابن عمر بن الخطاب، "ع"(15/ 554).
"سَبْعَة يُظِلُّهُمُ اللَّهُ
(1)
: رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فَفَاضتْ
(2)
عَيْنَاهُ". [راجع: 660].
25 - بَابُ الْخَوْفِ
(3)
مِنَ اللَّهِ
6480 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(4)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(5)
، عَنْ رِبْعِيٍّ
(6)
، عَنْ حُذَيْفَةَ
(7)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ قَبلَكُمْ
(8)
يُسِيءُ الظَّنَّ بِعَمَلِهِ، فَقَالَ لأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَخُذُونِي فَذُرُّونِي
(9)
فِي الْبَحْرِ فِي
"مِمَّنْ قَبْلَكُمْ" في نـ: "مِمَّنْ كَانَ قَبلَكُمْ".
===
(1)
قوله: (سبعة يظلهم اللّه
…
) إلخ، واقتصر من الحديث هنا على موضع الحاجة منه، وقد سبق في "الزكاة" مرفوعًا تامًّا، "قس"(13/ 558)، (أي: برقم؛ 1423)، وفي "كتاب الصلاة" (برقم: 660)، قال الكرماني (6/ 23): وفي بعضها لم يوجد لفظ "سبعة".
(2)
أي: سألت.
(3)
هو من المقامات العلية، ومن لوازم الإيمان، "ف"(11/ 313).
(4)
هو: ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 554).
(5)
هو: ابن المعتمر، "ع"(15/ 554).
(6)
هو: ابن حراش، "ع"(15/ 554).
(7)
هو: ابن اليمان، "ع"(15/ 554).
(8)
أي: من بني إسرائيل، "قس"(13/ 559).
(9)
قوله: (فذروني) بضم الذال من الذرّ وهو التفريق، وبفتحها من التذرية يقال: ذَرَتِ الريحُ الشيءَ وأذرَتْه وَذَرَّتْه: أطارته وأذهبته. و"صائف" أي: حار، كذا في الكرماني (23/ 7). قال في "الفتح" (11/ 314): تقدم في رواية عبد الملك بن عمير عن ربعي بلفظ: "فذروني في اليم في يوم حاز"
يَوْمٍ صَائِفٍ
(1)
. فَفَعَلُوا بِهِ، فَجَمَعَهُ اللَّهُ وَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنعْتَ؟ قَالَ: مَا حَمَلَنِي إِلَّا مَخَافَتُكَ. فَغَفَرَ لَهُ". [راجع: 3452].
6481 -
حَدَّثَنَا مُوسَى
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
(4)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا
(5)
فِيمَنْ كَانَ سَلَفَ - أَوْ: قَبْلَكُمْ - آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَوَلَدًا - يَعْنِي أَعْطَاهُ -: "فَلَمَّا حُضِرَ
(6)
قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ
(7)
كُنْتُ؟
"وَقَالَ: " في نـ: "ثُمَّ قَالَ: "مصححِ عليه. "عَنْ أَبِي سَعِيدٍ" زاد في ذ: "الْخُدْرِيِّ". "أَعْطَاهُ" في هـ، ذ:"أعْطَاهُ مَالًا" - قال في "الفتح": ولا معنى لإعادة "مالًا" بمفردها، "قس" (13/ 560) -. "كُنْتُ" في نـ:"كُنْتُ لَكُمْ".
===
بحاء مهملة وزاي ثقيلة كذا للمروزي والأصيلي، ولأبي ذر عن المستملي والسرخسي وكريمة عن الكشميهني بالراء المهملة، وهو المناسب لرواية الباب، ووجّهت الأولى بأنّ المعنى أنه يحزّ - أي: يقطع - البدنَ لشدة حره. ووقع في حديث أبي سعيد الذي بعده: "حتى إذا كان ريح عاصف". وذكر بعضهم رواية المروزي بالنون بدل الزاي أي: حان ريحه، قال ابن فارس: الحون: ريح تحنّ كحنين الإبل، انتهى. كذا في "العيني" أيضًا (15/ 554).
(1)
أي: حار، "ك"(23/ 7).
(2)
هو: ابن إسماعيل، "ع"(15/ 555).
(3)
سليمان التيمي، "ع"(15/ 555).
(4)
الخدري، "ع"(15/ 555).
(5)
لم يسم، "قس"(560/ 13).
(6)
بضم الحاء المهملة أي: حضره أوان الموت، "قس"(13/ 560).
(7)
خبر كان مقدم، "قس"(13/ 560).
قَالُوا: خَيْرًا. قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَبتَئِرْ
(1)
عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا - فَسَّرَهَا قَتَادَةُ لَمْ يَدَّخِرْ -، وَإِنْ يَقْدَمْ
(2)
عَلَى اللَّهِ يُعَذِّبْهُ، فَانْظُرُوا، فَإذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي
(3)
، حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فَاسْحَقُونِي - أَوْ قَالَ: فَاسْهَكُونِي
(4)
-، ثُمَّ إِذَا كَانَ رِيحٌ عَاصِفٌ
(5)
"خَيرًا" في نـ: "خَيرٌ". "لَمْ يَبْتَئِرْ" في نـ: "لَمْ يَبْتَئِزْ"، وفي كن:"لَمْ يأبتِرْ" - بتقديم الهمزة على الموحدة -، وفي جا:"لم ينتئز". "حَتَّى إِذَا صِرْتُ" لفظ "إِذَا" ثبت في نـ. "ثُمَّ إِذَا كَانَ" في هـ، ذ:"حَتَّى إِذَا كَانَ".
===
(1)
قوله: (لم يبتئر) كذا وقع هنا بفتح أوله وسكون الموحدة وفتح الفوقية بعدها تحتية مهموزة ثم راء مهملة، وتفسير قتادة صحيح، وأصله مِنَ البَئِيرَة بمعنى: الذخيرة والخَبِيئَة. ووقع لابن السكن "لم يأبَتر" بتقديم الهمزة على الموحدة، حكاه عياض وهما صحيحان بمعنى واحد، والأول أشهر. ووقع في "التوحيد" [ح: 7508] [وفي] رواية أبي زيد المروزي فيما اقتصر عليه عياض، وقد ثبت عندنا كذلك في رواية أبي ذر:"لم يبتئر أو لم يبتئز" بالشك في الزاء والراء، وللجرجاني: بنون بدل الموحدة والزاي، قال: وكلاهما غير صحيح، "ف"(11/ 314).
(2)
قوله: (إن يقدم) بسكون القاف وفتح الدال من القدوم، وهو بالجزم على الشرطية، وكذا "يعذبه" بالجزم لأنه جزاء، "ع"(15/ 555)، وتقدم (في ح: 3478) في "ذكر بني إسرائيل": "لئن قدر اللّه علي ليعذبني" ومرَّ تأويله ثمة.
(3)
بهمزة قطع، "قس"(13/ 560).
(4)
السهك والسحق، بمعنى واحد. وقيل: السهك دونه، وهو أن يُّفَتَّ الشيء أو يُدقّ قطعًا صغارًا، "عيني"(15/ 556).
(5)
شديد.
فَأَذْرُونِي
(1)
فِيهَا. فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ
(2)
عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي
(3)
، فَفَعَلُوا ذَلِكَ، فَقَالَ اللَّهُ: كُنْ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ، فَقَالَ: أَيْ عَبدِي مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ - أَوْ فَرَقٌ
(4)
مِنْكَ -، فَمَا
(5)
تَلَافَاهُ
(6)
أَنْ رَحِمَهُ"
(7)
.
فَحَدَّثْتُ
(8)
أَبَا عُثْمَانَ
(9)
فَقَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ
(10)
"فَقَال: أَيْ عَبْدِي" في نـ: "ثُمَّ قَالَ: أَيْ عَبدِي". "أَنْ رَحِمَهُ" في نـ: "أَنْ رحمه الله".
===
(1)
بهمزة قطع أو وصل، "ع"(15/ 556)، أي: طيروني، "قس"(13/ 560).
(2)
أي: عهودهم، "قس"(13/ 560).
(3)
هو على القسم من المخبر بذلك عنهم ليصحح خبره، وفي "صحيح مسلم":"فأخذ منهم ميثاقًا ففعلوا ذلك به وربي"، "ك"(7/ 23).
(4)
أي: خوف.
(5)
موصولة أي: الذي تلافاه هو الرحمة، "ك"(23/ 8).
(6)
بالفاء أي: تداركه، "قس"(13/ 565).
(7)
قوله: (فما تلافاه أن رحمه) كلمة "ما" موصولة، وكلمة "أن" مصدرية أي: الذي تلافاه أي: تداركه بأن رحمه أي: بالرحمة، والضمير المنصوب في "تلافاه" يرجع إلى عمل الرجل. ويجوز أن يكون "ما" نافية وكلمة الاستثناء محذوفة على مذهب من يجوز حذفها أي: ما تلافاه إلَّا أن رحمه، "عيني"(15/ 556)، "ك"(23/ 8)، "قس"(13/ 560).
(8)
قائله قتادة، "ك"(23/ 8)، وقال بعضهم: سليمان والد المعتمر، "ع"(15/ 557).
(9)
النهدي، "ك"(23/ 8).
(10)
الفارسي، "ك"(23/ 8).
غَيرَ أَنَّهُ زَادَ: "فَأَذْرُونِي
(1)
فِي الْبَحْرِ"، أَوْ كَمَا حَدَّثَ
(2)
. [راجع: 3478].
- وَقَالَ مُعَاذٌ
(3)
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ
(4)
، سَمِعْتُ عُقْبَةَ
(5)
، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ
(6)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
26 - بَابُ الانْتِهَاءِ عَنِ الْمَعَاصِي
6482 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(7)
، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى
(8)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ
(9)
كَمَثَلِ رَجُلٍ
"أَبَا سَعِيدٍ" زاد في ذ: "الْخُدْرِي". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثنا مُحَمَّدُ".
===
(1)
بهمزة قطع، ولأبي ذر بهمزة الوصل، "قس"(13/ 561).
(2)
شك من الراوي، يريد أنه بمعنى حديث أبي سعيد لا بلفظه كلِّه، "قس"(13/ 561)، "ع"(15/ 557).
(3)
هو: ابن معاذ التيمي، "ع"(15/ 557)، "ك"(23/ 8).
(4)
فيه التصريح بسماع قتادة، "ع"(15/ 557).
(5)
هو: ابن عبد الغافر، "قس"(13/ 561).
(6)
اسمه سعد بن مالك، "ع"(15/ 555).
(7)
حماد بن أسامة، "ع"(15/ 557).
(8)
هو: الأشعري، "ع"(15/ 557).
(9)
العائد محذوف، والتقدير: بعثني الله به إليكم، "ف"(11/ 316).
أَتَى قَوْمًا
(1)
فَقَالَ: رَأَيْتُ الْجَيشَ بِعَينَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ
"رَأَيْتُ" في نـ: "إِنِّي رَأَيْتُ". "بِعَيْنَيَّ" كذا في هـ، وفي هـ، ذ:"بِعَيْنِي".
===
(1)
قوله: (قومًا) التنكير فيه للتنويع، قوله:"الجيش" اللام فيه للعهد. قوله: "بعيني" بالتثنية، وهي رواية الكشميهني، وفي رواية غيره بالإفراد. قوله:"وأنا النذير العريان" أي: المنذر الذي تجرد من ثوبه وأخذه يرفعه ويديره حول رأسه إعلامًا لقومه بالغارة، قيل: كان [من] عادتهم أن الرجل إذا رأى الغارة فجأتهم وأراد إنذار قومه يتعرى من ثيابه ويشير بها ليعلم أن قد فجأهم أمر، ثم صار مثلًا لكل ما يخاف مفاجأته. وقيل: إن خثعميًّا كان ناكحًا في بني زبيد وأرادوا أن يغزوا خثعمًا فحبسوه لئلا ينذر قومه، فصادف فرصة فهرب بعد أن رمى ثيابه وأنذرهم. وقال ابن بطال: رجل من خثعم حمل عليه رجل يوم ذي الخلصة فقطع يده ويد امرأته فانصرف إلى قومه فحذرهم؛ فضرب به المثل في تحقيق الخبر. وتعقب باستبعاد تنزيل هذه القصة على لفظ الحديث؛ لأنه ليس فيها أنه كان عريانًا. وقال أبو عبد الملك: هذا مثل قديم، وذلك أن رجلًا لقي جيشًا فجردوه وعرَّوه، فجاء إلى المدينة فقال: إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير لكم. وقال ابن السكيت: ضرب به النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المثلَ لأمته لأنه تجرد لإنذارهم. وقال الخطابي: روى محمد بن خالد: "العربان" بباء موحدة، فإن كان محفوظًا فمعناه صحيح، وهو الفصيح بالإنذار لا يكنى ولا يورّى، يقال: رجل عربان أي: فصيح اللسان، من أعرب الرجل عن حاجته: إذا أفصح عنها. "فالنجاء فالنجاء" بالمد فيهما ومَدِّ الأولى وقصر الثانية وبالقصر فيهما تخفيفًا، وهي منصوب على الإغراء، أي: اطلبوا النجاء بأن تسرعوا في الهرب، إشارة إلى أنهم لا يطيقون مقاومة ذلك الجيش. قال الطيبي: في كلامه أنواع من التأكيدات:
الْعُرْيَانُ، فَالنَّجَاءَ. فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ
(1)
فَادَّلَجُوا عَلَى مَهَلِهِمْ
(2)
فَنَجَوْا
(3)
، وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ فَصَبَّحَهُمُ
(4)
الْجَيْشُ فَاجْتَاحَهُمْ"
(5)
. [طرفه: 7283، أخرجه: م 2283، تحفة 9065].
6483 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(7)
قَالَ:
"الْعُرْيَانُ" في نـ: "الْعَرَبَان". "فَالنَّجَاءَ" في نـ: "فَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ"، وفي ذ:"فَالنَجَاةَ". "فَأَطَاعَهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَأَطَاعَتْهُ". "فَادَّلَجُوا" كذا في ذ، وفي ذ:"فأَدْلَجُوا".
===
أحدها "بعيني"، ثانيها قوله:"وإني أنا"، ثالثها قوله:"العريان" لأنه الغاية في قرب العدو، ولأنه الذي يختص في إنذاره بالصدق. قوله:"فادلجوا" بهمزة قطع ثم سكون أي: ساروا أول الليل أو ساروا الليلَ كلَّه، على الاختلاف في مدلول هذه اللفظة. وأما بالوصل والتشديد على أن المراد آخر الليل فلا يناسب هذا المقام، "ك"(9/ 23)، "ع"(15/ 558)، "ف"(11/ 316 - 317).
(1)
المراد بعض القوم، "ف"(11/ 317).
(2)
بفتحتين: السكينة والتأني. وفي الفرع كأصله بسكون الهاء وهو: الإمهال. ولكن قال [في "الفتح"]: إنه لا يناسب هذا المقام، "قس"(13/ 562).
(3)
لأنهم أطاعوا النذير، "ع"(15/ 558).
(4)
أي: أتاهم صباحًا، "ك"(23/ 9).
(5)
بجيم ثم مهملة، "ف"(11/ 317)، أي: استأصلهم، "ك"(9/ 23).
(6)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 558).
(7)
ابن أبي حمزة، "ع"(15/ 558).
حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(1)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(2)
: أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّمَا مَثَلِي
(3)
وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ
(4)
اسْتَوْقَدَ
(5)
نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ
(6)
مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ
(7)
===
(1)
عبد الله بن ذكوان، "ع"(15/ 558).
(2)
الأعرج، "ع"(15/ 558).
(3)
المثل بفتحتين: الصفة العجيبة الشأن، يوردها البليغ على سبيل التشبيه لتقريب التفهيم، "ع"(15/ 557).
(4)
قالوا: هذا مثل ضربه صلى الله عليه وسلم لأمته لينبههم بها على استشعار الحذر خوف التورط في محارم الله، "كرماني"(23/ 10).
(5)
بمعنى أوقد، ولكن استوقد أبلغ، "ع"(15/ 559).
(6)
الإضاءة: فرط الإنارة، "ع"(15/ 559).
(7)
قوله: (الفراش) بفتح الفاء وتخفيف الراء وبالشين المعجمة: جمع الفراشة، وقال الكرماني: هي صغار البق. وقيل: هي ما يتهافت في النار من الطيارات. قلت: هذا أصح من الأول، وقال ابن سيده: هي دواب مثل البعوض. وقال الفراء في تفسير قوله تعالى: {كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} [القارعة: 4] كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضًا. قوله: "يزعهن" بفتح الياء التحتية والزاي وضم العين المهملة أي: يدفعهن، من وزعه يزعه وزعًا فهو وازع: إذا دفعه ومنعه، ويروى "ينزعهن" بزيادة نون. قوله:"فيقتحمن"من الاقتحام وهو: الهجوم على الشيء، يقال: قحم في الأمر: رمى بنفسه فيه فجأة. قوله: "فأنا آخذ" قال النووي: روي باسم الفاعل، ويروى بصيغة المضارع من المتكلم، وقال الطيبي: الفاء فيه فصيحة، كأنه لما قال "مثلي ومثلكم إلخ" أتى بما هو أهم، وهو قوله:"فأنا آخذ بحجزكم" بضم الحاء المهملة وفتح الجيم وبالزاي: جمع حجزة، وهو: معقد الإزار، ومن السراويل: موضع التكة، ويجوز ضم الجيم في الجمع. قوله:"وهم يقتحمون" هذا في
وَهَذِهِ الدَّوَابُّ
(1)
الَّتِي تَممُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، وَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا". [تحفة 13767].
6484 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ
(3)
، عَنْ عَامِرٍ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍ و يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ
(5)
"وَجَعَلَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَجَعَلَ". "يَنْزِعُهُنَ" في نـ: "يَزَعُهُنَّ". "وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا" في هـ، ذ:"وَأَنْتُمْ تَقْتَحِمُونَ فِيهَا"، وفي نـ:"وَأَنْتُمْ تَقَحَّمُونَ فِيهَا".
===
رواية الكشميهني، وفي رواية غيره "وأنتم"، وعلى الأول قال الكرماني: القياس "أنتم" لا "هم" ليوافق لفظ "حجزكم"، ثم أجاب بأنه التفات، وفيه: إشارة إلى أن من أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اقتحام له فيها، "ع" (15/ 559). مطابقته للترجمة: من حيث إن فيه منعَ النبي صلى الله عليه وسلم إياهم عن الاتيان بالمعاصي الذي هو يؤدي إلى الدخول في النار، "ع"(15/ 558).
(1)
أشار بها إلى تفسير الفراش، "ع"(15/ 559).
(2)
الفضل بن دكين، "ع"(559/ 15).
(3)
ابن أبي زائدة، "ع"(15/ 559).
(4)
الشعبي،"ع"(15/ 559).
(5)
مطابقته للترجمة: من حيث إن ترك أذى المسلم من جملة الانتهاء عن المعاصي. وأيضًا قوله: "من هجر ما نهى الله عنه" من جملة الانتهاء عن المعاصي، "ع"(15/ 559).
مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ
(1)
، وَالْمُهَاجِرُ
(2)
مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ". [راجع: 10].
27 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ
(3)
لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا"
6485 -
حَدَّثنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيرٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثنَا اللَّيثُ، عَنْ عُقَيلٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(6)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَعْلَمُونَ
(7)
مَا أَعْلَمُ
(8)
لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيتُمْ كَثِيرًا". [طرفه: 6637، تحفة 13217].
"لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا" زاد بعده في نـ: "وَلَبَكَيتُمْ كَثِيراً".
===
(1)
قوله: (من لسانه ويده) إلَّا في حد أو تعزير أو تأديب، مع انضمام باقي الصفات التي هي الأركان، وعبر باللسان دون القول ليدخل فيه من أخرج لسانه استهزاء بصاحبه، وخص اليد لأن سلطنة الأفعال إنما تظهر بها، "قس"(13/ 564).
(2)
فيه تطييب لقلب من لم يهاجر إلى المدينة لفوات ذلك بفتح مكة، أو قاله تنبيهًا للمهاجر أن لا يتّكل على مجرد الهجرة ويُقصر في العمل، "قس"(13/ 565).
(3)
من الأهوال والأحوال التي بين أيدينا عند النزع وفي البرزخ ويوم القيامة، "ك"(23/ 10).
(4)
أي: يحيى بن عبد الله [بن] بكير، "ع"(15/ 565).
(5)
ابن خالد، "ع"(15/ 560).
(6)
محمد بن مسلم، "ع"(15/ 560).
(7)
هذا مختصر من حديث مرَّ (برقم: 4621).
(8)
أي: لسهل عليكم امتثال أمر الله تعالى فيما قال: فليضحكوا قليلًا وليبكوا كثيرًا، "ك"(23/ 10).
6486 -
حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيتُمْ كَثِيرًا". [راجع: 93، أخرجه: م 2359، ت 3056، تحفة 1608].
28 - بَابٌ
(1)
حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ
6487 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
(3)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "حُجِبَتِ
(5)
(6)
(7)
النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُجِبَتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ"
(8)
. [تحفة 13851].
"قَالَ النَّبِيُّ" في ذ: "قَالَ رَسُولُ اللَّه". "حُجِبَتِ النَّارُ" في نـ: "حُفَّتِ النَّارُ".
===
(1)
بالتنوين، "قس"(13/ 566).
(2)
ابن أبي أويس، "ع"(15/ 560).
(3)
عبد الله بن ذكوان، "ع"(15/ 560).
(4)
عبد الرحمن بن هرمز، "ع"(15/ 560).
(5)
هذا الحديث من جوامع الكلم، "قس"(13/ 567).
(6)
وفي بعض الروايات بدل "حجبت": "حفت"، "ك"(23/ 11).
(7)
بالمهملة والفاء، من الحفاف، وهو ما يحيط بالشيء، حتى لا يتوصل إليه إلَّا بتخطيه، "ف"(11/ 321).
(8)
قوله: (بالمكاره) المراد بالمكاره ها هنا ما أمر المكلف بمجاهدة نفسه فيه فعلًا وتركًا كالإتيان بالعبادات على وجهها والمحافظة عليها، واجنتنا المنهيات قولًا وفعلًا. وأطلق عليها "المكاره" لمشقتها على العامل وصعوبتها، ومن جملتها: الصبر على المصيبة، والتسليم لأمر الله تعالى فيها.
29 - بَابٌ
(1)
"الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ"
6488 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(3)
وَالأَعْمَشِ
(4)
، عَنْ أَبِي وَائِلِ
(5)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(6)
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْجَنَّةُ أَقْرَبُ
(7)
إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ
"حَدَّثَنَا مُوسَى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُوسَى".
===
والمراد بالشهوات: ما يستلذ به من أمور الدنيا مما منع الشرع من تعاطيه، إما بالأصالة، وإما لكون فعله يستلزم شيئًا من المحذورات، ويلتحق بذلك الشبهات، والإكثار مما أبيح خشية أن يوقع في المحرم، فكأنه قال: لا يوصل إلى الجنة إلَّا بارتكاب المشاق المعبر عنها بالمكروهات، ولا إلى النار إلَّا بتعاطي الشهوات، وهما محجوبتان؛ فمن هتك الحجاب اقتحم. ويحتمل أن يكون هذا الخبر وإن كان بلفظ الخبر فالمراد به النهي، (ف " (11/ 325).
(1)
بالتنوين، "قس"(13/ 567).
(2)
الثوري، "ع"(15/ 561).
(3)
ابن المعتمر، "ع"(15/ 561).
(4)
سليمان، "ع "(15/ 561).
(5)
شقيق بن سلمة، "ع "(15/ 561).
(6)
ابن مسعود، "ع"(15/ 561).
(7)
فيه دليل واضح على أن الطاعات موصلة إلى الجنة، والمعاصي مقربة من النار، وأن الطاعة والمعصية قد تكون في أيسر الأشياء، فينبغي للمؤمن أن لا يزهد في قليل من الخير ولا يستقل قليلًا من الشر فيحسبه هيِّنًا وهو عند الله عظيم؛ فإن المؤمن لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها و [لا] السيئة التي يسخط الله عليه بها، كذا في "ك"(23/ 11) و"ف"(11/ 321).
شِرَاكِ نَعْلِهِ
(1)
، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ ". [تحفة 9308، 9269].
6489 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(3)
: "أَصْدَقُ بَيْتٍ
(4)
قَالَهُ الشَّاعِرُ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ"
[راجع: 3841].
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ".
===
(1)
شراك النعل: هو الذي يدخل فيه أصبع الرجل، "ع"(15/ 561).
(2)
لقب محمد بن جعفر، "ع"(15/ 561).
(3)
مطابقة الحديث للترجمة: من حيث إن كل شيء ما خلا الله في الدنيا الذي لا يؤول إلى طاعة الله ولا يقرب منه إذا كان باطلًا يكون الاشتغال به مبعدًا من الجنة، مع كونها أقرب إليه من شراك نعله. والاشتغال بالأمور التي هي داخلة في أمر الله تعالى يكون مبعدًا من النار مع كونها أقرب إليه من شراك نعله، قاله في "عمدة القاري"(15/ 561)، وقال: إنه من الفيض الإلهي الذي وقع في خاطري، "قس"(13/ 568).
(4)
قوله: (أصدق بيت قاله الشاعر) فإن قلت: هذا مصراع لا بيت؟ قلت: أطلق الكل وأراد الجزء مجازًا، أو المراد: هو ومصراعه الآخر، وهو:
وكل نعيم لا محالة زائل
فإن قلت: روي أنه لما أنشد لبيد العامري المصراع الأول قال عثمان رضي الثه عنه: صدقت، ولما أنشد الثاني قال له: كذبت؛ إذ نعيم الجنة لا يزول. قلت: يراد بالنعيم ما هو نعيم لنا في الحال أي: النعيم الدنيوي، وهي بقرينة أن الضارب حقيقة في مباشرة الضرب حالًا. فإن قلت: التصديق
30 - بَابٌ
(1)
لِيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ
(2)
مِنْهُ وَلَا يَنْظُرْ إِلَى مَنْ فَوْقَهُ
6495 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ
(3)
عَليْهِ فِي الْمَالِ وَالْخُلُقِ
(4)
، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ ". [تحفة 13852].
31 - باب مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ أَوْ سَيئَةٍ
6491 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ
(6)
قَالَ:
"مَنْ فَوْقَهُ" في ذ: "مَنْ هُوَ فَوْقَهُ". "أَوْ سَيِّئَةٍ" في نـ: "أَوْ بِسَيِّئَةٍ".
===
بالأول ينافي التكذيبَ بالثاني، إذ من صدّق بأن "ما خلا الله باطل" يلزمه القول ببطلان ما سوى الله، وكل نعيم دنيوي أو أخروي هو سواه؟ قلت: ليس المراد بالله ذاته فقط بل ذاته وصفاته، وما كان له من الإيمان والعمل الصالح والثواب ونحوه، "ك"(12/ 23).
(1)
بالتنوين، "قس"(13/ 568).
(2)
يجوز في "أسفل" الرفع والنصب، "ف"(11/ 322).
(3)
بضم الفاء وكسر الضاد المعجمة المشددة، "قس"(13/ 569).
(4)
قوله: (والخلق) بفتح المعجمة: الصورة أو الأتباع والأولاد ونحوه فيما يتعلق بزينة الدنيا وهو المال والبنون، "فلينظر إلى أسفل منه" ليسهل عليه نقصانه ويفرح بما أنعم الله عليه ويشكر عليه، وأما في الدين وما يتعلق بالآخرة فينظر إلى من فوقه لتزيد رغبته في اكتساب الفضائل، "ك"(22/ 23).
(5)
عبد الله بن عمرو، "ع"(15/ 562).
(6)
ابن سعيد،"ع"(15/ 562).
حَدَّثَنَا جَعْدٌ
(1)
أَبُو عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ
(2)
الْعُطَارِدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ
(3)
قَالَ: قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ
(4)
كَتَبَ
(5)
الْحَسَنَاتِ
(6)
وَالسَّيِّئَاتِ،
"جَعْدٌ" في ذ: "جَعْدُ بْنُ دِينَارٍ ".
===
(1)
بفتح الجيم وسكون المهملة، "ع"(15/ 562).
(2)
اسمه عمران بن مِلحان، "ع"(15/ 563).
(3)
قوله: (فيما يروي عن ربه) هذا من الأحاديث الإلهية، ثم هو يحتمل أن يكون مما تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه بلا واسطة، ويحتمل أن يكون مما تلقاه بواسطة الملك، وهو الراجح، وقال الكرماني: يحتمل أن يكون من الأحاديث القدسية، ويحتمل أن يكون للبيان لما فيه من الإسناد الصريح إلى الله حيث قال:"إن الله كتب"، ويحتمل أن يكون لبيان الواقع، وليس فيه أن غيره ليس كذلك، لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، إن هو إلَّا وحي يوحى، بل فيه أن غيره كذلك إذ قال "فيما يرويه" أي: في جملة ما يرويه، انتهى ملخصًا، "ف"(1/ 3231 - 324).
(4)
قوله: (إن الله) يحتمل أن يكون هذا من قول الله تعالى فيكون التقدير: قال الله: إن الله كتب، ويحتمل أن يكون [من] كلام النبي صلى الله عليه وسلم يحكيه عن فعل الله تعالى، وفاعل "ثم بيّن ذلك" هو الله تعالى، وقوله:"فمن هَمَّ" شرح ذلك، "ف"(11/ 324).
(5)
أي: قدرها وجعلها حسنة، وكذلك السيئات، "ع"(15/ 563).
(6)
قوله: (كتب الحسنات) أي: قدرها وجعلها حسنة أو سيئة. وفيه دلالة على بطلان قاعدة الحسن والقبح العقليين، وأن الأفعال ليمست بذواتها حسنة أو قبيحة بل الحسن والقبح شرعيان، حتى لو أراد الشارع التعكيسَ والحكمَ بأن الصلاة قبيحة والزنا حسن كان له ذلك، خلافًا للمعتزلة فإنهم
ثُمَّ بَيَّنَ
(1)
ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ
(2)
لَهُ
(3)
عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ بِهَا عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ
(4)
"فَإِنْ هُوَ" سقط لفظ "هوَ" لأبي ذر، "قس" (13/ 570). "فَعَمِلَهَا" في ذ:"وَعَمِلَهَا".
===
قالوا: الصلاة في نفسها حسنة والزنا قبيح، والشارع كاشف مبين لا مثبت وليس له تعكيسها، "ك"(23/ 13).
(1)
أي: فصل ذلك الذي أجمله في قوله: "كتب" إلخ، بقوله: "فمن هم
…
"إلخ، "قس" (13/ 570).
(2)
قوله: (كتبها الله) أي: كتب الله تلك الحسنة التي هَمَّ بها، وقيل: أمر الحفظة بأن يكتبوه، وقيل: قدّر ذلك وعرّف الكتبة من الملائكة ذلك التقدير. قوله: "عنده" أي: عند الله، أشار به إلى الشرف. قوله:"كاملة" أشار به إلى دفع توهم نقصان لكونها نشأت عن مجرد الهم، قال النووي: أشار بقوله: "عنده" إلى مزيد الاعتناء، وبقوله:"كاملة" إلى تعظيم الحسنة وتأكيد أمرها، وعكس في السيئة، فلم يصفها بكاملة بل أكدها بقوله:"واحدة" إشارة إلى تخفيفها مبالغة في الفضل والإحسان، "ع"(15/ 563).
(3)
أي: للذي همّ، "ف"(11/ 324).
(4)
قوله: (عشر حسنات) قال تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]، قوله:"إلى سبع مائة ضعف" أي: مثل، والضِّعفُ يطلق على المثل وعلى المثلين؛ قال تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} [البقرة: 261]. و"إلى أضعاف كثيرة" قال تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 261]. فإن قلت: لما كان الهم في الحسنة معتبرًا -باعتبار أنه فعل القلب-، لزم أن يكون الهم بالسيئة أيضًا كذلك؟ قلت: هذا من فضل الله على عباده، حيث عفا عنهم،
إِلَى سَبعِمِائَةِ ضِعْفٍ
(1)
إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً"
(2)
. [أخرجه: م 131، س في الكبرى 7670، تحفة 6318].
32 - بَابُ مَا يُتَّقَى
(3)
مِنْ مُحَقَّرَاتِ
(4)
الذُّنُوبِ
(5)
"فَإِنْ هُوَ" ثبت لفظ "هُوَ" في سـ، حـ، ذ.
===
قال تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]؛ إذ ذكر في الشر باب الافتعال الذي لا بد فيه من المعالجة والتكلف فيه، كما فضل عليهم بكتابة الحسنة عشرًا وكتابة السيئة واحدة. فإن قلت: إذا هم بالسيئة ولم يعملها فغايته أن لا تكتب له سيئة، فمن أين تكتب له حسنة؟ قلت: الكف عن الشر حسنة، فإن قلت: اتفقوا على أن الشخص إذا عزم على ترك صلاة بعد عشرين سنة عصى في الحال؟ قلت: العزم وهو توطين النفس على فعله غيرُ الهم الذي هو تحديث النفس من غير استقرار. وفيه: أن الحفظة تكتب ما يهم به العبد ولا يشترط ظهوره منه، ولا يخفى أن الترك الذي يثاب عليه ما يكون لوجه الله لا لأمر آخر، قال الخطابي: هذا إذا تركها مع القدرة عليها إذ لا يسمى الإنسان تاركًا للشيء الذي لا يقدر عليه، "كرماني"(13/ 23 - 14).
(1)
أي: مثل، "ك"(13/ 23).
(2)
من غير تضعيف.
(3)
أي: ما يجتنب، "قس"(13/ 572).
(4)
بفتح القاف المشددة، وهي التي يحتقرها فاعلها، "قس"(13/ 572).
(5)
جاء هذا اللفظ في حديث أخرجه النسائي وابن ماجه عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "يا عائشة إياك ومحقَّرات الذنوب فإن لها من الله طالبًا"، "ع"(15/ 564).
6492 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَليدِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ
(2)
، عَنْ غَيلَانَ
(3)
، عَنْ أَثَس قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَر، إِنْ كُنَّا
(4)
نَعُدُّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُوبِقَاتِ
(5)
.
قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: يَعْنِي الْمُهْلِكَاتِ. [تحفة 1129].
33 - بَابٌ
(6)
الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ
(7)
وَمَا يُخَافُ مِنْهَا
"نَعُدُّ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ، ذ:"نَعُدُّهَا"، وفي نـ:"لَنَعُدُّهَا". "عَهْدِ النَّبِيِّ" في ذ: "عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ". "مِنَ الْمُوبِقَاتِ" كذا في هـ، وفي نـ:"الْمُوبِقَاتِ". "يَعْنِي الْمُهْلِكَاتِ" في نـ: "يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُهْلِكَاتِ".
===
(1)
الطيالسي، "ك"(23/ 14).
(2)
هو: ابن ميمون، "ك"(14/ 23).
(3)
هو: ابن جرير.
(4)
قوله: (إن كنا) إن مخففة من الثقيلة، وحذف الضميرُ من "نَعُدُّ" واللامُ، وهو رواية أبي ذر عن الحموي والمستملي، قال ابن مالك: جاز استعمال "إن " المخففة بدون اللام الفارقة بينها وبين النافية عند الأمن من الالتباس، "قس"(13/ 573)، وله عن الكشميهني:"نعدها"، "ف"(11/ 330)، أي: الأعمالَ. ولغيره كما قال في "الفتح": إن للأكثر: "لنعدّها"، "قس"(13/ 573).
(5)
قوله: (من الموبقات) وهو جمع موبقة أي: مهلكة، ومعنى الحديث راجع إلى قوله:{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15]، وكانت الصحابة يعدون الصغائر من الموبقات لشدة خشيتهم لله، "عمدة القاري"(15/ 565).
