الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - سورةُ آلِ عِمْرَانَ
{تُقَاةً} [آل عمران: 28] وَتَقِيَّةٌ
(1)
وَاحِدَةٌ. {صِرٌّ} [آل عمران: 117]:
"سُورَةُ آلِ عمران" زاد بعده في ذ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "تَقِيَّةٌ وَاحِدَةٌ" في نـ: "تَقِيَّةٌ وَاحِدٌ".
===
(1)
قوله: ({تُقَاةً} وتقية) بوزن مطية. "واحدةٌ" أي: كلاهما مصدر بمعنى واحد، وبالثانية قرأ يعقوب.
قوله: " {صِرٌّ} " أي: "برد"، يريد قوله تعالى:{كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} . قوله: "شفا الركية" بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد التحتية آخره هاء، أي: البئر، والمعنى: كنتم مشرفين على الوقوع في نار جهنم لكفركم فأنقذكم الله تعالى منها بالإسلام. وقوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ "تُبَوِّئُ" الْمُؤْمِنِينَ} قال أبو عبيدة: أي: "تتخذ مُعَسْكَرًا" بفتح الكاف، وقال غير أبي عبيدة: تنزل، فيتعدّى لاثنين أحدهما بنفسه والآخر بحرف الجر وقد يحذف كهذه الآية.
قوله: "الْمُسَوَّم" بفتح الواو اسم مفعول، وكسرها اسم فاعل. ولأبي ذر:"والمسوم". "الذي له سيماء" بالمد والصرف. "بعلامة أو بصوفة أو ما كان" من العلامات.
قوله: " {رِبِّيُّونَ} " قال أبو عبيدة: "الجميع"، ولأبي ذر:"الجموع" بالواو بدل الياء. "واحدها: ربي" بكسر الراء وشدة الموحدة المكسورة، هو العالم، منسوب إلى الرَّبِّ، وكسرت راؤه تغييرًا في النسب، وقيل: لا تغيير، وهو نسبة إلى الرِّبة وهي الجماعة، وفيها لغتان: الكسر والضم. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} أي: "تستأصلونهم قتلًا".
بَرْدٌ. {شَفَا حُفْرَةٍ
(1)
} [آل عمران: 103]: مِثْلُ شَفَا الرَّكِيَّةِ، وَهُوَ حَرْفُهَا
(2)
. {تُبَوِّئُ} [آل عمران: 121]: تتَّخِذُ مُعَسْكَرًا. وَالْمُسَوَّمُ: الَّذِي لَهُ سِيمَاءٌ بِعَلَامَةٍ أَوْ بِصُوفَةٍ أَوْ مَا كَانَ. {رِبِّيُّونَ} [آل عمران: 146]: الْجَمِيِعُ، وَالْوَاحِدُ رِبِّيٌّ. {تَحُسُّونَهُمْ} [آل عمران: 152]: تَسْتَأْصِلُونَهُمْ قَتْلًا. {غُزًّى
(3)
} [آل عمران: 156]: وَاحِدُهَا غَازٍ. {سَنَكْتُبُ}
"تَتَّخِذُ مُعَسْكَرًا" زاد بعده في نـ: " {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} "[آل عمران: 14]. "وَالْمُسَوَّمُ" كذا في ذ، بزيادة الواو، وفي غيره بإسقاطه. "سِيمَاءٌ" في نـ:"سِيمِيٌّ". "أَوْ مَا كَانَ" في نـ: "أَوْ بِمَا كَانَ". "الْجَمِيعُ" في ذ: "الجموعُ".
===
قوله: "وَمُنْزَلٌ" بضم الميم وفتح الزاي، قاله القسطلاني (10/ 99 - 100). قال العيني (12/ 486): يعني أنّ " {نُزُلًا} " الذي هو المصدر يكون بمعنى "منزلًا" على صيغة المفعول من قولك: "أنزلته"، انتهى.
قوله: " {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} " قال الكرماني (17/ 48): المسومة المعلَمَة، من السومة، وهي العلامة، أو "الْمُطَهَّمة" أي: التامة الحسن، أو المرعية، مِنْ: أسأم الدابَّة وسَوَّمَها، انتهى.
قوله: " {وَحَصُورًا}: لا يأتي النساء" أي: مع ميله إلى الشهوات وكماله، ومن لم يكن له ميل لا يسمى حصورًا، كذا في "القسطلاني"(10/ 101).
(1)
أي: من النار، "قس"(10/ 99).
(2)
أي: طرفها، "خ".
(3)
قال تعالى: {أَوْ كَانُوا غُزًّى} .
[آل عمران: 181]: سَنَحْفَظُ. {نُزُلًا} [آل عمران: 198]: ثَوَابًا، وَيَجُوزُ: وَمُنْزَلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ، كَقَوْلِكَ: أَنْزَلْتُهُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} [آل عمران: 14]: الْمُطَهَّمَةُ
(1)
الْحِسَانُ.
وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: {وَحَصُورًا} [آل عمران: 39]: لَا يَأْتِي النِّسَاءَ
(2)
.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {مِنْ فَوْرِهِمْ} [آل عمران: 125]: مِنْ غَضَبِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ
(3)
.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {يُخْرِجُ الْحَيَّ} [الأنعام: 95]: النُّطْفَةُ تَخْرُجُ مَيِّتَةً وَيَخْرُجُ مِنْهَا الْحَيُّ. {الْإِبْكَارِ} [آل عمران: 41]: أَوَّلُ الْفَجْرِ، {وَالْعَشِيِّ} [آل عمران: 41]: مَيْلُ الشَّمْسِ إِلَى أَنْ أُرَاهُ تَغْرُبُ.
"وَمُنْزَلٌ" في نـ: "مُنْزَلٌ" بإسقاط الواو. "الْحِسَانُ" زاد بعده في سـ، هـ، ذ:"قَالَ سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ وَعَبدُ اللهِ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ أَبزى: الرَّاعِيةُ المُسوَّمةُ". "قَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ - إلى قولهِ: - يَوْمَ بَدْرٍ" سقط في نـ. " {يُخْرِجُ الْحَيَّ} " زاد بعده في نـ: " {مِنَ الْمَيِّتِ} ". "إلى أَنْ أُرَاهُ تَغْرُبُ" في نـ: "أُرَاهُ إلَى أَنْ تَغْرُبَ".
===
(1)
قال الأصمعي: المطَهَّم: التامّ، كل شيء منه على حِدَتِه فهو بارع الجمال، "قس"(10/ 101).
(2)
مع ميله إلى الشهوات، "قس"(10/ 101).
(3)
وقال غيره: من ساعتهم هذه، "قس"(10/ 101).
1 - بَابٌ {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} [آل عمران: 7]
وَقَالَ مُجَاهِدٌ:
(1)
الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ. {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: 41] يُصَدِّقُ
(2)
بَعْضُهُ
(3)
بَعْضًا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26]، وَكَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ:{وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [يونس: 100]، وَكَقَوْلِهِ:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17].
"بَابٌ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "تَعَالَى" سقط في نـ. "جَلَّ ذِكْرُهُ" سقط في نـ. " {زَادَهُمْ هُدًى} " زاد بعده في سـ، هـ، ذ:" {وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} ".
===
(1)
أي: هي، "قس"(10/ 101).
(2)
قوله: (يصدِّق بعضُه - إلى قوله -: {زَادَهُمْ هُدًى}) وزاد أبو ذر عن الكشميهني والمستملي: {وآتاهم تقواهم} هذا كله تفسير للمتشابه، وذلك أن المفهوم من الآية الأولى أن الفاسق وهو الضالّ يزيد ضلالته وتصدِّقه الآية الأخرى، حيث يجعل الرجس على الذي لا يعقل، وكذلك حيث يزيد للمهتدي الهداية، وأما اصطلاح الأصوليين فالمحكم هو المشترك بين النص والظاهر، والمتشابه هو المشترك بين المجمل والمؤوَّل، كذا في "الكرماني" (17/ 49) و"القسطلاني" (10/ 102). قال البغوي (1/ 278 - 279): قال مجاهد وعكرمة: المحكم ما فيه الحلال والحرام، وما سوى ذلك متشابه يشبه بعضُه بعضًا في الحق ويصدِّقُ بعضه بعضًا، كقوله تعالى:{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} ، {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} انتهى.
(3)
والظاهر أن ضمير "بعضه" راجع إلى القرآن، وقيل: إلى المتشابه، "خ".
{زَيْغٌ} [آل عمران: 7]: شَكٌّ، {ابْتِغَاءَ
(1)
الْفِتْنَةِ}: الْمُشْتَبِهَاتِ
(2)
، {وَالرَّاسِخُونَ} يَعْلَمُونَ
(3)
4547 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ
(4)
، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(5)
، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ
"الْمُشْتَبِهَاتِ" في نـ: "الْمُشَبَّهَاتِ". " {وَالرَّاسِخُونَ} " في سـ، هـ، ذ:" {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} ". " {آمَنَّا بِهِ} " زاد بعده في سـ، هـ:" {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} ".
===
(1)
مصدر مضاف لمفعوله منصوب على المفعول له أي: لأجل طلب المشتبهات، "قس"(10/ 103).
(2)
تفسير الفتنة بالمشتبهات لمجاهد، وصله عبد بن حميد، "قس"(10/ 103).
(3)
قوله: ({وَالرَّاسِخُونَ} يعلمون) هذا قول مجاهد، قال البغوي (6/ 280): اختلف العلماء في فظم هذه الآية فقال قوم: الواو في قوله: {وَالرَّاسِخُونَ} للعطف، يعني أن تأويل المتشابه يعلمه الله ويعلم الراسخون في العلم وهم مع علمهم {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} ، وذهب الأكثرون إلى أن الواو للاستئناف، وتم الكلامُ عند قوله:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} وهو قول أبي بن كعب وعائشة وعروة رضي الله عنهم، وبه قال الحسن وأكثر التابعين، واختاره الكسائي والفراء والأخفش، وقالوا: لا يعلم تأويلَ المتشابه إلا الله، انتهى.
