الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
64 - كِتَابُ
(1)
الْمَغَازِي
1 - بابٌ غَزْوَةُ الْعُشَيْرَةِ
(2)
أَوِ الْعُسَيْرَةِ
(3)
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كتاب المغازي" في نـ: "كتابُ المغازِي، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "بابٌ" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (كتاب المغازي) كذا [بتقديم البسملة على لفظ كتاب] لأبي ذر والأصيلي وأبي الوقت، ولغيرهم بتأخيرها، وسقط لأبي ذر: باب، وقولُه: أو العُسَيرة، ولفظه بعد البسملة:"كتاب المغازي، غزوة العُشيرة" حسب، ولابن عساكر:"باب - بالتنوين - في المغازي، غزوة العشيرة أو العسيرة". كذا في "القسطلاني"(9/ 3). و"المغازي" جمع مغزى، مصدر غزا كالغزو، كذا في "التوشيح" (6/ 2481). قال في "الفتح" (4/ 279): وأصل الغزو: القصد، ومغزى الكلام مقصِده، والمراد بالمغازي هنا: ما وقع من قصد النبي صلى الله عليه وسلم الكفارَ بنفسه أو بجيش من قِبَلِه، وقصدُهم أعمُّ من أن يكون إلى بلادهم أو إلى الأماكن التي دخلوها حتى مثل أُحُد والخندق، انتهى.
[قد جرت عادة المحدثين وأهل السير واصطلاحاتهم غالبًا أن يسموا كل عسكر حضره النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة غزوة، وما لم يحضره بل أرسل بعضًا من أصحابه إلى العدو سرية وبعثًا، "شرح الزرقاني على المواهب" (2/ 220)].
(2)
بالمعجمة أعرف، "ق" (ص: 409)، وهي بالتصغير، مكانها عند ينبع، خرج إليها يريد قريشًا في جمادى الأولى سنة اثنتين في خمسين ومائة، وقيل: مائتين، "توشيح"(6/ 2481).
(3)
بالشك هل هي بالإعجام أو بالإهمال؟، "تو"(6/ 2481).
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ
(1)
: أَوَّلُ مَا غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الأَبْوَاءُ
(2)
، ثُمَّ بُوَاطُ، ثُمَّ الْعُشَيْرَةُ.
3949 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَقِيلَ لَهُ: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةٍ؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ
(3)
. قِيلَ: كَمْ غَزَوْتَ
"ثُمَّ الْعُشَيْرَةَ" في نـ: "ثُمَّ غَزْوَةَ الْعُشَيْرَةِ" مصحح عليه. "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "حَدَّثَنَا وَهْبٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا وَهْبٌ". "كُنْتُ" في نـ: "قَالَ: كُنْتُ".
===
(1)
قوله: (ابن إسحاق) هو محمد بن إسحاق بن يسار المدني، التابعي، صاحب كتاب المغازي، قدم بغداد وحدث بها، ومات بها سنة 150 هـ، "ك"(15/ 151).
(2)
قوله: (الأبواء) بفتح الهمزة وسكون الموحدة وبالمد. و"بواط" بفتح الموحدة وضمها وتخفيف الواو وبالمهملة. وكان الأبواء في صفر على رأس اثني عشر شهرًا من مقدَمِه المدينةَ، ووادع فيها بني ضمرة، وهي قرية من عمل الفُرْع بينها وبين الجحفة من جهة المدينة ثلاثة وعشرون ميلًا، خرج صلى الله عليه وسلم إليها يريد قريشًا. وبواط جبل من جبال جهينة بقرب ينبع، خرج صلى الله عليه وسلم إليها في ربيع الأول سنة اثنتين. و"العشيرة" في جمادى الأولى سنة اثنتين، وصالح فيها بني مدلج، ولم يكن في الثلاثة حرب، من "الكرماني"(15/ 151، 152) و"التوشيح"(6/ 2481) و"قس"(9/ 3 - 4).
(3)
قوله: (تسع عشرة) ولأبي يعلى بسند صحيح عن جابر: أنه غزا إحدى وعشرين غزوة، فلعل زيد بن أرقم خفي عليه منها ثنتان، ولعبد الرزاق عن ابن المسيب: أربعًا وعشرين، وتوسَّع ابنُ سعد، فعدَّ المغازي التي خرج فيها بنفسه سبعًا وعشرين، كذا في "التوشيح"(6/ 2482).
أَنْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: فَأَيُّهُمْ
(1)
(2)
كَانَتْ أَوَّلَ؟ قَالَ: الْعُشَيْرُ أَوِ الْعُسَيْرَةُ
(3)
، فَذَكَرْتُ لِقَتَادَةَ فَقَالَ: الْعُشَيْرَةُ
(4)
. [طرفه: 4404].
2 - بَابُ ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يُقْتَلُ بِبَدْرٍ
(5)
3950 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ
"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ".
===
قال في "الخير الجاري": ومنشأ الاختلاف أن بعض الرواة ترك البعض، أو لم يضبط الكلَّ بل أخبر بما علم، أو منشأه أنه أدخل بعضها في بعضها لمناسبة بينهما كالطائف وحنين، وكأحزاب وبني قريظة، ووقع المقاتلة في تسع منها مع الكفار: بدر، وأحد، وأحزاب، وبني قريظة، وبني المصطلق، وخيبر، وفتح مكة، وحنين، والطائف، انتهى. [انظر:"شرح الزرقاني على المواهب"(2/ 220)].
(1)
كذا للجميع، والصواب: فأيها. وَوَجَّهَه بعضُهم على حذف المضاف، أي: فأي غزوتهم.
(2)
وللترمذي: "فأيتهن".
(3)
بمهملة وهاء، "تو"(6/ 2482).
(4)
قوله: (قال: العشير أو العسيرة، فذكرتُ لقتادة فقال: العشيرة) يعني بمعجمة وهاء، وهذا هو الصواب، وعليه اتفق أهل السير، كذا في "التوشيح" (6/ 2482). قال في "الخير الجاري": واختلفوا في أول الغزوات، قال محمد بن إسحاق وجماعة: أولها غزوةُ أبواء، ثم بواط، ثم عشيرة. وقيل: أولها عشيرة، والأول أرجح عند الشيخ ابن حجر، انتهى.
[قال شيخنا في "الأبواب والتراجم" (4/ 232): عندي أن رأي الإمام البخاري موافق لرأي الجمهور، لكن يرد عليه ذكره غزوة العشيرة في مبدأ المغازي، فوجَّهه أن أصل غرض المصنف بيان قصة بدر الكبرى، ولما كانت غزوة العشيرة مقدمة لها ذكرها قبله].
(5)
قبل وقوع غزوتها، "قس"(9/ 5).
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، حَدَّثَ عَنْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ صَدِيقًا لأُمَيَّةَ
(1)
بْنِ خَلَفٍ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، وَكَانَ سَعْدٌ إِذَا مَرَّ بِمَكَّةَ نَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْطَلَقَ سَعْدٌ مُعْتَمِرًا، فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ لأُمَيَّةَ: انْظُرْ لِي سَاعَةَ خَلْوَةٍ لَعَلِّي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ، فَخَرَجَ بِهِ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، فَلَقِيَهُمَا أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَانَ
(2)
، مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ فَقَالَ: هَذَا سَعْدٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: أَلَا
(3)
أَرَاكَ تَطُوفُ بِمَكَّةَ آمِنًا، وَقَدْ أَوَيْتُمُ الصُّبَاةَ
(4)
، وَزَعَمْتُم أَنَّكُم تَنْصُرُونَهُم وَتُعِينُونَهُمْ، أَمَّا وَاللهِ لَوْلَا أَنَّكَ مَعَ أَبِي صفْوَانَ مَا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ سَالِمًا، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيْهِ: أَمَّا وَاللهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي هَذَا لأَمْنَعَنَّكَ مَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْهُ طَرِيقُكَ
(5)
"حَدَّثَ" في نـ: "يُحَدِّثُ". "أَنَّهُ قَالَ: كَانَ صَدِيقًا" في سفـ: "أَنَّهُ كَانَ صَدِيقًا". "فَقَالَ: هَذَا سَعْدٌ" في ذ: "قَالَ: هَذَا سَعْدٌ". "أَلَا أَرَاكَ" في هـ، ذ:"لَا أَرَاكَ". "أَمَّا وَاللَّهِ" بالتشديد والتخفيف، وفي ذ:"أَمَ واللَّهِ" في الموضعين.
===
(1)
كنيته أبو صفوان، الجمحي.
(2)
كنية أمية بن خلف.
(3)
بتخفيف اللام للاستفتاح، "ف"(7/ 283)، للكشميهني بحذف الهمزة وهي مرادة، "قس"(9/ 6).
(4)
قوله: (الصُّباة) بضم المهملة وخفّة الموحدة، جمع صابي بلا همزة: من ينتقل من دين إلى دين، "توشيح"(6/ 2484).
(5)
بالنصب بدلًا من قوله: "ما هو أشد عليك منه"، والرفعِ على أنه خبر مبتدإ محذوف، أي: هو طريقك، "قس"(9/ 7).
عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَقَالَ لَهُ أُمَيَّةُ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ يَا سَعْدُ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ سَيِّدِ أَهْلِ الْوَادِي
(1)
. فَقَالَ سَعْدٌ: دَعْنَا عَنْكَ يَا أُمَيَّةُ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهُمْ
(2)
قَاتِلُوكَ". قَالَ: بِمَكَّةَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. فَفَزِعَ لِذَلِكَ أُمَيَّةُ فَزَعًا
(3)
شَدِيدًا، فَلَمَّا رَجَعَ أُمَيَّةُ إِلَى أَهْلِهِ قَالَ: يَا أُمَّ صَفْوَانَ
(4)
، أَلَم تَرَيْ مَا قَالَ لِي سَعْدٌ؟ قَالَتْ: وَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا أَخْبَرَهُم أَنَّهُم قَاتِلِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: بِمَكَّةَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. فَقَالَ أُمَيَّةُ: وَاللهِ لَا أَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ اسْتَنْفَرَ
(5)
"أَهْلِ" سقط في نـ. "سَيِّدُ أَهْلِ الوَادِي" في صـ، عسـ:"فَإنَّهُ سَيِّدُ أهْلِ الوَادِي". "إِنَّهُم قَاتِلُوكَ" في صـ: "إِنَّهُ قَاتِلُكَ"، وفي نـ:"إِنَّهُمْ قَاتِلِيكَ". "أَنَّ مُحَمَّدًا" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "أَنَّهُم قَاتِلِيَّ" بتشديد الياء، وفي ذ:"أَنَّهُ قَاتِلِي"[بإفرادِ الضميرِ وتخفيف الياءِ]. "فَقَال أُمَيَّةُ" في ذ: "قَال أُمَيَةُ".
===
(1)
أي: مكة، "قس"(9/ 7).
(2)
قوله: (إنهم) أي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وَوَهِمَ من أعاد الضمير إلى أبي جهل وأصحابه. قوله:"قاتلوك"، وروي "قاتليك"، وهو لحن، وتُكُلِّفَ توجيهُه على تقدير: يكونون، "توشيح"(6/ 2484).
(3)
بفتح الزاي، "قس"(9/ 7).
(4)
اسمها: صفية، وقيل: كريمة بنت معمر، وقيل: فاختة، "توشيح"(6/ 2484).
(5)
قوله: (استنفر أبو جهل) أي طلب الخروج من الناس. قوله: "عيركم" بكسر العين، أي القافلة التي كانت مع أبي سفيان، "ك"(15/ 153)، "تو" (6/ 2484). قال القسطلاني (9/ 7): وكان أبو سفيانَ جاء من الشام في قافلة عظيمة فيها أموال قريش، فندب النبي صلى الله عليه وسلم إليهم،
أَبُو جَهْلٍ النَّاسَ قَالَ: أَدْرِكُوا عِيرَكُمْ. فَكَرِهَ أُمَيَّةُ أَنْ يَخْرُجَ، فَأَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَانَ، إِنَّكَ مَتَى يَرَاكَ النَّاسُ قَدْ تَخَلَّفْتَ، وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي تَخَلَّفُوا مَعَكَ، فَلَم يَزَلْ بِهِ أَبُو جَهْلٍ حَتَّى قَالَ
(1)
: أَمَّا إِذْ غَلَبْتَنِي، فَوَاللَّهِ لأَشْتَرِيَنَّ أَجْوَدَ بَعِيرٍ بِمَكَّةَ
(2)
، ثُمَّ قَالَ أُمَيَّةُ: يَا أُمَّ صَفْوَانَ جَهِّزِينِي. فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا صَفْوَانَ، وَقَدْ نَسِيتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ
(3)
الْيَثْرِبِيُّ؟ قَالَ: لَا، وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَجُوزَ
(4)
مَعَهُمْ إِلَّا قَرِيبًا
(5)
. فَلَمَّا خَرَجَ أُمَيَّةُ أَخَذَ لَا يَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلَّا عَقَلَ بَعِيرَهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِذَلِكَ حَتَّى قَتَلَهُ اللَّهُ بِبَدْرٍ. [راجع: 3632].
"قَالَ: أَدْرِكُوا" في صـ، عسـ، ذ:"فَقَالَ: أَدْرِكُوا". "عِيرَكُمْ" في ذ: "عِيرَهُمْ". "مَتَى يَرَاكَ النَّاسُ" في هـ: "مَتَى مَا يَرَاكَ النَّاسُ". "إِذْ غَلَبْتَنِي" في نـ: "إِذْ غَلَبَنِي". "وَمَا أُرِيدُ" في نـ: "مَا أُرِيدُ". "لَا يَنْزِلُ" في حـ، سـ:"لا يَتْرُكُ". "بِذلِكَ" في نـ: "كَذَلِكَ".
===
فلما بلغ أبا سفيان ذلك أرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى قريش لِيُحَرِّضَهُم على المجيء لحفظ أموالهم، فلما وصل إلى مكة جدع بعيره، وشق قميصه، وصرخ: يا معشر قريش! أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد، الغوث الغوث، انتهى. ومرَّ الحديث [برقم: 3632] في آخر "كتاب الأنبياء".
(1)
أمية.
(2)
أي: لكي أرجع عن الطريق.
(3)
هو سعد المدني، والأخوة بينهما بحسب المعاهدة والموالاة، "ك"(15/ 154).
(4)
أي: لا أنفذ، "ك"(15/ 154).
(5)
أي: يومًا أو يومين.
3 - بَابُ قِصَّةِ غَزْوَةِ بَدْرٍ
(1)
وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ
(2)
(3)
فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ
(4)
أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ
"بَابُ قِصَّةِ غَزْوَةِ بَدْرٍ" في نـ: "قِصَّةُ غَزْوَةِ بَدْرٍ". "تَعَالَى" في نـ: "عز وجل".
===
(1)
قرية أو بئر أو ماء، أقوال.
(2)
أي: قليلون.
(3)
أي: لضعف الحال وقلة المراكب والسلاح، "قس"(9/ 6).
(4)
قوله: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ} اختلف أهل التأويل، فمنهم من قال: هي متعلقة بقول: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 123] فعلى هذا هي في قصة بدر، وعليه عمل المصنف، وهو قول الأكثر، وبه جزم الداوودي، وأنكره ابن التين فذهل، وقيل: هي متعلقة بقوله: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} [آل عمران: 121] فعلى هذا هي متعلقة بغزوة أحد، وهو قول عكرمة وطائفة. ويؤيد الأولَ ما روى ابن أبي حاتم بسند صحيح إلى الشعبي: أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر يُمِدُّ المشركين، فأنزل الله تعالى:{أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ. . .} الآية، قال: فلم يمدَّ كرز المشركين، ولم يمد المسلمين بالخمسة. ومن طريق سعيد عن قتادة قال: أمدّ الله المسلمين بخمسة آلاف من الملائكة. وعن الربيع بن أنس قال: أمدَّ الله المسلمين يوم بدر بألف، ثم زادهم فصاروا ثلاثة آلاف، ثم زادهم فصاروا خمسة آلاف. وكأنه جمع بين آيتي آل عمران والأنفال، وقد لمَّح المصنف بالاختلاف في النزول، وذكر قوله تعالى:{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} في غزوة أحد، وكذلك قوله:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] وذكر ما عدا ذلك في غزوة بدر، وهو المعتمد.
مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ
(1)
هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ
(2)
(125) وَمَا جَعَلَهُ
(3)
اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ
(4)
إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ
(5)
طَرَفًا
(6)
مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ
(7)
فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ
(8)
} [آل عمران: 123 - 127].
وَقَالَ وَحْشِيٌّ
(9)
: قَتَلَ حَمْزَةُ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ
(10)
(11)
يَوْمَ بَدْرٍ.
"يَوْمَ بَدْرٍ" زاد بعده في هـ، ذ:"قَالَ أَبُو عبدُ اللَّهِ: فورُهُمْ: غَضَبُهُم".
===
(1)
أي: من ساعتهم هذه، "بيض"(1/ 179).
(2)
أي: معلمين بالصوف الأبيض أو بالعهن الأحمر أو بالعمائم، "قس"(9/ 9).
(3)
أي: الإمداد بالملائكة.
(4)
أي: لا بكثرة العُدَّة والعدد، "قس"(9/ 10).
(5)
متعلق بـ {نَصَرَكُمُ} أي: لينقص منهم بقتل بعض وأسر آخرين، "بيض"(1/ 179).
(6)
أي: جماعةً، "قس"(9/ 10).
(7)
أي: يخزيهم، "بيضاوي"(1/ 179).
(8)
أي: فينهزموا منقطعي الآمال، "بيض"(1/ 179).
(9)
ابن حرب الحبشي.
(10)
قوله: (عدي بن الخيار) كذا وقع فيه ابن الخيار وهو وَهَمٌ، والصواب ابن نوفل، كما سيأتي في "غزوة أحد" [ح: 4072]، "فتح الباري"(7/ 286).
(11)
بكسر المعجمة وهو وهم، والصواب ابن نوفل، "قس"(9/ 10).
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ
(1)
يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ} الآيَةَ [الأنفال: 7].
3951 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ عَبدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: لَم أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي تَخَلَّفْتُ
(2)
فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَم يُعَاتَبْ أَحَدٌ تَخَلَّفَ عَنْهَا، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عِيرَ
(3)
"الآية" زاد بعده في عسـ، ذ: " {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ
(4)
}، الشَّوْكَةُ: الحَدُّ" وفي نـ: "الحَدَّةُ" بدل "الحَدُّ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ" في نـ: "عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بنِ مالكٍ". "عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعبٍ" في نـ: "عَبدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بنِ مالكٍ". "فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ" في نـ: "عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ". "وَلَم يُعَاتَبْ أَحَدٌ" في هـ، ذ: "وَلَم يُعَاتِبِ اللَّهُ أَحَدًا". "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "خَرَجَ النَّبِيُّ".
===
(1)
على إضمار اذكر، "بيض"(1/ 376).
(2)
قوله: (غير أني تخلفت) قال الكرماني (15/ 155): فإن قلت: [بم] استثنى؟ قلت: غير للصفة، أي: ما تخلفتُ إلا في تبوك حالَ مغايرة تخلفِ بدرٍ لتخلفِ تبوك؛ لأن التوجهَ فيه لم يكن بقصد الغزو، بل بقصد أخذ العير، انتهى.
(3)
قوله: (عير) بالكسر: القافلة، قال في "التوشيح" (6/ 2486): كانت ألف بعير، فيها خمسون ألف دينار، معها ثلاثون رجلًا، وقيل: أربعون، وقيل: ستون، انتهى.
(4)
يعني العير، فإنه لم يكن فيها إلا أربعون فارسًا، ولذلك يتمنَّونها
قُرَيْشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ. [راجع: 2757].
4 - باب قَولِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ
(1)
رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ
(2)
اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ
"تَعَالَى" في نـ: "عز وجل".
===
ويكرهون ملاقاةَ النفير لكثرة عَدَدِهم وعُدَدِهم، والشوكة: الْحَدَّةُ، مستعارة من واحدة الشوك، "بيضاوي"(1/ 376).
(1)
قوله: ({إِذْ تَسْتَغِيثُونَ}) بدل من: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ} [الأنفال: 7] أو متعلق بقوله: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ} [الأنفال: 8] أو على إضمار اذكر، واستغاثتهم أنهم لَمّا علموا أن لا محيص عن القتال أخذوا يقولون: أي رب انصرنا على عدوك، أغثنا يا غياثَ المستغيثين. قوله:"مردفين" أي متبعين المؤمنين، أو بعضهم بعضًا، من أردفته: إذا جئت بعده، كذا في "البيضاوي" (1/ 376). قال القسطلاني (9/ 13): كذا ساق الآياتِ كلَّها في رواية كريمة، ولأبي ذر وابن عساكر:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} إلى قوله: {الْعِقَابِ} "، [وللأصيلي: "إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} "] وسقط لهم ما بعد ذلك، انتهى. وقد تقدمت الإشارةُ إليه في الذي قبله والجمعُ أيضًا بين قوله: {بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ} وبين قوله: {بِثَلَاثَةِ آلَافٍ}. وأورد البخاري فيه بيانَ الاستغاثة، كذا في "الفتح" (7/ 287). قال البيضاوي (1/ 179): قيل أمدهم الله يومَ بدر أولًا بألف من الملائكة، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم صاروا خمسة، انتهى.
(2)
أي: الإمداد.
قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ
(1)
النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ
(2)
وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ
(3)
(12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 9 - 13]
3952 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ
(4)
، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: سمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ مَشْهَدًا، لَأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ
(5)
أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ
(6)
"لأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ" في هـ، ذ:"لأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبُهُ".
===
(1)
هذه قراءة ابن كثير وأبي عمرو، "بيضاوي"(1/ 377).
(2)
أي: أمنًا من الله، وهو مفعول له باعتبار المعنى، "بيضاوي"(1/ 377).
(3)
أي: الأصابع.
(4)
بضم الميم وخاء معجمة فألف فراء فقاف، ابن عبد الله بن جابر الأحمسي، "ك"(15/ 156).
(5)
أي: صاحب المشهد، أي: قائل تلك المقالة التي قالها، "ك"(15/ 156).
(6)
قوله: (مما عُدل به) بمهملتين مبنيًا للمفعول، أي: من كل شيءٍ قوبل [به] في الدنيا، "توشيح"(6/ 2487).
بِهِ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: لَا نَقُولُ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} [المائدة: 24] وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَخَلْفَكَ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَقَ وَجْهُهُ وَسَرَّهُ. [طرفه: 4609، أخرجه: س في الكبرى 11140، تحفة: 9318].
3953 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ
(1)
: "اللَّهُمَّ أنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَم تُعْبَدْ". فَأخَذَ أَبُو بَكْرٍ
(2)
بِيَدِهِ فَقَالَ: حَسْبُكَ. فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45]. [راجع: 2915].
"حَدَّثَنِي" في ذ: "حَدَّثَنَا". "اللَّهُمَّ أَنْشُدُكَ" في ذ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ".
===
(1)
قوله: (قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر) أي لما نظر إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل عليه السلام القبلة. قوله:"اللهم أنشدك" بضم الشين والدال مع فتح الهمزة، ولأبي ذر:"إني أنشدك". قوله: "عهدك ووعدك" أي أطلب منك الوفاء بما عهدتَ ووعدتَ من الغلبة على الكفار والنصر للرسول وإظهار الدين. قوله: "إن شئت لم تعبد"[أي: إن شئت أن] لا تعبد بعدها يتسلطون على المؤمنين، وفي حديث عمر عند مسلم:"اللهم إن تُهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض"، وإنما قال ذلك لأنه علم أنه خاتم النبيين، فلو هلك ومن معه حينئذٍ لم يبعث الله أحدًا ممن يدعو إلى الإيمان، "قس"(9/ 14، 15).
(2)
قوله: (فأخذ أبو بكر
…
) إلخ، قال ابن العربي فيما حكاه تلميذه
5 - بَابٌ
3954 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبدُ الْكَرِيمِ: أَنَّهُ سَمِعَ مِقْسَمًا مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
(1)
} [النساء: 95]. عَنْ بَدْرٍ، وَالْخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ. [طرفه: 4595، أخرجه: ت 3032، س في الكبرى 11117، تحفة: 6492].
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا".
===
السهيلي عنه: كان صلى الله عليه وسلم في مقام الخوف، وكان أبو بكر في مقام الرجاء، وهذا كما تراه. وفي "التوشيح" (6/ 2487): قال الخطابي: لا يجوز أن يتوهم أحد أن أبا بكر كان أوثق بربه من النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الحال، بل الحامل له على ذلك شفقتُه على أصحابه وتقويةُ قلوبهم؛ لأنه كان أولَ مشهدٍ شَهِدُوه، فبالغ في التوجه والابتهال لتسكن نفوسهم عند ذلك؛ لأنهم كانوا يعلمون أن وسيلته مستجابة، فلما قال أبو بكر ما قال علم أنه استُجِيبَ له؛ لما وجد عند أبي بكر من القوة والطمأنينة فكفَّ عن ذلك، انتهى. ولهذا قال بعده:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45]، كذا في "الكرماني" (15/ 157). ومرَّ (برقم: 2915) في "الجهاد".
(1)
قوله: ({لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ. . .}) إلى آخره أورده المؤلف مختصرًا، وانفرد بإخراجه دون مسلم، وقد رواه الترمذي من طريق حجاج عن ابن جريج، عن عبد الكريم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضرر عن بدر، والحاضرون إلى بدر. لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم الأعميان: يا رسول الله هل لنا رخصة؟ فنزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. . .} الآية [النساء: 95]، كذا في "القسطلاني"(9/ 16).
6 - بَابُ عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدْرٍ
3955 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اسْتُصْغِرْتُ
(1)
أَنَا وَابْنُ عُمَرَ. [طرفه: 3956، تحفة: 1880].
3956 -
ح وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا عَلَى سِتِّينَ، وَالأَنْصَارُ نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ وَمِائَتَانِ. [راجع: 3955].
3957 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَصحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَنَّهُم كَانُوا عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ
(2)
الَّذِينَ
"حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ" في ذ، قتـ:"حَدَّثَنَا مُسلِمُ بنُ إِبراهيمَ". "وَابْنُ عُمَرَ" زاد بعده في نـ: "يَومَ بَدْرٍ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ وَمِائَتَانِ" كذا في ذ، وفي نـ:"نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ".
===
(1)
قوله: (استُصْغِرْتُ) يقال: استصغره إذا عدَّه صغيرًا. قوله: "نيفًا" بالتخفيف والتشديد، يقال: عشرة ونيف، وكل ما زاد على العقد فهو نيف حتى يبلغ العقد الثاني، ونَيَّفَ فلان على السبعين أي: زاد عليها، "كرماني"(15/ 158).
(2)
قوله: (طَالُوتُ) اسم رجل فقير كان سقّاءً أو دبّاغًا، فآتاه [اللَّه] المُلْكَ واصطفاه، وكانت فئة قليلة غلبت على فئةٍ كثيرةٍ بإذن الله، فقال:{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} [البقرة: 249] ولا يخفى المشابهة بين القصتين من وجوه، "كرماني"(15/ 158).
جَازُوا مَعَهُ النَّهَرَ، بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلَاثَمِائَةٍ
(1)
. قَالَ الْبَرَاءُ: لَا
(2)
وَاللهِ مَا جَاوَزَ مَعَهُ النَّهَرَ إِلَّاَ مُؤْمِنٌ. [طرفاه: 3958، 3959، تحفة: 1841].
3958 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَتَحَدَّثُ أَنَّ عِدَّةَ أَصحَابِ بَدْرٍ عَلَى عِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا
(3)
مَعَهُ النَّهَرَ - وَلَمْ يُجَاوِزْ مَعَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ - بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلَاثَمِائَةٍ. [راجع: 3957، تحفة: 1809].
"جَازُوا" في صـ، عسـ، سـ، حـ، هـ، ذ:"أَجَازُوا"."جَاوَزَ" في نـ: "تَجَاوَزَ".
===
(1)
قوله: (بضعة عشر وثلاث مائة) تخلف ثمانية لعلةٍ، ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهامهم وأجرهم، وهم: 1 - عثمان بن عفان تخلَّف على امرأته رقية، و 2 - طلحة بن عبيد الله، و 3 - سعيد بن زيد، بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَجَسَّسَان خبرَ العير، و 4 - أبو لبابة خلّفه على المدينة، و 5 - عاصم بن عدي خلّفه على أهل العالية، و 6 - الحارث بن حاطب رده من الرَّوحاء إلى بني عمرو بن عوف لشيء بلغه عنهم
(1)
، و 7 - الحارث بن الصمّة وقع فكسر بالروحاء فردَّه إلى المدينة، و 8 - خَوّات بن جبير كذلك، "قسطلاني"(9/ 18).
(2)
إما لنفي الكلام الذي تقدم بينهم، أو زائد تأكيدًا لمعنى عدم المجاوزة، "ك"(15/ 158).
(3)
بالواو قبل الزاي، "قس"(9/ 19).
(1)
في الأصل: "بشيء بلغه عنه".
3959 -
حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنًّ أَصْحَابَ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، بِعِدَّةِ أَصحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهَرَ، وَمَا جَاوَزَ مَعَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ. [راجع: 3957، أخرجه جه: 2828، تحفة: 1851].
7 - بَابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ: شَيْبَةَ وَعُتْبَةَ وَالْوَلِيدِ وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَهَلَاكِهِمْ
(1)
3960 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْكَعْبَةَ، فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ: عَلَى شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ
(2)
، وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ. فَأشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ
(3)
صَرْعَى
(4)
، قَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ، وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا. [راجع: 240].
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "أَخْبَرَنَا" في نـ: "حَدَّثَنَا". "حَدَثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنا".
===
(1)
بالجر، "خ".
(2)
بالفوقية.
(3)
قوله: (لقد رأيتهم) أي يوم بدر، وبهذه المناسبة ذكر هذا الباب في قصة بدر، "الخير الجاري".
(4)
قوله: (صرعى) جمع صريع، أي المطروح بين القتلى في المصارع التي عيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قَبْلَ القتال، "ك"(15/ 159).
8 - بَابُ قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ
3961 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ أَتَى أَبَا جَهْلٍ وَبِهِ رَمَقٌ
(2)
يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ أَعْمَدُ
(3)
مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ. [تحفة: 9540].
3962 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ أَنَّ أَنَسًا حدَّثَهُمْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. ح وَحدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ
(4)
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ" في نـ: "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعُودٍ". "فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ" في نـ: "فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ". "أَعْمَدُ" في صـ، ذ، هـ:"أَعْذِرُ". "قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ". "عَنْ سُلَيْمَانَ" في نـ: "عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ". "عَنْ أَنَسٍ" في ذ: "أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ".
===
(1)
هو عبد الله.
(2)
قوله: (أتى أبا جهل وبه رمق) زاد ابن إسحاق: فعرفه فوضع رجله على عنقه، ثم قال له: أخزاك الله يا عدو الله، "قس"(9/ 20).
(3)
قوله: (هل أعمد) قال الجوهري: قولهم: أنا أعمد من كذا، أي: أعجب منه، ومنه قول أبي جهل: أعمد من سيد قتله قومه، يعني: ليس قتلكم لي إلا قتل رجلٍ قَتَلَه القومُ، لا يزيد على ذلك، ولا فخر لكم، ولا عار عليَّ، "ك"(15/ 160).
(4)
هو من مراسيل الصحابة؛ لأن أنسًا لم يشهد بدرًا على الأصح، "ك"(15/ 160).
"مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟ " فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ
(1)
حَتَّى بَرَدَ
(2)
، قَالَ: أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ؟ قَالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ.
"أَنْتَ" في نـ: "أَأَنتَ". "أَبُو جَهْلٍ" في عسـ، صـ، ذ [حـ، هـ]: "أَبَا جَهْلٍ"[على لغةِ مَن يُثْبِتُ الألفَ في الأسماءِ الستةِ].
===
(1)
قوله: (قد ضربه ابنا عفراء) بفتح المهملة وسكون الفاء وفتح الراء بعدها همزة ممدودة: معاذ ومعوذ، وفي "مسلم" (ح: 1752) أن اللذين قتلاه: معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ ابن عفراء
(1)
، هو ابن الحارث، وعفراء أمه، وهي ابنة عبيد بن ثعلبة النجّارية، كذا قاله القسطلاني (9/ 21)، وروي أن ابن مسعود هو الذي أجهَزَ عليه وأخذ رأسه. قال الشيخ: يحمَلُ هذا على أن الثلاثة اشتركوا في قتله، وكان الإثخان من معاذ بن عمرو بن الجموح، وجاء ابن مسعود بعد ذلك وفيه رمق فحزَّ رأسه، كذا في "الطيبي" (8/ 57). قال الكرماني: قال النووي: قتله معاذ بن عمرو وابن عفراء. قلت: لعل القتل كان بفعل الكل، فأسند كل راو إلى ما رآه من الضرب أو زيادة الأثر على حسب اعتقاده. وقال ابن عبد البر: الأصح أنه قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، أي مات، كذا في "الكرماني"(15/ 160).
(2)
قوله: (حتى برد) بفتح الموحدة والراء: مات، أي صار في حال من يموت، وقيل: معناه فتر، ولمسلم: برك، أي: سقط، كذا في "التوشيح" (6/ 2490). قال القسطلاني: وكذا عند أحمد، قال عياض: وهذه أولى؛ لأنه قد كلَّم ابنَ مسعود، فلو كان مات لم يكلِّم ابنَ مسعود. وقوله:"أنت أبو جهل" بواوِ الرفع، ولابن عساكر والأصيلي وأبي ذر عن
(1)
في الأصل: "معوذ بن عفراء".
قَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟ - أَوْ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ -. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: أَنْتَ أَبُو
(1)
جَهْلٍ؟. [طرفاه: 3963، 4020، أخرجه: م 1800، تحفة: 878].
3963 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ بَدْرٍ: "مَنْ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟ ". فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ قَالَ: أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ؟ قَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ - أَوْ قَالَ: قَتَلْتُمُوهُ -. [راجع: 3962].
حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ نَحْوَهُ. [راجع: 3962].
3964 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَتَبْتُ
(2)
عَنْ يُوسُفَ بْنِ
"أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ" كذا في سـ، وفي نـ:"أَنتَ أَبَا جَهْلٍ". "حَدَّثَنِي ابن المثنى" في نـ: "حَدَّثَنَا ابن المثنى". "أَخْبَرَنَا" في قتـ: "حَدَّثَنَا".
===
الحموي والكشميهني: "أبا جهل" بالألفِ بدل الواو على لغة من يثبت الألفَ في الأسماء الستة في كل حال، أو النصبِ على النداء، أي: أنت مصروع يا أبا جهل، وهذا هو المعتمد من جهة الرواية، فكأنّ الرفع من إصلاح بعض الرواة، "قس"(9/ 22)، ومرّ الحديث [برقم: 3141].
(1)
بالواو على الأصل فخالف عامة الرواة، "قس"(9/ 22).
(2)
هو كناية عن سمعت؛ لأن الكتابة لازم السماع عادة، والظاهر أنه كتبه عنه ولم يسمعه منه، "قس"(9/ 23).
الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فِي بَدْرٍ - يَعْنِي - حَدِيثَ ابْنَيْ عَفْرَاءَ. [راجع: 3141].
3965 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ
(3)
، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ
(4)
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو
(5)
بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ: وَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ: {هَذَانِ
(6)
خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ
(7)
} [الحج: 19] قَالَ: هُمُ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ
(8)
: حَمْزَةُ
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرٌ".
===
(1)
ابن عبد الرحمن بن عوف كما مرَّ (برقم: 3141).
(2)
ابن سليمان.
(3)
كمنبر.
(4)
بضم المهملة وخفة الموحدة، "ك"(15/ 161).
(5)
قوله: (أنا أول من يجثو) بالجيم والمثلثة، يقعد على ركبتيه مخاصمًا، والمراد بهذه الأولية تقييدُه بالمجاهدين؛ لأن هذه المبارزة [أول مبارزة] وقعت في الإسلام، "توشيح"(6/ 2492).
(6)
أي: فوجان مختصمان، ولهذا قال: اختصموا حملًا على المعنى، والمراد بهما المؤمنون والكافرون، "بيضاوي"(2/ 86).
(7)
أي: في دينه أو [في] ذاته وصفاته، "بيضاوي"(2/ 86).
(8)
قوله: (تبارزوا يوم بدر) من البروز، وهو الخروج من بين الصَّفَّيْنِ للقتال، فبارز حمزةُ شيبةَ، وعلى الوليدَ بنَ عتبةَ، وعبيدةُ عتبةَ، وكان أسنَّ القوم
وَعَلِيٌّ وَعُبَيْدَةُ
(1)
- أَوْ أَبُو عُبَيدَةَ - بْنُ الْحَارِثِ
(2)
- وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةُ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ. [طرفاه: 3967، 4744، أخرجه: س في الكبرى: 8650، تحفة: 10256].
3966 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: نَزَلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] فِي سِتَّةٍ
(3)
مِنْ قُرَيْشٍ
(4)
: عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ
"عُتْبَةُ" في نـ: "عُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ".
===
عتبةُ بنُ ربيعة، ولم يمهل كل من حمزة وعلي حتى أن قتل مَنْ بارزه، واختلف عبيدة وعتبة بينهما بضربتين، فأثخن كل واحد منهما صاحبَه، وكرَّ حمزة وعلي بسيفيهما على عتبة، فذفّفا عليه، واحتملا صاحبَهما، فحازاه إلى أصحابه، وكانت الضربة وقعت في ركبته فمات منها لما رجعوا بالصفراء. ويقال: إن عبيدةَ للوليد وعليًا لشيبةَ، والسند بذلك أصح، إلا أن الأولَ أنسبُ؛ لأن عبيدةَ وشيبةَ كانا شيخين كعتبة وحمزة، بخلاف علي والوليد فكانا شابَّين، كذا في "القسطلاني" (9/ 24). قال في "التوشيح" (6/ 2492): ولأبي داود: إن حمزة أقبل إلى عتبة، وعبيدة إلى شيبة، وعلي إلى الوليد، انتهى.
(1)
ابن الحارث بن عبد المطلب، "ك"(15/ 162).
(2)
ابن عبد المطلب، "ك"(15/ 162).
(3)
هؤلاء الستة بعضهم أقارب بعض، "قس"(9/ 24).
(4)
قوله: (في ستة من قريش) يعني ثلاثة من المسلمين: علي وحمزة بن عبد المطلب، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وثلاثة من المشركين: شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، وعتبة هو أخوه، والوليد بن عتبة ولده، كذا في "الفتح"(7/ 297).
وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ. [أطرافه: 3968، 3969، 4743، أخرجه: م 3033، س في الكبرى 8649، جه: 2835، تحفة: 11974].
3967 -
حَدَّثَنَا إِسحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ - كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي ضُبَيْعَةَ
(1)
وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي سَدُوسٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: فِينَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19]. [راجع: 3965].
3968 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ: لَنَزَلَ هَؤُلَاءِ الآيَاتُ فِي هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ. نَحْوَهُ. [راجع: 3966].
3969 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ
"قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ" في نـ: "قَالَ: وحدثنا سليمان". "عَلِيٌّ" في نـ: "عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ". "حَدَّثَنِي" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا". "أَخْبَرَنَا" في نـ: "حَدَّثَنَا". "لَنَزَلَ" كذا في صـ، عسـ، ذ، وفي نـ:"لَنَزَلَتْ". "يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ" زاد في ذ: "الدَّوْرَقِيُّ". "قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هَاشِمٍ" في ذ: "عَنْ أَبِي هَاشِمٍ". "عَنْ قَيْسٍ" في هـ، عسـ:"عَنْ قَيْسِ بنِ عُبَادٍ".
===
(1)
بالمعجمة والموحدة مصغرًا.
أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ قَسَمًا: إنَّ هَذِهِ الآيَةَ
(1)
: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] نزَلَتْ فِي الَّذِينَ بَرَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةَ، وَعَلِيٍّ، وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَعُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ. [راجع: 3966].
3970 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: سَأَلَ رَجُلٌ
(2)
الْبَرَاءَ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَشَهِدَ
(3)
عَلِيٌّ بَدْرًا؟
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ" في عسـ: "إِسْحَاقُ ابْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ"
(4)
. "عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ" زاد بعده في نـ: "قَالَ". "وَأَنَا أَسْمَعُ" زاد بعده في نـ: "قَالَ".
===
(1)
قوله: (يقسم قسمًا أن هذه الآية
…
) إلخ، وروي عن قتادة في قوله:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا} قال: اختصم المسلمون وأهل الكتاب، فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، فنحن أولى بالله منكم. وقال المسلمون: كتابنا يقضي على الكتب كلِّها، ونبينا خاتم الأنبياء، فنحن أولى بالله منكم، فأنزل الله الآية. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية: مثل الكافر والمؤمن اختصما. وهذا يشمَلُ الأقوالَ كلَّها، وينتظم فيه قصة بدر وغيرها؛ فإن المؤمنين يريدون نصرة دين الله، والكافرين يريدون إطفاءَ نور الإيمان وخذلانَ الحق وظهورَ الباطل، وهذا اختيار ابن جريج، وهو حسن، كذا في "قس"(9/ 26).
(2)
لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 298).
(3)
بهمزة الاستفهام، "قس"(9/ 26).
(4)
بفتح السين وضم اللام منسوب إلى سلول وهي أم بني جندل، "جامع"(14/ 299).
قَالَ: بَارَزَ وَظَاهَرَ
(1)
حَقًّا. [تحفة: 1896].
3971 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَاتَبْتُ
(2)
أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، فَذَكَرَ قَتْلَهُ وَقَتْلَ ابْنِهِ، فَقَالَ بِلَالٌ: لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا أُمَيَّةُ
(3)
. [راجع: 2301].
3972 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَرَأَ:{وَالنَّجْمِ} فَسَجَدَ بِهَا، وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ، غَيْرَ أَنَّ شَيْخًا
(5)
أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، فَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا
(6)
(7)
. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
"أَخْبَرَنِي" في عسـ، ذ:"حَدَّثَنِي" وفي صـ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
قوله: (بارز وظاهر) أي نصر وأعان، كذا في "المجمع" (3/ 507). قال القسطلاني (9/ 27) وكذا السيوطي: ظاهر: أي لبس درعًا على درع.
(2)
أي: عاهدت، "ك"(15/ 163).
(3)
قوله: (أمية) أي ابن خلف، فكان قد عذَّب بلالًا كثيرًا في المستضعَفِين بمكة، كذا في "الكرماني" (15/ 163). وهذا الحديث قطعة من حديث مضى مع بيانه الكافي في أول "كتاب الوكالة" (برقم: 2301).
(4)
ابن مسعود.
(5)
هو أمية بن خلف، "قس"(9/ 27).
(6)
قوله: (يكفيني هذا) قال في "المرقاة"(3/ 123): هذا لما في رأسه من توهم الكبرياء. قوله: "قال عبد الله" أي ابن مسعود: "فلقد رأيته بَعْدُ" أي بعد هذه القضية "قُتِلَ كافرًا" قال ابن حجر: أي يوم بدر، انتهى. وفيه المطابقة للترجمة.
(7)
مرّ الحديث (برقم: 1067).
فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا
(1)
. [راجع: 1067].
3973 -
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ فِي الزُّبَيْرِ ثَلَاثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ، إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ، قَالَ: إِنْ كُنْتُ لأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيهَا. قَالَ: ضُرِبَ ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَوَاحِدَةً يَوْمَ الْيَرْمُوكِ
(2)
. قَالَ عُرْوَةُ
(3)
: وَقَال لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِينَ قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ
(4)
:
"أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ" في صـ: "حَدَّثَنَا إبْرَاهِيم" وفي عسـ، ذ:"حَدَّثَنِي إبْرَاهِيم". "حَدَّثَنَا هِشَامُ" في ذ: "قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ". "عَنْ هِشَامٍ" في ذ: "أَخْبَرَنَا هِشَامٌ". "أَصَابِعِي فِيهَا" في هـ، ذ:"أَصَابِعِي فِيهِنَّ".
===
(1)
أي: يوم بدر.
(2)
قوله: (يوم اليرموك) بفتح التحتية وسكون الراء وضم الميم وبالكاف: موضع بناحية الشام، وقع فيه مقاتلة عظيمة بين المسلمين وعسكر قيصر الروم هرقل في خلافة عمر، كذا في "الكرماني" (15/ 164). قال القسطلاني (9/ 28): وكان أمير المؤمنين أبو عبيدة بن الجراح، وأمير الروم من قبل هرقل بامان بالموحدة والميم
(1)
، الأرمني، سنة خمس عشرة بعد فتح دمشق، وقيل: قبله سنة ثلاث عشرة، واستشهد من المسلمين فيها أربعةُ آلاف، وقُتِلَ من الروم زهاء مائة ألف وخمسة آلاف، وأُسِرَ أربعون ألفًا، وكان في المسلمين من البدريين مائة رجل، انتهى.
(3)
بالسند السابق.
(4)
قوله: (قُتِلَ عبد الله بن الزبير) أي قتله الحجاجُ بمكة في إمارة عبد الملك. قال القسطلاني (9/ 28، 29): وأخذ الحجاج ما وجد له، فأرسله
(1)
في "قس": باهان بالموحدة أو الميم.
يَا عُرْوَةُ، هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيرِ؟ قُلْتُ: نَعَم. قَالَ: فَمَا فِيهِ؟ قُلْتُ: فِيهِ فَلَّةٌ
(1)
فُلَّهَا
(2)
يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ: صَدَقْتَ، بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ
(3)
. ثُمَّ رَدَّهُ عَلَى عُرْوَةَ. قَالَ هِشَامٌ: فَأَقَمْنَاهُ
(4)
(5)
بَيْنَنَا ثَلَاثَةَ آلَافٍ، وَأَخَذَهُ بَعْضُنَا
(6)
، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَخَذْتُهُ. [راجع: 3721، تحفة: 3636].
3974 -
حَدَّثَنَا فَرْوَةُ، عَنْ عَلِيٍّ
(7)
عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:
"ثَلَاثَةَ آلَافٍ" في نـ: "بِثَلَاثَةِ آلَافٍ". "حَدَّثَنَا" في ذ: "حَدَّثَنِي". "فَرْوَةُ" في نـ: "فَرْوَةُ بنُ أَبِي المَغْرَاءِ". "عَنْ عَلِيٍّ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَلِيٌّ". "عَنْ أَبِيهِ" زاد بعده في نـ: "قَالَ".
===
إلى عبد الملك، وكان من جملته سيفه، وخرج عروة إلى عبد الملك بالشام.
(1)
قوله: (فَلَّة) بالفتح، واحد فلول، وهي كسور في حدِّه، فلَّه يفلُّه، أي: كسره، ولفظ:"فُلَّها" بالمجهول، والضمير راجع إلى الفلّة. قوله:"بهن فلول من قراع الكتائب" مصراع من بيتٍ أولُه: لا عيبَ فيهم غيرَ أنّ سيوفَهم، "ك" (15/ 164). [انظر:"الفتح"(7/ 300)].
(2)
فيه الترجمة، "قس"(9/ 29).
(3)
جمع: كتيبة، وهي الجيش، "ق" (ص: 132).
(4)
أي: قومناه، "ك"(15/ 164).
(5)
قوله: (فأقمناه) أي ذكرنا قيمته، يقال: قوّمت الشيءَ وأقمته: أي ذكرت ما يقوم مقامه من الثمن. قوله: "وأخذه بعضُنا" هو عثمان بن عروة أخو هشام، "توشيح"(6/ 2494).
(6)
أي: بعض الورثة.
(7)
أي: ابن مسهر، "ك"(15/ 165).
كَانَ سَيْفُ الزُّبَيْرِ مُحَلًّى
(1)
بِفِضَّةٍ، قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ سَيْفُ عُرْوَةَ مُحَلًّى بِفِضَّةٍ. [تحفة: 3638].
3975 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَصْحَابَ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلَا تَشُدُّ
(3)
فَنَشُدَّ مَعَكَ
(4)
؟ فَقَالَ: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ
(5)
كَذَّبْتُمْ
(6)
(7)
. فَقَالُوا: لَا نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ،
"سَيْفُ الزُّبَيْرِ" في صـ، عسـ، ذ:"سَيْفُ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوامِ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في ذ: "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ". "فَقَالَ" في ذ: "قَالَ". "فَقَالُوا" في عسـ: "قَالُوا".
===
(1)
بالحاء المهملة واللام المشددة المفتوحتين من الحلية، "قس"(9/ 29).
(2)
ابن ثابت، يُعْرَفُ بابن شبّويه، قاله الدارقطني. وقال الحاكم أبو عبد الله وأبو نصر: هو أحمد بن محمد بن موسى المروزي، يعرف بابن مردويه، ورجح غيره هذا الثاني، وهو المراد هنا، "قس"(9/ 30).
(3)
شد عليه في الحرب أي: حمل عليه، "ك"(15/ 165).
(4)
قوله: (ألا تشد فنشدّ معك) بضم الشين المعجمة فيهما، أي: ألا تحمل على المشركين فنحمل معك عليهم، كذا في "قس"(9/ 30).
(5)
عليهم.
(6)
أي: أخلفتم، "قس"(9/ 30).
(7)
قوله: (كذّبتم) يقال: حمل فلان فما كذّب بالتشديد: أي ما جبن. قال الخطابي: كذّب الرجلُ الرجلَ في القتال إذا حمل عليه ثم انصرف. قوله: "لا نفعل"، أي: لا نجبن ولا ننصرف، "ك"(15/ 165).
فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلًا، فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ، فَضَرَبُوهُ ضرْبَتَيْنِ
(1)
عَلَى عَاتِقِهِ، بَيْنَهُمَا ضرْبَةٌ ضرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ عُرْوَةُ: كُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ الَلَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ
(2)
، فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ، وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلًا
(3)
(4)
. [راجع: 3721].
"وَوَكَّلَ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"وَكَّلَ".
===
(1)
قوله: (فضربوه ضربتين
…
) إلخ، هذا مخالف للسابق إذ قال: ضُرب ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك، قال صاحب "الفتح" (7/ 299): فإن كان اختلافًا على هشام فرواية ابن المبارك أثبت؛ لأن في حديث معمر عن هشام مقالًا، وإلا فيحتمل أن يكون [فيه] في غير عاتقه ضربتان أيضًا فيُجمعُ بذلك بين الروايتين، كذا في "القسطلاني" (9/ 30). قال الكرماني (15/ 165): فإن قلت: قال ثمة: إحداهن على عاتقه، فما وجه الجمع؟ قلت: مفهوم العدد لا اعتبار له. وأيضًا يحتمل أن يكون المراد من العاتق أوسط العاتق، أي: إحداهن في وسطه، والضربتان في طرفيه. فإن قلت: سبق ثمة أن الضربتين كانتا في بدر وواحدة في اليرموك، والمفهوم ههنا أنه بالعكس؟ قلت: لا منافاة لاحتمال أن تكون هاتان الضربتان بغير السيف، والتي تقدمت مُقَيَّدَةً به، ولفظ:"ضُربها" مجهول، والضمير للمصدر، انتهى.
(2)
هذا بإلغاء الكسر وإلا فسنه حينئذ كان على الصحيح تقديرًا ثنتي عشرة سنة، "قس"(9/ 30).
(3)
قوله: (ووكل به رجلًا) ليحفظ لئلا يهجم على العدو بما عنده من الفروسية على ما لا طاقة له به سيما عند اشتغال الزبير بالقتال، "قسطلاني"(9/ 30).
(4)
لم أعرف اسمه، "قس"(9/ 30).
3976 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعَ رَوْحَ بْنَ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ
(1)
قُرَيْشٍ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ
(2)
مُخْبِثٍ
(3)
، وَكَانِ إِذَا ظَهَرَ
(4)
عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ
(5)
ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا، ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ، وَقَالُوا: مَا نُرَى يَنْطَلِقُ إلَّا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ
(6)
، فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأسمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ: "يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ،
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "وَاتَّبَعَهُ" في نـ: "وَتَبِعَهُ". "شَفَةِ الرَّكِيِّ" في هـ، ذ:"شَفِيرِ الرَّكِيِّ".
===
(1)
قوله: (صناديد) بمهملة ونون، جمع صنديد بوزن عفريت، وهو: السيد الشجاع، "في طَوِيّ" البئر التي طُوِيَتْ وبُنِيَتْ بالحجارة، وأفاد الواقدي أنه قد حفرها من بني النار، فناسب أن يلقى فيها هؤلاء الكفار، "توشيح"(6/ 2495، 2496)
(2)
ضد الطيب.
(3)
بكسر الموحدة من قولهم: أخبث، أي: اتخذ أصحابًا خبثاء، "ك"(15/ 166).
(4)
أي: غلب، "ك"(15/ 166).
(5)
أي: ميدان. [بالأردية].
(6)
قوله: (على شَفَة الرَّكيِّ) أي طرف البئر، ولأبي ذر: شفير بدل شفة. والركي بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد التحتية: البئر قبل أن تُطوى. ويُجْمَعُ بينه وبين السابق بأنها كانت مطوية، فاستهدمت فصارت كالركي، "قس"(9/ 31، 32).
وَيَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، أَيَسُرُّكُمْ
(1)
أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ ". قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ
(2)
لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ". قَالَ قَتَادَةُ: أَحْيَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا
(3)
وَنَقِمَةً وَحَسْرَةً وَنَدَمًا. [راجع: 3065].
3977 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو
(5)
، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}
"لَا أَرْوَاحَ لَهَا" في هـ، ذ:"لَا أَرْوَاحَ فِيهَا". "فَقَالَ النَّبِيُّ" كذا في صـ، عسـ، ذ، وفي نـ:"فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
أي: هل تتمنون أنكم تسلمون بعد ما وصلتم إلى عذاب الله، "ط"(8/ 14).
(2)
قوله: (ما أنتم بأسمع) قال النووي: قال المازري: قيل: إن الميت يسمع عملًا بظاهر هذا الحديث، وفيه نظر؛ لأنه خاص في حق هؤلاء، وَرَدَّ عليه القاضي وقال: يُحْمَلُ سماعهم على ما يُحْمَلُ سماع الموتى في أحاديث عذاب القبر وفتنته التي لا مدفع لها، وذلك بإحيائهم أو إحياء جزءٍ منهم يعقلون به ويسمعون في الوقت الذي يريده الله، قال الشيخ: هذا هو المختار، "طيبي"(8/ 15).
(3)
قوله: (تصغيرًا) هو مشتق من الصغار، وهو الذلة والهوان. والنقمة العقوبة ضد النعمة، "ك"(15/ 167).
(4)
ابن عيينة.
(5)
ابن دينار، "ك"(15/ 167).
[إبراهيم: 28] قَالَ: هُمْ وَاللهِ كُفَّارُ قُرَيْشٍ. قَالَ عَمْرٌو: هُمْ قُرَيْشٌ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم نِعْمَةُ اللَّهِ. {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ
(1)
} قَالَ: النَّارَ يَوْمَ بَدْرٍ. [طرفه: 4700، أخرجه: س في الكبرى 11268، تحفة: 5946].
3978 -
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ
(3)
قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ". فَقَالَتْ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ، وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الآنَ". [راجع: 1288، أخرجه: م 932، د 3129، س 1855، تحفة: 16818، 7324].
3979 -
قَالَتْ: وَذَلِكَ مِثْلُ قَوْلِهِ
(4)
: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى
"النَّارَ" في ذ: "البَوَارَ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "يُعَذَّبُ" في ذ: "لَيُعَذَّبُ". "بِبُكَاءِ أَهْلِهِ" زاد بعده في نـ: "علَيهِ". "فَقَالَتْ" كذا في هـ، ذ: وفي نـ: "فَقَالَ". "فقالت: إنَّمَا" في نـ: "فقالت: وَهِلَ، إنَّمَا". "وَذَلِكَ" كذا في صـ، عسـ، ذ، وفي ذ:"وَذَاكَ".
===
(1)
قوله: ({دَارَ الْبَوَارِ}) البوار: الهلاك، ويراد به ههنا النار يوم بدر، "ك"(15/ 167).
(2)
ابن عروة.
(3)
عروة.
(4)
قوله: (مِثْل قوله) أي قول ابن عمر، قال الكرماني (15/ 167، 168): فإن قلت: كيف جاز تكذيب ابن عمر؟ قلت: ما كذّبه أحد بل البحث في أنه حَمَل على الحقيقة، وعائشة حملته على المجاز. فإن قلت: هل وجب
الْقَلِيبِ وَفِيهِ قَتْلَى
(1)
بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ: إنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ. وَإِنَّمَا قَالَ: "إِنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ". ثُمَّ قَرَأَتْ
(2)
: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80، الروم: 52]{وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22]، يَقُولُ
(3)
: حِينَ تَبَوَّؤُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ. [راجع: 1371، أخرجه: م 932، س 2076، تحفة: 16818، 7323].
"فَقَالَ لَهُمْ مَا" في سـ، حـ، هـ، ذ:"فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ مَا". "الآنَ لَيَعْلَمُونَ" في نـ: "لَيَعْلَمُونَ الآنَ". "يَقُولُ" في نـ: "تَقُولُ".
===
تأويل كلامه بما أوّلته عائشة؟ قلت: يحتمل أن يكون معنى الآية: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ} ، بل الله هو المسمع، مع أن المفسرين قالوا: المراد من الموتى الكفار باعتبار موت قلوبهم وإن كانوا أحياء صورة، وكذا المراد من الآية الأخرى.
قال صاحب "الكشاف" في قوله: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} : شُبِّهوا بالموتى وهم أحياء لأن حالَهم كحال الأموات، وفي قوله:{وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} : أي الّذين هم كالمقبورين، انتهى.
(1)
جمع قتيل.
(2)
قوله: (ثم قرأت) لا يخفى أن تأويلَها وتوفيقَها بين الحديثين و [الآية] الكريمة دالّ على كمال علمها وقوة فهمها، كذا في "الخير الجاري". ومرّ الحديث [برقم: 1371] في "الجنائز".
(3)
قوله: (يقول) بالتحتية، أي: عروة. ولأبي ذر بالفوقية، أي عائشة، كذا في "القسطلاني" (9/ 34). قال الكرماني (15/ 168): يقول أي الرسول. ثم قال: فإن قلت: ما وجه التعريض بأنه لم يقل هذا الكلام
3980 -
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ: "هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا"، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّهُمُ الآنَ يَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ لَهُمْ". [راجع: 1370، 1371، أخرجه: م 932، س 2076، تحفة: 7323].
3981 -
فَذُكِرَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: إِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي كُنْتُ أَقُولُ لَهُم هُوَ الْحَقُّ". ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80، الروم: 52] حَتَّى قَرَأَتِ الآيَةَ. [راجع: 1371، أخرجه: م 932، س 2076، تحفة: 17063].
9 - بَابُ فَضْلُ مَنْ شَهِدَ
(1)
بَدْرًا
(2)
3982 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
(3)
عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: أُصِيبَ
"حَدَّثنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "يَسْمَعُونَ" في عسـ: "يَسْتَمِعُونَ"[قلتُ: وفي "قس" و"السلطانية": "لَيَسْمَعُونَ" بَدَلَ "يَسْتَمِعُونَ"]. "مَا أَقُولُ لَهُم" وفي نـ: "مَا أَقُولُ". "بَابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي" في صـ، عسـ، ذ:"حَدَّثَنَا". "أَخْبَرَنَا" في نـ: "حَدَّثَنَا".
===
زمان كونهم في القليب، وإنما يقال يوم القيامة؟ قلت: الغرض أن القول المراد به الحقيقة في ذلك اليوم، وأما هذا فكان قولًا مجازيًا، والله أعلم بحقيقة الحال، انتهى.
(1)
أي: من المسلمين، "قس"(9/ 35).
(2)
مع النَّبي صلى الله عليه وسلم مقاتلًا للمشركين، "قس"(9/ 35).
(3)
هو: إبراهيم بن محمد، "ك"(15/ 169).
حَارِثَةُ
(1)
يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ غُلَامٌ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإنْ يَكُ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ، وَاِنْ تَكُ الأُخْرَى
(2)
تَرَى مَا أَصْنَعُ
(3)
فَقَالَ: "وَيْحَكِ
(4)
أَوَ هُبِلْتِ
(5)
(6)
،. . . . . . . . . . .
"فَإِنْ يَكُ" في نـ: "فَإِنْ يَكُنْ"، وفي صـ، ذ:"فَإِنْ تَكُنْ". "وَإِنْ تَكُ" في صـ، ذ:"وَإِنْ تَكُنْ". "تَرَى" في صـ، هـ، ذ:"تَرَ".
===
(1)
قوله: (أصيب حارثة) بالمهملة والراء [و] المثلثة، ابن سراقة بضم المهملة، الأنصاري، وأمه اسمها الرُّبَيِّع بضم المهملة وفتح الموحدة وشدة التحتية عمة أنس، كذا في "الكرماني" (15/ 169). قال القسطلاني (9/ 35): رماه ابن الغرفة
(1)
بسهم وهو يشرب من الحوض فقتله.
(2)
قوله: (وإن تك الأخرى) أي النار، أو الحالة المضادّة لأهل الجنة. قوله:"تر" بحذف الياء، وفي بعضها "ترى" بإثباتها على صيغة الخطاب، "خ".
(3)
أي: اجتهدت عليه في البكاء، كما مرَّ (برقم: 2809).
(4)
كلمة ترحم وإشفاق، "قس"(9/ 36).
(5)
قوله: (أَوَهبلت) بفتح الهمزة للاستفهام، والواو للعطف على مقدر، وهبلت بلفظ المعروف والمجهول، أي: ثكلت، بالباء الموحدة والتاء المثناة مكسورتان، "الخير الجاري"، "ك"(15/ 169)، "تو"(6/ 2499)، قال الكرماني: هو من قولهم: هبلته أمه: أي ثكلته. و"الفردوس" هو أوسط الجنة وأعلاها، ومنه تَفَجَّرُ أنهار الجنة. ومرَّ الحديث [برقم: 2809] في "الجهاد".
(6)
أَوَهبلت: أي أَوَفقدتِ عقلكِ.
(1)
كذا في الأصل، والصواب ابن العَرِقَة، وهو حِبَّان بن العَرِقَة الذي رمى سعدَ بنَ معاذ أيضًا، كما سيجيء برقم (4122)، وانظر "ف" تحت حديث (2809).
أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ؟
(1)
إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ". [راجع: 2809، تحفة: 564].
3983 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ
(2)
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا مَرْثَدٍ وَالزُّبَيْرَ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، قَالَ: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ
(3)
، فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً
(4)
مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبٍ إِلَى الْمُشْرِكِينَ". فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ
(5)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: الْكِتَابَ
(6)
. فَقَالَتْ: مَا مَعَنَا كِتَابٌ. فَأَنَخْنَاهَا
(7)
فَالْتَمَسْنَا
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "وَأَبَا مَرْثَدٍ" زاد بعده في ذ: "الغَنَوِيَّ". "وَالزُّبَيْرَ" في نـ: "وَالزُّبَيْرَ بنَ العوامِ" مصحح عليه. "حاطِبٍ" في نـ: "حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ". "مَا مَعَنَا كِتَابٌ" في ذ: "ما معنا الكتاب"، وفي نـ:"مَا مَعِي كِتَابٌ" وفي أخرى: "مَا مَعْنَى الكِتَابِ".
===
(1)
ضمير مبهم يفسره ما بعده، "ك"(12/ 112).
(2)
مصغرًا، "قس"(9/ 37).
(3)
قوله: (روضة خاخ) بمعجمتين، موضع باثني عشر ميلًا من المدينة، وقيل: بمهملة وجيم، وهو تصحيف، "مجمع البحار"(2/ 123).
(4)
اسمها سارة، "ك"(15/ 170).
(5)
أي: في المكان الذي عينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، "خ".
(6)
منصوب بفعل مقدر أي: أعطي الكتاب، "ك"(15/ 170)، "خ".
(7)
من الإناخة.
فَلَمْ نَرَ كِتَابًا، فَقُلْنَا: مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُجَرِّدَنَّكِ. فَلَمَّا رَأَتِ الْجِدَّ أَهْوَتْ
(1)
إِلَى حُجْرَتِهَا
(2)
وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْهُ، فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، فَدَعْنِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ ". قَالَ حَاطِبٌ: وَاللهِ مَا بِي أَنْ لَا أَكُونَ مُؤْمِنًا باللَّهِ وَرَسُولِهِ، أَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ
(3)
يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أهْلِي وَمَالِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ
"فَقُلْنَا" في قتـ، ذ:"قُلْنَا". "مَا كَذَبَ"[بفتحتين] وفي صـ: "مَا كُذِبَ"[بضم الكاف وكسر الذال]. "فَلَأَضْرِبْ"، في ذ:"فَلِأَضْرِبَ" بكسر اللام، وفي صـ:"لِأَضْرِبَ"، وفي نـ:"فَأَضْرِبَ". "قَالَ حَاطِبٌ: وَاللَّهِ" في صـ، عسـ، ذ:"قَالَ: وَاللَّهِ". "مَا بِي أَنْ لَا أَكُونَ" في هـ، ذ:"مَا بِي أَنْ أَكُونَ" وفي حـ، ذ:"مَا بِي إِلَّا أَنْ أَكُونَ"، وفي نـ:"مَا بِي لا أَكُونُ". "وَرَسُولِهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "أنْ تَكُونَ" في نـ: "أَنْ يَكُونَ".
===
(1)
أي: قصدت.
(2)
قوله: (حجزتها) حجزة الإزار: معقد السراويل التي فيها التكة. واحتجز الرجل بإزاره: إذا شَدَّه على وسطه. فإن قلت: تقدم في "كتاب الجهاد" في "باب الجاسوس"[برقم: 3007]: أنه بعثه والمقدادَ والزبيرَ، وأنها أخرجته من العقاص لا من الحجزة؟ قلت: لا منافاة لاحتمال أنه بعث الأربعة، وأما الحجزة فهي المعقد مطلقًا، أو أنها أخرجته أولًا من الحجزة، وأخفته في العقصة، ثم اضطرت إلى الإخراج منها أيضًا، أو كان كتابان وإن كان مضمونهما واحدًا، كذا في "الكرماني"(15/ 170 - 171).
(3)
أي: يد نعمة ومنة.
إِلَّا لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَتِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَ، وَلَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا". فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، فَدَعْنِي لِأَضْرِبَ عُنُقَهُ
(1)
. فَقَالَ: "أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ ". فَقَالَ: "لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ - أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ
(2)
" -. فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. [راجع: 3007، أخرجه: م 2494، د 2651، تحفة: 10169].
"النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" سقط في نـ. "لِأَضْرِبَ" في نـ: "فَلَأَضْرِبُ". "إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ" في نـ: "عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ".
===
(1)
قوله: (لأضرب عنقه) قال في "المصابيح": هذا ما استشكل جدًا، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم قد شهد له بالصدق، ونهى أن يقال له إلا الخير، فكيف ينسب بعد ذلك إلى خيانة الله ورسوله والمؤمنين؛ وهو مناف للإخبار بصدقه والنهي عن إيذائه؛ ولعل الله يوفق للجواب عن ذلك، انتهى. وقد أجيب بأن هذا موجب لقتله لكنه لم يجزم بذلك، ولذا استأذن في قتله، وأطلق عليه النفاقَ لكونه أبطن خلافَ ما أظهره، والنبي صلى الله عليه وسلم عذّره لأنه كان متأولًا إذ لا ضرر فيما فعله، "قس"(9/ 38).
(2)
قوله: (أَوْ فقد غفرت لكم) بالشك من الراوي، والمراد: غفرت لكم في الآخرة، والتعبير بلفظ الماضي في قوله:"غفرت" مبالغة في تحقيقه وإلا فلو توجَّه على أحد منهم حَدٌّ استوفي منه، "قس"(9/ 38 و 6/ 534)، "ن" (8/ 295). والمراد بقوله:"اعملوا ما شئتم" إظهار بعناية الترخص لهم في كُلٍّ، لا حقيقة الأمر بكل ما شاءوا وإن كان حرامًا ومعصية، كذا في "اللمعات"؛ إذ هو خلاف عقد الشرع فيحتمل أن يكون المراد: لو صدر ذنب من أحد منهم يُوَفَّقُ للتوبة.
10 - بَابٌ
3984 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ
(2)
، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ
(3)
وَالزُّبَيْرِ
(4)
بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ
(5)
قَالَ: قَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: "إِذَا أَكْثَبُوكُمْ
(6)
فَارْمُوهُمْ وَاسْتَبْقُوا
(7)
نَبْلَكُمْ". [راجع: 2900، تحفة: 11194].
3985 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "الزُّبَيْرِيُّ" ثبت في عسـ، ذ. "الزُّبَيْرِ" سقط في نـ. "النَّبِيُّ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"رَسُولُ اللَّهِ". "أَكْثَبُوكُمْ" في حـ، سـ، ذ: أَكْتَبُوكُمْ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
ليس من نسل الزبير بن العوام، "ك"(15/ 171).
(2)
كان جده الأعلى، واسمه حنظلة، غسلته الملائكة حين استشهد جنبًا يوم أحد، "ك"(15/ 171).
(3)
أي: مالك بن ربيعة، "ك"(15/ 171).
(4)
قوله: (والزبير) بضم الزاي وفتح الموحدة، ابن المنذر بن مالك أبي أسيد بن ربيعة، وقد ينسب إلى جده، كذا في "التقريب" (رقم: 2187). وفي بعض النسخ ذكر: المنذر عن أبي أسيد، وأسقط لفظ الزبير، وفيه اختلافات أُخَر ذكرها الكرماني (15/ 171، 172).
(5)
اسمه: مالك بن ربيعة.
(6)
أي: إذا قربوا منكم، "خ".
(7)
من الاستفعال، أي: لا ترموا عن بُعد، فإنه يسقط السهام في الأرض، وسيجيء.
الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ
(1)
، عَنْ حَمْزَةَ بْن أَبِي أُسَيْدٍ وَالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: "إِذَا أَكْثَبُوكُمْ
(2)
- يَعْنِي كَثَرُوكُمْ - فَارْمُوهُمْ، وَاسْتَبْقُوا
(3)
(4)
نَبْلَكُمْ". [راجع: 2900، تحفة: 11198].
3986 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الرُّمَاةِ
(5)
يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ
(6)
، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وَكَانَ
"رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "النَّبِيُّ". "كَثَرُوكُمْ" في عسـ، [ذ]:"أَكْثَرُوكُمْ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
اسمه حنظلة.
(2)
قوله: (أَكثبوكم) بمثلثة ثم موحدة، من الكثب: الجمع والاجتماع، وكاثبتُهم: دنوت منهم، انتهى. فمعنى أكثبوكم: إذا قربوا منكم، كذا في "الخير الجاري". قوله:"يعني كثروكم" قال ابن حجر (7/ 307): هذا تفسير من بعض الرواة، لا يعرفه أهل اللغة، ولأبي داود: يعني غشوكم بمعجمتين مخففًا، وهو أشبه بالمراد، "تو"(6/ 2499).
(3)
قوله: (واستبقوا) من الاستفعال. و"النبل" السهام العربية؛ أي لا ترموهم عن بعد فإنه يسقط في الأرض أو البحر، فذهبت السهام، ولم يحصل نكاية، وقيل: ارموهم بالحجارة فإنها لا تكاد تخطئ إذا رميت في الجماعة، "ك"(15/ 172)"مجمع"(1/ 212 و 4/ 670).
(4)
هو استفعال، وروي بكسر الموحدة افتعال من السبق، "مجمع"(1/ 212)، "ك"(15/ 172).
(5)
جمع الرامي.
(6)
أي: كان أمير الرماة يوم أحد، واستشهد رضي الله عنه، "ك"(15/ 172).
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً: سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا
(1)
.
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ
(2)
: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ. [راجع: 3039].
3987 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى - أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَإِذَا الْخَيْرُ
(3)
مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ
"أَصَابَ" كذا في صـ، عسـ، ذ، وفي نـ:"أَصَابُوا". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
بيان لما قبله.
(2)
قوله: (أبو سفيان) هو صخر بن حرب الأموي، وكان رئيس المشركين يومئذ، فأسلم يوم الفتح. و"السجال" جمع السجل بالمهملة والجيم: الدلو. شَبّه المتحاربين بالمستقين، يستقي هذا دلوًا وذاك دلوًا، كما قال الشاعر: فيوم علينا ويوم لنا. والمساجلة أن يفعل كل من الخصمين مثل ما يفعله صاحبه، "ك"(15/ 172، 173)"مجمع"(3/ 43)، ومرَّ الحديث بطوله [برقم: 3039] في "كتاب الجهاد"، وسيجيء [برقم: 4043] إن شاء الله تعالى.
(3)
قوله: (وإذا الخير) هو ضد الشر، وهو اختصار من الحديث المذكور في أواخر "باب علامات النبوة" [برقم: 3622]، وهو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام بقرًا تُنْحَر وخيرًا، فعبَّر نحرَ البقر بإصابة المؤمنين فقال: فإذا هم المؤمنون يوم أحد، يعني حيث أصيبوا فيه؛ والخيرَ بأنه هو الخير الذي جاء الله به بعد ذلك. وقيل: معناه ما صنع الله بالمقتولين
الْخَيْرِ
(1)
(2)
بَعْدُ، وَثَوَابُ
(3)
الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ". [راجع: 3622].
3988 -
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
(4)
قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي لَفِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ إِذِ الْتَفَتُّ، فَإذَا عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَتَيَانِ حَدِيثَا السِّنِّ، فَكَأَنِّي لَمْ آمَنْ
(5)
بِمَكَانِهِمَا، إِذْ قَالَ لِي أَحَدُهُمَا سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ:
"حَدَّثَنِي" كذا في صـ، ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا". "يَعْقُوبُ" زاد في صـ، ذ:"ابنُ إِبراهيمَ". "إِذِ الْتَفَتُّ" في نـ: "إِذَا الْتَفَتُّ".
===
فهو الخير، إذ هو خير لهم من بقائهم. وقيل: هو ما جاء الله به بعد بدر الثانية من تثبيت قلوب المؤمنين؛ لأن الناس قد جمعوا لهم وخوَّفوهم، فزادهم ذلك إيمانًا، وقالوا:{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ، "ك"(15/ 173)"خ".
(1)
بيان لقوله: "ما جاء الله به". وقد يقال الصدق ويراد به الأمر المرضي الصالح، "ك"(15/ 173).
(2)
من باب إضافة الموصوف إلى الصفة، أي الثواب الصالح الجيد، "ك"(15/ 173).
(3)
بالرفع مصحح عليه، وبالجر عطف على الخير، "قس"(9/ 41).
(4)
قوله: (جده) أي جد سعد، وهو عبد الرحمن، والحديث مسلسل بالأبوة، إذ هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، روى كل عن أبيه، "ك"(15/ 173).
(5)
قوله: (لم آمن) أي من العدوِّ بجهة مكانهما، ويحتمل أن يكون "مكانهما" كناية عنهما، أي لم أثق بهما، "ك"(15/ 174).
يَا عَمِّ أَرِنِي أَبَا جَهْلٍ، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أَخِي، وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: عَاهَدْتُ اللَّهَ إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أَقْتُلَهُ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ. فَقَال لِي الآخَرُ سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ مِثْلَهُ، قَال: فَمَا سَرَّنِي أَنِّي بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَكَانَهُمَا، فَأَشَرْتُ لَهُمَا إِلَيْهِ، فَشَدَّا عَلَيْهِ
(1)
مِثْلَ الصَّقْرَيْنِ
(2)
حَتَّى ضَرَبَاهُ، وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ.
(3)
[راجع: 3141].
3989 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ قَال: أَخْبَرَنِي عُمَرُ
(4)
بْنُ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"وَمَا تَصْنَعُ" في عسـ: "مَا تَصْنَعُ". "مَكَانَهُمَا" في نـ: "بِمَكَانِهِمَا". "عُمَرُ بْنُ أَسِيدِ" في كن: "عُمَيرُ بنُ أسِيدٍ" بالتصغيرِ، وفي هـ، [صـ، عسـ، ذ]: "عَمْرُو بنُ أسِيدٍ"، وفي حـ، ذ:"أَبِي أسِيدٍ" بزيادة "أَبِي"، "قس"(9/ 43).
===
(1)
أي: حملا عليه.
(2)
تثنية الصقر وهو الطائر الذي يصاد به، وابنا عفراء هما معاذ ومعوذ، ومرّ قريبًا وبعيدًا، "ك"(15/ 174).
(3)
مرّ بيانه (برقم: 3141، و 3964).
(4)
قوله: (أخبرني عمر) بضم العين في الأصل، ولابن السكن:"عمير" بالتصغير، والأول أصح. "ابن أسيد" بفتح الهمزة وكسر المهملة بعدها تحتية، "ابن جارية" بالجيم. وفي "الفتح" عن الكشميهني: عمرو بن جارية، ونسبه إلى جده، كذا في "القسطلاني" (9/ 43). قال الكرماني:(15/ 174) عمرو بالواو عند أكثر أصحاب الزهري، وبدون الواو عند الآخرين، وهو ابن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، انتهى.
بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عشَرَةً عَيْنًا
(1)
، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ، جَدَّ
(2)
عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَّةِ
(3)
بَيْنَ عُسْفَانَ
(4)
وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لَحْيَانَ، فَنَفَّرُوا
(5)
لَهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا
(6)
آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمُ
(7)
التَّمْرَ فِي مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ فَقَالَ: تَمْرُ يَثْرِبَ. فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا حَسَّ
(8)
بِهِمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَأُوا إِلَى مَوْضِعٍ،
"بِالْهَدَّةِ" في صـ، هـ، ذ:"بِالْهَدَأَةِ"، وفي نـ:"بِالْهَدْأَةِ" بسكون الدال. "فَقَالَ" كذا في حـ، سـ، وفي نـ:"فَقَالُوا"، وفي هـ، ذ:"قَالَ". "حَسَّ" في نـ: "أَحَسَّ" مصحح عليه.
===
(1)
جاسوسًا.
(2)
لأمه، واسمها جميلة.
(3)
قوله: (بالهَدَّة) بفتح الهاء والدال المهملة المشددة بلا همزة، ولأبي ذر والأصيلي بفتح الدال مخففة بعدها همزة مفتوحة، وفي نسخة صحيحة تسكين الدال مع الهمزة: موضع على سبعة أميال من عسفان، "قس"(9/ 44)، "تو"(6/ 2502).
(4)
كعثمان، موضع على مرحلتين من مكة، "ق" (ص: 773).
(5)
قوله: (فنفروا) بتخفيف الفاء وتشديده. "قس"(9/ 44). أي استعدوا وخرجوا لقتالهم. قوله: "تمر يثرب" أي: إنهم أكلوا تمرًا مدنيًّا، وعرفوا من النوى. ويثرب اسم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(6)
أي: تَتَبَّعُوهَا.
(7)
أي: في مأكلهم، "ك"(15/ 175).
(8)
أي: رآهم كما هو في رواية. [قوله: لَجأُوا" كذا في جميع النسخ والصغاني، أما في النسخة الهندية: لَجُّوا].
فَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ، فَقَالُوا لَهُمْ: انْزِلُوا فَأَعْطُوا
(1)
بِأَيْدِيكُمْ وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا. فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابتٍ: أَيُّهَا الْقَوْمُ، أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ. فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ
(2)
، فَقَتَلُوا عَاصِمًا، وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ عَلَى الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ
(3)
وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ
(4)
، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ
(5)
قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا. قَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، وَاللهِ لَا أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ أُسْوَةً
(6)
- يُرِيدُ الْقَتْلَى
(7)
- فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ، فَأبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ
(8)
، فَانْطُلِقَ
(9)
بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ
"فَأَعْطُوا" في هـ، ذ:"فَأَعْطُونَا". "ثُمَّ قَال" سقط في ذ. "نَبِيَّكَ" زاد في نـ: "صلى الله عليه وسلم".
===
(1)
أي: انقادوا، "ك"(15/ 175).
(2)
أي: السهام.
(3)
مصغرًا، ابن عدي الأنصاري، "قس"(9/ 44).
(4)
قوله: (ابن الدَّثِنة) بفتح المهملة وكسر المثلثة وبالنون، "ك" (15/ 175) قوله:"رجل آخر" هو عبد الله بن طارق، ذكره ابن حجر في "المقدمة" (ص: 292).
(5)
جمع وتر.
(6)
بضم الهمزة، ولأبي ذر بكسرها، أي: اقتداء.
(7)
أي: أختار أن أكون معهم مقتولًا، "خ".
(8)
فقتلوه كما مرَّ في "الجهاد"[برقم: 3045].
(9)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(9/ 44).
حَتَّى بَاعُوهُمَا بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَابْتَاعَ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ خُبَيْبًا، وَكَانَ خُبَيْبٌ
(1)
هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا حَتَّى أَجْمَعُوا
(2)
قَتْلَهُ، فَاسْتَعَارَ مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ مُوسَى
(3)
(4)
يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ،
"هُوَ قَتَلَ" في نـ: "هُوَ الَّذِي قَتَلَ". "أَجْمَعُوا قَتْلَهُ" في نـ: "أَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ". "فَأعَارَتْهُ" في صـ، عسـ، ذ:"فَأَعَارَتْ".
===
(1)
قوله: (وكان خُبَيب) أي: ابن عدي، كما وقع في "الاستيعاب" (1/ 430): أن عقبة بن الحارث اشترى خبيب بن عدي، وكان قد قتل أباه يوم بدر، والله أعلم.
(2)
أي: عزموا.
(3)
آلة: الحلق.
(4)
قوله: (موسى) جاز صرفُه ومنعُه نظرًا إلى اشتقاقه، وهي ما يُحْلَقُ به. قوله:"يستحد بها" الاستحداد حلق شعر العانة، وإنما أراد بالاستحداد التنظيف استعدادًا للقاء ربه؛ لأن ذلك كان حين فَهِمَ إجماعَهم على القتل. قوله:"درج" أي ذهب إليه. قوله: "مُجْلِسَه" بلفظ الفاعل من الإجلاس المضاف إلى المفعول، أي أجلس ابنَها الصغيرَ على فخذه. قوله:"أتخشين" وفي بعضها: "أتخشى"، وحذفُ النون بغير ناصب وجازم لغة فصيحة. قوله:"قطفًا" بكسر القاف وسكون الطاء المهملة وبالفاء: عنقود. ملتقط من "الكرماني"(15/ 175 - 176) وغيره ["قس" (9/ 45)]. ومرَّ الحديث مع بعض بيانه (برقم: 3045) في: "باب هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر، ومن ركع ركعتين عند القتل" في "كتاب الجهاد".
فَدَرَجَ
(1)
بُنَيٌّ لَهَا وَهِيَ غَافِلَةٌ حَتَّى أَتَاهُ، فَوَجَدَتْهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ، قَالَتْ: فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ ذَلِكَ، قَالَتْ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، وَاللهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لرِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ خُبَيْبًا، فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ: وَاللهِ لَوْلَا أَنْ تَحْسَبُوا
(2)
أَنَّ مَا بِي
(3)
جَزَعٌ لَزِدْتُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا
(4)
، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا
(5)
، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
"بِيَدِهِ" في عسـ: "فِي يَدِهِ". "أَتَخْشَيْنَ" في نـ: "أَتَحسَبِينَ". "أَسِيرًا خَيْرًا" في هـ، ذ:"أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا". "ثُمَّ قَالَ" سقط في نـ. "ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ" في عسـ، ذ:"وَقَالَ".
===
(1)
أي: ذهب.
(2)
قوله: (لولا أن تحسبوا) أي لولا أن تظنوا. قوله: "جزع" أي فزع من القتل، والجزع نقيض الصبر، وجواب. لولا: لزدتُ، وَمَرَّ في "الجهاد" بطولها [برقم: 3045].
(3)
أي: بالذي هو متلبس بي من إرادة الصلاة، "ك"(15/ 176).
(4)
قوله: (أَحْصِهم عددًا) من الإحصاء بالمهملتين: دعا عليهم بالهلاك استئصالًا بحيث لا يبقى واحد من عدوهم، "ك"(15/ 176).
(5)
قوله: (بددًا) بفتح الموحدة، ويروى بكسرها، جمع بدة، وهي القطعة، وهو نصب على الحال من المدعو عليهم، قال السهيلي (6/ 141) ما معناه: أن الدعوة أجيبت فيمن مات كافرًا، ومن قُتِل مكانهم بعد هذه فإنما
فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
…
عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ فِي اللَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ
(1)
وَإِنْ يَشَأْ
…
يُبَارِكْ فِي أَوْصَالِ
(2)
شِلْوٍ
(3)
مُمَزَّعِ
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سَرُوَعَةَ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ
(4)
لِكُلِّ مُسلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا الصَّلَاةَ، وَأَخْبَرَ أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا، وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ أَنْ يُؤْتَوْا
(5)
بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ، وَكَانَ قَتَلَ رَجُلًا عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ
(6)
، فَبَعَثَ اللَّهُ لِعَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ
"فِي اللَّهِ" في نـ: "لِلَّهِ" مصحح عليه. "فِي أَوْصَالِ" في نـ: "عَلَى أَوْصَالِ" مصحح عليه "وَأُخْبِرَ" في نـ: "وأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" وفي نـ: "يَعْنِي صلى الله عليه وسلم". "أُصِيبُوا" في سـ، حـ، ذ:"أُصِيبَ". "عَظِيْمًا" سقط في صـ، عسـ، ذ.
===
قتلوا بددًا غير معسكرين ولا مجتمعين. وقال الكرماني (15/ 176): بدد بكسر الموحدة وفتح المهملة الأولى، أي: متفرقة منقطعة.
(1)
أي: لوجه الله.
(2)
جمع: وصل.
(3)
قوله: (شلو) بكسر المعجمة وإسكان اللام: العضو. قوله: "مُمزَّع" بفتح الزاي المعجمة وبالمهملة: المقَطَّع، أي ليس غم على قطع أعضائي قطعًا قطعًا؛ فإن الله سبحانه قادر على أن يجعل البركةَ فيها ويكرمها، "ك"(15/ 176)، "خ".
(4)
إنما صار ذلك سنة لأنه فعله في حياته صلى الله عليه وسلم فاستحسنه وأقره، "قس"(9/ 46).
(5)
بضم التحتية وفتح الفوقية، "قس"(9/ 46).
(6)
أي: يوم بدر كما مرَّ في "الجهاد"[برقم: 3045].
الدَّبْرِ
(1)
، فَحَمَتْهُ
(2)
مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا.
وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: ذَكَرُوا مُرَارَةَ
(3)
بْنَ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيَّ وَهِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيَّ، رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا. [راجع: 3045].
3990 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ:
"قُتَيْبَةُ" في نـ: "قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ".
===
(1)
قوله: (الدَّبر) بفتح المهملة وسكون الموحدة وكسرها: ذكور النحل أو الزنابير، "مجمع"(2/ 148)"ك"(15/ 177)"قس"(9/ 46).
(2)
قوله: (فحمته) بالحاء المهملة، أي حفظته وعصمته ودفعتهم، ولهذا سمي عاصم بحميِّ الدبر، وقيل: إن الأرض ابتلعته، وقيل: إن السيل احتمله
(1)
، قالوا: كان عاصم عاهد الله أن لا يمسّه مشرك، ولا يلمس مشركًا أبدًا تجنبًا منه، فمنعه الله أيضًا بعد وفاته من ذلك. وهذا هو المسمى بيوم الرجيع، بفتح الراء وكسر الجيم وبالمهملة، "ك"(15/ 177)، "خ".
(3)
قوله: (وقال كعب بن مالك: ذكروا مرارة
…
) إلخ، أي فيمن تخلّف عن تبوك وهما قد شهدا بدرًا، قال القسطلاني: هذا يرد على الدمياطي وغيره حيث قالوا: لم يذكر أحد مرارة وهلالًا في البدريين. وما في "الصحيح" أصح، والمثبِتُ مقدَّم على النافي، كذا في "الخير الجاري". وفي "الفتح" (7/ 311): كأن المصنف عرف أن بعض الناس ينكر أن يكون مرارة وهلال شهدا بدرًا، وينسب الوهمَ في ذلك إلى الزهري، فردّ ذلك بنسبة ذلك إلى كعب بن مالك، وهو الظاهر من السياق، فإن الحديث عنه قد أُخِذَ وهو أعرف بمن شهد بدرًا ممن لم يشهدها ممن جاء بعده، انتهى.
(1)
في الأصل: "اخطفته".
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ذُكِرَ لَهُ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - وَكَانَ بَدْرِيًّا
(1)
- مَرِضَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ
(2)
بَعْدَ أَنْ تَعَالَى النَّهَارُ وَاقْتَرَبَتِ الْجُمُعَةُ، وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ. [تحفة: 8525].
3991 -
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ أَبَاهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ الزُّهْرِيِّ، يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الأَسْلَمِيَّةِ، فَيَسْأَلَهَا عَنْ حَدِيثِهَا وَعَمَّا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ اسْتَفْتَتْهُ
(3)
، فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ يُخْبِرُهُ: أَنَّ سُبَيْعَةَ
(4)
بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، فَتُوُفِّي عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهِيَ حَامِلٌ، فَلَمْ تَنْشَبْ
(5)
أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ
"مَرِضَ" في نـ: "مَرِيضٌ" مصحح عليه. "عَمَّا" كذا في ذ، وفي نـ:"عَنْ مَا".
===
(1)
لم يشهد بدرًا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه هو وطلحة يتجسسان الأخبار فوقع القتال قبل أن يرجعا، فألحقهما النبي صلى الله عليه وسلم بمن شهدها وضرب لهما بسهميهما وأجرهما، "قس"(9/ 47).
(2)
قوله: (فركب إليه) أي ركب ابن عمر إلى سعيد. فإن قلت: كيف جاز له ترك الجمعة؟ قلت: كان له عذر، وهو إشراف القريب على الهلاك؛ لأنه كان ابنَ عم عمر وزوجَ أخته، "ك"(15/ 178).
(3)
أي: في انقضاء عدة الحامل بالوضع، "ك"(15/ 178).
(4)
مصغر السبعة.
(5)
أي: لم تمكث.
وَفَاتِهِ
(1)
، فَلَمَّا تَعَلَّتْ
(2)
مِنْ نِفَاسِهَا تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ - فَقَالَ لَهَا: مَا لِي أَرَاكِ تَجَمَّلْتِ لِلْخُطَّابِ تُرَجِّينَ
(3)
النِّكَاحَ وَإِنَّكِ وَاللهِ مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى يَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ. قَالَتْ سُبَيْعَةُ: فَلَمَّا قَالَ لِيَ ذَلِكَ، جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَفْتَانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي
(4)
،
"تُرَجِّينَ" في ذ: "تَرْجِينَ". "وَإِنَّكِ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فَإِنَّكِ". "حَتّى يَمُرَّ" في نـ: "حَتَّى تَمُرَّ". "وَعَشْرٌ" في قتـ: "وَعَشْرًا".
===
(1)
بليال أو بخمسة وعشرين أو أقل، "قس"(9/ 48).
(2)
قوله: (تعلّت) بالمهملة وشدة اللام، يقال: تعلّت المرأة من نفاسها وتعلّلت: إذا خرجت منه وطهرت من دمها. و"الخُطَّاب" جمع خاطب. و"أبو السنابل" بفتح المهملة وبالنون وبالموحدة واللام، اسمه عمرو بن بعكك بفتح الموحدة وإسكان المهملة وفتح الكاف الأولى، وهو منصرف، أسلم يوم الفتح، وكان شاعرًا، وسكن الكوفة. قوله:"وما أنت بناكح" أي ليس من شأنك النكاح، ولست من أهله، "ك"(15/ 178، 179).
(3)
بضم الفوقية وفتح الراء وتشديد الجيم المكسورة، ولأبي ذر بفتح الفوقية وسكون الراء وكسر الجيم وفتحها مخففة، "قس"(9/ 48). الرجاء ضد اليأس كالترجي والترجية.
(4)
قوله: (حين وضعتُ حملي) قال الخطابي: فيه أن للمرأة أن تنكح حينَ الوضع وإن لم تعلَّ من نفاسها، ودم النفاس لا يمنع من عقد النكاح، قاله الكرماني (15/ 179). وقال الشيخ في "اللمعات": وهذا مذهبنا؛ لعموم قوله تعالى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]، وهو متأخر
وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدَا لِي. تَابَعَهُ أَصْبَغُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ. [طرفه: 5319، أخرجه: م 1484، د 2306، س 3517، جه 2028، تحفة: 15890].
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(1)
، وَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِر بْنِ لُؤَيٍّ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ
(2)
،- وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا
(3)
- أَخْبَرَهُ
(4)
. [أخرجه: د 2198، 8924، تحفة: 6434].
"أَخْبَرَنِي" في هـ، ذ:"حَدَّثَنِي" وفي حـ، سـ، ذ:"حَدَّثَهُ". "الْبُكَيْرِ" في ذ: "البِكِّيرِ" و"البُكَرِ". "أَخْبَرَهُ" زاد في نـ بعده: "قَالَ أَبُو عبدِ اللَّهِ: وإنَّمَا أَرَدْنَا أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا" مصحح عليه.
===
وناسخ لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234].
(1)
هو الزهري.
(2)
قوله: (إياس بن البكير) بضم الموحدة وفتح الكاف مصغرًا، ولأبي ذر بكسر الموحدة وتشديد الكاف مكسورة، وبضم الموحدة وفتح الكاف مخففة
(1)
، قاله القسطلاني (9/ 49).
(3)
وأُحدًا والخندق والمشاهد كلها معه عليه الصلاة والسلام، "قس"(9/ 49).
(4)
قوله: (أخبره) بهذا الحديث، ويحتمل أن يكون المقصود بيان أنه شهد بدرًا، لا بيان أنه أخبره بهذا أو بغيره، كذا في "الكرماني"(15/ 179).
(1)
في الأصل: ولأبي ذر: بكسر الموحدة وفتحها وتشديد الكاف مخففة، قاله القسطلاني.
11 - بَابُ شُهُودِ الْمَلَائِكَةِ بَدْرًا
3992 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ
(1)
بنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ -، قَالَ: جَاءَ جِبرِيلُ إِلَىَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: "مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ" أَوْ
(2)
كَلِمَةً نَحْوَهَا
(3)
، قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ
(4)
. [طرفه: 3994، تحفة: 3608].
3993 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ - وَكَانَ رِفَاعَةُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ رَافِعٌ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ - وَكَانَ يَقولُ لِابْنِهِ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي شَهِدْتُ بَدْرًا بِالْعَقَبَةِ
(5)
، قَالَ: سأَلَ جِبرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
…
بِهَذَا. [تحفة: 3608].
"حَدَّثَنِي" في ذ: "حَدَّثَنَا". "فَقَالَ" في نـ: "قَالَ". "سُلَيْمَانُ" في نـ: "سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ". "وَكَانَ" كذا في قتـ، وفي نـ:"فَكَانَ".
===
ويدل عليه ما في نسخة الصغاني (2/ 99): قال أبو عبد الله: وإنما أردنا أنه شهد بدرًا.
(1)
بكسر الراء.
(2)
للشك.
(3)
مثل من خيارنا، "قس"(9/ 50).
(4)
أي: الملائكة الذين شهدوا بدرًا هم من أفضلهم أيضًا، "ك"(15/ 180).
(5)
قوله: (بالعقبة) أي بدل العقبة، و"ما" هي استفهامية. وفيه معنى التمني لشهود بدر، ويحتمل أن تكون نافية. فإن قلت: غزوة بدر أفضل
3994 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَزيدُ
(1)
، أَخْبَرَنَا يَحْيَى
(2)
: سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ رِفَاعَةَ: أَنَّ مَلَكًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(3)
. وَعَنْ يَحْيَى أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهَادِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ يَوْمَ حَدَّثَهُ مُعَاذٌ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ يَزِيدُ: قَالَ مُعَاذٌ: إِنَّ السَّائِلَ هُوَ جِبْرَئِيلُ. [راجع: 3992، تحفة: 19443].
3995 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ:
"حَدَّثَنَا" في ذ: "حَدَّثَنِي". "أَخْبَرَنَا يَزِيدُ" في ذ: "حَدَّثَنَا يَزِيدُ". "سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم" زاد بعده في ذ: "نَحْوَهُ". "وعَنْ يَحْيَى" في نـ: "ح وَعَنْ يَحْيَى". "قَالَ مُعَاذٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقَالَ مُعَاذٌ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا".
===
المغازي؟ وقيل: إن أصحابَها أفضل من أصحاب العقبة؟ قلت: لعلّ اجتهاده [أدّى] إلى أن بيعة العقبة لما كانت هي منشأ نصرة الإسلام وسببَ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي سبب لقوته واستعداده للغزوات كانت أفضل، "ك"(15/ 180).
(1)
ابن هارون، "ك"(15/ 180).
(2)
ابن سعيد.
(3)
قوله: (سمع معاذ بن رفاعة أن ملكًا سأل
…
) إلخ، فإن قلت: معاذ هو تابعي، لا صحابي، فكيف قال:"أن ملكًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم"؟ قلت: ذكره على سبيل الإرسال أو على وجه الاعتماد على الطريق السابق. فإن قلت: ما المسؤول به؟ قلت: شهود بدر، وذلك كان قبل وقوعه، أو أفضلية بدر، أو العقبة. يقال: سألته عنه وبه بمعنى واحد، قال تعالى:{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج: 1] أي عن عذاب "ك"(15/ 180 - 181).
"هَذَا جِبْرَئِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ عَلَيْهِ أَدَاةُ
(1)
الْحَرْبِ". [طرفه: 4041، تحفة: 6060].
12 - بَابٌ
(2)
3996 -
حَدَّثَنِي خَلِيفَةُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ الأَنصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَاتَ أَبُو زَيْدٍ
(4)
وَلَمْ يَتْرُكْ عَقِبًا
(5)
، وَكَانَ بَدْرِيًّا. [راجع: 3810، تحفة: 1202].
3997 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ خَبَّابٍ: أَنَّ أَبَا سَعِيدِ بْنَ مَالِكٍ الْخُدْرِيَّ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ لَحْمًا
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "حَدَّثَنَا اللَّيْثُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ".
===
(1)
الأداة: الآلة، "ق" (ص: 1058).
(2)
بالتنوين بغير ترجمة، فهو كالفصل من سابقه، "قس" (9/ 51). [وقال الحافظ (7/ 314): هو فيما يتعلق ببيان من شهد بدرًا].
(3)
ابن خياط - بالمعجمة والتحتية - البصري، "ك"(15/ 181).
(4)
قوله: (أبو زيد) هو قيس بن السكن الأنصاري، أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد عمومة أنس رضي الله عنه، "ك"(15/ 181).
(5)
العَقْب: الجري بعد الجري، والولد وولد الولد كالعَقِب، ككَتف، "قاموس" (ص: 121).
مِنْ لُحُومِ الْأَضَاحِي، فَقَالَ: مَا أَنَا بِآكِلِهِ حَتَّى أَسْأَلَ
(1)
، فَانْطَلَقَ إِلَى أَخِيهِ لأُمِّهِ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ
(2)
فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ حَدَثَ بَعْدَكَ أَمْرٌ نَقْضٌ
(3)
لِمَا كَانُوا يُنْهَوْنَ عَنْهُ مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الْأَضْحَى بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. [طرفه: 5568، أخرجه: س 4427، تحفة: 11072].
3998 -
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ: لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ
(4)
"الأَضَاحِي" كذا في ذ، وفي نـ:"الأُضْحِيَّةِ"[وفي "قس" والسلطانية: الأَضْحَى"]. "الأَضْحَى" في هـ، ذ:"الأضاحي"، وفي نـ:"الأُضْحِيَّةِ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
أي: عن حكمه إذ كانوا نهوا عن أكلها بعد ثلاثة أيام، "قس"(9/ 52).
(2)
قوله: (قتادة بن النعمان) العقبي البدري، من فضلاء الصحابة، أصيبت عينه يوم أحد على الأصح، فَسَالَتْ حدقته على وجهه، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن عندي امرأة أحبها، وإن هي رأت عيني كذلك خشيت
(1)
أن تقذرني، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فردها إلى موضعها فاستوت، وكانت أحسن عينيه وأصحهما، "ك"(15/ 181)، "خ".
(3)
قوله: (نقض) أي ناقض بالقاف والمعجمة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ادّخار لحم الأضحية إلى بعد أيام التشريق، ثم أباح لهم ادّخارَه وأكلَهم منه، "كرماني"(15/ 182).
(4)
فيه الترجمة، "قس"(9/ 54).
(1)
في الأصل: "حسبت".
عُبَيْدَةَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَهُوَ مُدَجَّجٌ
(1)
(2)
لَا يُرَى مِنْهُ إِلَّا عَيْنَاهُ، وَهُوَ يُكَنَّى أَبُو ذَاتِ الْكَرِشِ
(3)
، فَقَالَ: أنَا أَبُو ذَاتِ الْكَرِشِ. فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالْعَنَزَةِ
(4)
، فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنِهِ فَمَاتَ.
قَالَ هِشَامٌ: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ: لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ ثُمَّ تَمَطَّأْتُ
(5)
، فَكَانَ الْجَهْدُ
(6)
أَنْ نَزَعْتُهَا وَقَدِ انْثَنَى طَرَفَاهَا. قَالَ عُرْوَةُ: فَسَأَلَهُ
(7)
إِيَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. . . . . . . . . . .
"أَبُو ذَاتِ الْكَرِشِ" في نـ: "أَبَا ذَاتِ الْكَرِشِ". "تَمَطَّأْتُ" في نـ: "تَمَطَّيْتُ". "الْجَهْدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"الْجَهْدَ". "إِيَّاهُ" كذا في حـ، سـ، ذ، وفي نـ:"إِيَّاهَا".
===
(1)
أي: مغطّى بالسلاح.
(2)
قوله: (مدجج) بلفظ الفاعل والمفعول من التدجيج، بالمهملة والجيمين، أي شاكي السلاح، يقول: تدجج فلان: إذا دخل في سلاحه كأنه تغطى بها، "ك"(15/ 182).
(3)
قوله: (ذات الكرش) بفتح الكاف وكسر الراء، وهو لغة لكل مجترّ بمنزلة المعدة للإنسان، ويطلق على العيال والجماعة، "قس"(9/ 53)، "ك"(15/ 182).
(4)
قوله: (بالعنزة) بمهملة ونون وزاي مفتوحاتٍ، قال في "القاموس" (ص: 480): وهي رميح بين العصا والرمح، فيه زُجّ، انتهى. هي أطول من العصا وأقصر من الرمح، "ك"(15/ 182).
(5)
من التمطي وهو مدّ اليدين، "ك"(15/ 182).
(6)
قوله: (فكان الجهد) بفتح الجيم وضمها، وبالنصب والرفع، واسم كان "أن نزعتها"، والضمير للعنزة، "خ".
(7)
قوله: (فسأله) أي فسأل عليه الصلاة والسلام الزبيرَ أن يعطيه
فَأَعْطَاهُ
(1)
، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَاهُ، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ سَأَلَهَا إِيَّاهُ عُمَرُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبِضَ عُمَرُ أَخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ وَقَعَتْ عِنْدَ آلِ عَلِيٍّ
(2)
، فَطَلَبَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ
(3)
. [تحفة: 3639].
3999 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ: أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ - وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا
(4)
-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "بَايِعُونِي". [راجع: 18].
"فَأَعْطَاهُ" في نـ: "فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ" وفي أخرى: "فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا".
===
العنزة عارية، كذا في "القسطلاني" (9/ 53). قوله:"إياه" بتذكير الضمير، وفي بعضها:"إياها" بالتأنيث للعنزة، والتذكير بتأويل الرمح، "الخير الجاري".
(1)
قوله: (فأعطاه) أي أعطى الزبير رسولَ الله صلى الله عليه وسلم العنزة عارية وكذا من بعدهم، وفيه إشارة إلى أن عمله مقبول، وأن آلة جهاده مقبولة، "الخير الجاري".
(2)
قوله: (آل علي) قالوا: لفظ آل مقحم، وقيل: كان عند علي ثم عند آله، "الخير الجاري". [انظر:"قس"(9/ 54)].
(3)
أي: في أيام عبد الملك سنة 73 هـ، قتله الحجاج بمكة.
(4)
هذا موضع الترجمة، وسبق الحديث تامًا [برقم: 18] في "كتاب الإيمان".
4000 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ
(1)
- وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَبَنَّى سَالِمًا
(2)
، وَأَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ هِنْدَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ - وَهُوَ مَوْلًى
"هِنْدَ" في ذ: "هِنْدًا".
===
(1)
قوله: (أبا حذيفة) بضم المهملة وفتح المعجمة وسكون التحتية، يقال: اسمه مهشم بالمعجمة، أو هشيم بضم الهاء، أو هاشم، والأكثر على أنه هشام، وهو ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، صلّى إلى القبلتين، وهاجر الهجرتين، "كرماني"(15/ 183).
(2)
قوله: (تبنَّى سالمًا) هو ابن معقل، بفتح الميم وإسكان المهملة وكسر القاف، وقيل: هو ابن عبيد مصغرًا، قال في "الاستيعاب"[2/ 136، رقم: 886]: وكان سالم عبدًا لثُبيتَة بضم المثلثة وفتح الموحدة وإسكان التحتية وبالفوقية، بنت يعار بالتحتية والمهملة والراء، الأنصارية زوجة أبي حذيفة، فأعتقته فانقطع إلى أبي حذيفة، فتبنَّاه وزوّجه بنت أخيه فاطمةَ بنتَ الوليد بن عتبة بضم المهملة وسكون الفوقية، وقال أيضًا فيه في مواضع متعددة: إن سالمًا مولى أبي حذيفة، وقال ابن الأثير: فاطمة بنت الوليد بن عتبة امرأة سالم مولى أبي حذيفة، هكذا في "كتاب الموطأ"، وأما في "كتاب أبي داود" و"النسائي" فهو أن اسمها هند، ولم أجد في أسماء الصحابيات هند بنت الوليد بن عتبة. أقول: فبين رواية "البخاري" و"الموطأ" تفاوت من جهتين، والتفاوت الثاني حاصل في نفس هذا "الجامع" أيضًا، حيث قال ههنا: هو مولًى لامرأة من الأنصار، يعني ثبيتة، وقال في "62 - فضائل الصحابة":"26 - باب مناقب مولى أبي حذيفة". والجواب عنه أن النسبة إلى [أبي] حذيفة إنما هو لأدنى ملابسة، فهو إطلاق مجازي، هذا كله من "الكرماني"(15/ 183، 184).
لِامْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ -، كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَوَرِثَ مِنْ مِيرَاثِهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5]، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ
(1)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
(2)
. [طرفه: 5088، تحفة: 16564].
4001 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ بُنِيَ
(3)
عَلَيَّ، فَجَلَس عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ، يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ، حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ:
"آبَائِهِنَّ" في ذ: "آبَائِي". "يَوْمَ بَدْرٍ" في هـ، حـ، سـ، ذ:"بِبَدْرٍ"[وفي "قس" والسلطانية: "يوم بدرٍ" في حـ، سـ، و"بِبَدْرٍ" في هـ، ذ].
===
(1)
قوله: (فجاءت سهلة) بنت سهيل بن عمرو، القرشية العامرية، امرأة أبي حذيفة، وليست هي التي أعتقت سالمًا؛ فإن تلك أنصارية، وهذه قرشية، جاءت سهلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن سالمًا بلغ مبلغ الرجال، وإنه يدخل علينا، وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئًا، فقال: أرضعيه تحرمي عليه، ويذهب ما في نفس أبي حذيفة. وفيه بحث مذكور في موضعه، "كرماني"(15/ 184).
(2)
سيأتي في "كتاب النكاح"[برقم: 5088]، "الخير الجاري".
(3)
قوله: (غداة بُنِيَ) بضم الموحدة مبنيًا للمفعول. قوله: "عليّ" بتشديد الياء، أي غداة دخل عليها زوجها إياس بن بكير
(1)
.
(1)
في الأصل: "بكر".
وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُولِي
(1)
هَكَذَا، وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ". [طرفه: 5147، أخرجه: د 4922، ت 1090، س في الكبرى 5563، جه 1897، تحفة: 15832].
4002 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح وَحَدَّثَنَا إسمَاعِيلُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي
(3)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(4)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَال: أَخْبَرَنِي أَبُو طَلْحَةَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: "لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا
"حَدَّثَنِي إبراهِيمُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبراهِيمُ".
===
قوله: "كمجلسك" بكسر اللام [بالفرع] كأصله، وقال الكرماني وتبعه البرماوي والعيني بفتحها بمعنى الجلوس. قوله:"يندبن" أي يذكرن بأحسن أوصافهم مما يهيج البكاء والشوق، وكان قُتِلَ أبوها معوذ، وعمُّها عوف، قتلهما عكرمة بن أبي جهل، وأطلقت على عمِّها الأبوةَ تغليبًا، كذا في "القسطلاني"(9/ 56)، ومرّ بيان الغناء مرارًا قريبًا وبعيدًا.
(1)
فيه كراهة نسبة علم الغيب لأحد من المخلوقين، "ف"(7/ 3161).
(2)
ابن أبي أويس.
(3)
هو: عبد الحميد بن أبي أويس، "ك"(15/ 185).
(4)
هو: ابن بلال، "ك"(15/ 185).
(5)
بفتح العين، سبط الصديق، "ك"(15/ 185).
فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ
(1)
". يُرِيدُ
(2)
صُورَةَ التَّمَاثِيلِ الَّتِي فِيهَا الأَرْوَاحُ. [راجع: 3225].
4003 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ. ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ
(3)
: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: كَانَتْ لِي شَارِفٌ
(4)
مِنْ نَصيبِي مِنَ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي
(5)
مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْخُمُسِ يَوْمَئِذٍ،
"صُورَةَ التَّمَاثِيلِ" كذا في حـ، سـ، ذ، وفي هـ، ذ:"صُوَرَ التَّمَاثِيلِ". "عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ" في ذ: "عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ". "عَلَيهِ" ثبت في ذ.
===
(1)
قوله: (كلب ولا صورة) أي مما يحرم اقتناؤه من الكلاب والصور، فلا يمنع كلب الزرع والصيد والصور الممتهنة في الوسادة والبساط. قال النووي: والأظهر أنه عامّ في كل كلب وصورة لإطلاق الحديث، كذا في "الطيبي"(8/ 271).
(2)
قوله: (يريد) هو كلام ابن عباس تفسيرًا له وتخصيصًا لعمومه، "ك"(15/ 185).
(3)
الملقب بزين العابدين.
(4)
قوله: (شارف) بالشين المعجمة آخره فاء، أي: ناقة مسنة، "قس"(9/ 58).
(5)
قوله: (أعطاني) مفعوله الثاني محذوف، أي: أعطاني شارفًا أخرى، كذا في "الكرماني" (15/ 185). قال القسطلاني (9/ 58): أي مما حصل من سرية عبد الله بن جحش، وكانت في رجب من السنة الثانية قبل بدر بشهرين، انتهى.
فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ
(1)
بِفَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَاعَدْتُ رَجُلًا
(2)
صَوَّاغًا فِي بَنِي قَيْنُقَاعَ
(3)
أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ
(4)
، فَأَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنَ الصَّوَّاغِينَ فَنَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مِنَ الأَقْتَابِ
(5)
وَالْغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَتَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ
"بِنْتِ النَّبِيِّ" في نـ: "بِنْتِ الرَّسُولِ" وفي نـ: "بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ". "فِي بَنِي قَيْنُقَاعَ" في هـ، ذ:"مِن بَنِي قَيْنُقَاعَ". "فَبَيْنَا" في ذ: "فَبَيْنَمَا". "مُنَاخَتَانِ" كذا في ذ، وفي نـ:"مُنَاخَانِ".
===
(1)
قوله: (أن أبتني) الابتناء والبناء: الدخول بالزوجة، والأصل فيه أن الرجل كان إذا تزوّج امرأة بنى عليها قبة ليدخل بها فيها، "مجمع"(1/ 226).
(2)
هو لم يسم، "قس"(9/ 58).
(3)
قوله: (بني قينقاع) بفتح القافين وضم النون وفتحها وكسرها، منصرفًا وغير منصرف، قبيلة من اليهود، "ك"(15/ 185).
(4)
قوله: (بإذخر) بكسر الهمزة وسكون ذال وكسر خاء معجمتين، هو نبت عريض الأوراق يحرقه الحداد بدل الحطب والفحم، "مجمع"(1/ 58).
(5)
قوله: (من الأقتاب) جمع قتب، هو للجمل كالإكاف لغيره، كذا في "المجمع" (4/ 208). قوله:"والغرائر" جمع الغرارة، بفتح المعجمة وبالراء المكررة: ظرف التبن ونحوه، كذا في "الخير الجاري". قوله:"مناختان" كذا للأكثر، وهو باعتبار المعنى لأنهما ناقتان، وفي رواية كريمة مناخان باعتبار لفظ الشارف، كذا في "الفتح" (6/ 200). وقوله:"قد أُجِبَّتْ" أي: قُطِعَتْ. و"الأسنمة" جمع سنام. "وبُقِرَتْ خواصِرُهما" أي شُقَّتْ، كذا في "العيني"(10/ 421).
رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، حَتَّى جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ، فَإِذَا أَنَا بِشَارِفَيَّ قَدْ أُجِبَّتْ
(1)
أَسْنِمَتُهُمَا، وَبُقِرَتْ
(2)
خَوَاصِرُهُمَا
(3)
، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، فَلَم أَمْلِكْ عَيْنَيَّ
(4)
حِينَ رَأَيْتُ الْمَنْظَرَ
(5)
، قُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، فِي شَرْبٍ
(6)
مِنَ الأَنْصَارِ، عِنْدَهُ قَيْنَةٌ
(7)
وَأَصْحَابُهُ فَقَالُوا
(8)
فِي غِنَائِهَا: أَلَا يَا حَمْزَ
(9)
لِلشُّرُفِ
(10)
النِّوَى
(11)
، فَوَثَبَ حَمْزَةُ إِلَى السَّيْفِ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، فَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، قَالَ عَلِيٌّ: فَانْطَلَقْتُ
"أُجِبَّتْ" في سفـ: "جُبَّتْ". "قُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ " في نـ: "فقُلْتُ: مَن فَعَلَ هَذَا؟ ". "فَقَالُوا" في نـ: "فَقَالَتْ". "النِّوَى" في نـ: "النِّوَاءِ". "فَأجَبَّ" في نـ: "فَجَبَّ". "فَأَخَذَ" في نـ: "وَأَخَذَ".
===
(1)
أي: قُطِعَتْ.
(2)
أي: شُقَّتْ.
(3)
جمع الخاصرة هي الشاكلة.
(4)
أي: بكيت، "ع"(10/ 421).
(5)
وفي "الخمس"[برقم: 3091]: "حين رأيت ذلك المنظر منهما"، "قس"(9/ 58).
(6)
جمع شارب، "ع"(12/ 51).
(7)
أي: مغنية.
(8)
أي: القينة وأصحابه، "قس"(9/ 59).
(9)
قوله: (ألا يا حمز) وهي إشارة إلى قصيدة مطلعها: ألا يا حمز
…
إلخ، مرَّ بيان بعض أشعارها (برقم: 2375).
(10)
جمع الشارف.
(11)
صوابه النواء جمع ناوية بمعنى سمينة.
حَتَّى أَدْخُلَ
(1)
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي لَقِيتُ فَقَالَ:"مَا لَكَ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، عَدَا
(2)
حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ
(3)
، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم برِدَائِهِ فَارْتَدَى
(4)
، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، حَتَّى جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، فَإِذَا حَمْزَةُ ثَمِلٌ
(5)
مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ
(6)
، فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لأَبِي
(7)
؟! فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ثَمِلٌ
(8)
،
"فَعَرَفَ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَعَرَفَ". "فَأَجَبَّ" في نـ: "فَجَبَّ". "رُكْبَتِهِ" في نـ: "رُكْبَتَيْهِ".
===
(1)
بلفظ المضارع مبالغة في استحضار صورة الحال، "قس"(9/ 59).
(2)
أي: ظلمني.
(3)
أي: جماعة يشربون الخمر، "قس"(9/ 59).
(4)
أي: لبس الرداء.
(5)
أي: سكران.
(6)
أي: رفعه، "قس"(9/ 59).
(7)
قوله: (عبيد لأبي) وفي رواية ابن جريج: "لآبائي"، قيل: أراد أن أباه عبدَ المطلب جدٌّ للنبي صلى الله عليه وسلم ولعلي أيضًا، والجدّ يدعى سيدًا، "ع"(9/ 92).
(8)
ككتف أي: سكران.
فَنَكَصَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى
(2)
، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ. [راجع: 2089].
4004 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: أَنْفَذَهُ لَنَا
(3)
(4)
ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ
(5)
، سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ مَعْقِلٍ: أَنَّ عَلِيًّا كَبَّرَ
(6)
عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فَقَالَ: إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا. [تحفة: 10201].
"فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "فَنَكَصَ عليه السلام". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "أَنْفَذَهُ لَنَا" في نـ: "أَنْفَذَهُ إِلَيْنَا".
===
(1)
أي: رجع.
(2)
قوله: (القهقرى) هو المشي إلى خلف، وكأنه فعل ذلك خشية أن يزداد عبث حمزة في حال سكره فينتقل من القول إلى الفعل، وكان ذلك قبل تحريم الخمر، "ف" (6/ 201). ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 2089 و 2375].
(3)
قوله: (أنفذه لنا) بالفاء والذال المعجمة، أي بلغ به منتهاه من الرواية، أو المراد بقوله: أنفذه أرسله، فكأنه حمله عنه مكاتبة، "قسطلاني"(9/ 60)، "تو"(6/ 2509). أي أرسله إلينا، أي كتب إلينا بالحديث، "خ".
(4)
أي أرسله إلينا عبد الرحمن بن عبد الله الأصفهاني، "ك"(15/ 187).
(5)
اسمه عبد الرحمن بن عبد الله، "خ"، "ت" (رقم: 3926).
(6)
قوله: (كَبَّرَ) أي صلى صلاة الجنازة، مات بالكوفة سنة ثمان وثلاثين، ولم يذكر البخاري عدد التكبير، وروى ابن عيينة بإسناده: أنه كان ستًا، وقيل: خمسًا، "خ". قال القسطلاني: الإجماع في تكبير الجنازة أنه
4005 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب حِينَ تَأَيَّمَتْ
(2)
حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ
(3)
مِنْ خُنَيْسِ
(4)
بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَهِدَ بَدْرًا - تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ
(5)
، قَالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بنْتَ عُمَرَ. قَالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي. فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، فَقَالَ: قَدْ بَدَا
(6)
لِي أنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا
(7)
. قَالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ.
===
لا يكبر إلا أربع تكبيرات، لكن لو كبر الإمام خمسًا لم تبطل، ولا يتابعه المأموم، "قس"(9/ 60).
(1)
الحكم بن نافع.
(2)
قوله: (تَأَيَّمَتْ) بتشديد التحتية، أي صارت أيّمًا، وهي من مات زوجها، "توشيح"(6/ 2510).
(3)
ابن الخطاب.
(4)
بضم المعجمة وفتح النون آخره مهملة، "تو"(6/ 2510).
(5)
قوله: (توفي بالمدينة) من جراحة أصابته [في] وقعة أحد، قاله في "الإصابة". وقيل: بل بعد بدر. قال في "الفتح": ولعله أولى؛ فإنهم قالوا: أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها بعد خمسة وعشرين شهرًا من الهجرة، وفي رواية: بعد ثلاثين شهرًا، وكانت أحد بعد بدر بأكثر من ثلاثين شهرًا، وجزم ابن سعد بأنه مات بعد قدومه عليه الصلاة والسلام من بدر، وبه جزم ابن سيد الناس، "قس"(9/ 61).
(6)
أي: ظهر.
(7)
أي: في هذا الوقت الحاضر، "ك"(15/ 188).
فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي
(1)
عَلَى عُثْمَانَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ؟ قُلْتُ: نَعَم. قَالَ: فَإِنَّهُ لَم يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ إِلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قدْ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا. [أطرافه: 5122، 5129، 5145، أخرجه: س 3248، سي 885، تحفة: 10523، 6612].
4006 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ يَزيدَ، سَمِعَ أَبَا مَسْعُودٍ الْبَدْرِيَّ
(2)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ". [راجع: 55].
4007 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَتِهِ:
"فِيمَا عَرَضْتَ" في نـ: "فِيمَا عَرَضْتَ عَلَيَّ". "سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ عليه السلام"، وزاد في عسـ بعده:"أَبَدًا".
===
(1)
قوله: (أوجد مني) أي أحزن. فإن قلت: ما المفضَّل؟ وما المفضَّل عليه؟ قلت: عمر مفضَّل باعتبار أبي بكر، ومفضّل عليه باعتبار عثمان، قاله الكرماني (15/ 188). قال القسطلاني (9/ 61): أي لكونه أجابه أولًا، ثم اعتذر له ثانيًا، بخلاف أبي بكر فإنه لم يجبه بشيءٍ، انتهى.
(2)
اسمه عقبة بن عمرو كما سيجيء، الأكثر على أنه لم يشهد بدرًا، وإنما نُسِبَ إليه لأنه نزل ثمة، "ك"(15/ 189) وسيأتي بيانه.
أَخَّرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ الْعَصْرَ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ، فَدَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ جَدُّ زيدِ بْنِ حَسَنٍ - شَهِدَ بَدْرًا - فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمْتَ
(1)
نَزَلَ جِبْرَئِيلُ
(2)
فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسَ صلَوَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: "هَكَذَا أُمِرْتُ
(3)
". كَذَلِكَ
(4)
كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أبِيهِ. [راجع: 521].
4008 -
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ
(5)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ
"الْعَصْرَ" في ذ: "الصَّلاةَ". "فَدَخَلَ" زاد بعده في ذ: "عَلَيهِ".
===
(1)
بتاء الخطاب، ومرّ في "المواقيت" [برقم: 521]: "أن المغيرة بن شعبة أخّر الصلاة يومًا وهو بالعراق، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال: ما هذا يا مغيرة، أليس قد علمت أن جبرئيل نزل"؟ الحديث.
(2)
أي: صبيحة ليلة الإسراء، "قس"(9/ 63).
(3)
قوله: (هكذا أمرتَ) بضم الهمزة وفتح التاء على الخطاب، أي الذي أمرتَ به من الصلاة ليلة الإسراء. ولأبي ذر بضم التاء، أي أمرتُ أن أصلي بك، "قس"(9/ 63)، ومرَّ الحديث [برقم: 521] في "المواقيت".
(4)
هذا قول عروة، "ك"(15/ 189).
(5)
قوله: (أبي مسعود البدري) هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن مسعود الأنصاري، من بني الحارث بن خزرج، وهو مشهور بكنيته، يعرف بأبي مسعود البدري، لأنه كان يسكن بدرًا، قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب: إنه لم يشهد بدرًا، وهو قول ابن إسحاق. وقالت طائفة: قد شهد أبو مسعود بدرًا، وبذلك قال البخاري فذكره في البدريين، ولا يصح شهوده بدرًا،
مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ
(1)
". قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِيهِ. [أطرافه: 5008، 5009، 5040، 5051، أخرجه: م 807، 808، د 1397، ت 2881، س في الكبرى 8005، جه 1369، تحفة: 9999، 10000].
4009 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ: أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَنْصَارِ - أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 424].
4010 -
ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ - وَهُوَ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ وَهُوَ مِنْ سَرَاتِهِمْ
(3)
- عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ فَصَدَّقَهُ
(4)
. [راجع: 424].
"يَحْيَى" في نـ: "يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ".
===
كذا ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 105). قال السيوطي (6/ 2511): أبو مسعود البدري، الأكثر على أنه لم يشهدها، وإنما نزلها فنسب إليها، وقد ذهب إلى شهودها جماعة منهم مسلم، انتهى مختصرًا.
(1)
قوله: (كفتاه) أي أغنتاه عن قيام الليل، وقيل: أراد أنهما أقل ما يجزئ من القراءة في قيام الليل، وقيل: يكفيان ويقيان من المكروه، أو عن قراءة سورة الكهف أو آية الكرسي.
(2)
هو: ابن صالح.
(3)
أي: ساداتهم.
(4)
مرَّ الحديث [برقم: 425] في "باب المساجد في البيوت".
4011 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْريِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ - وَكَانَ مِنْ أَكْبَرِ بَنِي عَدِيٍّ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ
(1)
عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَحَفْصَةَ. [تحفة: 10490].
4012 و 4013 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَخْبَرَ رَافِعُ
(2)
بْنُ خَدِيجٍ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ: أَنَّ عَمَّيْهِ
(3)
- وَكَانَا شَهِدَا بَدْرًا - أَخْبَرَاهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ، قُلْتُ لِسَالِمٍ: فَتُكْرِيهَا أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ رَافِعًا أَكْثَرَ عَلَى نَفْسِهِ
(4)
. [راجع: 2339، 2347].
"بَنِي عَدِيٍّ" في هـ، ذ:"بَنِي عَامِرٍ". "أَخْبَرَ" في سـ، حـ، ذ:"أَخْبَرَنِي".
===
(1)
القرشي الجمحي.
(2)
قوله: (رافع) بالرفع فاعل، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"أخبرني"، وهو خطأ، "قس"(9/ 65)"ف"(7/ 321)"تو"(6/ 2512).
(3)
قوله: (أن عميه) هما ظُهَير ومُظهِّر. قوله: "وكانا شهدا بدرًا" أنكر ذلك الدمياطي وقال: إنما شهدا أُحُدًا، قال ابن حجر: من أثبت شهودَهُما أثبت ممن نفاه، "توشيح"(6/ 2512).
(4)
قوله: (أكثر على نفسه) قال الكرماني (15/ 190، 191): فإن قلت: رافع يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلِمَ قال هو: أكثر على نفسه؟ قلت: لعل غرضه أنه لا يفرق بين الكراء ببعض ما يحصل من الأرض وبين الكراء بالنقد ونحوه، والأول هو المنهي عنه لا مطلقًا، أو لا يفرق بين الناسخ والمنسوخ، كذا في "الخير الجاري"، ومرَّ الحديث [برقم: 2339] في "الحرث".
4014 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيَّ قَالَ: رَأَيْتُ رِفَاعَةَ بْنَ رَافِعٍ
(1)
الأَنْصَارِيَّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا. [تحفة: 3609].
4015 -
حَدَّثَنَا عَبدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ
(2)
إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا
(3)
، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" في ذ: "مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم". "وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "وَكَانَ النَّبِيُّ".
===
(1)
قوله: (رأيت رفاعة بن رافع
…
) إلخ، هذا الحديث أخرجه الإسماعيلي من طريق معاذ بن معاذ عن شعبة
(1)
بلفظ: سمع رجلًا من أهل بدر يقال له: رفاعة بن رافع كبر في صلاته حين دخلها. ومن طريق ابن أبي عدي عن شعبة ولفظه: عن رفاعة رجلٍ من أهل بدر أنه دخل في الصلاة فقال: "الله أكبر كبيرًا"، ولم يذكر البخاري ذلك؛ لأنه موقوف، "قسطلاني"(9/ 66).
(2)
أحد العشرة المبشرة.
(3)
قوله: (بجزيتها) أي بجزية أهلها، وكان غالب أهلها إذ ذاك المجوس. و"البحرين" بلد مشهور بالعراق، وهي بين البصرة وهجر، كذا ذكره ابن حجر (6/ 262) في "كتاب الجزية".
(1)
في الأصل: "عن سعيد".
هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ
(1)
، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمِ الْعَلَاءَ
(2)
بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ
(3)
مِنَ الْبَحْرَيْنِ
(4)
، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَوْا صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا انْصَرَفَ فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ ثُمَّ قَالَ:"أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُم أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ". قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَأَبْشِرُوا
(5)
وَأَمِّلُوا
(6)
مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ
(7)
أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا
(8)
(9)
كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ". [راجع: 3158].
"مَعَ رَسُولِ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"مَعَ النَّبِيِّ". "فَتَعَرَّضُوا" في نـ: "تَعَرَّضُوا" مصحح عليه. "وَلَكِنِّي أَخْشَى" في ذ: "وَلَكِنْ أَخْشَى". "عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ" في صـ، عسـ، هـ، ذ:"عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ".
===
(1)
في سنة تسع من الهجرة، "قس"(9/ 67).
(2)
بالمد، "ك"(15/ 191)، صحابي شهير، "ف"(6/ 262).
(3)
وكان مائة ألف، "قس"(9/ 67).
(4)
البلد المشهور بالعراق، "ف"(6/ 262).
(5)
معناه الإخبار بحصول المقصود، "ف"(6/ 263).
(6)
الأمل: أميد داشتن [بالفارسية]، من نصر، والتأميل كذلك، "قس"(9/ 67).
(7)
قوله: (ما الفقر) بالغضب مفعول مقدَّم على الفعل، "ك"(15/ 191 - 192).
(8)
أي: ترغبوا فيها، "ك"(1/ 178).
(9)
قوله: (فتنافسوها) من التنافس، وهو الرغبة؛ لأن المنافسة في
4016 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ كُلَّهَا. [راجع: 3297، أخرجه: م 2233، د 5254، تحفة: 7611].
4017 -
حَتَّى حَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ الْبَدْرِيُّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَّانِ
(1)
الْبُيُوتِ، فَأَمْسَكَ عَنْهَا. [أخرجه: م 2233، د 5254، تحفة: 12147].
4018 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رِجَالًا مِنَ الأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
، فَقَالُوا: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "رَسُولَ اللَّهِ" في ذ: "النَّبِيَّ".
===
الدنيا قد تجُرُّ إلى هلاك الدين. ووقع عند مسلم [برقم: 2962] مرفوعًا: "تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون" أو نحو ذلك، كذا في "الفتح" (6/ 263). ومرّ الحديث [برقم: 3158] في "الجزية".
(1)
قوله: (جِنَّان) بكسر الجيم وتشديد النون جمع جانٍّ، وهي الحية البيضاء، أو الرقيقة، أو الصغيرة، كذا في "القسطلاني"(9/ 67)، ومرَّ الحديث [برقم: 3313].
(2)
قوله: (استأذنوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم) لما أُسِرَ العباسُ، وكان الذي أسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري، ولَمّا شدَّ وثاقه أنّ - من الأنين -، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأخذه النوم، فأطلقوه ثم طلبوا تمام رضاه عليه الصلاة والسلام، "قس"(9/ 68).
لِابْنِ أُخْتِنَا
(1)
عَبَّاسٍ
(2)
فِدَاءَهُ. قَال: "وَاللَّهِ لَا تَذَرُونَ
(3)
مِنْهُ
(4)
دِرْهَمًا". [راجع: 2537].
4019 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الْمِقْدادِ بْنِ الأَسْوَدِ.
"لَا تَذَرُونَ مِنْهُ" في هـ، ذ:"لَا تَذَرُونَ لَهُ".
===
(1)
قوله: (لابن اختنا) بالتاء المثناة من فوق، والمراد أنهم أخوال أبيه عبد المطلب، فإن أم العباس هي فُتيلة - بضم الفاء
(1)
- بنت جناب، وليست من الأنصار، وإنما أرادوا بذلك أن أم عبد المطلب منهم، وهي سلمى بنت عمرو بن أحيحة بمهملتين مصغرًا، وهو من بني النجار، وأصل هذا أن هاشمًا أبا عبد المطلب لَمّا مَرَّ بالمدينة في تجارته إلى الشام نزل على عمرو الخزرجي النجّاري، وكان سيد قومه، فأعجبته ابنته سلمى، فخطبها إلى أبيها فزوّجها منه، واشترط عليه مقامَها عنده. قوله:"لا تذرون منه" أي لا تتركون من الفداء "درهمًا"، واختُلف في علة منعه صلى الله عليه وسلم إياهم من ذلك، فقيل: إنه كان مشركًا، وقيل: منعهم خشية [أن يقع] في قلوب بعض المسلمين شيءٌ، وقيل: كان العباس أسر يوم بدر مع قريش ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد الأنصار أن يتركوا له فداءه إكرامًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لقرابتهم منه، فلم يأذن لهم في ذلك، ولا أن يحابوه في ذلك، وكان العباس ذا مال فاستوفيت منه الفدية، وصُرفت مصرفها في حقوق الغانمين، "عيني"(9/ 339 - 340).
(2)
قال الكرماني (15/ 192): ما وجه تعلُّقِ الحديث ببدر؟ قلت: أُسِرَ العباس يومئذٍ، وهؤلاء الرجال كانوا بدريين.
(3)
أي: لا تتركون.
(4)
أي: من الفداء.
(1)
كذا في الأصل و"العيني"، وفي كتب التراجم: نُتَيْلة - بضم النون -.
ح وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، ثُمَّ الْجُنْدُعِيُّ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ - وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ
(1)
إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقَالَ: أَسلَمْتُ لِلَّهِ. أَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقْتُلْهُ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ
(2)
قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ". [طرفه: 6865، أخرجه: م 95، د 2644، س في الكبرى 8591، تحفة: 11547].
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "لِرَسُولِ اللَّهِ عليه السلام"، وزاد في نـ:"يَا رَسُول الله".
===
(1)
أي: أخبرني.
(2)
قوله: (وإنك بمنزلته
…
) إلخ، قال في "التنقيح" (2/ 831 - 832): فيه أربع تأويلات: أحدها: أن دمك
(1)
صار مباحًا بقتلك إياه بالقصاص بمنزلة دم الكافر لحق الدِّين، قاله الخطابي. ثانيها: تكون آثمًا كما هو آثم في كفره، فيجمعكما اسم الإثم. ثالثها: أنت عنده مباح الدم قبل أن يسلم، كما أنه عندك مباح الدم. رابعها: إن قتلته مستحلًّا، انتهى. وفيه نظر؛ فإن استحلاله
(1)
في الأصل: "ذلك".
4020 -
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
(1)
عُلَيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: "مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟ ". فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ
(2)
ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ
(3)
، فَقَالَ: أَنْتَ أَبَا جَهْلٍ
(4)
؟ - قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: هَكَذَا قَالَهَا أَنَسٌ، قَالَ: أَنْتَ أَبَا جَهْلٍ؟ - قَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ
(5)
قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: سُلَيْمَانُ: أَوْ قَالَ: قَتَلَهُ قَوْمُهُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: فَلَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ
(6)
قَتَلَنِي. [راجع: 3962].
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "حَدَّثَنَا أَنَسٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَنَسُ بنُ مالكٍ". "فَلَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ" في نـ: "فَلَوْ كَانَ غَيْرُ أَكَّارٍ".
===
للقتل إنما هو بتأويل كونه أسلم خوفًا من القتل، ولم يرد بإسلامه وجهَ الله، والاستحلال على هذا التأويل لا يوجب كفرًا، ويشهد له قصة أسامة.
(1)
هو: إسماعيل، "ك"(15/ 194).
(2)
مرَّ بيانه (برقم: 3963).
(3)
أي: مات، "ك"(15/ 194). وهنا محمول في المشارفة بدليل ما بعده، "طيبي"(9/ 2777، برقم: 4029).
(4)
قول: (أبا جهل) بالألف بعد الموحدة، وخرّجها القاضي عياض على منادى، أي أنت المقتول الذليل يا أبا جهل! على جهة التوبيخ والتقريع، [انظر:"التنقيح"(2/ 832)].
(5)
قوله: (وهل فوق رجل) أي ليس فعلكم زائدًا على قتل رجل. و"الأكّار": الزارع، والأنصار قتلوه وكانوا أهل زراعة، أي: يا ليت أن غير زارع قتلني، يريد استحقارَهم، "ك"(15/ 194 - 195).
(6)
أي: زارع.
4021 -
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ: لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الأَنْصَارِ. فَلَقِيَنَا مِنْهُمْ رَجُلَانِ صَالِحَانِ شَهِدَا بَدْرًا. فَحَدَّثْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَقَالَ: هُمَا عُوَيْمُ
(1)
بْنُ سَاعِدَةَ، وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ. [راجع: 2462].
4022 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ: كَانَ عَطَاءُ الْبَدْرِيِّينَ خَمْسَةَ آلَافٍ خَمْسَةَ آلَافٍ. وَقَالَ عُمَرُ: لأُفَضِّلَنَّهُمْ
(2)
عَلَى مَنْ بَعْدَهُمْ. [تحفة: 10626].
4023 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ، وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا وَقَرَ
(3)
"عَنْ عُمَرَ" في نـ: "عَنْ عُمَرَ قَالَ". "فَحَدَّثْتُ" في هـ، ذ:"فَحَدَّثْتُ بِهِ". "حَدَّثَنِي" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ" في ذ: "أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ". "مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ" في نـ: "مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ".
===
(1)
بضم المهملة.
(2)
قوله: (لأفضلنهم) أي على غيرهم في زيادة العطاء، وفي حديث مالك بن أوس عن عمر: أنه أعطى المهاجرين خمسة آلاف، والأنصارَ أربعة آلاف أربعة آلاف، وفضّل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فأعطى كل واحدة اثني عشر ألفًا، "فتح"(7/ 324).
(3)
أي: ثبت واستقر، "خ".
الإِيمَانُ
(1)
فِي قَلْبِي. [راجع: 765].
4024 -
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ: "لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى
(2)
لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ". [راجع: 3139].
"الإِيمَانُ" في نـ: "الإسلامُ".
===
(1)
أي: كذا في اليونينية وغيرها من الأصول المعتمدة، وفي الفرع: الإسلام، "قس"(9/ 72).
(2)
قوله: (النَّتنى) بنون وفوقية، جمع نتن: أسارى بدر. قوله: "لَتَرَكتُهم له" أي بغير فداء؛ مكافأة لما صنع معه من جواره له صلى الله عليه وسلم حين رجع من الطائف، والقصة مبسوطة عند ابن إسحاق، كذا في "التوشيح" (6/ 2515). قال الطيبي (8/ 12): مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، هو ابن عم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان له يد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أجاره حين رجع من الطائف، وذبّ المشركين عنه، فأحب أنه كان حيًّا فكافأه عليها بذلك. فيه تحقير حال هؤلاء الكفرة من حيث إنه لا يبالي بهم، ويتركهم لمشرك كانت له عنده يد. ويحتمل أنه أراد تطييبَ قلب ابنه جبير وتأليفَه على الإسلام. وإنما سمَّاهم نتنى إما لكفرهم على التمثيل، أو لأن المشار إليه أبدانهم وجيفهم الملقاة في قليب بدر، انتهى مختصرًا.
قال الكرماني (15/ 195، 196): والنَّتنى بالنونين بينهما فوقية، أي أسارى بدر، قُتِلوا وصاروا جيفًا. وقوله:"لتركتُهم" أي أحياء، ولم أقتلهم احترامًا لكلامه وقبولًا لشفاعته؛ وذلك لأنه سعى لهم سعيًا جميلًا في قصة بني هاشم حين أخرجهم الكفار من مكة، وحاصروهم بِخيف بني كنانة. فإن قلت: تقدم في "الجهاد" في "باب فداء المشركين"[برقم: 3050]: [أن جبيرًا] حين سمع قراءته في المغرب بالطور كان كافرًا، وقد جاء
وَقَالَ اللَّيْثُ: عَنْ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الأُولَى - يَعْنِي مَقْتَلَ عُثْمَانَ
(1)
- فَلَم تُبْقِ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ - يَعْنِي الْحَرَّةَ
(2)
- فَلَم تُبْقِ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَّةِ أَحَدًا، ثُمَّ وَقَعَتِ الثَّالِثَةُ
(3)
فَلَم تَرْتَفِعْ
"عَنْ يَحْيَى" في نـ: "عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ". "مَقْتَلَ عُثْمَانَ" في نـ: "مَقْتَلَ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ". "وَقَعَتِ الثَّالِثَةُ" في نـ: "وَقَعَتِ الفِتْنَةُ الثَّالِثَةُ".
===
إلى المدينة في أسارى بدر، وإنما أسلم بعد ذلك يوم الفتح؟ قلت: التصريحُ بالكلمة والتزامُ أحكام الإسلام كان عند الفتح، وأما حصول وقار الإيمان في صدره فكان ذلك اليوم، انتهى مختصرًا.
(1)
قوله: (مقتل عثمان بن عفان) يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة بعد أن حوصر تسعة وأربعين يومًا أو شهرين وعشرين يومًا. وليس المراد أنهم قُتِلُوا عند مقتل عثمان، بل المراد أنهم ماتوا منذ قامت الفتنة بمقتل عثمان إلى أن قامت الفتنة الأخرى بوقعة الحرّة، وكان آخر من مات من البدريين سعد بن أبي وقاص، "قس"(9/ 73).
(2)
قوله: (يعني الحرة) الحرة بفتح المهملة وشدة الراء: أرض ذات حجارة سود، قال الطيبي (10/ 71 - 72) وعلي القاري (9/ 294) نقلًا عن "النهاية": الحَرَّة، هذه أرض بظاهر المدينة، بها حجارة سود كثيرة، كانت الوقعة المشهورة في الإسلام أيام يزيد بن معاوية لما انتهب المدينةَ عسكَرُه من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأمّر عليهم مسلم بن عقبة المري في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، انتهى. قال القسطلاني (9/ 73): وكان ذلك بسبب خلع أهل المدينة يزيدَ، وأخرجوا عاملَ يزيدَ عثمانَ بنَ محمدٍ ابن عم يزيد من بين أظهرهم.
(3)
قوله: (ثم وقعت الثالثة) قيل: هي فتنة الأزارقة بالعراق، وقيل:
وَلِلنَّاسِ طَبَاخٌ
(1)
. [تحفة: 18751].
4025 -
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ قَال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ قَال: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ قَال: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ، قَالَتْ: فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأمُّ مِسْطَحٍ، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا
(2)
، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا قُلْتِ، تَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا، فَذَكَرَ حَدِيثَ الإِفْكِ
(3)
. [راجع: 2593، أخرجه: م 2770، س في الكبرى 8931 تحفة: 16126، 16311، 16494، 16708، 17409].
4026 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحِ بْنِ
"فَعَثَرَتْ" في نـ: "وَعَثَرَتْ". "حَدَّثَنَا إِبرَاهِيمُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ".
===
هي فتنة أبي حمزة الخارجي بالمدينة في خلافة مروان بن محمد بن مروان بن الحكم سنة ثلاثين ومائة، وقيل: فتنة قتلِ الحجاج لعبد الله بن الزبير وتخريبِه الكعبةَ سنة أربع وسبعين، "قس"(9/ 73).
(1)
قوله: (طَبَاخ) بفتح مهملة وخفة موحدة ومعجمة، أصله: القوة والسمن، ثم استعمل في غيره، فقيل: لا طباخ له، أي لا عقل له ولا خير عنده، أراد أنها لم تُبْقِ في الناس من الصحابة أحدًا، "مجمع"(3/ 434)، "طيبي"(10/ 72).
(2)
المرط بكسر الميم: الكساء، "ك"(15/ 197).
(3)
ومضى الحديث بطوله [برقم: 2661] في "الشهادات".
سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شِهَابٍ قَالَ
(1)
: هَذِهِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُلَقِّيهِمْ
(2)
: "هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ ". قَالَ مُوسَى: قَالَ نَافِعٌ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ
(3)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُنَادِي نَاسًا أَمْوَاتًا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ
(4)
". فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ
(5)
"يُلَقِّيهِمْ" في هـ: "يَلْعَنُهُمْ"[وفي صـ، حـ، قتـ: "يُلَقِّبُهُمْ"]. "مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ" في نـ: "مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ". لِمَا أَقُولُ" في نـ: "لِمَا قُلْتُ". "فَجَمِيعُ" زاد قبله في نـ: "قَال أَبُو عَبْدِ اللهِ".
===
(1)
أي: قال ابن شهاب بعد أن ذكر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذه المذكورات هي مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر حديث بدر، "ك"(15/ 197).
(2)
قوله: (وهو يلقيهم)[من] الإلقاء، وللأصيلي وأبي الوقت عن الحموي:"يلقِّبُهم" بفتح اللام وكسر القاف مشددة، بعدها موحدة [بدل التحتية]، وللكشميهني:"يلعنهم" بسكون اللام وبالعين المهملة، كذا في "القسطلاني"(9/ 75). وفي بعضها بالقاف والنون، "ك"(15/ 197).
(3)
منهم عمر.
(4)
قوله: (بأسمع لما أقول منهم) فيه دليل على جواز الفصل بين أفعل التفضيل وكلمة "من"، قاله الكرماني (15/ 197)، ومرَّ بيانه (برقم: 3976).
(5)
قوله: (فجميع من شهد) قال في "الفتح": هو من بقية كلام موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وبه قال الكرماني، لكن في الفرع: قال أبو عبد الله، وعليه علامة السقوط لأبي ذر وحده، وهو يدل على أن قوله:"فجميع. . ." إلى آخره، من كلام البخاري، "قس"(9/ 75 - 76).
بَدْرًا مِنْ قُرَيْشٍ مِمَّنْ ضُرِبَ لَهُ بِسَهْمِهِ أَحَدٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا، وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: قَالَ الزُّبَيْرُ: قُسِمَتْ سُهْمَانُهُمْ
(1)
فَكَانُوا مِائَةً، وَاللهُ أَعْلَمُ. [راجع: 1370، تحفة: 8481].
4027 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ضُرِبَتْ يَوْمَ بَدْرٍ لِلْمُهَاجِرِينَ بِمِائَةِ سَهْمٍ
(2)
[تحفة: 3637].
13 - بَابُ تَسْمِيةِ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فِي الْجَامِعِ
(3)
"ضُرِبَ لَهُ" في نـ: "ضُرِبَ لَهُمْ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "ضُرِبَتْ" في نـ: "ضُرِبَ". "الْجَامِعِ" زاد بعده في نـ: "الَّذِي وَضَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ: النَّبِيُّ مُحَمَّدُ بن عبد اللَّه الهاشمِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ، ثُمَّ عُمَر - وزاد في ذ: "ابن الخطاب" - العدويُّ، ثُمَّ عثمان بن عفَّانَ - "ابن عفان" ثبت في ذ - خَلَّفَه على ابنته وضرب له بسهمه، ثُمَّ علي بن أَبِي طالب الهاشمِيّ - "ابن أبي طالب الهاشمي" سقط في نـ -، ثُمَّ إِيَاس بن البكيرِ".
===
(1)
يجيء وجه الجمع.
(2)
قوله: (بمائة سهم) لا ينافي قولَه: أحد وثمانون رجلًا؛ لأنه كان فيهم من له فرس فتعدّد سهمه، وضرب لرجال كان أرسلهم في بعض أمره بسهامهم فكملت مائة بهذا الاعتبار، كذا في "التوشيح"(6/ 2516).
(3)
قوله: (في الجامع) أي في هذا الصحيح الذي هو جامع لأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله وأيامه، والمقصود منه تسمية من عُلم في هذا الكتاب أنه من أهل بدر على الخصوص، فكأنه فذلكة وإجمال لما تقدم
النَّبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ صلى الله عليه وسلم، إِيَاسُ
(1)
بْنُ الْبُكَيْرِ، بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الْقُرَشِيِّ، حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
"الْقُرَشِيِّ" زاد بعده في نـ: "الصِّدِّيقِ".
===
مفصلًا، لا تسمية المذكورين منهم مطلقًا؛ إذ كثير ممن لم يختَلَفْ في شهوده بدرًا كأبي عبيدة [بن] الجراح لم يذكره ههنا، ولا تسمية من روى حديثًا منهم فإن كثيرًا من المذكورين ها هنا لم يرووا حديثًا فيه نحو حارثة وغيره. واعلم أنه ذكر الأسماء بترتيب حروف التهجي إلا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والخلفاءَ الأربعة، فإنه قدّمهم على غيرهم، وفي بعضها قدّم رسولَ الله فقط، وذكر الباقين بالترتيب. وفائدة ذكرهم معرفة فضيلةِ السبق وترجيحِهم على غيرهم، والدعاءُ لهم بالرضوان على التعيين رضي الله تعالى عنهم، كذا في "الكرماني" (15/ 198 - 202). قال في "اللمعات": قيل: إن الدعاء عند ذكرهم في "البخاري" مستجاب.
(1)
قوله: (إياس) بفتح الهمزة وكسرها وخفة التحتية "ابن البكير" مصغر البكر بالموحدة، ويقال له: ابن أبي البكير الليثي، "ك"(15/ 198)، مرّ ذكره (برقم: 3992). الثالث: "بلال بن رباح" بتخفيف الموحدة، الحبشي المؤذن، مرَّ (برقم: 3971). والرابع: "حمزة بن عبد المطلب" مرَّ (برقم: 3965). والخامس: "حاطب - بمهملتين - بن أبي بلتعة" بفتح الموحدة وسكون اللام وفتح الفوقية وبالمهملة، اللخمي، حليف لقريش، مر (برقم: 3983). والسادس: "أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة" ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي، يقال: اسمه مهشم، وقيل: هشيم، وقيل: هاشم، وقيل: هشام، كذا في "الاستيعاب"(4/ 39، 40) وغيره، مرَّ (برقم: 4000). والسابع: "حارثة بن الربيع" مصغرًا، وهي أمه، وأبوه سراقة. قوله:"كان في النظارة" أي الذين ينظرون إلى المقاتلين ولم يخرجوا للقتال،
الْهَاشِميُّ، حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ حَلِيفٌ لِقُرَيْشٍ، أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيُّ، حَارِثَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ حَارِثَةُ بْنُ
"حَارِثَةُ بْنُ الرَّبِيعِ" في نـ: "حَارِثَةُ بنُ الرُّبَيِّعِ".
===
مر (برقم: 3982). والثامن: "خبيب" بالمعجمة والموحدتين مصغرًا "ابن عدي" مرَّ (برقم: 3989). والتاسع: "خنيس" بالمعجمة والنون، آخره مهملة، مصغرًا، مرَّ (برقم: 4005). والعاشر: "رفاعة بن رافع" مر (برقم: 3992). والحادي عشر: "رفاعة بن عبد المنذر أبو لبابة"، قال موسى بن عقبة: اسمه بشير بن عبد المنذر، وكذلك قال ابن هشام وخليفة، وقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: اسمه رفاعة، وزعم قوم أن أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث بن حاطب خرجا معه صلى الله عليه وسلم إلى بدر فرجّعهما، وأمّر أبا لبابة على المدينة، وضرب له بسهمه من أصحاب بدر، "استيعاب"(4/ 167)، ومرَّ (برقم: 4017). والثاني عشر: "زبير بن العوام" مرَّ (برقم: 3974). والثالث عشر: "زيد بن سهل أبو طلحة" مرَّ (برقم: 3976). والرابع عشر: "أبو زيد" قيس، مرَّ (برقم: 3996). والخامس عشر: "سعد بن مالك" أبي وقاص "الزهري" هو وإن كان بدريًا بالاتفاق، لكني لم أستحضر الموضع الذي صرح البخاري فيه بذلك، وفي بعضها لم يوجد ههنا أيضًا ذكره، "ك" (15/ 200). والسادس عشر:"سعد بن خولة" مرَّ (برقم: 3991). والسابع عشر: "سعيد بن زيد" مرَّ (برقم: 3990)، قال في "اللمعات": قال القسطلاني: قال في "عيون الأثر": قدم من الشام بعد ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، فكلّمه، فضرب له بسهمه وأجره، انتهى. والثامن عشر:"سهل بن حنيف"، مرَّ (برقم: 4004). والتاسع عشر: "ظُهير" مصغرًا "ابن رافع، وأخوه" مُظْهِر بلفظ الفاعل من الإظهار، كذا في "الكرماني"(15/ 200)، وفي "اللمعات" و"القسطلاني" (9/ 80): مظهر بلفظ الفاعل
سُرَاقَةَ، كَانَ فِي النَّظَّارَةِ، خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ الأَنْصَارِيُّ، رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَبُو لُبَابَةَ الأَنْصارِيُّ، زُبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ، زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ أَبُو طَلْحَةَ
(1)
الأَنْصَارِيُّ، أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، سعْدُ بْنُ مَالِكٍ الزُّهْرِيُّ، سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ الْقُرَشِيُّ، سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ الْقُرَشِيُّ، سهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ، ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَخُوهُ
(2)
، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ
(3)
الْقُرَشِيُّ، عَبدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ، عُبَادَةُ بْنُ
"كَانَ فِي النَّظَّارَةِ" في نـ: "وَكَانَ فِي النَّظَّارَةِ". "زُبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ" في نـ: "الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ" مصحح عليه. "ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ" في نـ: "ظُهَيْرُ بْنُ نَافِعٍ". "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ" زاد بعده في نـ: "عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ".
===
من التفعيل، والله أعلم، مرَّ (برقم: 4012 و 4013). و"أبو بكر الصديق"(برقم: 3953). و"عبد الله بن مسعود"(برقم: 3962). و"عبد الرحمن بن عوف"(برقم: 3964). و"عبيدة بن الحارث"(برقم: 3965). و"عبادة بن الصامت"(برقم: 3999).
(1)
زوج أم سليم أم أنس بن مالك، "لمعات".
(2)
مُظَهِّر، بضم الميم وفتح الظاء المعجمة وكسر الهاء المشددة. لكن قال أبو عمر: إن ظهير لم يشهد بدرًا وشهد أحدًا وما بعدها، وكذا قيل: لم يشهدها مظهر، "قس"(9/ 80).
(3)
مرَّ (برقم: 3953).
الصَّامِتِ الأَنْصارِيُّ، عُمَرُ
(1)
بْنُ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ، عُثْمَانُ
(2)
بْنُ عَفَّانَ الْقُرَشِيُّ - خَلَّفَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَتِهِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ - عَلِيُّ
(3)
بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ، عَمْرُو
(4)
بْنُ عَوْفٍ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عُقْبَةُ
(5)
بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَنْزِيُّ، عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، عُوَيْمُ
(6)
بْنُ سَاعِدَةَ الأَنْصَارِيُّ، عِتْبَانُ
(7)
بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، قُدَامَةُ
(8)
بْنُ مَظْعُونٍ، قَتَادَةُ
(9)
بْنُ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيُّ، مُعَاذُ
(10)
بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، مُعَوِّذُ
(11)
بْنُ عَفْرَاءَ، وَأَخُوهُ
(12)
،
"الْعَنْزِيُّ" في هـ: "العَدَوِيُّ"، وفي نـ:"الغَنوِيُّ".
===
(1)
مرَّ ذكره (برقم: 3976).
(2)
مرَّ (برقم: 3698).
(3)
مرَّ (برقم: 3965).
(4)
مرَّ (برقم: 4015).
(5)
كنيته أبو مسعود، الأكثر أنه لم يشهدها، كما مرَّ (برقم: 4007 و 4008).
(6)
مرَّ (برقم: 4021).
(7)
مرَّ (برقم: 4009).
(8)
مرَّ (برقم: 4011).
(9)
مرَّ (برقم: 3997).
(10)
مرَّ (برقم: 3988).
(11)
مرَّ (برقم: 3962).
(12)
معاذ، وكان الأخ الثالث عوفًا أيضًا شهد بدرًا، تقدما قريبًا وبعيدًا، "ك"(15/ 201).
مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو أُسَيْدٍ الأَنْصارِيُّ
(1)
، مُرَارَةُ
(2)
بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ، مَعْنُ
(3)
بْنُ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، مِسْطَحُ
(4)
بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، مِقْدَادُ
(5)
بْنُ عَمْرٍو الْكِنْدِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، هِلَالُ
(6)
بْنُ أُمَيَّةَ الأَنْصَارِيُّ.
14 - بَابُ حَدِيثُ بَنِي النَّضِيرِ
(7)
وَمَخْرَجُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(8)
إِلَيْهِمْ فِي دِيَةِ الرَّجُلَيْنِ، وَمَا أَرَادُوا مِنَ الْغَدْرِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
"مِقْدَادُ" في هـ: "مِقْدَامُ". "بِرَسُولِ اللَّهِ" في ذ: "بالنَّبِيِّ".
===
(1)
مرَّ (برقم: 3984).
(2)
مرَّ في "الجهاد"(برقم: 3141).
(3)
مرَّ (برقم: 4021).
(4)
مرَّ (برقم: 4025).
(5)
مرَّ (برقم: 4019).
(6)
مرَّ (برقم: 3989).
(7)
بفتح النون وكسر المعجمة: قبيلة من يهود المدينة كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم عقد موادعة، "ك"(15/ 202).
(8)
قوله: (ومخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم) وسبب خروجه صلى الله عليه وسلم أن رجلين من بني عامر طلعا من المدينة متوجِّهَيْنِ إلى أهلهما، وكان معهما عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتقى عمرو بن أمية الضمري بهما، ولم يعلم العهد فقتلهما، فلما قدم المدينة أخبر الخبر، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"قتلتَ قتيلين كان لهما مني جوار!! لَأُودِيَنَّهما"، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير مستعينًا بهم في دية القتيلين. وأما صورة الغدر فهو أنه صلى الله عليه وسلم لما كلّمهم [في] الإعانة في
قَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ عُرْوَةَ: كَانَتْ
(1)
عَلَى رَأْسِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ قَبْلَ أُحُدٍ.
وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ
(2)
} [الحشر: 2]. وَجَعَلَهُ
(3)
ابْنُ إِسْحَاقَ
(4)
بَعْدَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَأُحُدٍ.
4028 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبْةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
"قَالَ الزُّهْرِيُّ" في نـ: "وَقَالَ الزُّهْرِيّ". "قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى" في نـ: "قَوْلُ اللَّهِ عز وجل". {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} " زاد بعده في نـ: "مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا". "حَدَّثَنِي" كذا في ذ، وفي نـ: "حَدَّثَنَا".
===
ديتهما، قالوا: نعم يا أبا القاسم، اجلس حتى نطعم ونقوم، فنشاور ونصلح أمرنا فيما جئتَنا به، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر وعلي وغيرهم إلى جدار من جدرهم، فاجتمع بنو النضير على اغتياله عليه الصلاة والسلام بأن يلقوا عليه صخرة من رأس الجدار، فأخبره جبريل بذلك فقام ونهض إلى المدينة، وتهيَّأ للقتال، فخرج إليهم فحاصرهم وقطع نخيلهم وحرّقها، فصالحوا على إخلاء سبيلهم إلى خيبر وإجلائهم من المدينة، "قس"(9/ 82)، "ك"(15/ 202 - 203).
(1)
أي: غزوة بني النضير، "قس"(9/ 82).
(2)
أي: في أول حشرهم من جزيرة العرب، إذ لم يصبهم مثل هذا الذل قبل ذلك، أو في أول حشرهم للقتال أو الجلاء إلى الشام، وآخر حشرهم إجلاء عمر، "بيض"(2/ 479).
(3)
أي: قتال بني النضير، "ك (15/ 203).
(4)
في مغازيه.
حَارَبَتِ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ
(1)
، فَأَجْلَى
(2)
بَنِي النَّضِيرِ، وَأَقَرَّ قُرَيْظَةَ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ، حَتَّى حَارَبَتْ قُرَيْظَةُ، فَقَتَلَ رِجَالَهُمْ وَقَسَمَ نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا بَعْضَهُمْ لَحِقُوا بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَآمَنَهُمْ
(3)
وَأَسْلَمُوا، وَأَجْلَى يَهُودَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ: بَنِي قَيْنُقَاعَ
(4)
وَهُمْ رَهُطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، وَيَهُودَ بَنِي حَارِثَةَ، وَكُلَّ يَهُودٍ
(5)
بِالْمَدِينَةِ. [أخرجه: م 1766، د 3005، تحفة: 8455].
4029 -
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الْحَشْرِ. قَالَ: قُلْ: سُورَةُ النَّضِيرِ
(6)
.
"حَارَبَتِ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ" في ذ: "حَارَبَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ". "فَآمَنَهُمْ" في ذ: "فَأَمَّنَهُمْ"، بتشديد الميم والقصر، "قس" (9/ 83). "وَكُلَّ يَهُودٍ بِالْمَدِينَةِ" في نـ:"وَكُلَّ يَهُودِ الْمَدِينَةِ" وفي صـ، عسـ، ذ:"وَكُلَّ يَهُودِيِّ الْمَدِينَةِ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ".
===
(1)
قبيلة من اليهود.
(2)
أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3)
بمد الهمزة وخفة الميم، "قس"(9/ 83)، أي جعلهم آمنين، "ك"(15/ 203).
(4)
بدلٌ.
(5)
لأبي ذر بالتنوين، "قس"(9/ 50).
(6)
قوله: (سورة النضير) لأنها نزلت فيهم، وذكر الله فيها الذي أصابهم من النقمة، "قس"(9/ 84).
تَابَعَهُ هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ. [أطرافه: 4645، 4882، 4883، أخرجه: م 3031، تحفة: 5454].
4030 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ
(1)
(2)
يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّخَلَاتِ
(3)
حَتَّى افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ. [راجع: 2630، أخرجه: م 1771، تحفة: 877].
4031 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَخْلَ النَّضِيرِ وَقَطَعَ، وَهَيَ الْبُوَيْرَةُ
(4)
، فَنَزَلَتْ: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ
(5)
أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ}
"نَخْلَ النَّضِيرِ" في هـ: "نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ".
===
(1)
أي: من الأنصار.
(2)
قوله: (كان الرجل
…
) إلخ، قال الكرماني (13/ 99): قصته أن الأنصار كانوا يجعلون لرسول الله صلى الله عليه وسلم من عقارهم نخلاتٍ لِتُصْرَف في نوائبه، وكذلك لما قدم المهاجرون قاسمهم الأنصار أموالَهم، فلما وسّع الله الفتوحَ عليه صلى الله عليه وسلم كان يردّ عليهم نخلاتِهم، انتهى.
(3)
أي: هدية يصرفها في نوائبه، "قس"(9/ 84).
(4)
قوله: (وهي البويرة) بضم الموحدة وفتح الواو وسكون التحتية وفتح الراء بعدها تاء تأنيث: موضع نخل بني النضير بقرب المدينة الشريفة، "قسطلاني"(9/ 85).
(5)
قوله: (ما قطعتم من لينة
…
) إلخ، وذلك لأنهم اختلفوا في ذلك، فقال بعضهم: لا تقطعوا؛ فإنه مما أفاء الله علينا، وقال بعضهم: بل
[الحشر: 5]. [راجع: 2326، أخرجه: م 1746، د 2615، ت 1552، س في الكبرى 8608، جه 2844، تحفة: 8267].
4032 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبَّانُ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، قَالَ: وَلَهَا يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:
وَهَانَ
(2)
عَلَى سَرَاةِ
(3)
بَنِي لُؤَيٍّ
…
حَرِيقٌ بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ
قَالَ: فَأَجَابَهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ:
أَدَامَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ صَنِيعٍ
(4)
…
وَحَرَّقَ
(5)
فِي نَوَاحِيهَا السَّعِيرُ
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "وَهَانَ" في هـ، ذ:"لَهَانَ". "قَالَ: فَأَجَابَهُ" لفظ "قَالَ" ثبت في نـ.
===
نغيظهم بقطعها، فأنزل الله هذه الآية بتصديق من نهى عن قطعه وتحليل من قطعه، كذا في "المعالم" للبغوي (4/ 315، 316).
(1)
بفتح المهملة وشدة الموحدة، ابن هلال، "قس"(9/ 85).
(2)
أي: سهل.
(3)
قوله: (سراة) بفتح وخفة الراء، جمع السري، وهو السيد الشريف. و"بنو لؤي": قريش، أي هان على سادات قريش وأكابرهم. قوله:"حريق" فاعل "هان". وقوله: "مستطير" صفة لـ "حريق"، وذلك لأن قريشًا وبني النضير كانوا معاهدين بينهم فعيّر حسان كفارَ قريش بانهم لا يستطيعون أن يعينوا بني النضير كأنهم سَهُلَ عليهم تحريقُ البويرة، وهي موضع نخل بني النضير.
(4)
أي: من هذا الصنع.
(5)
قوله: (وحرّق في نواحيها) أي نواحي البويرة، والمراد من نواحيها
سَتَعْلَمُ أَيُّنَا مِنْهَا بِنُزْهٍ
…
وَتَعْلَمُ أَيَّ أَرْضَيْنَا تَضِيرُ
[راجع: 2326].
4033 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْن حَدَثَانِ النَّصْرِيُّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَاهُ إِذْ جَاءَهُ حَاجِبُهُ يَرْفَأُ
(1)
قَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانِ
(2)
، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
، وَالزُّبَيْرِ
(4)
وَسَعْدٍ يَسْتَأْذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَدْخَلَهُمْ.
"تَضِيرُ" في نـ: "نَضِيرُ". "أَخْبَرَنِي مَالِكُ" في ذ: "أَخْبَرَنَا مَالِكُ". "حَدَثَانِ" في نـ: "الحَدَثَانِ" بفتحِ المهملتين وبالمثلثة. "قَالَ: هَلْ لَكَ" في نـ: "فَقَالَ: هَلْ لَكَ". "قَالَ: نَعَمْ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فَقَالَ: نَعَمْ".
===
المدينة وغيرها من مواضع أهل الإسلام، فهو دعاء على المسلمين لا لهم؛ لأنه كان كافرًا إذ ذاك. قوله:"أينا منها" أي من البويرة "بنزه" بضم النون وسكون الزاي، وهي البعد من السوء. قوله:"أيّ أرضينا" بلفظ الجمع في اليونينية وغيرها، وفي الفرع بلفظ التثنية، أي المدينة التي هي دار الإيمان، أو مكة التي كان بها الكفار. قوله:"تضير" بفتح الفوقية وكسر الضاد المعجمة، من الضير، أي تضير بذلك، كذا في "القسطلاني"(9/ 86)، غرضه: أدام الله تحريق تلك الأرض بحيث يتصل بنواحيها، وهي المدينة ونحوها، كذا في "المجمع"(3/ 68).
(1)
قوله: (يرفأ) بفتح التحتية وسكون الراء وبالفاء، عَلَم لحاجب عمر، وهو مهموز وغير مهموز، "كرماني"(15/ 205 - 206)، "خ".
(2)
أي: رغبته في دخولهم.
(3)
ابن عوف.
(4)
ابن العوّام.
فَلَبِثَ قَلِيلًا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عَبَّاسٍ وَعَلِيٍّ يَسْتَأْذِنَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا دَخَلَا قَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا - وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِي الَّتِي أَفَاءَ اللَّهُ
(1)
عَلَى رَسُولِهِ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ - فَاسْتَبَّ
(2)
عَلِيٌّ وَعَبَّاسٌ، فَقَالَ الرَّهْطُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ
(3)
أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ. فَقَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا
(4)
، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ". يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ
(5)
؟ قَالُوا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ. فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَم. قَالَ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ
"الَّتِي أَفَاءَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"الَّذِي أَفَاءَ". "عَلَى رَسُولِهِ" في نـ: "عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم". "بِإِذْنِهِ" في نـ: "بِأَمْرِهِ".
===
(1)
قوله: (أفاء الله) من الفيء، وهو ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد، وأصله: الرجوع، فاء يفيء، "مجمع"(4/ 189).
(2)
قوله: (فاستبّ) أريد به كلمة شدة، لا من قبيل القذف، "خ".
(3)
من الإراحة.
(4)
قوله: (اتّئِدوا) أي: لا تستعجلوا، وهو بتشديد الفوقية والهمزة المكسورة، من التؤدة، وهو التأني والمهلة، و"أنشدكم" بضم الشين. قوله:"لا نورَث" بفتح الراء، والمعنى على الكسر أيضًا صحيح، من "قس"(9/ 88)، "ك"(15/ 206).
(5)
الشريفة، وكذا جميع الأنبياء.
عَنْ هَذَا الأَمْرِ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَم يُعْطِهِ
(1)
أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ
(2)
عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} إِلَى قَوْلِهِ {قَدِيرٌ} [الحشر: 6]، فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَاللهِ مَا احْتَازَهَا
(3)
دُونَكُمْ، وَلَا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا
(4)
وَقَسَمَهَا فِيكُمْ، حَتَّى بَقِيَ هَذَا الْمَالُ مِنْهَا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ
(5)
، فَعَمِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيَاتَهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَنَا وَلِيُّ
"كَانَ خَصَّ" في نـ: "قَدْ خَصَّ". "رَسُولَهُ" في نـ: "رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم". "وَلَا اسْتَأْثَرَ بِهَا" كذا في صـ، عسـ، ذ، وفي نـ:"وَلَا اسْتَأْثَرَهَا". "عَلَى أَهْلِهِ" زاد بعده في نـ: "مِنْهَا". "نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ" في ذ: "نَفَقَةَ سَنَتِهِ". "فَعَمِلَ ذَلِكَ" في نـ: "فَعَمِلَ بِذَلِكَ". "فَأَنَا وَلِيُّ" في نـ: "أَنَا وَليُّ".
===
(1)
مرَّ بيانه (برقم: 3094) في "الخمس".
(2)
أوجف دابته حثها على السير، "ق"["مجمع بحار الأنوار" (5/ 18)].
(3)
قوله: (ما احتازها) بهمزة وصل وحاء مهملة وفوقية وزاي مفتوحة، من الاحتياز، وهو الجمع، أي ما جمعها "دونكم". قوله:"ولا استأثر" من الاستئثار، وهو الاستبداد والاستقلال، من "قس"(9/ 88)، "ك"(15/ 206 - 207).
(4)
أي: أموال الفيء.
(5)
قوله: (مَجْعَل مال الله) بفتح الميم وسكون الجيم، أي بأن يجعله في السلاح والكراع ومصالح المسلمين، من "قس"، (9/ 88)، "ك"(13/ 79)، "خ".
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَبَضَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَعَمِلَ فِيهِ بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ، وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ وَقَالَ: تَذْكُرَانِ
(1)
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ فِيهِ
(2)
كَمَا تَقُولَانِ، وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ فِيهِ لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأبِي بَكْرٍ. فَقَبَضْتُهُ سَنَتَيْنِ مِنْ إِمَارَتِي أَعْمَلُ فِيهِ بِمَا عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي فِيهِ صَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي كِلَاكُمَا وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ، فَجِئْتَنِي - يَعْنِي عَبَّاسًا
(3)
- فَقُلْتُ لَكُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نُورِثُ
(4)
، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ".
"وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ" في نـ: "وَأَنْتُمَا حِينَئِذٍ"."وَأَقْبَلَ" في نـ: "فَأَقْبَلَ". "وَقَالَ" سقط في نـ. "بِمَا عَمِلَ" في حـ، سـ، ذ:"مَا عَمِلَ". "فِيهِ" ثبت في قتـ، ذ. "صادِقٌ" في ذ:"لَصَادِقٌ".
===
(1)
قوله: (تذكران) بالتثنية، واستشكل مع قوله:"وأنتم حينئذ" بالجمع، لعدم المطابقة بين المبتدإ والخبر، وأجاب في "الكواكب الدراري": بأنه على مذهب من قال: إن أقل الجمع اثنان، أو أن لفظ "حينئذ" خبره، و"تذكران" ابتداء كلام، قال: وفي بعضها: "أنتما"، "قسطلاني"(9/ 89).
(2)
أي: في العمل.
(3)
قوله: (فجئتَني يعني عباسًا) لا ينافي هذا قوله أولًا "جئتماني" بالتثنية؛ لجواز أنهما جاءا معًا أولًا، ثم جاء العباس وحده، "ك"(15/ 207 - 208).
(4)
بضم النون وفتح الراء، وروي بكسرها أيضًا، "خ".
فَلَمَّا بَدَا
(1)
لِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا قُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلَانِّ
(2)
فِيهِ بِمَا عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَمَا عَمِلْتُ فِيهِ مُنْذُ وَلِيتُ، وَإِلَّا فَلَا تُكَلِّمَانِي، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهُ إِلَيْنَا بِذَلِكَ. فَدَفَعْتُهُ إِلَيْكُمَا، أَفَتَلْتَمِسَانِّ
(3)
مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ فَوَاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا أَقْضِي فِيهِ بِقَضَاءٍ غَيرِ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهُ، فَادْفَعَا إِلَيَّ فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهُ. [راجع: 2904].
4034 -
قَالَ
(4)
: فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: صَدَقَ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ، أَنَا سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ إلَى أَبِي بَكْرٍ يَسأَلْنَهُ ثُمُنَهُنَّ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ أَنَا أَرُدُّهُنَّ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: أَلَا تَتَّقِينَ اللَّهَ، أَلَمْ تَعْلَمْنَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ - يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ
(5)
- إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا
"مُنْذُ وَلِيتُ" كذا في ذ، وفي نـ:"مُذْ وَلِيتُ". "تقُومُ السَّمَاءُ" في نـ: "يَقُومُ السَّمَاءُ". "فَادْفَعَا" في هـ، ذ:"فَادْفَعَاهُ". "فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهُ" في نـ: "وَأَنَا أَكْفِيكُمَاهُ". "يَسْأَلْنَهُ" في نـ: "ليَسْأَلْنَهُ". "عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "عَلَى رَسُولِهِ عليه السلام".
===
(1)
أي: ظهر.
(2)
بتشديد النون وتخفيفها.
(3)
أي: أفتطلبان، "قس"(9/ 89).
(4)
الزهري، "ك"(15/ 208).
(5)
الشريفة.
الْمَالِ
(1)
". فَانْتَهَى أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَا أَخْبَرَتْهُنَّ. قَالَ: فَكَانَتْ هَذِهِ الصَّدَقَةُ بِيَدِ عَلِيٍّ، مَنَعَهَا عَلِيٌّ عَبَّاسًا فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا
(2)
، ثُمَّ كَانَ
"قَال: فَكَانَتْ" في نـ: "قَالَتْ: فَكَانَتْ".
===
(1)
أي: من جملة من يأكل منه لا أنه لهم بخصوصهم، "قس"(9/ 90)، "ك"(15/ 208).
(2)
قوله: (فغلبه عليها) أي بالتصرف فيها وتحصيل غلاتها، لا بتخصيص الحاصل بنفسه. قوله:"يتداولانها" أي علي بن الحسين بن علي والحسن بن الحسن بن علي، وكل منهما ابن عَمّ الآخر، يتناوبان في تصرفهما، وزيد بن الحسن بن علي أخو الحسن المذكور، كذا في "الكرماني"(15/ 208 - 209).