(6)
بالتنوين، "قس"(13/ 573).
(7)
جمع خاتمة، "ع"(15/ 565)، أي: العواقب، "ك"(23/ 14)،
6493 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِم
(3)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَجُلٍ
(4)
يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ غَنَاءً
(5)
عَنْهُمْ
(6)
فَقَالَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا". فَتَبِعَهُ رَجُلٌ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جُرِحَ
(7)
، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَقَالَ
(8)
"أَعْظَمِ النَّاسِ" في ذ: "أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ".
===
"ع"(15/ 565).
(1)
بتشديد التحتية وبإعجام الشين: الألهاني، "ك"(23/ 14)"ع"(15/ 565).
(2)
محمد بن مطرف، "ك"(23/ 14)، "ع"(15/ 565).
(3)
سلمة بن دينار، "ك"(23/ 14)، "ع"(15/ 565).
(4)
قوله: (رجل) اسمه قزمان بضم القاف. قوله: "غناء" بفتح المعجمة وبالمد يقال: غنى عن فلان غناء: ناب عنه، وأجرى مجراه. قوله:"فقال بذبابة سيفه" يعني طعن بذبابة سيفه، وهو حدّه وطرفه، وقد تقدم فيما مضى:"بنصل سيفه "، فلا منافاة؛ لإمكان الجمع بينهما. قوله:"فتحامل عليه" أي: اتكأ عليه بقوته، "عيني" (15/ 565). ومرَّ الحديث (برقم: 4203) في "غزوة خيبر".
(5)
بفتح المعجمة بعدها نون ممدود أي: كفاية، "ف"(11/ 330)، "خ".
(6)
أي: كفاية عنهم، "الخير".
(7)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(13/ 574).
(8)
أي: طعن، "ع"(15/ 565).
بِذُبَابَةِ سَيْفِهِ
(1)
، فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، فَتَحَامَلَ
(2)
عَليْهِ، حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَئنِ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ فِيمَا يُرَى
(3)
النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ فِيمَا يُرَى
(4)
النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا". [راجع: 2898، تحفة 4754].
34 - بَابٌ
(5)
الْعُزْلَةُ
(6)
رَاحَةٌ مِنْ خُلَّاطِ
(7)
السَّوءِ
6494 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(8)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ
(9)
، عَنِ الزُّهْريِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ
(10)
حَدَّثَهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ.
"خُلَّاطِ" في نـ: "خُلَطَاءِ". "أَخْبَرَنِي عَطَاءُ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَطَاءُ" مصحح عليه.
===
(1)
أي: حده وطرفه، "ك (23/ 15).
(2)
أي: اتكأ، "قس"(13/ 574).
(3)
بالضم أي: يظن، "ك (23/ 15).
(4)
بالضم أي: يظن، "ك (23/ 15).
(5)
بالتنوين، "قس"(13/ 574).
(6)
المراد بالعزلة: ترك فضولِ الصحبة والاجتماع بالجليس السوء، "خير"، وفي العزلة فوائد كثيرة، أقلها: البعد من شرهم، "ع"(15/ 566).
(7)
بضم الخاء وشدة اللام: جمع، وبكسرها والتخفيف: مصدر، أي: المخالطة، "ك"(23/ 15).
(8)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 567).
(9)
هو: ابن أبي حمزة.
(10)
اسمه: سعد بن مالك، "ع"(15/ 567).
ح وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْريُّ
(2)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: جَاءَ أَعْرَابِيُّ
(3)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيرٌ؟ قَالَ: "رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَرَجُلٌ فِي شِعْبٍ
(4)
مِنَ الشِّعَابِ
(5)
يَعْبُدُ رَبَّهُ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ ". تَابَعَهُ
(6)
الزُّبَيْدِيُّ
(7)
وَسلَيْمَانُ
(8)
بْنُ كَثِيرٍ وَالنُّعْمَانُ
(9)
عَنِ الزُّهْرِيِّ.
"جَاءَ أَعْرَابِيٌّ" في نـ: "قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيُّ ".
===
(1)
عبد الرحمن، "ك (23/ 15)، "ع" (15/ 567).
(2)
هو: محمد بن مسلم.
(3)
لم أقف على اسمه، "قس"(13/ 575).
(4)
قوله: (في شعب) بكسر الشين المعجمة: الطريق في الجبل، ومسيل الماء، وما انفرج بين الجبلين. قوله:"ويدع" أي: ويترك، "ع" (15/ 567). قال الكرماني (23/ 16): فإن قلت: جاء في الحديث: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه "، و"خير الناس من طال عمره وحسن عمله" ونحو ذلك؟ قلت: اختلافها بحسب اختلاف الأوقات والأقوام والأحوال.
(5)
بكسر الشين المعجمة فيهما: الطريق في الجبل، "قس"(13/ 575).
(6)
أي: شعيبًا، "قس"(13/ 575).
(7)
هو: محمد بن الوليد، روى متابعته مسلم، "ع"(15/ 567).
(8)
بالرفع عطف على الزبير، وروى متابعته أبو داود، "ع"(15/ 567).
(9)
هو: ابن راشد، روى متابعته أحمد، "ع"(15/ 567).
وَقَالَ مَعْمَرٌ
(1)
: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ
(2)
أَوْ عُبَيدِ اللَّهِ
(3)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ يُونُسُ
(4)
وَابْنُ مُسَافِرٍ
(5)
وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
(6)
: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ بَعْضِ
(7)
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي: مثلَ حَدِيثِ أِبي الْيَمَانِ: "أَيُّ النَّاسِ خَيرٌ؟ ". [راجع: 2786].
6495 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَاجِشُونُ
(9)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(10)
بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعِيدٍ
(11)
"عَنْ أَبِي سَعِيدٍ" زاد في قتـ: "الْخُدْرِيِّ ".
===
(1)
هو: ابن راشد، "ع"(15/ 567)، أخرجه أحمد.
(2)
ابن يزيد، "ع"(15/ 567).
(3)
هو: ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود، "ع"(15/ 567).
(4)
هو: ابن يزيد، "ع"(15/ 567)، أخرجه عبد الله بن وهب، "ع"(15/ 567).
(5)
هو: عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، "ع"(15/ 567).
(6)
الأنصاري، "ع"(15/ 567)، أخرجه الذهلي، "ع".
(7)
لعله أبو سعيد الخدري، "ك"(23/ 16).
(8)
الفضل بن دكين، "ع"(15/ 568).
(9)
بكسر الجيم، هو: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، "ك"(23/ 16)، "ع"(15/ 568).
(10)
هو: ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة -بفتح الصادين المهملتين وسكون العين المهملة الأولى-، "كرماني"(23/ 16).
(11)
الخدري.
أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ خَيرُ مَالِ الْمُسْلِمِ الْغَنَمُ، يَتبعُ بِهَا شَعَفَ
(1)
الْجِبَالِ
(2)
وَمَوَاقِعَ
(3)
الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ ". [راجع: 19].
35 - بَابُ رَفْعِ الأَمَانَةِ
(4)
(5)
6496 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ
"مَالِ الْمُسْلِمِ " في نـ: "مَالِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ ".
===
(1)
بفتح الشين المعجمة والعين المهملة، جمع شعفة، وهي: رأس الجبل، "ع"(15/ 568).
(2)
قوله: (شعَف الجبال) جمع الشعفة، وهي: رأس الجبل، قوله:"ومواقع القطر" يعني: بطون الأودية، فيه: أن اعتزال الناس عند ظهور الفتن والهربَ عنهم أسلم للدين من مخالطتهم، كذا في "العيني"(15/ 568).
قال الكرماني (23/ 16 - 17): فإن قلت: من تَتَبَّع القواعد عرف أن للشارع اهتمامًا بالاجتماع، كما شرع الجماعة ليختلط أهل المحلة، والجمعةُ ليجتمع أهل المدينة، والعيدُ ليجتمع أهل السواد [بأهل البلاد]، والحجُّ ليختلط أهالي الآفاق؛ وقال الفقهاء: ينقل اللقيط من البادية إلى القرية ومنها إلى البلد لا عكسه؟ قلت: المراد بالعزلة: ترك فضول الصحبة والاجتماع بالجليس السوء، وفي الجملة: المسألة مختلف فيها؛ فقال بعضهم: العزلة أفضل، وقال الآخرون: الاختلاط أفضل، والحق التفصيل بحسب الجلساء وبحسب الأمور وبحسب الأوقات، ومرَّ الحديث (برقم: 19) في "كتاب الإيمان ".
(3)
أي: الأودية، "ك"(23/ 16).
(4)
أي: ضد الخيانة، "ع"(15/ 568).
(5)
أي: من بين الناس، والمراد برفعها: ذهابها بحيث أن لا يوجد الأمين، "ع"(15/ 568).
قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ
(1)
فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ". قَالَ: كَيفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِذَا أُسْنِدَ
(2)
الأَمْرُ
(3)
إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ". [راجع: 59].
6497 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ
(5)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حدِيثَينِ
(6)
، رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ، حَدَّثَنَا
(7)
:
"أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا سُفْيَانُ". "أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ" في نـ: "حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ".
===
(1)
قوله: (إذا ضيعت الأمانة) بضم الضاد المعجمة وكسر التحتية المشددة، هو جواب عن سؤال الأعرابي حيث قال: متى الساعة؟ كما في الحديث المذكور في أول "كتاب العلم"(برقم: 59)]، "قس"(13/ 577).
(2)
بضم الهمزة وسكون المهملة وكسر النون أي: فوض، "قس"(13/ 577).
(3)
قوله: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله) أي: إذا فوض المناصب إلى غير مستحقيها كتفويض القضاء إلى غير العالم بالأحكام كما هو في زماننا، نعوذ باللّه منه، "ك"(17/ 23).
(4)
هو الثوري،"ع"(15/ 569).
(5)
سليمان.
(6)
أي: الأول في الأمانة والآخر في رفعها، "ع"(15/ 569).
(7)
أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ع"(15/ 569).
"أَنَّ الأَمَانَةَ
(1)
نَزَلَتْ فِي جَذْرِ
(2)
قُلُوب الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ"
(3)
. وَحَدَّثَنَا
(4)
عَنْ رَفْعِهَا
(5)
قَالَ
(6)
: "يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ
(7)
مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا
===
(1)
قوله: (أن الأمانة) التي هي ضد الخيانة. والظاهر: أن المراد بالأمانة التكليفُ الذي كلّف الله تعالى به عباده والعهدُ الذي أخذه عليهم، كذا في "القسطلاني" (13/ 578). قوله:"في جذر قلوب الرجال" بفتح الجيم وكسرها وسكون الذال المعجمة، وهو الأصل من كل شيء، قاله أبو عبيد. قوله:"ثم علموا" أي: بعد نزولها في قلوب الرجال بالفطرة علموها من القرآن، قال تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية [الأحزاب: 72]، قال ابن عباس: هي الفرائض التي على العباد، وقيل: هي ما أمروا به ونهوا عنه، وقيل: هي الطاعة، نقله الواحدي عن أكثر المفسرين. قوله:"ثم علموا من السُّنَّة" أي: سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، وحاصل المعنى: أن الأمانة كانت لهم بحسب الفطرة، وحصلت لهم بالكسب أيضًا بسبب الشريعة، "عيني "(15/ 569).
(2)
أصل.
(3)
أي: سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم.
(4)
أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5)
أي: رفع الأمانة،"ع"(15/ 569).
(6)
أي: في بيان رفعها،"ع"(15/ 569).
(7)
قوله: (فتقبض الأمانة) أي: بعضها لقوله: "فيظل أثرها" أي: يصير أثر الأمانة "مثل أثر الوكت" وهو كالنقطة في الشيء، وقيل: نقطة بيضاء تظهر في سواد العين. "والأثر" بفتحتين: ما بقي من رسم الشيء، يعني: يرفع الأمانةَ عن القلوب عقوبة على الذنوب، حتى إذا استيقظوا لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه، ويبقى أثر من الأمانة مثل الوكت، وتارة "مثل المجل" بسكون الجيم وفتحها، وهو غلظ الجلد فيحسبه الناس أن في جوفه شيئًا وليس فيه شيء، فكذا هذا الرجل يحسبه الناس صالحًا ولا يكون فيه من الصلاح والإيمان شيء، وهذا أقل من الأولى لأنه شبه
مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ
(1)
، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَتَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ
(2)
،
===
بالمجوف. "كجمر" خبر محذوف أي: هو كجمر، أي: أثر المجل في القلب كأثر جمر قلبته على رجلك. "فنفط" موضع إصابة الجمر من رجلك، أي: صار نفطة أي: جُدَرِيًّا، "مجمع"(1/ 117)، وذكر أيضًا في معنى الحديث ما قاله الكرماني (23/ 18 - 19).
(1)
قوله: (أثر الوكت) الوكت بفتح الواو وسكون الكاف وبالمثناة: الأثر اليسير، وقيل: السواد اليسير، وقيل: اللون المحدث المخالف للون الذي كان قبله. و"المجل" بفتح الميم وسكون الجيم وفتحها، هو النفط الذي يحصل في اليد من العمل بفأس ونحوه -مَجَلَتْ يده: نفطت من العمل فمرنت، أو المَجْلُ: أن يكون بين الجلد واللحم ماءٌ، أو المَجْلَة: قشرة رقيقة يجتمع فيها ماء من أثر العمل-. "ونفط" بكسر الفاء، والضمير راجع إلى الزجل، ولم يؤنث باعتبار العضو، "ك"(23/ 18)"ع"(15/ 570)، قال ابن فارس: النفط: قرح يخرج في اليد من العمل، "ع"(15/ 570). "ومنتبراً" مفتعلاً، من الانتبار وهو: الارتفاع، ومنه المنبر لارتفاع الخطيب عليه. و"الأمانة": المتبادر منها إلى الذهن: المعنى المشهور منها وهو: ضد الخيانة، وقيل: المراد منها هو: التكاليف الإلهية. وحاصله: أن القلب يخلو عن الأمانة بأن تزول عنه شيئًا فشيئًا، فإذا زال جزء منها زال نورها وخلفته ظلمة كالوكت، وإذا زال شيء آخر منه صار كالمجل وهو أثر محكم لا يكاد يزول إلَّا بعد مدة، وهذه الظلمة فوق التي قبلها، ثم شبه زوال ذلك النور بعد ثبوته في القلب وخروجه منه واعتقاب الظلمة إياه بجمر تدحرجه على رجلك حتى يؤثر فيها، ثم تزول الجمرة ويبقى النفط، "ك"(18/ 23)، "ع" (15/ 570) - وحاصل المعنى: أن الأمانة كانت لهم بحسب الفطرة وحصلت لهم بالكسب أيضًا بسبب الشريعة، "ع"(15/ 569)، "ف"-.
(2)
النفاخات التي تخرج في الأيدي عند كثرة العمل، "قس"(13/ 579).
كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ
(1)
وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وُيقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ، وَمَا فِي قَلْبهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَزدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ
(2)
، وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَلا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ
(3)
لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ الإِسْلَامُ،
"وَلَا يَكَادُ" في ذ: "فَلَا يَكَادُ". "أَحَدٌ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"أَحَدُهُمْ ". "وَلا أُبَالِي" في ذ: "وَما أُبَالِي". "الإِسْلَامُ" في سـ، ذ:"بِالإِسْلامِ ".
===
(1)
أي: البيع والشراء، "ع"(15/ 570).
(2)
ذكر الإيمان لأن الأمانة لازمة الإيمان، وليس أن المراد هاهنا أن الأمانة هي الإيمان، "قس"(13/ 579).
(3)
قوله: (بايعت
…
) إلخ، معنى المبايعة ها هنا: البيع والشراء المعروفان أي: كنت أعلم أن الأمانة في الناس، فكنت أقدم على معاملة كل من اتفق غير باحث عن حاله، وثوقاً بأمانته، فإن كان مسلمًا فدِينه يمنعه من الخيانة ويحمله على أداء الأمانة، وإن كان كافرًا فساعيه وهو الذي يسعى له أي: الوالي عليه يقوم بالأمانة في ولايته، فينصفني وششخرج حقي منه، وكل من ولي على قوم شيئًا فهو ساعيهم، مثل سعاة الزكاة.
وأما اليوم فقد ذهبت الأمانة؛ فلستُ أثق اليوم بأحد أئتمنه على بيع أو شراء إلَّا فلانًا وفلانًا -يعني: أفرادًا من الناس قلائل-. قالوا: حمْل المبايعة على بيعة الخلافة وغيرها من التحالف في أمور الدين خطأ؛ لأن النصراني لا يعاقد عليها ولا يبايع بها. فإن قلت: رفْعُ الأمانة ظهر في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وجه قول حذيفة: "أنا أنتظر"؟ قلت: المنتظر هو الرفع بحيث يبقى أثرها مثل المجل، ويصح الاستثناء بمثل إلَّا فلانًا وفلانًا، "ك"(23/ 18 - 19).
وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا
(1)
رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايعُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا ". [طرفاه: 7086، 7276، أخرجه: م 143، ت 2179، ق 4053، تحفة 3328].
6498 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ الْمِائَةِ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً "
(3)
. [تحفة 6853].
"أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ" في ذ: "أَنْبَأنَا شُعَيْبٌ". "قَالَ: إِنَّمَا النَّاسُ" في ذ: "يَقُولُ: إِنَّمَا النَّاسُ ". "رَاحِلَةً" زاد بعده في سـ، ذ:"قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: حَدَّثْتُ أَبَا عَبدِ اللَّهِ فَقَالَ -القائل هو البخاري، "ف"-: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَاصِم يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيدَةَ يَقُولُ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ وَأَبُو عَمْرٍو وَغَيْرُهُمَا: جَذْرُ قلُوبِ الرِّجَالِ، الْجَذْرُ: الأَصْلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْوَكْتُ أَثَرُ الشَّيْءِ الْيَسِيرِ مِنْهُ "، وفي نـ زاد:"قَالَ الفِرَبْرِي" قبل: "قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ"، وفي نـ:"أَبَا عُبَيدٍ" بدل "أَبَا عُبَيْدَةَ".- هذا التفسير، مُثبَت في أصل نسخة دار الذهب بعد حديث أبي اليمان في آخر الباب، وفي مقابله على الحاشية مكتوب هذا التفسير في أمّ أخرى، وأمّ ثانية أيضًا مقدم على حديث: "إنما الناس
…
" إلخ، و"أبو جعفر" هو محمد بن أبي حاتم وراق البخاري، أي ناسخ كتبه. وقوله: "حدثت أبا عبد اللَّه" يريد البخاري وحذف ما حدثه به لعدم احتياجه له حينئذٍ، "ف" (11/ 334).
===
(1)
ذكر النصراني على سبيل التمثيل، وإلَّا فاليهودي أيضًا كذلك، صرح في "صحيح مسلم "بهما، "ك"(18/ 23).
(2)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 571).
(3)
قوله: (راحلة) هي النجيبة المختارة الكاملة الأوصاف الحسنة
36 - بَابٌ الرِّيَاءِ
(1)
وَالسُّمْعَةِ
(2)
(3)
===
المنظر، وقيل: الراحلة: الجمل النجيب، والهاء للمبالغة أي: كثر الناس والمرضئ منهم قليل، كما أن المائة من الإبل لا تكاد تجد فيها راحلة واحدة.
قال بعضهم: والمراد به: القرون التي في آخر الزمان، لأن قرن الصحابة والتابعين وأتباعهم شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالفضل. أقول: لا حاجة إلى هذا التخصيص لاحتمال أن يراد أن المؤمنين، هم قليلون.
قال الخطابي: يؤول بوجهين: أحدهما: أن الناس في أحكام الدين سواء، لا فضل فيها لشريف على مشروف ولا لرفيع على وضِيع، كالإبل المائة التي لا تكون فيها راحلة، وهي التي ترحل لتركب. والراحلة: فاعلة بمعنى مفعولة أي: كلها حمولة تصلح للحمل ولا تصلح للرحل والركوب عليها، والعرب تقول للمائة من الإبل: إبل، ويقال: لفلان إبل أي: [مئة] من الإبل
(1)
وإبلان إذا كان له مائتان. والثاني: أن أكثر الناس أهل نقص، وأهل الفضل عددهم قليل، بمنزلة الراحلة في الإبل الحمولة، قال تعالى:{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187]، "ك"(23/ 19).
ومناسبة الحديث للترجمة: من حيث إن الناس كثيرون، والمرضيُّ منهم قليل، وغير المرضي هو من ضيع الفرائض، وقد فسر ابن عباس الأمانة بالفرائض، "ع"(15/ 571)، "قس"(13/ 581).
(1)
بكسر الراء وتخفيف الياء آخر الحروف وبالمد: إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبَها، "ع"(15/ 571).
(2)
بضم المهملة وسكون الميم، "ع"(15/ 571).
(3)
معنى السمعة: التنويه بالعمل وتشهيره ليراه الناس ويسمعوا به، والفرق بينهما: أن الرياء يتعلق بحاسة البصر، والسمعة بحاسة السمع، "عيني"(15/ 571).
(1)
في الأصل: أي: أهل نقص.
6499 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(1)
، عَنْ سُفْيَانَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: سَممِعْتُ جُنْدَبًا
(5)
يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،- وَلَمْ
(6)
أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَهُ
(7)
، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -: "مَن سَمَّعَ
(8)
سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَاءِ يُرَاءِ
(9)
اللَّهُ بِهِ ". [طرفه: 7152، أخرجه: م 2987، ق 4207، تحفة 3257].
"وَمَنْ يُرَاءِ يُرَاءِ اللَّهُ بِهِ" في ذ: "وَمَنْ يُرَائي يُرَائي اللَّهُ بِهِ".
===
(1)
القطان، "ع"(15/ 572).
(2)
الثوري، "ع"(15/ 572).
(3)
الفضل بن دكين، "ع"(15/ 572).
(4)
الثوري، "ع"(15/ 572).
(5)
ابن عبد الله البجلي، "ع"(15/ 572).
(6)
أي: قال سلمة، "ع"(15/ 572).
(7)
أي: لم يبق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ غيره في ذلك المكان، "في (23/ 20).
(8)
قوله: (من سمع
…
) إلخ، التسميع: التشهير وإزالة الخمول بنشر الذكر، قال [الخطابي]: من عمل عملًا على غير إخلاص، وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه. وقال بعضهم: إنّ من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله، فإن الله يجعله حديثًا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم، ولا ثواب له في الآخرة، وكذلك من راءى بعمله الناس راءى الله به أي: أطلعهم على أنه فعل ذلك لهم لا لوجهه، فاستحق سخط الله تعالى عليه، "ك (23/ 20).
(9)
الإشباع فيهما.
37 - بَابُ مَنْ جَاهَدَ
(1)
نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ
6500 -
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: بَينَا أَنَا رَدِيفُ
(2)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ليْسَ بَينِي وَبَينَهُ
(3)
إِلَّا آخِرَةُ
(4)
الرَّحْلِ فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسعْدَيْكَ. ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: ""يَا مُعَاذُ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ
(5)
: "يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ! "، قُلْتُ:"لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: "هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟ ". قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُوُلهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ: أَنْ يَعْبُدُوهُ
(6)
(7)
، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً
"بَيْنَا أَنَا" كذا في ذ، وفي نـ:"بَيْنَما أَنَا". "لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ" في ذ: "لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ".
===
(1)
من المجاهدة وهي: كف النفس عن إرادتها مما يشغلها عن العبادة، "ع"(15/ 573).
(2)
مرَّ الحديث (برقم: 5967).
(3)
فائدة ذكره المبالغة في شدة قربه؛ ليكون أوقع في نفس سامعه أنه ضبط ما رواه، "ف"(11/ 339).
(4)
بالمد وكسر المعجمة بعدها راء: هي العود الذي يجعل خلف الراكب يستند إليه، "ف"(11/ 339).
(5)
تكريره صلى الله عليه وسلم ثلاثًا لتأكيد الاهتمام بما يخبره، "ك"(23/ 21).
(6)
الحكمة في عطفه على العبادة: أن بعض الكفرة كانوا يدَّعون أنهم
يعبدون الله، ولكنهم كانوا يعبدون آلهة أخرى، فاشترط نفي ذلك، "ف"(11/ 339).
(7)
مطابقته للترجمة من حيث: إن فيه مجاهدة النفس بالتوحيد، وجهاد
ثُمَّ قَالَ: "يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ! قَالَ: "هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوهُ
(1)
؟ "، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ
(2)
أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ ". [راجع: 2856، أخرجه: م 30، سي 186، تحفة 11308].
38 - بَابُ التَّوَاضُعِ
(3)
6501 -
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ
(4)
، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ
(5)
، عَنْ أَنَس: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَاقَةٌ. ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ
(7)
وَأَبُو خَالِدٍ
(8)
الأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ،
"حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيدٌ".
===
المرء نفسه هو الجهاد الأكبر، "ع"(15/ 573).
(1)
الضمير لما تقدم من قوله: "يعبدوه "، "ف"(11/ 339).
(2)
قوله: (حق العباد على الله) فإن قلت: فيه دلالة لمذهب المعتزلة القائلين بالوجوب على الله؟ قلت: لا؛ إذ معنى الحق: المتحقق الثابت، أو الجدير، أو هو واجب شرعًا بإخبار الله تعالى ووعدِه، أو هو كالواجب في تحققه وتأكده، أو ذكر الحق على سبيل المقابلة، "ك (23/ 21).
(3)
إظهار التنزل عن مرتبته، وقيل: هو تعظيم من فوقه من أرباب الفضائل، "ك"(23/ 21).
(4)
ابن معاوية، "ع"(15/ 575).
(5)
الطويل، "ع "(15/ 575).
(6)
ابن سلام، "ع"(15/ 575).
(7)
مروان بن معاوية، "ع"(15/ 575).
(8)
سليمان بن حيان، "ع"(15/ 575).
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ
(1)
، وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيُّ
(2)
عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَبَقَهَا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا: سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُزفَعَ شيْءٌ
(3)
مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ ". [أخرجه: د 4803، تحفة 663، 768، 683].
6502 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ
(4)
،
"أَنْ لَا يُرْفَعَ شَيْءٌ، في نـ: "أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". وزاد في ذ: "ابْنِ كَرامَةَ". "حَدَّثَنَا شَرِيكُ" في نـ: "حَدَّثَني شَرِيكُ".
===
(1)
قوله: (تسمى العضباء) بفتح المهملة وسكون المعجمة وبالمدِّ: الناقة المشقوقة الأذن، وأما ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تكن مشقوقة لكنها صارت لقبًا لها، "ولا تسبق" بلفظ المجهول، والقعود بفتح القاف، وهو البكر من الإبل حين تمكن ظهره من الركوب، وأدنى ذلك سنتان، "ك"(23/ 21 - 22)، مرَّ الحديث (برقم: 2872).
(2)
لم يسم، "مقدمة" (ص: 286).
(3)
مطابقته للترجمة من حيث: إن في طرق هذا الحديث عند النسائي بلفظ: "حق على الله أن لا يرفع شيء نفسه في الدنيا إلَّا وضعه"، فإن فيه إشارة إلى الحثِّ على عدم الترفع، والحضِّ على التواضع، والإعلام بأن أمور الدنيا ناقصة غير كاملة، "ع"(15/ 575).
(4)
وثقه ابن سعد وأبو داود.
عَنْ عَطَاءٍ
(1)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَليًّا
(2)
فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدِي بِشَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أَحْبَبتُهُ، فَكُنْتُ
(3)
سَمْعَهُ
(4)
"بِالْحَرْبِ" في هـ، ذ:"بِحَرْبٍ". "عَبْدِي" في هـ، ذ:"عَبدٌ". "وَلَا يَزَالُ" كذا في هـ، وفي نـ:"وَمَا يَزَالُ"، وفي سـ، حـ، ذ:"وَمَا زَالَ ". "حَتَّى أَحْبَبْتُهُ " في هـ: "حَتَّى أحِبُّهُ "، وزاد بعده في نـ:"فَإِذَا أَحْبَبتُهُ ".
===
(1)
هو ابن يسار، "ك"(23/ 22)"ع"(15/ 576).
(2)
قوله: (من عادى لي وليًّا) كلمة "لي" في الأصل صفة لقوله: "وليًّا"، لكنه لما تقدم صار حالًا. قوله:"فقد آذنته" أي: أعلمته "بالحرب"، والمراد لازمه، أي: أعمل به ما يعمله العدو المحارب من الإيذاء ونحوه. و"أحب) برفع الباء ونصبه. و"يبطش" بالكسر والضم. فإن قلت: المحبة المترتبة على النوافل المستعقبة لسائر الكمالات المذكورة بعدها تشعر بأنها أفضل وأفيد من الفرائض؟ قلت: حاشا، بل ما تقرب عبد إلى الله بأحب من الفرائض كما صرح به أولًا، فالمراد من النوافل ما كانت حاوية للفرائض مشتملة عليها مكملة لها، وحاصله: أن تلك الكمالات ببركتهما جميعًا أصلًا وتابعًا، "ك" (23/ 22).
(3)
أي: كنت متوليه في جميع حركاته، "تو"(8/ 3863).
(4)
قوله: (فكنت سمعه
…
) إلخ، قال الخطابي: هذه أمثال، والمعنى -والله أعلم-: توفيقه في الأعمال التي باشرها بهذه الأعضاء، يعني: يُيسِّر عليه سبيل ما يحبه، ويعصمه من مواقعة ما يكره من إصغاء إلى اللهو مثلًا، ومن نظر إلى ما نهى عنه، ومن بطش ما لا يحل بيده، ومن سعي في الباطل برجله. وقد يكون معناه: سرعة الإجابة في الدعاء والإنجاح في
الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ
(1)
، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ
(2)
عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ،
"يَسْمَعُ بِهِ" لفظ "بهِ" ثبت في هـ. "اسْتَعَاذَنِي" في نـ: "اسْتَعَاذَ بِي".
===
الطلب، وذلك أن مساعي الإنسان إنما تكون بهذه الجوارح الأربع، انتهى، كذا في "الطيبي"(4/ 326 - 327)، و"الكرماني"(23/ 22 - 23)، و"العيني"(15/ 577) و"الخير الجاري".
وفي "التوشيح"(8/ 3863): اتفق العلماء ممن يعتد بقوله على أن هذا مجاز وكناية عن نصرة العبد وتأييده وإعانته حتى كأنه سبحانه ينزل نفسه من عبده منزلة الآلات التي يستعين بها، ولهذا وقع في رواية:"فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي "، زاد عبد الواحد من حديث عائشة:"وفؤادَه الذي يعقل به، ولسانَه الذي يتكلم به "، انتهى.
وقيل: المراد بالسمع: المسموع أي: لا يسمع إلَّا ذكري وكذا
…
إلخ، "خ". وقيل: فيه مضاف محذوف، والتقدير: كنت حافظ سمعه الذي يسمع به، فلا يسمع إلَّا ما يحل سماعه، "ع" (15/ 577). وعن أبي عثمان -أحدِ أئمة الصوفية- ما أسند عنه البيهقي في "الزهد": معنى الحديث: كنت أسرع إلى قضاء حوائجه من سمعه في الاستماع، وعينه في النظر، ويده في اللصس، ورجله في المشي، "خ". [وانظر:"الزهد الكبير" للإمام البيهقي، (ص: 437، ح: 709)].
(1)
أي: كنت في النصرة كسمعه وبصره ويده ورجله، "ع"(15/ 577).
(2)
قوله: (وما ترددت) التردد تعارض الرأيين وترادف الخاطرين، قال الكرماني (23/ 23): وكذلك التردد أيضًا مثل؛ لأنه أيضًا محال على الله، ويؤوَّل بوجهين: أحدهما: أن العبد قد يشرف في أيام عمره على المهالك
يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ "
(1)
. [تحفة 14222].
39 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ
(2)
كَهَاتَيْنِ
(3)
"
===
فيدعو الله فيشفيه منها ويدفع مكروهها عنه، فيكون ذلك من فعله كتردد من يريد أمراَ ثم يبدو له في ذلك فيتركه ويعرض عنه، ولا بد له من لقائه إذا بلغ الكتاب أجله، وهذا معنى أن الدعاء يرد البلاء. والثاني: ما ردَّدت رسلي في شيء أنا فاعله ترديدي إياهم في نفس المؤمن، كما روي من قصة موسى عليه السلام وما كان من لطمه عين ملك الموت وتردده إليه مرة بعد أخرى، وحقيقة المعنى في الوجهين: لطف الله بالعبد وشفقته وعطفه عليه. أقول: ها هنا وجه ثالث، وهو: أنه يقبض روح المؤمن بالتأني والتدريج، بخلاف سائر الأمور؛ فإنها تحصل بمجرد قول:"كن" سريعًا دفعة، انتهى. [انظر:"أعلام الحديث"(3/ 2259 - 2260) و"التوضيح"(29/ 591)].
(1)
قوله: (وأنا أكره مساءته) أي: حياته؛ لأن بالموت يبلغ إلى النعيم المقيم لا في الحياة، أو لأن حياته تؤدي إلى أرذل العمر وتنكيس الخلق والرد إلى أسفل سافلين، أو أكره مكروهه الذي هو الموت فلا أسرع بقبض روحه فأكون كالمتردد. فإن قلت: ما وجه تعلقه بالترجمة؟ قلت: التقرب بالنوافل لا يكون إلَّا بغاية التواضع والتذلل للرب تعالى، وقيل: الترجمة مستفادة مما قال: "كنت سمعه" ومن التردد، قاله الكرماني (23/ 23). ويمكن التوجيه أن يقال: إن التواضع أيضًا من جملة النوافل التي يتقرب بها إلى الله تعالى، فيتأتى التطابق بلا تكلف.
(2)
بالرفع والنصب، "ك"(23/ 23)، وجه النصب: أن الواو بمعنى مع، "ع"(15/ 578).
(3)
أي: الأصبعين: السبابة والوسطى، "ع"(15/ 578).
{وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ
(1)
أَوْ هُوَ
(2)
أَقْرَبُ
(3)
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النحل: 77].
6553 -
حَدَّثَنَا سعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حِازِمٍ
(5)
، عَنْ سَهْلٍ
(6)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ
(7)
هَكَذَا "، وُيشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ فَيَمُدُّهُمَا
(8)
. [راجع: 4936، تحفة 4762].
6504 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ وَأَبِي التَّيَّاحِ
(9)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
"{أَوْ هُوَ أَقْرَبُ
…
} " إلخ، في ذ بدله: "الآية". "هَكَذَا" في هـ، ذ: "كَهَاتَينِ". "فَيَمُدُّهُمَا" كذا في ذ، ولغيره: "فَيَمُدُّ بِهِمَا". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ"في نـ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ"، وزاد في نـ: "هُوَ الجعْفي".
===
(1)
أي: كرجع الطرف من أعلى الحدقة إلى أسفلها، "بيض"(1/ 552).
(2)
أي: أمر الساعة أقرب من لمح البصر، "ع"(15/ 578).
(3)
لأنه بلفظ "كن"، "خ".
(4)
محمد بن مطرف، "ع"(15/ 579).
(5)
سلمة بن دينار، "ك (23/ 24).
(6)
هو: ابن سعد الساعدي، "ع"(15/ 579).
(7)
المراد بالمعية: عدم تخلل زمان نبي آخر وشرعه، "خ".
(8)
ليمتازا عن سائر الأصابع، "ع"(15/ 579).
(9)
اسمه: يزيد بن حميد، "ع"(15/ 579).
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ"
(1)
. [أخرجه: م 2951، ت 2214، تحفة 1253، 1698].
