المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌14 - بَابُ قَوُلِهِ تَعَالَى: {أَمْ كُنْتُمْ (1) شُهَدَاءَ إِذْ - صحيح البخاري - بحاشية السهارنفوري - ت الندوي - جـ ٧

[أحمد علي السهارنفوري - البخاري]

فهرس الكتاب

‌14 - بَابُ قَوُلِهِ تَعَالَى: {أَمْ كُنْتُمْ

(1)

شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ} الآية [البقرة: 133]

3374

- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(2)

سَمِعَ الْمُعْتَمِرَ

(3)

، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ

(4)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: "أَكْرَمُهُمْ أَتْقَاهُمْ"

(5)

. قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ:"فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ"، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ:"أَفَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِّي؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:"فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا"

(6)

. [راجع: 3353].

"قَولِهِ تَعَالَى" سقط في نـ. " {إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ} الآية" كذا في ذ، وفي نـ بدله:"إلى قوله: ونحن له مسلمون" كما في "قس"(7/ 350). "أَفَعَنْ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَعَنْ". "تَسْأَلُونِّي" في نـ: "تَسْأَلُونَنِي".

===

(1)

نزل لما قال اليهودُ للنبي صلى الله عليه وسلم: ألَسْتَ تعلم أن يعقوب عليه السلام يوم مات أوصى بنيه باليهوديّة، "ج" (ص: 27).

(2)

ابن راهويه.

(3)

ابن سليمان بن طرخان، "قس"(7/ 350).

(4)

العمري، "ف"(6/ 414).

(5)

كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، "ف"(6/ 414).

(6)

قوله: (إذا فقهوا) فقِه بالكسر إذا فهم وعلم، وبالضمّ إذا صار

ص: 5

‌15 - بَابٌ {وَلُوطًا

(1)

إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ

(2)

} - إلى - {فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} [النمل: 54 - 58]

3375 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(3)

، ثَنَا شُعَيبٌ، ثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ إِنْ كَانَ

(4)

لَيَأْوِي

(5)

إِلَى رُكْنِ شَدِيدٍ"

(6)

. [راجع: 3372، تحفة: 13766].

===

فقيهًا عالمًا، كذا في "النهاية"(3/ 465)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 3353]. قال العيني (11/ 91): ومطابقته للترجمة من حيث إن الحديث موافق للآية في سياق نسب يوسف، والآية تضمّنت أن يعقوب خاطب أولاده عند موته بالوصيّة المذكورة، ومن جملة أولاد يعقوب: يوسف، وليس في الأنبياء على نسق نسب يوسف؛ فإنه نبي اللّه ابن نبي اللّه ابن نبي اللّه ابن نبي اللّه، أي: يوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم.

(1)

هو ابن هاران، "بيض"(1/ 358)، ابن أخي إبراهيم عليهما السلام، "ف"(6/ 415).

(2)

أي: أدبار الرجال، "ج" (ص: 204).

(3)

"أبو اليمان" الحكم، ومن بعده "شعيب" ابن أبي حمزة، و"أبو الزناد" هو عبد اللّه، و"الأعرج" هو عبد الرحمن، مرّوا مرارًا.

(4)

أي: إنه كان.

(5)

قوله: (ليأوي إلى ركن شديد) أي: إلى الله تعالى، لكنه عنى عشيرته؛ لأن قومَ لوط لم يكن منهم أحد يجتمع معه في نسبه، كذا في "ف"(6/ 415).

(6)

أي: اللّه، "تو"(3/ 341).

ص: 6

‌16 - بَاب قَولُهُ: {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ

(1)

(61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ

(2)

} [الحجر: 61 - 62]

أَنْكَرَهُمْ وَنَكِرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ. {يُهْرَعُونَ} [هود: 78] يُسْرعُونَ، {دَابِرَ} [الحجر: 66] آخِرَ. {صَيْحَةً} [يس: 29] هَلَكَةً. {لِلْمُتَوَسِّمِينَ

(3)

} [الحجر: 75] لِلنَّاظِرِينَ. {لَبِسَبِيلٍ} [الحجر: 76] لَبِطَرِيقٍ. {بِرُكْنِهِ}

(4)

[الذاريات: 39] بِمَنْ مَعَهُ لأَنَّهُمْ قُوَّتُهُ. {تَرْكَنُوا} [هود: 113] تَمِيلُوا.

3376 -

حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ

(5)

، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ

(6)

،

"بَابُ قَولُهُ" لفظ "قوله" سقط في نـ. "أَنْكَرَهُمْ" في نـ: "فَأَنْكَرَهُمْ". "أَنْكَرَهُمْ وَنَكِرَهُمْ

" إلخ، ثبت في سـ وحده.

===

(1)

أي: الملائكة.

(2)

قوله: ({قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}) أي: تُنكركم نفسي وتنفر عنكم مخافة أن تطرقوني بشَرٍّ، قالوا:{بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ} [الحجر: 63] أي: ما جئناك بما تنكرنا لأجله بل جئناك بما يَسُرُّك ويشفي لك من عدوك، "بيض" (1/ 533). قوله:" {يُهْرَعُونَ} " قال تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} أي: "يسرعون" إليه كأنهم يدفعون لطلب الفاحشة من أضيافه، كذا في "البيضاوي" (1/ 464). قال تعالى:{أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ} أي: آخرهم مقطوع.

(3)

أي: المتفرسين.

(4)

قال تعالى: {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ} أي: بقومه، "خ".

(5)

"محمود" هو ابن غيلان.

(6)

"أبو أحمد" محمد بن عبد اللّه الزُّهري.

ص: 7

ثَنَا سُفْيَانُ

(1)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(2)

، عَنِ الأَسْوَدِ

(3)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(4)

قَالَ: قَرَأَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

(5)

(6)

} [القمر: 15]. [راجع: 3341].

‌17 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [هود: 61]

وَقَولِهِ: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ} [الحجر: 80] الْحِجر: مَوْضِعُ ثَمُودَ

(7)

، وَأَمَّا {وَحَرْثٌ حِجْرٌ} [الأنعام: 138] حَرَامٌ، وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فَهُوَ حِجْرٌ، وَمِنْهُ: حِجْرٌ مَحْجُورٌ، وَالْحِجْرُ كُلُّ بِنَاءٍ تَبْنِيهِ، وَمَا حَجَّرْتَ

"تَبْنِيهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"بَنَيْتَهُ". [قوله: "وَمَا حَجَّرْتَ" بتشديد. الجيم، كذا في الأصل والصغاني، وفي غيرهما بتخفيف الجيم].

===

(1)

" سفيان" هو الثوري.

(2)

"أبي إسحاق" عمرو السبيعي.

(3)

"الأسود" هو ابن يزيد بن قيس النخعي.

(4)

"عبد اللّه" هو ابن مسعود.

(5)

بإهمال الدال كما مر.

(6)

وجه مناسبة ذكره هاهنا لأنَّه وقع في قصة في سورة القمر، كذا في "ع"(11/ 94).

(7)

قوله: (الحِجْرُ موضع ثمود) أي: هي منازل ثمود ناحية الشام عند وادي القرى، وأما قوله تعالى:{وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ} معناه: حرام، وحذف البخاري الفاء عن جواب "أما" وهو جائز، قال تعالى:{وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: 22] أي: حرامًا، و"محطوم" مكسور، وكأنّ الحطيم سمي به لأنه كان في الأصل داخل الكعبة فانكسر بإخراجه عنها، والحجر: العقل، قال تعالى:{هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: 5]، والحجى بكسر الحاء وبالجيم أيضًا: العقل، "كرماني"(14/ 34)"الخير الجاري".

ص: 8

عَلَيْهِ مِنَ الأَرْضِ فَهُوَ حِجْرٌ، وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرًا، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُوم، مِثْلُ قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ، وُيقَال لِلأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ: حِجْرٌ، ويُقَال لِلْعَقْلِ: حِجْرٌ وَحِجًى

(1)

. وَأَمَّا حَجْرُ

(2)

الْيَمَامَةِ فَهُوَ الْمَنْزِلُ.

3377 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ

(3)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(4)

، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ

(5)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمعَةَ

(6)

قَال: سَمِعْتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم -وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ- فَقَال: "انْتَدَبَ لَهَا

(7)

رَجُلٌ

(8)

ذُو عِزٍّ وَمَنعَةٍ فِي قَومِهِ

"فَهُوَ الْمَنْزِلُ" في نـ: "فَهُوَ مَنْزِلٌ". "انْتَدَبَ" في نـ: "فَانْتَدَبَ". "فِي قَومِهِ" في هـ، حـ:"فِي قُوَّةٍ".

===

(1)

بكسر الحاء والجيم: العقل، "ف"(6/ 379).

(2)

بفتح الحاء وسكون الجيم، "ك"(14/ 34).

(3)

"الحميدي" عبد اللّه بن الزُّبَير.

(4)

"سفيان" هو ابن عيينة الهلالي.

(5)

ابن الزُّبَير، "قس"(7/ 354).

(6)

ابن الأسود القرشي الأسدي، "ك"(14/ 35).

(7)

قوله: (انتدب لها رجل) يقال: ندبه لأمر فانتدب أي: دعاه فأجاب، والمنعَة بفتح الميم والنون، وقيل: بسكونها: القوة وما يمنع به الخصم، وأبو زمعة هو الأسود بن المطلب بن أسد، وهو كان ذا عزّ ومنعة في قومه كعاقر الناقة، وهو أحد المستهزئين الذين قال تعالى فيهم:{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95]، "ك"(14/ 35)، "خ".

(8)

اسمه قدار بن سألف، "بيضاوي"(2/ 561)، "قاموس" (ص: 415).

ص: 9

كَأَبِي زَمعَةَ"

(1)

. [أطرافه: 4942، 5204، 6042، أخرجه: م 2855، ت 3343، س في الكبرى 11675، ق 1983، تحفة: 5294].

3378 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُو الْحَسَنِ

(2)

، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ بْنِ حَيَّانَ أَبُو زَكَرِيَّاءَ

(3)

، ثَنَا سُلَيْمَانُ

(4)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ

(5)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا نَزَلَ الْحِجْرَ

(6)

فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا، وَلَا يَسْتَقُوا مِنْهَا، فَقَالُوا: قَدْ عَجَنَّا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا، فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْرَحُوا ذَلِكَ الْعَجِينَ، وُيهَرِيقُوا

(7)

ذَلِكَ الْمَاءَ. وَيُرْوَى عَنْ سَبْرَةَ

(8)

بْنِ مَعْبَدٍ وَأَبِي الشَّمُوسِ

(9)

:

"وُيرْوَى" في ذ: "قَالَ: ويُرْوَى".

===

(1)

مات في بدر كافرًا.

(2)

"محمد بن مسكين" هو اليمامي.

(3)

"يحيى بن حسان بن حيان" هو التِّنِّيسي.

(4)

"سليمان" هو ابن بلال التيمي.

(5)

مولى ابن عمر، "قس"(7/ 356).

(6)

قوله: (لما نزل الحجر) أي: منازل ثمود، وبه المطابقة، كذا في "الخير الجاري".

(7)

بفتح الهاء وسكونها، "خ".

(8)

قوله: (سبْرَة) بفتح المهملة وسكون الموحدة وبالراء "ابن معْبد" بفتح الميم وسكون المهملة وفتح الموحدة وبالمهملة الجهني، وأبو الشَّمُوس بفتح المعجمة وبالمهملة في الاخر، البَلَوي بفتح الموحدة واللام، كذا في "الكرماني"(14/ 35) و"الخير الجاري".

(9)

لا يُعرف اسمه، "قس"(7/ 356).

ص: 10

أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أمَرَ بِإِلْقَاءِ الطَّعَامِ. وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اعْتَجَنَ بِمَائِهِ". [طرفه: 3379، تحفة: 7185].

3379 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ

(1)

، ثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ

(2)

، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ

(3)

، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْضَ ثَمُودَ الْحِجْرَ

(4)

، وَاسْتَقَوْا مِنْ بِئَارِهَا، وَاعْتَجَنُوا بِهِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُهرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئَارِهَا، وَأَنْ يَعْلِفُوا

(5)

الإِبِلَ الْعَجِينَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي

"وَاسْتَقَوْا" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فَاسْتَقَوْا". "مِنْ بِئَارِهَا" في ذ: "مِنْ آبَارِهَا" وفي نـ: "مِنْ بِئْرِهَا". "مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئَارِهَا" كذا في ذ، وفي نـ:"مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا".

===

(1)

" إبراهيم بن المنذر" أبو إسحاق القرشي الحزامي المدني.

(2)

"أنس بن عياض" المدني الليثي.

(3)

"عبيد اللّه" هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المعروف بالعمري مرَّ مرارًا.

(4)

بالنصب على البدلية.

(5)

قوله: (أن يعلِفوا الإبلَ العجِين) فإن قلت: تقدّم أنه أمر بالطرح، وهاهنا قال بالتعليف. قلت: المراد بالطرح ترك الأكل، أو الطرح عند الدوابّ، يدلّ عليه الحديث اللاحق عليه، قاله الكرماني (14/ 36) وكذا في "الخير الجاري"، وقد مرَّ بعض بيانه [برقم: 433] في "كتاب الصلاة" في "باب الصلاة في موضع الخسف والعذاب" وفيه: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذَّبين" أي: مساكنهم، وإلا فالنزول في أرضهم جائز عند الحاجة، كما يدلّ عليه حديث الباب، واللّه أعلم بالصواب.

ص: 11

كَانَ تَرِدُهَا النَّاقَةُ. تَابَعَهُ

(1)

أُسَامَةُ عَنْ نَافِعِ. [طرفه: 3378، أخرجه: م 2981، تحفة: 7799، 7475].

3380 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ

(2)

، ثَنَا عَبدُ اللَّهِ

(3)

، عَنْ مَعْمَرٍ

(4)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(5)

، أَخْبَرَنِي سَالِمُ

(6)

بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(7)

، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ

(8)

قَالَ: "لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ

(9)

مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ". ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ

(10)

،

"كَانَ تَرِدُهَا" في هـ: "كَانَتْ تَرِدُهَا". "حَدَّثَنَا مُحَمَّد" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّد". "ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَنَا عَبدُ اللَّهِ". "أَنْفُسَهُمْ" ثبت في هـ، ذ.

===

(1)

عبيدَ اللّه.

(2)

"محمد" هو ابن مقاتل المروزي.

(3)

"عبد اللّه" هو ابن المبارك المروزي.

(4)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي مولاهم.

(5)

"الزُّهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(6)

"سالم" هو ابن عبد اللّه بن عمر رضي الله عنه.

(7)

ابن عمر.

(8)

قوله: (لما مرَّ بالحِجْر) وهي منازل ثمود، وأراد بـ "الذين [ظلموا] " ثمود ومن في معناهم من سائر الأمم الذين نزلت بهم الْمَثُلاث. قوله:"تَقَنَّعَ" أي: تَسَتَّر. قوله: "وهو على الرَّحل" أي: رحل البعير وهو أصغر من الْقَتَب، "ك"(14/ 36).

(9)

أي: كراهة أن يصيبكم، "ك"(14/ 36).

(10)

أي: تغشى بثوبه، "ق" (ص: 682).

ص: 12

وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ"

(1)

. [راجع: 433، أخرجه: س في الكبرى 11270، تحفة: 6942].

3381 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

، ثَنَا وَهْبٌ

(3)

، ثَنَا أَبِي

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ

(6)

مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ". [راجع: 433، أخرجه: م 2980، تحفة: 6994].

‌18 - بَاب قَولُهُ: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ

(7)

إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} الآية [البقرة: 133]

"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ". "عَنْ ابْنِ عُمَرَ" في ت: "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ". "بَابُ قَولُهُ" سقط لفظ "قوله" في نـ.

===

(1)

أي: رحل البعير.

(2)

"عبد اللّه بن محمد" المسندي الجعفي.

(3)

"وهب" ابن جرير بن حازم، "ك"(14/ 36)، يروي عن أبيه جرير بن حازم البصري.

(4)

هو جرير.

(5)

"يونس" هو ابن يزيد ومن بعدهم المذكورون آنفًا.

(6)

قال الخطابي: أضمر فيه الحذر أي حذر أن يصيبكم كقولك: لا تقرب الأسد أن يفترسك، "ك"(14/ 36).

(7)

كذا ثبتت هذه الترجمة هنا وهي مكررة كما سبق قريبًا، والصواب أن حديثها هو حديث الباب الذي يليها، "ف"(6/ 417).

ص: 13

3382 -

حَدَّثنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصورٍ

(1)

، أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ

(2)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ

(3)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ". [طرفاه: 3390، 4688، تحفة: 7205].

‌19 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ

(4)

وَإِخْوَتِهِ

(5)

آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: 7]

===

(1)

" إسحاق بن منصور" الكوسج المروزي.

(2)

"عبد الصمد" هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم.

(3)

عبد اللّه مولى ابن عمر.

(4)

قوله: ({فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ}) أي: في قصّتهم، والمراد بإخوته [بنو] عَلَّاتِه العشرة، وهم: يهوذا وروبيل وشمعون ولاوي وزبالون ويشخر ودينة من بنت خالته ليا تزوّجها يعقوب أوّلًا، فلما توفيت تزوّج أختها راحيل فولدت له بنيامين ويوسف، وأربعة آخرون: دان ونفتالي وجاد وآشر من سُرِّيتَيْن زلفة وبلهة، "بيضاوي"(1/ 477).

قوله: " {آيَاتٌ} " أي: علامات على قدرته، أو على نبوتك. قوله:" {لِلسَّائِلِينَ} " أي: لمن سأل عن قصتهم، أو عبرة للمعتبرين؛ فإنها تشتمل على رؤيا يوسف وما حقّق اللّه منها، وعلى صبر يوسف عن قضاء الشهوة، وعلى الرِّقِّ والسجن وما آل إليه أمره من الْمُلْك، وعلى حُزن يعقوب وصبره وما آل إليه أمره من الوصول إلى المراد، كذا في "القسطلاني"(7/ 358 - 359).

(5)

إذا اختلف في نبوتهم، "ف"(6/ 419).

ص: 14

3383 -

حَدَّثَنَا عُبَيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(1)

، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ

(2)

، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: "أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ". قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: "فَأكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ". قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: "فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ

(5)

تَسْأَلُونِيِّ؟ النَّاسُ مَعَادِنُ

(6)

(7)

، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا". [راجع: 3353].

"حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ" كذا في ذ، وفيِ نـ:"حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ". "سُئِلَ" في نـ: "قَالَ: سُئِلَ". "تَسْأَلُونِي" في ذ: "تَسْأَلُونَنِي".

===

(1)

" عبيد" هو الهباري الكوفي. [وفي "قس": اسمه عبد اللّه].

(2)

"أبي أسامة" حماد بن أسامة.

(3)

"عبيد اللّه" ابن عمر هو العمري.

(4)

المقبري.

(5)

مرَّ بيانه [برقم: 3353].

(6)

المراد به مستقر الأخلاق فمن كان استعداده أقوى كانت فضيلته أتم، "مرقاة".

(7)

قوله: (الناس معادن) جمع مَعْدِن كمجلس: منبت الجواهر من ذهب ونحوه، أي: الناس متفاوتون في شرف النفس واستعدادها فيتفاوتون في مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات على حسب الاستعداد ومقدار الشرف تفاوُتَ المعادن؛ فإن منها ما يستعدّ للذهب، ومنها ما يستعدّ للفضة وغيرهما من الجواهر المَعْدنيّة حتى ينتهي إلى الأدنى فالأدنى، كالحديد والكُحل والزرنيخ، فكان من يستعدّ بقبول المآثر وجميل الصفات والفوقية على

ص: 15

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ

(1)

، أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ

(2)

، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ

(3)

، عَنْ سَعِيدٍ

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.

3384 -

حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ

(5)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(6)

،

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سلامٍ" في ذ: "أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سلامٍ"، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سلامٍ"، ولفظ:"ابن سلام" سقط في نـ. "أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ".

===

الأقران في الجاهلية، وكان من خِيار القبائل فيها، لكنه كان في ظلمة الكفر والجهل مستورًا مغمورًا كما يكون الذهب والفضة في المعدِن ممزوجًا مختلطًا بالتراب، كان في الإسلام كذلك، وفاق بذلك الاستعداد والمآثر والصفات على أقرانه في الدين، وتنوّر بنور العلم والإيمان، وخلص في سبكة الرياضة والمجاهدة كما يسبك الذهب والفضة. وقوله:"إذا فَقِهُوا" يفيد أن الإسلام يرفع اعتبار التفاوت المعتبر في الجاهليس، فإذا تحلّى الرجل بالعلم والحكمة استجلب شرف النسب واستعداد النفس، فيجتمع الشرفان، وبدون ذلك لا يعتبر ولا يفيد. وفيه أن الوضيع العالم خير من الشريف الجاهل، يقال: فقِه الرجل بكسر القاف أي: علم، وفقُه بالضم صار فقيهًا وعالِمًا يعلم الشرائع، والرواية بالضمّ وهو المناسب هنا، كذا في "اللمعات".

(1)

"محمد بن سلام" هو البيكندي.

(2)

ابن سليمان، "ف"(6/ 419).

(3)

"عبيد اللّه" العمري.

(4)

"سعيد" المقبري.

(5)

"بدل بن المحبر" أبو المنير اليربوعي.

(6)

"شعبة" هو ابن الحجاج العتكي.

ص: 16

عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:"مُرِي أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ"، قَالَتْ: إِنَّهُ رَجُلٌ أَسِيفٌ

(2)

(3)

، مَتَى يَقُومُ مَقَامَكَ رَقَّ، فَعَادَ فَعَادَتْ، قَالَ شُعْبَةُ: فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: "إِنَّكُنَّ

(4)

صَوَاحِبُ

(5)

يُوسُفَ، مُرِي أَبَا بَكْرٍ". [راجع: 198، تحفة: 16341].

3385 -

حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ يَحْيَى

(6)

، ثَنَا زَائِدَةُ

(7)

، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ

(8)

،

"مَتَى يَقُومُ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"مَتَى يَقُمْ". "مُرِي أَبَا بَكْرٍ" كذا في ذ، وفي ذ:"مُرُوا أَبَا بَكْرٍ". "حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ يَحْيَى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى"، وزاد في مه:"البصري".

===

(1)

ابن عبد الرحمن بن عوف.

(2)

أي: السريع الحزن الرقيق، "ك"(14/ 38).

(3)

قوله: (أَسِيف) على وزن فعيل بمعنى فاعل، من الأسَف، وهو شدّة الحزن، والمراد أنه رقيق القلب سريع البكاء. قوله:"فعاد" أي: رسول اللّه صلى الله عليه وسلم[إلى] مقالته في أبي بكر بالصلاة. قوله: "فعادَتْ" أي: عائشة [إلى] مقالتها في كون أبي بكر أسيفًا، كذا في "العيني"(4/ 264).

(4)

الخطاب لجنس عائشة، وإلا فالقياس أن يقال: فإنك، بلفظ المفرد، "ع"(4/ 283).

(5)

جمع صاحبة وهن امرأة العزيز والمقطعات للأيدي، "مجمع"(3/ 295).

(6)

"ربيع بن يحيى" الأشناني البصري.

(7)

"زائدة" ابن قدامة أبو الصلت الكوفي.

(8)

"عبد الملك" هو اللخمي الكوفي.

ص: 17

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى

(1)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ"، رَجُلٌ كذا، فَقَالَ مِثْلَهُ

(2)

، فَقَالَتْ مِثْلَهُ، فَقَالَ:"مُرُوا أَبَا بَكرٍ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ". فَأَمَّ أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ حُسَيْنٌ

(3)

عَنْ زَائِدَةَ: رَجُلٌ رَقِيقٌ

(4)

. [طرفه: 678، أخرجه: م 420، تحفة: 9112].

3386 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(5)

، أَنَا شُعَيْبٌ

(6)

، ثَنَا أَبُو الزِّنَادِ

(7)

، عَنِ الأَعْرَج

(8)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَنْجِ

(9)

عَيَّاشَ

(10)

"مُرُوا أَبَا بَكرٍ" زاد في نـ: "فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكرٍ" ولفظ "عائشة" ثبت في ذ. "رَجُلٌ كذا" لفظ "كذا" ثبت في ذ. "مُرُوا أَبَا بَكرٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"مُرُوهُ". "فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ" كذا في ذ، وفي نـ:"فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ". "وَقَالَ حُسَيْنٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقَالَ حُسَيْنٌ".

===

(1)

" أبي بردة" عامر بن عبد اللّه بن قيس الأشعري.

(2)

أي: مثل القول الأول.

(3)

ابن علي بن الوليد الجعفي.

(4)

مكان قوله: "رجل أسيف" ومرّت رواية الحسين (برقم: 678).

(5)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(6)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة.

(7)

"أبو الزناد" عبد الله بن ذكوان.

(8)

"الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز.

(9)

أمر من أنجى ينجي.

(10)

قوله: (عَيَّاش) بفتح العين وتشديد التحتية وبعد الألف شين

ص: 18

ابْنَ أَبِي رَبيعَةَ

(1)

، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجٍ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ

(2)

الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ

(3)

وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ

(4)

، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ

(5)

كَسِنِي يُوسُفَ"

(6)

. [راجع: 797، تحفة: 13768].

===

معجمة "ابن أبي ربيعة" واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة، وهو أخو أبي جهل أيضًا لأمه، أسلم قديمًا وأوثقه أبو جهل بمكة. قوله:"سلمة بن هشام" ابن المغيرة المذكور أخو أبي جهل، وكان قديم الإسلام وعُذِّب في اللّه ومنعوه أن يهاجر إلى المدينة. قوله:"الوليد بن الوليد" ابن المغيرة المذكور أخو خالد بن الوليد، أُسِرَ يوم بدر كافرًا، فلما فدي أسلم، فقيل له: هلّا أسلمت قبل أن تفتدي؟ فقال: كرهت أن يظنّ بي أني أسلمت جَزعًا، فحُبِسَ بمكة ثم أفلت ولَحِقَ برسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء الثلاثة أسباط المغيرة كل واحد منهم ابنُ عمِّ الآخر، "عيني"(4/ 541 - 542).

(1)

ابن المغيرة بن عبد اللّه المخزومي، "ع"(4/ 542).

(2)

من قبيل عطف العام على الخاص، "ع"(4/ 542).

(3)

قوله: (اشْدُد) بضم الهمزة أمر من شدّ. قوله: "وَطْأَتَك" بفتح الواو وسكون الطاء المهملة وفتح الهمزة من الوطء، وهو الدوس بالقدم في الأصل، ومعناه هاهنا: خُذْهم أخذًا شديدًا. قوله: "كسني يوسف" أي: كالسنين التي كانت في زمان يوسف عليه السلام مقحطة، ووجه التشبيه امتداد زمان المحنة والبلاء والبلوغ غايةَ الشدّة والضّرّاء، "عمدة القاري"(4/ 542).

(4)

بضم الميم وفتح المعجمة، ابن نزار بن معد بن عدنان، وهو شعب عظيم فيه قبائل كثيرة، "ع"(4/ 542).

(5)

أي: الوطأة.

(6)

فيه الترجمة.

ص: 19

3387 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ هُوَ ابْنُ أَخِي جُوَيْرِيَةَ، ثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَأَبَا عُبَيْدٍ

(1)

أَخْبَرَاه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ

(2)

شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ

(3)

فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ ثُمَّ أَتَانِي الدَّاعِي لأَجَبْتُهُ"

(4)

. [راجع: 3372، أخرجه: م 1042، س 2584، تحفة: 13237، 12931].

3388 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ

(5)

، أَنَا ابْنُ فُضَيل

(6)

، ثَنَا حُصين

(7)

، عَنْ شَقِيقٍ

(8)

، عَنْ مَسرُوقٍ

(9)

قَالَ: سَألْتُ

"هُوَ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَهُوَ".

===

(1)

مصغرًا، هو سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن الأزهر، "ك"(14/ 39).

(2)

أي: الله.

(3)

ومَرّ قريبًا.

(4)

قوله: (لَأَجَبْتُه) أي: لأسرعت الإجابة في الخروج من السجن ولَمَا قَدَّمْتُ طلبَ البراءة، فوصفه بشدّة الصبر حيث لم يبادر إلى الخروج، وذلك منه صلى الله عليه وسلم على سبيل التواضع، كذا في "التوشيح"(5/ 2179)، وسمعتُ الشيخ مولانا محمد إسحاق يقول: وذلك منه صلى الله عليه وسلم لشدة الشوق إلى التبليغ.

(5)

"محمد بن سلام" البيكندي.

(6)

"ابن فضيل" محمد وجده غزوان الكوفي.

(7)

"حصين" هو ابن عبد الرحمن السلمي.

(8)

"شقيق" هو أبو وائل بن سلمة الكوفي المخضرم.

(9)

"مسروق" هو ابن الأجدع أبو عائشة الكوفي.

ص: 20

أُمَّ رُومَانَ

(1)

(2)

، وَهِيَ أُمُّ عَائِشَةَ، عَمَّا قِيلَ فِيهَا مَا قِيلَ، قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ عَائِشَةَ جَالِسَتَانِ، إِذْ وَلَجَتْ

(3)

عَلَيْنَا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصارِ، وَهِيَ تَقُولُ: فَعَلَ اللَّهُ بِفُلَانٍ

(4)

وَفَعَلَ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: لِمَ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ نَمَّى

(5)

ذِكْرَ الْحَدِيثِ

(6)

، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَيُّ حَدِيثٍ؟ فَأَخْبَرَتْهَا، قَالَتْ:

"عَمَّا قِيلَ" في هـ، ذ:"لِمَا قِيلَ".

===

(1)

بضم الراء وقيل بفتحها، "ف"[انظر "قس" (10/ 354)].

(2)

قوله: (أم رومان) بضم الراء بنت عامر، "وهي أُمُّ عائشة" أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها، وقيل: إن مسروقًا لم يسمع من أم رومان لتقدُّم وفاتها، فيكون حديثه منقطعًا، وقال أبو نعيم: بقيتْ بعد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دهرًا طويلًا، وحينئذ فالحديث متّصل، وهو الراجح، وقول علي بن زيد ابن جَدْعان: إن وفاة أم رومان كانت سنةَ ست، ضعيف لا يُحتجّ به

(1)

، وقولُ الخطيب: الصواب أن يُقرأ "سئلت أم رومان" مبنيًّا للمفعول، مردود لما جاء في حديث الإفك في "المغازي":"قال مسروق: حدّثتني أم رومان"، كذا في "القسطلاني"(7/ 363) وغيره.

(3)

دخلت.

(4)

أرادت "بفلان" مسطح بكسر الميم: ابن أثاثة أي: تدعو عليه.

(5)

قوله: (إنه نَمّى ذكر الحديث) بتشديد الميم، من التنمية، يقال: نميتُ [الحديث] بالتخفيف أنميه إذا بلّغتَه على وجه الإصلاح، فإذا بلَّغْتَه على وجه الإفساد والنميمة قلتَ: نَمّيتُه بالتشديد، كذا في "القسطلاني"(7/ 364)، ومرَّ الحديث مطوّلًا مع بيانه [برقم: 2661] في "كتاب الشهادات".

(6)

أي: حديث الإفك.

(1)

في الأصل: لا يجتمع به.

ص: 21

فَسَمِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيهَا، فَمَا أَفَاقَتْ إِلَّا وَعَلَيهَا حُمَّى بِنَافِضٍ

(1)

(2)

، فَجَاءَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:"مَا لِهَذِهِ؟ " قُلْتُ: حُمَّى أَخَذَتْهَا مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِهِ، فَقَعَدَتْ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لَا تُصَدِّقُونِّي، وَلَئِنِ اعْتَذَرْتُ لَا تَعْذِرُونِّي

(3)

، فَمَثَلِي وَمثلكم

(4)

كَمَثَلِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ، {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] فَانْصَرَفَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَا أَنْزَلَ، فَأَخْبَرَهَا، فَقَالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ

(5)

لَا بِحَمْدِ أَحَدٍ. [أطرافه: 4143، 4691، 4751، تحفة: 18317].

"لَا تُصَدِّقُونِّي" في ذ: "لَا تُصَدِّقُونَنِي". "لَا تَعْذِرُونِّي" في ذ: "لَا تَعْذِرُوننِي".

===

(1)

أي: متلبسة بارتعاد.

(2)

النافض من الحمى هي ذات الرعدة، "ع"(11/ 106).

(3)

أي: لا تقبلون عذري.

(4)

قوله: (فمثلي ومثلكم) أي: صفتي كصفة يعقوب عليه السلام حيث صَبَر صَبرًا جميلًا، وقال:" {اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ} ". والمطابقة للترجمة تؤخذ من قولها: "كمثل يعقوب وبنيه"؛ فإن فيه يوسف أيضًا، وسيأتي في سورة النور [برقم: 4757] عن عائشة بلفظ: "والتمست اسم يعقوب فلم أجده، فقلت: ما أجد لي ولكم مثَلًا إِلَّا أبا يوسف"، "عيني"(11/ 104). [كذا في الأصل والعيني، والصواب كما في البخاري بلفظ: "وإني واللّه ما أجد لي ولك مثلًا -والتمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه- إِلَّا أبا يوسفَ"].

(5)

أي: أشتغل بحمد اللّه.

ص: 22

3389 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيرٍ

(1)

، ثَنَا اللَّيْثُ

(2)

، عَنْ عُقَيلٍ

(3)

، عَنِ ابْنِ شِهَاب

(4)

، أَخْبَرَنِي عُزوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ

(5)

أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتِ

(6)

قَوْلَهُ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] أَوْ {كُذِبُوا} ؟ قَالَتْ: بَلْ كَذَّبَهُتم قَوْمُهُمْ، فَقُلْتُ

(7)

: وَاللَّهِ

(8)

لَقَدِ اسْتَيقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُم كَذَّبُوهُمْ وَمَا هُوَ بِالظَّنِّ، فَقَالَتْ: يَا عُرَيَّةُ

(9)

، لَقَدِ اسْتَيقَنُوا بِذَلِكَ، قُلْتُ: فَلَعَلَّهَا أَوْ كُذِبُوا

(10)

،

"أَرَأَيْتِ قَوْلَهُ" في ذ: "أَرَأَيْتِ قَولَ اللَّهِ".

===

(1)

" يحيى" هو ابن عبد اللّه بن بكير.

(2)

"الليث" هو ابن سعد الإمام.

(3)

"عقيل" هو ابن خالد الأيلي.

(4)

"ابن شهاب" هو الزُّهري.

(5)

"عروة" هو ابن الزُّبَير بن العوام.

(6)

قوله: (أرأيتِ

) إلخ، أي: أخبِريني أنّ "كُذبوا" في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} بالتخفيف أو بالتشديد؟ فقالت عائشة: إن كونه بالتخفيف يوجب فسادًا عظيمًا، وهو أن الرسل ظنوا بذلك وهو باطل، كذا في "الخير الجاري".

(7)

القائل عروة.

(8)

قوله: (فقلت: والله) إلى قوله: "وما هو بالظنّ" أي: اعترض عروة بأن الرسل قد استيقنوا بتكذيب قومهم إياهم، ولم يكن ذلك ظنًّا منهم. فأجابت عائشة بأن الظنّ هاهنا بمعنى اليقين وهو شائع كما في قوله تعالى:{وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} [انظر "ع" (11/ 107)].

(9)

تصغير عروة أصله عريوة، "قس"(7/ 365).

(10)

قوله: (قلت: فلعلّها أو كُذِبوا) بالتخفيف، أي: من عند ربهم،

ص: 23

قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا، وَأَمَّا هَذِهِ الآيَةُ، قَالَتْ: هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ، وَطَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلَاءُ، وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَتْ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ كَذَّبُوهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ

===

فقالت: لا، بل من جهة أتباعهم المصدّقين، أي: ظنّ الرسل أن أتباعهم لم يكونوا صادقين في دعوى إيمانهم، وجواب "أما" محذوف، أي: فالمراد من الكاذبين فيها هم الأتباع. و"كذبوا" هو بالتخفيف ويحتمل التشديد، فأرادت عائشة أنهم استيقنوا التكذيب من غير المصدّقين، وظنّوا التكذيب آخرًا من المصدِّقين أوّلًا، كذا قال الكرماني (14/ 40 - 41).

قال البيضاوي (1/ 498) في تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} : أي: كذبتهم أنفُسُهم حين حدّثتهم بأنهم ينصرون، أو كذبهم القوم بوعد الإيمان، وقيل: الضمير للمرسل إليهم، أي: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم بالدعوة والوعيد، وقيل: الأول للمرسل إليهم والثاني للمرسَل، أي: وظنوا أن الرسل قد كذبوا وأخلفوا فيما وعد لهم من النصر وخلط الأمر عليهم، وما روي عن ابن عباس:"أن الرسل ظنوا أنهم أخلفوا ما وعدهم اللّه من المحصر" إن صحّ هذا فقد أراد بالظنّ ما يهجس في القلب على طريق الوسوسة، هذا أو أن المراد به المبالغة في التراخي والإمهال على سبيل التمثيل، وقرأ غير الكوفيين بالتشديد، أي: وظنّ الرسل أن القوم قد كذَّبوهم فيما وعدوهم، وقرئ "كَذبوا" بالتخفيف وبناء الفاعل أي: وظنوا أنهم قد كذبوا فيما حدّثوا به عند قومهم لما تراخى عنهم ولم يَرَوْا له أثرًا.

ص: 24

{اسْتَيْأَسُوا}

(1)

اسْتَفْعَلُوا

(2)

مِنْ يَئِسْتُ. {مِنْهُ}

(3)

[أيوسف: 80] أي مِنْ يُوسُفَ. {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ

(4)

} [يوسف: 87] مَعْنَاهُ منَ الرَّجَاءِ

(5)

. [أطرافه: 4525، 4695، 4696، تحفة: 16561].

3390 -

حَدَّثَنَا عَبدَةُ

(6)

، ثَنَا عَبدُ الصَّمَدِ

(7)

، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(8)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ، يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عليهم السلام". [راجع: 3382].

"اسْتَيْئسُوْا" في نـ: "قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: اسْتَيْئسُوْا". "اسْتَفْعَلُوا" كذا في صـ، مصحح عليه، وفي نـ:"افْتَعَلُوا". "منَ الرَّجَاءِ" لفظ "من" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا عَبْدَةُ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَخْبَرَنِي عَبدَةُ". "عَنِ النَّبِيِّ" في نـ: "أَنَّ النَّبِيَّ".

===

(1)

أي: حصل لهم اليأس من يوسف، "ف"(6/ 420).

(2)

قوله: ({اسْتَيْأَسُوا} استفعلوا) وفي بعضها "افتعلوا "، والمراد بيان المعنى وأن الطلب ليس بمقصود فيه، لا بيان الوزن والاشتقاق، "ك"(14/ 41)، "خ".

(3)

أي: ما وقع في قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ} [يوسف: 80].

(4)

أي: من رحمة اللّه، "ف"(6/ 420).

(5)

مطابقة الحديث للترجمة وقوع الآية في سورة يوسف، ودخوله هو في عموم قوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} [يوسف: 109]، "ف"(6/ 420).

(6)

"عبدة" هو ابن عبد اللّه أبو سهل الصفار الخزاعي البصري.

(7)

"عبد الصمد" هو ابن عبد الوارث البصري.

(8)

ابن عبد اللّه بن ديناركما مرَّ قريبًا.

ص: 25

‌20 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ} الآية [ص: 41]

{ارْكُضْ}

(1)

[ص: 42] اضْرِبْ. {يَرْكُضُونَ} [الأنبياء: 12] يَعْدُونَ

(2)

.

3391 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ

(3)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(4)

، أَنَا مَعْمَرٌ

(5)

، عَنْ هَمَّامٍ

(6)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَينَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا خَرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ جَرَادٍ

(7)

(8)

مِنْ ذَهَبٍ،

"{ارْكُضْ} " زاد في شحج: " {بِرِجْلِكَ} ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "بَيْنَمَا أَيُّوبُ" في شحج: "بَينَا أَيُّوبُ".

===

(1)

أي: في قوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} .

(2)

قال الفَرَّاء: قال تعالى: {إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ} [الأنبياء: 12] أي: يهربون، "ف"(6/ 420).

(3)

"عبد اللّه" هو المسندي الجعفي.

(4)

"عبد الرزاق" هو ابن همام بن نافع الحميري مولاهم.

(5)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي.

(6)

"همام" هو ابن منبه بن كامل الصنعاني.

(7)

أي: جماعة من جراد.

(8)

قوله: (رِجْلُ جرادٍ) أي: جماعة جراد، اسم جمع، واحده جرادة، كتمر وتمرة. قوله:"يحثي" بالمثلّثة أي: يأخذ بيديه جميعًا. قوله: "قال: بلى" أي: أغنيتَني. قوله: "ولكن لا غِنى بي" بالقصر بغير تنوين، وخبر "لا"[قوله "لي"، أو] قوله: "عن بَرَكتِك"، وفي رواية بشير بن نهيك:"فقال: ومن يشبع من رحمتك" أو قال: "من فضلك"، كذا في "الفتح"(6/ 421). قال العيني

ص: 26

فَجَعَلَ يَحْثِي

(1)

فِي ثَوْبهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى

(2)

يَارَبِّ، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ". [راجع: 279].

‌21 - بَابٌ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا

(3)

} -إلى قوله- {نَجيَّا

(4)

} [مريم: 51 - 52]

يُقَالُ لِلْوَاحِدِ وَلِلاثْنيْنِ وَالْجَمِيعِ: نَجِيٌ. وَيُقَالُ:

"فَنَادَاهُ رَبُّهُ" كذا في ص، ذ، وفي نـ:"فَنَادَى رَبُّهُ". "لَا غِنَى بِي" كذا في ذ، وفي ذ:"لَا غِنَى لِي". {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ

نَجِيًّا} في ذ: "قَول الله عز وجل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا} - إلى قوله - {نَجِيًّا}، وفي مه: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} - زاد في سـ: "كَلَّمَهُ" - {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا} [مريم: 53]، وزاد في نـ بعد هذا الباب: "بَاب {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} - إلى - {مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر: 28]"، وفي أخرى قبل هذا الباب. "وَالْجَمِيعِ" ثبت في هـ.

===

(11/ 110): ومطابقته للترجمة ظاهرة من حيث [إن عقيب قوله: ربي {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [الأنبياء: 83]، جاء الوحي بقوله:{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} [ص: 42] فركض] فنبع الماءُ فاغتسل فيه وهو عُريان فنزل عليه رجل جراد.

(1)

أي: يأخذ بيديه.

(2)

أي: قد أغنيتني.

(3)

قرأه الكوفيون بالفتح على أن اللّه أخلصه، "بيض"(2/ 36).

(4)

أي: مناجيًا، والمناجاة: المسارّة بالقول.

ص: 27

خَلَصُوا نَجِيًّا اعْتَزَلُوا نَجِيًّا، وَالْجَمِيعُ أَنْجِيَةٌ يَتَنَاجَوْنَ. تَلَقَّفُ

(1)

تَلَقَّمُ

(2)

.

3392 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ

(3)

، ثَنَا اللَّيْثُ

(4)

، ثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سمعت عُرْوَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَرَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(5)

إِلَى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ

(6)

، فَانْطَلَقَتْ بِهِ إِلَى وَرَقَةَ

(7)

بْنِ نوْفَلٍ، وَكَانَ رَجُلًا تَنَصَّرَ

(8)

يَقْرَأُ الإِنْجِيلَ بالْعَرَبِّيةِ، فَقَالَ وَرَقَةُ: مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالطَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل عَلَى مُوسَى، وَإِنْ أَدْرَكَنِي يَوْمُكَ أَنْصُركَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا

(9)

(10)

. النَّامُوسُ

(11)

: صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي يُطْلِعُهُ بِمَا يَشتُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ. [راجع: 3].

===

(1)

أصله: تتلقف أي: تبتلع، "ج" [الأعراف: 117].

(2)

هو تفسير أبي عبيدة، قاله في سورة الأعراف، "ف"(6/ 423).

(3)

"عبد اللّه بن يوسف" التِّنِّيسي.

(4)

"الليث" ومن بعده مرّوا آنفًا.

(5)

أي: من غار حراء.

(6)

أي: يضطرب قلبه.

(7)

بفتحات.

(8)

أي: صار نصرانيًّا.

(9)

أي: قويا.

(10)

قوله: (مُؤَزَّرًا) بتشديد الزاي من الأزر وهو القوّة، أي: قويًّا بالغًا، ومرّ الحديث [برقم: 3] في أول "الصحيح" مبسوطًا، "ك"(14/ 43)، "خ".

(11)

سمي جبرئيل الناموس لأن اللّه خصه بالغيب والوحي، "ك"(1/ 38).

ص: 28

‌22 - بَابُ

(1)

قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا} إِلَى قَوْلِهِ: {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه: 9 - 12]

{آنَسْتُ} أَبْصَرْتُ {نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ}

(2)

الآيَةَ [طه: 10]. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(3)

: {الْمُقَدَّسِ} : الْمُبَارَكُ، {طُوًى}

(4)

اسْمُ الْوَادِي

(5)

. {سِيرَتَهَا

(6)

} [طه: 21] حَالَتَهَا، وَ {النُّهَى}: التُّقَى. {بِمَلْكِنَا

(7)

} [طه: 87]

"قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" ثبت في سـ، هـ، ذ.

===

(1)

وسقط لفظ "باب" عند أبي ذر وكريمة، "ف "(6/ 423).

(2)

أي: بشعلة من النار.

(3)

" قال ابن عباس" هو عبد اللّه ابن عم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.

(4)

سمي به لأن موسى طواه ليلًا، "ف"(6/ 424).

(5)

ومن جعله اسم أرض لم ينونه، ومن نجعله اسم الوادي صرفه، "ف"(6/ 424).

(6)

قوله: ({سِيرَتَهَا}) قال تعالى: {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} أي: "حالَتَها". قوله: "و {النُّهَى} التُّقَى" يريد تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} ، قال البيضاوي (2/ 50): أي: لِذوي العقول الناهية عن اتّباع الباطل وارتكاب القبائح، جمع نُهْيَةٍ.

(7)

قوله: ({بِمَلْكِنَا}) قرؤوا بفتح الميم وبالضمّ وبالكسر، "ف"(14/ 424)، يريد تفسير قوله تعالى:{مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} أي: بأن ملكنا أمرنا إذ لو خلينا وأمرنا ولم يسول لنا السامري لما أخلفنا، كذا في "البيضاوي" (2/ 55). قوله:" {هَوَى} شَقِي" قال تعالى: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} ، وقال:{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} أي: "إِلَّا من ذكر

ص: 29

بِأَمْرِنَا. {هَوَى} [طه: 81] شقِيَ. {فَارِغًا} [القصص: 10] إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسى. {رِدْءًا} [القصص: 34] كَيْ يُصدِّقَنِي. ويُقَالُ: مُغِيثًا أَوْ مُعِينًا. {يَبْطِشَ} وَيَبْطُشَ. {يَأْتَمِرُونَ

(1)

} [القصص: 20] يَتَشَاوَرُونَ، {رِدْءًا}: عَونًا، يُقَالُ: قَدْ أَرَدَأتُهُ علَى صَنْعَتِهِ أَيْ أَعَنْتُهُ عَلَيهَا. وَالْجِذْوَةُ: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْخَشَبِ لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ. {سَنَشُدُّ} [القصص: 35] سَنُعِينُكَ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا. وَقَالَ غَيْرُهُ

(2)

: كُلَّمَا لَمْ يَنْطِقْ بحَرْفٍ أَوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ أَوْ فَأْفَأَةٌ فَهِيَ عُقْدَةٌ. {أَزْرِي

(3)

} [طه: 31] ظَهْرِي. {فَيُسْحِتَكُمْ

(4)

} [طه: 61] فَيُهْلِكَكُمْ. {الْمُثْلَى

(5)

} [طه: 63] تَأْنِيثُ

"مُغِيثًا أَوْ مُعِينًا" في نـ: "مُغِيثًا وَمُعِينًا". "رِدءًا: عَونًا -إلى- أَعَنْتُهُ عَلَيْهَا" سقط في نـ.

===

موسى"، وقال تعالى: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} أي: "مُعِينًا" بالمهملة والنون أو بالمعجمة والمثلّثة، وقال: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ} بضمّ الطاء وكسرها، - قلت: الكسر القراءة المشهورة هنا، "ف" (6/ 425) -. وقال: {آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ}. وقال: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ}. قوله: "وقال غيره" أي: غير ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي}، والتَّمْتَمَة هي التردُّد في حرف التاء الفوقية وانحراف اللسان إليها عند التكلم، والفَأْفَأَة: التردُّد في الفاء عنده، "كرماني" (14/ 43 - 44) و"الخير الجاري".

(1)

قال: {إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ} .

(2)

"وقال غيره" أي: غير ابن عباس رضي الله عنهما.

(3)

قال: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} .

(4)

أي: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ} .

(5)

قوله: ({الْمُثْلَى}) قال تعالى: {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} أي:

ص: 30

الأَمْثَلِ، يَقُولُ: بِدِينِكُمْ، يُقَالُ: خُذِ الْمُثْلَى، خُذِ الأَمْثَلَ. {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا

(1)

} [طه: 64] يُقَالُ: هَل أَتَيْتَ الصَّفَّ الْيَوْمَ يَغنِي الْمُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ. {فَأَوْجَسَ

(2)

} أَضْمَرَ خَوْفًا، فَذَهَبَتِ الْوَاوُ مِنْ {خِيفَةً

(3)

} [طه: 67] لِكَسْرَةِ الْخَاءِ. {فِي جُذُوعِ

(4)

النَّخْلِ} [طه: 71] عَلَى جُذُوعِ. {خَطْبُكَ

(5)

} [طه: 95] بَالُكَ. {مِسَاسَ} [طه: 97] مَصْدَرُ مَاسَّهُ مِسَاسًا. {لَنَنْسِفَنَّهُ} [طه: 97] لَنُذْرِيَنَّهُ. والضُّحَى

(6)

: الْحَرُّ. {قُصِّيهِ

(7)

} [القصص: 11] اتَّبعِي أَثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ أَنْ تَقُصَّ الْكَلَامَ {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} [يوسف: 3]. {عَنْ جُنُبٍ

(8)

} [القصص: 11] عَنْ بُعْدٍ، وَعَنْ جَنَابَةٍ وَعَنِ اجْتِنَابٍ وَاحِدٌ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {عَلَى قَدَرٍ

(9)

} [طه: 40]

===

"بدينكم" الأفضل، والمثلى هي الفُضْلى، قال:{فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} " أي: خوفًا من أن يمسَّك فيأخذك الحُمّى.

(1)

أي: صفوفًا، "ف"(6/ 426).

(2)

قال: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً} [طه: 67].

(3)

أي: كان أصله: خوفة فذهبت الواو أي: قلبت، "ك"(14/ 44).

(4)

أي {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] يعني "في" بمعنى على.

(5)

{قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِيُّ} [طه: 95]، أي: ما حالك.

(6)

قال تعالى: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} [طه: 59]، "ك"(14/ 45).

(7)

قوله: ({قُصِّيهِ}) قال تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} أي: لفظ {قُصِّيهِ} إمّا مشتقٌّ من القصّ وهو اتّباع الأثر، أو من قصّ الكلام لقوله تعالى:" {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} "، ولفظ الْجُنُب والجَنَابة والاجتناب واحد يعني كلّها بمعنى البُعْد، كذا في "الكرماني"(14/ 45).

(8)

أي: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} [القصص: 11] أي: عن بعد.

(9)

قوله: ({عَلَى قَدَرٍ}) يريد تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ

ص: 31

مَوْعِدٍ. {وَلَا تَنِيَا} [طه: 42]، لَا تَضْعُفَا. {مَكَانًا سُوًى} [طه: 58] مِنْصَفٌ بينهم. {يَبَسًا} [طه: 77] يَابِسًا. {مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} [طه: 87] الْحُلِيِّ الَّذِي اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، فَقَذَفْتُهَا

(1)

: أَلْقَيْتُهَا. {أَلْقَى} [طه: 87] صَنَعَ. {فَنَسِيَ} [طه: 88] مُوسَى، هُمْ يَقُولُونَهُ

(2)

: أَخْطَأَ الرَّبَّ {أَلَّا يَرْجِعُ

(3)

إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه: 89] فِي الْعِجْلِ.

"فَقَذَفْتُهَا" في هـ: " {فَقَذَفْنَاهَا} ".

===

يَامُوسَى}. وقال: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا} أي: "لا تضعُفا". وقال: {لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} أي: منتصفًا بينهم، وقال:[{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ} "يَبَسًا"] أي: "يابسًا"، وقال:{حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} "ك"(14/ 45).

(1)

قوله: (فقَذَفْتُها) ووقع في رواية الكشميهني: " {فَقَذَفْنَاهَا} " وصله الفريابي من [طريق] ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} ، {فَقَذَفْنَاهَا} قال: ألقيناها، وفي قوله:{أَلْقَى السَّامِرِيُّ} أي: صنع، وفي قوله:{فَنَبَذْتُهَا} أي: ألقيتُها، انتهى. قال السامري لبني إسرائيل: إنما أصابكم الذي أصابكم عقوبة بالحلي الذي كان معكم، وكانوا قد استعاروا ذلك من آل فرعون فساروا وهي معهم فقذفوها إلى السامري فصوّرها صورةَ بقرهٍ، وكان قد صَرَّ في ثوبه قبضةً من أثَرِ حافرِ فرسِ جبرئيل فقَذفها مع الحلي في النار فأخرج عجلًا يخور، "ف"(6/ 427).

(2)

قوله: (هم يقولونه) أي: قوم السامري يقولون: فنسي، ومعناه: أخطأ موسى الربّ حيث تركه هاهنا وذهب إلى الطور يطلبه ثَمَّهْ، "ك"(14/ 45).

(3)

قوله: ({أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} في العجل) وصله الفريابي عن مجاهد كذلك، وقال أبو عبيدة [في "مجاز القرآن" (2/ 24)]: تقدير القراءة بالضم أنه لا يرجع، ومن لم يضمّ نصبه بأَنْ؛ لمَّح المصنف بهذه التفاسير

ص: 32

3393 -

حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ

(1)

، ثَنَا هَمَّامٌ

(2)

، ثَنَا قَتَادَةُ

(3)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلةٍ أُسْرِيَ بِهِ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، فَإِذَا هَارُونُ

(4)

، قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ، فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. تَابَعَهُ

(5)

"أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ" في نـ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ".

===

لما جرى لموسى في خروجه إلى مدين، ثم في خروجه إلى مصر، ثم في أخباره مع فرعون، ثم في غرق فرعون، ثم في ذهابه إلى الطور، ثم في عبادة بني إسرائيل العِجْلَ، وكأنه لم يثبت عنده في ذلك من المرفوعات ما هو على شرطه، "فتح"(6/ 427).

(1)

"هدبة بن خالد" الأزدي البصري.

(2)

"همام" هو ابن يحيى بن دينار العوذي.

(3)

"قتادة" هو ابن دعامة السدوسي.

(4)

قوله: (فإذا هارون) هو موضع يؤخذ منه الترجمة من حيث إن هارون أخو موسى، أو يؤخذ الترجمة من بقيّة الحديث؛ فإن فيه ذكر موسى أيضًا، قال في "الفتح" (6/ 427 - 428): سيأتي تمامه في السيرة النبوية [برقم: 3887]، واقتصر منه هنا على قوله:"حتى أتى السماء الخامسة فإذا هارون" الحديث بهذه القصّة خاصّة، ثم قال:"تابعه ثابت وعَبّاد" أراد بذلك أن هذَين تابَعَا قتادةَ عن أنس في ذكر هارون في السماء الخامسة لا في الجميع ولا في الإسناد، وروى الزُّهري عن أنس عن أبي ذر كما مضى في أول الصلاة [برقم: 349]، ولم يذكر في حديثه هارون أصلًا، وإلى هذا أشار المصنف بالمتابعة، واللّه أعلم، انتهى مختصرًا.

(5)

"تابعه" أي: تابع قتادة.

ص: 33

ثَابِتٌ

(1)

وَعَبَّادُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ

(2)

، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3207].

‌23 - بَابٌ {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ

(3)

يَكْتُمُ إِيمَانَهُ - إلى - مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر: 28]

‌24 - بَابُ قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [طه: 9]{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]

3394

- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسى

(4)

، ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ

(5)

، ثَنَا مَعْمَرٌ

(6)

،

"ثَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "أَنَا مَعْمَرٌ".

===

(1)

" ثابت" البناني.

(2)

"عباد" هو البصري.

(3)

قوله: ({وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ}) كذا وقعت هذه الترجمة بغير حديث، ولعله أخلى بياضًا في الأصل فوصل كنظائره، ووقع هذا في رواية النسفي مضمومًا إلى ما في الباب الذي بعده وهو مُتَّجِه، - أي: جيّد حسن، "خ" -. واختلف في اسم هذا الرجل فقيل: هو يوشع بن نون، وبه جزم ابن التين، وهو بعيد؛ لأن يوشع كان من ذرّيّة يوسف عليه السلام ولم يكن من آل فرعون. وقد قيل: إن قوله: {مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} متعلِّق بـ {يَكْتُمُ} ، والصحيح أنه من آل فرعون، وذكر الثعلبي عن السُّدّي ومقاتل: أنه ابن عمّ فرعون، وقيل: اسمه شمعان بالشين المعجمة، هكذا في "الفتح"(6/ 428)، وذكر في اسمه أقوالًا أُخَرَ أيضًا.

(4)

"إبراهيم بن موسى" الفراء الرازي.

(5)

"هشام بن يوسف" الصنعاني.

(6)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي.

ص: 34

عَنِ الزُّهْرِيِّ

(1)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ

(2)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ مُوسَى

(3)

وَإِذَا هُوَ رَجُلٌ ضَرْبٌ

(4)

رَجِلٌ

(5)

(6)

، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ

(7)

، وَرَأَيْتُ عِيسَى، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ رَبْعَةٌ

(8)

(9)

أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاس

(10)

، وَأَنَا أَشْبَهُ وُلْدِ إِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم بهِ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ، فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ،

"قَالَ النَّبِيُّ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "أُسْرِيَ بِي" في نـ: "أُسْرِيَ بِهِ". "وَإِذَا هُوَ رَجُلٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"وإذا رجل". "كَأَنَّمَا خَرَجَ" في نـ: "كَأَنَّهُ خَرَجَ". "إِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم" ثبتت التصلية في هـ، ذ.

===

(1)

" الزهري" هو ابن شهاب.

(2)

"سعيد بن المسيب" المخزومي.

(3)

فيه الترجمة.

(4)

أي: نحيف، "ف"(6/ 429).

(5)

أي: غير جعد.

(6)

بفتح الراء وكسر الجيم أي: دهين الشعر مسترسله، "ف"(6/ 429).

(7)

حي من اليمن.

(8)

ميانه قد. [باللغة الأردية].

(9)

قوله: (رَبْعَة) بفتح الراء وسكون الموحدة ويجوز فتحها: لا طويل ولا قصير، وقيل: أنّث بتاويل النفس. و"الديماس" بكسر المهملة وسكون التحتية وآخره مهملة: السَّرَب، وقيل: الْحَمَّام، وقيل: الكنُّ، أي: كانه مخدر لم ير شمسًا وهو في غاية الإشراق والنضارة، كذا في "الكرماني"(14/ 46)، وفسّره صاحب "القاموس" (ص: 506) بالمعاني الثلاثة، "خ".

(10)

أي: حمام.

ص: 35

وَفِي الآخَرِ خَمْرٌ

(1)

، فَقَالَ: اشْرَبْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ: أَخَذْتَ الْفِطْرَةَ

(2)

، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ

(3)

أُمَّتُكَ". [أطرافه: 3437، 4709، 5576، 5603، أخرجه: م 168، ت 3130، تحفة: 13270].

3395 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(4)

، ثَنَا غُنْدُرٌ

(5)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(6)

، عَنْ قَتَادَةَ

(7)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ

(8)

، ثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ - يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ:

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

(1)

هذا قبل تحريم الخمر لأن الإسراء بمكة وتحريمه كان بالمدينة، "ك". [انظر "قس" (7/ 376)].

(2)

قوله: (الفطرة) أي: الإسلام والاستقامة، وجعل اللبن علامة لكونه سهلًا طيبًا سليمَ العاقبة]: وأما الخمر فإنها أُمُّ الخبائث وجلّاب الشرائر في الحال والمآل، وفيه أن الأمة أتباع لك، وحيث قد أصبت الفطرة فهم يكونون عليها، "ك"(14/ 46)، "مجمع"(4/ 158 - 159)، "خ".

(3)

أي: ضلَّتْ.

(4)

"محمد بن بشار" لقبه بندار البصري.

(5)

"غندر" محمد بن جعفر.

(6)

ابن الحجاج.

(7)

"قتادة" هو ابن دعامة.

(8)

هو الرياحي اسمه رفيع.

ص: 36

أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى"

(1)

. وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ. [أطرافه: 3413، 4630، 7539، أخرجه: م 2377، د 4669، تحفة: 5421].

3396 -

وَذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ فَقَالَ: "مُوسَى آدَمُ

(2)

طُوَالٌ

(3)

كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ"

(4)

. وَقَالَ: "عِيسَى جَعْدٌ

(5)

مَرْبُوعٌ"

(6)

. وَذَكَرَ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، وَذَكَرَ الدَّجَّالَ. [راجع: 3239].

3397 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(7)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(8)

،

"أُسْرِيَ بِهِ" في هـ: "أُسْرِيَ بِي".

===

(1)

قوله: (ابن مَتّى) بفتح الميم وتشديد الفوقية [و] بالألف: اسم أبيه، وقيل: هي اسم أمه، وهو ذو النون أرسله اللّه تعالى إلى أهل الموصل، أي: ليس لأحد أن يفضِّل نفسه على يونس، ويحتمل أن يراد ليس: لأحد أن يفضِّلني عليه، وذلك عنه صلى الله عليه وسلم على سبيل التواضع، - أو المراد في نفس النبوة، - أو قال ذلك قبل الوحي إليه بأنه سيِّدُ الكلّ وخيرُهم وأفضلُهم. وقوله:"ونسبه إلى أبيه" سيجيء بيانه في [ح: 3413][انظر "الكرماني" (14/ 47)].

(2)

أي: أسمر، "ك"(14/ 47).

(3)

بضم الطاء وخفة الواو أي: طويل، "ك"(14/ 47).

(4)

قبيلة.

(5)

الجعودة ضد السبوطة، "ك"(14/ 47). بيجيده موئي، [بالفارسية].

(6)

أي: متوسط القامة، "ك"(14/ 47).

(7)

"علي بن عبد اللّه" المديني، والباقون تكرر ذكرهم قريبًا وبعيدًا.

(8)

ابن عيينة، "قس"(7/ 378).

ص: 37

ثَنَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقَالَ:"أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ"، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصيَامِهِ

(2)

. [راجع: 2004].

‌25 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً

(3)

} إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ

(4)

} [الأعراف: 142 - 143]

يُقَالُ: دكَّةً زَلْزَلَةً

(5)

. {فَدُكَّتَا} [الحاقة: 14] فَدُكِكْنَ، جَعَلَ الْجِبَالَ

"يَعْنِي يَومَ عَاشُورَاءَ" لفظ "يوم" سقط في نـ.

===

(1)

الأسدي.

(2)

مرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 2004) في "كتاب الصوم".

(3)

ساق في رواية كريمة الآيتين كلتيهما، "ف"(6/ 430).

(4)

ومناسبة حديثي الباب بالأيات المذكورة هي أن الآيات والحديثين يفهم منها بعض أحوال موسى وقومه، "خ".

(5)

قوله: (يقال: دَكَّةً: زَلْزَلَةً) ذكره هنا لقوله في قصة موسى عليه السلام: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} قال أبو عبيدة: جعله دَكًّا أي: مستويًا مع وجه الأرض، "ف" (6/ 430). قوله: {فَدُكَّتَا

} إلخ" أي: قال تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} غرضه أن الجبال جمع والأرض في حكم الجمع، وكان القياس أن يقال: دُكِكنَ، فجعل كل جمع منهما كواحد، فلهذا جيء بلفظ التثنية، "ك" (14/ 48)، ذكر هذا استطرادًا؛ إذ لا تعلُّق له بقصّة موسى عليه السلام، وكذا وقع قوله:

ص: 38

كَالْوَاحِدَةِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا

(1)

} [الأنبياء: 30] وَلَمْ يَقُلْ: كُنَّ، رتْقًا: مُلْتَصِقَتَيْنِ. {وَأُشْرِبُوا

(2)

} [البقرة: 93] ثَوْبٌ مُشْرَبٌ

(3)

مَصْبُوغ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {انْبَجَسَتْ

(4)

} [الأعراف: 160] انْفَجَرَتْ. {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} [الأعراف: 171] رَفَعْنَا

(5)

.

3398 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ

(6)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(7)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى

(8)

، عَنْ أَبيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(9)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "النَّاسُ يَصْعَقُون

(10)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى

===

"{رَتْقًا}: ملتصقتين"، قال أبو عبيدة: الرتق التي ليس فيها ثقب، ثم فَتَقَ الله السماءَ بالمطر وَفتَقَ الأرضَ بالشجر، "ف"(6/ 430).

(1)

أي: ملتصقتين، "ك"(14/ 48).

(2)

أي: أشربوا في قلوبهم حب العجل.

(3)

يشير إلى أنه ليس من الشرب، "ف"(6/ 430).

(4)

قال تعالى: {فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} [الأعراف: 160].

(5)

وصله ابن أبي حاتم، "ف"(6/ 430).

(6)

"محمد بن يوسف" هو البيكندي.

(7)

"سفيان" هو ابن عيينة.

(8)

"عمرو بن يحيى" ابن عمارة المازني الأنصاري.

(9)

"أبي سعيد" هو الخدري الأنصاري.

(10)

قوله: (يصعقون) يقال: صعِقَ الرجل إذا أصابه فزْعٌ فأغمي عليه، ثم استعمل في الموت كثيرًا، والصعقة المرة منه، والمراد بالصعقة في هذا الحديث صعقة فزع يكون بعد البعث يصعق به الناس، ويسقط الكل ولا يسقط موسى اكتفاءً بصعقته في الطور، وهذا فضل جزئي يوجب فضله وامتيازه من هذه الجهة، ولا يلزم منه كونه أفضل من نبيّنا صلى الله عليه وسلم مطلقًا، ملتقط من "الكرماني"(14/ 48) و"اللمعات"، ومرَّ بعض بيانه [برقم: 2412] في "كتاب الخصومات".

ص: 39

آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي، أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ". [راجع: 2412].

3399 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ

(1)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(2)

، ثَنَا مَعْمرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ

(3)

اللَّحْمُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ". [أخرجه: م 1470، تحفة: 14703].

‌26 - بَابُ

(4)

طُوفَانٍ مِنَ السَّيْلِ

وَيُقَالُ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ الطُوفَان. الْقُمَّلُ

(5)

: الْحَمْنَانُ يُشْبِهُ صِغَارَ

"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ"، وثبت في نسخة قبل هذا الحديث "باب". "قَال رَسُول اللَّهِ" فى نـ:"قَال النَّبِيُّ".

===

(1)

" عبد اللّه" هو المسندي الجعفي.

(2)

"عبد الرزاق" ابن همام و"معمر" ابن راشد و"همام" ابن منبه مرُّوا [برقم: 3391].

(3)

قوله: (لم يخنز) بالمجمة وفتح النون وبالزاي أي: لم يُنْتِن، كذا في "الكرماني"(14/ 49)، ومرَّ بيان الحديث [برقم: 3330].

(4)

كذا بغير ترجمة، وهو كالفصل من باب الذي قبله وتعلقه به ظاهر، "ف"(6/ 431).

(5)

قوله: (القُمَّل) بضم القاف وتشديد الميم: دُوَيْبَةٌ من جنس القُراد إِلَّا أنها أصغر منها، و"الحمنان" بفتح

(1)

المهملة وسكون الميم وبالنونين: قُراد، "يشبه صغار الحَلَم" وهو بفتح المهملة واللام جمع الحلمة، أي: القُراد العظيم، "ك"(14/ 49).

(1)

في "قس"(7/ 381): بضم الحاء والمهملة.

ص: 40

الْحَلَمِ. {حَقِيقٌ

(1)

} [الأعراف: 105] حَقٌّ. {سُقِطَ

(2)

} [الأعراف: 149] كُلُّ مَنْ نَدِمَ فَقَدْ سُقِطَ فِي يَدِهِ.

‌27 - بَابٌ حَدِيثُ الْخَضِرِ

(3)

مَعَ مُوسَى عليهما السلام

-

3400 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ

(4)

، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(5)

، ثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ

(6)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(7)

: أَنَّ عُبَيدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ

(8)

أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(9)

: أَنَّهُ تَمَارَى

(10)

هُوَ

"بَاب" ثبت في ذ. "ثَنَا أَبِي" في نـ: "ثَنِي أَبِي".

===

(1)

أي: في قوله: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف: 105].

(2)

قوله: (سُقِطَ

) إلخ، قال أبو عبيدة في قوله تعالى:{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} : يقال لكل من ندم وعجز عن شيء: سُقِطَ في يده، "فتح الباري"(6/ 431).

(3)

ككتف اسمه بليا [بفتح الموحدة وسكون اللام وبالياء، "العيني" (11/ 132)].

(4)

"عمرو بن محمد" ابن بكير الناقد.

(5)

"يعقوب بن إبراهيم" يروي عن أبيه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري.

(6)

"صالح" هو ابن كيسان.

(7)

"ابن شهاب" هو الزُّهري.

(8)

"عبيد الله بن عبد اللّه" ابن عتبة.

(9)

"ابن عباس" عبد الله.

(10)

أي: تنازعا وتجادلا، "مجمع"(4/ 584).

ص: 41

وَالْحُرُّ

(1)

بْنُ قَيْسٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ، فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي تَمَاريتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ

(2)

: لَا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى بَلَى عَبدُنَا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ، فَجُعِلَ لَهُ الْحُوتُ آيَةً

(3)

،

"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ" في ذ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَأْنَهُ يَقُولُ". "السَّبِيلَ إِلَيْهِ" في سـ، حـ، ذ:"السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ"

(4)

.

===

(1)

ضد العبد، "ك"(14/ 49).

(2)

أي: قال ذلك بحسب اعتقاده، "ك" 2/ 141).

(3)

قوله: (الحوتُ آيةً) أي: علامة، والحوت: السمكة. قوله: "فكان يَتْبَعُ أثر الحوت" أي: ينتظر فقدانه. قوله: "فتاه" أي: صاحبه وهو يوشع بن نون، وإنّما قال: فتاه، لأنه كان يخدمه ويتبعه. وقيل: كان يأخذ العلم عنه. قولى: " {إِذْ أَوَيْنَا} " بالقصر، من أوى فلان إلى منزلى يأوي أَويًّا، قولى:" {إِلَى الصَّخْرَةِ} " هي التي دون فهر الزيت بالمغرب. قوله: " {نَبْغِ} " أي: نطلب، من بغَيْت الشيء طلبته. قوله:" {فَارْتَدَّا} " أي: رجعا، " {عَلَى آثَارِهِمَا} " هو جمع أثر بفتحتين، وأثر الشيء ما شخص منه. قوله:" {قَصَصًا} " من قصّ أثره يقصّ قصًّا وقَصَصًا: أي: تَتَبَّعَه، قال الصغاني: قال تعالى: {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا} أي: رجعا من الطريق الذي سلكاه يقصّان الأثر، كذا في "عمدة القاري"(2/ 88) للعيني.

(4)

بضم اللام وكسر القاف وشدة التحتية، مصدر بمعنى اللقاء، "ع"(2/ 87)، "خ".

ص: 42

وَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ، فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ، فَكَانَ يَتْبَعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ:{قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} . قَالَ مُوسَى عليه السلام: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ

(1)

فَارْتَدَّا

(2)

عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا

(3)

(64) فَوَجَدَا} [الكهف: 64، 65] خَضِرًا، فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عز وجل فِي كِتَابِهِ". [راجع: 74]. 3401 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(4)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(5)

، ثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ

(6)

،

"يَتْبَعُ أَثَرَ الْحُوتِ" كذا في صـ، قتـ، وفي ذ:"يَتْبَعُ الْحُوتَ". "مَا كُنَّا نَبْغِ" في نـ: "مَا كُنَّا نَبْغِي".

===

(1)

أي: نطلب.

(2)

أي: رجعا.

(3)

نصب على المصدريّة أي: يقصّان قَصَصًا، أي: يتّبعان آثارهما اتّباعًا، "خ".

(4)

"علي بن عبد الله" ابن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أبو الحسن بن المديني البصري، إمام أهل عصره بالحديث وعلله، حتى قال البخاري: ما استصغرت نفسي إِلَّا عنده، وقال فيه شيخه سفيان بن عيينة: كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلمه مني، قال النسائي: كأنّ الله خلقه للحديث.

(5)

"سفيان" هو ابن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي.

(6)

"عمرو بن دينار" المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم.

ص: 43

أَخْبَرَنِي سعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ

(1)

قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسِ

(2)

: إِنَّ نَوْفًا

(3)

الْبَكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضرِ لَيْسَ هُوَ

(4)

مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، إنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ

(5)

(6)

، فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ

(7)

، حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيَلَ، فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا،

===

(1)

" سعيد بن جبير" الأسدي مولاهم الكوفي.

(2)

"ابن عباس" هو عبد الله رضي الله عنهما.

(3)

قوله: (إن نَوفًا) بفتح النون وسكون الواو وفي آخره فاء: ابن فضالة، كان عالِمًا فاضلا إمامًا لأهل دمشق. قال ابن التين: كان حاجبًا لعلي رضي الله عنه وكان قاصًّا، وهو ابن امرأة كعب الأحبار على المشهور. وقيل: ابن أخيه. قوله: "البِكالي" بكسر الموحدة وتخفيف الكاف: نسبة إلى بني بكال، بطن من حمير. قال صاحب"المطالع ": ونوف البَكّال، أكثر المحدّثين يفتحون الباء ويشدّدون الكاف، "ع"(2/ 266).

(4)

أي: موسى بن عمران عليه السلام.

(5)

قوله: (إنما هو موسى آخر) أي: إنما هو موسى بن مِيشاء -بكسر الميم وسكون التحتية وبالشين المعجمة - وهو أول موسى، وهو أيضًا نبيّ مرسَلٌ، وزعم أهل التوراة أنه هو صاحب الخضر، والذي ثبت في "الصحيح" -في "كتاب العلم"- أنه موسى بن عمران عليه السلام، "عيني"(2/ 272).

(6)

بغير التنوين لأنه غير منصرف، وروي بالتنوين لكونه نكرةً، "ع"(2/ 268).

(7)

قوله: (كذب عدوّ الله) قاله على وجه الزجر عن مثل هذا القول، لا أنه يعتقد أنه عدوّ اللّه، قاله العيني (2/ 272)، ومرَّ بيانه (برقم: 122).

ص: 44

فَعَتَبَ

(1)

اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمِ إِلَيْهِ، قَالَ لَهُ: بَلْ لِي عَبْدٌ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ

(2)

هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، قَالَ: أَيْ رَبِّ وَمَنْ لِي بِهِ

(3)

؟ -وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ

(4)

: أَيْ رَبِّ فَكَيْفَ لِي بِهِ

(5)

؟ - قَالَ: تَأْخُذُ حُوتًا

(6)

، فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ

(7)

، حَيثُمَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ

(8)

-وَرُبَّمَا قَالَ: فَهُوَ ثَمَّهْ- فَأَخَذَ حُوتًا، فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ

(9)

، وَضَعَا رُءُوسَهُمَا، فَرَقَدَ مُوسَى، وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فَخَرَجَ فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ، {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا

(10)

"بَلْ: لِي عَبْدٌ" في نـ: "بَلَى لِي عَبْدٌ". "حَتَّى إِذَا أَتَيَا" كذا في ذ، وفي نـ:"حَتَّى أَتَيَا".

===

(1)

أي: لم يرض قوله شرعًا، "ع"(2/ 273).

(2)

قوله: (بمجمع البحرين) أي: ملتقى بحري فارس والروم مما يلي الشرق، وحكى الثعلبي عن أبيّ بن كعب أنه بأفريقية. وقيل: طنجه، "عيني"(2/ 273).

(3)

أي: من يكفل لي برؤيته، "خ".

(4)

ابن عيينة.

(5)

أي: كيف الالتقاء به.

(6)

أي: سمكة، "ك (2/ 141).

(7)

بكسر الميم وفتح الفوقية: الزنبيل، "ك"(14/ 51).

(8)

بفتح المثلّثة على لفظ اسم الإشارة، وقد تلحق به الهاء عند الوقف، "خ".

(9)

أي: التي عند ساحل البحر، "ك"(2/ 141).

(10)

أي: ذهابًا، "ك"(2/ 141).

ص: 45

فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنِ الْحُوتِ جِريَةَ الْمَاءِ، فَصَارَ فِي مِثْلِ الطَّاقِ، فَقَالَ: هَكَذَا مِثْلُ الطَّاقِ، فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ بَقِيَّةَ لَيلِهِمَا وَيَوْمِهُمَا، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَالَ لِفَتَاهُ:{آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62].

وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ، قَالَ لَهُ فَتَاهُ:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} ، فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا

(1)

، وَلَهُمَا عَجَبًا

(2)

، قَالَ لَهُ مُوسَى:{ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} ، رَجَعَا

(3)

يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى

(4)

بِثَوْبٍ، فَسَلَّمَ مُوسَى، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ:

"فَصَارَ فِي مِثْلِ الطَّاقِ" في نـ: "فَصَارَ مِثْلَ الطَّاقِ". "بَقِيَّةَ لَيْلِهِمَا" في نـ: "بَقِيَّةَ لَيلَتِهِمَا". " {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ} " في نـ: " {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ} ".

===

(1)

أي: ذهابًا، "ك"(2/ 1401).

(2)

قوله: (ولهما عجبًا) أي: إذا أصاب الحوت من ماء عين الحياة الكائنة في أصل الصخرة فانسل من المكتل فدخل البحر، فقال فتاه: لا أوقظه، فلما استيقظ نسي أن يخبره، وأمسك اللّه عن الحوت جريَ الماء فصار كالطاق، وكان إحياءُ الحوت الميت المملوح المأكول منها وإمساكُ جرية الماء عجبًا لهما، كذا في "الخير الجاري"(1/ 55)، كما مرَّ [برقم: 122] في "كتاب العلم".

(3)

بيان لما قبله.

(4)

من التسجية أي: مغطى بثوب.

ص: 46

وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ

(1)

؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى

(2)

، قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا

(3)

، قَالَ: يَا مُوسى إِنِّي عَلَى عِلْم مِنْ عِلْم اللَّهِ، عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْم مِن عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ، قَالَ:{هَلْ أَتَّبِعُكَ} ؟ {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} إِلَى قَوْلِهِ: {أَمْرًا} [الكهف: 67: 69] فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ، كَلَّمُوهُمْ

(4)

أَنْ يَحْمِلُوهُمْ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ، فَحَمَلُوهُ بغَيرِ نَوْلٍ

(5)

، فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ جَاءَ عُصْفُورٌ

(6)

، فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ

(7)

السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً

(8)

أَوْ نَقْرَتَين، قَالَ لَهُ الْخَضرُ: يَا مُوسَى، مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ

===

(1)

أي: ليس السلام معروفًا في هذه الأرض.

(2)

أي: لست أنا من هذه الأرض.

(3)

أي: علمًا رشدًا.

(4)

قوله: (كلّموهم) أي: كلّم الخضر وموسى ويوشع أهلَ السفينة. قوله: "فحملوه" أي: الخضر مع صاحبيه، وإنما أفرده بالذكر لأنه هو الأصل، ومرَّ في "كتاب العلم" [برقم: 74، 122]:"فحملوهما" أي: الخضر وموسى، ولم يقل بلفظ الجمع لأن يوشع تابع، وفي بعضها:"فحملوهم" وهو ظاهر.

(5)

بفتح النون أي: بغير أجرة.

(6)

طائر معروف قيل: هو الصرد.

(7)

طرف.

(8)

نصب على المصدرية.

ص: 47

إِلَّا مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ

(1)

بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ. إِذْ أَخَذَ الْفَأْسَ

(2)

فنَزَعَ لَوْحًا، فَلَمْ يَفْجَأْ مُوسَى إِلَّا وَقَدْ قَلَعَ لَوْحًا بِالْقَدُّومِ

(3)

، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: مَا صَنَعْتَ؟ قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْر نَوْلٍ

(4)

، عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا

(5)

(71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي

(6)

مِنْ أَمْرِي عُسْرًا

(7)

} [الكهف: 71 - 73]، فَكَانَتِ الأولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا. فَلَمَّا خَرَجَا مِنَ الْبَحْرِ مَرُّوا بِغُلَامٍ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَقَلَعَهُ بِيَدِهِ هَكَذَا -وَأَوْمَأَ سُفْيَانُ بِأطْرَافِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ يَقْطِفُ

(8)

شَيْئًا- فَقَالَ لَهُ مُوسَى:

"فَلَمْ يَفْجَأْ مُوسَى" في نـ: "قَالَ: فَلَمْ يَفْجَأْ مُوسَى".

===

(1)

قوله: (إِلَّا مثل ما نقص هذا العصفور) هو بيان قِلّته أو نقص بمعنى أخذ، وإلا لا يصحّ نسبة المتناهي إلى غير المتناهي. قال النووي: هو تقريب إلى الأفهام، وإلا فنسبة علمهما أقلّ، "مجمع"(4/ 793).

(2)

بالهمزة وقد يترك، هو ما يشق به الحطب وغيره، "مجمع"(4/ 91).

(3)

تيشه [بالفارسية].

(4)

بفتح النون أي: بغير أجرة.

(5)

أي: عظيمًا منكرًا، "ج" (ص: 391).

(6)

تكلفني، "ج" (ص: 391).

(7)

مشقة، "ج" (ص: 391).

(8)

أي: يجني قطف العنب: جناه.

ص: 48

{أَقَتَلْتَ

(1)

نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ

(2)

نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا

(3)

* قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} [الكهف: 74 - 77] مَائِلًا

(4)

-أَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ سفْيَانُ كَأَنَّهُ يَمْسَحُ شَيْئًا إِلَى فَوْقُ، وَلَمْ أَسْمَعْ سُفْيَانَ يَذْكُرُ مَائِلًا إِلَّا مَرَّةً-، قَالَ

(5)

: قَوْمٌ أتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَلَمْ يُضيِّفُونَا! عَمَدْتَ إِلَى حَائِطِهِمْ! {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي

(6)

وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ

"{حَتَّى إِذَا أَتَيَا} " في نـ: "حَتَّى أَتَيَا".

===

(1)

قوله: ({أَقَتَلْتَ}) الهمزة ليست للاستفهام الحقيقي، ونظيرها الهمزة في قوله تعالى:{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضحى: 6]. قوله: " {حَتَّى إِذَا أَتَيَا} " وفي بعض النسخ: "حتى أتيا" بدون لفظة "إذا". قوله: " {أَهْلَ قَرْيَةٍ} " هي أنطاكية، قاله ابن عباس. وقال ابن سيرين: أُبُلّة. قوله: " {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} " أي: يريد الانقضاض أي: الإسراع بالسقوط، و"أن" مصدرّية أي: يكاد أن يسقط، وإسناد الإرادة إلى الجدار مجاز؛ إذ لا إرادة له حقيقة، والمراد هاهنا المشارفة على السقوط. وقال الكسائي: إرادة الجدار هاهنا ميله، وفي "البخاري":"مائلًا"، وكان أهل القرية يمرّون تحته على خوف، "عيني"(2/ 271 - 275).

(2)

الباء للمقابلة.

(3)

أي: منكرًا، "ج" (ص: 391).

(4)

تفسير الانقضاض.

(5)

موسى.

(6)

قوله: ({هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي}) أي: الفراق الموعود بقوله:

ص: 49

عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 77 - 78] قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَدِدْنَا أَنَّ مُوسى كَانَ صَبَرَ، فَقُصَّ عَلَينَا مِنْ خَبَرِهِمَا"

(1)

. قَالَ سُفْيَانُ

(2)

: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللهُ

(3)

مُوسَى، لَوْ كَانَ صبَرَ لَقُصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا". قَالَ

(4)

: وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وكان أَمَامَهُمْ

(5)

(6)

مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صالِحَةٍ غَصْبًا، وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ. ثُمَّ قَالَ

(7)

لِي

===

النسني: "فَقُصَّ علينا" كذا في قت، ذ، وفي نـ:"فَقَصَّ الله علينا". "لَقُصَّ عَلَينَا" كذا في ص، قتـ، ذ، وفي نـ:"يُقَصُّ عَلينَا".

===

{فَلَا تُصَاحِبْنِي} ، أو الاعتراض الثالث، أو الوقت أي: هذا الاعتراض سبب فراقنا، أو هذا الوقت وقته، "قس"(7/ 388).

(1)

مفعول ما لم يسم فاعله.

(2)

ابن عيينة.

(3)

إخبار، ولكن المراد منه الإنشاء؛ لأنه دعاء له بالرحمة، "ع"(2/ 271).

(4)

سعيد بن جبير في التفسير.

(5)

أي: الآن وراءهم إذا رجعوا، "جلالين" (ص: 392).

(6)

قوله: (أمامهم) بدل {وَرَاءَهُمْ} وبزيادة لفظ: "صالحة" وزيادة "وهو كان كافرًا"، واسم الملك الغاصب الذي وراءهم هَبَد

(1)

-بفتح الهاء- ابن بدَدَ -بفتح الموحدة وبفتح الدالين المهملتين- وقيل: بضم الهاء والموحدة، واسم الغلام الذي قتله الخضر جَيسُون بفتح الجيم وسكون التحتية وضم المهملة وبالنون، قال الدارقطني: بالراء بدل النون، "كرماني"(14/ 53، 52).

(7)

مقولة ابن المديني.

(1)

كذا في "ك"، وفي الأصل و"ع":"هَدَد".

ص: 50

سُفْيَانُ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ، قِيلَ لِسُفْيَانَ: حَفِظْتَهُ قَبلَ أَنْ تَسْمَعَهُ مِنْ عَمْرٍو

(1)

، أَوْ تَحَفَّظْتَهُ

(2)

مِنْ إِنْسَانٍ؟ فَقَالَ: مِمَّنْ أَتَحَفَّظُهُ، وَرَوَاهُ أَحَدٌ عَنْ عَمْرٍو غَيْرِي؟ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ. [راجع: 74].

حَدَّثَنَا

(3)

عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ

(4)

، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيينَةَ، الحديث بطوله.

3402 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ

(5)

، عَنْ مَعْمَرٍ

(6)

، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا سُمِّيَ الْخَضِرُ لأَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ

(7)

، فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاءَ". [تحفة: 14682].

"لأَنَّهُ جَلَسَ" كذا في عسـ، قتـ، صـ، وفي نـ:"أَنَّهُ جَلَسَ".

===

(1)

ابن دينار.

(2)

قوله: (أو تحفّظتَه) شكّ من علي بن عبد الله يعني: قيل لسفيان: حَفِظْته أو تَحَفَّظته من إنسان قبل أن تسمعه من عمرو، ولفظ:"ورواه" همزة الاستفهام فيه محذوف، "ك"(14/ 53 - 54)، ومرَّ الحديث [برقم: 74، 122] في "كتاب العلم".

(3)

كذا وقع هنا، وفي رواية أبي ذر عن المستملي خاصة عن الفربري، "ف"(6/ 433).

(4)

بوزن جعفر المروزي، "قس"(7/ 390).

(5)

عبد الله، "قس"(7/ 390).

(6)

ابن راشد.

(7)

قوله: (فَرْوَةٍ بيضاءَ) الفروة قيل: هي جلدة وجه الأرض جلس عليها فأنبتتْ وصارتْ خضراء بعد أن كانت جرداء، وقيل: أراد به الهشيم من نبات

ص: 51

‌28 - بَابٌ

(1)

3403 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ

(2)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(3)

، عَنْ مَعْمَرٍ

(4)

، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ

(5)

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ

(6)

سُجَّدًا وَقُولُوا

(7)

"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ".

===

الأرض أخضر بعد يبسه وبياضه. وكان اسمه بَلْيا -بموحّدة مفتوحة ولام ساكنة وبالتحتانية مقصورًا- وكنيته أبو العباس، وجاز في الخضر [إسكان الضاد] مع فتح الخاء وكسرها. واختلف في نبوته، قال الثعلبي: كان في زمن إبراهيم الخليل عليه السلام، وقال الأكثرون: إنه حيٌّ موجود اليوم يقتله الدجال، كذا في "الكرماني" (14/ 54). قال العيني (11/ 131): والمطابقة من حيث إن الخضر مذكور فيه، وكذا في "الفتح"(6/ 433).

(1)

بغير ترجمة، وهو كالفصل من الباب الذي قبله، وتعلقه به ظاهر، "ف"(6/ 436).

(2)

"إسحاق" هو ابن إبراهيم بن نصر السعدي المروزي، وقيل: البخاري.

(3)

"عبد الرزاق" ابن همام الصنعاني.

(4)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري.

(5)

"همام بن منبه" الصنعاني أخي وهب.

(6)

أي: باب القرية، أو القبة التي يصلون إليها، فإنه لم يدخلوا بيت المقدس في حياة موسى عليه السلام، "بيض"(1/ 64).

(7)

أي: منحنين، "ج" (ص: 12)، أو ساجدين لله شكرًا على إخراجهم من التيه، "بيض"(1/ 64).

ص: 52

حِطَّةٌ

(1)

} [البقرة: 58] فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ

(2)

عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ". [طرفاه: 4479، 4641، أخرجه: م 3015، ت 2956، تحفة: 14697].

3404 -

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(3)

، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا عَوْفٌ

(4)

، عَنِ الْحَسَنِ

(5)

وَمُحَمَّدٍ

(6)

وَخِلَاسٍ

(7)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا

(8)

سِتِّيرًا،

"ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ" في قتـ، ذ:"أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ".

===

(1)

أي: مسألتنا حطة أي: تحط عنا خطايانا.

(2)

قوله: (يزحَفون) أي: يَدِبّون، و"الأستاه" جمع السَّتهِ وهو الاسْت، و"الحبَّة" بفتح المهملة وشدّة الموحدة، و"الشعرة" بسكون المهملة وفتحها، وهذا كلام مهمل، أو أرادُوا به حَبّة مأخوذة أو موجودة في شعرة، وغرضهم منه مخالفة ما أمروا به من الكلام المستلزم للاستغفار [و] طلب حطّ العقوبة عنهم، "ك"(14/ 54 - 55)، "ج" [البقرة: 59].

(3)

"إسحاق بن إبراهيم" ابن راهويه.

(4)

"عوف" بالفاء ابن أبي جميلة المعروف بالأعرابي.

(5)

قوله: (عن الحسن) البصري، واختلفوا في سماعه من أبي هريرة، والصواب عدم سماعه، وكذا عدم سماع خِلَاسٍ، وإنما الثابت سماع محمد بن سيرين، "الخير الجاري"[و "العيني" (11/ 135)].

(6)

ابن سيرين، "ك"(14/ 55).

(7)

ككتاب، ابن عمرو البصري، "قس"(7/ 391).

(8)

قوله: (حَيِيًّا) بفتح المهملة وكسر التحتية الأولى وتشديد الثانية، و"سِتِّيرًا" بكسر المهملة وتشديد الفوقية وسكون التحتية: وهو المبالِغُ في الحياء والستر، قوله:"أُدْرَة" بضم الهمزة وسكون الدال على المشهور،

ص: 53

لَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ، اسْتَحْيَى مِنْهُ، فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالُوا: مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ، إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا أُدْرَةٌ وَإِمَّا آفَةٌ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا بِمُوسَى، فَخَلَا يَوْمًا وَحْدَهُ، فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى الْحَجَرِ ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا، وَإِنَّ الْحَجَرَ عَدَا بِثَوْبهِ

(1)

، فَأَخَذَ مُوسى عَصاهُ وَطَلَبَ الْحَجَرَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: ثَوبِي حَجَرُ

(2)

، ثَوبِي حَجَرُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللهُ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ، وَقَامَ حَجَرٌ فَأَخَذَ ثَوبَهُ فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا

(3)

بعَصَاهُ". فَوَاللهِ

(4)

(5)

إِنَّ بِالْحَجَرِ

"اسْتَحْيَى مِنْهُ" في نـ: "اسْتِحْيَاءً مِنْهُ" مصحح عليه. "بِمُوسَى" كذا في سـ، ذ، وفي نـ:"لِمُوسَى". "فَوَضِعِ ثِيَابَهُ" كذا في ك، وفي هـ:"فَوَضَعَ ثِيَابًا". "فَأَخَذَ ثَوبَهُ" في قتـ، ذ:"فَأَخَذ بِثَوبِهِ".

===

وبفتحتين أيضًا على رواية الطحاوي عن مشايخه: وهي انتفاخ الخصية، وعطف الآفة عليها من باب عطف العامّ على الخاصّ. قوله:"ثوبي حجر" معناه. رُدَّ ثوبي يا حجر، "الخير الجاري"، ومرَّ الحديث [برقم: 278] في "كتاب الغسل".

(1)

أي: مضى مسرعًا.

(2)

معناه: رُدَّ ثوبي يا حجر، "ك"(14/ 55).

(3)

أي: يضرب ضربًا، "ك"(14/ 55)، "خ".

(4)

من كلام أبي هريرة، "قس"(7/ 392).

(5)

قوله: (فوالله

) إلخ، ظاهره أنه بقية الحديث، وقد بيّن في رواية هَمّام في "الغسل" أنه قول أبي هريرة، "فتح الباري"(6/ 437).

ص: 54

لَنَدَبًا

(1)

مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: 69]. [راجع: 278، أخرجه: ت 3221، س في الكبرى 11424، تحفة: 12242، 14480، 12302].

3405 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

(2)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(3)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(4)

، سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ

(5)

، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ قَالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ

(6)

: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ

(7)

، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَغَضِبَ حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى

(8)

قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ". [راجع: 3150، أخرجه: م 1062، تحفة: 9264].

===

(1)

قوله: (لندبًا) بالنون والمهملة المفتوحتين: هو أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد، "ك"(14/ 55 - 56).

(2)

"أبو الوليد" هشام بن عبد الملك الطيالسي.

(3)

"شعبة" هو ابن الحجاج بن الورد العتكي.

(4)

"الأعمش" سليمان بن مهران الكوفي.

(5)

"أبا وائل" شقيق بن سلمة.

(6)

هو مُعَتَّب بن قشير المنافق، "قس"(7/ 393).

(7)

قوله: (ما أريد بها وجهُ الله) قال القسطلاني (7/ 77): لم يُنْقَلْ أنه صلى الله عليه وسلم عاقبه، ومرَّ الحديث [برقم: 3150] في "الجهاد".

(8)

فيه الترجمة.

ص: 55

‌29 - بَاب قَولُهُ: {يَعْكُفُونَ

(1)

عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} [الأعراف: 138]

{مُتَبَّرٌ} [الأعراف: 139] خُسْرَان

(2)

(3)

{وَلِيُتَبِّرُوا} يُدَمِّرُوا {مَا عَلَوْا} [الإسراء: 7] غَلَبُوا

(4)

.

3406 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(5)

، أَنَا اللَّيْثُ

(6)

، عَنْ يُونُسَ

(7)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(8)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(9)

أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ

(10)

قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

"قَولُهِ: {يَعْكُفُونَ

} " إلخ، ثبت في غير سف، أما في سفـ ففيه: "بابٌ" بغير ترجمة.

===

(1)

أي: يقيمون على عبادتها، "قس"(7/ 393).

(2)

قوله: ({مُتَبَّرٌ}: خسران) قال في "الفتح"(6/ 439): الخسران تفسير التَّتْبِير الذي اشتقّ منه المتَبّر، انتهى. يريد تفسير قوله تعالى:{إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ} ، قال تعالى:{وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} .

(3)

أي: في تفسير ذلك، ولم يفسر المصنف إلا قوله تعالى:{إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ} ، وأما قوله:{وَلِيُتَبِّرُوا} فذكره استطرادًا، "ف"(6/ 439).

(4)

يريد تفسير قوله تعالى: {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} .

(5)

"يحيى" هو ابن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم المصري.

(6)

"الليث" هو ابن سعد الإمام المصري.

(7)

"يونس" هو ابن يزيد الأيلي.

(8)

"ابن شهاب" هو الزهري.

(9)

ابن عوف، "قس"(7/ 393).

(10)

الأنصاري، "قس"(7/ 393).

ص: 56

نَجْنِي

(1)

الْكَبَاثَ

(2)

، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ"، قَالُوا: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قَالَ: "وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعَاهَا"

(3)

. [طرفه: 5453، أخرجه: م 2050، س في الكبرى 6734، تحفة: 3155].

‌30 - بَاب {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} الآيَةَ [البقرة: 67]

قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ

(4)

: {عَوَانٌ

(5)

} [البقرة: 68] النَّصَفُ بَيْنَ الْبِكْرِ

===

(1)

مي جنيديم [بالفارسية].

(2)

قوله: (الكباث) بفتح الكاف وخفة الموحدة والمثلّثة: النضيج من ثمر الأراك، "ك"(14/ 56).

(3)

قوله: (وهل من نبيٍّ إلا وقد رعاها) قال النووي (7/ 254): فيه فضيلة رعاية الغنم، قالوا: والحكمة في رعاية الأنبياء لها اعتيادهم بحفظها مع تنفّرها، وليأخذوا أنفسهم بالتواضع، وتصفى قلوبهم بالخلوة، ويترقّوا من سياستها إلي سياسة أممهم المتنفّرين عن دعوتهم، كذا في "الخير الجاري".

قال في "الفتح"(6/ 439): ومناسبته بقصص موسى من جهة عموم قوله: "وهل من نبيّ إلا وقد رَعَاها" فدخل فيه موسى، كما أشار إليه شيخنا، بل وقع في بعض طرق هذا الحديث، "ولقد بُعِث موسى وهو يرعى الغنم"، انتهى.

(4)

"قال أبو العالية" هو الرفيع الرياحي، فيما وصله آدم بن أبي إياس في تفسيره. ["تغليق التعليق" (4/ 26)]

(5)

قوله: ({عَوَانٌ}) يريد تفسير قوله تعالى: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} و"النَصَف" بفتح النون والصاد، كذا في "الفتح". [انظر "ك" (14/ 57)].

ص: 57

وَالْهَرِمَةِ. {فَاقِعٌ} [البقرة: 69] صَافٍ. {لَا ذَلُولٌ} لَمْ يُذِلَّهَا الْعَمَلُ، {تُثِيرُ الْأَرْضَ} [البقرة: 71] لَيْسَتْ بذَلُولٍ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلَا تَعْمَلُ فِي الْحَرْثِ. {مُسَلَّمَةٌ} مِنَ الْعُيُوب. {لَا شِيَةَ} بَيَاضَ

(1)

. {صَفْرَاءُ

(2)

} [البقرة: 69] إِنْ شِئْتَ سَوْدَاءَ، وَيُقَالُ: صَفْرَاءُ، كَقَوْلِهِ:{جِمَالَتٌ صُفْرٌ} [المرسلات: 33]. {فَادَّارَأْتُمْ

(3)

} [البقرة: 72] اخْتَلَفْتُمْ.

‌31 - بَابُ

(4)

وَفَاةُ مُوسَى صلى الله عليه وسلم وَذِكْرُه بَعْدُ

(5)

3407 -

حَدَّثَنَا يَحْيَىَ بْنُ مُوسَى

(6)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(7)

، أَنَا مَعْمَرٌ،

"لَمْ يُذِلَّهَا" في هـ، ذ:"لَمْ يُذَلِّلْهَا". "بَابُ" سقط في نـ.

===

(1)

أي: لا بياض.

(2)

قوله: ({صَفْرَاءُ

}) إلخ، المعنى أن الصفرة يمكن أن تكون على معناها المشهور وعلى معنى السواد، كما في قوله:{جِمَالَتٌ صُفْرٌ} فإنها فُسّرت بأنها صُفْرٌ تضرب إلى السواد. قال الحسن: {صَفْرَاءُ فَاقِعٌ} أي: سوداء شديدة السواد، ولعله مستعار من صفر الإبل؛ لأن سوادها يعلوه صفرة، وبه فسّر {جِمَالَتٌ صُفْرٌ} ، "ك"(14/ 57)، "خ"، "ف"(6/ 440).

(3)

قوله: ({فَادَّارَأْتُمْ}) يريد تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} أي: "اختلفتم" وهو تفسير ابي عبيدة

(1)

، قال: وهو من التداري وهو التدافع، قاله الشيخ ابن حجر في "فتح الباري"(6/ 440).

(4)

لأبي ذر بإسقاط باب ولغيره بإثباته، "ف"(6/ 441).

(5)

بالضم على البناء، "ف"(6/ 441).

(6)

"يحيى بن موسى" المعروف بختّ بفتح الخاء المعجمة وتشديد الفوقية.

(7)

"عبد الرزاق" ابن همام، و"معمر" ابن راشد، مرّا قريبًا.

(1)

"مجاز القرآن"(1/ 44).

ص: 58

عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ

(2)

، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ

(3)

، قَالَ: ارْجِعْ إلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ

(4)

ثَوْرٍ، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بكُلِّ شَعَرَهٍ سَنَةٌ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ

(5)

: فَالآنَ، قَالَ: فَسَأَلَ اللهَ عز وجل

"صَكَّهُ" في قتـ: "فَصَكَّهُ". "أَرْسَلْتَنِي" في نـ: "أَرْسَلْتَ". "بِمَا غَطَّتْ" في سـ، حـ، ذ:"بِمَا غَطَّى".

===

(1)

" ابن طاوس" عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني أبو محمد.

(2)

أي: ضربه على عينه، "ف"(6/ 441).

(3)

قوله: (لا يريد الموت) زاد الهَمّام: و"قد فقأ عيني فردّ الله عليه عينه". قوله: "فقل له: يضع يده" في رواية [أبي يونس]: "فقل له: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضَعْ يدك". قوله: "على متن" بفتح الميم وسكون الفوقية: هو الظّهر، "ف"(6/ 441 - 442).

(4)

ظهر.

(5)

قوله: (قال: فالآن) أي: قال موسى عليه السلام: فالآن يكون الموت، ولفظ الآن اسم لزمان الحال، فيه دلالة على أن موسى عليه السلام لَمّا خَيَّره الله تعالى اختار الموت شوقًا إلى لقاء ربه تعالى، كما خيّر نبيّنا صلى الله عليه وسلم فقال:"الرفيقَ الأعلى". قوله: "فسأل الله أن يُدْنيه" أي: فعند ذلك سأل موسى عليه السلام أن يقرِّبَه "من الأرض المقدَّسة" وهي بيت المقدس ليُدْفَنَ فيه، دُنُوًّا لو رمى رامٍ الحجرَ من ذلك الموضع الذي هو الآن موضعُ قبرِه لوَصَلَ إلى بيت المقدس، وإنما سأل ذلك لفضل من دُفِنَ في الأرض المقدّسة من الأنبياء والصالحين، فاستحبّ مجاورتهم في الممات كما في الحياة؛ ولأن الناس يقصدون المواضع القاضلة ويزورون قبورها

ص: 59

أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ"

(1)

. قَالَ

(2)

: وَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، ثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحْوَهُ

(3)

. [راجع: 1339].

3408 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(4)

، أَنَا شُعَيْبٌ

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(6)

،

"فَلَوْ كُنْتُ" كذا في ذ، وفي نـ:"لَوْ كُنْتُ". "إِلَى جَانِب الطَّرِيقِ" في حـ، ذ:"مِنْ جَانِبِ الطَّرِيقِ". "تَحْتَ الْكَثِيبِ" في سـ، حـ، ذ:"عِندَ اَلْكَثِيبِ".

===

ويَدْعون لأهلها. فإن قلت: لِمَ لَمْ يسأل نفس البيت وسأل الدُّنُوَّ منه؟ قلت: خاف أن يكون قبره مشهورًا فيفتتن به الناس، كما أخبر الشارع عن اليهود والنصارى:"اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، كما في "العيني"(6/ 205 - 206).

(1)

قوله: (تحت الكثيب الأحمر) بالمثلّثة أي: الرمل المجتمع، وهذا ليس صريحًا في الإعلام بقبره الشريف، ومن ثمَّ حصل الاختلاف فيه، كذا في "القسطلاني" (7/ 397). قال العيني (11/ 141): اختلفوا في موضع قبر موسى عليه السلام على أقوال، وقال ابن عباس: لا يعرف قبره، [و] رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبْهَمَ ذلك بقوله:"إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر"، ولو أراد بيانه لبيّن صريحًا، انتهى مختصرًا، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 1339] في "الجنائز".

(2)

هو موصول بالإسناد المذكور، ووهم من قال: إنه معلق، "ف"(6/ 442).

(3)

أي: بمعنى روايته عن ابن طاوس لا بلفظه، "ف"(6/ 442).

(4)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع الحمصي.

(5)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة الحمصي.

(6)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

ص: 60

أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ

(2)

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدْ اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

(3)

وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ

(4)

، فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ، فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ

(5)

عِنْدَ ذَلِكَ يَدَهُ، فَلَطَمَ الْيَهُودِيَّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأمْرِ الْمُسْلِمِ، فَقَالَ: "لَا تُخيِّرُونِي

(6)

(7)

عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ،

===

(1)

ابن عوف.

(2)

ابن حزن، "قس".

(3)

"رجل من المسلمين" هو أبو بكر الصديق.

(4)

"ورجل من اليهود" قيل: هو فنحاص، وتعقّب، قال في "الفتح" (6/ 443): لم أقف على اسمه.

(5)

قيل: هو أبو بكر الصديق.

(6)

أي: لا تفضلوني عليه، "مجمع"(2/ 134).

(7)

قوله: (لا تخيِّروني) هو محمول على التواضع، ونهى عن ذلك من يقوله برأيه، لا من يقوله بدليل، أو من يقوله بحيث يؤدّي إلى تنقيص المفضول، أو يؤدّي إلى الخصومة والتنازع، أو المراد لا تفضِّلوا بجميع أنواع الفضائل بحيث لا تتركوا للمفضول فضيلة. وقيل: النهي عن التفضيل إنما هو في حقّ النبوّة نفسها، لقوله تعالى:{لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} لا في ذوات الأنبياء وعموم رسالتهم؛ لقوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} . وقال الحليمي: الأخبار الواردة في النهي عن التخيير إنما هي في مجادلة أهل الكتاب؛ لأن المخايرة إذا وقعت بين أهل دِينَين لم يؤمن أن يخرج أحدهم إلى الازدراء بالآخر فيفضي إلى الكفر، هذا ملتقط من "الفتح"(6/ 446) و"التوشيح"(5/ 2198)، ومرَّ بيانه [برقم: 2411].

ص: 61

فَإذَا مُوسَى بَاطِشٌ

(1)

بِجَانِبِ الْعَرْشِ

(2)

، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبلِي أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللهُ عز وجل"

(3)

. [راجع: 2411، أخرجه: م 2373، تحفة: 15162، 13150].

3409 -

حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبدِ اللهِ

(4)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(5)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(6)

، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(7)

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ،

"فِيمَنْ صَعِقَ" في ذ: "مِمَّنْ صَعِقَ".

===

(1)

أي: متعلق به، "ف".

(2)

أي: ناحية من نواحي، "ع".

(3)

قوله: (أو كان ممن استثنى الله) أي: فلم يكن ممن صَعِقَ. قال الكرماني (14/ 59): فإن قلت: سبق آنفًا أنه قال: "لا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور" فما التوفيق بينهما؟ قلت: لا منافاة بينهما؛ إذ "من شاء الله" عامّ والمجزيّ بالصعقة الطوريّة داخل تحت عمومه، انتهى.

قال في "اللمعات": والمراد بالصعقة في هذا الحديث صعقة فَزْعٍ يكون بعد البعث يصعق به الناس ويسقط الكل ولا يسقط موسى اكتفاءً بصعقته في الطور، انتهى. ولو كان المراد بها الصعقة الأولى أي: صعقة موت لم يتردَّدِ النبي صلى الله عليه وسلم فيه، بل جزم بأنه مات؛ لأن الواقع أن موسى قد كان مات، فدلّ على أنها صعقة فزع لا صعقة موت، كذا في "الفتح"(6/ 445).

(4)

"عبد العزيز" هو الأويسي.

(5)

ابن إبراهيم، "قس"(7/ 399).

(6)

الزهري.

(7)

ابن عوف.

ص: 62

قَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ

(1)

قَدْ قُدِّرَ

(2)

عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ"، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَحَجَّ

(3)

آدَمُ مُوسَى". مَرَّتَيْنِ

(4)

. [أطرافه: 4736، 4738، 6614، 7515، أخرجه: م 2652، تحفة: 12283].

3410 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(5)

، ثَنَا حُصَينُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(6)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

(7)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ،

"قَالَ لَهُ آدَمُ" في نـ: "فَقَالَ لَهُ آدَمُ". "ثُمَّ تَلُومُنِي" في سـ، حـ، ذ، صـ:"بِمَ تَلُومُنِي". "عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ" في نـ: "عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ". "خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ" قي ذ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ". "فَقَالَ: عُرِضَتْ" كذا في ذ، وفي ذ:"قَالَ: عُرِضَتْ".

===

(1)

قوله: (على أمر قد قُدِّرَ) قال النووي: معناه: أنك تعلم أنه مقدّر فلا تَلُمْني، وأيضًا اللوم شرعيّ لا عقليّ؛ فإذا تاب الله عليه وغفر له زال عنه اللوم، فمن لامه كان محجوجًا بالشرع، وكانت هذه حين التقت أرواحهما في السماء، أو أحياهما الله، أو أحيا آدم في حياة موسى، كذا في "الكرماني"(14/ 59 - 60).

(2)

بضم القاف وتشديد الدال المكسورة، "قس"(7/ 399).

(3)

أي: غلبه بالحجة وظهر عليه بها.

(4)

متعلق بقال، "قس"(7/ 399)، "ك (14/ 59).

(5)

"مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي.

(6)

"حصين" الأول الواسطي والثاني السلمي الكوفي.

(7)

"سعيد بن جبير" الكوفي مرَّ غير مرَّة.

ص: 63

وَرَأَيْتُ سوَادًا

(1)

كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ

(2)

". [أطرافه: 5705، 5752، 6472، 6541، أخرجه: م 220، ت 2446، س في الكبرى 7604، تحفة: 5493].

‌32 - بَابُ قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} إِلَى قَوْلهِ: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ

(3)

} [التحريم: 11 - 12]

3411 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ

(4)

، ثَنَا وَكِيعٌ

(5)

، عَنْ شُعْبَةَ

(6)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ

(7)

، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ

(8)

، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:

"بَابُ قَوْلِ اللهِ عز وجل

" إلخ، كذا في ذ، وفي ك: "بَابُ قَولِ اللهِ: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ}

(9)

إلى قوله: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} ".

===

(1)

جماعة.

(2)

أورده مختصرًا، وسيأتي بتما مه في "الرقاق" [برقم: 6541] إن شاء الله تعالى، وفيه أن أمة موسى أكثر الأمم بعد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، "ف"(6/ 446).

(3)

أي: من العباد المواظبين على الطاعة، والتذكير للتغليب والإشعار بأن طاعتها لم تقصر عن طاعة الرجال، "بيض"(2/ 507).

(4)

"يحيى بن جعفر" هو البيكندي.

(5)

"وكيع" هو ابن الجراح الكوفي.

(6)

"شعبة" هو ابن الحجاج.

(7)

"عمرو بن مرّة" ابن عبد الله بن طارق المرادي الأعمى، "ف"(6/ 447).

(8)

ابن شراحيل مخضرم، "ف"(6/ 447).

(9)

كذا للأكثر، وسقط من رواية أبي ذر {لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} ، والغرض من هذه الترجمة ذكر آسية، "ف"(6/ 446).

ص: 64

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَمُلَ

(1)

(2)

مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ

(3)

إِلَّا آسِيَةُ

(4)

امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمْ ابنةُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ

(5)

عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ". [أطرافه: 3433، 3769، 5418، أخرجه: م 2431، ت 1834، س في الكبرى 8356، ق 3280، تحفة: 9029].

‌33 - بَابُ قَولُهُ: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى} الآيَةَ [القصص: 76]

"ابنةُ عِمْرَانَ" في نـ: "بنتُ عِمْرَانَ". "بَاب قَولُهُ: {إِنَّ قَارُونَ

} إلخ " هذا الباب وتاليه ثابت في رواية المستملي والكشميهني.

===

(1)

بتئليث الميم، "ك"(14/ 60).

(2)

قوله: (كمل) بفتح الميم وضمّها وكسرها ثلاث لغات، ولا يلزم من لفظ الكمال [ثبوت] نبوتهما؛ إذ هو يطلق لتمام الشيء وتناهيه في بابه، فالمراد تناهيهما في جميع الفضائل التي للنساء، وقد نُقل الإجماع على عدم النبوة لَهن، قاله الكرماني (14/ 60).

(3)

أي: نساء أمتهما، واستدل بعضهم بهذا الخبر على نبوتهما.

(4)

قوله: (آسية) وهي بنت مزاحم امرأة فرعون، قيل: إنها من بني إسرائيل، وإنها عمة موسى، وقيل: إنها من العماليق، وقيل: ابنة عم فرعون، "ف"(6/ 448).

(5)

قوله: (فضل عائشة) لم يعطف عائشة على آسية بل أفرد في جملة مستقلّة تنبيهًا على اختصاصها بما امتازت به عن سائرهن، ومثّل بالثريد لأنه أفضل طعام [العرب]؛ لأنه مع اللحم جامع بين الغذاء واللذة والقوّة وسهولة التناول وقلَّة الْمؤُونَة في المضغ، فيفيد

(1)

بأنها أُعْطِيَتْ مع حسن الخلق

(1)

في الأصل: فيقبل.

ص: 65

{لَتَنُوءُ

(1)

} لَتُثْقِلُ

(2)

. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(3)

: {أُولِي الْقُوَّةِ} لَا يَرْفَعُهَا الْعُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ، يُقَالُ:{الْفَرِحِينَ} [القصص: 76] الْمَرِحِينَ

(4)

. {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ

(5)

} -مِثْلُ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ} - {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ

(6)

} [القصص: 82] يُوَسِّعُ عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ.

‌34 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَإِلَى مَدْيَنَ

(7)

أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [الأعراف: 85، هود: 84، العنكبوت: 36]

إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ، لأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ

(8)

، وَمِثْلُهُ {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ،

"إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ" ثبت في سـ، هـ.

===

وحلاوة النطق وفصاحة اللهجة ورزانة الرأي فهي تصلح للتبعل والتحدّث، وحسبك أنها عقلتْ ما لم يعقل غيرها من النساء، وروَتْ ما لم يُرْوَ مثلُها من الرجال، كذا في "المجمع"(1/ 288).

(1)

قال تعالى: {إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص: 76].

(2)

بضم التاء وكسر القاف، هو تفسير ابن عباس.

(3)

"ابن عباس" عبد الله.

(4)

والمعنى أنهم يبطرون ولا يشكرون، "ف"(6/ 449).

(5)

قوله: ({وَيْكَأَنَّ اللَّهَ}) قال أبو عبيدة: "مثل {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ} "، وقال غيره: كلمة مستعملة عند التنبيه للخطأ وإظهار التندم، فلما قالوا:{يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} ثم شاهدوا الخسف به تنبَّهوا لخطئهم، "قس"(7/ 403).

(6)

بمقتضى مشيئته، "بيض"(2/ 201).

(7)

يعني على حذف المضاف، "قس"(7/ 404).

(8)

على بحر قلزم.

ص: 66

وَاسْأَلِ {الْعِيرَ} [يوسف: 82] يَعْنِي: أَهْلَ الْقَرْيَةِ وَأَهْلَ الْعِيرِ. {وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا

(1)

} [هود: 92] لَمْ تَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، وَيُقَالُ: إِذَا لَمْ تَقْضِ حَاجَتَهُ ظَهَرَتْ حَاجَتِي وَجَعَلَتْنِي ظِهْرِيًّا، وَالظِّهْرِيُّ: أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ

(2)

. {مَكَانَتِكُمْ}

(3)

[هود: 93] وَمَكَانُكُمْ وَاحِدٌ. {يُغْنُوا} [الأعراف: 92] يَعِيشُوا. {تَأْسَ} [المائدة: 26] تَحْزَنْ. {آسَى} [الأعراف: 93] أَحْزَنَ.

وَقَالَ الْحَسَنُ

(4)

(5)

: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87]

"{مَكَانَتِكُمْ} وَمَكَانُكُمْ" في نـ: "مَكَانَتُهُمْ وَمَكَانُهُمْ". " {تَأْسَ}: تَحْزَنْ" كذا في ذ، وفي نـ:"يَأْيَسُ يَحْزَنُ".

===

(1)

قوله: ({وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا}) منسوب إلى الظَّهر، والكسر من تغييرات النسب، أي: نسيت وتركت وواء ظهرك، قاله الكرمانى (14/ 61). وفي "الفتح" (6/ 449): قال أبو عبيدة في قوله: {وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} : أي: ألقيتموه خلف ظهوركم فلم تلتفتوا إليه.

(2)

أي: تستعين به.

(3)

قوله: ({مَكَانَتِكُمْ}) قال تعالى: {يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} أي: المكان والمكانة واحد. قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا [فِيهَا]} ، قال: لم يعيشوا ولم يقيموا بها، قال تعالى:{فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} أي: لا تحزن، وليس هذا في قصة شعيب، وإنما ذكره بمناسبة قوله تعالى:{فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ} ، "ك"(14/ 62)، "ف"(6/ 449).

(4)

البصري.

(5)

أي: أراد الحسن أنهم قالوا: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} على سبيل الاستعارة التهكمية، إذ غرضهم: أنت السفيه الغوي، "ك"(14/ 62).

ص: 67

يَسْتَهْزِئُونَ بهِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ

(1)

: {لَيْكَةُ} [الشعراء: 176]: الأَيْكَةُ

(2)

. {يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء: 189] إِظْلَالُ الْعَذَابِ عَلَيْهِمْ.

‌35 - بَابُ قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَهُوَ مُلِيمٌ

(3)

} [الصافات: 139 - 142]

قَالَ مُجَاهِدٌ

(4)

: مذنب. {الْمَشْحُونِ}

(5)

: المُوَقَّر. {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ

===

(1)

" مجاهد" هو ابن جبر بفتح الجيم وسكون الموحدة، أبو الحجاج المخزومي مولاهم، إمام في التفسير وفي العلم.

(2)

قوله: (ليكة: الأيكة) قال تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} ، وقرأ بعضهم "ليكة" بوزن ليلة، فقال مجاهد: هو نفس الأيكة فخفف الهاء، قال تعالى:{فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} يروى أنه حبس عنهم الهواء وسلّط عليهم الحَرّ، فأخذ بأنفاسهم فاضطرّوا إلى أن خرجوا إلى البريّة، فأظلَّتْهم سحابة وجدوا لها بردًا ونسيمًا فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارًا فاحترقوا، وكان شعيب عليه السلام مبعوثًا إلى أصحاب مدين وأصحاب الأيكة، فأُهلكت مدين بصيحة جبرئيل عليه السلام وأصحاب الأيكة بعذاب يوم الظُّلَّة، "ك"(14/ 62)، هذا على مذهب من قال بالتغاير بين الفريقين. وقال بعضهم: إنهم باجمعهم أخذتهم الصيحة من فوقُ والرجفة من تحت مع الحرّ الشديد، وهو مذهب الجمهور، "الخير الجاري"[و "الفتح" (6/ 450)].

(3)

من ألام الرجل إذا أتى ما يلام عليه، ولهذا قال مجاهد: أي مذنب، "ك"(14/ 62).

(4)

ابن جبر المفسر.

(5)

وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: {الْمَشْحُونِ} : المملوء. ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس: {الْمَشْحُونِ} : الموقر، "ف"(6/ 451).

ص: 68

مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} الآية. {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} بوجه الأرض {وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}

(1)

من غير ذات أصل الدباء ونحوه. {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ

(2)

أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [الصافات: 139 - 148]. {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ

(3)

إِذْ نَادَى

(4)

"{وَأَرْسَلْنَاهُ} -إلى- {إِلَى حِينٍ} " سقط في نـ.

===

(1)

قوله: ({مِنْ يَقْطِينٍ}) أي: ما لا ساق له من النبات كشجر القرع ونحوه. قوله: "الدُّبّاء" بدل، أو بيان، كذا في "الخير الجاري"، وفي "الفتح" (6/ 451): قال أبو عبيدة: كل شجرة لا تقوم على ساق فهي يقطين نحو الدُّبّاء والحنظل والبِطِّيخ، والمشهور أنه القرع. وقيل: التين. وقيل: الموز. وجاء في حديث مرفوع في القرع: "هي شجرة أخي يونس"، انتهى.

(2)

قوله: ({وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ}) هم قومه الذين هرب عنهم، وهم أهل نينوى. قوله:" {أَوْ يَزِيدُونَ} " أي: في مرأى الناظر، أي: إذا نظر إليهم قال: هم مائة ألف أو أكثر، والمراد الوصف بالكثرة، وقرئ بالواو. قوله:" {فَآمَنُوا} " فصدّقوه أو فجدّدوا الإيمان به بمحضره. قوله: " {فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} " إلى أجل مسمّى، "بيض"(2/ 302 - 303).

(3)

قوله: ({وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ}) أي: في الضجر والعُجلة، وهو يونس عليه السلام، كذا في "الجلالين" (ص: 566). قال في "الفتح"(6/ 452): فروى السُّدّي عن ابن مسعود وغيره: "إن الله بعث يونس إلى أهل نينوى وهي من أرض الموصل فكذّبوه، فوعدهم بنزول العذاب في وقت معيّن، وخرج عنهم مغاضبًا لهم، فلما رأوا آثار ذلك خضعوا وتضرّعوا وآمنوا، فرحمهم الله فكشف عنهم العذاب، وذهب يونس فركب سفينة فلججت به فاقترعوا فيمن يطرحونه منهم، فوقعت القرعة عليه ثلاثًا فالتقمه الحوت". وروى ابن أبي حاتم عن ابن مسعود بإسناد صحيح إليه نحو ذلك، وفيه:

"وأصبح يونس فأشرف على القرية فلم ير العذاب وقع عليهم، وكان في شريعتهم من كَذَب قُتِل، فانطلق مغاضبًا حتى ركب سفينة".

(4)

أي: في بطن الحوت، "بيض"(2/ 518).

ص: 69

وَهُوَ مَكْظُومٌ

(2)

} [القلم: 48]، {كَظِيمٌ} [يوسف: 84] وَهُوَ مَغْمُومٌ.

3412 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(3)

، ثَنَا يَحْيَى

(4)

، عَنْ سُفْيَانَ

(5)

ثَنِي الأَعْمَشُ

(6)

. ح وَثَنَا أَبُو نُعَيمٍ

(7)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(8)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(9)

، عَنْ أَبِي وَائِلٍ

(10)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ

(11)

إِنِّي خَيرٌ مِنْ يُونُسَ". زَادَ مُسَدَّدٌ: "يُونُسَ بْنِ مَتَّى". [طرفاه: 4603، 4804، أخرجه: س في الكبرى 11167، تحفة: 9266].

"{وَهُوَ مَكْظُومٌ}

وَهُوَ مَغْمُومٌ" لفظ "وهو" سقط في نـ في الموضعين.

===

(2)

رجل كظيم ومكظوم: مكروب، "القاموس" (ص: 1064).

(3)

"مسدد" ابن مسرهد الأسدي.

(4)

"يحيى" هو ابن سعيد القطان.

(5)

"سفيان" هو الثوري.

(6)

"الأعمش" سليمان بن مهران الكوفي.

(7)

"أبو نعيم" الفضل بن دكين.

(8)

"سفيان" هو الثوري.

(9)

"الأعمش" سليمان الكوفي.

(10)

"أبي وائل" شقيق بن سلمة.

(11)

قوله: (لا يقولنّ أحدكلم: إني خير من يونس بن متى) قاله تواضعًا، أو قبل أن يعلم أنه أفضل الخلق. وخصّ يونس بالذكر لما يخشى

ص: 70

3413 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ

(1)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(2)

، عَنْ قَتَادَةَ

(3)

، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ

(4)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَا يَنْبَغِي لِعَبدٍ أَنْ يَقُولَ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى". وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ

(5)

. [راجع: 3395].

3414 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(6)

، عَنِ اللَّيْثِ

(7)

، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ

(8)

، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ

(9)

، عَنِ الأَعْرَجِ

(10)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ

(11)

يَعْرِضُ سِلْعَتَهُ أُعْطِيَ بِهَا

===

على من سمع قصّته أن يقع في نفسه تنقيص له، فبالغ في ذكر فضله لِسَدِّ هذه الذريعة. وقيل: الضمير راجع للأحد أي: لا يقولنّ أحدكم عن نفسه: أنا خير منه ولو بالغ في الاجتهاد؛ فإن درجة النبوة لا يبلغها أحد بالاجتهاد في العبادة والعلم، كذا في "التوشيح"(5/ 2202).

(1)

"حفص بن عمر" الحوضي.

(2)

"شعبة" هو ابن الحجاج العتكي.

(3)

"قتادة" هو ابن دعامة السدوسي.

(4)

"أبي العالية" رُفيع الرياحي.

(5)

قوله: (ونسبه إلى أبيه) جملة حاليّة، وقيل: مَتّى اسم أمه، ومعنى النسبة إلى أبيه أنه ذكر مع ذلك اسم أبيه، والأول هو الصحيح، كذا في "المجمع" (2/ 133). وفي "القاموس" (ص: 160): مَتّى كحَتَّى: أبو يونسَ النبي عليه السلام، ومرَّ بيانه [برقم: 3395].

(6)

"يحيى" هو ابن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم المصري.

(7)

"الليث" هو ابن سعد المصري.

(8)

الماجشون، "قس"(7/ 409).

(9)

الهاشمي المدني، "قس"(7/ 409).

(10)

"الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز.

(11)

"يهودي" لم يعرف اسمه أو هو فنحاص، وضعف.

ص: 71

شَيْئًا كَرِهَهُ، فَقَالَ: لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ

(1)

فَقَامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، وَقَالَ: تَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا؟ فَذَهَبَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا، فَمَا بَالُ فُلَانٍ لَطَمَ وَجْهِي، فَقَالَ:"لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟ ". فَذَكَرَهُ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: "لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ

(2)

، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ أَمْ بُعِثَ قَبْلِي"

(3)

. [راجع: 2411، أخرجه: م 2323، س في الكبرى 11461، تحفة: 13939].

"مَنْ بُعِثَ" في هـ، ذ:"مَنْ يُبْعَثُ".

===

(1)

" رجل من الأنصار" قال عمرو بن دينار كما مرَّ قريبًا: هو أبو بكر الصديق، ولذا ينكر على قوله: رجل من الأنصار إلا أن كان المراد بالأنصار المعنى الأعم، فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه من أنصار النبي صلى الله عليه وسلم قطعًا، بل هو رأس من نصره ومقدمهم وسابقهم، قاله في "الفتح"(6/ 445).

(2)

قوله: (لا تفضِّلوا بين أنبياء الله) قال الكرماني: فإن قلت: قد ثبت أن بعض الأنبياء أفضل من بعض، قال تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253]. قلت: معناه: لا تُفَضِّلوا بعضًا بحيث يلزم منه نقص المفضول، أو يؤدّي إلى الخصومة والنزاع. أو: لا تفضِّلوا بجميع أنواع الفضائل، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منهم مطلقًا، "ك"(14/ 63).

(3)

مرَّ الحديث قريبًا [برقم: 3408].

ص: 72

3415 -

"وَلَا أَقُولُ: إِنَّ أَحَدًا

(1)

أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى". [راجع: 3416].

3416 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

(2)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(3)

، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(5)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"لَا يَنْبَغِي لِعَبدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى". [راجع: 3415، أخرجه: م 2376، تحفة: 12272].

‌36 - بَابٌ قَولُهُ: {وَاسْأَلْهُمْ

(6)

عَنِ الْقَرْيَةِ

(7)

الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ

(8)

"قَولُهُ" سقط في نـ. " {وَاسْأَلْهُمْ} " في ذ: "وَسَلْهُمْ".

===

(1)

قوله: (ولا أقول: إنّ أحدًا

) إلخ، أي: لا أقول: إن أحدًا خير من يونس من تلقاء نفسي، ولا أفضِّل عليه أحدًا من حيث النبوةُ، وإن [كان] تضجَّر عن قومه فعوتب، "مجمع البحار"(2/ 134).

(2)

"أبو الوليد" هشام بن عبد الملك الطيالسي.

(3)

"شعبة" ابن الحجاج العتكي.

(4)

"سعد بن إبراهيم" ابن عبد الرحمن الزهري.

(5)

ابن عوف.

(6)

قوله: ({وَاسْأَلْهُمْ}) للتقرير والتقريع بقديم كفرهم وعصيانهم، والإعلام بما هو من علومهم التي لا تعلم إلا بتعليم أو وحي، ليكون لك ذلك معجزة عليهم، "بيضاوي"(1/ 364).

(7)

قوله: ({عَنِ الْقَرْيَةِ}) قال في "الفتح"(6/ 452): الجمهور على أن القرية المذكورة أيلة، وهي التي على طريق الحاجِّ الذاهب إلى مكة من مصر. وحكى ابن التين عن الزهري أنها طبرية، انتهى.

(8)

قريبة منه، "بيض"(1/ 364).

ص: 73

الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ

(1)

فِي السَّبْتِ} يَتَعَدَّوْنَ: تتَجَاوَزُونَ، {إِذْ تَأْتِيهِمْ

(2)

حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} شَوَارِعَ

(3)

، {وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ - إلى قوله - خَاسِئِينَ} [الأعراف: 163 - 166]. {بَئِيسٍ} : شَدِيدٌ

‌37 - بَابُ قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: 163]

الزُّبُرُ: الْكُتُبُ، وَاحِدُهَا زَبُورٌ، وَزَبَرْتُ: كَتَبْتُ. {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ

(4)

} قَالَ مُجَاهِدٌ

(5)

: سَبِّحِي

(6)

مَعَهُ. {وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ

(7)

سَابِغَاتٍ

(8)

} الدُّرُوعَ

(9)

. {وَقَدِّرْ

(10)

"يَتَجَاوَزُونَ" في نـ: "يُجَاوِزُونَ". " {وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ} إلى قوله: {خَاسِئِينَ} " كذا في ذ، وفي نـ:"إلى قوله: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} ". "وَزَبَرْتُ: كَتَبْتُ" ثبت في سـ، هـ. " {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ} " ثبت في سـ، هـ. "قَالَ مُجَاهِدٌ" سقط في نـ. " {وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} " سقط في نـ.

===

(1)

أي: يتعدون فيه عما أمروا به ويتجاوزن، "ف"(1/ 453).

(2)

ظرف لِـ "يَعْدُونَ".

(3)

جمع شارع هو الظاهر على وجه الماء، "مجمع"(3/ 204).

(4)

أي: رجّعي معه التسبيح، "بيض"(2/ 257).

(5)

"قال مجاهد" المفسر، وصله الفريابي.

(6)

من التسبيح.

(7)

أي: أمرناه أن اعمل

إلخ، "بيض"(2/ 257).

(8)

دروعات واسعات، "بيض"(2/ 257).

(9)

فسره أبو عبيدة أي: دروعًا واسعة طويلة.

(10)

أي: في نسجها، أو قدر مساميرها، "بيض"(2/ 257).

ص: 74

فِي السَّرْدِ

(1)

} [سبأ: 10 - 11] الْمَسَامِير وَالْحِلَقِ، لَا تُدِقَّ الْمِسْمَارَ فَيَتَسَلْسَلَ، وَلَا تُعَظِّمْ فَيَفْصِمَ، {أَفْرِغْ} [الأعراف: 126] أنزل. {بَسْطَةً} [الأعراف: 69] زيادة وفضلًا.

3417 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

، ثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ

(3)

، ثَنَا مَعْمَرٌ

(4)

، عَنْ هَمَّامٍ

(5)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

"لَا تُدِقَّ" في هـ، ذ:"لا تُرِقُّ". "فَيَتَسَلْسَلَ" في هـ، ذ:"فَلْيُسَلْسِلْ"، [قلت: وفي "قس": "فَيَسْلَسَ"]. "فَيَفْصِمَ" في هـ، ذ:" فَيَنْفَصِمَ". " {أَفْرِغْ}: أنزل. {بَسْطَةً}: زيادة وفضلًا" ثبت في هـ، ذ، زاد بعده في نـ:" {وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سبأ: 11]. "ثَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "أَنا مَعْمَرٌ".

===

(1)

قوله: ({فِي السَّرْدِ}) هو اسم جامع للدروع، وأيضًا تداخل الحلق بعضها في بعض، كذا في "الكرماني" (14/ 65). قوله:"لا تُدِقّ" بالدال، "فَيَتَسَلْسَل" أي: لا تجعل المسمار دقيقًا فيتسلسل أي: يصير كالسلسلة في اللين. قوله: "فيفصم" من الفصم وهو القطع. قوله: " {أَفْرِغْ}: أَنْزِل" قال ابن حجر في "الفتح"(6/ 454): لم أعرف المراد من هذه الكلمة هنا، واستقريت قصة داود في المواضع التي ذكرت فيها فلم أجدها، وهذه الكلمة والتي بعدها في رواية الكشميهني وحده. قوله:" {بَسْطَةً}: زيادة وفضلًا" قال أبو عبيدة في قوله: "وزاده بسطةً في العلم والجسم" أي: زيادةً وفضلًا وكثرةً، وهذه الكلمة في قصة طالوت، وكأنه ذكرها لما كان آخرها متعلّقًا بداود فلمح بشيء من قصة طالوت، وقد قصّها الله في القرآن، انتهى.

(2)

"عبد الله" ابن محمد المسندي.

(3)

"عبد الرزاق" ابن همام الحميري.

(4)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي.

(5)

"همام" هو ابن منبه بن كامل.

ص: 75

"خُفِّفَ عَنْ دَاوُدَ الْقُرْآنُ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَوَابِّهِ

(1)

فَتُسْرَجُ، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ

(2)

قَبلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ، وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدَيهِ". [راجع: 2073، تحفة: 14725].

رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [تحفة: 14226].

3418 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(3)

، أَنَا اللَّيْثُ

(4)

، عَنْ عُقَيْلٍ

(5)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(6)

: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ

(7)

أَخْبَرَهُ،

"عَنْ دَاوُدَ" في نـ: "عَلَى دَاوُدَ". "الْقُرْآنُ" في هـ، ذ:"القِرَاةُ". "يَدَيهِ" كذا في قت، ذ، وفي نـ:"يَدِهِ". "أَنَا اللَّيْثُ" في نـ: "ثَنَا اللَّيْثُ".

===

(1)

قوله: (بدوابّه) في رواية موسى بن عقبة الآتية "بدابّته" بالإفراد، ويحمل الإفراد على الجنس، أو المراد بها ما يختصّ بركوبه، وبالجمع ما يضاف إليها ممَّا يركبه أتباعه، "فتح"(6/ 455).

(2)

قوله: (فيقرأ القرآن) أي: التوراة أو الزبور. قال التوربشتي: وإنما أطلق القرآن لأنه قصد به إعجازه، وقد دلّ الحديث على أن الله يطوي الزمانَ لمن يشاء من عباده، كما يطوي المكان، وهذا لا سبيل إلى إدراكه إلا بالفيض الربّاني. قال صاحب "النهاية": الأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته، وسمي القرآن قرآنًا لأنه جمع الأمر والنهي وغيرهما، وقد يطلق القرآن على القراءة، "ك"(14/ 65).

(3)

"يحيى بن بكير" هو المخزومي المصري.

(4)

"الليث" هو ابن سعد.

(5)

"عقيل" هو ابن خالد.

(6)

"ابن شهاب" الزهري.

(7)

"سعيد" ابن المسيب المخزومي التابعي.

ص: 76

وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبدِ الرَّحْمَنِ

(1)

: أَنَّ عَبدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو

(2)

قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَقُولُ: وَاللهِ لأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: وَاللهِ لأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ؟ " قُلْتُ: قَدْ قُلْتُهُ، قَالَ:"إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّام، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامٍ الدَّهْرِ"، فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:"فصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ"، فقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ؟ "فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ

(3)

، وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ"، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ"

(4)

. [راجع: 1131، أخرجه: م 1159، د 2427، س 2392، تحفة: 8645، 8960].

"لَا تَسْتَطِيعُ" في نـ: "لَنْ تَسْتَطِيعَ". "أَعْدَلُ الصِّيَامِ" كذا في عسـ، صـ، قتـ، ذ، وفي نـ:"عَدْلُ الصِّيَامِ".

===

(1)

" أبا سلمة بن عبد الرحمن" ابن عوف.

(2)

"عبد الله بن عمرو" بفتح العين ابن العاص، "قس"(7/ 414).

(3)

فيه الترجمة.

(4)

قوله: (لا أفضل من ذلك) إذ فيه زيادة المشقة، وأفضل العبادات أشقّها بخلاف الصوم الدائم مثلًا؛ فإن الطبيعة اعتادت بذلك فسهل عليها، كذا في "الكرماني"(14/ 66)، ومرَّ الحديث في "الصلاة" [برقم: 1131].

ص: 77

3419 -

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى

(1)

، ثَنَا مِسْعَرٌ

(2)

، ثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ

(3)

، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ

(4)

، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟ "، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ الْعَينُ

(5)

وَنَفِهَتِ

(6)

النَّفْسُ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ -أَوْ كَصَوْمِ الدَّهْرِ-". قُلْتُ: إِنِّي أجِدُ بِي -قَالَ مِسْعَرٌ: يَعْنِي- قُوَّةً، قَالَ:"فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ، وَكَانَ يَصومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى"

(7)

. [راجع: 1131، أخرجه: م 1159، ت 770، س 2398، ق 1706، تحفة: 8635].

"النَّبِيُّ" كذا في ذ، وفي نـ:"رَسُولُ اللهِ". "النَّهَارَ" ثبت في هـ، ذ. "أَجِدُ بِي" في سـ، حـ، ذ:"أَجِدُنِي".

===

(1)

" خلاد بن يحيى" ابن صفوان السلمي الكوفي المقرئ سكن مكة.

(2)

"مسعر" كمنبر ابن كدام بكسر الكاف الهلالي الكوفي.

(3)

"حبيب بن أبي ثابت" واسم أبي ثابت قيس الكوفي.

(4)

هو السائب بن فروخ.

(5)

قوله: (هَجَمَت العينُ) أي: غارت أو ضعف بصرها لكثرة السهر. قوله: "نَفِهَت النفسُ" بفتح النون وكسر الفاء، أي: كلّت وأعيتْ، وقيّده الشيخ قطب الدين بفتح الفاء، "ع"(5/ 506)، ومرَّ [برقم: 1153].

(6)

بكسر الفاء أي: ضعفت، "خ"، هو بفتح نون وكسر فاء، وروي بفتحها أي: أعيت وكلت، "مجمع"(4/ 785).

(7)

قوله: (ولا يَفِرّ إذا لاقى) أي: لا يهرب من القتال إذا لاقى العدوّ، ولا يضعف [عنه] بصوم يوم وفطره، بخلاف سرد الصوم فإنه يضعِّفه، "مجمع"(4/ 517).

ص: 78

‌38 - بَابٌ أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ

(1)

وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا. قَالَ عَلِيٌّ: وَهُوَ قَوْلُ عَائِشَةَ: مَا أَلْفَاهُ

(2)

السَّحَرُ

(3)

عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا.

3420 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(4)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(5)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ

(6)

،

"بَابٌ أَحَبُّ الصَّلَاةِ

" إلخ، هذا كله ثابت في سـ، هـ.

===

(1)

قوله: (باب أحبّ الصلاة إلى الله صلاة داود

) إلى آخره، يشير إلى الحديث المذكور قبله.

قوله: "قال علي

" إلخ، هكذا وقع في رواية المستملي والكشميهني، وأما غيرهما فذكر الطريق الثالثة مضمومة إلى ما قبله دون الباب ودون قول علي، ولم أره منسوبًا، وأظنّه عليَّ بن المديني شيخ البخاري، وأراد بذلك بيان المراد بقوله: "وينام سُدُسَه" أي: السدس الأخير، فكأنه قال: يوافق ذلك حديث عائشة "ما ألفاه" أي: وجده، والضمير للنبي صلى الله عليه وسلم، و"السحر" الفاعل، أي: لم يجئ السحر والنبيّ صلى الله عليه وسلم عندي إلا وجده نائمًا، كذا في "الفتح" (6/ 456)، ومرَّ [برقم: 1133].

(2)

ما وجده.

(3)

هو السدس الأخير من الليل.

(4)

"قتيبة" هو أبو رجاء الثقفي.

(5)

"سفيان" هو ابن عيينة الهلالي.

(6)

"عمرو بن دينار" هو المكي.

ص: 79

عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ

(1)

أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو

(2)

قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَأَحَبُّ الصلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلثَهُ وَيَنَامُ سُدسَهُ". [راجع: 1131].

‌39 - بَابٌ

(3)

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ

(4)

إِنَّهُ أَوَّابٌ

(5)

} إِلَى {وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [ص: 17 - 20]

قَالَ مُجَاهِدٌ

(6)

: الْفَهْمُ

(7)

فِي الْقَضَاءِ. {وَلَا تُشْطِطْ} وَلَا تُسْرِفْ

(8)

. {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ

(9)

* إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} [ص: 22 - 23]،

"رَسُولُ اللهِ" في نـ: "النَّبِيُّ". {وَلَا تُشْطِطْ} " في ذ: "{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} -إلى- {وَلَا تُشْطِطْ} ".

===

(1)

الطائفي، "قس"(7/ 417).

(2)

ابن العاص، "قس"(7/ 417).

(3)

بالتنوين، "قس"(7/ 417).

(4)

الأيد: القوة، وكان داود موصوفا بفرط الشجاعة، "فتح"(6/ 457).

(5)

سيجيء تفسيره، رجَّاع إلى مرضاة الله، وهو تعليل لذي الأيد ودليل على أن المراد القوة في الدين، "بيض"(2/ 309).

(6)

ابن جبر.

(7)

أي: المراد بـ "فصل الخطاب".

(8)

كذا وقع هنا، وقال الفراء: معناه لا تجر، "ف"(6/ 457).

(9)

أي: إلى وسطه وهو العدل، "بيض"(2/ 309).

ص: 80

يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: نَعْجَةٌ

(1)

، وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا: شَاةٌ. {وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا

(2)

}، مِثْلُ:{وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} [آل عمران: 37] ضَمَّهَا. {وَعَزَّنِي} غَلَبَنِي، صَارَ أَعَزَّ مِنِّي، أَعْزَزْتُهُ: جَعَلْتُهُ عَزِيزًا. {فِي الْخِطَابِ} يُقَالُ: الْمُحَاوَرَةُ {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ

(3)

} الشُّرَكَاءِ. {فَتَنَّاهُ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(4)

: اخْتَبَرنَاهُ، وَقَرَأَ عُمَرُ

(5)

فَتَّنَّاهُ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ

(6)

. {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 17 - 24].

"{لَقَدْ ظَلَمَكَ - إلى - إِلَى نِعَاجِهِ} " سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (يقال للمرأة: نعجة، ويقال لها أيضا: شاة) قال أبو عبيدة في قوله: {وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} أي: امرأة، كذا في "الفتح" (6/ 456). قال البيضاوي (2/ 310): النعجة: هي الأنثى من الضان، وقد يكنى بها عن المرأة، والكناية والتمثيل فيما يساق للتعريض أبلغ في المقصود، انتهى.

(2)

قوله: ({فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا} مِثْلُ {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}: ضمّها) قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} كقوله: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} أي: ضمّها إليه، وتقول: كفلتُ بالنفس أو بالمال أي: ضمنته. قوله: " {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} " أي: صار أعزَّ مني فيه، أما قوله:"يقال: المحاورة" فمراده تفسير الخطاب بالمحاورة، وهي بالحاء المهملة أي: المراجعة بين الخصمين، وهذا تفسير قوله تعالى:{وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} ، "فتح"(6/ 457).

(3)

كما حكاه ابن جرير أيضًا.

(4)

عبد الله.

(5)

ابن الخطاب.

(6)

ونقل التشديد أيضا عن أبي رجاء العطاردي والحسن البصري، "ف"(6/ 458).

ص: 81

3421 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّد

(1)

، ثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ الْعَوَّامَ بْنَ حَوْشَبٍ

(3)

، عَنْ مُجَاهِدٍ

(4)

قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَسْجُدُ

(5)

فِي ص؟ فَقَرَأَ {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} حَتَّى أَتَى {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 84 - 90] فَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ أُمِرَ

(6)

أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ. [أطرافه: 4632، 4806، 4807، تحفة: 6416].

3422 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(7)

، ثَنَا وُهَيْبٌ

(8)

،

"أَنَسْجُدُ" كذا في حـ، ذ، وفي سـ، هـ:"أَأَسْجُدُ". "فَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: نَبِيُّكُمْ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فَقَالَ: نَبِيُّكُمْ".

===

(1)

هو ابن سلام، كذا في "الفتح" (6/ 458). قال الكرماني (14/ 68): هو إما ابن سلام وإما ابن المثنى وإما ابن يسار على ما اختلفوا فيه، كذا في "الخير الجاري".

(2)

"سهل بن يوسف" الأنماطي البصري.

(3)

"العوام" الشيباني الواسطي.

(4)

"مجاهد" هو ابن جبر المفسر.

(5)

هذا بنون، وللكشميهني والمستملي:"أأسجد"، "ف"(6/ 458).

(6)

قوله: (أمر) بلفظ المجهول، وفي هذا الاستدلال مناقشة؛ إذ الرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بالاقتداء [بهم] في أصول الدين لا في فروعه؛ لأنها هي المتَّفَقُ عليه بين الأنبياء عليهم السلام؛ إذ في المختلفات لا يمكن اقتداء الرسول بكلّهم، وإلا يلزم التناقض، كذا في "الكرماني" (14/ 68 - 69). قال صاحب "الخير الجاري": ورفعها أن شرائع من كان قبلنا حجّة ما لم يصرف عنها صارفٌ.

(7)

"موسى بن إسماعيل" هو التبوذكي.

(8)

"وهيب" مصغرًا هو ابن خالد.

ص: 82

أَنَا أَيُّوبُ

(1)

، عَنْ عِكْرِمَةَ

(2)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَيسَ ص

(3)

مِنْ عَزَائِمِ

(4)

السُّجُودِ، وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيهَا. [راجع: 1069].

‌40 - بَابُ قَوْل اللهِ عز وجل: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 30]

الرَّاجِعُ: الْمُنِيبُ

(5)

، وَقَولُهُ:{وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]، وَقَوْلُهُ:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [البقرة: 102]، وَقَولُهُ: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا

(6)

شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ

(7)

}

"أَنَا أَيُّوبُ" في نـ: "ثَنَا أَيُّوبُ". "بَابُ" سقط في نـ.

===

(1)

" أيوب" هو ابن أبي تميمة السختياني.

(2)

"عكرمة" مولى ابن عباس.

(3)

قوله: (ليس ص) أي: ليس سجدة (ص)"من عزائم السجود" جمع عزيمة، وهي التي أكّدت على فعله مثل صيغة الأمر مثلًا، ومرَّ بيان الاختلاف فيه [برقم: 1067، 1069] في "باب ما جاء في سجود القرآن".

(4)

جمع عزيمة وهي التي أكِّدت على فعله، "ف"(2/ 552).

(5)

قوله: (الراجع: المنيب) هو تفسير الأوّاب، وقد أخرج ابن جرير من طريق مجاهد قال: الأوّاب: الرَّجَّاع من الذنوب، ومن طريق قتادة قال: المطيع، ومن طريق السدّي قال: هو المسبّح، "ف"(6/ 458).

(6)

أي: جريها بالغداة مسيرة أشهر، وبالعشي كذلك، "بيض"(2/ 257).

(7)

قوله: ({وَأَسَلْنَا لَهُ}) أي: أَذَبْنا له، " {عَيْنَ الْقِطْرِ} " النحاس المُذاب، أَسَالَه من معدنه فنبع منه نبوع الماء من الينبوع، ولذلك سماه عينًا، وكان ذلك باليمن، كذا قال البيضاوي (2/ 257).

ص: 83

أَذَبْنَا لَهُ {عَيْنَ الْقِطْرِ

(1)

} الْحَدِيدِ، {وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ

(2)

وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا

(3)

نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ

(4)

* يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ

(5)

}، قَالَ مُجَاهِدٌ

(6)

: بُنْيَانٌ مَا دُونَ الْقُصورِ، {وَتَمَاثِيلَ

(7)

(8)

"قَالَ مُجَاهِدٌ: بُنْيَانٌ" في نـ: "قَالَ مُجَاهِدٌ: {مَحَارِيبَ} بُنْيَانٌ".

===

.

(1)

قال جماعة: عين النحاس، "خ".

(2)

أي: بأمر ربه.

(3)

قوله: ({وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا}) أي: من يعدل منهم عما أمرناه من طاعة سليمان، "بيضاوي"(2/ 257).

(4)

أي: عذاب الآخرة.

(5)

قصور حصينة، "بيض"(2/ 257).

(6)

قوله: (قال مجاهد: بنيان ما دون القصور) وصله عبد بن حميد عنه كذلك، وقال أبو عبيدة: الْمَحَاريب جمع محراب، وهو مقدم كل بيت، وهو أيضًا المسجد والمصلّى، "فتح"(6/ 658).

(7)

أي: صُوَرًا من نُحاس وزجاج ورخام، ولم يكن اتخاذ الصور حرامًا في شريعته، "جلالين" (ص: 564).

(8)

قوله: ({وَتَمَاثِيلَ}) أي: وصُوَرًا وتماثيلَ للملائكة والأنبياء على ما اعتادوا من العبادات ليراها الناس فيعبدوا نحو عبادتهم، وحرمة التصاوير شزع مجدّد، "بيضاوي" (2/ 258). قال القسطلاني (7/ 421): بيت المقدس ابتدأه داود، ورفعه قامةَ رجل، وكمله سليمان فبناه بالرخام الأبيض والأصفر والأخضر، وعمده بأساطين، وسقفه بألواح الجواهر الثمينة، وفصص حيطانه باللآلي واليواقيت وسائر الجواهر، وبسط أرضه بألواح الفيروزج فلم يكن يومئذ أبهى ولا أنور منه، كان يضيء في الظلمة كالقمر

ص: 84

{وَجِفَانٍ

(1)

كَالْجَوَابِ

(2)

(3)

} كَحِيَاضِ الإِبِلِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَالْجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ، {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 12 - 13]، {إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ} الأَرْضَةُ

(4)

، {تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} عَصَاهُ

(5)

، {فَلَمَّا خَرَّ} إِلَى {فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [سبأ: 14] {حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} مِنْ ذِكرِ رَبِّي، {فَطَفِقَ مَسْحًا} [ص: 32 - 33]

"إِلَى {فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} " كذا في ذ، وفي نـ:"إِلَى قَولهِ: {الْمُهِينِ} ". "حُبَّ الْخَيْلِ" في ذ: " {حُبَّ الْخَيْرِ} " مصحح عليه.

===

ليلة البدر، واتخذ ذلك اليوم الذي فرغ منه عيدًا، ولم يزل على ما بناه سليمان حتى غزاه بخت نصر فخربه وأخذ ما كان في سقفه وحيطانه إلى دار مملكته من أرض العراق، انتهى.

(1)

أي: صحاف، "بيض"(2/ 258).

(2)

جمع جابية، وهي حوض كبير. و " {وَجِفَانٍ} " جمع جفنة، يجتمع عليها ألف رجل يأكلون منها، كذا في "تفسير الجلالين" (ص: 564).

(3)

قوله: ({كَالْجَوَابِ}) جمع الجابية، وهي الحوض الذي يُجبى فيه الماء للإبل. قوله:" {رَاسِيَاتٍ} " أي: ثابتات لا تنتقل من محالّها لعظمها، "ك"(14/ 69)، "خ".

(4)

قوله: (الأرضة) دُوَيْبَّة كانت تأكل الخشبة. قوله: " {مِنْسَأَتَهُ} " هي العصا. و"الأعراف" جمع العرف، وهو شعر عنق الخيل. قوله:"عراقيبها" العرقوب: العصب الغليظ عند عقب الإنسان. و" {الْأَصْفَادِ} " في تفسير قوله تعالى: {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} جمع الصفد وهو الوثاق، "ك"(14/ 70)، "خ".

(5)

هو قول ابن عباس، "ف"(6/ 459).

ص: 85

يَمْسَحُ

(1)

أَعْرَافَ الْخَيْلِ وَعَرَاقِيبَهَا. {الْأَصْفَادِ} : الْوِثَاقُ

(2)

. وَقَالَ مُجَاهِدٌ

(3)

: {الصَّافِنَاتُ

(4)

} صَفَنَ الْفَرَسُ رَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ حَتَّى تَكُونَ عَلَى طَرَفِ الْحَافِر. {الْجِيَادُ} [ص: 31] السِّرَاعُ. {جَسَدًا

(5)

} [ص: 34] شَيْطَانًا. {رُخَاءً} طَيِّبَةً، {حَيْثُ أَصَابَ} [ص: 36] حَيثُ شَاءَ. {فَامْنُنْ} أَعْطِ، {بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص: 39] بِغَيْرِ حَرَجٍ.

3423 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(6)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ

(7)

،

"طَيِّبَةً" في هـ، ذ:"طَيِّبًا". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

(1)

أي: بالسيف.

(2)

جمع وثيق، "ف".

(3)

ابن جبر.

(4)

قوله: (قال مجاهد: {الصَّافِنَاتُ}

) إلخ، وصله الفريابي لكن قال:"يديه"، وصوّبه عياض، كذا في "الفتح" (6/ 459). قال البيضاوي (2/ 311 - 312): الصافن من الخيل الذي يقوم على طرف سُنْبُكِ يدٍ أو رِجل، وهو من الصفات المحمودة في الخيل. قوله:" {الْجِيَادُ} " جمع جواد أو جود، وهو الذي يسرع في جريه، وقيل: الذي يجود في الركض، انتهى. قوله:" {جَسَدًا}: شيطانًا" قال الفريابي: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} قال: شيطانًا يقال له: آصف، كذا في "ف"(6/ 459).

(5)

وهو ذلك الجنِّي وهو صخر أو غيره جلس على كرسي سليمان، "ج" (ص:602).

(6)

"محمد بن بشار" هو ابن عثمان العبدي البصري الملقب ببندار.

(7)

"محمد بن جعفر" الملقب بغندر.

ص: 86

ثَنَا شُعْبَةُ

(1)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ

(2)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ

(3)

تَفَلَّتَ

(4)

الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي، فَأَمْكَنَنِي

(5)

اللهُ مِنْهُ، فَأَخَذْتُهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ

(6)

عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ:{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]. فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا"

(7)

. {عِفْرِيتٌ

(8)

} [النمل: 39] مُتَمَرِّدٌ مِنْ إِنْسٍ أَوْ جَانٍّ،

===

(1)

" شعبة" هو ابن الحجاج بن الورد العتكي.

(2)

"محمد بن زياد" القرشي الجمحي مولى آل عثمان بن مظعون رضي الله عنه.

(3)

قوله: (إن عفريتًا من الجنّ) إطلاقه على الإنس على سبيل الاستعارة، قال بعضهم: العفريت من الرجال الخبيث المنكر، وقال ابن عباس: العفريت: الداهية، وقال الفراء: الشديد، وقيل: إن الشيطان أقوى من الجنّ، وإن المردة أقوى من الشياطين، وإن العفريت أقوى منهما، "قس"(7/ 424).

(4)

تعرض فُجَاءَةً، "خ".

(5)

أي: أقدرني الله.

(6)

من نصر وضرب.

(7)

أي: صاغرًا ذليلًا.

(8)

وروي عفرية، "قس"(7/ 424).

ص: 87

مِثْلُ زِبْنِيَةٍ

(1)

(2)

(3)

جَمَاعَتُهُ زَبَانِيَةٌ. [راجع: 461].

3424 -

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ

(4)

، ثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(5)

، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ

(6)

، عَنِ الأَعْرَجِ

(7)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ

(8)

عَلَى سَبْعِينَ امْرَأَةً تَحْمِلُ

"جَمَاعَتُهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"جَمَاعَتُهَا". "لأَطُوفَنَّ" في سـ، حـ:"لأطِيفَنَّ" -من طاف بالشيء وأطاف به- لغتان -وهو هاهنا كناية عن الجماع، "تو"(3/ 352) -.

===

(1)

قوله: (زِبْنِيَة) بزاي مكسورة فموحّدة ساكنة فنون مكسورة فياء تحتيّة مفتوحة مخفّفة فهاء تأنيث، و"الزَّبانِيَة" عند العرب: الشُّرَطُ، وسمي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أهلَ النار إليها، وهو مشتقّ من الزبن، وهو الدفع، "الخير الجاري".

(2)

وقيل: وزنه زبنيت كعفريت، "قس"(7/ 424).

(3)

وفيه نظر؛ لأن مثل الزبنية العفرية لا العفريت، وقال بعضهم: مراد المصنف بقوله: "مثل زبنية" إنه قيل في عفريت: عفرية، وهي قراءة شاذة عن أبي بكر الصديق وأبي رجاء العطاردي وأبي السمال، "عينى"(11/ 169).

(4)

"خالد بن مخلد" البجلي الكوفي.

(5)

"مغيرة بن عبد الرحمن" ابن عبد الله الحزامي بالحاء المهملة والزاي وليس هو بالمخزومي.

(6)

"أبي الزناد" عبد الله بن ذكوان.

(7)

"الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز.

(8)

قوله: (لأطوفنّ الليلة) هو كناية عن الجماع. قوله: "تحمل كلُّ امرأة

" إلخ، قال على سبيل التمني للخير، وإنما جزم به لأنه غلب عليه الرجاء، لكونه قصد به الخيرَ وأمرَ الآخرة لا لغرض الدنيا.

ص: 88

كُلُّ امْرَأَةٍ فَارِسًا يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ

(1)

: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَلَمْ يَقُلْ

(2)

(3)

، فَلَمْ تَحْمِلْ شَيْئًا إِلَّا وَاحِدًا ساقِطًا أَحَدُ شِقَّيْهِ"

(4)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ قَالَهَا

(5)

لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ"

(6)

.

"فَلَمْ تَحْمِلْ" في نـ: "وَلَمْ تَحْمِلْ". "أَحَدُ شِقَّيْهِ" كذا في صـ، ذ، وفي نـ:"إِحْدَى شِقَّيْهِ".

===

قال بعض السلف: نَبَّه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على آفة التمني والإعراض عن التفويض، قال: ولذلك نسي الاستثناء ليمضي فيه القدر، "ف"(6/ 460 - 461).

(1)

قوله: (فقال له صاحبه) قال سفيان: يعني الملك، كذا في "الفتح" (6/ 461). وفي "المجمع" (3/ 295):"قال له صاحبه" أي: الملك أو قرينه أو آدميّ، انتهى.

(2)

أي: نسيانا لشيء عرض له، "توشيح"(5/ 2209).

(3)

قوله: (فلم يقل) أي: بلسانه لا أنه أبى أن يفوِّض إلى الله، بل كان ذلك ثابتًا في قلبه، لكنه اكتفى بنيّته أولًا ونسي أن يجريه على لسانه لما قيل له لشيء عرض له، "فتح"(6/ 461).

(4)

قوله: (ساقطًا أحد شِقَّيْه) في رواية شعيب: "فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشقّ رجل"، وفي رواية أيوب عن ابن سيرين:"ولدت شقّ غلام"، وفي رواية هشام عنه:"نصف إنسان"، "فتح"(6/ 461).

(5)

قاله بالوحي لا أن كل من فِعْلُهُ ذلك يحصل له، "مجمع"(3/ 292).

(6)

قوله: (لو قالها لجاهدوا في سبيل الله) وفي رواية ابن سيرين: "لو استثنى لحملت كل امرأة منهن فولدت فارسًا يقاتل في سبيل الله"، والمراد أنه يحصل له ما طلب. ولا يلزم من إخباره صلى الله عليه وسلم بذلك في حقّ سليمان في هذه القصّة أن يقع ذلك لكل من استثنى في أمنيته، بل في

ص: 89

قَالَ شُعَيْبٌ

(1)

وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ

(2)

: "تِسْعِينَ"

(3)

. وَهُوَ أَصَحُّ. [راجع: 2819، تحفة: 13888، 13785، 13731].

3425 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ

(4)

، أَنَا أَبِي، ثَنَا الأَعْمَشُ

(5)

، أَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،

"حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ". "أنَا أَبِي

أَنَا إِبْرَاهِيمُ" في نـ: "ثَنَا أَبِي

ثَنَا إِبْرَاهِيمُ".

===

الاستثناء رجاء الوقوع وفي ترك الاستثناء خشية عدم الوقوع، وبهذا يجاب عن قول موسى للخضر:{سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا} [الكهف: 69] مع قول الخضر له آخرًا: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 82]، قاله في "الفتح"(6/ 461).

(1)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة كما ذكره في "الأيمان والنذور"[برقم: 6639].

(2)

"ابن أبي الزناد" عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان.

(3)

قوله: (تسعين) بتقديم الفوقية على السين، "وهو أصحّ" من سبعين -بتقديم السين على الموحدة-، وعند النسائي [أي في الكبرى (برقم: 9032)]، وابن حبان [برقم: 4337]: "مائة"، وفي "التوحيد" [برقم: 7469]: "ستون امرأة"، وفي "الجهاد" [برقم: 2819] "مائة امرأة أو تسع وتسعون" على الشكّ، وجُمع بين ذلك بأن الستين كُنّ حرائرَ وما زاد [على ذلك] سراري أو بالعكس، "قسطلاني"(7/ 425).

(4)

"عمر بن حفص" ابن غياث الكوفي.

(5)

"الأعمش" سليمان بن مهران.

(6)

"إبراهيم التيمي، عن أبيه" يزيد بن شريك.

ص: 90

أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلًا؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ"، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الأَقْصَى"، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ"

(1)

، ثُمَّ:"حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ، وَالأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ". [راجع: 3366].

3426 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(2)

، أَنَا شُعَيْبٌ

(3)

، أَنَا أَبُو الزِّنَادِ

(4)

، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(5)

حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَجَعَلَ الْفَرَاشُ

(6)

"وُضِعَ أَوَّلًا" في نـ: "وُضِعَ أَوَّلُ". "الْمَسْجِدُ الأَقْصَى" في نـ: "ثُمَّ الْمَسْجِدُ الأَقْصَى". "أَنَا أَبُو الزِّنَادِ" في نـ: "ثنَا أَبُو الزِّنَادِ".

===

(1)

قوله: (قال: أربعون) أي: سنة، كما مرَّ [برقم: 3366] في "باب إبراهيم"، كذا في "الكرماني" (14/ 71). قال السيوطي في "التوشيح" (5/ 2175): استشكل بأن إبراهيم بنى الكعبة وسليمان بنى بيت المقدس وبينهما أكثر من ألف سنة. وأجيب بأنهما مجدّدان، وليسا أول من بنى البيتين، ومرَّ بيانه [برقم: 3366]، فقد ورد أن أول من بناهما معًا آدم، وقيل: الملائكة، انتهى.

(2)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع الحمصي.

(3)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة الحمصي.

(4)

"أبو الزناد" عبد الله بن ذكوان.

(5)

"عبد الرحمن" هو ابن هرمز الأعرج.

(6)

قوله: (فجعل الفَراش) بفتح الفاء: دوابّ مثل البعوض، واحدتها فراشة. قال الغزالي: التمثيل وقع على صورة الإكباب على الشهوات من الإنسان بإكباب الفراش على التهافت في النار، ولكن جهل الآدميّ أشدّ من جهل الفراش؛ لأنها إذا احترقت انتهى عذابها في الحال، والآدميّ يبقى في النار مدةً طويلةً أو أبدًا، "ف" (6/ 464). وفي "الكرماني" (14/ 72):

ص: 91

وَهَذِهِ الدَّوَابُّ

(1)

تَقَعُ فِي النَّارِ". [تحفة: 13767].

3427 -

قَالَ: "وَكَانَتِ امْرَأَتَانِ

(2)

مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ صاحِبَتُهَا: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، وَقَالَتِ الأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبرَى

(3)

،

"قَالَ: وَكَانَت" في نـ: "وَقَالَ: كَانَت". "فَتَحَاكَمَتَا" كذا في هـ، وفي ك:"فتَحاكَمَا".

===

ما وجه تعلّق هذا الحديث بقصة داود؟ قلت: المقصود ما بعده، لكن ذكره الراوي معه كما سمعه معه، أو أن متابعة الأنبياء موجبة للخلاص، كما أن في هذا التحاكم خلاص الكبرى من تلبسها بالباطل ووباله في الآخرة، وخلاص الصغرى من ألم فراق ولدها، انتهى.

(1)

أي: التي يقعن في النار، "ف"(6/ 464).

(2)

لم تسميا، "قس"(7/ 427).

(3)

قوله: (للكبرى) لشبه رآه فيه، أو أنه كان في شريعته الترجيح للكبرى إذا لم يكن حجّة أخرى، أو كان في يدها، كذا في "الفتح" (6/ 464). قوله:"فقضى به للصغرى" فإن قلت: كيف نقض سليمان حكم داود؟ ولا يقال: إن الأول خطأ إذ لا يجوز على النبيّ الحكم بالخطأ؟ قلت: قالوا: إن كانا حكما بالوحي فحكومة سليمان ناسخة لحكومة داود، أو بالاجتهاد، فاجتهاد سليمان أصوب وإن كانا على الصواب، على أن الضمير في "فقضى" يحتمل أن يكون راجعًا إلى داود، وجاز النقض لدليل أقوى، كذا في "الكرماني" (14/ 72). وفي "الفتح" (6/ 464): قيل: كان ذلك على سبيل الفتيا منهما لا الحكم، ولذلك ساغ لسليمان أن ينقضه. وقال الداودي: إنما كان منهما على سبيل المشاورة فوضح لداود صحّة رأي سليمان [فأمضاه].

ص: 92

فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَأَخْبَرَتَاهُ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا، فَقَالَتِ الصُّغْرَى: لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللهُ، هُوَ ابْنُهَا، فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ

(1)

: وَاللهِ إِنْ

(2)

سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ

(3)

إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا الْمُدْيَةَ

(4)

. [طرفه: 6769، أخرجه: س 5402، تحفة: 13728].

‌41 - بَاب قَوْلُ اللهِ عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ

(5)

الْحِكْمَةَ} إِلَى قَوْلِهِ: {عَظِيمٌ} ، {يَابُنَيَّ إِنَّهَا

(6)

إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ} -إلى- {فَخُورٍ} [لقمان: 12 - 18]

{تُصَعِّرْ} : الإِعْرَاضُ

(7)

بِالْوَجْهِ.

"إِلَى قَوْلِهِ {عَظِيمٌ} " كذا في ذ، وفي نـ:" {أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} ". " {تُصَعِّرْ} " في نـ: "وَلَا تُصَعِّر".

===

(1)

يعني بالإسناد إليه.

(2)

نافية.

(3)

سميت به لأنها تسكن حركات الحيوان، "ف"(6/ 465).

(4)

لأنها تقطع مُدَى حياة الحيوان، "ف"(6/ 465).

(5)

ابن باعور من أولاد آزر ابن أخت أيوب أو خالته، وعاش حتى أدرك داود، وأخذ منه العلم، وكان يفتي قبل مبعثه، والجمهور على أنه كان حكيمًا ولم يكن نبيًّا، "بيض"(2/ 227)، وقيل: كان نبيًّا، "ف"(6/ 466).

(6)

أي: الخصلة من الإساءة والإحسان، "بيض"(2/ 228).

(7)

هو معنى التصعير المستفاد من "لا تُصَعِّرُ"، "ك"(14/ 73).

ص: 93

3428 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

(1)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(2)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(3)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(4)

، عَنْ عَلْقَمَةَ

(5)

، عَنْ عَبدِ اللهِ

(6)

قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا

(7)

إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟ فَنَزَلَتْ: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]. [راجع: 32].

3429 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ

(8)

، أَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ

(9)

، ثَنَا الأَعْمَشُ

(10)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ

(11)

قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فأَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ:

"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "فأَيُّنَا" في نـ: "أَيُّنَا".

===

(1)

" أبو الوليد" هشام بن عبد الملك الطيالسي.

(2)

"شعبة" هو ابن الحجاج العتكي.

(3)

"الأعمش" سليمان بن مهران.

(4)

"إبراهيم" ابن يزيد بن قيس بن أسود النخعي.

(5)

"علقمة" ابن قيس بن عبد الله النخعي.

(6)

ابن مسعود.

(7)

أي: لم يخلطوا.

(8)

"إسحاق" هو ابن راهويه.

(9)

"عيسى بن يونس" ابن أبي إسحاق السبيعي.

(10)

"الأعمش" ومن بعده هم المذكورون سابقًا.

(11)

ابن مسعود.

ص: 94

"لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ:{يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]. [راجع: 32].

‌42 - بَابُ قَوْلِ اللهِ: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ

(1)

إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ

(2)

} [يس: 13]

قَالَ مُجَاهِد

(3)

: {فَعَزَّزْنَا

(4)

} [يس: 14] شَدَّدْنَا

(5)

. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(6)

: {طَائِرُكُمْ} [يس: 19] مَصَائِبُكُمْ.

‌43 - بَابُ قَوْلِهِ: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} إِلَى قَوْلِهِ: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا

(7)

} [مريم: 2 - 7]

"قَولُ اللهِ" سقط في نـ. " {إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} " سقط في نـ.

===

(1)

المراد به أنطاكية، "ف"(6/ 467).

(2)

قوله: ({إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ}) بدل من " {أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ} " والمرسلون رُسُل عيسى إلى أهلها وهما يحيى ويونس، وقيل: غيرهما، والثالث: شمعون، كذا في "البيضاوي" (2/ 279). وقال ابن جريج: كان اسم الرسولَيْنِ شمعون ويوحنا، واسم الثالث بولص. وعن قتادة:"كانوا رُسُلًا من قِبَلِ المسيح"، والله أعلم، كذا في "ف"(6/ 467).

(3)

ابن جبر، وصله الفريابي، "قس"(7/ 430).

(4)

أي: قوّينا.

(5)

يريد تفسير قوله تعالى: {فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} .

(6)

وصله ابن أبي حاتم. ["تغليق التعليق" (4/ 33)].

(7)

أي: لم يسم أحد بيحيى قبله، "بيض"(2/ 27).

ص: 95

قَالَ ابْنُ عَبَّاسِ: مِثْلًا

(1)

. يُقَالُ: {رَضِيًّا} مَرْضِيًّا

(2)

. {عِتِيًّا} عَصِيًّا

(3)

، عَتَا يَعْتُو. {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} إِلَى قَوْلِهِ: {ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا

(4)

} يُقَالُ: صَحِيحًا، {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 6 - 11] {فَأَوْحَى} : فَأشَارَ، {يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} إِلَى {يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 12 - 15]. {حَفِيًّا} [مريم: 47] لَطِيفًا. {عَاقِرًا} الذَّكَرُ وَالأُنْثَى سَوَاءٌ.

3430 -

حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ

(5)

، ثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى

(6)

،

"عَتَا" ثبت في قتـ، ذ، وسقط لغيرهما.

===

(1)

تفسير لـ " {سَمِيًّا} " يعني مماثلًا، "ك"(14/ 74).

(2)

قوله: ({رَضِيًّا} مرضيًّا) أي: هو فعيل بمعنى مفعول. قوله تعالى: {بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} قال في "الكشاف": أي: بلغت عتيًّا وهو اليبس في المفاصل والعظام، وقرأ حمزة والكسائي بكسر العين وابن مسعود بفتحها، "ك" (14/ 74). قوله:" {سَوِيًّا} " أي: سَوِيّ الخلق ما بك من خرس ولا بكم، "بيضاوي"(2/ 27).

(3)

قوله: (عصِيًّا) بفتح العين وكسر الصاد المهملتين، قالوا: والصواب بالسين، وروى الطبراني بإسناد صحيح عن ابن عباس قال:"ما أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها عتيًّا أو عسيًّا" يقال: عتا الشيخ يعتو عتيًّا، وعسا يعسو عسيًّا: إذا انتهى سنُّه وَكبِرَ، وشيخ عاتٍ وعاسٍ: إذا صار إلى حالة اليبس والجفاف، "قس"(7/ 432).

(4)

أي: سوي الخلق ما بك من خرس ولا بكم، "بيض"(2/ 27).

(5)

"هدبة بن خالد" ابن الأسود القيسي.

(6)

"همام بن يحيى" ابن دينار العوذي.

ص: 96

عَنْ قَتَادَةَ

(1)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ

(2)

: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةٍ أُسْرِيَ بِهِ: "ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَئِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ

(3)

إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا خَلَصْتُ

(4)

، فَإِذَا يَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا

(5)

ابْنَا خَالَةٍ

(6)

. قَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيهِمَا. فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا، ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بِالأَخ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ". [راجع: 3207].

‌44 - بَابُ قَوْلهِ: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ

(7)

"عَنْ قَتَادَةَ" في نـ: "ثَنَا قَتَادَةُ". "أُسْرِيَ بِهِ" لفظ "به" ثبت في ذ. "بَابُ قَوْلِهِ" في شحج: "بَابُ قَولِ اللهِ تعَالى".

===

(1)

" قتادة" ابن دعامة السدوسي.

(2)

الأنصاري.

(3)

أي: للعروج فإن أصل الرسالة كان مشهورا، ومرَّ [برقم: 3207].

(4)

أي: وصلت ودخلت.

(5)

قوله: (وهما) أي: يحيى وعيسى كل واحد منهما ابن خالة الآخر، ولعل هذه القرابة هي سبب كونهما في سماء واحدة مجتمعين، واسم أم عيسى مريم، وأم يحيى إيشاع بالهمزة والتحتية والمعجمة والمهملة، وأمهما حَنّة بفتح المهملة وشدة النون، كذا في "الكرماني"(14/ 75).

(6)

من أب.

(7)

قوله: ({وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ}) هذه الترجمة معقودة لأخبار مريم عليها السلام، و"مريم" بالسريانية: الخادم، وسميت به والدة عيسى فامتنع الصرف للتأنيث والعلمية، "ف"(6/ 469).

ص: 97

إِذِ انْتَبَذَتْ

(1)

مِنْ أَهْلِهَا} [مريم: 16]

و {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ

(2)

} [آل عمران: 45]. وَقولِهِ: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ

(3)

وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 33 - 37].

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(4)

: وَآلُ عِمْرَانَ الْمُؤْمِنِينَ

(5)

مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ،

"{مِنْ أَهْلِهَا} " زاد في نـ: " {مَكَانًا شَرْقِيًّا} ". "وَ {إِذْ قَالَتِ} " ثبتت الواو في ذ، وسقط لغيره. "وَآلُ عِمْرَانَ الْمُؤْمِنِينَ" في نـ:"وَآلُ عِمْرَانَ الْمُؤْمِنُوِنَ".

===

(1)

قوله: ({إِذِ انْتَبَذَتْ}) قال أبو عبيدة: أي: اعتزلت وتنحَّتْ، وقد روى الطبري من طريق السُّدّي قال:"أصاب مريمَ حيضٌ فخرجت من المسجد فأقامت شرقي المحراب"، كذا في "الفتح" (6/ 479). قال البيضاوي (2/ 28) في تفسير قوله:" {مَكَانًا شَرْقِيًّا} ": أي: شرقي بيت المقدس، أو شرقي دارها، ولذلك اتخذ النصارى المشرق قبلة، " {مَكَانًا} " ظرف أو مفعول، لأن " {انْتَبَذَتْ} " متضمّنة معنى أتت، انتهى.

(2)

أي: ولد، اسمه المسيح، "جلالين" (ص: 72)، لأنه أوجده بقوله: كن، "ف"(6/ 475).

(3)

قوله: ({وَآلَ إِبْرَاهِيمَ}) أي: إسحاق وإسماعيل وأولادهما، وقد دخل فيهم الرسول صلوات الله عليه، {وَآلَ عِمْرَانَ} موسى وهارون ابنا عمران بن يصهر، أو عيسى وأمه مريم بنت عمران بن ماثان، وكان بين العمرانين ألف وثمانمائة سنة، كذا قاله البيضاوي (1/ 156) في "تفسيره".

(4)

"قال ابن عباس" فيما وصله ابن أبي حاتم. ["تغليق التعليق" (4/ 33)].

(5)

حاصله أن المراد بالاصطفاء بعض آل عمران وإن كان اللفظ عاما فالمراد به الخصوص، "ف"(6/ 469).

ص: 98

وَآلِ يَاسِينَ

(1)

، وَآلِ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ:{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} [آل عمران: 68] وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَيُقَالُ: آلُ يَعْقُوبَ أَهْلُ يَعْقُوبَ. إِذَا صَغَّرُوا آلَ

(2)

رَدُّوهُ إِلَى الأَصْلِ قَالُوا: أُهيْلٌ.

3431 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(3)

، أَنَا شُعَيبٌ

(4)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(5)

، ثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ

(6)

قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ

(7)

"إِذَا صَغَّروا" كذا في قت، ذ، وفي نـ:"فَإِذَا صَغَّرُوا". "ثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ" في نـ: "عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ".

===

(1)

والمراد بـ "يسين" هو المذكور في قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 123]، وقيل: هو إدريس، وقيل: غيره، "ك"(14/ 75).

(2)

قوله: (إذا صغَّروا آل) قال في "الفتح"(6/ 469): اختلف في "آل" فقيل: أصله أهل، فقُلبت الهاء همزةً بدليل ظهور ذلك في التصغير، وهو يردّ الأشياء إلى أصلها، وهذا قول سيبويه والجمهور، وقيل: أصله "أول" من آل يؤول: إذا رجع؛ لأن الإنسان يرجع إلى أهله، فتحرّكت الواو وانفتح ما قبلها فقُلبت ألفًا، وتصغيره أويل.

قال في "القاموس"(ص: 887): الآل لا يستعمل إِلَّا فيما فيه شَرَف غالبًا، فلا يقال: آل الإسكاف كما يقال: أهله، انتهى.

(3)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع الحمصي.

(4)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة الحمصي.

(5)

"الزُّهري" محمد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب.

(6)

"سعيد بن المسيب" ابن حزن المخزومي.

(7)

يقال: استهل الصبي: إذا صاح عند الولادة، "ك"(14/ 76).

ص: 99

صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ

(1)

، غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا"

(2)

. ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]. [راجع: 3286، أخرجه: م 2386، تحفة: 13149].

‌45 - بَابٌ {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ} [آل عمران: 42] إلى قوله: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} [آل عمران:42 - 44]

يُقَالُ: يَكْفُلُ يَضُمُّ، كَفَلَهَا ضَمَّهَا، مُخَفَّفَةً

(3)

، لَيسَ مِنْ كَفَالَةِ الدُّيُونِ وَشِبْهِهَا.

"الدُّيُونِ" في نـ: "الدَّينِ".

===

(1)

قوله: (فيستهلّ صارخًا من مَسّ الشيطان) أي: سبب صراخ الصبيّ أوّلَ ما يولد الألمُ من مسّ الشيطان إياه، والاستهلال: الصِّياح. قال القرطبي: هذا الطعن من الشيطان هو ابتداء التسليط، فَحَفِظَ الله مريم [و] ابنها [منه] ببركة دعوة

(1)

أمها حيث قالت: {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} ولم يكن لمريم ذرّيّة غير عيسى، "ف"(6/ 470).

(2)

قوله: (غير مريم وابنها) تقدم في "باب إبليس" بذكر عيسى خاصّة، فيحتمل أن يكون هذا بالنسبة إلى المسّ، وذلك بالنسبة إلى الطعن في الجنب، ويحتمل أن يكون ذلك قبل الإعلام بما زاد، وفيه بُعْدٌ؛ لأنه حديث واحد، والظاهر أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر، والزيادة من الحافظ مقبولة، "ف"(6/ 470).

(3)

قوله: (مخفّفة) أي: كَفَلَ يَكْفُلُ بغير التشديد بمعنى ضمّ يضمّ، كذا في "الكرماني" (14/ 77). قال في "الفتح" (6/ 470): أشار بقوله: "مخفّفة" إلى قراءة الجمهور، وقرأها الكوفيون كفّلها بالتشديد، أي: كفّلها الله زكريّا.

(1)

في الأصل: ابنها ببركة دعاء.

ص: 100

3432 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ

(1)

، ثَنَا النَّضْرُ

(2)

، عَنْ هِشَامِ

(3)

، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عَبدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ

(5)

ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا

(6)

خَدِيجَةُ". [طرفه: 3815، أخرجه: م 2430، ت 3877، س في الكبرى 8354، تحفة: 10161].

‌46 - بَاب قَولُهُ جل جلاله: إِذ قَالَتِ أئمَببكةُ يَمَرلَيمُ {يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} إِلَى قَوْلِهِ: {كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 45 - 47]

"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءِ". "ابْنَةُ عِمْرَانَ" في نـ: "بنتُ عِمْرَانَ". "بَابُ قَوْلُهُ جل جلاله" في نـ: "بَابٌ قَوْلُهُ تَعَالَى"، وسقط التبويب لأبي ذر.

===

(1)

" أحمد بن أبي رجاء" عبد اللّه بن أيوب الحنفي.

(2)

"النضر" هو ابن شُميل المازني أبو الحسن النحوي.

(3)

"هشام" يروي عن أبيه عروة بن الزُّبَير بن العوام.

(4)

هو ابن أبي طالب، "قس"(7/ 436).

(5)

قوله: (خير نسائها مريم) أي: خير نساء أهل الدنيا في زمنها. وقال في "المطالب العالية"[ح: 3953] في حديث الحارث بن أبي أسامة: "مريم خير نساء عالمها" فهو مفسّر لمعنى حديث "الصحيح". قال في "الفتح"(6/ 471): وفي رواية "خير نساء العالَمين" وهو كقوله تعالى: {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 42]، وظاهره أن مريم أفضل من جميع النساء، وهذا لا يمتنع عند من يقول: إنها نبيّة، وأما من قال: ليست بنبيّةٍ فيحمله على عالمي زمانها، انتهى مختصرًا.