(4)
بضم الفوقية الأولى وسكون المهملة بينهما وبالراء، "ك"(17/ 49).
(5)
عبد الله بن عبيد الله، "قس"(10/ 104).
آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ
(1)
وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ
(2)
(3)
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7] قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَإذَا رَأَيْتَ
(4)
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ
(5)
سَمَّى اللهُ
(6)
، فَاحْذَرُوهُمْ
(7)
". [أخرجه: م 2665، د 4598، ت 2994، تحفة: 17460].
2 - {وَإِنِّي أُعِيذُهَا
(8)
بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]
"{ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} " في نـ بعده: "إلَى قَولِهِ: {أُولُو الْأَلْبَابِ}. "{وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} " زاد بعده في ذ: "{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} . "فَاحْذَرُوهُمْ" في هـ، ذ:"فَاحْذَرْهُمْ"، وفي نـ:"فَاحْذَرْ بِهِمْ". " {وَإِنِّي أُعِيذُهَا} " ثبت في نـ قبله: "بَابُ قَولِهِ".
===
(1)
أي: أصل الكتاب، "قس"(10/ 104).
(2)
محتملات لا يتضح مقصودها إلا بالفحص والنظر، "بيضاوي"(1/ 149).
(3)
أي: لا يدرك المراد منه بالطلب ولا بالتأمل إلا ببيان من الشارع، "مظهري"(2/ 8).
(4)
بكسر التاء وكسر كاف "أولئك" على خطاب عائشة، وفتحهما على أنه لكل أحد، "قس"(10/ 105).
(5)
أي: في قلوبهم زيغ.
(6)
أي: الزائغين.
(7)
أيها الأمة.
(8)
أي: أجيرها، "قس"(10/ 105).
4548 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(3)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ
(4)
يُولَدُ إِلَّا وَالشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا
(5)
". ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]. [راجع: 3286، تحفة: 13276].
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "وَاقْرَءُوا" في ذ: "اقْرَءُوا".
===
(1)
المسندي.
(2)
ابن همام.
(3)
ابن راشد.
(4)
مرَّ الحديث (برقم: 3431) في "كتاب الأنبياء".
(5)
قوله: (إلا مريَمَ وابنَها) عيسى حفظهما الله تعالى ببركة دعوة أمها حيث قالت: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} ولم يكن لمريم ذرية غير عيسى عليه السلام، ونقل العيني: أن القاضي عياض أشار إلى أن جميع الأنبياء عليهم السلام يشاركون عيسى عليه السلام في ذلك، قال القرطبي: هو قول مجاهد. وقد طعن الزمخشري في معنى هذا الحديث وتَوَقَّفَ في صحته، وقال: إن صح فمعناه: [أنّ كلَّ] مولودٍ يطمع الشيطان في إغوائه إلا مريم وابنها، فإنهما كانا معصومين، وكذلك كل من كان في صفتهما لقوله تعالى:{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 40] قاله القسطلاني (10/ 106). قال صاحب "المظهري"(2/ 41 - 42): قلت: وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة حين زوّجها: "اللَّهُم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" وكذا قال لعلي، ودعاءُ النبي عليه السلام -
3 - بَابٌ قَولِهِ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ
(1)
} [آل عمران: 77]: لَا خَيْرَ
{أَلِيمٌ} [آل عمران: 77]: مُؤْلِمٌ مُوجِعٌ
(2)
مِنَ الأَلَمِ، وَهُوَ فِي مَوْضِعِ مُفْعِلٍ
(3)
.
4549 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(4)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(5)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ بِيَمِينَ صَبرٍ
(7)
لِيَقْطَعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ
(8)
، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ". فَأنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ:
"بَابٌ" سقط في نـ. " {لَا خَلَاقَ} " في نـ: " {لَا خَلَاقَ لَهُمْ} ". "لِيَقْطَعَ" كذا في هـ، وفي نـ:"لِيَقْتَطِعَ".
===
أولى بالقبول، فعلى هذا حصرُ عدم المسِّ في مريم وابنها يكون حصرًا إضافيًا بالنسبة إلى الأعم الأغلب.
(1)
لا نصيب
(2)
بكسر الجيم.
(3)
بضم الميم وكسر العين، "قس"(10/ 107).
(4)
الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(5)
سليمان.
(6)
شقيق بن سلمة.
(7)
أي: بيمين ألزم بها الشخص أو حبس عليها ليحلف أو يقر، "الخير الجاري".
(8)
أو ذمي أو معاهد أو حقًّا من حقوقهم، "قس"(10/ 108).
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ [آل عمران: 77]. [راجع: 2356].
4550 -
قَالَ: فَدَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَقَالَ: مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
؟ قُلْنَا: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فِيَّ أُنْزِلَتْ، كَانَتْ لِي بِئْرٌ فِي أَرْضِ ابْنِ عَمٍّ لِي
(2)
، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بَيِّنَتُكَ
(3)
أَوْ يَمِينُهُ"، قُلْتُ: إِذًا يَحْلِفَ
(4)
يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ
(5)
يَقْطَعُ
(6)
بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانٌ". [راجع: 2357].
4551 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ - هُوَ ابْنُ أَبِي هَاشِمٍ
(7)
- سَمِعَ هُشَيْمًا
(8)
"وَقَالَ: مَا يُحَدِّثُكُمْ" في نـ: "فَقَالَ: مَا يُحَدِّثُكُمْ". "إِذًا يَحْلِفَ" في نـ: "إِذَنْ يَحْلِفَ". "يَقْطَعُ" في هـ: "يَقْتَطِعُ". "حَدَّثَنَا عَلِيٌّ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَلِيٌّ".
===
(1)
كنية عبد الله بن مسعود، "ك"(17/ 51).
(2)
اسمه معدان، ومرَّ (برقم: 2356).
(3)
أي: أحضر بينتك، أو الواجب بينتك على أنها بئرك.
(4)
نصب بإذن، "قس"(10/ 108).
(5)
أي: على محلوف يمين صبر، خفض بالإضافة كالأولى، وسماه يمينًا مجازًا لملابسة بينهما، والمراد: ما شأنه أن يكون محلوفًا عليه وإلا فهو قبل اليمين محلوفًا عليه، "قس"(10/ 108).
(6)
في موضع الحال.
(7)
البغدادي، "قس"(10/ 109).
(8)
مصغرًا ابن بشير بضم الموحدة مصغرًا، الواسطي، "عيني" (12/ 491). [وفي "التقريب" (رقم: 7312): "ابن بشير" بوزن عظيم، وكذا في "المغني" (ص: 39)].
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى
(2)
: أَنَّ رَجُلًا
(3)
أَقَامَ
(4)
سِلْعَةً فِي السُّوقِ فَحَلَفَ بِهَا لَقَدْ أُعْطَيَ
(5)
بِهَا
(6)
مَا لَمْ يُعْطِهِ، لِيُوقِعَ فِيهَا رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
(7)
، فَنَزَلَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا
(8)
} إِلَى آخِرِ الآيَةِ [آل عمران: 77]. [راجع: 2088].
"فَحَلَفَ بِهَا" في نـ: "فَحَلَفَ فِيهَا". "أُعْطِيَ بِهَا" في نـ: "أُعْطِيَ فِيهَا". "لَمْ يُعْطِهِ" في نـ: "لَمْ يُعْطِ".
===
(1)
السكسكي، "قس"(10/ 109).
(2)
اسمه علقمة الأسلمي، له ولأبيه صحبة، وهو آخر من مات بالكوفة، وهو ممن رآه أبو حنيفة من الصحابة، "عيني"(8/ 356).
(3)
لم يسم، "قس"(10/ 109).
(4)
روَّج.
(5)
قوله: (لقد أُعطي) بضم الهمزة وفتح الطاء وكسرها مستقبلًا أو ماضيًا، كلا الفعلين على بناء المفعول، أي: طُلِبَ منّي هذا المتاع قبل هذه بأَزْيَدَ مما طلبتَه، كذا في "المجمع" (3/ 624). قال الكرماني (17/ 52): فإن قلت: الحديث السابق يدل على أن الآية نزلت في البئر، قلت: لعل الآية لم تبلغ إلى ابن أبي أوفى إلا عند إقامة السلعة، فظن أنها نزلت في ذلك، أو القضيتان وقعتا في وقت واحد فنزلت بعدهما. ومر الحديث (برقم: 2088) في "البيع".
(6)
أي: بدلها.
(7)
أي: ممن يريد الشراء.
(8)
أي: متاع الدنيا، "بيض"(1/ 166).
4552 -
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ
(2)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(4)
: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ
(5)
كَانَتَا تَخْرُزَانِ
(6)
فِي البَيْتِ أَوْ فِي الْحُجْرَةِ
(7)
، فَخَرَجَتْ إِحْدَاهُمَا
"فِي البَيْتِ أَوْ فِي الْحُجْرَةِ" في نـ: "فِي بَيْتٍ أَوْ فِي الْحِجرِ". "أَوْ فِي الْحُجْرَةِ" كذا في صـ، وفي غيره:"وَفِي الْحُجْرَةِ". "فَخَرَجَتْ" في نـ: "فَجُرِحَتْ".
===
(1)
الجهضمي.
(2)
ابن عامر الخريبي، نسبة إلى خريبة مصغرًا: محلة بالبصرة، وهو كوفي الأصل، "قس"(10/ 109).
(3)
عبد الملك.
(4)
عبد الله.