قال في "الفتح"(6/ 207): وفي هذه القصة إشكال، وهو أن القصة صريح بأن العباس وعليًا قد علما بأنه صلى الله عليه وسلم قال: لا نورَث، فإن كانا سمعاه من النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يطلبانه من أبي بكر؟ وإن كانا إنما سمعاه من أبي بكر أو في زمنه بحيث أفاد عندهما العلم بذلك، فكيف يطلبانه بعد ذلك من عمر؟ والذي يظهر - والله أعلم - حملُ الأمر في ذلك على ما تقدم أن كلًّا من علي وفاطمة والعباس اعتقد أنَّ عموم قوله:"لا نورَث" مخصوص ببعض ما يخلفه دون بعض، ولذلك نسب عمر إلى علي وعباس أنهما كانا يعتقدان ظلم من خالفهما في ذلك، وأما مخاصمة علي وعباس بعد ذلك ثانيًا عند عمر، فقال إسماعيل القاضي فيما رواه الدارقطني من طريقه: لم يكن في الميراث، إنما تنازعا في ولاية الصدقة وفي صرفها كيف تُصْرَف، كذا قال، وفي رواية النسائي وعمر بن شبة ما يدل أنهما أرادا أن يقسم بينهما على سبيل الميراث، وفي "السنن" لأبي داود وغيره: "أرادا أن عمر يقسمها بينهما لينفرد كل منهما بنظر ما يتولَّاه
(1)
، فامتنع عمر من ذلك، وأراد أن لا يقع عليها اسم قسم،
(1)
في الأصل: "فينفرد ما يتولَّاه".
بِيَدِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ بِيَدِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ وَحَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، كِلَيْهِمَا كَانَا يَتَدَاوَلَانِهَا
(1)
، ثُمَّ بِيَدِ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، وَهِيَ صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَقًّا. [طرفاه: 6727، 6730، أخرجه: م 1758، د 2976، س في الكبرى 6311 تحفة: 16479، 16592].
4035 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا: أَرْضَهُ مِنْ فَدَكٍ
(2)
، وَسَهْمَهُ مِنْ خَيْبَرَ. [راجع: 3092].
4036 -
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ
(3)
، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ". وَاللهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي. [راجع: 3093].
"حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ" في نـ: "الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ". "حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ" في نـ: "الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ". "عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ" في نـ: "عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ". "كِلَيْهِمَا" في نـ: "كِلاهُمَا". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "أَنْ أَصِلَ" في نـ: "مِنْ أَنْ أَصِلَ".
===
ولذلك أقسم على ذلك"، وعلى هذا اقتصر أكثر الشراح واستحسنوه، انتهى كلام "الفتح" مختصرًا. ومرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 3094) في "الخمس"، والله أعلم.
(1)
أي: يتناوبانها، "ك"(15/ 209).
(2)
بفتحتين: اسم قرية بخيبر، "تن"(2/ 683)، بالصرف، ولأبي ذر بعدمه، "قس"(9/ 50).
(3)
بالرفع خبر المبتدإ.
15 - بَابُ قَتْلُ كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ
(1)
4037 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
قَالَ عَمْرٌو
(3)
: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ
(4)
لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ؟ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ
(5)
". فَقَامَ مُحَمَّدُ
(6)
بْنُ مَسْلَمَةَ
(7)
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا
(8)
. قَالَ: "قُلْ". فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ:
"بَابُ" سقط في ذ.
===
(1)
قوله: (قتل كعب بن الأشرف) اليهودي القرظي الشاعر، كان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذا في "الكرماني" (15/ 209 - 210). قال القسطلاني (9/ 91): كان قتلُه في ربيع الأول في السنة الثالثة، كما عند ابن سعد.
(2)
ابن عيينة.
(3)
أي: ابن دينار.
(4)
أي: من يستعد لقتاله.
(5)
قوله: (قد آذى الله ورسولَه) بهجائه له والمسلمين، ويحرِّض قريشًا عليهم، كذا في "القسطلاني"(9/ 92).
(6)
أبو عبد الله الأنصاري شهد المشاهد كلها إلا تبوك، "توسل".
(7)
قوله: (محمد بن مسلمة) بفتح الميم واللام، الحارثي، الأشهلي، وقال بعضهم: القائمُ القائلُ: أتحب أن أقتله، أبو نائلة، "ك"(15/ 210).
(8)
قوله: (فأذن لي أن أقول شيئًا) أي أقول عني وعنك ما هو مصلحة من التعريض، وإنما أمر بقتله لنقضِه العهدَ وسبِّه النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً، وإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا
(1)
(2)
، وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ، قَالَ: وَأَيْضًا وَاللهِ لَتَمَلُّنَّهُ
(3)
، قَالَ: إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ، وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا
(4)
وِسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ
(5)
- وَحَدَّثَنَا
(6)
غَيْرَ مَرَّةٍ، فَلَمْ يَذْكُرْ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ
(7)
: فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ؟
(8)
فَقَالَ: أُرَى فِيهِ
(9)
وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ -
"وَحَدَّثَنَا غَيْرَ مَرَّةٍ" في نـ: "وَحَدَّثَنَا عَمْروُ بنُ مُرَّةَ غَيْرَ مَرَّةٍ" مصحح عليه. "وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ" في قتـ، ذ:"وَسْقٌ أَوْ وَسْقَانِ".
===
(1)
أي: أتعبنا وكلفنا المشقة، "قس"(9/ 93).
(2)
قوله: (قد عنّانا) أي أتْعَبَنا، وهذا من التعريض الجائز بل من المستحسن؛ لأن معناه في الباطن: أدَّبَنا بآداب الشريعة التي فيها تعب، لكنه تعب [في] مرضاة الله، والذي فهم المخاطب هو العناء الذي ليس بمحبوب، "ك"(13/ 33 - 34).
(3)
قوله: (لَتَمَلُّنه) بفتح الفوقية والميم وتشديد اللام المضمومة، أي لتزيدنّ ملالتكم وضجركم منه، "قس"(9/ 93).
(4)
أي: تقرضنا، "خ".
(5)
قوله: (وسقًا أو وسقين) الوسق بفتح الواو وكسرها: ستون صاعًا، والصاع أربعة أمداد، "قس"(9/ 93).
(6)
أي: قال سفيان: حدثنا عمرو "غير مرة" أي مرارًا، "ك"(15/ 210).
(7)
أي: فذكرته ما سمعته منه، "خ".
(8)
بنصبهما على الحكاية، "قس"(9/ 93).
(9)
أي: أظن في الحديث، "ك"(15/ 210).
فَقَالَ
(1)
: نَعَمِ ارْهَنُونِي
(2)
. قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ؟ قَالَ: ارْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ. قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ؟! قَالَ: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ. قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا فَيُسَبُّ
(3)
أَحَدُهُمْ، فَقَالَ: رُهِنَ
(4)
بِوَسْق
(5)
أَوْ وَسْقَيْنِ؟! هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا، وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللأْمَةَ
(6)
- قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي السِّلَاحَ -، فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَجَاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ
(7)
وَهُوَ أَخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحِصْنِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ فَقَالَتْ لَهُ
"فَقَالَ" في نـ: "فَيُقَالُ". "فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ" في سـ، حـ، ذ:"فَنَزَلَ إِلَيْنَا".
===
(1)
أي: فقال كعب في جواب محمد بن مسلمة: نعم، "خ".
(2)
بهمزة الوصل وفتح الهاء، "قس"(9/ 93).
(3)
بضم التحتية مبنيًّا للمفعول، "قس"(9/ 94).
(4)
بلفظ المجهول.
(5)
الوسق ستون صاعًا وهو بفتح الواو وكسرها، "ع"(9/ 301).
(6)
قوله: (اللأمة) مهموزة: الدرع، وقد فسَّره سفيان الراوي بالسلاح، وقال ابن الأثير: اللأمة: الدرع، وقيل: السلاح، ولأمة الحرب: أداته، وقد تترك الهمزة تخفيفًا. وقال ابن بطال: ليس في قولهم: نرهنك اللأمة دلالة على جواز رهن السلاح عند الحربي، وإنما كان ذلك من معاريض الكلام المباحة في الحرب وغيره، "عيني"(9/ 301).
(7)
قوله: (أبو نائلة) بالنون والهمزة بعد الألف، واسمه سلكان بكسر المهملة وسكون اللام، الأنصاري، الأشهلي، ويقال: سلكان لقب، واسمه سعد، شهد أحدًا، وكان فيمن قَتَلَ كعبَ بنَ الأشرف، وكان أخاه من الرضاعة، "ك"(15/ 210)، "استيعاب"(4/ 195).
امْرَأَتُهُ
(1)
: أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَأَخِي أَبُو نَائِلَةَ
(2)
- وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو
(3)
: قَالَتْ: أَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ يَقْطُرُ مِنْهُ الدَّمُ
(4)
. قَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَرَضِيعِي أَبُو نَائِلَةَ - إِنَّ الْكَرِيمَ لَو دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ بِلَيلٍ لأَجَابَ، قَالَ: وَيَدْخُلُ
(5)
مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ - قِيلَ لِسُفْيَانَ: سَمَّاهُمْ عَمْرٌو؟ قَالَ: سَمَّى بَعْضَهُمْ، قَالَ عَمْرٌو
(6)
: جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ، فَقَالَ: إِذَا مَا جَاءَ،
"لَوْ دُعِيَ" في سـ، حـ، ذ:"إِذَا دُعِيَ". "قَالَ: ويَدْخُلُ" في نـ: "وَقَالَ: ويدخل". "بِرَجُلَينْ" كذا في ذ، وفي نـ:"رَجُلَينِ".
===
(1)
اسمها: عقيلة، "تو"(6/ 2526).
(2)
بدل.
(3)
مقولة سفيان، "قس"(9/ 95).
(4)
قوله: (يقطر منه الدم) كناية عن طالب شرٍّ، وعند ابن إسحاق: فقالت: والله إني لأعرف في صوته الشرَّ، "قسطلاني"(9/ 95).
(5)
قوله: (ويدخل) بفتح التحتية وضم المعجمة، وقوله:"برجلين" بزيادة الموحدة، وفي بعضها: يدخل بضم التحتية وكسر المعجمة، ورجلين بدون الموحدة، كذا في "القسطلاني" (9/ 95) مع تغيُّرٍ في اللفظ. قوله:"معه" أي مع أبي نائلة. و"أبو عبس" بفتح المهملة وسكون الموحدة وبالمهملة، هو عبد الرحمن بن جبر ضد الكسر، الأنصاري الحارثي، كذا في "الكرماني" (15/ 211). ومرَّ الحديث [برقم: 2510] في "الرهن"، وأيضًا [برقم: 3031] في "الجهاد".
(6)
قوله: (قال عمرو) أي قول عمرو: "جاء معه برجلين" محفوظ عندي. قوله: "قال غير عمرو" أي: وعدّهم، وهم "أبو عبس. . ." إلخ. قال في "الفتح" (7/ 339): قلت: في رواية الحميدي قال: فأتاه
وقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ
(1)
، وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ عَمْرٌو
(2)
: جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ - فَقَالَ: إِذَا مَا جَاءَ فَإِنِّي قَائِلٌ بِشَعَرِهِ
(3)
فَأَشَمُّهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأْسِهِ فَدُونَكُمْ
(4)
فَاضْرِبُوهُ. وَقَالَ مَرَّةً: ثُمَّ أُشِمُّكُمْ
(5)
. فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا
(6)
وَهُوَ يَنْفَحُ مِنْهُ رِيحُ الطِّيبِ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رِيحًا - أَيْ أَطْيَبَ -،
"قَائِلٌ بِشَعَرِهِ" في هـ، ذ:"مَائِلٌ بِشَعَرِهِ".
===
ومعه أبو نائلة وعباد بن بشر وأبو عبس بن جبر والحارث بن أوس، "الخير الجاري".
(1)
بفتح الجيم وسكون الموحدة.
(2)
أعاد هذا الكلام ليكون مربوطًا بما قبله من كلام عمرو، "خ".
(3)
قوله: (فإني قائل بشعره) أي آخذ به، والعرب تطلق القول على غير الكلام مجازًا، ولأبي ذر عن الكشميهني:"فإني مائل بشعره". قوله: "فأشمه" بفتح الشين المعجمة. قوله: "فدونكم" أي فخذوه بأسيافكم، كذا في "القسطلاني"(9/ 95).
(4)
أي: خذوه بسيفكم، "خ".
(5)
بضم الهمزة، أي: أمكنكم، من الشم، "قس"(9/ 95).
(6)
قوله: (متوشِّحًا) أي متلبِّسًا، يقال: توشَّحَ الرجل بثوبه وسيفه، كذا في "الكرماني" (15/ 211). قال النووي: والتوشيح أن يأخذ طرف ثوب ألقاه على منكبه الأيمن من تحت يده اليسرى، ويأخذ طَرفه الذي ألقاه على الأيسر تحت يده اليمنى ثم يعقدهما على صدره، والمخالفةُ بين طرفيه والاشتمالُ بالثوب بمعنى التوشيح، "مجمع" (5/ 63). قوله:"ينفح منه ريح الطيب" نفح الريح هبوبها، ونفح الطيب: إذا فاح، كذا في "المجمع"(4/ 768 - 769).
وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قَالَ: عِنْدِي أَعْطَرُ
(1)
سَيِّدِ الْعَرَبِ وَأَكْمَلُ الْعَرَبِ، قَالَ عَمْرٌو: فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشَمَّ رَأْسَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَشَمَّهُ، ثُمَّ أَشَمَّ أَصحَابَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَأْذَنُ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ قَالَ: دُونَكُمْ. فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ. [راجع: 2510].
16 - بَابُ قَتْلُ أَبِي رَافِعٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ
(2)
وَيُقَالُ: سَلَّامُ
(3)
بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ، كَانَ بخَيْبَرَ، وَيُقَالُ: فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ
(4)
. وَقَالَ
"سَيِّدِ الْعَرَبِ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"نِساءِ العَرَبِ". "أَكْمَلُ الْعَرَبِ" في صـ: "أَجْمَلُ العَرَبِ". "بابُ" سقط لأبي ذر. "وَقَال" في نـ: "قال".
===
(1)
قوله: (أعطر سيد العرب) قال في "الفتح": فكأن "سيد" تصحيف من "نساء" فإن كانت محفوظة فالمعنى: أعطر نساء سيد العرب، على الحذف، وعند الواقدي: أن كعبًا كان يدّهن بالمسك الفتيت والعنبر حتى يتلبَّد في صدغيه، كذا في "القسطلاني"(9/ 95).
قال الكرماني (15/ 211): فإن قلت: ما الفائدة في ذكر سيد، وهلا لم يقل: أعطر العرب؟ قلت: غرضه أنه أعطر سادات العرب. فإن قلت: القياس أن يقال: أعطر نساء سيد العرب؟ قلت: هو محذوف بقرينة السياق، أو المراد شخص أو مصاحب أعطر من سيدهم. ولفظ "أكمل" روي مرفوعًا ومنصوبًا، ومرَّ الحديث [برقم: 3031] في "الجهاد".
(2)
مصغرًا، اليهودي، "قس"(9/ 96).
(3)
بتشديد اللام، "ك"(15/ 212).
(4)
قوله: (في حصن له بأرض الحجاز) هو قولٌ وَقَعَ في سياق الحديث الموصول في الباب، ويحتمل أن يكون حصنه كان قريبًا من خيبر في
الزُّهْرِيُّ
(1)
: هُوَ بَعْدَ
(2)
كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ.
4038 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا
(4)
إِلَى أَبِي رَافِعٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ
(5)
بَيْتَهُ
(6)
لَيْلًا وَهُوَ نَائِمٌ فَقَتَلَهُ. [راجع: 3022].
4039 -
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ:
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى". "رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "النَّبِيُّ". "بَيْتَهُ" في سـ، حـ، ذ:"بَيَّتَهُ". "عَنِ الْبَرَاءِ" في ذ: "عَنِ الْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ".
===
أطراف أرض الحجاز، ووقع عند موسى بن عقبة: فطرقوا أبا رافع بن أبي الحقيق بخيبر فقتلوه في بيته، "قسطلاني"(6/ 553)، [والنص بتمامه في "الفتح" (7/ 342)].
(1)
هو محمد بن مسلم بن شهاب.
(2)
أي: قتلُه بعد قتل كعب، "ك"(15/ 212).
(3)
نسبه لجده واسم أبيه إبراهيم السعدي المروزي، "قس"(9/ 96).
(4)
ما دون العشرة من الرجال.
(5)
بفتح العين المهملة وكسر الفوقية، "ك"(15/ 212)، الأنصاري، "الاستيعاب"(1/ 288).
(6)
قوله: (بيته) بفتح الموحدة وسكون التحتية، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: بفتح التحتية مشدَّدة، بلفظ الماضي من التبييت، والجملة حالية
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ رِجَالًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ
(1)
، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيُعِينُ عَلَيْهِ
(2)
(3)
، وَكَانَ فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ - وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَرَاحَ النَّاسُ بِسَرْحِهِمْ
(4)
- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ لأَصْحَابِهِ: اجْلِسُوا مَكَانَكُمْ، فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ، وَمُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ، لَعَلِّي أَنْ أَدْخُلَ. فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَةً، وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ، فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ
(5)
إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فَادْخُلْ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ
(6)
(7)
، فَلَمَّا دَخَلَ
"وَأَمَّرَ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَأَمَّرَ". "قَالَ عَبْدُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَقَالَ عبد الله". "يَقْضِي حَاجَةً" في نـ: "يَقْضِي حَاجَتَهُ".
===
بتقدير قد، أي: دخل على أبي رافع عبدُ الله بن عتيك، والحال أنه قد بيَّت الدخول، "قس"(9/ 96).
(1)
الأنصاري.
(2)
قوله: (ويعين عليه) ذكر ابن عائذ من طريق أبي الأسود عن عروة: أنه كان ممن أعان غطفان وغيرهم من مشركي العرب بالمال الكثير على رسول الله صلى الله عليه وسلم، "فتح"(7/ 343).
(3)
وهو الذي حزَّب الأحزاب، "خ".
(4)
بسين وحاء مهملتين أي: رجعوا بمواشيهم التي ترعى، "تو"(6/ 2528).
(5)
لم يرد به العَلَمَ بل المعنى الحقيقي؛ لأن الناس كلهم عَبِيد الله، "قس"(9/ 98).
(6)
بفتح الكاف والميم، أي: اختبأت، "قس"(9/ 98).
(7)
كنصر وسمع، أي: استخفيت، "ق" (ص: 1132).
النَّاسُ أَغْلَقَ الْبَابَ، ثُمَّ عَلَّقَ
(1)
الأَغَالِيقَ عَلَى وَدٍّ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى الأَقَالِيدِ، فَأَخَذْتُهَا فَفَتَحْتُ الْبَابَ، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ
(2)
عِنْدَهُ، وَكَانَ فِي عَلَالِيَّ
(3)
لَهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعِدْتُ إِلَيْهِ، فَجَعَلْتُ كُلَّمَا فَتَحْتُ بَابًا أَغْلَقْتُ عَلَيَّ مِنْ دَاخِلٍ، قُلْتُ: إِنَّ الْقَومَ لَو نَذِرُوا
(4)
بِي لَمْ يَخْلُصُوا إِلَيَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ. فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسَطَ عِيَالِهِ، لَا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ؟ قُلْتُ: أَبَا رَافِعٍ؟ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَأَهْوَيْتُ
(5)
نَحْوَ الصَّوْتِ، فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ،
"الأَغَالِيقَ" كذا في ذ، وفي نـ:"الأَعَالِيقَ". "وَدٍّ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَتِدٍ". "إِنَّ الْقَوْمَ لَو نَذِرُوا بِي" في نـ: "إِنِ الْقَوْمُ نَذِرُوا بِي" هو من قبيل: " {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} "[التوبة: 6]. "قُلْتُ: أَبَا رَافِعٍ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فَقُلْتُ: أَبَا رَافِعٍ".
===
(1)
قوله: (ثم عَلَّق) بالعين المهملة وتشديد اللام. و"الأغاليق" بمعجمة، جمع غلق، بفتح أوله، وهو ما يغلَق به البابُ؛ والمراد بها المفاتيح. ولغير أبي ذر:"الأعاليق" بالمهملة: المفاتيح أيضًا. قوله: "على وَدٍّ" بفتح الواو وشدة الدال: الوتد، كذا في "التوشيح"(6/ 2528)، ومرَّ في "الجهاد" [برقم: 3022]: "فوضعوا المفاتيح في كوة"، ويُجْمَعُ بأن الوتد كان في كوة. "والأقاليد" جمع إقليد بمعنى المفتاح.
(2)
من السمر، وهو الحديث في الليل، "قس"(1/ 367).
(3)
قوله: (في عَلاليَّ) بفتح العين وتخفيف اللام وبعد الألف لام أخرى مكسورة فتحتية مفتوحة مشددة، جمع عُلِّيَّة بضم العين وكسر اللام مشددة، وهي الغرفة، "قسطلاني"(9/ 98).
(4)
بكسر الذال المعجمة، أي: علموا.
(5)
أي: قصدت، "تو"(6/ 2528).
وَأَنَا دَهِشٌ
(1)
فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا
(2)
، وَصَاحَ فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ، فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ
(3)
ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ؟ فَقَالَ: لأُمِّكَ
(4)
الْوَيْلُ
(5)
، إِنَّ رَجُلًا فِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ، قَالَ: فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أَثْخَنْتُهُ
(6)
وَلَمْ أَقْتُلْهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ ضَبِيبَ السَّيْفِ
(7)
فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ، فعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ، فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأَبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي
(8)
وَأَنَا أُرَى
"دَهِشٌ" في ذ: "دَاهِشٌ". "فَقَالَ: لأُمِّكَ الْوَيْلُ" في نـ: "قَالَ: لأُمِّكَ الْوَيْلُ". "ضَبِيبَ السَّيْفِ" كذا في ذ، وفي نـ:"ظُبَةَ السَّيْفِ"، وفي ذ أيضًا:"صَبِيبَ السَّيْفِ".
===
(1)
بكسر الهاء أي: متحير مضطرب.
(2)
قوله: (فما أغنيت شيئًا) أي ما فعلتُ شيئًا أريدُه مِنْ قَتْلِه حيث بقي حيًا ولم يمت، "خ"، أي: لم أقتله.
(3)
أي: زمان يسير.
(4)
مبتدأ.
(5)
خبر.
(6)
من الإثخان، أي: بالغت في جراحته، "قس"(9/ 99).
(7)
قوله: (ضبيب السيف) بمعجمة وموحدتين، بوزن رغيف: حَرفُه، كذا في "التوشيح" (6/ 2529). قال الكرماني (15/ 214): قال الخطابي: هكذا يروى، وما أراه محفوظًا، إنما هو ظُبَة السيف، وهو حرفُ حد السيف وطرفُه، وأما الضبيب فلا أدري له معنى يصحّ فيه، إنما هو سيلان الدم من الفم. قال عياض: روى بعضهم: "الصبيب" بالمهملة، وقال: أظن أنه الطرف، انتهى.
(8)
بالإفراد، "قس"(9/ 99).
أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الأَرْضِ فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، فَانْكَسَرَتْ سَاقِي، فَعَصَّبْتُهَا
(1)
بِعِمَامَةٍ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ: لَا أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ
(2)
حَتَّى أعْلَمَ أَقَتَلْتُهُ؟ فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي
(3)
عَلَى السُّورِ فَقَالَ: أَنْعَى
(4)
أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ. فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ: النَّجَاءَ
(5)
(6)
، فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ. فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ:"ابْسُطْ رِجْلَكَ". فَبَسَطْتُ رِجْلِي، فَمَسَحَهَا، فَكَأَنَّمَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ. [راجع: 3022 تحفة: 1811].
"لَا أَخْرُجُ" في نـ: "لَا أَبْرَحُ". "النَّجَاءَ" في نـ: "النَّجَاةَ". "فَكَأَنَّمَا" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فَكَأَنَّهَا".
===
(1)
بتشديد الصاد وتخفيفها.
(2)
وكان في بصره شيءٌ، "الاستيعاب"(3/ 77، رقم: 1623).
(3)
وهو الذي يخبر عن الموت.
(4)
من النعي وهو خبر الموت، "تو"(6/ 2529).
(5)
بالنصب أي: أسرعوا.
(6)
قوله: (النجاء) بفتح النون والمد والقصر، بمعنى السلامة، والمد أشهر [إذا أُفْرد] فإن كُرِّر قُصِرَ، أي: أسرعوا، "قس"(9/ 99).
قال الشيخ ابن حجر في "الفتح"(6/ 156): فيه جواز التجسيس على المشركين وطلب غِرَّتِهم، وجواز اغتيال ذوي الأذية البالغة منهم، وكان أبو رافع يعادي النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤلِّبُ عليه الناسَ. ويؤخذ منه جواز قتل المشرك بغير دعوة إذا كان قد بَلَغَتْه الدعوة قبل ذلك، وأما قتله إذا كان نائمًا فمحله أن يعلم أنه مستمرّ على كفره، وأنه قد أيس من فلاحه، وطريق العلم بذلك إما بالوحي، وإما بالقرائن الدالة على ذلك، انتهى. ومرَّ الحديث [برقم: 3022] في "الجهاد".
4040 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ وَعَبدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ
(1)
فِي نَاسٍ مَعَهُمْ
(2)
، فَانْطلَقُوا حَتَّى دَنَوْا مِنَ الْحِصْنِ، فَقَالَ لَهُمْ عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ: امْكُثُوا أَنْتُمْ حَتَّى أَنْطَلِقَ أَنَا فَأَنْظُرَ. قَالَ: فَتَلَطَّفْتُ أَنْ أَدْخُلَ الْحِصْنَ، فَفَقَدُوا حِمَارًا لَهُمْ، قَالَ: فَخَرَجُوا بِقَبَسٍ
(3)
يَطْلُبُونَهُ، قَالَ: خَشِيتُ أَنْ أُعْرَفَ، قَالَ: فَغَطَّيْتُ رَأْسِي وَرِجْلِي وجَلَسْتُ كَأَنِّي أَقْضِي حَاجَةً، ثُمَّ نَادَى
(4)
"حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ يَعْنِي هُوَ ابنُ مَسلمةَ". "سَمِعْتُ الْبَرَاءَ" في عسـ، ذ:"سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بنَ عازِبٍ". "خَشِيتُ" في نـ: "فَخَشِيتُ" مصحح عليه. "وَرِجْلِي" سقط في نـ.
===
(1)
بضم المهملة وسكون الفوقية، وغلط ابن الأثير فقال: عنبة، بكسر المهملة وفتح النون، "توشيح"(6/ 2530).
(2)
قوله: (في ناس معهم) سُمي منهم: مسعود
(1)
بن سنان، وعبد الله ابن أنيس، وأبو قتادة، وخزاعي بن الأسود، كذا في "التوشيح" (6/ 2530). قال ابن حجر في "المقدمة" (ص: 292): زاد موسى بن عقبة أسودَ بنَ حرام، وروى أبو موسى أنه أسود بن أبيض، انتهى.
(3)
أي: شعلة من نار، "تو"(6/ 2530).
(4)
قوله: (ثم نادى) عطف على مقدر، أي: ذهبوا وطلبوا ورجعوا ودخلوا الحصن، ثم نادى، "خ".
(1)
في الأصل: "معوذ".
صَاحِبُ الْبَابِ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ فَلْيَدْخُلْ قَبْلَ أَنْ أُغْلِقَهُ. فَدَخَلْتُ ثُمَّ اخْتَبَأْتُ
(1)
فِي مَرْبِطِ حِمَارٍ عِنْدَ بَابِ الْحِصْنِ، فَتَعَشَّوْا
(2)
عِنْدَ أَبِي رَافِعٍ وَتَحَدَّثوا حَتَّى ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ، فَلَمَّا هَدَتِ
(3)
الأَصْوَاتُ وَلَا أَسْمَعُ حَرَكَةً خَرَجْتُ، قَالَ: وَرَأَيْتُ صَاحِبَ الْبَابِ حَيْثُ وَضَعَ مِفْتَاحَ الْحِصْنِ فِي كُوَّةٍ
(4)
، فَأَخَذْتُهُ فَفَتَحْتُ بِهِ بَابَ الْحِصْنِ. قَالَ: قُلْتُ: إِنْ نَذِرَ بِي الْقَوْمُ
(5)
انْطَلَقْتُ عَلَى مَهَلٍ، ثُمَّ عَمَدْتُ إِلَى أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ، فَغَلَّقْتُهَا عَلَيْهِمْ مِنْ ظَاهِرٍ، ثُمَّ صَعِدْتُ إِلَى أَبِي رَافِعٍ فِي سُلَّمٍ، فَإِذَا الْبَيْتُ مُظْلِمٌ قَدْ طَفِئَ سِرَاجُهُ، فَلَمْ أَدْرِ أَيْنَ الرَّجُلُ، فَقلْتُ: يَا أَبَا رَافِعٍ. قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: فَعَمَدْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فَأَضْرِبُهُ
(6)
،
"ذَهَبَتْ" في عسـ، ذ:"ذَهَبَ". "هَدَتِ" في نـ: "هَدَأَتْ" بالهمزة المفتوحة، أي: سكنت. "فَعلَّقْتُهَا" في هـ، ذ:"فَأَغْلَقْتُهَا".
===
(1)
أي: اختفيت.
(2)
أي: أكلوا العشاء.
(3)
أي: سكنت.
(4)
قوله: (في كوَّة) بفتح الكاف وضمها: ثقب البيت، كذا في "الكرماني"(15/ 216). وما تقدم أنه علق على وَدٍّ، ومَرّ وجه الجمع أيضًا من أن الود لعله كان في كوة.
(5)
قوله: (إن نذر بي القوم) بكسر الذال المعجمة، أي: علموا، وأصله من الإنذار، وهو الإعلام بالشيء الذي يحذر منه.
(6)
بلفظ المضارع مبالغة في استحضار صورة الحال، "قس"(9/ 102).
وَصاحَ فَلَمْ تُغْنِ
(1)
شَيْئًا، ثُمَّ جِئْتُ كَأَنِّي أُغِيثُهُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا أَبَا رَافِعٍ؟ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي. فَقَالَ: أَلَا أُعَجِّبُكَ لأُمِّكَ الْوَيْلُ
(2)
، دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ فَضَرَبَنِي بِالسَّيْفِ. قَالَ: فَعَمَدْتُ لَهُ أَيْضًا فَأَضْرِبُهُ أُخْرَى
(3)
فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا، فَصَاحَ وَقَامَ أَهْلُهُ، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي كَهَيْئَةِ الْمُغِيثِ، وإذَا هُوَ مُستَلْقٍ عَلَى ظَهْرِهِ، فَأَضَعُ السَّيْفَ فِي بَطْنِهِ ثُمَّ أَنْكَفِئُ
(4)
عَلَيْهِ حَتَّى سَمِعْتُ صَوْتَ الْعَظْمِ، ثُمَّ خَرَجْتُ دَهِشًا حَتَّى أَتَيْتُ السُّلَّمَ أُرِيدُ أَنْزِلُ، فَأَسْقُطُ مِنْهُ، فَانْخَلَعَتْ رِجْلِي
(5)
فَعَصَّبْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي أَحْجُلُ
(6)
، فَقُلْتُ: انْطَلِقُوا فَبَشِّرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"ثُمَّ جِئْتُ" في نـ: "قَالَ: ثُم جِئْتُ". "ثُمَّ جِئْتُ" في سـ، حـ، ذ:"فَجِئْتُ". "وَإِذَا هُوَ" كذا في عسـ، وفي نـ:"فَإِذَا هُوَ". "أُرِيدُ أَنْزِلُ" في نـ: "أُرِيدُ أَنْ أَنْزِلَ".
===
(1)
أي: فلم تنفع الضربة، "قس" (9/ 102). [قوله:"أُعَجِّبُكَ" بتشديد الجيم، كذا في الأصل و"الصغاني" وفي غيرهما بتخفيفها].
(2)
مبتدأ وخبر، "خ".
(3)
أي: ضربة أخرى.
(4)
أي: أنقلب عليه، "ك"(15/ 216).
(5)
قوله: (فانخلعت رجلي) في الرواية الأولى: "فانكسرت ساقي"، قال الداودي: الخلع زوال المفصل من غير كسر، وقد يجوز التعبير بأحدهما عن الآخر، كذا في "التوشيح" (6/ 2530). قال الكرماني (15/ 216): إما أنهما وقعتا، أو أراد من كل منهما اختلالَ الرِّجْل. [قوله:"فعَصَّبْتُها" بتشديد الصاد وتخفيفها].
(6)
قوله: (أحجل) بفتح الهمزة وسكون الحاء وضم الجيم بعدها لام، أي أمشي مشي المقَيَّد، فحجل البعير على ثلاثة والغلام على واحدة،
فَإِنِّي لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ
(1)
، فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ صَعِدَ النَّاعِيَةُ فَقَالَ: أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ. قَالَ: فَقُمْتُ أَمْشِي
(2)
مَا بِي قَلَبَةٌ
(3)
، فَأَدْرَكْتُ أَصْحَابِي قَبْلَ أَنْ يَأْتُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَشَّرْتُهُ. [راجع: 3022، تحفة: 1897].
17 - بَابُ غَزْوَةِ أُحُدٍ
(4)
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذْ غَدَوْتَ
(5)
مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 121].
"بَابُ" سقط لأبِي ذر. "وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى" في نـ: "وَقَوْلِهِ تَعَالَى". " {لِلْقِتَالِ} " زاد في نـ بعده: "الآية" وسقط ما بعده.
===
كذا في "القسطلاني"(9/ 102). الحجل أن يرفع رِجْلًا ويقف على أخرى، "تو"(6/ 2530 - 2531).
(1)
من النعي وهو الإخبار بالموت.
(2)
أي: أمشي مع الاضطراب، ولو أريد نفي القلبة لكان منافيًا لما سبق، "خ".
(3)
قوله: (ما بي قلبة) بمفتوحات، أي ألم وعلَّة. فإن قلت: سبق أنه مسحها فكأنما لم أشتكها قط، قلت: لعله عاد إلى الحالة الأولى، أو كان بقي منه أثر، "مجمع البحار"(4/ 315).
(4)
قوله: (أحد) بضمتين: جبل بالمدينة على أقل من فرسخ، ذكر الزبير بن بكار أن قبر هارون عليه السلام به، وأنه قدم مع موسى عليه السلام في جماعة من بني إسرائيل حُجاجًا فمات هناك. وكانت الغزوة عنده في شوال سنة ثلاث، وشذّ من قال: سنة أربع، "توشيح"(6/ 2532).
(5)
قوله: ({وَإِذْ غَدَوْتَ}) أي واذكر يا محمد، إذ خرجت غدوت من أهلك بالمدينة، والمراد غدوت من حجرة عائشة إلى أحد. " {تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ} " تنزلهم، وهو حال. " {مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} " مواطن ومواقف من الميمنة
وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ
(1)
فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ
(2)
وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا
(3)
بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ
(4)
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ
(5)
وَاللَّهُ
"{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا. . .} " إلخ، في عسـ، ذ:" {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا} إلَى قولِهِ: {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} " - وسقط لأبِي ذر وابن عساكِر مِنْ قولِهَ: " {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ. . .} " إلخ، وقَالا:"إلى قولِهِ: {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} "، "قس"(9/ 105) -.
===
والميسرة والقلب والجناحين. للقتال يتعلق بـ {تُبَوِّئُ} . " {وَاللَّهُ سَمِيعٌ} " لأقوالكم " {عَلِيمٌ} " بنيَّاتكم وضمائركم. " {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا} " على ما فاتكم من الغنيمة، أو على من قُتِلَ منكم أو جُرِح، وهو تسلية من الله لرسوله وللمؤمنين عما أصابهم يوم أحد، وتقوية لقلوبهم. " {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} " لأنكم أصبتم منهم يوم بدر أكثر مما أصابوا منكم يوم أحد، وأنتم الأعلون بالنصر والظفر في العاقبة، وهي بشارة بالعلو والغلبة. " {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} " جوابه محذوف، فقيل: تقديره: فلا تهنوا ولا تحزنوا، وقيل: تقديره: إن كنتم مؤمنين علمتم أن هذه الواقعة لا تبقى على حالها، وأن الدولة تصير للمؤمنين، "قس"(9/ 103 - 104).
(1)
أي: القتل والهزيمة يوم أحد.
(2)
أي: يوم بدر.
(3)
نصرفها بينهم، نُدِيلُ لهؤلاء تارة ولهؤلاء أخرى، "بيض"(1/ 181).
(4)
عطف على جملة
(1)
محذوفة، أي نداولها ليكون كيت وكيت، وليعلم، "بيض"(1/ 184).
(5)
قوله: ({وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}) أي ليكرم ناسًا منكم بالشهادة، يريد
(1)
في "البيضاوي": "على علة".
لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ
(1)
(2)
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ
(3)
أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ
(4)
مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ
(5)
فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ
(6)
} [آل عمران: 139 - 143].
وَقَوْلِهِ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ
(7)
إِذْ تَحُسُّونَهُمْ} تَسْتأصِلُونهُمْ
===
المستشهدين يوم أُحُد. " {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} " أي الذين يضمرون خلاف ما يظهرون، أو الكافرين، وهو اعتراض، كذا في "البيضاوي"(1/ 182).
(1)
قوله: ({وَلِيُمَحِّصَ}) من التمحيص، وهو التخليص من الشيء المعيب، وقيل: هو الابتلاء. " {وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} " أي: ويهلك الكافرين الذين حاربوه عليه الصلاة والسلام.
(2)
أي: ليطهرهم من الذنوب، "بيض"(1/ 182).
(3)
قوله: ({أَمْ حَسِبْتُمْ}) أي: هل حسبتم، ومعناه الإنكار، " {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} " أي لما يجاهد بعضكم، وفيه دليل على أنه فرض الكفاية، والفرق بين "لما" و"لم" أن فيه توقع الفعل فيما يستقبل. " {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} " نصب بإضمار أَنْ على أنّ الواو للجمع، "بيض"(1/ 182).
(4)
أي: الحرب فإنها من أسباب الموت، "بيض"(1/ 182).
(5)
أي: تعرفوا شدته.
(6)
هو توبيخ لهم على أنهم تمنوا الحرب ثم جبنوا، "بيض"(1/ 182).
(7)
قوله: ({وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ}) أي: وعده إياكم
(1)
بالنصر بشرط التقوى والصبر، وكان كذلك حتى خالف الرماة، فإن المشركين
(1)
في الأصل: "إياهم".
قتْلًا {بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا
(1)
وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ
(2)
ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ
(3)
لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ
(4)
وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152]. {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران: 169] الآيَةَ.
"{وَلَا تَحْسَبَنَّ} " زاد قبله في نـ: "وَقَوله".
===
لما أقبلوا جعل الرماة يرشقونهم، والباقون يضربونهم بالسيف حتى انهزموا، والمسلمون على آثارهم. قوله:" {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} " أي: تقتلونهم، من حَسَّه: إذا أبطل حسه. " {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} " أي جبنتم وضعف رأيكم أو ملتم إلى الغنيمة، فإن الحرص من ضعف العقل. " {وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ} " يعني اختلاف الرماة حين انهزم المشركون فقال بعضهم: فما موقفنا ههنا؟ وقال آخرون: لا نخالف أمر الرسول، فثبت مكانَه أميرُهم في نفر دون العشرة، ونفر الباقون للنهب، وهو المعني بقوله:" {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} " من الظفر والغنيمة وانهزام العدو، وجواب "إذا" محذوف، وهو: امتحنكم، "بيض"(1/ 184).
(1)
وهم التاركون المركز للغنيمة، "بيض"(1/ 184).
(2)
وهم الثابتون محافظة على أمر الرسول، "بيض"(1/ 184).
(3)
قوله: ({ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ}) ثم كفّكم عنهم حتى تغيرت الحال فغلبوكم؛ " {لِيَبْتَلِيَكُمْ} " على المصائب، ويمتحنَ ثباتَكم على الإيمان عندها، "بيض"(1/ 184).
(4)
تفضلًا، ولما علم من ندمكم على المخالفة، "بيضاوي"(1/ 184).
4041 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(1)
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ
(2)
: "هَذَا جِبْرَئِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ عَلَيْهِ أَدَاةُ
(3)
الْحَرْبِ". [راجع: 3995].
4042 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علَى قَتْلَى أُحُدٍ
(4)
بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ، كَالْمُوَدِّعِ
(5)
لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ، ثُمَّ طَلَعَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ "إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ
"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى. . ." إلخ، هذا الحديث سقط من رواية أبي ذر وغيره، ولم يثبت إلا في صـ، قتـ. "عَنْ حَيْوَةَ" في نـ:"عَنْ حَيْوَةَ بنِ شُرَيحٍ". "ثَمَانِي سِنِينَ" في عسـ: "ثَمَانِ سِنِينَ".
===
(1)
هذا الحديث من مراسيل الصحابة، لعل ابن عباس حمل عن أبي بكر.
(2)
قوله: (يوم أحد) ثبت هذا الحديث لأبي الوقت والأصيلي فقط، قال ابن حجر: والصواب إسقاطه كما لغيرهما؛ فإن المعروف في لفظ الحديث يوم بدر، كما تقدم في غزوتها، لا يوم أحد، "توشيح"(6/ 2532 - 2533)، مرَّ (برقم: 3995).
(3)
الأداة: الآلة.
(4)
مرَّ بيانه (برقم: 1344) في "الجنائز".
(5)
أي: كان يبالغ في الدعاء والاستغفار، لا يترك شيئًا مما يهمّ إلا أوصى، "مجمع"(5/ 33).
فَرَطٌ
(1)
، وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ، وَإِنَّ مَوعِدَكُمُ الْحَوْضُ، وَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقَامِي هَذَا، وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا
(2)
". قَالَ: فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 1344].
4043 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَقِينَا الْمُشْرِكِينَ يَومَئِذٍ، فَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا مِنَ الرُّمَاةِ
(3)
، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ
(4)
، وَقَالَ: "لَا تَبْرَحُوا
(5)
، إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا
(6)
عَلَيْهِمْ فَلَا تَبْرَحُوا، وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْنَا فَلَا تُعِينُونَا". فَلَمَّا لَقِينَا هَرَبُوا
(7)
حَتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ
(8)
"وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ" في نـ: "وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ". "وَلَكِنِّي أَخْشَى" في نـ: "وَلَكِنْ أَخْشَى". "فَأَجْلَس" في نـ: "وَأَجْلَسَ" مصحح عليه. "لَقِينَا" في عسـ: "لَقِينَاهُمْ". "حَتَّى رَأَيْتُ" في نـ: "حَتَّى رَأَيْنَا".
===
(1)
بفتحتين وهو الذي يتقدم الواردة ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوهما.
(2)
المنافسة: الرغبة في الشيء والانفراد به، "ع"(10/ 505).
(3)
جمع الرامي وكانو خمسين رجلًا، "قس"(9/ 108).
(4)
ابن جُبير، أخا بني عمرو بن عوف، "قس"(9/ 108).
(5)
أي: لا تفارقوا مكانكم.
(6)
أي: غلبنا، "ك"(15/ 219).
(7)
أي: هرب المشركون.
(8)
أي: نساء المشركين، "تنقيح".
يَشْتَدِدْنَ
(1)
فِي الْجَبَلِ، رَفَعْنَ عَنْ سُوقِهِنَّ قَدْ بَدَتْ
(2)
خَلَاخِلُهُنَّ
(3)
، فَأَخَذُوا يَقُولُونَ: الْغَنِيمَةَ الْغَنِيمَةَ
(4)
. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: عَهِدَ إِلَيَّ
(5)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا تَبْرَحُوا. فَأَبَوْا
(6)
، فَلَمَّا أَبَوْا صُرِفَ وُجُوهُهُمْ
(7)
،
"يَشْتَدِدْنَ" في عسـ: "يَتَشَدَّدْنَ" وفي عسـ، هـ، ذ:"يَسْنِدنَ". "رَفَعْنَ" في ذ: "يَرْفَعْنَ". "عَهِدَ إِليَّ النَّبِيُّ" في نـ: "عَهِدَ النَّبِيُّ".
===
(1)
قوله: (يشتددن) كذا للأكثر، بفتح أوله وسكون الشين وفتح المثناة بعدها دال مكسورة ثم أخرى ساكنة، أي: يسرعن المشي، وكان النساء اللواتي خرجن مع المشركين يوم أحد خمس عشرة امرأة، [انظر:"فتح"(7/ 350)].
(2)
أي: ظهرت.
(3)
جمع الخلخال، كما أن الخلاخيل جمع الخلخال
(1)
، وهما بمعنى، "ك"(15/ 219).
(4)
بالنصب على الإغراء.
(5)
بتشديد التحتية، "قس"(9/ 109).
(6)
قوله: (فأبوا) وقالوا: لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، قد انهزم المشركون فما مقامنا ههنا؟ ووقعوا ينتهبون العسكر، ويأخذون مما فيه من الغنائم، وثبت أميرهم عبد الله في نفر يسير دون العشرة مكانه، وقال: لا أجاوز أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذا في "القسطلاني"(9/ 109).
(7)
عقوبةً لعصيانهم قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1)
كذا في "العيني"، وفي "شرح الكرماني":"جمع الخلخال كما أن الجلاجل جمع الجلجال وهما بمعنىً".
فَأُصِيبَ سَبْعِيْنَ قَتِيلًا، وَأَشْرَفَ أَبُو سُفْيَانَ
(1)
فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ: "لَا تُجِيبُوهُ". فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ قَالَ: "لَا تُجِيبُوهُ". فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ قُتِلُوا، فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لأَجَابُوا، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ
(2)
، أَبْقَى اللَّهُ لَكَ مَا يُخْزِيكَ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أُعْلُ
(3)
هُبَلْ
(4)
. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَجِيبُوه"، قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُ أَعلَى وأجَلُّ"، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّى
(5)
وَلَا عُزَّى لَكُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَجِيبُوهُ". قَالُوا: مَا نَقُول؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ". قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ
(6)
،
"سَبْعِينَ" في نـ: "سَبْعُونَ"، مصحح عليه. "أَبْقَى اللَّهُ لَكَ" كذا في ذ، عسـ، وفي نـ:"أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ". "مَا يُخْزِيكَ" في نـ: "مَا يُحْزِنُكَ".
===
(1)
هو صخر بن حرب الأموي، "ك"(13/ 38).
(2)
قوله: (كذبت يا عدو الله) إنما قال ذلك مع نهي النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أنكر قول الباطل، ولم يرد العصيان، مرّ (برقم: 3039).
(3)
قوله: (أُعْلُ) بضم الهمزة وسكون العين المهملة وضم اللام. قوله: "هبل" بضم الهاء وفتح الموحدة بعدها لام، اسم صنم كان في الكعبة، أي: أظهر دينك، "قس" (9/ 110). وفي رواية: ارق الجبل، يعني علوت حتى صرت كالجبل العالي، كذا في "المجمع"(5/ 141).
(4)
بحذف حرف النداء، "مجمع"(5/ 131).
(5)
اسم صنم كان لقريش، "ك"(15/ 220).
(6)
قوله: (سجال) أي دلاء، وهو بكسر سين وخفة جيم، جمع بفتح فسكون، أي: المتحاربون كالمستقين يستقي هذا دلوًا وهذا دلوًا،
وَتَجِدُونَ مُثْلَةً
(1)
لَمْ آمُرْ وَلَمْ تَسُؤْنِي. [راجع: 3039، تحفة: 1812].
4044 -
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اصْطَبَحَ الْخَمْرَ
(3)
يَوْمَ أُحُدٍ نَاسٌ، ثُمَّ قُتِلُوا شُهَدَاءَ. [راجع: 2815].
4045 -
حَدَّثَنَا عَبدَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أُتِيَ بِطَعَامٍ، وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ
(4)
، وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي،
"وَتَجِدُونَ" في هـ، ذ:"سَتَجِدُونَ". "لَمْ آمُرْ" في نـ: "لَمْ آمُرْ بِهَا". "أَخْبَرَنِي" في عسـ، قتـ، ذ:"حَدَّثَنِي"، وفي نـ:"حَدَّثَنَا". "عَنْ عَمْرٍو" في نـ: "عَنْ عَمْرِو بنِ دِينَارٍ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ".
===
والمساجلة أن يفعل كل من الخصمين مثلَ ما يفعله صاحبه، "مجمع"(3/ 43).
(1)
قوله: (مثلة) بضم الميم وإسكان المثلثة، اسم من مثل به أي: نكل به، ومَثَله، أي: جدعه، وذلك لأنهم جدعوا أنوفهم، وشقوا بطونهم، وكان حمزة ممن مُثِّلَ به. قوله:"لم آمر بها" يعني أنه لم يأمر إلا بالأفعال الحسنة التي لا يرد على فاعلها. قوله: "ولم تسؤني" وذلك لأنكم عدوي وقد كانوا قتلوا ابنه يوم بدر، كذا مرّ (برقم: 3039).
(2)
ابن عيينة.
(3)
قوله: (اصطبح الخمر) أي شرب الخمر صباحًا قبل أن حرمت، كذا في "الخير الجاري" و"الكرماني"(15/ 220).
(4)
قوله: (مصعب بن عمير) هو القرشي العبدري، كان من أجلَّة الصحابة، وكان في الجاهلية من أنعم الناس عيشًا، فلما أسلم زهد في
كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ، إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ، وَأُرَاهُ قَالَ: وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ، أَوْ قَالَ: أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا، وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا. ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ
(1)
. [راجع: 1274].
4046 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ عَمْرٍو
(3)
، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ
(4)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: "فِي الْجَنَّةِ"، فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. [أخرجه: م 1899، س 3154، تحفة: 2530].
4047 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
(5)
بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"عُجِّلَتْ" في عسـ، هـ، ذ:"قَدْ عُجِّلَتْ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ". "عَنْ خَبَّابٍ" في نـ: "عَنْ خَبَّابِ بن الأرَتِّ". "مَعَ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "مَعَ النَّبِيِّ".
===
الدنيا. قوله: "وهو خير مني" يعني: قال عبد الرحمن: كان مصعب خيرًا مني، إنما قاله تواضعًا، وإلا فعبد الرحمن من العشرة المبشرة، "ع"(6/ 81).
(1)
مرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 1274] في "الجنائز".
(2)
ابن عيينة.
(3)
ابن دينار.
(4)
لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 354).
(5)
هو: أحمد بن عبد الله بن يونس، "قس"(9/ 113).
نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، وَمِنَّا مَنْ مَضَى - أَوْ ذَهَبَ
(1)
- لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، كَانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، لَمْ يَتْرُكْ إِلَّا نَمِرَةً
(2)
، كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غُطِّيَ بِهَا رِجْلَاهُ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلِهِ الإِذْخِرَ
(3)
- أَوْ قَالَ: أَلْقُوا عَلَى رِجْلِهِ مِنَ الإِذْخِرِ" -. وَمِنَّا مَنْ قَدْ أيْنَعَتْ
(4)
لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدُبُهَا
(5)
. [راجع: 1276].
4048 -
أَخْبَرَنَا حَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ
(6)
: أَنَّ عَمَّهُ
(7)
غَابَ عَنْ بَدْرٍ، فَقَالَ:
"وَمِنَّا" في نـ: "فَمِنَّا". "فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ". في نـ: "فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ". "عَلَى رِجْلِهِ الإِذْخِرَ" سقط في نـ. "عَلَى رِجْلِهِ" في عسـ، ذ:"عَلَى رِجْلَيهِ". "قَدْ أَيْنَعَتْ" في عسـ، نـ:"أَيْنَعَتْ". "أَخْبَرَنَا" في ذ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
شك من الراوي.
(2)
بفتح النون وكسر الميم: شملة مخططة من صوف، "قس"(9/ 113).
(3)
حشيشة، "مجمع"(1/ 38).
(4)
أي: نضجت.
(5)
قوله: (يهدبها) بفتح أوله وضم الدال المهملة وكسرها، [بعدها] موحدة، أي: يجتنيها، "قس"(9/ 114)، ومرَّ مرارًا.
(6)
ابن مالك.
(7)
هو أنس بن النضر، "قس"(9/ 50).
غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيَرَيَنَّ اللَّهُ
(1)
مَا أُجُدُّ
(2)
. فَلَقِيَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَهُزِمَ النَّاسُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ
(3)
إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ - وَأَبْرَأُ إِلَيكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ. فَتَقَدَّمَ بِسَيْفِهِ فَلَقِيَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَيْنَ يَا سَعْدُ
"مَا أَجُدُّ" في نـ: "مَا أَجِدُ". "أَيْنَ يَا سَعْدُ" في هـ، ذ:"أينَ أَيْ سَعْدُ".
===
(1)
قوله: (ليرين الله) بتشديد نون التأكيد، واللام جواب القسم المقدر.
(2)
قوله: (ما أجد) بضم أوله وكسر الجيم وتشديد الدال، من أجَدَّ في السعي
(1)
: بالغ فيه، وقال ابن التين: صوابه فتح أوله وضم الجيم من: جَدّ في الأمر: اجتهد، وأما أجدّ فإنما يقال لمن سار في أرضٍ مستويةٍ، ولا معنى له هنا. وضبطه بعضهم بالفتح وكسر الجيم وتخفيف الدال من الوجدان، أي ما ألتقي من الشدة في القتال، كذا في "التوشيح"(6/ 2536).
(3)
قوله: (أعتذر) أي من فرار المسلمين. هذه شفاعة منه لأصحابه وبراءة عن فعل أعدائه، قال ابن المنيِّر: هذا من أبلغ الكلام وأفصحه، حيث قال في حق المسلمين: أعتذر إليك، وفي حق المشركين:"أبرأ إليك"، فأشار إلى أنه لم يرض الأمرين جميعًا مع تقاربهما في المعنى، كذا في "الخير الجاري"، و"فتح الباري"(6/ 23).
قوله: "أجد ريح الجنة" يحتمل الحقيقة، وأنه وجد ريح الجنة حقيقة، ويجوز أن يكون أراد أنه استحضر الجنة التي أعدّت للشهيد، فتصور هذا الموضع الذي يقاتل فيه، فيكون المعنى: إني لأعلم أن الجنة تكتسب في هذا الموضع فاشتاقِ لها، كذا في "الفتح"(6/ 23).
(1)
في الأصل: "في الشيء".
إِنِّي أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ. فَمَضَى فَقُتِلَ، فَمَا عُرِفَ حَتَّى عَرَفَتْهُ أُخْتُهُ بِشَامَةٍ
(1)
- أَوْ بِبَنَانِهِ - فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ مِنْ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ. [راجع: 2805، تحفة: 748].
4049 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: فَقَدْتُ آيَةً مِنَ الأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ، كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا، فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ
(2)
بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا
(3)
"فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ" في نـ: "وبِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ" مصحح عليه.
===
(1)
قوله: (بشامة) بتخفيف الميم: الخال. والبنان: رأس الإصبع. والبضع بكسر الموحدة وتُفتح، وهو ما بين الثلاث إلى التسع، "كرماني" (15/ 222 و 12/ 109). مرَّ الحديث مع بعض بيانه [برقم: 2805] في "كتاب الجهاد"، والله تعالى أعلم بالصواب.
(2)
قوله: (مع خزيمة) مصغر الخزمة، بالمعجمة والزاء، ابن ثابت أبو عمارة الأوسي. فإن قلت: كيف جاز إلحاق الآية بالمصحف بقول واحد أو اثنين، وشرط كونه قرآنًا التواتر؟ قلت: كان متواترًا عندهم، وإنما فقدوا مكتوبِيَّتَها، فما وجدوها مكتوبة إلا عنده، قاله الكرماني (15/ 222).
ويؤيده قوله: "فقدت آية
…
كنت أسمع" إلخ. قال في "الخير الجاري": ويحتمل أنهم لم يتذكروا أولًا، فإذا سمعوها تذكروها حتى بلغ تذكُّرُهم إلى حد التواتر.
(3)
المراد بالمعاهدة ما ذكر الله تعالى: {لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ} [الأحزاب: 15]، وقيل: ما وقع ليلة العقبة.
اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ
(1)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} [الأحزاب: 23] فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ. [راجع: 2807].
4050 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، سَمِعْتُ عَبدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ، يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ، رَجَعَ نَاسٌ
(2)
مِمَّنْ خَرَجَ مَعَهُ، وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِرقَتَيْنِ: فِرقَةً
(3)
تَقُولُ: نُقَاتِلُهُمْ
(4)
. وَفِرقَةً تَقُولُ: لَا نُقَاتِلُهُمْ. فَنَزَلَتْ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا
"عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ" في نـ: "عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْخَطْمِي". "وَكَانَ" في نـ: "فَكَانَ". "وَفِرْقَةً" في نـ: "وفِرْقَةٌ" بالرفع.
===
(1)
قوله: ({مَنْ قَضَى نَحْبَهُ}) أي: مات شهيدًا، كحمزة ومصعب. وقضاء النحب عبارة عن الموت؛ لأن كلًّا من المحدثات لا بُدَّ له من أن يموت، فكأنه نذر لازم في [كل] رقبة، فإذا مات قضى نحبه، أي: نذره، ومر في "الجهاد" بعض بيانه (برقم: 2805).
قال الكرماني (15/ 223): فإن قلت: ما تعلقه بهذا الموضع؟ قلت: نزولها في عم أنس ونظائره من شهداء أحد، انتهى.
(2)
قوله: (رجع ناس) أي من الشوط، وهو اسم بستان بين المدينة وأحد، وهم: عبد الله بن أبي ومن تبعه من المنافقين، وكانوا ثلث الناس، "قس"(9/ 116).
(3)
بالنصب بدل من "فرقتين"، "قس"(9/ 116).
(4)
أي: لإظهارهم الكفر بالانصراف، "خ".
كَسَبُوا
(1)
} [النساء: 88] وَقَالَ: "إِنَّهَا
(2)
طَيْبَةُ تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ". [راجع: 1884].
18 - بَابٌ {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 122]
4051 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا: {إِذْ هَمَّتْ
(3)
طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا
(4)
} بَنِي سَلِمَةَ
(5)
وَبَنِي حَارِثَةَ، وَمَا أُحِبُّ
(6)
أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ،
"بَابٌ" زاد بعده في نـ: "قَولُ اللَّه عز وجل". " {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} " سقط في عسـ، ذ، وقَالا:"الآية". "حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ" في نـ: "عَنْ ابنِ عُيَيْنَةَ". "عَنْ جَابِرٍ" زاد بعده في ذ: "رضي الله عنه".
===
(1)
قوله: ({وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}) أي ردهم إلى حكم الكفرة، أو نَكَسَهم بأن صيَّرهم للنار، وأصل الركس: ردّ الشيء مقلوبًا، "بيض"(1/ 229).
(2)
قوله: (إنها) أي المدينة، والمقصود من النفي الإظهار والتمييز، ومن "الذنوب" أصحابها، "ك"(15/ 223)، ومرَّ (برقم: 2884).
(3)
قوله: ({إِذْ هَمَّتْ}) أي عزمت، "طائفتان" أي حيّان من الأنصار: بنو سلمة من الخزرج، وبنو حارثة من الأوس، كذا في "القسطلاني"(9/ 116).
(4)
قوله: ({أَنْ تَفْشَلَا}) من الفشل بالفاء والمعجمة: الجبن، وقيل: الفشل في الرأي: العجز، وفي البدن: الإعياء، وفي الحرب: الجبن. قوله: " {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} " أي الدافع عنهما وما هموا به من الفشل؛ لأن ذلك كان من وسوسة الشيطان من غير وهن منهم في دينهم، "فتح"(7/ 357).
(5)
بكسر اللام، "ك"(15/ 224).
(6)
قوله: (وما أحب) كلمة "ما" نافية، يعني: أن أول الآية وإن دلّت ظاهرًا على ضعفهم وجبنهم، لكن آخرها يدل على إزالة ذلك وعلى شرفهم وفضلهم حيث أثبت الله لهم ولايته، "الخير الجاري".
وَاللهُ يَقُولُ: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} . [طرفه: 4558، أخرجه: م 2505، تحفة: 2534].
4052 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(1)
، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ نَكَحْتَ يَا جَابِرُ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "مَاذَا أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ ". قُلْتُ: لَا بَلْ ثَيِّبًا. قَالَ: "فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُكَ
(2)
؟ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ تِسعَ بَنَاتٍ كُنَّ لِي تِسعَ أَخَوَاتٍ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيهِنَّ جَارِيَةً خَرقَاءَ
(3)
مِثْلَهُنَّ، وَلَكِنِ امْرَأَةً تَمْشُطُهُنَّ
(4)
وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ
(5)
. قَالَ: "أَصَبْتَ". [راجع: 443، أخرجه: م 715، تحفة: 2535].
4053 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
"وَاللَّهُ يَقُولُ" في عسـ: "لِقَولِ اللَّهِ تَعَالَى". "حَدَّثَنَا سُفْيَانُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ". "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ".
===
(1)
ابن عيينة.
(2)
قوله: (تلاعبك) التلاعب عبارة عن الألفة التامّة، فإن الثيب قد تكون معلَّقةَ القلب بالزوج الأول فلم تكن محبتها كاملة، "مجمع"(4/ 499).
(3)
قوله: (خرقاء) بفتح المعجمة وسكون الراء والقاف، أي: غير كيِّسة ذات تجربة، "ك"(15/ 224).
(4)
بفتح تاء وضم شين، "مجمع"(4/ 584)، المشط: تسريح الشعر.
(5)
أي: بشأنهن، "ف".
(6)
بضم المهملة آخره جيم، "ك"(15/ 224)، اسمه: الصباح، "قس"(9/ 118).
مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ
(1)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَاهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا، وَتَرَكَ سِتَّ بَنَاتٍ
(2)
، فَلَمَّا حَضَرَ جِزَازُ
(3)
النَّخْلِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ وَالِدِي قَدِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ دَيْنًا كَثِيرًا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ الْغُرَمَاءُ. فَقَالَ: "اذْهَبْ فَبَيْدِرْ
(4)
(5)
كُلَّ تَمْرٍ
(6)
"جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" زاد بعده في ذ: "رضي الله عنه". "وَتَرَكَ عَلَيْهِ" في نـ: "وَتَرَكَ عَلَيْنَا". "جِزَازُ" في هـ، عسـ، ذ:"جِدَادُ". "كُلَّ تَمْرٍ" في هـ، نـ:"كُلَّ تَمْرَةٍ".
===
(1)
بكسر الفاء وخفة الراء وآخرها مهملة، ابن يحيى، "ك"(15/ 224).
(2)
قوله: (ست بنات) لا ينافي الرواية السابقة: تسع بنات؛ لأن التخصيص بالعدد لا ينافي الزائد، أو أن ثلاثًا منهن كن متزوجات، أو بالعكس، "قس"(9/ 118 - 119).
(3)
قوله: (حَضَرَ جزازُ) بفتح الجيم وكسرها وبالزائين المعجمتين بينهما ألف، بمعنى القطع، ولأبي ذر عن الكشميهني وابن عساكر بكسر الجيم وبدالين مهملتين: قطعه، كذا في "القسطلاني" (9/ 119). قال في "القاموس" (ص: 469): جَزَّ النخل: حان لها أن تُجَزّ، كَأَجَزَّ، التمرُ يَجِزُّ جُزُوزًا: يَبِس.
(4)
أي: اجعل كل صنف في بيدر، "مق".
(5)
قوله: (فبيدر) بفتح الموحدة وكسر الدال وبالجزم، هو أمر، أي: اجمع في موضع واحد، من البيدر، وهو الموضع الذي يداس فيه الطعام، "مجمع"(1/ 242)، "خ"، وقد مرَّ الحديث في مواضع [منها برقم: 2127].
(6)
أي: كل نوع منهم، "ك"(15/ 224).
عَلَى نَاحِيَةٍ". فَفَعَلْتُ ثُمَّ دَعَوْتُهُ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ كَأَنَّهُمْ أُغْرُوا
(1)
بِي تِلْكَ السَّاعَةَ، فَلَمَّا رَأَى مَا يَصْنَعُونَ أَطَافَ حَوْلَ أَعْظَمِهَا بَيْدَرًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"ادْعُ لَكَ أَصْحَابَكَ". فَمَا زَالَ يَكِيلُ لَهُمْ حَتَّى أدَّى اللَّهُ عَنْ وَالِدِي أَمَانَتَهُ، وَأَنَا أَرْضَى أَنْ يُؤَدِّيَ اللَّهُ أَمَانَةَ وَالِدِي، وَلَا أَرْجِعَ إِلَى أَخَوَاتِي بِتَمْرَةٍ، فَسَلَّمَ اللَّهُ الْبَيَادِرَ كُلَّهَا، حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْبَيْدَرِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كأَنَّهَا لَمْ تَنْقُصْ تَمْرَةً وَاحِدَةً. [راجع: 2127].
4054 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوْمَ أُحُدٍ، وَمَعَهُ رَجُلَانِ يُقَاتِلَانِ عَنْهُ، عَلَيهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ كَأَشدِّ الْقِتَالِ
(3)
، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ. [طرفه: 5826، أخرجه: م 2306، تحفة: 3843].
4055 -
حَدَّثَني عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَروَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
"كَأَنَّهُمْ" في ذ: "كَأَنَّمَا". "أُغْرُوا بِي" في نـ: "أُغْرُوا فِي". "ادْعُ لَكَ" في حـ، سـ، ذ:"ادْعُ لِي". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عبد اللَّه".
===
(1)
بضم الهمزة، أي: هيجوا بي، "ك"(15/ 224).
(2)
ابن إبراهيم.
(3)
قوله: (كأشد القتال) الكاف زائدة، الرجلان هما ملكان، كذا في "الكرماني" (15/ 225). وفي "التوشيح" (6/ 2538): زاد مسلم [برقم: 2306]: "يعني: جبرئيل وميكائيل"، انتهى.
قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ
(1)
السَّعْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْن أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: نَثَلَ
(2)
لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِنَانَتَهُ
(3)
يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي". [راجع: 3725].
4056 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: جَمَعَ
(4)
لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ. [راجع: 3725].
4057 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ أَبَوَيْهِ كِلَيْهِمَا. يُرِيدُ حِينَ قَالَ: "فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي" وَهُوَ يُقَاتِلُ. [راجع: 3725].
"قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا" في عسـ، ذ:"يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدًا". "كِلَيْهِمَا" في قتـ، ذ:"كِلاهُمَا".
===
(1)
ابن عتبة بن أبي وقاص، "ك"(15/ 225).
(2)
قوله: (نَثَلَ) بفتح النون والمثلثة، يقال: نثلت كنانتي: إذا استخرجت ما فيها من النبل، كذا في "الكرماني"(15/ 225). والكنانة بكسر الكاف، قال في "القاموس" (ص: 1132): كنانة السهام، بالكسر: جَعْبة من جلد لا خشب فيها، أو بالعكس، انتهى. قوله:"فداك أبي وأمي" قال في "المجمع"(4/ 114): هو بكسر فاء وفتحها مدًّا وقصرًا، والتفدية منه صلى الله عليه وسلم دعاء، وقيل: إنما فدى بأبويه لما ماتا عليه [من الكفر]، والحق أنه كناية عن الرضا، كأنه قال: ارم مرضيًا عنك، انتهى.
(3)
بكسر الكاف، وعاء يوضع فيه السهم.
(4)
سيجيء بيانه في الحديث الآتي.
4058 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ
(1)
، عَنْ سعْدٍ، عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غَيْرَ سَعْدٍ
(2)
. [راجع: 2905].
4059 -
حَدَّثَنَا يَسَرَةُ
(3)
بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: "يَا سَعْدُ ارْمِ، فِدَاكَ
(4)
أَبِي وَأُمِّي". [راجع: 2905].
4060 و 4061 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: زَعَمَ
(5)
أَبُو عُثْمَانَ
(6)
: أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
"غَيْرَ سَعْدٍ" في قتـ: "إِلا لِسَعْدٍ". "إِلَّا لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ" في هـ، ذ:"غَيرَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ".
===
(1)
بكسر الميم وسكون السين وفتح العين المهملتين آخره راء، ابن كدام، "قس"(9/ 121).
(2)
قوله: (غير سعد) قال في "اللمعات": لا ينافي هذا الحصر جمعَه للزبير؛ لأنه مخبر عن سماعه، فلعله لم يسمع جمعه للزبير، انتهى. أو أراد بذلك تقييده بيوم أحد، والظاهر: الإطلاق المقيد بنفي السماع بلا واسطة، وهو لا ينافي أنه اطلع على تفديته بواسطة الغير، قاله علي القاري، (10/ 486).
(3)
بالتحتانية والمهملة والراء المفتوحات، "ك"(15/ 226).
(4)
والمراد من التفدية لازمها وهو الرضا.
(5)
أي: قال، "ك"(15/ 226).
(6)
هو عبد الرحمن النهدي، "ك"(15/ 226).
فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَيَّامِ
(1)
الَّتِي يُقَاتِلُ فِيهِنَّ غَيْرُ
(2)
طَلْحَةَ وَسَعْدٍ
(3)
. عَنْ حَدِيثِهِمَا
(4)
. [راجع: 3722، 3723].
4062 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ قَالَ: صَحِبْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَالْمِقْدَادَ وَسَعْدًا، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يُحَدِّثُ
(5)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ [راجع: 2824].
4063 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ
(6)
، وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ. [راجع: 3724].
"فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَيَّامِ" في ذ: "فِي تِلْكَ الأَيَّامِ". "الَّتِي يُقَاتِلُ" في حـ، سـ، ذ:"الَّذِي يُقَاتِلُ". "عَنِ النَّبِيِّ" في نـ: "عَنْ رَسُولِ اللَّهِ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
يريد يوم أحد، ومرَّ الحديث [برقم: 3722].
(2)
بالرفع، "قس"(9/ 122).
(3)
بالجر والرفع، "قس"(9/ 122).
(4)
قوله: (عن حديثهما) أي عن جملة ما يتعلق بحديثهما، أو عن قولهما، أو عن حالهما، "ك"(15/ 227)، "خ".
(5)
خشية أن يقعوا في قوله صلى الله عليه وسلم: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار"، "قس"(9/ 122).
(6)
بفتح المعجمة وشدة اللام وبالمد، أي: أصابها الشلل، "قس"(9/ 123)، ومرَّ بيانه (برقم: 3724) في "المناقب".
4064 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّاَ كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ
(1)
بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ
(2)
، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَينِ أَوْ ثَلَاثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُولُ: انْثُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ. قَالَ: وَيُشْرِفُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ينْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ
(3)
سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ،
"أَوْ ثَلَاثًا" في عسـ: "أَو ثَلَاثَةً". "وَيُشْرِفُ" في قتـ: "وَتَشَرَّفَ". "لَا تُشْرِفْ" في قتـ: "لَا تَشَرَّفْ". "يُصِيبُكَ" في صـ، ذ:"يُصِبْكَ".
===
(1)
قوله: (أبو طلحة) هو زيد بن سهل الأنصاري، وهو زوج أم سليم والدة أنس. قوله:"مُجَوِّب عليه" مترِّس، من الجوبة، وهي الترس، والحجفة بالمهملة والجيم والفاء المفتوحات: الترس الذي من الجلد، ويسمى بالدرقة، "ك"(15/ 227)، "قس"(9/ 123).
(2)
قوله: (شديد النزع) بفتح النون وسكون الزاي بعدها عين مهملة: الجذب في القوس. قوله: "بجعبة" بفتح الجيم وسكون العين المهملة: الكنانة التي فيها السهام. قوله: "ويشرف" بضم التحتية وسكون المعجمة وكسر الراء بعدها فاء، أي: ويطلع، ولأبي الوقت بفتح الفوقية والمعجمة والراء المشددة، أي: تَطَلَّع، "قس"(9/ 123).
(3)
قوله: (يصيبك) بالجزم والرفع، كذا في "التوشيح"(6/ 2541)، قال الزركشي (2/ 841): هو بالرفع، كذا لهم، وهو الصواب، وعند الأصيلي: يصبك، وهو خطأ وقلب للمعنى. قلت: تقدم توجيهه على رأي الكسائي، وأن التقدير: فإن تشرف يصبك سهم، وهو على هذا صواب لا خطأ فيه ولا قلب للمعنى، نعم غير
نَحْرِي
(1)
دُونَ نَحْرِكَ
(2)
. وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ، وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تَنْقُزَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا
(3)
، تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ ثُمَّ تَرجِعَانِ فَتَمْلآنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ
(4)
فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ،. . . . . . . . . . . . . . .
"تَنْقُزَانِ الْقِرَبَ" في عسـ، قتـ:"وَقَالَ غَيرُه: تَنْقُلانِ الْقِرَبَ"، مصحح عليه.
===
الكسائي إنما يقدر فعل الشرط منفيًا، فمن ثم يجيء انقلاب المعنى في مثل هذا التركيب، "د".
(1)
أي: أفديك بنفسي، "قس"(9/ 124).
(2)
قوله: (نحري دونك نحرك) والنحر الصدر، أي صدري عند صدرك، أي: أقف أنا بحيث يكون صدري كالترس لصدرك، "وأم سليم" بضم المهملة وفتح اللام، واختلف في اسمها فقيل: سهلة، وهي زوجة أبي طلحة، وأم أنس، وخالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة. قوله:"لمشمرتان" أي رافعتان ثيابهما متهيئتان للسقي. قوله: "خَدَم" بالمعجمة والمهملة المفتوحتين، جمع الخدمة، وهي الخلخال، والسوق:[جمع ساق]، وهذا قبل نزول آية الحجاب. قوله:"تنقزان" بالنون والقاف والزاي، من النقز، وهو: الوثوب، وهو لازم، فالقرب منصوب بنزع الخافض، أي بالقرب، ويراد بذلك حكاية تحركِ القرب على متونهما، وذلك إما لقلة عادتهما بحمل القرب، وإما لسرعة مشيهما بهما وعجلتهما، أو مرفوع بالابتداء، و"على متونهما" خبر، كذا في "الكرماني" (15/ 52) ومرَّ (برقم: 3811).
(3)
أي: ظهورهما.
(4)
من الإفراغ، ومرَّ (برقم: 2880).
وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا
(1)
. [راجع: 2880].
4065 -
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ
(2)
بْنُ سُعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ، فَصَرَخ إِبْلِيسُ - لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ -: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ
(3)
، فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ، فَبَصُرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ، فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي
(4)
.
"مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ" في صـ، عسـ، ذ:"مِنْ يَدِ أَبِي طَلْحَةَ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ" في نـ: "عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ". "لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ" سقط لأبي ذر، "قس"(9/ 125).
===
(1)
زاد مسلم [برقم: 1811]: "من النعاس"، "ف"(7/ 362).
(2)
أبو قدامة السرخسي، "ك"(15/ 228).
(3)
قوله: (أخراكم) أي الطائفة المتأخرة، أي يا عباد الله! احذروا الذين من ورائكم متأخرين عنكم، أو اقتلوهم، والخطاب للمسلمين، أراد إبليس تغليطهم ليقاتل المسلمون بعضهم بعضًا، فرجعت الطائفة المتقدمة قاصدين لقتال الأخرى ظانين أنهم من المشركين، فتجالدا، أي: تضارب الطائفتان، ويحتمل أن يكون الخطاب للكافرين، أي: قاتلوا أخراكم، فتراجعت
(1)
أُولاهم فتجالد أولى الكفار وأخرى المسلمين، "ك"(13/ 206).
(4)
قوله: (أبي أبي) أي كان اليمان والد حذيفة في المعركة، وظن
(1)
في الأصل: "أي فاقتلوا، فراجعت".
قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا
(1)
حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ. قَالَ عُرْوَةُ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ بَقِيَّةُ
(2)
خَيرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
بَصُرْتُ
(3)
: عَلِمْتُ، مِنَ الْبَصِيرَةِ فِي الأَمْرِ، وَأَبْصَرْتُ مِنْ بَصَرِ الْعَيْنِ، وَيُقَالُ: بَصُرْتُ وَأَبْصَرْتُ وَاحِدٌ. [راجع: 3290].
19 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ
(4)
إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155]
"قالَ: فَوَاللَّهِ" في نـ: "قَالَتْ: فَوَاللَّهِ". "لَحِقَ بِاللَّهِ" زاد في نـ: "عز وجل". "بَصُرْتُ: عَلِمْتُ. . ." إلخ، سقطت في عسـ، ذ. " {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ. . .} إلخ" في نـ بدله:"الآية" وفي أخرى: "إلى قوله: {غَفُورٌ حَلِيمٌ} ".
===
المسلمون أنه من عسكر الكفار فقصدوا قتله، فصاح حذيفة يقول: هو أبي هو أبي هو أبي، لا تقتلوه، "مجمع".
(1)
قوله: (ما احتجزوا) بالحاء المهملة الساكنة والفوقية والجيم المفتوحتين والزاي المضمومة، أي ما امتنعوا من قتله، من "قس"(9/ 125)، "ك"(13/ 206 و 15/ 228).
(2)
أي بقية دعاء واستغفار لقاتل أبيه، قال التيمي: معناه: ما زال في حذيفة بقية حزن على أبيه مِنْ قتل المسلمين، "ك"(13/ 206).
(3)
قوله: (بصرت) بضم الصاد وسكون الراء، وهذا ذكره تفسيرًا لقوله: فبصر حذيفة، وهو ساقط في رواية أبي ذر وابن عساكر، "قس"(9/ 125).
(4)
قوله: ({يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}) أي جمع النبي صلى الله عليه وسلم وجمع أبي سفيان
4066 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ
(1)
قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ حَجَّ الْبَيْتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ
(2)
الْقُعُودُ
(3)
؟ قَالُوا: هَؤُلَاءِ
(4)
قُرَيْشٌ. قَالَ: مَنِ الشَّيْخُ؟ قَالُوا: ابْنُ عُمَرَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ أَفَتُحَدِّثُنِي، قَالَ: أَنْشُدُكَ
(5)
بِحُرْمَةِ هَذَا الْبَيْتِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَتَعْلَمُهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَم. قَالَ: فَتَعْلَمُ أَنَّهُ تَخَلَّفَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:
"قَالُوا: ابْنُ عُمَرَ" في نـ: "قَالَ: ابْنُ عُمَرَ". "أَفَتُحَدِّثُنِي" في نـ: "أَتُحَدِّثُنِي" مصحح عليه. "أَنَّهُ تَخَلَّفَ" في هـ، ذ [عسـ]:"أَنَّه تَغَيَّبَ".
===
للقتال يوم أحد. " {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ} " دعاهم إلى الزلة وحملهم عليها. قوله: " {بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} " أي بتركهم المركز الذي أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالثبات فيه. قوله: " {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} " أي تجاوز عنهم. " {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ} " أي الذنوب، " {حَلِيمٌ} " أي: لا يعاجل بالعقوبة، "قس"(9/ 125 - 126).
(1)
بفتح الميم والهاء.
(2)
لم يسموا، "قس"(9/ 126).
(3)
جمع القاعد.
(4)
لم يسم المجيب أيضًا، "قس"(9/ 126).
(5)
قوله: (أنشدك) - بضم الشين - بالله، أي: أسألك بالله، كذا في "المجمع" (4/ 721). قوله:"فَرَّ يوم أحد" يعني والفرار منقصة عظيمة. قوله: "لم يشهدها" أي لم يحضرها، ذكره تأكيدًا، أو أراد أنه فاته فضل أهل بدر، كذا في "المرقاة" (10/ 444). قوله:"عن بيعة الرضوان" وهي البيعة التي كانت تحت الشجرة بحديبية، وفيها نزل قوله تعالى:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ} الآية، فلذا سميت ببيعة الرضوان، "لمعات"، "مرقاة"(10/ 436).
فَكَبَّرَ
(1)
. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ لأُخْبِرَكَ وَلأُبَيِّنَ لَكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَ تَحْتَهُ
(2)
بِنْتُ
(3)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ
(4)
مَرِيضَةً
(5)
، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ". وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ مِنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَإِنَّهُ لَو كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ
(6)
بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ، فَبَعَثَ عُثْمَانَ، وَكَانَ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُمْنَى:"هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ". فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ:"هَذِهِ لِعُثْمَانَ". اذْهَبْ بِهَذَا الآنَ مَعَكَ. [راجع: 3130].
"قَالَ ابْنُ عُمَرَ" في ذ: "فَقَالَ ابنُ عمرَ". "عَفَا" في عسـ: "قَدْ عَفَا". "بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ" في عسـ، ذ:"بِنْتُ النَّبِيِّ". "مِنْ بَيْعَةِ" في نـ: "عَنْ بَيْعَةِ" مصحح عليه. "وَكَانَ بَيْعَةُ" في هـ، ذ:"وَكَانَتْ بَيْعَةُ". "بِهَذَا" في سـ، حـ، ذ:"بِهَا".
===
(1)
قوله: (فكبر) أي الرجل، تعجبًا لما أجابه به ابن عمر لكونه مطابقًا لما يعتقده، "قس"(9/ 126).
(2)
أي: تحت عقده.
(3)
رقية.
(4)
أي: رقية.
(5)
في المدينة.
(6)
قوله: (لو كان أحد أعز) أي أكثر عزة من جهة العشيرة من بقية الصحابة ببطن مكة. قوله: "لبعثه مكانه" أي مكان عثمان، لكن لما فقد الأعز منه حتى امتنع عمر خوفًا على نفسه معَلِّلًا: يا رسول الله، ما لي قوم بمكة يعينوني ويحفظوني وراء ظهري. قوله:"فبعث عثمان" أي إلى مكة، فاستقبله أهله ورهطه، وركبوه قدامهم وأجاروه من تعرض أحد له،
20 - بَابٌ {إِذْ تُصْعِدُونَ
(1)
وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ
(2)
لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ
(3)
وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 153]
{تُصْعِدُونَ
(4)
} تَذْهَبُونَ، أَصْعَدَ وَصَعِدَ فَوْقَ الْبَيْتِ.
===
وقالوا: طف بالبيت لعمرتك، فقال: حاشا أني أطوف في غيبته صلى الله عليه وسلم، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان. قوله:"اذهب بهذا" أي بالجواب الذي أجبت عن مسألتك حتى يزول ما كنت تعتقده من عيب عثمان، ملتقط من "المرقاة"(10/ 446) و"قس"(9/ 127)، ومرَّ (برقم: 3698).
(1)
قوله: ({إِذْ تُصْعِدُونَ}) أي: تبالغون في الذهاب في صعيد الأرض. قوله: " {وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} " أي: ولا تلتفتون، وهي عبارة عن غاية انهزامهم وخوف عدوهم. قوله:" {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ} " يقول: إليَّ عباد الله، إليَّ عباد الله! من يكرّ فله الجنة، والجملة في موضع الحال، "قس"(9/ 127).
(2)
قوله: ({فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}) روى عبد بن حميد من طريق مجاهد قال: كان الغم الأول حين سمعوا الصوتَ أن محمَّدًا قد قُتِل. والثاني: لما انحازوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصعدوا في الجبل، فتذاكروا قتلَ من قُتِل منهم فاغتموا. قوله:" {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} " أي من الغنيمة، "ف"(7/ 364).
(3)
أي: من الجراح، "ف"(7/ 364).
(4)
سقط هذا التفسير للمستملي، كأنه يريد الإشارة إلى التفرقة بين
4067 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى الرَّجَّالَةِ
(1)
يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، وأَقْبَلُوا
(2)
مُنْهَزِمِينَ
(3)
، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ. [راجع: 3039].
21 - بَابٌ قَولُهُ: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً
(4)
نُعَاسًا
(5)
يَغْشَى
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "قَوْلُهُ" سقط في نـ. " {نُعَاسًا} " في نـ بعده: "الآية" وسقط ما بعدها.
===
الثلاثي والرباعي، فالثلاثي بمعنى ارتفع، والرباعي بمعنى ذهب، "فتح"(7/ 364).
(1)
قوله: (الرجالة) بتشديد الجيم، جمع: راجل، خلاف الفارس، وكانوا خمسين رجلًا رماة، "قس"(9/ 128).
(2)
أي: إلى المدينة، "ك"(16/ 4).
(3)
قوله: (وأقبلوا منهزمين) أي بعضهم؛ إذ فرقة استمروا في الهزيمة حتى فرغ القتال وهم قليل، وفيهم نزل:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا} [آل عمران: 155] وفرقة تحيرت لما سمعت أنه صلى الله عليه وسلم قُتِل، فكانت غاية جدهم الذبَّ عن نفسه، أو يستمرّ على بصيرته في القتال حتى يُقْتَلَ، وهم الأكثر. والثالثة: ثبتت معه صلى الله عليه وسلم، [ثم تراجعت الثانية لما عرفوا أنه عليه الصلاة والسلام حي]، "قس"(9/ 128).
(4)
أي: أنزل الله عليكم الأمن حتى يغشاكم النعاس، "بيض"(1/ 185).
(5)
بدل.
طَائِفَةً
(1)
مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ
(2)
قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ
(3)
(4)
ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ
(5)
هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ
(6)
قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ
(7)
إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ
(8)
مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}. [آل عمران: 154]
===
(1)
هم أهل الصدق، "قس"(9/ 129).
(2)
هم المنافقون، "بيض"(1/ 185).
(3)
أي: غير الظن الحق، "بيض"(1/ 185).
(4)
هو أنه تعالى لا ينصر محمدًا، "قس"(9/ 129).
(5)
أي: لرسول الله.
(6)
قوله: ({هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ}) أي هل لنا مما أمرنا الله ووعد من النصر والظفر نصيب قط. قوله: " {يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ} " أي: يقولون مظهرين أنهم مسترشدون طالبون للنصر، مبطنين الإنكارَ والتكذيبَ، "بيض"(1/ 185).
(7)
قوله: ({لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ}) أي لخرج الذين قدر الله عليهم القتلَ وكتبه في اللوح المحفوظ، إلى مصارعهم، "بيض"(1/ 186).
(8)
قوله: ({وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ}) أي ليمتحن ما في صدوركم ويظهر سرائرها من الإخلاص والنفاق، وهو علة فعل محذوف، أي: وفعل ذلك ليبتلي. قوله: " {وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} " أي ليكشفه ويميزه ويخلصه من الوساوس.
4068 -
وَقَالَ
(1)
لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ تَغَشَّاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى سقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا، يَسْقُطُ وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ. [طرفه: 4562، أخرجه: ت 3008، س في الكبرى 11198، تحفة: 3771].
بَابٌ {لَيْسَ
(2)
لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ
(3)
أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]
قَالَ حُمَيْدٌ
(4)
وَثَابِتٌ
(5)
عَنْ أَنَسٍ:. . . . . . . . . . . .
"تَغَشَّاهُ" في نـ: "يَغْشَاهُ". "وَآخُذُهُ" في نـ: "فَآخُذُهُ". "أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ" في نـ: "الآية".
===
(1)
إنما ذكر بلفظ "قال" لأنه لم يقله على طريق التحديث بل على سبيل المذاكرة، "ك"(16/ 4).
(2)
قوله: ({لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ. . .} إلخ)، عطف على قوله:{أَوْ يَكْبِتَهُمْ} ، والمعنى: إن الله مالك أمرهم، فإما أن يَكْبِتَهُم، أي: يخزيهم، والكبت شدة غيظ، أو يتوب عليهم إن أسلموا، أو يعذبهم إن أصروا، وليس لك من أمرهم شيء، ويحتمل أن يكون معطوفًا على "الأمر" أو "شيء" بإضمار "أن" أي ليس لك من أمرهم أو من التوبة عليهم أو من تعذيبهم شيء، وأن يكون "أو" بمعنى "إلا أن" أي ليس لك من أمرهم شيء إلا أن يتوب الله عليهم فتسر به، أو يعذبهم فتشفي منهم، "بيض"(1/ 179).
(3)
جملة معترضة.
(4)
وصله أحمد (3/ 253) والترمذي [برقم: 3002]، "تو"(6/ 2544).
(5)
وصله مسلم [برقم: 1791]، "تو"(6/ 2544).
شُجَّ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: "كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ". فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128].
4069 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ
(2)
: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ مِنَ الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا" بَعْدَ مَا يَقُولُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمدُ". فَأَنْزَل اللَّهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} . [أطرافه: 4070، 4559، 7346، أخرجه: س 1078، تحفة: 6940].
4070 -
وَعَنْ حَنظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عَلَى صَفْوَانَ
(3)
بْنِ أُمَيَّةَ وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو
(4)
"شَيْءٌ" زاد بعده في نـ: "أَو يَتُوبَ عَلَيْهِمْ". "مِنَ الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ" في ذ: "فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ". "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" في عسـ، نـ:"رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ".
===
(1)
على صيغة المجهول، "خ"، من الشج هو ضرب الرأس خاصة وجرحه وشقه، ثم استعمل في غيره، "مجمع"(3/ 181).
(2)
أي: عبد الله.
(3)
القرشي المكي، أسلم بعد الفتح إسلامًا حسنًا، "ك"(16/ 5).
(4)
قوله: (سهيل بن عمرو) ابن عبد شمس القرشي، كان متولي الصلح يوم الحديبية، وأسلم يوم الفتح، وحسن إسلامه، من "الكرماني"(16/ 5) و"الاستيعاب"(2/ 107، 108). قال في "الخير
وَالْحَارِثِ
(1)
بْنِ هِشَامٍ، فَنَزَلَتْ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]. [راجع: 4069، تحفة: 18669].
22 - بَابُ ذِكْرِ أُمِّ سَلِيطٍ
(2)
4071 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَسَمَ مُرُوطًا
(3)
بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَبَقِيَ مِنْهَا مِرطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِ هَذَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي عِنْدَكَ
(4)
- يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ
(5)
بِنْتَ عَلِيٍّ - فَقَالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ
(6)
"يُرِيدُونَ" في سـ، حـ، ذ:"يُرِيدُ". "فَقَالَ عُمَرُ" في نـ: "قَالَ عُمَرُ".
===
الجاري": هؤلاء الثلاثة أسلموا بعد الفتح، وحسن إسلامهم، ولعله السرُّ في نزول الآية الكريمة، انتهى.
(1)
أخو أبي جهل، أسلم يوم الفتح وصار من المحسنين في الإسلام، "ك"(16/ 5).
(2)
لا يعرف اسمها، وسيجيء ذكرها.
(3)
قوله: (مروطًا) بضمتين، أي: أكسية، وتكون من صوف، وربما كان من خزّ أو غيره، قال الكرماني: هي جمع مرط بكسر الميم، وهي الملحفة، أو الإزار، أو الثوب الأخضر، هذا كله من "المجمع"(4/ 581).
(4)
أي: في عقدك.
(5)
زوجة عمر، مرَّ بيانها (برقم: 2881).
(6)
قوله: (أم سَلِيط) بفتح المهملة وكسر اللام، كانت زوج أبي سليط، فمات عنها قبل الهجرة، فتزوجها مالك بن سنان، فولدت له أبا سعيد الخدري، "توشيح"(6/ 2545).
أَحَقُّ بِهِ - وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عُمَرُ: فَإِنَّهَا كَانَتْ تَزْفِرُ
(1)
لَنَا الْقِرَبَ
(2)
يَوْمَ أُحُدٍ. [راجع: 2881].
23 - بَابٌ قَتْلُ حَمزَةَ
(3)
4072 -
حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُجَيْنُ
(4)
بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ
(5)
، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ
(6)
قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ: هَلْ لَكَ فِي
"قَتْلُ" في نـ: "مَقْتَلُ". "حَمْزَةَ" في ذ: "حمزة بن عبد المطلب"، وفي سفـ:"قتل حمزة سيد الشهداءِ". "حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى" في نـ: "ابنُ المثَنَّى". "قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ" في ذ: "قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَدِيٍّ".
===
(1)
قوله: (تزفر) بفتح أوله وسكون الزاي وكسر الفاء، أي تحمل وزنًا ومعنى، كذا في "الفتح"(6/ 79)، ومرَّ الحديث [برقم: 2881] في "كتاب الجهاد" وفيه: قال أبو عبد الله: تزفر: تخيط.
(2)
جمع قربة.
(3)
ابن عبد المطلب، سيد الشهداء.
(4)
قوله: (حجين) بضم المهملة وفتح الجيم وسكون التحتية وبالنون، ابن المثنى البغدادي، ثم اليماني، مات سنة 205 هـ، "ك"(16/ 6).
(5)
ابن عدي بن نوفل بن عبد مناف، "ك"(16/ 6).
(6)
قوله: (حمص) بلد بالشام، يذكَّر ويؤنَّث، قال النووي، هو غير منصرف للعجمة والعَلَمية والتأنيث، وذكر الثعلبي في "العرائس": أنه نزل حمص تسع مائة رجل من الصحابة، "ك"(16/ 6 - 7).
وَحْشِيٍّ
(1)
نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ، فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ، كَأَنَّهُ حَمِيتٌ
(2)
. قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ، فَسَلَّمْنَا، فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ
(3)
بِعِمَامَتِهِ، مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لَا وَاللهِ إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ قِتَالٍ
(4)
بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ
(5)
، فَوَلَدَتْ لَهُ
(6)
غُلَامًا بِمَكَّةَ،
"قَتْلِ حَمْزَةَ" في هـ، ذ:"قَتلِهِ حَمْزَةَ". "بِيَسِيرٍ" في نـ: "يَسِيرًا" وفي نـ: "يَسِيرٌ". "أُمُّ قِتَالٍ" في هـ: "أُمُّ قِبَالٍ".
===
(1)
قوله: (وحشي) بفتح الواو وسكون المهملة وكسر المعجمة وشدة التحتية، ابن حرب ضد الصلح، كان من سودان مكة، "ك"(16/ 7).
(2)
قوله: (حَمِيْت) بفتح المهملة وكسر الميم آخره منقوطة فوقية بعد التحتية، وهو الزق الذي لا شعر عليه، وهو للسمن، ويشبَّه به الرجلُ السمينُ الجسيمُ، "ك"(16/ 7)، "الخير الجاري".
(3)
الاعتجار: لفّ العمامة على الرأس من غير أن يدورها تحت حنكه، "تو"(6/ 2547)، "ك"(16/ 7)، "خ".
(4)
قوله: (يقال لها: أم قتال) بكسر القاف وفتح الفوقية المخففة وبعد الألف لام، قاله ابن ماكولا. قال في "الفتح": وللكشميهني: "أم قبال" بموحدة بدل الفوقية، والأول أصح، قال الكرماني وتبعه البرماوي: وفي بعضها قتال بضم القاف، "قسطلاني"(9/ 135).
(5)
قوله: (العيص) بكسر المهملة الأولى وسكون التحتانية، ابن أمية بن عبد شمس أم عبيد الله المذكور آنفًا، كذا في "الكرماني"(16/ 7).
(6)
سقط لفظ "له" لأبي ذر، "قس"(9/ 136).
فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ
(1)
لَهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ، فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ. قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ
(2)
بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ، فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ
(3)
: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ - وَعَيْنَيْنِ
(4)
جَبَلٌ بحِيَالِ
(5)
أُحُدٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ - خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ، فَلَمَّا أَنِ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ
(6)
، فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ
(7)
"أَنِ اصْطَفُّوا" ثبت لفظ "أَنْ" لأبي ذر.
===
(1)
قوله: (أَسْتَرْضِعُ له) أي أطلب من يرضعه. قوله: "فناولتها" أي ناولت ذلك الغلام لتلك المرضعة. قوله: "فَلَكأني" بفتح اللام، أي: لَكَأني نظرتُ حين رأيتُ رِجْلَي ذلك الغلام، أي رجلين لك شبيهتين برجلي ذلك الغلام، وهذا يدل على كمال فراسته وحفظه، وكان ما بين الرؤيتين خمسين سنة، "خ".
(2)
مصغرًا، قال الدمياطي وتبعه في "التنقيح" (2/ 843): إنما هو طعيمة بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، "قس"(9/ 136).
(3)
ابن عدي بن نوفل، "ك"(16/ 7).
(4)
بلفظ التثنية والجمع.
(5)
بكسر المهملة وخفة التحتية بمعنى المحاذي، "ك"(16/ 8)، "خ"، "تو"(6/ 2547).
(6)
قوله: (سباع) بكسر المهملة وخفة الموحدة، ابن عبد العزى، الخزاعي، "ك"(16/ 8).
(7)
قوله: (أم أنمار) بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الميم وبعد الألف راء: أم سباع.
مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ
(1)
، أَتُحَادُّ
(2)
اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: ثُمَّ شَدَّ
(3)
عَلَيْهِ، فَكَانَ كَأَمْسِ
(4)
الذَّاهِبِ، قَالَ: وَكَمَنْتُ
(5)
لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ
(6)
حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ، قَالَ: فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ
(7)
بِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ، حَتَّى فَشَا فِيهَا الإِسْلَامُ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رُسُلًا، فَقِيلَ لِي: إِنَّهُ لَا يَهِيجُ
"وَرَسُولَهُ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "رُسُلًا" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"رَسُولًا". [قلتُ: كذا وقع في الهندية، وفي "قس" (9/ 137): "رَسُولًا" بالإفرادِ، ولأبِي ذر: "رُسُلًا" بالجمع. وفي "العيني" (12/ 114): "رَسُولًا" كذا هو في رواية أَبِي ذر وأبِي الوقت، وفي رواية غيرهما: "رُسُلًا" بالجمع. فَلْيَتَأَمَّلْ]. "فَقِيلَ لِي" في قتـ، ذ:"وَقِيلَ لِي".
===
(1)
قوله: (مُقَطِّعَة البظور) جمع البظر بالموحدة والمعجمة: لحمة فرج المرأة التي تُقْطَعُ في الختان، وكانت أم أنمار تختن النساءَ بمكة، "توشيح"(6/ 2547).
(2)
بمهملتين وشدة الدال من المحادة: المعاندة، أي: أتعاند الله، "ك"(16/ 8)، "تو"(6/ 2547).
(3)
حمزة.
(4)
كناية عن قتله، أي: قتله في الحال ولم يبق له أثر، "ك"(16/ 8)"تو"(6/ 2547).
(5)
أي: اختفيتُ، "خ".
(6)
قوله: (ثنته) بضم المثلثة وشدة النون: العانة، وقيل: ما بين السرة والعانة، ولفظ "العهدَ" منصوب، أي كان ذلك في آخر الأمر، ملتقط من "ك"(16/ 8، 9)، "تو"(6/ 2547).
(7)
أي: الأمر، "خ".
الرُّسُلَ
(1)
، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ:"أنْتَ وَحْشِيٌّ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟ ". قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا بَلَغَكَ. قَالَ: "فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي؟ ". قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ
(2)
الْكَذَّابُ، قُلْتُ: لأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئُ
(3)
بِهِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، قَالَ: فَإِذَا رَجُلٌ
(4)
قَامَ فِي ثُلْمَةِ
(5)
جِدَارٍ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ
(6)
ثَائِرُ الرَّأْسِ، قَالَ: فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ،
"مَا بَلَغَكَ" في نـ: "مَا قَدْ بَلَغَكَ". "رَجُلٌ قَامَ" في نـ: "رَجُلٌ قَائِمٌ". "فَأضَعُهَا" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"فَوَضَعْتُهَا".
===
(1)
قوله: (لا يهيج الرسلَ) بفتح التحتية، أي: لا ينالهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مكروه، "الخير الجاري".
(2)
قوله: (مسيلمة) مصغر المسلمة، ابن حبيب ضد العدو، وقيل: هو ابن ثمامة بضم المثلثة، الحنفي الكذاب، ادعى النبوة، وكان صاحبَ نِيرَنْجات، وهو أول من أدخل البيضة في القارورة، وجمع جموعًا من بني حنيفة وغيرهم، وقصد قتال الصحابة رضي الله عنهم على إثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجهّز إليه أبو بكر الجيشَ، وأمّر عليهم خالدَ بنَ الوليد فقاتلوه فقتلوه، "ك"(16/ 9).
(3)
أي: أساوي، "تو" (6/ 2548). [وفي "قس" (9/ 137): أواسيه به].
(4)
مسيلمة، "قس"(9/ 137).
(5)
بضم المثلثة: فرجة المكسور، "خ".
(6)
قوله: (أَوْرَق) وهو الإبل الذي في لونه بياض إلى سواد. والهامة:
قَالَ: وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ
(1)
مِنَ الأَنْصَارِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ
(2)
. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ: فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ: وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ
(3)
. [تحفة: 11793].
24 - بَابُ مَا أَصَابَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجِرَاحِ يَوْمَ أُحُدٍ
(4)
4073 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَّى قَوْمٍ فَعَلُوا بِنَبِيِّهِ - يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِهِ
(5)
-،
"وَوَثَبَ" في نـ: "فَوَثَبَ". "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في عسـ، ذ:"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "رَسُولُ اللَّهِ" في قتـ، ذ:"النَّبِيُّ".
===
الرأس، وكان وحشي يقول: قتلت في كفري خيرَ الناس، وفي إسلامي شر الناس، "ك"(16/ 9).
(1)
هو: عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، وقيل: عدي بن سهل، وقيل: زيد بن الخطاب، وقيل: أبو دجانة، "تو"(6/ 2548)، والأول أشهر، "قس"(9/ 137).
(2)
رأسه، "ك"(16/ 9).
(3)
هو: وحشي، "ك"(16/ 10).
(4)
قوله: (ما أصاب النبيَّ صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد) قال عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري: ضُرِبَ وجهُ النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بالسيف سبعين ضربة، وقاه الله شرَّها كلها، قاله السيوطي في "التوشيح"(6/ 2548).
(5)
قوله: (يشير إلى رباعيته) أي اليمنى السفلى، والرَّباعية بفتح الراء وتخفيف الموحدة: السنّ التي تلي الثنية من كل جانب، وللإنسان أربع
اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
(1)
". [أخرجه: م 1793، تحفة: 14717].
4074 -
حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَبِيلِ اللَّهِ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا
(2)
وَجْهَ نَبِيِّ اللَّهِ. [طرفه: 4076، تحفة: 6170].
"يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "حَدَّثَنِي مَخْلَدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مَخْلَدُ". "حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ" في ذ: "أَخْبَرَنَا ابن جريجٍ"، وفي نـ:"حَدَّثَنَا ابن جريجٍ". "قَالَ: اشْتَدَّ" في نـ: "قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اشْتَدَّ". "نَبِيِّ اللَّهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم".
===
رباعيات، وكان الذي كسر رباعيتَه عتبةُ بنُ أبي وقاص، وجرح شفتَه السفلى، ومن ثم لم يولد من نسله ولد يبلغ الحنثَ إلا وهو أبخر أو أهتم، أي: مكسور الثنايا، يُعْرَف ذلك في عقبه
(1)
، "قس"(9/ 138 و 6/ 435).
(1)
قوله: (يقتله رسول الله في سبيل الله) قيد به احترازًا عمن يقتله في حدّ أو قصاص؛ فإن من قتله في سبيل الله كان هو قاصدًا لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن قلت: هل قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أحدًا؟ قلت: نعم، قتل أُبَيَّ بنَ خلف الجمحي، [انظر:"ك"(16/ 10)].
(2)
قوله: (دَمّوا) بفتح الدال المهملة والميم المشدَّدة، أي: جرحوا، "قسطلاني"(9/ 139).
(1)
في الأصل: "في عتبة".
بَابٌ
(1)
4075 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
(2)
: أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، وَهُوَ يُسْأَلُ
(3)
عَنْ جُرْحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَعْرِفُ مَنْ كَانَ يَغْسِلُ جُرْحَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ كَانَ يَسْكُبُ
(4)
الْمَاءَ وَبِمَا دُووِيَ
(5)
، قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ بنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَغْسِلُهُ، وَعَلِيٌّ يَسْكُبُ الْمَاءَ بِالْمِجَنِّ
(6)
، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً أَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ، فَأَحْرَقَتْهَا فَأَلْصَقَتْهَا فَاسْتَمْسَكَ
(7)
الدَّمُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ
(8)
(9)
"وَعَلِيٌّ" في عسـ: "وَعَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ". "فَأَلْصَقَتْهَا" كذا في قتـ، نـ، وفي نـ:"وَأَلْصَقَتْهَا".
===
(1)
بالتنوين بغير ترجمة فهو كالفصل من سابقه، وسقط لأبي ذر، "قس"(9/ 139).
(2)
اسمه: سلمة بن دينار.
(3)
قوله: (وهو يُسأَلُ) وهو على صيغة المجهول، وكذا "دُووِيَ" فيما بعد، وكذا "كُسِرَت رباعيتُه، وجُرِح، وكُسِرَت البيضة"، "الخير الجاري".
(4)
أي: يَصُبُّ.
(5)
من المداواة.
(6)
بكسر الميم: الترس، "ق" (ص: 1136).
(7)
فعل لازم.
(8)
بفتح الراء وخفة الموحدة، "توشيح"(6/ 2548).
(9)
قوله: (كُسِرَت رَباعيته) هو بوزن ثمانية، رماه عتبة بن أبي وقاص فكسرت السفلى وجرح شفته السفلى، ولم يكسر رباعيته من أصلها بل ذهبت
يَوْمَئِذٍ، وَجُرِحَ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتِ الْبَيْضَةُ
(1)
عَلَى رَأْسِهِ. [راجع: 243، أخرجه: م 1790، تحفة: 4781].
4076 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِيثَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ نَبِيٌّ، وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ. [راجع: 4074].
"حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ". "حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ" في نـ: "أَنَا ابنُ جُرَيْجٍ". "رَسُولِ اللَّهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم".
===
منها فلقة، وابن شهاب شجَّه في وجهه
(1)
، كذا في "المجمع" (2/ 285). قال الحلبي في "سيرته" (2/ 513): وكُسِرَت البيضة، أي: الخُوذَة على رأسه صلى الله عليه وسلم، وَشُجَّ وجهُه الشريفُ [شَجَّه] عبدُ الله بنُ شهاب الزهري، فإنه أسلم بعد ذلك، وهو جد الإمام الزهري، انتهى. قال الكرماني (16/ 11): فيه وقوع الابتلاء والأسقام بالأنبياء عليهم السلام لينالوا جزيل الأجر ولتعرف أممهم ذلك، فيأتَسُوا بهم، وليعلموا أنهم من البشر تصيبهم محنُ الدنيا
(2)
وما يطرأ على الأجسام، وليتيقَّنوا أنهم مخلوقون، فلا يفتتنوا بما ظهر على أيديهم من المعجزات. وفيه استحباب لبس البيضة وغيرها. وفيه إثبات المداواة، وأنه لا يقدح في التوكل؛ لأنه صلى الله عليه وسلم فعل مع قول الله تعالى:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: 58].
(1)
هي التي يستر بها الرأس في الحرب، "قس".
(1)
في "المجمع": "في جبهته".
(2)
في الأصل: "يصيبهم من الدنيا".
25 - بَابٌ {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [آل عمران: 172].
4077 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا
(2)
لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172]، قَالَتْ لِعُرْوَةَ: يَا ابْنَ أُخْتِي
(3)
كَانَ أَبُوكَ مِنْهُمُ الزُّبَيْرُ وَأَبُو بَكْرٍ، لَمَّا أَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَانْصَرَفَ عَنْهُ الْمُشرِكُونَ خَافَ أَنْ
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ". "حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ" في نـ: "أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ". "كَانَ أَبُوكَ" في عسـ: "كَانَ أَبَوَاكَ". "رَسُولَ اللَّهِ" في ذ: "نَبِيَّ اللهِ". "فَانْصَرَفَ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَانْصَرَفَ". "عَنْهُ الْمُشْرِكُونَ" لفظ "عنه" ثبت في هـ، ذ.
===
(1)
ابن عروة.
(2)
قوله: ({الَّذِينَ اسْتَجَابُوا. . .} إلخ) صفة للمؤمنين، أو نصب على المدح، أو مبتدأ خبره:" {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} " بجملته، و" {مِنْ} " للبيان، والمقصود من ذكر الوصفين المدحُ والتعليل لا التقييد؛ لأن المستجيبين كلَّهم محسنون مُتّقون. روي أن أبا سفيان وأصحابه لما رجعوا فبلغوا الروحاء، ندموا وهمُّوا بالرجوع، فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فندب أصحابه للخروج في طلبه، وقال: لا يخرجنَّ معنا إلا من حضر يومنا بالأمس، فخرج صلى الله عليه وسلم مع جماعة حتى بلغوا حمراء الأسد وهي على ثمانية أميال من المدينة، وكان بأصحابه القرحُ، فتحاملوا على أنفسهم حتى لا يفوتَهم الأجرُ، وألقى الله الرعبَ في قلوب المشركين فذهبوا فنزلت، "بيضاوي"(1/ 190).
(3)
قوله: (يا ابن أختي) وذلك لأن عروة ابن أسماء أخت عائشة، والزبير كان أباه، "وأبو بكر" عطف على "أبوك"، وفي بعضها:"أبواك"، فأبو بكر عطف على الزبير، وأطلق الأب على أبي بكر وهو جده مجازًا.
يَرْجِعُوا فَقَالَ: "مَنْ يَذْهَبُ فِي إِثرِهِمْ؟ ". فَانْتَدَبَ
(1)
مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، قَالَ
(2)
: كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ
(3)
. [أخرجه: م 2418، تحفة: 17208، 16363].
26 - بَابُ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ
مِنْهُمْ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَالْيَمَانُ
(4)
، وَالنَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ
(5)
وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ.
4078 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا نَعْلَمُ حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ أَكْثَرَ شَهِيدًا. . . . . . . . . .
"فقَالَ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"قَالَ". "قَالَ: كَانَ فِيهِمْ" لفظ "قَالَ" سقط في نـ. "وَالنَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ" كذا في نـ، وفي نـ:"وَأَنَسُ بنُ النَّضْرِ". "حَدَّثَنِي عَمْرُو" في نـ: "حَدَّثَنَا عَمْرُو".
===
(1)
أي: فأجاب، "قس"(9/ 141).
(2)
عروة.
(3)
وعمر، وعثمان، وعلي، وعمار، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو حذيفة، وابن مسعود، وعبد الرحمن بن عوف، "قس"(9/ 141).
(4)
والد حذيفة.
(5)
هو سهو، والصواب أنس بن النضر، "ك"(16/ 12)، وهو عم أنس بن مالك كما ذكره أبو نعيم وابن عبد البر وغيرهما، ولأبي ذر:"النضر بن أنس" وهو خطأ، والصواب الأول، "قس"(9/ 142).
(6)
الدستوائي.
أَعَزَّ
(1)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ قَتَادَةُ
(2)
: وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّهُ قُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُونَ، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَبْعُونَ، وَيَوْمَ الْيَمَامَةِ سَبْعُونَ، قَالَ: وَكَانَ
(3)
بِئْرُ مَعُونَةَ
(4)
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَيَوْمُ الْيَمَامَةِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ
(5)
. [تحفة: 1375].
4079 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: "أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا
(6)
لِلْقُرْآنِ؟ ". فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ
"أَعَزَّ" في هـ، عسـ، ذ:"أَغَرَّ". "عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم".
===
(1)
قوله: (أعز) من العزة، وفي بعضها:"أغر" بإعجام الغين. فإن قلت: ما تعلُّقه بما قبله؟ قلت: صفة أو بدل أو عطف، وجاء حذف العطف كما في:"التحيات المباركات". قوله: "بئر معونة" بفتح الميم وضم المهملة وبالنون، قد قُتِل ثمة القومُ المشهورون بالقراء. "واليمامة" مدينة باليمن على مرحلتين من الطائف، هذا كله في "الكرماني"(16/ 12 - 13).
(2)
هو موصول بالإسناد المذكور، وأراد بذلك الاستدلال على صحة قوله الأول، "فتح"(7/ 375).
(3)
هو كلام قتادة، "تو"(6/ 2550).
(4)
موضع ببلاد هذيل بين مكة وعُسفان، كذا في "المدارج"، ومرَّ بيانه مرارًا، وسيجيء (في ك: 64، ب: 28، برقم: 4086).
(5)
مرَّ (برقم: 3620، و 3621).
(6)
قوله: (أيهم أكثر أخذًا)، أي: أيهم أعلم، كذا في "الكرماني"(16/ 13)، ومرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 1343) في "الجنائز".
إِلَى أَحَدٍ، قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقَالَ: "أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ
(1)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ". وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا. [راجع: 1343].
4080 -
وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ
(2)
: عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي
(3)
جَعَلْتُ أَبْكِي وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَجَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَوْنِّي وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَنْهَ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَبْكِيهِ - أَوْ مَا تَبْكِيهِ
(4)
-، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ". [راجع: 1244].
"سَمِعْتُ جَابِرًا" في قتـ: "سَمِعْتُ جَابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ". "وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "وَالنَّبِيُّ عليه السلام". "لَا تَبْكِيهِ" في عسـ، ذ:"لَا تَبْكِه". "حَتَّى رُفِعَ" في نـ: "حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ".
===
(1)
أراقب أحوالهم وشفيع لهم، "قس"(9/ 143).
(2)
هشام بن عبد الملك الطيالسي.
(3)
هو عبد الله.
(4)
قوله: (أَوْ ما تبكيه) ما نافية، قاله في "الخير الجاري". وقال الكرماني (16/ 13):"ما" للاستفهام، ومرَّ في "باب ما يكره من النياحة"، لكن ثمة روي أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمة عبد الله: لِمَ تبكي، أَوْ: لا تبكي، وههنا قاله لجابر، انتهى. فعلى هذا قوله:"لا تبكيه" بإثبات الياء لا يصح إلا أن يقال: إن الياء حصل بإشباع كسر الكاف، ويفهم من بعض الحواشي أن المخاطب ههنا أيضًا عمته، والله أعلم. والمعنى: تبكي عليه أو لا، فإن الملائكة قد أظلته بأجنحتها فلا ينبغي البكاء لأجله؛ لحصول هذه المنزلة له، بل ينبغي أن يفرح بذلك، ومرَّ (برقم: 1293).
4081 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى - أُرَى
(1)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ أَنِّي هَزَزْتُ
(2)
سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا
(3)
بَقَرًا وَاللَّهُ خَيْرٌ
(4)
، فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ". [راجع: 3622].
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ". "أُرَى" في نـ: "أُرَاهُ". "رَأَيْتُ" في هـ، ذ:"أُرِيتُ". "سَيْفًا" في هـ، ذ:"سَيْفِي".
===
(1)
بالضم، أي: أظن، وقائل ذلك البخاريُّ، "توشيح"(6/ 2552)، "خ".
(2)
قوله: (أني هززت) بفتح الهاء والزاي الأولى وسكون الثانية. و"السيف" هو ذو الفقار. وفي رواية عروة: كان الذي رأى بسيفه ما أصاب وجهَه. وعند ابن هشام: وأما الثلم في السيف فهو رجل من أهل بيتي يُقْتَل، كذا في "القسطلاني"(9/ 145).
(3)
أي: في رؤياي، "قس"(9/ 145).
(4)
قوله: (والله خير) مبتدأ وخبرٌ، أي: وصنع الله خير، أو: والله عنده خير، كذا في "التوشيح" (6/ 2552). قال الكرماني (16/ 14): قال القاضي: ضبطنا: والله خير برفع الهاء والراء على المبتدإ والخبر، أي: ثواب الله خير، أي ما صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا. قال النووي: جاء في رواية: "رأيت بقرًا تُنْحَر"، وبهذه الزيادة يتم تأويل الرؤيا، إذ نحر البقر هو قتل الصحابة بأُحد، انتهى. ومرَّ الحديث مع
4082 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ونَحْنُ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ
(1)
، فَوَجَبَ
(2)
أَجْرُنَا
(3)
عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى - أَوْ
(4)
ذَهَبَ - لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ
(5)
شَيْئًا، كَانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قُتِلَ
(6)
يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا نَمِرَةً
(7)
كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غُطِّيَ بِهَا رِجْلَاهُ خَرَجَ رَأْسُهُ، قَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ الإِذْخِرَ". أَوْ قَالَ: "أَلْقُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ". وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ
(8)
لَهُ ثَمَرَتُهُ
"رِجْلَاهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"رِجْلَيْهِ". "قال لنا" في نـ: "فقال لنا". "واجعلوا على رجليه" في نـ: "واجعلوا". "من الإذخر" لفظ "مِنْ" سقط في نـ.
===
بيانه [برقم: 3622] في آخر "باب علامات النبوة".
(1)
أي: رضاه، "مرقاة"(10/ 575).
(2)
أي: ثبت.
(3)
أي: الدنيوي والأخروي، "مرقاة"(10/ 575).
(4)
شك الراوي.
(5)
قوله: (لم يأكل من أجره)، أي: الدنيوي "شيئًا"، أي من الغنائم ونحوها مما تناولها من أدرك زمنَ الفتوح، فيكون أجره كاملًا، فالمراد بالأجر، ثمرته، فليس مقصورًا على أجر الآخرة، "مرقاة"(10/ 575).
(6)
أي: استشهد.
(7)
قوله: (إلا نمرة) بفتح نونٍ فكسر ميم، أي: كساء غليظ فيه خطوط بيض وسود، كذا في "المرقاة شرح المشكاة"(10/ 575) لعلي القاري رحمه الله، ومرَّ الحديث مرارًا مع بيانه الكافي.
(8)
أدركت ونضجت.
فَهُوَ يَهْدِبُهَا
(1)
. [راجع: 1276].
27 - بَابٌ
(2)
أُحُدٌ
(3)
يُحِبُّنَا
قَالَهُ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
4083 -
حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ". [راجع: 371، أخرجه: م 1393، تحفة: 1325].
"يُحِبُّنَا" زاد بعده في نـ: "وَنُحِبُّهُ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
قوله: (فهو يهدبها) هو بضم دال وكسرها، أي: يجتنيها، والمراد من الأجر أعم من الآخرة؛ إذ المصعب لم يأخذ من الدنيا شيئًا، وأما الآخرة فمدخرة له، قال النووي: هو بضم دال وكسرها، هو كناية عما فُتِح عليهم من الدنيا، أي: عُجل ثوابه، والمضارع لاستمرار الماضية والآتية استحضارًا له، كذا في "المجمع"(5/ 153)، ومرّ بيانه مرارًا.
(2)
بالتنوين، "قس"(9/ 146).
(3)
قوله: (أحد) هو اسم مرتجل لهذا الجبل، وقال السهيلي: سُمي به لتوحده وانقطاعه عن جبال أخرى هنا، قال أيضًا: هو مشتق من الأحدية، وحركات حروفه الرفعُ، قاله القسطلاني (9/ 146). قوله:"يحبنا"، أي: يحبنا أهلُه وهم أهل المدينة، ويحتمل أن تُسْنَدَ المحبةُ إليه حقيقة بأن يخلقها الله فيه، والله على كل شيء قدير، قاله الكرماني (16/ 15). قال السيوطي في "التوشيح" (6/ 2553): لا مانع من حمله على الحقيقة، وإمكانُ المحبة من الجبل كإمكان التسبيح، وقيل: هو على حذف أهل، ويردّه ما ورد: وعير جبل يبغضنا ونبغضه، انتهى.
4084 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ فَقَالَ: "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي حَرَّمْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا
(1)
". [راجع: 371، أخرجه: م 1365، ت 3922، تحفة: 1116].
4085 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "إِنِّي فَرَطٌ
(2)
لَكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي لأَنْظُرُ
(3)
إِلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ
(4)
- أَوْ مَفَاتِيحَ
"حَرَّمْتُ" زاد بعده في نـ: "المدينةَ"، مصحح عليه. "حَدَّثَنِي" في نـ:"حَدَّثَنَا".
===
(1)
قوله: (لابتيها) بتخفيف الموحدة تثنية لابة، وهي الحرة، والمدينة بين حرتين، ومراده الحرمة والتعظيم فقط لا وجوب الجزاء، "قس"(9/ 148)، ومرَّ بيانه [برقم: 1869] في "فضائل المدينة".
(2)
قوله: (فرط) بفتحتين، أي: متقدمكم إليه، فَرَطَ فهو فارط، وفَرَطٌ: إذا تقدم وسبق القومَ ليرتاد لهم الماءَ، ويهيأ لهم الدلاء والأرشيةَ، وهو إشارة إلى قرب وصاله. قوله:"أنا شهيد عليكم"، أي: أشهد عليكم بأعمالكم فكأني باق، "مجمع"(4/ 127)، ومرَّ الحديث مع متعلقاته [برقم: 1344] في "الجنائز"، [وبرقم: 4042].
(3)
نظرًا حقيقيًّا بطريق الكشف، "قس"(9/ 149).
(4)
فيه إشارة إلى ما فتح على أمته من المدن والخزائن [من] بعده، "قس"(3/ 485).
الأَرْضِ -، وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا
(1)
فِيهَا". [راجع: 1344].
28 - بَابُ غَزْوَةُ الرَّجِيعِ
(2)
، وَرِعْلٍ
(3)
، وَذَكْوَانَ، وَبِئْرِ مَعُونَةَ
(4)
،
"وَلَكِنِّي" في حـ، سـ، ذ:"وَلَكِنْ".
===
(1)
قوله: (أن تنافسوا) بحذف إحدى تائيه، أي: ترغبوا على وجه المعارضة والانفراد، "فيها" أي في الخزائن أو في الدنيا، "مجمع"(4/ 777).
(2)
قوله: (غزوة الرجيع) بفتح الراء وكسر الجيم وبعد التحتية عين مهملة، اسم لموضع من بلاد هذيل، كانت الواقعة بالقرب منه في صفر سنة أربع، "قس"(9/ 149).
(3)
قوله: (ورعل) بكسر الراء وسكون المهملة وباللام، "وذكوان" بفتح المعجمة وسكون الكاف وبالواو والنون: قبيلتان من بني سُليم بضم المهملة وفتح اللام، قاله الكرماني (16/ 15 - 16).
(4)
قوله: (بئر معونة) بفتح الميم وضم المهملة ونون: موضع في بلاد هذيل بين مكة وعسفان. و"عضل" بفتح المهملة ثم المعجمة ولام: بطن من بني الهون. "والقارة" أكمة سوداء فيها حجارة [سود] نزلوا عندها. وقصة عضل والقارة كانت في غزوة الرجيع لا في بئر معونة، والأولى في آخر سنة ثلاث، والثانية في أول سنة أربع. وذكر الواقدي أن خبرهما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة، "توشيح"(6/ 2554 - 2555).
قال الكرماني (16/ 16 - 17): فإن قلت: هذا المذكور كله غزوة واحدة أو أكثر؟ قلت: غزوتان، إحداهما: غزوة الرجيع، وقاتل فيه هذيل عاصمًا وخبيبًا وأصحابهما. والثانية: بئر معونة، وقاتل فيه رعل وذكوان القومَ المشهورين بالقراء من الصحابة. فإن قلت: أين في الباب حديث
وَحَدِيثُ عَضَلٍ
(1)
، وَالْقَارَةِ
(2)
، وَعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ وَخُبَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ: أَنَّهَا بَعْدَ أُحُدٍ.
4086 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو
(3)
بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً عَيْنًا
(4)
(5)
، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ - وَهُوَ جَدُّ
(6)
عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -،
"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ" مصحح عليه. "سَرِيَّةً" في هـ، ذ:"بِسَرِيَّةٍ".
===
عضل؟ قلت: هو أصل قصة الرجيع، وذلك أن رهطًا من العضل والقارة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا نفرًا
(1)
يعلّموننا شرائع الإسلام، فبعث معهم بعضًا من أصحابه عاصمًا وغيره، حتى إذا كانوا على الرجيع -[ماء] لهذيل - غدروا بهم فاستصرخوا عليهم هذيلًا فقتلوهم، انتهى ما قاله الكرماني، وكذا في "الخير الجاري".
(1)
بفتحتين: قبيلة من بني الهون.
(2)
بالقاف وخفة الراء، قبيلة من بني الهون أيضًا، "خ".
(3)
بالواو، وقيل: بدونها، ابن أسيد.
(4)
بدل.
(5)
جاسوسًا.
(6)
هكذا عند بعضهم، وأما الأكثرون فيقولون: هو خاله لا جده، "ك"(16/ 17).
(1)
في الأصل: "معنا القراء".
فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ عُسْفَانَ
(1)
(2)
وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ، فَتَبِعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى أَتَوْا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ تَزَوَّدُوهُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ
(3)
، فَتَبِعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ، فَلَمَّا انْتَهَى عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَؤُوا إِلَى فَدْفَدٍ، وَجَاءَ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ، فَقَالُوا: لَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا أَلَّا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا. فَقَالَ عَاصِمٌ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا رَسُولَكَ. فَقَاتَلُوهُمْ فَرَمَوهُمْ حَتَّى قَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ بِالنَّبْلِ
(4)
، وَبَقِيَ خُبَيْبٌ،
"إِذَا كَانَ" في هـ، ذ:"إِذَا كَانُوا". "أَلَّا نَقْتُلَ" في نـ: "أَنْ لَا نَقْتُلَ". "رَسُولَكَ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"نَبِيَّكَ".
===
(1)
موضع على مرحلتين من مكة.
(2)
قوله: (عُسْفان) بضم المهملة الأولى وسكون الثانية وبالفاء. قوله: "ذكروا" بلفظ المجهول، و"هذيل" بضم الهاء وفتح المعجمة وسكون التحتية، و"لحيان" بكسر اللام وإسكان المهملة وبالتحتية وبالنون، كذا في "الكرماني" (16/ 16). قوله:"لجأُوا" إليه، قال في "القاموس" (ص: 61): لجأ إليه، كمنَع وفَرِح: لاذ. قوله: "إلى فدفد" بفتح الفائين وسكون المهملة الأولى: الرابية المشرفة
(1)
، كذا في "الكرماني"، (6/ 17).
(3)
اسم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(4)
وهو: السهم.
(1)
في الأصل: "الزاوية المشرفة".
وَزَيْدٌ
(1)
وَرَجُلٌ آخَرُ، فَأَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ، فَلَمَّا أَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ نَزَلُوا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا. فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُمَا: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَقَتَلُوهُ، وَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدٍ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، فَاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا حَتَّى إِذَا أَجْمَعُوا
(2)
قَتْلَهُ اسْتَعَارَ مُوسَى
(3)
مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ لِيَسْتَحِدَّ بِهَا
(4)
فَأَعَارَتْهُ، قَالَتْ: فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي فَدَرَجَ
(5)
إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ فَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَ ذَاكَ مِنِّي، وَفِي يَدِهِ الْمُوسَى فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ ذَلكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَكَانَتْ تَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ
(6)
عِنَبٍ، وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ،
"لِيَسْتَحِدَّ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"وَاسْتَحَدَّ". "ذَاك" في نـ: "ذَلِكَ". "أتَخْشَيْنَ" في هـ، ذ:"أَتَحْسَبِينَ".
===
(1)
قوله: (وزيد) هو ابن الدثنة بفتح المهملة وكسر المثلثة وبالنون. والرجل الثالث هو: عبد الله بن طارق، كذا في "الكرماني"(16/ 17).
(2)
أي: عزموا وأرادوا.
(3)
جاز صرفه وتركه، هو آلة الحلق.
(4)
قوله: (لِيَستَحِدَّ بها) الاستحداد: حلق شعر العانة. و"موسى" جاز صرفُه لأنه مِفْعل، وتركُه لأنه فُعلى.
(5)
أي: مشى، "قاموس" (ص: 185).
(6)
قوله: (قطف) بكسر القاف وسكون المهملة وبالفاء: عنقود.
وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا كَانَ إِلَّا رِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ، فَخَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ، لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ تُرَوْا
(1)
أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ
(2)
مِنَ الْمَوْتِ، لَزِدْتُ. فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ رَكْعَتَيْنِ
(3)
عِنْدَ الْقَتْلِ هُوَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا
(4)
، ثُمَّ قَالَ:
مَا إِنْ أُبَالِي
(5)
حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
…
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
"إِلَّا رِزْقٌ" في نـ: "إِلَّا رِزْقًا". "دَعُونِي أُصَلِّي" في هـ، ذ:"دَعُونِي أُصَلِّ". "مَا بِي جَزَعٌ" في هـ: "مَا بِي مِنْ جَزَعٍ". "ثُمَّ قَالَ" سقط في نـ. "مَا إِنْ أُبَالِي" في حـ، سـ، ذ:"وَمَا إِنْ أُبَالِي"، وفي هـ، ذ:"فَلَسْتُ أُبَالِي"، وفي نـ:"وَلَسْتُ أُبَالِي".
===
(1)
قوله: (لولا أن تروا) بضم التاء أي لولا أن تظنوا، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 3045] في "الجهاد"، "خ".
(2)
نقيض الصبر.
(3)
قوله: (أول من سَنَّ ركعتين) واستشكل بأن السنة إنما هي أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله؛ وأجيب: بأنه فَعَلَهُما في حياته صلى الله عليه وسلم واستحسنهما، "قسطلاني"(9/ 153).
(4)
أي: لا تبق منهم أحدًا.
(5)
قوله: (ما إن أبالي) بضم الهمزة، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"وما إن أبالي"، ما نافية، وإن بكسر الهمزة نافية للتأكيد، وله عن الكشميهني:"فلست أبالي"، وفي نسخة من اليونينية: ولست أبالي، "قس"(9/ 154). و"الْمَصْرَع" موضع سقوط الميت. و"الأوصال" جمع وصل، وهو العضو. و"الشلو" بكسر المعجمة: الجسد. قوله: "ممزّع" بزاي فمهملة، أي مقطع. قوله:"من الدبر" بفتح المهملة وسكون الموحدة، الزنابير، وقيل: ذكور النحل، ولا واحد له من لفظه. قوله:"فحمته" بفتح
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ
(1)
الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ .... يُبَارِكْ
(2)
عَلَى أَوْصَالِ
(3)
شِلْوٍ
(4)
مُمَزَّعِ
(5)
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى عَاصِمٍ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ يَعْرِفُونَهُ، وَكَانَ عَاصِمٌ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِثْلَ الظُّلَّةِ
(6)
مِنَ الدَّبْرِ
(7)
، فَحَمَتْهُ
(8)
مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ. [راجع: 3045].
4087 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(9)
،
"وَذَلِكَ" في نـ: "وَذَاكَ". "وَبَعَثَتْ" في نـ: "وَبَعَثَ". "وَكَانَ عَاصِمٌ قَتَلَ" في نـ: "وَكَانَ قَتَلَ". "فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيهِمْ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيهِ". "حَدَّثَنِي" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا".
===
المهملة والميم: منعته، فلم يقدروا منه على شيء. زاد ابن إسحاق: وكان عاصم أعطى الله عهدًا أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركًا أبدًا، فكان عمر يقول لما بلغه خبره: حفظ الله العبدَ المؤمن بعد وفاته كما حفظه في حياته، كذا في "التوشيح"(6/ 2558)، ومرَّ الحديث [برقم: 3989].
(1)
أي: في وجه الله وطلب ثوابه.
(2)
مجزوم على الجزاء.
(3)
جمع وصل.
(4)
بكسر المعجمة: الجسد، "تو"(6/ 2557).
(5)
أي: مقطَّع.
(6)
أي: السحابة، "تو"(6/ 2558).
(7)
ذكور النحل، "ك"(16/ 18).
(8)
أي: عصمته.
(9)
ابن عيينة.
عَنْ عَمْرٍو: سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: الَّذِي قَتَلَ خُبَيْبًا هُوَ أَبُو سَرْوَعَةَ
(1)
. [تحفة: 2542].
4088 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبْعِينَ رَجُلًا لِحَاجَةٍ، يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فَعَرَضَ لَهُمْ حَيَّانِ
(2)
مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ: رِعْلٌ وَذَكْوَانُ، عِنْدَ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ مَعُونَةَ
(3)
، فَقَالَ الْقَوْمُ: وَاللهِ مَا إِيَّاكُمْ أَرَدْنَا، إِنَّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ
(4)
فِي حَاجَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَتَلُوهُمْ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، وَذَلِكَ بَدْءُ الْقُنُوتِ، وَمَا كُنَّا نَقْنُتُ.
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَسَأَلَ رَجُلٌ أَنَسًا عَنِ الْقُنُوتِ: أَبَعْدَ الرُّكُوعِ، أَوْ عِنْدَ فَرَاغٍ مِنَ الْقِرَاءَةِ؟ قَالَ: لَا، بَلْ عِنْدَ فَرَاغٍ مِنَ الْقِرَاءَةِ
(5)
. [راجع: 1001، تحفة: 1050].
"عَلَيْهِمْ شَهْرًا" في نـ: "شَهْرًا عَلَيْهِمْ".
===
(1)
قوله: (سروعة) بكسر المهملة الأولى وفتحها وسكون الراء، كنية عقبة بن الحارث، "ك"(16/ 19)، "خ"، "تو"(6/ 2558)، "قس"(9/ 154). وقد يضم الراء، أسلم بعد الفتح.
(2)
تثنية حي، "تو"(6/ 2559).
(3)
واقعة بين مكة وعسفان، كما مرَّ (برقم: 4078).
(4)
بالجيم والزاي.
(5)
قوله: (لا، بل عند فراغ من القراءة) قال الكرماني (16/ 19): فإن قلت: هذا دليل على أن القنوت قبل الركوع؟ قلت: يعارضه الحديث الذي بعده، انتهى، ومرَّ (برقم: 1001، 1002).
4089 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ. [راجع: 1001، أخرجه: م 677، س 1077، جه 1243، تحفة: 1354].
4090 -
حَدَّثَنِي عَبدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لِحْيَانَ
(1)
اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَدُوٍّ، فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ، كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ، وَغَدَرُوا بِهِمْ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ: عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لِحْيَانَ. قَالَ أَنَسٌ: فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا، ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ
(2)
: "بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا، أَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا".
وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ" في قتـ، ذ:"قَنَتَ النَّبِيُّ". "أَحْيَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ" في نـ: "أَحْيَاءٍ مِنَ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ"، مصحح عليه. "حَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى" في نـ:"حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى". "عَلَى عَدُوٍّ" في هـ، ذ:"عَلَى عَدُوِّهِمْ". "يَحْتَطِبُونَ" في هـ، ذ:"يَحْطِبُونَ". "عَنْ أَنَسِ" في نـ: "أَنَّ أَنَسَ".
===
(1)
قال ابن حجر: ذكرهم في هذه القصة وهم، إنما كانوا في قصة خبيب في غزوة الرجيع، "توشيح"(6/ 2559).
(2)
أي: نسخت تلاوته، "قس"(9/ 157)، ومرَّ (برقم: 2801) وسيجيء قريبًا.
قَنَتَ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ: عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لِحْيَانَ. [راجع: 1001، تحفة: 1203].
زَادَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ: أَنَّ أُولَئِكَ السَّبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ. قُرْآنًا
(1)
: كِتَابًا نَحْوَهُ
(2)
. [تحفة: 1203].
4091 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خَالَهُ
(3)
- أَخٌ لأُمِّ سُلَيْمٍ
(4)
- فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا، وَكَانَ رَئِيسَ الْمُشْرِكِينَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ،. . . . . . . . . . . . .
"ابْنُ زُرَيْعٍ" في ذ: "يَزِيدُ بنُ زُرَيعٍ". "أَخٌ لأُمِّ سُلَيْمٍ" في سـ، حـ، ذ:"أَخًا لأُمِّ سُلَيْمٍ".
===
(1)
قوله: (قرآنًا) بضم القاف وسكون الراء، "قس" (9/ 157). قال الكرماني (16/ 20): غرضه تفسير القرآن بالكتاب، وفي بعضها بلفظ الماضي. قوله:"نحوه" أي نحو ما تقدم في الطريقة السابقة، انتهى، ومرَّ الحديث غير مرة.
(2)
أي: نحو رواية عبد الأعلى عن يزيد، "تو"(6/ 2559).
(3)
قوله: (بَعَثَ خالَه) الضمير لأنس أو للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان خالَه إما من جهة الرضاعة أو من جهة النسب وإن كان بعيدًا، واسمه حرام ضد الحلال، "ك"(16/ 20).
(4)
وهي أم أنس.
خَيَّرَ
(1)
(2)
بَيْنَ ثَلَاثِ خِصَالٍ، فَقَالَ: يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ وَلِي أَهْلُ الْمَدَرِ، أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ، أَوْ أَغْزُوكَ بِأَهْلِ غَطَفَانَ
(3)
بِأَلْفٍ وَأَلْفٍ، فَطُعِنَ
(4)
عَامِرٌ فِي بَيْتِ أُمِّ فُلَانٍ، فَقَالَ: غُدَّةٌ
(5)
كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ، فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ
(6)
مِنْ آلِ فُلَانٍ، ائْتُونِي بِفَرَسِي. فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ،
"كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ" في نـ: "كَغُدَّةِ الْبَكرِ"، مصحح عليه. "مِنْ آلِ فُلَانٍ" في ذ:"مِنْ بَنِي فُلَانٍ".
===
(1)
بفتح الخاء، والضم خطأ، "تو"(6/ 2560).
(2)
قوله: (خَيَّرَ) من التخيير، أي خيَّر عامر النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فالمفعول محذوف. و"أهل السهل" سكان البوادي، و"أهل المدر" بفتحتين: أهل البلاد، ويحتمل أن يكون المراد بالسهل ضد الصعب. قوله:"أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف"، في "فتح الباري" (7/ 387): بالف أشقر وألف شقراء، انتهى. في "القاموس" (ص: 390): الأشقر من الدواب: الأحمر، ومن الناس: من يعلو بياضه حمرة، أي: إما أن يفعل أحدَ الأمرين السابقين، أو أغار لك مع من معي من غطفان الذين لهم حمرة وبياض ومراكبهم كذلك، وهو كناية عن قوتهم وقوة مراكبهم، هذا كله من "الخير الجاري".
(3)
قبيلة، "ك"(16/ 21).
(4)
قوله: (فطعن) بضم الطاء، أي: أخذه الطاعون، فطلع له في أصل أذنه غدة عظيمة كالغدة التي تطلع على البَكْر، وهو الفَتِيُّ من الإبل، قال الجوهري: غدة البعير: طاعونه، "ك"(16/ 21).
(5)
بالرفع أي: أصابتني غدة، "تو"(6/ 2560)، ويجوز النصب على المصدر، "فتح"(7/ 387).
(6)
وهي سلول، امرأة ينسب بنوه إليها، "قس"(9/ 158).
فَانْطَلَقَ
(1)
حَرَامٌ أَخُو أُمِّ سُلَيْمٍ - وَهُوَ رَجُلٌ أَعْرَجُ
(2)
- وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ قَالَ:
(3)
كُونَا قَرِيبًا
(4)
حَتَّى آتِيَهُمْ، فَإِنْ آمَنُونِي كُنْتُمْ
(5)
، وَإِنْ قَتَلُونِي أَتَيْتُمْ أَصْحَابَكُمْ. فَقَالَ: أَتُؤْمِنُونَ أُبَلِّغْ
(6)
رِسَالَةَ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ وَأَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ، فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ - قَالَ هَمَّامٌ: أَحْسِبُهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ - بِالرُّمْحِ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. فَلُحِقَ
(7)
الرَّجُلُ،
"قَالَ" في نـ: "فَقَالَ". "كُونَا" في نـ: "كُونُوا". "أَتُؤْمِنُونَ" في ذ: "أَتُؤْمِنُونِّي". "وَأَوْمَئُوا" في ذ: "فَأَوْمَئُوا".
===
(1)
" فانطلق" عطف على "بَعَثَ خَالَه" وما بينهما وقع على سبيل الاستطراد، كذا في "الخير الجاري".
(2)
قوله: (وهو رجل أعرج) الصواب: هو ورجل آخر، كما في بعض النسخ؛ لأنه لم يكن حرام أعرج كما صرح به الكرماني (16/ 21)، قال الشيخ ابن حجر: اسم الأعرج كعب بن زيد، واسم الرجل الآخر المنذر بن محمد، والمقتول حرام، ولم يُقْتَل الأعرج بل صعد الجبل ولم يُقْتَل، "الخير الجاري"، "توشيح"(6/ 2560).
(3)
حرام، "خ".
(4)
قوله: (كونا قريبًا) الخطاب للأعرج وللرجل الثالث، وفي بعضها:"كونوا" باعتبار أن أقل الجمع اثنان. وقوله: "كنتم" بمعنى ثَبَتُّم؛ إذ هو تامة، "ك"(16/ 21).
(5)
أي: ثبتم.
(6)
بالجزم جواب الاستفهام، "قس"(9/ 159).
(7)
قوله: (فلحق الرجل) قال ابن حجر: أشكل ضبط هذه الكلمة، فيحتمل أن يكون المراد بالرجل الذي كان رفيقَ حرام، أي فلحق بالمسلمين، ويحتمل أن يكون المراد به قاتل حرام، وأنه لحق بقومه المشركين، فاجتمعوا
فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ غَيْرَ الأَعْرَجِ كَانَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْنَا، ثُمَّ كَانَ مِنَ الْمَنْسُوخِ
(1)
(2)
: "إِنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا". فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لِحْيَانَ وَعُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ. [راجع: 1001، تحفة: 217].
4092 -
حَدَّثَنِي حِبَّانُ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ
"حَدَّثَنِي حِبَّانُ" في ذ: "حَدَّثَنَا حِبَّانُ"، وزاد بعده في نـ:"ابن موسى" المروزي. "وَحَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنِي".
===
على المسلمين فقتلوهم كلهم، ويحتمل أن يكون "فلحق" بضم اللام، والرجل هو حرام، أي لحقه أجله، أو الرجلُ رفيقه، أي: إنهم لم يمكنوه أن يرجع إلى المسلمين بل لحقه المشركون فقتلوه وقتلوا أصحابه، ويحتمل أن يُضْبَطَ "الرجلُ" بسكون الجيم، وهو صيغة جمع يراد بهم المسلمون، أي لُحِقُوا فقُتلوا، قال: وهذا أوجه التوجيهات إن ثبتت الرواية بالسكون، كذا في "التوشيح"(6/ 2561).
قال الكرماني (16/ 21 - 22): وفي بعضها: الرجْل بسكون الجيم ونصب اللام، جمع الراجل، أي لحق الطاعن قومه رعلًا وذكوانَ وعصيةَ فأخبرهم فجاءوا فقتلوا كل القراء، ويقال: لَحِقَه ولَحِقَ به، انتهى. وفي "الخير الجاري": وقال بعضهم: إنه أتى خبرُ بئر معونة وأصحاب الرجيع في ليلة واحدة فجمع بالدعاء عليهم، انتهى، [وينظر:"توشيح"(6/ 2555)].
(1)
قوله: (ثم كان من المنسوخ) أي منسوخ التلاوة حتى لا يتعلق به حرمة القرآن، "الخير الجاري".
(2)
هذه الجملة معترضة، "قس"(9/ 159).
(3)
بكسر المهملة وشدة الموحدة، "ك"(16/ 22).
مَالِكٍ يَقُولُ: لَمَّا طُعِنَ حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ - وَكَانَ خَالَهُ - يَوْمَ
(1)
بِئْرِ مَعُونَةَ قَالَ بِالدَّمِ
(2)
(3)
هَكَذَا، فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. [راجع: 1001، أخرجه: س في الكبرى 8297، تحفة: 504].
4093 -
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ فِي الْخُرُوجِ
(5)
حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الأَذَى
(6)
، فَقَالَ لَهُ:"أَقِمْ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَطْمَعُ
(7)
أَنْ يُؤْذَنَ لَكَ؟ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنِّي لأَرْجُو ذَلِكَ"، قَالَتْ: فَانْتَظَرَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ظُهْرًا
(8)
فَنَادَاهُ فَقَالَ: "اخْرُجْ أَخْرِج مَنْ عِنْدَكَ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ
(9)
، فَقَالَ:"أَشَعَرْتَ أنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ".
"حَدَّثَنِي" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا".
===
(1)
ظرف "طُعِنَ"، "خ".
(2)
أي: أخذه، "ك"(16/ 22).
(3)
قوله: (قال بالدم) أي أخذ حرام دمه فنضحه على وجهه ورأسه، وقال: فزت ورب الكعبة، وهذا من كمال شجاعته وإقباله على الله تعالى فرحان، "الخير الجاري".
(4)
ابن عروة.
(5)
من مكة.
(6)
من كفار مكة.
(7)
أي: أترجو.
(8)
وقت الظهر.
(9)
عائشة وأسماء، "قس"(9/ 161).
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الصُّحْبَةَ
(1)
. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الصُّحْبَةَ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدِي نَاقَتَانِ قَدْ كُنْتُ أَعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ. فَأَعْطَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَاهُمَا - وَهِيَ الْجَدْعَاءُ
(2)
- فَرَكِبَا فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا الْغَارَ - وَهُوَ بِثَوْرٍ
(3)
- فَتَوَارَيَا
(4)
فِيهِ، فَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ
(5)
غُلَامًا لِعَبْدِ اللَّهِ
(6)
بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ سُخْبَرَةَ أَخُو عَائِشَةَ لأُمِّهَا، وَكَانَتْ لأَبِي بَكْرٍ
"أَخُو عَائِشَةَ" في هـ، ذ:"أَخِي عَائِشَةَ".
===
(1)
قوله: (الصحبة) بالنصب في الأول، وبه وبالرفع في الثاني، "خ".
(2)
قوله: (وهي الجدعاء) أي مقطوعة الأذن. قال الكرماني (16/ 23): وهي مشتق من الجدع، وهو قطع الأنف والأذن ونحوه، انتهى. قال القسطلاني (9/ 161): لكنها تسمية لها ولم تكن مقطوعتَها، انتهى.
(3)
بفتح المثلثة، جبل بمكة.
(4)
اختفيا.
(5)
قوله: (عامر بن فهيرة) بضم الفاء وفتح الهاء مصغرًا، - من قديم الإسلام أسلم قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، "قس" (9/ 162) - وقوله:"لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة" بفتح السين المهملة وسكون الخاء المعجمة بعدها موحدة فراء فتاء تأنيث، كذا في "القسطلاني" (9/ 161). قال الشيخ ابن حجر في "الفتح" (7/ 390): في قوله: عبد الله بن الطفيل نظر، وكأنه مقلوب، والصواب - كما قال الدمياطي - الطفيل بن عبد الله بن سخبرة، وهو أزدي من بني زهران، وكان أبوه زوج أم رومان والدة عائشة، فقدما في الجاهلية مكة فحالف أبا بكر، ومات وخلف الطفيل، فتزوج أبو بكر امرأته أم رومان، فولدت له عبد الرحمن وعائشة، فالطفيل أخوهما من أمهما، واشترى أبو بكر عامر بن فهيرة من الطفيل، انتهى.
(6)
وفي الكتب المشهورة كـ "الاستيعاب": الطفيل بن عبد الله،
مِنْحَةٌ
(1)
(2)
، فَكَانَ يَرُوحُ بِهَا وَيَغْدُو عَلَيْهِمْ
(3)
، وَيُصْبِحُ فَيَدَّلِجُ إِلَيْهِمَا ثُمَّ يَسْرَحُ
(4)
، فَلَا يَفْطُنُ
(5)
بِهِ أَحَدٌ منَ الرِّعَاء، فَلَمَّا خَرَجَا
(6)
خَرَجَ مَعَهُمَا يَعْقُبَانِهِ
(7)
حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ، فَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ
(8)
يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ.
وَعَنْ
(9)
أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ:
"فَلَمَّا خَرَجَا" في نـ: "فَلَمَّا خَرَجَ". "حَتَّى قَدِمَا" في ذ: "حَتَّى قَدِمَ".
===
"ك"(16/ 23).
(1)
هي: ناقة ذات لبن.
(2)
قوله: (منحة) بكسر الميم وسكون النون: ناقة يُدَرُّ منها اللبن. وقوله: "فيدَّلِج" بتشديد الدال المهملة المفتوحة بعد التحتية المفتوحة، أدلج القوم: إذا ساروا من أول الليل، وإن ساروا في آخر الليل فقد ادّلجوا بتشديد الدال. قوله:"يعقبانه" أي يردفانه بالنوبة، وهو أن ينزل الراكب ويركب رفيقه، ثم ينزل الآخر ويركب الماشي، ملتقط من "قس"(9/ 162)، "ك"(16/ 23)، "خ"، "تو"(6/ 2562).
(3)
أي: أهل مكة.
(4)
أي: يذهب بالمنحة إلى المرعى، "قس"(9/ 162).
(5)
الفطنة: زيركي ودانستن [بالفارسية]، "ص".
(6)
أي: النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه.
(7)
أي: يردفانه بالنوبة، "قس"(9/ 162)، "ك"(16/ 23).
(8)
هو ابن أربعين سنة، "قس"(9/ 162).
(9)
عطف على قوله: "حدثنا عبيد بن إسماعيل"، "قس"(9/ 162).
لَمَّا قُتِلَ الَّذِينَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، قَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: مَنْ هَذَا؟ وَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ: هَذَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ. فَقَالَ
(1)
: لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ مَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى إِنِّي لأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ، ثُمَّ وُضِعَ
(2)
. فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَبَرُهُمْ فَنَعَاهُمْ
(3)
فَقَالَ: "إِنَّ أَصْحَابَكُمْ قَدْ أُصِيبُوا، وَإِنَّهُمْ قَدْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ، فَقَالُوا: رَبَّنَا أَخْبِرْ عَنَّا إِخْوَانَنَا بِمَا رَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا" فَأخْبَرَهُمْ عَنْهُمْ. وَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ عُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ
(4)
بْنِ الصَّلْتِ،. . . . . . . . . . .
"فَقَالَ: لَقَدْ رأَيْتُهُ" في نـ: "قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ".
===
(1)
أي: عامر بن الطفيل، "خ".
(2)
قوله: (ثم وُضِع) أي على الأرض، ويروى عنه أنه قال: رأيت أول طعنة طعنتها عامرًا: نورًا خرج منه، وقال عروة: طُلِبَ عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد، قال: ويروى أن الملائكة دفنته أو رفعته. فإن قلت: ما الفائدة في الرفع والوضع؟ قلت: تعظيمه وبيان قدره، أو تخويف الكفار وترهيبهم. فإن قلت: هذا مشعر بأن موت عامر بن الطفيل كان بعد بئر معونة، وتقدم (برقم: 4091): أنه مات على ظهر فرسه، فانطلق حرام بعد ذلك إليهم؟ قلت: قوله: "فانطلق" عطف على قوله: "بعث"، لا على قوله:"مات"، وقصة عامر وقعت في البَيْن على سبيل الاستطراد، "كرماني"(16/ 24).
(3)
أي: أخبرهم بموتهم.
(4)
قوله: (عروة بن أسماء) بوزن حمراء، ابن الصلت بفتح المهملة وسكون اللام وبالفوقية، السلمي، "ك"(16/ 24).
فَسُمِّيَ
(1)
عُرْوَةُ بِهِ
(2)
، وَمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو سُمِّيَ بِهِ
(3)
مُنْذِرًا
(4)
. [راجع: 476، تحفة: 16832، 19025].
4094 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ
(5)
قالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(6)
، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ
(7)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
"حَدَّثَنِي" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا".
===
(1)
قوله: (فسمي عروة به) قال السيوطي في "التوشيح"(6/ 2563 - 2562): قيل: المراد ابن الزبير، واستبعد بطول المدة بين ولادةِ عروة بن الزبير وقتلِ عروة بن أسماء، فإنها بضعة عشر عامًا، وأنه لا قرابة بين الزبير وعروة بن أسماء، وكأنه لما كان ابن الزبير اسم أمه أسماء ناسب أن يسمى باسم عروة بن أسماء. قوله:"سمي به منذرًا"، قيل: المراد به ابن الزبير أيضًا، وقيل: أبو أسيد، فإن المنذر بن عمرو عم أبيه، وهو أوجه، انتهى كلام السيوطي.
قال الكرماني (16/ 24): سمي عروة بن الزبير به، وكذا أخوه منذر - بلفظ الفاعل من الإنذار - ابن الزبير سمي بمنذر بن عمرو الأنصاري الساعدي. فإن قلت: ما وجه المناسبة في هذه التسمية؟ قلت: التفاؤل باسم من رضي الله عنهم ورضوا عنه. واعلم أنّ أسماء من الأسماء المشتركة في اسم أم عروة بن الزبير واسم أبي عروة السلمي، انتهى.
(2)
ابن الزبير بن العوام.
(3)
يعني ابن الزبير.
(4)
نصبه على إقامة المجرور مقام الفاعل، "تو"(6/ 2563).
(5)
هو: ابن مقاتل، "ع".
(6)
ابن المبارك،"ع"(12/ 135).
(7)
كمنبر، اسمه لاحق بن حميد، "قس"(9/ 163)، "ك"(16/ 24).
قَنَتَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا: يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ
(2)
وَيَقُولُ: "عُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ". [راجع: 1001، أخرجه: م 677، س 1070، تحفة: 1650].
4095 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ
(3)
، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا - يَعْنِي - أَصْحَابَهُ
(4)
بِبِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ صبَاحًا، حِينَ يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَلِحْيَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الَّذِينَ
"حِينَ يَدْعُو" في عسـ، قتـ، ذ:"حَتَّى يَدْعُوَ". "قَالَ: قَالَ أنَسٌ" في نـ: "قَالَ أَنَسٌ". "فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى" في نـ: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ".
===
(1)
قوله: (قنت النبي صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرًا)، وروى أبو داود عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرًا ثم تركه، فقوله: ثم "تركه" يدل على أن القنوت في الفرائض كان ثم نُسِخ، وروى ابن ماجه بسند صحيح عن أُبي بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر فيقنت قبل الركوع، انتهى، ذكره العيني (5/ 233 - 235). قال ابن الهمام (1/ 444): إن ابن مسعود وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع، انتهى، وسنده مرَّ (برقم: 1001) في "الوتر".
(2)
قبيلتان، كما مر.
(3)
الإمام.
(4)
القراء السبعين، "قس"(9/ 163).
قُتِلُوا
(1)
- أَصْحَابِ
(2)
بِئْرِ مَعُونَةَ - قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ
(3)
بَعْدُ: "بَلِّغُوا قَوْمَنَا فَقَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ". [راجع: 1001، أخرجه: م 677، تحفة: 208].
4096 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الْقُنُوتِ فِي الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: كَانَ قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ: قَبْلَهُ. قُلْتُ: فَإِنَّ فُلَانًا
(4)
أخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ: بَعْدَهُ، قَالَ: كَذَبَ، إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا، أَنَّهُ كَانَ بَعَثَ نَاسًا يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، وَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عهْدٌ
(5)
قِبَلَهُمْ، فَظَهَرَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
"قُتِلُوا" في نـ: "قَتَلُوا". "قُرْآنًا" في نـ: "قَرَأَهُ". "قَالَ: كَذَبَ" في نـ: "فَقَالَ: كَذَبَ". "قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ" في قتـ، ذ:"قَنَتَ النَّبِيُّ". "وَبَيْنَهُمْ" سقطت الواو في نـ.
===
(1)
قوله: (قتلوا) بضم القاف وكسر التاء. وقوله: "أصحاب" بالجر لأنه بدل من المجرور السابق، وفي بعض النسخ:"قتلوا" بفتح القاف والتاء، كذا في "القسطلاني"(9/ 163).
(2)
بدل من قوله: "الذين".
(3)
أي: تلاوته.
(4)
كأنه محمد بن سيرين، "ف"(7/ 391)، "تو"(6/ 2563).
(5)
قوله: (وبينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد) فإن قلت: كيف جاز بعث الجيش إلى المعاهدين؟ وما معنى "قِبَلَهم"؟ بكسر القاف وفتح الموحدة، وفي بعضها: قبلهم ضد بعدهم. قلت: "بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد" جملة
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فَقَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ. [راجع: 1001، أخرجه: م 676، تحفة: 931].
29 - بَابُ غَزْوَةُ الْخَنْدَقِ
(1)
وَهِيَ الأَحْزَابُ
قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: كَانَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
4097 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
"بَابُ" سقط في نـ.
===
ظرفية حالية، وتقديره: بعث إلى ناس من المشركين، أي غير المعاهدين، والحال أن بين ناس منهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، يعني رعلًا وذكوان وعصية، فغلب المعاهدون فغدروا فقتلوا القراء المبعوثين لإمدادهم على عدوهم، فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم، كذا في "الكرماني" (16/ 26). ومرَّ بيانه أيضًا (برقم: 1001) في "باب الوتر".
(1)
قوله: (باب غزوة الخندق) سقط لفظ باب في بعض النسخ، وكانت في شوال سنة أربع، وقال بعضهم: سنة خمس، وذكر البخاري الأول. و"الأحزاب" جمع حزب وهي الطائفة. اجتمع طوائف العرب وَمِنْ يهودٍ على حوالي المدينة لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذا في "الخير الجاري". وفي "المجمع" (5/ 283): في السنة الخامسة غزوة الخندق، وهي الأحزاب، كانت في ذي القعدة، فإنه لما أجلي بنو النضير ساروا إلى خيبر فخرج نفر من أشرافهم إلى مكة ليستنفر قريشًا إلى حرب المسلمين، ودعوا غطفان، فنشطت قريش للقتال، ونزلوا قريبًا من المدينة، فأشار سلمان إلى حفر الخندق، وكانوا عشرة آلاف، وخرج صلى الله عليه وسلم لثامن ذي القعدة في ثلاثة آلاف فضربوا عسكرهم والخندق بَيْنٌ بَيْنٌ، انتهى مختصرًا، ومرَّ (برقم: 2834، و 2835).
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ
(1)
وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشَرَةَ، فَلَمْ يُجِزْهُ، وَعَرَضَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَةَ عَشْرَ فَأجَازَهُ. [راجع: 2664، أخرجه: د 2957، س 3431، تحفة: 8153].
4098 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَنْدَقِ، وَهُمْ يَحْفِرُونَ، وَنَحْنُ نَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَادِنَا
(2)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ". [راجع: 3797].
4099 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"أَرْبَعَ عَشَرَةَ" في هـ، ذ:"أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً". "خَمْسَةَ عَشْرَ" في نـ: "خَمْسَ عَشْرَةَ" مصحح عليه، وزاد في هـ، ذ:"سَنَةً". "حَدَّثَنَا قُتيبَةُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي قُتيبَةُ". "مَعَ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "مَعَ النَّبِيِّ". "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام".
===
(1)
قوله: (عرضه يوم أحد) من: عرضت الجندَ، إذا أمْرَرْتَهُم عليك ونظرت ما حالهم. قوله:"فلم يجزه" من الإجازة، وهي الإنفاذ. وفيه أن البلوغ بخمس عشرة سنة، "كرماني"(16/ 26).
(2)
بالفوقية جمع الكتد، وهو ما بين الكاهل إلى الظهر، "ك"(16/ 27).
إِلَى الْخَنْدَقِ
(1)
، فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ النَّصَبِ وَالْجُوعِ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ
(2)
عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ".
فَقَالُوا مُجِيبِينَ لَهُ:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا
…
عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا
[راجع: 2834].
4100 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَعَلَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَيَنْقُلُونَ التُّرَابَ عَلَى مُتُونِهِمْ
(3)
، وَهُمْ يَقُولُونَ:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا
…
عَلَى الجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا
"فَلَمْ يَكُنْ" في نـ: "وَلَمْ يَكُنْ". "قَالَ" في قتـ، [ذ]:"فَقَالَ". "الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ" في نـ: "لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةِ" مصحح عليه. "عَلَى الْجِهَادِ" في نـ: "عَلَى الإِسْلامِ". "عَلَى الجِهَادِ" في نـ: "عَلَى الإسلامِ" مصحح عليه.
===
(1)
قوله: (إلى الخندق) تسميتها بالخندق لأجل الخندق الذي حُفر حول المدينة بأمره صلى الله عليه وسلم، ولم يكن اتخاذ الخندق من شأن العرب ولكنه من مكائد الفرس، وكان الذي أشار له بذلك سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله، إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خَنْدَقْنا علينا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفره، وعمل فيه بنفسه ترغيبًا للمسلمين، كذا مرَّ (برقم: 2834 و 2835).
(2)
أي: العيش المعتبر أو الباقي.
(3)
أي: ظهورهم.
قَالَ: يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُجِيبُهُمُ:
"اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الآخِرَةِ، فَبَارِكْ فِي الأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةِ".
قَالَ: وَيُؤْتَوْنَ بِمِلْءِ كَفَّي مِنَ الشَّعِيرِ، فَيُصْنَعُ
(1)
لَهُمْ بِإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ تُوضَعُ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ، وَالْقَوْمُ جِيَاعٌ، وَهِيَ بَشِعَةٌ فِي الْحَلْقِ وَلَهَا رِيحٌ مُنْتِنٌ
(2)
. [راجع: 2834، أخرجه: س في الكبرى 8318، تحفة: 1043].
4101 -
حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبيهِ قَالَ: أَتَيْتُ جَابِرًا فَقَالَ: إِنَّا يَوْمَ خَنْدَقٍ نَحْفِرُ فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ
(3)
شَدِيدَةٌ، فَجَاءُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم،. . . . . . . . . .
"فَبَارِكْ" في نـ: "فَبَارِكْ لِي". "كَفَّي" في نـ: "كَفٍّ". "مِنَ الشَّعِيرِ" في ذ: "مِنْ شَعِيرٍ". "يَوْمَ خَنْدَقٍ" في نـ: "يَوْمَ الخَنْدَقِ". "كُدْيَةٌ" في عسـ، حـ، سـ، ذ:"كَيْدَةٌ"، وفي عسـ أَيضًا:"كَبِدَةٌ"، وفي كن:"كَتَدَةٌ"، وفي صـ، جا:"كَنْدَةٌ". "فَجَاءُوا النَّبِيَّ" في نـ: "فَجَاءُوا إلَى النَّبِيِّ".
===
(1)
قوله: (فَيُصْنَعُ) أي يطبخ. و"الإهالة" بكسر الهمزة وتخفيف الهاء: الذي يؤتدم به زيتًا كان أو سمنًا أو شحمًا. و"السنخة" بفتح المهملة وكسر النون وفتح المعجمة بعدها هاء تأنيث: متغيرة الريح فاسدة الطعم. و"بشعة" بفتح الموحدة وكسر المعجمة: الخشن كريهة الطعم تأخذ الحلق، ملتقط من "قس"(9/ 167)، "ك"(16/ 28)، "خ"، "تو"(6/ 2566).
(2)
صوابه: منتنة، لأن الريح مؤنثة إلا أن يحمل على العرف، "د".
(3)
قوله: (فَعَرَضَتْ كدية) بكاف مضمومة فمهملة ساكنة فتحتية: قطعة صلبة من الأرض لا يعمل فيها المِعْوَل، ولابن عساكر وأبي ذر عن الحموي
فَقَالَ: هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ، فَقَالَ:"أَنَا نَازِلٌ". ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ
(1)
(2)
ولَبِثْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ
(3)
ذَوَاقًا
(4)
فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمِعْوَلَ
(5)
(6)
فَضَرَبَ، فَعَادَ كَثِيبًا أَهْيَلَ
(7)
- أَوْ
(8)
أَهْيَمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى
(9)
إِلَى الْبَيْتِ. فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي
(10)
:
"فَقَالَ: هَذِهِ" في نـ: "فَقَالُوا: هَذِهِ" مصحح عليه. "كُدْيَةٌ" في عسـ: "كَبِدَةٌ"، وفي نـ:"كَيْدَةٌ".
===
والمستملي بفتح الكاف وسكون التحتية وفتح الدال المهملة: القطعة الشديدة الصلبة من الأرض، ولابن عساكر أيضًا بكاف مفتوحة فموحدة مكسورة، أي قطعة من الأرض صلبة أيضًا، ووقع في رواية الأصيلي عن الجرجاني فيما ذكره في "فتح الباري" بنون بعد الكاف، وعند ابن السكن بمثناة فوقية، لكن قال القاضي عياض: لا أعرف لها معنى، "قس"(9/ 168).
(1)
ليحصل خفة في حرارة البطن من الجوع.
(2)
يخف ببرده حرارة الجوع، "تو"(6/ 2568)، أو يستقيم الظهر ولا ينحني.
(3)
أي: لا نأكل شيئًا.
(4)
قوله: (ذواقًا) قال في "النهاية": الذواق: المأكول والمشروب، فَعال بمعنى مفعول، من الذوق، ويقع على المصدر، انتهى، كذا في "المجمع"(2/ 256).
(5)
المسحاة، "ف"(7/ 397).
(6)
كمنبر: الحديدة ينقر بها الجبال، "ق" (ص: 934).
(7)
أي: رملًا يسيل ولا يتماسك، "تو"(6/ 2568).
(8)
شك من الراوي، هو بمعنى أهيل.
(9)
زاد أبو نعيم: فأذن لي، "قس"(9/ 169).
(10)
أي: سهلة بنت مسعود الأنصارية، "تو"(6/ 2568).
رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، مَا فِي ذَلِكَ صَبْرٌ، فَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: عِنْدِي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ
(1)
، فَذَبَحْتُ
(2)
الْعَنَاقَ وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ، حَتَّى جَعَلْنَا اللَّحْمَ فِي الْبُرْمَةِ
(3)
، ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَالْعَجِينُ قَدِ انْكَسَرَ، وَالْبُرْمَةُ بَيْنَ الأَثَافِيِّ
(4)
قَدْ كَادَتْ أَنْ تَنْضَجَ، فَقَالَ: طُعَيِّمٌ لِي، فَقُمْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ. قَالَ:"كَمْ هُوَ؟ ". فَذَكَرْتُ لَهُ، قَالَ:"كَثِيرٌ طَيِّبٌ". قَالَ: "قُلْ لَهَا: لَا تَنْزِعُ الْبُرْمَةُ وَلَا الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ حَتَّى آتِيَ". فَقَالَ: "قُومُوا"، فَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ، فَلَمَّا دَخَلَ
(5)
عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: وَيْحَكِ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَمَنْ مَعَهُمْ. قَالَتْ: هَلْ سَأَلَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: "ادْخُلُوا وَلَا تَضَاغَطُوا
(6)
".
"مَا فِي ذلك" في نـ: "مَا كَانَ فِي ذَلكَ". "جَعَلْنَا" في هـ، ذ:"جَعَلْتُ". "أَنْ تَنْضَجَ" لفظ "أَنْ" سقط في نـ. "فَقَالَ: طُعَيِّمٌ لِي" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقُلْتُ: طُعَيِّهمٌ لِي". "فَقَالَ: قُومُوا" في ذ: "قَالَ: قُومُوا". "فَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ" في نـ: "فَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ والأَنصَارُ"، سقط لفظ:"وَالأَنْصَارُ" لأبي ذر وابن عساكر، وإثباته أوجه، "قس"(9/ 169).
===
(1)
هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة، "نهاية"(3/ 592).
(2)
بضم التاء، "تو"(6/ 2568).
(3)
القِدر مطلقًا، وهي في الأصل ما اتخذ من الحجر، "مجمع"(1/ 177).
(4)
قوله: (الأثافي) بمثلثة وفاء: ثلاثة أحجار يوضع عليها القدر. و"طعيّم" بالتشديد، صغّره مبالغة في تحقيره، "تو"(6/ 2568).
(5)
أي: جابر، "خ".
(6)
بالطاء المهملة، الضغطة: الزحمة، أي: لا تزدحموا، "ك"(16/ 30)، "تو"(6/ 2568).
فَجَعَلَ
(1)
يَكْسِرُ الْخُبْزَ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ، وَيُخَمِّرُ الْبُرْمَةُ وَالتَّنُّورَ إِذَا أَخَذَ مِنْهُ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْزَ وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ، قَالَ: "كُلِي هَذَا وَأَهْدِي
(2)
، فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ
(3)
". [راجع: 3070، 2216].
4102 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءٍ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمْصًا
(5)
(6)
شَدِيدًا، فَانْكَفَيتُ
(7)
إِلَى امْرَأَتِي
(8)
، فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "مِينَآءٍ" في نـ: "مِينى". "شَدِيدًا" سقط في نـ. "فَانْكَفَيتُ" في نـ: "فَانْكَفَأتُ" - بالهمزة، وقد تبدل ياء، "قس"(9/ 171) -.
===
(1)
صلى الله عليه وسلم.
(2)
قوله: (وأهدي) أي ابعثي بالهدية إلى الجيران، "ك"(16/ 30).
(3)
مفعلة من الجوع، "د".
(4)
قوله: (سعيد بن ميناء) بكسر الميم وسكون التحتية وبالنون مقصورًا وممدودًا، مرَّ مع الحديث [برقم: 3070] في "الجهاد"، "ك"(16/ 30).
(5)
أي: جوعًا، "لمعات".
(6)
قوله: (خمصًا) بمعجمة وميم مفتوحتين ثم صاد مهملة، وقد تسكن الميم، وهو خموص البطن، "ف"(7/ 399).
(7)
أي: انقلبت، "لمعات".
(8)
سهلة، "قس"(9/ 171).
شَيْءٌ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمْصًا شَدِيدًا. فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جَرَابًا
(1)
فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ
(2)
دَاجِنٌ
(3)
فَذَبَحْتُهَا، وَطَحَنَتِ
(4)
الشَّعِيرَ فَفَرَغَتْ إِلَى
(5)
فَرَاغِي، وَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا
(6)
، ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: لَا تَفْضَحْنِي
(7)
بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِمَنْ مَعَهُ. فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ
(8)
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا وَطَحَنَتْ
(9)
صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ.
"الشَّعِيرَ" سقط لأبِي ذر وابن عساكر. "وَبِمَنْ مَعَهُ. فَجِئْتُهُ" في هـ، [ذ]:"وَمَنْ مَعَهُ. فَجِئْتُ". "طَحَنَتْ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"طَحَنَّا".
===
(1)
بكسر الجيم، وقد تفتح، "تن"(2/ 851)، وعاء من جلد.
(2)
قوله: (بهيمة) تصغير بهمة بفتح الموحدة وسكون الهاء، هي الصغير من أولاد الضأن، كذا في "المجمع"(1/ 238).
(3)
قوله: (داجن) بكسر الجيم، من الغنم ما يربى في البيوت ولا يخرج إلى المرعى، من الدجن، وهو الإقامة بالمكان، ولا تدخله التاء لأنه صار اسمًا للشاة وخرج من الوصفية، "قسطلاني"(9/ 171).
(4)
امرأتي.
(5)
مع، "قس"(9/ 171).
(6)
قوله: (في برمتها) بضم الموحدة وسكون الراء وبالميم، قال في "المجمع" (1/ 177): البرمة القدر مطلقًا، وهي في الأصل ما اتُّخِذ من الحجر.
(7)
بأن تدعو كلهم أو أكثرهم.
(8)
أي: كلمته سرًّا.
(9)
أي: امرأتي.
فَصَاحَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا
(2)
(3)
فَحَيَّ
(4)
هَلًا بِكُمْ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُنْزِلُنَّ
(5)
بُرْمَتَكُمْ، وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ". فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْدُمُ
(6)
النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي، فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ
(7)
. فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ. فَأَخْرَجَتْ لَهُ
(8)
"فَحَيَّ هَلًا" في قا: "فَحَيَّ أَهْلًا" وفي نـ: "فَحَيَّهَلًا". "لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ" في ذ: "لَا تُنْزَلَنَّ بُرْمَتُكُمْ".
===
(1)
دعا بأعلى صوت.
(2)
طعام يدعى إليه الناس، وهي كلمة فارسية، "لمعات".
(3)
قوله: (قد صنع سورًا) بضم السين المهملة وسكون الواو بغير همز، وهو ههنا الصنيع بالحبشية، وقيل: العرس بالفارسية، وأما الذي بالهمزة فهو البقية، كذا في "فتح الباري"(7/ 399).
(4)
قوله: (فحيَّ) بالحاء المهملة وتشديد التحتية "هلًا بكم" بفتح الهاء واللام المنونة مخففة، كلمة استدعاء فيها حثٌّ، أي: هلموا مسرعين، "قس"(9/ 172)، قال في "الفتح" (7/ 399): ووقع في رواية القابسي: "أهلًا بكم" بزيادة الألف، والصواب حذفه، انتهى.
(5)
قوله: (لا تنزلن) روي بلفظ المجهول والمعلوم، وكذلك:"لا تخبزن عجينكم"، كذا في "الخير الجاري".
(6)
بضم الدال، "ك"(16/ 31).
(7)
قوله: (بك وبك) متعلق بمحذوف على سبيل الدعاء عليه، نحو فعل الله بك كذا وكذا، حيث أتيتَ بناس كثير والطعام قليل، وذلك موجب الخجالة، "ك"(16/ 31).
(8)
صلى الله عليه وسلم.
عَجِينًا، فَبَسَقَ فِيهِ وَبَارَكَ،
(1)
ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَسَقَ فِيهِ
(2)
وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ
(3)
: "ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي
(4)
وَاقْدَحِي
(5)
مِنْ بُرْمَتِكُمْ فَلَا تُنْزِلُوهَا "، وَهُمْ أَلْفٌ
(6)
، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لأَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا
(7)
،
"عَجِينًا" في نـ: "عَجِينَنَا". "فَبَسَقَ" كذا في عسـ، قتـ، ذ، وفي نـ:"فَبَصَقَ". "فَبَسَقَ فِيهِ" كذا في حـ، سـ، ذ، وفي هـ، ذ:"فَبَسَقَ فِيهَا" وفي نـ: "فَبَصَقَ فِيه". "لأكَلُوا" في نـ: "لَقَدْ أَكَلُوا".
===
(1)
أي: دعا بالبركة.
(2)
قوله: (فبسق فيه) بالسين والصاد، ويقال بالزاي أيضًا، قال النووي: هو بالصاد في أكثر الأصول، وفي بعضها بالسين، وهي لغة قليلة. وفي "القاموس": البصاق - كغراب - والبساق والبزاق: ماء الفم إذا خرج منه، وما دام فيه فريق، كذا في "قس"(9/ 172).
(3)
عليه السلام، "قس"(9/ 172).
(4)
قوله: (فلتخبز معي) كذا في أكثر النسخ، وفي الإسماعيلي:"معك"، وفي "المشكاة" في الحديث المتفق عليه: ثم قال: "ادعي خابزة فلتخبز معكِ"، وهو ظاهر، وفي غيره تكلف.
(5)
قوله: (واقدحي) بفتح الدال، من منع يمنع، أي: اغرفي، من قدح القدر: إذا غرف ما فيها، والمقدحة: المغرفة، "مجمع"(4/ 222) و"لمعات".