(6)

أي: نساء هذه الأمة، "ف"(6/ 472).

ص: 101

يَبْشُرُكِ

(1)

و {يُبَشِرُكِ} وَاحِدٌ. {وَجِيهًا} شَرِيفًا. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ

(2)

:: الصّدّيقُ

(3)

. وَقَالَ مُجَاهِدٌ

(4)

: الْكَهْلُ: الْحَلِيمُ

(5)

، وَالْأَكْمَهُ: مَنْ يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ وَلَا يُبصِرُ بِاللَّيلِ

(6)

. وَقَالَ غَيرُهُ

(7)

: مَنْ يُولَدُ أَعْمَى

(8)

.

3433 -

حَدَّثَنَا آدَمُ

(9)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(10)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ

(11)

قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيُّ

(12)

يُحَدّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيّ قَالَ:

===

(1)

يعني بفتح أوله وسكون الموحدة وضم الشين المعجمة، وبضم أوله وفتح الموحدة وتشديد المعجمة، "ف"(6/ 472).

(2)

"وقال إبراهيم" النخعي، فيما وصله سفيان الثوري.

(3)

قوله: (المسيح الصدّيق) وصله سفيان الثوري في تفسيره. قال الطبري: مراد إبراهيم بذلك أن الله مسحه فطهّره من الذنوب، فهو فعيل بمعنى مفعول، ويقال: سمي بذلك لأنه كان لا يمسح ذا عاهةٍ إِلَّا بَرِئَ، وسمي الدجال به لأنه يمسح الأرض، وقيل: لكونه ممسوح العين، "فتح"(6/ 472).

(4)

"وقال مجاهد" هو ابن جبر، فيما وصله الفريابي.

(5)

أي: في قوله: {وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 46].

(6)

وهو قول شاذ تفرد به مجاهد، "ف"(6/ 472).

(7)

أي: غير مجاهد.

(8)

هو قول الجمهور وبه جزم أبو عبيدة، "ف"(6/ 473).

(9)

"آدم" هو ابن أبي إياس.

(10)

"شعبة" هو ابن الحجاج العتكي.

(11)

"عمرو بن مرّة" المرادي الأعمى.

(12)

"مرة الهمداني" هو ابن شراحيل الكوفي.

ص: 102

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ

(1)

عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ، كَمُلَ

(2)

مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ

(3)

إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ". [راجع: 3411].

3434 -

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ

(4)

: أَخْبَرَنِي يُونُسُ

(5)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(6)

، ثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ

(7)

: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ

(8)

، أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ".

===

(1)

مرَّ بيانه في [خ: 3411].

(2)

بتثليث الميم.

(3)

قوله: (لم يكمل من النساء) أي: من نساء الأمم الماضية، إِلَّا إن حملنا الكمال على النبوة فيكون على إطلاقه. ومرَّ بيانه [برقم: 3411] في ذكر موسى.

(4)

"وقال ابن وهب" عبد الله المصري، وصله مسلم [برقم: 2527].

(5)

"يونس" هو ابن يزيد الأيلي.

(6)

"ابن شهاب" هو الزُّهري.

(7)

المخزومي، (قس)(7/ 439).

(8)

قوله: (خير نساء ركبن الإبل) هو كناية عن نساء العرب، و"أحناه" أي: أشفقه وأعطفه، والحانية على ولدها هي التي تقوم عليه بعد اليتم فلا تتزوّج، وكان القياس أحناهن، لكن قالوا: العرب في مثله لا يتكلمون به إِلَّا مفردًا. قوله: "ذات يده" أي: ماله المضاف إليه. وفيه فضيلة نساء قريش وفضل هذه الخصال، "ك"(14/ 78).

ص: 103

يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى إِثْر ذَلِكَ: وَلَمْ تَرْكَبْ

(1)

مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بَعِيرًا قَطُّ. تَابَعَهُ ابْنُ أَخِي

(2)

الزُّهْرِيِّ وَإِسْحَاقُ

(3)

الْكَلْبِيُّ

(4)

عَنِ الزُّهْرِيِّ. [طرفاه: 5082، 5365، أخرجه: م 2527، تحفة: 13339، 13248، 13114].

‌47 - بَاب قَولهُ: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} - إلى - {وَكِيلًا} [النساء: 171]

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ

(5)

: {كَلِمَتُهُ} كُنْ فَكَانَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: {وَرُوحٌ مِنْهُ}

"بَابُ قَوْلُهُ: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ} " في صـ: "بَاب قَوْلُهُ: قُلْ

(6)

{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ} "، وسقط التبويب في نسخةٍ.

===

(1)

قوله: (ولم تركب [مريم بنت عمران، بعيرًا قطّ] أراد أبو هريرة بذلك أن مريم لم تدخل في النساء المذكورات بالخيريّة، لأنه قيّدها بركوب الإبل، ومريم لم تكن ممن تركب الإبل، فكأنه كان يرى أنها أفضل النساء مطلقًا، "فتح" (6/ 473).

(2)

هو محمد بن عبد الله بن مسلم، "ف"(6/ 475)، وصله ابن عدي. ["تغليق التعليق" (4/ 35)].

(3)

ابن يحيى.

(4)

وصله الذهلي.

(5)

هكذا في جميع الأصول، والمراد به أبو عبيد القاسم بن سلام، "ف"(6/ 475).

(6)

قوله: (قل) كذا في رواية الأصيلي، ولغيره بحذف "قل"، وهو الصواب في هذه الآية التي هي من سورة النساء، "ف"(6/ 475)، كان ثبت "قل" في سورة المائدة، ومراد المصنف آية النساء، بدليل إيراد التفسير ببعض ما وقع فيها.

ص: 104

أَحْيَاهُ فَجَعَلَهُ رُوحًا

(1)

. {وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ

(2)

}.

3435 -

حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ

(3)

، أَنَا الْوَلِيدُ

(4)

، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ

(5)

، ثَنِي عُمَئرُ بْنُ هَانِئٍ

(6)

، ثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ

(7)

، عَنْ عُبَادَةَ

(8)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا

(9)

إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ

(10)

، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ"

(11)

.

"أَنَا الْوَلِيدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا الْوَليدُ". "مِنَ الْعَمَلِ" في شحج: "مِنْ عَمَلٍ".

===

(1)

هو قول أبي عبيدة، "ف"(6/ 475).

(2)

أي: ولا تقولوا هم ثلاثة، "ف"(6/ 475).

(3)

المروزي، "قس"(7/ 441).

(4)

"الوليد" ابن مسلم الدمشقي.

(5)

"الأوزاعي" عبد الرحمن بن عمرو.

(6)

العنسي الدمشقي.

(7)

الأزدي.

(8)

هو ابن الصامت، "ف"(6/ 474).

(9)

أوصلها الله وخصَّها فيها، "بيض"(1/ 250).

(10)

أضيف إليه تعالى تشريفا له، "ج" (ص: 133) وقيل: سمي روحًا لأنه كان يُحي الأموات، "بيض"(1/ 250).

(11)

قوله: (على ما كان من العمل) أي: من صلاح أو فساد، لكن أهل التوحيد لا بدّ لهم من دخول الجنة، ويحتمل أن يكون معنى قوله: "على

ص: 105

قَالَ الْوَليدُ

(1)

(2)

: فَحَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ

(3)

، عَنْ عُمَيرٍ، عَنْ جُنَادَةَ

(4)

وَزَادَ: "مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيَّهَا شَاءَ". [أخرجه: م 28، س في الكبرى 11132، تحفة: 5075].

‌48 - بَابُ قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ

(5)

إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} [مريم: 16] اعْتَزَلَتْ

(6)

نَبَذْنَاهُ: أَلْقَيْنَاهُ. {شَرْقِيًّا} مِمَّا يَلِي الشَّرْقَ. {فَأَجَاءَهَا

(7)

} [مريم: 23] أَفْعَلَ، مِنْ جِئْتُ، وَيُقَالُ: أَلْجَأَهَا: اضْطَرَّهَا. {تُسَاقِطْ} [مريم: 25]

"بَابُ قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَاذْكُرْ} " كذا في ذ، وفي نـ:"بَابٌ: {وَاذْكُرْ} ".

===

ما كان من العمل" أي: يدخل أهلُ الجنة الجنةَ على حسب أعمال كل منهم في الدرجات، "ف" (6/ 475).

(1)

هو ابن مسلم.

(2)

بالإسناد السابق، "قس"(7/ 442).

(3)

"ابن جابر" هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي.

(4)

"عمير" و"جنادة" هما المذكوران آنفًا.

(5)

قوله: (باب قول الله عز وجل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ}) هذا الباب معقود لأخبار عيسى عليه السلام، والأبواب التي قبله لأخبار أمه مريم.

(6)

وتنَحَّتْ.

(7)

قال الزمخشري: إن أجاء منقول من جاء، إِلَّا أن استعماله تغير بعد النقل إلى معنى الإلجاء، "ف"(6/ 479).

ص: 106

تُسْقِطْ

(1)

. {قَصِيًّا} [مريم: 22] قَاصِيًا. {فَرِيًّا

(2)

} [مريم: 27] عَظِيمًا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {نِسْيًا

(3)

} [مريم: 23] لَمْ أَكُنْ شَيئًا

(4)

. وَقَالَ غَيرُهُ

(5)

: النِّسْيُ الْحَقِيرُ. وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ

(6)

: عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ

(7)

ذُو نُهْيَةٍ

(8)

حِينَ قَالَتْ: {إِنْ كنُتَ تَقِيًّا} [مريم: 18]. وَقَالَ وَكِيعٌ

(9)

: عَنْ إِسْرَائِيلَ

(10)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ:{سَرِيًّا} [مريم: 24، نَهَرٌ صَغِيرٌ بِالسُّرْيَاييَّةِ

(11)

. [تحفة: 1813].

===

(1)

قوله: (تسَّاقط: تُسْقِط)(5) هو قول أبي عبيدة ["مجاز القرآن" (2/ 3)]، وضبط "تسقط" بضمّ أوله من الرباعي، والفاعل النخلة عند من قرأها بالمثناة، أو الجذع عند من قرأها بالتحتانية. قوله:" {قَصِيًّا}: قاصيًا" هو تفسير مجاهد، وقال أبو عبيدة في قوله:{مَكَانًا قَصِيًّا} : أي: بعيدًا [كذا في "الفتح" (6/ 479)].

(2)

أي: في قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} .

(3)

أي: في قوله تعالى: {وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} ، "ف"(6/ 480).

(4)

أي: لم أُخلق ولم أكن شيئًا، "ف"(6/ 480).

(5)

هو قول السدي، "ف"(6/ 480).

(6)

"أبو وائل" شقيق بن سلمة.

(7)

فانتهى عن الفعل القبيح.

(8)

قوله: (ذو نهية) بضم النون وسكون الهاء، أي: ذو عقلٍ فانتهى عن الفعل القبيح، وأغرب من قال: إنه اسم رجل كان مشهورًا بالفساد فاستعاذت منه، "فتح"(6/ 479).

(9)

"وكيع" هو ابن الجراح.

(10)

"إسرائيل" هو ابن يونس، يروي عن جده أبي إسحاق عمرو بن عبد اللّه السبيعي.

(11)

وهو بالعربية أيضًا، "ف"(6/ 480).

ص: 107

3436 -

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(1)

، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ

(2)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثًةٌ

(3)

: عِيسَى، وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ

(4)

،

===

(1)

" مسلم بن إبراهيم" الفراهيدي.

(2)

"جرير بن حازم" ابن زيد الأزدي.

(3)

قوله: (لم يتكلّمْ في المهد إِلَّا ثلاثة) ظاهره الحصر، مع أنه تكلّم غير هؤلاء الثلاث أيضًا كما سيجيء. قال في "المجمع" (4/ 441): يمكن على تقدير الصحّة أن يقال: لعلّ الثلاثة المذكورِين كانوا في المهد دون غيرهم، أو لعله قبل علمه صلى الله عليه وسلم، انتهى. قال السيوطي في "التوشيح" (5/ 2218): قال الزركشي: أي: من بني إسرائيل، وإلا فقد تكلّم في المهد جماعة غيرهم، ففي "مسلم" [برقم: 3005] في قصة أصحاب الأُخْدود "أن امرأة جيء بها لتلقى في النار لتكفر، ومعها صبيٌّ رضيع فَتَقَاعَسَتْ، فقال لها: يا أُمَّه اصبري فإنك على الحق]. ولأحمد [1/ 309، رقم: 2822، والحاكم [2/ 497] من حديث ابن عباس مرفوعًا: "تكلّم في المهد أربعة" فذكر منها شاهِدَ يوسف، وابن ماشطة فرعون" لما أراد فرعون إلقاءَ أمه في النار فقال لها: "اصبري فإنك على الحق". وأخرج الثعلبي عن الضحاك: أن يحيى تكلم في المهد. وفي "سير الواقدي" أن نبينا صلى الله عليه وسلم تكلّم في أوائل ما ولد، وقد تكلم في زمنه مبارك اليمامة وهو طفل، وقصّته في "الدلائل" للبيهقي، فكملوا عشرة، انتهى.

(4)

قوله: (يقال له جريج) بجيمين وراء مصغَّرًا، كان في أول مرة تاجرًا فكان يزيد مرة وينقص أخرى فقال: ما في هذه التجارة خير، لألتمسُ تجارة هي خير من هذه! فبنى صومعة وترهّب فيها، كذا في رواية أحمد، "توشيح"(5/ 2218).

ص: 108

يُصَلِّي، جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ، فَقَالَ

(1)

: أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي

(2)

. فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ

(3)

. وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ

(4)

(5)

، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى، فَأَتَتْ رَاعِيًا، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقِيلَ لَها: مِمَّن؟ فَقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ، وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ؟ فَقَالَ: الرَّاعِي. قَالُوا: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: لَا إِلا مِنْ طِينٍ.

"يُصَلِّي" في نـ: "كَانَ يُصَلِّي". "جَاءَتْهُ أُمُّهُ" في هـ، ذ:"فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ". "فَكَسَرُوا" في ذ: "وَكَسَرُوا". "فَتَوَضَّأَ" في ذ: "وَتَوَضَّأَ". "فَقَالَ: الرَّاعِي" في نـ: "قَالَ: الرَّاعِي".

===

(1)

أي: في نفسه، "ف"(6/ 482).

(2)

وفي رواية: "أنها جاءته ثلاث مرات تناديه في كل مرة ثلاث مرات"، "ف"(6/ 481).

(3)

قوله: (المومسات) جمع مومسة بضم الميم وسكون الواو وكسر الميم بعدها مهملة، وهي الزانية، كذا في "الفتح" (6/ 481). قال العيني (5/ 606): في الحديث دلالة على أن الكلام لم يكن ممنوعًا [في الصلاة] في شريعتهم، فلما لم يجب مع أن الكلام مباح استجيب دعوة أمه فيه، وكذلك كان الكلام مباحًا في شريعتنا أيضًا أوّلًا حتى نزلت:{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، فأما الآن فلا يجوز للمصلّي إذا دعته أمه أو غيرها أن يقطع صلاته لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" انتهى. ومرَّ بيانه [برقم: 1206] في "كتاب الصلاة"، وأيضًا [برقم: 2482، في "أبواب المظالم".

(4)

كجوهرة، بيت للنصارى، "قاموس"(ص 681).

(5)

بفتح الصاد والميم: البناء المرتفع المحدد أعلاه، "التوشيح"(5/ 2218).

ص: 109

وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ

(1)

، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا، فَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَأَنِّي أنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يمَصُّ إِصبَعَهُ -ثُمَّ مُرَّ

(2)

بِأَمَةٍ فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَقَالَتْ: لِمَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، وَهَذِهِ الأَمَةُ يَقُولُونَ: سَرَقْتِ زَنَيتِ

(3)

. وَلَمْ تَفْعَلْ". [راجع: 1206، أخرجه: م 2550، تحفة: 14458].

3437 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى

(4)

، أَنَا هِشَامٌ

(5)

، عَنْ مَعْمَرٍ

(6)

.

"فَأَقْبَلَ" في ذ: "وَأَقْبَلَ". "فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَقَالَتْ: لِمَ ذَلِكَ؟ " في ذ: "وَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ؟ ""سَرَقْتِ زَنَيْتِ" في ذ: "سَرَقَتْ زَنَتْ". "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ".

===

(1)

قوله: (ذو شارة) بالشين المعجمة، أي: صاحب هيئة وملبس حسن يتعجّب منه ويشار إليه، "تو"(5/ 2218).

(2)

بلفظ المجهول، "ك"(14/ 80)، "ف"(6/ 484).

(3)

بكسر المثناة فيهما على المخاطبة وبسكونها على الخبر، "ف"(6/ 484).

(4)

"إبراهيم بن موسى" أبو إسحاق التميمي الفراء.

(5)

"هشام" هو ابن يوسف الصنعاني.

(6)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي.

ص: 110

ح وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ

(1)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(2)

، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(3)

، أخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ

(4)

، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيلَةَ أُسْرِيَ بِي لَقِيتُ مُوسَى -قَالَ: فَنَعَتَهُ

(5)

-، فَإِذَا رَجُلٌ -حَسِبْتُهُ

(6)

قَالَ:- مُضْطَرِبٌ، رَجِلُ الرَّأْسِ

(7)

، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ

(8)

". قَالَ: "وَلَقِيتُ عِيسَى -فَنَعَتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: -رَبْعَةٌ

(9)

أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ

"قَالَ النَّبِيُّ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "أُسْرِيَ بِي" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"أُسْرِيَ بِهِ". "كَأَنَّمَا خَرَجَ" في نـ: "كَأَنَّهُ خَرَجَ".

===

(1)

" محمود" هو ابن غيلان.

(2)

"عبد الرزاق" ابن همام الصنعاني.

(3)

"الزُّهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(4)

"سعيد بن المسيب" ابن حزن المخزومي.

(5)

أي: وصفه، "ك"(14/ 81).

(6)

قوله: "حسِبْتُه" القائل حسِبتُه، عبد الرزاق، والمضطرب: الطويل غير الشديد، وقيل: الخفيف اللحم، "تو" (5/ 2219). وتقدم في رواية هشام:"ضرب" وفسّر بالنحيف

(1)

، ولا منافاة بينهما. ووقع في رواية:"جسيم" وهو ضدّ الضرب، إِلَّا أن يراد بالجسيم الزيادة في الطول، كذا قاله عياض، "فتح"(6/ 484) مختصرًا.

(7)

أي: مسترسل الشعر ومرَّ الحديث قريبًا [برقم: 3394]، "ك"(14/ 81).

(8)

قبيلة.

(9)

قوله: (رَبْعَة) بفتح الراء وسكون الموحّدة ويجوز فتحها، وهو المربوع، والمراد [أنه] ليس بطويل جدًّا ولا قصير جدًّا، "فتح"(6/ 484).

(1)

في الأصل: وفسر بالخفيف.

ص: 111

مِنْ دِيمَاسٍ

(1)

-يَعْنِي الْحَمَّامَ

(2)

-، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ"، قَالَ: "وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحَدُهُمَا لَبَنٌ وَالآخَرُ فِيهِ خَمْرٌ، فَقِيلَ لِي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ لِي: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ، أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ

(3)

أُمَّتُكَ". [راجع: 3394].

3438 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ

(4)

، ثَنَا إِسْرَائِيلُ

(5)

، أَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ

(6)

، عَنْ مُجَاهِدٍ

(7)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ

(8)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

===

(1)

لنضارة لونه، "تو"(5/ 2219).

(2)

من تفسير عبد الرزاق.

(3)

أي: ضَلَّت، "مجمع"(4/ 81).

(4)

"محمد بن كثير" العبدي البصري.

(5)

"إسرائيل" ابن يونس بن أبي إسحاق.

(6)

"عثمان بن المغيرة" الثقفي مولاهم.

(7)

"مجاهد" هو ابن جبر المخزومي المفسر.

(8)

قوله: (عن ابن عمر) قال في "الفتح"(6/ 484 - 485): كذا وقع لنا في جميع الروايات من نسخ "البخاري"، وقد تعقّبه أبو ذر في روايته فقال: كذا وقع في جميع الروايات المسموعة عن الفربري "مجاهد عن ابن عمر"، قال: ولا أدري أهكذا حدّث به البخاري أو غَلِطَ فيه الفربري، لأني رأيته في جميع الطرق عن محمد بن كثير وغيره: عن مجاهد عن ابن عباس، وقال أبو مسعود في "الأطرف": إنما رواه الناس عن محمد بن كثير فقال: مجاهد عن ابن عباس، ووقع في "البخاري" في سائر النسخ مجاهد عن ابن عُمَر وهو غلط. وقد رواه أصحاب إسرائيل - منهم يحيى بن أبي زائدة وإسحاق بن منصور والنضر بن شُميل وآدم بن أبي إياس وغيرهم - عن إسرائيل فقالو: ابن عباس، قال: وكذلك رواه ابن عون: عن مجاهد عن ابن عباس، انتهى مختصرًا. [نظرًا "لامع الدراري (8/ 89)].

ص: 112

"رَأَيْتُ عِيسَى وَمُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ، فَأَمَّا عِيسَى فَأَحْمَرُ جَعْدٌ

(1)

عَرِيضُ الصَّدْرِ، وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ

(2)

سَبْطٌ

(3)

كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الزُّطِّ"

(4)

. [تحفة: 6413، 7393].

3439 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ

(5)

، أَنَا أَبُو ضَمْرَةَ

(6)

، ثَنَا مُوسَى

(7)

، عَنْ نَافِعٍ

(8)

قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ

(9)

: ذَكَرَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا

"أَنَا أَبُو ضَمْرَةَ" في ذ: "ثنَا أَبُو ضَمْرَةَ" مصحح عليه.

===

(1)

مكتثر اللحم، وليس المراد ضد سبوطة الشعر.

(2)

قوله: (جسيم) قال التيمي: وكأنّ بعض لفظ الحديث دخل في بعض؛ لأن الجسيم ورد في صفة الدّجال لا في صفة موسى عليه السلام، كذا قاله الكرماني (14/ 82). قال في "الفتح" (6/ 485): وأجيب بأنه لا مانع أن يكون مع كونه خفيف اللحم جسيمًا بالنسبة لطوله، انتهى.

(3)

بفتح الموحدة وكسرها وسكونها، "ك"(14/ 82)، أي: ليس بجعد، "ف"(6/ 486).

(4)

قوله: (الزُّطُّ) بضم الزاي وتشديد المهملة: جنس من سُودان، وقيل: هم نوع من الهنود، وهم طوال الأجساد مع نحافة فيها، قاله في "الفتح" (6/ 485). وفي "القاموس" (ص: 616): الزط بالضمّ: جيلٌ من الهند، مُعَرّب جَتّ بالفتح، والقياس يقتضي فتحَ معرَّبِه أيضًا، الواحد زُطِّي، انتهى.

(5)

"إبراهيم بن المنذر" الحزامي المدني.

(6)

"أبو ضمرة" أنس بن عياض المدني.

(7)

"موسى" هو ابن عقبة بن أبي عياش، فقيه إمام في المغازي ثقة.

(8)

"نافع" مولى ابن عمر.

(9)

هو ابن عمر رضي الله عنهما، "قس"(7/ 449).

ص: 113

بَينَ ظَهْرَانَي النَّاسِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ:"إِنَّ اللَّهَ لَيسَ بِأَعْوَرَ، أَلَا إِنَّ الْمَسِيَحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَينِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَة طَافِئَةٌ"

(1)

. [راجع: 3057، أخرجه: م 169، تحفة: 8464].

3440 -

"وَأَرَاني

(2)

اللَّيْلَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي الْمَنَامِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ

(3)

كَأَحْسَنِ مَا تَرَىْ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ

(4)

، تَضْرِبُ لِمَّتُهُ

(5)

بَيْنَ مَنْكِبَيهِ،

"ظَهْرَانَيِ النَّاسِ" كذا في ذ، وفي نـ:"ظَهْرَيِ النَّاسِ". النسخ: "وَأَرَانِي اللَّيْلَ" في نـ: "وَأَرَاني اللَّيلَةَ".

===

(1)

قوله: (طافئة) بالهمزة، أي: ذاهب ضوؤها، وبدون الهمزة أي: ناتئة بارزة، وجاء في "صحيح مسلم" في رواية "أعور عين اليسرى" فقيل: الأعور من كل شيء المختلّ المعيب وكلا عيني الدجال معيبة، إحداهما بذهابها والأخرى بعيبها. قال الخطابي: العِنَبة الطافية: هي الحبّة الكبيرة التي خرجت عن [حدّ] أخواتها، فارتفعت من بينها، "ك"(14/ 82 - 83).

(2)

بفتح الهمزة، ذكر بلفظ المضارع مبالغة في استحضار صورة الحال، "ف"(6/ 486).

(3)

أي: أسمر، "ف"(6/ 487).

(4)

أي: من سمرتهم.

(5)

قوله: (لِمَّتُه) بكسر اللام وبتشديد الميم: الشَّعر المتدلّي الذي يجاوز شحمتي الأذن، فإذا بلغ المنكبين فهو جمّه. قوله:"رَجِل الشَّعر" فإن قلت: سبق آنفًا أن عيسى كان جعدًا؟ قلت: المراد منه جعودة الجسم وهي اجتماعه واكتنازه لا جعودة الشعر. قوله: "ويَقْطر" أي: الماء الذي رجّلها به لقرب ترجيله، أو هو استعارة من نضارة وجمال، "ك"(14/ 83).

ص: 114

رَجِلُ الشَّعَرِ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَينِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ. ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطِطًا

(1)

أَعْوَرَ عَينِ الْيُمْنَى

(2)

كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ

(3)

، وَاضِعًا يَدَيْهِ

(4)

عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ، يَطُوفُ بِالْبَيتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا، فَقَالُوا: هذا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ". تَابَعَهُ عَبدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ. [أطرافه: 3441، 5902، 6999، 7026، 7128، أخرجه: م 169، تحفة: 8227].

"فَقَالُوا" في نـ: "قَالُوا". "عَيْنِ الْيُمْنَى" في ذ: "الْعَيْنِ الْيُمْنَى". "هذا الْمَسِيحُ" لفظ "هذا" سقط في نـ. "تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "تَابَعَهُ عُبَيدُ اللَّهِ" -ابْنُ عُمَرَ العُمَرِيُّ- مصحح عليه.

===

(1)

قوله: (قَطَطًا) بفتح القاف والمهملة هذا هو المشهور، وقد تكسر الطاء الأولى، والمراد به شدة جعودة الشعر، ويطلق في وصف الرجل ويراد به الذمّ، يقال: جعد اليدين وجعد الأصابع، ويطلق على القصير أيضًا، كذا في "الفتح"(6/ 486).

قال الكرماني: قالوا: الجعد في صفة عيسى مدحٌ وفي الدجال ذمّ. فإن قلت: يحرم على الدجال دخول مكة؟ قلت: إنما هو في زمن خروجه على الناس ودعواه الباطل، وأيضًا لفظ الحديث أنه لا يدخل، وليس فيه نفي الدخول في الماضي، "كرماني"(14/ 83 - 84).

(2)

من باب إضافة الصفة.

(3)

اسمه عبد العزى، "ك"(14/ 83).

(4)

وسيأتي.

ص: 115

3441 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِيُّ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ

(2)

، ثَنِي الزُّهْريُّ

(3)

، عَنْ سَالِمٍ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لعِيسَى

(5)

أَحْمَرُ، وَلَكِنْ قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ

(6)

سَبْطُ الشَّعَرِ، يُهَادَى

(7)

بَيْنَ رَجُلَيْنِ، يَنْطُفُ

(8)

رَأْسُهُ مَاءً أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ، فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرٌ جَسِيمٌ، جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ عَينِهِ الْيمْنَى، كَأنَّ عَينَهُ عِنَبَةٌ طَافِئةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا:

"كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِئةٌ" في هـ: "كَأَنَّ عَيْنَهُ طَافِيَةٌ". "فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا" في ذ: "قُلْتُ: مَنْ هَذَا".

===

(1)

" أحمد بن محمد" ابن الوليد المكي.

(2)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(3)

"الزُّهري" هو ابن شهاب.

(4)

"سالم" هو ابن عبد اللّه بن عمر "عن أبيه" عبد اللّه بن عمر بن الخطاب.

(5)

اللام بمعنى عن كما في قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الأحقاف: 11]، "ف"(6/ 487).

(6)

قوله: (آدم) هذا يؤيد لِمَا تقدّم أن مجاهدًا يروي عن ابن عباس لا عن ابن عمر لما صرّح به بأنه أحمر. فإن قلت: كيف طعن في رواية أحمر؟ قلت: غرضه أنه اشتبه على الراوي. فإن قلت: كيف جزم بأنه ما قال وحلف عليه وهذا يقرب من شهادة النفي؛ قلت: بناء على أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعًا يقينًا أنه آدم وليس غيره، ويجوز أن يُؤوَّل ويجمع بينهما بانه ليس أحمر صرفًا، بل هو مائل إلى الأدمة، "ك"(14/ 84).

(7)

أي: يمشي متمائلا إلى أحد الطرفين متكئًا على رجلين، "ك"(14/ 84).

(8)

أي: يقطر.

ص: 116

هَذَا الدَّجَّالُ. وَأَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: رَجُلٌ

(1)

مِنْ خُزَاعَةَ هَلَكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. [راجع: 3440، تحفة: 6801].

3442 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(2)

، أَنَا شُعَيْبٌ

(3)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(4)

، أَنَا أَبُو سَلَمَةَ

(5)

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا أَوْلَى

(6)

النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ، وَالأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ

(7)

، لَيسَ بَينِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ". [طرفاه: 3443، 3443 م، تحفة: 15173].

3443 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ

(8)

،

"أَنَا أَبُو سلمةَ" في نـ: "أَخْبَرَني أَبُو سَلَمَةَ".

===

(1)

اسمه عبد العزى، "ف"(6/ 489)، كما مر.

(2)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع الحمصي.

(3)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة الحمصي.

(4)

"الزُّهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(5)

"أبو سلمة" ابن عبد الرحمن بن عوف.

(6)

أي: أقرب، وقيل: أخص؛ إذ لا نبي بينهما، "ك"(14/ 84).

(7)

قوله: (أولاد علّات) والعَلّات بفتح المهملة: الضرائر، وأولاد العَلّات الإخوة من الأب وأمهاتهم شتى، وقد بيّنه في رواية عبد الرحمن فقال: لا أمهاتهم شتى ودينهم واحد" أي: أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت في الفروع. وقيل: إن المراد أن أزمنَهم مختلفة، كذا في "الفتح" (14/ 489). قال الكرماني (14/ 84): فإن قلت: ما التوفيق بينه وبين قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ} الآية؟ [آل عمران: 68]، قلت: الحديث وارد في كونه صلى الله عليه وسلم متبوعًا والقرآنُ في كونه تابعًا، وله الفضل تابعًا ومتبوعًا.

(8)

"محمد بن سنان" هو الباهلي البصري.

ص: 117

ثَنَا فُلَيحُ بْنُ سُلَيمَانَ

(1)

، ثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ

(2)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ

(3)

بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ

(4)

، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ"

(5)

. [راجع: 3442، تحفة: 13605].

- وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ

(6)

(7)

: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ

(8)

، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيم

(9)

، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ

(10)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [تحفة: 14223].

"وَقَالَ إِبرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ" سقطت الواو في نـ.

===

(1)

" فليح بن سليمان" اسمه عبد الملك، وفليح لقبه، أبو يحيى المدني.

(2)

"عبد الرحمن بن أبي عمرة" الأنصاري المدني، ولد في عهده صلى الله عليه وسلم وليس له صحبة.

(3)

قوله: (أنا أولى الناس) أي: أقرب، وقيل: أخصّ؛ إذ لا نبيّ بينهما، وأنه مبشّر بأنه يأتي من بعده نبيّ اسمه أحمد، وفى آخر الزمان بعد نزوله متابع لشريعته ناصر لدينه، "ك"(14/ 84).

(4)

مرَّ بيانه قريبًا.

(5)

معناه: أن أصولهم واحد وفروعهم مختلفة، "ك"(14/ 85).

(6)

"وقال إبراهيم بن طهمان" الخراساني، فيما وصله النسائي. ["المجتبى" (8/ 249)، خ: 5427].

(7)

وصله النسائي عن أحمد بن حفص عن أبيه عن إبراهيم، وأحمد من شيوخ البخاري، "ف"(6/ 490).

(8)

"موسى بن عقبة" الإمام في المغازي.

(9)

"صفوان بن سليم" المدني الزُّهري مولاهم.

(10)

مولى ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها، "قس"(7/ 454).

ص: 118

3444 -

ح وَحَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(1)

، ثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ

(2)

، أَنَا مَعْمَرٌ

(3)

، عَنْ هَمَّامٍ

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَى عِيسَى رَجُلًا

(5)

يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللَّهِ

(6)

وَكَذَّبْتُ عَينَيَّ"

(7)

. [أخرجه: م 2368، تحفة: 14713].

"ح وَحَدَّثَني" كذا في ذ، وفي نـ:"ح وَحَدَّثَنَا". "رَأَى عِيسَى" زاد في نـ: "ابن مريم". "وَالَّذِي" كذا في ذ، وفي نـ:"وَاللَّهِ الَّذِي". "إِلَّا هُوَ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"إِلَّا اللَّهُ". "وَكَذَّبْتُ عَيْنَيَّ" في سـ: "وَكَذَبَتْ عيْنِي".

===

(1)

" عبد اللّه بن محمد" المسندي.

(2)

"عبد الرزاق" ابن همام الصنعاني.

(3)

"معمر" ابن راشد الأزدي.

(4)

"همام" ابن منبه.

(5)

لم يسم الرجل ولا المسروق، "قس"(7/ 454).

(6)

قوله: (آمنت باللَّهِ) قال القاضي: ظاهره: صدّقت من حلف بالله، وكذّبت ما ظهر لي من ظاهر سرقته، فلعله أخذ ما له فيه حق، إذ لم يقصد الغصب، أو ظهر له من مدّ يده أنه أخذ شيئًا، فلما حلف به أسقط ظنّه ورجع عنه. أقول: جعل لفظ "باللَّهِ "متعلّقًا بمحذوف ولا حاجة إليه لاحتماله أن يتعلّق بلفظ "آمنت"، كذا في "الكرماني"(14/ 85).

(7)

قوله: (كذّبتُ عينيّ) بالتشديد على التثنية، ولبعضهم بالإفراد، وفي رواية المستملي:"كذبَتْ" بالتخفيف وفتح الموحدة، و"عيني" بالإفراد في محل رفع.

قال ابن التين: قال عيسى ذلك، على المبالغة في تصديق الحالف.

ص: 119

3445 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيدِيُّ

(1)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ

(3)

يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(4)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ سمِعَ عُمَرَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تُطْرُونِي

(5)

كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبدُهُ، وَلَكِنْ قُولُوا: عَبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ". [راجع: 2462، أخرجه: تم 330، تحفة: 10510].

3446 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ

(6)

، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ

(7)

،

"عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ" مصحح عليه، وسقط لفظ "عيسى" في نـ. "أَنَا عَبْدُهُ" في نـ:"أَنَا عَبْدٌ". "وَلَكِنْ قُولوا" في نـ: "فَقُولُوا".

===

قال ابن القيم: والحقّ أن الله كان في قلبه أجلّ من أن يحلف به أحد كاذبًا، فدار الأمر بين تهمة الحالف وتهمة بصره فردّ التهمة إلى بصره، كما ظنّ آدم صدق إبليس لما حلف أنه ناصح، انتهى. ملتقط من "ف"(6/ 490).

(1)

"الحميدي" عبد الله بن الزُّبَير.

(2)

ابن عيينة، "قس"(7/ 455).

(3)

هو ابن شهاب، "قس"(7/ 455).

(4)

ابن عتبة بن مسعود، "قس"(7/ 455).

(5)

قوله: (لا تُطروني) قال الخطابي: الإطراء: مبالغة المدح بالباطل. قوله: "كما أَطْرَتِ النصارى" وذلك أنهم اتخذوه إلهًا حيث قالوا: ثالث ثلاثة، ودعوه ولدًا له حيث قالوا: المسيح ابن الله، سبحانه وتعالى عما يشركون، وذلك من إفراطهم في مدحه، "ك"(14/ 86)، "خ".

(6)

"محمد بن مقاتل" المروزي.

(7)

"عبد الله" ابن المبارك المروزي، "ف"(6/ 390).

ص: 120

أَنَا صَالِحُ بْنُ حَيٍّ

(1)

أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ قَالَ لِلشَّعْبِيِّ

(2)

: فَقَالَ الشَّعْبِيُّ

(3)

: أَخْبَرَنِي أَبُو بُرْدَةَ

(4)

، عَنْ أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَدَّبَ الرَّجُلُ أَمَتَهُ فَأَحْسَنَ تَأدِيبَهَا، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا

(5)

فَتَزَوَّجَهَا، كَانَ لَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا آمَنَ

(6)

بِعِيسَى ثُمَّ آمَنَ بِي، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَالْعَبْدُ إِذَا اتَّقَى رَبَّهُ وَأَطَاعَ مَوَالِيَهُ

(7)

، فَلَهُ أَجْرَانِ". [راجع: 97].

===

(1)

هو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان ولقب حيان حي، وقد ينسب إلى جد أبيه فيقال: صالح بن حي، "تقريب" (رقم: 2865)، ومرّ [برقم: 97].

(2)

"الشعبي" هو عامر بن شراحيل.

(3)

قوله: (فقال الشعبي) حذف السؤال وقد بيّنه في رواية حِبّان بن موسى عن ابن المبارك فقال: "إن رجلًا من أهل خراسان قال للشعبي: إنا نقول عندنا: إن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته فقال الشعبي" فذكره، "ف"(6/ 490).

(4)

"أبو بردة" عامر أو الحارث، يروي عن أبيه أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري.

(5)

قوله: (ثم أعتقها فتزوجها كان له أجران) أجر على عتقه وأجر على تزوّجه، كذا قالوه، ولم يعتبر التأديب والتعليم؛ لأن التأديب والتعليم يوجبان الأجر في الأجنبيّ والأولاد وجميع الناس فلم يكن مختصًّا بالإماء، فلم يبق الاعتبار إِلَّا في الجهتين، وهما العتق والتزوّج. وقيل: أجر على تاديبه وما بعده وأجر على عتقه وما بعده، ويكون هذا هو فائدة العطف بـ "ثُمَّ" إشارة إلى بعد ما بين المرتبتين، ملتقط من "المرقاة"(1/ 154) و"العيني"(2/ 167)، ومرَّ [برقم: 97].

(6)

وقيل: هذا من بقي على ما بعث به نبيهم من غير تحريف، وقيل: يحتمل إجراؤه على العموم، كذا في "العيني"(2/ 167).

(7)

جمع مولى وهو السيد.

ص: 121

3447 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ

(1)

، نَا سُفْيَانُ

(2)

، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ

(3)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تُحْشَرُونَ حُفَاة

(4)

(5)

عُرَاةً غُزلًا، ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا

(6)

إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ

(7)

، ثُمَّ يُؤْخَذُ بِرِجَالٍ مِنْ أَصحَابِي ذَاتَ الْيَمِينِ

(8)

وَذَاتَ الشِّمَالِ

(9)

فَأَقُولُ: أَصحَابِي

(10)

، فَيقَالُ: إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا

"لَمْ يَزَالُوا" في نـ: "لَنْ يَزَالُوا".

===

(1)

" محمد بن يوسف" هو الفريابي.

(2)

"سفيان" هو الثوري.

(3)

"المغيرة بن النعمان" النخعي الكوفي.

(4)

قوله: (حُفاةً) بالضمّ جمع حافٍ، و"عُراة" جمع عارٍ، و"الغُرْل" بضمّ المعجمة وسكون الراء، جمع الأغرل وهو الأقلف، أي: غير المختون، ومرّ [برقم: 3349].

(5)

الظاهر العموم، وقد علم الركوب فلعل أحدهما بعد البعث من القبر والآخر بعد السوق إلى المحشر، "لمعات".

(6)

أي: علينا إنجازه.

(7)

قوله: (فأول من يكسى إبراهيم) قيل: لأنه أول من عري وجُرد في سبيل الله من النبيين حين ألقي في النار، لا لأنه أفضل من نبينا، أو لكونه أباه فتقدُّمه لعزّة أُبُوّته، على أنه قيل: إن نبينا صلى الله عليه وسلم يخرج باللباس من قبره في ثيابه التي دُفِن فيها، كذا في "اللمعات".

(8)

أي: إلى الجنة.

(9)

أي: إلى النار.

(10)

قوله: (أصحابي) أي: هؤلاء أصحابي، وهو إشارة إلى الذين

ص: 122

مُرْتَدِّينَ

(1)

عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ:{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 117، 118].

ذُكِرَ عَنْ أَبِي عَبدِ اللَّهِ

(2)

(3)

عَنْ قَبِيصَةَ

(4)

قَالَ: هُمُ الْمُرْتَدُّونَ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَاتَلَهُمْ أَبُو بَكْرٍ. [راجع: 3349].

"{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ}

" إلخ، ثبت في ذ، وعند غيره بعد قوله: "{شَهِيدًا} " إلى قوله: "{الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ". "ذُكِرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ" زاد قبله في نـ: " قال محمد بن يوسف الفربري" مصحح عليه، وفي شحج: "قَالَ الفربري".

===

هم في جهة الشمال، أي: طريق جهنم، أو معناه أنهم يؤخذون من الطرفين ويشدّون من جهة اليمين والشمال بحيث لا يتحركون لا يمينًا ولا شمالًا، قاله الكرماني (14/ 86 - 87).

(1)

مرَّ بيانه [برقم: 3349].

(2)

"ذكر عن أبي عبد اللّه" أي: البخاري قائله الفربري كما وقع في بعض النسخ.

(3)

قوله: (ذُكِرَ عن أبي عبد الله) هو البخاري. "عن قبيصة" هو ابن عقبة، أحد شيوخ البخاري، [أي] أنه حمل قوله:"أصحابي" أي: باعتبار ما كان قبل الردّة، لا أنهم ماتوا على ذلك، كذا في "الفتح"(6/ 490)، وقد مرَّ [برقم: 3349].

(4)

"قبيصة" هو ابن عقبة السُّوائي.

ص: 123

‌49 - بَابُ نُزُولُ

(1)

عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم

-

3448 -

حَدَّثَنَا إِسحَاقُ

(2)

، أَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(3)

، ثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ

(4)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(5)

: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ

(6)

سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ

(7)

أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا

(8)

عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ

(9)

،

"بَابُ" سقط لأبي ذر. " صلى الله عليه وسلم " في نـ: "عليه السلام". "أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ سَمِعَ" في نـ: "عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ سَمِعَ".

===

(1)

أي: نزوله من السماء إلى الأرض، "ك"(14/ 87).

(2)

هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، "ف"(6/ 492).

(3)

ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، "ف"(6/ 492).

(4)

"صالح" هو ابن كيسان.

(5)

"ابن شهاب" هو الزُّهري.

(6)

"سعيد بن المسيب" المخزومي القرشي.

(7)

أي: ليقربن، "ف"(6/ 492).

(8)

قوله: (حكمًا) أي: حاكمًا، والمعنى أنه ينزل حاكما بهذه الشريعة، وأما بعض الأحكام التي ليست في شريعتنا الآن -كوضع الجزية ونحوه ويحكم به عيسى- فهو من باب بيان المدة. قال النووي: ومعنى وضع عيسى الجزيةَ مع أنها مشروعة في هذه الشريعة: أن مشروعيتها مقيّدة بنزول عيسى لِمَا دلّ عليه هذا الخبر، وليس عيسى بناسخ لحكم الجزية، بل نبيّنا صلى الله عليه وسلم هو المبين للنسخ بقوله هذا، هذا ملتقط من "الفتح"(6/ 491) و"اللمعات".

(9)

قوله: (فيكسر الصليب) وهو خشبتان متقاطعتان على هيئة المصلوب، والمقصود إبطال النصرانية والحكم بشرع الإسلام، وكذا قوله:

ص: 124

وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الحَرْبَ

(1)

، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ

(2)

الْوَاحِدَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا". ثُمَّ يَقُولُ

(3)

أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ

(4)

بِهِ قَبْلَ

"وَيَضَعَ الحَرْبَ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:"وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ". "خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا" في ص، ذ:"خَيرًا مِنَ الدُّنْيَا".

===

"ويقتل الخنزير" ومعناه: تحريمُ اقتنائه وأكلِه وإباحةُ قتله، كذا قاله الطيبي (10/ 27). والظاهر إيجاب قتله، ويحتمل أن يراد بذلك عدم تقرير أهل الذمة على دينهم وعاداتهم، كما هو الآن، والأظهر أن المراد هو الأول، أعني إبطالَ دين النصرانية ومَحْوَ آثارها، "لمعات".

(1)

قوله: (ويضع الحرب) وفي رواية الكشميهني: "الجزية"، والمعنى أن الدين يصير واحدًا فلا يبقى أحد من أهل الذمة يؤدّي الجزية. وقيل: معناه أن المال يكثر حتى لا يبقى فقير مصرف مال الجزية فتوضع الجزية استغناءً عنها، كذا في "الكرماني" (14/ 88) و"الفتح" (6/ 491). وفي "اللمعات": المراد يضعها عنهم ويحملهم على الإسلام، وإن لم يسلموا قتلهم، فالشريعة يومئذ إما السيف أو الإسلام، انتهى.

(2)

قوله: (حتى تكون السجدة

) إلخ، أي: أنهم حينئذ لا يتقربون إلى الله إِلَّا بالعبادة، لا بالتصدق بالمال. وقيل: معناه أن الناس يرغبون عن الدنيا حتى تكون السجدة الواحدة أحبّ إليهم من الدنيا وما فيها، "فتح"(6/ 492).

(3)

هو موصول بالإسناد المذكور، "ف"(6/ 493).

(4)

أي: بعيسى، "ج" (ص:131).

ص: 125

مَوْتِهِ

(1)

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159]. [راجع: 2222، أخرجه: م 155 تحفة: 13178].

3449 -

حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيرٍ

(2)

، ثَنَا اللَّيثُ

(3)

، عَنْ يُونُسَ

(4)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(5)

، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ"

(6)

. [راجع: 2222، أخرجه: م 155، تحفة: 14636].

تَابَعَهُ

(7)

عُقَيلٌ

(8)

وَالأَوْزَاعِيُّ

(9)

.

"إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" في ذ: "إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ".

===

(1)

أي: الكتابي حين يعاين ملائكة الموت فلا ينفعه إيمانه، أو قبل موت عيسى لما ينزل قرب الساعة، "ج" (ص: 131).

(2)

"ابن بكير" هو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي.

(3)

"الليث" هو ابن سعد المصري.

(4)

"يونس" ابن يزيد الأيلي.

(5)

"ابن شهاب" هو الزُّهري.

(6)

قوله: (وإمامكم منكم) يحكم بينكم بالقرآن لا بالإنجيل، أو أنه يصلي معكم بالجماعة والإمام من هذه الأمة، أو وضع المظهر موضع المضمر تعظيمًا له، يعني هو منكم، والغرض أنه خليفتكم وهو على دينكم. قال الطيبي: أي: يؤمّكم عيسى عليه السلام حال كونه في دينكم، "ك"(14/ 88)، "خ".

(7)

"تابعه" أي: تابع يونس، "ف"(6/ 493).

(8)

"عقيل" ابن خالد، فيما وصله ابن منده.

(9)

"والأوزاعي" عبد الرحمن، فيما وصله أيضًا.

ص: 126

بسم الله الرحمن الرحيم

‌50 - باب مَا ذُكِرَ

(1)

عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ

(2)

(3)

3450 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(4)

، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(5)

، ثَنَا عَبدُ الْمَلِكِ بنُ عُمَيرٍ

(6)

، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ

(7)

قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو

(8)

لِحُذَيْفَةَ

(9)

: أَلَا تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ

(10)

إِذَا خَرَجِ مَاءً وَنَارًا، فَأمَّا الَّذِي يُرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ فَمَاءٌ بَارِدٌ، وَأَمَّا الَّذِي يُرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يُرَى أَنَّهَا نَارٌ، فَإِنَّهُ

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" سقطت البسملة في ذ. "فَأَمَّا الَّذِي" في ذ: "فَأمَّا الَّتِي".

===

(1)

أي: من الأعاجيب التي كانت في زمانهم، "ف"(6/ 497).

(2)

أي: عن ذرية يعقوب، "ف"(6/ 497).

(3)

هو لقب يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، "ف"(6/ 497).

(4)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي.

(5)

"أبو عوانة" الوضاح اليشكري.

(6)

"عبد الملك بن عمير" الكوفي.

(7)

"ربعي بن حراش" بكسر الحاء المهملة الغطفاني.

(8)

"عقبة بن عمرو" هو أبو مسعود الأنصاري المعروف بالبدري، "ف"(6/ 497).

(9)

"حذيفة" هو ابن اليمان رضي الله عنهما.

(10)

يأتي الحديث [برقم: 7130] في "كتاب الفتن" إن شاء الله تعالى، "ف"(6/ 497).

ص: 127

عَذْبٌ

(1)

بَارِدٌ". [طرفه: 7130، أخرجه: م 2934، د 4315، تحفة: 9981، 3309].

3451 -

قَالَ حُذَيْفَةُ

(2)

: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ رَجُلًا

(3)

كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبلَكُمْ أَتَاهُ الْمَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ فَقِيلَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ

(4)

؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُ، قِيلَ لَهُ: انْظُرْ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايعُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَأُجَازِيهِمْ

(5)

، فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ، فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ"

(6)

. [راجع: 2077].

3452 -

قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ رَجُلًا

(7)

حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَلَمَّا يَئِسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا

"أَتَاهُ الْمَلَكُ" في نـ: "أَتَى الْمَلَكُ". "هَلْ عَمِلْتَ" في نـ: "هَلْ عَلِمْتَ". "قَالَ: وَسَمِعْتُهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقَالَ: وَسَمِعْتُهُ".

===

(1)

شيرين. [بالفارسية].

(2)

بالإسناد السابق، "قس"(7/ 461).

(3)

لم يسم، "قس"(7/ 461).

(4)

أي: مما ينفع الناس، "لمعات".

(5)

قوله: (وأجازيهم) أي: أتقاضاهم الحقّ، والمجازي: المتقاضي، يقال: تجازيت ديني عن فلان إذا تقاضيته، كذا في "الكرماني"(14/ 89).

(6)

قوله: (فأدخله اللّه الجنّةَ) بان حَكَم ووَعَد بذلك، أو جعل قبره روضة من رياض الجنة، وإن كان بعد البعث فهو على الحقيقة، "لمعات".

(7)

لم يسم، ووقع في رواية الطَّبراني: أن رجلًا من بني إسرائيل.

ص: 128

وَأَوقِدُوا فِيهِ نَارًا حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ

(1)

إِلَى عَظْمِي، فَامْتُحِشَتْ

(2)

، فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا، ثُمَّ انْظُرُوا يَوْمًا رَاحًا

(3)

فَاذْرُوهُ فِي الْيَمِّ. فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللهُ تَعالَى فَقَالَ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ. فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ". قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، وَكَانَ

(4)

نَبَّاشًا

(5)

. [طرفاه: 3479، 6480، أخرجه: س 2080، تحفة: 3312، 9984].

3453 و 3454 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(6)

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ

(7)

"وَأَوْقِدُوا فِيهِ نَارًا" زاد في نـ: "كثيرة". "فَجَمَعَهُ اللَّهُ تَعالَى فَقَالَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَجَمَعَهُ فَقَالَ". "قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرو: وَأَنَا سَمِعْتهُ" في نـ: "قَالَ أَبُو مَسعُودٍ: سَمِعْتُهُ". "يَقُولُ ذَلِكَ" في نـ: "يَقولُ ذَاكَ". "حَدَّثَنَا بِشْرٌ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ".

===

(1)

بفتح اللام أي: وصلت، "ع"(11/ 206).

(2)

قوله: (فامتحشت) أي: احترقْتُ، على صيغة بناء الفاعل، كذا ضبط الكرماني، وضبط بعضهم على بناء صيغة المجهول وله وجه، من الامتحاش، ومادّته ميم وحاء مهملة وشين معجمة، والمحش: احتراق الجلد وظهور العظم"، "ع" (11/ 206).

(3)

قوله: (ثم انظروا يومًا راحًا) قال الجوهري: يوم راح: أي: شديد الريح، وإذا كان طيب الريح يقال: يوم رَيِّحٌ بالتشديد، كذا في "الكرماني"(14/ 89)، وسيجيء الحديث عن قريب إن شاء اللّه تعالى [برقم: 3479].

(4)

أي: الرجل الموصي.

(5)

أي: سارقًا للأكفان.

(6)

"بشر" هو ابن محمد السختياني المروزي.

(7)

"عبد اللّه" ابن المبارك المروزي.

ص: 129

قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ

(1)

ويُونُسُ

(2)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ قَالَا: لَمَّا نُزَلَ

(4)

(5)

بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ

(6)

يَطْرَحُ خَمِيصةً

(7)

لهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ

(8)

كشفََهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ:"لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ". يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا. [حديث 3453 راجع: 435، حديث 3454 راجع: 436].

3455 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(9)

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ

(10)

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

(1)

" معمر" هو ابن راشد.

(2)

"يونس" هو ابن يزيد.

(3)

"الزُّهري" محمد بن مسلم.

(4)

أي: مرض الموت.

(5)

قوله: (لما نُزِلَ) بضم أوله، وفي نسخة عند أبي ذر بفتحتين "برسول اللّه" يعني الموت أو ملك الموت، أورَدَه مختصرًا وقد مرَّ في "الصلاة" (برقم: 435)، وفي "الجنائز" (برقم: 1330)، والغرض منه ذمّ اليهود والنصارى في اتخاذ قبور أنبيائهم مساجِدَ، "كرماني". ["ف" (6/ 497)].

(6)

أي: شرع.

(7)

كساءٌ مُرَبَّعٌ له عَلَمان، "ق" (ص: 555).

(8)

قوله: (فإذا اغتمّ) أي: سَخُنَ بالخميصة وأخذ بنفسه من شدّة الحرّ. قوله: "يحذّر ما صنعوا" أي: يحذّر أمته أن يصنعوا بقبره ما صنع اليهود والنصارى، "مجمع "(4/ 70).

(9)

"محمد بن بشار" هو بندار.

(10)

"محمد بن جعفر" هو غندر.

ص: 130

قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ

(1)

، عَنْ فُرَاتٍ

(2)

الْقَزَّازِ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ

(4)

قَالَ؛ قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ

(5)

، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ. قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: فُوا

(6)

بِبَيعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ

(7)

حَقَّهُمْ،

"فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ" في نـ: "فُوا بَيْعَةَ الأَوَّلِ".

===

(1)

" شعبة" هو ابن الحجاج.

(2)

بضمِّ الفاء وخفة الراء آخره مثناة، هو ابن أبي عبد الرحمن الكوفي، "ف"(6/ 498).

(3)

بقاف وزايين معجمتين، "ف"(6/ 498).

(4)

هو سلمان الأشجعي، "ف"(6/ 498).

(5)

قوله: (تَسُوسُهم الأنبياء) أي: تتولّى أمورهم كالأمراء والوُلاة بالرعيّة، والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه، كذا في "المجمع" (3/ 148). قال في "الفتح": أي: أنهم كانوا إذا ظهر فيهم فساد بعث اللّه لهم نبيًّا يقيم لهم أمرهم ويزيل ما غيّروا من أحكام التوراة، "ف"(6/ 497).

(6)

قوله: (قال: فُوا) أمر من الوفاء، والمعنى أنه إذا بويع الخليفة بعد خليفة فبيعة الأول صحيحة فيجب الوفاء بها وبيعة الثاني باطلة. قال النووي: سواء عقدوا للثاني عالِمين بعقد الأول أم لا، وسواء كانوا في بلد واحد أو أكثر، وسواء كانوا في بلد الإمام المنفصل أم لا، هذا هو الصواب الذي عليه الجمهور، "فتح "(6/ 497).

(7)

قوله: (أعطوهم حقهم

) إلخ، أي: أطيعوهم وعاشروهم بالسمع والطاعة، فإن اللّه يحاسبهم بالخير والشز عن حال رعيتهم، "ك"(14/ 90)، "خ".

ص: 131

فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَزعَاهُمْ". [أخرجه: م 1842، ق 2871، تحفة: 13417].

3456 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ

(3)

، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ

(4)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(5)

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَتَتَّبِعُنَّ

(6)

سُنَنَ

(7)

مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ

(8)

لَسَلَكْتُمُوهُ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،

"حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ" في نـ: "أَنَا أَبُو غَسَّانَ".

===

(1)

" سعيد بن أبي مريم" هو المصري.

(2)

"أبو غسان" محمد بن مطرف بن داود الليثي المدني.

(3)

"زيد بن أسلم" العدوي مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(4)

"عطاء بن يسار"مولى ميمونة رضي الله عنها.

(5)

"أبي سعيد" سعد بن مالك الخدري.

(6)

قوله: (لتتبعنّ) بضم العين وتشديد النون، و"سَنَن" بفتح المهملة أي: طريق "مَنْ قبلكم" أي: الذين قبلكم، كذا في "الفتح" (6/ 498). قال الطيبي (10/ 32): هي جمع سُنّة، وهي الطريق"، حسنة أو سيئة، والمراد هنا طريق أهل الأهواء والبدع التي ابتدعوها من تلقاء أنفسهم بعد أنبيائهم، انتهى. كذا في "المجمع" (3/ 133).

(7)

بفتح المهملة والنون الأولى: الطريقة، وفي بعضها بالضم، "خ".

(8)

قوله: (جُحْر ضبٍّ) الجحر: بضم الجيم وسكون المهملة، والضبّ بفتح المعجمة وتشديد الموحدة: دُويبة معروفة، يقال خُصّتْ بالذكر لأن الضبّ يقال له: قاضي البهائم. والذي يظهر أن التخصيص إنما وقع لجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته، ومع ذلك فإنهم لاقتفائهم آثارهم واتباعهم طرائقهم لو دخلوا في مئل هذا الضيق الرديء لوافقوهم، قاله في "الفتح"(6/ 498).

ص: 132

الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى

(1)

؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ

(2)

؟! ". أطرفه: 7320، أخرجه: م 2669، تحفة: 4171].

3457 -

حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ

(5)

، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ

(6)

، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ذَكَرُوا النَّارَ وَالنَّاقُوسَ

(7)

، فَذَكَرُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، فَأُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ وَأَنْ يُوتِرَ الإِقَامَةَ. [راجع: 603].

"قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: فَمَنْ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ: فَمَنْ".

===

قال في "المجمع"(3/ 133): والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل لشدة الموافقة في المعاصي لا في الكفر. فإن قيل: قد وقع فيما مضى قتل الأنبياء وتحريف الكتب، قلت: لعل ما وقع في أيام بني أمية من قتل علماء التابعين مثل سعيد بن المسيب ونحوه من هذا القبيل فعلماء أمته كأنبيائهم، كيف وقد قتلوا فلذة كبد الرسول صلى الله عليه وسلم، وما اشتهر فيما مضى من تحاريف الباطنية، وفي هذا الزمان من بعض أهل البدع، انتهى مختصرًا.

(1)

قوله: (اليهود والنصارى) أي: أتعني بمن يتبعهم اليهود والنصارى؟ فأجاب: من سواهم إن لم أردهم، "مجمع"(3/ 133).

(2)

استفهام إنكاري أي: ليس المراد غيرهم، "ف"(6/ 499).

(3)

"عمران بن ميسرة" الآدمي البصري.

(4)

"عبد الوارث" ابن سعيد التنوري.

(5)

"خالد" ابن مهران أبو المنازل الحذاء.

(6)

"أبي قلابة" عبد اللّه بن زيد.

(7)

قوله: (والناقوس) وهي خشبة طويلة تضرب بخشبة هي أصغر منها، والنصارى يُعلِمون بها أوقات صلاتهم، "مجمع البحار"(4/ 791 - 792)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 603، في "باب الأذان"] واللّه أعلم.

ص: 133

3458 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(2)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(3)

، عَنْ أَبِي الضُّحَى

(4)

، عَنْ مَسْرُوقٍ

(5)

، عَنْ عَائِشَةَ كَانَتْ تَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلِ يَدَهُ فِي خَاصِرَتِهِ

(6)

وَتَقُولُ: إِنَّ الْيَهُودَ تَفْعَلُهُ. تَابَعَهُ شُعْبَةُ

(7)

عَنِ الأعْمَشِ

(8)

. [تحفة: 17647].

3459 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(9)

قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ

(10)

، عَنْ نَافِعٍ

(11)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِنَّمَا أَجَلُكُمْ

(12)

"حَدَّثَنَا اللَّيْثُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا لَيْثٌ". "عَنْ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "عَنِ النَّبِيِّ".

===

(1)

" محمد بن يوسف" البيكندي.

(2)

"سفيان" هو الثوري.

(3)

"الأعمش" سليمان الكوفي.

(4)

"أبي الضحى" مسلم بن صبيح.

(5)

"مسروق" هو ابن الأجدع.

(6)

الخاصرة: الشاكلة، وهذا مطلق وقد قيد بحال الصلاة، "ك"(14/ 91)، "خ".

(7)

ابن الحجّاج.

(8)

سليمان.

(9)

"قتيبة بن سعيد" أبو رجاء الثقفي.

(10)

"الليث" هو ابن سعد الإمام.

(11)

"نافع" مولى ابن عمر.

(12)

قوله: (أجَلُكم) أي: زمانكم. قوله: "خلا من الأمم" أي: مضى وهذا الحديث يدلّ على ما ذهب إليه أبو حنيفة رحمه الله من أن وقت الظهر إلى مثلين ليكون أزيد من وقت العصر، كذا في "الخير الجاري"،

ص: 134

فِي أَجَلِ مَنْ خَلَا مِنَ الأُمَمِ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْربِ الشَّمْسِ، وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ

(1)

، فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاهِّ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَل لِي مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ؟ قَالَ: أَلَا فَأَنْتُمُ الَّذِينَ تَعْمَلُونَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، أَلَا لَكُمُ الأَجْرُ مَرَّتَيْنِ، فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلّ عَطَاءً؟! قَالَ اللَّهُ: وَهَلْ ظَلَمْتُكُمْ

(2)

مِنْ حَقِّكُمْ شَيئًا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُعْطِيهِ مَنْ شِئْتُ". [راجع: 557، تحفة: 8304].

3460 -

حَدَّثَنَا عَلِيّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(4)

، عَنْ عَمْرٍو

(5)

، عَنْ طَاوُسٍ

(6)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ:

"تَعْمَلُونَ" في نـ: "يَعْمَلُونَ". "وَهَلْ ظَلَمْتُكُمْ" ثبتت الواو في هـ، ذ.

===

ومرَّ الحديث مع بعض بيانه [برقم: 557] في "كتاب مواقيت الصلاة".

(1)

القيراط هو نصف الدانق، والمراد هنا النصيب والحصة.

(2)

أي: نقصتكم، "ك"(4/ 203).

(3)

"علي بن عبد اللّه" المديني.

(4)

"سفيان" هو ابن عيينة الهلالي.

(5)

"عمرو بن دينار" أبو محمد المكي.

(6)

"طاوس" هو ابن كيسان اليماني.

ص: 135

قَاتَلَ اللَّهُ فُلَانًا (1)، أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيهمُ الشُّحُومُ

(2)

، فَجَمَّلُوهَا

(3)

فَبَاعُوهَا". تَابَعَهُ

(4)

(5)

جَابِرٌ وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 2223].

3461 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ

(6)

الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ

(7)

، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ

(8)

، عَنْ أَبِي كَبشَةَ

(9)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

(10)

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَلِّغُوا عَنِّي

"أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ" في نـ: "أَنْبَأَنَا الأَوْزَاعِيُّ".

===

قوله: (قاتل اللّه فلانًا) يعني سمرة بن جندب لأنه باع خمرًا كان أخذها من أهل الكتاب عن قيمة الجزية معتقدًا جواز بيعها، ولذلك اقتصر عمر رضي الله عنه على ذَمّه ولم يعاقبه، -أي: كان مخطئًا في الاجتهاد، "خ" - ويحتمل أنه لم يرد الدعاء عليه بل أراد بها التغليظ عليه كعادة العرب، ولعل الراوي لم يصرّح باسمه تأدّبًا، "قسطلاني"(7/ 467)، ومرَّ الحديث [برقم: 2223] في "البيع".

(2)

أي: شحوم الميتة.

(3)

أي: أذابوها، "ك"(14/ 92).

(4)

أي: في تحريم شحوم الميتة دون القصة، "ف"(6/ 499).

(5)

"تابعه" أي: تابع ابنَ عباس جابرُ بن عبد الله الأنصاري وأبو هريرة رضي الله عنهم.

(6)

"أبو عاصم" هو النبيل البصري.

(7)

"الأوزاعي" عبد الرحمن بن عمرو.

(8)

"حسان بن عطية" المحاربي مولاهم الدمشقي.

(9)

"أبي كبشة" السلولي واسمه كنيته.

(10)

"عبد اللّه بن عمرو" ابن العاص.

ص: 136

وَلَوْ آيَةً

(1)

، وَحَدِّثُوا

(2)

عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ

(3)

، وَمَنْ كَذَبَ

(4)

عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". [أخرجه: ت 2669، تحفة: 8968].

3462 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(6)

، عَنْ صَالِح

(7)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(8)

قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ

"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ".

===

(1)

قوله: (ولو آية) قال القاضي البيضاوي: إنما قال: آية، أي: من القرآن ولم يقل حديثًا فإن الآيات مع تكفُّل اللّه بحفظها لَمّا كانت واجبة التبليغ فتبليغ الحديث يفهم منه بالطريق الأولى، "ك"(93/ 14)، "خ".

(2)

أي: بما لا تعلمون كذبه، "ف"(6/ 499).

(3)

أي: لا ضيق عليكم في الحديث عنهم؛ لأنهم كان تقدم منه صلى الله عليه وسلم الزجر

عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم، ثم حصل التوسع في ذلك، وكأن النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية خشية الفتنة، ثم لما زال المحظور وقع الإذن لِمَا في سماع الأخبار التي كانت في زمانه من العبرة، "ف"(6/ 498).

(4)

قوله: (ومن كذب

) إلخ، قد اتفق العلماء على تغليظ الكذب على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأنه من الكبائر حتى بالغ الشيخ أبو محمد الجويني فحكم بكفره، مختصرًا من "قس" (1/ 356). وقال من الكرّامية وبعض المتزهّدة: إن الكذب على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يجوز فيما يتعلّق بتقوية الدين، واعتلّوا بأن الوعيد ورد في حق من كذب عليه لا له، وهو اعتلال باطل؛ لأن المراد بالوعيد من نقل عنه الكذب، كذا في "الفتح"(6/ 499)، ومرَّ الحديث [برقم: 107] في "العلم".

(5)

"عبد العزيز بن عبد اللّه" الأويسي.

(6)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم الزُّهري.

(7)

"صالح" هو ابن كيسان.

(8)

"ابن شهاب" هو الزُّهري.

ص: 137

عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ"

(2)

. [طرفه: 5899، أخرجه: م 2103، س 5069، تحفة: 15190].

3463 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ

(5)

، عَنِ الْحَسَنِ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا جُنْدُبُ بْنُ عَبدِ اللهِ

(7)

فِي هَذَا الْمَسْجِدِ

(8)

، وَمَا نَسِينَا مُنْذُ حَدَّثَنَا،

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّد". "حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ".

===

(1)

ابن عوف.

(2)

قوله: (فخالفوهم) أي: اصبغوا أنتم لُحَاكم، كذا في "الكرماني" (14/ 93). وفي "الفتح" (6/ 499): هذا يقتضي مشروعية الصبغ، والمراد به صبغ شيب اللحية والرأس، ولا يعارضه ما ورد من النهي عن إزالة الشيب؛ لأن الصبغ لا يقتضي الإزالة، ثم إن المأذون فيه مقيّد بغير السواد لِمَا أخرجه مسلم [برقم: 2103] من حديث جابر أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: "غيِّروه وجنِّبوه السواد".

(3)

"محمد" هو ابن معمر بن ربعي القيسي أو هو محمد بن يحيى الذهلي.

(4)

"حجاج" هو ابن منهال.

(5)

ابن حازم.

(6)

البصري، "ف"(6/ 499).

(7)

"جندب" هو ابن عبد اللّه بن سفيان البجلي ثم العَلَقي.

(8)

قوله: (في هذا المسجد) أي: مسجد البصرة. قوله: "وما نسينا

" إلخ، ذكر مثل هذه القيود للإشعار بحسن الضبط وكمال الحفظ، "ك" (14/ 93 - 94)، "خ".

ص: 138

وَمَا نَخْشَى

(1)

أَنْ يَكُونَ جُنْدُبٌ كَذَبَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ

(2)

، فَجَزَعَ فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ

(3)

بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ

(4)

الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ اللَّهُ عز وجل: بَادَرَنِي عَبدِي بِنَفْسِهِ

(5)

، فَحَرَّمْتُ

(6)

عَلَيْهِ

(7)

الْجَنَّةَ"

(8)

. [راجع: 1364].

"عَلَى النَّبِيِّ" كذا في ذ، وفي نـ:"عَلَى رَسُولِ اللَّهِ". "عز وجل" كذا في ذ، وفي نـ:"تَعَالَى".

===

(1)

قوله: (وما نخشى

) إلخ، فيه إشارة إلى أن الصحابة عدول، وأن الكذب مأمون .. من قِبلهم ولا سيما على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، "ف"(6/ 499).

(2)

قوله: (جرْح) بضم الجيم وسكون الراء بعدها مهملة، ومرَّ في "الجنائز" (برقم: 1364) [بلفظ]: "به جراح" وهو بكسر الجيم، وذكره بعضهم بضم المعجمة وآخره جيم وهو تصحيف. ووقع في رواية مسلم [رقم: 113]: "أن رجلًا خرجت به قَرْحة" هي بفتح القاف وسكون الراء: حَبّة تخرج في البدن، وكأنه كان به جُرْح ثم صار قَرْحة. قوله:"فجزع" أي: فلم يصبر على ألم تلك القرحة. قوله: "فحَزَّ" بالحاء المهملة والزاي. قوله: "فَمَا رَقَأ الدم" بالقاف والهمز أي: لم ينقطع، كذا في "الفتح"(6/ 499 - 500).

(3)

أي: قطع.

(4)

بالهمز أي: لم ينقطع.

(5)

هو كناية عن استعجال الموت، "ف"(6/ 505).

(6)

ورد على التغليظ، "ف"(6/ 500).

(7)

قال النووي: يحتمل أن يكون شرع من مضى أن أصحاب الكبائر يكفرون بفعلها، "ف"(6/ 500).

(8)

قوله: (فحرّمت عليه الجنة) لأنه استحلّ ذلك فكفر به فيكون مخلَّدًا بكفره لا بقتله، أو حرّمت عليه الجنة في وقت ما كالوقت الذي يدخل

ص: 139

‌51 - حَدِيثُ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى

(1)

3464 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن أَبي طلحةَ"

(5)

قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ

(6)

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ

"حَدِيثُ أَبْرَصَ" في نـ: "باب حَدِيثِ أَبْرَصَ". "وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى" زاد في نـ: "في بني إسرائيل". "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ ابْنُ إِسْحَاقَ". "حَدَّثَنَا هَمَّامٌ" زاد في نـ: "هو ابن يحيى بن دينار". "ح وَحَدَّثَنا مُحَمَّدٌ" في نـ: "ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ".

===

فيه السابقون، أو الوقت الذي يعذَّب فيه الموحِّدون ثم يُخْرَجون، "قسطلاني"(7/ 469).

(1)

هكذا تَرْجَمَ لهذا الحديث في أثناء ذكر بني إسرائيل، "ف"(6/ 501).

(2)

"أحمد بن إسحاق" ابن الحصين بن جابر السلمي أبو إسحاق السرماري، نسبة إلى سرمارة من قرى بخارى.

(3)

"عمرو بن عاصم" القيسي الكلابي.

(4)

"همام" هو ابن يحيى بن دينار العوذي.

(5)

"إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة" الأنصاري ابن أخي أنس بن مالك.

(6)

الأنصاري.

(7)

يقال: إنه الذهلي، ويقال: إنه المصنف، "ف"(6/ 501).

"محمد" وقع غير منسوب، وقد جوز الحافظ أبو ذر الهروي أنه الذهلي، وقيل: هو محمد بن إسماعيل البخاري نفسه.

ص: 140

رَجَاءٍ

(1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ

(2)

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ

(4)

: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ ثَلَاثَةً

(5)

فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ - أَبْرَصَ

(6)

، وَأَقْرَعَ، وَأَعْمَى - بَدَأَ اللَّهُ

(7)

عز وجل أَنْ

"حَدَّثَنِي عَبدُ الرَّحْمَن" في نـ: "أخبرني عبد الرحمن". "عز وجل" ثبت في ذ.

===

(1)

" عبد اللّه بن رجاء" ابن المثنى البصري، روى منه البخاري في "اللقطة" (ح: 2439) بلا واسطة، "ك"(14/ 94).

(2)

"همام" هو العوذي المذكور آنفًا.

(3)

"إسحاق بن عبد اللّه" ابن أبي طلحة، "ف"(6/ 502).

(4)

الأنصاري، "قس"(7/ 471).

(5)

لم يُسَموا، "قس"(7/ 471).

(6)

قوله: (أبرص) البَرَصُ محرّكةً: بياض يظهر في ظاهر البدن لفساد مزاج، بَرِصَ كفرح فهو أبرص. والأقرع: هو الذي ذهب شعر رأسه، "قاموس" (ص: 565 و 692).

(7)

قوله: (بدأ اللّه) بالهمزة ورفع كلمة اللّه، أي: حكم اللّه، أو أراد اللّه. قال الخطابي: معناه: قضى اللّه أن يبتليهم، وقد روى بعضهم:"بدا اللّه" وهو غلط لما فيه من معنى البُدوِّ، وهو ظهور شيء بعد أن لم يكن وهو على اللّه ممتنع، كذا في "الكرماني"(14/ 94) و"الخير الجاري" ملتقطًا.

قال في "الفتح"(6/ 502): بدا بتخفيف الدال المهملة بغير همز أي: سبق في علم اللّه فأراد إظهارَه، وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيًا؛ لأن ذلك محال في حقّ اللّه تعالى، وقد أخرجه مسلم بلفظ:"أراد اللّه أن يبتليهم". قال صاحب "المطالع ": ضبطناه عن مُتْقِنِي شيوخنا بالهمزة أي:

ص: 141

يَبتَلِيَهُمْ

(1)

، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الأَبْرَصَ. فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؛ قَالَ: لَوْنٌ حَسَن وَجِلْدٌ حَسَنٌ، قَدْ قَذِرَنِي

(2)

(3)

النَّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ

(4)

، فَذَهَبَ، فَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا. فَقَالَ: وَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إليكَ؟ فَقَالَ: الإِبِلُ -أَوْ قَالَ: الْبَقَرُ، هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ

(5)

، أَنَّ الأبْرَصَ أوِ الْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا: الإِبِلُ، وَقَالَ الآخَرُ: الْبَقَرُ -. فَأعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ

(6)

. فَقَالَ: ويبارَكُ لَكَ فِيهَا.

قَالَ: وَأَتَى

(7)

الأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ

"فَذَهَبَ" زاد في نـ: "عنه". "وَأَيُّ الْمَالِ" في نـ: "أَيُّ الْمَالِ".

===

ابتدأ اللّه أن يبتليهم. قال: ورواه كثير من الشيوخ بغير همز وهو خطأ، انتهى. وسبق إلى التخطئة أيضًا الخطابي، وليس كما قال؛ لأنه موجّه كما ترى، انتهى كلام "الفتح"(6/ 502).

(1)

أي: يختبرهم، "قس"(7/ 472).

(2)

أي: كرهني، "مجمع"(4/ 236).

(3)

قوله: (قد قذِرَني الناس) بفتح القاف وكسر الذال المعجمة أي: اشمأزّوا من رؤيتي، وفي رواية حكاها الكرماني:"قذروني الناس" وهي على لغة: أكلوني البراغيثُ، "فتح"(6/ 502).

(4)

أي: مسح على جسمه، "ف"(6/ 502).

(5)

قوله: (هو شكّ في ذلك) ووقع عند مسلم [برقم: 2964] التصريح بأن الذي شكّ في ذلك هو إسحاق بن عبد اللّه راوي الحديث، "ف"(6/ 502).

(6)

بضم المهملة وفتح المعجمة مع المد: هي الحامل التي أتى على حملها عشرة أشهر، "ك"(14/ 95)، "ف"(6/ 502).

(7)

أي: الملك.

ص: 142

حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ هَذَا عَنِّي، قَدْ قَذِرَنِي

(1)

النَّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ، وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا. قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ. فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلًا، وَقَالَ: ويبارَكُ لَكَ فِيهَا.

وَأَتَى

(2)

الأَعْمَى فَقَالَ: أَيُّ شَيْء أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَالَ: يَرُدُّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي، فَأُبْصِرُ بهِ

(3)

النَّاسَ. قَالَ: فَمَسَحَهُ

(4)

، فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيهِ بَصَرَهُ. قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ، فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا

(5)

. فَأُنْتِجَ هَذَانِ

(6)

، وَوَلَّدَ

(7)

هَذَا، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الإِبِلِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ،

"وَيَذْهَبُ هَذَا عَنِّي" كذا في ذ، وفي نـ:"وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا". "وَادٍ مِنَ الإِبِلِ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَادٍ مِنْ إِبِلٍ". "وَادٍ مِنْ بَقَرٍ" في نـ: "وَادٍ مِنَ الْبَقَرِ".

===

(1)

كرهني.

(2)

أي: الملك.

(3)

من الإبصار.

(4)

أي: مسح على عينه.

(5)

أي: ذات ولد، ويقال: حاملا، "ف" (6/ 552). أي: عرف منه كثرة النتاج، وقيل: أي: حاملا، "مجمع"(5/ 117).

(6)

قوله: (فأنتج هذان وولَّد هذا) كذا روي، وإنما يقال: نُتج، وأما أنتجتْ فمعناه: حملت، أو حان ولادتها. قال النووي: أُنتج لغة في نُتج بمعنى تولّى الولادة. و"ولّد" بالتشديد، والناتج للإبل والمولّد للغنم كالقابلة للنساء، "مجمع"(4/ 672).

(7)

بتشديد اللام أي: فعل في شأن الغنم كما فعل في إبله وبقره، "مجمع"(5/ 117).

ص: 143

وَلهَذَا وَادٍ مِنْ غَنَم. ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيئَتِهِ

(1)

فَقَالَ: رَجُلٌ

(2)

مِسْكِينٌ، تَقطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ

(3)

(4)

فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ

(5)

الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ

(6)

فِي سَفَرِي. فَقَالَ لَهُ إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ، فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ تَعَالَى؟ فَقَالَ:

"وَادٍ مِنْ غَنَمٍ" في ذ: "وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ". "بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي" في سـ، حـ، ذ:"بِهِ الحِبَالُ فِي سَفَرِهِ". "أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ" في هـ: "أَتَبَلَّغُ بِهِ". "فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ" في ذ: "قَالَ لَهُ: إن الحقوق كثيرة".

===

(1)

قوله: (في صورته وهيئته) أي: في الصورة التي كان عليها لمّا اجتمع به ليكون ذلك أبلغ في إقامة الحجة عليه، "فتح"(6/ 502).

(2)

قال ابن التين: قول الملك له: "رجل مسكين" أراد أنك كنت هكذا، وهو من المعاريض، والمراد به ضرب المثل ليتعظ به المخاطب، "ف"(6/ 502).

(3)

وهذا رواية الكشميهني، "ف"(6/ 502).

(4)

قوله: (الحبال) بكسر المهملة بعدها موحّدة خفيفة جمع حبل، أي: الأسباب في طلب الرزق، ولبعض رواة مسلم:"الحيال" بالمهملة والتحتية جمع حيلةٍ، أي: لم يبق لي حيلة. والمراد بهذا الكلام إنشاءُ الاستعطاف لا الاستخبار، "لمعات".

(5)

أي: لا كفاية لي، "لمعات".

(6)

أي: أتوصل به إلى مرادي، "ف"(6/ 502).

ص: 144

لَقَدْ وَرِثْتُ كَابِرًا

(1)

عَنْ كَابِرٍ

(2)

. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصيَّرَكَ اللَّهُ

(3)

إِلَى مَا كُنْتَ. وَأَتَى الأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وَأَتَى

(4)

الأَعْمَى فِي صُورَتهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ السَّبيلِ وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بالَّذِي رَدَّ عَلَيكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي. وَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي، وَفَقِيرًا فَأَغْنَانِي اللَّهُ، فَخُذْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لَا أَحْمَدُكَ

(5)

الْيَوْمَ لِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ. فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ،

"كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ". "وَرَدَّ عَليه" كذا في ذ، وفي نـ:"فَرَدَّ عَلَيهِ". "وَابْنُ السَّبِيلِ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَابْنُ سَبِيلٍ". "بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي" في سـ، حـ، ذ:"بِهِ الحِبَالُ فِي سَفَرِهِ". "وَقَالَ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقَالَ". "فَأَغْنَانِي اللَّهُ" في نـ: "فَقَدْ أَغْنَانِي اللَّهُ". "لَا أَحْمَدُكَ الْيَوْمَ لِشَيْءٍ" كذا في ذ، وفي مه:"لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ".

===

(1)

قوله: (لقد ورثتُ كابرًا عن كابر) أي: كبيرًا عن كبير في العزّ والشرف، "ف"(6/ 502).

(2)

أي: عن آبائي وأجدادي، "لمعات".

(3)

فإن قلت: لِمَ دخل الفاء في الجزاء وهو فعل ماض؟ قلت: هو دعاء، "ك"(14/ 96).

(4)

أي: الملك.

(5)

قوله: (لا أحمدك) كذا في "البخاري" بالمهملة والميم، كذا قال عياض: إن رواة البخاري لم تختلف في ذلك، وليس كما قال، والمعنى:

ص: 145

فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ

(1)

، فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيكَ". [طرفه: 6653، أخرجه: م 2964، تحفة: 13602].

‌52 - بَابُ قَولِ اللَّهِ عز وجل: {أَمْ حَسِبْتَ

(2)

أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ

(3)

وَالرَّقِيمِ} [الكهف: 9]

{وَالرَّقِيمِ} : الْكِتَابُ. المَرْقُومُ: مَكْتُوبٌ مِنَ الرَّقْمِ. {رَبَطْنَا عَلَى

"فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ" في نـ: "فَقَدْ رُضِيَ عَنْكَ وَسُخِطَ"[بلفظ المجهول، "ف" (6/ 503)]. "بَابُ" سقط في نـ. " {الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} " زاد في نـ: "الآية"، وفي أخرى:"الكهف: الفتح في الجبل". "المَرْقُومُ" في نـ: "مَرْقُومٌ".

===

لا أحمدك على ترك شيء تحتاج إليه من مالي، فيكون لفظ الترك محذوفة كما قال الشاعر:

ليس على طول الحياة تندم

أي فوت طول الحياة، وفي رواية كريمة وأكثر روايات مسلم:"لا أجهدك" بالجيم والهاء أي: لا أشقّ عليك في ردّ شيء تطلبه مني أو تأخذه، ويحتمل أن يكون قوله:"لا أُحَمّدك" بمهملة وتشديد الميم أي: لا أطلب منك الحمد، "فتح"(6/ 553).

(1)

اختبرتم.

(2)

قوله: ({أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ}) كذا لأبي ذر عن المستملي والكشميهني وحدهما إلى آخر الترجمة، ولغيره في أوله "باب" ولم يورد في ذلك إِلَّا تفاسير مما وقع في قصة أصحاب الكهف، وسقط كلُّه من رواية النسفي، "ف"(6/ 503).

(3)

قوله: ({الْكَهْفِ}) اختلف في مكان الكهف، والذي تظاهرت به الأخبار أنه في بلاد الروم، "فتح"(6/ 503).

ص: 146

قُلُوبِهِمْ} أَلْهَمْنَاهُمْ

(1)

صبرًا. {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} [القصص: 10]. {شَطَطًا} [الكهف: 14] إِفْرَاطًا

(2)

. {الْوَصِيدُ} : الْفِنَاءُ

(3)

، وَجَمْعُهُ وَصَائِدُ وَوُصُدٌ، وَيُقَالُ: الْوَصِيدُ

(4)

: الْبَابُ. {الْمُؤْصَدَةٌ} [البلد: 20] الْمُطْبَقَةُ، آصَدَ الْبَابَ وَأَوْصَدَ. {بَعَثْنَاهُمْ} أَحْيَينَاهُمْ. {أَزْكَى

(5)

(6)

} [الكهف: 19] أَكْثَرُ رَيْعًا

(7)

. فَضرَبَ اللّهُ عَلَى آذَانِهِمْ: فَنَامُوا. {رَجْمًا {بِالْغَيْبِ

(8)

} [الكهف: 22] لَمْ يَسْتَبِنْ.

===

(1)

هو قول أبي عبيدة، "ف"(6/ 504).

(2)

قوله: {شَطَطًا} : إفراطًا) قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} أي: جَورًا وغلوًّا، قوله:"الْمُؤْصَدَة: الْمُطْبَقَة" قال أبو عبيدة في قوله: {نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} أي: مُطْبَقَة، تقول: أوصدت وآصدت أي: أطبقت عليه، فذكره المصنف استطرادًا، "ف"(6/ 504).

(3)

بالكسر والمد، أي: فناء الكهف، "قس"(7/ 475).

(4)

الوصيد عتبة الباب، "ف"(6/ 504).

(5)

قال تعالى: {أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} [الكهف: 19].

(6)

قوله: ({أَزْكَى}: أكثر رَيْعًا) أي: نماءً وزيادةً. قوله: "فضرب اللّه" أي: قال تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} أي: ضربنا عليها حجابًا من أن تسمع، يعني أنامَهم إنامة لا تُنَبِّهُهم الأصوات، كذا في "الكرماني"(14/ 97).

(7)

أي: أكثر طعاما.

(8)

قوله: ({رَجْمًا بِالْغَيْبِ}: لم يستَبِنْ) قال أبو عبيدة في قوله: {رَجْمًا بِالْغَيْبِ} قال: الرجم ما لم يستيقنه من الظنّ، "فتح الباري"(6/ 504).

ص: 147

وَقَالَ مُجَاهِد

(1)

: {تَقْرِضُهُمْ} [الكهف: 22] تَتْرُكُهُمْ

(2)

.

‌53 - بابُ حَدِيثُ الْغَارِ

(3)

3465 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ

(5)

، عَنْ عُبَيدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ

(6)

، عَنْ نَافِعٍ

(7)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبلَكُمْ

(8)

يَمْشُونَ،

"وَقَالَ مُجَاهِدٌ" في عسـ: "فَقَالَ مُجَاهِدٌ". "بَابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ" في نـ: "أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ".

===

(1)

ابن جبر.

(2)

هو تفسير قوله تعالى: {تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف: 17].

(3)

قوله: (حديث الغار) عقب المصنف قصة أصحاب الكهف بحديث الغارِ إشارة إلى ما ورد أنه قد قيل: إن الرقيم المذكور في قوله تعالى: {أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} هو الغار الذي أصاب فيه الثلاثة ما أصابهم، وذلك فيما أخرجه البزار والطبرانِي بإسناد صحيح حسن

(1)

عن النعمان بن بشير: "أنه سمع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يذكر الرقيمَ قال: انطلق ثلاثة فكانوا في كهف، فوقع الجبل على باب الكهف فأوصد عليهم" فذكر الحديث، "فتح الباري"(6/ 506).

(4)

"إسماعيل بن خليل" الخزاز بمعجمات أبو عبد اللّه الكوفي.

(5)

"علي بن مسهر" القرشي الكوفي قاضي موصل.

(6)

"عبيد اللّه بن عمر" هو العمري.

(7)

"نافع" مولى ابن عمر.

(8)

قوله: (ثلاثة نفر ممن كان قبلكم) قال الشيخ ابن حجر رحمه الله:

(1)

كذا في الأصل، وفي "ف" و "ع":"بإسناد حسن"، وليس عندهما لفظ "صحيح".

ص: 148

إِذْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ، فَانْطَبَقَ

(1)

عَلَيهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض: إِنَّهُ وَاللَّهِ يَا هَؤُلَاءِ لَا يُنجِّيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ، فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُل مِنْكُمْ

(2)

بمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ

(3)

: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ

(4)

أنَّهُ كَانَ لِي أَجِيرٌ عَمِلَ لِي عَلَى فَرَقٍ

(5)

مِنْ أُرُزٍّ

(6)

، فَذَهَبَ

"فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ" في نـ: "فَقَالَ أَحَدُهُمْ". "مِنْ أُرُزٍّ" في نـ: "مِنْ أُرْزٍ".

===

لم أقف على اسم أحد منهم. وفي حديث عقبة بن عامر عند الطَّبراني في "الدعاء": "إن ثلاثة نفر من بني إسرائيل" انتهى كلامه في شرحه "فتح الباري"(6/ 506).

(1)

أي: باب الغار، "ك"(14/ 97).

(2)

قوله: (فليَدْع كل رجل منكم

) إلخ، وفي رواية موسى بن عقبة:"انظروا أعمالًا عملتموها صالحةً لله" وفي رواية الكشميهني "خالصة ادعوا اللّه بها"، "ف"(6/ 507).

(3)

لغير أبي ذر والنسفي وأبي الوقت، أي: وللباقين: "فقال واحد منهم"، كذا في "الفتح"(6/ 507).

(4)

قوله: (اللهم إن كنت تعلم) فيه إشكال؛ لأن المؤمن يعلم قطعًا أن اللّه يعلم ذلك. وأجيب بأنه تردّد في عمله ذلك هل له اعتبار عند اللّه؟ فكأنه قال: إن كان عملي ذلك مقبولًا فأجب دعائي، "توشيح"(5/ 2236)، "فتح"(6/ 507).

(5)

قوله: (على فرق) بفتح الفاء والراء بعدها قاف، وقد تسكن، وهو مكيال يسع ثلاثة آصع، "فتح "(6/ 507)، "ع"(11/ 220).

(6)

قوله: (من أرز) بفتح الهمزة وضم الراء وتشديد الزاي، وهو [حبّ] معروف، وفيه ست لغات، كذا في "العيني"(11/ 220 و 9/ 28).

ص: 149

وَتَرَكَهُ، وَأَنِّي كُنْتُ عَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنِّي اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا، وَأَنَّهُ أَتَانِى يَطْلُبُ أَجْرَهُ فَقُلْتُ: اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَسُقْهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّمَا لِي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِنْ أَرُزٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَإِنَّهَا مِنْ ذَلِكَ الْفَرَقِ، فَسَاقَهَا

(1)

، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاخَتْ

(2)

(3)

عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ.

"وَأَنِّي كُنْتُ عَمَدْتُ" في نـ: "وَأَنِّي عَمَدْتُ". "أَنِّي اشْتَرَيْتُ" في هـ، ذ:"أَنِ اشْتَرَيْتُ".

===

وفي "الصراح": "أرز"، بضمتين وفتح الأول وتشديد الآخر، أُرُز بضمتين وسكونٍ، رُزّ بالضم بلا همز ورُنْز بالنون الساكنة، وهي ست لغات: برنج، انتهى. ومرَّ -أي:[برقم: 2215] في "البيوع"- أنه فَرَقُ ذُرَةٍ، وتقدم هناك بيان الجمع بين الروايتين، ويحتمل أنه استأجر أكثر من واحد فكان بعضهم بفرق ذرة، وبعضهم بفرق أرز، ويؤيّد ذلك ما وقع في رواية سالم: "استأجرت أُجرَاء

(1)

" فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب"، كذا في "فتح الباري"(6/ 507)، ومرَّ الحديث [برقم: 2272].

(1)

قال الكرماني (14/ 98): هذا لم يكن في الذمة بل كان تبرعا منهم له، ومرَّ بحثه [برقم: 2272].

(2)

بالخاء المعجمة أي: انشقت، "ف"(6/ 508)، "تو"(5/ 2237).

(3)

قولى: (فانساخَتْ)(5) قال الخطابي: روي بالمهملة وبالخاء المعجمة، وإنما هي بإهمالها، وأصله انصاخَتْ أي انشقَّتْ، انتهى.

(1)

في الأصل: استأجرت اجيرًا.

ص: 150

فَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيخَانِ كَبِيرَانِ، وَكُنْتُ آتِيهِمَا كُلَّ لَيْلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِي، فَأَبْطَأْتُ

(1)

عَنْهُمَا لَيْلَةً فَجِئْتُ وَقَدْ رَقَدَا وَأَهْلِي وَعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ

(2)

مِنَ الْجُوعِ

(3)

، وَكُنْتُ لَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا، فَيَشتَكِنَّا

(4)

(5)

لِشَرْبَتِهِمَا

(6)

، فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ،

"تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي" كذا في صـ، وفي نـ:"تَعْلَمُ كَانَ لِي". "وَكُنْتُ آتِيهِمَا" في قتـ، ذ:"فَكُنْتُ آتِيهِمَا"، قلت: وفي "قس" عكسه. "فَأَبْطَأتُ عَنْهُمَا" كذا في ذ، وفي نـ:"فَأَبْطَأْتُ عَلَيهِمَا". "وَكُنْتُ لَا أَسْقِيهِمْ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَكُنْتُ لَا أَسْقِيهِمْ".

===

قاله الكرماني (14/ 98). قال صاحب "الفتح"(6/ 508): الرواية بالخاء المعجمة صحيحة وهي بمعنى انشقَّتْ، وإن كان أصله بالصاد فالصاد قد تقلب سينًا، ولا سيما مع الخاء المعجمة كالصخر والسخر، انتهى.

(1)

أي: تأخرت.

(2)

من الضغاء بالمد الصياح ببكاء. أي: يتصايحون، وقيل: يستغيثون من الجوع، "ك"(14/ 98)، "خ".

(3)

أي: بسبب الجوع، "ف"(6/ 509).

(4)

أي: يضعفا، "ف"(6/ 509).

(5)

قوله: (فَيَشتَكِنا لشَربتهما) أي: يضعفا لشربتهما التي فاتت عنهما، قاله الكرماني (14/ 98). قال في "الفتح" (6/ 509): و"يستكنّا" من الاستكانة. وقوله: "لشربتهما" أي: لعدم شربتهما فيصيران ضعيفين مسكينين، والمسكين الذي لا شيء له.

(6)

لأنه عشاؤهما وترك العشاء يهرم، "ف"(6/ 509).

ص: 151

فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عَنْهُم الصَّخْرَةُ، حَتَّى نَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ. فَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِي بنتُ عَمٍّ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا

(1)

عَنْ نَفْسِهَا

(2)

فَأَبَتْ إِلَّا أَنْ آتِيَهَا بمِائَةِ دِينَارٍ

(3)

، فَطَلَبتُهَا حَتَّى قَدَرْتُ، فَأَتَيتُهَا بِهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا، فَأَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَينَ رِجْلَيهَا قَالَتْ: اتَّق اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ

(4)

الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ

(5)

. فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ الْمِائَةَ الدِّينَارِ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ

"كَانَتْ لِي" كذا في ذ، وفي نـ:"كَانَ لِي". "بنتُ عَمٍّ" في نـ: "ابنةُ عَمٍّ". "الْمِائَةَ الدِّينَارِ" كذا في ذ، وفي نـ:"الْمِائَةَ دِينَارٍ".

===

(1)

أي: طلبت منها. من راد يرود إذا جاء وذهب لطلب شيء، "بيض"(1/ 480).

(2)

أي: بسبب نفسها، أو من جهة نفسها، "ف"(6/ 509).

(3)

قوله: (بمائة دينار) وفي رواية سالم: "فأعطيتها عشرين ومائة دينار"، ويُحْمَل على أنها طلبت منه المائة وزادها هو من قِبَل نفسه عشرين، أو ألغى غير سالم الكسر، "ف"(6/ 509).

(4)

قوله: (ولا تَفُضّ) بالفاء والمعجمة أي: لا تكسر. والخاتم كناية عن عذرتها، وكأنها كانت بِكرًا وكَنَّتْ عن الفضاض بالكسر وعن الفرج بالخاتم؛ لأن في حديث النعمان ما يدل على أنها لم تكن بِكرًا، ووقع في رواية أبي ضمرة:"ولا تفتح الخاتم" والألف واللام بدل من الضمير أي: خاتمي، "فتح الباري"(6/ 509)، ومرَّ الحديث مرارًا.

(5)

أرادت به الحلال، أي: لا أحل لك أن تقربني إِلَّا بتزويج صحيح، "ف"(6/ 509).

ص: 152

خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا". [راجع: 2215، أخرجه: م 2743، تحفة: 8066].

‌54 - بَابٌ

3466 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ

(3)

، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ

(4)

حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "بَينَمَا امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنَهَا إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ وَهِيَ تُرْضِعُهُ، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتِ ابْنِي حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ هَذَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فِي الثَّدْيِ، وَمُرَّ بِامْرَأَةٍ

(5)

تُجَرَّرُ ويُلْعَبُ بِهَا فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَقَالَ: أَمَّا الرَّاكِبُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهَا: تَزْنِي

(6)

، وَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ، وَيَقُولُونَ لَهَا: تَسْرِقُ. وَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ". [راجع: 1206، تحفة: 13775].

"بَيْنَمَا امْرَأَةٌ" في نـ: "بَيْنَا امْرَأَةٌ". "وَهِيَ تُرْضِعُهُ" في نـ: "وَهِيَ تُرْضِعُ ابنها".

===

(1)

أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(2)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة.

(3)

"أبو الزناد" عبد اللّه بن ذكوان.

(4)

هو الأعرج، "ف"(6/ 516).

(5)

قوله: (مُرَّ بامرأة) بلفظ المجهول. وقوله: "تُجَرَّرُ" بالرائين، وفي بعضها بالراء، كذا في "الكرماني"(14/ 99)، ومرَّ الحديث [برقم: 3436] في قصة عيسى عليه السلام.

(6)

ومرَّ في قصة عيسى: "يقولون: سرقت وزنيت، ولم تفعل".

ص: 153

3467 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ

(1)

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ

(4)

، عَنْ أَيُّوبَ

(5)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ

(6)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ

(7)

(8)

بِرَكِيَّةٍ

(9)

كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ

(10)

مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ،

===

(1)

" سعيد بن تليد" هو ابن عيسى بن تليد المصري.

(2)

بفتح الفوقية وكسر اللام وبالمهملة، "ك"(14/ 99).

(3)

"ابن وهب" عبد اللّه المصري.

(4)

"جرير بن حازم" ابن زيد بن عبد اللّه المصري.

(5)

"أيوب" هو ابن أبي تميمة السختياني.

(6)

الأنصاري المُعَبِّر، "ك".

(7)

أي: يطوف، "ك"(14/ 100).

(8)

قوله: (يُطيف) بضم أوله من أطاف، يقال: أطفت بالشيء إذا أَدَمْت المرورَ حوله. قوله: "برَكيَّةٍ" بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد التحتية: البئر مطويّة وغير مطويّة، وغير المطويّة يقال لها: جُبّ وقليب، ولا يقال لها بئر حتى تُطوى. وقيل: الرَّكِيّ: البئر قبل أن تطوى، فإذا طويت فهي الْمَطْويّ. قوله:"بَغِيّ" بفتح الموحدة وكسر المعجمة هي الزانية، ويطلق على الأمة أيضًا. قوله:"موقها" بضم الميم وسكون الواو بعدها قاف هو الخُفّ، وقيل: ما يُلْبَس فوق الخُفّ. قوله: "فغفر لها" زاد الكشميهني: "به" وقد تقدّم "في كتاب الشرب"[برقم: 2363] وفي "الطهارة"[برقم: 173] أن الذي سقى الكلب رجل، وأنه سقاه في خُفّه، ويحتمل تعدُّد القصة، "فتح"(6/ 516).

(9)

بفتح الراء: البئر، "ك"(14/ 100).

(10)

البغي: الزانية، والجمع البغايا، "ك"(14/ 100).

ص: 154

فَنَزَعَتْ مُوقَهَا

(1)

فَسَقَتْهُ، فَغُفِرَ لَهَا بِهِ". [راجع: 3321، أخرجه: م 2245، تحفة: 14413].

3468 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ

(2)

، عَنْ مَالِكٍ

(3)

، عَنِ ابْنِ شِهَاب

(4)

، عَنْ حُمَيدِ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ

(5)

أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانً

(6)

عَامَ حَجَّ

(7)

عَلَى الْمِنْبَرِ، فَتَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ

(8)

، وَكَانَتْ فِي يَدِ حَرَسِيٍّ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ

(9)

؟

"فَغُفِرَ لَهَا بِهِ" كذا في هـ، وفي نـ:"فَغُفِرَ لَهَا". "وَكَانَتْ" سقطت الواو في نـ. "فِي يَدِ حَرَسِيٍّ" كذا في ذ، وفي نـ:"فِي يَدَيْ حَرَسِيٍّ".

===

(1)

أي: خفها.

(2)

"عبد اللّه بن مسلمة" القعنبي.

(3)

"مالك" الإمام المدني.

(4)

"ابن شهاب" محمد بن مسلم الزُّهري.

(5)

"حميد بن عبد الرحمن" ابن عوف الزُّهري.

(6)

"معاوية" ابن أبي سفيان بن حرب الأموي.

(7)

وكان ذلك سنة إحدى وخمسين في آخر حجة حجها في خلافته، "ك"[انظر "عمدة القاري" (11/ 223)].

(8)

قوله: (قُصّة من شَعْر) بضم القاف وشدة المهملة: شعر الناصية، وهاهنا المراد منه قطعة. من قصصت الشعر أي: قطعته. والحرس هم الذين يحرسون السلطان، والواحد حرسيّ؛ لأنه قد صار اسم جنس فنسب إليه، "ك"(14/ 100)، "خ".

(9)

قوله: (أين علماؤكم) هذا السؤال للإنكار عليهم بإهمالهم مثلَ هذا المنكر وغفلتهم عن تغييره، كذا في "المجمع" (4/ 362). قال في "الفتح" (6/ 516): فيه إشارة إلى أن العلماء إذ ذاك فيهم كانوا قد قلّوا، وهو كذلك؛

ص: 155

سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ينْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ

(1)

، وَيَقُولُ: "إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ

(2)

حِينَ اتَّخَذَ هذهِ نِسَاؤُهُمْ". [أطرافه: 3488، 5932، 5938، أخرجه: م 2127، د 4167، ت 2781، س 5245، تحفة: 11407].

3469 -

حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(5)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ

(6)

مِنَ الأُمَمِ

"اتَّخَذَ هذهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"اتَّخَذَهَا". "إنَّهُ قَدْ كَانَ" في نـ: "إنه كان".

===

لأن غالب الصحابة كانوا يومئذ قد ماتُوا، وكأنه رأى جُهّال عوامهم صنعوا ذلك، فأراد أن يُذَكر علماءهم ويُؤَنِّبَهُم بما تركوه من إنكار ذلك، ويحتمل أن يكون ترك من بقي من الصحابة ومن أكابر التابعين [إذ ذاك الإنكارَ] إما لاعتقاد عدم التحريم ممن بلغه الخبر فحمله على كراهة التنزيه، أو كان يخشى من سطوة الأمراء في ذلك الزمان على من يستبدّ بالإنكار لئلا ينسب إلى الاعتراض على أولي الأمر، أو كانوا ممن لم يبلغهم الخبر أصلًا، انتهى.

(1)

أي: القصة، والغرض النهي عن تزيين الشعر بمثلها والوصل به، كذا في "المجمع"(4/ 287)، وسيأتي بيانه [برقم: 3488] في آخر الباب.

(2)

قوله: (إنما هلكت بنو إسرائيل .. ) إلخ، فيه إشعار بأن ذلك كان حرامًا عليهم، فلما فعلوه كان سببًا لهلاكهم، مع ما انضمّ إلى ذلك من ارتكابهم ما ارتكبوا من المناهي، "فتح"(6/ 516).

(3)

"عبد العزيز بن عبد اللّه" الأويسي.

(4)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(5)

"أبي سلمة" ابن عبد الرحمن بن عوف.

(6)

سيأتي في مناقب عمر أنهم من بني إسرائيل، "ف"(6/ 516).

ص: 156

مُحَدَّثُونَ

(1)

، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذه مِنْهُمْ، فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب". [طرفه: 3689، أخرجه: س في الكبرى 8120، تحفة: 14954].

3470 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ

(3)

، عَنْ شُعْبَةَ

(4)

، عَنْ قَتَادَةَ

(5)

، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ

(6)

، عَنْ أَبِي سَعِيدِ الخُدريِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ

(7)

قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ،

"الخُدريِّ" ثبت في ذ.

===

(1)

قوله: (مُحَدَّثون) بفتح الدال المهملة المشدّدة، قال الخطابي: المحدّث الْمُلْهَمُ يلقى الشيء في روعه فكأنه قد حُدّث به، يظُنّ فيصيب ولخطر الشيء بباله فيكون، وهذه منزلة جليلة من منازل الأولياء، وقال بعضهم: هو من يجري الصواب على لسانه، وقيل: من تكلَّمَتْه الملائكة، "ك"(14/ 101)، "خ".

(2)

"محمد بن بشار" أبو بكر بندار العبدي البصري.

(3)

"محمد بن أبي عدي" هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري.

(4)

"شعبة" ابن الحجاج بن الورد العتكي.

(5)

"قتادة" ابن دعامة بن قتادة السدوسي.

(6)

"أبي الصديق" بكسر الصاد وشدة الدال المهملتين، هو بكر بن قيس - أو بكر بن عمرو - الناجي بالنون والجيم والتحتية المشددة، قال القسطلاني (7/ 483): وفي الفرع بسكون التحتية. وليس له في "البخاري" سوى هذا الحديث، "ف"(6/ 517).

(7)

لم أقف على اسمه، "ف"(6/ 517).

ص: 157

فَأَتَى رَاهِبًا (1) فَسَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ تَوْبَه" (2)؟ قَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ (3)، فَنَاءَ (4) بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ (5) مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ،

" فَقَالَ لَهُ: هَلْ تَوبَةٌ" في نـ: "فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ"، وفي أخرى:"فَقَالَ لَهُ: تَوْبَة".

(1)

قوله: (راهبًا) هو واحد رهبان النصارى وهو الخائف والمتعبّد، كذا في "الكرماني" (14/ 101). قال صاحب "الفتح" (6/ 517): فيه إشعار بأن ذلك كان بعد رفع عيسى عليه السلام؛ لأن الرهبانية إنما ابتدعها أتباعه كما نصّ عليه القرآن.

(2)

قوله: (هل من توبة؟) أي: هل تُقْبَل توبته. قال الطيبي (5/ 96): في الحديث إشكال؛ لأنا إن قلنا: لا، فقد خالفنا نصوصًا، وإن قلنا: نعم، فقد خالفنا أيضًا أصل الشرع، فإن حقوق بني آدم لا تسقط بالتوبة، بل توبتها أداؤها إلى مستحقّيها، أو الاستحلال منها. فالجواب: أن اللّه تعالى إذا رضي منه وقبل توبته يرضي خصمه، انتهى.

(3)

قوله: (فأدركه الموت) الفاء فيه فصيحة، أي: أدركه أمارات الموت، كذا في "الكرماني"(14/ 101).

(4)

قوله: (فناء) بنون ومدّ وبعد الألف همزة أي: مال "بصدره نحوها" أي: نحو القرية التي تَوَجَّه إليها للتوبة، وحكي فنأى بغير مدّ قبل الهمزة وبإشباعها بوزن سَعَى، أي: بَعُد بصدره عن الأرض التي خرج منها، "قسطلاني" (7/ 483). [في "اللامع" (8/ 109): فيه دلالة على شدة اعتناء الرجل بأمره ونصوح توبته].

(5)

قوله: (فاختصمتْ فيه) وفي رواية هشام: "فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلًا بقلبه إلى اللّه، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قطّ،

ص: 158

فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقْرَبِي

(1)

، وَأَوْحَى إِلَى هَذِهِ

(2)

أَنْ تَبَاعَدِي

(3)

، وَقَالَ

(4)

: قِيسُوا

(5)

مَا بَينَهُمَا، فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبُ بِشِبرٍ، فَغُفِرَ لَهُ"

(6)

. [أخرجه: م 2766، ف 2622، تحفة: 3973].

3471 -

حَدَّثَنَا عَلِي بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(8)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ

(9)

، عَنِ الأَعْرَجِ

(10)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ:

"فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ" في ذ: "فَوُجِدَ لهُ إِلَى هَذِهِ". "ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ" زاد في نـ: "بوجهه".

===

فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم، فقال: قِيسُوا ما بين الأرضَيْن فأيّهما كان أدنى فهو لها، "فتح"(6/ 517).

(1)

أي: إلى الميت.

(2)

أي: القرية المتوجهة منها.

(3)

أي: عن الميت

(4)

أي: الله تعالى.

(5)

اندازه كنيد. [بالفارسية].

(6)

فيه كمال مبالغة في سعة رحمة اللّه وعدم اليأس منها، "لمعات". [قال الحافظ في "الفتح" (6/ 517): وفي الحديث مشروعية التوبة من جميع الكبائر حتى من قتل الأنفس، ويحمل على أن اللّه تعالى إذا قبل التوبة لقاتلٍ تكفَّل برضا خصمه].

(7)

"علي بن عبد اللّه" المديني.

(8)

"سفيان" هو ابن عيينة.

(9)

"أبو الزناد" عبد الله بن ذكوان.

(10)

"الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز.

ص: 159

"بَيْنَمَا رَجُل يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا

(1)

، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ"

(2)

. فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ! قَالَ: "فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ -وَمَا هُمَا ثَمَّ

(3)

-، وَبَينَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا

(4)

الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا

(5)

مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ: هَذَا اسْتَنْقَذَهَا مِنِّي، فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبعِ

(6)

يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي؟! ". فَقَالَ النَّاسُ: سُبحَانَ اللَّهِ

"بَيْنَمَا رَجُلٌ" في نـ: "بَيْنَا رَجُلٌ". "فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ" في نـ: "فَذَهَبَ مِنْهُ بِشَاةٍ". "هَذَا اسْتَنْقَذَهَا" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا"، ولفظ "هذا" في نـ بدله "قد".

===

(1)

أي: للركوب، "ع".

(2)

فيه إشارة إلى معظم ما خلقت له، ولم ترد الحصر؛ لأنه غير مراد اتفاقًا، لأنه من جملة ما خلقت له أنها تذبح وتؤكل بالاتفاق، "ف"(6/ 518).

(3)

قوله: (وما هما ثَمَّ) بفتح المثلّثة أي: ليسا حاضِرَيْن، وهو من كلام الراوي، وهو محمول على أنه كان أخبرهما بذلك فصدّقاه، أو أطلق ذلك لِمَا اطلع عليه من أنهما يُصَدِّقان بذلك إذا سمعاه ولا يتردّدان، "فتح"(6/ 518).

(4)

بالعين المهملة، من العدوان، "ف"(6/ 518).

(5)

بإبهام الفاعل، "ف"(6/ 518).

(6)

قوله: (يوم السبع) بضم الباء وإسكانها، قال القاضي: الرواية بالضمّ، وأما بالسكون فمنهم من جعلها اسمًا لَلموضع الذي عنده المحشر أي: من لها يوم القيامة؟ وقد أُنكر عليه إذ يوم القيامة لا يكون الذئب راعيها ولا له تعلّق بها، ومنهم من قال: إنه مِن سَبَعْت الرجل إذا ذعرته أي:

ص: 160

ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ! قَالَ: "فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ" وَمَا هُمَا ثَمَّ. [راجع: 2324، أخرجه: م 2388، س في الكبرى 8111، تحفة: 14972].

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ

(1)

، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينةَ

(2)

، عَنْ مِسْعَرٍ

(3)

، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

(4)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. [تحفة: 14951].

3472 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ

(5)

قَالَ: حَدَّثنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(6)

،

"حَدَّثَنَا عَلِيٌّ" في نـ: "وَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ". "مِثْلَهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"بِمِثْلِهِ".

===

من لها يوم الفزع؟ أو من أسبعته إذا أهملته أي: من لها يوم الإهمال؟ وقيل: يوم السبع عيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون فيه بلعبهم فيأكل الذئب غنمهم. قال الداودي: هو بالضم، ومعناه: يوم يطردك عنها السبع وبقيت أنا فيها لا راعي لها غيري لفرارك منه. قال النووي: معناه: من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملًا لا راعي لها نهبة للسباع فبقي لها السبع راعيًا أي: منفردًا بها. "ك"(10/ 151)، ومرَّ الحديث [برقم: 2324] في "كتاب الحرث".

(1)

"علي" ابن عبد اللّه المديني.

(2)

"سفيان" هو ابن عيينة. حاصله أن لسفيان فيه إسنادين، "ف"(6/ 518).

(3)

"مسعر" كمنبر هو ابن كدام.

(4)

"سعد بن إبراهيم" ابن عبد الرحمن بن عوف.

(5)

"إسحاق بن نصر" هو ابن إبراهيم بن نصر السعدي المروزي.

(6)

"عبد الرزاق" ابن همام الصنعاني.

ص: 161

عَنْ مَعْمَرٍ

(1)

، عَنْ هَمَّامٍ بنِ مُنَبَّهٍ

(2)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ

(3)

عَقَارًا

(4)

لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً

(5)

فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعِ الذَّهَبَ. وَقَالَ الَّذِي لَهُ الأَرْضُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ

(6)

، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ، وَقَالَ الآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ

(7)

، قَالَ أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ

(8)

، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا". [أخرجه: م 1721، تحفة: 14715].

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ النَّبِيُّ".

===

(1)

" معمر" هو ابن راشد الأزدي البصري.

(2)

"همام بن منبه" ابن كامل الصنعاني.

(3)

لم يسميا، "قس"(7/ 485).

(4)

بفتح العين: الأرض والضياع والنخل، "عيني"(11/ 227)، "خ".

(5)

إناء معروف يقال لها بالفارسية: سبوي.

(6)

قيل: هو داود عليه السلام.

(7)

أي: بنت مراهقة، "ك"(14/ 103).

(8)

قوله: (أنكحوا الغلامَ الجاريةَ

) إلخ، هكذا وقع بصيغة الجمع في الإنكاح والإنفاق، وبصيغة التثنية في النفس والتصدق، وكأن السرّ في ذلك أن النكاح لا بد فيه من الشاهدين، وكذلك الإنفاق قد يحتاج فيه إلى المعين كالوكيل، وأما تثنية النفس فللإشارة إلى اختصاص الزوجين بذلك، وأما تثنية التصدق فللإشارة إلى أن يباشراها بغير واسطة لما في ذلك من الفضل، "فتح الباري"(6/ 519 - 520).

ص: 162

3473 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ

(2)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ

(3)

وَعَنْ أَبِي النَّضْرِ

(4)

مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ

(5)

، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَسْأَلُ أُسَامَةَ بْنَ زيدٍ

(6)

: مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الطَّاعُونِ

(7)

(8)

؟ فَقَالَ أُسَامَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الطَّاعُونُ رِجْسٌ

(9)

أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا

(10)

عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُم فِيهَا

"وَأَنْتُمْ فِيهَا" في نـ: "وَأَنْتُمْ بِهَا".

===

(1)

" عبد العزيز بن عبد الله" الأويسي.

(2)

"مالك" هو ابن أنس الأصبحي.

(3)

"محمد بن المنكدر" ابن عبد الله الهدير.

(4)

"أبي النضر" سالم بن أبي أمية.

(5)

التيمي المدني، "قس"(7/ 487).

(6)

ابن حارثة، "قس"(7/ 487).

(7)

الوباء، "ق" (ص: 1118).

(8)

قوله: (في الطاعون) هو الموت الكثير، وقيل: هو بثر وورم مؤلم جدًّا يخرج مع لُهَيْبٍ ويسودّ ما حوله أو يَخضر، ويحصل معه خفقان والقيء، ويخرج في المراق والآباط غالبًا، "ك"(14/ 103)، "خ".

(9)

قوله: (رجس) كذا وقع هنا رجس بالسين المهملة بدل الزاي، ووجّهه القاضي بأن الرجس يقع على العقوبة أيضًا، وقد قال الفارابي والجوهري: الرجس: العذاب، "فتح الباري"(6/ 520).

(10)

من سمع يسمع.

ص: 163

فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ"

(1)

. قَالَ أَبُو النَّضْرِ: لَا يُخْرِجُكُمْ إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ. [طرفاه: 5728، 6974، أخرجه: م 2218، ت 1065، س في الكبرى 7524، تحفة: 92].

3474 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ

(4)

،

===

(1)

قوله: (فلا تخرجوا فرارًا منه. قال أبو النضر: لا يُخرجكم إِلَّا فرارًا منه) يريد أن الأولى رواية محمد بن المنكدر، والثانية رواية أبي النضر، فأما رواية ابن المنكدر فلا إشكال فيها، وأما رواية أبي النضر فروايته بالنصب كالذي هنا مشكلة، ورواها جماعة بالرفع، ولا إشكال فيها، كذا في "الفتح" (6/ 520). قال الكرماني (14/ 104): فإن قلت: ما وجه الجمع بين "لا تَخرجوا فرارًا" وبين "لا يُخرجكم إِلَّا فرارًا" إذ ظاهرهما متناقض؟ قلت: غرضه أن أبا النضر فسّر قوله: "لا تخرجوا" بأن المراد منه الحصر، يعني أن الخروج المنهيّ هو الذي يكون لمجرد الفرار لا لغرض آخر، فهو تفسير للمعلّل المنهيّ لا للنهي. قال النووي: روي "لا يُخرجكم إِلَّا فرار" بالرفع والنصب وكلاهما مشكل، لأن ظاهره المنع من الخروج بكل سبب إِلَّا للفرار، وهو ضدّ المراد. قال بعضهم: لفظة "إِلَّا" هذا غلط في الراوي، وصوابه حذفها، كما هو المعروف في الروايات، ووَجَّه طائفة النصبَ فقالوا: هو حال، وكلمة "إِلَّا" للإيجاب لا للاستثناء، وتقديره: لا تخرجوا إذا لم يكن خروجكم إِلَّا فرارًا منه. وفيه التسليم لقضاء الله ومنع القدوم على بلد الطاعون ومنع الخروج منه فرارًا من ذلك، وأما الخروج لعارض فلا بأس به، انتهى.

(2)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي المنقري.

(3)

"داود بن أبي الفرات" عمرو الكندي.

(4)

"عبد اللّه بن بريدة" ابن الحصيب قاضي مرو.

ص: 164

عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ

(1)

، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي: "أنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَأَنَّ اللَّهَ سُبحَانَهُ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ

(2)

يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا

(3)

، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ". [طرفاه: 5734، 6619، أخرجه: س في الكبرى 7527، تحفة: 17685].

3475 -

حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا لَيثٌ

(5)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(6)

، عَنْ عُرْوَةَ

(7)

، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ

(8)

شَأْنُ

"وَأَنَّ اللَّهَ سُبحَانَهُ جَعَلَهُ" في نـ: "وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ". "ابْنُ سَعِيدٍ" سقط في نـ.

===

(1)

" يحيى بن يعمر" بفتح الميم، قاضي مرو التابعي.

(2)

قوله: (من أحد)"من" زائدة، و"إلّا كان" استثناء منه. وفي الحديث بيان عناية اللّه بهذه الأمة المكرمة حيث جعل ما أَعَدَّ عذابًا لغيرهم رحمةً لهم، "ك"(14/ 104 - 105)، "خ".

(3)

أي: طالبا للأجر.

(4)

"قتيبة بن سعيد" البلخي أبو رجاء الثقفي.

(5)

"الليث" هو ابن سعد الإمام المصري.

(6)

"ابن شهاب" محمد بن مسلم الزُّهري.

(7)

"عروة" ابن الزُّبَير بن العوام.

(8)

قوله: (أَهَمَّهم) أي: أَقْلَقَهم وأَحْزَنَهم، و"المرأة المخزوميّة" هي فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد بنت أخي أبي سلمة. إنما ضَرَب المثلَ بفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم لأنها كانت أعزَّ أهله [عليه]، ثم لأنها كانت سَمِيَّةً [لها]، كذا في "الطيبي"(7/ 150).

ص: 165

الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ

(1)

عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زيدٍ، حِبُّ

(2)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَشْفَعُ

(3)

فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟! ". ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا أهْلَكَ

(4)

(5)

الَّذِينَ قَبلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّريفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيهِ الْحَدَّ، وَايْمُ

(6)

اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا". [راجع: 2648، أخرجه: م 1688، د 4373، ت 1430، س 4899، ق 2547، تحفة: 16578].

"فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ" كذا في هـ، ذ، وفي سـ، حـ، ذ:"فَقَالَ: مَنْ يُكَلّمُ"، وفي نـ:"فَقَالَ: وَمَنْ يُكَلِّمُ". "فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدِ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَاطِمَةَ ابنةَ مُحَمَّدِ".

===

(1)

أي: يتجاسر عليه بطريق الإذلال، "ك"(14/ 105)، "خ".

(2)

بكسر الحاء أي: محبوبه، "لمعات".

(3)

قوله: (أَتَشْفَعُ

) إلخ، قال الطيبي (7/ 151): قد أجمعوا على تحريم الشفاعة في الحدّ بعد بلوغه إلى الإمام لهذا الحديث، وعلى أنه يحرم التشفيع، فأما قبل البلوغ فاجاز أكثر العلماء إذا لم يكن المشفوع فيه صاحب شَرٍّ، انتهى.

(4)

وفي بعض طرقه: "أن بني إسرائيل كانوا"، وهو المطابق للترجمة، "ف"(6/ 520).

(5)

بلفظ المعلوم من الإهلاك، وقوله:"أنهم" فاعله، أو بلفظ المجهول وحرف الجر مقدر قبل أن، "لمعات".

(6)

لفظ قسم ذو لغات، وهمزتها وصل، وقد تقطع بفتح ذلك، "مجمع"(1/ 137).

ص: 166

3476 -

حَدَّثَنَا آدَمُ

(1)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(2)

، ثَنَا عَبدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ

(4)

بْنَ سَبرَةَ الْهِلَالِيَّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ

(5)

قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً، وَسَمِعْتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَقْرأُ خِلَافَهَا فَجِئْتُ بِهِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ وَقَالَ: "كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ، وَلَا تَخْتَلِفُوا

(6)

، فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا". [راجع: 2410].

3477 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ

(8)

قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ

(9)

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ

(10)

: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى

"رَجُلًا قَرَأَ آيَةً" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"لرَجُلًا قَرَأَ". "وَلَا تَخْتَلِفُوا" في نـ: "فَلَا تَخْتَلِفُوا".

===

(1)

" آدم" ابن أبي إياس العسقلاني.

(2)

"شعبة" ابن الحجاج العتكي.

(3)

"عبد الملك بن ميسرة" الهلالي الكوفي.

(4)

بفتح النون وشدة الزاي آخره لام.

(5)

"ابن مسعود" عبد الله الهذلي.

(6)

قوله: (ولا تختلفوا) حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختلاف يؤدّي إلى الكفر والبدعة، مثلًا: الاختلاف في نفس القرآن، وفيما جاءت قراءته على وجهين مثلًا، وفيما يوقع في الفتنة أو الشبهة، وأما الاختلاف في فروع الدين ومناظرات الفقهاء لاظهار الحق فهو مأمور به، "ك"(14/ 105 - 106)، "خ".

(7)

"عمر بن حفص" ابن غياث بن طلق النخعي الكوفي.

(8)

"الأعمش" سليمان بن مهران الكوفي.

(9)

أبو وائل، "ف"(6/ 521).

(10)

ابن مسعود، "ف"(6/ 521).

ص: 167

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ

(1)

ضَرَبَهُ قَوْمهُ فَأَدْمَوْهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ". أطرفه: 6929، أخرجه: م 1792، ق 4025، تحفة: 9260].

3478 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(3)

، عَنْ قَتَادَةَ

(4)

، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ

(5)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(6)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّ رَجُلًا

(7)

كَانَ قَبْلَكُمْ

"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي" لفظ "اللهم" ثبت في هـ.

===

(1)

قوله: (نبيًّا من الأنبياء) قيل: هو نوح عليه السلام، فإن صحّ أن المراد نوح فلعل هذا كان في ابتداء [الأمر] ثم لما يَئِسَ منهم قال:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26]. وقد جرى لنبينا صلى الله عليه وسلم نحو ذلك يوم أحد، والظاهر أن النَّبِيّ المبهَم هنا من أنبياء بني إسرائيل، وإلا فلا مطابقة بين الحديث وبين ما ترجم به؛ فإن نوحًا قبل بني إسرائيل بمدة مديدة، "قس" (7/ 490). قال الشيخ ابن حجر:(6/ 521). وأغرب القرطبي فقال: إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم هو الحاكِي وهو المحكي عنه، قال: وكأنه أوحي إليه بذلك قبل وقوع القصة، ولم يسمّ ذلك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فلما وقع له ذلك تعين أنه [هو] المعنى بذلك. قلت: ويُعَكّر عليه أن الترجمة لبني إسرائيل فتعَيَّن الحمل على بعض أنبيائهم، انتهى.

(2)

"أبو الوليد" هشام بن عبد الملك الطيالسي.

(3)

"أبو عوانة" الوضاح اليشكري.

(4)

"قتادة" ابن دعامة بن قتادة السدوسى.

(5)

الأزدي البصري.

(6)

الخدري، "قس"(7/ 490).

(7)

لم يسم، "قس"(7/ 490).

ص: 168

رَغَسَهُ اللَّهُ

(1)

مَالًا فَقَالَ لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ

(2)

: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ. قَالَ: إِنّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَإَذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحقُونِي

(3)

ثُمَّ ذَرُونِي

(4)

فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ

(5)

، فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللَّهُ عز وجل، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ

(6)

؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ. فَتَلَقَّاهُ رَحْمَةً"

(7)

. [طرفاه: 6481، 7508، أخرجه: م 2757، تحفة: 4247].

"إِنِّي" في نـ: "فَإِنِّي". "ثُمَّ ذَرُونِي" في هـ، ذ:"ثُمَّ أذْرُونِي". "قَالَ: مَخَافَتُكَ" في نـ: "فَقَالَ: مَخَافَتُكَ". "فَتَلَقَّاهُ رَحْمَةً" في هـ، ذ:"فَتَلافاهُ رَحَمَتَهُ" بالفاء بدل القاف، وفي نـ:"فَتَلَقَّاهُ بِرَحْمَتِهِ"، وفي أخرى:"فَتَلَقَّاهُ رَحْمَتَهُ".

===

(1)

قوله: (رَغَسَه اللّه) بفتح الراء وفتح الغين المعجمة وبالمهملة أي: أعطى وأنمى، وقيل: أي: أكثر له وبارك فيه، وفي رواية مسلم:"راشه الله" بالراء والمعجمة من الرِّيش وهو المال، "ك"(14/ 156)، "خ".

(2)

بلفظ المجهول، "ك"(14/ 106).

(3)

سحقه كمنعه: سهكه أو دقه أو دون الدق فانسحق، "قاموس" (ص:803).

(4)

قوله: (ذروني) بفتح أوله وتخفيف الراء، وفي رواية الكشميهني:"ثم أذروني" بزيادة همزة مفتوحة في أوله، فا لأول بمعنى دعُوني أي: اتركوني، والثاني من قوله: أذرت الريحُ الشيءَ إذا فرقته بِهُبُوبها وهو موافق لرواية أبي هريرة، "ف"(6/ 522).

(5)

أي: شديد هبوب الريح، "ج".

(6)

أي: على هذه الوصية، "ك"(14/ 106)، "خ".

(7)

قوله: (فتَلَقّاه رحمة) في رواية الكشميهني: "فتلاقاه" وهو بالقاف واضح، لكن المشهور تعديته بالباء، وقد جاء هنا بغير تعدية، وعلى هذا

ص: 169

وَقَالَ مُعَاذٌ

(1)

: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(2)

، عَنْ قَتَادَةَ

(3)

سَمِعَ

(4)

عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافِرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه.

3479 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(6)

، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ

(7)

، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ

(8)

قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ

(9)

لِحُذَيْفَةَ

(10)

: أَلَا تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ

(11)

: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، لَمَّا أَيِسَ مِنَ الْحَيَاةِ،

"سَمِعَ" كذا في ذ، وفي نـ:"سَمِعْتُ".

===

فالرحمة منصوبة على المفعولية، "ف"(6/ 523).

(1)

"وقال معاذ" العنبري مما وصله مسلم.

(2)

"شعبة" هو ابن الحجاج العتكي.

(3)

"قتادة وعقبة" سبقا قريبًا.

(4)

فيه صريح سماع قتادة من عقبة.

(5)

"مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي.

(6)

"أبو عوانة" الوضاح اليشكري.

(7)

"عبد الملك بن عمير" مصغرًا اللخمي.

(8)

"ربعي" بكسر الراء وسكون الموحدة ابن حراش بكسر المهملة الكوفي.

(9)

هو ابن عمرو أبو مسعود البدري، وهو غير عقبة بن عبد الغافر المذكور آنفا فلا يلتبس عليك، "ك"(14/ 107)، "خ".

(10)

"حذيفة" ابن اليمان.

(11)

حذيفة.

ص: 170

أَوْصَى أَهْلَهُ إِذَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَوْرُوا نَارًا

(1)

حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ

(2)

إِلَى عَظْمِي، فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا، فَذَرُّونِي فِي الْيَمِّ فِي يَوْمٍ حَارٍ

(3)

أوْ رَاحٍ. فَجَمَعَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ

(4)

. فغَفَرَ لَهُ". قَالَ عُقْبَةُ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ

(5)

يَقُولُ.

"أَوْصَى أَهْلَهُ" في ذ: "أَوْصَى إلَى أَهْلِهِ". "إِذَا مُتُّ" في ذ: "إِذَا مَاتَ". "فَاجْمَعُوا" في سـ، حـ، ذ:"فَاجْعَلُوا". "فَذَرُّونِي" في نـ: "فَذَرُّوا". "يَوْمٍ حَارٍ أَوْ رَاحٍ" قوله: "أَوْ رَاحٍ" سقط في نـ، [قلت: وفي "قس": وللحموي والمستملي: "يَوْمٍ حَازٍّ رَاحٍ"، أي يحز حرّه أو برده]. "قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ" كذا في هـ، وفي نـ: "قَالَ: خَشْيَتُكَ".

===

(1)

قوله: (أَوْرُوا نارًا) بفتح الهمزة وسكون الواو وضم الراء أي: أَوْقِدوا وأَشْعِلوا، "فتح الباري"(6/ 522).

(2)

أي: وصلت.

(3)

قوله: (في يومٍ حارٍ) بتخفيف الراء، قال ابن فارس: الحور: ريح تَحِنّ كحنين الإبل. وقوله: "يومٍ راحٍ" أي: كثير الريح، ويقال ذلك للموضع الذي تحرقه الرياح. قال الجوهري: يوم راح: أي: شديد الريح، وإذا كان طيب الريح يقال: رَيّح بتشديد الياء، "فتح"(6/ 522).

(4)

قوله: (خشيتك) مرفوع بأنه مبتدأ محذوف الخبر أو بالعكس، وفي بعضها بالنصب على نزع الخافض أي: لخشيتك، وفي بعضها بلفظ الفعل، "ك"(14/ 107).

(5)

أي: سمعت حذيفة يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، "ك"(14/ 107).

ص: 171

حَدَّثَنَا مُوسَى

(1)

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الْمَلِكِ

(4)

وَقَالَ: "يَوْمٍ رَاحٍ"

(5)

. [راجع: 3452].

3480 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(7)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(8)

، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ بْنِ

"حَدَّثَنَا مُوسَى" في هـ، ذ:"حَدَّثَنَا مُسَددٌ". "يَوْمٍ رَاحٍ" في نـ: "فِي يَوْمٍ رَاحٍ"، وفي أخرى:"يَومٌ راحٌ"، وقوله: "حَدَّثَنَا مُوسَى

" إلخ، ثبت في حـ.

===

(1)

قوله: (حَدَّثَنَا موسى) هو ابن إسماعيل التبوذكي، وفي رواية الكشميهني:"حَدَّثَنَا مسدّد" وصوّب أبو ذر رواية الأكثر، وبذلك جزم أبو نعيم في "المستخرج" أنه عن موسى، وموسى ومسدد جميعًا قد سمعا من أبي عوانة، لكن الصواب هنا موسى؛ لأن المصنف ساق الحديث عن مسدد، ثم بَيَّنَ أن موسى خالفه في لفظ منه وهي قوله:"في يومٍ راحٍ" فإن في رواية مسدد "يومٍ حارٍ" وقد تقدم سياق موسى في أول "باب ذكر بني إسرائيل" وقال فيه: "ثم انظروا يومًا راحًا"، "فتح"(6/ 522).

(2)

"موسى" ابن إسماعيل التبوذكي، ولأبي ذر عن الكشميهني:"مسدد" بدل "موسى"، وصوّب الحافظ أبو ذر أنه موسى موافقة للأكثر وبذلك جزم أبو نعيم، "قس"(7/ 492).

(3)

الوضاح، "قس"(7/ 492).

(4)

ابن عمير، "قس"(7/ 492).

(5)

أي: كثير الريح، "ك"(14/ 107).

(6)

"عبد العزيز بن عبد اللّه" الأويسي المدني.

(7)

"إبراهيم بن سعد" القرشي.

(8)

"ابن شهاب" محمد بن مسلم الزُّهري.

ص: 172

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ

(1)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ

(2)

: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا تَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهُ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا -قَالَ:- فَلَقِيَ اللَّهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ". [راجع: 2078].

3481 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(3)

قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ

(4)

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(6)

، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(7)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اطْحَنُونِي ثُمَ ذَرُّونِي في

(8)

فِي الرَيحِ،

"عَنِ النَّبِيِّ" في نـ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ". "تَجَاوَزْ عَنْهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَتَجَاوَزْ عَنْهُ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ".

===

(1)

ابن مسعود، "قس"(7/ 493).

(2)

أي: صاحبه الذي يقضي حوائجه، "ك"(14/ 107).

(3)

"عبد اللّه بن محمد" المسندي.

(4)

"هشام" هو ابن يوسف الصنعاني.

(5)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي.

(6)

"الزُّهري" محمد بن مسلم.

(7)

"حميد بن عبد الرحمن" ابن عوف.

(8)

بفتح المعجمة وتشديد الراء، وضبط في "الفتح" بضم المعجمة: فرقوفي، "قس"(7/ 493).

ص: 173

فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ

(1)

اللَّهُ عَلَيَّ

(2)

لَيُعَذِّبَنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا، فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ، فَقَالَ: اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ، فَفَعَلَتْ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ يَا رَبّ، فَغَفَرَ لَهُ". وَقَالَ غَيرُهُ:"خَشْيَتُكَ". [طرفه: 7506، أخرجه: م 2756، س 2079، ق 4255، تحفة: 12280].

"لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفى هـ:"لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبّي".

===

(1)

بالتخفيف، قيل: معناه ضيق، وقيل: بالتشديد، أي: قدر عَليّ العذاب، "قس"(7/ 493).

(2)

قوله: (لئن قدر الله على

) إلخ، قال الكرماني (14/ 108): فإن قلت: إن كان مؤمنًا فلِمَ شكّ في قدرة اللّه تعالى، وإن لم يكن مؤمنًا فكيف غفر له؟ قلت: كان مؤمنًا بدليل الخشية. ومعنى قَدَرَ مخفّفًا ومشددًا: حكم وقضى أو ضَيَّق. قال النووي: قيل أيضًا: إنه على ظاهره، ولكن قاله وهو غير ضابطٍ لنفسه وقاصدٍ لحقيقة معناه، بل قاله في حالة غلب عليه فيها الدهش والخوف بحيث ذهب تدبيره فيما يقول، فصار كالغافل والناسي لا يؤاخذ عليهما، أو أنه جَهِلَ صفةً من صفات اللّه تعالى، وجاهل الصفة كفره مختَلَف فيه، أو أنه كان في زمان ينفعه مجرد التوحيد، أو كان في شرعهم جواز العفو عن الكافر. قال الخطابي: فإن قلت: كيف يُغْفَرُ له وهو منكر للقدرة على الإحياء؟ قلت: ليس بمنكر إنما هو رجل جاهل ظنّ أنه إذا فعل هذا الصنيع ترك فلم ينشر ولم يعذّب، وحيث قال: من خشيتك، علم منه أنه [رجل] مؤمن فعل ما فعل خشية، ولجهله حسب أن هذه الحيلة تنجيه مما يخافه، انتهى كلام الكرماني. وقيل: معنى قَدَرَ ضيّق، كقوله تعالى:{وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: 7] أي: ضَيَّق، أي: لئن ضَيَّق اللّه تعالى لَيُعَذِّبني. ولا إشكال فيه؛ فإن الشك في

ص: 174

3482 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ

(2)

، عَنْ نَافِعٍ

(3)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

(4)

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا

(5)

النَّارَ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلا سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خُشَاشِ

(6)

الأَرْضِ". [راجع: 2365، أخرجه: م 2242، تحفة: 7616].

3483 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ

(7)

، عَنْ زُهَيرٍ

(8)

،

"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ". "ابْنِ عُمَرَ" سقط في نـ. "رَبَطَتْهَا" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"سَجَنَتْهَا".

===

التضييق برجاء العفو لا يوجب الشك في القدرة، كذا في "الخير الجاري". قال في "الفتح ": وأبعد الأقوال قول من قال: إنه كان في شرعهم جواز المغفرة للكافر، "فتح الباري"(6/ 523).

(1)

ابن عبيد البصري، "قس"(7/ 494).

(2)

عم عبد اللّه، "قس"(7/ 494).

(3)

مولى ابن عمر، "قس"(7/ 494).

(4)

هو -أي ابن عمر- ثابت في أكثر النسخ.

(5)

أي: لأجلها. [في "قس"(7/ 495): كانت هذه المرأة كافرة كما رواه البزاز

إلخ].

(6)

فتح الخاء أشهر الثلاثة وإعجامها أصوب وهي الهوام، وقيل: ضعاف الطير، "مجمع" (2/ 44). [وفي "قس" (7/ 495): ذكر الأرض هنا للإحاطة والشمول].

(7)

"أحمد" ابن عبد الله بن يونس اليربوعي.

(8)

"زهير" هو ابن معاوية الكوفي.

ص: 175

حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ

(1)

، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ

(2)

، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ

(3)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ

(4)

مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ

(5)

: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ". [طرفاه: 3484، 6120، أخرجه: د 4797، ق 4183، تحفة: 9982].

3484 -

حَدَّثَنَا آدَمُ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(7)

،

"إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ" في نـ: "إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فافْعَلْ".

===

(1)

" منصور" هو ابن المعتمر الكوفي.

(2)

بكسر المهملة وخفة الراء آخره معجمة، الكوفي، تقدم.

(3)

ابن عمرو البدري، "قس"(7/ 496).

(4)

بالرفع في جميع الطرق، ويجوز النصب أي: مما بلغ الناس، "ف"(6/ 523).

(5)

قوله: (من كلام النبوة) أي: مما اتفق عليه الأنبياء، أي: ما من نبيّ إِلَّا وقد ندب إليه ولم ينُسخ فيما نُسخ من شرائعهم، وذلك لأنه أمر أطبقت عليه العقول، والجملة الشرطية اسم "إن" على تقدير القول أو خبره على تأويل

(1)

من التبعيضية. قوله: "فاصنَعْ" إما أمر بمعنى الخبر، أو أمر تهديد، أي: اصنع ما شئت؛ فإن اللّه يجزيك، أو معناه: انظر إلى ما تريد أن تفعله

(2)

، فإن كان مما لا يُستحيى منه فافعله، وإن كان مما يُستحيى منه فَدَعْه، "ك"(14/ 109).

(6)

"آدم" ابن أبي إياس العسقلاني.

(7)

"شعبة" ابن الحجاج العتكي.

(1)

في الأصل: على تاصل.

(2)

في الأصل: إلى ما يريد أن يفعله.

ص: 176

عَنْ مَنْصُورٍ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ". [راجع: 3483].

3485 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

قَالَ: أَخْبَرَنَا عبدُ اللَّهِ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ

(4)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(5)

قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ

(6)

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ

(7)

حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا رَجُل

(8)

يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ، وَهُوَ يَتَجَلْجَلُ

(9)

فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"

(10)

. تَابَعَهُ

(11)

"الأُولَى" سقط في نـ. "أَخْبَرَنَا عبدُ اللَّهِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا عُبَيدُ اللَّهِ". "وَهُوَ" في نـ: "فَهُوَ".

===

(1)

" منصور" ومن بعده تقدموا آنفًا.

(2)

"بشر بن محمد" السختياني المروزي.

(3)

"عبد اللّه" هو ابن المبارك المروزي.

(4)

"يونس" ابن يزيد الأيلي.

(5)

"الزُّهري" محمد بن مسلم.

(6)

"سالم" هو ابن عبد اللّه بن عمر.

(7)

عبد اللّه، "قس"(7/ 497).

(8)

هو قارون، "قس"(7/ 497).

(9)

أي: يغوص. أي: ينزل مضطربًا متدافعًا، "خ".

(10)

وسيأتي في "اللباس"[برقم: 5790].

(11)

"تابعه" أي: تابع يونس.

ص: 177

عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ

(1)

عَنِ الزُّهْرِيِّ

(2)

. [طرفه: 5790، أخرجه: س 5326، تحفة: 6998، 6868].

3486 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ

(5)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نَحْنُ الآخِرُونَ

(6)

السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ

(7)

كُلِّ أمَّةٍ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبلِنَا وَأُوتينَا مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا

(8)

فِيهِ، فَغَدٌ لِلْيَهُودِ وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى". [راجع: 238، أخرجه: س 1367، تحفة: 13522].

"اخْتَلَفُوا فِيهِ" لفظ "فيه" ثبت في ذ. "فَغَدٌ لِلْيَهُودِ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَغَدًا لِلْيَهُودِ".

===

(1)

" عبد الرحمن بن خالد" الفهمي مولى الليث بن سعد.

(2)

"الزُّهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(3)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي.

(4)

"وهيب" هو ابن خالد.

(5)

"ابن طاوس" عبد اللّه عن أبيه طاوس بن كيسان.

(6)

قوله: (الآخِرون) أي: في الدنيا. و"السابقون" أي: المتقدّمون على أهل الأديان منزلةً في الحشر وفي القضاء قبل الخلائق وفي دخول الجنة، كذا في "المجمع"(1/ 51). و"بيد" مثل غير وزنًا ومعنىً وإعرابًا، "ع".

(7)

بفتح الموحدة وسكون التحتية ودال المهملة أي: غير، "قس"(7/ 498).

(8)

قوله: (اختلفوا) قيل: إن معنى الاختلاف فيه أنه فُرِض يومٌ للجمع للعبادة ووُكِّل إلى اختيارهم، فمالت اليهود إلى السبت والنصارى إلى الأَحَد، وهدانا الله إلى يوم الجمعة الذي هو أفضل الأيام، قاله الكرماني

ص: 178

3487 -

"عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ سَبعَةِ أَيَّامٍ يَوْمٌ

(1)

يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ". [راجع: 897].

3488 -

حَدَّثَنَا آدَمُ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ

(5)

قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَدِينَةَ آخِرَ قَدْمَةٍ

(6)

قَدِمَهَا، فَخَطَبَنَا فَأَخْرَجَ كُبَّةً

(7)

مِنْ شَعَرٍ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ الْيَهُودِ، وَ

(8)

إِنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سَمَّا الزُّورَ

(9)

"وَإِنَّ النَّبِيّ" وفي نـ: "إنَّ النَّبِيَّ".

===

(14/ 110)، ومرَّ بيانه [برقم: 876] في أول "كتاب الجمعة"، والله أعلم بالصواب.

(1)

وهو يوم الجمعة كما بينته الرواية الأخرى، "مرقاة"(2/ 236).

(2)

"آدم" ابن أبي إياس العسقلاني.

(3)

"شعبة" هو ابن الحجاج العتكي.

(4)

"عمرو بن مرة" أبو عبد اللّه الكوفي الأعمى.

(5)

"سعيد بن المسيب" ابن حزن المخزومي.

(6)

قوله: (آخِرَ قَدْمَةٍ) بفتح القاف وسكون الدال، وكان ذلك سنة إحدى وخمسين، كذا في "قس"(7/ 499).

(7)

قوله: (فأخرج كبُّةً) بضمّ كاف وشدّة موحّدة، وهي شَعر ملفوف بعضها على بعض، "مجمع"(4/ 362)، "قس"(7/ 499).

(8)

لغير أبي ذر.

(9)

قوله: (سَمَّاه الزورَ) والزور: الكذب والتزيين بالباطل، ولا شكّ أن وصل الشَّعر منه، كذا في "الكرماني"(14/ 110)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 3488].

ص: 179

يَعْنِي الْوِصالَ فِي الشَّعَرِ. تَابَعَهُ

(1)

(2)

غُنْدَرٌ

(3)

عَنْ شُعْبَةَ.

(4)

[راجع: 3468، أخرجه: م 2127، س 5246، تحفة: 11418].

===

(1)

أي: آدم.

(2)

وصل هذه المتابعة مسلم [3/ 1680، رقم: 123]، "قس"(7/ 499).

(3)

هو محمد بن جعفر، "ف"(6/ 524).

(4)

[قال شيخنا في "الأبواب والتراجم" (4/ 181): البراعة عندي وكذا عند الحافظ في قوله: قدم معاوية المدينة آخر قدمة قدمها، قلت: فيه إشارة إلى ختم الكتاب وختم الحياة أيضًا].

* * *

ص: 180

‌61 - بابُ الْمَناقِبِ

(1)

‌1 - وَقَوْلُ

(2)

اللَّهِ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ

(3)

وَأُنْثَى} الآية، {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا

(4)

} الآية [الحجرات: 13]

"بَابُ الْمَناقِبِ" في نـ: "كِتَابُ الْمَناقِبِ". "وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى" في نـ: "بَابُ قولِ اللَّهِ تَعَالَى". " {وَأُنثَى} الآية" سقط لفظ "الآية" وما بعدها في نـ. "الآية" في نـ بدله: " {وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ".

===

(1)

قوله: (باب المناقب) وفي بعضها: "كتاب المناقب"، وفي أخرى:"باب قول اللّه عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} "، كذا قاله في "الخير الجاري". قال في "الفتح"(6/ 526)، قوله:"باب" ثم قال: كذا في الأصول [التي] وقفت عليها من كتاب البخاري، وذكر صاحب"الأطراف" -وكذا في بعض الشروح- أنه قال:"كتاب المناقب"، فعلى الأول هو من جملة كتاب أحاديث الأنبياء، وعلى الثاني هو كتاب مستقل، والأول أولى، انتهى. قال القسطلاني (8/ 3): والأول أوجه لأن الظاهر من صنيع المؤلف رحمه الله أنه أراد أحاديث الأنبياء على الإطلاق فيعمّ ويكون هذا الباب من جملة كتاب أحاديث الأنبياء. وفي "القاموس": المنقبة: المفخرة. وقال التبريزي: المناقب: المكارم، واحدها منقبة، كأنها تنقب الصخرة من عظمها وتنقب قلب الحسود، انتهى كلام القسطلاني.

(2)

بالرفع كذا في الفرع وأصله، وفي بعض الأصول بالجر عطفًا على سابقه وزيادة الواو، "قس"(8/ 3).

(3)

قوله: (من ذكر وأنثى) أي: آدم وحواء، أو خلقنا كلَّ واحد منكم من أب وأم فلا وجه للتفاخر بالنسب، وسقط لأبي ذر:" {وَجَعَلْنَاكُمْ .... } " إلخ، وقال بعد {أنُثَى}:"الآية"، "قسطلاني"(8/ 3).

(4)

سيأتي بيانه.

ص: 181

وَقَوْلُهُ: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ

(1)

وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] وَمَا يُنْهَى

(2)

مِنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ. الشُّعُوبُ: النَّسَبُ الْبَعِيدُ، وَالْقَبَائِلُ دُونَ ذَلِكَ.

3489 -

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ

(4)

، عَنْ أَبِي حَصِينٍ

(5)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ

(6)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ:

"مِنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ" في نـ: "عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ". "وَالْقَبَائِلُ دُونَ ذَلِكَ" في نـ: "وَالْقَبَائِلُ والبُطُونُ".

===

(1)

قوله: ({تَسَاءَلُونَ بِهِ}) أي: سأل بعضكم بعضًا، تقول: أسألك بالله، وأصله تتساءلون فأدغمت التاء الثانية في السين. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بطرحها. قوله:" {وَالْأَرْحَامَ} " بالنصب عطف على محلّ الجار والمجرور كقولك: مررت بزيد وعمرًا، أو على {اللَّهَ} أي: اتقوا اللّه واتقوا الأرحام فصِلوها ولا تقطعوها. وقرأ حمزة بالجرّ عطفًا على الضمير المجرور وهو ضعيف؛ لأنه كبعض الكلمة، وقرئ بالرفع على أنه مبتدأ محذوف الخبر، تقديره: والأرحام كذلك؛ أي: مما يتقى أو يتساءل به، كذا في "البيضاوي"(1/ 199).

(2)

الندبة على الميت والنياحة، والمناسب للمقام أن يراد بها الانتساب إلى غير أبيه، "ك"(14/ 111)، "خ".

(3)

"خالد بن يزيد" أبو الهيثم المقرئ الكاهلي الكوفي.

(4)

"أبو بكر" هو ابن عياش بن سالم الحناط الكوفي.

(5)

"أبي حصين" بفتح الحاء المهملة اسمه عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي.

(6)

"سعيد بن جبير" الأسدي مولاهم الكوفي.

ص: 182

{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا

(1)

وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا

(2)

} [الحجرات: 13].

قَالَ: الشُّعُوبُ

(3)

: الْقَبَائِلُ الْعِظَامُ، وَالْقَبَائِلُ: الْبُطُونُ. [تحفة: 5555].

3490 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ

(5)

، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ

(7)

، عَنْ أَبِيهِ

(8)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

"لِتَعَارَفُوا" ثبت في رواية أبي ذر.

===

(1)

جمع الشعب بفتح الشين، "ك"(14/ 111).

(2)

قوله: ({لِتَعَارَفُوا}) أي: ليعرف بعضكم بعضًا بالنسب، والمراد بذكر هذه الآية الإشارة إلى الاحتياج إلى معرفة النسب أيضًا؛ لأنه يعرف به ذوو الأرحام المأمور بصلتهم، كذا في "فتح الباري"(6/ 527).

(3)

قوله: (الشعوب: القبائل العظام) قال القسطلاني (8/ 4): الشعب الجمع العظيم المنسوب إلى أصل واحد وهو يجمع القبائل، والقبيلة تجمع العمائر، والعمارة تجمع البطون، والبطون تجمع الأفخاذ، والفخذ تجمع الفصائل، فخزيمة شعب، وكنانة قبيلة، وقريش عمارة، وقُصَيّ بطن، وهاشم فخذ، وعباس فصيلة، وقيل: الشعوب: بطون العجم، والقبائل: بطون العرب.

(4)

"محمد بن بشار" العبدي بندار.

(5)

"يحيى بن سعيد" القطان.

(6)

"عبيد اللّه" ابن عمر العمري.

(7)

"سعيد بن أبي سعيد" المقبري.

(8)

"أبيه" هو أبو سعيد كيسان المقبري.

ص: 183

مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ

(1)

؟ قَالَ: "أَتْقَاهُمْ"

(2)

، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ:"فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ". [راجع: 3353].

3491 -

حَدَّثَنَا قَيسُ بْنُ حَفْصٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا كُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ

(5)

قَالَ: حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ

(6)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: أَرَأَيْتِ

(7)

النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أكَانَ مِنْ مُضَرَ؟

"نَسْأَلُكَ" في نـ: "نَسْأَلُ". "بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"ابنةُ أَبِي سَلَمَةَ".

===

(1)

قوله: (مَن أكرمُ الناس

) إلخ، أورده مختصرًا، وقد مضى في "كتاب الأنبياء" مرارًا، والغرض منه واضح، وإنما أطلق على يوسف أكرم الناس لكونه راجَ نبيّ في نسق واحد ولم يقع ذلك لغيره فإنه اجتمع له الشرف في نسبه من وجهين، [انظر "فتح الباري" (6/ 528)].

(2)

فيه المطابقة، "قس"(8/ 5).

(3)

"قيس بن حفص" الدارمي مولاهم البصري.

(4)

"عبد الواحد" هو ابن زياد العبدي مولاهم البصري.

(5)

"كليب بن وائل" مصغرًا التابعي الكوفي المدني الأصل، "قس"(8/ 5).

(6)

أي: بنت زوجة الرجل من غيره، "مجمع"(2/ 275).

(7)

قوله: (أرأيتِ) أي: أخبريني، و"مضر" هو ابن نزار بن معدّ بن عدنان. قوله:"إِلَّا من مضر" استثناء منقطع أي: لكن كان من مضر، أو الاستثناء من محذوف أي: لم يكن إِلَّا من مضر، أو الهمزة محذوفة من "كان" و"ممن" كلمة مستقلّة، أو الاستفهام للإنكار، "ك"(14/ 111 - 112)، "خ".

ص: 184

قَالَتْ: فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ مِنْ بَنِي النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ

(1)

. [طرفه: 3492، تحفة: 15885].

3492 -

حَدَّثَنَا مُوسَى

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا كُلَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأَظُنُّهَا زيْنَبَ قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنِ الدُّبَّاءِ

(4)

وَالْحَنْتَمِ وَالْمُقَيَّرِ

(5)

وَالْمُزَفَّتِ، وَقُلْتُ

(6)

لَهَا: أَخْبِرِينِي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ممَّنْ كَانَ مِنْ مُضَرَ كَانَ؟ قَالَتْ: فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ، كَانَ مِنْ وُلُدِ النَّضرِ بْنِ كِنَانَةَ. [راجع: 3491، تحفة: 15885].

"وَالْمُزَفَّتِ" في نـ: "أَوِ الْمُزَفَّتِ". "فَمِمَّنْ كَانَ" في سـ، حـ، ذ:"مِمَّنْ كَانَ".

===

(1)

هذا بيان له لأن مضر قبائل وهذا بطن منه، "ك"(14/ 112)، "خ".

(2)

"موسى" هو ابن إسماعيل التبوذكي.

(3)

"عبد الواحد" ومن بعده تقدموا في الإسناد السابق.

(4)

بضم الدال وشدة الموحدة، هو القرع أو الوعاء من يابسه، "مجمع"(2/ 146).

(5)

قوله: (والمقَيَّر والمزَفَّت) المقيّر: المطلي بالقار وهو الزفت، [والْمَزَفَّت] وفيه تكرار على ما لا يخفى، ومن ثم قال الحافظ أبو ذر: صوابه "والنقير" بالنون وكسر القاف، "قس"(8/ 6). والنهي عنها كان في أول تحريم الخمر؛ لأنهم كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدّة في الشراب ثم نُسِخ. وذهب مالك وأحمد إلى بقائه، كذا في "المجمع"(2/ 146).

(6)

القائل كليب. [انظر "عمدة القاري" (11/ 243)].

ص: 185

3493 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ

(2)

، عَنْ عُمَارَةَ

(3)

، عَنْ أَبِي زُرعَةَ

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ

(5)

، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا

(6)

(7)

، وَتَجِدُونَ خَيرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأنِ

(8)

(9)

أَشَمدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً

(10)

. [طرفاه: 3496، 3588، أخرجه: م 2526، تحفة: 14908].

"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ".

===

(1)

" إسحاق بن إبراهيم" ابن راهويه المروزي.

(2)

"جرير" هو ابن عبد الحميد القعنبي الكوفي.

(3)

"عمارة" هو ابن قعقاع الضبي الكوفي.

(4)

"أبي زرعة" هرم بن عمرو الكوفي.

(5)

قوله: (معادن) هو جمع معدن، وهو الشيء المستقر في الأرض، فتارة يكون نفيسًا وتارة يكون خسيسًا، وكذلك الناس، ومرَّ بيانه [برقم: 3353].

(6)

"فقهوا" بضم القاف ويجوز كسرها، ومرَّ قريبًا.

(7)

فيه إشارة إلى أن الشرف الإسلامي لا يتم إِلَّا بالتفقُّه في الدين، "ف"(6/ 529).

(8)

قوله: (في هذا الشأن) أي: الأمارة. فإن قلت: كيف يصير خيرَ جميع الناس؟ قلت: المراد إذا تساووا في سائر الفضائل، أو يراد من "الناس" الأمراء، أو معناه: مِنْ خيرهم، بقرينة الحديث الذي بعده، "كرماني"(14/ 112).

(9)

أي: الولاية والإمرة، "ف"(6/ 530).

(10)

أي: من جهة تحمل المشقة، "ف"(6/ 530).

ص: 186

3494 -

"وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَينِ

(1)

، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ". [طرفاه: 6058، 7179، أخرجه: م 2526، تحفة: 14908].

3495 -

حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ

(3)

، عَنْ أَبِي الزّنَادِ

(4)

، عَنِ الأَعْرَجِ

(5)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ

(6)

فِي هَذَا الشَّأنِ، مُسْلِمُهُمْ تَبَع لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَع لِكَافِرِهِمْ". [أخرجه: م 1818، تحفة: 13878].

3496 -

"وَالنَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ

"وَالنَّاسُ مَعَادِنُ" سقطت الواو في نـ.

===

(1)

أي: المنافق، "ك"(14/ 112).

(2)

"قتيبة بن سعيد" أبو رجاء الثقفي.

(3)

"المغيرة" ابن عبد الرحمن بن عبد اللّه المدني.

(4)

"أبو الزناد" عبد اللّه بن ذكوان القرشي.

(5)

"الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز.

(6)

قوله: (الناس تبع لقريش) قيل: هو خبر بمعنى الأمر، ويدلّ عليه قوله في الرواية الأخرى:"قدّموا قريشًا ولا تقدموها". قال عياض: استدل الشافعية بهذا الحديث على إمامة الشافعي وتقديمه على غيره، ولا حجة فيه؛ لأن المراد به هنا الخلفاء. وقوله:"كافرهم تبع لكافرهم" وقع مصداق ذلك، لأن العرب كانت تعظم قريشًا في الجاهلية بسكناها الحرم، فلما بُعِث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ودعا إلى اللّه توقف غالب العرب عن اتباعه وقالوا: ننظر ما يصنع قومه، فلما فتح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مكة وأسلمتْ قريش تَبِعَتْهم العرب ودخلوا في دين اللّه أفواجًا، واستمرت خلافة النبوة في قريش، فصدق أن كافرهم كان تبعًا لكافرهم وصار مسلمهم تبعًا لمسلمهم، "فتح"(6/ 530).

ص: 187

فِي الإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا، تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ"

(1)

. [راجع: 3493، أخرجه: م 2526، تحفة: 13878].

‌بَابٌ

3497 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنِي عَبدُ الْمَلِكِ

(5)

، عَنْ طَاوُسٍ

(6)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ

(7)

: قُرْبَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لمْ يَكُنْ بَطْن مِنْ قُرَيْشٍ إِلَا وَلَهُ فِيهِ قَرَابَة،

"أَشَدَّ النَّاسِ" في نـ: "أَشَدُّهُمْ". "قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ" في نـ: "قَالَ عَنْ شُعْبَةَ".

===

(1)

قوله: (حتى يقع فيه) أي: إذا حصلت له بغير رغبة تزول الكراهة لما يرى من إعانة اللّه له عليها فيأمن على دينه مما كان يخاف عليه منها قبل أن يقع فيها. قيل: المراد بقوله: "حتى يقع فيه" أي: فإذا وقع فيه لا يجوز له أن يكره، "ف"(6/ 530)، "قس"(8/ 8).

(2)

"مسدد" هو ابن مسرهد.

(3)

"يحيى" هو القطان.

(4)

"شعبة" هو ابن الحجاج.

(5)

"عبد الملك" هو ابن ميسرة.

(6)

"طاوس" هو ابن كيسان اليماني.

(7)

هو الأسدي مولاهم.

ص: 188

فَنَزَلَتْ عَلَيهِ إِلَّا أَنْ تَصِلُوا

(1)

(2)

قَرَابَةً بَيْنِي وَبَينَكُمْ. [طرفه: 4818، أخرجه: ت 3251، س في الكبرى 11474، تحفة: 5731].

3498 -

حَدَّثَنَا عَلِيّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(4)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

(5)

، عَنْ قَيس

(6)

، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ

(7)

يَبلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مِنْ هَا هُنَا

(8)

جَاءَتِ

(9)

الْفِتَنُ

"فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ" في نـ: "فَنَزَلَتْ فِيهِ". "عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ" في قتـ: "عَنْ ابنِ مَسْعُودٍ".

===

(1)

فيه الترجمة، "ف" (6/ 531). [أي: في ترجمة الباب السابق؛ لأن لفظ: "باب" ليس في نسخة "الفتح"، ولكنه موجود في النسخ الهندية ونسخة العيني والقسطلاني، قال العيني (11/ 245): هو كالفصل من الباب السابق].

(2)

قوله: (إِلَّا أن تصلوا) أي: إلَّا صلة الأرحام أي: لا أسألكم عليه أجرًا إِلَّا أن توَدّوا أهل قرابتي وتصِلوا أرحامهم. فإن قلت: هذا لم ينزل؟ قلت: نزل معناه وهو قوله تعالى: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} وتقديره: إِلَّا المودة ثابتة في أهل القربى، أو ضمير "نزلت" راجع إلى الآية التي فيها "إِلَّا المودة في القربى" ولفظ:"إِلَّا أن تصلوا" تفسير لها، "ك"(14/ 114)، "خ".

(3)

"علي بن عبد الله" المديني.

(4)

"سفيان" هو ابن عيينة.

(5)

"إسماعيل" هو ابن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي.

(6)

ابن أبي حازم، "ف"(6/ 531).

(7)

عقبة بن عمرو، "قس"(8/ 9).

(8)

أي: المشرق، "ف"(6/ 531).

(9)

بلفظ الماضي، مبالغة في تحقق وقوعه وإن كان المراد أن ذلك سيجيء، "ف"(6/ 531).

ص: 189

نَحْوَ الْمَشْرِقِ

(1)

(2)

، وَالْجَفَاءُ

(3)

وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ

(4)

(5)

===

(1)

هو بيان أو بدل، "ك"(14/ 114)، "خ".

(2)

أي: إشارة إلى جهة المشرق، "ف"(6/ 531).

(3)

قوله: (والجفاء وغِلَظُ القلوب) هما بمعنى، وقيل: المراد بالجفاء أن يكون القلب لا يلين لموعظة، والغلظ أن لا يفهم المراد ولا يعقل المعنى

(1)

، "توشيح"(5/ 2251).

(4)

أي: المصوتين.

(5)

قوله: (الفدّادين) بالتشديد هم الذين يعلون أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، وبالتخفيف: هي البقرة التي تحرث، واحدها فدّان

(2)

. و"ربيعة ومضر" قبيلتان، بدل عن الفدادين. قوله:"يمانٍ" أصله يمني حذف إحدى اليائين وعوض منها الألف فصار مثلَ قاضٍ، و"يمانية" بتخفيف الياء على الأصحّ. ومرَّ الحديثان في "باب ذكر الجن" [برقم: 3301، 3302].

فإن قلت: ما وجه مناسبتهما بالترجمة؟ قلت: صيرورة الناس باعتبار الصفات كالقبائل وكون الأتقى منهم فيها أكرم، كذا في "الكرماني" (14/ 114) و"الخير الجاري". قال في "الفتح" (6/ 531): والذي يظهر أن المطابقة من جهة ذكر ربيعة ومضر لأن معظم العرب يرجع بنسبه إلى هذين الأصلين وهم كانوا أجلّ أهل المشرق، وقريش أحد فروع مضر، انتهى.

وفي "التوشيح"(5/ 2251): قيل: المراد أهل مكة، وهي يمانية بالنسبة إلى المدينة، وقيل: والمدينة أيضًا لأنهما يمانيتان بالنسبة إلى الشام، وقيل: المراد بذلك الأنصار لأن أصلهم من اليمن، وقيل: هو على ظاهره، والمراد بأهل اليمن الموجودون إذ ذاك، انتهى مختصرًا.

(1)

كذا في الأصل و"ف"(6/ 531) و"قس"(8/ 9)، وفي "التوشيح": والغلظ أن كان يفهم المراد ولا يعقل المعنى.

(2)

في الأصل: "واحدها فدّاد" هو تحريف.

ص: 190

أَهْلِ الْوَبَرِ

(1)

عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ"

(2)

. [راجع: 3302].

3499 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ

(4)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(5)

قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(6)

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ

(7)

فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ

(8)

فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ

(9)

، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ". قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ

(10)

: سُمِّيَتِ الْيَمَنَ لأنّهَا عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ، وَالشَّامُ لِأنّهَا عَنْ يَسَارِ الْكَعْبَةِ، وَالْمَشْأَمَةُ

(11)

الْمَيسَرَةُ

(12)

، وَالْيَدُ الْيُشرَى الشُّؤْمَى، وَالْجَانِبُ الأَيْسَرُ الأَشْأَمُ. [راجع: 3301، أخرجه: م 52، تحفة: 15160].

"قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ

" إلخ، ثبت في ذ.

===

(1)

أي: أهل البيوت المتخذة من الوبر، "قس"(8/ 9).

(2)

قبيلتان، "ك"(14/ 114).

(3)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(4)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة.

(5)

"الزُّهري" محمد بن مسلم.

(6)

ابن عوف، "قس"(8/ 9).

(7)

أي: الكبر.

(8)

تطلق على الطمأنينة والسكون والوقار والتواضع، "ف"(6/ 352).

(9)

المراد أهل اليمن الموجودون إذ ذاك، "تو"(5/ 2252).

(10)

أي: البخاري.

(11)

أي: في قوله تعالى: {هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} [البلد: 19].

(12)

يريد أنهما بمعنى.

ص: 191

‌2 - بَابُ مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ

(1)

(2)

3500 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْريِّ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمِ

(4)

يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةً

(5)

-وَهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ- أَنَّ عبدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ

(6)

مِنْ قَحْطَانَ

(7)

(8)

، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ

(9)

،

"عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي" في نـ: "عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ".

===

(1)

الصحيح صرفه.

(2)

قوله؛ (قريش) يصرف على الأصحّ على إرادة الحي، ويجوز عدمه على إرادة القبيلة، وهم من ولد النضر بن كنانة، وهو الصحيح، أو من ولد فهر بن مالك بن النضر، وهو قول الأكثر، وأول من نسب إلى قريش قصي بن كلاب، وقيل غير ذلك، قاله القسطلاني (8/ 10). قال الكرماني (14/ 115): واختلف في سبب تسميتهم قريشًا فقيل: من القرش وهو الكسب والجمع، وقيل: سمّوا باسم دابة في البحر من أقوى دوابه لقوّتهم، قالوا: هي تأكل ولا تؤكل، وتعلو ولا تُعلى، انتهى.

(3)

"أبو اليمان" و"شعيب" و"الزُّهري" مرّوا في الإسناد السابق.

(4)

"محمد بن جبير بن مطعم" النوفلي.

(5)

"معاوية" هو ابن صخر بن حرب الأموي.

(6)

قيل: اسمه جهجاه بن قيس الغفاري، "قس"(8/ 11).

(7)

هو أبو اليمن.

(8)

هو ابن عامر بن شالخ أبو حي، "قاموس" (ص 628). [وفي هامشه بدل عامر: عابر، وهو الصواب، كذا في "التوضيح"(20/ 37)].

(9)

قوله: (فغضب معاوية

) إلخ، قال صاحب "الفتح" (6/ 535): في إنكار معاوية ذلك نظر؛ لأن الحديث الذي استدلّ به مقيّد

ص: 192

فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَحَادِيثَ لَيسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا تُؤْثَرُ

(1)

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالأَمَانِيَّ

(2)

الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "إِنَّ هَذَا الأَمْرَ

(3)

فِي قُرَيْشٍ، لَا يُعَادِيهِمْ

(4)

أَحَدٌ

===

بإقامة الدين، فيحتمل أن يكون خروج القحطاني إذا لم تقم قريش أمر الدين، وقد وُجِد ذلك؛ فإن الخلافة لم تزل في قريش، والناس في طاعتهم إلى أن استخفّوا بأمر الدين فضعف أمرهم وتلاشى إلى أن لم يبق لهم من الخلافة سوى اسمها المجرّد في بعض الأقطار دون أكثرها، وسيأتي مصداق قول عبد الله بن عمرو بعد قليل من حديث أبي هريرة، انتهى. قال في "الخير الجاري": لعل وجه غضب معاوية أنه فهم مما رواه عبد اللّه أنه أريد به خروج القحطاني قريبًا قبل زمان عيسى عليه السلام، وسيأتي أنه يخرج بعده. [انظر "ف" (13/ 79) و"اللامع" (8/ 122)].

(1)

أي: لا تروى، "ك"(14/ 115)، "خ".

(2)

قوله: (والأمانىَّ) جمع أمنية، وهي المتمنيات، وما حكاه العيني من [أن] الأماني بمعنى التلاوة قال: وكأنّ المعنى: إياكم وقراءة ما في الصحف التي تؤثر عن أهل الكتاب، وكان عبد اللّه بن عمرو قد قرأ التوراة ويحكي عن أهلها، وإلا فلو حدّث عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليه معاوية، وسكوت عبد اللّه مشعر بأنه لم يكن عنده في ذلك حديث مرفوع، "قس"(8/ 11).

(3)

أي: الخلافة.

(4)

لا يخالفهم، "مرقاة"(10/ 334).

ص: 193

إِلَّا كَبَّه

(1)

اللَّهُ

(2)

(3)

عَلَى وَجْهِهِ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ". [طرفه: 7139، أخرجه: س في الكبرى 8750، تحفة: 11438].

3501 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدٍ

(5)

. ح قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمِ

(6)

: حَدَّثَنَا أَبِي

(7)

، عَنْ أَبِيهِ

(8)

قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الأعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ وَجُهَينَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَأَشْجَعُ وَغِفَارُ

(9)

مَوَالِيَّ

(10)

لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى

(11)

دُونَ اللَّهِ وَرَسولِهِ"

(12)

. [طرفه: 3512، أخرجه: م 252، تحفة: 13648].

"كَبَّهُ اللَّهُ" في نـ: "أَكَبَّهُ اللَّهُ". "قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ" ثبت في ذ. "مَوْلًى" في سـ، حـ، ذ:"مَوَالِى".

===

(1)

هو من النوادر، إذ الثلاثي متعد والمزيد فيه لازم، "ك" 14/ 115)، "خ".

(2)

أي: ألقاه منكوسًا.

(3)

والمعنى: أذله وأهانه، "مرقاة"(10/ 334).

(4)

"أبو نعيم" الفضل بن دكين.

(5)

"سعد" ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(6)

"قال يعقوب بن إبراهيم" وصله مسلم.

(7)

"حَدَّثَنَا أبي" هو إبراهيم.

(8)

"عن أبيه" سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن.

(9)

أي: هذه قبائل.

(10)

أي: أنصاري والمختصون بي، "خ".

(11)

وسيجيء الحديث (برقم: 3512).

(12)

أي: غيرهما، "مرقاة"(11/ 262).

ص: 194

3502 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ

(3)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ

(4)

فِي قُرَيْشٍ، مَا بَقِيَ مِنْهُمُ

(5)

اثْنَانِ". [طرفه: 7140، أخرجه: م 1820، تحفة: 7420].

3503 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ

(7)

، عَنْ عُقَيْلٍ

(8)

،

===

(1)

" أبو الوليد" هشام بن عبد الملك.

(2)

"عاصم بن محمد" ابن زيد بن عبد اللّه بن عمر الخطاب العدوي.

(3)

عبد الله.

(4)

أي: لا يجوز عقدها لغيرهم وعليه الإجماع، "مجمع".

(5)

قوله: (ما بقي منهم) أي: من الناس "اثنان" أي: فيكون واحد خليفة [و] واحد تابع له. قال النووي: هذه الأحاديث وما أشبهها فيها دليل ظاهر على أن الخلافة مختصّة بقريش لا يجوز عقدها لغيرهم، وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة ومن بعدهم، ومن خالف فيه من أهل البدع فهو محجوج بإجماع الصحابة، وبيّن صلى الله عليه وسلم أن هذا الحكم مستمر إلى آخر الدهر ما بقي من الناس اثنان، وقد ظهر ما قاله صلى الله عليه وسلم إلى الآن، انتهى. والتحقيق أن هذا خبر بمعنى الأمر؛ أي: من كان مسلمًا فليتبعهم ولا يخرج عليهم، وإلا فقد خرج هذا الأمر من قريش في أكثر البلاد من مدة أكثر من مائتي سنة، ويحتمل أن يكون على ظاهره، وأنه مقيّد بقوله في الحديث الماضي:"ما أقاموا الدين" ولم يخرج منهم إِلَّا وقد انتهكوا حرماته، كذا ذكره السيوطي، هذا كلّه من"المرقاة"(10/ 334).

(6)

"يحيى" ابن عبد اللّه "بن بكير" المخزومي.

(7)

"الليث" هو ابن سعد.

(8)

"عقيل" هو ابن خالد الأيلي.

ص: 195

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(1)

، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّب

(2)

، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِم

(3)

قَالَ: مَشَيتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزلَةٍ وَاحِدَةٍ

(4)

، فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ"

(5)

. [راجع: 3140].

3504 -

وَقَالَ اللَّيثُ

(6)

: حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ

(7)

مُحَمَّدٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ

(8)

قَالَ: ذَهَبَ عَبدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَ أُنَاسٍ

"شَيْء وَاحِدٌ" في حـ، هـ، ذ:"سِيٌّ وَاحِدٌ". "مَعَ أُنَاسٍ" في نـ: "مَعَ نَاسٍ"، وفي أخرى:"بِأنَاسٍ".

===

(1)

" ابن شهاب" هو الزُّهري.

(2)

"ابن المسيب" سعيد المخزومى التابعى.

(3)

"جبير بن مطعم" النوفلي.

(4)

أي: في الانتساب إلى عبد مناف لأن عبد الشمس ونوفلًا وهاشمًا والمطلب هم بنو عبد مناف، كذا في "قس"(8/ 13).

(5)

قوله: (شيء واحد) أي: سواء وكان لاتفاق بينهما قبل الإسلام وبعده، ولهذا لما كتب الكفار الصحيفة المشهورة حين حصروا الهاشمية في الشعب ذكروا فيها المُطَّلِبِيَّةَ ولم يذكروا النَّوفليّة والعبشمية، كذا في "الكرماني"(14/ 117)، قال في "المجمع" (3/ 276): أجاب صلى الله عليه وسلم بأن أولاد المطلب مع أولاد بني هاشم كشيء واحد، وأولاد عبد شمس ونوفل كانوا مخالفين لهم، وروى "سِيّ" بإهمال سين مكسورة مشدّد الياء بمعنى: مثل، ومرَّ [برقم: 3140].

(6)

"وقال الليث" ابن سعد، مما وصله بعد.

(7)

"أبو الأسود" محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي.

(8)

ابن العوام، "قس"(8/ 13).

ص: 196

مِنْ بَنِي زُهْرَةَ

(1)

إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، وَكَانَتْ أَرَقَّ شَيْءٍ عَلَيهِم لِقَرَابتهِم مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [طرفاه: 3505، 6073، تحفة: 16397].

3505 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَبدُ اللَّهِ

(2)

بْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبَّ الْبَشَرِ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِهَا، وَكَانَتْ لَا تُمْسِكُ

(3)

شَيْئًا مِمَّا جَاءَهَا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ إِلَّا تَصَدَّقَتْ. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: يَنْبَغِي أَنْ يُؤْخَذَ

(4)

عَلَى يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: أَيُؤْخَذُ عَلَى يَدَيَّ؟ عَلَيَّ نَذْرٌ

(5)

إِنْ كَلَّمْتُهُ. فَاسْتَشْفَعَ إِلَيْهَا بِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَبِأَخْوَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خاصَّةً فَامْتَنَعَتْ

(6)

، فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّونَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبدِ يَغُوثَ

"إِلَّا تَصَدَّقَتْ" في نـ: "تَصَدَّقَتْ".

===

(1)

قوله: (من بني زهرة) بضم الزاي وسكون الهاء، ابن كلاب أخو قصي بن كلاب، وقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة أن أمه آمنة كانت منهم لأنها بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، "ك"(14/ 117). ويوضح هذا الحديث المعلّق الحديث المتصل الذي بعده، "ع"(11/ 254).

(2)

هو ابن أختها أسماء بنت أبي بكر وكانت تولَّت تربيته حتى كانت تكنى به، "ف"(6/ 536).

(3)

أي: لا تدخر شيئًا مما يأتيها من المال، "ف"(6/ 536).

(4)

أي: يمنع منه ويحجر عليها، "ك"(14/ 117).

(5)

قوله: (عليّ نذرٌ إن كلّمتُه) وسيأتي في "كتاب الأدب": "علىّ نذرٌ أن لا أكلّم ابن الزُّبَير أبدًا".

(6)

أي: عن التكلم.

ص: 197

وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ

(1)

: إِذَا اسْتَأْذَنَّا فَاقْتَحِمِ

(2)

الْحِجَابَ، فَفَعَلَ، فَأَرْسَلَ إِلَيهَا بِعَشْرِ رِقَاب، فَأَعْتَقَتْهُمْ، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تُعْتِقُهُمْ حَتَّى بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ. وَقَالَتْ: وَدِدْتُ أنِّي جَعَلْتُ حِينَ حَلَفْتُ عَمَلًا أعْمَلُهُ فَأَفْرُغُ مِنْهُ

(3)

. [راجع: 3503].

‌3 - بَاب نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ

3506 -

حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(5)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(6)

، عَنْ أَنَسٍ

(7)

:

"وَقَالَتْ: وَدِدْتُ" في نـ: "فَقَالَتْ: وَدِدْتُ".

===

(1)

ابن نوفل، "قس"(8/ 15).

(2)

قوله: (فاقتَحِمْ) أي: قالوا لعبد الله: إذا استأذنّا فادخل في الحجاب لأنها خالتك، كذا في "الخير الجاري"، وسيأتي في "الأدب" [برقم: 6073] بأوضح من هذا، وفيه:"فقالت عائشة: إني نذرت نذرًا شديدًا فلم يزالا بها حتي كلّمت ابن الزُّبَير".

(3)

قوله: (فأفرغَ منه) بالرفع والنصب لأن الودادة فيها معنى التمنّي. فإن قلت: ما حاصل هذا الكلام؟ قلت: حاصله أنها تمنَّتْ لو كان بدل قولها: "علىّ نذر": عليّ إعتاق رقبة، أو عليّ صوم شهر ونحوه من الأعمال المعيّنة حتى تكون كفارتها معلومة معينة تفرغ [منها] بالإتيان به، بخلاف لفظ: علىّ نذر، فإنه مبهم لم يطمئنّ قلبها بإعتاق رقبة أو رقبتين وأرادت الزيادة عليه في كفارته، "ك"(14/ 118)، "خ".

(4)

"عبد العزيز بن عبد الله" الأويسي.

(5)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم بن عبد الرحمن الزُّهري.

(6)

"ابن شهاب" هو الزُّهري.

(7)

"أنس" ابن مالك رضي الله عنه.

ص: 198

أَنَّ عُثْمَانَ

(1)

دَعَا زيدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبدَ الرَّحْمَنِ بنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا

(2)

فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ

(3)

الثَّلَاثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُم أَنْتُم وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْش، فَإِنَّمَا نَزَلَ بلِسَانِهِم. فَفَعَلُوا ذَلِكَ. [طرفاه: 4984، 4987، أخرجه: ت 3104، س في الكبرى 7988، تحفة: 9783].

‌4 - بَابُ نِسبَةِ الْيَمَنِ

(4)

إِلَى إِسمَاعِيلَ عليه السلام

مِنْهُم أَسْلَمُ

(5)

بْنُ أَفْصَى بنِ حَارِثَةَ بنِ عَمرِو بنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ

(6)

.

"فَاكْتبهوهُ" في سـ، حـ، ذ:"فَاكْتُبُهوهَا". "فَإنَّمَا نَزَلَ" في نـ: "فَإِنَّمَا أُنزلَ". "عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ" في نـ: "عَمرِو بْنِ عَامِرِ بنِ خُزَاعَةَ".

===

(1)

ابن عفان في خلافته، "قس"(8/ 16).

(2)

الضمير المنصوب يرجع إلى الصحف التي كانت عند حفصة، ولا يقال: إنها إضمار قبل الذكر؛ لأن هذا الحديث قطعة من حديث طويل أخرجه في "الفضائل"، "ع"(11/ 256).

(3)

قوله: (للرهط القرشيين) هم عبد اللّه وسعيد وعبد الرحمن، وأما زيد فهو ليس بقرشي بل أنصاري خزرجي، قاله الكرماني (14/ 118)، وسيأتي الحديث مبسوطًا مشروحًا في "فضائل القرآن" إن شاء اللّه تعالى.

(4)

أي: أهل اليمن.

(5)

قوله: (أسلم) بلفظ أفعل التفضيل "ابن أفصى" بفتح الهمزة وسكون الفاء وبالمهملة مقصورًا "ابن حارثة" وهو "من خُزَاعة" بضم المعجمة وتخفيف الزاء والمهملة، وفي بعضها:"عامر بن خزاعة" وهو سهو، "ك"(14/ 118 - 119).

(6)

مراد المصنف أن نسب حارثة بن عمرو متصل بأهل اليمن، "قس"(8/ 17).