(5)
لم أقف على اسمهما، "مق" (ص: 311). [لكن قال الحافظ (8/ 213): سيأتي تسميتهما في "كتاب الأيمان والنذور"، ولم أجد تسميتهما بعد التفحص].
(6)
قوله: (تخرزان) بفتح الفوقية وسكون المعجمة وبعد الراء المكسورة زاي، من خَرَزَ الخف ونحوه يخرزه بضم الراء وكسرها، "قس"(10/ 109)، "ك"(17/ 52).
(7)
قوله: (في البيت أو في الحجرة) بضم المهملة وسكون الجيم وبالراء: الموضع المنفرد من الدار، وفي الفرع:"أو في الحجر" بكسر الحاء وسكون الجيم وإسقاط الهاء، والشك من الراوي، وأفاد الحافظ ابن حجر أن هذه رواية الأصيلي وحده، وأن رواية الأكثرين:"في بيت وفي الحجرة" بواو العطف، وصوّبها، وقال: إن سبب الخطأ في رواية الأصيلي أن في السياق حذفًا بيّنه ابنُ السكن في روايته حيث جاء فيها: "في بيت وفي
وَقَدْ أُنْفِذَ
(1)
بِإشْفًا فِي كَفِّهَا، فَادَّعَتْ عَلَى الأُخْرَى،
===
الحجرة حُدّاث" بضم الحاء وتشديد الدال وآخره مثلثة، أي: ناس يتحدثون، قال: فالواو عاطفة لكن المبتدأ محذوف. ثم قال: وحاصله أن المرأتين كانتا في البيت، وكان في الحجرة المجاورة للبيت ناس يتحدثون، فسقط المبتدأ من الرواية فصار مشكلًا، فعدل الراوي عن الواو إلى "أو" التي للترديد فرارًا من استحالة كون المرأتين في البيت وفي الحجرة معًا، انتهى. وتعقبه العيني بأن كون "أو" للشك مشهور في كلام العرب، وليس فيه مانع هنا، وبأن الواو للعطف غير مسلم لفساد المعنى، وبأنه لا دلالة هنا على حذف المبتدإ، وكون الحجرة كانت مجاورة للبيت فيه نظر؛ إذ يجوز أن تكون داخلة فيه، وحينئذ فلا استحالة في أن تكون المرأتان فيهما معًا، انتهى. فليتأمل ما في الكلامين مع ما في رواية ابن السكن، "قس" (10/ 110).
(1)
قوله: (وقد أنفذ) بضم الهمزة وسكون النون وكسر الفاء وبالذال المعجمة، والواو للحال، و"قد" للتحقيق. قوله:"بإشفًا" بكسر الهمزة وسكون المعجمة وبالفاء المُنَوَّنَة، ولأبي ذر:"بإشفَى" بترك التنوين مقصورًا: آلة الخرز للإسكاف. قوله: "فادعت على الأخرى" أنها أنفذت الإشفى "في كفها". قوله: "فرفع " بضم الراء مبنيًا للمفعول، أي: فرفع أمرهما "إلى ابن عباس". قوله: "لو يعطى الناسُ بدعواهم" أي: بمجرد إخبارهم عن لزوم حق لهم على آخرين عند حاكم. "لذهب دماء قوم وأموالهم" ولا يتمكن المدعى عليه من صون
(1)
دمه ومالِه. ووجه الملازمة في هذا القياس الشرطي أن الدعوى بمجردها إذا قُبِلَتْ فلا فرق فيها بين الدماء والأموال وغيرهما، وبطلانُ اللازم ظاهر لأنه ظلم، "قس" (10/ 110). ثم قال ابن عباس:"ذَكّروها" بكسر الكاف على صيغة الأمر، "الخير الجاري".
(1)
في الأصل: "صرف".
فَرُفِعَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لَذَهَبَ دِمَاءُ قَوْمٍ وَأَمْوَالُهُمْ". ذَكِّرُوهَا بِاللهِ
(1)
وَاقْرَءُوا عَلَيْهَا
(2)
: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ} ، فَذَكَّرُوهَا فَاعْتَرَفَتْ
(3)
، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ
(4)
". [راجع: 2514].
4 - بَابٌ {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ
(5)
تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ
(6)
بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ
(7)
إِلَّا اللَّهَ} [آل عمران: 64]
"{بِعَهْدِ اللَّهِ} " زاد بعده في نـ: " {وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} ". "فَذَكَّرُوهَا" في ذ: "فَذَكَّرَهَا". " {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} " في نـ بدله: "الآية".
===
(1)
أي: قال ابن عباس: [ذكروها بالله]، أي: خوفوا المرأة الأخرى المدّعى عليها، "قس"(10/ 110).
(2)
أي: على المدعى عليها.
(3)
بأنها أنفذت الإشفى في كف صاحبتها، "قس"(10/ 111).
(4)
قوله: (اليمين على المدعى عليه) إذا لم تكن بينة لدفع ما ادعي به عليه، وعند البيهقي (10/ 252) بإسناد جيد:"لو يعطى الناسُ بدعواهم لادّعى قوم دماءَ قوم وأموالَهم، ولكن البينة على المدّعي واليمين على من أنكر"، "قس"(10/ 111).
(5)
هم نصارى نجران أو يهود المدينة أو الفريقان لعموم اللفظ.
(6)
أي: عدل نستوي نحن وأنتم فيها، "قس"(10/ 111).
(7)
تفسير كلمة "سواء".
{سَوَاءٍ}
(1)
قَصْدًا
(2)
.
4553 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامٍ
(3)
، عَنْ مَعْمَرٍ
(4)
. حِ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(6)
قَالَ: أخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(7)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(8)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ
(9)
مِنْ فِيهِ
(10)
إِلَى
"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى". "حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ" في ذ: "أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ".
===
(1)
بالجر على الحكاية، ولأبي ذر بالنصب، أي: استوت استواء، ويجوز الرفع. قال أبو عبيدة: أي: "قصد" بالجر أو بالنصب وبالرفع كما مرَّ في "سواء"، "قسطلاني"(10/ 111).
(2)
أي: عدلًا، "خ".
(3)
ابن يوسف.
(4)
هو ابن راشد.
(5)
المسندي شيخ المؤلف.
(6)
ابن همَّام.
(7)
أي: ابن راشد.
(8)
محمد بن مسلم بن شهاب، "قس"(10/ 113).
(9)
صخر بن حرب.
(10)
قوله: (مِنْ فيه) أي: حال كونه من فيه "إلى فِيّ"، عبر بـ "فيه" موضع أُذنه إشارة إلى تمكنه من الإصغاء إليه بحيث يجيبه إذا احتاج إلى الجواب. قوله:"في المدة" هي مدة الصلح بالحديبية على وضع الحرب عشر سنين. قوله: "هرقل" كَقِمَطْرٍ: ملك الروم الملّقب بقيصر. قوله: "فدعيت" بضم الدال مبنيًا للمفعول. قوله: "فدخلنا على هرقل" الفاء فصيحةٌ أَفْصَحَتْ
فِيَّ قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ
(1)
الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ إِذْ جِيءَ بِكِتَابٍ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلَ
(2)
، قَالَ: وَكَانَ دَحْيَةُ
(3)
الْكَلْبِيُّ جَاءَ بِهِ
(4)
فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ
(5)
بُصْرَى
(6)
، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى هِرَقْلَ، قَالَ
(7)
: فَقَالَ هِرَقْلُ: هَلْ هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ
(8)
: فَدُعِيتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ، فَأُجْلِسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا مِنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: أَنَا
(9)
، فَأَجْلَسُونِي بَيْنَ يَدَيْهِ،
"بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ" في ذ: "بَيْنَ النَّبِيِّ". "قَالُوا: نَعَمْ" في نـ: "فَقَالُوا: نَعَمْ" مصحح عليه. "فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ" في نـ: "قَالَ أَبُو سُفْيَانَ".
===
عن محذوف، أي: فجاءنا رسول هرقل فطَلَبَنا فتوجَّهْنا معه حتى وصلنا إليه، فاستأذن لنا، فأذن لنا فدخلنا عليه، "قس"(10/ 114)، "ق" (ص: 988).
(1)
أي: مدة الصلح في الحديبية.
(2)
الملقب: قيصر عظيم الروم، "قس"(10/ 114).
(3)
ابن خليفة، "قس"(10/ 114).
(4)
أي: في آخر سنة ست، "قس"(10/ 114).
(5)
هو الحارث بن أبي شمر الغساني، "قس"(10/ 114).
(6)
بضم الموحدة: مدينة، "ك"(17/ 53).
(7)
أبو سفيان، "قس"(10/ 114).
(8)
أي: أبو سفيان.
(9)
قوله: (فقلت: أنا) أي: أقربهم نسبًا، واختار هرقل ذلك لأن الأقربَ أحرى بالاطِّلاع على قريبه من غيره. قوله:"فإن كذبني" بتخفيف
وَأَجْلَسُوا أَصْحَابِي
(1)
خَلْفِي، ثُمَّ دَعَا بِتُرْجُمَانِهِ
(2)
، فَقَالَ: قُلْ لَهُمْ: إِنِّي سَائِلٌ هَذَا
(3)
عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ
(4)
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَايْمُ
(5)
اللَّهِ، لَوْلَا أَنْ يُؤْثِرُوا
(6)
عَلَيَّ الْكَذِبَ لَكَذَبْتُ. ثُمَّ قَالَ لِتُرْجُمَانِهِ: سَلْهُ كَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ
(7)
؟
"فَإِنْ كَذَبَنِي" في نـ: "فَإِنْ يَكْذِبُنِي". "أَنْ يُؤْثِرُوا عَلَيَّ الْكَذِبَ" في ذ: "أَنْ يُؤْثَرَ عَلَيَّ الْكَذِبُ" وفي نـ: "أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ الْكَذِبَ".