(6)
قوله: (وهم ألف) أي والحال أن القوم الذين أكلوا ألف، والحكم للزائد لمزيد علمه، فلا يقدح ما روي: أنهم كانوا تسع مائة، أو ثلاث مائة، "قس"(9/ 172)، أو ثماني مائة، "ف"(7/ 399).
(7)
أي: مالوا عن الطعام، "قس"(9/ 172).
وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ
(1)
كَمَا هِيَ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ
(2)
كَمَا هُوَ". [راجع: 3070].
4103 -
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ
(3)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: {إِذْ جَاءُوكُمْ
(4)
مِنْ فَوْقِكُمْ
(5)
وَمِنْ أَسْفَلَ
(6)
مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ
(7)
الْأَبْصَارُ} [الأحزاب: 10] قَالَتْ: كَانَ ذَاكَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ. [أخرجه: م 3020، س في الكبرى 11398، تحفة: 17045].
4104 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ التُّرَابَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ حَتَّى أَغْمَرَ بَطْنَهُ - أَوِ اغْبَرَّ بَطْنُهُ -
(8)
، يَقُولُ:
"حَدَّثَنِي عُثْمَانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا عُثْمَانُ". "الأَبْصَارُ" زاد بعده في نـ: "وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ". "كَانَ ذَاكَ" في عسـ، ذ:"كَانَ ذَلكَ".
===
(1)
أي: تفور وتغلي، "لمعات".
(2)
أي: لم ينتقص منه شيء، "قس"(9/ 172).
(3)
ابن عروة.
(4)
أي: بنو غطفان، "قس"(9/ 173).
(5)
من أعلى الوادي.
(6)
أي من أسفل الوادي من قِبَل المغرب قريش، "قس"(9/ 173).
(7)
أي: عدلت عن كل شيء لشدة الروع، "قس"(9/ 173).
(8)
قوله: (أغمر بطنَه، أو اغبرَّ بطنُه) شك، وكلاهما بالمعجمة، والثانية من الغبار، وهي الأوجه. والأولى بمعنى وارى الترابُ جلدةَ بطنه، وروي: أعفر - بمهملة وفاء - من العفر بالتحريك، وهو التراب، "توشيح"(6/ 2570).
"وَاللَّهِ لَوْلَا
(1)
اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا
…
وَلَا تَصدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
…
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الأُلَى
(2)
قَدْ بَغَوْا
(3)
(4)
عَلَيْنَا
…
إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً
(5)
أَبَيْنَا"
وَرَفَعَ
(6)
بِهَا
(7)
صَوْتَهُ: "أَبَيْنَا أَبَيْنَا
(8)
". [راجع: 2836].
4105 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ
(9)
، عَن مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
"وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا" في نـ: "وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا". "أَبَيْنَا" في قتـ، ذ:"أَتَينَا".
===
(1)
أي: لولا هدايته.
(2)
بالقصر، أي: الذين، "تو"(6/ 2570).
(3)
أي: أهل مكة.
(4)
قوله: (قد بغوا) بإثبات قد في الفرع كأصله وغيرهما، وقال ابن حجر (7/ 401): ليس بموزون، وتحريره: إن الذين قد بغوا علينا، فذكر الراوي "الأُلى" بمعنى الذين، وحذف "قد"، انتهى، والظاهر أن "قد" محذوفة من نسخته، "قس"(9/ 174).
(5)
أي: شركًا أو قتلًا، "مرقاة"(9/ 126).
(6)
قوله: (ورفع بها صوته) أي كان يرفع صوته بالكلمة الأخيرة ويكرِّرُها ويمدُّها فيقول: "أبينا، أبينا"، قاله الكرماني (16/ 32)، ومرَّ الحديث [برقم: 2836].
(7)
أي: بالكلمة الأخيرة، "قس"(9/ 174).
(8)
أي: امتنعنا.
(9)
ابن عتيبة، "ك"(16/ 32).
قَالَ: "نُصِرْتُ بِالصَّبَا
(1)
(2)
وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ". [راجع: 1035].
4106 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحْزَابِ، وَخَنْدَقَ
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ حَتَّى وَارَى عَنِّي الْغُبَارُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ، وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ
(4)
، فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ ابْنِ رَوَاحَةَ
(5)
، وَهُوَ يَنْقُلُ مِنَ التُّرَابِ وَيَقُولُ:
"اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
…
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
…
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
"حَدَّثَنِي أحْمَد" في نـ: "حَدَّثَنَا أحْمَد". "الْبَرَاءَ" في عسـ، ذ:"الْبَرَاءَ بنَ عَازِبٍ". "الْغُبَارُ" في نـ: "التُّرابُ". "مِنَ التُّرَابِ" في نـ: "الترابَ". "ويقول" في نـ: "يقول".
===
(1)
هي الريح التي تجيء من ظهرك إذا استقبلت القبلة، والدبور عكسها، "ك"(16/ 32).
(2)
قوله: (بالصبا) الصبا مقصورًا: الريح الشرقية، و"الدبور" الغربية. ولما حاصر الأحزاب المدينةَ هبّتِ الصبا، وكانت شديدة فقلعت خيامهم وقلبت قدورهم فهربوا، "ك"(16/ 32)
(3)
أي: حفر، "ق" (ص: 812).
(4)
قوله: (كثير الشعر) أي شعر صدره، وهو معارض بما روي: أنه كان دقيق المسربة، وجُمِعَ بينهما بأنه كان مع دقته كثيرًا، أي لم يكن منتشرًا بل كان مستطيلًا، "قس"(9/ 175)، "تو"(6/ 2571).
(5)
أي: عبد الله.
إِنَّ الأُلَى
(1)
رَغِبُوا عَلَيْنَا
…
وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا"
قَالَ: ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِهَا. [راجع: 2836، أخرجه: م 1803، تحفة: 1898].
4107 -
حَدَّثَنِي عَبدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ -، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: أَوَّلُ يَوْمٍ شَهِدْتُهُ يَوْمُ الْخَنْدَقِ. [تحفة: 7208].
4108 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَنَوسَاتُهَا تَنْطُفُ
(2)
، قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ
(3)
النَّاسِ مَا تَرَيْنَ
(4)
،
"رَغبُوا" كذا في عسـ، حـ، هـ، ذ، وفي نـ:"قَدْ بَغَوا"، وفي أخرى:"رَعَّبُوا". "وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً" في نـ: "وَإِنْ أَرَادُونَا عَلَى فِتْنَةٍ" - كذا في بعض النسخ وهو تغيير، "ف" (7/ 402) -. "حَدَّثَنِي عبدة" في نـ:"حَدَّثَنَا عبدة". "نَوسَاتُهَا" كذا في كن، وفي نـ:"نَسْوَاتُهَا".
===
(1)
اسم الإشارة، "خ".
(2)
قوله: (ونوساتها تنطف) أي: ذوائبها تقطر، وفي بعضها: نسواتها، قال الخطابي: هو ليس بشيء، كذا في "الكرماني"(16/ 32، 33).
(3)
أراد به الإمارة أو الملك، "خ".
(4)
قوله: (ما ترين) أي مما وقع بين علي ومعاوية من القتال في صفين يوم اجتماعهم على الحكومة فيما اختلفوا فيه فراسلوا بقايا الصحابة من الحرمين وغيرهما، وتواعدوا على الاجتماع لينظروا في ذلك، "قس"(9/ 176، 177).
فَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأَمْرِ
(1)
(2)
شَيءٌ، فَقَالَتِ: اِلْحَقْ فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ. فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ، قَالَ: مَنْ
(3)
كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ
(4)
، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ
(5)
بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ. قَالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَهَلَّا أَجَبْتَهُ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي
(6)
وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ
"اِلْحَقْ" في نـ: "اِلْحَقْ بِهِمْ".
===
(1)
كأنه لم يرض بالخروج حيث قال: ولم يجعل لي من الملك، "خ".
(2)
قوله: (من الأمر) أي من الإمارة والملك، و"الْحَقْ" أي بالقوم، و"فرقة" أي افتراق بين الجماعة، و"تفرق الناسُ" أي من المبايعة والاجتماع عليها، قاله الكرماني (16/ 33).
(3)
قاله معرِّضًا بابن عمر وأبيه، "قس"(9/ 177).
(4)
قوله: (فليطلع لنا قرنه) أي من يدعيه فليبد لنا رأسه وصفحته، "مجمع"(4/ 265)، "ك"(16/ 33).
(5)
هذا تعريض منه بابن عمر وبعمر رضي الله عنهما، "ك"(16/ 34).
(6)
قوله: (حبوتي) بضم المهملة وسكون الموحدة، ثوب يلقى على الظهر ويُربَطُ طرفاه على الساقين بعد ضمهما، قاله السيوطي في "التوشيح"(6/ 2572)، وكذا في "الكرماني" (16/ 34) حيث قال: الحبوة بضم الحاء وكسرها اسمٌ، مِنْ: احتبى الرجلُ: إذا جمع ظهره وساقيه بعمامة ونحوها.
وَأَبَاكَ
(1)
(2)
عَلَى الإِسْلَامِ. فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمِيْعِ، وَتَسْفِكُ الدَّمَ، وَيُحْمَلُ
(3)
عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ. قَالَ حَبِيبٌ: حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ
(4)
. قَالَ مَحْمُودٌ
(5)
عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
(6)
: وَنَوْسَاتُهَا
(7)
. [تحفة: 6951، 7346].
"بَيْنَ الْجَمِيْعِ" كذا في ذ، وفي نـ:"بَيْنَ الْجَمْعِ".
===
(1)
لأن معاوية وأباه أسلما يوم الفتح، وكان عمر وابنه أسلما قبله يقاتلانهما على الإسلام، "ك"(16/ 34).
(2)
قوله: (من قاتلك وأباك) يعني يوم أحد ويوم الخندق، ويدخل في هذه المقاتلة علي وجميع من شهدها من المهاجرين، ومنهم عبد الله بن عمر، ومن هنا تظهر مناسبة إدخال هذه القصة في غزوة الخندق؛ لأن أبا سفيان كان رأس الأحزاب يومئذ، وكان رأيُ معاوية في الخلافة تقديمَ الفاضل في القوة والرأي والمعرفة على الفاضل في السبق إلى الإسلام والدين والعبادة، فلهذا قال: إنه أحق، ورأيُ ابن عمر بخلاف ذلك، "فتح الباري"(7/ 404).
(3)
قوله: (ويحمل) على صيغة المجهول، أي يراد غير مرادي، فإنه يحتمل أن يراد بالموصول ترجيح علي رضي الله عنه عليه مع جميع من قاتل معه، وزاده التباغض على الذي كان له قبلُ. قوله:"فذكرت" أي لأجل الصبر والكظم على ذلك إيثار الآخرة على الدنيا، "الخير الجاري".
(4)
بضم أولهما، على الخطاب، "قس"(9/ 178).
(5)
ابن غيلان، "ك"(16/ 34).
(6)
وهو مروي عن معمر إلى آخر الإسناد، "ك"(16/ 34).
(7)
بتقديم الواو على السين كما سبق لابن السكن، وفي "المحكم" لابن سِيدَه بسكون الواو وفتحها، "قس"(9/ 178).
4109 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ
(2)
قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ: "نَغْزُوهُمْ
(3)
وَلَا يَغْزُونَنَا". [طرفه: 4110، تحفة: 4568].
4110 -
حَدَّثَنِي عَبدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ حِينَ أُجْلِي
(4)
الأَحْزَابُ عَنْهُ: "الآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَنَا، نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ". [راجع: 4109].
4111 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا
"وَلَا يَغْزُونَنَا" في عسـ: "وَلَا يَغْزُونَّا". "حَدَّثَنِي عبد اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عبد اللَّهِ". "أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ" في نـ: "أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ". "وَلَا يَغْزُونَنَا" في عسـ: "وَلَا يَغْزُونَّا". "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في عسـ، ذ:"حَدَّثَنِي إِسحاقُ". "حَدَّثَنَا رَوْحٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا رَوْحٌ".
===
(1)
الثوري.
(2)
بالتنوين، "ف"["تن" (2/ 852)].
(3)
أي: نحن نسير إليهم، "خ".
(4)
قوله: (أجلي الأحزاب) في "الفتح"(7/ 405): بضم الهمزة وسكون الجيم، أي رجعوا عنه، وفيه إشارة إلى أنهم رجعوا بغير اختيارهم، انتهى. وفي بعض النسخ بصيغة المعلوم، كما في اليونينية على ما نقله القسطلاني (9/ 178). وفي "القاموس" (ص: 1169): جلا القوم عن الموضع، ومنه، جَلوًا وجَلاءً، وأجلوا: تفرقوا، أو جَلا من الخوف، وأجلى من الجدب، وهو مؤيد لنسخة المعلوم، "الخير الجاري".
(5)
ابن عبادة، "ك"(16/ 34).
هِشَامٌ
(1)
، عَنْ مُحَمَّدٍ
(2)
، عَنْ عَبِيدَةَ
(3)
، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: "مَلأَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا
(4)
كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ". [راجع: 2931].
4112 -
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، جَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كِدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ
(5)
حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ.
"كَمَا شَغَلُونَا" في سـ، حـ، ذ:"كُلَّمَا شَغَلُونَا". "عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى" في نـ: "عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى". "غَرَبَتِ الشَّمْسُ" في هـ، ذ:"غَابَتِ الشَّمْسُ". "وَقَالَ" في نـ: "فَقَالَ". "أَنْ تَغْرُبَ" سقط لابن عساكر لفظ "أَنْ".
===
(1)
ابن أبي حسان
(2)
ابن سيرين.
(3)
السلماني، "ك"(16/ 34).
(4)
قوله: (ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارًا) أي جعل الله النار ملازمة لهم في الحيات وبعد الممات، وعذبهم في الدنيا والآخرة، قاله الطيبي (2/ 189) [وانظر:"المرقاة"(2/ 327)]. قوله: "كما شغلونا" أي لأجل أنهم شغلونا، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"كلما" بزيادة اللام، قال ابن حجر: وهو خطأ، "ف"(7/ 406).
(5)
قوله: (ما كدت أن أصلي) قال الكرماني (4/ 230): فإن قلت: ظاهره يقتضي أن عمر رضي الله عنه صلى قبل الغروب؟ قلت: لا نسلم، بل يقتضي أن كيدودته كانت عند كيدودتها، ولا يلزم منه وقوع الصلاة فيها، بل يلزم أن لا تقع الصلاة فيها؛ إذ حاصله عرفًا: ما صليت حتى غربت الشمس، انتهى، ومرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 596) في آخر "كتاب المواقيت".
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَأَنَا وَاللهِ مَا صلَّيْتُهَا" فَنَزَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بُطْحَانَ
(1)
، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ وَتَوَضَّأْنَا لَهَا، فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ. [راجع: 596].
4113 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ: "مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ ". فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا. ثُمَّ قَالَ: "مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ ". فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا. ثُمَّ قَالَ: "مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟
(4)
". فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا. ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا
(5)
، وَإِنَّ حَوَارِيَّ
(6)
الزُّبَيْرُ
(7)
". [راجع: 2846].
"وَأَنَا وَاللَّهِ" لفظ "وأَنَا" ثبت في هـ. "ثُمَّ قَالَ" في نـ: "قال". "حَوَارِيًّا" في نـ: "حَوَارِيَّ". "وَإِنَّ حَوَارِيَّ" في نـ: "وَحَوَارِيّ".
===
(1)
بضم الموحدة غير منصرف: واد بالمدينة، "ك"(16/ 35).
(2)
الثوري.
(3)
اسمه محمد.
(4)
بالتكرار ثلاث مرات، "قس"(9/ 180).
(5)
بتشديد الياء والتنوين، مصروف، قاله الزجاج، "تنقيح"(2/ 853)، الحواري: الناصر، "قاموس" (ص: 356).
(6)
قوله: (وإن حواري) بخفة واو وشدة ياء لفظ مفرد، وإذا أضيف إلى ياء المتكلم فقد يحذف الياء اكتفاء بالكسرة، وقد تبدل فتحة للتخفيف، "مجمع"(1/ 580).
(7)
مرَّ الحديث [برقم: 2897].
4114 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الأَحْزَابَ
(1)
وَحْدَهُ، فَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ
(2)
". [أخرجه: م 2724، س في الكبرى 11400، تحفة: 14312].
4115 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ
(4)
وَعَبْدَةُ
(5)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علَى الأَحْزَابِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ
(6)
الْحِسَابِ، أِهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ". [راجع: 2933].
"حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ". "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ" زاد بعده في نـ: "لا شَريكَ لَهُ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في عسـ، ذ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ". "حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ" في نـ: "أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ".
===
(1)
أي: يوم الخندق، وفيه الترجمة.
(2)
قوله: (فلا شيء بعده) أي جميع الأشياء بالنسبة إلى وجوده كالمعدوم، أو كلها يفنَى وهو الباقي، فهو بعد كل شيء ولا شيء بعده، كذا في "التوشيح" (6/ 2574). قال في "الخير الجاري": ويحتمل أن يكون المراد منه فلا شيء بعد هذه الوقعة من خوف الأحزاب وهجومهم؛ بقرينة ما سبق من قوله: "ولا يغزوننا"، وبقرينة فاء التفريع.
(3)
هو ابن سلام، "ك"(16/ 36).
(4)
هو مروان، "ك"(16/ 36).
(5)
ابن سليمان، "ك"(16/ 36).
(6)
أي: سريع في الحساب أو سريع حسابه قريب زمانه، "ك"(16/ 37).
4116 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ وَنَافِعٍ، عَنْ عَبدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَفَلَ
(1)
مِنَ الْغَزْوِ، أَوِ الْحَجِّ، أَوِ الْعُمْرَةِ
(2)
، يَبْدَأُ فَيُكَبِّرُ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ
(3)
تَائِبُونَ عَابِدُونُ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا
(4)
حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ
(5)
وَحْدَهُ". [راجع: 1797، أخرجه: م 1344، تحفة: 7030، 8482].
"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ" في نـ: "عَنْ عَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ". "ثَلَاثَ مِرَارٍ" في ذ: "ثَلَاثَ مَرَّاتٍ"، وفي نـ:"ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ".
===
(1)
أي: رجع.
(2)
كلمة أو للتنويع لا للشك، "قس"(9/ 182)، وذكره هنا لقوله:"وهزم الأحزاب وحده"، "ف"(7/ 407).
(3)
قوله: (آيبون) بالرفع خبر مبتدأ محذوف، أي: نحن، ومعناه: راجعون إلى الله عز وجل. "تائبون" من التوبة، وهي الرجوع عما هو مذموم شرعًا. قوله:"صدق الله وعده" فيما وعد به من إظهار دينه. "وهزم الأحزاب" أي يوم الأحزاب "وحده" أي من غير فعل من الآدميين، "قس" (4/ 366). ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 1797] في "الحج".
(4)
يحتمل تعلقه بما قبله وبما بعده، "ك"(16/ 37).
(5)
أي: يوم الأحزاب، وفيه الترجمة.
30 - بَابُ مَرْجِعِ
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَحْزَابِ
(2)
وَمَخْرَجِهِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ
(3)
(4)
وَمُحَاصَرَتِهِ إِيَّاهُمْ
4117 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ
(5)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخَنْدَقِ وَوَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ، أَتَاهُ جِبْرَئِيلُ فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ وَاللهِ مَا وَضَعْنَاهُ، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ. قَالَ:"فَإِلَى أَيْنَ؟ ". قَالَ: هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ. [راجع: 463].
4118 -
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
"حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "اخْرُجْ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"فَاخْرُجْ". "وَأَشَارَ" في هـ، ذ:"وَأَشَارَ بِيَدِهِ". "حَدَّثَنَا مُوسَى" في نـ: "حَدَّثَنَا مُوسَى بنُ إِسماعيلَ".
===
(1)
قوله: (باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم) بفتح الجيم، كذا في "الكرماني"(16/ 37)، وفي "القاموس" (ص: 664): مرجع، كمقعَد ومنزِل، انتهى.
(2)
أي: منزله بالمدينة، "قس"(9/ 182).
(3)
قوله: (ومخرجه إلى بني قريظة) بضم القاف وفتح الظاء المعجمة: قبيلة من يهود خيبر، لسبع بقين من ذي القعدة سنة خمس في ثلاثة آلاف رجل وستة وثلاثين فرسًا، "قس"(9/ 182 - 183).
(4)
هي قبيلة من اليهود.
(5)
ابن عروة.
هِلَالٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَأَنِّي
(1)
أَنْظُرُ إِلَى الْغُبَارِ سَاطِعًا فِي زُقَاقِ
(2)
بَنِي غَنْمٍ مَوْكِبَ
(3)
جِبْرَئِيلَ حِينَ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ
(4)
. [راجع: 3214].
4119 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ:. . . . . . . . . . . . .
"بَنِي غَنْمٍ" في نـ: "بَنِي غَيْمٍ"، وفي نـ:"بَنِي غَمٍّ". "مَوْكِبَ" في ذ: "مَوْكِبِ".
===
(1)
يشير إلى أنه يستحضر القصة حتى كأنه ينظر إليها، "ف"(7/ 408).
(2)
قوله: (في زقاق) بضم الزاي وتخفيف القاف وبعد الألف قاف أخرى: السكة. قوله: "بني غنم" بفتح الغين وضمها وسكون النون: بطن من الخزرج، "قس"(9/ 183)، "ك"(16/ 37).
(3)
قوله: (موكب) بالنصب بتقدير: أَنْظُر موكب، ولأبي ذر بالجر بدل من "الغبار" وضبطه ابن إسحاق بالضم خبر مبتدإ محذوف تقديره: هذا موكب جبرئيل، والموكب نوع من السير، وجماعة الفرسان، أو جماعة ركاب يسيرون برفق، "قس"(9/ 183 - 184).
قال الكرماني (16/ 38 - 37): فإن قلت: من أين عرف أنس أنه جبرئيل؟ وكذا من أين عرفت عائشة؟ قلت: لعلهما سمعا من النبي صلى الله عليه وسلم أو عرفا بالقرائن والعلامات، انتهى، ومرَّ الحديث [برقم: 3214] في "بدء الخلق".
(4)
قبيلة من اليهود.
"لَا يُصَلِّيَنَّ
(1)
أَحَدٌ الْعَصْرَ
(2)
إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ". فَأَدْرَكَ بَعْضُهُمُ الْعَصْرُ
(3)
فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا
(4)
. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرَدْ
(5)
مِنَّا
(6)
ذَلِكَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُعَنِّفْ
(7)
وَاحِدًا مِنْهُمْ. [راجع: 946].
===
(1)
بنون التأكيد الثقيلة.
(2)
قوله: (لا يصلين أحد العصر) ووقع في "مسلم": الظهر، مع اتفاقهما على روايتهما عن شيخ واحد بإسناد واحد، فَجُمِع بينهما باحتمال أن يكون بعضهم قبل الأمر كان صلى الظهر وبعضهم لم يصلهما، فقيل لمن لم يصلها: لا يصلين أحد الظهر، ولمن صلاها: لا يصلين أحد العصر، أو أن طائفة منهم راحت بعد طائفة، فقيل للطائفة الأولى: الظهر، وللتي بعدها: العصر، كذا في "القسطلاني"(9/ 184 - 185)، قال في "التوشيح" (6/ 2575): وقد تابع مسلمًا أبو يعلى وآخرون، واتفق أهل المغازي على أنها العصر، قال ابن حجر: وقد ظهر لي أن الاختلاف فيه من شيخ البخاري، وأنه حدَّث به على الوجهين.
(3)
قوله: (العصر) نصب على المفعولية، ولأبي ذر:"بعضَهم" نصب مفعول مقدم، و"العصر" رفع على الفاعلية، "قس"(9/ 184).
(4)
قوله: (حتى نأتيها) أي بني قريظة عملًا بظاهر قوله: "لا يصلين أحد"، وقال بعضهم:"بل نصلي" نظرًا إلى المعنى لا إلى ظاهر اللفظ، "قس"(9/ 184)، ومرَّ (برقم: 946).
(5)
بضم الأول وفتح الثاني، وفي اليونينية بكسر الراء، "قس"(9/ 184).
(6)
بل المراد الاستعجال إلى بني قريظة.
(7)
من التعنيف وهو التوبيخ، "نهاية"(3/ 589).
4120 -
حَدَّثَنَا ابْنُ
(1)
أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ. ح وَحَدَّثَنِي خَلِيفَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي
(3)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ
(4)
يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّخَلَاتِ
(5)
حَتَّى افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ، وَإِنَّ أَهْلِي أَمَرُونِي أَنْ آتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأَسْأَلَهُ الَّذِينَ
(6)
كَانُوا أَعْطَوْهُ أَوْ بَعْضَهُ. وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَعْطَاهُ أُمَّ أَيْمَنَ
(7)
، فَجَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي تَقُولُ: كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يُعْطِيكَهُمْ وَقَدْ أَعْطَانِيهَا - أَوْ كَمَا قَالَتْ
(8)
-. . . . . . . . . . . .
"حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الأَسْوَدِ" في عسـ، ذ:"حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الأَسْوَدِ". "حَتَّى افْتَتَحَ" في هـ، ذ:"حِينَ افْتَتَحَ". "الَّذِينَ" في عسـ، صـ، ذ:"الَّذِي" بالإفراد وهو ظاهر. "كَانُوا" في نـ: "كَانَ". "لَا يُعْطِيكَهُمْ" في عسـ: "لَا يُعْطِيكُمْ"، في ذ:"لَا نُعْطِيكُمْ".
===
(1)
وهو عبد الله بن محمد الحافظ، "ك"(16/ 38)، قد ينسب إلى جده أبي الأسود، "ت" (رقم: 3578).
(2)
ابن سليمان.
(3)
هو سليمان بن طرخان.
(4)
أي: من الأنصار.
(5)
هدية أو هبة ليصرفها في نوائبه، "قس"(9/ 185)، أي: ثمراتها لا رقابها.
(6)
بدل.
(7)
أي: ضد الأيسر، حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، "ك"(16/ 38).
(8)
قوله: (أو كما قالت) أي أم أيمن، شك من الراوي في اللفظ مع حصول المعنى، "قس"(9/ 186).
قال في الفتح (7/ 411): حاصله أن الأنصار كانوا واسوا المهاجرين
وَالنَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَكِ كَذَا
(2)
". وَتَقُولُ
(3)
: كَلَّا وَاللَّهِ. حَتَّى أَعْطَاهَا، - حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ -:"عَشَرَةَ أَمْثَالِهِ". أَوْ كَمَا قَالَ. [راجع: 2630، أخرجه: م 1771، تحفة: 877].
4121 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ، فَأَتَى عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَسْجِدِ
(4)
قَالَ لِلأَنْصَارِ: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ
(5)
- أَوْ أَخْيَرِكُمْ -". فَقَالَ: "هَؤُلَاءِ نَزَلُوا
(6)
عَلَى حُكْمِكَ". فَقَالَ: تُقْتَلُ
"حَدَّثَنِي مُحمَّد" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحمَّد". "أَخْيَرِكُمْ" كذا في ذ، وفي نـ:"خَيْرِكُمْ".
===
بنخيلهم لينتفعوا بثمرها، فلما فتح الله النضير ثم قريظة قسم صلى الله عليه وسلم في المهاجرين من غنائمهم، وأمرهم بردِّ ما كان للأنصار لاستغنائهم عنه؛ ولأنهم لم يكونوا ملَّكوهم رقابَ ذلك، وامتنعت أم أيمن من ردِّ ذلك ظنًا أنها ملكت الرقبة، فلاطفها النبي صلى الله عليه وسلم لما كان عليه من حق الحضانة حتى عوّضها عن الذي كان بيدها بما أرضاها.
(1)
جملة حالية.
(2)
من عندي بدل ذلك.
(3)
لأنس، "قس"(9/ 186).
(4)
أي: الذي كان أعده النبي صلى الله عليه وسلم في بني قريظة أيام حصارهم، "قس"(9/ 186).
(5)
مرَّ بيانه (برقم: 3804) في "المناقب".
(6)
أي رضوا على حكمك، "ك"(16/ 40)، قال الطيبي (8/ 8):
مُقَاتِلَتُهُمْ
(1)
وَتُسْبِي ذَرَارِيَّهُمْ. قَالَ: "قَضَيْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ". وَرُبَّمَا قَالَ: "بِحُكْمِ الْمَلِكِ
(2)
". [راجع: 3043].
4122 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: حِبَّانُ
(3)
بْنُ الْعَرِقَةِ، رَمَاهُ فِي الأَكْحَلِ
(4)
، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ
(5)
لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ،
"حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا" في عسـ: "حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا"، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا".
===
إنما نزلوا على حكم سعد لأن الأوس طلبوا منه صلى الله عليه وسلم العفو عنهم لأنهم كانوا حلفاءهم، فقال صلى الله عليه وسلم: ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم فرضوا به، وسيجيء.
(1)
قوله: (مقاتلتهم) بكسر التاء، وهم البالغون الذين على صدد القتال. و"ذراريهم" جمع ذرية، أي: النساء والصبيان، "مجمع"(2/ 233).
(2)
قوله: (بحكم الملك) بكسر اللام، هو الله تعالى، وبفتحها هو جبرئيل الذي ينزل بالأحكام، "ك"(16/ 39)، ومرَّ (برقم: 3804).
(3)
قوله: (حبان) بكسر المهملة وشدة الموحدة وبالنون، "ابن العرقة" بفتح المهملة وكسر الراء وبالقاف، وهي اسم أمه؛ سميت بها لطيب ريحها، "ك"(16/ 39).
(4)
بفتح الهمزة وسكون الكاف بعدها مهملة: عرق في وسط الذراع، "قس"(9/ 188).
(5)
أي: النبوي بالمدينة، "قس"(9/ 188).
فَلَمَّا رَجَعَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخَنْدَقِ وَضَعَ
(2)
السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرَئِيلُ وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ، فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ وَاللهِ مَا وَضَعْتُهُ، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَأَيْنَ؟ ". فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَأَتَاهُمْ
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ
(4)
، فَرَدَّ الْحُكْمَ إِلَى سَعْدٍ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ
(5)
، وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ. قَالَ هِشَامٌ
(6)
: فَأَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ سَعْدًا قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ وَأَخرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْءٌ،
"وَضَعَ السِّلَاحَ" في نـ: "وَوَضَعَ السِّلَاحَ". "فَإِنِّي أَحْكُمُ" في سفـ: "إِنِّي أَحْكُمُ".
===
(1)
إلى بيته.
(2)
جواب "لَمَّا"، "قس"(9/ 188).
(3)
أي: حاصرهم، "قس"(9/ 188).
(4)
قوله: (فنزلوا على حكمه) صلى الله عليه وسلم، "قس" (9/ 188). قال الكرماني (16/ 39 - 40): فإن قلت: تقدم أنهم نزلوا على حكم سعد؟ قلت: لعل بعضهم نزلوا بحكم الرسول صلى الله عليه وسلم والبعض بحكمه، وقال ابن إسحاق في "المغازي": لما أيقنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم غير منصرف عنهم نزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت الأوس: يا رسول الله، هم موالينا! فقال صلى الله عليه وسلم: ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى، قال: فذلك سعد بن معاذ، وحكَّمه فيهم.
(5)
أي: أولادهم الصغار.
(6)
ابن عروة.
فَأَبْقِنِي لَهُم حَتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، وَإِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فَافْجُرْهَا
(1)
، وَاجْعَلْ مَوْتَتِي فِيهَا. فَانْفَجَرَتْ مِنْ لَبَّتِهِ
(2)
، فَلَمْ يَرُعْهُمْ
(3)
- وَفِي الْمَسْجِدِ خَيمَةٌ
(4)
مِنْ بَنِي غِفَارٍ - إِلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الْخَيْمَةِ مَا هَذَا الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ فَإِذَا سَعْدٌ يَغْذُو
(5)
"فَأَبْقِنِي لَهُم" كذا في عسـ، هـ، ذ، وفي نـ:"فَأَبْقِنِي لَهُ". "وَضَعْتَ الْحَرْبَ" في نـ: "قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ". "مِنْ لَبَّتِهِ" في هـ، ذ:"مِنْ لَيلَتِهِ".
===
(1)
قوله: (فافجرها) بهمزة وصل وضم الجيم، أي الجراحة، وقد كادت أن تبرأ، "قس" (9/ 189). قال الكرماني (16/ 40): فإن قلت: كيف استدعى الموت وذلك غير جائز؟ قلت: غرضه أن يموت [على الشهادة] فكأنه قال: إن كان بعد هذا قتال معهم فذاك وإلا فلا تحرمني عن ثواب هذه الشهادة.
(2)
قوله: (من لبته) بفتح اللام وشدة الموحدة: موضع القلادة من الصدر، وكان موضع الجرح ورم حتى اتصل الورم إلى صدره فانفجر، ولأبي ذر عن الكشميهني:"ليلته"، قال في "الفتح": وهو تصحيف، "قس"(9/ 189).
(3)
قوله: (فلم يرعهم) بفتح أوله وضم ثانيه وتسكين العين المهملة، أي لم يفزع أهل المسجد، ورجع الكرماني وتبعه البرماوي الضميرَ في قوله:"فلم يرعهم" لبني غفار، "قسطلاني"(9/ 189).
(4)
قال ابن إسحاق: إنها لرفيدة، فلعل زوجها كان من بني غفار، "قس"(9/ 189).
(5)
قوله: (يغذو) يسيل، بالغين والذال المعجمتين، مِنْ غذا العرق: إذا سال [دمًا]، و"جرحه" فاعل، و"دمًا" تمييز، "ك"(4/ 124).
جُرْحُهُ دَمًا، فَمَاتَ مِنْهَا
(1)
. [راجع: 463].
4123 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ
(2)
بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيٌّ: أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ
(3)
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ
(4)
: "اهْجُهُمْ
(5)
- أَوْ هَاجِهِمْ
(6)
- وَجِبْرَئِيلُ مَعَكَ
(7)
". [راجع: 3213].
4124 -
وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ
(8)
، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ قُرَيْظَةَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: "اهْجُ الْمُشْرِكِينَ، فَإَنَّ جِبْرَئِيلَ مَعَكَ
(9)
". [راجع: 3213].
"حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"الحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ". "أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ" في نـ: "حَدَّثَنَا شُعْبَةُ". "قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" زاد بعده في نـ: "يومَ قُرَيظَةَ". "قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
قوله: (فمات منها) أي من تلك الجراحة، واهتزّ لموته عرش الرحمن، وشيّعه سبعون ألف ملك، "قس"(9/ 189)، ومرَّ الحديث [برقم: 463].
(2)
كشداد.
(3)
ابن عازب.
(4)
ابن ثابت.
(5)
بضم الجيم، أمر من الهجو.
(6)
من المهاجاة، والشك من الراوي، "قس"(9/ 190).
(7)
بالتأييد والمعونة، والواو للحال، "قس"(9/ 190).
(8)
سليمان أبو إسحاق، "ك"(16/ 41).
(9)
أي: بالتأييد، "قس"(9/ 190).
31 - بَابُ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ
(1)
وَهِيَ غَزْوَةُ مُحَارِبِ
(2)
خَصَفَةَ
(3)
مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ
(4)
مِنْ غَطَفَانَ،
"بَابُ" سقط "باب" لأبي ذر، فما بعده رفع، "قس"(9/ 190).
===
(1)
قوله: (غزوة ذات الرقاع) بكسر الراء بعدها قاف فألف فعين مهملة، "قسطلاني"(9/ 190)، قال في "القاموس" (ص: 666): ذات الرقاع: جبل فيه بقع حمرة وبياض وسواد، ومنه غزوة ذات الرقاع، أو لأنهم لفّوا على أرجلهم الخرقَ لَمّا نَقِبَتْ أرجلهم، انتهى. أو أرض فيها بقع سود وبيض كأنها مرقعة، أو لأنهم رقعوا فيها راياتهم، أو لترقيع صلاة الخوف فيها، أو لأن خيلها كان فيها سواد وبياض؛ أقوال.
(2)
بضم الميم: قبيلة، "ك"(16/ 41).
(3)
قوله: (محارب خصفة) بالخاء المعجمة والصاد المهملة والفاء المفتوحات، بإضافة محارب لتاليه للتمييز عن غيرهم من المحاربين؛ لأن المحارب في العرب جماعة كأنه قال: محارب الذين ينسبون إلى خصفة بن قيس لا الذين ينسبون إلى فهرٍ وإلى غيرهم "ق". ثم إن خصفة المذكورَ من بني ثعلبة من غطفان بمثلثة وعين في الأول، وفتح المعجمة وبالمهملة والفاء في الثاني، كذا وقع هنا، وهو يقتضي أن ثعلبة جد محارب، قال ابن حجر: وليس كذلك، فإنه - أي ثعلبة - من ذرية غطفان، وغطفان هو ابن سعد بن قيس، ومحارب هذا هو ابن خصفة بن قيس، فمحارب وغطفان ابنا عم، فكيف يكون الأعلى منسوبًا إلى الأدنى؟ والصواب ما في الباب اللاحق، وهو عند ابن إسحاق وغيره، و"بني ثعلبة" بواو العطف، وهكذا نبه على ذلك أبو علي الغساني في "أوهام الصحيحين"، "قس"(9/ 190)، "ك"(16/ 42)، "ف"(7/ 418)، "خير"، ملتقطًا منها.
(4)
قوله: (بني ثعلبة) كذا وقع، والصواب:"وبني ثعلبة" بواو
فَنَزَلَ
(1)
نَخْلًا. وَهِيَ بَعْدَ خَيْبَرَ، لأَنَّ أَبَا مُوسَى
(2)
جَاءَ بَعْدَ خَيْبَرَ.
4125 -
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
"بَعْدَ خَيْبَرَ" زاد بعده في نـ: "خَصَفَةَ مِن بَنِي ثعلبةَ بنِ غطفانَ". "وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ" زاد قبله في ذ: "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ".
===
العطف، كما عند محمد بن إسحاق؛ لأن ثعلبة ليس جد المحارب، فإنه من ذرية غطفان، وغطفان هو ابن سعد بن قيس، فهو ابن عم محارب، "سيوطي"(6/ 2579)؛ لأن محاربًا هو ابن خصفة بن قيس، كذا في "الخير الجاري".
(1)
قوله: (فنزل) أي النبي صلى الله عليه وسلم، "نخلًا" بالنون والخاء المعجمة: مكانًا بالمدينة على يومين بواد يقال له: شدخ بمعجمتين بينهما مهملة، وبذلك الوادي طوائف من قيس [من] بني فزارة وأشجع وأنمار، "قسطلاني"(9/ 191).
(2)
قوله: (لأن أبا موسى) الأشعري، "جاء" أي من الحبشة سنة سبع "بعد خيبر"، وقد ثبت أنه شهد ذات الرقاع، فمقتضاه وقوع ذات الرقاع بعد غزوة خيبر، لكن قال الدمياطي: حديث أبي موسى مشكل مع صحته، وما ذهب أحد من أهل السير إلى أنها بعد خيبر، نعم في شرح الحافظ مغلطاي. أن أبا معشر قال: إنها كانت بعد الخندق وقريظة، قال: وهو من المعتمدين في السير، وقوله موافق لما ذكره أبو موسى، انتهى، فما في "الصحيح" أصح، قاله القسطلاني (9/ 191).
قال الشيخ ابن حجر (7/ 417) وغيره: اختُلِف فيها متى كانت؟ واستدل البخاري على أنها كانت بعد خيبر بأمور سيأتي الكلام عليها مفصلًا، ومع ذلك فذكوها قبل خيبر، لا أدري هل تعمّد ذلك تسليمًا لأصحاب المغازي حيث
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْفِ
(1)
فِي غَزْوَةِ السَّابِعَةِ
(2)
غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْخَوْفَ بِذِي قَرَدٍ
(3)
. [أطرافه: 4126، 4127، 4130، 4137، أخرجه: م 843، تحفة: 3156].
4126 -
وَقَالَ بَكْرُ
(4)
بْنُ سَوَادَةَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ جَابِرًا حَدَّثَهُمْ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِمْ يَوْمَ مُحَارِبٍ وَثَعْلَبَةَ. [راجع: 4125].
4127 -
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ: سَمِعْتُ
"فِي غَزْوَةِ السَّابِعَةِ" في نـ: "فِي الغَزْوَةِ السَّابِعَةِ". "حَدَّثَهُمْ" زاد بعده في نـ: "قَالَ". "سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ" زاد بعده في نـ: "قَالَ".
===
قالوا: إنها كانت قبلها، أو أن ذلك من الرواة عنه، أو أشار إلى أن ذات الرقاع اسم لغزوتين مختلفتين، كما أشار إليه البيهقي، أي واحدة قبل خيبر وواحدة بعدها، انتهى كلامه ملتقطًا منه، ومن "الحلبي"(2/ 570 - 571).
(1)
أي: في حالة الخوف.
(2)
قوله: (غزوة السابعة) أي من غزواته صلى الله عليه وسلم التي وقع فيها القتال. قوله: "غزوة ذات الرقاع" بالجر بدل من السابعة. الأولى: بدر، والثانية: أُحد، والثالثة: الخندق، والرابعة: قريظة، والخامسة: المريسيع، والسادسة: خيبر، فيلزم أن تكون ذات الرقاع بعد خيبر للتنصيص على أنها السابعة، "قس"(9/ 191).
(3)
بفتح القاف والراء: موضع على نحو يوم من المدينة مما يلي غطفان، "قس"(9/ 192).
(4)
أحد فقهاء مصر.
جَابِرًا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَخْلٍ
(1)
، فَلَقِيَ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ، فَلَمْ يَكُنْ قِتَالٌ، وَأَخَافَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيِ الْخَوْفِ. وَقَالَ يَزِيدُ عَنْ سَلَمَةَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ الْقَرَدِ. [راجع: 4125، أخرجه: م 843، تحفة: 3130، 4540].
4128 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: خَرَجْنَا مَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في غَزَاةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ
(2)
بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ
(3)
، فَنَقِبَتْ
(4)
أقْدَامُنَا
(5)
وَنَقِبَتْ قَدَمَايَ وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي
(6)
، فَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ، لِمَا
(7)
كُنَّا نُعَصِّبُ مِنَ الْخِرَقِ عَلَى أَرْجُلِنَا، وَحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بِهَذَا، ثُمَّ كَرِهَ ذَاكَ
(8)
، قَالَ: مَا كُنْتُ أَصْنَعُ بِأَنْ أَذْكُرَهُ. كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِهِ أَفْشَاهُ
(9)
. [أخرجه: م 1816، تحفة: 9060].
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ". "فِي غَزَاةٍ" في عسـ: "فِي غَزْوَةٍ". "ذَاكَ" في نـ: "ذَلِكَ".
===
(1)
اسم مكان من أرض غطفان بنجد، "خ"، ["ف" (7/ 421)].
(2)
لم أقف على أسمائهم، "ف"(7/ 421).
(3)
أي: نركبه نوبة، أي: نتناوب في الركوب عليه، "ك"(16/ 43).
(4)
أي: رقّت وتَقَرَّضَتْ وقطعت الأرض جلودًا، "قس"(9/ 194).
(5)
من الحفاء، "قس"(9/ 194).
(6)
لذلك.
(7)
أي: لأجل.
(8)
لما فيه من تزكية نفسه، "قس"(9/ 194).
(9)
لأن كتمان العمل أفضل، "قس"(9/ 194).
4129 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَمَّنْ شَهِدَ
(1)
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ صَلَاةَ الْخَوْفِ: أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ وُجَاهَ
(2)
الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا، وَأَتَمُّوا لأَنْفُسِهِمْ ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَصَفُّوا وُجَاهَ الْعَدُوِّ، وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمِ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا، وَأَتَمُّوا لأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ. [أخرجه: م 842، د 1237، ت 566، س 1537، جه 1259، تحفة: 4645].
4130 -
وَقَالَ مُعَاذٌ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(3)
، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
(4)
، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَخْلٍ. فَذَكَرَ صَلَاةَ الْخَوْفِ
(5)
. قَالَ مَالِكٌ
(6)
:
"مَعَ رَسُولِ اللَّهِ" مصحح عليه، ولفظ "مع" سقط في نـ. "صَلَاةَ الْخَوْفِ" في نـ:"صَلَّى صَلَاةَ الْخَوْفِ". "فَصَفُّوا" في نـ: "وَصَفُّوا". "وَقَالَ مُعَاذٌ" في سفـ: "وَقَالَ مُعَاذُ بنُ هِشامٍ". "كُنَّا" في نـ: "كُنَّا خَرَجْنَا".
===
(1)
هو: سهل بن أبي حثمة، ورجح في "الفتح"(7/ 422) أنه خوات بن جبير، والصحابة عدول، فلا يضر جهالة أحدهم، "قس"(9/ 194).
(2)
بكسر الواو وضمها أي: جعلوا وجوههم تلقاءه، "قس"(9/ 195).
(3)
الدستوائي، "قس"(9/ 195).
(4)
محمد بن مسلم.
(5)
كما مر، وغرض المؤلف منه الإشارة إلى اتفاق روايات جابر على أن الغزوة التي وقع فيها صلاة الخوف هي غزوة ذات الرقاع، "قس"(9/ 195).
(6)
ابن أنس الإمام.
وَذَلِكَ
(1)
أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ في صَلَاةِ الْخَوْفِ. تَابَعَهُ
(2)
اللَّيْثُ عَنْ هِشَامٍ
(3)
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي أَنْمَارٍ
(4)
. [راجع: 4125، تحفة: 2979، 19203].
4131 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(5)
، عَنْ يَحْيَى
(6)
، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ
(7)
"صَلَّى النَّبِيُّ" في هـ، ذ:"صَلاةَ النَّبِيِّ".
===
(1)
قوله: (وذلك) أي المروي في حديث صالح، ووافق مالكًا على ترجيحها الشافعي وأحمد، كذا في "القسطلاني"(9/ 195)، وأخذ أبو حنيفة بحديث ابن عمر.
(2)
أي: تابع معاذًا، "قس"(9/ 195).
(3)
هو ابن سعد المدني وليس هو الدستوائي، "قس"(9/ 195).
(4)
قوله: (بني أنمار) بفتح الهمزة وسكون النون، من بجيلة بفتح الموحدة وكسر الجيم.
وهذه الرواية مرسلة، ورجالها غير رجال الأولى، فوجه هذه المتابعة من جهة أن حديث سهل بن أبي حثمة في غزوة ذات الرقاع فتتحد مع حديث جابر، وهذه المتابعة وصلها المؤلف في "تاريخه"، "قس"(9/ 195).
(5)
ابن سعيد القطان.
(6)
ابن سعيد الأنصاري.
(7)
هذا الحديث مرسل؛ لأن أهل العلم بالأخبار اتفقوا على أن سهل بن أبي حثمة كان صغيرًا في زمنه صلى الله عليه وسلم. وفيه ثلاثة من التابعين المدنيين، "قس"(9/ 196).
قَالَ: يَقُومُ الإِمَامُ
(1)
مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ قِبَلِ الْعَدُوِّ، وُجُوهُهُمْ إِلَى الْعَدُوِّ، فَيُصَلِّي بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَقُومُونَ، فَيَرْكَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً وَيَسْجُدُونَ سجْدَتَيْنِ فِي مَكَانِهِمْ، ثُمَّ يَذْهَبُ هَؤُلَاءِ إِلَى مَقَامِ أُولَئِكَ فَيَجِيءُ أُولَئِكَ فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةً، فَلَهُ ثِنْتَانِ، ثُمَّ يَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ سَجْدَتَيْنِ. [أخرجه: م 842، د 1237، ت 566، س 1537، جه 1259، تحفة: 4645].
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. [تحفة: 4645].
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَحْيَى سَمِعَ الْقَاسِمَ، أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلٍ حَدَّثَهُ قَوْلَهُ. [تحفة: 4645].
4132 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ
(2)
نَجْدٍ، فَوَازَيْنَا الْعَدُوَّ فَصَافَفْنَا لَهُمْ
(3)
. [راجع: 942].
"فَلَهُ ثِنْتَانِ" في نـ: "فَلَهُم ثِنْتَانِ". "مِثْلَهُ" في نـ: "نَحْوَهُ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ".
===
(1)
أي: في صلاة الخوف، "قس"(9/ 196).
(2)
بكسر القاف، أي: جهة نجد بأرض غطفان، "خ"، "قس"(9/ 197).
(3)
أي: قمنا لهم صفين، "مرقاة" (5/ 105). وهذا الحديث مرَّ في "صلاة الخوف" بأتم من هذا (برقم: 942).
4133 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِإِحْدَى - الطَّائِفَتَيْنِ، وَالطَّائِفَةُ
(1)
الأُخْرَى مُوَاجِهَةُ
(2)
الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفُوا
(3)
، فَقَامُوا فِي مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ أُولَئِكَ، فَجَاءَ أُولَئِكَ
(4)
فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ، وَقَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ. [راجع: 942، أخرجه: م 839، د 1243، ت 564، س 1538، تحفة: 6931].
4134 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سِنَانٌ
(5)
وَأَبُو سَلمَةَ
(6)
: أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَ: أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ
(7)
. [راجع: 2910].
"رَسُولَ اللَّهِ" في عسـ: "النَّبِيَّ". "فِي مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ أُولَئِكَ" لفظ "أُولَئِكَ" ثبت في عسـ. "أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"أَخْبَرَنِي شعيبٌ". "حَدَّثَنِي سِنَانٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا سِنَانٌ"، وفي نـ:"أَخْبَرَنِي سنانٌ". "أَخْبَرَ" في نـ: "أَخْبَرَهُ".
===
(1)
مبتدأ.
(2)
خبر.
(3)
الذين صلى بهم.
(4)
أي: الذين كانوا مواجهة العدو، "قس"(9/ 198).
(5)
ابن أبي سنان.
(6)
ابن عبد الرحمن.
(7)
أي: جهتها، كما مر.
4135 -
ح وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي
(2)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(3)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ
(4)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ
(5)
عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ
(6)
رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قفَلَ مَعَهُ، فَأدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ
(7)
فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ
(8)
، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ سَمُرَةٍ
(9)
، فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، قَالَ جَابِرٌ
(10)
: فَنِمْنَا نَوْمَةً، ثُمَّ إِذَا
(11)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يدْعُونَا، فَجِئْنَاهُ فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ
(12)
،
===
(1)
ابن أبي أويس، "قس"(9/ 198).
(2)
عبد الحميد، "قس"(9/ 198).
(3)
ابن بلال.
(4)
هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ونسبه لجده، "قس"(9/ 198).
(5)
بضم الدال وفتح الهمزة.
(6)
أي: رجع، "قس"(9/ 198).
(7)
أي: شدة الحر في وسط النهار، "قس"(9/ 198).
(8)
قوله: (العضاه) بكسر العين المهملة وفتح الضاد المعجمة المخففة وبعد الألف هاء: شجر عظيم له شوك كالطلح والعوسج، "قس"(9/ 198).
(9)
قوله: (سمرة) بسين وراء مفتوحتين بينهما ميم مضمومة: شجرة كثيرة الورق يُستظَلُّ بها، "قس"(9/ 198).
(10)
بالسند السابق.
(11)
للمفاجأة، وكذا ما بعده.
(12)
بين يديه، "قس"(9/ 199).
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ
(1)
سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ
(2)
صَلْتًا
(3)
، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي
(4)
؟ قُلْتُ: اللَّهُ
(5)
. فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ
(6)
". ثُمَّ لَم يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(7)
. [راجع: 2910].
4136 -
وَقَالَ أَبَانُ
(8)
: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلَمَةَ
(9)
، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذَاتِ الرِّقَاعِ، فَإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ
(10)
تَرَكْنَاهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُعَلَّقٌ بِالشَّجَرَةِ
(11)
فَاخْتَرَطَهُ
(12)
، فَقَالَ: تَخَافُنِي؟
===
(1)
أي: سلَّه.
(2)
أي: مجردًا من غمده، "قس"(9/ 199)، "ك"(16/ 46).
(3)
بمعنى مصلوت.
(4)
أي: إن قتلتك به.
(5)
يمنعني منك.
(6)
قوله: (فها هو ذا جالس) وعند ابن إسحاق: فدفع جبرئيل في صدره فوقع السيف من يده، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: من يمنعك مني؟ قال: لا أحد، "قس"(9/ 199).
(7)
قوله: (ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم) استئلافًا للكفار ليدخلوا في الإسلام. وعند الواقدي: أنه أسلم، ورجع إلى قومه، واهتدى به خلق كثير، "قسطلاني"(9/ 199).
(8)
ابن يزيد العطار، وصله مسلم، "قس"(9/ 199).
(9)
ابن عبد الرحمن، "قس"(9/ 199).
(10)
أي: ذات ظل.
(11)
وهو نائم.
(12)
أي: سلَّه.
قَالَ: "لَا". قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: "اللَّهُ". فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَأَخَّرُوا، وَصلَّى بِالطَّائِفَةِ الأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أرْبَعٌ وَللْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ. وَقَالَ مُسَدَّدٌ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ
(1)
، عَنْ أَبِي بِشْرٍ
(2)
: اسْمُ الرَّجُلِ
(3)
غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ، وَقَاتَلَ
(4)
فِيهَا
(5)
مُحَارِبَ خَصَفَةَ. [راجع: 2910].
4137 -
وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ
(6)
عَنْ جَابرٍ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَخْلٍ فَصَلَّى الْخَوْفَ
(7)
. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ
(8)
: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ نَجْدٍ صَلَاةَ الْخَوْفِ. وَإِنَّمَا جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَيَّامَ خَيْبَرَ
(9)
. [راجع: 4125، تحفة: 2979، 14606].
"لِلقَومِ رَكْعَتَيْنِ" في ذ: "لِلقَومِ رَكْعَتَانِ". "غَزْوَةَ نَجْدٍ" في هـ، ذ:"فِي غَزْوَةَ نَجْدٍ".
===
(1)
الوضاح اليشكري.
(2)
هو جعفر بن أبي وحشية، "قس"(9/ 200).
(3)
قوله: (اسم الرجل) أي الذي اخترط سيف النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: "غورث" بفتح الغين المعجمة وسكون الواو وفتح الراء فمثلثة، "قس"(9/ 200).
(4)
صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 200).
(5)
أي: في تلك الغزوة.
(6)
محمد بن مسلم.
(7)
أي: صلاة الخوف، كما مرَّ قريبًا.
(8)
وصله الطحاوي وأبو داود، "قس"(9/ 200).
(9)
قوله: (وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أيام خيبر) فدل على أن غزوة ذات الرقاع بعد خيبر، وتُعُقِّبَ بأنه لا يلزم من كون الغزوة من جهة نجد
32 - بَابُ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ
(1)
مِنْ خُزَاعَةَ وَهِيَ غَزْوَةُ الْمُرَيْسِيعِ
قَالَ ابْنُ
(2)
إِسْحَاقَ: وَذَلِكَ سَنَةَ سِتٍّ
(3)
.
"بابُ" سقط في نـ.
أن لا تتعدد، فإن نجدًا وقع القصدُ
(4)
إلى جهتها في عدة غزوات، فيحتمل أن يكون أبو هريرة حضر التي بعد خيبر لا التي قبلها، "قس"(9/ 200)، "ف"(7/ 428).
===
(1)
قوله: (بني المصطلق) بضم الميم وسكون المهملة الأولى وفتح الثانية وكسر اللام بعدها قاف، لقب جذيمة بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة، بطن "من [بني] خزاعة" بضم المعجمة وفتح الزاي المخففة، قال في "القاموس": حي من الأزد، وسموا بذلك؛ لأنهم تخزعوا، أي تخلفوا عن قومهم وأقاموا بمكة، وسمي جذيمة بالمصطلق لحسن صوته، وكان أول من غنّى من خزاعة. قوله:"وهي غزوة المريسيع" بضم الميم وفتح الراء وسكون التحتية وكسر السين المهملة بعدها تحتية ساكنة فعين مهملة، قال في "القاموس": مصغر مرسوع: ماء أو بئر لخزاعة، بينه وبين الفرع مسيرة يوم، وإليه تضاف غزوة بني المصطلق، وفيه سقط عقد عائشة ونزلت آية التيمم، انتهى، كذا في "القسطلاني"(9/ 200 - 201). قال في "الخير الجاري" وفيه تأمل يظهر لك إذا نظرت في حديث التيمم.
(2)
اسمه محمد.
(3)
قوله: (وذلك سنة ست) أي ذلك الغزو في شعبان سنة ست من الهجرة، وفي رواية قتادة وعقبة وغيرهما عند البيهقي: في شعبان سنة خمس، ورجحه الحاكم وغيره، وجزم بالأول الطبري وغيره، "قس"(9/ 201).
(4)
في الأصل: "وقع القصة".
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: سنَةَ أَرْبَعٍ
(1)
.
وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ
(2)
: كَانَ حَدِيثُ الإِفْكِ فِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ
(3)
.
4138 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ
(4)
، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْعَزْلِ
(5)
، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَأَصَبْنَا سَبْيًا مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ،
"قَالَ أَبُو سَعِيدٍ" في ذ: "فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ".
===
(1)
قوله: (سنة أربع) قاله الحلبي في "سيرته"(2/ 583)، وجرى عليه النووي في "الروضة"، قال الحافظ ابن حجر (7/ 430): وكأنه سبقُ قلمٍ أراد أن يكتب: سنة خمس، فكتب سنة أربع؛ لأن الذي في مغازي ابن عقبة من عدة طرق: سنة خمس، وقيل: سنة ست، انتهى. قال السيوطي في "التوشيح" (6/ 2585): الذي في مغازي موسى بن عقبة: سنة خمس، فالذي ذكر ههنا سبق من قلم البخاري ثم قال: وهذا أصح من قول ابن إسحاق.
(2)
أي: عن عروة عن عائشة، "قس"(9/ 201).
(3)
وبه قال ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي، "قس"(9/ 201).
(4)
بفتح المهملة وشدة الموحدة، "قس"(9/ 201).
(5)
قوله: (فسألته عن العزل) بفتح المهملة والزاي، وهو نزع الذكر من الفرج قبل الإنزال دفعًا لحصول الولد، أهو جائز أم لا؟، "قس"(5/ 214).
فَاشْتَهَيْنَا النِّسَاءَ فَاشْتَدَّتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ
(1)
، وَأَحْبَبْنَا الْعَزْلَ
(2)
، فَأَرَدْنَا أَنْ نَعْزِلَ، وَقُلْنَا: نَعْزِلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ
(3)
فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا
(4)
، مَا مِنْ نَسَمَةٍ
(5)
كَائِنَةٍ
(6)
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ
(7)
". [راجع: 2229].
"فَاشْتَدَّتْ" في نـ: "وَاشْتَدَّتْ"، وفي هـ، ذ:"وَاشْتَدَّ".
===
(1)
بضم المهملة والزاي الساكنة: فقد الأزواج والنكاح، "قس"(9/ 202).
(2)
خوفًا من الاستيلاد المانع من البيع، ونحن نحب الأثمان، "قس"(9/ 202).
(3)
أي: عن الحكم.
(4)
قوله: (ما عليكم أن لا تفعلوا) أي ليس عدم الفعل واجبًا عليكم، أو "لا" زائدة، أي لا بأس عليكم في فعله، كذا في "القسطلاني" (9/ 202). قال الطيبي (6/ 280): قوله: "ما عليكم"، روي بـ "ما" و"لا"، ومعناه: لا بأس عليكم أن تفعلوا، ولا مزيدة. ومن لم يجوز العزلَ قال:"لا" نفي لما سألوه، وقوله:"عليكم أن لا تفعلوا" كلام مستأنف مؤكد له. وقد صرح بالتجويز في حديث جابر حيث قال: اعزل عنها إن شئت. وللعلماء فيه خلاف، واختيار الشافعي جوازُه عن الأمة مطلقًا، وعن الحرة بإذنها، انتهى، وبه قال أبو حنيفة، "لمعات".
(5)
نفس.
(6)
في علم الله، "قس"(9/ 202).
(7)
أي: في الخارج، "قس"(9/ 202).
4139 -
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(3)
، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(4)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ نَجْدٍ، فَلَمَّا أَدْرَكَتْهُ الْقَائِلَةُ
(5)
وَهُوَ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضاهِ
(6)
، فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ وَاسْتَظَلَّ بِهَا وَعَلَّقَ سَيْفَهُ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الشَّجَرِ يَسْتَظِلُّونَ، وَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْنَا، فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ قَاعِدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: "إِنَّ هَذَا أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاخْتَرَطَ سَيْفِي فَاسْتَيْقَظْتُ، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، مُخْتَرِطٌ صَلْتًا
(7)
، قَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ، فَشَامَهُ
(8)
، ثُمَّ قَعَدَ، فَهُوَ هَذَا". قَالَ: وَلَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 2910].
"حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ" في عسـ، ذ:"حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ". "فَتَفَرَّقَ" في نـ: "وَتَفَرَّقَ". "مُخْتَرِطٌ" في نـ: "مُخْتَرِطًا" مصحح عليه. "فَهُوَ" في نـ: "فَهَا هُوَ".
===
(1)
ابن غيلان، "قس"(9/ 202).
(2)
ابن همام، "قس"(9/ 202).
(3)
ابن راشد، "قس"(9/ 202).
(4)
ابن عبد الرحمن، "قس"(9/ 202).
(5)
شدة الحر، "قس"(9/ 202).
(6)
بكسر المهملة، وآخره هاء: شجر عظيم له شوك، "قس"(9/ 202).
(7)
أي: حال كونه مجردًا من غمده، "قس"(9/ 202).
(8)
قوله: (فشامه) يقال: شُمْت السيفَ، أي: غمدته وسللته، هو من الأضداد. فإن قلت: هذه القصة كانت في غزوة ذات الرقاع فَلِمَ ذكرها في هذا الباب؟ قلت: ليست هذه القصة في هذا الباب في [بعض] النسخ،
33 - بَابُ غَزْوَةُ أَنْمَارٍ
(1)
(2)
4140 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
(4)
أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَأَنْصَارِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في غَزْوَةِ أَنْمَارٍ يُصلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ مُتَوَجِّهًا قِبَلَ الْمَشْرِقِ مُتَطَوِّعًا. [راجع: 400، تحفة: 2393].
"بَابُ" سقط في نـ.
===
بل في الباب المتقدم فقط، وأيضًا لما صرح فيه بأنها كانت في غزوة نجد فلا بأس بذكره ههنا؛ إذ عُلم منه أنها لم تكن في غزوة بني المصطلق، وقال بعضهم: إنهما كانتا متقاربتين، فكأن هذا الرواي أعطاهما حكم غزوة واحدة، والغالب أنه كان على الحاشية، واشتبه على الناسخ فنقله في هذا الباب، "ك"(16/ 49)، "خ".
(1)
بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الميم آخره راء، ويقال: بني أنمار وهي قبيلة، "قس"(9/ 203).
(2)
قوله: (غزوة أنمار) ويقال: بني أنمار، وهي قبيلة من بجيلة، قال في "الفتح" (7/ 429): وكان محل هذا قبل غزوة بني المصطلق؛ لأنه عقبه بترجمة حديث الإفك، والإفك كان في غزوة بني المصطلق، فلا معنى لإدخال غزوة بني أنمار بينهما، بل غزوة أنمار تشبه أن تكون غزوةَ محارب وبني ثعلبة، والذي يظهر أن التقديم والتأخير في ذلك من النساخ، والله أعلم، انتهى. قال الكرماني (16/ 51): لا اهتمام للبخاري بترتيب الأبواب، أو لاحَظ التعلقَ الذي بين الغزوتين، انتهى.
(3)
ابن أبي إياس، "قس"(9/ 203).
(4)
محمد بن عبد الرحمن، "قس"(9/ 203).
34 - بَابُ حَدِيثُ الإِفْكِ
وَالإِفْكُ وَالأَفَكُ بِمَنْزِلَةِ النِّجْسِ
(1)
وَالنَّجَسِ
(2)
. يُقَالُ: إِفْكُهُمْ
(3)
وَأَفْكُهُمْ، وَأَفَكُهُمْ
(4)
.
4141 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاَصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا،. . . . . . . . . . .
"بَابُ" سقط في نـ. "يُقَالُ" في ذ: "تَقُولُ"، وفي عسـ، ذ أَيضًا:"يَقُولُ". "أَفَكُهُمْ" زاد بعده في عسـ، ذ:"فمن قَالَ - في نـ: "من قال" -: أَفَكَهُم - بفتحات -، يقُولُ: صَرَفَهُم عنِ الإِيمانِ وكذبَهُم كمَا قَالَ: {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [الذاريات: 9] يُصْرَفُ عنه من صُرِفَ
(5)
". "عَنْ صَالِحٍ" في نـ: "عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ". "حَدَّثَنَا عُرْوَةُ" في نـ: "حَدَّثَنِي عُرْوَةُ".
===
(1)
بكسر النون وسكون الجيم، "قس"(9/ 203).
(2)
بفتحتين، "قس"(9/ 203).
(3)
مصدر.
(4)
مصدران أيضًا.
(5)
مراد البخاري بيان القراءات في قوله تعالى: {وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ} "ك"(16/ 50). الصرف الذي لا أشد منه وأعظم، أو يصرف عنه من صرف في سابق علم الله تعالى، "قس"(9/ 204).
وَكُلُّهُمْ
(1)
حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتَ لَهُ اقْتِصَاصًا
(2)
، وَقَدْ وَعَيْتُ
(3)
عَنْ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي
(4)
عَنْ عَائِشَةَ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ، قَالُوا: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أزْوَاجِهِ
(5)
، وَأَيُّهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا، خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ.
"وَأَيُّهُنَّ" كذا في عسـ، قتـ، وفي صـ، ذ:"فَأَيَّتُهُنَّ"، وفي نـ:"فَأَيُّهُنَّ"
(6)
، وفي نـ:"وَأَيَّتُهُنَّ" مصحح عليه.
===
(1)
قوله: (وكلهم
…
) إلخ، هذا قول الزهري. قوله:"أوعى" أي أحفظ. قوله: "أثبت له اقتصاصًا" أي أحفظ وأحسن إيرادًا وسردًا للحديث. وهذا الذي فعله الزهري من جمع الحديث عنهم جائز لا كراهة فيه؛ لأن هؤلاء الأربعة أئمة حفاظ ثقات من عظماء التابعين، فالحجة قائمة بقول أيهم كان منهم، "ك"(16/ 50 - 51)، "قس"(9/ 208)، "خ".
(2)
أي: سياقًا، نصب عطفًا على خبر كان، "قس"(9/ 208).
(3)
بفتح العين، أي: حفظت.
(4)
قوله: (الحديث الذي حدثني) أي بعض الحديث الذي حدثني به منه عن حديث عائشة، من إطلاق الكل على البعض، فلا تنافي بين قوله:"وكلهم حدثني طائفة من الحديث" وبين قوله: "وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث"، وحاصله: أن جميع الحديث عن مجموعهم لا أن جميعه عن كل واحد، "قسطلاني"(9/ 208).
(5)
قوله: (أقرع بين أزواجه) تطييبًا لقلوبهن.
(6)
قوله: (فأيهن) بغير تاء تأنيث، ولأبي ذر: فأيتهن بإثباتها، ولابن عساكر وأبي الوقت: وأيهن بالواو بدل الفاء.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا
(1)
فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَكُنْتُ أُحْمَلُ فِي
===
(1)
قوله: (في غزوة غزاها) هي غزوة المريسيع. قوله: "وأُنْزَل فيه" بضم الهمزة وفتح الزاي. قوله: "قفل" بفتح القاف والفاء أي رجع. قوله: "دنونا" أي قربنا، ولأبي ذر: و"دنونا". قوله: "قافلين" أي حال كوننا راجعين. قوله: "آذن" بفتح الهمزة ممدودة وتخفيف المعجمة، أي أعلم. قوله:"فمشيت" أي لقضاء حاجتي منفردة. قوله: "إلى رحلي" أي الموضع الذي نزلت به. قوله: "عقد" بكسر العين: قلادة. قوله: "من جزع ظفار" بفتح الجيم وسكون الزاي مضافًا لظفار بغير همزة، ولأبي ذر عن المستملي:"أظفار" بالهمزة، وصوّب الخطابي حذفَ الهمزة وكسرَ الراء مبنيًا، كحضار: مدينة باليمن. قوله: "فرجعت" أي إلى الموضع الذي ذهبت إليه، قوله:"يرحلون" بضم التحتية وفتح الراء وتشديد الحاء، ويجوز فتح التحتية وسكون الراء وفتح الحاء. قوله:"فرحلوه" بالتخفيف، أي: وضعوه. قوله: "لم يهبلن" ضبطوه على وجوه: بلفظ مجهول مضارع التهبيل، ومعروف الهبل والإهبال، وهو الإثقال وكثرة الشحم واللحم. و"العلقة" بضم العين وسكون اللام: القليل. قوله: "فوطئ على يدها" ووطئ صفوان يدَ الراحلة ليسهل الركوب عليها. قوله: "موغرين" بضم الميم وسكون الواو وكسر المعجمة بعدها راء، أي داخلين في الوغرة، وهي شدة الحر، وعبّر بلفظ الجمع موضع التثنية. قوله:"كبر الإفك" بكسر الكاف وسكون الموحدة، أي الذي باشر معظمه "عبد الله بن أبي" بالتنوين "ابنُ سلول" بالرفع، عَلَم لأُمِّ عبد الله فيكتب بالألف، وشاع ذلك في الجيش. قوله:"أخبرت" بضم الهمزة مبنيًا للمفعول "أنه" أي حديث الإفك. قوله: "كان يشاع ويتحدث به عنده" أي عند عبد الله بن أبي، ولفظ عنده من باب تنازع العاملين عليه. قوله:"فيقرّه ويستمعه" أي فلا ينكره ولا ينهى من يقوله. قوله: "ويستوشيه" أي يستخرجه
هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ. فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَل
(1)
، دَنَوْنَا
(2)
مِنَ الْمَدِينَةِ قَافِلِينَ
(3)
، آذَنَ
(4)
لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا
(5)
بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ
(6)
حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ. فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي
(7)
أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ
(8)
.
قَالَتْ: وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يُرَحِّلُونَ بِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي،
"هَوْدَجٍ" كذا في حـ، سـ، ذ، وفي نـ:"هَوْدَجِي". "دَنَوْنَا" في ذ: "وَ دَنَوْنَا". "ظِفَارِ" في سـ، ذ:"أَظْفَارِ". "يُرَحِّلُونَ بِي" كذا في قتـ، عسـ، ذ، وفي نـ:"يُرَحِّلُونِي"، وفي نـ:"يَرْتَحِلُونَ". "فَاحْتَمَلُوا" في سـ، حـ، ذ:"فَحَمَلُوهُ".
===
بالبحث والمسألة ثم يُفْشِيهِ
(1)
ولا يدعه، قال الجوهري: يستوشيه: أي يطلب ما عنده ليزيدَه. قوله: "لا علم لي بهم" أي بأسمائهم "غير أنهم عصبة" عشرة أو ما فوقها إلى الأربعين.
(1)
أي: رجع.
(2)
أي: قربنا.
(3)
راجعين.
(4)
أي: أعلم، "قس"(9/ 209).
(5)
أعلموا.
(6)
لقضاء حاجتي.
(7)
الذي مشيت له، "قس"(9/ 209).
(8)
أي: طلبه، "قس"(9/ 209).
(1)
في الأصل: "ثم يفتشه".
فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ عَلَيْهِ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَهْبُلْنَ
(1)
وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ
(2)
مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ وَحَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ
(3)
، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ فَسَارُوا. وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ
(4)
مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفقِدُونِّي فَيَرْجِعُونَ إِليَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مِنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكَانَ صفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ
(5)
ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ
(6)
نَائِمٍ، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ
(7)
حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ
(8)
"لَمْ يَهْبُلْنَ" في سفـ: "لَمْ يَهْبُلْهُنَّ"، وفي نـ:"لَمْ يُهَبَّلْنَ". "وَلَمْ يَغْشَهُنَّ" في نـ: "وَلَمْ يَغْشَاهُنَّ". "كُنْتُ بِهِ" في عسـ: "كُنْتُ فِيهِ". "سَيَفْقِدُونِّي" في ذ: "سَيَفْقِدُونَنِي".
===
(1)
أي: لم يثقلن بكثرة اللحم والشحم.
(2)
القليل.
(3)
لم تبلغ خمس عشرة سنة، "قس"(9/ 209).
(4)
أي: فقصدت.
(5)
بضم ففتح، "ك"(16/ 52).
(6)
أي: شخص إنسان.
(7)
أي: يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، لما شق عليه من ذلك، "قس"(9/ 210).
(8)
أي: غطيت.
وَجْهِي بِجِلْبَابِي. وَوَاللَّهِ مَا تَكَلَّمْنَا بِكَلِمَةٍ وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ، وَهَوَى حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا، فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ مُوَغِّرِينَ
(1)
فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، وَهُمْ
(2)
نُزُولٌ، قَالَتْ: فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الإِفْكِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ.
قَالَ عُرْوَةُ
(3)
: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ
(4)
كَانَ يُشَاعُ وَيُتَحَدَّثُ بِهِ عِنْدَهُ، فَيُقِرُّهُ
(5)
وَيَسْتَمِعُهُ وَيسْتَوْشِيهِ
(6)
. وَقَالَ عُرْوَةُ
(7)
أَيْضًا: لَمْ يُسَمَّ مِنْ أَهْلِ الإِفْكِ أَيْضًا إِلَّا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ
(8)
، وَحَمْنَةُ
(9)
بِنْتُ جَحْشٍ فِي نَاسٍ آخَرِينَ، لَا عِلْمَ لِي بِهِمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ عُصْبَةٌ، كَمَا قَالَ اللَّهُ
"وَهَوَى" في نـ: "وَأَهْوَى". "يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ" في نـ: "يَقُودُنِي بِالرَّاحِلَةِ". "حَتَّى أَتَيْنَا" في نـ: "حَتَّى أمنا". "فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ" في عسـ: "فَهَلَكَ فِيَّ مَنْ هَلَكَ".
===
(1)
أي: داخلين.
(2)
أي: والحال أن الجيش، "قس"(9/ 210).
(3)
ابن الزبير، بالسند السابق.
(4)
أي: حديث الإفك، "قس"(9/ 210).
(5)
أي: ولا ينكره.
(6)
أي: يستخرجه بالبحث، "ك"(16/ 53).
(7)
ابن الزبير، بالسند السابق.
(8)
القرشي.
(9)
أخت أم المؤمنين زينب.
تَعَالَى
(1)
، وَإِنَّ كُبْرَ
(2)
ذَلِكَ يُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ.
قَالَ عُرْوَةُ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَكْرَهُ أَنْ يُسَبَّ
(3)
عِنْدَهَا حَسَّانُ
(4)
، وَتَقُولُ: إِنَّهُ
(5)
الَّذِي قَالَ:
فَإِنَّ أَبِي
(6)
وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي
…
لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ
(7)
حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضونَ
(8)
فِي قَوْلِ أَصحَابِ الإِفْكِ، لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ،
"يُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ" في ذ: "يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ". "لَا أَشْعُرُ" في نـ: "وَأَنَا لَا أَشْعُرُ".
===
(1)
في "سورة النور": {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11]، "قس"(9/ 210)، "ك"(16/ 53).
(2)
بضم الكاف وكسرها، أي: متولي معظم الإفك على ما يقال هو عبد الله، "خ".
(3)
بلفظ المجهول.
(4)
ابن ثابت.
(5)
علة للمنع عن السبِّ، "خ".
(6)
قوله: (فإن أبي) أي ثابتًا "ووالده" أي والد أبيه، وهذا البيت من قصيدة مشهورة له. وأبوه ثابت وجده منذر، وأبو جده حرام ضد الحلال، وعاش كل واحد من الأربعة مائة وعشرين سنة، وهذا من الغرائب، كذا في "الكرماني" (16/ 53). قوله:"وعرضي" بكسر العين: موضع المدح والذم من الإنسان، سواء كان في نفسه أو سلفه [أوْ من] ينسب إليه، "قس"(9/ 210).
(7)
أي: مرضت.
(8)
يخوضون.
وَهُوَ يُرِيبُنِي
(1)
فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ
(2)
الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ: "كَيْفَ تِيكُمْ
(3)
؟ " ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَذَلِكَ يَرِيبُنِي وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ، حَتَّى خَرَجْتُ حِينَ نَقَهْتُ
(4)
. فَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ - وَكَانَ مُتَبَرَّزَنَا، وَكُنَّا لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ - وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ
(5)
قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا
(6)
"فَذَلِكَ يَرِيبُنِي" في نـ: "فَذَلِكَ الَّذي يَرِيبُنِي". "فَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ مِسْطَحٍ". "وَأَمْرُنَا" زاد قبله في نـ: "قَالَتْ".
===
(1)
قوله: (يريبني) بفتح أوله وضمه، يقال: رابه [وأرابه]: إذا أوهمه وشكّكه. و"اللطف" بضم اللام وسكون الطاء وبفتحهما جميعًا: الرفق، "ك"(16/ 53 - 54).
(2)
أي: الرفق، "ك"(16/ 54).
(3)
هي الإشارة للمؤنث مثل ذاكم للمذكر.
(4)
قوله: (نقهت) بكسر القاف وفتحها لغتان، والناقِهُ هو الذي برئ من المرض وهو قريب عهد به لم يتراجع إلى كمال صحته. قوله:"أم مسطح" بكسر الميم وسكون المهملة الأولى وفتح الثانية وإهمال الحاء، واسمها سلمى بنت أبي رهم. قوله:"المناصع" بالنون والمهملتين على وزن الجمع: مواضع خارجة عن المدينة يتبرزون فيها. والمتبرَّز اسم المكان، كذا مرَّ (برقم: 2661).
(5)
قوله: (الكُنُف) بضمتين: الأمكنة المتخَّذة لقضاء الحاجة، "قس"(9/ 211)، "خ".
(6)
أي: في التبرز، "قس"(9/ 211).
أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَّلُ
(1)
فِي الْبَرِّيَّةِ
(2)
قِبَلَ الْغَائِطِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، قَالَتْ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ
(3)
- وَهِيَ ابْنَةُ
(4)
أَبِي رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا
(5)
بِنْتُ صخْرِ بْنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ - فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي، حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ
(6)
أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا
(7)
، فَقَالَتْ: تَعِسَ
(8)
مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا، فَقَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهْ
(9)
وَلَمْ تَسْمَعِي
"ابْنَةُ أَبِي رُهْمِ" في نـ: "بنتُ أَبِي رُهْمِ". "وَلَمْ تَسْمَعِي" في نـ: "أَوَلَمْ تَسْمَعِي".
===
(1)
قوله: (أمر العرب الأول) قال القاضي: "الأول" بفتح الهمزة وضم اللام نعت الأمر، قيل: هو وجه الكلام، وروي "الأول" بضم الهمزة وخفة الواو وكسر اللام وصفًا للعرب لا للأمر؛ لأن العرب اسم جماعة. تريد رضي الله عنها أنهم بَعْدُ لم يتخلقوا بأخلاق أهل الحواضر، انتهى كلامه، [انظر:"مشارق الأنوار"(1/ 51)].
(2)
أي: البادية خارج المدينة.
(3)
كمنبر.
(4)
اسمها سلمى.
(5)
أي: أم سلمى، "ك"(16/ 54).
(6)
بمثلثة وفتحات، "قس"(9/ 211).
(7)
بكسر الميم، أي: في كسائها، "قس"(9/ 211).
(8)
كبَّ لوجهه أو هلك، "قس"(9/ 211).
(9)
قوله: (أي هنتاه) بفتح الهاء وإسكان النون وفتحها، أما الهاء الأخيرة فتضَمُّ وتُسكن، وهذه اللفظة تختص بالنداء، ومعناها: يا هذه،
مَا قَالَ
(1)
؟ قَالَتْ
(2)
: وَقُلْتُ: مَا قَالَ؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ.
قَالَتْ: فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:"كَيْفَ تِيكُمْ؟ ". فَقُلْتُ لَهُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟
(3)
قَالَتْ: وَأُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ
(4)
مِنْ قِبَلِهِمَا
(5)
، قَالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لأُمِّي: يَا أُمَّتَاهُ
(6)
مَاذَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ قَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي
(7)
عَلَيْكِ
(8)
، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا
(9)
كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ
(10)
عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ
(11)
"قَالَتْ: وَقُلْتُ" في نـ: "قَالَتْ: قُلْتُ". "مَا قَالَ" في نـ: "ومَا قَال". "قَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ" في نـ: "فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ".
===
وقيل: يا بلهاء، كأنها نسبتها إلى قلة معرفتها بمكائد الناس وشرورهم، "كرماني"(16/ 54).
(1)
مسطح.
(2)
أي: عائشة، "قس"(9/ 211).
(3)
بتشديد الياء.
(4)
الذي سمعته.
(5)
أي: من جهتهما، "قس"(9/ 211).
(6)
بفوقية بعد الميم.
(7)
أي: خفِّفي.
(8)
الشأن، "قس"(9/ 211).
(9)
يستعمل في النفي.
(10)
أي: حسنة جميلة، "ك"(16/ 55).
(11)
جمع ضرة.
إِلَّا كَثَّرْنَ
(1)
عَلَيْهَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ
(2)
: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوَلَقَدْ
(3)
تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟! قَالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي
(4)
دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ
(5)
، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي.
قَالَتْ: وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ
(6)
يَسْأَلُهُمَا وَيَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ
(7)
أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ فِي نَفْسِهِ
(8)
، فَقَالَ أُسَامَةُ:
"كَثَّرْنَ" في هـ، ذ:"أَكْثَرْنَ".
===
(1)
قوله: (كثرن) بتشديد المثلثة، ولأبي ذر عن الكشميهني:"إلا أكثرنَ"، أي: أكثرن القولَ في عيبها ونقصها، والمراد بعض أتباع ضرائرها كحمنة بنت جحش أخت زينب، أو نساء ذلك الزمان فالاستثناء منقطع؛ لأن أمهات المؤمنين لم يَعِبْنَها، "قسطلاني"(9/ 211 - 212).
(2)
عائشة متعجبةً من ذلك، "قس"(9/ 212).
(3)
بهمزة الاستفهام.
(4)
قوله: (لا يرقأ لي) بالقاف والهمز، أي: لا ينقطع لي "دمع". و"لا أكتحل بنوم"، لأن الهموم موجبة للسهر وسيلان الدموع، "قس"(9/ 212).
(5)
استعارة عن: لا أنام.
(6)
أي: حين طال لبث نزوله، "قس"(9/ 21).
(7)
لم تقل: في فراقي؛ لكراهتها التصريحَ بإضافتها الفراقَ إليها، "قس"(9/ 212).
(8)
أي: من الوُدِّ، "قس"(9/ 212).
أَهْلُكَ
(1)
وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ
(2)
، وَسَلِ الْجَارِيَةَ
(3)
تَصْدُقْكَ.
قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ، فَقَالَ: "أَيْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شيْءٍ يَرِيبُكِ
(4)
؟ ". قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ
(5)
، غَيْرَ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ
(6)
فَتَأْكُلُهُ. قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ، فَاسْتَعْذَرَ
(7)
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ - فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ
"غَيْرَ أَنَّهَا" في عسـ، ذ:"أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا".
===
(1)
قوله: (أهلك) بالرفع، أي هم أهلُك العفائفُ، ولغير أبي ذر بالنصب، أي: أمسك أهلك، "قس"(9/ 212).
(2)
التذكير على إرادة الجنس، "قس"(9/ 213)، أو لأن فعيلًا يستوي فيه التذكير والتأنيث.
(3)
قوله: (وَسَلِ الجارية) أي بريرةَ، ولعلها كانت تخدم عائشة حينئذ قبل شرائها، أو كانت اشترتها وأخّرت عتقها إلى بعد الفتح. قوله:"تَصْدُقْكَ" بالجزم على الجزاء، وهي لم تعلم منها إلا البراء فتخبرك، "قس"(9/ 212).
(4)
أي: من جنس ما قيل في حقها، "قس"(9/ 212).
(5)
قوله: (أغمصه) بغين معجمة وصاد مهملة، أي: أعيبه عليها. و"الداجن" بكسر الجيم: الشاة، "قس"(9/ 212).
(6)
الشاة.
(7)
قوله: (فاستعذر) أي قال: من يعذرني فيمن آذاني في أهلي، ومعنى:"من يعذرني" أي من يقوم بعذري إن كافأته على قبح فعاله ولا يلومني، وقيل: معناه: من ينصرني، والعذير: الناصر، "قس"(9/ 212)، "ك"(16/ 56).
الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي، وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا
(1)
مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي".
قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدٌ
(2)
- أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ - فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أعْذِرُكَ، فَإِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ
(3)
ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا، فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ. قَالَتْ: وَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ - وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانٍ
(4)
"وَقَامَ رَجُلٌ" في نـ: "وَقَالَ رَجُلٌ".
===
(1)
وهو صفوان بن المعطل، "قس"(9/ 212).
(2)
قوله: (فقام سعد) أي ابن معاذ الأوسي الأشهلي، قال القاضي: هذا مشكل؛ لأن هذه القضية كانت في غزوة المريسيع المصطلقية سنة ست، وسعد مات إثر غزوة الخندق، وذلك سنة أربع؟ فقال بعضهم: ذكر سعد فيه وهم، بل المتكلم أولًا وآخرًا: أسيد - مصغر الأسد - ابن حضير، كما في مغازي ابن إسحاق. والجواب أن المريسيع كانت سنة خمس، وكانت الخندق وقريظة بعدها، ذكره الواقدي وغيره، وهو أصح. أقول: إنه على ما روى البخاري عن [موسى بن] عقبة في غزوة الخندق: أنها سنة أربع، وفي المصطلقية أنها أيضًا سنة أربع؛ الإشكال مندفع، "ك"(16/ 56).
(3)
أي: قبيلتنا، "قس"(9/ 212).
(4)
قوله: (أم حسان) اسمها فريعة، مصغر الفرع بالفاء والراء. فإن قلت: عُلِمَ من لفظ: "بنت عمه" أنها من عشيرته، فما الفائدة في ذكر:"من فخذه"؟ قلت: بيان أنها ليست بنت عمه الحقيقي، بل هي من جملة أقاربه، "ك"(16/ 57).
بِنْتَ عَمِّهِ مِنْ فَخِذِهِ
(1)
، وَهُوَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ. قَالَتْ: وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا
(2)
، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ - فَقَالَ لِسَعْدٍ
(3)
: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ
(4)
، وَلَوْ كَانَ
(5)
مِنْ رَهْطِكَ مَا
(6)
أَحْبَبْتَ
(7)
أَنْ يُقْتَلَ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ - وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ
(8)
- فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ
(9)
تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ.
"بِنْتَ عَمِّهِ" في نـ: "ابنةَ عَمِّهِ". "وَكَانَ قَبْلَ ذلكَ" في ذ: "فَكَانَ قَبلَ ذَلكَ".
===
(1)
بالذال المعجمة، "قس"(9/ 212).
(2)
قوله: (قبل ذلك رجلًا صالحًا) أي كاملًا في الصلاح، لم يتقدم [منه] ما يتعلق بالوقوف مع أنفة الحمية ولم تغمصه في دينه، ولكن كان بين الحيين مشاحة قبل الإسلام، ثم زالت وبقي بعضها بحكم الأنفة كما قالت:"ولكن احتملته" من مقالة سعد بن معاذ "الحميةُ" أي أغضبته وحملته على الجهل، "قس"(9/ 213)، "ك"(16/ 57).
(3)
ابن معاذ.
(4)
لأنا نمنعك منه، "قس"(9/ 213).
(5)
أي: القائل في الإفك.
(6)
نافية.
(7)
خبر كان.
(8)
ابن معاذ.
(9)
قوله: (منافق) أي إنك تفعل فعل المنافقين، ولم يرد نفاق الكفر بل إظهارَه الودَّ للأوس، ثم ظهر منه في هذه القصة خلاف ذلك، "قس"(9/ 213)، "ك"(16/ 57 - 58).
قَالَتْ: فَثَارَ الْحَيَّانِ
(1)
: الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ. قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ
(2)
حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ
(3)
، قَالَتْ: فَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَلِكَ كُلَّهُ، لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، قَالَتْ: وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ
(4)
عِنْدِي، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا، لَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَلَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، حَتَّى إِنِّي لأَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنَا أَبَوَايَ جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ
(5)
مِنَ الأَنْصارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي
(6)
مَعِي.
قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، قَالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ مَا قِيلَ قَبْلَهَا
(7)
، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي
(8)
بِشَيْءٍ
(9)
، قَالَتْ:
===
(1)
قوله: (فثار الحيَّان) بالمثلثة أي نهض بعضهم إلى بعض من الغضب، كذا في "القسطلاني"(9/ 213)، ومرَّ الحديث [برقم: 2637] مرارًا في "كتاب الشهادات" وغيره، [وانظر: رقم: 2661].
(2)
أي: يسكتهم.
(3)
عليه الصلاة السلام، "قس"(9/ 213).
(4)
أبو بكر وأم رومان، "قس"(9/ 213).
(5)
لم تسمَّ، "قس"(9/ 213).
(6)
تفجعًا لما نزل بها، "قس"(9/ 213).
(7)
بفتح القاف وسكون الموحدة، "قس"(9/ 213).
(8)
هذا.
(9)
ليعلم المتكلم من غيره، "قس"(9/ 213).
فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ
(1)
، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ".
قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَالَتَهُ قَلَصَ
(2)
دَمْعِي
(3)
حَتَّى مَا أُحِسُّ
(4)
مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِّي فِيمَا قَالَ. فَقَالَ أَبِي: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لأُمِي: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَالَ. قَالَتْ أُمِّي: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ - وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرأُ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرًا -: إِنِّي وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي
"إِنَّهُ بَلَغَنِي" في نـ: "فَإِنَّهُ بَلَغَنِي"، وفي نـ:"إنِّي بَلَغَنِي". "عَنِّي" سقط لفظ "عَنِّي" لأبي ذر وابن عساكر "قس"(9/ 213). "قَالَتْ أُمِّي" في نـ: "فَقَالَتْ أُمِّي".
===
(1)
قوله: (ألممتِ بذنب) أي قَرُبْتِ منه، أي: فعلتِ ذنبًا مع أنه ليس من عادتك، وقيل: اللمم مقاربة المعصية من غير إيقاع. وقيل: هو من اللمم: صغار الذنوب، كذا في "المجمع"(4/ 523) وغيره.
(2)
أي: ارتفع وذهب.
(3)
قوله: (قلص دمعي) بالقاف واللام المفتوحتين والصاد المهملة، أي: انقلع؛ لأن الحزن والغضب إذا أخذا حدَّهما فُقد الدمع لفرط حرارة المصيبة، "قس"(9/ 213).
(4)
بضم الهمزة، "مجمع"(4/ 313).
أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ
(1)
، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي بَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِّي، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ - وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ - لَتُصدِّقُنِّي
(2)
، فَواللَّهِ لَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ حِينَ
(3)
قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
(4)
} [يوسف: 18]. ثُمَّ تَحَوَّلْتُ وَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي حِينَئِذٍ بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي
(5)
بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى، لَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ
(6)
بِأَمْرٍ، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يُرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بهَا، فَوَاللَّهِ مَا رَامَ
(7)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسَهُ، وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ،
"لَا تُصَدِّقُونِّي" في ذ: "لَا تُصَدِّقُونَنِي"، وفي نـ:"لَا تُصَدِّقُنَّنِي". "وَاضْطَجَعْتُ" في نـ: "فَاضْطَجَعْتُ". "مُبَرِّئِي" في نـ: "مُبَرِّئُنِي". "وَلَكِنْ كُنْتُ" في ذ: "وَلَكِنِّي كُنْتُ".
===
(1)
قوله: (صدَّقتم به) أي عاملتم به معاملة الصدق، "خ".
(2)
بضم القاف وتشديد النون، "قس"(9/ 214).
(3)
في تلك المحنة، "قس"(9/ 214).
(4)
لا جزع فيه، "قس"(9/ 214).
(5)
قوله: (أن الله مُبَرِّئي) بلفظ الفاعل من التبرئة، والباء في "ببراءتي" للسببية، أي تحولت مقدرة أن الله تعالى يبرأني عند الناس بسبب أني بريئة في نفس الأمر، فهو جملة حالية مقدرة، وفي بعضها بلفظ الفاعل من الإبراء، "ك"(16/ 59).
(6)
بتشديد الياء، "خ".
(7)
قوله: (ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم) بالراء بعدها ألف ثم ميم،
حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِنَ الْعَرَقِ مِثْلَ الْجُمَانِ وَهُوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ.
قَالَتْ: فَسُرِّي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَضْحَكُ، فَكَانَتْ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ:"يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ". قَالَتْ: فَقَالَتْ لِي أُمِّي: قُومِي إِلَيْهِ
(1)
. فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ
(2)
، فَإِنِّي لَا أَحْمَدُ
"حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ" في نـ: "حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ". "لَيَتَحَدَّرُ" في عسـ: "لَيَنْحَدِرُ". "ثِقَلِ الْقَوْلِ" في نـ: "ثِقَلِ الْوَحْيِ". "فَقَالَتْ لِي أُمِّي" في حـ، سـ، ذ:"فَقَالَتْ أُمِّي لِي". "فَإِنِّي" في عسـ: "وَإِنِّي".
===
أي ما فارق. قوله: "حتى أُنزل عليه" أي الوحي. قوله: "فأخذه" عليه السلام "من البرحاء" بضم الموحدة وفتح الراء وبالمهملة والمد، من البرح، وهو الشدة التي كانت تصيبه من ثقل الوحي. قوله:"ليتحدر" بالفوقية، ولابن عساكر:"لينحدر" بنون ساكنة بدل الفوقية، أي: لينصَب. قوله: "مثل الجمان" بضم الجيم وتخفيف الميم مفتوحة: اللؤلؤ. قوله: "فسري" بضم السين المهملة وتشديد الراء مكسورة، أي: أزيل وكشف ما أصابه من الكرب. قوله: "أما الله" بفتح الهمزة وتشديد الميم. قوله: "برَّأكِ" مما نُسِبَ إليكِ بما أوحاه إليَّ من القرآن، ملتقط من "القسطلاني"(9/ 214) وغيره.
(1)
زاده الله شرفًا لديه، "قس"(9/ 214).
(2)
قوله: (لا أقوم إليه) قالت هذا إدلالًا عليهم وعتابًا لكونهم شكّوا في حالها مع علمهم بحسن طرائقها وجميل أحوالها وتَنَزُّهِهَا عن هذا الباطل الذي افتراه الذي لا حجة لهم فيه. قوله: "ثم أنزل الله هذا في براءتي" وتاب إلى الله من كان تكلم فيَّ من المؤمنين، وأقيم الحد على من أقيم عليه.
إِلَّا اللَّهَ
(1)
. قَالَتْ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ} [النور: 11] الْعَشْرَ الآيَاتِ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ -: وَاللهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا يَأْتَلِ
(2)
أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: بَلَى وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي. فَرَجَعَ
(3)
إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَاللهِ لَا أَنْزِعُهَا
(4)
مِنْهُ أَبَدًا.
قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ زَيْنَبَ
(5)
بِنْتَ جَحْشٍ
"إِلَّا اللَّهَ" في نـ: "إِلَّا اللَّهَ عز وجل". "أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى" لفظ "تَعَالَى" سقط في نـ. " {بِالْإِفْكِ} " زاد بعده في نـ: " {عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} ". " {أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} " زاد بعده في نـ: " {وَالسَّعَةِ} " مصحح عليه.
===
قوله: "قال أبو بكر الصديق" وسقط لفظ الصديق لأبي ذر. قوله: "لقرابته" إذ كان ابنَ خالة الصديق. " {وَلَا يَأْتَلِ} " أي لا يحلف. قوله: " {أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} " أي: الطَّول والإحسان والصدقة، ملتقط من "قس"(9/ 214 و 6/ 129) وغيره.
(1)
عز وجل، الذي أنزل براءتي، "قس"(9/ 214).
(2)
أي: لا يحلف.
(3)
بتخفيف الجيم، "قس"(9/ 214).
(4)
من النزع.
(5)
أي: أم المؤمنين.
عَنْ أَمْرِي، فَقَالَ لِزَيْنَبَ: "مَاذَا عَلِمْتِ
(1)
أَوْ رَأَيْتِ
(2)
؟ ". فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي
(3)
وَبَصَرِي، وَاللهِ مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَصمَهَا
(4)
اللَّهُ بِالْوَرَعِ، قَالَتْ: وَطَفِقَتْ
(5)
أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ
(6)
لَهَا، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ
(7)
: فَهَذَا الَّذِي بَلَغَنِي مِنْ حَدِيثِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ. ثُمَّ قَالَ عُرْوَةُ
(8)
: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللهِ إِنَّ الرَّجُلَ
(9)
الَّذِي قِيلَ لَهُ ما قِيلَ لَيَقُولُ
(10)
: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا كَشَفْتُ
"تُسَامِينِي" في نـ: "كَانَتْ تُسَامِينِي".
===
(1)
على عائشة، "قس"(9/ 215).
(2)
منها.
(3)
قوله: (أحمي سمعي) أي أصون سمعي من أن أقول: سمعتُ ولم أسمع، و"بصري" من أن أقول: رأيت ولم أنظر. قوله: "وهي" أي: زينب. "التي" كانت "تساميني" أي تضاهيني وتفاخرني بجمالها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 215).
(4)
أي: حفظها.
(5)
أي: جعلت.
(6)
قوله: (تحارب) أي تتعصب لها فتقول وتحكي ما يقوله أهل الإفك، كذا في "الكرماني"(16/ 60).
(7)
الزهري، بالسند السابق، "قس"(9/ 215).
(8)
ابن الزبير، "قس"(9/ 215).
(9)
هو صفوان بن المعطل، "ك"(16/ 60).
(10)
متعجبًا مما نسبوه إليه، "قس"(9/ 215).
مِنْ كَنَفِ
(1)
أُنْثَى قَطُّ. قَالَتْ: ثُمَّ قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
(2)
. [راجع: 2593، أخرجه: م 2770، س في الكبرى 8931، تحفة: 16494، 16126، 17409، 16311].
4142 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ حِفْظِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(4)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(5)
قَالَ:
"حَدَّثَنَا" في نـ: "حَدَّثَنِي".
===
(1)
قوله: (من كنف) بفتح الكاف والنون: الثوب الذي يسترها، وهو كناية عن عدم الجماع، وقد روي أنه كان حصورًا، وأنه كان معه مثل الهدبة، كذا في "الكرماني"(16/ 61)، و"القسطلاني"(9/ 215)، و"الخير الجاري"، لكن يخالفه ما في "سنن أبي داود" (ح: 2459) عن أبي سعيد قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده، فقالت: زوجي صفوان
(1)
بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، إلى آخر ما قال، أما قولها: يفطرني إذا صمت، فإنها تنطلق تصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر، فقال صلى الله عليه وسلم:"لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها"، الحديث، والله أعلم بالصواب. قال الكرماني (16/ 61): واعلم أن براءة عائشة قطعية بنص القرآن، ولو شك فيها أحد صار كافرًا، انتهى. وزاد في "الخير الجاري": وهو مذهب الشيعة الإمامية مع بغضهم بها، انتهى.
(2)
أي: شهيدًا، "قس"(9/ 215).
(3)
المسندي.
(4)
هو: ابن راشد.
(5)
محمد بن مسلم.
(1)
شيخ در ترجمه "مشكاة" نوشته كه: اين صحابي ست كه در افك عائشة بوي نسبت مي كردند آن شنيعه را، انتهى ["أشعة اللمعات" (3/ 158)]"ش".
قَالَ لِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
(1)
: أَبَلَغَكَ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ فِيمَنْ قَذَفَ عَائِشَةَ؟ قُلْتُ: لَا. وَلَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنِي رَجُلَانِ مِنْ قَوْمِكَ
(2)
- أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ
(4)
-: أَنَّ عَائِشةَ قَالَتْ لَهُمَا
(5)
: كَانَ عَلِيٌّ مُسَلَّمًا فِي شَأْنِهَا. [تحفة: 17772، 17697].
"مُسَلِّمًا" في سفـ، كن:"مُسِيئًا". "فِي شَأْنِهَا" زاد بعده في نـ: "فَرَاجَعُوهُ فَلَمْ يَرجِعْ، وقَالَ: مُسَلِّمًا، بلا شكٍّ فيه وعليه، وكان في أصلِ العتيق - القديم - كذلكَ" أي مسلِّمًا لا مسِيئًا، "قس"(9/ 216).
===
(1)
ابن مروان الأموي، "قس"(9/ 215).
(2)
قريش.
(3)
ابن عوف الزهري، "قس"(9/ 215).
(4)
المخزومي.
(5)
قوله: (قالت لهما) لأبي بكر وأبي سلمة. قوله: "كان عليٌّ مسلِّمًا" بكسر اللام المشددة من التسليم، أي ساكتًا. "في شأنها" أي في شأن عائشة. وللحموي: مسلَّمًا، بفتح اللام من السلامة، من الخوض فيه، ولابن السكن والنسفي: مسيئًا، ضد محسن، أي في ترك الحزن لها، فالمراد من الإساءة هنا مثل قوله: والنساء سواها كثير، وهو رضي الله عنه منزه عن أن يقول بمقابلة أهل الإفك. قوله - كما في بعض النسخ -:"فراجعوه"، قال في "الفتح": أي هشام بن يوسف فيما أحسب، وزعم الكرماني أن المراجعة وقعت في ذلك عند الزهري. قوله:"فلم يرجع" هشام، وقال الكرماني: فلم يرجع الزهري إلى الوليد، أي لم يجب بغير ذلك. "وقال: مسلِّمًا" بكسر اللام المشددة، ولأبي ذر بفتحها. "بلا شك فيه" لا بلفظ مسيئًا. "وعليه" أي قال: فلم يرجع الزهري على الوليد، "قسطلاني" (9/ 215 - 216).
4143 -
حَدَّثَنَا
(1)
أَبُو عبدِ اللَّهِ
(2)
مُحَمَّدُ بنُ إِسماعِيلَ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ المُغِيرةَ الجُعْفِيُّ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ - قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ رُومَانَ - وَهِيَ أُمُّ عَائِشَةَ - قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا قَاعِدَةٌ أَنَا وَعَائِشَةُ إِذْ وَلَجَتِ
(4)
امْرَأَةٌ
(5)
مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَتْ: فَعَلَ اللَّهُ بِفُلَانٍ
(6)
وَفَعَلَ
(7)
. فَقَالَتْ أُمُّ رُومَانَ: وَمَا ذَاكِ؟ قَالَتْ: ابْنِي فِيمَنْ حَدَّثَ الْحَدِيثَ
(8)
. قَالَتْ
(9)
: وَمَا ذَاكِ؟ قَالَتْ:
"حَدَّثَنَا أَبُو عبد اللَّهِ - إلى - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ قَالَ" سقط في نـ.
===
(1)
قائله تلميذ المؤلف.
(2)
البخاري المؤلف، وليس هذا في أكثر النسخ الموجودة.
(3)
التبوذكي.
(4)
دخلت.
(5)
لم تسم، قال في "المقدمة": وهي غير المرأة الأولى التي دخلت وبكت مع عائشة، "قس"(9/ 217).
(6)
تعني ممن خاض في الإفك، "قس"(9/ 217).
(7)
تأكيد للدعاء على سبيل التفاؤل، "خ".
(8)
قوله: (قالت: ابني فيمن حدث الحديث) قال الحافظ ابن حجر: والذين تكلموا في الإفك من الأنصار ممن عرفت أسماءهم: عبد الله بن أبي، وحسان بن ثابت، ولم تكن أم واحد منهما موجودة إلا أن تكون أم من رضاع أو غيره، "قس"(9/ 217).
(9)
أم رومان، "قس"(9/ 217).
كَذَا وَكَذَا
(1)
. قَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَتْ: وَأَبُو بَكْرٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَخَرَّتْ
(2)
مَغْشِيًّا عَلَيْهَا، فَمَا أَفَاقَتْ إِلَّا وَعَلَيْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ
(3)
(4)
، فَطَرَحْتُ
(5)
عَلَيْهَا ثِيَابَهَا فَغَطَّيْتُهَا. فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَتْهَا الْحُمَّى بِنَافِضٍ. قَالَ: "فَلَعَلَّ فِي حَدِيثٍ تُحُدِّثَ". قَالَتْ
(6)
: نَعَمْ. فَقَعَدَتْ عَائِشَةُ فَقَالَتْ: وَاللهِ لَئِنْ حَلَفْتُ
(7)
(8)
لَا تُصَدِّقُونِّي، وَلَئِنْ قُلْتُ لَا تَعْذِرُونِّي
(9)
،
"إِلَّا وَعَلَيْهَا" في نـ: "إِلَّا وَمَعَهَا". "لَا تُصَدِّقُونِّي" في نـ: "لَا تُصَدِّقُونَنِي". "لَا تَعْذِرُونِّي" في نـ: "لَا تَعْذِرُونَنِي".
===
(1)
تذكر مقالة أهل الإفك، "قس"(9/ 217).
(2)
أي: عائشة.
(3)
قوله: (حُمَّى بنافض) أي حمى ذات رعدة، واعلم أن الظاهر من حديث مسروق نوع مخالفة بالحديث الطويل، ولعل السماع والغشي وقعا مرتين، وكذا يحتمل تعدد سؤال النبي صلى الله عليه وسلم، "خ".
(4)
أي: برعدة، "قس"(9/ 217).
(5)
بسكون الحاء، "قس"(9/ 217).
(6)
أم رومان، "قس"(9/ 217).
(7)
أنِّي بريئة.
(8)
قوله: (لئن حلفت) أي على براءتي "لا تصدقوني". قوله: "ولئن قلت": تخلفي عن الجيش كان بسبب فقد العقد "لا تعذروني" أي لا تقبلون عذري، كذا في "الكرماني"(16/ 62).
(9)
بفتح الفوقية وكسر المعجمة، أي: لا تقبلون عذري، "قس"(9/ 217).
مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَيَعْقُوبَ
(1)
وَبَنِيهِ
(2)
، {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ
(3)
عَلَى
(4)
مَا تَصِفُونَ
(5)
} [يوسف: 18]، قَالَتْ
(6)
: فَانْصَرَفَ وَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَهَا
(7)
، قَالَتْ
(8)
: بِحَمْدِ اللَّهِ، لَا بِحَمْدِ أَحَدٍ وَلَا بِحَمْدِكَ
(9)
. [راجع: 3388].
4144 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى
(10)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ
(11)
،
"فَانْصَرَفَ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَانْصَرَفَ". "قَالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ" في نـ: "فَقَالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ". "حَدَّثَنِي يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنَا يَحْيَى". "عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ" في نـ: "عَنْ نَافعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ".
===
(1)
أبي يوسف.
(2)
إذ قال في محنته، "قس"(9/ 217).
(3)
أي: أستعينه.
(4)
أي: على احتمال، "قس"(9/ 217).
(5)
من الصبر على الرزيئة، "قس"(9/ 217).
(6)
أم رومان، "قس (9/ 217).
(7)
بعد ذلك بما أنزله في سورة النور، "قس"(9/ 217).
(8)
أي: عائشة رضي الله عنها.
(9)
قوله: (لا بحمد أحد ولا بحمدك) قالت ذلك إدلالًا عليهم وعتبًا لكونهم شكوا في حالها مع علمهم بحسن طرائقها وجميل أحوالها، "قسطلاني"(9/ 217)، ومرَّ الحديث [برقم: 3388] في "أحاديث الأنبياء".
(10)
ابن جعفر، "قس"(9/ 218).
(11)
الجمحي، "ك"(16/ 62).
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(1)
، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَتْ تَقْرَأُ: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ
(2)
بِأَلْسِنَتِكُمْ} وَتَقُولُ
(3)
: الْوَلْقُ: الْكَذِبُ. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَكَانَتْ أَعْلَمَ مِنْ غَيْرِهَا بِذَلِكَ
(4)
، لأَنَّهُ نَزَلَ فِيهَا. [طرفه: 4752، تحفة: 16263].
4145 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ
(5)
قَال: ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ
(6)
عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَت: لَا تَسُبَّهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ
(7)
عَنْ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَتْ عَائِشَةُ: اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: "كَيْفَ بِنَسَبِي؟
(8)
".
"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ" في ذ: "حَدَّثَنِي عثمان". "رَسُولِ اللَّهِ" في ذ: "النَّبِيِّ". "قَالَ: كَيْفَ بِنَسَبِي؟ " في نـ: "فَقَالَ: كَيْفَ بِنَسَبِي؟ ".
===
(1)
عبد الله، "قس"(9/ 218).
(2)
بكسر اللام وضم القاف مخففًا، "تو"(6/ 2595).
(3)
أي: مفسرة له، "قس"(9/ 218).
(4)
الذي قرأته بكسر اللام، "قس"(9/ 218).
(5)
عروة بن الزبير، "قس"(9/ 218).
(6)
ابن ثابت.
(7)
أي: يخاصم.
(8)
قوله: (كيف بنسبي) أي كيف تعمل بنسبي إذا هجوت قريشًا؟ "قسطلاني"(9/ 218). قوله: "لأسلنّك منهم" أي لأَتَلَطَّفُ في تخليص نسبك بحيث لا يبقى جزء من نسبك فيما ناله الهجو، كالشَّعر إذا سُلَّ من العجين لا يبقى شيء منه بخلاف لو سُلَّ من شيء صلب فإنه ربما انقطع وبقي منه بقية، وهذا بان أهجوهم بأفعالهم وبما يخص عادة لهم، قال عروة: أسب حسان لأنه كان موافقًا أهل الإفك، "مجمع البحار"(3/ 105).
قَالَ: لأَسُلَّنَّكَ
(1)
مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ. [راجع: 3531].
وَقَالَ مُحَمَّدٌ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَرْقَدٍ، سَمِعْتُ هِشَامًا، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَبَبْتُ حَسَّانَ
(2)
، وَكَانَ مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَيْهَا
(3)
. [تحفة: 17100].
4146 -
حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ
(4)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(5)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(6)
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَعِنْدَهَا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يُنْشِدُهَا شِعْرًا، يُشَبِّبُ
(7)
"وَقَالَ مُحَمَّدٌ" في قتـ، عسـ، ذ:"وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُقبةَ"، وفي مه، هـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(1)
". "عُثْمَانُ بْنُ فَرْقَدٍ" زاد بعده في نـ: "قَالَ". "هِشَامًا" في نـ: "هشامَ بنَ عُرْوَةَ". "حَدَّثَنِي بِشْرُ" في نـ: "حَدَّثَنَا بِشْرُ". "دَخَلْتُ" كذا في صـ، وفي نـ: "دَخَلْنَا".
===
(1)
لأخرجنّك.
(2)
لأنه كان موافق أهل الإفك.
(3)
في الإفك.
(4)
ابن مهران الأعمش، "قس"(9/ 219).
(5)
مسلم بن صبيح.
(6)
هو ابن الأجدع.
(7)
قوله: (يُشَبِّب) بفتح المعجمة وتشديد الموحدة المكسورة الأولى، من التشبيب، وهو ذكر الشاعر ما يتعلق بالغزل ونحوه، "قسطلاني"(9/ 219).
(1)
وفي "قس"(9/ 218) و"الفتح"(7/ 439): "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في رواية كريمة والأصيلي.
بِأَبْيَاتٍ لَهُ، وَقَالَ:
حَصَانٌ
(1)
رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ
…
وَتُصبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
(2)
فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: لَكِنَّكَ لَسْتَ كَذَلِكَ
(3)
. قَالَ مَسْرُوقٌ: فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَأْذَنِي
(4)
لَهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْكِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ
(5)
لَهُ عَذَابٌ عَظِيم} [النور: 11]؟. قَالَتْ:
"وَقَالَ" في عسـ: "فَقَالَ". "لِمَ تَأْذَنِي" في ذ: "لِمَ تَأْذَنِينَ".
===
(1)
قوله: (حصان) بفتح المهملتين وبعد الألف نون: عفيفة. "رزان" براء مهملة فزاي معجمة مخففة: صاحبة وقار وعقل ثابت، قوله:"ما تزن" بضم الفوقية وفتح الزاي المعجمة وتشديد النون المضمومة: أي ما تُتَّهم، "بريبة" بكسر الراء أي تهمة. قوله:"غَرْثى" بفتح الغين وسكون الراء وفتح المثلثة، أي جائعة لا تغتاب الناس، إذ لو كانت مغتابة لكانت آكلة من لحم أخيها فتكون شبعانة، "قس"(9/ 219).
(2)
أي: عما يرمين به من الشر لأنهن لم يتهمن قط ولا خطر على قلوبهن، فهن في غفلة عنه، "قس"(9/ 219).
(3)
أي: بل اغتبت وخضت في قول أهل الإفك.
(4)
بحذف النون لمجرد التخفيف، "قس"(9/ 219).
(5)
قوله: ({وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُم. . .} إلخ) قال الزركشي: أنكر ذلك عليه، وإنما الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ابن سلول، وإنما كان حسان من الجملة. قلت: هذا في الحقيقة إنكار على عائشة فإنها سلّمت لمسروق ما قال بقولها: "وأي عذاب أشد من العمى"، "قس"(9/ 219 - 220).
وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَى
(1)
. فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ - أَوْ يُهَاجِي - عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [طرفاه: 4755، 4756، أخرجه: م 2488، تحفة: 17643].
35 - بَابُ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَّةِ
(2)
لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} الآية، [الفتح: 18].
4147 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَال: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الْحُدَيْبِيَّةِ، فَأَصَابَنَا مَطَرٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصلَّى لَنَا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -الصُّبْحَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَال:
"فَقَالَتْ لَهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَتْ لَهُ"، ولفظ "لَهُ" سقط في نـ. "بَابُ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَّةِ" في هـ، ذ:"بَابُ عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَّةِ". "لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى" في نـ: "وقَوْلِ اللَّهِ عز وجل". "الآية" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي صَالِح" في نـ: "حَدَّثَنَا صَالِح". "الصُّبْحَ" في هـ، ذ:"صلاةَ الصُّبحِ".
===
(1)
وكان حسان قد عمي.
(2)
قوله: (الحديبية) بتخفيف الياء وتشديدها، مرَّ تحقيقه (برقم: 846)، وهي قرية صغيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة، وهي شجرة بايع الصحابة تحتها، وهي على نحو مرحلة من مكة، كذا في "الكرماني"(16/ 64).
قال في "الفتح"(7/ 440): وكان توجهه صلى الله عليه وسلم من المدينة في يوم الاثنين مستهل ذي قعدة سنة ست، فخرج قاصدًا إلى العمرة، فصدّه المشركون عن الوصول إلى البيت، ووقعت بينهم المصالحة على أن يدخل مكة في العام المقبل، انتهى، ومرَّ بيانه (برقم: 2711) في "الشروط".
"أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ ". قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ: "قَالَ اللَّهُ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِي
(1)
، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَبِرِزْقِ اللَّهِ وَبِفَضْلِ اللَّهِ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِي، كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَجْمِ كَذَا، فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ، كَافِرٌ بِي
(2)
". [راجع: 846].
4148 -
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ أَنَسًا أَخْبَرَهُ قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةٌ مِنَ الْحُدَيْبِيَّةِ
(3)
فِي
"فَقَالَ" في نـ: "قَالَ". "بِالْكَوْكَبِ" في عسـ، ذ:"بِالْكَوَاكِبِ". كَذَا" في هـ: "كَذَا وكَذَا". "بِالْكَوْكَبِ" في عسـ، ذ: "بِالْكَوَاكِبِ". "أَنَّ أَنَسًا" في نـ: "أَنَّ أَنَسَ بنَ مالكٍ". "اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ" في قتـ، ذ: "اعْتَمَرَ النَّبِيُّ".
===
(1)
الكفر الحقيقي، "قس"(9/ 221).
(2)
قوله: (كافر بي) الكفر الحقيقي لأنه اعتقد ما يفضي إلى الكفر، وهو اعتقاد أن الفعل للكوكب، انتهى. قال النووي: فيه وجهان: أحدهما: من قال معتقدًا بأن الكوكب فاعل مدبر منشئ للمطر كزعم أهل الجاهلية، فلا شك في كفره، وهو قول الشافعي والجماهير، وثانيهما: أنه من قال معتقدًا بأنه من الله تعالى وتفضله، وأن النوء علامة له ومظنة لنزول الغيث، فهذا لا يكفَّر، والأظهر أنه مكروه كراهة تنزيه؛ لأنه كلمة موهمة مترددة بين الكفر والإيمان، فيساء الظن بصاحبها، ولأنها شعار الجاهلية، انتهى، [انظر:"قس"(9/ 221)، "نووي"(1/ 338)].
(3)
قوله: (عمرة من الحديبية) قال الكرماني (16/ 65): فإن قلت:
ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةٌ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةٌ مِنَ الْجِعْرَّانَةِ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةٌ مَعَ حَجَّتِهِ
(1)
. [راجع: 1778].
4149 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ: انْطَلَقْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَّةِ فَأَحْرَمَ أَصْحَابُهُ، وَلَمْ أُحْرِمْ. [راجع: 1821].
4150 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(2)
بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ
(3)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(4)
،. . . . . . . . . . . .
"وَعُمْرَةٌ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ" في نـ: "وَعُمْرَتُهُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ".
===
كيف تكون عمرة من الحديبية؟ قلت: عمرة المحصر عن الطواف محسوبة بعمرة وإن لم تتم مناسكها. قوله: "من الجعرانة" بكسر الجيم وسكون المهملة وخفة الراء، وبكسر العين وشدة الراء، وجهان مشهوران، وهي موضع بين الطائف ومكة. فإن قلت: ذُكِرَ في "كتاب الجهاد" في "باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة": قال نافع: ولم يعتمر صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ولو اعتمر لم يَخْفَ على ابن عمر؟ قلت: الملازمة ممنوعة لاحتمال غَيبته أو نسيانه، كما مرَّ في "كتاب العمرة" أنه قال: إحداهن في رجب، وأنكرت عليه عائشة رضي الله عنها، فقال النووي: قالوا: كان ذلك للاشتباه عليه أو النسيان ونحوه، "ك"(16/ 65).
(1)
مرَّ (برقم: 1778).
(2)
بضم العين، العبسي، "قس"(9/ 222).
(3)
ابن يونس، "قس"(9/ 222).
(4)
هو: عمرو بن عبد الله السبيعي، "قس"(9/ 222).
عَنِ الْبَرَاءِ
(1)
قَالَ: تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الْفَتْحَ
(2)
فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا، وَنَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ
(3)
بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ
(4)
: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عَشْرَةَ
(5)
مِائَةً، وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ فَنَزَحْنَاهَا، فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا
"كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ" في ذ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ".
===
(1)
ابن عازب.
(2)
قوله: (تعدّون أنتم الفتح
…
) إلخ، أي في قوله تعالى:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]، هو اختلاف قديم وقع في الفتح، والتحقيق أن قوله:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} المراد به الحديبية؛ لأنها مبدؤ الفتح بل مبدؤ الفتوح التي وقعت بعدها على المسلمين، لما ترتب على الصلح الذي وقع من الأمن ورفع الحرب، وتمكن من كان يخشى الدخولَ في الإسلام والوصولَ إلى المدينة [من ذلك]، كما وقع لخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهما، وتتابعت الأسباب التي أدت إلى الفتح، وفيه إسلام أهل مكة ودخولُ الناس أفواجًا، وهذا لأنهم بالصلح اختلطوا بالمسلمين، وشاهدوا أحوال النبوة والمعجزات وحسن سيرته؛ فأسلم كثير، ومال آخرون إليه أشد الميل، فلما فتح مكة أسلموا كلهم وتبعهم أهل البوادي. وقوله تعالى:{وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18] المراد به خيبر، وقوله:{فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27] هو الحديبية أيضًا، وقوله:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] هو فتح مكة، ملتقط من "قس"(9/ 222)، "ك"(16/ 65)، "تو"(6/ 2597)، "مجمع"(4/ 93)، "بيضاوي"(2/ 407 و 410 و 628)، "خ".
(3)
أي: الأعظم.
(4)
قوله: (الحديبية) بتخفيف الياء وتشديدها كما مرَّ قريبًا.
(5)
لم يقل: ألفًا وأربع مائة إشعارًا بأنهم كانوا منقسمين إلى المئات، وكانت كل مائة ممتازة عن الأخرى، "قس"(9/ 222)، "ك"(16/ 66).
قَطْرَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهَا، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا
(1)
، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ مَضْمَضَ وَدَعَا، ثُمَّ صَبَّهُ فِيهَا فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيْدٍ
(2)
(3)
، ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا
(4)
(5)
مَا شِئْنَا نَحْنُ وَرِكَابُنَا
(6)
. [راجع: 3577 تحفة: 1808].
4151 -
حَدَّثَنِي فَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ
(9)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
(10)
قَالَ: أَنْبَأَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ أَوْ أَكْثَرَ، فَنَزَلُوا
"حَدَّثَنِي فَضْلُ" في نـ: "حَدَّثَنَا فَضْلُ".
===
(1)
أي: حرفها، "قس"(9/ 222).
(2)
أي: زمانًا يسيرًا.
(3)
وفي رواية زهير: فدعا ثم قال: دعوها غير ساعة، "قس"(9/ 222).
(4)
أي: أرجعتنا وقد روينا، "قس"(9/ 222).
(5)
قوله: (أصدَرَتْنا) من الإصدار، يقال: أصدرته فصدر: أي أرجعته فرجع. قوله: "ما شئنا" أي القدر الذي أردنا شربه. و"الركاب": الإبل التي يسار عليها، "ك"(16/ 66).
(6)
أي: إبلنا التي نسير عليها، "قس"(9/ 222).
(7)
البغدادي، "ك"(16/ 66).
(8)
بمهملة مفتوحة وشدة راء وبنون.
(9)
هو: ابن معاوية.
(10)
عمرو بن عبد الله.
عَلَى بِئْرٍ فَنَزَحُوهَا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
فَأَتَى الْبِئْرَ، وَقَعَدَ عَلَى شَفِيرِهَا ثُمَّ قَالَ:"ائْتُونِي بِدَلْوٍ مِنْ مَائِهَا". فَأُتِيَ بِهِ فَبَسَقَ فَدَعَا، ثُمَّ قَالَ
(2)
: "دَعُوهَا سَاعَةً". فَأَرْوَوْا أَنْفُسَهُمْ وَرِكَابَهُمْ حَتَّى ارْتَحَلُوا. [راجع: 3577، تحفة: 1842].
4152 -
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ
(3)
فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ
(4)
، عَنْ سَالِمٍ
(5)
، عَنْ جَابِرٍ
(6)
قَالَ: عَطِشَ
(7)
النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ
(8)
، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا لَكُمْ؟ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نتَوَضَّأُ بِهِ، وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا فِي رَكْوَتِكَ.
"فَنَزَحُوهَا" في نـ: "نَزَحُوهَا". "وَقَعَدَ" في نـ: "فَقَعَدَ". "فَبَسَقَ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَبَصَقَ". "حَتَّى ارْتَحَلُوا" في نـ: "حِينَ ارْتَحَلُوا". "حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى" زاد بعده في نـ: "قَالَ". "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
فأخبروه بذلك، "قس"(9/ 223).
(2)
أي: صلى الله عليه وسلم.
(3)
اسمه محمد.
(4)
مصغرًا، ابن عبد الرحمن.
(5)
ابن أبي الجعد.
(6)
ابن عبد الله.
(7)
كفرِح، "ق" (ص: 538).
(8)
قوله: (ركوة) بفتح الراء وسكون الكاف، ظرف من جلد يتوضأ منه، وكثيرًا ما يستصحبه الصوفية، "مجمع"(2/ 379).
قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ
(1)
مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ، قَالَ
(2)
: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا. فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً
(3)
. [راجع: 3576].
"يَفُورُ" في هـ، ذ:"يَثُورُ".
===
(1)
قوله: (فجعل الماء يفور) بالفاء، ولأبي ذر عن الكشميهني:"يثور"، بالمثلثة بدل الفاء، أي: ينبع بشدة وقوة. قوله: "من بين أصابعه" أي من اللحم الكائن من بين أصابعه، ويحتمل أن يكون الماء انفجر من أصابعه، وهذا يغاير حديث البراء: أنه صبَّ ماء وضوئه في البئر، وجمع ابن حبان بالتعدد، وأن كلًّا في وقت، وأن هذا حين حضرت صلاة العصر وأريد الوضوء، وذلك بعده، "ك"(16/ 67)، "قس"(9/ 224)، "مجمع"(4/ 669)، "ف"، (7/ 442)، "تو"(6/ 2599).
(2)
أي: جابر.
(3)
قوله: (خمس عشرة مائة) قال الكرماني (16/ 67): فإن قلت: اختلفت الروايات في ألف وأربع مائة، وخمس مائة، وثلاث مائة، فما الصحيح منها؟ قلت: كل يخبر على ظنه، ولعل بعضهم اعتبر الأكابرَ، وبعضهم الأوساطَ أيضًا والآخرون الأصاغرَ أيضًا. ثم التخصيص بالعدد أيضًا لا يدل على نفي الزائد، والأكثر على أنه أربع مائة. قال النووي: يمكن الجمع أنهم كانوا أربع مائة وكسرًا، فمن قال: أربع مائة لم يعتبر الكسر، ومن قال: خمس مائة اعتبره، ومن قال: ثلاث مائة ترك بعضَهم لكونه لم يتيقن العدد، انتهى. قال القسطلاني (9/ 225 و 8/ 79): وأما قول عبد الله بن أبي أوفى: ألفًا وثلاث مائة، فيُحْمَل على ما اطلع هو عليه، واطلع غيره على زيادة، والزيادة من الثقة مقبولة، أو العدد الذي ذكره حمله في ابتداء الخروج من المدينة، والزائد تلاحقوا بهم بعد ذلك، انتهى.
4153 -
حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
(1)
، عَنْ سَعِيدٍ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ
(3)
قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: بَلَغَنِي أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
كَانَ يَقُولُ: كَانُوا أَرْبَعَ عَشِرَةَ مِائَةً. فَقَالَ لِي سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ: كَانُوا خَمْسَ عَشِرَةَ مِائَةً الَّذِينَ بَايَعُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ. تابَعَهُ
(5)
أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ
(6)
عَنْ قَتَادَةَ. وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ
(7)
بنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا أَبُو داودَ
(8)
، حَدَّثَنَا شُعبَةُ. [راجع: 3576 تحفة: 2257].
4154 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ
(9)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(10)
قَالَ عَمْرٌو
(11)
: سَمِعْتُ
"حَدَّثَنَا الصَّلْتُ" في ذ: "حَدَّثَنِي الصَّلْتُ". "تابَعَهُ أَبُو دَاوُدَ" كذا في قتـ، عسـ، ذ، [وفي نـ: قَالَ أبو داود]، وزاد بعده في ذ:"الطَّيَالِسي" - هو سليمان بن داود أبو داود، "تقريب" (رقم: 2550) -. "حَدَّثَنَا قُرَّةُ" زاد قبله في نـ: "قَالَ". "وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ. . ." إلخ، سقط في نـ. "قَالَ عَمْرٌو: سَمعتُ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: سَمِعْتُ".
===
(1)
مصغرًا.
(2)
ابن أبي عروبة، "قس"(9/ 224).
(3)
ابن دعامة.
(4)
الأنصاري، "قس"(9/ 224).
(5)
الصلت، "قس"(9/ 224).
(6)
هو ابن خالد السدوسي، "ك"(16/ 67).
(7)
الملقب ببندار.
(8)
الطيالسي.
(9)
ابن عبد الله المديني، "قس"(9/ 224).
(10)
ابن عيينة.
(11)
بفتح العين، ابن دينار، "قس"(9/ 224).
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ: "أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ"
(1)
وَكُنَّا أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ، وَلَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ
(2)
الْيَوْمَ لأَرَيْتُكُمْ مَكَانَ الشَّجَرَةِ. تَابَعَهُ
(3)
الأَعْمَشُ
(4)
: سَمِعَ سَالِمًا، سَمِعَ جَابِرًا: أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ. [راجع: 3576].
4155 -
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ: حَدَّثَنَا أَبِي
(5)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(6)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
(7)
، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى: كَانَ أَصْحَابُ الشَّجَرَةِ أَلْفًا وَثَلَاثَمِائَةٍ، وَكَانَتْ أَسْلَمُ
(8)
ثُمُنَ
===
(1)
قوله: (أنتم خير أهل الأرض) فيه أفضلية أصحاب الشجرة على غيرهم من الصحابة، وعثمان منهم وإن كان حينئذ غائبًا بمكة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بايع عنه فاستوى معهم، فلا حجة في الحديث للشيعة في تفضيل علي على عثمان رضي الله عنهما. قوله:"ولو كنت أبصر اليوم"، وذلك لأنه كان عمي في آخر عمره. قوله:"لأريتكم مكان الشجرة" أي التي وقعت بيعة الرضوان تحتها، "قس"(9/ 225).
(2)
أي: لو لم أكن أعمى، "خ".
(3)
هذه المتابعة وصلها المؤلف في آخر "كتاب الأشربة"[برقم: 5639]، "قس"(9/ 225).
(4)
سليمان.
(5)
معاذ بن معاذ.
(6)
ابن الحجاج.
(7)
بضم الميم وشدة الراء، "قس"(9/ 225).
(8)
قوله: (وكانت أسلم) بلفظ الماضي: قبيلة، أي كان في العسكر من قبيلتهم قدر ثُمُن عدد المهاجرين، قاله الكرماني (16/ 68).
قال القسطلاني (9/ 225): وجزم الواقدي بأنّ أسلم كانت في غزوة
الْمُهَاجِرِينَ. [أخرجه: م 1857، تحفة: 5177].
4156 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى
(1)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
(2)
، عَنْ قيْسٍ
(3)
: أَنَّهُ سمِعَ مِرْدَاسَ
(4)
الأَسْلَمِيَّ يَقُولُ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ -: يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ
(5)
، وَتَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ، لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِمْ شَيْئًا
(6)
. [طرفه: 6434، تحفة: 11247].
"الْمُهَاجِرِينَ" زاد بعده في نـ: "تَابَعَهُ - أي تابع عبيدَ اللَّه بنَ معاذٍ -: مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ - هو الطيالسي، "ك" (16/ 68) - قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ". "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ". "مِرْدَاسَ" في نـ: "مِرْدَاسًا". "حُفَالَةٌ" سقط في نـ.
===
الحديبية مائة، وحينئذ فالمهاجرون كانوا ثمان مائة.
(1)
ابن يونس، "قس"(9/ 226).
(2)
ابن أبي خالد.
(3)
ابن أبي حازم.
(4)
كمنقار، ابن مالك الكوفي.
(5)
قوله: (الأول فالأول) أي الأصلح فالأصلح، وقال في "العمدة":"الأول" رُفِعَ بفعل محذوف، أي يذهب الأول. وقوله:"فالأول" عطف عليه. قوله: "وتبقى" أي بعد ذهاب الصالحين "حفالة كحفالة التمر والشعير" بضم الحاء المهملة وخفة الفاء فيهما، أي رُذالة من الناس كرديء التمر والشعير، وهو مثل الحثالة بالمثلثة، والفاء قد تقع موضع الثاء، نحو: فوم وثوم، "قس"(9/ 226)، "ك"(16/ 68، 69).
(6)
أي: ليست لهم منزلة عنده تعالى، "قس"(9/ 226).
4157 و 4158 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(3)
، عَنْ عُرْوَةَ
(4)
، عَنْ مَرْوَانَ
(5)
وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الْحُدَيْبِيَّةِ فِي بِضْعِ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ
(6)
قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَ وَأَحْرَمَ مِنْهَا. لَا أُحْصِي
(7)
كَمْ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ
(8)
حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا أَحْفَظُ مِنَ الزُّهْرِيِّ الإِشْعَارَ وَالتَّقْلِيدَ، فَلَا أَدْرِي
(9)
- يَعْنِي - مَوْضِعَ الإِشْعَارِ وَالتَّقْلِيدِ، أَوِ الْحَدِيثَ كُلَّهُ. [راجع: 1694، 1695].
"حَتَّى سَمِعْتُهُ" في نـ: "حِينَ سَمِعْتُهُ".
===
(1)
المديني.
(2)
ابن عيينة، "قس"(9/ 226).
(3)
محمد بن مسلم.
(4)
ابن الزبير.
(5)
ابن الحكم.
(6)
قوله: (بذي الحليفة) بضم المهملة، ميقات أهل المدينة. قوله:"قلّد الهدي" بأن علَّق في عنقه شيئًا لِيُعْلَم أنه هدي. قوله: "وأشعر" بأن ضرب صفحة السنام اليمنى بحديدة فلطخها بدمها إشعارًا بأنه هدي أيضًا، قاله القسطلاني (9/ 227). ومرَّ بيانُ ما قال أبو حنيفة رحمه الله وتأويلُه (برقم: 1694) في "كتاب الحج".
(7)
قوله: (لا أحصي) أي قال علي بن المديني: لا أحصي كم مرة سمعتُ الحديث من سفيان، ويحتمل أن يريد: لا أحصي كم عددًا سمعت: خمس مائة، أم أربع مائة، أم ثلاث مائة، "ك"(16/ 69).
(8)
ابن عيينة.
(9)
قوله: (فلا أدري) أي لا أدري ما أراد سفيان بذلك، هل أراد أنه
4159 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ خَلَفٍ
(1)
قَال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ
(2)
، عَنْ أَبِي بِشْرٍ وَرْقَاءَ
(3)
، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ
(4)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(5)
قَال: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى
(6)
، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ
(7)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَآهُ وَقَمْلُهُ يَسْقُطُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَال: "أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ
(8)
؟ ". قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَحْلِقَ
(9)
وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَّةِ، لَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ
(10)
"حَدَّثَنَا الْحَسَنُ" في ذ: "حَدَّثَنِي الْحَسَنُ". "لَمْ يبين" في قتـ، عسـ، ذ:"لَمْ يتبين".
===
لا يحفظ من الزهري الإشعارَ والتقليدَ خاصة، أو أراد أنه لا يحفظ الحديث كلَّه، "الخير الجاري".
(1)
أبو علي الواسطي، "قس"(9/ 227).
(2)
الأزرق الواسطي.
(3)
ابن عمر اليشكري.
(4)
بفتح النون وكسر الجيم آخره مهملة، هو عبد الله أبو يسار الثقفي، "تقريب" (رقم: 3662).
(5)
هو ابن جبر أبو الحجاج المخزومي، "تقريب" (رقم: 6481).
(6)
الأنصاري.
(7)
بضم المهملة وسكون الجيم بعدها راء، "قس"(9/ 227)، "ك"(16/ 69).
(8)
قوله: (هَوَامُّك) جمع هامَّة بتشديد الميم فيهما، وهي الدابة، والمراد بها القمل، "قسطلاني"(9/ 227)، ومرَّ (برقم: 1814) في "الحج".
(9)
شعر رأسه.
(10)
أي: لم يظهر لمن كان معه صلى الله عليه وسلم.
أَنَّهُمْ يَحِلُّونَ بِهَا
(1)
، وَهُمْ عَلَى طَمَعٍ أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْفِدْيَةَ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُطْعِمَ فَرَقًا
(2)
بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، أَوْ يُهْدِيَ شَاةً، أَوْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. [راجع: 1814].
4160 و 4161 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ
(4)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ
(5)
قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى السُّوقِ، فَلَحِقَتْ عُمَرَ امْرَأَةٌ
(6)
شَابَّةٌ فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلَكَ زَوْجِي وَتَرَكَ صِبْيَةً
(7)
صِغَارًا، وَاللهِ مَا يُنْضِجُونَ
(8)
===
(1)
قوله: (أنهم يحلون) أي من عمرتهم، "بها" أي بالحديبية، "وهم" أي الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه، "على طمع أن يدخلوا مكة" للعمرة، وهذه الزيادة ذكرها الراوي لبيان أن الحلق كان لاستباحة محظور بسبب الأذى لا لقصد التحلل بالحصر، "قس"(9/ 227)"ع"(7/ 468)، ومرَّ بيانه (برقم: 1814).
(2)
مكيال معروف وهو ستة عشر رطلًا.
(3)
الأويسي "قس"(9/ 228).
(4)
الإمام.
(5)
أسلم مولى عمر، "قس"(9/ 228).
(6)
لم تسم، "قس"(9/ 228).
(7)
بكسر الصاد وسكون الموحدة، ولم تُسَمَّ الصبيةُ ولا أبوهم، "قسطلاني"(9/ 228).
(8)
قوله: (ما ينضجون) بضم أوله وكسر الضاد المعجمة بعدها جيم. قوله: "كراعًا" بضم الكاف، هو ما دون الكعب من الشاة، قال الخطابي: معناه أنهم لا يكفون أنفسهم معالجة ما يأكلونه، ويحتمل أن يكون المراد: لا كراع لهم فينضجونه، "ف"(7/ 446).
كُرَاعًا، وَلَا لَهُمْ زَرْعٌ وَلَا ضَرْعٌ
(1)
، وَخَشِيتُ أَنْ تَأْكُلَهُمُ الضَّبُعُ
(2)
، وَأَنَا بِنْتُ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءَ الْغِفَارِيِّ
(3)
، وَقَدْ شَهِدَ أَبِي الْحُدَيْبِيَّةَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَقَفَ مَعَهَا عُمَرُ، وَلَمْ يَمْضِ
(4)
، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِنَسَبٍ قَرِيبٍ
(5)
. ثُمَّ انْصَرَفَ
(6)
إِلَى بَعِيرٍ ظَهِيرٍ
(7)
كَانَ مَرْبُوطًا فِي الدَّارِ، فَحَمَلَ عَليْهِ غِرَارَتَيْنِ
(8)
مَلأَهُمَا طَعَامًا، وَحَمَلَ بَيْنَهُمَا نَفَقَةً وَثِيَابًا، ثُمَّ نَاوَلَهَا
"وَلَا لَهُمْ زَرْعٌ وَلَا ضَرْعٌ" في نـ: "وَلَيسَ لَهُمْ ضَرْعٌ وَلَا زَرْعٌ". "مَعَ النَّبِيِّ" كذا في ذ، وفي نـ:"مَعَ رَسُولِ اللَّهِ".
===
(1)
يحلبونه، وهو كناية عن النعم، "ك"(16/ 70).
(2)
قوله: (تأكلهم الضبع) بفتح المعجمة وضم الموحدة وبالمهملة: السنة المجدبة الشديدة، كذا في "القسطلاني"(9/ 228)، و"الكرماني" (16/ 70). وزاد الكرماني: وأيضًا الحيوان المشهور. قال في "الخير الجاري": كأنها أرادت أنها لا تقدر على ترك الصبية وحدهن بالاشتغال بعمل.
(3)
قوله: (بنت خفاف) بضم المعجمة وفائين مخففتين بينهما ألف. و"أيماء" بكسر الهمزة [وفتحها] وسكون التحتية ممدود. "الغفاري" بكسر المعجمة وتخفيف الفاء، له ولأبيه وجده صحبة، كما حكاه ابن عبد البر، "قسطلاني"(9/ 228).
(4)
أي: لم يتجاوز عن محله، "خ".
(5)
من قريش لأن كنانة تجمعهم وغفار، "قس"(9/ 228).
(6)
عمر رضي الله عنه.
(7)
بفتح الظاء: قوي الظهر معدّ للحاجة، "قس"(9/ 228).
(8)
واحدة الغرائر التي للتبن وغيره، "ك"(16/ 70).
بِخِطَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: اقْتَادِيهِ
(1)
فَلَنْ يَفْنِيَ
(2)
حَتَّى يَأْتِيَكُمُ اللَّهُ بِخَيْرٍ. فَقَالَ رَجُلٌ
(3)
: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرْتَ لَهَا. قَالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ
(4)
، وَاللهِ إِنِّي لأَرَى أَبَا هَذِهِ وَأَخَاهَا
(5)
قَدْ حَاصرَا حِصْنًا
(6)
زَمَانًا، فَافْتَتَحَاهُ، ثُمَّ أَصْبَحْنَا نَسْتَفِيءُ
(7)
(8)
سُهْمَانَهُمَا
(9)
فِيهِ. [تحفة: 10393].
4162 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنًا شُعْبَةُ
(10)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ
(11)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ
"قَالَ عُمَرُ" في نـ: "فَقَالَ عُمَرُ". "نَسْتَفِيءُ" في حـ، ذ:"نَسْتَقِي". "سُهْمَانَهُمَا" في نـ: "سُهْمَانَنَا" أي: أنصباءنا. "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ".
===
(1)
أي: قوديه، "قس"(9/ 228).
(2)
إما وعد وإما دعاء، "خ".
(3)
لم يعرف اسمه، "قس"(9/ 228).
(4)
كلمة تقولها العرب ولا يريدون حقيقتها.
(5)
لم يسم، "قس"(9/ 229).
(6)
من الحصون، "قس"(9/ 229).
(7)
نطلب، "قس"(9/ 229).
(8)
قوله: (نستفيء) وهو استفعال من الفيء. قوله: "سهمانهما" بضم المهملة جمع سهم، وهو النصيب، أي كانا يفتتحان الحصن ومع ذلك كنا نطلب الفيء من سهمانهما من الغنيمة، كذا في "الخير الجاري".
(9)
أي: نأخذها لأنفسنا ونقتسمها، "مجمع"(4/ 186).
(10)
ابن الحجاج.
(11)
ابن حزن، "قس"(9/ 229).
الشَّجَرَةَ
(1)
، ثُمَّ أَتَيْتُهَا بَعْدُ فَلَمْ أَعْرِفْهَا. قَالَ مَحْمُودٌ
(2)
: ثُمَّ أُنْسِيتُهَا بَعْدُ. [أطرافه: 4163، 4164، 4165، أخرجه: م 1859، تحفة: 11282].
4163 -
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(4)
، عَنْ إِسْرَائِيلَ
(5)
، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(6)
قَالَ: انْطَلَقْتُ حَاجًّا فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ
(7)
، قُلْتُ: مَا هَذَا الْمَسْجِدُ؟ قَالُوا: هَذِهِ الشَّجَرَةُ
(8)
، حَيْثُ بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ. فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي أَبِي
(9)
: أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قَالَ
(10)
: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ نُسِّينَاهَا،
===
"فَلَمْ أَعْرِفْهَا" زاد بعده في صـ: "قَالَ أَبُو عبدِ اللَّهِ". "نُسِّينَاهَا" في هـ، سـ، ذ:"أُنْسِينَاهَا"، وفي نـ:"نُسِّيتُهَا"، وفي أخرى:"أُنْسِيْتُهَا". [وفي "الفتح" (7/ 447): "نسيناها"].
(1)
التي كانت بيعة الرضوان تحتها، "قس"(9/ 229).
(2)
ابن غيلان، "قس"(9/ 229).
(3)
ابن غيلان، "قس"(9/ 229).
(4)
ابن موسى، "قس"(9/ 229).
(5)
ابن يونس، "قس"(9/ 229).
(6)
البجلي، "قس"(9/ 229).
(7)
قوله: (فمررت بقوم يصلون) قال ابن حجر: لم أقف على اسم أحد منهم، وزاد الإسماعيلي: في مسجد الشجرة، "قس"(9/ 230).
(8)
وقد كانوا جعلوا تحتها مسجدًا يصلون فيه، "قس"(9/ 230).
(9)
هو المسيب بن حزن.
(10)
المسيب.
فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا. فَقَالَ سَعِيدٌ: إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَعْلَمُوهَا وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ
(1)
. [راجع: 4162].
4164 -
حَدَّثَنَا مُوسَى
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا طَارِقٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَرَجَعْنَا
(4)
إِلَيْهَا الْعَامَ الْمُقْبِلَ فَعَمِيَتْ
(5)
عَلَيْنَا. [راجع: 4162].
4165 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(7)
، عَنْ طَارِقٍ: ذُكِرَتْ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الشَّجَرَةُ فَضَحِكَ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي
(8)
أَبِي وَكَانَ شَهِدَهَا
(9)
. [راجع: 4162].
"فَقَال" في نـ: "وَقَالَ".
===
(1)
أي: منهم، قاله متهكِّمًا، "قس"(9/ 230).
(2)
ابن إسماعيل، "قس"(9/ 230).
(3)
الوضاح.
(4)
قول المسيب.
(5)
قوله: (فَعَمِيَتْ) بفتح العين المهملة وكسر الميم، أي: اشتبهت علينا، قاله القسطلاني (9/ 230). قال الكرماني (16/ 71): قالوا: سبب خفائها أن لا يفتتن الناس بها لما جرى تحتها من الخير ونزول الرضوان، فلو بقيت ظاهرة معلومة لخيف تعظيمُ الجُهَّال إياها وعبادتُهم لها، فإخفاؤها رحمة من الله تعالى.
(6)
ابن عقبة.
(7)
الثوري.
(8)
أشار إلى الذي ذكر قريبًا أنها عميت في العام المقبل، "خ".
(9)
قوله: (وكان شهدها) زاد الإسماعيلي من طريق أبي زرعة عن
4166 -
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى
(3)
- وَكَانَ مِنْ أَصْحَاب الشَّجَرَةِ - قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَةٍ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ
(4)
". فَأَتَاهُ أَبِي
(5)
بِصَدَقَتِهِ
(6)
فَقَالَ:
"فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ" في نـ: "قَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ"، مصحح عليه.
===
قبيصة: أنهم أتوها من العام المقبل فأُنسوها، انتهى. قال في "الفتح" (7/ 448): وإنكار سعيد بن المسيب على من زعم أنه عرفها معتمدًا على قول أبيه: أنهم لم يعرفوها في العام المقبل، لا يدل على رفع معرفتها أصلًا، فقد وقع عند المصنف في حديث جابر السابق قريبًا قولُه:"لو كنت أُبصرُ اليومَ لأريتكم مكان الشجرة"، فهذا يدل على أنه كان يضبط مكانها بعينه، وإذا كان في آخر عمره بعد الزمان الطويل يضبط موضعَها، ففيه دلالة على أنه كان يعرفها بعينها، قال: ثم وجدت عند ابن سعد بإسناد صحيح عن نافع: أن عمر بلغه أن قومًا يأتون الشجرة فيصلون عندها فتوعَّدهم ثم أمر بقطعها فقُطِعت، انتهى، "قسطلاني"(9/ 230 - 231).
(1)
ككتاب.
(2)
ابن الحجاج، "قس"(9/ 231).
(3)
علقمة بن خالد الأسلمي، "قس"(9/ 231).
(4)
قوله: (اللهم صل عليهم) أي ترحَّمْ عليهم واغفر لهم، وكان يفعله امتثالًا لقوله تعالى:{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103] ولا يحسن هذا لغيره صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث قد مرَّ في "الزكاة"، والغرض منه هنا قوله:"وكان من أصحاب الشجرة"، "قس"(9/ 231).
(5)
أي: علقمة.
(6)
بزكاته.
"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى". [راجع: 1497].
4167 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
، عَنْ أَخِيهِ
(2)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(3)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحَرَّةِ
(4)
وَالنَّاسُ يُبَايِعُونَ
(5)
لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ
(6)
، فَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ
(7)
: عَلَى مَا يُبَايِعُ ابْنُ حَنْظَلَةَ النَّاسَ؟ قِيلَ لَهُ: عَلَى الْمَوْتِ. قَالَ: لَا أُبَايِعُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَكَانَ شَهِدَ مَعَهُ الْحُدَيْبِيَةَ
(8)
. [راجع: 2959].
===
(1)
ابن أبي أويس، "قس"(9/ 231).
(2)
عبد الحميد، "قس"(9/ 231).
(3)
ابن بلال.
(4)
قوله: (يوم الحرة) أي وقعة الحرة بفتح المهملة وشدة الراء، خارج المدينة التي وقعت بين عسكر يزيد وأهل المدينة في سنة ثلاث وستين بسبب خلع أهل المدينة يزيدَ بنَ معاويةَ، وأباح مسلمُ بنُ عقبةَ أميرُ جيشِ يزيدَ المدينةَ ثلاثة أيام، يقتلون ويأخذون الناسَ، ووقعوا على النساء حتى قيل: حملت ألف امرأة في تلك الأيام من غير زوج، "قسطلاني"(9/ 232)، "الخير الجاري".
(5)
قوله: (والناس يبايعون
…
) إلخ، أي أهل المدينة كانوا يبايعون عبد الله على طاعته وخلع بيعة يزيد، كذا في "الخير الجاري".
قال القسطلاني (9/ 232): وقُتِلَ عبد الله بن حنظلة وأولاده و [ابن] زيد يوم الحرة في سبع مائة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار وغيرهم. وهذا الحديث قد سبق في "الجهاد"[برقم: 2959].
(6)
غسيل الملائكة.
(7)
هو عبد الله بن زيد بن عاصم عمُّ عباد بن تميم المازني، "قس"(9/ 232).
(8)
هو محل الترجمة.
4168 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ
(2)
بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي
(3)
- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ
(4)
- قَالَ: كُنَّا نُصلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ ثُمَّ نَنْصَرِفُ، وَلَيْسَ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ يُسْتَظَلُّ فِيهِ. [أخرجه: م 860، د 1085، س 1391، جه 1100، تحفة: 4512].
4169 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ
(5)
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَايَعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ
(6)
. [راجع: 2960].
4170 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ
(7)
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا
"يُسْتَظَلُّ فِيهِ" في هـ، ذ:"يُسْتَظَلُّ بِهِ". "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ".
===
(1)
يعلى.
(2)
بكسر أوله.
(3)
أي: سلمة.
(4)
هو موضع الترجمة.
(5)
ابن إسماعيل، "قس"(9/ 233).
(6)
أي: لازم الموت وهو عدم الفرار، "قس"(9/ 233)، "تو"(4/ 73).
(7)
الحضرمي.
(8)
قوله: (أشكاب) بكسر الهمزة وفتحها وسكون المعجمة وبكاف وموحدة، غير منصرف، مات سنة سبع عشرة ومائتين، "مغني" (ص: 38)، "ك"(16/ 73).
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ فَقُلْتُ: طُوبَى لَكَ
(1)
صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَايَعْتَهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي
(2)
إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثْنَا بَعْدَهُ
(3)
. [تحفة: 1914].
4171 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ - هُوَ ابْنُ سَلَّامٍ -، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ
(5)
أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَايَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ. [راجع: 1363، أخرجه: م 110، د 3257، تحفة: 2063].
4172 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
"مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ" في نـ: "مُحَمَّدُ بْنُ الفضلِ". "صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "صَحِبْتَ النَّبِيَّ". "يَا ابْنَ أَخِي" في هـ، ذ:"يَا ابْنَ أَخٍ". "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ".
===
(1)
أي: طيب العيش لك، "قس"(9/ 233).
(2)
قوله: (يا ابن أخي) ولأبي ذر عن الكشميهني: "ابن أخٍ" بغير إضافة، وهو على عادة العرب في المخاطبة، أو المراد أخوة الإسلام، "قس"(9/ 233).
(3)
قوله: (ما أحدَثْنا بعده) عليه الصلاة والسلام، من الفتن الواقعة. أو: قاله تواضعًا وهضمًا لنفسه رضي الله عنه، "قس"(9/ 233)، "ك"(16/ 73).
(4)
ابن منصور، "قس"(9/ 233).
(5)
ابن خليفة، "قس"(9/ 233).
عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ
(1)
، عَنْ قَتَادَةَ
(2)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
(3)
: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]. قَالَ: الْحُدَيْبِيَّةُ
(4)
. قَالَ أَصْحَابُهُ: هَنِيئًا مَرِيئًا، فَمَا لَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} [الفتح: 5]. قَالَ شُعْبَةُ: فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَحَدَّثْتُ بِهَذَا كُلِّهِ عَنْ قَتَادَةَ
(5)
، ثُمَّ رَجَعْتُ
(6)
فَذَكَرْتُ لَهُ
(7)
فَقَالَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ} فَعَنْ أَنَسٍ، وَأَمَّا هَنِيئًا مَرِيئًا فَعَنْ عِكْرِمَةَ. [طرفه: 4834، أخرجه: س في الكبرى 11498، تحفة: 1270].
[" جَنَّاتٍ" زاد بعده في صـ، ذ: "تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ"].
===
(1)
ابن الحجاج، "قس"(9/ 234).
(2)
ابن دعامة، "قس"(9/ 234).
(3)
أنه قال في قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ} .
(4)
قوله: (قال: الحديبية) أي هو الحديبية، أي الصلح الواقع فيها لما آل فيه من المصلحة العامَّة. قوله:"قال أصحابه"، أي: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. "هنيئًا" لا إثم فيه. "مريئًا" لا أذى فيه، ونُصِبَا على المفعول أو الحال أو صفة لمصدر محذوف، أي صادفتَ أو: عِشْ عيشا هنيئًا مريئًا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قوله:"فما لنا" أي فأي شيء لنا وما حكمنا فيه؟ "فأنزل الله" تعالى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} [الفتح: 5]. وثبت: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} في رواية أبي ذر والأصيلي، كذا في "قس"(9/ 234).
(5)
ابن دعامة.
(6)
إلى قتادة، "قس"(9/ 234).
(7)
قوله: (فذكرت له) أي لقتادة، "فقال: أما {إِنَّا فَتَحْنَا} " يعني تفسيره
4173 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مِجْزَأَةَ
(2)
بْنِ زَاهِرٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ
(3)
الشَّجَرَةَ
(4)
- قَالَ: إِنِّي لأُوقِدُ تَحْتَ الْقُدُورِ بِلُحُومِ الْحُمُرِ
(5)
إِذْ نَادَى مُنَادِي
(6)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَاكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ. [تحفة: 3618].
4174 -
وَعَنْ مَجْزَأَةَ
(7)
، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ
(8)
مِنْ أَصْحَابِ
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في ذ: "حَدَّثَنِي عبد اللَّه". "أَبُو عَامِرٍ" في نـ: "عثمانُ بنُ عُمَرَ". "الْقُدُورِ" كذا في ذ، وفي نـ:"القِدْرِ". "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "إن رسول اللَّه".
===
بالحديبية فأرويه عن أنس، "وأما" قول الصحابة:"هنيئًا مريئًا" فأرويه عن عكرمة، "ك"(16/ 74).
(1)
هو عبد الملك بن عمرو العقدي، "ك"(16/ 74)، "قس"(9/ 234).
(2)
قوله: (مجزأة) بفتح الميم وسكون الجيم وفتح الزاي والهمزة، والتاء للتأنيث، قال الغساني: والمحدثون يسهِّلون الهمزة فلا يلفظون بها، وربما كسر بعضهم الميمَ مع ذلك، "ك"(16/ 74).
(3)
قوله: (وكان ممن شهد) ذكر هذا الحديث هنا لأجل أنه شهد الحديبية، وإن كان ما ذكره في الحديث كان في غزوة خيبر فلا منافاة بينهما، كذا في "الخير الجاري" و"الكرماني"(16/ 74).
(4)
أي: بايع تحتها، "قس"(9/ 234).
(5)
أي: الأهلية، "قس"(9/ 234).
(6)
هو أبو طلحة، "قس"(9/ 234).
(7)
بالإسناد السابق، "قس"(9/ 235).
(8)
من أسلم أو من الصحابة، "قس"(9/ 235).
الشَّجَرَةِ، اسْمُهُ: أُهْبَانُ
(1)
بْنُ أَوْسٍ، وَكَانَ اشْتَكَى رُكْبَتَهُ، فَكَانَ إِذَا سَجَدَ جَعَلَ تَحْتَ رُكْبَتِهِ وِسَادَةً
(2)
. [تحفة: 1733].
4175 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
(3)
، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
(4)
، عَنْ بُشَيْرِ
(5)
بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ -: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أُتُوا بِسَوِيقٍ فَلَاكُوهُ
(6)
. تَابَعَهُ
(7)
مُعَاذٌ
(8)
عَنْ شُعْبَةَ
(9)
. [راجع: 209].
"فَكَانَ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"وَكَانَ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ". "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "كَانَ النَّبِيُّ".
===
(1)
بضم الهمزة وسكون الهاء، وفي بعضها:"وهبان" بالواو المضمومة، الأسلمي، ويقال: هو الذي كلَّمه الذئب وحرَّضه على الإيمان، "ك"(16/ 75).
(2)
لينة ليتمكن من السجود من غير ضرر يخل بالخشوع، "قس"(9/ 235).
(3)
اسمه محمد، "قس"(9/ 235).
(4)
الأنصاري، "قس"(9/ 235).
(5)
مصغرًا، "ك"(16/ 75).
(6)
قوله: (فلاكوه) على لفظ الجمع من الماضي المعلوم من اللوك، أي: مضغوه وأداروه في الفم، والحديث سبق في "الطهارة" [برقم: 209]، ويأتي في "غزوة خيبر" [برقم: 4195] إن شاء الله تعالى، والغرض منه هنا قوله:"وكان من أصحاب الشجرة"، ملتقط من "قس"(9/ 235)، "خ"، "مجمع"(4/ 529).
(7)
ابن أبي عدي.
(8)
ابن معاذ.
(9)
ابن الحجاج.
4176 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شَاذَانُ
(2)
، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ
(3)
قَالَ: سَأَلْتُ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو - وَكَانَ مِنْ أَصحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ -: هَلْ يُنْقَضُ
(4)
الْوِتْرُ؟ قَالَ: إِذَا أَوْتَرْتَ مِنْ أَوَّلِهِ، فَلَا تُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ
(5)
. [تحفة: 5058].
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ". "عَنْ أَبِي جَمْرَةَ" في هـ، ذ: "عَنْ أَبِي حَمزَةَ
(1)
". "سَأَلْتُ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو" في نـ: "سَأَلْتُ عَائِذًا".
===
(1)
بعين مهملة، "ك"(16/ 75).
(2)
بمعجمتين، فارسي معرب ومعناه فرحان، اسمه الأسود بن عامر، "ك"(16/ 75).
(3)
بالجيم والراء اسمه نصر بن عمران.
(4)
قوله: (هل يُنْقَضُ) بإعجام الضاد، أي إذا صلى مثلًا ثلاث ركعات منه ونام فهل يصلي بعد النوم شيئًا آخر مضافًا إلى الأول، وإذا صلاها مرة فهل بعد النوم يصليه مرة أخرى؛ محافظة على قوله صلى الله عليه وسلم:"اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا"؟ كذا في "الكرماني"(16/ 76، 75) و"القسطلاني"(9/ 236).
(5)
قوله: (فلا توتر من آخره) يعني لا تنقضه، وهذا هو الصحيح عند الشافعية، وهو قول المالكية، وعليه جمهور الحنفية، "قسطلاني"(9/ 236).
(1)
قال الحافظ في "الفتح"(7/ 452): وهو تصحيف.
4177 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ
(3)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ
(4)
، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ شَيْءٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ
(5)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ
(6)
، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
(7)
: ثَكِلَتْكَ
(8)
أُمُّكَ يَا عُمَرُ، نَزَرْتَ
(9)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ. قَالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ الْمُسْلِمِينَ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ" وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ" في صـ: "فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ". "يَا عُمَرُ" في نـ: "عمرُ".
===
(1)
التنيسي.
(2)
العدوي مولى عمر، وأبوه أسلم عن عمر كما صرح به في رواية الإسماعيلي، "تو"(6/ 2606).
(3)
أسلم.
(4)
في حديث ابن مسعود عند الطبراني أنه سفر الحديبية، "قس"(9/ 236).
(5)
لاشتغاله بالوحي، "قس"(9/ 236).
(6)
ولعله ظن أنه عليه السلام لم يسمعه فكرر السؤال، "قس"(9/ 236).
(7)
يخاطب نفسه.
(8)
بكسر الكاف، فقدتك، "قس"(9/ 237).
(9)
قوله: (نزَرت) بتخفيف الزاي، أي ألححت عليه، أو راجعته، أو أتيته بما يكره من سؤالك، وفي رواية:"نزّرت" بتشديد الزاي، وهو الذي
فِيَّ قُرْآنٌ، فَمَا نَشِبْتُ
(1)
أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ بِي، قَالَ: فَقُلْتُ: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ، وَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَليْهِ، فَقَالَ: "لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا
(2)
} [الفتح: 1] ". [طرفاه: 4833، 5012، أخرجه: ت 2362، س في الكبرى 11499، تحفة: 10387].
"قَدْ نَزَلَ" كذا في قتـ، وفي نـ:"نَزَل". "فِيَّ" في هـ، ذ:"بِي" أي: بِسَببِي. "فَتْحًا مُبِينًا" زاد بعده في نـ: "قَال أَبُو عبدِ اللَّهِ: يستصرخُنِي: منَ الصّراخِ، استصرخنِي: استغاثَ بِي بمصرخِيَّ"[ثبت في نسخة السهارنفوري فقط].
===
ضبطه الأصيلي، وهو على المبالغة، ومن الشيوخ من رواه بالتشديد، والتخفيفُ هو الوجه، قال أبو ذر: سألت عنه من لقيت أربعين سنة فما قرأته إلا بالتخفيف، "قس"(9/ 237).
(1)
بكسر المعجمة، أي: ما لبثت، "قس"(9/ 237).
(2)
قوله: ({إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}) الفتح الظفر بالبلدة عنوة أو صلحًا بحرب أو بغيره؛ لأنه مُغلق ما لم يظفر به، فإذا ظفر به فقد فُتِحَ، ثم قيل: هو فتح مكة، وقد نزلت مرجعَه صلى الله عليه وسلم من الحديبية، وجيء به على لفظ الماضي؛ لأنها في تحققها بمنزلة الكائنة، وقيل: هو صلح الحديبية؛ فإنه حصل بسببه الخير الجزيلُ [الذي] لا مزيد عليه، وقيل: المعنى: قضينا لك قضاء بَيِّنًا على أهل مكة أن تدخلها أنت وأصحابُك من قابلٍ لِتَطوفوا بالبيت، من الفَتاحة، وهي الحكومة. وظاهر هذا الحديث الإرسالُ؛ لأن أسلم لم يدرك هذه القصة، لكن ظاهره يقتضي أن أسلم تحمَّله عن عمر، كما وقع التصريح بذلك عند البزار بلفظ: سمعت عمر، "قسطلاني"(9/ 237).
4178 و 4179 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ حِينَ حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ، حَفِظْتُ بَعْضَهُ، وَثَبَّتَنِي مَعْمَرٌ
(3)
(4)
، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ - يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ - قَالَا: خَرَجَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَّةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْيَ، وَأَشْعَرَهُ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِعُمْرَةٍ، وَبَعَثَ عَيْنًا
(5)
لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ، وَسَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حتَّى إِذَا كَانَ بِغَدِيرِ
(6)
الأَشْطَاطِ
(7)
،
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "حَدَّثَنَا سُفْيَانُ" زاد بعده: "قَالَ". "الأَشْطَاطِ" في نـ: "الأَشْظَاظِ".
===
(1)
المسندي.
(2)
ابن عيينة.
(3)
قوله: (ثبَّتني معمر) أي جعلني معمر ثبتًا فيما سمعته من الزهري في هذا الحديث. قوله: "عينًا" أي جاسوسًا "له". قوله: "من خزاعة" بضم المعجمة وخفة الزاي وبالمهملة: قبيلة، واسمه بسر بن سفيان، ملتقط من "ك"(16/ 77 - 76)، "قس"(9/ 238).
(4)
ابن راشد، "قس"(9/ 238).
(5)
جاسوسًا، "ك"(16/ 77).
(6)
قوله: (بغدير الأشطاط) الغدير: مجمع الماء. والأشطاط - بفتح الهمزة وسكون المعجمة وبالمهملتين، وقيل بالمعجمتين - موضعٌ تلقاءَ الحديبية، "ك"(16/ 77).
(7)
موضع.
أَتَاهُ عَيْنُهُ قَالَ: إنَّ قُرَيْشًا جَمَعُوا
(1)
لَكَ جُمُوعًا، وَقَدْ جَمَعُوا لَكَ الأَحَابِيشَ
(2)
الأَشْطَاطَ
(3)
، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ وَمَانِعُوكَ. فَقَالَ: "أَشِيرُوا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيَّ، أَتَرَوْنَ
(4)
أَنْ أَمِيلَ إِلَى عِيَالِهِمْ وَذَرَارِيِّ هَؤُلَاءِ
(5)
الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّونَا عَنِ الْبَيْتِ، فَإِنْ يَأْتُونَا كَانَ اللَّهُ قَدْ قَطَعَ عَيْنًا
(6)
مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(7)
، وَإِلَّا تَرَكْنَاهُمْ
"قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا" في نـ: "فَقَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا". "جَمَعُوا لَكَ" في نـ: "قَدْ جَمَعُوا لَكَ". "الأَشْطَاطَ" سقط في نـ. "كَانَ اللَّهُ" زاد بعده في نـ. "عز وجل".
===
(1)
بتخفيف الميم.
(2)
قوله: (الأحابيش) بالحاء المهملة وبعد الألف موحدة آخره شين معجمة: جماعات من قبائل شتى. وقال الخليل: أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في محاربتهم قريشًا قبل الإسلام. وقال ابن دريد: هم حلفاء قريش تحالفوا تحت جبل يسمى حُبَيشًا
(1)
فسموا الأحابيش، "قسطلاني"(9/ 238).
(3)
ليس يوجد في أكثر النسخ.
(4)
بفتح التاء.
(5)
الكفار.
(6)
جاسوسًا.
(7)
قوله: (من المشركين) متعلق لقوله: "قطع"، أي: إن يأتونا كان الله قد قطع منهم جاسوسًا، يعني الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي غايته أنا كنا كمن لم يبعث الجاسوس ولم يَعْبُر الطريق وواجههم بالقتال، وإن لم يأتونا نَهَبْنا
(1)
في الأصل: "حبشًا"، وفي "قس": حبشيًا، وصوّبناه من "ع"(12/ 199).
مَحْرُوبِينَ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْتَ عَامِدًا لِهَذَا الْبَيْتِ، لَا تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ وَلَا حَرْبَ أَحَدٍ، فَتَوَجَّهْ لَهُ
(1)
، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ. قَالَ
(2)
: "امْضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ". [راجع: 1694، 1695].
4180 و 4181 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي
(5)
ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ
(6)
، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ. أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ يُخْبِرَانِ خَبَرًا مِنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَّةِ، فَكَانَ فِيمَا أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْهُمَا أَنَّهُ لَمَّا كَاتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُهَيْلَ
(7)
بْنَ عَمْرٍو يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ عَلَى قَضِيَّةِ الْمُدَّةِ
(8)
، وَكَانَ فِيمَا اشْتَرَطَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ: لَا يَأْتِيكَ مِنَّا
"وَلَا حَرْبَ أَحَدٍ" في نـ: "وَلَا حَرْبًا". "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "أَنَّهُ قَالَ: لَا يَأْتِيكَ" في نـ: "أنه لا يأتيك".
===
عيالهم وأموالهم و"تركناهم محروبين" بالمهملة والراء، أي مسلوبين منهوبين الأموال والعيال، "ك"(16/ 77)، "خ"، "قس"(9/ 238)، "ع"(12/ 199).
(1)
للبيت، "قس"(9/ 239).
(2)
صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 239).
(3)
ابن راهويه، "قس"(9/ 239).
(4)
ابن إبراهيم بن سعد.
(5)
محمد بن عبد الله بن مسلم، "قس"(9/ 239).
(6)
محمد بن مسلم بن شهاب، "قس"(9/ 239).
(7)
مصغرًا.
(8)
أي: المصالحة في المدة المعينة، "ك"(16/ 78).
أَحَدٌ وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا، وَخَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ. وَأَبَى سُهَيْلٌ أَنْ يُقَاضِيَ
(1)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا عَلَى ذَلِكَ، فَكَرِهَ الْمُؤْمِنُونَ ذَلِكَ وَامْتَعَضُوا
(2)
، فَتَكَلَّمُوا فِيهِ، فَلَمَّا أَبَى سُهَيْلٌ أَنْ يُقَاضِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا عَلَى ذَلِكَ، كَاتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
، فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا جَنْدَلِ بْنَ سُهَيْلٍ
(4)
يَوْمَئِذٍ إِلَى أَبِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا رَدَّهُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ، وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا، وَجَاءَتِ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ، فَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهِيَ عَاتِقٌ
(5)
،
"أَنْ يُقَاضِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "أَنْ يُقَاضِيَ رَسُولَ اللَّهِ عليه السلام". "وَامْتَعَضُوا" في نـ: "وَامَّعَضُوا"[بتشديد الميم مفتوحة وفتح العين وضم الضاد المعجمة]، أصله: انمعضوا، فقلبت النون ميمًا فأدغمت، "قس"(9/ 239)، وفي نـ:"وَامَّعَظُوا"، وفي نـ:"واتَّعَظُوا"، وفي نـ:"وَامْتَعَظُوا". "فَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ" في نـ: "وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ". "خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ عليه السلام".
===
(1)
أي: يصالح.
(2)
قوله: (وامتعضوا) من الامتعاض بالمهملة والمعجمة، أي شق ذلك عليهم، وفي بعضها:"امعضوا" بتشديد الميم بعدها مهملة فمعجمة، كذا في "الخير الجاري"، وجاء هنا ألفاظ أُخر أيضًا، [انظر:"قس"(9/ 239)].
(3)
أي: عليه، "قس"(9/ 240).
(4)
قوله: (فردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جندل
…
) إلخ، وكان قد جاء يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، "قس"(9/ 240)، ومرَّ بيانه (برقم: 2731).
(5)
أي: شابة أو أشرفت على البلوغ، "قس"(9/ 240).
فَجَاءَ أَهْلُهَا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمُؤْمِنَاتِ مَا أَنْزَلَ
(1)
. [راجع: 1694، 1695، أخرجه: س في الكبرى 11250، تحفة: 11252، 11273].
4182 -
قَال ابْنُ شِهَابٍ
(2)
: وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الآيَةِ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} [الممتحنة: 12]. وَعَنْ عَمِّهِ
(3)
(4)
قَال: بَلَغَنَا حِينَ أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مَا أَنْفَقُوا عَلَى مَنْ هَاجَرَ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ، وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا بَصِيرٍ.
"وَأَخْبَرَنِي" في نـ: "فَأَخْبَرَنِي". "قَالَتْ" في ذ: "أَخْبَرَتْهُ". {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ. . .} إلخ، زاد بعده في نـ:" {يُبَايِعْنَكَ} "، وفي عسـ، قتـ، ذ:" {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} ". "رَسُولَهُ" في نـ: "رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم". "عَلَى مَنْ هَاجَرَ" سقط لفظ "على" في نـ.
===
(1)
قوله: (ما أنزل) أي قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ} [الممتحنة: 10] أي: لا تردوهن إلى أزواجهن المشركين، فنقض العهد بينه وبين المشركين في النساء خاصة، كذا في "القسطلاني" (9/ 240). قال الكرماني (12/ 25): نزلت هذه الآية بيانًا؛ لأن الشرط إنما كان في الرجال دون النساء، ومرَّ بيانه زائدًا (برقم: 2711) في "الشروط".
(2)
بالإسناد السابق، "قس"(9/ 240).
(3)
عطف على قوله: "حدثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه"، "قس"(9/ 240).
(4)
هو: محمد بن مسلم.
فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ
(1)
. [راجع: 2713، تحفة: 16616]
4183 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
(2)
، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ خَرَجَ مُعْتَمِرًا فِي الْفِتْنَةِ
(3)
فَقَالَ: إِنْ صُدِدْتُ
(4)
عَنِ الْبَيْتِ، صَنَعْنَا كَمَا صَنَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مِنْ أَجْلِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ عَامَ الْحُدَيْبِيَّةِ. [راجع: 1639، أخرجه: م 1230، تحفة: 8374].
4184 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(5)
قَال: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(6)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ أَهَلَّ
(7)
وَقَال: إِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ
(8)
"خَرَجَ " في هـ، قتـ، ذ:"حِينَ خَرَجَ". "فَقَالَ" في نـ: "قَالَ". "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عليه السلام".
===
(1)
كما هو مذكور في آخر "كتاب الصلح"[ك: 53، ب: 7] وفي "كتاب الشروط"[في ح: 2731، 2732].
(2)
ابن سعيد، "قس"(9/ 241).
(3)
قوله: (في الفتنة) حين نزل الحجاج لقتال ابن الزبير بحوالي مكة. قوله: "كما صنعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي في الحديبية من التحلل بالنحر ثم الحلق، كذا في "القسطلاني"(9/ 241)، ومضى الحديث [برقم: 1639] في "كتاب الحج".
(4)
أي: مُنعت.
(5)
ابن مسرهد.
(6)
ابن سعيد.
(7)
أي: لعمرةٍ زمن الفتنة، "قس"(9/ 241).
(8)
أي: البيت الحرام، "قس"(9/ 241).
لَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ. وَتَلَا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
(1)
} [الأحزاب: 21]. [راجع: 1639، أخرجه: م 1230، تحفة: 8169].
4185 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ
(3)
، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَسالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَاهُ: أَنَّهُمَا كَلَّمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. ح وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ
(5)
، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ بَعْضَ
(6)
بَنِي عَبْدِ اللَّهِ
(7)
قَالَ لَهُ
(8)
: لَوْ أَقَمْتَ الْعَامَ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا تَصِلَ إِلَى الْبَيْتِ. قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ دُونَ الْبَيْتِ،
"لَفَعَلْتُ" في هـ، ذ:"فَعَلْتُ". "حَالَتْ" في نـ: "حَالَ". "بَيْنَهُ" في نـ: "بَيْنَهُ وبَيْنَهُ" أي: البيت. "ح وَحَدَّثَنَا" في نـ: "ح حَدَّثَنَا".
===
(1)
أي: خصلة حسنة من حقها أن يؤتسى بها، "بيضاوي"(2/ 242).
(2)
الضبعي، وقيل: الهلالي البصري، "قس"(9/ 242).
(3)
ابن أسماء.
(4)
أي: التبوذكي.
(5)
ابن أسماء.
(6)
إما عبيد الله أو عبد الله أو سالم، "قس"(9/ 242).
(7)
ابن عمر.
(8)
قوله: (قال له) لما أراد أن يعتمر [حين] نزول الحجاج على ابن الزبير. قوله: "لو أقمتَ العام" أي لكان خيرًا، "قس"(9/ 242).
فَنَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَدَايَاهُ، وَحَلَقَ وَقَصَّرَ أَصْحَابُهُ. "أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَوْجَبْتُ عُمْرَةً"
(1)
. فَإِنْ خُلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْبَيْتِ طُفْتُ، وَإِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْبَيْتِ صَنَعْتُ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا أُرَى شَأْنَهُمَا
(2)
إِلَّا وَاحِدًا
(3)
، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجَّةً مَعَ عُمْرَتِي
(4)
. فَطَافَ طَوَافًا وَاحِدًا وَسَعْيًا وَاحِدًا
(5)
، حَتَّى حَلَّ
"أَنِّي أَوْجَبْتُ" في نـ: "أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ" مصحَّح عليه. "صَنَعْتُ" في ذ: "فَصَنَعْتُ
(1)
". "صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "صَنَعَ النَّبِيُّ".
===
(1)
قوله: (أشهدكم أني أوجبت عمرة) أي ألزمت نفسي ذلك، وكأنه أراد تعليم من يريد الاقتداء به، وإلا فالتلفظ ليس بشرط، "عيني"(7/ 450)، ومرَّ الحديث مرارًا.
(2)
أي: الحج والعمرة.
(3)
أي: في جواز التحلل منهما بالإحصار، "قس"(9/ 242).
(4)
قوله: (قد أوجبت حجة مع عمرتي) قال العيني: فيه إدخال الحج على العمرة، فما حكمه؟ قلت: قال القاضي عياض: اتفق العلماء على جواز إدخال الحج على العمرة، وشذَّ بعض الناس فمنعه فقال: لا يدخل بإحرام على إحرام كما في الصلاة، واختلفوا في عكسه، وهو إدخال العمرة على الحج، فجوَّزه أبو حنيفة والشافعي في القديم، ومنعه آخرون، وقالوا: هذا كان خاصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: دعوى الخصوصية تحتاج إلى دليل، انتهى كلام العيني (7/ 88).
(5)
قوله: (فطاف طوافًا واحدًا وسعيًا واحدًا) هذا يؤيد من قال: الطواف الواحد والسعي الواحد يكفيان للقارن، وهو مذهب عطاء والحسن وطاوس، وبه قال مالك وأحمد والشافعي وغيرهم، وقد روى سعيد بن
(1)
كذا في الهندية، وفي "قس" (9/ 242) والسلطانية: ولأبي ذر: "صَنَعْنَا".
مِنْهُمَا
(1)
جَمِيعًا. [راجع: 1639، أخرجه: م 1230، س 2859، تحفة: 7310، 7032، 7640].
4186 -
حَدَّثَنِي شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، سَمِعَ النَّضْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَخْرٌ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ
(2)
يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
"حَدَّثَنِي شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ" في نـ: "حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ".
===
منصور عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من جمع بين الحج والعمرة كفاه لهما طواف واحد"، هذا ملتقط من "العيني "(7/ 89)، و"القسطلاني"(4/ 60).
قال علي القاري في "شرح الموطأ": ولنا ما رواه النسائي عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية قال: طفت مع أبي وقد جمع بين الحج والعمرة، فطاف لهما طوافين وسعى سعيين، وحدثني أن عليًا فعل ذلك، وحدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك. وروى محمد بن الحسن في "الآثار" (ص: 66، 67 حديث 325) عن أبي حنيفة، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي عن أبي نصر السلمي، عن علي بن أبي طالب قال: إذا أهللت بالحج والعمرة فطف لهما طوافين وَاسْعَ لهما سعيين بين الصفا والمروة، قال منصور: فلقيت مجاهدًا وهو يفتي بطواف واحد لمن قرن، فحدثته بهذا الحديث فقال: لو كنت سمعته لم أفت إلا بطوافين، وأما بعد [اليوم] فلا أفتي إلا بهما، انتهى. وبه قال ابن مسعود والشعبي والنخعي وجابر بن زيد وعبد الرحمن بن الأسود والثوري والحسن بن صالح، انتهى كلام القاري، ومرَّ بيانه مرارًا في "كتاب الحج" (برقم: 1556، و 1638، و 1639).
(1)
أي: من الحج والعمرة.
(2)
قوله: (قال: إن الناس
…
) إلخ، قال القسطلاني (9/ 243): ظاهر هذا الطريق الإرسالُ، لكن ظهر في الطريق التالية أن نافعًا حمله عن ابن عمر.
أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّ عُمَرَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ أَرْسَلَ عَبْدَ اللَّهِ
(1)
إِلَى فَرَسٍ لَهُ عِنْدَ رَجُلٍ
(2)
مِنَ الأَنْصَارِ يَأْتِي بِهِ لِيُقَاتِلَ عَلَيْهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايَعُ عِنْدَ الشَّجَرَةِ، وَعُمَرُ لَا يَدْرِي بِذَلِكَ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ
(3)
، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الْفَرَسِ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى عُمَرَ، وَعُمَرُ يَسْتَلْئِمُ
(4)
لِلْقِتَالِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايَعُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فَذَهَبَ مَعَهُ حَتَّى بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَهِيَ الَّتِي يَتَحَدَّثُ النَّاسُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ. [راجع: 3916، تحفة: 7693].
4187 -
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ، تَفَرَّقُوا فِي ظِلَالِ الشَّجَرِ، فَإِذَا النَّاسُ مُحْدِقُونَ
(5)
بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، انْظُرْ مَا شَأْنُ
"فَهِيَ الَّتِي" في نـ: "فَهِيَ الَّذِي".
===
(1)
أي: ابن عمر.
(2)
لم أقف على اسمه ويحتمل أنه الذي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينه، "ف"(7/ 456).
(3)
أي: ابن عمر.
(4)
بسكون اللام وكسر الهمزة، أي: يلبس لأمته بالهمزة، أي: درعه، "قس"(9/ 243).
(5)
قوله: (محدقون) بلفظ الفاعل من الإحداق، أي محيطون به ناظرون إليه بأحداقهم، وهذا لا ينافي الطريقَ السابقَ؛ لإمكان أن عمر أرسله إلى إحضار الفرس، وأمره بأن يتفحص سببَ إحداق الناس إليه صلى الله عليه وسلم. ثم إن المستفاد مما تقدم في آخر "باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة"
النَّاسِ قَدْ أَحْدَقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فوَجَدَهُمْ يُبَايِعُونَ، فَبَايَعَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عُمَرَ
(1)
فَخَرَجَ فَبَايَعَ. [راجع: 3916، تحفة: 8238].
4188 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ اعْتَمَرَ
(4)
فَطَافَ وَطُفْنَا مَعَهُ، وَصَلَّى وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، لَا يُصِيبُهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ
(5)
. [راجع: 1600].
"قَدْ أَحْدَقُوا" في حـ، سـ، ذ:"قَالَ: أَحْدَقُوا"[وهو تحريف، "ف" (7/ 456)]. "وَطُفْنَا" في نـ: "فَطُفْنَا". "وَصَلَّيْنَا" في ذ: "فَصَلَّيْنَا".
===
(برقم: 3916): أن مثل هذه القصة كانت عند قدوم عُمَر وعبدِ الله المدينةَ، ولا إشكال؛ إذ بيعتهما كانت متكررة، ملتقط من "الخير الجاري" و"القسطلاني"(9/ 243 و 8/ 446).
(1)
قوله: (ثم رجع إلى عمر) فأخبره بذلك "فخرج فبايع" عمر، وبايع معه ابنه مرةً أخرى، واستشكل بأن سبب مبايعة ابن عمر هنا غير سبب مبايعته قبل. وأجيب باحتمال أن عمر بعثه ليحضر له الفرسَ فرأى الناس مجتمعين فقال له: انظر ما شأنهم، فذهب يكشف حالهم، فوجدهم يبايعون فبايع، وتوجَّه إلى الفرس فأحضرها، ثم ذكر حينئذ الجوابَ لأبيه، "قس"(9/ 243).
(2)
هو: محمد بن عبد الله بن نمير، "قس"(9/ 244).
(3)
ابن عبيد.
(4)
أي: عمرة القضاء.
(5)
قوله: (لا يصيبه أحد بشيء) يؤذيه، ومرَّ الحديث [برقم: 1791]، قال العيني (12/ 203): إنما ذكر هذا الحديث ههنا لكون عبد الله بن أبي أوفى ممن بايع تحت الشجرة، وهي في عمرة الحديبية، وكان أيضًا مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء.
4189 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَصِينٍ
(4)
قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: لَمَّا قَدِمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
(5)
مِنْ صِفِّينَ
(6)
أَتَيْنَاهُ نَسْتَخْبِرُهُ فَقَالَ: اتَّهِمُوا الرَّأْيَ
(7)
،
"حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ" في ذ: "حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ". "نسْتَخْبِرُهُ" في نـ: "نَسْتخبِرُ".
===
(1)
مولى بني الليث.
(2)
بالمهملة والموحدة، التميمي البغدادي.
(3)
كمنبر.
(4)
مكبرًا، هو عثمان، "ك"(16/ 82).
(5)
مصغرًا.
(6)
بكسر المهملة والفاء المشددة: موضع بين العراق والشام، قاتل فيه معاوية عليًا رضي الله عنهما، "ك"(16/ 82).
(7)
قوله: (فقال: اتهموا الرأي) وذلك أن سهلًا كان يُتَّهَمُ بالتقصير في القتال فقال: اتهموا رأيكم، أي في هذا القتال فإني لا أقصر، وما كنت مقصرًا وقت الحاجة، لكن أتوقف عنه لمصلحة المسلمين وأنتم تقاتلون في الإسلام إخوانكم باجتهاد اجتهدتموه. قوله:"يوم أبي جندل" العاص بن سهيل، لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية من مكة مسلمًا وهو يجرُّ قيوده وكان قد عُذِّبَ في الله، فقال أبوه: يا محمد، أول ما أقاضيك عليه، فرد صلى الله عليه وسلم عليه أبا جندل، وكان ردُّه أشقَّ على المسلمين من سائر ما جرى عليهم، فلو قدرتُ مخالفةَ حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلت قتالًا لا مزيد عليه، لكن "الله ورسوله أعلم" بما فيه المصلحة، فترك رضي الله عنه القتالَ إبقاء على المسلمين وصونًا للدماء، من "قس"(9/ 244 - 245)، "ك"(16/ 82 - 83).
فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي
(1)
يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ
(2)
وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَهُ لَرَدَدْتُ، وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، وَمَا وَضَعْنَا أَسْيَافَنَا
(3)
عَلَى عَوَاتِقِنَا لأَمْرٍ
(4)
يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ قَبْلَ
(5)
هَذَا الأَمْرِ، مَا نَسُدُّ مِنْهَا
(6)
خُصْمًا
(7)
إِلَّا انْفَجَرَ عَلَيْنَا خُصْمٌ مَا نَدْرِي كَيْفَ نَأْتِي لَهُ. [راجع: 3181].
"أَسْهَلْنَ" في نـ: "أَسْهَلَ". "مَا نَسُدُّ مِنْهَا" في نـ: "مَا نَسُدُّ مِنْهُ" أي من هذا الأمر. "خُصْمٌ" في نـ: "خُصْمًا".
===
(1)
أي: رأيت نفسي.
(2)
هو: يوم الحديبية وبه المطابقة.
(3)
قوله: (وما وضعنا أسيافنا) أي في الله، قوله:"يفظعنا" أي يشقّ علينا، قوله:"إلا أسهلن بنا" أي أَدْنَتْنَا الأسيافُ "إلى أمر" سهل، أي أفْضَتْ بنا إلى سهولة. قوله:"قبل هذا الأمر" يعني الفتنة الواقعة بين المسلمين، أي مقاتلة علي ومعاوية فإنها مشكلة لما فيها من قتل المسلمين، "قس"(9/ 245)، "ك"(16/ 83).
(4)
أي: يشق علينا.
(5)
ظرف لقوله: "ما وضعنا"، "ك"(16/ 83).
(6)
أي: من الفتنة.
(7)
قوله: (خصم) بضم المعجمة وسكون المهملة: الناحية والجانب، وأصله: خصم القربة: وهو طرفها، واستعمله هنا على جهة الاستعارة وحسنه ترشيح ذلك بالانفجار، أي كما ينفجر الماء من نواحي القربة، كذا في "قس"(9/ 245)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 3181] في آخر "الجهاد".
4190 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ
(1)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: أَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَّةِ، وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ
(2)
عَلَى وَجْهِي، فَقَالَ: "أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ
(3)
رَأْسِكَ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "فَاحْلِقْ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، أَوِ انْسُكْ
(4)
نَسِيكَةً". قَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي بِأَيِّ هَذَا بَدَأَ. [راجع: 1814].
4191 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
(5)
، عَنْ أَبِي بِشْرٍ
(6)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَّةِ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ، وَقَدْ حَصَرَنَا الْمُشْرِكُونَ قَالَ: وَكَانَتْ لِي وَفْرَةٌ
(7)
فَجَعَلَتِ الْهَوَامُّ تَسَاقَطُ عَلَى وَجْهِي، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
"فَقَالَ: أَيُؤْذِيكَ" في نـ: "قَالَ: أَيُؤْذِيكَ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ".
===
(1)
السختياني.
(2)
أي: يتساقط.
(3)
بشدة الميم، أي: قمل رأسك، "قس"(9/ 245)، ومرَّ الحديث [برقم: 1814] وسيجيء [برقم: 4191].
(4)
بضم السين أي: اذبح ذبيحة، "قس"(9/ 245).
(5)
مصغرًا.
(6)
اسمه: جعفر.
(7)
بسكون الفاء، الشعر إلى شحمة الأذن، "قس"(9/ 246)، "ك"
"أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ
(1)
رَأْسِكَ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ
(2)
أَوْ صَدَقَةٍ
(3)
أَوْ نُسُكٍ
(4)
} [البقرة: 196]. [راجع: 1814].
36 - بَابُ قِصَّةُ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ
(5)
4192 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ نَاسًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَتَكَلَّمُوا بِالإِسْلَامِ
(6)
، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ
(7)
، وَلَمْ نَكُنْ
"وأُنْزِلَتْ" في نـ: "فَأُنْزِلَتْ". "باب" سقط لأبي ذر. "حَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ الَأَعْلَى". "أَنَّ نَاسًا" في نـ: "أَنَّ أُنَاسًا" مصحح عليه.
===
(1)
جمع الهامة، بتشديد الميم فيهما: الدابة، والمراد هنا: القمل، "ك"(16/ 83)، "قس"(9/ 227).
(2)
ثلاثة أيام.
(3)
أي: على ستة مساكين نصف صاع من بر.
(4)
أي: شاة وهو مصدر أو جمع نسيكة، "قس"(9/ 246).
(5)
قوله: (قصة عكل) بضم أوله وإسكان الكاف وباللام: قبيلة. "وعرينة" مصغر العرنة بالمهملة والراء والنون: أيضًا قبيلة، "ك"(16/ 84).
(6)
أي: تلفظوا كلمة التوحيد وأظهروا الإسلام، "قس"(9/ 247)، "ك"(16/ 84).
(7)
قوله: (أهل ضرع) بفتح المعجمة وسكون الراء: ماشية وإبل. قوله: "ولم نكن أهل ريف" بكسر الراء: أرض زرع وخصب. قوله: "واستوخَموا" من قولهم: أرض وخِيمَة: إذا لم تُوافِقْ ساكنَها.
أَهْلَ رِيفٍ
(1)
. وَاسْتَوْخَمُوا
(2)
الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَوْدٍ وَرَاعِي
(3)
، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهِ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا نَاحِيَةَ الْحَرَّةِ
(4)
كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(5)
، وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ
(6)
، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ الطَّلَبَ
(7)
فِي آثَارِهِمْ
(8)
، فَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَرُوا أَعْيُنَهُمْ
(9)
، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ،
"فَأَمَرَهُمْ" في ذ: "فَأَمَرَ بِهِمْ
(1)
". "وَرَاعِي" كذا في ذ، وفي نـ: "وَرَاعٍ".
===
و"الذود"، من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر. و"الطلب" جمع طالب، "ك"(16/ 84، 85).
(1)
أي: أرض ذات زرع.
(2)
أي: لم يوافق هواؤها أبدانهم، "مجمع"(5/ 33).
(3)
اسمه: يسار.
(4)
أي: حرة المدينة، وصحوا وسمنوا.
(5)
قوله: (وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم) اسمه يسار، وذلك لما استاقوا الذوْد أدركهم فقاتلهم فقطعوا يده ورجله، وغرزوا الشوك في لسانه وعينه حتى مات، وعُلِمَ منه وجهُ ما جازاهم النبي صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 247)، "خ".
(6)
بفتح المعجمة آخره مهملة، من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر، "قس"(16/ 247).
(7)
جمع الطالب، "ك"(16/ 85).
(8)
أي: وراءهم فأخذوا، "قس"(9/ 247).
(9)
قوله: (فسمروا أعينهم) بتخفيف الميم، ولأبي ذر بتشديدها،
(1)
وفي "قس"(9/ 247): ولأبي ذر: "فَأمَرَهُمْ".
وَتُرِكُوا
(1)
فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ. قَال قَتَادَةُ
(2)
: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ يَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ
(3)
. وَقَال شُعْبَةُ
(4)
وَأَبَانُ
(5)
وَحَمَّادٌ
(6)
عَنْ قَتَادَةَ
(7)
: مِنْ عُرَيْنَةَ
(8)
.
وَقَال يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَأَيُّوبُ
(9)
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(10)
عَنْ أَنَسٍ: قَدِمَ نَفَرٌ
(11)
مِنْ عُكْلٍ. [راجع: 233، أخرجه: م 1671، س 305، تحفة: 1176].
"بَلَغَنَا" في ذ: "وَبَلَغَنَا".
===
أي كحلت أعينهم بالمسامير المحميّةِ. "وقطعوا أيديهم" بتخفيف الطاء، "وتركوا" بضم التاء، "في ناحية الحرة" ظاهر المدينة، "قس" (9/ 247). ومر بعض متعلقات الحديث [برقم: 233] في "الوضوء".
(1)
بضم التاء، "قس"(9/ 247).
(2)
أي: بالإسناد السابق، "قس"(9/ 247).
(3)
قوله: (عن المثلة) بضم الميم وسكون المثلثة، يقال: مثلت بالقتيل: إذا جدعت أنفه وأذنه ومذاكيره وشيئًا من أطرافه، "قس"(9/ 237).
(4)
ابن الحجاج.
(5)
ابن يزيد العطار، "قس"(9/ 247).
(6)
ابن سلمة.
(7)
ابن دعامة.
(8)
ولم يقل: من عكل، "قس"(9/ 247).
(9)
السختياني.
(10)
عبد الله بن زيد، "قس"(9/ 248).
(11)
بالإفراد.
4193 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ الرَّحِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
(2)
وَالْحَجَّاجُ
(3)
الصَّوَّافُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ
(4)
مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ
(5)
وَكَانَ مَعَهُ بِالشَّامِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتَشَارَ النَّاسَ يَوْمًا، قَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْقَسَامَةِ
(6)
؟ فَقَالُوا: حَقٌّ
(7)
، قَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَضَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ قَبْلَكَ. قَالَ
(8)
: وَأَبُو قِلَابَةَ خَلْفَ سَرِيرِهِ
(9)
، فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(10)
: فَأَيْنَ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي الْعُرَنِيِّينَ
(11)
؟
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ". "قَالَ: حَدَّثَنِي" في نـ: "قَالا: حَدَّثَنَا". "قَالَ: مَا تَقُولُونَ" في ذ: "فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ".
===
(1)
من شيوخ المؤلف، روى عنه بالواسطة، "قس"(9/ 248).
(2)
السختياني.
(3)
ابن أبي عثمان، "قس"(9/ 248).
(4)
سليمان، "قس"(9/ 248).
(5)
عبد الله بن زيد، "قس"(9/ 248).
(6)
قوله: (في هذه القسامة) أي قسمة الأيمان على الأولياء في الدم عند اللوث، أي القرائن المغلبة على الظن، "قس"(9/ 248).
(7)
أي: هي حق، "قس"(9/ 248).
(8)
أبو رجاء، "قس"(9/ 248).
(9)
أي: سرير عمر، "قس"(9/ 248).
(10)
القرشي الأموي، "قس"(9/ 248).
(11)
قوله: (فأين حديث أنس في العرنيين) فإنهم قتلوا الراعي وكانت ثمة لوث، ولم يحكم فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحكم القسامة بل اقتص منهم،
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: إِيَّايَ
(1)
حَدَّثَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
(2)
. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ: مِنْ عُرَيْنَةَ
(3)
. وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ: مِنْ عُكْلٍ
(4)
. ذَكَرَ الْقِصَّةَ
(5)
. [راجع: 233].
37 - بَابُ غَزْوَةِ ذَاتِ الْقَرَدِ
(6)
وَهِيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ خَيْبَرَ بِثَلَاثٍ
(7)
.
"ذَاتِ الْقَرَدِ" في نـ: "ذِي القَرَدِ"، وفي نـ:"ذِي قَرَدٍ".
===
"قس"(9/ 248)، "ك"(16/ 86)، "خ".
(1)
أي: هو معلوم ومسموع، ومع ذلك قلت ما قلت، والحاصل ردُّه، "الخير الجاري".
(2)
بحديثهم، "قس"(9/ 248).
(3)
فلم يقل: من عكل، "قس"(9/ 248).
(4)
أي: لم يقل: من عرينة، "قس"(9/ 248).
(5)
قوله: (ذكر القصة) سقط من قوله: "قال شعبة" إلى هنا عند أبوي ذر والوقت وابن عساكر، وهو ثابت عندهم في آخر "غزوة ذي قرد"، قاله القسطلاني (9/ 248). ولعل الفصل وقع من تغيير بعض الرواة، ويحتمل أن يكون البخاري تعمَّد ذلك؛ إشارة منه إلى أن قصة العرنيين متحدة مع قصة ذي قرد، كما يشير إليه بعض أهل المغازي وإن كان الراجح خلافه، والله أعلم.
(6)
قوله: (ذات القَرَد) بفتح القاف والراء وبالمهملة: ماء على نحو يوم من المدينة مما يلي بلاد غطفان، "ك" (16/ 86). ولأبي ذر:"ذي قرد" مع سقوط الباب له. قوله: "لقاح" بكسر اللام، جمع لقحة، وهي الناقة ذات اللبن، وكانت عشرين لقحة، "قس"(9/ 249).
(7)
قوله: (قبل خيبر بثلاث) وعند ابن سعد: كانت في ربيع الأول سنة ست قبل الحديبية، كذا في "القسطلاني"(9/ 249). قال الحلبي في
4194 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَال: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ
(1)
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ يَقُولُ: خَرَجْتُ
(2)
قَبْلَ أَنْ يُؤَذَّنَ بِالأُولَى
(3)
، وَكَانَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْعَى بِذِي قَرَدٍ، قَالَ: فَلَقِيَنِي غُلَامٌ
(4)
لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَال: أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَال: غَطَفَانُ
(5)
. قَال: فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ: يَا صَبَاحَاهْ
(6)
، قَال: فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ
(7)
الْمَدِينَةِ، ثُمَّ انْدَفَعْتُ
"قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا" في نـ: "قَالَ: مَنْ أَخَذَهَا". "ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ" في حـ، سـ، ذ:"بِثَلَاثِ صَرَخَاتٍ".
===
"سيرته"(2/ 688): لا يختلف أهل السير أن غزوة ذي قرد كانت قبل الحديبية، والشمس الشامي ذكرها بعد الحديبية تبعًا لما في "صحيح البخاري" أنها بعد الحديبية وقبل خيبر بثلاثة أيام، وفي "مسلم" نحوه، قال الحافظ ابن حجر: ما في "البخاري" أصح مما ذكره أهل السير. قال: ويحتمل في طريق الجمع أن تكون إغارة عيينة بن حصن على اللقاح - أي في الغابة - وقعت مرتين، وذكر الحاكم في "الإكليل": أنها تكررت ثلاث مرات، انتهى كلام الحلبي مختصرًا.
(1)
ابن إسماعيل، "قس"(9/ 249).
(2)
أي: من المدينة نحو الغابة، "قس"(9/ 249).
(3)
وهي صلاة الصبح، "قس"(9/ 249).
(4)
لم يسم، أو هو رباح الذي كان يخدمه صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 249).
(5)
بالمعجمة والمهملة المفتوحتين، "ك"(16/ 86)، حيٌّ من قيس، "ق" (ص: 758).
(6)
كلمة يقولها المستغيث، "مجمع"(3/ 284).
(7)
قوله: (لابتي المدينة) أي: حَرَّتَيْها. وفي "الطبراني": فصعدت في
عَلَى وَجْهِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُمْ وَقَدْ أَخَذُوا يَسْتَقُونَ مِنَ الْمَاءِ، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ بِنَبْلِي
(1)
- وَكُنْتُ رَامِيًا - وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَعْ
…
الْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ
(2)
وَأَرْتَجِزُ
(3)
حَتَّى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ مِنْهُمْ، وَاسْتَلَبْتُ
(4)
مِنْهُمْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً، قَالَ: وَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ
(5)
، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ حَمَيْتُ
(6)
الْقَوْمَ الْمَاءَ وَهُمْ عِطَاشٌ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمُ السَّاعَةَ. فَقَالَ:
"الْيَوْمُ" في عسـ، ذ:"وَالْيَوْمُ".
===
سلع ثم صِحْتُ: يا صَبَاحَاهْ، فانتهى صياحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنودي في الناس: الفزع الفزع. قوله: "ثم اندفعت"، أي: أسرعت في السير على وجهي فلم ألتفت يمينًا وشمالًا، "قسطلاني"(9/ 250).
(1)
النبل - بفتح النون -: السهام، لا واحد له من لفظه.
(2)
قوله: (اليوم يوم الرُّضَّع) هما بالرفع، أو رفع الثاني ونصب الأول على الظرف. والرضع جمع الراضع، أي: اللئيم، وأصله أن رجلًا كان يرضع إبله أو غنمه ولا يحلبها، لئلا يُسْمَع صوتُ الحلب، فيطمع فيه الفقير ونحوه، أي اليوم يوم هلاك اللئام، "ك"(16/ 86 - 87)، "مجمع"(2/ 337 - 338).
(3)
أي: بذلك أو بغيره، "قس"(9/ 250).
(4)
افتعال من السلب.
(5)
غداة الأربعاء في خمسمائة أو سبعمائة، "قس"(9/ 250).
(6)
أي: منعتهم من شربه، "قس"(9/ 250).
"يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، مَلَكْتَ
(1)
فَأَسْجِحْ
(2)
". قَال: ثُمَّ رَجَعْنَا
(3)
وَيُرْدِفُنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَتِهِ
(4)
حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ. [راجع: 3041].
38 - بَابُ غَزْوَةُ خَيْبَرَ
(5)
4195 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ
(6)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ
===
سقط لفظ "بَابُ" لأبي ذَرٍّ.
(1)
أي: قدرت عليهم، "قس"(9/ 250).
(2)
بهمزة قطع مفتوحة وسكون السين المهملة فجيم مكسورة فحاء مهملة، أي: فَارْفِقْ ولا تأخذ بالشدة، "قس"(9/ 250).
(3)
أي: إلى المدينة.
(4)
العضباء، "قس"(9/ 250).
(5)
قوله: (باب غزوة خيبر) وهي مدينة ذات حصون ومزارع على ثمانية برد من المدينة إلى جهة الشام، وسقط لفظ "باب" لأبي ذر، كذا في "القسطلاني" (9/ 250). قال الحلبي (2/ 726): خيبر على وزن جعفر، سُميت باسم رجل من العماليق نزل بها يقال له: خيبر وهو أخو يثرب، أي الذي سميت باسمه المدينة، وقيل: الخيبر بلسان اليهود: الحصن، ومن ثم قيل لها: خيابر؛ لاشتمالها على الحصون، وهي مدينة كبيرة، بينها وبين المدينة ثمانية برد، ومعلوم أن البريد أربعة فراسخ، وكل فرسخ ثلاثة أميال. لَمَّا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية أقام شهرًا وبعض شهرٍ - أي: ذي الحجة - ختام سنة ست، وأقام من المحرم افتتاح سنة سبع أيامًا، قيل: عشرين يومًا أو قريبًا من ذلك، ثم خرج إلى خيبر، وهذا ما ذهب إليه الجمهور، انتهى كلام الحلبي.
(6)
الإمام.
سَعِيدٍ
(1)
، عَنْ بُشَيْرِ
(2)
بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمَانِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ
(3)
، حَتَّى إِذَا كُنَّا بالصَّهْبَاءِ
(4)
- وَهِيَ مِنْ أَدْنَى خَيْبَرَ
(5)
- صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعَا بِالأَزْوَادِ
(6)
فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ
(7)
، فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. [راجع: 209].
4196 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَال: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَع قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا، فَقَال رَجُلٌ
(8)
مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ
(9)
: يَا عَامِرُ أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ
(10)
؟
"هُنَيْهَاتِكَ" في هـ، ذ:"هُنَيَّاتِكَ".
===
(1)
الأنصاري.
(2)
مصغرًا.
(3)
سنة سبع، "قس"(9/ 251).
(4)
بالصاد المهملة والمدِّ، "قس"(9/ 251).
(5)
أي: أسفلها، "ك"(16/ 87).
(6)
جمع زاد، وهو ما يؤكل في السفر.
(7)
بضم المثلثة، أي: بلّ بالماء، "قس"(9/ 251).
(8)
لم يعرف اسمه، "قس" [قلت: كذا في الأصل، وفي "قس" (9/ 252): هو أسيد بن حضير].
(9)
عم سلمة بن الأكوع.
(10)
قوله: (من هُنَيْهَاتِكَ) بهائين أولاهما مضمومة بعدها نون مفتوحة فتحتية ساكنة، مصغَّرُ هَنَةٍ، ولأبي ذر عن الكشميهني:"هُنيَّاتِكَ" بهاء واحدة
وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا، فَنَزَلَ يَحْدُو
(1)
بِالْقَوْمِ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ
(2)
مَاِ اهْتَدَيْنَا
…
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءً
(3)
لَكَ مَا أَبْقَيْنَا
(4)
…
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
"رَجُلًا شَاعِرًا" في هـ، ذ:"رَجُلًا حَدَّاءَ". "مَا أَبْقَيْنَا" كذا في صـ، سفـ، وفي ذ:"مَا اَتَّقَيْنَا"، وفي قا:"مَا لَقِينَا".
===
مضمومة وتشديد تحتية، أي من أشعارك وأراجيزك، "قس"(9/ 252)، "خ"(2/ 351).
(1)
من الحداء، أي: يسوق، "ك"(16/ 88).
(2)
أي: لولا هدايتك وتوفيقك.
(3)
قوله: "فداء لك" بكسر الفاء والمد، كلمة يراد بها المحبة والتعظيم، وإلا فالله تعالى لا يقال في حقه: الفداء؛ لاختصاصه بمن يجوز عليه الفناء، كذا في "التوشيح" (6/ 2616). وقال القسطلاني (9/ 252): والمخاطب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، أي: اغفر لنا تقصيرَنا في حقك ونصرك؛ إذ لا يتصور أن يقال مثل هذا الكلام في حق الله تعالى. وقوله: "اللهم" لم يقصد بها الدعاء، وإنما افتتح بها الكلام، انتهى. ويعكر عليه قولُه:"ثَبِّتِ الأقدامَ" وقولُه: "وألقين سكينة"؛ فإنه دعاء، فالأوجه ما قال في "التوشيح"، وكذا في "ف"(7/ 465).
(4)
قوله: (ما أبقينا) من الإبقاء بالموحدة، أي: ما خلفنا وراءنا من الذنوب، ولأبي ذر:"ما اتقينا" بتشديد الفوقية وقاف، أي: ما تركناه من الأوامر، وللقابسي:"ما لقينا" أي ما وجدنا من المناهي، "توشيح"(6/ 2616).
وَأَلْقِيَنْ
(1)
سَكِينَةً عَلَيْنَا
…
إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا
(2)
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا
(3)
عَلَيْنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟ "، قَالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ، قَالَ:"يَرْحَمُهُ اللَّهُ". قَالَ رَجُلٌ
(4)
مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ
(5)
"وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً" في سفـ: "وَأَلْقِ السَّكِينَةَ". "أَبَيْنَا" كذا في سفـ، وفي هـ، ذ:"أَتَيْنَا". "عَوَّلُوا" في نـ: "أَعْوَلُوا". "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
أي: سَلْ رَبَّكَ أن يلقين علينا، كذا قاله القسطلاني، بناء على ما قال: إن المخاطب في قوله: "فداء لك" النبي صلى الله عليه وسلم، أما التوجيه الذي ذكره صاحب "التوشيح" فلا حاجة فيه إلى هذا التأويل، والله تعالى أعلم.
(2)
قوله: (إنا إذا صِيحَ بنا) بكسر الصاد المهملة وتسكين التحتية، أي إذا دُعِينَا إلى غير الحق، "أبينا" من الإباء، أي: امتنعنا. ولأبي ذر عن الكشميهني: "أتينا" من الإتيان، أي إذا دُعِينَا إلى الجهاد أو إلى الحق جئنا. قوله:"وبالصياح عَوَّلوا علينا" أي وبالصوت العالي قصدونا واستغاثوا علينا، يقال: عَوَّلْتُ على فلان وبه، بمعنى: استغثت به، وفي نسخة في الفرع:"أعولوا علينا"، "قس"(9/ 252)، "تو"(6/ 2616)، "ف"(7/ 466).
(3)
أي: استغاثوا علينا، "قس"(9/ 252).
(4)
هو: عمر بن الخطاب كما في "مسلم"[برقم: 1807]، "قس"(9/ 253)، "تو"(6/ 2616).
(5)
قوله: (وجبت) أي الشهادة بدعائه، أو الجنة. وإنما قال ذلك لِمَا عرفه من عادته صلى الله عليه وسلم إذا استغفر لإنسان يخصه بالاستغفار استُشْهِدَ، "توشيح"(6/ 2617)، "قس"(9/ 253)، "خ"(2/ 351).
يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ
(1)
. فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ، فَحَاصَرْنَاهُمْ حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ
(2)
شَدِيدَةٌ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَتَحَهَا
(3)
عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ مَسَاءَ الْيَوْمِ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا هَذِهِ النِّيرَانُ؟ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟ ". قَالُوا: عَلَى لَحْمٍ. قَالَ: "عَلَى أَيِّ لَحْمٍ؟ "، قَالُوا: لَحْمُ حُمُرِ الإِنْسِيَّةِ
(4)
. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَهْرِيقُوهَا
(5)
وَاكْسِرُوهَا". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْ نُهْرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ
(6)
: "أَوْ ذَاكَ
(7)
". فَلَمَّا تَصافَّ
(8)
الْقَوْمُ كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ
(9)
قَصِيرًا، فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ
(10)
،. . . . . . . . . . .
"تُوقِدُونَ" في نـ: "يُوقِدُونَ". "حُمُرِ الإِنْسِيَّةِ" في نـ: "الحُمُرُ الإِنْسِيَّةُ". "قَال النَّبِيُّ" في نـ: "فَقَالَ النَّبِيُّ". "أَهْرِيقُوهَا" في عسـ، ذ:"هَرِيقُوهَا".
===
(1)
أي: هلا أبقيته لنا لنتمتع به، "قس"(9/ 253).
(2)
أي: مجاعة، "قس"(9/ 253)، "تو"(6/ 2617).
(3)
أي: حصنًا حصنًا، وكان أولها فتحًا حصن ناعم، "قس"(9/ 253).
(4)
بكسر الهمزة وسكون النون وبفتحهما، "قس"(9/ 253).
(5)
أي: أريقوها، والهاء زائدة، "قس"(9/ 253).
(6)
أي: صلى الله عليه وسلم.
(7)
أي: الغسل، "قس"(9/ 253).
(8)
بتشديد الفاء، أي: للقتال، "قس"(9/ 253).
(9)
ابن الأكوع.
(10)
به.
فَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ
(1)
، فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ
(2)
، فَمَاتَ مِنْهُ، قَالَ: فَلَمَّا قَفَلُوا
(3)
قَالَ سَلَمَةُ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، قَالَ:"مَا لَكَ؟ ". قُلْتُ لَهُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ
(4)
. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، وَإِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ
(5)
- وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ - إِنَّهُ لَجَاهِدٌ
(6)
مُجَاهِدٌ
(7)
، قَلَّ عَرَبِيٌّ مُشَابِهًا
(8)
مِثْلَهُ".
"فَيَرْجِعُ" في نـ: "وَيَرْجِعُ" وفي نـ: "وَرَجَعَ". "بِيَدِي" في حـ، سـ، ذ:"يَدِي". "وَإِنَّ لَهُ" في ذ: "إِنَّ لَهُ". "لأَجْرَيْنِ" كذا في هـ، وفي حـ، سـ، ذ:"أَجْرَينِ". "مُشَابِهًا" في نـ: "مَشَى بِهَا".
===
(1)
أي: طرفه الأعلى أو حدّه، "قس"(9/ 253).
(2)
أي: طرف ركبته الأعلى، "قس"(9/ 253).
(3)
أي: رجعوا من خيبر.
(4)
أي: لأنه قتل نفسه، "قس"(9/ 253).
(5)
أجر الجهد في الطاعة، وأجر الجهاد في سبيل الله، "قس"(9/ 253).
(6)
أي: مرتكب للمشقة، واللام للتأكيد، "قس"(9/ 253).
(7)
في سبيل الله، "قس"(9/ 253).
(8)
قوله: (قلَّ عربي مشابهًا) بلفظ الفاعل من المشابهة، أي: مشابهًا [له] في صفات الكمال، معناه: قلَّ عربي مثله في جمعه صفات الكمال، وفي بعضها:"مشى بها"، بلفظ الماضي من المشي، أي مشى بالأرض أو المدينة أو الحرب أو الخصلة. "مثلَه"، أي مثلَ عامر. قال القاضي عياض: وأكثر رواة البخاري عليه، "قس"(9/ 254)، "ك"(16/ 90).
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَال: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ
(1)
قَال: "نَشَأَ بِهَا
(2)
". [راجع: 2477].
4197 -
حَدَّثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَال: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ
(3)
، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى خَيْبَرَ لَيْلًا - وَكَانَ إِذَا أَتَى قَوْمًا بِلَيْلٍ لَمْ يَقْرَبْهُمْ حَتَّى يُصْبِحَ - فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتِ الْيَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ
(4)
وَمَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ
(5)
وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ
(6)
وَالْخَمِيسُ
(7)
، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:. . . . . . . .
"لَمْ يَقْرَبْهُمْ" في نـ: "لَمْ يُغِرْ بِهِمْ" من الإغارة، وللأربعة:"لم يقربهم" بالقاف من القرب، "قسطلاني"(9/ 254).
===
(1)
ابن إسماعيل، "قس"(9/ 254).
(2)
قوله: (نشأ بها) بالنون والهمزة، أي شبّ وكبر، والضمير عائد إلى الحرب أو بلاد العرب، أي خالف حاتم في هذه اللفظة، "قس"(9/ 254)، "ك"(16/ 90).
(3)
الإمام.
(4)
قوله: (بمساحيهم) جمع مسحاة، وهي: الْمِجْرَفَة من الحديد، "مجمع" (3/ 50). و"المكاتل" جمع مكتل: الزنبيل. قوله: "فساء صباح المنذرين" المخصوص بالذم محذوف، أي فساء صباح المنذرين صباحهم، "قس"(9/ 255).
(5)
أي: هذا، "قس"(9/ 255).
(6)
أي: هذا، "قس"(9/ 255).
(7)
رفع عطفًا على المرفوع، ونصب على أنه مفعول معه، و"الخميس" الجيش، "قس"(9/ 255).
"خَرِبَتْ
(1)
خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ
(2)
فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ
(3)
". [راجع: 371، أخرجه: ت 1550، س في الكبرى 8598، تحفة: 734].
4198 -
أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَبَّحْنَا
(5)
خَيْبَرَ بُكْرَةً
(6)
، فَخَرَجَ أَهْلُهَا
(7)
بِالْمَسَاحِي
(8)
، فَلَمَّا بَصُرُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: مُحَمَّدٌ
(9)
وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ
(10)
. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ
(11)
قَوْمٍ فَسَاءَ
"أَخْبَرَنَا" في ذ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
دعاء أو تفاؤل.
(2)
أي: بقربهم، الساحة: الفناء.
(3)
أي: بئس الصباح صباح من أنذر بالعذاب، "قس"(9/ 255).
(4)
سفيان، "قس"(9/ 255).
(5)
بالصاد المهملة وشدة الموحدة وسكون المهملة، أي: أتينا صباحًا، "مجمع"(3/ 287).
(6)
قوله: (بكرة) استشكل مع الرواية [السابقة]: أنهم قدموها ليلًا، وأجيب بالحمل على أنهم لما قدموها باتوا دونها وركبوا إليها بكرة فَصَبَّحوها بالقتال والإغارة، "قسطلاني"(9/ 255).
(7)
أي: لزروعهم.
(8)
هي آلات الحرث، "قس"(9/ 255).
(9)
أي: هذا محمد.
(10)
رفع عطفًا على المرفوع، ونصب على أنه مفعول معه، "قس"(9/ 255).
(11)
أي: بفناء.
صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ". فَأَصَبْنَا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، فَنَادَى مُنَادَي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ
(1)
عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ
(2)
، فَإِنَّهَا رِجْسٌ
(3)
. [راجع: 371، أخرجه: س 4340، جه 3196، تحفة: 1457].
4199 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ الْوَهَّابِ قَال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
(4)
قَال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
(5)
، عَنْ مُحَمَّدٍ
(6)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ جَاءٍ
(7)
، فَقَال: أُكِلَتِ الْحُمُرُ، فَسَكَتَ
(8)
، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَقَال: أُكِلَتِ الْحُمُرُ، فَسَكَتَ،
"مُنَادِي النَّبِيِّ" في نـ: "مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ". "يَنْهَيَانِكُمْ" في حـ، سـ، ذ:"يَنْهَاكُمْ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ". "جَاءَهُ جَاءٍ" في ذ: "جَاءَهُ جَايٍ". "ثُمَّ أَتَاهُ" في ذ: "ثُمَّ أَتَى" في الموضعين.
===
(1)
قوله: (يَنْهَيَانكم) استدل به على جواز [جمع] اسم الله مع غيره في ضمير واحد، كذا في "القسطلاني" (9/ 255). قال في "الفتح" (7/ 469): فَيُرَدُّ به على من زعم أن قوله للخطيب: "بئس خطيب القوم أنت"؛ لكونه قال: ومن يَعْصِهِمَا فقد غوى.
(2)
أي: الأهلية، "قس"(9/ 255).
(3)
قذر ونتن، "قس"(9/ 255).
(4)
ابن عبد المجيد الثقفي، "قس"(9/ 255).
(5)
السختياني.
(6)
ابن سيرين، "قس"(9/ 255).
(7)
قوله: (جاءٍ) بالهمزة منونًا، لم يسمَّ، ولأبي ذر:"جايٍ" بالتحتية منونًا بدل الهمزة. قوله: "أُكِلَت" بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول، "قس"(9/ 255).
(8)
عليه السلام.
ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: أُفْنِيَتِ الْحُمُرُ. فَأَمَرَ مُنَادِيًا
(1)
فَنَادَى فِي النَّاسِ: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ. فَأُكْفِئَتِ
(2)
الْقُدُورُ، وَإِنَّهَا لَتَفُورُ بِاللَّحْمِ
(3)
. [راجع: 371، أخرجه: م 1940، تحفة: 1458].
4200 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ
(4)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ قَرِيبًا مِنْ خَيْبَرَ بِغَلَسٍ، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ". فَخَرَجُوا
(5)
يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ، فَقَتَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُقَاتِلَةَ، وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ، وَكَانَ فِي السَّبْيِ صَفِيَّةُ
(6)
، فَصَارَتْ إِلَى دِحْيَةَ
===
(1)
هو: أبو طلحة، "قس"(9/ 255).
(2)
قوله: (فَأُكْفِئَتْ) بضم الهمزة وسكون الكاف وكسر الفاء وهمزة مفتوحة، قيل: الصواب فَكُفِئَتْ بإسقاط الهمزة الأولى، كذا في "القسطلاني"(9/ 255)، أي قُلبَتْ، "مجمع"(4/ 421).
(3)
أي: قد اشتد غليانها به، "قس"(9/ 255).
(4)
البناني.
(5)
قوله: (فخرجوا) أي يهود خيبر حال كونهم "يسعون في السكك"، أي في أزِقَّة خيبر، ويقولون: محمد والخميس، فقاتلهم عليه السلام حتى ألجأهم إلى قصر، فصالحوه على أن له صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء والحلقة، ولهم ما حملت ركابهم، وعلى أن لا يكتموا ولا يغيِّبوا شيئًا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيَّبوا مَسْكًا - جلدًا - لِحُيَيِّ بن أخطب فيه حليهم، فقال عليه السلام:"أين مسك حيي بن أخطب؟ " قالوا: أذهبَتْه الحروب والنفقات، فوجدوا المسك، "فقتل النبي صلى الله عليه وسلم المقاتلة" بكسر الفوقية، أي الرجال "وسبى الذرية" أي: النساء والصبيان، "قس"(9/ 256)، ومرَّ الحديث [برقم: 371، 947].
(6)
أي: بنت حيي.
الْكَلْبِيِّ، ثُمَّ صَارَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا
(1)
فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ
(2)
بْنُ صُهَيبٍ لِثَابِتٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ آنْتَ
(3)
قُلْتَ لأَنَسٍ: مَا أَصْدَقَهَا
(4)
؟ فَحَرَّكَ ثَابِتٌ رَأْسَهُ تَصْدِيقًا لَهُ. [راجع: 371، أخرجه: م 1365، س 547، 3342، جه 1957، تحفة: 301، 291، 1015].
4201 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(6)
، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَبَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ
(7)
، فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا. فَقَالَ ثَابِتٌ لأَنَسٍ: مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا
(8)
فَأَعْتَقَهَا
(9)
. [راجع: 371، تحفة: 1029].
"فَقَالَ ثَابِتٌ" في ذ: "قَالَ ثَابِتٌ".
===
(1)
خصوصية له صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 256).
(2)
هو الراوي عن أنس أيضًا، كما مرَّ (برقم: 947).
(3)
بمد الهمزة.
(4)
أي: ما أمهرها، مرَّ بيانها (برقم: 971).
(5)
ابن أبي إياس.
(6)
ابن الحجاج.
(7)
سيدة قريظة والنضير.
(8)
قوله: (أصدقها نفسَها) هذا ظاهر جدًا في أن المجعول مهرًا هو نفس العتق، وهو من خصائصه، وممن جزم بذلك الماوردي، "قس"(9/ 257).
(9)
من الإعتاق.
4202 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ
(2)
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
(3)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَىَ هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ
(4)
فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ، وَمَالَ الآخَرُونَ
(5)
إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً
(6)
إِلَّا اتَّبَعَهَا، يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ،. . . . . . . . . . . . . .
"وَلَا فَاذَّةً" في نـ: "وَلَا قَاذَّةً".
===
(1)
ابن سعيد.
(2)
ابن عبد الرحمن.
(3)
سلمة بن دينار.
(4)
قوله: (التقى هو والمشركون) أي في خيبر، كما في حديث أبي هريرة اللاحق لهذا الحديث. قوله:"مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره" أي رجع بعد فراغ القتال في ذلك اليوم. "ومال الآخرون" أي أهل خيبر. قوله: "رجل" قيل: هو قزمان بضم القاف وسكون الزاي، الظَّفَري بفتح المعجمة والفاء، نسبة لبني ظَفَر بطن من الأنصار، وكنيته أبو الغيداق بفتح معجمة. قوله:"لا يدع لهم" أي لا يترك لليهود نسمة. قوله: "شاذّة" بشين وذال مشدَّدة معجمتين: التي تكون مع الجماعة ثم تفارقهم. قوله: "ولا فاذّة" بالفاء والمعجمة المشددة أيضًا، هي التي لم تكن اختلطت بهم أصلًا، والمعنى: أنه لا يرى نسمة منهم "إلا اتّبعها" بتشديد الفوقية. "يضربها بسيفه" أي: يقتلها. كذا في "القسطلاني"(9/ 257 - 258).
(5)
أي: أهل خيبر.
(6)
هما صفة لمحذوف، أي: نسمة، والهاء فيهما للمبالغة، "ف"(7/ 472).
فَقَالَ: مَا أَجْزَأَ
(1)
مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ
(2)
كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
(3)
". فَقَالَ رَجُلٌ
(4)
مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ
(5)
. قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، قَالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ
(6)
جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ
(7)
بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ
(8)
عَلَى سَيْفِهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ
(9)
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ
"فَقَالَ: مَا أَجْزَأَ" كذا في عسـ، حـ، سـ، قتـ، ذ، وفي هـ، ذ:"فَقُلْتُ: مَا أَجْزَأَ"، وفي صـ:"فَقَالُوا: مَا أَجْزَأَ"، وفي نـ:"فَقِيلَ: مَا أَجْزَأَ" القائل سهل، "ف"، [انظر "القسطلاني" (9/ 258)].
===
(1)
أي: ما أغنى، "قس"(9/ 258).
(2)
أي: ما كفى أحد منا مثل كفايته، "ك"(16/ 93).
(3)
أي: لنفاقه، "قس"(9/ 258).
(4)
هو: أكثم بن أبي الجون الخزاعي، "قس"(9/ 258).
(5)
أي: لأتبعه، كما في الرواية الأخرى، "قس"(9/ 258).
(6)
قزمان.
(7)
قوله: (وذبابه) بمعجمة مضمومة، أي طرفه. قوله:"ثم تحامل" أي مال، "على سيفه" زاد أكثم: حتى خرج من ظهره. قال المهلب: هذا الذي ممن أَعْلَمَنَا صلى الله عليه وسلم أنه نفذ عليه الوعيد من النفاق، ولا يلزم منه أن كل من قتل نفسه يقضى عليه بالنار. وقال السفاقسي: يحتمل أن يكون قوله: "هو من أهل النار" إن لم يغفر الله له، "قس" (9/ 258 و 6/ 430). ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 2898] في "كتاب الجهاد" في "باب لا يقال: فلان شهيد".
(8)
أي: مال.
(9)
أي: الذي اتبعه، "قس"(9/ 258).
رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ:"وَمَا ذَاكَ؟! ". قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا
(1)
أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ
(2)
، فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ
(3)
، فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَليْهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ الْجَنَّةِ، فِيمَا يَبْدُو
(4)
لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنَ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
(5)
". [راجع: 2898].
4203 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(7)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا خَيْبَرَ
(8)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ
(9)
مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإِسْلَامَ:
"عَمَلَ الْجَنَّةِ" في نـ: "عَمَلَ أَهلِ الْجَنَّةِ".
===
(1)
الآن.
(2)
الذي قلته، "قس"(9/ 258).
(3)
أي: أتبعه حتى أرى ما له، "قس"(9/ 258).
(4)
أي: يظهر، "قس"(9/ 258).
(5)
فيه التحذير من الاغترار بالأعمال، "قس"(9/ 258).
(6)
الحكم بن نافع، "قس"(9/ 259).
(7)
هو: ابن أبي حمزة، "قس"(9/ 259).
(8)
قوله: (شهدنا خيبر) أراد جنسه من المسلمين؛ لأن الثابت أنه جاء بعد أن فُتِحَتْ خيبر، ووقع عند الواقدي: أنه قدم بعد فتح معظم خيبر فحضر فتح آخرها، "فتح"(7/ 473).
(9)
قوله: (لرجل) أي: عن رجل منافق، كذا في "قس"(9/ 259).
"هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ". فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالَ
(1)
قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ، فَكَادَ
(2)
بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ
(3)
، فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ، فَأَهْوَى بيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ
(4)
، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا
(5)
، فنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ
(6)
، فَاشْتَدَّ
(7)
رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسولَ اللَّهِ، صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَال: "قُمْ يَا فُلَانُ
(8)
"أَسْهُمًا" في هـ، ذ:"سَهْمًا" بالإفراد.
===
قال في "الفتح"(7/ 473): واللام قد تأتي بمعنى "عن"، ويحتمل أن يكون بمعنى "في" أي في شأنه، انتهى.
(1)
بالرفع - مصححًا عليه - على الفاعلية، ويجوز النصب، أي: فلما حضر الرجل القتال، "قس"(9/ 259).
(2)
أي: قارب.
(3)
أي: يشك في صدقه صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 259).
(4)
تركش. [بالفارسية].
(5)
بلفظ الجمع.
(6)
قوله: (فنحر بها نفسه) قال الكرماني (16/ 94): فإن قلت: قال ههنا: نحر بالأسهم نفسه، وفي الحديث السابق: أنه قتل نفسه بذباب السيف؟ قلت: لا امتناع في الجمع بينهما.
(7)
أسرع، "قس"(9/ 259).
(8)
قوله: (قم يا فلان) هو بلال
(1)
[كما في "الجهاد" حديث: 3062 و"القدر" حديث: 6606]، أو عمر بن الخطاب، [كما في "مسلم"
(1)
في الأصل: "هو بلال، كما في مسلم، أو عمر بن الخطاب، أو عبد الرحمن بن عوف".
فَأَذِّنْ: أَنْ لَا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ
(1)
". تَابَعَهُ مَعْمَرٌ
(2)
عَنِ الزُّهْرِيِّ. [راجع: 3062].
4204 -
وَقَالَ شَبِيبٌ
(3)
: عَنْ يُونُسَ
(4)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ:
"أَنْ لَا يَدْخُلَ" في نـ: "أَنَّهُ لا يَدْخُلُ". "يُؤَيِّدُ" في هـ، ذ:"لَيُؤَيِّدُ".
===
برقم: 114]، أو عبد الرحمن بن عوف، كما عند البيهقي، ويحتمل أنهم نادوا جميعًا في جهات مختلفة، كما قاله في "الفتح"(7/ 474 - 475)، [وانظر "قس" (9/ 259)].
(1)
قوله: (بالرجل الفاجر) الذي قتل نفسه، أو "أل" للجنس لا للعهد، فيعم كل فاجر أيَّدَ الدين وساعده بوجه من الوجوه. وقد صرح في حديث أبي هريرة هذا بما أبهمه في حديث سهل من أن هذه القضية كانت بخيبر، وهو ظاهر سياق المؤلف، وأنهما متحدتان عنده، لكن بين السياقين اختلاف كما لا يخفى، فلذا جنح السفاقسي إلى التعدد. نعم يمكن الجمع باحتمال أن يكون نحر نفسه بأسهمه فلم يزهق روحه وإن كان قد أشرف هذا على القتل، فاتكأ حينئذ على سيفه استعجالًا للموت، وحينئذ فلا تعدد، "قسطلاني"(9/ 260).
(2)
ابن راشد.
(3)
بفتح المعجمة وكسر الموحدة الأولى، ابن سعيد، "قس"(9/ 260).
(4)
ابن يزيد، "قس"(9/ 260).
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ
(1)
.
"خَيْبَرَ" في صـ، عسـ، سـ، حـ، قتـ، ذ:"حُنَيْنًا" بالنونين وهو تصحيف، "ك"(16/ 94).
===
(1)
قوله: (خيبر) وللأصيلي وابن عساكر وأبوي ذر والوقت عن الحموي والمستملي: "حُنينًا" بالحاء المهملة والنونين بدل "خيبر"، يعني: فخالف يونس معمرًا وشعيبًا، وقال عياض في شرحه لمسلم في حديث أبي هريرة:"شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينًا": كذا وقعت الرواية فيها عن عبد الرزاق في "الأم"، ورواه الذهلي "خيبر" أي بالخاء المعجمة وهو الصواب.
وقال في "المشارق"(1/ 204): رواه جميع رواة "مسلم""حنينًا"، وكذا [رواه] بعض رواة "البخاري" من طريق يونس عن الزهري، وكذا للمروزي
(1)
، وصوابه خيبر، كما رواه ابن السكن وإحدى الروايتين عن الأصيلي عن المروزي في حديث يونس هذا، وكذا في "البخاري" في حديث شعيب والزبيدي عن الزهري، وكذا قال عبد الرزاق عن معمر
(2)
، قاله الذهلي
(3)
. قال: وحنين وهم، لكن رواية من رواه عن البخاري في حديث يونس صحيحة الرواية خطأ في نفس الحديث كما عند مسلم؛ لأنه روى الرواية على وجهها وإن كانت خطأ في الأصل. ألا ترى قصد البخاري إلى التنبيه عليها بقوله:"وقال شبيب عن يونس" إلى قوله: "خيبر"، فالوهم من يونس لا ممن دون البخاري ومسلم، "قس"(9/ 260).
قال في "الفتح"(7/ 474): وقد اقتضى صنيع البخاري ترجيح رواية شعيب ومعمر، وأشار إلى أن بقية الروايات محتملة، وهذه عادته في
(1)
في الأصل: "وكذا للمنذري".
(2)
في الأصل: "غندر عن معمر" وكذا في "قس".
(3)
في الأصل: "قاله الزهري".
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ
(1)
: عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(2)
، عَنْ سَعِيدٍ
(3)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. تَابَعَهُ صَالِحٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ
(4)
: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ. قَالَ الزُّهْرِيُّ
(5)
: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ
(6)
بْنُ عَبدِ اللَّهِ. . . . . . . . . . . .
"عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ" كذا في سفـ، وفي نـ:"عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ" مصحح عليه. "أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ" في نـ: "حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ". "خَيْبَرَ" في ذ: "بِخَيْبَرَ". "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" كذا في سفـ، وفي نـ:"عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ".
===
الروايات المختلفة إذا رجح بعضها عنده اعتمده، وأشار إلى البقية، وأن ذلك لا يستلزم القدح في الرواية الراجحة، لأن شرط الاضطراب أن تتساوى وجوه الاختلاف فلا يرجح شيء منها، انتهى.
(1)
عبد الله المروزي.
(2)
محمد بن مسلم.
(3)
هو ابن المسيب، فقوله:"عن النبي صلى الله عليه وسلم" مرسل؛ لأنه تابعي، "ك"(16/ 94).
(4)
محمد بن الوليد.
(5)
أي: قال الزبيدي: قال الزهري، "قس"(9/ 261).
(6)
قوله: (عبد الله) مكبرًا، وفي بعضها مصغرًا، ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فحديثه أيضًا مرسل؛ لأنه تابعي، بالتكبير والتصغير، قال الغساني: عبيد الله بالتصغير لا أدري من هو، ولعله وهم، والصحيح عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، وكذا عند الذهلي: قال الزهري: وأخبرني عبد الرحمن بن عبد الله. قال ابن حجر (7/ 474): وهو أصوب من عبيد الله، أي: بالتصغير، "قس"(9/ 161)، "ك"(16/ 95).
وَسَعِيدٌ
(1)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3062، أخرجه: س في الكبرى 8883، تحفة: 13341].
4205 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ عَاصِمٍ
(2)
، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(3)
، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ - أَوْ قَال: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ
(4)
النَّاسُ عَلَى وَادٍ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ارْبَعُوا
(5)
عَلَى أَنْفُسِكُمْ،
"لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" زاد بعده في نـ: "إِلَى خَيْبَرَ". "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "فقال رسول اللَّه عليه السلام".
===
(1)
ابن المسيب.
(2)
هو ابن سليمان الأحول، "قس"(9/ 261).
(3)
هو عبد الرحمن بن مل النهدي، "قس"(9/ 261).
(4)
بالشين المعجمة والفاء.
(5)
قوله: (اربعوا) بكسر الهمزة وفتح الموحدة، أي: ارْفُقُوا أو أمسكوا عن الجهر أو اعطفوا "على أنفسكم" بالرفق، وكُفُّوا عن الشدة. قوله:"لا حول ولا قوة إلا بالله" قيل: الحيلة هي الحول قلبت واوه ياء لانكسار ما قبلها، والمعنى لا يوصَلُ إلى تدبير أمرٍ وتغيير حال إلا بمشيّتك ومعونتك، كذا في "القسطلاني"(9/ 262).
قال الطيبي (5/ 77): ومعنى قوله: "كنز من كنوز الجنة": أنه يعد لقائله ويدخر له من الثواب ما يقع له في الجنة موقع الكنز في الدنيا؛ لأن من شأن الكانزين أن يستعدوا به ويستظهروا بوجدان ذلك عند الحاجة، انتهى.
إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا
(1)
قَرِيبًا
(2)
وَهُوَ مَعَكُمْ". وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ: "يَا عَبدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ
(3)
". قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ". قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ
(4)
فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ". [راجع: 2992].
4206 -
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ
(5)
بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ
(6)
قَالَ: رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ
(7)
،
"أَصَمَّ" في نـ: "أَصَمًّا". "فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ" في نـ: "فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ". "لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في ذ: "لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"، وسقطت التصلية في نـ. "كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ" في نـ:"كَنْزِ الْجَنَّةِ".
===
(1)
يسمع السر.
(2)
ليس غائبًا، "قس"(9/ 262).
(3)
هو: أبو موسى الأشعري، "ك.
(4)
أي: دُلَّنِي.
(5)
هو عَلَم لا نسبة لمكة، ووهم صاحب "الكواكب" أي: الكرماني، "قس"(9/ 262). هذا الحديث الرابع عشر من ثلاثيات الإمام الهمام البخاري رحمه الله.
(6)
بضم العين.
(7)
أي: ابن الأكوع، "قس"(9/ 262).
فَقَالَ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ
(1)
، مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ ضَرْبَةٌ أَصَابَتْهَا
(2)
يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ النَّاسُ: أُصيبَ سَلَمَةُ. فَأَتَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَفَثَ فِيهِ
(3)
ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ
(4)
، فَمَا اشْتَكَيْتُهَا حَتَّى السَّاعَةَ
(5)
. [أخرجه: د 3894، تحفة: 4546].
4207 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ
(7)
، عَنْ أَبِيهِ
(8)
، عَنْ سَهْلٍ
(9)
قَالَ: الْتَقَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْمُشْرِكُونَ
(10)
فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ
(11)
فَاقْتَتَلُوا، فَمَالَ كُلُّ قَوْمٍ
(12)
"فَقَالَ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ" في نـ: "فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ". "أَصَابَتْهَا" كذا في صـ، قتـ، ذ، وفي عسـ:"أَصَابَتْنَا"، وفي نـ:"أَصَابَتْنِي". "فَأَتَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ".
===
(1)
كنية سلمة.
(2)
أي: رجله، "قس"(9/ 262).
(3)
أي: في موضع الضربة، "قس"(9/ 262).
(4)
جمع نفثة، وهي فوق النفخ ودون التفل، "قس"(9/ 262).
(5)
قوله: (حتى الساعة) بالنصب؛ لأن "حتى" للعطف، فالمعطوف دخل في المعطوف عليه، وتقديره: فما اشتكيتها زمانًا حتى الساعة، نحو: أكلت السمكة حتى رأسها، بالنصب، "ك"(16/ 96).
(6)
أي: القعنبي.
(7)
عبد العزيز، "قس"(9/ 263).
(8)
سلمة بن دينار.
(9)
ابن سعد الساعدي الأنصاري، "قس"(9/ 263).
(10)
من يهود خيبر، "قس"(9/ 263).
(11)
يعني خيبر.
(12)
من المسلمين واليهود، "قس"(9/ 263).
إِلَى عَسْكَرِهِمْ
(1)
، وَفِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ
(2)
لَا يَدَعُ
(3)
مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاذَّةً
(4)
وَلَا فَاذَّةً
(5)
إِلَّا اتَّبَعَهَا فَضَرَبَهَا بِسَيْفِهِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجْزَأَ
(6)
أَحَدُهُمْ مَا أَجْزَأَ فُلَانٌ. فَقَالَ: "إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ". فَقَالُوا: أَيُّنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنْ كَانَ هَذَا
(7)
مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟!، فَقَالَ رَجُلٌ
(8)
مِنَ الْقَوْمِ: لأَتَّبِعَنَّهُ، فَإِذَا أَسْرَعَ وَأَبْطَأَ
(9)
كُنْتُ مَعَهُ. حَتَّى جُرِحَ
(10)
فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نِصَابَ سَيْفِهِ
(11)
بِالأَرْضِ، وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ
"وَلَا فَاذَّةً" في نـ: "وَلَا قَاذَّةً". "أَحَدُهُمْ" كذا في قتـ، وفي نـ:"أَحَدٌ مِنَّا".
===
(1)
أي: رجعوا بعد فراغ القتال في ذلك اليوم، "قس"(9/ 263).
(2)
اسمه قزمان.
(3)
لا يترك.
(4)
أي: نسمة شاذة، وهي التي انفردت بعد أن كانت معهم، "قس"(9/ 263).
(5)
منفردة لم تكن معهم قبل، "قس"(9/ 263).
(6)
بالهمزة: أغنى، "تو"(6/ 2620).
(7)
مع جده وجهاده، "قس"(9/ 263).
(8)
اسمه أكثم بن أبي الجون، "قس"(9/ 263).
(9)
أي: في المشي.
(10)
جرحًا شديدًا فوجد ألم الجراحة، "قس"(9/ 263).
(11)
قوله: (نصاب سيفه) النصاب: مقبض السيف، قوله:"بالأرض" أي ملتصقًا بها، أو الباء للظرفية. و"ذبابه": طرفه، قوله:"ثم تحامل" أي مال على سيفه واتكأ، "ك"(16/ 96)، "قس"(9/ 263). ومرَّ قريبًا وبعيدًا.
عَليْهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ:"وَمَا ذَاكَ؟ ". فَأخْبَرَهُ. فَقَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو
(1)
لِلنَّاسِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ". [راجع: 2898، أخرجه: م 112، تحفة: 4723].
4208 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُزَاعِيُّ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ
(3)
بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ
(4)
قَالَ: نَظَرَ أَنَسٌ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَرَأَى طَيَالِسَةً
(5)
(6)
، فَقَالَ: كَأَنَّهُمُ
(7)
السَّاعَةَ يَهُودُ خَيْبَرَ. [تحفة: 1072].
"لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ" كذا في ذ، وفي نـ:"مِنْ أَهْلِ النَّارِ". "وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" في سـ، حـ، ذ:"وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".
===
(1)
أي: يظهر.
(2)
أي: البصري.
(3)
أبو خداش البصري، "قس"(9/ 264).
(4)
عبد الملك بن حبيب الجوني، "قس"(9/ 264).
(5)
على رؤوسهم، "قس"(9/ 264).
(6)
قوله: (طيالسة) بكسر اللام، وهو جمع طيلسان بفتح اللام، وهو فارسي معرب، قال في "الفتح" (7/ 476): الذي يظهر أن يهود خيبر كانوا يكثرون من لبس الطيالسة، وكان غيرهم من الناس الذين شاهدهم أنس لا يكثرون منها، فلما قدم البصرة رآهم يكثرون منها فَشَبَّهَهُمْ بيهود خيبر، ولا يلزم منه كراهية لبس الطيالسة، وقيل: إنما أنكر ألوانها؛ لأنها كانت صفراء، انتهى. وتعقبه العيني فقال: إذا لم يفهم منه الكراهة فما فائدة تشبيهه إياهم باليهود في استعمالهم الطيالسة؟ "قسطلاني"(9/ 264).
(7)
أي: أصحاب الطيالسة، "ك"(16/ 97).
4209 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ
(2)
، عَنْ يَزِيدَ
(3)
بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ، وَكَانَ رَمِدًا
(4)
، فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟! فَلَحِقَ بِهِ، فَلَمَّا بِتْنَا اللَّيْلَةَ الَّتِي فُتِحَتْ
(5)
قَالَ: "لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ
(6)
غَدًا - أَوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا - رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، يُفْتَحُ عَلَيْهِ". فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فَقِيلَ: هَذَا عَلِيٌّ، فَأَعْطَاهُ فَفُتِحَ عَليْهِ. [راجع: 2975].
"عَلِيٌّ" في ذ: "عَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ". "فَلَحِقَ بِهِ" لفظ "بِه" ثبت في ذ. "رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ" في نـ: "رَجُلٌ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ". "يُفتَحُ عَليْهِ" في ذ: "يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيهِ".
===
(1)
القعنبي.
(2)
ابن إسماعيل الكوفي، سكن المدينة، "قس"(9/ 265).
(3)
مولى سلمة.
(4)
قوله: (وكان رمدًا) بكسر الميم، زاد أبو نعيم: لا يبصر، من رَمِدَ: إذا هاجت عينه. قوله: "أنا أَتَخَلَّفُ" بحذف همزة إنكار كأنه أنكر على نفسه تخلُّفَه. قوله: "فلحق به" صلى الله عليه وسلم أي بخيبر أو قبل وصوله إليها. قوله: "لأعطينّ" وعند أحمد (5/ 358) والنسائي (5/ 109، رقم: 8403) وابن حبان والحاكم (3/ 437) من حديث بريدة: لمّا كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء فرجع ولم يُفْتَحْ له، فلما كان الغد أخذه عمر فرجع ولم يُفْتَحْ له وقُتِلَ محمود بن مسلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لأدفعن لوائي غدًا إلى رجل يُفْتَحُ عليه"، "قس"(9/ 265)، "مجمع"(2/ 380).
(5)
صبيحتها خيبر، "قس"(9/ 265).
(6)
هو العلم الذي يُحْمَلُ في الحرب، يُعْرَفُ به موضع صاحب الجيش، وقد يحمله أمير الجيش، "قس"(9/ 266).
4210 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: "لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ"، قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ
(2)
لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كُلُّهُمْ يَرْجُونَ أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ
(3)
: "أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ ". فَقَالُوا: هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ. قَالَ: "فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ
(4)
". فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في عَيْنَيْهِ، وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ
(5)
"يَرْجُونَ" كذا في ذ، وفي نـ: "يَرْجُوا
(6)
". "فَقَالُوا" كذا في ذ، وفي نـ: "فَقِيلَ".
===
(1)
سلمة بن دينار الأعرج، "قس"(9/ 266).
(2)
قوله: (يدوكون) بدال مهملة مضمومة وبعد الواو كاف، أي في اختلاط واختلاف ودوران، وقيل: أي يخوضون في ذلك ويتحدثون، "قس"(9/ 266)، "ك"(16/ 98).
(3)
صلى الله عليه وسلم.
(4)
قوله: (فأرسلوا إليه) بكسر السين أمر من الإرسال، وبفتحها: أي قال سهل بن سعد: فَأَرْسَلُوا أي الصحابة، "قس"(9/ 266).
(5)
بفتح الراء.
(6)
حذف النون بغير ناصب وجازم لغة، "قس"(9/ 266)، أو الضمير للفظ الكل.
حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ
(1)
بِهِ وَجَعٌ
(2)
، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا
(3)
، فَقَالَ: "انْفُذْ
(4)
عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ
(5)
، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ
(6)
، فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ
(7)
". [راجع: 2942، أخرجه: م 2406، س في الكبرى 8149، تحفة: 4777].
"فَقَالَ: انْفُذْ" في نـ: "قَالَ: انْفُذْ". "أَنْ يَكُونَ" في نـ: "أَنْ تَكُونَ".
===
(1)
قوله: (كأن لم يكن به وجع) وعند الطبراني من حديث علي: فما رَمِدْتُ ولا صدعت مذ دفع إليّ النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم خيبر، وعنده أيضًا قال: ودعا لي فقال: "اللهم أذهِبْ عنه الحر وَالْقَرَّ" فما اشتكيتهما حتى يومي هذا، "قس"(9/ 266).
(2)
أي: مرض.
(3)
قوله: (حتى يكونوا مثلنا) مسلمين. قوله: "انفذ" بضم الفاء آخره معجمة، أي: امض. قوله: "على رسلك" بكسر الراء، أي: هِينَتِكَ. قوله: "بساحتهم" أي: بفنائهم. قوله: "من حق الله فيه" أي في الإسلام، فإن لم يطيعوا لك بذلك فقاتلهم، "قس"(9/ 267).
(4)
امض.
(5)
أي: بفنائهم.
(6)
أي: في الإسلام.
(7)
قوله: (حمر النعم) بضم المهملة وسكون الميم، و"النعم" بفتحتين، أي الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب، فجعلت كناية عن خير الدنيا كلِّه، كذا في "المجمع" (1/ 558). قَال في "الفتح" (7/ 478): المراد
4211 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ. ح وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمْنَا خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَليْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ
(1)
بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا
(2)
وَكَانَتْ عَرُوسًا
(3)
، فَاصطَفَاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا، حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ
(4)
الصَّهْبَاءِ
"ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ" في مه: "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ عيسى" الهمداني، وفي ف، بو:"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ صالِحٍ" جزم به أبُو نعيمٍ، وهو أبُو جعفَر الطَّبرِيُّ، "قس"(9/ 267). "حَتَّى بَلَغْنَا" كذا في ذ، وفي نـ:"حَتَّى بَلَغَ بِهَا".
===
خير لك من أن تكون لك فتتصدق بها، وقيل: تملكها، انتهى. ومرَّ (برقم: 3701) في "المناقب".
(1)
الإسرائيلية، "قس"(9/ 268).
(2)
وهو كنانة بن الربيع.
(3)
قوله: (عروسًا) يطلق على الرجل والمرأة ما داما في إعراسهما. قوله: "فاصطفاها" أي اختارها "النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه" من الصفي الذي كان يؤخذ له عليه السلام من رأس الخمس قبل كل شيء، قيل: وكان اسمها زينب قبل أن تسبى، فلما صارت من الصفي سميت صفية، "قس"(9/ 268 و 2/ 37).
(4)
قوله: (سَدَّ) بفتح المهملة وضمها، كذا في "الفتح" (7/ 480). و"الصهباء" مؤنث الأصهب بالمهملة: موضع بأسفل خيبر. قوله: "حلت" أي صارت حلالًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالطهارة عن الحيض ونحوه. قوله: "فبنى بها" أي دخل عليها. قوله: "صنع حَيْسًا" بحاء مهملة مفتوحة فتحتية ساكنة فسين مهملة: تمر يُخْلَطُ بسمن وأقط. قوله: "في نطع" بكسر النون وفتح
حَلَّتْ
(1)
، فَبَنَى بِهَا
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قَالَ لِي:"آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ". فَكَانَتْ تِلْكَ وَليمَةً عَلَىَ صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَرَأَيْتُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يُحَوِّي
(3)
لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ
(4)
، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ
(5)
، وَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ. [راجع: 371، أخرجه: د 2995، تحفة: 1117].
"ثُمَّ قَالَ لِي" في نـ: "ثم قال". "فَكَانَتْ تِلْكَ" في نـ: "وَكَانَتْ تِلْكَ". "وَلِيمَةً" في حـ، سـ، ذ:"وَليمَتَهُ"[عكسه "القسطلاني"].
===
الطاء المهملة. قوله: "يُحَوِّي لها" بضم الياء وفتح الحاء المهملة وتشديد الواو المكسورة، أي يجعل لها حوية، وهي كساء مَحْشُوٌّ يدار حول الراكب، ويروى بإسكان الحاء المهملة وتخفيف الواو، ورواه ثابت "يحول" باللام، وفسره: يصلح لها عليه مركبًا، "قس"(9/ 268)، "ك"(16/ 99)، "تن" (2/ 868). قال الكرماني في "الكواكب الدراري" (16/ 99): فإن قلت: تقدم - أي مرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 2235]- في آخر "البيع" أنه سد الروحاء، وههنا قال: سد الصهباء؟ قلت: لعل ذلك الموضع سمي بهما، أو هما موضعان مختلفان، ولتقاربهما يطلق اسم كل على الآخر، قال بعضهم: الصواب سد الروحاء.
(1)
أي: طهرت من الحيض، "مجمع"(1/ 226).
(2)
أي: دخل عليها، "قس"(9/ 268).
(3)
أي: يُهَيِّئُ.
(4)
ممدودة، ضرب من الأكسية، "تن"(2/ 501)، [قلت: وفيه: ممدودة، الكساء القصير].
(5)
الشريفة.
4212 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي
(2)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(3)
، عَنْ يَحْيَى
(4)
، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَقَامَ
(5)
عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ بِطَرِيقِ خَيْبَرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، حَتَّى أَعْرَسَ بِهَا
(6)
، وَكَانَتْ فِيمَنْ ضُرِبَ عَلَيْهَا الْحِجَابُ
(7)
. [راجع: 371، أخرجه: س 3381، تحفة: 796].
4213 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثَةَ لَيَالٍ يُبْنَى عَليْهِ بِصَفِيَّةَ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَليمَتِهِ، وَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ، وَمَا كَانَ فِيهَا
"فِيمَنْ" في سـ، حـ، ذ:"فِيمَا". "أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ". "أَقَامَ النَّبِيُّ" في حـ، ذ:"قَامَ النَّبِيُّ". "ثَلَاثَةَ لَيَالٍ" في نـ: "ثَلَاثَ لَيَالٍ".
===
(1)
ابن أبي أويس، "قس"(9/ 268).
(2)
عبد الحميد، "قس"(9/ 268).
(3)
ابن بلال، "قس"(9/ 268).
(4)
ابن سعيد الأنصاري، "قس"(9/ 268).
(5)
قوله: (أقام) المراد أنه أقام في المنزلة التي أعرس بها فيها ثلاثة أيام، لا أنه سار ثلاثة أيام ثم أعرس، "ف"(7/ 480).
(6)
أي: دخل بها، "قس"(9/ 269).
(7)
قوله: (فيمن ضُرِبَ عليها الحجاب) أي كانت من أمهات المؤمنين؛ لأن ضرب الحجاب إنما هو على الحرائر لا على ملك اليمين، "قس"(9/ 269)، "ك"(16/ 100).
إِلَّا أَنْ أَمَرَ بِلَالًا بِالأَنْطَاعِ
(1)
فَبُسِطَتْ، فَأَلْقَى عَلَيْهَا التَّمْرَ وَالأَقِطَ وَالسَّمْنَ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ
(2)
، أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ؟ قَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ. فَلَمَّا ارْتَحَلَ
(3)
وَطَّأَ لَهَا
(4)
خَلْفَهُ، وَمَدَّ الْحِجَابَ. [راجع: 371، تحفة: 746].
4214 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(6)
، ح وَحَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبٌ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ
(9)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: كُنَّا مُحَاصِرِي خَيْبَرَ
(10)
فَرَمَى إِنْسَانٌ بِجِرَابٍ فِيهِ شَحْمٌ،
"قَالُوا" في ذ: "فَقَالُوا". "فَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا" في نـ: "وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا".
===
(1)
أي: بأن تبسط الأنطاع، أي: السُّفْرُ، "قس"(9/ 269).
(2)
أي: هل هي إحدى أمهات المؤمنين الحرائر، "قس"(9/ 269).
(3)
صلى الله عليه وسلم.
(4)
أي: أصلح لها ما تحتها للركوب، "قس"(9/ 269).
(5)
هو: هشام بن عبد الملك.
(6)
ابن الحجاج.
(7)
المسندي.
(8)
ابن جرير.
(9)
العدوي البصري.
(10)
وفي "الخمس": "قصر خيبر"، مرَّ (برقم: 3153).
فَنَزَوْتُ
(1)
لآخُذَهُ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَحْيَيْتُ
(2)
. [راجع: 3153].
4215 -
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ
(3)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(4)
، عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى
(6)
يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ الثُّوْمِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ. نَهَى عَنْ أَكْلِ الثُّوْمِ: هُوَ عَنْ نَافِعٍ وَحْدَهُ
(7)
. وَلُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ: عَنْ سَالِمٍ
(8)
. [راجع: 853، أخرجه: م 561، س في الكبرى 4849، تحفة: 7843، 6769].
"حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ" في نـ: "حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ". "الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ" في ذ: "حُمُرِ الأَهْلِيَّةِ".
===
(1)
أي: وثبت.
(2)
لعله استحيى من فعل ذلك، وسبق بيانه (برقم: 3153).
(3)
حماد بن أسامة، "قس"(9/ 270).
(4)
العمري.
(5)
ابن عبد الله.
(6)
قوله: (نهى يوم خيبر عن أكل الثوم) أجمع العلماء على إباحة أكله، لكن يكره لمن أراد حضور جماعة أو جمع، وكان صلى الله عليه وسلم يترك الثوم دائمًا؛ لأنه يتوقع مجيءَ الملائكة كل ساعة، فاختلف أصحابنا في حقه، فقال بعضهم: كان محرمًا عليه، والآخرون: إنه مكروه. فإن قلت: النهي عنه للتنزيه وعن لحوم الحمر للتحريم، فيلزم منه استعمال اللفظ الواحد في الحقيقة والمجاز. قلت: جاز ذلك عند الشافعي، وأما عند غيره فيستعمل على سبيل عموم المجاز، "ك"(16/ 101).
(7)
لا عن سالم، "قس"(9/ 270).
(8)
لا عن نافع، "قس"(9/ 270).
4216 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ
(2)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا
(3)
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ
(4)
يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ أَكْلِ الحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ
(5)
. [أطرافه: 5115، 5523، 6961، أخرجه: م 1407، ت 1121، س 4334، جه 1961، تحفة: 10263].
"حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ" في ذ: "حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ". "أَكْلِ الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ" في حـ، سـ، ذ:"أكل حُمُرِ الإنسيّة"، وفي هـ، ذ:"أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَنَسِيَّةِ" بفتح الهمزة والنون أيضًا، "قس"(9/ 271).
===
(1)
بفتحات: المكي.
(2)
الإمام.
(3)
محمد ابن الحنفية، "قس"(9/ 271).
(4)
قوله: (نهى عن متعة النساء) هو النكاح الذي بلفظ التمتع إلى وقت معين، كأن يقول لامرأة: أتمتع بكِ مدةً بكذا من المال، "ك"(16/ 101)؛ لأن الغرض منه مجرد التمتع دون التوالد وغيره من أغراض النكاح، وكان جائزًا في أول الإسلام لمن اضطُرَّ إليه كأكل الميتة، ثم حُرِّمَ يوم خيبر، ورُخِّصَ فيه عام الفتح أو عام حجة الوداع، ثم حُرِّمَ إلى يوم القيامة. وقد قيل: إن في هذا الحديث تقديمًا وتأخيرًا، وإن الصواب: نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الإنسية وعن متعة النساء، وليس "يوم خيبر" ظرفًا لـ "متعة النساء"؛ لأنه لم يقع في غزوة خيبر تمتع بالنساء، [كذا في "قس" (9/ 271)].
(5)
بكسر الهمزة وسكون النون، "قس"(9/ 271).
4217 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
(3)
، عَن نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ
(4)
. [راجع: 853، تحفة: 7931].
4218 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(7)
، عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ
(8)
. [راجع: 853، أخرجه: م 561، س في الكبرى 4849، تحفة: 6769، 8116].
"أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ". "حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ". "الأَهْلِيَّةِ" ثبت في هـ. "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ" في نـ: "أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ". "عَنِ ابْنِ عُمَرَ" زاد بعده في نـ: "قَالَ".
===
(1)
المروزي.
(2)
ابن المبارك.
(3)
ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
(4)
قوله: (لحوم الحمر الأهلية) اقتصر في هذه على ذكر نافع وحده، وفي المتن على الحمر فقط، "قس"(9/ 271).
(5)
المروزي، وقيل: البخاري السعدي؛ لنزوله في بخارى بباب بني سعد ونسبه لجده، واسم أبيه إبراهيم، "قس"(9/ 271).
(6)
الحنفي الطنافسي، "قس"(9/ 272).
(7)
ابن عمر العمري، "قس"(9/ 272).
(8)
اقتصر على ذكر الحمر لكنه زاد سالمًا مع نافع، "قس"(9/ 272).
4219 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو
(1)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيٍّ
(2)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَرَخَّصَ فِي الْخَيْلِ
(3)
. [طرفاه: 5520، 5524، أخرجه: م 1941، د 3788، س 4327، تحفة: 2639].
4220 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ
(4)
، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى
(6)
: أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ يَوْمَ خَيْبَرَ،
"رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "النَّبِيُّ". "لُحُوم الْحُمُرِ" زاد في هـ: "الأهلية".
===
(1)
ابن دينار.
(2)
الباقر، "قس"(9/ 272).
(3)
قوله: (ورخص في الخيل) قال الطيبي (8/ 112): اختلفوا في إباحة لحوم الخيل، فذهب جماعة إلى إباحته، روي ذلك عن شريح والحسن وعطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير وحماد بن أبي سليمان، وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق - ومحمد وأبو يوسف، "قس"(12/ 324 و 9/ 272) -. وذهب جماعة إلى تحريمه، روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قول أبي حنيفة، واحتج أبو حنيفة بقوله تعالى:{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} [النحل: 8]، لم يذكر الأكل، وذكر الأكل من الأنعام في الآية التي قبلها، وبحديث خالد بن الوليد:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم -عن لحوم الخيل والبغال والحمير"، رواه أبو داود [برقم: 3788] والنسائي [برقم: 4332] وابن ماجه [برقم: 3191]، انتهى مختصرًا، وسيجيء في "الذبائح" [برقم: 5520 و 5524] إن شاء الله تعالى. قيل: إن أبا حنيفة رجع إلى إباحة الخيل قبل موته بثلاثة أيام، كذا قاله الشيخ عبد الحق.
(4)
ابن العوام.
(5)
أبي إسحاق سليمان بن فيروز، "قس"(9/ 272).
(6)
عبد الله.
فَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَغْلِي - قَالَ: وَبَعْضُهَا نَضِجَتْ -، فَجَاءَ مُنَادِي
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَا تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا وَأَهْرِيقُوهَا
(2)
. قَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى: فَتَحَدَّثْنَا
(3)
أَنَّهُ إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا لأَنَّهَا لَمْ تُخَمَّسْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَهَى عَنْهَا الْبَتَّةَ
(4)
، لأَنَّهَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ
(5)
. [راجع: 3155].
4221 و 4222 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(7)
"قَالَ: وَبَعْضُهَا" لفظ "قَالَ" سقط في نـ. "أَهْرِيقُوهَا" في ذ: "هَرِيقُوهَا". "حَدَّثَنَا شُعْبَةُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا شعبة".
===
(1)
أبو طلحة.
(2)
قوله: (أهريقوها) بهمزة قطع مفتوحة، أي: صُبُّوها، ولأبي ذر:"وهريقوها" بإسقاط الهمزة وفتح الهاء، "قس"(9/ 273).
(3)
أي: معشر الصحابة، "قس"(9/ 273).
(4)
قوله: (البتة) معناه القطع، وألفها ألف وصل، وجزم الكرماني بأنها ألف قطع على غير قياس، ولم أرَ ما قاله في كلام أحد من أهل اللغة، "ف"(7/ 483).
(5)
قوله: (العذرة) بالذال المعجمة، أي: النجاسة، وفي التعليلين مناقشة؛ لأن التبسط قبل القسمة في المأكولات قدر الكفاية حلال، وأكل العذرة يوجب الكراهة لا التحريم، قال النووي: السبب في الأمر بالإراقة أنها نجسة، وقيل: نهى عنها للحاجة إليها، وقيل: لأنهم أخذوها قبل القسمة، وهذان التأويلان لأصحاب مالك القائلين بإباحة لحومها. وبقية البحث تأتي في موضعه إن شاء الله تعالى [انظر رقم: 5526]، "قس"(9/ 273)، ["ك" أيضًا (16/ 102)].
(6)
أبو محمد السلمي الأنماطي.
(7)
ابن الحجاج.
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ
(1)
، عَنِ الْبَرَاءِ
(2)
وَعَئدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
فَأَصَابُوا حُمُرًا
(4)
فَطَبَخُوهَا، فَنَادَى مُنَادِي
(5)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَكْفِئُوا الْقُدُورَ
(6)
. [حديث: 4221 أطرافه: 4223، 4225، 4226، 5525، تحفة: 1795، حديث: 4222 أطرافه: 3155، 4220، 4224، 5526، أخرجه: م 1938، تحفة: 5174].
4223 و 4224 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(9)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ
(10)
وَابْنَ أَبِي أَوْفَى يُحَدِّثَانِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَقَدْ
"فَطَبَخُوهَما" في ذ: "فَاطَّبَخُوهَا". "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ".
===
(1)
الأنصاري.
(2)
ابن عازب.
(3)
بخيبر، "قس"(9/ 273).
(4)
أهلية، "قس"(9/ 273).
(5)
هو أبو طلحة، "قس"(9/ 273).
(6)
قوله: (أكفئوا القدور) بقطع الهمزة وكسر الفاء، وبوصلها وفتح الفاء، لغتان، أي: اقلبوها أو أميلوها ليراق ما فيها، "قس"(9/ 273)، "ك"(16/ 103).
(7)
ابن منصور الكوسج المروزي.
(8)
ابن عبد الوارث.
(9)
ابن الحجاج.
(10)
ابن عازب.
نَصَبُوا الْقُدُورَ
(1)
: "أَكْفِئُوا
(2)
الْقُدُورَ". [راجع: 4221، 3155].
4225 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 4221].
4226 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ
(6)
، عَنْ عَامِرٍ
(7)
، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ أَنْ نُلْقِيَ
(8)
لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ نِيئَةً
(9)
"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ". "أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ" في نـ: "حَدَّثَنَا ابْنُ أبِي زَائِدَةَ". "لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ" سقط لفظ "لُحُومَ" في نـ.
===
(1)
يطبخون لحم حمر الأهلية، "قس"(9/ 274).
(2)
من الإكفاء وهو القلب، وجاء الثلاثي أيضًا بمعناه، "ك"(16/ 103).
(3)
هو ابن إبراهيم الفراهيدي.
(4)
الرازي الصغير، "قس"(9/ 274)، "ت" (رقم: 259).
(5)
يحيى بن زكريا، "قس"(9/ 274).
(6)
هو ابن سليمان الأحول، "قس"(9/ 274).
(7)
الشعبي، "قس"(9/ 274).
(8)
قوله: (أن نلقي) بضم النون وسكون اللام وكسر القاف، و"أن" مصدرية، أي بإلقاء الحمر الأهلية، "قسطلاني"(9/ 274).
(9)
قوله: (نيئة) بكسر النون بعدها تحتية ساكنة فهمزة مفتوحة آخره منوّن: لم تُطْبَخْ، و"نضيجة" بالتنوين أيضًا، "قس"(9/ 274).
وَنَضِيجَةً، ثُمَّ لَمْ يَأْمُرْنَا بِأَكْلِهِ بَعْدُ
(1)
. [راجع: 4221، أخرجه: م 1938، س 4338، جه 3194، تحفة: 1770].
4227 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
(2)
بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
(4)
، عَنْ عَاصِمٍ
(5)
، عَنْ عَامِرٍ
(6)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا أَدْرِي أَنَهَى عَنْهُ
(7)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ حَمُولَةَ النَّاسِ
(8)
، فَكَرِهَ أَنْ تَذْهَبَ حَمُولَتُهُمْ، أَوْ حَرَّمَهُ فِي يَوْمِ خَيْبَرَ، لَحْمُ
(9)
الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ. [أخرجه: م 1939، تحفة: 5768].
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ". "لَحْمَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ" في ذ: "لَحْمَ حُمُرِ الأَهْلِيَّةِ".
===
(1)
فاستمرَّ تحريمه، "قس"(9/ 274).
(2)
أبو جعفر السمناني، "قس"(9/ 274).
(3)
أحد مشايخ المؤلف روى عنه بالواسطة، "قس"(9/ 274).
(4)
حفص بن غياث الكوفي، "قس"(9/ 274).
(5)
ابن سليمان الأحول، "قس"(9/ 274).
(6)
هو: ابن شراحيل الشعبي، "قس"(9/ 274).
(7)
أي: عن أكل لحوم الحمر، "قس"(9/ 274).
(8)
قوله: (حمولة الناس) بفتح الحاء المهملة وضم الميم: التي يحملون عليها. قوله: "أن تذهب حمولتهم" بسبب الأكل. قوله: "أو حَرَّمَه" أي تحريمًا مطلقًا أبديًا، يعني بقوله:"نهى عنه"، "قس"(9/ 274، 275).
(9)
هو بيان للضمير، أو هو مرفوع بانه خبر مبتدإ محذوف، "قس"(9/ 275).
4228 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ
(3)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(4)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَللرَّاجِلِ سَهْمًا. قَالَ
(5)
: فَسَّرَهُ نَافِعٌ، فَقَالَ: إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ فَرَسٌ فَلَهُ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فرَسٌ فَلَهُ سَهْمٌ
(6)
. [راجع: 2863، أخرجه: م 1762، تحفة: 7889].
4229 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(8)
، عَنْ يُونُسَ
(9)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ
(10)
مِنْ خُمْسِ خَيْبَرَ، وَتَرَكْتَنَا، وَنَحْنُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْكَ
(11)
. فَقَالَ: "إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ
===
(1)
الشاعر المروزي، "قس"(9/ 275).
(2)
بالموحدة، الكوفي، "قس"(9/ 275).
(3)
ابن قدامة الثقفي، "قس"(9/ 275).
(4)
العمري.
(5)
عبيد الله بن عمر بالإسناد السابق، "قس"(9/ 275).
(6)
مرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 2863] في "الجهاد".
(7)
المخزومي مولاهم المصري.
(8)
ابن سعد.
(9)
ابن يزيد.
(10)
ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب، "قس"(9/ 275).
(11)
قوله: (بمنزلة واحدة منك) أي في الانتساب إلى عبد مناف؛ لأن عثمان من بني عبد شمس، وجبير بن مطعم من بني نوفل، وعبد شمس ونوفل
شَيْءٌ وَاحِدٌ
(1)
". قَالَ جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنِي نَوْفَلٍ شَيْئًا. [راجع: 3140].
4230 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
(5)
، عَنْ أَبِي مُوسَى
(6)
قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(7)
وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ
"شَيْءٌ وَاحِدٌ" في سـ، ذ:"سِيٌّ واحدٌ". "قَالَ جُبَيْرٌ" في نـ: "فَقَالَ جُبَيْرٌ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ".
===
وهاشم والمطلب كلهم بنو عبد مناف، فهذا معنى قولهما: ونحن وهم منك بمنزلة واحدة، كذا في "الفتح"(6/ 245)، و"قس"(9/ 276).
(1)
قوله: (شيء واحد) لأن أحدهما لم يفارق لا في الجاهلية ولا في الإسلام، وكانا محصورين معًا بخيف بني كنانة، كذا في "الكرماني" (16/ 104). ولأبي ذر عن المستملي هنا:"سيّ" بكسر سين مهملة بدل المعجمة المفتوحة وتشديد التحتية من غير همزة، أي سواء، كذا في "القسطلاني"(9/ 276)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 3140] في "الجهاد".
(2)
أبو كريب الهمداني، "قس"(9/ 276).
(3)
حماد بن أسامة.
(4)
ابن أبي بردة.
(5)
عامر.
(6)
عبد الله بن قيس الأشعري، "قس"(9/ 276).
(7)
قوله: (مخرج النبي صلى الله عليه وسلم) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة، مصدر ميمي بمعنى خروجه، أو اسم زمان بمعنى وقت خروجه، أي: بعثته أو هجرته، وعلى الثاني يحتمل أنه بلغتهم الدعوة فأسلموا وتأخروا في بلادهم حتى وقعت الهدنة أو الأمان من خوف القتال. والواو في قوله:
أَنَا وَأَخَوَانِ لِي وَأَنَا أَصغَرُهُمْ، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ
(1)
، وَالآخَرُ أَبُو رُهْمٍ
(2)
- إِمَّا قَالَ: بِضْعٌ، وَإِمَّا قَالَ: فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ، أَوِ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي
(3)
- فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا
(4)
جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ
(5)
، وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ
(6)
يَقُولُونَ لَنَا - يَعْنِي لأَهْلِ السَّفِينَةِ -: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَهِيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا، عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَائِرَةً،
"بِضعٌ" في ذ: "بِضْعًا"، وفي صـ:"فِي بِضعٍ". "مِنْ قَومِي" في سـ، ذ:"مِنْ قَومِهِ". "وَكَانَ أنَاسٌ" في نـ: "فَكَانَ أُنَاسٌ".
===
"ونحن باليمن" للحال. "فخرجنا" أي: حال كوننا مهاجرين. قوله: "إما قال" بكسر الهمزة. و"البضع": ما بين الثلاثة إلى تسع، أو ما بين الواحد إلى العشرة، ولأبي ذر:"بضعًا"، وللأصيلي:"في بضع"، والبضع متعلق بـ "خرجنا" وموضعه نصب على الحال. "والنجاشي" بفتح النون وخفة الجيم وتشديد التحتية وتخفيفها، "ك"(16/ 104)، "قس"(9/ 277).
(1)
أي: عامر بن قيس، "قس"(9/ 277).
(2)
ابن قيس.
(3)
أي: الأشعريين، "قس"(9/ 277).
(4)
أي: بالحبشة.
(5)
قوله: (افتتح خيبر) زاد في "فرض الخمس"[ح: 3136]: "فأسهم لنا، ولم يسهم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئًا، إلا لمن شهدها معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، فإنه قسم لهم معهم". وعند البيهقي: أنه صلى الله عليه وسلم كلّم المسلمين قبل أن يقسم لهم فأشركوهم، "قس"(9/ 277).
(6)
سمي منهم عمر، "قس"(9/ 277).
وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ
(1)
إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ
(2)
عِنْدَهَا، فَقَال عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ. قَال عُمَرُ: آلْحَبَشِيَّةُ
(3)
هَذِهِ؟ آلْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ؟ قَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ. قَال: سَبقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكُمْ. فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارِ - أوْ فِي أَرْضِ - الْبُعَدَاءِ
(4)
الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ، وَايْمُ اللَّهِ
(5)
،
"آلْبَحْرِيَّةُ" في ذ: "ألْبُحَيْرِيَّةُ" مصغرًا. "الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ" في سفـ: "الْبُعُدِ الْبُغَضَاءِ"، وفي قا:"البُعُدِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ"، وفي نـ:"البُعَداء والبُغَضاءِ". "فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ" في سفـ: "فِي اللَّهِ ورَسُولِهِ" وفي ذ: "فِي اللَّهِ وفِي رَسُولِ اللَّهِ" أي: لأجلهما وطلب رضاهما، "قس"(9/ 278).
===
(1)
مع زوجها جعفر، "قس"(9/ 277).
(2)
بنت عميس.
(3)
قوله: (آلحبشية) بمد همزة الاستفهام، وكذا قوله:"آلْبحرية"، ونسبها عمر إلى الحبشة بملابسة هجرتها إليها، وإلى البحر بملابسة ركوبها السفينةَ، "ك"(16/ 105)، "قس"(9/ 277).
(4)
قوله: (البعداء) بضم الموحدة وفتح العين والدال المهملتين ممدودًا. و"دار" و"أرض" بغير تنوين لإضافتهما إلى البعداء. "والبغضاء" بضم الموحدة وفتح الغين، جمع بعيد وبغيض، "قس" (9/ 277). قال في "الفتح" (7/ 486): كذا للأكثر جمع بغيض وبعيد، وفي رواية أبي يعلى بالشك:"البعداء أو البغضاء"، وللنسفي:"البُعُد" بضمتين، وللقابسي:"البُعُد البعداء البغضاء" جمع بينهما فلعله فسَّر الأولى بالثانية، انتهى.
(5)
قوله: (وايم الله) لفظ قسم، ذو لغات، وهمزتها وصل، وقد
لَا أَطْعَمُ طَعَامًا، وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَسْأَلُهُ، وَوَاللَّهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَليْهِ. [راجع: 3136].
4231 -
فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ عُمَرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: "فَمَا قُلْتِ لَهُ؟ ". قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: "لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ، وَلَهُ وَلأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ
(1)
أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ"، قَالَتْ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ
"لِرَسُولِ اللَّهِ" في ذ: "لِلنَّبِيِّ". "قُلْتُ لَهُ" لفظ "لَهُ" سقط في نـ.
===
تقطع، تفتح وتكسر، كذا في "مجمع البحار"(1/ 137)، قوله:"كنا نؤذى ونخاف" بضم النون فيهما مبنيين للمفعول والذال المعجمة، قاله القسطلاني (9/ 278).
(1)
قوله: (ولكم أنتم) تأكيد لضمير الخفض، قوله:"أهل السفينة" نصب على الاختصاص أو النداء بحذف أداته، ويجوز الخفض على البدل من الضمير، قوله:"هجرتان" إلى النجاشي وإليه عليه السلام، وعند ابن سعد بإسناد صحيح عن الشعبي قال: قالت أسماء: "يا رسول الله، إن رجالًا يفتخرون علينا، ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال: لكم هجرتان: هاجرتم إلى أرض الحبشة، ثم هاجرتم بعد ذلك"، كذا في "القسطلاني"(9/ 278).
قال في "الفتح"(7/ 486): ظاهره تفضيلهم على غيرهم من المهاجرين، لكن لا يلزم منه تفضيلهم [على] الإطلاق، بل من الحيثية المذكورة.
يَأْتُونِّي
(1)
أَرْسَالًا، يَسْأَلُوِّنِّي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ
(2)
: قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ
(3)
هَذَا الْحَدِيثَ مِنِّي. [أخرجه: م 2502، س في الكبرى 8389، تحفة: 15762].
4232 -
وَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ
(4)
عَنْ أَبِي مُوسَى: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ
(5)
الأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ، حِينَ يَدْخُلُونَ
(6)
"يَأْتُونِّي" في سـ، حـ، ذ:"يَأْتُونَنِي"، وفي هـ، ذ:"يَأْتُونَ". "يَسْأَلُونِّي" في ذ: "يَسْأَلُونَنِي". "فَلَقَدْ" في ذ: "وَلَقَدْ". "وَقَالَ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَالَ".
===
(1)
قوله: (يأتوني) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يأتونني"، وله عن الكشميهني:"يأتون" أسماءَ. "أرسالًا" بفتح الهمزة: أفواجًا، أي: ناسًا بعد ناس. وقوله: "قالت أسماء" يحتمل أن يكون من رواية أبي موسى عنها، فيكون من رواية صحابي عن مثله، ويحتمل أن يكون من رواية أبي بردة عنها، ويؤيده ما يجيء من قوله:"قال أبو بردة. . ." إلخ، كذا في "قس"(9/ 278)، "الخير الجاري"(2/ 352).
(2)
ليس هو أخا أبي موسى، "قس"(9/ 278).
(3)
أي: ليطلب العَود، "خ".
(4)
بالإسناد السابق، "قس"(9/ 279).
(5)
قوله: (رفقة) بتثليث الراء، وضمها أشهر، جماعة ترافقهم [في سفرك]، والأشعر أبو قبيلة من اليمن، وتقول العرب: جاءتك الأشعرون بحذف ياء النسب، "كرماني"(16/ 106، 107)، "قس"، [انظر:"العيني"(12/ 434)].
(6)
منازلهم، "قس"(9/ 279).
بِاللَّيْلِ
(1)
، وَأَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالْقُرْآنِ
(2)
بِاللَّيْلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهَارِ، وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ
(3)
إِذَا لَقِيَ الْخَيْلَ - أَوْ قَالَ: الْعَدُوَّ - قَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَصْحَابِي يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ
(4)
". [أخرجه: م 2499، تحفة: 9055].
4233 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،
"أَنْ تَنْظُرُوهُمْ" في نـ: "أَنْ تَنْتَظِرُوهُمْ". "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" في نـ: "بُرَيْدٌ".
===
(1)
إذا خرجوا إلى المسجد أو لشغل ما ثم رجعوا، "قس"(9/ 279).
(2)
قوله: (بالقرآن) يتعلق بأصوات، وفيه أن رفع الصوت بالقرآن في الليل مستحسن، لكن محله إذا لم يُؤْذِ أَحَدًا وأَمِنَ مِنَ الرياء، "فتح الباري"(7/ 487).
(3)
صفة لرجل منهم، أو عَلَم على رجل من الأشعريين، "قس"(9/ 279).
(4)
قوله: (أن تنظروهم) بفتح الفوقية وضم الظاء المعجمة، ولأبي ذر:"أن تنظروهم" بضم التاء وكسر الظاء، أي تنتظروهم من الانتظار، أي أنه لفرط شجاعته كان لا يفر من العدوِّ بل يواجههم، ويقول لهم إذا أرادوا الانصراف: انتظروا الفرسان حتى يأتوكم ليبعثهم على القتال، وهذا بالنسبة إلى قوله:"العدو". وأما بالنسبة إلى "الخيل" فيحتمل أن يريد بها خيل المسلمين، ويشير بذلك إلى أن أصحابه كانوا رجالة، فكان يأمر بالفرسان أن ينتظروهم ليسيروا إلى العدو جميعًا، "قسطلاني"(9/ 279)، "فتح الباري"(7/ 487).
عَنْ أَبِي مُوسَى
(1)
قَالَ: قَدِمْنَا
(2)
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، فَقَسَمَ لَنَا، وَلَمْ يَقْسِمْ لأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدِ الْفَتْحَ غَيْرِنَا
(3)
. [راجع: 3136، أخرجه: د 2725، ت 1559، تحفة: 9049].
4234 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
(5)
، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ
(7)
مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ
(8)
: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
"حدثني عبد اللَّه" كذا في ذ، وفي نـ:"حدثنا عبد اللَّه".
===
(1)
الأشعري.
(2)
مع جعفر وأصحابه من الحبشة، "قس"(9/ 279).
(3)
قوله: (غيرنا) أي: الأشعريين ومن معهم وجعفر ومن معه، كذا في "القسطلاني"(9/ 279).
وفي "شرح المشكاة" للطيبي (8/ 48): وإنما أسهم لهم لأنهم وردوا قبل حيازة الغنيمة، ولذلك قال الشافعي في أحد قوليه: من حضر بعد انقضاء القتال وقبل حيازة الغنيمة شارك فيها الغانمين، ومن لم ير ذلك حمله على أنه أسهم لهم بعد استئذان أهل الحديبية ورضاهم.
(4)
المسندي.
(5)
إبراهيم بن محمد الفزاري، "قس"(9/ 280).
(6)
بفتح المثلثة وسكون الواو، ابن زيد الديلي المدني، "قس"(9/ 280).
(7)
اسم أبيه لا يعرف، "قس"(9/ 280).
(8)
عبد الله القرشي.
يَقُولُ: افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً، إِنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالإِبِلَ وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ
(1)
، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى وَادِي الْقُرَى
(2)
، وَمَعَهُ عَبدٌ لَهُ
(3)
يُقَالُ لَهُ: مِدْعَمٌ
(4)
، أَهْدَاهُ لَهُ أحَدُ بَنِي الضُّبَابِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ
(5)
حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَلَى
(6)
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ
(7)
الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ
"فَلَمْ نَغْنَمْ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"وَلَمْ نَغْنَمْ". "فَبَيْنَمَا" في نـ: "فَبَيْنَا". "بَلَى" في حـ، سـ، ذ:"بَلْ" هي الصواب. "الْمَغَانِمِ" في نـ: "الْغَنَائم".
===
(1)
أي: البساتين، "قس"(9/ 280).
(2)
بضم القاف: موضع بقرب المدينة، "قس"(9/ 280).
(3)
أسود.
(4)
قوله: (مدعم) بكسر الميم وسكون الدال وفتح العين المهملتين آخره ميم، [وقيل: كركرة بفتح الكافين أو كسرهما] "أهداه له أحد بني الضباب" بكسر المعجمة والموحدتين بينهما ألف، وهو رفاعة بن زيد بن وهب الجذَامي، كما في "مسلم"، ولمسلم [رقم: 115]: الضُّبَيْب مصغرًا، واختلف هل أعتقه صلى الله عليه وسلم أو مات رقيقًا، "قس"(9/ 280).
(5)
قوله: (سهم عائر) بعين مهملة فألف فهمزة فراء، بوزن فاعل، لا يدرى من رمى به، "قسطلاني"(9/ 280)، "خ".
(6)
ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بل" بسكون اللام، وهي الصواب، والأولى تصحيف، "قس"(9/ 280 - 281).
(7)
هو كساء يتغطى به ويتلفف فيه، "مجمع"(3/ 256).
لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا
(1)
". فَجَاءَ رَجُلٌ
(2)
حِينَ سمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ، فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "شِرَاكٍ
(3)
أَوْ شِرَاكَينِ مِنْ نَارٍ". [طرفه: 6707، أخرجه: م 115، د 2711، س 3827، تحفة: 12916].
4235 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدٌ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ النَّاسِ بَبَّانًا
(4)
لَيْسَ لَهُمْ
"شِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَينِ" في نـ: "شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ". "أَخْبَرَنِي زَيْدٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا زَيْدٌ".
===
(1)
قوله: (لتشتعل عليه نارًا) وذلك لأنه أخذها من الغنيمة قبل القسمة، وهو الغلول الذي أوعد الله عليه، قال الله تعالى:{وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161]، قاله الكرماني (16/ 108).
قال في "الفتح"(7/ 489): يحتمل أن يكون ذلك حقيقة بأن تصير الشملة نفسها نارًا فيعذَّب بها، ويحتمل أن يكون المراد أنها سبب لعذاب النار، وكذلك القول في الشراك الآتي ذكره.
(2)
لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 489).
(3)
قوله: (شراك) بكسر المعجمة، أحد سيور الثعل التي تكون على وجهها. ولفظ "شراكان" في بعضها "شراكين" وهو على سبيل الحكاية عن لفظه، "ك"(16/ 108).
(4)
قوله: (بَبَّانًا) بفتح موحدة أولى وتشديد ثانية وبنون، أي: شيئًا واحدًا، وقيل: مستويًا، أي: لولا أترك الذين بعدنا فقراء مستوين في الفقر لَقسمتُ أراضي القرى المفتوحة بين الغانمين، فأتركها وقفًا مؤبدًا
شَيْءٌ، مَا فُتِحَتْ عَلَيَّ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُهَا خِزَانَةً لَهُمْ يَقْتَسِمُونَهَا. [راجع: 2334].
4236 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَوْلَا آخِرُ الْمُسْلِمِيَنَ مَا فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا، كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ
(1)
. [راجع: 2334].
4237 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سفْيَانُ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْريَّ، وَسَأَلَهُ إِسمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ
(5)
بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ
(6)
، قَالَ لَهُ بَعْضُ
(7)
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى". "قَالَ لَهُ" في نـ: "فَقَالَ لَهُ".
===
باسترضائهم كالخزانة يقتسمونها كل وقت إلى يوم القيامة، "مجمع البحار"(1/ 147).
(1)
خشي عمر أن يبقى آخر الثاس لا شيء لهم ويغلب الشحّ. فإن قلت: هو حقهم، فكيف لا يقسم [عليهم]؟ قلت: ليسترضيهم بالبيع ونحوه ويوقفه على الكل، "مجمع"(1/ 52).
(2)
المديني.
(3)
أي: ابن عيينة.
(4)
ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي، "قس"(9/ 282).
(5)
عم والد إسماعيل.
(6)
أن يعطيه من غنائم خيبر، "قس"(9/ 282).
(7)
هو: أبان، "ك"(16/ 109).
بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: لَا تُعْطِهِ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذَا
(1)
قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ. فَقَالَ: وَاعَجَبَاهْ لِوَبْرٍ تَدَلَّى مِنْ قَدُومِ الضَّأْنِ. [راجع: 2827].
4238 -
وَيُذْكَرُ
(2)
عَنِ الزُّبَيْدِيِّ
(3)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ قَالَ: بَعَثَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أبَانًا
(4)
عَلَى سَرِيَّةٍ
(5)
مِنَ الْمَدِينَةِ قِبَلَ نَجْدٍ
(6)
، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَدِمَ أَبَانٌ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بخَيْبَرَ،
"قَدُومِ" في صـ: "قُدُومِ" بضم القاف. "أَبَانًا" في نـ: "أَبَانَ".
===
(1)
قوله: (هذا) هو أبان "قاتل ابن قوقل" بفتح القافين وسكون الواو وباللام، هو النعمان الأنصاري الصحابي قتله أبان يوم أحد، وكان أبان يومئذ كافرًا ثم أسلم قبل خيبر. قوله:"واعجباه" بسكون الهاء، اسم فعل بمعنى: أعجب. والْوَبْر بتسكين الموحدة: دُوَيبة أصغر من السنور لا ذنب لها، تَدْجَنُ في البيوت. قوله:"تدلى" أي تَنَزَّلَ. و"قدوم" بفتح القاف وخفة المهملة. و"الضأن" بالضاد المعجمة بعدها همزة: اسم جبل بأرض دوس قوم أبي هريرة، وقيل: الضأن هو الغنم، والقدوم مقدم شعره. أراد أبان بذلك تحقيرَ أبي هريرة، "قس"(9/ 282)، "ك"(16/ 109 - 110)، "خ"(2/ 352).
(2)
بلفظ المجهول.
(3)
محمد بن الوليد، وصله أبو داود [برقم: 2723].
(4)
ابن سعيد.
(5)
لم أعرف [حال] هذه السرية، "ف"(7/ 491).
(6)
أي: ناحية نجد، "قس"(9/ 283).
بَعْدَ مَا افْتَتَحَهَا، وَإِنَّ حُزُمَ
(1)
خَيْلِهِمْ لَلِيفٌ
(2)
، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا تَقْسِمْ لَهُمْ
(3)
(4)
. قَالَ أَبَانٌ: وَأَنْتَ بِهَذَا
(5)
يَا وَبْرُ
(6)
تَحَدَّرَ
(7)
مِنْ رَأْسِ ضَأْنٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَانُ اجْلِسْ" فَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ. [راجع: 2827].
4239 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
"لَلِيفٌ" في هـ، ذ:"اللِّيفُ". "ضَأْنٍ" في عسـ، صـ، ذ:"ضَالٍ". "فَلَمْ يَقْسِمْ" في ذ: "وَلَمْ يَقْسِمْ". "لَهُمْ" زاد بعده في سـ، ذ:"قَالَ أَبُو عبدِ اللهِ: الضَّالُ: السِّدرُ".
===
(1)
بضمتين جمع حزام، "ك"(16/ 110)، ["قس" (9/ 183)]، الحزام بالفارسية: تنكَـ، "خ".
(2)
أي: ليف النخل.
(3)
قوله: (لا تقسم لهم) اعلم أن طلب المنع في هذا الطريق من جهة أبي هريرة عكس الطريق الأولى، ويُجْمَعُ بأن كلًّا من أبان وأبي هريرة أشار إلى أن لا يقسم للآخر، واحتج أبو هريرة بأنه قاتل ابن قوقل، وأبان احتج على أبي هريرة بأنه ليس ممن له في الحرب يد يستحق بها النفلَ، كذا في "الفتح" (7/ 492 - 493). قوله:"تحدّر" بلفظ الماضي على سبيل الالتفات من الخطاب إلى الغيبة. و"الضال" بتخفيف اللام: السدر البري، كذا في "الكرماني"(16/ 110).
(4)
أي: لأبان ومن معه، "قس"(9/ 282).
(5)
أي: وأنت تقول بهذا، أو أنت بهذه المنزلة منه صلى الله عليه وسلم، "ف"(7/ 492).
(6)
فيه تعريض بكنية أبي هريرة، "ك"(16/ 110).
(7)
تنزَّل.
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي
(1)
: أَنَّ أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ. فَقَالَ أَبَانٌ لأَبِي هُرَيْرَةَ: وَاعَجَبًا لَكَ وَبْرٌ تَدَأْدَأَ
(2)
(3)
مِنْ قَدُومِ ضَأْنٍ، يَنْعَى عَلَيَّ
(4)
امْرَءًا
(5)
"فَقَالَ أَبَانٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَقَالَ أَبَانٌ". "وَاعَجَبًا" في نـ: "وَاعَجَبِي". "تَدَأْدَأَ" في سـ، ذ:"تَدَارَا"، وفي نـ:"تَرَدَّى".
===
(1)
هو: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، "ك"(16/ 110).
(2)
قوله: (تدأدأ) بمهملتين بينهما همزة ساكنة وآخره همزة أخرى مفتوحة: هَجَمَ، ولأبي ذر عن المستملي:"تدارا" براء بدل الدال الثانية بغير همزة، كذا في "القسطلاني" (9/ 284). قال في "الفتح" (7/ 492): وفي رواية أبي زيد المروزي: "تردى"، وهو بمعنى: تحدّر وتدلّى، كأنه يقول: هجم علينا بغتة، انتهى.
(3)
أي أقبل علينا مسرعًا، وهو من الدِّئدَاءِ: أشدّ عَدْوِ البعير، وقد دَأْدَأَ وَتَدَأْدَأَ، ويجوز أن يكون أصله تَدَهْدَهَ، فقلبت الهاء همزة، أي: تدحرج وسقط علينا، "نهاية"(2/ 95)، "مجمع"(2/ 145).
(4)
قوله: (ينعى عليّ) بفتح التحتية وسكون النون وفتح العين المهملة، أي: يعيب عليَّ. قوله: "امرءًا" بفتح الراء تبعًا للهمزة، يعني ابن قوقل، "أكرمه الله بيدي" بالإفراد، أي: صَيَّرَه شهيدًا. قوله: "منعه" أي ابن قوقل. "أن يهينني" من الإهانة، أي يقتلني بيده، أي بأن يقتل النعمان أبانًا على سبيل الإهانة والخزي في الدارين؛ لأن أبانًا كان حينئذ كافرًا فلو قتله ابن قوقل يومئذ قبل أن يسلم كان ذلك إهانة له وخزيًا، ففاز ذلك بالشهادة وذا بالإسلام، ملتقط من "قس"(9/ 284)، "ك"(16/ 111).
(5)
هو: ابن قوقل.
أَكْرَمَهُ اللهُ
(1)
بِيَدِي، وَمَنَعَهُ أَنْ يُهِينَنِي
(2)
بِيَدِهِ. [راجع: 2827].
4240 و 4241 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(3)
، عَنْ عُقَيْلٍ
(4)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ
(5)
، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَى أَبَي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ اللهُ
(6)
عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ
(7)
وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ،
"بِنْتَ النَّبِيِّ" في نـ: "بِنْتَ رَسُولِ اللهِ". "مِنْ رَسُولِ اللهِ" في نـ: "مِنَ النَّبِيِّ".
===
(1)
بأن صيَّره شهيدًا.
(2)
من الإهانة.
(3)
ابن سعد.
(4)
ابن خالد.
(5)
ابن الزبير.
(6)
قوله: (مما أفاء الله) أي مما أعطاه الله من مال الكفار من غير حرب ولا جهاد. قوله: "بالمدينة" نحو أرض بني النضير حين أجلاهم. قوله: "وَفَدَكَ" بفتح الفاء والمهملة منصرفًا وغير منصرف: قرية على نحو مرحلتين من المدينة، أي مما صالح أهل فدك على نصف أرضها، وما كان له أيضًا من أرض خيبر، لكنه ما استأثر بها، بل كان ينفقها على أهله والمسلمين، فصارت بعده صدقة حرم التملكُ فيها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا نُورَثُ، ما تركنا صدقة"، هذا ملتقط من "قس"(9/ 285)، "ك"(16/ 111)، ومرَّ بيانه مبسوطًا (برقم: 3094) في "الخمس".
(7)
محركة: قرية بخيبر، "ق" (ص: 875).
إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ". وَإِنِّي وَاللهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ
(1)
عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ، فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ
(2)
، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا
(3)
، وَلَمْ يُؤْذِنْ
(4)
بِهَا أَبَا بَكْرٍ
(5)
، وَصَلَّى
(6)
"الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا" في هـ، ذ:"الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا". "وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ" في نـ: "وَلَمْ يُؤْذَن بِهَا أَبُو بَكرٍ".
===
(1)
قوله: (فوجدت فاطمة) أي غضبت، "قس"(9/ 285)، وكان ذلك أمر حصل على مقتضى البشرية، ثم سكن بعد ذلك. والحديث كان عندها مؤوّلًا بما فضل عن ضرورات معاش الورثة. وأما هجرانها فمعناه انقباضُها عن لقائه وعدمُ الانبساط، لا الهجران المحرم من ترك السلام ونحوه، "ك"(16/ 112).
(2)
على الصحيح المشهور، "قس"(9/ 285).
(3)
بوصية منها، كما عند ابن سعد، "قس"(9/ 285)، لزيادة التستر، "خ".
(4)
أي: لم يُعْلِمْ، كذا في "العيني" (12/ 241). قال في "الخير الجاري" (2/ 353): وأما عدم إعلامه فلعله لأجل هول المصيبة ولعدم رضائها بحضور أجنبي.
(5)
قوله: (ولم يؤذن بها أبا بكر) لأنه ظن أن ذلك لا يخفى عنه، وليس فيه ما يدل على أنه لم يُعْلِمْ بموتها، "قس"(9/ 285).
(6)
أي: علي، وعند ابن سعد: أن العباس صلى عليها، "قس"(9/ 285).
عَلَيْهَا، وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهٌ
(1)
(2)
حَيَاةَ فَاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتِ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ، فَالْتَمَسَ
(3)
مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ
(4)
يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ
(5)
(6)
، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنِ ائْتِنَا، وَلَا يَأْتِنَا أحَدٌ مَعَكَ، كَرَاهِيَةً لِيَحْضُرَ عُمَرُ. فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَاللهِ لَا تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
"لِيَحْضُرَ عُمَرُ" كذا في ذ، وفي نـ: "لِمَحْضَرِ
(7)
عُمَرَ".
===
(1)
أي: جاه وعز فقدهما بعدها، "مجمع"(5/ 25).
(2)
قوله: (لعليٍّ من الناس وجه) أي يحترمونه حياة فاطمة إكرامًا لها، فلما توفيت استنكر وجوه الناس؛ لأنهم قصروا عن ذلك الاحترام لاستمراره على عدم مبايعة أبي بكر، وكانوا يعذرونه أيام حياة فاطمة عن تأخره عن ذلك باشتغاله بها وتسلية خاطرها، "قس"(9/ 285، 286).
(3)
أي: طلب، أي: علي.
(4)
علي رضي الله عنه.
(5)
لاشتغاله بفاطمة، "قس"(9/ 286).
(6)
قوله: (تلك الأشهر) الستة، قال المازري: العذر في تخلفه ما اعتذر هو أنه يكفي في بيعة الإمام مبايعة بعض أهل الحل والعقد، ولا يلزم استيعاب كل أحد، "توشيح"(6/ 2634).
(7)
مصدر ميمي بمعنى الحضور، وذلك لما عرفوه من قوة عمر وصلابته في القول والفعل، فربما تصدر منه معاتبة تفضي إلى خلاف ما قصدوه من المصافاة، "قس"(9/ 286).
وَمَا عَسِيْتُهُمْ
(1)
أَنْ يَفْعَلُوهُ بِي؟!، وَاللهِ لآتِيَنَّهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ، فتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا فَضْلَكَ، وَمَا أَعْطَاكَ اللهُ، وَلَمْ نَنْفَسْ
(2)
عِلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللهُ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بالأَمْرِ
(3)
، وَكُنَّا نُرَى لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَصِيبًا
(4)
، حَتَّى فَاضَتْ
(5)
عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ
"أَنْ يَفْعَلُوهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَنْ يَفْعَلُوا". "اسْتَبْدَدْتَ" في نـ: "اسْتَبَدْتَ" أسقط الدال تخفيفًا، "ف"(7/ 494).
===
(1)
قوله: (وما عسيتهم) بكسر السين وفتحها، أي: ما رجوتهم أن يفعلوا، و"ما" استفهامية، وعسى استعمل استعمال الرجاء، فلذا اتصل به ضمير المفعول، والغرض أنهم لا يفعلون شيئًا لا يليق بحالهم، كذا في "الكرماني" (16/ 112). قال القسطلاني (9/ 286): ويجوز جعل تاء "عسيتهم"[تاء خطاب]، والهاء والميم اسم عسى، والتقدير: ما عساهم أن يفعلوا بي، وهو وجه حسن، انتهى.
(2)
قوله: (ولم ننفس) بفتح الفاء، أي لم نحسدك على الخلافة، قوله:"ولكنك استَبْدَدْتَ" بدالين [إحداهما] مفتوحة، و [الأخرى] ساكنة، أي لم تشاورنا في أمر الخلافة. "وكنا نرى"، بضم النون وفتحها، قوله:"نصيبًا" أي من المشاورة، ولم يزل علي رضي الله عنه يذكر له ذلك "حتى فاضت عينا أبي بكر" من الرأفة، والعذر لأبي بكر أنه خشي من التأخر عن البيعة الاختلافَ لما كان وقع من الأنصار، "قس"(9/ 286)، "ف"(7/ 494، 495)، "ك"(16/ 113).
(3)
أي: أمر الخلافة.
(4)
أي: من المشاورة، "قس"(9/ 286).
(5)
أي: سالت، "قس".
إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي، وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ
(1)
بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَمْوَالِ، فَإِنِّي لَمْ آلُ
(2)
فِيهَا عَنِ الْخَيْرِ، وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلَّا صَنَعْتُهُ. فَقَالَ عَلِيٌّ لأَبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةُ
(3)
لِلْبَيْعَةِ. فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ عَلَى الْمنْبَرِ، فَتَشَهَّدَ وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ، وَتَخَلُّفَهُ عَنِ الْبَيْعَةِ، وَعَذَرَهُ
(4)
بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ، وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فَعَظَّمَ حَقَّ أَبِي بَكْرٍ، وَحَدَّثَ أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ
(5)
نَفَاسَةٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ
(6)
، وَلَا إِنْكَارٌ لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللهُ بِهِ، وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الأَمْرِ
(7)
نَصِيبًا
(8)
، وَاسْتَبَدَّ
(9)
عَلَيْنَا،
"فَإِنِّي لَمْ آلُ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فَلَمْ آلُ". "فَعَظَّمَ" في هـ، ذ:"وَعَظَّمَ". "وَاسْتَبَدَّ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَاسْتَبَدَّ".
===
(1)
أي: وقع من الاختلاف والتنازع، "ك"(16/ 113)، "تو"(6/ 2634).
(2)
بمد الهمزة وضم اللام، أي: لم أقصر، "قس"(9/ 286).
(3)
بالفتح على الظرفية، أي: بعد الزوال، "قس"(9/ 286)، ويجوز الضم، "ف"(7/ 495).
(4)
قوله: (وَعَذَرَه) بفتحات، بصيغة الماضي، أي: قبل عذره، ولغير أبي ذر:"عُذْرَه"، بضم العين وسكون المعجمة، "قس"(9/ 287).
(5)
من التأخر.
(6)
أي: حسدًا، "قس"(9/ 287).
(7)
الخلافة.
(8)
أي: من المشاورة.
(9)
استبد به إذا تفرد به دون غيره، "مجمع"(1/ 159).
فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا، فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ، وَقَالُوا: أَصَبْتَ. وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَلِيٍّ قَرِيبًا
(1)
، حِينَ رَاجَعَ الأَمْرَ
(2)
بِالْمَعْرُوفِ
(3)
. [راجع: 3092، 3093].
"الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ" في نـ: "الأَمْرَ الْمَعْرُوفَ"، وفي نـ:"إِلَى الأَمْرِ الْمَعْرُوفِ".
===
(1)
أي: كان ودهم له قريبًا، "قس"(9/ 287).
(2)
هو الدخول فيما دخل الناس من المبايعة، "قس"(9/ 287).
(3)
قوله: (حين راجع الأمر بالمعروف) أي من الدخول فيما دخل [فيه] الناس، قال القرطبي: من تأمَّلَ ما دار بين أبي بكر وعلي في هذا المجلس من المعاتبة والاعتذار، وما تضمن ذلك من الإنصاف، عرف أن بعضهم يعترف بفضل الآخر، وأن قلوبهم كانت متفقة على الاحترام والمحبة، وإن كان الطبع البشري قد يغلب أحيانًا، لكن الديانة ترد ذلك، والله الموفق. وقد تمسَّك الرافضة بتأخر علي رضي الله عنه عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه إلى أن ماتت فاطمة، وهذيانهم في ذلك مشهور، وفي هذا الحديث الصحيح ما يدفع حجتهم، وقد صحح ابن حبان وغيره من حديث أبي سعيد الخدري "أن عليًا بايع أبا بكر في أول الأمر"، وأما ما وقع في "مسلم" عن الزهري "أن رجلًا قال له: لم يبايع علي أبا بكر حتى ماتت فاطمة! قال: [لا]، ولا أحد من بني هاشم" فقد ضعفه البيهقي بأن الزهري لم يسنده، وأن الرواية الموصولة عن أبي سعيد أصح، وجمع غيره بأنه بايعه بيعة ثانية مؤكدة للأولى؛ لإزالة ما كان وقع بسبب الميراث، وحينئذ فيحمل قول الزهري: "لم يبايعه تلك الأيام" على إرادة الملازمةِ له والحضورِ عنده؛ فإن ذلك يوهم من لا يعرف باطن الأمر أنه بسبب عدم الرضا بخلافته، فأطلق من أطلق ذلك، وبسبب ذلك أظهر علي المبايعة بعد موت فاطمة لإزالة هذه الشبهة، "فتح الباري" (7/ 495).
4242 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَارَةُ
(3)
، عَنْ عِكْرِمَةَ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ قُلْنَا: الآنَ نَشْبَعُ مِنَ التَّمْرِ
(5)
. [تحفة: 17401].
4243 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ
(8)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا شَبِعْنَا حَتَّى فَتَحْنَا خَيْبَرَ
(9)
. [تحفة: 7207].
39 - بَابُ اسْتِعْمَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(10)
عَلَى أَهْلِ خَيْبَرَ
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ" في ذ: "قَالَ: حَدَّثَنِي حَرَمِيٌّ". "بابُ" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (حَرَمِيٌّ) وهو بفتح المهملة والراء وكسر الميم فتحتانية ثقيلة، وهو اسم بلفظ النسب، وهو ابن عمارة بن أبي حفصة، "ف"(7/ 495).
(2)
ابن الحجاج.
(3)
ابن أبي حفصة العتكي، وشعبة واسطة بينهما، "قس"(9/ 287).
(4)
مولى ابن عباس، "قس"(9/ 287).
(5)
لكثرة ما كان فيها من النخيل، "قس"(9/ 287).
(6)
ابن محمد بن الصباح الزعفراني، "قس"(9/ 288).
(7)
ابن يزيد القنوي، "قس"(9/ 288).
(8)
أي: عبد الله.
(9)
فيه إشارة - كالسابق - إلى أنهم كانوا في قلة من العيش قبل فتح خيبر، "قس"(9/ 288).
(10)
أي: رجلًا، "قس"(9/ 288).
4244 و 4245 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ
(2)
، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ
(3)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ رَجُلًا
(4)
عَلَى خَيْبَرَ، فَجَاءَهُ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ
(5)
، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا؟ ". فَقَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَأْخُذُ الصَّاعَ مِنْ هَذَا بِالصَّاعَيْنِ وَالصَّاعَيْنِ بِالثَّلَاثَةِ. فَقَالَ
(6)
: "لَا تَفْعَلْ، بِعِ الْجَمْعَ بِالدَّرَاهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بِالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا". [راجع: 2201، 2202].
4246 -
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(7)
:. . . . . . . . . . . .
"كُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ" في هـ، ذ:"أكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ". "فَقَالَ: لَا وَاللهِ" في ذ: "قَالَ: لَا وَاللهِ". "بِالصَّاعَيْنِ وَالصَّاعَيْنِ بِالثَّلَاثَةِ" في نـ: "بِالصَّاعَيْنِ بِالثَّلَاثَةِ" بدل، "قس"(9/ 288).
===
(1)
ابن أبي أويس، "قس"(9/ 288).
(2)
الإمام.
(3)
ابن عبد الرحمن بن عوف، "قس"(9/ 288).
(4)
اسمه: سواد بن غزية من بني عدي، "قس"(9/ 288).
(5)
قوله: (جنيب) بفتح الجيم وكسر النون، نوع من التمر، وهو أجود تمورهم، قوله:"بع الجمع" بفتح الجيم وسكون الميم، نوع أردى منها، وقيل: هو الأخلاط منها، كذا في "الكرماني" (16/ 114). ومرَّ الحديث مع بعض بيانه [برقم: 2210] في "البيع".
(6)
أي: صلى الله عليه وسلم.
(7)
الدراوردي، وصله أبو عوانة والدارقطني (3/ 406، رقم: 2849)، "قس"(9/ 289).
عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ
(1)
، عَنْ سَعِيدٍ
(2)
: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَاهُ: أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَخَا
(3)
بَنِي عَدِيٍّ
(4)
مِنَ الأَنْصارِ إِلَى خَيْبَرَ فَأَمَّرَهُ
(5)
عَلَيْهَا. [راجع: 2201].
4247 -
وَعَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ
(6)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(7)
السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ مِثْلَهُ
(8)
. [راجع: 2202].
40 - بَابُ مُعَامَلَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أهْلَ خَيْبَرَ
4248 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(9)
قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ
(10)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ الْيَهُودَ
"باب" سقط في نـ. "عَنْ عَبْدِ اللهِ" في نـ: "عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ".
===
(1)
ابن سهيل.
(2)
ابن المسيب.
(3)
هو سواد بن غزية، "قس"(9/ 289).
(4)
ابن النجار، "قس"(9/ 288)، "ك"(16/ 115).
(5)
أي: جعله أميرًا.
(6)
المذكور بالسند المذكور.
(7)
ذكوان.
(8)
أي: مثل الحديث السابق، "قس"(9/ 289).
(9)
التبوذكي.
(10)
ابن أسماء.
أَنْ يَعْمَلُوهَا
(1)
وَيَزْرَعُوهَا، وَلَهُمْ شَطْرُ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا. [راجع: 2285].
41 - بَابُ الشَّاةِ الَّتِي سُمَّتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ
رَوَاهُ عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
. [تحفة: 17022].
4249 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(3)
، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شاةٌ فِيهَا سُمٌّ
(5)
. [راجع: 3169].
42 - بَابُ غَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ
4250 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
"أَنْ يَعْمَلُوهَا" في نـ: "عَلَى أَنْ يَعْمَلُوهَا". "حَدَّثَنَا سَعِيدٌ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ". "بابُ" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (أن يعملوها) أي: يتعاهدوا أشجارها بالسقي وغير ذلك، قوله:"ولهم شطر ما يخرج منها"، أي: نصفه، "قس"(9/ 289)، ومضى الحديث [برقم: 2328، 2329].
(2)
[قال الحافظ: لعله يشير إلى الحديث الذي ذكره في المناقب معلقًا (برقم: 3536)، "ف" (7/ 497)].
(3)
ابن سعد.
(4)
ابن أبي سعيد المقبري، "قس"(9/ 289).
(5)
قوله: (فيها سمّ) بتثليث السين، أهدتها له زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم، وروي أنه عفا عنها، وروي أنه قتلها، وجُمِعَ بينهما بأن العفو كان في حق نفسه، فلما مات [بشر بن] البراء بن معرور بأكله من تلك الشاة قتلها قصاصًا به، قال الزركشي: وروى معمر في "جامعه": أنها أسلمت فتركها، "قسطلاني" (7/ 98 و 9/ 290) [وانظر:"التنقيح"(2/ 871)].
سَعِيدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ عَلَى قَوْمٍ
(3)
، فَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ: "إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَاَيْمُ اللهِ لَقَدْ كَانَ خَلِيقًا لِلإِمَارَةِ، وَإِنْ
(4)
كَانَ مِنْ أحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ". [راجع: 3730، تحفة: 7165].
43 - بَابُ عُمْرَةِ الْقَضَاءِ
"أُسَامَةَ" في نـ: "أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ". "عُمْرَةِ الْقَضَاءِ" في سـ، ذ:"غَزْوَةِ القَضَاءِ".
===
(1)
القطان.
(2)
الثوري، "قس"(9/ 290).
(3)
قوله: (قوم) من كبار المهاجرين والأنصار، فيهم أبو بكر وعمر وسعد وسعيد وأبو عبيدة وقتادة بن النعمان وغيرهم. قوله:"فطعنوا" أي: بعضهم. "في إمارته" بكسر الهمزة، وكان أشدهم في ذلك عياش بن أبي ربيعة، فقال: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين، فكثرت المقالة في ذلك، فسمع عمر بن الخطاب بعض ذلك فرده على من تكلم، وأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب غضبًا شديدًا فخطب وقال:"إن تطعنوا" بضم العين وفتحها. قوله: "في إمارة أبيه" زيد في غزوة موتة، وقد بعث صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في عدة سرايا، ولم يقع في حديث الباب تعيين الغزوة التي أمّر عليها، كذا في "القسطلاني"(9/ 290 - 291) مختصرًا.
ومرَّ الحديث [برقم: 3730] في "المناقب"، ومرَّ ثمة في الحاشية نقلًا عن "الفتح" (7/ 87): أنه البعث الذي أمر بتجهيزه في مرض وفاته، والله أعلم.
(4)
أي: وإنه.
ذَكَرَهُ
(1)
أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
4251 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ
(2)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(3)
، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في ذِي الْقَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ، حَتَّى قَاضَاهُمْ
(4)
عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا
(5)
الْكِتَابَ كَتَبُوا: هَذَا مَا قَاضَانَا
(6)
عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ. قَالُوا: لَا نُقِرُّ بِهَذَا، لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ مَا مَنَعْنَاكَ شَيْئًا، وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ. فَقَالَ:"أَنَا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ". ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: "امْحُ رَسُولُ اللهِ
(7)
".
"حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى" كذا في سفـ، ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى". "فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ" في هـ، ذ:"فَلَمَّا كَتَبَ الْكِتَابَ". "مَا قَاضَانَا" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"مَا قَاضَى" مصحح عليه. "لَا نُقِرُّ بِهَذَا" في هـ، ذ:"لَا نُقِرُّ لَكَ بِهَذَا". "ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ" في عسـ، ذ:"ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ".
===
(1)
أي: حديث عمرة القضاء، "قس"(9/ 291).
(2)
ابن يونس، "قس"(9/ 292).
(3)
عمرو بن عبد الله السبيعي، "قس"(9/ 292).
(4)
أي: صالحهم، "ك"(16/ 117).
(5)
أي: المسلمون، "قس"(9/ 293).
(6)
قوله: (هذا ما قاضانا) لأبي ذر عن الكشميهني، قال ابن حجر (7/ 502): ورواية الكشميهني غلط، وكأنّه لما رأى قوله:"كتبوا" ظنّ أن المراد قريش، وليس كذلك، بل المراد المسلمون، ونسبة ذلك إليهم وإن كان الكاتب واحدًا مجازية، انتهى، "قس"(9/ 293).
(7)
أي: الكلمة المكتوبة من الكتاب، "قس"(9/ 293).
قَالَ عَلِيٌّ: لَا وَاللهِ لَا أَمْحُوكَ
(1)
أَبَدًا. فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ
(2)
، وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا قاضَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ لَا يُدْخِلُ مَكَّةَ السِّلَاحَ إِلَّا السَّيْفَ فِي الْقِرَابِ
(3)
، وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ، وَأَنْ لَا يَمْنَعَ مِنْ أَصحَابِهِ أَحَدًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا. فَلَمَّا دَخَلَهَا
(4)
وَمَضَى الأَجَلُ
(5)
أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ: اخْرُجْ عَنَّا، فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَبِعَتْهُ ابْنَةُ حَمْزَةَ تُنَادِي: يَا عَمِّ يَا عَمِّ. فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ، فَأَخَذَ بِيَدِهَا
"مَا قَاضَى" في عسـ، ذ:"مَا قَاضَى عَلَيهِ". "وَمَضَى" في نـ: "وَقَضَى". "فَقَدْ مَضَى" في نـ: "فَقَدْ قَضَى". "ابْنَةُ حَمْزَةَ" في عسـ: "بِنتُ حَمْزَةَ".
===
(1)
قوله: (لا أمحوك) أي: [لا] أمحو اسمك، فإن قلت: كيف لم يمتثل عليٌّ أمره صلى الله عليه وسلم؟ قلت: عرف بالقرائن أنه لم يكن للإيجاب، "ك"(16/ 117).
(2)
قوله: (فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتابَ) فقال لعلي: "أرني مكانها، فمحاها، فأعادها لعلي فكتب"، وبهذا التقرير يزول الاستشكال الذي ظاهره يقتضي أنه صلى الله عليه وسلم كتب وهو مستلزم لكونه غير أُمِّيٍّ فيناقض الآية التي قامت بها الحجة، كذا في "القسطلاني" (9/ 293). قال الكرماني (16/ 117): فإن قلت: هو النبي الأمي فكيف كتب؟ قلت: الأمي من لا يحسن الكتابة لا من لا يكتب، أو الإسناد مجازي؛ إذ هو الآمر بها، أو كتب خارقًا للعادة على سبيل المعجزة، انتهى.
(3)
وعاء يكون السيف فيه بغمده، "ك"(16/ 117).
(4)
أي: في العام المقبل، "ك"(16/ 117).
(5)
أي: قرب مضي الثلاثة.
وَقَالَ لِفَاطِمَةَ: دُونَكِ
(1)
ابْنَةَ عَمِّكِ حَمَلَتْهَا
(2)
. فَاخْتَصَمَ فِيِهَا
(3)
عَلِيٌّ وَزَيْدٌ
(4)
وَجَعْفَرٌ. قَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَخَذْتُهَا وَهِيَ بِنْتُ عَمِّي. وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا تَحْتِي، وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي
(5)
. فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِخَالَتِهَا
(6)
، وَقَالَ: "الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ
(7)
". وَقَالَ لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي
"ابْنَةَ عَمِّكِ" في عسـ، ذ:"بِنْتَ عَمِّكِ". "حَمَلَتْهَا" في حـ، هـ، ذ:"حَمِّلِيهَا"، وفي صـ:"احْمِلِيهَا". "قَالَ عَلِيٌّ" في عسـ: "فَقَالَ عَلِيٌّ". "بِنْتُ عَمِّي" في نـ: "ابنَةُ عَمِّي". "وقَالَ جَعفرٌ" في نـ: "قال جعفرٌ". "ابنَةُ عَمِّي" في ذ: "بِنْتُ عَمِّي". "وَقَالَ زَيدٌ" في ذ: "فَقَالَ زَيدٌ". "ابنةُ أَخِي" في عسـ، ذ:"بِنتُ أَخِي". "فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ" في نـ: "فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ".
===
(1)
أي: خذي، "قس"(9/ 294).
(2)
بلفظ الماضي.
(3)
قوله: (فاختصم فيها) أي في بنت حمزة بعد أن قدموا المدينة، كما عند أحمد والحاكم، كذا في "قس" (9/ 294). قال الكرماني (16/ 118): فإن قلت: كيف أخذوها وفيه مخالفة كتاب العهد؟ قلت: لَعَلَّهم أرادوا بلفظ الأخذ المكلَّفين أو الذكور. قال القسطلاني (9/ 294): أجيب بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرجها ولم يأمر بإخراجها وبأن المشركين لم يطلبوها انتهى، ومرَّ بيان الحديث (برقم: 2698 و 2699) في "كتاب الصلح".
(4)
ابن حارثة.
(5)
لأنه صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين حمزة، "قس"(9/ 294).
(6)
أسماء، فرجح جعفرًا لقرابته وقرابة امرأته منها، "قس"(9/ 295).
(7)
أي: في الشفقة وحق الحضانة.
وَأَنَا مِنْكَ
(1)
". وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: "أَشْبَهْتَ خَلْقِي
(2)
وَخُلُقِي". وَقَالَ لِزَيْدٍ: "أَنْتَ أَخُونَا
(3)
وَمَوْلَانَا
(4)
". قَالَ عَلِيٌّ: أَلَا تَتَزَوَّجُ ابْنَةَ حَمْزَةَ. قَالَ: "إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ
(5)
". [راجع: 1781، أخرجه: ت 938، تحفة: 1803].
4252 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - هُو ابْنُ رَافِعٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ
(7)
. ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي
(9)
قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ
(10)
بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ،
"قَالَ عَلِيٌّ" كذا في صـ، عسـ، ذ، وفي نـ:"وقَالَ عَلِيٌّ". "ابْنَةَ حَمْزَةَ" في نـ: "بنتَ حَمْزَةَ". "ابْنَةُ أَخِي" في عسـ، ذ:"بنتُ أَخِي". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ". "هُو ابْنُ رَافِعٍ" كذا في ذ، وسقط لفظ "هُوَ" في نـ. "ح وَحَدَّثَنِي" سقط لفظ "ح" في نـ.
===
(1)
في النسب والصهر [والسابقة] والمحبة، "قس"(9/ 295).
(2)
أي: صورتي.
(3)
أي: في الإيمان.
(4)
أي: عتيقنا، "قس"(9/ 295).
(5)
أي: فلا تحل لي، "قس"(9/ 295).
(6)
بضم السين المهملة آخره جيم، ابن النعمان البغدادي، وهو شيخ المؤلف، روى عنه بالواسطة، "قس"(9/ 295).
(7)
لقب عبد الملك.
(8)
البغدادي.
(9)
الحسين إشكاب بن إبراهيم، "قس"(9/ 296).
(10)
لقب عبد الملك بن سليمان، "قس"(9/ 295).
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ
(1)
مُعْتَمِرًا، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَقَاضَاهُمْ
(2)
عَلَىَ أَنْ يَعْتَمِرَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَلَا يَحْمِلَ سِلَاحًا عَلَيْهِمْ إِلَّا سُيُوفًا
(3)
، وَلَا يُقِيمَ بِهَا
(4)
إِلَّا مَا أَحَبُّوا
(5)
، فَاعْتَمَرَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَدَخَلَهَا كَمَا كَانَ صَالَحَهُمْ، فَلَمَّا أَنْ أَقَامَ بِهَا ثَلَاثًا أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ
(6)
. [راجع: 2701].
4253 -
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(8)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(9)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(10)
قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ
(11)
، فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ جَالِسٌ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ،
"حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ" في عسـ، ذ:"حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ".
===
(1)
إلى مكة في ذي القعدة.
(2)
أي: صالحهم.
(3)
يعني في قرابها كما سبق، "قس"(9/ 296).
(4)
أي: بمكة.
(5)
وهو ثلاثة أيام كما دل عليه [قوله] الآتي قريبًا، "قس"(9/ 296).
(6)
كما مر، "قسطلاني"(9/ 296).
(7)
هو: عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي، "قس"(9/ 296).
(8)
ابن عبد الحميد، "قس"(9/ 296).
(9)
ابن المعتمر.
(10)
هو ابن جبر.
(11)
أي: النبوي، "قس"(9/ 296).
ثُمَّ قَالَ
(1)
: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ
(2)
: أَرْبَعًا. [راجع: 1775].
4254 -
ثُمَّ سَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ
(3)
، قَالَ عُرْوَةُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(4)
: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ؟. فَقَالَتْ: مَا اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عُمْرَةً إِلَّا وَهُوَ
(5)
شَاهِدُهُ
(6)
، وَمَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ قَطُّ
(7)
. [راجع: 1776].
4255 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(9)
،
"أَلَا تَسْمَعِينَ" في هـ، ذ:"أَلَمْ تَسْمَعِي"، وفي بعضها:"أَلَمْ تسمعين" وهو على لغة من لا يوجب الجزم بأدواته، "ك"(16/ 119).
===
(1)
أي: عروة كما صرح به مسلم [برقم: 1255]، "قس"(9/ 296).
(2)
أي: ابن عمر، "قس"(9/ 296).
(3)
أي: حِسَّ مرور السواك على أسنانها، "قس"(9/ 296).
(4)
هو كنية ابن عمر.
(5)
ابن عمر، "قس"(9/ 296).
(6)
أي: حاضر معه، "قس"(9/ 296).
(7)
قوله: (وما اعتمر في رجب قط) وزاد مسلم [برقم: 1255] عن عطاء عن عروة قال: "وابن عمر [يسمع] فما قال: لا، ولا نعم، سكت". قال النووي: سكوت ابن عمر على إنكار عائشة رضي الله عنها يدل على أنه اشتبه عليه، أو نسي، أو شك. وحينئذ فلا يقال هنا: قول ابن عمر المثبت مقدم على نفي عائشة، كما لا يخفى، كذا في "القسطلاني" (4/ 339 و 9/ 297). ومرَّ الحديث مع البيان الوافي [برقم: 1776] في "باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم" من "كتاب الحج".
(8)
المديني.
(9)
ابن عيينة.
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ
(1)
، سَمِعَ ابْنَ أَبِي أَوْفَى
(2)
يَقُولُ: لَمَّا اعْتَمَرَ
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَتَرْنَاهُ
(4)
مِنْ غِلْمَانِ الْمُشْرِكِينَ وَمِنْهُمْ أَنْ يُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 1600].
4256 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - هُوَ ابْنُ زيْدٍ -، عَنْ أَيُّوبَ
(5)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(6)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَفْدٌ
(7)
"قَدِمَ" في نـ: "قَالَ: قَدِمَ". "وَفْدٌ" في قتـ: "وَقَدْ".
===
(1)
الكوفي.
(2)
عبد الله، "قس"(9/ 297).
(3)
عمرة القضية، "قس"(9/ 297).
(4)
قوله: (سترناه) لئلا يؤذيه أحد. قوله: "ومنهم" أي: ومن المشركين "أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم". وعند الحميدي: "كنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد"، كذا في "القسطلاني" (9/ 297). وسبق الحديث [برقم: 1791] في "أبواب العمرة" من "كتاب الحج"، وأيضًا [برقم: 4188] في "غزوة الحديبية".
(5)
ابن أبي تميمة السختياني.
(6)
الكوفي، "قس"(9/ 297).
(7)
قوله: (وفد) بالفاء الساكنةِ والرفعِ، فاعل "يقدم" أي: جماعة، والضمير في "إنه" للشأن، ولأبي الوقت "وقد" بالقاف، والضمير في "إنه" للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: إنه يقدم عليكم صلى الله عليه وسلم والحال أنه "قد وَهَنَتْهُم" أي الصحابةَ، ولابن عساكر:"وهنهم" بحذف الفوقية، أي: أضعفهم، كذا في "القسطلاني" (9/ 297). قال الكرماني (16/ 119 و 8/ 120): فيه جمع
وَهَنَهُمْ
(1)
حُمَّى يَثْرِبَ
(2)
. وَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ، وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلَّا الإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ.
وَزَادَ ابْنُ سَلَمَةَ
(3)
، عَنْ أَيُّوبَ
(4)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
"وَهَنَهُمْ" كذا في عسـ، وفي نـ:"وَهَنَتْهُمْ". "وَأَمَرَهُمُ" في نـ: "فَأَمَرَهُمُ". "النَّبِيُّ" في نـ: "رَسُولُ اللهِ". "وَزَادَ ابْنُ سَلَمَةَ. . ." إلخ، ثبت هذا التعليق في سفـ هنا. "ابْنِ جُبَيْرٍ" سقط في نـ.
===
الواو مع "قد" وفي بعضها الواو للعطف و"قد" للتقريب. و"وهنهم": أي أضعفهم، انتهى. قال في "التوشيح" (6/ 2640):"وفد" بسكون الفاء، أي: قوم، ولابن السكن:"وقد" حرف التحقيق، وهو خطأ، انتهى.
(1)
بخفة الهاء وشدتها، "ف"(7/ 509)، "تو"(6/ 2640).
(2)
قوله: (حمى يثرب) بفتح التحتية وسكون المثلثة وكسر الراء، اسم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال القسطلاني (9/ 297): فَأَطْلَعَ الله نبيه عليه السلام على ما قالوه. قوله: "أن يرملوا" بضم الميم، من الرمل، وهو الهرولة، وهي إسراع المشي مع تقارب الخُطَى. قوله:"الأشواط" هو جمع شوط، أي مرة واحدة من الطواف. قوله:"الثلاثة" أي الأُوَل من الأطوفة السبعة ليروا المشركين قوتهم بذلك. قوله: "ما بين الركنين" أي اليمانيين حيث لا يراهم قريش؛ إذ كانوا من قِبَلِ قُعَيْقِعَان. قوله: "إلا الإبقاء عليهم" بكسر الهمزة والرفع فاعل "لم يمنعه"، أي إلا إرادة الرفق، أي رفقًا عليهم، يقال: أبقيت على فلان: إذا رحمته، "قس"(9/ 298)، "ك"(16/ 120) ملتقطًا.
(3)
بفتح المهملة واللام، هو حماد، "ك"(16/ 120).
(4)
السختياني، "قس"(9/ 298).
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَامِهِ الَّذِي اسْتَأْمَنَ
(1)
قَالَ: "ارْمُلُوا"، لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَهُمْ، وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ. [راجع: 1602].
4257 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(2)
، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ
(3)
، عَنْ عَمْرٍو
(4)
، عَنْ عَطَاءٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّمَا سَعَى
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ
(7)
. [راجع: 1649].
"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ" في نـ: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ". "لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ" في نـ: "لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ". "عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ" في عسـ، صـ:"قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ". "وَبَيْنَ الصَّفَا" في نـ: "وَبِالصَّفَا". "قُوَّتَهُ" زاد بعده في نـ: "وزاد ابن سلمة عن أيوب عن سعيد عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم لعامه الذي استأمن قال: "ارملوا"، ليري المشركين قوتهم، والمشركون من قِبَل قعيقعان" - أي من جهته -.
===
(1)
قوله: (استأمن) أي دخل في الأمان. قوله: "قُعَيْقِعَان" بضم القاف الأولى وكسر الثانية وفتح المهملتين وسكون التحتية، جبل بمكة معروف مقابل لأبي قبيس ["قس" (9/ 289، 297)، "ك" (16/ 120)].
(2)
هو ابن سلام، "قس"(9/ 298).
(3)
الهلالي مولاهم، الكوفي، الأعور، أحد الأعلام.
(4)
ابن دينار.
(5)
ابن أبي رباح، "قس"(9/ 298).
(6)
أي: رمل، "قس"(9/ 298).
(7)
وأنه لم يؤثر فيهم الحمَّى.
4258 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ
(4)
، وَبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلَالٌ، وَمَاتَتْ بِسَرِفَ. [راجع: 1837، أخرجه: د 1844، ت 843، تحفة: 5990].
4259 -
وَزَادَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ
(5)
وَأَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ. [راجع: 1837، تحفة: 5878، 6375].
44 - بَابُ غَزْوَةِ مُوتَةَ
(6)
(7)
مِنْ أَرْضِ الشَّامِ
"وَزَادَ" زاد قبله في نـ: "قَالَ أَبُو عبدِ اللهِ"، وفي ذ:"زاد" بإسقاط الواو. "بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
المنقري التبوذكي.
(2)
ابن خالد.
(3)
مولى ابن عباس.
(4)
قوله: (وهو محرم) أي بعمرة القضاء. قوله: "وبنى بها" كناية عن الدخول بها، يقال: بنى بامرأته: أي زفّها. و"سرف" بفتح السين وكسر الراء: موضع على عشرة أميال من مكة. وقد اتفق تزوج ميمونة وزفافها وموتها حصل في هذا المكان.
وهذا الحديث حجة للحنفية، ورجحوه على حديث يزيد الأصم، لكون ابن عباس أفضل في الحفظ والإتقان والفقه، هذا ملتقط من "اللمعات"، ومرَّ بيانه (برقم: 1837) في "الحج".
(5)
عبد الله.
(6)
بضم الميم وسكون الواو من غير همز للأكثر، "قس"(9/ 299).
(7)
كانت بالقرب من البلقاء في جمادى الأولى سنة ثمان، "قس"(9/ 299).
4260 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ
(2)
، عَنْ عَمْرٍو
(3)
، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ
(4)
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي
(5)
نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى جَعْفَرٍ
(6)
يَوْمَئِذٍ وَهُوَ قَتِيلٌ، فَعَدَدْتُ بِهِ خَمْسِينَ بَيْنَ طَعْنَةٍ
(7)
وَضَرْبَةٍ
(8)
، لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ فِي دُبُرِهِ
(9)
. [طرفه: 4261، تحفة: 7668].
4261 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(10)
،. . . . . . . . . . . . .
"أَحْمَدُ" في فـ، بو:"أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ". "وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ" سقطت الواو في نـ. "بَيْنَ طَعْنَةٍ" في نـ: "مِنْ طَعْنَةٍ". "ليْسَ مِنْهَا" في هـ، ذ:"لَيْسَ فِيهَا". "فِي دُبُرِهِ" زاد بعده في نـ: "يَعْنِي فِي ظَهْرِهِ". "أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ" في عسـ، صـ، ذ:"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ".
===
(1)
هو: ابن صالح، وبه جزم أبو نعيم، قال الكلاباذي: هو أحمد بن عيسى، وقيل: أحمد بن عبد الرحمن، "قس"(9/ 299).
(2)
عبد الله المصري، "قس"(9/ 299).
(3)
ابن الحارث.
(4)
اسمه سعيد.
(5)
عطف على محذوف.
(6)
ابن أبي طالب.
(7)
برمح.
(8)
بسيف.
(9)
قوله: (شيء في دبره) بضم الموحدة وسكونها: الظهر، يعني لم يكن شيء منها في حال الإدبار، بل كلها في حال الإقبال، وغرضه بيان شجاعته، "ك"(16/ 121).
(10)
المخزومي، "ف"(7/ 511)، "ع"(12/ 253).
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ
(2)
زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ
(3)
.، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ". قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَوَجَدْنَاهُ فِي الْقَتْلَى، وَوَجَدْنَا مَا فِي جَسَدِهِ بِضْعًا وَتِسْعِينَ
(4)
مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ
(5)
. [راجع: 4260، تحفة: 7718].
4262 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ وَاقِدٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
(7)
،
"عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ" كذا في عسـ، صـ، وفي نـ:"عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ".
===
(1)
مولى ابن عمر.
(2)
كانت بالقرب من البلقاء على مرحلتين من بيت المقدس، "تو"(6/ 2642).
(3)
أي: ابن أبي طالب أميرهم، "قس"(9/ 300).
(4)
قوله: (بضعًا وتسعين) فإن قلت: الرواية السابقة خمسون؟ قلت: كان ذلك في قبله خاصة، وهذا في جميع جسده، أو ذلك من الطعنات والضربات، وهذا من الطعنات والرميات، والفرق بينها أن الطعنة بالرمح، والضربة بالسيف، والرمية بالسهم؛ مع أن التخصيص بالعدد لا يدل على نفي الزائد، "ك"(16/ 122)، "قس"(9/ 300).
(5)
أي: بسهم.
(6)
هو أحمد بن عبد الملك بن واقد بالقاف، "ك"(16/ 122).
(7)
أبو إسماعيل الأزدي، "قس"(9/ 301).
عَنْ أَيُّوبَ
(1)
، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ
(2)
، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى زَيْدًا
(3)
وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقَالَ: "أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ
(4)
، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ - وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ
(5)
(6)
- حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ
(7)
، حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ". [راجع: 1246].
4263 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
(9)
قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ:
"أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ" في نـ: "حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ".
===
(1)
السختياني.
(2)
العدوي البصري، "قس"(9/ 301).
(3)
ابن حارثة.
(4)
أي: استشهد.
(5)
أي: تجريان.
(6)
قوله: (تذرفان) بذال معجمة وراء مكسورة، أي تُدَفِّقانِ الدموعَ، والواو للحال. قوله:"حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله" خالد بن الوليد باتفاق أصحابه على تأميره، "قس" (9/ 301). وهذا الحديث قد سبق ذكره في "الجنائز" [برقم: 1246] و"الجهاد"[برقم: 2798 و 3063] و"علامات النبوة"[برقم: 3630] و"فضل خالد"[برقم: 3757].
(7)
هو خالد.
(8)
ابن سعيد.
(9)
ابن عبد المجيد، "قس"(9/ 301).
لَمَّا جَاءَ قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ
(1)
وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ، جَلَسَ
(2)
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ
(3)
، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَنَا أَطَّلِعُ
(4)
مِنْ صَائِرِ الْبَابِ - تَعْنِي مِنْ شِقِّ
(5)
الْبَابِ -، فَأَتَاهُ رَجُلٌ
(6)
فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ - قَالَ: وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ - فَأَمَرَهُ أَنْ
"قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ" في عسـ، ذ:"قَتلُ ابْنِ رَوَاحَةَ وَابْنِ حَارِثَةَ وَجَعْفَر بْن أَبِي طَالِبٍ". "من صائر الباب" لفظ "من" ثبت في نـ. "مِنْ صَائِرِ الْبَابِ تَعْنِي مِنْ شِقِّ الْبَابِ" في قا: "مِنْ صَائِرِ الْبَابِ بِشِقِّ الْبَابِ"، وفي سفـ:"مِنْ صَائِرِ البَاب شِقِّ الْبَابِ". "قَالَ" في عسـ، ذ:"قَالَتْ". "وَذَكَرَ" كذا في هـ، وفي نـ:"فَذَكَرَ".
===
(1)
زيد.
(2)
أي: في المسجد، "قس"(9/ 302).
(3)
قوله: (يُعْرَفُ فيه الحزنُ) بضم الحاء وسكون الزاي، وضبطه أبو ذر "الْحَزَن" بفتحهما؛ للرحمة التي في قلبه، ولا ينافي ذلك الرضاءَ بالقضاء. قوله:"إن نساء جعفر" زوجاته، لكن لا نعرف له غير أسماء، فالحمل على من ينسب إليه من النساء في الجملة أولى. قوله:"فذكر أنه" وللأصيلي وأبي ذر عن الكشميهني: "أنهن"، قال في "الفتح": وهي أوجه، "قس"(9/ 302).
(4)
أي: أنظر.
(5)
بكسر الشين المعجمة، "قس" (9/ 302). [قلت: وفي "قس" بفتح الشين المعجمة]، وقال العيني (6/ 131): هو بفتح الشين المعجمة كما مرَّ في "الجنائز"[وفي "الكرماني" (7/ 93): بفتح الشين وكسرها].
(6)
لم أقف على اسمه، "ف"(7/ 514).
يَنْهَاهُنَّ، قَالَ: فَذَهَبَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى
(1)
فَقَالَ: قَدْ نَهَيْتُهُنَّ. وَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يُطِعْنَهُ، قَالَ: فَأَمَرَ أَيْضًا، فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَى فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ غَلَبْنَنَا
(2)
، فَزَعَمَتْ أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ مِنَ التُّرَابِ
(3)
". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: أَرْغَمَ اللهُ أَنْفَكَ
(4)
، فَوَاللهِ مَا أَنْتَ تَفْعَلُ
(5)
، وَمَا تَرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَنَاءِ. [راجع: 1299].
"قَالَ: فَذَهَبَ" في نـ: "قَالَتْ: فَذَهَبَ". "وَذَكَرَ أَنَّهُ" في هـ، صـ، ذ:"وَذَكَرَ أَنَّهُنَّ".
===
(1)
إليه صلى الله عليه وسلم.
(2)
قوله: (لقد غَلَبْنَنَا) بسكون الموحدة، أي في عدم الامتثال لقوله؛ لكونه لم يصرِّح لهن بنهي الشارع، أو حَمَلْنَ الأمر على التنزيه، أو لشدة الحزن لم يستطعن تركَ ذلك، وليس النهي عن البكاء فقط، بل الظاهر أنه على نحو النوح، أو كن تركن النوح ولم يتركن البكاء، وكان غرض الرجل حسم المادة فلم يُطِعْنَه، لكن قوله:"فاحث في أفواههن من التراب" يدل على أنهن تمادين على الأمر الممنوع منه شرعًا، "قس"(9/ 302).
(3)
ليسد محل النوح، أو المراد به المبالغة في الزجر كما مرَّ في (ح: 1299).
(4)
أي: ألصقه بالتراب ولم ترد حقيقة الدعاء، "قس"(9/ 302).
(5)
قوله: (ما أنت تفعل) ما أمرك به النبي صلى الله عليه وسلم لقصورك عن القيام بذلك. وعند ابن إسحاق من وجه صحيح أنها قالت: "وعرفت أنه لا يقدر أن يحثي في أفواههن التراب". قوله: "وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء" بفتح العين والنون والمد، من التعب، كذا في "القسطلاني" (9/ 302). قال النووي (3/ 509 - 510): معناه: أنك قاصر عما أُمِرْتَ به، ولم تخبره عليه السلام بأنك قاصر حتى يرسل غيركَ، ويستريح من العناء، ومرَّ (برقم: 1299).
4264 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ
(1)
قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَيَّ ابْنَ جَعْفَرٍ
(2)
قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ. [راجع: 3709].
4265 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
(5)
، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ
(6)
يَقُولُ: لَقَدِ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي
(7)
يَوْمَ مُوتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَمَا بَقِيَ فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ
(8)
. [طرفه: 4266، تحفة: 3506].
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ". "حَيَّ" في نـ: "حَيَّا".
===
(1)
الشعبي.
(2)
قوله: (إذا حَيَّ ابنَ جعفر) عبدَ الله، أي سلَّم عليه. قوله:"يا ابنَ ذي الجناحين" لأنه لما قُطِعَتْ يدا جعفر يوم موتة جعل الله له جناحين يطير بهما في الجنة، "قسطلاني"(9/ 303)، ولذا لُقِّبَ بـ "الطيَّار".
(3)
الفضل بن دكين، "قس"(9/ 303).
(4)
ابن عيينة أو الثوري، كذا في "قس"(9/ 303).
(5)
ابن أبي خالد.
(6)
ابن المغيرة المخزومي.
(7)
بكسر الدال، "قس"(9/ 303).
(8)
قوله: (إلا صفيحة يمانية) بخفة التحتية، وحكي تشديدها، والصفيحة بصاد مهملة ففاء فتحتية ساكنة فحاء مهملة: السيف العريض، "قس"(9/ 303).
4266 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(1)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: لَقَدْ دُقَّ
(3)
فِي يَدِي يَوْمَ مُوتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، وَصَبَرَتْ
(4)
فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَةٌ. [راجع: 4265].
4267 -
حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ
(5)
، عَنْ حُصَيْنٍ
(6)
، عَنْ عَامِرٍ
(7)
، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي،
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى". "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى". "إِسْمَاعِيلَ" في نـ: "إِسْمَاعِيلَ بنَ أَبِي خَالدٍ". "حَدَّثَنِي عِمْرَانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا عِمْرَانُ". "أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي" في نـ: "أخته تبكي".
===
(1)
القطان.
(2)
ابن أبي حازم.
(3)
بضم الدال وتشديد القاف، فسره في الرواية الأولى [بقوله]: انقطعت، "قس"(9/ 303).
(4)
قوله: (صبرت) بفتح الموحدة، أي لم تنقطع، هذا يدل على أنهم قتلوا من الكفار كثيرًا، "قس"(9/ 304).
(5)
ابن غزوان.
(6)
ابن عبد الرحمن.
(7)
الشعبي.
وَاجَبَلَاهْ
(1)
(2)
، وَاكَذَا، وَاكَذَا. تُعَدِّدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ: مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا قِيلَ لِي: آنْتَ كَذَاكَ؟!. [طرفه: 4268، تحفة: 5253، 11629].
4268 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرُ
(4)
، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ بِهَذَا
(5)
، فَلَمَّا مَاتَ
(6)
لَمْ تَبْكِ عَلَيهِ. [راجع: 4267].
"كَذَاكَ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ:"كَذَلِكَ".
===
(1)
مثل: واعضداه.
(2)
قوله: (واجبلاه) بالجيم والموحدة واللام، والواو فيه للندبة، والهاء للسكت. قوله:"واكذا واكذا" مرتين. قوله: "تُعَدِّدُ عليه" أي: تذكر محاسنه، وذلك غير جائز، "قس" (9/ 304). قوله:"آنت كذاك" استفهام إنكار، "قس" (9/ 304). قال الكرماني (16/ 124): هذا الكلام على سبيل الإذلال والإهانة.
(3)
ابن سعيد.
(4)
ابن القاسم، "ك"(16/ 124).
(5)
قوله: (بهذا) أي بما ذكر في الحديث السابق من قوله: "فجعلت أخته عمرة تبكي. . ." إلخ، وفي مرسل [أبي] عمران: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاده فأغمي عليه فقال: "اللهم إن كان أجله قد حضر يَسِّرْ عليه وإلا فَاشْفِه"، قال: فوجد خفَّة فقال: كان ملك قد رفع مِرْزَبَةً من حديد يقول: آنت كذا؟ فلو قلت: نعم لقمعني بها، "قس" (9/ 304). [انظر:"طبقات ابن سعد"(3/ 401)].
(6)
قوله: (فلما مات) أي في غزوة موتة وبلغها خبرُه، "لم تبك عليه"، لنهيه إياها عن ذلك في مرضه الذي أُغْمِيَ عليه فيه ولم يمت منه، وبهذا يتضح وجه إدخال الحديث الذي قبل هذا في الباب، كما لا يخفى، "قس"(9/ 305).
45 - بَابُ بَعْثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ إِلَى الْحُرُقَاتِ
(1)
مِنْ جُهَيْنَةَ
4269 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو ظَبْيَانَ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
إِلَى
"حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ". "يَقُولُ" في نـ: "قَالَ".
===
(1)
قوله: (إلى الحرقات) بضم الحاء والراء المهملتين وفتح القاف وبعد الألف فوقية، نسبة إلى الحرقة، واسمه: جهيش بن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة، وسمي الحرقة لأنه حَرَّق قومًا بالقتل فبالغ في ذلك، والجمع فيه باعتبار بطون تلك القبيلة. قوله:"من جهينة" نسبة إلى جده المذكور، "قس"(9/ 305).
(2)
مصغرًا، ابن بشير الواسطي، "قس"(9/ 305).
(3)
بضم الحاء، ابن عبد الرحمن الكوفي، "قس"(9/ 305).
(4)
بكسر المعجمة وفتحها وسكون الموحدة، هو حصين بن جندب الكوفي، "قس"(9/ 305).
(5)
قوله: (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
) إلخ، ليس في هذا ما يدل على أنه كان أمير الجيش كما هو ظاهر الترجمة، وهذه الغزوة عند أهل المغازي تُعْرَفُ بسرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الْمَيْفَعَة - بتحتانية ساكنة وفاء مفتوحة - وهي وراء بطن نخل، وذلك في رمضان سنة سبع، وقالوا: إن أسامة قتل الراجلَ في هذه السرية، فإن ثبت أن أسامة كان أمير الجيش فالذي صنعه البخاري هو الراجح؛ لأنه ما أُمِّرَ إلا بعد قتل أبيه بغزوة موتة، وذلك في رجب سنة ثمان، وإن لم يثبت أنه كان أميرَها رُجِّحَ ما قال أهل المغازي، "فتح الباري"(7/ 518).
الْحُرَقَةِ
(1)
، فَصبَّحْنَا الْقَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ
(2)
مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلًا
(3)
مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ
(4)
قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. فَكَفَّ الأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(5)
فَقَالَ: "يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ
(6)
بَعْدَ مَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟! " قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا
(7)
، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا
(8)
حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ
(9)
. [طرفه: 6872، أخرجه: م 96، د 2643، س في الكبرى 8594، تحفة: 88].
"وَلَحِقْتُ" في ذ: "فَلَحِقْتُ". "فَطَعَنْتُهُ" في صـ، عسـ، ذ:"وَطَعَنْتُهُ".
===
(1)
بالإفراد.
(2)
لم أعرف اسمه ويحتمل أن يكون أبا الدرداء، "قس"(9/ 305).
(3)
هو: مرداس بن عمرو، ويقال: ابن نهيك الفدكي، "قس"(9/ 305).
(4)
بكسر الشين المعجمة، "قس"(9/ 305).
(5)
قتلي له بعد قوله كلمة التوحيد، "قس"(9/ 305).
(6)
بهمزة الإنكار.
(7)
أي: من القتل، "قس"(9/ 306).
(8)
أي: كلمة "أَقتلتَه" بعد ما قال: لا إله إلا الله، "قس"(9/ 306).
(9)
قوله: (لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم) إنما قال أسامة ذلك على سبيل المبالغة لا الحقيقة. قال الكرماني: فإن قلت: كيف تمنى عدم سبق الإسلام؟ قلت: كان يتمنى إسلامًا لا ذنب فيه. وقال الخطابي: ويشبه أن يكون أسامة تأوَّل قوله: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} [غافر: 85]. ولم يُنْقَلْ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألزم أسامة بن زيد ديةً ولا غيرها، نعم نقل القرطبي في "تفسيره" أنه أمره بالدية، فلينظر، "قس"(9/ 306)، "ك"(16/ 125).
4270 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ
(2)
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ
(4)
غَزَوَاتٍ
(5)
، وَخَرَجْتُ فِيمَا يَبْعَثُ مِنَ الْبُعُوثِ
(6)
تِسْعَ غَزَوَاتٍ، مَرَّةً عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ
(7)
(8)
، وَمَرَّةً عَلَيْنَا أُسَامَةُ
(9)
. [أطرافه: 4271، 4272، 4273، أخرجه: م 1815، تحفة: 4544].
"مِنَ الْبُعُوثِ" في نـ: "مِنَ الْبَعْثِ".
===
(1)
البلخي، "قس"(9/ 306).
(2)
ابن إسماعيل المدني الحارثي مولاهم، "قس"(9/ 306).
(3)
مولى سلمة، "قس"(9/ 206).
(4)
بالموحدة بعد السين، "قس"(9/ 306).
(5)
قوله: (سبع غزوات) خيبر، والحديبية، ويوم حنين، ويوم القرد، وغزوة الفتح، وغزوة الطائف، وغزوة تبوك، وهي آخر الغزوات النبوية، فهذه سبع غزوات، كما ثبت في أكثر الروايات، وإن كانت الرواية بلفظ التسع محفوظة فلعله عدّ غزوة وادي القرى التي وقعت عقب خيبر، وعدّ عمرة القضاء غزوة، "فتح الباري"(7/ 518).
(6)
جمع بعث وهو الجيش، "قس"(9/ 306).
(7)
أي: أميرًا، " قس"(9/ 306).
(8)
قوله: (مرة علينا أبو بكر) الصديق أميرًا إلى بني فزارة، وأخرى إلى بني كلاب، وثالثةً إلى الحج، "ومرة علينا أسامة" أميرًا إلى الحرقات، وإلى أُبنى، بضم الهمزة وسكون الموحدة ثم نون مقصورة، من نواحي البلقاء، وهذه خمسة ذكرها أهل السير، وبقيت أربع لم يذكروها، فيحتمل أن يكون في هذا الحديث حذف، "قس"(9/ 306).
(9)
أي: أميرًا، "قس"(9/ 306).
4271 -
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَخَرَجْتُ فِيمَا يَبْعَثُ مِنَ الْبَعْثِ تِسْعَ غَزَوَاتٍ، عَلَيْنَا مَرَّةً أَبُو بَكْرٍ، وَمَرَّةً أُسامَةُ. [راجع: 4270].