ص: 199

3507 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(1)

، قالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(2)

، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيدٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ

(4)

قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ، يَتَنَاضَلُونَ

(5)

بِالسُّوقِ، فَقَالَ: "ارْمُوا بَنِي

(6)

إِسْمَاعِيلَ

(7)

، فَإنَّ أَبَاكُم كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ"، لأَحَدِ الْفَرِيقَينِ، فَأَمْسَكُوا بِأيْدِيهِم قَالَ: فَقَالَ: "مَا لَهُم؟ " قَالُوا: وَكَيفَ نَرمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ: "ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُم كُلِّكُمْ"

(8)

. [راجع: 2899].

‌5 - بابٌ

(9)

===

(1)

" مسدد" ابن مسرهد الأسدي.

(2)

"يحيى" ابن سعيد القطان.

(3)

"يزيد بن أبي عبيد" مولى سلمة بن الأكوع.

(4)

"سلمة" هو ابن عمرو بن الأكوع الأسلمي أبو مسلم، شهد بيعة الرضوان.

(5)

أي: يترامون، "ك"(14/ 119).

(6)

منادى، "ك"(12/ 164).

(7)

أي: إسماعيل بن إبرإِهيم عليهما السلام، "ك"(12/ 164).

(8)

قوله: (أنا معكم كلِّكم) قال الكرماني (12/ 164 - 165): فإن قلت: كيف كان مع الفريقين وأحدهما غالب والآخر مغلوب؟ قلت: المراد منه معية القصد إلى الخير وإصلاح النية والتدرب للقتال، انتهى. ومرَّ الحديث (برقم: 2899، 2914).

(9)

قوله: (باب) كذا هو بلا ترجمة وهو كالفصل من الباب الذي قبله، ووجه تعلّقه به من الحديثين الأولين ظاهر، وهو الزجر عن الادّعاء إلى غير الأب الحقيقي، وأما الحديث الثالث فله تعلق بأصل الباب وهو أن عبد القيس ليسوا من مضر، وأما الرابع فللإشارة إلى ما [وقع] في بعض طرقه من الزيادة بذكر ربيعة ومضر ["فتح" (6/ 540)].

ص: 200

3508 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الْوَارِثِ

(2)

، عَنِ الْحُسَينِ

(3)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ

(5)

: أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ الدُّؤَليَّ

(6)

حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ

(7)

أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيرِ أَبِيهِ

(8)

وَهُوَ يَعْلَمُهُ

"الدُّؤَليّ" في نـ: "الدّيلِيّ".

===

(1)

" أبو معمر" بفتح الميمين عبد اللّه بن عمرو المنقري المقعد.

(2)

"عبد الوارث" ابن سعيد التنوري.

(3)

"الحسين" المعلم.

(4)

"عبد اللّه بن بريدة" ابن الحصيب الأسلمي.

(5)

قوله: (يحيى بن يعمر) بفتح التحتية وسكون المهملة وفتح الميم وضمّها وبالراء: البصري، وأبو الأسود اسمه الظالم "الدّيلي"[بكسر المهملة وسكون الياء، وبفتح الهمزة، و] بضم المهملة وإسكان الواو، وبفتح الهمزة، أربع لغات، وهو أول من تكلّم في النحو، "ك"(14/ 119)[و "ع" (11/ 258)].

(6)

"أبا الأسود" ظالم بن عمرو بن سفيان.

(7)

"أبي ذر" جندب بن جنادة الغفاري.

(8)

قوله: (ادّعى لغير أبيه) أي: انتسب إليه واتخذه أبًا. قوله: "وهو يعلمه" تقييد لابدّ منه فإن الإثم يتبع العلم، كذا في "الكرماني"(14/ 119).

قال في "الفتح": كذا وقع هنا "كفر باللّه" ولم يقع قوله: "باللّه" في غير رواية أبي ذر ولا في رواية مسلم والإسماعيلي وهو أولى، وإن ثبت ذلك فالمراد من استحلّ ذلك مع علمه بالتحريم، أما على الرواية المشهورة فالمراد كفر النعمة، وظاهر اللفظ غير مراد، وإنما ورد على سبيل التغليظ والزجر لفاعل ذلك، أو المراد بإطلاق الكفر أن فاعله فعل فعلًا شبيهًا بفعل أهل الكفر، "فتح"(6/ 540).

ص: 201

إِلَّا كفَرَ بِاللَّهِ، وَمَنِ ادَّعَى قَومًا لَيسَ لَهُ فِيهِم نَسَبٌ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"

(1)

. [طرفه: 6045، أخرجه: م 61، تحفة: 11929].

3509 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ

(3)

، حَدَّثَنِي عَبدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ

(5)

يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَاءِ

(6)

أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ

(7)

عَينَهُ مَا لَم تَرَ،

"إِلِّا كَفَرَ بِاللهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"إِلَّا كَفَرَ". "لَيسَ لَهُ فِيهِم" في نـ: "لَيسَ لَهُ فِيهِ". "نَسَب" ثبت في هـ. "عَبدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبدِ اللهِ النَّصْرِيُّ" في نـ: "عَبدُ الْوَاحِدِ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ". "أَعْظَمِ الْفِرَاءِ" في نـ: "أَعْظَمِ الْفِرَى" مصحح عليه.

===

(1)

قوله: (فليتبؤَأ مقعده من النار) أي: فلينزل منزله منها، أو فليتخذ منزلًا بها، وهو إما دعاء أو خبر بلفظ الأمر، ومعناه: هذا جزاؤه، وقد يجازى وقد يعفى عنه، وقد يتوب فيسقط عنه، "ك"(14/ 120).

(2)

"علي بن عياش" الألهاني الحمصي.

(3)

"حريز" ابن عثمان الحمصي الرَّحبي رُمِيَ بالرفض. بفتح المهملة وكسر الراء آخره زاي وهو ابن عثمان الحمصي، "ف"(6/ 541).

(4)

بفتح النون وسكون المهملة كان واليًا على المدينة، "ك"(14/ 120)، وكان محمود السيرة، "ف"(6/ 541).

(5)

"واثلة بن الأسقع" ابن كعب الليثي.

(6)

بكسر الفاء ممدودًا ومكسورًا، وهو جمع فرية، والفرية الكذب والبهت، "ف"(6/ 541).

(7)

قوله: (أو يُرِي) من باب الإفعال أي: ينسب الرؤية إلى عينيه بأن يكذب في الرؤيا بأن يقول: رأيت كذا ولم يره. فإن قلت: إنّ كذبه لا يزيد على

ص: 202

أَوْ تَقَوَّلَ

(1)

: عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما لَم يَقُلْ". [تحفة: 11745].

3510 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ

(3)

، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ

(5)

عَبدِ الْقَيسِ

(6)

عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ، قَدْ حَالَتْ بَينَنَا وَبَينَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، فَلَسنَا نَخْلُصُ

(7)

إِلَيكَ إِلَّا فِي كُلِّ شَهْر حَرَام، فَلَوْ أَمَرتَنَا بِأمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ، وَنُبَلِّغُهُ مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: "آمُرُكُم بِأَربَعَةٍ

(8)

، وَأَنْهَاكُم عَنْ أَرْبَعةٍ،

"أَو تَقَوَّلَ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"أَوْ يَقُولُ". "إِنَّ هَذَا الْحَيَّ" في نـ: "إِنَّا هَذَا الْحَيَّ" وفي أخرى: "إِنَّا منٍ هَذَا الْحَيِّ". "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعَةِ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي أخرى:"آمُرُكُم بِأربَعٍ". "عَنْ أَربَعةٍ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"عَنْ أَرْبَعٍ".

===

الكذب في يقظته فلِمَ زادت عقوبته؟ قلت: لأن الرؤيا جزء من النبوة، والكاذب في الرؤيا يدّعي أن الله أراه ما لم يره وأعطاه جزءًا من النبوة ولم يعطه، والكاذب على اللّه أعظم فرية ممن كذب على غيره، "ك"(14/ 120)، "خ".

(1)

بفتح الفوقية والقاف وشدة الواو المفتوحة، "ف"(6/ 541).

(2)

"مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي.

(3)

"حماد" هو ابن زيد بن درهم الأزدي.

(4)

"أبي جمرة" بفتح الجيم نصر بن عمران الضبعي.

(5)

جماعة قدموا على ملك، جمع وافد، "لمعات"(1/ 85).

(6)

أبو قبيلة من أسد ربيعة ومضر بن نزار وأبو قبيلة في مقابلتهم ومحاربوهم، "لمعات"(1/ 85).

(7)

أي: نصل.

(8)

والشيء إذا لم يذكر مميّزه يجوز تأنيثه وتذكيره، "ف"(6/ 542).

ص: 203

الإيمَانُ بِاللَّهِ وَشَهَادَةُ

(1)

أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَى اللَّهِ خُمْس مَا غَنِمْتُم، وَأَنْهَاكُم عَنِ الدُّبَّاءِ

(2)

(3)

، وَالْحَنْتَمِ

(4)

، وَالنَّقِيرِ

(5)

، وَالْمُزَفَّتِ"

(6)

. [راجع: 53].

"وَشَهَادَةُ" سقطت الواو في نـ. "وَأَنْ تُؤَدُّوا" في نـ: "وَأَنْ تُوفوا".

===

(1)

بيان لقوله: "الإيمان باللّه"، ومرَّ الحديث [برقم: 53] في "كتاب الإيمان".

(2)

أي: وعاء القرع، "مرقاة"(1/ 172).

(3)

قوله: (عن الدُّبَّاء) بضم الدال وتشديد الموحدة وبالمدّ: القرع، وهي من ظروف الخمر إما الدباء حقيقة أو على شكلها من الخشب، والأول أظهر. "والحنتم" بفتح المهملة وسكون النون وفتح التاء: الجرّة الخضراء. "والنقير" أصل خشبة ينقر فينبذ فيه فيشتدّ نبيذه. "والْمُزّفَّت" بضم الميم وتشديد الفاء المفتوحة: المطلّي بالزفت بالكسر القار، والمراد بالنهي عن استعمال هذه الأواني مبالغة في الاحتراز عن التشبه بشاربي الخمر وأوانيها وقمعًا لآثارها، والظاهر أن المراد [النهي] عن الاستنقاع والانتباذ فيها لإسراع الاشتداد فيها فيسكر، ثم قالوا: تحريم الانتباذ في هذه الأوانِي كان في صدر الإسلام حيث كان القصد إلى قمع آثار الخمر وتأكيد حرمتها ثم نسخ، وهو قول الجمهور. وقال بعض ببقاء التحريم، وإليه ذهب مالك وأحمد، كذا في "اللمعات" (1/ 87). قال العيني (11/ 260): ليس فيه مطابقة للترجمة إلا أن يستأنس في ذلك بذكر ربيعة ومضر فإن نسبتهما إلى إسماعيل عليه السلام لا كلام فيها، انتهى. وهكذا قال صاحب "الفتح"(6/ 542) في وجه المطابقة.

(4)

وهي الجرار الخضرة.

(5)

وهو أصل النخلة ينقر وسطه وينبذ فيه.

(6)

أي: المطلي بالزفت وهو القير.

ص: 204

3511 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ

(2)

عَنِ الزُّهْرِيِّ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بنِ عَبدِ اللَّهِ

(4)

أَنَّ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: "أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هُنَا - يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ- وَمِنْ حَيثُ يَطْلُعُ قَرنُ الشَّيطَانِ"

(5)

(6)

. [راجع: 3104، تحفة: 6850].

‌6 - بَابُ ذِكْرِ أَسْلَمَ

(7)

وَغِفَارَ

(8)

وَمُزَيْنَةَ

(9)

"قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ" لفظ "قال" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي سَالِم" في نـ: "حَدَّثَنَا سَالِم". "هُنَا" في نـ: "هَاهُنَا".

===

(1)

" أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(2)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة.

(3)

"الزهري" هو ابن شهاب.

(4)

ابن عمر رضي الله عنهما.

(5)

قوله: (من حيث يطلع قرن الشيطان) أي: حزبه وأعوانه، كذا في "اللمعات". وفي "الفتح" (6/ 542): ومناسبته للترجمة من جهة ذكر المشرق وكلّهم من مضر وربيعة.

(6)

يحتمل حمله على الحقيقة والمجاز، "ك"(14/ 121).

(7)

"أسلم" ابن أفصى.

(8)

"وغفار" بكسر الغين المعجمة وتخفيف الفاء، هم بنو غفار بن مُلَيل بميم ولامين مصغرًا ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، منهم أبو ذر الغفاري.

(9)

"ومزينة" بضم الميم اسم امرأة عمرو بن أد بن طابخة بالموحدة ثم المعجمة ابن إلياس بن مضر، وهي [مزينة] بنت كلب بن وبرة، منهم عبد اللّه بن مغفل المزني.

ص: 205

وَجُهَينَةَ

(1)

وَأَشْجَعَ

(2)

(3)

3512 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(5)

، عَنْ سَعْدٍ بِنْ إِبرَاهيمَ

(6)

، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ وَجُهَينَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ

(7)

وَأَشْجَعُ مَوَالِيَّ

(8)

، لَيسَ لَهُم مَوْلًى دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ". [راجع: 3501].

"ابِنْ إِبرَاهيمَ" ثبت في قتـ، ذ.

===

(1)

" وجهينة" بضم الجيم وفتح الهاء ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلُم بضم اللام ابن الحاف بن قضاعة، منهم عقبة بن عامر الجهني.

(2)

"وأشجع" ابن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس، فهذه قبائل خمس من مضر.

(3)

قوله: (ذكر أسلم وغفار

) إلخ، قال في "الفتح": هذه خمس قبائل كانت في الجاهلية في القوة والمكانة دون بني عامر بن صعصعة وبني تميم بن مر وغيرهما من القبائل، فلما جاء الإسلام كانوا أسرع فيه من أولئك فانقلب الشرف إليهم بسبب ذلك، "فتح"(6/ 543).

(4)

أي: الفضل بن دكين.

(5)

الثوري.

(6)

ابن عبد الرحمن، "تق" (رقم: 2227).

(7)

بكسر المعجمة وتخفيف الراء، يصرف باعتبار الحي ولا يصرف باعتبار القبيلة، "ك"(14/ 121).

(8)

قوله: (موالي) بتشديد التحتية إضافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي: أنصاري، وهذا هو المناسب هنا وإن كان للمولى عدة معان، ويروى بتخفيف التحتية أي: موالي اللّه ورسوله، ويدلّ عليه قوله:"ليس لهم مولىً دون اللّه ورسوله"، "فتح"(6/ 544).

[هذه فضيلة ظاهرة لهؤلاء القبائل، والمراد من آمن منهم، "فتح"].

ص: 206

3513 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ

(1)

الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ

(2)

، عَنْ صَالِحٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ

(4)

: أَنَّ عَبدَ اللَّهِ

(5)

أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال عَلَى الْمِنْبَرِ: "غِفَارُ

(6)

غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَعُصَيَّة عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ". [أخرجه م 2518، تحفة: 7682].

3514 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ،

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرْ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّد" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ". "حَدَّثَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ".

===

(1)

بالمعجمة والراء المكررة مصغرًا، "ف"(6/ 544).

(2)

إبراهيم بن سعد الزهري.

(3)

هو ابن كيسان.

(4)

مولى ابن عمر، "قس"(8/ 22).

(5)

هو ابن عمر.

(6)

قوله: (غفار غفر الله لها وأسلم سالمها اللّه) هو لفظ خبر يراد به الدعاء، ويحتمل أن يكون خبر، أو سالمها بمعنى سلّمها، نحو قاتله الله بمعنى قتله. "وعُصَيّة" مصغّرًا: بطن من بني سليم. قال الخطابي (3/ 1584): إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهاتين القبيلتين لأن دخولهما في الإسلام كان من غير حرب، وكانت غفار تُتَّهَمُ بسرقة الحُجّاج فأحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يمحو عنهم تلك السّيّئة وأن يعلم ما سلف منها مغفور لهم، وأما عُصَيّة فهم الذين قتلوا القراء ببئر معونة، ملتقط من "ك"(14/ 122)، "ف"(6/ 544)، "خ".

(7)

هو ابن سلام، وقيل: ابن يحيى الذهلي وهو وهم، فإن الذهلي لم يدرك عبد الوهاب، والصواب ابن سلام، ويحتمل أن يكون ابن حوشب،

ص: 207

عَنْ أَيُّوبَ

(1)

، عَنْ مُحَمَّدٍ

(2)

، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا". [أخرجه: م 2515، تحفة: 14445].

3515 -

حَدَّثَنَا قَبِيصةُ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(4)

. حَ وَ

(5)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِي

(7)

، عَنْ سُفْيَانَ

(8)

، عَنْ عَبدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ

(9)

، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ

(10)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرَأَيْتُم

(11)

إِنْ كَانَ جُهَينَةُ وَمُزَيْنَةُ

"وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

"ف"(6/ 544)، أو هو ابن المثنى، "قس"(8/ 23).

(1)

السختياني.

(2)

ابن سيرين.

(3)

ابن عقبة، "قس"(8/ 24).

(4)

الثوري.

(5)

قال المؤلف، "قس"(8/ 24).

(6)

هو بندار العبدي، "قس"(8/ 24).

(7)

عبد الرحمن.

(8)

الثوري، "قس"(8/ 24).

(9)

الفرسي بالفاء، "قس"(8/ 24).

(10)

"عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه" أبي بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة.

(11)

أخبروني، والخطاب للأقرع، "قس"(8/ 24).

ص: 208

وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ

(1)

، وَمِنْ بَنِي أَسَدٍ

(2)

، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ

(3)

بْنِ غَطَفَانَ

(4)

، وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ

(5)

: خَابُوا

(6)

وَخَسِرُوا، فَقَالَ

(7)

: "هُم

(8)

خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَمِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ"

(9)

. [طرفاه: 3516، 6635، أخرجه: م 2522، ت 3952، تحفة: 11680].

3516 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(10)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ

(11)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(12)

،

"وَمِنْ بَنِي أَسَدٍ" في نـ: "وَ بَنِي أَسَدٍ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

(1)

" من بني تميم" هو ابن مُرٍّ بضم الميم وشدة الراء، ابن أد بن طابخة المذكور قبل.

(2)

أي: ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر وكانوا عددًا كثيرًا، "ف"(6/ 544).

(3)

كان اسمه عبد العزّى سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، "ك"(14/ 122).

(4)

"بني عبد اللّه بن غطفان" ابن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر.

(5)

هو الأقرع بن حابس، "ك"(14/ 123).

(6)

من الخيبة وهي الحرمان.

(7)

صلى الله عليه وسلم.

(8)

أي: جهينة وثلاثة بعده.

(9)

ابن معاوية بن بكر بن هوازن، "قس"(6/ 24).

(10)

العبدي.

(11)

هو ابن جعفر، "قس"(8/ 24).

(12)

ابن الحجاج.

ص: 209

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أِبِي يَعْقُوبَ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ عَبدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الأقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ

(2)

مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ -وَأَحْسِبُهُ- وَجُهَينَةَ -ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ شَكَّ- قَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرَأَيْتَ

(3)

إِنْ كَانَ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ -وَأَحْسِبُهُ- وَجُهَينَةُ خَيرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَبَنِي عَامِرٍ وَأَسَدٍ وَغَطَفَانَ، خَابُوا وَخَسِرُوا؟ "

(4)

قَالَ

(5)

: نَعَم، قَالَ

(6)

: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُمْ لَأَخْيَرُ مِنْهُم"

(7)

. [راجع: 3515].

"إِنَّمَا بَايَعَكَ" في قتـ: "إِنَّمَا تَابَعَكَ". "لَأَخْيَرُ مِنْهُمْ" كذا في ذ، وفي نـ:"لَخَيرٌ منهم"[بلام التأكيد].

===

(1)

البصري.

(2)

جمع الحاج.

(3)

الخطاب للأقرع بن حابس، "قس"(6/ 24).

(4)

قوله: (خابوا وخسروا) قال عثمان: وفي "المقاصد": قوله: "خابوا وخسروا" في هذه الرواية من كلام النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: وقعوا في الخيبة والخسران بأن تخلّفوا عن الإسلام وحاربوا المسلمين.

(5)

الأقرع، "قس"(8/ 25).

(6)

صلى الله عليه وسلم.

(7)

قوله: (لَأَخْيَرُ منهم) كذا فيه بوزن أفعل، وهي لغة قليلة، والمشهورة:"لخيرٌ منهم" وثبت كذلك في رواية الترمذي. وإنما كانوا خيرًا منهم لأنهم سبقوهم إلى الإسلام، والمراد: الأكثر الأغلب، "فتح"(6/ 545).

ص: 210

3517 -

حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَرب

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيدٍ

(2)

، عَنْ أَيُّوبَ

(3)

، عَنْ مُحَمَّدٍ

(4)

، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ

(5)

(6)

: أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَشَيءٌ مِنْ مُزَيْنَةَ وَجُهَينَةَ -أَوْ قَالَ: شَيْءٌ مِنْ جُهَينَةَ أَوْ مُزَيْنَةَ

(7)

- خَيرٌ عِنْدَ اللَّهِ -أَوْ قَالَ: يَومَ الْقِيَامَةِ- مِنْ أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَهَوَازِنَ

(8)

وَغَطَفَانَ. [تحفة: 14420].

"قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"عَنْ حَمَّادٍ".

===

(1)

الأزدي، "قس"(8/ 25).

(2)

ابن درهم.

(3)

السختياني.

(4)

ابن سيرين.

(5)

صلى الله عليه وسلم.

(6)

قوله: (قال: قال) كذا فيه بحذف فاعل قال الثاني، وهو اصطلاح لمحمد بن سيرين إذا قال: عن أبي هريرة، قال: قال، ولم يسمّ قائلًا، والمراد به النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نَبّه على ذلك الخطيب، وتبعه ابن الصلاح، وقد أخرج مسلم هذا الحديث فقال فيه:"قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم"، "فتح"(6/ 545).

(7)

قوله: (أو مُزَينة) أي: قال: شيء منهما، أو قال: شيء إما من هذا وإما من ذلك، يعني شكّ في أنه جمع بينهما أو اقتصر على أحدهما، كذا في "الكرماني"(14/ 125 - 126) و"الخير الجاري"، قال الشيخ ابن حجر: فيه تقييد لما أطلق في حديث أبي بكرة الذي قبله، وكذا في قوله:"يوم القيامة" لأن المعتبر بالخير والشر إنما يظهر في ذلك الوقت.

(8)

قوله: (وهوازن) قال القسطلاني (8/ 25): وقد ذكر في هذا الحديث هوازن بدل بني عامر بن صعصعة، وبنو عامر بن صعصعة من بني هوازن من غير عكس، فذكر هوازن أشمل.

ص: 211

‌7 - بَابُ ذِكْرِ قَحْطَانَ

(1)

3518 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزيز بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ

(3)

، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ

(4)

، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ

(5)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ

(6)

مِنْ قَحْطَانَ

(7)

يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ". [طرفه: 7117، أخرجه: م 2910، تحفة: 12918].

‌8 - بَابُ مَا يُنْهَى

(8)

عنهُ مِنْ دَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ

"مَا يُنْهَى عنهُ مِنْ دَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ" في نـ: "مَا يُنْهَى عَنْ دَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ"، وفي أخرى:"مَا يُنْهَى مِنْ دَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ"، وقوله:"مِنْ دَعْوَة الجَاهِلِيَّة" في نـ: "مِنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ"، وفي أخرى:"مِنْ دَعْوَةٍ جَاهِلِيَّةٍ".

===

(1)

" قحطان" بفتح القاف وسكون الحاء المهملة أبو اليمن كما مرّ، تقدم القول فيه هل هو من ذرية إسماعيل أم لا؟ وإلى قحطان تنتهي أنساب أهل اليمن من حمير وكندة وهمدان وغيرهم، "قس"(8/ 30)، "ف"(6/ 545).

(2)

"عبد العزيز" هو الأويسي.

(3)

"سليمان" هو المدني.

(4)

"ثور" بفتح المثلثة ابن زيد هو الديلي المدني.

(5)

"أبي الغيث" اسمه سالم مولى عبد اللّه بن مطيع.

(6)

لم يسم.

(7)

قوله: (من قحطان) هو أبو اليمن، وسَوقُ الناس بعَصَاه عبارة عن تسخير الناس واسترعائهم كسوق الراعي الغَنَم بعصاه، فهو كناية عن الملك، ويكون خروجه بعد المهدي، "خير"[انظر "ع" (11/ 264)].

(8)

قوله: (ما يُنهى) بضم أوله، ودعوى الجاهلية الاستغاثة عند إرادة

ص: 212

3519 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّد

(1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ

(2)

قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ

(4)

أَنَّهُ سمِعَ جَابِرًا

(5)

يَقُولُ: غَزَوْنَا

(6)

مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ

(7)

مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ

(8)

فَكَسَعَ

(9)

===

الحرب، كانوا يقولون: يا آل فلان! فيجتمعون وينصرون القائل ولو كان ظالمًا، فجاء الإسلام بالنهي عن ذلك، "فتح"(6/ 546).

(1)

"محمد" ابن سلام كما جزم به أبو نعيم والدمياطي وغيرهما، "قس"(8/ 31).

(2)

"مخلد بن يزيد" الحراني الجزري.

(3)

"ابن جريج" عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي.

(4)

"عمرو بن دينار" القرشي المكي.

(5)

"جابر" هو ابن عبد اللّه الأنصاري.

(6)

أي: غزوة المريسيع سنة ست.

(7)

قوله: (وقد ثاب معه ناس) بمثلثة وموحدة أي: اجتمع. قوله: "رجل لَعَّاب" أي: بطال، وقيل: كان يلعب بالحراب كما تصنع الحبشة. وهذا الرجل هو جهجاه بن قيس الغفاري، وكان أجير عمر بن الخطاب، و"الأنصاريّ" هو سنان بن وبرة حليف بني سالم الخزرجي، "فتح"(6/ 547).

(8)

"رجل لعّاب" هو جهجاه بن قيس الغفاري. أي: مزاح، "قس"(8/ 31).

(9)

قوله: (فكسع) بفتح الكاف والمهملتين أي: ضربه على دبره. قوله: "حتى تداعَوْا" كذا للأكثر بسكون الواو بصيغة الجمع، وفي بعض النسخ عن أبي ذر:"تداعَوَا" بفتح العين والواو بلفظ التثنية، والمشهور في هذه تداعَيَا بالياء عوض الواو، وكأنه أبقاها على أصلها بالواو، "فتح الباري"(6/ 547).

ص: 213

أَنْصَارِيًّا

(1)

، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا، حَتَّى تَدَاعَوْا، وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ

(2)

، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:"مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ " ثُمَّ قَالَ: "مَا شَأْنُهُم؟ " فَأُخْبِرَ بِكَسعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الأَنْصَاريَّ، قَالَ: فَقَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ"

(3)

، وَقَالَ عَبدُ اللَّهِ بْنُ أبَي ابْنُ سَلُولَ

(4)

: أَقَدْ تَدَاعَوا عَلَينَا؟ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا تَقْتُلُ هَذَا الْخَبِيثَ يَعنِي عَبدَ اللَّهَ

(5)

؟ فَقَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا، تتَحَدَّثُ

(6)

النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ". [طرفاه: 4905، 4907، تحفة: 2559].

"لَئِنْ رَجَعْنَا" في نـ: "لَإِنْ رَجَعْنَا". "أَلَا تَقْتُلُ هَذَا الْخَبيثَ يَعنِي عَبدَ اللهِ" في نـ: "أَلَا تَقْتُلُ هَذَا الْخَبِيثَ يَا نَبِيَّ اللهِ يَعنِي عَبدَ اللَّهِ"، وفي قتـ، ذ:"أَلَا تَقْتُلُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الْخَبِيثَ يَعنِي عَندَ اللَّهِ"، وفي نـ: "يَا رَسُولَ اللَّه

" إلخ، وفي أخرى: "أَلا يُقْتَلُ" بدل "أَلا تَقْتُلُ"، وفي أخرى: "لِعَبدِ اللهِ" بدل "يَعْنِي عَبدَ اللَّهِ".

===

(1)

" أنصاريًا" هو سنان بن وبرة حليف بني سالم الخزرجي.

(2)

اللام للاستغاثة وهذا يسمَّى بدعوى الجاهلية، "ك"(14/ 127).

(3)

قوله: (دعوها فإنها خبيثة) أي: دعوى الجاهلية، وقيل: الكسعة، والأول هو المعتمد، "فتح الباري"(6/ 547).

(4)

اسم أم عبد الله.

(5)

ابن أبي، "قس"(8/ 32).

(6)

قوله: (لا، يتحدث) أي: لا تقتل فيتحدث الناس. قال الخطابي (3/ 1586): فيه باب عظيمٌ من سياسة أمر الدين والنظر في العواقب، وذلك أن الناس إنما يدخلون في الدين ظاهرًا ولا سبيل إلى معرفة ما في نفوسهم، فلو عوقب المنافقُ على [باطن] كفره لَوَجَدَ أعداء الدين [سبيلًا إلى] تنفير

ص: 214

3520 -

حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(2)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(3)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ

(4)

، عَنْ مَسرُوقٍ

(5)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ

(6)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَنْ سُفْيَانَ

(7)

، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"لَيسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ"

(8)

. [راجع: 1294].

"حَدَّثَنَا ثَابِتُ" في نـ: "حَدَّثَنِي ثَابِتُ". "وَعَنْ سُفْيَانَ" في نـ: "ح وَعَنْ سُفْيَانَ".

===

الناس عن الدخول في الدين بأن يقولوا: ما يؤمنكم إذا دخلتم في دينه أن يدّعي عليكم كفر الباطن فيستبيح بذلك دماءكم وأموالكم؟ فلا تسلموا أنفسَكم إليه للهلاك، فيكون ذلك سببًا لنفور الناس عن الدين، "ك"(14/ 127)، "خ".

(1)

"ثابت بن محمد" أبو إسماعيل الكناني الكوفي.

(2)

الثوري.

(3)

"الأعمش" سليمان بن مهران الكوفي.

(4)

"عبد الله بن مرة" الهمداني الكوفي.

(5)

"مسروق" هو ابن الأجدع الهمداني الكوفي.

(6)

أي: ابن مسعود، "قس"(8/ 33).

(7)

قوله: (وعن سفيان) هو معطوف على قوله: "حدثنا سفيان عن الأعمش" وليس بمعلّق، وقد تقدم في "الجنائز"، "فتح"(6/ 547).

(8)

قوله: (دعا بدعوى الجاهلية) كما كانوا يقولون عند النوحة: واجبلاه، فقد كان لهم دعاوى باطلة عند الحياة كما عرفت سابقًا، وحال الممات كما عرفت الآن، "الخير الجاري"، ومرَّ بيانه [برقم: 1294].

ص: 215

‌9 - بَابٌ قِصَّةُ خُزَاعَةَ

(1)

(2)

3521 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبرَاهِيمَ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ

(5)

، عَنْ أبِي حَصِينٍ

(6)

، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

(7)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "عَمْرُو بْنُ لُحَيِّ

(8)

بْنِ قَمَعَةَ بْنِ خِنْدِفَ أَبُو خُزَاعَةَ". [تحفة: 12833].

"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ".

===

(1)

بضم المعجمة وتخفيف الزاي، "ك"(14/ 128).

(2)

اختلف في نسبهم مع الاتفاق على أنهم من ولد عمرو بن لحي باللام والمهملة مصغرًا، وهو ابن حارثة بن عمرو بن عامر بن ماء السماء، "ف"(6/ 547)، ابن سبأ، "قس"(8/ 35).

(3)

"إسحاق بن إبراهيم" ابن راهويه.

(4)

"يحيى" ابن آدم بن سليمان القرشي الكوفي.

(5)

"إسرائيل" ابن يونس السبيعي.

(6)

"أبي حصين" عثمان بن عاصم الأسدي.

(7)

"أبي صالح" ذكوان الزيات.

(8)

قوله: (عمرو بن لُحَيّ) بضم اللام وفتح المهملة وتشديد الياء "ابن قَمعة" بفتح القاف والميم وتخفيفها وبإهمال العين، وقيل: بكسر القاف وشدة الميم بفتحها وكسرها، وقيل: بفتحها وسكون الميم "ابن خندف" بكسر المعجمة وسكون النون وكسر المهملة وفتحها وبالفاء، وهي أم القبيلة فلا ينصرف، وقمعة منسوب إلى الأم، وإلا فأبوه اسمه إلياس بن مضر، "ك"(14/ 128). واسم الخندف ليلى، والخندف لقبُها، لُقبت بها لما مات زوجها إلياس بن مضر حزنت عليه حزنًا شديدًا حتى خرجت عن الأولاد

ص: 216

3522 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ

(2)

عَنِ الزُّهْرِيِّ

(3)

، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ

(4)

قَالَ: الْبَحِيرَةُ

(5)

: الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ وَلَا يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَالسَّائِبَةُ: الَّتِي كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لآلِهَتِهِم فَلَا يُحْمَلُ عَلَيهَا شَيءٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ

(6)

الْخُزَاعِيَّ

"عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْخُزَاعِيَ" في نـ: "عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَيٍّ الْخُزَاعِيَّ".

===

وضيعتهم وهجرت دارها وساحت في الأرض حتى ماتت. و"أبو خزاعة" أبو حيّ من الأزد، "الخير الجاري". [انظر "قس" (8/ 234)].

(1)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع الحمصي.

(2)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة الحمصي.

(3)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(4)

"سعيد بن المسيب" المخزومي القرشي.

(5)

قوله: (البَحِيرة) بفتح الموحدة، كان أهل الجاهلية إذا نتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر بحروا أُذنها أي: شقّوها وحرّموا ركوبَها ودَرَّها، فلا تُطْرد عن ماء ولا مرعى لتعظيم الطواغيت. والطاغوت الشيطان وكل رأس في الضلال، وتسمى بالبحيرة، كذا في "الكرماني" (14/ 128). وفي "المجمع" (1/ 154): كانوا إذا تابعت الناقة عشرَ إناث سيَّبوها؛ أي: خلّوا سبيلها ولم تُركب ولم يُجَزَّ وبْرُها ولم يشرب لبنها إلا ضيف، وهي السائبة، فما نتجت بعد من أنثى شقّوا اذُنها وحرم منها ما حرم من أمها وهي البحيرة.

(6)

قوله: (عمرو بن عامر) قيل: هو من أعمام ابن قمعة. فإن قلت: تقدم في "باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة": "ورأيت فيها عمرو بن لُحَيّ

ص: 217

يَجُرُّ قُصْبَهُ

(1)

فِي النَّارِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ". [طرفه: 4623، تحفة: 18726، 13166].

‌10 - قِصَّة إِسلَام أَبِي ذَرٍّ

(2)

‌11 - وَبابُ قِصَّةِ زَمْزَمَ

3523 -

حَدَّثَنَا زيدُ بْنُ أَخْزَمَ

(3)

"قِصَّةُ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ وَبابُ قِصَّةِ زَمْزَمَ" في نـ: "بَابُ قِصَّةِ إِسْلَامِ أَبِي ذرّ بابُ قِصَّةِ زَمْزَمَ". "حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ" في نـ: "حَدَّثَنَا زَيْدٌ هُوَ ابْنُ أَخْزَمَ".

===

وهو الذي سَيَّبَ السوائب". قلت: لعلها واحد، فعامر اسم أبيه والآخر اسم جَدّ من أجداده، كذا في "الكرماني" (14/ 128 - 129)، و"الخير الجاري".

(1)

قوله: (قصبه) بضم القاف وسكون المهملة: الأمعاء، "ك"(14/ 128).

(2)

قوله: (قصة إسلام أبي ذر) وللحموي: "باب قصة إسلام أبي ذر" وسقط للباقين وكأنه أولى؛ لأن هذه الترجمة ستأتي بعد إسلام أبي بكر وسعد وغيرهما، ووقع للأكثر هنا:"قصة زمزم"، ووجه تعلُّقها بقصة أبي ذر ما وقع له من الاكتفاء بماء زمزم في المدة التي أقام فيها بمكة، كذا في "الفتح" (6/ 550). وعند العيني: باب قصة زمزم، وفيه إسلام أبي ذر، ووقع لأبي ذر: قصة إسلام أبي ذر، كذا في "القسطلاني" (8/ 27). وفي بعض النسخ: باب جهل العرب، وله أيضًا وجه، كذا في "الخير الجاري". قال الكرماني (14/ 129): أبو ذر -بتشديد الراء- اسمه جندب -بضم الجيم والدال المهملة وفتحها- وهو أول من حيّا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام، وهو خامس خمسة في الإسلام، وكان يتعبّد لله قبل البعثة، واسم أخيه أنيس مصغّرًا، أسلم مع أبي ذر، وكان شاعرًا، وأسلمت أمهما.

(3)

"زيد" هو ابن أخزم الطائي البصري.

ص: 218

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيبَةَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنِي مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ

(2)

الْقَصِيرُ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ

(4)

قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسِ: أَلَا أُخْبِرُكُم بِإِسْلَام أَبِي ذَرٍّ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كُنْتُ رَجُلًا مِنْ غِفَارٍ

(5)

، فَبَلَغَنَا أَنَّ رَجُلًا قَدْ خَرَج بِمَكَّةَ، يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقُلْتُ لِأَخِي

(6)

: انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ وَكَلِّمهُ وَأْتِنِي بِخَبَرِهِ، فَانْطَلَقَ فَلَقِيَهُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْتُ: مَا عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَأْمُرُ بِالْخَيرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ لَهُ: لَم تَشْفِنِي

(7)

مِنَ الْخَبَرٍ، فَأَخَذْتُ جِرَابًا وَعَصًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ فَجَعَلْتُ لَا أَعْرِفُهُ، وَأَكْرَهُ أنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، وَأَشْرَبُ

(8)

مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَأَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ:

"قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ أَبُو قُتَيبَةَ". "سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ"في نـ: "سَالِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ". "مُثنَى بْنُ سَعِيدٍ" في نـ: "المُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ". "وَكَلِّمْهُ" سقطت الواو في نـ. "فَأَخَذْتُ جِرَابًا" في سـ، حـ، ذ:"فَأَخَذَ جِرَابًا".

===

(1)

" أبو قتيبة سلم بن قتيبة" الشعيري الخراساني.

(2)

"مثنى" ضد الواحد هو الضبعي.

(3)

ضد الطويل.

(4)

"أبو جمرة" بالجيم والراء، نصر بن عمران.

(5)

قبيلة.

(6)

اسمه أنيس مصغر أنس.

(7)

أي: لم تجئني بجواب يشفيني من مرض الجهل، "ك"(14/ 129).

(8)

بالرفع لا بالنصب، "ك"(14/ 129).

ص: 219

فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقَالَ: كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيءٍ، وَلَا أُخْبِرُهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ لأَسْأَلَ عَنْهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَيءٍ. قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقَالَ: أَمَا نَالَ

(1)

لِلرَّجُلِ يَعْرِفُ مَنْزِلَهُ بَعْدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَانْطَلِقْ مَعِي، قَالَ: فَقَالَ: مَا أَمْرُكَ وَمَا أَقْدَمَكَ هَذِهِ الْبَلْدَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنْ كَتَمْتَ عَلَيَّ أَخْبَرتُكَ، قَالَ: فَإِنِّي أَفْعَلُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ هَاهُنَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيُكَلِّمَهُ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَشْفِنِي مِنَ الْخَبَر، فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقَاهُ، فَقَالَ لَهُ: أَمَا إِنَّكَ قَدْ رُشَدْتَ

(2)

، هَذَا وَجْهِي إِلَيْهِ

(3)

، فَاتَّبِعْنِي، ادْخُلْ حَيْثُ أَدْخُلُ، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ أَحَدًا أَخَاُفهُ عَلَيكَ، قُمْتُ إِلَى الْحَائِطِ، كَأَنِّي أُصْلِحُ نَعْلِي، وَامْضِ أَنْتَ، فَمَضَى وَمَضَيتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلَامَ.

"فَقَالَ: فَانْطَلِقْ" في نـ: "فَقَالَ: انْطَلِقْ"، وفي أخرى:"قَالَ: فَانْطَلِقْ". "قَالَ: فَانْطَلِقْ مَعِي" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ: انْطَلِقْ مَعِي". "فَقَالَ لَهُ" لفظ "له" سقط في نـ. "قُمْتُ إِلَى الْحَائِطِ" في سـ، حـ، ذ:"فَقُمْتُ إِلَى الْحَائِطِ".

===

(1)

قوله: (أما نال) بنون فألف فلام أي: أما جاء الوقت الذي يعرف الرجل فيه منزله بأن يكون له منزل معيّن يسكنه، "ك"(14/ 129)، "خ".

(2)

قوله: (رشدت) بفتح الشين وكسرها. قوله: "وجهي إليه" أي: أريد أن أزور الرجل الذي تريد زيارته، "خ".

(3)

أي: أريد زيارته.

ص: 220

فَعَرَضَهُ فَأَسْلَمْتُ مَكَانِي

(1)

، فَقَالَ لِي:"يَا أَبَا ذَرٍّ اكْتُمْ هَذَا الأَمْرَ، وَارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ، فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورُنَا فَأَقْبِلْ"، فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأصْرُخُنَّ بِهَا

(2)

بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَقُرَيْشٌ فِيهِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنِّي أَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ

(3)

(4)

، فَقَامُوا فَضرِبْتُ لِأَمُوتَ

(5)

، فَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ، فَأَكَبَّ عَلَيَّ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ:

"يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ" في قتـ، ذ، "يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ". "إِنِّي أَشْهَدُ" في ذ:"أَنَا أَشْهَدُ".

===

(1)

قوله: (فأسلمتُ مكاني) أي: في الحال. قال الكرماني (14/ 129 - 130): فإن قلت: كيف أسلم في الحال ولم ير ما يدلّ على نبوّته من المعجزات؟ قلت: الروايات الأخر دلّت على أنه كان بعد ظهور المعجزات له، انتهى، كذا في "الخير الجاري".

(2)

قوله: (لأَصرُخَنّ بها) أي: لأرفعنّ صوتي بها، فإن قلت: لِمَ خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: علم بالقرائن بأنه ليس للإيجاب، ولهذا لما قال ذلك سكت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، "ك"(14/ 130).

(3)

من صبأ إذا خرج من دين إلى دين، "مجمع"(3/ 283).

(4)

قوله: (الصابي) من صبا صبوة: أي: مال إلى الجهل، كذا في "الكرماني"(14/ 130). هذا على تقدير أن يكون ناقصًا، وأما على تقدير أن يكون مهموزًا فهو من صَبَأَ كمَنَعَ وكَرُمَ: خرج من دين إلى [دين] آخر، كذا في "القاموس" (ص: 55). قال القسطلاني (8/ 30): الصابئ بالهمز: الذي انتقل من دين إلى دين، أو ارتكب الجهل.

(5)

قوله: (لأموت) أي: لأن أموت يعني ضربوه ضرب الموت، انتهى. "قس"(8/ 30).

ص: 221

وَيْلَكُمْ تَقْتُلُونَ رَجُلًا مِنْ غِفَارٍ، وَمَتْجَرُكُمْ وَمَمَرّكُمْ عَلَى غِفَارٍ، فَأَقْلَعُوا

(1)

عَنِّي، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ الْغَدَ رَجَعْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ مَا قُلْتُ بِالأَمْسِ، فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَصُنِعَ بِي مِثْلَ مَا صُنِعَ بِالأَمْسِ، فَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ

(2)

عَلَيَّ، وَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالأَمْسِ، قَالَ: فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ. [أخرجه: م 2474، تحفة: 6528، 11958].

‌12 - بَابُ جَهْلِ الْعَرَبِ

(3)

3524 -

حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ

(4)

، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(5)

، عَنْ أَبِي بِشْرٍ

(6)

، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ جُبَيرٍ

(7)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا سَرَّكَ أَنْ تَعْلَمَ جَهْلَ

"ويلَكُمْ تَقْتُلُونَ" فيِ ذ: "وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ". "فَصُنِعِ بِي" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فصُنِعَ". "فَأدْرَكَنِي" كذا في ذ، وفي نـ:"وَأدْرَكَنِي". "بَابُ جَهْلِ الْعَرَبِ" في ذ: "بَابُ قِصَّةٍ زَمْزَمَ وَجَهْلِ الْعَرَبِ".

===

(1)

من الإقلاع عن الأمر وهو الكف عنه، "ك"(14/ 130).

(2)

أكب عليه: أقبل ولزم، "قاموس" (ص: 132).

(3)

قوله: (باب جهل العرب) ولأبي ذر: "باب قصة زمزم وجهل العرب"، والأول أولى؛ إذ لم يَجْرِ في حديث الباب لزمزم ذكرٌ، وأما الإسماعيلي فجمع هذه الأحاديث في ترجمة واحدة وهو متّجه، كذا في "الفتح"(6/ 551).

(4)

"أبو النعمان" محمد بن الفضل السدوسي.

(5)

"أبو عوانة" الوضاح اليشكري.

(6)

"أبي بِشْر" جعفر بن أبي وحشية اليشكري.

(7)

"سعيد بن جبير" الأسدي مولاهم الكوفي.

ص: 222

الْعَرَب فَاقْرَأْ مَا فَوْقَ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي سُورَةِ الأَنْعَامِ {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ

(1)

سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [الأنعام: 140][تحفة: 5461].

‌13 - بَابُ مَنِ انْتَسَبَ إِلَى آبَائِهِ فِي الإسْلَامِ وَالْجَاهِلِيَّةِ

(2)

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ

(3)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيم ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيم يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

(4)

خَلِيلِ اللَّهِ". وَقَالَ الْبَرَاءُ

(5)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ"

(6)

.

3525 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ

(7)

قَالَ: ثَنَا أَبِي

(8)

، ثَنَا الأَعْمَشُ

(9)

===

(1)

قوله: ({قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ}) أي: بناتهم مخافة الفقر " {سَفَهًا} " نصب على الحال أي: ذوي سفه " {بِغَيْرِ عِلْمٍ} " لأن الفقر وإن كان ضرًّا إلا أن القتل أعظم منه، وأيضًا فالقتل ناجز وذلك الفقر موهوم فالتزام أعظم المضارّ على سبيل القطع حذرًا من ضرر موهوم لا ريب أنه سفاهة، وهذه السفاهة إنما تولّدت من عدم العلم بأن اللّه رَزّاق أولادهم، "قس"(8/ 36).

(2)

قوله: (من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية) أي: جواز ذلك، خلافًا لمن كرهه مطلقًا، فإن محلّ الكراهة ما إذا أورده على طريق المفاخرة، "ف"(6/ 551).

(3)

"وقال ابن عمر وأبو هريرة" سبق حديثهما موصولًا في "كتاب الأنبياء"[برقم: 3390، ويأتي أيضًا برقم: 4688].

(4)

فيه مطابقة للجزء الأول من الترجمة، "قس"(8/ 36).

(5)

"وقال البراء" هو ابن عازب، وصله في "الجهاد" [برقم: 2930].

(6)

فيه المطابقة للجزء الثاني من الترجمة، "قس"(8/ 36).

(7)

"عمر بن حفص" يروي عن أبيه.

(8)

"أبي" حفص بن غياث الكوفي.

(9)

"الأعمش" سليمان بن مهران الكوفي.

ص: 223

قَالَ: ثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ

(1)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

(2)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} جَعَلَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنَادِي: "يَا بَنِي فِهْرٍ

(3)

، يَا بَنِي عَدِيٍّ بِبُطُونِ قُرَيْشٍ". [راجع: 1394].

3526 -

وَقَالَ

(4)

(5)

لَنَا قَبِيصَةُ

(6)

: ثَنَا سُفْيَانُ

(7)

، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ

(8)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] جَعَلَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم يدْعُوهُمْ قَبَائِلَ قَبَائِلَ

(9)

. [راجع: 1394، أخرجه: س في الكبرى 11378، تحفة: 5476].

"بِبُطُونِ قُرَيْشٍ" في هـ، ذ:"لِبُطُونِ قُرَيْشٍ". "ثَنَا سُفْيَانُ" كذا في قتـ، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ".

===

(1)

" عمرو بن مرة" ابن عبد اللّه الكوفي.

(2)

"سعيد بن جبير" الأسدي.

(3)

قوله: (يا بني فهر) بكسر الفاء وسكون الهاء وبالراء، ابن مالك بن النضر بن كنانة، بطن من قريش، وكذا بنو عدي بفتح المهملة الأولى، ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، رهط عمر رضي الله عنه، "ك" (14/ 130 - 131). قال العيني (11/ 276): والمطابقة من حيث ذكرُه صلى الله عليه وسلم عشيرتَه بنسبة كل قبيلة إلى آبائها.

(4)

وهو موصول ليس بمعلق، "ف"(6/ 552).

(5)

وإنما قال هذا لأنه سمعه منه في المذاكرة، "ع"(11/ 276).

(6)

"قبيصة" هو ابن عقبة.

(7)

الثوري.

(8)

الأسدي.

(9)

قد فسَّره الذي قبله أي: من قوله: "يا بني فهر

" إلخ، كذا في "الفتح" (6/ 552).

ص: 224

3527 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(1)

، أَنَا شُعَيْبٌ

(2)

، ثَنَا أَبُو الزِّنَادِ

(3)

، عَنِ الأَعْرَج

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، اشْتَرُوا أَنْفسَكُمْ

(5)

مِنَ اللَّهِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِب اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ

(6)

، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللَّهِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، سَلَانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا". [راجع: 2753، تحفة: 13769].

"ثَنَا أَبُو الزِّنَادِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَادِ". "فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ" في نـ: "فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ".

===

(1)

" أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(2)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة.

(3)

"أبو الزناد" عبد اللّه بن ذكوان.

(4)

"الأعرج" عبد الرحمن.

(5)

قوله: (اشتروا أنفسكم) أي: باعتبار تخليصها من العذاب، كأنه قال: أسلِموا تسلموا من العذاب، فيكون ذلك كالشراء، كأنهم جعلوا الطاعة ثمن النجاة، وأما قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} [التوبة: 111] فمعناه: أنه بايع باعتبار تحصيل الثواب، والثمن الجنة، "قس"(8/ 38).

(6)

قوله: (عمَّةَ رسول اللّه) صلى الله عليه وسلم، وهي صفية بنت عبد المطلب، وهذه القصة إن كانت وقعت في صدر الإسلام بمكة فلم يدركها ابن عباس؛ لأنه وُلد قبل الهجرة بثلاث سنين، ولا أبو هريرة؛ لأنه أسلم بالمدينة، وفي نداء فاطمة يومئذ أيضًا ما يقتضي تأخر القصة؛ لأنها حينئذ كانت صغيرة أو مراهقة، والذي يظهر أن ذلك وقع مرّتين: مرّة في صدر الإسلام، ورواية ابن عباس وأبي هريرة لها من مراسيل الصحابة، وهذا هو الموافق للترجمة

ص: 225

‌14 - بَابٌ ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ وَمَوْلَى

(1)

الْقَوْمِ مِنْهُمْ

3528 -

حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَرْبٍ

(2)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(3)

، عَنْ قَتَادَةَ

(4)

، عَنْ أَنَسٍ

(5)

قَالَ: دَعَا النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم الأَنْصَارَ خَاصَّةً فَقَالَ: "هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيرِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ

(6)

لَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ"

(7)

. [راجع: 3146].

"خَاصةً" سقط في نـ. "فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم " في نـ: "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ".

===

من جهة دخولها في مبتدأ السيرة النبوية، ويؤيد ذلك ما سيأتي [من] أن أبا لهب كان حاضرًا لذلك وهو مات في أيام بدر، ومرّة بعد ذلك حيث يمكن أن تدعى فيها فاطمةُ عليها السلام ويحضر ذلك أبو هريرة وابن عباس، "فتح"(6/ 552).

(1)

والمراد بالمولى هنا إما العتيق واما الحليف، "ف"(6/ 553).

(2)

"سليمان بن حرب" الأزدي الواشحي.

(3)

"شعبة" ابن الحجاج العتكي.

(4)

"قتادة" ابن دعامة السدوسي.

(5)

"أنس" ابن مالك رضي الله عنه.

(6)

هو النعمان بن مقرن، "ف"(6/ 552)، "تو"(5/ 2262).

(7)

قوله: (ابن أخت القوم منهم) فيه المطابقة للجزء الأول من الترجمة، أما الجزء الثاني منها فقال الكرماني (14/ 131): فإن قلت: من أين يُعْلَم من الحديث حكمه؟ قلت: بالقياس على ابن الأخت، أو الغرض من ذكره أنه لم يجد حديثًا يدلّ عليه بشرطه، أو أراد أن يذكره ولم يتفق له، انتهى. قال في "الفتح" (6/ 552 - 553): زعم بعضهم أنه لم يقع له حديث

ص: 226

‌15 - بَابُ قِصَّةِ الْحَبَشِ

(1)

وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يَا بَنِي أَرْفَدَةَ"

(2)

(3)

3529 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(4)

، ثَنَا اللَّيثُ

(5)

، عَنْ عُقَيلٍ

(6)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(7)

، عَنْ عُرْوَةَ

(8)

، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تُغَنِّيَانِ وَتُدَفِّفَانِ

(9)

(10)

وَتَضْرِبَانِ،

"فِي أَيَّامِ مِنًى تُغَنِّيَانِ وَتُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ" كذا في ذ، وفي نـ:"فِي أَيَّامِ مِنًى تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ".

===

على شرطه فأشار إليه، وفيه نظر؛ لأنه قد أورده في "الفرائض" [برقم: 6761] ولفظه: "مولى القوم من أنفسهم"، انتهى.

(1)

"باب قصة الحبش" محركة قيل: إنهم من ولد حبش بن كوش بن حام بن نوح، وكانوا سبع إخوة: السند والهند والزنج والقفط والحبشة والنوبة وكنعان، "قس"(8/ 39).

(2)

بفتح الهمزة وإسكان الراء وفتح الفاء وكسرها وبالمهملة: جنس من الحبشة يرقصون، "ك"(14/ 131).

(3)

قوله: (يا بني أرفدة) بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر الفاء وقد تفتح، قيل: لقب للحبشة، وقيل: اسم جنس لهم، وقيل: اسم جدّهم الأكبر، "توشيح"(3/ 882).

(4)

"يحيى" هو ابن عبد اللّه بن بكير المخزومي.

(5)

"الليث" هو ابن سعد المصري.

(6)

"عقيل" ابن خالد الأيلي.

(7)

"ابن شهاب" الزهري.

(8)

"عروة" هو ابن الزبير.

(9)

كذا في جميع النسخ الموجودة من التدفيف.

(10)

قوله: (وتُدَفِّفان) أي: تضربان الدُفَّ. وقوله: "تضربان" تأكيد،

ص: 227

وَالنَبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا

(1)

أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ:"دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ، وَتلْكَ الأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى"

(2)

. [راجع: 454، تحفة: 16562].

3530 -

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُمْ

(3)

عُمَرُ، فَقَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُمْ أَمْنًا

(4)

بَنِي أَرْفَدَةَ". يَعْنِى مِنَ الأَمْنِ. [راجع: 949، تحفة: 16562].

"مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ" في هـ: "مُتَغَشِّيًا بِثَوْبِهِ"، وفي سـ، حـ:"مُتَغَشًّا بِثَوبِهِ". "فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ" في نـ: "فَزَجَرَهُمْ".

===

أو بمعنى ترقصان، من ضرب الأرض إذا وطئها، "مجمع"(2/ 191).

(1)

أي: زجرهما.

(2)

فيه إشارة إلى المكان وفي الأول إلى الزمان، "ع"(5/ 210).

(3)

قوله: (فزجرهم) أي: أبو بكر، وفي بعضها:"فزجرهم عمر"، قاله الكرماني (6/ 88) في آخر "كتاب العيدين".

(4)

قوله: (دعهم أمْنًا) منصوب على الحال أي: اتركهم آمنين، أو هو مفعول مطلق أي: ائمنوا أمنًا ليس لأحد أن يمنعكم، ونحوه. وقوله:"بني أرفدة" منادى، ويجوز أن يكون منصوبًا على الاختصاص. قوله:"يعني من الأمن" هذا من كلام البخاري يشير به إلى أن المراد منه الأمن الذي هو ضد الخوف وليس هو من الأمان الذي للكفار، وانتصابه على أنه مفعول له أو تمييز، ومعناه: اتركهم من جهة أنا آمنّاهم، كذا في "العين"(5/ 210، 11/ 279).

قال في "الفتح"(6/ 553): واستدلّ قوم من الصوفية بحديث الباب على جواز الرقص وسماع آلات الملاهي، وطعن فيه الجمهور باختلاف المقصدين؛ فإن لعب الحبشة بحرابهم كان للتمرين على الحرب فلا يحتجّ به

ص: 228

‌16 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ لَا يُسُبَّ نَسَبُهُ

(1)

3531 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

(2)

، ثَنَا عَبْدَةُ

(3)

، عَنْ هِشَامٍ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ

(5)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: "كَيْفَ بِنَسَبِي

(6)

؟ " فَقَالَ حَسَّانُ: لأَسُلَّنَّكَ

(7)

(8)

مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ.

"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ". "تُسَلُّ الشَّعَرَةُ" في ذ: "يُسَلُّ الشَّعَرَ".

===

للرقص في اللهو، انتهى. ومرَّ بيانه [برقم: 950، و 988] في "كتاب العيدين".

(1)

المراد بالنسب الأصل، وبالسب الشتم، "ك"(6/ 553).

(2)

"عثمان بن أبي شيبة" العبسي الكوفي.

(3)

"عبدة" هو ابن سليمان الكوفي.

(4)

"هشام" ابن عروة بن الزبير.

(5)

"حسان" هو ابن ثابت الأنصاري.

(6)

قال ذلك مخافة أن يقع في نسبه، وقد كان له صلى الله عليه وسلم قرابة بهم، "خ".

(7)

أي: لأخلصن نسبك من نسبهم بحيث يختص الهجو بهم دونك، "ف"(6/ 554).

(8)

قْوْله: (لأسلّنّك) أي: لأَتَلَطَّفنّ في تخليص نسبك من هجوهم بحيث لا يبقى جزء من نسبك فيما ناله [الهجو] كالشَّعر إذا سُلّ من العجين لا يبقى شيء منه، بخلاف ما لو سُلّ من شيء صلب فإنه ربما انقطع وبقي منه بقية، وهذا بأن أهجوهم بأفعالهم وبما يخص عادة لهم، "مجمع"(3/ 105).

ص: 229

وَعَنْ أَبِيهِ

(1)

(2)

قَالَ: ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ

(3)

عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: لَا تَسُبُّهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ

(4)

عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو الْهَيثَم

(5)

: نَفَحَتِ الدَّابَّةُ إِذَا رَمَتْ بِحَوَافِرِهَا، ونَفَحَهُ بالسيفِ إذَا تَنَاَوَلَهُ مِنْ بَعِيدٍ. [طرفاه: 4145، 6150، أخرجه: م 2487، تحفة: 17055، 17054].

‌17 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

-

وَقَولِ اللَّه: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} الآية [الأحزاب: 40] وَقَوْلِهِ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح: 29] وَقَوْلِهِ: {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ

(6)

} [الصف: 6].

"يُنَافِحُ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " في نـ: "يُنَافِحُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم". "قَالَ أَبُو الْهَيثَم

" إلخ، سقط في نـ.

===

(1)

" عن أبيه" أي: أبي هشام عروة المذكور.

(2)

هو موصول بالإسناد المذكور إلى عروة، "ف"(6/ 554).

(3)

لأنه كان وافق أهل الإفك، "مجمع"(3/ 13).

(4)

قوله: (ينافح) بكسر الفاء بعدها مهملة، ومعناه يدافع أو يرامي، "ف" (6/ 554). يقال: نافحت عن فلان أي: خاصمت، "ك"(14/ 132 - 133). يريد بمنافحته هجاءَ المشركين ومجاوبَتَهم على أشعارهم

(1)

، "مجمع"(4/ 768).

(5)

هذا ساقط لغير أبي ذر، "قس"(8/ 40).

(6)

كأنه يشير إلى أن هذين الاسمين أشهر أسمائه، "ف"(6/ 554).

(1)

كذا في "المجمع" نقلًا عن "النهاية"(5/ 199)، وفي الأصل: يريد منافحة هجاء المشركين ومحاربتهم على أشعارهم.

ص: 230

3532 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ

(1)

، ثَنِي مَعْنٌ

(2)

، عَنْ مَالِكٍ

(3)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(4)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ

(5)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ

(6)

: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ،

"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ"، وفي "قس" عكسه. "ثَنِي مَعْنٌ" في نـ:"قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ". "أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ" في هـ، ذ:"أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ".

===

(1)

" إبراهيم بن المنذر" الحزامي المدني.

(2)

"معن" هو ابن عيسى القزاز المدني.

(3)

"مالك" الإمام المدني.

(4)

"ابن شهاب" هو الزهري.

(5)

جبير، "قس"(8/ 41).

(6)

قوله: (خمسة أسماء) أي: اختصصت بها، أو معظمة، أو مشهورة في الأمم السابقة والكتب السابقة، وإلا فأسماؤه كثيرة جدًّا، وقيل: العدد من عند الراوي لا من كلامه صلى الله عليه وسلم، وهو الأرجح عندي، قاله السيوطي في "التوشيح" (5/ 2264). قال الشيخ ابن حجر (6/ 556): وفيه نظر لتصريحه في الحديث بقوله: "إن لي خمسة أسماء"، والذي يظهر أنه أراد أن لي خمسة أسماء أختصّ بها لم يسمّ بها أحد قبلي، أو معظمة أو مشهورة في الأمم الماضية، لا أنه أراد الحصر فيها، انتهى. قوله:"أنا محمد" اسم مفعول منقول من الصفة على سبيل التفاؤل أنه سيكثر حمده، إذ المحمد في اللغة هو الذي يحمد حمدًا بعد حمد، ولا يكون مفعل مثل ممدح إلا لمن تكرَّر منه الفعل مرّة بعد أخرى. قوله:"وأحمد" منقول من الصفة التي معناه التفضيل، ومعناه: أنه أحمد الحامدين لربه، وهي صيغة تنبئ عن الانتهاء إلى غاية ليس وراءها منتهى. والاسمان اشتقّا من أخلاقه المحمودة التي لأجلها

ص: 231

وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ

(1)

، وَأَنَا الْحَاشِرُ

(2)

الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ

(3)

، وَأَنَا الْعَاقِبُ"

(4)

. [طرفه: 4896، أخرجه: م 2354، ت 2840، س في الكبرى 11590، تحفة: 3191].

===

استحقّ أن يسمّى بهما

(1)

، "قس"(8/ 41 - 42).

(1)

قوله: (وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر) لأنه صلى الله عليه وسلم بُعِث والدنيا مظلمة بغيابة الكفر، فأتى صلى الله عليه وسلم بالنور الساطع حتى محا الكفر، كذا في "الطيبي"(11/ 6)، قال الكرماني (14/ 133): ومحو الكفر إما من بلاد العرب ونحوها، أو المراد به الغلبة بالحجة وظهور دليله كما قال تعالى:{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة: 33]، انتهى. قال السيوطي (5/ 2264): قوله: "يمحو الله بي الكفر" أي: يزيله من جزيرة العرب، أو من أكثر البلاد، أو المراد بمحوه إذلاله وإهانته في البلاد بأسرها.

(2)

قوله: (أنا الحاشر) أي: ذو الحشر "الذي يُحْشَر" أي: يُجْمَع "الناس على قدمي" قال النووي: ضبطوه بتخفيف الياء على الإفراد وتشديدها على التثنية؛ أي: على أثري وزمان نبوتي وليس بعدي نبي. قال الطيبي: هو من الإسناد المجازي لأنه سبب في حشر الناس؛ لأن الناس لم يحشروا ما لم يُحْشَر، كذا في "المرقاة"(10/ 48 - 49).

(3)

بتخفيف الياء وتشديدها مفردًا ومثنى، "ك" (14/ 133)؛ أي: أنه يحشر قبل الناس، "ف"(6/ 557).

(4)

قوله: (أنا العاقب) زاد يونس في روايته: "الذي ليس بعده نبي". قال علي القاري (10/ 49): والظاهر أن هذا تفسير للصحابي أو من بعده. قال في "الفتح"(6/ 557): لكن وقع عند الترمذي وغيره بلفظ: "الذي ليس بعدي نبي"، انتهى.

(1)

في الأصل: أن يحمد بهما.

ص: 232

3533 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(2)

، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ

(3)

، عَنِ الأَعْرَجِ

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ؟ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا

(5)

، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ". [تحفة: 13697].

‌18 - بَابُ خَاتَمِ

(6)

النَّبِيِّينَ

3534 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ

(7)

، ثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّان

(8)

، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ

(9)

، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(10)

قَالَ: قَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

"ابْن حَيَّان" ثبت في ذ. "ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ" ف نـ: "أخبرنا سعيد بن ميناء"، وفي أخرى:"مينى" بدل "ميناء".

===

(1)

المديني، "قس"(8/ 43).

(2)

ابن عيينة.

(3)

عبد الله، "قس"(8/ 43).

(4)

عبد الرحمن، "قس"(8/ 43).

(5)

قوله: (يشتِمون مُذمّمًا) قال في "الفتح"(6/ 558): كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم في النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمونه بالاسم الدال على المدح فيعدلون إلى ضدّه فيقولون: مذمم، فإذا ذكروه بسوء قالوا: فعل اللّه بمذمم، ومذمم ليس هو اسمه ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفًا إلى غيره، انتهى.

(6)

أي: أن المراد بالخاتم في أسمائه أنه خاتم النبيين، ولمح لما وقع في القرآن، "ف"(6/ 559).

(7)

"محمد بن سنان" العَوَقِي.

(8)

"سليم" بفتح السين ابن حيّان بالتحتية الباهلي البصري.

(9)

"سعيد بن ميناء" بكسر الميم مدًّا وقصرًا، مولى البختري.

(10)

الأنصاري.

ص: 233

"مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا ويتَعَجَّبُونَ، وَيَقُولُونَ: لَوْلَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ"

(1)

. [أخرجه: م 2287، ت 2862، تحفة: 2260].

3535 -

حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(2)

، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ

(3)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ

(4)

، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

(5)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إن مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلّا مَوضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَتَعَجَّبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ، قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ،

"مَثَلُ الأَنْبِيَاءِ" في شحج: "مَثَلُ النَّبِيِّينَ". "كَمَثَلِ رَجُلٍ" في نـ: "كَرَجُلٍ". "وَيتَعَجَّبُونَ لَهُ" في نـ: "ويعْجَبُونَ لَهُ".

===

(1)

قوله: (لولا موضع اللبنة) بفتح اللام وكسر الموحدة بعدها نون، وبكسر اللام وسكون الموحدة أيضًا، هي القطعة من الطين تُعجن وتُجبل وتُعدّ للبناء، ويقال لها ما لم تحرق لبنة، فإذا أحرقت فهي آجُرّة. وقوله:"موضع اللبنة" بالرفع على أنه مبتدأ وخبره محذوف؛ أي: لولا موضع اللبنة يوهم النقص لكان بناء الدار كاملًا، ويحتمل أن تكون "لولا" تحضيضية وفعلها محذوف، تقديره: لولا أكمل موضع اللبنة. وفي الحديث ضرب الأمثال للتقريب للأفهام، وفضل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر النبيين، وأن الله ختم به النبيين، وأكمل به شرائع الدين، "فتح الباري"(6/ 559).

(2)

الثقفي.

(3)

الأنصاري.

(4)

مولى ابن عمر، "قس"(8/ 44).

(5)

اسمه ذكوان.

ص: 234

وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ". [أخرجه: م 2286، س في الكبرى 11422، تحفة: 12817].

‌19 - بَابُ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

(1)

3536 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ

(2)

، ثَنَا اللَّيثُ

(3)

، عَنْ عُقَيل

(4)

، عَنِ ابْنِ شِهَاب

(5)

، عَنْ عُروَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ

(6)

، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ

(7)

: وَأَخْبَرَنِي

(8)

سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مِثْلَهُ. [طرفه: 4466، أخرجه: م 2349، تحفة: 16541، 18731].

"بَابُ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" سقطت الترجمة في نـ.

===

(1)

قوله: (باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم) كذا وقعت هذه الترجمة عند أبي ذر، وسقطت من رواية النسفي، ولم يذكرها الإسماعيلي، وفي ثبوتها هنا نظر، فإن محلّها في آخر "المغازي" كما سيأتي، والظاهر أن المصنف قصد بإيراد حديث عائشة هنا بيان مقدار عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقط لا خصوص زمن وفاته، وأورده في الأسماء إشارة إلى أن من جملة صفاته عند أهل الكتب أن مدة عمره القدر الذي ذكرته عائشة، "فتح الباري"(6/ 559).

(2)

"عبد اللّه" هو التِّنِّيسي.

(3)

"الليث" هو ابن سعد.

(4)

"عقيل" هو ابن خالد.

(5)

"ابن شهاب" الزهري.

(6)

ابن العوام، "قس"(8/ 45).

(7)

الزهري.

(8)

هو مرسل، ويحتمل أن يكون سعيد أيضًا سمعه من عائشة، "ف"(6/ 560).

ص: 235

‌20 - بَابُ كُنْيَةِ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

3537 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ

(2)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(3)

، عَنْ حُمَيدٍ

(4)

، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي السّوقِ، فَقَالٌ رَجُل: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: "سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا

(5)

بكُنْيَتِي". [راجع: 2120].

3538 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير

(6)

، أَنَا شُعْبَةُ

(7)

، عَنْ مَنْصُورٍ

(8)

، عَنْ سَالِم

(9)

، عَنْ جَابِرٍ

(10)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"يَا أَبَا الْقَاسِمِ" في نـ: "يابا القاسم". "وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي" في ذ: "وَلَا تكنَّوا بِكُنْيَتِي".

===

(1)

بضم الكاف ما صدر بأب أو أم، وأما اللقب فهو ما اشتهر بمدح أو ذم وما عداهما الاسم، والعلم بفتحتين يجمع الثلاثة، "قس"(8/ 45).

(2)

"حفص بن عمر" الحوضي.

(3)

"شعبة" هو ابن الحجاج العتكي.

(4)

"حميد" هو ابن أبي حميد الطويل.

(5)

قوله: (لا تكتنوا) روي هذا اللفظ بوجوه؛ أي: من باب التفعل والافتعال والتفعيل والثلاثي المجرد، كذا في "اللمعات" و"المجمع" (4/ 451). ومرَّ بيان الاختلاف فيه [برقم: 1110] في "كتاب العلم"، و [برقم: 3115] في "الخمس".

(6)

"محمد بن كثير" العبدي البصري.

(7)

"شعبة" ابن الحجاج تقدم.

(8)

"منصور" هو ابن المعتمر.

(9)

"سالم" هو ابن عبد الله.

(10)

"جابر" ابن عبد اللّه الأنصاري.

ص: 236

"سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكتَنُوا بِكُنْيَتِي". [راجع: 3114].

3539 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(1)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(2)

، عَنْ أَيُّوبَ

(3)

، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "تَسَمَّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي". [راجع: 110، أخرجه: م 2134، د 4965، ق 3735، تحفة: 14434].

‌21 - بَابٌ

(5)

3540 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(6)

، أَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى

(7)

،

"سَمُّوا بِاسْمِي" في نـ: "تَسَمَّوْا بِاسْمِي". "وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي" في ذ: "وَلَا تكَنَّوا بِكُنْيَتِي". "تَسَمَّوا بِاسْمِي وَلَا تكتَنُوا" في نـ: "سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تُكَنّوا". "حَدَّثَنَا إِسحَاقُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "ابْنُ إِبْرَاهِيمَ" ثبت في قتـ، ذ.

===

(1)

المديني.

(2)

ابن عيينة.

(3)

السختياني.

(4)

محمد، "قس"(8/ 46).

(5)

قوله: (باب) كذا للأكثر بغير ترجمة. قال العيني (11/ 288): قال بعضهم: هذا لا يصلح أن يكون فصلًا من الباب الذي قبله، بل هو طرف من الحديث الذي بعده. قلت: لا نسلم أنه لا يصلح أن يكون فصلًا من الذي قبله، بل هو صالح جيد لذلك؛ لأن الألفاظ التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب بها: يا محمد، يا أبا القاسم، يا رسول الله، والأدب بل الأحسن أن يخاطب بـ: يا رسول اللّه، وهذا الحديث يتضمن هذا فله تعلق بما قبله من هذا الوجه، انتهى.

(6)

"إسحاق" ابن راهويه.

(7)

"الفضل" هو السيناني.

ص: 237

عَنِ الْجُعَيدِ

(1)

(2)

بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ

(3)

ابْنَ أَرْبَعٍ وتسعِينَ

(4)

جَلْدًا

(5)

مُعْتَدِلًا

(6)

، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ مَا مُتِّعْتُ

(7)

بِهِ سَمْعِي

(8)

وَبَصَرِي إِلَّا بدُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّ خَالَتِي

(9)

ذَهَبَتْ بِي إِلَيهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي شَاكٍ

(10)

، فَادْعُ اللَّهَ لَهُ. قَالَ: فَدَعَا لِي. [راجع: 190].

‌22 - بَابُ خَاتِمِ

(11)

(12)

النُّبُوَّةِ

"فَادْعُ اللَّهَ لَهُ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَادْعُ اللَّهَ".

===

(1)

مصغرًا ويقال له: الجعد أيضًا بفتح الجيم، "ك"(14/ 136).

(2)

"الجعيد" هو الكندي.

(3)

"السائب بن يزيد" ابن سعيد الكندي.

(4)

قال ابن أبي داود: هو آخر من مات من الصحابة بالمدينة، قيل: إنه مات سنة 96 هـ، وقيل: سنة 99 هـ، كذا في "الفتح"(6/ 561).

(5)

أي: قويًّا صلبًا، "ف"(6/ 561).

(6)

قوله: (معتدلًا) أي: معتدل القامة مع كونه معمرًا، "ك"(14/ 136).

(7)

على صيغة المجهول من التمتيع، و"سمعي" بدل من الضمير المجرور، "خ".

(8)

بدل من الضمير، "ك"(14/ 136).

(9)

"خالتي" قال ابن حجر (6/ 562): لم أقف على اسمها.

(10)

أي: مريض.

(11)

بفتح التاء ويكسر، "مرقاة (11/ 73).

(12)

أي: صفته، وهو الذي كان بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من علاماته التي كان أهل الكتاب يعرفونه بها، "ف"(6/ 561).

ص: 238

3541 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيدِ اللَّهِ

(1)

، ثَنَا حَاتِمٌ

(2)

، عَنِ الْجُعَيدِ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ قَالَ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَقَعٌ

(4)

، فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَتَوَضأ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرتُ إِلَى خَاتَم بَينَ كَتِفَيهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ

(5)

قَالَ ابْنُ عُبَيدِ اللَّهِ

(6)

: الْحُجْلَةُ مِنْ حُجَلِ الْفَرَسِ الَّذِي بَينَ عَينَيهِ.

"فَنَظَرتُ إِلَى خَاتَمٍ" في نـ: "فنَظَرتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ".

===

(1)

" محمد بن عبيد اللّه" مولى عثمان بن عفان.

(2)

"حاتم" هو ابن إسماعيل المدني.

(3)

"الجعيد" ومن بعده تقدما آنفًا.

(4)

قوله: (وقع) بلفظ الماضي، أي: وقع في المرض، وفي بعضها بكسر القاف وبالتنوين أي: وَجِعٌ، "ك"(14/ 137).

(5)

قوله: (زِرِّ الحجلة) بكسر الزاي واحد أزرار القميص، و"الحجلة" بالمهملة والجيم المفتوحتين: بيت للعروس كالقبة يستر بالثياب ويكون له أزرار كبار، قيل: أراد بالحجلة القبجة أي الطائر المعروف وزِرّها بيضها. وروي أيضًا بتقديم الراء على الزاي، والمراد منه البيض، وقال البخاري: هذا هو الصحيح وهو رواية إبراهيم بن حمزة بالحاء المهملة والزاي، قال الخطابي: جاء في بعض الروايات: "رأيت خاتم النبوة كبيضة الحمامة"، كذا في "الكرماني" (14/ 137). قال ابن حجر في مقدمة "الفتح" (ص: 103): ووقع في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: الحجلة من حجل الفرس الذي بين عينيه، وقيّدوه بضم أوله وسكون ثانيه، و [بكسر أوله وفتح ثانيه، وقيل: هو] خطأ؛ لأن حجل الفرس بياض في قوائمها لا في عينيها، انتهى. ومرَّ الحديث [برقم: 190].

(6)

اسمه محمد المذكور.

ص: 239

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمزَة

(1)

: مِثْلَ رِزِّ الْحَجَلَةِ، قَالَ أَبُو عبدِ اللَّهِ: الصَّحِيحُ الرَّاء قَبلَ الزَّايِ. [راجع: 190].

‌23 - بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم

-

3542 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصمٍ

(3)

، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَينٍ

(4)

، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ

(5)

، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ

(6)

قَالَ: صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الْعَصْرَ، ثُمَّ خَرَجَ يَمْشِي فَرَأَى الْحَسَنَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبيَانِ، فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَقَالَ: بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ لَا شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ، وَعَلِيّ يَضْحَكُ. [طرفه: 3750، أخرجه: س في الكبرى 8161، تحفة: 6609].

3543 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ

(7)

، ثَنَا زُهَيرٌ

(8)

، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ

(9)

،

"وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمزَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ".

===

(1)

" إبراهيم بن حمزة" الزبيري شيخ المؤلف، وصله في "الطب" [ح: 5670].

(2)

أي: في خلقه وخلقه، "ف"(6/ 567).

(3)

"أبو عاصم" الضحاك النبيل.

(4)

النوفلي، "قس"(8/ 50).

(5)

"ابن أبي مليكة" هو عبد اللّه.

(6)

ابن عامر القرشي.

(7)

"أحمد بن يونس" اليربوعي.

(8)

"زهير" هو ابن معاوية الكوفي.

(9)

"إسماعيل" هو ابن أبي خالد الأحمسي الكوفي.

ص: 240

عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ

(1)

قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وكَانَ الْحَسَنُ يُشْبِهُهُ

(2)

. [طرفه: 3544، أخرجه: م 2343، ت 2826، س في الكبرى 8162، تحفة: 11798].

3544 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ

(3)

، ثَنَا ابْنُ فُضَيل

(4)

، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ

(5)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيفَةَ

(6)

قَالَ: رَأيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ، قُلْتُ لأَبِي جُحَيْفَةَ: صفْهُ لِي، قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ قَدْ شَمِطَ

(7)

. وَأَمَرَ لَنَا

(8)

النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم بثَلَاثَةَ عَشَرَ قَلُوصًا

(9)

، قَالَ: فَقُبِضَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبلَ أَنْ نَقْبِضهَا. [راجع: 3543].

"حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ". "ابْنُ أَبِي خَالِدٍ لا سقط في نـ. "بِثَلَاثَةَ عَشَرَ" في نـ: "بِثَلَاثَ عَشَرَ".

===

(1)

" أبي جحيفة" بتقديم الجيم المضمومة، وهب بن عبد الله السوائي.

(2)

وسيأتي في "المناقب": أن الحسين بن علي كان أشبههم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي وجه التوفيق بينهما في "المناقب" إن شاء اللّه تعالى، "ف"(6/ 568).

(3)

"عمرو بن علي" الباهلي الصيرفي.

(4)

"ابن فضيل" هو محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي.

(5)

تقدم.

(6)

بضم الجيم السوائي.

(7)

بكسر الميم: اختلط سواد شعر رأسه بالبياض، "ك"(14/ 138).

(8)

أي: له ولقومه، "ف"(6/ 568).

(9)

الناقة الشابة.

ص: 241

3545 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ

(1)

، ثَنَا إِسْرَائِيلُ

(2)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(3)

، عَنْ وَهْبٍ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَأَيْتُ بَيَاضًا مِنْ تَحْتِ شَفَتِهِ السُّفْلَى الْعَنْفَقَةَ

(4)

. [أخرجه: م 2342، ق 3628، تحفة: 11802].

3546 -

حَدَّثَنَا

(5)

عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ

(6)

، ثَنَا حَرِيزُ

(7)

بْنُ عُثْمَانَ أَنَّهُ سَأَلَ عَبدَ اللَّهِ بْنَ بُشرٍ

(8)

صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَرَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ

(9)

شَيخًا

(10)

؟ قَالَ:

"أَرَأَيْتَ النَّبِيَّ" سقطت الهمزة في نـ.

===

(1)

" عبد اللّه بن رجاء" الغُداني البصري.

(2)

"إسرائيل" هو ابن يونس السبيعي يروي عن جده.

(3)

"أبي إسحاق" عمرو بن عبد اللّه السبيعي.

(4)

قوله: (العنفقة) بالنصب بدل من "بياضًا" ويجوز الجرّ بدل من الشَّفَة، وهي ما بين الذقن والشفة السفلى سواء كان عليها شعر أم لا، وتطلق على الشعر أيضًا، "قس"(8/ 52).

(5)

الثالث عشر من الثلاثيات.

(6)

"عصام بن خالد" أبو إسحاق الحمصي.

(7)

بفتح المهملة وآخره زاي.

(8)

"عبد اللّه بن بسر" المازني.

(9)

وهو استفهام محذوف الأداة، "قس"(8/ 52).

(10)

"كان شيخًا" نصب لأنه خبر "كان"، وجوزوا كون "أرأيت" بمعنى أخبرني، و"النبي" رفع على أنه مبتدأ، وقوله:"كان شيخًا" خبره، "قس"(8/ 52).

ص: 242

كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ

(1)

(2)

بِيضٌ. [تحفة: 5189].

3547 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيرٍ

(3)

، ثَنِي اللَّيثُ

(4)

، عَنْ خَالِدٍ

(5)

، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ

(6)

، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبدِ الرَّحْمَنِ

(7)

، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَصِفُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ رَبْعَةً

(8)

مِنَ الْقَوْمِ، لَيسَ بِالطَّوِيلِ

(9)

وَلَا بِالْقَصِيرِ، أَزْهَرَ

(10)

(11)

اللَّوْنِ لَيس بِأَبْيَضَ

"حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيرٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيرٍ". "سَمِعْتُ "في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ".

===

(1)

هو جمع القلة فلا يكون زائدًا على العشرة، "ك"(14/ 138).

(2)

قوله: (شعرات) أي: لا تزيد على عشرة لإيراده بصيغة جمع القلة. وقيل: إنها كانت سبعة عشر شعرة. وهذا الحديث هو الثالث عشر من ثلاثياته وهو من أفراده، "قس"(8/ 52).

(3)

"يحى بن بكير" المخزومي.

(4)

"الليث" ابن سعد الإمام.

(5)

"خالد" هو ابن يزيد الجمحي.

(6)

"سعيد" هو الليثي المدني.

(7)

"ربيعة" هو الفقيه المدني.

(8)

قوله: (كان ربعة) بسكون الموحدة، أي: مربوع الخلق لا طويل ولا قصير. قيل: أنّث باعتبار النفس. قال الجوهري: يقال: رجل رَبْعَة وامرأة رَبْعَة، "ك"(14/ 139).

(9)

تفسير لقوله: "ربعة".

(10)

أي: أبيض مشرب بحمرة، "ف"(6/ 569).

(11)

الزهر والزهرة: البياض النير، وهو أحسن الألوان، "مجمع"(2/ 452).

ص: 243

أَمْهَقَ

(1)

وَلَا آدَمَ، لَيسَ بِجَعْدٍ

(2)

قَطَطٍ وَلَا سَبطٍ رَجلٍ

(3)

، أُنْزِلَ عَلَيهِ

===

(1)

قوله: (أمهق) هو الكريه البياض كلون الجصّ، يريد أنه كان نير البياض، كذا في "المجمع". قال صاحب "الفتح" (6/ 569): ووقع عند الداودي تبعًا لرواية المروزي: "أمهق ليس بأبيض" واعترضه الداودي، وقال عياض [في "مشارق الأنوار" (1/ 489)]: إنه وهم، قال: وكذلك رواية من روى "أنه ليس بالأبيض ولا الآدم" ليس بصواب، كذا قال، وليس بجيد في هذا الثاني؛ لأن المراد [أنه] ليس بالأبيض الشديد البياض ولا بالآدم الشديد الأدمة، وإنما خالط بياضه الحمرة، والعرب قد تطلق على من كان كذلك أسمر، ولهذا جاء في حديث أنس عند أحمد والبزار وابن منده بإسناد صحيح وصححه ابن حبان:"أن النبي صلى الله عليه وسلم أسمر"، انتهى كلام صاحب "الفتح".

(2)

قوله: (ليس بجعد) بفتح الجيم وسكون العين، من الشعر خلاف السبط، كذا في "اللمعات". قوله:"قطط" بفتحتين وبكسر الثانية أي: الشديد الجعودة كشعور الحبش، "ولا سبط" بكسر الموحدة وفتحها وسكونها، وهو من السبوطة ضدّ الجعودة، وهو الشعر المنبسط المسترسل كما في غالب شعور الأعاجم. وفي "القاموس": السَبط، ويحرَّك، وككتف: نقيض الجعودة، فالمعنى أن شعره صلى الله عليه وسلم كان وسطًا بينهما، كذا في "المرقاة شرح المشكاة"(10/ 54).

(3)

قوله: (رجل) بكسر الجيم، ومنهم من يسكنها؛ أي: متسرِّح، وهو مرفوع على الاستئناف أي: هو رَجِل. ووقع عند الأصيلي بالخفض وهو وهم؛ لأنه يصير معطوفًا على المنفي، وقد وجّه على أنه خفضه بالمجاورة، وفي بعض الروايات بفتح اللام أو، تشديد الجيم على أنه فعل ماض. قوله:"أُنزل عليه وهو ابن أربعين" في رواية مالك: "على رأس أربعين"، وهذا إنما يتمّ على القول بأنه بُعث في الشهر الذي ولد فيه،

ص: 244

وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ

(1)

يُنْزَلُ عَلَيهِ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَقُبضَ وَلَيسَ فِي رَأْسِهِ وَلحْيَتِهِ عِشْرُونَ

(2)

شَعَرَةً بَيضَاءَ. قَالَ رَبِيعَةُ

(3)

: فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ، فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ، فَسَأَلْتُ فَقِيلَ: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ

(4)

. [طرفاه: 3548، 5900، أخرجه: م 2347، ت 3623، س في الكبرى 9310، تحفة: 833].

3548 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ

(5)

، أَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَس

(6)

، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أنهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:

"وَقُبِضَ" في هـ، ذ:"فَقُبِضَ". "ابْنِ مَالِكٍ" سقط في نـ.

===

والمشهور عند الجمهور أنه ولد في شهر ربيع الأول وأنه بعث في شهر رمضان، فعلى هذا يكون له حين بعث أربعون سنة ونصف أو تسع وثلاثون سنة ونصف، فمن قال أربعين ألغى الكسر أو جبر، لكن قال المسعودي وابن عبد البر: إنه بعث في شهر ربيع الأول، فعلى هذا يكون [له] أربعون سنة سواء، "فتح"(6/ 570).

(1)

قوله: (فلبث بمكة عشر سنين) هذا يقتضي أنه عاش ستين سنة، وأخرج مسلم من وجه آخر عن أنس "أنه صلى الله عليه وسلم عاش ثلاثًا وستين" وهو موافق لحديث عائشة الماضي قريبًا، وبه قال الجمهور، قال الإسماعيلي: لا بد أن يكون الصحيح أحدهما، وجمع غيره بإلغاء الكسر، "فتح"(6/ 570).

(2)

أي: بل دون ذلك، "ف"(6/ 570).

(3)

هو موصول بالإسناد المذكور، "ف"(6/ 571).

(4)

أي: من الطيب الذي كان يطيب به صلى الله عليه وسلم.

(5)

التِّنِّيسي.

(6)

الإمام.

ص: 245

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ

(1)

وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَا بِالأَبْيَض الأَمْهَقِ، وَلَيسَ بِالآدَمِ، وَلَيسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَة، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ وَلَيسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ

(2)

شَعْرَةً بَيضاءَ. [راجع: 5347].

3549 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبدِ اللَّهِ

(3)

، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ

(4)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ

(5)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(6)

قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ

(7)

يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُم خُلْقًا

(8)

، لَيس بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بالْقَصِيرِ. [أخرجه: م 2337، تحفة: 1893].

"وَأَحْسَنَهُم خُلقًا" في شحج: "وَأَحْسَنَهُ خُلقًا".

===

(1)

قوله: (بالطويل البائن) أي: المفرط طولًا الذي بَعُد عن قَدّ الرجال، وهذا يشير إلى أنه قد كان في قَدّه صلى الله عليه وسلم طول، والأمر كذلك فإنه كان مربوعًا مائلًا إلى الطول بالنسبة إلى القصر وهو الممدوح، وأما القصر فمنفيّ أصلًا، ولذا لم يقيّده بالبائن، كذا في "اللمعات".

(2)

أي: بل دون ذلك، "ف"(6/ 570).

(3)

المروزي.

(4)

"إسحاق بن منصور" السلولي.

(5)

"عن أبيه" يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق عمرو السبيعي.

(6)

جد يوسف، "قس"(8/ 55).

(7)

"البراء" ابن عازب رضي الله عنهما.

(8)

بفتح المعجمة للأكثر، وضبطه ابن التين بضم أوله، "ف"(6/ 571)، الأصح فيه فتح الخاء، "ك"(14/ 140).

ص: 246

3550 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ

(1)

، ثَنَا هَمَّامٌ

(2)

، عَنْ قَتَادَةَ

(3)

قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا هَلْ خَضَبَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، إِنَّمَا كَانَ شَيءٌ

(4)

فِي صُدْغَيهِ

(5)

. [طرفاه: 5894، 5895، أخرجه: تم 37، س 5086، تحفة: 1398].

3551 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ

(6)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(7)

،

===

(1)

" أبو نعيم" الفضل بن دكين.

(2)

"همام" ابن يحيى العوذي.

(3)

"قتادة" ابن دعامة.

(4)

أي: شيء من الشيب أي: قليل لم يحتج إلى الخضاب، "ك"(14/ 140).

(5)

قوله: (في صُدْغيه) الصُدْغ بضم المهملة وسكون الدال بعدها معجمة، وهو ما بين الأذن والعين، ويقال ذلك أيضًا للشعر المتدلي من الرأس في ذلك المكان، وهذا مغاير للحديث السابق أن الشعر الأبيض كان في عَنْفَقَتِه، ووجه الجمع ما وقع عند مسلم عن أنس قال:"لم يخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كان البياض في عنفقته وفي الصدغين، وفي الرأس نبذ" أي: متفرق، ومراد أنس أنه لم يكن في شعره ما يحتاج إلى الخضاب، كذا في "الفتح" (6/ 572). قال الكرماني (14/ 140): فإن قلت: روى ابن عمر في "الصحيحين": "أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ في الصفرة" قلت: صبغ في وقت وترك في معظم الأوقات، فأخبر كلّ بما رأى وكلاهما صادقان، انتهى. قال في "الفتح" (6/ 572): ويحمل حديث من أثبت الخضاب على أنه فعله لإرادة بيان الجواز ولم يواظب عليه، انتهى.

(6)

"حفص بن عمر" الحوضي.

(7)

"شعبة" ابن الحجاج العتكي.

ص: 247

عَنْ أَبِي إِسحَاقَ

(1)

، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم مربُوعًا، بُعَيدَ

(2)

مَا بَئنَ الْمَنْكِبَيْنِ، لَهُ شَعَرٌ يَبلُغُ شَحْمَةَ

(3)

أُذُنَيهِ، رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ

(4)

، لَم أَرَ شَيئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ. وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ

(5)

عَنْ أَبِيهِ

(6)

: إِلَى مَنْكِبَيهِ. [طرفاه: 5848، 5901، أخرجه: م 2337، د 4072، ت 2811، س 5232، تحفة: 1869،-1893].

3552 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ

(7)

، ثنَا زُهَيرٌ

(8)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ هُوَ السَّبِيعِيُّ قَالَ: سُئِلَ الْبَرَاءُ: أَكَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مثْلَ السَّيْفِ؟

"عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ" زاد في نـ: "رضي الله عنهما". "شَحْمَةَ أُذُنَيهِ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"شَحْمَةَ أُذُنِهِ". "وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ".

===

(1)

السبيعي تقدم.

(2)

أي: عريض أعلى الظهر، "ف"(6/ 572).

(3)

هو مغاير لقوله: "إلى منكبيه" وأجيب بأن معظم شعره كان عند شحمة أذنيه، وما استرسل منه متصل إلى المنكب أو يحمل على حالتين، "ع"(11/ 298).

(4)

قوله: (في حُلّة حمراء) أي: منسوجة بخطوط حُمر مع سواد كسائر البرود اليمنية وليست كلّها حمراء، "قس"(8/ 56).

(5)

هو يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق نسبه إلى جده، "ع"(11/ 297).

(6)

ضمير "أبيه، يرجع إلى إسحاق لا إلى يوسف، "ك" (14/ 141).

(7)

"أبو نعيم" تقدم.

(8)

"زهير" مصغرًا، هو ابن معاوية.

ص: 248

قَالَ: لَا بَلْ مِثْلَ الْقَمَرِ

(1)

(2)

. [أخرجه: ت 3636، تحفة: 1839].

3553 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَنْصورٍ أَبُو عَلِيٍّ

(3)

، ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ بِالْمِصِّيصَةِ

(4)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(5)

، عَنِ الْحَكَم

(6)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ

(7)

قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ

(8)

إِلَى الْبَطْحَاءِ

(9)

، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ

(10)

.

"الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ".

===

(1)

لأن لمعان الأجسام الصيقلية لا يخلو عن كدورة.

(2)

قوله: (قال: لا بل مثل القمر) كان السائل أراد أنه مثل السيف في الطول، فردّ عليه البراء فقال:"بل مثل القمر" أي: في التدوير، ويحتمل أن يكون أراد مثل السيف في اللمعان والصقال، فقال: بل فوق ذلك، وعدل إلى القمر لجمعه الصفتين من التدوير واللمعان، كذا في "الفتح "(6/ 573).

(3)

"الحسن بن منصور أبو علي " البغدادي.

(4)

بكسر الميم وتشديد المهملة الأولى وفتح وتخفيفها، اسم بلد بالشام، "خ"، وفي "القاموس" (ص: 582): المصيصة، كسفينة: بلد بالشام، ولا تشدَّد.

(5)

"شعبة" تقدم.

(6)

"الحكم" هو ابن عتيبة.

(7)

"أبا جحيفة" وهب بن عبد الله.

(8)

أي: نصف النهار.

(9)

قوله: (البطحاء) أي: المسيل الواسع الذي فيه دقاق الحصى، كذا في "الكرماني"(14/ 141)، ومرَّ [برقم: 376] في "الوضوء".

(10)

بالتحريك أطول من العصا وأقصر من الرمح وفيه زج، "ك"(14/ 141).

ص: 249

قَالَ شعْبَةُ

(1)

: وَزَادَ فِيهِ عَوْنٌ عَنْ أَبِيهِ أَبي جُحَيفَةَ

(2)

قَالَ: كَانَ تَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا الْمَرْأَةُ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يَأخُذُونَ يَدَيْهِ، فَيَفسَحُونَ بِهِمَا وُجُوهَهُمْ، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ

(3)

، وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ. [راجع: 187].

3554 -

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ

(4)

، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ

(5)

، أَنَا يُونُسُ

(6)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(7)

قَالَ: ثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِبدِ اللَّهِ

(8)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرَئِيلُ، وَكَانَ جِبْرَئِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ،

"قَالَ شُعْبَةُ" ثبت في ذ. "فَيَمْسَحُونَ بِهِمَا وُجُوهَهُمْ" كذا في س، حـ، ذ، وفي نـ:"فَيَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ". "أَنَا عَبْدُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ". "قَالَ: ثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ" في نـ: "ثَنِي عُبَيدُ اللَّهِ".

===

(1)

هو متصل بالإسناد المذكور.

(2)

["عون عن أبيه أبي جحيفة"، هكذا في الأصل وهو الصواب، وما جاء في بعض النسخ: "عون عن أبيه عن أبي جحيفة" فهو سهو أو سبق قلم، انظر: "قس" (8/ 58)].

(3)

برف، [باللغة الأردية].

(4)

"عبدان" عبد الله بن عثمان.

(5)

"عبد الله" ابن المبارك.

(6)

"يونس" ابن يزيد الأيلي.

(7)

"الزهري" محمد بن مسلم.

(8)

ابن عتبة، "قس"(8/ 58).

ص: 250

فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ

(1)

. [راجع: 6].

3555 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى

(2)

، ثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ

(3)

، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ

(4)

، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ

(5)

، عَنْ عُرْوَةَ

(6)

، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا مَسْرُورًا تَبْرُقُ

(7)

أَسَارِيرُ

(8)

وَجْهِهِ، فَقَالَ: "أَلَمْ تَسْمَعِي إِلَى مَا قَالَ الْمُدْلِجِيُّ

(9)

لِزَيْدٍ وَأُسَامَةَ- وَرَأَى أَقْدَامَهُمَا-: إِنَّ بَعْضَ هَذ الأَقْدَامِ مِنْ بَعْضٍ؟ ". [أطرافه: 3731، 6770، 6771، أخرجه: م 1459، تحفة: 16529].

"حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى" كذا في كن، ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا يَحْيَى".

===

(1)

بفتح السين، ومر الحديث مع بيانه (برقم: 3220) في "باب ذكر الملائكة".

(2)

"يحيى بن موسى" الختّي.

(3)

"عبد الرزاق" ابن همام.

(4)

"ابن جريج" عبد الملك.

(5)

الزهري.

(6)

ابن الزبير بن العوام.

(7)

أي: يستنير من الفرح، "ك"(14/ 142).

(8)

وهي الخطوط التي تكون بالجبهة، وفيه الترجمة، "ف "(6/ 574).

(9)

قوله: (المدلجي) بضم الميم وإسكان المهملة وكسر اللام وبالجيم، اسمه مُجَزّز بضم الميم وكسر الزاي الأولى المشددة، كانت الجاهلية تقدح في نسب أسامة بن زيد لكونه أسود وزيد أبيض، فمرَّ بهما مُجزز وهما تحت قطيفة وقد بدتْ أقدامهما من تحتها فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، فلما قضى هذا القائف بإلحاق نسبه -وكان العرب تعتمد قول القائف- فَرِحَ صلى الله عليه وسلم لكونه زجراً لهم عن الطعن في النسب، وكان أم أسامة -اسمها بركة- حبشية سوداء.

ص: 251

3556 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(1)

، ثَنَا اللَّيْثُ

(2)

، عَنْ عُقَيلٍ

(3)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(4)

، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ

(5)

أَنَّ عَبدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ

(6)

قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ

(7)

يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ: فَلَمَّا

(8)

سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ

(9)

قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ. [راجع: 2757].

"فَلَمَّا سَلَّمتُ" في نـ: "قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ".

===

واختلفوا في العمل بقول القائف فأثبته الشافعي لأنه صلى الله عليه وسلم لا يظهر الفرح ولا يقرره إلا ما كان حقًّا، ونفاه أبو حنيفة، قاله الكرماني (14/ 142). واحتج بقوله تعالى:{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36]، وليس في حديث المدلجيّ دليل على الحكم بقول القائف لأن أسامة نسبه ثابت قبل ذلك، والمشهور عن مالك إثباته في الإماء ونفيه في الحرائر، كذا في "قس"(8/ 60).

(1)

"يحيى بن بكير" المخزومي.

(2)

"الليث " هو ابن سعد الإمام.

(3)

"عقيل " بالتصغير ابن خالد.

(4)

"ابن شهاب " الزهري.

(5)

ابن مالك.

(6)

ابن مالك.

(7)

الأنصاري.

(8)

جزاؤه محذوف، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أبشروا"، وسيجيء في "غزوة تبوك"، "الخير الجاري".

(9)

أي: الموضع الذي يتبيَّن فيه السرور، وهو جبينه، ولذلك قال:"قطعة قمر"، "ف"(6/ 574).

ص: 252

3557 -

حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(2)

، عَنْ عَمْرٍو

(3)

، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بُعِثْتُ مِنْ خَيرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرنًا

(4)

، حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ مِنهُ". [تحفة: 13003].

3558 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(5)

، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ

(6)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(7)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْدُلُ شَعَرَهُ

(8)

، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ

"الَّذِي كُنْتُ مِنهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"الَّذِي كُنْتُ فِيهِ".

===

(1)

" قتيبة بن سعيد" هو أبو رجاء الثقفي.

(2)

"يعقوب بن عبد الرحمن " ابن محمد القاريّ.

(3)

"عمرو" ابن أبي عمرو اسمه ميسرة مولى المطلب.

(4)

قوله: (قرنًا فقرنًا) منصوب على الحال للتفضيل؛ أي: بعثت من خير القرون أو أفضلها، واعتبرت قرنًا فقرنًا من أوله إلى آخره، كذا في "الكرماني " (14/ 143). قال في "الفتح " (6/ 574): القرن: الطبقة من الناس المجتمعين في عصر واحد، ومنهم من حَدّه بمائة سنة، وقيل: بسبعين، وقيل: بغير ذلك، فحكى الحربي الاختلات فيه من عشرة إلى مائة وعشرين، انتهى.

(5)

"يحيى بن بكير" ومن بعده تقدموا غير مرّة قريبًا وبعيدًا.

(6)

ابن يزيد.

(7)

ابن عتبة بن مسعود، "قس "(8/ 62).

(8)

قوله: (يسدل شعره) بفتح أوله وسكون السين المهملة وكسر الدال، ويجوز ضمها؛ أي: يترك شعر ناصيته على جبهته. قال النووي: قال العلماء: المراد إرساله على الجبين واتخاذه كالقُصّة، بضم القاف بعدها مهملة، "ف "(6/ 574).

ص: 253

رُءُوسَهُمْ وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدُلُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ

(1)

فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ. [طرفاه: 3944، 5917، أخرجه: م 2336، د 4188، تم 30، س 5238، ق 3632، تحفة: 5836].

3559 -

حَدَّثَنَا عَبدَانُ

(3)

، عَنْ أَبِى حَمْزَةَ

(4)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(5)

، عَنْ أَبِي وَائِلٍ

(6)

، عَنْ مَسْرُوقٍ

(7)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

(8)

قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا

(9)

وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: "إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ

"وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ". "وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ".

===

(1)

قوله: (يحبّ موافقة أهل الكتاب) لأنهم أقرب إلى الحق من عَبَدَة الأوثان، أو أنه كان مأمورًا باتباع شريعتهم فيما لم يوح إليه فيه شيء، "ك "(14/ 143).

(2)

قوله: (ثم فرق) أي: سدل أولًا، يعني أرسل شعره حول الرأس من غير أن يقسمه بنصفين، ثم فرق أي: قسمه نصفين: نصفًا من يمينه على عنقه ونصفًا من يساره عليه، وكلاهما جائزان، والأفضل الفرق، كذا في "مجمع البحار"(3/ 57).

(3)

"عبدان" عبد الله بن عثمان المروزي.

(4)

"أبي حمزة" محمد بن ميمون السكري.

(5)

"الأعمش" سليمان بن مهران الكوفي.

(6)

"أبي وائل" شقيق بن سلمة.

(7)

"مسروق" هو ابن الأجدع.

(8)

ابن العاص، "قس"(8/ 63).

(9)

قوله: (فاحشًا) أي: ناطقًا بالفحش، وهو الزيادة على الحدّ في

ص: 254

أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا". [أطرافه: 3759، 6029، 6035، أخرجه: م 2321، ت 1975، تحفة: 8933].

3560 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ

(1)

، أَنَا مَالِكٌ

(2)

، عَنِ ابْنِ شِهَاب

(3)

، عَنْ عُزوَةَ بْنِ الزُّبَيْر، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ

(4)

إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ

(5)

، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا

(6)

. [أطرافه: 6126، 6786، 6853، أخرجه: م 2327، د 4785، تحفة: 16595].

===

الكلام السيئ، والمتفحّش المتكلّف لذلك أي: لم يكن له الفحش خلقًا ولا مكتسبًا، "فتح الباري"(6/ 575).

(1)

التنِّيسي، "قس "(8/ 63).

(2)

الإمام.

(3)

الزهري.

(4)

قوله: (بين أمرين) أي: من أمور الدنيا، يدلّ عليه قوله:"ما لم يكن إثمًا"؛ لأن أمور الدين لا إثم فيها، وأبهم فاعل "خُيِّرَ" ليكون أعمّ من أن يكون من قِبَل الله أو من قِبَل المخلوقين. قوله:"إلا أخذ أيسرهما" أي: أسهلهما. وقوله: "ما لم يكن إثمًا" أي: ما لم يكن الأسهل مقتضيًا للإثم فإنه حينئذ يختار الأشدّ، "فتح "(6/ 575).

(5)

قوله: (وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه) أي: خاصّة، فلا يرد أمره بقتل عقبة بن أبي معيط وعبد الله بن خطل وغيرهما ممن كان يؤذيه؛ لأنهم كانوا مع ذلك ينتهكون حرمات الله، وحمل الداودي عدم الانتقام على ما يختص بالمال، "ف"(6/ 575).

(6)

أي: بسببها، "قس"(8/ 64).

ص: 255

3561 -

حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَزبِ

(1)

، ثَنَا حَمَّادٌ

(2)

، عَنْ ثَابِتٍ

(3)

، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا مَسَسْتُ

(4)

حَريرًا وَلَاَ دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا شَمَمْتُ رِيحًا قَطُّ أَوْ عَرْفًا قَطّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ

(5)

أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 1141، تحفة: 354].

3562 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(6)

، ثَنَا يَحْيَى

(7)

، عَنْ شُعْبَةَ

(8)

، عَنْ قَتَادَةَ

(9)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ

(10)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

===

(1)

" سليمان بن حرب" الواشحي.

(2)

"حماد" هو ابن زيد بن درهم.

(3)

"ثابت" هو ابن أسلم البناني.

(4)

قوله: (ما مسست) بمهملتين: الأولى مكسورة -ويجوز فتحها- والثانية ساكنة، كذا القول في ميم "شممتُ". قوله:"ولا ديباجًا" هو من عطف الخاصّ على العامّ؛ لأن الديباج نوع من الحرير، وهو بكسر المهملة وحكي فتحها. قوله:"أو عرفًا" بفتح المهملة وسكون الراء بعدها فاء، وهو شكّ من الراوي، والعرف: الريح الطيب، ووقع في بعض الروايات بفتح الراء وبالقاف، و"أو" على هذا للتنويع، والأول هو المعروف، "فتح الباري "(6/ 576).

(5)

بدون التنوين لأنه في حكم المضاف، "ك (14/ 145).

(6)

"مسدد" هو ابن مسرهد.

(7)

"يحيى" هو ابن سعيد القطان.

(8)

"شعبة، هو ابن الحجاج.

(9)

"قتادة" ابن دعامة.

(10)

مولى أنس بن مالك، "قس"(8/ 65).

ص: 256

قَالَ: كَانَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ

(1)

فِي خِدْرِهَا

(2)

. [طرفاه: 6102، 6119، أخرجه: م 2320، تم 358، ق 4180، تحفة: 4107].

- حَدَّئَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(3)

، ثَنَا يَحْيَى

(4)

وَابْنُ مَهْدِيٍّ

(5)

قَالَا: ثَنَا شُعْبَةُ

(6)

مِثْلَهُ، وَإِذَا

(7)

كَرِهَ شَيْئًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ

(8)

.

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

(1)

العذراء: هي البكر لأن عذرتها وهي جلد البكارة باقية، والخدر: ستر يجعل للبكر في جنب البيت، "ك "(14/ 145).

(2)

قوله: (في خدرها) بكسر المعجمة؛ أي: في سترها، وهو من باب التتميم؛ لأن العذراء في الخلوة يشتدّ حياؤها أكثر مما تكون خارجة عنه، لكون الخلوة مظنة وقوع الفعل بها، والظاهر أن المراد تقييده بما إذا دخل عليها في خدرها لا حيث تكون منفردة فيه، ومحلّ وجود الحياء منه صلى الله عليه وسلم في غير حدود الله، ولهذا قال للذي اعترف بالزنا:"أَنِكْتَها؟ لا يكني"، "فتح الباري "(6/ 577).

(3)

"محمد بن بشار" لقبه بندار.

(4)

"يحيى" القطان.

(5)

"ابن مهدي" عبد الرحمن.

(6)

"شعبة" المذكور.

(7)

أي: زاد ابن بشار هذا على رواية مسدد، "ف"(6/ 577).

(8)

قوله: (عُرِف في وجهه) أي: لم يكن يواجه أحدًا بما يكرهه بل يتغيَّر وجهه فيفهم أصحابه كراهيته لذلك، "فتح الباري"(6/ 577).

ص: 257

3563 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ

(1)

، أَنَا شُعْبَةُ

(2)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(3)

، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا عَابَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا

(5)

قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِلَّا تَرَكَهُ. [طرفه: 5409، أخرجه: م 2064، د 3763، ت 2031، ق 3259، تحفة: 13403].

3564 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(6)

، ثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ

(7)

، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبيعَةَ

(8)

، عَنِ الأَعْرَجِ

(9)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ

(10)

بُحَيْنَةَ الأَسْدِيِّ

(11)

قَالَ: كَانَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى نَرَى إِبْطَيْهِ. قَالَ: قَالَ ابْنُ بُكَيرٍ

(12)

: ثَنَا بَكْرٌ وَقَالَ:

"حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ". "قَالَ: قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ" في نـ: "وَقَالَ ابْنُ بُكَيرٍ".

===

(1)

" علي بن الجعد" البغدادي.

(2)

"شعبة" تقدم.

(3)

"الأعمش" سليمان.

(4)

"أبي حازم" هو سلمان الأشجعي.

(5)

محمول على الطعام المباح، "ف"(6/ 577).

(6)

"قتيبة" هو الثقفي.

(7)

"بكر بن مضر" ابن محمد بن حكيم المصري.

(8)

"جعفر بن ربيعة" ابن شرحبيل المصري.

(9)

"الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز.

(10)

بإثبات الألف؛ لأن بحينة اسم أم عبد الله.

(11)

بسكون السين لأنه من الأزد، "ك"(14/ 146).

(12)

اسمه يحيى.

ص: 258

بيَاضَ إِبْطَيهِ

(1)

[راجع: 390].

3565 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ

(2)

، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ

(3)

، ثَنَا سَعِيدٌ

(4)

، عَنْ قَتَادَةَ

(5)

: أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ

(6)

فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ، إلَّا

(7)

فِي الاسْتِسْقَاءِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بيَاضُ إِبْطَيهِ.

وَقَالَ أَبُو مُوسَى: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَرَأَيْتُ بِيَاضَ إبْطَيهِ. [راجع: 1031].

"وَقَالَ أَبُو مُوسَى

" إلخ، ثبت في ذ.

===

(1)

قوله: (بياض إبطيه) أي: أن يحيى زاد لفظ "بياض" لأن في رواية قتيبة: "حتى يرى إبطيه"، واختلف في المراد بوصف إبطيه بالبياض، فقيل: لم يكن تحتهما شعر فكانا كلون الجسد، وقيل: كان لدوام تعاهده له لا يبقى فيه شعر، "فتح الباري"(6/ 577).

(2)

"عبد الأعلى بن حماد" أبو يحيى النرسي.

(3)

"يزيد بن زريع" أبو معاوية البصري.

(4)

"سعيد" هو ابن أبي عروبة.

(5)

"قتادة" ابن دعامة.

(6)

قوله: (لا يرفع يديه

) إلخ، ظاهره أنه لم يرفع إلا في الاستسقاء، وليس كذلك، بل قد ثبت الرفع في الدعاء في المواطن، فيؤوّل على أنه يرفع الرفع البليغ، والسياق يدلّ عليه، "ك"(14/ 146)، ومرَّ في "الاستسقاء".

(7)

والمراد بالحصر فيه الرفع على هيئة مخصوصة لا أصل الرفع فإنه ثابت عنه، "ف"(6/ 578).

ص: 259

3566 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ

(1)

(2)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ

(3)

، ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ أَبِي جُحَيفَةَ

(5)

ذَكَرَ عَنْ أَبيهِ قَالَ: دُفِعْتُ

(6)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ بِالأَبْطَحِ

(7)

فِي قُبَّةٍ كَانَ بِالْهَاجِرَةِ

(8)

، فَخَرَجَ بلَالٌ فَنَادَى بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَ فَضْلَ وَضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَقَعَ النَّاسُ عَلَيهِ يَأْخُذُونَ مِنْهُ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَ الْعَنَزَةَ

(9)

، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ

(10)

سَاقَيهِ، فَرَكَزَ الْعَنَزَةَ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَينِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَينِ، يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ

"فَخَرَجَ بِلَالٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"خَرَجَ بِلَالٌ".

===

(1)

بشدة الموحدة، البزار بشدة الزاي وبالراء.

(2)

"الحسن" هو البزار الواسطي.

(3)

"محمد بن سابق" الكوفي من شيوخ المؤلف.

(4)

"مالك بن مغول" بكسر الميم وسكون المعجمة، ابن عاصم البجلي الكوفي.

(5)

"عون بن أبي جحيفة" اسمه وهب بن عبد الله السوائي تقدم قريبًا.

(6)

قوله: (دُفِعْتُ) بلفظ المجهول أي: وصلتُ إليه من غير قصد، "قس "(8/ 68).

(7)

قوله: (هو بالأبطح) هو الذي خارج مكة ينزل فيه الحاج إذا رجع من منى. وقوله: "كان بالهاجرة" استئناف أو حال، ومناسبته للترجمة في قوله:"كأني أنظر إلى وبيص ساقيه" والوبيص بالموحدة والمهملة: البريق وزنًا ومعنى، "ف"(6/ 578).

(8)

نصف النهار.

(9)

رمح صغير.

(10)

لمعان.

ص: 260

الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ. [راجع: 187، أخرجه: م 503، س في الكبرى 4203، تحفة:11818].

3567 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ

(1)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(2)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(3)

، عَنْ عُرْوَةَ

(4)

، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لأَحْصَاهُ

(5)

. [طرفه: 3568، أخرجه: د 3654، تحفة: 16445].

3568 -

وَقَالَ اللَّيثُ

(6)

: ثَنِي يُونُسُ

(7)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(8)

أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُزوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَت:

"حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ" في نـ: "حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ".

===

(1)

بتقديم الزاي على الراء، "ف "(6/ 578).

(2)

ابن عيينة، "ف "(6/ 578).

(3)

ابن شهاب.

(4)

ابن الزبير.

(5)

قوله: (لو عدّه العادّ لأحصاه) لمبالغته صلى الله عليه وسلم في الترتيل والتفهيم بحيث لو أراد المستمع عَدَّ كلماتِه أو حروفه لأمكنه ذلك لوضوحه وبيانه، "قس"(8/ 68).

(6)

"وقال الليث " هو ابن سعد الإمام، وصله الذهلي. ["تغليق التعليق " (50/ 4)].

(7)

"يونس" هو ابن يزيد.

(8)

الزهري.

ص: 261

أَلَا يُعْجِبُكَ

(1)

أَبَا فُلَانٍ

(2)

، جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يُسْمِعُنِي ذَلِكَ، وَكُنْتُ أسَبِّحُ

(3)

، فَقَامَ قَبلَ أَنْ أَقْضِىَ سُبحَتِي، وَلَؤ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيهِ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَشرُدُ الْحَدِيثَ

(4)

كسَرْدِكُمْ. [راجع: 3567، أخرجه: م 2493، د 3655، تحفة: 16698].

‌24 - بَابٌ كَانَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَينُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ

رَوَاهُ

(5)

سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

"أَلَا يُعْجِبُكَ أَبَا فُلَانٍ" كذا في ذ، وفي صـ، مه:"أَلَا يُعْجِبُكَ أبُو فُلَانٍ". "تنامُ عَينُهُ" في هـ، ذ:"تنامُ عَينَاهُ".

===

(1)

قوله: (ألا يعجبك) بضم أوله وسكون ثانيه من الإعجاب، وبفتح ثانيه والتشديد من التعجيب. قوله:"أبا فلان" كذا للأكثر، قال عياض: هو منادى بكنيته. قلت: ليس كذلك وإنما خاطبت عائشة عروة بقولها: "ألا يعجبك" ثم ذكرت المتعجّب منه فقالت: "أبا فلان" وحقّ السياق أن تقول: أبو فلان، لكنه جاء هكذا على اللغة القليلة، ثم حكت وجه التعجب. وتبيَّن من رواية مسلم وأبي داود أنه [هو] أبو هريرة. قوله:"كنت أسبِّح" أي: أصلّي نافلة، أو هو على ظاهره أي: أذكر الله، والأول أوجه. قوله:"لرددتُ عليه" أي: لأنكرت عليه وَبَيَّنْتُ له أن الترتيل في التحديث أولى من السرد، "فتح الباري"(6/ 578).

(2)

أي: أبو هريرة.

(3)

أي: أصلي نافلة.

(4)

أي: لا يتابع الحديث استعجالًا، بل كان يتكلم بكلام واضح، وسرد الصوم: تواليه، كذا في "الكرماني "(14/ 147).

(5)

وصله في "كتاب الاعتصام" مطولًا [برقم: 7281]، "ف"(6/ 579).

ص: 262

3569 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ

(1)

، عَنْ مَالِكٍ

(2)

، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(3)

أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ: كَيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ قَالَ: "تَنَامُ عَيْنِي وَلَا يَنَامُ قَلْبِي"

(4)

. [راجع: 1147].

3570 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ

(5)

، ثَنِي أَخِي

(6)

، عَنْ سُلَيْمَانَ

(7)

، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ

(8)

قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيلَةِ أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ:

"وَلَا فِي غَيْرِهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"ولا غيره".

===

(1)

القعنبي، "قس"(8/ 69).

(2)

الإمام.

(3)

ابن عوف، "قس"(8/ 70).

(4)

مرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 1147] في "كتاب التهجُّد".

(5)

"إسماعيل" هو ابن عبد الله بن أبي أويس أبو عبد الله الأصبحي.

(6)

"أخي" هو أبو بكر اسمه عبد الحميد، "ك "(14/ 148)، "خ".

(7)

"سليمان " هو ابن بلال التيمي مولاهم المدني.

(8)

"شريك بن عبد الله بن أبي نمر" بفتح النون وكسر الميم، أبو عبد الله المدني.

ص: 263

جَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ

(1)

(2)

قَبلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ

(3)

: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، وَقَالَ آخِرُهُمْ

(4)

: خُذُوا

(5)

خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ

(6)

، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى جَاءُوا لَيْلَةً أُخْرَى

(7)

، فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَالنَبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَائِمَةٌ عَينَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ،

"جَاءَ" في قتـ، ذ:"جَاءَهُ". "نَائِمَة عَيْنَاهُ" في نـ: "يَنَامُ عَينُهُ".

===

(1)

" ثلاثة نفر" أي: من الملائكة، قال ابن حجر: لم أتحقَّق أسماءهم، وقال غيره: هم: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، ولم يذكر ذلك مستندًا، "قس"(8/ 70).

(2)

قوله: (نفر) هم ملائكة، ولم أتحقق أسماءهم. قوله:"فقال أولهم: أيّهم" هو مشعر بأنه كان نائمًا بين اثنين أو أكثر، وقد قيل: إنه كان نائمًا بين عمّه حمزة وابن عمّه جعفر بن أبي طالب، "فتح"(6/ 579).

(3)

أي: أول النفر، "قس"(8/ 71).

(4)

أي: آخر النفر الثلاثة.

(5)

أي: لأجل أن يعرج به إلى السماء، "ك"(14/ 148).

(6)

قوله: (فكانت تلك) أي: القصة؛ أي: لم يقع في تلك الليلة غير ما ذكر من الكلام، "فتح"(6/ 579).

(7)

قوله: (حتى جاءوا ليلة أخرى) أي: بعد ذلك، ومن هنا يحصل رفع الإشكال في قوله:"قبل أن يوحى إليه" كما سيأتي بيانه في مكانه، قاله في "الفتح"(6/ 579).

قال الكرماني (14/ 148 - 149): قال القاضي: قد جاء في رواية شريك أوهام أنكرها العلماء. منها: أنه قال: "قبل أن يوحى إليه " وهو غلط لم يوافَقْ عليه، وشريك ليس بالحافظ وهو منفرد به عن أنس، وسائر الحفاظ لم يرووْا عنه كذلك، انتهى.

ص: 264

وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَتَوَلَّاهُ جِبْرَئِيلُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ. [أطرافه: 4964، 5610، 6581، 7517، أخرجه: م 162، تحفة:909].

بسم الله الرحمن الرحيم

‌25 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

(1)

فِي الإسْلَام

"{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " سقطت البسملة في نـ.

===

قال الزركشي (2/ 764): قد أُنكرت هذه الزيادة، وقيل: ليست بمحفوظة، وإن صحّت فلم يأتوه في عقب تلك الليلة بل بعدها بسنين؛ لأنه إنما أسري به قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بسنتين، وقيل: بسنة، انتهى.

قال صاحب "الخير الجاري": والأوضح أن يقال: إنه جاءه صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر قبل الوحي، ثم جاءوا للإسراء بعد الوحي، ومعنى "حتى جاءوا ليلة أخرى" أنها كانت بعد سنين. وقوله:"ثم عرج" معطوف على "جاءوا ليلة أخرى"، فهذه إشارة إلى قصة الإسراء بعد إتمام بيان المجيء قبلها بمدة مديدة، وكان المجيء أولًا من قبيل تقديم التنبيه على الشيء قبل وقوعه. فإن قلت: ثبت أنه كان في اليقظة في الروايات الأخر. قلت: إن قلنا بتعدد الإسراء فظاهر، وإن قلنا باتحاده فيمكن أن يقال: كان ذلك أول وصول الملك إليه.

(1)

قوله: (علامات النبوة) جمع علامة، وعبّر بها المصنف ليكون ما يورده من ذلك أعمّ من المعجزة والكرامة، والفرق بينهما أن المعجزة أخص؛ لأنه يشترط فيها أن يتحدّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم من يكذّبه بأن يقول: إن فعلتُ كذا أَتُصَدّق بأني صادق؟ أو يقول من يتحدّاه: لا أصدّقك حتى تفعل كذا، ويشترط أن يكون المتحدّى به مما يعجز عنه في العادة المستمرة، وقد وقع النوعان للنبي صلى الله عليه وسلم في عدة مواطن، وسمّيت المعجزة معجزة لعجز من يقع عندهم ذلك عن معارضتها، والهاء فيها للمبالغة، أو هي صفة محذوف.

ص: 265

3571 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

(1)

، ثَنَا سَلْمُ

(2)

بْنُ زَرِيرٍ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ

(4)

، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَينٍ

(5)

: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في مَسِيرٍ

(6)

، فَأَدْلَجُوا لَيلَتَهُمْ

(7)

حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبحِ عَرَّسُوا، فَغَلَبَتْهُمْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ

(8)

مِنْ مَنَامِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ لَا يُوقَظُ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم منْ

"فِي وَجْهِ الصّبح" في نـ: "وجهُ الصبح".

===

وأشهر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم القرآن؛ لأنه صلى الله عليه وسلم تحدّى به العرب- وهم أفصح الناس لسانًا وأشدهم اقتدارًا على الكلام- بأن يأتوا بسورة مثله، فعجزوا مع شدة عداوتهم له وصدّهم عنه، "فتح الباري"(6/ 581 - 582).

(1)

"أبو الوليد" ابن عبد الملك الطيالسي.

(2)

بفتح المهملة وسكون اللام، "ك "(14/ 149).

(3)

"سلم بن زرير" بفتح الزاي وكسر الراء العطاردي البصري.

(4)

"أبا رجاء" عمران بن ملحان بكسر الميم العطاردي المخضرم.

(5)

"عمران بن حصين" أبو نجيد الخزاعي، أسلم عام خيبر وصحب وكان فاضلًا وقضى بالكوفة.

(6)

أي: راجعين من خيبر، "قس"(8/ 72).

(7)

قوله: (فأدلجوا ليلتهم) أدلج القوم إذا ساروا أول الليل، وإذا ساروا في آخر الليل فقد ادّلجوا بتشديد الدال، والتعريس: نزول القوم آخر الليل يقفون فيه وقفة الاستراحة، "ك"(14/ 149)، "خ".

(8)

وفي رواية لمسلم: "فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظًا " وكذا وقع الاختلاف في أنها كانت عند خروجهم من خيبر أو من الحديبية وغير ذلك، فذهب جماعة إلى تعدُّد وقوع ذلك للجمع بين الروايات، قال النووي: اختلفوا هل كان ذلك النوم مرة أو مرتين، وظاهر الأحاديث مرتان، والله أعلم.

ص: 266

مَنَامِهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، فَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ فَقَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ

(1)

وَيرْفَعُ صَوْتَهُ، حَتَّى اسْتَيقَظَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَل وَصَلَّى بِنَا الْغَدَاةَ، فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ

(2)

مِنَ الْقَوْمِ لَمْ يُصَلِّ مَعَنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:"يَا فُلَانُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَنَا؟ " قَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ، ثُمَّ صَلَّى، وَجَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رُكُوبٍ

(3)

بَين يَدَيْهِ، وَقَدْ عَطِشْنَا عَطَشًا شَدِيدًا، فَبَينَمَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ سَادِلَةٍ

(4)

رِجْلَيهَا بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ، فَقُلْنَا لَهَا: أَيْنَ الْمَاءُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَا مَاءَ، قُلْنَا: كَمْ بَيْنَ أَهْلِكِ وَبَينَ الْمَاءِ؟ قَالَتْ: يَوْمٌ وَلَيْلَة،

"مَا يَمْنَعُكَ" في نـ: "مَا مَنَعَكَ".

===

(1)

قوله: (فجعل يكبّر) قال الكرماني (14/ 149 - 150): فإن قلت: تقدم في "باب التيمم"[برقم: 344] أن عمر هو الذي يكبّر ويرفع صوته حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: لا منافاة إذ لا منع للجمع بينهما لاحتمال أن كلًّا منهما فعل ذلك، انتهى. وفي رواية لمسلم:"فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظًا"، وكذا وقع فيه اختلافات أخر، وأجابوا بتعدد وقوع ذلك، والله أعلم.

(2)

لم يسم، "قس"(8/ 72).

(3)

بالضم جمع الراكب، وبفتحها: ما يركب، والرواية بهما، وإن رجح الضم، "خ".

(4)

قوله: (بامرأة سادلة) قال الكرماني (14/ 150): السادلة: المرسلة، يقال: سدل ثوبه إذا أرسله

(1)

. والمزادة بفتح الميم وتخفيف الزاي: الراوية، وسميت بها لأنه يزاد فيها جلد آخر من غيرها، ولهذا قيل: إنها أكبر من القربة، كذا في "الخير الجاري"[انظر "عمدة القاري" (11/ 331)].

(1)

في الأصل: إذا أرخاه.

ص: 267

فَقُلْنَا: انْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: وَمَا رَسُولُ اللَّهِ؟ فَلَمْ نُمَلِّكْهَا مِنْ أَمْرِهَا حَتَّى اسْتَقْبَلْنَا بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثَتْهُ بِمِثْلِ الَّذِي حَدَّثَتْنَا غَيْرَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا مُؤْتِمَةٌ

(1)

، فَأَمَرَ بِمَزَادَتَيْهَا فَمَسَحَ فِي الْعَزْلَاوَيْنِ

(2)

، فَشَربْنَا عِطَاشًا أَرْبَعُونَ

(3)

رَجُلًا حَتَّى رَوِينَا، فَمَلأْنَا كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنَا وَإِدَاوَةٍ

(4)

، غَيرَ أَنَّهُ لَمْ نَسْقِ بَعِيرًا، وَهِيَ تَكَادُ تَنِضُّ

(5)

مِنَ

"فَقَالَتْ: وَمَا رَسُولُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَتْ: وَمَا رَسُولُ اللَّهِ". "فِي الْعَزْلَاوينِ" كذا في هـ، وفي س، حـ:"بِالْعَزْلَاوَيْنِ". "أَرْبَعُونَ رَجُلًا" كذا في س، ح، وفي هـ:"أَرْبَعِينَ رَجُلًا". "تَكَادُ تَنَضُّ" في هـ، ذ:"يَكادُ تَنْصَبُّ".

===

(1)

قوله: (أنها مؤتمة) بضم الميم فهمزة ساكنة ففوقية مكسورة فميم مفتوحة، أي: ذات أيتام، كذا في "قس" (8/ 73). قال الكرماني (14/ 150): وفي بعضها بفتح الفوقانية، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 344].

(2)

قوله: (العَزْلاوَيْن) هو تثنية عزلاء، وهي بفتح المهملة وإسكان الزاي وبالمدّ: فمُ الْمَزَادة الأسفلُ، و"روينا" بكسر الواو، و"عطاشًا" حال، و"أربعين " بيان له، كذا في "الكرماني"(14/ 150).

(3)

أي: نحن حينئذ أربعون، "ف"(6/ 584).

(4)

بالكسر: إناء صغير من جلد يتخذ للماء، "مجمع"(1/ 58).

(5)

قوله: (تنضّ) بفوقية مفتوحة فنون مكسورة فضاد معجمة مشددة، كذا في اليونينية، قاله القسطلاني (8/ 73). قال في "المجمع" (4/ 747): أي: تكاد تنشقّ ويخرج منها الماء، انتهى. أي: لشدّة امتلائها. قال في "الفتح "(6/ 584): تبضّ بكسر الموحدة بعدها معجمة ثقيلة أي: تسيل، انتهى. قال الكرماني (14/ 150 - 151): تَنْصَرّ مشتقّ من مضاعف الانفعال أي: تنقطع، يقال: صررته فانصر، وفي بعضها تنض بالنون والمعجمة،

ص: 268

الْمِلْءِ، ثُمَّ قَالَ:"هَاتُوا مَا عِنْدَكُم"، فَجُمِعَ لَهَا مِنَ الْكِسَرِ وَالتَّمْرِ، حَتَّى أَتَتْ أَهْلَهَا، فَقَالَتْ: لَقِيتُ أَسْحَرَ النَّاسِ، أَوْ هُوَ نَبِيٌّ كَمَا زَعَمُوا، فَهَدَى اللَّهُ ذَلِكَ الصِّرْمَ

(1)

بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمُوا. [راجع: 344].

3572 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(2)

، ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ

(3)

، عَنْ سَعِيدٍ

(4)

، عَنْ قَتَادَةَ

(5)

، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُتِيَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم بإنَاءٍ وَهُوَ بِالزَّوْرَاءِ

(6)

، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ

(7)

مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ،

"فَقَالَتْ: لَقِيتُ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَتْ: لَقِيتُ". "ذَلِكَ الصِّرْمَ" كذا في ذ، وفي نـ:"ذَاكَ الصِّرْمَ". "بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ" في سـ، حـ، ذ:"بِتِيكَ الْمَرْأَةِ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

وفي بعضها بالموحدة والمعجمة ومعناهما: تسيل، انتهى، "خ".

(1)

بكسر المهملة وسكون الراء: أبيات مجتمعة تنزل على ماء، "ك"(14/ 151)، "خ "، "ف"(1/ 453).

(2)

"محمد بن بشار" ابن عثمان العبدي البصري.

(3)

"ابن أبي عدي" هو محمد بن أبي عدي واسمه إبراهيم البصري.

(4)

"سعيد" هو ابن أبي عروبة مهران اليشكري.

(5)

"قتادة" هو ابن دعامة السدوسي.

(6)

بفتح الزاي وسكون الواو وبالمدّ: موضع بسوق المدينة، "ك "(14/ 151).

(7)

قوله: (ينبع) بضم الباء وفتحها وكسرها، والماء إما أنه يخرج من نفس الأصبع ينبع من ذاتها، وإما أنه يكثر في ذاته فيفور من بين الأصابع، وهو أعظم في الإعجاز من نبعه من الحجر، "ك"(14/ 152)، "خ".

ص: 269

فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ. قَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: ثَلَاثَمِائَةٍ، أَوْ زُهَاءَ

(1)

ثَلَاثِمِائَةٍ. [راجع: 169، أخرجه: م 2279، تحفة: 1183].

3573 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ

(2)

، عَنْ مَالِكٍ

(3)

، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

(4)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحَانَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَالْتَمَسَ النَّاسُ الْوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الإِنَاءِ يَدَهُ، فَأمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ، فَرَأيْتُ الْمَاءَ يَنْبَع مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَأَ النَاسُ حَتى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ

(5)

. [راجع: 169].

3574 -

حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ

(6)

، ثَنَا حَزْمٌ

(7)

(8)

قَالَ:

"فَالْتَمَسَ النَاسُ الْوَضُوءَ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَالْتَمَسُوا الْوَضُوءَ". "فِي ذَلِكَ الإِنَاءِ" سقط في نـ "مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ" في نـ: "مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ".

===

(1)

بضم الزاي والمد أي: قدر ثلاث مائة، "ف "(6/ 586).

(2)

"عبد الله بن مسلمة" القعنبي.

(3)

"مالك" هو الإمام المدني.

(4)

زيد بن سهل الأنصاري، "قس "(8/ 75).

(5)

قوله: (من عند آخرهم) كلمة "من " هاهنا بمعنى إلى، وهي لغة، والكوفيون يجوّزون مطلقًا وَضْعَ حروف الجرَ بعضها مقام بعض، "ك "(152/ 14)"خ".

(6)

"عبد الرحمن بن المبارك" العيشي البصري.

(7)

بفتح المهملة وسكون الزاي، "خ"، "ك"(14/ 152).

(8)

"حزم" هو ابن مهران القطعي البصري.

ص: 270

سَمِعْتُ الْحَسَنَ

(1)

، ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

(2)

قَالَ: خَرَجَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَخَارِجِهِ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَانْطَلَقُوا يَسِيرُونَ، فَحَضرَتِ الصلَاةُ فَلَم يَجِدُوا مَاءً يَتَوَضَّئُونَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ

(3)

مِنَ الْقَوْمِ، فَجَاءَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ يَسِيرٍ، فَأَخَذَهُ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فتَوَضأَ، ثُمَّ مَدَّ أَصَابِعَهُ الأَرْبَعَ عَلَى الْقَدَحِ، ثُمَّ قَالَ:"قُومُوا تَوَضَّئُوا"، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ حَتَّى بَلَغُوا فِيمَا يُرِيدُونَ مِنَ الْوَضُوءِ، وَكَانُوا سَبعِينَ أَوْ نَحْوَهُ. [راجع: 169، تحفة: 527].

3575 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ

(4)

سَمِعَ يَزِيدَ

(5)

، أَنَا حُمَيدٌ

(6)

، عَنْ أَنَسٍ

(7)

قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَامَ مَنْ كَانَ قَريبَ الدَّارِ مِنَ الْمَسْجِدِ يَتَوَضَّأُ، وَبَقِيَ قَوْمٌ، فَأُتِيَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم بمِخْضَبٍ

(8)

مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ

"ابْنُ مَالِكٍ " سقط في نـ. "أَصَابِعَهُ الأَرْبَعَ" في قتـ: "أَصَابعَهُ الأَرْبَعَةَ". "قُومُوا تَوَضَّئُوا" كذا في ذ، وفي نـ:"قُومُوا فَتَوَضَّئُوا". "يَتَوَضَّأُ" في ذ: "فَتَوَضَّأَ".

===

(1)

" الحسن " ابن أبي الحسن البصري الأنصاري مولاهم.

(2)

"أنس بن مالك " خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

هو أنس، "قس "(8/ 76).

(4)

"عبد الله بن منير" بضم الميم وكسر النون أبو عبد الرحمن المروزي.

(5)

"يزيد" هو ابن هارون بن زاذان الواسطي.

(6)

"حميد" هو ابن أبي حميد الطويل.

(7)

"أنس " ابن مالك رضي الله عنه.

(8)

قوله: (بمخضب) بكسر الميم وبالمعجمتين: المركن، ومرَّ في الوضوء، قاله الكرماني (14/ 153). وفي "الصراح ": المخضب: المركن يعني لكَن وتغاره، انتهى.

ص: 271

مَاءٌ، فَوَضَعَ كَفَّهُ، فَصَغُرَ الْمِخْضبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَضمَّ أَصَابِعَهُ فَوَضعَهَا فِي الْمِخْضَب، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ جَمِيعًا، قُلْتُ كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: ثَمَانُونَ رَجُلًا

(1)

. [راجع: 169، تحفة: 809].

3576 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(2)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ

(3)

، ثَنَا حُصَيْن

(4)

، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ

(5)

،

"ثَمَانُونَ رَجُلًا" في هـ، ذ:"ثَمَانينَ رَجُلًا".

===

(1)

قوله: (ثمانون رجلًا) ولأبي ذر عن الكشميهني بالنصب خبر كان المقدرة. ولم يذكر في هذا الحديث نبع الماء اختصارًا للعلم به، وهذه أربع طرق لحديث أنس الأول: طريق قتادة، والثاني: طريق إسحاق بن عبد الله

(1)

. والثالث: طريق الحسن، والرابع: طريق حميد. وفي الأولى أنهم كانوا بالزَّوْراء بالمدينة الشريفة، وكذا الرابعة، و [في] الثالثة في السفر، وفي الأولى

(2)

أن الذين توضأوا كانوا ثلاثمائة، وفي الثالثة كانوا سبعين، وفي الرابعة ثمانين، فظهر أنهما قصتان في موطنين للتغاير في عدد من توضأ وتعيين المكان الواقع فيه ذلك، وهي مغايرة واضحة يتعذَّر الجمع فيها. ووقع عند أبي نعيم من رواية عبيد الله بن عمر عن ثابت عن أنس:"أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى قباء فأتي من بعض بيوتهم بقدح صغير"، "قسطلاني"(8/ 77).

(2)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي.

(3)

"عبد العزيز بن مسلم" القسملي.

(4)

"حصين " مصغرًا، ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي.

(5)

"سالم بن أبي الجعد" رافع الأشجعي.

(1)

في الأصل: والثاني: من طريق إسحاق بن عبد.

(2)

في الأصل: وفي الأول.

ص: 272

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ

(2)

، وَالنَبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَينَ يَدَيْهِ رُكْوَةٌ

(3)

، فَتَوَضَّأَ فَجَهَشَ

(4)

النَّاسُ

(5)

نَحْوَهُ، قَالَ:"مَا لَكُمْ؟ " قَالُوا: لَيسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ

(6)

بَينَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ، فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا، قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً. [أطرافه: 4152، 4153، 4154، 4840، 5639، أخرجه: م 1856، س 77، تحفة: 2242].

357 -

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(7)

، ثَنَا إِسْرَائِيلُ

(8)

،

"فَجَهَشَ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ:"جَهَشَ". "قَالَ: مَا لَكُمْ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فَقَالَ: مَا لَكُمْ". "يَثُورُ" في هـ، ذ:"يَفُورُ".

===

(1)

" جابر بن عبد الله" الأنصاري.

(2)

بتخفيف الياء وشدّتها.

(3)

"ركوة" بتثليث الراء: إناء صغير من جلد يشرب فيه، "قس"(8/ 78).

(4)

للكشميهني بزيادة فاء في أوله، أي: أسرعوا لأخذ الماء "ف"(6/ 586).

(5)

قوله: (فجهش الناس) بفتح الجيم والهاء والشين المعجمة؛ أي: أسرعوا لأخذ الماء، ولأبي ذر بكسر الهاء، وللحموي والمستملي بإسقاط الفاء وفتح الهاء، "قس" (8/ 78). قوله:"يثور" كذا للأكثرين بالمثلثة، وللكشميهني بالفاء وهما بمعنىً.

(6)

بالمثلثة بمعنى يفور.

(7)

"مالك بن إسماعيل" ابن زياد النهدي الكوفي.

(8)

"إسرائيل" ابن يونس السبيعي عن جده أبي إسحاق.

ص: 273

عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(1)

، عَنِ الْبَرَاءِ

(2)

قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ

(3)

فَنَزَحْنَاهَا حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً، فَجَلَسَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ

(4)

، فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ وَمَجِّ

(5)

فِي الْبئْر، فَمَكُثْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ

(6)

، ثُمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى رَوِينَا

(7)

وَرَوِيَتْ -أوْ صَدَرَتْ

(8)

- رِكَابُنَا. [طرفاه: 4150، 4151، تحفة: 1807].

3578 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ

(9)

، أَنَا مَالِكٌ

(10)

،

"كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ" في ذ: "كُنَّا بِالْحُدَيْبِيَةِ". "وَرَوِيتْ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَرَوَتْ". "رِكَابُنَا" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"رَكَائِبُنَا".

===

(1)

" أبي إسحاق" عمرو بن عبد الله السبيعي.

(2)

ابن عازب، "قس"(8/ 78).

(3)

قوله: (والحديبية بئر) على مرحلة من مكة، وقيل: سمِّيت لشجرة حدباء كانت هناك، "قس"(8/ 79)، ومرَّ [برقم: 846].

(4)

أي: طرف البئر، "ك"(14/ 153).

(5)

أي: صبّ في البئر. مجّ الشراب من فيه أي: رماه، "ق" (ص: 187).

(6)

أي: يسيرًا من الزمان، "ج" [سورة النمل: 22].

(7)

بكسر الواو.

(8)

قوله: (صدرَتْ) أي: رجعتْ، والركاب الإبل التي تحمل القوم، كذا في "الكرماني"(14/ 153).

وفي "القاموس"(ص: 98): الركاب، ككتاب: الإبل، واحدتها: راحلة، جمعه: ككُتُبٍ وركاباتٌ ورَكائبُ، انتهى.

(9)

"عبد الله بن يوسف" التِّنِّيسي.

(10)

"مالك" الإمام المدني.

ص: 274

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

(2)

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ

(3)

لأُمِّ سُلَيمٍ

(4)

: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا، أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتِ الْخُبزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ

(5)

(6)

تَحْتَ يَدِي، وَلَاثَتْنِي

(7)

بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الْمَسْجِدِ

(8)

وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

===

(1)

" إسحاق بن عبد الله " الأنصاري.

(2)

زيد بن سهل.

(3)

هو زيد بن سهل الأنصاري زوج أم سليم والدة أنس، "ف "(6/ 588).

(4)

مصغرًا هي أم أنس، واسمها سهلة أو غيرها على اختلاف فيه، "ك "(14/ 154).

(5)

أي: أخفته.

(6)

قوله: (ثم دسَّتْه) يقال: دسست الشيء إذا أخفيته. قوله: "لاثَتْني" لاث العمامة على رأسه أي: عصبها، والالتياث الالتفاف، واللوث اللفّ، ومنه لاث به الناس إذا استداروا حوله، أي: لَفَّتْني ببعض خمارها الذي لَفَّت الخبزَ ببعضه، "ك"(14/ 155)، "خ".

(7)

لفتني، "تو"(5/ 2282).

(8)

قوله: (في المسجد) قال الشيخ: المراد بالمسجد الموضع الذي أعدّه النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه حين محاصرة الأحزاب للمدينة في غزوة الخندق، كذا في "اللمعات".

ص: 275

"أرْسَلَكَ

(1)

أَبُو طَلْحَةَ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: بِطَعَامٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لمَنْ مَعَهُ: "قُومُوا"، فَانْطَلَقُوا وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ

(2)

. فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ

"أرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ" في نـ: "أَأرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ". "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "فَانْطَلَقُوا" في نـ: "فَانْطَلَقَ".

===

(1)

قوله: (أرسلك) بحذف حرف الاستفهام، أو قال بهمزة ممدودة للاستفهام. وقوله:"قوموا" ظاهره أنه صلى الله عليه وسلم فهم أن أبا طلحة استدعاه إلى منزله، وإلا فقد عُلم أن أبا طلحة وأم سليم أرسلا الخبز مع أنس إليه صلى الله عليه وسلم فلأيّ شيء قال:"انطلقوا"؟ ويمكن أن يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم بإرسال الخبز ولكنه قام وانطلق إلى بيت أبي طلحة من غير أن دعاه إظهارًا للمعجزة واليركة لأصحابه. وقال الشيخ -أي: ابن حجر العسقلاني (6/ 589) -: يجمع بأنهما أرادا بإرسال الخبز مع أنس أن يأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فيأكله، فلما وصل أنس ورأى كثرة الناس استحيى فظهر له أن يدعوه صلى الله عليه وسلم ليقوم معه وحده إلى المنزل ليحصل مقصودهم من إطعامه. أقول: هذا لا يخلو عن بُعْد لأن أنسًا كان صغيرًا تابعًا لهما فيبعد أن يدعوه من غير إذن منهما. ثم قال: ويحتمل أن يكون ذلك على رأي أبي طلحة، أرسله وعهد إليه إذا رأى كثرة الناس أن يستدعي النبي صلى الله عليه وسلم خشية أن لا يكفيهم ذلك [لشيء] النبيَّ ومن معه، وقد عرفوا إيثاره صلى الله عليه وسلم وأنه لا يأكل وحده، قال: وقد وجدت أكثر الروايات تقتضي أن أبا طلحة استدعى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الواقعة، والله أعلم، "لمعات".

(2)

قوله: (فقالت: الله ورسوله أعلم) كأنها عرفت أنه فعل ذلك عمدًا

ص: 276

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلُمِّي

(1)

يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ"، فَأَتَتْ بذَلِكَ الْخُبْز، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفُتَّ

(2)

، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمِ عُكَّةً

(3)

فَأَدَمَتْهُ

(4)

، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"

(5)

، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فَأَذِنَ لَهُمْ،

"هَلُمِّي" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"هَلُمَّ".

===

لتظهر الكرامة والبركة في تكثير ذلك الطعام، ودلّ ذلك على فطانة أم سليم ورجحان عقلها، "ف"(6/ 590).

(1)

كذا لأبي ذر عن الكشميهني، ولغيره:"هَلُمَّ" وهي لغة حجازية، هَلُمَّ عندهم لا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع، والمراد من ذلك طلب ما عندها، "ف"(6/ 590).

(2)

قوله: (فَفُتّ) بلفظ المجهول من الفَتّ بمعنى الكسر، والعُكّة بضم المهملة وشدة الكاف: آنية السمن. قوله: "فَأَدَمَتْه" أي: جعلت ما خرج من العُكّة من السمن إدامًا للمفتوت. قال الخطابي: "أدَمَتْه" أي: أصلحته بالإدام، ملتقط من "الكرماني"(14/ 155) و"اللمعات".

(3)

بضم العين: وعاء السمن.

(4)

أي: جعلته إدامًا.

(5)

قوله: (ائذن لعشرة) قيل: إنما لم يأذن للكُلّ مرة واحدة؛ لأن الجمع الكثير إذا نظروا إلى طعام قليل يزداد حرصهم إلى الأكل، ويظنون أن ذلك الطعام لا يشبعهم، والحرص عليه ممحقة للبركة، وقيل: لتضييق المنزل. وقال الطيبي (11/ 138): ليكون أرفق بهم فإن القصعة التي فيها الطعام لا يتحلّق عليها أكثر من عشرة إلا لضرر يلحقهم لبُعدها عنهم، "لمعات".

ص: 277

فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ- أَوْ ثَمَانُونَ

(1)

- رَجُلًا. [راجع: 422].

3579 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(2)

، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيرِيُّ

(3)

، ثَنَا إِسْرَائِيلُ

(4)

، عَنْ مَنْصُورٍ

(5)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(6)

، عَنْ عَلْقَمَةَ

(7)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ

(8)

قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ

(9)

"رَجُلًا" ثبت في ذ. "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثنَى".

===

(1)

قوله: (سبعون أو ثمانون) كذا وقع هنا بالشكّ، وفي غير هذا بالجزم بالثمانين، وفي رواية:"بضعة وثمانين"، ولا منافاة لاحتمال إلغاء الكسر لكن في رواية عند أحمد:"حتى أكل منه أربعون وبقيت كما هي" وهو يفيد التغاير، وأن يكون القصة متعددة، "فتح "(6/ 591) و"لمعات "، ويجيء [برقم: 6688].

(2)

"محمد بن المثنى" العَنَزي البصري.

(3)

محمد بن عبد الله، "ك"(14/ 155).

(4)

"إسرائيل" ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي مرَّ آنفًا.

(5)

"منصور" هو ابن المعتمر الكوفي.

(6)

"إبراهيم" هو النخعي هو ابن يزيد بن قيس بن الأسود، أبو عمران التابعي.

(7)

"علقمة" ابن قيس بن عبد الله النخعي.

(8)

ابن مسعود.

(9)

قوله: (كنا) أي: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعد" أي: نحسب ونعتقد في زمنه صلى الله عليه وسلم "الآياتِ" القرآنية التي كانت تنزل من السماء والمعجزات التي تظهر على يده، وهذا أوفق بسياق الحديث:"بركة" ونورًا يحصل في

ص: 278

الآيَاتِ

(1)

بَرَكَةً وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَقَلَّ الْمَاءُ، فَقَالَ:"اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ"، فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: "حَيَّ

(2)

عَلَى الطَّهُورِ

(3)

الْمُبَارَكِ، وَالْبَرَكَةُ

(4)

مِنَ اللَّهِ"

(5)

فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ

(6)

. [أخرجه: ت 3633، تحفة: 9454].

3580 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ

(7)

، ثَنَا زَكَرِيَّاءُ

(8)

،

===

قلوبنا من ذلك، "وأنتم" خطاب لمن بعدهم أي: أنتم أيها الناس تحسبون أن فائدتها كانت تخويفًا وإنذارًا للكافرين المنكرين لها؟ نعم، إنها كانت إنذارًا لهم ولكنها كانت مورثة للبشارة والبركة في قلوب المؤمنين المحبّين المعتقدين، كذا في "اللمعات". قال الكرماني (14/ 155): والحق أن بعضها بركة كشبع الخلق الكثير عن الطعام القليل، وبعضها تخويف كالخسف في الأرض ونحوه، انتهى.

(1)

أي: الأمور الخارقة للعادة، وتخويفًا أي: من الله لعباده كما قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59]، "ك "(14/ 155).

(2)

أي: أقبل عليه، هو اسم لفعل الأمر، "ك"(14/ 155).

(3)

بالفتح الماء، "ك "(14/ 155).

(4)

مبتدأ.

(5)

فيه إشارة إلى أن الإيجاد من الله، "ف "(6/ 592).

(6)

أي: غالبًا، ووقع ذلك عند الإسماعيلي صريحًا، وذكر عياض عن جعفر بن محمد:"أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبرئيل بطبق فيه عِنب ورُطب فأكل منه فسبّح". ["الشفاء" (2/ 358)].

(7)

"أبو نعيم " الفضل بن دكين الكوفي.

(8)

"زكرياء" ابن أبي زائدة أبو يحيى الكوفي.

ص: 279

ثَنِي عَامِرٌ

(1)

، ثَثِي جَابِرٌ

(2)

: أَنَّ أَبَاهُ

(3)

تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْن، فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا وَلَيْسَ عِنْدِي إِلَّا مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ

(4)

، وَلَا يَبْلُغُ مَا يُخْرِجُ سِنِينَ

(5)

مَا عَلَيْهِ، فَانْطَلِقْ مَعِي لِكَيْ لَا يُفْحُشَ

(6)

(7)

عَلَيَّ الْغُرَمَاءُ، فمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ

(8)

مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ، فَدَعَا ثَمَّ آخَرَ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيهِ فَقَالَ:"انْزِعُوهُ"، فَأَوْفَاهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَبَقِيَ مِثْلُ مَا أَعْطَاهُمْ

(9)

. [راجع: 2127].

"لِكَيْ لَا يُفْحُشَ" كذا في ذ، وفي نـ:"لِكَيْلَا يُفْحُشَ".

===

(1)

" عامر" هو ابن شراحيل الشعبى.

(2)

"جابر، ابن عبد الله الأنصاري.

(3)

هو عبد الله بن عمرو بن حرام بالمهملتين، "ف "(6/ 593).

(4)

قوله: (وليس عندي إلا ما يُخْرِجُ نخلُه) يعني أنه لم يترك مالًا إلا البستان المذكور. قوله: "سنين " أي: في مدة سنين، كذا في "الفتح "(6/ 593).

(5)

قال الكرماني (14/ 156): هو بلفظ التثنية، وفي بعضها بلفظ الجمع.

(6)

الفحش: التعدي في القول.

(7)

قوله: (يفحش) بضم الأول وكسر الثالث، وبفتح الأول وضم الثالث، والأول هو المضبوط في نسختي وكلاهما مذكور في "القسطلاني"(8/ 83). و"الغرماء" بالرفع فاعله، "الخير الجاري".

(8)

قوله: (بيدَرٍ) بفتح الموحدة وسكون التحتية وفتح الدال المهملة هو للتمر كالجرين للحبّ. قوله: "ثم آخر" أي: مشى حول بيدرٍ آخَرَ فدعا، كذا في "الفتح"(6/ 593)، ومرَّ الحديث مرارًا [منها برقم: 2127].

(9)

قوله: (وبقي مثلُ ما أعطاهم) وفي رواية مغيرة: "وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شيء"، وفي رواية ابن كعب:"وبقي لنا من تمرها بقية"، ووقع

ص: 280

3581 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(1)

، ثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ

(2)

، ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ

(3)

أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ

(4)

: أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَرَّةً:"مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ أَوْ بِسَادِسٍ"

(5)

. أَوْ كَمَا قَالَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلَاثَةٍ، وَانْطَلَقَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ ثَلَاثَةً

(6)

،

===

النسغ: "بِخَامِسٍ أَوْ بِسَادِسٍ" كذا في قت، ذ، وفي نـ:"بِخَامِسٍ أَوْ سَادِسٍ" ولفظ "أو" سقط في نـ. "وَأَبُو بَكْرٍ ثَلَاثَةً" في هـ، ذ:"وَأَبُو بَكرٍ بِثَلَاثَةٍ"، وفي نـ:"وَأَبُو بَكْرٍ وَثَلَاثَةً".

في رواية وهب بن كيسان: "فأوفاه ثلاثين وسقًا وفضلت له سبعة عشر وسقًا"، ويجمع بالحمل على تعدُّد الغرماء، فكان أصل الدَّين كان منه ليهودي ثلاثون وسقًا من صنف واحد، فأوفاه وفضل ذلك البيدر سبعة عشر وسقًا، وكان منه لغير ذلك اليهودي أشياء أخر من أصناف أخرى فأوفاهم وفضل من المجموع قدر الذي أوفاه، "فتح"(6/ 593).

(1)

"موسى بن إسماعيل" هو التبوذكي المنقري.

(2)

هو سليمان بن طرخان، "ف"(6/ 595).

(3)

هو عبد الرحمن النهدي بالنون، "ك"(14/ 156).

(4)

الصديق، "قس"(8/ 84).

(5)

قوله: (فليذهب بخامس أو بسادس أو كما قال) أي: فليذهب بخامس إن لم يكن عنده ما يقتضي أكثر من ذلك، وإلا فليذهب بسادس مع الخامس إن كان عنده أكثر من ذلك، والحكمة في كونه يزيد كلُّ أحد واحدًا فقط أن عيشهم في ذلك الوقت لم يكن متّسعًا، "فتح"(6/ 595).

(6)

قوله: (وأبو بكر ثلاثة) بالنصب للأكثر أي: أخذ ثلاثة، فلا يكون

ص: 281

قَالَ

(1)

: فَهُوَ

(2)

أَنَا وَأَبِي

(3)

وَأُمِّي

(4)

-وَلَا أَدْرِي

(5)

هَلْ قَالَ: امْرَأَتِي

(6)

وَخَادِمِي

(7)

- بَينَ

(8)

بَيتِنَا وَبَينَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى

(9)

عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ

(10)

فَلَبِثَ

"وَخَادِمِي" في هـ، ذ:"وَخَادِمٍ".

===

قوله قبل ذلك "جاء بثلاثة" تكرارًا لأن هذا بيان لابتداء ما جاء في نصيبه، والأول لبيان من أحضرهم إلى منزله. ودلّ ذلك على أن أبا بكر كان عنده طعام أربعة، ومع ذلك فأخذ خامسًا وسادسًا وسابعًا، فكأن الحكمة في أخذه واحدًا زائدًا عما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يؤثر السابع بنصيبه إذا ظهر [له] أنه لم يأكل أولًا معهم. ووقع في رواية الكشميهني:"وأبو بكر بثلاثة" فيكون معطوفًا على قوله: "وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم" أي: وانطلق أبو بكر بثلاثة وهي رواية مسلم، والأول أوجه، والله أعلم، "فتح"(6/ 595 - 596).

(1)

أي: عبد الرحمن، "ف"(6/ 596).

(2)

أي: الشأن، "ف "(6/ 596).

(3)

مبتدأ وخبره محذوف أي: في الدار، "ف "(6/ 596).

(4)

"وأمي" هي أم رومان زينب أو دعد، وخبر المبتدإ محذوف أي: في الدار.

(5)

قائله أبو عثمان الراوي كأنه شك في ذلك.

(6)

"امرأتي" هي أميمة بنت عدي بن قيس السهمية.

(7)

لم يسم، "قس"(8/ 85).

(8)

هو ظرف للخادم أي: خدمتها مشتركة بين بيتنا وبيت أبي بكر، "ف"(9/ 596).

(9)

أي: أكل العشاء.

(10)

أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 282

حَتَّى تَعَشَّى رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بَعْدَمَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شاءَ اللَّهُ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ

(2)

: مَا حَبَسَكَ مِنْ أَضْيَافِكَ أَوْ ضَيفِكَ

(3)

؟ قَالَ: أَوَ عَشَّيتِهِمْ؟ قَالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عَرَضُوا

(4)

عَلَيْهِمْ فَغَلَبُوهُمْ، فَذَهَبتُ

(5)

فَاخْتَبَأْتُ

(6)

، فَقَالَ: يَا غُنْثَرُ

(7)

، فَجَدَّعَ وَسَبَّ، وَقَالَ: كُلُوا،

"مِنْ أَضْيَافِكَ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:"عَنْ أَضْيَافِكَ". "أَوَ عَشَّيتِهِمْ" في هـ، ذ:"أَوَ مَا عَشَّيْتِهِمْ".

===

(1)

قوله: (حتى تعَشَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال الكرماني (14/ 157): فإن قلت: هذا يشعر بأن التعشي عند النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد الرجوع إليه، وما تقدم بأنه كان قبله. قلت: الأول بيان حال أبي بكر في عدم احتياجه إلى الطعام عند أهله، والثاني هو سوق القصة على الترتيب الواقع إذ الأول تعشي الصدّيق والثاني تعشي الرسول صلى الله عليه وسلم.

(2)

أم رومان، "قس"(8/ 86).

(3)

وهو مصدر يتناول المثنى والجمع، "ك"(4/ 238).

(4)

قوله: (قد عرضوا) بفتح العين والراء، والفاعل محذوف أي: الخدم، أو الأهل، أو نحو ذلك، ["فغلبوهم"] أي: أن آل أبي بكر عرضوا على الأضياف العَشاءَ فأبوا فعالجوهم فامتنعوا حتى غلبوهم، "فتح "(6/ 597).

(5)

فاعله عبد الرحمن.

(6)

أي: اختفيت خوفًا منه، "ع "(11/ 321).

(7)

قوله: (يا غنثر) بضم المعجمة وسكون النون وفتح المثلثة وبالراء: الجاهل أو الذباب، وقيل: السفيه، وقيل: الليئم. قوله: "فجدّع وسبّ " أي: دعا عليه بالجدع وهو قطع من الأنف والأذن أو الشفة، وقيل: المراد به السبّ، والأول أصح، "فتح"(6/ 597 - 598).

ص: 283

وَقَالَ: لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا

(1)

، قَالَ: وَايْمُ

(2)

اللَّهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنَ اللُّقْمَةِ إِلَّا رَبَا

(3)

مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا حَتَّى شبِعُوا، وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلُ، فَنَظَرَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا شَئٌ أَوْ أَكْثَرُ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ

(4)

: يَا أخْتَ بَنِي فِرَاسٍ

(5)

، قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَينِي

(6)

لَهِيَ الآنَ أَكْثَرُ مِمَّا قَبْلُ بِثَلَاثِ مِرَارٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ مِنَ الشَّيطَانِ - يَعْنِي يَمِينَهُ- ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَهَا

(7)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَصبَحَتْ

(8)

عِنْدَهُ،

"فَقَالَ لامْرَأَتِهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ لامْرَأَتِهِ". "بِثَلَاثِ مِرَارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ ".

===

(1)

قوله: (لا أطعمه أبدًا) وفي رواية: "قال: والله لا أطعمه أبدًا"، فحلفت المرأة أن لا تطعمه وحلف الأضياف أن لا يطعموا، قال أبو بكر: كان هذا من الشيطان فأكل فأكلوا فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا رَبت من أسفلها أكثر منها، "الخير الجاري".

(2)

لفظ قسم.

(3)

أي: زاد.

(4)

وهي أم رومان اسمها زينب.

(5)

أي: يا أخت القوم المنتسبين إلى بني فراس، "قس"(8/ 86).

(6)

قوله: (قالت: لا وقرة عيني

) إلخ، إنما حلفت أم رومان بذلك لما وقع عندها من السرور بالكرامة التي حصلت لهم ببركة الصديق رضي الله عنه. وزعم الداودي أنها أرادت بقرة عينها النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأقسمت به، "فتح "(6/ 599).

(7)

الأطعمة.

(8)

الأطعمة.

ص: 284

وَكَانَ بَينَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ

(1)

، فَمَضَى الأَجَلُ، فَتَعَرَّفْنَا

(2)

اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ، اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ، غَيْرَ أَنَّهُ بَعَثَ مَعَهُمْ، قَالَ: أَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ.

"فَتَعَرَّفْنَا" في حـ: "فَتَفَرَّقْنَا" وفي شحج: "فَفَرَّقْنَا، وغيره يقول: فَعَرَّفْنَا".

===

(1)

أي: عهد ومهادنة ومصالحة، "ع "(11/ 322).

(2)

قوله: (فتعرفنا) بالعين المهملة وتشديد الراء وبالفاء، قال الكرماني

(14/ 158): تعرّفتُ القوم أي: صرت عريفهم وقمت بقضاء حوائجهم

وتعرُّفِ أحوالهم. قوله: "اثنا عشر" أي: هم اثنا عشر رجلًا، و"بعث " أي:

رسول الله صلى الله عليه وسلم "معهم " نصيب أصحابهم إليهم، انتهى ما قاله الكرماني.

وفي "الفتح "(6/ 600): قوله: "ففرقنا" ثم قال: كذا هنا من التفريق أي: جعلهم اثني عشر فرقة، قال:"وغيره يقول: فعرفنا" وهو "من العرافة" أي: جعلناهم عرفاء على بقية أصحابهم، "قس"(8/ 87)، قال: وزعم الكرماني أن فيه حذفًا تقديره: فرجعنا إلى المدينة ففرقنا. قلت: ولا يتعيَّن ذلك لجواز أن يكون تفريقهم

(1)

وإرسالهم قبل الرجوع إلى المدينة. قوله: "اثنا عشر رجلًا" كذا للمصنف، وعند مسلم "اثني عشر" بالنصب وهو ظاهر، والأول على طريق من يجعل المثنى بالرفع في الأحوال الثلاثة. قوله:"الله أعلم كم مع [كل] رجلٍ، غير أنه بعث معهم " يعني أنه تحقق أنه جعل عليهم اثني عشر عريفًا، لكنه لا يدري كم كان تحت يد كل عريف منهم؛ لأن ذلك يحتمل الكثرة والقلة، غير أنه يتحقق أنه بعث معهم- أي: مع كل ناس - عريفًا، انتهى كلام "الفتح".

(1)

وفي "الفتح": "إلى المدينة فعرفنا. قلت: ولا يتعثن ذلك لجواز أن يكون تعريفهم".

ص: 285

أَوْ كَمَا قَالَ

(1)

. [راجع: 602].

3582 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(2)

، ثَنَا حَمَّادٌ

(3)

، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ

(4)

، عَنْ أَنَسٍ

(5)

وَعَنْ يُونُسَ

(6)

، عَنْ ثَابِتٍ

(7)

، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَينَمَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْكُرَاعُ

(8)

،

"أَو كما قَالَ" زاد في نـ: "قَالَ البخاري: وغيره يقول: فَعَرَّفنا" -من العرافة-، وفي نـ:"وَغيرهم يقُولُ: فَتَفَرَّقْنَا" -بالفوقية بعد الفاء وتشديد الراء، "قس" (8/ 87) -. "فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ" في نـ:"فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ".

===

(1)

قوله: (أو كما قال) هو شكّ من أبي عثمان في لفظ عبد الرحمن، وأما المعنى فالحاصل أن جميع الجيش أكلوا من تلك الجفنة التي أرسل بها أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر بذلك أن تمام البركة في الطعام المذكور كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم، كذا في "الفتح" (6/ 600). قال الكرماني (14/ 158): فإن قلت: الترجمة في علامات النبوة وهذه كرامة للصديق. قلت: جاز إظهار المعجزة على يد الغير أو استفيد الإعجاز من آخره حيث قال: "أكلوا منها أجمعون"، ومرَّ الحديث في "كتاب المواقيت" [برقم: 602].

(2)

"مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي البصري.

(3)

"حماد" هو ابن زيد بن درهم الأزدي.

(4)

"عبد العزيز" هو ابن صهيب البناني البصري.

(5)

"أنس" هو ابن مالك رضي الله عنه.

(6)

"وعن يونس" أي: ورواه حماد عن يونس بن عبيد البصري.

(7)

"ثابت" ابن أسلم البناني.

(8)

اسم للخيل، "ف"(6/ 601).

ص: 286

وَهَلَكَتِ الشَّاءُ، فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا، فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا.

قَالَ أَنَسٌ: وَإِنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ الزُّجَاجَةِ

(1)

، فَهَاجَتْ رِيح أَنْشَأَتْ سَحَابًا ثُمَّ اجْتَمَعَ، ثُمَّ أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيْهَا

(2)

، فَخَرَجْنَا نَخُوضُ الْمَاءَ حَتَّى أَتَيْنَا مَنَازِلَنَا، فَلَم نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ إِلَيهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ -أَوْ غَيْرُهُ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهُ، فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ:"حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا"، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحَابِ تَصَدَّعَ

(3)

حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهَا إِكْلِيلٌ

(4)

. [راجع: 932].

3583 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(5)

، أَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ

(6)

أَبُو غَسَّانَ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ

(7)

-وَاسْمُهُ عُمَرُ

(8)

بْنُ الْعَلَاءِ

"وَهَلَكَتِ الشَّاءُ" سقطت الواو في نـ. "فَتَبَسَّمَ" زاد في نـ: "رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم". "تَصَدَّعَ" في هـ، ذ:"يَتَصَدَّعُ". "كَأَنَّهَا إِكْلِيلٌ" في نـ: "كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ". "أَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ" في نـ: "ثَنَا يَحْيَى ابْنُ كَثِيرٍ".

"وَاسْمُهُ" سقطت الواو في نـ.

===

(1)

أي: في الصفاء عن الكدورات، "ك"(14/ 158).

(2)

جمع العزلاء بالمهملة والزاي: فم المزادة، "ك"(14/ 158).

(3)

بلفظ الماضي أي: انكشف، "قس "(8/ 88).

(4)

والإكليل: التاج والعصابة، "ك "(14/ 159)، "خ ". ومرَّ بيانه (برقم: 1013) في "الاستسقاء".

(5)

"محمد بن المثنى" العنزي الزمن البصري.

(6)

"يحيى بن كثير" ابن درهم أبو غسّان العنبري.

(7)

"أبو حفص" اسمه عمر بضم العين أخو أبي عمرو بفتح العين، أحد القراء السبعة، "قس"(8/ 89).

(8)

قال الكرماني (14/ 159): الأصح أنه معاذ بن العلاء.

ص: 287

أَخُو أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ- قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا

(1)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتُّخِذَ الْمِنْبَرُ تَحَوَّلَ إِلَيْهِ، فَحَنَّ

(2)

(3)

الْجِذْعُ، فَأَتَاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهِ. [تحفة: 8235].

وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ

(4)

: أَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ

(5)

، أَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ

(6)

، عَنْ نَافِعٍ

(7)

بِهَذَا. وَرَوَاهُ أَبُو عَاصِمِ

(8)

، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ

(9)

، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم[أخرجه: ت 505، تحفة: 7763، 8449].

3584 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ

(10)

، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ

(11)

قَالَ:

===

(1)

" نافع " مولى ابن عمر المدني.

(2)

الحنين: الشوق وشدة البكاء، "ق " (ص: 1074).

(3)

أي: نزع واشتاق، وأصله ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها، "مجمع "(1/ 574)، ومرَّ في "الجمعة" [برقم: 918].

(4)

"وقال عبد الحميد" جزم المزي بانه عبد بن حميد الحافظ المشهور، قال: وكان اسمه عبد الحميد، وقيل له عبد بغير إضافة تخفيفًا.

(5)

"عثمان بن عمر" ابن فارس البصري.

(6)

"معاذ بن العلاء" المازني أخو أبي عمرو بن العلاء، هذا التعليق وصله الدارمي (ح: 31).

(7)

أي: مولى ابن عمر، "قس"(8/ 89).

(8)

"ورواه أبو عاصم" النبيل، فيما وصله أبو داود (ح: 1081).

(9)

"ابن أبي روّاد" بفتح الراء وشدة الواو، ميمون المروزي.

(10)

"أبو نعيم " الفضل بن دكين الكوفي.

(11)

"عبد الواحد بن أيمن" المخزومي مولاهم المكي.

ص: 288

سَمِعْتُ أَبِي

(1)

، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(2)

: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ

(3)

مِنَ الأَنْصَارِ - أَوْ رَجُلٌ

(4)

-: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا؟ قَالَ: "إِنْ شِئْتُمْ"، فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا، فَلَمَّا كَانَ يَومُ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ، ثُمَّ نَزَلَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَضَمَّهَا إِلَيْهِ تَئِنُّ

(5)

أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ، قَالَ:"كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَهَا". [راجع: 449].

3585 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ

(6)

، ثَنِي أَخِي

(7)

، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بلَالٍ

(8)

، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

(9)

، أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ

(10)

يَقُولُ: كَانَ الْمَسْجِدُ

"دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ" في هـ، ذ:"رُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ". "فَضَمَّهَا إِلَيْهِ" كذا في ص، هـ، ذ، وفي نـ:"فَضَمَّهُ إِلَيْهِ".

===

(1)

أيمن الحبشي، "قس "(8/ 90).

(2)

"جابر بن عبد الله " الأنصاري.

(3)

لم تسم، "قس "(8/ 90).

(4)

عند البيهقي أنه تميمِ الداري، "قس "(8/ 90).

(5)

أنّ يَئِنُّ أنًّا وأنينًا: تَأَوَّهَ، "ق" (ص: 1060).

(6)

"إسماعيل" ابن أبي أويس الأصبحي.

(7)

"أخي" أبو بكر عبد الحميد.

(8)

"سليمان بن بلال" القرشي التيمي.

(9)

"يحيى بن سعيد" الأنصاري.

(10)

الأنصاري، "قس"(8/ 90).

ص: 289

مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ

(1)

، فَكَانَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ

(2)

مِنْهَا، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ، فَكَانَ عَلَيْهِ

(3)

، فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ

(4)

، حَتَّى جَاءَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيهَا فَسَكَنَتْ. [راجع: 449، تحفة: 2232].

3586 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(5)

، ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ

(6)

،

"فَكَانَ عَلَيْهِ" كذا في قت، ذ، وفي نـ:"وَكَانَ عَلَيْهِ". "فَسَكَنَتْ" في نـ: "فَسَكَتَ".

===

(1)

قوله: (على جذوع من نخل) أي: أن الجذوع كانت له كالأعمدة. قوله: "يقوم إلى جذع منها" أي: حين يخطب، وبه صزح الإسماعيلي بلفظ:"كان إذا خطب يقوم إلى جذع"، "فتح"(6/ 603).

(2)

أي: مستندًا إليه، "ك "(14/ 159).

(3)

أي: يقوم عليه.

(4)

قوله: (كصوت العشار) بكسر المهملة بعدها معجمة خفيفة، جمع عُشراءَ، وهي الناقة التي انتهت في حملها إلى عشرة أشهر. قال الشافعي: ما أعطى الله نَبِيًّا ما أعطى محمدًا، قيل: أعطى عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطي محمد حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكبر من ذلك، كذا في "التوشيح " (5/ 2288). وفي "العيني " (5/ 82): قال الداودي: هي التي معها أولادها، ومُثّل صوتُ الجذع بأصوات العشار عند فراق أولادها، وفيه دليل على صحة رسالته، انتهى.

(5)

"محمد بن بشار" العبدي البصري.

(6)

"ابن أبي عدي" هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي.

ص: 290

عَنْ شُعْبَةَ

(1)

، عَنِ الأَعمَشِ

(2)

، عَنْ أَبِي وَائِلٍ

(3)

قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَيُّكُمْ يَحفَظُ حَدِيثَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الفِتْنَةِ. ح وَحَدَّثَنِي بشْرُ بْنُ خَالِدٍ

(4)

، ثَنَا مُحَمَّدٌ

(5)

، عَنْ شُعْبَةَ

(6)

، عَنْ سُلَيمَانَ

(7)

سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ

(8)

يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ

(9)

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ كَمَا قَالَ

(10)

، قَالَ: هَاتِ

(11)

إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ

(12)

"ح وَحَدَّثَنِي" في ذ: "ح وَحَدَّثَنَا".

===

(1)

" شعبة" هو ابن الحجاج العتكي.

(2)

"الأعمش" سليمان بن مهران الكوفي.

(3)

"أبي وائل" شقيق بن سلمة.

(4)

"بشر بن خالد" العسكري الفرائضي.

(5)

"محمد" هو ابن جعفر غندر.

(6)

"شعبة" المذكور.

(7)

"سليمان" الأعمش.

(8)

"أبا وائل" المذكور.

(9)

"حذيفة" هو ابن اليمان.

(10)

أي: أنا أحفظ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ع "(4/ 13).

(11)

بيار. [باللغة الفارسية].

(12)

قوله: (فتنة الرجل في أهله) هو أن يأتي لهم بما لا يحل من القول والفعل وما يعرض لهن معه من سوء أو غيره مما لم يبلغ كبيرة. وفي "ماله" بأن يأخذه من غير حق، ويصرفه في غير مصرفه، وفي "ولده" لفرط محبتهم وشغله بهم عن كثير من الخيرات، أو التوغل في الاكتساب لأجلهم من غير اكتراث من أن يكون من حلال أو حرام. وفي "جاره" بأن يتمنى أن

ص: 291

وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصلَاةُ

(1)

وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ"، قَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ

(2)

، وَلَكِنِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ

(3)

، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا

(4)

، قَالَ: يُفْتَحُ الْبَابُ أَوْ يُكْسَرُ؟ قَالَ: لَا بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ لَا يُغْلَقَ، قُلْنَا: عَلِمَ عُمَرُ

(5)

الْبَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ غَدٍ

"ذَلِكَ أَحْرَى" كذا في ذ، وفي نـ:"ذَاكَ أَحْرَى". "عَلِمَ عُمَرُ الْبَابَ" كذا في ذ، وفي نـ:"عَلِمَ الْبَابَ".

===

يكون حاله مثل حاله إن كان متّسعًا، قال تعالى:{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} [الفرقان: 20]"عيني "(4/ 13)[انظر "فتح الباري " (6/ 505) و"بهجة النفوس " (1/ 200)].

(1)

قوله: (تكفّرها الصلاة

) إلخ، قال تعالى:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] يعني الصلوات الخمس إذا اجتنبت الكبائر، هذا قول أكثر المفسرين، قاله العيني (4/ 13). قال البيضاوي (1/ 472) في تفسيره: وفي الحديث "إن الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر"، انتهى. قال القاضي عياض: ما في الأحاديث هو في تكفير الصغائر فقط، وهو مذهب أهل السنة، فإن الكبائر لا تكفّرها إلا التوبة ورحمة الله تعالى.

(2)

أي: ليست هذه الفتنة أيلدها، "ع"(4/ 13).

(3)

قوله: (تموج) أي: الفتنة، "كموج البحر" أي: تضطرب اضطراب البحر عند هيجانه، وكنى بذلك عن شدة المخاصمة وكثرة المنازعة وما ينشأ عن ذلك من المشاتمة والمقاتلة، "فتح"(6/ 606).

(4)

أي: لا يخرج منها شيء في حياتك، "ك"(4/ 179).

(5)

أي: علم أنه يستشهد وبعد ذلك لا تسكن الفتنة.

ص: 292

لَيْلَةً

(1)

، إِنِّي حَدَّثْتُهُ

(2)

حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ

(3)

، فَهِبْنَا

(4)

أَنْ نَسْأَلَهُ، وَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا

(5)

، فَسَأَلَهُ

(6)

فَقَالَ: مَنِ الْبَابُ؟ فَقَالَ: عُمَرُ. [راجع: 525].

3587 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(7)

، أَنَا شُعَيْبٌ

(8)

، ثَنَا أَبُو الزِّنَادِ

(9)

، عَنِ الأَعْرَجِ

(10)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَؤمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ

(11)

، وَحَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ،

===

(1)

اسم أن، يعني أن ليلة غد أقرب إلى اليوم من غد، "ف "(6/ 606)، "تو"(5/ 2289).

(2)

مقولة حذيفة، "ع "(11/ 328).

(3)

قوله: (بالأغاليط) جمع أغلوطة، وهي ما يغالط بها. قال النووي: معناه: حدّثته حديثًا صدقًا محققًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عن اجتهاد [ولا عن] رأي ونحوه، "ع "(11/ 328)، ومرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 525) في "الصلاة" و (برقم: 1435) في "الزكاة".

(4)

بكسر الهاء أي: خفنا، وذكره العيني في "الزكاة".

(5)

هو ابن الأجدع من كبار التابعين، وكان من أصحاب ابن مسعود وحذيفة، " ف "(6/ 607).

(6)

أي: سأل مسروق حذيفة.

(7)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(8)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة الأموي مولاهم.

(9)

"أبو الزناد" عبد الله بن ذكوان.

(10)

"الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز.

(11)

قوله: (نعالهم الشَّعر) قيل: المراد به طول شعرهم حتى يصير أطرافها في أرجلهم موضع النعال. وقيل: المراد أن نعالهم من شعر مضفور، "فتح "(6/ 608)، "توشيح"(5/ 2290).

ص: 293

صِغَارَ الأَعْيُنِ، حُمْرَ

(1)

الْوُجُوهِ، ذُلْفَ

(2)

(3)

الأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ". [تحفة: 13746].

3588 -

"وَتَجِدُونَ مِنْ خَيرِ النَّاسِ أَشَدَّهُمْ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الأَمْرِ

(4)

، حَتَّى يَقَعَ

(5)

فِيهِ

(6)

، وَالنَّاسُ مَعَادِنُ

(7)

، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلَامِ". [راجع: 3493، تحفة: 13746].

3589 -

"وَلَيَأتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ زَمَانٌ لأَنْ يَرَانِي أَحَبُّ إِلَيهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ أَهْلِهِ وَمَالِهِ". [تحفة: 13746].

"وَتَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّهُمْ كَرَاهِيَةً" في نـ: "وَتَجِدُونَ أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَةً".

===

(1)

جمع أحمر.

(2)

بإعجام الذال وروي بإهمالها، "ك "(14/ 161).

(3)

قوله: (ذُلْف

(1)

) جمع الأذلف بالمعجمة، وروي بالمهملة أيضًا، وهو صغير الأنف مستوى الأرنبة، و"المَجَانّ " جمع المِجَنّ وهو الترس، و"المطْرَقة" ما كانت طبقة فوق طبقة كالنعل المخصوفة، "ك "(14/ 161)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 1927] في "الجهاد".

(4)

أي: الإمارة.

(5)

مرَ بيانه [برقم: 3493].

(6)

فإذا وقع فيه لا يجوز له أن يكره.

(7)

مَرَّ مرارًا.

(1)

وفي "القاموس"(ص: 748): الذَّلَفُ محركةً: صغر الأنف واستواء الأرنبة، ج: ذُلْفٌ، وفي "قس" (8/ 94): بضم الذال المعجمة وسكون اللام بعدها فاء، جمع أذلف، و"المجانّ" بفتح الميم والجيم المخففة وبعد الألف نون مشددة، جمع مجن، و"المطرقة" بضم الميم وسكون الطاء وفتح الراء مخففة.

ص: 294

3590 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى

(1)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(2)

، عَنْ مَعْمَرٍ

(3)

، عَنْ هَمَّامٍ

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا

(5)

وَكَرْمَانَ مِنَ الأَعَاجِمِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ الأُنُوفِ، صِغَارَ الأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ".

"حَدَّثَنَا يَحْيَى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي يَحْيَى"."كَأَنَّ" سقط في نـ.

===

(1)

هو إما ابن موسى الختي وإما ابن جعفر البيكندي، "ك"(14/ 161).

(2)

"عبد الرزاق" ابن همام الحميري.

(3)

"معمر" هو ابن راشد.

(4)

"همام" هو ابن منبه الصنعاني.

(5)

قوله: (خُوزًا

(1)

) بضم المعجمة وبالزاي، هي بلاد الأهواز وتستر. "وكرمان" بفتح الكاف وكسرها، وهو المستعمل عند أهلها، هو بين خراسان وبحر الهند وبين عراقِ العجم وسجستان. والفطس جمع الأفطس، وفي "القاموس" (ص: 521): الفطسة بالتحريك: تَطامُنُ قَصَبَة الأنف وانتشارُها، كذا في "الخير الجاري". وفي "الكرماني" (14/ 162): فإن قلت: أهل هذين الإقليمين ليسوا على هذه الصفات. قلت: إما أن بعضهم كانوا بهذه الأوصاف في ذلك الوقت، أو سيصيرون كذلك فيما بعد، وإما أنهم بالنسبة إلى العرب كالتوابع للترك. وقيل: إن بلادهم فيها موضعٌ اسمه كرمان. وقيل ذلك لأنهم كانوا يتوجهون من هاتين الجهتين. قال الطيبي: لعل المراد بهما صنفان من الترك، كان أحد أصول أحدهما من خوز وأحد أصول الآخر من كرمان، انتهى، والله أعلم.

(1)

وفي "قس"(8/ 95): وقيده الجرجاني بالراء المهملة مضافًا إلى كرمان، وصوّبه الدارقطني وحكاه عن الإمام محمد، وقال بعضهم: إنه تصحيف، وقيل: إذا أضيف فبالمهملة وإذا عطفته فبالزاي لا غير.

ص: 295

تَابَعَهُ غَيرُهُ

(1)

عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

(2)

. [راجع: 2928، تحفة: 14732].