===
المعجمة، أي: نقل إليّ الكذب. قوله: "فكذّبوه" بتشديدها مكسورة يتعدى إلى مفعول واحد والمخفف إلى مفعولين، وهذا من الغرائب، "قسطلاني"(10/ 114).
(1)
أي: القرشيين.
(2)
الذي يفسر لغة بلغة، "قس"(10/ 114).
(3)
أي: أبا سفيان.
(4)
بتشديد الذال المسكورة.
(5)
لفظ قسم.
(6)
قوله: (لو لا أن يؤثروا) بضم التحتية وكسر المثلثة بصيغة الجمع، ولأبي ذر:"أن يؤثَرَ" بفتح المثلثة مع الإفراد مبنيًا للمفعول، وفي بعضها:"أن يأثروا" أي: لو لا أن يرْوُوا وَيَحْكُوا عَنّي
(1)
الكذبَ وهو قبيح "لكذَبْتُ" عليه، "قس"(10/ 114)، "مجمع"(1/ 40) ملتقطًا.
(7)
قوله: (كيف حسبه فيكم؟) وفي "كتاب الوحي"(ح: 7): "كيف نسبه فيكم" والحسب ما يعدّه الإنسان من مفاخر آبائه، قاله الجوهري. والنسب الذي يحصل به الأولاد من جهة الآباء. قوله:"هو فينا ذو حسب"
(1)
في الأصل: "ويحكوا عليّ".
قَالَ
(1)
: قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو حَسَبٍ. قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: أَيَتَّبِعُهُ
(2)
أَشْرَافُ النَّاسِ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ. قَالَ: يَزِيدُونَ
(3)
أَوْ يَنْقُصُونَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا
(4)
بَلْ يَزِيدُونَ. قَالَ
(5)
: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سُخْطَةً
(6)
لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: تَكُونُ الْحَرْبُ
"فَهَلْ كَانَ" في نـ: "هَلْ كَانَ". "مِنْ آبَائِهِ" في سـ: "فِي آبَائِهِ". "هَلْ يَرْتَدُّ" في نـ: "فَهَلْ يَرْتَدُّ". "فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: قُلْتُ" في نـ: "فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قُلْتُ".
===
أي: رفيع، وعند البزار من حديث دحية قال:"كيف حسبه فيكم؟ قال: هو في حسب ما لا يفضل عليه أحد"، "قس" (10/ 114 - 115). قال الكرماني (17/ 54 - 55): مرَّ في أول الكتاب بلفظ النسب وههنا بلفظ الحسب، قلت: الحسب مستلزم لذلك، انتهى.
(1)
أي: أبو سفيان.
(2)
بتشديد الفوقية.
(3)
بتقدير همزة الاستفهام.
(4)
أي: لا ينقصون، "قس"(10/ 115).
(5)
أي: هرقل.
(6)
بضم السين وفتحها، والنصب مفعول لأجله، أو هو حال، وقال العيني: السخطة بالتاء إنما هي بفتح السين فقط، أي: هل يرتد أحد منهم كراهية لدينه وعدم رِضىً؟ "قسطلاني"(10/ 115).
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالًا،
(1)
يُصِيبُ مِنَّا وَنُصِيبُ مِنْهُ. قَالَ
(2)
: فَهَلْ يَغْدِرُ
(3)
؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْمُدَّةِ
(4)
لَا نَدْرِي مَا هُوَ صَانِعٌ فِيهَا
(5)
. قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَمْكَنَنِي
(6)
مِنْ كَلِمَةٍ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا
(7)
غَيْرَ هَذِهِ. قَالَ
(8)
: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ؟ قُلْتُ: لَا.
ثُمَّ قَالَ
(9)
: لِتُرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ: إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ حَسَبِهِ فِيكُمْ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو حَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي أَحْسَابِ قَوْمِهَا،
"فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قَالَ: قُلْتُ" في نـ: "فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ".
===
(1)
قوله: (بيننا وبينه سجالًا) بكسر السين وفتح الجيم، أي: نوبًا، نوبة له ونوبة لنا، كما قال:"يصيب منّا ونصيب منه"، وقد كانت المقاتلة وقعت بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم في بدر فأصاب المسلمون منهم، وفي أحُد فأصاب المشركون من المسلمين، وفي الخندق فأصيب من الطائفتين ناس قليل، "قس"(10/ 115).
(2)
أي: هرقل.
(3)
أي: هل ينقص العهد؟.
(4)
أي: مدة صلح الحديبية أو غيبته وانقطاع أخباره عنا، "قس"(10/ 115).
(5)
لم يجزم بغدره.
(6)
أي: ما وسعني.
(7)
أي: أنتقصه به، "قس"(10/ 115).
(8)
أي: هرقل.
(9)
أي: هرقل.
وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ فِي آبَائِهِ مَلِكٌ، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ قُلْتُ: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ، وَسَأَلْتُكَ عَنْ أَتْبَاعِهِ أَضُعَفَاؤُهُمْ أَمْ أَشْرَافُهُمْ، فَقُلْتَ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ
(1)
، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ
(2)
، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ
(3)
ثُمَّ يَذْهَبَ فَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ
(4)
، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ
(5)
، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ
"فِي آبَائِهِ مَلِكٌ" في نـ: "فِي آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ". "أَمْ أَشْرَافُهُمْ" في نـ: "أَوْ أَشْرَافُهُمْ". "فَقُلْتَ: بَلْ" في نـ: "قُلْتَ: بَلْ".
===
(1)
أي: اتبعوه.
(2)
قوله: (وهم أتباع الرسل) عليهم الصلاة والسلام غالبًا بخلاف أهل الاستكبار المُصِرِّينَ على الشقاق بغضًا
(1)
وحسدًا كأبي جهل، "قسطلاني"(10/ 115).
(3)
قبل أن يظهر رسالته، "قس"(10/ 116).
(4)
بعد إظهارها.
(5)
قوله: (بشاشة القلوب) أي: التي يدخل فيها، والقلوب بالجر على الإضافة، كذا في "القسطلاني" (10/ 116). قال الكرماني (17/ 58): أي: يخالط الإيمانُ انشراحَ الصدر، وأصلها اللطفُ بالإنسان عند قدومه وإظهارُ السرور برؤيته، وهو بفتح الباء، يقال: بَشّ بَشاشة، انتهى.
(1)
في الأصل: "بغيًا".
يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ
(1)
حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ فَزَعَمْتَ أَنَّكُمْ قَاتَلْتُمُوهُ فَتَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سِجَالًا، يَنَالُ مِنْكُمْ وَتَنَالُونَ مِنْهُ
(2)
، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى، ثُمَّ تَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ
(3)
، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ
(4)
، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لَا يَغْدِرُ
(5)
، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ، قُلْتُ: رَجُلٌ ائْتَمَّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ
(6)
.
"ثُمَّ تَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ" في نـ: "ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ الْعَاقِبَةُ". "لَوْ كَانَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ" في نـ: "لَوْ كَانَ قَالَ أَحَدٌ هَذَا الْقَوْلَ".
===
(1)
لا يزال في زيادة، "قس"(10/ 116).
(2)
هو معنى قوله: "يصيب منا ونصيب منه"، "قس"(10/ 116).
(3)
وهذه الجملة من قوله: "وسألتك: هل قاتلتموه" إلى هنا حذفها الراوي في "كتاب الوحي"، "قسطلاني"(10/ 116).
(4)
بكسر الدال.
(5)
أي: لا ينقص العهد.
(6)
قوله: (ائتمّ بقولٍ قيل قبله) وفي "كتاب بدء الوحي": "لقلت: رجل يأتسي" أي: يقتدي. ذكر الأجوبة على ترتيب الأسئلة، وأجاب عن كل بما يقتضيه الحال مما دل على ثبوت النبوة مما رآه في كتبهم أو استقرأه من العادة، ولم يقع في "بدء الوحي" مُرَتَّبًا، وأخّر هنا بقيةَ الأسئلة وهو العاشر إلى بعد الأجوبة، كما أشار إليه بقوله:"قال" أي: أبو سفيان: "ثم قال" أي: هرقل إلخ، "قس"(10/ 116).
قَالَ: ثُمَّ قَالَ: بمَا يَأْمُرُكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّلَةِ
(1)
وَالْعَفَافِ
(2)
، قَالَ
(3)
: إِنْ يَكُ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقًّا فَإِنَّهُ نَبِيٌّ
(4)
، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَمْ أَكُ أَظُنُّهُ مِنْكُمْ، وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ
(5)
إِلَيْهِ لأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ
(6)
، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ
(7)
عَنْ قَدَمَيْهِ، وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُهُ مَا تَحْتَ
(8)
قَدَمَيَّ
(9)
.
"بِمَا يَأمُرُكُمْ" في نـ: "بِمَ يَأمُرُكُمْ". "إِنْ يَكُ" في نـ: "إِنْ يَكُنْ". "مَا تَقُولُ" في ذ: "كَمَا تَقُولُ". "وَلَمْ أَكُ" في ذ: "وَلَمْ أَكُنْ".
===
(1)
للأرحام، "قس"(10/ 116).
(2)
هو الكف عن المحارم وخوارم المروءة، "قس"(10/ 116)، "عيني"(1/ 139).
(3)
هرقل.
(4)
قوله: (قال: إن يك ما تقول فيه حقًا فإنه نبي)، وفي "دلائل النبوة" لأبي نُعيم بسند ضعيف: أن هرقل أخرج لهم سَفَطًا من ذهب عليه قفل من ذهب، فأخرج منه حريرة مطوية فيها صورٌ فعرضها عليهم إلى أن كان آخرها صورة محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فقلنا جميعًا: هذه صورة محمد، فذكر لهم أنها صور الأنبياء وأنه خاتمهم صلى الله عليه وسلم، "قسطلاني"(10/ 116).