4272 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَغَزَوْتُ مَعَ ابْنِ حَارِثَةَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَيْنَا
(1)
. [راجع: 4270].
4273 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ. فَذَكَرَ خَيْبَرَ وَالْحُدَيْبِيَةَ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ وَيوْمَ الْقَرَدِ.
"حَدَّثَنَا أَبِي" في عسـ: "حَدَّثَنِي أَبِي" وفي نـ: "أَخْبَرَنَا أَبِي". "مِنَ الْبَعْثِ" في صـ، ذ:"مِنَ الْبُعُوثِ". "حَدَّثَنَا" في عسـ، صـ، ذ:"أَخْبَرَنَا". "يَزيدُ" في نـ: "يَزِيدُ بنُ أَبِي عُبَيْد". "قَالَ: غَزَوْتُ" في نـ: "أَنَّهُ قَالَ: غَزَوْتُ". "اسْتَعْمَلَهُ" في ذ: "فَاسْتَعْمَلَهُ". "ابْنِ أَبِي عُبَيْدٍ" سقط في نـ. "ابْنِ الأَكْوَعِ" سقط في نـ. "غَزَوْتُ" في نـ: "قَالَ: غَزَوْت". "مَعَ النَّبِيِّ" في نـ: "مَعَ رَسُولِ اللهِ".
===
(1)
أي: أميرًا. [هذا الحديث هو الخامس عشر من ثلاثيات الإمام الهمام البخاري].
(2)
هو: الذهلي أو المخزومي، "قس"(9/ 308).
قَالَ يَزِيدُ
(1)
: وَنَسِيتُ بَقِيَّتَهُمْ
(2)
. [راجع: 4270].
46 - بَابُ غَزْوَةُ الْفَتْحِ
(3)
وَمَا بَعَثَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِغَزْوِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
(4)
4274 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(6)
: أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ فَقَالَ: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ
(7)
، فَإِنَّ بِهَا
"قَالَ يَزِيدُ" في ذ: "وَقَالَ يَزِيدُ". "بَابُ" سقط في نـ. "وَمَا بَعَثَ" في نـ: "ومَا بَعَثَ بِهِ". "قُتَيْبَةُ" في نـ: "قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ".
===
(1)
ابن أبي عبيد.
(2)
بالميم في جمع الغزوات، والمعروف في ذلك بَقِيَّتَهُنَّ بنون التأنيث، "قس"(9/ 308).
(3)
قوله: (غزوة الفتح) أي فتح مكة لنقض أهلها العهدَ الذي وقع بالحديبية، "قس"(9/ 308)، سنة ثمان لعشر مضين من رمضان خرجوا من المدينة، "ف"(8/ 4).
(4)
إياهم.
(5)
ابن عيينة.
(6)
ابن علي.
(7)
قوله: (روضة خاخ) بخائين معجمتين بينهما ألف: موضع بين مكة والمدينة. قوله: "فإنَّ بها ظعينة" أي امرأة في هودج اسمها سارة أو كنود، وجعل لها حاطب عشرة دنانير على ذلك، "قس" (9/ 309). قيل: كانت مولاة للعباس، "تو"(6/ 2647).
ظَعِينَةً
(1)
مَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوا مِنْهَا". قَالَ: فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى
(2)
بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، قُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ. قَالَتْ: مَا مَعِي الكِتَابُ. فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ، قَالَ: فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا
(3)
، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا فِيهِ: مِنْ
"فَخُذُوا" في هـ، صـ، ذ:"فَخُذُوه". "قُلْنَا" في نـ: "فَقُلْنَا". "مَا مَعِي الْكِتَابُ" في نـ: "مَا مَعِي كِتَابٌ". "لَنُلْقِيَنَّ" في نـ: "لَتُلْقِيَنِّ". "قَالَ: فَأخْرَجَتْهُ" في نـ: "قَالَتْ: فَأَخْرَجَتْهُ".
===
(1)
أي: امرأة في هودج.
(2)
قوله: (تعادى) بحذف إحدى التائين أي تجري. قوله: "لتخرجنَّ" بضم الفوقية وكسر الراء. قوله: "أو لنلقينَّ" أي نحن. قوله: "من عقاصها" بكسر العين وبالقاف: الخيط الذي يُعْتَقَصُ به أطرافُ الذوائب، أو الشعر المضفور، "قس" (9/ 309). قال الكرماني (16/ 127 - 128): فإن قلت: تقدم في: "باب إذا اضطر الرجل إلى النظر"(برقم: 3081): أنها أخرجته من الحُجْزَة؟ قلت: لعلها أخرجته من الحجزة، فأخفته في العقيصة ثم أخرجتْ منها، وله أجوبة أخرى مذكورة ثَمَّ.
وأما صورة الكتاب فقال أصحاب المغازي: "أما بعد، يا معشر قريش! فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءكم بجيش كالليل، يسير كالسيل، فوالله لو جاءكم وحده لنصره الله عليكم، وأنجز له وعده، فانظروا لأنفسكم، والسلام". انتهى. وروى الواقدي "أن صورته: أن رسول الله آذن في الناس بالغزو، ولا أراه يريد غيرَكم، وقد أحببت أن يكون لي عندكم يد"، كذا في "التوشيح"(6/ 2647).
(3)
بكسر العين وبالقاف: الشعر المضفور.
حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ بِمَكَّةَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا حَاطِبُ مَا هَذَا؟ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، إِنِّي كُنْتُ امْرَءًا مُلْصَقًا
(1)
فِي قُرَيْشٍ، يَقُولُ
(2)
: كُنْتُ حَلِيفًا وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ المُهَاجِرِينَ مَنْ لَهُمْ قَرَابَاتٌ، يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا
(3)
(4)
يَحْمُونَ
(5)
قَرَابَتِي، وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي، وَلَا رِضًا بِالْكُفْر بَعْدَ الإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ"، فَقَالَ عُمَرُ
(6)
: يَا رَسُولَ اللهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ
(7)
. فَقَالَ: "إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ
"إِلَى نَاسٍ" في هـ، ذ:"إِلَى أُنَاسٍ". "فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم" سقط قولهُ: "رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ.
===
(1)
أي: بسبب الحلف، "ك"(16/ 129).
(2)
تفسير لما قبله.
(3)
أي: منة وحقًّا، "ك"(16/ 129).
(4)
منة عليهم، "قس"(9/ 310).
(5)
أي: بها.
(6)
على عادة شدته في الدين.
(7)
قوله: (هذا المنافق) لأنه أبطن خلاف ما أظهر، لكن عَذَرَه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان متأولًا، ثم أرشد إلى علة عدم قتله أنه شهد بدرًا، وكأنه قال: هل شهود بدر يسقط هذا الذنبَ الكبيرَ؟ فأجابه بقوله: "وما يدريك". قوله: "فقد غفرتُ لكم" المراد المغفرة في الآخرة لا سقوط
اطَّلَعَ عَلَى مَنْ شَهِدَ بَدْرًا، قَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ
(1)
فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ". فَأَنْزَلَ اللهُ السُّورَةَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ
(2)
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} إِلَى قَوْلِهِ {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [الممتحنة: 1]. [راجع: 3007].
47 - بَابُ غَزْوَةُ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ
(3)
4275 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ. أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا غَزْوَةَ الْفَتْحِ
"قَالَ: اعْمَلُوا" في عسـ، صـ، ذ:"فَقَالَ: اعْمَلُوا". " {بِالْمَوَدَّةِ} " زاد بعده في صـ: "وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ". "بَابُ" سقط في نـ. "قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ" في نـ: "عَنْ عُقَيْلٍ".
===
الحد والقصاص في الدنيا، كذا في "القسطلاني"(6/ 534 و 9/ 38، 310)، ومرَّ الحديث [برقم: 3007، و 3081، و 3983] مع بيانه.
(1)
قوله: (اعملوا ما شئتم) فيه إظهار العناية، لا حقيقة الأمر بكل ما شاءوا وإن كان معصية، ويحتمل أن يكون المراد: لو صدر ذنب من أحد لَوُفِّقَ بالتوبة، [راجع "قس" (9/ 38)].
(2)
حال من الضمير في {لَا تَتَّخِذُوا} ، أي: لا تتخذوهم أولياء ملقين. "قس"(9/ 310).
(3)
سنة ثمان، "قس"(9/ 311).
(4)
التنيسي.
(5)
ابن سعد.
(6)
مصغرًا، ابن خالد.
فِي رَمَضَانَ
(1)
. قَالَ
(2)
: وَسَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ
(3)
يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ
(4)
. وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسِ قَالَ: صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتَّى إِذَا بَلَغَ الْكَدِيدَ
(5)
- الْمَاءَ الَّذِي بَيْنَ قُدَيْدٍ
(6)
وَعُسْفَانَ - أَفْطَرَ، فَلَمْ يَزَلْ مُفْطِرًا حَتَّى انْسَلَخَ الشَّهْرُ. [راجع: 1944].
4276 -
حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(8)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(9)
قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
"ابْنَ الْمُسَيَّبِ" في عسـ: "سَعِيدَ بنَ الْمُسَيَّبِ". "عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ" في نـ: "عُبَيْدِ اللهِ بن عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ". "أَخْبَرَنِي" في عسـ، صـ، ذ:"أَخْبَرَهُ". "صَامَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "صَامَ النَّبِيُّ". "حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ" في عسـ، صـ:"حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ". "أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ".
===
(1)
وكان صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة لعشر مضين من رمضان، "قس"(9/ 311).
(2)
الزهري بالإسناد السابق، "قس"(9/ 311).
(3)
هو سعيد.
(4)
أي: غزوة الفتح كانت في رمضان، "قس"(9/ 311).
(5)
قوله: (الكديد) بفتح الكاف وكسر الدال الأولى. و"قديد" بضم القاف وفتح الدال الأولى. و"عسفان" كعثمان، كما سيجيء بيانها.
(6)
وادٍ، "ق" (ص: 293).
(7)
ابن غيلان.
(8)
ابن همام.
(9)
ابن راشد.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلَافٍ
(1)
، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِ سِنِينَ وَنِصْفٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ
(2)
، فَسَارَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ، يَصُومُ وَيَصُومُونَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ
(3)
- وَهُوَ مَاءٌ بَيْنَ عُسْفَانَ
(4)
"ثَمَانِ" في نـ: "ثَمَانِي". "فَسَارَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ" في صـ: "فَسَارَ بِمَنْ مَعَهُ"، [وفي عسـ، ذ: "فَسَارَ مَعَهُ"].
===
(1)
قوله: (ومعه عشره آلاف) وعند ابن إسحاق: في اثني عشر ألفًا من المهاجرين والأنصار وأسلم وغفار ومزينة وجهينة وسليم. وجُمِعَ بين الروايتين بأن عشرة آلاف من نفس المدينة، ثم تلاحق به الأَلْفان، "قسطلاني"(9/ 312).
(2)
قوله: (على رأس ثمان سنين ونصف من [مقدمه] المدينة) هكذا وقع في رواية معمر، وهو وَهْمٌ، والصواب: على رأس سبع سنين ونصف، وإنما وقع الوهم من كون غزوة الفتح كانت في سنة ثمان، ومن أثناء ربيع الأول إلى أثناء رمضان نصف سنة سواء، فالتحرير أنها سبع سنين ونصف، ويمكن أن يُوَجَّه رواية معمر بأنه بنى على التاريخ بأول السنة من المحرم، فإذا دخل من السنة الثانية شهران أو ثلاثة أطلق عليها سنة مجازًا من تسمية البعض باسم الكل، ويقع ذلك في آخر ربيع الأول، ومن ثم إلى آخر رمضان نصف سنة، أو يقال: كان آخر شعبان تلك السنة آخر سبع سنين ونصف من أول ربيع الأول، فلما دخل رمضان دخل سنة أخرى، وأوَّل السنة يصدق عليه أنه رأسها، فيصح أنه [رأس] ثمان سنين ونصف، أو أن رأس الثمان كان أول ربيع الأول، وما بعده نصف سنة، "فتح"(8/ 4).
(3)
بفتح الكاف وكسر المهملة الأولى.
(4)
كعثمان. هو [موضع] على أربع بُرد من مكة، [انظر:"العيني"(12/ 262).
وَقُدَيْدٍ
(1)
- أَفْطَرَ وَأَفْطَرُوا.
قَالَ الزُّهْرِيُّ
(2)
: وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الآخِرُ فَالآخِرُ
(3)
. [راجع: 1944].
4277 -
حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ
(4)
، عَن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ إِلَى حُنَيْنٍ
(5)
، وَالنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ فَصَائِمٌ وَمُفْطِرٌ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ - أَوْ مَاءٍ - فَوَضَعَهُ
"وَأَفْطَرُوا" في نـ: "وَأَفْطَرْنَا". "حَدَّثَنِي عَيَّاشُ" في عسـ، صـ، ذ:"حَدَّثَنَا عَيَّاشُ". "خَرَجَ النَّبِيُّ" في ذ: "خَرَجَ رَسُولُ اللهِ".
===
(1)
بالتصغير.
(2)
بالإسناد السابق.
(3)
قوله: (الآخِر فالآخِر) أي يُجْعَلُ الآخِرُ اللاحقُ ناسخًا للأول السابق. وفيه إشارة إلى الرد على القائل: ليس له الفطر إذا شهد أول رمضان في الحضر مستدلًا بآية: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]، "قس"(9/ 313).
(4)
الحذاء.
(5)
قوله: (إلى حنين) بضم المهملة وفتح النون وسكون تحتية فبنون: وادٍ بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا، والمحفوظ المشهور أن خروجه عليه السلام لحنين إنما كان في شوال سنة ثمان؛ إذ مكة فُتِحَتْ في سابع عشر رمضان، وأقام عليه السلام بها تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين، فيكون خروجه إلى حُنين في شوال بلا ريب، وأجيب عنه بأجوبة: أَوْلَاهَا ما قاله الطبري: إن المراد من قوله: "خرج صلى الله عليه وسلم في رمضان إلى حُنين": أنه قصد الخروج إليها
عَلَى رَاحَتِهِ
(1)
- أَوْ عَلَى رَاحِلَتِهِ -، ثُمَّ نَظَرَ النَّاسُ، فَقَالَ الْمُفْطِرُونَ لِلصُّوَّمِ
(2)
: أَفْطِرُوا
(3)
. [راجع: 1944، تحفة: 6059].
4278 -
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(4)
: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الْفَتْحِ
(5)
. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زيْدٍ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(6)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 1944، تحفة: 6010].
"عَلَى رَاحَتِهِ أَوْ عَلَى رَاحِلَتِهِ" في صـ: "عَلَى رَاحِلَتِهِ أَوْ عَلى رَاحَتِهِ". "أوْ عَلَى رَاحِلَتِهِ" سقط لفظ "عَلَى" في نـ. "نَظَرَ النَّاسُ" في نـ: "نَظَرَ إلَى النَّاسِ". "لِلصُّوَّمِ" في نـ: "لِلصُّوَّامِ" بضم الصاد وتشديد الواو بعدها ألف، وللأربعة بدون الألف. "قس"(9/ 313). "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ" ثبت في ذ فقط.
===
وهو في رمضان، فذكر الخروج وأراد القصد بالخروج، وهذا شائع ذائع في الكلام، "قس"(9/ 313).
(1)
أي: كفه، "قس"(9/ 313).
(2)
جمع صائم.
(3)
قوله: (أفطروا) بهمزة قطع مفتوحة وكسر الطاء، زاد الطبري في "تهذيبه": يا عصاة. وهذا الحديث انفرد به البخاري، "قس"(9/ 314).
(4)
ابن همام الصنعاني، وصله أحمد (1/ 366).
(5)
وتمامه: "في [شهر] رمضان فصام حتى مرَّ بغدير [في الطريق]. . ." الحديث، انظر "العيني"(12/ 264).
(6)
الأكثر بإسقاط ابن عباس فيكون مرسلًا، "قس"(9/ 314).
4279 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(3)
، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ عُسْفَانَ
(4)
، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَشَرِبَ نَهَارًا، ليُرِيَهُ النَّاسَ
(5)
، فَأَفْطَرَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: صَامَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في السَّفَرِ وَأَفْطَرَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ. [راجع: 1944، أخرجه: م 1113، د 2404، س 2290، تحفة: 5749].
48 - بَابٌ أَيْنَ رَكزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ؟
4280 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(7)
، عَنْ هِشَامٍ
(8)
، عَنْ أَبِيهِ
(9)
: لَمَّا سارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ
"لِيُرِيَهُ النَّاسَ" في هـ، صـ، ذ:"لِيَرَاهُ النَّاسُ". "بَابٌ" بالتنوين، وسقط لفظ "بابٌ" لأبي ذر، "قس" (9/ 315). "حَدَّثَنَا عُبَيْدُ" في ذ:"حَدَّثَنِي عُبَيْدُ". "عَنْ أَبِيهِ" في نـ: "عَنْ أَبِيهِ قَالَ".
===
(1)
ابن عبد الحميد.
(2)
ابن المعتمر.
(3)
ابن جبر.
(4)
كعثمان، موضع على مرحلتين من مكة، "قاموس" (ص: 773).
(5)
منصوب لأنه مفعول ثان، "ع"(12/ 265).
(6)
أبو محمد القرشي.
(7)
حماد بن أسامة.
(8)
هذا مرسل لأن عروة تابعي، "قس"(9/ 316).
(9)
عروة بن الزبير.
قُرَيْشًا، خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ
(1)
بْنُ حَرْبٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ
(2)
يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ عَنْ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا مَرَّ الظَّهْرَانِ
(3)
، فَإِذَا هُمْ بِنِيرَانٍ كَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا هَذِهِ؟ لَكَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ. فَقَال بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ: نِيرَانُ بَنِي عَمْرٍو. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ. فَرَآهُمْ نَاسٌ
(4)
مِنْ حَرَسِ
(5)
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ، فَأَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ، فَلَمَّا سَارَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ: "احْبِسْ أَبَا سُفْيَانَ عِنْدَ حَطْم الْخَيْلِ
(6)
حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ". فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ، فَجَعَلَتِ الْقَبَائِلُ
"فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ" في نـ: "قَالَ أَبُو سُفْيَانَ". "حَطْمِ الْخَيْلِ" في سفـ، سـ، قا، ذ، صـ:"خَطْمِ الْجَبَلِ".
===
(1)
اسمه صخر.
(2)
الخزاعي.
(3)
قوله: (مرّ الظهران) بفتح الميم وشدة الراء، وفتح المعجمة وإسكان الهاء وبالراء والنون: موضع بقرب مكة. قوله: "ما هذه" استفهام. قوله: "لكأنها" جواب قسم محذوف، أي: والله لكأنها "نيران" ليلة يوم "عرفة". وكان عادتهم أنهم يُشعلون نيرانًا كثيرة فيها. و"بنو عمرو" بالواو: قبيلة. و"الحرس" جمع الحارس، "كرماني"(16/ 131).
(4)
وقد سمي منهم عمر بن الخطاب، "قس"(9/ 316).
(5)
محركة جمع حارس.
(6)
قوله: (حطم الخيل) بالحاء والطاء الساكنة المهملتين. والخيل بالخاء المعجمة بعدها تحتية: أي ازدحامها، وللأصيلي وأبي ذر عن المستملي:"خطم" بالخاء المعجمة "الجبل" بالجيم والموحدة، أي أنف
تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَمُرُّ كَتِيبَةٌ
(1)
كَتِيبَةٌ عَلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَمَرَّتْ كَتِيبَةٌ قَالَ: يَا عَبَّاسُ! مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ غِفَارُ. قَالَ: مَا لِي وَلِغِفَارَ
(2)
. ثُمَّ مَرَّتْ جُهَيْنَةُ
(3)
، قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ
(4)
، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سُلَيْمُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَةٌ لَمْ يُرَ
(5)
مِثْلُهَا، قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الأَنْصارُ عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مَعَهُ الرَّايَةُ. فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ! الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ
(6)
،
"تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ" في صـ: "تَمُرُّ مَعَ رَسُولِ اللهِ". "قَالَ: يَا عَبَّاسُ" في عسـ، صـ، ذ:"فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ". "قَالَ: هذِهِ غِفَارُ" كذا في عسـ، صـ، ذ، وفي نـ:"قال: غفار". "قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ" في صـ: "فقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ". "فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ" في نـ: "قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ". "ثُمَّ مَرَّتْ" في نـ: "وَمَرَّتْ".
===
الجبل؛ لأنه ضيق فيرى الجيش كلهم، ولا يفوته رؤية أحد منهم، "قس"(9/ 316).
(1)
بفتح كاف وكسر فوقية، القطعة من الجيش وهو مأخوذ من الكتب وهو الجمع، كذا في "قس"(9/ 316).
(2)
قوله: (ولغفار) بغير صرف، ولأبي ذر بالتنوين مصروفًا، أي ما كان بيني وبينهم حرب، "قسطلاني"(9/ 316).
(3)
بضم الجيم.
(4)
مصغرًا.
(5)
أبو سفيان، "قس"(9/ 316).
(6)
قوله: (يوم الملحمة) بفتح الميم وسكون اللام وبالحاء المهملة، أي يوم حرب لا يوجد فيه مخلص، أو يوم القتل، والمراد المقتلة العظمى، "قس"(9/ 317).
الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ
(1)
الْكَعْبَةُ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا عَبَّاسُ! حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمَارِ
(2)
. ثُمَّ جَاءَتْ كَتِيبَةٌ، وَهِيَ أَقَلُّ الْكَتَائِبِ
(3)
، فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ
(4)
، وَرَايَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَبِي سُفْيَانَ قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ مَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ؟ قَالَ: "مَا قَالَ؟ ". قَالَ: كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: "كَذَبَ سَعْدٌ، وَلَكِنْ هَذَا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ
(5)
، وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ
(6)
". قَالَ: وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُرْكَزَ رَايَتُهُ بِالْحَجُونِ
(7)
.
"رَايَةُ النَّبِيِّ" في صـ: "رَايَةُ رَسُولِ اللهِ".
===
(1)
مبنيًا للمفعول، "قس"(9/ 317).
(2)
قوله: (يوم الذمار) بالذال المعجمة المكسورة وخفة الميم آخره راء: الهلاك، أو حين الغضب للحرم والأهل، يعني الانتصار لمن بمكة، قاله غلبةً وعجزًا. وقيل: أراد حبذا يوم يلزمك فيه حفظي وحمايتي عن المكروه، قاله القسطلاني (9/ 317). قال الكرماني (16/ 132): يريد بيوم الذمار - بكسر المعجمة - يوم الحديبية والمصالحة فيه، انتهى.
(3)
عددًا.
(4)
من المهاجرين، وكان الأنصار أكثر عددًا منهم، "قس"(9/ 317).
(5)
قوله: (يعظم الله فيه الكعبة) أي بإظهار الإسلام، وأذانِ بلال على ظهرها، وإزالةِ ما كان فيها من الأصنام وغير ذلك، "قسطلاني"(9/ 317).
(6)
لأنهم كانوا يكسونها في مثل ذلك اليوم، "قس"(9/ 317).
(7)
بفتح المهملة وخفة الجيم المضمومة، موضع قريب من مقبرة مكة، "قس"(9/ 317).
قَالَ عُرْوَةُ: فَأَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ
(1)
يَقُولُ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، هَا هُنَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرْكُزَ
(2)
الرَّايَةَ، قَالَ: وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ
(3)
، وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ كُدَا، فَقُتِلَ
(4)
مِنْ خَيْلِ خَالِدٍ يَوْمَئِذٍ رَجُلَانِ: حُبَيْشُ بْنُ الأَشْعَرِ وَكُرْزُ بْنُ جَابِرٍ الْفِهْرِيُّ. [تحفة: 19021، 5138].
4281 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(6)
، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
"قَالَ عُرْوَةُ" في ذ: "وَقَالَ عُرْوَةُ". "مِنْ كُدَا" في نـ: "مِنْ كُدَىً". "خَيْلِ خَالِدٍ" في صـ، عسـ، ذ:"خَيْلِ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ".
===
(1)
أي: بعد فتح مكة.
(2)
بفتح الفوقية وضم الكاف، "قس"(9/ 318).
(3)
قوله: (من كداء) ثنية بأعلى مكة، بفتح الكاف والمد. وقوله:"من كدى" بالضم والقصر: ثنية بأسفلها، هذا أصح ما قيل. وقيل في السفلى: كُديّ بالتصغير، كذا في "التنقيح" (2/ 874). قال القسطلاني (9/ 318): وهذا مخالف للأحاديث الصحيحة الآتية إن شاء الله تعالى: "أن خالدًا دخل من أسفل مكة والنبي صلى الله عليه وسلم من أعلاها".
(4)
قوله: (فَقُتِلَ) بضم القاف وكسر التاء. قوله: "حبيش" بحاء مهملة مضمومة فموحدة مفتوحة فتحتية فمعجمة، وهو لقبه، واسمه خالد بن سعد، و"الأشعر" بشين معجمة وعين مهملة، الخزاعي. "وكرز" بضم الكاف بعدها راء ساكنة فزاي، أسلم بعد بدر. وقُتِل من المشركين اثنا عشر رجلًا أو ثلاثة عشر، وانهزموا، "قسطلاني"(9/ 318) مختصرًا.
(5)
هشام بن عبد الملك، "قس"(9/ 318).
(6)
ابن الحجاج، "قس"(9/ 318).
قُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ يُرَجِّعُ
(1)
، وَقَالَ
(2)
: لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ حَوْلِي لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ
(3)
. [أطرافه: 4835، 5034، 5047، 7540، أخرجه: م 794، د 1467، تم 319، س في الكبرى 8055، تحفة: 9666].
4282 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(4)
بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ
(5)
بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
(6)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ
(7)
، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ
"يُرَجِّعُ" زاد بعده في نـ: "وَيُطَوِّلُ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصةَ" كذا في صـ، عسـ، ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ".
===
(1)
قوله: (يرجع) من الترجيع وهو ترديد القراءة، ومنه: ترجيع الأذان. وقيل: هو تقارب ضروب الحركات في الصوت، وحكي ترجيعه بمد الصوت نحو: آ آ آ، وهذا إنما حصل منه - والله أعلم - لأنه كان راكبًا، "مجمع البحار"(2/ 295).
(2)
معاوية بن قرة، "قس"(9/ 318).
(3)
قوله: (كما رجع) أي عبد الله بن مغفل يحكي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، قاله "القسطلاني"(9/ 318).
(4)
الدمشقي.
(5)
كرحمن، هذا لقبه واسمه سعيد، كوفي، "ك"(16/ 133)، "قس"(9/ 319).
(6)
ابن علي بن أبي طالب.
(7)
ابن عفان، "قس"(9/ 319).
قَالَ زَمَنَ الْفَتْحِ
(1)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: "وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ
(2)
مِنْ مَنْزِلٍ؟ ". [راجع: 1588].
4283 -
ثُمَّ قَالَ: "لَا يَرِثُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ، وَلَا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُؤْمِنَ". قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: وَمَنْ وَرِثَ أَبَا طَالِبٍ؟ قَالَ: وَرِثَهُ عَقِيلٌ وَطَالِبٌ
(3)
. قَالَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ - فِي حَجَّتِهِ -. وَلَمْ يَقُلْ يُونُسُ: حَجَّتِهِ، وَلَا: زَمَنَ الْفَتْحِ
(4)
. [راجع: 1588، أخرجه: م 1614، د 2909، ت 2107، س في الكبرى 6376، جه 2729، تحفة: 113].
4284 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا
"وَمَنْ وَرِثَ" في ذ، [صـ، عسـ]: "مَنْ وَرِثَ". "حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ".
===
(1)
قبل أن يدخل مكة بيوم.
(2)
قوله: (هل ترك لنا عقيل) بفتح العين وكسر القاف، ابن أبي طالب، وذلك أن عقيلًا بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم باع الدور التي لعبد المطلب كلَّها، ولما مات أبو طالب كان عقيل كافرًا فورثها منه، "ك"(16/ 134).
(3)
قوله: (ورثه عقيل وطالب) ولم يرث جعفر ولا عليٌّ شيئًا؛ لأنهما كانا مسلمين، ولو كانا وارثين لنزل عليه الصلاة السلام في دورهما، وكانت كأنها ملكه لعلمه بإيثارهما إياه على أنفسهما، "قس"(9/ 319).
(4)
قوله: (ولم يقل يونس: حجته، ولا: زمن الفتح) أي: سكت عن ذلك. قال في "الفتح": وبقي الاختلاف بين ابن أبي حفصة ومعمر، ومعمر أوثق وأتقن من محمد بن أبي حفصة، كذا في "القسطلاني"(9/ 319)، وسبق الحديث [برقم: 1588] في "كتاب الحج".
(5)
الحكم بن نافع.
(6)
ابن أبي حمزة.
أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْزِلُنَا - إِنْ شَاءَ اللَّهُ، إِذَا فَتَحَ اللَّهُ - الْخَيْفُ
(1)
، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ". [راجع: 1589، تحفة: 13756].
4285 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ
(4)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ حُنَيْنَ
(6)
: "مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ
(7)
". [راجع: 1589، تحفة: 15130].
"قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في صـ، عسـ، ذ:"عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ". "حُنَيْنَ" في نـ: "حُنَيْنًا".
===
(1)
قوله: (الخيف) بفتح الخاء المعجمة وسكون التحتية، رفع خبر المبتدأ الذي هو "منزلنا"، أو "الخيف" مبتدأ، و"منزلنا" خبره. والخيف ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء. "حيث تقاسموا" أي تحالفوا "على الكفر" من إخراج النبي صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب من مكة إلى الخيف، وكتبوا بينهم الصَّحيفة المشهورة، "قس"(9/ 320)، ومرَّ بيانه (برقم: 3882).
(2)
التبوذكي، "قس"(9/ 320).
(3)
[ابن إبراهيم] بن عبد الرحمن بن عوف، "قس"(9/ 320).
(4)
الزهري.
(5)
ابن عبد الرحمن، "قس"(9/ 320).
(6)
قوله: (حين أراد حنين) يعني في غزوة الفتح؛ لأن غزوة حنين كان عقب غزوة الفتح، "قس" (9/ 320). قوله:"بخيف بني كنانة" بكسر الكاف، وخيفهم هو الذي بمنى، وفيه المسجد المعروف، "ك"(16/ 134).
(7)
قيل: إنما اختار النزول في الخيف ليتذكر الحالة السابقة، فيشكر الله تعالى على ما أنعم عليه من الفتح، "قس"(9/ 320).
4286 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ
(2)
، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ
(3)
فَقَالَ: ابْنُ خَطَلٍ
(4)
"جَاءَ رَجُلٌ" في ذ: "جَاءَهُ رَجُلٌ". "ابْنُ خَطَلٍ" في نـ: "إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ".
===
(1)
بفتح القاف والزاي، المكي المؤذن، "قس"(9/ 321).
(2)
بكسر الميم وسكون المعجمة وبعد الفاء المفتوحة راء، زرد ينسج من الدرع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة، "قس"(9/ 321)، زِرَهْ خَوْد، "ص".
(3)
لم يسم، "قس"(9/ 321).
(4)
قوله: (ابن خطل) بفتح المعجمة والمهملة، اسمه عبد الله - كان اسمه في الجاهلية عبد العزى "حلبي" - وكان أسلم ثم ارتد، وقتل قتيلًا بغير حق، وكانت له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَضُرِبَتْ عنقُه صبرًا بين زمزم ومقام [إبراهيم]، كذا في "القسطلاني"(9/ 321). وأمر صلى الله عليه وسلم بقتل قينتيه؛ فَقُتِلَتْ إحداهما وأمَّن الأخرى فأسلمت، "خ". ومن جملة من أمر صلى الله عليه وسلم بقتلهم: عبد الله بن أبي السرح، أسلم قبل الفتح ثم ارتد، لكن استأمنه عثمان، فأسلم ثانيًا. ومنهم عكرمة بن أبي جهل، وكان أشد الناس هو وأبوه أذية للنبي صلى الله عليه وسلم، ولما بلغه أن صلى الله عليه وسلم أهدر دَمَه فَرَّ إلى اليمن، فَاتَّبَعَتْه امرأته بعد أن أسلمت، فجاء معها فأسلم وحسن إسلامه. ومنهم هبار بن الأسود، فلم يوجد يوم الفتح، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بقتله؛ لأنه عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث بها زوجُها أبو العاص إلى المدينة فضربها بالرمح، فسقطت من الجمل على صخرة وكانت حاملًا، فألقت ما في بطنها، وأهراقتِ الدمَ ولم يزل بها مرضُها ذلك حتى ماتت.
مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: "اقْتُلْهُ"، قَالَ مَالِكٌ
(1)
: وَلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا نُرَى
(2)
- وَاللهُ أَعْلَمُ - يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا. [راجع: 1846].
4287 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ
(4)
، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ
(5)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(6)
، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
(7)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(8)
قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَحَوْلَ الْبَيْتِ
(9)
سِتُّونَ وَثَلَاثُمِائَةِ
"أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ" في صـ، ذ:"حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ".
===
ومنهم: هند امرأة أبي سفيان، فإنها أسلمت بعد ذلك، وإنما أمر بقتلها لأنها مَثَّلَتْ بعمه حمزة يوم أحد ولاكت قلبه. ومنهم كعب بن زهير، فإنه أسلم بعد ذلك، وكان ممن يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم وحشي؛ لأنه قتل حمزة، وكانت الصحابة أحرص شيء على قتله، ففرّ إلى الطائف، ثم أسلم. ومنهم مقيس بن ضبابة، كان أسلم ثم ارتد، قتله رجل من الأنصار. ومنهم الحويرث بن نقيد، كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وينشد الهجاء، قتله علي بن أبي طالب، ملتقط من "سيرة الحلبي".
(1)
الإمام بالسند السابق.
(2)
أي: نظن.
(3)
المروزي.
(4)
هو سفيان.
(5)
عبد الله.
(6)
ابن جبر.
(7)
عبد الله بن سخبرة.
(8)
ابن مسعود.
(9)
الحرام.
نُصُبٍ
(1)
، فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا
(2)
بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: "جَاءَ الْحَقُّ
(3)
وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، جَاءَ الْحَقُّ، وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ". [راجع: 2478].
4288 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ
(5)
قَالَ:
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" كذا في عسـ، صـ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي إسحاق". "حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ" في عسـ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ"، وفي نـ:"أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ".
===
(1)
قوله: (نصب) بضم النون وسكون المهملة وضمها: الصنم المنصوب للعبادة، قاله الكرماني (16/ 135). قوله:"يطعنها" بضم العين وفتحها، والأول أشهر، "قس"(9/ 321). وفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لإذلال الأصنام وعابديها، ولإظهار أنها لا تنفع ولا تضرّ، ولا تدفع عن نفسها شيئًا، كذا في "الفتح"(8/ 17).
(2)
بضم العين على الأرجح، "قس"(9/ 321).
(3)
قوله: (جاء الحق) الإسلام أو القرآن "وزهق الباطل" اضمحل وتلاشى. "جاء الحق، وما يبدئ الباطل وما يعيد"، أي زال الباطل وهلك؛ لأن الإبداء والإعادة من صفات الحي، فعدمهما عبارة عن الهلاك، والمعنى: جاء الحق وهلك الباطل، وقيل: الباطل الأصنام، وقيل: إبليس؛ لأنه صاحب الباطل، كذا في "القسطلاني" (9/ 321 - 322). قال البيضاوي (2/ 265): المعنى لا ينشئ - أي الباطل - خلقًا ولا يعيده، أو لا يبدئ خيرًا لأهله ولا يعيده. وقيل: ما استفهامية منتصبة بما بعدها، انتهى.
(4)
ابن منصور المروزي، "قس"(9/ 322).
(5)
هو ابن عبد الوارث، "ك"(16/ 135).
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
(1)
، عَنْ عِكْرِمَةَ
(2)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَبَى
(3)
أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الآلِهَةُ
(4)
، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ، فَأُخْرِجَ صُورَةُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ، فِي أَيْدِيهِمَا مِنَ الأَزْلَامِ
(5)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَاتَلَهُمُ
(6)
اللَّهُ لَقَدْ عَلِمُوا مَا اسْتَقْسَمَا
(7)
بِهَا قَطُّ". ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ، فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ، وَخَرَجَ وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ
(8)
. تَابَعَهُ مَعْمَرٌ
(9)
عَنْ أَيُّوبَ. وَقَالَ وُهَيْبٌ
(10)
:
"حَدَّثَنَا أَيُّوبُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ". "فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "فَقَالَ".
===
(1)
السختياني، "قس"(9/ 322).
(2)
مولى ابن عباس.
(3)
امتنع.
(4)
أي: الأصنام، "ك"(16/ 135)، "قس"(9/ 322).
(5)
قوله: (الأزلام) السهام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها الخير والشر، "ك"(16/ 135 - 136)، مرَّ بيانه (برقم: 1601، و 3351، و 3352).
(6)
أي: لعنهم الله.
(7)
لأنهما كانا معصومين، "قس"(9/ 323).
(8)
وأثبتها بلال، والمثبت مقدم، كما مرَّ (برقم: 1601) في "الحج".
(9)
وصله أحمد (1/ 334)، "قس"(9/ 323).
(10)
ابن خالد العجلاني، "قس"(9/ 323).
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ
(1)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 398، أخرجه: د 2027، تحفة: 5995].
49 - بَابٌ دُخُولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ
4289 -
وَقَالَ اللَّيْثُ
(2)
: حَدَّثَنِي يُونُسُ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ
(5)
عَلَى رَاحِلَتِهِ، مُرْدِفًا
(6)
أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ
(7)
، وَمَعَهُ بِلَالٌ، وَمَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ مِنَ الْحَجَبَةِ
(8)
، حَتَّى أَنَاخَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِمِفْتَاحِ الْبَيْتِ، فَدَخَلَ رِسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَمَكَثَ فِيهِ نَهَارًا طَوِيلًا
(9)
ثُمَّ خَرَجَ، فَاسْتَبَقَ
"عِكْرِمَةَ" زاد في نـ: "عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ". "فَمَكَثَ فِيهِ" في هـ، ذ:"فَمَكَثَ فِيهَا".
===
(1)
أسقط "ابن عباس" فهو مرسل، والموصول أرجح لاتفاق عبد الوارث ومعمر على ذلك عن أيوب، "ف"(8/ 17)، "قس"(9/ 323).
(2)
ابن سعد.
(3)
ابن يزيد الأيلي.
(4)
مولى ابن عمر.
(5)
من كداء بالفتح والمد، "قس"(9/ 323).
(6)
حال.
(7)
ومرَّ (برقم: 2988).
(8)
أي: سدنة الكعبة الذين معهم مفتاحها، "قس"(9/ 323).
(9)
يكبر ويصلي ويدعو، "قس"(9/ 324).
النَّاسُ
(1)
، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَوَجَدَ بِلَالًا وَرَاءَ الْبَابِ قَائِمًا، فَسَأَلَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَشَارَ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ
(2)
. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى مِنْ سَجْدَةٍ
(3)
. [راجع: 397، أخرجه: م 1329، د 2023، س 692، جه 3063، تحفة: 2037، 8537].
4290 -
حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ
(4)
بْنُ خَارِجَةَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
(6)
، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءٍ
(7)
الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ. تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَوُهَيْبٌ
(8)
فِي كَدَاءٍ. [راجع: 1577، أخرجه: م 1258، د 1868، تحفة: 16797، 16795].
"أَنَّ عَائِشَةَ" في هـ، ذ:"عَنْ عَائِشَةَ". "دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ" في نـ: "دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ".
===
(1)
للولوج إلى الكعبة، "قس"(9/ 324).
(2)
وتقدم آنفًا أنه لم يصل لكن المثبت مقدم كما مر.
(3)
أي: ركعة، "قس"(9/ 324)، ولا يخفى أنه مرَّ (برقم: 397): "قال بلال: نعم، ركعتين".
(4)
بالمثلثة.
(5)
المروزي.
(6)
ابن الزبير.
(7)
بفتح الكاف وخفة الدال ممدودًا، "قس"(9/ 323).
(8)
قوله: (تابعه أبو أسامة ووهيب) مصغرًا، أي في روايتهما عن هشام بن عروة بهذا الإسناد، تابَعَا حفصَ بنَ ميسرة في "كداء" بفتح الكاف والمد، "قسطلاني"(9/ 324).
4291 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(1)
، عَنْ هِشَامٍ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ
(3)
. [راجع: 1577، تحفة: 19022].
50 - بَابُ مَنْزِلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ
4292 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(5)
، عَنْ عَمْرٍو
(6)
، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى
(7)
قَالَ: مَا أَخْبَرَنَا أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرُ أُمِّ هَانِئٍ
(8)
، فَإِنَّهَا ذَكَرَتْ أَنَّهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ اغْتَسَلَ فِي بَيْتِهَا
(9)
. . . . . . . . . . . . .
"حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ" مصحح عليه، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ". "حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ" في ذ: "حَدَّثَنِي أَبُو أُسَامَةَ".
===
(1)
حماد بن أسامة.
(2)
ابن عروة.
(3)
بفتح ومدٍّ، وهذا مرسل، "قس"(9/ 325).
(4)
هشام بن عبد الملك.
(5)
ابن الحجاج.
(6)
ابن مرة، "قس"(9/ 325).
(7)
عبد الرحمن.
(8)
قوله: (غير أم هانئ) هي فاختة بنت أبي طالب، قال الكرماني (16/ 137): ولا يلزم من عدم وصول الخبر إليه عدمه، ومرَّ بيانه (برقم: 1103) في "الصلاة".
(9)
قوله: (في بيتها) قال القسطلاني (9/ 325): هذا لا ينافي قوله: "منزلنا غدًا إن شاء الله بخيف بني كنانة"؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقم في بيتها، إنما نزل
ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ، قَالَتْ: لَمْ أَرَهُ صَلَّى صَلَاةً أَخَفَّ مِنْهَا غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ. [راجع: 1103].
51 - بَابٌ
4293 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي
(2)
". [راجع: 794].
4294 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(4)
،
"ثَمَانَ رَكَعَاتٍ" في نـ: "ثَمَانِي رَكَعَاتٍ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ" في هـ، ذ:"يَقْرَأُ فِي رُكُوعِهِ".
===
فاغتسل وصلى، ثم رجع إلى الخيف.
(1)
محمد بن جعفر.
(2)
قوله: (اللهم اغفر لي) زاد في "الصلاة"(برقم: 817): "يتأوّل القرآن"، أي يفعل ما أُمِرَ به فيه، أي في قوله:{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} [النصر: 3]، قال في "فتح الباري": ووجه دخول هذا الحديث هنا ما سيأتي في "التفسير"[برقم: 4967] بلفظ: "ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن أنزلت عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] إلا يقول فيها"، فذكر الحديث، "قس"(9/ 326 و 2/ 537).
(3)
محمد بن الفضل.
(4)
الوضاح
عَنْ أَبِي بِشْرٍ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي
(2)
مَعِ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ
(3)
: لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى
(4)
مَعَنَا، وَلَنَا أبْنَاءٌ مِثْلُهُ
(5)
، فَقَالَ: إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ
(6)
(7)
. قَالَ: فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ، وَدَعَانِي مَعَهُمْ، قَالَ: وَمَا رُئِيتُهُ
(8)
دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي
(9)
، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)
"رُئِيتُهُ" في حـ، سـ، ذ:"أُرِيتُهُ". "مَا تَقُولُونَ" زاد بعده في نـ: "فِي".
===
(1)
جعفر بن أبي وحشية.
(2)
قوله: (يدخلني) عليه في مجلسه. قوله: "مع أشياخ بدر" الذين حضروا غزوتها. قوله: "هذا الفتى" أي ابن عباس، "قس"(9/ 326).
(3)
هو عبد الرحمن بن عوف، "قس"(9/ 326).
(4)
أي: ابن عباس.
(5)
ولم تدخلهم، "قس"(9/ 327).
(6)
أي: فضله وغزارة علمه، "ك"(16/ 138).
(7)
قوله: (ممن قد علمتم) الظاهر أن المراد به أنه ممن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم فقِّهه في الدين" مع قرب قرابته، وفي طريق آخر: قال عمر: "إن له لسانًا سؤولًا وقلبًا عقولًا"، وهذا لا ينافي ما ذكرناه، "الخير الجاري"(2/ 356 - 357).
(8)
قوله: (وما رُئِيتُه) بضم الراء فهمزة مكسورة فتحتية ساكنة، ولأبي ذر عن المستملي والحموي:"أُريته" بهمزة مضمومة فراء مكسورة فتحتية ساكنة، أي: ظننته، "قس"(9/ 327).
(9)
مثل ما رأى هو مني من العلم، "قس"(9/ 327).
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 1 - 2]. حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ، إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا
(1)
، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا نَدْرِي، وَلَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا. فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وَالْفَتْحُ فَتْحُ مَكَّةَ، فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
(2)
} [النصر: 3]، قَالَ عُمَرُ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ. [راجع: 3627].
4295 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(4)
، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ
(5)
الْعَدَوِيِّ: أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ
(6)
،
"{فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} " سقط في نـ. "وَلَمْ يَقُلْ" في نـ: "أَو لَمْ يَقُلْ". "يَا ابْنَ عَبَّاسٍ" كذا في هـ، وفي حـ، سـ، ذ:"ابنَ عَبَّاسٍ" بتقدير حرف النداء. "حَدَّثَنَا اللَّيْثُ" في ذ: "حَدَّثَنَا لَيْثٌ".
===
(1)
أي: المدائن والقصور، "قس"(9/ 327).
(2)
قوله: ({فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ. . .}) إلخ، أي أمره تعالى بعد أن بذل المجهود فيما كلّف به من تبليغ الرسالة ومجاهدة أعداء الدين بالإقبال على التسبيح والاستغفار، والتأَهُّبِ للمسير إلى المقامات العليا واللحوق بالرفيق الأعلى، وهذا المعنى هو الذي فهمه منها ابن عمه حتى ردّ به على أولئك، وقال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدّقه عمر، "قس"(9/ 327).
(3)
الكندي.
(4)
ابن سعد الإمام، "قس"(9/ 328).
(5)
اسمه خويلد.
(6)
الأموي القرشي، كان أمير المدينة، "قس"(9/ 328).
وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ
(1)
: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ
(2)
قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ
(3)
قَلْبِي
(4)
، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ
(5)
، حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ، إِنَّهُ
(6)
حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ فَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا
(7)
، وَلَا يَعْضِدَ
(8)
بِهَا شَجَرًا، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا فَقُولُوا لَهُ: إِنَّ اللَّهَ أَذِنَ لِرَسُولِهِ
(9)
، وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ
(10)
، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ
(11)
،
"فَلَمْ يُحَرِّمْهَا" في نـ: "وَلَمْ يُحَرِّمْهَا". "لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ. "أَذِنَ لِي فِيهَا" في ذ: "أَذِنَ لَهُ فِيها".
===
(1)
لغزو عبد الله بن الزبير لامتناعه من مبايعة يزيد بن معاوية، "قس"(9/ 328).
(2)
بالجزم جواب الأمر.
(3)
أي: حفظه.
(4)
وتحقق فهمه.
(5)
أي: لم أسمعه من وراء حجاب بل مع الرؤية والمشاهدة، "قس"(9/ 328).
(6)
بكسر الهمزة.
(7)
أي: بغير حق.
(8)
بفتح الياء وكسر الضاد، أي: لا يقطع.
(9)
خصوصيةً له.
(10)
وهي من طلوع الشمس إلى العصر، "قس"(9/ 328).
(11)
الذي قبل يوم الفتح، "قس"(9/ 328).
وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ
(1)
الْغَائِبَ". فَقِيلَ لأَبِي شُرَيْحٍ: مَاذَا قَالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قَالَ: قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ، إِنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ
(2)
عَاصِيًا، وَلَا فَارًّا بِدَمٍ، وَلَا فَارًّا بِخَرْبَةٍ
(3)
. [راجع: 104].
4296 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ
(5)
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ: "إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ". [راجع: 2236].
"وَلَا فَارًّا بِدَمٍ، وَلَا فَارًّا بِخَرْبَةٍ" في نـ: "وَلَا فَارًّا بِخَرْبَةٍ، وَلَا فَارًّا بِدَمٍ"، وزاد بعده في ذ:"قَالَ أَبُو عبدِ اللَّهِ: الخَرْبَةُ البَلِيَّةُ". "حَدَّثَنَا ليْثٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا اللَّيْثُ". "عَامَ الْفَتْحِ" في نـ: "يَومَ الفَتْحِ".
===
(1)
أي: الحاضر.
(2)
قوله: (إن الحرم لا يعيذ) بالذال المعجمة، أي لا يعصم عاصيًا من إقامة الحد عليه. قوله:"ولا فارًا بخربة" بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء بعدها موحدة، أي: سرقة، وللأصيلي بضم الخاء، أي فساد، وقد حَادَ عمرو عن الجواب وأتى بكلام ظاهره حق ولكن أراد به الباطل؛ فإن ابن الزبير لم يرتكب ما يجب عليه فيه شيء، بل هو أولى بالخلافة من يزيد، لأنه صحابي بويع قبله، "مجمع"(2/ 24)، "قس"(9/ 328).
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 104).
(4)
ابن سعيد.
(5)
ابن سعد.
52 - بَابُ مُقَامِ
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ زَمَنَ الْفَتْحِ
4297 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
. ح وَحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَقَمْنَا
(6)
مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشْرًا نَقْصُرُ الصَّلَاةَ. [راجع: 1081].
4298 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(8)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ
(9)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ
(10)
. [راجع: 1080].
"وَحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ" ثبتت الواو في ذ. "عَشْرًا" في ذ: "عَشْرةً". "أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَاصِمٌ".
===
(1)
بضم الميم، أي: الإقامة، "ك"(16/ 140).
(2)
الفضل بن دكين.
(3)
الثوري.
(4)
ابن عقبة.
(5)
الثوري.
(6)
أي: بمكة في حجة الوداع كما سيجيء [برقم: 4299] مع وجه مطابقته للترجمة.
(7)
هو لقب عبد الله بن عثمان، "قس"(9/ 330).
(8)
ابن المبارك، "قس"(9/ 330).
(9)
الأحول.
(10)
مرَّ بيانه (برقم: 1080).
4299 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
(1)
بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ عَاصِمٍ
(2)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقَمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ
(3)
تِسْعَ عَشْرَةَ نَقْصُرُ الصَّلَاةَ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَنَحْنُ نَقْصُرُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ تِسْعَ عَشْرَةَ
(4)
، فَإِذَا زِدْنَا
(5)
أَتْمَمْنَا. [راجع: 1080].
53 - بَابٌ
(6)
(7)
4300 -
وَقَالَ اللَّيْثُ
(8)
: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ:
===
(1)
ابن عبد الله.
(2)
الأحول.
(3)
أي: زمن الفتح.
(4)
لأنهم كانوا يتوقعون حاجتهم يومًا فيومًا، "قس"(9/ 330).
(5)
قوله: (فإذا زدنا) في الإقامة على تسعة عشر يومًا، "أتممنا" الصلاة أربعًا، ظاهر هذين الحديثين والذي قبله التعارضُ، والذي أعتقده أن حديث أنس إنما هو في حجة الوداع؛ فإنها السفرة التي أقام فيها بمكة عشرًا، لأنه دخل يوم الرابع، وخرج يوم الرابع عشر. وأما حديث ابن عباس فهو في الفتح، ولعل البخاري أدخله في هذا الباب إشارة إلى أنه لا تعارض بين حديث أنس وبين حديثي ابن عباس؛ لأن الإقامتين مختلفتان في سفرين، "ف"(8/ 21)، "قس"(9/ 329)، "خ"(2/ 357).
(6)
بالتنوين، "قس"(9/ 330).
(7)
قوله: (باب) كذا في الأصول، وسقط من رواية النسفي فصارت أحاديثه من جملة الباب الذي قبله، ومناسبتها له غير ظاهرة، ولعله كان قد بيّض له ليكتب له ترجمة فلم يتفق، والمناسب لترجمته من شهد الفتح، "فتح" (8/ 22). [وقال العلامة العيني: هو كالفصل لما قبله، "ع"(12/ 279)].
(8)
ابن سعد الإمام، وصله المؤلف في "تاريخه" عن عبد الله بن صالح عن الليث، "قس"(9/ 330).
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ
(1)
، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَسَحَ وَجْهَهُ عَامَ الْفَتْحِ. [طرفه: 6356، تحفة: 5208].
4301 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(2)
، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُنَيْنٍ
(3)
أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ
(4)
: أَخْبَرَنَا وَنَحْنُ
"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ". "حَدَّثَنَا هِشَامٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا هِشَامٌ".
===
(1)
قوله: (ثعلبة بن صعير) بالمهملات مصغرًا، ويقال: ابن أبي صعير العذري، بضم العين المهملة وسكون الذال وبالراء، وُلِدَ عبد الله قبل الهجرة، وقيل بعدها، ولأبيه ثعلبة صحبة، وأطلق الدارقطني وغيره أن لعبد الله صحبة، كذا في "قس" (9/ 331). قال الكرماني (16/ 141): مات عبد الله سنة تسع وثمانين، والمقصود من ذكره بيانُ وصفه بالمسح يوم الفتح، والمخبر به غير مذكور، انتهى. أي لم يذكر مقول عبد الله بن ثعلبة اختصارًا واقتصارًا على ذكر المناسبة من الحديث، وهو: مسح وجه عبد الله يوم الفتح.
(2)
أبو عبد الرحمن بن يوسف الصنعاني، "قس"(9/ 331).
(3)
بضم السين المهملة والنونين مصغرًا، "قس"(9/ 331).
(4)
قوله: (قال) أي الزهري. "أخبرنا"، أي أبو جميلة. قوله:"ونحن مع ابن المسيب" الجملة حالية، أراد الزهري تقوية روايته عنه بأنها كانت بحضرة سعيد ولم يذكر المخبر به. قوله:"أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وخرج معه" أي إلى مكة "عام الفتح"، كذا ذكره في الصحابة ابن منده وأبو نعيم وابن عبد البر، وقال غيرهم: وحج معه عليه السلام حجة الوداع، كذا في "القسطلاني" (9/ 331). قال الكرماني (16/ 141): جمهور الأصوليين على أن العدل المعاصر للرسول صلى الله عليه وسلم إذا قال: أنا صحابي يصدَّق فيه ظاهرًا، انتهى.
مَعَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ
(1)
: وَزَعَمَ أَبُو جَمِيلَةَ أَنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ مَعَهُ عَامَ الْفَتْحِ. [تحفة: 4643].
4302 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ
(2)
، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(3)
، عَنْ عَمْرِو
(4)
بْنِ سَلِمَةَ
(5)
قَالَ: قَالَ لِي أَبُو قِلَابَةَ: أَلَا تَلْقَاهُ
(6)
فَتَسْأَلَهُ؟ قَالَ
(7)
: فَلَقِيتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرِّ النَّاسِ
(8)
، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ فَنَسْأَلُهُمْ: مَا لِلنَّاسِ، مَا لِلنَّاسِ
(9)
؟ مَا هَذَا الرَّجُلُ
(10)
؟ فَيَقُولُونَ: يَزْعُمُ
"قَالَ: قَالَ لِي أَبُو قِلَابَةَ" في نـ: "قال لي أبو قلابة".
===
(1)
الزهري، "قس"(9/ 331).
(2)
السختياني.
(3)
عبد الله بن زيد الجرمي، "قس"(9/ 332).
(4)
اختلف في صحبته، "قس"(9/ 332).
(5)
بكسر اللام، "ك"(16/ 141).
(6)
أي: عمرو، "قس"(9/ 332).
(7)
أي: أبو قلابة، "قس"(9/ 332).
(8)
قوله: (ممر الناس) بتشديد الراء مجرورة، صفة لماء، أي موضع مرورهم. [وفي "قس": وفي "اليونينية" بفتح الراء].
(9)
بالتكرار.
(10)
أي: يسألون عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن حال العرب معه، "قس"(9/ 332).
أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْحَى اللَّهُ كَذَا. فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَاكَ الْكَلَامَ
(1)
، فَكَأَنَّمَا يَقْرَأُ
(2)
فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ
(3)
بِإِسْلَامِهِمِ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ: اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ
(4)
، فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ.
"أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْحَى اللَّهُ كَذَا" في نـ: "أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْ
(5)
أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا". ["أحفظ ذاك" كذا في ذ، وفي نـ: "أحفظ ذلك"]. "فَكَأَنَّمَا" كذا في ذ، وفي نـ: "وَكَأَنَّمَا". "يَقْرَأُ فِي صَدْرِي" في هـ، ذ: "يُقَرُّ في صدري"، وفي نـ: "يقرى في صدري"، وفي نـ: "يُغَرَّى في صدري" وفي نـ: "يُغْرَى في صدري" - من: "سمع"، "لمعات" -.
===
(1)
قوله: (فكنت أحفظ ذلك الكلام) ولأبي داود [برقم: 585]: وكنت غلامًا [حافظًا] فحفظت من ذلك قرآنًا كثيرًا، "قس"(9/ 332).
(2)
قوله: (يقرأ) هذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي، ونسبها في "الفتح" للأكثر، بسكون القاف آخره همزة مضمومة من القراءة، وفي رواية عن الكشميهني:"يُقَرَّى" بزيادة ألف مقصورة من التقرية، أي يُجْمَعُ، وأيضًا لأبي ذر عن الكشميهني:"يُقَرُّ" بقاف مفتوحة وشدة راء، من القرار، وللإسماعيلي:"يُغَرَّى" بغين معجمة وراء ثقيلة [من التغرية]، أي يُلْصَقُ بالغراء، ورجحها عياض، ملتقط من "قس"(9/ 332)، "ف" (8/ 23) [وانظر "التنقيح" (2/ 875) و"المشارق" (2/ 133)]. والغراء بالمد والقصر: ما يلصق به الأشياء ويتخذ من أطراف الجلود والسمك، "مجمع"(4/ 36).
(3)
بفتح اللام والواو المشددة، أي: تنتظر، "قس"(9/ 332).
(4)
أي: قريشًا.
(5)
الشك من الراوي، يريد حكاية ما كانوا يخبرونهم به مما سمعوه من القرآن، "قسطلاني"(9/ 332).
فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ
(1)
كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ
(2)
أَبِي قَوْمِي
(3)
بِإِسْلَامِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: جِئْتُكُمْ وَاللهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَقًّا، فَقَالَ
(4)
: "صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا
(5)
". فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي، لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى
(6)
مِنَ الرُّكْبَانِ، فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
(7)
، وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ
(8)
، كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ
(9)
(10)
"وَبَدَرَ" في نـ: "وَبَادَرَ". "عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ. "وَصَلاةَ كَذَا" في ذ: "وَصَلُّوا صَلاةَ كَذَا".
===
(1)
أسرع، "قس"(9/ 332).
(2)
أسرع.
(3)
أي: سبقهم، "مرقاة"(4/ 235).
(4)
أي: صلى الله عليه وسلم لهم، "قس"(9/ 332).
(5)
ولأبي داود [برقم: 587]: قالوا: يا رسول الله، من يؤمنا؟ قال:"أكثركم جمعًا للقرآن"، "قس"(9/ 332).
(6)
أي: القرآن.
(7)
أصلي بهم.
(8)
شملة مخططة أو كساء أسود مربع، "قس"(9/ 333).
(9)
ارتفعت وانضمت أو تأخرت، "ك"(16/ 142).
(10)
قوله: (تقلصت) بقاف ولام مشدَّدة وصاد مهملة، أي: انجمعت وتكشفت. قوله: "ألا تغطوا" بحذف النون في الفرع في حالة الرفع، قال ابن مالك: إنه ثابت في الكلام الفصيح نثره ونظمه، ولأبي ذر:"ألا تغطون". وبهذا تمسك الشافعية في إمامة الصبي المميز في الفريضة،
عَنِّي، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: أَلَا تُغَطُّونَ عَنَّا اِسْتَ
(1)
قَارِئِكُمْ؟ فَاشْتَرَوْا فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ. [أخرجه: د 585، س 636، تحفة: 4565].
4303 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ
(2)
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
"أَلَا تُغَطُّونَ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَلَا تُغَطُّوا". "فَاشْتَرَوْا" زاد بعده في نـ: "ثَوبًا". "فَرَحِي بِذَلِكَ" في نـ: "فَرَحِي بِذَاكَ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ". "عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ" في نـ: "عُرْوَةَ".
===
ولا يستدل به على عدم ستر العورة في الصلاة لأنها واقعة فيحتمل أن يكون ذلك قبل علمهم بالحكم، كذا في "القسطلاني"(9/ 333).
قال في "المرقاة"(3/ 206): وعندنا: لا يجوز، لقول ابن مسعود:"لا يؤم الغلام الذي لا يجب عليه الحدود"، وقول ابن عباس:"لا يؤم الغلام الذي لا يحتلم". ولأنه متنفل، فلا يجوز أن يقتدي به المفترض على ما عُرِفَ في موضعه. وأما إمامة عمرو فليس بمسموع من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما قدموه باجتهاد منهم لما كان يتلقى من الركبان، فكيف يستدل بفعل الصبي على الجواز وقد قال بنفسه: وكانت عليَّ بردة
…
إلخ؟! والعجب من الشافعية أنهم لم يجعلوا قول أبي بكر وعمر وغيرهم من كبار الصحابة حجة، واستدلوا بفعل صبي مثل هذا حاله، انتهى كلام القاري.
(1)
الاست: العجز، "ك"(16/ 142)، "قس"(9/ 333).
(2)
الإمام.
وَقَالَ اللَّيْثُ
(1)
: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدٍ
(2)
. أَنْ يَقْبِضَ ابْنَ
(3)
وَلِيدَةِ
(4)
زَمْعَةَ، وَقَالَ عُتْبَةُ: إِنَّهُ ابْنِي، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي الْفَتْحِ أَخَذَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ
(5)
، فَأَقْبَلَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلَ مَعَهُ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ، قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: هَذَا ابْنُ أَخِي، عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ ابْنُهُ. قَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَخِي، هَذَا ابْنُ زَمْعَةَ، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى ابْنِ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ، فَإِذَا أَشْبَهُ النَّاسِ بِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هُوَ
(6)
لَكَ،
"وَقَالَ اللَّيْثُ" زاد قبله في نـ: "ح". "إِلَى رَسُولِ اللَّهِ" في قتـ، ذ:"إِلَى النَّبِيِّ". "قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ" في نـ: "فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ". "قَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ" في ذ: "فَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ".
===
(1)
ابن سعد الإمام، فيما وصله الذهلي في "الزهريات"، "قس"(9/ 333).
(2)
ابن أبي وقاص أحد العشرة.
(3)
اسمه عبد الرحمن، "قس"(9/ 334).
(4)
الوليدة: الأمة، "قس"(9/ 334).
(5)
قوله: (أخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة) وفي رواية معمر عن الزهري: فلما كان يوم الفتح رأى سعد الغلامَ فعرفه بالشبه فاحتضنه إليه، فقال: ابن أخي وربِّ الكعبة، "قس"(9/ 334).
(6)
أي: الولد.
هُوَ أَخُوكَ
(1)
يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ". مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "احْتَجِبِي
(2)
مِنْهُ يَا سَوْدَةُ". لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ
(3)
: قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ
(4)
وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ". وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَصِيحُ بِذَلِكَ
(5)
(6)
. [راجع: 2053].
4304 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنَا
===
(1)
قوله: (هو أخوك) بالاستلحاق أو بحكمه صلى الله عليه وسلم بعلمه في ذلك. قوله: "يا عبد بن زمعة" بضم دال "عبد" وفتحها، و"ابن" نصب على الحالين. قوله:"احتجبي منه" أي من ابن وليدة زمعة المتنازع فيه، وأشار الخطابي إلى أن ذلك مزية لأمهات المؤمنين؛ لأن لهن في ذلك ما ليس لغيرهن، كذا في "قس" (9/ 334). قال الكرماني (16/ 143): أمر بالاحتجاب تورعًا واحتياطًا.
(2)
هذا على سبيل التنزه، "ع".
(3)
فيما وصله المؤلف في "القدر"[بل في "الفرائض"، برقم: 6749].
(4)
قوله: (الولد للفراش) أي لصاحب الفراش زوجًا أو سيدًا. قوله: "وللعاهر" أي الزاني. "الحجر"، أي الخيبة والحرمان ولا حق له في الولد، أو المراد الرجم، وضُعِّف بأنه ليس كل من يزني يُرْجَمُ بل المحصن، وأيضًا فلا يلزم من رجمه نفي الولد، والحديث إنما هو في نفيه عنه، "قس"(9/ 334)، ومرَّ الحديث [برقم: 2053] في أول "البيع".
(5)
أي: ينادي بين الناس بهذا الحديث، "ك".
(6)
أي: يعلن بقوله: "الولد للفراش. . ." إلخ، "قس"(9/ 334).
(7)
أبو الحسن المروزي المجاور بمكة، "قس"(9/ 335).
عَبْدُ اللَّهِ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ
(2)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ امْرَأَةً
(3)
سَرَقَتْ فِي عَهْدِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ الفَتْحِ، فَفَزِعَ قَوْمُها
(4)
إِلَى أُسَامَة بْنِ زَيْدٍ يَسْتَشْفِعُونَهُ، قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا كَلَّمَه أُسَامَة
(5)
فِيها تَلَوَّنَ
(6)
وَجْهُ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَتُكَلِّمُنِي فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّه". قَالَ أُسَامَة: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُول اللَّه. فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ
"أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ" في نـ: "أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ".
===
(1)
ابن المبارك المروزي.
(2)
ابن يزيد الأيلي، "قس"(9/ 335).
(3)
قوله: (أن امرأة) اسمها فاطمة المخزومية. "سرقت" حليًّا أو غيره. ظاهره الإرسال، لكن ظاهر قوله في آخره:"قالت عائشة" أنه عن عائشة، وموضع الترجمة منه قولُه:"في غزوة الفتح". قوله: "ففزع قومها" أي التجؤوا "إلى أسامة بن زيد" مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: "أتكلمني" بهمزة الاستفهام الإنكاري. قوله: "فإنما أهلك الناس قبلكم"، وللنسائي:"إنما هلك بنو إسرائيل". قوله: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدَها"، وهذا من الأمثلة التي صح فيها أن "لو" حرف امتناع لامتناع، وقد ذكر ابن ماجه عن محمد بن رُمْح: سمعت الليث يقول عقب هذا الحديث: قد أعاذها الله من أن تسرق، وكل مسلم ينبغي له أن يقول هذا. وخص صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته بالذكر لأنها كانت أعز أهله عنده، فأراد المبالغة في تثبيت إقامة الحد على كل مكلف وترك المحاباة، كذا في "القسطلاني"(9/ 335 - 336). ولأنها كانت سميتها، قاله الطيبي (7/ 150).
(4)
أي: التجؤوا، "ك"(16/ 143).
(5)
ابن زيد.
(6)
أي: تغير.
قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَأَثْنَى عَلَى اللَّه بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ
(1)
كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ
(2)
، وَإذَا سَرَقَ فِيهم الضَّعِيفُ أَقَاموا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها". ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ
(3)
، فَقُطِعَتْ يَدُهَا، فَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا
(4)
بَعْدَ ذَلِكَ وَتَزَوَّجَتْ
(5)
. قَالَتْ عَائِشَة: فَكَانَتْ تَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ فَأَرْفَعُ حَاجَتهَا إلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 2648].
4305 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ
(7)
، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاشِعٌ
(9)
قَالَ:
===
(1)
فاعل "أهلك".
(2)
أي: لم يقيموا عليه الحد.
(3)
أي: التي سرقت، "قس"(9/ 336).
(4)
قوله: (فحسنت توبتها) وعند أحمد أنها قالت: "هل من توبة يا رسول الله؟ فقال: أنتِ اليوم من خطيئتكِ كيوم ولدتكِ أمكِ"، "قس" (9/ 336). ومرَّ الحديث مع بعض بيانه [برقم: 3475] وأيضًا [برقم: 3733] في "المناقب"، وسيجيء في "الحدود" [برقم: 6787] إن شاء الله تعالى.
(5)
رجلًا من بني سليم، "قس"(9/ 336).
(6)
مصغرًا، "ك"(16/ 144)، هو ابن معاوية، "قس"(9/ 336).
(7)
هو ابن سليمان، "قس"(9/ 336).
(8)
عبد الرحمن بن مل النهدي، "قس"(9/ 336).
(9)
ابن مسعود بن ثعبلة بن وهب السلمي بضم السين، "قس"(9/ 336).
أَتَيْتُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِأَخِي
(1)
بَعْدَ الْفَتْحِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُكَ بِأَخِي لِتُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ. قَالَ: "ذَهَبَ أَهْلُ الْهِجْرَةِ
(2)
(3)
بِمَا فِيهَا". فَقُلْتُ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُبَايِعُهُ؟ قَالَ: "أُبَايِعُهُ عَلَى الإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ وَالْجِهَادِ". [راجع: 2962].
4306 -
فَلَقِيتُ أَبَا مَعْبَدٍ بَعْدُ وَكَانَ أَكْبَرَهُمَا، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: صَدَقَ مُجَاشِعٌ. [راجع: 2963، أخرجه: م 1863، تحفة: 11213].
4307 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا
"بَعْدَ الْفَتْحِ" في نـ: "بَعْدَ يَومِ الْفَتْحِ". "قُلْتُ" في نـ: "فَقُلْتُ". "فَلَقِيتُ أَبَا مَعْبَدٍ" في سـ، حـ، عسـ، صـ، ذ:"فَلَقِيتُ مَعْبَدًا"، [والصواب الأول، قاله القسطلاني (9/ 337)].
===
(1)
اسمه مجالد، "ك"(16/ 145).
(2)
قوله: (ذهب أهل الهجرة) أي الذين هاجروا قبل الفتح، "بما فيها" من الفضل فلا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية. قوله:"والجهاد" أي عند الحاجة إليه. قوله: "فلقيت" أي: قال أبو عثمان النهدي: فلقيت "أَبا معبد" يريد مجالدًا، "بعد" أي بعد سماعي الحديث من مجاشع. وللأصيلي وابن عساكر وأبي ذر عن الحموي والمستملي:"فلقيت معبدًا"، والصواب الأول. قوله:"وكان" أي: أبو معبد. "أكبرهما" أي: أكبر الأخوين. "فسألته" عن حديث مجاشع الذي سمعته منه "فقال: صدق مجاشع"، قاله القسطلاني (9/ 336 - 337)، ومرَّ (برقم: 2963) في "الجهاد".
(3)
أي: إلى المدينة.
(4)
المقدمي.
الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ
(2)
، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(3)
النَّهْدِيِّ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ بِأَبِي مَعْبَدٍ
(4)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِيُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، قَالَ: "مَضَتِ الْهِجْرَةُ لأَهْلِهَا
(5)
، أُبَايِعُهُ عَلَى الإِسْلَامِ وَالْجِهَادِ". [راجع: 2962].
4308 -
فَلَقِيتُ أَبَا مَعْبَدٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: صَدَقَ مُجَاشِعٌ. وَقَالَ خَالِدٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاشِعٍ: أَنَّهُ جَاءَ بِأَخِيهِ مُجَالِدٍ. [راجع: 2963].
4309 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(6)
قَالَ:
"الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ" في ذ: "فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ". "قَالَ: مَضَتِ" في نـ: "فَقَالَ: مَضَتِ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".
===
(1)
البصري.
(2)
ابن سليمان.
(3)
عبد الرحمن.
(4)
قوله: (بأبي معبد) بفتح الميم وسكون المهملة وفتح الموحدة وبمهملة أخرى، أخو مجاشع، اسمه مجالد بلفظ الفاعل من المجالدة بالجيم والمهملة، "ك"(16/ 145).
(5)
قوله: (مضت الهجرة لأهلها) أي الهجرة التي هي من مكة إلى المدينة؛ لأنه لا هجرة بعد الفتح؛ لأنها صارت دار إسلام. قال في "المجمع"(5/ 144 - 145) وغيره: أما الهجرة من دار الحرب فهي باقية واجبة إلى يوم القيامة. قال الطيبي: وهي لإصلاح دينه باقية مدى الدهر.
(6)
محمد بن جعفر.
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(1)
، عَنْ أَبِي بِشْرٍ
(2)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(3)
قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُهَاجِرَ إِلَى الشَّامِ. قَالَ: لَا هِجْرَةَ وَلَكِنْ جِهَادٌ، فَانْطَلِقْ
(4)
فَأَعْرِضْ نَفْسَكَ، فَإِنْ وَجَدْتَ شَيْئًا وَإِلَّا رَجَعْتَ. [راجع: 3899].
4310 -
وَقَالَ النَّضْرُ
(5)
: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ
(7)
قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ
(8)
، فَقَالَ: لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ - أَوْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ
(9)
. [راجع: 3899].
4311 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ،
"إِنِّي أُرِيدُ" في نـ: "أُرِيدُ". "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ" في ذ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ". "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في نـ: "أَخْبَرَنَا يَحْيَى".
===
(1)
ابن الحجاج.
(2)
اسمه جعفر.
(3)
ابن جبر.
(4)
قوله: (فانطلق) بكسر اللام والجزم على الأمر. قوله: "فأعرض" بهمزة قطع مجزوم على الأمر أيضًا. قوله: "فإن وجدت شيئًا" أي من الجهاد والقدرة عليه فهو المراد. قوله: "وإلا" أي وإن لم تجد شيئًا من ذلك "رجعت"، "قس"(9/ 337 - 338).
(5)
ابن شميل، وصله الإسماعيلي، "قس"(9/ 338).
(6)
ابن الحجاج.
(7)
جعفر بن أبي وحشية، "قس"(9/ 338).
(8)
أي: إني أريد الشام إلى آخره، "قس"(9/ 338).
(9)
أي: مثل الحديث السابق، "قس"(9/ 338).
عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ
(1)
الْمَكِّيِّ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ. [راجع: 3899].
4312 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: زُرْتُ عَائِشَةَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فَسَأَلَهَا عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَتْ: لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ، كَانَ الْمُؤْمِنُ
(2)
يَفِرُّ أَحَدُهُمْ بِدِينِهِ
(3)
إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ
(4)
مَخَافَةَ
(5)
أَنْ يُفْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ
(6)
فَقَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الإِسْلَامَ
(7)
، فَالْمُؤْمِنُ يَعْبُدُ رَبَّهُ حَيْثُ شَاءَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ
(8)
وَنِيَّةٌ
(9)
. [راجع: 3080، تحفة: 17382].
4313 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(10)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ
"أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ" في نـ: "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ". "حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ" في نـ: "أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ". "فَسَأَلَهَا" في نـ: "فَسَأَلْتُهَا".
===
(1)
كفلس.
(2)
بالإفراد.
(3)
أي: بسبب حفظ دينه.
(4)
إلى المدينة.
(5)
بالنصب على التعليل.
(6)
أي: بعد الفتح، "قس"(9/ 339).
(7)
وفشت الشرائع والأحكام، "قس"(9/ 339).
(8)
أي: في الكفار.
(9)
أي: ثواب نية الجهاد أو الهجرة، "قس"(9/ 339).
(10)
هو: ابن منصور، وبه جزم أبو علي الجياني، أو هو: ابن نصر، "قس"(9/ 339).
ابْنِ جُرَيْجٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ
(2)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ
(3)
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
===
(1)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
(2)
ابن جبر، والحديث مرسل وقد وصله في "الحج" [برقم: 1834] و"الجهاد"[برقم: 2783]، "قس"(9/ 339).
(3)
قوله: (فهي حرام بحرام الله) بفتح الحاء والراء بعدها ألف في اللفظين. والخليل مبلِّغ التحريم عن الله إلى الناس. قوله: "لا يُنَفَّرُ صيدها" أي لا يُزْعَجُ من مكانه. قوله: "ولا يُعْضَدُ" أي لا يُقْطَعُ، "شوكها" ولأبي ذر عن الكشميهني:"شجرها". قوله: "ولا يختلى" بضم التحتية وسكون المعجمة مقصورًا: لا يُقْلَعُ. قوله: "خلاها" بفتح المعجمة مقصورًا أيضًا: كلؤها الرطب. قوله: "إلا لمنشد" أي لمعرِّف يعرِّفها، ثم يحفظها لمالكها. قوله:"ثم قال" أي النبي صلى الله عليه وسلم بوحي أو نُفث في روعه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فالتحريم إلى الله حكمًا وإلى الرسول بلاغًا. قوله:"بمثل هذا" أي الحديث السابق. قوله: "أو نحو هذا" شك من الراوي، المثل المتحد في الحقيقة والنحو أعم، أو هما مترادفان، ملتقط من "قس"(9/ 339 - 340)، "ك"(16/ 146 - 147).
قال في "اللمعات": وفي "الهداية"(1/ 171): فإن قطع حشيش الحرم أو شجره وهو ليس بمملوك وهو مما لا ينبته الناس، فعليه قيمته إلا فيما جفَّ منه، وما جف من شجر الحرم لا ضمان فيه؛ لأنه ليس بنام، ولا يرعى حشيش الحرم ولا يُقْطَع إلا الإذخر، وقال أبو يوسف: لا بأس بالرعي؛ لأن فيه ضرورة، فإن منع الدواب عنه متعذر، ولنا ما روينا، وحمل الحشيش من الحل ممكن بخلاف الإذخر؛ لأنه استثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجوز قطعه ورعيه. وبخلاف الكمأة؛ لأنها ليست من جملة النبات، انتهى. وعند الشافعي ومن
لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تُحْلَلْ
(1)
لِي قَطُّ إِلَّا سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُعْضَدُ
(2)
شَوْكُهَا
(3)
، وَلَا يُخْتَلَى
(4)
خَلَاهَا، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ". فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِلَّا الإذْخِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ لِلْقَيْنِ
(5)
وَالْبُيُوتِ
(6)
، فَسَكَتَ
(7)
ثُمَّ قَالَ: "إِلَّا الإِذْخِرَ فَإِنَّهُ حَلَالٌ".
وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(8)
: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ
(9)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِمِثْلِ هَذَا أَوْ نَحْوِ هَذَا. رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 1349، تحفة: 6150، 19260].
"قَطُّ" ثبت في قتـ، ذ. "مِنَ الدَّهْرِ" في نـ:"مِنَ النَّهَارِ". "شَوْكُهَا" في هـ، ذ:"شَجرُهَا". "بِمِثْلِ هَذَا" في نـ: "مِثْلُ هَذَا". "رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ" زاد بعده في نـ: "وَأَبُو شُرَيحٍ".
===
وافقه: يجوز رعي البهائم في كَلَإ الحرم، ومذهب أحمد كمذهبنا، انتهى كلام "اللمعات". ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 1833] في "الحج".
(1)
بفتح الفوقية وكسر اللام الأولى، ولأبي الوقت والأصيلي:"ولم تحلل" بضم الفوقية وفتح اللام، "قس"(9/ 339).
(2)
أي: لا يقطع.
(3)
فضلًا عن شجرها.
(4)
أي: لا يقلع.
(5)
الحدَّاد.
(6)
أي: لسقف البيوت، "ع"(7/ 517).
(7)
صلى الله عليه وسلم.
(8)
هو عبد الملك بالإسناد السابق، "قس"(9/ 340).
(9)
ابن مالك.
54 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ
(1)
إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ
(2)
كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ
(3)
عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
(4)
ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ
(5)
(25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ
(6)
} إِلَى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 25 - 27]
4314 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
===
(1)
قوله: ({وَيَوْمَ حُنَيْنٍ}) بمهملة ونونين مصغرًا: وادٍ إلى جنب ذي المجاز قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا من جهة عرفات، كذا في "الفتح"(8/ 27).
قال القسطلاني (9/ 340): خرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم لستٍّ خَلَوْنَ من شوال لما بلغه أن مالك بن عوف النصري جمع القبائل من هوازن، ووافقه على ذلك الثقفيون، وقصدوا محاربة المسلمين، وكان المسلمون اثني عشر ألفًا، وهوازن وثقيف أربعة آلاف. وقد روى يونس بن بكير عن الربيع بن أنس قال: قال رجل يوم حنين: لن نُغْلَبَ اليوم من قلة، فشقّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فكانت الهزيمة، انتهى.
(2)
أي: حصل لهم الإعجاب بالكثرة وزال عنهم أن الله هو الناصر لا كثرة العدد والعُدد، "قس"(9/ 340).
(3)
أي: الكثرة، "بيض"(1/ 400).
(4)
قوله: (بما رحبت) ما مصدرية، والباء بمعنى مع، أي مع رحبِها: أي سعتها، أي لم تجدوا مفرًّا من أعدائكم فكأنها ضاقت عليكم، أو لا تثبتون فيها كمن لا يسعه مكانه، ملتقط من "البيضاوي"(1/ 400) و"القسطلاني"(9/ 340).
(5)
أي: ثم انهزمتم.
(6)
أي: رحمته التي سكنوا بها وأمنوا، "قس"(9/ 340).
هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: رَأَيْتُ بِيَدِ عَبدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ضَرْبَةً، قَالَ: ضُرِبْتُهَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، قُلْتُ: شَهِدْتَ حُنَيْنًا؟ قَالَ: قَبْلَ ذَلِكَ
(2)
(3)
. [تحفة: 5159].
4315 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ
(6)
وَجَاءَهُ رَجُلٌ
(7)
، فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ
(8)
أَتَوَلَّيْتَ
(9)
يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لَمْ يُوَلِّ
(10)
، وَلَكِنْ عَجِلَ
(11)
سَرْعَانُ
(12)
الْقَوْمِ،
"حَدَّثَنَا سُفْيَانُ" في ذ: "أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ". "فَقَالَ: أَمَّا أَنَا" في ذ: "قَالَ: أَمَّا أَنَا".
===
(1)
ابن أبي خالد، "قس"(9/ 341).
(2)
أي بل قبل ذلك من المشاهد أيضًا شهدت.
(3)
قوله: (قبل ذلك) أي قبل حنين من المشاهد، وأول مشاهده الحديبية، ووقفت في بعض حديثه على ما يدل أنه شهد الخندق، "فتح"(8/ 28).
(4)
الثوري.
(5)
السبيعي.
(6)
ابن عازب.
(7)
لم أقف على اسمه، "ف"(8/ 28).
(8)
كنية البراء.
(9)
أي: انهزمت.
(10)
أي: لم ينهزم، "قس" (9/ 341). ومرَّ بيانه (برقم: 3042).
(11)
بكسر الجيم مخففًا، "قس"(9/ 342).
(12)
قوله: (سرعان) بفتح السين المهملة والراء وقد تسكن،
فَرَشَقَتْهُمْ
(1)
هَوَازِنُ
(2)
، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ
(3)
آخِذٌ بِرَأْسِ بَغْلَتِهِ
(4)
الْبَيْضَاءِ
(5)
يَقُولُ
(6)
: "أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ
(7)
، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ". [راجع: 2864، أخرجه: م 1776، ت 1688، تحفة: 1848].
4316 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(8)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(9)
قِيلَ لِلْبَرَاءِ، وَأَنَا أَسْمَعُ: أَوَلَّيْتُمْ
(10)
مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ؟
"أَوَلَّيْتُمْ" في نـ: "أَوَلَّيْتَ".
===
أي أوائلهم الذين يسارعون إلى الشيء ويقبلون عليه بسرعة. قوله: "فرشقتهم" بالشين المعجمة والقاف، أي رمتهم. قوله:"هوازن" قبيلة معروفة وكانوا رماة، وكان المسلمون قد حملوا على العدو فانكشفوا، فأقبل المسلمون على الغنائم فاستقبلهم هوازن فرشقوهم رشقًا ما يكادون يخطؤون، "قسطلاني"(9/ 342).
(1)
أي: رمتْهم.
(2)
قبيلة معروفة.
(3)
ابن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 342).
(4)
هي التي يقال لها: دُلدُل، "ك"(16/ 148).
(5)
التي أهداها له فروة، "قس"(9/ 342)، قال ابن حجر (8/ 30): وفيه نظر؛ لأن دلدل أهداها له المقوقس.
(6)
صلى الله عليه وسلم.
(7)
فلا أنهزم لأن الله قد وعدني بالنصر، "قس"(9/ 342).
(8)
ابن الحجاج.
(9)
السبيعي.
(10)
قوله: (أوليتم) بصيغة الجمع الشاملة لكلهم، فقال البراء مجيبًا للسائل بجواب بديع متضمن لإثبات الفرار لهم لكن لا على جهة التعميم.
فَقَالَ: أَمَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَا
(1)
، كَانُوا رُمَاةً
(2)
، فَقَالَ: "أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ
(3)
" [راجع: 2864].
4317 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: سَمِعَ الْبَرَاءَ - وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ -: أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقَالَ: لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَفِرَّ، كَانَتْ هَوَازِنُ رُمَاةً، وَإِنَّا لَمَّا حَمَلْنَا عَلَيْهِم انْكَشَفُوا
(5)
، فَأَكْبَبْنَا
(6)
عَلَى الْغَنَائِمِ، فَاسْتُقْبِلْنَا
(7)
بِالسِّهَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"فَقَالَ: أَمَّا النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ: أَمَّا النَّبِيُّ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "فَقَالَ: لَكِنَّ" في نـ: "قَالَ: لَكِنَّ". "فَاسْتُقْبِلْنَا" في نـ: "فَاسْتَقْبَلُونَا". "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ".
===
قوله: "فلا" أي لم يفر بل ثبت وثبت معه أربعة نفر، ثلاث من بني هاشم: علي والعباس بين يديه، وأبو سفيان آخذ بالعنان، وابن مسعود من الجانب الأيسر، "قسطلاني"(9/ 343).
(1)
أي: لم يفر.
(2)
جمع رام.
(3)
فيه دليل على جواز قول الإنسان: أنا فلان، وابن فلان، أو مثل ذلك في الحرب، "قس"(9/ 342).
(4)
محمد بن جعفر.
(5)
أي: انهزموا.
(6)
بموحدتين، أي: وقعنا.
(7)
بلفظ المجهول.
عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ آخِذٌ بِزِمَامِهَا وَهُوَ يَقُولُ:"أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ". قَالَ إِسْرَائِيلُ
(1)
وَزُهَيْرٌ
(2)
: نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَغْلَتِهِ. [راجع: 2864].
4318 و 4319 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي لَيْثٌ
(4)
، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ
(5)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. ح وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ
(7)
، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ
(8)
: وَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ مَرْوَانَ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(9)
قَامَ حِينَ جَاءَهُ
"أَبَا سُفْيَانَ" في ذ: "أَبَا سُفْيَانَ بنَ الحارثِ". "حَدَّثَنِي لَيْثٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا لَيْثٌ". "لَيْثٌ" في ذ: "اللَّيثُ". "حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ" زاد قبله في نـ: "قَالَ". "ح" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ". "مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ" زاد بعده في نـ: "ابن مُسلِمٍ".
===
(1)
ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، "قس"(9/ 344).
(2)
ابن معاوية.
(3)
هو سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري مولاهم، "قس"(9/ 345).
(4)
ابن سعد.
(5)
ابن خالد.
(6)
ابن منصور، "قس"(9/ 345).
(7)
محمد بن عبد الله، "قس"(9/ 345).
(8)
ابن مسلم.
(9)
هذا مرسل؛ لأن المسور يصغر عن إدراك هذه القصة، ومروان أصغر منه، "قس"(9/ 345).
وَفْدُ
(1)
هَوَازِنَ
(2)
مُسْلِمِينَ
(3)
، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَعِي مَنْ تَرَوْنَ
(4)
، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ
(5)
إِلَيَّ أَصْدَقُهُ
(6)
، فَاخْتَارُوا
(7)
إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ
(8)
: إِمَّا السَّبْيَ، وَإِمَّا الْمَالَ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ
(9)
بِكُمْ
(10)
" وَكَانَ أَنْظَرَهُمْ
(11)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعَ عَشِرَةَ لَيْلَةً
(12)
،. . . . . . . . . . . .
"مَنْ تَرَوْنَ" في نـ: "مَا تَرَوْنَ". "اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ" في هـ، ذ:"اسْتَأْنَيْتُ لَكُمْ". "أَنْظَرَهُمْ" في نـ: "انتَظَرَهُم".
===
(1)
قوله: (وفد هوازن) الوفد: القوم يجتمعون ويردون البلاد، واحدهم وافد، وكذلك الذين يقصدون الأمراء للزيارة، "عيني"(8/ 683).
(2)
قبيلة.
(3)
حال، "ع"(8/ 683).
(4)
قوله: (من ترون) بفتح الفوقية، من الصحابة، "قس"(9/ 345).
(5)
مبتدأ، "ع"(8/ 683).
(6)
خبر، "ع"(8/ 683).
(7)
أن أرد إليكم، "قس"(9/ 345).
(8)
أي: الأمرين، "قس"(9/ 345).
(9)
أي: انتظرت وتربصت.
(10)
قوله: (استأنيت بكم) أي: أخرّت قسم السبي بسببكم، ولأبي ذر عن الكشميهني:"لكم"، أي لأجلكم فأبطأتم حتى ظننتُ أنكم لا تقدمون وقد قسمت السبي. قوله:"وكان أنظرهم" كذا في الفرع، وفي نسخة:"انتظرهم" بزيادة فوقية بعد النون، "قس"(9/ 345).
(11)
من أنظرته: أخرته، "ك"(16/ 149).
(12)
لم يقسم السبي.
حِينَ قَفَلَ
(1)
مِنَ الطَّائِفِ
(2)
، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُسْلِمِينَ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمِّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ
(3)
قَدْ جَاءُونَا تَائِبِينَ
(4)
، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ
(5)
ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ
(6)
، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ، حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ
(7)
مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنَا، فَلْيَفْعَلْ". فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ
(8)
(9)
أَمْرَكُمْ"
"حَتَّى يَرْفَعَ". "حَتَّى يَرجِعَ".
===
(1)
أي: رجع.
(2)
إلى الجعرانة.
(3)
أي: وفد هوازن، "قس"(9/ 346).
(4)
حال.
(5)
أي: نفسه بدفع السبي مجانًا من غير عوض، "قس"(9/ 346).
(6)
جواب الشرط.
(7)
أي: عوضه، "قس"(9/ 346).
(8)
أي: نقباؤكم.
(9)
قوله: (عرفاؤكم) جمع عريف، وهو الذي يعرف أمر القوم وأحوالهم، أي القيم بأمور القبيلة والمحلة، وهو دون الرئيس، كذا في "العيني" (8/ 684). ومرَّ الحديث [برقم: 2308] في "الوكالة" وأيضًا [برقم: 3132] في "الخمس".
فَرَجَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا
(1)
وَأَذِنُوا
(2)
. هَذَا الَّذِي
(3)
بَلَغَنِي عَنْ سَبْيِ هَوَازِنَ. [راجع: 2307، 2308].
4320 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
(5)
، عَنْ أَيُّوبَ
(6)
، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
(7)
. ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
(8)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(9)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(10)
، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَفَلْنَا
(11)
مِنْ حُنَيْنٍ سَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَذْرٍ كَانَ نَذَرَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
(12)
"أَنَّ عُمَرَ" مصحح عليه.
===
(1)
ذلك.
(2)
أي: له صلى الله عليه وسلم برد السبي.
(3)
هو قول ابن شهاب، "قس"(9/ 246).
(4)
محمد بن الفضل السدوسي، "قس"(9/ 246).
(5)
ابن درهم.
(6)
السختياني.
(7)
قوله: (أن عمر قال: يا رسول الله) أورده كذا مختصرًا مرسلًا، وسبق في "الخمس" [برقم: 3144] تمامه بلفظ: "أن عمر قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه كان عَلَيَّ اعتكاف يوم في الجاهلية، فأمره أن يَفِيَ به"، "قس"(9/ 346).
(8)
المروزي.
(9)
ابن المبارك.
(10)
هو ابن راشد، "قس"(9/ 246).
(11)
رجعنا.
(12)
أي: أيام.
اعْتِكَافٍ
(1)
، فَأَمَرَهُ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِوَفَائِهِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ
(3)
: حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
(4)
عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(5)
. [راجع: 2032، أخرجه: م 1656، س 3820، تحفة: 7521].
4321 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ
(7)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
(8)
، عَنْ عُمَرَ
(9)
بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ
(10)
===
(1)
قوله: (اعتكاف) بالجر بدل من "نذر"، وفي نسخة بالفرع مصححًا عليها:"اعتكافًا"، ولأبي ذر:"اعتكاف"، "قسطلاني"(9/ 347).
(2)
الأمر للندب، "مرقاة"(6/ 447).
(3)
هو أحمد بن عبدة الضبي، "قس"(9/ 347).
(4)
قوله: (ورواه جرير بن حازم وحماد بن سلمة) قال القسطلاني (9/ 347): فأما رواية جرير فوصلها مسلم [برقم: 1656] بلفظ: "أن عمر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة". وأما رواية حماد فوصلها مسلم [برقم: 1656] أيضًا، انتهى مختصرًا.
(5)
قوله: (عن النبي صلى الله عليه وسلم) قال الكرماني (16/ 150): فإن قلت: هذا مروي عن عمر، فما معنى: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: المروي عنه: أمر بوفائه، انتهى. ومرَّ الحديث [برقم: 2032]، وأيضًا في "الخمس" [برقم: 3144].
(6)
التنيسي.
(7)
الإمام.
(8)
الأنصاري.
(9)
مولى أبي أيوب الأنصاري، تابعي صغير، "قس"(9/ 347).
(10)
نافع بن عباس.
مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا
(1)
كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا
(2)
رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَضَرَبْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ
(3)
(4)
بِالسَّيْفِ، فَقَطَعْتُ الدِّرْعَ
(5)
، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ
(6)
، ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ
(7)
فَقُلْتُ:
"مَعَ النَّبِيِّ" في نـ: "مَعَ رَسُولِ اللَّهِ". "بِالسَّيْفِ" في ذ: "بِسَيْفٍ".
===
(1)
قوله: (فلما التقينا) أي مع المشركين. "كانت للمسلمين" أي لبعضهم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن حواليه، "قس"(9/ 348)، "ك" (16/ 151). قوله:"جولة" بالجيم، أي تقدم وتأخر، وعبّر بذلك احترازًا عن لفظ الهزيمة. قال النووي: إنما كانت الهزيمة من بعض الجيش، وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة معه فلم يزالوا، والأحاديث الصحيحة [في ذلك] مشهورة، ولم يَرْوِ أحد قط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انهزم في موطن من المواطن، بل ثبت فيها بإقدامه، "قس"(9/ 348)، "طيبي"(8/ 31).
(2)
أي: أشرف على قتله ولم يسم الرجلان، "قس"(9/ 348).
(3)
أي: ما بين العنق والكتف، "ط"(8/ 31، برقم: 3986).
(4)
قوله: (حبل عاتقه) أي عصب عاتقه عند موضع الرداء من العنق، كذا في "القسطلاني"(9/ 348).
(5)
أي: الذي هو لابسه، "قس"(9/ 348).
(6)
قوله: (ريح الموت) استعارة عن أثره، أي وجدت منه شدة كشدة الموت، قاله الطيبي (8/ 31). قال في "الفتح" (8/ 37): وأشعر ذلك بأن هذا المشرك كان شديد القوة جدًا، انتهى.
(7)
ابن الخطاب.
مَا بَالُ النَّاسِ
(1)
؟ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ عز وجل
(2)
. ثُمَّ رَجَعُوا وَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا
(3)
(4)
لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ
(5)
". فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي
(6)
؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ
(7)
، فَقُمْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، ثُمَّ قُمْتُ،
"وَجَلَسَ النَّبِيُّ" في حـ، سـ، ذ:"فَجَلَسَ النَّبِيُّ". "قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، فَقُمْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، ثُمَّ قُمْتُ" في نـ: "فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، فَقُمْتُ
===
(1)
قوله: (فقلت: ما بال الناس؟) يحتمل وجهين: أحدهما: ما بالهم منهزمين؟ فكان جوابه: "أمر الله" أي كان ذلك من قضاء الله وقدره. وثانيهما: ما بال الناس؟ أي ما بال المسلمين بعد الانهزام؟ فكان جوابه: أمر الله غالب، أي النصرة للمسلمين. ومعنى قوله:"ثم رجعوا" على الأول: ثم رجع المسلمون بعد الهزيمة، وعلى الثاني: رجعوا بعد انهزام المشركين؛ وَيُبَصِّرُ الثاني قولُه: "وجلس النبي صلى الله عليه وسلم" إلى آخره، كذا قاله الطيبي (8/ 31).
(2)
أي: هذا الذي أصابهم حكم الله وقضاؤُه، "قس"(9/ 348).
(3)
أي: مشرفًا على القتل.
(4)
قوله: (من قتل قتيلًا) أوقع القتل على المقتول باعتبار مآله، كقوله:{أَعْصِرُ خَمْرًا} [يوسف: 36]. والسلب ما يأخذه أحد الفريقين في الحرب من قرينه مما عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها، وهو فعل بمعنى المفعول كالقبض بمعنى المقبوض "ط"(8/ 31).
(5)
محركة، أي: ما معه من الثياب والأسلحة والمركب ونحوها، "ك"(16/ 151)، "مجمع"(3/ 99).
(6)
أي: بقتل ذلك الرجل، "قس"(9/ 348)، "ك".
(7)
أي: من قتل قتيلًا. . . إلخ.
فَقَالَ
(1)
: "مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ؟ ". فَأَخْبَرْتُهُ
(2)
. فَقَالَ رَجُلٌ
(3)
: صَدَقَ وَسَلَبُهُ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ
(4)
مِنِّي. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَاهَا اللَّهِ، إِذًا
(5)
لَا يَعْمِدُ
(6)
إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ
===
فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، فَقُمْتُ"، وفي نـ: "فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، فَقُمْتُ" مصحح عليه. "فأرضه مني": كذا في هـ، وفي حـ، سـ، ذ:"فأرضهِ منه". "لاها الله إذًا لا يَعْمِدُ": في نـ: "لاهَا اللَّهِ، ذا لا يعمِدُ".
(1)
صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 348).
(2)
بذلك، "قس"(9/ 348).
(3)
هو: أسود بن خزاعي الأسلمي، "قس"(9/ 348)، "مق" (ص: 291).
(4)
بهمزة القطع، "قس"(9/ 348).
(5)
قوله: (لاها الله، إذًا) هاؤه بدل من الواو، أي: لا والله، وصوابه:"ذا" بحذف همزة، ويجوز حذف ألف "ها" للساكنين، ويجوز ثبوتها لجواز الالتقاء للمد والشد، أي لا والله لا يكون ذا، كذا في "المجمع" (5/ 138). قال السيد المحشي على "المشكاة": الرواية في الصحيحين هكذا، أعني "إذًا" الجزائية، أي إذا صدق أبو قتادة فلا يعمد. وقال النحويون: الغلط من الرواية، فإن "لاها الله" لا يستعمل بدون ذا، وهو ممنوع. ونُقِلَ عن أبي زيد: أن إذًا قد يكون زائدة، كما قوله: إذًا لقام بنصري، فالمعنى: لاها الله لا يعمد، انتهى كلام السيد.
(6)
قوله: (لا يعمد) بكسر الميم أي لا يقصد صلى الله عليه وسلم، "قسطلاني" (9/ 348). قوله:"إلى أسد" أي إلى رجل كأنه أسد في الشجاعة فيأخذ حقه ويعطيك بغير طيبة من نفسه، هكذا ضبطه الأكثر بالتحتانية فيه وفي "يعطيك"، وضبط النووي فيهما بالنون، قاله في "الفتح"(8/ 40).
وَرَسُولِهِ
(1)
فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَ
(2)
فَأَعْطِهِ"، فَأَعْطَانِيهِ
(3)
، فَابْتَعْتُ
(4)
بِهِ مَخْرَفًا
(5)
فِي بَنِي سَلِمَةَ
(6)
، فَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ
(7)
فِي الإِسْلَامِ. [راجع: 2100].
4322 -
وَقَالَ اللَّيْثُ
(8)
: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
(9)
، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَآخَرُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَخْتِلُهُ
(10)
مِنْ وَرَائِهِ لِيَقْتُلَهُ، فَأَسْرَعْتُ إِلَى الَّذِي يَخْتِلُهُ فَرَفَعَ يَدَهُ لِيَضْرِبَنِي، وَأَضْرِبُ يَدَهُ، فَقَطَعْتُهَا،
"وَأَضْرِبُ" في ذ: "فَأَضْرِبُ".
===
(1)
أي: بسببهما، "قس"(9/ 349).
(2)
أي: أبو بكر، "قس"(9/ 349).
(3)
أي: السلب.
(4)
قوله: (فابتعت) أي اشتريت. قوله: "مخرفًا" بفتح الميم وسكون المعجمة وفتح الراء ويُكْسَرُ، أي بستانًا. و"بني سلمة" بكسر اللام: بطن من الأنصار. قوله: "تَأَثَّلْتُه" بالمثلثة، أي اتخذته أصل المال واقتنيته، "ك"(16/ 152)، "قس"(9/ 349)، "تن" (2/ 876). ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 3142] في "الخمس".
(5)
أي: بستانًا، "قس"(9/ 349).
(6)
بكسر اللام، "ك"(16/ 152)، بطن من الأنصار، ["قس" (9/ 349)].
(7)
اقتنيته، "قس"(9/ 349).
(8)
ابن سعد الإمام، فيما وصله المؤلف في "الأحكام" [برقم: 7170] عن قتيبة عن الليث، "قس"(9/ 350).
(9)
الأنصاري.
(10)
أي: يخدعه، "قس"(9/ 350).
ثُمَّ أَخَذَنِي، فَضَمَّنِي ضَمًّا شَدِيدًا حَتَّى تَخَوَّفْتُ
(1)
، ثُمَّ تَرَكَ
(2)
فَتَحَلَّلَ، وَدَفَعْتُهُ ثُمَّ قَتَلْتُهُ، وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ، وَانْهَزَمْتُ مَعَهُمْ، فَإِذَا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي النَّاسِ
(3)
، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ، ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ
(4)
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَقَامَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلٍ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ". فَقُمْتُ
(5)
لأَلْتَمِسَ
(6)
بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلِي، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَشْهَدُ لِي فَجَلَسْتُ، ثُمَّ بَدَا لِي، فَذَكَرْتُ أَمْرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: سِلَاحُ هَذَا الْقَتِيلِ الَّذِي يَذْكُرُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنْهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَلَّا
(7)
"يَذْكُرُ" في هـ، ذ:"يَذْكُرُهُ"[كذا في الهندية، وفي "قس" و"السلطانية" و"العيني": "ذَكَرَهُ"]. "فَأَرْضِهِ مِنْهُ" في هـ: "فَأَرْضِهِ مِنِّي".
===
(1)
أي: الموت، فحذف المفعول، "قس"(9/ 350).
(2)
قوله: (ثم ترك) من الترك، كذا في الفرع [كأصله] مصححًا عليه مع حذف المفعول، وقال في "الفتح" وغيره:"برك" بالموحدة للأكثر، ولبعضهم بالمثناة، "قسطلاني"(9/ 350). وفي رواية الإسماعيلي "ثم نُزِف" بضم النون وكسر الزاي بعدها فاء، "ف"(8/ 41).
(3)
في الذين لم ينهزموا، "قس"(9/ 350).
(4)
أي: الذين انهزموا، "قس"(9/ 350).
(5)
أي: قال أبو قتادة: فقمت.
(6)
أي: أطلب.
(7)
حرف ردع، "قس"(9/ 350).
لَا يُعْطِهِ
(1)
أُصَيْبِغَ
(2)
مِنْ قُرَيْشٍ، وَيَدَعَ
(3)
أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَدَّاهُ
(4)
إِلَيَّ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ خِرَافًا
(5)
، فَكَانَ أَوَّلَ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإِسْلَامِ
(6)
. [راجع: 2100].
"لَا يُعْطِهِ" في نـ: "لَا تُعْطِهِ". "أُصَيْبِغَ" في نـ: "أُضَيْبِعَ". "وَيَدَعَ" في نـ: "وَتَدَعَ". "فَكَانَ أَوَّلَ" في نـ: "وَكَانَ أَوَّلَ".
===
(1)
أي: السلب، "قس"(9/ 350).
(2)
قوله: (أُصَيْبِغَ) بإهمال الصاد وإعجام الغين وبالعكس، وعلى الأول تصغير وتحقير له بوصفه باللون الرديء، وقيل: بذمِّه بسواد اللون وتغيره، وقيل: هو وصف له بالمهانة والضعف والحقارة تشبيهًا بالأصبغ، وهو نوع من الطيور، ويجوز أن يكون شبّهه بنبات ضعيف يقال الصبغاء. وعلى الثاني تصغير الضبع على غير قياس، شبّه بالضبع في ضعف افتراسه كتشبيه أبي قتادة بالأسد. وقال ابن مالك: الأضيبع تصغير الأضبع، وهو القصير الضبع، أي: العضد، ويكنى به عن الضعف، هذا ملتقط من "الكرماني"(16/ 152 - 153) و"المجمع"(3/ 291) و"القسطلاني"(9/ 350 - 351).
(3)
بتثليث العين، "فتح"(8/ 41)، "تو"(6/ 2668)، "ك"(16/ 153).
(4)
السلاح.
(5)
بكسر المعجمة، أي: بستانًا.
(6)
أي: اتخذته أصل المال.
55 - بَابُ غَزْوَةِ أَوْطَاسٍ
(1)
(2)
4323 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
(3)
، عَنْ أَبِي مُوسَى
(4)
قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ حُنَيْنٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ
(5)
عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ
"بَابُ" سقط في نـ. "غَزْوَةِ" كذا في ذ، وفي نـ:"غَزَاةِ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ".
===
(1)
بفتح الهمزة وسكون الواو وبالمهملتين، وادٍ في ديار هوازن وفيه عسكروا هم وثقيف ثم التقوا بحنين، "قس"(9/ 351).
(2)
قوله: (غزوة أوطاس) قال عياض: هو وادٍ في ديار هوازن، وهو موضع حرب حنين، انتهى. وهذا الذي قاله ذهب إليه بعض أهل السير، والراجح أن وادي أوطاس غير وادي حنين، ويوضح ذلك ما ذكر ابن إسحاق: أن الواقعة كانت في وادي حنين، وأن هوازن لما انهزموا صارت طائفة منهم إلى الطائف، وطائفة إلى بجيلة، وطائفة إلى أوطاس، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عسكرًا مقدمهم أبو عامر الأشعري إلى من مضى إلى أوطاس - كما يدل عليه حديث الباب - ثم بعساكره توجه إلى الطائف، "فتح"(8/ 42).
(3)
أي: عامر بن عبد الله.
(4)
عبد الله.
(5)
قوله: (أبا عامر) عبيد بن سليم بن حضار الأشعري، وهو عم أبي موسى الأشعري على المشهور، أميرًا على الجيش في طلب الفارّين من هوازن يوم حنين إلى أوطاس، فانتهى إليهم. "فلقي دريد بن الصمة فَقُتِلَ دريد، وهزم الله أصحابه"، أي: أصحاب دريد، وقتله ربيعة بن رفيع، "قس"(9/ 352).
دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ
(1)
، فَقُتِلَ
(2)
دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ. قَالَ أَبُو مُوسَى
(3)
: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ جُشَمِيٌّ
(4)
بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ
(5)
فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي، فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى
(6)
فَاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحْيِي
(7)
؟ أَلَا تَثْبُتُ
(8)
؟ فَكَفَّ
(9)
فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ. قَالَ: فَانْزِعْ
(10)
هَذَا السَّهْمَ فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا
(11)
(12)
مِنْهُ الْمَاءُ.
"أَلَا تَسْتَحْيِي" كذا في ذ، وفي نـ:"أَلَا تَسْتَحِي".
===
(1)
بكسر المهملة وتشديد الميم، الجشمي، "قس"(9/ 352).
(2)
بضم القاف.
(3)
الأشعري.
(4)
قيل: اسمه العلاء بن الحارث أو أوفى بن الحارث، "ك"(16/ 154).
(5)
أي: السهم، "قس"(9/ 352).
(6)
أي: أدبر.
(7)
أي: من الفرار.
(8)
عند اللقاء.
(9)
أي: توقف، أو كف نفسه، يتعدى ولا يتعدى، "ك"(16/ 154).
(10)
بالوصل، [أي بوصل الهمزة].
(11)
أي: وثب، "ك"(16/ 154).
(12)
قوله: (فنزا) بالنون والزاي من غير همز، أي انصبّ من موضع السهم الماء، "قس"(9/ 352).
قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَقْرِئِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي، وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ
(1)
، فَمَكُثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ، فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَّلٍ
(2)
، وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ
(3)
قَد أَثَّرَ رِمَالُ السَّريرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ، وَ
(4)
قَالَ: قُلْ لَهُ
(5)
: اسْتَغْفِرْ لِي. فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ". وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ:
"قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي" في نـ: "فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي". "فَقَالَ: اللَّهُمَّ" في نـ: "ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ".
===
(1)
أي: أميرًا على الناس.
(2)
قوله: (سرير مرمل) بضم الميم الأولى وفتح الثانية
(1)
بينهما راء ساكنة، كذا في نسخ "القسطلاني" (9/ 353). وفي "المجمع" (2/ 383): بسكون الراء وفتح ميم، انتهى. ثم قال القسطلاني: ولأبي ذر بفتح الراء والميم الثانية مشددة: منسوج بحبل ونحوه، انتهى. قال في "التوشيح" (6/ 2669): مرمل، براء مهملة وميم مشددة، أي معمول بالرمال، وهي الحبال. قال في "المجمع" (2/ 383): رمال الحصير وشريطته، أي ضلوعه المتداخلة بمنزلة الخيوط في الثوب النسيج، والمراد أنه كان السرير قد نسج وجهه بالسعف. قوله:"وعليه فراش" كذا في "الصحيحين" وصوَّبوا: ما عليه فراش، فسقط لفظ ما النافية، انتهى مختصرًا ملتقطًا.
(3)
قيل: الصحيح: "وما عليه فراش" على وفق سائر الروايات بزيادة "ما" النافية، "ك"(16/ 155)، "قس"(9/ 353).
(4)
أنه، "قس"(9/ 353).
(5)
صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 353).
(1)
في الأصل: "وكسر الثانية".
"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ وَمِنَ النَّاسِ
(1)
"، فَقُلْتُ: وَلِي فَاسْتَغْفِرْ
(2)
. فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا
(3)
كَرِيمًا". قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: إِحْدَاهُمَا لأَبِي عَامِرٍ وَالأُخْرَى لأَبِي مُوسَى. [راجع: 2884].
56 - بَابُ غَزْوَةِ الطَّائِفِ
(4)
فِي شَوَّالٍ
(5)
سَنَةَ ثَمَانٍ
قَالَهُ مُوسَى بْنُ عُقَبْةَ
(6)
.
4324 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(7)
، سَمِعَ سُفْيَانَ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ،
"وَمِنَ النَّاسِ" كذا في ذ، وفي نـ:"مِنَ النَّاسِ" بيان لسابقته؛ لأن الخلق أعمّ.
===
(1)
هو تعميم بعد تخصيص، "ك"(16/ 155).
(2)
والظاهر أنه تخصيص بعد تعميم.
(3)
ويجوز فتح الميم وكلاهما بمعنى المكان والمصدر، و"كريمًا": حسنًا، "قس"(9/ 353).
(4)
قوله: (غزوة الطائف) هو بلد مشهور، كثير الأعناب، على ثلث مراحل أو اثنين [من مكة] من جهة المشرق، كذا في "الفتح" (8/ 43). قال في "القاموس" (ص: 769): الطائف بلاد ثقيف في وادٍ، سُميت لأنها طافت على الماء في الطوفان، أو لأن جبرئيل طاف بها على البيت، أو لأنها كانت بالشام فنقلها الله تعالى إلى الحجاز بدعوة إبراهيم عليه السلام.
(5)
وقيل: بل وصل إليها في أول ذي القعدة، "ف"(8/ 44).
(6)
في مغازيه، "قس"(9/ 353).
(7)
عبد الله بن الزبير، "قس"(9/ 354).
(8)
ابن عيينة.
عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ
(2)
: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي مُخَنَّثٌ
(3)
فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِعَبدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ
(4)
: يَا عَبدَ اللهِ أَرَأَيْتَ
(5)
إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا فَعَلَيْكَ بِابْنَةِ غَيْلَانَ
(6)
، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ
(7)
. وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلَنَّ هَؤُلَاءِ
(8)
عَلَيْكُم". . . . . . . . . . . . .
"ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ" في نـ: "بنتِ أَبِي سَلَمَةَ". "فَسَمِعْتُهُ" كذا في صـ، وفي نـ:"سَمِعْتُهُ". "لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أُمَيَّةَ". "وَقَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "فَقَالَ النَّبِيُّ". "عَلَيْكُم" في نـ: "عَلَيْكُنَّ".
===
(1)
عروة بن الزبير.
(2)
هند بنت أبي أمية المخزومية أم المؤمنين، "قس"(9/ 354).
(3)
قوله: (مخنث) بكسر النون وفتحها، والكسر أفصح، والفتح أشهر، وهو الذي خُلُقه خُلق النساء، وَسُمِّيَ به لانكسار كلامه ولينه، "ك"(16/ 155).
(4)
هو: أخو أم سلمة.
(5)
أخبرني.
(6)
اسمها بادية، "ك"(16/ 155)، "تن"(2/ 877).
(7)
قوله: (تقبل بأربع وتدبر بثمان) أي أربع عكن في البطن من قدامها، وأراد بثمان أطراف هذه العكن من ورائها عند منقطع الجنبين، يريد أنها سمينة تحصل لها في بطنها عكن أربع، ويرى من ورائها لكل عكن طرفان، كذا في "المجمع"، قال القسطلاني (9/ 354): والعكنة بضم العين: ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنًا، والمراد أن أطراف العكن الأربع التي في بطنها تظهر ثمانية في جنبيها، انتهى.
(8)
قوله: (لا يدخلن هؤلاء) المخنثون، ثم أجلاه من المدينة إلى
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ
(1)
: الْمُخَنَّثُ هِيتٌ
(2)
(3)
.
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا
(5)
، وَزَادَ: وَهُوَ مُحَاصِرٌ الطَّائِفَ يَوْمَئِذٍ. [طرفاه: 5235، 5887، أخرجه: م 2180، د 4929، س في الكبرى 9245، جه 1902، تحفة: 18263].
4325 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(7)
،
"قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ" في ذ: "وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ".
===
الحمى، فلما ولي عمر بن الخطاب قيل له: إنه قد ضعف وكبر فاحتاج فأذن له أن يدخل كل جمعة فيسأل الناس ويرد إلى مكانه، قاله القسطلاني (9/ 354). قال الكرماني (16/ 155): إنما [كان] يؤذن له على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على أنه من جملة غير أولي الإربة من الرجال، فلم ير بأسًا بدخوله عليهن، فلما سمع صلى الله عليه وسلم هذا الكلام ورأى أنه يفطن لمثل هذا من النعت أمر بأن يحجب فلا يدخل عليهن.
(1)
أي: عبد الملك.
(2)
هذا اسمه، وهو مولى لعبد الله المذكور، "ك"(16/ 156).
(3)
قوله: (هيت) بكسر الهاء فتحتانية ساكنة ففوقية، هذا هو المشهور، وقال ابن درستويه: بكسر هاء فنون ساكنة فموحدة، وزعم أن ما سواه تصحيف. وقيل: هيت لقبه، واسمه ماتع بفوقية فمهملة، وهو مولى عبد الله بن أمية المذكور، "قسطلاني"(9/ 354 - 355).
(4)
ابن غيلان.
(5)
الحديث السابق.
(6)
المديني.
(7)
ابن عيينة، "قس"(9/ 355).
عَنْ عَمْرٍو
(1)
، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ الأَعْمَى
(2)
، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا حَاصَرَ
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الطَّائِفَ فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا قَالَ: "إِنَّا قَافِلُونَ
(4)
إِنْ شَاءَ اللهُ". فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ
(5)
وَقَالُوا: نَذْهَبُ وَلَا نَفْتَحُهُ
(6)
؟ وَقَالَ مَرَّةً: نَقْفُلُ
(7)
، فَقَالَ:"اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ"، فَغَدَوْا فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ فَقَالَ:"إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ"، فَأَعْجَبَهُمْ
(8)
، فَضحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(9)
،. . . . . . . . . . . . .
"عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ" كذا في حـ، سـ، ذ، وفي هـ، سفـ، صـ:"عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو".
===
(1)
ابن دينار.
(2)
المكي.
(3)
وكانت مدة حصارهم ثمانية عشر يومًا، ويقال: خمسة عشر أو سبعة عشر، "قس"(9/ 355).
(4)
أي: راجعون إلى المدينة، "قس"(9/ 356).
(5)
أي: على أصحابه.
(6)
أي: هل نرجع بدون الفتح.
(7)
بضم الفاء، أي: نرجع، "قس"(9/ 356).
(8)
ذلك حينئذ.
(9)
قوله: (فضحك النبي صلى الله عليه وسلم) حاصل الخبر أنه لما أخبرهم بالرجوع بغير فتح لم يعجبهم، فلما رأى صلى الله عليه وسلم ذلك أمرهم بالقتال فلم يُفْتَحْ لهم فأصيبوا بالجراح؛ لأنهم رموا عليهم من أعلى السور، فكانوا ينالون منهم بسهامهم ولا تصل السهام إلى مَنْ على السور، فلما رأوا ذلك تبيَّن لهم تصويبُ الرجوع، فلما أعاد عليهم القول بالرجوع أعجبهم حينئذٍ، ولهذا قال: فضحك، "فتح"(8/ 45).
وَقَالَ سُفْيَانُ
(1)
مَرَّةً: فَتَبَسَّمَ
(2)
. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ كُلَّهُ بالخَبَرِ
(3)
. [طرفاه: 6086، 7480، أخرجه: م 1778، س في الكبرى 8599، تحفة: 7043، 8636].
4326 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(5)
، عَنْ عَاصِمٍ
(6)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ
(7)
قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا
(8)
- وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَأَبَا بَكْرَةَ
(9)
- وَكَانَ تَسَوَّرَ
(10)
حِصْنَ الطَّائِفِ فِي أُنَاسٍ -، فَجَاءَ
(11)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَا:
"قَالَ الْحُمَيْدِيُّ" في نـ: "قَالَ: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ". "كُلَّهُ بالخَبَرِ" في نـ: "الخَبَرَ كُلَّهُ"، وفي هـ، ذ:"بالخَبَرِ كُلِّهِ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".
===
(1)
ابن عيينة.
(2)
هذا ترديد من الراوي، "قس"(9/ 356).
(3)
أي: جميع الحديث بالخبر من غير عنعنة، "قس"(9/ 356).
(4)
محمد بن جعفر.
(5)
ابن الحجاج.
(6)
هو ابن سليمان، "قس"(9/ 356).
(7)
النهدي، "قس"(9/ 356).
(8)
ابن أبي وقاص.
(9)
نُفيعًا، "قس"(9/ 356)، كني به لأنه تدلى من حصن الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببكرة، كان قد أسلم في الحصن وعجز عن الخروج منه إلا بهذا الطريق، "ك"(16/ 156).
(10)
أي: صَعِدَ إلى أعلاه ثم تدلى [منه]، "قس"(9/ 356).
(11)
أبو بكرة، "قس"(9/ 356).
سَمِعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنِ ادَّعَى
(1)
إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ
(2)
فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ". [طرفه: 6766، تحفة: 3902، 11697].
4327 -
وَقَالَ هِشَامٌ
(3)
: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(4)
، عَنْ عَاصِمٍ
(5)
، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ
(6)
- أَوْ أَبِي عُثْمَانَ
(7)
النَّهْدِيِّ - قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا وَأَبَا بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ عَاصِمٌ: قُلْتُ
(8)
: لَقَدْ شَهِدَ عِنْدَكَ رَجُلَانِ
(9)
حَسْبُكَ بِهِمَا، قَالَ: أَجَلْ
(10)
، أَمَّا أَحَدُهُمَا
(11)
فَأَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الآخَرُ
(12)
فَنَزَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الطَّائِفِ. [طرفه: 6767، أخرجه: م 63، د 5113، جه 2610، تحفة: 3852، 3902، 11697، 11673].
===
(1)
أي: من انتسب، "قس"(9/ 356).
(2)
أنه غير أبيه، "قس"(9/ 356).
(3)
هو: ابن يوسف الصنعاني.
(4)
ابن راشد.
(5)
ابن سليمان، "قس"(9/ 357).
(6)
أي: رفيع بن مهران.
(7)
عبد الرحمن، "قس"(9/ 357).
(8)
أي: لأبي العالية أو لأبي عثمان، "قس"(9/ 357).
(9)
سعد وأبو بكرة.
(10)
أي: نعم.
(11)
وهو: سعد.
(12)
وهو: أبو بكرة، "قس"(9/ 357).
4328 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسامَةَ
(2)
، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَّانَةِ
(3)
بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَلَا تُنْجِزُ
(4)
لِي مَا وَعَدْتَنِي
(5)
؟ فَقَالَ لَهُ: "أَبْشِرْ"، فَقَالَ: قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ "أَبْشِرْ"، فَأَقْبَلَ
(6)
عَلَى أَبِي مُوسَى
(7)
وَبِلَالٍ
(8)
كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ فَقَالَ: "رَدَّ
(9)
الْبُشْرَى فَاقْبَلَا أَنْتُمَا".
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ". "فَقَالَ: قَدْ أَكْثَرْتَ" في نـ: "فَقَالَ لَهُ: قَدْ أَكْثَرْتَ".
===
(1)
أبو كريب.
(2)
حماد بن أسامة، "قس"(9/ 358).
(3)
قوله: (بالجعرانة) بكسر الجيم وسكون العين وقد تُكسَرُ وتُشَدَّدُ الراء. قوله: "بين مكة والمدينة" كذا وقع ههنا، قال الداودي: وهو وهم، فالصواب "بين مكة والطائف"، وبه جزم النووي وغيره، "قس"(9/ 358).
(4)
من الإنجاز بمعنى إيفاء الوعد، أي: ألا تُوفِي، "قس"(9/ 358).
(5)
قوله: (ما وعدتني) من غنيمة حنين، وكان ذلك وعدًا خاصًا به، فقال صلى الله عليه وسلم له:"أبشر" بقطع الهمزة، بقرب القسمة أو بالثواب الجزيل على الصبر، "قس" (9/ 358). قال الكرماني (16/ 158): فإن قلت: ما تعلقه بغزوة الطائف؟ قلت: كان هذا الشأن وقتَ قفوله من الطائف، انتهى، ومرَّ الحديث [برقم: 188] في "الوضوء".
(6)
صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 358).
(7)
الأشعري.
(8)
المؤذن.
(9)
أي: الأعرابي، "قس"(9/ 358).
قَالَا: قَبِلْنَا. ثُمَّ دَعَا
(1)
بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ، وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: "اشْرَبَا مِنْهُ، وَأَفْرِغَا
(2)
عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِ
(3)
كُمَا، وَأَبْشِرَا". فَأَخَذَا الْقَدَحَ فَفَعَلَا
(4)
، فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ أَنْ أَفْضِلَا
(5)
لأُمِّكُمَا
(6)
. فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً
(7)
. [راجع: 188].
4329 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ يَعْلَى
(8)
كَانَ يَقُولُ: لَيْتَنِي أَرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُنْزَلُ
(9)
عَلَيْهِ
(10)
، قَالَ: فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بالْجِعْرَّانَةِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ
(11)
بِهِ، مَعَهُ فِيهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ
"قَالَا: قَبِلْنَا" في نـ: "فَقَالَا: قَبِلْنَا". "فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهُ" في نـ: "فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهَا".
===
(1)
أي: عليه السلام، "قس"(9/ 358).
(2)
بقطع الهمزة وكسر الراء أي: صُبَّا، "قس"(9/ 358).
(3)
جمع النحر وهو الصدر.
(4)
ما أمرهما به صلى الله عليه وسلم.
(5)
بقطع الهمزة وكسر الضاد.
(6)
تعني نفسها، "قس"(9/ 358).
(7)
أي: بقية، "قس"(9/ 358).
(8)
أباه المذكور.
(9)
بضم الياء وفتح الزاي، "قس"(9/ 359).
(10)
الوحي.
(11)
بضم الهمزة وكسر الظاء المعجمة، "قس"(9/ 359).
عَلَيْهِ جُبَّةٌ مُتَضَمِّخٌ
(1)
بِطِيبٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فِي جُبَّةٍ بَعْدَ مَا تَضَمَّخَ
(2)
بِالطِّيبِ؟ فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى بِيَدِهِ أَنْ تَعَالَ، فَجَاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ
(3)
، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ، يَغِطُّ
(4)
كَذَلِكَ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ
(5)
عَنْهُ فَقَالَ: "أَيْنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي عَنِ الْعُمْرَةِ آنَفًا؟ ". فَالْتُمِسَ
(6)
الرَّجُلُ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ: "أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
(7)
، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا،
"بِالطِّيبِ" في ذ: "بِطيبٍ".
===
(1)
قوله: (متضمخ) أي متلطخ، وهو صفة "أعرابي" المرفوع، أو خبر مبتدإٍ محذوف، أي: هو متضمخ، "قس"(9/ 359).
(2)
أي: تلطخ.
(3)
أي: ليرى النبي صلى الله عليه وسلم حال نزول الوحي.
(4)
قوله: (يغط) بكسر المعجمة وتشديد المهملة، أي يتردّد صوت نفسه كالنائم من شدة ثقل الوحي. قوله:"ثم سري عنه" أي كُشِفَ عنه ما يتغشاه من ثقل الوحي، "قس"(9/ 359).
(5)
بخفة الراء وقد تشدد، أي: كُشِفَ.
(6)
بضم التاء، أي: طُلِب.
(7)
قوله: (ثلاث مرات) العامل فيه إمَّا قوله: "فاغسله" وهو أقرب الفعلين، أو "فقال". وكانت القصة بالجعرانة سنة ثمان، وقد قالت عائشة رضي الله عنها:"طيَّبتُه في حجة الوداع" أي سنة عشر، فهو ناسخ للأول، كذا في "القسطلاني" (9/ 359). قال في "الهداية" (1/ 134 - 135): والممنوع عنه التطيب بعد الإحرام، والباقي كالتابع له لاتصاله [به]، بخلاف الثوب فإنه مباين عنه. وعن محمد رحمه الله: أنه يكره إذا تطيب بما تبقى عينه بعد الإحرام، وهو قول مالك والشافعي؛ لأنه منتفع بالطيب بعد
ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ
(1)
". [راجع: 1536].
4330 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(2)
قَال: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى
(4)
، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ
(5)
قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَسَمَ فِي النَّاسِ فِيَ الْمُؤَلَّفَةِ
(6)
قُلُوبُهُمْ
(7)
، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا،
"عَلَى رَسُولِهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم".
===
الإحرام، انتهى مع تغير.
(1)
مرَّ الحديث [برقم: 1536] في "الحج".
(2)
التبوذكي.
(3)
ابن خالد.
(4)
الأنصاري المازني.
(5)
أي: ابن كعب الأنصاري، صحابي مشهور، "قس"(9/ 360).
(6)
بدل بعض من "الناس"، "قس"(9/ 360).
(7)
قوله: (المؤلفة قلوبهم) هم أناس أسلموا يوم الفتح إسلامًا ضعيفًا، وقد سرد ابن طاهر في "المبهمات" له أسماءهم وهم: أبو سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العزى، وحكيم بن حزام، وأبو السنابل بن بعكك، وصفوان بن أمية، وعبد الرحمن بن يربوع، وهؤلاء من قريش. وعيينة بن حصن الفزاري، والأقرع بن حابس التميمي، وعمرو بن الأيهم التميمي، والعباس بن مرداس السلمي، ومالك بن عوف النضري، والعلاء بن حارثة الثقفي. قال ابن حجر: وفي ذكر الأخيرين نظر، فقيل: إنما جاءا طائعين من الطائف إلى الجعرانة. وذكو الواقدي في المؤلفة: معاويةَ ويزيدَ ابني أبي سفيان، وأسيد بن حارثة، ومخرمة بن نوفل، وسعيد بنَ يربوع، وقيس بنَ عدي، وعمرو بنَ وهب، وهشام بن عمرو، وزاد
فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا
(1)
إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ
(2)
- أَوْ كَأَنَّهُمْ وَجَدُوا
(3)
(4)
إِذْ لَمْ يُصِبْهُم مَا أَصَابَ النَّاسَ
(5)
- فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا
(6)
فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي
(7)
؟
"وَجَدُوا" في سـ، حـ، ذ:"وُجُدٌ" بضمتين، جمع واحد، "قس" (9/ 361) [وفي نـ:"وُجَّدٌ"].
===
ابن إسحاق: النضر بنَ الحارث، والحارث بنَ هشام، وجبير بنَ مطعم، وممن ذكره فيهم: أبو عمر سفيان بن عبد الأسد، والسائب بن أبي السائب، ومطيع بن الأسود، وأبو جهم بن حذيفة. وذكر ابن الجوزي فيهم: زيد الخيل، وعلقمة بن علاثة، وحكيم بن طلق بن سفيان بن أمية، وخالد بن قيس السهمي، وعمير بن مرداس، وذكر غيرهم فيهم: قيس بن مخرمة، وأُحَيحة بن أمية بن خلف، وابن أبي شريق، وحرملة بن هوذة، وخالد بن هوذة، وعكرمة بن عامر العبدري، وشيبة بن عمارة، وعمرو بن ورقة، ولبيد بن ربيعة، والمغيرة بن الحارث، وهشام بن الوليد المخزومي، فهؤلاء زيادة على الأربعين نفسًا، قاله في "الفتح"(8/ 48)، "قسطلاني"(9/ 360).
(1)
غضبوا.
(2)
أي: من القسمة، "قس"(9/ 361).
(3)
حزنوا.
(4)
قال الكرماني (16/ 159): فإن قلت: ما فائدة التكرار؟ قلت: إذا كان الأول اسمًا والثاني فعلًا فهو ظاهر، أو أحدهما بمعنى الحزن والآخر بمعنى الغضب، أو هو شك من الراوي، انتهى.
(5)
من القسمة، "قس"(9/ 361).
(6)
بالشرك، "قس"(9/ 361).
(7)
أي: إلى الإيمان، "قس"(9/ 361).
وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ
(1)
فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي، وَعَالَةً
(2)
فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي؟ "، كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ
(3)
. قَالَ: "مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم"؟، كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمَنُّ. قَالَ: "لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ جِئْتَنَا: كَذَا وَكَذَا
(4)
، أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ إِلَى رِحَالِكُمْ
(5)
؟ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأَنْصَارِ
(6)
، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا
(7)
،. . . . . . . . . . . . . .
"وَعَالةً" في نـ: "وكنتم عالةً". "وَشِعْبًا" في نـ: "أَوْ شِعْبًا".
===
(1)
بسبب حرب بعاث وغيره الواقع بينهم، "قس"(9/ 361).
(2)
جمع عائلٍ أي: فقراء لا مال لكم، "قس"(9/ 361).
(3)
أفعل تفضيل من المن، "قس"(9/ 361).
(4)
قوله: (لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا) وفي حديث أبي سعيد: "فقال: أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم: أتيتنا مكذَّبًا فصدّقناك، ومخذولًا فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلًا فواسيناك"، زاد أحمد (3/ 105 و 253) من حديث أنس:"قالوا: بل المنة لله ولرسوله". وإنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك تواضعًا منه [وإلّا] ففي الحقيقة الحجة البالغة والمنة له عليهم كما قالوا، "قس"(9/ 361).
(5)
أي: منازلكم.
(6)
قوله: (لكنت امرءًا من الأنصار) قاله استطابة لنفوسهم وثناء عليهم، وليس المراد منه الانتقال عن النسب الولادي، لأنه حرام، مع أن نسبه عليه السلام أفضل الأنساب وأكرمها، كذا في "قس"(9/ 361)، ومرَّ (برقم: 3779) في "المناقب".
(7)
سيجيء بيانه قريبًا.
الأَنْصَارُ شِعَارٌ
(1)
وَالنَّاسُ دِثَارٌ
(2)
، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً
(3)
فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ". [طرفه: 7245، أخرجه: م 1061، تحفة: 5303].
4331 -
حَدَّثَنِي عَبدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(6)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ حِينَ أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مَا أَفَاءَ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ
(7)
، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي رِجَالًا الْمِائَةَ مِنَ الإِبِلِ، فَقَالُوا:
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "أخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ". "عَلَى رَسُولِهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم".
===
(1)
قوله: (شعار) الثوب الذي يلي الجلد. و"الدثار" بكسر المهملة وفتح المثلثة: ما يجعل فوق الشعار، أي أنهم بطانته وخاصته وأنهم ألصق به وأقرب إليه من غيرهم، وهو تشبيه بليغ، "قس"(9/ 362).
(2)
ما يُلبَس فوق الشعار.
(3)
قوله: (أثرة) بفتح الهمزة والمثلثة، وضم الهمزة مع سكون المثلثة، أي يستأثر عليكم بما لكم فيه اشتراك في الاستحقاق. قوله:"فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" يوم القيامة، فيحصل لكم الانتصاف ممن ظلمكم مع الثواب الجزيل على الصبر، "قس"(9/ 362)، ومرَّ بيانه (برقم: 3147).
(4)
المسندي، "قس"(9/ 362).
(5)
ابن يوسف، "قس"(9/ 362).
(6)
ابن راشد.
(7)
قبيلة.
يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ
(1)
يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا
(2)
تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ
(3)
. قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ
(4)
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ
(5)
وَلَمْ يَدْعُ
(6)
مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا حَدِيثٌ
(7)
بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ ". فَقَالَ فُقَهَاءُ الأَنْصَارِ: أمَّا رُؤَسَاؤُنَا يَا رَسُولَ اللهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ
(8)
مِنْ دِمَائِهِمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ، أَتَأَلَّفُهُمْ، أَمَا
(9)
تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ إِلَى رِحَالِكُمْ
(10)
، فَوَاللهِ لَمَا
(11)
تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا
"رُؤَسَاؤُنَا" في نـ: "رَيسَاؤُنَا". "لِرَسُولِ اللهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم".
===
(1)
توطئة وتمهيدًا لما يرد بعده من العتاب عليه صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 363).
(2)
جملة حالية.
(3)
هو من باب قولهم: عرضت الناقة على الحوض.
(4)
بلفظ المجهول، "قس"(9/ 363).
(5)
بفتحتين: جلد مدبوغ، "قس"(9/ 363).
(6)
لم يترك.
(7)
بالتنوين.
(8)
من باب القلب، "ك"(16/ 161).
(9)
بتخفيف الميم، "قس"(9/ 363).
(10)
أي: منازلكم، أي: بيوتكم، "قس"(9/ 363).
(11)
بفتح اللام للتأكيد أي: الذي.
يَنْقَلِبُونَ بِهِ
(1)
". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ رَضِينَا. فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "سَتَجِدُونَ أَثْرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ". قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ يَصْبِرُوا. [راجع: 3146، أخرجه: م 1095، تحفة: 1541].
4332 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ
(3)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّاَ كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَ بَيْنَ قُرَيْشٍ، فَغَضِبَتِ الأَنْصَارُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"سَتَجِدُونَ" في هـ، ذ:"فَتَجِدُونَ". "حَدَّثَنَا شُعْبَةُ" في نـ: "حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ". "عَنْ أَنَسٍ" في نـ: "عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ". "غَنَائِمَ بَيْنَ قُرَيْشٍ" كذا في هـ، صـ، ذ، وفي حـ، سـ، ذ:"غَنَائِمَ فِي قُرَيْشٍ"، وفي نـ:"غَنَائِمَ مِنْ قُرَيْشٍ"، وفي قا:"غَنَائِمَ قُرَيْشٍ"، كتب في الهامش: وَهُوَ خَطَأٌ، [وهكذا في "التوشيح" (6/ 2676) في نسخة أبي ذر، وفي "الفتح" (8/ 54): ولبعضهم: "غنائم من قريش" وهو خطأ، فتأمل]. "قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "فَقَالَ النَّبِيُّ".
===
(1)
قوله: (مما ينقلبون به) وفي "مناقب الأنصار": "أَوَ لا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم "؟! قوله: "ستجدون أثرة" بضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتحهما: من تفرد عليكم بما لكم فيه اشتراك في الاستحقاق، أو يفضل نفسه عليكم في الفيء، وقيل: المراد بالأثرة نفس الشدة، وقال في "الفتح": ويرده سياق الحديث، "قس"(9/ 363)، ومرَّ بيان الحديث (برقم: 3147).
(2)
قاضي مكة.
(3)
بفوقية فتحتية مشددة آخره مهملة، يزيد بن حميد.
"أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ؟ "، قَالُوا: بَلَى
(1)
قَالَ: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا
(2)
أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَهُمْ
(3)
". [راجع: 3146، أخرجه: م 1059، س في الكبرى 8327، تحفة: 1697].
"بِرَسُولِ اللهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم".
===
(1)
قوله: (قالوا: بلى) قد رضينا، وذكر الواقدي أنه حينئذٍ دعاهم ليكتب لهم بالبحرين وتكون لهم خاصة بعده دون الناس، وهي يومئذ أفضل ما فُتِحَ عليه من الأرض فأبوا وقالوا: لا حاجة لنا بالدنيا، "قسطلاني"(9/ 364).
(2)
قوله: (لو سلك الناس واديًا) الوادي: مَفْرَجٌ بين جبالٍ أو تلالٍ أو آكامٍ، والجمع؛ أوداء وأودية. و"الشعب" بكسر الشين: الطريق في الجبل، ومسيل الماء في بطن أرض، أو ما انفرج بين الجبلين، "قاموس" (ص: 1231 و 107)، "لمعات".
(3)
قوله: (لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم) أي وتركت سلوك وادي سائر الناس. قال الخطابي: أراد أن أرض الحجاز كثيرة الأودية والشعاب، فإذا ضاق الطريق فسلك رئيس شعبًا اتبعه قومه حتى يفضوا إلى الجادة، وفيه وجه آخر، وهو أنه أراد بالوادي الرأي والمذهب، كما يقال: فلان في وادٍ وأنا في واد، وقيل: أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حسن موافقته إياهم وترجيحهم في ذلك على غيرهم؛ لما شاهد منهم حسنَ الوفاء بالعهد والذمة فيما بايعوه عليه، وحسنَ الجوار، وما أراد بذلك وجوب متابعته إياهم؛ فإن متابعته حق على كل مؤمن؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو المتبوع المطاع لا التابع المطيع، "طيبي"(11/ 332)، "مرقاة"(10/ 589).
4333 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ
(2)
، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ
(3)
قَالَ: أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ الْتَقَى
(4)
هَوَازِنُ، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلَافٍ
(5)
وَالطُّلَقَاءُ
(6)
(7)
فَأَدْبَرُوا، قَالَ:"يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ"، قَالُوا: لَبَّيْكَ
(8)
يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ
(9)
، لَبَّيْكَ
(10)
وَنَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ،
"ونحن بين يديك" في نـ: "نحن بين يديك".
===
(1)
المديني.
(2)
ابن سعد السمان.
(3)
بفتح المهملة والنون، اسمه: عبد الله، "ك"(16/ 162).
(4)
النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
(5)
من المهاجرين، "قس"(9/ 364).
(6)
المراد بهم من منَّ صلى الله عليه وسلم عليه يوم الفتح من قريش وأتباعهم، "ف"(8/ 48).
(7)
قوله: (الطلقاء) بضم الطاء وفتح اللام والقاف ممدودًا، جمع طليق، فعيل بمعنى مفعول، وهم الذين مَنَّ عليهم صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فلم يأسرهم ولم يقتلهم، منهم: أبو سفيان بن حرب وابنه معاوية وحكيم بن حزام، كذا في "القسطلاني" (9/ 364). قال الكرماني (16/ 162): ويراد بهم أهل مكة فإنه صلى الله عليه وسلم أطلق عنهم وقال لهم: "أقول لكم ما قال يوسف: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} "[يوسف: 92].
(8)
أي: نحن مقيمون على طاعتك، "ق" (ص: 136).
(9)
هو من الألفاظ المقرونة بلبيك، ومعناه: إسعادًا بعد إسعاد، أي: ساعدتك على طاعتك مساعدة بعد مساعدة، "قس"(9/ 365).
(10)
هما منصوبان على المصدر.
فَنَزَلَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ". فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، فَأَعْطَى الطُّلَقَاءَ
(2)
وَالْمُهَاجِرِينَ وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا فَقَالُوا
(3)
، فَدَعَاهُمْ
(4)
فَأَدْخَلَهُمْ فِي قُبَّةٍ فَقَالَ: "أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ
(5)
"، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَاخْتَرْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ
(6)
". [راجع: 3146، أخرجه: م 1059، تحفة: 1636].
4334 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا غُنْدُرٌ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(8)
قَالَ: سمِعْتُ قَتَادَةَ
(9)
: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".
===
(1)
عن بغلته، "قس"(9/ 365).
(2)
الذين منَّ عليهم صلى الله عليه وسلم بإعتاقهم لما بقي فيهم من الطمع البشري في محبة المال فأعطاهم لتطمئن قلوبهم، "قس"(9/ 365).
(3)
قوله: (فقالوا) أي الأنصار، ولم يذكر مقولَهم اختصارًا، أي تكلموا في منع العطاء عنهم، وفي رواية الزهري عن أنس السابقة:"فقالوا: يغفر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشًا ويتركنا وأسيافنا تقطر من دمائهم"، "قس"(9/ 365).
(4)
صلى الله عليه وسلم.
(5)
فقالوا: رضينا يا رسول الله، "قس"(9/ 365).
(6)
لحسن جوارهم ووفائهم بالعهد، "قس"(9/ 365).
(7)
محمد بن جعفر.
(8)
ابن الحجاج.
(9)
ابن دعامة، "قس"(9/ 365).
جَمَعَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَال: "إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ
(2)
عَهْدٍ بجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ
(3)
، وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُجِيزَهُمْ
(4)
وَأَتَأَلَّفَهُمْ
(5)
، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى بُيُوتِكُمْ". قَالُوا: بَلَى، قَال: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ أَوْ
(6)
شِعْبَ الأَنْصَارِ". [راجع: 3146].
4335 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ
(7)
قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ
(8)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(9)
،
"أُجِيزَهُمْ" كذا في حـ، سـ، ذ، وفي نـ:"أَجْبُرَهُم"
(10)
. "بِرَسُولِ اللهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم".
===
(1)
أي: لما قسم غنائم حنين على قريش ولم يقسم للأنصار شيئًا منها وقالوا ما قالوا، "قس"(9/ 365).
(2)
بإفراد "حديث"، والمعروف "حديثو" بالواو، "قس"(9/ 365).
(3)
من نحو قتل أقاربهم وفتح بلادهم، "قس"(9/ 366)، "ك"(16/ 163).
(4)
من الجائزة، بمعنى العطية، "ك"(16/ 163).
(5)
للإسلام.
(6)
شك من الراوي، "قس"(9/ 366)، والمآل واحد، "مرقاة"(18/ 92).
(7)
ابن عقبة، "قس"(9/ 366).
(8)
ابن عيينة، "قس"(9/ 366).
(9)
سليمان بن مهران، "قس"(9/ 366).
(10)
بفتح الهمزة وسكون الجيم وضم الموحدة، من الجبر ضد الكسر، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"أن أجيزهم" بضم الهمزة وكسر الجيم بعدها تحتية فزاي، من الجائزة، "قس"(9/ 366).
عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ
(2)
قَالَ: لَمَّا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةَ حُنَيْنٍ قَالَ رَجُلٌ
(3)
مِنَ الأَنْصَارِ: مَا أَرَادَ بِهَا
(4)
وَجْهَ اللهِ. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ: "رَحْمَةُ اللهِ عَلَى مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا
(5)
فَصَبَرَ". [راجع: 3150، أخرجه: م 1062، تحفة: 9264].
4336 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثنَا جَرِيرٌ
(6)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(7)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(8)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ
(9)
قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ
(10)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَاسًا، أَعْطَى الأَقْرَعَ
(11)
مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى نَاسًا
(12)
،
"قَدْ أُوذِيَ" في نـ: "لَقَدْ أُوذِيَ".
===
(1)
شقيق بن سلمة.
(2)
ابن مسعود، "قس"(9/ 366).
(3)
هو: معتَّب بن قشير المنافق، ذكره الواقدي، "قس"(9/ 366).
(4)
أي: بهذه القسمة، "قس"(9/ 366).
(5)
الذي أوذيت، "قس"(9/ 366).
(6)
ابن عبد الحميد، "قس"(9/ 367).
(7)
ابن المعتمر، "قس"(9/ 367).
(8)
هو شقيق بن سلمة، "قس"(9/ 367).
(9)
ابن مسعود، "قس"(9/ 367).
(10)
بالمد أي: خص، "قس"(9/ 367).
(11)
ابن حابس المجاشعي، "قس"(9/ 367).
(12)
أي: آخرين من أشراف العرب، فآثرهم يومئذ في القسمة على غيرهم، "قس"(9/ 367).
فَقَالَ رَجُلٌ
(1)
: مَا أُرِيدَ بِهَذِهِ الْقِسْمَةِ وَجْهُ اللهِ
(2)
. فَقلْتُ
(3)
: لأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ
(4)
: "رَحِمَ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ
(5)
". [راجع: 3150].
4337 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ
(6)
، ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ
(7)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ أَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ
(8)
وَغَيرُهُمْ بِنَعَمِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ
(9)
، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عشَرَةُ آلَافٍ
===
(1)
هو معتب، "قس"(9/ 367).
(2)
قوله: (ما أريد بهذه القسمة وجه الله) لم ينقل أنه عاقبه على ذلك، فيحتمل أنه لم يثبت عليه ذلك، وإنما نقله عنه واحد، وبشهادة واحد لا يراق الدم، أو أنه لم يفهم منه الطعن في النبوة، وإنما نسبه لترك العدل في القسمة، "قس"(9/ 367).
(3)
مقولة ابن مسعود، "قس"(9/ 367).
(4)
أي: بعد ما أخبره عبد الله بقوله.
(5)
قوله: (فصبر) وذلك أن موسى عليه السلام كان حييًّا ستيرًا، لا يُرَى من جلده شيء استحياء، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقال: ما يَسْتَتِرُ هذا التَّسَتُّرَ إلا من عيب بجلده: إما برص أو أدرة، فَبَرَّأه الله مما قالوا، كما مرَّ في "أحاديث الأنبياء" [برقم: 3405]، "قس"(9/ 366).
(6)
بضم الميم وبالمهملة ثم بالمعجمة في اللفظين، "ك"(16/ 164).
(7)
عبد الله.
(8)
قبيلتان، "قس".
(9)
قوله: (وذراريهم) بتشديد التحتية وتخفيفها، وكانت عادتُهم إذا أرادوا التثبتَ في القتال استصحابَ الأهالي ونقلَهم معهم إلى موضع القتال، "قس"(9/ 368)، "ك"(16/ 164).
مِنَ الطُّلَقَاءِ
(1)
، فَأَدْبَرُوا عَنْهُ حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ
(2)
(3)
، فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ
(4)
لَمْ يَخْلِطْ بَيْنَهُمَا، الْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ"، قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ"، قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ
(5)
، فَنَزَلَ فَقَالَ: "أَنَا عَبْدُ اللهِ
"مِنَ الطُّلَقَاءِ" في نـ: "وَمِنَ الطُّلَقَاءِ"، وفي هـ، ذ:"وَالطُّلَقَاءِ" بإسقاط حرف الجر.
===
(1)
قوله: (من الطلقاء) ولأبي ذر عن الكشميهني: "والطلقاء" بحرف العطف وإسقاط حرف الجر، وهي الصواب؛ لأن الطلقاء لم يبلغوا ذلك بل ولا عُشْر عَشَره. وقال الحافظ ابن حجر - كالكرماني والبرماوي -: قيل: إن الواو مقدرة عند من جوّز تقديرَ حرف العطف. قال العيني: وفيه نظر لا يخفى، قاله القسطلاني (9/ 368). لكن في عدة من النسخ الموجودة:"ومن الطلقاء"، مع وجود الواو، والله أعلم بالصواب.
(2)
أي: خاليًا عن الطلقاء، "خ".
(3)
قوله: (وحده) أي متقدمًا مقبلًا على العدو، وبهذا التقدير يُجْمَعُ بين قوله هنا:"حتى بقي وحده" وبين قوله في الروايات الدالة على أن بقي معه جماعة، فالوحدة بالنسبة لمباشرة القتال والذين ثبتوا [معه] كانوا [وراءه، و] أبو سفيان بن الحارث وغيره كانوا يخدمونه في إمساك البلغة ونحوه، "قس"(9/ 368).
(4)
بكسر النون تثنية نداء بالمدِّ، "قس"(9/ 368).
(5)
قوله: (وهو على بغلة بيضاء) وفي رواية لمسلم (ح: 1775): أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أي عباس! ناد أصحابَ السمرة، - وكان العباس صيّتًا - قال: فناديت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال فوالله لكأنّ عطفتَهم حين
وَرَسُولُهُ"، فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ غَنَائِمَ كَثِيرَةً، فَقَسَمَ فِي الْمُهَاجِرينَ وَالطُّلَقَاءِ وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا
(1)
، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: إِذَا كَانَتْ
(2)
شَدِيدَةٌ
(3)
فَنَحْنُ نُدْعَى
(4)
، وَيُعْطَى الْغَنِيمَةَ غَيْرُنَا. فَبَلَغَهُ
(5)
ذَلِكَ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي؟ "، فَسَكَتُوا
(6)
فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ
"وَأَصَابَ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"فَأَصَابَ". "بَلَغَنِي" زاد بعده في نـ: "عَنْكُمْ".
===
سمعوا صوتي عطفة البقرة على أولادها، فقالوا: يا لبيك! يا لبيك! قال: فاقتتلوا والكفار .... فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال هذا حين حَمِيَ الوطيس". "فنزل" عن بغلته ثم قبض قبضة من تراب. ولأحمد والحاكم من حديث ابن مسعود:"ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته [قدمًا] فحادت به بغلته، فمال عن السرج، فقلت: ارتفع رفعك الله، فقال: ناولني كفًا من تراب، فضرب به وجوههم، فامتلأت أعينهم ترابًا، وجاء المهاجرون والأنصار سيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب". ويجمع بين الروايتين بأنه أولًا قال لصاحبه: "ناولني" فناوله، ثم نزل عن بغلته فأخذ فرماهم أيضًا، "قس"(9/ 368).
(1)
أي: من ذلك.
(2)
أي: قضية، "قس"(9/ 368).
(3)
كالحرب، "قس"(9/ 368).
(4)
مبنيًّا للمفعول، أي: نطلب، "قس"(9/ 369).
(5)
صلى الله عليه وسلم.
(6)
قوله: (فسكتوا) وفي طريق الزهري عن أنس - السابقة قريبًا -: "فقال فقهاء الأنصار: أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئًا". ويجمع
بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ تَحُوزُونَهُ
(1)
إِلَى بُيُوتِكُمْ". فَقَالُوا: بَلَى. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لأَخَذْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ"، قَالَ هِشَامٌ
(2)
: قُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ
(3)
، وَأَنْتَ شَاهِدٌ ذَاكَ؟ قَالَ
(4)
: وَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْهُ
(5)
؟!. [راجع: 3146، أخرجه: م 1059، تحفة: 1636].
57 - بَابُ السَّرِيَّةِ الَّتي قِبَلَ نَجْدٍ
(6)
"بِرَسُولِ اللَّهِ" زاد بعده في نـ: "صلى الله عليه وسلم". "قَالَ هِشَامٌ" في ذ: "وَقَالَ هِشَامٌ". "قُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ" في ذ: "فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ". "وَأَنْتَ شَاهِدٌ ذَاكَ" في حـ، سـ، ذ:"وَأَنْتَ شَاهِدٌ ذَلكَ".
===
بينهما بأن بعضهم سكت وبعضهم أجاب، قاله القسطلاني (9/ 369).
أو سكتوا أولًا وأجابوا ثانيًا بعد ما انتبهوا على حال القائلين.
(1)
قوله: (تحوزونه) بالمهملة والزاي، "ك"(16/ 165)، "قس"(9/ 369).
(2)
بالسند السابق، "قس"(9/ 369).
(3)
كنية أنس، "قس"(9/ 369)، "ك"(16/ 165).
(4)
أنس.
(5)
قوله: (وأين أغيب عنه) استفهام إنكاري. كان الوجه أن يقدم حديثَ أنس هذا على حديث ابن مسعود الذي سبق؛ لتوالي طرق حديث أنس، قال ابن حجر: وأظنه من تغيير الرواة عن الفربري؛ فإن طريق أنس الأخيرة سقطت من رواية النسفي، فلعل البخاري ألحقها فكتبت متأخرة عن مكانها، "قس"(9/ 369).
(6)
أي: في جهة نجد، "قس"(9/ 369).
4338 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(2)
، ثَنَا أَيُّوبُ
(3)
، عَنْ نَافِعٍ
(4)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً
(5)
(6)
قِبَلَ نَجْدٍ
(7)
، فَكُنْتُ فِيهَا، فَبَلَغَتْ سُهْمَانُنَا
(8)
اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنُفِّلْنَا
(9)
بَعِيرًا بَعِيرًا، فَرَجَعْنَا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ بَعِيرًا
(10)
. [راجع: 3134، أخرجه: م 1749، تحفة: 7531].
"سُهْمَانُنَا" في نـ: "سِهَامُنَا". "فَرَجَعْنَا" في نـ: "فَرَجَعْتُ".
===
(1)
محمد بن الفضل.
(2)
ابن زيد.
(3)
السختياني.
(4)
مولى ابن عمر، "قس"(9/ 369).
(5)
كانوا خمسة وعشرين [وغنموا] من غطفان بأرض محارب مائتي بعير، وألفي شاة، "تو"(6/ 2679).
(6)
قوله: (سرية) هي طائفة من الجيش، قال ابن حجر: وهي من مائة إلى خمس مائة. وقال في "القاموس": من خمسة أنفس إلى ثلاث مائة أو أربع مائة. وكان أبو قتادة أميرها، وعند أهل المغازي أنها كانت قبل التوجه للفتح، وقال ابن سعد: في شعبان سنة ثمان، "قس"(9/ 369).
(7)
كلُّ ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد، "ك"(16/ 165).
(8)
بضم السين وسكون الهاء، "قس"(9/ 370)، أي: أنصباؤنا.
(9)
قوله: (ونُفِّلنا) من التنفيل بضم النون مبنيًا للمفعول، أي: أعطي كلُّ واحد منا زيادة على المستحق، "قس"(9/ 370).
(10)
ومرَّ الحديث [برقم: 3134] في "الخمس".
58 - بَابُ بَعْثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ
(1)
4339 -
حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(4)
. ح وَحَدَّثَنِي نُعَيْمٌ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(7)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ
(8)
قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ
(9)
إلَى بَنِي جَذِيمَةَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا. فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا
(10)
، صَبَأْنَا.
"حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ". "وَحَدَّثَنِي نُعَيْمٌ" في نـ: "قَالَ: وَحَدَّثَنِي نُعَيْمٌ".
===
(1)
قوله: (بني جذيمة) بفتح الجيم وكسر المعجمة بوزن عظيمة، قال ابن حجر: أي ابن عامر بن عبد مناة بن كنانة، قاله القسطلاني (9/ 370). قال الكرماني (16/ 166): هي قبيلة من عبد القيس. قال السيوطي في "التوشيح"(6/ 2680): كان البعث إليهم في شوال عقب الفتح. في ثلاث مائة وخمسين من المهاجرين والأنصار. "قس"(9/ 370).
(2)
ابن غيلان، "قس"(9/ 370).
(3)
ابن همام، "قس"(9/ 370).
(4)
ابن راشد، "قس"(9/ 370).
(5)
مصغرًا.
(6)
ابن المبارك.
(7)
ابن راشد.
(8)
عبد الله بن عمر، "قس"(9/ 370).
(9)
عقب الفتح قَبل حنين، "قس"(9/ 370).
(10)
قوله: (صبأنا) يقال: صَبَأَ الرجل: إذا خرج من دين إلى دين. وقولهم: "صبأنا" كلام يحتمل أن يكون معناه: خرجنا من دين إلى دين آخر،
فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ وَيَأْسِرُ
(1)
، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا
(2)
أَسِيرَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ
(3)
أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، فَقُلْتُ
(4)
: وَاللهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي
(5)
أَسِيرَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَاهُ لَهُ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فَقَالَ:. . . . . . . . . . . .
"يَقْتُلُ وَيَأْسِرُ" في نـ: "يَقْتُلُ مِنْهُم وَيَأْسِرُ". "أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ" في هـ، ذ:"أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ إنسانٍ". "فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ. "يَدَهُ" في ذ: "يَدَيْهِ".
===
وهو أعم من الإسلام، فلما لم يكن هذا القول صريحًا في الانتقال إلى دين الإسلام نفذ خالد الأمر الأول بقتالهم؛ إذ لم توجد شريطة حقن الدم بتصريح الاسم، ويحتمل أنه إنما لم يكفّ عنهم بهذا القول من قِبَل أنه ظنّ أنهم عدلوا عن اسم الإسلام إليه أنفة من الاستسلام والانقياد، فلم ير ذلك القول إقرارًا بالدين، "كرماني"(16/ 166).
(1)
بكسر السين، "قس"(9/ 371).
(2)
أي: من الصحابة الذين كانوا معه، "قس"(9/ 371).
(3)
قوله: (يوم) بالتنوين، أي من الأيام، قاله ابن حجر. وقال العيني: ليس بصحيح؛ لأن "يوم" اسم كان التامة مضافًا إلى قوله: "أمر خالد" كما في قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ} [المائدة: 119]، انتهى. والذي في الفرع التنوين، وعند ابن سعد: فلما كان السحر نادى خالد: من كان معه أسير فليضرب عنقه، "قس"(9/ 371).
(4)
وقائله: ابن عمر، "خ".
(5)
أي: المهاجرين والأنصار، "قس"(9/ 371).
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ"
(1)
مَرَّتَيْنِ
(2)
. [طرفه: 7189، أخرجه: س في الكبرى 8596، تحفة: 6941].
59 - بَابُ سَريَّةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ
(3)
السَّهْمِيِّ وَعَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزٍ الْمُدْلِجِيِّ
(4)
"مُجَزِّزٍ" في ذ: "مُحْرِزٍ" - بالحاء المهملة الساكنة فراء مكسورة فزاي -.
===
(1)
قوله: (إني أبرأ إليك مما صنع خالد) قال الخطابي: إنما نقم صلى الله عليه وسلم على استعجاله في شأنهم وترك التثبت في أمرهم قبل أن يعلم المراد من قولهم: "صَبَأْنا"، لكن لم ير عليه قودًا؛ لأنه تأول أنه كان مأمورًا بقتالهم إلى أن يسلموا، "قس"(9/ 371)، "ك"(16/ 166)، "ف"(8/ 57، 58).
(2)
أي: قال ذلك مرتين.
(3)
قوله: (عبد الله بن حذافة) بضم المهملة وخفة المعجمة بعدها ألف ففاء، ابن قيس بن عدي بن سعد السهمي، "قس"(9/ 371)، "ك"(16/ 167). "وعلقمة بن مجزز" بضم أوله وفتح الجيم وتشديد الزاي الأولى وكسرها، وهو ولد القائف المذكور في حديث أسامة، كذا في "التوشيح" (6/ 2680). قال القسطلاني (9/ 373): وذكر ابن سعد في "طبقاته": أن سبب هذه السرية أنه بلغه صلى الله عليه وسلم أن ناسًا من الحبشة تراآهم أهلُ جُدة، فبعث إليهم علقمة بن مجزز في ربيع الآخر، سنة تسع، في ثلاث مائة، فانتهى بهم إلى جزيرة في البحر، فلما خاض البحر إليهم هربوا، فلما رجع تَعَجَّلَ بعض القوم إلى أهليهم، فأمّر عبد الله بن حذافة على من تَعَجَّلَ. قال البرماوي: ولعل هذا عذر البخاري حيث جمع بينهما، مع أنه في الحديث لم يُسَمِّ واحدًا منهما، وترجمة البخاري لعلها تفسير للمبهم الذي في الحديث، انتهى.
(4)
بضم الميم وإسكان المهملة وكسر اللام وبالجيم، "ك"(16/ 167).
وَيُقَالُ: إِنَّهَا سَرِيَّةُ الأَنْصَارِ
(1)
.
4340 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بنُ عُبَيْدَةَ
(4)
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(5)
، عَنْ عَلِيٍّ
(6)
قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَاسْتَعْمَلَ رَجُلًا
(7)
مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ قَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُطِيعُونِي، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا
(8)
، فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوهَا، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَهَمُّوا
(9)
، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ
"حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ" في نـ: "حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ". "فَاسْتَعْمَلَ" في ذ: "وَاسْتَعْمَلَ". "قَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمُ" في نـ: "فَقَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمُ". "فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا" في نـ: "فَاجْمَعُوا حَطَبًا".
===
(1)
أشار إلى احتمال تعدد القصة أو يكون على المعنى الأعم، أي: أن عبد الله بن حذافة نصره صلى الله عليه وسلم في الجملة، "قس"(9/ 371).
(2)
ابن مسرهد.
(3)
ابن زياد، "قس"(9/ 372).
(4)
الكوفي.
(5)
عبد الله بن حبيب السلمي، "قس"(9/ 372).
(6)
ابن أبي طالب.
(7)
هو: عبد الله بن حذافة السهمي فيما قاله ابن سعد، "قس"(9/ 372).
(8)
أي: الحطب.
(9)
بفتح الهاء وضم الميم المشددة، فسَّره البرماوي كالكرماني: أي حزنوا. قال العيني: وليس كذلك، بل المعنى: قصدوا، ويؤيده رواية
بَعْضًا، وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّارِ، فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمِدَتِ النَّارُ
(1)
، فَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "لَوْ دَخَلُوهَا
(2)
مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ
(3)
". [طرفاه: 7145، 7257، أخرجه: م 1840، د 2625، س 4205، تحفة: 10168].
60 - بَابُ بَعْثِ أَبِي مُوسَى
(4)
وَمُعَاذٍ إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ
4341 و 4342 - حَدَّثَنَا مُوسَى
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(6)
قَالَ:
"مُعَاذٍ" في نـ: "مُعَاذِ بنِ جَبلٍ".
===
حفص: "فلما هموا بالدخول فيها فقاموا ينظر بعضهم إلى بعض"، "قس"(9/ 372).
(1)
أي: انطفأ لهبها.
(2)
قوله: (لو دخلوها) أي النار التي أوقدوها ظانّين أنهم بسبب طاعتهم أميرهم. "ما خرجوا منها" لأنهم كانوا يموتون فلم يخرجوا، أو الضمير في قوله:"دخلوها" للنار التي أوقدوها، وفي قوله:"ما خرجوا منها" لنار الآخرة. والمراد بقوله: "إلى يوم القيامة" التأبيد؛ لأنهم ارتكبوا ما نُهُوا عنه من قَتْلِ أنفسهم مستحلين له، وعلى هذا ففيه نوع من البديع وهو الاستخدام. قال الداودي: فيه أن التأويل الفاسد لا يعذر به صاحبه، ملتقط من "قس"(9/ 372)، "ك"(16/ 168)، "ف"(8/ 60).
(3)
شرعًا لا في المعصية، "قس"(9/ 372).
(4)
عبد الله بن قيس الأشعري، "ك"(16/ 168).
(5)
ابن إسماعيل التبوذكي، "قس"(9/ 374).
(6)
الوضاح اليشكري، "قس"(9/ 374).
حَدَّثنَا عَبدُ الْمَلِكِ
(1)
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
(2)
قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ
(3)
، قَالَ: وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ، ثُمَّ قَالَ: "يَسِّرَا
(4)
وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا". فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَمَلِهِ، قَالَ: وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِي أَرْضِهِ كَانَ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا
(5)
(6)
، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَسَارَ مُعَاذٌ فِي أَرْضِهِ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَبِي مُوسَى، فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَإِذَا رَجُلٌ
(7)
عِنْدَهُ قَدْ جُمِّعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ،
"قَالَ: وَبَعَثَ" في نـ: "قَالَ: بَعَثَ". "وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ" في ذ: "إِذَا هُوَ جَالِسٌ" وفي نـ: "فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ"، [وفي "قس" نسبة هذه الرواية لأبي ذر].
===
(1)
ابن عمير، "قس"(9/ 374).
(2)
عامر بن أبي موسى، "قس"(9/ 374).
(3)
قوله: (مخلاف) بكسر الميم وسكون المعجمة آخره فاء: الكورة والإقليم والرستاق - بضم الراء وسكون المهملة وفتح الفوقية آخره قاف - بلغة أهل اليمن. "واليمن مخلافان" وكانت جهة معاذ العليا إلى صوب عدن، وجهة أبي موسى السفلى، "قس"(9/ 374)، "ف"(8/ 61).
(4)
الأصل أن يقال: بَشِّرا ولا تُنْذِرا، وأنِّسا ولا تنفرا، فجمع بينهما ليعم البشارة والنذارة والتأنيس والتنفير، فهو من باب المقابلة المعنوية، "طيبي"(7/ 220)، "قس"(9/ 374).
(5)
أي: جدَّد عهد الصحبة، "ك"(16/ 168).
(6)
في الزيارة، "قس"(9/ 374).
(7)
لم أقف على اسمه، لكن في الرواية الآتية أنه يهودي، "ف"(8/ 61).
فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ
(1)
، أَيَّمَ
(2)
هَذَا؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، قَالَ: لَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ، قَالَ: إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ فَانْزِلْ. قَالَ: مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا
(3)
. قَالَ: فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي
(4)
مِنَ النَّوْمِ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللهُ لِي، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي
(5)
كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي. [راجع: 2261، أخرجه: د 4356، تحفة: 9113، 9096].
"فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي" في حـ، سـ، ذ:"فَاحْتَسَبْتُ نَوْمَتِي كَمَا احْتَسَبْتُ قَوْمَتِي".
===
(1)
اسم أبي موسى.
(2)
قوله: (أيم) بفتح الياء والميم بغير إشباع، [أي:] أيُّ شيء هذا، وأصله: أيُّ مَا، و"أيّ" استفهامية، و"ما" بمعنى شيء، فحذفت الألف تخفيفًا، ولأبي ذر: أيُّم بضم الياء، "قس"(9/ 374).
(3)
قوله: (أتفوقه تفوقًا) بالفاء ثم القاف، أي أقرأه شيئًا بعد شيء، يعني لا أقرأه مرة واحدة، مأخوذ من: فواق الناقة: وهو أن تُحْلَبَ ساعة بعد ساعة، "قس"(9/ 374)، "ك"(16/ 169).
(4)
قوله: (جزئي) بضم الجيم وسكون الزاي بعدها همزة مكسورة فياء، أي أنه جَزَّأَ الليلَ أجزاءً، جزءً للنوم، وجزءًا للقراءة والقيام، "قس"(9/ 375).
(5)
قوله: (فأحتسب نومتي) أي أطلب الثواب في الراحة كما أطلبه في التعب؛ لأن الراحة إذا قُصِدَ بها الإعانة على العبادة حصلت الثواب، قاله القسطلاني (9/ 375). اعلم أن القسطلاني وابن حجر (8/ 62) قالا: إن
4343 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدٌ
(2)
، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ
(3)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِهَا
(5)
، فَقَالَ:"وَمَا هِيَ؟ ". قَالَ: الْبِتْعُ
(6)
وَالْمِزْرُ
(7)
. فَقُلْتُ لأَبِي بُرْدَةَ: مَا الْبِتْعُ؟ قَالَ: نَبِيذُ الْعَسَلِ، وَالْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعِيرِ. فَقَالَ:"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ".
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في ذ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنِي خَالِدٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا خَالِدٌ". "وَمَا هِيَ؟ " في نـ: "مَا هِيَ؟ ".
===
قوله: "فأحتسب" بلفظ المضارع من غير فوقية، أي: أَحْسِبُ، أما النسخ السبع الموجودة حين الطبع ففي كلها بفوقية، والله أعلم
(1)
.
(1)
هو: ابن منصور أبو يعقوب، قاله ابن حجر، وقال العيني: قال المزي: هو ابن شاهين أي: أبو بشر الواسطي، "قس"(9/ 375).
(2)
هو: ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الواسطي، "قس"(9/ 375).
(3)
سليمان بن فيروز، "قس"(9/ 375).
(4)
أبي بردة: عامر بن أبي موسى.
(5)
أي: باليمن، "قس"(9/ 375).
(6)
بكسر الموحدة وسكون الفوقية، "تو"(6/ 2682).
(7)
بكسر الميم وسكون الزاي وبالراء، "ك"(16/ 169).
(1)
قلت: وفي "الفتح" أيضًا بالفوقية، والله أعلم.
رَوَاهُ
(1)
جَرِيرٌ
(2)
وَعَبْدُ الْوَاحِدِ
(3)
عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ. [راجع: 2261، أخرجه: م 1733، د 4356، س 5596، تحفة: 9086].
4344 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَدَّهُ أَبَا مُوسَى وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: "يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا
(6)
". فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ أَرْضَنَا بِهَا شَرَابٌ مِنَ الشَّعِيرِ الْمِزْرُ، وَشَرَابٌ مِنَ الْعَسَلِ الْبِتْعُ
(7)
. فَقَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ". فَانْطَلَقَا، فَقَالَ مُعَاذٌ لأَبِي مُوسَى: كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِي وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا
(8)
. . . . . . . . . . . .
"رَوَاهُ جَرِيرٌ" زاد قبله في نـ: "قَالَ أَبُو عبدِ اللهِ". "رَاحِلَتِي" كذا في ذ، وفي نـ:"رَاحِلَتِهِ".
===
(1)
أي: الحديث.
(2)
ابن عبد الحميد، "قس"(9/ 375).
(3)
ابن زياد، "قس"(9/ 375)، رواية عبد الواحد لم أرها موصولة، "مق"["ف" (8/ 63)].
(4)
ابن إبراهيم الفراهيدي، "قس"(9/ 376).
(5)
ابن الحجاج.
(6)
قوله: (تطاوعا) أي كونا متفقَيْنِ في الحكم ولا تختلفا؛ فإن اختلافكما يؤدي إلى اختلاف أتباعكما، وحينئذٍ تقع العداوة والمحاربة بينهم، "قس"(9/ 376)، "مجمع"(3/ 464).
(7)
بكسر الموحدة وسكون الفوقية.
(8)
أي: أقرؤه شيئًا بعد شيء، يعني: لا أقرؤه مرة واحدة، "قس"(9/ 376).
قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي
(1)
كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي، وَضَرَبَ فُسْطَاطَ
(2)
، فَجَعَلَا يَتَزَاوَرَانِ
(3)
، فَزَارَ مُعَاذٌ أَبَا مُوسَى، فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَهُودِيٌّ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ. فَقَالَ مُعَاذٌ: لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ. تَابَعَهُ
(4)
الْعَقَدِيُّ
(5)
وَوَهْبٌ
(6)
عَنْ شُعْبَةَ. [راجع: 2261، أخرجه: م 1733، د 4356، س 5596، جه 3391، تحفة: 9086، 19560].
4345 -
وَقَالَ وَكِيعٌ
(7)
وَالنَّضْرُ وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدٍ،
"فَأَنَامُ وَأَقُومُ" في هـ، حـ، ذ:"فَأَقُومُ وَأَنَامُ". "فُسْطَاطَ" في نـ: "فُسْطَاطًا" مصحح عليه. "وَوَهْبٌ" في ذ: "وَوُهَيبٌ". "وَقَالَ وَكِيعٌ - إلى - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" ثبت للمستملي وحده.
===
(1)
لأنها معينة على طاعتي، "قس"(9/ 376).
(2)
قوله: (فسطاط) مثلثة الفاء: خباء من شعر وغيره، وفيه لغات، "مجمع"(4/ 143)، "ك"(16/ 170).
(3)
أي: يزور أحدهما صاحبه.
(4)
أي: تابع مسلمًا، "قس"(9/ 377).
(5)
عبد الملك بن عمرو، وصله المؤلف في "الأحكام" [برقم: 7172]، "قس"(9/ 377).
(6)
ابن جرير، وصله ابن راهويه، "قس"(9/ 377).
(7)
قوله: (وقال وكيع) هو ابن الجراح، مما وصله في "الجهاد" [برقم: 3038]. "والنضر" بالنون والضاد المعجمة الساكنة، ابن شميل، مما وصله البخاري في "الأدب" [برقم: 6124]. "وأبو داود" هشام بن عبد الملك، مما وصله النسائي [برقم: 5602]. "عن شعبة" ابن الحجاج. "عن سعيد" ابن أبي بردة بن أبي موسى. "عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم".
عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. رَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ
(2)
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ. [راجع: 4342].
4346 -
حَدَّثَنِي عَبَّاسُ
(3)
بْنُ الْوَلِيدِ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ
(4)
، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ
(5)
قالَ: حَدَّثَنَا قَيسُ بْنُ مُسْلِمٍ
(6)
قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ
(7)
يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَرْضِ قَوْمِي
(8)
، فَجِئْتُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنِيخٌ
(9)
"رَوَاهُ جَرِيرُ. . ." إلخ، سقط لأبي ذَرٍّ. "عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ" زاد بعده في ذ:"النرسي"، وفي نـ:"العَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ"، وفي أخرى:"عَياشُ بْنُ الْوَلِيدِ".
===
وثبت هذا - من قوله: "قال وكيع. . ." إلخ -، للمستملي وحده. وقوله:"رواه جرير. . ." إلخ، سقط لأبي ذر، كذا في "القسطلاني"(9/ 377). والحاصل أن المؤلف ساق حديث أبي موسى من طرق مرسلًا ومتصلًا.
(1)
أبوه: أبو بردة، وجده: أبو موسى.
(2)
سليمان بن فيروز، "قس"(9/ 377).
(3)
بالموحدة والسين المهملة، "ك"(16/ 170)، "قس"(9/ 377)، ولبعضهم بالتحتية والمعجمة وليس بشيء، إنما هو بالموحدة والمهملة وهو النرسي، كذا في "الفتح"(8/ 64).
(4)
ابن زياد، "قس"(9/ 377).
(5)
البحتري الكوفي.
(6)
أبو عمرو الكوفي، "قس"(9/ 377).