3591 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(3)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(4)

قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ

(5)

: أَخْبَرَنِي قَيْسٌ

(6)

قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سِنِينَ لَمْ أَكُنْ فِي سِنِيَّ

(7)

أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِيَ الْحَدِيثَ مِنِّي فِيهِنَّ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ -وَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ-: "بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقَاتِلُونَ

(8)

قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، وَهُوَ هَذَا الْبَارَزُ"

(9)

. وَقَالَ سُفْيَانُ

"فِي سِنِيَّ أَحْرَصَ" في هـ: "فِي شَيءٍ أَحْرَصَ".

===

(1)

أي: غير يحيى شيخ المؤلف، "قس"(8/ 96).

(2)

ابن همام، "قس"(8/ 96).

(3)

المديني، "قس"(8/ 96).

(4)

ابن عيينة، "قس"(8/ 96).

(5)

ابن أبي خالد، "ف"(6/ 608).

(6)

هو ابن أبي حازم، "قس"(8/ 96).

(7)

قوله: (في سِنِيَّ) بإضافة جمع السن إلى ياء المتكلم؛ أي: لم أكن في مدة عمري أحرص على حفظ الحديث مني في هذه السنين الثلاث، والمفضل والمفضل عليه كلاهما هو أبو هريرة، فهو مفضّل باعتبار الثلاثة، ومفضّل عليه باعتبار باقي سني عمره، "ك"(14/ 162).

(8)

الخطاب للحاضرين، والمراد من يأتي بعدهم، "قس"(8/ 98).

(9)

قوله: (البارز) بتقديم الراء على الزاي، فقيل: المراد به أرض فارس. وقيل: أهل البارز هم [الأكراد] الذين يسكنون في البارز أي: الصحراء، ويحتمل أن يراد به الجبل؛ لأنه بارز عن وجه الأرض، كذا في "الكرماني" (14/ 162 - 163). وفي "الفتح" (6/ 609): وقع ضبط الأولى

ص: 296

مَرَّةً: وَهُمْ أَهْلُ الْبَارَزِ. [راجع: 2928، أخرجه: م 2912، تحفة: 14292].

3592 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ

(1)

، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ

(2)

سَمِعْتُ الْحَسَنَ

(3)

يَقُولُ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِب

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقَاتِلُونَ

(5)

قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وَتُقَاتِلُونَ قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ"

(6)

. [راجع: 2927].

3593 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ

(7)

، أَنَا شُعَيبٌ

(8)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(9)

، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(10)

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ، فَتُسَلَّطُونَ

(11)

عَلَيهِمْ

===

بفتح الراء بعدها زاي، وفي الثانية بالعكس، والمعروف الأول، كذا في "الخير الجاري". ويقال: معناه: القوم الذين يقاتلون، تقول العرب: هذا البارز إذا أشارت إلى شيء ضارّ.

(1)

"سليمان بن حرب" الواشحي.

(2)

"جرير بن حازم" ابن زيد الأزدي البصري.

(3)

"الحسن" ابن أبي الحسن البصري الأنصاري مولاهم.

(4)

"عمرو بن تغلب" بفتح الفوقية وسكون المعجمة النمري.

(5)

الخطاب للحاضرين المراد من يأتي بعدهم، "قس "(8/ 98).

(6)

من الإطراق أو التطريق، "ك (14/ 163).

(7)

"الحكم بن نافع " أبو اليمان الحمصي.

(8)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة الحمصي.

(9)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(10)

ابن عمر.

(11)

بفتح اللام المشددة، "قس"(8/ 98).

ص: 297

حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي

(1)

فَاقْتُلْهُ". [راجع: 2925، تحفة: 6851].

3594 -

حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ

(2)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(3)

، عَنْ عَمْرٍو

(4)

، عَنْ جَابِرٍ

(5)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(6)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَان يَغْزُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ الرَّسُولَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ عَلَيهِمْ، ثُمَّ يَغْزُونَ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ الرَّسُولَ

(7)

؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ"

(8)

. [راجع: 2897].

"حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ" في نـ: "ثُمَّ يَقُولُ الْحَجَرُ". "فَيقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَن صَحِبَ الرَّسُولَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَن صَحِبَ الرَّسُولَ".

===

(1)

أي: اختفى خلفي، هذا في زمن عيسى، "خ".

(2)

"قتيبة" هو ابن سعيد الثقفي البلخي.

(3)

ابن عيينة.

(4)

"عمرو" هو ابن دينار المكي أبو محمد الأثرم.

(5)

"جابر" هو ابن عبد اللّه الأنصاري.

(6)

"أبي سعيد" سعد بن مالك بن سنان الخدري.

(7)

قوله: (مَنْ صحب مَنْ صحب الرسول) هم التابعون. قال ابن بطال (5/ 91): هو كقوله عليه السلام في الحديث الآخر: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم" الحديث؛ لأنه يفتح للصحابة لفضلهم ثم للتابعين لفضلهم، وسيأتي الحديث في "المناقب".

(8)

مرَّ الحديث في "الجهاد"[برقم: 2897].

ص: 298

3595 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحَكَمِ

(1)

، أَنَا النَّضْرُ

(2)

، أَنَا إِسْرَائيلُ

(3)

، أَنَا سَعْدٌ

(4)

الطَّائيُ، أَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ

(5)

، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ

(6)

قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ، فَشَكَا إلَيهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ:"يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ "

(7)

، قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ:"فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْحَلُ مِنَ الْحِيرَةِ، حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ" -قُلْتُ فِيمَا بَينِي وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ

(8)

الَّذِينَ

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحَكَمِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الحَكَمِ". "فَشَكَا إلَيهِ قَطْعَ السَّبِيلِ" لفظ" إليه" ثبت في ذ. "تَرحَلُ" في نـ: "تَرْتَحِلُ".

===

(1)

" محمد بن الحكم" أبو عبد الله المروزي الأحول.

(2)

"النضر" ابن شميل المازني.

(3)

"إسرائيل" ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

(4)

"سعد" ابن يونس أبو مجاهد الطائي.

(5)

"مُحِلّ بن خليفة" الطائي.

(6)

"عدي بن حاتم" الطائي.

(7)

قولى: (الحيرة) بكسر المهملة وسكون التحتية وبالراء: مدينة معروفة عند الكوفة، وهي مدينة النعمان. و"الظعينة" الهودج والمرأة في الهودج، قاله الكرماني (14/ 164).

(8)

قوله: (دُعَّارُ طَيِّئ) بالمهملتين، جمع الداعر، وهو الخبيث الفاسق. وفي "البرماوي" بالدال والعين المهملتين جمع داعر وهم قُطَّاعُ الطريق، "الخير الجاري". [انظر "العيني" (11/ 334)]

ص: 299

قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ

(1)

؟ - "وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى"، قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟ قَالَ: "كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَب أَوْ فِضَّةٍ، يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ

(2)

مِنْهُ، وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكم يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ. فَلَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولا فَيُبَلِّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَوَلَدًا وَأُفْضِلْ

(3)

عَلَيكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ". قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ

(4)

تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ". قَالَ عَدِيّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ تَعَالَى، وَكُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ،

"يُتَرجِمُ لَهُ" لفظ "له" سقط في نـ. "فَلَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أَبْعَثْ" كذا في ذ، وفي نـ:"فيَقُولَنَّ: أَلَمْ أَبْعَثْ". "أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَوَلَدًا" كذا في هـ، وفي نـ:"أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا""وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" كذا في حـ، هـ، ذ، وفي سـ:"وَلَوْ بِشِقَّةِ تَمْرَةٍ". "شِقَّ تَمْرَةٍ" كذا في حـ، هـ، ذـ، وفي سـ:"شِقَّةَ تَمْرَةٍ".

===

(1)

قوله: (قد سعَّروا البلاد) أي: أوقدوها بالسعير أي: بنار الشرّ والفتنة. و"كسرى" بفتح الكاف وكسرها "ابن هرمز" بضم الهاء وهو ملك الفرس، كذا في "الكرماني"(14/ 164)، ومرَّ الحديث [برقم: 1413].

(2)

أي: لعدم الفقر في ذلك الزمان، "ف"(6/ 613).

(3)

بالجزم عطف على المجزوم بلم، "ك، "خ".

(4)

أي: بنصفها، "ف"(6/ 613).

ص: 300

وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ". [راجع: 1413].

- حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(1)

، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ

(2)

، أَنَا سَعْدَانُ ئنُ بِشْرٍ

(3)

، ثَنَا أَبُو مُجَاهِدٍ

(4)

، ثَنَا مُحِلُّ

(5)

بْنُ خَلِيفَةَ

(6)

، سَمِعْتُ

(7)

عَدِيًّا

(8)

: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

3596 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ

(9)

، ثَنَا لَيْثٌ

(10)

، عَنْ يَزِيدَ

(11)

،

"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ". "ابْنُ مُحَمَّدٍ" ثبت في نـ. "أَنَا سَعْدَانُ" في نـ: "ثَنَا سَعْدَانُ". "كُنْتُ عِنْدَ النَبِيِّ" في نـ: "قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِي". "حَدَّثَنَا سَعِيدُ بنُ شُرَحْبِيلَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ".

===

(1)

" عبد الله بن محمد" المسندي.

(2)

"أبو عاصم" الضحاك بن مخلد.

(3)

"سعدان بن بشر" الجهني الكوفي.

(4)

"أبو مجاهد" سعد الطائي.

(5)

بضم الميم وكسر الحاء المهملة وشدة اللام.

(6)

"مُحِلّ بن خليفة" الطائي.

(7)

فيه تصريح سماع محل من عدي.

(8)

"عدي" هو ابن حاتم الطائي.

(9)

"سعيد بن شرحبيل" الكندي.

(10)

"ليث" هو ابن سعد الإمام.

(11)

"يزيد" هو ابن أبي حبيب أبو رجاء المصري.

ص: 301

عَنْ أَبِي الخَيْرِ

(1)

، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ

(2)

، عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّه خَرَجِ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ

(3)

صَلَاتَهُ عَلَى المَيِّتِ

(4)

، ثُمَّ انْصَرَف إِلَى المِنْبَرِ، فَقَالَ: "إِنِّي فَرَطُكُمْ

(5)

، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ

"عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيَّ" في نـ: "عَنْ عُقْبَةَ عَنِ النَّبِيَّ".

===

(1)

" أبي الخير" مرثد بن عبد الله اليزني.

(2)

"عقبة بن عامر" الجهني.

(3)

قوله: (فصلّى على أهل أُحُد) قال النووي: معناه: أنه دعا لهم، وردّه العيني (6/ 214)، كما مرَّ بيانه [برقم: 1344، في "كتاب الجنائز" في "باب الصلاة على الشهيد".

(4)

أي: مثل صلاته على الميت، وهذا يرد قول من قال: إن الصلاة في الأحاديث التي وردت محمولة على الدعاء، "ع"(6/ 215).

(5)

قوله: (فرطكم) بفتح الفاء والراء، وهو الذي يتقدم الواردة ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوهما، ومعنى "فرطكم " سابقكم إليه كالمهيئ له. قوله:"وأنا شهيد عليكم" أي: أشهد لكم. قوله: "لأنظر إلى حوضي" هو على ظاهره، وكأنه كشف له عنه في تلك الحالة. قوله:"ما أخاف بعدي أن تشركوا" معناه: مجموعكم لأن ذلك قد وقع من البعض، والعياذ باللّه. قوله:"أن تنافسوا" من المنافسة، وهي الرغبة في الشيء والانفراد به.

قال الخطابي: في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قد صلّى على أهل أحد بعد مدة، فدلّ أن الشهيد يصلّى عليه كما يصلّى على من مات حتفه، وإليه ذهب أبو حنيفة، وترك الصلاة عليهم يوم أحد لاشتغاله عنهم وقلة فراغه لذلك، وكان يومًا صعبًا على المسلمين، فعذروا بترك الصلاة عليهم، كذا في "العيني"(6/ 216).

ص: 302

مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ

(1)

، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ بَعْدِي أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنْ أخَافُ أَنْ تنافَسُوا فِيهَا". [راجع: 1344].

3597 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ

(2)

، ثَنَا ابْنُ عُيَينَةَ

(3)

، عَنِ الزُّهْريِّ

(4)

، عَنْ عُرْوَةَ

(5)

، عَنْ أُسَامَةَ

(6)

قَالَ: أَشْرَفَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُطُمٍ

(7)

مِنَ الآطَامِ، فَقَالَ:"هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ إِنِّي أَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ مَوَاقِعَ الْقَطْرِ"

(8)

. [راجع: 1878].

"مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ" في ذ: "خَزَائِنَ مَفَاتِيحِ". "وَلَكِنْ أَخَافُ" في نـ: "وَلَكِني أخَافُ". "تَقَعُ" في نـ: "يَقَعُ".

===

(1)

وفي بعضها: "خزائن مفاتيح الأرض"، وما في المتن أولى، كذا في "ك"(14/ 166)، "خ".

(2)

"أبو نعيم" الفضل بن دكين الكوفي.

(3)

"ابن عيينة" هو سفيان الهلالي.

(4)

"الزهري" هو ابن شهاب.

(5)

"عروة" ابن الزبير.

(6)

"أسامة" هو ابن زيد.

(7)

قوله: (أطم) بضمتين: القَصر، وكلُّ حصْن مبنيّ بحجارة، وكل بيت مربَّع مُسَطَّح، جمعه آطام وأُطُوم، كذا في "القاموس" (صـ: 994). قال الكرماني (14/ 166): الأطم يخفف ويثقل، والجمع آطام، وهي حصون لأهل المدينة، والتشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم؛ أي: أنها لكثيرة وتعم الناس لا تختص بها طائفة، وهذا إشارة إلى الحروب الحادثة فيها كوقعة الحرّة وغيرها، انتهى. ومرَّ الحديث مع بعض بيانه [برقم: 1878] في "الحج".

(8)

أي: مواضع ينزل بها المطر، "مجمع"(4/ 298).

ص: 303

3598 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(1)

، أَنَا شُعَيبٌ

(2)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ

(4)

: أَنَّ زينَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثتْهُ: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ حَدَّثَتْهَا، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا

(5)

يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللّهُ،

"أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَني عُرْوَةُ".

===

(1)

" أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(2)

"شعيب" ابن أبي حمزة.

(3)

"الزهري" ابن شهاب.

(4)

ابن العوام.

(5)

قوله: (فَزعًا) يروى بكسر الزاي أي: خائفًا. قال النووي: يجوز فتحها أيضًا أي: خوفًا. وقوله: "ويل للعرب من شرّ قد اقترب" أي: قرب خروج جيش يقاتل العرب. قيل: أراد به الفتن الواقعة في العرب، أولها قتل عثمان رضي الله عنه واستمرت إلى الآن. وقيل: كثرة الفتوح والأموال أو التنافس فيها ثم التنافس في الإمارة، كذا قال الشيخ ابن حجر (13/ 107). وقوله:"من ردم يأجوج ومأجوج" بفتح الراء، أَرْدَمَ الباب والثلمة يردمه: سدّه كلَّه أو بعضه، وخص العرب لأن معظم شرّهم راجع إليهم، أو أنه صلى الله عليه وسلم أعلم أن الثقبة علامة ظهور الفتن. وقيل: إن المراد من يأجوج في هذا الحديث هو الترك وقد أهلكوا المعتصم باللّه، وقد جرى منهم ببغداد وسائر بلاد الإسلام ما جرى. قيل: المراد أنه لم يكن في ذلك الردم ثقبة إلى اليوم وقد انفتحت فيه إذ انفتاحها من علامات قرب الساعة، فإذا اتسعت خرجوا وذلك بعد خروج الدجال. قوله: "حلّق بإصبعه

" إلخ، تمثيل لبيان مقدار ثقبة الردم. قوله: "أفنهلك" بلفظ المضارع المتكلم مع الغير من الهلاك معلومًا ومجهولًا، والأول أقوى وأشهر. قوله: "الخبث"

ص: 304

وَيْلٌ

(1)

لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمٍ

(2)

يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ". وَحَلَّقَ

(3)

بِإِصْبَعِهِ وَبِالَّتِي تَلِيهَا، فَقَالتْ زينَبُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ". [راجع: 3346].

3599 -

وَعَنِ الزُّهْرِيِّ

(4)

حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: اسْتَيقَظَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "سُبحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ

(5)

مِنَ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ". [راجع: 115].

"مِثْلُ هَذِهِ" في نـ: "مِثْلُ هَذَا". "وَبِالَّتِي تَلِيهَا" في نـ: "وَالَّتِي تَلِيهَا". "فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ" في نـ: "فَقَالَ: لا إلَهَ إِلا اللهُ".

===

بضم الخاء وسكون الباء أي: الفسق والفجور، وفي بعض النسخ بفتحتين، كذا فسّره الجمهور، وقيل: الزنا، وقيل: أولاده، والظاهر أنه المعاصي مطلقًا إذا كثر فقد يحصل الهلاك لكنه طهارة المطيعين عن الذنوب. فإن قلت: لِمَ لا يعكس فإن الأبرار لا يشقى جليسهم؟ قلت: ذلك في القليل، صماذا غلب الخبث يغلبهم، كذا في "مجمع البحار"(2/ 9) عن "الكرماني"(14/ 9)، هذا كلّه من "اللمعات".

(1)

كلمة تقال لمن في هلكة، "قس"(8/ 104).

(2)

هو السد الذي بناه ذو القرنين، "مرقاة، (9/ 200).

(3)

بتشديد اللام.

(4)

معطوف على إسناد حديث زينب، وهو أبو اليمان عن شعيب عن الزهري، ووهم من قال: إنه معلق، "فتح"(6/ 614).

(5)

قوله: (ماذا أُنزل

) إلخ، أي: رأى في المنام أنه سيقع بعده فتن ويفتح له خزائن فارس والروم وغيرهما فعبّر عنه بالإنزال، "مجمع"(4/ 707).

ص: 305

3600 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ

(1)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنُ

(2)

(3)

الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ

(5)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ، وَتَتَّخِذُهَا، فَأَصْلِحْهَا وَأَصْلِحْ رُعَامَهَا

(6)

، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْغَنَمُ فِيهِ خَيرَ مَالِ الْمُسْلِمِ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ -أوْ سَعَفَ الْجِبَالِ- فِي مَوَاقِعِ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ". [راجع: 19].

"أَبِي سَلَمَةَ بْنِ الْمَاجِشُونِ" لفظ "ابن" سقط في نـ.

===

(1)

" أبو نعيم" المذكور آنفًا.

(2)

جاز فيه ضم النون صفة لعبد العزيز، وكسرها صفة لأبي سلمة، "ك"(14/ 167).

(3)

بزيادة لفظ ابن والصواب عدمه، "ك"(14/ 167)، كذا هو في "التقريب" (رقم: 4104) بدون ابن، "قس"(8/ 105).

(4)

"عبد الرحمن" هو ابن عبد الله بن أبي صعصعة.

(5)

"عن أبيه" عبد الله بن أبي صعصعة المازني الأنصاري.

(6)

قوله: (رعامها) بضم الراء وخفة المهملة: المخاط، يقال: شاة رعوم بها داء يسيل من أنفها الرعام، وفي بعضها "رعاتها" جمع الراعي نحو القاضي والقضاة. و"شَعَف" جمع الشَّعَفَة وهي رأس الجبل، ولفظ "أو سعف الجبل" الشك فيه إما في حركة العين وسكونها وإما في الشين المعجمة أو المهملة، معناه بالمهملة: جريد النخل. وفي "القاموس"(ص: 756، 761) السَعَفُ محرّكةً: جريد النخل، وفيه أيضًا: الشَعَفة محرّكة: رأس الجبل جمعه شَعَف وشُعوف، ملتقط من "الكرماني"(14/ 167) و"الخير الجاري".

ص: 306

3601 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ

(1)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ

(2)

، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ

(3)

، عَنِ ابْنِ شِهَاب

(4)

، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ

(5)

وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(6)

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَتَكُونُ فِتَنٌ

(7)

، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ

(8)

، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي

(9)

، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيرٌ مِنَ السَّاعِي

(10)

، مَنْ تُشْرِفْ

(11)

لَهَا يَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأ أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ". [طرفاه: 7081، 7082، أخرجه: م 2886، تحفة: 13179، 15188].

"مَنْ تُشْرِفْ" في ذ: "مَنْ تَشَرَّفَ".

===

(1)

" عبد العزيز" ابن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس بن سعد الأويسي، أبو القاسم المدني.

(2)

"إبراهيم" هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(3)

"صالح" هو ابن كيسان بفتح الكاف المدني مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز.

(4)

"ابن شهاب" هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري كنيته أبو بكر.

(5)

"ابن المسيب" هو سعيد المخزومي القرشي.

(6)

"أبي سلمة بن عبد الرحمن" ابن عوف الزهري.

(7)

أي: عظيمة أو كثيرة متعالية، "مرقاة"(10/ 117).

(8)

لأنه يرى ويسمع ما لا يرى ويسمع القاعد.

(9)

أي: من الذاهب إليها.

(10)

أي: من المسرع إليها، "مرقاة"(10/ 117).

(11)

قوله: (من تشرف) بلفظ الماضي من التفعل والمضارع من الإفعال، وهو الانتصاب للشيء والتطلّع إليه والتعرّض له. قوله:"يستشرفه"

ص: 307

3602 -

وَعَنِ ابْنِ شِهَاب

(1)

(2)

، ثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ

(3)

، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ

(4)

، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ

(5)

، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا، إلا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ

(6)

يَزِيدُ: "مِنَ الصَّلَاةِ صَلَاةٌ

(7)

مَنْ فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ

(8)

أَهْلُهُ وَمَالُهُ". [أخرجه: م 2886، تحفة:11716].

"وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ" في شحج: "وَعَنِ الزّهرِيِّ".

===

أي: يغلبه ويصرعه، وقيل: من الاستشراف على الهلاك أي: يستهلكه. قوله: "ملجا" أي: موضعًا يلتجئ إليه. قوله: "فليعُذْ به" أي: فليعتزل فيه، وفيه الحثّ على تجنب الفتن والهرب منها، فإن شرّها يكون بحسب التعلّق بها، قاله. الكرماني (14/ 168).

(1)

هو بالإسناد السابق.

(2)

قوله: (وعن ابن شهاب) وهو بماسناد حديث أبي هريرة إلى الزهري -أي: عبد العزيز إلى الزهري-، ووهم من قال: إنه معلّق، "فتح"(6/ 614).

(3)

"أبو بكر" هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي الضرير.

(4)

"عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود" التابعي على الصحيح.

(5)

"نوفل بن معاوية" الكناني الديلي من مسلمة الفتح.

(6)

الضرير، "قس"(8/ 107).

(7)

وهو صلاة العصر بيّنته الرواية التي مضت [برقم: 552].

(8)

قوله: (فكأنما وُتِر) على بناء المفعول أي: سُلب وأُخذ. قوله: "أهله وماله" بنصبهما ورفعهما؛ أي: فكأنما فَقَدَهما بالكلية أو نقصهما. قال السيد: روي بالنصب على أنه مفعول لـ"وُتر" وأضمر في "وُتر" نائب فاعله

ص: 308

3603 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ

(1)

، أَنَا سُفْيَانُ

(2)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(3)

، عَرْر زَيْدِ بْنِ وَهْبِ

(4)

، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ

(5)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَتَكُونُ أُثْرَةٌ

(6)

(7)

وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ

(8)

، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ

(9)

===

وهو عائد على الذي تفوته، فالمعنى: أصيب بأهله وماله، أو هو بمعنى سلب وهو يتعدّى إلى المفعولين، وروي بالرفع على أن "وُتر" بمعنى أُخذ، فيكون أهله وماله نائب فاعله، كذا في "المرقاة" (2/ 301). قال الكرماني (14/ 168): والمراد بها صلاة العصر يفسّره ما مرَّ في "باب إثم من فاتته العصر".

(1)

"محمد بن كثير" بالمثلثة العبدي البصري.

(2)

"سفيان" هو ابن سعيد الثوري.

(3)

"الأعمش" سليمان بن مهران الكوفي.

(4)

"زيد بن وهب" الجهني المخضرم.

(5)

"ابن مسعود" عبد الله الهذلي.

(6)

إشارة إلى استئثار الملوك من قريش على الأنصار بالأموال، "مجمع"(1/ 40).

(7)

قوله: (أثرة) بالمفتوحتين، وبضم الهمزة وسكون المثلثة أي: استبداد واختصاص بالأموال التي حقّها الاشتراك، كذا في "الخير الجاري"[و"ع" (11/ 339)].

(8)

من السمع والطاعة، "قس"(8/ 107).

(9)

قوله: (وتسألون الله الذي لكم) أي: لا تكافئوا لهم استئثارهم

(1)

ولا تقاتلوهم بل أدوا إليهم حقهم من السمع والطاعة، يوصل الله حقكم من الغنيمة من فضله، كذا في "المجمع"(1/ 40).

(1)

في الأصل: بالاستيثار.

ص: 309

الَّذِي

(1)

لَكُمْ". [طرفه: 7552، أخرجه: م 1843، ت 2190، تحفة: 9229].

3604 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ الرَّحِيمِ

(2)

، ثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ

(3)

إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(4)

، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(5)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(6)

، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ

(7)

، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ

(8)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُهْلِكُ النَّاسَ

(9)

هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْش"، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "لَوْ أَنَّ النَّاسَ

(10)

اعْتَزَلُوهُمْ"

(11)

.

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَحِيمِ".

===

(1)

من الغنيمة والفيء ونحوهما، "قس"(8/ 107).

(2)

"محمد بن عبد الرحيم" البغدادي المعروف بصاعقة.

(3)

معمر بفتح الميمين، إسماعيل بن إبراهيم الهذلي الهروي البغدادي، وكثيرًا يروي البخاري عنه بلا واسطة، "ك"(14/ 169)، "خ".

(4)

"إسماعيل بن إبراهيم" المدني الهروي البغدادي.

(5)

"أبو أسامة" حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

(6)

"شعبة" ابن الحجاج العتكي.

(7)

"أبي التياح" يزيد بن حميد الضبعي.

(8)

"أبي زرعة" هرم بن عمرو بن جرير البجلي.

(9)

قوله: (يهلك الناسَ) من الإهلاك، و"الناس" بالنصب. وقوله:"هذا الحيُّ" بالرفع، ولعل المراد به غلمة بني أمية، كما يأتي. قوله:"من قريش" يعني بسبب وقوع الفتن والحروب بينهم تتخبط أحوال الناس، "الخير" [انظر:"عمدة القاري"(11/ 339)].

(10)

جزاؤه محذوف أو هو للتمني، "ك"(14/ 169).

(11)

لكان خيرًا لهم.

ص: 310

وَقَالَ مَحْمُودٌ

(1)

: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ

(2)

، أَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ

(3)

سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ

(4)

. [طرفاه: 3605، 7058، أخرجه: م 2917، تحفة: 14926].

3605 -

ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

(5)

الأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ

(6)

قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَرْوَانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ

(7)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ

(8)

مِنْ قُرَيْشٍ"، فَقَالَ مَرْوَانَ: غِلْمَةٌ؟ قَالَ

"وَقَالَ مَحْمُودٌ" ثبتت الواو في ذـ. "صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ.

===

(1)

قوله: (قال محمودًا

) إلخ، أراد بذلك تصريح أبي التياح بسماعه له من أبي زرعة بن عمرو، وأبو داود هذا هو الطيالسي، ولم يخرج له المصنف إلا استشهادًا، ومحمود [هذا هو] ابن غيلان أحد مشايخه، "فتح"(6/ 615).

(2)

"أبو داود" سليمان الطيالسي.

(3)

أي: يزيد.

(4)

هرم.

(5)

"عمرو بن يحيى بن سعيد" ابن عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية.

(6)

"عن جده" سعيد بن عمرو المذكور.

(7)

أي: من عند الله، "ك"(14/ 169).

(8)

قوله: (غلمة) جمع الغلام، وهو من أوزان جمع القلة، واستعجب مروان من لفظ غلمة فقال أبو هريرة: إن شئت أن أصرّح بأسمائهم أفعله وأقول: يعني ابن فلان وابن فلان، والمراد من الهلاك تلبسهم بالأمور التي وقعت بعد قتل عثمان من بني أمية وغيرهم، كذا في "الكرماني" (14/ 169). وفي "الفتح" (6/ 615): قال الكرماني: تعجب مروان من وقوع ذلك من

ص: 311

أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُمْ

(1)

، بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ. [راجع: 3604، تحفة: 13084].

3606 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى

(2)

، ثَنَا الْوَلِيدُ

(3)

، ثَنِي ابْنُ جَابِرٍ

(4)

، ثَنِي بُسْرُ

(5)

بْنُ عُبَيدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ:"نَعَمْ"، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيرٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ"

(6)

، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ:

"إِنْ شِئْتَ" في هـ: "إِنْ شِئْتُئم". "ذَلِكَ الشَّرِّ" كذا في ذ، وفي نـ "هَذَا الشَّرِّ".

===

غلمة، كأنه غفل عن الطريق المذكورة في "الفتن" [برقم: 7058] فإنها ظاهرة في أن مروان لم يوردها مورد التعجب، فإن لفظه هناك:"فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمةً"، فظهر أن في هذا الطريق اختصارًا، ويحتمل أن يتعجَّب من فعلهم ويلعنهم مع ذلك، واللّه أعلم.

(1)

وكان ذلك من الجراب الذي لم يحدث به، "قس"(8/ 109).

(2)

الختي، "ك"(14/ 169).

(3)

ابن مسلم القرشي الأموي، "قس"(8/ 110).

(4)

هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، "ك "(14/ 169).

(5)

أخو الرطب، "ك"(14/ 169).

(6)

قوله: (دَخَنٌ) بفتح المهملة والمعجمة أي: دخان أي: ليس خيرًا خالصًا ولكن يكون معه شوب وكدُورة بمنزلة الدخان في النار، والهدي بفتح

ص: 312

"قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ"

(1)

، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ دُعَاةٌ

(2)

عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ: "هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا" قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ"، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعُضَّ

(3)

"بِغَيْرٍ هَدْيِي" في صـ: "بِغَيْرِ هُدىً"، وفي هـ:"بِغَيرِ هَدْيٍ". "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ" في نـ: "قُلْتُ". "عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ" كذا في ذ، وفي نـ:"إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ".

===

الهاء وسكون المهملة، هو الهيئة والسيرة والطريقة، "ك" (14/ 170). [في هامش "بذل المجهود" (12/ 276): وأصل الدَّخْن أن يكون في لون الدابة كُدورة إلى سوادٍ، وجه الحديث أن تكون القلوب كهذا اللون لا يصفوا بعضها لبعض].

(1)

قوله: (تعرف منهم وتنكر) هما صفتان لهم أي: تعرفون بعض أفعالهم وتنكرون بعضها؛ أي: بعضها يكون حسنًا وبعضها قبيحًا، "مجمع"(4/ 576).

(2)

قوله: (دُعاة على أبواب جهنم) بضم الدال المهملة جمع داعٍ، "على أبواب جهنم" أي: باعتبار ما يؤول شأنه أي: يدعون الناس إلى الضلالة ويصدونهم عن الهدى بأنواع من التلبيس فلذا كان بمنزلة أبواب جهنم، "قس"(8/ 111).

(3)

قوله: (ولو أن تَعَضَّ) أي: ولو كان الاعتزال بأن تَعَضَّ، وفيه لزوم جماعة المسلمين ومطاوعة إمامهم وإن فسق في غير المعاصي، وفيه معجزات، قاله الكرماني (14/ 171).

ص: 313

بِأَصْلِ شجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ". [طرفاه: 3607، 7084، أخرجه: م 1847، ق 3979، تحفة: 3362].

3607 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(1)

، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ

(2)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

(3)

، ثَنِي قَيْسٌ

(4)

، عَنْ حُذَيْفَةَ

(5)

قَالَ: تَعَلَّمَ أَصْحَابِي الْخَيرَ وَتَعَلَّمْتُ الشَّرَّ. [راجع: 3606، تحفة: 3380].

3608 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ

(6)

، أَنَا شُعَيبٌ

(7)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(8)

، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبدِ الرّحمنِ

(9)

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثنَى".

===

وفي "القسطلاني"(8/ 111): قال الطيبي: هذا شرط تعقب به الكلام تتميمًا ومبالغةً أي: اعتزل الناس اعتزالًا لا غاية بعده ولو قنعت بعض أصل الشجرة افعل فإنه خير لك، وقال البيضاوي: عضّ أصل الشجرة كناية عن مكابدة المشقة، انتهى.

(1)

"محمد بن المثنى" العنزي الزمن البصري.

(2)

"يحيى بن سعيد" القطان.

(3)

"إسماعيل" ابن أبي خالد البجلي الكوفي.

(4)

"قيس" هو ابن أبي حازم البجلي.

(5)

"حذيفة" هو ابن اليمان العبسي.

(6)

"الحكم بن نافع" أبو اليمان الحمصي.

(7)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة الحمصي.

(8)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(9)

ابن عوف.

ص: 314

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ"

(1)

. [راجع: 85، تحفة: 15174].

3609 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

، أَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ

(3)

، أَنَا مَعْمَرٌ

(4)

، عَنْ هَمَّامٍ

(5)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السْاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِل فِئَتَانِ، فَتَكُونَ بَينَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ

(6)

دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ

"فِئتانِ" في نـ: "فِتْيَانِ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذـ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ" في نـ: "ثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ".

===

(1)

قوله: (دعواهما واحدة) أي: تدّعي كل واحدة منهما أنها على الحق وخصمها على الباطل، ولا بد أن يكون أحدهما مصيبًا والآخر مخطئًا كما كان بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وكان عليّ هو المصيب ومخالفه مخطئ معذور في هذا الخطأ؛ لأنه بالاجتهاد، والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه، وقال صلى الله عليه وسلم:"إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر"، "ك"(14/ 171).

(2)

"عبد الله بن محمد" المسندي.

(3)

"عبد الرزاق" ابن همام بن نافع الحميري.

(4)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي مولاهم.

(5)

"همام" هو ابن منبه بن كامل الصنعاني.

(6)

قوله: (حتى يبعث) بضم أوله وفتح ثالثه مبنيًّا للمفعول؛ أي: يخرج ويظهر، كذا في "القسطلاني"(11/ 113). وسمِّي بالدجال لتمويهه من الدجل وهو التمويه والتغطية، دجل الحق أي: غطّاه بالباطل، وقد وجد منهم كثير أهلكهم الله وقلع آثارهم، وكذلك يفعل بمن بقي منهم، والدجال الأعظم

ص: 315

ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ". [راجع: 85، أخرجه: م 157، ت 2218، تحفة: 14706، 14719].

3610 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(1)

، أَنَا شُعَيْبٌ

(2)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(3)

، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(4)

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: بَينَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ

(5)

(6)

-وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعدِلْ، فَقَالَ: "وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أعْدِلْ، قَدْ خِبتُ

(7)

وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ"، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ، أَضْرِبْ عُنُقَهُ،

"أَتَاهُ" في نـ: "إِذْ أَتَاهُ". "إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ" في نـ: "إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ". "أضْرِبْ عُنُقَهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فأَضْرِبْ عُنمَهُ".

===

خارج عن هذا العدد، وهو يدّعي الإلهية، نعوذ باللّه من فتنة المسيح الدجال، كذا في "الكرماني"(14/ 171 - 172).

(1)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(2)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة.

(3)

"الزهري" هو ابن شهاب.

(4)

ابن عوف.

(5)

"ذو الخويصرة" اسمه نافع كما عند أبي داود ورجحه السهيلي، وقيل: اسمه حرقوص بن زهير.

(6)

قوله: (ذو الخويصرة) بضم المعجمة وفتح الواو وسكون التحتية وبالمهملة المكسورة وبالراء، وقد مرَّ وصفه أنه غائر العينين، محلوق [الرأس] كثّ اللحية، "ك"(14/ 172).

(7)

بلفظ المتكلم وبالخطاب أي: خبت أنت لكونك تابعًا أو مقتديًا لمن لم يعدل، والفتح أشهر، "ك"(14/ 172)، "خ".

ص: 316

فَقَالَ لَهُ: "دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ

(1)

تَرَاقِيَهُمْ

(2)

، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ، ثمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ

(3)

فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ -وَهُوَ قِدْحُهُ- فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ

"فَلا يُوجَدُ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَمَا يُوجَدُ".

===

(1)

قوله: (لا يجاوز) له تأويلان، أحدهما أنه لا تفقهه قلوبهم، أو لا ينتفعون بما تلوه منه، والثاني: لا تصعد تلاوتهم في جملة الكلم الطيب المتصعّد إلى الله تعالى. قوله: "الدين" أي: الإسلام، وبه يتمسَّك من كفّر الخوارج. قال الخطابي: الدين الطاعة أي: طاعة الإمام. قوله: "الرمية" بفتح الراء فعيلة بمعنى مفعولة، وهو الصيد المرميّ. والنصل هو حديد السهم، والنضيّ بفتح النون وكسر المعجمة على وزن فعيل، والقدح بالكسر أي: العود أول ما يكون قبل أن يعمل، وقيل: هو ما بين الريش والنصل، والقذذ بضم القاف وفتح المعجمة الأولى جمع القذّة وهي ريش السهم. و"الفرث" السرجين ما دام في الكرش أي: نَفذ السهم [في] الصيد ولَم يتعلق شيءٌ منه به، "كرماني" (14/ 173). قال في "المجمع" (2/ 224): يريد أن دخولهم في الدين ثم خروجهم منه ولم يتمسكوا منه بشيء كسهم دخل في صيد ثم يخرج منه ولم يتعلق به منه شيء من نحو الدم والفرث لسرعة نفوذه، انتهى.

(2)

جمع ترقوة: جنبر كَردن. [باللغة الفارسية].

(3)

بكسر الراء جمع الرصفة، وهي العصب الذي يلوى فوق مدخل النصل في السهم، "خ".

ص: 317

شَيءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ

(1)

رَجُل أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ

(2)

: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ، فَالْتُمِسَ

(3)

فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي نَعَتَهُ

(4)

. [راجع: 3344، أخرجه: م 1064، س في الكبرى 8089، ق 169، تحفة: 4421].

3611 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ

(5)

، أَنَا سُفْيَانُ

(6)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(7)

،

"عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ" في هـ، ذـ:"عَلَى خَيرِ فُرْقَةٍ". "عَنِ الأَعْمَشِ" في نـ: "ثَنَا الأَعْمَشُ".

===

(1)

قوله: (آيتهم) أي: علامتهم، و"البَضْعة" بفتح الموحدة: القطعة من اللحم. قوله: "تَدَرْدَرُ" بالمهملتين وتكرار الراء: يضطرب. قوله: "حينِ فُرقةٍ" أي: زمان افتراق الأمة، وفي بعضها:"خيرِ فُرقةٍ" أي: أفضل طائفة. قال القاضي: هم علي رضي الله عنه وأصحابه، أو خير القرون وهو الصدر الأول، "ك"(14/ 173).

(2)

"قال أبو سعيد" الخدري بالسند السابق.

(3)

بضم الفوقية وكسر الميم، "قس"(8/ 117).

(4)

قوله: (على نَعْتِ النبي صلى الله عليه وسلم الذي نَعَتَه) يريد ما تقدم من كونه أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة إلى آخره، "ف"(6/ 619).

(5)

"محمد بن كثير" بالمثلثة العبدي.

(6)

"سفيان" هو الثوري.

(7)

"الأعمش" سليمان بن مهران.

ص: 318

عَنْ خَيْثَمَةَ

(1)

، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ

(2)

قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ

(3)

: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلأَنْ أَخِرَّ

(4)

مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَينِي وَبَينَكُمْ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَة

(5)

، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ

(6)

الأَسْنَانِ

(7)

(8)

،

"سَمِعْتُ النَّبِيَّ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ".

===

(1)

" خيثمة" ابن عبد الرحمن الكوفي.

(2)

"سويد بن غفلة" -بفتحات- أبو أمية الجعفي المخضرم.

(3)

ابن أبي طالب.

(4)

بفتح الهمزة وكسر الخاء المعجمة: أسقط، "قس"(8/ 118).

(5)

قوله: (فإن الحرب خدعة) بفتح المعجمة وسكون المهملة، ويجوز ضمٌّ فسكون، وضم ففتح كهُمَزَةٍ، وفتحهما جمع خادع، وكسر وسكون، فهي خمسة، وتكون بالتورية وبخلف الوعد، وذلك من المستثنى الجائز المخصوص من المحرم المأذون فيه رفقًا بالعباد، وليس للعقل في تحريمه ولا تحليله أثر إنما هو إلى الشارع، قاله القسطلاني (8/ 118)، وفي "الخير الجاري": والظاهر إباحة حقيقة الكذب في الحرب، لكن المراد التعريض، انتهى.

(6)

بضم ففتح.

(7)

أي: صغارها وقد يعبَّر عن السن بالعمر، "ك"(14/ 174)، "خ".

(8)

قوله: (حُدَثاء الأسنان) أي: صغارها، و"سُفَهاء الأحلام" أي: ضعفاء العقول. وقوله: "يقولون من خير قول البريّة" أي: من القرآن كما في حديث أبي سعيد الذي قبله "يقرؤون القرآن"، كذا في "الفتح" (6/ 619). قال الكرماني (14/ 174): وهو كما قال الخوارج: لا حكم إلا للّه تعالى في قضية التحكيم، وكانت كلمةَ حقٍّ لكن أرادوا بها باطلًا، انتهى.

ص: 319

سفَهَاءُ الأَحْلَامِ

(1)

، يَقُولُونَ مِنْ

(2)

خَيرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ

(3)

مِنَ الإسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ

(4)

، فَأَينَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتْلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". [طرفاه: 5057، 6930، أخرجه: م 1066، د 4767، س 4102، تحفة: 10121].

3612 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(5)

، ثَنَا يَحْيَى

(6)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

(7)

، ثَنَا قَيْسٌ

(8)

، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ

(9)

قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا،

"فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرٌ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الْمُثَنَّى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثنَّى". "شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ". "فَقُلْنَا" في نـ: "قُلْنَا" وزاد في نـ: "له".

===

(1)

أي: ضعفاء العقول، "ك (14/ 174).

(2)

أي: من السنة، "خ".

(3)

يخرجون.

(4)

قوله: (لا يجاوز إيمانهم حناجرهم) الحنجر الحلقوم مجرى النفس، والتجاوز يحتمل الصعود والحدور أي: لا يرفعها الله بالقبول، أو لا يصل إلى قلوبهم، كذا في "المجمع"(1/ 571).

(5)

"محمد بن المثنى" العنزي الزمن.

(6)

"يحيى" ابن سعيد القطان.

(7)

"إسماعيل" ابن أبي خالد البجلي.

(8)

"قيس" هو ابن أبي حازم البجلي.

(9)

بتشديد الفوقية. كان سادس ستة في الإسلام، "ك"(14/ 174).

ص: 320

أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ

(1)

بِالْمِنْشَارِ

(2)

، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَينِ، وَمَا يَصدُّهُ عَنْ دِينِهِ، ويُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ

(3)

مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ

(4)

هَذَا الأَمْرُ

(5)

"فَيُجْعَلُ فِيهَا" في نـ: "فَيُجْعَلُ فِيهِ". "فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ وَمَا يَصدُّهُ" في نـ: "فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصدُّهُ" وزاد في نـ: "ذَلِكَ". "وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"مَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ".

===

(1)

قوله: (فَيُجَاء) للأكثر بالجيم، وقال عياض: وقع في رواية الأصيلي بالحاء المهملة وهو تصحيف، والفيح: الباب الواسع ولا معنى له هاهنا، كذا في "الفتح" (6/ 619). و"المنشار" بالنون: آلة قطع الخشب، ويقال لها: المئشار بالهمزة، من أشرت الخشبة إذا قطعتها، "ك"(14/ 174 - 175).

(2)

آلة قطع الخشب، "ك"(14/ 174).

(3)

أي: تحت لحمه أو عند لحمه، "ك"(14/ 175).

(4)

قوله: (والله لَيُتِمَّنَّ) بضم التحتية وكسر الفوقية من الإتمام والإكمال، واللام للتأكيد، "هذا الأمر" بالرفع في اليونينية، وفي الناصرية:"واللّه ليتمّنّ" بفتح التحتية "هذا الأمر" بالرفع، وفي الفرع بضم التحتية ونصب الأمر على المفعولية وحذف الفاعل [أي] ليكملن الله، أمر الإسلام، "قس" (8/ 119). وفي "الخير الجاري":"ليتمن" باللام والتحتية المفتوحتين والفوقية المكسورة على صيغة المعلوم، والأمر مرفوع به على الفاعلية، وفي بعضها بضم التحتية ونصب الأمر أي: أمر الإسلام.

(5)

أي: أمر الإسلام، "ك"(14/ 175).

ص: 321

حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ

(1)

(2)

إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ

(3)

إِلَّا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجلُونَ". [طرفاه: 3852، 6943، أخرجه: د 2649، س في الكبرى 5893، تحفة: 3519].

3613 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(4)

، ثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ

(5)

، أَنَا ابْنُ عَوْنٍ

(6)

، أَنْبَأَنِى مُوسَى بْنُ أَنَسِ

(7)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ

(8)

، فقَالَ رَجُل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْلَمُ

(9)

لَكَ

"أَنَا ابْنُ عَونٍ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ". "أَنَا أَعْلَمُ" في شمك: "أَلا أَعلَم".

===

(1)

بفتح المهملة وسكون النون وبالمد: قاعدة اليمن ومدينته العظمى، "ك"(14/ 175).

(2)

قوله: (من صنعاء) يحتمل أن يريد صنعاء اليمن، وبينها وبين حضرموت من اليمن أيضًا مسافة بعيدة نحو خمسة أيام، ويحتمل أن يريد صنعاء الشام، والمسافة بينهما أبعد بكثير، والأول أقرب، "ف"(6/ 619 - 620).

(3)

المراد نفي الخوف من الكفار، "قس"(8/ 120).

(4)

"علي بن عبد الله" المديني.

(5)

"أزهر بن سعد" الباهلي السمان.

(6)

"ابن عون" هو عبد الله بن عون بن أرطبان المزني البصري.

(7)

"موسى بن أنس" ابن مالك قاضي البصرة.

(8)

أي: ابن الشماس خطيب النبي صلى الله عليه وسلم، "ف"(6/ 620)

(9)

قوله: (أنا أعلم) كذا للأكثر، وفي رواية حكاها الكرماني "ألا، أعلم" وهي للتنبيه. قوله: "أعلم لك" أي: لأجلك. وقوله: "عِلْمَه" أي: خبره، "ف"(6/ 621).

ص: 322

عِلْمَهُ

(1)

، فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: شَرٌّ، كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ

(2)

فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَدْ حَبِطَ

(3)

عَمَلُهُ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَتَى الرَّجُلُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا

(4)

.

قَالَ مُوسَى

(5)

بْنُ أَنَسٍ

(6)

: فَرَجَعَ الْمَرَّةَ الآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقَالَ:"اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ"[طرفه: 4846، تحفة: 1612].

"فَقَالَ: شَرٌّ" في نـ: "قَالَ: شَرٌّ". "وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ" في نـ: "وَهُوَ فِي أهْلِ النَّارِ". "قَالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ" في نـ: "فَقَالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ".

===

(1)

أي: خبره.

(2)

قوله: (كان يرفع صوته) كذا ذكر بلفظ الغيبة وهو التفات، وكان السياق يقتضي أن يقول: كنت أرفع صوتي، "ف"(6/ 621).

(3)

أي: بطل، "ك"(14/ 175).

(4)

قوله: (فأتى الرجلُ فاخبره أنه قال كذا وكذا) أي: مثل ما قال ثابت أنه لما نزلت {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] جلس في بيته وقال: أنا من أهل النار، وفي رواية مسلم:"فقال ثابت: أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتًا". وسيأتي الحديث في "التفسير" إن شاء الله تعالى، "فتح"(6/ 621).

قال العيني (11/ 347): ومطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "لستَ من أهل النار، ولكن من أهل الجنة"، هذا أمر لا يطلع عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعيش حميدًا ويموت شهيدًا، انتهى. وكان كذلك لأنه قُتل يوم اليمامة شهيدًا في خلافة أبي بكر.

(5)

متصل بالإسناد المذكور، "ف"(6/ 621).

(6)

ابن مالك.

ص: 323

3614 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(1)

، ثَنَا غُنْدُرٌ

(2)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(3)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(4)

سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِب

(5)

قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ

(6)

الْكَهْفَ وَفِي الدَّارِ دَابَّةٌ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ فَسَلَّمَ

(7)

، فَإِذَا ضَبَابَةٌ

(8)

- أَوْ سَحَابَةٌ- غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"اقْرَأْ فُلَانُ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْاَنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرآَنِ". [طرفاه: 4839، 5011، أخرجه: م 795، ت 2885، تحفة: 1872].

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "دَابَّةٌ" في نـ: "الدَّابَّةُ". "اقْرَأْ فُلَانُ" في نـ: "اقْرَأ يَا فُلَانُ".

===

(1)

" محمد بن بشار" هو بندار العبدي البصري.

(2)

"غندر" لقب محمد بن جعفر المدني البصري.

(3)

"شعبة" هو ابن الحجاج بن الورد العتكي.

(4)

"أبي إسحاق" عمرو بن عبد الله السبيعي.

(5)

الأنصاري.

(6)

هو أُسَيد بن حضير.

(7)

قوله: (فسلّم) أي: دعا بالسلامة كما يقال: اللَّهُمَّ سلّم، أو فوّض الأمر إلى الله تعالى ورضي بحكمه، أو قال: سلام عليك. والضَّبَابَة سحابة تغشى الأرض كالدخان، و"السكينة" اختلفوا في معناها، والمختار منها أنها شيء من مخلوقات الله فيه طمأنينة ورحمة ومعه الملائكة يستمعون القرآن، قوله:"اقرأْ يا فلان" معناه كان ينبغي أن تستمر على القرآن وتغتنم ما حصل من نزول الرحمة وتستكثر من القراءة، "ك"(14/ 176).

(8)

أي: سحابة.

ص: 324

3615 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ

(1)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ ثنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا زُهَيرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ

(2)

، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِب يَقُولُ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى أَبِي فِي مَنْزِلِهِ، فَاشْتَرَى مِنْهُ رَحْلًا

(4)

(5)

، فَقَالً لِعَازِبِ: ابْعَثِ ابْنَكَ يَحْمِلْهُ مَعِي، قَالَ: فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ، وَخَرَجَ أَبِي يَنْتَقِدُ ثَمَنَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا أَبَا بَكْرٍ حَدِّثْنِي كَيْفَ صَنَعْتُمَا حِينَ سَرَيْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ أَسْرَيْنَا لَيْلَتَنَا، وَمِنَ الْغَدِ

(6)

حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، وَخَلَا الطَّرِيقُ لَا يَمُرّ فِيهِ أَحَدٌ،

"ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ" في ذ: "أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ".

===

(1)

" محمد بن يوسف" أبو أحمد البيكندي.

(2)

"زهير بن معاوية" الجعفي.

(3)

"أبو إسحاق" عمرو المذكور.

(4)

قوله: (فاشترى منه رَحْلًا) الرحل أصغر من القَتَب، واشتراه بثلاثة عشر درهمًا، قوله:"ينتقد ثمنه" أي: يستوفيه، و"سَريتَ" وأسرى لغتان بمعنى السير في الليل، قوله:"من الغد" أي: بعض الغد. قوله: "قائم الظهيرة" أي: نصف النهار وهو استواء حالة الشمس، وسمي قائمًا لأن الظل لا يظهر حينئذ فكأنه قائم واقف، قوله:"فرُفِعَتْ لنا صخرة" أي: ظهرت لأبصارنا، والفروة الجلد الذي يلبس، وقيل: المراد بها قطعة حشيش مجتمعة. قوله: "أنفض" أي: أحرسك وأدفع عنك، والنفضة قوم يبعثون في الأرض ينظرون هل بها عدّو أو خوف، "كرماني"(14/ 176 - 177).

(5)

بفتح الراء وسكون المهملة هو للناقة كالسرج للفرس، "ف"(6/ 623).

(6)

أي: بعد الغد، "ك"(14/ 177).

ص: 325

فَرُفِعَتْ لَنَا صَخْرَةٌ طَوِيلَة، لَهَا ظِلٌّ لَمْ تَأْتِ عَلَيهَا الشَّمْسُ فَنَزَلْنَا عِنْدَهُ، وَسَوَّيْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مكَانًا بِيَدَيَّ يَنَامُ عَلَيهِ، وَبَسَطْتُ عَلَيهِ فَزوَةً، وَقُلْتُ: نَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا أَنْفُضُ لَكَ مَا حَوْلَكَ، فَنَامَ، وَخَرَجْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاع

(1)

مُقْبِلٍ بِغَنَمِهِ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنَا، فَقُلْتُ لَهُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ فَقَالَ: لِرَجُلٍ

(2)

مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ

(3)

، قُلْتُ: أَفِي غَنَمِكَ

(4)

لَبَنٌ؟ قَالَ: نَعَم، قُلْتُ: أَفَتَحْلُبُ؟ قَالَ: نَعَمْ

(5)

، فَأَخَذَ شَاةً، فَقُلْتُ:

"لَمْ تَأْتِ عَلَئهَا الشَّمْسُ" كذا في سـ، حـ، نـ، وفي هـ:"لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ الشَّمْسُ". "مَكَانًا بِيَدَيَّ" في نـ: "مَكَانَهُ بِيَدَيَّ". "وَبَسَطْتُ عَلَيهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَبَسَطْتُ فِيهِ". "فَقُلْتُ لَهُ: لِمَنْ أَنْتَ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتَ".

===

(1)

لم يسم، "قس"(8/ 124).

(2)

لم يسم، "قس"(8/ 124).

(3)

قوله: (مِنْ أهل المدينة أو مكة) شكّ من الراوي، والمراد بالمدينة مكة، ولم يُرِدِ المدينة النبوية لأنها لم تكن حينئذ تسمى المدينة، وإنما كان يقال لها يثرب، وأيضًا لم تجر العادة للرعاة أن يبعدوا في المراعي هذه المسافة البعيدة، كذا في "الفتح"(6/ 623).

قال الكرماني (14/ 178): إن الراعي قال: يثرب، وأبو بكر رضي الله عنه عبرها بالمدينة، إذ في حين الحكاية كان اسمها المدينة، انتهى.

(4)

قوله: (أفي غنمك لبن؟) بفتح اللام، وروي بضمها وسكون الموحدة، جمع لابن أي: شياه ذوات ألبان، "ك"(14/ 178).

(5)

قوله: (أفتحلب؟ قال: نعم) الظاهر أن مراده بهذا الاستفهام أمعك

ص: 326

انْفُضِ الضَّرْعَ

(1)

مِنَ التُّرَابِ وَالشَّعَرِ وَالْقَذَى، قَالَ

(2)

: فَرَأَيْتُ الْبَرَاءَ يَضْرِبُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى يَنْفُضُ، فَحَلَبَ فِي قَعْبٍ

(3)

كُثْبَةً

(4)

مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ

(5)

حَمَلْتُهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يرْتَوِي

(6)

مِنْهَا، يَشْرَبُ وَيتَوَضَّأُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ، فَوَافَقْتُهُ حِينَ اسْتَيقَظَ، فَصَبَبْتُ مِنَ الْمَاءِ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ -قَالَ-:

"وَمَعِي إِدَاوَةٌ" في سـ، حـ، نـ:"وَمَعَهُ إِدَاوَةٌ".

===

إذن في الحلب لمن يمرّ بك على سبيل الضيافة؟ وبهذا التقرير يندفع الإشكال، قاله ابن حجر في "الفتح"(6/ 623 - 624)، وسيأتي فيه وجوه أخر أيضًا.

(1)

أي: ثدي الشاة، "ف"(6/ 624).

(2)

أبو إسحاق، "قس"(8/ 124).

(3)

قوله: (في قعب) بفتح القاف وسكون المهملة؛ أي: قدح من خشب، "الخير الجاري"[و "قس" (8/ 124)].

(4)

قوله: (كثبة) بضم الكاف وإسكان المثلثة: قدر حلبة، وقيل: ملء القدح. قوله: "يرتوي" أي: يستقي. قوله: "حين استيقظ" أي: وافق إتياني وقت استيقاظه، وفي بعضها:"حتى تأنيت به حتى استيقظ". قوله: "بَرَدَ" بفتح الراء، وقال الجوهري: بضمها. فإن قلت: كيف شرب اللبن من الغلام ولم يكن هو مالكه؟ قلت: إنه على عادة العرب أنهم يأذنون للرعاة إذا مرَّ بهم ضيف أن يسقوه، أو كان ذلك لصديق لهم، أو أنه مال حربي لا أمان له، أو لعلهم كانوا مضطرّين، كذا قاله الكرماني (14/ 178)، واللّه تعالى أعلم بالصواب، وسيأتي الحديث في مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه إن شاء الله تعالى.

(5)

إناء من جلد.

(6)

أي: يستقي.

ص: 327

فَشَرِبَ، حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قَالَ:"أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ؟ "

(1)

قُلْتُ: بَلَى؛ -قَالَ:- فَارْتَحَلْنَا بَعْدَ مَا مَالَتِ الشَّمْسُ، وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ

(2)

بْنُ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: أُتِينَا

(3)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:"لَا تَحْزَنْ، إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا"، فَدَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَارْتَطَمَتْ

(4)

بِهِ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا -أُرَى

(5)

فِي جَلَدٍ مِنَ الأَرْضِ

(6)

، شَكَّ زُهَيْرٌ- فَقَالَ: إِنِّي أُرَاكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ فَادْعُوَا اللَّهَ لِي، وَاللَّهُ

(7)

لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ، فَدَعَا لَهُ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَجَا،

"وَاللَّهُ لَكُمَا" في نـ: "فَاللَّهُ لَكُمَا".

===

(1)

قوله: (ألم يأن للرحيل؟) أي: ألم يأت وقت الارتحال، "ك"(14/ 178).

(2)

قوله: (واتبعنا سراقة) بضم السين المهملة وتخفيف الراء، "ابن مالك" وفي رواية إسرائيل:"فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا غير سراقة بن مالك بن جعشم"، "ك"(14/ 178)، "خ".

(3)

بلفظ المجهول، "ك"(14/ 178).

(4)

قوله: (فارتطمَتْ) بالطاء المهملة؛ أي: غاصت قوائمها. قوله: "أرى" بضم الهمزة "في جلد من الأرض، شكّ زهير" أي: الراوي، هل قال هذه أم لا؟ والجلد بفتحتين: الأرض الصلبة، وفي رواية مسلم أن الشكّ من زهير في قول سراقة، "ف"(6/ 624).

(5)

أظن.

(6)

الصلب من الأرض، "ك"(14/ 179).

(7)

قوله: (واللّه) بالرفع مبتدأ وخبره "لكما" أي: ناصر لكما، وفي بعضها بالنصب على إسقاط حرف القسم؛ أي: أقسم باللّه لكما، وفي بعضها بالجرّ. قوله:"أن أردّ" أي: لأن أردّ، فاللام مقدّرة أما في تقدير الرفع فبالكسر أي: ادعوا الله لي لأَنْ أردّ، فهو علة للدعاء، وأما في حالة النصب

ص: 328

فَجَعَلَ لَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا قَالَ: قَدْ كَفَيتُكُم مَا هُنَا

(1)

، فَلَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَدَّهُ، قَالَ: وَوَفَى لَنَا. [راجع: 2439].

3616 -

حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ

(2)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ

(3)

، ثَنَا خَالِدٌ

(4)

، عَنْ عِكْرِمَةَ

(5)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ -يَعُودُهُ

(6)

- قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيض يَعُودُهُ قَالَ: لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقَالَ لَهُ: "لَا بَأْسَ طَهُورٌ

(7)

إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، فَقَالَ

(8)

: قُلْتَ

(9)

: طَهُورٌ! كَلَّا

(10)

؛ بَلْ هِيَ حُمَّى

"قَدْ كَفَيْتُكُمْ" كذا في ذـ، وفي سـ، حـ، ذ:"كَفَيْتُكُمْ". "قَالَ: وَكَانَ النَبِيُّ" في نـ: "فَقَالَ: وَكَانَ النَبِيُّ". "بَلْ هِيَ حُمَّى" في هـ: "بَلْ هُوَ حُمَّى".

===

والجرّ فبالفتح، وقيل: تقديره فادعوا لي على أن أردّ طلبكما. و"الطلب" جمع الطالب، كذا في "الكرماني"(14/ 179).

(1)

أي: ما هنا التي تطلبونه، "ع"(11/ 352).

(2)

"معلى بن أسد" العمّي البصري.

(3)

"عبد العزيز بن مختار" الدباغ الأنصاري.

(4)

"خالد" هو ابن مهران الحذاء.

(5)

"عكرمة" مولى ابن عباس.

(6)

جملة حالية في الموضعين، "ع"(11/ 353).

(7)

أي: عن السيئات.

(8)

الأعرابي.

(9)

بلفظ الخطاب، "ك"(14/ 179).

(10)

قوله: (كلَّا) أي: ليس الأمر كذلك، أو لا تقل هذا فإن قوله:"كلّا" محتمل للكفر وعدمه، ويؤيده كونه أعرابيًّا جلفًا فلم يقصد حقيقة الردّ

ص: 329

تَفُورُ

(1)

-أَوْ تَثُورُ- عَلَى شَيخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ

(2)

. فَقَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَنَعَمْ إِذَنْ"

(3)

. [أطرافه: 5656، 5662، 7470، أخرجه: س في الكبرى 7499، تحفة: 6055].

3617 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ

(4)

، ثَنَا عَبدُ الْوَارِثِ

(5)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ

(6)

، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ

(7)

، فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبقَرَةَ

"فَنَعَمْ إِذَنْ" في نـ: "فَنَعَمْ إِذًا". "رَجُلٌ نَصْرَانيٌّ" في نـ: "رَجُلًا نَصْرَانيًّا".

===

والتكذيب ولا بلغ حدّ اليأس والقنوط، قوله:"حُمّى تفور" أي: تغلي في بدني كغلي القدور، كذا في "المرقاة" (4/ 11). قوله:"أو تثور" قال القسطلاني (8/ 125): هو شكّ من الراوي هل قال بالفاء أو بالمثلثة، ومعناهما واحد، انتهى.

(1)

مي جوشد. [باللغة الفارسية].

(2)

قوله: (تُزيرُه القبور) مِنْ أزاره إذا حمله على الزيارة. فإن قلت: ما وجه تعلُّق هذا الحديث بكتاب المعجزات؟ قلت: حيث إنه مات على وفق ما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم به بقوله: "فنعم"، "ك"(14/ 179 - 180)، "خ".

(3)

زاد الطبراني: قال صلى الله عليه وسلم: "أما إذا أبيت فهي كما تقول، وقضاء الله كائن، فما أمسى من الغد إلا ميتًا"، قال في "الفتح" (6/ 625): وبهذه الزيادة يطابق الحديث للترجمة، كذا في "قس"(8/ 126).

(4)

"أبو معمر" بفتح الميمين عبد الله بن عمرو المقعد البصري.

(5)

"عبد الوارث" ابن سعيد البصري.

(6)

ابن صهيب البصري، "قس"(8/ 126).

(7)

"رجل نصراني" لم يسم، وفي "مسلم" أنه من بني النجار.

ص: 330

وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِنَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبتُ لَهُ، فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَلَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ

(1)

، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ نَبَشُوا

(2)

عَنْ صَاحِبِنَا، فَأَلْقَوهُ فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرضِ ما استَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ، فَأَلْقَوهُ فَحَفَرُوا لَهُ، فَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ وَلَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ. [تحفة: 1051].

3618 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(3)

، ثَنَا اللَّيثُ

(4)

، عَنْ يُونُسَ

(5)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(6)

قَالَ:

"لَهُ فِي الأَرضِ ما استَطَاعُوا" ثبت في ذ. "لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ" سقط في نـ. "وَلَقَدْ لَفَظَتْهُ" في نـ: "وَقَدْ لَفِظَتْهُ" وفي أخرى: "قَدْ لَفَظَتْهُ".

===

(1)

قوله: (لفظتْه الأرض) بكسر الفاء: طرحَتْه ورمَتْه، وحكي فتح الفاء، كذا في "الفتح" (6/ 625). قال العيني (11/ 354): مطابقته للترجمة من حيث ظهرت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في لفظ الأرض إياه مرارًا؛ لأنه لما ارتد عاقبه الله بذلك لتقوم الحجة على من يراه ويدلّ على صدق الشارع.

(2)

النبش: إبراز المستور، وكشف الشيء من الشيء، ومنه: النباش، "قاموس" (صـ: 561).

(3)

"يحيى" هو ابن عبد الله بن بكير المخزومي.

(4)

"الليث" هو ابن سعد الإمام.

(5)

"يونس" هو ابن يزيد الأيلي.

(6)

"ابن شهاب" هو الزهري.

ص: 331

وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ

(1)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا هَلَكَ كَسْرَى

(2)

فَلَا كَسْرَى بَعْدَهُ؛ وَإِذَا هَلِكَ قَيصَرُ فَلَا قَيصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتُنْفِقُنَّ

(3)

كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ". [راجع: 3027، أخرجه: م 2918، تحفة: 13334].

3619 -

حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ

(4)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(5)

، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ

"وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ" في نـ: "وَأَخْبَرَني ابْنُ الْمُسَيَّبِ".

===

(1)

" سعيد بن المسيب" ابن حزن المخزومي.

(2)

قوله: (إذا هلك كسرى) بكسر الكاف ويجوز الفتح، وهو لقب لكل من ولي مملكة الفرس. و"قيصر" لكل من ولي مملكة الروم.

وقد استشكل هذا مع بقاء مملكة الفرس؛ لأن آخرهم قُتِل في زمن عثمان، واستشكل أيضًا مع بقاء مملكة الروم، وأجيب عن ذلك بأن المراد لا يبقى كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام، وهذا منقول عن الشافعي. قال: وسبب الحديث أن قريشًا كانوا يأتون بالشام والعراق كثيرًا للتجارة، فلما أسلموا خافوا انقطاع سفرهم إليهما لدخولهم في الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم ذلك تطييبًا لقلوبهم وتبشيرًا لهم بأن ملكهما سيزول عن الإقليمين المذكورين، وكذا وقع بحمد الله، فأما كسرى فانقطع ملكه وزال بالكلية من جميع الأرض وتمزّق كل ممزّق بدعوته صلى الله عليه وسلم، وأما قيصر فانهزم من الشام ودخل أقاصي بلده، وفتحت بلادهما وأنفقت كنوزهما في الغزوات، ملتقط من "الفتح"(6/ 625 - 626) و"المجمع"(5/ 178).

(3)

بلفظ المجهول، و"كنوزهما" نائب فاعله، "خ".

(4)

"قبيصة" ابن عقبة السوائي الكوفي.

(5)

الثوري، "ف"(6/ 626).

ص: 332

عُمَيرٍ

(1)

، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ

(2)

يَرْفَعُهُ

(3)

قَالَ: "إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ وَإِذَا هلكَ قَيصرُ فلا قَيصر بَعدهُ

(4)

-وَذَكَرَ

(5)

وَقَالَ:- لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ". [راجع: 3121].

3620 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(6)

، أَنَا شُعَيبٌ

(7)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَينٍ

(8)

، ثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ

(9)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ مُسَيلِمَةُ

(10)

الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي

"يَرفَعُهُ" كذا في سـ، هـ، ذ، وفي شحج:"رَفَعَهُ". "وَإِذَا هلكَ قَيصرُ فلا قَيصر بَعدهُ" ثبت في ذ. "وَذَكَرَ" في سفـ: "وَذَكَرَهُ". "عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ".

===

(1)

" عبد الملك بن عمير" الفرسي نسبة إلى فرس له سابق.

(2)

"جابر بن سمرة" السوائي الصحابي.

(3)

أي: الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ك "(14/ 181).

(4)

كذا لأبي ذر وسقط لغيره، "ف"(6/ 626).

(5)

أي: وذكر كلامًا أو حديثًا، "ف"(6/ 626).

(6)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع الحمصي.

(7)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة الحمصي.

(8)

"عبد الله بن أبي حسين" عبد الرحمن النوفلي.

(9)

"نافع بن جبير" ابن مطعم النوفلي.

(10)

قوله: (مسيلمة) مصغّر المسلمة، ابن حبيب -ضد العدوّ- الحنفي اليماني، عدوّ الله وعدوّ رسوله، وكان صاحب نيرنجات، وهو أول من أدخل البيضة في القارورة، وبذلك اغترّ قومه، قتله وحشيّ قاتلُ حمزة في خلافة الصديق، وكان الوحشي يقول: قتلتُ في الكفر خيرَ المسلمين، وقتلتُ في الإسلام شرَّ الكفار، "ك"(14/ 181)، "خ".

ص: 333

مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ، وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ

(1)

(2)

إِلَيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قطْعَةُ جَرِيدٍ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيلِمَةَ فِي أَصْحَابهِ فَقَالَ: "لَوْ سَأَلْتَنِي هَذ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ

(3)

، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ

(4)

اللَّهُ، وَإِنِّي لأُرَاكَ

(5)

الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ". [أطرافه: 4373، 4378، 7033، 7461، أخرجه: م 2273، تحفة:6518].

"وَلَنْ تَعْدُوَ" في نـ: "وَلَنْ تَعْدُ".

===

(1)

إنما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم تألفًا له ولقومه رجاء إسلامهم أو لتبليغ ما أنزل إليه، "ك"(14/ 181).

(2)

قال عياض: يحتمل أن يكون سبب مجيئه صلى الله عليه وسلم أن مسيلمة قصده من بلده للقائه فجاءه مكافأة، قال: وكان مسيلمة حينئذ يظهر الإسلام، وإنما أظهر كفره بعد ذلك، "ك"(14/ 181).

(3)

قوله: (لن تعدُوَ أمر الله فيك) أي: حكمه بأنه كذّاب جهنميّ مقتول، والجزم بلن لغة، كذا في "المجمع" (3/ 547). قال الكرماني (14/ 181): أي: ما سبق من قضاء الله وقدره في شقاوتك، وفي بعضها:"لن تَعْدُ" بحذف الواو، والجزم بلن لغة حكاها الكسائي.

(4)

أي: ليهلكنك الله، "ك"(14/ 182).

(5)

قولى: (لأَرَاك) أي: لأظنك الشخص الذي رأيت في المنام في حقه ما رأيت. قوله: "فنفختُهما فطارا" كناية عن سرعة هلاكهما بسهولة بلا تعب.

وفيه إيماء إلى أنهما يهلكان، "الخير الجاري"[وانظر "قس" (8/ 130)].

ص: 334

3621 -

فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَينَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارينِ

(1)

مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَام أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا

(2)

، فَأوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي"

(3)

. فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيَّ

(4)

، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ

(5)

(6)

. [أطرافه: 4374، 4375، 4379، 7034، 7037، أخرجه: م 2273، ت 2292، س في الكبرى 7649، تحفة: 13574].

"بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ" في نـ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ".

===

(1)

سوار بالكسر: كنكَن. [بالأردية].

(2)

فيه دليل على اضمحلال أمرهما، "ك"(14/ 182).

(3)

قوله: (يخرجان بعدي) أي: يظهران شوكتهما ودعواهما النبوة وإلا فقد كانا في زمنه، أو المراد بعد دعواي النبوةَ، أو بعد ثبوت نبوتي، "ك"(14/ 182)، "خ".

(4)

قوله: (العنسي) بفتح المهملة وسكون النون وبالمهملة، اسمه الأسود الصنعاني، وقيل: اسمه عبهلة -بفتح المهملة وسكون الموحدة- ابن كعب، يقال له: ذو الخمار؛ لأنه زعم أن الذي يأتيه ذو الخمار، قتله فيروز الديلمي الصحابي بصنعاء في مرضه الذي توفي فيه على الأصحّ، وبشّر رسول الله صلى الله عليه [وسلّم] الصحابة بذلك، ثم بعده حمل رأسه إليه، وقيل: كان ذلك [في] زمان الصديق رضي الله عنه، "ك"(14/ 182). [انظر "فتح الباري" (8/ 93)].

(5)

بفتح التحتية وخفة الميم: مدينة باليمن على أربع مراحل من مكة، "ك"(14/ 182).

(6)

قوله: (اليمامة) بتخفيف الميمين: مدينة باليمن. مناسبة هذا التأويل لهذه الرؤيا أن أهل صنعاء وأهل اليمامة كانوا أسلموا فكانوا

ص: 335

3622 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ

(1)

، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ

(2)

، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ

(3)

، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ

(4)

، عَنْ أَبِي مُوسَى

(5)

-أُرَاهُ- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهلِي

(6)

(7)

إِلَى

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ".

===

كالساعدين للإسلام، فلما ظهر فيهما الكذابان وتَبَهْرَجَا

(1)

على أهلهما بزخرف أقوالهما ودعواهما الباطلة انخدع أكثرهم بذلك، فكان اليدان بمنزلة البلدين والسواران بمنزلة الكذابين، وكونهما من ذهب إشارة إلى ما زخرفاه، والزخرف من أسماء الذهب، وهذا الحديث أخرجه أيضًا في "المغازي"، "قس"(8/ 130).

(1)

"محمد بن العلاء" ابن كريب الهمداني الكوفي.

(2)

"حماد بن أسامة" القرشي مولاهم الكوفي.

(3)

ابن أبي موسى.

(4)

"أبي بردة" الحارث أو عامر بن أبي موسى الأشعري.

(5)

"أبي موسى" عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه.

(6)

بسكون الهِاء وفتحها، "مجمع"(5/ 130)، "قس، (8/ 131).

(7)

قوله: (وَهْلِي) بفتح الهاء أي: وهمي واعتقادي، و "هَجَر" مدينة معروفة، وهي قاعدة البحرين. فإن قلت: قد ورد النهي عن تسميتها بيثرب.

قلت: هذا قبل النهي، والنهي للتنزيه، أو خوطب بها من لا يعرفها، ولهذا جمع بين الاسمين، "ك"(14/ 182 - 183).

(1)

كذا في "قس"، وفي "الفتح" (12/ 464):"بهرجا".

ص: 336

أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوِ الْهَجَرُ

(1)

، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْربُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ أَنِّي هَزَزْتُ

(2)

سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ

(3)

وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا

(4)

وَاللَّهُ

(5)

خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيرِ، وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتانَا اللَّهُ بَعْدُ يَوْمِ بَدْرٍ"

(6)

. [أطرافه: 3987، 4081، 7035، 7041، أخرجه: م 2272، س في الكبرى 7650، ق 3921، تحفة: 9043].

"أَوِ الْهَجَرُ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَوْ هَجَرُ". "أُخْرَى" كذا في ذ، وفي نـ:"بِأُخْرَى". "مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ" كذا في ذ، وفي نـ:"مَا جَاءَ اللَّهُ مِنَ الْخَيْرِ".

===

(1)

مدينة باليمن، وهي قاعدة البحرين، "ع"(11/ 358).

(2)

أي: حركت.

(3)

إما فتح مكة أو هو مجاز عن اجتماع المؤمنين وإصلاح حالهم، "ك"(14/ 183).

(4)

قوله: (بقرًا) قال النووي: قد جاء في بعض الروايات: "رأيت بقرًا تنحر" وبهذه الزيادة يتمّ تأويل الرؤيا، إذ نحر البقر [هو] قتل الصحابة رضي الله عنهم بأحد، "ك"(14/ 183).

(5)

قوله: (واللّه) بالرفع "خير" أي: صنيع الله بالمؤمنين المقتولين خيرٌ لهم من بقائهم في الدنيا أي: ثواب الله خير، هكذا في "الكرماني" (14/ 183). وفي نسخة:"والله" بالجرّ على القسم، و"خير" خبر مبتدأ محذوف أي: والله ما جرى على البقر من الذبح والقتل خير، "الخير الجاري".

(6)

قوله: (بعد يوم بدر) قال القاضي: ضبطناه "والله خير" برفع الهاء

ص: 337

3623 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ

(1)

، ثَنَا زَكَرِيَّاءُ

(2)

، عَنْ فِرَاسٍ

(3)

، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ

(4)

، عَنْ مَسْرُوقٍ

(5)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي، كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَرْحَبًا بِابْنَتِي"، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسرَّ إِلَيهَا

(6)

حَدِيثًا، فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ:

"عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ" كذا في ذ، وفي نـ:"عَنْ عَامِرٍ".

===

والراء على المبتدأ والخبر، و"بعد يوم بدر" بضم دال "بعد" وبنصب "يوم"، قال: وروي بنصب الدال ومعناه: ما جاء الله به بعد بدر الثانية من تثبيت قلوب المؤمنين؛ لأن الناس قد جمعوا لهم وخوّفوهم فزادهم ذلك إيمانًا وقالوا: حَسْبُنَا اللهُ، وتفرق العدوّ عنهم هيبة لهم، قال: وقالوا: معنى "واللّه خير" ثواب الله خير، أي: صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا، قال: والأَولى قول من قال: إنه من جملة الرؤيا، وأنها كلمة سمعها في الرؤيا عند رؤياه البقر بدليل تأويله لها بقوله صلى الله عليه وسلم:"وإذا الخير ما جاء الله به"، "كرماني" (14/ 183). [قال الحافظ: يحتمل أن يريد ببدر بدر الموعد لا الواقعة المشهورة السابقة على أحد، فإن بدر الموعد كانت بعد أحد ولم يقع فيها قتال، "فتح الباري"(12/ 423)].

(1)

"أبو نعيم" الفضل بن دكين الكوفي.

(2)

"زكرياء" ابن أبي زائدة الهمداني الكوفي.

(3)

بكسر الفاء وخفة الراء وبالمهملة، ابن يحيى المكتب، "ك"(14/ 184).

(4)

"عامر" هو ابن شراحيل الشعبي.

(5)

"مسروق" هو ابن الأجدع بن مالك الهمداني.

(6)

سر كوشي بهرد. [باللغة الفارسية].

ص: 338

مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزنٍ

(1)

، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ. [أطرافه: 3625، 3715، 4433، 6285، أخرجه: م 2450، س في الكبرى 7078، ق 1621، تحفة: 17615].

3624 -

فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ

(2)

النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ "إِنَّ جِبرَئِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيتِي لَحَاقًا بِي" فَبَكَيتُ، فَقَالَ: "أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

(3)

-أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ-" فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ. [أطرافه: 3626، 3716، 4434، 6286، أخرجه: م 2450، د 4713، ت 3873، س في الكبرى 8367، ق 1621، تحفة: 18040].

3625 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ

(4)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(5)

،

"حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي يَحْيىَ بْنُ قَزَعَةَ".

===

(1)

أي: كان الفرح عقيب الحزن متصلًا، "خ".

(2)

متعلق بمحذوف تقديره: فلم تقل لي شيئًا حتى توفي، "قس"(8/ 133).

(3)

قوله: (سيدة نساء أهل الجنة) فإن قلت: فهي أفضل من خديجة وعائشة؟ قلت: المسألة مختلف فيها، ولكن اللازم من الحديث ذلك، إلا أن يقال: إن الرواية بالشك، والمتبادر إلى الذهن من لفظ المؤمنين غير النبي صلى الله عليه وسلم عرفًا، وأيضًا دخول المتكلم في عموم كلامه مختلف فيه عند الأصوليين، قاله الكرماني (14/ 184).

(4)

"يحيى بن قزعة" بفتحات، الحجازي المدني المؤذن، "ك"(14/ 184).

(5)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

ص: 339

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ

(1)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَعَا النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شَكْوَاهُ

(2)

الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَسَارَّهَا بِشَيءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا، فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ. [راجع: 3623، أخرجه: م 2450، س في الكبرى 7367، تحفة: 16339].

3626 -

فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّني فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيتِهِ أَتبَعُهُ فَضَحِكْتُ. [راجع: 3624].

"قُبِضَ فِيهِ" في هـ، نـ:"قُبِضَ فِيهَا".

===

(1)

" عروة" هو ابن الزبير بن العوام.

(2)

قوله: (في شكواه) أي: مرضه "الذي قُبِض فيه"، ثم اختلف الحديثان في سبب ضحكها، ورجّح حديث مسروق لاشتماله على زيادة ليمست في حديث عروة، وهي كونها سيدة نساء أهل الجنة، كذا في "القسطلاني" (8/ 134 - 135). قال صاحب "الخير الجاري": ورجّح في "الفتح" رواية مسروق على رواية عروة، انتهى. قال الكرماني (14/ 184 - 185): فإن قلت: جعل الأوّلية في اللحوق في الحديث السابق علّة للبكاء وهاهنا علة الضحك. قلت: البكاء مرتب على المركب من حضور الأجل وأولية اللحوق، أو على الجزء الأول منه. فإن قلت: الضحك هاهنا متعقّب على كونها أوّل اللاحقات [به]، وثمه على كونها سيدة النساء. قلت: قد يترتب على الأمرين جميعًا وعلى كل واحد منهما، وفيه إيثارهم الآخرةَ، وسرورهم بالانتقال إليها، والخلاص من الدنيا. وفيه معجزتان: الإخبار ببقائها بعده، وثانيها أنها أول أهله لحوقًا به، وقد كان كذلك.

ص: 340

3627 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ

(1)

(2)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(3)

، عَنْ أَبِي بشْرٍ

(4)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

(5)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ

(6)

، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مثْلَهُ

(7)

، فَقَالَ: إنَّهُ مِنْ حَيثُ تَعْلَمُ

(8)

، فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاس عَنْ هَذ الآيَةِ:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]. فَقَال: أجَل رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(9)

أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ. [أطرافه: 4294، 4430، 4969، 4970، أخرجه: ت 3362، تحفة: 5456].

===

(1)

بفتح المهملة وسكون الراء الأولى، "ك"(14/ 185).

(2)

"محمد بن عرعرة" ابن البرند بن النعمان السامي القرشي البصري.

(3)

"شعبة" هو ابن الحجاج العتكي.

(4)

"أبي بشر" بالموحدة المكسورة، جعفر بن أبي وحشية اليشكري، "ك"(185/ 14).

(5)

"سعيد بن جبير" الأسدي مولاهم الكوفي.

(6)

قوله: (يُدْني ابنَ عباس) أي: يقربه من نفسه، "مجمع"(2/ 208).

(7)

قوله: (مثلَه) أي: في العمر، وغرضه أننا شيوخ وهو شابّ فلِمَ تقدمه علينا؟ فقال: أقربه وأقدّمه من جهة علمه، "ك"(14/ 185)"مجمع"(2/ 208).

(8)

أي: تقديمه من جهة علمك بأنه من أهل العلم، "مجمع"(2/ 208).

(9)

قوله: (أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: مجيء النصر والفتح ودخول الناس في الدين علامة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبر الله رسوله بذلك، كذا في "ك" (14/ 185). قال البيضاوي (2/ 628): لعل ذلك لدلالتها على تمام الدعوة وكمال أمر الدين، ولهذا سمِّيت سورة التوديع.

ص: 341

3628 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ

(1)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيمَانَ بْنِ حَنْظَلَةَ

(2)

ابْنُ

(3)

الْغَسِيلِ، ثَنَا عِكْرِمَةُ

(4)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّتِي مَاتَ فِيهِ بِمِلْحَفَةٍ وَقَدْ عُصِّبَ

(5)

رَأْسُهُ بِعِصَابَةٍ

(6)

دَسْمَاءَ، حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَر، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّ

(7)

الأَنْصَارُ، حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ

(8)

فِي الطَّعَامِ، فَمَنْ وَلي مِنْكُمْ شَيئًا يَضُرّ فِيهِ

"فِي مَرَضِهِ الَّتِي مَاتَ" في نـ: "فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ". "يَقِلّ" في نـ: "تَقِل".

===

(1)

" أبو نعيم" الفضل بن دكين الكوفي.

(2)

قوله: (حنظلة) بفتح المهملة والمعجمة وسكون النون بينهما: ابن أبي عامر، وهو معروف بغسيل الملائكة، قالوا: لما استشهد بأحد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مات حنظلة وإنه غسلته الملائكة"، فسألوا امرأته فقالت: سمع الهيعة وهو جنب فلم يتأخر للاغتسال. وفي بعض النسخ: "حنظلة ابن الغسيل" بزيادة لفظ الابن وهو صحيح، لكن يشترط أن يرفع الابن على أنه صفة لعبد الرحمن وهو مشتهر بابن الغسيل، "ك"(14/ 185 - 186).

(3)

برفع ابن على أنه صفة لعبد الرحمن، "ك"(14/ 186).

(4)

"عكرمة" مولى ابن عباس.

(5)

أي: ربط رأسه.

(6)

قال الخطابي: أي: بعصابة سوداء، "ك"(14/ 186).

(7)

وكان ذلك، وبه المطابقة.

(8)

قوله: (بمنزلة الملح) وجه التشبيه الإصلاح بالقليل دون الإفساد بالكثير، كما في قولهم: النحو في الكلام كالملح في الطعام، أو كونه قليلًا بالنسبة إلى سائر أجزاء الطعام، "ك"(14/ 186).

ص: 342

قَوْمًا

(1)

، وَيَنْفَعُ فِيهِ آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ"

(2)

. فَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَ فِيهِ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 927].

3629 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(3)

، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ

(4)

، ثَنَا حُسَينٌ الْجُعْفِيُّ

(5)

(6)

، عَنْ أَبِي مُوسَى

(7)

، عَنِ الْحَسَنِ

(8)

، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ

(9)

قَالَ: أَخْرَجَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ الْحَسَنَ، فَصَعِدَ بهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: "ابْني هَذَا سَيدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئتَيْنِ

(10)

مِنَ الْمسْلِمِينَ". [راجع: 2704].

"جَلَسَ فِيهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"جَلَسَ بِه". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ".

===

(1)

قوله: (يضرّ فيه قومًا) أي: مسيئين، و"ينفع فيه آخرين" صفة كاشفة. قوله:"فليقبل" أي: المتولي منكم، كذا في "المرقاة"(10/ 593).

(2)

أي: عن إسائتهم، "مرقاة" (10/ 593). [قال الحافظ: أي: في غير الحدود وحقوق الناس، "فتح الباري"(8/ 501)].

(3)

"عبد الله بن محمد" المسندي.

(4)

"يحيى بن آدم" الكوفي صاحب الثوري.

(5)

بضم الجيم وسكون المهملة، "ك"(14/ 186).

(6)

"حسين" ابن علي بن الوليد الجعفي الكوفي.

(7)

"أبي موسى" إسرائيل بن موسى البصري.

(8)

البصري.

(9)

"أبي بكرة" نفيع بن الحارث الثقفي.

(10)

قوله: (بين فئتين) أي: طائفتين، وقد كان كذلك؛ إذ بسبب صلحه مع معاوية انصلح حال طائفته وطائفة معاوية جميعًا، "ك (14/ 186 - 187).

ص: 343

3630 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبِ

(1)

، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ

(2)

، عَنْ أَيُّوبَ

(3)

، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ

(4)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى جَعْفَرًا

(5)

وَزَيْدًا قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمَا، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ

(6)

. [راجع: 1246].

3631 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ

(7)

، ثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ

(8)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(9)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ

(10)

، عَنْ جَابِرٍ

(11)

قَالَ:

"أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمَا" في نـ: "أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمْ". "حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَني عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ".

===

(1)

" سليمان بن حرب" الواشحي.

(2)

"حماد بن زيد" ابن درهم الجهضمي البصري.

(3)

"أيوب" ابن أبي تميمة السختياني.

(4)

"حميد بن هلال" البصري.

(5)

قوله: (نعى جعفرًا) هو ابن أبي طالب الملقّب بذي الجناحين، "وزيدًا" هو ابن حارثة حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: أخبر بقتل جعفر وزيد بمؤتة قبل أن يجيء خبرهما، وهذا من علامات النبوة، وسيأتي بيانه في "غزوة مؤتة"، كذا في "العيني"(11/ 362).

(6)

أي: تسيلان دمعًا، "ك"(14/ 187).

(7)

"عمرو بن عباس" بالموحدة أبو عثمان البصري.

(8)

"ابن مهدي" عبد الرحمن الأزدي البصري.

(9)

"سفيان" الثوري هو ابن سعيد.

(10)

"محمد بن المنكدر" ابن عبد الله بن الهدير التيمي المدني.

(11)

"جابر" هو ابن عبد الله الأنصاري.

ص: 344

قَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ لَكُمْ مِنْ أَنْمَاطٍ

(1)

؟ " قُلْتُ: وَأَنَّى يَكُونُ لَنَا الأَنْمَاطُ؟ قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ سَتَكُونُ لَكُمُ الأَنْمَاطُ"

(2)

، فَأَنَا أَقُولُ

(3)

لَهَا - يَعْنِي امْرَأَتَهُ

(4)

-: أَخِّرِي عَنِّي أَنْمَاطَكِ، فَتَقُولُ

(5)

: أَلَمْ يَقُلِ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهَا سَتَكُونُ لَكُمُ الأَنْمَاطُ"، فَأَدَعُهَا

(6)

. [طرفه: 5161، أخرجه: م 2083، ت 2774، تحفة: 3023].

3632 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ

(7)

، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسى

(8)

،

"وَأَنَّى يَكُونُ" في نـ: "وَأَنَّى تَكُونُ". "أَمَا إِنَّهُ سَتَكُونُ" في ذ: "أَمَا إِنَّهَا سَتَكُونُ". "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ". "ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى" في نـ: "ثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى".

===

(1)

قوله: (من أنماط) بفتح همزة، جمع نمط بفتحتين: ظِهارةُ الفراش، ويطلق أيضًا على بساط لطيف له خمل، كذا في "المجمع"(4/ 811).

(2)

وقد كان كذلك وبه المطابقة، "ع"(11/ 362).

(3)

أي: قال جابر: أنا أقول.

(4)

اسمها سهلة.

(5)

قوله: (فتقول

) إلخ، حاصله أنه وجدت الأنماط في دارنا كما أخبر عليه الصلاة والسلام، كذا في "الخير الجاري". قال في "الفتح" (6/ 630): وفي استدلالها على جواز اتخاذ الأنماط -بإخباره صلى الله عليه وسلم بأنها ستكون- نظر؛ لأن الإخبار بأن الشيء سيكون لا يقتضي إباحته، إلا إن استدل المستدلّ به على التقرير فيقول: أخبر الشارع بأنه سيكون ولم ينه عنه فكأنه أقرّه، انتهى.

(6)

أي: أتركها بحالها مفروشة، "ك"(14/ 187).

(7)

"أحمد بن إسحاق" ابن الحصين السلمي السرماري.

(8)

"عبيد الله" بضم العين مصغرًا "ابن موسى" ابن باذام العبسي الكوفي.

ص: 345

ثَنَا إِسْرَائِيلُ

(1)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(2)

، عَنْ عَمْرو بْنِ مَيمُونٍ

(3)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ

(4)

مُعْتَمِرًا -قَالَ:- فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ أَبِي صَفْوَانَ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ

(5)

، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: انْتَظِرْ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَغَفَلَ النَّاسُ، انْطَلَقْتُ فَطُفْتُ، فَبَيْنَا سَعْدٌ يَطُوفُ، إِذَا أَبُو جَهْل

(6)

فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَطُوفُ بالْكَعْبَةِ؟ فَقَالَ سَعْدٌ: أنَا سَعْدٌ

(7)

(8)

، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ آَمِنًا، وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحَمَّدًا

"انتظِرْ" في هـ، ذ:"أَلَا انْتَظِر".

===

(1)

" إسرائيل" ابن يونس السبيعي يروي عن جده أبي إسحاق عمرو.

(2)

"أبي إسحاق" عمرو بن عبد الله السبيعي.

(3)

"عمرو بن ميمون" الأزدي الكوفي أدرك الجاهلية.

(4)

الأنصاري.

(5)

ابن معاذ المذكور.

(6)

اسمه عمرو بن هشام.

(7)

قوله: (أنا سعد) هو أبو عمرو بن معاذ بن النعمان الأنصاري الأوسي، أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية، فأسلم بسببه بنو عبد الأشهل، ودارهم أوّل دار أسلمت من الأنصار، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأنصار، وكان مطاعًا شريفًا، ومن أكابر الصحابة، شهد بدرًا وأُحدًا، وثبت معه يومئذ، ورمي يوم الخندق فمات من ذلك بعد شهرٍ سنة خمس، وهو ابن سبع وثلاثين سنة، ودُفن بالبقيع، "توسل". [انظر "المرقاة" (11/ 415)].

(8)

"سعد" ابن معاذ الأنصاري الأشهلي.

ص: 346

وَأَصْحَابَهُ؟! فَقَالَ: نَعَمْ، فتَلَاحَيَا

(1)

بَينَهُمَا، فَقَالَ أُمَيَّةُ

(2)

لِسَعْدٍ: لَا تَرْفَعْ صَؤتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ

(3)

، فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيتِ لأَقْطَعَنَّ مَتْجَرَكَ بِالشَّامِ. قَالَ: فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُولُ لِسَعْدٍ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ. فَجَعَلَ يُمْسِكُهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ، فَقَالَ: دَعْنَا عَنْكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ

(4)

. قَالَ: إِيَّايَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّد إِذَا حَدَّثَ. فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ

(5)

، فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمِينَ مَا قَالَ لِي أَخِي الْيَثْرِبِيُّ؟ قَالَتْ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلِي، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجُوا

(6)

إِلَى بَدْرٍ،

===

(1)

أي: تخاصما.

(2)

"أمية" ابن خلف كنيته أبو صفوان.

(3)

قوله: (أبي الحكم) بفتح المهملة والكاف، هو عدوّ الله، كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي جهل واسمه عمرو بن هشام المخزومي، "ك"(14/ 188).

(4)

قوله: (يزعم أنه قاتلك) قال الكرماني (14/ 188 - 189) وتبعه البرماوي: إن الضمير في "أنه" لأبي جهل أي: أن أبا جهل يقتل أمية.

ثم استشكل بكون أبي جهل على دين أمية فكيف يقتله؟ وأجاب الكرماني وتبعه البرماوي: بأن أبا جهل كان السبب في خروج أمية إلى بدر حتى قُتل فكأنه قتله. قال في "الفتح": وهو فهم عجيب، وإنما أراد سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم يقتل أمية، وسيأتي التصريح بذلك في مكانه بما يشفي الغليل، ملتقط من "قس"(8/ 145)، "ف"(6/ 630). [وانظر "العيني" (11/ 365)].

(5)

اسمها صفية بنت معمر، "مق" (صـ: 296).

(6)

أي: أرادوا الخروج.

ص: 347

وَجَاءَ الصَّرِيخُ

(1)

قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ

(2)

: أَمَا ذَكَرْتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ

(3)

؟ قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ لَا يَخْرُجَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الْوَادِي

(4)

، فَسِرْ بِنَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، فَسَارَ مَعَهُمْ فَقَتَلَهُ اللَّهُ. [طرفه: 3950، تحفة: 4450، 9486].

3633 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيبَةَ

(5)

، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ

(7)

،

"أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ"، وفي أخرى:"أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ"، وفي ذ:"مُغِيرة" بدل "المغيرة".

===

(1)

قوله: (الصريخ) فعيل من الصّراخ، وهو صوت المستصرخ أي: المستغيث، كذا في "الكرماني" (14/ 188). قال القسطلاني (8/ 141): والصارخ ضمضم بن عمرو الغفاري، إنه صرخ: يا معشر قريش! أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد، الغوث! الغوث!.

(2)

قوله: (قالت له امرأته) أي: لأمية: لا تخرج إلى الحرب ولا تكن مع أبي جهل، واذكر ما قال سعد، وبالغ أبو جهل حتى حضر بدرًا فقتله المسلمون، كذا في "الكرماني"(14/ 188)، وفيه المطابقة.

(3)

وأخوه اليثربي هو سعد بن معاذ، والأخوة بينهما باعتبار المؤاخاة في الجاهلية لا نسبًا له ولا دينًا.

(4)

أي: مكة.

(5)

"عبد الرحمن بن شيبة" هو عبد الرحمن بن عبد الملك بن محمد بن شيبة أبو بكر الحزامي بالحاء المهملة.

(6)

"عبد الرحمن بن المغيرة" ابن عبد الرحمن بن عبد الله الحزامي.

(7)

"موسى بن عقبة" الإمام في المغازي.

ص: 348

عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ

(2)

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ فِي صَعِيدٍ، فَقَامَ أَبُو بَكْرِ فَنَزَعَ ذَنُوبًا

(3)

أَوْ ذَنُوبَينِ

(4)

،

===

(1)

" سالم بن عبد اللّه" ابن عمر بن الخطاب.

(2)

ابن عمر.

(3)

قوله: (فنزع ذنوبًا) النزع الاستقاء، والذنوب بفتح المعجمة: الدلو الممتلئ، والضُّعف بالضم والفتح لغتان. قوله:"فاستحالت" أي: تحوّلت من الصغر إلى الكبر. قوله: "غربًا" بفتح المعجمة وسكون الراء: الدلو العظيم. والعبقري الحاذق في عمله، وهذا عبقري قومه أي: سيدهم، وقيل: أصل هذا من عبقر، وهو أرض يسكنها الجنّ، وصار مثلًا لكل منسوب إلى شيء غريب في جودة صنعته وكمال رفعته. قوله:"يفري" بكسر الراء "فَريَّه" روي بوجهين: إسكان الراء وتخفيف الياء، وكسر الراء وتشديد الياء؛ أي: يعمل عملًا مصلحًا، يقال: فلان يفري فَريّه إذا كان يأتي بالعجب في عمله. والعطن: مبرك الإبل حول موردها لتشرب عللًا بعد نهل وتستريح منه.

قال النووي (8/: 178): قالوا: هذا المثام مثال لما جرى للخليفتين من ظهورآثارهما وانتفاع الناس بهما، وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم إذ هو صاحب الأمر، ثم خلفه أبو بكر رضي الله عنه سنتين، فقاتل أهل الردة وقطع دابرهم، ثم خلفه عمر رضي الله عنه فاتّسع الإسلام في زمنه، فقد شبّه أمر المسلمين بقليب فيه الماء الذي به حياتهم وصلاحهم، وأميرهم بالمستقي لهم منها، وسقيه هو قيامه بمصالحهم. وأما قوله:"وفي نزعه ضعف" فليس فيه حطّ من فضيلة أبي بكر، وإنما هو إخبار عن حال ولايته، وأما "واللّه يغفر له" فليس فيه تنقيص له، ولا إشارة إلى ذنب، وإنما هي كلمة يدعمون بها كلامَهم ونعمت الدعامة، كذا في "الكرماني"(14/ 189 - 190).

(4)

فيه إشارة إلى قصر مدة خلافته، "لمعات".

ص: 349

وَفِي بَعْضِ نَزْعِهِ

(1)

ضُعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ، فَاسْتَحَالَتْ

(2)

بِيَدِهِ غَرْبًا، فَلَم أَرَ عَبقَرِيًّا فِي النَّاسِ يَفْري فَرِيَّهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ"

(3)

. وَقَالَ هَمَّامٌ

(4)

: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "فَنَزَعَ أَبُو بَكْرٍ ذَنُوبَينِ"

(5)

. [أطرافه: 3676، 3682، 7019، 7020، أخرجه: م 2451، تحفة: 7022، 14733].

3634 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ

(6)

بْنُ الْوَلِيدِ النَّرسِيُّ

(7)

، ثَنَا مُعْتَمِرٌ

(8)

قَالَ:

"فِي النَّاسِ" في نـ: "مِنَ النَّاسِ". "سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ". "حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَليدِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ الْوَليدِ".

===

(1)

إشارة إلى ما كان من الاضطراب وارتداد بعض العرب، وإن ظهر منه رضي الله عنه كمال قوة وشدة في دفعهم والمحاربة معهم، أو إلى ما كان له من الرفق ولين الجانب وقلة السياسة، "لمعات". [انظر "المرقاة" (11/ 298)].

(2)

أي: انقلبت.

(3)

بفتحتين أي: حتى أرووا إبلهم وأبركوها وضربوا لها عطنا، وهو مبرك الإبل حول الماء، "مرقاة"(11/ 298).

(4)

"وقال همام" هو ابن منبه، وصله في "التعبير" (برقم: 7019).

(5)

قوله: (ذنوبين) أي: قطع بلا شكّ حيث لم يذكر ذنوبًا وهو أشد مطابقة لمدة السنتين التي هي زمن خلافة الصديق، كذا في "الكرماني"(14/ 190 - 191)، و"الخير الجاري".

(6)

بشدة الموحدة، "ك"(14/ 189).

(7)

بفتح النون وسكون الراء وبالمهملة، "ك"(14/ 189)، قرية بالعراق، "ق" (ص: 519).

(8)

"معتمر" ابن سليمان بن طرخان.

ص: 350

سَمِعْتُ أَبِي

(1)

، ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ

(2)

قَالَ: أُنْبِئْتُ

(3)

أَنَّ جِبْرَئِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ

(4)

، فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأُمِّ سَلَمَةَ:"مَنْ هَذَا؟ "-أَوْ كَمَا قَالَ-

(5)

، قَالَتْ: هَذَا دِحْيَةُ

(6)

، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ايْمُ اللَّهِ مَا حَسِبتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِخَبرِ جِبرَئيلَ -أَوْ كَمَا قَالَ-، قَالَ

(7)

: فَقُلْتُ لأَبِي عُثْمَانَ: مِمَّنْ سمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ. [طرفه: 4980] أخرجه: م 2451، تحفة: 101، 18144].

"فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ" في نـ: "فَجَعَلَ يُحَدِّثُ". "أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَتْ" في نـ: "أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: قَالَتْ". "خُطْبَةَ نَبِيِّ اللَّهِ" في نـ: "خُطْبَةَ رَسولِ اللَّهِ". "بِخَبْرِ جِبرَئِيلَ" في نـ: "يُخْبِرُ جِبرَئيلُ".

===

(1)

" أبي" سليمان بن طرخان، التابعي التيمي.

(2)

"أبو عثمان" هو عبد الرحمن النهدي، "ك"(14/ 189).

(3)

قوله: (أُنبئتُ) أي: أُخبرتُ، وهذا مرسل لكنه صار مسندًا متصلًا حيث قال في آخر الحديث:"سمعته من أسامة". و"دحية" بكسر الدال المهملة وفتحها وسكون المهملة: ابن خليفة الكلبي الصحابي، وكان من أجمل الناس، "ك"(14/ 189).

(4)

"أم سلمة" هند بنت أبي أمية.

(5)

أبو عثمان، هو شك من الراوي في اللفظ مع بقاء المعنى، "قس"(8/ 143).

(6)

"دحية" ابن خليفة الكلبي.

(7)

سليمان.

ص: 351

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌26 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

(2)

} [البقرة: 146]

3635

- حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ

(3)

، أَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

(4)

، عَنْ نَافِع

(5)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

(6)

: أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرُوا لَهُ، أَنَّ رَجُلًا مِنْهُم

(7)

وَامْرَأَةً

(8)

زَنَيَا، فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟ " فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ، فَقَالَ عَبدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ

(9)

: كَذَبْتُم،

"{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " سقطت البسملة لأبي ذر. " {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ

} إلخ"، سقط لأبي ذر. "ابْنُ أَنَسٍ" سقط في نـ.

===

(1)

سقطت البسملة لأبي ذر، "قس"(8/ 144).

(2)

وجه دخول هذه الترجمة في أبواب علامات النبوة من جهة أنه أشار في الحديث إلى حكم التوراة وهو أميٌّ لم يقرأ التوراة فكان الأمر كما أشار إليه، "ف"(6/ 531).

(3)

"عبد الله بن يوسف" التِّنِّيسي الدمشقي الأصل.

(4)

"مالك بن أنس" الإمام الأصبحي رحمه الله.

(5)

"نافع" مولى ابن عمر.

(6)

"عبد اللّه بن عمر" رضي الله عنهما.

(7)

من اليهود ولم يسم، "قس"(8/ 145).

(8)

اسمها بسرى بالضم وكانت يهودية، "قس"(8/ 145).

(9)

بتخفيف اللام الخزرجي من ولد يوسف بن يعقوب عليهما السلام، "ك"(14/ 191).

ص: 352

إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ، فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا، فَوَضَعَ أَحَدُهُم يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: ارْفَعْ يَدَكَ. فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَالُوا: صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَأمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ

(1)

: فَرَأَيْتُ الرَّجُل يَحْنِي

(2)

عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ. [راجع: 1329، أخرجه: م 1699، د 4446، ت 1436، س في الكبرى 7334، تحفة: 8324].

‌27 - بَابُ سُؤَالِ الْمُشْرِكينَ أَنْ يُرِيَهُمُ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم آيَةً فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ

(3)

3636 -

حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ

(4)

، أَنَا ابْنُ عُيَينَةَ

(5)

،

"إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ" في ذ: "إِنَّ فِيهَا لَلرَّجْمَ". "يَحْنِي عَلَى الْمَرْأَةِ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"يَجْنَأ عَلَى الْمَرأَةِ". "أَنَا ابْنُ عُيَينَةَ" في نـ: "حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ".

===

(1)

هو ابن عمر.

(2)

قوله: (فرأيت الرجل يحني) قال الخطابي: هو بالمهملة من حنيت الشيء أحنيه إذا عطفته، والمحفوظ بالجيم والهمزة، مِنْ: جنأ الرجل على الشيء يجنأ؛ إذا أكبّ عليه. وتمسّك بالحديث من قال: إنه صلى الله عليه وسلم متعبّد بشرع موسى فيما لم ينسخ منه. ولعل البخاري أشار إلى أن المعرفة المفهومة من الكريمة حاصلة لليهود من حكمه صلى الله عليه وسلم بما في التوراة، أو من العلامات المؤدّية إليها، "الخير الجاري"، أو انظر:"الكرماني"(14/ 191 - 192)].

(3)

وسيأتي "التفسير"[برقم: 4866].

(4)

"صدقة بن الفضل" المروزي.

(5)

"ابن عيينة" سفيان الهلالي.

ص: 353

عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ

(1)

، عَنْ مُجَاهِدٍ

(2)

، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ

(3)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسعُودٍ

(4)

قَالَ: انشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شِقَّتَينِ

(5)

.

"عَلَى عَهْدِ النَبِيِّ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ".

===

(1)

" ابن أبي نجيح" مكبرًا عبد الله بن يسار المكي.

(2)

"مجاهد" هو ابن جبر.

(3)

"أبي معمر" عبد اللّه بن سخبرة الكوفي.

(4)

وفي الباب عن علي وحذيفة وجبير بن مطعم وابن عمر وغيرهم، كذا في "الفتح" (6/ 632). [قال شيخنا في "الأبواب والتراجم" (4/ 191): ترجم المصنف فيما سيأتي بعد "باب إسلام عمر": "باب انشقاق القمر" ولا يتوهم التكرار بينهما، فإن المقصود ههنا بيان كونه علامة وآية، فإن هذه الأبواب في علامات النبوة في الإسلام، وذكره فيما سيأتي لكونه من الوقائع المهمة].

(5)

قوله: (شقتين) بالكسر أي: نصفين، وعند مسلم:"فأراهم انشقاق القمر مرتين"، وكذا في "مصنف عبد الرزاق" بلفظ:"مرتين"، واتفقت رواية الشيخين بلفظ:"فرقتين"، وفي رواية:"فلقتين"، فيكون المراد بقوله:"مرتين": فرقتين، جمعًا بين الدلائل، ولم يجزم أحد من علماء الحديث بتعدد وقوع الانشقاق منه صلى الله عليه وسلم، كذا في "اللمعات" و"المجمع"(3/ 245).

وفي "الكرماني"(14/ 193) وغيره: وقد أنكر بعضهم هذا الخبر فقالوا: لو كان له حقيقة لم يخف أمره على عوام الناس ولتواترت به الأخبار لأنه أمر محسوس مشاهد، والناس فيه شركاء، وللنفوس دواع على نقل الأمر الغريب والخبر العجيب، ولو كان لَذُكر في الكتب ودُوّن في الصحف، ولكان أهل التنجيم والسير والتواريخ عارفين به إذ لا يجوز

ص: 354

. . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

إطباقهم على إغفاله مع جلالة شأنه وجلاء أمره. والجواب أن الأمر فيه خارج عما ذهبوا إليه؛ لأنه شيء طلبه قوم خاص من أهل مكة، وكان ذلك ليلًا، وأكثر الناس فيه نيام مستكِنُّون بالحُجب والأبنية، والأيقاظ البارزون في الصحاري لهم مشاغيل عن ذلك، وكيف ولم يكونوا رافعين رؤوسهم إلى السماء مترصدين مركز القمر من الفلك [لا يغفلون عنه] حتى إذا حدث بجرم القمر ما حدث من الانشقاق أبصروه، وكثيرًا ما يقع له الكسوف فلا يشعر به الناس حتى يخبرهم الآحاد منهم مع طول زمانه، وهذا إنما كان في قدر اللحظة التي هي مدرك البصر، ولو دامت هذه الآية حتى يشترك فيها العامة والخاصة ثم لم يؤمنوا لاستوصلوا بالهلاك، فإن من سنة اللّه تعالى في الأمم التي قبلنا أن نبيهم كان إذا أتى بآية عامة يدركها الحسّ فلم يؤمنوا هلكوا. وخصّ هذه الأمة بالرحمة، فجعل آية نبيهم صلى الله عليه وسلم عقلية.

قال العيني (11/ 370 - 371): وفي لفظ: فقال القوم: هذا سحر ابن أبي كبشة، فاسألوا السُّفّار يقدمون عليكمِ، فإن كان مثل ما رأيتم فقد صدق، وإلا فهو سحر. فقدِمَ السّفار فسَألوهم فقالوا: رأيناه قد انشق. ثم قال: ولا يلتفت إلى اعتراض مخذول بأنه لو كان هذا لم يخف على أهل الأرض لأمرين: أحدهما: قد ذكرنا صحة قول السفار برؤية ذلك. والآخر: لم ينقل إلينا عن أهل الأرض أنهم رصدوه تلك الليلة فلم يروه انشقّ، ولو نقل إلينا عمن لا يجوز نقله لشدتهم في الكذب لما كانت علينا حجة، إذ ليس القمر في حد واحد لجميع أهل الأرض، فقد يطلع على قوم قبل أن يطلع على آخرين، وقد يكون من قوم بضد ما هو

(1)

من مقابليهم من أقطار الأرض، أو يحول بين قوم وبينه سحاب أو جبال، ولهذا تحدث الكسوفات

(1)

في الأصل: يفيد ما هو.

ص: 355

فَقَالَ النَّبِيُّ: "اشْهَدُوا"

(1)

. [أطرافه: 3869، 3871، 4864، 4865، أخرجه: م 2800، ت 3285، س في الكبرى 11552، تحفة: 9336].

3637 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

، ثَنَا يُونُسُ

(3)

، ثَنَا شَيْبَانُ

(4)

، عَنْ قَتَادَةَ

(5)

،

"حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ".

===

في بعض البلاد دون بعض، وفي بعضها جزئية، وفي بعضها كلية، وفي بعضها لا يعرفها إلا المدعون لعلمها، {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام: 96، يس 38، فصلت 12] انتهى. واللّه أعلم بالصواب.

قال ابن عبد البر: قد روي حديث انشقاق القمر عن جماعة كثيرة من الصحابة، وروى ذلك عنهم أمثالُهم من التابعين، ثم نقله عنهم الجمُّ الغفير إلى أن انتهى إلينا، وتأيّد بالآية الكريمة. وفي "المجمع" (3/ 245): قال القاضي: أجمع المفسرون وأهل السنة على وقوعه. قلت: وفيه نظر، وقد قيل بأنه سيشقّ عند مجيء الساعة، انتهى. وفي "المرقاة" (10/ 130): قال الزجاج: زعم قوم -عدلوا عن القصد وما عليه أهل العلم- أن تأويله أن القمر ينشق يوم القيامة، والأمر بين في اللفظ بقوله تعالى:{وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: 2] فكيف يكون هذا يوم القيامة؟ انتهى. لأن الكفار لا يقولون ذلك يوم القيامة، "لمعات".

(1)

أي: على نُبُوَّتي.

(2)

"عبد اللّه بن محمد" المسندي.

(3)

"يونس" ابن محمد المؤدّب.

(4)

"شيبان" ابن عبد الرحمن النحوي.

(5)

"قتادة" ابن دعامة.

ص: 356

عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه

(1)

. وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ

(2)

: ثَنَا يَزيدُ بْنُ زُرَيْعٍ

(3)

، ثَنَا سَعِيدٌ

(4)

، عَنْ قَتَادَةَ

(5)

، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُم: أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُم آيَةً، فَأرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ. [أطرافه: 3868، 4867، 4868، تحفة: 1297، 1200].

3638 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ

(6)

، ثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ

(7)

، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ

(8)

، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ

(9)

، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(10)

: أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [طرافاه 3870، 4866، أخرجه: م 2803، تحفة: 5831].

"ابنِ مالِكٍ رضي الله عنه" سقط في نـ. "وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ" في نـ: "ح وقال لي خليفة". "حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ خَالِدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ".

===

(1)

قال في "الفتح"(6/ 632): أنس وابن عباس فلم يحضرا ذلك لأنه كان بمكة قبل الهجرة بنحو خمس سنين، وكان ابن عباس إذ ذاك لم يولد، انتهى.

(2)

"خليفة" ابن خياط.

(3)

"يزيد بن زريع" مصغرًا البصري.

(4)

"سعيد" هو ابن أبي عروبة.

(5)

"قتادة" المذكور آنفًا.

(6)

"خلف بن خالد القرشي" مولاهم أبو المنهال أو أبو المثنى.

(7)

"بكر بن مضر" بضم الميم وفتح الضاد، القرشي.

(8)

"جعفر بن ربيعة" ابن شرحبيل بن حسنة القرشي.

(9)

الغفاري المدني.

(10)

قال في "اللمعات": ابن عباس وأنس لم يشاهدا القصة لكنه حمله عن ابن مسعود. [انظر "قس" (8/ 147)].

ص: 357

‌28 - بَابٌ

(1)

3639 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(2)

، ثَنَا مُعَاذٌ

(3)

، ثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ

(4)

، ثَنَا أَنَسٌ: أَنَّ رَجُلَينِ

(5)

مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيلَةٍ مُظْلِمَةٍ وَمَعَهُمَا مِثْلُ الْمِصْبَاحَينِ

(6)

، يُضِياَنِ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرَقَا صَارَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاحِدٌ حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ. [راجع: 465].

3640 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ

(7)

، ثَنَا يَحْيَى

(8)

،

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثنَى". "ثَنَا أَنَسٌ" في نـ: "عَنْ أَنَسٍ".

===

(1)

قوله: (باب) كذا في الأصول بغير ترجمة، وكان من حقه أن يكون قبل البابين اللذين قبله؛ لأنه ملحق بعلامات النبوة وهو كالفصل منها، لكن لما كان

(1)

كل من البابين راجعًا إلى الذي قبله وهو علامات النبوة سهل الأمر في ذلك، "فتح"(6/ 633).

(2)

"محمد بن المثنى" العنزي.

(3)

هو ابن هشام الدستوائي، "ك"(14/ 193).

(4)

"قتادة" ابن دعامة السدوسي.

(5)

هما عباد بن بشر وأسيد بن حضير، "ف"(6/ 633).

(6)

المصباح: الفتيلة الموقدة، "مجمع"(3/ 287).

(7)

"عبد اللّه بن أبي الأسود" هو عبد اللّه بن محمد بن أبي الأسود، واسم أبي الأسود حميد بن الأسود البصري.

(8)

"يحيى" ابن سعيد القطان.

(1)

في الأصل: من كان.

ص: 358

عَنْ إِسْمَاعِيلَ

(1)

، ثَنَا قَيسٌ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ

(3)

حَتَّى يَأْتِيَهُم أَمْرُ اللَّهِ وَهُم ظَاهِرُونَ". [طرفاه: 7311، 7459، أخرجه: م 1921، تحفة: 11524].

3641 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيدِيُّ

(4)

، ثَنَا الْوَلِيدُ

(5)

، ثَنِي ابْنُ جَابِرٍ

(6)

، ثَنِي عُمَيرُ بْنُ هَانِئٍ

(7)

أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاويَةَ

(8)

يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ

(9)

قَائِمةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ

(10)

، لَا يَضرُّهُم مَنْ

===

(1)

" إسماعيل" ابن ابي خالد البجلي.

(2)

"قيس" ابن أبي حازم.

(3)

قوله: (ظاهرين) أي: غالبين، من ظهرت أي: علوت وغلبت، كذا في "المجمع" (3/ 507). قوله:"حتى يأتيهم أمر اللّه" وفي رواية "مسلم" عن جابر: "حتى تأتيهم الساعة" أي: قريبًا، فإنها لا تقوم على قائل: اللّه اللّه، كذا في "المجمع"(3/ 507).

قال العيني (11/ 373): هذا ملحق بأبواب علامات النبوة، وفيه معجزة ظاهرة، فإن هذا الوصف ما زال بحمد اللّه تعالى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن، ولا يزول حتى يأتي أمر اللّه المذكور في الحديث، انتهى.

(4)

"الحميدي" عبد اللّه بن الزبير المكي.

(5)

"الوليد" ابن مسلم القرشي.

(6)

هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي.

(7)

الشامي.

(8)

"معاوية" ابن أبي سفيان.

(9)

طائفة.

(10)

قوله: (بأمر اللّه) أي: بشريعته ودينه وترويج سنته، وهم أصحاب الحديث، أو بالجهاد مع الكفار وهم الغزاة. وقالوا: المراد بهم المرابطون بثغور الشام في آخر الزمان كما يشعر به قوله: "حتى يأتي أمر اللّه"، "لمعات".

ص: 359

خَذَلَهُمْ

(1)

وَلَا مَنْ خَالَفَهُم حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ

(2)

وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". قَالَ: عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ

(3)

: قَالَ مُعَاذٌ

(4)

: وَهُمْ بِالشَّامِ

(5)

. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ

(6)

يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُم بِالشَّامِ. [راجح: 71، أخرجه: م 1037، تحفة: 11432، 11360].

3642 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(7)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(8)

، ثَنَا شَبيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ

(9)

قَالَ:

"ثَنَا سُفْيَانُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ".

===

(1)

قوله: (من خذلهم) أي: من لم ينصرهم ولم يعاونهم، كذا في "اللمعات".

(2)

أي: الساعة.

(3)

"مالك بن يخامر" بضم التحتية، السكسكي الحمصي التابعي الكبير.

(4)

"معاذ" هو ابن جبل.

(5)

قوله: (وهم بالشام) أي: الأمة القائمة بأمر اللّه مستقرّون بالشام حتى يأتي أمر اللّه أي: الساعة كما في حديث آخر. ولعل المراد من الأمة القائمة بأمر اللّه المقيمة بالشام الأبدال فإن مسكنهم الشام، كذا في "الخير الجاري"، واللّه أعلم بالصواب.

(6)

هو مخضرم ويقال: إنه صحابي.

(7)

"علي بن عبد اللّه" المديني.

(8)

"سفيان" ابن عيينة.

(9)

"شبيب بن غرقدة" السلمي الكوفي.

ص: 360

سَمِعْتُ الْحَيَّ

(1)

يَتَحَدَّثُونَ عَن عُروَةَ

(2)

هُوَ البارقِيُّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاةً، فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ شَاتَينِ، فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ فَجَاءَهُ بِدِينَارٍ وَشَاةٍ، فَدَعَا لَهُ بالْبَرَكَةِ فِي بَيعِهِ، فَكَان لَوِ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ. قَالَ

(3)

سُفْيَانُ

(4)

: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ

(5)

(6)

جَاءَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْهُ

(7)

،

"يَتَحَدَّثُونَ" كذا في ذ، وفي نـ:"يُحَدَّثُونَ". "هُوَ البارقِي" سقط في نـ. "فَجَاءَهُ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"وَجَاءَهُ". "فَكَانَ" في نـ: "وَكَانَ" مصحح عليه.

===

(1)

قوله: (سمعت الحيَّ) أي: القبيلة. قال في "الفتح"(6/ 635): لم يسمّهم فالحديث بهذا ضعيف للجهل بحالهم، لكن وجد له متابع عند أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجه، انتهى. قال الكرماني (14/ 195): فإن قلت: الحديث من رواية المجاهيل، إذ الحيّ مجهول؟ قلت: إذا علم أن شبيبًا لا يروي إلا عن عدل فلا بأس به، أو لما كان ذلك ثابتًا بالطريق المعيّن المعلوم اعتمد على ذلك فلم يبال بهذا الإبهام، أو أراد نقله بوجه آكد، إذ فيه إشعار بأنه لم يسمع من رجل واحد فقط بل من جماعة متعددة ربما يفيد خبرهم القطع، انتهى.

(2)

"عروة" ابن الجعد ويقال ابن أبي الجعد، وقيل: اسم أبيه عياض البارقي.

(3)

هو موصول بالإسناد المذكور، "ف"(6/ 634).

(4)

ابن عيينة.

(5)

"الحسن بن عمارة" البجلي مولاهم الكوفي.

(6)

هو ضعيف، المتفق على ضعفه، قال في "التقريب" (رقم: 1264): هو متروك.

(7)

"عنه" أي: عن شبيب.

ص: 361

قَالَ: سَمِعَهُ

(1)

شَبِيبٌ مِنْ عُرْوَةَ

(2)

، فَأَتَيتُهُ

(3)

فَقَالَ شَبِيبٌ: إِنِّي لَم أَسْمَعْهُ مِنْ عُروَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَيَّ يُخْبِرُونَهُ عَنْهُ. [أخرجه: د 3384، ت 1258، ق 2402، تحفة: 9898].

3643 -

وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْخَيرُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِي الْخَيْلِ

(4)

إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي دَارِهِ

(5)

سَبعِينَ فَرَسًا

(6)

. قَالَ سُفْيَانُ: يَشْتَرِي لَهُ

(7)

شَاةً: كَأَنَّهَا أُضْحِيَّةٌ. [راجع: 2850].

"قَالَ: سَمِعْتُ الْحَيَّ" لفظ "قال" سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (قال: سمعه

) إلخ، أراد البخاري بذلك بيان ضعف رواية الحسن بن عمارة وأن شبيبًا لم يسمع الخبر من عروة، وإنما سمعه من الحي، كذا في "الفتح" (6/ 634). قال الكرماني (14/ 195): فإن قلت: الحسن بن عمارة كاذب مكذب فكيف جاز النقل عنه؟ قلت: ما أثبت شيء بقوله من هذا الحديث مع احتمال أنه قال ذلك بناء على ظنه، انتهى.

(2)

"عروة" أيضًا مرَّ آنفًا.

(3)

لعله لعدم الاعتماد على رواية الحسن، "خ".

(4)

قوله: (معقود بنواصي الخيل) أي: ملازم لها كأنه معقود فيها، والناصية: هي الشعر المسترسل في مقدم الرأس، وقد يكنى به عن جميع الذات، "مجمع"(3/ 641 - 4/ 738).

(5)

أي: دار عروة، "ك"(14/ 195).

(6)

وجه إيراده هنا أنه من جملة ما أخبر به، فوقع كما أخبر، وكذا حديث:"خربت خيبر"، "توشيح"(5/ 2314).

(7)

قوله: (قال سفيان: يشتري له

) إلخ، هو موصول أيضًا، ولم أر في شيء من طرق الحديث أنه أراد أضحية، قاله في "الفتح"(6/ 635).

ص: 362

3644 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(1)

، ثَنَا يَحْيَى

(2)

، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ

(4)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْخَيلُ مَعقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا

(5)

الْخَيرُ

(6)

إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". [راجع: 2849، أخرجه: م 1871، تحفة: 8168].

3645 -

حَدَّثَنَا قَيسُ بْنُ حَفْصٍ

(7)

، ثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ

(8)

،

"الْخَيْلُ مَعقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيرُ" كذا في ذ، وفي نـ:"الْخَيلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيرُ".

===

والظاهر أن قوله: "كأنها أضحية" من قول سفيان أدرجه فيه. قال القسطلاني (8/ 151): تمسك بهذا الحديث من جوّز بيع الفضولي، ووجه الدلالة كما قال ابن رفعة: إنه باع الشاة الثانية من غير إذن، وأقرّه عليه الصلاة والسلام على ذلك، وهو مذهب مالك -في المشهور عنه- وأبي حنيفة، وبه قال الشافعي في القديم، فينعقد البيع وهو الموقوف على إجازة المالك فإن أجازه نفذ وإن ردّه لغا.

(1)

"مسدد" ابن مسرهد.

(2)

"يحيى" ابن سعيد القطان.

(3)

"عبيد اللّه" ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.

(4)

"نافع" مولى ابن عمر.

(5)

مطابقته لما مرَّ من أن فيه من علامات النبوة، وهو إخبار عن أمر مستمر إلى يوم القيامة، "ع"(11/ 277).

(6)

أي: الأجر والمغنم.

(7)

"قيس بن حفص" الدارمي البصري.

(8)

"خالد بن الحارث" الهجيمي البصري.

ص: 363

ثَنَا شُعْبَةُ

(1)

، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"الْخَيلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيرُ". [راجع: 2851].

3646 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مَسلَمَةَ

(3)

، عَنْ مَالِكٍ

(4)

، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ

(5)

، عَنْ أَبِي صَالِحِ السَّمَّانِ

(6)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْخَيلُ ثَلَاثَةٌ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلرَجُلٍ سِتْرٌ

(7)

، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ

(8)

. فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرجٍ

(9)

أَوْ رَوْضةٍ، فَمَا أَصَابَتْ

(10)

فِي طِيَلِهَا مِنَ الْمَرجِ أَوِ الرَّوْضَةِ كَانَتْ لَهُ

"سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ" في نـ: "سَمِعْتُ أَنَسًا". "الْخَيلُ ثَلَاثَةٌ" في نـ: "الْخَيلُ لِثَلَاثَةِ". "فَمَا أصَابَتْ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَمَا أَصَابَتْ".

===

(1)

" شعبة" ابن الحجاج العتكي.

(2)

"أبي التياح" اسمه يزيد بن حميد.

(3)

"عبد اللّه بن مسلمة" القعنبي.

(4)

"مالك" الإمام.

(5)

"زيد بن أسلم" العدوي.

(6)

"أبي صالح السمان" ذكوان.

(7)

أي: لحال فقره واحتياجه.

(8)

أي: إثم.

(9)

قوله: (في مرج) قال الكرماني (14/ 196): المرج الموضع الذي ترعى فيه الدواب، و"طِيَلها" بكسر الطاء وفتح التحتية: الحبل الذي يطول للدابة فترعى، والاستنان العدو، والشرف الشوط، وأصله المكان العالي، والنواء المعاداة، كذا في "الكرماني"، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 2371] في "كتاب الشرب"، وأيضًا [برقم: 2860] في "الجهاد".

(10)

ولمسلم: "فما أكلت من ذلك المرج".

ص: 364

حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا، فَاسْتَنَّتْ

(1)

شَرَفًا

(2)

أَوْ شَرَفَينِ، كَانَتْ أَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهْرٍ فَشَرِبَتْ، وَلَم يُرِدْ أَنْ يَشقِيَهَا، كَانَ ذَلِكَ لَهُ حَسَنَاتٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَسِتْرًا وَتَعَفُّفًا

(3)

، وَلَم يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا

(4)

وَظُهُورِهَا

(5)

، فَهِيَ لَهُ كَذَلِكَ سِتْرٌ

(6)

. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً، وَنِوَاءً

(7)

لأَهْلِ الإِسْلَامِ فَهِيَ وِزْرٌ لَهُ. وَسئِلَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ الْحُمُرِ

(8)

فَقَالَ: "مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الآيَةُ الْجَامِعَةُ

(9)

الْفَاذَّةُ

(10)

: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8][راجع: 2371].

"وَسِتْرًا وَتَعَفُّفًا" في نـ: "وَتَسَتُّرًا وَتَعَفُّفًا". "وَلَم يَنْسَ" كذا في ذ، وفي نـ:"لَم يَنْسَ". "فَهِيَ وِزْرٌ لَهُ" في نـ: "فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ". "وَسُئِلَ النَبِيُّ" في ذ: "وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ". "مَما أُنْزِلَ" في نـ: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ".

===

(1)

أي: عدت

(2)

محركة: المكان العالي، والشوط أو نحو ميل، ومنه:"فاستنت شرفًا أو شرفين"، كذا في "القاموس" (ص: 759) و"اللمعات".

(3)

عن السؤال.

(4)

بأن يؤدي حقها من الزكاة، "لمعات".

(5)

بأن يركبها المحتاجين.

(6)

أي: موجب التعفف والتغني وستر حال فقره وحجاب يمنعه عن إظهار الحاجة للناس، "لمعات".

(7)

أي: معاداة.

(8)

بضمتين جمع حمار.

(9)

أي: المنفردة الجامعة لكل خير وشر.

(10)

قوله: (الجامعة الفاذّة) أي: المنفردة الجامعة أي: لكل شيء خير

ص: 365

3647 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(1)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(2)

، ثَنَا أَيُّوبُ

(3)

، عَنْ مُحَمَّدٍ

(4)

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: صَبَّحَ

(5)

رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيبَرَ بُكْرَةً وَقَدْ خَرَجُوا بالْمَسَاحِي

(6)

، فَلَمَّا رَأوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ

(7)

، وَأَحَالُوا

(8)

إِلَى الْحِصْنِ يَسْعَونَ، فَرَفَعَ النَبِيٌّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيبَرُ

(9)

، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا

"وَأَحَالُوا" في سـ، حـ، ذ:"فَأَجَالُوا".

===

وشر غير مخصوصة بشيء فيدخل فيه حكم الحُمُر وغيره، فمن أدّى في الحمر شيئًا وتحرّى فيها الخير فله ثوابه وليس فيه واجب مخصوص، "لمعات".

(1)

"علي بن عبد اللّه" المديني.

(2)

"سفيان" ابن عيينة.

(3)

"أيوب" السختياني.

(4)

"محمد" هو ابن سيرين.

(5)

أي: أتى، "مجمع"(3/ 287).

(6)

جمع مسحاة، أي: المجرفة من الحديد، من السحو بمعنى الكشف والإزالة، "مجمع"(3/ 50).

(7)

قوله: (الخميس) أي: الجيش، والخميس بالرفع على أنه عطف على سابقه، وبالنصب على أنه مفعول معه أي: جاء محمد مع الخميس، وسمي الجيش خميسًا لأنه خمسة أقسام: الميمنة والميسرة والقلب والساقة والمقدمة، كذا في "الكرماني"(14/ 197) و"العيني"(11/ 379).

(8)

أي: أقبلوا، "ك"(14/ 197).

(9)

قوله: (خربت خيبر) دعاء أو خبر باعتبار أنه سيقع محقّقًا فكأنه وقع. قوله: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم" علة لخربت، أو تفاؤل لما خرجوا بالمساحي ونحوها من آلات الهدم، كذا في "مجمع البحار"(2/ 26)،

ص: 366

بِسَاحَةِ

(1)

قَومِ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ" قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: دَعْ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَإِنِّي أَخْشَى أنْ لا تَكُونَ مَحْفُوظًا وَإِنْ كَانَ فِيهِ فَرفع يَدَيهِ فَإِنَّهُ غرِيبٌ جِدًّا. [أطرافه: 371، أخرجه: س 4339، ق 3196، تحفة: 1457].

3648 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ

(2)

، ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكِ

(3)

، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ

(4)

، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ

(5)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ كَثِيرًا فَأَنْسَاهُ، قَالَ:"ابْسُطْ رِدَاءَكَ"، فَبَسَطْتُهُ

(6)

؛ فَغَرَفَ بِيَدِهِ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:"ضُمَّهُ"

"قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ

" إلخ، سقط في نـ. "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ" كذا في نـ، وفي نـ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ". "أَبِي فُدَيْكِ" في نـ: "أَبِي الْفُدَيْكِ". "فَبَسَطْتُهُ" في نـ: "فَبَسَطْتُ". "فَغَرَفَ بِيَدِهِ" في ذ: "فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ".

===

ومرَّ الحديث مرارًا منها [برقم: 2950] في "كتاب الجهاد".

وقال في "الخير الجاري": لا يخفى أن مناسبة هذا الحديث وما قبله بالكتاب المذكور خفية إلا إذا ضمّ إليه البشارة في فتح خيبر من "إنا إذا نزلنا بساحة قوم

" إلخ، حيث يشير إلى الفتح بل المفتوح في الغزوات بالخيول. وفيه إشارة إلى فضيلة الخيل التي فيها بركة للحضور في الغزوات والفتوح بها، إلى غير ذلك، انتهى.

(1)

أي: الفناء.

(2)

"إبراهيم بن المنذر" الحزامي.

(3)

"ابن أبي فُدَيك" محمد بن إسماعيل الديلي مولاهم المدني.

(4)

"ابن أبي ذئب" محمد بن عبد الرحمن.

(5)

"المقبري" سعيد بن أبي سعيد كيسان.

(6)

قوله: (فبسطتُه) عطف على "ابسط"، وعطف الخبر على الإنشاء فيه خلاف، والذي يمنعه يقدّر شيئًا، والتقدير: لما قال: ابسط رداءك؛

ص: 367

فَضَمَمْتُهُ، فَمَا نَسِيتُ حَدِيثًا بَعْدُ

(1)

. [راجع: 118، أخرجه: ت 3835، تحفة: 13015].

"حَدِيثًا بَعْدُ" في نـ: "حَدِيثًا بَعْدَهُ".

===

امتثلتُ أمرَه فبسطته. قوله: "فغرف" أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر المغروف ولا المغروف منه؛ لأنه لم يكن إلا إشارة محضة. قوله:"ضُمَّه" رواية الأكثرين بالهاء، وللكشميهني بلا هاء، والضمير يرجع إلى الحديث، يدلّ عليه ما روي في غير الصحيح: "فغرف بيديه، ثم قال: ضُمّ

" الحديث، هذا كله ذكره العيني (2/ 258) في "العلم".

(1)

قوله: (فما نسيت حديثًا بعدُ) تنكيره يدلّ على العموم لأن النكرة في سياق النفي تدل عليه.

قال العيني (2/ 258 - 259): وقع في بعض طرقه عند البخاري: "لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمعها إلى صدره فينسى من مقالتي شيئًا أبدًا، فبسطتُ نمرة ليس عليّ ثوب غيرها حتى قضى النبي صلى الله عليه وسلم مقالته، ثم جمعتها إلى صدري، فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا".

وفي مسلم: "أيكم يبسط ثوبه فيأخذ" فذكره بمعناه، ثم قال:"فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئًا حدّثني به"، ففي قوله:"بعد ذلك اليوم" دليل على العموم، وعلى أنه بعد ذلك لم ينس شيئًا سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، لا أن ذلك خاص بتلك المقالة، كما يعطيه ظاهر قوله:"من مقالته تلك"، ويعضد العمومَ شكايته إلى النبي صلى الله عليه وسلم:"أنه ينسى"، ففعل ما فعل ليزول عنه النسيان. وكيف لا؟ وأبو هريرة استدلّ بذلك على كثرة محفوظه من الحديث، فلا يصحّ حمله على تلك المقالة وحدها. ويحتمل أن يكون قد وقعت له قضيتان: إحداهما خاصة، والأخرى عامة، انتهى كلامه مع اختصار.

* * *

ص: 368

بسم الله الرحمن الرحيم

[62 - كِتابُ فضَائِلِ الصَّحابة]

‌1 - بابُ

(1)

(2)

فَضَائِلُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

(3)

وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(4)

===

(1)

لغير أبي ذر، "قس"(8/ 156).

(2)

سقط لفظ "باب" من رواية أبي ذر وحده، "ف"(3/ 7).

(3)

قوله: (فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) أي: بطريق الإجمال ثم التفصيل. فأما الإجمال فيشتمل جميعهم، لكنه اقتصر فيه على شيء مما يوافق شرطه. وأما التفصيل فلمن ورد فيه شيء بخصوصه على شرطه، "فتح"(7/ 3).

(4)

قوله: (ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم

) إلخ، يعني [أن] اسم صحبة النبي صلى الله عليه وسلم مستحق لمن صحبه أقل ما يطلق عليه اسم صحبة لغة، وإن كان العرف يخص ذلك ببعض الملازمة. ويطلق أيضًا على من رآه رؤية ولو على بعد، وهذا الذي ذكر [البخاري] هو الراجح، كذا في "الفتح"(7/ 3).

قال في "اللمعات": الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على الإسلام وإن تخلّلت ردّة، على الأصح، وتحقيقه في كتب الأصول، وقد اشترط بعض الأصوليين طولَ صحبته مع النبي صلى الله عليه وسلم وملازمتَه له وأخذَه منه، انتهى.

قال في "المجمع"(5/ 296): وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشيء، والفضائل لا تؤخذ بقياس، ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء، انتهى.

قال في "المرقاة"(10/ 354 - 355) نقلًا عن "الطيبي": ويُعْرَف كونه صحابيًّا بالتواتر كأبي بكر وعمر، أو بالاستفاضة، أو بقول الصحابي غيره:

ص: 369

أَوْ رَآهُ

(1)

مِنَ الْمُسلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ

(2)

.

3649 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(3)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(4)

، عَنْ عَمْرٍو

(5)

قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبدِ اللَّهِ

(6)

يَقُولُ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ،

===

إنه صحابي، أو بقوله عن نفسه: إنه صحابي إذا كان عدلًا، والصحابة كلهم عدول مطلقًا بظواهر الكتاب والسنة وإجماع من يعتدّ به. وفي "شرح السنة": قال أبو منصور البغدادي: أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة على الترتيب المذكور، ثم تمام العشرة، ثم أهل بدر، ثم أحد، ثم بيعة الرضوان، ومن له مزية من أهل العقبتين من الأنصار، وكذلك السابقون الأولون، وهم من صلّى [إلى] القبلتين، وقيل: أهل بيعة الرضوان، وكذلك اختلفوا في عائشة وخديجة أيتهما أفضل؟ وفي عائشة وفاطمة؟ وأما معاوية فهو من العدول والفضلاء والصحابة الخيار، والحروب التي جرت بينهم كانت لكل طائفة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها، وكلهم متأولون في حروبها، ولم يخرج عن ذلك أحد منهم من العدالة؛ لأنهم مجتهدون اختلفوا في مسائل، ولا يلزم من ذلك نقص أحد منهم، انتهى.

(1)

ضمير المفعول للنبي صلى الله عليه وسلم، والفاعل المسلم على المشهور الصحيح، ويحتمل العكس لأنهما متلازمان عرفًا، "ك"(14/ 198).

(2)

بشرط أن مات على الإسلام، "ع"(11/ 381).

(3)

"علي بن عبد الله" المديني.

(4)

"سفيان" ابن عيينة.

(5)

"عمرو" ابن دينار المكي.

(6)

"جابر بن عبد اللّه" الأنصاري.

ص: 370

فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُم مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَم، فَيُفْتَحُ لَهُم، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ

(1)

مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُم مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَم، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُم مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَم، فَيفتَحُ لَهُم"

(2)

. [راجع: 2897].

3650 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ

(3)

بْنُ رَاهَوَيْه، ثَنَا النَّضْرُ

(4)

، أَنَا شُعْبَةُ

(5)

،

"فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُم" في نـ: "فَيقُولُونَ: فِيكُم". "رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ في المواضع الثلاثة. "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْه" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْه"، "ابن راهويه" ثبت في كن. "ثَنَا النَّضرُ" في نـ:"أخبَرَنَا النَّضرُ".

===

(1)

بكسر الفاء: الجماعة من الناس لا واحد له من لفظه، والعامة تقول: فيام بلا همزة، "ك"(14/ 198).

(2)

وفي رواية لمسلم ذكر طبقة رابعة، وهو رواية شاذة، وأكثر الروايات يقتصر على الثلاثة، كذا في "الفتح"(7/ 5).

(3)

"إسحاق" هو ابن راهويه أو إسحاق بن منصور. [قلت: هو ابن راهويه، كذا قال الجياني في "التقييد" (3/ 965) وقال: في نسخة الأصيلي (ح: 180) قال البخاري: حدثنا إسحاق بن منصور، أنا النضر

إلخ].

(4)

"النضر" ابن شميل.

(5)

"شعبة" ابن الحجاج العتكي.

ص: 371

عَنْ أَبِي جَمْرَةَ

(1)

(2)

سَمِعْتُ زَهْدَمَ

(3)

بْنَ مُضَرِّبٍ

(4)

سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَينٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ أُمَّتِي قَرنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم". قَالَ عِمْرَانُ: فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرنِهِ مَرَّتَينِ أَوْ ثَلَاثًا "ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُم قَوْمًا

(5)

يَشْهَدُونَ وَلَا يُستَشْهَدُونَ

(6)

، وَيَخُونُونَ

(7)

وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلَا يَفُونَ

(8)

، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ"

(9)

. [راجع: 2651].

"بَعْدَ قَرنِهِ مَرَّتَين" كذا في ذ، وفي نـ:"بَعْدَ قَرنِهِ قَرنَينِ". "أَوْ ثَلَاثًا" في نـ: "أَوْ ثَلَاثَةً". "بَعْدَكُم" في شحج: "بَعْدَهُم". "قَوْمًا" في نـ: "قَومٌ". "وَيَنْذُرُونَ" في ذ: "ويُنْذِرُونَ". "وَلَا يَفُونَ" في ذ: "وَلَا يُوفُونَ".

===

(1)

بالجيم والراء، صاحب ابن عباس، "ف"(7/ 5).

(2)

"أبي جمرة" بالجيم، نضر بن عمران الضبعي.

(3)

"زهدم بن مضرِّب" الجرمي، تابعي أيضًا.

(4)

بلفظ الفاعل من التضريب، "ك"(14/ 199).

(5)

كذا للأكثر، ولبعضهم:"قوم".

(6)

مرَّ بيانه [برقم: 2651].

(7)

قوله: (يخونون) أي: خيانة ظاهرة بحيث لا يبقى معها اعتماد الناس عليه، "ك"(14/ 199)، "خ".

(8)

من الوفاء.

(9)

قوله: (ويظهر فيهم السمن) بكسر السين وفتح الميم، أي: يعظم حرصهم على الدنيا والتمتع بلذّاتها حتى تسمن أجسادهم، "قس"(8/ 160).

ص: 372

3651 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ

(1)

، أَنَا سُفْيَانُ

(2)

، عَنْ مَنْصُورٍ

(3)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(4)

، عَنْ عَبيدَةَ

(5)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ

(6)

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ "خَيرُ النَّاسِ قَرنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِم يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ"

(7)

.

قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ

(8)

: وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ

(9)

وَالْعَهْدِ وَنَحْنُ صِغَارٌ. [راجع: 2652].

"يَضْرِبُوننَا" كذا في ذ، وفي نـ:"يَضْربُونَّا".

===

(1)

" محمد بن كثير" العبدي.

(2)

"سفيان" الثوري.

(3)

"منصور" هو ابن المعتمر.

(4)

"إبراهيم" النخعي.

(5)

"عَبِيدَة" بفتح العين المهملة وكسر الموحدة، ابن قيس السلماني المرادي، "قس"(8/ 160).

(6)

"عبد اللّه" ابن مسعود رضي الله عنه.

(7)

قوله: (ويمينه شهادته) قال الكرماني (14/ 2000): فإن قلت: هذا دور. قلت: المراد بيان حرصهم على الشهادة وترويجها، فتارة يحلفون قبل أن يأتوا بالشهادة، وتارة يعكسون

(1)

، أو هو مثل في سرعة الشهادة واليمين وحرص الرجل عليهما حتى لا يدري بأيهما يبتدئ، فكأنهما يتسابقان لقلة مبالاته بالدين، انتهى.

(8)

النخعي راوي الحديث.

(9)

قوله: (على الشهادة) أي: على قول رجل: أشهد بالله ما كان كذا

(1)

في الأصل: وتارة يعدون.

ص: 373

‌2 - بابُ

(1)

مَنَاقِبِ

(2)

الْمُهَاجِرِينَ

(3)

وَفَضْلِهِم

مِنْهُم أَبُو بَكْرٍ عَبدُ اللَّهِ

(4)

بْنُ أَبِي قُحَافَةَ

(5)

(6)

التَّيمِيُّ، وَقَوْلِ اللَّهِ عز وجل:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} الآية

(7)

[الحشر: 8]، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ

(8)

فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} الآية [التوبة: 40]، قَالَتْ

"التَّيمِيُّ" زاد في نـ: "رضي الله عنهما". "عز وجل" ثبت في ذ. {الْمُهَاجِرِينَ

} الآية" كذا في ذ، وفي نـ: "الْمُهَاجِرِينَ". "وَقَالَ اللَّه تَعَالَى" في نـ: "وَقَالَ". " {فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ

} الآية" كذا في ذ، وفي نـ: "إلى قولِه: {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ".

===

على معنى الحلف، فكره ذلك كما كره الحلف وإن كان صادقًا فيها أو لا يكون عادة، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 2652] في "الشهادات".

(1)

لغير أبي ذر.

(2)

المنقبة: المفخرة، "ق" (ص: 128).

(3)

أي: الذين هاجروا من مكة إلى المدينة للّه تعالى، "ك"(14/ 200).

(4)

أمه سلمى بنت صخر أسلمت وهاجرت، "ف"(7/ 9).

(5)

اسمه عثمان، "ف"(7/ 9).

(6)

ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.

(7)

أشار بها إلى ثبوت فضل المهاجرين لما اشتملت عليه من أوصافهم الجميلة وشهادة اللّه لهم بالصدق، "ف"(7/ 9).

(8)

قوله: ({إِلَّا تَنْصُرُوهُ

}) إلخ، أشار المصنف بها إلى ثبوت فضل الأنصار فإنهم امتثلوا [الأمر] في نصره، وكان نصر اللّه له في حال التوجه إلى المدينة بحفظه من أذى المشركين الذين اتبعوه ليردوه عن مقصده.

ص: 374

عَائِشَةُ

(1)

وَأَبُو سَعِيدٍ

(2)

وَابْنُ عَبَّاسٍ

(3)

: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ

(4)

.

3652 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ

(5)

، ثَنَا إِسْرَائِيلُ

(6)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(7)

، عَنِ الْبَرَاءِ

(8)

قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ

(9)

مِنْ عَازِب

(10)

رَحْلًا

(11)

بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِب: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحمِلْ إِليَّ رَحْلِي، فَقَالَ عَازِبٌ: لَا حَتَّى تُحَدِّثَنَا

(12)

كَيفَ صَنَعْتَ أَنْتَ

===

وفي الآية أيضًا فضل أبي بكر الصديق لأنه انفرد بهذه المنقبة حيث صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في تلك السفرة ووقاه بنفسه كما سيأتي، وشهد اللّه تعالى له فيها بأنه صاحب نبيه، "فتح"(7/ 9).

(1)

"قالت عائشة" مما ذكره في "باب الهجرة" الآتي [برقم: 3905].

(2)

"وأبو سعيد" الخدري، مما وصله ابن حبان في "صحيحه".

(3)

"وابن عباس" مما أخرجه الحاكم وأحمد.

(4)

أي: لما خرجا من مكة إلى المدينة، وسيأتي في "باب الهجرة"، "ف"(7/ 9).

(5)

"عبد اللّه بن رجاء" الغداني البصري.

(6)

"إسرائيل" ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

(7)

"أبي إسحاق" عمرو بن عبد اللّه السبيعي.

(8)

ابن عازب.

(9)

الصديق.

(10)

أبو البراء.

(11)

هو للناقة كالسرج للفرس، "ف"(6/ 623).

(12)

قوله: (لا، حتى تحدّثنا) قال الخطابي

(1)

["الأعلام"

(1)

في الأصل: "قال الحقيق"، هو تحريف.

ص: 375

وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجْتُمَا مِنْ مَكَّةَ وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُم، قَالَ: ارْتَحَلْنَا مِنْ مَكَّةَ، فَأَحْيَينَا أَوْ سَرَيْنَا

(1)

لَيلَتَنَا وَيوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرنَا

(2)

وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ

(3)

(4)

، فَرَمَيتُ ببَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ فَآوِيَ إِلَيهِ، فَإِذَا صَخْرَةٌ أَتَيتُهَا فَنَظَرتُ بَقِيَّةَ ظِلٍّ لَهَا فَسَوَّيْتُهُ، ثمَّ فَرَشْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: اضْطَجِعْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَاضْطَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ انْطَلَقْتُ أَنْظُرُ مَا حَوْلِي، هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ

(5)

أَحَدًا، فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أَرَدْنَا، فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ: لِرَجُلٍ

(6)

مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ،

"حَتَّى أَظْهَرنَا" في هـ، ذ:"حَتَّى ظَهَرنَا".

===

(3/ 1608)]: تمسك بهذا الحديث من استجاز أخذ الأجرة على التحديث، وهو تمسك باطل، لأن هؤلاء اتخذوا التحديث بضاعة، وأما الذي وقع بين عازب وأبي بكر فإنما هو على مقتضى العادة الجارية بين التجار بأن أتباعهم يحملون السلعة مع المشتري سواء أعطاهم أجرة أم لا، كذا في "ف"(7/ 10).

(1)

أي: أسرينا.

(2)

أي: دخلنا في وقت الظهيرة، "ك"(14/ 201)، "خ".

(3)

أي: اشتد الحر، "ك"(14/ 202).

(4)

أي: نصف النهار وسمي قائمًا؛ لأن الظل لا يظهر حينئذ فكأنه واقف، "ف"(6/ 623).

(5)

جمع الطالب، "ك"(14/ 202)، أو مصدر أقيم مقامه أو على حذف مضاف أي: أهل الطلب، "مجمع"(3/ 456)، "نهاية" (ص: 565).

(6)

لم يسم الراعي ولا مالك الغنم، "قس"(8/ 163).

ص: 376

فَقُلْتُ: فَهَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَم، قُلْتُ: فَهَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لَبَنًا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرتُهُ فَاعْتَقَلَ

(1)

شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، ثُمَّ أَمَرتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرعَهَا مِنَ الْغُبَارِ، ثُمَّ أَمَرتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيهِ، فَقَالَ: هَكَذَا

(2)

، ضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيهِ بِالأُخْرَى، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً

(3)

مِنْ لَبَنٍ، وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِدَاوَةً

(4)

عَلَى فَمِهَا خِرقَةٌ، فَصَبَبتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيقَظَ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ آنَ الرَّحِيلُ

(5)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"بَلَى". فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَم يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُم غَيرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُم عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَال:" {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ". [راجع: 2439].

"فَهَلْ فِي غَنَمِكَ" في نـ: "هَلْ فِي غَنَمِكَ". "حَالِبٌ لَبَنًا" في هـ، ذ:"حَالِبٌ لَنا". "قَال: بَلَى" سقط لفظ "بَلَى" في نـ. "يَطْلُبُوننَا" في نـ: "يَطْلُبُونَّا". "إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" زاد في هـ، ذ:" {تُرِيحُونَ} بالعشي {تَسْرَحُونَ} بالغداة" أي قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} بالعشي

إلخ.

===

(1)

أي: وضع رجلها بين ساقه وفخذه ليمنعها من الحركة.

(2)

أشار البراء.

(3)

بضم الكاف: ملء القدح، وقيل: قدر حلبة، "ك"(14/ 202).

(4)

إناء من جلد.

(5)

قوله: (آن الرحيل) أي: دخل وقته، وتقدم في "علامات النبوة":"فقال صلى الله عليه وسلم: ألم يأن للرحيل؟ قلت: بلى" فيجمع بينهما بأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بدأ فسأل، فقال له أبو بكر: بلى، ثم أعاد عليه بقوله:"قد آن الرحيل"، "ف"(7/ 10)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 3615].

ص: 377

3653 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ

(1)

، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ

(2)

، عَنْ ثَابِتٍ

(3)

، عَنْ أَنَسٍ

(4)

، عَنْ أَبِي بَكْرٍ

(5)

قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَإنَّا فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُم نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيهِ لأَبْصَرَنَا، فَقَالَ:"مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَينِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا"

(6)

. [طرفاه: 3922، 4663، أخرجه: م 2381، ت 3096، تحفة: 6583].

‌3 - بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "سُدُّوا الأَبْوَابَ

(7)

إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ"

قَالَهُ ابنُ عَبَّاسٍ

(8)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

"يَا أَبَا بَكْرٍ" في نـ: "يَابَا بَكْرٍ".

===

(1)

" محمد بن سنان" العوقي.

(2)

"همام" ابن يحيى بن دينار العوذي.

(3)

"ثابت" ابن أسلم البناني.

(4)

"أنس" ابن مالك رضي الله عنه.

(5)

الصديق رضي الله عنه.

(6)

قوله: (الله ثالثهما) أي: ناصرهما ومعينهما، وإلا فالله ثالث كل اثنين، "فتح"(7/ 11).

(7)

قوله: (سدُّوا الأبواب

) إلخ، وصله المصنف في "الصلاة" بلفظ:"سدّوا عني كل خوخة" فكأنه ذكره بالمعنى، قاله في "الفتح"(7/ 12).

(8)

"قاله ابن عباس" رضي الله عنهما فيما وصله المؤلف في "باب الخوخة والممر" من "كتاب الصلاة" بمعناه [برقم: 466].

ص: 378

3654 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(1)

، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ

(2)

، ثَنَا فُلَيحٌ

(3)

، ثَني سَالِمٌ

(4)

أَبُو النَّضْرِ، عَنْ بُشرِ بْنِ سَعِيدٍ

(5)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ وَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبدًا بَينَ الدُّنْيَا وَبَينَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ ذَلِكَ الْعَبدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ". قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَتَعَجَّبنَا لِبُكَائِهِ أَنْ يُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنْ عَبدٍ خُيِّرَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هوَ الْمُخَيَّرُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا

(6)

، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ

(7)

عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ،

"حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَني عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "ثَنَا أَبُو عَامِرٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدثَني أَبُو عَامِرٍ". "فَتَعَجَّبنَا" في نـ: "فَعَجَبنَا" مصحح عليه. "أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا" في نـ: "أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا". "إِنَّ مِنْ أَمَنّ النَّاسِ" لفظ "من" سقط في نـ. "وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ" في نـ: "وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ".

===

(1)

" عبد اللّه بن محمد" المسندي.

(2)

"أبو عامر" عبد الملك بن عمرو العقدي.

(3)

"فليح" مصغرًا ابن سليمان الخزاعي.

(4)

"سالم" هو ابن أبي أمية أبو النضر مولى عمر بن عبيد اللّه.

(5)

مولى ابن الحضرمي، "تقريب" (رقم: 666).

(6)

قوله: (أعلَمَنا) حيث فهم أنه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال في "الفتح" (7/ 12): وفي رواية مالك: "وكان أبو بكر هو أعلمنا به" أي: بالنبي عليه الصلاة والسلام، أو بالمراد من الكلام المذكور.

(7)

قوله: (إن من أَمنّ الناس) بزيادة من، و"أبا بكر" بالنصب للأكثر، ولبعضهم "أبو بكر" بالرفع، وقد قيل: إن الرفع خطأ، والصواب النصب؛

ص: 379

وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا

(1)

(2)

غَيرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَليلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يُبقَيَنَّ

(3)

فِي الْمَسجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ،

"أَبَا بَكْرٍ خَليلًا" سقط لفظ "خَليلًا" في نـ.

===

لأنه اسم إنّ، ووجه الرفع بتقدير ضمير الشأن أي: إنه، والجار والمجرور بعده خبر مقدّم، وأبو بكر مبتدأ [مؤخّر]، أو على أن مجموع الكنية اسم فلا يعرب ما وقع فيها من الأداة، أو "إنّ" بمعنى نعم، أو أن "من" زائدة على رأي الكسائي، وقال ابن بري: يجوز الرفع إذا جعلت "من" صفةً لشيء محذوف، تقديره: إن رجلًا أو إنسانًا من أمن الناس، فيكون اسم إن محذوفًا، والجار والمجرور في موضع الصفة، وقوله:"أبو بكر" الخبر. وقوله: "أمنّ" أفعل تفضيل من المنّ بمعنى العطاء والبذل، يعني: إن أبذل الناس لنفسه وماله، لا من المنة التي تفسد الصنيعة

(1)

، قاله في "الفتح"(7/ 12 - 13).

وفي "المجمع"(4/ 637): ولا منّة لأحد عليه بل له المنة على الأمة قاطبة.

(1)

أي: امتلأ قلبه بخلة اللّه فلم يتسع لغيره، من الخلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تخللت في القلوب فصارت خلاله أي: في باطنه، "مجمع"(2/ 105، 104).

(2)

قوله: (ولو كنت متّخذًا خليلًا

) إلخ، قال الداودي: لا ينافي هذا قول أبي هريرة وأبي ذر وغيرهما: "أخبرني خليلي صلى الله عليه وسلم" لأن ذلك جائز لهم، ولا يجوز للواحد منهم أن يقول: أنا خليل النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا يقال: إبراهيم خليل اللّه، ولا يقال: اللّه خليل إبراهيم، كذا في "الفتح"(7/ 13)، ومرَّ بيانه [برقم: 467] في "الصلاة".

(3)

قوله: (لا يبقين) بفتح أوله وبنون التأكيد، وقد رواه بعضهم بضم أوله وهو واضح. قوله:"إلا سُدّ" بضم المهملة. وفي رواية مالك: "خوخة"

(1)

في الأصل: تفسد الصيغة.

ص: 380

إِلَّا بَابُ أَبِي بَكْرٍ". [راجع: 466].

===

بدل "باب". والخوخة: طاقة في الجدار تفتح لأجل الضوء ولا يشترط علوّها، وحيث تكون سفلى يمكن الاستطراق منها لاستقراب الوصول إلى مكان مطلوب، وهو المقصود هنا ولهذا أطلق عليها باب. قوله:"إلا باب أبي بكر" هو استثناء مفرغ، والمعنى لا تبقوا بابًا غير مسدود إلا باب أبي بكر فاتركوه بغير سدّ.

قال الخطابي (1/ 404) وابن بطال (2/ 115) وغيرهما: في هذا الحديث اختصاص ظاهر لأبي بكر، وفيه إشارة قوية إلى استحقاقه للخلافة، ولا سيما وقد ثبت أن ذلك كان في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي أمرهم فيه أن لا يؤمّهم إلا أبو بكر، كذا في "الفتح"(7/ 14).

قال العيني (3/ 527): وما روي عن ابن عباس أنه قال صلى الله عليه وسلم: "سدّوا الأبواب إلا باب علي" رضي الله عنه، قال الترمذي [ح: 3732]: هو غريب، وقال البخاري: حديث: "إلا باب أبي بكر" أصح، وقال الحاكم: تفرد به مسكين بن بكير، وقال ابن عساكر: وهو وهم، وتابعه إبراهيم بن المختار، انتهى كلام العيني.

وزعم ابن الجوزي أنها موضوعة وضعتها الرافضة ليقابلوا به حديث أبي بكر، لكنه رده الشيخ ابن حجر وقال: إنه أخطأ في ذلك خطأ شنيعًا، فإن الجمع ممكن بأن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين، ففي المرة الأولى استثنى عليًّا، حيث قال:"لا يحلّ لأحد أن يستطرق هذا المسجد جنبًا غيري وغيرك" وذلك قبل مرضه بمدة، وفي الثانية استثنى أبا بكر، وذلك في مرض موته، ثم الثانية كانت في الْخُوَخ، والأولى في الأبواب، ولكن لا يتم ذلك إلا بأن يحمل ما في قصة علي رضي الله عنه على الباب الحقيقي، وما في قصة أبي بكر على الباب المجازي، والمراد به الخوخة، فكأنهم لما أُمروا بسدّ الأبواب سدّوها وأحدثوا أخواخًا، وذكر هذا الجمع الطحاوي والكلاباذي وغيرهما، كذا في "التوشيح"(6/ 2320) أيضًا.

ص: 381

‌4 - بابُ فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

-

(1)

3655 -

حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيز بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(2)

، ثَنَا سُلَيمَانُ

(3)

، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

(4)

، عَنْ نَافِع

(5)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نُخَيِّرُ بَينَ النَّاسِ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّه فَنُخيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ

(6)

. [طرفه: 3697، تحفة: 8524].

‌5 - بابُ قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا"

قَالَهُ أَبُو سَعِيدٍ.

3656 -

حَدَّثَنَا مُسلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(7)

،

"فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ" وزاد في نـ: "الصديق". "ثَنَا سُلَيمَانُ" زاد في نـ: "ابْنُ بِلَالٍ". "فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّه" كذا في ذ، وفي نـ:"فِي زَمَنِ النَّبِيِّ".

===

(1)

قوله: (بعد النبي صلى الله عليه وسلم) المراد بالبعدية هنا الزمانية

(1)

، وأما البعدية في الرتبة فيقال فيها: الأفضل بعد الأنبياء أبو بكر، وقد أطبق [السلف] على أنه أفضل الأمة، حكى الشافعي وغيره إجماع الصحابة والتابعين على ذلك، "قس"(8/ 168).

(2)

"عبد العزيز بن عبد اللّه" الأويسي.

(3)

"سليمان" ابن بلال التيمي.

(4)

"يحيى بن سعيد" الأنصاري.

(5)

"نافع" مولى ابن عمر.

(6)

زاد الطبراني: "فيسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذاك فلا ينكره"، "توشيح"(6/ 2321).

(7)

"مسلم بن إبراهيم" الفراهيدي الأزدي مولاهم.

(1)

كذا في الأصل و"قس"(8/ 168)، وفي "الفتح"(7/ 16)، و"العيني" (11/ 391): وليس المراد البعدية الزمانية، فإن فضل أبي بكر كان ثابتًا في حياته صلى الله عليه وسلم كما دل عليه حديث الباب.

ص: 382

ثَنَا وُهَيبٌ

(1)

، ثَنَا أَيُّوبُ

(2)

، عَنْ عِكْرِمَةَ

(3)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أَخِي

(4)

وَصَاحِبِي"

(5)

. [راجع: 467، تحفة: 6005].

3657 -

حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ

(6)

وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(7)

قَالَا: ثَنَا وُهَيبٌ

(8)

، عَنْ أَيُّوبَ

(9)

، وَقَالَ: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلَامِ

(10)

أَفْضَلُ"

(11)

. [راجع: 467، تحفة: 6005].

"ابْنُ إِسْمَاعِيلَ" ثبت في ذ، وزاد بعده في ذ:"التنوخي"، وفي ك:"التبوذكي" كذا للأكثر وهو الصواب، ولأبي ذر وحده:"التنوخي" وهو تصحيف، "ف"(7/ 23).

===

(1)

" وهيب" ابن خالد بن عجلان البصري.

(2)

"أيوب" السختياني.

(3)

"عكرمة" مولى ابن عباس.

(4)

زاد أحمد: "في الدين"، "تو"(6/ 2321).

(5)

زاد أحمد: "في الغار"، "تو"(6/ 2321).

(6)

"معلى بن أسد" العمّي البصري.

(7)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي.

(8)

"وهيب" هو ابن خالد.

(9)

"أيوب" السختياني.

(10)

دون المخالَّة، "مجمع"(2/ 105).

(11)

من المخالَّة، دون أخوة الإسلام، "مجمع"(2/ 105).

ص: 383

حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ

(1)

، ثَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ

(2)

، عَنْ أَيُّوبَ

(3)

مِثْلَهُ. [تحفة: 6005].

3658 -

حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَربٍ

(4)

، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ

(5)

، عَنْ أَيُّوبَ

(6)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيكَةَ قَالَ: كَتَبَ أَهْلُ الْكُوفَةِ

(7)

إِلَى ابْنِ الزُّبَيرِ

(8)

فِي الْجَدِّ

(9)

، فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ"، أَنْزَلَهُ أَبًا يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ. [تحفة: 5270].

"ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"أخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ".

===

(1)

" قتيبة" ابن سعيد الثقفي.

(2)

"عبد الوهاب" الثقفي.

(3)

"أيوب" السختياني.

(4)

"سليمان بن حرب" الواشحي.

(5)

"حماد بن زيد" ابن درهم الجهضمي.

(6)

"أيوب" المذكور.

(7)

أي: بعضهم وهو عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، "قس"(8/ 170).

(8)

"ابن الزبير" عبد اللّه.

(9)

قوله: (في الجَدّ) أي: مسألة الجد وميراثه. قوله: "لاتخذته" أي: لاتخذت أبا بكر خليلًا. قوله: "أنزله" جواب "أما" أي: أنزل أبو بكر الجدَّ منزلة الأب في الإرث، حاصله: أن ابن الزبير قال في جوابهم: أما الذي قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في حقه: "كنت متخذًا

" إلخ، فإنه جعل الجد كالأب وأنزله منزلته في استحقاق الميراث، كذا في "الكرماني" (14/ 205) و"الخير الجاري".

ص: 384

‌بابٌ

3659 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيدِيُّ

(1)

وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيدِ اللَّهِ

(2)

قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(3)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَتِ امرَأَةٌ

(4)

إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهَا أَن تَرجِعَ إِلَيهَ، قَالَتْ: أَرَأَيْتَ

(5)

إِنْ جِئْتُ وَلَم أَجِدْكَ -كَأَنَّهَا تَقُولُ الْمَوْتَ-،

"بابٌ" سقط في نـ. "مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيدِ اللَّهِ" في نـ: "مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ". "إلى النَّبِيِّ" ثبت "إلى" في ذ، وسقط لغيره.

===

(1)

" الحميدي" عبد اللّه بن الزبير المكي.

(2)

"محمد بن عبيد الله" مصغرًا، كذا قاله العيني، وكذا في اليونينية والناصرية فرع آقبغا، وهو عبيد اللّه بن محمد بن زيد القرشي الأموي يعني مولى عثمان بن عفان، وهو سهو، بل الصحيح عبد اللّه مكبرًا، وهو ابن حوشب الطائفي، "قس"(8/ 171).

(3)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(4)

لم تسم، "قس"(8/ 171).

(5)

قوله: (أرأيتَ) أي: أخبرني إن لم أجدك كيف أعمل؟.

قوله: "كأنها تقول: الموت" أي: كأنها كنت عن موت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ولفظ الموت يحتمل النصب أي: تريد الموت، والرفع أي: مرادها منه الموت. واختلف في قائل قوله: "كأنها" قال بعضهم: هو جبير بن مطعم الراوي. قال الشيخ ابن حجر (7/ 24): وهو الظاهر، قال: ويحتمل من دونه. قوله: "فَأْتِي أبا بكر" على صيغة المؤنث من الأمر، وقد احتجّ به على الخلافة بعده صلى الله عليه وسلم له رضي الله عنه، "الخير الجاري".

ص: 385

قَالَ: "إِنْ لَم تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ". [طرفاه: 7220، 7360، أخرجه: م 2386، ت 3676، تحفة: 3192].

3660 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيِّب

(1)

، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ

(2)

، ثَنَا بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ

(3)

، عَنْ وَبَرَةَ

(4)

بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ

(5)

، عَنْ هَمَّامٍ

(6)

قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا

(7)

يَقُولُ: رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ

(8)

وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ. [طرفه: 3857، تحفة: 10370].

"قَالَ: إِنْ لَم تَجِدِينِي" في نـ: "قال عليه السلام: إِنْ لَم تَجِدِينِي". "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ" في نـ: "حَدَّثَني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيبِ".

===

(1)

" أحمد بن أبي الطيب" سليمان المروزي البغدادي الأصل.

(2)

"إسماعيل بن مجالد" الهمداني الكوفي.

(3)

"بيان بن بشر" الأحمسي.

(4)

كشجرة، بفتح الواو وسكون الموحدة وفتحها، "خ".

(5)

"وبرة بن عبد الرحمن" المسلي.

(6)

"همام" ابن الحارث النخعي الكوفي.

(7)

"عمار" ابن ياسر رضي الله عنهما.

(8)

قوله: (خمسة أعبد) هم بلال وزيد بن حارثة وعامر بن فهيرة وأبو فكيهة وياسر والد عمار، والمرأتان خديجة وسمية والدة عمار، كذا في "مقدمة الفتح" (ص: 781). وبعضهم اختلفوا في بعض هؤلاء، واللّه أعلم. وفي الحديث أن أبا بكر رضي الله عنه أول المسلمين من الرجال الأحرار.

ص: 386

3661 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ

(1)

، ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ

(2)

، ثَنَا زيدُ بْنُ وَاقِدٍ

(3)

، عَنْ بُشر بْنِ عُبَيدِ اللَّهِ

(4)

، عَنْ عَائِذِ اللَّهِ أَبِي إِدْرِيسَ

(5)

، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ

(6)

قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتَيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَأَمَّا صَاحِبُكُم فَقَدْ غَامَرَ"

(7)

، فَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي كَانَ بَينِي وَبَينَ

"حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ". "عَنْ رُكْبَتَيهِ" في نـ: "عَنْ رُكْبَتِهِ" مصحح عليه. "وَأَمَّا صَاحِبُكُم" في هـ، ذ:"وَأَمَّا صَاحِبُك" وسقطت الواو في نـ. "فَقَالَ: إِنِّي كَانَ" في نـ: "وَقَالَ: إِنِّي كَانَ".

===

(1)

" هشام بن عمار" أبو الوليد السلمي الدمشقي.

(2)

"صدقة بن خالد" الأموي مولاهم الدمشقي.

(3)

"زيد بن واقد" الدمشقي.

(4)

"بسر بن عبيد اللّه" الحضرمي الشامي.

(5)

"عائذ الله أبي إدريس" ابن عبد الله الخولاني.

(6)

"أبي الدرداء" عويمر مصغرًا ابن زيد بن قيس الأنصاري.

(7)

قوله: (غامَرَ) أي: خاصم غيره أي: دخل في غمرة الخصومة، أي: معظمها، والمغامر الذي رمى بنفسه في الأمور المهلكة، وقيل: من الغمر بالكسر: الحقد أي: حاقد غيره، كذا في "مجمع البحار" (4/ 65 - 66). قال الكرماني (14/ 206): فإن قلت: أين قسيم أما؟ قلت: محذوف نحو: أما غيره فلا أعلم. قوله: "يتمعر" بفتح العين المهملة المشددة وبالراء أي: يتغير لونه من الضجر حتى خاف أبو بكر، كذا في "الكرماني". قوله:"حتى أشفق أبو بكر" أي: خاف أن ينال عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكرهه، كذا في "القسطلاني"(8/ 174).

ص: 387

ابْنِ الْخَطَّابِ شَيء فَأَسْرَعْتُ إِلَيهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَيَّ ذلك، فَأَقْبَلْتُ إِلَيكَ فَقَالَ:"يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ"، ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرِ فَسَأَلَ أَثَمَّ

(1)

أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: لَا، فَأتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يتَمَعَّرُ

(2)

حَتَّى أَشْفَقَ

(3)

أَبُو بَكْرٍ، فَجَثَا

(4)

عَلَى رُكْبَتَيهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَينِ

(5)

، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي إِلَيكُم فَقُلْتُم: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ

(6)

، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي

(7)

صَاحِبِي؟ " مَرَّتَينِ، فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا. [طرفه: 4640، تحفة: 10941].

"فَأَبَى عَلَيَّ ذلك" لفظ "ذلك" سقط في نـ. "صَدَقَ" في نـ: "صَدَقْتَ". "وَوَاسَانِي" في هـ، ذ:"وآسَانِي".

===

(1)

أي: أهنا.

(2)

أي: يتغير.

(3)

أي: خاف.

(4)

بالجيم والمثلثة، أي: برك، "خ".

(5)

ظرف و"قال" أو و"كنت"، "ك"(14/ 207).

(6)

قوله: (واساني بنفسه وماله) قال في "القاموس"(ص: 1159): واساه بماله مواساة: أَنَالَه منهُ، وجعله فيه أسوة، انتهى. قال في "المجمع" (1/ 77): المواساة: المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق، وأصله الهمزة، وقد تقلب، وجاء على الأصل في الصدّيق:"آساني بنفسه وماله"، انتهى.

(7)

قوله: (لي) فصل بين المضاف والمضاف إليه بالجار والمجرور عناية بتقديم لفظ الاختصاص وذلك جائز، وفي بعضها:"تاركون لي"، وإنما جمع بين الإضافتين إلى نفسه للاختصاص والتعظيم، "ك"(14/ 207).

ص: 388

3662 -

حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ

(1)

، ثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ

(2)

، ثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ

(3)

، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ

(4)

، ثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ عَلَى جَيشِ ذَاتِ السَّلَاسلِ

(5)

، فَأَتَيتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ

"ثَنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَن أَبِي عُثْمَانَ" في نـ: "قَال:

(6)

خَالِدٌ الْحَذَّاءُ حدَّثَنَا عن أبِي عُثْمَانَ". "ثَنِي عَمرو بنُ الْعَاصِ" في ذ: "ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ".

===

(1)

" معلى بن أسد" العمّي.

(2)

"عبد العزيز بن المختار" الأنصاري الدباغ.

(3)

"خالد الحذاء" أبو المنازل.

(4)

"أبي عثمان" النهدي.

(5)

قوله: (ذات السلاسل) بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية: موضع، كذا في "الكرماني" (14/ 207). وفي "القاموس" (ص: 934): غزوة ذات السلاسل هي وراءَ وادي القُرى، غزاها سريّةُ عمرو بن العاص سنة ثمان، انتهى. وفي "اللمعات": السلاسل: رمل ينعقد بعضه ببعض، ولما بعث ذلك الجيش إلى ذلك الأرض أضيف إليها، كذا قال الطيبي (11/ 222). وقال صاحب "المواهب" (1/ 554): سميت بذلك لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفرّوا، وقيل: لأن بها ماء يقال له: السلسال وراء ذات القرى

(1)

من المدينة على عشرة أيام، انتهى، وفي "النهاية" (2/ 389) و"المجمع" (3/ 101): بضم سين أولى وكسر ثانية: ماء بأرض جذام، وبه سميت الغزوة، وهو لغةً الماء السلسال.

(6)

أي: قال عبد العزيز: خالد الحذاء حدثنا، يعني هو من تقديم الصيغة على الاسم، كذا في "قس"(8/ 175)، [وفيه: من تقديم الاسم على الصفة، والظاهر هو الصواب].

(1)

في "التوضيح"(20/ 262): قال ابن سعد: وهي وراء وادي القرى.

ص: 389

أَحَبُّ إِلَيكَ

(1)

؟ قَالَ: "عَائِشَةُ"، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: "أَبُوهَا"، قال: فَقُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ"، فَعَدَّ رِجَالًا

(2)

. [طرفه: 4358، أخرجه: م 2384، ت 3885، س في الكبرى 8117، تحفة: 10738].

3663 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(3)

، أَنَا شُعَيْبٌ

(4)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(5)

، ثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَينَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا عَلَيهِ الذِّئْبُ، فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي، فَالْتَفَتَ إِلَيهِ الذِّئْبُ، فَقَالَ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبعِ

(6)

،

"فَقُلْتُ: ثُمَّ مَنْ" في نـ: "قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ". "ثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ" في نـ: "أخبرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ".

===

(1)

قوله: (أي الناس أحب إليك) فكان سبب سؤاله أنه لما أمّره النبي صلى الله عليه وسلم على الجيش وفيهم أبو بكر وعمر لمصلحة كانت تقتضيه وقع في نفس عمرو أنه مقدم عنده في المنزلة عليهما، فسأله لذلك، كذا في "المرقاة"(10/ 374).

(2)

قوله: (فعدّ رجالًا) أي: فعدّ النبي صلى الله عليه وسلم رجالًا آخرين بعد أسئلة أخرى لي، كذا في "المرقاة" (10/ 375). وفي رواية:"فسكتُّ مخافة أن يجعلني في آخرهم".

(3)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(4)

"شعيب" ابن أبي حمزة.

(5)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(6)

قوله: (يوم السبع) بضم الموحدة، وروي بالسكون، وفسّروه

ص: 390

يَوْمَ لَيسَ لَهَا رَاع غَيرِي؟ وَبَينَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيهَا، فَالْتَفَتَتْ إِلَيهِ فَكلَّمَتْهُ فَقَالَتْ: إِنِّي لَم أُخْلَقْ لِهَذَا، وَلَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرثِ"

(1)

. فَقَالَ النَّاسُ: سُبحَانَ اللَّهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَإِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ". [راجع: 2324، تحفة: 15175].

3664 -

حَدَّثَنَا عَبدَانُ

(2)

، أَنَا عَبدُ اللَّهِ

(3)

، عَنْ يُونُسَ

(4)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(5)

، أَخْبرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ

(6)

سمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ

"وَبَينَمَا" كذا في ذ، وفي نـ:"وَبَيْنَا". "فَقَالَ النَّاسُ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ النَّاسُ". "ابْنُ الْخَطَّابِ" سقط في نـ.

===

بوجوه ستة أظهرها: من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملًا لا راعي لها فتبقى لها السباع راعية أي: منفردة بها، قاله الكرماني (14/ 207 - 208). ومرَّ الحديث [برقم: 2324، وبرقم: 3471]، والمطابقة تؤخذ من قوله:"فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر" لأنهما لم يكونا ثمه، كما مرّ، وسيجيء في "مناقب عمر"، وإنما قال ذلك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثقةً بهما لعلمه بصدق إيمانهما وقوة يقينهما.

(1)

فيه إشارة إلى معظم ما خلقت له، ولم يرد الحصر في ذلك لأنه غير مراد اتفاقًا؛ لأن من جملة ما خلقت له أنها تؤكل، "ف"(6/ 518).

(2)

"عبدان" هو عبد اللّه بن عثمان بن جبلة.

(3)

"عبد اللّه" ابن المبارك المروزي.

(4)

"يونس" ابن يزيد الأيلي.

(5)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(6)

"ابن المسيب" سعيد المخزومي القرشي التابعي.

ص: 391

قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَينَمَا أَنَا نائِمٌ رَأَيْتُنِي علَى قَلِيب

(1)

عَلَيهَا دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ

(2)

، فَنَزَعَ

(3)

مِنهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَينِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ

(4)

، وَاللّهُ يَغْفِرُ لَهُ

"قَالَ: سَمِعْتُ" في نـ: "يَقُول: سَمِعتُ". "بَينَمَا أَنَا نَائِمٌ" في نـ: "بَينَا أَنَا نَائِمٌ". "فنَزَعَ مِنهَا" في نـ: "فَنَزَعَ بِهَا".

===

(1)

قوله: (قليب) هي بئر تحفر فيقلب ترابها قبل أن تطوى، والغرب الدلو [الكبير] أكبر من الذَّنوب، والعبقريّ كل شيء يبلغ النهاية، والعَطَن مناخ الإبل، وهذا مثل ضربه في ولاية أبي بكر وعمر بعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، كذا في "الكرماني" (14/ 208). ومرَّ الحديث قريبًا. أما قوله:"واللّه يغفر له" فليس فيه تنقيص له ولا إشارة إلى ذنب. قال ابن حجر (7/ 39): قال النووي: هذا دعاء من المتكلم أي: أنه لا مفهوم له، وقال غيره: فيه إشارة إلى قرب وفاة أبي بكر وهو نظير قوله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3]، فإنها إشارة إلى قرب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: ويحتمل أن يكون فيه إشارة إلى أن قلة المفتوح في زمانه لا صنع له فيه؛ لأن سببه قصر مدته، فمعنى المغفرة له دفع الملامة عنه.

(2)

أبو بكر.

(3)

النزع: الاستقاء، والذنوب بفتح المعجمة: الدلو الممتلئ، "ك"(14/ 189).

(4)

أي: أنه على مهل ورفق، "ف" (7/ 39). [وفي "اللامع" (8/ 174): أما وجه الضعف فليس يرجع إلى نقص في فضل الصديق، بل السبب في ذلك ما كان في زمنه من تزلزل في الملك وارتداد في الإسلام، حتى إن أمثال عمر رضي الله عنه وكان عَلَمًا في بأسه ونجدته قد كان تخوف، كما يظهر بالمراجعة إلى كتب السير، انتهى].

ص: 392

ضَعْفَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ

(1)

غَرْبًا، فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ، فَلَم أَرَ عَبقَرِيًّا

(2)

مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ

(3)

بِعَطَنٍ". [أطرافه: 7021، 7022، 7475، أخرجه: م 2392، تحفة: 13335].

3665 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلِ

(4)

، أَنَا عَبدُ اللَّهِ

(5)

، أَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ

(6)

، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ

(7)

، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ

(8)

لَم يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

===

(1)

أي: تحولت من الصغر إلى الكبر، "ك"(14/ 189).

(2)

هو الحاذق في عمله، "ك"(14/ 189).

(3)

أي: حتى أرووا إبلهم وأبركوها وضربوا لها عطنًا، والعطن بفتح المهملتين: مبرك الإبل حول الماء، كذا في "المرقاة"(10/ 395).

(4)

"محمد بن مقاتل" المروزي.

(5)

"عبد اللّه" ابن المبارك المروزي.

(6)

"موسى بن عقبة" الإمام في المغازي.

(7)

"سالم بن عبد اللّه" ابن عمر رضي الله عنهما.

(8)

قوله: (خيلاء) بضم ففتح ممدودًا، قال الكرماني (14/ 209): أي: كبرًا وتبخترًا. قوله: "لم ينظر اللّه إليه" أي: لا يرحمه، فالنظر ها هنا مجاز عن الرحمة. قوله:"يسترخي" لعل عادته أنه عند المشي يميل إلى أحد الطرفين إلا أن يحفظ نفسه عن ذلك، انتهى.

قال الطيبي (8/ 208): وقد نصّ الشافعي على أن التحريم مخصوص بالخيلاء لدلالة ظواهر الأحاديث عليها، فإن كان للخيلاء فهو ممنوع منع تحريم وإلا فمنع تنزيه، انتهى. وكذا قاله الشيخ عبد الحق الدهلوي.

وفي "العالمكَيريه"(5/ 333): إسبال الرجل إزارَه أسفلَ من الكعبين إن لم يكن للخيلاء ففيه كراهة تنزيهية، كذا في "الغرائب"، انتهى. ولعل ذلك لما فيه إفراط وتشبُّه بصورة الفساق.

ص: 393

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ أَحَدَ شِقَّي ثَوْبِي يَستَرخِي إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكَ لَستَ تَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ" قَالَ مُوسَى

(1)

: قُلْتُ لِسَالِمٍ

(2)

: أَذَكَرَ عَبدُ اللَّهِ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ؟ قَالَ: لَم أَسْمَعْهُ ذَكَرَ إِلَّا ثَوْبَهُ

(3)

. [أطرافه: 5783، 5784، 5791، 6062، أخرجه: د 4085، س 5335، تحفة: 7026].