6505 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
(3)
، عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(4)
، عَنْ أَبِي صالِحٍ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَينِ "، يَعْنِي إِصْبَعَيْنِ.
تَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(6)
. [أخرجه: ق 4040، تحفة 12847].
40 - بَابٌ
(7)
(8)
"بُعِثْتُ أَنَا" لفظ "أَنَا" سقط في نـ. "بُعِثْتُ" في نـ: "قَالَ بُعِثْتُ". "بَابٌ" في هـ، ذ:"بَابُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مغرِبِهَا".
===
(1)
قوله: (بعثت أنا والساعة كهاتين) قال ابن التين: اختلف في معناه؟ فقيل: كما بين السبابة والوسطى في الطول، وقيل: المعنى: ليس بينه وبينها نبي. قال القرطبي: حاصل الحديث تقريب أمر الساعة وسرعة مجيئها. قال الكرماني: معنى الحديث: إشارة إلى قرب المجاورة، "ع"(15/ 579)، ومرَ (بر قم: 4936).
(2)
أبو زكريا، "ع"(15/ 579).
(3)
هو: ابن عياش، "ك (23/ 24).
(4)
مكبرًا، عثمان بن عاصم، "ع"(579/ 15)، "ك (24/ 23).
(5)
ذكوان السمان، "ع"(15/ 579).
(6)
بالتكبير: عثمان.
(7)
مجردًا عن الترجمة للأكثر.
(8)
هو كالفصل لما قبله، "ع"(15/ 580).
6506 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(2)
قَال: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(3)
، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُون، فَذلِكَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا
(5)
لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158]، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ
(6)
فَلَا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ
"أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ" في نـ: "أَنْبَأنَا شُعَيْبٌ". "وَرَآهَا" في نـ: "فَرَآهَا". "فَذلك" في هـ، ذ:"فَذَاكَ"، وزاد بعده في نـ:"حِينَ". {لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ
…
} في ذ بدله: "الآية". "ثَوْبَهُمَا" في نـ: "ثَوبَيْهِمَا".
===
(1)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 580).
(2)
هو: ابن أبي حمزة، "ع"(15/ 580).
(3)
عبد الله بن ذكوان، "ع"(15/ 585).
(4)
هو: ابن هرمز الأعرج، "ع"(15/ 580).
(5)
قوله: {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} قال الطبري: معنى الآية: لا ينفع كافرًا لم يكن آمن قبل الطلوع إيمان بعد الطلوع؛ لأن حكم الإيمان والعمل الصالح حينئذ حكمُ من آمن أو عمل عند الغرغرة، وذلك لا يفيد شيئًا. وقال ابن عطية: في هذ الحديث دليل على أن المراد بالبعض -في قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} : طلوع الشمس من المغرب، وإلى ذلك ذهب الجمهور، كذا في "العيني"(15/ 580)، ومرَّ بيانه (برقم: 4635) في "التفسير".
(6)
بكسر اللام: الناقة الحلوب، "ك"(23/ 25).
وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ
(1)
(2)
فَلَا يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ
(3)
إِلَى فِيهِ
(4)
فَلَا يَطْعَمُهَا"
(5)
. [راجع: 85، تحفة 13749].
41 - بَابٌ "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ"
6507 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ
(8)
، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ". قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ! قَالَ: "لَيسَ ذَاكِ،
"وَقَدْ رَفَعَ" في ذ: "وَقَدْ رَفَعَ أَحَدُكُمْ ". "لَيْسَ ذَاكِ" في ذ: "لَيْسَ ذَلِكِ".
===
(1)
أي: يصلحه ويطينه، "ك"(25/ 23).
(2)
قوله: (يليط حوضه) من لاط الرجل حوضه وألاطه: إذا أصلحه وطيَّنه، "ك"(23/ 25)، "ع" (15/ 581). قوله:"أكلته" بالضم أي: لقمته. هذا كلُّه إخبار عن الساعة أنها تأتي فجأة، وأسرع من رفع اللقمة إلى الفم. ومطابقته للترجمة ظاهرة على رواية الكشميهني، وعلى رواية غيره -وهو داخل فيما قبله- أيضًا ظاهرة؛ لأن طلوع الشمس من المغرب إنما يقع عند إشراف الساعة وقيامها، كذا في "العيني"(15/ 580 - 581).
(3)
بضم الهمزة، أي: لقمته.
(4)
أي: إلى فمه.
(5)
والمقصود: أن قيام الساعة يكون بغتة، "ك"(23/ 25).
(6)
هو: ابن المنهال، "ك (23/ 25).
(7)
هو: ابن يحيى، "ك، (23/ 25).
(8)
هو: ابن مالك رضي الله عنه.
وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيسَ شيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ
(1)
(2)
، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ. وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، كَرِهَ
(3)
لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ".
اخْتَصَرَهُ أَبُو دَاوُدَ
(4)
وَعَمْرٌو
(5)
عَنْ شُعْبَةَ. وَقَالَ سَعِيدٌ
(6)
:
"كَرِهَ " في ذ: "فَكَرِهَ". "اخْتَصَرَهُ، زاد قبله في نـ: "قَالَ أَبُو عَبدِ اللهِ ".
===
(1)
بفتح الهمزة، "ف"(11/ 359).
(2)
قوله: (مما أمامه) هو متناول للموت أيضًا. فإن قلت: قد نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصًا، وأثبته عمومًا، فما وجهه؟ قلت: نفى الكراهة التي في حالة الصحة وقبل الاطلاع على حاله، وأثبت التي في حال النزع وبعد الاطلاع فلا منافاة. فإن قلت: الشرط ليس سببًا للجزاء بل الأمر بالعكس؟ قلت: مثله مؤول بالإخبار أي: من أحب لقاء الله أخبره بأن الله أحب لقاءه، وكذلك الكراهة. قال النووي: أي: الكراهة المعتبرة هي التي تكون عند النزع في حالة لا تقبل التوبة، فحينئذ يكشف لكل إنسان ما هو صائر إليه، فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله؛ لينتقلوا إلى ما أعد لهم، ويحب الله لقاءهم؛ ليجزل لهم العطاءَ والكرامة، وأهل الشقاوة يكرهونه لما علموا من سوء ما ينتقلون إليه، ويكره الله لقاءهم أي: يبعدهم عن رحمته ولا يريد بهم الخير، "ك"(23/ 25 - 26).
(3)
بكسر الراء، "قس "(13/ 597).
(4)
سليمان الطيالسي، أخرج روايته الترمذي (ح: 2309)، "ع"(15/ 582).
(5)
هو: ابن مرزوق، "ع"(15/ 583).
(6)
هو: ابن أبي عروبة.
عَنْ قَتَادَةَ
(1)
، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوفَى، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [أخرجه: م 2683، ت 2309، س 1836، تحفة 5070، 16103].
6508 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(2)
، عَنْ بُرَيْدٍ
(3)
، عَنْ أَبي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى
(4)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاه، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ". [أخرجه: م 2686، تحفة 9053].
6509 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ
(5)
، عَنْ عُقَيْلٍ
(6)
، عَنِ ابْنِ شْهَابِ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّب وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ فِي رِجَالٍ
(7)
مِنْ أَهْلَ الْعِلْمِ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ
(8)
صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول وَهُوَ صَحِيحٌ: "إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في ذ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "حَدَّثَنَا يَحْيَى" كذا في ذ، وفي ذ:"حَدَّثَنِي يَحْيىَ". "زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " سقط في ذ.
===
(1)
وصله مسلم (ح: 2684)"ع"(15/ 583).
(2)
حماد بن أسامة، "ع"(15/ 583).
(3)
بضم الموحدة: ابن عبد الله بن أبي بردة، "ع"(15/ 583).
(4)
الأشعري، "ع"(15/ 583).
(5)
الإمام.
(6)
هو: ابن خالد.
(7)
أي: في جملة رجال رووا ذلك، "ك"(23/ 26)، "ع"(15/ 584).
(8)
سقط قوله: "زوج
…
" إلخ، لأبي ذر، "قس" (13/ 599).
حَتَّى يُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ"
(1)
، فَلَمَّا نُزِلَ بهِ
(2)
، وَرَأْسهُ
(3)
عَلَى فَخِذِي، غُشِيَ
(4)
عَليْهِ سَاعَةً، ثُمَّ أَفَاقَ، فَأَشْخَصَ
(5)
بَصَرَهُ إِلَى السَّقْفِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى". قُلْتُ: إِذَنْ لَا يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ. قَالَتْ: وَكَانَتْ تِلْكَ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا
"قُلْتُ: إِذَنْ" في نـ: "فَقُلْتُ: إِذَنْ". "يُحَدِّثُنَا بِهِ" زاد في نـ: "وَهُوَ صَحِيحٌ". "وَكَانَتْ" في نـ: "فَكَانَتْ".
===
(1)
قوله: (ثم يخَيّر) أي: بين حياة الدنيا وموتها. و"الرفيق" منصوب بمقدر، وهو: أختار، أو أريد، وهو إشارة إلى الملائكة أو {الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69]. قوله: "إذن لا يختارنا" بالنصب أي: حين اختار مرافقة أهل السماء لا ينبغي أن يختار مرافقتنا من أهل الأرض. قوله: "وعرفتُ أنه" أي: الأمر الذي حصل هو "الحديث الذي كان يحدثنا به" في حالة الصحة، وهو "أنه لم يقبض نبي قط حتى يخير"، "ك" (27/ 23) "ع" (15/ 584). والمطابقة: من جهة اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لقاءَ الله بعد أن خُيِّر بين الموت والحياة، فاختار الموت لمحبته لقاءَ الله عز وجل، "ع"(15/ 583)، "قس" (13/ 599). والحديث مضى (برقم: 4463) في باب "مرض النبي صلى الله عليه وسلم "، وفي "كتاب الدعوات " أيضًا.
(2)
بضم النون على صيغة المجهول يعني: لما حضره الموت، "ع"(15/ 584).
(3)
الواو فيه للحال،"ع"(15/ 584).
(4)
جواب "لمّا "، "ع"(15/ 584).
(5)
أي: رفع، "ك"(23/ 27)، "ع"(15/ 584).
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَوْلُهُ
(1)
صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى". [راجع: 4435، أخرجه: م 2770، س في الكبرى 8931، تحفة 16127].
42 - بَابُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ
(2)
6510 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيكَةَ
(3)
: أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: إنَّ رَسُولَ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ
(4)
- أَوْ عُلْبَةٌ- فِيهَا مَاءٌ، -يَشُكُّ عُمَرُ-، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ:"لَا إِنهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ"
(5)
،
"قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ، ورمز عليه بـ "صح ".
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "يُدْخِلُ يَدَيْهِ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ:"يُدْخِلُ يَدَهُ". "فَيَمْسَحُ بِهِمَا" كذا في هـ، وفي سـ، حـ:"فَيَمْسَحُ بِهَا".
===
(1)
بالنصب على الاختصاص أي: أعني، "ك"(27/ 23)، "ع"(15/ 584).
(2)
سكرة الموت شدته، "ك"(23/ 28).
(3)
عبد الله، "ع"(15/ 584).
(4)
قوله: (ركوة) بفتح الراء: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء. قوله: "أو علبة" بضم العين المهملة، قال أبو عبيد: العلبة من الخشب والركوة من الجلد، وفي "الموعب ": العلبة، على مثال ركوة: القدح الضخم من جلود الإبل، كذا في "العيني"(15/ 585).
(5)
جمع سكرة، وهي: شدته الذاهبة بالعقل، "قس"(13/ 599).
ثُمَّ نَصَبَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: "فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى"
(1)
، حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ. [راجع: 890، تحفة 16077].
6511 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ
(3)
، عَنْ هِشَام، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رِجَالٌ
(5)
مِنَ الأَعْرَابِ جُفَاةً
(6)
يَأْتُونَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَيَسْأَلُونَهُ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ: "إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ
(7)
الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَليْكُمْ سَاعَتُكُمْ ". قَالَ هِشَامٌ
(8)
: يَعْنِي مَوْتَهُمْ. [تحفة 17072].
"نَصَبَ يَدَيْهِ " في نـ: "نَصَبَ يَدَهُ ". "وَمَالَتْ يَدُهُ " زاد في سـ، قتـ، ذ:"قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه: العُلْبَةُ مِنَ الْخَشبِ، والرَّكْوَةُ مِنَ الأَدَمِ ". "حَدَّثَنَا صَدَقَةُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي صَدَقَةُ". "فَيَسْأَلُونَهُ " في ذ: "يَسْأَلُونَهُ ".
===
(1)
أي: أدخلني في جملتهم، "ك"(28/ 23).
(2)
هو: ابن الفضل المروزي، "ع"(15/ 585).
(3)
هو: ابن سليمان، "ع"(15/ 585).
(4)
عروة بن الزبير، "ع"(15/ 585).
(5)
لم أقف على أسمائهم، "ف"(11/ 363).
(6)
قوله: (جفاة) بضم الجيم جمع جافٍ من الجفاء، وهو الغلظ في الطبع لقلة مخالطة الناس، ويروى بالحاء المهملة جمع حافٍ، وهو الذي يمشي بلا شيء في رجليه، وكلا المعنيين غالب على أهل البادية، "عيني "(15/ 585).
(7)
مجزوم؛ لأنه جواب الشرط، "ع"(15/ 585)، "ك"(23/ 28).
(8)
قوله: (قال: هشام) يعني ابن عروة راوي الحديث، وهو موصول
6512 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ
(2)
عَلَيهِ بِجِنَازَةٍ قَالَ: "مُسْتَرِيحٌ
(3)
، وَ
(4)
مُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: "الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ
(5)
يَسْتَرِيحُ
"مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ " زاد في ذ: "ابنِ مَالِكٍ ". "قَالَ: مُسْتَرِيحٌ " في ذ: "فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ ".
===
بالسند المذكور، يعني: فسر الساعة بالموت، "ع" (15/ 586). قال الكرماني (23/ 28): يريد بساعتهم: موتهم وانقراض عصرهم؛ إذ من مات فقد قامت قيامته، وكيف والقيامة الكبرى لا يعلمها إلَّا الله! فإن قلت: السؤال عن الكبرى والجواب بالصغرى، فلا مطابقة؟ قلت: هو من باب أسلوب الحكيم، ومرَّ الحديث في آخر "كتاب الأدب" مع توجيهات أخر: مثل أنه تمثيل لتقريب الساعة لا يراد منها حقيقة قيامها؛ إذ الهرم لا حدَّ له، أو علم صلى الله عليه وسلم أن ذلك المشار إليه لا يعمر ولا يعيش، انتهى. قال العيني (15/ 585): ويمكن أن يؤخذ وجه المطابقة من قوله: "موتهم" لأن كل موت فيه سكرة.
(1)
ابن أبي أويس،"ع"(15/ 586).
(2)
على صيغة المجهول، "ع"(15/ 586)، "قس"(13/ 602).
(3)
قوله: (مستريح ومستراح) قال في "النهاية": يقال: أراح الرجل واستراح: إذا رجعت إليه نفسُه بعد الإعياء. والواو في "ومستراح " بمعنى "أو" فهي تنويعية، "قسطلاني"(13/ 602).
(4)
بمعنى أو.
(5)
قوله: (العبد المؤمن) قال ابن التين: يحتمل أن يريد بالمؤمن المتقي خاصة، ويحتمل كل مؤمن، والفاجر: يحتمل أن يريد به الكافر، ويحتمل أن
مِنْ نَصبِ
(1)
الدُّنْيَا وَأَذَاهَا
(2)
إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْعَبدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَا دُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ". [طرفه: 6513، أخرجه: م 950، س 1930، تحفة 12128].
6513 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ
(4)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي
"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ" كذا في كن، وفي مه، سـ، حـ، هـ، ذ:"عَبْدِ رَبّهِ بْنِ سَعِيدٍ" -كذا لأبي ذر عن شيوخه الثلاثة: الحموي المستملي والكشميهني، والصواب المحفوظ: عبد اللَّه، "قس"(13/ 602)، كذا في رواية أبي زيد المروزي، "ف"(11/ 365) -.
===
يدخل فيه العاصي. أما راحة العباد منه فَلِمَا كان لهم من ظلمه، وأما راحة البلاد فَلِمَا كان [من] غصبها ومنعها من حقها وصرف ما يحصل منها إلى غير أهله من غير وجه، وأما راحة الشجر فلما كان من قلعه إياها بالغصب أو من أخذ ثمره كذلك، لكن الراحة هنا لصاحب الشجر، وإسناد الراحة إليه مجاز، وأما راحة الدواب فلما كان من استعمالها فوق طاقتها والتقصير في أكلِها وشربها. والمطابقة للترجمة: يمكن أخذها من قوله: "يستريح من نصب الدنيا"، ومن جملة النصب: سكرة الموت، "عيني"(15/ 586).
(1)
النصب: التعب والمشقة، "ع"(15/ 586).
(2)
من عطف العام على الخاص، "ع"(15/ 586).
(3)
أي: القطان، "ك"(29/ 23).
(4)
هو: ابن سعيد بن أبي هند الفزاري، وفي أكثر النسخ:"عبد ربه بن سعيد" مكان "عبد الله "، قال الغساني: هو وهم، والصواب المحفوظ هو: عبد الله، "ك"(29/ 23).
ابْنُ
(1)
كَعْبٍ
(2)
، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ، الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ "
(3)
. [راجع: 6512].
6514 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيدِيُّ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنٍ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم: "يَتْبَعُ
(6)
الْمَيِّتَ
(7)
ثلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ
(8)
وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ ". [أخرجه: م 2960، ت 2379، تحفة 940].
"الْمَيِّتَ" كذا في خسـ، وفي سـ:"الْمَرْءَ"، وفي هـ، ذ:"الْمُؤْمِنَ".
===
(1)
هو: معبد، "ع"(15/ 587).
(2)
هو: ابن مالك، "ك"(23/ 29).
(3)
أخرجه مختصرًا هكذا، "ع"(15/ 587).
(4)
هو: عبد الله بن الزبير، "ع"(15/ 587).
(5)
هو: ابن عيينة، "ع"(15/ 587).
(6)
قوله: (يتبع) بسكون الفوقية وفتح الموحدة، ولأبي ذر بتشديد الفوقية وكسر الموحدة، "قس" (13/ 604). قوله:"الميتَ" هكذا في رواية الأكثرين والسرخسي، وفي رواية المستملي:"يتبع المرء". وفي رواية أبي ذر عن الكشميهني: "يتبع المؤمن ". والأول هو المحفوظ، "ع" (15/ 587). قال الكرماني (29/ 23): فإن قلت: التبعية في بعضها حقيقة وفي بعضها مجاز، فكيف جاز استعمال لفظ واحد فيهما؟ قلت: أما عند الشافعية فهو من الجائزات، وأما عند غيرهم فيحمل على عموم المجاز، انتهى.
(7)
فيه الترجمة؛ لأن كل ميت يقاسي سكرة الموت، "ع"(15/ 587).
(8)
مثل رقيقه ودوابه، على ما جرت به عادة العرب، "ع"(15/ 587).
6515 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(1)
قَال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ
(2)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: قَال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ
(3)
أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ
(4)
"عَلَى مَقْعَدِهِ" كذا في س، حـ، ذ، وفي نـ:"عَلَيهِ مَقْعَدُهُ "، - كذا للأكثر، "ف"(11/ 366) -.
===
(1)
محمد بن الفضل السدوسي، "ع"(15/ 588).
(2)
هو: السختياني، "ع"(15/ 588).
(3)
فيه الترجمة؛ لأن الذي يموت لا بد له من سكرة الموت، "ع"(15/ 588).
(4)
قوله: (عرض على مقعده) وفي بعضها: "عرض عليه مقعده" وهذا هو الأصل، والأول من باب القلب، نحو: عرض الناقة على الحوض. فإن قلت: المؤمن العاصي ماذا يعرض عليه؟ قلت: قيل: له مقعدان يراهما جميعًا. فإن قلت: كلمة "إما" التفصيلية تمنع الجمع بينهما. قلت: قد تكون لمنع الخلو عنهما. فإن قلت: ما فائدة العرض؟ قلت: للمؤمن نوع من الفرح، وللكافر نوع من الحزن. فإن قلت: ما معنى الغاية التي في "حتى تبعث"؟ قلت: معناها أنه يرى بعد البعث كرامة من عند الله ينسى عندها هذا المقعدَ. وفيه: إثبات عذاب القبر، والأصح أنه للجسد، ولا بد من إعادة الروح فيه؛ لأن الألم لا يكون إلَّا للحي، هذا كله من "الكرماني"(23/ 30).
قال العيني (15/ 589): إثبات عذاب القبر لا نزاع فيه، وأما قوله:"ولا بد من إعادة الروح" ففيه اختلاف، هل تعود الروح فيه حقيقة، أو تقرب من البدن بحسب ما يعذب البدن بواسطته أو غير ذلك؟ فحقيقة ذلك عند الله، وقد ضرب بعض العلماء في تعذيب الروح مثلًا بالنائم؛ فإن روحه تنعم أو تعذب والجسد لا يحس بشيء من ذلك، انتهى، ومرَّ الحديث (برقم: 1379) في "الجنائز".
غُدْوَةً
(1)
وَعَشِيّةً
(2)
، إِمَّا النَّارُ وَإِمَّا الْجَنَّةُ، فَيُقَالُ
(3)
: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبعَثَ ". [راجع: 1379، تحفة 7556].
6516 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ
(5)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(6)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ
(7)
، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا
(8)
إِلَى مَا قَدَّمُوا". [راجع: 1393].
43 - بَابُ نَفْخِ الصُّورِ
"وَعَشِيّةً" كذا في ذ، وفي نـ:"وَعَشِيًّا". "حَتَّى تُبْعَثَ" في هـ: "حَتَّى تُبْعَثَ إِلَيهِ "، وله أَيضًا:"حَتَّى تُبْعَثَ عَلَيهِ ". "حَدَّثَنَا عَلِيُّ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَلِيُّ ".
===
(1)
أي: في أول النهار، "ع"(15/ 588).
(2)
أي: في آخر النهار، "ع"(15/ 588).
(3)
له، "قس"(13/ 604).
(4)
الجوهري البغدادي، "ك"(23/ 30)، "تق " (رقم: 4698).
(5)
هو: ابن الحجاج.
(6)
سليمان بن مهران.
(7)
الألف واللام للعهد أي: أموات المسلمين، ومرَّ (برقم: 1393) في آخر "الجنائز"، وذكر الحديث ها هنا لكونه في أمر الأموات الذين ذاقوا سكرات الموت، "ع"(6/ 316 - و 15/ 589).
(8)
أي: وصلوا إلى جزاء أعمالهم من الخير والشر، "ع"(15/ 589).
قَالَ مُجَاهِدٌ: الصُّورُ
(1)
كَهَيئَةِ الْبُوقِ
(2)
، {زَجْرَةٌ}: صَيْحَةٌ
(3)
. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {النَّاقُورِ}
(4)
: الصُّورُ. {الرَّاجِفَةُ
(5)
}:
===
(1)
قوله: (الصور) وهو بضم الصاد وسكون الواو، وذكر عن الحسن أنه قرأها بفتح الواو، جمع الصورة، وتأوله على أن المراد: النفخ في الأجساد لتعاد إليها الأرواح. قال الأزهري: إنه خلاف ما عليه أهل السُّنَّة والجماعة، كذا في "العيني"(15/ 589).
قال الحافظ ابن حجر (11/ 367): أخرج أبو الشيخ في "كتاب العظمة" من طريق وهب بن منبه من قوله: قال: "خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة، ثم قال للعرش: خذالصور فتعلق به، ثم قال: كن، فكان إسرافيل، فأمره أن يأخذ الصور، فأخذه، وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة"، فذكر الحديث، وفيه:"ثم تجمع الأرواح كلها في الصور، ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ فيه، فتدخل كل روح في جسدها"، فعلى هذا فالنفخ يقع في الصور أولًا ليصل النفخ بالروح إلى الصور وهي الأجساد، فإضافة النفخ إلى الصور الذي هو القرن حقيقة، وإلى الصور التي هي الأجساد مجاز، ويقال: إن الصور اسم القرن بلغة أهل اليمن.
(2)
بضم الموحدة: الذي يُنفَخ فيه للصوت العظيم، "ك"(23/ 31).
(3)
قوله: {زَجْرَةٌ} : صيحة) أشار به إلى تفسير قوله عز وجل: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} [الصافات: 19 والنازعات: 13]، فسر الزجرة بقوله: صيحة، وهو من تفسير مجاهد أيضًا، "ع"(15/ 590).
(4)
في قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8] ومعنى نُقِرَ: نُفِخَ، "ع"(15/ 590).
(5)
في قوله عز وجل: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} [النازعات: 7 - 6]، "ع"(15/ 590).
النَّفْخَةُ الأُولَى
(1)
. وَ {الرَّادِفَةُ} [النازعات: 7]: النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ
(2)
.
6517 -
حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَئدِ الرَّحْمن الأَعْرَجِ
(3)
: أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: اسْتَبَّ
(4)
رَجُلَانِ، رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُل مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى
(5)
مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَلَى الْعَالَمِينَ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، قَالَ: فَغَضبَ الْمُسْلِمُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَطَمَ
(6)
وَجْهَ الْيَهُودِيِّ،
"حَدَّثَنَا عَبدُ العَزِيزِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حدَّثني عبد العزيز". "فَقَالَ الْيَهُودِيُّ" في نـ: "وَقَالَ الْيَهُودِيُّ".
===
(1)
هذا من تفسير ابن عباس أيضًا، "ع"(15/ 590).
(2)
قوله: (النفخة الثانية) اختلف في عددها، فالأصح أنها نفختان، قال الله تعالى:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]. والقول الثاني: إنها ثلاث نفخانـ: نفخة الفزع، فيفزع أهل السماوات والأرض بحيث تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ثم نفخة الصعق، ثم نفخة البعث. فأجيب بأن الأوليين عائدتان إلى واحدة، فزعوا إلى أن صعقوا، والله أعلم، "ك"(23/ 30 - 31).
(3)
وجه المطابقة بين الحديث والترجمة يمكن أن يؤخذَ من قوله: "فإن الناس
…
" إلخ، ولكن فيه تعسّف، "ع" (15/ 591).
(4)
سبّه: شتمه، "قاموس" (ص: 102).
(5)
اختار، "قاموس" (ص: 1197).
(6)
اللطم: ضربُ الخدّ وصفحةِ الجسد بالكف مفتوحةً، "قاموس" (ص: 1067).
فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُخَيِّرُونِي
(1)
عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ
(2)
(3)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ فِي أَوَّلِ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ
(4)
بِجَانِبِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنِ استَثْنَى اللَّهُ
(5)
(6)
". [راجع: 2411].
"إِلَى رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "إِلَى النَّبِيِّ". "فَأَكُونُ فِي أَوَّلِ" كذا في هـ، وفي نـ:"فَأَكُونُ أَوَّلَ". "أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ" في نـ: "أَكَانَ مُوسَى فِيمَنْ صَعِقَ". "قَبْلِي" في سـ، حـ، ذ:"قَبلُ".
===
(1)
أي: لا تفضلوني ولا تجعلوني خيرًا منه، "ك"(23/ 31)، أي: من جميع الوجوه، وبحيث يؤدي إلى الخصومة، وقبل أن تسمعوا مني، "خ"، والبسط (في ح: 2411)، ومرَّ الحديث (برقم: 3414، و 4638).
(2)
بفتح العين، من صعِق: إذا غشي عليه، "ك"(23/ 31).
(3)
قوله: (يصعقون) المراد بالصعقة في هذا الحديث: صعقة فزع [التي] تكون بعد البعث لذكر الإفاقة بعدها؛ لأن الإفاقة إنما تستعمل في الغشي، والبعث في الموت، وليس للصعقة التي يكون بعده البعث إفاقة فإنه صلى الله عليه وسلم يبعث قبل الكل بلا خلاف، فكيف يقول: لا أدري؟ "لمعات"، واختصاص موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام بهذه الفضيلة لا يوجب له تفضيلًا على من تقدمه بسوابق جمة وفضائل كثيرة، "طيبي"(10/ 308).
(4)
معنى باطش: متعلق به بالقوة [قابض بيده]، "ع"(16/ 666).
(5)
أي: فيما قال: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]،"ع"(15/ 592).
(6)
قوله: (كان ممن استثنى الله) فيه عشرة أقوال: الأول: أنهم الموتى لكونهم لا إحساس لهم. الثاني: الشهداء. الثالث: الأنبياء عليهم
6518 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(2)
، عَنِ الأَعْرَج
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَصْعَقُ النَّاسُ حِينَ يَصْعَقونَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ قَامَ، فَإذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ، فَمَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ ". رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ
(4)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 2411، تحفة: 13774].
===
السلام، وإليه مال البيهقي، وجوز أن يكون موسى عليه السلام ممن استثنى
الله. الرابع: جبرئيل وميكائيل، وإسرافيل وملك الموت، ثم يموت الثلاثة
فيقول الله لملك الموت: مت؛ فيموت، قاله يحي بن سلام في تفسيره.
الخامس: حملة العرش لأنهم فوق السماوات. السادس: موسى على نبينا وعليه السلام وحده، أخرجه الطبري بسند فيه ضعف عن أنس وعن قتادة، وذكره الثعلبي عن جابر. السابع: الولدان الذين في الجنة والحور العين. الثامن: خُزّان الجنة، التاسع: خُزّان النار وما فيها من الحيات والعقارب، حكاه الثعلبي عن الضحاك بن مزاحم، العاشر: الملائكة كلهم، جزم به ابن حزم في "الملل والنحل"؛ لأن الملائكة أرواح لا أجساد لها
(1)
فلا يموتون أصلًا، "ع" (15/ 592). قال البيهقي: استضعف بعض أهل النظر أكثر هذه الأقوال- الرابع والخامس والسابع والثامن والتاسع-؛ لأن الاستثناء وقع من سكان السماوات والأرض، وهؤلاء ليسوا من سكانها، "ف"(11/ 371).
(1)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 592).
(2)
عبد الله بن ذكوان، "ع"(15/ 592).
(3)
عبد الرحمن، "ع"(15/ 592).
(4)
الخدري، "ع"(15/ 592).
(1)
في "الفتح" و"العيني" و"القسطلاني": "أرواح لا أرواح فيها ".
44 - بَابٌ
(1)
يَقْبِضُ
(2)
اللَّه الأَرْضَ
(3)
رَوَاهُ نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
6519 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّه
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَقْبِضُ اللَّهُ
(7)
الأَرْضَ، وَيَطْوِي
(8)
السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ ". [راجع: 4812، أخرجه: م 2787، س في الكبرى 7692، ق 192، تحفة 13322].
"الأَرْضَ" زاد في ذ: "يَومَ القِيَامَةِ". "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ " في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ ".
===
(1)
بالتنوين، "قس"(13/ 608).
(2)
معنى يقبض: يجمع، وقد يكون معنى القبض: إذهاب الشيء وإفناؤه، "ع"(15/ 592).
(3)
قوله: (يقبض الله الأرض) عبر عن إفناء الله تعالى هذه المظلَّة والمقِلَّة ورفعهما من البين وإخراجهما من أن تكونا مأوى ومنزلًا لبني آدم على طريقة التمثيل والتخييل، كذا في "طيبي"(10/ 149).
(4)
ابن المبارك، "ع"(15/ 593).
(5)
ابن يزيد، "ع"(15/ 593).
(6)
محمد بن مسلم، "ع"(15/ 593).
(7)
الحديث من المتشابهات، "ك"(32/ 23).
(8)
لا يراد بذلك طي بعلاج وانتصاب، إنما المراد بذلك الإذهاب والإفناء، يقال: انطوى عنا ما كنا فيه أي: ذهب وزال، والأصل الحقيقة، "ك"(23/ 32).
6520 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَكُونُ الأَرْضُ
(1)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً
(2)
وَاحِدَةً، يَتَكَفَّؤُهَا
(3)
الْجَبَّارُ بِيَدِهِ، كَمَا يَتَكَفَّأُ أَحَدُكُمْ
(4)
خُبْزَتَهُ فِي السُّفَرِ، نُزُلًا
(5)
لأَهْلِ
(6)
الْجَنَّةِ
(7)
".
"يَتَكَفَّأُ" في نـ: "يَكْفَأُ".
===
(1)
يعني: أرض الدنيا، "ف"(11/ 373).
(2)
قال الخطابي: هي الطلمة بضم المهملة وسكون اللام، وهو: عجين يوضع في الحفرة بعد إيقاد النار فيها، "ف"(11/ 373).
(3)
بفتح الياء آخر الحروف ثم بفتح التاء المثناة من فوق وبفتح الكاف وتشديد الفاء المفتوحة، أي: يميلها ويقلبها، "ع"(15/ 594).
(4)
قوله: (كما يتكفأ أحدكم) أراد أنه كخبزة المسافر التي يجعلها في الرماد الحار، يقلبها من يد إلى يد حتى تستوي؛ لأنها ليست منبسطة كالرقاقة. ومعناه: أن الله عز وجل يجعل الأرض كالرغيف العظيم الذي هو عادة المسافرين فيه ليأكل المؤمن من تحت قدميه حتى يفرغ من الحساب. وقال الخطابي: يعني خبزة المَلَّة التي يصنعها المسافر فإنها لا تدحى كما تدحى الرقاقة، وإنما تقلب على الأيدي حتى تستوي؛ وهذا على أن السفر -بفتح المهملة والفاء، ورواه بعضهم بضم أوله-، جمع سفرة، وهو: الطعام الذي يتخذ للمسافر، ومنه سميت السفرة يعني: التي يؤكل عليها، "ع"(594/ 15 - 595).
(5)
ما يقدَّم للضيف، "ف"(373/ 11).
(6)
يستفاد منه: أنهم لا يعذَّبون بالجوع في طول زمان الموقف، "خ".
(7)
قوله: (أهل الجنة) قال الداودي: أي من سيصير إلى الجنة،
فَأَتَى رَجُلٌ
(1)
مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: بَارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
(2)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "بَلَى"، قَالَ: تَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً -كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -. فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا، ثُمَّ ضَحِكَ
(3)
حَتَّى بَدَتْ
(4)
نَوَاجِذُهُ
(5)
، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ؟ قَالَ: إِدَامُهُمْ
(6)
بَالَامٌ
(7)
وَنُونٌ
(8)
. قَالُوا: وَمَا هَذَا؟ قَالَ: ثَوْرٌ
(9)
"فَأَتَى" في هـ، ذ:"فَأَتَاهُ". "فَقَال" كذا في هـ، وفي نـ:"ثُم قَال". "ثمَّ قَال" في هـ: "فَقَال". "وَمَا هَذَا؟ " ثبتت الواو في هـ.
===
لا أنهم لا يأكلونها حتى يدخلون الجنة، كذا في "ف"(11/ 373)، ويحتمل أن يكون ذلك في الجنة.
(1)
لم أقف على اسمه، "قس"(13/ 615).
(2)
أي: سيصير إلى الجنة.
(3)
فرحًا بظهور ما يصدّق كلامه من العدوّ، "خ".
(4)
ظهرت.
(5)
جمع الناجذة بالنون والمعجمتين وهي: أخريات الأسنان، "ك"(23/ 33).
(6)
الإدام بالكسر: ما يؤكل مع الخبز، "مجمع"(1/ 56).
(7)
قوله: (بَالَامٌ) بالموحدة المفتوحة وتخفيف اللام وميم، وروي موقوفة ومرفوعة منونة وغير منونة. وفيه أقوال، والصحيح: أنها كلمة عبرانية معناها بالعبرانية
(1)
: الثور، كما فسره به، ولهذا سألوا اليهودي عن تفسيرها، ولو كانت عربية لعرفتها الصحابة، "ك"(33/ 23).