(7)
الأحمسي، "قس"(9/ 377).
(8)
أي: اليمن، "قس"(9/ 377).
(9)
أي: نازل، "قس"(9/ 377).
بِالأَبْطَحِ فَقَالَ: "أَحَجَجْتَ
(1)
يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ
(2)
". قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "كَيْفَ قُلْتَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: لَبَّيْكَ إِهْلَالٌ كَإِهْلَالِكَ. قَالَ: "فَهَلْ سُقْتَ مَعَكَ هَدْيًا؟ ". قُلْتُ: لَمْ أَسُقْ. قَالَ: "فَطُفْ بِالْبَيْتِ وَاسْعَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ حِلَّ
(3)
". فَفَعَلْتُ حَتَّى مَشَطَتْ
(4)
لِي امْرَأَةٌ
(5)
مِنْ نِسَاءِ بَنِي قَيْسٍ، وَمَكَثْنَا بِذَلِكَ
(6)
حَتَّى اسْتُخْلِفَ عُمَرُ
(7)
. [راجع: 1559].
"إِهْلَالٌ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"إِهْلَالًا". "كَإِهْلَالِكَ" في نـ: "كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" كما مر في "الحج"[برقم: 1559].
===
(1)
وفي "الحج"[برقم: 1559]: فقال: "بما أهللت"، "قس"(9/ 377).
(2)
اسم أبي موسى الأشعري.
(3)
بكسر المهملة وشدة اللام، من الإحرام، "قس"(9/ 377).
(4)
أي: سرحت بالمشط رأسي، "قس"(9/ 378)، وهو محمول على أنها كانت محرمة عليه، "ك".
(5)
لم تسم، "قس"(9/ 378).
(6)
أي: لم نزل نعمل بذلك.
(7)
قوله: (حتى استُخْلِفَ عمر) رضي الله عنه بضم الفوقية وسكون المعجمة مبنيًا للمفعول، زاد في "الحج" [برقم: 1559]: "فقال - أي عمر -: إن نأخذ بكتاب الله فإنه يأمرنا بالتمام؛ قال الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، وإن نأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يحل من إحرامه حتى نحر الهدي"، قاله القسطلاني (9/ 378). قال الكرماني (16/ 171): فإن قلت: المفهوم منه أن بعد استخلافه تركوا التمتع. قلت: وقع الاختلاف في جوازه بعده وتنازعوا فيه، انتهى. قال النووي:
4347 -
حَدَّثَنِي حِبَّانُ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ
(2)
، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ إِسْحَاقَ
(3)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ
(4)
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ
(5)
: "إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
(6)
، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ خَمْسَ
"قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ" في ذ: "قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ". "أَطَاعُوا" في سفـ، ذ:"طَاعُوا"، وكذا الرواية في الموضعين الآخرين في الحديث. "فَرَضَ عَلَيْكُمْ" كذا في سفـ، وفي ذ:"فَرَضَ عَلَيْهِمْ"، وكذا الرواية في الموضع الآخر في الحديث.
===
والمختار أنه نهى عن المتعة المعروفة، أي: الاعتمار في أشهر الحج ثم الحج في عامه، وهو على التنزيه. إنما نهى عنها ترغيبًا في الإفراد، ثم انعقد الإجماع على جواز التمتع من غير كراهة، وقيل: علة كراهة عمر أن يكون معرِّسًا بالمرأة، ثم يشرع في الحج ورأسه يقطر، كذا في "العيني"(7/ 95)، ومرَّ الحديث [برقم: 1559] مع بعض بيانه في "كتاب الحج".
(1)
بكسر المهملة وشدة الموحدة، ابن موسى المروزي، "قس"(9/ 378).
(2)
ابن المبارك.
(3)
رُميَ بالإرجاء لكنه ثقة، "قس"(9/ 378).
(4)
اسمه نافذ بالفاء والذال المعجمة، "قس"(9/ 378).
(5)
قوله: (بعثه إلى اليمن) سنة عشر قبل حجة الوداع يعلِّمهم القرآن والشرائع، ويقضي بينهم، ويأخذ الصدقات من العُمَّال، "قسطلاني"(9/ 378).
(6)
التوراة والإنجيل، "قس"(9/ 378).
صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صَدَقَةً، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ
(1)
، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ
(2)
لَيْسَ بَيْنَهُ
(3)
وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ
(4)
". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ
(5)
: طَوَّعَتْ وَطَاعَتْ وَأَطَاعَتْ لُغَةٌ، طِعْتُ
(6)
وَطُعْتُ
(7)
وَأَطَعْتُ
(8)
. [راجع: 1395].
4348 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(9)
، عَنْ
"عَلَى فُقَرَائِهِمْ" في نـ: "فِي فُقَرَائِهِمْ". "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ. . ." إلخ، ثبت في سفـ، [وقال الحافظ (8/ 64): وقع هذا وما بعده لغير أبي ذر والنسفي، انتهى. فتأمل].
===
(1)
أي: احذر أخذ نفائس أموالهم.
(2)
أي: فإن الشأن، "قس"(9/ 379).
(3)
أي: الدعاء، "قس"(9/ 379).
(4)
كناية عن سرعة القبول.
(5)
قوله: (قال أبو عبد الله) أي البخاري على عادته في تفسير ألفاظ غريبة تقع له من القرآن إذا وافقت لفظ الحديث. "طَوَّعَتْ" له نفسُه معناه: "طاعت" له نفسه. "وأطاعت" بالهمزة "لغة" في طاعت بغير همزة، ويقال: إذا أخبر عن نفسه: "طِعت" بكسر الطاء، "وطُعت" بضمها، "وأطعت" بزيادة الهمزة.
قال في "القاموس": طاع له يطوع ويطاع: انقاد. وقال الجوهري: الطوع: نقيض الكُره، وطاع له: انقاد، فإذا مضى لأمره فقد أطاعه. وقوله:"قال أبو عبد الله. . ." إلخ، ساقط في رواية أبي ذر، "قسطلاني"(9/ 379).
(6)
بكسر الطاء، "قس"(9/ 379).
(7)
بضم الطاء، "قس"(9/ 379).
(8)
بزيادة الهمزة، "قس"(9/ 379).
(9)
ابن الحجاج.
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(2)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ
(3)
: أَنَّ مُعَاذًا
(4)
لَمَّا قَدِمَ الْيَمَنَ صَلَّى بِهِمِ الصُّبْحَ فَقَرَأَ: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]. فَقَالَ رَجُلٌ
(5)
مِنَ الْقَوْمِ
(6)
: لَقَدْ قَرَّتْ
(7)
عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ
(8)
. زَادَ مُعَاذٌ
(9)
عَنْ شُعْبَةَ
(10)
، عَنْ حَبِيبٍ
(11)
، عَنْ سَعِيدٍ
(12)
، عَنْ عَمْرٍو
(13)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَرَأَ مُعَاذٌ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ سُورَةَ النِّسَاءِ فَلَمَّا قَالَ:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125] قَالَ رَجُلٌ خَلْفَهُ
(14)
: قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ
(15)
. [تحفة: 11352].
===
(1)
الأسدي.
(2)
الوالبي الكوفي، "قس"(9/ 379).
(3)
هو الأودي المخضرم، "قس"(9/ 379).
(4)
أي: ابن جبل.
(5)
لم أقف على اسمه، "مق" (ص: 305).
(6)
قوله: (فقال رجل من القوم) المصلين جاهلًا ببطلان الصلاة بالكلام الأجنبي، أو كان خلفهم لم يدخل في الصلاة، "قس"(9/ 379).
(7)
يحتمل الدعاء والإخبار، "ك"(16/ 172).
(8)
لما حصل [لها] من السرور، "قس"(9/ 379).
(9)
ابن معاذ البصري، "ك"(16/ 172)، "قس"(9/ 379).
(10)
ابن الحجاج.
(11)
ابن أبي ثابت.
(12)
ابن جبير.
(13)
ابن ميمون.
(14)
مصل أو غير مصل، "قس"(9/ 379).
(15)
قوله: (قرّت عينُ أم إبراهيم) أي: بردت دمعتها؛ لأن دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة. ومراده من إعادته بيان بعثه صلى الله عليه وسلم لمعاذ،
61 - بَابُ بَعْثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ
4349 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ
(2)
بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ
(3)
، حَدَّثَنِي أَبِي
(4)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَنِ
(6)
، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا
"بَابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ".
===
وَفُهِمَ من حديثِ ابن عباس السابقِ وهذا الحديثِ أنه بعثه أميرًا على المال وعلى الصلاة أيضًا، "قس"(9/ 379، 380).
(1)
ابن حكيم أبو عبد الله الكوفي، "قس"(9/ 380).
(2)
بضم الشين المعجمة آخره حاء مهملة، و"مسلمة" بفتح الميمين واللام، الكوفي، "قس"(9/ 380).
(3)
عمرو.
(4)
يوسف.
(5)
عمرو بن عبد الله السبيعي، "قس"(9/ 380).
(6)
قوله: (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد بن الوليد إلى اليمن) أي: بعد رجوعهم من الطائف وقسمة الغنائم بالجعرانة. "ثم بعث عليًا بعد ذلك مكانه" أي مكان خالد. "فقال" صلى الله عليه وسلم: "مُرْ أصحاب خالد من شاء منهم" أي من أصحاب خالد "أن يعقب" بضم الياء وفتح العين وتشديد القاف المكسورة، أي يرجع، كذا في "القسطلاني" (9/ 380). قال الكرماني (16/ 173): التعقيب أن يعود الجيش بعد القفول، قال الجوهري: التعقيب أن يغزو الرجل ثم ينثني من سنته مرة أخرى.
بَعْدَ ذَلِكَ مَكَانَهُ
(1)
، فَقَالَ: مُرْ أَصْحَابَ خَالِدٍ، مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ أَنْ يُعَقِّبَ
(2)
مَعَكَ فَلْيُعَقِّبْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقْبِلْ
(3)
. فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَّبَ مَعَهُ، قَالَ: فَغَنِمْتُ
(4)
أَوَاقٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ
(5)
. [تحفة: 1899].
4350 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ
(6)
بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ
(7)
بْنِ مَنْجُوفٍ
(8)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ
(9)
، عَنْ أَبِيهِ
(10)
قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا إِلَى خَالِدٍ لِيَقْبِضَ
"أَوَاقٍ" في صـ، ذ:"أَوَاقِي". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".
===
(1)
أي: مكان خالد، "قس"(9/ 380).
(2)
من التفعيل أي: يرجع معك إلى اليمن بعد أن رجع منه، "قس"(9/ 380).
(3)
إلى المدينة، "قس".
(4)
قوله: (فغنمت أواق) مثل جوارٍ حذف الياء استثقالًا، ولأبي ذر والأصيلي:"أواقي" بياء مشددة ويجوز تخفيفها، قاله القسطلاني (9/ 380). قال في "المجمع" (1/ 128): هو جمع أوقية، بضم همزة وشدة ياء، وقد يجيء وقية وليست بعالية، وكانت قديمًا أربعين درهمًا، انتهى.
(5)
أي: كثيرة، "ك".
(6)
بفتح الراء.
(7)
بضم المهملة.
(8)
بفتح الميم وسكون النون وضم الجيم وبالفاء، السدوسي البصري، "ك"(16/ 173).
(9)
مصغرًا، "ك"(16/ 173).
(10)
هو: بريدة بن الحصيب الأسلمي.
الْخُمُسَ
(1)
وَكُنْتُ أُبْغِضُ
(2)
عَلِيًّا، وَقَدِ اغْتَسَلَ
(3)
، فَقُلْتُ لِخَالِدٍ: أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا
(4)
؟ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:"يَا بُرَيْدَةُ أَتُبْغِضُ عَلِيًّا؟ ". فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "لَا تُبْغِضْهُ فَإِنَّ لَهُ فِي الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ". [تحفة: 1990].
4351 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ
(6)
، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ
===
(1)
أي: خمس الغنيمة، "قس"(9/ 381).
(2)
قوله: (أبغض) بضم الهمزة، وإنما أبغضه لأنه رأى عليًا أخذ جارية من السبي ووطئها، فظن أنه غَلَّها، فلما أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخذ أقلّ من حقه أحبّه رضي الله عنه، "ك"(16/ 174).
(3)
قوله: (وقد اغتسل) فظن أنه غلّها ووطئها، وللإسماعيلي من طرق إلى روح بن عبادة: بعث عليًا إلى خالد ليقسم الخمس، وفي رواية له: ليقسم الفيء، فاصطفى علي منه لنفسه سبية أي جارية، ثم أصبح ورأسه يقطر، كذا في "القسطلاني"(9/ 381).
قال في "الفتح"(8/ 67): وقد استشكل وقوع علي رضي الله عنه على هذه الجارية بغير استبراء، وكذلك قسمته لنفسه؛ فأما الأول فمحمول على أنها كانت بكرًا غير بالغ، ورأى أن مثلها لا يُسْتَبْرَأ، كما صار إليه غيره من الصحابة، ويجوز أن تكون حاضت عقب صيرورتها له، ثم طهرت بعد يوم وليلة ثم وقع عليها، وليس في السياق ما يدفعه. وأما القسمة فجائزة في مثل ذلك ممن هو شريك فيما يقسمه كالإمام إذا قَسَّم بين الرعية وهو منهم، فكذلك من ينصبه الإمام فقام مقامه، انتهى.
(4)
يعني عليًّا.
(5)
ابن سعيد.
(6)
ابن زياد.
الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ
(3)
فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ
(4)
لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا، قَالَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ
(5)
: بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ
(6)
، وَأَقْرَعَ بْنِ حَابِسٍ
(7)
وَزَيْدِ الْخَيْلِ
(8)
، وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ
(9)
وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ،
"أَقْرَعَ بْنِ حَابِسٍ" في نـ: "الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ".
===
(1)
بضم المعجمة والراء وسكون الموحدة بينهما، "ك"(16/ 174).
(2)
بضم النون وسكون المهملة، البجلي، "ك"(16/ 174).
(3)
قوله: (بذهيبة) بضم الذال المعجمة مصغر ذَهَبَةٍ، وهي القطعة من الذهب، وتعقِّب بأنها كانت تبرًا، فالتأنيث باعتبار معنى الطائفة، أو أنه قد يؤنَّث الذهب في بعض اللغات. قوله:"لم تحصَّل من ترابها" أي لم تخلص الذهيبة من تراب المعدن بالسبك، "قس"(9/ 382).
(4)
أي: مدبوغ بالقرظ، "قس"(9/ 382).
(5)
يتألفهم بذلك، "قس"(9/ 382).
(6)
نسبه إلى جده الأعلى لأنه عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، "قس"(9/ 382).
(7)
الحنظلي ثم المجاشعي.
(8)
قوله: (زيد الخيل) باللام، ابن مهلهل الطائي، وقيل له: زيد الخيل؛ لكرائم الخيل التي كانت عنده، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم زيد الخير بالراء بدل اللام، "قسطلاني"(9/ 382).
(9)
قوله: (والرابع إما علقمة) ابن علاثة بضم العين المهملة وتخفيف اللام، العامري. قوله:"وإما عامر بن الطفيل" والشك في عامر وهم من
فَقَالَ رَجُلٌ
(1)
مِنْ أَصْحَابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَلَا تَأْمَنُونِّي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً". قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ
(2)
، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، نَاشِزُ الْجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمِّرُ الإِزَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ. قَالَ
(3)
: "وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ". قَالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ
(4)
: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ:"لَا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي".
"أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ" في نـ: "أَنْ أَتَّقِيَ اللهَ".
===
عبد الواحد؛ فقد جزم في رواية سعيد بن مسروق بأنه علقمة بن علاثة، وقد مات عامر بن الطفيل قبل ذلك، "قس"(9/ 382، 383).
(1)
لم يسم، "قس"(9/ 383).
(2)
قوله: (غائر العينين) بغين معجمة وتحتية بوزن فاعل، أي أن عينيه داخلتان في محاجرهما لاصقتان بقعر الحدقة. قوله:"مشرف" بضم الميم وسكون المعجمة، و"الوجنتان": هما العظمان المشرفان على الخدين، أي بارزهما. قوله:"ناشز الجبهة" بشين وزاي معجمتين، أي: مرتفعها. قوله: "كث اللحية" أي كثير شعرها. "محلوق الرأس" موافقا لسيماء الخوارج في التحليق مخالفًا للعرب في توفير شعورهم. "مُشَمِّرُ الإزار" أي رافعه، واسمه فيما قيل: ذو الخويصرة التميمي، ورجح السهيلي أن اسمه نافع كما في "أبي داود"، وقيل: حرقوص بن زهير كما جزم به ابن سعد، "قسطلاني"(9/ 383).
(3)
صلى الله عليه وسلم.
(4)
وفي "علامات النبوة"[برقم: 3610]: فقال عمر، ولا منافاة بينهما؛ لاحتمال أن كلًّا منهما قال ذلك، "قس"(9/ 383).
فَقَالَ خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ
(1)
، وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ"، قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ
(2)
مُقَفِّيٌ
(3)
، فَقَالَ: "إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا
(4)
قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ رَطْبًا، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ
(5)
،
"أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ" في نـ: "أُنَقِّبَ قُلُوبَ النَّاسِ". "مُقَفِّيٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"مُقَفٍّ". "فَقَالَ: إِنَّهُ" في ذ: "وَقَالَ: إِنَّهُ". "ضِئْضِئِ" في هـ: "صِئْصِئِ".
===
(1)
قوله: (أنقب قلوبَ الناس) بفتح الهمزة وسكون النون وضم القاف بعدها موحدة، كذا ضبطه ابن ماهان
(1)
، ولغيره بضم الهمزة وفتح النون وتشديد القاف مع كسرها، أي: أبحث وأفتش. ولأبي ذر: "عن قلوب الناس" كذا في "القسطلاني"(9/ 383). قال القرطبي: إنما منع قتله وإن كان قد استوجب القتل، لئلا يتحدث الناس أنه يقتل أصحابه ولا سيما من صلى، كما تقدم في قصة عبد الله بن أبي، "ف"(8/ 69).
(2)
أي: مولٍّ قفاه، "قس"(9/ 383).
(3)
بإثبات الياء بناء على الوقف، لكن الوقف بحذفها أكثر، "قس"(9/ 383).
(4)
قوله: (من ضئضئ هذا) بضادين معجمتين مكسورتين وبهمزتين، وللكشميهني بصادين مهملتين، وهما بمعنى، أي من نسل هذا. قوله:"رطبًا" أي لمواظبتهم على تلاوته، فلا يزال لسانهم رطبًا، أو هو من تحسين الصوت بها، "قس"(9/ 383).
(5)
قوله: (لا يجاوز حناجرهم) الحنجر الحلقوم. والتجاوز يحتمل
(1)
في الأصل: "ابن هامان".
يَمْرُقُونَ
(1)
مِنَ الدِّينِ
(2)
كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ
(3)
". وَأَظُنُّهُ قَالَ: "لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ
(4)
لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ
(5)
". [راجع: 3344].
4352 -
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(6)
قَالَ عَطَاءٌ
(7)
: قَالَ جَابِرٌ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا أَنْ يُقِيمَ عَلَى إِحْرَامِهِ
(8)
.
زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ:
"قَالَ عَطَاءٌ" في نـ: "عَنْ عَطَاءٍ".
===
الصعود والحدور بمعنى: لا يرفعها الله بالقبول، أو لا تصل قراءتهم إلى قلوبهم ليتفكروا؛ إذ هي مفتونة بحب الدنيا، "مجمع البحار"(1/ 571).
(1)
أي: يخرجون.
(2)
قوله: (يمرقون من الدين
…
) إلخ، هذه صفة الخوارج الذين لا يطيعون الخلفاء. قال الخطابي: أراد بالدين طاعة الإمام، وإلا فقد أجمعوا على أنهم مع ضلالتهم فرقة من المسلمين، انتهى. قال في "الفتح" (8/ 69): في رواية سعيد بن مسروق: "الإسلام"، وفيه رَدٌّ على من أوَّل الدين بطاعة الإمام، والذي يظهر أن المراد بالدين الإسلام، كما فَسَّرَتْه الرواية الأخرى، وخرج الكلام مخرج الزجر، وأنهم بفعلِهم ذلك يخرجون من الإسلام الكامل، انتهى، ومرَّ (برقم: 3344) في "كتاب الأنبياء".
(3)
أي: الصيد المرميّ، "قس"(9/ 384).
(4)
أي: زمان خروجهم.
(5)
أي: لأستأصلنَّهم كاستئصال ثمود، "قس"(9/ 384).
(6)
عبد الملك.
(7)
ابن أبي رباح، "قس"(9/ 384).
(8)
الذي كان أحرم به كما سيجيء.
فَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِسِعَايَتِهِ
(1)
، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بِمَا أَهْلَلْتَ
(2)
يَا عَلِيُّ؟ ". قَالَ: بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "فَأَهْدِ
(3)
وَامْكُثْ حَرَامًا
(4)
كَمَا أَنْتَ". قَالَ: وَأَهْدَى لَهُ عَلِيٌّ هَدْيًا. [راجع: 1557].
4353، 4354 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرٌ
(6)
: أَنَّهُ ذَكَرَ لِابْنِ عُمَرَ: أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، فَقَالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ، وَأَهْلَلْنَا بِهِ مَعَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ:"مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً". وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَدْيٌ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ حَاجًّا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بِمَا أهْلَلْتَ فَإِنَّ مَعَنَا أَهْلَكَ
(7)
". قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، "فَأَمْسِكْ، فَإِنْ مَعَنَا هَدْيًا". [راجع: 1558، أخرجه: م 1232، س 2731، تحفة: 6657، 251].
"قَالَ لَهُ النَّبِيُّ" في ذ: "فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ". "بِمَا أَهْلَلْتَ" في نـ: "بِمَ أَهْلَلْتَ". "وَأَهْلَلْنَا بِهِ مَعَهُ" سقطت "مَعَهُ" في نـ. "بِمَا أَهْلَلْتَ" في نـ: "بِمَ أَهْلَلْتَ". "فَأَمْسِكْ" زاد قبله في نـ: "قَالَ" عليه السلام، "قس"(9/ 385).
===
(1)
بكسر السين المهملة، أي ولايته على اليمن، "قس"(9/ 384).
(2)
أحرمت.
(3)
مرَّ (برقم: 1557، 1558).
(4)
أي: محرمًا.
(5)
ابن مسرهد، "قس"(9/ 385).
(6)
هو: ابن عبد الله.
(7)
زوجته فاطمة.
62 - بَابُ غَزْوَةُ ذِي الْخَلَصَةِ
(1)
4355 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا بَيَانٌ
(4)
، عَنْ قَيْسٍ
(5)
، عَنْ جَرِيرٍ
(6)
قَالَ: كَانَ بَيْتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْخَلَصَةِ
(7)
وَالْكَعْبَةُ الْيَمَانِيَةُ وَالْكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
بالمعجمة واللام والمهملة المفتوحات، "ك"(16/ 177).
(2)
ابن مسرهد، "قس"(9/ 385).
(3)
هو: ابن عبد الله، "قس"(9/ 385).
(4)
ابن بشر، "ك"(16/ 177).
(5)
ابن أبي حازم.
(6)
هو: ابن عبد الله البجلي، "قس"(9/ 385).
(7)
قوله: (ذو الخلصة) الذي فيه الصنم، وقيل: اسم البيت: الخلصة، واسم الصنم: ذو الخلصة، وحكى المبرد - كما في "الفتح" - أن موضع ذي الخلصة صار مسجدًا جامعًا لبلدة. قوله:"والكعبة اليمانية" بتخفيف الياء لكونها باليمن. "والكعبة الشامية" هي التي بمكة، فحذف خبر المبتدأ الذي هو الكعبة، كذا في "القسطلاني" (9/ 385). قال الكرماني (16/ 178): قال النووي: فيه إشكال؛ إذ كانوا يقولون له الكعبة اليمانية فقط، وأما الكعبة الشامية فهي الكعبة العظمى التي بمكة؛ فلا بد من التأويل بأن يقال: كان يقال لها: الكعبة اليمانية، [والتي بمكة الشامية]. وقال القاضي: ذكر الشامية غلط. أقول: يحتمل أن تكون الكعبة مبتدأ والشامية خبره والجملة حال، ومعناها: والحال أن الكعبة هي الشامية لا غير، انتهى كلام الكرماني. قال في "الفتح"(8/ 71، 72): والذي يظهر لي أن الذي في الرواية صواب، وأنها كان يقال لها: اليمانية باعتبار كونها باليمن، والشامية باعتبار أنهم جعلوا بابها مقابل الشام، وقد حكى عياض أن في بعض
"أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ ". فَنَفَرْتُ فِي مِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَاكِبًا، فَكَسَرْنَاهُ وَقَتَلْنَا مَنْ وَجَدْنَا عِنْدَهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَدَعَا لَنَا وَلأَحْمَسَ
(1)
. [راجع: 3020].
4356 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ
(5)
قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرٌ
(6)
: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُرِيحُنِي
(7)
مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ"؟. وَكَانَ بَيْتًا
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى". "قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ" في ذ: "عَنْ إِسماعِيلَ".
===
الروايات: "والكعبة اليمانية الكعبة الشامية" بغير واو، قال: والمعنى: كان يقال له تارة هكذا وتارة هكذا، وهذا يقوي ما قلت؛ فإن إرادة ذلك مع ثبوت الواو أولى، انتهى.
(1)
بالمهملتين: قبيلة جرير، "ك"(16/ 178).
(2)
العنزي.
(3)
ابن سعيد القطان.
(4)
ابن أبي خالد، "قس"(9/ 386).
(5)
ابن أبي حازم.
(6)
ابن عبد الله.
(7)
قوله: (ألا تريحني) بضم التاء من الإراحة، المراد بالإراحة، راحة القلب؛ لأنه ما كان شيء أتعب له صلى الله عليه وسلم من بقاء ما يُشْرَكُ به من دون الله. و"الأحمس" بالمهملتين بوزن أحمر، وهم إخوة [بَجِيلَة] رهط جرير ينتسبون إلى أحمس بن الغوث
(1)
بن أنمار، "قس"(9/ 386 و 6/ 551)، ومرَّ (برقم: 3823).
(1)
في الأصل: "ابن العون".
فِي خَثْعَمَ
(1)
يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ، فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا
(2)
". فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا فَكَسَرَهَا
(3)
وَحَرَّقَهَا
(4)
، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ جَرِيرٍ
(5)
: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ
(6)
. قَالَ: فَبَارَكَ
(7)
فِي خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا
(8)
خَمْسَ مَرَّاتٍ. [راجع: 3020].
"كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ" كذا في ذ، وفي نـ:"الكَعْبَةَ الْيَمَانِيَةَ". "فضرب فِي صَدْرِي" في ذ: "فضرب عَلَى صَدْرِي".
===
(1)
بفتح المعجمة وسكون المثلثة بوزن جعفر: قبيلة من اليمن ينسبون إلى خثعم بن أنمار، "قس"(9/ 386).
(2)
قوله: (هاديًا مهديًا) قيل: فيه تقديم وتأخير؛ لأنه لا يكون هاديًا حتى يكون مهديًا، وقيل: معناه كاملًا مكملًا، وقيل: هاديًا لغيره ومهديًا لنفسه، فلا تقديم ولا تأخير، "قس"(9/ 387).
(3)
أي: ما كان من الحجر، "ك"(16/ 179).
(4)
أي: ما كان من الخشب، "ك"(16/ 179).
(5)
وفي السابقة أن جريرًا هو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وهو محمول على المجاز، "قس"(9/ 387).
(6)
قوله: (جمل أجرب) بالجيم والراء والموحدة، أي سوداء من التحريق كالجمل الأجرب إذا طلي بالقطران، أو هو كناية عن إذهاب بهجتها، "قسطلاني"(9/ 387)، ومرَّ الحديث [برقم: 3076] في "الجهاد".
(7)
عليه السلام.
(8)
جمع راجل.
4357 -
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(1)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ
(2)
، عَنْ جَرِيرٍ
(3)
قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ ". فَقُلْتُ: بَلَى، فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسِ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيلِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ يَدِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا". قَالَ: فَمَا وَقَعْتُ عَنْ فَرَسِي بَعْدُ. قَالَ: وَكَانَ ذُو الْخَلَصَةِ بَيتًا بِالْيَمَنِ لِخَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ
(4)
، فِيهِ نُصُبٌ
(5)
تُعْبَدُ، يُقَالُ لَهُ: الْكَعْبَةُ، قَالَ: فَأَتَاهَا
(6)
فَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ وَكَسَرَهَا
(7)
، قَالَ: وَلَمَّا قَدِمَ جَرِيرٌ الْيَمَنَ
"أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ" في ذ: "حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ". "أَحْمَسَ" في نـ: "مِنْ أَحْمَسَ". "عَلَى صَدْرِي" في نـ: "فِي صَدْرِي". "عَنْ فَرَسِي" في نـ: "عَنْ فَرَسٍ".
===
(1)
حماد بن أسامة، "قس"(9/ 388).
(2)
ابن أبي حازم، "قس"(9/ 388).
(3)
ابن عبد الله البجلي.
(4)
بفتح الموحدة وكسر الجيم: قبيلة، "ك"(16/ 179).
(5)
قوله: (فيه نصب) أي: في البيت نصب، بضمتين: حجر يُنْصَبُ يذبحون عليه. "فأتاها" جرير "فحرَّقها بالنار وكسرها" أي هدم بناءها، "قسطلاني"(9/ 388).
(6)
جرير، "قس"(9/ 388).
(7)
أي: هدم بناءها.
كَانَ بِهَا رَجُلٌ يَسْتَقْسِمُ بِالأَزْلَامِ
(1)
، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَا هُنَا، فَإِنْ قَدَرَ عَلَيْكَ ضَرَبَ عُنُقَكَ. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ يَضْرِبُ بِهَا
(2)
إِذْ وَقَفَ عَلَيْهِ جَرِيرٌ، فَقَالَ: لَتَكْسِرَنَّهَا وَلَتَشْهَدًا
(3)
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَوْ لأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ. قَالَ: فَكَسَرَهَا وَشَهِدَ
(4)
، ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ رَجُلًا مِنْ أَحْمَسَ يُكْنَّى أَبَا أَرْطَاةَ
(5)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُهُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ. قَالَ: فَبَرَّكَ
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَيلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا
(7)
خَمْسَ مَرَّاتٍ. [أخرجه: م 2476، د 2772، س في الكبرى 8612، تحفة: 3225].
"كَانَ بِهَا رَجُلٌ" في نـ: "كَانَ بِهِمْ رَجُلٌ". "إنَّ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "إنَّ رَسُولَ اللهِ". "وَلَتَشْهَدًا" في حـ، هـ، ذ:"وَلَتَشْهَدَنَّ". "مَا جِئْتُ" في نـ: "مَا جِئْتُكَ"."فَبَرَّكَ" في هـ، ذ:"فَبَارَكَ".
===
(1)
قوله: (يستقسم بالأزلام) أي يطلب قسمته من الشر والخير بالقداح، قال تعالى:{وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ} [المائدة: 3]، كذا في "الكرماني"(16/ 179).
(2)
أي: بالأزلام، "قس"(9/ 388).
(3)
بتنوين الدال، "قس"(9/ 388).
(4)
أي: أن لا إله إلا الله، "قس"(9/ 388).
(5)
اسمه حصين بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين، ابن ربيعة كما في "مسلم" [برقم: 2476]، "قس"(9/ 388).
(6)
بتشديد الراء، "قس"(9/ 388)، أي دعا له بالبركة، "خ".
(7)
بكسر الراء، جمع: راجل، أي: ماشٍ.
63 - بَابُ غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ
(1)
(2)
وَهِيَ غَزْوَةُ لَخْمٍ
(3)
وَجُذَامَ
(4)
قَالَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ
(5)
عَنْ يَزِيدَ
(6)
، عَنْ عُرْوَةَ
(7)
:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
هي وراء وادي القرى، غزاها سرية عمرو بن العاص سنة ثمان، "قاموس" (ص: 934).
(2)
قوله: (ذات السلاسل) بضم سين أولى وكسر ثانية: ماء بأرض جذام، وبه سميت الغزوة، وهو لغةً: الماءُ السلسال، كذا ذكره في "المجمع" (3/ 101) و"النهاية" (2/ 389). وقال الكرماني (16/ 180): ذات السلاسل - بالمهملة المفتوحة أولًا والمكسورة ثانيًا - وسُميت الغزوة بماء بأرض جذام يقال له: السلسل، انتهى. قال السيوطي في "التوشيح" (6/ 2690): وسميت بذلك لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا، وهي وراء وادي القرى على عشرة أيام من المدينة، وكانت غزوتها في جمادى الآخرة سنة ثمان، وقيل: سنة سبع، انتهى.
(3)
قوله: (لخم) بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة: قبيلة تُنْسَبُ إلى لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد. "وجذام" بضم الجيم وخفة الذال المعجمة: قبيلة تُنْسَبُ إلى عمرو بن عدي أخي لخم، "قس"(9/ 389)، "تو"(6/ 2690).
(4)
قبيلتان باليمن، "ك"(16/ 180).
(5)
هو: محمد صاحب المغازي، "ك"(16/ 180).
(6)
ابن رومان المزني.
(7)
ابن الزبير.
هِيَ
(1)
بِلَادُ بَلِيٍّ
(2)
(3)
وَعُذْرَةَ وَبَنِي الْقَيْنِ
(4)
.
4358 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ
(5)
، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ
(6)
، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ. . . . . . . . . . . .
"حَدَّثَنَا خَالِدُ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا خَالِدُ". "خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" سقط "ابنُ عبدِ اللهِ" في نـ. "خَالِدٍ الْحَذَّاءِ" سقط "الحَذَّاءِ" في نـ.
===
(1)
أي: ذات السلاسل، "قس"(9/ 389).
(2)
بوزن عليٍّ، "تو"(6/ 2690).
(3)
قوله: (بلي) بفتح الموحدة وكسر اللام وشدة التحتانية: قبيلة من قضاعة بضم القاف وخفة المعجمة وبالمهملة، وهو أبو حي من اليمن. "وعذرة" بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة وبالراء: قبيلة يمنية. "وبني القين" بفتح القاف وسكون التحتية وبالنون كذلك، هكذا في "الكرماني"(16/ 180). قال في "الفتح"(8/ 74، 75): وذكر ابن سعد أن جمعًا من قضاعة تجمعوا، وأرادوا أن يدنوا من أطراف المدينة، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بنَ العاص فعقد له لواء أبيض، وبعثه في ثلاث مائة من سراة المهاجرين والأنصار، ثم أمدّه بأبي عبيدة بن الجراح في مائتين، وأمره أن يلحق بعمروٍ [و] أن لا يختلفا، فأراد أبو عبيدة أن يؤم بهم فمنعه عمرو، وقال: إنما قَدِمْتَ على مددًا وأنا الأمير، فأطاع له أبو عبيدة، فصلى بهم عمرو، وسار حتى وطئ بلاد بَلِيٍّ وعذرة، انتهى.
(4)
هي ثلاثة بطون من قضاعة، "تو"(6/ 2690).
(5)
الواسطي، "ك"(16/ 180).
(6)
ابن مهران، "ك"(16/ 180).
عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ
(1)
(2)
، قَالَ
(3)
: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ
(4)
: "عَائِشَةُ". قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: "أَبُوهَا". قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "عُمَرُ". فَعَدَّ
(5)
رِجَالًا فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ
(6)
. [راجع: 3662].
64 - بَابُ ذَهَابُ جَرِيرٍ إِلَى الْيَمَنِ
(7)
"بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (جيش ذات السلاسل) وكانوا ثلاث مائة من سراة المهاجرين والأنصار ومعهم ثلاثون فرسًا. قوله: "فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ " وعند البيهقي: "قال عمرو: فحدثَتْ نفسي أنه لم يبعثني على قوم فيهم أبو بكر وعمر إلا لمنزلة لي عنده، فأتيته حتى قعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله، من أحب الناس. . ." إلخ، "قس"(9/ 390).
(2)
قال القاضي: السلاسل: رمل منعقد بعضه ببعض، فسمي الجيش بذلك؛ لأنهم كانوا مبعوثين إلى أرض بها رمل كذلك، "مرقاة"(10/ 374)، "طيبي"(11/ 222)، "لمعات".
(3)
أي: عمرو، "قس"(9/ 390).
(4)
أي: صلى الله عليه وسلم.
(5)
أي: فعدّ النبي صلى الله عليه وسلم رجالًا آخرين بعد أسئلة أخرى لي، "مرقاة"(17/ 323).
(6)
أي: في الفضل، "قس"(9/ 390).
(7)
قوله: (ذهاب جرير) أي ابن عبد الله البجلي "إلى" أهل "اليمن" ليقاتلهم ويدعوهم أن يقولوا: لا إله إلا الله. والظاهر كما في "الفتح" أن هذا غير ما بعثه إلى هدم ذي الخلصة، "قس"(9/ 390). ويحتمل أن يكون بعثه إلى الجهتين على الترتيب، "ف"(8/ 76).
4359 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ
(1)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ
(2)
، عَنْ جَرِيرٍ
(3)
قَالَ: كُنْتُ بالْيَمَنِ فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ذَا كَلَاعٍ
(4)
وَذَا عَمْرٍو، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمْ
(5)
(6)
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ ذُو عَمْرٍو: لَئِنْ كَانَ الَّذِي تَذْكُرُ مِنْ أَمْرِ صَاحِبِكَ، لَقَدْ مَرَّ عَلَى أَجَلِهِ
(7)
مُنْذُ ثَلَاثٍ. وَأَقْبَلَا
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ". "كُنْتُ بِالْيَمَنِ" كذا في عسـ، صـ، قتـ، ذ، وفي نـ:"كُنْتُ بِالْبَحْرِ". "فَقَالَ لَهُ" في نـ: "فَقَالَ لَهُمْ".
===
(1)
هو عبد الله الأودي، "ك"(16/ 181).
(2)
ابن أبي حازم، "قس"(9/ 391).
(3)
البجلي.
(4)
قوله: (ذا كلاع) بفتح الكاف وخفة اللام وبالمهملة، الحميري، كان رئيسًا في قومه مطاعًا. "ذا عمرو" كان أيضًا من رؤساء اليمن ومقدميهم، أقبلا مسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يَصِلا إليه، "ك"(16/ 181).
(5)
أي: ذا كلاع وذا عمرو ومن معهما، "قس"(9/ 391).
(6)
أي حين أقبل جرير إلى المدينة بعد قضاء حاجته، وكان أيضًا قد عزما [على التوجه] إلى المدينة، "قس"(9/ 391).
(7)
قوله: (لقد مرَّ على أجله) جواب لشرطٍ مقدرٍ، أي إن أخبرتني بهذا أخبرك بهذا، وهذا قاله ذو عمرو عن اطلاع من الكتب القديمة. وقال الكرماني: يحتمل أن يكون سمع من بعض القادمين سرًّا، أو أنه كان في الجاهلية كاهنًا، أو أنه صار بعد إسلامه محدَّثًا أي بفتح الدال. قلت: وسياق الحديث يدل على ما قررته؛ لأنه عَلَّق ما ظهر له من وفاته على
مَعِي حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ فَسَأَلْنَاهُم، فَقَالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَالنَّاسُ صَالِحُونَ
(1)
. فَقَالَا
(2)
: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّا قَدْ جِئْنَا، وَلَعَلَّنَا سَنَعُودُ إِن شَاءَ اللَّهُ، وَرَجَعَا إِلَى الْيَمَنِ، فَأَخْبَرْتُ
(3)
أَبَا بَكْرٍ بِحَدِيثِهِمْ
(4)
قَالَ: أفَلَا جِئْتَ بِهِمْ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ
(5)
قَالَ لِي ذُو عَمْرٍو: يَا جَرِيرُ إِنَّ بِكَ عَلَيَّ كَرَامَةً
(6)
، وَإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَرًا، إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَآمَرْتُمْ
(7)
فِي
"قَدْ جِئْنَا" في نـ: "قَدْ أَجَبْنَا". "إِنَّ بِكَ" في نـ: "إِنَّ لَكَ". "تَآمَرْتُمْ" في نـ: "تَأَمَّرْتُمْ".
===
ما أخبره به جرير من أحواله، ولو كان ذلك مستفادًا من غيره لما احتاج إلى بناء ذلك على ذلك، "فتح"(8/ 76 - 77) مختصرًا.
(1)
أي: راضون.
(2)
أي: ذو كلاع وذو عمرو، "قس"(9/ 392).
(3)
المخبر جرير.
(4)
جمع باعتبار من معهما، أو أن أقل الجمع اثنان، "قس"(9/ 392).
(5)
أي بعد هذا الأمر في خلافة عمر بن الخطاب وهاجر ذو عمرو، "قس"(9/ 392).
(6)
لعل المراد الإيمان بسببه، "خ".
(7)
قوله: (تآمرتم) بمد الهمزة من التفاعل، أي: تشاورتم، والائتمار: المشاورة، وفي بعضها من التفعل، أي: أقمتم أميرًا منكم عن رضا منكم أو عهد من الأول، ملتقط من "قس"(9/ 392)، "ك"(16/ 182)، "تو"(6/ 2691).
آخَرَ
(1)
، فَإِذَا كَانَتْ
(2)
بِالسَّيْفِ كَانُوا
(3)
مُلُوكًا يَغْضَبُونَ غَضَبَ الْمُلُوكِ، وَيَرْضَوْنَ رِضَا الْمُلُوكِ. [تحفة: 3229].
65 - بَابُ غَزْوَةُ سِيفِ الْبَحْرِ
(4)
وَهُمْ يَتَلَقَّوْنَ عِيرًا لِقُرَيْشٍ وَأَمِيرُهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ
(5)
4360 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ
(7)
، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(8)
: أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا
(9)
قِبَلَ السَّاحِلِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ،
"كَانُوا مُلُوكًا" في نـ: "كَانَتْ مُلُوكًا". "بَابُ" سقط في نـ. "أَبُو عُبَيْدَةَ" في نـ: "أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ". "حَدَّثَنِي مَالِكٌ" في ذ: "حَدَّثَنَا مَالِكٌ". "بَعَثَ" في ذ: "لَمَّا بَعَثَ".
===
(1)
أي: في أمير آخر، "ك"(16/ 182).
(2)
أي: الإمارة، "قس"(9/ 392).
(3)
أي: الخلفاء.
(4)
قوله: (سيف البحر) بكسر السين المهملة وسكون التحتية بعدها فاء، أي ساحله. قوله:"وهم يتلقون" أي يرصدون. والعير، بكسر العين: الإبل التي تحمل الميرة. "وأبو عبيدة" مصغرًا: عامر بن عبد الله [بن] الجراح الفهري القرشي، "قس"(9/ 392)، "ك"(16/ 182).
(5)
أحد العشرة.
(6)
ابن أبي أويس، "قس"(9/ 393).
(7)
الإمام.
(8)
الأنصاري، "قس"(9/ 393).
(9)
سنة ثمان، "قس"(9/ 393).
فَخَرَجْنَا فَكُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَنِيَ الزَّادُ، فَأَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَزْوَادِ الْجَيْشِ، فَجُمِعَ فَكَانَ
(1)
مِزْوَدَيْ تَمْرٍ، فَكَانَ يَقُوتُنَا
(2)
كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلٌ قَلِيلٌ حَتَّى فَنِيَ، فَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُنَا إِلَّا تَمْرَةٌ تَمْرةٌ، فَقُلْتُ
(3)
: مَا تُغْنِي عَنْكُمْ تَمْرَةٌ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْنَا
(4)
فَقْدَهَا
(5)
حِينَ فَنِيَتْ. ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى الْبَحْرِ، فَإِذَا حُوتٌ
(6)
مِثْلُ الظَّرِبِ
(7)
فَأَكَلَ مِنْهَا الْقَوْمُ ثَمَانَ عَشِرَةَ لَيْلَةً
(8)
،
"فَكُنَّا" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"وَكُنَّا". "يَقُوتُنَا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلٌ قَلِيلٌ" في ذ: "يُقَوِّتُنَا قَلِيلًا قَلِيلًا" - من التقويت، "قس" (9/ 393) -. "فَقُلْتُ: مَا تُغْنِي" في نـ: "قُلْتُ: مَا تُغْنِي". "فَقَالَ: وَاللهِ" في نـ: "قَالَ: وَاللهِ". "فَأَكَلَ مِنْهَا الْقَومُ" في نـ: "فَأَكَلَ مِنْهُ الْقَوْمُ". "ثَمَانَ عَشِرَةَ" في ذ: "ثَمَانِي عَشِرَةَ".
===
(1)
قوله: (فكان) أي الذي جمعه. "مزودي تمر" والمزود بكسر الميم وسكون الزاي: ما يُجْعَلُ فيه الزاد، "قس"(9/ 393)، "ف"(8/ 79).
(2)
قوله: (فكان يقوتنا) هو من الثلاثي ومن التفعيل، والقُوتُ هو ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام. وقوله:"قليلًا" هو بالنصب، وفي بعضها كتب بدون الألف، وهو لغة ربيعة، كذا في "ك"(16/ 182 - 183).
(3)
قال وهب: فقلت.
(4)
قوله: (لقد وجدنا فقدها) أي عرفنا ذلك حيث يحصل به نوع اطمئنان لم يحصل بعد فقدها، "الخير الجاري"(2/ 364).
(5)
أي: مؤثرًا، "ك".
(6)
قوله: (فإذا حوت) اسم جنس لجميع السمك، وقيل: هو مخصوص بما عظم منها، "فتح"(8/ 79).
(7)
بفتح الظاء المعجمة وكسر الراء: جبل صغير، "قس"(9/ 393).
(8)
قوله: (ثمان عشرة ليلة) وفي رواية عمرو بن دينار: "فأكلنا منه
ثُمَّ أَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِضِلَعَيْنِ
(1)
مِنْ أَضْلَاعِهِ فَنُصِبَا
(2)
، ثُمَّ أَمَرَ بِرَاحِلَةٍ فَرُحِلَتْ
(3)
ثُمَّ مُرَّتْ
(4)
تَحْتَهُمَا فَلَمْ تُصِبْهُمَا. [راجع: 2483، أخرجه: م 1935، ت 2475، س 4351، جه 4159، تحفة: 3125].
4361 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(6)
قَالَ: الَّذِي حَفِظْنَاهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَمِائَةِ رَاكِبٍ، أَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ نَرْصُدُ
(8)
عِيرَ قُرَيْشٍ، فَأَقَمْنَا بِاَلسَّاحِلِ نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى أَكَلْنَا. . . . . . . . . . . .
"أَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ" في ذ: "وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ". "عِيرَ قُرَيْشٍ" مصحح عليه.
===
نصف شهر"، وفي رواية أبي الزبير: "فأقمنا عليها شهرًا" ويجمع بأن الذي قال: ثماني عشرة ضبط ما لم يضبطه غيره، وأن من قال نصف شهر ألغى الكسر الزائد وهو ثلاثة أيام، ومن قال شهرًا جبر الكسرَ، أو ضَمَّ بقية المدة التي كانت قبل وجدانهم الحوتَ إليها، "فتح" (8/ 80).
(1)
بكسر المعجمة وفتح اللام، "ك"(16/ 183).
(2)
القياس فنصبتا بالتاء، "قس"(9/ 393).
(3)
بتخفيف الحاء، ولأبي ذر بتشديدها، "قس"(9/ 393).
(4)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(9/ 393).
(5)
المديني.
(6)
ابن عيينة، "قس"(9/ 394).
(7)
الأنصاري.
(8)
ننتظر.
الْخَبَطَ
(1)
، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ جَيْشَ الْخَبَطِ، فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ دَابَّةً يُقَالُ لَهَا الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ وَادَّهَنَّا مِنْ وَدَكِهِ
(2)
حَتَّى ثَابَتْ إِلَيْنَا أَجْسَامُنَا
(3)
، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَعْضَائِهِ فَنَصَبَهُ، فَعَمَدَ
(4)
إِلَى أَطْوَلِ رَجُلٍ
(5)
مَعَهُ - قَال سُفْيَانُ
(6)
مَرَّةً: ضِلَعًا مِنْ أَضْلاعِهِ فَنَصَبَهُ وَأَخَذَ رَحْلًا وَبَعِيرًا - فَمَرَّ تَحْتَهُ، قَالَ جَابِرٌ: وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ
(7)
، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ إنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ نَهَاهُ
(8)
. وَكَانَ عَمْرٌو
(9)
يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أبُو صَالِحٍ أنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ
"مِنْ أَعْضائِهِ" كذا في سـ، ذ، وفي نـ:"مِنْ أَضْلاعِهِ" - وفي بعضها: "من أعضائه" ولكل وجه حسن، "خ" -. "مِنْ أَضْلاعِهِ" في سـ:"مِنْ أَعْضْائِهِ". "فَنَصَبَهُ" سقط لأبي ذَرٍّ، "قس" (9/ 393). "وَأَخَذَ رَحْلًا" في نـ:"وَأَخَذَ رَجُلًا". "قَال جَابِرٌ" في ذ: "فَقَالَ جَابِرٌ".
===
(1)
قوله: (الخبط) بالحركة: الورق الساقط، بمعنى مخبوط. و"الودك بفتح الواو والدال: الشحم، "قسطلاني"(9/ 394).
(2)
أي: شحمه.
(3)
قوله: (ثابَتْ إلينا أجسامنا) بالمثلثة وبعد الألف موحدة ففوقية، أي رجعت أجسامنا إلى ما كانت عليه من القوة والسمن بعد ما هزلت من الجوع، "قس"(9/ 394)، "ك (16/ 183)، ومرَّ (برقم: 2483).
(4)
بفتح الميم، "قس"(9/ 394).
(5)
هو: قيس بن سعد بن عبادة، "قس"(9/ 394).
(6)
أي: ابن عيينة، "قس"(9/ 394).
(7)
جمع جزور وهو البعير ذكرًا كان أو أنثى، "قس"(9/ 394).
(8)
عن ذلك لأجل قلة الظهر، "قس"(9/ 394).
(9)
هو: ابن دينار، "قس"(9/ 394).
لأَبِيهِ
(1)
: كُنْتُ فِي الْجَيْشِ فَجَاعُوا، قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ، قَالَ: ثُمَّ جَاعُوا، قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ، ثُمَّ جَاعُوا، قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ، قَالَ: ثُمَّ جَاعُوا، قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نُهِيتُ
(2)
(3)
. [راجع: 2483، أخرجه: م 1935، س 4352، تحفة: 2529، 11097].
4362 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(5)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو
(7)
: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: غَزَوْنَا جَيْشَ الْخَبَطِ
(8)
وَأُمِّرَ
(9)
عَلَينَا أَبُو عُبَيْدَةَ، فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا فَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا،
"قَالَ: نَحَرْتُ، ثُمَّ جَاعُوا" في نـ: "قَالَ: نَحَرْتُ، قَالَ: ثُمَّ جَاعُوا". "قَالَ: انْحَرْ" في نـ: "فَقَالَ: انْحَرْ". "أُمِّرَ عَلَيْنَا" سقط "عَلَينَا" في نـ. "فَأَلْقَى الْبَحْرُ" في ذ: "فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ".
===
(1)
أي: سعد بن عبادة، لما رجعوا، "قس"(9/ 394).
(2)
حتى لا يفنى الإبل، "خ".
(3)
قوله: (قال: نهيت) بضم النون مبنيًا للمفعول، أي نهاني أبو عبيدة، وتكرر قوله "انحَرْ" أربع مرات، ورواه الحميدي في "مسنده" فيما أخرجه أبو نعيم في "مستخرجه" من طريقه بلفظ:"عن أبي صالح عن قيس بن سعد بن عبادة قال: قلت لأبي: وكنت في ذلك الجيش جيش الخبط، فأصاب الناس جوع، قال لي: انحر"، فذكره، "قس"(9/ 394).
(4)
ابن مسرهد.
(5)
ابن سعيد القطان، "قس"(9/ 395).
(6)
عبد الملك بن عبد العزيز، "قس"(9/ 395).
(7)
ابن دينار.
(8)
مرَّ وجه تسميته به، "خ".
(9)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(9/ 395).
لَمْ نَرَ مِثْلَهُ
(1)
، يُقَالُ لَهُ الْعَنْبَرُ
(2)
، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ
===
(1)
في العظم، "قس"(9/ 395).
(2)
قوله: (العنبر) قال في "التوشيح"(6/ 2693): العنبر: سمكة كبيرة، والعنبر المشموم رجيعها، وقيل: يوجد في بطنها، طولها خمسون ذراعًا، انتهى. وفي "سيرة الحلبي" (3/ 201 - 203): لما رأى قيس بن سعد بن عبادة ما بالمسلمين من جهد الجوع، وقال قائلهم: والله لو لقينا عدوًا ما كان منا حركة إليه لما بالناس من الجهد؛ قال قيس: من يشتري مني تمرًا أوفيه له بالمدينة بجزر يوفيها إلي ههنا، فقال له رجل من أهل الساحل: أنا أفعل، فاشترى خمس جزائر. قال عمر رضي الله عنه: كيف يدان ولا مال له؟ إنما المال لأبيه سعد، وأخذ قيس الجزر فنحر لهم منها ثلاثة في ثلاثة أيام، وأراد أن ينحر لهم في اليوم الرابع فنهاه أبو عبيدة وقال له: عزمت عليك أن لا تنحر، أتريد أن تخفر ذمتك؟، أي لا يُوَفَّى لك بما التزمتَ ولا مال لك، فقال قيس: أترى أبا ثابت - يعني والده سعدًا - يقضي ديون الناس ويطعم في المجاعة ولا يقضي دينًا استدنته لقوم مجاهدين في سبيل الله؟. فلما قدم قيس قال له سعد: ما صنعت في مجاعة القوم؟ قال: نحرت، قال: أصبت، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم نحرت، قال: أصبت، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم نحرت، قال: أصبتَ، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم نهيت، قال: ومن نهاك؟ قال: أميري أبو عبيدة، قال: ولِمَ؟ قال: زعم أنه لا مال لي إنما المال لأبيك، فقلت له: أبي يقضي عن الأباعد، ويحمل الكَلَّ، ويطعم في المجاعة ولا يصنع هذا لي، فَلَانَ لموافقتي، فأبى عليه عمر بن الخطاب إلا التصميم على المنع، فقال سعد لولده قيس: لك أربع حوائط أي بساتين، أدناها ما يتحصل منه خمسون وسقًا. ثم إن قيسًا وفى لصاحب الجزر وحمله أي أعطاه ما يركبه وكساه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل قيس، فقال:"إنه في بيت جود، إن الجود لَمِنْ شيمة أهل ذلك البيت"، انتهى مختصرًا ملتقطًا.
عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ فَأَخْبَرَنِي
(1)
أَبُو الزُّبَيْرِ
(2)
: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُوا. فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "كُلُوا رِزْقًا أَخْرَجَهُ اللَّهُ، أَطْعِمُونَا إِنْ كَانَ مَعَكُمْ". فَآتَاهُ
(3)
بَعْضُهُمْ فَأَكلَهُ
(4)
. [راجع: 2483، تحفة: 2558، 2836].
66 - بَابُ حَجُّ أَبِي بَكْرٍ بِالنَّاسِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ
(5)
"فَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ" في قتـ، ذ:"وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ". "قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ" في قتـ: "فقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ". "فَأَتَاهُ بَعْضُهُمْ" في صـ، كن:"فَأَتَاهُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ مِنهُ"، [قلتُ: وفي "قس"(9/ 395) والسلطانية: "فَأَتَاهُ بَعْضُهُمْ بِعُضْوٍ مِنهُ"]. "بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
قال ابن جريج: [فأخبرني]، "قس"(9/ 395).
(2)
بالسند السابق، "قس"(9/ 395).
(3)
بمد الهمزة أي: أعطاه، "قس"(9/ 395).
(4)
قوله: (فأكله) فيه أن ميتة الحوت حلال، قال في "الهداية" (2/ 353): ويكره أكل الطافي منه، وقال مالك والشافعي: لا بأس به؛ لإطلاق ما روينا، ولأن ميتة البحر موصوفة بالحل بالحديث. ولنا ما روى جابر رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"ما نضب عنه الماء فكلوا، وما لفظه الماء فكلوا، وما طفا فلا تأكلوا"[انظر في د: 3815 وفي ق: 3247]، وعن جماعة من الصحابة مثل مذهبنا. وميتة البحر ما لفظه البحر ليكون موته مضافًا إلى البحر لا ما مات فيه
(1)
بغير آفة.
(5)
من الهجرة، "قس"(9/ 396).
(1)
في الأصل: "إلا ما مات".
4363 -
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ
(2)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعَثَهُ فِي الْحَجَّةِ اَّلتي أَمَّرَهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَليهَا قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَوْمَ النَّحْرِ فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ: لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَنَّ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ
(4)
. [راجع: 369].
4364 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ
(6)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(7)
، عَنِ الْبَرَاءِ
(8)
قَالَ: آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ كَامِلَةً
(9)
"حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ". "لَا يَحُجُّ" في ذ: "أَنْ لَا يَحُجَّ". "وَلَا يَطُوفَنَّ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"وَلَا يَطُوفُ". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ".
===
(1)
العتكي البصري، "تو"، ["قس" (9/ 396)].
(2)
ابن سليمان.
(3)
ابن عوف، "قس"(9/ 396).
(4)
لأن الناس في الجاهلية كانوا يطوفون عراة، كما مرَّ (برقم: 1665).
(5)
البصري.
(6)
ابن يونس.
(7)
السبيعي.
(8)
ابن عازب.
(9)
قوله: (كاملة) استشكل هذا من حيث إنه نزلت شيئًا فشيئًا، فالمراد بعضها أو معظمها، وإلا ففيها آيات كثيرة نزلت قبل سنة الوفاة النبوية، "قس"(9/ 397).
سُورَةُ بَرَاءَةَ، وَآخِرُ سُورَةٍ
(1)
نَزَلَتْ خَاتِمَةُ سُورَةِ النِّسَاءِ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ
(2)
} [النساء: 176]. [أطرافه: 4605، 4654، 6744، أخرجه: م 1618، د 2888، س في الكبرى 1121، تحفة: 1814، 1807].
67 - بَابُ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ
(3)
(4)
4365 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا
"سُورَةُ بَرَاءَةٍ" في نـ: "بَرَاءَةُ". "آخِرُ سُورَةٍ" في نـ: "آخِرُ آيَةٍ". "بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (آخر سورة) وفي بعضها: "آخر آية" وهو الظاهر، والأول محتاج إلى التأويل كجعل السورة بمعنى قطعة من القرآن، ويحتمل أن يقال: إن ضمير "نزلت" عائد إلى الآخر، وتأنيثه مكتسب من تأنيث المضاف إليه، أو: آخر أبعاض سورة نزلت، كذا في "الخير الجاري" (2/ 364). قال الكرماني (16/ 185): فإن قلت: ما وجه تعلقه بالترجمة؟ قلت: مناسبة الآية [التي] في براءة وهي قوله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} الآية [التوبة: 28] لِمَا وقع في حجته، انتهى، وكذا في "الفتح"(8/ 83).
(2)
هو أن يموت الرجل ولا يدع والدًا ولا ولدًا يرثانه، "مجمع"(4/ 438).
(3)
قوله: (وفد بني تميم) الوفد قوم يجتمعون ويردون البلاد، الواحد وافد، وكذا من يقصد الأمراء للزيارة أو الاسترفادِ
(1)
[كما في "ع" (8/ 683)]. قال القسطلاني (9/ 397): وكانت الوفود بعد رجوعه صلى الله عليه وسلم من الجعرانة في أواخر سنة ثمان وما بعدها، انتهى.
(4)
ابن مُر.
(5)
الفضل بن دكين.
(1)
في الأصل: "بالزيارة أو الوفادة".
سُفْيَانُ
(1)
، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ
(2)
، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَتَى نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ
(3)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "اقْبَلُوا الْبُشْرَى
(4)
يَا بَنِي تَمِيمٍ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَشَّرْتَنَا
(5)
فَأَعْطِنَا
(6)
. فَرِيءَ
(7)
ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: "اقْبَلُوا الْبُشْرَى
(8)
إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ". قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. [راجع: 3190].
68 - بَابٌ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ
(9)
: غَزْوَةُ
(10)
عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ
"بَابٌ" في نـ: "بَابُ غَزْوَةِ عُيَيْنَةَ".
===
(1)
الثوري.
(2)
جامع بن شداد، "قس"(9/ 397).
(3)
قوله: (نفر من بني تميم) أي عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة، [في] سنة تسع، "قس"(9/ 397).
(4)
بدخول الجنة، "قس"(9/ 397).
(5)
وإنما جئنا للاستعطاء، "قس"(9/ 398).
(6)
أي: المال.
(7)
قوله: (فَرِيءَ) بكسر الراء وسكون التحتية بعدها همزة، ولأبي ذر:"فَرُئِيَ" بضم الراء وكسر الهمزة فتحتية. وفي "بدء الخلق": "فتغير وجهه" أي أسفًا عليهم لإيثارهم الدنيا، "قس" (9/ 398). ومرَّ (برقم: 3190) في أول "بدء الخلق".
(8)
بدخول الجنة، "قس"(9/ 398).
(9)
محمد صاحب المغازي، "قس"(9/ 398).
(10)
مصدر مضاف لفاعله ومفعوله "بني العنبر"، "قس"(9/ 398).
بَنِي الْعَنْبَرِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
إِلَيْهِمْ، فَأَغَارَ وَأَصَابَ مِنْهُمْ نَاسًا وَسَبَى مِنْهُمْ نِسَاءً
4366 -
حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ
(2)
، سَمِعْتُهُ
(3)
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُهَا فِيهِ: "هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ
(4)
". وَكَانَتْ فِيهِمْ سَبِيَّةٌ
(5)
عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ: "أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا
"نِسَاءً" في هـ، ذ:"سِبَاء" بسين مكسورة بعدها موحدة، "قس" (9/ 398). "حَدَّثَنِي زُهَيْرُ" في نـ:"حَدَّثَنَا زُهَيْرُ". "سَمِعْتُهُ" في صـ: "سَمِعْتُهُنَّ". "يَقُولُهَا فِيهِ" في صـ: "يَقُولُهَا فِيهِمْ". "وَكَانَتْ فِيهِمْ" في هـ، ذ:"وَكَانَتْ مِنْهُم".
===
(1)
قوله: (بعثه النبي صلى الله عليه وسلم) لما قيل - فيما ذكر الواقدي - إنهم أغاروا على الناس من خزاعة، فأغار عليهم عيينة ومن معه، وكانوا خمسين ليس فيهم أنصاري ولا مهاجري. قوله:"أصاب منهم ناسًا وسبى منهم نساء" وعند الواقدي: أنه أسر منهم أحد عشر رجلًا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيًا، فقدم رؤساؤهم بسبب ذلك، "قس"(9/ 398).
(2)
أي: من خصال.
(3)
ذكَّر الضمير باعتبار اللفظ وأنَّثه في "يقولها" باعتبار "الثلاث".
(4)
إذا خرج.
(5)
قوله: (سبية) بفتح المهملة وكسر الموحدة وتشديد الياء التحتية، أي جارية مسبيّة، "قس"(9/ 399)، ومضى (برقم: 2543) في "العتق".
مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ
(1)
". وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ: "هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِ
(2)
- أَوْ قَوْمِي
(3)
" -. [راجع: 2543].
4367 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ
(4)
أَخْبَرَهُم عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(5)
: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُمْ: أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(6)
، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرِ
(7)
الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ عُمَرُ: بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي
(8)
، قَالَ عُمَرُ: مَا أرَدْتُ خِلَافَكَ، فَتَمَارَيَا
(9)
حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا
(10)
، فَنَزَلَ
"حَدَّثَنِي إِبرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى". "حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ" في نـ: "أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ". "فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ" في نـ: "قَالَ أَبُو بَكْرٍ".
===
(1)
وكان على عائشة نذر عتقٍ من ولد إسماعيل، "قس"(9/ 399).
(2)
بغير تنوين بالكسر بحذف ياء المتكلم، "ك"(16/ 187).
(3)
لاجتماع نسبه الشريف بنسبهم في إلياس بن مضر، "قس"(9/ 399).
(4)
عبد الملك.
(5)
عبد الله، "قس"(9/ 399).
(6)
وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤمر عليهم أحدًا، "قس"(9/ 399).
(7)
عليهم، "قس"(9/ 399).
(8)
أي: ليس مقصودك إلا مخالفة قولي، "قس"(9/ 399).
(9)
أي: تجادلا وتخاصما، "قس"(9/ 399)، وسيجيء في "التفسير" [برقم: 4847].
(10)
بحضرته عليه الصلاة والسلام، "قس"(9/ 399).
فِي ذَلِكَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] حَتَّى انْقَضَتْ
(1)
. [أطرافه: 4845، 4847، 7302، أخرجه: ت 3266، س 5386، تحفة: 5269].
69 - بَابُ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ
(2)
4368 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ
(4)
الْعَقَدِيُّ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ
(6)
، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ
(7)
قُلْتُ: لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ لِي جَرَّةً تَنْتَبِذُ
(8)
لِي نَبِيذًا، فَأَشْرَبُهُ حُلْوًا. . . . . . . . . . .
"بَابُ" سقط في ذ. "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ". "تَنْتَبِذُ لِي نَبِيذًا" في نـ: "يُنْتَبَذُ لِي فِيهَا نَبِيذٌ" وفي نـ: "تنتبذ لي فيها نبيذا" وفي نـ: "تنتبذ لي فيها".
===
(1)
أي: الآية إلى قوله: {وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2].
(2)
قوله: (وفد عبد القيس) هي قبيلة كبيرة يسكنون البحرين، ينتسبون إلى عبد القيس بن أفصى - بسكون الفاء بعدها مهملة بوزن أعمى - ابن دُعْميّ بضم الدال وسكون العين المهملتين وكسر الميم فتحتية ثقيلة، ابن جديلة بالجيم بوزن كبيرة، ابن أسد بن ربيعة بن نزار، "فتح"(8/ 85)، "قس"(9/ 399).
(3)
ابن إبراهيم بن راهويه، "قس"(9/ 400).
(4)
عبد الملك بن عمرو، "قس"(9/ 400).
(5)
بفتح المهملة الأولى والقاف، "ك"(16/ 188).
(6)
ابن خالد السدوسي، "قس"(9/ 400).
(7)
بالجيم، الضبعي، "قس"(9/ 400).
(8)
قوله: (تنتبذ لي) بفتح فوقية، و"نبيذًا" بالنصب، قال ابن حجر: أسند الفعل إلى الجرة مجازًا. وقال بعضهم: لعل جارية تنتبذ، [و] في
فِي جَرٍّ
(1)
، إِنْ أَكْثَرْتُ مِنْهُ
(2)
- فَجَالَسْتُ الْقَوْمَ، فَأَطَلْتُ الْجُلُوسَ - خَشِيتُ أَنْ أَفْتَضِحَ
(3)
، فَقَالَ
(4)
: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ
(5)
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَرحَبًا بِالْقَوْمِ
(6)
غَيْرَ خَزَايَا
===
بعضها "ينتبذ" بضم التحتية وفتح الموحدة مبنيًّا للمفعول، كذا في "القسطلاني"(9/ 400) وغيره.
(1)
قوله: (في جر) بفتح الجيم وتشديد الراء جمع جرة، كجرار، تقديره: إن لي جرة كائنة في جملة جرار، "قس"(9/ 400)، "ك"(16/ 188)، "ف"(8/ 86).
(2)
شربًا، "قس"(9/ 400).
(3)
قوله: (خشيتُ أن أفتضح) مقصوده أنه إذا شرب الكثير منه يخاف أن يظهر منه ما يظهر من السكارى وافتضح به. وحاصل جواب ابن عباس على ما هو المتبادر منه أنه نهى عن ذلك، وأنه أشار إلى أن المنبوذ إذا بلغ حد السكر فهو منهي عنه؛ فإن النهي عن اتخاذ الأواني المذكورة إنما هو لأجل النهي عما شربوا من الخمور التي كانت فيها، "الخير الجاري"(2/ 365).
(4)
أي: ابن عباس.
(5)
قوله: (قدم وفد عبد القيس) أي القدمة الثانية، وكانوا ثلاثة عشر راكبًا، كبيرهم الأشج، وأما ما جاء من أنهم كانوا أربعين فيحتمل أن يكون الثلاثة عشر رؤوسهم، ولذا كانوا ركبانًا والباقون أتباعًا، "قس"(9/ 400، 401).
(6)
قوله: (مرحبًا بالقوم) مأخوذ من: رَحُبَ رُحْبًا - بالضم - إذا وسع، وهو من المفاعيل المنصوبة بعامل مضمر لازم إضماره، والمعنى: أصبتم
(1)
رحبًا وسعة. قوله: "غير" حال من "القوم"، والعامل فيه الفعل
(1)
في الأصل: "رحبتم".
وَلَا نَدَامَى". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ
(1)
، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ
(2)
، حَدِّثْنَا
(3)
بِجُمَلٍ مِنَ الأَمْرِ، إِنْ عَمِلْنَا بِهِ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَدْعُو بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا
(4)
. قَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الإِيمَانِ
(5)
بِاللَّهِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيَمَانُ بِاللَّهِ؟ شَهَادَةُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
(6)
، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ،
"وَلَا نَدَامَى" في نـ: "وَلَا النَّدَامَى". "وَهَلْ تَدْرُونَ" في نـ: "هَلْ تَدْرُونَ".
===
المقدر العامل في "مرحبًا"، أي: قدمتم، "غير خزايا" جمع خزيان، من الخزي، وهو الذُّلُّ والإهانة. قوله:"ولا ندامى" جمع ندمان بمعنى نادم، أو جمع نادم على غير قياس؛ إذ قياسه نادمين ازدواجًا للخزايا، والمعنى: ما كانوا بالإتيان إلينا خاسرين خائبين؛ لأنهم ما تأخروا عن الإسلام ولا أصابهم قتال ولا سبي فيوجب ذلًّا أو ندمًا، ملتقط من "المرقاة"(1/ 168 - 169)، و"الطيبي"(1/ 137) و"السيد".
(1)
فيه دلالة على تقدم إسلامهم على مضر، "قس"(9/ 401).
(2)
لحرمة القتال فيها عندهم تعظيمًا لها وتسهيلًا للزوّار، "قس"(9/ 401).
(3)
بلفظ الأمر، "قس"(9/ 401).
(4)
أي: مَن خلفنا من قومنا، "قس"(9/ 401).
(5)
بالجر بدل من "أربع" الأولى، "قس"(9/ 401).
(6)
زاد في "الإيمان"[برقم: 53]: "وأن محمدًا رسول الله"، "قس"(9/ 401).
وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمْسَ
(1)
، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ:
===
(1)
قوله: (وأن تعطوا من المغانم الخمس) قال القاضي عياض: وإنما لم يذكر الحج؛ لأن وفادة عبد القيس كانت عام الفتح، ونزلت فريضة الحج سنة تسع على الأشهر، انتهى. أو لكونه على التراخي، [أو] لعدم استطاعتهم له من أجل كفار مضر، أو لم يقصد إعلامهم بجميع الأحكام، كذا في "القسطلاني"(9/ 401).
قال علي القاري في "المرقاة"(1/ 171 - 172): قال الطيبي: في الحديث إشكالان: أحدهما: أن المأمور به واحد، والأركان تفسير للإيمان بدلالة قوله:"أتدرون ما الإيمان"؟. وثانيهما: أن الأركان - أي المذكورة - خمسة، وقد ذكر أربعة - أي أولًا -. وأجيب عن الأول بأنه جعل الإيمان أربعًا نظرًا إلى أجزائه المفصلة. وعن الثاني بأن عادة البلغاء إذا كان الكلام منصبًا لغرض من الأغراض جعلوا سياقَه له، [و] كأنّ ما سواه مطروح، فههنا ذكر الشهادتين ليس مقصودًا؛ لأن القوم كانوا مؤمنين مُقِرِّينَ بكلمتي الشهادة بدليل قولهم:"الله ورسوله أعلم"، انتهى. ويدل عليه ما جاء في رواية للبخاري (ح: 6176): أمرهم بأربع ونهاهم عن أربع: "أقيموا الصلاة، وآتوا الزكوة، وصوموا رمضان، وأعطوا خمس ما غنمتم، ولا تشربوا في الدباء والحنتم والنقير والمزفت"، انتهى. وبهذه الرواية تندفع الإشكالات وترجع إليه التأويلات.
وقال السيد جمال الدين: قيل: هذا الحديث لا يخلو عن إشكال؛ لأنه إن قرئت: "وإقامُ الصلاة" بالرفع على أنها معطوفة على "شهادة" ليكون المجموع من الإيمان، فأين الثلاثة الباقية؟! وإن قرئت بالجر على أنها معطوفة على قوله:"الإيمان" يكون المذكور خمسة لا أربعة؟ وأجيب على التقدير الأول بأن الثلاثة الباقية حذفها الراوي اختصارًا أو نسيانًا، وعلى التقدير الثاني بأنه عَدَّ الأربع التي وَعَدَهم ثم زادهم خامسة، وهي أداء
مَا انْتُبِذَ فِي الدُّبَّاءِ
(1)
، وَالنَّقِيرِ
(2)
، وَالْحَنْتَمِ
(3)
، وَالْمُزَفَّتِ
(4)
". [راجع: 53].
4369 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُول اللَّهِ إِنَّا هَذَا الْحَيَّ
(6)
مِنْ رَبيعَةَ، وَقَدْ حَالتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، فَلَسْنَا نَخْلُصُ
(7)
إِلَيْكَ إِلَّا فِي
===
الخمس؛ لأنهم كانوا مجاورين لكفار مضر وكانوا أهل جهاد وغنائم، انتهى. والأظهر اختيار الجر، والمجرورات الأربعة بالعطف هي المأمورات، ويكون ذكرُ الإيمان لشرفه وفضله وبيان أساسه وأصله، انتهى كلام القاري، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 53] في "الإيمان".
(1)
قوله: (ما انتبذ في الدُّبّاء) بضم الدال وتشديد الموحدة: القرع. "والنقير" أصل خشب يُنْقَرُ فَيُنْبَذُ فيه. "والحنتم" الجرة الخضراء. "والمزفت" المطلي بالزفت. والمقصود بالنهي ليس استعمالها مطلقًا بل النقيع فيها والشرب منها ما يسكر، وإضافة الحكم إليها إما لاعتيادهم استعمالها في المسكرات، أو لأنها أوعية تسرع بالاشتداد فيما يستنقع، فلعلها تغَيِّر النقيعَ في زمان قليل ويتناوله صاحبه على غفلة، بخلاف السقاء فإن التغير يحدث فيه على مهل، قاله السيد جمال الدين في حاشية "المشكاة"[انظر "المرقاة" (1/ 172 - 173)].
(2)
الخشب المنقور.
(3)
الجرة الخضراء.
(4)
أي: المطلي بالزفت وهو القير.
(5)
بالجيم والراء، الضبعي اسمه نصر.
(6)
بالنصب على الاختصاص، "خ".
(7)
أي: نَصِل.
شَهْرٍ حَرَامٍ، فَمُرْنَا بِأَشْيَاءَ نَأْخُذُ بِهَا وَنَدْعُو إِلَيْهَا مَنْ وَرَاءَنَا. قَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الإِيمَانُ بِاللَّهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ - وَعَقَدَ وَاحِدَةً -، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا لِلَّهِ خُمْسَ مَا غَنِمْتُمْ
(1)
، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ". [راجع: 53].
4370 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو
(4)
. ح قَالَ أَبُو عبدُ اللَّهِ: وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ
(5)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ: أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أزْهَرَ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَرسَلُوا
(6)
إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالُوا: اقْرَأْ عليها السلام مِنَّا جَمِيعًا، وَسَلْهَا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَإِنَّا أُخْبِرْنَا أَنَّكِ تُصَلِّيهِمَا، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
"شَهْرٍ حَرَامٍ" في نـ: "شَهْرِ الحَرَامِ". "نَأْخُذُ بِهَا" في نـ: "نَأْخُذُهَا". "قَالَ: آمُرُكُمْ" في نـ: "فَقَالَ: آمُرُكُمْ". "تُؤَدُّوا لِلَّهِ" في نـ: "تُؤَدُّوا إلى اللَّهِ" مصحح عليه. "حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ". ["ح قال أبو عبد اللَّه" ثبت في صغـ]. "وَإِنَّا أُخْبِرْنَا" في ذ: "فَإنَّا أُخْبِرْنَا". "تُصَلِّيهِمَا" كذا في حـ، سـ، ذ، وفي هـ، ذ:"تُصَلِّينَهُمَا"، وفي نـ:"تُصَلِّيهَا".
===
(1)
فإن قلت: أسقط في هذا الطريق الصوم؟ قلت: لعل القصة وقعت مرتين، أو نسيه الراوي، "ك"(16/ 189).
(2)
الجعفي الكوفي.
(3)
عبد الله المصري.
(4)
ابن الحارث، "قس"(9/ 403).
(5)
وصله الطحاوي، "قس"(9/ 403).
(6)
أي: كريبًا.
نَهَى عَنْهَا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
(1)
وَكُنْتُ أَضْرِبُ مَعَ عُمَرَ النَّاسَ عَنْهُمَا
(2)
. قَالَ كُرَيْبٌ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا، وَبَلَّغْتُهَا مَا أَرْسَلُونِي
(3)
، فَقَالَتْ: سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ
(4)
، فَأَخْبَرْتُهُمْ، فَرَدُّونِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُونِي إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ينْهَى عَنْهُمَا، وَإِنَّهُ صَلَّى الْعَصْرَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ وَعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ مِنَ الأنْصَارِ، فَصَلَّاهُمَا، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ الْخَادِمَ، فَقُلْتُ: قُومِي إِلَى جَنْبِهِ فَقُولِي: تَقُولُ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ أَسْمَعْكَ تَنْهَى عَنْ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فَأَرَاكَ تُصَلِّيهِمَا؟ فَإِنْ أَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخِرِي، فَفَعَلَتِ الْجَارِيَةُ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ، فَاسْتَأْخَرَتْ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: "يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ
(5)
، سَأَلْتِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ؟ إِنَّهُ أَتَانِي أُنَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ
(6)
بِالإِسْلَامِ مِنْ قَوْمِهِمْ، فَشَغَلُونِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَهُمَا هَاتَانِ"
(7)
. [راجع: 1233، أخرجه: م 834، د 1273، تحفة: 18207].
"نَهَى عَنْهَا" في هـ: "نَهَى عَنْهُمَا". "يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ" في نـ: "يَا بِنْتَ بَنِي أُمَيَّةَ".
===
(1)
بالسند السابق، "قس"(9/ 403).
(2)
أي: عن الركعتين، "قس"(9/ 403).
(3)
أي: به، "قس"(9/ 403).
(4)
وعند الطحاوي: "فقالت عائشة: ليس عندي، ولكن حدثتني أم سلمة"، "قس"(9/ 403).
(5)
هو والد أم سلمة، "قس"(9/ 404).
(6)
هو موضع الترجمة، "قس"(9/ 404).
(7)
مرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 1233] في "باب السهو".
4371 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ
(4)
فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ عَبْدِ الْقَيْسِ بِجُوَاثَى
(5)
مِنَ الْبَحْرَيْنِ
(6)
. [راجع: 892].
70 -
بَابُ وَفْدُ بَنِي حَنِيفَةَ
(7)
،
"إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ" في نـ: "إِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ طَهْمَانَ". "بِجُوَاثَى" زاد بعده في نـ: "يَعْنِي قَريَةً". "بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
المسندي.
(2)
ابن عمرو.
(3)
بالجيم، نصر بن عمران الضبعي.
(4)
جَمَّع القوم تجميعًا، أي: شهدوا الجمعة، "ع"(5/ 39).
(5)
قوله: (بجواثى) بضم الجيم وتخفيف الواو وقد تهمز وفتح المثلثة الخفيفة، "يعني قرية من البحرين"، وسقط لأبي ذر:"يعني قرية". وحكى الجوهري وابن الأثير والزمخشري أن جواثى اسم حصن بالبحرين، وهو لا ينافي كونها قرية، كذا في "القسطلاني" (9/ 404). وتقدم الحديث مع بيانه [برقم: 892] في "باب الجمعة".
(6)
موضع باليمامة، "ك"(16/ 191).
(7)
قوله: (وفد بني حنيفة)[أما حنيفة] فهو ابن لجيم - بالجيم - ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهي قبيلة كبيرة مشهورة ينزلون اليمامة بين مكة واليمن، وقد كان وفد بني حنيفة - كما ذكره ابن إسحاق وغيره - في سنة تسع، وذكر الواقدي أنهم كانوا سبعة عشر رجلًا فيهم مسيلمة. وأما "ثمامة بن أثال" فهو من فضلاء الصحابة، وكانت قصته قبل وفد
وَحَدِيثِ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ
(1)
4372 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِى اللَّيْثُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْلًا
(3)
قِبَلَ نَجْدٍ
(4)
، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ ". فَقَالَ: عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ
(5)
، إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ
(6)
، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ
(7)
حَتَّى كَانَ الْغَدُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: "مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ "،
"حَدَّثَنِي اللَّيْثُ" في نـ: "حَدَّثَنَا اللَّيْثُ". "سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ" في نـ: "أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ" مصحح عليه. "يَا مُحَمَّدُ" سقط في نـ. "ذَا دَمٍ" في هـ: "ذَا ذَمٍّ". "فَتَرَكَهُ" في نـ: "فتَرَكَ".
===
بني حنيفة بزمان؛ فإن قصته صريحة في أنها كانت قبل فتح مكة، وكأنّ البخاري ذكرها هنا استطرادًا، "فتح"(8/ 87).
(1)
بمثلثة خفيفة ابن النعمان.
(2)
أي: ابن سعد.
(3)
أي: فرسان خيل، على حذف المضاف، "قس"(9/ 405).
(4)
هي الأرض المرتفعة من تهامة إلى العراق، "ك"(4/ 123).
(5)
لأنك لست ممن يظلم بل يحسن وينعم، "قس"(9/ 406).
(6)
قوله: (ذا دمٍ) أي من هو طالبُ دمٍ أو صاحب دم مطلوب، ويروى:"ذا ذمٍّ" بمعجمة وشدة ميم، أي ذا ذمامة وحرمة في قومه، ومن إذا عقد ذمة وفى بها، كذا في "المجمع" (2/ 204). ومرَّ في "كتاب الصلاة" في "باب الاغتسال إذا أسلم" (برقم: 462).
(7)
أي: مربوطًا.
قَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ:"مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ ". فَقَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ، فَقَالَ:"أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ"، فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ وَاللهِ مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، وَاللهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ
(1)
أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ
(4)
: صَبَوْتَ
(5)
؟ قَالَ: لَا،
"عِنْدِي" مصحح عليه، وسقط في نـ. "نَخْلِ" في نـ:"نجل" - بالجيم، أي: ماء مستنقع، "قس" (9/ 406) -. "وَأَنَا أُرِيدُ" في نـ:"وَإِنِّي أُرِيدُ". "فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "فَبَشَّرَهُ النَّبِيُّ". "صَبَوْتَ" في نـ: "صَبَأْتَ".
===
(1)
أي: فرسانك، "ك"(16/ 192).
(2)
بخير الدنيا والآخرة.
(3)
قوله: (فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم) بما حصل له من الخير العظيم بالإسلام ومَحْوِ ما كان قبله من الذنوب العظام، "قس"(9/ 406).
(4)
لم أعرف اسمه، "قس"(9/ 406).
(5)
قوله: (صبوت) أي خرجت من دين إلى دين؟ "قال: لا" أي: ما صبوت، "ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وهذا من أسلوب
وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ
(1)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا وَاللَّهِ
(2)
لَا تَأْتِيكُمْ
(3)
مِنَ الْيَمَامَةِ
(4)
حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 462].
4373 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
قَالَ: أَنَا شُعَيْبٌ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ
(8)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
"لَا تَأْتِيكُمْ" في نـ: "لا يَأْتِيكُمْ".
===
الحكيم كأنه قال: ما خرجت من الدين لأنكم لستم
(1)
على دين فأخرج منه، بل استحدثت دينَ الله وأسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رب العالمين، "قسطلاني"(9/ 406 - 407).
(1)
أي وافقته على دينه فصرنا متصاحبين في الإسلام أنا بالابتداء وهو بالاستدامة، "ف"(8/ 88).
(2)
فيه حذف، أي: والله لا أرجع إلى دينكم، "قس"(9/ 407).
(3)
قوله: (لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة
…
) إلى آخره، زاد ابن هشام: ثم خرج إلى اليمامة فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئًا، فكتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إنك تأمر بصلة الرحم، فكتب إلى ثمامة أن يخلي بينهم وبين الحمل إليهم، "قس"(9/ 407)، "ف"(8/ 88).
(4)
البقعة المعروفة شرقي الحجاز، "مجمع"(5/ 217)، ومرَّ (برقم: 462).
(5)
الحكم بن نافع.
(6)
ابن أبي حمزة.
(7)
هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، تابعي صغير، "قس"(9/ 407).
(8)
ابن مطعم، "قس"(9/ 407).
(1)
في الأصل: "لا أنكم لستم".
قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ
(1)
(2)
الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ
(3)
مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ، وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ
(4)
مِنْ قَوْمِهِ
(5)
، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ
(6)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ
(7)
بْنِ شَمَّاسٍ
(8)
،
"عَهْدِ النَّبِيِّ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ". "إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ مِنْ بَعْدِهِ" في هـ، صـ، ذ:"إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ".
===
(1)
كان صاحب النيرنجيات، كما مرَّ [برقم: 3620].
(2)
قوله: (قدم مسيلمة الكذاب) بكسر اللام، ابن ثمامة بن كبير
(1)
- بالموحدة - ابن حبيب بن الحارث من بني حنيفة، وكان - فيما قاله ابن إسحاق - ادعى النبوة سنة عشر وقدم مع قومه، كذا في "القسطلاني" (9/ 407). قال الكرماني (14/ 181): قال عياض: وكان مسيلمة حينئذ يُظهِر الإسلام، وإنما أظهر كفره بعد ذلك.
(3)
الخلافة، "قس"(9/ 408).
(4)
قوله: (في بشر كثير) ذكر الواقدي أن عدد من كان مع مسيلمة من قومه سبعة عشر نفسًا، فيحتمل تَعَدُّد القدوم، كذا في "الفتح"(8/ 90).
(5)
أي: بني حنيفة، "قس"(9/ 408).
(6)
ليتألفه وقومه رجاء إسلامهم وليبلغه ما أنزل إليه، "قس"(9/ 408)، "ك"(14/ 181). أو أقبل إليه لرد سؤاله وزجره، كما يدل عليه قوله:"لو سألتني. . ." إلخ، وكان كذلك، قتله الله عز وجل يوم اليمامة، "ك"(14/ 182).
(7)
خطيب الأنصار.
(8)
بفتح المعجمة وتشديد الميم آخره مهملة، الخزرجي، "ك"(16/ 193).
(1)
في الأصل: "ثمامة بن بكير".
وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِطْعَةُ جَرِيدٍ
(1)
حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: "لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ
(2)
مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ
(3)
فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ
(4)
لَيَعْقِرَنَّكَ
(5)
اللَّهُ، وَإِنِّي لأُرَاكَ
(6)
(7)
الَّذِي أُرِيتُ
(8)
فِيهِ مَا رَأَيْتُ
(9)
، وَهَذَا ثَابِتٌ
(10)
يُجِيبُكَ
(11)
عَنِّي". ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ. [راجع: 3620].
4374 -
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكَ أُرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ". فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
===
(1)
أي: من النخل، "قس"(9/ 408).
(2)
من الجريد، "قس"(9/ 408).
(3)
قوله: (ولن تعدو أمر الله) أي لن تجاوز حكمه بما سبق من قضاء الله وقدرِه في شقاوتك وبأنك جهنمي مقتول، ملتقط من "ك"(14/ 181)، "قس"(9/ 408)، "مجمع"(3/ 546، 547).
(4)
عن طاعتي، "قس"(9/ 408).
(5)
ليهلكنك، "قس"(9/ 408).
(6)
[بفتح الهمزة، ولأبي ذر بضمها، "قس" (9/ 408)]. لأظنك، "خ".
(7)
أعتقدك.
(8)
بضم الهمزة.
(9)
أي: في المنام، كما سيجيء.
(10)
ابن قيس.
(11)
قوله: (يجيبك) لأنه كان خطيب الأنصار، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم، فاكتفى بما قاله لمسيلمة، وأعلمه أنه إن كان يريد الإسهاب في الخطاب، فهذا الخطيب يقوم عني في ذلك، ويؤخذ منه استعانة الإمام بأهل البلاغة في جواب أهل العناد ونحو ذلك، "فتح الباري"(8/ 90).
قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ
(1)
سِوَارَيْنِ
(2)
مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا
(3)
، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا
(4)
، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ
(5)
(6)
يَخْرُجَانِ بَعْدِي، أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ
(7)
، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةُ
(8)
". [راجع: 3621].
===
(1)
بتشديد الياء بالتثنية، "قس"(9/ 408).
(2)
أي: قُلبين.
(3)
قوله: (فأهمني شأنهما) أي: أحزنني، قال في "الفتح" (8/ 90): ويؤخذ منه أن السوار وسائر آلات الحلي اللائقة بالنساء تعبر للرجال بما يسوؤهم ولا يسرهم، انتهى.
(4)
قوله: (فنفختهما فطارا) فيه إشارة إلى اضمحلال أمرِهما
(1)
. قوله: "يخرجان" أي يظهران شوكتهما ودعواهما النبوة، وإلا فقد كانا في زمنه صلى الله عليه وسلم، أو المراد بعد دعواي النبوةَ
(2)
، أو بعد ثبوت نبوتي. و"العنسي" بفتح العين المهملة وسكون النون وبالمهملة، اسمه: الأسود، وقيل: عبهلة بفتح المهملة وسكون الموحدة، ابن كعب، "ك"(14/ 182).
(5)
قوله: (فأولتهما كذابين) قال الطيبي (8/ 350): وجه تأويل السوارين بالكذابين المذكورين - والعلم عند الله تعالى - أن السوار يشبه قيد اليد، والقيد فيها يمنعها عن البطش ويكفها عن الاعتمال والتصرف على ما ينبغي، فتشابه من يقوم بمعارضته ويأخذ بيده فيصده عن أمره.
(6)
لأن الكذب وضع الشيء في غير موضعه، "قس"(9/ 408).
(7)
قتله فيروز كما سيجيء.
(8)
قتله وحشي يوم اليمامة في خلافة الصديق.
(1)
في الأصل: "أمرهم".
(2)
في الأصل: "والمراد بعد دعوى النبوة".
4375 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(2)
، عَنْ مَعْمَرٍ
(3)
، عَنْ هَمَّامٍ
(4)
: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِخَزَائِنِ الأَرْضِ
(5)
، فَوُضِعَ فِي كَفِّيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا
(6)
عَلَيَّ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ
(7)
أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا
(8)
فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا، صَاحِبَ صَنْعَاءَ
(9)
، وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ
(10)
". [راجع: 3621، أخرجه: م 2274، تحفة: 14707].
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ". "فَأُوحِيَ إِلَيَّ" في هـ: "فَأَوحَى اللَّهُ إِلَيَّ".
===
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن نصر المروزي، "قس"(9/ 409).
(2)
ابن همام الصنعاني، "قس"(9/ 409).
(3)
ابن راشد.
(4)
هو: ابن منبه.
(5)
أي: فتح بلادها وأخذ خزائن أموالها، "مرقاة"(13/ 387).
(6)
بضم الموحدة أي ثقلا عليَّ لكراهة نفسي إليهما، "مرقاة"(13/ 387).
(7)
في النوم.
(8)
نبه بالنفخ على استحقار شأن الكذابين وعلى أنهما يمحقان بأدنى ما يصيبهما من بأس الله حتى يصيرا كالشيء الذي ينفخ فيه فيطير في الهواء، "طيبي" (8/ 350) [وانظر:"مرقاة"(13/ 388)].
(9)
قوله: (صنعاء) بلدة باليمن، وصاحبها الأسود العنسي، "تَنَبَّأَ بها في آخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فقتله فيروز الديلمي في مرض وفاته صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "فاز فيروز"، كذا في "الطيبي" (8/ 350)، و"المرقاة" (8/ 394).
(10)
قوله: (وصاحب اليمامة) بفتح التحتية وتخفيف الميم: بلدة
4376 -
حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ
(1)
الْعُطَارِدِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نَعْبُدُ الْحَجَرَ، فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا هُوَ خَيرٌ مِنْهُ
(2)
أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الآخَرَ، فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جُثْوَةً
(3)
مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَا عَلَيْهِ
(4)
، ثُمَّ طُفْنَا بِهِ، فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ قُلْنَا: مُنْصِلُ الأَسِنَّةِ
(5)
.
"هُوَ خَيرٌ مِنْهُ" كذا في عسـ، صـ، وفي هـ، ذ:"هُوَ أَحْسَنُ منهُ"، وفي نـ:"هُوَ أَخْيَرُ منهُ". "وَأَخَذْنَا" في نـ: "فَأَخَذْنَا". "مُنْصِلُ الأَسِنَّةِ" في هـ: "مُنَصِّلُ الأَسِنَّةِ".
===
باليمن على أربع مراحل من مكة، وصاحبها مسيلمة الكذاب، قتله الوحشي قاتل حمزة في خلافة الصديق، كذا في "الكرماني"(14/ 181 - 182) وغيره.
(1)
عمران بن ملحان أسلم زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، "قس"(9/ 409).
(2)
قوله: (هو خير منه) وفي بعضها "أخْيَر"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"أحسن". والمراد من الخيرية والأحسنية كالبياض والنعومة ونحو ذلك من صفات الأحجار المستحسنة، "قس"(9/ 409).
(3)
قوله: (جمعنا جثوة) مثلث الجيم بعدها مثلثة ساكنة: القطعة من التراب تُجْمَعُ فتصير كَوْمًا، "قس"(9/ 409)، "ف"(8/ 91)، "تن"(2/ 884).
(4)
حقيقة أو مجازًا عن التقرب إليه بتصدقه به، قاله البرماوي كالكرماني، واستبعده في "الفتح"، وقال: المعنى نحلبه عليه ليصير نظير الحجر، "قس"(9/ 409).
(5)
قوله: (منصل الأسنة) بلفظ الفاعل من الإنصال، وللكشميهني: من التنصيل، أي يقولون: رجب منصِّل الأسنة؛ لأنهم كانوا ينزعون الأسنة
فَلَا نَدَعُ
(1)
رُمْحًا فِيهِ حَدِيدَةٌ وَلَا سَهْمًا فِيهِ حَدِيدَةٌ إِلَّا نَزَعْنَاهُ فَأَلْقَيْنَاهُ شَهْرَ رَجَبٍ
(2)
. [تحفة: 12034].
4377 -
قَالَ
(3)
: وَسَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَ بُعِثَ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غُلَامًا أَرْعَى الإِبِلَ عَلَى أَهْلِي، فَلَمَّا سَمِعْنَا بِخُرُوجِهِ
(5)
فَرَرْنَا إِلَى النَّارِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ
(6)
الْكَذَّابِ. [تحفة: 12034].
71 - بَابُ قِصَّةُ الأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ
(7)
4378 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
"بَابُ" سقط في نـ.
===
فيه ولا يغزون ولا يغير بعضهم على بعض، يقال: أنصلتُ الرمحَ إذا نزعتَ نصلَه، "ك"(16/ 194)، "قس"(9/ 409)، "تن"(2/ 884).
(1)
تفسير لسابقه، "قس"(9/ 409).
(2)
أي: في شهر رجب.
(3)
مهدي، بالسند السابق، "قس"(9/ 410).
(4)
قوله: (يوم بُعث) بضم الموحدة وكسر العين، ولأبي ذر "بَعث النبي صلى الله عليه وسلم" بفتح الموحدة وسكون العين، أي اشتهر أمره، "قس"(9/ 410).
(5)
أي: ظهوره على قومه بفتح مكة، "قس"(9/ 410).
(6)
قوله: (إلى مسيلمة) بدل من "النار" بتكرار العامل، وفيه إشارة إلى أن أبا رجاء كان ممن تابع مسيلمة من قومه بني عطارد.
(7)
قوله: (الأسود العنسي) هو ابن كعب العنسي بفتح المهملة وسكون النون، قيل: اسمه عبهلة - بفتح المهملة وسكون الموحدة وفتح الهاء -، قتله فيروز الديلمي على المشهور في مرضه صلى الله عليه وسلم، "ك"(16/ 195)، وسيجيء بيانه (برقم: 4379).
إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
(1)
، عَنْ صَالِحٍ
(2)
، عَنِ ابْنِ عُبَيْدَةَ
(3)
بْنِ نَشِيطٍ
(4)
- وَكَانَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ
(5)
-: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: بلَغَنَا أَنَّ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلَ فِي دَارِ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَكَانَ تَحْتَهُ ابنَةُ الْحَارِثِ
(6)
بْنِ كُرَيْزٍ
(7)
، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ
(8)
،. . . . . . . . . . .
"ابنَةُ الْحَارِثِ بْنِ كُرَيْزٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"بنتُ الحارِثِ بنِ كُرَيزٍ".
===
(1)
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، "قس"(9/ 411).
(2)
ابن كيسان، "قس"(9/ 411).
(3)
مصغرًا، "ك"(16/ 195).
(4)
مكبرًا، الربذي، "ك"(16/ 195).
(5)
أراد بهذا أن المبهم هو عبد الله بن عبيدة لا أخوه موسى؛ لأن موسى ضعيف جدًا، وعبد الله ثقة، "ف"(8/ 92).
(6)
بالمثلثة امرأة من الأنصار من بني النجار، "ك"(16/ 195).
(7)
مصغر الكرز بالكاف والراء والزاي، "ك"(16/ 195).
(8)
قوله: (وهي أم عبد الله بن عامر) ابن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، قيل: الصواب: أم أولاد عبد الله بن عامر؛ لأنها زوجته لا أمه، لأن أم ابن عامر: ليلى بنت أبي حثمة العدوية، وهو اعتراض متجه، ولعله كان فيه: أم عبد الله بن عبد الله بن عامر، فإنّ لعبد الله بن عامر ولدًا اسمه عبد الله كاسم أبيه، وهو من بنت الحارث، واسمها كيسة بتشديد التحتية بعدها مهملة، وهي بنت عم عبد الله بن عامر بن كريز، ولها منه أيضًا عبد الرحمن وعبد الملك، وكانت كيسة قبلَ عبد الله بن عامر بن كريز تحت مسيلمة الكذاب، وإذا ثبت ذلك ظهر السر في نزول مسيلمة وقومه عليها لكونها كانت امرأته، "فتح الباري"(8/ 92).
فَأَتَاهُ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ خَطِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضِيبٌ
(2)
، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُ، فَقَالَ لَهُ مُسَيْلِمَةُ: إِنْ شِئْتَ خَلَّيْتَ
(3)
بَيْنَنَا وَبَيْنَ الأَمْرِ، ثُمَّ جَعَلْتَهُ لَنَا بَعْدَكَ
(4)
. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ سَأَلْتَنِي هَذَا الْقَضِيبَ مَا أَعْطَيْتُكَهُ، وَإِنِّي لأُرَاكَ
(5)
الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ
(6)
، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَسَيُجِيبُكَ عَنِّي" فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3620، تحفة: 5829].
4379 -
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّتي ذُكِرَ
(8)
، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذُكِرَ لِي
"خَلَّيْتَ بَيْنَنَا" في حـ، هـ، ذ:"خَلَّيْنَا بَيْنَكَ"، وفي سـ، ذ:"خَلَّيْتُ بَيْنَكَ". "فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ" في نـ: "فقال النبي". "الَّتي ذُكِرَ" في نـ: "الَّتي ذَكَرَهَا". "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ".
===
(1)
أي: مسيلمة.
(2)
من جريد النخل، "قس"(9/ 411).
(3)
بلفظ الخطاب فيهما، "ك"(16/ 195).
(4)
يعني أمر الحكومة يكون لك في حياتك، وبعدك يكون أمر الخلافة والحكومة لنا، "ك"(16/ 195).
(5)
بضم الهمزة أي لأظنك، "قس"(9/ 411).
(6)
أي: في المنام.
(7)
بالسند المذكور.
(8)
بضم الذال، والذاكر له أبو هريرة، "قس"(9/ 412).
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ
(1)
سِوَارَانِ
(2)
مِنْ ذَهَبٍ، فَفَظِعْتُهُمَا
(3)
وَكَرِهْتُهُمَا، فَأُذِنَ لِي فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ"، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ
(4)
: أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ
(5)
(6)
الَّذِي قَتَلَهُ. . . . . . . . . . . . .
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "أَنَّ النَّبِيَّ". "وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ" في ذ: "إِسْوَارَانِ"، وفي صـ، قتـ، ذ:"وَضَعَ فِي يَدَيَّ إسوارَينِ".
===
(1)
بتشديد الياء، "قس"(9/ 412).
(2)
قوله: (سواران) السوار من الحلي معروف، تُكْسَرُ سينُه وتضم، وجمعه أسورة، كذا في "المجمع" (3/ 146). يقال بالفارسية: باره، وفي بعضها:"إسواران" بكسر الهمزة وسكون السين، قال صاحب "الفتح" (8/ 93): وهي لغة فيه. قال القسطلاني (9/ 412): ولأبوي ذر والوقتِ والأصيلي "وَضَع" بفتحتين "في يدي" بلفظ التثنية أيضًا، و"إسوارين" بكسر الهمزة وسكون السين منصوب بالياء على المفعولية.
(3)
قوله: (ففظعتهما) بفاء فظاء معجمة مكسورة فعين مهملة من قولك: شيء فظيع، أي: شديد، قال ابن الأثير (3/ 459): هكذا روي متعديًا، والمعروف: فَظِعتُ به أو منه، والتعدية من باب الحمل على المعنى؛ لأنه بمعنى: أكبرتُهما وَخِفْتُهما. قال في "المجمع"(4/ 161): هو بكسر ظاء، أي: استعظمت أمرهما، انتهى.
(4)
ابن عبد الله بن عتبة، "قس"(9/ 412).
(5)
اسمه أسود، صنعاني، وقيل: اسمه: عبهلة، "ك"(16/ 195).
(6)
قوله: (العنسي الذي قتله فيروز) وذلك أنه كان قد خرج بصنعاء وادعى النبوة وغلب على عامل صنعاء المهاجر بن أبي أمية وكان معه فيما
فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةُ
(1)
(2)
. [راجع: 3621، تحفة: 5829].
72 - بَابُ قِصَّةُ أَهْلِ نَجْرَانَ
(3)
"بَابُ" سقط في نـ.
===
رواه البيهقي في "دلائله" شيطانان يقال لأحدهما: سُحيق بمهملتين وقاف مصغرًا، وللآخر: شُقيق بمعجمة وقافين مصغرًا أيضًا، وكانا يخبرانه بكل شيء يحدث في أمور الناس، وكان باذان عامل النبي صلى الله عليه وسلم بصنعاء [فمات]، فجاء شيطان الأسود فأخبره، فخرج في قومه حتى ملك صنعاء، وتزوج المرزبانة زوجة باذان، فذكر القصة في مواعدتها دَادَوَيْه وفيروز وغيرهما، حتى دخلوا على الأسود ليلًا، وقد سقته المرزبانة الخمر صرفًا حتى سكر، وكان على بابه ألف حارس، فنقب فيروز ومن معه الجدارَ حتى دخلوا فقتله فيروز، واجتز رأسه، وأخرجوا المرأة وما أحبوا من المتاع، وأرسلوا الخبر إلى المدينة فوافى ذلك عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم[قال أبو الأسود عن عروة: أصيب الأسودُ قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم] بيوم وليلة فأتاه الوحي فأخبر أصحابه، ثم جاء الخبر إلى أبي بكر، كذا في "الفتح"(8/ 93) و"قس"(9/ 412)، وذكرُ مسيلمةَ مَرَّ في الصفحة السابقة، وأيضًا مَرَّ ذكرهما (برقم: 3620).
(1)
[قتله وحشي] قاتل حمزة.
(2)
مرَّ قريبًا وبعيدًا.
(3)
قوله: (أهل نجران) بفتح النون وسكون الجيم: بلدة معروفة من اليمن كانت منزلًا للنصارى، وهي على سبع مراحل من مكة. قوله:"العاقب" بالمهملة والقاف والموحدة، اسمه: عبد المسيح. "والسيد" بفتح المهملة وكسر التحتية المشددة، اسمه: الأَيْهَم، بفتح الهمزة وسكون التحتية والهاء، هما رجلان من أكابر نصارى نجران وساداتهم وحكامهم، "قس"(9/ 413)، "ك"(16/ 196).
4380 -
حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ
(1)
قَالَ: حَدَّثنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ
(2)
، عَنْ إِسْرَائِيلَ
(3)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(4)
، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ
(5)
، عَنْ حُذَيْفَةَ
(6)
قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ
(7)
صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدَانِ أَنْ يُلَاعِنَاهُ
(8)
، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا
(9)
لِصَاحِبِهِ: لَا تَفْعَلْ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا
(10)
، لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا
(11)
. قَالَا: إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا، وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا،
"حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ". "فَلَاعَنَّا" في هـ: "فَلَاعَنَنَا"، وفي نـ:"فَلَاعَنَّاهُ".
===
(1)
البغدادي القنطري، "قس"(9/ 413)، "ك"(16/ 195).
(2)
ابن سليمان القرشي الكوفي.
(3)
ابن يونس، "قس"(9/ 413).
(4)
عمرو بن عبد الله، "قس"(9/ 413).
(5)
الكوفي.
(6)
ابن اليمان.
(7)
ومن معهما.
(8)
قوله: (أن يلاعناه) أي يباهلاه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكره ابن سعد دعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن فامتنعوا فقال:"إن أنكرتم ما أقول فهلم أُباهِلكم"، وفيه نزلت:{فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا} الآية [آل عمران: 61]، "قس"(9/ 413).
(9)
ذكر أبو نعيم أنه هو السيد وعكسه غيره، "ف"(8/ 94).
(10)
بتشديد النون، "ف"(8/ 94).
(11)
قوله: (ولا عَقِبُنا مِنْ بعدنا) ثم "قالا" بعد أن انصَرَفا ولم يسلما ورجعا وقالا: إنا لم نُبَاهِلْكَ فاحكم علينا بما تحب [و] نصالحك، فصالحهم
وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا. فَقَالَ: "لأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ حَقَّ أَمِينٍ
(1)
". فَاسْتَشْرَفَ لَهَا
(2)
أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ". فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ
(3)
". [راجع: 3745].
4381 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ
(5)
، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ لَنَا رَجُلًا أَمِينًا فَقَالَ: "لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ". فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. [راجع: 3745].
"فَاسْتَشْرَفَ لَهَا" في نـ: "فَاسْتَشْرَفَ لَهُ" - أي لقوله صلى الله عليه وسلم. "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "ابْعَثْ لَنَا" في نـ: "ابْعَثْ مَعَنَا". "لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ" في نـ: "لأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ". "فَاسْتَشْرَفَ لَهَا" في نـ: "فَاسْتَشْرَفَ لَهُ". "فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ" في نـ: "فَبَعَثَ بَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ".
===
على ألف حلة في رجب، وألف حلة في صفر، ومع كل حلة أوقية، قالا:"إنا نعطيك. . ." إلخ، كذا في "قس"(9/ 414).
(1)
كرره تأكيدًا.
(2)
أي: للإمارة.
(3)
مرَّ بيانه (برقم: 3745).
(4)
ابن الحجاج.
(5)
عمرو بن عبد الله السبيعي، "قس"(9/ 414).
4382 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنْ خَالِدٍ
(3)
، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(4)
، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ
(5)
هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ". [راجع: 3744].
73 - بَابُ قِصَّةُ عُمَانَ
(6)
وَالْبَحْرَيْنِ
(7)
4383 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(8)
قَالَ: سَمِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ
(9)
جَابِرَ بْنَ عَبدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ قَدْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ
(10)
لَقَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا" ثَلَاثًا. فَلَمْ يَقْدَمْ مَالُ الْبَحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَيْنٌ أَوْ عِدَةٌ
"بَابُ" سقط في نـ. "هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا" في نـ: "هكَذَا وَهكَذَا".
===
(1)
هشام بن عبد الملك.
(2)
ابن الحجاج.
(3)
الحذاء.
(4)
هو: عبد الله بن زيد.
(5)
قال الكرماني: فإن قلت: ما وجه تعلق هذا الحديث بهذا الباب؟ قلت: قاله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى نجران بقرينة الحديث السابق، "ك"(16/ 197).
(6)
قوله: (عُمَان) بضم المهملة وتخفيف الميم: بلد معروف بقرب البحرين وأما الذي بالشام فهو عَمّان بالفتح والتشديد، "ك"(16/ 198).
(7)
موضع بين البصرة وعمان، "ع"(12/ 346).
(8)
ابن عيينة.
(9)
محمد التيمي.
(10)
المراد به مال الجزية، "ع"(8/ 661).
فَلْيَأْتِنِي. قَالَ جَابِرٌ: فَجِئْتُ أَبَا بَكْرٍ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْ قَدْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا" ثَلَاثًا، قَالَ: فَأَعْطَانِي
(1)
. قَالَ جَابِرٌ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَسَأَلْتُهُ، فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّانِيَةَ فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّالِثَةَ فَلَمْ يُعْطِنِي، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَتَيْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، تُمَّ أَتَيْتُكَ فَلَم تُعْطِنِي، فَإمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي، وإمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي. فَقَالَ: أَقُلْتَ
(2)
: تَبْخَلُ عَنِّي؟! وَأَيُّ دَاءٍ
(3)
أَدوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟! - قَالَهَا ثَلَاثًا -، مَا مَنَعْتُكَ
(4)
مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ.
وَعَنْ عَمْرٍو
(5)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
(6)
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جِئْتُهُ
(7)
، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: عُدَّهَا. فَعَدَدْتُهَا فَوَجَدْتُهَا خَمْسَمِائَةٍ، قَالَ: خُذْ مِثْلَهَا مَرَّتَيْنِ. [راجع: 2296].
"هَكَذَا وَهَكَذَا" في نـ: "هكذا هكذا".
===
(1)
قاله جابر باعتبار أن وعده بمنزلة إعطائه، كذا في "الخير الجاري".
(2)
قوله: (أقلت) بهمزة الاستفهام الإنكاري. و"أدوأ" روي بالهمزة وغير الهمز، "ك"(16/ 198)، "قس"(9/ 416).
(3)
مرض.
(4)
أي: من العطاء.
(5)
هو: ابن دينار بالسند السابق، مما وصله المؤلف في "الكفالة" [برقم: 2296]، "قس"(9/ 416).
(6)
هو الباقر.
(7)
قوله: (جئته) يعني أبا بكر، فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي كذا وكذا، فحثى لي حثية. قوله:"عُدَّها" أي الحثية. وقد مرَّ الحديث
74 - بابُ قُدُومُ الأَشْعَرِيِّينَ
(1)
وَأَهْلِ الْيَمَنِ
(2)
وَقَالَ أَبُو مُوسَى
(3)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ
(4)
".
4384 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(5)
وَإِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ
(6)
قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ
(8)
، عَنْ أَبِيهِ
(9)
،
"بَابُ" سقط في نـ. "الأَشْعَرِيِّينَ" في نـ: "الأَشْعَرِينَ" - في بعضها بحذف إحدى الياءين وتخفيف الثاني، "ك" (16/ 199) -. "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ:"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ".
===
[برقم: 2296] في "الكفالة"، "قس"(9/ 416)، وأيضًا [برقم: 3137] في "الخمس".
(1)
سنة سبع عند فتح خيبر، "قس"(9/ 416).
(2)
قوله: (وأهل اليمن) وهم وفد حمير سنة الوفود سنة تسع، وليس المراد اجتماعهما في الوفادة، "قس"(9/ 416).
(3)
عبد الله بن قيس الأشعري، "قس"(9/ 416).
(4)
قوله: (هم مني وأنا منهم) كلمة "من" هي مِنْ الاتصالية، أي هم متصلون بي، ومعناه المبالغة في اتحاد طريقتهما واتفاقهما على طاعة الله، "ك (16/ 199)، "قس" (9/ 416).
(5)
المسندي.
(6)
أبو إبراهيم السعدي.
(7)
ابن سليمان.
(8)
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، "قس"(9/ 417).
(9)
زكريا.
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(1)
، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ
(2)
، عَنْ أَبِي مُوسَى
(3)
قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي
(4)
مِنَ الْيَمَنِ، فَمَكَثْنَا
(5)
حِينًا مَا نُرَى
(6)
ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ إِلَّا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ وَلُزُومِهِمْ لَهُ. [راجع: 3763].
4385 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ
(8)
، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(9)
، عَنْ زَهْدَمٍ
(10)
قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى
(11)
===
(1)
عمرو بن عبد الله السبيعي.
(2)
النخعي الكوفي.
(3)
الأشعري.
(4)
قوله: (أخي) هو أبو رهم أو أبو بردة. قوله: "من اليمن" أي على النبي صلى الله عليه وسلم عند فتح خيبر، "قس" (9/ 417). ومرَّ الحديث [برقم: 3763] في "مناقب عبد الله بن مسعود".
(5)
أي: أقمنا زمانًا.
(6)
بضم النون، أي: ما نظن، "قس"(9/ 417).
(7)
الفضل بن دكين، "قس"(9/ 417).
(8)
ابن حرب بن سلمة النهدي، له مناكير، مات سنة 187 هـ، "ك"(16/ 199).
(9)
عبد الله بن زيد.
(10)
ابن مضرب الجرمي، "قس"(9/ 418).
(11)
قوله: (لما قدم أبو موسى) قال ابن حجر: إلى الكوفة أميرًا عليها في زمن عثمان، ووهم من قال: أراد اليمن؛ لأن زهدمًا لم يكن من أهل اليمن، انتهى. والظاهر أنه أراد بالواهم الكرمانيَّ، قاله القسطلاني (9/ 418)؛ لأن الكرماني (16/ 199 - 200) قال: أكرم أبو موسى هذه القبيلة من جرم - بالجيم المفتوحة وبالراء الساكنة - حين قدم اليمن، انتهى.
أَكْرَمَ هَذَا الْحَيَّ مِنْ جَرْمٍ، وَإِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَهُ وَهُوَ يَتَغَدَّى
(1)
دَجَاجًا، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ جَالِسٌ، فَدَعَاهُ إِلَى الْغَدَاءِ
(2)
، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذَرْتُهُ، قَالَ: هَلُمَّ
(3)
، فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُهُ. قَالَ: إِنِّي حَلَفْتُ لَا آكُلُهُ. قَالَ: هَلُمَّ أُخْبِرْكَ
(4)
عَنْ يَمِينِكَ
(5)
، إِنَّا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ
(6)
مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ
(7)
، فَاسْتَحْمَلْنَاهُ فَأَبَى أَنْ يَحْمِلَنَا فَاسْتَحْمَلْنَاهُ، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُتِيَ
(8)
بِنَهْبِ إِبِلٍ، فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ
(9)
، فَلَمَّا قَبَضْنَاهَا قُلْنَا:
"قَالَ: إِنِّي حَلَفْتُ" في نـ: "فَقَالَ: إِنِّي حَلَفْتُ". "لَا آكُلُهُ" في نـ: "أَنْ لَا آكُلَهُ".
===
(1)
قوله: (يتغدّى) بالغين المعجمة والدال المهملة، أي يأكل الغداء. قوله:"في القوم رجل" لم يسم، نعم في "الخمس" [برقم: 3133] أنه "من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي". قوله: "فَقَذرتُه" بكسر الذال، أي كرهته واستقذرته. قوله:"فاستحملناه" أي طلبنا منه أن يحملنا وأثقالنا على إبل في غزوة تبوك، "قس"(9/ 418)، ومرَّ في "الخمس"
(2)
معه.
(3)
تعال.
(4)
بالجزم، "قس"(9/ 418).
(5)
الذي حلفته.
(6)
بالرفع على البدل من الضمير، "تن".
(7)
من الثلاثة إلى العشرة، "قس"(9/ 418).
(8)
بضم الهمزة، "قس"(9/ 418).
(9)
قوله: (بخمس ذود) بالإضافة وفتح الذال المعجمة: ما بين الثنتين إلى التسعة من الإبل، "قس"(9/ 418).
تَغَفَّلْنَا
(1)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ، لَا نُفْلِحُ بَعْدَهَا أَبَدًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا وَقَدْ حَمَلْتَنَا. قَال: "أَجَلْ
(2)
، وَلَكِنْ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا". [راجع: 3133].
4386 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: جَاءَتْ بَنُو تَمِيمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَبْشِرُوا يَا بَنِي تَمِيمٍ". قَالُوا: أَمَّا إِذْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا
(6)
، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،
"حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ". "قَالُوا" في نـ: "قَالَ".
===
(1)
بتشديد الفاء.
(2)
قوله: (أجل) أي نعم حلفت وحملتكم، وزاد في رواية عبد الله بن عبد الوهاب: أَفَنَسِيتَ
(1)
، كذا في "القسطلاني" (9/ 418). قوله:"ولكن لا أحلف على يمين" أي بيمين، أو المراد بها المحلوف عليه مجازًا، "لمعات"، ومرَّ (برقم: 3133) في "الخمس".
(3)
الباهلي البصري.
(4)
النبيل.
(5)
الثوري.
(6)
قوله: (فأعطنا) من المال، قال الحافظ ابن حجر في "فتح
(1)
في الأصل: "فنسيت".
فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ
(1)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ". قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. [راجع: 3190، أخرجه: ت 3951، س في الكبرى 11240، تحفة: 10829].
4387 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الإِيمَانُ هَا هُنَا"، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْيَمَنِ
(2)
، "وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ
"فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ. "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "أَنَّ النَّبِيَّ" في نـ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ". "وَأَشَارَ" في حـ، سـ، ذ:"فَأَشَارَ".
===
الباري" (8/ 98): أورده مختصرًا وقد تقدم بتمامه في "بدء الخلق" (برقم: 3190)، والغرض منه قوله: "فجاء أناس من أهل اليمن"، واستشكل بأن قدومَ وفد بني تميم كان سنة تسع وقدوم الأشعريين كان قبل ذلك عقب فتح خيبر سنة سبع، وأجيب باحتمال أن يكون طائفة من الأشعريين قدموا بعد ذلك.
(1)
وهم الأشعريون.
(2)
قوله: (إلى اليمن) أي إلى جهة اليمن، أي أهلها، لا من ينسب إليها ولو كان من غير أهلها وفيه ردّ على من زعم أن المراد بقوله:"الإيمان يمان" الأنصار فإنهم يمانيو الأصل؛ لأن في إشارته إلى اليمن ما يدل على أن المراد به أهلها حينئذ لا الذين كان أصلهم منها. وسبب الثناء عليهم بذلك إسراعهم إلى الإيمان وحسن قبولهم له، ولا يلزم من ذلك نفيه عن غيرهم. قوله:"الجفاء" بفتح الجيم والفاء ممدودًا: التباعد وعدم الرقة
فِي الْفَدَّادِينَ
(1)
(2)
عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ
(3)
رَبِيعَةَ وَمُضَرَ
(4)
". [راجع: 3302، أخرجه: م 51، تحفة: 10005].
4388 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
(5)
،
"يَطْلُعُ" في نـ: "تَطْلُعُ". "قَرْنَا الشَّيْطَانِ" في نـ: "قَرْنُ الشَّيْطَانِ".
===
والرحمة. قوله: "وغلظ القلوب" بكسر المعجمة وفتح اللام بعدها معجمة، "قس"(9/ 419 - 420).
(1)
أي: المصوِّتين عند سوقهم.
(2)
قوله: (الفدادين) يفسَّر على وجهين: أحدهما أن يكون جمعًا للفداد، وهو الشديد الصوت، وذلك من دأب أصحاب الإبل. والوجه الآخر أنه جمع الفَدّان، وهو آلة الحرث، وذلك إذا رُويتْ بالتخفيف، ويريد أهل الحرث، وإنما ذمهم لأنه ليشغل عن أمر الدين ويلهي عن الآخرة. قوله:"من حيث يطلع قرنا الشيطان" أي من جهة المشرق وحيث هو مسكن القبيلتين: "ربيعة" بفتح الراء "ومضر". وعبّر عن المشرق بذلك لأن الشيطان ينتصب في محاذاة المطلع حتى إذا طلعت كانت بين جانبي رأسه فتقع له السجدة حين يسجد عبدة الشمس لها، "ك"(16/ 201)، ومرَّ (برقم: 3302) في "بدء الخلق".
(3)
أي: جانبا رأسه.
(4)
في موضع خبر، بدل من الفدادين، قبيلتان مشهورتان، "قس"(9/ 420)، ومرَّ الحديث (برقم: 3302) في آخر "الخلق".
(5)
محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، "ك"(16/ 201).
عَنْ شُعْبَةَ
(1)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(2)
، عَنْ ذَكْوَانَ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَليَنُ قُلُوبًا
(4)
(5)
، الإِيمَانُ يَمَانٍ
(6)
. وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ
(7)
، وَالفَخْرُ
(8)
وَالخُيَلَاءُ
(9)
فِي أَصْحَابِ الإِبِلِ، والسَّكِينَةُ
(10)
والوَقَارُ فِي أهْلِ الغَنَمِ". وقَالَ غُنْدَرٌ
(11)
===
(1)
ابن الحجاج.
(2)
الأعمش.
(3)
أبي صالح.
(4)
قوله: (أرق أفئدة وألين قلوبًا) الرقة ضد القساوة والغلظة. والفؤاد: القلب، وقيل: باطنه، وقيل: ظاهره، والمعنى: هم أكثر رقة ورحمة من جهة الباطن، كذا في "المرقاة" (10/ 634). قال في "المشارق" (2/ 241): الفؤاد والقلب لفظان بمعنى، كرّر لفظها لاختلافه تأكيدًا.
(5)
فإن صفاء القلب ورقته ولين جوهره يؤدي إلى العرفان والتصديق، "مرقاة"(18/ 145)، [وانظر:"قس"(9/ 421)].
(6)
قوله: (الإيمان يمان) أصله يمنيّ حذف إحدى اليائين وعوض عنها الألف. "والحكمة يمانية" بخفة الياء على الأصح المشهور، وحكي تشديدها، كذا في "اللمعات". والمراد منه وصف أهل اليمن بكمال الإيمان، كذا في "الكرماني"(16/ 202).
(7)
بخفة الياء فقلوبهم معادن الإيمان وينابيع الحكمة، "قس"(9/ 421).
(8)
الإعجاب بالنفس، "قس"(9/ 421).
(9)
أي: الكبر واحتقار الغير.
(10)
أي: التأني والحلم، "مرقاة"(18/ 148).
(11)
محمد بن جعفر، فيما وصله أحمد (2/ 408)، "قس"(9/ 421).
عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3301، أخرجه: م 52، تحفة: 12396].
4389 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي
(2)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(3)
، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْفِتْنَةُ هَا هُنَا، هَا هُنَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ". [راجع: 3301، أخرجه: م 52، تحفة: 12921].
4390 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(7)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(8)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، أَضْعَفُ
(9)
قُلُوبًا وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ". [راجع: 3301، أخرجه: م 52، تحفة: 13757].
"حَدَّثَنِي أَخِي" في نـ: "حَدَّثَنَا أَخِي". "هَا هُنَا، هَاهُنَا" في نـ: "هَا هُنَا، وَهَاهُنَا". "يَمَانِيَةٌ" في قتـ، ذ:"يَمَانٍ".
===
(1)
ابن أبي أويس.
(2)
عبد الحميد.
(3)
ابن بلال، "قس"(9/ 421).
(4)
سالم مولى عبد الله بن مطيع، "قس"(9/ 421).
(5)
الحكم بن نافع.
(6)
هو: ابن أبي حمزة، "قس"(9/ 421).
(7)
عبد الله بن ذكوان.
(8)
عبد الرحمن.
(9)
أي: ألين.
4391 -
حَدَّثَنَا عَبدَانُ
(1)
، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ
(2)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(3)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(4)
، عَنْ عَلْقَمَةَ
(5)
قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ ابْنِ مَسعُودٍ
(6)
، فَجَاءَ خَبَّابٌ
(7)
فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(8)
، أَيَسْتَطِيعُ هَؤُلَاءِ الشَّبَابُ
(9)
أَنْ يَقْرَءُوا كَمَا تَقْرأُ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ شِئْتَ أَمَرْتُ
(10)
بَعْضَهُمْ يَقْرَأُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَجَلْ، قَالَ
(11)
: اقْرَأْ يَا عَلْقَمَةُ. فَقَالَ زَيْدُ بْنُ حُدَيْرٍ - أَخُو زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ -: أَتَأْمُرُ عَلْقَمَةَ أَنْ يَقْرَأَ وَلَيْسَ بِأَقْرَئِنَا؟ قَالَ
(12)
:
"لَوْ شِئْتَ" في ذ: "إِنْ شِئْتَ". "يَقْرَأُ" في سـ، حـ، ذ:"فَيَقْرَأُ"، وفي هـ، ذ:"فَقَرَأَ". "قَالَ: أَجَلْ" في نـ: "فَقَالَ: أَجَلْ".
===
(1)
عبد الله بن عثمان، "قس"(9/ 422).
(2)
محمد بن ميمون.
(3)
سليمان.
(4)
النخعي.
(5)
ابن قيس، "قس"(9/ 423).
(6)
عبد الله.
(7)
ابن الأرتّ.
(8)
كنية ابن مسعود.
(9)
جمع شابٍّ، ولا يجمع فاعل على فَعَال غيره، "مجمع"(3/ 172).
(10)
بتاء الخطاب والمتكلم، "قس"(9/ 423).
(11)
ابن مسعود، "قس"(9/ 423).
(12)
أي: ابن مسعود.
أَمَا إِنَّكَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْمِكَ وَقَوْمِهِ
(1)
، فَقَرَأْتُ
(2)
خَمْسِينَ آيَةً مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ، فَقَالَ عَبدُ اللَّهِ: كَيْفَ تَرَى؟ قَالَ
(3)
: قَدْ أَحْسَنَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إِلَّا وَهُوَ يَقْرَؤُهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى خَبَّابٍ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ
(4)
، فَقَالَ: أَلَمْ يَأْنِ لِهَذَا الْخَاتَمِ أَنْ يُلْقَى
(5)
؟ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَنْ تَرَاهُ عَلَيَّ بَعْدَ الْيَوْمِ، فَأَلْقَاهُ. رَوَاهُ غُنْدُرٌ
(6)
عَنْ شُعْبَةَ
(7)
. [تحفة: 9432].
"فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ". "إِلَّا وَهُوَ" في نـ: "إلَّا هو". "قَالَ: أَمَا إِنَّكَ" في نـ: "فَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ".
===
(1)
قوله: (في قومك وقومه) أي في قومك بني أسد من الذم حيث قال صلى الله عليه وسلم فيما سبق في "المناقب"[برقم: 3515 و 3516]: "إن جهينة وغيرها خير من بني أسد وغطفان". "وقومه" أي قوم علقمة، وهو النخع، قبيلة شهيرة من اليمن، أراد من الثناء فيما رواه أحمد والبزار عن ابن مسعود قال:"شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهذا الحي من النخع ويثني عليهم حتى تمنيت أني رجل منهم"، "ف"(8/ 100)، "قس"(9/ 423).
(2)
أي: قال علقمة: فقرأت. . . إلخ.
(3)
أي: خبَّاب.
(4)
قوله: (عليه خاتم من ذهب) قال الكرماني: (16/ 203): فإن قلت: خباب صحابي جليل فَلِمَ تختّم بالذهب؟ قلت: لعل النهي عن التختم به لم يبلغ إليه قبل ذلك، انتهى. قال القسطلاني (9/ 423): والظاهر أن خبابا يعتقد النهي للتنزيه، فنبّه ابنُ مسعود على أنه للتحريم.
(5)
أي: يُرمَى به.
(6)
وصله أبو نعيم، "قس"(9/ 423).
(7)
عن الأعمش بالإسناد السابق، "قس"(9/ 423).
75 - بَابُ قِصَّةُ دَوْسٍ
(1)
وَالطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ
4392 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ
(4)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرِو
(5)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ، عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللهَ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ: "اللَّهُمَّ
(6)
اهْدِ دَوْسًا
(7)
وَأْتِ بِهِمْ". [راجع: 2937، أخرجه: م 2524، تحفة: 13665].
"بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (قصة دوس) بفتح المهملة وسكون الواو وبالمهملة: قبيلة من اليمن. "والطفيل" مصغر الطفل، أسلم بمكة، ورجع إلى بلده، ثم هاجر إلى المدينة مع قومه عام خيبر، ولم يزل بها حتى قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم، وقُتِلَ باليمامة شهيدًا، "ك"(16/ 203 - 204).
(2)
الفضل بن دكين.
(3)
ابن عيينة.
(4)
عبد الله.
(5)
يقال له: ذو النور لسطوع نور بين عينيه حين دعا صلى الله عليه وسلم له فقال: "اللهم نوّر له"، "قس"(9/ 424).
(6)
قوله: (اللهم اهد دوسًا وَأتِ بهم) دعا صلى الله عليه وسلم بالهداية في مقابلة العصيان والإتيان بهم في مقابلة الإباء، قاله الكرماني (16/ 204).
قال القسطلاني (9/ 424): فرجع الطفيل إلى قومه فدعاهم إلى الله، ثم قدم بعد ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فنزل [المدينة] بسبعين أو بثمانين بيتًا من دوس قد أسلموا، انتهى.
(7)
للإسلام، "قس"(9/ 424).
4393 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(2)
، عَنْ قَيْسٍ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا
(4)
…
عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
وَأَبَقَ غُلَامٌ لِي فِي الطَّرِيقِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ، فَقَال لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا غُلَامُكَ". فَقَالَ: هُوَ لِوَجْهِ اللَّهِ، فَأَعْتَقْتُهُ. [راجع: 2530].
76 - بَابُ قِصَّةُ وَفْدِ طَيِّئٍ
(5)
وَحَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ
(6)
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ". "أَبَقَ غُلَامٌ لِي" في نـ: "أَبَقَ لِي غُلَامٌ". "فَبَايَعْتُهُ" في نـ: "وَبَايَعْتُهُ". "هُوَ لِوَجْهِ اللَّهِ" في نـ: "هو حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ". "فَأَعْتَقْتُهُ" في سـ، حـ، ذ:"فَأَعْتَقَهُ". "بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
أبو كريب.
(2)
ابن أبي خالد.
(3)
هو ابن أبي حازم، "قس"(9/ 424).
(4)
قوله: (وعنائها) بفتح العين والنون والمدّ، أي: تعبها. قوله: "دارة الكفر" هي دارة الحرب، والدارة أخص من الدار، كذا في "العيني" (12/ 354). ومرَّ بيانه (برقم: 2530) في "كتاب العتق".
(5)
قوله: (وفد طيِّءٍ) بفتح المهملة وتشديد التحتية المكسورة بعدها همزة، ابن أُدَد بن زيد بن يشجب، قيل: سمي طيًا لأنه أول من طوى البئر أو طوى المناهل، وكان اسمه جُلْهُمة، "قسطلاني"(9/ 425)، [وانظر أيضًا "المغني" للفتني (34 و 79 و 184)].
(6)
السخي الطائي، "ك"(16/ 204).
4394 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ
(2)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْنَا عُمَرَ فِي وَفْدٍ، فَجَعَلَ يَدْعُو رَجُلًا رَجُلًا وَيُسَمِّيهِمْ، فَقُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلَى، أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا، وَوَفَيْتَ
(3)
إِذْ غَدَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا. فَقَالَ عَدِيٌّ: فَلَا أُبَالِي إِذًا
(4)
. [تحفة: 10606].
77 - بَابُ حَجَّةُ الْوَدَاعِ
(5)
4395 -
حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
"وَيُسَمِّيهِمْ" في نـ: "يُسَمِّيهِمْ". "بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
الوضاح اليشكري، "قس"(9/ 425).
(2)
ابن عمير.
(3)
أي: العهد بالإسلام، "قس"(9/ 426).
(4)
قوله: (فلا أبالي إذًا) أي إذا كنت تعرف قدري فلا [أبالي] إذا قدَّمْتَ عَلَيَّ غيري، وقد كان جدي نصرانيًا، "قسطلاني"(9/ 426).
(5)
قوله: "حجة الوداع" بكسر الحاء المهملة وبفتحها، وبكسر الواو وفتحها، "ك"(16/ 205)، "ف" (8/ 103). قال القسطلاني (9/ 426): سُميت بذلك لأنه صلى الله عليه وسلم ودَّع الناسَ فيها وبعدها. وسُميت أيضًا بحجة الإسلام؛ لأنه لم يحج من المدينة بعد فرض الحج غيرَها، وحجةِ البلاغ؛ لأنه بلّغ الناس [فيها] الشرعَ في الحجة قولًا وفعلًا، وحجةِ التمام والكمال، انتهى؛ لأنّ قوله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية [المائدة: 3] نزل فيه.
[قال شيخنا "في الأبواب والتراجم"(4/ 271 - 272): فيه: أن الشراح استشكلوا ذكر حجة الوداع ها هنا قبل غزوة تبوك وجعلوا ذلك
حَدَّثَنَا مَالِكٌ
(1)
، عَنِ ابْنِ شهَابٍ
(2)
، عَنْ عُروَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
(3)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(4)
فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَأَهْلَلْنَا
(5)
بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(6)
: "مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهْلِلْ بِالْحَجِّ مَعَ الْعُمْرَةِ، ثُمَّ لَا يَحِلَّ حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا". فَقَدِمْتُ مَعَهُ
(7)
مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ، وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ وَلَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
(8)
، فَشَكَوْتُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
"حَدَّثَنَا مَالِكٌ" في نـ: "حَدَّثَنِي مَالِكٌ". "فَلْيُهْلِلْ" في ذ: "فَلْيَهُلَّ". "مَكَّةَ" سقط في نـ. "فَشَكَوْتُ" في نـ: "فَشَكَوْتُ ذَلكَ".
===
من تصرف النساخ كما سيأتي هناك. وفي "الفيض"(6/ 165): ولم يظهر لي وجه تقديمها على غزوة تبوك مع كونها في السنة التاسعة وتلك في العاشرة، انتهى. إن المصنف رحمه الله قصد بذكر ها هنا بعد الفراغ من بيان الوفود الإشارة إلى أن سلسلة الوفود انجرت إلى حجة الوداع ولذا لم يذكر بعدها وفدًا كما ترى، وأما كونها بعد غزوة تبوك فكان معروفًا بين العام والخاص، فلم يلتفت إلى ذلك، والله أعلم].
(1)
الإمام.
(2)
الزهري.
(3)
ابن العوام، "قس"(9/ 427).
(4)
أي: لخمس بقين من ذي القعدة، "قس"(9/ 427).
(5)
أي: أحرمنا، "ك"(16/ 206).
(6)
بسرف، "قس"(9/ 427).
(7)
صلى الله عليه وسلم.
(8)
عطفه على النفي السابق على تقدير: ولم أَسْعَ، أو هو على طريق المجاز، "قس"(9/ 427).
"انْقُضِي رَأْسَكِ
(1)
، وَامْتَشِطِي وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ وَدَعِي الْعُمْرَةَ". فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الْحَجَّ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إلَى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمَرْتُ، فَقَالَ: "هَذِهِ
(2)
مَكَانُ
(3)
عُمْرَتِكِ". قَالَتْ: فَطَافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا آخَرَ بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى، وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَإنَّمَا طَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا
(4)
. [راجع: 294، أخرجه: م 1211، د 1781، س 2763، تحفة: 16591].
4396 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ
(8)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
"فَاعْتَمَرْتُ" في نـ: "وَاعْتَمَرْتُ". "حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ".
===
(1)
أي: ضفر [شعر] رأسك، "قس"(9/ 427).
(2)
العمرة، "قس"(9/ 427).
(3)
برفع "مكان" خبر "هذه"، وبالنصب على الظرفية، "قس"(9/ 427).
(4)
ومرَّ بيانه (برقم: 1638، و 1650، و 1556) في "كتاب الحج"، و (برقم: 4185) في "المغازي".
(5)
الباهلي الصيرفي، "قس"(9/ 428).
(6)
القطان، "قس"(9/ 428).
(7)
عبد الملك.
(8)
ابن أبي رباح، "قس"(9/ 428).
إذَا طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ
(1)
. فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ قَالَ هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 33]، وَمِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَحِلُّوا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. قُلْتُ
(2)
: إنَّمَا كَانَ ذَلِكَ بَعْدَ الْمُعَرَّفِ
(3)
. قَالَ
(4)
: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرَاهُ
(5)
قَبْلُ وَبَعْدُ
(6)
. [أخرجه: م 1245، تحفة: 5921].
===
(1)
قوله: (فقد حَلَّ) أي من إحرامه قبل السعي والحلق، وهذا مذهب مشهور لابن عباس، "قس"(9/ 428)، "ك" (16/ 206). قوله:"فقلت: مِنْ أين؟ " القائل هو ابن جريج، والمقول له عطاء
(1)
، "ف"(8/ 104).
(2)
القائل ابن جريج.
(3)
قوله: (بعد الْمُعَرَّف) بتشديد الراء المفتوحة، أي: الوقوف بعرفة. قوله: "كان ابن عباس يراه" أي الإحلال. "قبلُ وبعدُ" بالبناء على الضم فيهما، أي قبل الوقوف بعرفة وبعده، "قس"(9/ 428).
(4)
عطاء.
(5)
الإحلال، "قس"(9/ 428).
(6)
قوله: (يراه قبلُ وبعدُ) أي قبل الوقوف بعرفة وبعده، هذا مذهب ابن عباس، وهو خلاف مذاهب الجمهور من السلف والخلف؛ فإن الذي عليه العلماء كافة سوى ابن عباس أن الحاجَّ لا يتحلل بمجرد طواف القدوم بل لا يتحلل حتى يقف بِعَرفات ويرمي [و] يحلق ويطوف طواف الزيارة فحينئذ يحصل التحللان، وأما احتجاج ابن عباس بالآية فلا دلالة له فيها؛ لأن قوله تعالى:{مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 33] معناه: لا ينحر إلا في الحرم، وليس فيه تعرض للتحلل من الإحرام؛ لأنه لو كان المراد به التحلل من الإحرام لكان ينبغي أن يتحلل بمجرد وصول الهدي إلى الحرم قبل أن
(1)
في الأصل: "والمفعول له عطاء".
4397 -
حَدَّثَنِي بَيَانٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنْ قَيْسٍ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقًا
(5)
، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَطْحَاءِ
(6)
فَقَالَ: "أَحَجَجْتَ
(7)
؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "كَيْفَ أَهْلَلْتَ؟ ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِإهْلَالٍ كَإهْلَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: "طُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ حِلَّ
(8)
".
"حَدَّثَنِي بَيَانٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا بَيَانٌ". "قُلْتُ: نَعَمْ" في نـ: "فَقُلْتُ: نَعَمْ".
===
يطوف. وأما احتجاجه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم في حجة الوداع بأن يحلُّوا، فلا دلالة فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بفسخ الحج إلى العمرة في تلك السَّنَة، فلا يكون دليلًا في تحلل من هو ملتبس بإحرام الحج، والله أعلم، كذا قاله النووي في "شرح مسلم"(4/ 489 - 490)["لامع الدراري" (8/ 458)].
(1)
ابن عمرو أبو محمد البخاري، بالموحدة والخاء، "قس"(9/ 428).
(2)
ابن شميل، "قس"(9/ 428).
(3)
ابن الحجاج.
(4)
هو: ابن مسلم، "قس"(9/ 428).
(5)
ابن شهاب، "قس"(9/ 428).
(6)
مسيل وادي مكة، "قس"(9/ 428).
(7)
قوله: (أَحَجَجْت؟) بهمزة الاستفهام الإخباري، أي: أحرمتَ بالحج الشامل للأكبر والأصغر؟ "قس"(9/ 428)، ومرّ (برقم: 1559) في "الحج".
(8)
بكسر الحاء من عمرتك بالحلق أو بالتقصير، "قس"(9/ 428).
فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَتَيْتُ امْرَأَةً
(1)
مِنْ قَيْسٍ فَفَلَتْ رَأْسِي. [راجع: 1559].
4398 -
حَدَّثَنِي إبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ
(3)
، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ
(4)
، عَنْ نَافِعٍ
(5)
: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ حَفْصَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يَحْلِلْنَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَتْ حَفْصةُ: فَمَا يَمْنَعُكَ
(6)
(7)
؟ فَقَالَ: "لَبَّدْتُ رَأْسِي
(8)
وَقَلَّدْتُ هَدْيِي،. . . . . . . . . . . .
"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ" في نـ: "حَدَّثَنَا إبرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ". "أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا أنَسُ بْنُ عِيَاضٍ".
===
(1)
لم تسم، "قس"(9/ 428)، وهو محمول على أنها كانت محرمًا له، "ك"(8/ 85)، ومرَّ (برقم: 1559).
(2)
أي: القرشي، "قس"(9/ 429).
(3)
المدني، "قس"(9/ 429).
(4)
الإمام في المغازي، "قس"(9/ 429).
(5)
مولى ابن عمر، "قس"(9/ 429).
(6)
أي: من التحلل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "ك"(16/ 207).
(7)
قوله: (فما يمنعكَ) أن تحل من عمرتك المضمومة إلى الحج؟ إذ أكثر الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان قارنًا، "قسطلاني"(9/ 429).
(8)
قوله: (لَبَّدتُ رأسي) من التلبيد، وهو أن يجعل المحرم في رأسه شيئًا من صمغ ليصير شعره كاللبد لئلا يشعث في الإحرام. وتقليد البدنة أن يعلَّق في عنقها شيء ليُعْلمَ أنها هدي، "ك"(16/ 207).
فَلَسْتُ أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ هَدْيِي
(1)
". [راجع: 1566].
4399 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ
(3)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا الأَوْزاعِيُّ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً
(5)
مِنْ خَثعَمَ
(6)
اسْتَفْتَتْ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفُ
(7)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا
(8)
كَبِيرًا
"حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ" في ذ: "أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ".
===
(1)
قوله: (حتى أنحر هديي) فيه أن من ساق الهدي لا يتحلل من عمل العمرة حتى يهل بالحج ويفرغ منه. وفيه أنه لا يحل حتى ينحر هديه، وهو قول أبي حنيفة وأحمد، "عيني"(7/ 113)، ومرّ (برقم: 1566) في "كتاب الحج".
(2)
الحكم بن نافع.
(3)
ابن أبي حمزة.
(4)
عبد الرحمن.
(5)
لم تسم، "قس"(9/ 430).
(6)
بفتح المعجمة وسكون المثلثة وفتح المهملة، قبيلة من اليمن، "ك"(16/ 207).
(7)
هو من يركب وراء الراكب.
(8)
قوله: (أبي شيخًا) نصب على الاختصاص أو حال. قوله: "لا يستطيع" يجوز أن يكون صفة له، ويجوز أن يكون حالًا، كذا في "العيني" (7/ 8 و 549). قال الطيبي (5/ 220): ويجوز أن يكون "شيخًا"
لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي
(1)
أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ". [راجع: 1513].
4400 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ
(3)
بْنُ
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ".
===
بدلًا، لكونه موصوفًا، أي وجب عليه الحج بأن أسلم وهو شيخ أو حصل له المال في هذه الحالة، والأول أوجه، انتهى. قال علي القاري في "شرح الموطأ": هذا يدل على أن الزاد والراحلة شرط الوجوب، وأن صحة البدن وقوّته شرط الأداء، انتهى. قال العيني (7/ 9 - 10): قال جماعة: إن هذا الحديث مخصوص به أبو الخثعمية، لا يجوز أن يتعدى به إلى غيره بدليل قوله:{مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، وكان أبوها ممن لا يستطيع فلم يكن عليه الحج، فلما لم يكن عليه لعدم استطاعته كانت ابنته مخصوصة بذلك الجواب، وممن قال ذلك مالك وأصحابه.
(1)
قوله: (فهل يقضي) بفتح الياء، أي: يجزئ ويكفي عنه؟ "قال" صلى الله عليه وسلم: "نعم"، أي يقضي عنه، كذا في "القسطلاني" (9/ 430). قال محمد في "الموطأ" ["التعليق الممجد" (2/ 393)]: وبهذا نأخذ، لا بأس بالحج عن المرأة والرجل إذا بلغا من الكِبَر أن لا يحجَّا، وهو قول أبي حنيفة والعامّةِ من فقهائنا، انتهى. قال الطيبي (5/ 220): في الحديث دليل على أن حج المرأة عن الرجل يجوز، وزعم بعض أنه لا يجوز؛ لأن المرأة تلبس في الإحرام ما لا يلبسه الرجل فلا يحج عنه إلا رجل مثله، انتهى، ومرّ الحديث في "كتاب الحج" [برقم: 1513، وبرقم: 1854، 1855].
(2)
هو: ابن رافع أو ابن يحيى الذهلي، "قس"(9/ 430)، "ك"(16/ 207).
(3)
بالمهملة والجيم، "ك"(16/ 208).
النُّعْمَانِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ
(2)
، عَنْ نَافِعٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ مُردِفٌ
(4)
أُسَامَةَ عَلَى الْقَصْوَاءِ، وَمَعَهُ بِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ حَتَّى أَنَاخَ
(5)
عِنْدَ الْبَيْتِ
(6)
، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ:"ائْتِنَا بِالْمِفْتَحِ"، فَجَاءَهُ بِالْمِفْتَحِ فَفُتِحَ لَهُ الْبَابُ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأُسَامَةُ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ، ثُمَّ غَلَّقُوا عَلَيْهِمِ الْبَابَ، فَمَكَثَ نَهَارًا طَوِيلًا ثُمَّ خَرَجَ، فَابْتَدَرَ النَّاسُ الدُّخُولَ، فَسَبَقْتُهُمْ فَوَجَدْتُ بِلَالًا قَائِمًا مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: صَلَّى بَيْنَ ذَيْنِكَ
"بِالْمِفْتَحِ" كذا في سـ، ذ، وفي نـ:"بالْمِفْتَاحِ" - أي: بمفتاح الكعبة، "قس" (9/ 430) - وكذا في الموضع الآتي. "ثم غَلَّقُوا" في نـ:"ثُمَّ أَغْلَقُوا". "فَابْتَدَرَ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"وَابْتَدَرَ". "مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ" في نـ: "وَرَاءَ الْبَابِ".
===
(1)
شيخ المؤلف أيضًا، "قس"(9/ 430).
(2)
ابن سليمان، "قس"(9/ 430).
(3)
مولى ابن عمر.
(4)
قوله: (وهو مُرْدِف) أي والحال أنه مردف "أسامةَ" وراءه، "على القصواء" بفتح القاف وسكون المهملة ممدودًا: ناقته عليه الصلاة والسلام، "ومعه بلال" المؤذن "وعثمان بن طلحة" الحجبي - أسلم يوم هدنة الحديبية، "عيني" (3/ 530) نقلًا عن "الكرماني" -. قوله:"وكان البيت" قبل أن يهدَمَ ويبنى في زمن [ابن] الزبير. قوله: "سطرين" بالسين المهملة، ولأبي ذر عن المستملي بالشين المعجمة، "قسطلاني"(9/ 431).
(5)
راحلته، "قس"(9/ 430).
(6)
الحرام، "قس"(9/ 430).
الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ
(1)
. وَكَانَ الْبَيْتُ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ سَطْرَيْنِ
(2)
، صَلَّى بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ مِنَ السَّطْرِ الْمُقَدَّمِ، وَجَعَلَ بَابَ الْبَيْتِ خَلْفَ ظَهْرهِ، وَاسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الَّذِي يَستَقْبِلُكَ حِينَ تَلِجُ الْبَيْتَ بَيْنَهُ
(3)
وَبَيْنَ الْجِدَارِ
(4)
، قَالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ
(5)
: كَمْ صَلَّى
(6)
؟ وَعِنْدَ الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَرمَرَةٌ حَمْرَاءُ
(7)
. [راجع: 397].
"سَطْرَيْنِ" في سـ، صـ، ذ:"شَطْرَيْنِ". "السَّطْرِ الْمُقَدَّمِ" في نـ: "شَطْرِ الْمُقَدَّمِ". "حِينَ تَلِجُ" في حـ، سـ، ذ:"حَتَّى تَلِجَ".
===
(1)
ومرَّ بيانه (برقم: 504).
(2)
بسين مهملة أو معجمة، ووهَّم القاضي إعجامها، "مجمع بحار الأنوار"(3/ 71).
(3)
قوله: (بينه) أي بين الذي يستقبلك أو بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله الكرماني (16/ 208)، أي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار قريبًا من ثلاثة أذرع، "قس"(9/ 431).
قال العيني (3/ 531): وفي "فوائد سمّويه": أنّ عبد الرحمن [بن] الوضاح قال: قلت لشيبة: زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فلم يصل فيه، قال: كذبوا وأبى، لقد صلى ركعتين بين العمودين، ثم ألصق بهما بطنه وظهره، انتهى، ومرّ بيانه (برقم: 1601) في "كتاب الحج".
(4)
أي: الذي قبل وجهه.
(5)
أي: بلالًا.
(6)
النبي صلى الله عليه وسلم.
(7)
قوله: (مرمرة حمراء) بسكون الراء بين الميمين المفتوحتين، واحدة المرمر، جنس من الرخام نفيس معروف. وقد استشكل دخول هذا
4401 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(2)
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُروَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُمَا: أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَاضَتْ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ
(3)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(4)
: "أَحَابِسَتُنَا هِيَ
(5)
؟ ". فَقُلْتْ: إنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَلْتَنْفِرْ". [راجع: 294، تحفة: 16483، 17768].
===
الحديث في "باب حجة الوداع" للتصريح فيه بأنه كان في الفتح، "قسطلاني"(9/ 431)، ومرَّ الحديث مع بعض بيانه مرارًا في "باب الصلاة بين السواري" [برقم: 504]، وفي "كتاب الحج" [برقم: 1598، 1599].
[والجواب عن هذا الإشكال: أنه إثبات لما اختلفوا فيه من دخوله في البيت يوم حجة الوداع، فمن مثبت لذلك ونافٍ له، فأورد هذا الحديث تنبيهًا على أنه إذ دخل البيت يوم الفتح، ولم يكن سفره هذا لقصد زيارة البيت بل للجهاد والغزو، فأولى أن يكون بأن دخله في الحج لوقوع سفره هذا للبيت خاصة، انتهى. انظر: "لامع الدراري" (8/ 460)].
(1)
الحكم بن نافع، "قس"(9/ 431).
(2)
ابن أبي حمزة، "قس"(9/ 431).
(3)
ليلة النفر بعد ما أفاضت، "قس"(9/ 431).
(4)
مستفهمًا من عائشة.
(5)
قوله: (أحابستنا هي؟) عن الرجوع إلى المدينة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ظن أنها لم تطف طواف الإفاضة. قالت عائشة: "قلت: إنها أفاضت" إلى مكة "يا رسول الله، وطافت بالبيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فلتنفر" - بكسر الفاء - معنا إلى المدينة، "قسطلاني"(9/ 431)، ومرَّ (برقم: 1757).
4402 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ
(2)
بْنُ مُحَمَّدٍ: أَنَّ أَبَاهُ
(3)
حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَلَا نَدْرِي مَا حَجَّةُ الْوَدَاعِ
(4)
، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَأَطْنَبَ
(5)
فِي ذِكْرِهِ وَقَالَ: "مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ، أَنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَإنَّهُ يَخْرُجُ فِيكُمْ، فَمَا خَفِيَ
(6)
عَلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِهِ فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإنَّهُ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى
(7)
،
"حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ". "وَلَا نَدْرِي" في قتـ، ذ:"فَلَا نَدْرِي". "أَنْذَرَهُ نُوحٌ" في نـ: "أَنْذَرَ نُوحٌ". "فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ" زاد بعده في نـ: "أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ عَلَى مَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ ثَلَاثًا"، - أي: لا يخفى أنه ليس مما ينهى أنه ليس بأعور، "ك"(16/ 209) -. "عَيْنِ الْيُمْنَى" في قتـ، ذ:"العَيْنِ الْيُمْنَى".
===
(1)
عبد الله.
(2)
بضم العين، "قس"(9/ 432).
(3)
ابن زيد بن عبد الله بن عمر، "قس"(9/ 432)، "ك"(16/ 209).
(4)
قوله: (حجة الوداع) كأنه شيء ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، حتى وقعت وفاته بعدها بقليل فعرفوا ذلك، "توشيح"(6/ 2710).
(5)
أي: بالغ في ذكره بالذم.
(6)
قوله: (فما خفي) ما شرطية، أي إن خفي "عليكم من شأنه" أي بعض شأنه. "فليس يخفى عليكم أن ربكم ليس بأعور"، "قس"(9/ 432)، "ك"(16/ 209).
(7)
بإضافة "أعور" إلى ما بعده، "قس"(9/ 432).
كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ
(1)
". [راجع: 3057، تحفة: 7418].
4403 -
"أَلَا إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ ". قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثَلَاثًا، وَيْلَكُمْ، أَوْ: وَيْحَكُمُ
(2)
، انْظُرُوا
(3)
لَا تَرجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا
(4)
، يَضْرِبُ
(5)
بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ". [راجع: 1742].
===
(1)
أي: بارزة ناتية، ومرَّ (برقم: 3439، 3440).
(2)
بالشك من الراوي، والأولى: كلمة توجُّع، "قس"(9/ 433).
(3)
أي: تنبهوا وتفكروا.
(4)
قوله: (كفارًا) أي لا تكن أفعالكم شبيهة أعمال الكفار في ضرب رقاب المسلمين، كذا في "الطيبي"(5/ 319) و"القسطلاني"(9/ 433). ويروى "ضُلَّالًا" جمع ضالٍّ، كما سيجيء. قال في "اللمعات": والمقصود النهي عن الظلم والتجاوزِ عن الحد في حفظ حرمة الدماء والأموال والأعراض، وذكروا في توجيه رواية "كفارًا" وجوهًا: أن ذلك كفر في حق المستحلِّ، أو المراد كفران لنعمة حق الإسلام، أو المراد أنه يقرب إلى الكفر ويؤدي إليه، أو أنه فعل يشبه فعل الكفار، وقيل: المراد بالكفر لبس السلاح، يقال: تكفَّر الرجل بسلاحه إذا لبسه، أو المراد لا يكفِّر بعضُكم
(1)
بعضًا، انتهى. قال الكرماني (16/ 210): والأولى أنه على ظاهره وهو نهي عن الارتداد، وأوّله الخوارج بالكفر الذي هو الخروج عن الملة، إذ كل كبيرة عندهم كفر. "ويضرب" بالجزم والرفع. فإن قلت: كيف عرفوا من هذه الخطبة معنى حجة الوداع؟ قلت: من لفظ "هل بلّغْتُ" ومن تمام الحديث.
(5)
بالرفع استئناف مبين أو حال، وبالجزم على جواب النهي، كذا في "المرقاة"(9/ 137).
(1)
في الأصل: "بعضهم".
4404 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسْحَاقَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ
(4)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً
(5)
، وَأَنَّهُ حَجَّ بَعْدَ مَا هَاجَرَ
(6)
حَجَّةً وَاحِدَةً، لَمْ يَحُجَّ بَعْدَهَا
(7)
حَجَّةَ الْوَدَاعِ. قَالَ أَبُو إسْحَاقَ
(8)
(9)
: وَبِمَكَّةَ أُخْرَى. [راجع: 3949].
===
(1)
الحرّاني.
(2)
ابن معاوية.
(3)
السبيعي.
(4)
الخزرجي، "ك"(16/ 210).
(5)
مرَّ بيانه (برقم: 3949) في أول "المغازي".
(6)
إلى المدينة، "قس"(9/ 433).
(7)
قوله: (لم يحج بعدها) لأنه توفي في أوائل العام الثاني. قوله: "حجة الوداع" بالنصب بدل من الأولى، ويجوز الرفع بتقدير: هي، "قس"(9/ 433).
(8)
عمرو بن عبد الله السبيعي، "ك"(16/ 210).
(9)
قوله: (قال أبو إسحاق) السبيعي بالسند السابق: "و" حج "بمكة" حجة "أخرى" قبل أن يهاجر، وهذا يوهم أنه لم يحج قبل الهجرة إلا حجة واحدة وليس كذلك، فالمروي أنه لم يترك وهو بمكة الحج قط، كذا في "القسطلاني"(9/ 433).
قال ابن الأثير في "الجامع": كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حج قبل النبوة وبعدها حجَّات، انتهى. قال الكرماني (16/ 210): فإن قلت: فُرِضَ الحج سنة ثمان أو تسع وقرر مناسكه فيها، فكيف حج بمكة قبل الهجرة؟ قلت: يحجّون قبل السنة المذكورة لكن لم تكن فريضة، وأركانه إما هذه الأركان المشروعة اليوم أو نحو منها، انتهى.
4405 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(1)
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ
(2)
، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
(3)
بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرٍ
(4)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ لِجَرِيرٍ: "اسْتَنْصِتِ النَّاسَ
(5)
"، فَقَالَ: "لَا تَرجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ
(6)
". [راجع: 121].
4406 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
(8)
، عَنْ مُحَمَّدٍ
(9)
، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ
(10)
، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الزَّمَانُ
(11)
قَدِ اسْتَدَارَ
(12)
كَهَيْئَتِهِ
(13)
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى".
===
(1)
ابن الحجاج.
(2)
الكوفي.
(3)
اسم "أبي زرعة" هرم بن عمرو.
(4)
البجلي، "ك"(16/ 210).
(5)
أي: أَسكِتْهُم، "قس"(9/ 434).
(6)
مرَّ بيانه (برقم: 1739) في "الحج".
(7)
ابن عبد المجيد، "قس"(9/ 434).
(8)
السختياني.
(9)
ابن سيرين.
(10)
هو عبد الرحمن، "قس"(9/ 434).
(11)
وهو اسم لقليل الوقت وكثيره، وأراد به ههنا السنة، "قس"(9/ 434).
(12)
أي: رجعت الأشهر إلى ما كانت عليه، وعاد الحج إلى ذي الحجة، وبطل النسيء، "ك"(16/ 211).
(13)
قوله: (استدار كهيئته) الكاف صفة مصدر محذوف، أي: استدار
يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا
(1)
، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
(2)
، ثَلَاثٌ
(3)
مُتَوَالِيَاتٌ" ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا
(4)
؟
"ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"ثَلَاثَهٌ مُتَوَالِيَاتٌ".
===
استدارةً مثلَ حالته يوم خلق الله السموات. ودار واستدار بمعنى: طاف حول الشيء [و] إذا عاد إلى الموضع الذي ابتدأ منه
(1)
. والمعنى أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر، وهو النسيء المذكور في القرآن في قوله تعالى:{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37] ليقاتلوا فيه، ويفعلون ذلك كل سنة بعد سنة فينتقل المحرم من شهر إلى شهر حتى جعلوه في جميع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبلُ، "طيبي"(5/ 316)، "قس"(9/ 435).
(1)
جملة مُبيِّنة للجملة الأولى، "قس"(9/ 435).
(2)
جمع حرام، أي: يحرم فيها القتال، "قس"[انظر "العيني" (14/ 554)].
(3)
قوله: (ثلاث) إنما حذف التاء من العدد باعتبار أن الشهر الذي هو واحد الأشهر بمعنى الليالي، فاعتبر لذلك تأنيثه. قوله:"ورجب مضر" عطف على قوله: "ثلاث"، وأضافه إلى مضر؛ لأنها كانت تحافظ على تحريمه أشد من محافظة سائر العرب، ولم يكن يستحله أحد من العرب. وقوله:"الذي بين جمادى وشعبان" ذكره تأكيدًا وإزاحة للريب الحادث فيه من النسيء، "طيبي"(5/ 317)، "قسطلاني"(9/ 435).
(4)
هذا تمهيد وتأسيس لبيان المقصود، وتقريره في أذهانهم، وليس المقصود حقيقة الاستفهام، "لمعات".
(1)
في الأصل: "الذي في مبتدأ منه".
قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ
(1)
، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ:"أَلَيْسَ ذُو الْحِجَّةِ؟ "، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ:"فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ ". قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: "أَلَيْسَ الْبَلْدةَ
(2)
(3)
؟ "، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: "فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ "، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: "أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ "، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: "فَإنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ مُحَمَّدٌ
(4)
" وَأَحْسِبُهُ
(5)
قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ
(6)
- عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَستَلْقَوْنَ رَبَّكُم، فَسَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا
(7)
فَلَا تَرجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ
"أَلَيْسَ ذُو الْحِجَّةِ" في قتـ، ذ:"أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ". "فَأَيُّ بَلَدٍ" في نـ: "وَأيُّ بَلَدٍ". "فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا" في نـ: "فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا". "فَسَيَسْأَلُكُمْ" في ذ: "فَيَسْأَلُكُمْ".
===
(1)
فيه تأديب أو إحالة للعلم باعتبار احتمال تسميته بغير اسمه، "لمعات".
(2)
بالنصب خبر "ليس"، "قس"(9/ 435).
(3)
أي: مكة، واللام فيها للعهد، وقيل: إنها اسم من أسمائها الخاصة بها، "ك"(16/ 211 - 212).
(4)
هو: ابن سيرين، "ك"(16/ 212).
(5)
أي: أبا بكرة، كذا في ثلاث نسخ من "قس".
(6)
قوله: (وأعراضكم) جمع عِرضٍ بالكسر: النفسُ، وجانبُ الرجل الذي يصونه من نفسه وحَسَبه أن يُنْتَقَصَ، أو موضع المدح والذم منه، "قاموس" (ص: 595).
(7)
للتنبيه.
بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ
(1)
الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ
(2)
أَنْ يَكُونَ أَوْعَى
(3)
لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ". فَكَانَ مُحَمَّدٌ
(4)
إذَا ذَكَرَهُ يَقُولُ: صَدَقَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم
(5)
. ثُمَّ قَالَ
(6)
: "أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ" مَرَّتَيْنِ. [راجع: 67].
4407 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ
(8)
، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ
(9)
: أَنَّ أُنَاسًا مِنَ الْيَهُودِ قَالُوا: لَوْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا. فَقَالَ عُمَرُ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ فَقَالُوا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3].
"صدَقَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم" في ذ: "صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم". " {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} " زاد بعده في ذ: " {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ".
===
(1)
أي: الحاضر.
(2)
بفتح الموحدة واللام المشددة، "قس"(9/ 436).
(3)
أي: أحفظ، "لمعات".
(4)
أي: ابن سيرين، "قس"(9/ 436).
(5)
مرَّ (برقم: 67) في "كتاب العلم".
(6)
صلى الله عليه وسلم، "قس" (9/ 436). وفي "الخير الجاري": يحتمل أن يكون الضمير راجعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى ابن سيرين، والأول أشهر.
(7)
الفريابي.
(8)
الجدلي.
(9)
البجلي.
فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي لأَعْلَمُ أَيَّ مَكَانٍ أُنْزِلَتْ
(1)
(2)
، أُنْزِلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ. [راجع: 45].
4408 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ
(3)
، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا
(4)
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ
(5)
بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ
(6)
،
===
(1)
قوله: (إني لأعلم أيَّ مكان أنزلت
…
) إلخ، أي: ما أهملناه لا خَفِيَ علينا زمان نزولها ولا مكان نزولها، وضبطنا جميع ما يتعلق بها حتى صفة النبي صلى الله عليه وسلم وموضعه في زمان النزول وهو كونُه قائمًا؛ فقد اتخذنا ذلك اليوم عيدًا وعظّمنا مكانه أيضًا، "كرماني" (1/ 178 - 179). ومرّ (برقم: 45) في "كتاب الإيمان". قال القسطلاني (9/ 437): وفي "الترمذي"(ح: 3044) من حديث ابن عباس: أن يهوديًا سأله عن ذلك فقال: فإنها نزلت في يوم عيدين: يوم جمعة ويوم عرفة، انتهى.
(2)
فيه، "قس"(9/ 437).
(3)
الإمام.
(4)
أي: من المدينة في حجة الوداع.
(5)
أحرم.
(6)
قوله: (وأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج) مفرِدًا، ثم أدخل عليه العمرة لحديث عمر: "وقل
(1)
عمرةٌ في حجة"، وحديثِ أنس: "ثم أهل بحج وعمرة". ولمسلم (ح: 1226) من حديث عمران بن حصين: "جمع بين حجة وعمرة". والمشهور عن المالكية والشافعية أنه صلى الله عليه وسلم كان
(1)
في الأصل: "وقال".
فَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ أَوْ جَمَعَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَة فَلَمْ يَحِلُّوا
(1)
حَتَّى يَوْمِ النَّحْرِ
(2)
.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ
(4)
، وَقَالَ: مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ
(5)
حَدَّثَنِي مَالِكٌ مِثْلَهُ
(6)
. [راجع: 294، أخرجه: م 1211، د 1789، س 2717، ق 2965، تحفة: 16389].
4409 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ - هُوَ ابْنُ سَعْدٍ
(7)
- قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ
(8)
، عَنْ أَبِيهِ
===
مفرِدًا، وقد بسط إمامنا الشافعي القولَ فيه في "اختلاف الحديث"، ورجح أنه أحرم إحرامًا مطلقًا ينتظر ما يؤمر، فنزل عليه الحكم بذلك وهو على الصفا، وصوّب النووي أنه كان قارنًا، ويؤيده أنه لم يعتمر تلك السنة بعد الحج، ولا شك أن القران أفضل من الإفراد [الذي] لا يُعْتَمَرُ في سَنته، "قس" (9/ 438). ومرَّ الحديث [برقم: 1638] في "الحج".
(1)
من إحرامهم، "قس"(9/ 438).
(2)
فنحر هديه.
(3)
التنيسي.
(4)
الإمام.
(5)
ابن أبي أويس.
(6)
أي: مثل الحديث المذكور، "قس"(9/ 438).
(7)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، "قس"(9/ 439).
(8)
ابن أبي وقاص
قَالَ: عَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ، أَشْفَيْتُ
(1)
مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَ بِي مِنَ الوَجَعِ
(2)
مَا تَرَى، وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلَا يَرِثُنِي إلَّا ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ، فَأَتَصَدَّقُ
(3)
بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ
(4)
؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: فَالثُّلُثِ؟ قَالَ: "وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ
(5)
، إنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ
"عَادَنِي النَّبِيُّ" في نـ: "عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ". "قُلْتُ: أَفَأَتَصَدَّقُ" في نـ: "قَالَ: أَفَأَتَصَدَّقُ". "أَفَأَتَصَدَّقُ" في نـ: "فَأَتَصَدَّقُ". "قُلْتُ: فَالثُّلُثُ؟ " في نـ: "قَالَ: الثُّلُثُ؟ " وفي أخرى: "قَالَ: فَالثُّلُثُ".
===
(1)
أي: أشرفتُ.
(2)
أي: المرض.
(3)
استفهام إخباري محذوف الأداة، "قس"(9/ 439).
(4)
أي: بنصفه.
(5)
قوله: (والثلث كثير) بالمثلثة، أي بالنسبة إلى ما دونه، أو
(1)
التصدق به كثير. "إنك أن تَذَرَ" بكسر الهمزة [على الشرطية] وبفتحها على التعليل، و"تذر" بذال معجمة، أي: أن تترك "ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة" بتخفيف اللام جمع عائل بمعنى فقير. قوله: "يتكفَّفون"، أي: يسألون الناس بأكفهم بأن يمدُّوها للسؤال. قوله: "أخلَّف" يعني أخلف في مكة بعد أصحابي المسافرين معك إلى المدينة. قوله: "لن تخلف" بأن يطول عمرك. قوله: "حتى ينتفع بك أقوام" من المسلمين بما يفتحه الله على يديك من بلاد الكفر ويأخذه المسلمون من الغنائم. قوله: "يضر بك آخرون"
(1)
في الأصل: "والتصدق به كثير، "إنك" بكسر الهمزة، "أن تذر" بفتح الهمزة على التعليل".
عَالَةً
(1)
يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَلَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرتَ بِهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ
(2)
". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: "إنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ. لَكِنَّ الْبَائِسَ
(3)
(4)
===
من المشركين والمنافقين. قوله: "أمض" بهمزة قطع، أي أتمم "لأصحابي هجرتهم" التي هاجروها من مكة إلى المدينة. قوله:"ولا تردّهم على أعقابهم" بترك هجرتهم ورجوعهم عن مستقيم حالهم، ملتقط من "قس"(9/ 439)، "ك"(12/ 61)، "ع"(6/ 123 - 124 و 10/ 14 - 15)، [وانظر:"الفتح"(5/ 366)].
(1)
أي: فقراء.
(2)
أي: في فمها، "قس"(9/ 439).
(3)
وهو شديد الحاجة، "ك"(16/ 214)، "خ".
(4)
قوله: (لكنّ البائسَ) بتشديد نون "لكنّ" ونصب "البائس"، كذا في النسخ الموجودة، لكن قال علي القاري في "شرح الموطأ": بتخفيف "لكن" ورفع "البائس": وهو الذي عليه البؤس. وقوله: "رثى له. . ." إلخ، مدرج من كلام الراوي تفسيرًا لمعنى هذا الكلام، أي أنه صلى الله عليه وسلم رثاه وتوجع عليه لكونه مات بمكة، ثم قيل: قائله سعد بن أبي وقاص، وقال عياض (5/ 367): وأكثر ما جاء أنه من كلام الزهري. قال: واختلفوا في قصة سعد بن خولة، فقيل: لم يهاجر من مكة حتى مات بها، وذكر البخاري أنه هاجر وشهد بدرًا، ثم انصرف إلى مكة ومات بها يعني عام الفتح، فعلى الأول سبب بؤسه عدم هجرته، وعلى الثاني موتُه بأرض هاجر منها، انتهى كلام القاري. ومرَّ الحديث [برقم: 1295، و 2742].
سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ
(1)
" رَثَى
(2)
لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ
(3)
تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ". [راجع: 56].
4410 -
حَدَّثَنِي إبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ
(6)
، عَنْ نَافِعٍ
(7)
: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حلَقَ
(8)
رَأْسَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. [راجع: 1726، أخرجه: م 1304، د 1980، تحفة: 8454].
4411 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ
(9)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ
(10)
، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ
(11)
،
"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ". "أَخْبَرَنِي" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنِي".
===
(1)
العامري، "ك"(16/ 214).
(2)
أي: رق ورحم، "ك"(16/ 214).
(3)
بفتح الهمزة، أي: لموته بالأرض التي هاجر منها، "قس"(9/ 440).
(4)
الحزامي أحد الأعلام.
(5)
أنس بن عياض، "قس"(9/ 440).
(6)
الإمام في المغازي، "قس"(9/ 440).
(7)
مولى ابن عمر.
(8)
والحلاق: معمر بن عبد الله بن نضلة بن عوف، "قس"(9/ 440).
(9)
أي: البرساني.
(10)
عبد الملك.
(11)
مولى ابن عمر، "قس"(9/ 440).
أَخْبَرَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَلَقَ
(1)
فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ
(2)
وَقَصَّرَ بَعْضُهُمْ. [راجع: 1726].
4412 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ
(4)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. ح وَقَالَ اللَّيْثُ
(5)
: حَدَّثَنِي يُونُسُ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ أَقْبَلَ يَسِيرُ عَلَى حِمَارٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ بِمِنًى مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ
(8)
، فَسَارَ الْحِمَارُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْهُ
(9)
، فَصَفَّ مَعَ النَّاسِ
(10)
. [راجع: 76].
"أَخْبَرَهُ ابْنُ عُمَرَ" في نـ: "عَنِ ابْنِ عُمَرَ". "وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ" في نـ: "وَأُنَاسٌ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ". "ح" سقط في نـ. "بِمِنًى" سقط في نـ. "مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ" في نـ: "فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ".
===
(1)
والحلاق معمر بن عبد الله، "قس"(9/ 440).
(2)
أيضًا.
(3)
بفتحات.
(4)
الإمام.
(5)
ابن سعد، "قس"(9/ 441).
(6)
مما وصله في الزهريات، "قس"(9/ 441).
(7)
ابن عتبة، "قس"(9/ 441).
(8)
زاد في "الصلاة"(برقم: 493): "إلى غير جدار"، قال الشافعي: أي: إلى غير سترة، "قس"(9/ 441).
(9)
أي: عن الحمار، "قس"(9/ 441).
(10)
زاد في "الصلاة"(برقم: 493): "فلم ينكر ذلك عليَّ أحد"، "قس"(9/ 441).
4413 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي
(3)
قَالَ: سُئِلَ
(4)
أُسَامَةُ
(5)
وَأَنَا شَاهِدٌ عَنْ سَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ
(6)
، وَقَالَ: الْعَنَقَ
(7)
، فَإذَا وَجَدَ فَجْوَةً
(8)
نَصَّ
(9)
. [راجع: 1666].
4414 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ
(10)
، عَنْ مَالِكٍ
(11)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
(12)
، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ
(13)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ
"سَيْرِ النَّبِيِّ" في قتـ، ذ:"سَيْرِ رَسُولِ اللَّهِ". "وَقَالَ: الْعَنَقَ" في نـ: "فَقَالَ: العَنَقَ".
===
(1)
ابن مسرهد.
(2)
ابن سعيد القطان، "قس"(9/ 441).
(3)
عروة بن الزبير، "قس"(9/ 441).
(4)
بضم السين، "قس"(9/ 441).
(5)
ابن زيد.
(6)
أي: حجة الوداع، "قس"(9/ 441).
(7)
قوله: "العنق" بفتح العين والنون والقاف، ضرب من السير المتوسط. و"الفجوة": الفرجة والمتسع بين شيئين. "النص" بالنون والمهملة: السير الشديد، "قس"(9/ 441)، "ك"(16/ 215).
(8)
أي: فرجة، "ك"(16/ 215).
(9)
أي: سار سيرًا شديدًا، "قس"(9/ 441).
(10)
القعنبي، "قس"(9/ 441).
(11)
الإمام، "قس"(9/ 441).
(12)
الأنصاري.
(13)
الأنصاري.
الْخَطْمِيِّ: أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ
(1)
أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا
(2)
(3)
. [راجع: 1674].