3666 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(4)

، أنَا شُعَيب

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي حُمَيدُ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوفٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَينِ

(6)

مِنْ شَيءٍ مِنَ الأَشْيَاءِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دُعِيَ مِنْ أَبْوَابِ -يَعْنِي الْجَنَّةَ-: يَا عَبدَ اللَّهِ هَذَا خَيرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ

"قُلْتُ لِسَالِمٍ" في نـ: "فَقُلْتُ لِسَالِمٍ". "أنَا شُعَيبٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا شُعَيبٌ".

===

(1)

" موسى" ابن عقبة، المذكور آنفًا.

(2)

"سالم" مر آنفًا.

(3)

قوله: (إلا ثوبه) مفاده أن الإسبال المنهيّ ليس بمخصوص بالإزار، بل هو عام في كل ثوب، ويؤيّده ما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه عن ابن عمر عنه صلى الله عليه وسلم:"الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جرّ منها شيئًا خيلاء لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة".

(4)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(5)

"شعيب" مرَّ آنفًا.

(6)

درهمين أو دينارين أو ثوبين أو نحو ذلك.

ص: 394

الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصِّيَامِ، بَابِ الرَّيَّانِ

(1)

(2)

". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا عَلى هَذَا الَّذِي يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، وَقَالَ: هَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا

(3)

أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: "نَعَم، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُم يَا أَبَا بَكْرٍ". [راجع: 1897].

3667 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(4)

، ثَنِي سُلَيمَانُ بْنُ بِلَالٍ

(5)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

(6)

قال: أَخْبَرَنِي عُروَةُ بْنُ الزُّبَير، عَنْ عَائِشَةَ زَوْج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ماتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْح

(7)

"فَقَالَ: نَعَم" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ: نَعَم". "ثَنِي سُلَيمَانُ بْنُ بِلَالٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ بِلَالٍ". "قَالَ: أَخْبَرَنِي عُروَةُ" في نـ: "عن عُروَة".

===

(1)

من الريّ ضد العطش، وسمي بذلك لأنه جزاء الصائمين على عطشهم، "ع"(8/ 15).

(2)

قوله: (بابِ الريان) بدل أو بيان عما قبله. قوله: "من تلك الأبواب" ففيه إضمار أو هو من باب توزيع الأفراد [على الأفراد]؛ لأن الجمع والموصول كلاهما عامّان، و"ما" للنفي، والضرورة هي الضرر، والمقصود دخول الجنة فلا ضرر لمن دخل من أيّ باب دخلها، "كرماني" (14/ 209 - 210). ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 1897] في أول "كتاب الصوم".

(3)

أي: على سبيل التكريم له، "ف"(7/ 29).

(4)

"إسماعيل بن عبد اللّه" الأويسي.

(5)

"سليمان بن بلال" أبو أيوب القرشي التيمي.

(6)

"هشام بن عروة" ابن الزبير بن العوام.

(7)

قوله: (بالسُّنح) بضم المهملة وسكون النون وبالمهملة: موضع من عوالي المدينة. قوله: "ليبعثنه" أي: في الدنيا. قوله: "فليقطعن أيديَ رجال" أي: القائلين بموته. فإن قلت: كيف جاز لعمر أن يحلف على مثل هذا

ص: 395

-قَالَ إِسْمَاعِيلُ

(1)

(2)

: يَعْنِي بِالْعالِيَةِ- فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: وَقَالَ عُمَرُ: وَاللّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ

(3)

، وَلَيَبعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيُقْطَعَّنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُم، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلَهُ

(4)

فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَينِ

(5)

أَبَدًا. ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ

(6)

، فَلَمَّا تكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ. [راجع: 1241].

"يَعْنِي بِالْعَالِيَةِ" في ذ: "تَعْنِي بِالْعَاليَةِ".

===

الأمر؟ قلت: بناء على ظنه حيث أدى اجتهاده إليه. وفيه فضيلة لأبي بكر ورجحان علمه على [علم] عمر وغيره، وأن عمر قد غلب عليه الحبّ ودهشة الفراق ففات عنه ما يحفظ عن ذلك. قوله:"لا يذيقك اللّه الموتتين" فيه تمهيد لردّ مقالة عمر رضي الله عنه وما يعتري عليه، فلهذا قال مخاطبًا لعمر بعد ما خرج:"أيها الحالف على رِسْلك" هو من أسماء الأفعال أي: اتّئِدْ ولا تستعجل، ملتقط من "الكرماني"(14/ 210) و"الخير الجاري"، ومرَّ الحديث مع بعض بيانه في "كتاب الجنائز" (برقم: 1241).

(1)

"إسماعيل بن عبد اللّه" المذكور قريبًا.

(2)

ابن أبي أويس، شيخ المصنف، "ف"(7/ 29).

(3)

أي: عدم الموت.

(4)

فيه دليل على جواز تقبيل الميت، "خ".

(5)

تمسك بهذا من أنكر الحياة في القبر، وأجيب عن أهل السنة المثبتين لذلك أن المراد نفي الموت اللازم من الذي أثبته عمر بقوله: "وليبعثنه اللّه

" إلخ، وليس فيه تعرض لما يقع في البرزخ، والأحسن أن يقال: إن حياته صلى الله عليه وسلم لا يعقبها موت بل يستمر حيَّا، والأنبياء أحياء في قبورهم، "ف" (7/ 29).

(6)

بكسر الراء أي: على هينتك، ولا تستعجل، "ف"(7/ 30).

ص: 396

3668 -

فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيهِ، وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ. وَقَالَ:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] وَقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] قَالَ: فَنَشِجَ النَّاسُ

(1)

يَبكُونَ، قَالَ: وَاجْتَمَعَتِ الأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ

(2)

فِي سَقِيفةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُم أَمِيرٌ، فَذَهَبَ إِلَيهِم أَبُو بَكْر وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيدَةَ بْنُ الْجَرَّاح

(3)

، فَذَهَبَ

(4)

عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ عُمَرُ

(5)

يَقُولُ: وَاللّهِ مَا أرَدْتُ

"فَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ.

===

(1)

قوله: (فنشج الناس) بفتح النون وكسر المعجمة بعدها جيم أي: بكوا بغير انتحاب، والنشج: ما يعرض في حلق الباكي من الغُصّة، وقيل: هو صوت مع ترجيع كما يردّد الصبي بكاءه في صدره، "ف"(7/ 30).

(2)

قوله: (سعد بن عبادة) بضم العين المهملة وخفة الموحدة، الخزرجي الساعدي، كان نقيب بني ساعدة وصاحب راية الأنصار في المشاهد كلّها، وكان سيدًا جوادًا غيورًا وجيهًا في الأنصار، ذا رئاسة وسيادة وكرم. والسقيفة: موضع مسقف كالساباط، كان مجتمع الأنصار ودار ندوتهم، "كرماني"(14/ 211).

(3)

عامر بن عبد اللّه بن الجراح، أمين هذه الأمة، وأحد العشرة المبشرة، "ك"(14/ 211)، "خ".

(4)

أي: أراد.

(5)

في رواية ابن عباس: "قال عمر: أردت أن أتكلم وقد كنت زورت -أي: هيأت وحسنت- مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر"، "ف"(7/ 30).

ص: 397

بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ

(1)

أَبْلَغُ

(2)

النَّاسِ، فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الأُمَرَاءُ وَأنْتُمُ الْوُزَرَاءُ، فَقَالَ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ

(3)

: لَا وَاللّهِ لَا نَفْعَلُ، مِنَّا أَمِيرٌ

===

(1)

قوله: (فتكلّم أبلغ الناس) بنصب "أبلغ" على الحال، ويجوز الرفع على الفاعلية. قوله: "فقال في كلامه: نحن الأمراء

" إلخ، وقع في رواية حميد: "فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئًا أنزل في الأنصار، ولا ذكره رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شأنهم إلا ذكره"، ووقع في رواية ابن عباس بيان بعض ذلك الكلام، وهو "أما بعد! فما ذكرتم من خير فأنتم أهله، ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبًا ودارًا"، وأيضًا في رواية ابن عباس قال: "قال عمر: واللّه ما ترك كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل حتى سكت"، كذا في "الفتح" (7/ 30 - 31).

(2)

قال القاضي: ضبطناه بالنصب، ويجوز فيه الرفع على الفاعلية.

(3)

قوله: (حباب) بضم المهملة وخفة الموحدة الأولى "ابن المنذر" بلفظ الفاعل من الإنذار، الأنصاري السلمي، كان يقال له: ذو الرأي، كذا في "الكرماني"(14/ 211).

وفي "الفتح"(7/ 31): وكان بدريًّا، فقال:"منا أمير ومنكم [أمير]، فإنا واللّه ما ننفس عليكم هذا الأمر، ولكنا نخاف أن قتلنا آباءهم وإخوتهم. فقال أبو بكر: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، وهذا الأمر بيننا وبينكم، فبايع الناس"، وعند أحمد من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد:"فقام خطيب الأنصار فقال: إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلًا منكم قرنه برجل منا، فتبايعوا على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإنما الإمام من المهاجرين، فنحن أنصار اللّه كما كنا نحن أنصار [رسول] اللّه [صلى الله عليه وسلم]، فقال أبو بكر: جزاكم اللّه خيرًا، فبايعوه".

ووقع في آخر مغازي موسى بن عقبة عن ابن شهاب أن أبا بكر قال في

ص: 398

وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا، وَلَكِنَّا الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ، هُمْ

(1)

أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا

(2)

، وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا

(3)

، فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ

(4)

. فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ، فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا وَأَحَبُّنَا

"ابن الجراح" سقط في نـ.

===

خطبته: "وكنا معشر المهاجرين أول الناس إسلامًا، ونحن عشيرته وأقاربه وذوو رحمه، ولن تصلح العرب إلا برجل من قريش، فالناس لقريش تبع، وأنتم إخواننا في كتاب الله، وشركاؤنا في دين الله، وأحبّ الناس إلينا، وأنتم أحق الناس بالرضا بقضاء الله، والتسليم لفضيلة إخوانكم، وأن لا تحسدوهم على خير، فقام حباب بن المنذر فقال كما تقدم وزاد: وإن شئتم كررناها خدعة -أي: أعدنا الحرب- قال: فكثر القول حتى كاد أن يكون بينهم حرب، فوثب عمر فأخذ بيد أبي بكر". وعند أحمد من طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: "توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة" فذكر الحديث قال: "فتكلم أبو بكر فقال: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال -وأنت قاعد-: قريش وُلاةُ هذا الأمر، فقال له سعد: صدقت"، هذا كله ملتقط من "الفتح". قال الكرماني (14/ 212): قول الأنصار: "منا أمير ومنكم أمير" كان على عادة العرب الجارية بينهم أن لا يسود القبيلة إلا رجل منهم، ولما ثبت عندهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الخلافة في قريش" أذعنوا له وبايعوا أبا بكر، انتهى.

(1)

أي: قريش.

(2)

المراد بالدار مكة، "ف"(7/ 31).

(3)

أي: أبينهم وأوضحهم، والحسب: الفعال الحسان، "مجمع"(3/ 554).

(4)

قال ذلك مع علمه أنه أحق بالخلافة استحياءً أن يزكي نفسه، "تو"(6/ 2328).

ص: 399

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُم

(1)

(2)

سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ

(3)

، فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ

(4)

.

[راجع: 1242، أخرجه: س 1841، ق 1627، تحفة: 10678، 6632].

3669 -

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ

(5)

، عَنِ الزُّبَيدِيِّ

(6)

، قَالَ عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ

(7)

:

"قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ" في نـ: "قَالَ: قال عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ".

===

(1)

أي: كدتم تقتلونه، "تو"(6/ 2328).

(2)

قوله: (قتلتم سعدًا) أي: كدتم تقتلونه. وقيل: هو كناية عن الإعراض والخذلان. وقوله: "قتله الله" إخبار عما قدر الله من إهماله وعدم صيرورته خليفة، أو دعاء عليه لتخلفه عن بيعة الصديق، وروي أنه خرج بعد تخلفه إلى الشام ومات بها في خلافة عمر، قالوا: وجد ميتًا ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلًا ولا يرونه:

قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة

فرميناه بسهمين ولم نُخطِ فؤاده

"فتح"(7/ 32)، "مجمع البحار"(4/ 211).

(3)

"سعد بن عبادة" الأنصاري الساعدي.

(4)

فإنه صاحب فتنة وشر، أي: دفع الله شره، كأنه أشار إلى ما كان منه في حين الإفك، "مجمع"(4/ 211).

(5)

"وقال عبد الله بن سالم" أبو يوسف الأشعري الحمصي، فيما وصله الطبراني.

(6)

"الزبيدي" هو محمد بن الوليد.

(7)

ابن محمد بن أبي بكر، "ك"(14/ 212).

ص: 400

أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ

(1)

أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: شَخَصَ

(2)

بَصَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: "فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى"

(3)

ثَلَاثًا، وَقَصَّ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: فَمَا كَانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِمَا

(4)

مِنْ خُطْبَةٍ إِلَّا نَفَعَ اللَّهُ بِهَا، لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ

(5)

النَّاسَ وَإِنَّ فِيهِم لَنِفَاقًا، فَرَدَّهُمُ اللَّهُ بِذلِكَ. [راجع: 1241، تحفة: 17525].

3670 -

ثُمَّ لَقَدْ بَصَّرَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ الْهُدَى وَعَرَّفَهُمُ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيهِم وَخَرَجُوا بِهِ يَتْلُونَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]. [راجع: 1242، تحفة: 17525].

3671 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ

(6)

، أَنَا سُفْيَانُ

(7)

، ثَنَا جَامِعُ بْنُ

"وَعَرَّفَهُمُ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيهِم" لفظ "الذي" ثبت في هـ، ذ.

===

(1)

" القاسم" ابن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

(2)

بفتح المعجمتين ثم مهملة أي: ارتفع، "توشيح"(6/ 2328)، "فتح"(7/ 33).

(3)

أي: أدخلني في الملأ الأعلى، "قس"(8/ 183)، وذلك قاله حين خُيِّر صلى الله عليه وسلم بين الموت والحياة فاختار الموت، "ك"(14/ 213).

(4)

أي: أبي بكر وعمر، و"من" تبعيضية أو بيانية، وفي قوله:"من خطبة" كلمة "من" زائدة، كذا في "التوشيح"(6/ 2328).

(5)

قوله: (لقد خوّف عمر

) إلخ، أي: فائدة خطبة عمر ونفعها أنه خوّف الناس، وفائدة خطبة أبي بكر تبصير الهدى وتعريف الحق، "ك"(14/ 213).

(6)

"محمد بن كثير" العبدي.

(7)

"سفيان" الثوري.

ص: 401

أَبي رَاشِدٍ

(1)

، ثَنَا أَبُو يَعْلَى

(2)

، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ

(3)

(4)

قَالَ: قُلْتُ لأبِي

(5)

: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، قال: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: عُمَرُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ: عُثْمَانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ

(6)

؟ قَالَ: مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنَ الْمُسلِمِينَ. [أخرجه: د 4629، تحفة: 10266].

"بَعْدَ النَّبِيِّ" كذا في ذ، وفي نـ:"بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ". "قَالَ: أَبُو بَكْرٍ" في نـ: "فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ". "قَالَ: قُلْتُ" لفظ "قال" سقط في نـ. "قَالَ: عُمَر" في نـ: "قال: ثُمَّ عُمَر".

===

(1)

" جامع بن أبي راشد" الصيرفي الكوفي.

(2)

هو منذر بن يعلى الكوفي، "ف"(7/ 33).

(3)

"محمد ابن الحنفية" واسمها خولة بنت جعفر.

(4)

قوله: (محمد ابن الحنفية) منسوب إلى أمه -اسمها خولة بنت جعفر، "ف"(7/ 33) - وهو ابن علي بن أبي طالب، فإن قلت: لِمَ خشي من الحق؟ قلت: لعل عنده -بناء على ظنه- أن عليًّا خير منه فخاف أن عليًّا يقول: عثمان خير مني، ويكون ذلك القول منه على سبيل الهضم والتواضع، ويفهم منه بيان الواقع فيضطرب حال الاعتقاد فيه، "ك"(14/ 214).

قال

(1)

: المقطوع بين أهل السنة بأفضلية أبي بكر ثم عمر ثم اختلفوا في بعدهما، فالجمهور على تقديم عثمان، وعن مالك التوقف، والمسألة اجتهادية. انتهى.

(5)

"أبي" علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(6)

وقد وقع الإجماع بين أهل السُّنَّة على أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، "قس" (8/ 184) [انظر:"كتاب إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء"].

(1)

أي القرطبي في "المفهم"(6/ 237)، كما في "ف"(7/ 34).

ص: 402

3672 -

حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

، عَنْ مَالِكٍ

(2)

، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ

(3)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في بَعْض أَسْفَارِهِ

(4)

، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ

(5)

أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْتِمَاسِهِ

(6)

، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُم مَاءٌ، فَأَتَى النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالُوا: أَلَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِالنَّاسِ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُم مَاءٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واضِعٌ رَأسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ، وَلَيسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُم مَاءٌ، قَالَتْ: فَعَاتَبَنِي، وَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علَى

"أَقَامَتْ" في هـ، ذ:"قَامَتْ".

===

(1)

" قتيبة بن سعيد" الثقفي.

(2)

"مالك" الإمام المدني.

(3)

ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

(4)

أي: في غزوة بني المصطلق، "ف"(1/ 432)، "ع"(3/ 188).

(5)

قوله: (بالبيداء) بفتح الموحدة والمدّ، و"ذات الجيش" بفتح الجيم وسكون التحتية وبإعجام الشيق: موضعان بين مكة والمدينة. قوله: "عقد لي" بكسر العين وهو القلادة، وهو كل ما يعلق في العنق، و"يطعنني" بضم العين، والخاصرة: الشاكلة، كذا في "الكرماني"(14/ 214)، ومرَّ الحديث [برقم: 334] في "كتاب التيمم".

(6)

أي: طلبه.

ص: 403

فَخِذِي، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتَّى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّم، فَتَيَمَّمُوا، فَقَالَ أُسَيدُ بْنُ الْحُضَيْرِ

(1)

: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُم يَا آلَ أبِي بَكْرٍ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيهِ فَوَجَدْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ. [راجع: 334].

3673 -

حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ

(2)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(3)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ

(5)

يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

(6)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي

(7)

، فَلَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ النَّبِيُّ".

===

(1)

الأوسي.

(2)

"آدم بن أبي إياس" أبو الحسن العسقلاني الخراساني.

(3)

"شعبة" ابن الحجاج العتكي.

(4)

"الأعمش" سليمان بن مهران الكوفى.

(5)

أبو صالح السمان الزيات.

(6)

"أبي سعيد" سعد بن مالك الخدري.

(7)

قوله: (لا تسبوا أصحابي) الظاهر أن الخطاب لمن بعد الصحابة نزلوا منزلة الموجودين. قال السيوطي: الخطاب بذلك للصحابة لما ورد أن سبب الحديث أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء فسبّه خالد، فالمراد بأصحابي أصحاب مخصوصون، وهم السابقون على المخاطبين في الإسلام، كذا في "اللمعات". وفي "شرح مسلم": اعلم أن سَبَّ الصحابة حرام ومن أكبر الفواحش، ومذهبنا ومذهب الجمهور: أنه يعزّر، وقال بعض المالكية: يُقتل، وفي "الأشباه": كل كافر تاب فتوبته مقبولة إلا جماعة الكافر بسبّ النبي صلى الله عليه وسلم وبسبّ الشيخين أو أحدهما، كذا في "المرقاة"(10/ 355، 356).

ص: 404

ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ

(1)

أَحَدِهِم وَلَا نَصِيفَهُ"

(2)

. تَابَعَهُ

(3)

جَرِيرٌ

(4)

وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ

(5)

وأبو مُعَاويَةَ

(6)

وَمُحَاضِرٌ

(7)

عَنِ الأَعْمَش:

(8)

. [أخرجه: م 2541، د 4658، ت 3861، س في الكبرى 8308، ق 161، تحفة: 4001].

3674 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ

(9)

أَبُو الْحَسَنِ، ثَنِي يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ

(10)

، ثَنَا سُلَيمَانُ

(11)

، عَنْ شَرِيكِ بْنِ

"ثَنِي يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ" مصحح عليه.

===

(1)

المد رطلان، والنصيف لغة في النصف، أي: ما بلغ نصفه من بر أو شعير لحصول بركته، وذلك لصدق نيته أو مزيد إخلاصه، ويروى "مد أحدهم" بفتح الميم بمعنى الطول والفضل، كذا في "المجمع"(4/ 568).

(2)

لغة في النصف.

(3)

"تابعه" أي: تابع شعبة الحجاج المذكور.

(4)

"جرير" هو ابن عبد الحميد، فيما وصله مسلم، عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد.

(5)

"عبد الله بن داود" ابن عامر بن الربيع.

(6)

الضرير محمد بن خازم.

(7)

"محاضر" ابن المورع الكوفي، فيما وصله أبو الفتح الحداد في "فوائده".

(8)

"الأعمش" سليمان بن مهران.

(9)

"محمد بن مسكين" ابن نميلة البغدادي.

(10)

"يحيى بن حسان" التِّنّيسي.

(11)

"سليمان" ابن بلال القرشي التيمي مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه.

ص: 405

أَبِي نَمِرٍ

(1)

(2)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ

(3)

، أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ

(4)

: أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ: لأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا، قَالَ: فَجَاءَ الْمَسْجِدَ، فَسَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: خَرَجَ وَوَجَّهَ هَاهُنَا

(5)

، فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ، حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسَ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ

(6)

حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ، فَتَوَضَّأَ فَقُمْتُ إِلَيهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ

(7)

، وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا

(8)

(9)

، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيهِ

===

(1)

بلفظ الحيوان المعروف، "ك"(14/ 215).

(2)

"شريك بن أبي نمر" نسب إلى جده واسم أبيه عبد الله.

(3)

المخزومي.

(4)

"أبو موسى الأشعري" عبد الله بن قيس رضي الله عنه.

(5)

قوله: (خرج ووجّه هاهنا) قال في "الفتح"(7/ 36): كذا للأكثر بفتح الواو وتشديد الجيم أي: توجّه، أو وجّه نفسه، وفي رواية الكشميهني بسكون الجيم بلفظ الاسم مضافًا إلى الظرف أي: جهة كذا، انتهى. قال الكرماني (14/ 216): وفي بعضها: "وجهه" وهو مبتدأ و"هاهنا" خبره، انتهى.

(6)

غصن نخل.

(7)

قوله: (أريس) بفتح الألف وكسر الراء بعدها تحتية ساكنة ثم مهملة: بستان بالمدينة معروف، وهو منصرف، وإن جعلته اسمًا لتلك البقعة فهو غير منصرف، وهو الأقرب من قباء، وفي بئره سقط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم عن إصبع عثمان، "ك"(14/ 216)، "ف"(7/ 36)، "خ".

(8)

أي: حافتها، "خ".

(9)

قوله: (قُفَّها) بضم القاف وتشديد الفاء: حافة البئر أو الدكة التي حولها، وأصله ما ارتفع من الأرض، "الخير الجاري"[و"ف" (7/ 36) و"قس" (8/ 189)].

ص: 406

وَدَلَّاهُمَا

(1)

فِي الْبِئْرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، فَقُلْتُ: لأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ

(2)

، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْر، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ

(3)

، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَبُو بَكرٍ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم معَهُ فِي

"بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في ذ: "بَوَّابًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم".

===

(1)

أي: أرسلهما، "ك"(14/ 216).

(2)

قوله: (لأكونن بوّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم) ظاهره أنه اختار ذلك وفعله من تلقاء نفسه، وصرّح بذلك في رواية محمد بن جعفر في "الأدب" (برقم: 7097) فزاد فيه: "ولم يأمرني"، وقد وقع في "مناقب عثمان":"أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بحفظ باب الحائط"، ووقع في رواية عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب في هذا الحديث:"فقال: يا أبا موسى املك علي الباب، فانطلق فقضى حاجته وتوضأ، ثم جاء فقعد على قُفّ البئر" أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"، فيجمع بينهما بأنه لما حدث نفسه بذلك صادف أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحفظ عليه الباب.

وأما قوله: "ولم يأمرني" فيريد أنه لم يأمره أن يستمر بوّابًا، وإنما أمره بذلك قدر ما يقضي حاجته ويتوضأ، ثم استمر هو من قِبَل نفسه، ثم إن قول أبي موسى هذا لا يعارضه قول أنس: إنه صلى الله عليه وسلم لم يكن له بوّاب كما سبق في "كتاب الجنائز"[برقم: 1283]؛ لأن مراد أنس أنه لم يكن له بواب مرتب لذلك على الدوام، "فتح"(7/ 36، 37).

(3)

بكسر الراء، أي: على هينتك، وهو من أسماء الأفعال بمعنى اتَّئِد، "خ".

ص: 407

الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي

(1)

يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِفُلَانٍ -يُرِيدُ أَخَاهُ

(2)

- خَيْرًا يَأْتِ بِهِ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَستَأذِنُ، فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَجِئْتُ فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ، فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِهِ، وَدَلَّى رجْلَيهِ فِي الْبِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأتِ بِهِ، فَجَاءَ إِنْسَان يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، وَجِئْتُ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرتُهُ، فَقَالَ: "ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى

(3)

تُصِيبُهُ"

(4)

فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

"فَدَخَلَ" سقط في نـ. "وَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَجِئْتُ إِلَى رسول اللَّه".

===

(1)

قوله: (وقد تركت أخي) كان لأبي موسى أخوان: أبو رُهم وأبو بردة، وقيل: إن له أخًا آخر اسمه محمد، وأشهرهم أبو بردة، "فتح"(7/ 37).

(2)

هو أبو رهم أو أبو بردة.

(3)

بغير تنوين، "مجمع"(1/ 224).

(4)

قوله: (على بلوى تصيبه) هو البلية التي بها صار شهيدًا في الدار، وهو بلا تنوين، وخصّ عثمان بها مع أن عمر رضي الله عنه أيضًا قُتِل؛ لأنه لم يُمْتَحَنْ مثل عثمان من التسلّط ومطالبة خلع الإمامة والدخول في حرمه، و"على" بمعنى مع متعلّق بالجنة، فالمبشّر به

ص: 408

بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ، فَجَلَسَ وُجَاهَهُ

(1)

مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ. قَالَ شَرِيكٌ

(2)

: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ

(3)

. [أطرافه: 3693، 3695، 6216، 7097، 7262، أخرجه: م 2403، تحفة: 8996].

3675 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(4)

، ثَنَا يَحْيَى

(5)

، عَنْ سَعِيدٍ

(6)

، عَنْ قَتَادَةَ

(7)

أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا

(8)

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

مركب، أو حال من ضمير المفعول فعلى بمعناه والمبشّر به الجنة فقط، "مجمع"(1/ 224).

(1)

قوله: "وجاهه" بضم الواو وكسرها: أي: مقابله، "فتح"(7/ 38).

(2)

هو موصول بالإسناد الماضي، "ف"(7/ 38).

(3)

قوله: (فأوّلتُها قبورَهم) فيه وقوع التأويل في اليقظة، وهو الذي يسمى الفراسة، كذا في "الفتح" (7/ 38). قال الكرماني (14/ 217) وغيره: والتأويل بالقبور من جهة كونهما مصاحبين مع النبي صلى الله عليه وسلم في الدفن، لا من جهة أن أحدهما في اليمين والآخر في اليسار، وأما عثمان فهو بالبقيع مقابلًا لهم، وهذا من الفراسة الصادقة، انتهى. وكذا في "الخير الجاري".

(4)

"محمد بن بشار" بندار العبدي.

(5)

"يحيى" ابن سعيد القطان.

(6)

"سعيد" هو ابن أبي عروبة.

(7)

"قتادة" ابن دعامة السدوسي.

(8)

هو الجبل المعروف في المدينة، "ف"(7/ 38).

ص: 409

وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ

(1)

بِهِم، فَقَالَ: "اثْبُتْ أُحُدُ

(2)

فَإِنَّمَا عَلَيكَ نَبِيٌ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ"

(3)

. [طرفاه: 3686، 3699، أخرجه: د 4651، ت 3697، س في الكبرى 8134، تحفة: 1172].

3676 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ

(4)

أَبُو عَبدِ اللَّهِ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرير

(5)

، ثَنَا صَخْرٌ

(6)

، عَنْ نَافِع

(7)

أَنَّ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا أنَا عَلَى بِئرٍ أَنْزِع مِنْهَا جَاءَنِي أبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْر الدَّلْوَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا

(8)

أوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثمَّ أَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَحَالَتْ

(9)

"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ". "بَيْنَمَا" في ذ: "بَيْنَا". "مِنْ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ"كذا في ذ، وفي نـ:"مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ".

===

(1)

أي: تحرك.

(2)

قوله: (أُحُد) هو منادى، ونداؤه وخطابه كما في قوله تعالى:{يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} [هود: 44]، ويحتمل المجاز لكن الظاهر الحقيقة، والله على كل شيء قدير، "كرماني"(14/ 217 - 218).

(3)

هما عمر وعثمان.

(4)

"أحمد بن سعيد" الرباطي المروزي أبو عبد الله الأشقر.

(5)

"وهب بن جرير" ابن حازم، أبو عبد الله الأزدي البصري.

(6)

"صخر" ابن جويرية مولى بني تميم أو بني هلال.

(7)

"نافع" مولى ابن عمر بن الخطاب.

(8)

الذنوب: الدلو الممتلئ، والنزع: الاستقاء.

(9)

أي: تحولت من الصغر إلى الكبر.

ص: 410

فِي يَدِهِ غَرْبًا

(1)

، فَلَم أَرَ عَبقَرِيًّا

(2)

مِنَ النَّاسِ يَفْرِي

(3)

فَرِيَّهُ

(4)

، فَنَزَعَ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ". قَالَ وَهْبٌ

(5)

: الْعَطَنُ مَبرَكُ الإِبِلِ، يَقُولُ: حَتَّى رَوَيْتِ

(6)

الإبلُ فَأَنَاخَتْ. [راحع: 3633، تحفة: 7692].

3677 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ

(7)

، ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونسَ

(8)

، ثنا عُمَرُ بْنُ سَعيدِ بْن أَبي حُسَين الْمَكِّيُّ

(9)

،

"أَبِي حُسَيْنٍ" كذا في ذ، وفي ذ:"أَبِي الْحُسَيْنٍ".

===

(1)

هو أكبر من الذَّنوب.

(2)

العبقري: الكامل من كل شيء.

(3)

قال في "القاموس"(ص: 1213): يفري الفريَّ، كغني: يأتي بالعجب في عمله.

(4)

يعمل عمله البالغ، "ف"(6/ 39).

(5)

هو ابن جرير، وهو موصول بالإسناد المذكور، "ف"(6/ 39).

(6)

قوله: (حتى رَوِيَتْ) بكسر الواو يعني أن معنى "حتى ضرب الناس بعَطَن" حتى رويت الإبل فأناخت. قال القاضي البيضاوي: البئر إشارة إلى الدّين الذي هو منبع ماء حياة النفوس ويتمّ به أمر المعاش والمعاد، ونزع الماء إشارة إلى إشاعة أمره وإجراء أحكامه، و"يغفر له" إلى أن ضعفه غير قادح فيه، والضُعف إشارة إلى ما كان في زمانه من الارتداد واختلاف الكلمة وإلى لين جانبه والمداراة مع الناس، "ك"(14/ 218).

(7)

"الوليد بن صالح" النخاس بالخاء المعجمة الفلسطيني، وثقه أبو حاتم وغيره، ولم يكتب عنه أحمد.

(8)

"عيسى بن يونس" ابن أبي إسحاق السبيعي.

(9)

النوفلي.

ص: 411

عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

(1)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ فِي قَوْمٍ، فَدَعَوُا اللَّهَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقَدْ وُضِعَ

(2)

عَلَى سَرِيرِهِ، إِذَا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي قَدْ وَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى مَنْكِبِي، يَقُولُ: يَرحَمُكَ اللَّهُ

(3)

، إِنْ كُنْتُ لأَرْجُو

(4)

أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيكَ

(5)

، لأَنِّي كَثِيرًا ما كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كُنْتُ

(6)

وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَفَعَلْتُ وَأَبُو بَكْرٍ

"فَدَعَوُا اللَّهَ" في ذ: "يَدْعُونَ اللَّهَ". "يَرحَمُكَ اللَّهُ" كذا في صـ، قتـ، ذ، وفي نـ:"رَحِمَكَ اللهُ". "ما كُنْتُ" كذا فى صـ، وفى نـ:"مِمَّا كُنْتُ".

===

(1)

" ابن أبي مليكة" عبد الله بن عبيد الله.

(2)

أي: للغسل بعد موته، "لمعات".

(3)

الخطاب لعمر، "ك"(14/ 218).

(4)

اللام هي الفارقة بين "أن" المخففة والنافية، "ك"(14/ 219).

(5)

قوله: (مع صاحبيك) يحتمل أن يريد ما وقع وهو دفنه عندهما، ويحتمل أن يريد بالمعية ما يؤول إليه الأمر بعد الموت من دخول الجنة ونحو ذلك، والمراد بصاحبيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، واللام في قوله:"لأني كثيرًا ما" للتعليل، و"ما" إبهامية مؤكدة، و "كثير" ظرف وهو كقوله تعالى:{قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [السجدة: 9]، ووقع للأكثر:"كثيرًا مما كنت أسمع" بزيادة "من"، ووجّهت بأن التقدير: أني أجد كثيرًا مما كنت أسمع، "فتح الباري"(7/ 49).

(6)

قوله: (كنتُ) أي: في مكان كذا "وأبو بكر وعمر"، قوله:"فعلتُ" أي: الشيء الفلاني من أمور العبادة أو من رسوم العادة. قوله: "انطلقتُ" أي: ذهبت إلى مكان كذا "وأبو بكر وعمر"، زاد في رواية:"دخلت وأبو بكر وعمر، وخرجت وأبو بكر وعمر". فيه دليل على جواز العطف على الضمير المرفوع المتصل بلا تأكيد وفصل، مما لا يجوّزه النحويون في النثر

ص: 412

وَعُمَرُ، وَانْطَلَقْتُ وَأَبُو بَكْر وَعُمَرُ، وَإِنْ

(1)

كنْتُ لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا، فَالْتَفَتُّ

(2)

فَإِذَا

(3)

عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. [طرفه: 3685، أخرجه: م 2389، س في الكبرى 8115، ق 98، تحفة: 10193].

3678 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزيدَ الْكُوفِيُّ

(4)

، ثَنَا الْوَلِيدُ

(5)

، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ

(6)

، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ

(7)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

"فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ" في نـ: "فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ" في ذ: "حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ".

===

إلا على ضعف، والصحيح جوازه نظمًا ونثرًا، كما قاله المالكي

(1)

، ونظيره قول عمر:"كنت وجار لي من الأنصار"، كذا في "المرقاة"(10/ 420).

(1)

مخففة من المثقلة.

(2)

أي: إلى ورائي، "مرقاة"(10/ 420).

(3)

أي: فإذا الرجل علي بن أبي طالب، "مرقاة"(10/ 420).

(4)

"محمد بن يزيد" البزاز الكوفي، قال ابن خلفون: وليس بأبي هشام محمد بن يزيد بن رفاعة الرفاعي، قاله الكلاباذي والحاكم، وقال ابن حجر: وفي رواية ابن السكن عن الفربري: محمد بن كثير، وهو وهم، نبّه عليه أبو علي الجياني؛ لأنه لا يعرف له رواية عن الوليد، انتهى، "قس"(8/ 193).

(5)

ابن مسلم، "ك"(14/ 219).

(6)

هو عبد الرحمن.

(7)

"يحيى بن أبي كثير" صالح اليمامي الطائي.

(1)

أي ابن مالك في "شواهد التوضيح"(ص: 114).

ص: 413

إِبْرَاهِيمَ

(1)

، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ

(2)

قَالَ: سَأَلْتُ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرو

(3)

عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ

(4)

بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ

(5)

جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ

(6)

بِهِ خَنقًا شَدِيدًا، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ

(7)

عَنْهُ، فَقَالَ:

"فَوَضَعَ رِدَاءَهُ" في ذ: "فَوَضَعَ رِدَاءً". "فَخَنَقَهُ بِهِ" في سـ، حـ، ذ:"فَخَنَقَهُ بِهَا". "فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ" في ذ: "فَجَاءَه أَبُو بَكْرٍ".

===

(1)

" محمد بن إبراهيم" ابن الحارث التيمي القرشي.

(2)

"عروة بن الزبير" ابن العوام.

(3)

"عبد الله بن عمرو" ابن العاص.

(4)

قوله: (عقبة) بضم المهملة وسكون القاف "ابن أبي معيط" بضم الميم وفتح المهملة الأولى وسكون التحتية، الأموي، قُتل يوم بدر كافرًا بعد انصرافه

(1)

صلى الله عليه وسلم منه بيوم. وفيه منقبة عظيمة لأبي بكر رضي الله عنه، "ك"(219/ 14)، "خ".

قال في "الفتح"(7/ 40): مات أبو بكر لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة، فكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وأيامًا، وقيل غير ذلك، ولم يختلفوا أنه استكمل سنّ النبي صلى الله عليه وسلم فمات وهو ابن ثلاث وستين، انتهى مختصرًا.

(5)

مصغرًا، الأموي.

(6)

خنقه خنقًا ككتف، "ق" (ص:793).

(7)

قوله: (حتى دفعه) أي: دفع بيده خنقه صلى الله عليه وسلم "فقال: أتقتلون رجلًا

" إلخ، كما قال رجل مؤمن من آل فرعون، قال بعضهم: إن أبا بكر أفضل من مؤمن من آل فرعون لأنه انتصر على القول وأبو بكر نصر بالقول والفعل.

(1)

في الأصل: يوم بدر كافرًا أو بعد انصرافه.

ص: 414

{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28]. [طرفاه: 3856، 4815، تحفة: 8884].

‌6 - مَنَاقِبُ عُمَرَ

(1)

بْنِ الْخَطَّابِ

(2)

أَبِي حَفْصٍ الْقُرَشِيِّ الْعَدَوِيِّ

3679 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ

(3)

، ثَنَا عَبدُ الْعَزيز ابنُ الْمَاجِشُونَ

(4)

(5)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(6)

"مَنَاقِبُ" في نـ: "بَابٌ مَنَاقِبُ". "ابنُ الْمَاجِشُونَ" ثبت في ذ.

===

(1)

لقبه فاروق.

(2)

قوله: (عمر بن الخطاب) أي: ابن نفيل -بنون وفاء مصغّرًا- ابن عبد العزى بن رياح -بكسر الراء بعدها تحتانية وآخره مهملة- ابن عبد الله [بن قرط] بن رزاح -بفتح الراء بعدها زاي وآخره مهملة- ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب، وأم عمر رضي الله عنه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة، ابنة علام أبي جهل والحارث ابني هشام بن المغيرة، ووقع عند ابن منده أنها بنت هشام أخت أبي جهل وهو تصحيف نبّه عليه ابن عبد البر وغيره، "فتح"(7/ 44).

(3)

"حجاج بن منهال" السلمي الأنماطي.

(4)

"عبد العزيز بن الماجشون" نسبه لجده أبي سلمة الماجشون واسم أبيه عبد الله.

(5)

قوله: (عبد العزيز بن الماجشون) كذا لأبي ذر، وسقط "ابن" من رواية غيره، وهو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة المدني، والماجشون لقب جده، ويلقب به أولاده، كذا في "الفتح"(7/ 44). وهو معرّب ما هكَون، "خ".

(6)

الأنصاري.

ص: 415

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُنِي

(1)

دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيصَاءِ

(2)

امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشفَةً

(3)

، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلَالٌ

(4)

، وَرَأَيْتُ قَصرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَة، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ بنِ الخطاب. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ". فَقَالَ عُمَرُ: بِأُمِّي وأَبِي

(5)

يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْكَ أَغَارُ؟. [طرفاه: 5226، 7024، أخرجه: م 2457، س في الكبرى 8124، تحفة: 3057].

"فَقَالَ: لِعُمَرَ بنِ الخطابِ" في هـ، ذ:"فَقَالُوا: لِعُمَرَ بنِ الخطابِ"، وفي نـ:"فَقَالَت: لِعُمَرَ بنِ الخطابِ"، و"ابن الخطابِ" سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (رأيتني) بالضميرين للمتكلم وهو من خصائص أفعال القلوب. قوله: "بالرُّميصاء" مصغّر مؤنث الأرمص بالراء والمهملة، بنت ملحان بكسر الميم والمهملة، زوجة أبي طلحة الأنصاري، أم أنس بن مالك، خالة رسول الله من جهة الرضاعة، واسمها سهلة وكنيتها أم سليم، والرمص محرّكة: وسخ يجتمع في جوف العين، والنعت: أرْمص ورمْصاء، "ك"(14/ 220)، "خ".

(2)

"الرميصاء" سهلة بنت ملحان الأنصارية.

(3)

قوله: (خشفة) بفتح المعجمة وسكون الثانية: الحسّ والحركة، وقيل: حركة وقع القدم، قاله الكرماني (14/ 220). وفي "الفتح" (7/ 44): خشفة بفتح المعجمتين والفاء أي: حركة، وزنًا ومعنى. ومعنى الحديث هنا [ما] يسمع من حسّ وقع القدم.

(4)

مر بيانه [برقم: 1149] في "الصلاة".

(5)

أي: أفديك بهما، "ف"(7/ 44).

ص: 416

3680 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ

(1)

، ثَنَا اللَّيثُ

(2)

، ثَنِي عُقَيلٌ

(3)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(4)

، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ

(5)

تَتَوَضَّأُ

(6)

إِلَى جَانِبِ قَصرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا

(7)

: لِعُمَرَ، فَذَكَرتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيتُ مُدْبِرًا". فَبَكَى عُمرُ

(8)

وَقَالَ: أَعَلَيكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟. [راجع: 3242].

3681 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصلْتِ أَبُو جَعْفَرٍ

"ثَنَا اللَّيْثُ" في نـ: "أَنَا اللَّيْثُ". "إِذْ قَالَ" في نـ: "إِذَا قَالَ". "فَبَكَى عُمر" ثبت قوله "عُمرُ" في قتـ، ذ. "حَدَّثَنَا محَمَّدُ بنُ الصَّلْتِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ".

===

(1)

" سعيد بن أبي مريم" هو سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.

(2)

"الليث" ابن سعد الإمام.

(3)

"عقيل" ابن خالد الأيلي.

(4)

"ابن شهاب" محمد بن مسلم الزهري.

(5)

أي: أم سليم، "قس"(8/ 196).

(6)

قوله: (تتوضأ) هو من الوضاءة وهي الحسن والنظافة، أو هو من الوضوء، لكن لا من جهة التكليف بل لتزداد حسنًا وجمالًا لا لإزالة وسخ وقذر؛ إذ الجنة منزهة عنه، "مجمع"(5/ 74 - 75).

(7)

أي: الملائكة، "خ".

(8)

قوله: (فبكى عمر) قال في "الفتح "(7/ 45): وبكاء عمر يحتمل أن يكون سرورًا، ويحتمل أن يكون تشوّقًا وخشوعًا، انتهى.

ص: 417

الْكُوفِيُّ

(1)

، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ

(2)

، عَنْ يُونُسَ

(3)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(4)

، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ

(5)

، عَنْ أَبيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ شَرِبْتُ -يَعْنِي اللَّبَنَ- حَتَّى أنْظُر إِلَى الرِّيِّ

(6)

يَجْرِي فِي ظُفُرِي أَوْ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ نَاوَلْتُ عُمرَ"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ؟ قَالَ: "الْعِلْمُ". [راجع: 82].

3682 -

حَدَّثنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ

(7)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ

(8)

، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ

(9)

، ثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ سَالِمٍ

(10)

، عَنْ سَالِمٍ،

"فَمَا أَوَّلْتَ" كذا في قت، ذ، وفي نـ:"فَمَا أَوَّلْتَهُ" وزاد في نـ: "يا رسول اللَّه".

===

(1)

الأسدي.

(2)

"ابن المبارك" عبد الله المروزي.

(3)

"يونس" ابن يزيد الأيلي.

(4)

"الزهري" محمد بن مسلم.

(5)

"حمزة" بالحاء المهملة ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

(6)

قوله: (إلى الريّ) بكسر الراء -ويجوز فتحها- وشدة الياء أي: أثر الريّ، قوله:"في ظفري أو أظفاري" شكّ من الراوي، قوله:"فما أوّلتَ؟ " أي: ما عبّرته "قال: العلمَ" بالغضب أي: أوَّلتُه العلم، وبالرفع أي: المؤول به هو العلم، كذا في "الفتح" (7/ 45) ومرَّ [برقم: 82].

(7)

الهمداني الكوفي، "قس"(8/ 197).

(8)

"محمد بن بشر" العبدي أبو عبد الله الكوفي.

(9)

"عبيد الله" ابن عمر العمري.

(10)

"أبو بكر بن سالم" ابن عبد الله بن عمر يروي عن أبيه سالم.

ص: 418

عَنْ عَبدٍ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ

(1)

عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرِ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ نَزْعًا ضَعِيفًا، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَم أَرَ عَبْقَرِيًّا

(2)

يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَرُبوا بِعَطَنٍ".

قَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ

(3)

: الْعَبقَرِيُّ

(4)

عِتَاقُ الزَّرَابِيِّ

"رَأيْتُ فِي الْمَنَامِ" في نـ: "أُرِيْتُ فِي الْمَنَامِ". "قَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ" في صـ، مه، ذ:"قَالَ ابْنُ نُمَير".

===

(1)

قوله: (بدلو بكرة) بفتح الموحدة والكاف على المشهور، وحكى بعضهم تثليث أوله، ويجوز إسكان الكاف على أن المراد نسبة الدلو إلى الأنثى من الإبل وهي الشابة، أي: الدلو التي يسقى بها، وأما بالتحريك فالمراد الخشبة المستديرة التي يعلق بها الدلو، كذا في "الفتح" (7/ 46). قوله:"ذنوبًا" بفتح المعجمة: الدلو الكبير، والغرب أكبر من الذَّنوب. قوله:"يفري فريه" في "القاموس"(ص: 1213): يفري الفريَّ، كغنيٍّ: يأتي بالعجب في عمله. قوله: "بعطن" بفتح المهملتين وآخره نون، هو مناخ الإبل إذا شربت ثم صدرت، ومرَّ الحديث قريبًا.

(2)

العبقري الكامل من كل شيء، والسيد، والذي ليس فوقه شيء، والشديد، وضرب من البسط، "قاموس" (ص: 406).

(3)

أي: سعيد.

(4)

قوله: (قال ابن جبير: العبقري

) إلخ، وصله عبد بن حميد من طريقه، وكذا رويناه في "صفة الجنة" لأبي نعيم من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير قال في قوله تعالى:{مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: 76]، قال: الرفرف رياض الجنة، والعبقري الزرابي. والمراد بالعتاق الحسان، والزرابي جمع زريبة وهي البساط العريض الفاخر. استطرد

ص: 419

وَقَالَ يَحْيَى

(1)

(2)

: الزَّرَابِيُّ الطَّنَافِسُ لَهَا خَمَلٌ رَقِيقٌ، {مَبْثُوثَةٌ} [الغاشية: 16] كَثيرةٌ، وَهُوَ

(3)

سَيِّدُ الْقَوْمِ أعنِي الْعَبقَرِيَّ. [راجع: 3633، أخرجه: م 2393، تحفة: 7038].

3683 -

حَدَّثَنَا عبدُ العَزيز بنِ عَبدِ اللَّه

(4)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(5)

. ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(6)

، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(7)

، ثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِح

(8)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(9)

، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبد الرَحمَنِ

"وهو سيدُ الْقَوْمِ أعنِي الْعَبقَرِيَّ" سقط في نـ، [وثبت في صغـ]. "حَدَّثَنَا عبْدُ العَزيزِ بنِ عَبْدِ اللَّه" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عبدُ العَزيزِ بنِ عَبدِ اللَّه".

===

المصنف كعادته فذكر معنى صفة الزرابي الواردة في القرآن في قوله تعالى: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} ، كذا في "الفتح"(7/ 46).

(1)

هو الفراء النحوي، "تو"(6/ 2336).

(2)

قوله: (قال يحيى) هو ابن زياد الفراء، وظنّ الكرماني أنه يحيى بن سعيد القطان. قوله:"الطنافس" جمغ طنفسة وهي البساط. قوله: "لها خمل" بفتح المعجمة والميم بعدها لام أي: أهداب، وقوله:"رقيق" أي: غير غليظة، "فتح"(7/ 46 - 48).

(3)

هذه العبارة لم توجد في أكثر النسخ.

(4)

"عبد العزيز بن عبد الله" الأوشمي المدني.

(5)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(6)

"علي بن عبد الله" المديني.

(7)

"يعقوب بن إبراهيم" ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(8)

"صالح" هو ابن كيسان.

(9)

"ابن شهاب" الزهري.

ص: 420

ابنِ زَيْدٍ

(1)

أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أبِي وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ

(2)

يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قُمْنَ فَبَادَرْنَ

(3)

الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ

(4)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ". فَقَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أَتَهَبنَنِي

(5)

وَلَا تَهَبْنَ

"أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أبِي وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ" في نـ: "عَن مُحَمَّد بْنِ سَعْدِ بْنِ أبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ".

===

(1)

" عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد" ابن الخطاب.

(2)

قوله: (نسوة من قريش) هن من أزواجه، ويحتمل أن يكون معهن من غيرهن لكن قرينة كونهن "يستكثرنه" يؤيّد الأولَ، والمراد أنهن يطلبن منه أكثر ما يعطيهن، وزعم الداودي أن المراد أنهن يكثرن الكلام عنده، وهو مردود بما وقع التصريح به في حديث جابر عند مسلم "أنهن يطلبن النفقة". قوله:"عالية" بالرفع على الصفة وبالنصب على الحال، قال ابن التين: يحتمل أن يكون ذلك قبل النهي عن رفع الصوت أو كان ذلك طبعهن، انتهى. كذا في "الفتح"(7/ 47)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 3294] وسيجيء [برقم: 6085] في "الآداب".

(3)

أي: أسرعن.

(4)

هو كناية عن السرور، "لمعات".

(5)

من الهيبة أي: توقرنني، "ف"(7/ 47).

ص: 421

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْنَ: نَعَم، أَنْتَ أَفَظُّ

(1)

وَأَغْلَظُ

(2)

مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِيهٍ

(3)

يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيطَانُ سَالِكًا فَجًّا

(4)

قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ". [راجع: 3294].

3684 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(5)

، ثَنَا يَحْيَى

(6)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

(7)

، ثَنَا قَيْسٌ

(8)

قَالَ: قَالَ عَبدُ اللَّهِ بْنُ مسْعُودٍ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ

(9)

. [طرفه: 3863، تحفة: 9539].

"إِيهٍ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ" في شحج: "إِيهًا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ"، وفي نـ:"إِيهِ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ".

===

(1)

الفظ: الغليظ الجانب الخشن الكلام.

(2)

من الغلظة ضد الرحمة.

(3)

قوله: (إيه) قال أهل اللغة: "إيهًا" بالفتح والتنوين، معناها: لا تبتدئنا بحديث، وبغير تنوين: كفّ من حديث عهدناه، و"إيه" بالكسر والتنوين معناها: حدّثنا ما شئت، وبغير التنوين: زدنا مما حدثتنا، ووقع في روايتنا بالغضب والتنوين، وحكى ابن التين أنه وقع له بغير تنوين، معناه: كفّ عن لومهن، "فتح"(7/ 47).

(4)

أي: طريقًا واسعًا، و"قط" تأكيد للنفي، "ف"(7/ 47).

(5)

"محمد بن المثنى" العنزي الزمن البصري.

(6)

"يحيى" ابن سعيد القطان.

(7)

"إسماعيل" ابن أبي خالد.

(8)

"قيس" هو ابن أبي حمازم.

(9)

لما كان فيه من الجلد والقوة في أمر الله، "ف"(7/ 48).

ص: 422

3685 -

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ

(1)

، أَنَا عَبدُ اللَّهِ

(2)

، أَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ

(3)

، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ

(4)

أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ

(5)

النَّاسُ يَدْعُونَ ويُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأنَا فِيهِم، فَلَم يَرُعْنِي

(6)

(7)

إِلَّا رَجُلٌ آخِذٌ مَنْكِبِي، فَإِذَا عَلِيٌّ فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ، وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ

(8)

إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللَّهِ، إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيكَ، وَحَسِبْتُ أَنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ذَهَبتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ

"أَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ". "أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ" في نـ: "سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ". "آخِذ مَنْكِبِي" في هـ، ذ:"أَخَذَ مَنْكِبِي". "فَإِذَا عَلِيٌّ" زاد في نـ: "ابن أبي طالب".

===

(1)

" عبدان" هو لقب عبد الله بن عثمان بن جبلة.

(2)

"عبد الله" ابن المبارك المروزي.

(3)

"عمر بن سعيد" ابن أبي حسين النوفلي القرشي المكي.

(4)

"ابن أبي مليكة" هو عبد الله بن أبي مليكة.

(5)

أي: أحاطوا به، "ك"(14/ 223).

(6)

من الروع: الفزع.

(7)

بضم الراء أي: لم يفزعني والمراد أنه رآه بغتة، "ك"(14/ 223)، "ف"(7/ 48).

(8)

قوله: (أحبّ) يجوز رفعه ونصبه، و"أني" يجوز فيه الفتح والكسر.

وفي هذا الكلام أن عليًّا كان لا يعتقد أن لأحد عملًا في ذلك الوقت أفضل من [عمل] عمر. قوله: "مع صاحبيك" يحتمل أن يريد ما وقع من الدفن عندهما، وأن يريد المعية في الجنة، "ف"(7/ 48 - 49).

ص: 423

وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ

(1)

. [راجع: 3677].

3686 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(2)

، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ

(3)

، ثَنَا سَعِيدُ بنُ أبي عَرُوْبَة

(4)

وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ

(5)

: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ

(6)

وَكَهْمَسُ بْنُ الْمِنْهَالِ

(7)

قَالَا: ثَنَا سَعِيدٌ

(8)

، عَنْ قَتَادَةَ

(9)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

"ابنُ أبي عَرُوْبَةَ" ثبت في ذ. "وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ -إلى- قَالَا: ثَنَا سَعِيدٌ" سقط في نـ، وفي نـ:"وَقَال: قَالَ لِي خَلِيفَةُ".

===

(1)

قوله: (أنا وأبو بكر وعمر) قال في "الخير الجاري": وفضل عمر يعرف مَن كلام علي رضي الله عنه وكونُه أفضلَ من غيره، وكذا يفهم فضله من دعاء الحاضرين وطلبهم الرحمةَ له. ومعنى قوله:"لم يَرُعْني" بفتح التحتية: لم يفجأني، كأنه فجأ من أخذ الرجل أحد منكبيه على حال غفلة منه، انتهى.

(2)

"مسدد" هو ابن مسرهد.

(3)

"يزيد بن زريع" أبو معاوية البصري.

(4)

"سعيد بن أبي عروبة" مهران اليشكري مولاهم.

(5)

قوله: (خليفة) هو ابن خياط، و"محمد بن سواء" بمهملة وتخفيف ومدّ، هو السدوسي البصري، و"كهمس" بمهملة بوزن جعفر، سدوسي أيضًا بصري، و"سعيد" هو ابن أبي عروبة، وسقط جميع ذلك من رواية أبي ذر في بعض النسخ واقتصر على طريق يزيد بن زريع، "فتح الباري"(7/ 49).

(6)

"محمد بن سواء" الضرير السدوسي المتوفى سنة 187 هـ.

(7)

"كهمس بن المنهال" السدوسي أيضًا.

(8)

"سعيد" هو ابن أبي عروبة المذكور.

(9)

"قتادة" ابن دعامة السدوسي.

ص: 424

صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ

(1)

، فَضَرَبَهُ بِرجْلِهِ، فَقَالَ: "اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌ وَصِدِّيقٌ

(2)

أَوْ شَهِيدٌ"

(3)

. [راجع: 3675].

"صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُحُدًا" كذا في ذ، وفي نـ:"صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى أُحُدٍ". "فَقَالَ: اثْبُتْ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ: اثْبُتْ". "نَبِيٌّ وَصِدِّيق" كذا في ذ، وفي نـ:"نَبِيٌّ أوْ صِدِّيق". "أَوْ شَهِيدٌ" في نـ: "أَوْ شَهِيدَانِ".

===

(1)

قوله: (فرجف بهم) أي: تحرّك أُحُد انتعاشًا واهتزازًا بقدومهم. قوله: "اثبت أحد" أي: لا تظهر شيئًا على ظاهرك كالكاملين الواصلين، على ما حكي [أن] الجنيد سئل: ما بالك عند السماع ظاهرًا مع تحقق حالك باطنًا؟ فقرأ {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل: 88]، "مرقاة"(10/ 448).

(2)

قوله: (إلا نبي وصدّيق أو شهيد) قال الكرماني (14/ 224): فإن قلت: الظاهر يقتضي أن يقال: شهيدان. قلت: معناه: ما عليك غير هؤلاء الأجناس أي: لا يخلو عنهم، أو الفعيل يستوي فيه المثنى والجمع. فإن قلت: لِمَ قال: "إلا نبي وصديق" بالواو و"أو شهيد" بأو؟ قلت: تغيير الأسلوب للإشعار بمغايرة حالهما؛ لأن النبوة والصديقية حاصلتان حينئذ بخلاف الشهادة، والأولان حقيقة والثالث مجاز، وفي بعضها بلفظ "أو" فيهما، وقيل: أو بمعنى الواو، انتهى.

(3)

والمراد بالشهيد الشهيد الحقيقي، وهما عمر وعثمان، والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر شهيدان حكميان حيث كان أثر موتهما من السلام القديم، "مرقاة"(10/ 448).

ص: 425

3687 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيمَانَ

(1)

، ثَنِي ابْنُ وَهْبٍ

(2)

، ثَنِي عُمَرُ

(3)

هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّ زيدَ بْنَ أَسْلَمَ

(4)

حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سأَلَنِي ابْنُ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ شَأْنِهِ -يَعْنِي عُمَرَ- فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ

(5)

أَحَدًا قَطُّ

(6)

بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منْ حِينَ قُبِضَ كَانَ أَجَدَّ وَأَجْوَدَ حَتَّى انْتَهَى

(7)

مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

(8)

. [تحفة: 6646].

3688 -

حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَرْبٍ

(9)

، ثَنَا حَمَّادٌ

(10)

،

===

(1)

" يحيى بن سليمان" الجعفي الكوفي سكن مصر.

(2)

"ابن وهب" عبد الله المصري.

(3)

"عمر" هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

(4)

مولى عمر رضي الله عنه، "ف"(7/ 49)، "ك"(14/ 225).

(5)

قوله: (فقال: ما رأيتُ) هو مقول ابن عمر. قوله: "أَجَدّ" بفتح الجيم والتشديد، أفعل من جدّ: إذا اجتهد، "وأجود" أفعل من الجود. قوله:"بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم" يحتمل أن يكون المراد بالبعدية في الصفات، ولا يتعرض فيه للزمان فيتناول زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعده، أو بعد موته صلى الله عليه وسلم فيشكل بأبي بكر، أو هو محمول على وقت مخصوص وهو مدة خلافته ليخرج أبو بكر، كذا في "الفتح"(7/ 49).

(6)

أي: في هذه الخصال، "ك"(14/ 225).

(7)

قوله: (حتى انتهى) أي: إلى آخر عمره، وهذا بناء على أن فاعل "انتهى" عمر، وقائل ذلك ابن عمر، ويحتمل أن يكون فاعل "انتهى" ابن عمر، أي: استمرَّ في الأوصاف بعد أجدّ وأجود حتى فرغ مما عنده، وقائل ذلك نافع، والله أعلم، "فتح الباري"(7/ 49).

(8)

متعلق باسم التفضيل، أعني أجد وأجود، "خ".

(9)

"سليمان بن حرب" الواشحي.

(10)

"حماد" ابن زيد بن درهم الجهضمي.

ص: 426

عَنْ ثَابِتٍ

(1)

، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا

(2)

سَأَلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ "

(3)

قَالَ: لَا شَيءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبتَ"، قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بشَيءٍ فَرَحَنَا

(4)

بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبتَ"، قَالَ أنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُم

(5)

بِحُبِّي إِيَّاهُم، وَإِنْ لَم أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِم. [أطرافه: 6167، 6171، 7153 أخرجه: م 2639، تحفة: 299].

"أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ. "فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ" في ذ: "قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ".

===

(1)

" ثابت" البناني ابن أسلم.

(2)

"رجلًا" هو ذو الخويصرة اليماني الذي بال في المسجد، وقيل: أبو موسى الأشعري.

(3)

قوله: (وماذا أعددتَ لها؟) أنكر عليه سؤاله لتركه السؤالَ عما يهتمّ من فعل الحسنات، فلما قال:"أحبّ الله ورسولَه" حسّنه وبشّره بأتمّ بشارة وصارت بشارة لجميع المسلمين، والمراد بالمعية المشاركة في الثواب والدرجة والدخول في زمرته ومتابعته، كذا في "اللمعات". قال في "المرقاة" (8/ 741): والمراد بالمعية هنا معية خاصة، وهي أن يحصل فيها الملاقاة بين المحبّ والمحبوب لا أنهما يكونان في درجة واحدة لأنه بديهيّ البطلان، انتهى.

(4)

بفتحات أي: كفرحنا، "قس"(8/ 203).

(5)

أي: في الجنة، وإن تفاوتت الدرجات.

ص: 427

3689 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ

(1)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(2)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(3)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ كَانَ فِيمَا كانَ قَبلَكُم مِنَ الأُمَمِ نَاسٌ مُحَدَّثونَ

(4)

، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ"

(5)

. [راجع: 3469].

زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ

(6)

، عَنْ سَعْدٍ

(7)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(8)

، أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ كَانَ فِيمَنْ قَبلَكُم مِنْ

"فِيمَا كانَ قَبْلَكُم" في نـ: "فِيمَن قَبْلَكُم". "نَاسٌ مُحَدَّثُونَ" كذا في ذ، وفي نـ:"مُحَدَّثُونَ". "قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" في ذ: "قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم". "قَدْ كَانَ فِيمَنْ قَبْلَكُم" في نـ: "لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ قَبلَكُم"، وفي نـ:"فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُم".

===

(1)

" يحيى بن قزعة" الحجازي المدني.

(2)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(3)

"أبي سلمة" ابن عبد الرحمن بن عوف.

(4)

قوله: (محدّثون) بفتح الدال المشددة جمع محدّث، واختلف في تأويله: فقيل: مُلهَم، قاله الأكثر، قالوا: المحدث بالفتح هو الرجل الصادق الظنّ، وهو من ألقي في روعه شيء من قِبَل الله الأعلى فيكون كالذي حدّثه غيره به، وبهذا جزم أبو أحمد العسكري، وقيل: من يجري الصواب على لسانه من غير قصد، وقيل: مكلَّم أي: تكلّمه الملائكة من غير نبوّة، "ف"(7/ 50)، "ك"(14/ 225 - 226).

(5)

ابن الخطاب.

(6)

"زاد زكرياء بن أبي زائدة" فيما وصله الإسماعيلي.

(7)

"سعد" هو ابن إبراهيم المذكور.

(8)

"أبي سلمة" مرَّ آنفًا.

ص: 428

بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ

(1)

مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونوا أَنْبِيَاءَ، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ" قَالَ ابْنُ عَبّاسٍ: مِنْ نَبِيٍّ ولا مُحَدَّثٍ

(2)

.

3690 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ

(3)

، ثَنَا اللَّيْثُ

(4)

، ثَنَا عُقَيلٌ

(5)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(6)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ

(7)

وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(8)

قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَينَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهَا حَتَّى

"فَإِنْ يَكُ" في نـ: "فَإِنْ يَكُنْ". "فِي أُمَّتِي" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"مِنْ أُمَّتِي". "مِنْهُم أَحَدٌ" كذا في هـ، ذ، وفي هـ:"مِنْ أَحَدٍ". "قَال ابْنُ عَبَّاسٍ

" إلخ، ثبت لأبي ذر وسقط لغيره.

===

(1)

قوله: (يكلَّمون) أي: تكلّمهم الملائكة، ولفظ "فإن يك" ليس للشك فإن أمته أفضل الأمم، وإذا كان موجودًا فيهم فبالأولى أن يكون في هذه الأمة؛ بل للتأكيد كقول الأجير: إن عملت لك فوفِّني حقي، "ك"(14/ 226).

(2)

أي: في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} الآية [الحج: 52]، كان ابن عباس زاد فيها: ولا محدث، أخرجه سفيان بن عيينة، "ف"(7/ 51).

(3)

"عبد الله بن يوسف" التِّنِّيسي.

(4)

"الليث" ابن سعد الإمام.

(5)

"عقيل" ابن خالد الأيلي.

(6)

"ابن شهاب" الزهري.

(7)

"سعيد بن المسيب" المخزومي القرشي.

(8)

"أبي سلمة بن عبد الرحمن" ابن عوف.

ص: 429

اسْتَنْقَذَهَا، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ لَهُ: مَنْ لِهَذَا يَوْمَ السَّبعِ

(1)

، لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيرِي؟ فَقَالَ النَّاسُ: سُبحَانَ اللَّهِ

(2)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَإِنِّي أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ"

(3)

وَمَا ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ

(4)

. [راجع: 2324، أخرجه: م 2388، س في الكبرى 8113، تحفة: 13207، 15220].

3691 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيرٍ

(5)

، ثَنَا اللَّيْثُ

(6)

، عَنْ عُقَيلٍ

(7)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(8)

، أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ

(9)

بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدرِيِّ

(10)

قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ

"مَنْ لِهَذَا" في نـ: "مَنْ لَهَا". "لَيْسَ لَهَا رَاعٍ" في سـ، حـ، ذ:"لَيْسَ لِهَذا رَاعٍ".

===

(1)

قوله: (يوم السبع) بضم الموحدة، وروي بالسكون، وفسّروه بوجوه: أظهرها: من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملًا لا راعي لها فتبقى لها السباع راعية أي: منفردة بها، قاله الكرماني (14/ 207). ومرَّ بيان الحديث مرارًا [منها برقم: 3663].

(2)

تعجبًا عن قول الذئب.

(3)

تخصيصهما بالذكر للإشارة إلى قوة إيمانهما وكماله، "لمعات".

(4)

وإنما قال ذلك ثقة بهما، وبه المطابقة.

(5)

"يحيى بن بكير" المخزومي مولاهم المصري.

(6)

"الليث" ابن سعد الإمام.

(7)

"عقيل" المذكور آنفًا.

(8)

"ابن شهاب" محمد بن مسلم الزهري.

(9)

اسمه أسعد، "ع"(1/ 363).

(10)

"أبي سعيد" سعد بن مالك.

ص: 430

رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيهِم قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ

(1)

، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ"، قَالُوا

(2)

: فَمَا أَوَّلْتَهُ

(3)

يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الدِّينُ"

(4)

[راجع: 23].

3692 -

حَدَّثَنَا الصَّلْت بْنُ مُحَمَّدٍ

(5)

، ثَنَا إِسمَاعِيلُ بْنُ

"يَبْلُغُ الثُّدِيَّ" في نـ: "يَبْلُغُ الثَّدْيَ".

===

(1)

قوله: (الثدي) بضم المثلثة وكسر المهملة وشدة التحتية: جمع الثَّدْي، وهو على وزن فَعْلٍ كفَلْس، كذا في "العيني"(11/ 422، 1/ 262).

(2)

أي: الصحابة، "ع"(11/ 422). سيأتي في "التعبير" أن السائل أبو بكر، "ف"(7/ 51).

(3)

أي: عبرته.

(4)

قوله: (قال: الدينَ) قال العيني (1/ 264): فيه من التشبيه البليغ، وهو أنه شبّه الدّين بالقميص، ووجه الشبه الستر، وذلك أن القميص يستر عورة الإنسان ويحجبه من وقوع النظر عليها، فكذلك الدين يستره من النار ويحجبه عن كل مكروه، فقال أهل العلم: رؤية القميص في النوم معناه الدين، وجرّه يدلّ على بقاء آثاره الجميلة بعد وفاته ليقتدى به، انتهى.

قال في "الفتح"(7/ 51): ويستشكل بأنه يلزم منه أن عمر أفضل من أبي بكر، والجواب عنه تخصيص أبي بكر من عموم قوله: عُرِض على الناس، فلعل الذين عُرِضوا إذ ذاك لم يكن فيهم أبو بكر، أو أن كون عمر عليه قميص لا يستلزم أن لا يكون على أبي بكر قميص أطول منه وأسبغ، فلعله كان كذلك، إلا أن المراد كان حينئذ بيان فضيلة عمر فاقتصر عليها، والله أعلم، انتهى.

(5)

"الصلت بن محمد" الخاركي بالخاء المعجمة، البصري.

ص: 431

إِبْرَاهِيمَ

(1)

، أَنَا أَيُّوبُ

(2)

، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

(3)

، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ

(4)

جَعَلَ يَأْلَمُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ -وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ

(5)

-: يَا أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَئِن كَانَ ذَاكَ

(6)

، لَقَدْ صَحِبتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فارَقْتَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتَهُم

(7)

فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُم، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُم لَتُفَارِقَنَّهُم

"وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ" في جا: "وَكأنَّهُ جَزع". "وَلَئِن كَانَ ذَاكَ" في هـ، ذ:"وَلا كل ذلكَ"، وفي نـ:"وَلَا كَانَ ذلكَ". "ثُمَّ فَارَقْتَ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:"ثُمَّ فَارَقْتَهُ". "ثُمَّ فَارَقْتَ" الثانية كذا في ذ، وفي هـ:"ثُمَ فَارَقْتَهُ".

===

(1)

" إسماعيل بن إبراهيم" هو ابن علية.

(2)

"أيوب" السختياني.

(3)

"ابن أبي مليكة" عبد الله.

(4)

أي: طعنه أبو لؤلؤة، وسيأتي قريبًا.

(5)

أي: ينسبه إلى الجزع، ويلومه عليه، أو يزيل عنه الجزع كما في قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} [سبأ: 23] أي: أزيل عنهم الفزع، "ف"(7/ 52)، "تو"(6/ 2342).

(6)

قوله: (ولئن كان ذاك) كذا في رواية الأكثر، وللكشميهني:"ولا كل ذلك" أي: لا تبالغ في الجزع فيما أنت فيه، ولبعضهم:"ولا كان ذلك"، وكأنه دعاء أي: لا يكون ما تخافه، أو لا يكون الموت بتلك الطعنة، "فتح"(7/ 52).

(7)

قوله: (ثم صحبتَ صَحَبَتَهم) بفتحات أي: أصحابهم. وفي "الفتح"(7/ 52): "ثم صحبتَهم فأحسنتَ صحبتَهم، ولئن فارقتهم" يعني المسلمين.

ص: 432

وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ. قَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكرتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا تَرَى بِي مِنْ جَزَعِي، فَهُوَ مِنْ أَجْلِكَ

(1)

وَمِنْ أَجْلِ أَصْحَابِكَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي

(2)

"قَال: أَمَّا" في نـ: "فَقَال: أَمَّا". "فَإِنَّمَا ذَاكَ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"فَإِنَّ ذَلكَ". "مِنَ اللَّهِ مَنّ بِهِ" في نـ: "مِنَ اللَّهِ تعالى مَنّ بِهِ". "جَلَّ ذِكْرُهُ" سقط في نـ. "وَمِنْ أَجْلِ أَصْحَابِكَ" لفظ "من" ثبت في ذ، وفي سـ، حـ، ذ:"أُصَيْحَابِكَ".

===

قال: وفي رواية بعضهم: "ثم صحبت صحبتهم" بفتح الصاد والحاء والموحدة، أي: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وفيه نظر للإتيان بصيغة الجمع موضع التثنية، انتهى.

(1)

قوله: (من أجلك

) إلخ، أي: من جهة فكرته فيمن يستخلف عليهم، أو من جهة فكرته في سيرته التي سارها فيهم، قاله في "الفتح" (7/ 52). قال في "الخير الجاري": والأقرب أن يقال: إن مراده رضي الله عنه أن جزعي لأجلكم لأني كنت بابًا مانعًا عن حدوث الفتن وظهورها، كما مرَّ سابقًا من حديث حذيفة، فإذا توفيتُ تظهر الفتن فيما بينكم فجزعي لذلك لا لنفسي، انتهى.

(2)

قوله: (والله لو أن لي طلاع الأرض) بكسر المهملة وتخفيف اللام أي: ملأها، كذا في "التوشيح" (6/ 2343). قال في "الخير الجاري": هذا الكلام منه على سبيل الاستئناف على كمال خشيته وانكسار نفسه، وأراد به أن نعمة الصحبة مع كونها أمرًا ذا خطر وشأن يرجى منه أجر عظيم وبراءة من العذاب، ولكني مع ذلك أخاف عنه حتى لو كان لي

إلخ، انتهى. قال

ص: 433

طِلَاعَ

(1)

الأَرْضِ ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ

(2)

. [تحفة: 6464، 10644].

قَالَ حَمَّادُ بْنُ زيدٍ

(3)

: ثَنَا أَيُّوبُ

(4)

، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

(5)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بِهَذَا

(6)

. [تحفة: 5805، 10644].

3693 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسى

(7)

، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(8)

، ثَنِي عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ

(9)

(10)

، ثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ

(11)

، عَنْ أَبِي مُوسَى

(12)

قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ

"ثَنِي أَبُو عُثْمَانَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ".

===

القسطلاني (8/ 208): إنما قال ذلك لغلبة الخوف الذي وقع له حينئذ من التقصير فيما يجب عليه من حقوق الرعيّة، ومن الفتنة بمدحهم، انتهى.

(1)

أي: ملأها، "ف"(7/ 52).

(2)

أي: العذاب، "ف"(7/ 52).

(3)

وصله الإسماعيلي، "ف"(7/ 52)، "ع"(11/ 423).

(4)

"أيوب" مرَّ آنفًا.

(5)

"ابن أبي مليكة" مرَّ آنفًا أيضًا.

(6)

أي: بهذا الحديث السابق.

(7)

"يوسف بن موسى" ابن راشد القطان.

(8)

"أبو أسامة" حماد بن أسامة.

(9)

بكسر المعجمة وخفة التحتية والمثلثة، الراسبي، "ك"(14/ 228).

(10)

"عثمان بن غياث" الباهلي فيما قيل البصري.

(11)

"أبو عثمان" عبد الرحمن النهدي.

(12)

أي: الأشعري.

ص: 434

الْمَدِينَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَفَتَحْتُ لَهُ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، فَبَشَّرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَفَتَحْتُ لَهُ، فَإِذَا هُوَ عُمَرُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ، فَقَالَ لِي: "افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى

(1)

تُصِيبُهُ"، فَإِذَا عُثْمَانُ، فَأَخْبَرْتُهُ بمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ

(2)

(3)

. [راجع: 3674 أخرجه م 2403، ت 3710، س في الكبرى 8133، تحفة: 9018].

3694 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ

(4)

، ثَنِي ابْنُ وَهْبٍ

(5)

، أَخْبَرَنِي حَيوَةُ

(6)

، ثَنِي أَبُو عَقِيلٍ

(7)

زُهْرَةُ

(8)

بْنُ مَعْبَدٍ أَنَّهُ سَمِعَ

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" كذا في قت، ذ، وفي نـ:"قَالَ النَّبِيُّ". "فَإِذَا هُوَ عُمَرُ" لفظ "هو" سقط في نـ.

===

(1)

أي: بلية عظيمة.

(2)

اسم المفعول، "ك"(14/ 228).

(3)

مر الحديث مبسوطًا مع شرحه [برقم: 3674] في "مناقب أبي بكر".

(4)

"يحيى بن سليمان" الجعفي الكوفي.

(5)

"ابن وهب" عبد الله المصري.

(6)

"حيوة" بفتح المهملة والواو بينهما تحتانية ساكنة، ابن شريح بالضم آخره حاء مهملة، الحضرمي المصري.

(7)

"أبو عقيل" بالفتح مكبرًا زهرة بن معبد البصري. بفتح المهملة وكسر الكاف.

(8)

بضم الزاي على المشهور، وقيل: بفتحها، "ك"(14/ 229).

ص: 435

جَدَّهُ

(1)

عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

(2)

. [طرفاه: 6264، 6632، تحفة: 9670].

‌7 - مَنَاقِبُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

(3)

أَبِي عَمرٍو الْقُرَشِيِّ

وَقَالَ النَّبِيُّ

(4)

صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَحْفِرُ بِئْرَ رُومَةَ

(5)

(6)

فَلَهُ الْجَنَّةُ"،

"مَنَاقِبُ عُثْمَانَ" كذا في ذ، وفي نـ:"بابُ مَنَاقِبِ عُثْمَانَ". "مَنْ يَحْفِرُ" في شحج: "مَنْ حَفَرَ".

===

(1)

" جده" عبد الله بن هشام بن زهرة بن عثمان التيمي ابن علام طلحة بن عبيد الله.

(2)

قوله: (وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب) قال الكرماني (14/ 229): الأخذ باليد دليل على غاية المحبة وكمال المودّة والاتحاد، انتهى.

وهو طرف من حديث يأتي بتمامه في "الإيمان والنذور"[برقم: 6632] إن شاء الله تعالى.

(3)

قوله: (عثمان بن عفان) ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف، ولقبه ذو النورين، "ف"(7/ 54).

قال في "الاستيعاب"(3/ 1038): وله كنيتان مشهورتان: أبو عبد الله وأبو عمرو، وأبو عمرو أشهرهما، ولد في السنة السادسة بعد الفيل، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصَي، وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيةَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أول خارج إليها.

(4)

"قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يحفر

" إلخ، مما هو موصول في "باب إذا وقف أرضًا أو بئرًا" من "كتاب الوقف" (برقم: 2778).

(5)

كانت ركية ليهودي يبيع ماءها، "مجمع"(2/ 400).

(6)

قوله: (رُومة) بضم الراء وسكون الواو وتخفيف الميم. لما قدم

ص: 436

فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ. وَقَالَ: "مَنْ جَهَّزَ جَيشَ الْعُشرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ"، فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ.

3695 -

حَدَّثَنَا سلَيمَانُ بْنُ حَزبٍ

(1)

، ثَنَا حَمَّادٌ

(2)

، عَنْ أَيُّوبَ

(3)

، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ

(4)

، عَنْ أَبِي مُوسَى

(5)

: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ حَائِطًا وَأَمَرَنِي بِحِفْظِ بَابِ الْحَائِطِ

(6)

، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا عُمَرُ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ يَسْتَأْذِنُ،

===

رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال صلى الله عليه وسلم: "من اشترى بئر رومة -أو قال: من حفرها- فله الجنة" فحفرها أو اشتراها بعشرين ألف درهم وسبَّلها على المسلمين. وقال صلى الله عليه وسلم: "من جهّز جيش العسرة فله الجنة"، التجهيز تَهيئة الأسباب، وجيش العسرة أي: جيش غزوة تبوك، وسميت بها لأنَّها كانت في زمان شدة الحرّ وجدب البلاد وفي شعفة بعيدة -الشَّعَفَة، محرَّكة: رأس الجبل، "قاموس" (ص: 761) - وعدد كثير، فجهّز عثمان بتسعمائة وخمسين بعيرًا وخمسين فرسًا، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار، كذا في "الكرماني" 14/ 229).

(1)

"سليمان بن حرب" الواشحي.

(2)

"حماد" ابن زيد بن درهم الجهضمي.

(3)

"أيوب" السختياني.

(4)

"أبي عثمان" عبد الرحمن بن مل النهدي.

(5)

"أبي موسى" عبد الله بن قيس الأشعري.

(6)

أي: البستان.

ص: 437

فَسَكَتَ هُنَيْهَةً

(1)

(2)

، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوًى سَتُصِيبُهُ"، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. [راجع: 3674، أخرجه: م 2403، ت 3710، س في الكبرى 8133، تحفة: 9018].

قَالَ حَمَّادٌ

(3)

: وَثَنَا عَاصِم الأَحْوَلُ

(4)

وَعَلِيٌّ بْنُ الْحَكَمِ

(5)

سَمِعَا أَبَا عُثْمَانَ

(6)

يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى

(7)

بِنَحْوِهِ، وَزَادَ

(8)

فِيهِ عَاصِمٌ

(9)

: أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَاعِدًا فِي مَكَانٍ فِيهِ مَاءٌ، قَدِ انْكَشَفَ

"فَسَكَتَ هُنَيْهَةً" في شحج: "فَسَكَتَ هنية". "قَالَ حَمَّادٌ: وَثَنَا عَاصِمٌ" في ذ: "قَالَ حَمَّاد بن سلمة: وَثَنَا عَاصِمٌ"، وسقطت الواو في نـ. "قَدِ انْكَشَفَ" في نـ:"قَد كَشَفَ".

===

(1)

أي: قليلًا.

(2)

قوله: (فسكت هُنيهة) الهنيهة كناية عن شيء -أي: يسير، "فتح"- من نحو الزمان وغيره، وأصلها هنوة، وتصغيرها هنية، وقد تبدل من الياء الثاونية هاء فيقال: هنيهة، "ك"(14/ 230).

(3)

"حماد" ابن زيد المذكور، ولأبي ذر:"حماد بن سلمة"، والأول أصوب، "قس"(8/ 211).

(4)

"عاصم الأحول" هو ابن سليمان أبو عبد الرحمن البصري.

(5)

"علي بن الحكم" البناني البصري.

(6)

"أبا عثمان" عبد الرحمن بن مل.

(7)

"أبي موسى" الأشعري.

(8)

قيل: هذه الزيادة هنا وهم، وإنما تلك الواقعة كانت في بيته صلى الله عليه وسلم، وأجاب في "الفتح"(7/ 55) باحتمال وقوعه مرتين.

(9)

" عاصم" المذكور.

ص: 438

عَنْ رُكْبَتَيْهِ

(1)

أَوْ رُكْبَتِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ غَطَّاهَا.

3696 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ

(2)

، ثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ

(3)

، قَالَ ابْنُ شِهَاب

(4)

: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ

(5)

: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ

(6)

أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ

(7)

وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبدِ يَغُوثَ

(8)

قَالَا: مَا يَمْنَعُكَ

(9)

أَنْ تُكَلِّمَ عُثْمَانَ لأَخِيهِ

"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ". "ثَنَا أَبِي" في نـ: "حَدَّثَنِي أَبِي". "لأَخِيهِ" في هـ، ذ:"فِي أَخِيهِ".

===

(1)

قوله: (قد انكشف عن ركبتيه) قال الكرماني (14/ 230): فيه دليل على أن [الركبة] ليست عورة. فإن قلت: فَلِمَ غطّاها؟ قلت: كان عثمان مشهورًا بكثرة الحياء فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ما يقتضي الحياء، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة"، انتهى.

(2)

"أحمد بن شبيب بن سعيد" الحبطي البصري المدني الأصل.

(3)

"يونس" ابن يزيد الأيلي.

(4)

"ابن شهاب" محمد بن مسلم الزهري.

(5)

"عروة" ابن الزبير.

(6)

ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي المدني التابعي، وكان عبيد الله من فقهاء قريش وثقاتهم، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو عنه شيئا، "تهذيب"(7/ 36).

(7)

ابن أهيب بن عبد مناف القرشي.

(8)

بلفظ الصنم المشهور، "ك"(14/ 230)، القرشي المدني.

(9)

المخاطب عبيد الله، "قس"(8/ 212).

ص: 439

الْوَلِيدِ

(1)

فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِيهِ

(2)

؟

===

(1)

قوله: (لأخيه الوليد) أي: ابن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، وكان الوليد أخا عثمان لأمه، وكان عثمان ولّاه الكوفة بعد عزل سعد بن أبي وقاص، فإن عثمان كان ولّى سعدًا الكوفة لما ولي الخلافة بوصية عمر، كما سيأتي قريبًا في حديث مقتل عمر حيث قال عمر: فإن أصابت الإمرة سعدًا فهو ذلك وإلا فليستَعِنْ به أيّكم ما أُمّر فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة، وكان سبب عزل عمر سعدًا أن أهل الكوفة شكوا سعدًا ورموه بالباطل، فدعا سعد على الذي واجهه بالكذب عليه دعوة ظهرت فيه إجابتها، والخبر بذلك مشهور. وقد قيل: إن عمر لما أراد أن يعيد سعدًا على الكوفة أبى عليه، وقال: أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن أصلّي، فتركه، ثم عزل عثمان سعدًا، وكان سبب ذلك أن سعدًا كان أميرًا، وكان عبد الله بن مسعود على بيت المال فاقترض سعد منه مالًا فجاءه يتقاضاه فاختصما، فبلغ عثمان فغضب عليهما وعزل سعدًا وولى الوليد لما ظهر له من كفايته لذلك وليصل رحمه، فلما ظهر له سوء سيرته عزله أيضًا، هذا كله من "الفتح"(7/ 55 - 56) و"الاستيعاب"(4/ 1552 - 1556) ملتقطًا.

(2)

قوله: (فقد أكثر الناس فيه) أي: في الوليد، لأنه صلّى الصبح أربع ركعات، ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم؟ وكان سكران، أو الضمير يرجع إلى عثمان أي: أكثروا في عثمان فيما فعل من تركه من إقامة الحد عليه، وعزل سعد بن أبي وقاص مع كونه أحد العشرة ومن أهل الشورى واجتمع له من الفضل والسن والعلم والدين والسبق إلى الإسلام ما لم يتفق شيء منه للوليد، وإنما أخر عثمان إقامة الحد عليه ليكشف عن حال من شهد عليه بذلك، فلما وضح له الأمر أمر بإقامة الحد عليه. وروى المدائني من طريق الشعبي أن عثمان لما شهدوا عنده على الوليد حبسه، ملتقط من "الفتح"(7/ 56) وغيره.

ص: 440

فَقَصَدْتُ

(1)

لِعُثْمَانَ حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، قُلْتُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، وَهِيَ نَصيحَةٌ لَكَ، قَالَ: يَا أَيُّهَا الْمَرْءُ -قَالَ أبُو عَبدِ اللهِ: أرَاهُ قَالَ:- أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ

(2)

، فَانْصَرَفْتُ، فَرَجَحْتُ إِلَيهِم إِذْ جَاءَ رَسُولُ

(3)

عُثْمَانَ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا نَصِيحَتُكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَين، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ

(4)

، وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأنِ الْوَلِيدِ

(5)

، قَالَ

(6)

: أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ خَلُصَ

(7)

إِلَيَّ

"فَقَصَدْتُ" في نـ: "قَالَ: فَقَصَدْتُ". "حِينَ خَرَجَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"حَتّى خَرَجَ". "يَا أَيُّهَا الْمَرْءُ" زاد في نـ: "منك" أي: أعوذ منك. "قَالَ أبُوْ عَبْدِ اللَّهِ: أرَاهُ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ" في نـ: "قَالَ مَعْمَر: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ" -هذا تعليق أراد به المصنف بيان الاختلاف بين الروايتين، "ف"(7/ 56) - "إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ. "وَلرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ.

===

(1)

مقولة عبيد الله.

(2)

قوله: (قال: أعوذ بالله منك) قال ابن التين: إنما استعاذ منه خشية أن يكلّمه بشيء يقتضي الإنكار عليه، وهو في ذلك معذور فيضيق بذلك صدره، "فتح"(7/ 56).

(3)

لم يسم.

(4)

أي: سيرته وطريقته.

(5)

فحق عليك أن تقيم عليه الحد، "ف"(7/ 56).

(6)

عثمان.

(7)

قوله: (ولكن خلف) بفتح المعجمة وضم اللام ويجوز فتحها أي: وصل، وأراد ابن عدي بذلك أن علم النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مكتومًا ولا خاصًا

ص: 441

مِنْ عِلْمِهِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا. قَالَ

(1)

: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ، وَآمَنْتُ بِمَا بُعِثَ بِهِ، وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ كَمَا قُلْتَ، وَصَحِبتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَايَعْتُهُ، فَوَاللَّه ما عَصَيتُهُ وَلَا غَشَشتُهُ

(2)

(3)

حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عز وجل، ثُمَّ أَبَا بَكْرٍ مِثْلُهُ

(4)

، ثُمَّ عُمَرُ مِثْلُهُ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتُ، أَفَلَيسَ

(5)

لِي مِنَ الْحَقّ مِثْلُ الَّذِي لَهُم؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ

(6)

: فَمَا هَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُم

(7)

؟ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شَأْنِ الْوَليدِ، فَسَنَأْخُذُ فِيهِ بِالْحَقِّ

"عز وجل" ثبت في ذ. "ثُمَّ أَبَا بَكْرٍ" في نـ: "ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ".

===

بل كان شائعًا ذائعًا حتى وصل إلى العذراء المستترة، فوصوله إليه مع حرصه عليه أولى، "فتح"(7/ 57).

(1)

أي: عثمان.

(2)

من باب نصر غش بالكسر: خيانت كردن، "ص". [باللغة الفارسية].

(3)

قوله: (ولا غَشَشْتُة) قال في "القاموس"(ص: 555): غَشَّه لم يَمْحَضْه النُّصْحَ، أَو أظهر له خلاف ما أضمر، والغِشّ بالكسر اسم منه.

(4)

قوله: (ثم أبا بكر مثله) بالرفع، ولأبي ذر بالنصب أي: مثل ما فعلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فما عصيتُه ولا غششتُه، "قس"(8/ 213).

(5)

في رواية معمر: "أفليس لي عليكم من الحق مثل الذي كان لهم علَيّ؟ "، "ف"(7/ 57).

(6)

أي: عثمان.

(7)

قوله: (تبلغني عنكم) كأنهم كانوا يتكلمون في سبب تأخيره إقامةَ الحدّ على الوليد، وقد ذكرنا عذره في ذلك، "فتح"(7/ 57).

ص: 442

إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِدَهُ فَجَلَدَهُ ثَمَانِينَ

(1)

. [طرفاه: 3872، 3927، تحفة: 9826].

3697 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيغِ، ثَنَا شَاذَانُ

(2)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجَشُونُ

(3)

، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ

(4)

، عَنْ نَافِع

(5)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لا نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ

(6)

أحَدًا ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ

(7)

صلى الله عليه وسلم لَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ.

"أَنْ يَجْلِدَهُ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"أَنْ يَجْلِدَ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ".

===

(1)

قوله: (فجلده ثمانين) وفي رواية معمر "فجلد الوليد أربعين جلدة"، وهذه الرواية أصحّ، "فتح الباري"(7/ 57).

(2)

"شاذان" لقبه، اسمه الأسود بن عامر الشامي الأصل ثم البغدادي.

(3)

قوله: (الماجشون) معرب ماهكَون. قال الكرماني (14/ 232): الماجشون بضم النون صفة لعبد العزيز، وبكسرها صفة لأبي سلمة لأن كلًّا منهما يلقب به.

(4)

"عبيد الله" ابن عمر العمري.

(5)

"نافع" مولى ابن عمر.

(6)

قوله: (لا نعدل بأبي بكر) أي: لا نجعل له مثلًا، ولأبي داود من طريق سالم عن ابن عمر:"كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حيّ: أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان"، وزاد الطبراني في رواية:"فيسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فلا ينكره""فتح الباري"(7/ 16).

(7)

قوله: (ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) أي: لا نفاضل بينهم. فإن قلت: وعلي أفضل بعدهم، ثم تمام العشرة المبشرة، ثم أهل بدر،

ص: 443

تَابَعَهُ

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالحٍ

(2)

عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ

(3)

. [راجع: 3655، أخرجه: د 4627، تحفة: 8028].

3698 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(4)

، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(5)

، عُثْمَانُ

(6)

-هُوَ ابْنُ مَوْهَبٍ

(7)

- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ

(8)

مَنْ أَهْلِ مِصْرَ

===

وهلم جرّا. قلت: قال الخطابي: وجهه أنه أراد به الشيوخ وذوي الأسنان منهم الذين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر شاورهم، وكان علي رضي الله عنه في زمانه صلى الله عليه وسلم حديث السن، ولم يُرِد ابن عمر الازدراء بعليّ ولا تأخيره عن الفضيلة بعد عثمان؛ لأن فضله مشهور لا ينكره ابن عمر ولا غيره من الصحابة. وقال غيره: لا بد من نحو هذا التأويل وإلا يلزم عليه نقض كثير من القواعد المقررة من عدم تقديم بقية العشرة على غيرهم وأهل بدر [و] بيعة الرضوان وأصحاب الهجرتين ونحوهم [على سائرهم]، كذا قاله الكرماني (14/ 232 - 233).

(1)

أي: شاذان.

(2)

"تابعه عبد الله بن صالح" الجهني كاتب الليث.

(3)

"عبد العزيز" ابن أبي سلمة الماجشون.

(4)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي.

(5)

"أبو عوانة" الوضاح بن عبد الله اليشكري.

(6)

"عثمان هو ابن موهب" مولى بني تميم البصري التابعي.

(7)

بفتح الميم والهاء، "ك"(14/ 233)، "مرقاة"(11/ 329)، قال في "الفتح ": بكسر الهاء، قال في "المرقاة" (11/ 329): وهو وهم

(1)

.

(8)

لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 58).

(1)

قلت: لم أعثر في "فتح الباري" على الضبط الذي جعله القاري وهمًا؛ بل ضبط الحافظ أيضًا: بفتح الميم وسكون الواو وفتح الهاء بعدها موحدة، انظر "فتح"(7/ 58).

ص: 444

وَحَجَّ الْبَيتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ؟ فَقَالُوا: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ، قَالَ: فَمَنِ الشَّيخُ

(1)

فِيهِم؟ قَالُوا: عَبدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ

(2)

، قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيءٍ فَحَدِّثْنِي: هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَم يَشْهَدْ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ

(3)

فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ

(4)

وَغَفَرَ لَهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ،

"وَحَجَّ الْبَيْتَ" سقطت الواو في نـ، وفي أخرى:"يُرِيْدُ الْحَجَّ ". "فَقَالُوا: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ" في سـ، حـ، ذ:"فَقَالَ: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ"، وفي نـ:"قَالَ: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ". "قَالَ: تَعْلَمُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقَالَ: تَعْلَمُ". "أَنَّهُ تَغَيَّبَ" في نـ: "أَنَّهُ قَدْ تَغَيَّبَ".

===

(1)

قوله: (فمن الشيخ) أي: الكبير "فيهم" الذي يرجعون إلى قوله، قوله: "هل تعلم أن عثمان فرّ يوم أُحد

" إلخ، الذي يظهر من سياقه أن السائل كان ممن يتعصب على عثمان، فأراد بالمسائل الثلث أن يقرر معتقده فيه، ولذلك كبّر مستحسنًا لما أجابه به ابن عمر، "فتح الباري" (7/ 59).

(2)

"عبد الله بن عمر" ابن الخطاب.

(3)

وهي البيعة التي كانت تحت الشجرة بحديبية، وفيها نزل:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} الآية [الفتح: 18]، "لمعات".

(4)

قوله: (أن الله عفا عنه) قال الكرماني (14/ 233 - 234): فإن قلت: من أين عرفه أن الله عفا عنه؟ قلت: مما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155]، وأما "بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم" فإنها رقية بضم الراء وفتح القاف. قوله:"على يده" أي: اليسرى، وحاصله أن لا نقص لعثمان في هذه الأمور لأن الأُولى قد عفا الله عنه،

ص: 445

فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ"، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيعَةِ الرُّضْوَانِ فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ

(1)

بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ

(2)

، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرُّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُمْنَى:"هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ"، فَضرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ:"هَذِهِ لِعُثْمَان"، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَا الآنَ

(3)

(4)

مَعَكَ. [راجع: 3130].

3699 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(5)

، ثَنَا يَحْيَى

(6)

، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

(7)

"كَانَتْ تَحْتَهُ" في نـ: "كَانَ تَحْتَهُ".

===

والثانية قد حصل له أجر الحضور وإن كان غائبًا، فكأنه حاضر لترتب المقصودين - الأخرويّ وهو الثواب، والدنياوي وهو السهم- عليه، والثالثة قد كانت أفضل له؛ لأن يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خير من يده لنفسه، انتهى كلام الكرماني.

(1)

أي: أكثر عزة من جهة العشرة من بقية الصحابة، "مرقاة"(11/ 330).

(2)

أي: بدل عثمان، "ف"(7/ 59).

(3)

أي: الزمه ولا تتركه حتى لا يبقى لك ريب في عثمان، "خ".

(4)

قوله: (اذهب بها الآن) أي: بالأجوبة التي أجبتك بها الآن "معك" حتى يزول عنك ما كنت تعتقد عن عيب عثمان، "قس"(8/ 217).

(5)

"مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي.

(6)

"يحيى" ابن سعيد القطان.

(7)

"قتادة" ابن دعامة السدوسي.

ص: 446

أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُم قَالَ: صَعِدَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُحُدًا، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَف فَقَالَ: "اسْكُنْ أُحُدُ

(2)

-أَظُنُّهُ ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ- فَلَيْسَ عَلَئكَ إِلَّا نَبِيٌ وَصِدِّيق وَشَهِيدَانِ". [راجع: 3675].

‌8 - بابُ قِصَّةِ الْبَيْعَةِ

(3)

وَالِاتّفَاقُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

وَفِيه مَقتَل عمر بن الخطابِ

(4)

.

3700 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(5)

، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(6)

، عَنْ حُصَيْنٍ

(7)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمُونٍ

(8)

قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

"فَرَجَفَ" في سـ، حـ، ذ:"فَرَجَفَتْ". "فَقَالَ: اسْكُنْ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ: اسْكُنْ". "بابُ قِصَّةِ الْبَيْعَةِ" لفظ "باب" ثابت في حـ، ذ. "وَفِيه مَقتَل عمر بن الخطابِ" ثبت في خسـ.

===

(1)

قوله: (صعد) بكسر العين أي: طلع أحدًا. قوله: "فرجَفَ" أي: تحرك أُحد انتعاشًا واهتزازًا بقدومهم. قوله: "شهيدان" هما عمر وعثمان، كذا في "المرقاة"(10/ 448)، قال العيني (11/ 432): والمطابقة تؤخذ من قوله: "شهيدان" لأن أحدهما هو عثمان. وهذا الحديث وقع هنا عند الأكثرين، انتهى. ووقع عند البعض قبل حديث محمد بن حاتم.

(2)

بالضم لأنه منادى مفرد، "ف"(7/ 57).

(3)

أي: بعد عمر رضي الله عنه.

(4)

هذه في رواية السرخسي، "ف"(7/ 62).

(5)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي.

(6)

"أبو عوانة" الوضاح اليشكري تقدم.

(7)

"حُصين" ابن عبد الرحمن الكوفي.

(8)

"عمرو بن ميمون" الأزدي.

ص: 447

قَبْلَ أَنْ يُصابَ بِأَيَّامِ بِالْمَدِينَةِ، وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ

(1)

وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيفٍ

(2)

، قَالَ: كَيفَ فَعَلْتُمَا

(3)

؟ أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ

(4)

مَا لَا تُطِيقُ؟ قَالَا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، مَا فِيهَا كَبِيرُ فَضلٍ، قَالَ: انْظُرَا

(5)

أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ، قَالَ: قَالَا: لَا

(6)

، فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ

(7)

"وَقَفَ" في هـ، ذ:"وَوَقَفَ".

===

(1)

صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

"عثمان بن حنيف" ابن واهب الأنصاري.

(3)

قوله: (كيف فعلتما

) إلخ، سأل أولًا عن كيفية عملهما في أرض العراق حين بعثهما في تلك السنة على خراج سواد العراق مجملًا، ثم فصّل فقال:"أتخافان" أي: مما عملتما في تلك الأرض بأخذ الخراج أي: هل يحصل لكما الخوف بأخذ شيء لا تطيقه تلك الأرض؟ "قالا: لا" بل "حمّلناها أمرًا هي له مطيقة، قال: انظرا" أي: أعيدا النظر فيها وفيما أخذتما حتى لا يكون جورًا وظلمًا، كذا في "الخير الجاري".

(4)

هي أرض السواد، وكان عمر بعثهما يضربان عليها الخراج وعلى أهلها الجزية، "ف"(7/ 62).

(5)

أي: كررا النظر في التحميل، أي: أعيدا النظر ثانيًا حتى لا يكون جور.

(6)

أي: ما حملناها فوق طاقتها.

(7)

قوله: (لأدعنّ أرامل أهل العراق) وفي "القاموس"(ص: 927): رجلٌ أرمَلُ، وامرأةٌ أرمَلَةٌ: محتاجة أو مسكينة، والجمع أرامِل وأرامِلَة، والأرْمَل: العَزَب، وهي بهاءٍ، أو لا يقال للعَزَبَة الموسرة أرمَلة، انتهى. أي: لأعاملن مع أهل العراق بحيث لا تحتاج نساؤهم إلى رجل، كذا في "الخير الجاري".

ص: 448

لَا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا، قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيهِ إِلَّا رَابِعَةٌ

(1)

حَتَّى أُصِيبَ، قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَينِي وَبَينَهُ

(2)

إِلَّا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصفَّيْنِ قَالَ: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لَم يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَرُبَّمَا قَرَأَ بِسُورَةِ يُوسُفَ، أَوِ النَّحْلِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي -أَوْ أَكَلَنِي- الْكَلْبُ، حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ

(3)

الْعِلْجُ

(4)

بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ، لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مَاتَ مِنْهُمْ سَبعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُل مِنَ الْمُسْلِمِينَ

(5)

، طَرَحَ عَلَيهِ

"لَم يَرَ فِيهِنَّ" في نـ: "لَم يَرَ فِيهِم". "قَرَأَ بِسورَةِ يُوسُفَ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَرَأَ سُورَة يُوسُفَ". "يَمِينًا وَلَا شِمَالًا" في نـ: "يَمِينًا وَشِمَالًا". "مَاتَ مِنْهُم سَبْعَةٌ" في نـ: "مَاتَ مِنْهُم تِسعَةٌ".

===

(1)

قوله: (رابعة) أي: صبيحة رابعة، وفي بعضها "أربعة" أي: أربعة أيام. قوله: "الكلب" هو أبو لؤلؤة، واسمه فيروز غلام المغيرة بن شعبة. و"العلج" بكسر العين وسكون اللام وبالجيم: الرجل من كفار العجم والعرب أيضًا، وهذا كان في أربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، "ك"(14/ 235 - 236).

(2)

أي: عمر.

(3)

أي: سرع في مشيه.

(4)

"فطار العلج" بكسر العين وسكون اللام فجيم وهو الرجل من كفار العجم الشديد والمراد أبو لؤلؤة.

(5)

"رجل من المسلمين" هو حطان التيمي اليربوعي من المهاجرين، "قس"(8/ 221).

ص: 449

بُرنُسًا

(1)

، فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُم لَا يَدْرُونَ غَيْرَ أَنَّهُم قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُم يَقُولُونَ: سُبحَانَ اللَّهِ سُبحَانَ اللَّهِ، فَصَلَّى بِهِم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ صَلَاةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصرَفُوا، قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: الصَّنَعُ

(2)

؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا

(3)

، الْحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي لَم يَجْعَلْ مِيتَتِي

(4)

"لَم يَجعَلْ مِيتَتِي" في هـ، ذ:"لَم يَجْعَلْ مَنِيَّتِي"، المنية بفتح الميم وكسر النون وتشديد تحتية: الموت، كذا في "القاموس" (ص: 1202).

===

(1)

قوله: (برنسًا) بضم الموحدة والنون: قلنسوة طويلة، وقيل: كساء يجعله الرجل في رأسه، رمى رجل من أهل العراق برنسه عليه وبرك على رأسه فلما علم أنه لا يستطيع أن يتحرّك قتل نفسه، "ك"(14/ 236).

(2)

قوله: (الصنع) بفتح الصاد والنون: الصانع، ويحتمل أن يكون مقصور الصانع، وكان نجّارًا، وقيل: نحاتًا للأحجار، "ك"(14/ 236).

(3)

قوله: (لقد أمرتُ به معروفًا) قال الكرماني (14/ 236 - 237): أما أمره بالمعروف فقصته أن عمر رضي الله عنه كان يمرَّ بالسوق فلقيه أبو لؤلؤة فقال: ألا تكلّم مولاي يضع عني من خراجي، قال: كم خراجك؟ قال: دينار، قال: ما أرى أن أفعل إنك لعامل محسن، وما هذا بكثير، ثم قال له عمر: ألا تعمل لي رحى؟ قال: بلى، فلما ولّى عمر قال: أبو لؤلؤة: لأعملنّ لك رحى يتحدّث الناس ما بين المشرق والمغرب، وكان مجوسيًّا، وقيل: نصرانيًّا، انتهى. وفي "القسطلاني" (8/ 221): فأقبل عمر على من معه فقال: توعدني العبد.

(4)

بكسر الميم وسكون التحتية ثم فوقيتين أي: قتلتي.

ص: 450

بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلَامَ، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ

(1)

تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بالْمَدِينَةِ، وَكَانَ -الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُم رَقِيقًا، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ، أَيْ إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا

(2)

، فَقَالَ: كَذَبْتَ

(3)

(4)

، بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمِ، وَصَلَّوْا قِبلَتَكُم، وَحَجُّوا حَجَّكُم، فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيتِهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأنَّ النَّاسَ لَم تُصِبْهُم مُصِيبَة قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِل يَقُولُ: لَا بَأْسَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: أَخَافُ عَلَيهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جَوفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ

(5)

"وَكَانَ الْعَبَّاسُ" لفظ "الْعَباسُ" ثبت في ذ. "مِنْ جَوْفِهِ" في هـ: "مِنْ جُرْحِهِ".

===

(1)

أي: العباس.

(2)

إنما قال ذلك لعلمه أن عمر لم يقتلهم، "ف"(7/ 64).

(3)

أي: لا تقدر على ذلك بعد الإسلام منهم، "خ".

(4)

قوله: (كذبت) هو على ما ألف من شدة عمر في الدين؛ لأنه فهم من ابن عباس من قوله: "إن شئت فعلنا" أي: قتلناهم، فأجابه بذلك، وأهل الحجاز يقولون: كذبت في موضع أخطأت، وإنما قال له بعد أن صلّوا لعلمه أن المسلم لا يحل قتله، ولعل ابن عباس إنما أراد قتل من لم يسلم [منهم]، "فتح"(7/ 64).

(5)

قوله: (ثم أتي بلبن) وذلك لأنه لما خرج النبيذ قال الناس: هذا دم، هذا صديد، وكان قد ضرب طعنًا مفسدًا أقطعهن كان تحت سرته

(1)

وهي قتلته. فإن قلت: فيه حلّ النبيذ؟ قلت: كانوا ينبذون التمرات في الماء وينقعونها فيه لتزول ملوحة الماء فيشربونه ولم يكن فيه اشتداد ولا قذف زبد ولا إسكار، "ك"(14/ 237).

(1)

كذا في الأصل، وفي "ك": "وكان ضربه طعنات أقطعهن ما كان تحت سرته

" إلخ.

ص: 451

فَشَرِبَ فَخرَجَ مِنْ جَوْفِهِ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَجَاءَ النَّاسُ فجعلوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ

(1)

، وَجَاءَ رَجُلٌ

(2)

شَابٌّ، فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ لَكَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقِدَمٍ

(3)

فِي الإِسْلَامِ مَا

(4)

قَدْ عَلِمْتَ

(5)

، ثُمَّ وُلِّيتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ شَهَادَةٌ

(6)

قَالَ: وَدَدْتُ أَنَّ ذَلِكَ

(7)

كَفَافًا

(8)

لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَ

(9)

،

"فَشَرِبَ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"فَشَرِبَه". "جَوْفِهِ" كذا في ذ، وفي هـ:"جُرْحِهِ". "فَعَرَفُوا" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَعَلِمُوا". "وَجَاءَ النَّاسُ فجعلوا يُثْنُونَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَجَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ". "أَنَّ ذَلِكَ كفَافًا" كذا في عسـ، صـ، وفي نـ:"أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ".

===

(1)

قوله: (يثنون عليه) وعند ابن سعد: "فدخل عليه الصحابة ثم أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق، فكلما دخل عليه قوم بكوا وأثنوا ["عليه"]، "ف" (7/ 65).

(2)

أي: من الأنصار كما مر في "الجنائز"[برقم: 1392].

(3)

بفتح القاف بمعنى الفضل، وبكسرها بمعنى السبق، "ف"(7/ 65).

(4)

مبتدأ، و"لك" خبر، "ك"(14/ 237).

(5)

مقدمًا، "تو"(6/ 2352).

(6)

قوله: (ثم شهادة) بالرفع عطفاً على "ما [قد] علمت"، وبالجرّ على "صحبة"، وبالنصب على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف، والأول أقوى، "فتح"(7/ 65)، "ك"(14/ 237)، "تو"(6/ 2352).

(7)

أي: الولاية، "خ".

(8)

بالفتح بمعنى المثل، "ك".

(9)

قوله: (كفافًا لا عليَّ ولا لي) أي: رضيت سواء [بسواء] بحيث

ص: 452

فَلَمَّا أَدْبَرَ

(1)

، إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ، قَالَ: رُدُّوا عَلَى الْغُلَامَ، قَالَ: يا ابْنَ أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ، فَإِنَّهُ أَنْقَى

(2)

لِثَوبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّكَ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ

(3)

انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ، قَالَ: إِنْ وَفَى لَهُ مَالُ آلِ عُمَرَ

(4)

، فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ

(5)

، فَإِنْ لَم تَفِ أَمْوَالُهُم فَسَلْ فِي قرَيْشٍ،

"يا ابْنَ أَخِي" كذا في ذ، وفي نـ:"ابْنَ أَخِي". "فَإِنَّهُ أَنْقَى" كذا في سـ، حـ، وفي هـ:"فَإِنَّهُ أَبْقَى".

===

يكف الشرّ عني لا عقابه عليّ ولا ثوابه لي، كذا في "الكرماني"(14/ 237)، وتقدم [برقم: 1392].

(1)

الشاب.

(2)

بالنون.

(3)

قوله: (يا عبد الله بن عمر

) إلخ، وفي حديث جابر "ثم قال: يا عبد الله! أقسمت عليك بحق الله وحق عمر إذا مت فدفنتني أن لا تغسل رأسك حتى تبيع من رباع آل عمر بثمانين ألفًا فتضحها في بيت مال المسلمين، فسأله عبد الرحمن بن عوف، فقال: أنفقتها في حجج حججتها، وفي نوائب كانت تنوبني" وعرف بهذا جهة دَين عمر. قال ابن التين: قد علم عمر أنه لا يلزمه غرامة ذلك، إلا أنه أراد أن لا يتعجل من عمله شيء في الدنيا، "فتح الباري"(7/ 66).

(4)

قوله: (آل عمر) كأنه يريد نفسه، ومثله يقع في كلامهم كثيرًا، ويحتمل أن يريد رهطه. وقوله:"وإلا فسَلْ في بني عدي" هم البطن الذي هو منهم، و"قريش" قبيلته. وقوله:"ولا تَعْدُهم" بسكون العين أي: لا تتجاوزهم، "فتح"(7/ 66).

(5)

منهم عمر.

ص: 453

وَلَا تَعْدُهُم

(1)

إِلَى غَيرهِم، فَأَدِّ عَنِّي هَذَا الْمَالَ، انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ: يَقْرَأ عَلَيكِ عُمَرُ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا

(2)

، وَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيهِ، فَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ

(3)

، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب السَّلَامَ، وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيهِ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلأُوثِرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ، قَالَ: ارْفَعُونِي

(4)

، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ

(5)

إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَد أَذِنَتْ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قُبِضتُ فَاحْمِلُونِي

(6)

، ثُمَّ سَلِّم فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ

"كُنْتُ أُرِيدُهُ" في نـ: "كُنْتُ أُرِيدُ". "مَا كَانَ شَيءٌ" في نـ: "مَا كَانَ مِن شَيْء". "قُبِضْتُ "في نـ: "قُضِيتُ".

===

(1)

أي: لا تتجاوزهم.

(2)

قوله: (لست اليوم للمؤمنين أميرًا) إنما قال ذلك عند ما أيقن بالموت، وأراد أن يعلم أن سؤاله لها بطريق الطلب لا بطريق الأمر، ملتقط من "الفتح"(7/ 66).

(3)

أي: للدخول.

(4)

أي: من الأرض، كأنه كان مضطجعًا فأمرهم أن يقعدوه، "ف"(7/ 66).

(5)

لم أقف على اسمه، ويحتمل أنه ابن عباس، "ف"(7/ 66).

(6)

قوله: (فاحملوني ثم سلّم فقل: يستأذن عمر) قال مالك: إنما أمر بالاستئذان بعد موته خشية أن يكون إذنها [له] في حياته حياءً منه، وأن ترجع

ص: 454

الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي فَرُدُّوني إِلَى مَقَابِرِ الْمُشلِمِينَ. وَجَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصةُ

(1)

وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا، فَوَلَجَتْ

(2)

عَلَيْهِ فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ، فَوَلَجَتْ دَاخِلًا

(3)

لَهُم، فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ، فَقَالُوا: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ، قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَو الرَّهْطِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُم رَاضٍ، فَسَمَّى

(4)

عَلِيًّا

(5)

وَعُثْمَانَ

(6)

وَالزُّبَيْرَ

(7)

"فَبَكَتْ عِنْدَهُ" في سـ، حـ، ذ، "فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ". "مَا أَجِدُ أَحَقَّ" في نـ:"مَا أَحدٌ أَحَق"، وفي أخرى:"مَا [أَجِدُ] أَحَدًا أَحَقَ".

===

عن ذلك بعد موته، فأراد أن لا يكرهها على ذلك، "فتح"(7/ 66)، "توشيح"(6/ 2352).

(1)

"جاءت أم المؤمنين حفصة" بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

(2)

أي: فدخلت.

(3)

أي: مدخلًا كان في الدار، "تو"(6/ 2352).

(4)

قوله: (فسمّى عليًّا

) إلخ، لم يذكر سعيد بن زيد مع أنه من النفر الموصوفين بذلك، لأنه من قرابته فتركه مبالغة في التبري من الأمر، أخرج المدائني قال:"فقال عمر: لا أرب لي في أموركم فأرغب فيها لأحد من أهلي"، كذا في "التوشيح" (6/ 2352). قال الكرماني (14/ 239): أما أبو عبيدة فمات قبل ذلك، وأما سعيد فهو ابن علام عمر، فلعله لم يذكره لذلك، أو أنه لم يره أهلًا لها بسبب من الأسباب، والله أعلم، انتهى.

(5)

"عليًّا" هو ابن أبي طالب رضي الله عنه.

(6)

"عثمان" هو ابن عفان رضي الله عنه.

(7)

"الزبير" ابن العوام رضي الله عنه.

ص: 455

وَطَلْحَةَ

(1)

وَسَعْدًا

(2)

وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ

(3)

، وَقَالَ: يَشْهَدكُم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَلَيسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ -كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ

(4)

لَهُ- فَإِنْ أَصَابَتِ الإِمْرَةُ

(5)

سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ

(6)

، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُم مَا أُمِّرَ،

"أَصَابَتِ الإِمْرَةُ" في هـ، ذ:"أَصَابَتِ الإِمَارَةُ".

===

(1)

" طلحة" ابن عبيد الله رضي الله عنه.

(2)

"سعد" هو ابن أبي وقاص رضي الله عنه.

(3)

"عبد الرحمن بن عوف" الزهري، هذه الستة هم كلهم من العشرة المبشرة بالجنة، أما أبو عبيدة أحد العشرة فمات قبل ذلك سنة 18 هـ، وأما سعيد بن زيد فلعله لم يذكر لأنه ابن علام عمر، فتركه مبالغة في التبري من الأمر، أو أنه لم يره أهلًا لَها بسبب من الأسباب، كذا قيل، والله أعلم بالصواب.

(4)

قوله: (كهيئة التعزية له) أي: لابن عمر؛ لأنه لما أخرجه من أهل الشورى في الخلافة أراد جبرَ خاطرِه بأن جحله من أهل المشاورة [في ذلك]، وزاد المدائني أن عمر قال لهم: "إذا اجتمع ثلاثة على رأي وثلاثة على رأي فحكِّموا عبد الله بن عمر، فإن لم ترضوا بحكمه فقدّموا من معه سعد وعبد الرحمن بن عوف

(1)

"، "فتح الباري" (7/ 67).

(5)

قوله: (الإمرة) بكسر الهمزة، وللكشميهني:"الإمارة". قوله: "سعدًا" أي: ابن أبي وقاص، وزاد المدائني:"وما أظن أن يلي هذا الأمر إلا علي أو عثمان، فإن ولي عثمان فرجل فيه لين، وإن ولي علي فستختلف عليه الناس"، "ف"(7/ 67).

(6)

أي: أهل لها.

(1)

كذا في الأصل، وفي "الفتح":"فقدموا من معه عبد الرحمن بن عوف".

ص: 456

فَإِنِّي لَم أَعْزِلْهُ

(1)

مِنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ، وَقَالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ

(2)

أَنْ يَعْرِفَ لَهُم حَقَّهُم، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرمَتَهُم، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا، الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ

(3)

وَالإِيمَانَ مِنْ قَبلِهِمْ، أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِم، وَأَنْ يُعْفَى

(4)

عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيرًا، فَإِنَّهُم رِدْءُ

(5)

الإِسْلَامِ، وَجُبَاةُ الْمَالِ

(6)

، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ،

"مِنْ عَجْزٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"عَنْ عَجْزٍ".

===

(1)

قوله: (لم أعزله) أي: عن الكوفة "من عجز" عن التصرف "ولا" عن "خيانة" في المال فإنه قوي أمين، قاله الكرماني (14/ 239). ومرَّ بيان عزله قريبًا في [ح: 3696].

(2)

قال الشعبي: هم من أدرك بيعة الرضوان، وقال ابن المسيب: من صلى القبلتين، "ك"(14/ 239).

(3)

قوله: (تبوَّؤُا الدار) أي: سكنوا المدينة قبل الهجرة. قوله: "والإيمانَ" ادّعى بعضهم أنه من أسماء المدينة وهو بعيد، والراجح أنه تضمن "تبوّؤا" معنى لزم، أو عامل نصبه محذوف، تقديره: واعتقدوا، أو أن الإيمان لشدة ثبوته في قلوبهم كأنه أحاط بهم فكأنهم نزلوه، والله أعلم، "فتح"(7/ 68).

(4)

ما دون الحقوق وحقوق العباد، "قس".

(5)

الردء العون، "ك"(14/ 239).

(6)

قوله: (جباة المال) بضم الجيم وخفة الموحدة، جمع جابٍ، أي: يجمعون المال، كذا في "القسطلاني" (8/ 224). قوله:"وغيظ العدوّ" أي: يغيظون العدوّ بكثرتهم وقوتهم. قوله: "إلا فضلُهم" أي: إلا ما فضل عنهم، و"حواشي أموالهم" هي التي ليست [بكرام] ولا خيار، قاله الكرماني (14/ 239 - 240).

ص: 457

وَأَنْ لَا يُؤْخَذَ مِنْهُم إِلَّا فَضْلُهُم عَنْ رِضَاهُم، وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيرًا، فَإِنَّهُم أَصْلُ الْعَرَبِ

(1)

وَمَادَّةُ الإِسْلَامِ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِم

(2)

وَتُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِم، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ

(3)

وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوفَى لَهُم بِعَهْدِهِم، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِم، وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُم

(4)

. فَلَمَّا قُبضَ خَرَجْنَا بِهِ، فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَسَلَّمَ عَندُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: يَستَأذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَتْ: أَدْخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ، فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيهِ

(5)

،

"تُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِم" في نـ: "يُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِم". "وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ. "فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي" في هـ: "فَانْقَلَبْنَا نَمْشِي".

===

(1)

قوله: (فإنهم أصل العرب ومادّة الإسلام) أي: الذين يُعينونهم [و] يُكثِّرون جيوشهم، ويُتقوّى بزكاة أموالهم، وكلُ ما أَعَنتَ به قومًا في حرب أو غيره فهو مادة لهم، "غاية"(4/ 307 - 308).

(2)

أي: التي ليست بخيار، "ف"(7/ 68).

(3)

قوله: (بذمة الله) والمراد بها أهل الذمة، والمراد بالقتال من ورائهم أي: إذا قصدهم عدوّ لهم. وقد استوفى عمر في وصيته جميع الطوائف؛ لأن الناس إما مسلم وإما كافر، فالكافر إما حربي ولا يوصى به وإما ذمي وقد ذكره، والمسلم إما مهاجري أو أنصاري أو غيرهما، وكلهم إما بدوي أو حضري، وقد بيّن الجميع. وزاد المدائني:"وأحسنوا مؤازرة من يلي أمركم وأعينوه وأدوا إليه الأمانة"، "فتح"(7/ 68).

(4)

أي: من الجزية، "ف"(7/ 68).

(5)

قوله: (مع صاحبيه) اختلف في صفة القبور المكرمة، فالأكثر على أن قبر أبي بكر وراء قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبر عمر وراء قبر أبي بكر. وقيل: إن قبره صلى الله عليه وسلم مقدم إلى القبلة، وقبر أبي بكر حذاء منكبيه، وقبر عمر حذاء

ص: 458

فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ

(1)

، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمْرَكُم

(2)

إِلَى ثَلَاثَةٍ

(3)

مِنْكُم، قَالَ الزُّبَيرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ. فَقَالَ طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ

(4)

، وَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ لَه عَبدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ فِنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ، وَاللهُ عَلَيهِ وَالإِسْلَامُ

(5)

لَيُنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُم فِي نَفْسِهِ؟ فَأُسْكِتَ الشَّيخَانِ

(6)

، فَقَالَ عَبدُ الرَّحْمَنِ: أَفَتَجْعَلُونَهُ إِليَّ،

"ابْنِ عَوْفٍ" سقط في نـ. "فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ" لفظ "له" سقط في نـ.

===

منكبي أبي بكر. وقيل: قبر أبي بكر عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر عمر عند رجلي أبي بكر. وقيل: قبر أبي بكر عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر عمر عند رجليه. وقيل غير ذلك، "فتح"(7/ 68).

(1)

أي: المذكورون في وصية عمر.

(2)

أي: في الاختيار ليقل الاختلاف، "ف"(7/ 68).

(3)

قوله: (إلى ثلاثة) أي: يكون ثلاثة أصولًا وكلاء من ثلاثة غيرهم حتى يقلّ الكلام، "خ".

(4)

فيه دلالة على أنه حضر، وتقدم أنه كان غائباً عند وصية عمر، ويحتمل أنه حضر بعد أن مات وقبل أن يتم أمر الشورى، وهذا أصح مما رواه المدائني أنه لم يحضر إلا بعد أن بويع عثمان، "فتح"(7/ 69).

(5)

قوله: (والله عليه والإسلام) بالرفع فيهما والخبر محذوف، أي: عليه رقيب، ونحو ذلك، قوله:"لينظرنّ أفضلهم في نفسه" أي: في معتقده، قوله:"فأسكتَ" بضم الهمزة وكسر الكاف، كأن مُسكتًا أسكتهما، ويجوز فتح الهمزة والكاف وهو بمعنى سكت، والمراد بالشيخين علي وعثمان، "فتح"(7/ 69).

(6)

هما عثمان وعلي.

ص: 459

وَاللهُ عَلَيَّ أَنْ لَا آلُو عَنْ أَفْضَلِكُم

(1)

؟ قَالَا: نَعَم، فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا

(2)

فَقَالَ: لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْقَدَمُ

(3)

فِي الإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَاللَّهُ عَلَيكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ، ثُمَّ خَلَا بِالآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ، فَبَايَعَهُ، فَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ، وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ

(4)

فَبَايَعُوهُ. [راجح: 1392].

‌9 - مَنَاقِبُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَبِي الْحَسَنِ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(5)

لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي

(6)

وَأَنَا مِنْكَ".

"مَنَاقِبُ عَلِي" كذا في ذ، وفي نـ:"بَابُ مَنَاقِب عَلِي".

===

(1)

قوله: (والله عليَّ أن لا آلُوَ عن أفضلكم) أي: والله شاهد رقيب على أن لا أقصر عن أفضلكم، "كرماني"(14/ 240).

(2)

هو علي، "ف"(7/ 69).

(3)

قول: (والقدم) بكسر القاف وفتحها، وقد تقدم. قوله:"ما قد علمتَ" صفة أو بدل عن القدم. قوله: "ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك" زاد المدائني أنه قال له كما قال لعلي، فقال علي وزاد فيه: أن سعدًا أشار عليه بعثمان، وأنه دار تلك الليالي كلّها على الصحابة ومن وافى المدينة من أشراف الناس لا يخلو برجل منهم إلا أمره بعثمان، وقد أورد المصنف قصة الشورى في "كتاب الأحكام" (برقم: 7207)، "ف"(7/ 69)، "قس"(8/ 226).

(4)

أي: أهل المدينة، "ك"(14/ 240).

(5)

"قال النبي صلى الله عليه وسلم" مما هو موصول عند المؤلف في "الصلح"(برقم: 2699) و"عمرة القضاء"(برقم: 4251).

(6)

قوله: (لعلي: أنت مني) يعني في الأُخوة وقرب المرتبة والمظاهرة به في أمر الدين، كذا في "المرقاة"(10/ 462).

ص: 460

وَقَالَ عُمَرُ

(1)

: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ

(2)

.

3701 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(3)

، ثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ

(4)

، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

(5)

، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ

(6)

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لأُعْطِيَنَّ

(7)

الرَّايَةَ

(8)

غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ" قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ

(9)

لَيْلَتَهُم أَيُّهُم يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

===

(1)

" وقال عمر" ابن الخطاب في علي، وصله قريبًا في الباب السابق.

(2)

قوله: (وهو عنه راضٍ) أي: عن علي. قال في "الفتح"(7/ 72): تقدم ذلك في الحديث الذي قبله موصولًا، وكانت بيعة علي بالخلافة عقب قتل عثمان في أواخر ذي الحجة

(1)

سنة خمس وثلاثين، فبايعه المهاجرون والأنصار وكل من حضر، وكتب ببيعته إلى الآفاق فأذعنوا كلّهم إلا معاوية في أهل الشام.

(3)

"قتيبة بن سعيد" الثقفي مولاهم.

(4)

"عبد العزيز" ابن أبي حازم اسمه سلمة بن دينار يروي عن أبيه.

(5)

اسمه سلمة، "ك"(14/ 241).

(6)

"سهل بن سعد" الساعدي.

(7)

كان ذلك بخيبر كما يأتي.

(8)

أي: العلم التي علامة للإمارة، "مرقاة"(10/ 458).

(9)

قوله: (يدوكون) أي: يخوضون فيمن يدفعها إليه، "مجمع"(2/ 213).

(1)

كذا في الأصل، وفي "ف":"في أوائل ذي الحجة".

ص: 461

كُلُّهُم يَرْجُو

(1)

أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: "أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ

(2)

". فَقَالُوا: يَشْتَكِي عَيْنَيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ"، فَلَمَّا جَاءَ بَصَقَ فِي عَينَيْهِ، فَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَم يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُم حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا، فَقَالَ: "انْفُذْ

(3)

عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُم بِمَا يَجِبُ عَلَيهِم مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ،

"كُلُّهُمْ يَرْجُوِ" في هـ، ذ:"كُلُّهُم يَرْجُونَ". "فَدَعَا لَهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَدَعَا لَهُ". "فَأعْطَاهُ الرَّايَةَ" في سـ، حـ، ذ:"فَأَعْطَى الرَّايَةَ".

===

(1)

أفرد نظرًا إلى لفظ الكل.

(2)

قوله: (فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يشتكي عينيه) والمعنى أنه حصل عذر لديه. قال الطيبي (11/ 265): [أي] أين علي؟ مالي لا أراه حاضرًا؟ فيستقيم جوابهم نحو قوله تعالى: {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ} [النمل: 20]، كأنه صلى الله عليه وسلم استبعد غيبته عن حضرته في مثل ذلك الموطن، لا سيّما وقد قال: "لأعطين الراية

" إلخ، وقد حضر الناس كلّهم طمعًا بأن يكون هو الذي يفوز بذلك الوعد، كذا في "المرقاة" (10/ 458).

(3)

قوله: (انفُذْ) بضم الفاء أي: امض "على رسلك" بكسر فسكون أي: رفقك ولينك. قوله: "حتى تنزل بساحتهم" أي: حتى تبلغ فناءهم من أرضهم، "ثم ادعُهم إلى الإسلام" أي: أوّلًا. قوله: "من حق الله فيه" أي: في الإسلام. قوله: "حمر النعم" يراد به حمر الإبل وهو أعزّها وأنفسها، ويضربون بها المثل في نفاسة الشيء، وأنه ليس هناك أعظم منه، "مرقاة" (10/ 459). قال الطيبي (11/ 265) نقلًا عن النووي: تشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا إنما هو للتقريب إلى الأفهام، وإلا فقدرٌ يسيرٌ من الآخرة خير من الدنيا بأسرها [وأمثالها معها].

ص: 462

فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ". [راجع: 2942].

3702 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ

(1)

، ثَنَا حَاتِم

(2)

، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ

(3)

، عَنْ سَلَمَةَ

(4)

قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ قَدْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيبَرَ وَكَانَ بهِ رَمَدٌ

(5)

، فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ

(6)

بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَهَا اللَّهُ فِي صَبَاحِهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ -أَوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ- غَدًا رَجُلًا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ- أَوْ قَالَ: يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ- يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ". فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَمَا نَرْجُوهُ

(7)

، فَقَالُوا: هَذَا عَلِيٌّ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيهِ. [راجع: 2975].

3703 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ

(8)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ

"رَجُلًا يُحِبُّهُ اللَّهُ" في نـ: "رَجُل يُحِبُّهُ اللَّهُ". "يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ" في سـ، حـ، ذ:"يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ". "فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" زاد في هـ، ذ:"الراية".

===

(1)

" قتيبة" ابن سعيد المذكور آنفًا.

(2)

"حاتم" ابن إسماعيل الكوفي.

(3)

"يزيد بن أبي عبيد" مصغرًا مولى سلمة.

(4)

ابن الأكوع.

(5)

بالتحريك: هيجان العين، "قاموس" (ص: 271).

(6)

بخيبر أو في أثناء الطريق، "قس"(8/ 228).

(7)

أي: لم نكن نرجو قدومه، "ك"(14/ 243).

(8)

"عبد الله بن مسلمة" ابن قعنب القعنبي المدني.

ص: 463

أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا

(1)

جَاءَ إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فَقَالَ: هَذَا فُلَانٌ

(2)

-لأَمِيرِ الْمَدِينَةِ- يَدْعُو

(3)

عَلِيًّا عِنْدَ الْمِنْبَرِ، قَالَ: فَيَقُولُ: مَاذَا؟ قَالَ: يَقُولُ لَهُ أَبُو تُرَابِ، فَضَحِكَ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا سَمَّاهُ

(4)

إِلَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَمَا كَانَ لَهُ

(5)

اسمٌ أَحبُّ إِلَيْهِ مِنْهُ، فَاسْتَطْعَمْتُ

(6)

الْحَدِيثَ سَهْلًا، وَقُلْتُ لَه: يَا أَبَا عَبَّاسٍ كَيفَ ذلِك قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ ثُمَّ خَرَجَ فَاضْطَجَعَ فِي الْمَسْجِدِ

(7)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ " قَالَتْ: فِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَوَجَدَ رِدَاءَهُ

"وَمَا كَانَ لَهُ اسْمٌ" في نـ: "وَاللهِ لَهُ اسْمٌ". "وَقُلْتُ لَه" في نـ: "فَقُلْتُ لَه". "كَيْفَ ذلِك" لفظ "ذلك" ثبت في ذ.

===

(1)

لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 72).

(2)

قوله: (هذا فلان لأمير المدينة) أي: كنى بفلان عن أمير المدينة، كذا في "الكرماني" (14/ 243). قال في "الفتح" (7/ 72): وفلان المذكور لم أقف على اسمه صريحًا، ووقع عند الإسماعيلي:"هذا فلان بن فلان" انتهى.

(3)

أي: يذكره بشيء غير مرضي، "خ".

(4)

يعني أبا تراب، والاسم يراد به الكنية أو بالعكس، "ك"(14/ 243).

(5)

أي: لعلي.

(6)

قوله: (فاستطعمتُ الحديث سهلًا) أي: طلبت الحديث من سهل، وقصة تسميته به واستعار الاستطعام للكلام بجامع ما بينهما من الذوق، فللطعام الذوق الحسي وللكلام الذوق المعنوي، كذا في "ف"(7/ 72)، "خ".

(7)

وفي رواية الطبراني: "كان بيني وبينهم شيء"، "ف"(7/ 72).

ص: 464

قَدْ سَقَطَ عَنْ ظَهْرِهِ، وَخَلَصَ

(1)

التُّرَابُ إِلَى ظَهْرِهِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَيَقُول:"اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَابٍ" مَرَّتَيْنِ

(2)

. [راجع: 441].

3704 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثَنَا حُسَيْنٌ

(3)

، عَنْ زَائِدَةَ

(4)

، عَنْ أَبِي حَصِينٍ

(5)

، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيدَةَ

(6)

قَال: جَاءَ رَجُلٌ

(7)

إِلَى ابْنِ عُمَرَ

(8)

، فَسَأَلَهُ عَنْ عُثْمَانَ، فَذَكَرَ عَنْ مَحَاسِنِ عَمَلِهِ

(9)

،

"يَمْسَحُ عَنْ ظَهْرِهِ" في نـ: "يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ". "فَذَكَرَ عَنْ مَحَاسِنِ" لفظ "عن" سقط في نـ.

===

(1)

أي: وصل، "ف"(7/ 72).

(2)

ظرف ليقول، "ك"(14/ 243).

(3)

"حسين" هو ابن علي الجعفي الكوفي.

(4)

"زائدة" ابن قدامة.

(5)

"أبي حصين" بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية، عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي.

(6)

"سعد بن عبيدة" مصغرًا أبو حمزة الكوفي.

(7)

"رجل" هو نافع بن الأزرق وليس هو السكسكي.

(8)

أي: ابن الخطاب.

(9)

قوله: (فذكر عن محاسن عمله) كأنه ضمن "ذَكَر" معنى أخبر فعدّاها بـ "عن"، وفي رواية الإسماعيلي:"فذكر أحسن عمله" وكأنه ذكر له إنفاقه في جيش العسرة وتسبيله بئر رومة ونحو ذلك. قوله: "ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله" كأنه ذكر له شهوده بدرًا وغيرها وفتح خيبر على يديه [وقتله مرحب] ونحو ذلك. قوله: "هو ذاك، بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم"

ص: 465

قَالَ: لَعَلَّ ذَاكَ يَسُوؤُكَ؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: فَأَرْغَمَ اللَّهُ

(1)

بِأَنْفِكَ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ عَلِيٍّ، فَذَكَرَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ قَالَ: هُوَ ذَاكَ، بَيتُهُ أَوْسَطُ بُيُوتِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّ ذَاكَ يَسُوؤُكَ؟ قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: فَأَرْغَمَ اللَّهُ بِأَنْفِكَ، انْطَلِقْ فَاجْهَدْ عَلَى جَهْدَكَ

(2)

. [راجع: 3130، تحفة: 7046].

3705 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(3)

، ثَنَا غُنْدُرٌ

(4)

، ثَنَا شعْبَةُ

(5)

، عَنِ الْحَكَمِ

(6)

سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى

(7)

(8)

، ثَنَا عَلِيٌّ: أَنَّ فَاطِمَةَ

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

وفي رواية: "سألت ابن عمر عن علي فقال: انظر إلى منزله من نبي الله صلى الله عليه وسلم ليس في المسجد غير بيته"، كذا في "الفتح"(7/ 72 - 73).

(1)

أي: ألصقه بالرغام أي: أهانه وأذله، "ك"(14/ 244).

(2)

قوله: (فاجهَدْ علي جَهدك) بفتح الجيم أي: افعل في حقي ما تقدر عليه، فإن الذي قلته لك الحق، وقائل الحق لا يبالي ما قيل فيه من الباطل.

وهذا الحديث من أفراد المؤلف، "قسطلاني"(8/ 230).

(3)

"محمد بن بشار" ابن عثمان العبدي بندار البصري.

(4)

"غندر" محمد بن جعفر البصري.

(5)

"شعبة" ابن الحجاج.

(6)

"الحكم" ابن عتيبة بالضم مصغرًا.

(7)

"ابن أبي ليلى" عبد الرحمن.

(8)

قوله: (ابن أبي ليلى) قال في "جامع الأصول": إذا أطلق المحدثون ابن أبي ليلى يعنون عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإذا أطلقه الفقهاء يعنون به محمد بن عبد الرحمن، كذا في "الكرماني" (14/ 244). قوله:"فأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبيٌ" ولأبي ذر عن الكشميهني بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول

ص: 466

شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَا، فَأَتَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبي، فَانْطَلَقَتْ فَلَم تَجِدْهُ، فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ، فَأَخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَائِشَة بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَينَا، وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لأَقُومَ، فَقَالَ:"عَلَى مَكَانِكُمَا"

(1)

فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، وَقَالَ: "أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَا ثَلَاثًا

"فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ" في هـ، ذ:"فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْيٍ".

"تُكَبِّرَا أَرْبَعًا" في عسـ، هـ، ذ:"فَكَبّرَا أَرْبَعًا"، وفي س، حـ، ذ:"تُكَبِّرَانِ أَرْبَعًا"، وفي ذ:"ثَلاثًا " بدل "أَرْبَعًا". "وَتُسَبِّحَا ثَلَاثًا" في سـ، حـ، ذ:"وَتُسَبِّحَانِ ثَلَاثًا" وفي هـ، ذ:"وَسَبِّحَا ثَلَاثًا". "وَتَحْمَدَا ثَلَاثًا" كذا في ذ، وفي سـ، حـ، ذ:"وَتَحْمَدَان ثَلَاثًا"، وفي هـ، ذ:"وَاحْمَدَا ثَلَاثًا"، وفي نـ:"وَتَحْمَدَا ثَلَاثَةً".

===

و"بسبي" جار ومجرور، كذا في "القسطلاني" (8/ 231). قال في "الفتح" (7/ 73): ودخوله في مناقب علي من جهة منزلته من النبي صلى الله عليه وسلم، ودخول النبي صلى الله عليه وسلم معه في فراشه بينه وبين امرأته وهي ابنته صلى الله عليه وسلم، ومن جهة اختيار النبي صلى الله عليه وسلم له ما اختار لابنته من إيثار أمر الآخرة على [أمر] الدنيا ورضاهما بذلك.

(1)

قوله: (على مكانكما) أي: الزما مكانكما ولا تفارقاه، "فكبِّرا" بلفظ الأمر، وفي بعضها بلفظ المضارع، فحذف النون منه إما للتخفيف وإما لأن "إذا" جازمة على شذوذ، قاله الكرماني (14/ 244). ومرَّ الحديث [برقم: 3113] في "أبواب الخمس"، وأورد أبو داود هذا الحديث (برقم: 5063) أتم من هذا، وفيه: "قال علي رضي الله عنه لابن أعبُد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أحبّ أهله إليه،

ص: 467

وَثَلَاثينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ"

(1)

[راجع: 3113].

3706 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(2)

، ثَنَا غُنْدُرٌ

(3)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(4)

، عَنْ سَعْدٍ

(5)

قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ

(6)

عَنْ أَبِيهِ قالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "أَمَا تَرْضَى

(7)

أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى". [طرفه: 4416، أخرجه: م 2404، س في الكبرى 8142، ق 115، تحفة: 3840].

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

وكانت عندي فجرّتْ بالرحى حتى أثّرتْ بيدها، واستقتْ بالقربة حتى أثرت في نحرها، وقمّت البيتَ حتى اغبرَّتْ ثيابُها، وأوقدتِ القدرَ حتى دكنَتْ ثيابُها فأصابها من ذلك ضُرٌ، فسمعنا أن رقيقًا أتي بهم [إلى] النبي صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: لو أتيتِ أباكِ فسألتِيه خادمًا يكفيكِ فأتَتْه" الحديث.

(1)

لفظ الخادم يطلق على الذكر والأنثى.

(2)

"محمد بشار" الملقب ببندار البصري.

(3)

"غندر" محمد بن جعفر البصري.

(4)

"شعبة" ابن الحجاج.

(5)

"سعد" ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(6)

"إبراهيم بن سعد" ابن أبي وقاص رضي الله عنه.

(7)

قوله: (أما ترضى أن تكون مني

) إلخ، قال التوربشتي: كان هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم مخرجه إلى غزوة تبوك، وقد خلف عليًّا رضي الله عنه على أهله وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالًا له وتخففًا منه، فلما سمع به علي رضي الله عنه أخذ سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجرف، فقال: يا رسول الله! زعم المنافقون كذا، فقال: "كذبوا، وإنما خلفتك لما تركت ورائي؛ فارجع

ص: 468

3707 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ

(1)

، أَنَا شُعْبَةُ

(2)

، عَنْ أَيُّوبَ

(3)

،

===

فاخلفني في أهلي وأهلك، أما ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى". والمستدلّ بهذا الحديث على أن الخلافة كانت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه زائغ عن منهج الصواب، فإن الخلافة في الأهل في حياته لا تقتضي الخلافة في الأمة بعد الممات، والمقايسة التي تمسكوا بها تنتقض عليهم بموت هارون قبل موسى عليهما السلام انتهى، كذا في "الطيبي" (11/ 263 - 264).

وقد استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم في هذه الغزوة على إمامة الناس، فلو كانت الخلافة مطلقة لكان استخلف عليًّا على الإمامة أيضًا بل كان أهمّ، كذا في "اللمعات".

قال القاضي عياض: هذا مما تعلقت الروافض وسائر فِرَق الشيعة في أن الخلافة كانت حقًّا لعلي، وأنه وصى له بها، فكفّرت الروافض سائر الصحابة بتقديمهم غيره، وزاد بعضهم فكفّر عليًّا رضي الله عنه لأنه لم يقم في طلب حقه، وهؤلاء أسخف عقلًا وأفسد مذهبًا من أن يذكر قولهم، ولا شكّ في تكفير هؤلاء؛ لأن من كفّر الأمة كلَّها والصدر الأول خصوصًا، فقد أبطل الشريعة وهدم الإسلام، ولا حجة في الحديث لأحد منهم، بل فيه إثبات فضيلة لعلي، ولا تعرض فيه لكونه أفضل من غيره، وليس فيه دلالة على استخلافه بعده، لأن هارون المشبَّه به لم يكن خليفة بعد موسى، لأنه توفي قبل وفاته بنحو أربعين سنة، وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربه للمناجاة، انتهى، كذا في "الطيبي"(11/ 263) و"المرقاة"(10/ 454 - 455).

(1)

"علي بن الجعد" أبو الحسن الهاشمي مولاهم.

(2)

"شعبة" ابن الحجاج.

(3)

"أيوب" السختياني.

ص: 469

عَنِ ابْنِ سِيرِينَ

(1)

، عَنْ عَبِيدَةَ

(2)

، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: اقْضُوا كَمَا كُنْتُم تَقْضُونَ

(3)

، فَإِنِّي أَكْرَهُ الاخْتِلَافَ

(4)

حَتَّى يَكُونَ النَّاسُ جَمَاعَةً، أَوْ أَمُوتُ

(5)

كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي. فَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ

(6)

يَرَى

(7)

أَنَّ

"كَمَا كُنْتُم تَقْضُونَ" في هـ، ذ:"عَلَى مَا كُنْتُم تَقْضُونَ". "يَكُونَ النَّاسُ جَمَاعَةً" كذا في ذ، وفي نـ:"يَكُونَ للنَّاسِ جَمَاعَةٌ".

===

(1)

" ابن سيرين" محمد.

(2)

بفتح المهملة السلماني، "ك"(14/ 245).

(3)

قوله: (اقضوا كما كنتم تقضون) قال في "الفتح"(7/ 73): في رواية حماد بن زيد عن أيوب أن ذلك بسبب قول علي رضي الله عنه في بيع أم الولد، وأنه كان يرى هو وعمر أنهن لا يبعن، وأنه رجع عن ذلك فرأى أن يبعن. قال عبيدة: فقلت له: رأيك ورأي عمر في الجماعة أحبّ إلي من رأيك وحدك في الفرقة، فقال علي ما قال، انتهى.

(4)

قوله: (فإني أكره الاختلاف) أي: على الشيخين، أو الاختلاف الذي يؤدي إلى التنازع والفتن، وإلا فاختلاف الأمة رحمة، "قس"(8/ 232).

(5)

قول: (أو أموت) بالغضب عطفًا على "حتى يكون" ويجوز الرفع بتقدير مبتدأ أي: أنا أموت. قوله: "كما مات أصحابي" أي: لا أزال على ذلك حتى أموت، كذا في "قس"(8/ 233)، "ف"(7/ 73).

(6)

محمد.

(7)

قوله: (يرى) بفتح أوله أي: يعتقد "أن عامة" أي: أكثرَ "ما يُروى" بضم أوله "عن عليٍّ الكذبُ" والمراد بذلك ما ترويه الرافضة عن علي من الأقوال المشتملة على مخالفة الشيخين، "ف"(7/ 73).

ص: 470

عَامَّةَ مَا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ الْكَذِبُ. [تحفة: 10236].

‌10 - مَنَاقِبُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ

(1)

الْهَاشِمِيِّ

وَقَالَ لَه النَّبِيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم: "أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي".

3708 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ

(4)

، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُريِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقُولُونَ: أَكْثَرَ

(5)

أَبُو هُرَيْرَةً

(6)

،

"مَا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ" كذا في عسـ، قتـ، ذ، وفي ذ:"مَا يُرْوَى عَلَى عَلِيٍّ". "مَنَاقِبُ جَعْفَر" كذا في ذ، وفي نـ:"بَابُ مَنَاقِب جَعْفَر" مصحح عليه. "الْهَاشَمِيِّ" ثبت في ذ. "وَقَالَ لَه النَّبِيُّ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَقَالَ النَّبِيُّ". "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ".

===

(1)

قوله: (جعفر بن أبي طالب) وهو أسنّ من عليّ بعشر سنين، وكنيته أبو عبد الله، الطيار ذو الجناحين، وذو الهجرتين، الشجاع الجواد، كان متقدم الإسلام، استشهد في مؤتة سنة ثمان، وقال صلى الله عليه وسلم:"رأيت جعفرًا يطير في الجنة" وقال أيضًا حين قطعت يداه في غزوة مؤتة: "جعل الله له جناحين [في الجنة] يطير بهما"، كذا في "ك"(2/ 15)، "خ".

(2)

"وقال له النبي صلى الله عليه وسلم" أتم مما وصله في "عمرة القضاء".

(3)

"أحمد بن أبي بكر" واسم أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، أبو مصعب الزهري المدني.

(4)

"ابن أبي ذئب" محمد بن عبد الرحمن.

(5)

أي: رواية الحديث، "ك"(15/ 2).

(6)

أي: أتى بأكثر من رواية الحديث، "خ".

ص: 471

وَإِنِّي كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِبَعِ بَطْنِي، حِينَ لَا آكُلُ الْخَمِيرَ

(1)

، وَلَا أَلْبَسُ الْحَبِيرَ، وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَفُلَانَةُ، وَكُنْتُ أُلْصقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ مِنَ الْجُوعِ، وإنْ كُنْتُ لأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ وَهِيَ مَعِي كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي، وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِليْنَا الْعُكَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَيَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا. [طرفه: 5432، تحفة: 13012، 13022].

3709 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ

(2)

، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ

(3)

،

"بِشِبَع بَطْنِي" في هـ، ذ:"لِيَشْبَعَ بَطْنِي"، وفي صـ:"لِشَبْعِ بَطْنِي". "حِيْنَ لَا آكُل" في هـ: "حَتَّى لَا آكُلُ". "الْخَمِيرَ" في نـ: "الْخَبِيزَ". "الْحَبِيرَ" في عسـ، هـ، ذ:"الْحَرِير". "أَخْيَرَ النَّاسِ" في هـ، ذ:"خَيْرَ النَّاسِ". "للمِسْكِينِ" كذا في هـ، وفي ذ:"لِلْمَسَاكينِ". "حَدَّثَنَا عَمْرْو بْنُ عَلِيٍّ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ".

===

(1)

قوله: (لا آكل الخمير) أي: الخبز الذي جُعل في عجينه الخمير، وفي بعضها "الخبيز" بالموحدة والزاي أي: الخبز المأدوم. و"الحبير" بفتح المهملة: الجديد والحسن، وقيل: الثوب المحبر كالبرود اليمانية. وفائدة إلصاق البطن بالحصباء انكسار شدة حرارة الجوع ببرودة الحجر. قوله: "لأستقرئ" أي: أطلب إليه أن يقرئنيها، و"هي" أي: الآية "معي" أي: كنت أحفظها. قوله: "أخير الناس" وهي أيضًا لغة فصيحة، وكان جعفر يسمى بأبي المساكين. و"العكّة" بضم المهملة: آنية السمن، "ك"(15/ 3)، "خ".

(2)

"عمرو بن علي" ابن بحر الباهلي الصيرفي الفلاس.

(3)

"يزيد بن هارون" الواسطي.

ص: 472

أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ

(1)

، عَنِ الشَّعْبِيِّ

(2)

: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى ابْنِ جَعْفَرٍ

(3)

قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ

(4)

، قَال أَبُوْ عَبدِ اللهِ: يُقَالُ: كُنْ فِي جَنَاحِي كُن فِي نَاحِيَتِي كل جَانِبَيْنِ جَنَاحَانِ. [طرفه: 4264، أخرجه: س في الكبرى 8158، تحفة: 7112].

‌11 - ذِكْرُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

(5)

3710 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(6)

، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، ثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

"قَال أَبُوْ عَبْدِ اللَّهِ

" إلخ، في سفـ: "قَال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يُقَالُ: لِكل ذِي جَانِبَينِ جَنَاحَانِ". "ذِكْرُ عَبَّاسِ" في نـ: "ذِكْرُ الْعَبَّاسِ". "أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" في نـ: "ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ".

===

(1)

" إسماعيل بن أبي خالد" واسمه سعد الكوفي.

(2)

"الشعبي" عامر بن شراحيل.

(3)

هو عبد الله بن جعفر، قيل: لم يكن في الإسلام أسخى منه، مات سنة ثمانين على الأصح، "ك"(15/ 3)، "خ".

(4)

قوله: (يا ابن ذي الجناحين) إشارة إلى حديث "أنه أبدل من يديه لما قطعا في غزوة مؤته جناحين يطير بهما في السماء مع الملائكة" أخرجه الترمذي والحاكم وغيرهما، "توشيح"(6/ 2358). [انظر "فتح الباري" (7/ 76)].

(5)

أبو الفضل، وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين أو بثلاث، وقد قيل: إنه أسلم قديمًا وأظهره يوم الفتح، توفي في خلافة عثمان، "قس"(8/ 236).

(6)

"الحسن بن محمد" ابن الصباح الزعفراني.

ص: 473

أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب كَانَ إِذَا قَحِطُوا

(1)

اسْتَشقَى بِالْعَبَّاسِ

(2)

بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: اللّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا فَيُسْقَوْنَ

(3)

. [راجع: 1010].

‌12 - مَنَاقِبُ قَرَابَةِ

(4)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

-

3711 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(5)

، أَنَا شُعَيْبٌ

(6)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(7)

، ثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ

(8)

، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ أَرْسلَتْ إِلَى أَبِي بَكْر تَسْألُهُ مِيرَاثَهَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، تَطْلُبُ صَدَقَةَ

(9)

"مَنَاقِبُ قَرَابَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم" كذا في ذ، وفي نـ:"بَابُ مَنَاقِب قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"، وزاد في نـ:"وَمَنْقَبَةُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ". "مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ" في هـ، ذ:"فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ"، وفي "قس" عكسه.

===

(1)

قوله: (إذا قحطوا) بفتح القاف وكسر المهملة: أصابهم القحط، "قس"(8/ 236)، ومرَّ الحديث [برقم: 1010] في "الاستسقاء".

(2)

أي: متوسلًا به.

(3)

مر الحديث مع بيانه [برقم: 1010].

(4)

يريد بذلك من ينسب إلى جده الأقرب وهو عبد المطلب، "ف"(7/ 78).

(5)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(6)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة بالحاء المهملة.

(7)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(8)

ابن العوام.

(9)

قوله: (تطلب صدقة) فإن قلت: كيف تطلب الصدقة وهي لجميع

ص: 474

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ

(1)

وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ. [راجع: 3092].

3712 -

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ -يَعْنِي مَالَ اللَّهِ- لَيْسَ لَهُم أَنْ يَزِيدُوا عَلَى الْمَأْكَلِ"، وَإِنّي وَاللهِ لَا أُغَيِّرُ شَيئًا مِنْ صَدَقَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّتِي كَانَتْ عَلَيهَا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَضِيلَتَكَ، وَذَكَرَ قَرَابَتَهُم مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وحَقَّهُم، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أحَبّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي. [راجع: 3093، أخرجه: م 1759، د 2968، س 4141، تحفة: 10340 أ، 6636 ب، 6630].

3713 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الْوَهَّابِ

(2)

، ثَنَا خَالِدٌ

(3)

،

"فَهُوَ" سقط في نـ. "صَدَقَات النَّبِيِّ" في ذ: "صَدَقَاتِ رَسُوْلِ اللَّهِ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ".

===

المؤمنين؟ قلت: وهي صدقة في الواقع، وتدّعي أنها ملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحسب اعتقادها، كذا في "ك"(15/ 4)، "خ"، ومرَّ بيانه في "باب فرض الخمس" [برقم: 3092، 3093].

(1)

محركة: قرية بخيبر، "ق" (ص: 875).

(2)

"عبد الله بن عبد الوهاب" الحجبي البصري.

(3)

"خالد" هو ابن الحارث بن سليم الهجيمي.

ص: 475

ثَنَا شعْبَةُ

(1)

، عَنْ وَاقِدٍ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ

(3)

قَالَ: ارْقُبُوا مُحَمَّدًا فِي أَهْلِ بَيتِهِ

(4)

. [طرفه: 3751، تحفة: 6603].

3714 -

حَدَّثَنَا

(5)

أَبُو الْوَلِيدِ

(6)

، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ

(7)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ

(8)

، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

(9)

، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي

(10)

، فَمَنْ أَغْضَبَهَا

"حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

" إلخ، هذا الحديث وبعده -أي: 3714، 3715، 3716 - سقط في رواية أبي ذر.

===

(1)

" شعبة" ابن الحجاج.

(2)

هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، "ف"(7/ 79).

(3)

الصديق.

(4)

قوله: (ارقبوا محمدًا في أهل بيته) أي: احفظوه فيهم أي: راعوه واحترموه، "مجمع"(2/ 362).

(5)

هذان الحديثان لم يقعا في رواية أبي ذر وثبتا لغيره، "ف"(7/ 79).

(6)

"أبو الوليد" هشام بن عبد الملك الطيالسي.

(7)

"ابن عيينة" سفيان.

(8)

"عمرو بن دينار" المكي.

(9)

"ابن أبي مليكة" عبد الله.

(10)

قوله: (بضعة مني) هو بالفتح: القطعة من اللحم، وقد تكسر أي: أنها جزء مني، كذا في "المجمع" (1/ 189). قال ابن حجر (7/ 79): هو طرف من قصة خطبة [عليّ] ابنةَ أبي جهل، وسيأتي مطولًا في ترجمة أبي العاص بن الربيع قريبًا [برقم: 3729].

ص: 476

أَغْضَبَنِي"

(1)

. [راجع: 926، أخرجه: م 2499، د 2071، ت 3867، س في الكبرى 8370، ق 1998، تحفة: 11267].

3715 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ

(2)

، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ سعْدٍ

(3)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ

(4)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَعَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شَكْوَاهُ

(5)

الَّتِي قُبِضَ فِيهَا، فَسَارَّهَا

(6)

بِشَيءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ

(7)

. [راجع: 3623، أخرجه: م 2450، س في الكبرى 8367، تحفة: 16339].

3716 -

فَقَالَتْ: سَارَّني النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ

(8)

الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّني فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيتِهِ أَتْبَعُهُ فَضَحِكْتُ. [راجع: 3624].

"عَنْ عَائِشَةَ" زاد في نـ: "رضي الله عنها" مصحح عليه. "الَّتِي قُبِضَ فِيهَا" في نـ: "الَّذِي قُبِضَ فِيهَا".

===

(1)

هذا الحديث والذي بعده لم يقعا في رواية أبي ذر وثبتا لغيره، ولم يذكرهما النسفي أيضًا، "ف"(7/ 79).

(2)

"يحيى بن قزعة" القرشي المكي المؤذن.

(3)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(4)

"عروة" ابن الزبير بن العوام.

(5)

أي: في مرضه.

(6)

أي: كلمها سرًا.

(7)

وسيجيء الحديث مع بعض متعلقاته في "مناقب فاطمة".

(8)

الوجع محركة: المرض، "قاموس" (ص: 710).

ص: 477

‌13 - مَنَاقِبُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

(1)

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(2)

: هُوَ حَوَارِيُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

، وَسُمِّيَ الْحَوَارِيُّونَ لِبَيَاضِ ثِيَابِهِم

(4)

.

"مَنَاقِبُ الزُّبَيْرِ" في نـ: "بابُ مَنَاقِبِ الزُّبَيْرِ".

===

(1)

قوله: (الزبير بن العوام) ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي، وعدد ما بينهما من الآباء سواء، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمةُ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يكنى أبا عبد الله. وروى الحاكم بإسناد صحيح عن عروة قال:"أسلم الزبير وهو ابن ثمان سنين"، كذا في "الفتح" (7/ 80). قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 511): كان علي والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص وُلدوا في عام واحد، ولم يتخلّف الزبير عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهى. قال الكرماني (15/ 6): هو أحد العشرة [المبشرة]، رابع الإسلام، القرشي الأسدي، وهو أول من سلّ سيفًا في سبيل الله، ترك القتال يوم الجمل فلحقه جماعة من الغواة فقتلوه بوادي السباع بناحية البصرة سنة ست وثلاثين، انتهى.

(2)

"وقال ابن عباس

" إلخ، مما وصله في "سورة براءة".

(3)

قوله: (هو حواريّ النبي صلى الله عليه وسلم) بتخفيف الواو وشدة الياء لفظ مفرد: الناصر، وقيل: الخالص الصافي. فإن قلت: الصحابة كلهم أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم خُلَّصًا له فما وجه التخصيص به؟ قلت: هذا قاله حين قال يوم الأحزاب: "من يأتيني بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا"، وهكذا مرة ثالثة، ولا شك أنه في ذلك الوقت نصر نصرةً زائدة على غيره. [انظر "الكرماني" (15/ 6)].

(4)

وصله ابن أبي حاتم، "ف"(7/ 80).

ص: 478

3717 -

حَدَّثَنَا خَالِدُبْنُ مَخْلَدٍ

(1)

، نَا عَلِيُّ بْنُ مُشهِرٍ

(2)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُزوَةَ

(3)

، عَنْ أَبيهِ، أَخْبَرَنِي مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ

(4)

قَالَ: أَصَابَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رُعَافٌ

(5)

شَدِيدٌ سَنَةَ الرُّعَافِ

(6)

، حَتَّى حَبَسَهُ عَنِ الْحَجِّ وَأَوْصَى

(7)

، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ

(8)

مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: اسْتَخْلِفْ

(9)

، فَقَالَ: وَقَالُوهُ؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: وَمَنْ؟ فَسَكَتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ

"فَقَالَ: وَقَالُوهُ" في نـ: "قَالَ: وَقَالُوهُ".

===

(1)

" خالد بن مخلد" القطواني.

(2)

"علي بن مسهر" القرشي الكوفي قاضي الموصل.

(3)

"هشام بن عروة" ابن الزبير بن العوام.

(4)

"مروان بن الحكم" ابن أبي العاص بن أمية الأموي المدني.

(5)

أي: الدم يخرج من الأنف، "تن"(2/ 789).

(6)

قوله: (سنة الرعاف) أي: سنة إحدى وثلاثين كما عند ابن شبة

(1)

في "كتاب المدينة" وكان للناس فيها رعاف كثير، "قس"(8/ 241).

(7)

قوله: (وأوصى) ذكر عمر بن شبة: أن عثمان كتب العهد بعده لعبد الرحمن بن عوف واستكتم ذلك حمران كاتبه، فوشى بذلك حمران إلى عبد الرحمن، فعاتب عثمان على ذلك، فغضب عثمان على حمران فنفاه من المدينة إلى البصرة، ومات عبد الرحمن بعد ستة أشهر، وكان وفاته سنة اثنتين وثلاثين، كذا في "الفتح"(7/ 80).

(8)

لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 80).

(9)

قوله: (فقال: استخلِفْ) أي: اجعل لك خليفة بعدك. قوله: "فقال: وقالوه؟ " أي: قال عثمان: وقال الناس هذا القول؟ "قال" الرجل:

(1)

في الأصل: كما عند شيبة.

ص: 479

-أَحْسِبُهُ الْحَارِثَ

(1)

(2)

- فَقَالَ: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ عُثْمَانُ: وَقَالُوا

(3)

؟ فَقَالَ

(4)

: نَعَم، قَالَ: وَمَنْ هُوَ

(5)

؟ قَالَ: فَسَكَتَ، قَالَ: فَلَعَلَّهُمْ قَالُوا

(6)

: الزُّبَيرُ

(7)

؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَخَيْرُهُمْ مَا عَلِمْتُ

(8)

، وَإِنْ كَانَ لأَحَبَّهُم إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [طرفه: 3718، أخرجه: س في الكبرى 8209، تحفة: 9838].

===

"نعم" قالوه. قوله: "قال: ومَنْ" أي: قال عثمان: ومن أستخلفه؟ فسكت الرجل، كذا في "العيني"(11/ 455).

(1)

"الحارث" ابن الحكم أخا مروان المروزي.

(2)

قوله: (الحارث) أي: ابن الحكم بن أبي العاص الأموي، وهو أخو مروان راوي الخبر، وقد شهد الحارث المذكور حصار عثمان، وعاش بعد ذلك إلى خلافة معاوية، كذا في "ك"(15/ 7)، "ف"(7/ 80 - 81).

(3)

أي: قال الناس هذا القول؟.

(4)

أي: فقال الحارث: نعم، قالوا هذا القول، "ع"(11/ 455).

(5)

أي: من الذي أستخلفه.

(6)

قوله: (قال: فلعلهم قالوا: الزبيرَ؟) أي: قال عثمان: لعل هؤلاء قالوا: هو الزبير بن العوام؟ "قال: نعم" أي: قال الحارث: نعم كذا قال الناس.

(7)

المذكور في السند.

(8)

قوله: (ما علمتُ) كلمة "ما" موصولة، وهو خبر مبتدأ محذوف، أو مصدرية أي: في علمي الظاهر أن المراد بالخير أنه من بني أمية الذي طلبوا الاستخلاف، وإلا فلا شك أن عليًّا كرّم الله وجهه كان خيرًا بعد عثمان اتفاقًا، ومنه أيضًا عند البعض، "الخير الجاري".

ص: 480

3718 -

حَدَّثَنَا عُبَيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(1)

، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(2)

، عَنْ هِشَام

(3)

، أَخْبَرَنِي أَبِي قَال: سَمِعْتُ مَرْوَانَ

(4)

يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ، أتَاهُ رَجُلٌ

(5)

فَقَالَ: اسْتَخْلِفْ، قَالَ: وَقِيلَ ذَلكَ

(6)

؟ قَالَ: نَعَم

(7)

، الزُّبَيْرُ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّكُم لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ خَيْرُكُم، ثَلَاثًا. [راجع: 3717].

3719 -

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(8)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزيزِ

(9)

-هُوَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ

(10)

، عَنْ جَابِرٍ

(11)

قَالَ: قَالَ

"حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ". "وَقِيلَ ذَلكَ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"وَقِيلَ ذَاكَ". "قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ" في هـ، ذ:"قَالَ: أَمَ وَاللَّهِ".

===

(1)

" عبيد بن إسماعيل" الهباري القرشي.

(2)

"أبو أسامة" حماد بن أسامة.

(3)

"هشام" ابن عروة بن الزبير.

(4)

"مروان" ابن الحكم بن أبي العاص المذكور.

(5)

لم يسم، "قس"(8/ 241).

(6)

بحذف حرف الاستفهام أي: أَوَ قيل ذلك؟.

(7)

أي: قال الرجل: نعم، ذلك الرجل الذي قيل باستخلافه هو الزبير.

(8)

"مالك بن إسماعيل" ابن زياد بن درهم أبو غسان النهدي الكوفي.

(9)

"عبد العزيز" ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون المدني.

(10)

"محمد بن المنكدر" ابن عبد الله بن الهدير التيمي المدني.

(11)

"جابر" ابن عبد الله الأنصاري.

ص: 481

رَسُوْلُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ"

(1)

. [راجع: 2846، تحفة: 3058].

3720 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ

(3)

، أَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كُنْتُ يَوْمَ الأَحْزَابِ

(5)

جُعِلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ

(6)

فِي النِّسَاءِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ عَلَى فَرَسِهِ، يَخْتَلِفُ

(7)

إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ

(8)

مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَلَمَّا رَجَعْتُ قُلْتُ: يَا أَبَتِ، رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ، قَالَ: أَوَهَلْ رَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ؟

"إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا" في نـ: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيَّ". "يَا أَبَتِ" في نـ: "يَا أَبَهْ".

===

(1)

قوله: (حواريّ الزبير) ضبط جماعة بفتح الياء كمُصْرِخِيِّ، وأكثرهم بكسرها، فقيل: استثقلوا كسرتين وثلاث ياءات فحذفوا ياء المتكلم وأبدلوا من الكسرة فتحة؛ كراهةً لثقل الكسرة على الياء، وقيل: المحذوف إحدى ياءي النسبة، ومرَّ في "باب فضل الطليعة".

(2)

"أحمد بن محمد" هو ابن شبويه فيما قاله الدارقطني، أو هو أبو العباس مردويه المروزي فيما قاله أبو عبد الله الحاكم.

(3)

ابن المبارك المروزى.

(4)

"هشام" مر آنفًا.

(5)

هو يوم الخندق، "خ".

(6)

"عمر بن أبي سلمة" القرشي المخزومي المدني ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه أم سلمة.

(7)

أي: يجيء ويذهب، "ك"(15/ 8).

(8)

قبيلة من اليهود.

ص: 482

قُلْتُ: نَعَم، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ يَأْتِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأْتِينِي بِخَبَرِهِم؟ " فَانْطَلَقْتُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ فَقَالَ: "فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي". [أخرجه: م 2416، ت 3743، س في الكبرى 8213، ق 123، تحفة: 3622، 5276].

3721 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصِ

(2)

، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ

(3)

، أَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَصحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلزُّبَيرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ

(5)

: أَلَا تَشُدُّ

(6)

فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَحَمَلَ عَلَيهِم، فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ، بَينَهُمَا ضَرْبَة ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ عُرْوَةُ

(7)

:

"قُلْتُ: نَعَم" في هـ، ذ:"قُلْتُ: قَالَ: نَعَم". "فَيَأْتِينِي" في نـ: "فَيَأْتِي".

===

(1)

أي: في التفدية.

(2)

"علي بن حفص" الخراساني المروزي سكن عسقلان.

(3)

هو علي لا عبد الله، "ك"(15/ 8).

(4)

"هشام" مر مرارًا.

(5)

قوله: (يوم اليرموك) بفتح التحتية وسكون الراء وضم الميم وبالكاف: موضع بناحية الشام جرى فيه في خلافة عمر بين المسلمين والروم محاربة وكانت الدولة للمسلمين، كذا في "الكرماني"(15/ 8).

قال القسطلاني (8/ 244): وقد كان المسلمون في وقعة اليرموك خمسة وأربعين ألفًا، وقيل: ستة وثلاثين ألفًا، والروم سبعمائة ألف، فقتلوا من الروم مائة ألف وخمسة آلاف، وأسروا منهم أربعين ألفًا، واستشهد من المسلمين أربعة آلاف، انتهى.

(6)

الشد في الحرب: الحملة والجولة، "ك"(15/ 8).

(7)

ابن الزبير.

ص: 483

فَكُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ. [طرفاه: 3973، 3975، تحفة: 3635].

‌14 - ذِكْرُ طَلْحَه

(1)

بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ

(2)

وَقَالَ عُمَرُ

(3)

: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ.

3722 و 3723 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا مُعْتَمِرٌ

(4)

، عَن أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: لَم يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ تِلْكَ الأيَّامِ

(5)

الَّتِي قَاتَلَ فِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ،

"ذِكْرُ طَلْحَةَ" في نـ: "بابُ ذِكْرِ طَلْحَةَ"، وفي هـ، ذ:"مناقبُ طَلْحَةَ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ". "لَم يَبْقَ مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ" في نـ: "لَم يَبقَ مَعَ النَّبِيِّ" وفي أخرى: "لَم يَبْقَ مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ".

===

(1)

أبو محمد.

(2)

ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب، "ف"(7/ 82).

(3)

"وقال عمر: توفي النبي صلى الله عليه وسلم

" إلخ، وصله المؤلف في مقتل عمر السابق.

(4)

"معتمر" ابن سليمان التيمي.

(5)

قوله: (في بعض تلك الأيام التي) يريد يوم أحد. وقوله: "عن حديثهما" يعني أنهما حدّثا

(1)

بذلك، ووقع في "فوائد أبي بكر" عن معتمر بن سليمان عن أبيه:"فقلت لأبي عثمان: وما علمك بذلك؟ قال: أخبراني بذلك"، "فتح"(7/ 82).

(1)

في الأصل: أنهما حدثنا.

ص: 484

عَنْ حَدِيثِهِمَا. [حديث 3722، طرفه: 4060، تحفة: 5003، حديث 3723، طرفه: 4061، أخرجه: م 2414، تحفة: 3903].

3724 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(1)

، ثَنَا خَالِد

(2)

، ثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ

(3)

، عَنْ قَيسِ بْنِ أَبِي حَازِم

(4)

، قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتِي وَقَى بِهَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَلَّتْ

(5)

. [طرفه: 4063، أخرجه: ق 128، تحفة: 5007].

‌15 - مَنَاقِبُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ

وَبَنُو زُهْرَةَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ

(6)

.

"مَنَاقِبُ سَعْد" في نـ: "بَابُ مَنَاقِبِ سَعْد".

===

(1)

" مسدد" هو ابن مسرهد.

(2)

"خالد" ابن عبد الله الواسطي.

(3)

"ابن أبي خالد" إسماعيل واسم أبي خالد سعد.

(4)

"قيس بن أبي حازم" اسمه عوف الأحمسي البجلي.

(5)

قوله: (قد شَلَّتْ) بفتح أوله، ويجوز الضم في لغة، والشلل: بطلان العمل، كذا في "التوشيح" (6/ 2363). قال الكرماني (9/ 15): وقصة اليد هي أن طلحة ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وجعل نفسه وِقايةً له حتى أصيب ببضع وثمانين جراحة، ووقاه بيده ضربة قصد بها فشلّت يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أوجب طلحة" أي: الجنة.

(6)

قوله: (وهو سعد بن مالك) يريد أن اسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة، وأهيب جدُّ سعدٍ عمُّ آمنةَ أمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، "ف"(7/ 83 - 84).

ص: 485

3725 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(1)

، ثَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ سعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا

(4)

يَقُولُ: جَمَعَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ

(5)

يَوْمَ أُحُدٍ. [أطرافه: 4055، 4056، 4057، أخرجه: م 2411، ت 2830، س في الكبرى 8216، ق 130، تحفة: 3857].

3726 -

حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(6)

، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ

(7)

، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ

(8)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا ثُلُثُ الإِسْلَامِ

(9)

. [طرفاه: 3727، 3858، تحفة: 3897].

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الْمُثَنَّى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثنَّى". "حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيمَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ". "ثَنَا هَاشِمُ بنُ هَاشِمٍ" في نـ: "ثَنَا هِشَامُ بْنُ هَاشِمٍ".

===

(1)

" محمد بن المثنى" العنزي.

(2)

"عبد الوهاب" ابن عبد المجيد الثقفى.

(3)

"يحيى" ابن سعيد القطان.

(4)

"سعد" ابن أبي وقاص رضي الله عنه.

(5)

أي: في التفدية، وهي قوله:"فداك أبي وأمي"، "ف"(7/ 84).

(6)

"المكي بن إبراهيم" الحنظلي.

(7)

"هاشم بن هاشم" هو ابن عتبة بن أبي وقاص الزهري.

(8)

"عامر بن سعد" ابن أبي وقاص.

(9)

قوله: (وأنا ثُلُث الإسلام) فإن قلت: قال في "الاستيعاب": هو سابع سبعة في الإسلام. قلت: لعله أراد ثُلُث الرجال، وهذا أراد أعمَّ منهم، وهو أحد العشرة المبشرة، وهو فتح ملك كسرى، وكان مشهورًا باستجابة الدعاء، "ك (15/ 10)، خ".

ص: 486

3727 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى

(1)

، ثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ

(2)

، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّب

(3)

يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ

(4)

إلَّا فِي الْيَوْم الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلَامِ

(5)

.

"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى".

===

(1)

" إبراهيم بن موسى" الفراء الصغير الرازي.

(2)

"ابن أبي زائدة" هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة واسمه ميمون الهمداني الكوفي.

(3)

المخزومي.

(4)

قوله: (ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمتُ فيه) ظاهره أنه لم يسلم أحد قبله لكن اختلف في هذه اللفظة، كذا في "الفتح" (7/ 84). وفي "الخير الجاري": هذا بحسب ظنه وعلمه وإلا فقد أسلم قبله غيره، أو الحصر في المذكور إضافي وهو الظاهر الموافق لما نقل أنه أسلم على يد الصدّيق، كذا في "القسطلاني"(8/ 247).

(5)

قوله: (وإني لثلث الإسلام) قال ذلك بحسب اطلاعه، والسبب فيه أن من كان أسلم في ابتداء الأمر كان يخفي إسلامه، ولعله أراد بالاثنين الآخرين: خديجة وأبا بكر، أو النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وقد كانت خديجة أسلمت قطعًا، فلعله خصّ الرجال. وقد تقدم في ترجمة الصديق حديث عمار "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وأبو بكر" وهو يعارض حديث سعد، والجمع بينهما بما أشرت إليه، أو يحمل قول سعد على الأحرار البالغين ليخرج الأعبُدُ وعلي رضي الله عنه، أو لم يكن اطلع على

ص: 487

تَابَعَهُ

(1)

(2)

أَبُو أُسَامَةَ

(3)

قَالَ: ثَنَا هَاشِمٌ

(4)

. [راجع: 3726، أخرجه: ق 132، تحفة: 3859].

3728 -

ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ

(5)

، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(6)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

(7)

، عَنْ قَيْسٍ

(8)

قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا

(9)

يَقُولُ: إِنِّي لأَوَّلُ الْعَرَبِ

(10)

رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَا لَنَا

===

أولئك، ويدل على هذا الأخير أنه وقع عند الإسماعيلي بلفظ:"ما أسلم أحد قبلي"، "فتح الباري"(7/ 84).

(1)

وصله المؤلف في "باب إسلام سعد" من السيرة النبوية، "ف"(7/ 84).

(2)

"تابعه" أي: تابع ابن أبي زائدة.

(3)

"أبو أسامة" حماد بن أسامة.

(4)

"هاشم" المذكور آنفًا.

(5)

"عمرو بن عون" ابن أوس الواسطي البزاز.

(6)

"خالد بن عبد الله" الواسطي.

(7)

"إسماعيل" ابن أبي خالد البجلى.

(8)

"قيس" هو ابن أبي حمازم.

(9)

ابن أبي وقاص الممدوح.

(10)

قوله: (إني لأول العرب رمى بسهم) وكان ذلك في سرية عبيدة -بضم المهملة- ابن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي، وكان أسنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستين راكبًا من المهاجرين وفيهم سعد وعقد له اللواء، وهو أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتقى عبيدة وأبو سفيان الأموي وكان هو على المشركين، وهذا أول قتال جرى في الإسلام، وأول من رمى إليهم سعد، كذا في

ص: 488

طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا يَضَعُ

(1)

الْبَعِيرُ أَوِ الشَّاةُ، مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ

(2)

بَنُو أَسَدٍ

(3)

تُعَزِّرُنِي

(4)

عَلَى الإِسلَامِ، لَقَدْ خِبتُ إِذَنْ

(5)

وَضَلَّ عَمَلِي، وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ

(6)

إِلَى عُمَرَ، قَالُوا: لَا يُحْسِنُ يُصَلِي. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ثُلُثُ الإسلام، يَقُولُ: وَأَنَا ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [طرفاه: 5412، 6453، أخرجه: م 2966، ت 2366، س في الكبرى 8218، ق 131، تحفة: 3913].

"خِبْتُ إِذَنْ" في نـ: "خِبتُ إِذًا".

===

"الكرماني"(15/ 10). وفي "الفتح"(7/ 84): وهي أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة، بعث ناسًا من المسلمين إلى رابغ ليلقوا عيرًا لقريش فتراموا بالسهام، فكان سعد أول من رمى.

(1)

قوله: (كما يضع) أي: عند قضاء الحاجة، يخرج منهم البعرة مثل البعير لِيُبسه وعدم الغذاء المألوف. قوله:"ما له خِلْطٌ" أي: لا يختلط بعضه ببعض لجفافه، "ك"(15/ 10)، "خ".

(2)

أي: صارت.

(3)

ابن أبي خزيمة بن مدركة، "ف"(7/ 84).

(4)

قوله: (تعزّرني) بعين مهملة فزاي فراء أي: تؤدّبني "على الإسلام"، أو تعلّمني الصلاة وتعيرني بأني لا أحسنها، فعبّر عن الصلاة بالإسلام كما عبّر عنها بالإيمان في قوله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] إيذانًا بأنها عماد الدين ورأس الإسلام، "قس"(8/ 247).

(5)

قوله: (لقد خبت إذن) من الخيبة أي: إن كنت محتاجًا إلى تعليمهم فقد ضلّ عملي فيما مضى، "ك" (15/ 10 - 11) ومرَّ [برقم: 755].

(6)

أي: عابوه، "ك"(15/ 11).

ص: 489

‌16 - بابُ ذِكْرِ أَصْهَارِ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْهُم أَبُو الْعَاصِ

(2)

بْنُ الرَّبِيعِ

(3)

3729 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

(4)

، أَنَا شُعَيبٌ

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(6)

، ثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَينٍ

(7)

أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ

(8)

قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ

(9)

، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

"بابُ" سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (أصهار) جمع صهر بالكسر: القرابة وزوج بنت رجل و [زوجُ] أخته، كذا في "القاموس" (ص: 398). قال الكرماني (15/ 11): هم أهل بيت المرأة، ومن العرب من يجعل الصهر من الأسماء والأَختان جميعًا.

(2)

اسمه مقسم، "ك"(15/ 11).

(3)

ابن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، ويقال: بإسقاط ربيعة وهو مشهور بكنيته، وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة، وتزوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وهي أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، "ف"(7/ 85).

(4)

"أبو اليمان" الحكم بن نافع.

(5)

"شعيب" هو ابن أبي حمزة.

(6)

"الزهري" هو ابن شهاب.

(7)

"علي بن حسين" ابن علي بن أبي طالب.

(8)

ابن نوفل الزهري، "تق" (رقم: 6672).

(9)

اسمها جويرية، وكان علي قد أخذ بعموم الجواز، فلما أنكر النبي صلى الله عليه وسلم أعرض علي عن الخطبة، "ف"(7/ 86).

ص: 490

فَقَالَتْ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: "أَمَّا بَعْدُ فَإنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَنِي

(1)

وَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ

(2)

مِنِّي، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا، وَاللهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ"، فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ. وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ

(3)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(4)

، عَنْ عَلِيِّ بنِ حُسَينٍ، عَنْ مِسْوَرٍ

(5)

قَال: سَمِعْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وذَكَرَ صهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْس، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ

(6)

إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ، قَالَ: "حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي

(7)

،

"بَضْعَةٌ مِنِّي" في سـ، حـ، ذ:"مُضْغَة مِنِّي". "عَنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"عَنْ عَلِيٍّ".

===

(1)

سيجيء بيانه.

(2)

بالفتح: القطعة من اللحم أي: أنها جزء مني، "مجمع"(1/ 189).

(3)

بمهملتين مفتوحتين ولامين الأولى ساكنة، "ف"(7/ 86).

(4)

الزهري، "قس"(8/ 249).

(5)

هما المذكوران.

(6)

قوله: (فأثنى عليه في مصاهرته) لأنه كان قد أبى تطليق زينب إذ مشى إليه المشركون في ذلك، فشكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم مصاهرته وأثنى عليه، وأسلم قبل الفتح وهاجر مخلصًا، واستشهد يوم اليمامة، مأخوذ من "ك" من الموضعين (12/ 31، 15/ 11).

(7)

قوله: (حدّثني فصدقني) لعله كان شرط على نفسه أن لا يتزوج على

ص: 491

وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي"

(1)

. [راجع: 926].

‌17 - بَابُ مَنَاقِبُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

(2)

(3)

مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

وَقَالَ الْبَرَاءُ

(4)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا"

(5)

(6)

.

"بَابُ مَنَاقِبِ زيدِ" في نـ: "مَنَاقِبُ زَيْدِ".

===

زينب، وكذلك علي، فإن يكن كذلك فهو محمول على أن عليًّا نسي ذلك [الشرط] ولذلك أقدم على الخِطْبة، "فتح"(7/ 86)، "توشيح"(6/ 2366).

(1)

قوله: (ووعدني فوفى لي) كان أُسر في غزوة بدر فاستطلقه من المسلمين وشرط معه أن يرسل زينبَ فوفى به، "مجمع"(5/ 99)، ومرَّ الحديث [برقم: 3110].