(8)
حوت، "ف"(11/ 374)، "ك"(23/ 33).
(9)
ذكر البقر،"قاموس" (ص: 337).
(1)
في الأصل: "معنا بالعبرانية".
وَنُون يَأْكُلُ مِنْ زَائِدَةِ
(1)
كَبِدِهِمَا سَبْعُونَ
(2)
أَلْفًا. [أخرجه: م 2792، تحفة 4169].
6521 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُحْشَرُ
(5)
النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى
"زَائِدَةِ" في نـ: "زِيَادَةِ". "حَدَّثَنِي أَبُو حَازِم" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ".
===
(1)
الزائدة: هي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد، وهي أطيبها وألذّها، "ك"(23/ 33).
(2)
قوله: (سبعون) لعلهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فضلوا بأطيب النُّزل، ويحتمل أن يكون عبر بالسبعين عن العدد الكثير ولم يرد الحصر فيها، "ف" (11/ 374). فإن قلت: آخر الحديث هو كلام اليهودي هل هو معتبر؟ قلت: نعم، لتقريره صلى الله عليه وسلم وعدم إنكاره عليه، "ك"(23/ 33).
(3)
سلمة بن دينار، "ع"(15/ 597).
(4)
الساعدي.
(5)
قوله: (يحشر) بضم أوله، "أرض عفراء" قال الخطابي: العفر بياض ليس بالناصع، وقال عياض: العفر بياض يضرب إلى حمرة قليلًا، ومنه سمي عفر الأرض وهو وجهها، وقال ابن فارس: معنى عفراء: خالصة البياض، وقال الداودي: شديدة البياض، كذا قا لا، والأول هو المعتمد. قوله:"النقي " بفتح النون وكسر القاف أي: الدقيق النقي من القشر والنخال
(1)
، قاله الخطابي (3/ 2268). قوله:"قال سهل أو غيره "
(1)
وفي "أعلام الحديث": من القشر والنخالة، وكذا في "الكرماني"، وفي الشروح الثلاثة: من الغش والنخال.
أَرْضٍ
(1)
بَيضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ
(2)
النَّقِيِّ
(3)
".
قَالَ سَهْلٌ أَوْ غَيرُهُ: لَيْسَ فيهَا مَعْلَمٌ
(4)
لأَحَدٍ
(5)
. [أخرجه: م 2790، تحفة: 4748].
45 - بَابٌ
(6)
كَيْفَ الْحَشْرُ
(7)
"كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ" في نـ: "كَقُرْصَةِ نَقِيٍّ".
===
هو راوي الخبر، و"أو" للشك، والغير المبهم لم أقف على اسمه، "ف"(11/ 375).
(1)
وهذه الأرض غير تلك الأرض، "ع"(15/ 596)، وذكر لهذا حديثين.
(2)
القرصة: الخبزة، "قاموس" (ص: 578).
(3)
النقي: الْحُوّارى، "قاموس" (ص: 1230)، وهو الدقيق الأبيض، وهو لباب الدقيق، "قاموس" (ص: 356).
(4)
قوله: (معلم) بفتح الميم واللام بينهما مهملة -أي عين ساكنة-، علامة يستدل بها على الطريق. وقال عياض: ليس فيها علامة سكنى ولا أثر بناء ولا شيء من العلامات التي يهتدى بها في الطرقات كالجبل والصخرة البارزة. وفيه تعريض بأن أرض الدنيا ذهبت وانقطعت العلاقة منها، "قس" (6/ 611). فإن قلت: ما وجه تعلقه بالترجمة؟ قلت: مناسبة القرصة للخبزة المذكورة في الحديث السابق وجعلها كالقرصة نوع من أبيض
(1)
، "ك"(23/ 34).
(5)
قال الخطابي: يريد: أنها مستوية، "ف"(11/ 375).
(6)
با لتنوين، "قس"(13/ 612).
(7)
قوله: (الحشر) الجمع، وهو أربعة: حشران في الدنيا، وحشران في الآخرة، فالذي في الدنيا:[أحدهما]: المذكور في صورة الحشر في قوله
(1)
كذا في الأصل، وفي "عمدة القاري" (15/ 596):"نوع من القبض".
6522 -
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
(1)
، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ
(3)
: رَاغِبِينَ وَرَاهِبِينَ
(4)
(5)
،
"وَرَاهِبِينَ" في نـ: "رَاهِبِينَ".
===
تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: 2]. الثاني: الحشر المذكور في أشراط الساعة، الثالث: حشر الأموات من قبورهم وغيرها بعد البعث جميعًا إلى الموقف، والرابع: حشرهم إلى الجنة أو النار. والأول ليس حشرًا مستقلًا إنما وقع لفرقة مخصوصة، ووقع نظيره مرارًا، كذا في "ف"(11/ 378 - 379).
(1)
ابن خالد، "ع"(15/ 598).
(2)
عبد الله، "ع"(15/ 598).
(3)
جمع طريق، "تو"(8/ 3872).
(4)
سكت عن الواحد إشارة إلى أنه يكون لمن فوقهم في المرتبة كالأنبياء، ليقع الامتياز، "ف"(11/ 385).
(5)
قوله: (راغبين وراهبين) هي الأولى، وهم: عوام المؤمنين الذين خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا. "واثنان على بعير
…
" إلخ، هي الثانية، وهم: أفاضل المؤمنين. "وتحشر
…
" إلخ، هي الثالثة وهم الكفار، وهذه النار التي تخرج من قعر عدن، من أشراط الساعة، في حديث مسلم [ح: 2901]؛ ولهذا قال الخطابي ["الأعلام" (3/ 2269)]: هذا الحشر يكون قبل قيام الساعة تحشر الناس -خروج النار من قعر عدن
(1)
- أحياء إلى الشام، وأما الحشر من القبور فلا ركوب إذا ذاك، وصوبه عياض ["الإكمال" (8/ 391)]، ومال الحليمي
(1)
قوله: "خروج النار من قعر عدن" هذه العبارة غلط من الناسخ.
وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ
(1)
، وَثَلَاثَة عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَة عَلَى بَعِيرٍ
(2)
، وَعَشَرَةٌ
(3)
عَلَى بَعِيرٍ، وَيَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ، تَقِيلُ
(4)
(5)
مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا،
"وَيَحْشُرُ" في ذ: "وَتَحْشُرُ".
===
والغزالي وغيرهما إلى هذا أن الحشر يكون بعد الخروج من القبور، وأن قوله في الحديث "حفاة عراة" هو عند الخروج، ثم يفترق حالهم من ثم إلى الموقف، ويؤيده حديث أحمد (5/ 164 - 165): أن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج: فوج طا عمين كاسين راكبين، وفوج يمشون، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم، كذا في "التوشيح"(8/ 3872).
وقال الكرماني (23/ 34): الفرق الثلاث: الراغبون وهم السابقون، والراهبون وهم عامة المؤمنين، والكفار أهل النار. "والأبعرة" إنما هي للراهبين والمخلصون حالهم أعلى وأجل، أو هي للراغبين، وأما الراهبون فيكونون مشاة على أقدامهم، أو: هي لهما بأن يكون اثنان من الراغبين مثلًا على بعير وعشرة من الراغبين [على بعير] والكفار يمشون على وجوههم. أو: الفرق الثلاث هم: الذين في النار أي الكفار، والذين هم راكبون وهم السابقون المخلصون، والذين هم بين الخوف من دخول النار والرجاء بالخلاص منه راغبين راهبين، انتهى.
(1)
هذا على تقدير كون هذا الحشر في الآخرة.
(2)
إنما لم يذكر الخمسة والستة إلى العشرة اكتفاءً بما ذكر من الأعداد مع أن الاعتقاب ليس مجزومًا به، "ف"(11/ 379).
(3)
يحتمل الحمل دفعة واحدة، ويحتمل أنه يراد به التعاقب، "ف"(11/ 379).
(4)
من القيلولة، "ف"(1/ 536).
(5)
إشارة إلى ملازمة النار لهم إلى أن يصلوا إلى مكان الحشر، "ف"(11/ 379).
وَتَبِيتُ مَعَهُئم حَيثُ بَاتُوا، وَتُصْبحُ مَعَهُمْ حَيثُ أَصبَحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَئثُ أَمْسَوْا". [أخرجه: م 2861، س 2085، تحفة 13521].
6523 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا
(3)
قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَيفَ يُحْشَرُ
(4)
الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: "أَلَيسَ الَّذِي أَمْشَاهُ
(5)
عَلَى الرِّجْلَيْنِ فِي الدُّنْيَا
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ ". "حَدَّثَنَا أَنَسُ " في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَس".
===
(1)
المسندي، "ع"(15/ 599).
(2)
ابن عبد الرحمن، "ع"(15/ 599).
(3)
لم أقف على اسمه، "ف"(11/ 382).
(4)
قوله: (كيف يحشر) على صيغة المجهول، وهو إشارة إلى قوله عز وجل:{وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [الإسراء: 97] ووقع في بعض النسخ: "قال: يا نبي الله، يحشر الكافر على وجهه؟ " بدون لفظة: "كيف" كأنه استفهام حذف أداته، والحكمة في حشر الكافر على وجهه أنه يعاقب على عدم سجوده لله تعالى في الدنيا، فيسحب على وجهه في القيامة إظهارًا لهوانه، "عيني"(15/ 599).
(5)
قوله: (أليس الذي أمشاه) ظاهره أن المراد بالمشي حقيقته، فلذلك استغربوه حتى سألوا عن كيفيته. وزعم بعض المفسرين أنه مثل، وأنه كقوله تعالى:{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك: 22]، قال مجاهد: هذا مثل المؤمن والكافر. قلت: ولا يلزم من تفسير مجاهد لهذه الآية بهذا أن يفسر الآية الأخرى به، فالجواب الصادر عن
قَادِرٌ
(1)
عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ".
قَالَ قَتَادَةٌ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا
(2)
. [راجع: 4760].
6524 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
قَالَ عَمْرٌو
(5)
: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيرٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(6)
: "إِنَّكُمْ مُلَاقُو اللَّه حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً غُرْلاً".
"قَادِرٌ" في ذ: "قَادِرًا". "سَمِعْتُ النَّبِيَّ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ".
===
النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر في تقرير المشي على حقيقته، "ف"(11/ 384)، ومرّ الحديث (برقم: 4760).
(1)
قوله: (قادر) نصبه على ما في الفرع مصحح عليه، وهو خبر لليس، وأعربه الطيبي بالرفع خبرًا و"الذي" واسم ليس ضمير الشأن، "قس"(13/ 614).
(2)
قاله تصديقًا لقوله عليه السلام، "قس"(13/ 599).
(3)
ابن المديني، "ع"(15/ 599).
(4)
ابن عيينة، "ع"(15/ 599).
(5)
قوله: (قال عمرو) القائل هو سفيان، وكان سفيان كثيرًا ما يحذف الصيغة فيقتصر على اسم الراوي، ووقع في رواية قتيبة التي بعدها عن عمرو، "ف"(11/ 383).
(6)
قوله: (يقول
…
) إلخ، مطابقته للترجمة: من حيث إن ملاقاتهم الله بالوصف المذكور يكون يوم الحشر. قوله: "ملاقوا الله" أصله: ملاقون، فلما أضيف إلى الله سقطت النون. قوله "حفاة" بضم الحاء المهملة وتخفيف الفاء جمع حاف أي: بلا خف ولا نعل ولا شيء يستر أرجلهم. و "العراة" بضم العين جمع عار. و"الغرل" بضم الغين المعجمة وسكون الراء جمع
قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا مِمَّا يُعَدُّ
(1)
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3349، أخرجه: م 2860، س 2081، تحفة 5583].
6525 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ عَمْرو
(3)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخطبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقولُ: "إِنَّكُمْ مُلَاقُو اللَّه حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً". [راجع: 3349، أخرجه: م 2860، س 2081، تحفة 5583].
6526 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(5)
، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
"يُعَدُّ" في نـ: "نَعُدُّ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في عسـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ" في عسـ: "الْمُغِيرَةِ يَعْنِي ابْنَ النُّعْمَانِ".
===
أغرل، وهو: الأقلف، يعني: لم يختن. والمقصود: أنهم يحشرون كما خلقوا أول مرة ويعادون كما كانوا في الابتداء، لا يفقد شيء منهم حتى الغرلة وهو: ما يقطع الختان من ذكر الصبي، "ع"(15/ 599).
(1)
قوله: (هذا مما يعد
…
) إلخ، يريد: أن ابن عباس من صغار الصحابة وهو من المكثرين، لكنه كان كثيرًا ما يرسل ما يسمعه من أكابر الصحابة ولا يذكر الواسطة، وتارة يبينها، فأما ما صرح بسماعه له فقليل، "ف"(11/ 383).
(2)
ابن عيينة، "ع"(15/ 599).
(3)
ابن دينار، "ع"(15/ 599).
(4)
لقب محمد بن جعفر، "ع"(15/ 600).
(5)
ابن الحجّاج، "ع"(15/ 600).
قَال: قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَال: "إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ
(1)
حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}
(2)
الآيَةَ [الأنبياء: 104]، وَإن أَوَّلَ الْخَلَائِقِ
(3)
يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أمَّتِي،
"مَحْشُورُونَ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، عسـ، ذ:"تُحْشَرُونَ ". "غُرْلًا" ثبت في ذ.
===
(1)
قوله: (إنكم محشورون) وقال البيهقي: وقع في حديث أبي سعيد -يعني: الذي أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان-: أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد، فلبسها وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها"، ويجمع بينهما بأن: بعضهم يحشر عاريًا وبعضهم كاسيًا، أو يخرجون من القبور بالثياب التي ماتوا فيها، ثم تتناثر عنهم عند ابتداء الحشر فيحشرون عراة، ثم يكون أول من يكسى إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وحمل بعضهم حديث أبي سعيد على الشهداء لأنهم هم الذين يدفنون في ثيابهم، فيحتمل أن يكون أبو سعيد سمعه في الشهيد فحمل على العموم، قال: وحمله بعض أهل العلم على العمل، وإطلاق الثياب على العمل في مثل قوله تعالى:{وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر} [الأعراف: 26]، كذا في "فتح الباري"(11/ 383).
(2)
فمن قُطِع منه شيء يردُّ، "ف"(11/ 384).
(3)
قوله: (أول الخلائق
…
) إلخ، قيل: ما وجه تقدمه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ فأجيب: بسبب أنه أول من وضع سنة الختان، وفيه كشف لبعض العورة؟ فجوزي بالستر أوّلًا، كما أن الصائم العطشان يجازى بالريان. وقيل: الحكمة في ذلك أنه جرد حين ألقي في النار. وقيل: لأنه أول من استن الستر بالسراويل، "ع" (15/ 600). وقيل: لأنه كان شديد الخوف فجعلت له الكسوة تأمينًا، "ف" (11/ 384). قال القرطبي في "شرح مسلم": يجوز أن
فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ
(1)
، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي
(2)
. فَيَقُولُ:
"أَصْحَابِي" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"أُصَيحَابِي" -هو من باب تصغير الشفقة، كما في: يا بُنيّ، "ع"(15/ 601) -.
===
يراد بالخلائق من عدا نبينا صلى الله عليه وسلم، فلم يدخل هو في عموم خطاب نفسه. وقال تلميذه القرطبي أيضًا في "التذكرة": هذا حسن لولا ما جاء من حديث علي رضي الله عنه الذي أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(ت: 1292) من طريق عبد الله بن الحارث عن علي رضي الله عنه: "أول من يكسى يوم القيامة خليل الله عليه السلام قبطيتين
(1)
، ثم يكسى محمد صلى الله عليه وسلم حلة حبرة عن يمين العرش ". وروى أبو يعلى عن ابن عباس مطولًا مرفوعًا نحو حديث الباب، وزاد: "أول من يكسى من الجنة إبراهيم عليه السلام، يكسى حلة من الجنة، ويؤتى بكرسي، فيطرح عن يمين العرش، ثم يؤتى بي فاكسى حلة من الجنة، لا يقوم لها البشر"، قيل: فيه دلالة على أن إبراهيم عليه السلام أفضل منه صلى الله عليه وسلم، وأجيب بأنه لا يلزم من اختصاص الشخص بفضيلة كونه أفضل مطلقًا، كذا في "العيني" (15/ 601)، ويحتمل أن يكون نبينا عليه الصلاة والسلام خرج من قبره في ثيابه التي مات فيها، والحلة التي يكساها حينئذ من حلل الجنة خلعة الكرامة بقرينة إجلاسه على الكرسي عند ساق العرش، فتكون أولية إبراهيم في الكسوة بالنسبة لبقية الخلق. وأجاب الحليمي: بأنه يكسى أولًا ثم يكسى نبينا على ظاهر الخبر، لكن حلة نبينا أعلى وأكمل، فتجبر بنفاستها ما فات من أوليته، والله تعالى أعلم، "فتح" (11/ 385)، ومرَّ (برقم: 4741).
(1)
أي: طريق جهنم وجهتها،"ع"(15/ 601).
(2)
خبر مبتدأ محذوف تقديره: هؤلاء أصحابي، "ف"(11/ 385).
(1)
في الأصل: "قطيفتين" هو تحريف. قوله: "قُبطيتين" القُبطِيَّةُ: الثوب من ثياب مصر، رقيقة بيضاء، "النهاية" (ص: 728).
إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ
(1)
: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} إِلَى قَوْلِهِ: {الْحَكِيمُ} [المائدة: 117]، فَيُقَالُ: إِنَّهُئم لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ
(2)
عَلَى أَعْقَابِهِمْ". [راجع: 3349].
"{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ} " سقطت الواو في نـ. " {شَهِيدًا} " زاد في نـ: " {مَا دُمْتُ فِيهِمْ} ". " {الْحَكِيمُ} " في نـ: " {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ". "لَمْ يَزَالُوا" في هـ: "لَنْ يَزَالُوا".
===
(1)
أراد به عيسى عليه السلام، "ع"(15/ 601).
(2)
قوله: (لم يزالوا مرتدين) قال الخطابي: لم يرد بقوله: "مرتدين" الردة عن الإسلام، بل التخلف عن الحقوق الواجبة، ولم يرتد بحمد الله أحد من الصحابة، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب. وقال عياض: هؤلاء صنفان: إما العصاة، وإما المرتدون إلى الكفر، وقيل: هو على ظاهره من الكفر، والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة، وقال ابن التين: يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر. وقال الداودي: لا يمتنع دخول أصحاب الكبائر والبدع في ذلك. وقال النووي ["المنهاج" (3/ 135 - 136)]: قيل: هم المنافقون والمرتدون، فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة، فيناديهم من أجل السيماء التي عليهم، فيقال: إنهم بدّلوا بعدك، أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه. قال عياض وغيره: وعلى هذا فتذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ
(1)
نورهم. قال الفربري
(2)
: ذكر عن أبي عبد الله البخاري عن قبيصة قال: هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر رضي الله عنه، فقاتلهم أبو بكر -يعني- حتى قتلوا وماتوا على الكفر، "عيني"(15/ 601).
(1)
في الأصل: "يطفى" هو تحريف.
(2)
تقدم قول الفربري في "كتاب الأنبياء"، باب: 48، حديث:3447.
6527 -
حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ قَال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَال: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَال: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ؟! فَقَال: "الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهُمَّهُمْ
(2)
ذَاكِ ". [أخرجه: م 2859، س 2083، ق 4276، تحفة 17461].
6528 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَال: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(3)
قَال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(4)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(5)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبدِ اللَّه
(6)
قَال: كُنَّا
(7)
مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ فَقَال: "أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ
"ذَاكِ" في نـ: "ذَلِكِ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمْدُ".
===
(1)
ابن عبد الرحمن بن أبي مليكة، "ع"(15/ 601).
(2)
بضم أوله وكسر الهاء، وجوّز ابن التين فتح أوله وضم ثانيه، والأول أولى، [انظر:"فتح الباري"(11/ 386)]. من الهمّ أو الإهمام إذا أحزن أو قصد، "ك"(23/ 37).
(3)
لقب محمد بن جعفر، "ع"(602/ 15).
(4)
ابن الحجاج.
(5)
عمرو بن عبد الله السبيعي، "ع"(15/ 602).
(6)
ابن مسعود، "ع"(15/ 602).
(7)
قوله: (كنا
…
) إلخ، مطابقته للترجمة من حيث إن كون هذه الأمة نصف أهل الجنة لا يكون إلَّا بعد الحشر. قوله:"أترضون" ذكره بهمزة
الْجَنَّةِ؟ ". قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: "أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ". قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَد إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
(1)
، وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ أَوْ
(2)
كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَحْمَرِ". [راجع: 6642].
6529 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي
(4)
،
"قَالَ: أَتَرْضَوْنَ" كذا في صـ، عسـ، ذ، وفي نـ:"قَالَ: تَرْضَوْنَ ". "قُلْنَا: نَعَمْ" زاد بعده في نـ: "قَالَ: "أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ - أي: النصف، "مجمع" (3/ 220) - أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ ".
===
الاستفهام لإرادة [تقرير] البشارة بذلك، وذكره بالتدريج ليكون أعظم لسرورهم، "ع"(15/ 602).
(1)
قوله: (نصف أهل الجنة) أخرج الطبراني عن أبي هريرة بلفظ: "أنتم ربع أهل الجنة، أنتم ثلث أهل الجنة، أنتم نصف أهل الجنة، أنتم ثلثا أهل الجنة"، وكأنه صلى الله عليه وسلم لما رجا من رحمة ربه أن تكون أمته نصف أهل الجنة أعطاه ما ارتجاه وزاده، وهو نحو قوله تعالى:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ} [الضحى: 5]، "ف"(11/ 387 - 388).
(2)
تنويع، وإما شك من الراوي، وحاصله: أنتم مع قلتكم بالنسبة إلى الكفار نصف أهل الجنة، "ك"(37/ 23).
(3)
ابن أبي أويس، "ع"(15/ 603).
(4)
عبد الحميد، "ع"(15/ 603).
عَنْ سلَيمَانَ
(1)
، عَنْ ثَوْرٍ
(2)
، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ عليه السلام، فَتَرَاأَى
(3)
ذُرِّيَّتُهُ فَيُقَالُ: هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ. فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ
(4)
وَسَعْدَيْكَ
(5)
. فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ جَهَنَّمَ
(6)
مِنْ ذُرِّيَّتِكَ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ كَمْ أُخْرِجُ؟ فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَة وَتِسْعُونَ، فَمَاذَا يَبقَى مِنَّا؟ قَالَ: "إِنَّ أُمَّتِي فِي الأمَمِ كَالشَّعَرَةِ
(7)
الْبَيضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ". [تحفة 12922].
"أَنَّ النَّبِيَّ" في ذ: "عَنِ النَّبِيِّ ". "عليه السلام " سقط في نـ. "فَتَرَا أَى" في نـ: "فَتَراءى"، وفي أخرى:"فَتَرايَا"- يقال: ترايا لي، أي: ظهر وتصدّى لأن أراه، "ك"(23/ 37) -.
===
(1)
ابن بلال، "ع"(15/ 603).
(2)
ابن زيد الديلي، "ع"(15/ 603).
(3)
بهمزة مفتوحة ممالة، أصله بتائين، وتراءى الشخصان تقابلا بحيث صار كل منهما يتمكن من رؤية الآخر، "قس"(13/ 625).
(4)
أي: إجابتي لك يا ربِّ، "مجمع"(4/ 469).
(5)
أي: ساعدتُ طاعتك مساعدةً بعد مساعدةٍ وإسعادًا بعد إسعادٍ، "مجمع"(3/ 72).
(6)
أي الذين يستحق أن يبعث بهم إليها، أي: أخرج من جملة الناس الذين هم أهل النار وميزهم وابعثهم إليها، "ك (23/ 38).
(7)
ليس المراد حقيقة الوحدة؛ لأنه لا يكون ثور ليس في جلده غير شعرة واحدة من غير لونه، "ف"(11/ 388).
46 - بَابٌ
(1)
{إِنَّ زَلْزَلَةَ
(2)
السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1]
{أَزِفَتِ
(3)
الْآزِفَةُ} [النجم: 57]: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر: 1].
6530 -
حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأنَا جَرِيرٌ
(4)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(5)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(6)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
(7)
قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ
"بَابٌ" كذا في ذ، ولغيره:"بَابُ قَولِ اللَّه عز وجل". "حَدَّثَنِي يُوسُفُ" في عسـ، ذ:"حَدَّثَنَا يُوسُفُ". "أَنْبَأنَا جَرِيرٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا جَرِيرٌ"، وفي أخرى:"قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ". "قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ " في مه: "قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ اللَّهُ ".
===
(1)
بالتنوين، "قس"(13/ 620).
(2)
قوله: ({إِنَّ زَلْزَلَةَ
…
}) إلخ، أي: اضطراب يوم القيامة "شيء عظيم ". و"الساعة" في أصل الوضع: جزء من الزمان واستعيرت ليوم القيامة، وقال الزجاج: معنى الساعة: الوقت الذي فيه القيامة، وقيل: سميت ساعة لوقوعها بغتة أو لطولها أو لسرعة الحساب فيها أو لأنها عند الله ساعة خفيفة مع طولها على الناس، "ع"(15/ 603).
(3)
" {أَزِفَتِ} " هو من الأزف
(1)
بفتح الزاي، وهو القرب، يقال: أزف كذا أي: قرب، "ف"(11/ 389).
(4)
ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 654).
(5)
سليمان.
(6)
ذكوان.
(7)
الخدري، "ع"(15/ 604).
(1)
في الأصل: "هو من الأزفة" هو تحريف.
تَبَارَك وَتَعَالَى: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ
(1)
فِي يَدَيْكَ، قَالَ: يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ
(2)
تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَذَلِكَ
"تبارك وتعالى" في ذ: "عز وجل". "فَذَلِكَ" في نـ: "فَذَاكَ".
===
(1)
في الاقتصار على الخير نوع تعطيف ورعاية للأدب، وإلَّا فالشر أيضًا بتقدير الله كالخير، "ف" (11/ 389). وقيل: الكل بالنسبة إلى الله حسن ولا قبح في فعله، وإنما الحسن والقبح بالنسبة إلى العباد،"ع"(15/ 604).
(2)
قوله: (من كل ألف
…
) إلخ، لا معارضة بينه وبين الرواية الأولى "من كل مِئة تسعة وتسعين "؛ لأن مفهوم العدد لا اعتبار له، فالتخصيص بعدد لا يدل على نفي الزيادة، والمقصود من العددين هو تقليل عدد المؤمنين وتكثير عدد الكافرين، قاله صاحب "الكواكب"(23/ 38)، وتعقبه صاحب "الفتح" (11/ 390) فقال: مقتضى كلامه الأول تقديم حديث أبي هريرة على حديث أبي سعيد؛ فإنه يشتمل على الزيادة.
فإن حديث أبي سعيد يدلّ على أن نصيب أهل الجنة من كل ألف واحد، وحديث أبي هريرة يدل على أنه عشرة، فالحكم للزائد، ومقتضى كلامه الأخير أن لا ينظر إلى العدد أصلًا، بل القدر المشترك منهما ما ذكره من تقليل العدد، ثم أجاب بحمل حديث أبي سعيد ومن وافقه على جميع ذرية آدم، فيكون من كل ألف واحد، وحمل حديث أبي هريرة ومن وافقه على من عدا يأجوج [ومأجوج]، فيكون من كل ألف عشرة. ويقرب ذلك
(1)
أن يأجوج ومأجوج ذكروا في حديث أبي سعيد دون حديث أبي هريرة،
(1)
في الأصل: "وتقرير ذلك".
حِينَ يَشِيبُ
(1)
الصغِيرُ، {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2] ". فَاشتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ
(2)
، فَقَالُوا: يَا رَسُولُ اللَّهِ أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ:
"سُكَارَى" كذا في عسـ، ولغيره:"سكرى". "بِسُكَارَى" كذا في عسـ، ولغيره:"سكرى".
===
ويحتمل أن يكون الأول يتعلق بالخلق أجمعين، والثاني بخصوص هذه الأمة، ويقربه قوله في حديث أبي هريرة:"إذا أخذ منا"، ويحتمل أن تقع القسمة مرتين: مرة من كل جميع الأمم قبل هذه الأمة فيكون من كل ألف واحد، ومرة من هذه الأمة فقط فيكون من كل ألف عشرة، لكن قيل في حديث ابن عباس:"إنما أنتم جزء من ألف جزء"، ويحتمل أن يكون المراد ببعث النار الكفار ومن يدخلها من العصاة، فيكون من كل ألف تسع مِئة وتسعة وتسعون كافرًا ومن كل ألف تسعة وتسعون عاصيًا، انتهى، "قس"(13/ 621 - 622).
(1)
قوله: (يشيب
…
) إلخ، ظاهره أن ذلك يقع في الموقف، وقد استشكل بأن ذلك الوقت لا حمل فيه ولا وضع ولا شيب، ومن ثم قال بعض المفسرين: إن ذلك قبل يوم القيامة، لكن الحديث يرد عليه، وأجاب "الكرماني " (23/ 39): بأن ذلك وقع على سبيل التمثيل والتهويل، وقال النووي: التقدير أن الحال ينتهي إلى أنه لو كانت النساء حينئذ [حوامل] لوضعن. أقول: يحتمل أن يحمل على حقيقته، فإن كل واحد يبعث على ما مات عليه، فتبعث الحامل حاملًا، والمرضعة مرضعة، والطفل طفلًا، فإذا وقعت زلزلة الساعة، وقيل لآدم ذلك، ورأى الناس آدم، وسمعوا ما قيل له؟ وقع بهم من الوجل ما يسقط معه الحمل ويشيب الطفل، "ف"(11/ 390).
(2)
أي: على الصحابة.
"أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
(1)
أَلْفاً
(2)
وَمِنْكُمْ رَجُلٌ
(3)
، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الْجَنَّةِ"، قَالَ: فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ
(4)
أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الأُمَم كَمَثَلِ الشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ أَوْ كالرَّقْمَةِ
(5)
(6)
فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ". [راجع: 3348].
"أَلْفًا" كذا في ذ، ولغيره:"أَلف" -خبر "إن" واسمها مضمر قبل المجرور، أي: فإن المخرج منكم رجل. قال النووي: التقدير: فإنه، "ف"(11/ 392) -. "وَمِنْكُمْ رَجُلٌ" كذا في ذ، وفي صـ:"وَمِنْكُمْ رَجُلًا". "فِي يَلِإِ" في ذ: "بِيَدِهِ"، وكذا في الموضع الآتي. "جِلْدِ" في نـ:"الْجِلْدِ". "أَوْ كالرَّقْمَةِ" كذا في ذ، ولغيره:"أَوِ الرَّقْمَةِ".
===
(1)
أي: منهم، ومن كان على الشرك مثلهم، "ع"(15/ 605)، مرّ الحديث (برقم: 4741).
(2)
ظاهره زيادة واحد عما ذكر من تفصيل الألف، فيحتمل أن يكون من جبر الكسر، والمراد: أن من يأجوج ومأجوج تسع مئة وتسعة وتسعين، "ف"(11/ 391).
(3)
يعني: من أصحابه ومن كان مؤمنًا، "ف"(11/ 392).
(4)
الشطر: النصف، "ك"(23/ 39).
(5)
هي قطعة بيضاء أو شيء مستدير، "قس"(13/ 623).
(6)
قوله: (كالرقمة) بفتح الراء وسكون القاف وبفتحها: الخط، والرقمتان في الحمار هما الأثران في باطن عضديه، وقيل: هي الدائرة في ذراعه. فإن قلت: الفرق كثير بين المشبه [والمشبه به] الأول والثاني، فكيف يصح التشبيه في المقدار بالشبهين مختلفي القدر؟ قلت: الغرض من التشبيهين
47 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ: {أَلَا يَظُنُّ
(1)
أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ
(2)
* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ
(3)
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 4 - 6]
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166]: الْوُصلَاتُ
(4)
فِي الدُّنْيَا.
6531 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ
(5)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]، قَالَ: "يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ
(6)
إِلَى
"حَدَّثَنِي عِيسَى" في ذ: "حَدَّثَنَا عِيسَى".
===
أمر واحد وهو بيان قلة عدد المؤمنين بالنسبة إلى الكافرين غاية القلة، وهو حاصل منهما، "ك"(23/ 39).
(1)
الظن ها هنا بمعنى اليقين، "ع"(15/ 605).
(2)
يعني: يوم القيامة، "ع"(15/ 605).
(3)
أي: لفصل القضاء بين يدي ربهم، "ع"(15/ 605).
(4)
قوله: (الوصلات) بضم الواو والصاد المهملة، وقال ابن التين: ضبطناه بفتح الصاد وبسكونها، وفي "الكرماني" (23/ 39): هو جمع الوصلة وهي الاتصال، وكل ما اتصل بشيء فما بينهما وصلة، وقال أبو عبيد: الأسباب هي الوصلات التي كانوا يتواصلون بها في الدنيا، واحدتها وصلة، وعن ابن عباس: الأسباب الأرحام، رواه الطبري، "ع"(15/ 605).
(5)
عبد الله، "ع"(15/ 605).
(6)
بفتح الراء وسكون الشين المعجمة بعدها مهملة، هو العَرَق، "ف"(11/ 393).
أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ
(1)
". [راجع: 4938، أخرجه: م 2862، ت 2422، س في الكبرى 11657، ق 4278، تحفة: 7743].
6532 -
حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سُلَيمَانُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَعْرَقُ
(2)
النَّاسُ
(3)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الأَرْضِ
"حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ". "حَدَّثَنِي سُلَيمَانُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ ".
===
(1)
قوله: (أنصاف أذنيه) هو كقوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]، ويمكن الفرق بأنه لما كان لكل شخص أذنان فهو من باب إضافة الجمع إلى مثله بناءً على أن أقل الجمع اثنان. فإن قلت: الجماعة إذا وقفوا في الأرض المعتدلة أخذهم الماء
(1)
أخذًا واحدًا، فكيف يكون بالنسبة إلى الكل إلى الأذن مع اختلاف قاماتهم طولًا وقصرًا؟ وأجاب: بأنه خلاف المعتاد، أو لا يكون في القامات حينئذ الاختلاف، وقد روي أيضًا خلافهم فيه على قدر أعمالهم، فمنهم إلى الذقن، ومنهم إلى الصدر ومنهم إلى الركبة، ومنهم إلى الساق، ونحو ذلك، "ك"(23/ 40).
(2)
سبب كثرة العرق تراكم الأهوال، ودنوّ الشمس من رؤوسهم، والازدحام، "ك، (23/ 40).
(3)
قوله: (يعرق الناس) قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: ظاهر الحديث تعميم الناس بذلك، ولكن دلت الأحاديث الأخرى على أنه مخصوص بالبعض وهم الأكثر، ويستثنى الأنبياء والشهداء ومن شاء الله، فأشدهم في العرق الكفار، ثم أصحاب الكبائر، ثم من بعدهم والمسلمون
(1)
في الأصل: "أخذ منهم الماء".
سَبعِينَ ذِرَاعًا
(1)
، وَيُلْجِمُهُمْ
(2)
حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ ". [تحفة 12919].
48 - بَابُ الْقِصَاصِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَهِيَ: الحَاَقَّةُ؛ لأَنَّ فِيهَا الثَّوَابَ وَحَوَاقَّ
(3)
الأُمُورِ
(4)
، الْحُقَّةُ
(5)
وَالْحَاقَّةُ وَاحِدٌ
(6)
، وَالْقَارِعَة
(7)
وَالغَشِيَةِ وَ اَلصَّاخَّة
===
منهم قليل بالنسبة إلى الكفار، كما تقدم تقريره في حديث بعث النار [برقم: 6530]، "ف"(11/ 394).