(5)
أي: أَصِلُ.
(6)
وفي "بدء الوحي": "لَتَجَشَّمْتُ لقاءه" بالجيم وشين معجمة، أي: لتكلَّفتُ الوصولَ إليه، "قس"(10/ 116).
(7)
قاله مبالغة في خدمته.
(8)
أي: تحت أرض بيت المقدس أو أرض ملكه.
(9)
بالتثنية.
قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيهِ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلَامِ
(1)
، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ
(2)
يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ
(3)
، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ
(4)
، وَ {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} إِلَى قَوْلِهِ:{اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].
فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ ارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ عِنْدَهُ، وَكَثُرَ اللَّغَطُ
(5)
(6)
، وَأُمِرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا، قَالَ: فَقُلْتُ لأَصْحَابِي حِينَ خَرَجْنَا:
"فَإِنْ تَوَلَّيْتَ" في نـ: "وَإِنْ تَوَلَّيْتَ". "وَاشْهَدُوا" في نـ: " {اشْهَدُوا} " بإسقاط الواو. "حِينَ خَرَجْنَا" في نـ: "حِينَ أُخْرِجْنَا".
===
(1)
بكسر الدال يريد دعوة الإسلام، "ك"(1/ 61)، أي: بالكلمة الداعية إلى الإسلام، وهي كلمة شهادة التوحيد، "قس"(10/ 117).
(2)
توكيد.
(3)
قوله: (مرتين) لكونه مؤمنًا بنبيه ثم آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، أو أنّ إسلامه سببُ إسلام أتباعه، "قس"(10/ 117).
(4)
قوله: (فإنّ عليك إثم) مع إثمك "الأَرِيسيِّين" بهمزة وتشديد التحتية بعد السين، أي: الزارعين، نبه بهم على جميع الرعايا، وقيل: الأريسيّين ينسبون إلى عبد الله بن أريس: رجل كان يعظمه النصارى، ابتدع في دينه أشياء مخالفة لدين عيسى عليه السلام، "قسطلاني"(10/ 117).
(5)
بفتح الغين وسكونها: الأصوات المختلفة، "مجمع"(4/ 505).
(6)
من عظماء الروم، ولعله بسبب ما فهموه من ميل هرقل إلى التصديق، "قس"(10/ 117).
لَقَدْ أَمِرَ
(1)
أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، إِنَّهُ
(2)
لَيَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ
(3)
، فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الإِسْلَامَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَدَعَا هِرَقْلُ عُظَمَاءَ الرُّومِ فَجَمَعَهُمْ فِي دَارٍ لَهُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ، هَلْ لَكُمْ
(4)
فِي الْفَلَاحِ وَالرُّشْدِ آخِرَ الأَبَدِ
(5)
،
===
(1)
قوله: (لقد أمر) بوزن عَلِمَ، أي: عَظُمَ. "أمرُ ابن أبي كبشة" بسكون الميم، أي: شأن ابن أبي كبشة بفتح الكاف وسكون الموحدة كناية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو كبشة رجلًا من خزاعة، خالف قريشًا في عبادة الأوثان، وَعَبَدَ الشِّعْرى فشبهوه به في مخالفة دين آبائه، وقيل: إنه كان جد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمه، أو هو كنية أبي النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع: الحارث بن عبد العزى، "قس"(10/ 117 - 118)، "ك"(17/ 56 و 1/ 64)، "ق" (ص: 558) ملتقطًا.
(2)
بكسر الهمزة لأنه كلام مستأنف، ويجوز فتحها على أنه مفعول له، "ع"(1/ 150).
(3)
قوله: (ملك بني الأصفر) يعني الرومَ، لأن أباهم الأولَ كان أصفر اللون، وهو الروم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم. وقيل: إن حبشيًا غلب بلادهم في وقت فوطئ نساءَهم فولدت كذلك. وقيل: نسبوا إلى الأصفر بن روم بن عيص، "مجمع" (3/ 333). قال عياض: وهو الأشبه، "عيني" (1/ 132). ومرَّ الحديث في أول الكتاب (برقم: 7) وأيضًا (برقم: 2941) في "الجهاد".
(4)
أي: رغبة، "قس"(10/ 118).
(5)
أي: الزمان، "قس"(10/ 118).
وَأَنْ يَثْبُتَ لَكُمْ مُلْكُكُمْ؟ قَالَ: فَحَاصُوا
(1)
حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَى الأَبْوَابِ، فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ، فَقَالَ: عَلَيَّ بهِمْ
(2)
، فَدَعَا بِهِمْ، فَقَالَ
(3)
: إِنِّي إِنَّمَا اخْتَبَرْتُ شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ
(4)
، فَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكُمُ الَّذِي أَحْبَبْتُ. فَسَجَدُوا لَهُ
(5)
وَرَضُوا عَنْهُ. [راجع: 7].
5 - بَابٌ
(6)
قَولِهِ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ
(7)
} إِلَى {بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران: 92]
"بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "إلَى {بِهِ عَلِيمٌ} " في نـ:"الآية".
===
(1)
بالمهملتين أي: نفروا نفرتها، "قس"(10/ 118)، "ك"(17/ 56).
(2)
أي: أحضروهم لي، "قس"(10/ 118).
(3)
هذا ظهر منه ما ينافي إسلامه، ولذا لا يحكم بإسلامه بخلاف إيمان ورقة فإنه لم يظهر منه ما ينافيه، "عيني"(1/ 156).
(4)
بمقالتي هذه، "قس"(10/ 118).
(5)
إذ كانت عادتهم ذلك لملوكهم.
(6)
بالتنوين.
(7)
قوله: ({حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}) أي: لن تدركوا كمالَ البر أو ثوابَ الله أو الجنةَ، أو لم تكونوا أبرارًا حتى يكونَ الإنفاق من محبوب أموالكم، أو ما يعمه وغيرَه كبذل الجاهِ في معاونة الناس والبدن في طاعة الله. وكلمة "من" في قوله:" {مِمَّا تُحِبُّونَ} " تبعيضية تدل عليه قراءة عبد الله: "بعض ما تحبون"، ويحتمل أن يكون تفسيرًا معنىً لا قراءةً، "قس"(10/ 118).
4554 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ
(2)
، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
(3)
: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ
(4)
أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ نَخْلًا، وَكَانَ أَحَبُّ
(5)
أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءُ
(6)
، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ
(7)
، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَامَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ
(8)
وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا
(9)
عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ
===
(1)
ابن أبي أويس.
(2)
الإمام، "قس"(10/ 119).
(3)
الأنصاري المدني.
(4)
قوله: (كان أبو طلحة) اسمه زيدُ بنُ سهل، زوجُ أم أنس. و"بيرحاء" أشهر الوجوه فيه فتح الموحدة وسكون التحتية وفتح الراء وإهمال الحاء مقصورًا، وهو بستان بالمدينة. قوله:"بخ" بفتح الموحدة وإسكان المعجمة: كلمة يقال عند المدح والرضا بالشيء، وَتُكَرَّرُ للمبالغة، "ك"(17/ 57).
(5)
خبر كان.
(6)
ممدودًا ومكسورًا، "قس"(10/ 119).
(7)
أي: النبوي.
(8)
خبر إن، "قس"(10/ 119).
(9)
بضم الذال المعجمة، أي: أقدمها فأدّخرها لأجدها عند الله، "قس"(10/ 119).
حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَخْ
(1)
، ذَلِكَ مَالٌ رَايِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَايِحٌ
(2)
، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ"، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ
(3)
يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَفِي بَنِي عَمِّهِ
(4)
. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ
(5)
وَرَوْحُ
(6)
بْنُ عُبَادَةَ: "ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ". حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
(7)
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في ذ: "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "وَإِنِّي أَرَى" في نـ: "وَإِنِّي أَرَاكَ". "وَفِي بَنِي عَمِّهِ" كذا في ذ، وفي غيره:"وَبَنِي عَمِّهِ". "حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى" في ذ: "حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى" وفي نـ: "وَقَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ: رَايحٌ".
===
(1)
كهل وبل غير مكررة هنا، "قس"(10/ 119)، كلمة تقال عند المدح.
(2)
بالتحتية من الرواح، أي: من شأنه الذهابُ والفواتُ، فإذا ذهب في الخير فهو أولى، وكررها للمبالغة، "قس"(10/ 119 - 120).
(3)
ما قلت، "قس"(10/ 120).
(4)
من عطف الخاص على العام، "قس"(10/ 120).
(5)
قوله: (قال عبد الله بن يوسف) التِّنِّيسي، "وروح بن عبادة" بن العلاء القيسي، أبو محمد البصري، مما وصله أحمد في روايتهما عن مالك:"ذلك مال رابح" بالموحدة، أي: يرْبَحُ صاحبَه في الآخرة، "قس"(10/ 120).
(6)
بفتح الراء.
(7)
النيسابوري.
قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ: "مَالٌ رَايِحٌ"
(1)
. [راجع: 1461].
4555 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي
(2)
، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: فَجَعَلَهَا
(3)
لِحَسَّانٍ
(4)
وَأُبِيٍّ
(5)
، وَأَنَا أَقْرَبُ إِلَيْهِ
(6)
، وَلَمْ يَجْعَلْ لِي مِنْهَا شَيْئًا. [راجع: 1461، تحفة: 510].
"قَالَ: قَرَأْتُ" في نـ: "قَرَأْتُ". "مَالٌ رَايِحٌ" في نـ: "رَايِحٌ". "فَجَعَلَهَا" في نـ: "فَجَعَلْتُهَا".
===
(1)
قوله: (قرأتُ على مالك: رايح) بالتحتية بدل الموحدة اسم فاعل من الرواح نقيض الغدو، "قس" (10/ 120). ومرَّ الحديث (برقم: 1461) في "الزكاة".