(2)

كان من بني كلب، أسر زيد في أيام الجاهلية وهو ابن ثمان سنين، ملتقط من "ك"(12/ 15)، "ف"(7/ 87).

(3)

قوله: (زيد بن حارثة) كان من بني كلب، خرجت به أمه تزور قومها فاتفق غارة فيهم فاحتملوا زيدًا، ووفدوا به إلى سوق عكاظ فعرضوه على البيع فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم، فلما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهبَتْه له، فحضر أبوه حارثة فخيّره النبي صلى الله عليه وسلم بين المقام عنده والرجوع إليهم، فاختار رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على أهله، وتبنّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوّجه أم أيمن فولدت أسامة. ومن فضائله: أن الله سماه في القرآن، وقُتل في غزوة مؤتة أميرًا للجيش، ملتقط من "ك"(15/ 12)، "ف"(7/ 87 - 88)، "ع"(11/ 464)، "خ".

(4)

ابن عازب، وصله في "الصلح"، "قس"(8/ 250).

(5)

أي: محبنا.

(6)

لفظ المولى يطلق على المالك والمعتق والسيد والمحب، "مجمع"(5/ 122).

ص: 492

3730 -

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ

(1)

، ثَنَا سُلَيْمَانُ

(2)

، ثَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ

(3)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

(4)

قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعْثًا

(5)

، وَأَمَّرَ عَلَيهِم أُسَامَةَ بْنَ زيدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ تَطْعَنُوا

(6)

فِي إِمَارَته فَقَدْ كُنْتُم

(7)

تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ

(8)

مِنْ قَبْلُ،

===

(1)

" خالد بن مخلد" أبو الهيثم البجلي.

(2)

"سليمان" هو ابن بلال التيمي مولاهم المدني.

(3)

"عبد الله بن دينار" العدوي مولى ابن عمر.

(4)

ابن الخطاب.

(5)

هو البعث الذي أمر بتجهيزه في مرض وفاته قال: "أنفذوا بعث أسامة"، فأنفذه أبو بكر، "ف"(7/ 87).

(6)

بفتح العين في العرض والنسب، وبالضم بالرمح واليد، أو هما لغتان فيهما، "ف"(7/ 87).

(7)

هذا الجزاء إنما يترتب على الشرط بتأويل التشبيه والتوبيخ، "طيبي"(11/ 297).

(8)

قوله: (في إمارة أبيه) يريد إمارة زيد بن حارثة في غزوة مؤتة وفيهم خيار الصحابة منهم جعفر بن أبي طالب. قال الطيبي (11/ 296 - 297): إنما طعن من طعن في إمارتهما لأنهما كانا من الموالي، وكانت العرب لا ترى تأمير الموالي وتستنكف عن اتباعهم كلَّ الاستنكاف، فلما جاء الله بالإسلام ورفع قدر من لم يكن له عندهم قدر بالسابقة والهجرة والعلم والتقى عرف حقهم المحفوظون من أهل الدين، فأما الممتحنون بحسب الرئاسة من الأعراب ورؤساء القبائل، فلم يزل يختلج في صدورهم شيء من ذلك لا سيما أهل النفاق، وكان صلى الله عليه وسلم قد بعث زيدًا عَلى عدة سرايا وكان خليقًا بذلك لسوابقه وفضله وقُربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهى مختصرًا. قال في

ص: 493

وَايْمُ اللَّهِ

(1)

، إِنْ كَانَ

(2)

لَخَلِيقًا لِلإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وإِنَّ هَذَا

(3)

لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ". [أطرافه: 4250، 4468، 4469، 6627، 7187، تحفة: 7181].

3731 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ

(4)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعْدٍ

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(6)

، عَنْ عُرْوَةَ

(7)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ قَائِفٌ

(8)

وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَاهِدٌ

(9)

، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مُضطَجِعَانِ

(10)

، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ.

===

"اللمعات": وقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى فضله بقوله: "وإن كان لمن أحب الناس إليّ"، وأيّ فضيلة بعد ثبوت محبته صلى الله عليه وسلم خصوصًا الأحبية، انتهى.

(1)

أي: والله أن الشأن، "طيبى"(11/ 297).

(2)

أي: أبوه زيد، "لمعات".

(3)

أي: أسامة.

(4)

"يحيى بن قزعة" بفتحات القرشي المكي.

(5)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم الزهري.

(6)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(7)

"عروة" هو ابن الزبير بن العوام.

(8)

قوله: (قائف) هو الذي يلحق الفروع بالأصول بالشبه والعلامات، كذا في "الكرماني" (15/ 13). قوله:"فسُرّ بذلك" لأن الجاهلية تقدح في نسب أسامة بن زيد لكونه أسودَ وزيدٌ أبيضَ، ومرَّ بيانه [برقم: 3555] في "صفة النبي صلى الله عليه وسلم".

(9)

أي: حاضر.

(10)

أي: تحت كساء والأقدام ظاهرة، "ك"(15/ 13).

ص: 494

قَالَ: فَسُرَّ بِذَلِكَ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَعْجَبَهُ، وَأَخْبَرَ بِهِ عَائِشَةَ. [راجع: 3555، أخرجه: م 1459، تحفة: 16402].

‌18 - بَابُ ذِكْرِ

(2)

أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ

(3)

3732 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(4)

، ثَنَا اللَيثُ

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(6)

، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُم

(7)

شَأْنُ الْمَرْأةِ الْمَخْزُومِيَّةِ

(8)

(9)

، فَقَالُوا: مَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ

(10)

إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زيدٍ،

"قَالَ: فَسُرَّ" في نـ: "قَالَت: فَسُرَّ". "وَأَعْجَبَهُ" في نـ: "فَأَعْجَبَهُ". "وَأَخْبَرَ بِهِ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فَأَخْبَرَ بِهِ". "باب" سقط في نـ. "ابْنُ سَعِيدٍ" سقط في نـ.

===

(1)

ومنه يستأنس المطابقة، "قس"(8/ 252).

(2)

لم يقل: مناقب أسامة لأن المذكور في الباب أعمّ من المناقب، "ك "(15/ 13).

(3)

ابن حارثة.

(4)

"قتيبة" هو أبو رجاء الثقفي.

(5)

"الليث" هو ابن سعد الإمام.

(6)

"الزهري" ومن بعده مروا آنفًا.

(7)

أي: أحزنتهم المرأة المخزومية وهي فاطمة بنت الأسود.

(8)

"المرأة المخزومية" هي فاطمة بنت الأسود التي سرقت حليًّا في غزوة الفتح.

(9)

أنها سرقت.

(10)

أي: يتجاسر عليه.

ص: 495

حِبُّ

(1)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [راجح: 2648، أخرجه: م 1688، د 4373، ت 1430، س 4899، ق 2547، تحفة: 16578].

3733 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ

(2)

، ثَنَا سُفْيَانُ

(3)

قَالَ: ذَهَبْتُ أَسأَلُ الزُّهْرِيَّ عَنْ حَدِيثِ الْمَخْزُومِيَّةِ

(4)

فَصَاحَ بِي، قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَلَم تَحْمِلْهُ عَنْ أَحَدٍ؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ كَانَ كَتَبَهُ أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(6)

، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَاَئِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً

(7)

مِنْ بَنِي مَخْزُوم سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيهَا؟ فَلَم يَجْتَرِئْ أَحَدٌ أَن يُكَلِّمَهُ، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ: "إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِم الضَّعِيفُ قَطَعُوهُ

(8)

، وَلَو كَانَتْ

(9)

"فَلَم تَحْمِلْهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَلَم تَحْتَمِلْهُ". "سَرَقَ فِيهِم الضَّعِيفُ" لفظ "فِيهِم" ثبت في قتـ، ذ.

===

(1)

بكسر الحاء أي: محبوبه.

(2)

"علي" هو ابن عبد الله المديني.

(3)

"سفيان" هو ابن عيينة الهلالي.

(4)

هي فاطمة، "قس"(8/ 253).

(5)

"أيوب بن موسى" ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي.

(6)

"الزهري" ومن بعده تقدموا.

(7)

تسمى فاطمة، "قس"(8/ 253).

(8)

فهلكوا به كما ورد في رواية أخرى.

(9)

قوله: (ولو كانت) أي: السارقة "فاطمة" بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لقطعتُها، "ك"(15/ 14)، "خ". ومرَّ [برقم: 3475] قبيل "كتاب مناقب قريش".

ص: 496

فَاطِمَةُ

(1)

لَقَطَعْتُ يَدَهَا". [راجع: 2648، أخرجه: س 4895، تحفة: 16415].

3734 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

، ثَنَا أَبُو عَبَّادٍ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ

(3)

، ثَنَا الْمَاجِشُونُ

(4)

، أَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ

(5)

قَالَ: نَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَى رَجُلٍ يَسْحَبُ

(6)

ثِيَابَهُ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ لَيْتَ هَذَا عِنْدِي

(7)

، فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ

(8)

: أَمَا تَعْرِفُ هَذَا يَا أَبَا عَبدِ الرَّحْمَنِ؟ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: فَطَأْطَأَ ابْنُ عُمَرَ

(9)

"حَدَّثَنَا الْحَسَنُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي الْحَسَنُ"، وفي نـ:"بَابٌ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ". "يَسْحَبُ ثِيَابَهُ" في نـ: "تُسْحَبُ ثِيَاُبهُ". "هَذَا عِنْدِي" في نـ: "هَذَا عَبدِي".

===

(1)

أي: بنته صلى الله عليه وسلم.

(2)

"الحسن بن محمد" ابن الصباح الزعفراني.

(3)

"أبو عباد يحيى بن عباد" الضبعي البصري.

(4)

"الماجشون" هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة.

(5)

"عبد الله بن دينار" مولى ابن عمر تقدم.

(6)

أي: يجر، سحبه كمنعه: جره على وجه الأرض، "قاموس" (ص:102).

(7)

قوله: (ليت هذا عندي) بالنون أي: قريبًا مني حتى أنصحه وأعظه، وقد روي بالباء الموحدة من العبودية، وكأنه -على ما قيل- كان أسود اللون، كذا في "فتح الباري"(7/ 88) و"القسطلاني"(8/ 254).

(8)

لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 88).

(9)

قوله: (فطأطأ ابن عمر) أي: أطرق كأنه ندم عما قصد من الوعظ الذي فُهِم من قوله: "ليت هذا عندي"، "الخير الجاري".

ص: 497

رَأْسَهُ، وَنَقَرَ بِيَدَيْهِ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَحَبَّهُ

(1)

. [تحفة: 7210].

3735 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(2)

، ثَنَا مُعْتَمِرٌ

(3)

، سَمِعْتُ أَبِي، ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ

(4)

، عَنْ أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ

(5)

حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَحِبَّهُمَا

(6)

فَإِنِّي أُحِبُّهُمَا". [طرفاه: 3747، 6003، أخرجه: س في الكبرى 8171، تحفة: 102].

3736 -

وَقَالَ نُعَيْمٌ

(7)

: عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ

(8)

، أَنَا مَعْمَرٌ

(9)

، عَنِ

"فِي الأَرْضِ" لفظ "في" سقط في نـ. "أَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ".

===

(1)

قوله: (لأَحَبَّه) إنما جزم ابن عمر بذلك لما رأى من محبة النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة وأم أيمن وذريتهما، فقاس ابنَ أسامة على ذلك، "فتح"(7/ 89).

(2)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي.

(3)

"معتمر" ابن سليمان بن طرخان التيمى.

(4)

"أبو عثمان" عبد الرحمن النهدي.

(5)

ابن الحارثة.

(6)

قوله: (اللهم أحِبَّهما فإني أُحِبُّهما) هذا يشعر بأنه صلى الله عليه وسلم ما كان يحب إلا لله وفي الله، ولذلك رتّب محبة الله على محبته، وفي ذلك أعظم منقبة لأسامة والحسن، "ف"(7/ 89).

(7)

هو ابن حماد، "ف"(7/ 89).

(8)

عبد الله، "قس"(8/ 255).

(9)

هو ابن راشد، "قس"(8/ 255).

ص: 498

الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي مَوْلَى

(1)

أُسَامَةَ بْن زَيْدٍ: أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَيْمَنَ

(2)

بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ، وَكَانَ أَيْمَنُ أَخَا أُسَامَةَ لأُمِّهِ

(3)

، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ

(4)

، فَرَآهُ ابْنُ عُمَرَ لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ فَقَالَ: أَعِدْ

(5)

. [طرفه: 3737، تحفة: 6686].

3737 -

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(6)

، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ

(7)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ

(8)

،

"مَوْلى أُسَامَةَ" في نـ: "مَوْلًى لأُسَامَةَ". " ابْنُ مُسْلِمٍ" ثبت في ذ.

===

(1)

اسمه حرملة، "ك"(15/ 15).

(2)

ابن عبيد، "قس"(8/ 255).

(3)

أم أيمن لأن زيدًا تزوجها بعد عبيد فولدت له أسامة، "قس"(8/ 255).

(4)

قوله: (وهو رجل من الأنصار) وأبوه هو عبيد بن عمرو بن هلال من الخزرج، ويقال: إنه كان حبشيًّا من موالي الخزرج، تزوج أم أيمن قبل زيد بن حارثة فولدت له أيمن، واستشهد أيمن يوم حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم، ونسب أيمن إلى أمه لشرفها على أبيه وشهرتها عند أهل البيت النبوي، وتزوج زيد بن حارثة أم أيمن، وكانت حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له أسامة بن زيد، وعاشت أم أيمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم قليلًا. قوله:"فرآه ابن عمر" معطوف على شيء مقدر، تقديره: أن الحجاج بن أيمن دخل المسجد فصلّى فرآه ابن عمر، يوضح ذلك الرواية التي بعد هذه، "فتح"(7/ 89).

(5)

أي: صلاتك، "ف"(7/ 89).

(6)

"سليمان بن عبد الرحمن" أبو أيوب الدمشقي.

(7)

"الوليد بن مسلم" القرشي الدمشقي.

(8)

ككتف، اليحصبي الدمشقي، "قس"(8/ 255).

ص: 499

عَنِ الزُّهْريِّ

(1)

، ثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ مَعَ عَبْدِ اللهِ

(2)

بْنِ عُمَرَ إِذْ دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ، فَقَالَ: أَعِدْ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَحَبَّهُ، فَذكَرَ حُبَّهُ

(3)

وَمَا

(4)

وَلَدَتْهُ أُمُّ أَيْمَنَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَزَادَنِي

(5)

بَعْضُ أَصْحَابِي عَنْ

"ابْنُ أَيْمَنَ" في ذ: "ابْنُ الأَيْمَْنِ". "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ" سقط في نـ. "وَزَادَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي" في نـ: "وحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي"، وسقطت الواو في نـ.

===

(1)

" الزهري" هو ابن شهاب.

(2)

قوله: (هو مع عبد الله) فيه تجريد كأنّ حرملة تجرَّد من نفسه شخصًا فقال: بينما [هو]، وقيل: التفات من الحاضر إلى الغائب، "قس"(8/ 255 - 256).

(3)

قوله: (فذكر حُبّه) أي: حبَّ أيمن وأولاد أم أيمن، والفاعل محذوف، أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو حبّ الرسول لها مقرونًا بأولادها، فهو مضاف إلى الفاعل، "ك"(15/ 16).

(4)

في رواية غير أبي ذر: "حبه ما ولدته أم أيمن" فعلى هذا الضمير للنبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: "ما ولدته

" إلى آخره، هو المفعول، "ف" (7/ 89).

(5)

قوله: (زادني بعض أصحابي) هو إما يعقوب بن سفيان فإنه رواه في "تاريخه" عن سليمان بن عبد الرحمن بالإسناد المذكور، وإما الذهلي فإنه أخرجه عن سليمان أيضًا، كذا في "الفتح" (7/ 89). قال الكرماني (15/ 16): فإن قلت: لفظ بعض الأصحاب مجهول، فكيف حكمه؟ قلت: لا بأس به إذ معلوم أن البخاري لا يروي إلا عن العدول.

ص: 500

سُلَيْمَانَ

(1)

: وَكَانَتْ حَاضِنَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3736].

‌19 - بابُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ

(2)

بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

3738 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْر

(3)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(4)

، عَنْ مَعْمَرٍ

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(6)

، عَنْ سَالِمٍ

(7)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذَا رَأَى رُؤْيَا

(8)

قَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَمَنَّيتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا أَعْزَبَ،

"بابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "غُلَامًا شَابًّا" لفظ "شَابًّا" ثبت في ذ. "أَعْزَبَ" في هـ، ذ:"عزبًا".

===

(1)

ابن عبد الرحمن المذكور، "قس"(8/ 256).

(2)

وهو أحد العبادلة وفقهاء الصحابة، "ف"(8/ 90)، مات بمكة سنة ثلاث وسبعين، "ك"(15/ 16).

(3)

"إسحاق بن نصر" هو إسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي المروزي.

(4)

"عبد الرزاق" هو ابن همام الصنعاني.

(5)

"معمر" هو ابن راشد.

(6)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(7)

"سالم" ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

(8)

قوله: (رؤيا) بدون التنوين مختص بالمنام كالرؤية باليقظة، فرقوا بينهما بحرفي التأنيث أي: الألف المقصورة والتاء، والعزب هو الذي لا أهل له، وفي بعضها:"أعزب". والقرنان الطرفان، و"لم تُرَع" بمعنى: لا ترع أي: لا تخف، وفي بعضها:"لن تُرَع" والجزم بلن لغةٌ حكاها الكسائي،

ص: 501

وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ

(1)

، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ

(2)

كَقَرْنَي الْبِئْر، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الَنَّارِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي: لَمْ تُرَعْ

(3)

، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ

(4)

. [راجع: 440، أخرجه: م 2479، ق 3919، تحفة: 6936].

3739 -

فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ، لَوْكَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ". قَالَ سَالِمٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا

(5)

. [راجع: 1122، تحفة: 15805].

3740 و 3741 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ

(6)

، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ

(7)

،

"فَقَالَ لِي" لفظ "لِي" سقط في نـ. "لَمْ تُرَعْ" في نـ: "لَنْ تُرَاعَ" مصحح عليه، وفي قا:"لَنْ تُرَعْ". "يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ" كذا في ذ، وفي نـ:"يُصَلِّي بِاللَّيْلِ".

===

كذا في "الكرماني"(15/ 16 - 17)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 1121] في "كتاب التهجد".

(1)

أي: مبنية الجوانب، "ع"(5/ 447).

(2)

أي: جانبان.

(3)

أي: لا تخف، "خ".

(4)

أم المؤمنين أخته رضي الله عنها.

(5)

أي: بعد هذا.

(6)

"يحيى بن سليمان" أبو سعيد الجعفي نزيل مصر.

(7)

"ابن وهب" عبد الله المصري.

ص: 502

عَنْ يُونُسَ

(1)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(2)

، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أُخْتِهِ حَفْصَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهَا:"إِنَّ عَبْدَ اللهِ رَجُلٌ صَالِحٌ". [حديث 3740، راجع: 440، حديث 3741، راجع: 1122].

‌20 - بَابُ مَنَاقِبُ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ

(3)

3742 -

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(4)

، ثَنَا إِسْرَائِيلُ

(5)

،

"باب" سقط في نـ.

===

(1)

" يونس" هو ابن يزيد الأيلي.

(2)

"الزهري" ومن بعده مروا آنفًا.

(3)

قوله: (مناقب عمار وحذيفة) أما عمار فهو ابن ياسر، يكنى أبا اليقظان العنسي بالنون، وأمه سمية بالمهملة مصغّرًا، أسلم هو وأبواه قديمًا، وعُذّبوا لأجل الإسلام، وقتل أبو جهل أمه، فكانت أول شهيد في الإسلام، ومات أبوه قديمًا، وعاش هو إلى أن قُتل بصفين مع علي رضي الله عنه، وكان قد ولي شيئًا من أمور الكوفة لعمر، ولهذا نسبه أبو الدرداء إليها. وأما حذيفة فهو ابن اليمان بن جابر بن عمرو العبسي بالموحدة حليف بني عبد الأشهل من الأنصار، وأسلم هو وأبوه اليمان، وولي حذيفة بعض أمور الكوفة لعمر، كذا في "الفتح" (7/ 91). وفي " الاستيعاب " (1/ 335): ومات حذيفة سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان في أول خلافة علي رضي الله عنه، وكان موته بعد أن أتى نعي عثمان إلى الكوفة، انتهى.

(4)

"مالك بن إسماعيل" ابن زياد، أبو غسان النهدي الكوفي.

(5)

"إسرائيل" ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

ص: 503

عَنِ الْمُغِيرَةِ

(1)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(2)

، عَنْ عَلْقَمَةَ

(3)

قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو الدَّرْدَاءِ

(4)

، فَقُلْتُ: إِنِّي دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَيَسَّرَكَ لِي، قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمُ

(5)

ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ

(6)

صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ

(7)

وَالْوِسَادَةِ وَالْمِطْهَرَةِ؟

"قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ" في نـ: " فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ ". "وَالْوِسَادَةِ" في نـ: "وَالْوِسَادِ". "وَالْمِطْهَرَةِ" في سـ، حـ، ذ:"وَالْمِطْهَرِ".

===

(1)

" المغيرة" ابن مقسم الضبي الكوفي.

(2)

" إبراهيم " ابن يزيد النخعي.

(3)

" علقمة " ابن قيس النخعي.

(4)

قوله: (أبو الدرداء) بفتح المهملتين وسكون الراء بينهما وبالمدّ: عويمر بن عامر الأنصاري الخزرجي، الفقيه الحكيم، مات بدمشق سنة اثنتين وثلاثين، و" الذي أجاره الله من الشيطان " هو عمار ولهذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالطيب المطيب، و"صاحب السر" هو حذيفة أطلعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنافقين، وكان عمر رضي الله عنه إذا مات واحد منهم يتبع حذيفة فإن صلّى عليه هو أيضًا يصلّي عليه وإلا فلا ["ك" (18/ 15)].

(5)

قوله: (أو ليس عندكم ابن أم عبد؟) يعني عبد الله بن مسعود، ومراد أبي الدرداء بذلك أنه فهم أنهم قدموا في طلب العلم، فبيّن لهم أن عندهم من العلماء من لا يحتاجون معهم إلى غيرهم، كذا في "الفتح"(7/ 91).

(6)

أي: عبد الله بن مسعود.

(7)

قوله: (صاحب النعلين) أي: نعلي النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ابن مسعود

ص: 504

وَلَيْسَ فِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ

(1)

اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، يعني عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ غَيْرُهُ؟ ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ يَقْرَأُ عَبْدُ اللهِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1]، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَالذَّكَرَ وَالْأُنْثَى

(3)

}. قَالَ

(4)

: وَاللهِ لَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم منْ فِيهِ إِلَى فِيَّ. [راجع: 3287].

"وَلَيْسَ فِيكُم" في سـ، حـ، ذ:"أفِيكُم"، وفي نـ:"وَفِيكُم". "يعني" ثبت في ذ. "لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ" في هـ، ذ:"لَا يَعْلَمُه أَحَدٌ".

===

يحملهما ويتعاهدهما، كذا في "الفتح" (7/ 91). قوله:"والوسادة" أي: المخدة. قوله: "والمطهرة" بكسر الميم وفتح هاءٍ: إناء يتطهر به.

قال القاضي: يريد أنه كان يخدم الرسول ويلازمه في الحالات كلّها، فيصاحبه في المجالس، ويأخذ نعلَه، ويكون معه في الخلوات، فيسوّي مضجعه ويضع وسادته إذا أراد أن ينام، ويهيئ له طهورَه ويحمل معه المطهرة إذا قام إلى الوضوء، انتهى.

حاصله أنه لشدة ملازمته صلى الله عليه وسلم في هذه الأمور ينبغي أن يكون عنده من العلم الشرعي ما يستغني طالبه عن غيره، كذا في "المرقاة"(10/ 570).

(1)

هو عمار بن ياسر.

(2)

أي: حذيفة.

(3)

قوله: (والذكر والأنثى) قال في "المجمع"(4/ 939): كان يقرأ: والذكر والأثثى، حيث أنزل أولًا كذلك، ثم أنزل {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} فلم يسمعه ابن مسعود وأبو الدرداء وسمعه سائر الناس وأثبتوه، فهذا كظنّ عبد الله بن مسعود أن المعوّذتين ليستا من القرآن، وسيأتي [برقم: 3761].

(4)

أبو الدرداء.

ص: 505

3743 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ

(1)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(2)

، عَنْ مُغِيرَةَ

(3)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(4)

قَالَ: ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَجَلَسَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ

(5)

، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمُ -أَوْ

(6)

مِنْكُمُ- الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم يَعْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ يَعْنِي عَمَّارًا؟ قُلْتُ

(7)

: بَلَى، قَالَ

(8)

: أَوَلَيْسَ

(9)

فِيكُمْ -أَوْ مِنْكُمْ- صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ يَعْنِي حُذَيْفَةَ

(10)

؟ قُلْتُ

(11)

: بَلَى، قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ -أَوْ مِنْكُمْ- صَاحِبُ السِّوَاكِ

(12)

أَوِ السِّوَادِ؟

"قَالَ: أَوَلَيْسَ فِيكُمْ -إلى- قُلْتُ: بَلَى" سقط في نـ.

===

(1)

" سليمان بن حرب " الواشحي.

(2)

" شعبة " ابن الحجاج بن الورد العتكي.

(3)

" مغيرة " ابن مقسم المذكور.

(4)

" إبراهيم " و" علقمة " النخعيان تقدما آنفًا.

(5)

" أبو الدرداء " هو عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري مختلف في اسم أبيه رضي الله عنه.

(6)

بالشك.

(7)

قائل "قلت" هو علقمة، "قس"(8/ 260).

(8)

أبو الدرداء، " قس "(8/ 260).

(9)

ليست هذه العبارة توجد في بعض النسخ.

(10)

أطلعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنافقين، "ك"(15/ 18).

(11)

قائل " قلت: بلى " هو علقمة، " قس "(8/ 260).

(12)

قوله: (صاحب السواك أو السواد) بكسر المهملة أي: ابن مسعود، والسِّواد السِّرار، يقال: ساودته سوادًا أي: ساررته سرارًا، وأصله إدناء سوادك

ص: 506

قَالَ

(1)

: بَلَى، قَالَ

(2)

: كَيفَ كَانَ عَبْدُ اللهِ

(3)

يَقْرَأُ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} ؟ قُلْتُ: {وَالذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} ، قَالَ

(4)

: مَا زَالَ بِي هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يَسْتَزِلُّونِي عَنْ شَيْءٍ

(5)

سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3287].

‌21 - بابُ مَنَاقِبِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ

(6)

"يَسْتَزِلُّونِي" في ذ: "يَسْتَزِلُّونَنِي" وفي نـ: " يَسْتَنْزِلُونَنِي ". " مِنَ النَّبِيِّ " في نـ: " مِنْ رَسُولِ اللهِ ". " بابُ " سقط في نـ.

===

من سواده، والسواد الشخص، قال له النبي صلى الله عليه وسلم:" إذنك عليّ أن ترفع الحجاب وتسمع سوادي حتى أنهاك "، وهذه خاصة خصصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه اختصاصًا شديدًا، كان [لا] يحجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء ولا يخفي عنه سرّه، وكان يلج عليه، ويلبسه نعليه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، وكان يُعْرف في الصحابة بصاحب السواد، كذا في " الكرماني "(15/ 19)، و" الخير الجاري ". قال في " المجمع " (3/ 145): فيه دلالة على شرفه، وليس فيه أنه يدخل في كل حال حتى على نسائه ومحارمه، انتهى.

(1)

علقمة.

(2)

أبو الدرداء، " قس "(8/ 261).

(3)

ابن مسعود، " قس "(8/ 261).

(4)

أبو الدرداء.

(5)

أي: عن قراءة: {وَالذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} .

(6)

قوله: (مناقب أبي عبيدة) هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري، غلبت عليه كنيته، كذا في "الاستيعاب" (4/ 1710). قال الكرماني (15/ 19): شهد المشاهدَ كلَّها، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ونزع حلقتين دخلتا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلق المغفر بفيه فوقعت ثنيتاه، مات بالشام،

ص: 507

3744 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ

(1)

، ثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى

(2)

، ثَنَا خَالِدٌ

(3)

، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ

(4)

، ثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الأُمَّةُ

(5)

أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ

"لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا " كذا في ذ، وفي نـ:" لِكُلّ أُمَّةٍ أَمِينٌ ".

===

وهو أمير عليه من قِبَل عمر سنة ثمان عشرة. فإن قلت: لِمَ أخّر عن عمار ونحوه وهو من العشرة المبشرة؟ قلت: الظاهر أن البخاري أثبت هذه الأحاديث في هذا الجامع كيف ما اتفق، ويحتمل أنه كما يراعي الأفضلية في بعضهم راعى في غيرهم التقدم في الإسلام، أو إظهار القوة في نفس الفضيلة، أو العلو في الإسناد، أو غيره، انتهى مع تغيير يسير.

قال في " الفتح "(7/ 93): كذا أخّر ذكره عن إخوانه من العشرة، ولم أر في شيئ من نسخ البخاري ترجمةً لمناقب عبد الرحمن بن عوف، ولا لسعيد بن زيد، وهما من العشرة، وإن كان قد أفرد ذكر إسلام سعيد بن زيد بترجمة في أوائل السيرة النبوية، وأظن ذلك من تصرف الناقلين لكتاب البخاري، كما تقدم مرارًا أنه ترك الكتاب مسودة، فإن أسماء من ذكرهم هنا لم يقع فيهم مراعاة الأفضلية ولا السابقية ولا الأسنية، وهذه جهات التقديم في الترتيب، فلما لم يراع واحدًا منها دلّ على أنه كتب كل ترجمة على حدة فضمّ بعض النقلة بعضها إلى بعض حسب ما اتفق، انتهى.

(1)

" عمرو بن علي " ابن بحر الفلاس الصيرفي البصري.

(2)

" عبد الأعلى " ابن عبد الأعلى السامي البصري.

(3)

" خالد " أي: الحذاء هو أبو المنازل بن مهران البصري.

(4)

" أبي قلابة " هو عبد الله بن زيد الجرمي البصري.

(5)

قوله: (أيتها الأُمّة) قال القاضي: هو بالرفع على النداء، والأفصح أن يكون منصوبًا على الاختصاص، والأمين هو الثقة الرضي، والأمانة

ص: 508

الْجَرَّاحِ " [طرفاه: 4382، 7255، أخرجه: م 2419، س في الكبرى 8199، تحفة: 948].

3745 -

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(1)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(2)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(3)

، عَنْ صِلَةَ

(4)

، عَنْ حُذَيْفَةَ

(5)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ نَجْرَانَ

(6)

: " لأَبْعَثَنَّ حَقَّ أَمِينٍ "، فَأَشْرَفَ أَصْحَابُهُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ. [أطرافه: 4380، 4381، 7254، أخرجه: م 2420، ت 3796، س في الكبرى 8197، ق 135، تحفة: 3350].

"لأَبْعَثَنَّ" زاد في نـ: "يَعْنِي عَلَيْكُم أمِينًا".

===

وإن كانت مشتركة بين الكل، لكن النبي صلى الله عليه وسلم خص بعضهم بصفات غلبت عليهم، وكانوا بها أخصّ كالحياء بعثمان، "ك"(15/ 20).

(1)

"مسلم بن إبراهيم" الفراهيدي.

(2)

" شعبة " ابن الحجاج أبو بسطام العتكي.

(3)

" أبي إسحاق " عمرو بن عبد الله السبيعي.

(4)

" صلة " بكسر المهملة وخفة اللام، "ك"(15/ 20)، هو ابن زفر العبسي الكوفي.

(5)

" حذيفة " هو ابن اليمان رضي الله عنهما.

(6)

قوله: (لأهل نجران) بفتح النون وسكون الجيم وبالراء: بلد باليمن. قوله: "فأشرف أصحابه" أي: تطلّعوا إلى الولاية ورغبوا فيها حرصًا على أن يكون هو الأمين الموعود، "ك" (15/ 20). وفي "مسلم":" إن أهل اليمن قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلًا يعلّمنا السنة والإسلامَ، فأخذ بيد أبي عبيدة وقال: هذا أمين هذه الأمة"، "ف"(7/ 94).

ص: 509

‌22 - مَنَاقِبُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ

(1)

(2)

وَقَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ

(3)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَانَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ. [أخرجه: م 2421، س في الكبرى 818164، ق 142، تحفة: 14634].

3746 -

حَدَّثَنَا صَدَقَةُ

(4)

، أَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ

(5)

، ثَنَا أَبُو مُوسى

(6)

،

"مَنَاقِبُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيُنِ" زاد قبله في نـ: "ذِكْرُ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ"

(7)

، وفي نـ:"بَابُ مَنَاقِبِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ". "أَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ". "ثَنَا أَبُو مُوسَى" في نـ: "أخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى".

===

(1)

ابنا علي رضي الله عنهم.

(2)

قوله: (مناقب الحسن والحسين) كأنه جمعهما لما وقع لهما من الاشتراك في كثير من المناقب. وكان مولد الحسن في رمضان سنة ثلاث من الهجرة عند الأكثر، وقيل بعد ذلك، ومات بالمدينة مسمومًا سنة خمسين، ويقال قبلها، ويقال بعدها. وكان مولد الحسين في شعبان سنة أربع في قول الأكثر، وقيل: سنة ثلاث، وقُتل يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق، كذا في " الفتح "(7/ 95) و" الاستيعاب "(1/ 384، 392).

(3)

" وقال نافع بن جبير " ابن مطعم، وصله في " البيوع " مطولًا.

(4)

" صدقة " ابن الفضل المروزي.

(5)

" ابن عيينة " سفيان.

(6)

هو إسرائيل بن موسى البصري، "ك"(15/ 21).

(7)

غير أبي ذر، لم يذكر فيه حديثًا، كأنه اكتفى بما ذكر سابقًا في "الجنائز" (برقم: 1275، 1276)، وسقط هذا مع الترجمة في بعض النسخ، "الخير الجاري".

ص: 510

عَنِ الْحَسَنِ

(1)

أنه سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ

(2)

سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ، يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً، وَيَقُولُ: "ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ

(3)

بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ". [راجع: 2704].

3747 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(4)

، ثَنَا مُعْتَمِرٌ

(5)

سَمِعْتُ أَبِي

(6)

، ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ

(7)

، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ وَيَقُولُ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا"، أَوْ كَمَا قَالَ. [راجع: 3735].

"أنه سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ" لفظ "أنه" سقط في نـ. "ثَنَا مُعْتَمِرٌ" كذا في ذ، وفي نـ:" ثَنَا الْمُعْتَمِرُ ".

===

(1)

البصري.

(2)

" أبا بكرة " نفيع بن الحارث الثقفي.

(3)

قوله: (أن يصلح به بين فئتين) وقد كان كذلك لأن المسلمين كانوا فرقتين: فرقة معه وفرقة مع معاوية، وكان الحسن يومئذ أحق الناس بهذا الأمر فدعاه ورعه وشفقته على أمة جده إلى ترك الملك والدنيا رغبةً فيما عند الله، ولم يكن ذلك [لعلة ولا] لقلة ولا لذلة فقد بايعه على الموت أربعون ألفًا، "ك"(12/ 16).

(4)

"مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي.

(5)

"معتمر" يروي عن أبيه سليمان بن طرخان.

(6)

يعني سليمان.

(7)

"أبو عثمان" عبد الرحمن النهدي.

ص: 511

3748 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

(1)

، ثَنَا حُسَينُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

، ثَنَا جَرِيرٌ

(3)

، عَنْ مُحَمَّدٍ

(4)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: أُتِيَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ

(5)

بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ، فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ، وَقَالَ فِي حُسْنِهِ شَيْئًا

(6)

، فَقَالَ أَنَسٌ: كَانَ أَشْبَهَهُمْ

(7)

بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ

(8)

مَخْضُوبًا

(9)

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ".

===

(1)

أبو جعفر العامري البغدادي، "قس"(8/ 264).

(2)

"حسين بن محمد" التميمي المروزي.

(3)

"جرير" هو ابن حازم الأزدي.

(4)

هو ابن سيرين، "قس"(8/ 264).

(5)

قوله: (عبيد الله بن زياد) كان أمير الكوفة من جهة يزيد بن معاوية وقُتل الحسين في إمارته، كذا في " الفتح " (7/ 92). قوله:" ينكت " أي: يضرب في عينيه وأنفه، كذا في " الخير الجاري "[و" قس " (8/ 265)].

(6)

أي: عابه.

(7)

أي: أشبه أهل البيت، "ف"(7/ 96).

(8)

أي: الحسين، "ف"(7/ 96)، أي: كان شعر رأسه ولحيته مخضوبًا بالوسمة.

(9)

ظاهره وإن كان معارضًا لقوله صلى الله عليه وسلم: " جنبوه السواد "، لكن المعنى كان مخضوبًا بالوسمة الخالصة، والخضب بها وحدها لا يسود الشعر، فاندفع التعارض بينهما لأن المنهي عنه هو السواد البحت، أو يكون السواد غالبًا على الحناء لا بالعكس، ومنشأ الشريعة بنهيه أن لا يلتبس الشيب

ص: 512

بِالْوَسْمَةِ

(1)

. [تحفة: 1464].

3749 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالِ

(2)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(3)

، أَخْبَرَنِي عَدِيٌّ

(4)

سَمِعْتُ الْبَرَاءَ

(5)

قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ". [أخرجه: م 2422، ت 3783، س في الكبرى 8163، تحفة: 1793].

3750 -

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ

(6)

، أَنَا عَبْدُ اللهِ

(7)

، أَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ

(8)

، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

(9)

، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ

"حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ". " أَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ " كذا في ذ، وفي نـ:" أخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ ".

===

بالشباب والشيخ بالشاب، على أن الحسين كان غازيًا شهيدًا فالخضاب بالسواد جائز في الجهاد.

(1)

" الوسمة "بكسر السين المهملة وسكونها: ورق نبت يجعل منه النيل، وقيل: شجر باليمن يخضب بورقه الشعر أسود، "مجمع البحار"(5/ 61).

(2)

" حجاج بن منهال " السلمي.

(3)

" شعبة " هو ابن الحجاج العتكي.

(4)

ابن ثابت الأنصاري.

(5)

ابن عازب، " قس "(8/ 266).

(6)

"عبدان" لقب عبد الله بن عثمان العتكي مولاهم المروزي.

(7)

"عبد الله" هو ابن المبارك المروزي.

(8)

القرشي النوفلي، "قس"(8/ 266).

(9)

"ابن أبي مليكة" عبد الله بن عبيد الله.

ص: 513

الْحَارِثِ

(1)

قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ

(2)

وَحَمَلَ الْحَسَنَ وَهُوَ يَقُولُ: بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ، وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ. [راجع: 3542].

3751 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ

(3)

وَصَدَقَةُ

(4)

قَالَا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ

(5)

، عَنْ شُعْبَةَ

(6)

، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ

(7)

، عَنْ أَبيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ

(8)

قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ

(9)

: ارْقُبُوا

(10)

مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ. [راجع: 3713].

3752 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى

(11)

، أَنَا هِشَامُ بْنُ

"بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " سقطت التصلية في نـ. " لَيْسَ شَبِيهٌ" في قتـ: " لَيْسَ شبِيهًا ". " حَدَّثَنَا يَحْيَى " كذا في ذ، وفي نـ:" حَدَّثَني يَحْيَى ". " ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم " سقطت التصلية في نـ. "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" كذا في ذ، وفي نـ:" حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ".

===

(1)

" عقبة بن الحارث " القرشي المكى.

(2)

الصديق، " قس "(8/ 266).

(3)

" يحيى بن معين " ابن عون، أبو زكريا البغدادى.

(4)

" صدقة " هو ابن الفضل المروزي.

(5)

المعروف بغندر، " قس "(8/ 267).

(6)

ابن الحجاج، " قس "(8/ 267).

(7)

" واقد " يروي عن أبيه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

(8)

عبد الله، " قس "(8/ 267).

(9)

الصديق، " قس "(8/ 267).

(10)

أي: احفظوه فيهم، أي: راعوه واحترموه، " مجمع "(2/ 362).

(11)

"إبراهيم بن موسى" ابن يزيد التميمي الفراء.

ص: 514

يُوسُفَ

(1)

، عَنْ مَعْمَرٍ

(2)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسٌ. [أخرجه: ت 3776، تحفة: 1539].

3753 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(4)

، ثَنَا غُنْدُرٌ

(5)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(6)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ

(7)

سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ

(8)

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ

(9)

عَنِ الْمُحْرِمِ

(10)

-قَالَ شُعْبَةُ

(11)

أَحْسِبُهُ يَقْتُلُ

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ " كذا في ذ، وفي نـ:" حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ". " رَجُلٌ " سقط في نـ.

===

(1)

" هشام بن يوسف " أبو عبد الرحمن الصنعاني.

(2)

هو ابن راشد الأزدي، " قس "(8/ 268).

(3)

قوله: (لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم) وعن علي قال: "الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك" رواه الترمذي. [انظر "الفتح" (7/ 97)].

(4)

"محمد بن بشار" العبدي البصري.

(5)

"غندر" هو محمد بن جعفر البصري.

(6)

"شعبة" ابن الحجاج تقدم.

(7)

"محمد" هو ابن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي البصري.

(8)

بضم النون وسكون المهملة، "ك"(15/ 23)، عبد الرحمن الزاهد، " قس "(8/ 268).

(9)

من أهل العراق، "قس"(8/ 268).

(10)

أي: عن حال المحرم بالحج والعمرة.

(11)

ابن الحجاج.

ص: 515

الذُّبَابَ -فَقَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَن قَتْلِ الذُّبَابِ

(1)

وَقَدْ قَتَلُوا ابنَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هُمَا رَيْحَانَتَايَ

(2)

مِنَ الدُّنْيَا". [طرفه: 5994، أخرجه: ت 3770، تحفة: 7300].

‌23 - بابُ مَنَاقِبُ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ

(3)

(4)

مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَينَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ".

3754 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ

(5)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ

(6)

،

"يَسْأَلُونَ " في نـ: "يَسْاَلُونِّي". " قَتْل" سقط في نـ. "ريحَانتَايَ" في نـ: "رَيْحَاني". "باب" سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (عن قتل الذباب) أي: أيجوز أم لا؟ والمعنى أنهم يظهرون كمال رعاية التقوى وقد كانوا اجترءوا على قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما.

(2)

قوله: (هما رَيْحانتاي) وفي بعضها: " ريحاني " والريحان: الرزق، أو المشموم لأن الأولاد يُشَمّون. ويُقَبَّلون فكأنهم من جملة الرياحين، "ك"(15/ 23).

(3)

هو أول من أظهر إسلامه بمكة، "ك"(15/ 23).

(4)

قوله: (بلال بن رباح) بفتح الراء والموحدة آخره مهملة، وأمه حمامة - بفتح المهملة وخفة الميم -، وهو من مولدي السراة - موضع بين مكة واليمن - وشهد بدرًا وما بعدها، ومات بدمشق سنة عشرين، " قس " (8/ 269). قوله:" دَفَّ نعليك " بدال مفتوحة فمشددة أي: سمعت صوت مشيك في النعلين، كذا في "المجمع"(2/ 191)، ومر الحديث [برقم: 1149] في "الصلاة".

(5)

" أبو نعيم " الفضل بن دكين الكوفي.

(6)

هو ابن عبد الله الماجشون، "قس"(8/ 269).

ص: 516

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ

(1)

، أَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(2)

قَالَ: كَانَ عُمَرُ

(3)

يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا

(4)

، يَعْنِي بِلَالًا. [تحفة: 10424، 2045 أ].

3755 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ

(5)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ

(6)

، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ

(7)

، عَنْ قَيْسٍ

(8)

: أَنَّ بِلَالًا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي للهِ فَدَعْنِي وَعَمَلَ اللهِ

(9)

. [تحفة: 2046].

"أَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ" في ذ: "حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ". " وَعَمَلَ اللهِ " في هـ، ذ:" وَعَمَلِي للهِ ".

===

(1)

" محمد بن المنكدر" ابن عبد الله التيمي المدني.

(2)

الأنصاري.

(3)

ابن الخطاب، "قس"(8/ 269).

(4)

قوله: (وأعتق سيدنا، يعني بلالًا) قال ابن التين: يعني أن بلالًا من السادة، ولم يُرِد أنه أفضل من عمر. وقال غيره: السيد الأول حقيقة والثاني قاله عمر تواضعًا على سبيل المجاز، أو أن السيادة لا تثبت الأفضلية، فقد قال ابن عمر:" ما رأيت أسود من معاوية " مع أنه رأى أبا بكر وعمر، " فتح الباري "(7/ 99).

(5)

" ابن نمير " مصغرًا هو محمد بن عبد الله بن نمير.

(6)

" محمد بن عبيد " الطنافسي الكوفي.

(7)

هو ابن أبي خالد، "ف"(7/ 99).

(8)

" قيس " هو ابن أبي حازم.

(9)

قوله: (وعملَ الله) بالنصب على أنه مفعول معه، كذا في " الخير الجاري ". وفي رواية الكشميهني:" وعملي لله " قال الكرماني (15/ 24): قال هذا الكلام حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أن يهاجر من المدينة، فمنعه

ص: 517

‌24 - بابُ مَنَاقبُ ابْنِ عَبَّاسٍ

(1)

(2)

3756 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(3)

، ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ

(4)

، عَنْ خَالِدٍ

(5)

، عَنْ عِكْرِمَةَ

(6)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ: " اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ "

(7)

. [راجع: 75].

"بابٌ مَنَاقبُ ابْنِ عَبَّاسٍ " في نـ: " بابُ ذكر مَنَاقب ابْنِ عَبَّاسٍ ".

===

أبو بكر إرادة أن يؤذّن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني لا أريد المدينة

بدون رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أتحمل مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليًا عنه، انتهى. قال

في " الفتح "(7/ 99): وقد وقع ذلك صريحًا في رواية أحمد بلفظ: " قال بلال لأبي بكر حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وذكر ابن سعد في " الطبقات " في هذه القصة من الزيادة: " قال: رأيت أفضل عمل المؤمن الجهاد، فأردت أن أرابط في سبيل الله، وإن أبا بكر قال لبلال: أنشدك الله وحقي، فأقام معه حتى توفي، فلما مات أذن له عمر في خلافته فتوجه إلى الشام مجاهدًا فمات بها في طاعون عمواس سنة 18 هـ، وقيل: سنة 20 هـ"، والله أعلم.

(1)

كان من علماء الصحابة، "ف"(7/ 100).

(2)

أي: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، ومات بالطائف سنة ثمان وستين، "ف"(7/ 100).

(3)

" مسدد " هو ابن مسرهد الأسدي.

(4)

" عبد الوارث " ابن سعيد التنوري العنبري مولاهم.

(5)

" خالد " هو ابن مهران الحذاء.

(6)

" عكرمة " مولى ابن عباس.

(7)

قوله: (علِّمْه الحكمةَ) وفي لفظ: " علّمه الكتابَ " وهو يؤيد من فسّر الحكمة هنا بالقرآن. واختلف في المراد بالحكمة هنا، فقيل: الإصابة

ص: 518

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ

(1)

، ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ

(2)

، وَقَالَ:" اللهم عَلِّمْهُ الْكِتَابَ "

(3)

(4)

. ثَنَا مُوسَى

(5)

حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ

(6)

عَنْ خَالِدٍ مِثْلَهُ. قَالَ البُخَاري: وَالْحِكْمَةُ الإِصَابَةُ

(7)

فِي غَيْرِ النُّبُوَّةِ.

"اللَّهم عَلِّمْهُ الْكِتَابَ" لفظ "اللهم" ثبت في ذ. " قَالَ البُخَاري " سقط في نـ. "وَالْحِكْمَةُ الإِصَابَةُ

" إلخ، ثبت في سـ، ذ.

===

في القول، وقيل: الفهم عن الله، وقيل: ما يشهد العقل بصحته، وقيل: نور يفرق به بين الإلهام والوسواس، وقيل: سرعة الجواب بالصواب، وقيل غير ذلك، وكان ابن عباس من أعلم الصحابة بتفسير القرآن، " فتح الباري "(7/ 100).

(1)

"أبو معمر" عبد الله بن عمير

(1)

المنقري مولاهم المقعد.

(2)

" عبد الوارث " هو ابن سعيد المذكور.

(3)

أي: بدل قوله: " علِّمْه الحكمة ".

(4)

أي: القرآن.

(5)

"موسى" ابن إسماعيل التبوذكي.

(6)

"وهيب" ابن خالد بن عجلان.

(7)

قوله: (والحكمة: الإصابة في غير النبوة) هذا التفسير ثابت لأبي ذر عن المستملي. وقال ابن وهب: قلت لمالك: ما الحكمة؟ قال: معرفة الدين والتفقه فيه والاتباع له. وقال الشافعي: الحكمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: هي الفصل بين الحق والباطل، " قس "(8/ 271).

(1)

كذا في الأصل و"قس"، والصواب:"عبد الله بن عمرو"، انظر "التهذيبين".

ص: 519

‌25 - بابُ مَنَاقِبُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ

(1)

3757 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ وَاقِدٍ

(2)

، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ

(3)

، عَنْ أَيُّوبَ

(4)

، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ

(5)

، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(6)

زَيْدًا

(7)

وَجَعْفَرًا

(8)

وَابْنَ رَوَاحَةَ

(9)

لِلنَّاسِ

(10)

قَبْلَ أَنْ يَأتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقَالَ: "أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْد فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ - وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ

(11)

-

"باب " سقط في نـ. " ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ " كذا في هـ، ذ، وفي نـ:" ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ ".

===

(1)

ابن المغيرة المخزومي القرشي أحد أشراف قريش في الجاهلية، مات مرابطًا بحمص سنة 21 هـ، "ك"(15/ 24).

(2)

" أحمد بن واقد " أبو يحيى الأسدي.

(3)

" حماد بن زيد " ابن درهم الجهضمي.

(4)

" أيوب " السختياني.

(5)

" حميد " العدوي البصري، هو أبو نصر.

(6)

من النعي، وهو الإخبار بالموت.

(7)

ابن حارثة.

(8)

ابن أبي طالب.

(9)

عبد الله.

(10)

أي: أخبرهم بموتهم في غزوة مؤتة، " قس "(8/ 272).

(11)

قوله (تذرفان) بإعجام الذال أي: تسيلان دمعًا، و" سيف [من سيوف، الله " هو خالد، كذا في " الكرماني "(15/ 25)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 1246] في " الجنائز ".

ص: 520

حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ

(1)

مِنْ سُيُوفِ اللهِ حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ "

(2)

. [راجع: 1246].

‌26 - بابُ مَنَاقِبُ سَالِمٍ

(3)

مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ

3758 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ

(4)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(5)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ

(6)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(7)

، عَنْ مَسْرُوقٍ

(8)

قَالَ: ذُكِرَ عَبْدُ اللهِ

(9)

عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ

"حَتَّى أَخَذَ " في هـ، ذ:" حَتَّى أَخَذَهَا ". " باب " سقط في نـ.

===

(1)

هو خالد.

(2)

أي: على يد خالد.

(3)

قوله: (مناقب سالم) هو ابن معقل بفتح الميم وإسكان المهملة وكسر القاف، مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان - أي: سالم - من أهل الفارس، ومن فضلاء الموالي، وهو معدود في المهاجرين لأنه هاجر إلى المدينة، وفي الأنصار لأنه كان أولًا عبدًا لزوجة أبي حذيفة الأنصارية، وفي قريش، وفي العجم، وفي الموالي، وفي القراء، وقتل يوم اليمامة، كذا في " الكرماني "(15/ 25).

(4)

" سليمان بن حرب " الواشحي.

(5)

" شعبة " ابن الحجاج العتكي.

(6)

" عمرو بن مرة " ابن طارق البجلي الكوفي الأعمى.

(7)

" إبراهيم " هو ابن يزيد النخعي.

(8)

" مسروق " هو ابن الأجدع الكوفي.

(9)

أي: ابن مسعود.

ص: 521

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: " اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَبَدَأَ بِهِ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ "، قَالَ: وَلَا أَدْرِي

(1)

بَدَأَ بِأُبَيِّ أَوْ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ. [أطرافه: 3760، 3806، 3808، 4999، أخرجه: م 2464، ت 3810، س في الكبرى 8279، تحفة: 8932].

‌27 - مَنَاقِبُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ

(2)

"ابْنِ جَبَلٍ " ثبت في ذ. " أَوْ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ " في نـ: " أو بمعاذ ". " مَنَاقِبُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ " في نـ: " بَابُ مَنَاقِب عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ".

===

(1)

قوله: (ولا أدري

) إلخ، أي: لا أدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدّم أُبيًّا على معاذ أو بالعكس. وإنما خصّ هذه الأربعة لأنهم كانوا أكثر ضبطًا للفظ القرآن وأتقن لأدائه وإن كان غيرهم أفقه في معانيه منهم، أو لأنهم تفرغوا لأخذه منه مشافهة، وغيرهم اقتصروا على أخذ بعضهم عن بعض، أو أنه صلى الله عليه وسلم أراد الأعلام بما يكون بعده من تقدم هؤلاء الأربعة فإنهم أقرأ من غيرهم، وليس المراد أنه لم يجمعه غيرهم، "ك"(15/ 25 - 26)، "ف"(7/ 102)، " قس "(8/ 273 - 274)، "خ " ملتقطًا.

(2)

قوله: (عبد الله بن مسعود) ابن غافل بن حبيب بن شَمْخ بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت، فلذلك ينسب إليها أحيانًا، وكان هو من السابقين. وقد روى ابن حبان أنه سادس ستة في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وصلّى القبلتين، وشهد بدرًا والحديبية، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وكان من علماء الصحابة. وروى الحاكم وغيره من طريق أبي وائل عن حذيفة قال:

ص: 522

3759 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ

(1)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(2)

، عَنْ سُلَيْمَانَ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا

(5)

قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو

(6)

: إِنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا

(7)

وَقَالَ: " إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا". [راجع: 3559].

3760 -

وَقَالَ: "اسْتَقْرئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ". [راجع: 3758].

===

"لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلةً يوم القيامة "، كذا في " الفتح "(7/ 103) وغيره.

وفي " الاستيعاب "(3/ 989): قال صلى الله عليه وسلم: " رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد، وسخطت لأمتي ما سخط لها ابن أم عبد "، وقال صلى الله عليه وسلم:" لو كنت مؤمّرًا أحدًا من غير مشورة لأمّرت ابن أم عبد " رواه الترمذي.

وفي " جامع الأصول "(12/ 584): إنه ولي القضاء بالكوفة وبيت مالها لعمر وصدرًا من خلافة عثمان، ثم سار إلى المدينة فمات بها سنة اثنتين وثلاثين، ودُفن بالبقيع، وله بضع وستون سنة. روى عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومن بعدهم من الصحابة والتابعين، انتهى.

(1)

" حفص بن عمر " الحوضي.

(2)

" شعبة " ابن الحجاج.

(3)

" سليمان " ابن مهران الأعمش.

(4)

" أبا وائل " شقيق بن سلمة.

(5)

هو ابن الأجدع، " قس "(8/ 274).

(6)

ابن العاص، " قس "(8/ 274).

(7)

أي: متكلمًا بالقبيح ولا متكلفًا به، "ك"(15/ 26).

ص: 523

3761 -

حَدَّثَنَا مُوسَى

(1)

، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ

(2)

، عَنْ مُغِيرَةَ

(3)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(4)

، عَنْ عَلْقَمَةَ

(5)

قَال: دَخَلْتُ الشَّامَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا. فَرَأَيْتُ شَيْخًا

(6)

مُقْبِلًا، فَلَمَّا دَنَا قُلْتُ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اسْتَجَابَ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: أَفَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادَةِ

(7)

وَالْمِطْهَرَةِ؟ أوَلَمْ. يَكُنْ فِيكُمُ الَّذِي أُجِيرَ

(8)

مِنَ الشَّيْطَانِ؟ أَوَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ

(9)

"صَالِحًا " ثبت في هـ، ذ. " أَفَلَمْ يَكُنْ " في ذ:" فَلَمْ يَكُنْ ". " أَوَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ " في ذ: " وَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ ".

===

(1)

" موسى " ابن إسماعيل التبوذكي.

(2)

" أبو عوانة " الوضاح اليشكري.

(3)

" مغيرة " ابن مقسم الكوفي.

(4)

" إبراهيم " ابن يزيد النخعي.

(5)

" علقمة " ابن قيس النخعي.

(6)

هو أبو الدرداء الأنصاري.

(7)

قوله: (والوسادة) أي: المخدة، " والمطهرة " بالكسر والفتح: إناء يتطهر به، يريد أنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في الحالات كلّها. حاصله: أنه لشدة ملازمته صلى الله عليه وسلم ينبغي أن يكون عنده من العلم الشرعي ما يستغني طالبه عن غيره، كذا في " المرقاة " (10/ 570). قال الكرماني (15/ 27): المجار هو عمار، وصاحب سرّ المنافقين حذيفة، عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماءهم، انتهى. قوله:" لا يعلمه غيره" أي: لا يعلم هذا السرّ غير حذيفة.

(8)

هو عمار.

(9)

هو حذيفة.

ص: 524

الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟ كَيْفَ قَرَأَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ

(1)

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ؟ فَقَرَأْتُ

(2)

: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَالذَّكَرَ وَالْأُنْثَى

(3)

} [الليل: 1 - 3]، فَقَال

(4)

: أَقْرَأَنِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فاهُ إِلَى فِيَّ، فَمَا زَال هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يَرُدُّونَنِي. [راجع: 3287].

3762 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ

(5)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(6)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(7)

، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزيدَ

(8)

قَالَ: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ

(9)

عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ

(10)

مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

"{إِذَا يَغْشَى} " ثبت في ذ. "يَرُدُّونَنِي " في نـ: " يَرُدُّونِّي ".

===

(1)

أي: عبد الله بن مسعود.

(2)

أي: قال علقمة.

(3)

قوله: (والذكر والأنثى) قال في " المجمع "(4/ 239): كان يقرأ: والذكر والأنثى، حيث أنزل أولًا كذلك، ثم أنزل {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} فلم يسمعه ابن مسعود وأبو الدرداء وسمعه سائر الناس وأثبتوه، فهذا كظنّ عبد الله أن المعوذتين لَيْسَتَا من القرآن. قوله:" يردّونني " أي: من قراءة: {وَالذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} ، إلى قراءة {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} ، انتهى.

(4)

أي: أبو الدرداء.

(5)

" سليمان بن حرب " الواشحي.

(6)

" شعبة " ابن الحجاج العتكي.

(7)

" أبي إسحاق " عمرو بن عبد الله السبيعي.

(8)

" عبد الرحمن بن يزيد " النخعي.

(9)

ابن اليمان، " قس "(8/ 276).

(10)

الطريقة والمذهب، أي: حسن الهيئة، "ك"(15/ 27).

ص: 525

حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا

(1)

بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ

(2)

. [طرفه: 6097، أخرجه: ت 3807، س في الكبرى 8265، تحفة: 3374].

3763 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ

(3)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ

(4)

، ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبي إِسْحَاقَ

(5)

، ثَنِي الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَىِ الأَشعَرِيَّ يَقُولُ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ، فَمَكُثْنَا حِينًا

(6)

مَا نُرَى

(7)

إِلَّا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لِمَا نَرَى

(8)

مِنْ دُخُولِهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [طرفه: 4384، أخرجه: م 2460، ت 3806، س في الكبرى 8388، تحفة: 8979].

"نَأْخُذَ عَنْهُ، قَالَ " في نـ: " نَأْخُذَ عَنْهُ، فَقَالَ ". " مَا أَعْلَمُ " كذا في ذ، وفي نـ:" مَا أَعْرِفُ ". " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ " كذا في ذ، وفي نـ:" حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ".

===

(1)

أي: سيرة وحالة، "ف"(7/ 103).

(2)

هو عبد الله بن مسعود.

(3)

" محمد بن العلاء " أبو كريب الهمداني.

(4)

السبيعي.

(5)

" أبي إسحاق " هو عمرو السبيعي.

(6)

أي: أقمنا زمانًا.

(7)

نظن ونعتقد.

(8)

نبصر.

ص: 526

‌28 - ذِكْرُ مُعَاوِيَةَ

(1)

3764 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ

(2)

، ثَنَا الْمُعَافَى

(3)

، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ

(4)

، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

(5)

قَالَ: أَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِرَكْعَةٍ وَعِنْدَهُ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ

(6)

، فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: دَعْهُ

(7)

، فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. [طرفه: 3765، تحفة: 5800، 11424].

"ذِكْرُ مُعَاوِيَةَ" في نـ: "بابُ ذِكْرِ مُعَاوِيَةَ".

===

(1)

هو ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي، أسلم في فتح مكة، أحد كتّاب الوحي، مات بدمشق سنة ستين، "ك"(15/ 28).

(2)

"الحسن بن بشر" أبو علي الكوفي.

(3)

"المعافى" ابن عمران الموصلي.

(4)

ابن موسى المكي، " قس "(8/ 277).

(5)

" ابن أبي مليكة " عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.

(6)

هو ابن كريب، "ف"(7/ 104).

(7)

قوله: (دَعْه) أي: اترك القول فيه والإنكار عليه، " فإنه قد صحب " أي: فلم يفعل شيئًا إلا بمستند، وفي قوله في الرواية الأخرى:" أصاب إنه فقيه " ما يؤيد ذلك، ولا التفات إلى قول ابن التين: إن الوتر بركعة لم يقل به الفقهاء، لأن الذي نفاه قول الأكثر، كذا في " الفتح " (7/ 104). قال العيني (5/ 215): وروى ابن أبي شيبة عن حفص بن عمر عن الحسن قال: أجمع المسلمون على أن الوتر ثلاث لا يسلم إلا في آخرهن، انتهى.

ص: 527

3765 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ

(1)

، ثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ

(2)

، ثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَة

(3)

قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ، فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِوَاحِدَةٍ؟ قَالَ: أَصَابَ إِنَّهُ فَقِيهٌ. [راجع: 3764].

3766 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ

(4)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ

(5)

قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانٍ

(6)

، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُصَلّونَ صَلَاةً، لَقَدْ صَحِبْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهِمَا، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا

(7)

، يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ. [راجع: 587].

"ثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ " في ذ: " ثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ". " فَإنَّهُ " سقط في نـ. " قَالَ: أَصَابَ إِنَّهُ فَقِيهٌ " كذا في ذ، وفي نـ:" قَالَ: إِنَّهُ فَقِيهٌ ". " حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ " كذا في ذ، وفي نـ:" حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ ". " يُصلِّيهِمَا " كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:" يُصَلِّيهَا ".

===

وشيخ عبد الحق در "صراط مستقيم" كَفته: بس إين وحشت كشيدن حاضران فعل معاوية وإنكار واستبعاد آن وجواب دادن ابن عباس بتصويب وى مجملًا بفقاهت وصحبت وى دلالتي صريح وارد برآنكه وتر بيك ركعت متعارف نبود كما لا يخفى، انتهى. [بالفارسية].

(1)

"ابن أبي مريم" هو سعيد بن الحكم.

(2)

" نافع بن عمر" ابن عبد الله الجمحى.

(3)

عبد الله المذكور.

(4)

" عمرو بن عباس " أبو عثمان البصري.

(5)

" أبي التياح " يزيد بن حميد الضبعي.

(6)

" حمران بن أبان " مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه.

(7)

مر بيانه [برقم: 587].

ص: 528

‌29 - مَنَاقِبُ فَاطِمَةَ

(1)

(2)

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ "

(3)

.

3767 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

(4)

، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ

(5)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ

"مَنَاقِبُ فَاطِمَةَ " في نـ: " بابُ مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ ".

===

(1)

الزهراء.

(2)

قوله: (فاطمة) رضي الله عنها، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصغر بناته سنًّا، أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا رضي الله عنه وهي ابنة خمس عشرة سنة بعد وقعة أحد، وماتت في رمضان سنة إحدى عشرة، وغسلها علي وصلَّى عليها ودفنها ليلًا بوصيتها، قاله الكرماني (15/ 29). وفي "الاستيعاب" (4/ 1893 - 1894): وُلدت فاطمة سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وأنكح رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمةَ عليَّ بن أبي طالب بعد وقعة أحد، وقيل: إنه تزوجها بعد أن ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد تزوجه إياها بتسعة أشهر ونصف، وكان سنُّها يوم تزوجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفًا، وسن علي يومئذ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر. واختلف في مهره إياها، فروي أنه مهرها درعَه، وقيل: إن عليًّا تزوج فاطمة على أربعمائة وثمانين، انتهى مختصرًا. فولدت به الحسن والحسين والمحسن وزينب وأم كلثوم ورقية، وماتت بالمدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، "مرقاة "(10/ 512).

(3)

قوله: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) هذا بظاهره يدلّ على أنها أفضل النساء مطلقًا حتى من خديجة وعائشة ومريم وآسية، كذا في " المرقاة " (10/ 512). ومرَّ بيانه [برقم: 3624].

(4)

"أبو الوليد" هو هشام بن عبد الملك.

(5)

"ابن عيينة" هو سفيان.

ص: 529

دِينَارٍ

(1)

، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

(2)

، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ

(3)

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي

(4)

، فَمَنْ أَغْضَبَهَا فَقَدْ أَغْضبَنِي ". [راجع: 926، أخرجه: م 2449، د 2071، ت 3867، س في الكبرى 8370، ق 1998، تحفة: 11267].

===

(1)

" عمرو بن دينار" هو المكي.

(2)

"ابن أبي مليكة" هو عبد الله تقدم قريبًا.

(3)

ابن نوفل الزهري، " تق " (رقم: 6672).

(4)

قوله: (بضعة مني) بفتح الباء: القطعة من اللحم، وقد تكسر أي: أنها جزء مني، كذا في " المجمع " (1/ 189). وفي " الكرماني " (15/ 29): قال النووي: بضعة بضمها كالمضغة، واختلفوا في فاطمة وعائشة أيتهما أفضل، انتهى.

قال في " اللمعات ": اختلفوا في فضل عائشة على خديجة، وكذا في فضل فاطمة على عائشة أو العكس، ونقل عن مالك أنه قال: فاطمة بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم ولا أُفضّل على بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسئل الإمام السبكي عن ذلك فقال: الذي نختاره وندين الله به أن فاطمة أفضل ثم أمها خديجة ثم عائشة. قال السيوطي في فاطمة وعائشة أيتهما أفضل: فيه ثلاثة مذاهب: أصحّها أن فاطمة أفضل، ومال بعضهم إلى التوقف، انتهى ما في "اللمعات".

وفي "المرقاة"(10/ 563): قال السيوطي في " النقاية ": نعتقد أن أفضل النساء مريم وفاطمة، وأفضل أمهات المؤمنين خديجة وعائشة، وفي التفضيل بينهما أقوال، ثالثها: التوقف. أقول: التوقف في حق الكل أولى إذ ليس في المسألة دليل قطعي، والظنيات متعارضة غير مفيدة للعقائد المبينة على اليقينيات، انتهى، والله أعلم بالصواب.

ص: 530

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ

(1)

، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(2)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ

(3)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شكْوَاهُ

(4)

الَّتِي قُبِضَ فِيهَا، فَسَارَّهَا

(5)

بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ. فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ

(6)

الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ فَضَحِكْتُ

(7)

.

‌30 - فَضْلُ عَائِشَةَ

(8)

"فَضْلُ عَائِشَةَ" في نـ: " بَابُ فَضْلِ عَائِشَةَ ".

===

(1)

" يحيى بن قزعة" القرشي المؤذن.

(2)

"إبراهيم" يروي "عن أبيه" سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

(3)

" عروة " هو ابن الزبير بن العوام.

(4)

أي: مرضه، "ف"(1/ 140).

(5)

أي: كلمها خفية.

(6)

الوجع محركة: المرض، "ق" (ص: 710).

(7)

مر الحديث مع بيانه [برقم: 3625، 3626].

(8)

قوله: (فضل عائشة) وهي الصديقة بنت الصديق، وأمها أم رومان بنت عامر، وكان مولدها في الإسلام قبل الهجرة بثمان سنين أو نحوها، ومات النبي صلى الله عليه وسلم ولها نحو ثمانية عشر عامًا، وكان موتها في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين، وقيل: في التي بعدها، ولم تلد للنبي صلى الله عليه وسلم شيئًا على الصواب، وكانت تكنى بأم عبد الله باسم ابن أختها أسماء بنت الصديق، كذا في " الفتح "(7/ 107).

ص: 531

3768 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(1)

، ثَنَا اللَّيْثُ

(2)

، عَنْ يُونُسَ

(3)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(4)

، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ

(5)

: إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا: " يَا عَائِشُ

(6)

، هَذَا جِبْرَئِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ "، فَقُلْتُ: وَعَلَيهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى

(7)

، تُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3217].

3769 -

حَدَّثَنَا آدَمُ

(8)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(9)

. ح وَثَنَا عَمْرٌو

(10)

، أَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ

(11)

، عَنْ مُرَّةَ

(12)

، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ:

"وَعَلَيْهِ السَّلَامُ" سقطت الواو في نـ. "ح وَثَنَا عَمْرٌو" في نـ: "وَثنا عَمْرٌو".

===

(1)

" يحيى" هو ابن عبد الله بن بكير المخزومي المصري.

(2)

"الليث" هو ابن سعد الإمام المصري.

(3)

"يونس" هو ابن يزيد الأيلي.

(4)

" ابن شهاب" هو الزهري.

(5)

"أبو سلمة" هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

(6)

ترخيم عائشة بفتح الشين وضمها، و" يقرئك " بضم الياء من الإقراء، ووجهه أن المسلم يجعل المسلم عليه قارئًا للسلام.

(7)

وهو جبرئيل، "لمعات".

(8)

"آدم" هو ابن أبي إياس العسقلاني.

(9)

" شعبة " هو ابن الحجاج العتكي.

(10)

هو ابن مرزوق الباهلي، "ك"(15/ 30).

(11)

" عمرو بن مرة " بضم الميم وشدة الراء الهمداني الكوفي.

(12)

الهمداني الكوفي، "ك"(15/ 30).

ص: 532

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَمُلَ

(1)

(2)

مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ

(3)

، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ

(4)

عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ". [راجع: 3411].

"عَلَى سَائر الطَّعَامِ" كذا في ذ، وفي نـ:" عَلَى الطَّعَامِ".

===

(1)

كنصر وكرم وعلم، " قاموس " (ص: 272).

(2)

قوله: (كمل) بتثليث الميم، ثلاث لغات، والأوفق بالمعنى اللازم الضم، "مرقاة"(9/ 712).

(3)

قوله: (إلا مريمُ بنت عمران وآسيةُ) استدل بهذا الحصر على نبوتهما بأن أكمل الإنسان الأنبياء. وقال الكرماني (14/ 60): لا يلزم من لفظ الكمال ثبوت نبوتهما لأنه يطلق لتمام الشيء وتناهيه في بابه، فالمراد بلوغهما إلى النهاية في جميع الفضائل التي للنساء، انتهى.

وفائدة ذكرهما بطريق الحصر اختصاصهما بكمال لم يشركهما [فيه] أحد من نساء زمانهم، أو من نساء الأمم المتقدمة، أو مطلق غير مقيد، وذلك لِمَا نقل العلماء من الإجماع على عدم نبوة النساء، "مرقاة"(9/ 713).

ثم ظاهر الحديث يفيد فضلهما - يعني مريم وآسية - على سائر النساء حتى فاطمة وخديجة وعائشة وسائر أزواجه وبناته صلى الله عليه وسلم. قيل: كان هذا الإخبار قبل أن يوحي إليه بفضل هذه المطهَّرات، أو استثنى من العموم بقرينة الأحاديث الأخر، وبالجملة وقعت أخبار متعددة مختلفة في فضائل النساء، فإما أن يقيد بجهات مخصوصة، أو يخصص العمومات، "لمعات".

(4)

قوله: (فضل عائشة

) إلخ، أبرز الكلام في صورة جملة مستقلة للدلالة على ثبوت فضل خاص من بينها، كذا في " اللمعات ". قال علي القاري في " المرقاة " (10/ 562): تقدم الخلاف في أن المراد بالنساء جنسهن، أو أزواجه صلى الله عليه وسلم عمومًا، أو بعد خديجة، والأظهر أنها أفضل من جميع النساء كما هو ظاهر الإطلاق من حيث الجامعية للكمالات العلمية والعملية المعبّر

ص: 533

3770 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(1)

، ثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ

(2)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(3)

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائر الطَّعَامِ". [طرفاه: 5419، 5428، أخرجه: م 2446، ت 3887، س في الكبرى 6692، ق 3281، تحفة: 970].

3771 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(4)

، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ " كذا في ذ، وفي نـ:" حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ".

===

عنهما في التشبيه بالثريد، وإنما يضرب المثل بالثريد لأنه أفضل طعام العرب، وأنه مركب من الخبز واللحم والمرقة، ولا نظير لها في الأغذية، انتهى. ومرَّ بيانه [برقم: 3411].

قال في " الفتح "(7/ 109): قال ابن القيم: إن أريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله فذاك أمر لا يطلع عليه، فإن عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح، وإن أريد كثرة العلم فعائشة لا محالة، وإن أريد شرف الأصل ففاطمة لا محالة، وهي فضيلة لا يشارك فيها غير أخواتها، وإن أريد شرف السيادة فقد ثبت النصّ لفاطمة وحدها. قلت: امتازت فاطمة عن أخواتها بأنهن مُتْنَ في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأما ما امتازت به عائشة من فضل العلم فإن لخديجة ما يقابله وهي أنها أول من أجاب إلى الإسلام ودعا إليه وأعان على ثبوته بالنفس والمال والتوجه التام؛ فلها مثل أجر من جاء بعدها. قيل: انعقد الإجماع على أفضلية فاطمة، وبقي الخلاف بين خديجة وعائشة، انتهى كلام "الفتح".

(1)

" عبد العزيز بن عبد الله " الأويسي.

(2)

" محمد بن جعفر " هو ابن أبي كثير.

(3)

هو أبو طوالة الأنصاري، " قس "(8/ 282).

(4)

" محمد بن بشار" العبدي البصري.

ص: 534

عَبْدِ الْمَجِيدِ

(1)

، ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ

(2)

، عَزِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ

(3)

: أَنَّ عَائِشَةَ اشْتَكَتْ

(4)

، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(5)

فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، تَقْدَمِينَ

(6)

عَلَى فَرَطِ

(7)

صِدْقٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى أَبِي بَكْر. [طرفاه: 4753، 4754 - تحفة: 6329].

3772 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(8)

، ثَنَا غُنْدُرٌ

(9)

، ثَنَا شُعْبَةُ

(10)

، عَنِ الْحَكَمِ

(11)

سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ

(12)

قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عَلِيّ عَمَّارًا وَالْحَسَنَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ

(13)

، خَطَبَ عَمَّارٌ فَقَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ

===

(1)

ابن الصلت الثقفي، "قس"(8/ 283).

(2)

" ابن عون" عبد الله أبو عون البصري.

(3)

" القاسم" ابن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.

(4)

أي: مرضت، "ك"(15/ 30).

(5)

قال العيني (11/ 491): المطابقة من حيث إن ابن عباس قطع لعائشة بدخول الجنة، ولا يقال ذلك إلا بتوقيف.

(6)

بفتح الدال، "ك"(15/ 30)، "تو"(6/ 2380).

(7)

بفتح الراء: السابق إلى الماء والمنزل، والصدق أي: الصادق، قوله:"على رسول الله صلى الله عليه وسلم " بدل منه، "ك"(15/ 31)، "خ".

(8)

" محمد بن بشار" المذكور.

(9)

" غندر " هو محمد بن جعفر البصري.

(10)

" شعبة " هو ابن الحجاج.

(11)

" الحكم " بالتحريك ابن عتيبة بالتصغير.

(12)

" أبا وائل " هو شقيق بن سلمة الكوفي.

(13)

أي: ليطلب خروجهم إلى نصرة علي في مقاتلة كانت بينه وبين عائشة بالبصرة، وسمي بيوم الجمل بالجيم، "ك"(15/ 31)، "خ".

ص: 535

أَنَّهَا

(1)

زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللهَ ابْتَلَاكُمْ لِتتَّبِعُوهُ

(2)

أَوْ إِيَّاهَا. [طرفاه: 7100، 7101، تحفة: 10351].

3773 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(3)

، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(4)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

(5)

، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ

(6)

قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنْ أَصْحَابهِ فِي طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ، فَصَلَّوْا بِغَيْر وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ

(7)

صلى الله عليه وسلم شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ

(8)

، قَالَ أسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ جَزَاكِ اللهُ خَيْرًا، فَوَاللهِ

"فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ" في ذ: " فَلَمَّا أَتَوا رَسُولَ اللهِ ". " قَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ " في نـ: " فَقَالَ أسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ".

===

(1)

لعل عمارًا سمع الحديث منه صلى الله عليه وسلم.

(2)

قيل: الضمير لعلي رضي الله عنه لأنه الذي كان يدعو إليه، والظاهر أنه الله، والمراد باتباع الله اتباع حكمه الشرير في طاعة الإمام وعدم الخروج عليه.

(3)

"عبيد بن إسماعيل" مصغرًا، أبو محمد القرشي الهباري الكوفي من ولد هبّار بن الأسود، واسمه عبد الله وعبيد لقبه عرف به.

(4)

"أبو أسامة" هو حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

(5)

" هشام عن أبيه" عروة بن الزبير بن العوام.

(6)

بنت أبي بكر.

(7)

قوله: (فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم) قال ابن التين: ليست هذه اللفظة بمحفوظة، يعني أنهم أتوا بالعقد، أي: أن المحفوظ قولها: "فأثرنا البعير فوجدنا العقد تحته"، "فتح "(7/ 108).

(8)

مر الحديث مع بيانه [برقم: 3672].

ص: 536

مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا جَعَلَ اللهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً. [راجع: 334، أخرجه: م 367، ق 568، تحفة: 16802].

3774 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(1)

، ثَنَا أَبُو أُسامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا كَانَ فِي مَرَضِهِ، جَعَلَ يَدُورُ فِي نِسَائِهِ وَيَقُولُ:" أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ " حِرْصًا عَلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي سَكَنَ

(2)

. [راجع: 890، أخرجه: م 2443، تحفة: 16808].

3775 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ

(3)

بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ

(4)

، ثَنَا حَمَّادٌ

(5)

، ثَنَا هِشَامٌ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ

(7)

قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ

(8)

بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقُلْنَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ، وَاللهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ،

"حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ". "فَقُلْنَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ" في ذ: "فَقَالُوا: يَا أُمَّ سَلَمَةَ".

===

(1)

" عبيد" ومن بعده هم الماضون في الإسناد السابق.

(2)

أي: مات أو سكت عن ذلك القول، "ك"(15/ 32). الثاني هو الصحيح، والأول خطأ صريح، "ف"(7/ 108).

(3)

مكبرًا، "تو"(6/ 2382).

(4)

" عبد الله بن عبد الوهاب " الحجبي البصري.

(5)

" حماد " هو ابن زيد بن درهم الأزدي البصري.

(6)

" هشام " وأبوه عروة تقدما.

(7)

أي: عروة، والحديث مرسل لأنه تابعي، "ك"(15/ 31).

(8)

أي: يقصدون، "ك"(15/ 32).

ص: 537

وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ، فَمُرِي

(1)

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ، قَالَتْ: فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ:" يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإنَّهُ وَاللهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا"

(2)

(3)

(4)

. [راجح: 2574، أخرجه: ت 3879، س في الكبرى 8382، تحفة: 16861].

"ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ" في ذ: "ذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ".

===

(1)

أي: قولي، "ك"(15/ 32).

(2)

مر الحديث [برقم: 2574] في " كتاب الهبة ".

(3)

قال الكرماني (15/ 32): المعتنون بهذا الكتاب من الشيوخ ضبطوه وقالوا: هاهنا منتصف الكتاب، ومن مناقب [الأنصار] هو ابتداء النصف الأخير منه.

(4)

قوله: (غيرها) لا يرد ذلك على خديجة لأنها ماتت قبل ذلك، فلم تدخل في الخطاب بقوله:"منكن".

وذكر في الحكمة في اختصاصها بذلك: أن عائشة كانت تبالغ في تنظيف ثيابها، وقيل: لمكان أبيها، "توشيح"(6/ 2382).

* * *

ص: 538

[63 - كتَابُ مَنَاقِبِ الأَنْصَارِ]

‌1 - بابُ

(1)

مَنَاقِبِ الأَنْصَارِ

(2)

{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا

(3)

الدَّارَ

(4)

وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ

(5)

يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ

(6)

فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا

(7)

} [الحشر: 9].

"بَابُ مَنَاقِب الأَنْصَارِ" زاد في نـ: "وَقَوله سبحانه"، ولفظ "باب" سقط في نـ. " {مِنْ قَبْلِهِمْ

} " إلخ، في نـ بدله: "الآية".

===

(1)

والمعتنون بهذا الكتاب من الشيوخ رحمهم الله ضبطوه وقالوا: هاهنا منتصف الكتاب، ومن مناقب الأنصار هو ابتداء النصف الأخير منه.

(2)

قوله: (مناقب الأنصار) هو اسم إسلامي، سمَّى النبي صلى الله عليه وسلم به الأوس والخزرج وحلفاءهم كما في حديث أنس، والأوس ينسبون إلى أوس بن حارثة، والخزرج ينسبون إلى الخزرج بن حارثة، وهما ابنا قيلة، وهو اسم أمهم، وأبوهم هو حارثة بن عمرو بن عامر الذي يجتمع إليه أنساب الأزد، " فتح الباري "(7/ 110).

(3)

لزموا.

(4)

قوله: ({وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ}) قال الكرماني (15/ 32، 33): هم أهل المدينة الذين آوَوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه، فإن قلت: كيف تبوّءوا الإيمان؟ قلت: هو من قبيل قول الشاعر:

علفتها تبنًا وماء باردًا

انتهى. ومَرَّ بيانهُ [برقم: 3696] في "مناقب عثمان".

(5)

أي: من قبل هجرة المهاجرين.

(6)

أي: الأنصار.

(7)

أي: المهاجرون من الفيء وغيره.

ص: 539

3776 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(1)

قَال: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ

(3)

قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: أَرَأَيْتَ اسْمَ الأَنْصَارِ كُنْتُمْ تُسَمَّوْنَ بِهِ

(4)

، أَمْ سَمَّاكُمُ اللهُ؟ قَالَ: بَلْ سَمَّانَا اللهُ، كُنَّا نَدْخُلُ

(5)

عَلَى أَنَسٍ

(6)

فَيُحَدِّثُنَا بِمَنَاقِبِ الأَنْصَارِ وَمَشَاهِدِهِمْ، وَيُقْبِلُ عَلَيَّ

(7)

أَوْ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَزْدِ فَيَقُولُ: فَعَلَ قَوْمُكَ

(8)

يَوْمَ

"حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ" في نـ: "حَدَّثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ". " أَرَأَيْتَ " في نـ: "أَرَأَيْتُمْ". "كُنْتُمْ تُسَمَّوْنَ" في قتـ، ذ:"أَكُنْتُمْ تُسَمَّوْنَ". " سَمَّانَا اللهُ " زاد في نـ: " عز وجل ". " بِمَنَاقِبِ الأَنْصَارِ " كذا في ذ، وفي نـ:" مَنَاقِبَ الأَنْصَارِ ". " فَيَقُولُ " في نـ: " وَيَقُولُ ".

===

(1)

" موسى بن إسماعيل " هو التبوذكي.

(2)

" مهدي بن ميمون " هو المِعولي بكسر الميم البصري.

(3)

" غيلان بن جرير " المعولي البصري.

(4)

قوله: (تُسَمَّون به) أي: أخبِرْني أنكم قبل القرآن كنتم تُسَمَّون بالأنصار أم لا؟ "قال: بل سَمَّانا الله" كما في قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 100]، "ك"(15/ 33).

(5)

قوله: (كنا ندخل) كذا في هذه الرواية بغير أداة العطف، وهو من كلام غيلان لا من كلام أنس، وسيأتي قبل " باب القسامة في الجاهلية " في [ح: 3844] من وجه آخر عن مهدي بن ميمون عن غيلان قال: "كنا نأتي أنس بن مالك" الحديث، ولم يذكر ما قبله، " فتح "(7/ 111).

(6)

أي: بالبصرة، "ف"(7/ 111).

(7)

أي: مخاطبًا لي.

(8)

قوله: (فعل قومك

) إلخ، أي: يحكي ما كان من مآثرهم في المغازي ونصر الإسلام، "ف"(7/ 111).

ص: 540

كَذَا وَكَذَا، كَذَا وَكَذَا. [طرفه: 3844، أخرجه: س في الكبرى 11231، تحفة: 1128].

3777 -

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ بُعَاثِ

(2)

يَوْمًا قَدَّمَهُ اللهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ

(3)

، وَقُتِلَتْ سَرَوَاتُهُمْ

(4)

، وَجُرِّجُوا، فَقَدَّمَهُ اللهُ لِرَسُولِهِ فِي دُخُولِهِمْ فِي الإِسْلَامِ. [طرفاه: 3846، 3930، تحفة: 16825].

"حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ" في ذ: "حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ". "وَجُرِجُوا" كذا في سـ، ذ، وفي نـ:"وَجُرِّجُوا"، وفي أخرى:"وَجُرِّحُوا"

(5)

، [وفي أخرى:"وَخَرَجُوا"]. " فَقَدَّمَهُ اللهُ لِرَسُولِهِ " زاد في نـ: " صلى الله عليه وسلم ".

===

(1)

" عبيد بن إسماعيل" الهباري إلى آخر الإسناد تقدموا قريبًا.

(2)

قوله: (يوم بعاث) بضم الموحدة يوم حرب بين الأوس والخزرج، وبعاث حصن للأوس، ومن أعجم العين صحّف، وهو بالصرف وتركه، وقع عنده الحرب بين الأوس والخزرج، واستمرّ مائة وعشرين سنة حتى ألّف بينهم بالإسلام، وكان يومًا قَدّمه الله لرسوله إذ قُتلت أشرافهم فيه، ولو كانوا أحياء لاستكبروا عن متابعته، ولَمَنَعَ حبُّ رئاستهم عن دخول رئيس عليهم، فكان ذلك من أجملة، مقدمات الخير له صلى الله عليه وسلم، "ك"(15/ 33، 34)"ع"(11/ 496، 497).

(3)

الجماعة والأشراف، "ك"(15/ 33).

(4)

قوله: (سرواتهم) أي: خيارهم، والسروات جمع السَّراة بفتح السين وخفة الراء، والسراة جمع سريّ وهو الشريف، " فتح "(7/ 111).

(5)

قوله: (وجرحوا) للأكثر بضم الجيم والراء المكسورة مثقلًا ومخففًا

ص: 541

3778 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(2)

، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ -وَأَعْطَى قُرَيْشًا-: وَاللهِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ، إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَاءِ قُرَيْشٍ، وَغَنَائِمُنَا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ

(4)

! فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا الأَنْصَارَ، فَقَالَ: "مَا الَّذِي بَلَغَنِي

(5)

عَنْكُمْ"، وَكَانُوا لَا يَكْذِبُونَ، فَقَالُوا: هُوَ الَّذِي بَلَغَكَ، قَالَ: " أَوَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالْغَنَائِمِ إلى بُيُوتِهِمْ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَتِ الأنْصَارُ وَادِيًا

"فَبَلَغَ النَّبِيَّ " في نـ: " فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ " مصحح عليه. " وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ " في هـ، ذ:" وَتَرْجِعُوا بِرَسُولِ اللهِ ".

===

ثم مهملة، وعند بعضهم بجيمين من الجرج بمعنى الاضطراب والقلق، وعند بعضهم بفتح المهملة ثم جيم، من الحرج وهو ضيق الصدر، ولبعضهم بخاء معجمة فراء ثم جيم من الخروج، أي: خرجوا من أوطانهم، وصوّب ابن الأثير [في " النهاية " (1/ 254)] الأول، وصوّب غيره الثالث، ملتقط من " قس "(8/ 290)، "ف"(7/ 111).

(1)

" أبو الوليد " هو هشام بن عبد الملك الطيالسي.

(2)

" شعبة " ابن الحجاج العتكي.

(3)

" أبي التياح " هو يزيد بن حميد الضبعي البصري.

(4)

أي: لم يعطنا منها شيئًا، " قس "(8/ 290).

(5)

قوله: (ما الذي بلغني - إلى قوله -: هو الذي بلغك) وفي "المغازي"[برقم: 4331]: " قال فقهاء الأنصار: أما رؤساؤنا فلم يقولوا شيئًا، أما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشًا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم"، "قسطلاني"(8/ 291)، ومَرَّ بيانُه [برقم: 3146 و 3147] في " الخمس ".

ص: 542

أَوْ شعْبًا

(1)

، لَسَلَكْتُ

(2)

وَادِيَ

(3)

الأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَهُمْ". [راجع: 3146، أخرجه: م 1059، س في الكبرى 8327، تحفة: 1697].

‌2 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا الْهِجْرَةُ

(4)

لَكُنْتُ مِنَ الأَنْصَارِ"

قَالَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ

(5)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

3779 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ

(7)

قاَل:

"أَوْ شِعْبَهُمْ" في ذ: "وَشِعْبَهُمْ". "لَكُنْتُ مِنَ الأَنْصَارِ" في ذ: " لَكُنْتُ امْرَأ مِنَ الأَنْصَارِ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

(1)

بالكسر: الطريق في الجبل، ومسيل الماء في بطن أرض، أو ما انفرج بين الجبلين، " قاموس " (ص: 107).

(2)

أراد بذلك حسن موافقته إياهم وترجيحهم في ذلك على غيرهم لما شاهد منهم من حسن الجوار والوفاء بالعهد، "ك"(15/ 34).

(3)

الوادي: مكان منخفض أو الذي فيه ماء، " قس "(8/ 291).

(4)

قوله: (لولا الهجرة

) إلخ، هو طرف من حديث سيأتي في " غزوة حنين" [برقم: 4330] إن شاء الله تعالى، أي: لولا فضيلة الهجرة وشرافة نسبتها لانتسبتُ إلى الأنصار وديارهم، ولانتقلتُ عن اسم المهاجرين إلى الأنصار، "لمعات".

(5)

"قاله عبد الله بن زيد" أي: ابن عاصم بن كعب الأنصاري، وصله المؤلف في "غزوة الطائف" [برقم: 4330].

(6)

"محمد بن بشار" هو العبدي البصري.

(7)

"غندر" هو محمد بن جعفر البصري.

ص: 543

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(1)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ

(2)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ أَنَّ الأَنْصَارَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ فِي وَادِي الأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ".

فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا ظَلَمَ

(3)

بِأَبِي وَأُمِّي

(4)

، آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ، أَوْ كَلِمَةً أُخْرَى

(5)

. [طرفه: 7244، أخرجه: س في الكبرى 8319، تحفة: 14388].

‌3 - بَابُ إِخَاءُ

(6)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ

(7)

3780 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(8)

قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ

(9)

بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ،

"أَوْ كَلِمَةً أُخْرَى" في نـ: "وَكَلِمَةً أُخْرَى" مصحح عليه. "بَابُ إِخَاءُ النَّبِيِّ" سقط "باب" في نـ، وفي أخرى:"آخَى النَّبِيُّ".

===

(1)

" شعبة" ابن الحجاج المذكور.

(2)

"محمد بن زياد" القرشي الجمحي مولاهم.

(3)

قوله: (ما ظلم) أي: ما تجاوز رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحدّ في هذا القول، فإن الأنصار أهل لهذه العناية. قوله:"وكلمةً أخرى" لعل المراد به المواساة بأصحابه رضي الله عنهم.

(4)

أي: مُفَدَّى بأبي وأمي، "ك"(15/ 35).

(5)

وهي نحو: وساعدوه بالمال، "ك"(15/ 35).

(6)

بالكسر.

(7)

وكانت المؤاخاة بين مائة، خمسون من المهاجرين وخمسون من الأنصار، " قس "(8/ 292)، "خ".

(8)

" إسماعيل بن عبد الله " الأويسي.

(9)

" إبراهيم " يروي " عن أبيه " سعد بن إبراهيم.

ص: 544

عَنْ جَدِّهِ

(1)

قَالَ: لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعْدِ

(2)

بْنِ الرَّبِيعِ

(3)

، فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنِّي أَكْثَرُ الأَنْصَارِ مَالًا فَاقْسِمْ مَالِي نِصْفَيْنِ، وَلي امْرَأَتَانِ، فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَسَمِّهَا لِي أُطَلِّقْهَا

(4)

، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا، قَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، أَيْنَ سُوقُكُمْ؟ فَدَلّوهُ عَلَى سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ

(5)

، فَمَا انْقَلَبَ إِلَّا وَمَعَهُ فَضل مِنْ أَقْطٍ

(6)

وَسَمْنٍ، ثُمَّ تَابَعَ الْغُدُوَّ

(7)

،

"بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ" في نـ: "بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْن عوفٍ وَبَيْنَ سَجْدِ بْنِ الرَّبِيِعِ". "فَاقْسِمْ مَالِي" في نـ: "فَأَقْسِمُ مَالِي". "أُطَلِّقْهَا" في نـ: "فَأطَلِّقْهَا". "أيْنَ سُوقُكُمْ" في نـ: "أَيْنَ سُوقُكَ".

===

(1)

" عن جده" إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(2)

الخزرجي العقبي النقيب البدري، استشهد يوم أحد، "ك"(15/ 35).

(3)

ضد الخريف، "ك"(15/ 35).

(4)

بالجزم جواب الأمر.

(5)

قوله: (بني قينقاع) بطن من يهود المدينة، بفتح قاف وضم نونه أكثرُ الثلاثة، ويضاف إليهم السوق، كذا في " المجمع "(4/ 360).

هو مصروف على إرادة الحي، وغير مصروف على إرادة القبيلة، كذا في " القسطلاني "(8/ 293).

(6)

قوله: (أَقْط) مثلّثةً ويحرَّك، وككَتِفٍ ورجلٍ وإبلٍ: شيء يتخذ من المخيض الغنَمي، قاله في "القاموس" (ص: 606). وفي "النهاية"(1/ 57): الأقط لبن يابس مُجفَّفٌ مُستَحجِرٌ يُطبخ به، انتهى. قال عياض: هو جبن اللبن المستخرج زبده.

(7)

أي: الذهاب في صبيحة كل يوم إلى السوق، "قس"(8/ 293 و 295).

ص: 545

ثُمَّ جَاءَ يَوْمًا وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ

(1)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَهْيَمْ"

(2)

؟، قَالَ: تَزَوَّجْتُ، قَالَ: "كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا

(3)

؟ " قَالَ: نَوَاةً مِنْ ذَهَبِ

(4)

، أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ، شَكَّ إِبْرَاهِيمُ

(5)

. [راجع: 2048].

3781 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ

(7)

،

"فَقَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "فَقَالَ رَسُولُ اللهِ". "أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ" زاد في نـ: "مِنْ ذهَبٍ".

===

(1)

أي: من خلوق ونحوه.

(2)

قوله: (مهيم؟) بفتح الميم وسكون الهاء وفتح التحتية وسكون الميم، كلمة يمانية، أي: ما هذا؟ هو استفهام إنكاريّ عن التضمخ بالخلوق، فأجابه بقوله:"تزوجتُ" أي: فتعلق بي منها ولم أقصده، كذا في "قس"(8/ 295).

(3)

أي: ما أمهرتها بدل بضعها، وأصله أن العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا الغنم والإبل مهرًا؛ لأنها غالب أموالهم فوضع الشَوق موضع المهر، " مجمع "(3/ 153).

(4)

قوله: (نواة من ذهب) قال الشيخ في " اللمعات ": قيل: هي اسم لخمسة دراهم، كذا نقل الطيبي (6/ 292)، وقال: إن النواة اسم لخمسة دراهم كما أن النَشَّ اسم لعشرين درهمًا، والأوقية لأربعين، وقال صاحب " القاموس " (ص: 1230): النواة من العدد: عشرون، أو عشَرة، والأوقيَّة من الذهب أربعون، أو أربعة دنانير، أو ما زنتُه خمسة دراهم، أو ثلاثة ونصف، وقيل: المراد نواة التمر، انتهى كلام الشيخ، ومرّ الحديث مع بيانه [برقم: 2048] في أول " كتاب البيوع ".

(5)

ابن سعد، "قس"(8/ 294).

(6)

" قتيبة " هو ابن سعيد أبو رجاء الثقفي البلخي.

(7)

"إسماعيل بن جعفر" هو الأنصاري.

ص: 546

عَنْ حُمَيْدٍ

(1)

، عَنْ أَنَسٍ

(2)

أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ

(3)

، وَآخَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيْنَهُ وَبَينَ سَعْدِ بْنِ الرَّبيعِ

(4)

، وَكَانَ كَثِيرَ الْمَالِ، فَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ عَلِمَتِ الأَنْصَارُ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِهَا مَالًا، سَأَقْسِمُ مَالِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ شَطْرَيْنِ، وَلي امْرَأَتَانِ

(5)

، فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَأُطَلِّقْهَا، حَتَّى إِذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَهَا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ، فَلَمْ يَرْجِعْ يَوْمَئِذٍ حَتَّى أَفْضلَ

(6)

شَيْئًا مِنْ سَمْنٍ وَأَقِطٍ

(7)

، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا، حَتَّى جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعَلَيْهِ وَضَرٌ

(8)

مِنْ صُفْرَةٍ

(9)

، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَهْيَمْ؟ "

(10)

، قَالَ:

"وَآخَا رَسُولُ اللهِ" في نـ: "وَآخَى النَّبِيُّ". "سَأَقْسِمُ مَالِي" في نـ: "فَأَقْسِمُ مَالِي". "فِي أَهْلِكَ" وفي نـ: "فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ". "فَلَمْ يَرْجِعْ"، في نـ:"قَالَ: فَلَمْ يَرْجعْ".

===

(1)

" حميد" هو ابن أبي حميد الطويل أبو عبيدة البصري.

(2)

"أنس" هو ابن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

الزهري، أحد العشرة المبشرة بالجنة، " قس "(5/ 295).

(4)

" سعد بن الربيع " بفتح الراء ابن عمرو بن أبي زهير الأنصاري الخزرجي النقيب.

(5)

إحداهما عمرة بنت حزم والأخرى لم تسم، " قس "(8/ 294).

(6)

أي: ربح، "ك"(15/ 36).

(7)

لبنٌ يابسٌ مُجَفَّفٌ مستحجرٌ يُطبخ به [انظر: " النهاية " (ص: 42)].

(8)

بفتح المعجمة، أي: لطخ من طيب ونحوه، "ك"(15/ 36).

(9)

من زعفران ونحوه.

(10)

استفهام إنكاري عن التضمخ بالخلوق كما مرّ.

ص: 547

تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً

(1)

مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: "مَا سُقْتَ

(2)

فِيهَا؟ " قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ

(3)

مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ:"أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ"

(4)

. [راجع: 2049، أخرجه: س في الكبرى 8322، تحفة: 576].

3782 -

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو هَمَّامٍ

(5)

قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ

(7)

،

"مَا سُقْتَ فِيهَا" في هـ، ذ:"مَا سُقْتَ إِلَيْهَا". "فَقَالَ: أَوْلِمْ" في نـ: "قَالَ: أَوْلِمْ".

===

(1)

هي بنت أنس بن رافع الأنصاري الأوسي، ولم تسم، " قس "(8/ 295).

(2)

أي: ما أمهرت، " مجمع "(3/ 153).

(3)

النواة: اسم لخمسة دراهم، "ط"(6/ 292).

(4)

قوله: (فقال: أولم ولو بشاة) أي: اتّخِذْ وليمة، الأكثر على أن ذلك سنَّة، والتقدير بالشاة لمن أطاقها لا على الحتم، وقد صح أنه أولم على بعض نسائه بمُدّين من شعير، وعلى أخرى بسويق وتمرة، وعلى أخرى بحيس، كذا في "المجمع"(5/ 119).

قال في " اللمعات ": ظاهر هذه العبارة أنه للقلة، أي: ولو بشيء قليل كالشاة، وقد يجيء مثل هذه العبارة لبيان التكثير والتبعيد، كما في قوله:"ولو بالصين"، فقيل: وهو المراد هنا؛ لأن كون الشاة قليلة لم يعرف في ذلك الزمان، وهو الظاهر من الحديث الآتي [في "النكاح"]، انتهى، يعني حديث أنس قال:"ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من نسائه ما أولم على زينب، أولم بشاة" متفق عليه. ["خ": 5168، "م": 1428].

(5)

الخاركي، "قس"(8/ 296).

(6)

الحزامي المدني، "قس"(8/ 296).

(7)

"أبو الزناد" عبد الله بن ذكوان.

ص: 548

عَنِ الأَعْرَجِ

(1)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَتِ الأَنْصَارُ: اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَينَهُمُ النَّخْلَ، قَالَ:"لَا"

(2)

، قَالَ: تَكْفُونَا الْمَئُونَةَ وَتُشْرَكُونَّا فِي الأمْرِ، قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا. [راجع: 2325، تحفة: 13889].

‌4 - بَابُ حُبِّ الأَنْصَارِ

(3)

"وَبَيْنَهُمُ النَّخْلَ" في نـ: "وَبَيْنَهُمُ النَّخِيِلَ". " قَالَ: تَكْفُونَا" في نـ: "قَالَ: يِكْفُونَّا"، وفي ذ:"قَالَ: تَكْفُونَنَا". "وَتُشْرَكُونَّا" مثقلًا ومخففًا في ذ: "وَتُشْرَكُونَنَا"، وفي نـ:"وُيشْرِكُونَّا" مثقلًا ومخففًا. "فِي الأمر" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فِي التَّمرِ". "بَابُ حُبِّ الأَنْصَارِ" زاد في نـ: "مِنَ الإِيمَانِ".

===

(1)

" الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز.

(2)

قوله: (قال: لا) أي: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أقسم. قوله: "قال: تكفونا" أي: قال الأنصار: تكفوننا أيها المهاجرون "الْمَئُونة" في النخل بتعهده بالسقي والتربية. قوله: "في الأمر" أي: الحاصل من ذلك، وفي بعضها " التمر " وهو ظاهر. قوله:" قالوا " أي: المهاجرون والأنصار، ويحتمل أن يكون هذا القول من المهاجرين، كذا في " الخير الجاري "، ومرّ بيانه [برقم: 2325] في " المزارعة ".

(3)

قوله: (حُبّ الأنصار) جمع ناصر أو نصير، واللام للعهد، والمراد أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج، وقد صار عَلَمًا لهم، وأطلق على أولادهم وحلفائهم ومواليهم، وكان نصرتهم وإيواؤهم النبيَّ صلى الله عليه وسلم موجبًا لمعاداة كفار العرب والعجم إياهم، فلذا جاء التحذيرُ عن بُغْضهم والترغيبُ في حُبِّهم، "لمعات".

ص: 549

3783 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ

(1)

، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(2)

قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيّ بْنُ ثَابِتٍ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الأَنْصَارُ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ

(5)

، وَلَا يُبغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ". [أخرجه: م 75، ت 3900، س في الكبرى 8334، ق 163، تحفة: 1792].

3784 -

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(7)

، عَنْ عَبْدِ الرحمنِ

(8)

بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ

(9)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،

"حَدَّثَنَا شُعْبَةُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ". "أَخْبَرَنِي عَدِيّ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَدِيّ". "عَنْ عَبْدِ الرحمنِ" في نـ: "عَنْ عَبْدِ اللهِ". " عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ " في نـ: "عَبْدِ اللهِ هو ابْنُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ".

===

(1)

" حجاج بن منهال" الأنماطي.

(2)

" شعبة " ابن الحجاج العتكي.

(3)

" عدي بن ثابت " الأنصاري، ثقة لكنه قاضي الشيعة وإمام مسجدهم بالكوفة، " قس "(8/ 297).

(4)

ابن عازب.

(5)

قوله: (لا يحبهم إلا مؤمن) حصر محبتهم في المؤمنين، فلذلك صارت علامة للإيمان، وكذا بغضهم، " لمعات ".

(6)

" مسلم بن إبراهيم " الفراهيدي.

(7)

" شعبة " المذكور.

(8)

كذا في الفرع، والصواب عبد الله بدل عبد الرحمن، " قس "(8/ 297).

(9)

بفتح الجيم وسكون الموحدة، " قس "(8/ 297).

ص: 550

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ

(1)

، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ". [راجع: 17].

‌5 - بَابُ

(2)

قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصَارِ: "أَنْتُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ"

(3)

3785 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ

(6)

، عَنْ أَنَس

(7)

قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النِّسَاءَ

(8)

وَالصِّبْيَانَ مُقْبِلِينَ -قَالَ: حَسِبْتُ

(9)

أَنَّهُ قَالَ: مِنْ عُرُسٍ- فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

"بَابٌ " سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (آية الإيمان حب الأنصار) الآية: العلامة، وإنما كان كذلك لأنهم تبوءوا الدار والإيمان وجعلوا المدينة مستقرًّا له ولأصحابه، فمن أحبهم فذلك من كمال إيمانه، ومَنْ أَبغضهم فذلك من علامة نفاقه، كذا في " المجمع "(1/ 141)" والطيبي "(11/ 330).

وفي "الفتح"(7/ 113): قال ابن التين: المراد حُب جميعهم وبغض جميعهم؛ لأن ذلك إنما يكون للدين، ومن أبغض بعضهم لمعنًى يسوغ البغض له فليس داخلًا في ذلك.

(2)

سقط لفظ "باب" لأبي ذر، "قس"(8/ 298).

(3)

أي: مجموعكم أحب إلي من مجموع غيركم، فلا يرد حديث:"أحب الناس أبو بكر".

(4)

"أبو معمر" عبد الله بن عمرو المنقري المقعد.

(5)

"عبد الوارث" ابن سعيد بن ذكوان التنوري.

(6)

"عبد العزيز" ابن صهيب البناني الأعمى.

(7)

" أنس " ابن مالك رضي الله عنه.

(8)

أي: من الأنصار.

(9)

الشك فيه من الراوي.

ص: 551

مُمثِّلًا

(1)

، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ

(2)

أَنْتُمْ

(3)

مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ"، قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ. [طرفه: 5180، تحفة: 1052].

3786 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(6)

قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ

(7)

قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ

(8)

مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَكَلَّمَهَا

(9)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

"مُمْثِّلًا" في نـ: "مُمَيِّلًا"، وفي أخرى:"مُمْثَلًا". "ثَلَاثَ مِرَارٍ" زاد في نـ: "مُمْثَلًا، مَثُل الرجل: قام". "هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ" في نـ: "هِشَامُ بْنُ يَزِيدَ". "صَبِيٌّ لَهَا" لفظ "لها" ثبت في سـ.

===

(1)

قوله: (ممثلًا) من الإمثال أو التمثيل أي: منتصبًا قائمًا، مِنْ مَثُلَ مثولًا إذا انتصب قائمًا، وذكر في "كتاب النكاح" [برقم: 3180]: "مُمْتَنًّا" بالفوقية والنون من المنة، أي: متفضّلًا عليهم، كذا في " الكرماني " (15/ 37 - 38). وفي " النهاية " (4/ 295): مُمْثِلًا، يروى بكسر الثاء وفتحها، أي: منتصبًا قائمًا، هكذا شرح، وفيه نظر من جهة الصرف، وروي "فمثل قائمًا"، انتهى. كذا في "المجمع"(4/ 553، 552).

(2)

أي: أدعو لكم لأنكم من أحب الناس إليّ، "خ".

(3)

نداء متضمن فيه الدعاء، وقيل: استشهاد باسمه تعالى في الصدق، "خ".

(4)

يعقوب بن إبراهيم بن كثير" الدورقي.

(5)

" بهز بن أسد " العمِّي البصري.

(6)

"شعبة" تكرر ذكره.

(7)

ابن أنس بن مالك، "قس"(8/ 299).

(8)

لم أقف على اسمها، "ف"(7/ 114).

(9)

أي: أجابها عما سألتْه أو ابتدأها بالكلام ثانيًا.

ص: 552

"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ"، مَرَّتَيْنِ

(1)

. [طرفاه: 5234، 6645، أخرجه: م 2509، س في الكبرى 8329، تحفة: 1634].

‌6 - بَابُ أَتْبَاعُ الأَنْصَارِ

(2)

3787 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(3)

، حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ

(4)

، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(5)

، عَنْ عَمْرٍو

(6)

سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ

(7)

، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ

(8)

قَالَتِ الأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ اللهِ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَتْبَاعٌ، وَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاكَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنكَ

(9)

،

"بَابُ أَتْبَاعُ الأَنْصَارِ" سِقط لفظ "باب" في نـ. "حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ قَالَ: حَدَّثنَا شُعْبَةُ". "قَالَتِ الأَنْصارُ" في نـ: "قَالَ: قَالَتِ الأَنْصَارُ". "أَتْبَاعَنَا مِنكَ" في نـ: "أَتْبَاعَنَا مِنَّا".

===

(1)

متعلق بـ "قال".

(2)

أي: من الخلفاء والموالي.

(3)

"محمد بن بشار" العبدي البصري.

(4)

"غندر" محمد بن جعفر البصري.

(5)

"شعبة" المذكور.

(6)

"عمرو" ابن مرة الجملي أبو عبد الله الكوفي الأعمى، "ف"(7/ 114).

(7)

"أبا حمزة" طلحة بن يزيد مولى قرظة.

(8)

" زيد بن أرقم " ابن زيد بن قيس الأنصاري.

(9)

قوله: (أتباعنا منك) أي: من أهل طريقك، وفي بعضها:" منا " وعليه شرح ابن حجر (7/ 114) والكرماني (15/ 39) أي: يجعل لهم ما جعل لنا من العز والشرف وأن يُسَمَّوا باسم الأنصار، أو متصلين بنا مقتفين آثارنا بإحسان، "هـ".

ص: 553

فَدَعَا بِهِ

(1)

، فَنَمَيْتُ ذَلِكَ

(2)

(3)

إِلَى ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَدْ زَعَمَ

(4)

ذَاكَ زيد. [طرفه: 3788، تحفة: 3665، 3673].

3788 -

حَدَّثَنَا آدَمُ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(6)

، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ -رَجُلًا

(7)

مِنَ الأَنْصَارِ- قَالَ: قَالَتِ الأَنْصَارُ: إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ أَتْبَاعًا، وَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاكَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَتْبَاعَهُمْ مِنْهُمْ". قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُهُ لابْنِ أَبِي لَيْلَى

(8)

. قَالَ: قَدْ زَعَمَ ذَاكَ زَيْدٌ. قَالَ شُعْبَةُ

(9)

: أَظُنُّهُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ. [راجع: 3787].

"قَالَ: قَدْ زَعَمَ" في ذ: "فَقَالَ: قَدْ زَعَمَ". "ذَاكَ زَيْدٌ" في نـ: " ذَلِكَ زَيْدٌ "، وكذا في الحديث الآتي.

===

(1)

أي: بما سألوا، "ف"(7/ 115).

(2)

أي: نقلته وحدثته به، "ك"(15/ 39).

(3)

قوله: (فنميتُ ذلك) أي: نقلته، وهو بتخفيف الميم، وقائل ذلك هو عمرو بن مُرّة كما في الرواية التي تليها، و" ابن أبي ليلى " هو عبد الرحمن، كذا في " الفتح "(7/ 115).

(4)

أي: قال، "ك"(15/ 39)، "ف"(7/ 115).

(5)

"آدم" هو ابن أبي إياس العسقلاني.

(6)

" شعبة " ومن بعده تقدموا الآن.

(7)

بالنصب بدل أو بيان، " قس "(8/ 300).

(8)

" ابن أبي ليلى " عبد الرحمن الأنصاري.

(9)

ابن الحجاج.

ص: 554

‌7 - بَابُ فَضْلِ دُورِ الأَنْصَارِ

(1)

3789 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ

(3)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ

(4)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ

(5)

دُورِ

(6)

الأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ

(7)

، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ

(8)

، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ،

"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". " بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ " في نـ: " بَنُو الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ ".

===

(1)

قوله: (فضل دور الأنصار) هي جمع دار وهي المنازل المسكونة والمحالّ، ويجمع أيضًا على ديار، وأراد بها ههنا القبائل، وكل قبيلة اجتمعت في محلّة سميت تلك المحلة دار، أو سمي ساكنوها بها مجازًا، " نهاية "(2/ 139)، و" مجمع البحار "(2/ 209).

(2)

" محمد بن بشار " و" غندر " و" شعبة " هم المذكورون آنفًا.

(3)

" قتادة " هو ابن دعامة بن قتادة السدوسي.

(4)

مصغر الأسد، مالك بن ربيعة الأنصاري، "ك"(15/ 39).

(5)

هي أفعل التفضيل، "تو"(6/ 2389).

(6)

أي: قبائلهم، " قس "(8/ 301).

(7)

قوله: (بنو النجار) بفتح النون وشدة الجيم، هم من الخزرج، والمراد خير قبائل الأنصار القبيلة النجارية، وهذا من باب إطلاق المحلّ وإرادة الحالّ، أو " بنو النجار " على حذف المضاف، أي: دار بني النجار، وخيريتها بسبب خيرية أهلها وما يوجد فيها من الطاعات والْمَبَرّات، "ك"(15/ 39)، "خ" ملتقطًا.

(8)

هم من الأوس، "ف"(7/ 116).

ص: 555

ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ

(1)

، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ

(2)

"، فَقَالَ سَعْدٌ

(3)

: مَا أَرَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا، فَقِيلَ

(4)

: قَدْ فَضَّلَكُمْ عَلَى كَثِيرٍ. [طرفه: 3789 م، 3790، 3807، 6053، أخرجه: م 2511، ت 3911، س في الكبرى 8339، تحفة: 11189].

وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ

(5)

(6)

: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ سَمِعْتُ أَنَسًا، قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا،

"مَا أَرَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "مَا أَرَى النَّبِيَّ عليه السلام". "إلَّا قَدْ فَضَّلَ" في نـ: "إلا وقد فضل". "سَمِعْتُ أَنَسًا" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ أنَسًا".

===

(1)

هم من الخزرج، "ف"(7/ 116).

(2)

قوله: (وفي كل دور الأنصار خير) هو اسم لا تفضيل فيه، أي: الفضل حاصل في جميعهم وإن تفاوتت مراتبه، كذا في "التوشيح"(6/ 2389) للسيوطي.

(3)

قوله: (فقال سعد) أي: ابن عبادة وهو من بني ساعدة وكان كبيرهم يومئذ. قوله: "ما أرى" بفتح الهمزة من الرؤية، وهي من إطلاقها على المسموع، ويحتمل أن يكون من الاعتقاد، ويجوز ضمّها بمعنى الظنّ، " فتح الباري "(7/ 116).

(4)

قوله: (فقيل) لم أقف على اسم الذي قاله ذلك، كذا في " الفتح " (7/ 116). قوله:" قد فضّلكم على كثير " أي: من قبائل الأنصار غير المذكورين، كذا في " القسطلاني "(8/ 302).

(5)

ابن عبد الوارث التنوري، " قس "(8/ 302).

(6)

قوله: (وقال عبد الصمد، إلى آخره) سيأتي موصولًا في " مناقب سعد بن عبادة "[برقم: 3807]، " فتح "(7/ 116).

ص: 556

وَقَالَ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ

(1)

(2)

.

3790 -

حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ

(4)

، عَنْ يَحْيَى

(5)

، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ

(6)

: أَخْبَرَنِي أَبُو أُسَيْدٍ

(7)

أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "خَيْرُ الأَنْصَارِ -أَوْ قَالَ: خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ- بَنُو النَّجَّارِ وَبَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ وَبَنُو الْحَارِثِ وَبَنُو سَاعِدَةَ". [راجع: 3789، أخرجه: م 2511، س في الكبرى 8340، تحفة: 11200].

3791 -

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ

(8)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ

(9)

قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى

(10)

، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ

(11)

،

"حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ" زاد في نـ: "الطلحي".

===

(1)

الأنصاري.

(2)

قوله: (وقال: سعد بن عبادة) أي: صرّح بأن سعدًا هو ابن عبادة، قاله الكرماني (15/ 39).

(3)

" سعد بن حفص " هو الطلحي الكوفي.

(4)

" شيبان " هو عبد الرحمن النحوي.

(5)

" يحيى " هو ابن أبي كثير صالح اليماني.

(6)

" أبو سلمة " هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

(7)

"أبو أسيد" مصغرًا هو مالك بن ربيعة الساعدي، "تق" [رقم: 6436]، "كاشف"، "قس"(1/ 301).

(8)

" خالد بن مخلد " بفتح الميم البجلي.

(9)

" سليمان " هو ابن بلال التيمي.

(10)

" عمرو بن يحيى " ابن عمارة المازني.

(11)

"عباس بن سهل" ابن سعد الساعدي.

ص: 557

عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ

(1)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ خَيْرَ دُورِ الأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ عَبْدِ الأشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ، ثمَّ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصارِ خَيْرٌ"، فَلَحِقْنَا

(2)

سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ: أَبُو أُسِيْدٍ

(3)

(4)

أَلَمْ تَرَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ خَيَّرَ الأَنْصَارَ فَجَعَلِنَا أَخِيرًا، فَأَدْرَكَ سَعْدٌ

(5)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، خُيِّرَ

(6)

دُورُ الأَنْصارِ فَجُعِلْنَا آخِرًا؟ فَقَالَ: "أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ

(7)

أَنْ تَكُونُوا

"ثُمَّ عَبْدِ الأَشْهَلِ" في ذ: "ثُمَّ بني عَبْدِ الأَشْهَلِ". "ثُمَّ بَنِي سَاعِدَةَ" في نـ: "ثُمَّ دارُ بَنِي سَاعِدَةَ". "فَقَالَ: أَبُو أُسَيْدٍ" في نـ: "فَقَالَ: أَبَا أُسَيْدٍ". "أَنَّ نَبِيَّ اللهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم"، وفي هـ، ذ:"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم"، وفي سـ، حـ، ذ:"أَنَّ الله". "فَجَعَلَنَا أَخِيرًا" في نـ: "فَجَعَلَنَا آخِرًا". "خُيِّرَ دُورُ الأَنْصَارِ" في نـ: "خُيِّرْتْ دُورُ الأَنْصَارِ".

===

(1)

" أبي حميد " الساعدي اسمه المنذر بن سعد أو ابن مالك.

(2)

قائل ذلك أبو حميد، "ف"(7/ 116).

(3)

هو منادى حذف منه حرف النداء، "ف"(7/ 116).

(4)

" فقال أبو أسيد " بالرفع على الفاعلية، و" لحقنا " بسكون القاف، ونصب " سعد " على المفعولية، ولأبي ذر:" فلحقنا " بفتح القاف و" نا " مفعولٌ و" سعد " بالرفع فاعله، " فقال: أبا أسيد " منادى حذفت منه الأداة، " قس " (8/ 304).

(5)

ابن عبادة.

(6)

بضم أوله، وكذا قوله:" فجعلنا "، "ف"(7/ 116).

(7)

قوله: (أو ليس بحسبكم) بإسكان السين المهملة، أي: كافيكم. قوله: " من الخيار " أي: من الأفاضل لأنهم بالنسبة إلى من دونهم أفضل،

ص: 558

مِنَ الْخِيَارِ"

(1)

. [راجع: 1481].

‌8 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصَارِ: "اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ"

(2)

قَالَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ

(3)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

3792 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ

(5)

قَالَ:

"مِنَ الْخِيَارِ" في نـ: "مِنَ الأَخْيَارٍ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدُرٌ".

===

وكأنّ المفاضلة بينهم وقعت بحسب السبق إلى الإسلام و [بحسب] مساعيهم في إعلاء كلمة الله ونحو ذلك، كذا في " الفتح "(7/ 117).

قال الكرماني (15/ 40): الخيار بمعنى أفضل التفضيل، وهو تفضيلهم على باقي القبائل. قال في " الخير الجاري ": اعلم أن الحديث المتقدم والمتأخر يدلان على التفاوت بين القبائل المذكورة، والحديث المتوسط يدلّ على التساوي، ولا منافاة، إذ التساوي باعتبار وجود أصل الفضل لهم على القبائل الأُخر، كما يدلّ عليه قوله صلى الله عليه وسلم:" وفي كل دور الأنصار خير "، والتفاوت فيما بينهم لا ينافيه.

(1)

أي: الأفاضل.

(2)

قوله: (تلقوني على الحوض) فيه بشارة لهم بالجنة والرحمة. والحوض الكوثر، " الخير الجاري ".

(3)

ابن عاصم المازني، "ف"(7/ 117).

(4)

" محمد بن بشار " هو بندار البصري.

(5)

" غندر " لقب محمد بن جعفر البصري.

ص: 559

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ

(2)

، "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ

(3)

: أَنَّ رَجُلًا

(4)

مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي

(5)

كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا

(6)

؟ قَالَ: "سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثرَةً

(7)

فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ"

(8)

. [طرفه: 7057، أخرجه: م 1845، ت 2189، س 5383، تحفة: 148].

"أُثْرَةً" في هـ، ذ:"أَثَرَةً".

===

(1)

" شعبة" ابن الحجاج بن الورد العتكي.

(2)

" قتادة " هو ابن دعامة السدوسي.

(3)

بالتصغير فيهما أبو يحيى الأنصاري، " قس "(8/ 305)، "تق" [رقم: 517].

(4)

قيل: هو أسيد الراوي، " قس "(8/ 305).

(5)

أي: ألا تجعلني عاملًا على الصدقة أو على بلد.

(6)

لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 118)، قيل: هو عمرو بن العاص.

(7)

قوله: (أثرة) بفتح الهمزة والمثلثة، وبضم الهمزة وسكون المثلثة - وقد يفتح - اسمٌ، مِنْ آثر يؤثر بمعنى الاستئثار والاختيار، يعني: يُستأثر عليكم في أمور الدنيا ويفضَّل عليكم غيركم، أي: أمراؤكم يفضّلون عليكم في الإمارة من هو أدنى منكم، وقد وقع ذلك بعده صلى الله عليه وسلم خصوصًا في زمن عثمان رضي الله عنه ومن بعده. " فاصبروا " على هذه الشدة والابتلاء ولا تخالفوهم، روي: قد جاء بعض الأنصار إلى معاوية شاكيًا من بعض المهاجرين فلم يُشْكِه، فقال الأنصاري: صدق رسول الله: " إنكم سترون بعدي أثرة "، فقال معاوية: فبماذا أمركم؟ قال: بالصبر، قال: فافعلوا ما أُمرتم به واصبروا، " لمعات ".

(8)

أي: الكوثر، "ك"(15/ 41).

ص: 560

3793 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ

(2)

، عَنْ هِشَامٍ

(3)

، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصَارِ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً

(4)

فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي، وَمَوْعِدُكُمُ الْحَوْضُ "

(5)

. [راجع: 3146، تحفة: 1639].

3794 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(7)

، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

(8)

سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حِينَ خَرَجَ

(9)

مَعَهُ إِلَى الْوَلِيدِ

(10)

، قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الأَنْصَارَ إِلَى أَنْ

"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ" في نـ: "عَنْ شُعْبَةَ". "سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ" في ذ: "سَمِعْتُ أَنَسًا". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ".

===

(1)

البصري.

(2)

ابن الحجاج، " قس "(8/ 305).

(3)

ابن زيد بن أنس بن مالك، " قس "(8/ 305).

(4)

يعني أن الأمراء يخصصون أنفسهم بالأموال ولا يشركونكم فيها، "ك"(15/ 41).

(5)

بشارة لهم بالجنة جزاء لصبرهم، " لمعات ".

(6)

" عبد الله بن محمد " هو الجعفي المسندي.

(7)

ابن عيينة، " قس "(8/ 306).

(8)

الأنصاري، " قس "(8/ 306).

(9)

أي: سافر، "ف"(7/ 118).

(10)

قوله: (إلى الوليد) أي: ابن عبد الملك بن مروان، وكان أنس قد تَوَجَّهَ من البصرة إلى دمشق حين آذاه الحجاج فشكا إلى الوليد بن عبد الملك الطيالسي فأنصفه منه، وكتب إليه وشدّد فيه وبالغ في التشديد، "ف"(7/ 118)، "خ".

ص: 561

يُقْطِعَ

(1)

لَهُمُ الْبَحْرَيْنِ

(2)

، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنْ تُقْطِعَ لإِخْوَانِنَا مِنَ الْمُهَاجِرِيِنِ مِثْلَهَا، قَالَ: " إِمَّا لَا

(3)

، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي، فَإِنَّهُ سَتُصِيبُكُمْ أُثْرَةٌ بَعْدِي ". [راجع: 2376].

‌9 - بَابُ دُعَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَصْلِحِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ

(4)

"إِمَّاِ لَا " في نـ: " إِمَّا لِي ". " سَتُصِيبكُمْ أُثرَةٌ بَعْدِي " في نـ: " سَيُصِيبُكُمْ بَعْدِي أُثْرَةٌ ". " بَابُ دُعَاءُ النَّبِيِّ " سقط لفظ " باب " في نـ. " أَصْلِحِ الأَنْصَارَ " في نـ: " اللَّهُم أَصْلِحِ الأَنْصَارَ ".

===

(1)

قوله: (أن يقطع) من الإقطاع وهو إعطاء الإمام قطعةً من الأرض وغيرها، و" البحرين " اسم بلد بساحل بحر الهند، " كرماني "(15/ 41).

(2)

اسم بلد.

(3)

قوله: (إما لا) هي "إنْ" الشرطية، و"ما" الزائدة و"لا" النافية، والفعل محذوف، أي: إن كنتم لا تفعلون، واللام مفتوحة وقد تمال، كذا في " التوشيح " (6/ 2391). قال في " النهاية " (1/ 72): هذه كلمة ترد في المحاورات كثيرًا، وقد جاءت في غير موضع من الحديث، وأصلها: إنْ، وما، ولا، فأدغمت النون في الميم، وما زائدة في اللفظ لا حكم لها، وقد أمالت العرب " لا " إمالة خفيفة، والعوام يشبعون إمالتها، فتصير ألفها ياء، وهو خطأ، ومعناها: إن لم تفعل هذا فليكن هذا، انتهى. قال في " الفتح " (7/ 118): وروى بعضهم بفتح همزة " إمّا "، وهو خطأ إلا على لغة لبعض بني تميم.

(4)

قوله: (باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: أصلح الأنصار والمهاجرة) قائلًا ذلك، ذكر فيه حديث أنس من رواية شعبة عن ثلاثة من شيوخه عنه، وفي الأول بلفظ:" فأصلِحْ "، وفي الثاني:" فاغفِرْ "، وفي الثالث:" فأكرِمْ "، " فتح "(7/ 119)، ومرّ الحديث [برقم: 2834] في " الجهاد ".

ص: 562

3795 -

حَدَّثَنَا آدَمُ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِيَاسٍ

(3)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا عَيشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ، فَأَصْلِحِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ ".

وَعَنْ قَتَادَةَ

(4)

، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلُهُ، وَقَالَ:" فَاغْفِرِ الأَنْصَارَ ". [راجع: 2834، أخرجه: م 1805، ت 3857، س في الكبرى 8313، تحفة.: 1593، 1246].

3796 -

حَدَّثَنَا آدَمُ

(5)

، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(6)

، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ تَقُولُ:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا

عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا

"حَدَّثَنَا أَبُو إِيَاسٍ " في نـ: " حَدَّثَنَا أَبُو إِيَاسٍ مُعاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ ". " قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " في نـ: " قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ". " فَاغْفِرِ الأَنْصَارَ " كذا في ذ، وفي نـ:" فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ ". " حَدَّثَنَا شُعْبَةُ " في نـ: " قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ". " سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ " في نـ: " عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ". " مَا بَقِينَا أَبَدَا " في نـ: " مَا حَيِينَا أَبَدَا ".

===

(1)

" آدم " هو ابن أبي إياس العسقلاني.

(2)

" شعبة " ابن الحجاج المذكور أبو بسطام العتكي.

(3)

بكسر الهمزة، معاوية بن قرة، "ك"(15/ 42).

(4)

هو معطوف على الإسناد الأول، "ف"(7/ 119).

(5)

هو ابن أبي إياس، " قس "(8/ 307).

(6)

ابن الحجاج.

ص: 563

فَأَجَابَهُمُ: "اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ

(1)

إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ، فَأَكْرِمِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ ". [أطرافه 2834، أخرجه: س في الكبرى 8316، تحفة: 692].

3797 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ

(3)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ

(4)

قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ وَنَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَادِنَا

(5)

، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ:" اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ". [طرفاه: 4098، 6414، أخرجه: م 1804، س في الكبرى 8312، تحفة: 4708].

"فَأَجَابَهُمُ " زاد في نـ: " النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ". " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ " في نـ: " حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ". " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ " في نـ: " حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ ". " عَلَى أَكْتَادِنَا " في هـ، ذ:"عَلَى أَكْبَادِنَا". " فَقالَ رَسُولُ اللهِ " زاد في نـ: " صلى الله عليه وسلم ".

===

(1)

أي: العيش المعتبر أو الباقي، "خ".

(2)

" محمد بن عبيد الله " مصغرًا، ابن محمد، أبو ثابت مولى عثمان بن عفان المدني.

(3)

" ابن أبي حازم " هو عبد العزيز يروي " عن أبيه " أبي حازم سلمة بن دينار الأعرج.

(4)

" سهل " هو ابن سعد بن مالك الأنصاري الساعدي.

(5)

قوله: (أكتادنا) بالمثناة جمع كَتَدٍ، وهو ما بين الكاهل إلى الظهر، وللكشميهني بالموحدة، ووجّه بأن المراد نحمله على جنوبنا مما يلي الكبد، " فتح "(7/ 119).

ص: 564

‌10 - بَابٌ {وَيُؤْثِرُونَ

(1)

عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ

(2)

} [الحشر: 9]

3798

- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ

(4)

، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ

(5)

، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

(6)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

(7)

: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(8)

فَبَعَثَ إِلَىَ نِسَائِهِ

"بَابٌ " في نـ: " بَابُ قول الله عز وجل "، وفي أخرى:" بَابُ قَولِهِ ". " خَصَاصَة " زاد في نـ: " الآية ".

===

(1)

قوله: (باب قول الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ

} إلخ) قال في " الفتح "(7/ 119): هو مصير منه إلى أن الآية نزلت في الأنصار، وهو ظاهر سياقها، وحديث الباب ظاهر في أنها نزلت في قصة الأنصار فيطابق الترجمة، وقد قيل: إنها نزلت في قصة أخرى، ويمكن الجمع، انتهى. وسيجيء في الصفحة الآتية نقلًا عن " التوشيح ".

(2)

قوله: ({خَصَاصَةٌ}) أي: فاقة، والمعنى: يقدّمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدأون بالناس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك، " قس "(8/ 308).

(3)

"مسدد" هو ابن مسرهد العبدي البصري.

(4)

" عبد الله بن داود " ابن عامر الهمداني الكوفي المدني البصري، " قس "(8/ 308).

(5)

" فضيل بن غزوان " أبو الفضل الكوفي.

(6)

" أبي حازم " هو سلمان الأشجعي لا سلمة بن دينار.

(7)

" أبي هريرة " عبد الرحمن بن صخر.

(8)

قوله: (أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم) لم أقف على اسمه، وسيأتي أنه أنصاريّ، وزاد في رواية أبي أسامة عن فضيل بن غزوان في "التفسير"

ص: 565

فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا

(1)

إِلَّا الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَضُمُّ

(2)

، أَوْ يُضِيفُ

(3)

هَذَا؟ "

(4)

، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ

(5)

: أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانٍ. فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي

(6)

سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ

"فَقَالَ رَسُولُ اللهِ" في ذ: "فَقَالَ النَّبِيُّ". "قُوتُ صِبْيَانٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"قُوتُ الصِّبْيَانِ"، وفي أخرى:"قُوتٌ للصبيان"، وفي أخرى:" قُوت لِصِبْيَانِي ". "وأصبحي سراجكِ " في نـ: " وأصلِحي سراجكِ ".

===

[برقم: 4889]: " فقال: يا رسول الله أصابني الجَهد " أي: المشقة من الجوع، " فتح "(7/ 119).

(1)

قوله: (ما معنا) أي: عندنا " إلا الماء "، وفي رواية جرير:" ما عندي "، وفيه ما يشعر بأن ذلك كان في أول الحال قبل فتح خيبر، " فتح "(7/ 119).

(2)

قوله: (من يضمّ؟) أي: من يجمعه إلى نفسه في الأكل؟ "ك"(15/ 43).

(3)

شك من الراوي، ويحتمل التنويع، "خ".

(4)

قوله: (أو يضيف هذا؟) أي: من يؤوي هذا فيضيفه؟، وكان "أو" للشك، وفي رواية أبي أسامة:" أَلَا رجل يُضَيِّفُه هذه الليلة، يرحمه الله "، " فتح "(7/ 119).

(5)

قوله: (فقال رجل من الأنصار) زاد مسلم [برقم: 2054]: "يقال له: أبو طلحة"، وقيل: هو ثابت بن قيس بن شماس، وقيل: عبد الله بن رواحة، " توشيح "(6/ 2392).

(6)

بهمزة قطع، أي: أوقدي.

ص: 566

إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وَأَصبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ، فَبَاتَا طَاوَييْنِ

(1)

، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "ضَحِكَ اللهُ

(2)

(3)

اللَّيْلَةَ - أَوْ عَجِبَ - مِنْ فَعَالِكُمَا". فَأَنْزَلَ اللهُ

(4)

: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ

(5)

وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]. [طرفه: 4889، أخرجه: م 2054، ت 3304، س في الكبرى 11582، تحفة: 13419].

"كَأَنَّهَا تُصْلِحُ " في نـ: "كَأَنَّمَا تُصْلِحُ". "أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ" كذا في هـ، وفي نـ:" كأَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ ". " فَأَنْزَلَ اللهُ " زاد في نـ: " تَعَالَى ".

===

(1)

أي: جائعين بغير عشاء، "ك"(15/ 43)، "ف"(7/ 120).

(2)

كناية عن الرضاء.

(3)

قوله: (ضحك الله، أو عجب) كنايتان عن الرضا. قوله: " فعالكما "، قال في " البارع ": الفعال - بالفتح -: اسم الفعل الحسن كالجود والكرم، وفي " التهذيب ": الفعال - بالفتح -: فعل الواحد في الخير خاصة، يقال: هو كريم الفَعال - بالفتح -، وقد يقال في الشر، والفِعال - بالكسر - إذا كان الفعل في الاثنين، يعني أنه مصدر فاعَلَ كقاتل قتالًا، " توشيح "(6/ 2392).

(4)

قوله: (فأنزل الله: {وَيُؤْثِرُونَ}) الآية، وفي " تفسير ابن مردويه " عن ابن عمر: أهدي لرجل رأس شاة، فقال: إن أخي وعياله أحوج منا إلى هذه، فبعث إليه فلم يزل يبعث بها واحد إلى آخر حتى رجعت إلى الأول بعد سبعة فنزلت، وجمع بأنها نزلت بسبب ذلك كلّه، "توشيح"(6/ 2393).

(5)

هو الفقر والحاجة.

ص: 567

‌11 - بَابُ قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ"

(1)

3799 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَلِيٍّ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا شَاذَانُ

(3)

أَخُو عَبْدَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي

(4)

قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ

(5)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ

(6)

قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ وَالْعَبَّاسُ بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ، فَقَالَ

(7)

: مَا يُبْكِيكُمْ؟ قَالُوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(8)

مِنَّا،

"بَابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى" في نـ: " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ". "حَدَّثَنَا شَاذَانُ أَخُو عَبْدَانَ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَخُو عَبْدَانَ". "أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ" في نـ: "حَدَّثَنَا شُعْبَةُ". "مَجْلِسَ النَّبِيِّ" في نـ: "مَجْلِسًا لِلنَّبِيِّ"، وفي أخرى:"مَجْلِسَ رَسُولِ اللهِ".

===

(1)

يعني الأنصار.

(2)

" محمد بن يحيى أبو علي " المروزي.

(3)

هو عبد العزيز بن عثمان بن جبلة، هو أصغر من أخيه عبدان، "ف"(7/ 121).

(4)

هو عثمان بن جبلة، " قس "(8/ 310).

(5)

" شعبة بن الحجاج " أبو بسطام العتكي.

(6)

" هشام بن زيد " يروي عن جده أنس بن مالك رضي الله عنه.

(7)

لم أقف على الذي خاطبهم بذلك هل هو أبو بكر أو العباس، ويظهر لي أنه العباس، "ف"(7/ 121).

(8)

قوله: (مجلس النبي صلى الله عليه وسلم) أي: الذي كانوا يجلسونه معه، وكان ذلك في مرض النبي صلى الله عليه وسلم، فخشوا أن يموت من مرضه فيفقدوا مجلسه، فبكوا حزنًا على فوات ذلك، " فتح "(7/ 121).

ص: 568

فَدَخَلَ

(1)

عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ عَصَّبَ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ، قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَحَمِدَ اللهَ. وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أُوصِيكُمْ بِالأَنْصارِ، فَإِنَّهُمْ كَرْشِي وَعَيْبَتِي

(2)

، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ

(3)

، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا

(4)

عَنْ مُسِيئِهِمْ". [طرفه: 3801، أخرجه: س في الكبرى 8346، تحفة: 1637].

3800 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ

(6)

"حَاشِيَةَ بُرْدٍ" في سـ: "حَاشِيَةَ بُرْدَةٍ".

===

(1)

كذا أفرد بعد أن ثنى، والمراد به من خاطبهم، "ف"(7/ 121).

(2)

قوله: (كرشي وعيبتي) الكِرْش بالكسر وككتف، لكلّ مُجترِّ: بمنزلة الْمَعِدَةِ للإنسان، مؤنثة، وعِيال الرجل، وصغارُ ولده، والجماعةُ. و" العَيبة ": زَبيلٌ من أَدَمٍ ونحوه، وما يجعل فيه الثيابُ، ومن الرجُل: موضعُ سِرّه، كذا في " القاموس " (ص: 543، 110). قال في " النهاية " (4/ 163): أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته والذين يعتمد عليهم في أموره، واستعار الكرش والعيبة لذلك؛ لأن المجترّ يجمع علفه في كرشه، والرجُل يضع ثيابه في عيبته، وقيل: أراد بالكرش الجماعة، أي: جماعتي وصحابتي.

(3)

قوله: (وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم) يشير إلى ما وقع لهم من المبايعة ليلة العقبة، فإنهم بايعوا على أن يؤووا النبي صلى الله عليه وسلم وينصروه على أن لهم الجنة فوفوا بذلك، "ف"(7/ 122).

(4)

أي: في غير الحدود وحقوق الناس، "ف"(7/ 122).

(5)

" أحمد بن يعقوب " أبو يعقوب المسعودي.

(6)

هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة، "ك"(15/ 45).

ص: 569

قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ

(1)

يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ

(2)

يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ

(3)

، مُنْعَطِفًا بِهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ، وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ

(4)

دَسْمَاءُ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ

(5)

، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَتَقِلُّ

(6)

الأَنْصَارُ، حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، فَمَنْ وَلي مِنْكُمْ أَمْرًا يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعُهُ، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ ". [راجع: 927].

"مُنْعَطِفًا " في نـ: " مُتَعَطِّفًا ". " تَقِلُّ " في نـ: " يَقِلُّ ".

===

(1)

" عكرمة " مولى ابن عباس.

(2)

" ابن عباس " عبد الله ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

قوله: (ملحفة) بكسر الميم، "منعطفًا" وفي بعضها:" متعطّفًا " أي: مرتديًا إزارًا كبيرًا، والعطاف الرداء، سمي بذلك لوضعه على العطفين وهما جانبا العنق، من " المجمع "(4/ 482) و" التوشيح "(6/ 2394).

(4)

قوله: (وعليه عصابة) بكسر أوله: ما يشدّ به الرأس. قوله: "دَسْماءُ" أي: لونها كلون الدسم، وهو الدهن، وقيل: سوداء غير خالصة السواد، ويحتمل أن تكون اسودت من العرق أو من الطيب كالغالية، وقيل: المراد بالعصابة العمامة، "ف"(7/ 122).

(5)

تبين من الحديث الذي قبله سبب ذلك، وعرف أن ذلك كان في مرض موته صلى الله عليه وسلم، "ف"(7/ 122).

(6)

وسيجيء بيانه.

ص: 570

3801 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ

(4)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَالنَّاسُ سَيَكثُرُونَ وَيَقِلُّونَ

(5)

، واقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ ". [راجع: 3799، أخرجه: م 2510، ت 3907، س في الكبرى 8325، تحفة: 1245].

‌12 - بَابُ مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ

(6)

3802 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ قَالَ:

"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ " في نـ: " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ". " واقْبَلُوا " في نـ: " فَاقْبَلُوا ". " بَابُ " سقط في نـ. " سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ " زاد في نـ: " رضي الله عنه ". " حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ " كذا في ذ، وفي نـ:" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ". " حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ " في نـ: " حَدَّثَنِي غُنْدَرٌ ".

===

(1)

" محمد بن بشار " العبدي البصري.

(2)

" غندر " لقب محمد بن جعفر البصري.

(3)

" شعبة " ابن الحجّاج المذكور.

(4)

" قتادة " أبن دعامة السدوسي.

(5)

قوله: (ويقلّون) أي: الأنصار يقلّون، وفيه إشارة إلى دخول قبائل العرب والعجم في الإسلام وهم أضعاف قبيلة الأنصار، ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم اطلع على أنهم يقلّون مطلقًا، "ف"(7/ 122).

(6)

قوله: (سعد بن معاذ) أي: ابن النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل، وهو كبير الأوس، كما أن سعد بن عبادة كبير الخزرج، " فتح "(7/ 123).

(7)

" محمد بن بشار " و" غندر " و" شعبة " هم المذكورون سابقًا.

ص: 571

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ

(2)

يَقُولُ: أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةُ

(3)

(4)

حَرِيرٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَمَسُّونَهَا وَيعْجَبُونَ مِنْ لِينِهَا

(5)

، قَالَ: " أَتَعْجَبُونَ مِنْ لِينِ هَذِهِ؟ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ

(6)

خَيْرٌ مِنْهَا "، أَوْ أَلْيَنُ. رَوَاهُ قَتَادَةُ

(7)

وَالزُّهْرِيُّ

(8)

سَمِعَا أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3249، أخرجه: م 2468، تحفة: 1878، 1298].

"حَدَّثَنَا شُعْبَةُ " في نـ: " أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ". " قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ " في نـ: " فَقَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ ". " قَالَ: أَتَعْجَبُونَ " في نـ: " فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ ". " أَوْ أَلْيَنُ " في هـ، ذ:" وَ أَلْيَنُ ". " سَمِعَا أَنَسًا " في نـ: " سَمِعَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ".

===

(1)

" أبي إسحاق " عمرو بن عبد الله السبيعي.

(2)

" البراء " هو ابن عازب الأنصاري.

(3)

لا تسم حلة إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد.

(4)

أهداها أكيدر دومة كما مر.

(5)

قوله: (يعجبون من لينها) وجاء في رواية: وكانوا يقولون: أنزلت عليه من السماء لغاية تعجبهم وعدم رؤيتهم مثلَ ذلك قط. وقوله: " لَمَناديلُ " جمع منديل بكسر الميم وفتحها، وكمنبر: الذي يُنْدَلُ به اليد، أي: يُمْسَح، وأصله الندل وهو الوسخ، وفي ذكر المناديل دون سائر الثياب مبالغة لا يخفى، كذا في " اللمعات ".

قال الكرماني (15/ 45، 46): وأما تخصيص سعد به فلعله كان يحب ذلك الجنس من الثوب، أو كان اللامسون المتعجّبون من الأنصار فقال: منديل سيدكم خير منها، انتهى. ومرّ الحديث مع بيانه [برقم: 2615، من طريق أنس] في " الهبة ".

(6)

" سعد بن معاذ " الأنصاري.

(7)

ابن دعامة، " قس "(8/ 313).

(8)

ابن شهاب، " قس "(8/ 313).

ص: 572

3803 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ

(2)

بْنُ مُسَاورٍ

(3)

خَتَنُ

(4)

أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(5)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(6)

، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اهْتَزَّ الْعَرْشُ

(7)

لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ".

وَعَنِ الأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ

(8)

، عَنْ جَابِرٍ

(9)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ

(10)

لِجَابِرٍ: فإِنَّ الْبَرَاءَ

(11)

يَقُولُ:

"وَعَنِ الأَعْمَش" في نـ: " ح وَعَنِ الأَعْمَشِ ". "حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ " في نـ: " قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ ".

===

(1)

" محمد بن المثنى " العنزي الزمن.

(2)

بسكون المعجمة، "ك"(15/ 46).

(3)

" فضل بن مساور " بضم الميم وخفة المهملة، "ف"(7/ 123)، البصري.

(4)

والختن: كل من كان من قبل المرأة كالأخ والأب، وأما العامة فختن الرجل عندهم زوج ابنته، "ك"(15/ 46).

(5)

" أبو عوانة " الوضاح اليشكري.

(6)

" الأعمش " سليمان بن مهران الكوفي.

(7)

قوله: (اهتزّ العرش

) إلخ، قيل: اهتزازه كناية عن فرحه ونشاطه بقدوم روحه إليه، وذلك إما حقيقة أو مجاز، والأول هو الصواب، وقيل: المراد فرح أهله، كذا في " اللمعات ".

(8)

" أبو صالح " هو ذكوان السمان الزيات، "ك"(15/ 46).

(9)

" جابر " ابن عبد الله الأنصاري.

(10)

لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 123).

(11)

ابن عازب الخزرجي، يكنى أبا عمارة، "استيعاب"(1/ 239).

ص: 573

اهْتَزَّ السَّرِيرُ

(1)

، فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ بَينَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ

(2)

ضَغَائِنُ

(3)

، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ". [أخرجه: م 2466، ق 158، تحفة: 2293، 2235].

3804 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ

(4)

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(6)

،

===

(1)

يعني المراد بالعرش: السرير الذي حمل عليه لا عرش الرحمن.

(2)

الأوس والخزرج.

(3)

قوله: (ضغائن) بالضاد والغين المعجمتين، جمع ضغينة وهي الحقد، قال الخطابي: إنما قال جابر ذلك لأن سعدًا كان من الأوس والبراء خزرجي، والخزرج لا تقرّ للأوس بالفضل. كذا قال وهو خطأ فاحش؛ فإن البراء أيضًا أوسي؛ لأنه ابن عازب بن الحارث بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، يجتمع مع سعد بن معاذ في الحارث بن الخزرج، وهذا الخزرج ليس هو الخزرج الذي يقابل الأوس، وإنما سمي على اسمه، نعم الذي من الخزرج الذين هم مقابلو الأوس جابر، وإنما قال جابر ذلك إظهارًا للحق واعترافًا بالفضل لأهله، فكأنه تعجب من البراء كيف قال ذلك مع أنه أوسي؟! ثم قال: أنا وإن كنت خزرجيًا -وكان بين الأوس والخزرج ضغائن- لا يمنعني ذلك أن أقول الحق، فذكر الحديث، والعذر للبراء أنه لم يقصد تغطية فضل سعد، وإنما فهم ذلك فجزم به، هذا الذي يليق أن يظن [به]، وهو دال على عدم تعصبه، كذا في "الفتح"(7/ 123).

(4)

بفتح المهملتين وسكون الراء الأولى، "ك"(15/ 47).

(5)

"محمد بن عرعرة" ابن البِرِنْد بكسر الموحدة والراء وسكون النون، آخره دال مهملة السامي.

(6)

"شعبة" ابن الحجاج تكرر.

ص: 574

عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

(1)

، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ

(2)

بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

(3)

: أَنَّ أُنَاسًا

(4)

نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا بَلَغَ قَرِيبًا مِنَ الْمَسْجِدِ

(5)

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ أَوْ سَيِّدُكُمْ"

(6)

، فَقَالَ: "يَا سَعْدُ، إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا

"أَنَّ أُنَاسًا" في ذ: "أَنَّ نَاسًا". "خَيْرُكُمْ" في نـ: "قُومُوا إلى خَيْرِكُمْ".

===

(1)

" سعد بن إبراهيم " ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

(2)

" أبي أمامة " اسمه أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري.

(3)

" أبي سعيد الخدري " سعد بن مالك رضي الله عنه.

(4)

قوله: (أن أناسًا) أي: بني قريظة نزلوا من حِصْنِهِم بحكم سعد معتمدين على رأيه. قوله: " فأرسل " أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبه، "كرماني "(15/ 47).

(5)

قوله: (من المسجد) أي: الذي أعدّه النبي صلى الله عليه وسلم أيام محاصرته لبني قريظة للصلاة لا لمسجد المدينة، "توشيح"(6/ 2396).

(6)

قوله: (خيركم أو سيدكم) إن كان الخطاب للأنصار فظاهر؛ لأنه سيد الأنصار، وإن كان أعم منه، فإما إن لم يكن في المجلس من هو خير منه، وإما أن يراد منه السيادة الخاصة أي: من جهة تحكيمه في هذه القضية ونحوها، وفيه استحباب القيام للسادات، كذا في " الكرماني "(15/ 47).

قال في "المجمع"(4/ 349): واحتجّ به الجماهير لإكرام أهل الفضل بالقيام إذا أقبلوا، وأما القيام المنهيّ عنه فإنما هو فيمن يقيمون عليه وهو جالس ويمثلون قيامًا طول جلوسه، انتهى مختصرًا. قال النووي (6/ 338): هذا القيام للقادم من أهل الفضل مستحبّ، وليس بمنهيٍّ عنه كما توهم.

ص: 575

عَلَى حُكْمِكَ"

(1)

، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ: أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ

(2)

وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ

(3)

(4)

، قَالَ:"حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللهِ، أَوْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ"

(5)

. [راجع: 3043].

‌13 - بَابُ مَنْقَبَةِ أُسَيْدِ

(6)

بْنِ حُضَيْرٍ

"بَابُ" سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (نزلوا على حكمك) إنما نزلوا بحكمه بعد ما حاصرهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرين يومًا، وجهدهم الحصار، وتمكّن الرعب في قلوبهم؛ لأنهم كانوا حلفاء الأوس فحسبوا أنه يراقبهم ويتعصب لهم، فأبى إسلامه وقوة دينه أن يحكم فيهم بغير ما حكم الله فيهم، وكان في السنة الخامسة من الهجرة في شوالها حين نقضوا عهد الرسولِ صلى الله عليه وسلم ووافقوا الأحزاب، وإنما فوّض الحكم إلى سعد لأن الأوس طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم العفو عنهم لأنهم كانوا حلفاءهم، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:" أما ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟ " فرضوا به، "طيبي"(8/ 7).

(2)

بكسر التاء: البالغون الذين على صدد القتال، "مجمع"(2/ 233).

(3)

جمع ذرية هي نسل الثقلين، "مجمع"(2/ 233).

(4)

أي: النساء والصبيان، "مجمع"(2/ 233).

(5)

قوله: (بحكم الملك) قال الطيبي (8/ 8): الرواية المشهورة بكسر اللام، ويؤيده الرواية الأخرى، انتهى. قال الكرماني (15/ 47): قال الخطابي: يريد به الله تعالى وهو الأشبه بالصواب، قال القاضي: وضبطه بعضهم في " صحيح البخاري " بكسراللام وفتحها، فإن صح الفتح فالمراد به جبرئيل الذي نزل به الوحي فيهم، "ط"(8/ 8).

(6)

ابن حضير بن سَمّاك بن عَتيك الأشهلي الخزرجي، ثبت معه صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انكشف الناس، ومات سنة عشرين،

ص: 576

وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ

(1)

3805 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ بْنُ مُسْلِمٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ

(4)

، عَن أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ خَرَجَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَإِذَا نُورٌ بَيْنَ أيْدِيهِمَا حَتَّى تَفَرَّقَا، فَتَفَرَّقَ النُّورُ مَعَهُمَا. وَقَالَ مَعْمَرٌ

(5)

، عَنْ ثَابِتٍ

(6)

، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَرَجُلًا

(7)

مِنَ الأَنْصَارِ. وَقَالَ حَمَّادٌ

(8)

: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ

(9)

،

"حَدَّثَنَا حَبَّانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ". "وَإِذَا نُورٌ" في نـ: " فَإِذَا نُورٌ "، وفي أخرى:"وَإِذَا نُورَانِ". "حَتَّى تَفَرَّقَا" في نـ: "حَتَّى إِذَا تَفَرَّقَا".

===

وحمله عمر بنفسه حتى وضعه بالبقيع، واختلف في كنيته على خمسة أقوال، أشهرها أبو يحيى، من "الاستيعاب"(1/ 185) و"الكرماني"(15/ 47).

(1)

ابن وقش بن زغبة الأنصاري الأشهلي، يكنى أبا بشر وأبا الربيع، " استيعاب "(2/ 350).

(2)

"علي بن مسلم" الطوسي البغدادي.

(3)

"حبان" بفتح المهملة وشدة الموحدة ابن هلال الباهلي.

(4)

"قتادة" هو ابن دعامة السدوسي.

(5)

" معمر" هو ابن راشد، وصله عبد الرزاق (رقم: 20541).

(6)

" ثابت " هو ابن أسلم البناني.

(7)

هو المذكور آنفًا.

(8)

وصلها أحمد (3/ 272) والحاكم (3/ 288)، "ف"(7/ 125).

(9)

" حماد " هو ابن سلمة، و" ثابت " البناني المذكور.

ص: 577

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أُسَيْدٌ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ

(1)

عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 465، تحفة: 1414، 473، 319].

‌14 - بَابُ مَنَاقِبِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ

(2)

(3)

3806 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(6)

، عَنْ عَمْرٍو

(7)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(8)

، عَنْ مَسْرُوقٍ

(9)

،

"عَنْ أَنَسٍ قَالَ" لفظ "قال" سقط في نـ. "كَانَ أُسَيْدٌ" في نـ: "كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ". " بَابُ " سقط في نـ. " حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ " في نـ: " حَدَّثَنَا. مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ".

===

(1)

قوله: (عباد بن بِشر) أي: ظهر من رواية حماد أن الثاني هو عباد بن بِشر، وكذلك جزم به المؤلف في الترجمة، ورواية معمر وصلها عبد الرزاق، "ف"(7/ 125).

(2)

كان عقبيًّا بدريًّا من فقهاء الصحابة، "ف"(7/ 125)، مات سنة 18 هـ.

(3)

قوله: (معاذ بن جبل) ابن عمرو بن أوس بن عائذ الأنصاري الخزرجي ثم الجشمي، يكنى أبا عبد الرحمن، أحد السبعين الذين شهدوا العقبة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود، " استيعاب "(3/ 1402).

(4)

" محمد بن بشار " العبدي البصري.

(5)

" غندر " محمد بن جعفر البصري.

(6)

" شعبة " ابن الحجاج العتكي.

(7)

" عمرو " هو ابن مرة الجملي.

(8)

"إبراهيم " هو ابن يزيد النخعي.

(9)

" مسروق " هو ابن الأجدع الهمداني.

ص: 578

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: " اسْتَقْرئُوا الْقُرْآنَ

(2)

مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ

(3)

، وَسَالِمٍ

(4)

مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيٍّ

(5)

، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ"

(6)

. [راجع: 3758].

‌15 - بَابُ مَنْقَبَةُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ

(7)

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ

(8)

رَجُلًا صَالِحًا.

"قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ" في نـ: "سَمِعْتُ النَّبِيَّ". "ابْنِ جَبَلٍ" سقط فى نـ. "بَابُ" سقط فى نـ.

===

(1)

" عبد الله بن عمرو " ابن العاص.

(2)

قوله: (استقرئُوا القرآن من أربعة) أي: خذوا عنهم لأنهم تفرّغوا لأخذ القرآن عنه صلى الله عليه وسلم مشافهة، أو لأنهم تفرغوا لأن يؤخَذَ عنهم، كذا في " المجمع "(4/ 242) و" النووي "(8/ 256)، ومرّ بيانه مع بيان أحوال سالم وابن مسعود رضي الله عنه[برقم: 3758 و 3759].

(3)

" ابن مسعود " هو عبد الله الهذلي.

(4)

" سالم " مولى أبي حذيفة.

(5)

" أبي " هو ابن كعب الأنصاري.

(6)

" معاذ بن جبل " الأنصاري.

(7)

الساعدي النقيب، مات بالشام سنة 15 هـ، وقصته مشهورة، "ك"(15/ 48).

(8)

قوله: (قبل ذلك) أي: قبل حديث الإفك الذي سيأتي في تفسير " سورة النور " [برقم: 4750، إن شاء الله تعالى، وذكرت عائشة فيه ما دار بين سعد بن عبادة وأسيد بن حضير من المقالة، فأشارت عائشة إلى أن سعدًا كان قبل تلك المقالة رجلًا صالحًا، ولا يلزم منه أن يكون خرج من هذه الصفة، " فتح "(7/ 126) مختصرًا.

ص: 579

3807 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ

(1)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصمَدِ

(2)

، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(3)

، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ

(4)

: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ

(5)

بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ ". فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ -وَكَانَ ذَا قَدَم

(6)

فِي الإِسْلَامِ-: أَرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ فضَّلَكُمْ عَلَى نَاسٍ كَثِيرٍ. [راجع: 3789].

‌16 - بَابُ مَنَاقِبِ أُبَيِّ بْنِ كعْبٍ

(7)

3808 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

(8)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(9)

، عَنْ عَمْرٍو بْن

"حَدَّثَنَا عَبْدُ الصمَدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ " في نـ: " قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ". " بَنُو النَّجَّارِ " في نـ: " بَنِي النَّجَّارِ ". " بَابُ " سقط في نـ.

===

(1)

" إسحاق " هو ابن منصور الكوسج المروزي.

(2)

" عبد الصمد " ابن عبد الوارث التنوري.

(3)

" شعبة " هو ابن الحجاج.

(4)

" أبو أسيد " مالك بن ربيعة الساعدى.

(5)

مرَّ بيانه قريبًا.

(6)

قوله: (ذا قدم) بكسر القاف أي: تقدّم، وبفتحها أي: سابقة وفضل، "ك"(15/ 49)، ومرّ بيان الحديث [برقم: 3789].

(7)

ابن قيس الأنصاري الخزرجى، شهد العقبة وبدرًا وما بعدهما، مات سنة ثلاثين، "ف"(7/ 127).

(8)

"أبو الوليد" هشام بن عبد الملك الطيالسي.

(9)

"شعبة" ومن بعده إلى آخر الحديث مرّ بيانهم في "مناقب معاذ بن جبل".

ص: 580

مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: ذُكِرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو فَقَالَ: ذَاكَ رَجُل لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" خُذُوا الْقرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - فَبَدَأَ بِهِ - وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ". [راجع: 3758].

3809 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأُبَيٍّ

(2)

: "إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا

(3)

} [البينة: 1] "، قَالَ: وَسَمَّانِي

(4)

؟ قَالَ: "نَعَمْ" فَبَكَى. [طرفه: 4959،

"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ " في نـ: " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ". " سَمِعْتُ قَتَادَةَ " في نـ: " قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ ". " قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ " في نـ: " قَالَ النَّبِيُّ ". " {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} " زاد في ذ: " مِنْ أَهْلِ الكتابِ ".

===

(1)

" محمد بن بشار" و"غندر" و"شعبة" و" قتادة " قد ذُكِروا آنفًا.

(2)

" لأبي " هو ابن كعب الممدوح.

(3)

قوله: ({لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}) قال القرطبي (2/ 426): خصّ هذه السورة لما احتوتْ عليه من التوحيد والرسالة والإخلاص والصحف والكتب المنزَّلة على الأنبياء، وذكر الصلاة والزكاة والمعاد وبيان أهل الجنة والنار مع وجازتها، كذا في " الفتح " (7/ 127). قال الكرماني (15/ 50): وأما الحكمة في أمره بالقراءة عليه فهي أن يتعلّم [أبيّ] ألفاظه وكيفية أدائه ومواضع الوقوف، فكانت القراءة [عليه] لتعليمه لا ليتعلم منه، انتهى.

(4)

قوله: (وسماني) أي: نصّ عليَّ باسمي؟ أو قال: اقرأْ على واحد

ص: 581

4960، 4961، أخرجه: م 799، ت 3792، س في الكبرى 8238 تحفة: 1247].

‌17 - بَابُ مَنَاقِبِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ

(1)

3810 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(4)

، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: جَمَعَ الْقُرْآنَ

(5)

عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ

(6)

، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ،

"بَابُ " سقط في نـ. " حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ " في نـ: " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ". "عَهْدِ النَّبِيِّ " في نـ: " عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ".

===

من أصحابك. قوله: " فبكى" إما فرحًا وسرورًا بذلك، وإما خشوعًا وخوفًا من التقصير في شكر تلك النعمة، "ف"(7/ 127).

(1)

الأنصاري كاتب الوحي، مات سنة 45 هـ، قاله في " الفتح"(7/ 127).

(2)

"محمد بن بشار" هو العبدي المذكور.

(3)

"يحيى" هو ابن سعيد القطان.

(4)

" شعبة " هو ابن الحجاج و" قتادة " ابن دعامة تقدما.

(5)

أي: استظهره حفظًا.

(6)

قوله: (أربعة) ليس فيه تصريح بأن غير الأربعة لم يجمعه، لأن مفهوم العدد غير معتبر كما قيل، وقد ثبت حفظ كثير من الصحابة، منهم السبعون الذين قُتِلوا يوم اليمامة وغيرِهم والخلفاءِ الأربعة، فلا تعلّق به لمن ألحد في نفي تواتر القرآن، مع أنه لا يشترط في التواتر نقل جميعهم جميعَه، بل إذا نقل كل جزء عدد التواتر صارت الجملة متواترة، ملتقط من "المجمع"(1/ 64)، و"الطيبي"(11/ 322 - 323) و"اللمعات"،

ص: 582

وَأَبُو زَيْدٍ

(1)

(2)

، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ

(3)

. قُلْتُ لأَنَسِ: مَنْ أَبُو زَيْدٍ

(4)

؟ قَالَ: أَحَدُ عُمُومَتِي. [طرفه: 3996، 5003، 5004، أخرجه: م 2465، ت 3794، س في الكبرى 8286، تحفة: 1248].

‌18 - بَابُ مَنَاقِبِ أَبِي طَلْحَةَ

(5)

3811 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ

(7)

قَالَ:

"بَابُ" سقط في نـ.

===

و"الكرماني"(15/ 51)، و" الفتح " (7/ 128). وسيجيء بيانه الوافي في " كتاب فضائل القرآن " [برقم: 4999] في " باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " إن شاء الله تعالى.

(1)

" أبو زيد " اسمه أوس قاله علي بن المديني، أو ثابت بن زيد قاله ابن معين، أو سعد بن عبيد جزم به الدارقطني، أو قيس بن السكن قاله الواقدي، ويرجحه قول أنس:" أحد عمومتي "، " قس "(8/ 322).

(2)

قوله: (أبو زيد) اختلف في اسمه فقيل: سعد بن عبيد، وقيل: قيس بن السكن، والعمومة جمع العم كالأعمام، "لمعات".

(3)

الأنصاري.

(4)

اسمه أوس.

(5)

قوله: (أبي طلحة) هو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري الخزرجي، وهو زوج أم سليم والدة أنس، كذا في " الفتح "(7/ 128)، وتوفي سنة 31 هـ، [و] قيل: سنة 32 هـ، [و] قيل: سنة 51 هـ، كذا في "الاستيعاب"(2/ 553)، والله أعلم بالصواب.

(6)

"أبو معمر" هو ابن أبي الحجاج ميسرة المقعد البصري.

(7)

"عبد الوارث" هو ابن سعيد التنوري.

ص: 583

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ

(1)

، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجُوَّبٌ

(2)

عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ

(3)

لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ الْقِدِّ

(4)

، يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثةً، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ

(5)

مِنَ النَّيْلِ، فَيَقُولُ: انْشُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ، فَأَشْرَفَ

(6)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ،

"عَنْ أَنَسٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ". "مُجُوَّبٌ عَلَيْهِ" في نـ: " مُجَوِّبةٌ عَلَيْهِ ". " شَدِيدَ الْقِدِّ " في نـ: " شَدِيدًا لَقَدْ ". " يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثةً " في نـ: " فَكَسَّر يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْن أَوْ ثَلَاثةً "، وفي أخرى:" تَكَسَّر يَوْمَئِذٍ قَوْسَانِ أَوْ ثَلَاثةٌ "، وفي نـ:" أَوْ ثَلاثًا " بدل " ثلاثة ". " يَمُرُّ مَعهُ " في نـ: " يَمُرُّ ومعه ". " انْشُرْهَا " في هـ، ذ:" انْثُرهَا ". " يُصِيبُكَ " في صـ، ذ:" يُصِبْكَ " بالجزم جواب الأمر.

===

(1)

" عبد العزيز" هو ابن صهيب البناني.

(2)

قوله: (مجوّب عليه) بلفظ المفعول من التفعيل، أو المجرد من الجوب وهو الترس أي: مترّس، كذا في " قس " (8/ 323). وفي " الفتح " (7/ 128): بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الواو المكسورة أي: مترّس عليه يقيه بها.

(3)

بفتحات: الترس، "ف"(7/ 128).

(4)

قوله: (شديد القدّ) بإضافة شديد إلى القدّ - بكسر القاف - يريد وتر القوس، ويروى بتنوين شديد، ولَقَدْ لام تأكيد داخلة على قَدْ الحرفية، فالقاف مفتوحة، والدال ساكنة. قوله:" يكسر " بتحتية مفتوحة فكاف ساكنة. " قوسين " نصب على المفعولية، " قس "(8/ 323).

(5)

هي ظرف السهام، تركش، [باللغة الأردية].

(6)

الإشراف: الاطلاع، "ك"(15/ 52).

ص: 584

نَحْرِي

(1)

دُونَ نَحْرِكَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ

(2)

(3)

وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا، تُنْقُزَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهَمَا

(4)

، تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلآنِهَا، ثُمَّ تَجِيآنِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدِ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ، وَإِمَّا ثَلَاثًا. [راجع: 2880].

‌19 - بَابُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سلَامٍ

(5)

"دُونَ نَحْرِكَ" زاد في نـ: "يَا رَسُولَ اللهِ". "خَدَمَ سُوقِهِمَا" في نـ: "خَدَمَ سُوقِهِمَا". "تُنْقُزَانِ" في هـ: "تَنْقُلانِ". "فَتُفْرِغَانِهِ" في نـ: "فَتُفْرِغَانِهَا"، وفي أخرى:"فَتُفْرِغَانِ". "مِنْ يَدِ أَبِي طَلْحَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"مِنْ يَدَي أَبِي طَلْحَةَ". "بَابُ" سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (نحري) النحر: الصدر، أي: أقف أنا بحيث يكون صدري كالتُرْس لصدرك. قوله: " لمشمّرتان " أي: رافعتان ثيابهما متهيئتان للسقي. و" الخدم " بفتح المعجمة والمهملة جمع الخَدَمَة وهي الخلخال. و" السوق "[جمع الساق]، وهذا قبل نزول آية الحجاب. و" تنقُزان " بالنون والقاف والزاي من النقز وهو الوثوب، وهو لازم، فالقِرَب منصوب بنزع الخافض أي: بالقرب، يراد بذلك حكاية تحرّك القِرَب على متونهما، أو مرفوع بالابتداء، و" على متونهما " خبر، قال التيمي: روى بعضهم " تزفران " أي: تحملان، أما تنقزان لو روي بالتشديد لكان أقرب، "ك"(15/ 52).

(2)

أم سليم والدة أنس وخالته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، "ك"(15/ 52).

(3)

" أم سليم " هي أم أنس زوجة أبي طلحة الممدوح.

(4)

أي: ظهورهما.

(5)

قوله: (عبد الله بن سلام) بتخفيف اللام، ابن الحارث من

ص: 585

3812 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا

(2)

يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ

(3)

مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ

(4)

قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ لأحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ

(5)

: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ،

===

بني قينقاع، وهو من ذرية يوسف عليه السلام، وكان اسم عبد الله بن سلام في الجاهلية الحصين، فسمَّاه النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله، أخرجه ابن ماجه [ح: 3734]، وكان من حلفاء الخزرج من الأنصار، أسلم أول ما دخل النبي عليه السلام المدينةَ، ومات سنة ثلاث وأربعين، " فتح "(7/ 129).

(1)

"عبد الله بن يوسف" التنيسي.

(2)

"مالكًا" الإمام المدني.

(3)

"أبي النضر" سالم بن أبي أمية مولى عمر بن عبيد الله التيمي المدني.

(4)

سعد أحد العشرة، "قس"(8/ 325).

(5)

قوله: (يمشي على الأرض) صفة مؤكدة "لأحد" كما في قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6] لمزيد التعميم والإحاطة، قال النووي: ليس هذا مخالفًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة" إلى آخر العشرة وغيرهم من المبشَّرين في الجنة، فإن سعدًا قال:"ما سمعت" ونفي سماعه ذلك [لا] يدل على نفي البشارة للغير، وإذا اجتمع النفي والإثبات فالإثبات مقدّم عليه، كذا قال الطيبي (11/ 326 - 327). قال الشيخ ابن حجر في " الفتح " (7/ 129 - 130): ويبعد أن لا يطلع سعد على ذلك، ثم قال: ويظهر لي في الجواب أنه قال ذلك بعد موت المبشرين، لأن عبد الله بن سلام عاش بعدهم ولم يتأخر بعده من العشرة غير سعد وسعيد، ويؤخذ هذا من قوله:"يمشي على الأرض"، انتهى.

ص: 586

قَالَ

(1)

(2)

: وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} الآيَةَ [الأحقاف: 10]. قَالَ: لَا أَدْرِي

(3)

قَالَ مَالِكٌ: الآيَةَ أَوْ فِي الْحَدِيثِ. [أخرجه: م 2483، س في الكبرى 8252، تحفة: 3879].

3813 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ

(5)

، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ

(6)

، عَنْ مُحَمَّدٍ

(7)

، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ

(8)

قَالَ:

"{شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} " زاد في ذ: "عَلَى مِثْلِهِ". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ".

===

(1)

عبد الله بن يوسف، "ك"(15/ 53).

(2)

وقد استنكر الشعبي نزولها فيه؛ لأنه إنما أسلم بالمدينة والسورة مكية، فأجاب ابن سيرين بأنه لا يمتنع أن يكون السورة مكية وبعضها مدني وبالعكس، "تو"(6/ 2004).

(3)

قوله: (قال: لا أدري قال مالك: الآيةَ أو في الحديث) أي: لا أدري هل قال مالك: إن نزول هذه الآية في هذه القصة من قِبَل نفسه أو هو بهذا الإسناد، وهذا الشك في ذلك من عبد الله بن يوسف شيخ البخاري، ووهم من قال: إنه من القعنبي إذ لا ذكر للقعنبي هنا، " فتح "(7/ 130).

(4)

"عبد الله بن محمد" المسندي.

(5)

" أزهر السمان " ابن سعد الباهلي مولاهم البصري.

(6)

"ابن عون" عبد الله واسم جده أرطبان البصري.

(7)

ابن سيرين، "ك"(15/ 53).

(8)

"قيس بن عباد" بضم العين وخفة الموحدة البصري، "ك"(15/ 53).

ص: 587

كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ الْخُشُوع، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِمَا

(1)

ثُمَّ خَرَجَ، وَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّكَ حِينَ دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ قَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ

(2)

: وَاللهِ مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ

(3)

أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ؟ رَأَيْتُ رُؤْيَا

(4)

عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، وَرَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ - ذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا

(5)

وَخُضْرَتِهَا - وَسْطَهَا عَمُودٌ

"أَثَرُ الْخُشُوعِ" في نـ: "أَثَرُ خُشُوعٍ". "سَأُحَدِّثُكَ" في نـ: " سَأُحَدِّثُكُمْ "، وفي أخرى:" فَسأُحَدِّثُكَ ".

===

(1)

أي: خففهما، " طيبي "(12/ 3932، رقم: 6210).

(2)

ابن سلام.

(3)

قوله: (ما ينبغي لأحد) هو إنكار من ابن سلام على من قطع له بالجنة، فكأنه ما سمع حديث سعد وكأنهم هم سمعوه، ويحتمل أن يكون هو أيضًا سمعه لكنه كره الثناء عليه بذلك تواضعًا، ويحتمل أن يكون إنكارًا منه على من سأله عن ذلك لكونه فهم منه التعجب من خبرهم، فأخبره بأن ذلك لا عجب فيه بما ذكره له من قصة المنام، وأشار بذلك القول إلى أن لا ينبغي لأحد إنكار [ما لا علم] له به إذا كان الذي أخبره [به] من أهل الصدق، "فتح"(7/ 131).

(4)

أي: الذي وقع من ذلك هو هذه الرؤيا، وهو ليس بدليل قطعي له، وهذا تواضع وإلا فلا محل للشك بعد أن قال صلى الله عليه وسلم:"فأنت على الإسلام حتى تموت"، "لمعات".

(5)

قوله: (ذَكَرَ من سعتها) أي: ذكر عبد الله بعض سعتها. قوله: "ارق" وللكشميهني: "ارقه" بزيادة هاء السكت. و" الْمِنْصَف " بكسر الميم: الخادم، ويقال بالفتح أيضًا. و"رقيتُ" بكسر القاف على المشهور،

ص: 588

مِنْ حَدِيدٍ، أَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِي: ارْقَهْ، قُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَأَتَانِي مَنْصَفٌ

(1)

فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي، فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَاهَا، فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقِيلَ لِي: اسْتَمْسِكْ، فَاسْتَيقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدَيَّ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " تِلْكَ الرَّوْضَةُ الإِسْلَامُ، وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الإِسْلَامِ، وَتلْكَ الْعُرْوَةُ

(2)

عُرْوَةُ الْوُثْقَى

(3)

، فَأَنْتَ عَلَى الإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ".

"فَقِيلَ لِي" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقِيلَ لَهُ". "ارْقَهْ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:" ارْقَ ". " قُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ " كذا في ذ، وفي نـ:" فَقُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ". "قَالَ: تِلْكَ الرَّوْضَةُ " كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:" فَقَالَ: تِلْكَ الرَّوْضَةُ"[وفي "قس" عكسه]. "وَذَلِكَ العَمُودُ" في حـ: "وَأَما ذَلِكَ العَمُود". "عُرْوَةُ الْوُثْقَى" في نـ: "العروة الوثقى".

===

وحكي فتحها. فإن قلت: أكان العروة بعد الاستيقاظ في يده؟ قلت: المراد أنه بعد الأخذ استيقظ في الحال من غير وقوع فاصلة بينهما، أو أن أثرها في يدي كأن يده بعد الاستيقاظ كانت مقبوضة كأنها تستمسك شيئًا، ولو حمل على ظاهره لم يمتنع في قدرة الله لكن الذي يظهر خلاف ذلك، ملتقط من "ك"(15/ 54)، "ف"(7/ 131).

(1)

قالوا: هو الوصيف الصغير المدرك للخدمة، "ط"(12/ 3932، رقم: 6210) أي: خادم.

(2)

العروة من الدلو والكوز مقبضهما، ويستعار لما يوثق به ويعول عليه، وهو المراد هنا، " لمعات ".

(3)

إشارة إلى قوله تعالى: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256]، "لمعات".

ص: 589

وَذَلِكَ الرَّجُلُ

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ. [طرفاه: 7010، 7014، أخرجه: م 2484، تحفة: 5332].

وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ

(2)

: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ

(3)

، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ

(4)

، عَنْ مُحَمَّدٍ

(5)

، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ

(6)

، عَنِ ابْنِ سَلَامٍ

(7)

، وَقَالَ: وَصِيفٌ

(8)

مَكَانَ مِنْصَفٌ.

3814 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ

(9)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(10)

،

"وَذَلِكَ الرَّجُلُ" كذا في ذ، وفي نـ:" وَذَاكَ الرَّجُلُ ". " حَدَّثَنَا مُعَاذٌ " في نـ: " حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعاذٍ ". " عَنْ مُحَمَّدٍ " في نـ: " ثَنَا مُحَمَّد ". " وَقَالَ: وَصِيفٌ " سقطت الواو في نـ.

===

(1)

هو قول عبد الله بن سلام، ولا مانع من أن يخبر بذلك، ويحتمل أن يكون من كلام الراوي، "ف"(7/ 131).

(2)

" خليفة " هو ابن خياط.

(3)

" معاذ " هو ابن نصر العنبري قاضي البصرة.

(4)

" ابن عون " عبد الله المذكور.

(5)

" محمد " هو ابن سيرين الأنصاري.

(6)

" قيس بن عباد " بضم العين المذكور.

(7)

" ابن سلام " عبد الله المذكور صاحب المنقبة.

(8)

بمعنى الخادم أيضًا. يريد أن معاذًا روى هذا الحديث فأبدل بهذه اللفظة وهي معناه، "ف"(7/ 131).

(9)

" سليمان بن حرب " الواشحي.

(10)

" شعبة " ابن الحجاج أبو بسطام العتكي.

ص: 590

عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ

(2)

: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ عَبدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ

(3)

، فَقَالَ: أَلَا

(4)

تَجِيءُ فَأُطْعِمَكَ سَوِيقًا وَتَمْرًا، وَتَدْخُلَ فِي بَيْتٍ

(5)

، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ بِأَرْضٍ

(6)

الرِّبَا بِهَا فَاشٍ

(7)

، إِذَا كَانَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ حَقٌّ فَأَهْدَى إِلَيْكَ حِمْلَ تِبْنٍ

(8)

، أوْ حِمْلَ

(9)

شَعِيرٍ، أَوْ حِمْلَ قَتٍّ

(10)

، فَلَا تَأْخُذْهُ، فَإِنَّهُ رِبًا

(11)

.

"أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ " في نـ: " قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ". " الرِّبَا بِهَا " في نـ: " الربَا فِيهَا ".

===

(1)

" سعيد بن أبي بردة " ابن أبي موسى الأشعري.

(2)

عامر بن أبي موسى الأشعري قاضي الكوفة، "ك"(15/ 55).

(3)

" عبد الله بن سلام " الممدوح.

(4)

بخفة اللام، "خ".

(5)

قوله: (وتدخل في بيت) التنوين في البيت للتعظيم، أي: بيت عظيم مشرّف بدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه. قوله: " بأرض " أي: بالعراق. قوله: " فاشٍ " أي: شائع كثير، "ك"(15/ 55).

(6)

أي: بالعراق، "ك"(15/ 55).

(7)

أي: شائع، "ف"(7/ 131).

(8)

قوله: (تبن) بكسر الفوقية وسكون الموحدة: عصيفة الزرع من بُر ونحوه، ويفتح، كذا في " القاموس " (ص: 1089).

(9)

بالكسر ما حمل، "ق" (ص: 908).

(10)

بفتح القاف وشدة الفوقية، ضرب من علف الدواب، "ك"(15/ 55).

(11)

قوله: (فلا تأخذه فإنه ربا) يحتمل أن يكون ذلك رأي عبد الله بن سلام، وإلا فالفقهاء على أنه إنما يكون ربا إذا شرطه، نعم الورع تركه،

ص: 591

وَلَمْ يَذْكُرِ النَّضْرُ

(1)

وَأَبُو دَاوُدَ

(2)

وَوَهْبٌ عَنْ شُعْبَةَ الْبَيْتَ. [طرفه: 7342، تحفة: 5339].

‌20 - بَابُ تَزْوِيجُ

(3)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خدِيجَةَ

(4)

(5)

وَفَضْلُهَا

3815 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ

(6)

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ

(7)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ

"بَابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ"، وفي كن:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سلامٍ".

===

كذا في "الفتح"(7/ 131). قال الكرماني (15/ 55): لعل مذهبه أن عرف البلد قامْ مقام الشرط. فإن قلت: ما وجه هذا الحديث بمناقب عبد الله بن سلام؟ قلت: من جهة أنه عُلِم منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل داره، انتهى. قال في " الفتح ": أو لما دلّ عليه أمره بترك قبول هدية المستقرض من الورع.

(1)

ابن شميل، "ف"(7/ 131).

(2)

الطيالسي، "ك"(15/ 55).

(3)

كذا في النسخ: تزويج، والتفعيل قد يجيء بمعنى التفعل وهو المراد هنا، "ف"(7/ 134).

(4)

أي: من نفسه.

(5)

قوله: (خديجة) هي بنت خُوَيلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصي، تجتمع معه صلى الله عليه وسلم في قصي، وهي أول من تزوجها صلى الله عليه وسلم، ولها يومئذ من العمر أربعون سنة، وكان له صلى الله عليه وسلم خمس وعشرون سنة، وجميع أولاده صلى الله عليه وسلم منها غير إبراهيم؛ فإنه من مارية، ولم ينكح النبي صلى الله عليه وسلم عليها امرأة حتى ماتت بمكة قبل الهجرة بخمس سنين أو أربع أو ثلاث، وهو صحيح، كذا في "الجامع"(12/ 245 - 246) وغيره.

[انظر: "الاستيعاب " (4/ 379 و 380 و 385)، و"المجمع" (5/ 247 - 248)].

(6)

" محمد " هو ابن سلام البيكندي.

(7)

" عبدة " هو ابن سليمان الكلابي أبو محمد الكوفي.

ص: 592

عُرْوَةَ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا

(3)

يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ.

حَدَّثَنِي صَدَقَةُ

(4)

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ

(5)

، عَنْ هِشَامٍ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَيْرُ نِسَائِهَا

(7)

(8)

"حَدَّثَنِي صَدَقَةُ " في ذ: " وَحَدَّثَنِي صَدَقَةُ " وفي نـ: " ح حَدَّثَنِي صَدَقَةُ ". " عَنْ عَلِيٍّ " زاد في نـ: " ابنِ أَبِي طَالِبٍ ".

===

(1)

" هشام بن عروة " ابن الزبير بن العوام.

(2)

" عبد الله بن جعفر " ابن أبي طالب.

(3)

ابن أبي طالب.

(4)

"صدقة " ابن الفضل المروزي.

(5)

" عبدة " ابن سليمان، ومن بعده مروا آنفًا.

(6)

ابن عروة.