(1)
بالذراع المتعارف أو الذراع المكي
(1)
، "قس"(13/ 625).
(2)
من ألجمه الماءُ: إذا بلغ فاه، "ف"(11/ 394)، ["قس" (13/ 625)].
(3)
وقيل: سميت الحاقة؛ لأنها تحاقق أمور الكفار والذين خالفوا الأنبياء، ويقال: حاققته فحققته أي خاصمته فخصمته، وقيل: لأنها حق لا شك فيه، "ع"(15/ 607).
(4)
قوله: (حواق الأمور) أي الثوابت، يعني: يتحقق فيها الجزاء من الثواب والعقاب وسائر الأمور الثابتة الحقة الصادقة، "ك"(23/ 40).
(5)
بالضم: الداهية، وتُفتَح، "قاموس" (ص: 806).
(6)
يعني في الأصل،"ع"(15/ 607).
(7)
قوله: (وَالقَارِعَة) هو معطوف على {الْحَاقَّةُ} ، والمراد: أنها من أسماء يوم القيامة، وسميت بذلك لأنها تقرع القلوب بأهوالها. قوله:"وَاَلغَشِيَةِ" سميت بذلك لأنها تغشى الناس بإفزاعها أي تعمهم بذلك. قوله: " {الصَّاخَّةُ} " قال الطبري: أظنه من صخ فلان فلانًا: إذا أصمه، وسميت بذلك؛ لأن صيحة القيامة مسمعة لأمور الآخرة، ومُصِمَّةٌ عن أمور الدنيا،
(1)
كذا في الأصل، وفي "قس" و"ف" (11/ 395):"أو الذراع الملكي".
وَاَلتَّغَابُنِ: غَبْنُ
(1)
أَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ.
6533 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ: سَمِعْتُ عَبدَ اللَّهِ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاءِ
(4)
(5)
". [طرفه: 6864، أخرجه: م 1678، ت 1397، س 3992، ق 2615، تحفة 9246].
"سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ" في ذ: "قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ ". "بِالدِّمَاءِ" في عسـ، هـ، ذ:"فِي الدِّمَاءِ".
===
وتطلق الصاخة أيضًا على الداهية، "ف"(11/ 1396، " {الصَّاخَّةُ} " هي في الأصل الداهية، وفي "الصحاح ": {الصَّاخَّةُ}: الصيحة، "ع" (15/ 607). قوله: و"التَّغَابُنِ" هو أن يغبن بعضهم بعضًا، وغبن أهل الجنة نزولهم منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء، فالتغابن من طرف واحد للمبالغة، "ك" (23/ 40). قوله: "غَبَنَ أهل الجنة
…
" إلخ، غبن فعل ماض، وأهل الجنة فاعله، وأهل النار بالنصب مفعوله، "ع". وفي نسخة صحيحة معتمدة -أي التي هي المنقولة عنه-: بسكون موحدة، وفيها تحت لفظ "غبن" محرر: بسكون الموحدة مع علامة، "قس" (13/ 626).
(1)
بسكون الموحدة، "قس"(13/ 626).
(2)
ابن غياث، "ع"(15/ 608).
(3)
سليمان، "ع"(15/ 608).
(4)
في الحديث: عظم أمر الدم، فإن البداءة إنما تكون بالأهم، والذنب يعظم بحسب عظم المفسدة وتفويت المصلحة، وإعدام البنية الإنسانية غاية في ذلك، "ف"(11/ 397).
(5)
قوله: (أول ما يقضى بين الناس بالدماء) أي التي وقعت بين الناس
6534 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَة
(2)
لأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ
(3)
مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مِنْ قَبلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ
(4)
لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ، فَطُرِحَتْ عَليْهِ ". [راجع: 2449، أخرجه: ت 2419، تحفة 13011].
"حَدَّثَنِي مَالِكٌ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ ". "لأَخِيهِ" في ص، ذ:"مِنْ أَخِيهِ".
===
في الدنيا، والمعنى: أول القضايا
(1)
القضاء في الدماء. ويحتمل أن يكون التقدير: أول ما يقضى فيه الأمر الكائن في الدنيا. ولا يعارض هذا حديث أبي هريرة رفعه: "إن أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته" الحديث، أخرجه أصحاب السنن؛ لأن الأول محمول على ما يتعلق بِمعاملات الخلق، والثاني فيما يتعلق بعبادة الخالق، "ف"(11/ 396)، ومطابقة الحديث للترجمة: من حيث إن القضاء يوم القيامة هو للقصاص
(2)
"ع"(658/ 15).
(1)
ابن أبي أويس، "ع"(15/ 608).
(2)
بفتح اللام والكسر، وهو أشهر، وهي اسم ما أُخِذ منك بغير حقٍّ، "ك"(23/ 41).
(3)
أي: ليسأله أن يجعله حلالًا له وليطلب منه براءة ذمته قبل يوم القيامة، "ك"(23/ 41).
(4)
قوله: (من حسناته فإن لم تكن
…
) إلخ المراد بالحسنات: الثواب عليها، وبالسيئات: العقاب عليها. وقد استشكل إعطاء الثواب
(1)
في الأصل: "أول انقضاء" هو تحريف.
(2)
في الأصل: "القصاص".
6535 -
حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريع: {وَنَزَعْنَا
(1)
مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف: 43]، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَخْلُصُ
(3)
الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَيُحْبَسُونَ عَلَى
"حَدَّثَنَا الصَّلْتُ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي الصَّلْتُ".
===
وهو لا يتناهى في مقابلة العقاب وهو متناه، قال البيهقي: سيئات المؤمن على أصول أهل السنَّة متناهية الجزاء، وحسناته غير متناهية الجزاء؛ لأن ثوابها الخلود في الجنة، فوجه الحديث عندي -والله أعلم- أنه يعطى خصماء المؤمن المسيء من أجر حسناته ما يوازي عقوبة سيئاته، فإن فنيت حسناته أخذ من خطايا خصومه فطرحت عليه، ثم يعذب إن لم يعف عنه، فإذا انتهت عقوبة تلك الخطايا أدخل الجنة بما كتب له من الخلود فيها بايمانه ولا يعطى خصماؤه ما زاد من أجر حسناته على ما قابل عقوبة سيئاته يعني من المضاعفة؛ لأن ذلك من فضل الله يختص به من وافى [يوم القيامة] مؤمنًا، والله أعلم، "ف" (11/ 397). فإن قلت: ما التوفيق بينه وبين قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]؟ قلت: لا تعارض بينهما؛ لأنه إنما يعاقب بسبب فعله وظلمه. أو معناه: لا تزر باختياره وإرادته، "ك" (23/ 41). ومرَّ الحديث (برقم: 2449).
(1)
أي: قرأ يزيد هذه الآية وفسّرها بالحديث المذكور، "ف"(398/ 11)، ذكر هذه الآية بين رجال الإسناد ليبيِّن أن متن الحديث كالتفسير لها، "قس"(13/ 628).
(2)
ابن أبي عروبة، "ع"(15/ 609).
(3)
بفتح التحتية وضم اللام، أي: ينجون، "قس"(13/ 629).
قَنْطَرَةٍ
(1)
بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقْتَصُّ
(2)
لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا
(3)
وَنُقُّوا
(4)
(5)
أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لأَحَدُهُمْ أَهْدَى
(6)
بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ
(7)
كَانَ فِي الدُّنْيَا". [راجع: 2440].
49 - بَابٌ
(8)
مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ
6536 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ،
"فَيُقْتَصُّ" في ذ: "فَيُقَصُّ ".
===
(1)
قوله: (قنطرة) فإن قلت: هذا يشعر بأن فى القيامة جسرين؛ هذا والذي على متن جهنم المشهور بالصراط. قلت: لا محذور فيه، ولئن ثبت بالدليل أنه واحد فتأويله: أن هذه القنطرة من تتمة الأول، "ك"(23/ 42).
(2)
قوله: (فيقتص) على صيغة المجهول [من] المضارع، من الاقتصاص، وفي رواية الكشميهني بفتح الياء. فعلى هذا، اللام في "لبعضهم " زائد، وبعضهم فاعل له، أو: الفاعل محذوف، تقديره: فيقتص الله، "ع"، (15/ 609).
(3)
بضم الهاء، من التهذيب، كذا في "قس"(13/ 629).
(4)
بضم النون، من التنقية، كذا في "قس"(13/ 629).
(5)
هما بمعنى التمييز والتخليص من التبعات، "ف" (11/ 399). قال الجوهري: التهذيب كالتنقية، ورجل مهذب أي: مطهر الأخلاق، والمراد: التخليص من التبعات، "قس"(13/ 629).
(6)
وذلك لأن منازلهم تُعرَض عليهم غدوًّا وعشيًّا "ع"(15/ 610).
(7)
قال الطيبي: أهدى لا يتعدى بالباء بل باللام أو إلى، فكأنه ضمن معنى اللصوق أي ألصق بمنزله هاديًا إليه، "ف"(11/ 399).
(8)
بالتنوين، "قس"(13/ 630).
عَنِ ابْنِ
(1)
أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ نُوقِشَ
(2)
الْحِسَابَ
(3)
عُذِّبَ ". قَالَتْ: قُلْتُ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ
(4)
حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8]، قَالَ:"ذَلِكِ الْعَرْضُ ". [راجع: 103، أخرجه: م 2876، ت 3337، س 11618، تحفة 16254].
- حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ
(5)
أَبِي مُلَيْكَةَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ
(6)
.
وَتَابَعَهُ
(7)
ابْنُ جُرَيْجٍ
(8)
وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيم وَأَيُّوبُ
(9)
وَصَالِحُ بْنُ رُسْتُمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
"أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ" في نـ: "أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ ". "حَدَّثَنِي عَمْرُو" في ذ: "حَدَّثَنَا عَمْرُو". "يَحْيَى" في ذ: "يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ". "سَمِعْتُ عَائِشَةَ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ". "وَتَابَعَهُ " سقطت الواو في نـ.
===
(1)
عبد الله، "ع"(15/ 610).
(2)
المناقشة: الاستقصاء والتفتيش، "قس"(13/ 630).
(3)
النصب على نزع الخافض، والتقدير: في الحساب، "ف"(11/ 403).
(4)
التحقيق في الصفحة الآتية.
(5)
عبد الله"ع"(15/ 610).
(6)
أي: مثل الحديث المذكور، "ع"(15/ 610).
(7)
أي: عثمان بن الأسود، "ع"(15/ 610).
(8)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، "ع"(15/ 610).
(9)
السختياني،"ع"(15/ 611).
6537 -
حَدَّثَنَا إِسحَاقُ بْنُ مَنْصورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أبِي صَغِيرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْنُ أَبِي مُلَيكَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ أَحَد
(1)
يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا هَلَكَ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الإنشقاق: 7 - 8]؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ
(2)
، وَلَيْسَ
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنِي إسْحَاقُ". "حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ". "قَدْ قَالَ اللَّهُ " زاد في نـ: "تعَالَى". "إَنمَا ذَلِكَ " في ذ: "إنما ذَاكِ".
===
(1)
قوله: (ليس أحد
…
) إلخ، قال القرطبي في "المفهم ": قوله: "يحاسب" أي حساب استقصاء، وقوله:"عذب" أي في النار جزاء على السيئات التي أظهرها حسابه. وقوله: "هلك" أي بالعذاب في النار، قال: وتمسكت عائشة بظاهر لفظ الحساب؛ لأنه يتناول القليل والكثير، "ف"(11/ 402).
(2)
قوله: (إنما ذلك العرض) قال القرطبي: معنى قوله: "إنما ذلك العرض" أن الحساب المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الآخرة. وقال عياض: قوله: "عذب" له معنيان: أحدهما: أن نفس مناقشة الحساب وعرض الذنوب والتوقيف على قبيح ما سلف والتوبيخ: تعذيب، والثاني: أنه يفضي إلى استحقاق العذاب، ويؤيد هذا الثاني قوله في الرواية الأخرى:"هلك ". وقال النووي: التأويل الثاني هو الصحيح؛ لأن التقصير غالب على الناس، فمن استقصي عليه ولم يسامح هلك. وقال غيره: وجه المعارضة أن لفظ الحديث عام في تعذيب كل
أَحَدٌ مِنَّا يُنَاقَشُ الْحِسَابَ
(1)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا عُذِّبَ ". [راجع: 103، أخرجه: م 2876، تحفة: 17463].
6538 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّه قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدَّثنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(3)
، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أنَّ نَبِيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم
(4)
كَانَ يَقُولُ: "يُجَاءُ بِالْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَ
(5)
لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ
(6)
الأَرْضِ ذَهَبًا
"عَنْ أَنَسِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " في ذ: "حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ".
===
من حوسب
(1)
، ولفظ الآية دال على أن بعضهم لا يعذب. وطريق الجمع أن المراد بالحساب في الآية العرض وهو إبراز الأعمال
(2)
وإظهارها فيعرف صاحبها بذنوبه ثم يتجاوز عنه، "ف"(11/ 452).
(1)
بالنصب على نزع الخافض، والتقدير: يناقش في الحساب، "ف"(11/ 402).
(2)
الدَّستَوائي، "ع"(15/ 611).
(3)
ابن أبي عروبة، "ع"(15/ 611).
(4)
مطابقته للترجمة من حيث إنّ فيه نوع مناقشة، "ع"(15/ 611).
(5)
بهمزة الاستفهام على سبيل الاستخبار، أي: أخبِرني، "ع"(15/ 612).
(6)
هو بالكسر: ما يأخذه الإناء إذا امتلأ، "مجمع"(4/ 622).
(1)
في الأصل: "من هلك" هو تحريف.
(2)
في الأصل: "وهو إيراد الأعمال" هو تحريف.
أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ
(1)
؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ كُنْتَ سُئِلْتَ مَا هُوَ أَيْسَرُ مِنْ ذَلِكَ
(2)
". [راجع: 3334، أخرجه: م 2805، تحفة 1359، 1182].
6539 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي خَيثَمَةً
(4)
، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِم قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ
(5)
إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ،
"حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ ". "سَيُكَلِّمُهُ" كذا في ذ، ولغيره:"وَسَيُكَلِّمُهُ".
===
(1)
افتدى به، وفاداه: أعطى شيئًا فأنقذه، والفداء هو: المعطى، "قاموس" (ص: 1212).
(2)
وهو التوحيد، "ع"(15/ 612).
(3)
سليمان، "ع"(612/ 15).
(4)
ابن عبد الرحمن، "ع"(15/ 612).
(5)
قوله: (ما منكم من أحد) ظاهر الخطاب للصحابة رضي الله عنهم، ويلحق بهم المؤمنون كلهم. قوله:"ترجمان" بضم التاء وفتحها وفتح الجيم وضمها، وقال ابن التين: رويناه بفتح التاء، وقال الجوهري: ولك أن تضم التاء بضم الجيم، يقال: ترجم كلامه إذا فسره بكلام آخر. قوله: "قدامه" أي أمامه، "ع" (15/ 612). وفيه: أن احتجاب الله عن عباده ليس بحائل حسئ، بل بأمر معنوي يتعلق بقدرته، يؤخذ من قوله:"ثم ينظر فلا يرى شيئًا قدامه ". وفي الحديث: "أن الله يكلم عباده المؤمنين في الدار الآخرة بغير واسطة". وفيه: الحث على الصدقة، قال ابن أبي جمرة: وفيه دليل على قبول الصدقة ولو قلت، "ف" (11/ 405). وقوله:"فمن استطاع منكم" جزاؤه محذوف، أي فليفعل، "ع"(15/ 612).
لَيسَ بَيْنَهُ وَبَينَهُ تُرْجُمَان
(1)
، ثُمَّ يَنْظُرُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قُدَّامَهُ
(2)
، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ
(3)
، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ تتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ
(4)
". [راجع: 1413، أخرجه: م 1016، ت 2415، ق 185، تحفة: 9852].
6540 -
قَالَ الأَعْمَشُ
(5)
: حَدَّثَنِي عَمْرٌو
(6)
، عَنْ خَيثَمَةَ
(7)
، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِم قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا النَّارَ"، ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ
(8)
، ثمَّ قَالَ:"اتَّقُوا النَّارَ"، ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ ثَلَاثًا،
"لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ "كذ في ذ، ولغيره:"لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَهُ ".
===
(1)
المفسّر للِّسان، "قاموس" (ص: 1000).
(2)
بضم القاف وتشديد الدال، "ف"(11/ 404)، أي: أمامه، "ع"(15/ 612).
(3)
قوله: (فتستقبله النار) قال ابن هبيرة: والسبب في ذلك أن النار تكون في ممره، فلا يمكنه أن يحيد عنها؛ إذ لا بُدّ له من المرور على الصراط، "ف"(11/ 404).
(4)
قوله: (ولو بشق تمرة) أي نصفها أو جانبها، أي: لا تستقلوا بالصدقة شيئًا، "مجمع البحار" (3/ 242) ومرَّ (برقم: 1413).
(5)
سليمان.
(6)
ابن مرّة، "ع"(15/ 612).
(7)
ابن عبد الرحمن، "ع"(15/ 612).
(8)
قوله: (أعرض وأشاح) بشين معجمة وحاء مهملة أي: أظهر الحذر منها. وقال الخليل: أشاح بوجهه عن الشيء نحاه عنه، وقال الفراء: المشيح: الحذر والجاد في الأمر، والمقبل في خطابه، فيصح أحد هذه المعاني أو كلها، أي حذّر النار كأنه ينظر إليها، أو جد على الوصية باتقائها، أو أقبل على أصحابه في خطابه بعد أن أعرض عن النار لما ذكرها.
حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيهَا، ثُمَّ قَالَ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ
(1)
فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ". [راجع: 1413، أخرجه: م 1016، ت 2415، ق 185، تحفة: 9852].
50 - بَابٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بغَيرِ حِسَابٍ
(2)
6541 -
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
(3)
. فُضيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصينٌ
(4)
. ح وَحَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
(5)
،
"يَدْخُلُ" في ذ: "يَدْخُلُونَ" - على لغة: أكلوني البراغيث، "ك" (44/ 23) -. "ح" في نـ:"قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ ".
===
وحكى ابن التين أن معنى "أشاح": صدّ وانكمش. وقيل: صرف وجهه كالخائف أن تناله. قلت: والأوّل أوجه؛ لأنه قد حصل الصرف من قوله: "أعرض"، "ف"(11/ 405).
(1)
قوله: (فمن لم يجد) أي ما يتصدق به على السائل "فبكلمة طيبة" أي: يدفعه، أي: السائل بكلمة تطيب قلبه، "ع" (15/ 613). وقال ابن هبيرة: المراد بالكلمة الطيبة هنا: ما يدل على هُدى، أو يرد عن ردى، أو يصلح بين اثنين، أو يفصل بين متنازعين، أو يحل مشكلًا، أو يكشف غامضًا، أو يدفع ثائرأ، أو يسكن غضبًا، والله سبحانه وتعالى أعلم، "ف"(11/ 405).
(2)
قوله: (بغير حساب) فيه إشارة إلى أن وراء التقسيم الذي تضمنته الآية المشار إليها في الباب الذي قبله أمرًا آخر، أي أن من المكلفين من لا يحاسب أصلًا، ومنهم من يحاسب حسابًا يسيرًا، ومنهم من يناقش الحساب، "ف"(11/ 456).
(3)
محمد، "ع"(15/ 613).
(4)
ابن عبد الرحمن، "ع"(15/ 613).
(5)
ابن بشير، "ع"(15/ 613).
عَنْ حُصيْنٍ قَالَ: كنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي
(1)
ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأمَمُ، فَأَخَذَ
(2)
النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الأُمَّةُ
(3)
، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ النَّفَرُ
(4)
، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْعَشرَةُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْخَمْسَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَحْدَهُ، وَنَظَرْتُ فَإِذَا
(5)
سَوَادٌ
(6)
كَبِيرٌ، قُلْتُ: يَا جِبْرَئِيلُ هَؤُلَاءِ أُمَّتِي
(7)
؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ،
"فَأَخَذَ النَّبِيُّ" في سـ، حـ، ذ:"فَأَجِدُ النَّبِيُّ" - فيه مبالغة لتحقق صورة الحال، "ف" (11/ 407) -. "وَالنَّبِيُّ مَعَهُ النَّفَرُ" في نـ:"وَالنَّبِيُّ يَمُرّ مَعَهُ النَّفَرُ". "الْعَشَرَةُ" في سـ: "الْعَشِيرَةُ". "وَنَظَرْتُ" في نـ: "فنَظَرْتُ ". "كَبِيرٌ" في نـ: "كَثِيرٌ "، وكذا في الموضع الآتي.
===
(1)
مرَّ الحديث (برقم: 3410).
(2)
من أفعال المقاربة، "ع"(15/ 614).
(3)
أي: العدد الكثير، "ع"(15/ 614).
(4)
رجال دون العشرة، "ك"(23/ 45).
(5)
للمفاجأة، "ع"(15/ 614).
(6)
قوله: (سواد) بلفظ: ضد البياض، هو الشخص الذي يرى من بعيد. ووصفه بالكثير إشارة إلى أن المراد بلفظه: الجنس لا الواحد، "ف"(11/ 407).
(7)
قوله: (هؤلاء أمتي) قد استشكل الإسماعيلي كونه صلى الله عليه وسلم لم يعرف أمته حتى ظن أمة موسى أنهم أمته، وقد ثبت من حديث أبي هريرة: أنهم غر محجلون من أثر الوضوء؟ وأجاب: بأن الأشخاص التي رآها في الأفق لا يدرك بها إلَّا الكثرة من غير تمييز لأعيانهم، وأما ما في حديث أبي هريرة فمحمول على ما إذا قربوا منه، "ف"(11/ 408).
فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَبِيرٌ، هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، وَهَؤُلَاءِ سَبعُونَ أَلْفاً قُدَّامَهُمْ، لَا حِسَابَ عَلَيهِمْ وَلَا عَذَابَ. قُلْتُ: وَلِمَ
(1)
؟ قَالَ
(2)
: كَانُوا لَا يَكْتَوُونَ
(3)
، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
(4)
". فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشةُ بْنُ مِحْصنٍ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ.
"هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ" في نـ: "قَالَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ".
===
(1)
قوله: (ولم) بكسر اللام وفتح الميم ويجوز إسكانها، يستفهم بها عن السبب، "ف"(11/ 408).
(2)
قوله: (قال) أي جبرئيل عليه السلام كما في "القسطلاني"(13/ 636)، فالسائل هو النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون السائل ابن عباس والمجيب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويؤيده ما في بعض النسخ:"قلنا" بدل "قلت"، "خ".
(3)
قوله: (لا يكتوون) أي: عند غير الضرورة
(1)
، والاعتقاد بأن الشفاء من الكي. و"لا يسترقون" أي: بالأمور التي [من] غير القرآن، كعزائم أهل الجاهلية. و"لا يتطيرون" أي: لا يتشاءمون بالطيور، وأنهم الذين يتركون أعمال الجاهلية وعقائدهم. فإن قلت: فهم أكثر من هذا العدد؟ قلت: الله أعلم بذلك، مع احتمال أن يراد بالسبعين الكثير، "ك"(23/ 45).
(4)
قوله: (وعلى ربهم يتوكلون) يحتمل أن تكون هذه الجملة مفسرة لما تقدم -من ترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة-، ويحتمل أن تكون من العام بعد الخاص
(2)
؛ لأن صفة كل واحدة منها صفة خاصة من التوكل، وهو أعم من ذلك، "ف"(11/ 409).
(1)
في الأصل: "أي غير الضرورة".
(2)
في الأصل: "أن يكون من الخاص بعد العام ".
قَالَ: "اللَّهمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ". ثُمَّ قَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ آخَرُ
(1)
قَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَن يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: "سَبقَكَ
(2)
بِهَا
(3)
عُكَّاشَة". [راجع: 3410].
"فَقَالَ: سَبَقَكَ" في نـ: "قَالَ: سَبقَكَ".
===
(1)
قوله: (رجل آخر) جاء من طريق واهية أنه سعد بن عبادة، أخرجه الخطيب في "المبهمات" من طريق أبي حذيفة إسحاق بن بشر أحد الضعفاء، وهذا مع ضعفه يستبعد من جهة جلالة سعد بن عبادة، فإن كان محفوظًا فلعله آخر باسم سيد الخزرج واسم أبيه ونسبته، فإن في الصحابة كذلك آخر له في "مسند بقي بن مخلد" حديث، وفي الصحابة سعد بن عمارة الأنصاري، فلعل الراوي حرف اسم أبيه، "ف"(11/ 412).
(2)
قوله: (سبقك
…
) إلخ، اختلفوا في الحكمة في قوله عليه السلام بهذا القول، فقال أبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بتغلب: إنه كان منافقاً، فأجاب صلى الله عليه وسلم بكلام محتمل؛ لحسن خلقه، "مجمع"(29/ 3)، ورُدّ بأن الأصل في الصحابة عدم النفاق، وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم علم بالوحي أنه يجاب في عكاشة ولم يقع ذلك في حق الآخر. وقال ابن الجوزي: يظهر لي أن الأول سأل من صدق قلب فأجيب، وأما الثاني؛ فيحتمل أن يكون أراد حسم المادة
(1)
فلو قال للثاني: نعم، لأوشك أن يقوم ثالث ورابع إلى ما لا نهاية له، وليس كل الناس يصلح لذلك. وقال القرطبي: لم يكن عند الثاني من تلك الأحوال ما كان عند عكاشة؛ فلذلك لم يجب. وقال السهيلي: الذي عندي في هذا أنها كانت ساعة إجابة علمها عليه الصلاة والسلام، واتفق أن الرجل قال بعد ما انقضت، والله أعلم، "عيني"(15/ 614).
(3)
أي: بتلك الدعوة، "مجمع"(3/ 29).
(1)
في الأصل: "أريد حسم المادة".
6542 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ
(2)
، عَنِ الزّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ وَهُمْ سَبعُونَ أَلْفًا، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأسَدِيُّ يَرْفَعُ نَمِرَةً
(3)
عَلَيهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ:"اللَّهمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ:"سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ". [راجع: 5811، أخرجه: م 216، تحفة: 13332].
6543 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ
(5)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبعُونَ أَلْفًا، أَؤ: سَبعُمِائَةِ أَلْفٍ - شَكَّ
(6)
فِي
"وَهُمْ سَبْعُونَ" في نـ: "هُمْ سَبْعُونَ ". "قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ" في نـ: "وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ". "فَقَالَ: اللَّهمَّ" كذا في ذ، ولغيره:"قَالَ: اللَّهمَّ ".
===
(1)
ابن المبارك، "ع"(15/ 615).
(2)
ابن يزيد، "ع"(15/ 615).
(3)
قوله: (نمرة) بفتح النون وكسر الميم، هي كساء من صوف كالشملة مخططة بسواد وبياض يلبسها الأعراب، "ف"(11/ 413).
(4)
محمد بن مطرِّف، "ع"(15/ 615).
(5)
سلمة بن دينار، "ع"(15/ 615).
(6)
الشاكُّ هو أبو حازم.
أَحَدِهِمَا-، مُتَمَاسِكِينَ
(1)
، آخِذ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ
(2)
، حَتَّى يَدْخُلَ
(3)
أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمُ الْجَنَّةَ، وَوُجُوهُهُمْ
(4)
عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ". [راجع: 3247، تحفة: 4763].
"وَوُجُوهُهُمْ" في نـ: "وُجُوهُهُمْ ". "ضَوْءِ الْقَمَر" في هـ، ذ:"صُورَةِ الْقَمَرِ".
===
(1)
بالنصب على الحال، "ف"(11/ 413).
(2)
مرَّ الحديث (برقم: 3247).
(3)
قوله: (حتى يدخل) هو غاية التماسك المذكور والأخذ بالأيدي. وفي رواية فضيل بن سليمان الماضية في بدء الخلق: "لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم "، وهذا ظاهره يستلزم الدور، وليس كذلك، بل المراد أنهم يدخلون صفًا واحدًا، فيدخل الجميع دفعةً واحدةً. ووصفهم بالأولية والآخرية باعتبار الصفة التي جازوا فيها على الصراط، وفي ذلك إشارة إلى سعة الباب الذي يدخلون منه الجنة. قال عياض: يحتمل أن يكون كونهم متماسكين أنهم على صفة الوقار؛ فلا يسابق بعضهم بعضًا بل يكون دخولهم جميعًا. وقال النووي: معناه أنهم يدخلون معترضين صفًا واحدًا بعضهم بجنب بعض. وهذه الأحاديث تخص عموم الحديث الذي أخرجه مسلم
(1)
عن أبي برزة رفعه: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه ما عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه "، "ف"(11/ 413 - 414).
(4)
الواو فيه للحال، "ع"(15/ 616).
(1)
قلت: لم يخرجه مسلم، بل أخرجه الترمذي في "جامعه" (ح: 2417)، وأورده القرطبي في "مختصره" لمسلم، ثم شرحه، وهو ليس عند مسلم، والحافظ نقله عن القرطبي، ظنًّا منه أن مسلمًا أخرجه، كما لم يعزه المزي في "التحفة"(9/ 10، ح: 11597) إلَّا إلى الترمذي فقط.
6544 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَدْخُلُ اهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ
(3)
بَيْنَهُمْ: يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ
(4)
، وَيَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ، خُلُودٌ". [طرفه: 6548، أخرجه: م 2850، تحفة: 7681].
6545 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(6)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(7)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يُقَالُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ لَا مَوْتَ، وَلأَهْلِ النَّارِ: يَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ
(8)
"مَوْتَ". [تحفة: 13773].
"يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ" ثبت في هـ، ذ.
===
(1)
ابن سعدٍ، "ع"(616/ 15).
(2)
ابن كيسان، "ع"(15/ 616).
(3)
لم أقف على اسم هذا المنادي، "ف"(11/ 414).
(4)
مبنيّ على الفتح، "ع"(15/ 616).
(5)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 616).
(6)
عبد الله بن ذكوان، "ع"(15/ 616).
(7)
عبد الرحمن، "ع"(15/ 616).
(8)
قوله: (خلود) إما مصدر وإما جمع خالد، فالتقدير: الشأن، أو هذا الحال خلود، أو أنتم خالدون، "ك" (23/ 47). ومطابقته للترجمة: من حيث إن فيه ذكر دخول المؤمنين الجنة، "ع" (15/ 616). وفي "فتح الباري" (11/ 414): مناسبة هذا الحديث والذي قبله لترجمة
(1)
"دخول الجنة بغير
(1)
في الأصل: "للترجمة".
51 - بَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ
(1)
: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ زِيَادَةُ
(2)
كَبِدِ حُوتٍ ". عَدْنٍ
(3)
: خُلْدٌ، عَدَنْتُ بِأَرْضٍ: أَقَمْتُ، وَمِنْهُ الْمَعْدِنُ
(4)
فِي مَعْدِنِ
(5)
صِدْقٍ: فِي مَنْبِتِ صِدْقٍ.
"صفَةِ الْجَنَّةِ" في نـ: "صفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ". "حُوتٍ" في ذ: "الْحُوت". "مَعْدِنِ صِدْقٍ" في ذ: "مَقْعَدِ صِدْقٍ
(6)
". "مَنْبِتِ صِدْقٍ" في ذ: "مَقْعَدِ صِدْقٍ"- قال الثعلبي: أي مجلس حق، لا لغو فيه ولا تأثيم، وهو الجنة، "عيني" (15/ 617) -.
===
حساب" الإشارة إلى أن كل من يدخل الجنة يخلد فيها، فيكون للسابق إلى الدخول مزية على غيره، انتهى.
(1)
الخدري، "ع"(15/ 616).
(2)
هي قطعة من اللحم متعلقة بالكبد، وهي ألذّ الأطعمة وأهنؤها، "ك"(23/ 47)، ومضى بيانه (برقم: 6520).
(3)
قوله: (عدن
…
) إلخ، أشار به إلى تفسير عدن في قوله تعالى:{جَنَّاتِ عَدْنٍ} [التوبة: 72]، وفسر العدن بقوله:"خلد". قال الجوهري: الخلد دوام البقاء، يقال: خلد الرجل يخلد خلودًا، وأخلده الله إخلادًا، وخلّده تخليدًا. قوله:"عدنت بأرض: أقمت به" أشار به إلى أن معنى العدن الإقامة، يقال: عدن بالبلد: أقام به. قوله: "منه: المعدن" أي من هذا الباب: المعدن الذي تستخرج منه جواهر الأرض كالذهب والفضة، "ع"(15/ 617).
(4)
لإقامة أهله فيه، "ك"(23/ 47).
(5)
أشار به إلى تفسير "معدن صدق" في كلام الناس بقوله: "منبت صدقٍ"، "ع"(15/ 617).
(6)
قوله: (مقعد صدق) كذا لأبي ذر، ولغيره:"في معدن" بدل "مقعد" وهو الصواب، وكأن سبب الوهم أنه لما رأى أن الكلام في صفة الجنة وأن من أوصافها مقعد صدق كما في آخر سورة القمر ظنه هنا كذلك، "ف"(11/ 419).
6546 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ
(1)
، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ
(2)
، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اطَّلَعْتُ
(3)
فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ
(4)
أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ
(5)
". [راجع: 3241].
6547 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ التَّيمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(7)
، عَنْ أُسَامَةَ
(8)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قُمْتُ
"حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا سُلَيمَانُ".
===
(1)
المشهور بالأعرابي، "ع"(15/ 617).
(2)
عمران العطاردي، "ع"(15/ 617).
(3)
بالتشديد أي: أشرفتُ ونظرتُ، "ع"(15/ 617).
(4)
قوله: (فرأيت) ظاهره أنه رأى ذلك ليلة الإسراء أو حين خسفت الشمس أو منامًا، قال القرطبي: إنما كان النساء أقل ساكني الجنة لما يغلب عليهن من الهوى، والميل إلى عاجل زينة الدنيا، والإعراض عن الآخرة لنقص عقلهن وسرعة انخداعهن، "ف"(11/ 419 - 420).
(5)
ومرَّ الحديث (برقم: 3241، وبرقم: 5198) بعين هذا الإسناد والمتن.
(6)
ابن عليّة، "ع"(15/ 618).
(7)
عبد الرحمن بن ملّ، "ع"(15/ 618).
(8)
ابن فلد، "ع"(15/ 618).
عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ
(1)
(2)
، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ
(3)
مَحْبُوسُونَ
(4)
، غَيْرَ أَنَّ
(5)
أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ". [راجع: 5198].
6548 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ قالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ
(7)
، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه" في نـ: "أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّه ".
===
(1)
في اليونينية بفتح النون، "قس"(13/ 641).
(2)
قوله: (المساكين) وفي الحديث السابق: "الفقراء"، وفيه إشعار بأنه يطلق أحدهما على الآخر. و"الجد" بفتح الجيم: الغنى، "ك"(23/ 48).
(3)
بفتح الجيم، أي: الغنى، "ف"(11/ 420).
(4)
قوله: (محبوسون) أي ممنوعون من دخول الجنة مع الفقراء من أجل محاسبة المال، وكان ذلك على القنطرة التي يتقاصون عليها بعد الجواز عن الصراط.
تنبيه: سقط هذا الحديث والذي قبله من كثير من النسخ ومن مستخرجي الإسماعيلي وأبي نعيم، ولا ذكر المزي في "الأطراف" طريق عثمان ولا طريق مسدد في "كتاب الرقاق"، وهما ثابتان في رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة، "ف"(11/ 420).
والمطابقة للترجمة: من حيث إن كون أكثر أهل الجنة الفقراء، وكون أكثر أهل النار النساء، وصف من أوصاف الجنة ووصف من أوصاف النار، "ع"(15/ 617).