(2)
هو عبد الله بن المثنى، "قس"(10/ 120).
(3)
أي: بيرحاء، "قس"(10/ 120).
(4)
ابن ثابت.
(5)
ابن كعب، "قس"(10/ 120).
(6)
قوله: (وأنا أقرب إليه) أي: منهما، "ولم يجعل لي منها شيئًا" وهذا طرف من حديث ساقه بتمامه من هذا الوجه في "الوقف"، وسقط هذا لأبي ذر، كذا في "القسطلاني" (10/ 120). ومرَّ الحديث (في ك: 55، ب: 10)، لكن قال في "الوقف":"وكانا أقربَ إليه مني" عكس ما هنا، لعل قوله ههنا من حيث إنه كان داخلًا في عيال أبي طلحة لأن أبا طلحة نكح أم أنس فكان أنس ربيبًا له، فمن هذه الحيثية كان أقرب منهما إليه، وأما من حيث القرابةُ فكانا أقرب إليه من أنس، كما مرَّ (في ك: 55، ب: 10) مع بيان نسبهم الأربعة، والله أعلم.
6 - بَابُ قَولِهِ: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 93]
4556 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ
(2)
، عَنْ نَافِعٍ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا
(4)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ
(5)
مِنْهُمْ وَامْرَأَةٍ
(6)
زَنَيَا
(7)
، فَقَالَ لَهُمْ: "كَيْفَ تَفْعَلُونَ بِمَنْ زَنَى مِنْكُمْ
(8)
؟ ". قَالُوا: نُحَمِّمُهُمَا
(9)
وَنَضْرِبُهُمَا. فَقَالَ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"قَولِهِ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ". "زَنَيَا" في نـ: "قَدْ زَنَيَا". "كَيْفَ تَفْعَلُونَ" في هـ، ذ:"كَيْفَ تَعْمَلُونَ". "زَنَى مِنْكُمْ" في نـ: "زَنَى فِيكُمْ".
===
(1)
اسمه أنس بن عياض الليثي، "قس"(10/ 121)، "ك"(17/ 58).
(2)
الإمام في المغازي.
(3)
مولى ابن عمر.
(4)
في ذي القعدة من السنة الرابعة، "قس"(10/ 121).
(5)
لم يسم، "قس"(10/ 121).
(6)
اسمها بسرة، "قس"(10/ 121).
(7)
وكانا من أهل العهد، "قس"(10/ 121).
(8)
إنما سألهم صلى الله عليه وسلم ليلزمهم، "قس"(10/ 122).
(9)
قوله: (نُحَمّمُهما) بضم النون وفتح المهملة وكسر الميم الأولى مشددة من التحميم يعني نسوِّد وجوههما بالحمم، وهو الفحم، "قس"(10/ 122).
"لَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ الرَّجْمَ
(1)
؟ ". فَقَالُوا: لَا نَجِدُ فِيهَا شَيْئًا، فَقَالَ: لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: كَذَبْتُمْ {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ، فَوَضَعَ مِدْرَاسُهَا
(2)
الَّذِي يُدَرِّسُهَا مِنْهُمْ كَفَّهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَطَفِقَ يَقْرَأُ مَا دُونَ يَدِهِ
(3)
وَمَا وَرَاءَهَا، وَلَا يَقْرأُ آيَةَ الرَّجْمِ، فَنَزَعَ يَدَهُ عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ فَلَمَّا رَأَوْا
(4)
ذَلِكَ قَالُوا: هِيَ آيَةُ الرَّجْمِ. فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا قَرِيبٌ مِنْ حَيْثُ مَوْضِعُ
(5)
الْجَنَائِزِ
"لَا تَجِدُونَ" في نـ: "أَلَا تَجِدُونَ". "مِدْرَاسُهَا" في سـ، حـ، ذ:"مُدَارِسُهَا". "فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا" في هـ، ذ:"فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ". "قَرِيبٌ" في نـ: "قَرِيبًا".
===
(1)
على من زنى إذا أحصن، "قس"(10/ 122).
(2)
قوله: (فوضع مدراسُها) عبد الله بن صوريا، بكسر الميم مفعال، من أبنية المبالغة، أي: صاحب دراسة كتبهم، وكان أعلم من بقي من الأحبار بالتوراة، وزعم السهيلي أنه أسلم. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"مُدارسها" بضم الميم على وزن المفاعل من المدارسة، قال في "الفتح": والأول أوجه. قوله: "الذي يدرِّسها" بضم التحتية وفتح المهملة وتشديد الراء مكسورة، وفي نسخة "يدرُسُها" بفتح أوله وسكون الدال وضم الراء مخففة، "قس"(10/ 122).
(3)
أي: قبلها، "قس"(10/ 122).
(4)
أي: اليهود.
(5)
برفع "موضع" في الفرع كأصله، لأن "حيث" لا تضاف إلى ما بعدها إلا أن يكون جملة، "قس"(10/ 122).
عِنْدَ الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ صَاحِبَهَا
(1)
يَحْنِي
(2)
عَلَيْهَا يَقِيهَا الْحِجَارَةَ. [راجع: 1329].
7 - بَابُ قَولِهِ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]
4557 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
(3)
، عَنْ سُفْيَانَ
(4)
، عَنْ مَيْسَرَةَ
(5)
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
(6)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ
(7)
لِلنَّاسِ، يَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلَاسِلِ
(8)
فِي أَعْنَاقِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الإِسْلَامِ. [راجع: 3010، أخرجه: س في الكبرى 11071 تحفة: 13435].
"يِحْنِي" كذا في هـ، ذ، وفي غيرهما:"يَجْنَأُ"، وفي نـ:"يُجْنِئُ". "قَولِهِ" سقط في نـ.
===
(1)
هو الزاني.
(2)
قوله: (يحني) بالمهملة، قال القسطلاني:"يجنأ" بفتح أوله وسكون الجيم وبعد النون المفتوحة همزة مضمومة، أي: أَكَبَّ. ولأبي ذر عن الكشميهني "يحني" بفتح حرف المضارعة وسكون المهملة وكسر النون بعدها تحتية، أي: يميل وينعطف "عليها" حال كونه "يقيها الحجارةَ"، "قس"(10/ 112، 123).
(3)
البيكندي.
(4)
الثوري.
(5)
ابن عمار الأشجعي.
(6)
سلمان الأشجعي.
(7)
أي: خير بعض الناس لبعضهم أي: أنفعهم لهم، وإنما كان كذلك لأنهم "يأتون بهم. . ." إلخ، كذا في "قس"(10/ 124).
(8)
قوله: (خير الناس للناس، يأتون بهم في السلاسل
…
) إلخ،
8 - بَابُ قَولِهِ: {إِذْ
(1)
هَمَّتْ
(2)
طَائِفَتَانِ
(3)
مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا
(4)
} [آل عمران: 122]
4558 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(6)
قَالَ:
"قَولِهِ" سقط في نـ.
===
أي: ينفعون للناس حيث يخرجون الكفار من الكفر ويجعلونهم مؤمنين بالله العظيم وبرسوله صلى الله عليه وسلم. روى عبد بن حميد عن ابن عباس: هم الذين هاجروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كذا في "العيني"(12/ 500)، وهو بيان للخير. وأما الأمّة فموصوفة بما مر، هذا ما قاله في "الخير الجاري". قال الكرماني (17/ 59 - 60): وإنما كان خير الأمة لأنه بسببه صار مسلمًا وحصل له جميع السعادات الدنيوية والأخروية، انتهى.
(1)
عامل الظرف اذكر، "قس"(10/ 124).
(2)
متعلق بقوله: {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 121] أو بدل من {وَإِذْ غَدَوْتَ} [آل عمران: 121]، "بيضاوي"(1/ 178).
(3)
قوله: ({إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ}) بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس، وكانا جناحي العسكر، كذا في "البيضاوي"(1/ 178). قال القسطلاني (10/ 124، 125): والهمُّ العزم، أو هو دونه، وذلك أن أول ما يمرّ بقلب الإنسان يسمى خاطرًا، فإذا قوي سمي حديث نفس، فإذا قوي سمي همًّا، فإذا قوي سمي عزمًا، ثم بعده إما قول أو فعل. قوله:" {أَنْ تَفْشَلَا} " أي: أن تَجْبُنا وتتخلَّفا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتذهبا مع عبد الله بن أبيّ، وكان ذلك في غزوة أحد، انتهى كلام القسطلاني.
(4)
أن تجبنا وتضعفا.
(5)
المديني.
(6)
ابن عيينة.
قَالَ عَمْرٌو
(1)
: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: فِينَا نَزَلَتْ: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا
(2)
}، قَالَ
(3)
: نَحْنُ الطَّائِفَتَانِ بَنُو حَارِثَةَ
(4)
وَبَنُو سَلِمَةَ
(5)
، وَمَا نُحِبُّ - وَقَالَ سُفْيَانُ
(6)
مَرَّةً: وَمَا يَسُرُّنِي
(7)
- أَنَّهَا
(8)
لَمْ تُنْزَلْ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ
(9)
: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} . [راجع: 4051].
===
(1)
ابن دينار.
(2)
قوله: ({وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}) أي: عاصمهما عن اتباع تلك الخطرة التي ليست عزيمة بل حديثَ نفس، ويجوز أن تكون عزيمة كما قال ابن عباس، ويكون قوله:" {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} " جملة حالية مقررة للتوبيخ والاستبعاد، أي: لِمَ وُجِدَ
(1)
منهما الفشلُ والجبنُ وتلك العزيمة والحال أن الله سبحانه تعالى بجلاله وعظمته هو الناصر لهما فما لهما يَفْشَلان؟!، من "القسطلاني"(10/ 125).