(7)

أي: نساء عالمها كما صرح به في " مسند الحارث "، " تو "(6/ 2403).

(8)

قوله: (خير نسائها

) إلخ، الضمير في الأولى عائد إلى الأمة التي كانت فيهم مريم، وفي الثانية إلى هذه الأمة، ولهذا كرّر القول تنبيهًا على أن حكم كل واحد منهما غير حكم الآخر، كذا في " الطيبي ". وما وقع من إشارة وكيع الذي هو من رواة هذا الحديث إلى السماء والأرض قيل: أراد بإشارته أنهما خير مما هو فوق الأرض وتحت السماء، لا تفسير للضمير لأنه مفرد، وقيل: أراد تفسير الضمير بتأويل جعله طبقات السماء وأقطار الأرض، أو بتأويل الدنيا فإنه قد يعبر عن السماء والأرض عن العالم كله. ثم إنه قد ظهر من الحديث كون مريم وخديجة خير نساء أمتهما، وأما النسبة

ص: 593

مَرْيَمُ

(1)

، وَخَيْرُ نِسَائِهَا

(2)

خَدِيجَةُ". [راجع: 3432].

3816 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ

(4)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ

(5)

عَلَى- امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا

(6)

غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، هَلَكَتْ قَبلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي

(7)

، لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا، وَأَمَرَهُ اللهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا

(8)

بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ

(9)

،

===

بينهما بالفضل فلم يُعْلم، وقد تقرر أن هذه الأمة أفضل من غيرها، وهذا إذا قلنا بالأصح أنها ليست نبيةً. ثم اختلفوا في فضل عائشة على خديجة وكذا في فضل فاطمة على عائشة أو بالعكس، ومرّ بيانه [برقم: 3767 - 3768] هذا كله ملتقط من "اللمعات" و"الفتح"(7/ 135) و" الطيبي "(11/ 311).

(1)

"مريم" بنت عمران أم عيسى عليه السلام، و" خديجة " بنت خويلد الممدوحة.

(2)

أي: من نساء أمتها.

(3)

"سعيد بن عفير" أبو عثمان المصري، نسبه لجده عفير وأبوه كثير بن عفير.

(4)

"هشام عن أبيه" عروة بن الزبير بن العوام.

(5)

بكسر الغين من غار يغار غيرة، والغيرة: الحميَّة [و] الأنفة، "لمعات"، "طيبي"(11/ 311).

(6)

ما مصدرية أي: ما غرت على أحد من نسائه صلى الله عليه وسلم مثل غيرتي على خديجة، "لمعات".

(7)

أشارت بذلك إلى أنها لو كانت موجودة [فى زمانها] لكانت غيرتها منها أشد، "ف"(7/ 136).

(8)

هذا أيضًا من أسباب الغيرة، "ف"(7/ 136).

(9)

هو اللؤلؤ المجوف الواسع، "لمعات"، وسيجيء.

ص: 594

وَإِنْ

(1)

كَانَ لَيَذْبَحُ الشَاةَ فَيُهْدِي فِي خَلَائِلِهَا

(2)

مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ

(3)

. [طرفه: 3817، 3818، 5229، 6004، 7484، تحفة: 17144].

3817 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(5)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا. قَالَتْ: وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَأَمَرَهُ رَبُّهُ أَوْ جِبْرَئِيلُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ

(7)

. [راجع: 3816، أخرجه: س في الكبرى 8363، تحفة: 16886].

"مَا يَسَعُهُنَّ" في سـ، حـ، ذ:"مَا يَتَّسِعُهُنَّ"، وفي سفـ:"مَا يُشْبِعُهُنَّ"، وفي سفـ أيضًا:"مَا يَشْبَعْنَ".

===

(1)

مخففة من المثقلة.

(2)

جمع خليلة بمعنى صديقة، "ف"(7/ 136).

(3)

أي: يكفيهن، "ف"(7/ 136).

(4)

"قتيبة بن سعيد" الثقفي أبو رجاء البلخي.

(5)

"حميد بن عبد الرحمن" الرؤاسي، ليس له في "البخاري" إلا هذا الحديث.

(6)

" هشام بن عروة " هو السابق.

(7)

و" القصب " محركة: الدُّرُّ الرَّطْبُ، والزبرجد المرصَّع بالياقوت، ومنه:"بَشِّرْ خديجةَ ببيت في الجنة من قصب"، "قاموس" (ص: 129).

ص: 595

3818 -

حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ

(2)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

(3)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ

(4)

عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا رَأَيْتُهَا، وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا

(5)

ذَبَحَ الشَّاةَ، ثُمَّ يُقَطِّعُهَا

(6)

أَعْضَاءً، ثُمَّ يَبعَثُهَا

(7)

فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ

(8)

: كَأَنَّهُ

(9)

"حَدَّثَنِي عُمَرُ" في نـ: "حَدَّثَنَا عُمَرُ". "مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ" في نـ: " مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ". " قَال: حَدَّثَنَا أَبِي قَال: حَدَّثَنَا حَفْصٌ " لفظ "قال" سقط في الموضعينِ في نـ. "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ" في نـ: "كَانَ يُكْثِرُ". "كَأَنَّهُ" في هـ، ذ:"كَأنَّ".

===

(1)

" عمر بن محمد بن حسن" ابن الزبير الكوفي، يحدث عن أبيه.

(2)

" حفص " ابن غياث النخعي الكوفى.

(3)

" هشام عن أبيه " عروة [بن] الزبير.

(4)

قوله: (ما غرت) بكسر الغين المعجمة من غار يغار، "ما غرت على خديجة""ما" الأولى نافية، والثانية موصولة أو مصدرية، أي: ما غرتُ مثلَ الذي غرتها أو مثل غيرتي عليها، والغيرة: الحمية والأنفة. قوله: "ما رأيتها" الجملة حالية وهي تقتضي عدم الغيرة لعدم الباعث عليها غالبًا، ولذا قالت:"ولكن كان يكثر ذكرها" أي: في مقام المدح، كذا في "المرقاة"(10/ 556).

(5)

بالتشديد والتخفيف.

(6)

بتشديد الطاء أي: يكثر قطعها، "مرقاة"(10/ 556).

(7)

أي: يرسلها.

(8)

صلى الله عليه وسلم.

(9)

الشان.

ص: 596

لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ

(1)

، فَيَقُولُ: إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ

(2)

، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ. [راجع: 3816، أخرجه: م 2435، ت 2017، تحفة: 16787].

3819 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(4)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

(5)

قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى

(6)

: بَشَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خدِيجَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ

(7)

، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ. [راجع: 1792].

"امْرَأَةٌ" سقط في نـ.

===

(1)

بالرفع وفي نسخة بالنصب.

(2)

قوله: (كانت وكانت) المراد فضائلها وخصائلها، أي: كانت صوّامةً وقوّامةً ومحسنةً ومشفقةً إلى غير ذلك. قوله: "وكان لي منها ولد" أي: أولاد، وكل أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة إلا إبراهيم؛ فإنه من مارية، "لمعات"، "مرقاة"(10/ 556).

(3)

"مسدد" هو ابن مسرهد الكوفي.

(4)

"يحيى" هو ابن سعيد القطان.

(5)

"إسماعيل" هو ابن أبي خالد.

(6)

"عبد الله بن أبي أوفى" اسمه علقمة الأسلمي.

(7)

قوله: (من قصب) بفتح القاف والمهملة بعدها موحدة: لؤلؤة مجوفة واسعة كالقصر المنيف، وفي " الطبراني " عن فاطمة:" قلت: يا رسول الله أين أمي؟ قال: في بيت من قصب، قلت: أمن هذا القصب؟ قال: لا، من القصب المنظوم بالدرّ واللؤلؤ والياقوت ". قوله: " لا صخب " بفتح المهملة والمعجمة بعدها موحده: الصياح والمنازعة برفع الصوت.

ص: 597

3820 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ

(2)

، عَنْ عُمَارَةَ

(3)

، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى جِبْرَئِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ

(5)

مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ

(6)

، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عليها السلام مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ. [طرفه: 7497، أخرجه: م 2432، س في الكبرى 8358، تحفة: 14902].

"مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ" زاد في نـ: "ابن غزوان".

===

و"النصب" بفتح النون والمهملة بعدها موحدة: التعب. وقال السهيلي: مناسبة نفي هاتين الصفتين - أعني المنازعة والتعب - أنه صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإيمان أجابت خديجة طوعًا فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك، بل أزالت عنه كل نصب، وآنستْه من كل وحشة، وهوّنت عليه كل عسير، فناسب أن يكون منزلها الذي بشَّرها به ربُّها بالصفة المقابلة لفعلها، " فتح "(7/ 138).

(1)

" قتيبة بن سعيد " الثقفي.

(2)

" محمد بن فضيل " هو ابن غزوان الضبي مولاهم.

(3)

" عمارة " هو ابن قعقاع.

(4)

" أبي زرعة " هرم أو عبد الله بن عمرو بن جرير البجلي.

(5)

قوله: (قد أتت) وفي رواية مسلم [برقم: 2432]: "قد أتتك" ومعناه: توجَّهت إليك، وأما قوله ثانيًا:"فإذا هي أتتك" معناه: وصلت إليك، "فتح"(7/ 139).

(6)

شك من الراوي، وكذا عند مسلم، وعند الطبراني: أنه كان حيسًا، "ف"(7/ 139).

ص: 598

3821 -

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ

(1)

: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ

(2)

، عَنْ هِشَامٍ

(3)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفَ استِئْذَانَ خَدِيجَةَ

(4)

فَارْتَاعَ لِذَلِكَ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ هَالَةُ"

(5)

، قَالَتْ: فَغِرْتُ فَقُلْتُ: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءُ الشِّدْقَيْنِ

(6)

، هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، قَدْ

"إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ" في نـ: "إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ". "عَنْ هِشَامٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا هِشَامٌ". "قَالَتْ: فَغِرْتُ" في نـ: "فَقَالَتْ: فَغِرْتُ".

===

(1)

" قال إسماعيل بن خليل" الخزاز بمعجمات الكوفي، وصله أبو عوانة.

(2)

"علي بن مسهر" أبو الحسن الكوفي.

(3)

"هشام" ومن بعده هم السابقون.

(4)

قوله: (فعرف استئذان خديجة) أي: صفته لشبه صوتها بصوت أختها فتذكّر خديجة بذلك. قوله: " فارتاع " من الروع بفتح الراء أي: فزع، والمراد [من الفزع] لازمه وهو التغير، ووقع في بعض الروايات:" ارتاح " بالحاء المهملة أي: اهتزّ لذلك سرورًا، "فتح"(7/ 140).

(5)

فيه حذف تقديره: اللهم اجعلها هالة، فعلى هذا هو منصوب، أو هو خبر مبتدإٍ محذوف، أي:" هذه هالة "، فعلى هذا هو مرفوع، "ف"(7/ 140).

(6)

قوله: (حمراء الشدقين) بالجز، ويجوز في حمراء الرفع على القطع، والنصب على الحال، والمراد بالشدقين ما في باطن الفم، فكنَّت بذلك عن سقوط أسنانها حتى لم يبق داخل فمها إلا اللحم الأحمر من اللثة وغيرها، "فتح"(7/ 140)، "توشيح"(6/ 2406).

ص: 599

أَبْدَلَكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهَا

(1)

(2)

. [أخرجه: م 2437، تحفة: 17105].

‌21 - بابُ ذِكْرُ جَرِيرِ

(3)

بْنِ عَبْدِ اللهِ

(4)

الْبَجَلِيِّ

(5)

3822 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ

(7)

، عَنْ بَيَانٍ

(8)

، عَنْ قَيْسٍ

(9)

قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(10)

:

"بَابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ".

===

(1)

تعني نفسها، "خ".

(2)

قوله: (قد أبدلك الله خيرًا منها) أي: في الحسن وصغر السن كما في رواية أحمد (6/ 117): "قد أبدلك الله بكبيرة السن حديثة السن فغضب حتى قلت: والذي بعثك بالحق لا أذكرها بعد هذا إلا بخير"، وللطبراني:" فقال: ما أبدلني الله خيرًا منها، آمنتْ بي إذ كفر الناس "، " توشيح "(6/ 246).

(3)

قال ابن إسحاق: جرير بن عبد الله سيد قبيلته يعني بجيلة، قال: وبجيلة هو ابن أنمار بن نزار بن معد بن عدنان. قال أبو عمر: كان إسلامه في العام الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، [و] قال جرير: أسلمت قبل موته صلى الله عليه وسلم بأربعين يومًا، "استيعاب"(1/ 337).

(4)

ابن جابر.

(5)

الأحمسي.

(6)

"إسحاق الواسطي" هو ابن شاهين أبو بشر.

(7)

" خالد " هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن الواسطى.

(8)

" بيان " هو ابن بشر الأحمسي.

(9)

" قيس " هو ابن أبي حازم البجلي.

(10)

" جرير بن عبد الله" البجلي.

ص: 600

قَالَ: مَا حَجَبَنِي

(1)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا ضَحِكَ

(2)

. [راجع: 3035].

3823 -

وَعَنْ قَيْسٍ

(3)

، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بَيْتٌ يُقَالَ لَهُ: ذُو الْخَلَصَةِ

(4)

، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْكَعْبَةُ الْيَمَانِيَّةُ، وَالْكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ

(5)

، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ أَنْتَ مُرِيحِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ " قَالَ: فَنَفَرْتُ إِلَيْهِ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ

"قَالَ: مَا حَجَبَنِي" كذا في قتـ، وفي نـ:"مَا حَجَبَنِي". "وَالْكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ" في نـ: "أَوِ الْكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ". "هَلْ أَنْتَ مُرِيحِي" في نـ: "أَلا تُرِيحُنِي" -من الإراحة-.

===

(1)

أي: ما منعني من دخول منزله، ولا يلزم منه النظر إلى أمهات المؤمنين، "تو" (6/ 2401). أي: ما منعني عن مجلس الرجال، أو ما منعني عطاء طلبته منه، " مجمع "(1/ 440).

(2)

أي: تبسم إكرامًا له ولطفًا.

(3)

" قيس " و" جرير بن عبد الله " تقدما.

(4)

قوله: (ذو الخلصة) بالمفتوحات أولها معجمة، كان في اليمن بيت فيه صنم يدعى بالخلصة، " الخير الجاري ".

(5)

قوله: (والكعبة الشامية) قال النووي (8/ 274): فيه إشكال إذ كانوا يسمونها الكعبة اليمانية فقط، وأما الكعبة الشامية فهي الكعبة المكرمة التي بمكة، شرّفها الله تعالى، فلا بد من تأويل اللفظ بأن يقال: كان يقال له: الكعبة اليمانية، والتي بمكة الكعبة الشامية، قال القاضي: ذكر الشامية غلط من الراوي، والصواب حذفه، انتهى. " الخير الجاري "، ومرّ الحديث (برقم: 3076) [وانظر "ع" (11/ 536)].

ص: 601

مِنْ أَحْمَسَ

(1)

، قَالَ: فَكَسَرْنَا، وَقَتَلْنَا مَنْ وَجَدْنَا عِنْدَهُ، فَأَتَيْنَاهُ، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَدَعَا لَنَا وَلأَحْمَسَ. [راجع: 3020].

‌22 - بَابُ ذِكْرُ حُذَيْفَةَ

(2)

بْنِ الْيَمَانِ الْعَبسِيِّ

(3)

3824 -

حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ

(4)

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ

(5)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(6)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ هَزِيمَةً بَيِّنَةً، فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللهِ أُخْرَاكُمْ

(7)

، فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ عَلَى أُخْرَاهُمْ،

"بَابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ". "ابْنُ خَلِيلٍ" في نـ: "ابْنُ الْخَلِيلِ" مصحح عليه.

===

(1)

قبيلة جرير، "قس"(8/ 337).

(2)

مرَّ ذكره [برقم: 3742].

(3)

بفتح المهملة وسكون الموحدة، "خ".

(4)

" إسماعيل بن خليل " الخزاز تقدم.

(5)

" سلمة بن رجاء " التميمي الكوفي.

(6)

" هشام بن عروة عن أبيه " عروة بن الزبير.

(7)

قوله: (أخراكم) أي: احذروا الطائفة المتأخرة عنكم، أي: من ورائكم واقتلوهم، والخطاب للمسلمين، أراد إبليس تغليطهم ليقاتل المسلمون بعضهم بعضًا، فرجعت الطائفة المتقدمة قاصدين لقتال الأخرى ظانين أنهم من المشركين فتجالد الطائفتان أي: اقتتلوا، ويحتمل كون الخطاب للكفار، وكان اليمان والد حذيفة في المعركة، وظن المسلمون أنه من عسكر الكفار فقصدوا قتله ويصيح حذيفة ويقول: هو أبي لا تقتلوه، فما انحجزوا أي: ما امتنعوا حتى قتلوه. قوله: " بقية خير " أي: حزن من قتل المسلمين أباه، وقيل: بقية دعاء واستغفار لقاتله، وقد مرّ، "مجمع"(1/ 52).

ص: 602

فَاجْتَلَدَتْ

(1)

أُخْرَاهُمْ، فنَظَرَ حُذَيْفَةُ، فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ، فنَادَى أَيْ عِبَادَ اللهِ، أَبِي أَبِي، فَقَالَتْ: فَوَاللهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللهُ لَكُمْ، قَالَ أَبِي

(2)

: فَوَاللهِ مَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهَا بَقِيَّةُ خَيرٍ حَتَّى لَقِيَ اللهَ. [راجع: 3290، تحفة: 16941].

‌23 - بَابُ ذِكْرُ هِنْدٍ

(3)

بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ

(4)

3825 -

وَقَالَ عَبْدَانُ

(5)

(6)

: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللهِ

(7)

، أَخْبَرَنَا يُونُسُ

(8)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(9)

، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ

(10)

أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدُ

(11)

"فَاجْتَلَدَتْ أُخْرَاهُمْ" في هـ: "فَاجْتَلَدَتْ مَعَ أُخْرَاهُمْ". " مَا احْتَجَزُوا " في نـ: " مَا احْتَجَزُوا عَنْهُ ". "بَابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي عُرْوَةُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ".

===

(1)

أي: اقتتلت.

(2)

أبوه عروة.

(3)

والدة معاوية، "ف"(7/ 141)، ماتت فى خلافة عمر.

(4)

أي: ابن عبد شمس، "ف"(7/ 141).

(5)

كذا للجميع بصيغة التعليق، وكلام أبي نعيم يقتضي أن البخاري أخرجه موصولًا عن عبدان، "ف"(7/ 141).

(6)

" وقال عبدان " هو عبد الله بن عثمان المروزي، وصله البيهقي.

(7)

" عبد الله " هو ابن المبارك المروزي.

(8)

" يونس " هو ابن يزيد الأيلي.

(9)

" الزهري " هو ابن شهاب.

(10)

" عروة " هو ابن الزبير.

(11)

يجوز صرفه وتركه.

ص: 603

بِنْتُ عُتْبَةَ قَاِلَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ

(1)

أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْل خِبَائِكَ، ثُمَّ مَا أَصبَحَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، قَالَ: وَأَيْضًا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ

(2)

رَجُلٌ مَسِّيكٌ

(3)

، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيَالَنَا؟ قَالَ: " لَا أُرَاهُ

(4)

إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ ". [راجع: 2211، تحفة: 16715].

"قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ " في ذ: " فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ". " أَهْلُ خِبَاءٍ " في نـ: " مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ ". " أَنْ يَعِزُّوا " في سـ، هـ، ذ:" أَنْ يَعِزَّ ". " قَالَ: وَأَيْضًا " كذا في ذ، وفي نـ:" قَالَتْ: وَأَيْضًا ". "قَالَ: لَا أرَاهُ إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ " في سـ، حـ، ذ، عسـ:"قَالَ: لَا بِالْمَعْرُوفِ" - أي: لا حرج بالمعروف، أي: أطعم بالمعروف، "ك"(15/ 61) -، وفي نـ:"قَالَ: لَا إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ"، وفي نـ:"قَالَ: قَالَ: لَا أُرَاهُ إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ".

===

(1)

قوله: (خباء) بكسر المعجمة وخفة الموحدة مع المد، هي خيمة من وبر أو صوف، ثم أطلقت على البيت كيفما كان. قوله:" قال: وأيضًا" أي: أنا أيضًا بالنسبة إليكِ مثل ذلكَ، قاله ابن التين، وتعقب من جهة طرفي البغض والحب، فقد كان في المشركين من هو أشد أذى للنبي صلى الله عليه وسلم من هند وأهلها، وكان في المسلمين بعد أن أسلمت من هو أحب إليه صلى الله عليه وسلم منها ومن أهلها، فلا يمكن حمل الخبر على ظاهره. [انظر:" الفتح "(7/ 141) و" العيني "(11/ 538)].

(2)

" أبا سفيان " صخر بن حرب الأموي، زوج هند.

(3)

قوله: (مسيك) بفتح الميم وخفة السين وتشديدها مع كسر الميم أي: بخيل شحيح، و"إن أطعم" بكسر إن وفتحها، "ك"(15/ 61).

(4)

بضم الهمزة، أي: الإطعام، "ف" [انظر:" قس "(8/ 339)].

ص: 604

‌24 - بَابُ حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

(1)

3826 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ

(3)

قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(5)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ

(6)

: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ

(7)

(8)

، قَبلَ أَنْ يُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيُ، فَقُدِّمَتْ

(9)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سُفْرَةٌ،

"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ " في نـ: " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ". " حَدَّثَنَا مُوسَى " زاد في ذ: " ابن عُقبة ". " حَدَّثَنَا سَالِمُ " في نـ: " حَدَّثَنِي سَالِمُ ". " فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سفرةٌ " في جا: " فَقَدَّمَ إِلَيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سفرةً".

===

(1)

هو ابن عم عمر بن الخطاب بن نفيل، وقد تقدم نسبه، وهو والد سعيد بن زيد أحد العشرة، وكان ممن طلب التوحيد وخلع الأوثان، "ف"(7/ 143).

(2)

" محمد بن أبي بكر " المقدمي.

(3)

" فضيل بن سليمان " النميري.

(4)

" موسى " هو ابن عقبة صاحب المغازي.

(5)

" سالم بن عبد الله " يروي عن أبيه.

(6)

" عبد الله بن عمر " ابن الخطاب.

(7)

بالصرف وتركه، " مجمع "(1/ 218).

(8)

قوله: (بلدح) هو مكان في طريق التنعيم، بفتح الموحدة والمهملة بينهما لام ساكنة وآخره مهملة، ويقال: هو وادٍ، "ف"(7/ 143).

(9)

قوله: (فقُدِّمَتْ) بضم القاف. قوله: " إلى النبي " صلى الله عليه وسلم كذا للأكثر، وفي رواية الجرجاني:"فقدّم إليه النبي صلى الله عليه وسلم سُفرةً "، قال عياض: الصواب الأول، قلت: رواية الإسماعيلي توافق رواية الجرجاني، وكذا أخرجه الزبير بن بكار والفاكهي وغيرهما، وقال ابن بطال: كانت السفرة لقريش

ص: 605

فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ (1): إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصابِكُمْ (2)، وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ. وَأَنَّ (3) زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ، وَيَقُولُ: الشَّاةُ خَلَقَهَا اللهُ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ الْمَاءَ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللهِ إِنْكَارًا (4) لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ. [طرفه: 5499، أخرجه: س في الكبرى 8189، تحفة: 7028].

3827 -

قَالَ (5) مُوسَى (6): حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (7) وَلَا أَعْلَمُهُ

" وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو" في ذ: "فَإِنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو".

قدّموها للنبي صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأكل منها، فقدّمها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن عمرو فأبى أن يأكل منها، وقال مخاطبًا لقريش الذين قدّموها أولًا:" إنا لا نأكل ما ذُبِح على أنصابكم"، انتهى. وما قاله محتمل، لكن لا أدري من أين الجزم بذلك، فإني لم أقف عليه في رواية أحد، وقد تبعه ابن المنيِّر في ذلك، "ف"(7/ 143).

(1)

ابن عمرو، مخاطبًا بالذين قدَّموا السفرة، " قس "(8/ 340).

(2)

جمع نُصُب بضمتين، وهي أحجار كانت حول الكعبة يذبحون عليها للأصنام، "ف"(7/ 143).

(3)

موصول بالإسناد المذكور، "ف"(7/ 144).

(4)

منصوب على التعليل.

(5)

هو موصول بالإسناد المذكور، " قس "(8/ 341).

(6)

هو ابن عقبة، "ف"(7/ 144).

(7)

ابن عمر، "قس"(8/ 341).

ص: 606

إِلَّا يُحَدِّثُ

(1)

بِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلى الشَّامِ، يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ

(2)

وَيَتْبَعُهُ، فَلَقِيَ عَالِمًا

(3)

مِنَ الْيَهُودِ، فَسَألَهُ عَنْ دِينِهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ، فَأَخْبِرْنِي

(4)

، فَقَالَ: لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللهِ، قَالَ زَيْدٌ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَب اللهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنا أَسْتَطِيعُهُ

(5)

فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ حَنِيفًا

(6)

، قَالَ زَيْدٌ

(7)

: وَمَا الْحَنِيفُ؟ قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا

"إِلَّا يُحَدِّثُ بِهِ" في نـ: "إِلَّا تُحُدِّثَ بِهِ". "وَيَتْبَعُهُ" في نـ: " وَيَتَّبِعُهُ "، وفي هـ:"وَيَبْتَغِيهِ" -أي: يطلبه-. "إِنِّي لَعَلِّي" في نـ: "إِنِّي لَعَلَى". "دِينَكُمْ" في نـ: "بِدِينِكُمْ". "وَأَنا أَسْتَطِيعُهُ" في نـ: "أَنّا أَسْتَطِيعُهُ" استفهامية، الأصل أن يكتب بالياء -أي: وأنَّى- لا بالألف-.

===

(1)

بضم التحتية مبنيًا للفاعل، وفي نسخة:" تحدث " بلفظ الماضي معروفًا ومجهولًا.

(2)

أي: دين التوحيد، "ف"(7/ 144).

(3)

لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 144).

(4)

أي: عن حال دينكم وكيفيته، "ك"(15/ 62).

(5)

قوله: (وأنا أستطيعه) أي: والحال أن لي قدرة على عدم حمل ذلك، كذا للأكثر بتخفيف النون ضمير القائل، وفي رواية بتشديد النون بمعنى الاستبعاد، والمراد بغضب الله إرادة إيصال العقاب، كما أن المراد بلعنة الله الإبعاد عن رحمته، "فتح"(7/ 145).

(6)

الحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيم، أصل الحنف: الميل، " مجمع "(1/ 573).

(7)

ابن عمرو.

ص: 607

وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللهَ، فَخَرَجَ زَيْدٌ فَلَقِيَ عَالِمًا

(1)

مِنَ النَّصَارَى، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَقَالَ: لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبكَ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ، قَالَ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ وَلَا مِنْ غَضَبهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأنَا أَسْتَطِيعُ فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَن تَكُونَ حَنِيفًا، قَالَ: وَمَا الْحَنِيفُ؟ قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللهَ، فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ خَرَجَ، فَلَمَّا بَرَزَ

(2)

رَفَعَ يَدَيْهِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ. [تحفة: 7028].

3828 -

وَقَالَ

(3)

اللَّيْثُ

(4)

: كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ

(5)

، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ

(6)

قَالَتْ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ: يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ، وَاللهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى

"وَأَنَا أَسْتَطِيعُ " في نـ: " وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ "، وِفي أخرى:" وَإِنِّي أَسْتَطِيعُ ". " قَالَ: اللَّهُمَّ " في نـ: "فَقَالَ: اللَّهُمَّ". " إِنِّي أشْهِدُ " في نـ: " إِنِّي أُشْهِدُكَ ". " يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ " في ذ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ".

===

(1)

لم أقف على اسمه أيضًا، "ف"(7/ 144).

(2)

أي: خرج عن أرضهم، " تو "(6/ 2408).

(3)

معلق.

(4)

" وقال الليث " هو ابن سعد الإمام، مما وصله أبو بكر بن أبي داود عن عيسى بن حماد عن الليث.

(5)

" هشام عن أبيه " عروة بن الزبير.

(6)

" أسماء بنت أبي بكر " الصديق.

ص: 608

دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي، وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ

(1)

، يَقُولُ لِلرَّجُل إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: لَا تَقْتُلْهَا، أنَا أَكْفِيكَهَا مَئُونَتَهَا، فَيَأخُذُهَا، فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ

(2)

قَالَ لأَبِيهَا: إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ، وَإِنْ شِئْتَ كَفَيتُكَ مَئُونتَهَا. [أخرجه: س 2686، تحفة: 17529].

‌25 - بَابُ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ

(3)

"أَنَا أَكْفِيكَهَا" في عسـ، ذ:"أَنَا أَكْفِيكَ". "بَابُ" سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (يحيي الْمَوْءُودَة) في " القاموس "(ص: 306): وَأَدَ بنتَه يئِدُها: دَفَنَها حيَّةً، وهي وَئِيدٌ ووَئِيدَة ومَوْؤودةٌ، انتهى. قال الكرماني: الإحياء مجاز عن الإبقاء ودفع الهلاك، كما أن المراد من الموءودة من يقصد وأدها.

قوله: "ترعرعت" بالراء والمهملتين فيهما أي: تحرّكت ونشأت، انتهى.

(2)

ترعرع الصبي: إذا نشأ وكبر.

(3)

قوله: (بنيان الكعبة) أي: على يد قريش في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، كذا في " الفتح " (7/ 146). قال العيني (3/ 283): قال الزهري: لما بنت قريش الكعبة لم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم الحلم. وقال ابن بطال وابن التين: كان عمره خمس عشرة سنة، والمشهور أن بناء قريش الكعبةَ بعد تزويج خديجة بعشر سنين، فيكون عمره صلى الله عليه وسلم إذ ذاك خمسة وثلاثين سنة، وهو الذي نصّ عليه محمد بن إسحاق، قال موسى بن عقبة: كان بناء الكعبة قبل المبعث بخمس عشرة سنة، وهكذا قاله مجاهد وغيره، انتهى.

قال الكرماني (15/ 64): قال العلماء: بني البيت خمس مرات: بَنَتْه الملائكة أو، قيل: آدم، ثم إبراهيم، ثم قريش في الجاهلية، وحضر النبي صلى الله عليه وسلم هذا البناء، ثم بناه عبد الله بن الزبير، ثم الحجاج بن يوسف، واستمرّ إلى الآن على بناء الحجاج، وقيل: قد بني البيت مرة أو مرتين أخريين أو ثلاثًا، والله أعلم، انتهى. ومرّ بيانه [برقم: 1582].

ص: 609

3829 -

حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(2)

قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ

(4)

سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ

(5)

قَالَ: لمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَبَّاسٌ

(6)

يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ عَبَّاس لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ يَقِيكَ مِنَ الْحِجَارَةِ، فَخَرَّ إِلَى الأَرْضٍ، وَطَمَحَتْ

(7)

عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ:"إِزَارِي إِزَارِي". فَشُدَّ عَلَيْهِ إِزَارُهُ. [راجع: 364، أخرجه: م 340، تحفة: 2555].

" حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ " كذا في ذ، وفي نـ:" حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ ".

"يَقِيكَ مِنَ الْحِجَارَةِ" في ذ: "يَقِكَ مِنَ الْحِجَارَةِ".

===

(1)

" محمود" هو ابن غيلان المروزي العدوي مولاهم.

(2)

"عبد الرزاق" هو ابن همام بن نافع الحميري مولاهم.

(3)

" ابن جريج " عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي الأموي مولاهم.

(4)

" عمرو بن دينار " المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم.

(5)

" جابر بن عبد الله " الأنصاري.

(6)

عم النبي صلى الله عليه وسلم، " قس "(8/ 344).

(7)

قوله: (طمَحَتْ) أي: ارتفعت، قال القسطلاني (8/ 344): وفي حديث أبي الطفيل: " فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة إذ انكشفت عورته فنودي: يا محمد غطِّ عورتك، فذلك أول ما نودي، فما رُئيت له عورة قبلُ ولا بعدُ "، انتهى.

قال العيني (3/ 284): فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان محميًّا عن القبائح وأخلاق الجاهلية، منزَّهًا عن الرذائل والمعايب قبل النبوة وبعدها.

ص: 610

3830 -

حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ

(2)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ

(3)

وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ

(4)

قَالَا: لَمْ يَكُنْ

(5)

عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَوْلَ الْبَيْتِ حَائِطٌ، كَانُوا يُصَلُّونَ حَوْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ، فَبَنَى

(6)

حَوْلَهُ حَائِطًا، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ

(7)

: جَدْرُهُ

(8)

قَصِيرٌ

(9)

، فَبَنَاهُ

(10)

ابْنُ الزُّبَيْرِ

(11)

. [تحفة: 10600، 5273].

===

(1)

" أبو النعمان " محمد بن الفضل السدوسي.

(2)

" حماد بن زيد " ابن درهم الجهضمي الأزدي.

(3)

" عمرو بن دينار " المكي السابق.

(4)

" عبيد الله بن أبي يزيد " مولى أهل مكة.

(5)

قوله: (قالا: لم يكن

) إلخ، هذا مرسل، وقيل: منقطع؛ لأن عمرو بن دينار وعبيد الله من صغار التابعين. وأما قوله: "حتى كان عمر" فمنقطع فإنهما لم يدركا عمر أيضًا. وقوله: " قال عبيد الله: جدره قصير" بفتح الجيم، والجدر والجدار بمعنى. وقوله:" فبناه ابن الزبير " هذا القدر هو الموصول من هذا الحديث، وذكر الفاكهي أن المسجد كان مُحاطًا بالدور على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، فضاق على الناس فوسّعه عمر، ثم أحاطه عمر بجدار قصير دون القامة، ورفع المصابيح على الجدر، قال: ثم كان عمْان فزاد في سعته من جهات أُخر، ثم وسّعه ابن الزبير، ثم أبو جعفر المنصور، ثم ولده المهديّ، "فتح"(7/ 147) مختصرًا.

(6)

أي: في زمان خلافته.

(7)

ابن أبي يزيد.

(8)

مبتدأ.

(9)

خبر.

(10)

أي: مرتفعًا طويلًا، " قس "(8/ 345).

(11)

عبد الله، " قس "(8/ 345).

ص: 611

‌26 - بَابُ أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ

(1)

3831 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(3)

، قَالَ هِشَامٌ

(4)

: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ عَاشُورَاءُ

(5)

يَوْمَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يصُوُمهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صامَهُ، وَمَنْ شَاءَ لَا يَصُوُمهُ. [راجع: 1592، أخرجه: س في الكبرى 2838، تحفة: 17310].

"بَابُ" سقط في نـ. "قَالَ هِشَامٌ: حَدَّثَنِي أَبِي" في ذ: "حَدَّثَنَا هِشَامٌ: قَالَ أَبِي". " كَانَ عَاشُورَاءُ يَوْمَ " في ذ: " كَانَ يَومُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا".

===

(1)

قوله: (أيام الجاهلية) هي مدة الفترة التي كانت بين عيسى عليه السلام وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسميت بها لكثرة جهالاتهم، قاله الكرماني (15/ 65)، قال السيوطي في "التوشيح"(6/ 2410)، وكذا في "الفتح" (7/ 149): المراد بها هنا ما بين مولد النبي صلى الله عليه وسلم والمبعث.

(2)

"مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي أبو الحسن البصري.

(3)

"يحيى" هو ابن سعيد القطان البصري التميمي.

(4)

" هشام " هو ابن عروة يحدث عن أبيه عروة بن الزبير.

(5)

قوله: (عاشوراء) وهو اليوم العاشر عند الجمهور، مرّ بيانه [برقم: 2000 وما بعده]. قال محمد في " الموطأ "(2/ 221 - 222): صيام عاشوراء كان واجبًا قبل أن يفترض رمضان؛ ثم نسخه شهرُ رمضان، من شاء صامه ومن شاء لم يصمه، وهو قول أبي حنيفة والعامة من قبلنا، انتهى.

ص: 612

3832 -

حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ

(2)

، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ

(3)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(4)

قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنَ الْفُجُورِ فِي الأَرْضِ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ

(5)

الْمُحَرَّمَ صَفَرَ وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَأ الدَّبَرْ، وَعَفَا الأَثَرْ، حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ. قَالَ: فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ رَابِعَةً

(6)

مُهِلِّينَ

(7)

بِالْحَجِّ، وَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ،

"حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ" زاد في نـ: " ابن إبراهيم ". " الْمُحَرَّمَ صَفَرَ " كذا في ذ، وفي نـ:"الْمُحَرَّمَ صَفَرًا".

===

(1)

" مسلم" هو ابن إبراهيم الأزدي الفراهيدي أبو عمرو البصري.

(2)

"وهيب" هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري.

(3)

"ابن طاوس" هو عبد الله يروي عن أبيه طاوس بن كيسان اليماني.

(4)

"ابن عباس" هو عبد الله رضي الله عنهما.

(5)

قوله: (يسمّون) أي: يجعلون مكانه في الحرمة، وذلك هو النسيء المشهور بينهم، كانوا يؤخرون ذا الحجة إلى المحرم، والمحرم إلى صفر، وهلمّ جرًّا. و"الدبر" محرّكة: جرح على ظهر البعير من اصطكاك الأقتاب بالسير إلى الحج. " وعفا الأثر " أي: انمحى أثر الحاج عن الطريق، أو ذهب أثر الدبر، وكان ذلك البرء والعفو غالبًا بعد انسلاخ الصفر، ملتقط من " المجمع "(2/ 147) و"ك"(15/ 65) و"خ".

(6)

قوله: (رابعة) أي: صبيحة رابعة من شهر ذي الحجة أو ليلة رابعة، "ك"(15/ 66)، ومرّ الحديث مع بعض بيانه [برقم: 1564] في "كتاب الحج".

(7)

أي: ملبين.

ص: 613

أَيّ الْحِلِّ

(1)

؟ قَالَ: " الْحِلُّ كُلُّهُ ". [راجع: 1085، أخرجه: س 2813، تحفة:5714].

3833 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبدِ اللهِ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(3)

قَالَ: كَانَ عَمْرٌو

(4)

يَقُولُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ

(5)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ سَيْلٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَسَا مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ

(6)

. قَالَ سُفْيَانُ: وَيَقُولُ

(7)

: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَهُ شَأْنٌ. [تحفة: 3401].

"فَكَسَا مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ " في نـ: " فَطبق مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ ". " إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ " في نـ: " إِنَّ هَذَا لَحَدِيثٌ "، وفي أخرى:" إِنَّ هَذَا لَحَدِيثًا ".

===

(1)

قوله: (أيّ الحلّ) أي: أيّ شيء من الأشياء يحل علينا؟ فأجيب بـ" الحلّ كله " أي: يحل فيه جميع ما يحرم على المحرم حتى الجماع، "ك"(15/ 66).

(2)

" علي بن عبد الله " المديني.

(3)

" سفيان " هو ابن عيينة الهلالي.

(4)

" عمرو " ابن دينار المكي.

(5)

" سعيد بن المسيب " المخزومي التابعي.

(6)

قوله: (فكسا ما بين الجبلين) أي: غطى ما بين جبلي مكة المشرفين عليها، كذا في "الخير الجاري"[و" قس " (8/ 347)].

(7)

قوله: (ويقول) أي: عمرو. قوله: "شأن" أي: قصة طويلة، فإن قلت: ما الحكمة في أن حفظ البيت في طوفان نوح عليه السلام من الغرق ورفع إلى السماء وفي هذا السيل قد غرق؟ قلت - والله أعلم -: لعله لأن ذلك كان عذابًا، وهذا لم يكن للعذاب، "ك"(15/ 66).

ص: 614

3834 -

حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(2)

، عَنْ بَيَانٍ أَبِي بِشْرٍ

(3)

، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ

(4)

قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ

(5)

يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ

(6)

، فَرَآهَا لَا تَكَلَّمُ، فَقَالَ: مَا لَهَا لَا تَكَلَّمُ؟ قَالُوا: حَجَّتْ مُصْمِتَةً

(7)

، فَقَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي، فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ، هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَتَكَلَّمَتْ، فَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَتْ: أَيُّ الْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ،

"فَقَالَ لَهَا" في نـ: "قَالَ لَهَا". "قَالَتْ: أَيُّ الْمُهَاجِرِينَ" في نـ: " قَالَتْ: مِنْ أَيِّ الْمُهَاجِرِينَ".

===

(1)

" أبو النعمان " محمد بن فضل السدوسي.

(2)

" أبو عوانة " الوضاح اليشكري.

(3)

" بيان أبي بشر " الأحمسي الكوفي.

(4)

" قيس بن أبي حازم " اسمه عوف.

(5)

قوله: (من أحمس) بحاء وسين مهملتين وفتح الميم: قبيلة من بجيلة، وليست من الحمس الذين هم من قريش، " قسطلاني "(8/ 347).

(6)

"زينب" هي بنت المهاجر أو بنت جابر، وقيل: غير ذلك.

(7)

قوله: (مُصْمِتَة) بلفظ الفاعل بمعنى صامتة أي: ساكتة، ولعلها نذرت أن تحج ولا تتكلم فيه. قوله:"فإن هذا لا يحل" إذ لم يشرع ذلك، وفيه التشبُّه بأهل الجاهلية. قوله:"إنكِ لَسَؤول" أي: كثيرة السؤال، وهذه الصيغة يستوي فيها المذكر والمؤنث. قوله:"ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح" أي: دين الإسلام وما اشتمل عليه من العدل واجتماع الكلمة ونصر المظلوم ووضع كل شيء في محلّه. قوله: "ما استقامت بكم أئمتكم" لأن الناس على دين ملوكهم، وباستقامتهم تقام الحدود وتؤخذ الحقوق ويوضع كل شيء في موضعه، "ف"(7/ 151)، "ك"(15/ 67).

ص: 615

قَالَتْ: مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ؟ قَالَ: إِنَّكِ لَسَئُولٌ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَتْ: مَا بَقَاؤُنَا عَلَى هَذَا الأَمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جَاءَ اللهُ بِهِ بَعْدَ الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: بَقَاؤُكُمْ عَلَيْهِ مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ أَئِمَّتُكُمْ، قَالَتْ: وَمَا الأَئِمَّةُ؟ قَالَ: أَمَا كَانَ لِقَوْمِكِ رُءُوسٌ وَأَشْرَافٌ يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُمْ؟ قَالَتْ: بَلَى، فَهُمْ أُولَئِكَ عَلَى النَّاسِ. [تحفة: 6616].

3835 -

حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ

(1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ

(2)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

(3)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ

(4)

سَوْدَاءُ لِبَعْضِ الْعَرَبِ

(5)

، وَكَانَ لَهَا حِفْشٌ

(6)

(7)

فِي الْمَسْجِدِ، قَالَتْ:

"مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ" في هـ، ذ:"مَا اسْتَقَامَتْ لَكُمْ". "فَهُمْ أُولَئِكَ" في نـ: "قَالَ: فَهُمْ أُولَئِكَ". "حَدَّثَنِي فَرْوَةٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا فَرْوَةُ". "أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ".

===

(1)

" فروة بن أبي المغراء " الكوفي.

(2)

" علي بن مسهر " القرشي الكوفي.

(3)

" هشام عن أبيه " عروة بن الزبير.

(4)

لم تسم، " قس "(8/ 349).

(5)

أي: كانت أمة لهم فأعتقوها كما مرَّ [برقم: 439].

(6)

بيت صغير من القصب، "خ".

(7)

قوله: (حفش) بكسر المهملة وسكون الفاء بعدها معجمة، هو البيت الضيق الصغير، و" الوشاح " بكسر الواو وضمها: ينسج من أديم عرضًا ويرصع بالجواهر، وتشدّه المرأة بين عاتقها، وقيل: خيطان من لؤلؤ يخالف بينهما وتتوشح المرأة به. قوله: "الحُدَيّا" مصغر الحدأة بوزن عنبة: طائر معروف. قوله: "وازت" أي: قابلت، وفي بعضها:"آزت". هذا ملتقط

ص: 616

فَكَانَتْ تَأْتِينَا فتَحَدَّثُ عِنْدَنَا، فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِهَا قَالَتْ:

وَيوْمُ الْوُشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا

أَلَا إنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أَنْجَانِي

فَلَمَّا أَكْثَرَتْ قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: وَمَا يَوْمُ الْوُشَاح؟ قَالَتْ: خَرَجَتْ جُوَيْريَةٌ

(1)

لِبَعْضِ أَهْلِي، وَعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِن أَدَمٍ فَسَقَطَ مِنْهَا، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الْحُدَيَّا وَهِيَ تَحْسَبُهُ لَحْمًا، فَأخَذَتْ، فَاتَّهَمُونِي بِهِ فَعَذَّبُونِي، حَتَّىِ بَلَغَ مِنْ أَمْرِي أَنَّهُمْ طَلَبُوا فِي قُبُلِي

(2)

، فَبَيْنَا هُمْ حَوْلِي وَأَنَا فِي كُرْبِي إِذْ أَقْبَلَتِ الْحُدَيَّا حَتَّى وَازَتْ بِرُءُوسِنَا ثُمَّ أَلْقَتْهُ، فَأَخَذُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَة.

[راجع: 439، تحفة: 17117].

3836 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ

(4)

،

"فَتَحَدَّثُ" في ذ: "تتَحَدَّثُ". "فَسَقَطَ مِنْهَا" في نـ: "فَسَقَطَتْ مِنْهَا". "فَأخَذَتْ فَاتَّهَمُونِي" في ذ: "فَأَخَذَتْهُ فَاتَّهَمُونِي". "مِنْ أَمْرِي" في نـ: " مِنْ أَمْرِهِمْ ". " فَبَيْنَا هُمْ " في نـ: " فَبَيْنَمَا هُمْ ". " فِي كُرَبِي " في نـ: " فِي كُرْبَتِي ". " وَازَتْ بِرُءوسِنَا " في نـ: "آزَتْ بِرُءوسِنَا"، وفي أخرى:"وَارَتْ بِرُءوسِنَا".

===

من " المجمع "(5/ 63) و" الفتح "(7/ 151) و" الكرماني "(15/ 68)، ومرّ الحديث [برقم: 439] وفيه: قالت: فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت.

قال: ووجه دخولها هنا من جهة ما كان عليه أهل الجاهلية من الجفاء في الفعل والقول.

(1)

كانت عروسًا فدخلت مغتسلها، "قس"(8/ 349).

(2)

أي: فرجي.

(3)

"قتيبة" هو ابن سعيد الثقفي.

(4)

"إسماعيل بن جعفر" المدني.

ص: 617

عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ

(1)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلَا يَحْلِفْ إِلَّا بِاللهِ "، فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا، فَقَالَ:" لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ "

(2)

. [راجح: 2679، أخرجه: م 1646، س 3764، تحفة: 7125].

3837 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ

(4)

قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو

(5)

: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ

(6)

حَدَّثَهُ: أَنَّ الْقَاسِمَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجَنَازَةِ

(7)

وَلَا يَقُومُ لَهَا، ويُخْبِرُ عَنْ عَائِشَةَ

"فَكَانَتْ قُرَيْشٌ " في نـ: " وَكَانَتْ قُرَيْشٌ ".

===

(1)

" عبد الله بن دينار " العدوي مولى ابن عمر.

(2)

قوله: (لا تحلفوا بآبائكم) قال في " اللمعات ": قد حكم بعض الفقهاء بكفر من حلف بالأب، ولعل ذلك إذا اعتقد تعظيم الآباء مشركًا في ذلك بتعظيم الله سبحانه، وإلا فالحرمة والكراهة باق، وهو حكم الحلف بغير أسماء الله وصفاته كائنًا من كان، وأما إقسام الله سبحانه ببعض مخلوقاته تنبيهًا على شرفها فخارج عن المبحث؛ فإنه لا يقبح من الله شيء.

(3)

"يحيى بن سليمان" أبو سعيد الجعفي.

(4)

"ابن وهب" عبد الله المصري أبو محمد.

(5)

"عمرو" هو ابن الحارث المصري.

(6)

" عبد الرحمن بن القاسم " ابن محمد بن أبي بكر الصديق يروي عن أبيه القاسم بن محمد.

(7)

قوله: (بين يدي الجنازة) وهو أفضل عند الشافعية، وعند الحنفية وراءها أفضل، قاله القسطلاني (8/ 350)، ومرّ بيانه في "باب السرعة بالجنائز".

ص: 618

قَالَتْ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُومُونَ لَهَا، يَقُولُونَ إِذَا رَأَوْهَا: كُنْتِ فِي أَهْلِكِ مَا أَنْتِ، مَرَّتَيْنِ

(1)

. [تحفة: 17510].

3838 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ

(2)

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّحْمَنِ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(5)

، عَنْ أَبي إِسْحَاقَ

(6)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ

(7)

قَالَ: قَالَ عُمَرُ

(8)

: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا

"قَالَ عُمَرُ" زاد في نـ: "ابن الخطاب".

===

(1)

قوله: (كنت في أهلك ما أنت، مرتين) أي: يقولون ذلك مرتين، و"ما" موصولة، وبعض الصلة محذوف، والتقدير: كنت في أهلك الذي كنت فيه، أي: الذي أنت فيه الآن كنت في الحياة مثله؛ لأنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث بل كانوا يعتقدون أن الروح إذا خرجت تطير طيرًا، فإن كان من أهل الخير كان روحه من صالحي الطير وإلا فبالعكس، ويحتمل أن يكون قولهم هذا دعاء للميت. ويحتمل أن تكون "ما" نافية، ولفظ "مرتين" من تمام الكلام، أي: لا تكوني في أهلك مرتين بل المرة الواحدة التي كنت فيهم انقضت ولست بعائدة إليهم مرة أخرى، ويحتمل أن تكون "ما" استفهامية، أي: كنت في أهلك شريفة فأيّ شيء أنت الآن؟ يقولون ذلك حزنًا وتأسفًا عليه، " فتح الباري "(7/ 152).

(2)

بالموحدة.

(3)

"عمرو بن عباس" أبو عثمان البصري.

(4)

"عبد الرحمن" ابن مهدي البصري.

(5)

"سفيان" هو ابن سعيد الثوري.

(6)

"أبي إسحاق" عمرو بن عبد الله السبيعي.

(7)

"عمرو بن ميمون" الكوفي أدرك الجاهلية.

(8)

"عمر" هو ابن الخطاب رضي الله عنه.

ص: 619

لَا يُفِيضُونَ

(1)

مِنْ جَمْعٍ

(2)

حَتَّى تُشْرِقَ

(3)

(4)

الشَّمْسُ عَلَى ثَبِيرَ، فَخَالَفَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَفَاضَ قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ. [راجع: 1684].

3839 -

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(5)

قَالَ: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ

(6)

: حَدَّثَكُمْ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ

(8)

، عَنْ عِكْرِمَةَ {وَكَأْسًا دِهَاقًا} قَالَ: مَلأَى مُتَتَابِعَةً

(9)

. [تحفة: 5131].

"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ " في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ".

===

(1)

أي: لا يدفعون من المزدلفة.

(2)

هو المزدلفة.

(3)

من نصر وأكرم.

(4)

قوله: (حتى تشرق) أي: تطلع الشمس، " على ثبير " بفتح المثلثة وكسر الموحدة وبالراء: جبل بالمزدلفة، ومرّ بيانه في [ح: 1684] في " كتاب الحج ".

(5)

" إسحاق بن إبراهيم " ابن راهويه.

(6)

" أبي أسامة " حماد بن أسامة الكوفي.

(7)

"يحيى بن مهلب" أبو كدينة الكوفي البجلي.

(8)

"حصين" ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي.

(9)

قوله: (ملأى متتابعة) كذا جمع بينهما وهما قولان لأهل اللغة، تقول: أدهقت الكأس إذا ملأتها، وأدهقت له إذا تتابعت له، قاله في " الفتح " (7/ 153). وفي " القاموس " (ص: 815): كأس دهاق، ككتاب: ممتَلِئة أو متتابعة.

ص: 620

3840 -

قَالَ

(1)

: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ أَبِي

(2)

يَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: اسْقِنَا كَأْسًا دِهَاقًا

(3)

. [تحفة: 6034].

3841 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(5)

، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْن عُمَير

(6)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(7)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَصْدَقُ كَلِمَةٍ

(8)

قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ

===

(1)

أي: عكرمة، وهو موصول بالإسناد المذكور، "ف"(7/ 152).

(2)

قوله: (سمعت أبي) هو العباس بن عبد المطلب. قوله: "في الجاهلية" أي: وقع سماعي لذلك منه في الجاهلية، والمراد بها جاهلية نسبية لا المطلقة؛ لأن ابن عباس لم يدرك ما قبل البعثة، بل لم يولد إلا بعد البعث بنحو عشر سنين، فكأنه أراد أنه سمع العباس يقول ذلك قبل أن يسلم، " فتح "(7/ 153).

(3)

في رواية الإسماعيلي: عن ابن عباس: " سمعت أبي يقول لغلامه: ادهق لنا، أي: املأ لنا، أو تابع لنا "، "ف"(7/ 152).

(4)

"أبو نعيم" الفضل بن دكين.

(5)

"سفيان" الثوري.

(6)

"عبد الملك بن عمير" مصغرًا، الكوفي.

(7)

" أبي سلمة " ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

(8)

قوله: (أصدق كلمة) يحتمل أن يريد بالكلمة [البيت] الذي ذكر شطره، ويحتمل أن يريد القصيدة كلها، ويؤيد الأول رواية مسلم [رقم: 2256] بلفظ: "إن أصدق بيت" كذا في "الفتح"(7/ 153)، "ولبيد" بفتح اللام وكسر الموحدة: الشاعر الصحابي من فحول شعراء الجاهلية فأسلم ولم يقل شعرًا بعد، وقوله:"باطل" أي: فانٍ غير ثابت، فهو كقوله تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]، "كرماني"(15/ 70).

ص: 621

بَاطِلٌ، وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ

(1)

". [طرفاه: 6147، 6489، أخرجه: م 2256، ت 2849، ق 3757، تحفة: 14976].

3842 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ

(3)

، عَنْ يَحْيَى ابْنِ سَعِيدٍ

(4)

، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ

(5)

، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ

(6)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لأَبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يُخْرِّجُ لَهُ

(7)

الْخَرَاجَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: تَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لإنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ، إِلَّا أَنِّي

(8)

خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ، فَأدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ

"وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ" زاد في نـ: "أَنْ يُسْلِمَ". "حَدَّثَنِي أَخِي" في نـ: "حَدَّثَنَا أَخِي". "عَنْ سُلَيْمَانَ" زاد في ذ: "ابن بلال". "تَدْرِي مَا هَذَا" في هـ، ذ:"أَتَدْرِي مَا هَذَا". "فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ" في نـ: "قَالَ أَبُو بَكْرٍ". "فَهَذَا الَّذِي" في هـ، ذ:"فَهُوَ الَّذِي".

===

(1)

كان يتعبد في الجاهلية، ويؤمن بالبعث وأدرك الإسلام ولم يسلم، "ك"(15/ 70).

(2)

"إسماعيل" هو ابن أبي أويس يروي عن أخيه عبد الحميد المدني.

(3)

" سليمان " هو ابن هلال أبو أيوب القرشي.

(4)

" يحيى بن سعيد " الأنصاري قاضي المدينة.

(5)

"عبد الرحمن بن القاسم" يروي عن أبيه.

(6)

" القاسم بن محمد " ابن أبي بكر الصديق.

(7)

قوله: (يخرّج له) من التخريج، أي: يعطي كلَّ يوم له خراجًا ضرب عليه، "مجمع"(2/ 27).

(8)

استثناء منقطع، "مجمع"(2/ 27).

ص: 622

فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ

(1)

فِي بَطْنِهِ. [تحفة: 6635].

3843 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(3)

، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ

(4)

، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ

(5)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَبَايَعُونَ لُحُومَ الْجَزُورِ إِلَى حَبَلِ الْحَبَلَةِ

(6)

(7)

، قَالَ: وَحَبَلُ الْحَبَلَةِ أَنْ تُنْتَجَ

(8)

النَّاقَةُ مَا فِي بَطْنِهَا، ثُمَّ تَحْمِلَ الَّذي نُتِجَتْ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ. [راجع: 2143، أخرجه: م 1514، د 3380، تحفة: 8149].

"ثُمَّ تَحْمِلَ الَّذي " في نـ: " ثُمَّ تَحْمِلَ الَّتِي ".

===

(1)

قوله: (فقاء كل شيء) إنما قاء أبو بكر رضي الله عنه لأن حلوان الكاهن منهيّ عنه، والمحصل من المال بطريق الخديعة حرام، كذا في " الكرماني " (15/ 70). قال في " الفتح " (7/ 154): وحلوان الكاهن ما يأخذه على كهانته، والكاهن من يخبر بما سيكون عن غير دليل شرعي، وكان ذلك قد كثر في الجاهلية خصوصًا قبل ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، انتهى.

(2)

" مسدد " هو ابن مسرهد الأسدي البصري.

(3)

" يحيى " هو ابن سعيد القطان البصري.

(4)

" عبيد الله " ابن عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري.

(5)

" نافع " هو مولى ابن عمر عبد الله.

(6)

هما بفتح حاء وباء، وتسكين الباء في الأول غلط، " مجمع "(1/ 431).

(7)

قوله: (حَبَل الحبَلة) الحبل بالحركة مصدر سُمي به المحمول، والتاء للتأنيث، فأريد بالأول: ما في بطون النوق من الحمل، والثاني: حبل الذي في بطون النوق، كذا في "المجمع" (1/ 431) ومرّ بيانه [برقم: 2143] في "البيع".

(8)

مبنيًّا للمفعول، أي: تضع، "قس"(8/ 354).

ص: 623

3844 -

حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ

(3)

: كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: فَيُحَدِّثُنَا عَنِ الأَنْصَارِ، وَكَانَ يَقُولُ لِي: فَعَلَ قَوْمُكَ

(4)

كَذَا وَكَذَا

(5)

يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَفَعَلَ قَوْمُكَ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا. [راجع: 3776].

‌27 - الْقَسَامَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

(6)

"وَكَانَ يَقُولُ " في ذ: " فَكَانَ يَقُولُ ".

===

(1)

" أبو النعمان" محمد بن الفضل السدوسي.

(2)

" مهدي " هو ابن ميمون الأزدي البصري.

(3)

" غيلان بن جرير " البصري الأزدي، "ك"(15/ 71).

(4)

خاطب أنس غيلان بأن الأنصار قومه لأنه من الأزد كما مرّ في أول "مناقب الأنصار" في [ح: 3776].

(5)

قوله: (فعل قومك كذا وكذا

) إلخ، تقدم ذكره [برقم: 3776] في أول "مناقب الأنصار"، وأدخله هنا لقوله:"فعل قومك كذا يوم كذا" لأنه يحتمل أن يشير به إلى وقائعهم في الجاهلية كما يحتمل أن يشير [به] إلى وقائعهم في الإسلام، أو لما هو أعم من ذلك، كذا في "الفتح"(7/ 155).

(6)

قوله: (القسامة في الجاهلية) ثبتت هذه الترجمة عند أكثر الرواة عن الفربري ولم تقع عند النسفي وهو الأوجه؛ لأن الجميع من ترجمة "أيام الجاهلية"، ويظهر ذلك من الأحاديث التي أوردها تلو هذا الحديث، كذا فى " الفتح "(7/ 156).

قال في "اللمعات": القسامة هي اسم بمعنى القسم، وقيل: مصدر، يقال: أقسم يقسم قسامة، وقد يطلق على الجماعة الذين يقسمون، وفي الشرع: عبارة عن أيمان يقسم بها أولياء الدم على استحقاق دم صاحبهم، أو يقسم بها أهل المحلة المتهَمُون على نفي القتل عنهم على اختلاف بين

ص: 624

3845 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا قَطَنٌ أَبُو الْهَيْثَمِ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ

(4)

، عَنْ عِكْرِمَةَ

(5)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(6)

قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ، كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ

(7)

"أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ" في ذ: "أَبُو يَزيد الْمَدِينِيُّ".

===

الأئمة، فعندنا يقسم أهل المحلة يتخيرهم الولي يحلفون بالله ما قتلناه ولا علمنا قاتله؛ للحديث المشهور:"البينة على المدعي واليمين على من أنكر"، وعند الشافعي وكذا عند أحمد: إن كان بينهم عداوة ولوث بأن يغلب الظن على أنهم قتلوه يحلف الأولياء، فإن أبوا يحلف المتهمون، وإن لم يكن عداوة ولوث فلا يمين على الأولياء، ولا يجب في القسامة قصاص، بل الواجب فيه الدية، عمدًا كان الدعوى أو خطأ، وقالوا: كانت القسامة في الجاهلية فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما كانت في الجاهلية، انتهى مختصرًا.

(1)

"أبو معمر" بفتح الميم عبد الله بن عمرو المقعد المنقري.

(2)

"عبد الوارث" ابن سعيد أبو عبيدة البصري التنوري.

(3)

"قطن" بفتحتين أبو الهيثم بن كعب البصري القطعي.

(4)

"أبو يزيد المدني" ولأبي ذر: المديني البصري. وثقه ابن معين، ليس له ولا للراوي عنه في "البخاري" إلا هذا.

(5)

"عكرمة" هو مولى ابن عباس.

(6)

"ابن عباس" هو عبد الله ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.

(7)

قوله: (كان رجل من بني هاشم) هو عمرو بن علقمة بن عبد المطلب بن عبد مناف، جزم بذلك الزبير بن بكار. قوله:" استأجره رجل من قريش من فخذ أخرى "، كذا في رواية الأصيلي وأبي ذر، وفي رواية

ص: 625

اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ

(1)

أُخْرَى، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ

(2)

، فَقَالَ: أَغِثْنِي بِعِقَالٍ

(3)

أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي، لَا تَنْفِرُ الإبِلُ، فَأَعْطَاهُ عِقَالًا، فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِ، فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ

(4)

الإِبِلُ إِلَّا بَعِيرًا وَاحِدًا، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ: مَا شَأْنُ هَذَا الْبَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَينِ الإِبِلِ؟ قَالَ: لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ، قَالَ: فَأَيْنَ عِقَالُهُ؟ قَالَ: فَحَذَفَهُ

(5)

(6)

بِعَصًا كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ المَوْسِمَ

(7)

؟ قَالَ: مَا أَشْهَدُ،

"اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ " كذا في صـ، ذ، وفي مه:" اسْتَأْجَرَ رَجُلًا". "فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ" في عسـ، ذ:"فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ". "فِيهَا أَجَلُهُ" زاد في نـ: "فَمَاتَ".

===

كريمة وغيرها: "استأجر رجلًا من قريش" وهو مقلوب، والأول هو الصواب. قوله:"فمرّ به" أي: بالأجير، "رجل" لم أقف على اسمه، "فتح"(7/ 157).

(1)

أي: أقل من القبيلة، "ك"(15/ 71).

(2)

بضم الجيم وكسر اللام: الوعاء، "ك"(15/ 72)، "ف"(7/ 157).

(3)

بكسر المهملة: الحبل، "ك"(15/ 72).

(4)

بضم العين، "قس"(8/ 356).

(5)

أي: رماه.

(6)

قوله: (فحذفه) بإهمال الحاء، وفي بعضها بإعجامها، وهو الرمي بالأصابع، و"الموسم" أي: موسم الحاج ومجتمعهم، و"مرة من الدهر" أي: وقتًا من الأوقات، "ك"(15/ 72).

(7)

أي: موسم الحاج ومجتمعهم، "ك"(15/ 72).

ص: 626

وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ، قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُبْلِّغٌ عَنِّي رِسَالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ

(1)

؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكُنْتَ إِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ فَنَادِ: يَا آلَ قُرَيْشٍ

(2)

، فَإِذَا أَجَابُوكَ، فَنَادِ: يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ، فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ

(3)

، وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ، فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا؟ قَالَ: مَرِضَ، فَأَحْسِنْتُ الْقِيَامَ عَلَيْهِ، فَوَلِيتُ دَفْنَهُ، قَالَ: قَدْ كَانَ أَهْلَ

(4)

ذَاكَ مِنْكَ، فَمَكُثَ حِينًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى إِلَيهِ أَنْ يُبْلِّغَ عَنْهُ وَافَى الْمَوْسِمَ

(5)

فَقَالَ: يَا آلَ قُرَيْشٍ، قَالُوا: هَذِهِ قُرَيْشٌ، قَالَ: يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ، قَالُوا: هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ، قَالَ: أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو طَالِبٍ، قَالَ:

"فَكُنْتَ إِذَا أَنْتَ" كذا في سـ، حـ، وفي صـ، ذ:"فَكَتَبَ إِذَا أَنْتَ". "فَنَادِ: يَا آلَ قُرَيْش" في نـ: "فَنَادِ لِقُرَيْشٍ". "فَإِذَا أَجَابُوكَ" في نـ: "فَإِنْ أَجَابُوكَ". "فَنَادِ: يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ" في نـ: "فَنَادِ لِبَنِي هَاشِمٍ". "فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِب" في نـ: "فَاسْأَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ". "وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ" في نـ: "قَالَ: وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ". "أَهْلَ ذَاكَ" في ذ: "أَهْلَ ذَلِكَ". "فَقَالَ: يَا آلَ قُرَيْشٍ" في نـ: "فقال لقريش". "قَالَ: يَا آلَ بَنِي هَاشِم" كذا في هـ، وفي هـ أيضًا:"قَالَ: يا لَبَنِي هَاشِمٍ"، و في سـ، حـ، ذ:"قَالَ: يَا بَنِي هَاشِمٍ". "أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"مَنْ أَبُو طَالِبٍ".

===

(1)

أي: وقتًا من الأوقات.

(2)

بإثبات الهمزة وبحذفها على الاستغاثة.

(3)

أي: بسبب عقال.

(4)

بالنصب.

(5)

أي: أتاه.

ص: 627

أَمَرَنِي فُلَانٌ أَنْ أُبْلِّغَكَ رِسَالَةً أَنَّ فُلَانًا قَتَلَهُ

(1)

فِي عِقَالٍ، فَأَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلَاثٍ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا، وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ أَنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ، فَإِنْ أَبَيْتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ، فَأَتَى قَوْمَهُ، فَقَالُوا: نَحْلِفُ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ

(2)

مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَالِبٍ أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ

(3)

(4)

ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنَ الْخَمْسِينَ

"فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَالِبٍ" لفظ: "يا" سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (قتله) وفي بعضها: "فتكه" بالفاء والكاف. قوله: "تؤدي" في بعضها: "أن تؤدي" والفاء في "فإنك" للسببية، و"حلف" فعل ماض ومفعول المشيئة محذوف، والباء في "برجُل" للمقابلة أي: بدل رجل، "ك"(15/ 73).

(2)

أي: بنت علقمة، هي زينب أخت المقتول واسم ولدها حويطب، "خ"، "ف"(7/ 158).

(3)

أي: تهبه ما يلزمه من اليمين، "تو"(6/ 2416).

(4)

قوله: (أن تجيز) إن كان بالراء فمعناه تؤمنه من اليمين، وإن كان بالزاي فمعناه: تأذن له في ترك اليمين، كذا في " الكرماني "(15/ 73).

قال القسطلاني (8/ 358): بجيم وزاي أي: تسقط من اليمين وتعفو عنه، انتهى.

قال في "الفتح"(7/ 158): وهذه المرأة هي زينب بنت علقمة أخت المقتول، وكانت تحت رجل منهم هو عبد العزى بن أبي قيس، واسم ابنها حويطب مصغّرًا، وقد عاش حويطب بعد هذا دهرًا طويلًا، وله صحبة، انتهى.

ص: 628

وَلَا تُصْبِرْ يَمِينُهُ

(1)

حَيْثُ تُصْبَّرُ الأَيْمَانُ

(2)

، فَفَعَلَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ

(3)

مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلًا أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ، يُصِيبُ كُلَّ. رَجُلٍ بَعِيرَانِ، هَذَانِ بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا عَنِّي وَلَا تُصْبَرْ يَمِينِي حَيْثُ تَصْبَرُ الأَيْمَانُ، فَقَبِلَهُمَا، وَجَاءَ ثَمَانِيةٌ وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا حَالَ الْحَوْلُ

(4)

وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ

(5)

. [أخرجه: س 4706، تحفة: 6280].

"وَلَا تُصْبَرْ يَمِينُهُ" في ذ: "وَلَا تُصَبِّرْ يَمِينُهُ". "فَقَالَ: يَا أَبَا طَالِبٍ" لفظ "يا" سقط في نـ. "مَا حَالَ الْحَوْلُ" في هـ، ذ:"مَا جَاءَ الْحَوْلُ". "وَأَرْبَعِينَ" في عسـ، صـ:"وَالأَرْبَعِينَ".

===

(1)

قوله: (ولا تصبر يمينه) بضم التاء الفوقية وفتح الباء الموحدة على البناء للمفعول، ويروى بكسر الموحدة على البناء للفاعل، وبفتح الفوقية وسكون الصاد المهملة وضم الموحدة وتكسر مجزوم على النهي، ولأبي ذر بضم أوله وكسر ثالثه، أي: لا تلزمه باليمين، كذا في "القسطلاني" (8/ 358). والصبر في اللغة: الحبس، والمراد هنا: أن لا يحبس لليمين ويلزم بها حيث لا يسعه إلا الحلف بل يعفى ذلك، والمصبورة هي اليمين، قال الخطابي: معنى الصبر في الأيمان: الإلزام حتى لا يسعه أن لا يحلف، كذا في "الكرماني"(15/ 73) أيضًا.

(2)

أي: بين الركن والمقام، "ف"(7/ 158).

(3)

لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 158).

(4)

أي: من يوم حلفوا، "ف"(7/ 158).

(5)

قوله: (تطرف) بكسر الراء أي: تتحرك، واستشكل قول ابن عباس: " فوالذي نفسي بيده

" إلخ، مع كونه حين ذاك [لم يولد]، وأجيب:

ص: 629

3846 -

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(2)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

(3)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ

(4)

يَوْمَ قَدَّمَهُ اللهُ عز وجل لِرَسُولِهِ

(5)

، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ، وَقُتِلَتْ سَمرَوَاتُهُمْ وَجُرِحُوا، قَدَّمَهُ اللهُ لِرَسُولِهِ فِي دُخُولِهِمْ فِي الإِسْلَامِ. [راجع: 3777، تحفة: 16825].

"يَوْمَ قَدَّمَهُ اللهُ" في نـ: "يَوْمًا قَدَّمَهُ اللهُ". "لِرَسُولِهِ" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "وَقُتِلَتْ سَرَوَاتُهُمْ" في نـ: "وَقُتِّلَتْ سَرَوَاتُهُمْ". "وَجُرِحُوا" في نـ: "وَجُرِّحُوا". "قَدَّمَهُ اللهُ لِرَسُولِهِ" في نـ: "قَدَّمَهُ اللهُ عز وجل لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم".

===

باحتمال أن الذي أخبره بذلك جماعة اطمأنت نفسه إلى صدقهم حتى وسعه أن يحلف على ذلك، وقال في " الفتح " (7/ 158): ويحتمل أن يكون الذي أخبره هو النبي صلى الله عليه وسلم، " قسطلانى "(8/ 358).

(1)

"عبيد بن إسماعيل" أبو محمد الهبّاري الكوفي.

(2)

"أبو أسامة" حماد بن أسامة الكوفي.

(3)

"هشام عن أبيه" عروة بن الزبير.

(4)

قوله: (يوم بعاث) بضم الموحدة آخره مثلثة، هو غير منصرف لأبي ذر للتأنيث والعَلَمية: اسم بقعة، ولغيره بالصرف: اسم موضع، وقع فيه حرب بين الأوس والخزرج قبل قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة بخمس سنين، قتل فيه كثير من أشرافهم، قاله القسطلاني (8/ 359).

(5)

قوله: (قدّمه الله عز وجل لرصوله) إذ لو كان أشرافهم أحياء لاستكبروا عن متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولَمَنَعَ حبُّ رياستهم عن دخول رئيس عليهم، فكان ذلك من مقدمات الخير له صلى الله عليه وسلم. و"الملأ" الجماعة والأشراف.

و"السَّرَوَات" جمع السَّرَاة هو جمع السَّرِيّ بفتح السين وهو السيد الكريم الشريف، "كرماني"(15/ 74).

ص: 630

3847 -

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ

(1)

: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو

(2)

، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ

(3)

أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ

(4)

حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لَيْسَ السَّعْيُ بِبَطْنِ الْوَادِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سُنَّةً

(5)

، إِنَّمَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَسْعَوْنَهَا وَيَقُولُونَ: لَا نُجِيزُ الْبَطْحَاءَ

(6)

إِلَّا شَدًّا. [تحفة: 6342].

3848 -

حَدَّثَنَا عَبدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(8)

قَالَ: أَنَا مُطَرِّفٌ

(9)

، سَمِعْتُ أَبَا السَّفَرِ

(10)

يَقُولُ:

"وَالْمَرْوَةِ سُنَّةً" في هـ، ذ:"وَالْمَرْوَةِ بِسُنَّةٍ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ".

===

(1)

عبد الله المصري، وصله أبو نعيم، " قس "(8/ 359).

(2)

هو ابن الحارث المصري، " قس "(8/ 359).

(3)

هو ابن عبد الله.

(4)

أي: عبد الله.

(5)

قوله: (سنة) فإن قلت: السعي ركن من أركان الحج وهو طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، فكيف قال: ليس بسنة؟ قلت: المراد من السعي معناه اللغوي، وهو العَدْو، أي: ليس الإسراع في السعي مستحبًا، وقال عامة الفقهاء باستحبابه في بطن المسيل، وخالفهم ابن عباس في ذلك، كما في الرمل في الثلاثة الأوَل من الطواف، "كرماني"(15/ 74).

(6)

أي: لا نقطع البطحاء إلا بقوة وسرعة، "ك"(15/ 74).

(7)

"عبد الله بن محمد الجعفي" المسندي.

(8)

"سفيان" هو ابن عيينة.

(9)

"مطرف" ابن عبد الله الحرشي البصري.

(10)

"أبا السفر" هو سعيد بن يحمد الثوري الكوفي.

ص: 631

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا مِنِّي

(1)

مَا أَقُولُ لَكُمْ، وَأَسْمِعُونِي

(2)

مَا تَقُولُونَ، وَلَا تَذْهَبُوا فَتَقُولُوا

(3)

: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَلْيَطُفْ مِنْ وَرَاءِ الْحِجْرِ

(4)

، وَلَا تَقُولُوا: الْحَطِيمُ

(5)

، فَإِنَّ الرَّجُلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ يَحْلِفُ فَيُلْقِي سَوْطَهُ أَوْ نَعْلَهُ أَوْ قَوْسَهُ. [تحفة: 5668].

3849 -

حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ

(6)

، نَا هُشَيْمٌ

(7)

، عَنْ حُصيْنٍ

(8)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ

(9)

قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً

(10)

اجْتَمَعَ عَلَيْهَا

===

(1)

أي: سماع ضبط وإتقان.

(2)

بهمزة قطع، أي: أعيدوا عليّ قولي لأعرف أنكم حفظتموه، كأنه خشي أن لا يفهموا ما أراد فيخبروا عنه بخلاف ما قال، فكأنه قال: اسمعوا مني سماع ضبط، ولا تقولوا: قال ابن عباس من قبل أن تضبطوا، "ف"(7/ 159).

(3)

من غير أن تضبطوا قولي.

(4)

بكسر المهملة، وهو المحوط الذي تحت الميزاب، "ك"(15/ 75).

(5)

قوله: (ولا تقولوا: الحطيم) فإنه من أوضاع الجاهلية، كان عادتهم أنهم إذا كانوا يتحالفون بينهم كانوا يحطمون، أي: يدفعون نعلًا أو سوطًا أو قوسًا إلى الحجر علامة لعقد حلفهم فسموه به لذلك، وقال بعض العلماء: إنما قيل له: الحطيم لما حطم من جداره فلم يسوّ ببناء البيت وترك خارجًا منه ["ك" (15/ 75)].

(6)

" نعيم بن حماد " ابن معاوية المروزي.

(7)

"هشيم" هو ابن بشير بن معاوية الواسطي.

(8)

"حصين " هو ابن عبد الرحمن الكوفي.

(9)

"عمرو بن ميمون" الأودي.

(10)

بكسر القاف وسكون الراء واحدة القرود، "ف"(7/ 160).

ص: 632

قِرَدَةٌ

(1)

قَدْ زَنَتْ

(2)

، فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. [تحفة: 10790، 19178].

3850 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(3)

قَالَ: نَا سُفْيَانُ

(4)

، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ

(5)

سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: خِلَالٌ مِنْ خِلَالِ الْجَاهِلِيَّةِ: الطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ

(6)

، وَالنِّيَاحَةُ، وَنَسِيَ الثَّالِثَةَ، قَالَ سُفْيَانُ: وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا الاسْتِسْقَاءُ بِالأَنْوَاءِ

(7)

. [تحفة: 5868].

"الطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ" في نـ: "الطَّعْنُ بِالأَنْسَابِ".

===

(1)

بفتح الراء جمع قرد، "ف"(7/ 160).

(2)

قوله: (قد زنت) قال ابن عبد البر: إضافة الزنا إلى غير المكلف وإقامة الحدود في البهائم عند جماعة أهل العلم منكر، ولو صحّ لكانوا من الجن، لأن العبادات في الجن والإنس دون غيرهما، مع أن هذه الحكاية لم توجد في بعض نسخ "البخاري"، "كرماني"(15/ 75).

قال في "الفتح"(7/ 160): قال ابن التين: لعل هؤلاء كانوا من نسل الذين مُسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم، ثم قال: وقيل: إن الممسوخ لا ينسل، وقلت: وهذا هو المعتمد، وما ورد فيه عنه صلى الله عليه وسلم فمحمول على أنه قبل أن يوحى إليه بحقيقة الأمر في ذلك، انتهى مختصرًا مع تغيير. [انظر "تأويل مختلف الحديث" (ص: 372)].

(3)

" علي بن عبد الله " المديني.

(4)

" سفيان " هو ابن عيينة.

(5)

ابن أبي يزيد المكي.

(6)

كطعنهم في نسب أسامة.

(7)

جمع نوء وهو منزل القمر كانوا يقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، وسقينا بنوء كذا وكذا، قاله الكرماني (15/ 76)، ومرَّ [برقم: 1038].

ص: 633

‌28 - بَابُ مَبعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

(1)

"بَابُ" سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (مبعث النبي صلى الله عليه وسلم) بفتح الميم والمهملة وسكون الموحدة بينهما. قوله: "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب" اسمه شيبة الحمد، وقيل: عامر. قوله: "هاشم" اسمه عمرو، قيل له: هاشم لأنه أول من هشم الثريد بمكة لأهل الموسم. قوله: "عبد مناف" بفتح الميم وتخفيف النون اسمه المغيرة. قوله: " قصي " بصيغة التصغير اسمه زيد، وسُمي قصيًّا لأنه بعد عن ديار قومه في بلاد قضاعة في قصة طويلة ذكرها ابن إسحاق. قوله:"كلاب" اسمه حكيم، وقيل: عروة، لقب كلابًا، لمحبته كلاب الصيد. قوله:" لؤي " تصغير لأى بوزن عصا، وهو الثور، أو لأْي بوزن عَبْد وهو البطء، أو تصغير لواء الجيش زيدت فيه همزة، أقوال. قوله:"فهر" بالكسر فسكون هو قريش، فقيل: الأول اسمه، والثاني لقبه، وقيل: عكسه. قوله: "النضر" بفتح النون وسكون المعجمة. قوله: "ابن كنانة" بكسر الكاف وتخفيف النون الأولى. قوله: " خزيمة " مصغّر الخزمة بفتح المعجمتين: المرة من الخزم وهو شد الشيء وإصلاحه. قوله: "مدركة" اسمه عمرو، وقيل: عامر. قوله: "إلياس" بهمزة قطع مكسورة، إفعال من قولهم:"أليس الشجاع الذي لا يفر"، وقيل: بهمزة وصل وهو ضد الرجاء. قوله: "مضر" بضم الميم وفتح المعجمة وبالراء، سُمي به لأنه كان يحب اللبن الماضر [أي: الحامض]. قوله: "نزار" من النزر، أي: القليل، سمي به لأنه كان فريد عصره. قوله:"معد" بفتح الميم والمهملة وتشديد الدال. قوله: " عدنان " بوزن فعلان، أخرج ابن حبيب في " تاريخه " عن ابن عباس قال:"كان عدنان ومعد وربيعة ومضر وخزيمة وأسد على ملة إبراهيم، فلا تذكروهم إلا بخير ". وأخرج ابن سعد عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان"، ملتقط من "التوشيح"(6/ 2418 - 2419) و"الكرماني"(15/ 76 - 77). [انظر "عمدة القاري" (11/ 560 - 564)].

ص: 634

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ

(1)

بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ

(2)

بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ

(3)

بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْر بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ

(4)

بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ

(5)

بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدَّ

(6)

بْنِ عَدْنَانَ.

3851 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ

(7)

قَالَ: نَا النَّضْرُ

(8)

، عَنْ هِشَامٍ

(9)

، عَنْ عِكْرِمَةَ

(10)

، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ

(11)

قَالَ: أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَمَكُثَ بِمَكِّة ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، فَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَكُثَ بِهَا عَشْرَ سِنِينَ، ثُمَّ تُوُفِيَّ صلى الله عليه وسلم. [طرفه: 3902، 3903، 4465، 4979، أخرجه: ت 3621، تحفة: 6227].

"ثُمَّ تُوُفِيَّ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "ثُمَّ تُوُفِيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم".

===

(1)

مصغرًا.

(2)

بضم الميم وشدة الراء، "ك"(15/ 76).

(3)

بالمعجمة وكسر اللام، "ك"(15/ 76).

(4)

بلفظ الفاعل من الإدراك، "ك"(15/ 76).

(5)

كعمر.

(6)

بفتح الميم والمهملة وبشدة المهملة، "ك"(15/ 77).

(7)

" أحمد بن أبي رجاء " الهروي الجعفي.

(8)

" النضر " هو ابن شميل أبو الحسن المازني.

(9)

" هشام " هو ابن حسان البصري.

(10)

" عكرمة " مولى ابن عباس.

(11)

عبد الله.

ص: 635

‌29 - بَابُ ذِكرِ مَا لَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأَصْحَابُهُ مِنَ الْمُشْرِكينَ بِمَكَّةَ

3852 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(2)

قَالَ: ثَنَا بَيَانٌ

(3)

وَإِسْمَاعِيلُ

(4)

قَالَا: سَمِعْنَا قَيْسًا

(5)

يَقُولُ: سَمِعْتُ خَبَّابًا

(6)

يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدُ بُرْدِهِ، وَهُوَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَقَدْ لَقِينَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً، فَقُلْتُ: أَلَا تَدْعُو اللهَ؟ فَقَعَدَ وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ

(7)

، فَقَالَ: "لَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ بِمِشَاطِ

(8)

الْحَدِيدِ مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا يَصرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ

(9)

عَلَى مَفْرِقِ

"بَابُ ذِكرِ مَا لَقِيَ" في نـ: "بَابُ مَا لَقِيَ". "مُتَوَسِّدُ بُرْدِهِ" كذا في صـ، ذ، وفي نـ:"مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً". "فَقُلْتُ: أَلَا تَدْعُو اللهَ" في هـ، ذ:"فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا تَدْعُو اللهَ". "لَقَدْ كَانَ" في نـ: "قَدْ كَانَ". "بمِشَاطِ الْحَدِيدِ" في هـ، ذ:"بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ". "أَوْ عَصَبٍ" في نـ: "أَوْ عَصَبِهِ". "مَا يَصْرِفُهُ" في سـ، حـ، ذ:"مَا يَصْرِفُ". "وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ" في نـ: "وُيوضَعُ الْمِنْشَارُ".

===

(1)

" الحميدي" هو عبد الله بن الزبير.

(2)

"سفيان" هو ابن عيينة.

(3)

"بيان" ابن بشر الأحمسي المعلم.

(4)

"إسماعيل" هو ابن أبي خالد.

(5)

" قيسًا " هو ابن أبي حازم البجلي التابعي.

(6)

كشداد، ابن الأرت.

(7)

قيل: من النوم، وقيل: من الغضب، " تو "(6/ 2420).

(8)

وللكشميهني: "بأمشاط" هما جمع مشط كرمح ورماح وأرماح، "توشيح"(6/ 2420).

(9)

بالنون وفي بعضها بالهمزة هما بمعنى، "ك"(15/ 78).

ص: 636

رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الأَمْرَ

(1)

حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ

(2)

إِلَى حَضْرَ مَوْتَ

(3)

مَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ". زَادَ بَيَانٌ: وَالذِّئْبَ

(4)

عَلَى غَنَمِهِ. [راجع: 3612].

3853 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(6)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(7)

، عَنِ الأَسْوَدِ

(8)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ

(9)

قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّجْمَ، فَسَجَدَ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلَّا سَجَدَ، إِلَّا رَجُلٌ

(10)

رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًا فَرَفَعَهُ فَسَجَدَ

"فَسَجَدَ فَمَا بَقِيَ" في نـ: "فَسَجَدَ فِيْهَا بَقِيَ". "إِلَّا رَجُل" في نـ: "إِلاَّ رَجُلًا". "كَفًّا مِنْ حَصًا" في نـ: "كَفًّا مِنْ تُرَابٍ"، وفي أخرى:"كَفًّا مِنْ حَصَى".

===

(1)

أي: أمر الإسلام، "ك"(15/ 78).

(2)

مدينة، ومرَّ [برقم: 3612].

(3)

مدينة.

(4)

بالنصب عطف على المستثنى، لا على المستثنى منه، ومرَّ الحديث [برقم: 3612].

(5)

"سليمان بن حرب" الواشحي.

(6)

"شعبة" ابن الحجاج العتكي.

(7)

"أبي إسحاق" عمرو السبيعى.

(8)

"الأسود" ابن يزيد النخعي.

(9)

ابن مسعود.

(10)

قوله: (إلا رجل) هو أمية بن خلف، وقيل: الوليد بن المغيرة، قوله:"بعدُ" أي: بعد ذلك، "ك"(15/ 78)، ومرّ [برقم: 1067] في "باب سجود القرآن".

ص: 637

عَلَيْهِ

(1)

وَقَالَ: هَذَا يَكْفِينِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا بِاللهِ. [راجع: 1067].

3854 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(4)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ

(5)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ

(6)

قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، جَاءَ عُقْبَةُ

(7)

بْنُ أَبِي مُعَيطٍ بِسَلَى جَزُورٍ

(8)

، فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَخَذَتْهُ مِنْ ظَهْرِهِ، وَدَعَتْ عَلَى مَنْ

"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ " في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".

===

(1)

فيه المطابقة، إذ في مخالفته نوع أذى، " قس "(8/ 368).

(2)

"محمد بن بشار" العبدي.

(3)

"غندر" هو محمد بن جعفر.

(4)

ابن الحجاج، " قس "(8/ 366).

(5)

الأودي.

(6)

أي: ابن مسعود.

(7)

أشقاهم، "قس"(8/ 366).

(8)

قوله: (بسلى جزور) السَّلَى مقصور: الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد من المواشي، و"عليك الملأ" أي: الزم جماعتهم وأشرافهم، أي: أهلكهم، و" عتبة " بضم المهملة وسكون الفوقية وبالموحدة، "ابن ربيعة" بفتح الراء، و"شيبة" ضد الشاب، و" أمية " بضم الهمزة وتخفيف الميم وشدة التحتية، "ابن خلف" بالمعجمة واللام المفتوحتين، و"أبي" بضم الهمزة وفتح الموحدة وشدة التحتية، كذا في "الكرماني"(15/ 79)، ومرّ الحديث [برقم: 240] في "كتاب الوضوء".

ص: 638

صَنَعَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ

(1)

، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبيعَةَ

(2)

، وَأُمَيَّةَ

(3)

بْنَ خَلَفٍ

(4)

- أَوْ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ"

(5)

، شُعْبَةُ

(6)

الشَّاكُّ- فَرَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، فَأُلْقُوا

(7)

فِي بِئْرٍ غَيْرَ أُمَيَّةَ أَوْ أُبَيٍّ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ، فَلَمْ يُلْقَ فِي الْبِئْرِ. [راجع: 240].

3855 -

حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

(8)

قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ

(9)

، عَنْ مَنْصورٍ

(10)

، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ

(11)

أَوْ قَالَ:

"غَيرَ أُمَيَّةَ" في نـ: "غَيْرَ أُمَيَّةَ بنِ خَلفٍ". "حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ". "حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ".

===

(1)

اسمه عمرو فرعون هذه الأمة، "قس"(8/ 367).

(2)

"شيبة" هو ابن ربيعة هو أخو عتبة السابق.

(3)

هو الصحيح لأن أبيًّا قتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد.

(4)

قوله: (أمية بن خلف) وهو الصحيح لأن المقتول ببدر أمية بإطباق صاحب المغازي عليه، وأخوه أبي بن خلف قُتِل يوم أحد، "عيني"(2/ 675).

(5)

"وأبيّ بن خلف" هو أخو أمية قتل يوم أحد.

(6)

" شعبة " هو ابن الحجاج بن الورد أبو بسطام العتكي مولاهم الواسطي.

(7)

بلفظ المجهول، "خ".

(8)

"عثمان -ابن محمد- ابن أبي شيبة" أخو أبي بكر.

(9)

"جرير" هو ابن عبد الحميد الكوفي.

(10)

"منصور" هو ابن المعتمر الكوفي.

(11)

"سعيد بن جبير" الأسدي مولاهم.

ص: 639

حَدَّثَنِي الْحَكَمُ

(1)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: أَمَرَنِي عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى

(2)

قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ

(3)

مَا أَمْرُهُمَا؟ {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ} [الإسراء: 33]، {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} [النساء: 93] فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتِ الَّتِي فِي الْفُرْقَانِ قَالَ مُشْرِكُو أَهْلِ مَكَّةَ: فَقَدْ قَتَلْنَا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ، وَدَعَوْنَا مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَقَدْ أَتَيْنَا الْفَوَاحِشَ، فَأَنْزَلَ اللهُ:{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ} [مريم: 60]، فَهَذِهِ لأُولَئِكَ، وَأَمَّا الَّتِي فِي النِّسَاءِ الرَّجُلُ إِذَا عَرَفَ

"قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "قَالَ: سَلِ ابْنَ عَبَّاسٍ" مصحح عليه. " {حَرَّمَ اللَّهُ} " زاد في ذ: " {إِلَّا بِالْحَقِّ} ". "فَقَدْ قَتَلْنَا" في نـ: "قَدْ قَتَلْنَا". "وَقَدْ أَتَيْنَا الْفَوَاحِشَ" لفظ "قد" سقط في نـ.

===

(1)

" الحكم" هو ابن عتيبة بالتصغير الكندي الكوفي.

(2)

"عبد الرحمن بن أبزى" بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الزاي مقصورًا الخزاعي مولاهم صحابي صغير.

(3)

قوله: (الآيتين) أُولاهما في سورة "الفرقان"، وقد ذكر بعدها الاستثناء بقوله:{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} الآية بخلاف الآية الأخرى أي: المذكورة في سورة "النساء" فإنها لم يذكر فيها الاستثناء، فقال ابن عباس بأن الأولى في حق الكفار، والأخرى في حق المسلم، لكنها نزلت على سبيل التشديد والتغليظ بقرينة قول مجاهد، وهو من تلامذته، كذا في "الخير الجاري".

قال البيضاوي (1/ 234 - 235) في تفسيره: قال ابن عباس: لا تقبل توبة قاتل المؤمن عمدًا، ولعله أراد به التشديد إذ روي عنه خلافه، والجمهور على أنه مخصوص بمن لم يتب؛ لقوله:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ} [طه: 82] ونحوه، وهو عندنا إما مخصوص بالمستحلّ له كما ذكره عكرمة وغيره،

ص: 640

الإِسْلَامَ وَشَرَائِعَهُ، ثُمَّ قَتَلَ {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] فَذَكَرْتُهُ لِمُجَاهِدٍ فَقَالَ: إِلَّا مَنْ نَدِمَ

(1)

. [طرفه: 4590، 4762، 4763، 4764، 4765، 4766، أخرجه: م 3023، د 4273، س 4002، تحفة: 5624، 5498].

3856 -

حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ

(3)

، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ

(5)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ

(6)

قَالَ:

"{فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} " زاد في نـ: " {خَالِدًا فِيهَا} ".

===

ويؤيده أنه نزل في مقيس بن ضبابة وجد أخاه هشامًا قتيلًا في بني النجار ولم يظهر قاتله، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفعوا إليه ديته فدفعوا إليه، ثم حمل على مسلم فقتله ورجع إلى مكة مرتدًا، أو المراد بالخلود المكث الطويل؛ فإن الدلائل متظاهرة على أن عصاة المسلمين لا يدوم عذابهم، انتهى.

قال الكرماني (15/ 79 - 80): فإن قلت: المفهوم منه أن حق المسلم لا يعفى وإن تاب، لكن حق الله معفوّ بالتوبة؟ قلت: مفهومه أن جزاءه ذلك ولكن لا يفهم منه أنه يقع ألبتة، فقد يعفو الله عنه. فإن قلت: فما حاصل الفرق بينهما؟ قلت: حاصله أن الكافر إذا تاب يغفر له قطعًا، وأما المسلم التائب فهو في مشيئة الله إن شاء جازاه وإن شاء عفا عنه.

(1)

أي: من تاب، "ك"(15/ 80).

(2)

"عياش بن الوليد" الرقام البصري.

(3)

"الوليد بن مسلم" أبو العباس الدمشقي.

(4)

"الأوزاعي" عبد الرحمن بن عمرو.

(5)

"يحيى بن أبي كثير" الطائي مولاهم.

(6)

ابن العوام، "قس"(8/ 369).

ص: 641

سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

(1)

أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ الْمُشْركُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي حِجْرِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيطٍ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فخنَقَهُ خَنقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى أَخَذَ بمَنْكِبَيْهِ وَدَفَعَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28]. تَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ

(2)

، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ

(3)

، عَنْ عُرْوَةَ: قُلْتُ لِعَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو. وَقَالَ عَبْدَةُ

(4)

عَنْ هِشَامٍ

(5)

، عَنْ أَبِيهِ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو

(6)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(7)

:

"أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ" في نـ: "قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ". "بَيْنَا النَّبِيُّ" في نـ: "بَيْنَمَا النَّبِيُّ". "أَخَذَ بِمَنْكِبَيْهِ" في نـ: "أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ". " قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو " زاد بعده في نـ: "ح". " وَقَالَ عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ " في نـ: " وَقَالَ عَبْدَةُ بنُ هِشَامٍ ".

===

(1)

عبدالله، " قس "(8/ 369).

(2)

هو محمد وصلها أحمد (2/ 218)، "قس"(8/ 369).

(3)

"يحيى بن عروة" يروي عن أبيه عروة بن الزبير.

(4)

"وقال عبدة" هو ابن سليمان، فيما وصله النسائي. [فى "التفسير"](2/ 251 - 252).

(5)

"عن هشام" هو ابن عروة، يروي "عن أبيه" عروة بن الزبير، "قس"(8/ 370).

(6)

"وقال محمد بن عمرو" ابن علقمة الليثي، وصله المؤلف في "خلق أفعال العباد" (ص: 39) ..

(7)

ابن عبد الرحمن بن عوف، "قس"(8/ 370).

ص: 642

حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ

(1)

. [راجع: 3678].

‌30 - بَابُ إِسْلَامُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

(2)

3857 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ

(4)

، عَنْ بَيَانٍ

(5)

، عَنْ وَبَرَةَ

(6)

، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ

(7)

قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ

(8)

: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ

(9)

"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ". "ابْنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ" في كن: "ابْنُ مُحَمَّدٍ الآمُلِيُّ".

===

(1)

قوله: (عمرو بن العاص) قال الكرماني: غرض البخاري أن عيَّاشًا وابن إسحاق قالا: عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبدة ومحمد بن عمرو قالا: عمرو بن العاص لا عبد الله، كذا في "الكرماني"(15/ 81)، ومرّ الحديث [برقم: 3678] في "مناقب أبي بكر".

(2)

اسمه عبد الله بن عثمان التيمي مرّ [قبل رقم: 3652] مستوفى، ومرَّ نسبه في "مناقب المهاجرين".

(3)

"يحيى بن معين" بفتح الميم البغدادي.

(4)

"إسماعيل" هو أبو عمر الكوفي.

(5)

"بيان" ابن بشر الأحمسي الكوفي.

(6)

"وبرة" بفتحات هو ابن عبد الرحمن المسلي.

(7)

النخعي الكوفي، "قس"(8/ 371).

(8)

العنسي، "قس"(8/ 371).

(9)

بلال، وزيد بن حارثة، وعامر بن فهيرة، وأبو فكيهة، وعبيد بن زيد، " قس "(8/ 371).

ص: 643

وَامْرَأَتَانِ

(1)

(2)

، وَأَبُو بَكْرٍ. [راجع: 3660].

‌31 - بَابُ إِسْلَامُ سَعْدٍ

3858 -

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمٌ

(5)

قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ

(6)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ

"إِسْلَامُ سَعْدٍ" في نـ: "إِسْلَامُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ". "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "أَخْبَرَنَا أَبُو أسَامَةَ" في ذ: "حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ". "حَدَّثَنَا هَاشِمٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا هَاشِمٌ"، وزاد في صـ:" ابنُ هَاشِمِ بنِ عُتْبَة بن أَبِي وَقاصٍ ".

===

(1)

خديجة وأم أيمن أو سمية، " قس "(8/ 371).

(2)

قوله: (خمسة أعبد وامرأتان) مرّ بيانهم في [ح: 3660] في أول "مناقب أبي بكر". قال الكرماني (15/ 81): فإن قلت: كان إسلام عليّ متقدمًا على إسلامه، وأيضًا قال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات": إنه -عمار- أسلم بعد بضعة وثلاثين رجلًا؟ قلت: لا يلزم من رؤيته لذلك أن لا يكون ثمة غيره، أو أنه حكى عن رؤيته له قبل إسلامه، انتهى. والله أعلم.

وفي "القسطلاني"(8/ 370): قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله: لم يزل أبو بكر رضي الله عنه بعين الرضا منه فاختلف الناس في مراده بهذا الكلام، والصواب أن يقال: إن الصديق رضي الله عنه لم يثبت عنه حالة كفر بالله كما ثبت عن غيره ممن آمن، وهو الذي سمعناه من أشياخنا ومن يقتدى به وهو الصواب إن شاء الله تعالى، انتهى مختصرًا.

(3)

"إسحاق" ابن إبراهيم بن نصر أبو إبراهيم السعدي المروزي.

(4)

"أبو أسامة" حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

(5)

ابن هاشم بن عتبة.

(6)

المخزومي.

ص: 644

سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلَامِ

(1)

. [راجع: 3726، أخرجه: ق 132، تحفة: 3859].

‌32 - بَابُ ذِكْرِ الْجِنِّ

(2)

وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 1]

3859 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ

(5)

، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي

(6)

قَالَ: سَأَلْتُ مَسْرُوقًا

(7)

: مَنْ آذَنَ النَّبِيَّ بِالْجِنِّ لَيْلَةَ اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ؟

"تَعَالَى" في نـ: " عز وجل ". "مَنْ آذَنَ النَّبِيَّ" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم".

===

(1)

قوله: (لثلث الإسلام) قال الكرماني (15/ 82): فإن قلت: قد أسلم قبله كثير: أبو بكر وعلي وخديجة وزيد ونحوهم؟ قلت: لعلهم أسلموا أول النهار وهو آخره. فإن قلت: كيف يكون ثلث الإسلام وقد أسلم متقدمًا عليه أكثر من اثنين؟ قلت: قال ذلك نظرًا إلى إسلام الرجال البالغين، "ك"(15/ 82).

(2)

قوله: (ذكر الجن) ذكره ههنا للتنبيه على أن من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم له فضل على من لم يلق، "الخير الجاري".

(3)

"عبيد الله بن سعيد" أبو قدامة السرخسي.

(4)

هو حماد السابق.

(5)

"مسعر" بالمهملات كمنبر، هو ابن كدام الهلالي.

(6)

أبوه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، "ك"(15/ 82).

(7)

هو ابن الأجدع، "قس"(8/ 373).

ص: 645

فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوكَ -يَعْنِي عَبْدَ اللهِ- أَنَّهُ آذَنَتْ

(1)

بِهِمْ شَجَرَةٌ

(2)

. [أخرجه: م 450، تحفة: 9572].

3860 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِدَاوَةً لِوُضوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا، فَقَالَ:"مَنْ هَذَا؟ " فَقَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: "ابْغِنِي

(5)

أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا، وَلَا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ"، فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُ إِلى جَنْبِهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ، فَقُلْتُ:

"يَعْنِي عَبْدَ اللهِ" في نـ: "يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ". "إِدَاوَةً" في ذ: "الإِدَاوَةَ". "حَتَّى وَضَعْتُ" في هـ، ذ:"حَتَّى وَضَعْتُها".

===

(1)

أعلمت.

(2)

قوله: (آتت بهم شجرة) أي: أعلمت شجرةٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن الجن حضروا يستمعون القرآن، "ك"(15/ 82).

(3)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي.

(4)

هو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، "قس"(8/ 373).

(5)

قوله: (ابغني) أي: اطلب لي أحجارًا. قوله: "أستنفض" بالجزم لأنه جواب الأمر، ويجوز رفعه على الاستئناف، من النفض، بالنون والفاء والضاد المعجمة، معناه ههنا: أي أنظف نفسي بها من الحدث. قوله: "أو نحوه

(1)

" أي: نحو قوله: "أستنفض"، مثل أستنجي بها، كما هو وقع في رواية، كذا في "العيني" (2/ 424)، ومرّ [برقم: 155].

(1)

ليست هذه اللفظة في الحديث هنا بل في الحديث المتقدم برقم (155).

ص: 646

مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قَالَ: "هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ

(1)

وَيعْمَ الْجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللهَ لَهُمْ أَنْ لَا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا

(2)

". [راجع: 155].

‌33 - بَابُ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ

3861 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى

(5)

، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ

(6)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

"قَالَ: هُمَا مِنْ طَعَامِ" في نـ: "فَقَالَ: هُمَا مِنْ طَعَامِ". "طَعَامًا" في سـ، هـ، ذ:"طعمًا". "بَابُ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ" لفظ "باب" سقط في نـ، وزاد في نـ:"الغفاري". "حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ".

===

(1)

قوله: (نصيبين) بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون التحتيتين وبالموحدة المكسورة بينهما وبالنون: بلد بين الشام والعراق، وفيه مذهبان، منهم من يجعله اسمًا واحدًا ويلزمه الإعراب كإعراب الأسماء الغير المنصرفة، ومنهم من يجريه مجرى الجمع، كذا في " الكرماني "(15/ 83).

(2)

قوله: "طعامًا" ولأبي ذر عن الكشميهني والمستملي: [طعمًا] بضم الطاء وسكون العين بغير ألف، كذا في "القسطلاني"(8/ 374).

(3)

"عمرو بن عباس" أبو عثمان البصري.

(4)

"عبد الرحمن بن مهدي" أبو سعيد البصري.

(5)

هو ابن سعيد الضبعي، "قس" (8/ 375) ["تق" (رقم: 6470)].

(6)

"أبي جمرة" بالجيم والراء، "ك"(15/ 83)، هو نصر بن عمران الضبعي.

ص: 647

قَالَ: لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأَخِيهِ

(1)

: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي، فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، يَأتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ، وَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ ائْتِنِي، فَانْطَلَقَ الأَخُ حَتَّى قَدِمَهُ وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، فَقَالَ لَهُ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ أَخْلَاقٍ

(2)

، وَكَلَامًا

(3)

مَا هُوَ بِالشِّعْرِ. فَقَالَ: مَا شَفَيْتَنِي

(4)

مِمَّا أَرَدْتُ، فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً لَهُ فِيهَا مَاءٌ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ، فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَا يَعْرِفُهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ، اضْطَجَعَ فَرَآهُ عَلِيٌّ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ

(5)

، فَلَمْ يَسْألْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ

"هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي" فيِ نـ: "هَذَا الَّذِي". "فَانْطَلَقَ الأَخُ" في هـ، ذ:" فَانْطَلَقَ الآخرُ". "بِمَكَارِمِ أخْلَاقٍ" في نـ: "بمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ". "فَقَالَ: مَا شَفَيْتَنِي" في نـ: "قَالَ: مَا شَفَيْتَنِي". "اضْطَجَعَ" في صـ، عسـ، قتـ:"فاضْطَجَعَ".

===

(1)

أُنيس، مصغرًا، " قس "(8/ 375).

(2)

سيجيء بيانه في (ك: 78، ب: 39) إن شاء الله تعالى.

(3)

قوله: (وكلامًا) عطف على الضمير المنصوب. فإن قلت: كيف يكون الكلام مرتبًا؟ قلت: هو من قبيل: علَّفتها تِبْنًا وماء باردًا. وفيه الوجهان: الإضمار والمجاز، أي: وسقيته ماء، أو التعليف بمعنى الأعطاء، "ك"(15/ 83 - 84).

(4)

قوله: (ما شفيتني) أي: لم تجئني بجواب يشفيني من مرض الجهل، كذا في "الكرماني". قوله:"شنَّة" بفتح المعجمة وتشديد النون: قِرْبة خَلقَة صغيرة، كذا في "القاموس" (ص: 1115).

(5)

قوله: (أنه غريب، فلما رآه تبعه) ومز في "قصة زمزم"[برقم: 3522]: "فمرّ بي علي فقال: كأن الرجل غريب؟ قال: قلت: نعم، فقال: انطلق إلى المنزل، قال: فانطلقت معه

" إلخ.

ص: 648

عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَظَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَا يَرَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَمْسَى، فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ، فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: أَمَا نَالَ

(1)

لِلرَّجُلِ أَنْ يُعْلَمَ مَنْزِلُهُ؟ فَأَقَامَهُ، فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ لَا يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمَ الثَّالِثِ، فَعَادَ عَلِيٌّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَقَامَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ؟ قَالَ: إِنْ أَعْطَيتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنِّي فَعِلْتُ؛ فَفَعَلَ فَأَخْبَرَهُ. قَالَ: فَإِنَّهُ حَقٌّ وَهُوَ رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا أَصْبَحْتُ فَاتْبَعْنِي، فَإِنِّي إِن رَأَيْتُ شَيئًا أَخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ

(2)

، فَإنْ مَضَيْتُ فَاتْبَعْنِي حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي، فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ

(3)

حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَدَخَلَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ، وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ

(4)

حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي". قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي

"فَعَادَ عَلِيٌّ" في هـ، ذ:"فَغَدَا عَلِيٌّ"، وفي سـ، حـ، ذ:"قَعَدَ عَلِيٌّ"، وزاد في نـ:"عَلى". "فَأَقَامَ مَعَهُ" في نـ: "فَأَقَامَهُ مَعَهُ". "ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُحَدِّثُنِي" في نـ: "ثُمَّ فَقَالَ: أَلَا تُحَدِّثُنِي". "لَتُرْشِدَنِّي" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"لَتُرْشِدَنَّنِي". "فَأَخْبَرَهُ" في ذ: "فَأَخْبَرْتُهُ". "وَهُوَ رَسُولُ اللهِ" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم".

===

(1)

قوله: (أَمَا نال) يقال: نال له إذا آن له، وفي بعضها:" أَمَا آن " أي: أما حان، أي: أما جاء الوقت الذي يعرف به منزل الرجل بأن يكون له مسكن يسكنه؟ "ك". (14/ 129).

(2)

أي: أبول، "خ".

(3)

أي: يتبع أبو ذر عليًّا رضي الله عنهما، "خ".

(4)

أي: لا تظهر أمرك على قريش حتى يشتهر أمري. كما مر، أو لا تهاجر حتى

إلخ.

ص: 649

بيَدِهِ لأَصْرُخَنَّ

(1)

بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. ثُمَّ قَامَ الْقَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ، وَأَتَى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، قَالَ: ويلَكُمْ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ غِفَارٍ

(2)

، وَأَنَّ طَرِيقَ تُجَّارِكُمْ

(3)

إِلَى الشَّامِ؟ فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ عَادَ مِنَ الْغَدِ لِمِثْلِهَا، فَضَرَبُوهُ وَثَارُوا إِلَيْهِ، فَأَكَبَّ الْعَبَّاسُ عَلَيْهِ. [راجع: 3522، أخرجه: م 2474، تحفة: 6528، 11958].

‌34 - إِسْلَامُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ

(4)

(5)

"بَيْنَ ظَهرَانَيْهِمْ" في نـ: "بَيْنَ أَظْهرِهِمْ". "قَالَ: وَيْلَكُمْ" في نـ: "ثُمَّ قَالَ: وَيْلَكُمْ". "فَأنْقَذَهُ مِنْهُمْ" في نـ: "وَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ". "إِسْلَامُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ" في نـ: "بَابُ إِسْلَامِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ".

===

(1)

قوله: (لأصرخن بها) أي: لأرفعن صوتي بها، أي: بكلمة التوحيد، "ك"، "التوشيح"(6/ 2425).

(2)

قبيلة.

(3)

قوله: (تجاركم) التجار بضم التاء وشدة الجيم، وكسر التاء وخفة الجيم: جمع تاجر، ومرّ الحديث مع بيانه [برقم: 3522].

(4)

أحد العشرة.

(5)

قوله: (سعيد بن زيد) ابن عمرو بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي، يكنى أبا الأعور، وكانت تحته فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب، وكانت أخت سعيد عاتكة بنت زيد بن عمرو تحت عمر بن الخطاب، وكان سعيد بن زيد من المهاجرين الأولين، وكان إسلامه قديمًا قبل عمر، وبسبب زوجته كان إسلام عمر بن الخطاب، "استيعاب"(2/ 614 - 615).

ص: 650

3862 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(2)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

(3)

، عَنْ قَيْسٍ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

(5)

فِي مَسجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي

(6)

عَلَى الإِسْلَامِ قَبلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ، وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا ارْفَضَّ

(7)

لِلَّذِي صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكَانَ. [طرفاه: 3867، 6942، تحفة: 4466].

"ارْفَضَّ لِلَّذِي" في هـ: "انفضَّ لِلَّذِي". "لَكَانَ" زاد في نـ: "مَحقُوقًا"، وفي أخرى:"حَقِيقًا".

===

(1)

" قتيبة " هو ابن سعيد الثقفي.

(2)

" سفيان " هو الثوري.

(3)

" إسماعيل " هو ابن أبي خالد البجلي.

(4)

" قيس " هو ابن أبي حازم البجلي المخضرم.

(5)

ابن عم عمر رضي الله عنه، "ك"(15/ 85).

(6)

قوله: (لَمُوثقي) هو مضاف إلى المفعول أي: يؤنبني على الإسلام، كذا في "المجمع" (5/ 16). قال الكرماني (15/ 85): قوله: " لموثقي " أي: كان يوثقني على الثبات على الإسلام ويسددني ويثبتني عليه، وغرضه أن في الزمن الأول كان المخالفون في الدين يرغبون المسلمين على الخير، وفي هذا الزمان الموافقون يعملون الشر بأصحابهم ويُرْغِبون عليه، انتهى.

قال صاحب "الخير الجاري": قوله: "لموثقي": أي: يربطني ويشدني على إسلامي ويكرهني على الارتداد عنه نعوذ بالله منه، وغرضه بيان قوة إسلامه وأن الذي يريد ذكره إنما يقويه في الدين، قال: وقد حرَّف الكرماني تفسيره بنحو آخر، وقد زيّفه الشيخ ابن حجر (7/ 176) انتهى، وكذا ردّه القسطلاني (8/ 277).

(7)

قوله: (لو أنّ أُحُدًا ارفضّ) من الارفضاض، أي: زال عن مكانه

ص: 651

‌35 - بَابُ إِسْلَامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

(1)

3863 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ

(2)

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ

(3)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً

(4)

مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ. [راجع: 3684].

3864 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنِي

ابْنُ وَهْبٍ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(7)

قَالَ:

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ". "أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا سُفْيَانُ". "حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ" في نـ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ".

===

وتفرق من أجزائه، وكذا "انفضّ" أي: كان حقيقًا بالانفضاض، وغرضه أن في الزمان الأول كان المخالفون في الدين يرغبون المسلمين على الخير، وفي هذا الزمان الموافقون يعملون الشرّ بأصحابهم ويرغبون عليه، "مجمع البحار"(4/ 355).

(1)

ابن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي.

(2)

"محمد بن كثير" أبو عبد الله العبدي البصري.

(3)

"سفيان" و"إسماعيل" و"قيس" هم المذكورون في الإسناد السابق.

(4)

ما كان الصحابة يستطيعون أن يصلوا في المسجد الحرام [حتى أسلم عمر رضي الله عنه]، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا فيه ظاهرًا، "ك"(14/ 223).

(5)

"يحيى بن سليمان" الجعفي الكوفي سكن مصر.

(6)

"ابن وهب" عبد الله أبو محمد المصري.

(7)

ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، "ك"(15/ 86).

ص: 652

فَأَخْبَرَنِي

(1)

جَدِّي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ

(2)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ فِي الدَّارِ خَائِفًا، إِذْ جَاءَهُ

(3)

الْعَاصُ

(4)

بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ أَبُو عَمْرٍو، عَلَيْهِ حُلَّةُ حِبَرَةٍ

(5)

، وَقَمِيصٌ مَكْفُوفٌ بِحَرِيرٍ، وَهُوَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ، وَهُمْ حُلَفَاؤُنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُ: مَا بَالُكَ؟ قَالَ

(6)

: زَعَمَ قَوْمُكَ أَنَّهُمْ سَيَقْتُلُونِي إَنْ أَسْلَمْتُ

(7)

، قَالَ: لَا سَبِيلَ إِلَيْكَ

(8)

بَعْدَ أَنْ قَالَهَا أَمِنْتُ

(9)

،

"فَأَخْبَرَنِي جَدِّي" في نـ: "وَأَخْبَرَنِي جَدِّي". "حُلَّةُ حِبَرَةٍ" في ذ: "حُلَّةُ حِبَرٍ". "زَعَمَ قَوْمُكَ" في نـ: "قَدْ زَعَمَ قَوْمُكَ". "سَيَقْتُلُونِي" كذا في ذ، وفي نـ:"سَيَقْتُلُونَنِي".

===

(1)

بفاء العطف على شيء مقدر كأنه قال: قال كذا وأخبرني كذا، "قس"(8/ 378).

(2)

ابن الخطاب.

(3)

أي: عمر، "ك"(15/ 86).

(4)

بضم الصاد أجوفًا وبكسرها ناقصًا، وهو جاهلي أدرك الإسلام ولم يسلم، "ك"(15/ 86).

(5)

قوله: (حبرة) كعنبة: برد يماني، والجمع حبر، وكُفّة الثوب: حاشيته، وكففت الثوب أي: خطت حاشيته، قاله الكرماني (15/ 86)، وفي "المجمع" (4/ 430): المكفف بالحرير أي: الذي عمل على ذيله وأكمامه وجيبه من كفاف [من حرير]، وكُفّة كل شيء - بالضم - طرفه وحاشيته.

(6)

أي: عمر.

(7)

بفتح الهمزة، "تو"(6/ 2426)، أي: لأجل إسلامي، "خ".

(8)

متعلق بقول عمر: "أمنت".

(9)

قوله: (أمنت) بلفظ المتكلم من الأمان، أي: زال خوفي؛ لأن العاص كان مطاعًا في قومه، والضمير في "قالها" للكلمة التي هي عبارة عن

ص: 653

فَخَرَجَ الْعَاصِ، فَلَقِيَ النَّاسَ قَدْ سَالَ بِهِمُ الْوَادِي

(1)

فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ فَقَالُوا: نُريدُ هَذَا ابْنَ الْخَطَّابِ الَّذِي صَبَا

(2)

، قَالَ: لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ، فَكَرَّ

(3)

النَّاسُ

(4)

. [طرفه: 3865، تحفة: 6743].

3865 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(6)

، قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ

(7)

: سَمِعْتُهُ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ اجْتَمَعَ النَّاسُ عِنْدَ دَارِهِ وَقَالُوا: صَبَا عُمَرُ، وَأَنَا غُلَامٌ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِي، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دَيبَاجٍ فَقَالَ: فَصَبَا عُمَرُ، فَمَا ذَاكَ

(8)

؟

"فَخَرَجَ الْعَاصِ" في نـ: "قَالَ: فَخَرَجَ الْعَاصِ". "فَقَالُوا: نُرِيدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالُوا: نُرِيدُ". "الَّذِي صَبَا" في نـ: "الَّذِي قَدْ صَبَا". "قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ". "اجْتَمَعَ النَّاسُ عِنْدَ دَارِهِ" في هـ، ذ:"اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيهِ عِنْدَ دَارِهِ". "فَصَبَا عُمَرُ" في نـ: "قَدْ صَبَا عُمَرُ"، وفي أخرى:"صَبَا عُمَرُ".

===

"لا سبيل إليك " وهذه الجملة مقول ابن عمر، " كرماني "(15/ 86)، أو هي مقول عمر، أي: قال عمر: أمنتُ بعد ما قال العاص تلك المقالة، "خ".

(1)

كناية عن كثرتهم.

(2)

أي: خرج من دين إلى دين.

(3)

أي: رجع، "ك"(15/ 87).

(4)

أي: تفرقوا.

(5)

" علي بن عبد الله " المديني.

(6)

" سفيان " هو ابن عيينة.

(7)

" عمرو بن دينار " المكي.

(8)

قوله: (فما ذاك) أي: فلا بأس، أو لا قتل، أو لا تعرض له، قاله الكرماني (15/ 87). وفي "الخير الجاري": فقال: فما ذاك، أي: سأل عن

ص: 654

فَأَنَا لَهُ جَارٌ

(1)

، قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّاسَ تَصَدَّعُوا عَنْهُ

(2)

، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ. [راجع: 3864، تحفة: 7359].

3866 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ

(5)

: أَنَّ سَالِمًا

(6)

حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ

(7)

قَالَ: مَا سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ: إنِّي لأَظُنُّهُ كَذَا، إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ، بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ

(8)

فَقَالَ: لَقَدْ أَخْطَأَ

"قَالُوا: الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ" في نـ: "قَالَ: الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ". "حَدَّثَنِي عُمَرُ" في نـ: "حَدَّثَنِي عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ".

===

وجه جمع الناس عند داره بعد ما تكلم بأنه صبا عمر، أي: علمت أنه صبا، فما تريدون بهذا الاجتماع؟ فإني قد أدخلته في أماني، وأنا جار وحافظ له، فلما سمع الناس ذلك تصدعوا وتفرقوا، وكان العاص مطاعًا في قومه فزال من عمر الرعبُ بذلك الأمان، انتهى.

(1)

أي: مجير، " مجمع "(1/ 410).

(2)

أي: تفرقوا عنه، "ك"(15/ 87)

(3)

"يحيى بن سليمان" الجعفي المذكور.

(4)

"ابن وهب" عبد الله المذكور.

(5)

قوله: (حدّثني عمر) أي: ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، قال الكلاباذي: هو عمرو -بالواو- ابن الحارث، "ك"(15/ 87).

(6)

"سالم" هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

(7)

ابن الخطاب.

(8)

قوله: (رجل جميل) قال البيهقي: يشبه أن يكون هو سواد بن قارب بفتح السين وتخفيف الواو، وقارب بالقاف والراء المكسورة بعدها موحدة، "قس"(8/ 380).

ص: 655

ظَنِّي

(1)

، أَوْ إِنَّ هَذَا

(2)

عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَلَيَّ الرَّجُلَ

(3)

، فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ

(4)

، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ

(5)

كَالْيَوْم اسْتُقْبِلَ

(6)

بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ

(7)

، قَالَ

(8)

: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ

(9)

"أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ" في نـ: "وَلَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ". "اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ" في سفـ: "اسْتَقْبَلَ بِهِ -أي بالكلام- رَجُلًا مُسْلِمًا".

===

(1)

قوله: (لقد أخطأ ظني) للبيهقي: "لقد كنت ذا فراسة وليس لي الآن رأي إن لم يكن هذا الرجل ينظر في الكهانة". "أو" بسكون الواو في الموضعين، والحاصل أن عمر ظن شيئًا فتردد، هل ظنه خطأ أو صواب؟ فإن كان صوابًا فهذا إما باقٍ على كفره، وإما كان كاهنًا، "توشيح" 6/ 2427).

(2)

أي: سواد بن قارب، " قس "(7/ 381).

(3)

قوله: (عليَّ الرجلَ) بتشديد الياء، و" الرجل " بالنصب، أي:

أحضروه وقرّبوه مني، "الخير الجاري".

(4)

قوله: (فقال له ذلك) أي: ما قال له قبل أن يحضر من الكلام الدالّ على التردد في شأنه وفي خطأ ظنه أو صوابه، "الخير الجاري".

(5)

قوله: (فقال -أي: الرجل الجميل-: ما رأيت) أي: ما رأيت شيئًا قبلُ مثل ما رأيت اليوم، "الخير الجاري".

(6)

قوله: (استقبل) على بناء المفعول، أو على بناء الفاعل و"رجلًا مسلمًا" بالنصب، "تو" [انظر:" العيني "(11/ 580)].

(7)

أي: قد جاء الله بالإسلام فما لنا وذكر الجاهلية، " قس "(8/ 381).

(8)

عمر رضي الله عنه، " قس "(8/ 381).

(9)

قوله: (أعزم عليك إلا ما أخبرتني) أي: والله لا أطلب منك إلا إخبارك. قوله: "فما أعجب" برفع أعجب و"ما" استفهامية، و"الجنّي"

ص: 656

إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي، قَالَ

(1)

: كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ

(2)

: فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ؟ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ إِذْ جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ، فَقَالَتْ: أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا

(3)

وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا وَلُحُوقِهَا بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِهَا، قَالَ عُمَرُ: صَدَقَ،

"إِذْ جَاءَتْنِي" لفظ "إذ" سقط في نـ.

===

بالنسبة إلى الجنّ كالرومي بالنسبة إلى الروم، والمراد منه واحد من النوع، وأنّث تحقيرًا له، "ك"(15/ 87).

(1)

أي: سواد، " قس "(8/ 381).

(2)

عمر رضي الله عنه.

(3)

قوله: (إبلاسها) أي: تحيرها ودهشها، "ويأسها" ضد الرجاء أي: يئست من [استراق] السمع بعد أن كانت ألِفَته. قوله: " إنكاسها " هو جمع النكس بمعنى الرجل الضعيف، أو جمع النكس بمعنى الانقلاب أي: انقلابها عن أمرها، هذا هو ملتقط من "مقدمة الفتح"(7/ 180) و"المجمع"(1/ 218، و 4/ 807) و" التوشيح " وغيرها. وفي بعضها: " من بعد إنساكها"، وعليه شرح الكرماني (15/ 87 - 88) حيث قال: قوله: "إبلاسها" أي: انكسارها، ويأسها

(1)

وصيرورتها كإبليسى. والأنساك جمع النسك وهو العبادة. "ولحوقها" بالنصب، و" القلاص " جمع القلص بضمتين جمع القلوص وهي الناقة الشابة، والأحلاس جمع الحلس وهو كساء رقيق يكون تحت البردعة. فإن قلت: ما الغرض منه؟ وهل للجن قلوص وأحلاس؟ قلت: الظاهر - والله أعلم - أن الغرض منه بيان ظهور النبي صلى الله عليه وسلم ومتابعة الجن للعرب ولحوقهم بهم في الدين إذ هو رسول الثقلين، وآخر

(1)

كذا في الأصل، وفي "الكرماني": وبلسها صيرورتها كإبليس.

ص: 657

بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ

(1)

فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صارخٌ، لَمْ أَسْمَعْ صارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ، يَقُولُ: يَا جَلِيحْ

(2)

، أَمْرٌ نجِيحْ، رَجُلٌ فَصيحْ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، فَوَثَبَ الْقَوْمُ، قُلْتُ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا، ثُمَّ نَادَى: يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقُمْتُ فَمَا نَشِبْنَا

(3)

أَنْ قِيلَ: هَذَا نَبِيٌّ

(4)

. [تحفة: 6785، 10529].

"رَجُلٌ فَصِيحْ" في هـ، ذ:"رَجُلٌ يصِيحُ" وكذا الآتي. "لَا إِلَهَ إلَّا أنْتَ" في هـ، ذ:"لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ". "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ" في نـ: "لَا إِلَهَ إِلّا أَنْتَ".

===

القصة وهو "ما نَشِبْنا أن قيل: هذا نبي" مشعر به، ويراد بالقلوص أهل القلوص وهم العرب على طريق الكناية، انتهى كلام الكرماني.

(1)

أي: ولد البقر، "ك"(15/ 88).

(2)

قوله: (يا جليح) بفتح الجيم وكسر اللام وبالمهملة: الواقح المكافح المكاشف بالعداوة، وقال ابن الأثير (1/ 284): الجليح هو اسم رجل، والنجيح بالنون: الفائز بالمقصود، و" الفصيح " من الفصاحة، وفي نسخة:" يصيح " بالتحتية بدل الفاء، ومقصوده من القصة هو أن الفزع وقع فيهم، واختلّ حالهم، "ك"(15/ 88)، "خ".

(3)

قوله: (فما نشبنا) بفتح النون وكسر المعجمة وسكون الموحدة، أي: لم نمكث ولم نتعلق بشيء من الأشياء حتى سمعنا أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج، يريد أن ذلك كان بقرب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، " الخير الجاري ".

(4)

لَمَّح البخاري بإيراد هذه القصة في " باب إسلام عمر " بما جاء عن عائشة وطلحة عن عمر من أن هذه القصة كانت سبب إسلامه، " الخير الجاري " عن " الفتح "(7/ 181).

ص: 658

3867 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ

(5)

يَقُولُ لِلْقَوْمِ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي مُوثِقِي

(6)

عُمَرُ عَلَى الإِسْلَامٍ أَنَا وَأُخْتَهُ

(7)

وَمَا أَسْلَمَ، وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا

(8)

انْقَضَّ لِمَا صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكانَ مَحْقُوقًا

(9)

أَنْ يَنْقَضَّ. [راجع: 3862].

‌36 - بَابُ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ

(10)

(11)

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى". "أَنْ يَنْقَضَّ" في هـ: "أَنْ يَنْفَضَّ"، وفي هـ أيضًا:" أَنِ انْفَضَّ - أي: تفرَّقَ - ".

===

(1)

" محمد بن المثنى " هو العنزي الزمن.

(2)

" يحيى " هو ابن سعيد القطان.

(3)

" إسماعيل " هو ابن أبي خالد.

(4)

"قيس" هو ابن أبي حازم.

(5)

" سعيد بن زيد " أي: ابن عمرو بن نفيل.

(6)

قوله: (موثقي) مضاف إلى المفعول، و"عمر" بالرفع، و"أخته" بالنصب، وهي فاطمة بنت الخطاب، أسلمت قبل عمر فتزوجها سعيد. قوله:"انقض" بالقاف معناه: تقطّع وتكسّر، وللكشميهني " انفض " بالفاء أي: تفرّق، "تو"(6/ 2427)، ومرّ بيانُه فيما سبق (برقم: 3862).

(7)

أي: فاطمة.

(8)

جبل المدينة.

(9)

أي: جديرًا.

(10)

مرَّ بيانه [برقم: 3636] في " علامات النبوة ".

(11)

قوله: (انشقاق القمر) وهو من أمهات المعجزات، ومرّ بيانه [برقم: 3636]. ومعجزات سائر الأنبياء صلوات الله عليهم لم تتجاوز عن

ص: 659

3868 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ

(1)

قَالَ: نَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ

(3)

، عَنْ قَتَادَةَ

(4)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ الْقَمَرَ شَقَّتَيْنِ

(5)

، حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً

(6)

بَيْنَهُمَا. [راجع: 3637].

3869 -

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ

(7)

، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ

(8)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(9)

،

"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّاب " في ذ: " حَدَّثَنَا عَبدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ".

===

الأرضيات إلى السماويات، وقد نطق القرآن به قال تعالى:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]، "ك"(15/ 89).

(1)

"عبد الله بن عبد الوهاب" الحجبي البصري.

(2)

" بشر بن المفضل " ابن لاحق الرقاشي أبو إسماعيل البصري.

(3)

" سعيد بن أبي عروبة " مهران اليشكري.

(4)

" قتادة " هو ابن دعامة السدوسي.

(5)

قوله: (شقتين) بكسر المعجمة: نصفين، ولمسلم بدله:" مرتين " وهو بمعناه، ووهم من فهم منه تعدد الانشقاق؛ فإنه لا يعرفه أحد من أهل الحديث والسير، قال ابن القيم [انظر "زاد المعاد" (5/ 224)]: المرات يراد بها الأفعال تارة والأعيان أخرى، كذا في " التوشيح ".

(6)

بالتنوين، " قس "(8/ 385)، بكسر الحاء وبالمد: جبل على يسار السائر من مكة إلى منى، "ك"(15/ 89).

(7)

"عبدان" هو عبد الله بن عثمان.

(8)

"أبي حمزة" محمد بن ميمون السكري.

(9)

" الأعمش" سليمان بن مهران.

ص: 660

عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(1)

، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ

(2)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ

(3)

قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمِنًى، فَقَالَ:" اشْهَدُوا "، وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ

(4)

نَحْوَ الْجَبَلِ، وَقَالَ أَبُو الضُّحَى

(5)

، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: انْشَقَّ بِمَكَّةَ

(6)

. وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ. [راجع: 3636].

3870 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ

(8)

قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ

(9)

، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ

(10)

، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ

"فَقَالَ: اشْهَدُوا" في نـ: "فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اشْهَدُوا".

===

(1)

هو ابن يزيد النخعي.

(2)

" أبي معمر" عبد الله بن سخبرة.

(3)

هو ابن مسعود كما مر.

(4)

قوله: (ذهبت فرقة) أي: قطعة في ناحية جبل حراء، وبقيت قطعة في مكانه، والمشهور أنهما التأَمَتا في الحال. فإن قلت: ما التلفيق بينه وبين ما قال: "رأوا حراء بينهما"؟ قلت: إذا نزلت قطعة تحت حراء [و] بقيت قطعة مكانه فهو بينهما، وكذا إذا ذهبت الفرقة من يمين حراء أو شماله، أو [أن] الانشقاق كان مرتين، "ك"(15/ 89 - 90).

(5)

هو مسلم الكوفي.

(6)

لا معارضة بينه وبين قوله: "بمنى" إذ المراد أن ذلك وقع قبل الهجرة، ومنى من جملة مكة، "قس"(8/ 386).

(7)

"عثمان بن صالح" السهمي المصري.

(8)

"بكر بن مضر" ابن محمد المصري.

(9)

"جعفر بن ربيعة" ابن شرحبيل المصري.

(10)

"عراك بن مالك" الغفاري المدني.

ص: 661

عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ

(1)

: أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ عَلَى زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3638].

3871 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ

(2)

، حَدَّثَنَا أَبي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ

(3)

، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ. [راجع: 3636].

‌37 - بَابُ هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ

وَقَالَتْ عَائِشَةُ

(4)

: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُ

(5)

دَارَ هِجْرَتِكُمْ ذَاتَ نَخْلٍ بَينَ لَابَتَينِ". فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، وَرَجَعَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ.

"عَلَى زَمَانِ" في هـ، ذ:"فِي زَمَانِ". "رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم". "حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ -إلى- انْشَق الْقَمَرُ" هذا الحديث ثابت في حـ، صـ. "بَابُ هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ" لفظ "باب" سقط في نـ.

===

(1)

هو من مراسيل الصحابة، "ك"(15/ 88).

(2)

"عمر بن حفص" النخعي الكوفي يروي عن أبيه حفص بن غياث بن طلق.

(3)

"الأعمش" ومن بعده مروا آنفًا.

(4)

وصله المؤلف مطولًا في "باب الهجرة إلى المدينة"[برقم: 3905]، " قس "(8/ 388).

(5)

قوله: (أريت) بضم الهمزة، و" اللابة " بتخفيف الموحدة: الحرة، وهي ذات حجارة سود، يعني المدينة، و" قِبَل " بكسر القاف: الجهة، "ك"(15/ 90).

ص: 662

فِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى

(1)

وَأَسْمَاءَ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم.

3872 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ

(4)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ

(6)

أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ

(7)

وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ قَالَا لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَلِّمَ خَالَكَ عُثْمَانَ فِي أَخِيهِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ

(8)

، وَكَانَ أَكْثَرَ النَّاسُ

(9)

فِيمَا فَكِلَ بِهِ

(10)

. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَانْتَصَبتُ لِعُثْمَانَ حِينَ خَرَجَ إِلَى

"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "حَدَّثَنَا عُرْوَةُ" في نـ: "حَدَّثَنِي عُرْوَةُ"، وفي أخرى:"أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ". "وَكَانَ أَكْثَرَ النَّاسُ" في نـ: "وَكَانَ أَكْبَرَ النَّاسُ".

===

(1)

" فيه عن أبي موسى " عبد الله بن قيس الأشعري ما يأتي آخر الباب موصولًا إن شاء الله تعالى. [وأما حديث أسماء - بنت عميس - فسيأتي في " غزوة خيبر " (برقم: 4230)].

(2)

المسندي، " قس "(8/ 389).

(3)

" هشام " هو ابن يوسف الصنعاني.

(4)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي عالم اليمن.

(5)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب، " قس "(8/ 389).

(6)

ابن نوفل بن عبد مناف.

(7)

ابن نوفل الزهري الصحابي، " قس "(8/ 389).

(8)

ابن أبي معيط، هو أخو عثمان لأمه، "ك"(15/ 91). ولاه عثمان الكوفة، " قس "(8/ 389).

(9)

من القول.

(10)

قوله: (فيما فعل به) أي: عثمان بالوليد من تقويته في الأمور وإهماله حدّ الشرب، "ك"(15/ 90).

ص: 663

الصَّلَاةِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً وَهِيَ نَصِيحَةُ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَرْءُ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ

(1)

، فَانْصَرَفْتُ، فَلَمَّا قَضَيْتُ الصَّلَاةَ جَلَسْتُ إِلَى الْمِسْوَرِ وَإِلَى ابْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، فَحَدَّثْتُهُمَا بِالَّذِي قُلْتُ لِعُثْمَانَ وَقَالَ لِي، فَقَالَا: قَدْ قَضَيْتَ الَّذِي كَانَ عَلَيْكَ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ مَعَهُمَا، إِذْ جَاءَنِي رَسُولُ عُثْمَانَ، فَقَالَا لِي: قَدِ ابْتَلَاكَ اللهُ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا نَصِيحَتُكَ الَّتِي ذَكَرْتَ آنِفًا؟ قَالَ: فَشَهِدْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ للهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَآمَنْتَ بِهِ، وَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ

(2)

الأُولَيَيْنِ، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ

(3)

، وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ

(4)

فِي شَأْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ

(5)

،

"وَهِيَ نَصِيحَة" في نـ: "وَهِيَ نَصِيحَة لَكَ" مصحح عليه. "فَقَالَا: قَدْ قَضَيْتَ" في نـ: "فَقَالَا لِي: قَدْ قَضَيْتَ". "الَّتِي ذَكَرْتَ" في نـ: "الَّذِي ذَكَرْتَ". "فَشَهِدْتُ" في نـ: "فَتَشَهَّدْتُ". "إِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "اسْتَجَابَ للهِ وَرَسُولِهِ وَآمَنْتَ بِهِ" في هـ، ذ:"اسْتَجَابَ اللهَ وَرَسُولَه وَآمَنَ بِهِ".

===

(1)

قوله: (أعوذ بالله منك) قال ابن التين: إنما استعاذ منه خشية أن يكلّمه بشيء يقتضي الإنكار عليه، وهو في ذلك معذور فيضيق بذلك صدره، "فتح الباري"(7/ 56).

(2)

قوله: (وهاجرتَ الهجرتين) أي: هجرة الحبشة والمدينة، وإنما قال:"الأُوليين" أي: بالنسبة إلى هجرة من هاجر من الصحابة، قاله الكرماني (15/ 92)، ومرّ الحديث مع بيانه [برقم: 3696، في "مناقب عثمان".

(3)

أي: سيرته.

(4)

أي: من القول، "ف"(7/ 56).

(5)

أخو عثمان لأمه.

ص: 664

فَحَقّ عَلَيْكَ أَنْ تُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَقَالِ لِي: يَا ابْنَ أَخِي

(1)

أَدْرَكْتَ

رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ قَدْ خَلُصَ

(2)

إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا خَلَصَ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا، فَقَالَ: فَتَشَهَّدَ عُثْمَانُ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ للهِ وَرَسُولِهِ وَآمَنْتُ بِمَا بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ، وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ كَمَا قُلْتَ، وَصحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَايَعْتُهُ، وَوَاللهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ

(3)

حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، فَوَاللهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَوَاللهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ،

"يَا ابْنَ أَخِي" في ذ: "يَا ابْنَ أُخْتِي". "أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللهِ" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "مِنْ عِلْمِهِ" في نـ: "مِنْ عَمَلِهِ". "فَقَالَ: فَتَشَهَّدَ" في نـ: " قَالَ: فَتَشَهَّدَ ". " فَقَالَ: إِنَّ اللهَ " في نـ: " ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ". " قَدْ بَعَثَ مُحَمَّدًا " لفظ " قد " سقط في نـ، وزاد في ذ التصلية. "اسْتَجَابَ للهِ وَرَسُولِهِ وَآمَنْتُ" في هـ، ذ:"اسْتَجَابَ الله وَرَسُوله وَآمَنَ". " بما بعث به محمد " زاد في نـ التصلية. "وَبَايَعْتُهُ" في نـ: "وَتَابَعْتُهُ". "وَوَاللهِ" سقطت الواو في نـ، وفي هـ، ذ:"فَوَاللهِ".

===

(1)

قوله: (يا ابن أختي) هو الصواب؛ لأنه كان خاله، وفي بعضها:" أخي " وهو سهو، إلاّ أن يقال: إنه تكلّم به على ما هو عادة العرب من قولهم: يا ابن عمي، ويا ابن أخي، و" العذراء " البكر، أي: علم الشريعة وصل إليّ كما وصل إلى المخدَّرات، بل وصوله إليّ بالطريق الأولى، " كرماني "(15/ 92).

(2)

أي: وصل.

(3)

من الغش ضد النصح، "مجمع"(4/ 43).

ص: 665

ثُمَّ اسْتُخْلِفْتُ، أَفَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمْ منَ الْحَقِّ

(1)

مِثْلُ الَّذِي كَانَ لِي عَلَيهِمْ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا هَذِهِ الأَحَادِيثُ

(2)

الَّتِي تُبلُغُنِي عَنْكُمْ؟ فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شأْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، فَسَنَأْخُذُ فِيهِ إِنْ شاءَ اللهُ بِالْحَقِّ، قَالَ: فَجَلَدَ الْوَلِيدَ

(3)

أَرْبَعِينَ جَلْدَةً، وَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَجْلِدَهُ،

"مِنَ الْحَقِّ" ثبت في ذ. "كَانَ لِي عَلَيهِمْ" في نـ: "كَانَ لَهُمْ عَلَيكُم"، وفي أخرى:"كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ". "فَسَنَأْخُذُ فِيهِ" في نـ: " فَسَنَأْخُذ منهُ ".

===

(1)

أي: حق الخلافة والإمارة.

(2)

قوله: (هذه الأحاديث

) إلخ، كأنهم كانوا يتكلمون في سبب تأخيره إقامةَ الحد على الوليد، وإنما أخّر إقامة الحد عليه ليكشف عن حال من شهد عليه بذلك، فلما وضح له الأمر أمر بإقامة الحد عليه، كذا في "الفتح"(7/ 57).

قال الكرماني (14/ 231): كان الوليد بن عقبة أخا عثمان لأمه، ولَّاه عثمان الكوفة بعد أن عزل عنها سعد بن أبي وقاص، فصلّى الوليد بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم؟ وكان سكران، فقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر وأنه صلى الغداة أربعًا ثم قال: أزيدكم؟ قال أحدهما: رأيته يشرب الخمر، وقال الآخر: رأيته يتقيّؤها، فقال عثمان: إنه لم يتقيأها حتى شربها، فقال لعلي: أقم عليه الحد، فقال علي لابن أخيه عبد الله بن جعفر: أقم أنت عليه الحد، فأخذ السوط فجلده، وعلي يعدّه، فلما بلغ أربعين قال علي: أمسك، هذا هو الرواية المشهورة.

(3)

قوله: (فجلد الوليدَ أربعين جلدة وأمر عليًّا أن يجلده وكان هو يجلده) ومرّ في "مناقب عثمان"[برقم: 3696]: "ثم دعا عليًّا فأمره أن

ص: 666

وَكَانَ هُوَ

(1)

يَجْلِدُهُ

(2)

. وَقَالَ يُونُسُ

(3)

وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ

(4)

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَفَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي كَانَ لَهُمْ. [راجع: 3696].

"هُوَ يَجْلِدُهُ" في نـ: "هُوَ يَجْلِدُ". "وَقَالَ يُونُسُ

" إلخ، ثبت في رواية المستملي فقط، وزاد في سـ أيضًا: " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: بلاء من ربكم ما ابتليتم به من شدة، وفي موضع آخر: البلاء الابتلاء والتمحيص، من بلوتُه ومَحَّصْتُه أي استخرجت ما عنده. نبلو: نختبر. مبتليكم: مختبركم. وأما قوله: بلاءٌ عظيم: النِّعَمُ، وهي من أبليتُه [و] تلك من ابْتليتُه.

===

يجلده فجلده ثمانين، قال في " الاستيعاب " (4/ 1556): أضاف الجلد إلى علي رضي الله عنه لأنه أمر به ابنَ جعفر. قال الكرماني (15/ 92 - 93): فإن قلت: مرّ ثمة أنه جلده ثمانين؟ قلت: التخصيص بالعدد لا يدل على نفي الزائد، وقال بعض العلماء: كان يضرب بسوط له طرفان، فمن اعتبر الطرفين عدّه ثمانين، ومن اعتبر نفس السوط اعتبر أربعين.

(1)

أي: كان علي جلادًا.

(2)

متعينًا على جلد المحدودين.

(3)

" وقال يونس " هو ابن يزيد الأيلي، فيما وصله في " مناقب عثمان رضي الله عنه[برقم: 3696].

(4)

أي: محمد بن عبد الله مسلم، وصله ابن عبد البر، " قس "(8/ 391).

(5)

قوله: (وابن أخي الزهري) هو محمد بن عبد الله بن مسلم، و"النِّعم" أي: فهو النِّعم، لأن البلاء من الأضداد بمعنى النعمة والنقمة.

"وهي" أي: هذه الكلمة من الإفعال، إذ يقال: أبلاه الله بلاء حسنًا وأبليته معروفًا. "وتلك" أي: التي بمعنى المحنة من الافتعال، أي: الابتلاء بالمصيبات، "ك"(15/ 93).

ص: 667

3873 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(2)

، عَنْ هِشَامٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي

(4)

، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ

(5)

وَأُمَّ سَلَمَةَ

(6)

ذَكَرَتَا كَنِيسَةً

(7)

رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ، فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَذَكَرَتَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا

(8)

عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِيكَ

(9)

الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". [راجع: 427].

3874 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ

(10)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(11)

قَالَ:

"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى". "أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سلَمَةَ" في ذ: "أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ وَأُمَّ حَبِيبَةَ". "بَنَوا" في سـ، حـ، ذ:"فَبَنَوا". "تِيكَ الصُّوَرَ" في سـ، حـ، ذ:"تِلكَ الصُّوَرَ".

===

(1)

" محمد بن المثنى" العنزي.

(2)

" يحيى " هو ابن سعيد القطان.

(3)

" هشام " هو ابن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير بن العوام.

(4)

هو عروة.

(5)

اسمها رملة بنت أبي سفيان.

(6)

اسمها هند زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

(7)

قوله: (كنيسة) بفتح الكاف، وهي معبد النصارى، و" رأينها " بصيغة الجمع باعتبار أن أقل الجمع اثنان، كذا في " الكرماني "(4/ 88).

(8)

جواب "إذا".

(9)

بفوقية مكسورة فتحتية، "قس"(8/ 392).

(10)

"الحميدي" هو ابن عبد الله بن الزبير المكي.

(11)

"سفيان" هو ابن عيينة الهلالي.

ص: 668

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ السَّعِيدِيُّ

(1)

، عَنْ أَبيهِ

(2)

، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ

(3)

(4)

بِنْتِ خَالِدٍ

(5)

قَالَتْ: قَدِمْتُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ

(6)

وَأَنَا جُوَيْريَةٌ، فَكَسَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خمِيصَةً

(7)

لَهَا أَعْلَامٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يمْسَحُ الأَعْلَامَ بِيَدِهِ وَيَقُولُ:"سنَاهْ، سنَاهْ"

(8)

. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: يَعْنِي حَسَنٌ حَسَنٌ. [راجع: 3071].

3875 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ

(9)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(10)

،

===

(1)

ابن عمرو بن سعيد بن العاص، "ك"(15/ 93).

(2)

"عن أبيه" سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص.

(3)

" خالد" هو ابن الزبير بن العوام، "ك"(15/ 94).

(4)

اسمها أمة، "قس"(8/ 392).

(5)

هو ابن سعيد بن العاص.

(6)

فيه الترجمة.

(7)

أي: ثوب خز أو صوف معلم، كذا في " المجمع "(2/ 117).

(8)

قوله: (سناه) بفتح المهملة وتخفيف النون: كلمة حبشية معناها حسن، مرّ في " الجهاد " [برقم: 3071]، فإن قلت: قالت ثمة: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي، وعليّ قميص أصفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سَنَهْ"؟ قلت: لا منافاة بينهما لجواز اجتماع الأمرين أو كانت القصة مكررة، "كرماني"(15/ 94).

(9)

"يحيى بن حماد" الشيباني مولاهم البصري ختن أبي عوانة، روى البخاري عنه بواسطة في "الحيض" [برقم: 333]، "ك"(15/ 94).

(10)

"أبو عوانة" الوضاح اليشكري.

ص: 669

عَنْ سُلَيْمَانَ

(1)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(2)

، عَنْ عَلْقَمَةَ

(3)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ

(4)

قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ يُصَلِّي فَيَرُدُّ

(5)

عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ

(6)

سَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَتَرُدُّ عَلَيْنَا، قَالَ: "إِنَّ فِي الصَّلَاةِ

(7)

"قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ" في نـ: "فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ".

===

(1)

" سليمان " ابن مهران الأعمش الكوفي.

(2)

" إبراهيم " هو ابن يزيد النخعي.

(3)

" علقمة " ابن قيس النخعي.

(4)

ابن مسعود.

(5)

السلام باللفظ، " مرقاة "(3/ 5).

(6)

قوله: (من عند النجاشي) بفتح النون -وحكى ابن وجيه كسرها- وخفة الجيم -وهو أفصح- وتشديد الياء، وقيل: الصواب تخفيفها، وهو اسم لملك الحبشة كقيصر لملك الروم، والمراد ههنا أصحمة الذي آمن بنبينا صلى الله عليه وسلم وهاجر إليه أصحابه قبل الهجرة إلى المدينة. قوله:"شغلًا" أي: شغلًا عظيمًا، كيف وهي مناجاة الرب واستغراق في عبوديته. وهو كناية عن حرمة التكلم وردّ السلام، وقد كان الكلام مباحًا في الصلاة في أول الإسلام ثم نسخ، "لمعات"(3/ 226).

قال الطيبي (2/ 397): والتنكير يحتمل التنويع يعني أن شغل الصلاة قراءة القرآن والتسبيح والدعاء لا الكلام، ويحتمل التعظيم، أي: شغلًا عظيمًا؛ لأنها مناجاة مع الله سبحانه واستغراق في عبوديته فلا يصلح الاشتغال بالغير.

(7)

قال الخطابي: رد السلام بعد الخروج سنة، وقد رد النبي صلى الله عليه وسلم على

ص: 670

شُغلًا"

(1)

(2)

. فَقُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ

(3)

: كَيْفَ تَصْنَعُ أَنْتَ

(4)

؟ قَالَ: أَرُدُّ فِي نَفْسِي. [راجع: 1199].

3876 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(6)

، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(7)

، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

(8)

، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمنَا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَكُمْ أَنْتُمْ يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ". [راجع: 3136].

"شُغلًا" في نـ: "لَشُغْلًا". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ". "أَنْتُمْ يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ" لفظ "يا" سقط في نـ.

===

ابن مسعود بعد الفراغ من الصلاة، وبه قال أحمد وجماعة من التابعين، " مرقاة "(3/ 5 - 6).

(1)

أي: بالله عنكم، "ك"(15/ 94).

(2)

أي: مانعًا من رد السلام. [انظر: "المرقاة"].

(3)

أي: النخعي.

(4)

قال في "المرقاة"(3/ 5): وفي "شرح السنة": أكثر الفقهاء على أنه لا يرده بلسانه ويشير بيده أو أصبعه.

(5)

"محمد بن العلاء" أبو كريب الهمداني الكوفي.

(6)

"أبو أسامة" حماد بن أسامة الكوفي.

(7)

" بريد بن عبد الله " بضم الموحدة، ابن أبي بردة يروي عن جده.

(8)

" أبي بردة " عامر بن أبي موسى، وهو يروي عن أبيه أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري.

ص: 671

‌38 - بَابُ مَوْتُ النَّجَاشِيِّ

(1)

3877 -

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ

(2)

قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ

(3)

، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ

(4)

، عَنْ عَطَاءٍ

(5)

عَنْ جَابِرٍ

(6)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَ النَّجَاشيُّ: " مَاتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ"

(7)

(8)

. [راجع: 1317، أخرجه: م 952، س 1970، تحفة: 2450].

3878 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ

(9)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ

(10)

قَالَ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ

(11)

"قَالَ: قَالَ النَّبِي" في نـ: "قَالَ النَّبِي".

===

(1)

مات سنة تسع من الهجرة، " لمعات ". [انظر " المرقاة " (3/ 5)].

(2)

" أبو الربيع " سليمان بن داود العتكي الزهراني المقرئ البصري.

(3)

" ابن عيينة " هو سفيان أبو محمد الكوفي.

(4)

" ابن جريج " عبد الملك الأموي.

(5)

" عطاء " هو ابن أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي.

(6)

" جابر " هو ابن عبد الله الأنصاري.

(7)

علم النجاشي.

(8)

قوله: (أصحمة) بفتح الهمزة وإسكان المهملة الأولى وفتح الثانية، اسم النجاشي ملك الحبشة، آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم غائبًا عنه، وفيه معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجواز الصلاة على الغائب، قاله الكرماني (15/ 95)، وسيجيء بعد.

(9)

"عبد الأعلى بن حماد" الباهلي النرسي البصري.

(10)

"يزيد بن زريع" أبو معاوية البصري.

(11)

"سعيد" هو ابن أبي عروبة مهران اليشكري.

ص: 672

قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ

(1)

: أَنَّ عَطَاءً حَدَّثَهُمْ عَنْ جَابرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيّ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ

(2)

، فَصَفَّنَا وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ فِي الصفِّ الثَّانِي أَوِ الثَّالِثِ. [راجع: 1317].

3879 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ

(4)

، عَنْ سَلِيمِ بْنِ حَيَّانَ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ

(6)

، عَنْ جَابِرِ بْنِ

"قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ" في نـ: "عَنْ قَتَادَةَ". "عَلَى النَّجَاشِيِّ" في هـ، ذ:"عَلَى أَصحمة النَّجَاشِيِّ". "فَصَفَّنَا" في نـ: "فَصَفَفْنَا". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ". "يَزِيدُ" في ذ: "يَزِيدُ بنُ هَارُونَ". "سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ" في نـ: "سَعِيدُ بْنُ مِينَى".

===

(1)

" قتادة " ابن دعامة السدوسي.

(2)

قوله: (صلّى على النجاشي) قال علي القاري: مات سنة تسع من الهجرة قبل الفتح، وصلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالمدينة، ورُفع نعشه له حتى صلّى عليه عيانًا، كذا ذكره ابن حجر، انتهى كلام القاري في "المرقاة"(3/ 65) مع اختصار، وقد مرّ بيان أن صلاته صلى الله عليه وسلم على النجاشي وعلى القبر من خصوصياته صلى الله عليه وسلم[برقم: 1245، 1318].

(3)

"عبد الله بن أبي شيبة" هو أبو بكر بن محمد بن أبي شيبة الكوفي.

(4)

"يزيد" هو ابن هارون أبو خالد الواسطي.

(5)

"سليم" مكبرًا، بفتح السين " ابن حيان " بشدة التحتية الهذلي البصري.

(6)

"سعيد بن ميناء" بكسر الميم ممدودًا أو مقصورًا، "ك"(15/ 95)، مولى البَخْتَري.

ص: 673

عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا

(1)

. تَابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ

(2)

. [راجع: 1317، أخرجه: م 952، تحفة: 2262].

3880 -

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالًحٍ

(5)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(7)

وَابْنُ الْمُسَيَّبِ

(8)

: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَعَى

(9)

لَهُمُ النَّجَاشِيَّ صَاحِبَ الْحَبَشَةِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَقَالَ:"اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ". [راجع: 1245 أخرجه: م 951، س 1879، تحفة: 15178، 13176].

"فَكَبَّرَ أَرْبَعًا" في نـ: "فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا".

===

(1)

قوله: (فكبر أربعًا) هذا يدلّ على أن تكبيرات الجنازة أربع، وبه احتج جماهير العلماء منهم أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله، وقد أُجمع عليه في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما ذكره الطحاوي، كذا في "العيني"(6/ 160).

(2)

ابن عبد الوارث.

(3)

"زهير بن حرب" هو أبو خيثمة الحافظ.

(4)

"يعقوب بن إبراهيم" يروي عن أبيه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

(5)

" صالح " هو ابن كيسان.

(6)

" ابن شهاب " محمد بن مسلم الزهري.

(7)

ابن عوف.

(8)

هو سعيد، "قس"(8/ 395).

(9)

أي: أخبر أصحابه بموته، "مجمع"(4/ 763).

ص: 674

3881 -

وَعَنْ صَالِحٍ

(1)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ

(3)

: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَفَّ بِهِمْ فِي الْمُصَلَّى، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا. [راجع: 1245، أخرجه: م 951، س 1879، تحفة: 13176].

‌39 - بَابُ تَقَاسُمُ الْمُشْرِكِينَ

(4)

عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

3882 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(6)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(7)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ أَرَادَ حُنَيْنًا

(8)

(9)

:

"حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ" في هـ، ذ:"حَدَّثَنِي أَبُو سَلمةَ بن عبد الرحمن وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ". "وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا" لفظ "عليه" ثبت في ذ.

===

(1)

ابن كيسان بالسند السابق، "قس"(8/ 395).

(2)

هو الزهري، "قس"(8/ 395).

(3)

المخزومي.

(4)

أي: تحالفهم.

(5)

"عبد العزيز بن عبد الله" الأويسي.

(6)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم القرشي الزهري المذكور.

(7)

ابن عوف.

(8)

كزبير: موضع بين الطائف ومكة، "قاموس" (ص: 1098).

(9)

قوله: (أراد حُنينًا) أي: قصد غزوة حنين، "وخيف بني كنانة" المراد به المحصّب، كما مرَّ في "الحج" [برقم: 1589 و 1590].

ص: 675

"مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ

(1)

، حَيثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ"

(2)

. [راجع: 1589، تحفة: 15130].

===

(1)

مرَّ تفسيره في "الحج" بقوله: "يعني بذلك المحصب" في [ح:1590].

(2)

قوله: (تقاسموا على الكفر) قال النووي (5/ 71): معنى تقاسمهم على الكفر تحالفهم على إخراج النبي صلى الله عليه وسلم وبني هاشم والمطلب من مكة إلى هذا الشعب، وهو خيف بني كنانة، وكتبوا بينهم الصحيفة المسطورة فيها أنواع من الباطل، فأرسل الله عليها الأرضة فأكلت ما فيها من الكفر، وتركت ما فيها من ذكر الله تعالى، فأخبر جبرئيل النبيَّ صلى الله عليه وسلم بذلك فأخبر به عمّه أبا طالب، فأخبرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم فوجدوه كما قاله، والقصة مشهورة.

قال العيني (7/ 150 - 151): وذكر هذه القصة في " الطبقات "(1/ 162 - 164): لما بلغ قريشًا فعلُ النجاشي بجعفر وأصحابه وإكرامه إياهم كبر ذلك عليهم جدًا، وغضبوا وأجمعوا على قتل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتبوا كتابًا على بني هاشم أن لَّا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم، وكان الذي كتب الصحيفة منصور بن عكرمة العبدري فشَلَّتْ يده، وعلّقوا الصحيفة في جوف الكعبة، وحصروا بني هاشم في شِعْب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من حين النبوة، وانحاز بنو المطلب بن عبد مناف إلى أبي طالب في شعبه، وخرج أبو لهب إلى قريش فظاهرهم على بني هاشم وبني المطلب، وقطعوا عنهم الميرة والمادّة

(1)

، فكانوا لا يخرجون إلا من موسم إلى موسم حتى بلغهم الجهد، فأقاموا فيه ثلاث سنين، ثم أطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على أمر صحيفتهم وأن الأَرَضَة أكلت ما كان فيها من جَوْر وظلم، وبقي ما كان فيها من ذكر الله عز وجل، فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب،

(1)

هكذا في الأصل وفي "الطبقات" أيضًا، وفي "العيني":"المارّة".

ص: 676

‌40 - بَابُ قِصَّة أَبِي طَالِبٍ

3883 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(2)

، عَنْ سُفْيَانَ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا أَغْنَيْتَ

(6)

عَنْ عَمِّكَ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ

(7)

وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: "هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ

(8)

،

"فَإِنَّهُ كَانَ" في نـ: "فَوَاللهِ كَانَ".

===

فقال أبو طالب لكفار قريش: إن ابن أخي أخبرني ولم يكذبني قط أن الله قد سلّط على صحيفتكم الأرَضة فلحست ما كان فيها من جور وظلم، وبقي فيها كل ما ذكر به الله تعالى، فإن كان ابن أخي صادقًا نزعتم عن سوء رأيكم، وإن كان كاذبًا دفعتُه إليكم فقتلتموه أو استحييتموه، قالوا: قد أنصفتنا، فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسُقِطَ في أيديهم ونُكِسُوا على رؤوسهم، فقال أبو طالب: علام نحبس ونحصر وقد بان الأمر؟! فتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم، ثم خرجوا إلى بني هاشم وبني المطلب فأمروهم بالخروج إلى مساكنهم ففعلوا، وكان خروجهم في السنة العاشرة، انتهى مختصرًا، ومر [برقم: 1590].

(1)

"مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي.

(2)

"يحيى" هو ابن سعيد القطان.

(3)

"سفيان" الثوري.

(4)

"عبد الملك" هو ابن عمير بن سويد اللخمي.

(5)

"عبد الله بن الحارث" ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.

(6)

أي: أيّ شيء دفعته عنه وماذا نفعته؟ "عيني"(11/ 592).

(7)

أي: يرعاك ويذب عنك.

(8)

قوله: (في ضحضاح من نار) هو بفتح الضادين المعجمتين وحائين

ص: 677

وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ

(1)

مِنَ النَّارِ". [طرفاه: 6208، 6572، أخرجه: م 209، تحفة: 5128].

3884 -

حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ

(4)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ

(5)

، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ

(6)

دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ

"حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ" في ذ: "حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ".

===

مهملتين أولاهما ساكنة، في "القاموس" (ص: 224): الضحضاح: الماء اليسير، أو إلى الكعبين، أو أنصاف السوق، انتهى. فالكلام على ما يقتضيه سياق الحديث محمول على التشبيه بين النار والماء، "الخير الجاري".

(1)

قوله: (في الدرك الأسفل) هو بالحركة وقد يسكن، واحد الأدراك، وهي منازل في النار، والدرك [إلى] الأسفل، والدرج إلى فوق، كذا في " المجمع " (2/ 171). قال الكرماني (15/ 97): فإن قلت: أعمال الكفرة هباءً منثورًا لا فائدة فيها؟ قلت: هذا النفع من بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصائصه، انتهى.

(2)

" محمود " هو ابن غيلان العدوي مولاهم.

(3)

" عبد الرزاق " ابن همام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني.

(4)

" معمر " هو ابن راشد الأزدي مولاهم البصري.

(5)

" ابن المسيب " هو سعيد يروي " عن أبيه " المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي.

(6)

قوله: (حضرته الوفاة) أي: قربت وفاته وحضرت علاماتها، وذلك قبل النزع والغرغرة، "ك"(15/ 97).

ص: 678

أَبُو جَهْلٍ

(1)

، فَقَالَ: "أَيْ عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، كَلِمَةً

(2)

أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ "، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ

(3)

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ

(4)

: يَا أَبَا طَالِبٍ، تَرْغَبُ

(5)

عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِب؟ فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَاهُ

(6)

حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بهِ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِب

(7)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أنْهَ عَنْكَ"، فَنَزَلَتْ:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113] وَنَزَلَتْ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56]. [راجع: 1360].

"يَا أَبَا طَالِبٍ" في نـ: "يَا بَا طَالِبٍ". "تَرْغَبُ" في ذ: " أَتَرْغَبُ ". " يُكَلِّمَاهُ " فى نـ: " يُكَلِّمَانِهِ ". " لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ " في هـ، ذ:" لأَسْتَغْفِرَنَّ لَهُ ". " مَا لَمْ أنْهَ عَنْكَ" في نـ: "مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ". " {أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ

} إلخ في ذ: " {أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} - إلى - {أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} " وسقط ما بعده.

===

(1)

عمرو بن هشام بن المغيرة، عدوُّ الله فرعون هذه الأمة، " قس "(8/ 398).

(2)

قوله: (كلمة) نصب بدلًا من مقول القول، وهو قول:" لا إله إلَّا الله ". قوله: " أُحاجُّ " بضم الهمزة بعدها حاء مهملة وبعد الألف جيم مشددة، وفي " الجنائز " [برقم: 1360]: " أشهد "، " قس "(8/ 398).

(3)

عمرو بن هشام.

(4)

أسلم يوم الفتح واستشهد في غزوة حنين، "قس"(8/ 398).

(5)

أي: أتعرض.

(6)

حذف النون تخفيفًا، "ك"(15/ 98).

(7)

هي خبر مبتدإ محذوف، أي: أنا عليها، "ك"(15/ 98).

ص: 679

3885 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ

(1)

، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ

(2)

، حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ

(3)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابِ

(4)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(5)

الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ

(6)

، فَقَالَ:"لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، يَبلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ". حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ

(7)

، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمِ

(8)

وَالدَّرَاوَرْدِيُّ

(9)

، عَنْ يَزِيدَ

(10)

بِهَذَا، وَقَالَ: تَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ

(11)

. [طرفه: 6564، أخرجه: م 210، تحفة: 4094].

"حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ" في ذ: "حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ ". " يَبْلُغُ " في نـ: " تَبْلُغُ ". " تَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ " في نـ: "يَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ".

===

(1)

هو التنيسي.

(2)

ابن سعد، " قس "(8/ 399).

(3)

هو يزيد الليثي.

(4)

التابعي الأنصاري، " قس "(8/ 399).

(5)

سعد بن مالك بن سنان، " قس "(8/ 399).

(6)

أي: أبو طالب.

(7)

" إبراهيم بن حمزة " الزُّبَيري الأسدي المدني.

(8)

" ابن أبي حازم "[عبد العزيز بن] سلمة بن دينار المدني.

(9)

هو عبد العزيز بن محمد.

(10)

ابن الهاد، "قس"(8/ 399).

(11)

أي: أصل دماغه، "ك"(15/ 98).

ص: 680

‌41 - بَابُ حَدِيث الإِسْرَاءِ

(1)

وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1].

3886 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ

(3)

، عَنْ عُقَيْلٍ

(4)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(5)

، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(6)

، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَمَّا كَذَّبَنِي

(7)

قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ

(8)

،

"{لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} " في نـ بدله: "الآية". "حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ" في نـ: "أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ". "لَمَّا كَذَّبَنِي" في هـ، ذ:"لَمَّا كَذَّبَتْنِي".

===

(1)

قوله: (حديث الإسراء) مأخوذ من السري، وهو سير الليل، والإسراء هو سيره إلى بيت المقدس، والمعراج صعوده إلى السماء، والأصحّ أنهما كانا في اليقظة، "توشيح".

(2)

" يحيى بن بكير " هو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم المصري.

(3)

ابن سعد.

(4)

"عقيل" هو ابن خالد الأيلي.

(5)

الزهري.

(6)

ابن عوف، " قس "(8/ 401).

(7)

أي: في الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، "ك"(15/ 99).

(8)

بكسر الحاء ما تحت ميزاب الكعبة وهو من جهة الشام، "ك"(15/ 99).

ص: 681

فَجَلَّى اللهُ

(1)

لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ

(2)

وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ". [طرفه: 4710، أخرجه: م 170، ت 3133، س في الكبرى 11282، تحفة: 3151].

‌42 - بَابُ الْمِعْرَاجِ

3887 -

حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ

(5)

، عَنْ أَنَسِ بْن مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ

(6)

: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةٍ أسْرِيَ بِهِ: "بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ

(7)

- وَرُبَّمَا قَالَ: فِي الْحِجْرِ - مُضْطَجِعًا، إِذَا أَتَانِي آتٍ فَقَدَّ

(8)

- قَالَ:

"بَابُ الْمِعْرَاجِ" في سفـ: "بَابُ قِصّةِ الْمِعْرَاجِ"، وفي نـ:"بَابُ حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ". "أَنَّ نَبِيّ اللهِ" في ذ: "أَنَّ النَّبِيَّ". " أُسْرِيَ بِهِ " كذا في سفـ، هـ، وفي نـ:" أُسْرِيَ بي "، وزاد في نـ:" قَالَ ". " إِذَا أَتَانِي " في نـ: " إِذْ أَتَانِي " مصحح عليه.

===

(1)

قيل: معناه كشف الحجب بيني وبينه حتى رأيته، ولأحمد:"فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه"، "تو".

(2)

أي: علاماته وأوضاعه، "ك"(15/ 99).

(3)

"هدبة بن خالد " القيسي.

(4)

"همام بن يحيى" ابن دينار العوذي.

(5)

ابن دعامة، "قس"(8/ 404).

(6)

الأنصاري.

(7)

هو الحِجْر.

(8)

قوله: (فقدّ) بالفاء والقاف والدال المهملة المشددة المفتوحات: شقّ طولًا، " قس "(8/ 404).

ص: 682

وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَشَقَّ -مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ- فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ

(1)

وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ

(2)

نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصِّهِ إِلَى شِعْرَتِهِ - فَاستَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بطشتٍ مِنْ ذَهَب مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا، فَغُسِلَ قَلْبِي ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيدَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ". -فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ: هُوَ الْبُرَاقُ

(3)

يَا أَبَا حَمْزَةَ

(4)

؟ قَالَ أَنَسٌ: نَعَمْ، يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ -

"مِنْ قَصِّهِ" في نـ: "مِنْ قَصَّتِهِ".

===

(1)

ابن أبي سبرة.

(2)

قوله: (ثغرة) بضم المثلثة وسكون المعجمة: نقرة النحر التي بين الترقوتين، و" الشعرة " بالكسرة: شعر العانة، و" القص " بفتح القاف وشدة المهملة: رأس الصدر، وفي بعضها بدل الشعرة:" الثُنَّة " بالمثلثة والنون، وهي ما بين السرة والعانة، وقد يؤنّث الطست باعتبار الآنية، كذا في "الكرماني" (15/ 100). وأما استعمال طست الذهب فمرّ بيانه في (ح: 3342). قوله: "فغُسِل قلبي" بضم الغين أي: غسل جبرئيل قلبي، كذا في "القسطلاني" (8/ 405). قوله:"ثم حُشِي" ماضٍ مجهول من الحشو أي: مُلِئَ من حُبّ ربي. "ثم أعيد" أي: القلب إلى موضعه الأول، كذا في "المرقاة"(10/ 154).

(3)

قوله: (هو البراق) بضم أوله سمي به لبريق لونه أو لسرعة سيره كبرق السحاب، ولا منع من الجمع هان كان يؤيد الثاني قولُه:" يضع خطوه عند أقصى طرفه " بفتح فسكون في كل منهما، أي: يضع قدمه عند منتهى بصره وغاية نظره لغاية سرعته في مشيته، "مرقاة"(10/ 155).

(4)

كنية أنس.

ص: 683

"فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِي جِبْرَئِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا

(1)

فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَئِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ

(2)

(3)

؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ

(4)

، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ

(5)

، فَإِذَا فِيهَا آدَمُ، فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْه

(6)

،

"فَقِيلَ: مَنْ هَذَا" في ذ: "وَقِيلَ: مَنْ هَذَا"، وفي نـ:"قِيلَ: مَنْ هَذَا". "قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ" في ذ: "قَالَ: وَمَنْ مَعَكَ".

===

(1)

قوله: (فانطلق بي جبرئيل حتى أتى السماء الدنيا) فيه حذف ثبت في روايات أخرى، فإنه ذهب أولًا إلى بيت المقدس وجرت له في طريقه وفيه أمور، وربط البراق بالحلقة التي يربط بها الأنبياء بباب المسجد، "توشيح".

(2)

أي: للعروج به، " قس "(8/ 406).

(3)

قوله: (وقد أرسل إليه؟) الواو للعطف وحرف الاستفهام مقدر أي: أطُلِبَ وأرسِلَ إليه بالعروج أو بالوحي؟ والأول أشهر وأظهر، وعليه الأكثر، " مرقاة "(10/ 156).

(4)

قوله: (مرحبًا به) أي: أتى الله بالنبي مرحبًا أي: موضعًا واسعًا، فالباء للتعدية، و"مرحبًا" مفعول به، والمعنى جاء أهلًا وسهلًا. قوله:" فنعم المجيء جاء " فعل ماض وقع استئناف بيان زمانًا أو حالًا و" المجيء " فاعل " نِعْمَ "، والمخصوص بالمدح محذوف، أي:[جاء] فنعم المجيء مجيئُه، كذا في "المرقاة"(10/ 157).

(5)

أي: وصلت، "قس"(8/ 406).

(6)

قوله: (فسلّم عليه) أمر بالتسليم لأن المارّ يسلم على القاعد، وإن كان المارّ أفضل من القاعد، "قس"(8/ 406).

ص: 684

فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السْمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَئِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، إِذَا يَحْيَى وَعِيسَى، وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ

(1)

، قَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا، ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَئِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّد، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ،

"ثُمَّ صَعِدَ " في ذ: "ثُمَّ صَعِدَ بِي". " قِيلَ: مَنْ هَذَا " في ذ: " فَقِيلَ: مَنْ هَذَا " وكذا الآتي. " ابْنَا الْخَالَةِ " في ذ: " ابْنَا خَالَةٍ ".

===

(1)

قوله: (ابنا الخالة) لأن أم يحيى إيشاع بنت فاقوذ أخت حنة -بالحاء المهملة والنون المشددة- بنت فاقوذ أم مريم، وذلك أن عمران بن ماثان تزوج حنة، وزكريّا تزوج إيشاع، فولدت إيشاع يحيى، وحنة مريم، فتكون إيشاع خالة مريم، وحنة خالة يحيى، فهما ابنا خالة بهذا الاعتبار، وليس عمران هذا أبا موسى إذ بينهما ألف وثمان مائة سنة، كذا في " القسطلاني "(8/ 407).

وقال البيضاوي (1/ 161) في تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي} [آل عمران: 35]: هذه حنة بنت فاقوذ جدة عيسى، وكانت لعمران بن يصهر بنت اسمها مريم أكبر من [موسى و] هارون، فظن أن المراد زوجته، ويرده كفالة زكريا فإنه كان معاصرًا لعمران بن ماثان، وتزوج بنته إيشاع، وكان يحيى وعيسى ابني خالة من الأب، انتهى. والله أعلم.

ص: 685

فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ بِهِ، فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ، قَالَ: هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَئِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ، قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ؟ نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرَئِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا مُوسَى، قَالَ: هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ

" جَاءَ بِهِ" لفظ "به" سقط في نـ. "قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ" في ذ: " قَالَ: وَمَنْ مَعَك "، وكذا في الموضعين الآتيين. " قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ " في نـ: "قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ". " إِلَى إِدْرِيسَ " في نـ: " إذَا إِدْرِيسَ " وفي أخرى: " فَإِذَا إِدْرِيس". "فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ" في نـ: "فَرَدَّ عَلَيَّ ثُمَ قَالَ". "قَالَ: مُحمد" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ" لفظ "جاء" سقط في نـ وكذا الآتي، وعلى لفظ " جاء " هنا علامة التصحيح. "قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ" في نـ: "قِيلَ: قَدْ أُرْسِلَ".

ص: 686

الصَّالِحِ، فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى

(1)

، قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لأَنَّ غُلَامًا

(2)

(3)

بُعِثَ بَعْدِي، يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مَنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي. ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرَئِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّد، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ

(4)

؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ،

"قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ" في نـ: "فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ". " أَكْثَرُ مَنْ يَدْخُلُهَا " في هـ، ذ:" أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا ". " قَالَ: نَعَم " في نـ: "قِيلَ: نَعَمْ".

===

(1)

قوله: (بكى

) إلخ، قال العلماء: لم يكن بكاء موسى حسدًا - معاذ الله - فإن الحسد في ذلك العالم منزوع عن آحاد المؤمنين، فكيف بمن اصطفاه الله تعالى؟ بل كان أسفًا على ما فاته من الأجر الذي يترتب عليه رفع الدرجة بسبب كثرة من اتبعه، وقال ابن أبي جمرة: إن الله تعالى جعل الرحمة في قلوب الأنبياء أكثر مما جعل في قلوب غيرهم، فلذلك بكى رحمة لأمته، " توشيح "(6/ 2438).

(2)

إشارة إلى صغر سنه بالنسبة إليه، " توشيح "(6/ 2438).

(3)

قوله: (غلامًا) قال الكرماني (15/ 102): ذكر الغلام ليس للتحقير والاستصغار به، بل هو لتعظيم منّة الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير طول العمر، انتهى. وقد يطلق الغلام ويراد به القويّ الطريّ الشابّ، ولهذا كان أهل المدينة يسمونه حين هاجر إليهم شابًّا وأبا بكر مع أنه أصغر منه شيخًا، " لمعات ".

(4)

أي: للإسراء، وليس المراد الاستفهام عن أصل بعثته فإن ذلك لا يخفى على الملائكة إلى هذه المدة، وهو الصحيح، " مرقاة "(10/ 162).

ص: 687

فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: هَذَا أَبُوكَ

(1)

فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ رُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى

(2)

"قَالَ: مَرحَبًا" في ذ: "ثُمَّ قَالَ: مَرحَبًا"، وفي نـ:"فَقَالَ: مَرحَبًا". " ثُمَّ رُفِعْتُ إِلَى " كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:" ثُمَّ رُفِعَتْ لِي " - أي: لأجلي، " قس "(8/ 408) -.

===

(1)

قوله: (هذا أبوك) أي: جدّك الأقرب، قال الشيخ في "اللمعات": هذا الترتيب الذي وقع في هذا الحديث هو أصح الروايات وأرجحها، وقد وقع في بعض الروايات أنه رأى إبراهيم عليه السلام في السماء السادسة، ورأى موسى في السابعة، وفي رواية: رأى إدريس في الثالثة، وهارون في الرابعة، وفي أخرى: إدريس في الخامسة، ويوسف في الثانية، ويحيى وعيسى في الثالثة، وعلى تقدير صحة الروايات يتعذر الجمع، إلا أن يقال: يتعدد المعراج، أو يرجح بعض الروايات على بعض.

ثم استشكل رؤية الأنبياء في السماوات مع أنَّ أجسادهم مستقرّة في قبورهم، وأجيب بان أرواحهم تشكّلت بصور أجسادهم، أو أُحضرت أجسادهم لملاقاته صلى الله عليه وسلم تلك الليلة تشريفًا وتكريمًا له، انتهى مختصرًا. [انظر "قس" (8/ 408)].

(2)

قوله: (سدرة المنتهى) والسدر شجر النبق، وسميت بها لأن علم الملائكة ينتهي إليها ولم يتجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكي عن عبد الله بن مسعود أنها سميت بذلك لكونه ينتهي إليها ما يهبط من فوقها وما يصعد من تحتها. و" النبق " بكسر الموحدة وتسكن: حمل السدر. "قلال" بالكسر جمع قلّة بالضم وهي الجزة. " هجر" بفتحتين: اسم موضع يصنع فيه القلال كثيرًا. و"الفيلة" بكسر الفاء وفتح التحتية جمع الفيل، وهذا تمثيل على قدر فهم الناس وليس على حقيقة، من "المرقاة"(10/ 162) و"اللمعات".

ص: 688

فَإِذَا نَبِقُهَا

(1)

مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، قَالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَانِ يَا جِبْرَئِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ، فَنَهرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ

(2)

فَالنِّيلُ

(3)

وَالْفُرَاتُ

(4)

. ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيتُ الْمَعْمُورُ

(5)

، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ

(6)

، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ: هِيَ الْفِطْرَةُ

(7)

(8)

أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ. ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ

"قِلَالِ هَجَرَ" في سـ، حـ، ذ:"قِلَالِ الْهَجَرِ". "ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ" في نـ: "ثُمَّ رُفِعَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ"، وزاد في هـ:"يدخله كل يوم سبعون ألف ملك". "هِيَ الْفِطْرَةُ أَنْتَ عَلَيْهَا" في ذ: "هِيَ الْفِطْرَةُ التي أَنْتَ عَلَيْهَا".

===

(1)

أي: ثمرها، " مرقاة "(10/ 163).

(2)

وفي شرح مسلم (1/ 503): قال ابن مقاتل: " الباطنان " هو السلسبيل والكوثر، و" الظاهران " النيل والفرات يخرجان من أصلها، ثم يسيران حيث أراد الله تعالى، ثم يخرجان من الأرض ويسيران فيها، وهذا لا يمنعه شرع ولا عقل، وهو ظاهر الحديث فوجب المصير إليه، " مرقاة "(10/ 163).

(3)

وهو نهر مصر.

(4)

نهر بغداد، "ك"(15/ 102).

(5)

قوله: (البيت المعمور) وهو بيت في السماء السابعة حيال الكعبة، وحرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض، "مرقاة"(10/ 163).

(6)

هذا زائد على ما في الراوايات الأخر، "ك"(15/ 103).

(7)

أي: دين الإسلام، "تو"(6/ 2439).

(8)

قوله: (هي الفطرة) قال النووي (1/ 497): المراد بالفطرة هنا الإسلام والاستقامة، قال: معناه - والله أعلم -: اخترت علامة الإسلام

ص: 689

الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ

(1)

بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ

(2)

(3)

فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا

(4)

، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى

"الصلوات" في ذ: "الصلاة". "خَمْسِينَ صَلَاةً" في نـ: "خَمْسُونَ صَلَاةً". "فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ" في ذ: "فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ".

===

والاستقامة، وأما الخمر فإنها أم الخبائث، " لمعات " مختصرًا، ومرّ الحديث مرارًا.

(1)

أي: مارستهم، وسيجيء في الصفحة الآتية.

(2)

أي: إلى موضع ناجيت ربك فيه، " لمعات ".

(3)

قوله: (فارجع إلى ربك) قال الخطابي: مراجعة الله في باب الصلاة إنما جاءت من رسولنا [محمد] وموسى عليهما الصلاة والسلام لأنهما عرفا أن الأمر الأول غير واجب قطعًا، فلو كان واجبًا قطعًا لما صدرت منهما المراجعة، لأن ما كان واجبًا قطعًا لا يقبل التخفيف، ذكره الطيبي وتبعه ابن الملك. أقول: وما لم يكن واجبًا لا يحتاج إلى سؤال التخفيف قطعًا، فالصحيح ما قيل: إنه تعالى في الأول فرض خمسين، ثم رحم ربي عباده ونسخها بخمس كآية الرضاع عند بعض، وعدة المتوفى عنها زوجها على قول، وفيه دليل على أنه يجوز نسخ الشيء قبل وقوعه، كما قال به الأكثرون، وهو الصحيح، وقالت المعتزلة وبعض العلماء: لا يجوز، " مرقاة "(10/ 165).

(4)

قوله: (فوضع عني عشرًا) يفهم من هذا أن الحطّ كان عشرًا عشرًا ثم خمسًا، وقد ذكر سابقًا ما يدل على أن الحطّ كان خمسًا خمسًا، وزيد

ص: 690

فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْم، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ

(1)

أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ

(2)

- قَالَ:-

"فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ" في نـ: "فَأُمِرْتُ بِعَشْرٍ". "فَرَجَعْتُ فَقَالَ" لفظ "فَرجعت" سقط في نـ. "فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ" في ذ: "فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ". " قُلْتُ: أُمِرْتُ " في نـ: "فَقُلْتُ: أُمِرْتُ ". " وَلَكِنِّي أَرْضَى " كذا في هـ، ذ، وفي نـ:" وَلَكِنْ أَرْضَى ".

===

ههنا إناء ثالث وهو إناء العسل، فلعله جعلت المرتان مرة، وأن عدم الذكر لا يدل على عدم الوجود.

(1)

قوله: (عالجت بني إسرائيل) أي: مارستهم ولقيتُ الشدة فيما أردتُ منهم من الطاعة، كذا في " الطيبي "(11/ 88)، وفي "القاموس" (ص: 195): عالجه علاجًا ومعالجة: زَاوَلَه ودَاوَاه.

(2)

قوله: (ولكني أرضى وأسلّم) قال الطيبي (11/ 88): فإن قلت: حق "لكن" أن يقع بين كلامين متغايرين معنىً فما وجهه ههنا؟ قلت: تقدير الكلام ههنا: حتى استحييتُ فلا أرجع، فإني إذا رجعت كنت غير راضٍ ولا مسلم، ولكني أرضى وأسلم، انتهى. ومرّ الحديث مرارًا منها [برقم: 349] في أول "كتاب الصلاة".