(5)
هو بمعنى: لكن، "قس"(13/ 642).
(6)
ابن المبارك، (ع" (15/ 618).
(7)
ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، "ع"(15/ 618).
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ، جِيءَ
(1)
بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ،
===
(1)
قوله: (جيء) فإن قلت: الموت عرض فكيف يصح عليه المجيء والذبح؟ قلت: الله تعالى يجسده ويجسمه، أو هو على سبيل التمثيل للإشعار بالخلود، "ك" (23/ 48). قال القاضي أبو بكر بن العربي: استشكل هذا الحديث لكونه يخالف صريح العقل؛ لأن الموت عَرَض، والعرض لا ينقلب جسمأ فكيف يذبح؟ فأنكرت طائفة صحة هذا الحديث، وتاولته طائفة فقالوا: هذا تمثيل ولا ذبح هناك حقيقة. وقالت طائفة: بل الذبح على حقيقته، والمذبوح متولي الموت. قلت: وارتضى هذا بعض المتأخرين، واستشهد له من حيث المعنى بأن ملك الموت لو استمرَّ حيًّا لنغص عيش [أهل] الجنة، وأيده بقوله في حديث الباب: "فيزداد
…
" إلخ، وتعقب بأن الجنة لا حزن فيها، وما وقع في رواية ابن حبان أنهم يطلعون خائفين إنما هو توهم لا يستقر، ولا يلزم من زيادة الفرح ثبوت الحزن، بل التعبير بالزيادة إشارة إلى أن الفرح لم يزل، كما أن أهل النار يزداد حزنهم ولم يكن عندهم فرح إلَّا مجرد التوهم الذي لم يستقر.
قال القرطبي في "التذكرة": الموت معنى، والمعنى لا ينقلب جوهرًا، وإنما يخلق الله أشخاصًا من ثواب الأعمال، وكذا الموت يخلق الله تعالى كبشًا يُسمِّيه الموت، ويلقي في قلوب الفريقين أن هذا الموت يكون ذبحه دليلًا على الخلود في الدارين، وقال غيره: لا مانع أن ينشئ الله من الأعراض أجسادًا يجعلها مادة لها كما ثبت في "صحيح مسلم ": "إن البقرة وآل عمران يجيئان كأنهما غمامتان" ونحو ذلك من الأحاديث. قال القرطبي: وفي هذه الأحاديث التصريح بأن خلود أهل النار فيها لا إلى غاية أمد، وإقامتهم فيها على الدوام بلا موت ولا حياة نافعة ولا راحة، كما قال تعالى:{لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} [فاطر: 36]، وقال تعالى:{كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} [السجدة: 20]، فمن زعم أنهم يخرجون منها وأنها تبقى خالية
ثُمَّ يُذْبَحُ
(1)
، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ
(2)
: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، فَيَزدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا
(3)
إِلَى حُزْنِهِمْ
(4)
". [راجع: 6544، أخرجه: م 2850، تحفة: 7424].
6549 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ؟ يَقُولُونَ
(5)
: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ! فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ! فَيَقُولُ: فَأَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضلُ مِنْ
"إِنَّ اللَّهَ" زاد فى ذ: "تبارك وتعالى". "يَقُولُونَ، كذا في سـ، ذ، وفي هـ، ذ: "فَيكُولُونَ ". "فَأنَا أُعْطِيكُمْ " في نـ: "أَنَا أُعْطِيكُمْ ".
===
أو أنها تفنى وتزول فهو خارج عن مقتضى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه أهل السُّنَّة، كذا في "فتح الباري"(11/ 421).
(1)
قوله: (ثم يذبح) لم يسم من ذبحه، ونقل القرطبي عن بعض الصوفية أن الذي يذبحه يحيى بن زكريا بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، إشارة إلى دوام الحياة، وعن بعض التصانيف أنه جبرئيل، قلت: هو في تفسير إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء، "ف"(11/ 420).
(2)
لم أعرف اسمه، "قس"(13/ 643).
(3)
بضم الحاء المهملة وسكون الزاي فيهما، ولأبي ذر بفتح الحاء والزاي، "قس"(13/ 643).
(4)
الحزن، بالضم ويحرَّك: الهمّ، "قاموس" (ص: 1095).
(5)
في رواية أبي ذر عن المستملي سقط الفاء، "قس" [انظر:"فتح الباري "(11/ 422)].
ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ
(1)
عَليْكُمْ رُضْوَانِي
(2)
فَلَا أَسْخَطُ عَلَيكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا". [طرفه: 7518، أخرجه: م 2829، ت 2555، س في الكبرى 7749، تحفة: 4162].
6550 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوٍ يَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
(3)
، عَنْ حُمَيْدٍ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ أنَسًا يَقُولُ: أُصِيبَ حَارِثَةُ
(5)
يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ غُلَامٌ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ
(6)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ
(7)
مِنِّي، فَإِنْ يَكُ فِي
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّه" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ ". "فَإِنْ يَكُ" في نـ: "فَإِنْ يَكُنْ ".
===
(1)
قوله: (أحل) من الإحلال بمعنى: الإنزال، أو بمعنى: الإيجاب، يقال: أحله الله عليه وأوجبه، وحل أمر الله عليه أي: وجب، "ك" (23/ 49). فيه تلميح بقوله تعالى:{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} [التوبة: 72]، لأن رضاه سبب كل فوز وسعادة، وكل من علم أن سيده راض عنه كان أقر لعينه، وأطيب لقلبه من كل نعيم؛ لما في ذلك من التعظيم والتكريم، "ف"(11/ 422).
(2)
بكسر أوله وضمه، "ف"(11/ 422).
(3)
إبراهيم بن محمد، "ع"(15/ 619).
(4)
الطويل، "ع"(15/ 619).
(5)
رماه ابن العرقة بسهم، وهو يشرب من الحوض فقتله، "قس"(9/ 35)، كما في (ح: 3982).
(6)
رُبَيّع بنت النضر، "ع"(15/ 619).
(7)
ابن سراقة، "ع"(15/ 619).
الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ
(1)
، وَإِنْ تَكُ الأُخْرَى تَرَ مَا أَصْنَعُ
(2)
. فَقَالَ: "وَيْحَكِ
(3)
، أَوَهُبِلْتِ
(4)
؟ أَوَ
(5)
جَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ
(6)
؟ إنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ
(7)
". [راجع: 2809، تحفة: 564].
"وَإِنْ تَكُ" في نـ: "وَإِنْ تَكُنْ ". "تَرَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"تَرَي "- بإشباع الراء بعدها تحتية في الكتابة، "قس"(13/ 644) -. "فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"لَفِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ".
===
(1)
بالجزم فيهما، "قس"(13/ 644).
(2)
والمعنى: وإن لم يكن في الجنة صنعتُ شيئًا من صنيع أهل الحزن مشهورًا يراه كل أحدٍ، "ف"(11/ 423).
(3)
قوله: (ويحك) هي كلمة ترحم وتوجع لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد يقال للمدح والتعجب، وهو منصوب على المصدر، وقد ترفع وتضاف ولا تضاف، ويقال: ويح زيد وويح له، "مجمع"(5/ 135).
(4)
قوله: (أوهبلت) بهمزة الاستفهام وواو العطف على مقدر وفتح الهاء وكسر الموحدة وسكون اللام أي: أفقدت عقلك مما أصابك من الثكل بابنك حتى جهلت الجنة، "قس"(13/ 645)، وفي "الكرماني" (23/ 50):"هبلت" بلفظ المجهول والمعروف، من هبلته
(1)
أمه: إذا ثكلته، ومرَّ (برقم: 3982).
(5)
الهمزة للاستفهام والواو للعطف على مقدر بعدها، "ك"(23/ 49 - 50).
(6)
ضمير مبهم يفسره ما بعده، "ك"(12/ 112).
(7)
مكان من الجنة هو أفضلها، "ف"(11/ 423).
(1)
في الأصل: "هبلة".
6551 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفُضَيلُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
(1)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا بَينَ مَنْكِبَيِ
(2)
الْكَافِرِ
(3)
مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُشرِعِ ". [أخرجه: م 2852، تحفة: 13420].
6552 -
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
(4)
،
"الْفُضَيْلُ" في كن: "الْفُضَيلُ بْنُ غَزْوَانَ ". "وَقَال" في نـ: "قَالَ: وقَالَ ".
===
(1)
سلمان الأشجعي، "ع"(15/ 620).
(2)
بكسر الكاف تثنية المنكب، وهو مجتمع العضد والكتف، "ف"(11/ 423).
(3)
قوله: (ما بين منكبي الكافر) قال القرطبي في "المفهم"(7/ 188): إنما عظم خلق الكافر في النار ليعظم عذابه ويضاعف ألمه، "ف" (11/ 423). فإن قلت: ورد حديث أخرجه الترمذي والنسائي بسند جيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يساقون إلى سجن
(1)
في جهنم يقال له: بولس" [ت: 2492]؟ قلت: هذا في أول الأمر عند الحشر، وحديث الباب محمول على ما بعد الاستقرار في النار. ومطابقة الحديث للجزء الثاني من الترجمة: من حيث إن كون منكبي الكافر هذا المقدار في النار نوع وصف من أوصافها باعتبار ذكر المحل وإرادة الحال، كذا في "العيني" (15/ 619 - 620).
(4)
ابن خالد، "ع"(15/ 620).
(1)
في الأصل: "في سجن".
عَنْ أَبِي حَازِمِ
(1)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً
(2)
يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا
(3)
مِائَةَ عَامٍ، لَا يَقْطَعُهَا
(4)
". [أخرجه: م 2827، تحفة 4773].
6553 -
قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ
(5)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَة يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادُ
(6)
(7)
الْمُضَمِّرُ
"فَقَالَ" في نـ: "قَالَ ". "حَدَّثَنِي" في ذ: "أَخْبَرَنِي ". "شَجَرَةً" في نـ: "لَشَجَرَةً". "الْمُضمِّرُ" في ذ: "أَوِ الْمُضَمَّرُ".
===
(1)
سلمة بن دينار، "ع"(15/ 620).
(2)
يقال لهذه الشجرة: طوبى، "لمعات".
(3)
يقال: ظل اللَّيل، وظل الجنة، ولكل موضع لا تصل إليه الشمس، "ف"(11/ 424).
(4)
أي: لا ينتهي، إلى آخر ما يميل من أغصانها، "ف"(11/ 424).
(5)
الخدري، "ع"(15/ 621).
(6)
بالنصب مفعول الراكب، "ك"(23/ 50).
(7)
قوله: (الجواد) بفتح الجيم وتخفيف الواو، هو الفرس البين الجودة
(1)
. ويقال: الجواد، للذكر والأنثى. والجمع: جياد وأجواد وأجاويد. وقال ابن فارس: الجواد: الفرس السريع، و"المضمر" بفتح الضاد المعجمة وتشديد الميم من قولهم: ضمر الخيل تضميرًا: إذا علفها بعد السمن، وكذلك أضمرها، قاله الكرماني
(2)
(23/ 50). وقال ابن فارس: المضمر من الخيل أن يعلف حتى يسمن ثم يرده إلى القوة، وذلك في أربعين ليلة، وهذه المدة تسمى
(1)
في الأصل: "أجود" هو تحريف.
(2)
في الأصل: "قال الكرماني".
السَّرِيعُ
(1)
مِائَةَ عَام، مَا يَقْطَعُهَا ". [أخرجه: م 2827، تحفة: 4391].
6554 -
حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ قَال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
(2)
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
(3)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سبعُونَ أَوْ سَبعُمِائَةِ أَلْفٍ - لَا يَدْرِي أَبُو حَازِم أَيَّهُمَا قَال-، مُتَمَاسِكُونَ، آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لَا يَدْخُلُ
(4)
أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ". [راجع: 3247، أخرجه: م 219، تحفة: 4715].
"سَبْعُونَ" في ذ: "سَبعُونَ أَلْفًا". "عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ" في هـ، ذ:"عَلَى ضَوءِ الْقَمَرِ".
===
المضمار، وقال الداودي: المضمر هو الذي يدخل في بيت ويجعل عليه جله، ويقل علفه، لينقص من لحمه
(1)
شيئًا فيزداد جريه ويؤمن عليه أن يسبق، كذا في "العيني"(15/ 621)، ومرَّ الحديث (برقم: 3252).
(1)
بالرفع صفة للراكب، "ف"(11/ 424).
(2)
ابن أبي حازم.
(3)
سلمة بن دينار، "ع"(15/ 621).
(4)
قوله: (لا يدخل) فإن قلت: كيف يتصور هذا وهو مستلزم الدور؛ لأن دخول الأول موقوف على دخول الآخر وبالعكس؟ قلت: يدخلون صفًا واحدًا، وهو دور معية ولا محذور فيه. فإن قلت: في بعضها "يدخل" بدون كلمة "لا"، قلت:"لا" هو مقدر يدل عليه المعنى، أو "حتى" بمعنى "حين" أو "مع"، أو معناه: استمرار دخول أولهم إلى دخول من هو آخر الكل، "ك"(23/ 50 - 51).
(1)
في الأصل: "من علفه"، هو تحريف.
6555 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ
(2)
، عَنْ سَهْلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ
(3)
الْغُرَفَ
(4)
فِي الْجَنَّةِ كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ فِي السَّمَاءِ". [تحفة: 4726].
6556 -
قَالَ أَبِي
(5)
: فَحَدَّثْتُ النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ
(6)
أَبَا سَعِيدٍ
(7)
يُحَدِّثُ وَيزِيدُ فِيهِ
(8)
: "كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الْغَارِبَ
(9)
فِي الأُفُقِ الشَّرْقِيِّ وَالْغَرْبِيِّ ". [راجع: 3256، أخرجه: م 2830، تحفة: 4389].
"فَحَدَّثْتُ" في ذ: "فَحَدَّثْتُ بِهِ ". "يُحَدِّثُ" في هـ، ذ:"يُحَدِّثُهُ ". "الْغَارِبَ" في هـ، ذ:"الْغَابِرَ"، وفي نـ:"الغَائِرَ"، وفي أخرى:"الْعَازِبَ".
===
(1)
ابن أبي حازم.
(2)
أبي حازم سلمة بن دينار، "ع"(15/ 622).
(3)
أي: ينظرون، واللام فيه للتأكيد، "ع"(15/ 622).
(4)
جمع غرفة، "ع"(15/ 622)، أي: المنازل المرفوعة، "مجمع"(4/ 33).
(5)
أي: عبد العزيز، "ع"(15/ 622).
(6)
اللام جواب قسم محذوف، "ع"(15/ 622).
(7)
أي: الخدري، "ع"(15/ 622).
(8)
أي: في الحديث، "ع"(15/ 622).
(9)
قوله: (الغارب) بتقديم الراء على الموحدة، ولأبي ذر عن الكشميهني بتأخير الراء من الغبور، قال الأزهري
(1)
: الغابر من الأضداد
(1)
في الأصل: "الأزهر".
6557 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ
(2)
الْجَوْنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "يَقُولُ اللَّهُ لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ
(3)
تَفْتَدِي بِهِ
(4)
؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: أَرَدْتُ
(5)
مِنْكَ
"سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ" في نـ: "سَمِعْتُ أَنَسًا". "أَكُنْتَ " في نـ: "كُنْتَ".
===
يطلق على الماضي والباقي. وضبط بعضهم بتحتية مهموزة بين الألف والراء من الغور، يريد: انحطاطه في الجانب الغربي
(1)
. وروي بالعين المهملة والزاي، ومعناه: البعيد في الأفق، "قس" (13/ 648). قال الكرماني (23/ 51): الكوكب في الشفق ليس بغارب، فما وجهه؟ قلت: يراد به لازمه، وهو البعد ونحوه. وقال الطيبي: شبه رؤية الرائي في الجنة صاحب الغرفة برؤية الرائي الكوكب المضيء الباقي في جانب الشرق والغرب في الاستضاءة مع البعد،؟ " (15/ 622).
(1)
محمد بن جعفر، "ع"(15/ 622).
(2)
عبد الملك بن حبيب، "ع"(15/ 622).
(3)
الاستفهام على سبيل الاستخبار، "ع"(15/ 622).
(4)
افتدى به، وفاداه: أعطاه شيئًا فانقذه، "قاموس" (ص: 1212).
(5)
قوله: (أردت) ظاهر قوله: "أردت" موافق مذهب المعتزلة؛ لأن المعنى أردت منك التوحيد فخالفت مرادي وأتيت بالشرك، وأجيب: بأن الإرادة هنا بمعنى الأمر، أي أمرتك فلم تفعل؛ لأنه سبحانه وتعالى لم يكن في ملكه إلَّا ما يريد، قال الطيبي: والأظهر أن يحمل الإرادة هنا على أخذ
(1)
في الأصل: "في جانب الغربي".
أَهْوَنَ
(1)
مِنْ هَذَا وَأَنْتَ
(2)
فِي صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لَا
(3)
تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، فَأَبَيْتَهُ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي". [راجع: 3334].
6558 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(5)
، عَنْ عَمْرٍ و
(6)
، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُخْرَجُ
(7)
(8)
مِنَ النَّارِ
"يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ" في حـ، ذ:"يُخْرَجُ قَومٌ مِنَ النَّارِ".
===
الميثاق فى آية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} [الأعراف: 172]، والقرينة وأنت في صلب آدم، "طيبي"(10/ 279).
(1)
أي: أسهل وأقلّ، "ك"(23/ 51).
(2)
الواو للحال،"ع"(15/ 622).
(3)
بفتح الهمزة بدل من "أهون ".
(4)
محمد بن الفضل.
(5)
ابن زيد، "ع"(15/ 623).
(6)
ابن دينار، "ع"(15/ 623).
(7)
بالضم وفتح الراء، "خ"، والذي يظهر من "الفتح" (11/ 425) و"العيني" (15/ 623): أنه بفتح أوله.
(8)
قوله: (يخرج) هو بحذف الفاعل في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذر عن السرخسي عن الفربري:"يخرج قوم ". قوله: "كأنهم الثعارير" بفتح الثاء المثلثة والعين المهملة وكسر الراء، جمع ثعرور على وزن عصفور. وقال ابن الأعرابي: هي قِثّاء صغار. وقال أبو عبيدة مثله، وزاد: ويقال بالشين المعجمة بدل الثاء المثلثة، وكان هذا هو السبب في قول الراوي: وكان عمرو ذهب فمه -أي سقطت أسنانه- فنطق بالثاء المثلثة وهي بالشين المعجمة، "ع"(15/ 623)، وقيل:[هو] نبت في أصول الثُمام كالقطن ينبت في الرمل ينبسط عليه ولا يطول. وقيل: الثعرور الأقط الرطب.
بِالشَّفَاعَةِ كَأَنَّهمُ الثَّعَارِيرُ". قُلْتُ: مَا الثَّعَارِيرُ؟ قَالَ: الضَّغَابِيسُ
(1)
، - وَكَانَ قَدْ سَقَطَ فَمُهُ
(2)
-، فَقُلْتُ
(3)
لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: أَبَا مُحَمَّدٍ: سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُخْرَجُ بِالشَّفَاعَةِ
(4)
مِنَ النَّارِ"؟ قَالَ: نَعَمْ. [أخرجه: م 191، تحفة 2514].
"مَا الثَّعَارِيرُ" في هـ: "ومَا الثَّعَارِيرُ". "وَكَانَ قَدْ سَقَطَ" في نـ: "وَكَانَ عَمْرٌ و ذَهبَ". "أَبَا مُحَمَّدٍ" في هـ، ذ:"يَا أَبَا مُحَمَّدٍ". "قَالَ: نَعَمْ" في نـ: "فَقَالَ: نَعَمْ ".
===
وأما "الضغابيس": فقال الأصمعي: شيء ينبت في أصول الثمام يشبه الهليون، يسلق ثم يؤكل بالزيت والخل. وقيل: ينبت في أصول الشجر، وفي الإذخر، يخرج قدر شبر في دقة الأصابع لا ورق له وفيه حموضة. وفي "غريب الحديث" للحربي: الضغبوس: شجرة على طول الإصبع، ويشبه به الرجل الضعيف، "ف" (11/ 429). والغرض من التشبيه: بيان حالهم، وطراوة صورتهم، وتجدد خلقتهم
(1)
، "ك"(23/ 52).
(1)
بمعجمتين ثم موحدة بعدها مهملة، "ف"(11/ 429).
(2)
أراد بسقوط فمه: ذهابَ أسنانه، "ع"(15/ 623)، أي: لا يعطي الحروفَ حقَّها، "ك"(23/ 52).
(3)
القائل هو: حماد، "ع"(15/ 623).
(4)
قوله: (بالشفاعة) في الحديث إثبات الشفاعة، و إبطال مذهب المعتزلة في نفي الشفاعة، قال ابن بطال: أنكر المعتزلة والخوارج الشفاعة في إخراج من أدخل النار من المؤمنين وتمسكوا بقوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48]، وغير ذلك من الآيات. وأجاب
(1)
وفي "الكرماني": "تجرد خلقتهم".
6559 -
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَخْرْجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا مَسَّهُمْ مِنْهَا سَفْعٌ
(1)
، فَيُدْخَلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ
(2)
". [طرفه: 7450، تحفة 1415].
6560 -
حَدَّثَنَا مُوسَى
(3)
قَال: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
(4)
قَال:
"قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ بنُ مَالِكٍ" في ذ: "عَنْ أَنَس". "الْجَهَنَّمِيِّينَ" في ذ: "الْجَهَنَّمِينَ".
===
أهل السُّنَّة: بأنها في الكفار، وجاءت الأحاديث في إثبات الشفاعة متواترة، ودل عليها
(1)
قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، والجمهور على أن المراد به الشفاعة، "ع"(15/ 623).
(1)
قوله: (سفع) بفتح السين المهملة وسكون الفاء بعدها عين مهملة: سواد فيه زرقة أو صفرة، يقال: سفعته النار إذا لفحته فغيرت لون بشرته، "قس"(13/ 651).
(2)
قوله: (جهنميين) جمع جهنمي، منسوب إلى جهنم، "ع"(15/ 624). وأخرجه مسلم عن أبي سعيد، وزاد:"فيدعون الله، يذهب عنهم هذا الاسم"، وزعم بعض الشراح أن هذه التسمية ليست تنقيصًا لهم بل للاستذكار لنعمة الله ليزدادوا بذلك شكرًا، كذا قال، وسؤالهم إذهاب ذلك الاسم عنهم يخدش في ذلك، "ف"(11/ 430).
(3)
ابن إسماعيل، " (15/ 624).
(4)
ابن خالد، "ع"(15/ 624).
(1)
في الأصل: "ودل عليه".
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ يَقُولُ اللَّهُ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبهِ
(2)
مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيْمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ. فَيُخْرَجُونَ وَقَدِ امْتُحَشُوا
(3)
(4)
"أَنَّ النَّبِيَّ" في نـ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ". "يَقُولُ اللَّهُ " زاد في نـ: "تبارك وتعالى". "حَبَّةِ خَرْدَلٍ" في نـ: "حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ".
===
(1)
ابن عمارة، "ع"(15/ 624).
(2)
استدل الغزالي بقوله: "من كان في قلبه" على نجاة من أيقن بذلك وحال بينه وبين النطق به الموت، وقال في حق من قدر على ذلك فأخر فمانـ: يحتمل أن يكون امتناعه عن النطق بمنزلة امتناعه عن الصلاة، فيكون غير مخلد في النار، ويحتمل غير ذلك، ورجح غيره الثاني، فيحتاج إلى تأويل قوله:"في قلبه" فيقدر فيه محذوف وتقديره منضمًا إلى النطق به مع القدرة عليه، "ف" (11/ 430). ومرَّ الحديث في"كتاب الإيمان" في "باب تفاضل أهل الإيمان" (برقم: 22).
(3)
بضم التاء وكسر الحاء، على ما لم يسمّ فاعله، وقيل: بفتحهما، "تن "(3/ 1198).
(4)
قوله: (امتحشوا) من الامتحاش، بالمهملة قبل الألف والمعجمة بعدها، وهو: الاحتراق. و"الحمم" بضم المهملة وفتح الميم: الفحم. و"الحبة" بكسر المهملة: بزر البقل والرياحين. و"حميل السيل" غثاؤه، "ك"(53/ 23). "حميل" بفتح الحاء المهملة وكسر الميم وسكون التحتية آخره لام، فعيل بمعنى مفعول، وهو ما جاء به من طين أو غثاء، فإذا كانت فيه حبة واستقرت على شط بحر السيل فإنها تنبت في يوم وليلة، فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها، "قس"(13/ 652).
وَعَادُوا
(1)
حُمَمًا، فَيُلْقَوْنَ
(2)
فِي نَهَر الْحَيَاةِ
(3)
، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيلِ- أَوْ قَالَ: حَمِيَّةِ
(4)
السَّيلِ- "، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَمْ تَرَوْا
(5)
أَنَّهَا تَنْبُتُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً
(6)
". [راجع: 22].
6561 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(7)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ
(8)
قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ
(9)
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(10)
:
"حَمِيَّةِ السَّيْلِ" في نـ: "فِي حَمِيْةِ السَّيْلِ". "تَنْبُتُ" في سـ، حـ، ذ:"تَخْرُجُ ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ".
===
(1)
عاد كذا: صار، "قاموس" (ص: 288).
(2)
على صيغة المجهول، من الإلقاء، وهو الرمي، "ع"(15/ 624).
(3)
معناه: الماء الذي يحيى من انغمس فيه، (كما في ح: 22).
(4)
قوله: (حمية) بفتح الحا وكسر الميم وتشديد التحتية، كذا في الفرع أي: معظم جري السيل واشتداده. وقال الكرماني (23/ 53): الحمئة بالفتح وسكون الميم وكسرها وبالهمزة: الطين الأسود المنتن، والشك من الراوي، "قس"(13/ 652).
(5)
خطاب لكل من يتأتى منه الرؤية، "قس"(13/ 652).
(6)
هذا يزيد الريحان حسناً، "ك (1/ 117).
(7)
لقب محمد بن جعفر، "ع"(15/ 625).
(8)
عمرو بن عبد الله، "ع"(15/ 625).
(9)
ابن بَشير، "ع"(15/ 625).
(10)
مطابقته للترجمة: من حيث إن النار تتصف بأن فيها جمرة صفتها كذا، "ع"(15/ 625).
"إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ
(1)
عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُل تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ
(2)
قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ
(3)
يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ ". [طرفه: 6562، أخرجه: م 213، ت 2604، تحفة: 11636].
6562 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ
(4)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ عَلَى أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ، كَمَا يَغْلِي
(5)
الْمِؤجَلُ
(6)
بِالْقُمْقُمِ ". [راجع: 6561].
"تُوضَعُ" في نـ: "يُوضَعُ". "بِالْقُمْقُمِ" كذا في صـ، ذ، وفي نـ:"وَالْقُمْقُمُ".
===
(1)
قوله: (أهون أهل النار) قال ابن التين: يحتمل أن يراد به أبو طالب، قلت: وقع في حديث ابن عباس [برقم: 3883] التصريح بذلك، ولفظه:"أهون أهل النار عذابًا أبو طالب "، "ف"(11/ 435).
(2)
قوله: (أخمص) بخاء معجمة وصاد مهملة وزن أحمر: ما لا يصل إلى الأرض من باطن القدم عند المشي، "ف"(11/ 435).
(3)
قوله: (جمرة) في رواية مسلم: "جمرتان" وكذا في رواية إسرائيل، قال ابن التين: يحتمل أن يكون الاقتصار على الجمرة للدلالة على الأخرى لعلم السامع بأن لكلِّ أحدٍ قدمين، "ف"(11/ 430).
(4)
ابن يونس بن أبي إسحاق، يروي عن جده، "ع"(15/ 625).
(5)
الغليان: شدة اضطراب الماء ونحوه على النار، "مجمع"(4/ 64).
(6)
قوله: (المرجل) بكسر الميم وسكون الراء
(1)
وفتح الجيم: قِدْرٌ
(1)
في الأصل: "وسكون الواو".
6563 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍ و
(1)
، عَنْ خَيثَمَةَ
(2)
، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ وَتَعَوَّذَ مِنْهَا، ثمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ
(3)
بِوَجْهِهِ وَتَعَوَّذَ
"وَتَعَوَّذَ" في نـ: "فَتَعَوَّذُوا" وكذا في الموضع الآتي.
===
من نحاس. و"القمقم" بضم القافين: الآنية من الزجاج، قاله الكرماني (23/ 54). قلت: فيه تأمل؛ لأن الحديث يدل على أنه إناء يغلي فيه
(1)
الماء أو غيره، وإناء الزجاج كيف يغلي فيها الماء؟ وقال غيره: هو إناء ضيق الرأس يسخن فيه الماء يكون من نحاس وغيره، وهو فارسي، وقيل: رومي معرب، ثم إن عطف القمقم على المرجل بالواو هو الصواب، وقال القاضي عياض: والقمقم بالواو لا بالباء، وأشار به إلى رواية من روى:"كما يغلي المرجل بالقمقم" وعلى هذا فسره الكرماني: باْن الباء للتعدية، ووجه التشبيه هو كما أن النار تغلي المرجل الذي في رأسه قمقم فتسري الحرارة إليها وتؤثر فيها، كذلك النار تغلي بدن الإنسان يحيث يؤدي أثرها إلى الدماغ، "ع" (15/ 626). وقال غيره: يحتمل أن يكون الباء بمعنى مع، وعند الإسماعيلي:"كما يغلي المرجل أو القمقم" بالشك، "قس"(13/ 653).
(1)
ابن مُرّة، "ع"(15/ 626).
(2)
ابن عبد الرحمن، "ع"(15/ 626).
(3)
قوله: (فأشاح) بالشين المعجمة والحاء المهملة، أي صرف وجهه. وقال ابن الأثير: المشيح الحذر والجادُّ في الأمر، وقيل: المقبل إليك المانع لما وراء ظهره، فيجوز أن يكون لِـ"أشاح" هنا أحد هذه المعاني، أي: حذر النار، كأنه ينظر إليها، أو جَدَّ على الإيصاء باتقائها، أو أقبل إليك في خطابه، "ع" (15/ 626). ومرَّ الحديث (برقم: 6540).
(1)
في الأصل: "أنه إنما يغلي فيه".
مِنْهَا
(1)
، تمَّ قَالَ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ
(2)
، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيَبهةٍ
(3)
". [راجع: 1413، أخرجه: م 1016، س 2553، تحفة: 9853].
6564 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
(4)
أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ
(5)
، عَنْ يَزِيدَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: "لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ
(7)
شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلُ
"سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" زاد في نـ: "يَقُولُ ".
===
(1)
قوله: (وتعوذ منها) مطابقة الحديث للترجمة تؤخذ من قوله: لأوتعوذ منها"، وذلك أن من جملة صفات النار أن يتعوذ منها، "ع" (15/ 626).
(2)
أي: نصفها أو جانبها، "مجمع"(3/ 242).
(3)
مرَّ بيانه (برقم: 1413).
(4)
عبد العزيز، "ع "(15/ 626).
(5)
أيضًا عبد العزيز.
(6)
ابن عبد الله بن الهاد، "ع"(15/ 626).
(7)
قوله: (لعله تنفعه) قيل: يشكل هذا بقوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48]، وأجيب بأنه خص؛ ولذلك عدوه في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: جزاء الكافر من العذاب يقع على كفره وعلى معاصيه، فيجوز أن الله تعالى يضع عن بعض الكفار بعض جزاء معاصيه تطييبًا لقلب الشافع لا ثوابًا للكافر، لأن حسناته صارت
(1)
بموته على كفره هباء منثورًا، "ع" (15/ 627). وقيل: معنى المنفعة في الآية يخالف معنى المنفعة
(1)
في الأصل: "صار".
فِي ضَحْضاحٍ
(1)
منَ النَّارِ، يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، تَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دمَاغه". [راجع: 3885].
6565 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَجْمَعُ اللَّهُ
(3)
النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
"تَغْلِي مِنْهُ" في هـ، ذ:"تَغْلِي مِنْهَا". "أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ" في نـ: "حَدَّثَنَا أبُو عَوَانَةَ". "يَجْمَعُ اللَّهُ" في سـ، ذ:"جَمَعَ اللَّهُ ".
===
في الحديث، والمراد بها في الآية: الإخراج من النار، وفي الحديث: المنفعة بالتخفيف، وبهذا الجواب جزم القرطبي. ويجاب عنه أيضًا: أن المخفف عنه لما لم يجد أثر التخفيف فكأنه لم ينتفع بذلك، ويؤيد ذلك ما تقدم أنه يعتقد
(1)
أن ليس في النار أشد عذاباً منه، كذا في "فتح الباري"(11/ 431).
(1)
قوله: (في ضحضاح) بإعجام الضادين وإهمال الحائين: ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين فاستعير للنار، وأم الدماغ: أصله وما به قوامه، وقيل: الهامة، وقيل: جليدة رقيقة تحيط بالدماغ، "ك"(23/ 55).
(2)
الوضاح، "ع"(15/ 627).
(3)
قوله: (يجمع الله) أي في العرصات، و"لو استشفعنا" جزاؤه محذوف، أو هو للتمني، "ك" (23/ 55). الاستشفاع: طلب الشفاعة، وهي: انضمام الأدنى إلى الأعلى ليستعين به على ما يرومه، "ف"(11/ 433)، ضمن "على" معنى الاستعانة، "ع" (15/ 628). قوله:"يريحنا" من الإراحة، بالراء المهملة أي: يخرجنا من الموقف وأهواله وأحواله، ويفصل
(1)
في الأصل: "أن يعتقدن ".
فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّنَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ -وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ
(1)
-، ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ رَسُولٍ
(2)
بَعَثَهُ اللَّهُ. فَيَأْتُونَهُ، فَيقُولُ:
"الْمَلَائِكَةَ" في سـ، حـ، ذ:"مَلائِكَتَهُ ". "ائْتُوا" في نـ: "وَيَقُولُ: ائْتُوا".
===
بين العباد. قوله: "لست هناكم" قال عياض: قوله: "لست هناكم" كناية عن أن منزلته دون المنزلة المطلوبة، قاله تواضعًا
(1)
وإكبارًا لما يسألونه. قال: وقد يكون فيه إشارة إلى أن هذا المقام ليس لي بل لغيري. قلت: وقد وقع في رواية معبد بن هلال: "فيقول: لست لها" وكذا في بقية المواضع. وفي رواية حذيفة: "لست بصاحب ذاك ". قلت: وهو يؤيد الإشارة المذكورة، "ف"(11/ 433).
(1)
أي: أكلَه من الشجرة، "ع"(15/ 628).
(2)
قوله: (أول رسول) إن صح أن إدريس مرسل لم يصح أنه جد نوح، وإلَّا صحّ، ويحتمل أنه كان نبيًا غير مرسل، وقيل: إن إدريس هو إلياس، وبمثله يسقط إشكال آدم وشيث، فإن آدم إنما أرسل إلى بنيه ولم يكونوا كفارًا بل أمر بتعليم الأحكام، وكذلك خلفه شيث بخلاف رسالة نوح فإنه إلى الكفار، "مجمع"(1/ 130).
[وانظر: "فتح الباري" (11/ 434). وفي "التوضيح" (30/ 94): وما روي أن آدم رسول الله لم يثبت].
(1)
في الأصل: "قال تواضعًا".