(3)
أي: جابر.
(4)
وهم الأوس.
(5)
بكسر اللام وهم الخزرج، "قس"(10/ 125).
(6)
ابن عيينة.
(7)
بدل "وما نحب".
(8)
الآية.
(9)
قوله: (لقول الله) تعالى: " {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} " ومفهومه أن نزولها مسرة لهم لما حصل لهم من الشرف وتثبيتِ الولاية، وإن كان أولُ الآية يدل على ضعفهم وجبنهم، ومرَّ الحديث (برقم: 4051).
(1)
في الأصل: "لم يوجد".
9 - بَابُ قَولِهِ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128]
4559 -
حَدَّثَنَا حِبَّانُ
(1)
بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(3)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا
(5)
"، بَعْدَ مَا يَقُولُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]. رَوَاهُ
(6)
إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ
(7)
. . . . . . . . . . . . . . .
"قَولِهِ" سقط في نـ. " {مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} زاد بعده في نـ "الآية". "إلى قوله: " {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} " في نـ بدله: " {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} ".
===
(1)
بكسر المهملة وشدة الموحدة.
(2)
ابن المبارك، "قس"(10/ 126).
(3)
ابن راشد.
(4)
عبد الله بن عمر، "قس"(10/ 126).
(5)
هم صفوان بن أمية، وسهيلُ بنُ عمير، والحارثُ بنُ هشام، كما في حديث مرسل أورده المؤلف في "غزوة أحد"، أي:(برقم: 4069)، ووصله أحمد (2/ 93) والترمذي (ح: 3004) وزاد في آخره: "فتيب عليهم كلِّهم"، كذا في "القسطلاني"(10/ 126).
(6)
أي: الحديث المذكور بالإسناد السابق، "قس"(10/ 126).
(7)
الحراني.
عَنِ الزُّهْرِيِّ
(1)
. [راجع: 4069].
4560 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعْدٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ
(4)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمْنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ أَوْ يَدْعُوَ لأَحَدٍ
(5)
قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَرُبَّمَا قَالَ: إِذْ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ
(6)
بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ
(7)
عَلَى مُضَرَ وَاجْعَلْهَا سِنِينَ
(8)
كَسِنِي يُوسُفَ
(9)
".
"إِذْ قَالَ" في نـ: "إِذَا قَالَ" مصحح عليه. "وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ" زاد بعده في نـ: "وَالمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ".
===
(1)
هذا وصله الطبراني في "معجمه الكبير"(12/ 280، رقم: 13113)، "قس"(10/ 126).
(2)
المنقري البصري، "قس"(10/ 127).
(3)
ابن إبراهيم، "قس"(10/ 127).
(4)
الزهري.
(5)
أي: في الصلاة، "قس"(10/ 127).
(6)
هو أخو خالد.
(7)
أي: بأسك.
(8)
أي: أعوامًا مجدبة.
(9)
قوله: (كسني يوسف) أي: المذكورة في قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ} [يوسف: 48]، ومرَّ (برقم: 1006)، وسيأتي (برقم: 4598).
يَجْهَرُ بِذَلِكَ، وَكَانَ يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ
(1)
: "اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا" لأَحْيَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ
(2)
، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ:
===
(1)
فيه إشارة إلى أنه كان لا يداوم على ذلك، "قس"(10/ 127).
(2)
قوله: (لأحياء من العرب) أي: قبائل منهم، سماهم في رواية يونس عن الزهري عند مسلم: رعلًا وذكوان وعُصَيَّة. قوله: "حتى أنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية" واستشكل بأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد، ونزول {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} في قصة أحد، فكيف يتأخر السبب عن النزول؟ وأجاب في "الفتح" بأن قوله: حتى أنزل الله، منقطع من رواية الزهري عمن بلغه، كما بين ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة فقال هنا: قال - يعني الزهري -: ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت، وهذا البلاغ لا يصح، وقصة رعل وذكوان أجنبية عن قصة أحد، فيحتمل أن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الآية عن سببها قليلًا.
وقد ورد في سبب نزول الآية شيء آخر غير مناف لما سبق في قصة أحد، فعند مسلم [ح: 1791] من حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كُسِرَتْ رباعيتُه يوم أحد، وَشُجَّ وجهُه حتى سال الدمُ على وجهه فقال:"كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم" وهو يدعوهم إلى ربهم، فأنزل
(1)
الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} ، وأورده المؤلف في "المغازي" (ك: 64، ب: 21، في غزوة أحد) معلقًا بنحوه. والجمع بينه وبين حديث ابن عمر المسوق في أول هذا الباب: أنه صلى الله عليه وسلم دعا على المذكورين بعد ذلك في صلاته فأنزل الله الآية في الأمرين جميعًا فيما وقع من كسر الرباعية وشج الوجه وفيما نشأ عن ذلك من الدعاء عليهم، وذلك كله في أحد، فعاتبه الله تعالى على تعجيله في القول برفع الفلاح عنهم، "قس"(10/ 128 - 129).
(1)
في الأصل: "قال".
{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآيَةَ
(1)
[آل عمران: 153]. [راجع: 797، تحفة: 13109، 15133].
10 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} [آل عمران: 153]
وَهُوَ تَأْنِيثُ آخِرِكُمْ
(2)
.
وَقَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ: {إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ
(3)
} فَتْحًا أَوْ شَهَادَةً
(4)
.
===
(1)
مرَّ بيان الآية في (ك: 64، ب: 21) في "غزوة أحد".
(2)
قوله: (وهو تأنيث آخركم) بكسر الخاء المعجمة، قال في "الفتح" (8/ 227) و"العمدة" (12/ 504) و"التنقيح" (2/ 906 - 907): فيه نظر؛ لأن أخرى تأنيث آخر بفتح الخاء لا كسرها، وتعقّبه في "المصابيح" فقال: نظر البخاري أدقّ من هذا، وذلك أنه لو جعل لأخرى هنا تأنيثًا لآخر بفتح الخاء لم يكن فيه دلالة على التأخر الوجودي، وذلك لأنه
(1)
أميتت دلالته على هذا المعنى بحسب العرف، وصار إنما يدل على الوصف بالمغايرة
(2)
فقط، تقول: مررتُ برجل حسن ورجل آخر، أي: مغاير للأول، وليس المراد تأخره في الوجود عن السابق، والمراد في الآية الدلالة على التأخر فلذلك قال:"تأنيث آخركم" بكسر الخاء لتصير أخرى دالة على التأخر، واستعماله في هذا المعنى موجود في كلامهم بل هو الأصل، "قس"(10/ 128).
(3)
يريد قوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52].
(4)
ومحل ذكر هذا في "سورة براءة" على ما لا يخفى، واحتمال وقوع إحدى الحسنيين وهي الشهادة [التي] وقعت في أحد استبعده في "العمدة"، "قس"(10/ 129).
(1)
في الأصل: "لأنهم".
(2)
كذا في الأصل، وفي "قس": على الوجهين بالمغايرة.
4561 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الرَّجَّالَةِ
(3)
يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، فَأَقبَلُوا
(4)
مُنْهَزمِينَ
(5)
، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(6)
غَيْرُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا. [راجع: 3039].
11 - بَابُ قَوْلِهِ: {أَمَنَةً نُعَاسًا
(7)
} [آل عمران: 154]
"فَأَقْبَلُوا" في نـ: "وَأَقْبَلُوا". "فَذَاكَ" في نـ: "فَذَلِكَ". "غَيْرُ اثْنَا عَشَرَ" في نـ: "غَيْرُ اثْنَي عَشَرَ".
===
(1)
هو ابن معاوية.
(2)
عمرو بن عبد الله السبيعي.
(3)
بتشديد الجيم، خلاف الفارس، وكانوا خمسين رجلًا رماة، "قس"(10/ 129).
(4)
أي: إلى المدينة.
(5)
وصاروا ثلاث فرق، كما مرَّ (برقم: 4067).
(6)
من الصحابة، "قس"(10/ 129).
(7)
قوله: ({أَمَنَةً نُعَاسًا}) يريد قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} أي: أنزل الله عليكم الأمنَ حتى أخذكم النعاس. والأَمَنَة: الأمن، نصب على المفعول، ونعاسًا بدل منها، أو هو المفعول وأمنة حال منه متقدمة عليه، أو مفعول له، أو حال من المخاطبين بمعنى ذوي أمنة، أو على أنه جمع آمن كبارٍّ وَبَرَرَةٍ، وقرئ "أمنة" بسكون الميم، كأنها المرة من الأمن، كذا في "البيضاوي"(1/ 185).
4562 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَعْقُوبَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
(3)
، عَنْ قَتَادَةَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ
(5)
: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ
(6)
قَالَ: غَشِيَنَا النُّعَاسُ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّنَا يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: فَجَعَلَ سَيْفِي يَسْقُطُ مِنْ يَدِي وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ. [راجع: 4068].
12 - بَابُ قَوْلِهِ: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ
(7)
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172]
{الْقَرْحُ
(8)
}: الْجِرَاحُ
(9)
، {اسْتَجَابُوا
(10)
}: أَجَابُوا، {يَسْتَجِيبُ} [الشورى: 26]: يُجِيبُ.
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "قَولِهِ" سقط في نـ. " {أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} " بعده في نـ: "الآية" وسقط ما بعدها.
===
(1)
البغدادي.
(2)
المروزي المعلم، "قس"(10/ 130).
(3)
ابن عبد الرحمن التيمي النحوي، "قس"(10/ 130).
(4)
ابن دعامة، "قس"(10/ 130).
(5)
هو ابن مالك.
(6)
هو زيد بن سهل الأنصاري.
(7)
أي: يوم أحد.
(8)
بفتح القاف، "قس"(10/ 131).