78 -
بَابُ غَزْوَةُ تَبُوكَ
(4)
،
"بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
خالد بن زيد الأنصاري.
(2)
أي: بالمزدلفة، كما مرَّ بيانه (برقم: 1674) في "الحج".
(3)
أي: بالجمع بينهما في وقت واحد، "ك"(16/ 215).
(4)
قوله: (غزوة تبوك) بفتح الفوقية وخفة الموحدة المضمومة: موضع بالشام منه إلى المدينة أربع عشرة مرحلة، وإلى دمشق إحدى عشرة، والمشهور عدم صرفه للعَلَمية والتأنيث، وهي آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه. و"العسرة" بضم المهملة ضد اليسرة، وسُميت بها لما فيها من المشقة وقلة الزاد والراحلة - والماء -، وكانت في الحر الشديد والمفازة البعيدة والعام الجدب وكثرة الأعداء وهم عسكر قيصر الروم، كذا في "الكرماني" (16/ 215). قال القسطلاني (9/ 442): وكانت في شهر رجب من سنة تسع قبل حجة الوداع اتفاقًا، فذكرها قبلها خطأ من النساخ
(1)
. وسقط لفظ "باب" لأبي ذر، فما بعده رفع، انتهى.
قال الحلبي (3/ 99 و 102): بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعًا كثيرة بالشام، وأنهم قدموا مقدماتهم إلى البلقاء المحلِّ المعروفِ، أي وذكر بعضهم أن سبب ذلك أن متنصِّرة العرب كتبت إلى هرقل: أن هذا الرجل الذي قد خرج يدَّعي النبوة هلك وأصابت أصحابه سنون أهلكت
(1)
كذا قال الحافظ في "الفتح"(8/ 111). قال الزرقاني (4/ 66): هي آخر مغازيه صلى الله عليه وسلم، لعل البخاري تعمد تأخرها إشارة إلى ذلك، ولم يفصح بذلك لكونه ليس على شرطه، فختم بها كتاب المغازي.
وَهِيَ غَزْوَةُ الْعُسْرَةِ
(1)
4415 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
(2)
بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(3)
، عَنْ بُرَيْدِ
(4)
بْنِ عَبدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ
(5)
، عَنْ أَبِي مُوسَى
(6)
قَالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ الْحُمْلَانَ
(7)
لَهُمْ، إذْ هُمْ
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الْعَلَاءِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ"، وفي أخرى:"حَدَّثَنَا أَبُو عبد اللَّهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسماعيلَ بنِ إِبراهِيمَ بنِ المُغِيرةِ الجُعْفِيُّ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ". "عَنْ أَبِي مُوسَى" في نـ: "عَنْ أَبِي بُرْدَة عَنْ أَبِي مُوسَى". "إِلَى رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "إِلَى النَّبِيِّ".
===
أموالهم، فبعث رجلًا من عظمائهم وجهَّز معه أربعين ألفًا. فلما تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار بالناس وهم ثلاثون ألفًا، وقيل: أربعون، وقيل: سبعون، وكانت الخيل عشرة آلاف، وقيل بزيادة ألفين، وخلّف على المدينة محمدَ بنَ مسلمة الأنصاري على ما هو المشهور. قال الحافظ الدمياطي: وهو أثبت عندنا. وقيل: سباع بن عرفطة. وقيل: ابن أم مكتوم. وقيل: علي بن أبي طالب. قال ابن عبد البر: وهو الأثبت، هذا كلامه، وفي كلام ابن إسحاق: وخلّف عليًا رضي الله عنه على أهله وأَمَره بالإقامة فيهم، انتهى.
(1)
ويقال لها: الفاضحة؛ لأنها أظهرت حال كثير من المنافقين، "عيني"(6/ 515).
(2)
أي: أبو غريب الهمداني، "قس"(9/ 442).
(3)
حماد بن أسامة.
(4)
بضم الموحدة مصغرًا.
(5)
بضم الموحدة.
(6)
عبد الله بن قيس الأشعري، "ك"(16/ 216).
(7)
أي: بضم الحاء وسكون الميم، أي: ما يركبون عليه ويحملهم، "قس"(9/ 442).
مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ وَهِيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إلَيْكَ لِتَحْمِلَهُمْ. فَقَالَ:"وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ". وَوَافَقْتُهُ
(1)
، وَهُوَ غَضْبَانُ وَلَا أَشْعُرُ
(2)
، وَرَجَعْتُ حَزِينًا
(3)
مِنْ مَنْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ مَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ
(4)
فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ، فَرَجَعْتُ إلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمُ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَلْبَثْ إلَّا سُوَيْعَةً
(5)
إذْ سَمِعْتُ بِلَالًا يُنَادِي: أَيْنَ عَبدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ
(6)
؟ فَأَجَبْتُهُ، فَقَالَ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوكَ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ، قَالَ: "خُذْ هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ
(7)
، وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْن
"أَيْنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَيْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ". "هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ، وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ" في سـ، حـ، ذ:"هَاتَيْنِ الْقَرِينَتَيْنِ، وَهَاتَيْنِ الْقَرِينَتَيْنِ"، وفي نـ:"هذين القرينتين".
===
(1)
أي: صادفته، "قس"(9/ 443).
(2)
أي: والحال أني لم أكن أعلم غضبه، "قس"(9/ 443).
(3)
حال.
(4)
أي: غضب، "قس"(9/ 443).
(5)
مصغر ساعة، وهي جزء من الزمان أو من أربعة وعشرين جزءًا من اليوم والليلة، "قس"(9/ 443).
(6)
اسم أبي موسى.
(7)
قوله: (خذ هذين القرينين) تثنية قرين، وهو البعير المقرون بآخر، يقال: قرنت البعيرين: إذا جمعتهما في حبل واحد. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "هاتين القرينتين وهاتين القرينتين" أي: الناقتين. قوله: "لستة أبعرة" لعله قال: "هذين القرينين" ثلاثًا، فذكر الراوي مرتين اختصارًا. فإن قلت: تقدم في "باب قدوم الأشعريين": أنه أمر لهم بخمس
لِسِتَّةِ
(1)
أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ
(2)
حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ
(3)
، فَانْطَلِقْ بِهِنَّ إلَى أَصْحَابِكَ، فَقُلْ" إنَّ اللَّهَ - أَوْ قَالَ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ، فَارْكَبُوهُنَّ". فَانْطَلَقْتُ إلَيْهِمْ بِهِنَّ
(4)
، فَقُلْتُ: إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَا أَدَعُكُمْ حَتَّى يَنْطَلِقَ مَعِي بَعْضُكُمْ إلَى مَنْ سَمِعَ
"ابْتَاعَهُنَّ" في هـ: "ابْتَاعَهُم" - وهو تحريف، "ف"(8/ 112)، "تو"(4/ 135)، وفي سفـ:"ابْتَاعَهُ". "فَانْطَلِقْ بِهِنَّ" في هـ: "فَانْطَلِقْ بِهِمْ"[وهو تحريف، "ف" (8/ 112)]. "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ.
===
ذَوْدٍ من إبل نهب؟ قلت: هما قصَّتان: إحداهما عند قدومهم والأخرى في غزوة تبوك، وعقدُ الترجمتين مشعرٌ بذلك، أو اشتراهما من سعد من سهمانه من ذلك النهب. والتخصيص بالعدد لا ينفي الزائد، أو زادهم واحدًا على الخمس، ملتقط من "قس"(9/ 443)، "ك"(16/ 216).
ومرَّ الحديث [برقم: 4385] في "باب قدوم الأشعريين"، وفيه:"فلما قبضناها قلنا: تَغَفَّلنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم يمينَه، لا نفلح بعدها أبدًا، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تحملنا وقد حملتنا؟ قال: أجل، ولكن لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها، إلَّا أتيت الذي هو خير منها" قال في "التنقيح"(2/ 887): ويروى: "هذين القرينتين"، وحق الكلام:"هاتين". قال الكرماني (16/ 217): أشار أولًا بلفظ "هذين" ثم قال: أعني القرينتين، فهو منصوب على الاختصاص لا على الوصفية.
(1)
فإن قلت: بماذا تتعلق اللام؟ قلت: يقال: أو اللام للتبيين، نحو: هيت لك، "ك"(16/ 217).
(2)
وهذا من باب تشبيه الأبعرة بذكور العقلاء، "ك"(16/ 216).
(3)
قيل: هو ابن عبادة، "قس"(9/ 443).
(4)
أي: إلى أصحابي بالأبعرة، "قس"(9/ 443).
مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَا تَظُنُّوا أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا لِي: وَاللَّهِ إنَّكَ عِنْدَنَا لَمُصَدَّقٌ
(1)
، وَلَنَفْعَلَنَّ مَا أَحْبَبْتَ
(2)
. فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى بِنَفَرٍ مِنهُمْ حَتَّى أَتَوُا الَّذِينَ سَمِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْعَهُ إيَّاهُمْ، ثُمَّ إعْطَاءَهُمْ بَعْدُ، فَحَدَّثُوهُمْ بِمِثْلِ مَا حَدَّثَهُمْ بِهِ أَبُو مُوسَى. [راجع: 3133، أخرجه: م 1649، تحفة: 9066].
4416 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(4)
، عَنْ شُعْبَةَ
(5)
، عَنِ الحَكَمِ
(6)
، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ
(7)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلَى تَبُوكَ، فَاستَخْلَفَ عَلِيًّا، قَالَ: أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ! قَالَ: "أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى
(8)
إلَّا أَنَّهُ
"لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "لَمْ يَقُلْهُ". "فَاسْتَخْلَفَ" في نـ: "وَاسْتَخْلَفَ". "قَالَ: أَتُخَلِّفُنِي" في نـ: "فَقَالَ: أَتُخَلِّفُنِي". "في الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ" في نـ: "فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ".
===
(1)
بفتح الدال المشددة، "قس"(9/ 443).
(2)
أي: الذي أحببته من إرسال أحدنا إلى من سمع، "قس"(9/ 443).
(3)
ابن مسرهد.
(4)
القطان.
(5)
ابن الحجاج.
(6)
ابن عتيبة.
(7)
سعد بن أبي وقاص، "قس"(9/ 444).
(8)
قوله: (بمنزلة هارون من موسى) أي حين خلّفه في قومه لما خرج إلى الطور. قال الطيبي: والمستَدِلُّ بهذا الحديث على أن الخلافة كانت بعده صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه زائغ عن منهج الصواب؛ فإن الخلافة في
لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي". وَقَالَ أَبُو دَاوُد
(1)
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنِ الْحَكَمِ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبًا
(4)
. [راجع: 3706، أخرجه: م 2404، س في الكبرى 8141، تحفة: 3931].
4417 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ
(6)
قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً
(7)
يُخْبِرُ قَالَ:
"لَيْسَ نَبِيٌّ" في نـ: "لا نَبِيَّ". "أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ" في نـ: "أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ".
===
الأهل في حياته لا تقتضي الخلافة في الأمة بعد الممات، والمقايسة التي تمسكوا بها تنتقض عليهم بموت هارون قبل موسى عليهما السلام. وإنما يُستَدَلُّ بهذا الحديث على قرب منزلته واختصاصه بالمؤاخاة من قِبَلِ الرسول صلى الله عليه وسلم، انتهى. [انظر:"المرقاة"(10/ 454 - 455)].
قال في "اللمعات": وقد استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم في هذه الغزوة على إمامة الناس، فكان علي رضي الله عنه يتفقد أهل النبي صلى الله عليه وسلم، وابن أم مكتوم يؤمّ الناس، فلو كانت الخلافة مطلقة لكان استخلفه على الإمامة أيضًا، بل كان أهم، مع أن خبر الواحد لا يقاوم الإجماع، انتهى. ومرَّ بيانه وافيًا (برقم: 3706) في "مناقب علي رضي الله عنه".
(1)
سليمان الطيالسي، فيما وصله البيهقي، "قس"(9/ 444).
(2)
ابن الحجاج.
(3)
هو: ابن عتيبة.
(4)
فيه التصريح بالسماع فلذا أوردها، "قس"(9/ 444).
(5)
البرساني.
(6)
أي: عبد الملك.
(7)
ابن أبي رباح.
أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعُسْرَةَ
(1)
(2)
، قَالَ: كَانَ يَعْلَى يَقُولُ: تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي. قَالَ عَطَاءٌ: فَقَالَ صَفْوَانُ: قَالَ يَعْلَى: فَكَانَ لِي أَجِيرٌ
(3)
فَقَاتَلَ إنْسَانًا فَعَضَّ أَحَدُهُمَا يَدَ الآخَرِ، قَالَ عَطَاءٌ
(4)
: فَلَقَدْ أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ أَيُّهُمَا عَضَّ الآخَرَ فَنَسِيتُهُ
(5)
، قَالَ: فَانْتَزَعَ الْمَعْضُوضُ يَدَهُ مِنْ فِي الْعَاضِّ
(6)
، فَانْتَزَعَ إحْدَى ثَنِيَّتَيْهِ، فَأَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَهْدَرَ ثَنِيَّتَهُ. قَالَ عَطَاءٌ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَفَيَدَعُ
(7)
يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضُمُهَا
(8)
، كَأَنَّهَا فِي فِي فَحْلٍ
(9)
يَقْضُمُهَا". [راجع: 1848].
"أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ". "الْعُسْرَةَ" في حـ، ذ:"العُسَيْرَةَ". "قَالَ عَطَاءٌ: وَحَسِبْتُ" في ذ: "فَقَالَ عَطَاءٌ: وَحَسِبْتُ".
===
(1)
بسكون السين، ولأبي ذر عن الحموي:"العسيرة"، "قس"(9/ 445).
(2)
أي: غزوة العسرة، أي: غزوة تبوك، و"تلك الغزوة" إشارة إليها، "ك"(16/ 218).
(3)
لم يسم، "قس"(9/ 445).
(4)
أي: المذكور.
(5)
في "مسلم" أن العاضَّ هو يعلى، "قس"(9/ 445).
(6)
أي: من فم العاضِّ.
(7)
الاستفهام للإنكار، "قس"(9/ 445).
(8)
قوله: (تقضمها) بفتح الضاد المعجمة على اللغة الفصيحة: تأكلها باطراف أسنانك، "قس"(9/ 445)، "مجمع"(4/ 289).
(9)
أي: في فم ذكر إبل، "قس"(9/ 445).
79 - بَابُ حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
(1)
، وَقَولُ اللَّهِ عز وجل: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ
(2)
الَّذِينَ خُلِّفُوا
(3)
} [التوبة: 118]
4418
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(4)
، عَنْ عُقَيْلٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَ قَائِدَ
(6)
كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ - قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ
(7)
"بَابُ" سقط في نـ. "عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ" في نـ: "عَبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ كَعْبٍ". "عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ" في نـ: "عَبدَ اللَّهِ بنَ كَعْبٍ". "مِنْ بَنِيهِ" في قا، كن:"مِنْ بَيْتِهِ" - أي: منزله -.
===
(1)
الخزرجي السلمي مات سنة خمسين، "ك"(16/ 218).
(2)
هم: كعب، ومُرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، "خ".
(3)
أي تخلفوا عن الغزو، أو خُلِّف أمرُهم فإنهم المرجون، "بيضاوي"(1/ 424).
(4)
ابن سعد.
(5)
ابن خالد.
(6)
قوله: (وكان قائد) أي: وكان عبدُ الله قائدَ كعبٍ أبيه. "من بنيه" بفتح الموحدة وكسر النون وسكون التحتية، وكان بنوه أربعة: عبدَ الله، وعبدَ الرحمن، ومحمدًا، وعبيدَ الله. ولابن السكن:"من بيته" بالموحدة والتحتية الساكنة والفوقية. قال ابن حجر (8/ 117): والصواب الأول، "قس"(9/ 450).
(7)
مفعول به لا مفعول فيه، "ك"(16/ 219).
عَنْ قِصَّةِ
(1)
تَبُوكَ، قَالَ كَعْبٌ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتَبْ
(2)
أَحَدٌ تَخَلَّفَ عَنْهَا
(3)
، إنَّمَا خَرَجَ
(4)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ
(5)
وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ
(6)
عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ. وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ
(7)
حِينَ تَوَاثَقْنَا
(8)
عَلَى الإسْلَامِ
(9)
، وَمَا أُحِبُّ. . . . . . . . . . .
"وَلَمْ يُعَاتَبْ أَحَدٌ" في نـ: "وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا".
===
(1)
متعلق بقوله: "يحدث"، "ك"(16/ 219).
(2)
قوله: (ولم يعاتب) بكسر التاء، مرقوم عليها علامة أبي ذر في الفرع، أي لم يعاتب الله "أحدًا"، ولأبي الوقت:"ولم يعاتب" بفتح التاء مبنيًا للمفعول، و"أحد" بالرفع. قوله:"تخلف عنها" أي: غزوة بدر. قوله: "عير قريش" بكسر العين: الإبل التي تحمل الميرة، "قس"(9/ 450).
(3)
أي: غزوة بدر.
(4)
إلى بدر، "قس"(9/ 450).
(5)
أي: بين المسلمين.
(6)
أي: كفار قريش، "قس"(9/ 450).
(7)
قوله: (ليلة العقبة) التي في طرف منى، يضاف إليها جمرة العقبة، وهي الليلة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الأنصارَ على الإسلام والإيواء والنصر، وذلك قبل الهجرة، وكانت بيعة العقبة مرتين، كانوا في السنة الأولى اثني عشر، وفي الثانية سبعين، كلهم من الأنصار، "كرماني"(16/ 219).
(8)
أي: تعاهدنا وتعاقدنا، "ك"(16/ 219).
(9)
والإيواء والنصرة، "قس"(9/ 450).
أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ
(1)
، وَإنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ
(2)
فِي النَّاسِ مِنْهَا.
كَانَ مِنْ خَبَرِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ
(3)
حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ فِي تِلْكَ الْغَزَاةِ
(4)
، وَاللَّهِ مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهُ رَاحِلَتَانِ قَطُّ، حَتَّى جَمَعْتُهُمَا فِي تِلْكَ الْغَزَاةِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُريدُ غَزْوَةً إلَّا وَرَّى
(5)
بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ، غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا
(6)
وَعَدُوًّا كَثِيرًا، فَجَلَّى
(7)
"فِي تِلْكَ الْغَزَاةِ" في نـ: "فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ"، وكذا في الموضع الآتي.
===
(1)
قوله: (أن لي بها مشهد بدر) أي: بدلها ومقابلها؛ لأنها كانت سببَ قوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهور الإسلام وإعلاء كلمته. قوله: "أذكر"، أي: أشهر عند الناس بالفضيلة، "ك"(16/ 219).
(2)
أي: أعظم ذكرًا، "قس"(9/ 450).
(3)
مني، كما في "مسلم" (ح: 2769)، "قس"(9/ 450).
(4)
أي: غزوة تبوك، "قس"(9/ 450).
(5)
قوله: (إلّا ورّى بغيرها) بفتح الواو والراء المشددة، أي: أوهم غيرَها، والتورية: أن تذكر لفظًا يحتمل معنيين، أحدهما أقرب من الآخر، فيوهم إرادة القريب وهو يريد البعيد، "قسطلاني"(9/ 450 - 451).
(6)
قوله: (مفازًا) بفتح الميم والفاء آخره زاي: فلاة لا ماء فيها. قوله: "وعدوًّا كثيرًا"، وذلك أن الروم قد جمعت جموعًا كثيرة، وهرقل رزق أصحابه لسنة، وجاءت معه لخم وجذام وغسان، وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء، "قس"(9/ 451)، ومرَّ قريبًا.
(7)
أي: كشف ليستعدوا، "ك"(16/ 220)، أي: أوضح، "قس"(9/ 451).
لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ
(1)
غَزْوِهِمْ
(2)
، فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ، وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَثِيرٌ، وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ
(3)
- يُرِيدُ الدِّيوَانَ
(4)
- قَالَ كَعْبٌ
(5)
: فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ
"أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ" في هـ، ذ:"أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ".
===
(1)
بالضم: ما يحتاج إليه في السفر، "تو"(4/ 140).
(2)
قوله: (أُهْبة غزوهم) بضم الهمزة وسكون الهاء، أي: ما يحتاجون إليه في السفر والحرب، ولأبي ذر عن الكشميهني:"أهبة عدوهم" بدل "غزوهم"، "قسطلاني"(9/ 451).
(3)
قوله: (لا يجمعهم كتاب) بالتنوين، "حافظ" كذلك بالتنوين، وفي رواية مسلم (ح: 2769) بالإضافة. قال الزهري: "يريد الديوان"، وزاد في رواية معقل:"يزيدون على عشرة آلاف، ولا يجمعهم ديوان حافظ". وفي "الإكليل" للحاكم من حديث معاذ: أنهم كانوا زيادة على ثلاثين ألفًا. وبهذه العدة جزم ابن إسحاق، وأورده الواقدي بإسناد آخر موصول، وزاد:"أنه كانت معهم عشرة آلاف فرس"، فتحمل رواية معاذ على إرادة عدد الفرسان. ولابن مردويه:"لا يجمعهم ديوان حافظ". وقد نُقِلَ عن أبي زرعة الرازي: أنهم كانوا في غزوة تبوك أربعين ألفًا. ولا تخالف الرواية التي في "الإكليل": أكثر من ثلاثين ألفًا؛ لاحتمال أن يكون من قال: "أربعين ألفًا" جبرًا للكسر، قاله في "الفتح"(8/ 117 - 118)، وتعقبه شيخنا فقال: بل المروي عن أبي زرعة أنهم كانوا سبعين، نعم الحصر بالأربعين في حجة الوداع، فكأنه سبق قلم أو انتقال نظر، "قس"(9/ 451).
(4)
هو كلام الزهري، "ف"(8/ 118). بكسر المهملة ويحكى بالفتح، وهو معرب، وقيل: عربي، "ك"(16/ 220).
(5)
بالإسناد السابق، "قس"(9/ 451).
إلَّا ظَنَّ أَنَّهُ سَيُخْفَى لَهُ
(1)
مَا لَمْ يُنْزَلْ فِيهِ وَحْيُ اللَّهِ، وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ الْغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ
(2)
، وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، فَطَفِقْتُ
(3)
أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: وَأَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي
(4)
حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ
(5)
، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والْمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي
(6)
شَيْئًا، فَقُلْتُ: أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، فَغَدَوْتُ بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا لِأَتَجَهَّزَ، فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا
(7)
،
"أَنَّهُ سَيُخْفَى" في صـ، ذ:"أَنْ سَيُخْفَى". "فَطَفِقْتُ" في نـ: "وَطَفِقْتُ". "وَأنَا قَادِر عَلَيهِ" في نـ: "أنا قادر عليه". "اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ" كذا في كن، وفي حـ، سـ، ذ:"اشْتَدَّ النَّاسَ الْجِدُّ"، وفي هـ:"اسْتَمَرَّ بِالنَّاسِ الجِدُّ". "فَرَجَعْتُ" في نـ: "ثُمَّ رَجَعْتُ".
===
(1)
لكثرة الجيش، "قس"(9/ 451).
(2)
قوله: (طابت الثمار والظلال) وفي رواية موسى بن عقبة عن ابن شهاب: "في قيظ شديد في ليالي الخريف والناس خارفون في نخيلهم"، قاله القسطلاني (9/ 451). قال الحلبي (3/ 99): وكان ذلك في عسرةٍ في الناس وجدبٍ في البلاد، أي وشدة من نحو الحرِّ وحين طابت الثمار والناس يُحبون المقامَ في ظلالهم وثمارهم، انتهى.
(3)
فأخذت، "قس"(9/ 451).
(4)
أي: الحال، "قس"(9/ 451).
(5)
بكسر الجيم: الجهد في الشيء، "قس"(9/ 451).
(6)
بفتح الجيم وكسرها: الأهبة، "ك"(16/ 220).
(7)
أي: من جهازي.
ثُمَّ غَدَوْتُ فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، لَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا
(1)
وَتَفَارَطَ
(2)
الْغَزْوُ، وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ
(3)
، وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي ذَلِكَ، فَكُنْتُ إذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَطُفْتُ فِيهِمْ، أَحْزَنَنِي أَنِّي لَا أَرَى إلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا
(4)
عَلَيْهِ النِّفَاقُ، أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ. وَلَمْ يَذْكُرْنِي
(5)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ تَبُوكًا
(6)
، فَقَالَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْقَوْمِ بِتَبُوكَ:"مَا فَعَلَ كَعْبٌ؟ ". فَقَالَ رَجُلٌ
(7)
مِنْ. . . . . . . . . . .
"حَتَّى أَسْرَعُوا" في هـ، ذ:"حَتَّى شَرعُوا". "أَنِّي لَا أَرَى" في نـ: "أَنَّنِي لَا أَرَى". "بَلَغَ تَبُوكًا" في نـ: "بَلَغَ تَبُوكَ". "مَا فَعَلَ كَعْبٌ" في نـ: "مَا فَعَلَ كَعْبُ بنُ مالكٍ".
===
(1)
قوله: (حتى أسرعوا) ولأبي ذر عن الكشميهني: "شرعوا" بالشين المعجمة، قال الحافظ ابن حجر: وهو تصحيف. قوله: "وَتَفَارَطَ" بالفاء والراء والطاء المهملتين، أي: فات وسبق، "قسطلاني"(9/ 452)، "توشيح"(6/ 2723).
(2)
أي: تباعد، "ك"(16/ 220).
(3)
بالنصب عطف على "ارتحل"، "قس"(9/ 452).
(4)
قوله: (إلا رجلًا مغموصًا) بالغين المعجمة والصاد المهملة، أي: مطعونًا بالنفاق ومتَّهَمًا به. قوله: "أني" بفتح الهمزة، قال الزركشي: على التعليل. قال في "المصابيح": ليس بصحيح، إنما هي وَصِلَتُها فاعلُ "أحزنني"، كذا في "قس"(9/ 452).
(5)
أي: لم يحركني في الخروج تذكره إياي، "خ".
(6)
بالصرف لإرادة الموضع، "ك"(16/ 221).
(7)
هو: عبد الله بن أنيس السلمي، "قس"(9/ 452).
بَنِي سَلِمَةَ
(1)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ
(2)
وَنَظَرُهُ فِي عِطْفَيْهِ
(3)
. فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إلَّا خَيْرًا. فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ تَوَجَّهَ قَافِلًا
(4)
حَضَرَنِي هَمِّي، وَطَفِقْتُ
(5)
أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ، وَأَقُولُ بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا، وَاسْتَعَنْتُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي، فَلَمَّا قِيلَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا
(6)
زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ أَبَدًا بِشَيْءٍ فِيهِ كَذِبٌ، فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ
(7)
(8)
.
"في عِطْفَيْهِ" في نـ: "في عِطْفِهِ". "وَطَفِقْتُ" في نـ: "فَطَفِقْتُ". "لَنْ أَخْرُجَ" في نـ: "لَمْ أَخْرُجْ".
===
(1)
بكسر اللام، "ك"(16/ 221).
(2)
تثنية برد، "قس"(9/ 452).
(3)
قوله: (ونظره في عطفيه) بكسر العين المهملة، أي: جانبيه، كناية عن كونه معجبًا بنفسه ولباسه، أو كنّى عن حسنه وبهجته، والعرب تصف الرداء بصفة الحسن وتُسَمِّيهِ عِطفًا لوقوعه على عطفي الرجل، "قس"(9/ 452). أشار إلى إعجابه بنفسه ولباسه، "ك"(16/ 221).
(4)
أي: راجعًا إلى المدينة، "قس"(9/ 452).
(5)
أخذت.
(6)
قوله: (قد أظل قادمًا) أي: دنا قدومُه كأنّ ظلَّه وقع عليه. قوله: "زاح" بالزاي والمهملة، أي: زال، "قس"(9/ 453)، "ك"(16/ 221).
(7)
أي: عزمت عليه، "ك"(16/ 222).
(8)
قوله: (فأجمعتُ صدقه) أي: جزمت به وعقدت عليه قصدي، ولابن أبي شيبة (20/ 546، رقم: 38162): "وعرفت أنه لن يُنجيني منه
وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَادِمًا، وَكَانَ إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَيَرْكَعُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ
(1)
، فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إلَيْهِ
(2)
، وَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَانِيَتَهُمْ، وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَوَكَلَ
(3)
سَرَائِرَهُمْ إلَى اللَّهِ، فَجِئْتُهُ
(4)
فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ
(5)
، ثُمَّ قَالَ:"تَعَالَ"، فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ
(6)
،
"وَيَحْلِفُونَ" في نـ: "فَيَحْلِفُونَ".
===
إلا الصدق". قوله: "وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادمًا"، أي: في رمضان، كما قاله ابن سعد، "قسطلاني" (9/ 453).
(1)
قوله: (جاءه المخلَّفون) أي الذين خلّفهم كسلُهم ونفاقهم عن غزوة تبوك، كذا في "إرشاد الساري شرح البخاري" للقسطلاني (9/ 453).
(2)
قوله: (يعتذرون إليه) أي يظهرون العذر إليه صلوات الله وسلامه عليه، "ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلًا" من منافقي الأنصار، قاله الواقدي، وأن المعذِّرين من الأعراب كانوا أيضًا اثنين وثمانين رجلًا من غفار وغيرهم، و [أنّ] عبدَ الله بن أُبيٍّ ومن أطاعه من قومه من غير هؤلاء، وكانوا عددًا كثيرًا، "قسطلاني"(9/ 453).
(3)
بفتحات مع التخفيف، "قس"(9/ 453).
(4)
قال كعب: فجئته، "قس"(9/ 453).
(5)
بفتح الضاد المعجمة، "قس"(9/ 453)، أي: الغضبان، "ك"(16/ 222).
(6)
قوله: (فجئت أمشي حتى جلست بين يديه) وعند ابن عائذ في "مغازيه": "فأعرض عنه فقال: يا نبي الله، لِمَ تُعرض عني؟ فوالله ما نافقتُ ولا ارتبتُ ولا بدَّلتُ، فقال لي: ما خلَّفك عن الغزو؟. . ." إلخ، "قسطلاني"(9/ 453).
فَقَالَ لِي: "مَا خَلَّفَكَ
(1)
أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ
(2)
ظَهْرَكَ؟ ". فَقُلْتُ: بَلَى، إنِّي وَاللَّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجَ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا
(3)
، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ
(4)
عَلَيَّ فِيهِ، إنِّي لأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ، لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ. فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا
(5)
هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ
(6)
".
فَقُمْتُ وَسَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ
(7)
فَاتَّبَعُونِي، فَقَالُوا لِي: وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبلَ هَذَا، وَلَقَدْ عَجَزْتَ أَنْ لَا تَكُونَ
"إِنِّي وَاللَّهِ" في هـ، ذ:"إِنِّي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ". "وَسَارَ" في نـ: "فَسَارَ"، وفي أخرى:"فَثَارَ"، وفي أخرى:"وَثَارَ" مصحح عليه - بالمثلثة، أي: وثبوا -.
===
(1)
أي: عن الغزو، "قس"(9/ 453).
(2)
أي: اشتريت.
(3)
قوله: (ولقد أُعطيتُ جدلًا) بفتح الجيم والدال المهملة: فصاحة وقوة كلام بحيث أخرج عن عهدة ما ينسب إليَّ بما يُقْبَلُ ولا يُرَدُّ، "قسطلاني"(9/ 453).
(4)
بكسر الجيم: أي تغضب، "قس"(9/ 453).
(5)
بتشديد الميم.
(6)
أي: ما يشاء، "قس"(9/ 453).
(7)
بكسر اللام.
اعْتَذَرْتَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا اعْتَذَرَ إلَيْهِ الْمُخَلَّفُونَ، قَدْ كَانَ كَافِيَكَ
(1)
ذَنْبَكَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَكَ، فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونِّي
(2)
(3)
حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، رَجُلَانِ، قَالَا مِثْلَ مَا قُلْتَ، فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لَكَ. فَقُلْتُ: مَنْ هُمَا؟ قَالُوا: مُرَارَةُ
(4)
بْنُ الرَّبِيعِ
(5)
الْعَمْرِيُّ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ
(6)
. فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ
"الْمُخَلَّفُونَ" كذا في ذ، وفي نـ:"الْمُتَخَلِّفُونَ". "يُؤَنِّبُونِّي" في نـ: "يُؤَنِّبُونَنِي". "الْعَمْرِيُّ" في نـ: "العَامِرِيُّ" - أنكره العلماء، "ك"(16/ 223) -.
===
(1)
بفتح الياء خبر "كان" واسمها "استغفار"، و"ذنبك" منصوب بإسقاط الخافض، أي: من ذنبك، "تن"(2/ 888).
(2)
أي: يلومونني أشد اللوم، "ك"(16/ 222).
(3)
قوله: (يؤنّبونني) بالهمزة المفتوحة فنون مشددة فموحدة مضمومة ونونين، أي: يلومونني، ولغير أبي ذر:"يؤنبوني"، "قسطلاني"(9/ 454).
(4)
قوله: (مرارة بن الربيع) بضم الميم ورائين: الأولى خفيفة. وقوله: "العمري" بفتح العين المهملة وسكون الميم نسبة إلى بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، ووقع لبعضهم:"العامري" وهو خطأ. وقوله: "ابن الربيع" هو المشهور، ووقع في رواية لمسلم (ح: 2769): "ابن ربيعة"، "فتح"(8/ 119).
(5)
أي: ضد الخريف، "ك"(16/ 223).
(6)
قوله: (وهلال بن أمية) بضم الهمزة وفتح الميم وتشديد التحتية. "الواقفي" بكسر القاف وبالفاء، كذا في "الكرماني" (16/ 223). قال القسطلاني (9/ 454): نسبة إلى بني واقف بن امرئ القيس بن مالك بن
شَهِدَا بَدْرًا
(1)
فِيهِمَا أُسْوَةٌ، فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي، وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ
(2)
مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ، فَاجْتَنَبَنَا
(3)
النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا حَتَّى تَنَكَّرَتْ
(4)
فِي نَفْسِي الأَرْضُ، فَمَا هِيَ الَّتي أَعْرِفُ
(5)
، فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، فَأَمَّا صَاحِبَايَ
(6)
فَاسْتَكَانَا
(7)
وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ، وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ
(8)
،
===
الأوس، وعند ابن أبي حاتم من مرسل الحسن:"أنّ سببَ تخلف الأول أنه كان له حائط حين زها فقال في نفسه: قد غزوتُ قبلها فلو أقمتُ عامي هذا، فلمّا تذكر ذنبه قال: اللهم إني أشهدك أني قد تصدقت به في سبيلك. وأن الثاني كان له أهل تفرقوا ثم اجتمعوا فقال: لو أقمت هذا العامَ عندهم، فلمّا تذكر ذنبه قال: اللهم لك عليَّ أن لا أرجع إلى أهلي ومالي"، انتهى.
(1)
وقد استشكل بأن أهل السير لم يذكروا واحدًا منهما فيمن شهد بدرًا، ولا يعرف ذلك في غير هذا الحديث، "قس"(9/ 454). [لكن ذكر ابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر شهودهما بدرًا، انظر: "الاستيعاب" (3/ 439، 4/ 103) و"أسد الغابة" (5/ 134 و 406) و"الإصابة" (3/ 396 و 606)].
(2)
قوله: (أيها الثلاثة) بالرفع، وهو بمعنى الاختصاص، أي متخصصين من بين سائر الناس، "قس"(9/ 454)، "ك"(16/ 223).
(3)
بفتح الموحدة، "قس"(9/ 455).
(4)
أي: تغيرت، "قس"(9/ 455).
(5)
قوله: (فما هي التي أعرف) أي: تغير كل شيء حتى الأرض، فإنها توحَّشت وصارت كأنها أرض لم أعرفها، "ك"(16/ 223 - 224). وهذا يجده الحزين والمهموم في كل شيء حتى يجده في نفسه، "قس"(9/ 455).
(6)
مُرارة وهلال، "قس"(9/ 455).
(7)
استفعل من الكون، وهو الذل والخضوع، "مجمع".
(8)
أي: أقواهم.
فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَأَطُوفُ فِي الأَسْوَاقِ، وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَآتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلَامِ عَلَيَّ أَمْ لَا
(1)
، ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ
(2)
، فَإذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلَاتِي أَقْبَلَ
(3)
إلَيَّ، وَإذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي، حَتَّى إذَا طَالَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ جَفْوَةِ
(4)
النَّاسِ مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ
(5)
جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ
(6)
وَهُوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ
(7)
، فَقُلْتُ: يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَنْشُدُكَ
(8)
بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ، فَقَالَ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"فَكُنْتُ أَخْرُجُ" في نـ: "وَكُنْتُ أَخْرُجُ". "فَأُسَارِقُهُ" في نـ: "وَأُسَارِقُهُ".
===
(1)
إنما لم يجزم بتحريك شفتيه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يكن يديم النظر إليه من الخجل، "قس"(9/ 455).
(2)
أي: أنظر إليه في خفية، "قس"(9/ 455).
(3)
أي: صلى الله عليه وسلم.
(4)
بفتح الجيم وسكون الفاء، أي: إعراضهم، "قس"(9/ 455).
(5)
أي: علوت، "قس"(9/ 455).
(6)
الحارث بن ربعي، أي: بستانه، "ك"(16/ 224)، "قس"(9/ 455).
(7)
لعموم النهي عن كلامهم، "قس"(9/ 455).
(8)
بضم الشين المعجمة، أي: أسألك بالله، "قس"(9/ 455).
اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ
(1)
، فَفَاضَتْ عَيْنَايَ وَتَوَلَّيْتُ
(2)
حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ
(3)
.
قَالَ
(4)
: فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَةِ إذَا نَبَطِيٌّ
(5)
مِنْ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّامِ مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؟ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ
(6)
، حَتَّى إذَا جَاءَنِي دَفَعَ إلَيَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ
(7)
، فَإذَا فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ! فَإنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أنَّ صَاحِبَكَ قَدْ
"مَنْ يَدُلُّ" في نـ: "مَنْ يَدُلُّنِي".
===
(1)
قوله: (فقال: الله ورسوله أعلم) قال القاضي: لعل أبا قتادة لم يقصد بها تكلُّمَه؛ لأنه منهي عن كلامه، بل أظهر اعتقاده. قال: فلو حلف: لا يكلم فلانًا، فسأله عن شيء فقال: الله أعلم، ولم يُرد جوابه ولا إسماعَه لم يحنث، "قس"(9/ 455)، "ك"(16/ 224).
(2)
أي: أدبرت.
(3)
أي: للخروج من الحائط، "ك"(16/ 224).
(4)
كعب.
(5)
قوله: (نبطي) بفتح النون والموحدة وكسر الطاء المهملة: الفلاح، والاستنباط: الاستخراج، وكان نصرانيًا ولم يسمّ، "ك"(16/ 224)، "قس"(9/ 456).
(6)
قوله: (يشيرون له
…
) إلخ، يعني ولا يتكلمون بقولهم: هذا كعب؛ مبالغة في هجره والإعراضِ عنه، "قسطلاني"(9/ 456).
(7)
قوله: (من ملك غسان) بفتح الغين المعجمة وتشديد السين المهملة وبالنون، من جملة ملوك اليمن سكنوا الشام، "ك"(16/ 225).
جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ
(1)
(2)
، فَالْحَقْ
(3)
بِنَا نُوَاسِكَ
(4)
. فَقُلْتُ لَمَّا قَرَأْتُهَا
(5)
: وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلَاءِ، فَتَيَمَّمْتُ
(6)
بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهَا
(7)
، حَتَّى إذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنَ الْخَمْسِينَ إذَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(8)
يَأْتِينِي فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ
"رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "رَسُولٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
===
(1)
بكسر المعجمة، أي: حيث يضيع حقك.
(2)
قوله: (لم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة) بفتح الميم وكسر المعجمة وسكونها وفتح التحتية لغتان، أي موضع وحال يضاع فيه حقك، كذا في "الكرماني" (16/ 225 - 226). قال في "النهاية" (3/ 108): المضيعة بكسر ضاد كمعيشة، من الضياع: الاطِّراحُ والهوان، كأنَّه فيه ضائع، انتهى.
(3)
بفتح الحاء المهملة، "قس"(9/ 456).
(4)
بضم النون وكسر السين المهملة من المواساة، "قس"(9/ 456)، "تو"(6/ 2724).
(5)
أنث على إرادة الصحيفة، "قس"(9/ 456).
(6)
أي: قصدت.
(7)
هذا يدل على قوة إيمانه وشدة محبته لله ورسوله على ما لا يخفى، "قس"(9/ 456).
(8)
قوله: (إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال الواقدي: هو خزيمة بن ثابت، قال: وهو الرسول إلى مرارة وهلال بذلك. ولأبي ذر: "إذا رسول لرسول الله صلى الله عليه وسلم"، "قس"(9/ 456).
تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ
(1)
، فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ قَالَ: لَا بَلِ اعْتَزِلْهَا
(2)
وَلَا تَقْرَبْهَا. وَأَرْسَلَ إلَى صَاحِبَيَّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي: الْحَقِي بِأَهْلِكِ فَتَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي هَذَا الأَمْرِ.
قَالَ كَعْبٌ: فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ؟ قَالَ:"لَا وَلَكِنْ لَا يَقْرَبُكِ". قَالَتْ: إنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ إلَى شَيْءٍ، وَاللَّهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إلَى يَوْمِهِ هَذَا، فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي
(3)
: لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي امْرَأَتِكَ كَمَا
"لَا يَقْرَبُكِ" في نـ: "لَا يَقْرَبَنَّكَ".
===
(1)
قوله: (أن تعتزل امرأتك) عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية الأنصارية، أو هي زوجته الأخرى: خيرة، بفتح المعجمة بعدها تحتانية ساكنة، "قسطلاني"(9/ 456).
(2)
بكسر الزاي مجزوم، "قس"(9/ 456).
(3)
قوله: (فقال لي بعض أهلي) قال في "الفتح": لم أقف على اسمه. واستشكل هذا مع نهيه صلى الله عليه وسلم الناسَ عن كلام الثلاثة. وأجيب بأنه عبر عن الإشارة بالقول، يعني فلم يقع الكلام اللساني وهو المنهي عنه، قاله ابن الملقن. قال في "المصابيح": وهذا بناء منه على الوقوف عند اللفظ واطّراحِ جانب المعنى، وإلا فليس المقصود بعدم المكالمة عدم النطق باللسان فقط، بل المراد هو وما كان بمثابته من الإشارة المفهمة لما يفهمه القولُ باللسان. وقد يجاب بأن النهي كان خاصًا بمن عدا زوجته ومن جرت عادته بخدمته إياه من أهله. ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما حظر على زوجة هلال غشيانه إياها وأذن لها في خدمته، ومعلوم أنه لا بد في ذلك من مخالطة
أَذِنَ لاِمْرَأَةِ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يُدْرِينِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ
(1)
، فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ حَتَّى كَمُلَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَلَامِنَا
(2)
، فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتي ذَكَرَ اللَّهُ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي، وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى
(3)
(4)
عَلَى جَبَلٍ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ، أَبْشِرْ. قَالَ: فَخَرَرْتُ سَاجِدًا
(5)
،
"سَمِعْتُ" في نـ: "فَسَمِعْتُ".
===
وكلام، فلم يكن النهي شاملًا لكل أحد، وإنما هو شامل لمن لا تدعو حاجة هؤلاء إلى مخالطته وكلامه من زوجة وخادم ونحو ذلك، والله أعلم، فلعل الذي كلّم كعبًا من أهله، وهو ممن لم يشمله النهي فتأمله، "قس"(9/ 456، 457)، أو الذي كلّمه بذلك كان منافقًا، "ف"(8/ 121).
(1)
أي: قويٌّ على خدمة نفسي.
(2)
أيها الثلاثة، "قس"(9/ 457).
(3)
صَعِدَ.
(4)
قوله: (أوفى) بالفاء مقصورًا أي: أشرف، و"سلع" بفتح السين وسكون اللام. قوله:"أبشر" بهمزة قطع. وعند الواقدي: وكان الذي أوفى على جبل سلع أبا بكر الصديق فصاح: قد تاب الله على كعب. قوله: "وآذن" بالمد وفتح المعجمة، أي: أعلم. وللكشميهني بغير مَدٍّ وكسر المعجمة، "ف"(8/ 121)، "قس"(9/ 457).
(5)
شكرًا لله.
وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ، وَآذَنَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَّا، وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ، وَرَكَضَ
(2)
إلَيَّ رَجُلٌ
(3)
فَرَسًا، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ
(4)
فَأَوْفَى
(5)
عَلَى الْجَبَلِ، وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ
(6)
يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ
(7)
، فَكَسَوْتُهُ إيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ، وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيرَهُمَا
(8)
يَؤمَئِذٍ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا، وَانْطَلَقْتُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا
(9)
"يُبَشِّرُونَّا" في نـ: "يُبَشِّرُونَنَا". "وَرَكَضَ إِلَيَّ رَجُلٌ" في نـ: "وَرَكَضَ رَجُلٌ إِلَيَّ". "وَكَانَ الصَّوْتُ" في نـ: "فَكَانَ الصَّوْتُ".
===
(1)
بالمد: أعلم.
(2)
أي: استحث.
(3)
هو الزبير بن العوام، "تو"(6/ 2725).
(4)
قوله: (وسعى ساعٍ من أسلم) هو حمزة بن عمرو الأسلمي، رواه الواقدي، وعند ابن عائذ: أنّ اللذَين سعيا: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، لكنه صدّره بقوله: زعموا، "قس"(9/ 457).
(5)
أي: أشرف واطَّلع، "تو"(6/ 2725).
(6)
أي: حمزة الأسلمي، "قس"(9/ 457).
(7)
بتشديد الياء بالتثنية، "قس"(9/ 457).
(8)
قوله: (ما أملك غيرهما) أي: من الثياب وإلا قد كان له مال، صرّح به فيما يأتي. قوله:"واستعرت ثوبين" أي: من أبي قتادة، كما عند الواقدي، "قسطلاني"(9/ 457، 458).
(9)
أي: جماعة جماعة.
يُهَنِّئُونِّي بِالتَّوْبَةِ، يَقُولُونَ: لِتَهْنِكَ
(1)
تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ.
قَالَ كَعْبٌ: حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإذَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ إلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
(2)
يُهَرْوِلُ
(3)
حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي، وَاللَّهِ مَا قَامَ إلَيَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرينَ غَيْرُهُ، وَلَا أَنْسَاهَا
(4)
لِطَلْحَةَ، قَالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ: "أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ
(5)
". قَالَ: قُلْتُ: أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
(6)
". . . . . . . . . .
"يُهَنِّئُونِّي" في ذ: "يُهَنِّئُونَنِي". "فَإذَا برَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "فَإذَا رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
قوله: (لتهنك) بكسر النون، وزعم ابن التين أنه بفتحها، "ف"(8/ 122)؛ لأن أصله "تهنأ" بفتح النون، "د".
(2)
أحد العشرة.
(3)
أي: يسير يين المشي والعدو، "قس"(9/ 458).
(4)
قوله: (ولا أنساها) أي: هذه الخصلة لطلحة، وهي بشارته إيّاي [بالتوبة، أي:] لا أزال أذكر إحسانه، "قس"(9/ 458).
(5)
قوله: (بخير يوم مَرَّ عليك منذ ولدتك أمك) أي: سوى يوم إسلامه، وهو مستثنى تقديرًا وإن لم ينطق به، أو أنّ يومَ توبته مكمِّل ليوم إسلامه، فيوم إسلامه بداية سعادته، ويوم توبته مكمِّل لها، فهو خير من جميع أيامه وإن كان يوم إسلامه خيرها، فيوم توبته المضاف إلى يوم إسلامه خير من يوم إسلامه المجرَّد عنها، "قسطلاني"(7/ 458).
(6)
زاد ابن أبي شيبة (20/ 549، رقم: 83162): "أنتم صدقتم الله فصدقكم"، "قس"(9/ 458).
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا سُرَّ
(1)
اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ
(2)
، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ: يَا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ
(3)
مِنْ مَالِي صَدَقَةً
(4)
إلَى اللَّهِ
(5)
وَإلَى رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمْسِكْ
(6)
عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: فَإنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ إنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ، وَإنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْلَاهُ
(7)
اللَّهُ فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ
"نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ" في نـ: "نَعْرِفُ ذَلِكَ فِيهِ". "وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ" في ذ: "وَإِلَى رَسُولِهِ".
===
(1)
بضم السين مبنيًّا للمفعول.
(2)
قوله: (قطعة قمر) قيل: شبّهه بقطعة منه لا بكله، مع أن المعهود في التشبيه الثاني؛ لأن القصد الإشارة إلى موضع الاستنارة وهو الجبين، وفيه يظهر السرور، فناسب أن يشبه ببعض القمر، كذا في "التوشيح" (6/ 2725). قيل: قال: "قطعة" احترازًا من السواد الذي في القمر، كذا في "القسطلاني"(9/ 458).
(3)
أي: أخرج، "قس"(9/ 458).
(4)
حال أو مفعول على تضمين الخلع معنى التصدق، "تو"(6/ 2726).
(5)
أي: صدقة خالصة لله ولرسوله، فإلى بمعنى اللام، "قس"(9/ 458).
(6)
أي: قاله خوفًا عليه من تضرره بالفقر وعدم صبره، "قس"(9/ 458).
(7)
بالموحدة الساكنة، أي: أنعم عليه، "قس"(9/ 458).
ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى يَومِي هَذَا أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلانِي
(1)
، وَمَا تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا، وَإنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيتُ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ
(2)
وَالْمُهَاجِرِينَ} إلَى قَوْلِهِ: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 117 - 119]، فَوَاللهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ أَنْ هَدَانِي لِلإسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ
(3)
،. . . . . . . . . .
"إلَى يَومِي هَذَا" سقط في نـ. "وَمَا تَعَمَّدْتُ" في نـ: "مَا تَعَمَّدْتُ" بإسقاط الواو. "عَلَى رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "عَلَى رَسُولِهِ". " {وَالْمُهَاجِرِينَ} " زاد بعده في نـ: " {وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} ". "بَعْدَ أَنْ هَدَانِي" في هـ، ذ:"بَعْدَ إِذْ هَدَانِي". "مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
===
(1)
قوله: (أحسن مما أبلاني) أي: مما أنعم، وفيه نفي الأفضلية لا نفي المساواة؛ لأنه شاركه في ذلك هلال ومُرارة، "قس"(9/ 459).
(2)
قوله: ({لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ}) أي: تجاوز عنه إذنَه للمنافقين في التخلف كقوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: 43]. قوله: " {وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} " فيه حثٌّ للمؤمنين على التوبة، وأنه ما من مؤمن إلا وهو محتاج إلى التوبة والاستغفار حتى النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار، "قس"(9/ 459).
(3)
قوله: (أن لا أكون كذَبتُه) قال القاضي: كذا في الصحيحين، والمعنى: أن أكون كذبته، و"لا" زائدة كقوله تعالى:{مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12]، كذا في "التنقيح" (2/ 890). قال الكرماني (16/ 228): هو بدل "من صدقي"، أي: ما أنعم أعظم من عدم كذبي ثم عدم هلاكي، انتهى.
فَأَهْلِكَ
(1)
كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا، فَإنَّ اللَّهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أُنْزِلَ الْوَحْيُ شَرَّ مَا قَالَ لأَحَدٍ
(2)
، فَقَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى:{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ} إلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 95 - 96].
قَالَ كَعْبٌ: وَكُنَّا تَخَلَّفْنَا
(3)
أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَلَفُوا لَهُ، فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَأَرْجَأَ
(4)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ، فَبذَلِكَ قَالَ اللَّهُ:{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} ، وَلَيْسَ لِلَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ مِمَّا خَلَّفْنَا عَنِ الْغَزْوِ، وَإنَّمَا هُوَ تَخْلِيفُهُ إيَّانَا وَإرْجَاؤُهُ
(5)
أَمْرَنَا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ وَاعْتَذَرَ إلَيْهِ، فَقَبِلَ مِنْهُ. [راجع: 2757].
"فَقَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى" في نـ: "فَقَالَ الله". "وَلَيْسَ لِلَّذِي" في نـ: "وَلَيْسَ الَّذِي" مصحح عليه. "مِمَّا خُلِّفْنَا" في نـ: "مِمَّنْ خُلِّفْنَا". "وَإِنَّمَا هُوَ" في قتـ: "إِنَّمَا هُوَ".
===
(1)
بكسر اللام والنصب، "قس"(9/ 459)، وحكي فتحها، "ك"(16/ 228).
(2)
قوله: (شَرَّ ما قال لأحد) أي: قال قولًا شرَّ ما قال بالإضافة، أي: شرَّ القول الكائن للناس، "قس"(9/ 459).
(3)
قوله: (تُخُلِّفْنا) بضم أوله وكسر اللام، وفي رواية مسلم (ح: 2769) وغيره: "خُلِّفْنَا" بضم المعجمة من غير شيء قبلها، "فتح"(8/ 123).
(4)
بالجيم والهمزة، أي: أخّر، "قس"(9/ 459).
(5)
قوله: (وإرجاؤه) أي: تأخيره "أمرنا عمن حلف له" صلى الله عليه وسلم. "واعتذر إليه فقبل منه" صلى الله عليه وسلم اعتذارَه، والمراد على قوله أنهم خُلِّفوا عن التوبة لا عن الغزو.
80 - بَابُ نُزُولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْحِجْرَ
(1)
4419 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(4)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(6)
بِالْحِجْرِ
(7)
قَالَ
(8)
: "لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
(9)
،
"بَابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ".
===
وقد أخرج المصنف حديث غزوة تبوك وتوبة الله على كعب في عشرة مواضع مطولًا ومختصرًا، وسبق بعضها، ويأتي منها إن شاء الله تعالى في "الاستئذان" (برقم: 2556) و"الأحكام"(برقم: 7225)، وأخرجه مسلم في "التوبة" (ح: 2769)، وأبو داود في "الطلاق" (ح: 2202)، وكذا النسائي (ح: 3422 وما بعده)، [و"الترمذي" (ح: 3102)]، "قس"(9/ 459 - 460).
(1)
قوله: (الحجر) بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم، وهي منازلُ ثمودَ قومِ صالحٍ عليه السلام بين المدينة والشام عند وادي القرى، "قس"(9/ 460)، "ك"(16/ 229).
(2)
المسندي.
(3)
ابن همَّام.
(4)
هو ابن راشد.
(5)
ابن عبد الله.
(6)
أي: في غزوة تبوك، "قس"(9/ 460).
(7)
ديار ثمود كما مر.
(8)
لأصحابه.
(9)
أي: بالكفر.
أَنْ يُصِيبَكُمْ
(1)
مَا أَصَابَهُمْ إلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ". ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى جَازَ الْوَادِيَ. [راجع: 433، أخرجه: س في الكبرى 11270، تحفة: 6942].
4420 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ
(2)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَأصْحَابِ الْحِجْرِ
(3)
(4)
: "لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ
"جَازَ الْوَادِيَ" في نـ: "أَجَازَ الْوَادِيَ".
===
(1)
قوله: (أن يصيبكم) بفتح الهمزة مفعول له، أي: مخافة الإصابة، أو: لئلا يصيبكم "ما أصابهم" من العذاب "إلا أن تكونوا باكين". قوله: "ثُمَّ قَنَّع رأسه" بفتح القاف والنون مشددة، أي: سَتَرَ صلى الله عليه وسلم رأسه بردائه. قوله: "جاز الوادي" بالجيم والزاي، أي: قطعه، كذا في "القسطلاني"(9/ 460).
ومرّ الحديث [برقم: 3380، 3381] في "كتاب الأنبياء"، وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها، وبه المطابقة للترجمة. والظاهر من دلالة الحديثين أن النهي الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا" المراد منه الدخولُ في بيوتهم، والاستقرارُ فيها كهيئتهم والانتفاعُ بآثارهم الباقية، كالشُّربِ من ماء بئرهم والاستقاءِ منها ونحوِ ذلك، وإلا فالنزول في أرضهم جائز عند الحاجة، كما يدل عليه الحديث السابق في "كتاب الأنبياء"، والله أعلم بالصواب.
(2)
الإمام.
(3)
قوله: (لأصحاب الحجر) أي عن أصحاب الحجر، فاللام بمعنى عن، أو قال: عند أصحاب الحجر المعذبين، كذا في "القسطلاني"(9/ 460 - 461).
(4)
أي: الصحابة الذين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع، فأضيف
الْمُعَذَّبِينَ
(1)
إلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ
(2)
مِثْلُ
(3)
مَا أَصَابَهُمْ
(4)
". [راجع: 433].
81 - بَابٌ
(5)
4421 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ
(6)
، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ
(7)
، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ
(8)
، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبيهِ مُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقُمْتُ أَسْكُبُ
(9)
عَلَيْهِ الْمَاءَ
(10)
- لَا أَعْلَمُهُ قَالَ: إلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ -،
"مُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ" كذا في ذ، وفي نـ:"الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ". "حَاجَتِهِ" في نـ: "حَاجَاتِهِ". "قَالَ: إِلَّا" في نـ: "إِلَّا قَالَ".
===
إلى الحجر بملابسة عبورهم عليه، "ك"(16/ 230).
(1)
بفتح الذال المعجمة: ثمود، "قس"(9/ 461).
(2)
أي: مخافة أن يصيبكم، "قس"(9/ 461).
(3)
بالرفع، "قس"(9/ 461).
(4)
من العقاب، "قس"(9/ 461).
(5)
قوله: "بابٌ" بالتنوين بلا ترجمة، وهو كالفصل لما قبله، فإنه يتعلق بغزوة تبوك، كما أن "باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم[الحِجْرَ] " متعلق به أيضًا، "الخير الجاري"، [انظر "العيني" (12/ 381)].
(6)
ابن سعد.
(7)
الماجشون.
(8)
ابن مطعم.
(9)
أصُبُّ.
(10)
حين فرغ من حاجته.
فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ عَلَيْهِ كُمُّ الْجُبَّةِ، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ جُبَّتِهِ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ
(1)
. [راجع: 182].
4422 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
(3)
، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ
(4)
قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ، حَتَّى إذَا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: "هَذِهِ طَابَةُ
(5)
، وَهَذَا أُحُدٌ، جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ
(6)
". [راجع: 1481].
4423 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجَعَ
"كُمُّ الْجُبَّةِ" في هـ، ذ:"كُمَّا الْجُبَّةِ". "قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى" في ذ: "عَنْ عَمْرِو بنِ يَحْيَى". "مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ" في نـ: "فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ" مصحح عليه.
===
(1)
مرَّ الحديث [برقم: 182] في "الوضوء".
(2)
ابن بلال، "قس"(9/ 461).
(3)
الساعدي.
(4)
الساعدي عبد الرحمن أو المنذر، صحابي مشهور، "قس"(9/ 462)، "مق" (ص: 238)، "ت" (رقم: 8065).
(5)
قوله: (طابة) هي اسم من أسماء المدينة، وسُميت لطيبها لساكنها، "عيني"(7/ 578).
(6)
هو على الحقيقة، أو: المراد أهله، ومرَّ مرارًا، ومرَّ (برقم: 1872) في "الحج".
(7)
ابن المبارك.
مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ فَدَنَا
(1)
مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: "إنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إلَّا كَانُوا مَعَكُمْ
(2)
". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ:
(3)
"وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ
(4)
". [راجع: 2838، تحفة: 708].
82 - كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلَى كِسْرَى
(5)
وَقَيْصَرَ
(6)
4424 -
حَدَّثَنَا إسْحَاقُ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إبْرَاهِيمَ قَالَ:
"كتاب النبي" في نـ: "بابٌ، كتاب النبي". "حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ" في نـ: "أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ".
===
(1)
قرب.
(2)
قوله: (كانوا معكم) أي: في حكم النية والثواب، وفيه دليل على أن المعذور له ثواب الفعل إذا تركه للعذر، كذا في "الكرماني"(16/ 231).
(3)
صلى الله عليه وسلم.
(4)
مرَّ الحديث [برقم: 2838، 2839] في "الجهاد".
(5)
قوله: (إلى كسرى) بفتح الكاف وكسرها، وهو اسم ملك الفرس، كذا في "الكرماني" (16/ 231). قال صاحب "القاموس" (ص: 437): كِسْرى، ويُفْتَح: ملِكُ الفرس، معرَّبُ خُسْرَوْ، أي: واسع المُلك، انتهى. قال القسطلاني (9/ 462): اسمه إبرويز بن هرمز بن أنوشروان، وهو كسرى الكبير المشهور، لا أنوشروان؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أخبره بأن ابنه يقتله، والذي قتله ابنُه هو إبرويز، انتهى.
(6)
هو لقب مَلِك الروم وفي ذلك الوقت كان هرقل، "ك"(16/ 232).
(7)
هو ابن راهويه، "قس"(9/ 463).
حَدَّثَنَا أَبِي
(1)
، عَنْ صَالِحٍ
(2)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بكِتَابِهِ
(4)
إلَى كِسْرَى مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ
(5)
، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ
(6)
، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ
(7)
- فَحَسِبْتُ
(8)
أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ -: فَدَعَا عَلَيْهِمْ
(9)
"فَلَمَّا قَرَأَهُ" كذا في هـ، وفي نـ:"فَلَمَّا قَرَأَ". "فَدَعَا عَلَيْهِمْ" في سـ، ذ:"فَدَعَا عَلَيْهِ".
===
(1)
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم.
(2)
ابن كيسان.
(3)
الزهري.
(4)
قوله: (بعث بكتابه) وكان مكتوبًا فيه على ما ذكره الواقدي فيما نقله صاحب "عيون الأثر": " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس! سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله. أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة؛ لأنذر من كان حيًا ويَحِقَّ القولُ على الكافرين، أسلِم تسلَم، فإن أبيتَ فعليك إثم المجوس"، قاله القسطلاني (9/ 463). أي الذين هم أتباعك، "طيبي"(7/ 348).
(5)
القرشي وكان من المهاجرين الأولين، "قس"(9/ 463).
(6)
هو: المنذر بن ساوى نائب كسرى على البحرين، فتوجه عبد الله بن حذافة إليه فأعطاه إياه، "قس"(9/ 463).
(7)
بالزاي والقاف، أي: قطّعه، "قس"(9/ 463).
(8)
قائله الزهري بالسند السابق، "قس"(9/ 463).
(9)
أي: على كسرى وجنوده، "قس"(9/ 463).
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا
(1)
(2)
كُلَّ مُمَزَّقٍ
(3)
. [راجع: 64].
4425 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ
(5)
، عَنِ الْحَسَنِ
(6)
، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ
(7)
قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامَ الْجَمَلِ
(8)
، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ
"كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ" في ذ: "كِدْتُ أَلْحَقُ".
===
(1)
قوله: (أن يمزَّقوا كلَّ ممزَّق) بفتح الزاي فيهما، أي: يتفرقوا ويتقطعوا، فاستجاب الله دعاءه صلى الله عليه وسلم فسلّط على كسرى ابنَه شيرويه فمزق بطنه فقتله، ولم يقم لهم بعد ذلك أمر نافذٌ، وأدبر عنهم الإقبالُ حتى انقرضوا بالكلية في خلافة عمر رضي الله عنه، كذا في "القسطلاني"(9/ 463).
قال الطيبي (7/ 350) والقاري (7/ 472) نقلًا عن التوربشتي: والذي مزّق كتابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إبرويز بن هرمز بن أنوشروان، قتله ابنُه شيرويه، ثم لم يلبث بعد قتله إلا ستة أشهر، يقال: إن إبرويز لما أيقن بالهلاك - وكان مأخوذًا عليه - فتح خزانة الأدوية وكتب على حُقَّةِ السَّمِّ: الدواء النافع للجماع، وكان ابنه مولعًا بذلك فاحتال في هلاكه، فلما قتل أباه فتح الخزانة فرأى الحقة فتناول منها، فمات من ذلك السم، انتهى، وكذا في "المجمع"(4/ 587) أيضًا، ومرَّ الحديث (برقم: 64) في "كتاب العلم".
(2)
أي: يُفرقوا كل نوع من التفريق، "مرقاة"(12/ 66).
(3)
مصدر ميمي كالتمزيق، "ط"(7/ 348).
(4)
المؤذن البصري.
(5)
بفتح المهملة والفاء، "ك"(16/ 232).
(6)
البصري.
(7)
نفيع بن الحارث، "قس"(9/ 464).
(8)
قوله: (أيام الجمل) متعلق بقوله: "نفعني"، وأيام الجمل وقعة
فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ، قَالَ
(1)
: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا
(2)
عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى
(3)
قَالَ: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً
(4)
". [طرفه: 7099، أخرجه: ت 2262، س 5388، تحفة: 11660].
4426 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(6)
قَالَ:
===
وقعت بالبصرة بين علي وعائشة رضي الله عنهما سنة ست وثلاثين، وكانت عائشة يومئذ على الجمل فَسُمِّيَتْ به. و"أصحاب الجمل" يعني عسكره، قاله الكرماني (16/ 232). ولم تكن عائشة ولا غيرها طالبين الإمارة والخلافة، بل طلبوا دَمَ عثمان مِنْ قَتَلَته، وكان علي ينتظر من أولياء عثمان رضي الله عنه أن يتحاكموا، فماذا ثبت على أحد أنه قتل عثمان اقتُصّ منه، فاختلفوا بحسب ذلك، وخشي من نسب إليهم القتل أن يصطلحوا على قتلهم فَأَنْشَبُوا الحرب بينهم إلى أن كان ما كان، كذا في "الفتح"(13/ 56).
(1)
"قال" أبو بكرة مفسرًا لقوله: "نفعني الله بكلمة"، "قس"(9/ 464).
(2)
بتشديد اللام، "قس"(9/ 464)، أي: جعلوها ملكة، "خ".
(3)
هي بوران بنت شيرويه.
(4)
قوله: (ولّوا أمرهم امرأة) قال القسطلاني (9/ 464): مذهب الجمهور أن المرأة لا تلي الإمارة والقضاءَ، وأجازه الطبري، وهي رواية عن مالك، وعن أبي حنيفة تلي الحكم فيما تجوز فيه شهادة النساء، انتهى.
فإن قلت: ما وجه تعلقه بالترجمة؟ قلت: هو من تتمة قصة كتاب كسرى حيث مزّقه وقتله ابنُه، ثم مات الابن بالسم الذي دَسَّه أبوه له، ثم جَعَلَ البنتَ ملكة، كذا في "الكرماني"(16/ 232).
(5)
المديني.
(6)
ابن عيينة.
سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ يَقُولُ: أَذْكُرُ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ الْغِلْمَانِ
(1)
إلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ
(2)
نَتَلَقَّى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
. وَقَالَ سُفْيَانُ
(4)
مَرَّةً: مَعَ الصِّبْيَانِ
(5)
. [راجع: 3083].
4427 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(7)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ: أَذْكُرُ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ نَتَلَقَّى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ مَقْدَمَهُ
(8)
مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ
(9)
. [راجع: 3083].
"عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ" في ذ: "يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّائِبَ"، وفي نـ:"قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "عَنِ السَّائِبِ" في نـ: "عَنِ السَّائِبِ بنِ يَزِيدَ".
===
(1)
الصبيان.
(2)
قوله: (ثَنِيَّة الوداع) الثنية: هي ما ارتفع من الأرض، أو هي الطريق في الجبل، وسميت بذلك لأنه صلى الله عليه وسلم ودّع بها بعض المقيمين بالمدينة في بعض أسفاره، "قسطلاني"(9/ 465).
(3)
أي: عند قدومه من تبوك كما سيجيء.
(4)
بالسند السابق، "قس"(9/ 465).
(5)
بدل قوله: "الغلمان"، وهما بمعنى، "قس"(9/ 465).
(6)
المسندي.
(7)
هو ابن عيينة.
(8)
أي: زمان قدومه. فإن قلت: كيف يناسب الترجمة؟ قلت: التوجه إلى مملكة [قيصر] يقتضي التدبير في تسخيره ببعث الكتاب إليه ونحوه، فهما متلازمان عادة، "ك"(16/ 233).
(9)
قال في "الفتح"(8/ 129): وفي إيراد هذا الحديث هنا إشارة إلى
83 - بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَوَفَاتِهِ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {إِنَّكَ مَيِّتٌ
(1)
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ
(2)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
(3)
} [الزمر: 30، 31].
4428 -
وَقَالَ يُونُسُ
(4)
: عَنِ الزُّهْريِّ
(5)
قَالَ عُرْوَةُ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: "يَا عَائِشَةُ
"مَيِّتُونَ" بعده في نـ: "الآية"، وسقط ما بعده. "وَقَالَ يُونُسُ" في ذ:"فَقَالَ يُونُسُ". "وَقَالَتْ عَائِشَةُ" في نـ: "قَالَتْ عَائِشَةُ".
===
أن إرسال الكتب إلى الملوك كان في سنة غزوة تبوك، وهي سنة تسع، كذا في "قس" (9/ 465) ومرَّ الحديث (برقم: 3083) في "الجهاد".
(1)
أي: ستموت، "قس"(9/ 465).
(2)
تغليبًا للمخاطب على الغيب - جمع غائب -، "بيض"(2/ 325).
(3)
قوله: (عند ربكم تختصمون) فتحتج عليهم بأنك كنت على الحق في التوحيد، وكانوا على الباطل في التشريك، واجتهدتَ في التبليغ والإرشاد، وَلَجّوا في التكذيب والعناد، ويعتذرون بالأباطيل، مثل:"أطعنا سادَتَنا، ووجدنا آباءنا". وقيل: المراد به الاختصام العامّ يخاصم الناسُ بعضهم بعضًا فيما دار بينهم في الدنيا، كذا في "البيضاوي" (2/ 325). وفي "القسطلاني" (9/ 466): قالت الصحابة رضي الله عنهم: ما خصومتنا ونحن إخوان؟ فلما قتل عثمان قالوا: هذه خصومتنا، انتهى.
(4)
ابن يزيد الأيلي، فيما وصله البزار والحاكم (3/ 58)، "قس"(9/ 466).
(5)
هذا التعليق وقع هنا في المنقول عنه، وعليه شرح القسطلاني، وفي بعض النسخ وقع بعد حديثي الباب عقيب حديث ابن عباس.
مَا أَزَالُ أَجِدُ
(1)
أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانَ
(2)
وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي
(3)
مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ
(4)
". [تحفة: 16724].
4429 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(5)
، عَنْ عُقَيْلٍ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(7)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(8)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(9)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بنْتِ الْحَارِثِ
(10)
قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِـ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} ،
"قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ" في نـ: "قَالَ: قَالَتْ: سمِعْتُ النَّبِيَّ".
===
(1)
أي: أحس الألم في جوفي بسبب الطعام المسموم الذي أكلت بخيبر، ومرَّ بيانه (برقم: 4249) في "غزوة خيبر".
(2)
فيه الضم على الخبر للمبتدإ وهو "هذا"، والنصب على الظرف، وقيل: لا يجوز إلا ذلك وبني على الفتح لإضافته إلى مبني وهو الفعل الماضي؛ لأن المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد، "تنقيح"(2/ 891).
(3)
قوله: (أبهري) بفتح الهمزة والهاء وسكون الموحدة: عِرقٌ إذا انقطع مات صاحبه، وهما أبهران يخرجان من القلب ثم ينشعب منهما سائر الشَّرَايِين، وقيل: عرق في الصلب متصل بالقلب. و"السُّم" بالفتح والضم، قاله الكرماني (16/ 234).
(4)
بفتح السين وضمها، "قس"(9/ 466).
(5)
ابن سعد.
(6)
ابن خالد.
(7)
محمد بن مسلم الزهري.
(8)
أحد الفقهاء السبعة.
(9)
ابن عتبة بن مسعود، "قس"(9/ 467).
(10)
الهلالية زوجة عباس وأم عبد الله أيضًا.
ثُمَّ مَا صَلَّى لَنَا بَعْدَهَا حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. [راجع: 763].
4430 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(1)
، عَنْ أَبِي بِشْرٍ
(2)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ
(3)
، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ، فَقَالَ: إنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ، فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] فَقَالَ: أَجَلُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ إيَّاهُ، فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إلَّا مَا تَعْلَمُ
(4)
. [راجع: 3627].
"فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا" في نـ: "قَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا". "إِلَّا مَا تَعْلَمُ" زاد هنا في بعض النسخ: "حَدَّثَنَا حِبَّانُ، أَنَا عبدُ اللَّهِ، أَنَا يُونُسُ، عنِ ابنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ
===
(1)
ابن الحجاج، "قس"(9/ 467).
(2)
اسمه جعفر، "ك"(16/ 234).
(3)
قوله: (يدني ابنَ عباس) أي: يقرِّبه. قوله: "إن لنا أبناء مثلَه" أي في السن فلم تدنهم. قوله: "إنه من حيث تعلم" أي: تقديمه من جهة علمك بأنه من أهل العلم وفضلائهم، أو من جهة قرابته صلى الله عليه وسلم. قوله:"فسأله عمر. . ." إلخ، بعد أن سألهم، فمنهم من قال: فتح المدائن، ومنهم من سكت، فقال ابن عباس مجيبًا: هو أَجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا ملتقط من "قس"(9/ 467)، "ك" (16/ 234). ومرَّ الحديث (برقم: 4294). وقوله: "وقال يونس" المعلق السابق بعد قوله: "تختصمون" مؤخر في رواية أبي ذر، واقع بعد قوله:"إلا ما تعلم"، وأيضًا يوجد في بعض النسخ هنا: حدثنا حبان
…
إلى آخر الحديث، وسيجيء في هذه النسخة (برقم: 4439) موافقًا لأكثر النسخ.
(4)
مرَّ (برقم: 3627).
4431 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ
(2)
؟ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ
(3)
فَقَالَ: "ائْتُونِي
(4)
أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَن تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا". فَتَنَازَعُوا
(5)
- وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ - فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ، أَهَجَرَ
(6)
؟
إِذَا اشتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْثِهِ بالمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عَنهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا اشتَكَى وَجَعَهُ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ طفِقْتُ أَنْفُثُ عَلَيهِ بِالمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفُثُ وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ. [راجع: 3627] "، وسيجيء (برقم: 4439).
"حَدَّثَنَا سُفْيَانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ". "لَنْ تَضِلُّوا" في هـ، ذ:"لا تَضِلُّونَ". "أَهَجَرَ" في نـ: "أَهْجَرَ"، وفي نـ:"أَهُجْرًا".
===
(1)
ابن سعيد.
(2)
قوله: (يوم الخميس) برفع يوم خبر مبتدأ محذوف، ومراده التعجب وشدة الأمر وتفخيمه، كما مرَّ (برقم: 3053) في "الجهاد"، [انظر:"العيني"(12/ 387)].
(3)
أي: مرضه.
(4)
زاد في "العلم"(برقم: 114): "بكتاب".
(5)
قوله: (فتنازعوا) فقال بعضهم: نكتب لما فيه من امتثال الأمر وزيادة الإيضاح، وقال عمر: حسبنا كتاب الله، والأمر ليس للوجوب بل للإرشاد إلى الأصلح، "قس" (9/ 468). قال في الفتح (1/ 209): ولو كان واجبًا لم يتركه لاختلافهم، ومرَّ بيانه (برقم: 114) في "العلم".
(6)
قوله: (أَهَجَرَ) بإثبات همزة الاستفهام وفتح الهاء والجيم والراء، ولبعضهم:"أَهُجْرًا" بضم الهاء وسكون الجيم والتنوين، مفعول لفعل مضمر أي: قال: هجرًا، وهو الهذيان الذي يقع من كلام المريض الذي لا ينتظم،
اسْتَفْهِمُوهُ
(1)
؟ فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَنهُ. فَقَالَ: "دَعُونِي
(2)
، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ
(3)
خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونَنِي إلَيْهِ
(4)
". وَأَوْصَاهُمْ بِثَلَاثٍ
(5)
، قَالَ: "أَخْرِجُوا
"يَرُدُّونَ" في نـ: "يَرُدُّوا". "يَرُدُّونَ عَنهُ" كذا في ذ، في نـ: "يَرُدُّونَ عَلَيهِ
(6)
". "تَدْعُونَنِي" في نـ: "تَدْعُونِّي". "قَالَ: أَخْرِجُوا" في نـ: "أَخْرِجُوا".
===
وهذا مستحيل وقوعُه من المعصوم صحةً ومرضًا، قاله القسطلاني (9/ 468).
قال الكرماني (16/ 235): قال النووي: هو بهمزة الإنكار، أي: أنكروا على من قال: لا تكتبوه، أي: لا تجعلوا أمره كأمر من يهذي في كلامه، وإن صح بدون الهمزة فهو أنه لما أصابه من الحيرة والدهشة؛ لعظيم ما شاهده من هذه الحالة الدالة على وفاته وعظيم المصيبة، وأجري الهجر مجرى شدة الوجع مجازًا، أو هو من الهجر ضد الوصل، أي يهجر من الدنيا، وأطلق بلفظ الماضي لما رأوا فيه من علامات [الهجر] من دار الفناء، وفي بعضها:"أهجر" من باب الإفعال، انتهى. ومرَّ بعض بيانه (برقم: 3053)، من "العيني"(10/ 381).
(1)
قوله: (استَفْهِمُوه) بكسر الهاء بلفظ الأمر، أي: عن هذا الذي أراده هل هو الأولى أم لا؟، "قس"(9/ 468).
(2)
أي: اتركوني.
(3)
من المشاهدة والتأهب للقاء الله، "قس"(9/ 469).
(4)
من شأن كتابة الكتاب، "قس"(9/ 469).
(5)
من الخصال، أي: الآتية.
(6)
قوله: (يردون عليه) أي: يعيدون عليه مقالته ويستثبتونه فيها، وقد كانوا يراجعونه في بعض الأمور قبل تحتم الإيجاب، كما في الصلح يوم الحديبية، فأما إذا أمر بشيء أمرَ عزيمة فلا يراجعه أحد منهم. ولأبي ذر:"يردون عنه" القولَ المذكور على من قاله، "قس"(9/ 468 - 469).
الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ
(1)
، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ
(2)
(3)
بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ". وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ
(4)
، أَوْ قَالَ: فَنَسِيتُهَا. [راجع: 114، أخرجه: م 1637، د 3029، س في الكبرى 5854، تحفة: 5517].
4432 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(6)
،
===
(1)
قوله: (من جزيرة العرب) هي من عدن إلى العراق طولًا، ومن جدة إلى الشام عرضًا، "ك"(16/ 235)، "قس" (9/ 469). ومرَّ (برقم: 3053)، وفيها أقوال ذكرها صاحب "اللمعات" في "باب الوسوسة". [انظر:"أوجز المسالك"(15/ 649)].
(2)
قوله: (أَجيزوا الوفد) أي: أعطوهم "بنحو ما كنت أجيزهم"، وكانت جائزة الواحد على عهده صلى الله عليه وسلم أوقية من فضةء، فأمر بإكرامهم تطييبًا لقلوبهم وترغيبًا لغيرهم من المؤلفة، "قس"(9/ 469).
(3)
جمع وافد وهو الذي أتى إلى الأمير برسالة من قوم، "مرقاة"(1/ 216).
(4)
قوله: (وسكت عن الثالثة، أو قال) وهو الراجح "فنسيتها"، قيل: الساكت هو ابن عباس، والناسي سعيد بن جبير، وقال سفيان: ونسيتُ الثالثة هو قول سليمان، كذا في "قس" (9/ 469). وفي "التوشيح" (6/ 2731): قال الداودي وابن التين: الثالثة هي الوصية بالقرآن. وقال المهلب وابن بطال: بل تنفيذ جيش أسامة. وقال عياض: هي قوله: "الصلاة وما ملكت أيمانكم"، أو "لا تتخذوا قبري وثنًا يُعْبَدُ" فإنها ثبتت في "الموطأ" مقرونة بالأمر بإخراج اليهود، انتهى.
(5)
المديني.
(6)
ابن همام، "قس"(9/ 469).
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(1)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا
(3)
بَعْدَهُ". قَالَ بَعْضُهُمْ
(4)
: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ
(5)
وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا
(6)
كِتَابُ اللَّهِ
(7)
فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ
(8)
"أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ". "فَقَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "لَا تَضِلُّوا" في هـ، ذ:"لَا تَضِلُّونَ". "قَالَ بَعْضُهُمْ" في نـ: "فَقَالَ بَعْضُهُمْ".
===
(1)
ابن راشد.
(2)
بالضم، أي: دنا موته، "قس"(9/ 470).
(3)
بحذف النون لأنه نهي، "قس"(9/ 470).
(4)
هو عمر بن الخطاب، "قس"(9/ 470).
(5)
بالتحريك: المرض، "ق" (ص: 710).
(6)
أي: يكفينا، "قس"(9/ 470).
(7)
قوله: (حسبنا كتاب الله) هذا من فقهه وفضائله؛ لأنه خشي أن يعجزوا عن المنصوص عليه. وقيل: أراد التخفيفَ عليه صلى الله عليه وسلم حين غلبه الوجع. وقيل: أراد استخلاف الصديق ثم تركه اعتمادًا على تقدير الله كما هَمَّ به في أول مرضه ثم تركه، أي: حيث قال صلى الله عليه وسلم: "ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر"، وكان عمر أفقه من ابن عباس وموافقيه. ولا يجوز حمل قول عمر على توهم الغلط على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه خاف أن يكون مما يقول المريض بلا عزيمة فيجد المنافقون به سبيلًا إلى الطعن، كذا في "المجمع"(4/ 373).
(8)
أي: الذين كانوا فيه من الصحابة لا أهل بيته عليه الصلاة والسلام، "قس"(9/ 470).
فَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا
(1)
بَعْدَهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ
(2)
(3)
وَالاِخْتِلَافَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قُومُوا
(4)
". قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ
(5)
: فَكَانَ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إنَّ الرَّزِيَّةَ
(6)
كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"فَاخْتَصَمُوا" في نـ: "وَاخْتَصَمُوا". "لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ" في هـ، ذ:"لَا تَضِلُّونَ بَعْدَهُ". "إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ" في نـ: "إِنَّ الرَّزِيئَةَ كُلَّ الرَّزِيئَةِ".
===
(1)
بحذف النون على النهي.
(2)
هو الكلام الساقط.
(3)
هو ما لا يُعتد به من كلام، "ق" (ص: 1222).
(4)
استُنْبِطَ عنه أن الكتاب يستغنى عنه وإلا لم يتركه صلى الله عليه وسلم لأجل اختلافهم؛ لقوله تعالى: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [المائدة: 67] كما لم يترك الأمر بإخراج اليهود وغيره. ["قس" (9/ 470)].
(5)
أي: ابن عبد الله المذكور.
(6)
قوله: (إن الرزية) بالراء ثم الزاي فالتحتية المشددة، أي: المصيبة كل المصيبة، ولا يعارض هذا قول عمر؛ لأن عمر كان أفقهَ من ابن عباس قطعًا، وذلك أنه إن كان [المراد] من الكتاب بيان أحكام الدين ودفع الخلاف فيها فقد علم عمر حصولَ ذلك من قوله:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]، وعَلِمَ أنه لا تقع واقعة إلى يوم القيامة إلا وفي الكتاب والسنة بيانها نصًا أو دلالةً، ولئلا ينسدَّ بابُ الاجتهاد، فرأى عمر رضي الله عنه أن الصواب ترك الكتابة تخفيفًا عليه صلى الله عليه وسلم وفضيلة للمجتهدين، وفي تركه صلى الله عليه وسلم الإنكارَ عليه دليل على استصواب رأيه، كذا في "القسطلاني"(9/ 470). مع أنه صلى الله عليه وسلم عاش بعد ذلك أيامًا ولم يعاوِد أمرَهم بذلك، ولهذا عُدَّ هذا من موافقة عمر رضي الله عنه، ومرَّ بيانه (برقم: 114) في "العلم".
وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ لاِخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ
(1)
(2)
. [راجع: 114].
4433، 4434 - حَدَّثَنَا يَسَرَةُ
(3)
بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ
(4)
اللَّخْمِيُّ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ
(6)
، عَنْ أَبِيهِ
(7)
، عَنْ عُرْوَةَ
(8)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فِي شَكْوَاهُ
(9)
الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ، فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا
(10)
بِشَيْءٍ، فَضَحِكَتْ، فَسَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ. فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ
(11)
الَّذِي تُوُفِّي فِيهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ
"الَّذِي قُبِضَ فِيهِ" في هـ، ذ:"الَّتِي قُبِضَ فِيهَا". "فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَضَحِكَتْ" في نـ: "فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ". "فَسَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ" في هـ، ذ:"فَسَأَلْنَاهَا عَنْ ذَلِكَ". "أول أهله" في هـ، ذ:"أول أهل بيته".
===
(1)
بفتح غين وسكونها: الأصوات المختلفة، "مجمع"(4/ 505).
(2)
بالمعجمة ثم المهملة: الصوت والصياح، "ك"(16/ 236).
(3)
بفتح التحتية والمهملة والراء، "قس"(9/ 471).
(4)
مكبَّرًا.
(5)
بفتح اللام وسكون المعجمة، "ك"(16/ 236).
(6)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، "قس"(9/ 471).
(7)
سعد.
(8)
ابن الزبير، "قس"(9/ 471).
(9)
مرضه.
(10)
أي: كلمها خفية
(11)
أي: في مرضه.
يَتْبَعُهُ
(1)
فَضَحِكْتُ
(2)
. [راجع: 3623، 3624، أخرجه: م 2450، س في الكبرى 8367، تحفة: 16339، 18040].
4435 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(5)
، عَنْ سَعْدٍ
(6)
، عَنْ عُرْوَةَ
(7)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ
(8)
أَنَّهُ لَا يَمُوتُ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَأَخَذَتْهُ بُحَّةٌ
(9)
(10)
يَقُولُ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} الآيَةَ [النساء: 69]، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ
(11)
.
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "سَمِعْتُ النَّبِيَّ" في نـ: "فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ". "أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" زاد بعده في نـ: "مِنَ النَّبِيِّينَ".
===
(1)
وقد وقع كذلك؛ لأن فاطمة كانت أوّلَ من مات من أهل بيته صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 471).
(2)
مرَّ الحديث مع بيانه [برقم: 3623 و 3624] في "علامات النبوة".
(3)
الملقب ببندار.
(4)
محمد بن جعفر، "قس"(9/ 471).
(5)
ابن الحجاج.
(6)
ابن إبراهيم.
(7)
ابن الزبير، "قس"(9/ 471).
(8)
أي: من النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث الآتي.
(9)
بضم الموحدة وشدة المهملة: ثقل في مجاري النفس، "ك"(16/ 237).
(10)
غلظ وخشونة يعرض في مجاري النفس فيغلظ الصوت، "قس"(9/ 472).
(11)
أي: بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، "ك"(16/ 237).
[أطرافه: 4436، 4437، 4463، 4586، 6348، 6509، أخرجه: م 2444، س في الكبرى 11111، ق 1620، تحفة: 16338].
4436 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنْ سَعْدٍ
(3)
، عَنْ عُرْوَةَ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَرَضَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَعَلَ يَقُولُ: "فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى
(5)
". [راجع: 4435].
4437 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(7)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: إنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهُوَ صَحِيحٌ
"مَرِضَ النَّبِيُّ" في ذ: "مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ". "الْمَرَضَ" في ذ: "مَرضَهُ". "قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ" في ذ: "أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ".
===
(1)
هو ابن إبراهيم.
(2)
ابن الحجاج.
(3)
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن.
(4)
ابن الزبير.
(5)
قوله: (في الرفيق الأعلى) الملائكة، أو مَن في آية:{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [النساء: 69]، أو المكان الذي يحصل فيه مرافقتهم، وهي الجنة أو السماء، أقوال، وقيل: المراد به الله جل جلاله؛ لأنه من أسمائه. وقد وجدت في بعض كتب الواقدي أن أول كلمة تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسترضع عند حليمة: "الله أكبر"، وآخر كلمة تكلم بها:"في الرفيق"، "توشيح"(6/ 2732 - 2733).
(6)
الحكم بن نافع.
(7)
ابن أبي حمزة.
يَقُولُ: "إنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يُرَى مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُحَيَّى
(1)
أَوْ يُخَيَّرَ". فَلَمَّا اشْتَكَى وَحَضَرَهُ الْقَبْضُ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِ عَائِشَةَ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ شَخَصَ
(2)
بَصَرُهُ نَحْوَ سَقْفِ الْبَيْتِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى"، فَقُلْتُ: إذًا لَا يُجَاوِرُنَا
(3)
. فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حَدِيثُهُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهُوَ صَحِيحٌ. [راجع: 4435، تحفة: 16480].
4438 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ
(5)
، عَنْ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ
(7)
، عَنْ عَائِشَةَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأَنَا مُسْنِدَتُهُ إلَى صدْرِي
(8)
،
"يُحَيَّى" في نـ: "يُحَيَّا". "إِذًا" في نـ: "إِذَنْ". "لَا يُجَاوِرُنَا" في هـ، ذ:"لا يَخْتَارُنَا". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ".
===
(1)
بضم التحتية الأولى وتشديد الثانية المفتوحة وبينهما حاء مهملة مفتوحة، أي: يسلم إليه الأمر أو يملك في أمره، أو يسلم عليه تسليم الوداع، "قس"(9/ 473)، "ك"(16/ 237)، "خ".
(2)
بفتح الخاء، أي: ارتفع، ويقال: شخص بصره إذا فتح عينه وجعل لا يطرف، "ك"(16/ 237).
(3)
في الدنيا، "قس"(9/ 473).
(4)
هو: ابن يحيى الذهلي، "ف"(8/ 138).
(5)
ابن مسلم الصفَّار، روى عنه البخاري في "الجنائز" (برقم: 1368) بلا واسطة، "ك"(16/ 237).
(6)
النميري.
(7)
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، "قس"(9/ 473).
(8)
أي: كنت أسندته إلى صدري، "خ".
وَمَعَ عَبدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ يَسْتَنُّ
(1)
بِهِ، فَأَبَدَّهُ
(2)
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ، فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ فَقَضِمْتُهُ
(4)
(5)
وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فاسْتَنَّ بِهِ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَنَّ
(6)
اسْتِنَانًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَمَا عَدَا
(7)
أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَهُ أَوْ
(8)
إصْبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ:"فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى" ثَلَاثًا ثُمَّ قَضَى
(9)
، وَكَانَتْ تَقُولُ:
"فَأَبَدَّهُ" في هـ، ذ:"فَأَمَدَّهُ" - بالميم بدل الموحدة، وهما بمعنى، أي: مدّ النبي صلى الله عليه وسلم بصره إليه، "قس"(9/ 473) -. "فَقَضِمْتُهُ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"فَقَصَمْتُهُ". "نَفَضْتُهُ" في نـ: "نَقَضْتُهُ". "فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ". "اسْتَنَّ" في نـ: "يَسْتَنُّ".
===
(1)
بشدة النون أي: يستاك.
(2)
بالموحدة المخففة وشدة الدال المهملة: مدَّ نظره إليه.
(3)
من الإبداد، أي: أعطاه بدده، أي: نصيبه من النظر، "ك"(16/ 238).
(4)
أي: مضغته، "قس"(9/ 474)، "تو"(6/ 2733).
(5)
قوله: "فقضمتُه" بكسر الضاد المعجمة، من القضم، وهو الأكل بأطراف الأسنان، وفي بعضها بالمهملة أي المفتوحة، يقال: قَصَمته: إذا كسرته، والقصامة من السواك ما يكسر منه. "ونَفَضْتُه" بالقاف والفاء أيضًا. قوله:"طَيَّبْتُه"، أي: لَيَّنْته، "ك"(16/ 238)، "قس"(9/ 474).
(6)
استاك.
(7)
بالعين والدال المهملتين، "قس"(9/ 474).
(8)
بالشك من الراوي، "قس"(9/ 474).
(9)
عليه الصلاة والسلام.
مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي
(1)
(2)
وَذَاقِنَتِي. [راجع: 890، تحفة: 17496].
4439 -
حَدَّثَنِي حِبَّانُ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ
(5)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا اشْتَكَى
(7)
نَفَثَ
(8)
عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ
(9)
،
"وَذَاقِنَتِي" زاد بعده في نـ: "قَالَ أَبُو عبدِ اللَّهِ: قَصَمْنَا: أَهْلَكْنَا" أي: في قوله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ} [الأنبياء: 11]. "حَدَّثَنِي حِبَّانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا حِبَّانُ".
===
(1)
الوهدة المنخفضة بين الترقوتين، "سيد"، "نهاية"(1/ 1017).
(2)
قوله: (حَاقِنَتي) بالحاء المهملة والقاف المكسورة والنون المفتوحة: النقرة بين الترقوة وحبل العاتق. قوله: "وذاقنتي" بالذال المعجمة والقاف المكسورة: طرف الحلقوم، وهذا لا يعارضه حديثُها السابقُ: أن رأسه كان على فخذها؛ لاحتمال أنها رفعته من فخذها إلى صدرها. وأما ما رواه الحاكم وابن سعد (2/ 202) من طرق "أنه صلى الله عليه وسلم مات ورأسه في حجر علي" ففي كل طريق من طرقه شيعيٌّ فلا يحتج به، "قس"(9/ 474).
(3)
بكسر المهملة، ابن موسى، "قس"(9/ 474).
(4)
ابن المبارك، "قس"(9/ 474).
(5)
الأيلي.
(6)
الزهري.
(7)
أي: مرض، "قس"(9/ 474).
(8)
قوله: (نفث) أي: أخرج الريح من فمه مع شيء من ريقه، كذا في "القسطلاني" (9/ 474). وفي "المجمع" (4/ 766): النفث شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل؛ لأن مع التفل شيئًا من الريق، انتهى.
(9)
قوله: (بالمعوِّذات) بكسر الواو المشددة، أي: السورتين اللتين في
وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ
(1)
الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طَفِقْتُ
(2)
أَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّذِي كَانَ يَنْفُثُ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عنْهُ
(3)
. [أطرافه: 5016، 5735، 5751، أخرجه: م 2192، تحفة: 16707].
4440 -
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأَصْغَتْ
(4)
إلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وَهُوَ مُسْنِدٌ إلَيَّ ظَهْرَهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي
(5)
بِالرَّفِيقِ". [طرفه: 5674، أخرجه: م 2444، ت 3496، س 7105، تحفة: 16177].
"طَفِقْتُ" في هـ، ذ:"فَطَفِقْتُ". "بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّذِي" في نـ: "بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي" مصحح عليه. "عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ" في نـ: "عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ المُخْتَارِ". "سَمِعَتِ النَّبِيَّ" في ذ: "سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ". "وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ" في نـ: "وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى".
===
آخر القرآن، وهما باعتبار أن أقل الجمع اثنان، أو أطلق لفظ الجمع باعتبار الآيات، أو أرادهما مع سورة الإخلاص فهو من باب التغليب، وقيل: المراد بها الكلماتُ المعوِّذات من الشياطين والأمراض والآفات ونحوها، "قس"(9/ 474)، "ك"(19/ 25 - 26)، "خ". وفي بعض النسخ هذا الحديث مرّ سابقًا، [وهو مرقوم في النسخ بعد حديث: 4430].
(1)
أي: مرضه.
(2)
أي: أخذت حال كوني أنفث، "قس"(9/ 475).
(3)
لبركتها.
(4)
بالصاد المهملة وفتح الغين المعجمة، أي: أمالت سمعها إليه، "قس"(9/ 475).
(5)
بهمزة قطع، "قس"(9/ 475).
4441 -
حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(1)
، عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: "لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ". قَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْلَا ذَاكَ
(2)
لأُبْرِزَ
(3)
قَبْرُهُ
(4)
. خُشِيَ أَنْ يُتَّخَذ مَسْجِدًا
(5)
. [راجع: 435، أخرجه: م 529، تحفة: 17346].
4442 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ
(8)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
"لَوْلَا ذَاكَ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"لَوْلَا ذَلِكَ".
===
(1)
الوضاح، "قس"(9/ 475).
(2)
قوله: (قالت عائشة: لولا ذلك) أي لولا مخافة عبادةِ الناس للقبر وسجودِهم له "لأبرز قبره" هو على صيغة المتكلم من المضارع المعلوم من باب الإفعال، كذا في "الخير الجاري". وما يفهم من القسطلاني (9/ 476) و"العيني" (6/ 186 و 308) أنه على صيغة الماضي المجهول حيث فسَّروه بقولهم: لَكُشِفَ، وكذا في النسخ الموجودة. وقوله:"خَشِيَ" أي: النبي صلى الله عليه وسلم، كذا في "الكرماني" (16/ 239) و"القسطلاني" (3/ 559). وفي "الخير الجاري":"خُشِيَ" على صيغة المجهول، وذكره العيني (6/ 308) بالوجهين.
(3)
أي: لَكُشِفَ، "قس"(9/ 476).
(4)
صلى الله عليه وسلم، ولم يتخذ عليه الحائل، "قس"(9/ 476).
(5)
مرَّ الحديث [برقم: 1330] في "الجنائز".
(6)
بضم المهملة وفتح الخاء آخره راء، الأنصاري مولاهم.
(7)
ابن سعد الإمام.
(8)
ابن خالد.
عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ
(2)
اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ
(3)
أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ
(4)
لَهُ، فَخَرَجَ وَهُوَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ
(5)
(6)
فِي الأَرْضِ، بَيْنَ عَبَّاسِ بْنِ عَبدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ
(7)
. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ
(8)
بِالَّذِي قَالَتْ عَائِشَةُ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا،
"عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ" في نـ: "العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ".
===
(1)
اشتد مرضه، "ق" (ص: 895).
(2)
أي: مرضه.
(3)
قوله: (استأذن أزواجه) وكانت فاطمة رضي الله عنها هي التي خاطبت أمهات المؤمنين بذلك، فقالت لهنّ:"إنه يشق عليه الاختلاف"، ذكره ابن سعد بإسناد صحيح عن الزهري، "قس" (9/ 476). قوله:"أن يمرَّض" بلفظ المجهول من التمريض، وهو تعاهدُ المريض وخدمتُه، "خ".
(4)
بتشديد النون.
[في "الأبواب والتراجم" لشيخنا (4/ 276): أن التمريض في بيت عائشة لعله لأجل أن الوحي لا يأتي في لحاف أحد غيرها].
(5)
لأنه لا يستطيع أن يرفعهما ويعتمد عليهما، "مجمع"(2/ 69).
(6)
فاعل "تخط"، أي: تؤثر برجليه على الأرض، "ع"(2/ 559).
(7)
قوله: (وبين رجل آخر) قال الكرماني: فإن قلت: لِمَ قالت: رجل آخر، وما سَمَّتْه؟. قلت: لأن العباس كان دائمًا يلازم أحد جانبيه، وأما الجانب الآخر فتارة كان عليٌّ فيه وتارة أسامة، فلعدم ملازمته لذلك لَمْ تذكره لا للعداوة ولا لنحوها، حاشا من ذلك، "ك"(16/ 239 - 240).
(8)
ابن عباس، "قس"(9/ 50).
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ عَلِيٌّ.
فَكَانَتْ عَائِشَةُ
(1)
زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عليه السلام لَمَّا دَخَلَ بَيْتِي وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ
(2)
قَالَ: "هَرِيقُوا
(3)
عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ
(4)
لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَعْهَدُ
(5)
إلَى النَّاسِ". فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضبٍ
(6)
لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ، حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إلَيْنَا بِيَدِهِ أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ، قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ إلَى النَّاسِ فَصَلَّى لَهُمْ وَخَطَبَهُمْ. [راجع: 198].
"هُوَ عَلِيٌّ" في ذ: "هُوَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ". "فَكَانَتْ عَائِشَةُ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَكَانَتْ عَائِشَةُ". "زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" سقط لأبي ذر، "قس" (9/ 477). "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عليه السلام" في نـ:"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم". "هَرِيقُوا" في نـ: "أَهرِيقُوا". "فَصَلَّى لَهُمْ" في حـ، سـ، ذ:"فَصَلَّى بِهِمْ".
===
(1)
هو مقول عبيد الله، "ك"(3/ 45).
(2)
أي: مرضه.
(3)
أي: صُبُّوا، "قس"(9/ 477).
(4)
قوله: "من سبع قِرَبٍ" بكسر القاف وفتح الراء جمع قربة. قال في "الفتح"(8/ 141): قيل: الحكمة في عدد السبع أن له خاصية في دفع ضرر السم والسحر. قوله: "لم تُحلل" بضم الفوقية وسكون الحاء وفتح اللام مخففة. قوله: "أوكيتهن" جمع وكاء، وهو رباط القربة، "قس"(9/ 477)، ومرَّ (برقم: 198) في "الوضوء".
(5)
أي: أوصي، "قس"(9/ 477).
(6)
كمنبر: المِركَنُ، "ق" (ص: 88).
4443 و 4444 - وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَا: لَمَّا نَزَلَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً
(2)
لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإذَا اغْتَمَّ
(3)
كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ: وَهُوَ كَذَلِكَ يَقُولُ: "لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ" يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا
(4)
. [راجع: 435، 436].
"وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ" في ذ: "وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ". "لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ" - أي: نزل المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم، "ك"(16/ 240) -.
===
(1)
بفتح النون والزاي، "قس"(9/ 477).
(2)
كساء أسود، "ك"(16/ 241).
(3)
أي: أخذ نفسه من شدة الحر، "قس"(9/ 477).
(4)
قوله: (يُحَذِّر ما صنعوا) من اتخاذ المساجد على القبور. قال البيضاوي: لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيمًا لشأنهم، ويجعلونها قبلة يتوجهون في الصلاة نحوها، واتخذوها أوثانًا لعنهم ومنعهم عن مثل ذلك، فأما من اتخذ مسجدًا في جوار صالح وقصد التبركَ بالقرب منه لا التعظيمَ ولا التوجهَ نحوه فلا يدخل في ذلك الوعيد، "قس" (9/ 478). وفي "اللمعات": قال النووي (5/ 13): لا يصلى لقبر ولا عند قبر تبركًا وإعظامًا؛ للأحاديث الصحيحة، ويجب الجزم بتحريم هذا، ولا أحسب لأحد فيه خلافًا، أعني الصلاة إلى قبور الأنبياء والأولياء تبركًا وإعظامًا، انتهى. وقال التوربشتي: فأما إذا وُجِد بقربها موضع بُنِيَ للصلاة أو مكان يسلم فيه المصلي عن التوجه إلى القبور فإنه في فسحة من الأمر، انتهى كلام "اللمعات". وكذا حاصل ما في "الطيبي"(2/ 235) و"المرقاة"(2/ 416)، ومرَّ (برقم: 1330).
4445 -
أَخْبَرَنِي
(1)
عُبَيْدُ اللَّهِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ
(2)
، وَمَا حَمَلَنِي
(3)
عَلَى كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي قَلْبِي أَنْ يُحِبَّ النَّاسُ بَعْدَهُ رَجُلًا قَامَ مَقَامَهُ أَبَدًا، وَإلَّا كُنْتُ أَرَى
(4)
أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ أَحَدٌ مَقَامَهُ إلَّا تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ أَبُو عبدِ اللَّهِ
(5)
: رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ
(6)
وَأَبُو مُوسَى وَابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 198، أخرجه: م 418، تحفة: 16312].
"أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ". "وَإِلَّا كُنْتُ" في نـ: "وَلا كُنْتُ". "أَرَى" في نـ: "أَرا". "تَشَاءَمَ" في نـ: "تَشَأَّمَ".
===
(1)
أي: قال الزهري بالسند السابق، "قس"(9/ 478).
(2)
قوله: (في ذلك) أي: في أمره صلى الله عليه وسلم أبا بكر بإمامة الصلاة، قاله الكرماني (16/ 241). ومرَّ تمام الحديث (برقم: 679 وما يليه) في "كتاب الصلاة".
(3)
قوله: (وما حملني
…
) إلخ، أي: ما حملني على كثرة مراجعته إلا ظني بعدم محبة الناس للقائم مقامه وظني بتشاؤمهم به، "قس"(9/ 478)، "ك"(16/ 241).
(4)
قوله: (وإلا كنت أرى) عطف على "إلا أنه لم يقع" أي لو وقع في قلبي محبة الناس بأبي بكر بعد إمامته وعدمُ تشاؤمهم كما ظهر لي بعد ما راجعت، "الخير الجاري".
(5)
البخاري.
(6)
"رواه ابن عمر" فيما وصله في "باب أهل العلم والفضل أحق بالإقامة"(برقم: 682)، "وأبو موسى" فيما وصله في هذا الباب
4446 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ
(1)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَإنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي
(3)
وَذَاقِنَتِي
(4)
، فَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ
(5)
لأَحَدٍ أَبَدًا بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 890، أخرجه: س 1830، تحفة: 17531].
4447 -
حَدَّثَنِي إسْحَاقُ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَال: حَدَّثَنِي أَبِي
(7)
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ".
===
[وفي ح: 678 و 3385 أيضًا]، "وابن عباس" فيما وصله في "باب إنما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤتَمَّ به"، "قس"(9/ 478)، [بل وصله المؤلف في "باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته" (برقم: 4431 و 4432)].
(1)
وهو يزيد بن عبد الله بن الهاد.
(2)
ابن محمد بن أبي بكر.
(3)
الحاقنة: مغاكي ما بين جنبر كَردن وكتف وهما حاقتنان، "صراح".
(4)
الذاقنة: ما تحت الذقن، أو رأسُ الحلقوم، أو طَرَفُه الناتِئُ، أو الترقوة، أو أسفلُ البطن مما يلي السُّرّة، "قاموس" (ص: 1104).
(5)
أي: علمت أن شدة الموت ليس من المنذرات بسوء العاقبة، "سيد جمال الدين".
(6)
هو: ابن راهويه، "قس"(9/ 479).
(7)
شعيب.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ
(1)
بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ - وَكَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ
(2)
-: أَنَّ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ
(3)
: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا
(4)
، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ
(5)
عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،
"تُوُفِّيَ فِيهِ" في نـ: "تُوُفِّيَ مِنهُ". "فأخذه" في نـ: "فأخذ".
===
(1)
قوله: (أخبرني عبد الله بن كعب) قال الحافظ الشرف الدمياطي: انفرد به البخاري عن الأئمة بهذا الإسناد، وعندي في سماع الزهري من عبد الله بن كعب بن مالك نظر، انتهى. وقد سبق في "غزوة تبوك" [في ح: 4418] أن الزهري سمع من عبد الله وأخويه
(1)
عبد الرحمن وعبيدِ الله ومن عبد الرحمن بن عبد الله. قال في "الفتح"(8/ 142): فلا معنى لتوقف الدمياطي فيه؛ فإن الإسناد صحيح، وسماع الزهري من عبد الله بن كعب ثابت، ولم ينفرد به شعيب، "قس"(9/ 479 - 480).
(2)
لَمَّا تخلفوا عن غزوة تبوك، "قس"(9/ 480).
(3)
أي: علي رضي الله عنه.
(4)
قوله: "باريًا" بغير همزة في الفرع، وقال في "المصابيح" كـ "التنقيح": بالهمز اسم فاعل مِنْ: برأ المريض: إذا أفاق من المرض، "قس"(9/ 480).
(5)
أي: بيد عليٍّ، "قس"(9/ 480).
(1)
كذا في "قس"، وفي "الفتح":"أن الزهري سمع من عبد الله وهو من أخويه إلخ" وهو الصواب.
فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ وَاللهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا
(1)
(2)
، وَإنِّي وَاللهِ لأُرَى
(3)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَوْفَ يُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا، إنِّي لأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ
(4)
، اذْهَبْ بِنَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ، إنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا عَلِمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا
(5)
. فَقَالَ عَلِيٌّ: إنَّا وَاللهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنَعَنَاهَا
(6)
لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ، وَإنِّي وَاللهِ لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(7)
. [طرفه: 6266 - تحفة: 10197، 5131 أ، 5810].
"فَلْنَسْأَلْهُ" في نـ: "فنَسْأَلُهُ".
===
(1)
أي: بلا عزة وحرمة بين الناس، وهو كناية عنه، "ك"(16/ 242).
(2)
قوله: (عبدُ العصا) كناية عن صيرورته تابعًا لغيره، كذا في "التوشيح" (6/ 2736). قال في "الفتح" (8/ 143): والمعنى أنه يموت بعد ثلاث وتصير أنت مأمورًا عليك، وهذا من قوة فراسة العباس رضي الله عنه.
(3)
بضم الهمزة، أي: لأظن، "قس"(9/ 480)، وبالفتح، أي: أعتقد، "ف"(8/ 143).
(4)
وذكر ابن إسحاق عن الزهري أن هذا كان يوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 480).
(5)
الخليفة بعده، وعند ابن سعد (2/ 190):"فقال علي: وهل يطمع في هذا الأمر غيرنا؟ "، "قس"(9/ 480).
(6)
أي: لو منعها منا لم تصل إلينا قط، أما لو لم يمنع بأن سكت فيحتمل أن تصل إلينا في الجملة، "ك"(16/ 242).
(7)
قوله: (لا أسألها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم) أي لا أطلبها منه. وفي مرسل الشعبي: فلما قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم قال العباس لِعلي: ابسط يدك أبايِعْك يبايِعْك
4448 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ
(2)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَا هُمْ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ
(3)
وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّ لَهُمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ
(4)
إلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إلَيْهِمْ وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَنَكَصَ
(5)
أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ
(6)
لِيَصِلَ
(7)
الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ أَنَسٌ: وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ
(8)
أَنْ يَفْتَتِنُوا
(9)
فِي
"بَيْنَا" في ذ: "بَيْنَمَا". "إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ" في حـ، سـ، ذ:"إِلَّا وَرَسُولُ اللَّهِ". "وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلَاةِ" في ذ: "وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ". "فَقَالَ أَنَسٌ" في نـ: "قَالَ أَنَسٌ".
===
الناس. وفي "فوائد أبي الطاهر الذهلي" بإسناد جيد: قال علي: يا ليتني أطعت عباسًا! يا ليتني أطعت عباسًا! وفي حديث الباب رواية تابعي عن تابعي: الزهري وعبد الله بن كعب، وصحابي عن صحابي: كعب وابن عباس، "قسطلاني"(9/ 480).
(1)
ابن سعد.
(2)
مصغرًا، ابن خالد.
(3)
وتوفي فيه كما مرَّ (برقم: 680).
(4)
جواب "بينا".
(5)
رجع، "ع"(4/ 286)، "ك"(16/ 243).
(6)
أي: وراءه.
(7)
من الوصول لا من الوصل، "ع"(2/ 286).
(8)
أي: قصدوا.
(9)
بأن يخرجوا منها، "قس"(9/ 481).
صَلَاتِهِمْ فَرَحًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشَارَ إلَيْهِمْ بِيَدِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ وَأَرْخَى السِّتْرَ
(1)
. [راجع: 680، تحفة: 1518].
4449 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ
(3)
، عَنْ عُمَرَ بْن سَعِيدٍ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ
(5)
: أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: إنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي
(6)
، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي
(7)
، وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ
(8)
عِنْدَ مَوْتِهِ،
"فَأَشَارَ" في نـ: "وَأَشَارَ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ".
===
(1)
وزاد في "باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة": فتُوفي من يومه، "قس" (9/ 481). [مرَّ] (برقم: 680).
(2)
ابن ميمون، "قس"(9/ 482)، "ك"(16/ 243).
(3)
ابن أبي إسحاق الهمداني الكوفي، "قس"(9/ 482).
(4)
ابن أبي حسين القرشي.
(5)
عبد الله.
(6)
أي: يوم نوبتي بحسب الدور المعهود، "قس"(9/ 484).
(7)
قوله: (بين سحري ونحري) السحر بفتح السين وسكون [الحاء] المهملتين وبضم السين، [كما] في "القاموس" (ص: 365) وغيره: الرِّئَةُ. و"نحري" بالحاء المهملة: موضع القلادة من الصدر، كذا في "قس"(9/ 482)، "ك"(16/ 243)، وسيجيء.
(8)
أي: بسبب السواك.
دَخَلَ
(1)
عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
(2)
وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ فَقُلْتُ: آخُذُهُ
(3)
لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ
(4)
فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ
(5)
، وَقُلْتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ فَأَمَرَّهُ
(6)
، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ
(7)
- أَوْ عُلْبَةٌ يَشُكُّ عُمَرُ - فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ
(8)
يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ: "لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ
(9)
". ثُمَّ نَصَبَ
(10)
يَدَهُ فَجَعَلَ
"دَخَلَ عَلَيَّ" في حـ، سـ، ذ:"وَدَخَلَ عَلَيَّ". "وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ" في نـ: "وَبِيَدِهِ سِوَاكٌ". "أَنْ نَعَمْ" في نـ: "أَيْ نَعَمْ" في الموضعين. "فَأَمَرَّهُ" كذا في حـ، ذ، وفي هـ، صـ، قا:"بِأَمرِهِ".
===
(1)
جملة مستأنفة لبيان النعمة الأخيرة، "خ".
(2)
ابن أبي بكر.
(3)
بمد الهمزة، "خ".
(4)
أي: السواك، "قس"(9/ 482).
(5)
أي: الوجَع، "قس"(9/ 482).
(6)
من الإمرار، أي: فاستاك به.
(7)
قوله: (ركوة) بفتح الراء: ظرف من أدم. قوله: "أو علبة" بضم العين وسكون اللام بعدها موحدة مفتوحة: قدحٌ ضخم من خشب، كذا في "القسطلاني"(9/ 282).
(8)
صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 482).
(9)
جمع سكرة وهي الشدة، "قس"(9/ 482).
(10)
بفتح النون والصاد المهملة، "قس"(9/ 482)، أي: رفعها بطريق الدعاء أو الإيماء إلى السماء، "مرقاة"(17/ 239).
يَقُولُ: "فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى
(1)
". حَتَّى قُبِضَ
(2)
وَمَالَتْ يَدُهُ. [راجع: 890، تحفة: 16076].
4450 -
حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي
(5)
، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَقُولَ: "أَيْنَ أَنَا غَدًا
(6)
؟ أَيْنَ أَنَا غَدًا
(7)
؟ " يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ،
"حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ" في نـ: "حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ". "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم".
===
(1)
قوله: (في الرفيق) أي: اجعلني في الرفيق الأعلى. قال الكرماني (16/ 237): قال الخطابي: الرفيق هو الصاحب المرافق، وهو ههنا بمعنى الرفقاء يعني الملائكة، ويطلق على الواحد والجمع. أقول: والظاهر أنه معهود من قوله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]: أي: أدخلني في جملة أهل الجنة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، والحديث المتقدم [برقم: 4435] يشهد بذلك، انتهى. ومَرَّ بيانه قريبًا.
(2)
بضم القاف.
(3)
ابن أبي أويس.
(4)
التيمي مولاهم المدني، "قس"(9/ 483).
(5)
عروة بن الزبير، "قس"(9/ 483).
(6)
قوله: (أين أنا غدًا) وفي مرسل أبي جعفر عند ابن أبي شيبة (20/ 570، رقم: 38193): أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أين أكون غدًا"، كرّرها فعرفن أزواجه أنه يريد عائشة، فقلن: يا رسول الله، قد وهبْنا أيامَنا لأختنا عائشة، "قس"(9/ 483).
(7)
مرتين، "قس"(9/ 483).
فَأَذِنَ
(1)
لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ فِي بَيْتِي، فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي، وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي
(2)
. ثُمَّ قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ
(3)
فَنَظَرَ إلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْطَانِيهِ فَقَضِمْتُهُ
(4)
، ثُمَّ مَضَغْتُهُ فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَنَّ
(5)
بِهِ وَهُوَ مُسْتَسْنِدٌ إلَى صَدْرِي
(6)
. [راجع: 890].
"مَاتَ عِنْدَهَا" في سـ، ذ:"مَاتَ فِيهَا". "دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ" في نـ: "دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ". "فَقَضِمْتُهُ" في حـ، سـ، ذ:"فَقَصَمْتُهُ". "مُسْتَسْنِدٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"مُسْتَنِدٌ".
===
(1)
بتخفيف النون، وفي نسخة بتشديدها، نحو:"أكلوني البراغيث"، "قس"(9/ 483)، "ك"(16/ 244).
(2)
أي: بسبب السواك، "قس"(9/ 483).
(3)
أي: يدلك أسنانه بالسواك، "قس"(9/ 483).
(4)
قوله: (فقضمته) بكسر الضاد المعجمة من القضم، وهو الأكل بأطراف الأسنان، وبفتح الصاد المهملة من القصم، وهو الكسر، كذا في الكرماني (16/ 244 - 245). قوله:"ثم مضغته" بفتح الضاد المعجمة، "قسطلاني"(9/ 483).
(5)
فاستاك.
(6)
أما ما روي "أنه صلى الله عليه وسلم توفي وهو إلى صدر علي بن أبي طالب": فضعيف لا يحتج به، "قس"(9/ 483).
4451 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ
(1)
، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي
(3)
، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَكَانَ أَحَدُنَا يُعَوِّذُهُ
(4)
"تُوُفِّيَ النَّبِيُّ" في ذ: "تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ". "وَكَانَ أَحَدُنَا" كذا في حـ، سـ، ذ، وفي نـ:"وَكَانَتْ إِحْدَانَا".
===
(1)
السختياني.
(2)
عبد الله، "ك"(16/ 245).
(3)
قوله: (وفي يومي) أي: يوم نوبتي بحساب الدور المتقدم المعهود. قال في "جامع الأصول"(12/ 280): كان ابتداء مرض النبي صلى الله عليه وسلم من صُداع عرض له وهو في بيت عائشة، ثم اشتدَّ به وهو في بيت ميمونة، ثم استأذن نساءه أن يمرَّض في بيت عائشة، فأذِنَّ له، وكان مدة مرضه اثني عشر يومًا، ومات يوم الاثنين ضحى من ربيع الأوَّل، فقيل: لِلَيلتين خلتا منه، وقيل: لاثنتَي عشرة خلت منه، وهو الأكثر. قوله:"وبين سحري ونحري" بفتح وسكون فيهما، وهو يدل على كمال قربتي، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم توفي وهو مستند إلى صدرها وما يحاذي سحرَها منه؛ إذ السحر: الرِّئَةُ، على ما في "النهاية" (ص: 420)، وقيل: السحر ما لَصِق بالحلقوم من أعلى البطن، وقال ابن الملك: النحر موضع القلادة من أعلى الصدر، ولا يعارضه ما للحاكم وابن سعد (2/ 202) من طرق: أن رأسَه الكريمَ كان في حجر علي كرم الله وجهه؛ لأن كل طريق منها لا يخلو عن شيعيٍّ، كذا قاله الحافظ ابن حجر (8/ 139)، وعلى تقدير صحتها يجمع بأنه كان في حجره قبل الوفاة، "مرقاة"(10/ 301).
(4)
بضم الياء وفتح المهملة وشدة الواو، "قس"(9/ 484).
بِدُعَاءٍ إذَا مَرِضَ، فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: "فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى
(1)
، فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى". وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ، فَنَظَرَ إلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً فَأَخَذْتُهَا، فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إلَيْهِ، فَاستَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا فَسَقَطَتْ يَدُهُ - أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ -، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ
(2)
فِي آخِرِ يَوْمٍ
(3)
مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ. [راجع: 890، تحفة: 16232].
4452، 4453 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(4)
، عَنْ عُقَيْلٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ
(7)
: أَنَّ عَائِشَةَ أخْبَرَتْهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْبَلَ
(8)
عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ
(9)
"فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ" في هـ، ذ:"فَنَظَرَ إِلَيَّ النَّبِيُّ". "فَدَفَعْتُهَا" في هـ، ذ:"فَدَفَعْتُ". "فَسَقَطَتْ يَدُهُ" في هـ، ذ:"وَسَقَطَتْ يَدُهُ". "فَسَقَطَتْ يَده أَوْ سَقَطَت مِنْ يَدِهِ" وفي نـ: "فَسَقَطَتْ مِنْ يَدِهَ أَوْ سَقَطَ مِنْ يَدِهِ".
===
(1)
مرَّ بيانه.
(2)
بسبب السواك، "قس"(9/ 484).
(3)
من أيامه صلى الله عليه وسلم، "قس"(9/ 484).
(4)
ابن سعد الإمام.
(5)
مصغرًا، ابن خالد.
(6)
الزهري.
(7)
هو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
(8)
أي: حال كونه راكبًا، "قس"(9/ 484).
(9)
قوله: (من مسكنه) أي: مسكن زوجته بنت خارجة، وكان عليه السلام أذن له في الذهاب إليها، "قس"(9/ 484).
بالسُّنْحِ
(1)
حَتَّى نَزَلَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَتَيَمَّمَ
(2)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ مُغَشًّى
(3)
بِثَوْبِ حِبَرَةٍ
(4)
، فَكَشَفَ
(5)
عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى ثُمَّ قَالَ: بأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ
(6)
، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا. [راجع: 1241، 1242، تحفة: 17771].
"وَهُوَ مُغَشًّى" في نـ: "وَهُوَ مُتَغَشٍّ". "بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي" في نـ: "بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ".
===
(1)
قوله: (بالسُّنْح) بضم السين المهملة بعدها نون ساكنة فحاء مهملة، من عوالي المدينة من منازل بني الحارث، "قس"(9/ 484).
(2)
أي: قصد، "قس"(9/ 485).
(3)
أي: مُغَطًّى.
(4)
قوله: (حبرة) بكسر المهملة وفتح الموحدة، وإضافة "ثوب" إليه، وبتنوين "ثوب" فـ "حِبرَة" صفة، وهو من ثياب اليمن، "قس"(9/ 485).
(5)
الثوب.
(6)
قوله: (موتتين) قيل: هو على حقيقته، وأشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيَحْيى، فيقطع أيدي رجال؛ لأنه لو صح ذلك للزم أن يموت موتة أخرى، فأخبر أنه أكرم على الله من أن يجمع عليه موتتين، كما جمعهما على غيره كـ {الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} [البقرة: 243]، و {كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ} [البقرة: 259]، وهذا أوضح الأجوبة وأسلمها، وقيل: أراد: لا يموت موتة أخرى في القبر كغيره؛ إذ يُحيى لِيُسْئَلَ ثم يموت، وهذا جواب الداودي، وقيل: كنى بالموت الثاني عن الكرب؛ إذ لا يلقى بعد كرب هذا الموت كربًا آخر، وأغرَبَ من قال: المراد بالموتة الأخرى موت الشريعة، أي: لا يجمع الله عليك موتَك وموتَ شريعتك، ويؤيد هذا القول قولُ
4454 -
قَالَ الزُّهْرِيُّ
(1)
: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ
(3)
فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ. فَأقْبَلَ النَّاسُ إلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ! مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ
(4)
مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلَى: {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] وَقَالَ
(5)
: وَاللهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ
"قَالَ الزُّهْرِيُّ" سقط في نـ. "وَعُمَرُ" في نـ: "وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّاب". "فَقَالَ: اجْلِسْ" في نـ: "قَالَ: اجْلِسْ". "فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ" في هـ، ذ:"فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَيهِ". "مَنْ كَانَ" في صـ، ذ:"فَمَنْ كَانَ". "يَعْبُدُ مُحَمَّدًا" زادت التصلية بعده في نـ. "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى" في نـ: "قَالَ اللَّهُ عز وجل". "إِلَى: {الشَّاكِرِينَ} " في نـ: "إِلَى قَولِهِ: {الشَّاكِرِينَ} ".
===
أبي بكر بعد ذلك في خطبته: "من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"، "قسطلاني"(9/ 485).
(1)
ابن شهاب بالسند المذكور، "قس"(9/ 485).
(2)
ابن عبد الرحمن، "قس"(9/ 485).
(3)
قوله: (وعمر بن الخطاب يكلم الناس) يقول لهم: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعند ابن أبي شيبة (20/ 561، رقم: 38176): أن أبا بكر مرّ بعمر وهو يقول: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يقتل المنافقين. قال: وكانوا أظهروا الاستبشار ورفعوا رؤوسهم، "قس"(9/ 486).
(4)
أي: مضت.
(5)
أي: ابن عباس، "قس"(9/ 486).
حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إلَّا يَتْلُوهَا
(1)
، فَأَخْبَرَنِي
(2)
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا
(3)
فَعَقِرْتُ
(4)
حَتَّى مَا تُقِلُّنِي
(5)
(6)
رِجْلَايَ،
"فَعَقِرْتُ" في حـ، سـ، ذ:"فَعُقِرْتُ"، وفي هـ، ذ:"فَقُعِرْتُ".
===
(1)
قوله: (فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها) وعند أحمد: أن أبا بكر حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله يقول: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] حتى فرغ من الآية، ثم تلا:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} الآية [آل عمران: 144]، فقال عمر: إنها في كتاب الله وما شعرت أنها في كتاب الله. وعند ابن أبي شيبة (20/ 562، رقم: 38176): فاستبشر المسلمون، وأخذت المنافقين الكآبةُ، قال ابن عمر: فكأنما كانت على وجوهنا أغطية فَكُشِفَتْ، "قس"(9/ 486).
(2)
هو قول الزهري أيضًا بالسند السابق، كذا في "القسطلاني"(9/ 486).
(3)
أي: آية آل عمران، "قس"(9/ 486).
(4)
قوله: (فعقرت) بفتح العين وكسر القاف وسكون الراء، أي: دَهِشْتُ وتحيرتُ، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"فعقرتُ" بضم العين أي هلكت، ولأبي ذر عن الكشميهني:"فقعرتُ" بتقديم القاف المضمومة على العين، قال ابن حجر (8/ 146): وهو خطأ، "قسطلاني" (9/ 486). ومرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 1241) في "باب الدخول على الميت بعد الموت" من "كتاب الجنائز".
(5)
من الإقلال وهو الحمل، "ك"(16/ 247).
(6)
قوله: (ما تُقِلُّني) بضم الفوقية وكسر القاف وتشديد اللام المضمومة. و"رِجلاي" فاعله، أي: ما تحملني رِجلاي، "قس"(9/ 486).
وَحَتَّى أَهْوَيْتُ
(1)
إلَى الأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا
(2)
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ. [راجع: 1242، تحفة: 6601، 6613 أ].
4455 و 4456 و 4457 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
(3)
، عَنْ سُفْيَانَ
(4)
، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَوْتِهِ. [راجع: 1241، 1242، 5709، أخرجه: تم 390، س 1841، ق 1457، تحفة: 16316، 5860، 6631، 6600].
"أَهْوَيْتُ" في هـ: "هَوَيْتُ" - بفتح الواو، أي: سقطتُ، "مجمع"(5/ 182)، "تو" (4/ 149) -. "أَنَّ النَّبِيَّ" في كن:"فَعَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ". "بَعْدَ مَوْتِهِ" في نـ: "بَعْدَ مَا مَاتَ".
===
(1)
أي: ملت وسقطت.
(2)
قوله: (تلاها) أي: الآيةَ المخبِرَة بموته صلى الله عليه وسلم. وقوله: "أن النبي صلى الله عليه وسلم" جملة مبينة لمعنى الآية المتلوة، ويحتمل أن يكون كلمة "أَنَّ" بحذف اللام، ويكون الجملة تعليلًا للأفعال المذكورة: من العقرة والإقلال والسقوط، وهذا أجود من الأول، كذا في "الخير الجاري".
قال القسطلاني (9/ 486): وفيه دلالة على شجاعة الصديق، فإن الشجاعة حدُّها ثبوت القلب عند حلول المصيبة، ولا مصيبة أعظم من موت النبي صلى الله عليه وسلم، انتهى.
(3)
القطان.
(4)
الثوري، "قس"(9/ 487).
4458 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
، وَزَادَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَدَدْنَاهُ
(3)
فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلَ يُشِيرُ
(4)
إلَيْنَا أَنْ لَا تَلُدُّونِي
(5)
، فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةَ
(6)
الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ. فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: "أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي". قُلْنَا: كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ. فَقَالَ: "لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي
===
(1)
ابن المديني.
(2)
ابن سعيد بحديث عبد الله بن أبي شيبة. . . إلخ، "وزاد: وقالت. . ." إلخ، "قس" (9/ 487).
(3)
قوله: (لَدَدْناه) بدالين مهملتين، أي: جعلنا الدواء في أحد جانبي فمه بغير اختياره، واللدود: ما يُصَبُّ من الأدوية في أحد شقي الفم، وَلُدَّ الرجلُ فهو ملدود، وكان الذي لدّوه [به] العود الهندي والزيت، ملتقط من "قس"(9/ 487)، "ك"(16/ 247)، "خ".
(4)
صلى الله عليه وسلم.
(5)
قوله: (أن لا تلدوني) وإنما أنكر التداوي لأنه كان غير ملائم لدائه؛ لأنهم ظنوا أن به ذات الجنب فداووه بما يلائمها ولم يكن به ذلك. ولفظ ابن سعد (2/ 181): كانت تأخذ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الخاصرةُ، فاشتدت به فأغمي عليه، فلددناه، فلما أفاق قال: "كنتم ترون أن الله [كان] يسلِّطُ عليَّ ذات الجنب؟ ما كان الله ليجعل لها عليَّ سلطانًا، والله لا يبقى أحد في البيت إلا لُدَّ
(1)
"، فما بقي أحد في البيت إلا لُدَّ، ولددنا ميمونةَ وهي صائمة، كذا في "قس" (9/ 487 - 488) مع تقديم وتأخير.
(6)
بالنصب مفعول له، "ك"، وبالرفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هذا الامتناع، "قس"(9/ 487).
(1)
كذا في "قس" وفي الأصل أيضًا، وعند ابن سعد:"إلا لددتموه"، قالت: فما
…
إلخ.
الْبَيْتِ إلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ
(1)
إلَّا الْعَبَّاسَ، فَإنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ
(2)
". رَوَاهُ
(3)
ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ
(4)
، عَنْ هِشَامٍ
(5)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [أطرافه: 5712، 6886، 6897، أخرجه: م 2213، س في الكبرى 7586، تحفة: 16318، 17021].
4459 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ
(7)
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ".
===
(1)
قوله: (إلا لُدَّ وأنا أنظر) جملة حالية، أي: لا يبقى أحد إلا لُدَّ في حضوري وحال نظري إليهم قصاصًا لفعلهم وعقوبة لهم لتركهم امتثالَ نهيه عن ذلك، أما من باشر فظاهر، وأما من لم يباشر فلكونهم تركوا نهيَه عما نهاهم عنه، "قسطلاني"(9/ 487).
(2)
قوله: (فإنه لم يشهدكم) أي: لم يحضركم حال اللدود، وميمونة أم المؤمنين كانت منهم فَلُدَّتْ أيضًا وإنها لصائمة لِقَسمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن قلت: قال ابن إسحاق في "المغازي": إن العباس رضي الله عنه هو الآمر باللدود وقال: والله لأَلُدَّنَّه، ولما أفاق قال:"من صنع هذا؟ " قالوا: يا رسول الله! عَمّك. فما وجه التلفيق بينهما؟ قلت: لا منافاة بين الأمر وعدم الحضور وقتَ اللدود، "كرماني"(16/ 247).
(3)
أي: الحديث المذكور، "قس"(9/ 487).
(4)
عبد الرحمن، "قس"(9/ 487).
(5)
ابن عروة بن الزبير، "قس"(9/ 487).
(6)
المسندي.
(7)
بفتح الهمزة وسكون الزاي، ابن سعد السمان، "ك"(16/ 247)، "قس"(9/ 488).
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ
(1)
، عَنْ إبْرَاهِيمَ
(2)
، عَنِ الأَسْوَدِ
(3)
قَالَ: ذُكِرَ
(4)
عِنْدَ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى
(5)
إلَى عَلِيٍّ
(6)
، فَقَالَتْ: مَنْ قَالَهُ
(7)
؟ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَإنِّي لَمُسْنِدَتُهُ إلَى صَدْرِي، فَدَعَا بِالطَّسْتِ
(8)
فَانْخَنَثَ
(9)
فَمَاتَ، وَمَا شَعُرْتُ، فَكَيْفَ أَوْصَى إلَى عَلِيٍّ
(10)
؟!. [راجع: 2741].
4460 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(11)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ
(12)
، عَنْ طَلْحَةَ
(13)
قَالَ: سأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى: أَوْصَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ:
"وَمَا شَعَرْتُ" في نـ: "فَمَا شَعَرْتُ".
===
(1)
عبد الله الهلالي الخراز، "قس"(9/ 488).
(2)
النخعي.
(3)
ابن يزيد، "قس"(9/ 488).
(4)
بالضم.
(5)
ومرَّ بيانه (برقم: 2741) في "الوصايا".
(6)
أي: الخلافة كما زعمت الشيعة، "قس"(9/ 488).
(7)
قوله: (من قاله؟) إنكار على قائله، وكأنَّ القائل ظنّ أنه وقعت الوصية عند قرب وفاته، وإلّا فلا يلزم من الذي ذكرته نفيُه، أو أن نفيه كان معلومًا لما مرَّ من حديث ابن عباس حيث قال:"أنت عبد العصا" الحديث، "الخير الجاري".
(8)
ليبزق فيه، "قس"(9/ 488).
(9)
الانخناث: الميل والاسترخاء، أي: استرخى ومال إلى أحد شقيه، "ك"(16/ 248)، "قس"(9/ 488).
(10)
ومرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 2741) في "الوصايا".
(11)
الفضل بن دكين، "قس"(9/ 488).
(12)
بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الواو، "قس"(9/ 488).
(13)
ابن مصرف.
لَا
(1)
. فَقُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ أَوْ أُمِرُوا
(2)
بِهَا؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ
(3)
(4)
. [راجع: 2740].
4461 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ
(5)
، عَنْ أَبِي إسْحَاقَ
(6)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ
(7)
قَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً
(8)
، إلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ الَّتي كَانَ
"كَيْفَ "في نـ: "فَكَيْفَ". "قُتَيْبَةُ" في نـ: "قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ".
===
(1)
أي: لم يوص بثلث ماله ولا غيره، ولا أوصى إلى علي ولا إلى غيره خلاف ما تزعمه الشيعة، "قس"(9/ 488).
(2)
بضم الهمزة.
(3)
قوله: (أوصى بكتاب الله) فإن قلت: كيفِ نفى أولًا الوصيةَ وأثبت ثانيًا؟ قلت: الباء زائدة يعني: أوصى كتابَ الله، أي: أمر بذلك. وإطلاق لفظ الوصية على سبيل المشاكلة فلا منافاة بينهما. أو المنفي الوصية بالمال أو بالإمامة، والمثبَتُ: الوصية بكتاب الله. فإن قلت: فكيف طابق الجوابُ السؤالَ؟ قلت: معناه أوصى بما في كتاب الله، ومنه الأمر بالوصية، "كرماني"(16/ 248).
(4)
أي: بما فيه، [ومنه] الأمر بالوصية، "قس"(9/ 488). والمراد من الأول أنه لم يوص بما يتعلق بالمال.
(5)
سلّام بن سليم، "قس"(9/ 489).
(6)
عمرو بن عبد الله.
(7)
أخي جويرية أم المؤمنين، "قس"(9/ 489).
(8)
في الرق، فيه دلالة على أن من ذُكر من رقيق النبي صلى الله عليه وسلم في الأخبار كان إما مات وإما أعتقه، "قس"(9/ 489).
يَرْكَبُهَا، وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضًا
(1)
جَعَلَهَا
(2)
لِابْنِ السَّبِيلِ
(3)
صَدَقَةً. [راجع: 2739].
4462 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ
(5)
، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاكَرْبَ أَبَاهْ
(6)
، فَقَالَ لَهَا:"لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ". فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ: يَا أَبَتَاهْ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهْ
(7)
، يَا أَبَتَاهْ مَنْ
(8)
جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ
(9)
، يَا أَبَتَاهْ إلَى جِبْرَئِيلَ نَنْعَاهْ
(10)
.
"نَنْعَاهْ" في نـ: "أَنْعَاهْ"، وفي نـ:"يَنْعَاهْ".
===
(1)
بخيبر وفدك.
(2)
في حياته: وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا يورَثُ وأنّ ما يخلفه صدقة، "قس" (9/ 489). ومرَّ (برقم: 2739).
(3)
ونحوه.
(4)
أي: اشتد به المرض، "قس"(9/ 489).
(5)
أي: الكرب، "قس"(9/ 489).
(6)
بألف الندبة، والهاءُ ساكنة للوقف، والمراد بالكرب ما كان صلى الله عليه وسلم يجد من شدة الموت، "قس"(9/ 489).
(7)
إلى حضرته القدسية، "قس"(9/ 489).
(8)
بفتح الميم مبتدأ، "قس"(9/ 489).
(9)
أي: منزله.
(10)
قوله: (إلى جبرئيل ننعاه) بنونين من النعي، أي: نظهر خبر موته إليه، كذا قاله الشارح. وفي "الأزهار": نبكي إليه، وقيل: نَعْزِيه، وقيل: نخبره، أقوال، وأوسطها أعلاها، "مرقاة"(10/ 305).
فَلَمَّا دُفِنَ
(1)
قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا أَنَسُ، أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ
(2)
أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ
(3)
؟!. [أخرجه: ق 1630، تحفة: 302، 18040 أ].
84 - بَابُ آخِرِ مَا تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
-
4463 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(5)
قَالَ يُونُسُ
(6)
قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فِي رِجَالٍ
(7)
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
(8)
: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ
(9)
:
"مَا تَكَلَّمَ النَّبِيُّ" في نـ: "مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ". "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا عبدُ اللَّهِ". "أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ" في نـ: "فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ".
===
(1)
صلى الله عليه وسلم.
(2)
أيها الصحابة، "مرقاة"(17/ 243).
(3)
سكت أنس عن الجواب رعاية ولسان حاله يقول: لم تطب أنفسنا بذلك إلا أنّا قهرنا على فعل ذلك امتثالًا لأمره صلى الله عليه وسلم. وليس قولها: "واكربَ أباه" من النياحة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أقرها عليه. وقد عاشت فاطمة بعده صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فما ضحكت تلك المدة، "قس"(9/ 489 - 490).
(4)
بكسر الموحدة، المروزي.
(5)
ابن المبارك.
(6)
ابن يزيد الأيلي، "قس"(9/ 491).
(7)
أي: أخبرني في جملة رجال هم أخبروني أيضًا بمثل ما أخبر به، أو في حضور رجال. [انظر:"الكرماني"(16/ 249)].
(8)
منهم عروة بن الزبير كما في "كتاب الرقاق"(برقم: 6509)، "قس"(9/ 491).
(9)
جملة حالية، "قس"(9/ 491).
"إنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ حَتَّى يُرَى مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرَ
(1)
". فَلَمَّا نَزَلَ بهِ
(2)
ورَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي غُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ
(3)
، فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إلَى سَقْفِ الْبَيْتِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ
(4)
الرَّفِيقَ الأَعْلَى". فَقُلْتُ: إذًا لَا يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهُوَ صَحِيحٌ، قَالَتْ: وَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى
(5)
". [راجع: 4435، أخرجه: م 2444، تحفة: 16127].
85 - بَابُ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
4464 و 4465 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
(7)
،
"عَلَى فَخِذِي" في هـ، ذ:"فِي فَخِذِي". "إِذًا" في نـ: "إِذَنْ". "لَا يَخْتَارُنَا" في نـ: "لَا تَخْتَارُنَا" بلفظ الخطاب. "وَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ" في نـ: "فَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ".
===
(1)
أي: بين الدنيا والآخرة.
(2)
أي: صار المرض نازلًا به ورسول الله صلى الله عليه وسلم منزولًا به، "ك"(16/ 249).
(3)
أي: رفع، "قس"(9/ 491).
(4)
أي: أسألك، "قس"(9/ 491).
(5)
بالنصب، أي: أختار الرفيق أو أريده، "ك"(16/ 250). ومر قريبًا.
(6)
هو: الفضل بن دكين، "قس"(9/ 492).
(7)
بفتح المعجمة وسكون التحتية وبالموحدة: ابن عبد الرحمن، "قس"(9/ 492).
عَنْ يَحْيَى
(1)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ
(3)
. يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا. [حديث 4464 طرفه: 4978، أخرجه: س في الكبرى 7977، تحفة: 17784، حديث 4465 أطرافه: 3851، 3902، 3903، 4979، تحفة: 6562].
4466 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(4)
عَنْ عُقَيْلٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ
(6)
.
===
(1)
ابن أبي كثير، "قس"(9/ 492).
(2)
ابن عبد الرحمن.
(3)
قوله: (لبث بمكة عشر سنين. . .) إلخ، أي: بعد أن فتر الوحي ثلاث سنين، كما قال الشعبي، وبهذا القيد زال الإشكال، فإن ظاهره يقتضي أنه صلى الله عليه وسلم عاش ستين سنة، وهو يغاير المروي عن عائشة: أنه عاش ثلاثًا وستين، فإذا فُرِضَ ما بعد فترة الوحي ومجيءِ الملك بـ {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} وضَحَ وزال الإشكال، وهو مبني على ما وقع في "تاريخ الإمام أحمد" عن الشعبي: أن مدة فترة الوحي كانت ثلاث سنين، وبه جزم ابن إسحاق، "قس"(9/ 492).
(4)
ابن سعد الإمام.
(5)
ابن خالد.
(6)
قوله: (وهو ابن ثلاث وستين) سنة، وهذا موافق لقول الجمهور، وجزم به سعيد بن المسيب ومجاهد والشعبي، وقال أحمد: هو المثبت عندنا. وأكثر ما قيل في عمره صلى الله عليه وسلم: أنه خمس وستون، وجمع بعضهم بين الروايات المشهورة بأن من قال: خمس وستون جبرًا لكسر، ولا يخفى ما فيه، كذا في "القسطلاني" (9/ 493). قال في "المرقاة" (10/ 98):
قَال ابْنُ شِهَابٍ
(1)
: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مِثْلَهُ. [راجع: 3536].
86 - بَابٌ
(2)
4467 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(5)
، عَنْ إبْرَاهِيمَ
(6)
، عَنِ الأَسْوَدِ
(7)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَدِرْعُهُ
(8)
مَرْهُونَةٌ
(9)
عِنْدَ يَهُودِيٍّ
(10)
بِثَلَاثِينَ صَاعًا. [راجع: 2068].
"بَابٌ" سقط في نـ. "صَاعًا" كذا في سـ، وفي نـ:"يَعْنِي صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ".
===
والصحيح ثلاث وستون. وقيل: توفي وهو ابن خمس وستين، كما روي عن ابن عباس، بإدخال سنتي الولادة والوفاة. وقيل: ابن ستين، كما روي عن أنس، بإلقاء الكسر، انتهى. ومرَّ بعض بيانه (برقم: 3536) في "المناقب".
(1)
الزهري بالإسناد السابق، "قس"(9/ 493).
(2)
بالتنوين بغير ترجمة، "قس"(9/ 493).
(3)
ابن عقبة، "قس"(9/ 493).
(4)
الثوري، "قس"(9/ 493).
(5)
سليمان بن مهران، "قس"(9/ 493).
(6)
النخعي، "قس"(9/ 493).
(7)
ابن يزيد، "قس"(9/ 493).
(8)
بكسر الدال وسكون الراء، "قس"(9/ 493)، الذي يستعمل في الحرب.
(9)
بالتأنيث؛ لأن الدرع يذكر ويؤنث، "قس"(9/ 493).
(10)
قوله: (عند يهودي) يسمى أبا الشَّحْمِ، كما عند البيهقي (6/ 37)، وهو بفتح الشين المعجمة وسكون المهملة. قوله:"بثلاثين" وعند النسائي والبيهقي: أنه عشرون. قال في "الفتح"(5/ 142، 8/ 151):
87 - بَابُ بَعْثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ
(1)
فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ
4468 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ
(2)
، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبيهِ
(3)
: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ
(4)
، فَقَالُوا فِيهِ
(5)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(6)
: "قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ قُلْتُمْ فِي أُسَامَةَ
(7)
، وَإنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ". [راجع: 3730، أخرجه: س في الكبرى 8186، تحفة: 7027].
4469 -
حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ
(9)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ
"حَدَّثَنَا مَالِكٌ" في ذ: "حَدَّثَنِي مَالِكٌ".
===
ولعله كان دون الثلاثين، فجبر الكسر تارة وألغاه أخرى. واستُدِلَّ به على أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم:"نفس المؤمن معلَّقة بدَينه حتى يقضى عنه": من لم يترك عند صاحب الدين ما يحصل به الوفاء، وإليه جنح الماوردي. ووجه إيراد هذا الحديث هنا الإشارة إلى أن ذلك من أواخر أحواله صلى الله عليه وسلم، "قسطلاني"(9/ 493 - 494).
(1)
أي: إلى الشام، "ك"(16/ 251).
(2)
الإمام في المغازي، "قس"(9/ 494).
(3)
عبد الله بن عمر، "قس"(9/ 494).
(4)
ابن زيد أميرًا، "قس"(9/ 494).
(5)
أي: طعنوا في إمارته فقالوا: يستعمل هذا الغلام [أميرًا] على المهاجرين، "قس"(9/ 494).
(6)
بعد أن صعد المنبر خطيبًا، "قس"(9/ 494).
(7)
ما تطعنون به فيه، "قس"(9/ 494).
(8)
ابن أبي أويس.
(9)
الإمام.
دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثًا
(1)
وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
فَقَال
(3)
: "إنْ تَطْعَنُوا فِي إمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إمَارَةِ
===
(1)
قوله: (بعث بعثًا) أي: إلى أُبنَى بضم الهمزة فموحدة فنون مقصورة، كذا في "الحلبي" (3/ 227). قال القسطلاني (9/ 494 - 495): بعث إلى أُبْنَى لغزو الروم مكان قتل زيد بن حارثة، فيه وجوه المهاجرين والأنصار، منهم أبو بكر وعمر، "وأمّر عليهم أسامة بن زيد"، فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فحُمَّ وصُدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد له لواء بيده الشريفة، فخرج فدفعه إلى بُرَيْدَةَ الأسلمي وعسكر بالجرف. [وانظر:"تاريخ الخميس"(2/ 154)].
(2)
لما بلغه ذلك، وخرج وقد عصب رأسه وعليه قطيفة على المنبر خطيبًا، "قس"(9/ 495).
(3)
قوله: (فقال) بعد أن حمد الله وأثنى عليه. قوله: "إن كان" زيد "لخليقًا" بالخاء المعجمة والقاف، أي: لجديرًا. زاد أهل السير: "فاستوصوا به خيرًا؛ فإنه من خياركم"، ثم نزل عن المنبر فدخل بيته يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودِّعون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ويخرجون إلى العسكر بالجرف، فاشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعُه يوم الأَحَد، ودخل عليه أسامة وهو مغمور، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعهما على أسامة، قال أسامة: فعرفتُ أنه يدعو لي، ثم أصبح صلى الله عليه وسلم مفيقًا يوم الاثنين، فودّعه أسامة وخرج إلى عسكره، وأمر الناس بالرحيل، فبينا هو يريد الركوب إذا رسول أم أيمن قد جاءه يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت، فلما توفي صلى الله عليه وسلم دخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة، ودخل بُريْدَةُ بلواء أسامة حتى أتى به باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرزه عند بابه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اشتد وجعه قال:"أنفذوا بعث أسامة" فلما
أَبِيهِ
(1)
مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ
(2)
إنْ كَانَ
(3)
لَخَلِيقًا
(4)
لِلإمَارَةِ، وَإنْ
(5)
كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وَإنَّ هَذَا
(6)
لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ بَعْدَهُ". [راجع: 3730، أخرجه: م 2426، ت 3816، تحفة: 7236].
88 - بَابٌ
4470 -
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(8)
قَالَ:
"بَابٌ" سقط في نـ.
===
بويع أبو بكر رضي الله عنه أمر بُرَيْدَةَ أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة ليمضي لوجهه، فمضى به إلى عسكرهم الأول، وخرج أسامة هلالَ ربيع الآخر سنة إحدى عشرة إلى أهل أُبْنى، فشَنَّ عليهم الغارة فقتل من أشرف له، وسبى من قدر عليه، وحَرّق منازلهم ونخلهم، وقتل قاتل أبيه في الغارة، ثم رجع إلى المدينة ولم يصب أحد من المسلمين، وخرج أبو بكر في المهاجرين وأهل المدينة يتلقّونه سرورًا. وعند الواقدي: أن عدة ذلك الجيش كانت ثلاثة آلاف منهم سبع مائة من قريش، "قس" (9/ 495). ومرَّ الحديث [برقم: 3730] في "المناقب".
(1)
زيد.
(2)
أي: والله.
(3)
أي: إنه كان.
(4)
لجديرًا.
(5)
أي: وإنه.
(6)
أي: ابنه أسامة.
(7)
ابن الفرج أبو عبد الله، "قس"(9/ 496).
(8)
عبد الله، "قس"(9/ 496).
أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ
(1)
، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ
(2)
، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ
(3)
: أَنَّهُ قَالَ لَهُ: مَتَى هَاجَرْتَ؟ قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْيَمَنِ مُهَاجِرينَ، فَقَدِمْنَا الْجُحْفَةَ
(4)
، فَأَقْبَلَ رَاكِبٌ
(5)
فَقُلْتُ لَهُ: الْخَبَرَ الْخَبَرَ
(6)
؟ فَقَالَ: دَفَنَّا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ خَمْسٍ. قُلْتُ
(7)
: هَلْ سَمِعْتَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَخْبَرَنِي بِلَالٌ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ
(8)
فِي السَّبْعِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ. [تحفة: 2041].
"أَخْبَرَنِي عَمْرٌو" في ذ: "أَخْبَرَنِي عَمْرُو بنُ الحارِثِ". "الْخَبَرَ الْخَبَرَ" في نـ: "الْخَبَرَ"، وفي أخرى:"مَا الْخَبَرُ؟ ". "أَنَّهُ فِي السَّبْعِ" في نـ: "أَنَّهَا فِي السَّبْعِ".
===
(1)
يزيد أبي رجاء المصري، "قس"(9/ 496).
(2)
مرثد بن عبد الله.
(3)
بضم المهملة وخفة النون وكسر الموحدة وبالمهملة: عبد الرحمن بن عسيلة، "قس"(9/ 496)، "ك"(16/ 252).
(4)
قوله: (الجحفة) بضم الجيم وسكون المهملة: قرية بين الحرمين، وهي ميقات أهل الشام، "ك"(16/ 252)، "ق" (ص: 734). قوله: "الخبر" بالنصب بفعل مقدر، أي: هات الخبر، "قسطلاني"(9/ 496).
[قال العيني (12/ 408): مطابقته للترجمة التي هي قوله: "باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم" في قوله: "دفنا النبي صلى الله عليه وسلم"، والبابان اللذان بعده متعلقان به، وليس له حكم الاستبداد فافهم]
(5)
لم أقف على اسمه، "ف"(8/ 153).
(6)
بالنصب، أي: هات الخبر، "قس"(9/ 496).
(7)
القائل أبو الخير، "ك"(16/ 252)، "تو"(6/ 2743).
(8)
قوله: (أنه) أي: تعيينها "في السبع" الكائن "في العشر الأواخر" أي من رمضان، كذا في "القسطلاني"(9/ 496).
89 - بَابٌ كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
-
(1)
4471 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إسْرَائِيلُ
(2)
، عَنْ أَبِي إسْحَاقَ
(3)
قَالَ: سَأَلْتُ زيدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ
(4)
. [راجع: 3949].
4472 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إسْرَائِيلُ
(5)
، عَنْ أَبِي إسْحَاقَ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ
(7)
قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ. [تحفة: 1815].
"مَعَ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "مَعَ النَّبِيِّ".
===
قال الكرماني (16/ 252): فإن قلت: السبع هو الأوائل من العشر أو الأواسط أو الأواخر؟ قلت: الأواخر، كما مرَّ في "الصوم" في "باب فضل ليلة القدر" (برقم: 2015): "فمن كان مُتَحَرِّيها فليتحرَّها في السبع الأواخر"، فالأواخر صفة للسبع وللعشر كليهما فاكتفى بأحدهما عن الآخر، وهو من باب التنازع، انتهى.
(1)
مرَّ بيانه (برقم: 3949) في أول "المغازي".
(2)
ابن يونس، "قس"(9/ 496).
(3)
عمرو بن عبد الله السبيعي.
(4)
أي: التي خرج صلى الله عليه وسلم فيها بنفسه سواء قاتل أو لا.
(5)
ابن يونس.
(6)
السبيعي.
(7)
ابن عازب.
4473 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلَالٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَهْمَسٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ
(5)
قَالَ: غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً. [أخرجه: م 1814، تحفة: 1995].
"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ".
===
(1)
أحد حفاظ خراسان، "قس"(9/ 496).
(2)
المروزي الشيباني، ولد ببغداد، ومات بها، وقبره مشهور يزار ويتبرك [به]، وكان إمام الدنيا وقدوة أهل السنة، ولم يخرِّج البخاري له في هذا الجامع مسندًا غيرَ هذا الحديث، "ك"(16/ 253).
(3)
بفتح الكاف وسكون الهاء وفتح الميم بعدها سين مهملة: ابن الحسن النمري. "قس"(9/ 497).
(4)
عبد الله، "قس"(9/ 497).
(5)
بريدة بن حصيب بضم المهملة الأولى وفتح الثانية، "قس"(9/ 497).
* * *
65 - كِتَابُ التَّفْسير
(1)
(2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اِسْمانِ مِنَ الرَّحْمَةِ
(3)
، الرَّحِيمُ وَالرَّاحِمُ بِمَعنَى وَاحِدٍ
(4)
(5)
كَالْعَلِيمِ وَالعَالِمِ.
1 - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ
(6)
"كِتَابُ التفسير، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " في قتـ: "كِتَابُ تَفْسِيرِ القُرْآنِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} "، وفي ذ:" {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، كِتَابُ تَفْسِيرِ القُرْآنِ". "بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
وهو التكشيف عن مدلولات نظم القرآن، "ع"(12/ 410).
(2)
قوله: (كتاب التفسير) تفعيل من الفسر، وهو البيان. وجميع ما علّقه المصنف في "الصحيح" من التفسير عن ابن عباس [فهو من نسخة علي بن أبي طلحة عنه] وهي موصولة في تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم.
ثم اعلم أن طريق الجمع بين ما ورد في سبب نزول آية وورد حديث آخر في نزولها بسبب آخر: أنها نزلت في الأمرين معًا، "توشيح"(6/ 2744).
(3)
أي: مشتقان منها، "تو"(6/ 2744).
(4)
هذا بالنظر إلى أصل المعنى، وإلا فصيغة فعيل من صيغ المبالغة، وقد تَرِدُ صيغة فعيل بمعنى الصفة المشبهة، وفيها أيضًا زيادة لدلالتها على الثبوت، بخلاف مجرد الفاعل فإنه يدل على الحدوث، "قس"(10/ 5).
(5)
أي: بمعنى الفاعل لا المفعول؛ لأنه قد يرد بمعنى المفعول فاحترز عنه، "قس"(10/ 5).
(6)
قوله: (ما جاء في فاتحة الكتاب) أي: من الفضل، أو من التفسير،
وَسُمِّيَتْ أُمَّ الْكِتَابِ
(1)
لِأَنَّهُ يُبْدَأُ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَيُبْدَأُ بِقِرَاءَتِهَا فِي الصَّلَاةِ. الدِّينُ: الْجَزَاءُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، كَمَا
(2)
تَدِينُ تُدَانُ
(3)
. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {بِالدِّينِ}
(4)
: بِالْحِسَابِ. {مَدِينِينَ}
(5)
: مُحَاسَبِينَ.
4474 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(7)
،
"لأَنَّهُ" في نـ: "أَنَّهُ". "وَالدِّينُ" في نـ: "الدِّينُ" بإسقاط الواو.
===
أو أعم من ذلك. والفاتحة في الأصل إما مصدر كالعافية، سُمِّيَ بها أوّلُ ما يفتتح به الشيءُ من باب إطلاق المصدر على المفعول، والتاء للنقل [إلى الاسمية]، وإضافتها إلى الكتاب بمعنى "من"؛ لأن أولَ الشيء بعضُه، ثم جُعِلَتْ عَلَمًا للسورة المعينة؛ لأنها أول الكتاب المعجز، "قس"(10/ 5 - 6).
(1)
قوله: (وسميت أم الكتاب لأنه يُبْدأ
…
) إلخ، وذلك بالنظر إلى أن الأم مبدؤ الولد. وقيل: سميت به لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناءِ على الله تعالى والتعبدِ بالأمر والنهي والوعد والوعيد. وقيل: لأن فيه ذكر الذات والصفات والأفعال وليس في الوجود سواه. وقيل: لاشتماله على ذكر المبدإ والمعاش والمعاد، "ك"(17/ 2).
(2)
الكاف في موضع نصبٍ نعت لمصدر محذوف، أي: تُدانُ دينًا مثل دينك، "قس"(10/ 6)
(3)
وهو حديث مرفوع، "تو"(6/ 2745).
(4)
أي: في قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} [الماعون: 1]، "ك"(17/ 2).
(5)
قال تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} [الواقعة: 86].
(6)
ابن مسرهد.
(7)
القطان.
عَنْ شُعْبَةَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(2)
، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ
(3)
، عَنْ أَبِي سَعِيدِ
(4)
بْن الْمُعَلَّى قَالَ: كُنْتُ أُصلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي. فَقَالَ: "أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ}
(5)
؟ [الأنفال: 24] ثُمَّ قَالَ لِي: لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ
(6)
فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ". ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ: "لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ"؟. قَالَ
(7)
: " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
(8)
هِيَ
"إِذَا دَعَاكُمْ" زاد بعده في ذ: " {لِمَا يُحْيِيكُمْ}. "أَعْظَمُ السُّوَرِ" في نـ: "أَعْظَمُ سُورَةٍ". "مِنَ الْقُرْآنِ" في نـ: "فِي الْقُرْآنِ".
===
(1)
ابن الحجاج.
(2)
الأنصاري.
(3)
ابن عمر بن الخطاب.
(4)
اسمه رافع، وقيل: الحارث، وقوّاه ابن عبد البر، "قس"(10/ 7)، أو أوس، "ك"(17/ 3).
(5)
واستدل على أن إجابته واجبة يعصي المرء بتركها، "قس" (10/ 7). ومرَّ (برقم: 1206).
(6)
قوله: (هي أعظم السور) وُجِّه بأنها مشتملة على جميع مقاصد القرآن على طريق الإجمال، وقد بينتُ ذلك في "الإتقان"(2/ 200)، "توشيح"(6/ 2746).
(7)
صلى الله عليه وسلم.
(8)
هو اسم للسورة ولم يرد الآية وحدها، "توشيح"(6/ 2746).
السَّبْعُ الْمَثَانِي
(1)
وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ
(2)
الَّذِي أُوتِيتُهُ". [أطرافه: 4647، 4703، 5006، أخرجه: د 1458، س 913، ق 3785، تحفة: 12047].
2 - بَابُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7]
4475
- حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ
(3)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
===
(1)
قوله: (هي السبع) لأنها سبع آيات كسورة الماعون لا ثالث لهما. وقيل للفاتحة: المثاني؛ لأنها تُثَنّى على مرور الأوقات، أي: تكرَّر فلا تنقطع، وتُدرَّسُ فلا تندرس. وقيل: لأنها تثنَّى في كل ركعة أي: تُعاد، أو أنها يُثْنى بها على الله، أو استثنيت لهذه الأمة لم تنزل على من قبلها، "قسطلاني"(10/ 8).
(2)
قوله: (والقرآن العظيم) قال الخطابي: يعني بالعظم عظم المثوبة على قراءتها، وذلك لِمَا تجمع هذه السورة من الثناء والدعاء والسؤال. والواو في "والقرآن العظيم" ليست بواو العطف الموجبة للفصل بين الشيئين، وإنما هي الواو التي. [تجيء] بمعنى التخصيص، كقوله تعالى:{وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ} [البقرة: 98]، وكقوله:{فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [الرحمن: 68]. أقول: هذه الواو عند النحاة للجمع بين الوصفين، فمعنى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87]، أي: ما يقال له: السبع المثاني والقرآن العظيم وما يوصف بهما. وفي الحديث أن إجابته صلى الله عليه وسلم لا تفسد الصلاة، قاله الكرماني (17/ 3 - 4). [وانظر "عمدة القاري" (12/ 413)].
(3)
مصغرًا مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، "قس"(10/ 10).
(4)
ذكوان، "قس"(10/ 10).
"إِذَا قَالَ الإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ
(1)
. فَمَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ
(2)
قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". [راجع: 782، أخرجه: د 935، س 929، تحفة: 12576].
2 - سورةُ الْبَقَرَةِ
1 - بَابٌ {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}
(3)
[البقرة: 31]
4476 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
(5)
،
"سورةُ البَقَرَةِ" في نـ: "سورةُ الْبَقَرَةِ، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} "، وفي ذ:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، سورةُ الْبَقَرَةِ". "بَابٌ" في نـ: "بَابُ قَولِهِ"، وفي أخرى:"بَابُ قَولِ اللَّهِ عز وجل". "مُسْلِمٌ" في نـ: "مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيمَ".
===
(1)
قوله: (آمين) بالمد والقصر، ومعناها استجب، فهي اسم فعل بني على الفتح، "قس"(10/ 10)، ومرَّ بيان الحديث (برقم: 780) في "جهر الإمام بالتأمين".
(2)
بآمين، "قس"(10/ 10).
(3)
قوله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} إما بخلق علم ضروري بها فيه، أو إلقاء في روعه، ولا يفتقر إلى سابقة اصطلاح للتسلسل، والتعليم فعل يترتب العلم عليه غالبًا. واختُلِفَ في المراد بالأسماء فقيل: أسماء الأجناس. وقيل: أسماء كل شيء حتى القصعة، "قسطلاني"(10/ 11).
(4)
الدستوائي، "قس"(10/ 12).
(5)
ابن دعامة، "قس"(10/ 12).
عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. ح قَالَ
(1)
: وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ
(2)
: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(4)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا
(5)
إِلَى رَبِّنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا
(6)
مِنْ مَكَانِنَا هَذَا. فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ
(7)
، وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَحْيِي، ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ. فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ
"ح" سَقط في نـ. "يَجْتَمِعُ" في ذ: "وَيَجْتَمِعُ". "حَتَّى يُرِيحَنَا" في نـ: "حَتَّى تُرِيحَنَا". "فَيَسْتَحْيِي" كذا في ذ، وفي نـ:"فَيَسْتَحِي" بكسر الحاء، وكذا في الموضعين الآخرين بعده. "رَبَّهُ" في نـ:"لِرَبِّهِ".
===
(1)
المصنف.
(2)
ابن خياط العصفري على سبيل المذاكرة أو التحديث، "قس"(10/ 12).
(3)
أبو معاوية البصري، "قس"(10/ 12).
(4)
ابن أبي عروبة، "قس"(10/ 12).
(5)
قوله: (لو استشفعنا)"لو" هي المتضمنة للتمني والطلب، أي: لو استشفعنا أحدًا "إلى ربنا" فيشفع لنا فيخلِّصنا مما نحن فيه من الكرب، "قس"(10/ 12).
(6)
من الإراحة، "قس"(10/ 13).
(7)
قوله: (لست هناكم) كناية عن أن منزلته دون هذه المنزلة تواضعًا، أو أن كلًا منهم يشير إلى أنها ليست له بل لغيره، "قس" (10/ 13). ومرَّ الحديث (برقم: 3340) [من طريق أبي هريرة].
فَيَسْتَحْيِيْ، فَيَقُولُ: ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ. وَيَذْكُرُ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ نَفْسٍ فَيَسْتَحْيِيْ مِنْ رَبِّهِ
(1)
فَيَقُولُ: ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ
(2)
. فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، ائْتُوا مُحَمَّدًا عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
(3)
وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَأْتُونِّي فَأَنْطَلِقُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنَ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ تُسْمَعْ
(4)
،
"فَيَقُولُ: ائْتُوا عِيسَى" لفظ "فَيَقُولُ" سقط في نـ. "ائْتُوا مُحَمَّدًا" زادت التصلية في ذ. "فَيَأْتُونِّي" في ذ: "فَيَأْتُونَنِي". "فَيُؤْذَنَ" في نـ: "فَيُؤْذَنَ لِي". "مَا شَاءَ" كذا في ذ، وفي نـ:"مَا شَاءَ اللَّهُ". "وَقُلْ تُسْمَعْ" في نـ: "وَقُلْ يُسْمَعْ".
===
(1)
لا يقدح ذلك في عصمته لأنه وقع خطأ، "قس"(10/ 13).
(2)
أي: ذا روح صدر منه، "قس"(10/ 13)، لأنه وجد بأمره تعالى بدون أب هو قوله:{كُنْ} .
(3)
قوله: (غفر الله له ما تقدم من ذنبه) عن سهوٍ وتأويل. "وما تأخر" بالعصمة. أو أنه مغفور له غير مؤاخَذٍ بذنب لو وقع. قوله: "فيأتونّي" ولأبي ذر: "فيأتونني". وفيه إظهار شرف نبينا صلى الله عليه وسلم. قوله: "فيؤذن" بالرفع عطفًا على "أنطلق"، ولأبي ذر بالنصب عطفًا على "أستأذنَ". قوله:"فيحد لي حدًا" بفتح الياء، أي: يبين لي قومًا أشفع فيهم، كأن يقول مثلًا: شفاعتك فيمن أخلَّ بالصلوات. قوله: "فإذا رأيت ربي مثله" أي: أفعل مثل ما سبق من السجود ورفع الرأس وغيره. قوله: "ثم أشفع فيحد لي حدًا" كأن يقول: شفاعتك فيمن زنى، أو فيمن شرب خمرًا، مثلًا، "قس"(10/ 14).
(4)
أي: قولك.
وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ
(1)
. فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ
(2)
لِي حَدًّا، فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ، فَإذَا رَأَيْتُ رَبِّي - مِثْلَهُ - ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ
(3)
فَأَقُولُ: مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ
(4)
وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(5)
: "إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ". يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ عز وجل
(6)
: {خَالِدِينَ فِيهَا} . [راجع: 44، أخرجه: م 193، س في الكبرى 11243، ق 4312، تحفة: 1357، 1171].
"ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ" في نـ: "ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ". "فَأَقُولُ" في نـ: "وَأَقُولُ". "يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ" في نـ: "يَعْنِي قَوْلَهُ".
===
(1)
تقبل شفاعتك، "قس"(10/ 14).
(2)
بلفظ المعلوم.
(3)
أي: بعد الثالثة.
(4)
قوله: (ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن) أي: حكم بحبسه أبدًا. واستشكل سياق هذا الحديث من جهة كون المطلوب الشفاعةَ للإراحة من موقف العرصات لما يحصل لهم من ذلك الكربُ الشديدُ لا للإخراج من النار. وأجيب بأنه قد انتهت حكاية الإراحة عند لفظ "فيؤذن لي" وما بعده هو زيادة على ذلك، قاله الكرماني (17/ 6). قال الطيبي: لعلَّ المؤمنين صاروا فرقتين: فرقة سيق بهم إلى النار من غير توقف، وفرقة حبسوا في الحشر واستشفعوا به صلى الله عليه وسلم[فخلَّصهم] ممّا هم فيه، وأدخلهم الجنة، ثم شرع في شفاعة الداخلين النارَ زمرًا بعد زمر، كما دل عليه قوله عليه السلام:"فيحد لي حدًّا. . ." إلى آخره، فاختصر الكلام، "قس"(10/ 14).
(5)
هو البخاري.
(6)
أي: في الكفار.
2 - بَابٌ
(1)
قَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} [14]: أَصْحَابِهِمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ
(3)
. {مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} [19]: اللَّهُ جَامِعُهُمْ
(4)
. {عَلَى الْخَاشِعِينَ} [45]: عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَقًّا
(5)
.
قَالَ مُجَاهِدٌ
(6)
: {بِقُوَّةٍ}
(7)
[63]: بِعَمَلٍ بِمَا فِيهِ. وَقَالَ
"قَال مُجَاهِدٌ" زاد بعده في نـ: " {فِرَاشًا} "[البقرة: 22] مِهَادًا، كَقَولِهِ:{وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} [البقرة: 36]. ["بعمل بما فيه" كذا في الهندية، وفي "قس" و"الفتح" و"السلطانية: "يعمل بما فيه"].
===
(1)
بغير ترجمة، "قس"(10/ 15).
(2)
فيما وصله عبد بن حميد، أي: في تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} [البقرة: 14]، "ف"(8/ 161). ["إلى" بمعنى الباء أو بمعنى "مع"، "ف" (8/ 161)].
(3)
سموا شياطين لمماثلتهم إياهم في التمرد، "قس"(10/ 15).
(4)
أي: لا يفوتونه كما لا يفوت المحاط به المحيط، "بيضاوي"(1/ 33).
(5)
هو قول مجاهد أيضًا كالسابق، وصلهما أيضًا عبد بن حميد، كذا في "قس"(10/ 15 - 16).
(6)
وصله عبد بن حميد أيضًا، وسقط لأبي ذر قوله:"قال مجاهد"، "قس"(10/ 16).
(7)
أي: في قوله تعالى: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} [البقرة: 63].
أَبُو الْعَالِيَةِ: {مَرَضٌ}
(1)
[10]: شكٌّ. {صِبْغَةَ}
(2)
[138]: دِينٌ. {وَمَا خَلْفَهَا} [66]: عِبْرَةٌ لِمَنْ بَقِيَ. {لَا شِيَةَ}
(3)
[71]: لَا بَيَاضَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(4)
: {يَسُومُونَكُمْ}
(5)
[49]: يُولُونَكُمْ. {الْوَلَايَةُ} - مَفْتُوحَةٌ
(6)
- مَصْدَرُ الْوَلَاءِ
(7)
، وَهِيَ الرُّبُوبِيَّةُ، وَإِذَا كُسِرَتِ الْوَاوُ فَهِيَ الإِمَارَةُ
(8)
. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْحُبُوبُ الَّتِي تُؤْكَلُ كُلُّهَا فُومٌ
(9)
.
===
(1)
قوله: ({مَرَضٌ}) أي: قال أبو العالية فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} : أي: "شك". وقال أيضًا فيما وصله ابن أبي حاتم عنه في قوله تعالى: {نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} ": أي: "عبرة لمن بقي"، أي: من بعدهم من الناس "قس" (10/ 16).
(2)
أي: في قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ} [البقرة: 138]، والمراد منه دين الله، "ك"(17/ 6).
(3)
بالياء.
(4)
هو أبو عبيد القاسم بن سلام.
(5)
قوله: ({يَسُومُونَكُمْ
(1)
}) أي: في قوله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} أي: "يولونكم" بضم أوله وسكون الواو. وقوله: " {الْوَلَايَةُ. . .} إلخ" ذكره ليؤيد بها تفسير " {يَسُومُونَكُمْ} ": يولونكم، كذا في "القسطلاني" (10/ 16). قال البيضاوي (1/ 61):{يَسُومُونَكُمْ} : يبغونكم، من سامه خسفًا: إذا أولاه ظلمًا، وأصل السَّوْم: الذهاب في طلب الشيء، انتهى.
(6)
أي: الواو، "قس"(10/ 16).
(7)
بفتح الواو والمد، "قس"(10/ 16).
(8)
بكسر الهمزة، "قس"(10/ 16).
(9)
في "القاموس"(ص: 1056): الفُوم: الثوم، والحنطة، والحِمَّصُ، والخبز، وسائر الحبوب التي تُخْبَزُ، انتهى.
(1)
أي: يذيقونكم، "جلالين" [البقرة: 49]، و"معالم"(1/ 90).
{فَادَّارَأْتُمْ} [72]: اختلَفْتُمْ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: {فَبَاءُوا} [90]: انْقَلَبُوا. {يَسْتَفْتِحُونَ}
(1)
[89]: يَسْتَنْصِرُونَ. {شَرَوْا} [102]: بَاعُوا. {رَاعِنَا} [104]: مِنَ الرُّعُونَةِ
(2)
، إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُحَمِّقُوا إِنْسَانًا قَالُوا: رَاعِنًا. {لَا تَجْزِي}
(3)
[48، 123]: لَا تُغْنِي. {ابْتَلَى} : اختبر. {خُطُوَاتِ}
(4)
[168]: مِنَ الْخَطْوِ، وَالْمَعْنَى آثَارَهُ
(5)
.
"انْقَلَبُوا" زاد بعده في نـ: "وَقَالَ غَيْرُهُ".
===
(1)
قوله: ({يَسْتَفْتِحُونَ}) أي: قوله تعالى: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} ، أي:"يستنصرون" على المشركين، ويقولون: اللَّهُم انصرنا بنبي آخر الزمان المنعوتِ في التوراة. وقال في قوله تعالى: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} أي: "باعوا". وقوله تعالى: " {رَاعِنَا}: من الرعونة". قوله: "قالوا: راعنًا" بالتنوين صفة لمصدر محذوف، أي: قولًا ذا رُعنٍ نسبة إلى الرعن، والرعونة: الحمق، والجملة في محل نصب بالقول، كذا في "قس"(10/ 16). وهذا على قراءة من نَوَّنَ، وهي قراءة الحسن البصري وأبي حيوة، قاله في "الفتح"(8/ 162).
(2)
بضم الراء: الحمق، "مجمع"(2/ 346).
(3)
قال البيضاوي (1/ 60): قرئ لا تُجزئ، مِن أجزأ عنه إذا أغنى عنه.
(4)
الشيطان.
(5)
قوله: (والمعنى آثاره) أي: آثار الشيطان. وجميع ما ذكر من قوله: "قال مجاهد"، التالي الباب إلى هنا ثابت للمستملي والكشميهني وساقط للحموي، "قس"(10/ 16).
3 - بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا
(1)
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22]
4477 -
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(2)
، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(3)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا
(6)
وَهُوَ خَلَقَكَ". قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ: ثُمَّ أَي؟ قَالَ: "وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ". قُلْتُ: ثُمَّ أَي؟ قَالَ: "أَنْ تُزَانِي حَلِيلَةَ
(7)
جَارِكَ". [أطرافه: 4761، 6001، 6811، 6861، 7520، 7532، أخرجه: م 86، د 2310، ت 3182، س في الكبرى 11369، تحفة: 9480].
"حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ" في ذ: "حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ". "تَخَافُ" في نـ "مَخَافَةَ".
===
(1)
جمع ند، وهو المثل والنظير، "قس"(10/ 17).
(2)
ابن عبد الحميد، "قس"(10/ 17).
(3)
شقيق بن سلمة.