لَسْتُ هُنَاكُمْ -وَيَذْكُرُ خَطِيئتَهُ
(1)
-، ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اتَّخَذَهُ اللَّهِ خَلِيًا. فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ -وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ
(2)
-، ائْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ. فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ -فَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ
(3)
-، ائْتُوا عِيسَى، فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ
(4)
(5)
، ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم،
"كَلَّمَهُ اللَّهُ" في سـ، حـ، ذ:"كَلَّمَ اللَّهُ"، وزاد في نـ:"يكْلِيمًا". "فيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (خطيئته) في رواية هشام: "ويذكر سؤال ربه: ما ليس له به علم "، وفي رواية معبد بن هلال مثل جواب آدم لكن قال:"وأنه كانت لي دعوة دعوت بها على قومي "، ويجمع بينه وبين الأول بأنه احترز بأمرين: أحدهما ما نهى الله تعالى: "أن يسأل ما ليس له به علم "، فخشي أن تكون شفاعته لأهل الموقف من ذلك، ثانيهما: أنه له دعوة واحدة محققة الإجابة، وقد استوفاها بدعائه على أهل الأرض، وخشي أن يطلب فلا يجاب، "ف"(11/ 434).
(2)
قوله: (ويذكر خطيئته) وهي معاريضه الثلاث، وهي قوله:{بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء: 63] هذا في كسر الأصنام، وقوله لامرأته:"أنا أخوك"، وقوله:{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لم يكذب إبراهيم عليه السلام "، "ع"(15/ 628).
(3)
هي قتله القبطيَّ، "ع"(15/ 629).
(4)
قوله: (لست هناكم
…
) إلخ، ولم يذكر ذنبًا، لكن وقع في رواية أبي نضرة عن أبي سعيد:"إني عُبدتُ من دون الله "، "قس"(13/ 657).
(5)
إنما قالوه تواضعًا وهضمًا للنفس، وإلَّا فبالحقيقة هم معصومون عن الكبائر مطلقًا وعن الصغائر عمدًا، "ك"(23/ 55).
فَقَدْ غُفِرَ لَهُ
(1)
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَأْتُونِي، فَأَسْتَأْذِنُ
(2)
عَلَى رَبِّي، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي
(3)
مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ
(4)
. فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِي، ثُمَّ أَشْفَعُ. فَيَحُدُّ لِي
(5)
حَدًّا، ثُمَّ أُخْرِجُهُمْ
(6)
"يُقَالُ لِي" كذا في ذ، ولغيره:"يُقَالُ". "فَسَلْ " في نـ: "سَلْ ". "وَقُلْ" سقطت الواو في نـ.
===
(1)
قوله: (فقد غفر له) قال عياض: اختلف في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2]، فقيل: المتقدم: ما قبل النبوة، والمتأخر: العصمة. وقيل: ما وقع عن سهو أو تأويل. وقيل: المتقدم: ذنب آدم، والمتأخر: ذنب أمته. وقيل: المعنى أنه مغفور له غير مؤاخذ لو وقع. وقيل غير ذلك. قلت: اللائق بهذا المقام: القول الرابع. وأما الثالث فلا يتأتى هنا، "ف"(11/ 435).
(2)
أي: في دخول الدار، وهي: الجنة، كذا في "الفتح"(11/ 436).
(3)
أي: يتركني في السجود، "ك"(23/ 56).
(4)
من التشفيع، أي: تُقْبَل شفاعتك، "قس"(13/ 657).
(5)
أي يبين لي في كل طور من أطوار الشفاعة حدًا أقف عنده فلا أتعداه، مثل أن يقول: شفعتك فيمن أخل بالجماعة، ثم فيمن أخل بالصلاة، ثم فيمن شرب الخمر، ثم فيمن زنى، وعلى هذا الأسلوب، كذا حكاه الطيبي، والذي يدل عليه سياق الأخبار أن المراد به تفضيل مراتب المؤمنين في الأعمال الصالحة، "ف"(11/ 437).
(6)
قوله: (أخرجهم) قال الداودي: [كان] راوي هذا الحديث ركب شيئًا على غير أصله، وذلك أن في أول الحديث ذكر الشفاعة في الإراحة من
مِنَ النَّارِ، فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَقَعُ سَاجِدًا، مِثْلَهُ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ
(1)
، حَتَّى مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ
(2)
". وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ عِنْدَ هَذَا
(3)
: أَيْ: وَجَبَ عَلَيهِمْ الْخُلُودُ. [راجع: 44، أخرجه: م 193، تحفة: 1436].
6566 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(4)
،
"فَأُدْخِلُهُمُ" في نـ: "وَأُدْخِلُهُمُ". "مَا بَقِيَ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"مَا يَبْقَى". "وَكَانَ" في ذ: "فَكَانَ". "وَجَبَ عَلَيْهِمْ" في نـ: "وَجَبَ عَلَيهِ".
===
كرب الموقف، وفي آخره ذكر الشفاعة في الإخراج من النار، يعني: وذلك إنما يكون بعد التحول من الموقف والمرور على الصراط وسقوط من يسقط في تلك الحالة في النار، ثم يقع بعد ذلك الشفاعة في الإخراج، وهو إشكال قوي، وقد أجاب عنه عياض وتبعه النووي وغيره بأنه وقع في حديث حذيفة المقرون بحديث أبي هريرة بعد قوله: "فيأتون محمدًا فيقوم ويؤذن له، أي في الشفاعة، وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبي الصراط يمينًا وشمالًا فيمرّ أوّلكم كالبرق
…
" الحديث. قال عياض [في "الإكمال" (1/ 578)]: فبهذا يتصل الكلام؛ لأن الشفاعة التي لجأ الناس إليه فيها هي الإراحة من كرب الموقف، ثم تجيء الشفاعة في الإخراج، [انظر: "فتح الباري" (11/ 437 - 438)].
(1)
بالشك من الراوي، "قس"(13/ 658).
(2)
أي: أخبر بخلوده، بنحو قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48]، "ك"(23/ 56).
(3)
أي: هذا القول، وهو "من حبسه القرآن"، "قس"(13/ 658).
(4)
القطان، "ع"(15/ 630).
عَنِ الْحَسَنِ
(1)
بْنِ ذَكْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"يُخْرَجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ ". [أخرجه: د 4740، ت 2600، ق 4315، تحفة: 10871].
6567 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ حَارِثَةَ
(3)
أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ هَلَكَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ، أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْب
(4)
(5)
. فَقَالَتْ: يَا رَدسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْتَ
"حَدَّثَنِي عِمْرَانُ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنَا عِمْرَانُ ". "بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ" زاد في نـ: " صلى الله عليه وسلم ". "أَتَحتْ رَسُولَ اللَّه" في ذ: "أَتَتِ النَّبِيَّ". "سَهْمٌ غَرْبٌ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"غَرْبٌ سَهْمٌ" - على البدل من "الغرب"، "تن"(3/ 1199) -.
===
(1)
أبو سلمة البصري: صدوق يخطئ، ورمي بالقدر، لكنه ليس له في البخاري سوى هذا الحديث من رواية يحيى القطان عنه، ومع ذلك فهو متابعة، "قس"(13/ 658).
(2)
عمران العطاردي، "ع"(15/ 635).
(3)
اسمها: الرُّبَيع، "ك (23/ 57).
(4)
بالإضافة والصفة، "ك (23/ 57).
(5)
قوله: (غرب سهم) قال السفاقسي: الذي رويناه مضاف مفتوح الراء، وفي "الصحاح": أصابه سهم غرب، يضاف ولا يضاف، ويسكن ويحرك إذا كان لا يدرى من رماه.
مَوْقِعَ حَارِثَةَ مِنْ قَلْبِي، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ لَمْ أَبْكِ عَليْهِ، وَإِلَّا سَوْفَ تَرَى مَا أَصْنَعُ. فَقَالَ لَهَا: "هَبِلْتِ
(1)
، أَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ أَمْ جِنَان كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ لَفِي الْفِرْدَوْسِ
(2)
الأَعْلَى". [راجع: 2809، أخرجه: س في الكبرى 8231، تحفة: 579].
6568 -
وَقَالَ: "غَدْوَةٌ
(3)
فِي سبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ
(4)
خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا
(5)
وَمَا فِيهَا،
"مَوْقِعَ حَارِثَةَ" في هـ، ذ:"مَوضِعَ حَارِثَةَ". "أَمْ جِنَان" في نـ: "إِنهَا جِنَانٌ". "لَفِي الْفِرْدَوْسِ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"فِي الْفِرْدَوْسِ".
===
(1)
[قوله: "هَبِلتِ؟ " أي: " فقدتِ عقلكِ؟ استفهام حُذِفت منه الأداة، "قس" (13/ 659).
(2)
قوله: (لفي الفردوس) قال أبو إسحاق الزجاج: الفردوس من الأودية ما ينبت ضروبًا من النبات. وقال ابن الأنباري وغيره: بستان فيه كروم وغيرها، ويذكر ويؤنث. وقال الفراء: هو عربي مشتق من الفردسة، وهي السعة، وقيل: رومي نقلته العرب. وقال غيره: سرياني، والمراد به ها هنا مكان من الجنة هو أفضلها، "ف"(11/ 423).
(3)
المرّة من المجيء، "مجمع"(2/ 394).
(4)
المرّة من الذهاب
(1)
، "مجمع"(2/ 394).
(5)
قوله: (من الدنيا) أي إنفاقها فيها لو ملكها، أو من نفسها لو ملكها
(2)
وتصور تعميرها؛ لأنه زائل لا محالة، وهما عبارة عن وقت وساعة [مطلقًا]، لا مقيدًا بالغدو والرواح، "مجمع"(2/ 208).
(1)
كذا في الأصل، وفي "المجمع" عكسه.
(2)
وفي الأصل: "إنفاقها وملكها أو من نفسها أو ملكها".
وَلَقَابُ
(1)
قَوْسِ أَحَدِكُمْ أَوْ مَوْضِعُ قِدِّهِ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الأَرْضِ، لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا
(2)
، وَلَنَصِيفُهَا
(3)
-يَعْنِي الْخِمَارَ- خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا". [راجع: 2792، أخرجه: ت 1651، تحفة: 587].
6569 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(5)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(6)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"قِدِّهِ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ، ذ:"قَدَمِهِ "، وفي نـ:"قَدَمٍ".
===
(1)
قوله: (لقاب) اللام فيه للتأكيد، والقاب بالقاف والباء الموحدة [والقيب] أيضًا بمعنى: القدر، وعينه واو. قوله:"قده" بكسر القاف وتشديد الدال أي: موضع سوطه؛ لأنه يقدّ أي: يقطع طولاً. وقيل: موضع قدّه أي: شراكه. ويروى: "موضع قدمه"،"ع" (15/ 630). فإن قلت: ما وجه الربط بين قوله: "غدوة
…
" إلخ، وبين قوله: "ولقاب
…
" إلخ؟ أجيب بأن المراد ثواب غدوة، وثوابها الجنة، "قس" (13/ 660).
(2)
أي: طيبةً، "ع"(15/ 630).
(3)
قوله: (لنصيفها) واللام فيه للتأكيد، والنصيف بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالفاء، هو الخمار بكسر الخاء المعجمة، وقد فسره في الحديث هكذا، وهذا التفسير من قتيبة، "ع"(15/ 630).
(4)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 631).
(5)
عبد الله بن ذكوان، "ع"(15/ 631).
(6)
عبد الرحمن، "ع"(15/ 631).
"لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، لَوْ أَسَاءَ، لِيَزْدَادَ شُكْرًا، وَلَا يَدْخُلُ
(1)
النَّارَ أَحَدٌ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، لَوْ أَحْسَنَ، لِيَكُونَ عَليْهِ حَسْرَةً". [تحفة: 13763].
6570 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْعَدُ الئاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: "لِقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ
(2)
لَا يَسْأَلَنِي أَحَدٌ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَوَّلُ
(3)
مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ،
"النَّارَ أَحَدٌ" في هـ، ذ:"أَحَدٌ النَّارَ". "قُتَيْبَةُ" في نـ: "قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ". "أَحَدٌ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ" في نـ: "عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ".
===
(1)
قوله: (لا يدخل
…
) إلخ، مطابقته لجزئي الترجمة من حيث كون المقعدين فيهما نوع صفة لهما، ووقع عند ابن ماجه من طريق آخر عن أبي هريرة:"إن ذلك يقع عند المسألة في القبر". قوله: "لو أساء" أي لو عمل عمل السوء وصار من أهل جهنم. "ليزداد" قيل: الجنة ليست دار شكر بل دار جزاء. وأجيب: بأن الشكر لا على سبيل التكليف بل على سبيل التلذذ، أو: المراد لازمه، وهو الرضى والفرح؛ لأن الشاكر على الشيء راض به فرح. قوله:"لو أحسن" أي عمل عملًا حسنًا. قوله: "ليكون عليه حسرة" زيادة في تعذيبه، "ع"(15/ 631).
(2)
"أن" هي المخففة من الثقيلة، "قس"(13/ 661).
(3)
برفع "أول" صفة لأحدٍ، أو هو خبر مبتدأ محذوفٍ، وبفتح اللام على الظرفية، وقال العيني: على الحال، "قس"(13/ 661).
أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي
(1)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِنهَ إِلَّا اللَّه خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ
(2)
". [راجع: 99].
6571 -
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(3)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(4)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(5)
، عَنْ عَبِيدَةَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا:
"حَدَّثَنِي عُثْمَانُ" في نـ: "حدثنا عثمان ".
===
(1)
قوله: (أسعد الناس بشفاعتي) والمراد بهذه الشفاعة المسؤول عنها ها هنا بعض أنواع الشفاعة، وهي التي يقول صلى الله عليه وسلم: أمتي أمتي، فيقال له:"أخرج من النار من في قلبه وزن كذا من الإيمان "، فاسعد الناس بهذه الشفاعة من يكون إيمانه أكمل ممن دونه. وأما الشفاعة العظمى في الإراحة من كرب الموقف، فأسعد الناس بها من يسبق إلى الجنة، وهم الذين يدخلونها بغير حساب، ثم الذين يلونهم. والحاصل: أن في قوله: "أسعد" إشارة إلى اختلاف مراتبهم في الإخلاص، وبهذا التقرير يظهر موقع قوله:"أسعد" وأنها على بابها من التفضيل، ولا حاجة إلى قول بعض الشراح: الأسعد هنا بمعنى السعيد، لكون الكل يشتركون في شرطية الإخلاص، لأنا نقول: يشتركون فيه لكن مراتبهم فيه متفاوتة. وقال البيضاوي: يحتمل أن يكون المراد من ليس له عمل يستحق به الرحمة والخلاص؛ لأن احتياجه إلى الشفاعة أكثر وانتفاعه بها أوفى، كذا في "الفتح"(11/ 443).
(2)
أي: من جهة نفسه طائعًا مختارًا، "قس"(13/ 661).
(3)
ابن عبد الحميد، "ع"(15/ 632).
(4)
ابن المعتمر، "ع"(15/ 632).
(5)
النخعي.
(6)
السَّلماني، "ع "(15/ 632).
(7)
ابن مسعودٍ، "ع"(15/ 632).
رَجُلٌ
(1)
يَحْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبوًا
(2)
، فَيَقولُ اللَّهُ لَه": اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ.
"حَبْوًا" كذا في ذ، وفي نـ:"كَبْوًا" -كبا كبوًا: انكبّ على وجهه، "قاموس" (ص: 1194) -. "فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ" في نـ: "فَيقُولُ اللَّهُ ".
===
(1)
أي: هو رجل، "ع"(15/ 632).
(2)
قوله: (حبواً) بفتح الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة، وهو المشي على اليدين أو المشي على الإست، يقال: حبا الرجل إذا حبا على يديه، وحبا الصبي إذا مشى على إسته. قوله:"وعشرة أمثالها"، قيل: عرض الجنة كعرض السماوات والأرض، فكيف يكون كعشرة أمثال الدينا؟ وأجيب: بأن هذا تمثيل، وإثبات السعة على قدر فهمنا. قوله:"تضحك" قال المازري ["المعلم" (1/ 227 - 228)]: هذا مشكل، وتفسير الضحك بالرضا لا يتأتى هنا، ولكن لما كانت عادة المستهزئ أن يضحك من الذي يستهزأ به ذكر معه، وأما نسبة السخرية إلى الله فهي على سبيل المقابلة، وإن لم يذكر في الجانب الآخر لفظًا، لكن لما ذكر أنه عاهد مرارًا وغدر حل فعله محل المستهزئ، فظن أن في قول الله تعالى له:"ادخل الجنة"، وتردده إليها، وظنه أنها ملأى [نوعًا] من السخرية جزاء على فعله، فسمى الجزاء على السخرية سخرية، "ع" (15/ 632). أو: هو كلام متدلل
(1)
علم مكانه من ربه وبسطه له بالإعطاء، وجوّز عياض ["الإكمال" (1/ 559)] أن الرجل قال [ذلك] وهو غير ضابط لما قال إذ وَلَهَ عقله من السرور بما لم يخطر بباله، وقال القرطبي في "المفهم": أكثروا في تأويله، وأشبه ما قيل فيه: أنه استخفه الفرح وأدهشه فقال ذلك. وقيل: قال ذلك لكونه خاف أن يجازى على ما كان منه في الدنيا من التساهل في الطاعات وارتكاب المعاصي كفعل
(1)
في الأصل: "كلام معه حال" هو تحريف.
فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ
(1)
إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى! فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَيَأتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى! فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، أَوْ: إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا. فَيَقُولُ: تَسْخَرُ مِنِّي، أَوْ: تَضحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ
(2)
الْمَلِكُ؟! ". فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ
(3)
نَوَاجِذُهُ
(4)
، وَكَانَ يُقَالُ
(5)
: ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً. [طرفه: 7511، أخرجه: م 186، ت 2595، ق 4339، تحفة: 9405].
6572 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ: أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
"تَسْخَرُ مِنِّي" في هـ، ذ:"تَسْخَرُ بِي". "رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ" في نـ: "رَأَيْتُ النَّبِيُّ". "ذَاك" في نـ: "ذَلِكَ".
===
الساخرين، فكأنه قال: أتجازيني على ما كان مني، كذا في "ف"(11/ 444).
(1)
أي: يشبَّه، "مجمع"(2/ 143).
(2)
الواو للحال، "ع"(15/ 632).
(3)
أي: ظهرت.
(4)
قوله: (نواجذه) بنون وجيم وذال معجمة، جمع ناجذ، وهو ضرس الحُلُمِ. وقال ابن الأثير: النواجذ من الأسنان الضواحك، وهي التي تبدو عند الضحك، والأشهر أنها أقصى الأسنان، والمراد الأول، "ع"(15/ 633).
(5)
قوله: (كان يقال) هذا ليس من تتمة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو كلام الراوي نقلًا عن الصحابة أو أمثالهم من أهل العلم، "ك"(23/ 59).
هَلْ نَفَعْتَ
(1)
أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ
(2)
؟ [راجع: 3883].
52 - بَابٌ
(3)
الصِّرَاطُ جَسْرُ جَهَنَّمَ
(4)
6573 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(6)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ
(8)
وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ
"أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ".
===
(1)
قوله: (هل نفعت
…
) إلخ، هكذا ثبت في جميع النسخ بحذف الجواب، وهو اختصار من المصنف، وتقدم في "كتاب الأدب" [ح: 6208] بلفظ: "فإنه كان يحوطك ويغضب لك، قال: نعم، وهو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"، "ف" (11/ 444). [في "اللامع" (10/ 100): قوله: "لعله تنفعه": إيراده بصورة الرجاء يشكله بما ورد من ذلك على سبيل الجزم، ولعل الحق في الجواب: أن المجزوم به هو التخفيف اليوم في عالم البرزخ، والمرجو تخفيفه يوم القيامة حين يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار. وقال في الهامش: إما أن يقال: السابق مقول في عذاب القبر، وهذا المراد به بعد الحشر].
(2)
مطابقته للترجمة في بقية الحديث، "ع"(15/ 633).
(3)
بالتنوين، "قس"(13/ 665).
(4)
أي: المنصوب على جهنم لعبور المسلمين [عليه] إلى الجنة، "ف"(11/ 46).
(5)
الحكم بن نافع، "ع"(15/ 635).
(6)
ابن أبي حمزة، "ع"(15/ 635).
(7)
محمد بن مسلم، "ع"(15/ 635).
(8)
ابن المسيب، "ع"(15/ 635).
أَخْبَرَهُمَا. حَ وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(3)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ نَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "هَلْ تُضارُّونَ
(4)
فِي الشَّمْسِ، لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ ". قَالُوا:
"حَ وَحَدَّثَنِي" في ذ: "عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَحَدَّثَنِي". "قَالَ نَاسٌ" في نـ: "قَالَ أُنَاسٌ ". "قَالَ: هَلْ" في نـ: "فَقَالَ: هَلْ ".
===
(1)
ابن غيلان، "ع"(15/ 635).
(2)
ابن همام، "ع"(15/ 635).
(3)
ابن راشد، "ع"(15/ 635).
(4)
قوله: (هل تضارون) بضم أوله وبالضاد المعجمة وتشديد الراء المضمومة، من الضر، وأصله: تضاررون، بصيغة المعلوم، أي: هل تضرون أحدًا. ويجوز بصيغة المجهول، أي: هل يضركم أحد بمنازعة ومضايقة
(1)
. وفيه وجه ثالث. وهو: "وهل تضارُون" بالتخفيف من الضير بمعنى الضر. فإن قلت: لابد من الجهة بين الرائي والمرئي؟ قلت: قال الكرماني (23/ 60): لا يلزم منه المشابهة في الجهة والمقابلة وخروج الشعاع ونحوه؛ لأنها أمور لازمة للرؤية عادةً لا عقلًا. وقال ابن الأثير: قد يتخيل بعض الناس أن الكاف كاف التشبيه للمرئي، وهو غلط، وإنما هي كاف التشبيه للرؤية، وهي فعل الرائي، ومعناه
(2)
: أنها رؤية مُزاحٌ عنها الشك مثل رؤيتكم القمر. وقيل: التشبيه برؤية القمر ليقين الرؤية
(3)
دون تشبيه المرئي سبحانه
(1)
في الأصل: "بالمنازعة والمدافعة".
(2)
في الأصل: "وبمعناه".
(3)
في الأصل: التعيين الرؤية".
لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيلَةَ الْبَدْرِ، لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟ ". قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ (1)، يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ
(2)
فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ، فَيَتَّبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ
(3)
، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ،
"فَيَقُولُ" في نـ: "فَيُقَالُ". "يَعْبُدُ الشَّمْسَ" في نـ: "يَعْبُدُ الشَّفسَ الشَّمْسَ".
===
وتعالى. وقيل: التمثيل وقع في تحقيق الرؤية لا في الكيفية؛ لأن الشمس والقمر متحيزان، والحق سبحانه منزه عن ذلك. وقال النووي [في "المنهاج " (3/ 14)]: مذهب أهل السُّنَّة أن رؤية المؤمنين ربهم ممكنة، ونفتها المبتدعة من المعتزلة والخوارج، وهو جهل منهم، وقد تظافرت الأدلة من الكتاب والسُّنَّة وإجماع الصحابة وسلف الأمة على إثباتها في الآخرة للمؤمنين. قلت: روي في إثبات الرؤية حديث الباب عن نحو عشرين صحابيًّا، منهم علي وجرير وصهيب وأنس، "ع" (15/ 635 (1) قوله:(كذلك) أي واضحًا جليلًا بلا مضارة ولا مزاحمة، "عيني"(15/ 636).
(2)
زاد في رواية العلاء: "في صعيد واحد"، "ع"(15/ 636).
(3)
قوله: (يعبد الشمس) قال ابن أبي جمرة: في التنصيص على ذكر الشمس والقمر مع دخولهما فيمن [عبد من] دون الله التنويه بذكرهما لعظم خلقهما، "ف"(11/ 448)، ولفظ الشمس والقمر والطواغيت مكرر، وفي بعضها بدون التكرار، وهو مقدر، فإن قلت: لم يكن ثم شمس ولا قمر، قلت: تكون الشمس لكن مكورة والقمر منخسفًا، أو هو على سبيل التمثيل، "ك"(23/ 60).
وَيَتْبَع مَنْ كَانَ يَعْبُد الطَوَاغِيتَ
(1)
،
===
(1)
قوله: (الطواغيت) جمع الطاغوت، وهو الشيطان والصنم، ويكون جمعًا ومفردًا، ومذكرًا ومؤنثًا، ويطلق على رؤساء الضلال، وقال الجوهري: الطاغونـ: الكاهن، والشيطان، وكل رأس في الضلال
(1)
. وقد يكون واحدًا، قال تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء: 60]، وقد يكون جمعًا، قال تعالى:{أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ} [البقرة: 257]. وطاغوت: وإن جاء على وزن لاهوت فهو مقلوب؛ لأنه من طغى، ولاهوت غير مقلوب؛ لأنه من لاه بمنزلة الرهبوت والرحموت، انتهى. واعترض عليه بأنه ليس بجمع عند المحققين من أهل العربية؛ لأنه مصدر كالرهبوت والرحموت، وأصله طغيوت، فقدمت الياء على الغين فصار طيغوت فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وإذا ثبت أنها في الأصل مصدر بمعنى الطغيان ثبت أنها اسم مفرد، وإنما جاء الضمير العائد إليه جمعًا في قوله تعالى:{يُخْرِجُونَهُمْ} لكونها جنسًا معرفًا بلام الجنس، "ع" (15/ 636). قال الطبري: واتباعهم لهم حينئذ باستمرارهم على الاعتقاد فيهم، ويحتمل أن يتبعوهم بأن يساقوا إلى النار قهرًا. ووقع في حديث -الآتي في "التوحيد" [رقم: 7440]-: "فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم"، فأفادت هذه الزيادة تعميم من كان يعبد غير الله، إلَّا من يذكر من اليهود والنصارى فإنه يخص من عموم هذا بدليله الآتي ذكره، "ف"(11/ 448 - 449)، وهو ما هذا لفظه: وقع في رواية سهيل التي أشرت إليها قريبًا: "فتتبع الشياطين والصليب أولياؤهم
(2)
إلى جهنم "، ووقع في حديث أبي سعيد من الزيادة: "ثم يؤتى بجهنم كأنها سراب " بمهملة ثم موحدة "فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟
…
" الحديث، وفيه:
(1)
في الأصل: "رأس ضلال".
(2)
في الأصل: "فيتبع الشياطين الطواغيت أولياؤهم ".
وَتَبْقَى هَذِهِ
(1)
الأمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا
(2)
،
===
ذكر النصارى، وفيه "فيتساقطون في جهنم حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر، فكان اليهود وكذا النصارى ممن كان لا يعبد الصلبان لما كانوا يدعون أنهم يعبدون الله تأخروا مع المسلمين، فلما حققوا
(1)
على عبادة من ذكر من أنبياء الله ألحقوا بأصحاب الأوثان، انتهى مختصرًا.
(1)
قوله: (وتبقى هذه الأمة) قال ابن أبي جمرة [في "بهجة النفوس" (2/ 24)]: يحتمل أن يكون المراد بالأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يحمل على أعم من ذلك، فيدخل [فيها] جميع أهل التوحيد حتى الجن، ويدل عليه ما في بقية الحديث- ليس كذلك؛ لأن هذا في حديث أبي سعيد في رواية مسلم"ع" (15/ 636) - أنه يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر. قلت: ويؤخذ أيضًا من قوله في بقية هذا الحديث: "فأكون أول من يجيز، فإن فيه إشارة إلى أن الأنبياء بعده يجيزون أممهم، "ف" (11/ 449).
(2)
قوله: (فيها منافقوها) قال ابن بطال (2/ 425): في هذا الحديث أن المنافقين يتأخرون مع المؤمنين رجاء أن ينفعهم ذلك بناءً على ما كانوا يظهرونه في الدنيا، فظنوا أن ذلك يستمر لهم فيميز الله تعالى المؤمنين بالغرة والتحجيل، إذ لا غرة للمنافق ولا تحجيل. قلت: قد ثبت أن الغرة والتحجيل خاص بالأمة المحمدية، فالتحقيق أنهم في هذا المقام يتميزون بعدم السجود وبإطفاء نورهم بعد أن حصل لهم، ويحتمل أن يحصل لهم الغرة والتحجيل ثم يسلبان عند إطفاء النور.
وقال القرطبي [في "المفهم" (1/ 416)]: ظن المنافقون أن تسترهم بالمؤمنين ينفعهم في الآخرة كما كان ينفعهم في الدنيا جهلًا منهم، ويحتمل أن يكونوا حشروا معهم لما كانوا يظهرونه من الإسلام حتى ميزهم الله تعالى منهم، "ف"(11/ 449).
(1)
في الأصل: "فلما حوقفوا".
فَيَأْتِيهِمُ
(1)
اللَّهُ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا أَتَانَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ. فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا
(2)
. فَيَتَّبِعُونَهُ وَيُضْرَبُ جَسْرُ جَهَنَّمَ
(3)
"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ، وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ:
"فَأَكُونُ أَوَّلَ" في نـ: "فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ ".
===
(1)
قوله: (فيأتيهم) الإتيان والصورة من المتشابهات، والأمة فيها فرقتان: المفوضة والمؤولة، فمن تأول قال: المراد من الإتيان التجلي وكشف الحجاب، ومن الصورة: الصفة، أو إخراج الكلام على سبيل المطابقة، "ك"(23/ 60).
(2)
قوله: (أنت ربنا) فإن قلت: من أين عرفوا؟ قلت: يخلق الله فيهم علمًا به
(1)
، أو بما عرفوا من وصف الأنبياء لهم، أو يصير يوم القيامة جميع المعلومات ضروريًا، "ك"(23/ 60).
(3)
قوله: (جسر جهنم) وهو جسر ممدود على متن جهنم أدقّ من الشعر وأحدّ من السيف. و"يجيز" من أجزت الوادي وجزته بمعنى: مشيت عليه وقطعته. وقيل: معناه: لا يجوز أحد على الصراط حتى يجوز هو صلى الله عليه وسلم، فكأنه يجيز الناس، أو الضمير راجع إلى الله تعالى. و"الكلاليب" جمع الكلّوب كتنور، ويقال فيه أيضًا: كُلَّاب كزُنَّار، وهو المنشار. و"السَعْدَان" نبت من أفضل مراعي الإبل، وله شوك عظيمة من الجوانب مثل الحسك، و"يخطف" بفتح الطاء وكسرها: و"الموبق" هو المهلك. و"المخردل" المصروع وما قطع أعضاؤه أي: جعل كل قطعة منه بمقدار خردلة. وقال الأصيلي: هو المجردل بالجيم، والجردلة: الإشراف على السقوط.
(1)
في الأصل: "يخلق اللَّه علمًا فيهم به".
اللَّهمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَبِهِ
(1)
كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ
(2)
، أَمَا رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيرَ أَنَّهَا لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، مِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ، ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَهُ، مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللّهُ، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ
"قَالُوا: نَعَمْ " كذا في ذ، وفي نـ:"قَالُوا: بَلَى". "غَيْرَ أَنَّهَا" في هـ، ذ:"غَيرَ أَنَّهُ ". "الْمُخَرْدَلُ" في صـ: "المجردل". "أَنْ يُخْرِجَهُ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"أَنْ يُخْرِجَ ".
===
و"الفراغ" أي الخلاص عن المهام، وهو محال على الله تعالى، فالمراد: إتمام الحكم بين العباد. و"أثر السجود" هو الجبهة، ويحتمل أن يراد الأعظم السبعة. و"امتحشوا" من الامتحاش بالمهملة ثم المعجمة: الاحتراق، وفي بعض الروايات بلفظ المجهول. و"الحبة" بكسر المهملة: بزر الرياحين. و"الحميل " بمعنى المحمول، يعني: ينبتون سريعًا. و"قشبني" بالقاف والمعجمة والموحدة: آذاني وشتمني
(1)
، والقشب أيضًا: الإصابة بكل ما يكره وششقذر. و"الذكا" بفتح المعجمة والقصر: شدة الحر واللَّهب والاشتعال، وقيل: بالمد أيضًا لغة. و"ما أغدرك" فعل التعجب: من الغدر، وهو: نقض العهد وترك الوفاء، "ك"(23/ 60 - 62).
(1)
أي: بالصراط، "قس"(13/ 669).
(2)
بمهملات، بلفظ التثنية، جمع سعدانة: نبات ذو شوكة، "تو"(8/ 9538).
(1)
في الأصل: "آذاني وسمني".
يُخْرِجُوهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتُحَشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيهِمْ مَاءٌ، يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيلِ، وَيَبقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا
(1)
وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا، فَاصْرِفْ
(2)
وَجْهِي عَنِ النَّارِ. فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ، فَيَقُولُ: لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟! فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيرَهُ. فَيُصْرَفُ
(3)
وَجْهُهُ عَنِ النَّارِ، ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابٌ الْجَنَّةِ. فَيَقُولُ: أَلَيسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلْنِي غَيرَهُ؟ ويلَكَ يا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ! فَلَا يَزَالُ يَدْعُو، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيتُكَ ذَلِكَ تَسْأَلنِي غَيرَهُ؟! فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيرَهُ، فَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ، فَيُقَرِّبهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ،
"وَيَبقَى رَجُلٌ" في هـ، ذ:"وَيَبقَى رَجُلٌ مِنْهُمْ ". "ذَكَاؤُهَا" كذا في صـ، مه، وفي ذ:"ذَكَاهَا". "لَعَلَّكَ" في نـ: "لَعَلّي". "يا ابْنَ آدَمَ" كذا في سـ، حـ، ذ، ولغيرهم:"ابْنَ آدَمَ". "إِنْ أَعْطَيْتُكَ" في سـ، حـ، ذ:"إِنْ أُعْطِكَ ". "تَسْأَلُنِي " في نـ: "أَنْ تَسْألَنِي ". "وَمَوَاثِيقَ" في هـ، حـ، ذ:"وَمِيثَاقَ".
===
(1)
أي: النار، "قس"(13/ 672).
(2)
قيل: كيف يقول هذا القول، والحال أنه يمرّ على الصراط طالبًا الجنة فوجهه إلى الجنة؟ وأجيب بأنه قيل: كأنه ممن ينقلب على الصراط ظهرًا لبطن، فكأنه في تلك الحالة، انتهى إلى آخره، فصادف أن وجهه كان من قبل النار ولم يقدر على صرفه باختياره، فسأل الله تعالى في ذلك، "ع"(15/ 639).
(3)
على البناء للمجهول، "قس"(13/ 672).
فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ: أَوَلَيسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟! ويلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ
(1)
. فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ، فَإِذَا ضحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا، فَإِذَا دَخَلَ فِيهَا قِيلَ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا. فَيَتَمَنَّى، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا. فَيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الأَمَانِيُّ فَيَقُولُ لَهُ: هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا. [راجع: 806].
"ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ" في سـ، حـ، ذ:"ثُمَّ قَال: يَا رَبِّ ". "أَوَ لَيسَ" في ذ: "أوَ لَسْتَ". لاقِيلَ لَهُ: تَمَنَّ" كذا في ذ، وفي نـ: "قِيلَ: تَمَنَّ ". "فَيقُولُ لَهُ: هَذَا لَكَ" كذا في هـ، وفي نـ: "فَيقُولُ: هَذَا لَكَ ".
===
(1)
قوله: (أشقى خلقك) فإن قيل: ليس هو أشقى الخلق، لأنه مؤمن خارج من النار، قلت: الأشقى بمعنى الشقي أو يخصص الخلق بالخارجين منها. فإن قلت: الضحك لا يصح على الله؟ قلت: [هو] مجاز عن الرضاء به. و"من كذا، أي من الجنس الفلاني. و"ذلك الرجل" قيل: اسمه هناد، بالنون والمهملة. وقيل: جهينة. يقول أهل الجنة: سلوه: هل بقي في النار من المؤمنين أحد؟
وعند جهينة الخبر اليقين
فإن قلت: ما وجه الجمع بين الروايتين؟ قلت: يحتمل أن يكون قد أخبر أولًا بالمثل ثم أطلعه بتفضله
(1)
بالعشرة، وفيه وقوع الرؤية يوم القيامة، "ك"(23/ 62).