ص: 691

فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ

(1)

: أَمْضَيْتُ

(2)

فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي". [راجع: 3207].

3888 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو

(5)

، عَنْ عِكْرِمَةَ

(6)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ

(7)

، أُرِيَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ قَالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقّومِ. [طرفاه: 4716، 6613، أخرجه: ت 3134، س في الكبرى 11292، تحفة: 6167].

‌43 - بَابُ وُفُودُ

(8)

الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ وَبَيْعَةُ الْعَقَبَةِ

(9)

"نَادَى مُنَادٍ" في نـ: "نَادَاني مُنَادٍ". "تَعَالَى" سقط في نـ. "أُرِيَهَا رَسُولُ اللهِ" في ذ: "أُرِيَهَا النَّبِيُّ". "باب" سقط في نـ.

===

(1)

أي: حاكيًا كلام ربي، " مرقاة "(10/ 165).

(2)

أي: أحكمتها وأنفذتها، " مرقاة "(10/ 165).

(3)

" الحميدي " عبد الله بن الزبير.

(4)

" سفيان " هو ابن عيينة.

(5)

" عمرو " هو ابن دينار المكى.

(6)

" عكرمة " مولى ابن عباس.

(7)

قوله: (رؤيا عين) قيّد به للإشعار بأن رؤيا بمعنى الرؤية في اليقظة لا رؤيا النائم، "ك"(15/ 103).

(8)

وفد إليه: قدم، وورد، وهم وفود، " قاموس " (ص: 308).

(9)

قوله: (العقبة) أي: التي تنسب إليها جمرة العقبة، وهى بمنى، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في كل موسم، فبينا هو عند

ص: 692

3889 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ

(2)

، عَنْ عُقَيْلٍ

(3)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(4)

. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ

(7)

، عَنِ ابْنِ شِهَاب قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ عَبدَ اللهِ بْنَ كَعْبٍ - وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ حِينَ عَمِيَ - قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، بِطُولِهِ

(8)

، قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ

"عَنِ ابْنِ شِهَاب وَحَدَّثَنَا" مصحح عليه، في نـ:"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ح وَحَدَّثَنَا" وسقطت الواو في نـ. "تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ". "تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللهِ".

===

العقبة إذ لقي رهطًا من الخزرج فدعاهم إلى الله تعالى فأجابوه، فجاء في العام المقبل اثنا عشر رجلًا إلى الموسم من الأنصار أحدهم عبادة بن الصامت، فاجتمعوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة وبايعوه وهي بيعة العقبة الأولى، فخرج في العام الآخر سبعون إلى الحج فواعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة، فلما اجتمعوا أخرجوا من كل فرقة نقيبًا فبايعوه ثمه ليلًا وهي البيعة الثانية، "ك"(15/ 104)، "خ".

(1)

" يحيى " هو ابن عبد الله " بن بكير " المخزومي المصري.

(2)

" الليث " هو ابن سعد الإمام.

(3)

" عقيل " هو ابن خالد الأيلي.

(4)

" ابن شهاب " هو الزهري.

(5)

" أحمد بن صالح " أبو جعفر المصري.

(6)

ابن خالد بن يزيد الأيلي و" يونس " عمه، "ك"(15/ 105).

(7)

" يونس " هو ابن يزيد الأيلي.

(8)

أي: الحديث بطوله، "قس"(8/ 412)، كما مضى سابقًا.

ص: 693

فِي حَدِيثهِ

(1)

: وَلَقَدْ شَهِدْتُ

(2)

مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الإِسْلَامِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا. [راجع: 2757].

3890 -

حَدَّثَنَا عَلِي بْنُ عَبْدِ اللهِ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(4)

قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ

(5)

يَقُولُ: شَهِدَ بِي خَالَايَ الْعَقَبَةَ

(6)

. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ

(7)

: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَحَدُهُمَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ

(8)

. [طرفه: 3891، تحفة: 2540].

"مَعَ رَسُولِ اللهِ" في نـ: "مَعَ النَّبِيِّ". "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ" في ذ: "قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ" -أي: الجعفي المسندي، "قس"(8/ 412) -.

===

(1)

أي: حديث عقيل، " قس "(8/ 412).

(2)

قوله: (ولقد شهدتُ) أي: قال كعب: حضرت " ليلة العقبة " أي: الثانية. قوله: "وما أُحِبُّ أن لي بها" أي: بدلها. "مشهد بدر" لأن هذه البيعة كانت في أول الإسلام، ومنها فشا الإسلام وتأكد أساسه. قوله:"أذكر" بمعنى المذكور أي: أكثر شهرة وذكرًا بين الناس، "ك"(15/ 105).

(3)

" علي بن عبد الله " المديني.

(4)

" سفيان " و" عمرو " هما المذكوران آنفًا.

(5)

الأنصاري، " قس "(8/ 412).

(6)

الثانية، " قس "(8/ 412).

(7)

البخاري.

(8)

قوله: (البراء بن معرور) بمهملات، الغنمي الكعبي السلمي الخزرجي، أول من بايع ليلة العقبة الثانية، وكان سيد الأنصار حينئذ، مات

ص: 694

3891 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى

(1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ

(2)

أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ

(3)

أَخْبَرَهُمْ: قَالَ عَطَاء

(4)

قَالَ جَابِرٌ

(5)

: أَنَا وَأَبِي

(6)

وَخَالِي مِنْ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ

(7)

. [راجع: 3890، تحفة: 2461].

"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ". "أَخْبَرَنَا هِشَامٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا هِشَامٌ". "وَأَبِي وَخَالِي" في ذ: "وَأبِي وَخَالايَ" وفي بعضها: "خاليَّ" بتشديد الياء، أي: مع خالي، "ك"(15/ 105).

===

قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر، قال بعضهم: هذا وهم من سفيان بن عيينة؛ إذ البراء ليس خالًا لجابر؛ إذ أمه نسيبة - بضم النون - بنت عقبة

(1)

.

أقول يحتمل أنه أطلق الخال عليه باعتبار أن عقبة هو أيضًا غنمي كعبي سلمي خزرجي، أو هو خال رضاعي، أو من جهة الأم فقط، قاله الكرماني (15/ 105). وفي "التوشيح" (6/ 2441): قال ابن حجر (7/ 222): لكن البراء من أقارب أمه، وأقارب الأم يسمون أخوالًا مجازًا. أقول: هذا أولى من توهم ابن عيينة، انتهى.

(1)

"إبراهيم بن موسى" ابن يزيد الفراء الصغير.

(2)

"هشام" هو ابن يوسف الصنعاني.

(3)

"ابن جريج" عبد الملك بن عبد العزيز.

(4)

" عطاء " هو ابن أبي رباح المكي.

(5)

الأنصاري، "قس"(8/ 413).

(6)

عبد الله، "قس"(8/ 413).

(7)

الثانية، "قس"(8/ 413).

(1)

كذا في الأصل وكذا ضبطه الكرماني والقسطلاني بضم العين وسكون القاف، وفي "ف" و"ع" و" تو " أن اسم أم جابر أنيسة بنت غنمة.

ص: 695

3892 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ

(1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبرَاهِيمَ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ

(3)

، عَنْ عَمِّهِ

(4)

قَالَ: أخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللهِ

(5)

: أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ -مِنَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومِنْ أَصْحَابِهِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ- أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ

(6)

مِنْ أَصْحَابِهِ: "تَعَالَوْا بَايِعُونِي

(7)

عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرْونَهُ بَينَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ

(8)

، وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ

(9)

، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ،

"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصورٍ " في نـ: " حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ". "وَلَا تَأْتُوا" كذا في عسـ، صـ، ذ، وفي نـ:"وَلَا تَأتُونَ". "فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ" في نـ: "فَمَنْ أَوْفَى مِنْكُمْ".

===

(1)

" إسحاق بن منصور " أبو يعقوب الكوسج المروزي.

(2)

" يعقوب بن إبراهيم " ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(3)

" ابن أخي ابن شهاب " محمد بن عبد الله بن مسلم.

(4)

" عن عمه " محمد بن مسلم الزهري.

(5)

ابن عبد الله الخولاني، " قس "(8/ 413).

(6)

قوله: (عصابة) بالكسر اسم جمع كالعصبة لما بين العشرة إلى الأربعين، "مرقاة"(1/ 173).

(7)

أي: عاقدوني.

(8)

أي: من عند أنفسكم.

(9)

أي: ما عرف في الشرع حسنه وقبحه، "مرقاة"(1/ 175).

ص: 696

وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بهِ

(1)

فِي الدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللهُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ". قَالَ: فَبَايَعْتُهُ عَلَى ذَلِكَ. [راجع: 18].

3893 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ

(3)

، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ

(4)

، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ

(5)

، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ

(6)

، عَنْ عُبَاَدَةَ بْنِ الصَّامِتِ

(7)

أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي

"إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ" في نـ: "إِنْ شَاءَ عَذَّبَهَ". "فَبَايَعْتُهُ" في نـ: " فَبَايَعْنَاهُ ". " حَدَّثَنَا لَيْثٌ " في نـ: " حَدَّثَنَا اللَّيْثُ " مصحح عليه.

===

(1)

قوله: (فعوقب به في الدنيا) يعني أقيم عليه الحدّ "فهو له كفارة" أي: يكفّر إثم ذلك، ولم يعاقب به في الآخرة، وهذا خاص بغير الشرك، وأخذ أكثر العلماء من هذا أن الحدود كفارات ينافيه خبر:"لا أدري الحدود كفارات أم لا؟ " أجابوا عنه بانه قبل هذا الحديث؛ لأن فيه نفي العلم وفي هذا إثباته، والمعنى لا يعاقب عليه في الآخرة، بل على عدم التوبة منه إن مات قبلها لأن تركها ذنب آخر غير ما وقع العقاب عليه؛ لقوله تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11]، ويمكن أن يجعل الخلاف لفظيًا، والله تعالى أعلم، "مرقاة"(1/ 175).

(2)

" قتيبة " هو ابن سعيد الثقفي أبو رجاء البلخي.

(3)

" ليث " هو ابن سعد الإمام المصري.

(4)

" يزيد بن أبي حبيب " أبي رجاء عالم مصر، واسم أبيه سويد.

(5)

" أبي الخير " هو مرثد بن عبد الله اليزني المصري.

(6)

" الصنابحي " بضم الصاد وخفة النون عبد الرحمن بن عسيلة التابعي.

(7)

" عُبادة بن الصامت " ابن قيس أبي الوليد الخزرجي رضي الله عنه.

ص: 697

مِنَ النُّقَبَاءِ

(1)

الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَقْتُلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلا بالحقِّ، وَلَا نَنْتَهِبَ

(2)

، وَلَا نَعْصِيَ

(3)

بِالْجَنَّةِ إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ،

"وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَسْرِقَ" في نـ: "وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ". "إلا بالحق" سقط في نـ. "وَلَا نَنْتَهِبَ" في هـ، ذ:"وَلَا نَنْهَبَ". "وَلَا نَعْصيَ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَلَا نَقْضِيَ".

===

(1)

قوله: (من النقباء) هو جمع نقيب، وهو كالعريف [على القوم] المقدّم عليهم يتعرف أخبارهم، و [ينقّب] عن أحوالهم، أي: يفتش، وكان صلى الله عليه وسلم قد جعل ليلة العقبة كل واحد من الجماعة المبايعين نقيبًا على قومه ليأخذ عليهم الإسلام ويعرفهم شرائطه، وكانوا اثني عشر نقيبًا كلهم من الأنصار، وكان عبادة بن الصامت منهم، "نهاية"(5/ 100) و"مجمع"(4/ 786).

(2)

قوله: (ولاننتهب) بلفظ المتكلم مع الغير من الافتعال، وفي بعضها من المجرد، قال في " القاموس " (ص: 142): النَّهْب: الغنيمة، جمعه: نِهاب، ونَهَبَ النَّهْبَ كجعل وسمع وكتب: أخذه، كانتهبه، والاسم النُّهْبة والنُهبى، انتهى.

(3)

قوله: (ولا نعصي) أي: بالمعروف وهو من العصيان بالعين والصاد المهملتين، وفي بعضها:"ولا نقضي بالجنة" بالقاف والضاد المعجمة، أي: لا نحكم بها لأحد؛ لأن ذلك موكول إلى الله تعالى، وهو عندي تحريف، والوجه هو الأول؛ لأنه الموافق لقوله في الطريق الأول:"ولا تعصوني في معروف"، وعلى هذا فقوله:"بالجنة" متعلق بـ "بايعناه" أي: بايعناه على الأمور المذكورة بأن لنا الجنة، من "التوشيح"(6/ 2442) و"الكرماني"(15/ 107).

ص: 698

فَإِنْ غَشِينَا

(1)

مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ قَضَاءُ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ. [راجع: 18، أخرجه: م 1709، تحفة: 5100].

‌44 - بَابُ تَزْوِيجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

عَائِشَةَ وَقُدُومُهُ الْمَدِينَةَ وَبِنَاؤُهُ بِهَا

3894 -

حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ

(4)

، عَنْ هِشَامٍ

(5)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

"مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا" في نـ: "مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ". "بَابُ تَزْوِيجُ النَّبِيِّ" في نـ: "بَابٌ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ". "وَقُدُومُهُ" في نـ: "وَقُدُومُهَا". "وَبِنَاؤُهُ بِهَا" في نـ: "وَبِنَاؤُهَا بِهِ". "حَدَّثَنِي فَرْوَةُ" في نـ: "حَدَّثَنَا فَرْوَةُ". "حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ".

===

(1)

قوله: (غشينا) روي بلفظ الغائب والمتكلم، و"شيء" بالرفع والنصب، و"القضاء" أي: الحكم، أي: إن شاء الله عاقب وإن شاء الله عفا، اللهم اعف عنا بكرمك، "كرماني"(15/ 107).

(2)

قوله: (تزويج النبي صلى الله عليه وسلم) هو بمعنى التفعل نحو التقديم بمعنى التقدم، والمراد تزويجه لنفسه إياها، أو هو مضاف إلى المفعول الأول. قوله:"وبناؤه بها" قال الجوهري: يقال: بنى على أهله أي: زفّها، والعامة تقول: بنى بأهله وهو خطأ، وكان الأصل فيه أن الداخل على أهله يضرب عليها قبة ليلة الدخول، فقيل لكل داخل بأهله: بانٍ، هذا كله من "الكرماني"(15/ 107).

(3)

"فروة بن أبي المغراء" الكندي.

(4)

"علي بن مسهر" القرشي الكوفي.

(5)

ابن عروة بن الزبير بن العوام، "قس"(8/ 416).

ص: 699

وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ

(1)

سِنِينَ

(2)

، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَج، فَوُعِكْتُ

(3)

فَمَرَّقَ

(4)

شَعَرِي

(5)

فَوَفَى

(6)

(7)

جُمَيْمَةً

(8)

، فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ

(9)

وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ

(10)

وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي، فَصَرَخَتْ بِي فَأتَيْتُهَا مَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ بِيَدِي، حَتَّى أَوْقَفَتْنِي

"بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ" كذا في ذ، وفي نـ:"بَنِي الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ". "فَمَرَّقَ" في سـ، حـ، ذ:"فَتَمَزَّقَ"- بالزاي المعجمة -، وفي نـ:"فيمرق". "مَا أَدْرِي" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"لا أَدْرِي". "مَا تُرِيدُ بِي" في هـ: "مَا تُرِيدُ مني".

===

(1)

وقيل: بسبع سنين، "استيعاب"(4/ 435).

(2)

قبل الهجرة بسنتين، هذا قول أبي عبيدة، وقال غيره: بثلاث سنين، "استيعاب"(4/ 435).

(3)

بضم الواو أي: حممت، والوعك: الحمَّى، "ك"(15/ 107).

(4)

بالراء المهملة.

(5)

قوله: (فمرّق شعري) وللكشميهني: "فتمرّق" بالراء المهملة أي: انتتف، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"فتمزق" بالزاي أي: انقطع، لكن قال عياض: إنه بالزاي عند الكشميهني عكس ما هنا، "قسطلاني"(8/ 416).

(6)

أي: كمل، "مجمع"(5/ 97).

(7)

قوله: (فوفى) أي: كثر بعد الشفاء، و"جُمَيْمة" مصغّر الجمّة بالضم، وهي مجتمع شعر الناصية، "توشيح"(6/ 2443).

(8)

بالرفع على الفاعلية، وفي الفرع بالنصب، "قس"(8/ 416).

(9)

"أم رومان" هي زينب الفراسية.

(10)

قوله: (لفي أرجوحة) بضم الهمزة وسكون الراء وضم الجيم

ص: 700

عَلَى بَابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لأُنْهَجُ

(1)

، حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ

(2)

فِي الْبَيْتِ فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ

(3)

، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي

(4)

إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، فَأَسْلَمْنَنِي إِلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ. [طرفه: 3896، 5133، 5134، 5156، 5158، 5160، أخرجه: ق 1876، تحفة: 17106].

3895 -

حَدَّثَنَا مُعَلًّى

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ

(6)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ

"حَدَّثَنَا مُعَلًّى" في نـ: "حَدَّثَنَا مُعَلَّى بن أسدٍ".

===

وبعد الواو حاء مهملة: حبل يشدّ في كل من طرفيه خشبة فيجلس واحد على طرف، وآخر على الآخر، ويحركان فيميل أحدهما بالآخر، نوع من لُعَبِ الصغار، "قسطلاني"(8/ 416).

(1)

قوله: (لأنهج) بالنون والجيم مع فتح الهمزة والهاء وبضم الهمزة وكسر الهاء أي: أتنفّس نَفَسًا عاليًا من الإعياء، "قس"(8/ 417).

(2)

لم أعرف أسماءهن، "قس"(8/ 417).

(3)

أي: قدمت على حظ ونصيب، "ك"(15/ 108)، "تو"(6/ 2443).

(4)

أي: لم يفاجئني، وإنما يقال ذلك في الشيء لا تتوقعه فيهجم عليك في غير زمانه أو مكانه، "ك"(15/ 108).

(5)

"معلى" ابن أسد أبو الهيثم البصري.

(6)

"وهيب" هو ابن خالد البصري.

ص: 701

عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(1)

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ

(2)

، أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ

(3)

مِنْ حَرِيرٍ، وَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَأَكْشِفُ

(4)

عَنْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ

(5)

(6)

هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ". [طرفه: 5078، 5125، 7011، 7012، تحفة: 17291].

3896 -

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(8)

،

"وَيَقُولُ" في هـ: "وَقَالَ". "حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ" في نـ: "حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ".

===

(1)

عروة بن الزبير بن العوام، "قس"(8/ 417).

(2)

وفي رواية: "ثلاث مرات"، "قس"(8/ 417).

(3)

قوله: (في سرقة) بفتح المهملة والراء: قطعة من حرير، فارسية معرّبة أصلها سَرَهْ أي: جيد، "ك"(15/ 108)، "تو"(6/ 2443).

(4)

بلفظ المتكلم، وفي بعضها بلفظ الأمر، "قس"(8/ 417).

(5)

ليس شكًّا في حقيقة الرؤيا لأنها وحي، بل لأن الرؤيا قد تكون على ظاهرها وعلى غير ظاهرها، فالتردد في أيهما يقع.

(6)

قوله: (إن يك هذا) قال عياض: يحتمل أن يكون ذلك قبل البعثة فلا إشكال فيه، وإن كان بعدها ففيها ثلاث احتمالات: التردد هل [هي] زوجتُه في الدنيا [والآخرة]، أو في الآخرة فقط؟ أو أنه لفظ شك لا يراد به ظاهره، وهو نوع من البديع عند أهل البلاغة يسمونه تجاهل العارف، وسماه بعضهم مزج الشك باليقين، أو وجه التردد هل هي رؤيا وحي على ظاهرها وحقيقتها، أو رؤيا وحي لها تعبير؟ وكلا الأمرين جائز في حق الأنبياء، انتهى، "قسطلاني"(8/ 418).

(7)

"عبيد بن إسماعيل" الهبّاري القرشي.

(8)

"أبو أسامة" حماد بن أسامة الكوفي.

ص: 702

عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1)

قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، فَلَبِثَ سنَتَيْنِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، وَنَكَحَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، ثُمَّ بَنَى بِهَا

(2)

وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ. [راجع: 3894، أخرجه: م 1422، تحفة: 16809].

‌45 - بَابُ هِجْرَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ

(3)

وَأَبُو هُرَيْرَةَ

(4)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

"بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"بِنْتُ سِتٍّ". "تِسْعِ سِنينَ" لفظ "سنين" سقط في نـ.

===

(1)

ابن عروة بن الزبير، "قس"(8/ 418).

(2)

قوله: (ثم بنى بها

) إلخ، فيه إشكال؛ لأن ظاهره يقتضي أنه لم يَبْن بها إلا بعد قدومه المدينة بسنتين، وليس كذلك فلا بد من تقدير، أي: فلبث سنتين أو قريبًا من ذلك، لم يدخل على أحد من النساء، ثم دخل على سودة قبل الهجرة، وكان عقده على عائشة قبل سودة.

قال الماوردي: الفقهاء يقولون: تزوج عائشة قبل سودة، والمحدثون يقولون: تزوج سودة قبل عائشة، والجمع أنه عقد على عائشة ولم يدخل بها، ثم عقد على سودة ودخل بها قبل أن يدخل بعائشة.

قال ابن حجر: والأمر كذلك، فقد خرّج الإسماعيلي حديث الباب بأوضح من عبارة المصنف، ولفظه:"فتوفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة بثلاث سنين أو قريب من ذلك، ونكح عائشة [بعد متوفى خديجة، و] عائشة بنت ست سنين، ثم إنه بنى بها بعد ما قدم المدينة وهي بنت تسع سنين"، "توشيح"(6/ 2444)، "فتح الباري"(7/ 225).

(3)

"وقال عبد الله بن زيد" مما وصله في "غزوة حنين"[برقم: 4330].

(4)

وصل موصولًا في "المناقب"[برقم: 3779].

ص: 703

"لَوْلَا الْهِجْرَةُ

(1)

لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ". وَقَالَ أَبُو مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهْلِي

(2)

(3)

إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ

(4)

، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ"

(5)

.

3897 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيدِيُّ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا

"إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ" في نـ: "إِلَى أَرْضٍ ذاتِ نَخْلٍ". "أَوْ هَجَرُ" في ذ: "أَوِ الْهَجَرُ".

===

(1)

أي: لولا فضلي على الأنصار بسبب الهجرة لكنت واحدًا منهم، وهذا تواضع منه صلى الله عليه وسلم وحث للناس على إكرامهم، "مجمع"(5/ 145).

(2)

يقال: وهَل يهِل وهلًا من ضرب: إذا ظن شيئًا فتبين الأمر بخلافه، "ف"(7/ 228).

(3)

قوله: (وهلي) بفتح الواو والهاء وسكون الهاء أي: وهمي، و"اليمامة" مدينة من اليمن على مرحلتين من الطائف، و"الهجر" قرية بقرب المدينة، وفي أكثرها بدون الألف واللام، والحديث معلّق بصيغة الجزم، و"يثرب" اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو غير منصرف، "كرماني"(15/ 109)، قال القسطلاني (6/ 419): بفتح الهاء والجيم: بلد معروف من البحرين، وهي مساكن عبد القيس، أو هي قرية بقرب المدينة، وصوّب في "الفتح"(7/ 227) الأولَ، انتهى.

(4)

وهجر هي بلدة معروفة بالبحرين، ووهم من ظن أنها التي قرب المدينة ينسب إليها القلال، "توشيح"(6/ 2445).

(5)

اسم المدينة.

(6)

"الحميدي" عبد الله بن الزبير المكي.

(7)

"سفيان" ابن عيينة، "قس"(8/ 420).

ص: 704

الأَعْمَشُ

(1)

قَالَ: سمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ

(2)

يَقُولُ: عُدْنَا

(3)

خَبَّابًا

(4)

فَقَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى، لَمْ يَأْخُذْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ

(5)

قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ نَمِرَةً

(6)

، فَكُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بهَا رَأْسَهُ بَدَتْ

(7)

رِجْلَاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ، وَنَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ شَيْئًا مِنْ إِذْخِرٍ

(8)

. وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ

(9)

لَهُ ثَمَرتُهُ فَهُوَ يَهْدُبُهَا

(10)

. [راجع: 1276].

"هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ" في نـ: "هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ". "نُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ" في نـ: "نُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ". "وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ" في نـ: "وَإِنْ غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ". "لَهُ ثَمَرَتُهُ" في نـ: "لَهُ ثَمَرَهُ".

===

(1)

" الأعمش" سليمان بن مهران الكوفي.

(2)

"أبا وائل" هو شقيق بن سلمة.

(3)

من العيادة.

(4)

ابن الأرت.

(5)

القرشي العبدري، وهو أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة، وكان من أنعم الناس في الجاهلية وألينهم لباسًا، "جامع"(12/ 851).

(6)

كساء أو بردة من صوف أو غيره مخطط.

(7)

ظهرت.

(8)

نبت.

(9)

نضجت.

(10)

قوله: (فهو يهدبُها) بتثليث الدال أي: يجتنيها، ومرّ الحديث [برقم: 1276] وسيجيء [برقم: 3914] عن قريب إن شاء الله تعالى.

ص: 705

3898 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ

(2)

- هُوَ ابْنُ زَيْدٍ - عَنْ يَحْيَى

(3)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

(4)

، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ

(5)

سَمِعْتُ عُمَرَ

(6)

قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ

(7)

، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا

(8)

يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ

(9)

، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ"

(10)

(11)

. [راجع: 1].

"حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ" في ذ: "حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ". "عَنْ يَحْيَى" في نـ: "عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ". "سَمِعْتُ عُمَرَ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ". "يَقُولُ: الأَعْمَالُ" في نـ: "أُرَاهُ يَقُولُ: الأَعْمَالُ". "إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم".

===

(1)

" مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي البصري.

(2)

"حماد" ابن زيد بن درهم الأزدي.

(3)

"يحيى" هو ابن سعيد الأنصاري.

(4)

"محمد بن إبراهيم" ابن الحارث التيمي.

(5)

"علقمة بن وقاص" الليثي.

(6)

ابن الخطاب، "قس"(8/ 420).

(7)

مرَّ الحديث في أول الكتاب [برقم: 1].

(8)

بغير تنوين، "قس"(8/ 421).

(9)

قصدًا ونية.

(10)

قوله: (فهجرته إلى الله ورسوله) اتحاد الشرط والجزاء للتعظيم هنا، وللتحقير فيما مضى، كذا في "المرقاة"(1/ 102).

(11)

ثمرة ومنفعة.

ص: 706

3899 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ

(3)

، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ

(4)

، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ الْمَكِّيِّ

(5)

أَنَّ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ

(6)

. [طرفه: 4309، 4310، 4311، تحفة: 7392].

3900 -

وَحَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ

(7)

قَالَ: زُرْتُ عَائِشَةَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، فَسَأَلْنَاهَا عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَتْ: لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ، كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَفِرُّ أَحَدُهُمْ بِدِينِهِ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ

"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ". "وَحَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ" في نـ: "قَالَ: وَحَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ"، وفي أخرى:"حَ وَحَدَّثَنِي الأوْزَاعِيُّ"، وفي ذ:"قَالَ يحيى بن حمزة: وَحَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ". "فَسَأَلْنَاهَا" في نـ: "فَسَأَلَهَا". "وَإِلَى رَسُولِهِ" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم".

===

(1)

" إسحاق بن يزيد الدمشقي" هو إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأموي مولاهم.

(2)

"يحيى بن حمزة" أبو عبد الرحمن قاضي دمشق.

(3)

"أبو عمرو" الأوزاعي هو عبد الرحمن.

(4)

"عبدة بن أبي لبابة" الأسدي الكوفي.

(5)

"مجاهد بن جبر المكي" المفسر.

(6)

قوله: (لا هجرة بعد الفتح) أي: من مكة لأنها صارت دار إسلام، أما سائر بلاد الكفر فالهجرة منها باقية، "توشيح"(3/ 488) و"مجمع"(5/ 144).

(7)

"عطاء بن أبي رباح" أسلم القرشي.

ص: 707

مَخَافَةَ أَنْ يُفْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الإِسْلَامَ، وَالْيَوْمَ يَعْبُدُ رَبَّهُ حَيْثُ شَاءَ

(1)

، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ

(2)

. [راجع: 3080، تحفة: 17382].

3901 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ

(4)

، قَالَ هِشَامٌ

(5)

: فَأَخَبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ سَعْدًا

(6)

قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ

(7)

بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ.

"وَالْيَوْمَ يَعْبُدُ" في هـ، صـ، ذ:"والمؤمن يعبد". "حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ" في نـ: "حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ". "قَالَ هِشَامٌ" في نـ: "قَالَ: ثَنَا هِشَامٌ". "كَذَّبُوا رَسُولَكَ" في نـ: "كَذَّبُوا رَسُولَكَ صلى الله عليه وسلم".

===

(1)

قوله: (يعبد رَبَّه حيث شاء) قال الماوردي: إذا قدر على إظهار الدين في بلد من بلاد الكفر فقد صارت البلد به دار إسلام، فالإقامة فيها أفضل من الرحلة [لما يترجى] من دخول غيره في الإسلام، نعم ما دام في الدنيا دار كفر فالهجرة منها واجبة على من أسلم وخاف أن يفتن في دينه، "قس"(8/ 422).

(2)

قوله: (ولكن جهاد ونية) أي: لكن لكم طريق إلى تحصيل فضائل في معنى الهجرة بالجهاد ونية الخير في كل شيء، "مجمع"(5/ 145).

(3)

"زكرياء بن يحيى" البلخي.

(4)

"ابن نمير" عبد الله الهمداني.

(5)

"هشام" يروي عن أبيه عروة بن الزبير.

(6)

"سعدًا" هو ابن معاذ الأنصاري.

(7)

قوله: (قد وضعتَ الحربَ) أي: أسقطتَها بيننا وبين قريش الذين أخرجوا نبيك وكذّبوه، هذا الحديث قطعة من حديث طويل يأتي في "غزوة الخندق" [برقم: 4122]، وحاصله أنّ سعدًا رمي في أكحله في الغزوة

ص: 708

وَقَالَ أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ

(1)

(2)

: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ

(3)

، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا نَبِيَّكَ وَأَخْرَجُوهُ مِنْ قُرَيْشٍ. [راجع: 463].

3902 -

حَدَّثَنِي مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرمَةُ

(7)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَرْبَعِينَ سنَةً، فَمَكُثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ

(8)

، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. [راجع: 3851].

"حَدَّثَنِي مَطَرُ بنُ الفَضلِ قال: حَدَّثنَا رَوحٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مَطَرُ بنُ الفَضلِ قال: حَدَّثنَا رَوحٌ" وفي أخرى: "حَدَّثَنِي مَطَرُ حَدَّثَنَا رَوْحٌ"، وزاد في ذ:"ابن عبادة". "ثَلَاثَ عَشْرَةَ" في حـ، هـ:"ثَلَاثَ عَشْرَةَ سنةً".

===

المذكورة فدعا: اللهم إن كان [بقي] من حرب قريش شيء فأبقِني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنتَ قد وضعتَ الحرب بيننا وبينهم فَافْجُرْها واجعل موتي فيها فانفجرت ومات فيها.

(1)

"أبان بن يزيد" العطار.

(2)

قال ابن حجر في "المقدمة": رواية أبان [بن يزيد] عن هشام لم أقف على [من] وصلها، "قس"(6/ 422).

(3)

أي: عروة، "قس"(8/ 423).

(4)

"مطر بن الفضل" المروزي.

(5)

"روح" بفتح فسكون، هو ابن عبادة أبو محمد البصري، ومن ضم الراء أخطأ، "مغني" (ص: 135).

(6)

"هشام" هو ابن حسان القُردوسي.

(7)

"عكرمة" مولى ابن عباس.

(8)

أي: أقام مهاجرًا بالمدينة عشر سنين.

ص: 709

3903 -

حَدَّثَنِي مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسحَاقَ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ

(4)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَكُثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ

(5)

. [راجع: 3851، أخرجه: م 2351، ت 3652، تحفة: 6300].

3904 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ

(7)

، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدٍ - يَعْنِي

(8)

ابْنَ حُنَيْنٍ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ"، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا،

"حَدَّثَنِي مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ" في نـ: "حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ". "مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "مَكَثَ النَّبِيُّ". "ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ" زاد في نـ: "قال الفربري: كان مطر عندنا ومات بـ "فربر" هكذا وصفه وهو مروزي".

===

(1)

هو المذكور آنفًا.

(2)

"روح بن عبادة" المذكور.

(3)

"زكرياء بن إسحاق" المكي.

(4)

"عمرو بن دينار" المكي.

(5)

أي: بالمدينة بعد ما أقام فيها عشر سنين بعد الهجرة، كما مرّ، وبه المطابقة.

(6)

"إسماعيل بن عبد الله" الأويسي.

(7)

"مالك" الإمام المدني.

(8)

سقط لفظ "يعني" لأبي ذر، "قس"(8/ 424).

ص: 710

فَعَجِبنَا لَهُ، وَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا

(1)

إِلَى هَذَا الشَّيْخِ، يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَبدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخَيَّرَ

(2)

، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمُنَا بِهِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ

(3)

عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ

(4)

وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، إِلَّا خُلَّةَ الإِسْلَامِ، لَا يُبْقَيَنَّ

(5)

فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ". [راجع: 466].

"وَقَالَ النَّاسُ" في نـ: "حتى قَالَ النَّاسُ". "مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا" زاد في نـ: "ما شاءَ". "لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ" زاد في نـ: "خليلًا". "لَا يُبْقَيَنَّ " في نـ: "لَا تُبْقَيَنَّ".

===

(1)

قوله: (انظروا) يعني كانوا يتعجبون من تفديته إذ لم يفهموا المناسبة بين الكلامين، "ك"(15/ 112 - 113).

(2)

قوله: (هو المخيّر) بفتح التحتية والنصب خبر "كان" ولفظ "هو" ضمير فصل، ولأبي ذر بالرفع على أنه خبر المبتدإ الذي هو "هو"، والجملة في موضع النصب خبر "كان"، كذا في "القسطلاني"(8/ 424)، أي: خيَّر الله رسوله بين بقائه في الدنيا ورحلته إلى الآخرة، "ك"(15/ 113).

(3)

قوله: (إن من أمنِّ الناس) أفعل تفضيل من المنّ بمعنى العطاء والبذل لا من المنّة؛ لأنه لا منّة لأحد عليه بل له المنة على الأمة قاطبة، كذا في "الفتح"(7/ 13) و"المجمع"(4/ 637)، ومرّ بيانه [برقم: 3654].

(4)

هذا يشمل الهجرة بل هي أكمل أوقاتها، فناسب ذكر الحديث في ذيل الهجرة، "الخير الجاري".

(5)

قوله: (لا يبقين) بفتح التحتية وسكون الموحدة وفتح القاف والتحتية وتشديد النون، و"خوخة" بمعجمتين مفتوحتين بينهما واو ساكنة:

ص: 711

3905 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ

(2)

، عَنْ عُقَيْلٍ

(3)

، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ

(4)

: قَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ

(5)

: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ

(6)

، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ

(7)

خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا نَحْوَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، حَتَّى إذَا بَلَغَ بِرْكَ الْغِمَادِ

(8)

لَقِيَهُ

"وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ" في نـ: "وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيَّ يَوْمٌ". "وَعَشِيَّةً" في نـ: "وَعَشِيًّا". "حَتَّى إذَا بَلَغَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَتَّى بلَغَ".

===

باب صغير، "إلّا خوخة أبي بكر" تكريمًا له وتنبيهًا على أنه الخليفة بعده، أو المراد المجاز، فهو كناية عن الخلافة، "قس"(8/ 424)، ومرّ بيانه [برقم: 466].

(1)

"يحيى بن بكير" هو المخزومي نسبه لجده وهو يحيى بن عبد الله بن بكير.

(2)

"الليث" هو ابن سعد المصري.

(3)

"عقيل" هو ابن خالد الأيلي.

(4)

"ابن شهاب" هو الزهري.

(5)

"عروة بن الزبير" هو ابن العوام.

(6)

أي: دين الإسلام، "ك"(15/ 113).

(7)

أي: بإيذاء الكفار، "ك"(15/ 113).

(8)

قوله: (برك الغماد) بفتح الموحدة - وقد تكسر - وسكون الراء، وكسر الغين المعجمة - وقد تضم - والميم الخفيفة، هو موضع على خمس ليال من مكة إلى جهة اليمن، "توشيح"(6/ 2450).

ص: 712

ابْنُ الدَّغِنَّةِ

(1)

وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ

(2)

، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا بَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي، فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ

(3)

فِي الأَرْضِ وَأَعْبُدَ رَبِّي. قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: فَإنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ

(4)

وَلَا يُخْرَجُ

(5)

، إِنَّكَ تَكْسِبُ الْمُعْدِمَ

(6)

، وَتَصلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ،

"أَيْنَ تُرِيدُ يَا بَا بَكْرٍ" في نـ: "أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ". "قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ" في نـ: "فَقَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ". "إِنَّكَ تَكْسِبُ" في سـ، هـ:"أَنْتَ تَكْسِبُ". "الْمُعْدِم" كذا في هـ، وفي نـ:"المعدوم".

===

(1)

قوله: (ابن الدغنة) بضم المهملة والمعجمة وتشديد النون عند أهل اللغة، وعند الرواة بفتح أوّله وكسر ثانيه وتخفيف النون، اسمه الحارث بن يزيد، وقيل: مالك، والدّغنة أمّه. و"القارة" بالقاف وتخفيف الراء: قبيلة مشهورة من بني الْهُون - بالضم والتخفيف - ابن خزيمة بن مدركة بن اليأس بن مضر، "توشيح"(6/ 2450).

(2)

قبيلة، "ك"(15/ 114).

(3)

قوله: (أن أسيح) بهمزة مفتوحة فسين مكسورة وحاء مهملة بينهما تحتية ساكنة ولم يذكر له وجه مقصده لأنه كان كافرًا، "قس"(8/ 427).

(4)

من الخروج.

(5)

من الإخراج، "قس"(8/ 427).

(6)

قوله: (تكسب المعدم) بضم الميم وكسر الدال من الإعدام أي: تكسب غيرَك المالَ المعدوم أي: تعطيه له تبرعًا. قوله: "وتحمل الكل" بفتح الكاف وتشديد اللام: الثقل، وهو من الكلال الذي هو الإعياء، أي: ترفع الثقل أي: تعين الضعيف المنقطع، ويدخل فيه اليتيم والعيال وغير ذلك؛ لأن الكَلّ من لا يستقلّ بأمره. قوله:"وتَقْري الضيف" أي: تضيف الضيف. قوله: "نوائب الحق" جمع نائبة، وهي الحادثة خيرًا

ص: 713

وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، فَأَنَا لَكَ جَارٌ

(1)

، ارْجِعْ وَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ، فَرَجَعَ، وَارْتَحَلَ مَعَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ، فَطَافَ ابْنُ الدَّغِنَةِ عَشِيَّةً فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلَا يُخْرَجُ، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ الْمُعْدِمَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ؟ فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ بِجَوَارِ ابْنِ الدَّغِنَةِ

(2)

، وَقَالُوا لِابْنِ الدَّغِنَةِ: مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ، وَلَا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ، وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِهِ، فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَفْتِنَ

(3)

نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا. فَقَالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لأَبِي بَكْرٍ، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِصَلَاتِهِ، وَلَا يَقْرَأُ فِي غَيْرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا

(4)

لأَبِي بَكْرٍ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ

(5)

، وَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ

"ارْجِعْ" في ذ: "فَارْجِعْ". "يُكْسِبُ الْمُعْدِمَ" في نـ: "يُكْسِبُ الْمَعْدُومَ". "وَلَا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ" في نـ: "وَلَا يُؤْذِنَا بِذَلِكَ" مصحح عليه.

===

وشرًا، ولهذا قيّد بالحق، ومرّ شرح هذه الكلمات (برقم: 3) في أول الكتاب.

(1)

الجار: الناصر، "ك"(15/ 114).

(2)

قوله: (فلم تكذّب قريش بجوار ابن الدغنة) يعني لم تردّ جواره، وكل من كذّب بشيء فقد ردّه فأطلق التكذيب وأراد لازمه، و"الجوار" بكسر الجيم وضمها: الذمام والعهد والتأمين، كذا في "المجمع"(1/ 403) و"الكرماني"(15/ 114 - 115).

(3)

بكسر التاء، "قس"(8/ 428).

(4)

أي: ظهر، "ع"(11/ 626).

(5)

قوله: (بفناء داره) بكسر الفاء وهو ما امتدّ من جوانب الدار،

ص: 714

الْقُرْآنَ، فَيَتَقَذَّفُ

(1)

(2)

عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً

(3)

، لَا يَمْلِكُ عَينَيْهِ

(4)

إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَأَفْزَعَ ذَلِكَ

(5)

أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ،. . . . . . . . . . . . . . . . .

"فَيَتَقَذَّفُ" في نـ: "فَيَنْقَذِفُ"، وفي أخرى:"فينقصف"، وفي أخرى:"فَيَنْقَضِف". "وَهُمْ يَعْجَبُونَ" لفظ "هم" سقط في نـ. "وَأَفْزَعَ" في نـ: "فَأَفْزَعَ".

===

وهو أوّل مسجد بني في الإسلام، قاله أبو الحسن. قال الداودي: بهذا يقول مالك وفريق من العلماء: إن من كانت لداره طريقًا متسعًا أن يرتفق منها بما لا يضرّ بالطريق، "عيني"(11/ 626).

(1)

أي: يزدحم.

(2)

قوله: (فيتقذّف) بالمثناة والقاف والذال المعجمة المشددة، وتقدم في "الكفالة" (برقم: 2297) بلفظ: "فيَتَقَصَّف" أي: يزدحمون عليه حتى يسقط بعضهم على بعض فيكاد ينكسر، قال الخطابي: هذا هو المحفوظ، وأما "يتقذف" فلا معنى له، إلا أن يكون من القذف، أي: يتدافعون فيقذف بعضهم بعضًا فيتساقطون عليه فيرجع إلى معنى الأول، وللكشميهني بنون وقاف وذال مكسورة، "توشيح"(6/ 2451).

(3)

بتشديد الكاف، "قس"(8/ 428)، أي: كثير البكاء، "تو"(6/ 2451).

(4)

أي: لا يطيق إمساكهما عن البكاء، "تو"(6/ 2451).

(5)

قوله: (وأفزع ذلك) من الفزع وهو الخوف. وقوله: "ذلك" في محل الرفع فاعله، وهو إشارة إلى ما فعله أبو بكر من قراءة القرآن جهرًا وبكائه به، "عيني"(11/ 626).

ص: 715

فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ

(1)

، فَقَالُوا: إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ بِجِوَارِكَ، عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَقَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بفِنَاءِ دَارِهِ، فَأَعْلَنَ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ فِيهِ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يُفْتَنَ

(2)

نِسَاءُنَا وَأَبْنَاءُنَا فَانْهَهُ

(3)

، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ بِذَلِكَ فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ، فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ

(4)

، وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لأَبِي بَكْرٍ الِاسْتِعْلَانَ.

قَالَتْ عَائِشَةُ

(5)

: فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَاقَدْتُ لَكَ عَليْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيَّ

(6)

ذِمَّتِي، فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ

(7)

فِي رَجُلٍ

"فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ" في هـ، ذ:"فَقَدِمَ عَليْهِ" - أي: على أبي بكر -. "فَسَلْهُ" كذا في هـ، وفي نـ:"فَاسْأَلْهُ". "أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ" في نـ: "أَنْ يَرُدَّ عَلَيكَ". "وَلَسْنَا مُقِرِّينَ" في ذ: "وَلَسْنَا بِمُقِرِّينَ".

===

(1)

أي: على أشراف قريش، "قس"(8/ 428).

(2)

بالبناء للفاعل والمفعول، "قس"(8/ 428)، "تو"(6/ 2451).

(3)

بهمزة وصل، أي: عن ذلك.

(4)

قوله: (أن نخفرك) بضم النون من الإخفار وهو نقض العهد، يقال: خفره إذا حفظه، وأخفره إذا غدر به، كذا في "التوشيح"(6/ 2451)، أي: كرهنا أن ننقض ذمتك، "ك"(15/ 115).

(5)

بالسند السابق.

(6)

بتشديد الياء.

(7)

بلفظ المجهول، "ع"(11/ 626).

ص: 716

عَقَدْتُ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بجِوَارِ اللَّهِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ: "إِنِّي أُرِيتُ

(1)

دَارَ هِجْرَتِكُمْ ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ"

(2)

، وَهُمَا الْحَرَّتَانِ

(3)

(4)

، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، وَرَجَعَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَى رِسْلِكَ

(5)

، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي"

(6)

، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليَصْحَبَهُ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ

(7)

كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ

(8)

. . . . . . . . . . . . . . . . . .

"فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ" في نـ: "فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ". "بِجِوَارِ اللَّهِ" زاد في نـ: "عز وجل". "بِأَبِي أَنْتَ" زاد في هـ: "وَأُمِّي".

===

(1)

بضم الهمزة مبنيًا للمفعول، "قس"(8/ 429).

(2)

اللابة بتخفيف الموحدة: الحرة، "ك"(15/ 115).

(3)

يريد المدينة، وهي بين الحرتين، "ك"(15/ 116).

(4)

قوله: (وهما الحرتان) هذا مدرج في الخبر، وهو من تفسير الزهري، والْحَرّة: أرض ذات حجارة سود، "فتح"(7/ 234).

(5)

بكسر الراء، أي: على هينتك، أي: لا تستعجلْ، "ك"(15/ 116).

(6)

أي: في الهجرة، "قس"(8/ 429).

(7)

تثنية راحلة وهي ما يختاره الرجل لمركبه وحمله، "مجمع"(2/ 306).

(8)

بفتح المهملة وضم الميم، "تو"(6/ 2451).

ص: 717

وَهُوَ الْخَبَطُ

(1)

(2)

أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ

(3)

(4)

: قَالَ عُرْوَةُ

(5)

: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ

(6)

، قَالَ قَائِلٌ

(7)

لأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَنِّعًا

(8)

(9)

- فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:. . . . . . . . . . . . .

"نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ" في نـ: "نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسًا".

===

(1)

مدرج من تفسير الزهري.

(2)

قوله: (وهو الخبط) بفتح الخاء المعجمة والموحدة: ما يخبط بالعصا فيسقط من ورق الشجر، "قس" (8/ 429). قال في "المجمع" (2/ 11): الخبط - بالحركة - الورق الساقط بمعنى المخبوط.

(3)

بالسند السابق.

(4)

"قال ابن شهاب" هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، وكنيته أبو بكر، الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، وهو من رؤوس الطبقة الرابعة.

(5)

"عروة" هو ابن الزبير بن العوام القرشي.

(6)

أي: أول الزوال، "قس"(8/ 429).

(7)

قوله: (قال قائل) قال ابن حجر في "المقدمة": يحتمل أن يفسّر بعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، وفي "الطبراني" أن قائل ذلك أسماء بنت أبي بكر، "قس"(8/ 429).

(8)

أي: مغطيًا رأسه، "ك"(15/ 117).

(9)

قوله: (متقنعًا) أي: مطيلسًا رأسه وهو أصل في لبس الطيلسان، وقد أخرج الترمذي في "الشمائل" (ح: 127) عن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر التقنع"، "توشيح"(6/ 2451 - 2452).

ص: 718

فِدَاءً

(1)

(2)

لَهُ أَبِي وَأُمِّي، وَاللهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ. قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَ، فَأُذِنَ

(3)

لَهُ

(4)

فَدَخَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ: "أَخْرِجْ

(5)

مَنْ عِنْدَكَ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ

(6)

لِي فِي الْخُرُوجِ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّحَابَةُ

(7)

بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"بِالثَّمَنِ"

(8)

، قَالَتْ عَائِشَةُ:

"فِدَاءً لَهُ" في سـ، حـ، ذ:"فَدىً لَهُ". "فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ" في هـ، ذ:"فَإِنَّهُ قَدْ أُذِنَ". "فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ" في نـ: "قَالَ أَبُو بَكْرٍ". "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ".

===

(1)

بكسر الفاء والهمزة، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:["فدىً"] بالقصر من غير همز، "قس"(8/ 429).

(2)

الفداء إذا كسر أوله يمدّ ويقصر، وإذا فتح فهو مقصور، "صحاح"(2/ 36).

(3)

أبو بكر، "قس"(8/ 430).

(4)

صلى الله عليه وسلم.

(5)

بهمزة قطع، "قس"(8/ 430).

(6)

بضم الهمزة.

(7)

قوله: (الصحابة) بالنصب أي: أريد المصاحبة، أو أطلبها، "ك"(15/ 117)، وبالرفع خبر مبتدإ محذوف، "قس"(8/ 430).

(8)

قوله: (بالثمن) وعند الواقدي: الثمن كان ثمان مائة، وأن راحلته هي القصواء، كذا في "القسطلاني" (8/ 430). قال في "الفتح" (7/ 235): عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم قليلًا وماتت في خلافة أبي بكر.

ص: 719

فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجِهَازِ

(1)

، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً

(2)

فِي جِرَابٍ

(3)

، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا

(4)

،

"أَحَثَّ الْجِهَازِ" في حـ، هـ، ذ:"أَحَبَّ الْجِهَازِ".

===

(1)

قوله: (فجهّزناهما أحثّ الجهاز) بالمهملة والمثلثة، أفعل التفضيل من الحثّ، وهو الإسراع، وفي رواية أبي ذر بالموحدة، والأول أصح، و"الجهاز" بفتح الجيم وقد تكسر، ومنهم من أنكر الكسر، وهو ما يحتاج إليه في السفر، "ف"(7/ 235 - 236).

(2)

قوله: (سُفْرَة) أي: زادًا فإن معنى السفرة في اللغة: الزاد الذي يُصنع للمسافر، وإطلاقها على وعائه مجاز، فاستعمل هنا في المعنى الحقيقي، وأفاد الواقدي أن الزاد المذكور شاة مطبوخة، "توشيح"(6/ 2452).

(3)

بكسر الجيم.

(4)

قوله: (من نطاقها) بكسر النون، قال في "التوشيح" (6/ 2452): وهو ما يشد به الوسط، وقيل: إزار فيه تِكَّة، وقيل: ثوب تلبسه المرأة ثم تشد وسطها بحبل، ثم ترسل الأعلى على الأسفل، انتهى. قال في "النهاية" (5/ 74): هو أن تلبس المرأة ثوبها ثم تشدّ وسطه بشيء وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال لئلا تعثر في ذيلها، وبه سميت أسماء ذات النطاقين؛ لأنها كانت تطابق نطاقًا فوق نطاق، وقيل:[كان] لها نطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وهما في الغار، وقيل: شقّت نطاقها نصفين فاستعملت أحدهما وجعلت الآخر شدادًا لزادهما، انتهى. قال صاحب "القاموس" (ص: 853): نطاق ككتاب: شُقَّة تلبسها المرأة وتشد وسطها، فترسل الأعلى على الأسفل إلى الأرض، والأسفل ينجَرُّ على الأرض ليس لها حُجْزَةٌ ولا نَيْفَقٌ ولا ساقان، انتهى.

ص: 720

فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الْجِرَابِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقِ، قَالَتْ: ثُمَّ لَحِقَ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ فَكَمَنَا

(2)

فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ

(3)

وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ثَقِفٌ

(4)

لَقِنٌ، فَيُدْلِجُ

(5)

مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ

(6)

،. . . . . . . . . . . . . . . . . .

"ذَاتَ النِّطَاقِ" في هـ، ذ:"ذَاتَ النِّطَاقَينِ". "فَكَمَنَا فِيهِ" في نـ: "فَمَكُثَا فِيهِ". "فَيُدْلِجُ" في ذ: "فَيَدَّلِجُ".

===

(1)

قوله: (ثم لحق) أفاد الواقدي أن الخروج كان من خوخة في ظهر بيت أبي بكر. وقال الحاكم: تواترت الأخبار أن خروجه كان يوم الاثنين، إلا أن محمد بن [موسى] الخوارزمي قال: إنه خرج من مكة يوم الخميس. قال ابن حجر: يجمع بأن الخروج من مكة يوم الخميس، ومن الغار ليلة الاثنين، لأنه أقام فيه ثلاث ليال، "توشيح"(6/ 2452)، ["فتح الباري" (7/ 236)].

(2)

بفتح الميم ويجوز كسرها: اختفيا، "تو"(6/ 2452).

(3)

الصديق.

(4)

قوله: (ثقف) بفتح المثلثة وكسر القاف ويجوز إسكانها وفتحها: الحاذق الفطن. و"اللقن" بكسر القاف: السريع الفهم. قوله: "فيدلج" أي: يخرج في ذلك الوقت منصرفًا إلى مكة، يقال: أدلج الرجل إذا سار الليل في أوله، وقيل: في كله، وادلج بتشديد الدال: إذا سار من آخره. قوله: "كبائتٍ" أي: كمن بات بمكة، يظهر ذلك للكفار، "ك"(15/ 117)، ومرّ بعض بيان الحديث (برقم: 2297) في "الكفالة".

(5)

أي: يخرج.

(6)

مثل شب كَذارنده در مكة. [بالفارسية].

ص: 721

فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ

(1)

بِهِ إِلَّا وَعَاهُ

(2)

، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ، فَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ

(3)

مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً

(4)

مِنْ غَنَمٍ

(5)

، فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ

(6)

- وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا وَرَضِيفُهُمَا - حَتَّى يَنْعِقَ

(7)

بِهَا

(8)

"يُكْتَادَانِ" في هـ، ذ:"يُكَادَانِ". "فَيَرْعَى عَلَيْهِمَا" في نـ: "وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا". "يَنْعِقَ بِهَا" في ذ: "يَنْعِقَ بِهِمَا" - لأبي ذر بالتثنية، أي: يسمع النبي صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه صوته إذا زجر غنمه، "قس"(8/ 431) -.

===

(1)

من قولهم: كدت الرجل إذا طلبت له الغوائل ومكرت به، وفي بعضها من باب الافتعال أي: يطلب لهما ما فيه من المكروه، "قس"(8/ 430)، "ك"(15/ 117).

(2)

قوله: (إلا وعاه) أي: حفظه، أي: لا يسمع شيئًا أرادوا به كيدهما إلا حفظ ووعى، كذا في "الخير الجاري".

(3)

"عامر بن فهيرة" بضم الفاء مصغرًا، "قس"(8/ 430)، هو مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

(4)

قوله: (منحة) بكسر الميم وسكون النون وفتح المهملة: شاة تحلب إناء بالغداة وإناء بالعشيّ، "قس"(8/ 431).

(5)

كانت لأبي بكر، "قس"(8/ 431).

(6)

قوله: (في رسل) بكسر الراء وسكون المهملة: اللبن الطريّ، "ورضيفهما" براء ومعجمة وفاء بوزن [الرغيف]: اللبن المرضوف الذي وضعت فيه الحجارة المحماة بالشمس أو النار لينعقد وتزول وَخَامتُه. وقيل: الرضيف الناقة المحلوبة، فهو بالجر، وعلى الأول بالرفع، "ك"(15/ 118)، "تو"(6/ 2453).

(7)

أي: يصيح بها ويزجرها.

(8)

أي: بالغنم.

ص: 722

عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ

(1)

، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ، وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا

(2)

مِنْ بَنِي الدِّيلِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبدِ بْنِ عَدِيٍّ هَادِيًا خِرِّيتًا

(3)

- وَالْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ - قَدْ غَمَسَ

(4)

حِلْفًا فِي آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ

===

(1)

هو ظلام آخر الليل، "قس"(8/ 431).

(2)

قوله: (رجلًا) هو عبد الله بن أريقط بالقاف والطاء مصغرًا، كذا في "القسطلاني" (8/ 431). قوله:"من بني الديل" بكسر المهملة وسكون التحتية، وقيل: بضم أوله وكسر ثانيه مهموزًا، "توشيح"(6/ 2453)، بعدها لام، "قس"(8/ 431).

(3)

قوله: (خريتًا) بكسر المعجمة وشدة الراء المكسورة بعدها تحتية ثم مثناة. قوله: "والخريت الماهر بالهداية" مدرج من تفسير الزهري، قال الأصمعي: إنما سمي خريتًا لأنه يهتدي بمثل خرت الإبرة، أي: ثقبها، وقيل: لأنه يهتدي لإخرات المفازة، وهي طرقها الخفية، "توشيح"(6/ 2454).

(4)

قوله: (قد غمس) بغين معجمة فميم فسين مفتوحات. قوله: "حلفًا" بكسر الحاء المهملة، يريد أنه كان حليفًا لهم وآخذًا بنصيب من عقدهم، وكانوا إذا تحالفوا غمسوا أيديهم في دم أو خلوق أو نحوهما من شيء فيه تلوين

(1)

، فيكون ذلك تأكيدًا للحلف. قوله:"فأمناه" بقصر الهمزة، وأمنته على كذا وائتمنته بمعنى، كذا في "الكرماني"(15/ 118) و"قس"(8/ 431).

(1)

كذا في الأصل و"قس"، وفي "الكرماني": فيه تلويث.

ص: 723

قُرَيْشٍ فَأَمِنَاهُ، فَدَفَعَا إِلَيهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ

(1)

بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلَاثٍ، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ

(2)

، فَأَخَذَ بِهِمْ عَلَى طَرِيقِ السَّوَاحِلِ. [راجع: 476].

3906 -

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ

(3)

(4)

: وَأَخْبَرَنِي عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ

(5)

- وَهُوَ ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ

(6)

- أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ: جَاءَنَا رُسُلُ كفَّارِ قُرَيْشٍ

"طَرِيقِ السَّوَاحِلِ" في نـ: "طَرِيقِ السَّاحِلِ". "وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ" في نـ: "فَاَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ". "سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"سراقة بن جعشم". "رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ" في نـ: "رَسُولُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ".

===

(1)

جبل بقرب مكة.

(2)

هو عبد الله بن أريقط، "قس"(8/ 431).

(3)

موصول بإسناد ما قبله.

(4)

"ابن شهاب" هو محمد بن مسلم الزهري.

(5)

قوله: (عبد الرحمن بن مالك) ابن جعشم، بضم الجيم والمعجمة وسكون المهملة بينهما، وحكي فتح الجيم أيضًا، "المدلجي" بضم الميم وإسكان المهملة وكسر اللام وبالجيم، و"سراقة" بضم المهملة وتخفيف الراء وبالقاف، "ابن جعشم" وفي بعضها "سراقة بن مالك بن جعشم" والأول هو الموافق لكونه ابن أخيه، لكن المشهور هو الثاني كما في كتاب "الاستيعاب"(2/ 148) ونحوه، "كرماني"(15/ 119).

(6)

"سراقة بن جعشم" نسبه لجده واسم أبيه مالك هو الكناني ثم المدلجي أبو سفيان صحابي مشهور من مسلمة الفتح.

ص: 724

يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ

(1)

كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، لِمَنْ قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ

(2)

، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَينَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً

(3)

بِالسَّاحِلِ، أُرَاهَا

(4)

مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ لَيسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا

(5)

انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا

(6)

، ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي - وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ

(7)

- فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ، فَخَطَطْتُ بِزُجِّهِ الأَرْضَ

(8)

، وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا،

"وَأَبِي بَكْرٍ" في نـ: "وَفِي أَبِي بَكْرٍ". "لِمَنْ قَتَلَهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"مَنْ قَتَلَهُ". "أَقْبَلَ رَجُلٌ" في سـ، حـ، ذ:"إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ". "فَقُلْتُ لَهُ" في نـ: "فَقُلْتُ لَهُمْ". "فَخَطَطْتُ" في هـ، صـ، ذ:"فَحَطَطْتُ" بالحاء الحطي.

===

(1)

مائة ناقة، "قس"(8/ 433).

(2)

قبيلة من كنانة، "ع"(11/ 630).

(3)

أي: أشخاصا، "ك"(15/ 119).

(4)

بالضم أي: أظنها، "قس"(8/ 433).

(5)

لم أعرف اسمهما، "قس"(8/ 434).

(6)

أي: في نظرنا معاينة.

(7)

قوله: (أكمة) بالفتحات، وهي الرابية المرتفعة من الأرض، "خ".

(8)

قوله: (فخطَطْتُ بزُجِّه الأرض) بإعجام خاء، وروي بإهمالها، و"الزج" بضم الزاي: الحديد في أسفل الرمح، فعلى الإهمال معناه: أمكنت

ص: 725

فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا فَقُمْتُ، فَأهُوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي

(1)

فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الأَزْلَامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا: أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا؟ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَعَصَيْتُ الأَزْلَامَ، تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الالْتِفَاتَ، سَاخَتْ

(2)

يَدَا فَرَسِي فِي الأَرْضِ

"فَرَفَعْتُهَا" ثبت في ذ، وفي "قس" في ذ:"فَرَفَّعْتُهَا" بتشديد الفاء. "فَعَثَرَتْ بِي" في نـ: "وَعَثَرَتْ بِي". "فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا" في ذ: "وَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا".

===

أسفله وخفضت أعلاه لئلا يظهر بريقه لمن بعد منه فيتبعه أحد منهم فيشاركه في الجعالة، وعلى الإعجام - وهو للجمهور - معناه: خفض أعلاه فأمسكه بيده وجرَّ زُجّه، فخطّها به غير قاصد أن يخطّها، بل لئلا يظهر الرمح. قوله:"فرفعتُها" أي: أسرعت بها السير. قوله: "تقرّب" من التقريب، والتقريب: السير دون العَدْو فوق العادة، قال الأصمعي: هو أن ترفع الفرس يديها معًا وتضعهما معًا. قوله: "أهويتُ يدي" أي: بسطتها إليها للأخذ، و"الكنانة" الخريطة المستطيلة من جلود يجعل فيها السهام وهي الجعبة، و"الأزلام" أي: الأقداح وهي السهام التي لا ريش لها، وكان لهم في الجاهلية هذه الأزلام مكتوبًا عليها:"لا" أو: "نعم"، فإذا اتفق لهم أمر من غير قصد كانوا يخرجونها، فإن خرج ما عليه "نعم" مضى على عزمه، وإن خرج "لا" انصرف عنه، والاستقسام طلب معرفة النفع والضرّ بالأزلام أي: التفاؤل بها، من "ك"(15/ 119 - 120)"تو"(6/ 2457)، "مجمع"(2/ 68).

(1)

الكنانة: الجعبة.

(2)

أي: غاصت ودخلت، "ك"(15/ 120).

ص: 726

حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ

(1)

، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً، إِذا لأَثَرِ يَدَيْهَا غُبَارٌ سَاطِعٌ

(2)

فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلَامِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَنَادَيْتُهُمْ بِالأَمَانِ فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنْ سَيَظْهَرُ

(3)

أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ

(4)

، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ

(5)

بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَآنِي وَلَمْ يَسْأَلَانِي إِلَّا أَنْ قَالَ: أَخْفِ

(6)

عَنَّا، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ،. . . . . . . . . . . . . . .

"غُبَارٌ سَاطِعٌ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"عُثَانٌ سَاطِعٌ". "فَلَمْ يَرْزَآنِي" في ذ: "فَلَمْ يَرْزَانِي"، وزاد في نـ:"شيئًا". "وَلَمْ يَسْأَلَانِي" زاد في نـ: "شيئًا". "إِلَّا أنْ قَالَ" في نـ: "إِلَّا أن قَدْ قَالَ"، وفي أخرى:"إِلَّا أَنْ قَالَا"، وفي أخرى:"إِلَّا أَنْ قَالُوا".

===

(1)

أي: أرادت القيام بالخروج، "خ".

(2)

أي: مرتفع، "ك"(15/ 120).

(3)

بالرفع، "ك"(15/ 120).

(4)

أي: مائة ناقة.

(5)

قوله: (أخبار ما يريد الناس) أي: الكفار من قتلهم وأسرهم وجعل الدية لمن تصدى لذلك. قوله: "لم يرزآني" أي: لم يأخذا مني شيئًا ولم ينقصا من مالي، "ك"(15/ 120 - 121).

(6)

بفتح الهمزة أمر من الإخفاء، "قس"(8/ 435).

ص: 727

فَكَتَبَ لِي فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدَمٍ

(1)

، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ

(2)

(3)

: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ

(4)

: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ الزُّبَيْرَ فِي رَكْبٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا تُجَّارًا قَافِلِينَ

(5)

مِنَ الشَّامِ، فَكَسَا الزُّبَيْرُ

(6)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَبَا بَكْرٍ ثِيَابَ بيَاضٍ، وَسَمِعَ

"فَكَتَبَ لِي فِي رُقْعَةٍ" في نـ: "فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ". "مِنْ أَدَمٍ" في نـ: "مِنْ أَدِيمٍ". "ثِيَابَ بيَاضٍ" في نـ: "ثِيَابَ بيضٍ".

===

(1)

قوله: (في رقعة من أدم) بفتح الدال: جلد مدبوغ، زاد ابن إسحاق: فأخذته فجعلته في كنانتي، وفي نسخة بكسر الدال المهملة بعدها تحتية، كذا في "القسطلاني" (8/ 435). قال في "التوشيح" (6/ 2457): للإسماعيلي: "كتاب موادعة" - أي: اكتب لي كتاب موادعة -، ولابن إسحاق:"كتابًا يكون آية بيني وبينك" فرجعت فلم أذكر شيئًا مما كان، حتى إذا فرغ من حنين بعد فتح مكة خرجت لألقاه ومعي الكتاب فلقيته بالجعرانة، فرفعت يدي بالكتاب فقلت: يا رسول الله هذا كتابك، فقال:"يوم وفاء وبرّ، ادْن"، فأسلمت، انتهى.

(2)

هو موصول أيضًا.

(3)

"ابن شهاب" تقدم ذكره مرارًا.

(4)

"عروة بن الزبير" ابن العوام القرشي.

(5)

أي: راجعين.

(6)

قوله: (فكسا الزبير) هو ابن العوام، أحد العشرة المبشرة، وقيل: الصحيح أن الذي كسا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر هو طلحة لا الزبير رضي الله عنهم، كذا في "الكرماني" (15/ 121). قال السيوطي في "التوشيح" (6/ 2458): وجمعا بأنهما معًا كانا في الركب، وأنهما معًا كسيا.

ص: 728

الْمُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ بِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ، فَكَانُوا يَغْدُونَ

(1)

كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى الْحَرَّةِ

(2)

فَيَنْتَظِرُونَهُ، حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ

(3)

، فَانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَ مَا أَطَالُوا انْتِظَارَهُمْ، فَلَمَّا أَوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ، أَوْفَى

(4)

رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ عَلَى أُطُمٍ

(5)

مِنْ آطَامِهِمْ لأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ مُبْيِّضِّين

(6)

يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ، فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهُودِيُّ

(7)

أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعَاشِرَ الْعَرَبِ هَذَا جَدُّكُمُ

(8)

الَّذِي تَنْتَظِرُونَ،

"بِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"مَخْرَجَ رَسُولِ اللَّهِ". "يَا مَعَاشِرَ الْعَرَبِ" في ذ: "يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ".

===

(1)

أي: يخرجون غدوة، "تو"(6/ 2458).

(2)

أي: حرة المدينة.

(3)

أي: وقت استواء الشمس.

(4)

قوله: (أوفَى) أي: أشرف وطلع على مكان عالٍ وأشرف منه، قال في "الفتح" (7/ 243): لم أقف على اسمه، وكان صعوده لأمر آخر، كذا في "الخير الجاري"، ومرّ بعض الحديث مع بيانه [برقم: 2237] في "كتاب الكفالة".

(5)

قوله: (أطُم) بضمتين: القصر وكل حصن مبني بحجارة، الجمع آطام وأُطوم، "قاموس" (ص: 994).

(6)

قوله: (مُبيّضين) بتشديد الياء المكسورة أي: لابسين ثيابًا بيضًا، ويجوز بسكون باء وتشديد ضاد. وقوله:"يزول بهم السراب" أي: يزول السراب عن النظر بسبب عروضهم له، وقيل: أي: ظهر حركتهم فيه للعين، كذا في "المجمع"(1/ 244).

(7)

لم يسم، "قس"(8/ 436).

(8)

بفتح الجيم وتشديد الدال المهملة، أي: حظّكم وصاحب دولتكم، "تو"(6/ 2458)، "قس"(8/ 436).

ص: 729

فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى السِّلَاحِ، فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِظَهْرِ الْحَرَّةِ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

(1)

، وَذَلِكَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ

(2)

مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ، وَجَلَسَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَامِتًا، فَطفِقَ مَنْ جَاءَ مِنَ الأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجِيءُ أَبَا بَكْرٍ، حَتَّى أَصَابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى ظَلَّلَ عَليْهِ بِرِدَائِهِ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

(3)

بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَأَسَّسَ الْمَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى

(4)

، وَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَكِبَ

"يَجِيءُ أَبَا بَكْرٍ" في نـ: "يُحَيِّي

(5)

أَبَا بكرٍ"، وفي أخرى: "فَحَيَّ أَبَا بكرٍ".

===

(1)

أي: بقباء، وكان نزوله على كلثوم بن الهدم، وقيل: كان يومئذ مشركًا، "تو"(6/ 2459).

(2)

قوله: (يوم الاثنين) شذّ من قال: يوم الجمعة. قوله: "من شهر ربيع الأول" قيل: كان أول يوم منه، وقيل: ثانيه، وقيل: سابعه، وقيل: ثاني عشرة، وقيل: ثالث عشرة، وقيل: نصفه، "توشيح"(6/ 2459).

(3)

"بني عمرو بن عوف" ابن مالك بن الأوس ومنازلهم بقباء، "قس"(8/ 436).

(4)

أي: يسلم عليه، "قس"(8/ 436)، أي: يظنه أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، "تو"(6/ 2459).

(5)

قوله: (أُسّس على التقوى) أي: مسجد [قباء]، ومنه يؤخذ تفسير قوله تعالى:{مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108]؛ لأن تأسيسه كان في أول يوم حلّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدار الهجرة، قال السهيلي: وهو أول مسجد صلّى

ص: 730

رَاحِلَتَهُ

(1)

، فَسَارَ يَمْشِي مَعَهُ النَّاسُ حَتَّى بَرَكَتْ

(2)

عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ يُصَلِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ مِرْبَدًا

(3)

لِلتَّمْرِ لِسُهَيْلٍ وَسَهْلٍ

(4)

غُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي حَجْرِ

(5)

أَسْعَدَ

(6)

بْنِ زُرَارَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ:

"يَمْشِي مَعَهُ النَّاسُ" في هـ، ذ:"يَمْشِي مَعَ النَّاسِ". "غُلَامَيْنِ يَتِيْمَينِ" في حـ، صـ:"هُما أخوانِ". "فِي حَجْرِ أَسْعَدِ بْنِ زُرَارَةَ" في ذ: "فِي حَجْرِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ".

===

فيه بأصحابه جماعة ظاهرًا، وأول مسجد بني لجماعة المسلمين عامة، وأما ما أخرجه مسلم [ح: 1398] والترمذي [ح: 323] من حديث أبي سعيد: "أن رجلين اختلفا في المسجد الذي أُسّس على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك، فقال: هو مسجدي هذا، وفي ذلك - يعني مسجد قباء - خير كثير" فأجيب عنه بأنه صدر لدفع توهم مَنْ ظنَّ اختصاص مسجد قباء بذلك، أو مساواة المسجدين لاشتراكهما في بنائه صلى الله عليه وسلم لكل منهما، "توشيح"(6/ 2459).

(1)

زاد ابن إسحاق: "يوم الجمعة"، "تو"(6/ 2460).

(2)

عند موضع المنبر من المسجد، "قس"(8/ 436).

(3)

قوله: (مربدًا) بكسر الميم وسكون الراء وفتح الموحدة: الموضع الذي يجفّف فيه التمر، وقال الأصمعي: كل شيء حبست فيه الإبل والغنم، "توشيح"(6/ 2460).

(4)

ابني رافع بن عمرو، "قس"(8/ 436).

(5)

بفتح الحاء وسكون الجيم، "قس"(8/ 436).

(6)

قوله: (أسعد) لأبي ذر: "سعد" والأول الصواب، كذا في

ص: 731

"هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْمَنْزِلُ"، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْغُلَامَيْنِ، فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالَا: بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُما هبةً حَتَّى ابْتَاعَهُ

(1)

مِنْهُمَا

(2)

، ثُمَّ بَنَاهُ مَسْجِدًا، وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَهُمُ اللَّبِنَ

(3)

فِي بُنْيَانِهِ، وَيَقُولُ وَهُوَ يَنْقُلُ اللَّبِنَ:

هَذَا الْحِمَالُ

(4)

لَا حِمَالَ خَيْبَرْ

هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ

"فَقَالَا: بَلْ نَهَبُهُ" في نـ: "فَقَالَا: لَا بَلْ نَهَبُهُ". "فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ - إلى - ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا" ثبت في هـ، ذ. "مِنْهُما هبةً" في نـ:"هبةً مِنْهُما". "وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ".

===

"التوشيح"(6/ 2460). قال القسطلاني (8/ 436): وكان أسعد من السابقين في الإسلام من الأنصار، وأما أخوه سعد فتأخر إسلامه، انتهى.

(1)

قال في "التوشيح"(6/ 2460): والجمع بينه وبين قوله فيما تقدم: "لا نطلب ثمنه إلا إلى الله" أنهم قالوا ذلك أولًا، فأبى أن يقبله حتى ابتاعه.

(2)

أي: أعطاهما عشر دنانير، "قس". [انظر "الفتح" (7/ 246)].

(3)

ككتف: المضروب من الطين مُربَّعًا للبناء، "قاموس" (ص: 1133).

(4)

قوله: (هذا الحمال) بكسر المهملة وفتح الميم مخففة، ولأبي ذر بفتح المهملة، أي: هذا المحمول من اللبن أبرّ عند الله وأطهر، أي: أبقى ذخرًا وأكثر ثوابًا وأدوم منفعة وأطهر من اللوثات. قوله: "لا حمال خيبر" من التمر والزبيب والطعام المحمول منها هو الذي يغتبط به حاملوه، والحمال والحمل بمعنى، قال عياض: وقد رواه المستملي بالجيم المفتوحة، قال: وله وجه، والأول أظهر، و"ربنا" بالنصب منادى، وفي بعضها مكانه:"دينًا"

ص: 732

وَيَقُولُ:

اللَّهُمَّ إِنَّ الأَجْرَ أَجْرُ الآخِرَهْ

فَارْحَمِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ

فَتَمَثَّلَ

(1)

بِشِعْرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ

(2)

لِي.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ

(3)

: وَلَمْ يَبْلُغْنَا فِي الأَحَادِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ تَامٍّ غَيْرِ هَذِهِ الأَبْيَاتِ. [تحفة: 3816].

3907 -

حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ وَفَاطِمَةَ

(7)

،

"غَيْرِ هَذِهِ الأَبْيَاتِ" كذا في ذ، وفي نـ:"غَيْرِ هَذَا البيت". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ".

===

وهذا كله مرسل؛ لأن عروة تابعي لا صحابي، و"شِعْر رجل" يحتمل أن يراد به الشعر المذكور، وأن يراد شعر آخر، من "المجمع"(1/ 562) و"الكرماني"(15/ 123) و"قس"(8/ 437).

(1)

أنشد بيتا، "ق" (ص: 951).

(2)

هو عبد الله بن رواحة، "قس"(8/ 437)، ذكره غير الزهري، "توشيح"(6/ 2460).

(3)

الزهري، "قس"(8/ 437).

(4)

"عبد الله بن أبي شيبة" نسبه لجده هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ، صاحب التصانيف.

(5)

"أبو أسامة" حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

(6)

ابن عروة بن الزبير بن العوام.

(7)

"فاطمة" هي بنت المنذر بن الزبير بن العوام.

ص: 733

عَنْ أَسْمَاءَ

(1)

: صَنَعْتُ سُفْرَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَا الْمَدِينَةَ، فَقُلْتُ لأَبِي: مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبُطُهُ

(2)

إِلَّا نِطَاقِي

(3)

، قَالَ: فَشُقِّيهِ، فَفَعَلْتُ، فَسُمِّيتُ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ. [راجع: 2979].

3908 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(6)

، عَنْ أَبِي إِسحَاقَ

(7)

قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ

(8)

قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ

(9)

، فَدَعَا عَليْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَاخَتْ

(10)

بِهِ فَرَسُهُ، قَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكَ، فَدَعَا لَهُ، قَالَ: فَعَطِشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ بِرَاعٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصديقُ:

"فَقُلْتُ لأَبِي" في نـ: "فَقُلْتُ لأَبِي بكرٍ". "أَرْبُطُهُ" في نـ: "أَرْبُطُهَا". "ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ" زاد في نـ: "وَقَال ابن عباس: أَسْمَاءُ ذَاتِ النطاق". "وَلَا أَضُرُّكَ" في ذ: "وَلَا أضُرُّ بِكَ". "قَالَ أَبُو بَكْرٍ" في نـ: "فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ".

===

(1)

" أسماء" بنت أبي بكر الصديق.

(2)

قوله: (أربطه) بكسر الموحدة، أي: الظرف أو رأس السفرة، فهو على تقدير حذف مضاف، "قس" (8/ 438). ومرّ بيان النطاق (برقم: 3905).

(3)

هو بكسر النون، مرّ بيانه (برقم: 3905).

(4)

"محمد بن بشار" أبو بكر بندار العبدي البصري.

(5)

"غندر" لقب محمد بن جعفر البصري.

(6)

"شعبة" ابن الحجاج بن الورد العتكي.

(7)

"أبي إسحاق" عمرو بن عبد الله السبيعي.

(8)

"البراء" ابن عازب.

(9)

أسلم بعد الطائف، "قس"(8/ 438).

(10)

أي: غاصت.

ص: 734

فَأَخَذْتُ قَدَحًا فَحَلَبْتُ فِيهِ كُثْبَةً

(1)

مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ. [راجع: 2439].

3909 -

حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى

(2)

، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ

(3)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

(4)

، عَنْ أَبيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ

(5)

: أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ

(6)

، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ، فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ

(7)

، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ، فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ

(8)

فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ

"حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ" في نـ: "حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ". "فَوَضَعْتُهُ" في ذ: "فَوَضَعَهُ".

===

(1)

قوله: (كثبة) بضم الكاف: قدر حلبة، وقيل: هو ملء القدح. قوله: "أنا مُتِمٌّ" أي: لمدة الحمل بإتمام الشهر التاسع. قوله: "ثم تفل" بالفوقية والفاء: رمى من ريقه في فمه. قوله: "ثم حنّكه" يقال: حنّكت الصبي أي: مضغت تمرًا أو غيره ثم دلكته بحنكه، وفيه لطف عظيم بحال المولود حيث تفل بريقه المبارك أولًا، ثم حنّك بممضوغه ثانيًا، ثم دعا له وبرك عليه. و"برّك" بفتح الموحدة وتشديد الراء، بأن قال: بارك الله فيك، أو: اللهم بارك فيه، من "ك"(15/ 124)، "خ"، "قس"(8/ 439).

(2)

"زكرياء بن يحيى" ابن صالح اللؤلؤي البلخي.

(3)

"أبي أسامة" حماد بن أسامة الكوفي.

(4)

"هشام بن عروة" ابن الزبير بن العوام القرشي.

(5)

"أسماء" هي بنت أبي بكر الصديق زوجة الزبير بن العوام.

(6)

أي: قد أتممت مدة الحمل، "تو"(6/ 2461).

(7)

بفتح الحاء وكسرها.

(8)

أي: بزق في فمه.

ص: 735

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، ثُمَّ دَعَا لَهُ وَبَرَّكَ عَليْهِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ

(1)

وُلِدَ فِي الإِسْلَامِ.

تَابَعَهُ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ

(2)

عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ

(3)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

(4)

، عَنْ أَسْمَاء

(5)

: أَنَّهَا هَاجَرَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حُبْلَى. [طرفه: 5469، أخرجه: م 2148، تحفة: 15727].

3910 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ

(6)

، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ

(7)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

(8)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلَامِ

"وُلِدَ فِي الإِسْلَامِ" زاد في نـ: "يعني بالمدينة".

===

(1)

قوله: (أول مولود وُلد في الإسلام) أي: بالمدينة من المهاجرين، فأما من وُلد بغير المدينة من المهاجرين فقيل: عبد الله بن جعفر بالحبشة، وأما من الأنصار بالمدينة فكان أول مولود ولد لهم بعد الهجرة مسلمة بن مخلد، كما رواه ابن أبي شيبة، وقيل: النعمان بن بشير، وفي الحديث أن مولد عبد الله بن الزبير كان في السنة الأولى، وهو المعتمد، بخلاف ما جزم به الواقدي ومن تبعه بأنه ولد في السنة الثانية بعد عشرين شهرًا من الهجرة، كذا في "فتح الباري"(7/ 248).

(2)

القطواني.

(3)

"علي بن مسهر" قاضي الموصل، تكرر ذكره سابقًا.

(4)

"هشام عن أبيه" عروة بن الزبير.

(5)

بنت أبي بكر الصديق تقدمت.

(6)

"قتيبة" هو ابن سعيد الثقفي البلخي.

(7)

"أبي أسامة" هو حماد المذكور.

(8)

"هشام بن عروة عن أبيه" عروة بن الزبير.

ص: 736

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَتَوْا بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَمْرَةً فَلَاكَهَا

(1)

(2)

ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي فِيهِ

(3)

، فَأَوَّلُ مَا دَخَلَ بَطْنَهُ رِيقُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [تحفة: 16827].

3911 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبِ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ

(7)

،

"مَا دَخَلَ بَطْنَهُ" في نـ: "مَا دَخَلَ فِي بَطْنِهِ". "رِيقُ النَّبِيِّ" في ذ: "رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ". "حَدَّثَنِي أَبِي" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا أَبِي".

===

(1)

أي: مضغها، "ك"(15/ 125)، "تو"(6/ 2462).

(2)

قوله: (فلاكها) أي: مضغها، واللوك: إدارة الشيء في الفم، ولم يذكر فيه تفل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأنها اكتفت بريق المضغ، أو لم يطلع على ذلك؛ لأن عائشة كانت صغيرة، "خ".

(3)

أي: في فمه.

(4)

"محمد" هو ابن سلام البيكندي أو ابن المثنى العنزي، كذا في "قس"(8/ 441).

(5)

"عبد الصمد" يروي عن أبيه عبد الوارث بن سعيد البصري.

(6)

"عبد العزيز بن صهيب" البناني البصري.

(7)

قوله: (وهو مُرْدِف أبا بكر) قال الداودي: يحتمل أنه مرتدف خلفه على راحلته، ويحتمل أن يكون على راحلة أخرى؛ قال الله تعالى:{بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] أي: يتلو بعضهم بعضًا، ورجّح ابن التين الأول وقال: لا يصح الثاني، "فتح"(7/ 250).

ص: 737

وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ

(1)

يُعْرَفُ

(2)

، وَنَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَابٌّ لَا يُعْرَفُ

(3)

، قَالَ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي الطَّريقَ. قَالَ: فَيَحْسِبُ

(4)

الْحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي بِالطَّرِيقِ، وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ، فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ، فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا. فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:"اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ"، فَصَرَعَهُ الْفَرَسُ، ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ

(5)

،. . . . . . . . . . . . . .

"وَنَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَابٌّ" في ذ: "وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَابٌّ". "هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي" في ذ: "هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي يَهْدِينِي". "الطَّريقَ" في نـ: "السَّبِيلَ". "إِنَّمَا يَعْنِي بِالطَّرِيقِ" في نـ: "إِنَّمَا يَعْنِي بِه الطَّرِيقَ"، وفي أخرى:"إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيقَ". "فَصرَعَهُ الْفَرَسُ" في ذ: "فَصَرَعَهُ فَرَسُهُ".

===

(1)

قوله: (شيخ) أي: في الصورة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أسنَّ من أبي بكر على الصحيح، لكن شَعر أبي بكر أبيض، أو كان أكثر بياضًا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ك"(15/ 125).

(2)

أي: لتردده إليهم للتجارة، "قس"(8/ 441).

(3)

لعدم تردده إليهم، "قس"(8/ 441).

(4)

أي: يظن، "ك"(15/ 126).

(5)

قوله: (تحمحم) بحائين مهملتين وميمين أي: تُصَوِّتُ، وذكّر قوله:"فصرعه" باعتبار لفظ "الفرس"، وأنث في قوله:"قامت" باعتبار [ما] في نفس الأمر [من] أنها كانت أنثى، قاله ابن حجر (7/ 251). وقال العيني (6/ 475): قال أهل اللغة - ومنهم الجوهري -: الفرس يقع على الذكر والأنثى، ولم يقل أحد أنه يذكّر باعتبار اللفظ، ويؤنّث باعتبار أنها كانت [في نفس الأمر] أنثى، "قسطلاني"(8/ 441).

ص: 738

فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُرْنِي بِمَ شِئْتَ، قَالَ: "فَقِفْ مَكَانَكَ، لَا تَتْرُكَنَّ

(1)

أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا". قَالَ: فَكَانَ أَوَّلَ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ آخِرَ النَّهَارِ مَسْلَحَةً

(2)

لَهُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جانِبَ الْحَرَّةِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الأَنْصَارِ، فَجَاءُوا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا، وَقَالُوا: ارْكَبَا آمِنِيْنَ مُطَاعِيْنَ

(3)

، فرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَبُو بَكْرٍ، وَحَفُّوا دُونَهُمَا بِالسِّلَاحِ، فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، أَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ جَانِبَ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ، فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهُ، إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ

(4)

وَهُوَ فِي نَخْلٍ لأَهْلِهِ يَخْتَرِفُ لَهُمْ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ

"فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ" في نـ: "فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ". "بِمَ شِئْتَ" في ذ: "بِمَا شِئْتَ". "قَالَ: فَقِفْ" في نـ: "فَقَالَ: فَقِفْ". "فَجَاءُوا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" زاد في ذ: "وأَبِي بكرٍ". "جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "أَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ" في نـ: "فَاَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ". "فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ" في نـ: "وَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ". "أَنْ يَضَعَ" في حـ، هـ، ذ:"أَنْ يَضُمَّ".

===

(1)

قوله: (لا تتركنّ أحدًا يلحق بنا) هذا كقولهم: لا تَدْنُ من الأسد يُهلكك، وهو ظاهر على مذهب الكسائي، "ك"(15/ 126).

(2)

قوله: (مسلحة) بفتح الميم وسكون السين المهملة وفتح اللام والحاء المهملة، أي: يدفع عنه الأذى بمثابة السلاح، كذا في "القسطلاني" (8/ 442). قال الكرماني (15/ 126): هو بفتح الميم، أي: صاحب السلاح.

(3)

بلفظ التثنية والجمع، والأول أوجه، "قس"(8/ 442).

(4)

الإسرائيلي، "قس"(8/ 442).

ص: 739

الَّذِي يَخْتَرِفُ

(1)

لَهُمْ فِيهَا، فَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعِ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ؟

(2)

" فَقَالَ أبُو أَيُّوبَ

(3)

: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذِهِ دَارِي، وَهَذَا بَابِي. قَالَ:"فَانْطَلِقْ فَهَيِّئْ لَنَا مَقِيلًا"

(4)

(5)

، قَالَ: قُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، فَلَمَّا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاءَ. . . . . . . . . . . .

"فَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ" في نـ: "وَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ". "فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ" في ذ: "فَقَالَ النَّبِيُّ".

===

(1)

قوله: (يخترف) بالمعجمة أي: يجتني. قوله: "فيها" أي: في النخل. قوله: "وهي" أي: التمرة التي اجتناها، وفي بعضها "وهو" أي: ما اجتناه، "ك"(15/ 127)، "خ". قوله:"فسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم" في "الترمذي"(ح: 2485): "أنه أول ما سمع من كلامه أن قال: أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام". [انظر "القسطلاني" (8/ 442)].

(2)

قوله: (أيّ بيوت أهلنا أقرب) أطلق عليهم أهله لقرابة ما بينهم من النساء؛ لأن منهم والدة عبد المطلب جدِّه صلى الله عليه وسلم، وهي سلمى بنت عمرو من بني مالك بن النجار، كذا في "الفتح"(7/ 252).

(3)

"أبو أيوب" هو خالد بن زيد بن كليب الأنصاري من كبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

(4)

قوله: (فَهَيِّئْ لنا مقيلًا) بفتح الميم، أي: مكانًا نقيل فيه، والمقيل: النوم نصف النهار، وقال الأزهري: القيلولة والمقيل: الاستراحة نصف النهار كان معها نوم أو لا، قال: بدليل قوله تعالى: {وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان: 24] والجنة لا نوم فيها، "د"[وانظر "قس" (8/ 442) و"ع" (11/ 639)].

(5)

أي: مكان القيلولة.

ص: 740

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ

(1)

فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ جِئْتَ بِحَقٍّ، وَقَدْ عَلِمَتْ يَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ وَابْنُ سَيِّدِهِمْ، وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ، فَادْعُهُمْ فَسَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ قَالُوا فِيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ، فَأَرْسَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلُوا فَدَخَلُوا عَليْهِ

(2)

، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، وَيْلَكُمُ، اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، وَأَنِّي جِئْتُكُمْ بِحَقٍّ فَأَسْلِمُوا"، قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ، قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ - قَالَ:"فَأَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ؟ " قَالُوا: ذَاكَ سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا، قَالَ:"أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟ " قَالُوا: حَاشَا لِلَّهِ، مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ:"أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟ " قَالُوا: حَاشَا لِلَّهِ، مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ:"أَفَرَأَيْتُم إِنْ أَسْلَمَ؟ " قالُوا: حَاشَا للهِ، مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ:"يَا ابْنَ سَلَامٍ، اخْرُجْ عَلَيْهِمْ"، فَخَرَجَ فَقَالَ:

"فَسَلْهُمْ عَنِّي" في نـ: "فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي". "فَأَقْبَلُوا فَدَخَلُوا" لفظ "فَأَقْبَلُوا" سقط في نـ. "اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي" في نـ: "اتَّقُوا اللَّهَ فَوَاللَّهِ الَّذِي". "وَأَنِّي جِئْتُكُمْ" في نـ: "وَأَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ". "حَاشَا لِلَّهِ" في ذ: "حَاشَ لِلَّهِ"، وكذا الآتي.

===

(1)

قوله: (عبد الله بن سلام) الإسرائيلي يكنى أبا يوسف، يقال: كان اسمه الحصين، سمي عبد الله في الإسلام، وهو من حلفاء [بني] عوف بن الخزرج، "فتح"(7/ 252).

(2)

قوله: (فأقبلوا فدخلوا عليه) عليه الصلاة والسلام بعد أن خبأ لهم عبد الله بن سلام، "قس" (8/ 443). ومرّ أسئلة عبد الله بن سلام من النبي صلى الله عليه وسلم (برقم: 3329) في "كتاب الأنبياء".

ص: 741

يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِحَقٍّ، فَقَالُوا: كَذَبْتَ، فَأخْرَجَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3329، تحفة: 1049].

3912 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى

(1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ

(2)

، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ

(4)

، عَنْ نَافِعٍ

(5)

(6)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كَانَ فَرَضَ

(7)

لِلْمُهَاجِرِينَ

"اتَّقُوا اللَّهَ فَوَاللَّهِ الَّذِي" لفظ "فَوَاللَّهِ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ". "عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ" في ذ: "عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ"، وفي نـ:"يَعْنِي عَنِ ابنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ".

===

(1)

" إبراهيم بن موسى" الفراء الصغير.

(2)

"هشام" هو ابن يوسف الصنعاني.

(3)

"ابن جريج" عبد الملك بن عبد العزيز الأموي.

(4)

"عبيد الله بن عمر" ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري.

(5)

"عن نافع" مولى ابن عمر المدني.

(6)

قوله: (عن نافع عن عمر) زاد غير أبي ذر: يعني عن ابن عمر، قال ابن حجر: لعلها من إصلاح بعض الرواة، ولا بد منها لأن نافعًا لم يدرك عمر، "توشيح"(6/ 2464).

(7)

قوله: (فرض) أي: عيّن عمر من مال بيت المال. قوله: "للمهاجرين الأولين" هم الذين صلّوا إلى القبلتين، وقيل: هم الذين شهدوا بدرًا، "ك"(15/ 128).

ص: 742

الأَوَّلِينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ

(1)

فِي أَرْبَعَةٍ، وَفَرَضَ لِابْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: هُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَلِمَ نَقَصْتَهُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافٍ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا هَاجَرَ بِهِ أَبَوَاهُ

(2)

، يَقُولُ: لَيْسَ هُوَ كَمَنْ هَاجَرَ بِنَفْسِهِ. [تحفة: 10563، 10650].

3913 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ

(4)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(5)

، عَنْ أَبِي وَائِلٍ

(6)

، عَنْ خَبَّابٍ

(7)

قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 1276].

===

(1)

قوله: (أربعة آلاف في أربعة) كذا للأكثر، وسقطت لفظة "في" من رواية النسفي وهو الوجه، أي: لكل واحد أربعة آلاف، ["ف" (7/ 254)]. قال الكرماني (15/ 128): وفي بعضها: "أربعة آلاف في أربعة"، ولعل فائدة ذكرها التوزيع وبيان أن لكل مهاجر أربعة آلاف، أو المراد في أربعة فصول، انتهى. أو أعوام، "خ".

(2)

قوله: (إنما هاجر به أبواه) وكان ابن عمر حين الهجرة ابن إحدى عشرة سنة. قوله: "ليس هو كمن" يعني أن نيته في الهجرة لعلها للموافقة بأبويه إذ هو تابع والنية للمتبوع، "الخير الجاري".

(3)

"محمد بن كثير" العبدي البصري.

(4)

الثوري.

(5)

"الأعمش" سليمان بن مهران الكوفي.

(6)

"أبي وائل" شقيق بن سلمة الكوفي.

(7)

"خباب" هو ابن الأرتّ، بالخاء المعجمة وشدة الموحدة الأولى، والأرتّ بالراء وشدة الفوقية، التميمي من السابقين إلى الإسلام.

ص: 743

3914 -

ح وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(2)

، عَنِ الأَعْمَشِ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا خَبَّابٌ

(5)

قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، وَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا نُكَفِّنُهُ فِيهِ، إِلَّا نَمِرَةً

(6)

كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، فَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ بِهَا، وَنَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِرًا

(7)

، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ

(8)

فَهُوَ يَهْدُبُهَا. [راجع: 1276].

"فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا" في نـ: "فَلَمْ نَجِدْ لَهُ شَيْئًا". "فَإِذَا غَطَّيْنَا" في ذ: "وَإِذَا غَطَّيْنَا". "عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِرًا" في نـ: "عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ إِذْخِرٍ"، وفي أخرى:"عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ".

===

(1)

" مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي.

(2)

"يحيى" هو ابن سعيد القطان.

(3)

"الأعمش" سليمان المذكور.

(4)

"شقيق بن سلمة" هو أبو وائل.

(5)

"خباب" هو ابن الأرتّ.

(6)

بفتح النون وكسر ميم: بردة من صوف أو غيره مخططة، وقيل: الكساء، "مجمع"(4/ 809).

(7)

نبت.

(8)

قوله: (أينعت له ثمرته) أي: نضجت وطابت. قوله: "فهو يهدبها" بكسر الدال المهملة مصحّحًا عليها في الفرع وأصله، ويجوز الضم والفتح: يجتنيها، كذا في "القسطلاني" (8/ 445). ومرّ الحديث مع بيانه [برقم: 1276] في "الجنائز" وأيضًا عن قريب [برقم: 3897].

ص: 744

3915 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ

(3)

، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ

(5)

بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ

(6)

: هَلْ تَدْرِي مَا قَالَ أَبِي لأَبِيكَ

(7)

؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَإنَّ أَبِي قَالَ لأَبِيكَ: يَا أَبَا مُوسَى، هَلْ يَسُرُّكَ إِسْلَامُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهِجْرَتُنَا مَعَهُ،

"حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ".

===

(1)

" يحيى بن بشر" أبو زكريا البلخي.

(2)

"روح" هو ابن عبادة البصري.

(3)

"عوف" هو ابن أبي جميلة الأعرابي.

(4)

"معاوية بن قرة" أبو إياس البصري.

(5)

اسمه عامر.

(6)

"عبد الله بن عمر" ابن الخطاب.

(7)

قوله: (ما قال أبي لأبيك؟) أي: في أمر غلبة الخوف. قوله: "قال: قلت: لا" أي: قال الراوي ناقلًا عن أبي بردة: قلت: لا. قوله: "هل يسرّك" أي: يوقعك في السرور. قوله: "عملنا كله" كالصلاة والصوم والزكاة والحج وأمثالها. قوله: "برد لنا" أي: ثبت ودام، وهو خبر قوله:"إسلامنا". قوله: "كفافًا" بفتح الكاف، أي: سواء بسواء. قوله: "رأسًا برأس" بدل أو بيان، ونصبه على الحال من فاعل "نجونا" أي: متساويين لا يكون لنا و [لا] علينا بأن لا يوجب ثوابًا ولا عقابًا. قوله: "فقال أبي: لا" أي: لا يسرّنا، وبيّن سببه بقوله:"قد جاهدنا. . ." إلخ. قوله: "إن أباك والله خير من أبي" أي: عمر خير من أبي موسى في كل شيء، فهذا كذلك؛ لأن كلام السادات سادات الكلام، فكيف وهو الناطق بالصواب، هذا كله ملتقط من "المرقاة" (9/ 219 - 221). قال الكرماني (15/ 129 - 130): فإن قلت:

ص: 745

وَجِهَادُنَا مَعَهُ، وَعَمَلُنَا كُلُّهُ مَعَهُ، بَرَدَ

(1)

لَنَا، وَأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلْنَاهُ بَعْدَهُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا رَأْسًا برَأْسٍ؟ فَقَالَ أَبِي

(2)

: لَا وَاللَّهِ، قَدْ جَاهَدْنَا

(3)

بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّيْنَا، وَصُمْنَا، وَعَمِلْنَا خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَسْلَمَ عَلَى أَيْدِينَا بَشَرٌ كَثِيرٌ، وَإِنَّا لَنَرْجُو ذَلِكَ، فَقَالَ أَبِي: لَكِنِّي أَنَا وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ بَرَدَ لَنَا

(4)

، وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عَمِلْنَا بَعْدُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا رَأْسًا بِرَأْسٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَاكَ وَاللهِ خَيْرٌ مِنْ أَبِي. [تحفة: 10575].

3916 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ

(5)

. . . . . . . . . . . . .

"فَقَالَ أَبِي" في ذ: "قَالَ أَبِي"، وفي سفـ:"أَبُوكَ" بدل "أبي". "بَرَدَ لَنَا" في نـ: "يَرد لَنَا". "عَمِلْنَا بَعْدُ" في نـ: "عَمِلْنَاهُ بَعْدُ"، وفي أخرى:"عَمِلْنَا بَعْدهُ". "فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَاكَ" في نـ: "قُلْتُ: إِنَّ أَبَاكَ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ"، وفي نـ:"الصباح".

===

لم قطع عمر الرجاء عن خيراته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لعله قاله هضمًا لنفسه، أو لما رأى أن الإنسان لا يخلو عن تقصير ما في كل خير يعمله أراد أن يقع التقاص بينهما ويبقى هو في البين سالمًا، انتهى.

(1)

أي: ثبت ودام، "لمعات".

(2)

كذا وقع، والصواب: قال أبوك؛ لأن ابن عمر هو الذي يحكي لأبي بردة، ووقع للنسفي على الصواب، "ف"(7/ 254).

(3)

أي: الكفار.

(4)

أي: تمّ وثبت ولم يبطل ولم ينقص ببركة وجوده صلى الله عليه وسلم، أما بعده فما وقع من الطاعات لا يخلو من تغير النيات كلما أخبر بعضهم: فما نفضْنا أيدينا عن التراب حتى أنكرنا قلوبَنا، من "المرقاة"(9/ 220).

(5)

"محمد بن صباح" البزاز بمعجمتين.

ص: 746

- أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ

(1)

- قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ

(2)

، عَنْ عَاصِمٍ

(3)

، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ

(4)

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ

(5)

إِذَا قِيلَ لَهُ: هَاجَرَ قَبْلَ أَبِيهِ

(6)

يَغْضَبُ، قَالَ: فَقَدِمْتُ أَنَا وَعُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدْنَاهُ قَائِلًا

(7)

(8)

فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَنْزِلِ، فَأَرْسَلَنِي عُمَرُ وَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ

"عَن أَبِي عُثْمَانَ" في نـ: "عَن أَبِي عُثْمَانَ النهدي". "فَقَدِمْتُ أَنَا" في نـ: "وَقَدِمْتُ أَنَا". "عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" زاد في نـ: "المدينة". "وَقَالَ: اذْهَبْ" في ذ: "فَقَالَ: اذْهَبْ".

===

(1)

قوله: (أو بلغني عنه) قال الكرماني (15/ 130): كأن البخاري شاكًّا حيث قال: أو بلغني عنه، وهو نوع من الرواية عن المجهول، انتهى. قال القسطلاني (8/ 446): وقد روى المؤلف عن محمد بن صَبّاح في "الصلاة"[برقم: 823] و"البيوع"[برقم: 2118] جازمًا بغير واسطة، انتهى.

(2)

"إسماعيل" هو ابن علية، كذا في "القسطلاني"، وما يفهم من "الكاشف" أنه ابن زكرياء، والله أعلم.

(3)

"عاصم" هو ابن سليمان الأحول.

(4)

"أبي عثمان" عبد الرحمن بن ملّ النهدي.

(5)

"ابن عمر" هو عبد الله بن عمر بن الخطاب.

(6)

قوله: (هاجر قبل أبيه يغضب) لما فيه من رفعته على أبيه، قاله القسطلاني (8/ 446). قال الكرماني (15/ 130): قوله "يغضب" أي: يتكلم بكلام الغضبان، غرضه أنه لما كان بيعته متقدمة على بيعة أبيه ظن الناس أن هجرته كانت متقدمة.

(7)

أي: نائمًا، من القيلولة، "ك"(15/ 130).

(8)

قوله: (قائلًا) أي: نائمًا في القائلة، والقائلة نصف النهار، وذلك حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا، "د".

ص: 747

هَلِ اسْتَيْقَظَ؟ فَأَتَيْتُهُ، فَدَخَلْتُ عَليْهِ فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتيْقَظَ، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ نُهَرْوِلُ

(1)

هَرْوَلَةً حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَبَايَعَهُ

(2)

ثُمَّ بَايَعْتُهُ

(3)

. [طرفاه: 4186، 4187، تحفة: 7299].

3917 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ

(6)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(7)

قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ قَالَ: ابْتَاعَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ

(8)

"حَتَّى دَخَلَ عَليْهِ" في نـ: "حَتَّى دَخَلْنَا عَليْهِ". "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ" في ذ: "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ".

===

(1)

الهرولة: السير بين المشي والعَدْوِ.

(2)

صلى الله عليه وسلم.

(3)

قوله: (ثم بايعته) ثانيًا، وزعم الداودي أن هذه البيعة كانت عند قدومه عليه الصلاة والسلام المدينة في الهجرة، واستبعد لأن ابن عمر لم يكن إذ ذاك في [سنّ] من يبايع، وقد عُرض على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بثلاث سنين يوم أحد فلم يجزه، فيحتمل أن تكون البيعة هذه على غير قتال، وإنما ذكرها ابن عمر ليبيّن سبب وهم من قال: إنه هاجر قبل أبيه، وإنما الذي وقع له أنه بايع قبل أبيه، فتوهّم بعضهم أن هجرته كانت قبل هجرة أبيه، وليس كذلك، حكاه في "الفتح"(7/ 256) عن الداودي، "قسطلاني"(8/ 446).

(4)

"أحمد بن عثمان" الأزدي الكوفي.

(5)

"شريح بن مسلمة" الكوفي.

(6)

"إبراهيم بن يوسف عن أبيه" يوسف بن إسحاق.

(7)

"أبي إسحاق" عمرو بن عبد الله السبيعي.

(8)

هو أبو البراء، "قس"(8/ 447).

ص: 748

رَحْلًا

(1)

فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ، قَالَ: فَسَأَلَهُ عَازِبٌ عَنْ مَسِيرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أُخِذَ عَلَيْنَا بِالرَّصَدِ

(2)

(3)

، فَخَرَجْنَا لَيْلًا، فَأَحْيَيْنَا

(4)

لَيْلَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ

(5)

، ثُمَّ رُفِعَتْ

(6)

لَنَا صَخْرَةٌ، فَأَتَيْنَاهَا وَلَهَا شَيْءٌ مِنْ ظِلٍّ، قَالَ: فَفَرَشْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرْوَةً

(7)

مَعِي، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ قَدْ أَقْبَلَ فِي غُنَيْمَةٍ يُرِيدُ مِنَ الصَّخْرَةِ مِثْلَ الَّذِي

"فَأَحْيَيْنَا لَيْلَنَا" في نـ: "فَأَحْثَثْنَا لَيْلَنَا"، وفي أخرى:"فَاحْتَثَثْنَا لَيلَنَا"، وفي أخرى:"لَيلَتَنَا" بدل "ليلنا". "فِي غُنَيْمَةٍ" في سـ، حـ، ذ:"فِي غُنَيْمَتِهِ".

===

(1)

هو للناقة كالسرج للفرس، "ف"(6/ 623).

(2)

أي: بالارتقاب.

(3)

قوله: (بالرصد) أي: الترقب أو هو جمع راصد. قوله: "فخرجنا" أي: من الغار، "ك"(15/ 131).

(4)

قوله: (فأحيينا) من الإحياء ضد الإماتة، وفي بعضها: بحاء مهملة فمثلثتين فنون، وفي نسخة:[فاحتثثنا] بزيادة فوقية من الحثّ، كذا في "القسطلاني"(8/ 447)، ومرّ الحديث مع بيانه [برقم: 3652] في "مناقب المهاجرين"، وفيه:"فأحيينا - أو سرينا - ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا" أي: دخلنا في وقت الظهيرة وهي نصف النهار. قوله: "ثم رُفعت" أي: ظهرت لأبصارنا. قوله: "أنفض" بضم الفاء أي: أحرس وأطوف هل رأى طَلَبًا، ملتقط من "المجمع"(4/ 779) و"قس"(8/ 447) و"ك"(15/ 131).

(5)

أي: اشتد الحر.

(6)

أي: ظهرت، "ك"(15/ 131).

(7)

أي: جلد يابس.

ص: 749

أَرَدْنَا

(1)

، فَسَأَلْتُهُ لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ فَقَالَ: أَنَا لِفُلَانٍ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لَهُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ

(2)

؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: انْفُضِ الضَّرْعَ، قَالَ: فَحَلَبَ كُثْبَةً

(3)

مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ عَلَيْهَا خِرْقَةٌ قَدْ رَوَّأْتُهَا

(4)

لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا وَالطَّلَبُ

(5)

فِي إِثْرِنَا. [راجع: 2439].

"فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ" في نـ: "فَقُلْتُ: هَلْ". "قُلتُ لَهُ" في نـ: "فَقُلْتُ". "كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ" في نـ: "كُثْفةً مِنْ لَبَنٍ" - بالفاء وهو وهم، "خطابي". "عَلَيْهَا خِرْقَةٌ" في ذ:"وَعَلَيْهَا خِرْقَةٌ". "قَدْ رَوَّأْتُهَا" في نـ: "قَدْ بَردتها". "إِثْرِنَا" في ذ: "أَثَرِنَا".

===

(1)

أي: من الظل.

(2)

أي: إذن لك أن تحلب لمن مرَّ بك، "قس"(8/ 448).

(3)

بضم الكاف وسكون المثلثة: ملء القدح، وقيل: قدر حلبة، "ك"(14/ 202).

(4)

قوله: (قد روّأتها) براء مفتوحة، فواو مشددة مفتوحة، فهمزة ساكنة، ففوقية فهاء تأنيث، تقول: روّأت الأمر إذا نظرت فيه ولم تعجل. وقال في "النهاية"(2/ 280): الصواب ترك الهمزة، أي: شددتها بالخرقة وربطتها عليه. قال الكرماني (15/ 131): روّأتها: جعلت فيها الماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، "قس"(8/ 448).

(5)

جمع طالب، "ك"(15/ 131).

ص: 750

3918 -

قَالَ الْبَرَاءُ

(1)

: فَدَخَلْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ عَلَى أَهْلِهِ، فَإِذَا عَائِشَةُ ابْنَتُهُ مُضْطَجِعَةٌ

(2)

، قَدْ أَصَابَتْهَا حُمَّى، فَرَأَيْتُ

(3)

أَبَاهَا فَقَبَّلَ خَدَّهَا، وَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ يَا بُنَيَّةُ. [أخرجه: د 5222، تحفة: 6588].

3919 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ

(6)

: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ

(7)

حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسٍ خَادِمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(8)

وَلَيْسَ فِي

"فَرَأَيْتُ أَبَاهَا" في نـ: "فَرَابَتْ أَبَاهَا" - من الريب بمعنى الشك -، وفي أخرى:"فَرَأَيْتُهُ أَتَاهَا". "فَقَبَّلَ خَدَّهَا" في ذ: "يُقَبِّلُ خَدَّهَا". "مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ" في قا: "مُحَمَّدُ بْنُ خُمَير".

===

(1)

قوله: (قال البراء

) إلخ، هذه الزيادة لم يذكرها البخاري، وكان دخول البراء على عائشة قبل الحجاب اتفاقًا، وسنه دون البلوغ، "قس"(8/ 448).

(2)

ولأبي ذر: "مضطجعةً" بالنصب، "قس"(8/ 448).

(3)

قوله: (فرأيت) من الرؤية، وفي بعضها بالموحدة من قولهم: رابني فلان إذا رأيت منه ما تكرهه، "كرماني"(15/ 132).

(4)

"سليمان بن عبد الرحمن" الدمشقي.

(5)

"محمد بن حمير" بكسر المهملة وسكون الميم وفتح التحتية فراء الحمصي.

(6)

"إبراهيم بن أبي عبلة" بفتح المهملة وسكون الموحدة، العقيلي الشامي.

(7)

"عقبة بن وسَّاج" بفتح الواو وشدة المهملة آخره جيم، البصري سكن الشام.

(8)

أي: المدينة.

ص: 751

أَصحَابِهِ أَشْمَطُ

(1)

غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ، فَغَلَّفَهَا

(2)

بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ

(3)

. [طرفه: 3920، تحفة: 1096].

3920 -

وَقَالَ دُحَيْمٌ

(4)

: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ

(6)

، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ

(7)

، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ

(8)

، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَغَلَّفَهَا

(9)

بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ

(10)

===

(1)

قوله: (أشمط) الشمط بياض شعر الرأس يخالط سواده، "ك"(15/ 132).

(2)

قوله: (فغلّفها) بالغين المعجمة آخره فاء بينهما لام مشددة، أي: غطّاها، كذا في "الخير الجاري".

قال في "المجمع"(4/ 58): بلام مخففة، والضمير لِلِحْيَةٍ، انتهى. قال في "المشارق": الرواية بتشديد اللام [كذا في "قس" (8/ 449)].

(3)

نبت أسود.

(4)

"وقال دحَيم" هو عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، فيما وصله الإسماعيلي.

(5)

"الوليد" ابن مسلم الحافظ عالم الشام.

(6)

"الأوزاعي" هو عبد الرحمن بن عمرو.

(7)

"أبو عبيد" اسمه حيي مصغرًا فيهما مولى سليمان بن عبد الملك.

(8)

بفتح الواو وتشديد المهملة، "ك"(15/ 132).

(9)

أي: غطَّاها.

(10)

نبات يخلط بالحناء ويخضب به الشعر، "قاموس" (ص: 1063).

ص: 752

حَتَّى قَنَأَ

(1)

لَوْنُهَا. [راجع: 3919].

3921 -

حَدَّثَنَا أَصْبَغُ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ

(3)

، عَنْ يُونُسَ

(4)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(5)

، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ

(6)

، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ بَكْرٍ، فَلَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا، هَذَا الشَّاعِرُ

(7)

الَّذِي قَالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ، رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ.

"حَدَّثَنَا أَصْبَغُ" في ذ: "أَخْبَرَنَا أَصْبَغُ". "رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ" في نـ: "رَثَا كُفَّارَ قُرَيْشٍ".

===

(1)

بقاف ونون وهمزة مفتوحات، أي: اشتدت حمرتها، "ك"(15/ 132).

(2)

"أصبغ" ابن الفرج القرشي مولاهم المصري كاتب ابن وهب.

(3)

"ابن وهب" عبد الله المصري.

(4)

"يونس" هو ابن يزيد الأيلي.

(5)

"ابن شهاب" محمد بن مسلم الزهري.

(6)

"عروة بن الزبير" ابن العوام.

(7)

قوله: (هذا الشاعر) هو أبو بكر بن الأسود بن شَعُوب، مشهور بالنسبة إلى جده، واسمه شداد، وساق ابن هشام في "السيرة" بزيادة خمسة أبيات، وزعم أنه كان أسلم ثم ارتدّ، "مق" (ص: 303).

ص: 753

وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ

(1)

مِنَ الشِّيزَى تُزَيَّنُ بِالسَّنَامِ

(2)

وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ

مِنَ الْقَيْنَاتِ وَالشَّرْبِ

(3)

الْكِرَامِ

تُحَيِّي

(4)

بِالسَّلَامَةِ أُمُّ بَكْرٍ

وَهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلَامِ

يُحَدِّثُنَا الرَّسُولُ بِأَنْ سَنُحْيَا

وَكَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ

[تحفة: 16719، 6636].

"تُحَيِّي بِالسَّلَامَةِ" في سـ، حـ، ذ:"تُحَيِّينَا السَّلَامَةَ"، وفي نـ:"تُحَيِّينِي السَّلَامَةَ". "وَهَلْ لِي" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"فَهَلْ لِي".

===

(1)

قوله: (قليب بدر) بئر ألقى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم جيف صناديد قريش الذين قُتلوا يوم بدر، فقال الشاعر هذه الأبيات في مرثيتهم. و"الشيزى" بكسر المعجمة وسكون التحتية وفتح الزاي وبالقصر: شجر يتخذ منه الجفان، أراد بالشيزى ما يتخذ منه، وبالجفنة صاحبها، كأنه قال: ماذا بقليب بدر من أجل أصحاب الجفان المزينة بلحوم أسنمة الإبل، وقيل: كانوا يسمون الرجل المطعام جفنة؛ لأنه يطعم الناسَ فيها. و"القينات" جمع القينة، وهي المغنّية. و"الشَّرْب" جمع الشارب، كذا في "الكرماني"(15/ 133).

قال في "الخير الجاري": والمعنى: ماذا يفعلون هؤلاء القتلى الذين كانوا يزينون الجفان العظام بأسنمة الإبل للناس ويطعمونهم فيها، وماذا بالقليب قليب بدر صدهم عن صحبة القينات والشاربين الكرام.

(2)

بفتح السين أي: بلحوم سنام الإبل، "قس"(8/ 450).

(3)

جمع الشارب.

(4)

قوله: (تحيّي) بلفظ التفعيل معروفًا. و"السلامة" هي السلام، والأصداء جمع الصدى وهي ذكر البوم، و"الهامة": الصدى، والجمع هام، فالعطف من باب العطف التفسيري، وقيل: الصدى هو الطائر الذي يطير بالليل، وقيل: الهامة جمجمة الرأس، والصدى ما يخرج منها. فإن قلت: ما معنى هذا الكلام؟ قلت: معناه أن الإنسان الذي صار هذا الطائر كيف

ص: 754

3922 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ

(2)

، عَنْ ثَابِتٍ

(3)

، عَنْ أَنَسٍ

(4)

، عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِأَقْدَامِ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ

(5)

بَصَرَهُ رَآنَا، قَالَ: "اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْرٍ، اثْنَانِ

(6)

اللهُ ثَالِثُهُمَا"

(7)

. [راجع: 3653].

3923 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبدِ اللهِ

(8)

قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ

(9)

قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ

(10)

. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ. . . . . . . . . . .

"وَقَالَ مُحَمَّدُ" في نـ: "حَ وَقَالَ مُحَمَّدُ".

===

يصير مرة أخرى إنسانًا، وغرضه نفي البعث أصلًا، وهذا من ترهات الجاهلية وأباطيلهم، "كرماني"(15/ 133) و"الخير الجاري".

(1)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي.

(2)

"همام" ابن يحيى الشيباني البصري.

(3)

"ثابت" ابن أسلم البناني.

(4)

"أنس" ابن مالك رضي الله عنه.

(5)

أي: أماله إلى تحت، "ك"(15/ 134).

(6)

خبر مبتدإ محذوف أي: نحن، "ك"(15/ 134)، ومرَّ (برقم: 3653) في "مناقب أبي بكر".

(7)

أي: في معاونتهما، "ك"(15/ 134).

(8)

"علي بن عبد الله" المديني.

(9)

"الوليد بن مسلم" الدمشقي.

(10)

"الأوزاعي" عبد الرحمن.

ص: 755

قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ

(2)

قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ

(3)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فسَأَلَهُ عَنِ الْهِجْرَةِ؟ فَقَالَ: "وَيْحَكَ

(4)

إِنَّ الْهِجْرَةَ شَأْنُهَا شَدِيدٌ

(5)

، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"فَتُعْطِي صَدَقَتَهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَهَلْ تَمْنَحُ مِنْهَا

(6)

؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَتَحْلُبُهَا

"قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ" في نـ: "حَ وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ". "جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ" لفظ "إلى" سقط في نـ.

===

(1)

" الزهري" هو ابن شهاب.

(2)

"أبو سعيد" الخدري.

(3)

ما عرفت اسمه، "ف"(7/ 259).

(4)

كلمة تقال عند الزجر والموعظة، "ع"(6/ 446).

(5)

قوله: (شديد) أي: أن شأن الهجرة شديد، وذلك لأنه سأله أن يبايعه على أن يقيم بالهجرة، ولما علم صلى الله عليه وسلم أنه لا يهاجر قال له ذلك، وكان ذلك قبل الفتح، إذ لو كان بعده لقال له:"لا هجرة بعد الفتح" كما قال لغيره، ولكنه صلى الله عليه وسلم علم أن الأعراب قلما تصبر على أوباء المدينة، ألا ترى إلى قلة صبر الأعرابي الذي استقال الهجرة حين مسته حمى المدينة؟ وقال بعضهم: كانت الهجرة على غير أهل مكة من الرغائب، [و] قيل: كانت الهجرة على أهل الحاضرة لا البادية، [انظر "العيني" (6/ 447)].

(6)

قوله: (تمنح منها) أي: تعطيها لغيرك فيحلب منها وينتفع بها، "ك" (15/ 134). قوله:"مِنْ وراء البحار" أي: فاعملْ ولو من البعد الأبعد من المدينة، ولم يرد [منه] حقيقة ذلك "ع"(6/ 447)، ومرّ (برقم: 1452).

ص: 756

يَوْمَ وُرُودِهَا

(1)

؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ

(2)

، فَإِنَّ اللهَ لَنْ يَتِرَكَ

(3)

مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا". [راجع: 1452].

‌46 - بَابُ مَقْدَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(4)

وَأَصْحَابِهِ إلَى الْمَدِينَةِ

3924 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(6)

قَالَ: أَنْبَأَنَا

(7)

أَبُو إِسْحَاقَ

(8)

سَمِعَ الْبَرَاءَ

(9)

قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ

"يَوْمَ وُرُودِهَا" في ذ: "يَوْمَ وِرْدِهَا". "وَأَصْحَابِهِ إلَى الْمَدِينَةِ" في نـ: "وَأَصْحَابِهِ الْمَدِينَةَ".

===

(1)

أي: على الماء لأنه أرفق للإبل والمساكين، "ك"(15/ 134).

(2)

مبالغة في إعلامه بأن عمله لا يضيع في أي موضع كان، "ف"(7/ 259).

(3)

أي: لن ينقصك، "ك"(14/ 134).

(4)

قوله: (مقدم النبي صلى الله عليه وسلم) خرج صلى الله عليه وسلم من مكة في السابع والعشرين من صفر، أو لأربع خلون من ربيع الأول، وقيل: أول يوم من ربيع الأول، وقدم المدينة في ثاني عشر ربيع الأول أو في ثامنه، ملتقط من "المجمع"(5/ 257) و"الاستيعاب"(1/ 41).

(5)

"أبو الوليد" هشام بن عبد الملك الطيالسي.

(6)

"شعبة" ابن الحجاج العتكي.

(7)

أي: أخبرنا، قال بعضهم: يجوز أن يقال: أنبأنا عند الإجازة؛ لأنها إنباء عُرفًا، فعلى هذا يكون الإنباء أعم من الإخبار، "ك"(15/ 134).

(8)

"أبو إسحاق" عمرو بن عبد الله السبيعي.

(9)

"البراء" هو ابن عازب الأنصاري.

ص: 757

عُمَيْرٍ

(1)

وَابْنُ

(2)

أُمِّ مَكْتُومٍ

(3)

، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ

(4)

وَبِلَالٌ

(5)

. [أخرجه: س في الكبرى 11666، تحفة: 1879].

3925 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(8)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(9)

قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ

(10)

قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَكَانُوا يُقْرِءُونَ النَّاسَ،. . . . . . . . . . . .

"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ" في نـ: "مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ثُمَّ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ". "وَكَانُوا يُقْرِءُونَ النَّاسَ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَكَانَا يُقْرِآنِ النَّاسَ".

===

(1)

قوله: (مصعب بن عمير) ابن هاشم بن عبد مناف القرشي العبدري، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمره بالهجرة والإقامة بالمدينة وتعليم من أسلم من أهل المدينة، "قس"(8/ 452).

(2)

وهو عمرو بن قيس بن زائدة على الأصح، العامري القرشي الأعمى، مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، "ك"(15/ 135).

(3)

اسمها عاتكة.

(4)

"عمار بن ياسر" ابن عامر مولى بني مخزوم قتل مع علي بصفين.

(5)

"بلال" المؤذن.

(6)

"محمد بن بشار" العبدي البصري.

(7)

"غندر" لقب محمد بن جعفر.

(8)

"شعبة" ابن الحجاج المذكور.

(9)

"أبي إسحاق" عمرو السبيعي.

(10)

"البراء بن عازب" و"مصعب بن عمير" و"ابن أم مكتوم" تقدموا الآن.

ص: 758

فَقَدِمَ بلَالٌ وَسَعْدٌ

(1)

وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قدِمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ

(2)

بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى جَعَلَ الإِمَاءُ

(3)

يَقُولُونَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ

(4)

. [أخرجه: س في البكرى 11666، تحفة: 1879].

3926 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ

(5)

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ

(6)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

(7)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وُعِكَ

(8)

أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ وَيَا بِلَالُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَتْ: فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:

"جَعَلَ الإِمَاءُ يَقُولُونَ" في نـ: "جَعَلَ الإِمَاءُ يَقُلْنَ". "فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ" في نـ: "فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ".

===

(1)

ابن أبي وقاص، "ك"(15/ 135).

(2)

أي: كفرحهم، فالنصب محلى نزع الخافض، "قس"(8/ 453).

(3)

أي: الإماء وغيرهن من الرجال والنساء، "قس"(8/ 453).

(4)

أوله من الحجرات كما صححه النووي، "قس"(8/ 454).

(5)

"عبد الله بن يوسف" التنيسي.

(6)

"مالك" الإمام المدني.

(7)

"هشام بن عروة" يروي "عن أبيه" عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه.

(8)

أي: أصابه الوعك، وهو الحمى، "تو"(6/ 3926).

ص: 759

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ

(1)

(2)

فِي أَهْلِهِ

وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَقْلَعَ

(3)

(4)

عَنْهُ يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ

(5)

وَيَقُولُ:

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي

(6)

هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ

(7)

وَجَلِيلُ

"إِذَا أَقْلَعَ عَنْهُ" في ذ: "إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ"، وزاد في نـ:"الحُمى". "وَيَقُولُ" في نـ: "فَيَقُولُ".

===

(1)

أي: يقال له: صبَّحَك بالخير، والموت قد يفجأ فلا يمسي حيًا، "مجمع"(3/ 287).

(2)

قوله: (مُصَبَّح) بوزن محمد أي: مصاب بالموت صباحًا، وقيل: المراد أنه يقال له: صبَّحَك الله بالخير، وقد يفجأه الموت في بقية النهار وهو مقيم بأهله. قوله:"شراك" بكسر المعجمة وتخفيف الراء: السير الذي يكون في وجه النعل، والمعنى: أن الموت أقرب إلى الشخص من شراكه لرِجْله، كذا في "التوشيح"(6/ 2470).

(3)

أي: انكف وزال، "ك"(15/ 136).

(4)

قوله: (إذا أقلع) بلفظ المعلوم من الإقلاع عن الأمر، وهو الكفّ عنه، والفاعل حمى، ويروى بلفظ المجهول، "توشيح"(6/ 2470) و"ع"(7/ 597).

(5)

قوله: (عقيرته) بفتح المهملة وكسر القاف: أي: صوته "ك"(15/ 136)، قال الأصمعي: أصله أن رجلًا انعقرت رِجْله فرفعها على الأخرى وجعل يصيح، فصار كل من رفع صوته يقال: رفع عقيرته، وإن لم يرفع رجله، كذا في "التوشيح"(6/ 2470).

(6)

أي: ليتني أشعر، "ع"(7/ 597).

(7)

قوله: (إذخر) بكسر الهمزة وسكون الذال المعجمة وكسر الخاء المعجمة وآخره راء: حشيشة طيب الرائحة. قوله: "وجليل" بفتح الجيم:

ص: 760

وَهَلْ أَرِدَنْ

(1)

يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ

وَهَلْ يَبْدُوَنْ

(2)

لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ حُبًّا، وَصَحِّحْهَا

(3)

،

"أَرِدَنْ" في نـ: "أَرِدًا". "وَهَلْ يَبْدُوَنْ" في نـ: "وَهَلْ يَبْدُوًا". "لِي شَامَةٌ" في نـ: "لِي شَابَةٌ". "أَوْ أَشَدَّ حُبًّا" لفظ "حُبًّا" سقط في نـ.

===

الثمام، هو نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت، كذا في "الكرماني" (15/ 136). قوله:"أَرِدَنْ" هو متكلم المضارع بنون التأكيد الخفيفة. قوله: "مجنة" بفتح الميم والجيم والنون المشددة، وبكسر الجيم: اسم موضع على أميال من مكة كان به سوق في الجاهلية، كذا في "القسطلاني" (8/ 454). قوله:"شامة" بالشين المعجمة، "وطفيل" بفتح الطاء وكسر الفاء، وقال الجوهري: هما جبلان، قال الخطابي: كنت أحسب أنهما جبلان حتى أُنبئتُ أنهما عينان، وذكر ابن الأثير والصاغاني: أن شابة بالباء الموحدة بعد الألف، وقيل: إن هذين البيتين اللذين أنشدهما بلال لَيسا له بل هما لبكر بن غالب بن عامر بن الحارث، أنشدهما عند ما نفتهم خزاعة من مكة، شرّفها الله تعالى، وقيل لغيره، كذا في "العيني"(7/ 598).

(1)

بنون التأكيد الخفيفة.

(2)

أي: يظهرن.

(3)

قوله: (وصحِّحْها) أي: صحِّح المدينة من الأمراض. قوله: "في صاعنا" أي: في صاع المدينة، وهو كيل يسع أربعة أمداد، والمُدّ رطل وثلث رطل [عند أهل الحجاز، ورطلان] عند أهل العراق، والأول قول الشافعي، والثاني قول أبي حنيفة. قوله:"وانقل حُمّاها" أي: حمى المدينة وكانت وبيئةً، وخصّص بهذا في الدعاء لأن أصحابه حين قدموا المدينة وُعِكُوا. قوله:"بالجحفة" بضم الجيم وسكون المهملة وبالفاء: وهي ميقات أهل مصر

ص: 761

وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ"

(1)

. [راجع: 1889].

3927 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ

(3)

، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ

(4)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(5)

، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ: أَنَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عِدِيٍّ أَخْبَرَهُ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ

(6)

. وَقَالَ بِشْرُ بنُ شُعَيْبٍ

(7)

(8)

: حَدَّثَنِي أَبِي

(9)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ

"فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا" في نـ: "فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "حَدَّثَنِي عُرْوَةُ" زاد في ذ: "ابن الزبير". "أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيٍّ" زاد في ذ: "ابن الخيار". "دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ" في نـ: "قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ"، وفي ذ:"دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ" وكذا الآتي.

===

والشام، وكان أهل الجحفة إذ ذاك يهود، كذا في "العيني"(7/ 598)، ومرَّ الحديث [برقم: 1889].

(1)

بضم الجيم وهو المسمى برابغ، "شرح موطأ".

(2)

"عبد الله بن محمد" المسندي.

(3)

"هشام" ابن يوسف الصنعاني.

(4)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي.

(5)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(6)

ابن عفان.

(7)

"بشر بن شعيب" ابن أبي حمزة دينار القرشي مولاهم أبو القاسم الحمصي.

(8)

وصله أحمد (1/ 66 - 67)، "قس"(8/ 455).

(9)

شعيب بن أبي حمزة.

ص: 762

خِيَارٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ

(1)

فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، وَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَآمَنَ بِمَا بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ هَاجَرْتُ هِجْرَتَيْنِ

(2)

، وَنِلْتُ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم، وَبَايَعْتُهُ، فَوَاللهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ

(4)

حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ. تَابَعَهُ

(5)

إِسْحَاقُ

(6)

الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ

(7)

مِثْلَهُ. [راجع: 3696].

3928 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ

(8)

، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ

(9)

،

"بِمَا بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "وَنِلْتُ" في هـ، ذ:"وكُنتُ". "حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ" في ذ: "حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ".

===

(1)

أي: بسبب أخيه لأمه الوليد لما أكثر الناس فيه لشربه الخمر، "قس"(8/ 455).

(2)

أي: هجرة الحبشة والمدينة.

(3)

قوله: (صهرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: الاتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة القرابة السببية النسبية، أي: التزوج ببنته، ولهذا سمي بذي النورين، كذا في "الكرماني" (15/ 137). قوله:"ولا غَشَشْتُه" بالمعجمات، أي: ما أظهر له خلاف ما أضمر، كذا في "الخير الجاري" ومرّ بيانه (برقم: 3696)

(4)

غِشٌّ بالكسر: خيانت كردن، "صراح".

(5)

أي: شعيبًا.

(6)

هو ابن يحيى.

(7)

هو ابن شهاب.

(8)

"يحيى بن سليمان" الجعفي الكوفي.

(9)

"ابن وهب" عبد الله المصري.

ص: 763

حَدَّثَنَا مَالِكٌ

(1)

. وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ

(2)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبدِ اللهِ

(4)

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنًّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ

(5)

وَهُوَ بِمِنًى

(6)

، فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ، فَوَجَدَنِي، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمَوْسِمَ

(7)

يَجْمَعُ رَعَاعَ

(8)

النَّاسِ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تُمْهِلَ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ، فَإِنَّهَا

"حَدَّثَنَا مَالِكٌ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ"، وزاد بعده في نـ:"حَ قَالَ ابنُ وَهبٍ". "أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ" في ذ: "أَنَّ عَبدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ". "فوَجَدَنِي" في نـ: "قَالَ: فَوَجَدَنِي". "رَعَاعَ النَّاسِ" زاد في ذ: "وَغوغاهم".

===

(1)

" مالك" الإمام المدني.

(2)

"يونس" هو ابن يزيد الأيلي.

(3)

"ابن شهاب" الزهري.

(4)

ابن عتبة بن مسعود، "قس"(8/ 456).

(5)

أي: ابن عباس، "خ".

(6)

والحال أنه نازل بمنى، "قس"(8/ 456).

(7)

قوله: (إن الموسم) أي: موسم الحج وهي مجتمع الناس، وسمي به لأنه معلم بجمع الناس. قوله:"رعاع الناس" بفتح الراء وفتح العين المهملة المخففة وبعد الألف عين أخرى، أي: أسقاط الناس وسفلتهم. وقصته أن رجلًا قال لعمر بمنى: "هل لك في فلان يقول: لو مات عمر لقد بايعتُ فلانًا؟ فغضب عمر وقال: إني إن شاء الله لقائمٌ العشيةَ في الناس، فمحذِّرُهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوا أمورهم، فقال عبد الرحمن" ما ذكره، وتمامها سيأتي إن شاء الله تعالى في "كتاب المحاربين" [برقم: 6830]، "ك"(15/ 138)، "خ"، "قس"(8/ 456 - 457).

(8)

أي: أسقاط الناس، "قس"(8/ 457).

ص: 764

دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، وَتَخْلُصَ لأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ وَذَوِي رَأْيِهِمْ. وَقَالَ عُمَرُ

(1)

: لأَقُومَنَّ فِي أَوَّلِ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ. [راجع: 2462].

3929 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زيدِ بْنِ ثَابِتٍ

(4)

: أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ

(5)

- امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ

(6)

بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ

(7)

طَارَ لَهُمْ

(8)

فِي السُّكْنَى

"وَقَالَ عُمَرُ" ثبتت الواو في ذ.

===

(1)

أي: ابن الخطاب.

(2)

"موسى بن إسماعيل" التبوذكي.

(3)

"إبراهيم بن سعد" ابن إبراهيم الزهري.

(4)

الأنصاري المدني، "قس"(8/ 457).

(5)

بنت الحارث الأنصارية، "قس"(8/ 457).

(6)

قوله: (أم العلاء امرأة من نسائهم) أي: نساء الأنصار، قال الترمذي: هي والدة خارجة. ولا يخفى أن ذكر خارجة إياها مبهمة لا يخلو عن غرض أو أغراض، كذا في "الكرماني"(15/ 138).

(7)

قوله: (عثمان بن مظعون) ابن وهب بن حذيفة، ويكنى أبا السائب، قال ابن إسحاق: أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا، وهو أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين، وروي عن عائشة وغيرها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبّل عثمان بن مظعون بعد ما مات، توفي سنة ثنتين من الهجرة، وقيل غير ذلك، كذا في "الاستيعاب"(3/ 1053).

(8)

أي: وقع في سهمهم، "قس"(8/ 457).

ص: 765

حِينَ قَرَعَتِ الأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ، قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ: فَاشْتَكَى عُثْمَانُ عِنْدَنَا، فَمَرَّضْتُهُ حَتَّى تُوُفِّيَ، وَجَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقُلْتُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ

(1)

(2)

، شَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللهَ أَكْرَمَهُ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَنْ

(3)

؟ قَالَ: "أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللهِ الْيَقِينُ

(4)

، وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَمَا أَدْرِي وَاللهِ - وَأَنَا رَسُولُ اللهِ - مَا يُفْعَلُ بِهِ"

(5)

(6)

، قَالَتْ:

"قَرَعَتِ الأَنْصَارُ" كذا في ذ، وفي نـ:"اقْتَرَعَتِ الأَنْصَارُ" - قيل: صوابه: أقرعت، "ك" (15/ 138) -. "بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي" في نـ:"بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ". "قال: أما هو" لفظ "قال" سقط في نـ. "يُفْعَلُ بِهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"يُفْعَلُ بِي".

===

(1)

منادى.

(2)

كنية عثمان، "قس"(8/ 458).

(3)

قوله: (فمن؟) أي: فمن يكرمه الله؟، كما مرّ في "الجنائز" [برقم: 1243]، أي: هو مؤمن خالص مطيع، فإذا لم يكن من المكرمين عند الله فمن يكرمه؟ كذا في "العيني" (6/ 22) ومرَّ (برقم: 1243).

(4)

أي: الموت، "قس"(8/ 458).

(5)

هذا قبل إعلامه بالغفران، والمعنى ما يفعل بي في أمر الدنيا، أو نفي للدراية التفصيلية، ولأبي ذر:"به" أي: بعثمان، "قس"(8/ 458) و (14/ 511).

(6)

قوله: (ما يُفْعَل به) أي: بعثمان، هذا لأبي ذر، ولبعضهم:"بي" وكان هذا قبل نزول: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} [الفتح: 2]، والدليل القطعي أنه خير البرية وأكرمهم، ولا إشكال في رواية أبي ذر، لكن المحفوظ الرواية الثانية،

ص: 766

فَوَاللهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ، قَالَتْ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ

(1)

، فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:"ذَلِكَ عَمَلُهُ". [راجع: 1243].

3930 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(3)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

(4)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ

(5)

يَوْمًا

(6)

"لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ" في نـ: "لَا أُزَكِّي بَعْدَهُ أَحَدًا". "لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ""ابن مظعون" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ" في ذ: "حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ".

===

كذا في "القسطلاني"(8/ 458)، وقال العيني (6/ 22): قال الداودي: "ما يُفْعَل بي" وهم، والصواب:"ما يُفْعَل به" أي: بعثمان، لأنه لا يعلم من ذلك إلا بالوحي إليه، انتهى والله أعلم.

(1)

قوله: (فأحزنني ذلك) أي: الذي وقع في شأن ابن مظعون من عدم الجزم له بالخير، "قسطلاني"(8/ 458).

(2)

"عبيد الله بن سعيد" ابن يحيى أبو قدامة اليشكري السرخسي.

(3)

"أبو أسامة" حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

(4)

"هشام عن أبيه" عروة بن الزبير.

(5)

قوله: (بعاث) بالموحدة وتخفيف المهملة وبالمثلثة: يوم حرب بين أوس وخزرج، والملأ: الأشراف، والسَّراة: السادات، ولفظ "في دخولهم" متعلق بقوله:"قدّمه الله" يعني: ولو كان صناديدهم أحياء لما انقادوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حبًّا للرياسة، وكان هذا من مقدمات الخير له صلى الله عليه وسلم، كذا في "الكرماني" (15/ 139). والحديث قد سبق (برقم: 3777) في "مناقب الأنصار".

(6)

أي: في هجاء بعضهم بعضا، "قس"(8/ 459).

ص: 767

قَدَّمَهُ اللهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ، وَقُتِلَتْ سَرَاتُهُمْ فِي دُخُولِهِمْ فِي الإِسْلَامِ. [راجع: 3777].

3931 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(1)

قَالَ: حَدَّثَنِي غُنْدُرٌ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(3)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

(4)

، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ

(5)

تُغَنِّيَانِ بِمَا تَعَازَفَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ

(6)

"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى". "قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ" لفظ "تُغَنِّيَانِ" سقط في نـ: "بِمَا تَعَازَفَت" في نـ: "بِمَا تقاذفت"، وفي أخرى:"بِمَا تعارفت".

===

(1)

" محمد بن المثنى" العنزي الزمن البصري.

(2)

"غندر" هو محمد بن جعفر البصري.

(3)

"شعبة" هو ابن الحجاج العتكي.

(4)

"هشام عن أبيه" المذكوران.

(5)

قوله: (قينتان) بفتح القاف، تثنية قينة، أي: جارية، كذا في "القسطلاني" (8/ 459). قوله:"بما تعازفت" بعين مهملة وزاي، يحتمل أن يكون من [عزف] اللهو [أي] بما ضربوا عليه المعازف من الأشعار التي قالوا في ذلك اليوم، ويروى بالراء وهو بيّن، أي: بما تعارفوا مما جرى بينهم، ويروى:"تقاذفت" بالقاف والذال المعجمة، أي: بما تراموا به يوم بعاث، "د"[وكذا في "قس" (8/ 459)].

(6)

قوله: (مزمار الشيطان) استفهام محذوف الأداة. ومطابقة هذا الحديث للترجمة قال العيني: من حيث إنه مطابق للحديث السابق في ذكر يوم بعاث، والمطابق للمطابق مطابق، قال: ولم أر أحدًا ذكر له مطابقة، كذا

ص: 768

مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ". [راجع: 949، تحفة: 16955].

3932 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ

(2)

. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ

(3)

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ الضُّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، نَزَلَ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

(5)

(6)

،

"دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ" في نـ: "دَعْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ". "وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في ذ: "وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي أنَسُ بْنُ مَالِكٍ".

===

قال، فليتأمل، قاله القسطلاني (8/ 459). ومرّ الحديث مرارًا، منها (برقم: 949 و 952) في "كتاب العيدين".

قال العيني (5/ 158): واستدل جماعة من الصوفية بحديث الباب على إباحة الغناء وسماعه بآلة وبغير آلة، ويرد عليهم بأن غناء الجاريتين لم يكن إلا في وصف الحرب والشجاعة، فلذلك رخّص فيه، وقال بعض مشايخنا: مجرد الغناء والاستماع إليه معصية، واستدلوا بقوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان: 6] جاء في التفسير أن المراد به الغناء، انتهى.

(1)

"مسدد" هو ابن مسرهد الأسدي.

(2)

"عبد الوارث" ابن سعيد العنبري مولاهم التنوري البصري.

(3)

"إسحاق بن منصور" الكوسج المروزي.

(4)

"عبد الصمد" يروي عن أبيه عبد الوارث التنوري المذكور.

(5)

ابن مالك الأوسي ابن حارثة، "قس"(8/ 460).

(6)

قوله: (بنو عمرو بن عوف) بفتح العين فيهما، "فأقام فيهم أربع

ص: 769

قَالَ: فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مَلإِ بَنِي النَّجَّارِ

(1)

(2)

، قَالَ: فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَهُمْ، قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ، وَمَلأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أَلْقَى

(3)

بِفِنَاءِ

(4)

أَبِي أَيُّوبَ

(5)

، قَالَ: فَكَانَ يُصَلِّي حَيثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ

(6)

، قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ أُمِرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَلإِ

"مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَهُمْ" في نـ: "مُتَقَلِّدِي سُيُوفِهِمْ".

===

عشرة ليلة" وهذه رواية الأكثرين، كذا في "العيني" (3/ 429).

وقال صاحب "الفتح"(7/ 266): وأخذ من نزول النبي صلى الله عليه وسلم في عُلْو المدينة التفاؤل له ولدينه بالعلو، وعُلْو المدينة كل ما في جهة نجد يسمى العالية، وما في جهة تهامة يسمى السافلة، انتهى مع تغيير.

(1)

جماعتهم، "قس"(8/ 460).

(2)

قوله: (ملأ بني النجار) هم بنو تميم، والملأ: أشراف القوم ورؤساؤهم. قوله: "متقلدين سيوفهم" كذا للأكثر بنصب السيوف وثبوت النون لعدم الإضافة، وفي رواية بدون النون لإضافة متقلدين إلى السيوف، وعلى كل حال هو منصوب على الحال، والتقليد: جعل نِجَاد السيف على المنكب، و"الراحلة": المركب من الإبل ذكرًا كان أو أنثى، وكانت راحلته ناقة تسمى القصواء. قوله:"وأبو بكر ردفة" جملة حالية، والردف بكسر الراء وسكون الدال: المرتدف وهو الذي يركب خلف الراكب، كذا في "العيني" (3/ 430) ومرَّ (برقم: 428).

(3)

أي: طَرَحَ رحْله، "خ".

(4)

بكسر الفاء: سعة أمام الدار.

(5)

خالد بن زيد الأنصاري، "قس"(8/ 460).

(6)

أي: مأواها.

ص: 770

بَنِي النَّجَّارِ، فَجَاءُوا، فَقَالَ: "يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي

(1)

حَائِطَكُمْ هَذَا"، فَقَالُوا: لَا، وَاللهِ لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللهِ

(2)

(3)

، قَالَ: فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ: كَانَتْ فِيهِ قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَتْ فِيهِ خِرَبٌ

(4)

، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وَبِالْخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، قَالَ: فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبلَةَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ

(5)

حِجَارَةً، قَالَ: جَعَلُوا يَنْقُلُونَ ذَاكَ الصَّخْرَ وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ

(6)

، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم معَهُمْ يَقُولُونَ:

اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الآخِرَهْ

فَانْصُرِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ

[طرفه: 234، أخرجه: م 524، د 453، س 702، ق 742، تحفة: 1691].

"فَقَالُوا: لَا" في نـ: "قَالُوا: لَا". "كَانَتْ فِيهِ قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ" لفظ "فيه" سقط في نـ. "وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ" في نـ: "فَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ". "جَعَلُوا يَنْقُلُونَ" في نـ: "وَجَعَلُوا يَنْقُلُونَ". "ذَاكَ الصَّخْرَ" في ذ: "ذَلِكَ الصَّخْرَ".

===

(1)

أي: بيعونيه بالثمن، "ك"(4/ 90).

(2)

أي: من الله.

(3)

أي: نصرفه في سبيل الله، وإطلاق الثمن عليه على سبيل المشاكلة، "ك"(4/ 90).

(4)

ككلم وعنب هما لغتان صحيحتان رُوِيَتَا، كذا في "العيني"(3/ 432)، قال في "القاموس" (ص: 86): الخربة كفَرِحَة: موضع الخَراب، الجمع خَرِبَات وخَرِب ككتف.

(5)

عضادة كل شيء ما يشد من جانبه، وعضادتا الباب: خشبتان من جانبيه، "خ".

(6)

من الرجز، وهو ضرب من الكلام الموزون.

ص: 771

‌47 - بَابُ إِقَامَةِ الْمُهَاجِرِ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ

(1)

3933 -

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ

(3)

، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ الزُّهْرِيِّ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ السَّائِبَ

(5)

ابْنَ أُخْتِ النَّمِرِ

(6)

: مَا سَمِعْتَ فِي سُكْنَى مَكَّةَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ

(7)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ

(8)

لِلْمُهَاجِرِينَ بَعْدَ الصَّدَرِ". [أخرجه: م 1352، د 2022، ت 949، س في الكبرى 4214، ق 1073، تحفة: 11008].

"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ". "قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ" في نـ: "يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ". "لِلْمُهَاجِرينَ" في نـ: "لِلْمُهَاجِرِ" مصحح عليه.

===

(1)

من حج أو عمرة.

(2)

"إبراهيم بن حمزة" ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير بن العوام المدني.

(3)

"حاتم" هو ابن إسماعيل الكوفي.

(4)

"عبد الرحمن بن حميد" ابن عبد الرحمن بن عوف.

(5)

ابن يزيد، "قس"(8/ 461).

(6)

الكندي، "قس"(8/ 461).

(7)

الصحابي، "قس"(8/ 462).

(8)

قوله: (ثلاث) أي: ثلاث ليال. قوله: "بعد الصدر" بالتحريك أي: بعد الرجوع من منى. اعلم أنه كانت الإقامة بمكة حرامًا على المهاجرين قبل الفتح، ثم أبيحت لهم إذا وصلوها بحج أو عمرة أن يقيموا بعد قضاء مناسكهم ثلاثة أيام ولا يزيدوا عليها، وفيه: أن إقامة ثلاث ليس

ص: 772

‌48 - بَابٌ

(1)

3934 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ

(3)

، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ

(4)

قَالَ: مَا عَدُّوا

(5)

مِنْ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ، مَا عَدُّوا إِلَّا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ. [تحفة: 4728].

"بابٌ" في هـ، ذ:"بَابُ التَّارِيخِ مِنْ أَيْنَ أَرَّخُوا التَّارِيخَ" وفي نـ: "متى أين" بدل "مِنْ أين" - أي: من أي وقت كان ابتداؤه؟، "قس"(8/ 462) -.

===

لها حكم الإقامة، وصاحبها في حكم المسافر، كذا في "الكرماني"(15/ 141)، وفيه تأمل، "الخير الجاري"، وسيجيء بعض بيانه (برقم: 3936).

(1)

قوله: (باب) بالتنوين من غير ترجمة، كذا في "القسطلاني"(8/ 462)، قال: ولأبي ذر عن الكشميهني: "باب التاريخ، ومن أين أرّخوا التاريخ"؟ وهو تعريف الوقت من حيث هو وقت، والإرخ - بكسر الهمزة -: الوقت، وفي الاصطلاح قيل: هو توقيت الفعل بالزمان، انتهى. وفي "التوشيح" (6/ 2474): ويقال: أول ما حدث التاريخ من الطوفان.

(2)

"عبد الله بن مسلمة" هو القعنبي.

(3)

"عبد العزيز عن أبيه" أبي حازم سلمة بن دينار.

(4)

"سهل بن سعد" الساعدي الأنصاري.

(5)

قوله: (ما عدّوا

) إلخ، في "التوشيح" (6/ 2474 - 2475): قال بعضهم: مناسبة جعل التاريخ من الهجرة: أن القضايا التي كان يمكن [أن يؤرّخ] منها أربعة: مولده، ومبعثه، وهجرته، ووفاته، فلم يؤرّخ من

ص: 773

3935 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ

(3)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(4)

، عَنْ عُرْوَةَ

(5)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا،

===

الأولين؛ لأن كلًّا منهما لا يخلو عن نزاع في تعيين سنته، ولا من الوفاة لما يوقع ذكره من الأسف عليه، فانحصر في الهجرة، وجعل أول السنة المحرم دون ربيع؛ لأنه منصرف الناس من الحج، انتهى.

وقال القسطلاني (8/ 463): ولأن ابتداء العزم على الهجرة كان في [أول] المحرم، فناسب أن يجعل مبتدأ، وكان ذلك في خلافة عمر رضي الله عنه سنة سبع عشرة فجمع الناس فقال بعضهم: أَرِّخْ بالمبعث، وقال بعضهم: بالهجرة، فقال عمر رضي الله عنه: الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرّخوا بها. والذي يحصل من مجموع الآثار [أن] الذي أشار بالمحرم عمر وعثمان وعلي. ذكر السهيلي أن الصحابة أخذوا التاريخ بالهجرة من قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108]، لأنه من المعلوم أنه ليس أول الأيام مطلقًا، فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر، وهو أول الزمن الذي عزّ فيه الإسلام، وعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم[رَبَّه] آمنًا، وابتدئ فيه ببناء المساجد، فوافق رأي الصحابة رضي الله عنهم ابتداء التاريخ من ذلك اليوم، وفهمنا من فعلهم أن قوله تعالى:{مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} أنه أول التاريخ الإسلامي، انتهى.

(1)

"مسدد" هو ابن مسرهد.

(2)

"يزيد بن زريع" أبو معاوية البصري.

(3)

"معمر" هو ابن راشد الأزدي.

(4)

"الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(5)

"عروة" ابن الزبير بن العوام.

ص: 774

وَتُرِكَتْ

(1)

صَلَاةُ السَّفَرِ عَلَى الأُولَى. تَابَعَهُ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ. [راجع: 350، تحفة: 16650].

‌49 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَمْضِ

(2)

لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ" وَمَرْثِيَتِهِ

(3)

لِمَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ

3936 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(6)

، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ

(7)

قَالَ: عَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَعْنِي مِنْ مَرَضٍ أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلَغَ بِي مِنَ الْوَجَعِ

(8)

مَا تَرَى، وَأَنَا ذُو مَالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ:"لَا"، قَالَ:

"عَلَى الأُولَى" في ذ: "عَلَى الأَوَّلِ". "مِنْ مَرَضٍ" في ذ: "مِنْ وَجَعٍ".

===

(1)

ومرَّ بيانه (برقم: 1090).

(2)

من الإمضاء، أي: أَنْفذْها وتَمِّمْهَا ولا تنقصها عليهم.

(3)

بتخفيف، عطف على قول، يقال: رثى للميت: إذا رقَّ له، ورثيته: إذا بكيته وعددت محاسنه، "ك"(15/ 142).

(4)

"يحيى بن قزعة" الحجازي.

(5)

"إبراهيم" ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن.

(6)

"الزهري" هو ابن شهاب.

(7)

سعد بن أبي وقاص أحد العشرة.

(8)

بالتحريك: المرض، "ق" (ص: 692).

ص: 775

فَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ؟ قَالَ: "الثُّلُثُ يَا سَعْدُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً

(1)

يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ" - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ

(2)

(3)

عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(4)

: "أَنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ - وَلَسْتَ بِنَافِقٍ

(5)

نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلَّا آجَرَكَ

(6)

اللهُ بِهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي

(7)

امْرَأَتِكَ"، قُلْتَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُخَلَّفُ

(8)

بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ:

"فَأَتَصَدَّقُ" في نـ: "أَفَأَتَصَدَّقُ"، وزاد قبله في نـ:"قُلْتُ". "بِشَطْرِهِ" في نـ: "بِشَطْرِهِ؟ قَالَ: لا". "أَنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ أَغْنِيَاءَ" كذا في قا، وفي سـ، حـ، ذ:"أَنْ تَذَرَ وَرثَتَكَ أَغْنِياء". "قَالَ أَحْمَدُ - إلى - أَنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ" سقط في نـ، وفي نـ:"أَنْ تَذَرَ وَرثَتَكَ". "وَلَسْتَ بِنَافِقٍ" في هـ: "وَلَسْتَ بِمُنفِقٍ".

===

(1)

قوله: (عالة) أي: فقراء، جمع عائل. قوله:"يتكففون" أي: يطلبون الصدقة من أكفّ الناس، وقيل: يسألونهم بأكفّهم، كذا في "العيني"(6/ 123).

(2)

هذا التعليق للأكثر وقع في آخر الحديث كما سيجيء.

(3)

"قال أحمد بن يونس" هو أحمد بن عبد الله بن يونس شيخ المؤلف.

(4)

"إبراهيم" ابن سعد السابق، وصله في "حجة الوداع". [برقم: 4409].

(5)

كذا وقع ههنا، وللكشميهني:"بمنفق" وهو الصواب، "ف"(7/ 270).

(6)

بمد همزة.

(7)

أي: في فم امرأتك.

(8)

قوله: (أُخَلَّفُ) على صيغة المجهول، يعني: أخلف في مكة بعد أصحابي المهاجرين المنصرفين معك؟ قال القرطبي: هذا الاستفهام إنما

ص: 776

"إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ

(1)

دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ

(2)

حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ

(3)

، اللَّهُمَّ أَمْضِ

(4)

لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ

(5)

عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ

(6)

سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ. . . . . . . . . . .

"تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ" في نـ: "تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ".

===

صدر من سعد رضي الله عنه مخافة المقام بمكة إلى الوفاة، فيكون قادحًا في هجرته، كما نصّ عليه في بعض الروايات، إذ قال:"خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها" فأجابه صلى الله عليه وسلم بأن ذلك لا يكون، وأنه يطول عمره، وقال عياض: كان حكم الهجرة باقيًا بعد الفتح، وقيل: إنما كان ذلك لمن كان هاجر قبل الفتح، فأما من هاجر بعده فلا، وقيل: إنما لزم المهاجرين المقامُ بالمدينة بعد الهجرة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ الشريعة عنه وشبه ذلك، فلما مات ارتحل أكثرهم منها، قال عياض: قيل: لا يحبط أجر هجرة المهاجر بقاؤه وبمكة موته بها إذا كان لضرورة، وإنما يحبط ما كان بالاختيار، وقال قوم: يحبط كيف ما كان، كذا في "العيني"(6/ 123، 124، 126).

(1)

أي: بالعمل الصالح، "ع"(6/ 124).

(2)

أي: يطول عمرك، "قس"(8/ 465).

(3)

وكان كذلك، فإنه عاش أربعين سنة حتى فتح العراق، وانتفع به المسلمون بالغنيمة، وتضرر به المشركون.

(4)

أي: أنفِذْ كما مر.

(5)

أي: بترك هجرتهم ورجوعهم عن مستقيم حالهم المرضية، "ع"(6/ 124).

(6)

قوله: (البائس) وهو الذي عليه أثر البؤس أي: الفقر والعيلة.

ص: 777

يَرْثِي

(1)

لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَوَفَّى بِمَكَّةَ". وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ

(2)

(3)

وَمُوسَى

(4)

عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(5)

: "أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ". [راجع: 56].

‌50 - بَابٌ كَيْفَ آخَى النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ؟

"أَنْ يُتَوَفَّى" كذا في ذ، وفي نـ:"أَنْ تُوُفِّيَ". "وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ" في نـ: "وَقَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ".

===

قوله: "يرثي" بكسر مثلّثة، أي: يرقّ ويترحم له النبي صلى الله عليه وسلم لأجل موته بأرض هاجر منها، وكان يكره موته بها، فلم يعط ما تمنى، كذا في "المجمع"(1/ 145)، ومرّ الحديث مع بيانه [برقم: 1295] في "كتاب الجنائز".

(1)

أي: يتحزن ويتوجع.

(2)

"وقال أحمد بن يونس" السابق المذكور، وصله في "حجة الوداع". [برقم: 4409].

(3)

قوله: (وقال أحمد بن يونس

) إلخ، هذا التعليق ثابت ههنا في أكثر الأصول، ولغير أبي ذر بعد قوله:"يتكففون"، لكن تعليق أحمد بن يونس فقط كما مرّ، "قس"(8/ 466).

(4)

"موسى" ابن إسماعيل المنقري التبوذكي شيخ المؤلف، فيما وصله في "الدعوات" [برقم: 6373].

(5)

"إبراهيم" هو ابن سعد تكرر ذكره.

(6)

قوله: (كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم) وقد كانت المؤاخاة مرتين: الأولى بين المهاجرين خاصة بمكة قبل الهجرة على الحق والمواساة، فآخى صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، وبين حمزة وزيد بن حارثة، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين الزبير وابن مسعود، وبين عبيدة بن الحارث وبلال، وبين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص، وبين أبي عبيدة وسالم مولى

ص: 778

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ

(1)

: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ

(2)

. وَقَالَ أَبُو جُحَيْفَةَ

(3)

(4)

: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلْمَانَ

(5)

وَأَبِي الدَّرْدَاءِ

(6)

.

3937 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(8)

، عَنْ حُمَيْدٍ

(9)

، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ المدينةَ،

"المدينةَ" ثبت في ذ.

===

أبي حذيفة، وبين سعد بن زيد وطلحة بن عبد الله، وبين علي ونفسه صلى الله عليه وسلم، ولما نزل المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار على المواساة والحق في دار أنس بن مالك، وكانوا يتوارثون بذلك دون القرابات حتى نزلت وقت وقعة بدر:{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأحزاب: 6] فنسخت ذلك، "قسطلاني"(8/ 467).

(1)

"وقال عبد الرحمن بن عوف" أحد العشرة المبشرة بالجنة، مما وصله في أول "البيوع". [برقم: 2048].

(2)

وصله في أول "البيوع"، "قس"(8/ 466).

(3)

وصله في "كتاب الصيام"[برقم: 1968]، "قس"(8/ 466).

(4)

قوله: (جحيفة) بجيم مضمومة فحاء مهملة مفتوحة: وهب بن عبد الله، من صغار الصحابة، "قس"(8/ 466).

(5)

"سلمان" الفارسي.

(6)

"أبي الدرداء" عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري، هذا وصله في "كتاب الصيام".

(7)

"محمد بن يوسف" البيكندي.

(8)

"سفيان" هو ابن عيينة الهلالي.

(9)

"حميد" ابن أبي حميد الطويل.

ص: 779

فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ

(1)

، فَعَرَضَ عَليْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ عَبدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ، فَرَبِحَ

(2)

شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ

(3)

وَسَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ

(4)

مِنْ صُفْرَةٍ

(5)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَهْيَمْ

(6)

يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصارِ، قَالَ: "فَمَا سُقْتَ

(7)

فِيهَا؟ " قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ

(8)

مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:. . . . . . . . . .

"دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ" في نـ: "دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ". "فَرَبِحَ شَيْئًا" في نـ: "فَرَبِحَ بِهَا شَيْئًا". "تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً" في نـ: "امْرَأَةٌ تَزَوَّجْتُ". "فَمَا سُقْتَ فِيهَا" في نـ: "فَمَا سُقْتَ إليهَا".

===

(1)

زاد في "البيع"(برقم: 2049): "وكان سعدٌ ذا غنىً"، "قس"(8/ 466).

(2)

الفاء فصيحة أي: فدلَّه فذهب فاتَّجر فرَبِح، "ك"(15/ 144).

(3)

ككتف: لبن مُجَفَّفٌ [يابس] مستحجِرٌ يطبخ [به]، "نه" (ص: 42).

(4)

أي: أثر لطخ.

(5)

من خلوق ونحوه.

(6)

قوله: (مَهْيَمْ؟) أي: ما هذا؟ سؤال عن السبب بأنه للتزوج فيجوز، أو لغيره فلا يجوز، فأجاب بأنه للتزوج فقرّره أو إنكار على ذلك، فأجاب بأنه لم يتضمخ، بل علق به من مخالطة العروس، فافهم، "لمعات".

(7)

قوله: (فما سُقْتَ) أي: ما أمهرتَها، وأصله أن العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا الإبل والغنم مهرًا لأنها غالب أموالهم، فوضع السَّوق موضع المهر، "مجمع البحار"(3/ 153).

(8)

قيل: هي اسم لخمسة دراهم، كذا نقله الطيبي (6/ 292) وقيل: المراد نواة التمر، "لمعات".

ص: 780

"أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ

(1)

". [طرفه: 2049، تحفة: 675].

‌51 - بَابٌ

3938 -

حَدَّثَنِي حَامِدُ بْنُ عُمَرَ

(2)

، عَنْ بشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ

(3)

قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ

(4)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ

(5)

بَلَغَهُ مَقْدَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ

(6)

: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ

(7)

؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ وَمَا بَالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ

(8)

وَإِلَى أُمِّهِ؟

"حَدَّثَنِي حَامِدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا حَامِدُ". "حَدَّثَنَا أَنَسٌ" زاد في نـ: "ابن مالكٍ". "عَنْ ثَلَاثٍ" في نـ: "عَنْ ثَلَاثَةٍ". "إِلَى أَبِيهِ وَإِلَى أُمِّهِ" في نـ: "إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ".

===

(1)

قوله: (أولم ولو بشاة) ظاهر هذه العبارة أنه للقلة، أي: ولو بشيء قليل كالشاة، وقد يجيء مثل هذه العبارة للتكثير والتبعيد، كما في قوله:"ولو بالصين" فقيل: وهو المراد هنا؛ لأن كون الشاة قليلة لم يعرف في ذلك الزمان، كذا في "اللمعات"، ومرّ الحديث مرارًا، منها (برقم: 3781) قريبًا.

(2)

"حامد بن عمر" ابن حفص البكراوي.

(3)

"بشر بن المفضل" ابن لاحق الرقاشي.

(4)

"حميد" هو الطويل المذكور.

(5)

"الإسرائيلي، "قس" (8/ 468).

(6)

أو من يأخذ منه، "مرقاة"(10/ 188).

(7)

أي: علاماتها.

(8)

قوله: (ينزع إلى أبيه) أي: يشبهه ويذهب إليه، "مجمع البحار"(4/ 704).

ص: 781

قَالَ: "أَخْبَرَنِي بِهِ جِبرِيلُ آنِفًا

(1)

"

(2)

، قَالَ ابْنُ سَلَامٍ

(3)

: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. قَالَ: "أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ

(4)

فنَارٌ تَحْشُرُهُمْ

(5)

مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، فَزِيَادَةُ

(6)

كَبِدِ الْحُوتِ

(7)

، وَأَمَّا الْوَلَدُ، إِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ

(8)

مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَتِ الْوَلَدَ". قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ

"أَخْبَرَنِي بِهِ" في نـ: "أَخْبَرَنِي بِهِنَّ". "ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ" في ذ: "ذَلِكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ". "كَبِدِ الْحُوتِ" في نـ: "كَبِدِ حُوتٍ". "وَإِذَا سَبَقَ" في ذ: "فَإِذَا سَبَقَ".

===

(1)

أي: هذه الساعة.

(2)

قاله لدفع التوهم أنه سمع من بعض علماء أهل الكتاب، "مرقاة"(10/ 189).

(3)

"ابن سلام" عبد الله.

(4)

أي: علاماتها.

(5)

أي: تجمعهم.

(6)

أي: طرفها.

(7)

قوله: (فزيادة كبد الحوت) الزيادة: القطعة المنفردة المعلقة بالكبد، وهي [في] الطعم في غاية اللذة، ويقال: إنها أهنأ طعام وأمرؤه، ويقال: إن الحوت هو الذي عليه الأرض، والإشارة بذلك إلى نفاد الدنيا. قوله:"نزع الولد" بالنصب، أي: جذبه إليه، "توشيح"(6/ 2478).

(8)

أي: علا وغلب، "مرقاة"(10/ 189).

ص: 782

بُهْتٌ

(1)

، فَسَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا إِسْلَامِي، فَجَاءَتِ الْيَهُودُ

(2)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَيُّ رَجُلٍ عَبدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ؟ "

(3)

قَالُوا: خَيْرُنَا

(4)

وَابْنُ خَيْرِنَا

(5)

، وَأَفْضَلُنَا وَابْنُ أَفْضَلِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرَأَيْتُمْ

(6)

إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ؟ "

(7)

قَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَاكَ

(8)

، فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيهِمْ عَبْدُ اللهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَتَنَقَّصُوهُ

(9)

. قَالَ: هَذَا

(10)

كُنْتُ

"أَنْ يَعْلَمُوا إِسْلَامِي" كذا في ذ، وفي نـ:"أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي". "أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ؟ " في نـ: "أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللهِ؟ ". "مِنْ ذَاكَ" في نـ: "مِنْ ذَلِكَ"، مصحح عليه. "قَالُوا: شَرُّنَا" في نـ: "فَقَالُوا: شَرُّنَا".

===

(1)

قوله: (بُهت) جمع بَهُوتٍ من بناء المبالغة في البهت، مثل صَبُورٍ وصُبُرٍ، ثم يسكن تخفيفًا، "نهاية"(1/ 165).

(2)

وابن سلام في اختفاء عنهم، "مرقاة"(10/ 189).

(3)

أي: فيما بينكم أو في زعمكم ومعتقدكم، "مرقاة"(10/ 189).

(4)

أي: في العلم والصلاح.

(5)

أي: في النسب وفي سائر مكارم الأخلاق، "مرقاة"(10/ 190).

(6)

أي: أخبروني.

(7)

أي: فهل تسلمون؟، "مرقاة"(10/ 190).

(8)

أي: معاذ الله أن يتصور هذا منه، "مرقاة"(10/ 190).

(9)

أي: وقعوا فيه وذموه، وفي "القاموس" (ص: 584): وهو يَتنَقَّصُه: يقع فيه ويذمه.

(10)

أي: هذا الانتقاض.

ص: 783

أَخَافُ

(1)

يَا رَسُولَ اللهِ. [راجع: 3329، أخرجه: س في الكبرى 9074، تحفة: 604، 5328].

3939 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبدِ اللهِ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(3)

، عَنْ عَمْرٍو

(4)

سَمِعَ أَبَا الْمِنْهَالِ

(5)

عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُطْعِمٍ قَالَ: بَاعَ شَرِيكٌ لِي

(6)

دَرَاهِمَ فِي السُّوقِ نَسِيئَةً

(7)

، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ أَيَصْلُحُ هَذَا؟ فَقَالَ: سُبحَانَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ بِعْتُهَا فِي السُّوقِ فَمَا عَابَهُ أَحَدٌ، فَسَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ فَقَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ونَحْنُ نَتَبَايَعُ هَذَا الْبَيْعَ، فَقَالَ:"مَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ فَليْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَمَا كَانَ نَسِيئَةً فَلَا يَصْلُحُ". [راجع: 2060].

3940 -

وَالْقَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ

(8)

فَسَلْهُ فَإِنَّهُ كَانَ أَعْظَمَنَا تِجَارَةً،

"فَمَا عَابَهُ أَحَدٌ" في هـ: "فَمَا عَابَهَا عليَّ أَحَدٌ". "قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" زاد في هـ، ذ:"المدينة".

===

(1)

قوله: (أخاف) أي: أحذره وحملتك على سؤالهم تصديقًا لحالهم وشهادة على مقالهم، كذا في "المرقاة"(10/ 190).

(2)

"علي بن عبد الله" المديني.

(3)

أي: ابن عيينة.

(4)

"عمرو" هو ابن دينار المكي.

(5)

"أبا المنهال" هو عبد الرحمن بن مطعم البناني.

(6)

لم يسم، "قس"(8/ 469).

(7)

قوله: (نسيئة) بوزن كريمة، وبإدغام، وبحذف همزة وكسرة نون كجِلْسَةٍ، فهي ثلاثة، "مجمع البحار"(4/ 711).

(8)

"زيد بن أرقم" ابن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي صحابي أول مشاهده الخندق، "قسطلاني". [انظر "التقريب" (رقم: 2116)].

ص: 784

فَسَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَقَالَ مِثْلَهُ

(1)

. وَقَالَ سُفْيَانُ

(2)

مَرَّةً: فَقَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ نَتَبَايَعُ، وَقَالَ: نَسِيئَةً إِلَى الْمَوْسِمِ أَوِ الْحَجِّ

(3)

. [راجع: 2061].

‌52 - بَابُ إِتْيَانِ الْيَهُودِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ

{هَادُوا} [المائدة: 41] صَارُوا يَهُودًا

(4)

(5)

، وَأَمَّا قَوْلُهُ:{هُدْنَا} [الأعراف: 156]: تُبْنَا. هَائِدٌ: تَائِبٌ.

3941 -

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(6)

قَالَ:

"وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَقَالَ: قَدِمَ" في نـ: "وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَقَدِمَ". "إِلَى الْمَوْسِمِ أَوِ الْحَجِّ" في نـ: "إِلَى الْمَوْسِمِ أَوْ إِلَى الْحَجِّ". "يَهُودًا" في نـ: "هُودًا". "وَأَمَّا قَوْلُهُ" لفظ "قوله" سقط في نـ.

===

(1)

قوله: (مثله) أي: قول البراء في بيع الدراهم بالدراهم من التقابض في المجلس، كذا في "الكرماني" (15/ 146). ومرّ بيانه (برقم: 218) في "باب بيع الورق بالذهب نسيئة"، وأيضًا مرّ بيانه (برقم: 2497) في "باب الاشتراك في الذهب والفضة ويكون فيه الصرف".

(2)

ابن عيينة.

(3)

شك من الراوي.

(4)

قوله: ({هَادُوا}: صاروا يهودًا) يريد تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا} [المائدة: 41] كذا في "القسطلاني"(8/ 470). قوله: " {هُدْنَا}: تُبْنا" يريد تفسير قوله تعالى: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} [الأعراف: 156] تبنا إليك، من هاد يهود: إذا رجع، "بيضاوي"(1/ 363).

(5)

لأبي ذر بالنصب بالصرف، "قس"(8/ 470).

(6)

"مسلم بن إبراهيم" الفراهيدي.

ص: 785

حَدَّثَنَا قُرَّةُ

(1)

، عَنْ مُحَمَّدٍ

(2)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنَ الْيَهُودِ

(3)

لآمَنَ بِي الْيَهُودُ". [أخرجه: م 2793، تحفة: 14499].

3942 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ - أَوْ مُحَمَّدُ

(4)

- بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْغُدَانِيُّ،

"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ"، وفي أخرى:"قَالَ أَحْمَدُ". "مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ:"مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ اللهِ".

===

(1)

" قرة" بالقاف وشدة الراء: ابن خالد السدوسي، وفي "الناصرية": فروة، وفي هامشها في النسخ المعتمدة: قرة بالقاف، "قس"(8/ 470).

(2)

هو ابن سيرين.

(3)

قوله: (عشرة من اليهود) معينين "لَآمَنَ بي اليهود" أي: كلهم، كذا في "القسطلاني" (8/ 470). قال في "التوشيح" (6/ 2478): أي: عشرة من رؤسائهم، كما في "دلائل أبي نعيم". قال الكرماني (15/ 147): فإن قلت: ما وجه صحة هذه الملازمة وقد آمن من اليهود عشرة وأكثر منها أضعافًا مضاعفة، ولم يؤمن الجميع؟ قلت:"لو" للمضي فمعناه لو آمن في الزمان الماضي كقبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أو عقيب قدومه مثلًا لَتابَعَهم الكلُّ، لكن لم يؤمنوا حينئذ فلم يتابعهم الكل.

(4)

قوله: (أو محمد) شك البخاري في اسمه ههنا، لكن ذكر في "التاريخ" أنه أحمد ولم يشك فيه، وهو ابن عبيد الله مصغّرًا، وفي بعضها مكبرًا، والتصغير أصح وأشهر، ابن سهيل الغداني بضم المعجمة وتخفيف الدال المهملة وبالنون، البصري، مات سنة سبع أو أربع وعشرين ومائتين، "كرماني"(15/ 147).

ص: 786

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ

(1)

، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَيْسٍ

(2)

، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ

(3)

، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ

(4)

، عَنْ أَبي مُوسَى

(5)

قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَإِذَا نَاسٌ مِنً الْيَهُودِ يُعَظِّمُونَ عَاشُورَاءَ

(6)

وَيَصُومُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"نَحْنُ أَحَقُّ بِصَوْمِهِ"، فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ. [راجع: 2005].

3943 -

حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ

(7)

قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ

(8)

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ

(9)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

(10)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ

"أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَيْسٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ". "دَخَلَ النَّبِيُّ" في هـ، ذ:"قَدِمَ النَّبِيُّ". "حَدَّثَنِي زِيَادُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا زِيَادُ". "أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ".

===

(1)

" حماد بن أسامة" أبو أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

(2)

"أبو عميس" هو ابن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي.

(3)

"قيس بن مسلم" الجدلي - بفتح الجيم - الكوفي العابد.

(4)

"طارق بن شهاب" هو الأحمسي.

(5)

"أبي موسى" هو عبد الله بن قيس الأشعري.

(6)

قوله: (عاشوراء) بالمد والقصر: اسم لليوم العاشر من المحرم، وقيل: لليوم التاسع، والصواب هو الأول، ثم قيل: عاشوراء اسم الليلة ويوم عاشوراء بالإضافة بمعنى يوم الليلة العاشوراء، وبعد غلبة الاسمية ترك ذكر الموصوف، كذا ذكره بعضهم، "لمعات التنقيح".

(7)

"زياد بن أيوب" أبو هاشم الطوسي دَلُّويه.

(8)

"هشيم" ابن بشير الواسطي.

(9)

"أبو بشر" جعفر بن أبي وحشية إياس البصري.

(10)

"سعيد بن جبير" الأزدي مولاهم الكوفي.

ص: 787

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ، فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ، وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى

(1)

مِنْكُمْ"، ثُمَّ أَمَرَ بِصَوْمِهِ. [طرفه: 2004، أخرجه: م 1130، د 2444، س في الكبرى 11237، تحفة: 5450].

3944 -

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ يُونُسَ

(3)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(4)

قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ

(5)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَسْدُلُ

(6)

"فَقَالُوا: هَذَا هُوَ الْيَوْمُ" لفظ "هذا" سقط في نـ: "أَظْهَرَ اللهُ" في نـ: "أَظْفَرَ اللهُ". "ثُمَّ أَمَرَ بِصَوْمِهِ" في سـ، حـ، ذ:"وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ"، وفي نـ:"فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ" في ذ: "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ".

===

(1)

قوله: (نحن أولى بموسى منكم) فيه دفع توهم موافقتهم، يعني: نحن نصوم موافقة بموسى حيث صامه شكرًا، كما مرّ (برقم: 2003 و 2004) في "كتاب الصيام"، لا موافقة بهم. بقي أن خبر اليهود في الديانات غير مقبول فكيف عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ويمكن أن يقال: صدق هذا الخبر ظهر له صلى الله عليه وسلم بالتواتر، أو بخبر جماعة منهم أسلموا كعبد الله بن سلام وأمثاله من علمائهم، أو أوحي إليه صلى الله عليه وسلم بعد إخبارهم بذلك، كذا في "اللمعات".

(2)

"عبدان" لقب عبد الله بن عثمان المروزي.

(3)

"يونس" ابن يزيد الأيلي.

(4)

"الزهري" هو ابن شهاب.

(5)

ابن مسعود، "قس"(8/ 473).

(6)

أي: يرسل شعره حول الرأس من غير أن يقسمه نصْفا من يمينه

ص: 788

شَعْرَهُ

(1)

، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدُلُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رأْسَهُ. [راجع: 3558].

3945 -

حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ

(3)

، جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً، فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ. [طرفاه: 4705، 4706، تحفة: 5463].

"حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ" في ذ: "حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ". "حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ" في ذ: "حَدَّثَنِي هُشَيْمٌ". "وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ" زاد في هـ، ذ: يَعني قولَ اللهِ: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} .

===

ونصفًا من يساره، وكلاهما جائزان، والأفضل الفرق، "مجمع"(3/ 57).

(1)

قوله: (يسدل شعره) بضم الثالثة، من سَدَلَ الثوبَ إذا أرخاه، وقيل: بكسرها، وأما الفرق فهو فرق الشعر بعضه من بعض، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم إنما رجع إليه آخرًا. واحتج بهذا الحديث من قال: إن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه، وقيل: إنما وافقهم استئلافًا لهم في أول الإسلام، فلما أغنى الله عن استئلافهم صرّح بمخالفتهم، قاله الكرماني (15/ 148 - 149).

(2)

"زياد" هو ابن أيوب و"هشيم" و"أبو بشر" و"سعيد بن جبير" و"ابن عباس" مرّوا قريبًا (برقم: 3943).

(3)

قوله: (هم أهل الكتاب) أي: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر: 91]. قوله: "جَزّءوه" أي: جعلو جزء جزء، تقول: عضيت الشيء إذا فرقته. قوله: "ببعضه" أي: ببعض القرآن، قاله الكرماني (15/ 149).

ص: 789

‌53 - بَابُ إِسْلَامُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ

(1)

3946 -

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ

(2)

قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ

(3)

، قَالَ أَبِي. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ

(4)

، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَنَّهُ تَدَاوَلَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ

(5)

مِنْ رَبٍّ إِلَى رَبٍّ. [تحفة: 4497].

"حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ" في نـ: "حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ".

===

(1)

قوله: (إسلام سلمان الفارسي) رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسئل عن نسبه فقال: أنا سلمان بن الإسلام، وقصته مشهورة، وهي أنه كان مجوسيًّا فهرب من أبيه لطلب الحق، فلحق براهب، ثم بجماعة رهبانيين واحد بعد واحد يصحبهم إلى الوفاة، ودلّ الراهب [الأخير] على الذهاب إلى الحجاز وأخبره بظهور نبي آخر الزمان، فقصد مع قوم من العرب فغدروا به فباعوه في وادي القرى، ثم اشتراه يهودي من بني قريظة، فقدم به المدينة، فأقام مدة حتى قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه بصدقة فلم يأكلها، ثم أتى بهدية فأكل منها، ثم رأى خاتم النبوة، وكان الراهب وصف له هذه العلامات الثلاث للنبي صلى الله عليه وسلم، وأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه وحدّثه بشأنه كلّه، فأسلم وصار من علماء الصحابة وزهّادهم، وعاش مائتين وخمسين سنة بلا خلاف، وقيل: ثلاثمائة وخمسين، وقيل: أدرك وصيّ عيسى عليه السلام، ومات بالمدينة سنة ست وثلاثين، "ك"(15/ 149)، "قس"(8/ 474).

(2)

الجرمي، "قس"(8/ 474).

(3)

"معتمر" هو ابن سليمان التيمي وأبوه سليمان بن طرخان.

(4)

"أبو عثمان" عبد الرحمن بن ملّ النهدي التابعي، "قس"(8/ 474).

(5)

قوله: (تداوله بضعة عشر) في "القاموس"(ص: 920): تداولوه أي: أخذوه بالدُّوَلِ. قوله: "من رَبٍّ إلى رَبٍّ" الرب: المالك السيد، أي: أخذه سيد من سيد، وكان حرًّا فظلموه وباعوه.

ص: 790

3947 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(2)

، عَنْ عَوْفٍ

(3)

، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ يَقُولُ: أَنَا مِنْ رَامَ هُرْمُزَ

(5)

. [تحفة: 4499].

3948 -

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ

(6)

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ

(7)

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(8)

، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ

(9)

، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ

(10)

، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ:. . . . . . . . . . .

"حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ".

===

(1)

" محمد بن يوسف" البيكندي.

(2)

"سفيان" هو ابن عيينة الهلالي.

(3)

"عوف" هو ابن أبي جميلة الأعرابي البصري.

(4)

"أبي عثمان" هو النهدي.

(5)

قوله: (من رام هرمز) بفتح الميم الأول وضم الثانية وضم الهاء بينهما راء وفي آخره زاي، حكمه حكم بعلبك، بلدة من بلاد فارس، "ك"(15/ 150)، "توشيح"(6/ 2480)، وأيضًا قال الكرماني: روى ابن عباس عن سلمان أنه قال: كنت من أصبهان من قرية يقال لها: جيّ، بفتح الجيم وشدة الياء وكان أبي دهقانها.

(6)

"الحسن بن مدرك" ابن بشير السدوسي أبو علي البصري.

(7)

"يحيى بن حماد" الشيباني البصري.

(8)

"أبو عوانة" الوضاح اليشكري.

(9)

"عاصم الأحول" هو ابن سلمان أبو عبد الرحمن البصري.

(10)

"أبي عثمان"، "سلمان" هما المذكوران.

ص: 791

فَتْرَةٌ

(1)

بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم سِتُّمِائَةِ سَنَةٍ

(2)

. [تحفة: 4498].

===

(1)

قوله: (فترة) روي بإضافتها إلى "بَيْن" وبعدمها، وهي ما بين الرسولين من رسل الله من زمان انقطعت فيه الرسالة، قال الكرماني (15/ 150): وإن صح قول من قال: إنه أدرك وصيَّ عيسى عليه السلام فهو أخبر عن زمان عاش في أكثره. فإن قلت: ما وجه تعلق هذه الأحاديث بإسلامه؟ قلت: يعني أسلم بعد تداول بضعة عشر ربًّا، وبعد هجرته عن وطنه وبعد عيشه مدة طويلة، رضي الله عنه وعن سائر الصحابة والتابعين وعنَّا وعن والدينا وعن مشايخنا وجميع المسلمين، انتهى.

(2)

أي: المدة التي لم يُبْعَث فيها رسول من الله تعالى. قال ابن حجر الحافظ (7/ 278): ولا يمتنع [أن ينبأ] فيها من يدعو إلى شريعة الرسول الأخير، انتهى. قال السيوطي في "التوشيح" (6/ 2480): قال قتادة: خمس مائة وستون، وقال الكلبي: وأربعون، وقال غيره: أربع مائة، انتهى.

* * *

تمَّ بحمد الله وتوفيقه المجلد السابع

ويتلوه إن شاء الله تعالى المجلد الثامن، وأوَّله:"كتاب المغازي"،

وصلَّى الله تعالى على خير خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

ص: 792