(4)
بالصرف وعدمه، "قس"(10/ 17).
(5)
ابن مسعود، "قس"(10/ 17).
(6)
أي: مثلا ونظيرًا، "قس"(10/ 17).
(7)
بفتح المهملة وكسر اللام، أي: زوجته فإنه زنًا وإبطال لحق الجيران، "قس"(10/ 18).
4 - بَابٌ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ
(1)
وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [البقرة: 57]
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْمَنُّ: صَمْغَةٌ
(2)
، وَالسَّلْوَى: الطَّيْرُ.
4478 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(3)
قَال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
(5)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ
(6)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ
(7)
قَالَ:
"وَقَوْلُهُ تَعَالَى" سقط في نـ. " {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ. . .} إلخ" في نـ بدله: "الآية"، [وفي "قس" (10/ 18): وسقط لأبي ذر قوله تعالى: {مِنْ طَيِّبَاتِ} إلى آخر {أَنْفُسَهُمْ} ، وقال بعد:{كُلُوا} : إلى {يَظْلِمُونَ} ]. "الطَّيْرُ" في نـ: "الطَّائِرُ".
===
(1)
أي: سخَّر الله تعالى لهم السحابَ يظلِّلُهم، "قس"(10/ 18).
(2)
قوله: (قال مجاهد: المنُّ: صمغةٌ) وعن ابن عباس: كان المن ينزل على الشجر فيأكلون منه ما شاءوا، "قس" (10/ 18). قوله:"والسلوى: الطير" اسمه سُمَانَى بضم المهملة وخفة الميم وفتح النون، قاله الكرماني (17/ 7). قال البيضاوي (1/ 63): المن: الترنجبين. والسلوى: السمَانى.
(3)
الفضل بن دكين، "قس"(10/ 18).
(4)
الثوري، "قس"(10/ 18).
(5)
ابن عمير القرشي، "قس"(10/ 18).
(6)
بضم المهملة، "قس"(10/ 18).
(7)
أحد العشرة، "قس"(10/ 19).
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْكَمْأَةُ
(1)
مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا
(2)
شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ". [طرفاه: 4639، 5708، أخرجه: م 2049، ت 2067، س في الكبرى 7563، ق 3454، تحفة: 4465].
5 - بَابٌ: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا
(3)
وَقُولُوا حِطَّةٌ
(4)
نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58]
رَغَدًا: وَاسِعٌ كَثِيرٌ.
"قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم". "بَابٌ" في نـ: "بَابُ قَوله". " {حَيْثُ شِئْتُمْ} " في ذ: " {حَيْثُ شِئْتُمْ} الآية" وسقط ما بعده. " {سُجَّدًا. . .} إلخ" في نـ: " {سُجَّدًا} الآية" وسقط ما بعده. "وَاسِعٌ كَثِيرٌ" في هـ، سـ، ذ:"وَاسِعًا كَثِيرًا".
===
(1)
قوله: (الكمأة) بفتح الكاف وسكون الميم وفتح الهمزة: شيءٌ ينبت بنفسه من غير استنبات. اعترض الخطابي (3/ 1799) وغيره بإدخال هذا هنا، فإنه ليس المراد أنها نوع من المن المنزَّل على بني إسرائيل، فإن ذلك شيء كالترنجبين، وإنما معناه أنها تنبت بنفسها من غير استنبات ولا مؤونة. وأجيب بأنه وقع في رواية ابن عيينة في حديث الباب:"من المن الذي أنزل على بني إسرائيل"، فظهرت المناسبة على ما لا يخفى، "قس"(10/ 19).
(2)
إذا ربى بها الكحلُ وغيره، قال النووي: الصواب أن مجرد مائها شفاء مطلقًا، "قس"(10/ 19).
(3)
جمع ساجد، حال.
(4)
بالرفع خبر مبتدإٍ محذوف، أي: مسألتنا حطة. قال الزمخشري: الأصل النصب بمعنى: حَطِّ عنا ذنوبَنا [حطة]، وَرُفِعَتْ لِتُعْطِيَ معنى الثبات، "قس"(10/ 19).
4479 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ
(2)
، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا
(3)
وَقُولُوا حِطَّةٌ} فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ
(4)
عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، فَبَدَّلُوا
(5)
وَقَالُوا: {حِطَّةٌ} ، حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ
(6)
". [راجع: 3403، أخرجه: س في الكبرى 10989، تحفة: 14680].
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سلامٍ" - كذا قال ابن السكن، "ك"(17/ 8)، "ف" (8/ 164) -. " {حِطَّةٌ} " في نـ:"حِنْطَةٌ".
===
(1)
قال الغساني: إنه ابن بشار، أو ابن المثنى، "ك"(17/ 8)، ويحتمل أن يكون ابن يحيى الذهلي، "ف"(8/ 164).
(2)
ابن راشد.
(3)
شكرًا لله على ما أنعم به عليهم من الفتح والنصر وإنقاذهم من التيه، "قس"(10/ 20).
(4)
قوله: (يزحفون) بفتح الحاء المهملة. "على أستاههم" بفتح الهمزة وسكون المهملة، أي: يدبّون على أوراكهم، "قس"(10/ 20)، "ف"(8/ 304).
(5)
قوله: (فبدّلوا) أي: بدّلوا السجود بالزحف، وقالوا مكان "حطة":"حنطة" استهزاء منهم بما قيل لهم، و"حبة في شعرة" تفسير لها، وفي بعضها:"حطة" بدل "حنطة"، أي: قالوا هذه الكلمة بعينها وزادوا عليها مستهزئين: الحبة في الشعرة، كذا في "الكرماني"(17/ 8، 9). قال في "المجمع"(1/ 423): وهو كلام مهمل، وغرضهم به مخالفة ما أُمِرُوا.
(6)
بفتح العين والراء، وفي رواية:"حنطة" بدل "حطة"، "قس"(10/ 20).
6 - قَوْلُهُ: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البقرة: 97]
وَقَالَ عِكْرِمَةُ
(1)
: جَبْرٌ
(2)
، وَمِيكٌ، وَسَرَافٌ: عَبْدٌ. إِيلْ: اللَّهُ.
4480 -
حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ
(3)
، عَنْ أَنَسِ قَالَ: سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهُوَ فِي أَرضٍ يَخْتَرِفُ
(4)
، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ، فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ وَمَا يَنْزِعُ
(5)
الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ؟
"قَوْلُهُ: {مَنْ كَانَ} " في نـ: "باب قوله: {مَنْ كَانَ} " وفي ذ: "بَابُ {مَنْ كَانَ} ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ". "بِقُدُومِ" في هـ، ذ:"بِمَقْدَمٍ" - مصدر ميمي بمعنى القدوم، "قس"(10/ 22) -، وفي سـ، حـ، ذ:"مقدم".
===
(1)
فيما وصله الطبري (2/ 390، رقم: 1621).
(2)
قوله: (جبر) بفتح الجيم وسكون الموحدة. "وميك" بكسر الميم. "وسراف" بفتح المهملة وخفة الراء وبالفاء، معنى الثلاثة:"عبد". و"إيل" بكسر الهمزة وسكون التحتية، معناها في الثلاثة:"الله" أي: جبرئيل عبد الله، وميكائيل عبد الله، وإسرافيل عبد الله، "قسطلاني"(10/ 21).
(3)
الطويل.
(4)
بالخاء المعجمة الساكنة والفاء، أي: يجتني من ثمارها، "قس"(10/ 22).
(5)
بالزاي المكسورة وآخره مهملة، أي: يشبه أباه ويذهب إليه، "قس"(10/ 22).
قَالَ: "أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِئِيلُ آنِفًا". قَالَ: جِبْرِئِيلُ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ
(1)
. فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ
(2)
: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ
(3)
نَزَّلَهُ
(4)
عَلَى قَلْبِكَ
(5)
} [البقرة: 97]، أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ
(6)
حُوتٍ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ
(7)
، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ
(8)
نَزَعَتْ". قَالَ:
"ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ" في نـ: "ذَلكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ". " {عَلَى قَلْبِكَ} " زاد بعده في ذ: " {بِإِذْنِ اللَّهِ} ". "أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ" كذا في قتـ، وفي نـ:"أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ". "كَبِدِ حُوتٍ" في س، حـ، ذ:"كَبِدِ الحُوتِ".
===
(1)
قوله: (عدو اليهود من الملائكة) وفي حديث ابن عباس عند أحمد (ح: 2483) أنهم قالوا: إنه ليس من نبي إلا له مَلِكٌ يأتيه بالخبر، فَأَخْبِرْنا من صاحبك؟ قال: جبرئيل، قالوا: جبرئيل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال عدونا، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات وَالْقَطْر لكان، "قس"(10/ 22).
(2)
ردًّا على قولهم، أو قرأها الراوي استشهادًا بها، "قس"(10/ 22).
(3)
أي: جبرئيل.
(4)
القرآن، "قس"(10/ 22).
(5)
لأنه القابل للوحي ومحل الفهم والحفظ، "قس"(10/ 22).
(6)
وهي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد، "ك (17/ 9).
(7)
أي: جذبه إليه، "قس"(10/ 22).
(8)
أي: ماء الرجل.
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ
(1)
، وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ يَبْهَتُونِي. فَجَاءَتِ الْيَهُودُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ فِيكُمْ؟ ". قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا. قَالَ:"أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ"، فَقَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ. فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ
(2)
فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، فَانْتَقَصُوهُ
(3)
. قَالَ
(4)
: فَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
(5)
. [راجع: 3329، تحفة: 701].
"فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "فَقَالَ". "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ" سقط في نـ: "ابنُ سلامٍ". "فَقَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ" في نـ: "قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ". "فَانْتَقَصُوهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَانْتَقَصُوهُ". "فَهَذَا الَّذِي" في نـ: "هَذَا الَّذِي".
===
(1)
قوله: (بُهُت) بضم الموحدة والهاء في اليونينية وفرعها، وفي نسخة بسكون الهاء، قال الكرماني: جمع بهوت، وهو الكثير البهتان، وقيل: بهنـ: أي: كذّابون مُمَارُون لا يرجعون إلى الحق، "قسطلاني"(10/ 22).
(2)
ابن سلام.
(3)
أي: نقصوه وذمّوه.
(4)
عبد الله بن سلام، "قس"(10/ 23).
(5)
مرَّ الحديث (برقم: 3329) في "كتاب الأنبياء".
7 - {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ
(1)
أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106]
"{مَا نَنْسَخْ} " في نـ: "بَابُ قَولِهِ: {مَا نَنْسَخْ} ". " {أَوْ نُنْسِهَا} " كذا في ذ، وفي نـ:" (نَنْسَاهَا) "، وزاد بعده في ذ:" {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} ".
===
(1)
قوله: ({مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ})"من" بيانية، والنسخ: عبارة عن شيئين: أحدهما: النقل والتحويل، ومنه: نسخ الكتاب، وثانيهما: الرفع والإزالة، يقال: نسخت الشمسُ الظلَ، والمراد هنا الثاني، وهو في الحقيقة بيان لانتهاء التعبد بقراءتها فقط دون حكمها مثل آية الرجم، أو بحكمها المستفاد منها فقط دون قراءتها مثل آية الوصية للأقارب وآية عدة الوفاة بالحول، أو بهما جميعًا، كما قيل: إن سورة الأحزاب كانت مثلَ سورة البقرة فَرُفِعَ أكثرها تلاوتًا وحكمًا. ثم المنسوخ حكمًا منها ما أقيم غيرُ ذلك الحكم مقامه، كما في وصية الأقارب نُسِخَتْ بالميراث، ومنها ما لم يقم غيره مقامه كامتحان النساء. والنسخ إنما يعترض الأوامر والنواهي دون الأخبار. وقرأ الجمهور بفتح النون والسين، أي: نرفعها، وقرأ ابن عامر بضم النون وكسر السين من الإنساخ، أي: نأمرك أو جبريل بنسخها. و {مَا} شرطية جازمة لـ {نَنْسَخْ} منتصبة على المفعولية.
قوله: " {أَوْ نُنْسِهَا} " قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح النون الأول والسين مهموزًا، أي: نؤخرها، من النسء، أي: نؤخر حكمها ونرفع تلاوتها، كما في آية الرجم، فعلى هذا يكون النسخ الأول بمعنى رفع التلاوة والحكم، أو المعنى نؤخرها في اللوح المحفوظ يعني لم ننزلها عليك، فمعنى النسخ الرفعُ بعد الإنزال، ومعنى النَسْءِ عدم الإنزال. وقرأ الباقون {نُنْسِهَا} بضم النون وكسر السين من الإنساء، والنسيان ضد الحفظ، أي: نمحها عن قلبك. قوله: " {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} " في النفع للعباد بالسهولة، أو كثرة الثواب، لا أن آية خير من آية؛ فإن كلام الله واحد، وكلُّه خير، كذا في "المظهري"(1/ 111).
4481 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنْ حَبِيبٍ
(4)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَقْرَؤُنَا
(5)
أُبَيٌّ
(6)
، وَأَقْضَانَا
(7)
عَلِيٌّ
(8)
، وَإِنَّا لَنَدَعُ
(9)
مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ، وَذَاكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ: لَا أَدَعُ شَيْئًا
(10)
سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} . [طرفه: 5005، أخرجه: س في الكبرى 10995، تحفة: 71].
"حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ". "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ" في نـ: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ عُمَرُ". "سَمِعْتُهُ" في ذ: "سَمِعْتُ". " {أَوْ نُنْسِهَا} " كذا في ذ، وفي نـ:"وَنَنْسَاهَا".
===
(1)
البصري.
(2)
هو ابن سعيد القطان، "قس"(10/ 24).
(3)
الثوري.
(4)
ضد العدوِّ، وهو ابن أبي ثابت واسمه قيس بن دينار، "قس"(10/ 24)، "ك"(17/ 10).
(5)
لكتاب الله.
(6)
ابن كعب.
(7)
أي: أعلمنا بالقضاء، "قس"(10/ 24).
(8)
ابن أبي طالب.
(9)
أي: لنترك.
(10)
قوله: (لا أدع شيئًا
…
) إلخ، كان أُبَيٌّ لا يقول بنسخ تلاوة شيء من القرآن لكونه لم يبلغه النسخ، فردّ عليه عمر بقوله:"وقد قال الله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ. . .} إلخ" فإنه يدل على ثبوت النسخ في البعض، "قسطلاني"(10/ 24).
8 - بَابُ قَولِهِ: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ
(1)
} [البقرة: 116]
4482 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "قَالَ اللَّهُ: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي
(6)
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّاي فَيَزْعُمُ أَنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّاي فَقَوْلُهُ: لِي وَلَدٌ
(7)
، فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا". [تحفة: 6520].
"قَولِهِ:" سقط في نـ. "لَهُ ذَلِكَ" في ذ: "ذَلِكَ لَهُ". "فَيَزْعُمُ" في نـ: "فَزَعَمَ".
===
(1)
نزلت ردًا على النصارى لما قالوا: المسيح ابن الله، وعلى اليهود لما قالوا: عزير ابن الله، وعلى مشركي العرب لما قالوا: الملائكة بنات الله، "قس"(10/ 24).
(2)
الحكم بن نافع.
(3)
ابن أبي حمزة.
(4)
القرشي النوفلي الكوفي.
(5)
ابن مطعم، "قس"(10/ 24).
(6)
من الشتم، وهو توصيف الشخص بما فيه إزراء ونقص، "قس"(10/ 24).
(7)
لأنه يستلزم الإمكان والحدوث.
9 - قَوْلُهُ: {وَاتَّخِذُوا
(1)
مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
(2)
} [البقرة: 125]
{مَثَابَةً}
(3)
: يَثُوبُونَ يَرْجِعُونَ
(4)
.
"قَوْلُهُ" في نـ: "بَابُ قَوْلِهِ"، وفي نـ:"بَابٌ".
===
(1)
قرأ نافع وابن عامر بلفظ الماضي، والآخرون بكسر الخاء على الأمر، "مظهري"(1/ 125).
(2)
قوله: ({وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}) والمراد به الركعتان بعد الطواف، وكلمة "من" للتبعيض إن كان المراد بمقام إبراهيم الحرمَ كلَّه كما قال إبراهيم النخعي، أو المسجد كما قال ابن يمان، أو مشاهدَ الحج كلَّها: عرفةَ ومزدلفةَ وغيرَهما كما قال به بعض الناس. وللابتداء إن كان المراد به الحجر الذي في المسجد، وذلك الحجر هو الذي قام عليه إبراهيم عند بناء البيت، وكان أثر أصابع رجليه عليه بَيِّنًا، فاندرس بكثرة المسح بالأيدي، وهذا القول أصح، ويدل عليه حديث جابر: أنه صلى الله عليه وسلم لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين، وقرأ:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} رواه مسلم. وهذه الآيةُ حجة لأبي حنيفة ومالك في القول بوجوب الركعتين بعد الطواف؛ لأن الأمر للوجوب، والإخبار أدل على الثبوت والوجوب، كذا في "المظهري" (1/ 125). قال البيضاوي (1/ 86): وللشافعي قولان في وجوبهما. ومرَّ بيانه في ["باب طاب النبي صلى الله عليه وسلم لسبوعه ركعتين"] في "الحج".
(3)
مرجعًا يثوب إليه أعيان الزوَّار، أو موضع ثواب، "بيضاوي"(1/ 86).
(4)
هذا ما قاله أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} [البقرة: 125]، "قس"(10/ 25).
4483 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(1)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
(2)
، عَنْ حُمَيْدٍ
(3)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلَاثٍ
(4)
(5)
- أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاثٍ
(6)
-، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ
(7)
اتَّخَذْتَ مقامَ إِبْرَاهِيمَ مُصلًّى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
(8)
: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ
(9)
الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ
(10)
، فَلَوْ
(11)
أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ
"عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ" في ر: "عَنْ يَحْيَى". "لَوِ اتَّخَذْتَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ" في نـ: "لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ". "فأنزل الله - إلى - مصلَّى" سقط في نـ.
===
(1)
ابن مسرهد.
(2)
القطان.
(3)
الطويل.
(4)
قوله: (وافقت الله في ثلاث) قال الكرماني (17/ 12): فإن قلت: قد ثبتت الموافقة أيضًا في منع الصلاة على المنافقين وتحريم الخمر ونحوهما؟ قلت: التخصيص بالعدد لا يدل على نفي الزائد، أو كان هذا القول قبل موافقة غير هذه الثلاث، انتهى. ومرَّ الحديث (برقم: 402) في "الصلاة".
(5)
أي: قضايا، "قس"(10/ 26).
(6)
هذا لا يقتضي نفي غيرها، فقد روي عنه موافقات بلغت خمسةَ عشر، كقصة الأسارى ونحوه، "قس"(10/ 26).
(7)
للتمني، أو جوابه محذوف، "قس"(10/ 26).
(8)
وهذا لا يوجد في أكثر النسخ، لكنه سبق في "كتاب الصلاة" (برقم: 402).
(9)
أي: في حجرات أمهات المؤمنين.
(10)
أي: الفاسق وهو مقابل البر، "قس"(10/ 26).
(11)
جوابه محذوف، أو هي للتمني، "قس"(10/ 26).
الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ، قَالَ: وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ نِسَائِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ قُلْتُ: إِنِ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ خَيْرًا مِنْكُنَّ. حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ
(1)
، قَالَتْ: يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ} الآيَةَ [التحريم: 5]. [راجع: 402].
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ
(3)
: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنْ عُمَرَ. [تحفة: 10409].
"بَعْضَ نِسَائِهِ" في نـ: "بَعْضَ أَزْوَاجِهِ". "قُلْتُ: إِنِ انْتَهَيْتُنَّ" في ذ: "فَقُلْتُ: إِنِ انْتَهَيْتُنَّ". "لَيُبْدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ" زادت التصلية في نـ. "فِي رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" ثبتت التصلية في ذ. "حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ". "سَمِعْتُ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ".
===
(1)
أي: أم سلمة أو زينب، "قس"(10/ 26)، "خ".
(2)
قوله: (قالت: يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم) عاتَبَتْ عمرَ بأن الذي تعظ به أليس علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس له اهتمام بذلك؟! كذا في "الخير الجاري". قال القسطلاني (10/ 26): وقائِلَةُ هذا هي أم سلمة، كما في "سورة التحريم" بلفظ:"فقالت أم سلمة: عجبًا لك يا ابنَ الخطاب دخلتَ في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه". وقال الخطيب: هي زينب بنت جحش، وتبعه النووي، انتهى.
(3)
سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم المصري، "قس"(10/ 26).
(4)
الغافقي، "قس"(10/ 26)، "ك"(17/ 12).
10 - بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ
(1)
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا
(2)
إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127]
الْقَوَاعِدُ
(3)
: أَسَاسُهُ، وَاحِدَتُهَا قَاعِدَةٌ، {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ} [النور: 60]: وَاحِدُهَا قَاعِدٌ
(4)
.
4484 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(7)
، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(8)
: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ
"بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ يَرْفَعُ} " في نـ: "بَابُ قَوْلِهِ {وَإِذْ يَرْفَعُ} " وفي ذ: "بابٌ {وَإِذْ يَرْفَعُ} ". " {إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} " في نـ بدله: "الآية". "وَاحِدُهَا" في ذ: "وَاحِدَتُهَا" - بالتاء، "قس"(10/ 27) -، وفي نـ:"وَاحِدَتُهُنَّ" - بنون النسوة -.
===
(1)
كان يناوله الحجارةَ، وإنما عطف عليه لأنه كان له مدخل في البناء، وقيل: كانا يبنيان على الطرفين أو على التناوب، "بيض"(1/ 87).
(2)
أي: يقولان، والجملة حال منهما، "قس"(10/ 27).
(3)
أي: في قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ} .
(4)
قوله: (واحدها قاعد) بغير تاء تأنيث، ففيه إشارة إلى الفرق بينهما في مفرديهما، كذا في "القسطلاني" (10/ 27). قال الكرماني (17/ 12): القاعدة بتاء التأنيث: الأساس، وبدونها: المرأة التي قعدت عن الحيض، انتهى. وعن الولد وعن الزوج، "قاموس" (ص: 295).
(5)
ابن أبي أويس.
(6)
الإمام.
(7)
الزهري.
(8)
ابن عمر.
أَبِي بَكْرٍ
(1)
، أَخْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَلَمْ تَرَيْ
(2)
أَنَّ قَوْمَكِ
(3)
بَنَوُا الْكَعْبَةَ وَاقْتَصَرُوا
(4)
عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ
(5)
". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَرُدُّهَا
(6)
عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: "لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ
(7)
بِالْكُفْرِ"
(8)
. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أُرَى
(9)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ
(10)
،
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم". "بَنَوُا الْكَعْبَةَ" في نـ: "حِيْنَ بَنَوُا الْكَعْبَةَ".
===
(1)
الصديق، "قس"(10/ 27).
(2)
بحذف النون للجزم، أي: ألم تعرفي، "قس"(10/ 27).
(3)
أي: قريشًا، "قس"(10/ 27).
(4)
لأنهم كثرت بهم النفقة الطيبة التي أخرجوها، كما مرَّ بيانه (برقم: 1583) في "الحج".
(5)
فيه الترجمة، "قس"(10/ 27).
(6)
بضم الدال، ولأبي ذر بفتحها، "قس"(10/ 27).
(7)
قوله: (لولا حِدْثانُ قومِكِ) أي: قريش، بكسر الحاء وسكون الدال المهملتين وفتح المثلثة، مبتدأ خبره محذوف وجوبًا، أي: موجود، يعني قربَ عهدهم بالكفر لَرَدَدْتُها على قواعد إبراهيم، قاله القسطلاني (10/ 27). ومرَّ (برقم: 1583).
(8)
أي: لولا قرب عهد قومك ثابت لكنت رددتها، فخبر المبتدإ وجواب "لولا" كلاهما محذوفان، "ك"(17/ 12).
(9)
بضم الهمزة، أي: ما أظن.
(10)
قوله: (ترك استلامَ الركنين اللَّذين يليان الْحِجْرَ) بكسر الحاء
إِلَّا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ. [راجع: 126، أخرجه: م 1333، س 2900، تحفة: 16287].
11 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا
(1)
} [البقرة: 136]
4485 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ
(3)
، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ
(4)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ
(5)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(6)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ
(7)
، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى" في نـ: "بَابُ قَولِهِ تعالى". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "أَخْبَرَنَا" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنَا".
===
وسكون الجيم، أي: الحطيم، أي: يقربان منه. قوله: "لم يتمَّمْ" بتشديد الميم الأولى مفتوحةً. "على قواعد إبراهيم" ذلك لأن ستة أذرع منه كانت من البيت، فالركنان اللذان فيه لم يكونا على الأساس الأول، ملتقط من "قس"(10/ 27)، "ك"(17/ 13).
(1)
أي: القرآن، والخطاب للمؤمنين، "قس"(10/ 28).
(2)
البصري.
(3)
ابن فارس البصري.
(4)
الهنائي.
(5)
الطائي مولاهم، "قس"(10/ 28).
(6)
ابن عبد الرحمن، "قس"(10/ 28).
(7)
بكسر المهملة وسكون الموحدة، "قس"(10/ 28).
"لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ
(1)
وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا:{آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ} الآيَةَ. [طرفاه: 7362، 7542، أخرجه: س في الكبرى 11387، تحفة: 15405].
12 - بَابُ قَولِهِ: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ
(2)
مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ
(3)
يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142]
"{وَمَا أُنْزِلَ} الآية" في ذ: " {وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} ". "بَابُ قَولِهِ" كذا في ذ، وسقط في نـ. " {مَا وَلَّاهُمْ} " في نـ:" {مَا وَلَّاهُمْ} الآية" وسقط ما بعدها، [وفي "قس" (10/ 29): وسقط مِنْ قَولِهِ: {الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} إلى آخره لأَبِي ذر، وقَالَ بعْدَ قَولِهِ:{عَنْ قِبْلَتِهِمُ} : الآية].
===
(1)
قوله: (لا تصدِّقوا أهلَ الكتاب) فلعله مما هو محرف، "ولا تكذبوهم" فلعله حق، بل "قولوا: آمنّا" بجميع "ما أنزل"، فإن كان حقًا يدخل فيه وإلا لا، "مجمع" (3/ 308).
(2)
قوله: ({سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ}) أي: الذين خفَّتْ عقولهم حيث ضيعوها بالتقليد والإعراض عن النظر الصحيح أو العناد، وهم المنافقون واليهود والمشركون. قوله:" {مَا وَلَّاهُمْ} " أي: صرفهم " {عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} " يعني بيتَ المقدس، وفائدة تقديم الإخبار توطين النفس وإعداد الجواب. والقبلة في الأصل الحال التي عليها الإنسان من الاستقبال، فصارت عرفًا للمكان المتوجَّه نحوَه للصلاة، "بيضاوي"(1/ 91)، و"مظهري"(1/ 138).
(3)
قوله: ({قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}) لا يختصُّ به مكان دون مكان لخاصية ذاتية تمنع إقامة غيره مقامه، وإنما العبرة بامتثال أمره لا بخصوص المكان، فحيثما وَجَّهَنَا تَوَجَّهْنا فالطاعة في امتثال أمره، ولو وجَّهْنا كل يوم
4486 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(1)
، سَمِعَ زُهَيْرٌ
(2)
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(3)
عَنِ الْبَرَاءِ
(4)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ
(5)
سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ
(6)
، وَإِنَّهُ صَلَّى - أَوْ
(7)
صَلَّاهَا
(8)
- صَلَاةَ الْعَصْرِ
(9)
، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ
(10)
،
"سَمِعَ زُهَيْرٌ" في نـ: "سَمِعَ زُهَيْرًا". "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم". "سِتَّةَ عَشَرَ" في نـ: "سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا".
===
مرات إلى جهات متعددة فنحن عبيده في تصريفه، "بيض"(1/ 91)، "قس"(10/ 29).
(1)
الفضل بن دكين.
(2)
ابن معاوية، "قس"(10/ 29).
(3)
عمرو بن عبد الله السبيعي.
(4)
ابن عازب، "قس"(10/ 29).
(5)
قوله: (صلى إلى بيت المقدس) أي: بالمدينة. واختلفوا في الجهة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم متوجِّهًا إليها للصلاة بمكة، فقال ابن عباس وغيره: كان يصلي إلى بيت المقدس، وقال آخرون: إلى الكعبة، وهو ضعيف يلزم منه النسخ مرتين، والأول أصح، كذا في "التلخيص"[انظر "الفتح" (8/ 96)].
(6)
أي: يحب أن تكون قبلته جهة الكعبة، "ك"(1/ 164).
(7)
الشك من الراوي، "قس"(10/ 29).
(8)
وفي الكلام مقدر، أي: أول صلاة صلاها إلى الكعبة، ولوضوحه لم يذكره، "ك (1/ 164).
(9)
بدل من الضمير المنصوب في "صلاها"، "قس"(10/ 29).
(10)
لم أعرف أسماءهم، "قس"(10/ 29).
فَخَرَجَ رَجُلٌ
(1)
مِمَّنْ كَانَ صلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ
(2)
(3)
وَهُمْ رَاكِعُونَ قَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ
(4)
لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى الْقِبلَةِ
(5)
قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا
(6)
لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ
(7)
إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 143]. [راجع: 40].
"قَالَ: أَشْهَدُ" في نـ: "فَقَالَ: أَشْهَدُ". "لَمْ نَدْرِ" في نـ: "فَلَمْ نَدْرِ". " {إِيمَانَكُمْ. . .} إلخ" في نـ: " {إِيمَانَكُمْ} الآية".
===
(1)
هو عباد بن بشر أو عباد بن نهيك، "قس"(10/ 29).
(2)
من بني حارثة، "قس"(10/ 29).
(3)
وهو مسجد بالمدينة غير مسجد قباء، "ك"(1/ 164).
(4)
سيجيء بيان الحديث (برقم: 4494).
(5)
المنسوخة التي هي بيت المقدس، "ك"(1/ 165).
(6)
مرَّ بيانه (برقم: 40) في "الإيمان"، وفيه:"وقتلوا" بواو العطف.
(7)
قوله: ({لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}) أي: ثباتكم على إيمانكم، أو إيمانَكم بالقبلة المنسوخة، أو المراد بالإيمان الصلاة، أي: صلاتكم إلى بيت المقدس، "مظهري"(1/ 141)، "قس"(10/ 30).
13 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
(1)
أُمَّةً وَسَطًا
(2)
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ
(3)
وَيَكُونَ الرَّسُولُ
(4)
عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
(5)
} [البقرة: 143]
4487 -
حَدَّثَنَا يُوسُفُ
(6)
بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(7)
وَأَبُو أُسَامَةَ
(8)
- وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ -، عَنِ الأَعْمَشِ
(9)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(10)
،
"بَابُ قَوْلِهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"بَابٌ". " {عَلَى النَّاسِ} " في نـ: " {عَلَى النَّاسِ} الآية" وسقط ما بعدها. "حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ".
===
(1)
أي: صيرناكم، أي: كما جعلناكم المهدِّيين جعلناكم أمة وسطًا، "قس"(10/ 30).
(2)
أي: خيارًا أو عدولًا، "قس"(10/ 30).
(3)
قوله: {شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} ) يوم القيامة أن الرسل قد بَلَّغَتْهم، تعليل لِجَعْلِهم عُدولًا، ودليل على أن العدالة شرط للشهادة، "مظهري"(1/ 139).
(4)
أي: محمد صلى الله عليه وسلم.
(5)
قوله: ({عَلَيْكُمْ}) أي: على عدالتكم. " {شَهِيدًا} " يعني يكون معدِّلًا ومزكيًا لكم. ولما كان الشهيد كالرَّقيب جيء بكلمة الاستعلاء وإن كان حقُّ المقام اللامَ، "مظهري"(1/ 139).
(6)
ابن موسى بن راشد، "قس"(10/ 30).
(7)
ابن عبد الحميد.
(8)
حماد بن أسامة.
(9)
سليمان بن مهران.
(10)
ذكوان.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ
(1)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ. فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ
(2)
، فَيَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ
(3)
"، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} ، وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ
(4)
. [راجع: 3339].
"فَيَشْهَدُونَ" في نـ: "فَتَشْهَدُونَ". "جَلَّ ذِكْرُهُ" سقط لأبي ذر، "قس"(10/ 31). " {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} " سقط في نـ.
===
(1)
ذكوان، ففيه تصريح الأعمش بالتحديث، "قس"(10/ 30).
(2)
أي: يشهد لي محمد وأمته.
(3)
قوله: (أنه قد بَلَّغ) زاد أبو معاوية عن الأعمش عند النسائي [الكبرى رقم: 11007]: "فيقال: وما علمكم [بذلك]؟ فيقولون: أخبرنا نبينا أن الرسل قد بلّغوا فصدّقْناه"، "قس"(10/ 31).
(4)
قوله: (والوسط: العدل) هو مرفوع من نفس الخبر لا مدرج، كما في "الفتح" (8/ 172). ومرَّ الحديث [برقم: 3339]. في "أحاديث الأنبياء".
14 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا
(1)
إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ
(2)
مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ
(3)
وَإِنْ
(4)
كَانَتْ
(5)
لَكَبِيرَةً
إِلَّا
"{مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ. . .} إلخ" في نـ: " {مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ} الآية".
===
(1)
قوله: ({وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا}) الجعل إما متعدٍّ إلى مفعول واحِد، فحينئذ الموصول مع الصلة صفة للقبلة والمضاف محذوف، يعني: ما جعلنا تحويل القبلة التي كنت عليها، وهي بيت المقدس. وإما متعد إلى مفعولين، ومفعوله الثاني محذوف، أي:{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا} منسوخة. ويحتمل أن يكون القبلة مفعوله الأول، والموصولُ مع الصلة بمعنى الجهة التي كنت عليها: مفعوله الثاني، والمراد بالموصول البيت المقدس، والمعنى: ما جعلنا في سابق الزمان القبلة الجهة [التي] كنت عليها، يعني أن أصل أمرك أن تستقبل الكعبة وما جعلنا قبلتك في سابق الزمان بيتَ المقدس إلا لنعلم. ويحتمل أن يكون {كُنْتَ عَلَيْهَا} ، بمعنى: أنت عليها الآن، يعني الكعبة إلا لنعلم. وقيل في تفسيره: وما جعلنا القبلة الآن الجهة التي كنت عليها قبل الهجرة وهي الكعبة، وهذا التأويل يستلزم النسخ مرتين، ويخالف سياق قوله تعالى:{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142]، فإن المراد هناك بالموصول بيت المقدس لا غيره، "مظهري" (1/ 140). ومرَّ بعض بيانه (برقم: 40) في "الإيمان".
(2)
في الصلاة حيث ما توجه بأمر الله، "مظهري"(1/ 141).
(3)
فيرتد، كما في الحديث: أن القبلة لما تحولت ارتد قوم من المسلمين إلى اليهودية وقالوا: رجع محمد إلى دين آبائه، "مظهري"(1/ 141).
(4)
أي: إنه.
(5)
أي: التحويلة أو القبلة، "قس"(10/ 31).
عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ
(1)
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ
(2)
إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 143]
4488 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(4)
، عَنْ سُفْيَانَ
(5)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: بَيْنَا النَّاسُ يُصَلُّونَ الصُّبْحَ
(6)
فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ
(7)
إِذْ جَاءَ جَاءٍ
(8)
فَقَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُرْآنًا أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبَلُوهَا
(9)
، فَتَوَجَّهُوا إِلَى الْكَعْبَةِ. [راجع: 403، أخرجه: م 526، ت 4488، تحفة: 7154].
"أَنْزَلَ" في نـ: "قَدْ أَنْزَلَ". "قُرْآنًا" في نـ: "قُرْآنَ". "أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ" في نـ: "أَنِ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ".
===
(1)
وهم الصادقون في اتباع الرسول، "قس"(10/ 31).
(2)
أي: بالقبلة المنسوخة، أو صلاتكم إليها، "قس"(10/ 31)، ومرَّ بيانه قريبًا.
(3)
ابن مسرهد.
(4)
ابن سعيد القطان، "قس"(10/ 32).
(5)
الثوري، "قس"(10/ 32).
(6)
سيجيء بيانه، [في حديث: 4494].
(7)
صرفه أشهر، "قس"(10/ 32).
(8)
هو عباد بن بشر، "قس"(10/ 32).
(9)
بكسر الموحدة على الأمر وبفتحها على الخبر، "قس"(10/ 32).
15 - بَابُ قَوْلِهِ: {قَدْ نَرَى
(1)
تَقَلُّبَ وَجْهِكَ
(2)
فِي السَّمَاءِ} إِلَى {عَمَّا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 144]
4489
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبدِ اللَّهِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ غَيْرِي. [أخرجه: س في الكبرى 11006، تحفة: 881].
16 - بَابُ قَولِهِ: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
(5)
بِكُلِّ آيَةٍ
(6)
مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ
(7)
} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 145]
4490 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: بَيْنَمَا النَّاسُ
"قَوْلِهِ" سقط في نـ. " {فِي السَّمَاءِ} إلى {عَمَّا تَعْمَلُونَ} " كذا في مه، وفي ذ:" {فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ". " {مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ. . .} إلخ" في ذ: " {مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ} الآية".
===
(1)
قوله: (باب {قَدْ نَرَى}) بالإضافة. ومطابقة الحديث باعتبار إشعار الاية إلى بيان القبلتين وبيان كون قبلة بعد قبلة، "خير جاري".
(2)
أي: تردّد وجهك في جهة السماء تطلعًا للوحي، "قس"(10/ 32).
(3)
المديني، "قس"(10/ 33).
(4)
سليمان بن طرخان، "قس"(10/ 33).
(5)
أي: اليهود، "قس"(10/ 33).
(6)
أي: بكل برهان وحجة على أن الكعبة قبلة، "قس"(10/ 33).
(7)
أي: لم يؤمنوا بها ولا صلّوا إليها، "قس"(10/ 33).
(8)
ابن بلال.
فِي الصُّبْحِ
(1)
بِقُبَاءٍ جَاءَهُمْ رَجُلٌ
(2)
فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ
(3)
، وَأُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ، أَلَا فَاسْتَقْبِلُوهَا
(4)
. وَكَانَ وَجْهُ النَّاسِ إِلَى الشَّامِ
(5)
فَاسْتَدَارُوا بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الْكَعْبَةِ. [راجع: 403، أخرجه: م 526، تحفة: 7182].
===
(1)
أي: صلاة الصبح، "قس"(10/ 33).
(2)
اسمه عباد بن بشر، "قس"(10/ 33)، قيل: إنه عبد الله أو عباد، "ك"(17/ 14).
(3)
قوله: (قد أُنْزِل عليه الليلةَ قرآنٌ) بالتنكير لأن المراد البعض، أي: قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} الآيات فما بعدها، وأطلق الليلة على بعض اليوم الماضي وما يليه مجازًا، قاله القسطلاني (10/ 33). قال في "الخير الجاري": ومطابقة الحديث بالكريمة من جهة أنه عُلِمَ من مفهومه اتباع المؤمنين بمجرد خبر واحد على خلاف حال أهل الكتاب حيث لم يتبعوه صلى الله عليه وسلم ولو أوتي لهم بكل آية. والمطابقة للترجمة أشكل على بعضهم حتى قال العيني (12/ 433): إنها لا تتأتى إلا بتعسف. ويمكن أن يقال: إن مقصود البخاري أن الحكمَ لعدم اتباعٍ المفهومَ من الكريمة ليس بعام يشمل جميع أهل الكتاب، فإن بعضًا منهم كعبد الله بن سلام كان يقول: أشكّ في ابني، ولا أشك في النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أشير في النظم إلى التخصيص المذكور بقوله:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ} [البقرة: 146] فذكر حديث ابن عمر في البابين، ذكر أولًا لأجل التخصيص، وذكر ثانيًا لأجل التنصيص في المؤمنين سواء كانوا من أهل الكتاب أو من غيرهم، فإن المؤمنين من الفريقين حالهم واحد في المسارعة إلى التلقي والقبول من غير لبث، ففيه بيان لمقصود الكريمة وتوفيقها، انتهى.
(4)
بكسر الموحدة لا بفتحها، "قس"(10/ 34).
(5)
تفسير من الراوي، "قس"(10/ 34).
17 - بَابُ قَولِهِ: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ
(1)
كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ
(2)
لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ
(3)
} إِلَى قَوْلِهِ: {مِنَ الْمُمْتَرِينَ
(4)
} [البقرة: 146 - 147]
4491 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ
(7)
فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ
(8)
فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا
(9)
، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ. [راجع: 403].
"{يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ. . .} إلخ" في نـ: " {يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} الآية".
===
(1)
قوله: ({يَعْرِفُونَهُ}) أي: يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم بنعته وصفته، وقيل: الضمير في {يَعْرِفُونَهُ} للقرآن، وقيل: لتحويل القبلة، وظاهر سياق الآية ثَمَّ يقتضي اختياره، كذا في "القسطلاني"(10/ 34).
(2)
طائفة من اليهود، "قس"(10/ 34).
(3)
أي: محمدًا وما جاء به، "قس"(10/ 34).
(4)
أي: الشاكين في أنه من ربك، أو في كتمانهم الحق عالمين به، والمراد الأمة لأن الرسول لا يشك، "قس"(10/ 34).
(5)
بالقاف والزاي والمهملة المفتوحات، "قس"(10/ 34).
(6)
الإمام.
(7)
صرفه أشهر، "قس"(10/ 32).
(8)
أي: عباد.
(9)
بكسر الموحدة.
18 - بَابُ قَولِهِ: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ
(1)
هُوَ مُوَلِّيهَا
(2)
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ
(3)
أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148]
4492 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَال: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(4)
، عَنْ سُفْيَانَ
(5)
قَال: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ
(6)
قَال: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ
(7)
قَال: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
(8)
سِتَّةَ عَشَرَ - أَوْ
(9)
سَبْعَةَ عَشَرَ - شَهْرًا
(10)
، ثُمَّ صَرَفَهُ
(11)
نَحْوَ الْقِبْلَةِ
(12)
.
"{هُوَ مُوَلِّيهَا. . .} إلخ" في نـ: " {هُوَ مُوَلِّيهَا} الآية". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى". "صَرَفَهُ" في هـ، ذ:"صُرِفُوا" - أي: صرف اللَّه تعالى نبيه وأصحابه، "قس"(10/ 35) -.
===
(1)
أي: قبلة، "قس"(10/ 35).
(2)
أي: وجهه.
(3)
من أمر القبلة وغيرها، "قس"(10/ 35).
(4)
ابن سعيد القطان.
(5)
الثوري، "قس"(10/ 35).
(6)
عمرو بن عبد الله السبيعي.
(7)
ابن عازب.
(8)
أي: ونحن بالمدينة، "قس"(10/ 35).
(9)
بالشك، والحق أنه كان ستة عشر شهرًا وأيامًا؛ فإنه صلى الله عليه وسلم دخل في المدينة يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول، وكان التحويل بعد زوال خامس عشر من رجب المرجب من السنة الثانية، "مظهري"(1/ 143).
(10)
مرَّ (برقم: 40) في "الإيمان".
(11)
أي: صرف الله تعالى نبيه.
(12)
أي: الكعبة.
[راجع: 40، أخرجه: م 525، س 488، تحفة: 1849].
19 - بَابُ قَولِهِ: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ
(1)
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
(2)
وَإِنَّهُ
(3)
لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 149]
شَطْرُهُ
(4)
: تِلْقَاؤُهُ
(5)
.
4493 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: بَيْنَا النَّاسُ فِي الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ إِذْ جَاءَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ: أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، فَأُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا
(7)
. وَاسْتَدَارُوا كَهَيْئَتِهِمْ، فَتَوَجَّهُوا إِلَى الْكَعْبَةِ وَكَانَ وَجْهُ النَّاسِ إِلَى الشَّامِ. [راجع: 403، أخرجه: م 526، تحفة: 7212].
"بَاب" سقط في نـ. " {شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. . .} إلخ" في ذ: " {شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآية". "بَيْنَا" في نـ: "بَيْنَمَا". "فَأُمِرَ" في ذ: "وَأُمِرَ". "وَاسْتَدَارُوا" في ذ: "فَاسْتَدَارُوا".
===
(1)
أي: ومن أي مكان خرجت للسفر، "قس"(10/ 35).
(2)
أي: إذا صليت، "قس"(10/ 35).
(3)
أي: المأمور به وهو التوجه إلى الكعبة، "قس"(10/ 35).
(4)
مبتدأ.
(5)
خبر.
(6)
التبوذكي.
(7)
بكسر الموحدة، "قس"(10/ 36).
20 - بَابٌ قَولُهُ: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ
(1)
} إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة: 150]
4494 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ
(2)
بِقُبَاءٍ إِذْ
"{وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ} " زاد بعده في نـ: " {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} "، وزاد في هـ، ذ:"شَطْرُهُ: تِلْقَاؤهُ". "عَنِ ابْنِ عُمَرَ" في نـ: "عَنِ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ".
===
(1)
قوله: ({وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}) هذا أمر ثالث منه تعالى باستقبال الكعبة. واخْتُلِفَ في حكمة التكرار، فقيل: تأكيد؛ لأنه أول ناسخ وقع في الإسلام، فبالحري أن يؤكَّد أمرُها ويعادَ ذكرُها مرة بعد أخرى. وقيل: إنه منزل على أحوال، "قس"(10/ 36).
(2)
قوله: (في صلاة الصبح) ومرَّ في "باب التوجه نحو القبلة"(برقم: 399): "في صلاة العصر". والجمع أن هذا الخبر وصل إلى قوم هم يصلون العصر، ثم وصل إلى أهل قباء في اليوم الثاني في صلاة الصبح؛ لأنهم كانوا خارجين عن المدينة، كذا في "العيني"(1/ 363). ثم اعلم أن الروايات اختلفت في أن التحويل هل كان خارج الصلاة بين الظهر والعصر أو في أثناء صلاة الظهر، فالظاهر من حديث البراء الذي سبق في "كتاب الإيمان" (برقم: 40): أنه كان خارج الصلاة حيث قال: "أنه صلى أولَ صلاة صلاها صلاة العصر" الحديث. قال مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر فَتَحَوَّل في الصلاة واستقبل الميزاب، وتحوَّلَ الرجالُ مكان النساء والنساء مكان الرجال، فيسمى ذلك المسجدُ مسجدَ القبلتين، كذا ذكره البغوي. ثم قال: وقيل: كان التحويل خارج الصلاة بين الصلاتين، ورجح
جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا
(1)
. وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْقِبْلَةِ. [راجع: 403].
21 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ
(2)
فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَر
"قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ" زاد في نـ: "قُرْآنٌ". "أَنْ يَسْتَقْبِلَ" في نـ: "أَنْ يَسْتَقْبِلُوا". "إِلَى الْقِبْلَةِ" في ذ: "إِلَى الكَعْبَةِ". "بَابُ قَوْلِهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"بَابٌ".
===
الواقدي
(1)
الأولَ وقال: هذا عندنا أثبت، ذكره في "المظهري" (1/ 144). وقال فيه أيضًا: فحديث البراء محمول على أن البراء لم يعلم صلاته صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة الظهرَ، أو المراد أنه أول صلاة صلاها كاملًا إلى الكعبة، انتهى. والله أعلم. [انظر "بذل المجهود" (2/ 208)].
(1)
بكسر الموحدة، "قس"(10/ 37).
(2)
قوله: ({مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}) جمع شعيرة، وهي العلامة، والمراد هنا المناسك التي جعلها الله تعالى أعلامًا لطاعته. واختلفوا في السعي بين الصفا والمروة، فعند أحمد بن حنبل: سُنَّة؛ لأن مفهوم الآية الإباحة، وإنما ترجح جانب الوقوع بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابي فيكون سُنَّة. وعند مالك والشافعي: ركن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "اسعوا فإن الله تعالى كتب عليكم السعي"، وعندنا - الحنفية - واجب؛ لأن قوله تعالى:{فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ} [البقرة: 158] مثلَه لا يستعمَلُ إلا في الإباحة فينفي الركنية والإيجاب إلا أنا عدلنا عنه في الإيجاب لدوام الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك والصحابيِّ من غير تركه أحيانًا
(1)
في "المظهري": الواحدي.
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا
(1)
فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ
(2)
عَلِيمٌ
(3)
} [البقرة: 158]
شَعَائِرُ: عَلَامَاتٌ، وَاحِدُهَا شَعْرَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الصَّفْوَانُ: الْحَجَرُ. وَيُقَالُ: الْحِجَارَةُ الْمُلْسُ
(4)
الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا
(5)
، وَالْوَاحِدَةُ صَفْوَانَةٌ، بِمَعْنَى الصَّفَا، وَالصَّفَا لِلْجَمِيعِ
(6)
.
"شَعَائِرُ" في ذ: "الشَّعَائِرُ". "وَاحِدُهَا شَعْرَةٌ" في نـ: "وَاحِدَتُهَا شَعِيرَةٌ". "وَالْوَاحِدَةُ" في نـ: "وَالْوَاحِدُ". "لِلْجَمِيعِ" في نـ: "لِلْجَمْعِ".
===
دون الركنية؛ لأن الركنية لا تثبت إلا بدليل مقطوع به ولم يوجد. ثم معنى ما روي كتب استحبابًا، كما في قوله تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا. . .} الآية [البقرة: 180]. ملتقط من "الهداية"(1/ 139 - 140) و"التفسير الأحمدي" و"المظهري"(1/ 155).
(1)
أي: تطوعًا خيرًا.
(2)
يقبل اليسير ويعطي الجزيل، أو شاكر بقبول أعمالكم، "قس"(10/ 37).
(3)
بالثواب لا يخفى عليه طاعتكم، "قس"(10/ 38).
(4)
بضم الميم وسكون اللام جمع أملس، "قس"(10/ 38).
(5)
أي: أبدًا، "قس"(10/ 38).
(6)
قوله: (والصفا للجميع) يعني أنه مقصورًا جمع الصفاة، وهي الصخرة الصَّمَّاءُ، قاله الكرماني (17/ 19). قال القسطلاني (10/ 38): وألف "الصفا" بدل عن واو لقولهم: صفوان، والاشتقاق يدل عليه لأنه من الصفو. وسقط للحموي من قوله:"قال ابن عباس. . ." إلخ.
4495 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ
(2)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
(3)
، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ تبارك وتعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} فَمَا أُرَى
(4)
عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَلَّا
(5)
، لَوْ كَانَتْ كَمَا تَقُولُ كَانَتْ "فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا"،
"أَخْبَرَنَا مَالِكٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مَالِكٌ". "تبارك وتعالى" سقط في نـ. "فَقَالَتْ عَائِشَةُ" في نـ: "قَالَتْ عَائِشَةُ".
===
(1)
التنيسي.
(2)
الإمام.
(3)
ابن الزبير، "قس"(10/ 23).
(4)
قوله: (فما أرى) بضم الهمزة بمعنى أظن، ولأبي ذر بفتحها. قوله:"شيئًا" أي: من الإثم "أن لا يَطَّوَّف" لأن مفهوم الآية أن السعي ليس بواجب؛ لأنها دلت على رفع الجناح وهو الإثم، وذلك يدل على الإباحة؛ لأنه لو كان واجبًا لما قيل فيه مثلُ هذا، فقالت عائشة رادّة عليه:"كلا! لو كانت كما تقول كانت: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما" بزيادة "لا" بعد "أن" فإنها كانت حينئذ تدل على رفع الإثم عن تاركه، وذلك حقيقة المباح، فلم يكن في الآية نص على الوجوب ولا على عدمه، ثم بينت أن الاقتصار في الآية على نفي الإثم، له سبب خاص، فقالت:"إنما أنزلت. . ." إلخ، "قس"(10/ 38).
(5)
أي: ليس مفهومها عدم وجوب السعي بل مفهومها عدم الإثم على الفعل، ولو كان كما تقول لقيل: أن لا يطوف، بزيادة: لا، قاله الكرماني، (17/ 19).
إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَنْصَارِ، كَانُوا
(1)
يُهِلُّونَ
(2)
لِمَنَاةَ
(3)
، وَكَانَتْ مَنَاةُ حَذْوَ قُدَيْدٍ، وَكَانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطَّوَّفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ
(4)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ
(5)
فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ
===
(1)
زاد في "الحج"(برقم: 1643): "قبل أن يسلموا"، "قس"(10/ 39).
(2)
أي: يحجون لها، "ع"(7/ 229).
(3)
قوله: (يهلون لِمناةَ) بفتح الميم والنون المخففة مجرور بالفتحة للعلمية والتأنيث، وسميت بذلك لأن النسائك كانت تمنى بها أي: تراق عندها. قوله: "حذو قُدَيد" بفتح الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة آخره واو، أي: مقابل. "قديد" بضم القاف وفتح الدال: موضع من منازل طريق مكة إلى المدينة. قوله: "وكانوا يتحرجون" أي: يحترزون من الإثم. "أن يطوفوا بين الصفا والمروة" كراهية لصنمي غيرهم: أحدهما أساف [الذي] كان على الصفا، وثانيهما نائلة [الذي] كان بالمروة، "قس"(10/ 39).
قال القاضي في "المظهري"(1/ 155 - 156): وسبب نزول هذه الآية أنه كان على الصفا والمروة صنمان: أساف ونائلة، وكان أكثر أهل الجاهلية يطوفون بينهما تعظيمًا للصنمين ويتمسحون بهما، فلما جاء الاسلام وكُسِرَت الأصنامُ كان المسلمون يتحرجون عن السعي بين الصفا والمروة لأجل الصنمين، وكانت الأنصار قبل الإسلام يعبدون المناة ويهلُّون لها، وكان من أَهَلَّ لها يتحرج أن يطوف بين الصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقالوا: كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة، فنزلت الآية في الفريقين، انتهى.
(4)
أي: الطواف بينهما، "قس"(10/ 39).
(5)
أي: من أعلام مناسكه، جمع شعيرة وهي العلامة، "بيضاوي"(1/ 96).
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}. [راجع: 1643، أخرجه: م 1277، د 1901، س في الكبرى 11009، تحفة: 17151].
4496 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ
(3)
: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ. فَقَالَ: كُنَّا نُرَى أَنَّهُمَا مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ
(4)
، فَلَمَّا كَانَ الإِسْلَامُ أَمْسَكْنَا عَنْهُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ} إِلَى قَوْلِهِ: {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} . [راجع: 1648].
22 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا} [البقرة: 165]
أَضْدَادًا، وَاحِدُهَا نِدٌّ
(5)
.
"سَأَلْتُ" في نـ: "قَالَ: سَأَلْتُ". "كُنَّا نُرَى أَنَّهُمَا" لفظ "أَنَّهُمَا" ثبت في كن. " {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ} إِلَى قَوْلِهِ: {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} " في ذ: " {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} ". "بَابُ قَوْلِهِ" سقط في نـ. "أَضْدَادًا" في نـ: "يَعْنِي: أَضْدَادًا".
===
(1)
ابن واقد الفريابي، "قس"(10/ 39).
(2)
الثوري، "قس"(10/ 39).
(3)
أبو عبد الرحمن البصري.
(4)
قوله: (مِنْ أمرِ الجاهلية) وذلك كان من فعل غير الأنصار، فالفريقان كانا في الإسلام يتحرجان، فالفريق الأول للتَّشَبُّهِ بما كانوا يفعلونه في الجاهلية، والثاني للتشبه بالفريق الأول، "ك" (17/ 19 - 20). ومرَّ الحديثان [برقم: 1643، 1648].
(5)
بكسر النون وشدة المهملة، قال البيضاوي (1/ 37): النِّدُّ: المِثْلُ
4497 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
(1)
، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ
(2)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(3)
، عَنْ شَقِيقٍ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا
(6)
دَخَلَ النَّارَ". وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ وَهُوَ لَا يَدْعُو لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الْجَنَّةَ. [راجع: 1238].
23 - بَابٌ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ
(7)
فِي الْقَتْلَى
(8)
الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} إِلَى قَوْلِهِ: {عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 178]
"بَابٌ" كذا في ذ، وفي نـ:"بَابُ قَوْلِهِ". " {الْحُرُّ بِالْحُرِّ. . .} إلخ" في نـ: " {الْحُرُّ بِالْحُرِّ} إلَى قَولِهِ: {عَذَابٌ أَلِيمٌ} " مصحح عليه، وفي أخرى:" {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} إلى قَولِهِ: {فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ".
===
المُنَاوئُ، انتهى. [ناوَأَه مناوأة: عاداه، "قاموس" (ص: 52)] قال الكرماني (17/ 20): فإن قلت: الند لغة: المثل لا الضد؟ قلت: هو المثل المخالف المعادي، ففيه الضدية أيضًا.
(1)
عبد الله بن عثمان المروزي.
(2)
محمد بن ميمون.
(3)
سليمان بن مهران.
(4)
أبي وائل بن سلمة، "قس"(10/ 40).
(5)
ابن مسعود، "قس"(10/ 40).
(6)
أي: مِثلًا.
(7)
القصاص: المماثلة والمساواة، "مظهري"(1/ 177).
(8)
أي: بسبب القتلى، كقوله:"دخلت امرأة النار في هِرَّةٍ"، "قس"(10/ 41).
{عُفِيَ}
(1)
تُرِكَ
(2)
.
4498 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا
(6)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ الْقِصَاصُ، وَلَمْ تَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَةُ، فَقَالَ اللَّهُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ
(7)
وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى
===
(1)
قال تعالى: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ} [البقرة: 178].
(2)
قال البيضاوي (1/ 103): قيل: " {عُفِيَ} " بمعنى تُرِكَ، و" {شَيْءٌ} " مفعول به، وهو ضعيف؛ إذ لم يثبت عفا الشيءَ بمعنى تركه، بل أعفاه، وعفا يُعَدَّى بـ "عن" إلى الجاني وإلى الذنب، انتهى. وفي "المظهري" (1/ 184): قال في "القاموس"(ص: 1181): العفو: الصفحُ، وتركُ عقوبة المستحق. عفا عنه ذنبه، وعفا له ذنبَه. ومن هذا يستفاد أن العفو يتعدى إلى الذنب بنفسه
(1)
، وإلى الجاني بعن واللام، انتهى.
(3)
عبد الله بن الزبير.
(4)
ابن عيينة، "قس"(10/ 42).
(5)
ابن دينار، "قس"(10/ 42).
(6)
ابن جبر، "قس"(10/ 42).
(7)
قوله: ({الْحُرُّ بِالْحُرِّ. . .} إلخ) هذا لا يدل على أن الحر لا يقتل بالعبد والعبد لا يقتَلُ بالحر، وكذا الأنثى والذكر؛ فإن ذلك الأحكام مسكوت عنها، ولا عبرة بالمفهوم عند أبي حنيفة مطلقًا، وكذا في هذه الآية عند القائلين بالمفهوم؛ إذ المفهوم عندهم إنما يُعْتَبَر حيث لم يظهر للتخصيص غرض سوى اختصاص الحكم، وكان الغرض ههنا دفع استطالة أحد الحيين
(1)
وفي "القاموس" أنه يتعدى إلى الذنب بـ "عن" أيضًا.
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ
(1)
}، فَالْعَفْوُ أَنْ يَقْبَلَ
(2)
الدِّيَةَ
(3)
فِي الْعَمْدِ، {فَاتِّبَاعٌ
(4)
بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ}، يَتَّبِعُ بِالْمَعْرُوفِ
(5)
وَيُؤَدِّي
(6)
بِإِحْسَانٍ
(7)
، {ذَلِكَ
(8)
تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} مِمَّا كُتِبَ
(9)
عَلَى مَنْ كَانَ
"بِالْمَعْرُوفِ" في نـ: "المَعْرُوف".
===
على الآخر، كذا في "المظهري" (1/ 179). قال القسطلاني (10/ 41): وإنما منع مالك والشافعي قتلَ الحر بالعبد لحديث: "لا يُقْتَلُ حُرٌّ بعبد"، وقال الحنفية: آية البقرة منسوخة بآية المائدة: {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} الآية [المائدة: 45]، فالقصاص ثابت بين العبد والحر والذكر والأنثى، ويستدلون بقوله صلى الله عليه وسلم:"المسلمون تتكافأ دماؤهم".
(1)
من الجناية، "مظهري"(1/ 184).
(2)
الولي، "قس"(10/ 42).
(3)
من المعفو عنه.
(4)
قوله: ({فَاتِّبَاعٌ}) أي: فليكن من ولي المقتول اتباع، أو فالأمر لوليه اتباع " {بِالْمَعْرُوفِ} "، فلا يعنف، " {وَ} "على القاتل " {أَدَاءٌ إِلَيْهِ} " أي: إلى ولي المقتول " {بِإِحْسَانٍ} " أي: بلا مطل وبخس، "بيضاوي"(1/ 103) و"مظهري"(1/ 184).
(5)
أي: يطلب ولي المقتول الدية بالمعروف، "قس"(10/ 42).
(6)
أي: المعفو عنه الدية، "قس"(10/ 42).
(7)
من غير مطلٍ ولا بخس.
(8)
أي: الحكم المذكور من العفو والدية، "قس"(10/ 42).
(9)
لأن أهل التوراة كتب عليهم القصاص فقط، وعلى أهل الإنجيل العفو فقط، وخيرت هذه الأمة بين القصاص والدية والعفو تيسيرًا عليهم وتوسعةً، "قس"(10/ 42).
قَبْلَكُمْ، {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ
(1)
فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، قَتَلَ بَعْدَ قَبُولِ الدِّيَةِ. [طرفه: 6881، أخرجه: س 4781، تحفة: 6415].
4499 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
(2)
بْنُ عَبدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ
(3)
: أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ
(4)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "كِتَابُ اللَّهِ
(5)
الْقِصَاصُ
(6)
". [راجع: 2703].
4500 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ
(7)
، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَكْرٍ
"حَدَّثَنِي" في نـ: "وَحَدَّثَنِي".
===
(1)
قوله: ({فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ})[البقرة: 178] يعني قَتَلَ بعدَ العفو أو بعد أخذ الدية " {فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} " في الآخرة، كما في حديث أبي شريح الخزاعي:"فإن أخذ من ذلك شيئًا ثم عدا بعد ذلك فله النار خالدًا فيها مخلدًا أبدًا". وقال ابن جريج: يتحتم قتلُه في الدنيا حتى لا يقبَلَ العفوُ؛ لما روى سمرة: قال صلى الله عليه وسلم: "لا أعافي أحدًا قتل بعد أخذ الدّية"، رواه أبو داود، كذا في "المظهري"(1/ 185).
(2)
ابن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك بن النضر، "قس"(10/ 43). [هذا الحديث هو السادس عشر من ثلاثيات الإمام الهمام البخاري].
(3)
الطويل، "قس"(10/ 43).
(4)
سيجيء تمامه.
(5)
مبتدأ، أي: حكم كتاب الله القصاص، "قس"(10/ 43).
(6)
خبر، كذا مختصرًا ساقه هنا، ومطولًا في "الصلح" (برقم: 2703)، وفي هذا الباب بنحوه رباعيًا.
(7)
أبو عبد الرحمن.
السَّهْمِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ
(1)
عَمَّتَهُ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا
(2)
إِلَيْهَا الْعَفْوَ فَأَبَوْا
(3)
، فَعَرَضُوا الأَرْشَ
(4)
فَأَبَوْا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَوْا
(5)
إِلَّا الْقِصَاصَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ
(6)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا
(7)
. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ
(8)
الْقِصَاصُ". فَرَضِيَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا
(9)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"فَعَرَضُوا" في نـ: "وَعَرَضُوا".
===
(1)
قوله: (أن الرُّبَيِّع) بضم الراء وفتح الموحدة وتشديد التحتية، بنت النضر، وهي عمة أنس بن مالك بن النضر. قوله:"ثنية جارية" بفتح مثلثة وكسر نون وتشديد تحتية، واحدة الثنايا، مفعول "كسرت"، والمراد بالجارية بنت من الأنصار، كذا في "المرقاة" (7/ 19). قال العيني (12/ 440): والمراد بالكسر ما يمكن فيه المماثلة.
(2)
أي: قوم الرُّبيِّع.
(3)
أي: قوم الجارية.
(4)
الدية.
(5)
أي: امتنعوا من أخذ الأرش والعفو، "قس"(10/ 44).
(6)
عم أنس بن مالك، "لمعات".
(7)
قوله: (لا تكسر ثنيتها) ليس ردًا لحكم الشرع بل نفي لوقوعه توقعًا ورجاء من فضل الله تعالى أن يُرضِي خصمَها ويلقي في قلبه العفوَ عنها، كذا في "القسطلاني"(10/ 44).
(8)
أي: حكم كتاب الله، "قس"(10/ 44).
(9)
عن الرُّبيِّع.
"إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ"
(1)
. [راجع: 2703، أخرجه: م 1675، تحفة: 703].
24 - بَابُ قَولِهِ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
(2)
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
(3)
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]
(4)
4501 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ
"بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ. " {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} " في نـ بدله: "الآية".
===
(1)
أي: جعله بارًّا في قسمه وفعل ما أراده، "قس"(10/ 44).
(2)
مصدر صام، والصوم لغة: الإمساك، وشرعًا: الإمساك عن المفطرات مع النية، "قس"(10/ 44).
(3)
قوله: ({كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}) من الأنبياء والأمم، والظاهر أن التشبيه في نفس الوجوب، وذلك لا يقتضي المشابهة من كل جهة في الكيفية والوقت وغير ذلك؛ قال سعيد بن جبير: كان صوم من قبلنا من العتمة إلى الليلة القابلة، وكذلك كان في ابتداء الإسلام فاشتبها، كذا في "المظهري"(1/ 188).
قال القسطلاني (10/ 44): وكان الصومُ على آدم عليه السلام أيامَ البيض، وعلى قوم موسى عليه السلام عاشوراء، انتهى. وقال البيضاوي (1/ 104) وغيره: وقيل معناه: صومكم كصومهم في عدد الأيام لما روي: أن رمضان كتب على النصارى، فوقع في [برد أو] حر شديد فحوَّلوه إلى الربيع، وزادوا عليه عشرين كفارة لتحويله، وقيل: زادوا ذلك لموتان أصابهم. بالضم: موت يقع في الماشية، "ق" (ص: 161).
(4)
المعاصي.
(5)
ابن مسرهد.
عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ
(2)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَاشُورَاءُ يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ
(3)
، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ
(4)
قَالَ: "مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ". [راجع: 1892، أخرجه: م 1126، د 2443، تحفة: 8146].
4502 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ
(6)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(7)
، عَنْ عُرْوَةَ
(8)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ عَاشُورَاءُ يُصَامُ
(9)
قَبْلَ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ
(10)
قَالَ: "مَنْ شَاءَ صَامَ
(11)
، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ". [راجع: 1592، أخرجه: م 1125، تحفة: 16444].
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ".
===
(1)
العمري.
(2)
مولى ابن عمر.
(3)
قوله: (يصومه أهل الجاهلية) قريش، ولعلهم اقتدوا في ذلك بشرع سبق، "قس" (10/ 45). ومرَّ بعض بيان أحاديث الباب في (ك: 30، ب: 69، ح: 2000 وما بعده)، وسيجيء (برقم: 4504).
(4)
أي: صوم رمضان في شعبان في السنة الثانية من الهجرة، "قس"(10/ 45).
(5)
المسندي.
(6)
سفيان.
(7)
محمد بن مسلم.
(8)
ابن الزبير، "قس"(10/ 45).
(9)
أي: وجوبًا كما سيجيء (برقم: 4504).
(10)
أي: صوم رمضان.
(11)
أي: عاشوراء.
4503 -
حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(2)
، عَنْ إِسْرَائِيلَ
(3)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(4)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(5)
، عَنْ عَلْقَمَةَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
قَالَ: دَخَلَ عَلَيْهِ الأَشْعَثُ
(8)
وَهُوَ يَطْعَمُ
(9)
فَقَالَ: الْيَوْمُ عَاشُورَاءُ. فَقَالَ: كَانَ يُصَامُ
(10)
قَبْلَ أَنْ يُنْزَلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ، فَادْنُ فَكُلْ. [أخرجه: م 1127، تحفة: 9453].
4504 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
(11)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(12)
قَالَ:
"حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ". "عُبَيْدُ اللَّهِ" في نـ: "عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ مُوسَى". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى".
===
(1)
هو ابن غيلان، "قس"(10/ 45).
(2)
ابن باذام الكوفي.
(3)
ابن يونس، "قس"(10/ 45).
(4)
ابن المعتمر، "قس"(10/ 45).
(5)
النخعي، "قس"(10/ 45).
(6)
ابن قيس، "قس"(10/ 45).
(7)
ابن مسعود، "قس"(10/ 45).
(8)
ابن قيس الكندي.
(9)
أي: يأكل.
(10)
أي: وجوبًا وإلا فاستحبابه باقٍ.
(11)
العنزي البصري.
(12)
القطان.
حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ
(3)
وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ
(4)
كَانَ رَمَضَانُ الْفَرِيضَةَ، وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ، فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ. [راجع: 1592، أخرجه: م 1125، س في الكبرى 2838، تحفة: 17310].
===
(1)
ابن عروة بن الزبير، "قس"(10/ 46).
(2)
عروة بن الزبير، "قس"(10/ 46).
(3)
على عادته، "قس"(10/ 46).
(4)
قوله: (فلما نزل رمضانُ كان رمضانُ الفريضةَ، وتُرِكَ عاشوراء) واستُدِلَّ بهذا على أن صيام عاشوراء كان فريضة قبل نزول رمضان، لكن في حديث معاوية السابق (برقم: 2003) في "الصيام": سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب [الله] عليكم صيامه"، وهو دليل مشهور، ومذهب الشافعية والحنابلة: أنه لم يكن فرضًا ولا نسخ برمضان، قاله القسطلاني (10/ 46). قال ابن الهمام (2/ 311): قول معاوية: "لم يكتب الله. . ." إلخ، لا ينافي كونَه واجبًا؛ لأن معاوية من مسلمة الفتح وهو كان في سنة ثمان، فإن كان سمع هذا بعد إسلامه فإنما يكون سمعه سنة تسع أو عشر، فيكون ذلك بعد نسخه بإيجاب رمضان الذي كان في السنة الثانية من سني الهجرة جمعًا بين الأدلة الصريحة في وجوبه، انتهى.
قال محمد في "الموطأ"(2/ 221 - 222): صيام عاشوراء كان واجبًا قبل أن يفترض رمضان، ثم نسخه شهر رمضان فهو تطوع، من شاء صامه ومن شاء لم يصمه، وهو قول أبي حنيفة والعامة قبلنا، انتهى. ومرَّ بيانه (برقم: 2001).
25 - بَابُ قَوْلِهِ: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ
(1)
فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا
(2)
أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ
(3)
مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ
(4)
فِدْيَةٌ طَعَامُ
"بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في ذ.
===
(1)
أي: صوموا أيامًا معدودات، أي: موقتات بعدد معلوم، "قس"(10/ 46).
(2)
يضره الصوم ويشق عليه معه، "قس"(10/ 47).
(3)
أي: فعليه صوم عدة أيام المرض أو السفر من أيام أُخر إن أفطر، "قس"(10/ 47).
(4)
قوله: ({وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ}) يعني الصوم. " {فِدْيَةٌ. . .} إلخ" قال البغوي (1/ 149 - 150): اختلف العلماء في تأويلِ هذه الآية وحكمِها، فذهب أكثرهم إلى أن الآية منسوخة، وهو قول ابن عمر وسلمة بن الأكوع وغيرهما، وذلك أنهم كانوا في ابتداء الإسلام مخيَّرين بين أن يصوموا وبين أن يفطروا ويفتدوا، خيّرهم الله تعالى لئلا يشق عليهم؛ لأنهم كانوا لم يتعوّدوا الصّوم، ثم نسخ التخيير، ونزلت العزيمة بقوله تعالى:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]. وقال قتادة: هي خاصة في الشيخ الكبير الذي يطيق الصوم ولكن يشق عليه، رُخِّصَ له في أن يفطر ويفدي، ثم نسخ. وقال الحسن: هذا في المريض الذي يستطيع الصوم خُيّر بين أن يصوم وبين أن يفطر ويفدي، ثم نسخ بقوله:{فَمَنْ شَهِدَ. . .} إلخ، وبقيت الرخصة في الذين لا يطيقونه. وذهب جماعة إلى أن الآية محكمة غير منسوخة، ومعناه: وعلى الذين كانوا يطيقونه في حال الشباب فعجزوا عنه بعد الكبر فعليهم الفدية بدل الصوم، انتهى. قال القاضي صاحب "المظهري"(1/ 191، 192): وهذا التأويل أي: الأخير لا يساعده نظم الكلام، وفسر السيوطي
مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا
(1)
فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ
(2)
وَأَنْ تَصُومُوا
(3)
خَيْرٌ
"{فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا. . .} إلخ" في نـ بدله: "إلى قوله: {تَعْلَمُونَ} ".
===
الآية بتقدير: لا، أي: وعلى الذين لا يطيقونه فدية، وهو أيضًا بعيد فإنه ضدّ ما هو ظاهر العبارة حيث يجعل الإيجاب سلبًا.
فإن قيل: مذهب أبي حنيفة وأحمد والأصح من مذهب الشافعي: أن الواجب على الشيخ الفاني الفديةُ مكان الصوم، ومبنى هذه الأقوال ليس إلا هذه الآية؟ قلت: حكم الآية كان في ابتداء الإسلام التخيير بين الصوم والفدية للذين يطيقون الصومَ بعبارة النص، وللذين لا يطيقونه بدلالة النص بالطريق الأولى؛ لأنه تعالى لما خَيَّر المطيقين فضلًا وتيسيرًا فغير المطيقين أولى بالتخيير، ثم لما نزل:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ} الآية [البقرة: 185] نسخ حكم الفدية في حق الذين كانوا يطيقونه حالًا وفي الذين يطيقونه مآلًا، وهم المرضى والمسافرون الذين يرجون القضاء بعد الشفاء، وصار أداءُ الصوم أو قضاؤه حتمًا في حقهم، وبقي حكم من لا يطيقونه لا في الحال ولا في المآل على ما كان عليه من جواز الفدية ثابتًا بدلالته لعدم دخولهم في قوله تعالى:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ} صحيحًا مقيمًا {فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا} يرجو الشفاء {أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ، فإن من لا يرجو الشفاء تكليفه بالقضاء تكليف بما لا يطيق، ومنسوخية الحكم الثابت بعبارة النص لا يستدعي منسوخية الحكم الثابت بدلالة النص، والله أعلم، انتهى مختصرًا.
(1)
فزاد في الفدية، "مظهري"(1/ 193).
(2)
أي: من أصل الفدية، "مظهري"(1/ 193).
(3)
أيها المطيقون، "مظهري"(1/ 193).
لَكُمْ
(1)
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
(2)
} [البقرة: 184]
وَقَالَ عَطَاءٌ: يُفْطِرُ مِنَ الْمَرَضِ كُلِّهِ
(3)
كَمَا قَال اللَّهُ. وَقَالَ الْحَسَنُ
(4)
وَإِبْرَاهِيمُ
(5)
فِي الْمُرْضِعِ وَالْحَامِلِ إِذَا خَافَتَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا أَوْ وَلَدِهِمَا: تُفْطِرَانِ ثُمَّ تَقْضِيَانِ. وَأَمَّا الشَّيْخُ الْكَبِيرُ إِذَا لَمْ يُطِقِ الصِّيَامَ، فَقَدْ أَطْعَمَ أَنَسٌ بَعْدَ مَا كَبِرَ عَامًا أَوْ عَامَيْنِ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا خُبْزًا وَلَحْمًا وَأَفْطَرَ.
قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ {يُطِيقُونَهُ
(6)
(7)
} وَهُوَ أَكْثَرُ.
4505 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(8)
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحٌ
(9)
قَال: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ
(10)
:
"وَقَالَ الْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ" زاد في نـ: "وَمُجَاهِدٌ". "وَالْحَامِلِ" في صـ، ذ:"أَو الْحَامِلِ". "قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ" زاد قبله في نـ: "قَالَ أَبُو عبدِ اللَّهِ" مصحح عليه. "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ".
===
(1)
من الفدية.
(2)
ما في الصوم من الفضيلة، "مظهري"(1/ 194).
(3)
والذي عليه الجمهور أنه يباح الفطر لمرض يضر معه الصوم، "قس"(10/ 47).
(4)
البصري.
(5)
النخعي.
(6)
وقرئ " {يُطِيقُونَهُ} " أي: يكلفونه، "بيضاوي"(1/ 105).
(7)
من أطاق يطيق، "قس"(10/ 48).
(8)
ابن راهويه، "قس"(10/ 48).
(9)
ابن عبادة، "قس"(10/ 48).
(10)
ابن أبي رباح.
سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرأُ: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ
(1)
(2)
فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ، هُوَ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ، لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَلْيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا. [أخرجه: س في الكبرى 11018، تحفة: 5945].
26 - بَابُ قَولِهِ: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]
4506
- حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(4)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ قَرَأَ: (فِدْيَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ) قَال: هِيَ مَنْسُوخَةٌ
(5)
. [راجع: 1949].
"سَمِعَ" في قتـ، ذ:"أَنَّهُ سَمِعَ". "يَقْرَأُ" كذا في هـ، وفي حـ، سـ، ذ:"يَقُولُ". "هُوَ لِلشَّيْخِ" في نـ: "هُوَ الشَّيْخُ". "فَلْيُطْعِمَانِ" في نـ: "فَيُطْعِمَانِ". "باب قوله" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا عَيَّاشُ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَيَّاشُ". "أَنَّهُ قَرَأَ" في ذ: "أَنَّهُ قَرَأَهُ".
===
(1)
مبنيًا للمفعول، أي: يكلَّفونه، وفي نسخة: يُطَوَّقُونه فلا يطيقونه، ["قس" (10/ 48)].
(2)
قوله: (يُطَوَّقونه) بضم التحتية وفتح الطاء الخفيفة وشدة الواو المفتوحة، أي: يكلفون الصومَ ولا يطيقونه، فلهم أن يفطروا ويطعموا، وهو قول سعيد بن جبير، وقرأه ابن عباس، وجعل الآية محكمة، كذا في "المعالم"(1/ 150).
(3)
السامي البصري.
(4)
ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، "قس"(10/ 49).
(5)
أي: بقوله: {فَمَنْ شَهِدَ} الآية، "قس"(10/ 49).
4507 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} كَانَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا
(2)
فَنَسَخَتْهَا
(3)
. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَاتَ بُكَيْرٌ
(4)
قَبْلَ يَزِيدَ
(5)
. [أخرجه: م 1145، د 2315، ت 798، س 2316، تحفة: 4534].
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ
(6)
فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]، يَقُولُ: وَعَلَى الَّذِينَ يُحَمَّلُونَهُ، قَالَ: هُوَ الشَّيْخُ الكَبِيْرُ الَّذِي لا يُطِيْقُ الصَّومَ أُمِرَ أَنْ يُطْعِمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا،
"عَنْ سَلَمَةَ" في نـ: "عَنْ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ". "أَنْ يُفْطِرَ" في نـ: "يُفْطِرُ". "وَيَفْتَدِيَ" في نـ: "يَفْتَدِي". "حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ. . . إلخ" ثبت هذا الحديث في نسخة الصغاني فقط.
===
(1)
ابن سعيد.
(2)
أي: {فَمَنْ شَهِدَ} .
(3)
كلَّها أو بعضها، فيكون حكم الإطعام باقيًا على من لم يطق الصومَ لكبر، وقال مالك: جميع الإطعام منسوخ لكنه مستحب، "قس"(10/ 50).
(4)
أي: بكير بن عبد الله بن الأشج.
(5)
هو شيخ بكير، قال في "التوشيح" (6/ 2765): مات بكير سنة عشرين ومائة، ومات يزيد سنة ست وأربعين ومائة.
(6)
مبنيًّا للمفعول، "تو"(6/ 2764).
قَالَ: وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا يَقُولُ: وَمَنْ زَادَ وَأَطْعَمَ أَكْثَرَ مِنْ مِسْكِينٍ فَهُوَ خَيْرٌ.
27 - بَابُ قَولِهِ: {أُحِلَّ لَكُمْ
(1)
لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ
(2)
إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ
(3)
وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ
(4)
"بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ. " {إِلَى نِسَائِكُمْ. . .} إلخ" في ذ: " {إِلَى نِسَائِكُمْ} إِلَى {وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}، وفي نـ: "{إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} الآية".
===
(1)
قوله: ({أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}) الرفث كناية عن الجماع، قال الزجاج: الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجال من النساء، وعُدِّيَ بـ "إلى" لتضمنه معنى الإفضاء، قال البغوي (1/ 157): كان في ابتداء الأمر إذا صلى العشاءَ أو رَقَد قبلها حرم عليه الطعامُ والشربُ والجماع إلى القابلة، وأن عمر بن الخطاب واقَعَ أهله بعد العشاء فاعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما كنت جديرًا بذلك يا عمر"، فقام رجال فاعترفوا بمثله فنزل:{أُحِلَّ لَكُمْ. . .} إلخ، "مظهري"(1/ 202، 203) مختصرًا.
(2)
كناية عن الجماع، "بيض"(1/ 106).
(3)
استئناف يبين سببَ الإحلال، وهو قلة الصبر عنهن لكثرة المخالطة وشدة الملابسة. ولما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتمل كل منهما على صاحبه [شُبِّهَ] باللباس، "بيض"(1/ 106).
(4)
أي: تظلمونها بتعريضها للعقاب وتنقيص حظها من الثواب، "قس"(10/ 50)، "بيض"(1/ 107).
فَتَابَ عَلَيْكُمْ
(1)
وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ
(2)
وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ
(3)
} [البقرة: 187]
4508 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(4)
، عَنْ إِسْرَائيلَ
(5)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(6)
، عَنِ الْبَرَاءِ
(7)
. ح وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ كَانُوا لَا يَقْرَبُونَ النِّسَاءَ رَمَضَانَ كُلَّهُ
(8)
، وَكَانَ رِجَالٌ
"وَحَدَّثَنِي" كذا في ذ، وفي نـ:"وَحَدَّثَنَا". "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ" في ذ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ". "قَالَ: لَمَّا نَزَلَ" في نـ: "لَمَّا نَزَلَ".
===
(1)
أي: لما تبتم مما اقترفتموه، "بيض"(1/ 107).
(2)
جامعوهن، "قس"(10/ 51).
(3)
أي: من الولد.
(4)
ابن موسى، "قس"(10/ 51).
(5)
ابن يونس.
(6)
عمرو بن عبد الله.
(7)
ابن عازب.
(8)
قوله: (لا يقربون النساء رمضانَ كلَّه) أي: لا يجامعوهن ليلًا ونهارًا، وفي "الصيام" عن البراء:"أنهم كانوا لا يأكلون ولا يشربون إذا ناموا". ومفهوم ذلك أن الأكل والشرب كان مأذونًا فيه ليلًا ما لم يحصل النوم، لكن بقية الأحاديث الواردة في هذا تدل على عدم الفرق، فيحمل
يَخُونُونَ أَنْفُسَهُمْ
(1)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} الآية [البقرة: 187]. [راجع: 1915، تحفة: 1805، 1900].
28 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى
(2)
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ
(3)
مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ
(4)
وَأَنْتُمْ
"{ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ. . .} إلخ" في نـ بدله: "الآية".
===
قوله: "لا يقربون النساء" على الغالب؛ جمعًا بين الأحاديث، "قسطلاني"(10/ 51).
(1)
فيجامعون ويأكلون ويشربون، منهم عمر بن الخطاب وكعب بن مالك وقيس بن صرمة الأنصاري، "قس"(10/ 51).
(2)
أي: إلى أن، "قس"(10/ 52).
(3)
قوله: ({يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ}) وهو أول ما يبدو من الفجر المعترض في الأفق كالخيط الممدود. قوله: " {مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} " وهو ما يمتد معه من غسق الليل
(1)
، شبَّههما بخيطين: أسود وأبيض. قوله: {مِنَ الْفَجْرِ} بيان للأبيض، واكتفى به عن بيان الأسود لدلالته عليه، "قس"(10/ 52).
(4)
أي: لا تجامعوهن، "قس"(10/ 53).
(1)
وفي "المظهري": غَبَش الليل، وهو الأظهر، وفي "القاموس": أن الغبش بقيةُ الليل أو ظلمةُ آخره، وأن الغَسَقَ: ظلمة أول الليل.
عَاكِفُونَ
(1)
فِي الْمَسَاجِدِ} إِلَى قَوْلِهِ: {يَتَّقُونَ} [البقرة: 187]
الْعَاكِفُ: الْمُقِيمُ.
4509 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(3)
، عَنْ حُصَيْنٍ
(4)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ
(5)
، عَنْ عَدِيٍّ
(6)
قَالَ: أَخَذَ عَدِيٌّ عِقَالًا
(7)
أَبْيَضَ وَعِقَالًا أَسْوَدَ حَتَّى كَانَ بَعْضُ اللَّيْلِ نَظَرَ فَلَمْ يَسْتَبِينَا
(8)
، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: يَا رَسولَ اللَّهِ، جَعَلْتُ تَحْتَ وِسَادَتِي. قَالَ: "إِنَّ وِسَادَتَكَ إِذًا لَعَرِيضٌ
(9)
أَنْ كَانَ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ تَحْتَ وِسادَتِكَ". [راجع: 1916].
"الْعَاكِفُ: الْمُقِيمُ" ثبت في سـ، وسقط لغيره. "وِسَادَتِي" في هـ، ذ:"وِسَادِي"، وزاد بعده في صـ:"عِقالينَ". "وِسَادَتَكَ" في نـ: "وِسَادَكَ"، وكذا في الموضع الآخر.
===
(1)
أي: معتكفون.
(2)
المنقري.
(3)
الوضاح.
(4)
ابن عبد الرحمن.
(5)
عامر.
(6)
ابن حاتم، "قس"(10/ 54).
(7)
أي: خيطًا، "قس"(10/ 54).
(8)
أي: فلم يظهرا له، "قس"(10/ 54).
(9)
قوله: (إن وسادتك إذًا لعريض. . .) إلخ، قال في "التوشيح" (6/ 2767): هذا ظاهر المعنى غني عن الشرح؛ لأنه إن كان الخيطان المرادان في الآية يصلحان أن يكونا تحت الوسادة فلا شيء أعرض من هذه
4510 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ مُطَرِّفٍ
(2)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ
(3)
، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ؟ أَهُمَا الْخَيْطَانِ؟ قَالَ: "إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا إِنْ أَبْصَرْتَ الْخَيْطَيْنِ". ثُمَّ قَالَ: "لَا بَلْ هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ". [راجع: 1916، أخرجه: س في الكبرى 11021، تحفة: 9869].
4511 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ
(4)
، عَنْ سهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أُنْزِلَتْ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}
"بَلْ هُوَ" في نـ: "بَلْ هُمَا". "حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ". "أُنْزِلَتْ" كذا في ذ، وفي نـ:"وَأُنْزِلَتْ".
===
الوسادة ولا أطول، فإن المراد بهما الخيط الذي يبدو من المشرق ومن المغرب، ولا يصلح لذلك إلا وساد. وكذا قوله بعد:"إنك لعريض القفا" لأنه من لازم عرض الوسادة أن يكون القفا الموضوع عليه عريضًا. وقيل: إن هذه الكلمة كناية عن الغباوة، وقيل: وكذا الأول أيضًا، انتهى. ومرَّ بعض متعلقاته (برقم: 1916) وسيجيء بعض منها في الصفحة الآتية إن شاء الله تعالى.
(1)
هو ابن عبد الحميد.
(2)
ابن طريف الكوفي.
(3)
عامر بن شراحيل، "قس"(10/ 54).
(4)
سلمة بن دينار.
وَلَمْ تُنْزِلْ: {مِنَ الْفَجْرِ} ، وَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلَيْهِ الْخَيْطَ الأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الأَسْوَدَ، وَلَا يَزَالُ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَهُ: {مِنَ الْفَجْرِ
(1)
}، فَعَلِمُوا أَنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ. [راجع: 1917].
29 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا
(2)
وَلَكِنَّ الْبِرَّ
"وَلَا يَزَالُ" في نـ: "فَلَا يَزَالُ". "بَعْدَهُ" في ذ: "بَعْدُ". "بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في ذ.
===
(1)
قوله: (فأنزل الله بعده: {مِنَ الْفَجْرِ}) فإن قيل: هذا يدل على أن نزول قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} كان متأخرًا ومتراخيًا عما سبق، ويلزم منه تأخير البيان عن وقت الحاجة وذلك غير جائز؟ قلت: استعمال الخيط الأبيض والأسود في سواد الليل [وبياض النهار] كان مشتهرًا ظاهرَ الدلالة غيرَ واجب البيان وإن خفي على البعض لقلة تدبرهم، ونزول قوله تعالى:{مِنَ الْفَجْرِ} إنما هو للاحتياط وحفظ القاصرين وإغناء السامعين عن الطلب والتأمل، ولم يكن من باب المجمل الذي لا يُتَصَوَّرُ دركُ مرامه إلا من جهة الشارع؛ فلا محذور في تراخي نزوله، كذا في "المظهري"(1/ 205).
قال البيضاوي (1/ 107): فلعله كان قبل دخول رمضان، وتأخير البيان إلى وقت الحاجة جائز، انتهى. ثم اعلم أن نزول آية الصيام كان في السنة الثانية ونزول قوله تعالى:{مِنَ الْفَجْرِ} بعد ذلك بيسير، بسنة أو نحوه، فما كان من عدي بن حاتم جعل الخيطين تحت وسادته لم يكن إلا زعمًا منه، لأن إسلامه في السنة التاسعة، كذا في "المظهري". ومرَّ أيضًا (برقم: 1917).
(2)
أي: إذا أحرمتم، "قس"(10/ 55).
مَنِ اتَّقَى
(1)
وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا
(2)
وَاتَّقُوا اللَّهَ
(3)
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189]
4512 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ
(4)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(5)
، عَنِ الْبَرَاءِ
(6)
قَال: كَانُوا
(7)
إِذَا أَحْرَمُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَتَوُا الْبَيْتَ مِنْ ظَهْرِهِ
(8)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا
(9)
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}. [راجع: 1803، أخرجه: م 3026، تحفة: 1816].
"{وَأْتُوا الْبُيُوتَ. . .} إلخ" كذا في مه، وفي نـ بدله:"الآية". " {وَلَيْسَ الْبِرُّ} " في نـ: " {لَيْسَ الْبِرُّ} ".
===
(1)
ذلك، أو اتق المحارم والشهوات، "قس"(10/ 55).
(2)
محلّين ومحرمين، "قس"(10/ 55).
(3)
في تغيير أحكامه والاعتراض على أفعاله، "قس"(10/ 55).
(4)
ابن يونس.
(5)
السبيعي.
(6)
ابن عازب.
(7)
أي: الأنصار وسائر العرب غير الحمس وهم قريش، "قس"(10/ 56).
(8)
أي: من نقبه أو فرجه يعدونه برًّا، "بيض"(1/ 108).
(9)
وكانوا يتفاءلون بالإتيان من الظهور على عكس الأمر بالتحول من الشر إلى الخير والانتقال من المعصية إلى الطاعة، "ك"(17/ 27).
30 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ
(1)
وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ
(2)
فَإِنِ انْتَهَوْا
(3)
فَلَا عُدْوَانَ
(4)
إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193]
4513
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(6)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَتَاهُ رَجُلَانِ
(7)
فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ
(8)
فَقَالَا: إِنَّ النَّاسَ ضُيِّعُوا
(9)
(10)
، وَأَنْتَ ابْنُ عُمَرَ
"بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في ذ. " {فَإِنِ انْتَهَوْا. . .} إلخ" في نـ بدله: "إِلَى قَولِهِ: {الظَّالِمِينَ} ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "ضُيِّعُوا" في هـ: "صَنَعُوا".
===
(1)
أي: شرك.
(2)
أي: خالصًا له، "بيض"(1/ 109).
(3)
أي: عن الشرك، "قس"(10/ 56).
(4)
أي: فلا تعدُوا على المنتهين، "بيضاوي"(1/ 109).
(5)
ابن عبد الحميد، "قس"(10/ 57).
(6)
ابن عمر العمري، "قس"(10/ 57).
(7)
هما العلاء بن عرار وحبان صاحب الدثنيّة أو نافع بن الأزرق، "قس"(10/ 57).
(8)
حين حاصره الحجاج في آخر سنة 73 هـ بمكة، "قس"(10/ 57).
(9)
من التضييع بمعنى الهلاك في الدنيا والدين، "ك"(17/ 28).
(10)
قوله: (إن الناس ضُيِّعوا) بضم المعجمة وتشديد التحتية المكسورة، وللكشميهني:"صنعوا" بصاد مهملة ونون مفتوحتين، أي: صنعوا ما ترى من الاختلاف، "قسطلاني"(10/ 57)، و"توشيح"(6/ 2768).
وَصَاحِبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ؟ فَقَالَ: يَمْنَعُنِي أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دَمَ أَخِي
(1)
. قَالَا: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {فَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} ، فَقَالَ
(2)
: قَاتَلْنَاهُمْ
(3)
حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ
(4)
، وَكَانَ الدِّينُ لِلَّهِ، فَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ
(5)
أَنْ تُقَاتِلُوا
(6)
حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ. [راجع: 3130، تحفة: 8036].
4514 -
وَزَادَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ
(7)
، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ
(8)
قَالَ: أَخْبَرَنِي فُلَانٌ
(9)
. . . . . . . . . . .
"فَقَالَ: يَمْنَعُنِي" في نـ: "قَالَ: يَمْنَعُنِي". "قَالَا" كذا في ذ، وفي نـ:"فقَالَا". "فَقَاتِلُوهُمْ" في نـ: {وَقَاتِلُوهُمْ} . "فَأَنْتُمْ" في نـ: "وَأَنْتُمْ". "فُلَانٌ" زاد بعده في نـ: "هُوَ ابنُ لَهِيعَةَ".
===
(1)
المسلم، "قس"(10/ 57).
(2)
ابن عمر.
(3)
أي: على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، "قس"(10/ 57).
(4)
أي: شرك.
(5)
حاصل هذا أن الرجلين كانا يَرَيَان قتال من خالف الإمامَ، وابن عمر لا يرى القتال على الملك، "قس"(10/ 57).
(6)
أي: على الملك، "قس"(10/ 57).
(7)
السهمي المصري أحد شيوخ المؤلف على رواية محمد بن بشار، "قس"(10/ 57).
(8)
عبد الله المصري، "قس"(10/ 57).
(9)
قوله: (فلان) قيل: هو عبد الله بن لهيعة قاضي مصر وعاملها، ضعّفه غير واحد، قال البيهقي: أجمعوا على ضعفِه وتركِ الاحتجاج
وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ
(1)
، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ: أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
حَدَّثَهُ عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ رَجُلًا
(3)
أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(4)
مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَحُجَّ عَامًا وَتَعْتَمِرَ عَامًا، وَتَتْرُكَ الْجِهَادَ
(5)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ مَا رَغَّبَ اللَّهُ فِيهِ؟ قَالَ
(6)
: يَا ابْنَ أَخِي، بُنِي الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: إِيمَانٍ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ، وَالصَّلَاةِ الْخَمْسِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَأدَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ. قَالَ: يَا أَبَا عَبدِ الرَّحْمَنِ، أَلَا تَسْمَعُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ:
"قَدْ عَلِمْتَ" في ذ: "وَقَدْ عَلِمْتَ".
===
بما ينفرد به. "حيوة" بفتح المهملة وسكون التحتية. و"شريح" مصغر الشرح بالمعجمة والراء المهملة، المصري، وهذا يسمى بالأكبر، وليس هو حيوة بن شريح الحضرمي فلا يشتبه عليك. و"المعافري" بفتح الميم وخفة المهملة وكسر الفاء والراء، وفي بعضهما بضم الميم، "ك (17/ 28).
(1)
بضم المعجمة.
(2)
ابن الأشج.
(3)
هو العلاء بن عرار، "قس"، قيل: إنه حكيم، كذا في "العيني"(12/ 450)، "خ".
(4)
كنية ابن عمر.
(5)
قوله: (وتترك الجهاد) أي: القتال الذي كالجهاد في الأجر؛ إذ الجهاد الحقيقي هو القتال مع الكفار، وليس مراده ههنا ذلك، "كرماني"(17/ 28 - 29).
(6)
أي: ابن عمر.
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} إلَى {أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9]، {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ
(1)
} [البقرة: 193]؟ قَالَ
(2)
: فَعَلْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ الإِسْلَامُ قَلِيلًا، فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ
(3)
فِي دِينِهِ إِمَّا قَتَلُوهُ، وَإِمَّا يُعَذِّبُوهُ
(4)
، حَتَّى كَثُرَ الإِسْلَامُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ. [راجع: 3130، تحفة: 7606].
4515 -
قَالَ
(5)
: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ
(6)
؟ قَالَ: أَمَّا عُثْمَانُ
"{فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} " زاد بعده في نـ: " {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ} ". "عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "عَهْدِ النَّبِيِّ". "وَإِمَّا يُعَذِّبُوهُ" في ذ: "وَإِمَّا يُعَذِّبُونَهُ"، وفي نـ:"أَو يُعَذِّبُوهُ". "حَتَّى كَثُرَ الإِسْلَامُ" زاد بعده في نـ: "وَكَانَ الإِسْلامُ قَلِيلًا، فَكَانَ الرَّجُلُ".
===
(1)
أي: شرك.
(2)
ابن عمر.
(3)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 23).
(4)
قوله: (إما قتلوه وإما يعذبوه) بلفظ الماضي في الأول والمضارع في الثاني، إشارة إلى استمرار التعذيب بخلاف القتل، ولأبي ذر:"وإما يعذبونه" بإثبات النون، وهو الصواب، ووجهت الأولى بأن النون قد تحذف بغير ناصب ولا جازم في لغة شهيرة، "قس"(10/ 58).
(5)
أي: الرجل، "قس"(10/ 58).
(6)
قوله: (فما قولك في علي وعثمان؟) هذا يشير إلى أن السائل كان من الخوارج فإنهم يوالون الشيخين ويخطِّئُون عثمانَ وعليًّا، فرد عليه ابن عمر بذكر مناقبهما ومنزلتهما من النبي صلى الله عليه وسلم، "قسطلاني"(10/ 58).
فَكَأَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ
(1)
، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكَرِهْتُمْ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ
(2)
، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخَتَنُهُ
(3)
. وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ: هَذَا بَيْتُهُ حَيْثُ تَرَوْنَ
(4)
. [تحفة: 7606].
31 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
(5)
وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]
التَّهْلُكَةُ وَالْهَلَاكُ
(6)
وَاحِدٌ.
"أَنْ يَعْفُوَ" كذا في ذ، وفي نـ:"أَنْ تَعْفُوا". "وَأَمَّا عَلِيٌّ" في نـ: "فَأَمَّا عَلِيٌّ". "بَابُ قَوْلِهِ" كذا في ذ، وسقط لغيره. " {وَأَحْسِنُوا. . .} إلخ" في نـ بدله:"الآية".
===
(1)
لما فر يوم أحد حيث قال: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} [آل عمران: 152]، "قس"(10/ 58).
(2)
قوله: (أن يعفو عنه) هذا لأبي ذر بالتحتية وفتح الواو، أي: يعفو الله تعالى عنه، ولغيره:"تعفوا" بفوقية مع سكون الواو خطابًا للجماعة، كذا في "قس"(10/ 59) وغيره.
(3)
أي: زوج ابنته، "قس"(10/ 59).
(4)
قوله: (حيث ترون) أي: بين أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريد بيان قربه وقرابته منه صلى الله عليه وسلم منزلًا ومنزلة، "قسطلاني"(10/ 59).
(5)
قوله: ({وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ})[البقرة: 195] في سائر وجوه القربات، وخاصة الصرف في قتال الكفار والبذل فيما يقوى به المسلمون على عدوهم.
قوله: " {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} "[البقرة: 195] بالكف عن الغزو والإنفاق فيه، فإنه يقوي العدوَّ ويسلطهم على إهلاككم، أو المراد الإمساك وحبّ المال فإنَّه يؤدي إلى الهلاك المؤبد، "قس"(10/ 59).
(6)
مصدران، "قس"(10/ 59).
4516 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(1)
قَال: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ
(5)
عَنْ حُذَيْفَةَ: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قَالَ: نَزَلَتْ
(6)
فِي النَّفَقَةِ
(7)
. [تحفة: 3346].
32 - بَابُ قَوْلِهِ: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى
(8)
مِنْ رَأْسِهِ} [البقرة: 196]
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنَا شُعْبَةُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ". "بَابُ قَوْلِهِ" كذا في ذ، وسقط في نـ. " {مِنْ رَأْسِهِ} " زاد بعده في نـ:"الآية".
===
(1)
ابن راهويه، "قس"(10/ 59).
(2)
ابن شميل.
(3)
ابن الحجاج.
(4)
ابن مهران الأعمش، "قس"(10/ 59).
(5)
شقيق بن سلمة.
(6)
قوله: (نزلت في النفقة) قال أبو أيوب الأنصاري: نزلت يعني هذه الآية فينا معشر الأنصار، إنا لَمّا أعز الله دينَه وكثر ناصروه قلنا فيما بيننا: لو أقبلنا على أموالنا قأصلحناها، فأنزل الله هذه الآية، الحديث، رواه أبو داود وهذا لفظه، والترمذي والنسائي وغيرهم، قاله القسطلاني (10/ 59).
(7)
الظاهر أن مراده النفقة في الجهاد فإنه لو لم يُنْفَقْ فيه غَلَبَ عليهم الكفارُ وأهلكوهم، "خ".
(8)
كجراحة وقمل.
4517 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ
(3)
قَالَ: قَعَدْتُ إِلَى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - يَعْنِي مَسْجِدَ الْكُوفَةِ -، فَسَأَلْتُهُ عَنْ:"فِدْيَةٍ مِنْ صِيَامٍ" فَقَالَ: حُمِلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي فَقَالَ: "مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ الْجَهْدَ بَلَغَ بِكَ هَذَا
(4)
، أَمَا تَجِدُ شَاةً؟ ". قُلْتُ: لَا
(5)
. قَالَ: "صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ
(6)
سِتَّةَ مَسَاكِينَ
(7)
، لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ
(8)
مِنْ طَعَامٍ، وَاحْلِقْ رَأْسَكَ". فَنَزَلَتْ فِيَّ خَاصَّةً وَهِيَ لَكُمْ عَامَّةً. [راجع: 1814، أخرجه: م 1201، ت 2976، س في الكبرى 11031، ق 3079، تحفة: 11112].
"فَقَالَ: مَا كُنْتُ" في نـ: "قَالَ: مَا كُنْتُ". "بَلَغَ بِكَ" في نـ: "قَدْ بَلَغَ بِكَ".
===
(1)
ابن أبي أياس، "قس"(10/ 60).
(2)
ابن الحجاج.
(3)
بفتح الميم وسكون العين وكسر القات، ابن مقرن المزني، "قس"(10/ 60).
(4)
الذي رأيت.
(5)
أي: لا أجد.
(6)
بكسر العين.
(7)
بيان لقوله: {أَوْ صَدَقَةٍ} . [انظر "الأوجز" (8/ 500) فيه عدة مباحث نفسية].
(8)
بالنصب على المفعولية، أو بالرفع على أنه مبتدأ مؤخر، "قس"(10/ 60).
33 - بَابُ قَولِهِ: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ} [البقرة: 196]
4518 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
، عَنْ عِمْرَانَ
(3)
أَبِي بَكْر قَالَ: حَدَّثنَا أَبُو رَجَاءٍ
(4)
، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
(5)
قَالَ: أُنْزِلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَفَعَلْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يُنْزَلْ قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ
(6)
، وَلَمْ يُنْهَ عَنْهَا حَتَّى مَاتَ، قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ
(7)
مَا شَاءَ. [راجع: 1571، أخرجه: م 1226، س في الكبرى 11032، تحفة: 10872].
"بَابُ قَولِهِ" في ذ: "بَابٌ". "وَلَمْ يُنْزِلْ" في نـ: "قَالَ: أُنْزِلَتْ". "وَلَمْ يُنْهَ" في س، حـ، ذ:"فَلَمْ يُنْهَ". "مَا شَاءَ" زاد بعده في نـ: "قَالَ مُحَمَّدٌ - وفي نـ: "أَبُو عَبْدِ اللَّهِ" -: يُقَالُ: إِنَّه عُمَرُ".
===
(1)
ابن مسرهد.
(2)
القطان.
(3)
ابن مسلم البصري، "قس"(10/ 61).
(4)
عمران بن ملحان.
(5)
هذا الإسناد من الغرائب، اجتمع فيه ثلاثة رجال كلهم يسمى بعمران.
(6)
قوله: (يحرِّمه) أي: التمتعَ. "ولم ينه" بفتح أوله، ولأبي ذر:"يُنه" بضمه. قوله: "عنها" أي: المتعة، فذكَّر الضمير باعتبار التمتع، وأنّثه باعتبار المتعة، كذا في "القسطلاني" (10/ 61). قال الكرماني (17/ 30 - 31): أي: لا القرآن حَرَّمه ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه، فمن حرمه قال شيئًا من رأيه، انتهى.
(7)
قوله: (قال رجل برأيه) قيل: هو عثمان، لأنه كان يمنع التمتع برأيه ما شاء. وزاد في نسخة:"قال محمد" أي: البخاري "يقال: إنه" أي:
34 - بَابُ قَولِهِ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا
(1)
فَضْلًا
(2)
مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198]
4519 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ
(4)
، عَنْ عَمْرٍو
(5)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ عُكَاظٌ
(6)
(7)
وَمَجَنَّةُ وَذُو الْمَجَازِ
"بَابُ قَولِهِ" في ذ: "بَابٌ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ". "أخْبَرَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ" في نـ: "أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ".
===
الرجل "عمر"، لأنه كان ينهى عنها، "قسطلاني" (10/ 61). ومرَّ بيانه في (ح: 1571) في "كتاب الحج".
[وفي "بذل المجهود" (7/ 132): والنهي نهي تنزيه؛ لأفضلية الإفراد عنده، وفي "الأبواب والتراجم" (5/ 14): لم يكن عمر رضي الله عنه محرِّمًا لها، إنما كان ينهى عنها ليكثر قصد الناس البيت الحاجين والمعتمرين].
(1)
تطلبوا.
(2)
أي: ربحًا بالتجارة.
(3)
ابن سلام البيكندي، "قس"(10/ 62).
(4)
سفيان، "قس"(10/ 62).
(5)
ابن دينار.
(6)
يصرف في لغة الحجاز، وبنو تميم لا يصرفونه، "قس"(5/ 10، و 71).
(7)
قوله: (عكاظ) بضم العين وخفة الكاف وبالظاء المعجمة. "ومجنّة" بفتح الميم والجيم. "وذو المجاز" بفتح الميم والجيم وبعد الألف زاي. قوله: "أسواقًا في الجاهلية" بنصب أسواقًا خبر كان وكانت معايشهم منها، ولأبي ذر عن الكشميهني: أسواق الجاهلية بحذف الجار وإضافة السوق للاحقه. قوله: "فَتَأَثَّموا" أي: تحرج المسلمون. قوله: "أن يتجروا"
أَسْوَاقَ الْجَاهِلِيَّةِ، فَتَأَثَّمُوا أَنْ يَتَّجِرُوا فِي الْمَوَاسِمِ
(1)
، فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا
(2)
فَضْلًا
(3)
مِنْ رَبِّكُمْ} فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ. [راجع: 1770].
35 - بَابُ قَولِهِ: {ثُمَّ أَفِيضُوا
(4)
مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ
(5)
} [البقرة: 199]
4520 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ
(8)
، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ
"أَسْوَاقَ الْجَاهِلِيَّةِ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"أَسْوَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ". "يَتَّجِرُوا" في نـ: "يَتَحَرَّوْا". "بَابُ" سقط في نـ. "عَنْ عَائِشَةَ" زاد بعده في نـ: "قَالَتْ".
===
بتشديد الفوقية بعد التحتية وبالجيم المكسورة بعده راء مضمومة، من التجارة، وفي الفرع "يتحرَّوا" بالحاء المهملة وفتح الراء المشددة، قاله القسطلاني (10/ 62)، ومرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 1770) في "الحج".
(1)
قوله: (في المواسم) أي: مواسم الحج، وسمي موسِم الحج موسمًا لأنه معْلم يجتمع الناس إليه، "ك"(17/ 31).
(2)
تطلبوا.
(3)
أي: ربحًا بالتجارة، "قس"(10/ 61).
(4)
ارجعوا، "قس"(10/ 62).
(5)
أي: من عرفة لا من المزدلفة، "قس"(10/ 62).
(6)
المديني.
(7)
بالمعجمتين: أبو معاوية الضرير، "قس"(10/ 62).
(8)
أي: عروة بن الزبير، "قس"(10/ 62).
دَانَ دِينَهَا
(1)
يَقِفُونَ بالْمُزْدَلِفَةِ
(2)
، وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ الْحُمْسَ، وَكَانَ سَائِرُ الْعَرَبِ
(3)
يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْتِيَ عَرَفَاتٍ، ثُمَّ يَقِفَ بِهَا ثُمَّ يُفِيضَ مِنْهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ أَفِيضُوا
(4)
"بِالْمُزْدَلِفَةِ" في نـ: "بِمُزْدَلِفَةَ".
===
(1)
قوله: (ومن دان دينها) وهم بنو عامر بن صعصعة وثقيف وخزاعة، فيما قاله الخطابي، "ك"(17/ 31)، "قس"(10/ 62).
(2)
قوله: (يقفون بالمزدلفة) ولا يخرجون من الحرم إذا وقفوا ويقولون: نحن أهل الله فلا نخرج من حرم الله. قوله: "وكانوا يسمون الحمس" بضم الحاء المهملة والميم الساكنة آخره مهملة: جمع أحمس، وهو الشديد الصلب، وسموا بذلك لتصلبهم فيما كانوا عليه، "قس"(10/ 62 - 63).
(3)
أي: باقيهم، "قس"(10/ 63).
(4)
قوله: ({ثُمَّ أَفِيضُوا. . .} إلخ) فيه بيان أنهم مأمورون بالوقوف بعرفة لأن الإفاضة - ومعناها التفرق - لا يكون إلا عن اجتماع في مكان واحد، وكان الناس وهم أكثر قبائل العرب يفيضون منها، فأمرهم أيضًا أن يفيضوا منها، قاله الكرماني (17/ 32). قيل: المراد بالناس إبراهيم، وقيل: آدم، عليهما الصلاة والسلام، وقيل: أهل اليمن والربيعة، وفي المخاطبين بذلك قولان: أحدهما أنه خطاب لقريش، وهو قول الجمهور، والثاني أنه خطاب لجميع المسلمين. قال القاضي ثناء الله في "المظهري"(1/ 236، 237): كانت العرب تقف بعرفة وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة، فأنزل الله تعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} وهو قول أكثر المفسرين. وقيل: معنى الآية: {ثُمَّ} يعني بعد إضافتكم من عرفات
مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ
(1)
} [البقرة: 199]. [راجع: 1665، أخرجه: م 1219، د 1910، س 3012، تحفة: 17195].
4521 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَطُوفُ الرَّجُلُ
(4)
بِالْبَيْتِ مَا كَانَ حَلَالًا حَتَّى
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ"، وزاد في نـ:"المقدميّ". "يَطُوفُ" في نـ: "تَطَوُّف" - بفتح الفوقية والطاء المخففة وضم الواو المشددة مضافًا لتاليه، "قس"(10/ 63).
===
{أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} يعني من المزدلفة إلى منى، لكن يشكل على الأول لفظة "ثم" لأنه مقدم على الوقوف بالمعشر الحرام، فقيل:"ثم" ههنا بمعنى الواو، والأوجه أن كلمة "ثم" ههنا لتفاوت ما بين الإفاضتين رتبة؛ فإن الإفاضة من عرفات فريضة ركن للحج إجماعًا يفوت الحج بفواته
(1)
بخلاف الوقوف بالمزدلفة فإنه ليس بركن للحج إجماعًا، إلا ما روي عن ليث وعلقمة فإنهما قالا بركنيته، ونظيرها في القرآن:{فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [البلد: 13 - 17] فإن مقتضى هذه الآية أن الإيمان أعظم درجة من سائر الحسنات، والله أعلم، انتهى مختصرًا.
(1)
أي: سائر العرب.
(2)
الإمام في المغازي، "قس"(10/ 63).
(3)
هو ابن أبي مسلم، "قس"(10/ 63).
(4)
أي: المتمتع، "ك"(17/ 32).
(1)
فيه أن الركن هو الوقوف بعرفة لا الإفاضة منها.
يُهِلَّ بِالْحَجِّ، فَإِذَا رَكِبَ إِلَى عَرَفَةَ فَمَنْ تَيَسَّرَ لَهُ هَدْيُهُ مِنَ الإِبِلِ أَوِ الْبَقَرِ أَوِ الْغَنَمِ، مَا تَيَسَّرَ لَهُ
(1)
مِنْ ذَلِكَ أَيَّ ذَلِكَ شَاءَ، غَيْرَ إِنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لَهُ فَعَلَيْهِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ
(2)
فِي الْحَجِّ
(3)
، وَذَلِكَ قَبْلَ يَوْمِ عَرَفَةَ
(4)
، فَإِنْ كَانَ آخِرُ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ يَوْمَ عَرَفَةَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيَنْطَلِقْ حَتَّى يَقِفَ بِعَرَفَاتٍ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ
(5)
إِلَى أَنْ يَكُونَ الظَّلَامُ
(6)
، ثُمَّ لِيَدْفَعُوا مِنْ
"غَيْرَ إِنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ" في صـ: "غَيْرَ أنه إِنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ". "ثُمَّ لِيَنْطَلِقْ" في سـ، ذ:"ثُمَّ يَنْطَلِقُ".
===
(1)
قوله: (ما تيسر له) جزاء للشرط، أي: ففديته ما تيسر أو فعليه ما تَيَسَّرَ، أو بدل من "الهدي" والجزاء بأسره محذوف، أي: ففديته ذلك أو فليفد بذلك، "ك"(17/ 32).
(2)
أي: الصوم فيها.
(3)
يعني في إحرام الحج آخرها يوم عرفة، ولو صام قبل ذلك في الإحرام جاز إجماعًا ولا يجوز بعد ذلك لعدم الإحرام، "مظهري"(1/ 227).
(4)
لأنه يسن للحاج فطره، وهذا القيد من ابن عباس لإطلاق الآية، "قس"(10/ 64).
(5)
قوله: (من صلاة العصر. . .) إلخ، قال الكرماني (17/ 32): فإن قلت: أول وقت الوقوف زوال [الشمسِ يومَ] عرفة وآخره صبح العيد؟ قلت: اعتبر في الأول الأشرف، وفي الآخر العادةَ المشهورةَ، انتهى.
(6)
بفتح المعجمة، "خ". أي: بغروب الشمس، "قسطلاني"(10/ 64).
عَرَفَاتٍ إِذَا أَفَاضُوا مِنْهَا حَتَّى يَبْلُغُوا جَمْعًا
(1)
الَّذِي يُتَبَرَّرُ بِهِ، ثُمَّ لِيَذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا، أَوْ
(2)
أَكْثِرُوا التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا ثُمَّ أَفِيضُوا، فَإنَّ النَّاسَ كَانُوا يُفِيضُونَ
(3)
، وَقَالَ اللَّهُ:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 199] حَتَّى تَرْمُوا الْجَمْرَةَ
(4)
. [تحفة: 6369].
"يُتَبَرَّرُ بِهِ" كذا في صـ، حـ، ذ، وفي نـ:"يَتَبَرَّزُ"، وفي أخرى:"يَبِيتُونَ". "ثُمَّ لِيَذْكُرُوا" في نـ: "ثُمَّ لِيَذْكُرْ". "أَوْ أَكْثِرُوا" في نـ: "وَأَكْثِرُوا".
===
(1)
قوله: (يبلغوا جمعًا) بفتح الجيم وسكون الميم، وهو المزدلفة. قوله:"الذي يبيتون به" صفة لجمعًا، وهو من البيات. وللأصيلي وأبي ذر عن الحموي:"يُتَبَرَّرُ" بفوقية بعد التحتية المضمومة فموحدة فرائين مهملتين أُولاهما مفتوحة مشددة، أي: يُطْلَبُ فيه البِرُّ، وهي الصواب، وعليها اقتصر في "الفتح". وفي نسخة "يتبرز" بزاي معجمة: من التبرز، وهو الخروج للبراز، وهو الفضاء الواسع لأجل قضاء الحاجة، "قس"(10/ 64).
(2)
بالشك من الراوي، "قس"(10/ 64).
(3)
قوله: (فإن الناس كانوا يفيضون. . .) إلخ، قال الكرماني (17/ 33): فإن قلت: هذا السياق يدل على أن الإفاضة في قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا} من المزدلفة، والحديث السابق يدل على أنها من عرفات؟ قلت: لا منافاة؛ إذ هذا تفسير ابن عباس، والمراد من "الناس" الحمس، وذلك تفسير عائشة، والمراد من "الناس" غير الحمس.
(4)
أي: التي عند العقبة وهو غاية لقوله: {ثُمَّ أَفِيضُوا} ، أو لقوله: أكثروا التكبير، "قس"(10/ 64).
36 - بَابُ قَولِهِ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]
4522 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ
(2)
، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ
(3)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(4)
: "اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ". [طرفه: 6389، تحفة: 1042].
37 - بَابُ قَولِهِ: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}
(5)
[البقرة: 204]
وَقَالَ عَطَاءٌ
(6)
: النَّسْلُ
(7)
: الْحَيَوَانُ.
"بَابُ" سقط في نـ. " {وَفِي الْآخِرَةِ. . .} إلخ" في ذ بدله: "الآية". "بَاب" سقط في نـ.
===
(1)
عبد الله بن عمرو المنقري.
(2)
ابن سعيد، "قس"(10/ 65).
(3)
ابن صهيب البناني، "قس"(10/ 65).
(4)
الغرض منه الاستمرار بهذا الدعاء وهو المستفاد من قوله: "كان يقول"، والاكتفاء منه حتى في الحج، "ك"(17/ 33).
(5)
أي: أشد الخصومة والجدال للمسلمين، "مظهري"(1/ 244).
(6)
ابن أبي رباح، مما وصله الطبري، "قس"(10/ 65).
(7)
في تفسير قوله تعالى: {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} [البقرة: 205]"قسطلاني"(10/ 65).
4523 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ تَرْفَعُهُ
(5)
قَالَ: "أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ
(6)
الْخَصِمُ". [راجع: 2457].
وَقَالَ عَبدُ اللَّهِ
(7)
: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(8)
، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(9)
.
38 - بَابُ قَولِهِ: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ
(10)
} إِلَى {قَرِيبٌ} [البقرة: 214]
"وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ" زاد قبله في نـ: "قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ" مصحح عليه. "حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ" في نـ: "عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ". "بَابُ" سقط في نـ. " {مَسَّتْهُمُ. . .} إلخ" في ذ بدله: "الآية".
===
(1)
ابن عقبة.
(2)
الثوري.
(3)
عبد الملك بن عبد العزيز.
(4)
عبد الله.
(5)
إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(6)
اللَّدَدُ: الخصومة الشديدة، "نهاية"(4/ 470)، "مجمع"(4/ 490).
(7)
هو ابن الوليد العدني، "قس"(10/ 66).
(8)
الثوري، "قس"(10/ 66).
(9)
وهذا وصله الثوري في "جامعه"، وذكره المؤلف لتصريحه برفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، "قس"(10/ 66).
(10)
أي: شدة الفقر والمرض، "مظهري"(1/ 256).
4524 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ
(1)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ
(2)
يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] خَفِيفَةً
(3)
، ذَهَبَ بِهَا هُنَاكَ
(4)
، وَتَلَا: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
(5)
مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]. [أخرجه: س في الكبرى 11256، تحفة: 5794].
"حَدَّثَنَا إِبرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في ذ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى". "ذَهَبَ" في نـ: "قَالَ: ذهَبَ". "بِهَا" في نـ: "بِمَا". "هُنَاكَ" في نـ: "هُنَالِكَ".
===
(1)
ابن حسان.
(2)
عبد الله.
(3)
قوله: ({قَدْ كُذِبُوا} خفيفة) ذالها المعجمة، وهي قراءة الكوفيين على معنى أنه أعاد الضمير من {ظَنُّوا} و {كُذِبُوا} على الرسل، أي: هم ظنوا أن أنفسهم كَذَبتهم ما حدثتهم من النصرة، كما يقال: صدق رجاؤه وكذب رجاؤه، أو أعاد الضميرَيْن على الكفار، أي: وظن الكفار أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر، أو غير ذلك مما يأتي إن شاء الله تعالى في "سورة يوسف" عليه السلام، "قس"(10/ 67).
(4)
قوله: (ذهب بها هناك) أي: ذهب ابن عباس بهذه الآية إلى الآية التي في البقرة، يعني فهم من هذه الآية ما فهم من تلك، لكون الاستفهام في {مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} ، للاستبعاد والاستبطاء، فهما متناسبتان في مجيء النصرة بعد اليأس والاستبعاد، "ك"(17/ 34)، "قس"(10/ 67).
(5)
لتناهي الشدة واستطالة المدة بحيث تقطعت حبال الصبر، "قس"(10/ 67).
4525 -
فَلَقِيتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَعَاذَ اللهِ، وَاللهِ مَا وَعَدَ اللهُ رَسُولَهُ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَ أَنَّهُ كَائِنٌ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ
(1)
، وَلَكِنْ لَمْ تَزَلِ الْبَلَايَا بالرُّسُلِ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَكُونَ مَنْ مَعَهُمْ
(2)
يُكَذِّبُونَهُمْ، فَكَانَتْ تَقْرَؤُهَا (فَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا) مُثَقَّلَةً
(3)
. [راجع: 3389، أخرجه: س في الكبرى 11255، تحفة: 16353].
"فَقَالَ" في نـ: "قَالَ". ["لَمْ تَزَلِ الْبَلَايَا" في نـ: "لَمْ يَزَلِ الْبَلَاءُ"]. "فَظَنُّوا" في نـ: " {وَظَنُّوا} ".
===
(1)
ظرف للعلم لا للكون، "قس"(10/ 67).
(2)
من المؤمنين، "قس"(10/ 67).
(3)
قوله: ({فظنوا أنهم قد كذِّبوا} مثقلة) أي: بالتشديد قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر، وبالتخفيف قراءة عاصم وحمزة والكسائي. فإن قلت: لِمَ أنكرت عائشة على ابن عباس، وقراءة التخفيف يحتمل هذا المعنى أيضًا بأن يقال: خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم؟ قلت: الإنكار من جهة أن مراده أن الرسل ظنوا أنهم مكذَّبون من عند الله لا من عندهم بقرينة الاستشهاد بآية البقرة. فإن قلت: لو كان كما قالت عائشة لقيل: وتيقنوا أنهم قد كذبوا؛ لأن تكذيب القوم لهم كان متيقنًا؟ قلت: تكذيب أتباعهم من المؤمنين، كان مظنونًا والمتيقن هو تكذيب الذين لم يؤمنوا أصلًا. فإن قلت: ما وجه ما ذهب إليه ابن عباس؟ قلت: لا شك أن مذهبه أنه لم يجز على الرسل أن يكذبوا بالوحي الذي يأتيهم من قبل الله، لكن يحتمل أن يقال: أنهم عند تطاول البلاء دمابطاء تنجيز الوعد توهموا أن الذي جاءهم كان غلطًا منهم، فالكذب متأوَّل بالغلط، أو أراد بالظن ما يهجس في القلب من شبهِ الوسوسة وحديثِ النفس على ما عليه البشرية، وأما الظن الذي هو ترجح أحد الجانبين على الآخر فيه فهو غير جائز على آحاد الأمة
39 - بَابُ قَولِهِ تَعَالَى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ
(1)
(2)
وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ} الآيَةَ [البقرة: 223]
4526 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ
(4)
، عَنْ نَافِعٍ
(5)
قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يَتَكَلَّمْ
(6)
حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ، فَأخَذْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا
(7)
، فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَكَانٍ
(8)
قَالَ: تَدْرِي فِيمَا أُنْزِلَتْ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا
(9)
. ثُمَّ مَضَى
(10)
. [طرفه: 4527، تحفة: 7747].
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "فِيمَا أُنْزِلَتْ" في ذ: "فِيمَ أُنْزِلَتْ". "نَزَلَتْ" في نـ: "أُنْزِلَتْ" مصحح عليه.
===
فكيف بالرسل؟ كذا في "المجمع"(4/ 394) و"الكرماني"(17/ 35) ملتقطًا.
(1)
يعني كيف شئتم، فإن كلمة "أَنَّى" مشتركة في معنى كيف وأين، ولا يتصور ها هنا معنى أين، فإن أين تدل على عموم المحل ومحل الحرث ليس إلا واحد فتعين معنى كيف، "مظهري"(1/ 280).
(2)
أي: كيف شئتم مستقبلين ومستدبرين، "قس"(10/ 68).
(3)
ابن راهويه، "قس"(10/ 68).
(4)
عبد الله.
(5)
مولى ابن عمر.
(6)
أي: بغير القرآن.
(7)
أي: أمسكت المصحف وهو يقرأ عن ظهر قلب، "قس"(10/ 69).
(8)
هو قوله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} ، "قس"(10/ 69).
(9)
أي: في إتيان النساء في أدبارهن، كما صرح ابن راهويه، "قس"(10/ 23).
(10)
أي: في قراءته، "قس"(10/ 69).
4527 -
وَعَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ
(1)
، حَدَّثَنِي أَبِي قَال: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ
(2)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قَالَ: يَأْتِيهَا فِي
(3)
.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
(4)
بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ
(5)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. [راجع: 4526، تحفة: 7560، 8190].
4528 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(6)
قَال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(7)
، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ
(8)
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا قَالَ: كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ:
"رَوَاهُ" زاد قبله في نـ: "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ".
===
(1)
ابن عبد الوارث، "قس"(10/ 69).
(2)
السختياني، "قس"(10/ 69).
(3)
قوله: (في) بحذف المجرور، وهو الظرف، أي: في الدبر، كما وقع التصريح به، وأسقط المؤلف ذلك لاستنكاره، كذا في "قس "(10/ 70). وقد اختلف النقل فيه عن ابن عمر، قال في "المظهري" (1/ 284): الصحيح أن الوهم إنما هو من ابن عمر وقد حكم بكونه وهمًا من ابن عمر رأسُ المفسرين ابنُ عباس، انتهى. قال أبو حنيفة وجمهور أهل السنة بحرمته، وحملوا ما ورد عن ابن عمر أنه يأتيها في قبلها من دبرها، كذا في "القسطلاني"(10/ 71).
(4)
القطان البصري.
(5)
ابن عمر العمري.
(6)
الفضل بن دكين، "قس"(10/ 72).
(7)
هو الثوري قاله في "الفتح"(8/ 192)، قال "العيني" (12/ 461): هو ابن عيينة، "قس"(10/ 72).
(8)
محمد، "قس"(10/ 72).
إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا
(1)
جَاءَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ، فَنَزَلَتْ
(2)
: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}
(3)
. [أخرجه: م 1435، د 2163، تحفة: 3022].
40 - بَابُ قَولِهِ: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ
(4)
فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ
(5)
أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} [البقرة: 232]
4529
- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ
(7)
قَالَ: كَانَتْ لِي أُخْتٌ
(8)
تُخْطَبُ إِلَيَّ.
قَالَ أَبُو عَبدِ اللهِ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ
(9)
: عَنْ يُونُسَ
(10)
،
"بَاب" سقط في نـ. " {أَزْوَاجَهُنَّ} " زاد بعده في نـ: "الآية".
===
(1)
قوله: (إذا جامعها من ورائها) أي: في فرجها حال انتكاسها، فنزلت الآية ردًا لهم، "كرماني"(17/ 36).
(2)
تكذيبًا لليهود، "قس"(10/ 72).
(3)
أي: جامعوهن من أيِّ شقٍّ أردتم بعد أن يكون المأتي واحدًا وهو موضع الحرث، "قس"(10/ 73).
(4)
أي: انقضت عدتهن، "قس"(10/ 73).
(5)
أي: لا تمنعوهن، والمخاطب بذلك الأولياء، "قس"(10/ 73).
(6)
البصري.
(7)
المزني.
(8)
اسمها جميل مصغرًا، أو ليلى، "قس"(10/ 73).
(9)
هو ابن طهمان، مما وصله المؤلف في "النكاح" (برقم: 5130)، "قس"(10/ 73).
(10)
ابن عبيد، "قس"(10/ 73).
عَنِ الْحَسَنِ
(1)
، حَدَّثَنِي
(2)
مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ
(5)
، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ أُخْتَ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا
(6)
، فَتَرَكَهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، فَخَطَبَهَا
(7)
فَأَبَى مَعْقِلٌ، فَنَزَلَتْ: {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ
(8)
أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ}. [أطرافه: 5130، 5330، 5331، أخرجه: د 2087، ت 2981، س في الكبرى 11041، تحفة: 11465].
41 - بَابُ قَولِهِ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ
(9)
مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ
(10)
أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ
(11)
"بَابُ" سقط في نـ. "قَولِهِ" سقط في نـ. " {أَزْوَاجًا} " زاد في نـ: "الآية" وسقط ما بعدها.
===
(1)
البصري.
(2)
فيه تصريح الحسن بالتحديث عن معقل، "قس"(10/ 74).
(3)
عبد الله المقعد، "ك"(17/ 37).
(4)
ابن سعيد، "قس"(10/ 74).
(5)
ابن عبيد.
(6)
هو أبو البداح، أو بداح بن عاصم أو عبد الله بن رواحة، أقوال.
(7)
من وليها [أخيها] معقل، "قس"(10/ 74).
(8)
والمخاطب بذلك الأولياء.
(9)
أي: يموتون، "قس"(10/ 74).
(10)
يتركون، "قس"(10/ 74).
(11)
قوله: ({يَتَرَبَّصْنَ}) أي: ينتظرن، والآية تشمل الحواملَ وغيرهن، ثم نسخ حكمها في الحوامل بقوله تعالى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ
بِأَنفُسِهِنَّ
(1)
أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَعَشرًا
(2)
} إِلَى {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة: 234]
{يَعْفُونَ} [البقرة: 237]: يَهَبْنَ
(3)
.
4530 -
حَدَّثَنِي أُمَيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ،
"إِلَى {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} " في نـ: " {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "أُمَيَّةُ" في نـ: "أُمَيَّةُ بنُ بُسطامٍ".
===
يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]، قال ابن مسعود: من شاء باهلتُه أن سورة النساء القصرى يعني سورة الطلاق نزلت بعد سورة النساء الطولى يعني سورة البقرة، وعليه انعقد الإجماع. عن المسور بن مخرمة: أن سبيعة الأسلمية نُفِسَتْ أي: ولدت بعد زوجها بليال فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته أن تنكح، فأذن لها فنكحت، رواه البخاري (برقم: 5320). وكذا في الصحيحين من حديث سبيعة ومن حديث أم سلمة. وروي عن علي وابن عباس أنها تعتد إلى أبعد الأجلين، كذا في "التفسير المظهري"(1/ 328).
قال القسطلاني (10/ 75): وكان ابن عباس يرى أن يتربصن بأبعد الأجلين من الوضع أو أربعة أشهر وعشرًا للجمع بين الآيتين، وهو مأخذ جيد ومسلك قوي لولا ما ثبتت به السُّنَّة في حديث سبيعة الأسلمية الآتي إن شاء الله تعالى قريبًا، انتهى.
(1)
بعدهم، "قس"(10/ 74).
(2)
من الليالي، "قس"(10/ 74).
(3)
من الهبة، هو تفسير قوله:{فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} ، وسقط قوله:" {يَعْفُونَ}: يهبن" لأبي ذر، كذا في "قس"(10/ 75).
عَنْ حَبِيبٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(2)
، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ
(3)
: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [البقرة: 240]
(4)
قَالَ: قَدْ نَسَخَتْهَا الآيَةُ الأُخْرَى، فَلِمَ تَكْتُبُهَا أَوْ تَدَعُهَا؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْهُ مِنْ مَكَانِهِ. [طرفه: 4536، تحفة: 9815].
4531 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ
(6)
قَالَ:
"حَبِيبٍ" في نـ: "خُبَيْبٍ". كذا وقع في الفرع بضم المعجمة، فاللهُ أعلم، أو هو سهو، "قس" (10/ 75). "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في ذ:"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ".
===
(1)
ضد العدو، ابن الشهيد البصري، "ك"(17/ 37).
(2)
عبد الله.
(3)
عبد الله.
(4)
قوله: ({أَزْوَاجًا}) تمام الآية: {وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} . قوله: "قال" أي: ابن الزبير: "قد نسختها الآية الأخرى" السابقة، وهي:{يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234]. قوله: "فَلِمَ" بكسر اللام وفتح الميم. قوله: "أو تَدَعُها" شك من الراوي، أي: لم تتركها في المصحف وقد نسخ حكمها بأربعة أشهر، فما الحكمة في إبقاء رسمها [مع زوال حكمها، وبقاءُ رسمها] بعد التي نسختها يوهم بقاء حكمها؟. قوله: "قال" أي: عثمان: "يا ابن أخي" على عادة العرب، أو نظرًا إلى أخوة الإيمان، أو أن عثمان من أولاد قصي وكذلك عبد الله. قوله:"لا أغير شيئًا منه من مكانه" إذ هو توقيفي، ملتقط من "قس"(10/ 76)، "ك"(17/ 37).
(5)
ابن راهويه.
(6)
ابن عبادة، "قس"(10/ 77).
حَدَّثَنَا شِبْلٌ
(1)
، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ
(2)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(3)
: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [البقرة: 234] قَالَ: كَانَتْ هَذِهِ الْعِدَّةُ
(4)
تَعْتَدُّ عِنْدَ أَهْلِ زَوْجِهَا
(5)
وَاجِبٌ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ
(6)
فَلَا جُنَاحَ
===
(1)
بكسر المعجمة وسكون الموحدة، ابن عَبّاد، "قس"(10/ 77).
(2)
عبد الله المكي، "قس"(10/ 77).
(3)
هو ابن جبر المفسر، "قس"(10/ 77).
(4)
قوله: (هذه العده) أي: المذكورة في قوله تعالى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} . قوله: " {وَصِيَّةً} " قرأها بالنصب أبو عمرو وابن عامر وحفص وحمزة، أي: والذين يتوفون منكم يوصون أو ليوصوا وصية، أو كتب الله عليهم وصية، وقرأها الباقون بالرفع على تقدير: وصية الذين يتوفون، أو حكمهم وصية. قوله:" {مَتَاعًا} " نصب على المصدر، أي: متِّعوهن متاعًا، أو هو مفعول لمضمر أي: ليوصوا متاعًا، أو ليوصوا وصية متاعًا، يعني ما يتمتعن به من النفقة والكسوة. قوله:" {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} " نعت لمتاعًا، أو بدل منه، أو حال من الزوجات، أي: غير مُخْرَجات، أو حال من الموصين، أي: غير مُخْرِجين. قوله: " {فَإِنْ خَرَجْنَ} " أي: من منزل الأزواج. " {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} " أيها الأولياء. قوله: " {مِنْ مَعْرُوفٍ} " أي: مما لم ينكره الشرع، وهذا يدل على أنه لم يكن يجب عليها ملازمةُ مسكن الزوج والإحدادُ عليه، وإنما كانت مخيَّرة بين الملازمة وأخذ النفقة وبين الخروج وتركها، ملتقط من "قس"(10/ 77)، و"مظهري"(1/ 339)، و"بيضاوي"(1/ 128 - 129).
(5)
كذا وقع.
(6)
أي: من منزل الأزواج.
عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} [البقرة: 240]، قَالَ: جَعَلَ اللهُ لَهَا
(1)
تَمَامَ السَّنَةِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَصِيَّةً، إِنْ شَاءَتْ سَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى:{غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} فَالْعِدَّةُ كَمَا هِيَ وَاجِبٌ عَلَيْهَا
(2)
، زَعَمَ
(3)
ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِدٍ.
وَقَالَ عَطَاءٌ
(4)
: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةُ عِدَّتَهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، لِقَوْلِ اللهِ:{غَيْرَ إِخْرَاجٍ} .
وَقَالَ عَطَاءٌ
(5)
: إِنْ شَاءَتِ اعْتَدَّتْ عِنْدَ أَهْلِهِ وَسَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا،
"سَبْعَةَ أَشْهُرٍ" في ذ: "بِسَبْعَةِ أَشْهُرٍ". "عِنْدَ أَهْلِهَا" في نـ: "عِنْدَ أَهْلِهِ". "لِقَوْلِ اللهِ" في نـ: "وَهُوَ قَولُ اللهِ". "وَقَالَ عَطَاءٌ" في نـ: "قَالَ عَطَاءٌ". "عِنْدَ أَهْلِهِ" في هـ، ذ:"عِنْدَ أَهْلِهَا".
===
(1)
أي: للمعتدة المذكورة في الآية الأولى، "قس"(10/ 77).
(2)
قوله: (فالعدة كما هي واجب عليها) يعني العدة الواجبة عند أهل زوجها هي أربعة أشهر وعشرًا، والزائد إلى تمام الحول هو بحسب الوصية، إن شاءت قبلت الوصية وإن شاءت اكتفت بالواجب، "ك"(7/ 37 - 38).
(3)
الزاعم ابن أبي نجيح، أي: قال شبل: قال ذلك ابن أبي نجيح عن مجاهد، وهذا يدل على أن مجاهدًا لا يرى نسخ الآية، "قس"(10/ 77).
(4)
ابن أبي رباح، وهو من ابن أبي نجيح عن عطاء، ووهم من زعم أنه معلَّق، "ف"(8/ 194 - 195)، وتعقبه العيني بأنه لو كان عطفًا لقال: وعن عطاء، فظاهره التعليق، "قس".
(5)
مفسرًا لما رواه عن ابن عباس، "قس"(10/ 77).
وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ لِقَوْلِ اللهِ: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ
(1)
}.
قَالَ عَطَاءٌ: ثُمَّ جَاءَ الْمِيرَاثُ
(2)
، فَنُسِخَ السُّكْنَى
(3)
، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وَلَا سُكْنَى لَهَا.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ
(5)
، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِهَذَا.
وَعَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةُ عِدَّتَهَا فِي أَهْلِهَا، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ لِقَوْلِ اللهِ:{غَيْرَ إِخْرَاجٍ} نَحْوَهُ
(6)
. [طرفه: 5344، أخرجه: د 2301، س 3531، تحفة: 5900، 19266].
"حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ".
===
(1)
لدلالته على التخيير، "قس"(10/ 77).
(2)
أي: في قوله تعالى: {وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ} [النساء: 12]، "قس"(10/ 78).
(3)
قوله: (فنسخ السكنى) وتركت الوصيةُ. "فتعتد حيث شاءت ولا سكنى لها" قال ابن كثير: فهذا القول الذي عَوّل عليه مجاهد وعطاء من أن هذه الآية لم تدل على وجوب الاعتداد سنة كما زعمه الجمهور حتى يكون ذلك منسوخًا بأربعة أشهر وعشرًا، "قس"(10/ 78).
(4)
الفريابي شيخ المؤلف وهو معطوف على قوله: حدثنا روح، "قس"(10/ 78).
(5)
ابن عمرو.
(6)
أي: نحو ما روي عن مجاهد فيما سبق، "قس"(10/ 78).
4532 -
حَدَّثَنِي حِبَّانُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى مَجْلِسٍ فِيهِ عُظْمٌ
(3)
مِنَ الأَنْصَارِ وَفِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، فَذَكَرْتُ حَدِيثَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ فِي شَأْنِ سُبَيْعَةَ
(4)
بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
(5)
: وَلَكِنَّ عَمَّهُ كَانَ لَا يَقُولُ ذَلِكَ. فَقُلْتُ: إِنِّي لَجَرِيءٌ إِنْ كَذَبْتُ عَلَى رَجُلٍ
(6)
فِي جَانِبِ الْكُوفَةِ. وَرَفَعَ صَوْتَهُ، قَالَ
(7)
:
"حَدَّثَنِي حِبَّانُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا حِبَّانُ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ"، وزاد في نـ:"ابنُ المُبَارَكِ". "وَلَكِنَّ عَمَّهُ" في ذ: "وَلَكِنْ عَمُّهُ". "يَقُولُ ذَلِكَ" في نـ: "يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ". "فَقُلْتُ" في نـ: "فَقُلْتُ لَهُ".
===
(1)
بكسر الحاء المهملة، ابن موسى.
(2)
ابن المبارك.
(3)
كقفل جمع عظيم، "قس"(10/ 79).
(4)
قوله: (في شأن سبيعة) مصغر السبعة، الأسلمية، نفست بعد وفاة زوجها سعد بن خولة بليال، فخطبها أبو السنابل، فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تنكح، فأذن لها فنكحت. قوله:"ولكنَّ عمَّه" أي: عم عبد الله بن عتبة، وهو عبد الله بن مسعود. "كان لا يقول ذلك" بل يقول: تعتد بآخر الأجلين، قال ابن سيرين:"إني لجريء إن كذبت على رجل في جانب الكوفة"، يريد عبد الله بن عتبة، وكان يسكن الكوفة، وتوفي بها، "قس"(10/ 79)، "ك"(17/ 39).
(5)
ابن أبي ليلى.
(6)
هو عبد الله بن عتبة وكان يسكن الكوفة، "ك"(17/ 39).
(7)
أي: ابن سيرين.
ثُمَّ خَرَجْتُ فَلَقِيتُ مَالِكَ بْنَ عَامِرٍ
(1)
أَوْ مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ
(2)
، قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حَامِلٌ؟ فَقَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظَ
(3)
، وَلَا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَةَ؟ لَنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى
(4)
بَعْدَ الطُّولَى.
وَقَالَ أَيُّوبُ
(5)
: عَنْ مُحَمَّدٍ
(6)
: لَقِيتُ أَبَا عَطِيَّةَ مَالِكَ بْنَ عَامِرٍ. [طرفه: 4910، أخرجه: س 3521، تحفة: 9544].
"لَنَزَلَتْ" في سـ، ذ:"أُنْزِلَتْ". "وَقَالَ أَيُّوبُ" في نـ: "قَالَ: وَقَالَ أَيُّوبُ".
===
(1)
كنيته أبو عطية.
(2)
صاحب ابن مسعود.
(3)
قوله: (التغليظ) أي: طولَ العدة بالحمل إذا زادت مدته على مدة الأشهر. "ولا تجعلون لها الرخصة" وهي خروجها من العدة إذا وضعت لأقل من عدة الأشهر، أي: إذا جعلتم التغليظ عليها فاجعلوا لها الرخصة إذا وضعت لأقل من الأشهر، "ك"(17/ 39)، "قس"(10/ 79).
(4)
قوله: (سورة النساء القُصْرى) أي: سورة الطلاق، ومراده منها:{وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]. "بعد الطولى" أي: البقرة، ومراده منها:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ} إلى قوله: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234]، ومفهوم كلام ابن مسعود أن المتأخر هو الناسخ، لكن الجمهور على أن لا نسخ، بل عموم آية البقرة مخصوص بآية الطلاق، "قس"(10/ 79).
(5)
السختياني، وصله في "سورة الطلاق" (برقم: 4910).
(6)
ابن سيرين.
42 - بَابُ قَولِهِ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]
4533 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ
(3)
، عَنْ مُحَمَّدٍ
(4)
، عَنْ عَبِيدَةَ
(5)
عَنْ عَلِيٍّ
(6)
: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
ح وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
(8)
قَالَ هِشَامٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(9)
، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: "حَبَسُونَا
(10)
. . . . . . . . . . .
"قَولِهِ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "أَخْبَرَنَا هِشَامٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا هِشَامٌ". "عَنْ عَلِيٍّ قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ". "وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ" في ذ: "وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ". "قَالَ هِشَامٌ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ".
===
(1)
المسندي.
(2)
ابن هارون.
(3)
ابن حسان.
(4)
ابن سيرين.
(5)
السلماني.
(6)
ابن أبي طالب.
(7)
ابن بشر بن الحكم، "قس"(10/ 81).
(8)
القطان.
(9)
ابن سيرين.
(10)
أي: شغلونا.
عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى
(1)
حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، مَلَأ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ أَوْ أَجْوَافَهُمْ - شَكَّ يَحْيَى - نَارًا". [راجع: 2931].
43 - بَابُ قَولِهِ: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]
مُطِيعِينَ.
4534 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(3)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ يُكَلِّمُ أَحَدُنَا أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ
(4)
. [راجع: 1200].
"قَولِهِ" سقط في نـ. "مُطِيعِينَ" في ذ: "أَيْ: مُطِيعِينَ".
===
(1)
قوله: (صلاة الوسطى) زاد مسلم [ح: 627 و 628]: "صلاة العصر
…
ثم صلاها بين المغرب والعشاء". أكثر الأحاديث دالة على أن صلاة الوسطى العصر، وقيل: الصبح، أو الظهر، أو المغرب، أو العشاء، أو عيد الأضحى، أو صلاة الليل، أقوال، وقيل: هي واحدة من الخمس غير معينة، وقيل بالتوقف، "توشيح" (6/ 2778).
(2)
ابن مسرهد.
(3)
ابن سعيد القطان.
(4)
قوله: (فأمرنا بالسكوت) بلفظ المجهول. قال الخطابي: أصح الأقاويل في تفسير القانت: الداعي في حال القيام، وليس السكوت المذكور تفسير القنوت، لكنهم لما أُمِرُوا بالذكر اشتغلوا عن الكلام فانقطعوا عنه فقيل: أُمرنا بالسكوت، قاله الكرماني (17/ 41). ومرَّ بيانه في (برقم: 1200).
44 - بَابُ قَوْلِهِ عز وجل: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا
(1)
أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ
(2)
فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ
(3)
مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 239]
وقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ
(4)
: {كُرْسِيُّهُ} [البقرة: 255]: عِلْمُهُ
(5)
(6)
. يُقَالُ: {بَسْطَةً} [البقرة: 247]: زِيَادَةً وَفَضْلًا. {أَفْرِغْ} [البقرة: 250]: أَنْزِلْ. {يَئُودُهُ} [البقرة: 255]: يُثْقِلُهُ. آدَنِي: أَثْقَلَنِي، وَالآدُ وَالأَيْدُ: الْقُوَّةُ. {فَبُهِتَ} [البقرة: 258]: ذَهَبَتْ حُجَّتُهُ. {خَاوِيَةٌ} [البقرة: 259]: لَا أَنِيسَ فِيهَا. {عُرُوشِهَا} [البقرة: 259]: أَبْنِيَتُهَا. السِّنَةُ [البقرة: 255]: النُّعَاسُ. {نُنْشِزُهَا} [البقرة: 259]: نُخْرِجُهَا. {إِعْصَارٌ} [البقرة: 266]: رِيحٌ عَاصِفٌ تَهُبُّ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ كَعَمُودٍ فِيهِ نَارٌ.
"بَابُ قَوْلِهِ عز وجل" ثبت في ذ. " {فَإِذَا أَمِنْتُمْ} " في ذ بعده: "الآية" وحذف ما بعد ذلك. " {كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} " في نـ: "إِلَى قَولِهِ: {تَعْلَمُونَ} "، وزاد في نـ:" {رِجَالًا}: قِيَامًا، رَاجِلٌ: قَائِمٌ"، مصحح عليه. " {يَئُودُهُ}: يُثْقِلُهُ" في نـ: "{وَلَا يَئُودُهُ} : لا يُثْقِلُهُ" مصحح عليه. "الْقُوَّةُ" زاد بعده في نـ: "السِّنَةُ: النُّعَاسُ. {يَتَسَنَّهْ} : يَتَغَيَّرْ". "النُّعَاسُ" كذا في ذ، وفي نـ: "نُعَاسٌ".
===
(1)
جمع راجل، "قس"(10/ 84).
(2)
أي: زال الخوف.
(3)
أي: أقيموا صلاتكم كما أمرتكم تامة، "قس"(10/ 84).
(4)
سعيد، "قس"(10/ 84).
(5)
تسمية للصفة باسم مكان صاحبها، "قس"(10/ 84).
(6)
قوله: ({كُرْسِيُّهُ}: علمه) قيل للعلماء: الكراسي، وقيل: يعبَّر به عن السِّر، قال: ما لي بأمرك كرسي أكاتمه، "قس"(10/ 84).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {صَلْدًا} [البقرة: 264] لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {وَابِلٌ} [البقرة: 264]: مَطَرٌ شَدِيدٌ. الطَّلُّ: النَّدَى، وَهَذَا مَثَلُ عَمَلِ الْمُؤْمِنِ. {يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259]: يتَغَيَّرْ.
4535 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الْخَوْفِ قَالَ: يَتَقَدَّمُ الإِمامُ وَطَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ فَيُصَلِّي بِهِمِ الإِمَامُ رَكْعَةً، وَتَكُونُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ لَمْ يُصَلُّوا، فَإِذَا صَلَّى الَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً اسْتَأْخَرُوا مَكَانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا وَلَا يُسَلِّمُونَ، وَيَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا فَيُصَلُّونَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَنْصَرِفُ الإِمَامُ وَقَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَيَقُومُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ فَيُصَلُّونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً بَعْدَ أَنْ يَنْصَرِفَ الإِمَامُ، فَيَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ قَدْ صلَّى رَكْعَتَيْنِ
(1)
، فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ هُوَ أَشَدُّ
"حَدَّثَنَا مَالِكٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا مَالِكٌ". "فَإِذَا صَلَّى" كذا في ذ، وفي نـ:"فَإِذَا صَلَّوا". "فَيَقُومُ كُلُّ وَاحِدٍ" في ذ: "فَتَقُومُ كُلُّ وَاحِدِةٍ". "فَيَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ" في قتـ، "فَيَكُونُ كُلُّ وَاحِدةٍ".
===
(1)
قوله: (فيكون كل واحد من الطائفتين قد صلى ركعتين) قال القسطلاني (10/ 87): هذه الكيفية اختارها الحنفية، انتهى. أي: مع فرق يسير، وتمام الكيفية التي اختارها الحنفية ذكرها محمد في "كتاب الآثار" (ص: 39 ح: 194 - 195) حيث قال: أخبرنا أبو حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم في صلاة الخوف قال: إذا صلى الإمام بأصحابه فلتقم طائفة منهم مع الإمام وطائفة بإزاء العدو، فيصلي الإمام بالطائفة الذين معه ركعة، ثم ينصرف الطائفة الذين صلوا مع الإمام من غير أن يتكلموا، حتى يقوموا في مقام أصحابهم، وتأتي الطائفة الأولى حتى يصلوا ركعة وحدانًا، ثم ينصرفون،
مِنْ ذَلِكَ صَلَّوْا رِجَالًا
(1)
قِيَامًا
(2)
عَلَى أَقْدَامِهِمْ، أَوْ رُكْبَانًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا
(3)
.
قَالَ مَالِكٌ: قَالَ نَافِعٌ: لَا أُرَى
(4)
عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ذَكَرَ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
. [راجع: 942، تحفة: 8384].
45 - بَابُ قَولِهِ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ
(6)
مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [البقرة: 240]
"بَابُ" سقط في نـ. "قَولِهِ" سقط في نـ. " {أَزْوَاجًا} " زاد بعده في نـ: " {وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ} الآية".
===
فيقومون مقام أصحابهم؛ وتأتي الطائفة الأخرى فيصلون مع الإمام الركعة الأخرى، ثم ينصرفون من غير أن يتكلموا حتى يقوموا في مقام أصحابهم، وتأتي الطائفة الأخرى حتى يقضوا الركعة التي بقيت عليهم وحدانًا. أنا محمد قال: أخبرنا أبو حنيفة قال: حدثنا الحارث، عن عبد الرحمن، عن ابن عباس مثلَ ذلك، انتهى. قال ابن الهمام (2/ 98): رواية ابن عباس هذا وإن كان موقوفًا لكن لا يخفى أن ذلك مما لا مجال للرأي فيه، لأنه تغيير بالمنافي في الصلاة، فالموقوف فيه كالمرفوع.
(1)
جمع راجل.
(2)
أي: مشاة.
(3)
قال في "الهداية"(1/ 87): وسقط التوجه للضرورة.
(4)
بضم الهمزة أي: لا أظن.
(5)
كذا وقع في "كتاب صلاة الخوف"(برقم: 943) من حديثه التصريح برفعه، "قس"(10/ 87).
(6)
قوله: (باب قوله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ}) قال العيني (12/ 473): حديث هذا الباب قد مرَّ قبل ثلاثة أبواب، وكان المناسب [أن يذكر]
4536 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(1)
قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ: هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} إِلَى قَوْلِهِ: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} قَدْ نَسَخَتْهَا الأُخْرَى، فَلِمَ تَكْتُبُهَا
(2)
؟ قَالَ
(3)
: نَدَعُهَا، يَا ابْنَ أَخِي لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْهُ
(4)
مِنْ مَكَانِهِ.
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ". "الأُخْرَى" في نـ: "الآيةُ الأُخْرَى" مصحح عليه.
===
بلا ترجمة عند البابِ المترجَمِ بهذه الآية، انتهى. ولعل مقصودَ البخاري من ذكره ههنا الإعلام بأن المنسوخ يكتب إذا لم ينسخ تلاوته لا كما ظنَّ ابن الزبير، وكان المقصود من الباب السابق بيانَ عدة المتوفى عنها زوجها وما يتعلق به، وكان بيانُ كلٍّ مقصودة منهما
(1)
عنده فعقد لكلٍ بابًا، وذكر حديث [ابن] أبي مليكة سابقًا لأجل بيان النسخ بالكريمة، وهذا صنيعُه في هذا الكتاب المستطاب، ولهذا اكتفى ههنا بهذا الحديث، وذكر ثمه ما فيه: بيان العدة وأقوالَ السلف فيه، "الخير الجاري".
(1)
عبد الله.
(2)
استفهام إنكاري.
(3)
أي: عثمان.
(4)
قوله: (لا أغير شيئًا منه) أي: من المصحف "من مكانه" إذ هو توقيفي، أي: فكما وجدتها مُثْبَتَةً في المصحف أثبتُها حيث وجدتُها. وفيه أن ترتيب الآي توقيفي، "قس"(10/ 87، 76).
(1)
كذا في الأصل، ولعله: وكان بيانُ كلٍّ منهما مقصودةً.
قَالَ حُمَيْدٌ: أَوْ نَحْوَ هَذَا. [راجع: 4530].
46 - بَابُ قَولِهِ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} [البقرة: 260]
4537 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ
(2)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(3)
وَسَعيدٍ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نَحْنُ أَحَقُّ بالشَّكِّ
(5)
مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
(6)
}.
"بَابُ قَولِهِ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ} " سقط في نـ. " {الْمَوْتَى} " زاد بعده في ذ: " {فَصُرْهُنَّ}: قَطِّعْهُنَّ". "قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ" في نـ: "أَخْبَرَنِي يُونُسُ". "قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللهِ". "نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ" في ذ: "نَحْنُ أَحَقُّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بِالشَّكِّ".
===
(1)
عبد الله، "قس"(10/ 88).
(2)
ابن يزيد.
(3)
ابن عبد الرحمن بن عوف.
(4)
ابن المسيب.
(5)
قوله: (نحن أحق بالشك) أي: لو كان الشك متطرقًا إلى الأنبياء في القدرة لكنتُ أنا أحق به، وقد علمتم أني لم أشك، فإبراهيم عليه السلام لم يشك، قاله القسطلاني (10/ 88). قال الكرماني (17/ 43): فإن قلت: لِمَ كان النبي صلى الله عليه وسلم أحقَّ وهو أفضل بل هو أحق بعدم الشك؟ قلت: قالها تواضعًا وهضمًا لنفسه، أو معناه: نحن أيتها الأمة أحق، انتهى.
(6)
ليس الخبر كالمعاينة، "مجمع"(3/ 249).
{فَصُرْهُنَّ
(1)
}: قَطِّعْهُنَّ. [راجع: 3372].
47 - بَابُ قَوْلِهِ: {أَيَوَدُّ
(2)
أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة: 266]
4538 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
(3)
، حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(4)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ. ح وَسَمِعْتُ أَخَاهُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ، عِنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ يَوْمًا لأَصحَابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: فِيمَ
(6)
تَرَوْنَ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} ؟ قَالُوا: اللهُ أَعْلَمُ، فَغَضِبَ عُمَرُ
(7)
،
"{فَصُرْهُنَّ}: قَطِّعْهُنَّ" سقط في نـ. " {أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} " زاد بعده في نـ: " {مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} "، وفي ذ:" {مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} إِلَى قَولِهِ: {تَتَفَكَّرُونَ} ". "حَدَّثَنَا هِشَامٌ" في نـ: "قال: أَخْبَرَنَا هِشِامٌ". "وَقَالَ" في نـ: "قَالَ". "ح" سقط في نـ. "فِيمَ تَرَوْنَ" في نـ: "فِيمَنْ تَرَوْنَ".
===
(1)
بكسر الصاد وضمها: أَمِلْهُنَّ إليك و"قَطِّعْهن" واخلط لحمَهن ورِيشَهن، "جلالين" (ص: 58).
(2)
الهمزة للإنكار، "بيض"(1/ 139).
(3)
ابن موسى، "قس"(10/ 90).
(4)
ابن يوسف.
(5)
أي: عبد العزيز.
(6)
أي: في أي شيء.
(7)
قوله: (فغضب عمر) فإن قلت: ما وجه غضبه مع كونهم وكَّلوا العلمَ إلى الله تعالى؟ أجيب بأنه سألهم عن تعيين ما عندهم في نزول الآية
فَقَالَ: قُولُوا: نَعْلَمُ أَوْ لَا نَعْلَمُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ أَخِي قُلْ وَلَا تَحْقِرْ
(1)
نَفْسَكَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: أَيُّ عَمَلٍ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: لِرَجُلٍ غَنِيٍّ
(2)
يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللهِ عز وجل، ثُمَّ بَعَثَ اللهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ
(3)
. [تحفة: 5802، 5871].
"عز وجل" سقط في نـ. "أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ" زاد بعده في نـ: " {فَصُرْهُنَّ}: قَطِّعْهُنَّ".
===
ظنًّا أو علمًا على اختلاف الروايتين، فأجابوا جوابًا يصلح صدورُه من العالم بالشيء والجاهل به فلم يحصل المقصود، "قسطلاني"(10/ 91).
(1)
بفتح الفوقية وسكون المهملة وكسر القاف، "قس"(10/ 91).
(2)
ضد فقير، "قس"(10/ 91).
(3)
قوله: (أَغْرَقَ) بفتح الهمزة وسكون المعجمة، أي: أضاع. "أعماله" الصالحةَ بما ارتكب من المعاصي، واحتاج إلى شيء من الطاعات في أهم أحواله فلم يحصل له منه شيء، ولذا قال:{وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ} [البقرة: 266] أي: كبر السن، فإن الفاقة في الشيخوخة أصعب، {وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ} صغار لا قدرة لهم على الكسب، {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ} وهو الريح الشديدة. {فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} ثمارُه وأبادَتْ أشجارَه، كذا في "القسطلاني" (10/ 91). قال الكرماني (17/ 44): فإن قلت: فيه دليل للمعتزلة في مسألة إحباط الطاعات بالمعصية؟ قلت: الكفر مُحْبِطٌ للأعمال اتفاقًا، والإغراق لا يستلزم الإحباط.
48 - بَابُ قَولِ اللهِ: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا
(1)
} [البقرة: 273]
يُقَالُ: أَلْحَفَ عَلَيَّ، وَأَلَحَّ عَلَيَّ، وَأَحْفَانِي
(2)
بِالْمَسْأَلَةِ
(3)
، {فَيُحْفِكُمْ
(4)
} [محمد: 37]: يُجْهِدْكُمْ.
4539 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(6)
"بَابُ" سقط في نـ. "قَولِ اللهِ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ" في نـ: "حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ" في نـ: "أخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ".
===
(1)
قوله: ({لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}) نصب على المصدرية بفعل مقدر، أي: يلحفون إلحافًا، والجملة حال، أو هو مفعول له، أو مصدر في موضع الحال، أي: لا يسألون ملحفين، ومفهومه أنهم يسألون لكن لا بإلحاف، ويجوز أن يراد أنهم لا يسألون ولا يلحفون، كذا في "الكرماني". [انظر "القسطلاني" (10/ 92) و"الفتح" (8/ 203) و"العيني" (12/ 487)].
(2)
أي: بالغ فيها كل بمعنى واحد، "قس"(10/ 92).
(3)
في السؤال بالإلحاح، "قس"(10/ 92).
(4)
قوله: ({فَيُحْفِكُمْ}) أي: قوله تعالى: {فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا} غرضه أن الإلحاح والإلحاف والإحفاء بمعنى واحد، وهو المبالغة والجهد، "كرماني"(17/ 44).
(5)
هو سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم المصري، "قس"(10/ 92).
(6)
المدني.
قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ
(1)
: أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ وَعَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ أَبِي عَمْرَةَ الأَنْصارِيَّ قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الْمِسْكِينُ
(2)
الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلَا اللُّقْمَةُ وَلَا اللُّقْمَتَانِ
(3)
، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي يَتَعَفَّفُ
(4)
، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ - يَعْنِي قَوْلَهُ:{لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} -". [راجع: 1476، أخرجه: م 1039، س 2573، تحفة: 14221، 13603].
49 - بَابُ قَولِ اللهِ: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا
(5)
} [البقرة: 275]
{الْمَسُّ
(6)
}: الْجُنُونُ.
"وَاقْرَءُوا" في نـ: "اقْرَءُوا".
===
(1)
ككتف.
(2)
أي: الكامل في المسكنة، "قس"(10/ 92).
(3)
عند دورانه على الناس للسؤال، "قس"(10/ 92).
(4)
أي: عن المسألة فيحسبه الجاهل غنيًّا من التعفف، "ك"(17/ 45)، "قس"(10/ 93).
(5)
قوله: ({وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}) جملة مستأنفة من كلام الله ردًا لما قالوه بحكم العقل من التسوية بين البيع والرِّبا وحينئذ فلا محل لها من الإعراب. وقيل: هي من تتمة قولهم اعتراضًا على الشرع، "قسطلاني"(10/ 93).
(6)
قوله: ({الْمَسِّ}) أي: في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} قال الفراء: هو "الجنون". قال البيضاوي (1/ 142): قوله: " {مِنَ الْمَسِّ} " متعلق بقوله: {لَا يَقُومُونَ}
4540 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ
(2)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(3)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتِ الآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا وَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ
(4)
(5)
. [راجع: 459].
"وَقَرَأَهَا" في نـ: "فَقَرَأَهَا".
===
أي: لا يقومون من المس الذي بهم بسبب أكل الربا، أو هو متعلق بـ {يَقُومُ} ، أو بـ {يَتَخَبَّطُ} فيكون نهوضهم أو سقوطهم كالمصروعين لا لاختلال عقلهم ولكن لأن الله تعالى أربى في بطونهم ما أكلوه من الربا فأثقلهم، انتهى. قال القسطلاني (10/ 93): وعن ابن عباس مما رواه ابن أبي حاتم قال: آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونًا.
(1)
سليمان بن مهران، "قس"(10/ 93).
(2)
هو ابن صبيح الكوفي.
(3)
هو ابن الأجدع، "قس"(10/ 93).
(4)
قوله: (ثم حَرَّم التجارة في الخمر) قال العيني (3/ 507): فإن قلت: كان تحريم الخمر قبل نزول آية الربا بمدة طويلة كما صرحوا به، فلما حرمت الخمر حرمت التجارة فيها أيضًا قطعًا، فما الفائدة في ذكر تحريم تجارتها ههنا؟ قلت: يحتمل كون تحريم التجارة قد تأخر عن وقت تحريم عينها، ويحتمل أن يكون ذكره ههنا تأكيدًا ومبالغة في شناعة ذلك، أو يكون قد حضر المجلسَ من لم يبلغه تحريم التجارة فيها قبل ذلك، فأعاد صلى الله عليه وسلم ذكرَه ذلك للإعلام لهم.
(5)
بيعًا وشراءً.
50 - بَابُ قَولِهِ: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا} [البقرة: 276]
قَالَ أَبُو عَبدِ اللهِ: يُذْهِبُهُ
(1)
.
4541 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ
(2)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى
(4)
يُحَدِّثُ، عَنْ مَسْرُوقٍ
(5)
، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَتِ الآيَاتُ الأَوَاخِرُ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(6)
فَتَلَاهُنَّ عَلَيْهِمْ فِي الْمَسْجِدِ، فَحَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ. [راجع: 459].
"بَابُ" سقط في نـ. "قَولِهِ" سقط في نـ. "قَالَ أَبُو عَبدِ اللهِ" سقطِ في نـ. "أَخْبَرَنَا" في نـ: "حَدَّثَنَا". "مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ" زاد في نـ: "غُندُرٌ". "عَنْ شُعْبَةَ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ". "عَنْ سُلَيْمَانَ" زاد في ذ: "الأَعْمِشِ". "فتلَاهُنَّ عَلَيْهِمْ" في نـ: "فَتَلَاهُنَّ".
===
(1)
قوله: (يذهبه) بالكلية من يد صاحبه، أو يحرمه بركتَه فلا ينتفع به بل يعذِّبه في الدنيا ويعاقبه عليه في الأخرى، "قسطلاني"(10/ 93).
(2)
ابن الحجاج.
(3)
ابن مهران.
(4)
مسلم بن صبيح.
(5)
ابن الأجدع.
(6)
أي: من بيته.
51 - بَابُ قَولِهِ: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
(1)
} [البقرة: 279]
فَاعْلَمُوا.
4542 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(4)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(5)
، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتِ الآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ قَرَأَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَيْهِمْ فِي الْمَسْجِدِ، وَحَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ. [راجع: 459].
"بَابُ" سقط في نـ. " {مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} " ثبت في ذ، وسقط لغيره. "فَاعْلَمُوا" زاد بعده في نـ:"قَالَ أَبُو عَبدِ اللهِ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "لَمَّا نَزَلَتْ" في نـ: "لَمَّا أُنْزِلَتْ". "عَلَيْهِمْ" ثبت في ذ.
===
(1)
قوله: ({فَأْذَنُوا}) بفتح المعجمة أمرٌ من: أَذِنَ يَأذَنُ. {بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الباء للإلصاق، أي: فاعلموا، وتنكير حرب للتعظيم، وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن استمرَّ على تعاطي الربا بعد هذا الإنذار، "قس"(10/ 94).
(2)
محمد بن جعفر.
(3)
ابن الحجاج.
(4)
ابن المعتمر، "قس"(10/ 95).
(5)
مسلم بن صبيح، "قس"(10/ 95).
52 - بَابٌ قَولِهِ: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ
(1)
وَأَنْ تَصَدَّقُوا
(2)
خَيْرٌ لَكُمْ
(3)
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280]
4543 -
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
(4)
: عَنْ سُفْيَانَ
(5)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(6)
وَالأَعْمَشِ
(7)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(8)
،
"بَابٌ" ثبت في ذ. " {وَأَنْ تَصَدَّقُوا. . .} إلخ" في نـ بدله: "الآية". "وَقَالَ" في نـ: "وَقَالَ لَنَا".
===
(1)
قوله: ({فَنَظِرَةٌ}) الفاء جواب الشرط، ونظرة خبر مبتدإ محذوف، أي: فالحكم نظرة، أو مبتدأ حُذِفَ خبره، أي: فعليكم نظرة " {إِلَى مَيْسَرَةٍ} " أي: إلى يسار، لا كما كان أهل الجاهلية يقول أحدهم لمديونه إذا حَلَّ عليه الدين: إما أن تقضي واما أن تربي. ثم أورد في الباب الحديثَ السابقَ، وأشار بإيراد الحديث الواحد في هذه التراجم إلى أن المراد بالآيات آياتُ الربا كلُّها إلى آخر آية الدَّين هذه، كذا في "القسطلاني" (10/ 95). قال في "الخير الجاري" ما حاصله: أن مطابقة أحاديث هذه الأبواب بتراجمها المشتملة على الآيات من حيث بيانُ زمانِ قراءتها ومكانها وبيان حرمة تجارة الخمر عند ذلك.
(2)
أي: بالإبراء.
(3)
أكثر ثوابًا من الإنظار، "قس"(10/ 95).
(4)
أي: مذاكرةً، "قس"(10/ 95).
(5)
الثوري، "قس"(10/ 95).
(6)
ابن المعتمر، "قس"(10/ 95).
(7)
سليمان.
(8)
مسلم.
عَنْ مَسْرُوقٍ
(1)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَتِ الآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُنَّ عَلَيْنَا، ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ. [راجع: 459].
53 - بَابٌ قَوْلِهِ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا
(2)
تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281]
4544 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سفْيَانُ
(4)
، عَنْ عَاصِمٍ
(5)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ
(6)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: آخِرُ آيَةٍ
(7)
نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم آيَةُ الرِّبَا. [تحفة: 5771].
"لَمَّا أُنْزِلَتْ" في نـ: "لَمَّا أُنْزِلَ"، وفي نـ:"لَمَّا نَزَلَتْ". "بَابٌ" ثبت في ذ. "قَولِهِ" سقط في نـ.
===
(1)
ابن الأجدع.
(2)
هو يوم القيامة أو يوم الموت، "قس"(10/ 95).
(3)
السوائي الكوفي.
(4)
الثوري.
(5)
هو ابن سليمان.
(6)
عامر بن شراحيل.
(7)
قوله: (آخر آية نزلت
…
) إلخ، وأخرج الطبري من طرق عن ابن عباس: آخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} ، فلعل المؤلف أراد أن يجمع بين قولي ابن عباس. قال العيني: يعني بالإشارة. وعن ابن جبير: أنه عاش صلى الله عليه وسلم بعدها تسع ليال، وقيل غير ذلك، ونَبَّه في "الفتح" على أن الآخرية في الربا: تأخر نزول الآيات المتعلقة به من سورة البقرة؛ وأما حكم تحريمه فسابق على ذلك بمدة طويلة، كذا في "القسطلاني"(10/ 96). ومرَّ بعض بيانه في "25 - باب موكل الربا" في "البيوع". قال الكرماني
54 - بَابٌ قَولِهِ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ
(1)
يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284]
4545
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينٌ
(4)
، عَنْ شُعْبَةَ
(5)
، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَرِ
(6)
، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ
(7)
:
"بَابٌ" سقط في نـ. " {فَيَغْفِرُ. . .} إلخ" في نـ بدله: "الآية"، وفي أخرى بدله:"إلَى قَولِه: {قَدِيرٌ} ". "حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ" في نـ: "أَخْبَرَنَا النُّفَيْلِيُّ".
===
(17/ 46 - 47): فإن قلت: تقدم في "المغازي"(برقم: 4364)، وسيجيء في آخر "سورة النساء" (برقم: 4605): أن آخر آية نزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ} ؟ قلت: هذا قول ابن عباس، وذلك قول البراء بن عازب، أو يخصَّصُ بأن المرادَ آخرُ آية نزلت في المواريث أو في أحكام البيع، انتهى.
(1)
من السوء فيها، "قس"(10/ 96).
(2)
غير منسوب، قيل: هو ابن يحيى الذهلي، وقيل: ابن إبراهيم البوشنجي، وقيل: ابن إدريس الرازي، "قس"(10/ 96).
(3)
هو عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل، "قس"(10/ 96).
(4)
ابن بكير الحراني، "قس"(10/ 96).
(5)
ابن الحجاج.
(6)
أبي خليفة البصري، قيل: اسم أبيه خاقان، وقيل: سالم، "قس"(10/ 97).
(7)
لعل هذا التوضيح من الراوي أو تذكر آخرًا بعد نسيانه، "ك"(17/ 47).
أَنَّهَا قَدْ نُسِخَتْ
(1)
: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} الآيَةَ. [طرفه: 4546، تحفة: 7450].
55 - بَابُ قَولِهِ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البقرة: 285]
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {إِصْرًا}
(2)
[البقرة: 286]: عَهْدًا. وَيُقَالُ: {غُفْرَانَكَ} [البقرة: 285]: مَغْفِرَتَكَ، فَاغْفِرْ لَنَا.
4546 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(4)
، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(5)
: أَحْسِبُهُ ابْنَ عُمَرَ -:
"بَابُ" سقط في نـ. "قَولِهِ" سقط في نـ. "إِسْحَاقُ" زاد في ذ: "ابنُ مَنْصُورٍ". "أَخْبَرَنَا رَوْحٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا رَوْحٌ". "أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ" في ذ: "أَصْحَابِ النَّبِيِّ".
===
(1)
مبنيًّا للمفعول، نسختها {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
(2)
قوله: (قال ابن عباس: {إِصْرًا}) أي: في تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} أي: "عهدًا" وهو تفسير باللازم لأن الوفاء بالعهد شديد، وأصل الإصر الشيء الثقيل، ويطلقُ على الشديد، "قسطلاني"(10/ 97).
(3)
ابن عبادة، "قس"(10/ 98).
(4)
ابن الحجاج.
(5)
الأصفر، "قس"(10/ 98).
{وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} قَالَ: نَسَخَتْهَا الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا
(1)
. [راجع: 4545].
===
(1)
قوله: (التي بعدها){لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} أي: لا يكلف الله أحدًا فوق طاقته لطفًا منه تعالى بخلقه ورأفة بهم وإحسانًا إليهم، قاله القسطلاني (10/ 98). قال الخطابي: اختلفوا في نسخ الأخبار، فذهب كثير إلى المنع، وآخرون إلى الجواز ما لم يكن كذبًا، والصحيح أنه لا يجري فيما أخبر الله عنه أنه كان؛ لأنه يؤدي إلى الكذب، وأما ما تعلق من الأخبار بالأمر والنهي فالنسخ فيه جائز، وفرق بعضهم بين ما أخبر أنه فعله وما أخبر أنه يفعله، قالوا: ما يفعله يجوز أن يعلِّقَه بشرط، وما فعله لا يدخل الشرط فيه، وعليه تأوّل ابن عمر الآية، ويجري ذلك مجرى العفو وهو كرم لا خلف، كذا ذكره "الكرماني"(17/ 47 - 48).
* * *
تمَّ بحمد الله وتوفيقه المجلد الثامن،
ويتلوه إن شاء الله تعالى المجلد التاسع وأوله:
سورة آل عمران من كتاب التفسير،
وصلَّى الله تعالى على خير خلقه
سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.