(1)
هكذا في "عمدة القاري" وهو الظاهر، وفي "الكرماني":"بتفصيله".
6574 -
قَالَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا يُغَيِّرُ عَليْهِ شَيئًا مِنْ حَدِيثِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ:"هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ "، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَفِظْتُ: "مِثْلُهُ مَعَهُ ". [راجع: 22، أخرجه: م 182، س 1140، تحفة: 14213، 4156].
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
53 - كِتَابُ الْحَوْضِ
(1)
بَابُ قَوْلِ اللَّهِ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ
(2)
الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابُ الْحَوْضِ، بَابُ قَوْل اللَّهِ" في نـ: "كِتَابُ الْحَوْضِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، بَابُ قَوْل اللَّهِ "، وفي نـ:"بَابُ الْحَوضِ، وَقَول اللَّهِ تَعَالَى". ["كتاب الحوض" كذا في نسخة السهارنفوري، وفي بقية النسخ: "باب في الحوض"]
===
(1)
قوله: (الحوض) اعلم أن الذي يجمع فيه الماء: الحوض، ويجمع على: حياض وأحواض. والأحاديث التي وردت فيه كثيرة؛ بحيث صارت متواترة من جهة المعنى، والإيمان به واجب، وهو الكوثر على باب الجنة، يُسقى المؤمنون منه، وهو مخلوق اليوم. وقال القرطبي في "التذكرة": ذهب صاحب "القوت"
(1)
وغيره إلى أن الحوض يكون بعد الصراط، وذهب آخرون إلى العكس. والصحيح: أن للنبي صلى الله عليه وسلم حوضين: أحدهما في الموقف قبل الصراط، والآخر داخل الجنة، وكل منهما يسمى كوثرًا "ع"(15/ 640).
(2)
قوله: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ .... } الآية) وقد اشتهر اختصاص نبينا صلى الله عليه وسلم
(1)
في الأصل: "صاحب القوة".
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ
(1)
: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ
(2)
".
6575 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيمَانَ
(3)
، عَنْ شَقِيقٍ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَنَا فَرَطُكُمْ
(6)
عَلَى الْحَوْضِ". [طرفاه: 6576، 7049، أخرجه: م 2297، تحفة: 9263].
6576 -
ح وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ
(7)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ
(8)
،
===
بالحوض، لكن أخرج الترمذي (ح: 2367) من [حديث] سمرة رفعه: "إن لكل نبي حوضًا"، وأشار إلى أنه اختلف في وصله وإرساله وأن المرسل أصح. قلت: والمرسل أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح عن الحسن، فإن ثبت فالمختص بنبينا صلى الله عليه وسلم الكوثر الذي يصب من مائه في حوضه فإنه لم ينقل نظيره لغيره، ووقع الامتنان عليه به في السورة المذكورة، "ف"(11/ 467).
(1)
ابن عاصم المازني، "ع"(15/ 641).
(2)
هو طرف من حديث طويل وصله المؤلف في "غزوة حنين"(برقم: 4330)، "ف"(11/ 4691).
(3)
الأعمش، "ع"(15/ 641).
(4)
ابن سلمة، "ع"(15/ 641).
(5)
ابن مسعود، "ع"(15/ 641).
(6)
بيانه في الصفحة اللاحقة، "ع"(15/ 641).
(7)
ابن مِقْسَم الضبِّي، "ع"(15/ 641).
(8)
شقيق بن سلمة، "ع"(15/ 641).
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "أَنَا فَرَطُكُمْ
(2)
عَلَى الْحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي! فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أحْدَثُوا بَعْدَكَ ".
تَابَعَهُ
(3)
عَاصِمٌ
(4)
عَنْ أَبِي وَائِلٍ. وَقَالَ حُصَيْنٌ
(5)
: عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 6575، أخرجه: م 2297، تحفة: 9292].
6577 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(6)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّه
(7)
قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "أَمَامَكُمْ
(8)
"وَلَيُرْفَعَنَّ " في ذ: "وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي ".
===
(1)
ابن مسعود، "ع"(15/ 641).
(2)
قوله: (أنا فرطكم) الفرط بفتح الفاء والراء: الذي يتقدم الواردين ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوها، يقال: فرطت القوم إذا تقدمتهم لترتاد لهم الماء وتهيئ لهم، فهنيئًا لمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرطه، قوله:"ليرفعن " على صيغة المجهول أي: يظهرهم الله لي حتى أراهم، قوله:"ليختلجن" بلفظ المجهول أيضًا أي: يعدل بهم عن الطريق ويجذبون من عندي، قال الكرماني رحمه الله (23/ 64): وهم إما المرتدون وإما العصاة، "عيني"(15/ 642).
(3)
أي: الأعمش، "ع"(15/ 642).
(4)
ابن أبي النجود.
(5)
ابن عبد الرحمن
(1)
، ["ف" (11/ 469)، "قس" (13/ 676)].
(6)
القطان، "ع"(15/ 642).
(7)
ابن عمر العمري، "ع"(15/ 642).
(8)
أي: قدامكم، "ف"(11/ 470).
(1)
في الأصل: ابن أبي النجود، وهو خطأ.
حَوْضِي كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ
(1)
وَأَذْرُحَ ". [أخرجه: م 2299، تحفة: 8158].
"حَوْضِي" كذا في سـ، حـ، هـ، ذ، وفي نـ:"حَوضٌ ".
===
(1)
قوله: (جرباء) بفتح الجيم وسكون الراء وبالموحدة مقصورًا عند الجمهور، وفي بعضها ممدودًا، و"أذرح" بفتح الهمزة وتسكين المعجمة وضم الراء وبالمهملة: موضعان. وفي "صحيح مسلم ": قال عبيد الله: فسألته فقال: قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال، انتهى، لكن القوم قالوا: هما موضعان قرب بيت المقدس بينهما مسير ساعة تقريبًا لا ثلاث ليال. والمراد من التشبيه: المبالغة في بيان سعته وفسحته، ولا مبالغة في مسير ساعة. وأجابوا: بأن الحديث مختصر، تقديره كما بين المدينة. و"جرباء وأذرح" وهما في حكم موضع واحد، ولهذا يستعملان مقاربين كـ"ماه وجور"، روى الدارقطني ذلك صريحًا وهو ما بين ناحيتي حوضي كما بين المدينة وجرباء وأذرح، "ك"(23/ 64). وقد اختلفت الروايات في ذلك، ففي حديث ابن عمرو -بفتح العين-:"حوضي مسيرة شهر" في هذا الباب، وحديث حارثة بن وهب
(1)
فيه: "كما بين المدينة وصنعاء"، وفي حديث أبي هريرة:"أبعد من أيلة إلى عدن" وهي تُسامت صنعاء، وكلها متقاربة؛ لأنها كلها نحو شهر أو يزيد أو ينقص. وفي حديث عقبة بن عامر عند أحمد:"كما بين أيلة إلى الجحفة"، وفي حديث جابر:"كما بين صنعاء إلى المدينة"، وكلها متقاربة يرجع إلى نصف شهر أو يزيد على ذلك قليلًا أو ينقص. وأقل ما ورد في ذلك عند مسلم [ح: 2299]: "قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاثة أيام" فقيل في الجمع: إن هذه الأقوال صارت على وجه بأنه صلى الله عليه وسلم خاطب كل أهل جهة بما يعرفون من المواضع، وهو تمثيل وتقريب لكل أحد ممن خاطبه بما يعرفه من تلك الجهات، وبأنه ليس في ذكر المسافة
(1)
في الأصل: "وحديث أنس" وهو تحريف، انظر رقم الحديث:6591.
6578 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بشْر
(2)
وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
(3)
5) {الْكَوْثَرَ} : الْخَيرُ الْكَثِيرُ
(4)
الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، قَالَ أَبُو بِشْرٍ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ أُنَاساً يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: النَّهَرُ
(5)
الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْخَيرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ. [راجع: 4966].
"حَدَّثَنَا عَمْرٌو" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَمْرُو". "قُلْتُ" في ذ: "فَقُلْتُ ". "أُنَاسًا" في ذ: "ناسًا".
===
القليلة ما يدفع المسافة الكثيرة، فالأكثر ثابت بالحديث الصحيح فلا معارضة، فأخبر أولًا بالمسافة اليسيرة ثم أعلمه الله بالطويلة فأخبر بما تفضل الله به عليه باتساعه شيئًا فشيئًا، فالاعتماد على أطولها، وأما قول بعضهم: الاختلاف إنما هو بالنظر إلى الطول والعرض فمردود بحديث ابن عمرو: "وزواياه سواء
(1)
"، وحديث النواس وغيره: "طوله وعرضه سواء"، ومنهم من حمل على السير السريع والبطيء، لكن في حمله على أقلها وهو الثلاث نظر، "قس" (13/ 677 - 678).
(1)
ابن بشير.
(2)
جعفر بن أبي وحشية، "ع"(15/ 644).
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 4966) مع الكلام عليه.
(4)
من النبوة والقرآن والمقام المحمود وغيرها.
(5)
أي: لا منافاة بين كونه نهرًا والحوض؛ لإمكان اجتماعهما، "ك"(23/ 66).
(1)
في الأصل: "عمرو له واياه سواء" وهو تحريف.
6579 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو
(1)
: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ
(2)
مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِشكِ، وَكِيزَاُنهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ
(3)
، مَنْ يَشْرَبْ مِنْهَا
(4)
فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا
(5)
". [أخرجه: م 2292، تحفة: 8841].
"سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ" زاد في نـ: "هُوَ الجُمَحِي ". "أَخْبَرَنَا نَافِعُ " في نـ: "حَدَّثَنَا نَافِعُ". "مَنْ يَشْرَبْ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"مَنْ شَرِبَ ". "مِنْهَا"في هـ: "مِنهُ".
===
(1)
ابن العاص، "ع"(15/ 644).
(2)
قوله: (أبيض) أي أشد بياضًا، وهي دليل لمن جوز مجيء أفعل التفضيل من اللون، "ك"(23/ 65).
(3)
قوله: (كليزانه كنجوم السماء) جمع كوز، والتشبيه في الكثرة والإشراق، وهو ما له عروة من أواني الشرب، وما لا فهو كوب، "مجمع"(4/ 453).
(4)
أي: من الكيزان، "ف"(11/ 473).
(5)
قوله: (فلا يظما أبدًا) الظمأ: شدة العطش، قال القاضي: ظاهره أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار وهو الذي لا يظمأ بعده، وقيل: لا يشرب منه إلَّا من قدر له السلامة من النار، ويحتمل أن من شربه من هذه الأمة وقدر عليه دخول النار لا يعذب بالظمأ؛ لأن ظاهر الحديث أن جميع الأمة تضرب منه إلَّا من ارتد، وهذا كما قيل: جميع المؤمنين يأخذ كتبهم بأيمانهم ثم يعذب الله من شاء، وقيل: إنما يأخذ بأيمانهم الناجون فقط، "مجمع"(3/ 501).
6580 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(2)
، عَنْ يُونُسَ
(3)
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي كَمَاَ بَيْنَ أَيْلَةَ
(4)
وَصَنْعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ
(5)
كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ". [أخرجه: م 2303، تحفة: 1558].
6581 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(6)
، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
(7)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"عَنْ أَنَسٍ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ "، وفي ذ:"حَدَّثَثِي" بدل "حَدَّثَنَا".
===
(1)
[هو سعيد] بن كثير بن عفير.
(2)
عبد الله، "ع"(15/ 645).
(3)
ابن يزيد، "ع"(15/ 645).
(4)
قوله: (أيلة) بهمزة مفتوحة فتحتية ساكنة فلام مفتوحة بعدها تأنيث: مدينة كانت عامرة بطرف بحر قلزم من طرف الشام، وهي الان خراب يمرّ بها الحاج من مصر فتكون عن شمالهم، "قس"، هي آخر الحجاز وأول الشام، "ك"(23/ 66). و"صنعاء" بفتح الصاد والعين المهملتين بينهما نون ساكنة ممدود. والتقييد باليمن يخرج صنعاء الشام، "قس"(13/ 680).
(5)
جمع إبريق، "ع"(15/ 645)، والإبريق معرَّب "آبْ ريز"، "قاموس" (ص: 799).
(6)
هشام بن عبد الملك، "ع"(15/ 645).
(7)
ابن يحيى، "ع"(15/ 645).
"بَينَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ
(1)
إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ
(2)
حَافَتَاهُ
(3)
قِبَابُ
(4)
الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبرَئِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ. فَإِذَا طِيبُهُ -أَوْ طِينُهُ- مِسْكٌ أَذْفَرُ
(5)
"، شَكَّ هُدْبَةُ
(6)
. [راجع: 3570، تحفة: 1413].
"إِذَا أَنَا" في نـ: "إِذْ أَنَا". "فَإِذَا طِيبُهُ أَوْ طِينُهُ" في نـ: "فَإذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ".
===
(1)
كان ذلك ليلة أسري به، "ف"(11/ 473).
(2)
قوله: (أنا بنهر) قال الداودي: إن كان هذا أي قوله: "أنا بنهر" محفوظًا دل على أن الحوض الذي يدفع عنه أقوام يوم القيامة غير النهر الذي في الجنة، أو يكون يراهم وهو داخل وهم خارجها فيناديهم فيصرفون عنه، وأنكر عليه بعضهم، فقال: إن الحوض الذي هو خارج الجنة يمد من النهر الذي هو داخل الجنة، فلا إشكال أصلًا، انتهى، قلت: الذي قاله يحتاج إلى دليل أنه يمد من [النهر الذي في] الجنة، وأحسن من ذلك أن يقال: إن للنبي صلى الله عليه وسلم حوضين: أحدهما في الجنة، والآخر يكون يوم القيامة، "عيني "(15/ 646).
(3)
بتخفيف الفاء، أي: جانباه، "ك"(23/ 66).
(4)
بكسر القاف وتخفيف الباء، جمع قُبَّة، "قس"(13/ 681).
(5)
قوله: (مسك أذفر) الأذفر بالمعجمة والفاء والراء: شديد الرائحة، الجيد في الغاية، وسْك هدبة أنه طيبه بالموحدة، أو طينه بالنون، "ك"(23/ 66).
(6)
قوله: (شك هُدْبة) أراد بذلك أن أبا الوليد لم يشك في روايته أنه بالنون وهو المعتمد، وتقدم في تفسير "سورة الكوثر" عن قتادة:"فاستخرج من طينه مسكًا أذفر"، "ف"(11/ 473).
6582 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
(1)
قَالَ؟ حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ
(2)
، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي الْحَوْضَ، حَتَّى عَرَفْتُهُمُ اخْتُلِجُوا
(3)
دُونِي
(4)
، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ". [أخرجه: م 2304، تحفة: 1069].
6583 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ
(5)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ
(6)
بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ". [طرفه: 7050، تحفة: 4767].
"فَأَقُولُ: أَصْحَابِي" كذا في هـ، ذ، وفي سـ، حـ، ذ:"فَأَقُولُ: أُصَيْحَابِي". "فَيَقُولُ" في هـ، ذ:"فَيُقَالُ". "لَا تَدْرِي" في نـ: "إِنَّكَ لَا تَدْرِي". "أَنَا فَرَطُكُمْ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"إِنِّي فَرَطُكُمْ". "شَرِبَ" في ق: "يَشْرَبُ". "وَمَنْ شَرِبَ" في ذ: "وَمَنْ يَشْرَبْ". "وَيَعْرِفُونِي" في ذ: "وَيعْرِفُونَنِي".
===
(1)
ابن خالد، "ع"(15/ 646).
(2)
ابن صهيب.
(3)
أي: جذبوا، "ع"(15/ 646).
(4)
أي: بالقرب منّي، "ع"(15/ 646).
(5)
سلمة بن دينار، "ع"(15/ 647).
(6)
قوله: (يحال) على صيغة المجهول، من حال بين الشيء: إذا منع أحدهما عن الآخر. قوله: "سحقًا" أي بعدًا، كرر للتأكيد، وهو نصب على
6584 -
قَالَ أَبُو حَازِم: فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ سَهْلٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَزِيدُ فِيهَا: "فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ".
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سُحْقًا: بُعْدًا، سَحِيقٌ: بَعِيدٌ، سَحَقَهُ وَأَسْحَقَهُ: أَبْعَدَهُ. [طرفه: 7051، أخرجه: م 2291، تحفة: 4390].
6585 -
وَقَالَ أَحْمَدُ
(1)
بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ
(2)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: "يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنِ الْحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَصْحَابِي!
"سَحِيقٌ" في نـ: "يُقَالُ: سَحِيقٌ". "سَحَقَهُ وَأَسْحَقَهُ: أَبْعَدَهُ" ثبت في هـ. "فَيُحَلَّئُونَ" كذا في هـ، وفي سـ، ذ: "فَيُجْلَونَ
(3)
"، وفي نـ: "فَيُحَلَّونَ".
===
المصدر، وهذا مشعر بأنهم مرتدون عن الدين؛ لأنه يشفع للعصاة ويهتم بأمرهم ولا يقول لهم مثل ذلك، "ع"(15/ 647).
(1)
تعليق.
(2)
ابن يزيد، "ع"(15/ 647).
(3)
قوله: (فيجلون) بضم التحتية وسكون الجيم وفتح اللام وسكون الواو أي: يصرفون، كذا لأبي ذر عن المستملي. وفي رواية الكشميهني بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام بعدها همزة مضمومة فواو أي: يطردون. وحكى السفاقسي عن بعضهم ضبطه بغير همزة، قال: وهو في الأصل مهموز فكأنه سهله، "قس"(13/ 683).
فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى
(1)
". [طرفه: 6586، تحفة: 13352].
ح وَقَالَ شُعَيْبٌ
(2)
عَنِ الزُّهْريِّ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فَيُجْلَوْنَ، وَقَالَ عُقَيلٌ
(3)
: فَيُحَلَّئُونَ. وَقَالَ الزُّبَيدِيُّ
(4)
: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبدِ اللَّه بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
"فَيَقُولُ: إِنَّكَ" في هـ، ذ:"فَيُقَالُ: إِنَّكَ". "فَيُجْلَوْنَ " في نـ: "فَيُخَلَّوْنَ". "عَنْ عَبدِ اللَّهِ" كذا في قا، صـ، وفي نـ: "عَنْ عُبَيدِ اللَّه
(5)
".
===
(1)
قوله: (القهقرى) بفتح القافين بينهما هاء ساكنة والراء مفتوحة، مصدر في موضع نصب على المصدرية من غير لفظه، كقولك: قعدت جلوساً، وهو الرجوع إلى خلف، رجعت القهقرى فكأنك رجعت الرجوع الذي يعرف بهذا الاسم. قال ابن الأثير في "النهاية": القهقرى المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه، قال الأزهري: معناه الارتداد عما كانوا عليه، وقد قهقر وتقهقر والقهقرى مصدر، "قس"(13/ 683 - 684).
(2)
ابن أبي حمزة، "ف"(11/ 474).
(3)
ابن خالد، "ف"(11/ 474).
(4)
هو محمد بن الوليد، "ف"(11/ 474).
(5)
قوله: (عبيد الله) هو ابن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الجياني أنه وقع في رواية القابسي والأصيلي:"عبد الله" بسكون الموحدة، وهو خطأ، "ف" (11/ 474) ومرَّ الحديث (برقم: 6526).
6586 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ
(2)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ
(4)
: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(5)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَرِدُ عَلَيَّ
(6)
الْحَوْضَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ
(7)
عَنْهُ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى". [راجع: 6585].
6587 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
"فَيُحَلَّئُونَ" في ذ: "فَيُجْلَوْنَ". "إِنَّكَ" في هـ، ذ:"إِنَّهُ". "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الحزامي" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ".
===
(1)
عبد الله، "ع"(15/ 648).
(2)
ابن يزيد، "ع"(15/ 648).
(3)
محمد بن مسلم، "ع"(15/ 648).
(4)
سعيد، "ع"(15/ 648).
(5)
قوله: (عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) فإن قلت: هذا رواية عن المجهول، قلت: لا ينقدح الإسناد بذلك؛ لأن الصحابة كلهم عدول، "ك"
(23/ 68).
(6)
بتشديد الياء، "قس"(13/ 684).
(7)
قوله: (فيحلئون) بالحاء المهملة واللام المشددة والهمزة المضمومة بعدها واو: يطردون. ولأبي ذر بالجيم والواو الساكنين بينهما لام مفتوحة: يصرفون، "قس"(13/ 684)، والحديث مضى الآن.
فُلَيحِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
قَالَ: "بَينَا أَنَا قَائِم
(3)
إِذَا زُمْرَةٌ،
"حَدَّثَنِي هِلَالٌ" في ذ: "حَدَّثَنَا هِلَالٌ "، وزاد في نـ:"هُوَ ابْنُ عَلِيٍّ ". "أَنَا قَائِمٌ" كذا في هـ، وفي حـ، ذ:"أَنَا نَائِمٌ". "إِذَا" في نـ: "فَإِذَا".
===
(1)
ابن سليمان، "ع"(15/ 649).
(2)
قوله: (عن النبي صلى الله عليه وسلم) قيل: لا مطابقة بينه وبين الترجمة على ما لا يخفى؟ قلت: ذكره عقيب الحديث السابق لمطابقة بينهما من حيث المعنى، فالمطابق للمطابق للشيء مطابق لذلك الشيء، "ع"(15/ 649).
(3)
قوله: (بينا أنا قائم) بالقاف في رواية الكشميهني، وفي رواية الأكثرين بالنون بدل القاف، والأول أوجه؛ لأن المراد قيامه على الحوض. ووجه الأول أنه رأى في المنام ما يقع له في الآخرة. قوله:"إذا زمرة" كلمة "إذا " للمفاجأة، والزمرة الجماعة. قوله:"رجل" المراد به الملك الموكل بذلك على صورة الإنسان، قوله:"هلم" خطاب للزمرة، ومعناه تعال، وهو على لغة من لا يقول: هلما هلموا هلمي. قوله: "فقلت: أين "القائل هو النبي صلى الله عليه وسلم أي تطلبهم إلى أين تؤديهم؟ قال: أؤديهم
(1)
إلى النار.
قوله: "وما شأنهم" أي وما حالهم حتى تروح بهم إلى النار؟ "قال: إنهم ارتدوا
…
" إلخ. قوله: "فلا أراه" بضم الهمزة أي: فلا أظن أمرهم أنه "يخلص منهم إلَّا
…
"إلخ. قوله: "همل النعم" بفتح الهاء والميم، وهو: ما يترك مهملًا لا يتعهد ولا يرعى، حتى يضيع ويهلك، أي لا يخلص منهم من النار إلَّا قليل، وهذا يشعر بأنهم صنفان: كفار وعصاة، "ع" (15/ 649). قال الخطابي: الهمل: ما لا يرعى ولا يستعمل، ويطلق على
(1)
في الأصل: "أو تطلبهم إلى أين ترد بهم قال أردبهم".
حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ
(1)
مِنْ بَينِي وَبَينِهِمْ فَقَالَ
(2)
: هَلُمَّ! فَقُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ. قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى. ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ
(3)
مِنْ بَينِي وَبَينِهِمْ فَقَالَ: هَلُمَّ. قُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ
(4)
! قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى! فَلَا أُرَاهُ
(5)
يَخْلُصُ فِيهِمْ إِلَّا مِثْلُ
(6)
هَمَلِ النَّعَمِ
(7)
". [تحفة: 14238].
6588 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ،
"قَالَ: إِلَى النَّارِ" في نـ: "فَقَالَ: إِلَى النَّارِ". "قُلْتُ: أَيْنَ" في نـ: "فَقُلْتُ: أَيْنَ". "وَمَا شَأْنُهُمْ" في نـ: "مَا شَأْنُهُمْ ". "ارْتَدُّوا" في نـ: "ارْتَدُّوا بَعْدَكَ ". "يَخْلُصُ فِيهِمْ" كذا في ذ، ولغيره:"يَخْلُصُ مِنْهُمْ ". "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ" كذا في ذ، وفي ذ:"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ ".
===
الضوال، والمعنى: أنه لا يرده منهم إلَّا القليل؛ لأن المهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره، "ف"(11/ 475).
(1)
أي: ملَك مُوكَّل بذلك.
(2)
لهم، "قس"(13/ 686).
(3)
أي: ملَك مُوكَّل بذلك، لم يسم، "قس"(13/ 686).
(4)
بواو القسم، "قس"(13/ 686).
(5)
أي: لا أظن من كان حالهم كذا يخلُص منهم إلَّا قليلٌ.
(6)
بضم اللام، "قس"(13/ 686).
(7)
أي: ضوالّ الإبل، أو الإبل بلا راعٍ، ولا يقال ذلك في الغنم، "قس"(13/ 686).
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَا بَينَ بَيتِي وَمِنْبَرِي
(2)
رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي
(3)
". [راجع: 1196].
6589 -
حَدَّثَنَا عَبدَانُ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ
(5)
،
===
(1)
ابن عمر العمري"ع"(15/ 649).
(2)
قوله: (ما بين بيتي ومنبري
…
) إلخ، المراد بتسمية ذلك الموضع روضة: أن تلك البقعة تنقل إلى الجنة فتكون روضة من رياضها، أو على المجاز لكون العبادة فيه تئول إلى دخول العابد روضة الجنة، وهذا فيه نظر؛ إذ لا اختصاص لذلك بتلك البقعة، والخبر مسوق لمزيد شرف تلك البقعة على غيرها. وقيل: فيه تشبيه محذوف الأداة، أي هو كروضة الجنة؛ لأن من يقعد فيها من الملائكة ومؤمني الإنس والجن
(1)
يكثرون الذكر وسائر أنواع العبادة. وقال الخطابي: المراد من هذا الحديث الترغيب في سكنى المدينة، وأن من لازم ذكر الله في مسجدها آل به إلى روضة الجنة، ومن لزم العبادة عند المنبر سقي يوم القيامة من الحوض، "ف"(11/ 475)، "ع"(15/ 650)، "ك"(23/ 69)، ومضى الحديث (برقم: 1196، و 1888).
(3)
قالوا: المراد منبره بعينه الذي كان في الدنيا، وقيل: إن له هناك منبرًا على حوضه يدعو الناس عليه إلى الحوض، "ك"(69/ 23).
(4)
لقب عبد الله بن عثمان، "ع"(15/ 650).
(5)
ابن الحجاج، "ع"(15/ 650).
(1)
في الأصل: "ومن الجن والإنس".
عَنْ عَبدِ الْمَلِكَ
(1)
قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا فَرَطُكُمْ
(3)
عَلَى الْحَوْضِ ". [أخرجه: م 2289، تحفة: 3265].
6590 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّثثُ، عَنْ يَزِيدَ
(4)
، عَنْ أَبِي الْخَيرِ
(5)
، عَنْ عُقْبَةَ
(6)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى
(7)
عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ:
===
(1)
ابن عُمير، "ع"(15/ 650).
(2)
ابن عبد الله البجلي، "ع"(15/ 650).
(3)
قوله: (أنا فرطكم) قال في "المطالع": الفرط الذي يتقدم الواردين. ليهيء لهم ما يحتاجون إليه، وهو في هذه الأحاديث: الثواب والشفاعة، والنبي يتقدم أمته ليشفع لهم، ومرَّ (برقم: 6576).
(4)
ابن أبي حبيب، "ع"(15/ 650).
(5)
مرثد بن عبد الله.
(6)
ابن عامر، "ع"(15/ 650).
(7)
قوله: (فصلى) أي: دعا لهم بدعاء صلاة الميت، قاله الكرماني (23/ 70). وقيل: صلى صلاة الموتى، وهو ظاهر الحديث، وكان ذلك بعد موتهم بثمانية أعوام. قوله:"ثم انصرف على المنبر"، ويروى:"ثم انصرف فصعد على المنبر". قوله: "أو مفاتيح الأرض" شك من الراوي، والمراد كنوز الأرض. قوله: "ما أخاف
…
" إلخ، قيل: قد وقع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتداد لبعض الأعراب، وأجيب بأن الخطاب للجميع فلا ينافي ارتداد البعض. قوله: "أن تنافسوا" أصله: تتنافسوا، فحذفت إحدى التائين أي: تراغبوا وتنازعوا، "فيها" أي في الدنيا. وفيه: عدة معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، "ع" (15/ 651).
"إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَليْكُمْ
(1)
، وَإِنِّي وَاللَّهِ لأَنْظُرُ
(2)
إِلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ -أَوْ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ-، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيكُمْ أَنْ تنافَسُوا فِيهَا". [راجع: 1344].
6591 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرَفِيُ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ: سَمِعَ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ الْحَوْضَ فَقَالَ: "كَمَا بَينَ الْمَدِينَةِ وَصَنْعَاءَ
(3)
(4)
". [أخرحه: م 2298، تحفة: 3287].
"فَرَطٌ لَكُمْ" في س، حـ، ذ:"فَرَطُكُمْ ". "وَلَكِنِّي أَخَافُ" في ذ: "وَلَكِنْ أخَافُ".
===
(1)
أي: أشهد عليكم بأعمالكم فكأني باقٍ معكم، "مجمع"(3/ 271).
(2)
قوله: (لأنظر) يحتمل أن يكون كشف له عنه لما خطب وهذا هو الظاهر، ويحتمل أن يريد رؤية القلب، وقال ابن التين: النكتة في ذكره عقب التحذير الذي قبله أنه يشير إلى تحذيرهم من فعل ما يقتضي إبعادهم عن الحوض، "ف" (11/ 475). ومرَّ الحديث مع ما يتعلق بالصلاة على الشهيد (برقم: 3596، و 1344).
(3)
قد تقدم في الحديث الخامس (رقم: 6579) التقييدُ بصنعاء اليمن، فليحمل المطلق عليه، "ف"(11/ 475).
(4)
قوله: (كما بين المدينة وصنعاء) قال ابن التين: يريد صنعاء الشام، قلت: ولا بعد في حمله على المتبادر، وهو صنعاء اليمن، "ف" (11/ 475). قال الحافظ ابن حجر (11/ 475) أي: صاحب هذا التقرير في
6592 -
وَزَادَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
(1)
: عَنْ شعْبَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ
(2)
: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: حَوْضُهُ مَا بَيْنَ صنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ. فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ
(3)
: أَلَمْ تَسْمَعْهُ قَالَ: الأَوَانِي؟ قَالَ: لَا.
"وَزَادَ" في ذ: "قَالَ: وَزَادَ". "قَالَ: حَوْضُهُ" كذا في ذ، وفي نـ:" قَولُهٌ: حَوْضُهُ".
===
شرح الحديث الخامس من الباب: الأصل فيها صنعاء اليمن فإنه لما هاجر أهل اليمن في زمن عمر عند فتوح الشام نزل أهل صنعاء في مكان من دمشق فسمي باسم بلدهم، فعلى هذا فـ "من" في قوله في هذه الرواية أي الحديث الخامس:"من اليمن" إن كانت ابتدائية فيكون هذا اللفظ مرفوعًا، وإن كانت بيانية فيكون مدرجًا من قول بعض الرواة، والظاهر أنه الزهري، انتهى. وبهذا ظهر كونه متعارفًا.
(1)
هو: محمد بن إبراهيم، وأبو عدي -جدّه- لا يعرف اسمه، ويقال: بل هي كنية أبيه [إبراهيم]، "ف"(11/ 475).
(2)
ابن وهب، هو الخزاعي، صحابي، "ف"(11/ 475).
(3)
قوله: (المستورد) على وزن مستفعل بكسر العين، ابن شداد بن عمرو القرشي الفهري الصحابي ابن الصحابي، شهد فتح مصر
(1)
، وسكن الكوفة، مات سنة خصس وأربعين، وليس له في "البخاري" إلَّا هذا الموضع، وحديثه مرفوع، وإن لم يصرح به ولكن يلزم منه رفعه سياقًا. قوله:"ألم تسمعه " أي ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الأواني فيه تكون كذا وكذا؟ قال حارثة: لا، فقال المستورد: ترى فيه الانية مثل الكواكب، أي كثرة وضياءً يعني: أنا سمعته قال ذلك، "ع"(15/ 651).
(1)
في الأصل: "فتح خيبر" هو تحريف.
قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ
(1)
: تُرَى فِيهِ الآنِيَةُ مِثْلَ الْكَوَاكِبِ. [أخرجه: م 2298، تحفة: 3287، 11257].
6593 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ابْنِ
(2)
أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ حَتَّى أَنْظُرُ
(3)
مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، وَسيُؤْخَذُ
(4)
نَاوسٌ دُونِي
(5)
فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي
(6)
. فَيُقَالُ: هَلْ شَعَرْتَ
(7)
مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟! وَاللَّه مَا بَرِحُوا
(8)
يَرْجِعُونَ
(9)
عَلَى أَعْقَابِهِمْ ".
فَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ
(10)
: اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ
"تُرَى" في نـ: "يُرَى". "عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أبِي مُلَيْكَةَ". "فَكَانَ" في نـ: "وَكَانَ".
===
(1)
ابن شداد، صحابي ابن صحابي، "ف"(11/ 475).
(2)
عبد الله، "ع"(15/ 652).
(3)
بالرفع، ولأبي ذر بالنصب، "قس"(13/ 689).
(4)
من الأخذ، "ك"(23/ 71).
(5)
أي: بالقرب مني، "ع"(15/ 652).
(6)
هذا يدفع قول من حمل الناسَ على غير هذه الأمة "ع"(15/ 652)، "ف"(11/ 476).
(7)
أي: هل علمتَ؟، "ع"(15/ 652).
(8)
أي: ما زالوا، "ع"(15/ 652).
(9)
أي: يرتدُّون، كما في حديث الآخرين، "ف"(11/ 476).
(10)
بالسند المذكور، "ع"(15/ 652).
عَلَى أَعْقَابنَا أَوْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا
(1)
.
قَالَ أً بُو عَبْدِ اللَّهِ: {عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ} [المؤمنون: 66]: تَرْجِعُونَ عَلَى الْعَقِبِ
(2)
. [طرفه: 7548، أخرجه: م 2292، تحفة: 15719].
===
(1)
قوله: (أو نفتن عن ديننا) أشار بذلك إلى أن الرجوع على العقب كناية عن مخالفة الأمر الذي تكون الفتنة بسببه؛ فاستعاذ منهما جميعًا، "ف" (11/ 476). قال علماؤنا: كل من ارتد عن دين، أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله تعالى ولم يأذن فيه
(1)
فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه، وأشدهم طردًا من خالف جماعة المسلمين كالخوارج على اختلاف فرقها والروافض على تباين ضلالها والمعتزلة على أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم
(2)
مبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وطمس الحق وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر المستخِفُّون بالمعاصي.
اللَّهم لا تمكر بنا عند الخاتمة، يا كريم، واجعلنا من الفائزين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، واسقنا من حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم برحمتك يا أرحم الراحمين، "قس"(13/ 695).
(2)
هكذا فسّره أبو عبيدة في الآية، "ع"(15/ 652).
* * *
تمَّ بحمد الله وتوفيقه المجلد الثاني عشر
ويتلوه إن شاء الله تعالى المجلد الثالث عشر
وأوله: "كتاب القدر"
وصلَّى الله تعالى على خير خلقه سيِّدنا ومولانا محمد
وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا كثيرًا.
(1)
في الأصل: "ويؤذن فيه".
(2)
في الأصل: "فهم كلهم".