(9)
جمع جراحة بالكسر فيهما، "قس"(10/ 131).
(10)
قوله: ({اسْتَجَابُوا}) أي: "أجابوا"، تقول العرب: استجبتك أي: أجبتك، و" {وَيَسْتَجِيبُ} " أي:"يجيب"، وهذا وإن كان في "سورة
13 - بَابٌ: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الآيَةَ [آل عمران: 173]
4563
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ - أُرَاهُ
(1)
قَالَ -: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
(2)
، عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(3)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا: {إِنَّ النَّاسَ
(5)
. . . . . .
"بَابٌ" ثبت في ذ. " {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الآية" في نـ: "قَولُهُ: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} الآية"، وفي نـ:" {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ".
===
الشورى" فأورده هنا استشهادًا لسابقه، ولم يذكر المؤلف هنا حديثًا ولعله بَيَّضَ له، واللائق بالسياق هنا حديث عائشة عند المؤلف في "المغازي" (برقم: 4077): "{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} إلى آخر الآية، قالت لعروة: يا ابن أختي! كان أبواك منهم: الزبير وأبو بكر"، "قس" (10/ 131).
(1)
بضم الهمزة أي: أظنه، والظان المؤلف، وفي كون مثل هذه الرواية حجة خلاف، "ك"(17/ 62).
(2)
هو شعبة بن عياش، "قس"(10/ 132).
(3)
عثمان بن عاصم.
(4)
مسلم بن صبيح مصغرًا، "قس"(10/ 132).
(5)
قوله: ({إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}) يعني أبا سفيان وأصحابه، روي أنه نادى عند انصرافه من أحد: يا محمد، موعدنا موسم بدر لقابل إن شئتَ، فقال صلى الله عليه وسلم:"إن شاء الله تعالى". فلما كان القابل خرج في
قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
(1)
فَاخْشَوْهُمْ
(2)
فَزَادَهُمْ
(3)
إِيمَانًا
(4)
وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]. [طرفه: 4564، أخرجه: س في الكبرى 11081، تحفة: 6456].
4564 -
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ
(6)
، عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(7)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(8)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ آخِرَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. [راجع: 4563].
===
أهل مكة حتى نزل مَرّ الظهران فأنزل الله الرعب في قلبه، وبَدا له أن يرجع، فمرَّ به ركب من عبد قيس يريدون المدينة للميرة، فشرط لهم حملَ بعير من زبيب إن ثَبَّطوا المسلمين، وقيل: لقي نعيم بن مسعود وقد قدم معتمرًا فسأله ذلك والتزم له عشرًا من الإبل، فخرج نعيم فوجد المسلمين يتجهزون فقال لهم: أتوكم في دياركم فلم يفلت منكم أحد إلا شريد، أفتريدون أن تخرجوا وقد جمعوا لكم ففتروا، فقال صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لأخرجن ولو لم يخرج معي أحد"، فخرج في سبعين راكبًا هم يقولون: حسبنا الله، أي: محسبنا وكافينا، "بيضاوي"(1/ 190).
(1)
يقصدون غزوكم، "قس"(10/ 132).
(2)
ولا تخرجوا إليهم، "قس"(10/ 132).
(3)
المقول.
(4)
فلم يلتفتوا إليه بل ثبت به يقينهم بالله، "قس"(10/ 132).
(5)
أبو غسان النهدي، "قس"(10/ 133).
(6)
ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، "قس"(10/ 133).
(7)
بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين، "قس"(10/ 133).
(8)
مسلم.
14 - بَابُ قَولِهِ: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} الآيَةَ [آل عمران: 180]
{سَيُطَوَّقُونَ
(1)
} كَقَوْلِكَ: طَوَّقْتُهُ بِطَوْقٍ.
4565 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ
(2)
، سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمنِ - وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ
(5)
لَهُ مَالُهُ شُجَاعًا
(6)
أَقْرَعَ
(7)
، لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ
"قَولِهِ" سقط في نـ. " {وَلَا تَحْسَبَنَّ} " في نـ: " {وَلَا يَحْسَبَنَّ} " وسقطت الواو في نـ. " {مِنْ فَضْلِهِ} " زاد في نـ: " {هُوَ خَيْرًا لَهُمْ} ". " {سَيُطَوَّقُونَ} " في نـ: " {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ} ". "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ". "وَهُوَ" في نـ: "هُوَ".
===
(1)
أي: سيصير عذاب بخلهم لازمًا كالطوق في أعناقهم، روي أنه حية تنهشه من فرقه إلى قدمه وتنقر رأسه، "قس"(10/ 133).
(2)
المروزي، "قس"(10/ 134).
(3)
هاشم بن القاسم.
(4)
ذكوان السمان، "قس"(10/ 134).
(5)
بضم الميم أي: صور له، "قس"(10/ 134).
(6)
نصب على الحال أي: حية، "قس"(10/ 134).
(7)
قوله: (أقرع) لا شعر على رأسه لكثرة سَمِّه وطول عمره. قوله: "له زبيبتان" بزاي فموحدتين بينهما تحتية ساكنة: نقطتان سوداوان فوق عينيه، وهو أخبث ما يكون منها. قوله:"يُطَوَّقه" بفتح الواو المشددة، أي: يجعل طوقًا في عنقه. قوله: "بلهزمته" بكسر اللام والزاي بينهما هاء ساكنة،
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي شِدْقَيْهِ
(1)
- يَقُولُ
(2)
: أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ
(3)
" ثُمَّ تَلَا
(4)
هَذِهِ الآيَةَ: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ. [راجع: 1403].
15 - بَابُ قَولِهِ: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
(5)
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا
(6)
} [آل عمران: 186]
4566
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(8)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
"بِلِهْزِمَتَيْهِ" كذا في صـ، ذ، وفي غيرهما:"بِلِهْزِمَتِهِ". "شِدْقَيْهِ" في نـ: "بِشِدْقَيْهِ". "الآية" سقطت في نـ. " {وَلَا يَحْسَبَنَّ} " سقطت الواو في نـ، وقُرِئَ {يَحْسَبَنَّ} بالياء والتاء. "قَولِهِ" سقط في نـ.
===
ولأبي ذر والأصيلي "بلهزمتيه" بالتثنية، "قس" (10/ 134). وهذا الحديث سبق (برقم: 1403) في "كتاب الزكاة".
(1)
أي: جانبي فمه، "قس"(10/ 134).
(2)
أي: الشجاع، "قس"(10/ 134).
(3)
يقول له ذلك تهكمًا، "قس"(10/ 134).
(4)
صلى الله عليه وسلم.
(5)
يعني اليهود، "قس"(10/ 134).
(6)
قوله: ({أَذًى كَثِيرًا}) باللسان والفعل من هجاءِ الرسول والطعن في الدين وإغراء الكفرة على المسلمين، أخبره تعالى بذلك عند مقدمه المدينةَ قبل وقعة بدر مسلِّيًا له عما يناله من الأذى، "قس"(10/ 134).
(7)
الحكم بن نافع، "قس"(10/ 135).
(8)
هو ابن أبي حمزة، "قس"(10/ 135).
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
(1)
: أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ
(2)
أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى قَطِيفَةٍ
(3)
فَدَكِيَّةٍ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ، يَعُودُ
(4)
سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ
(5)
فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ
(6)
قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ. قَالَ: حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنُ سَلُولَ
(7)
، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ
(8)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ
(9)
مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ وَعَبَدَةِ
(10)
الأَوْثَانِ
"أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ". "عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ" في نـ: "عَلَيهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ". "وَأَرْدَفَ" في نـ: "فَأَرْدَفَ". "وَقْعَةِ بَدْرٍ" في هـ، ذ:"وَقِيعَةِ بَدْرٍ". "وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ" في نـ: "عَبَدَةِ الأَوْثَانِ" بإسقاط الواو.
===
(1)
ابن العوام، "قس"(10/ 136).
(2)
ابن حارثة الكلبي، "قس"(10/ 136).
(3)
قوله: (قطيفة) بفتح القاف وكسر الطاء: كساء غليظ. قوله: "فَدَكية" بفاء فدال مهملة [مفتوحتين] صفتها، منسوبة إلى فدك: قرية مشهورة على مرحلتين من المدينة، كذا في "قس"(10/ 136).
(4)
حال.
(5)
أحد النقباء، "قس"(10/ 136).
(6)
وهم قوم سعد، "قس"(10/ 136).
(7)
بتنوين "أُبيٍّ" وإثباتِ ألف "ابن" مع رفعه؛ لأنه صفة لعبد الله، لأن سَلول أُمُّ عبد الله، غير منصرف، "قس"(10/ 136).
(8)
أي: يظهر الإسلام ولم يسلم قط، "قس"(10/ 136).
(9)
بفتح الهمزة وسكون المعجمة: أنواع، "قس"(10/ 136).
(10)
بالجر بدل من سابقه، "قس"(10/ 136).
وَالْيَهُودِ
(1)
وَالْمُسْلِمِينَ
(2)
، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ
(3)
خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا
(4)
عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ
(5)
ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنُ سَلُولَ: أَيُّهَا الْمَرْءُ، إِنَّهُ لَا أَحْسَنَ
(6)
(7)
مِمَّا تَقُولُ، إِنْ كَانَ حَقًّا،
"أَنْفَهُ" في هـ، ذ:"وَجْهَهُ". "وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ". "لَا أَحْسَنَ مِمَّا" في ذ: "لَا أُحْسِنُ مِمَّا"، وفي هـ، ذ:"لَا نُحْسِنُ مَا"، [وفي "قس" (10/ 136) والسلطانية: في هـ، ذ:"لَا أُحْسِنُ مَا"].
===
(1)
عطف إما على المشركين وإما على العبدة.
(2)
قوله: (والمسلمين) بذكر المسلمين أولًا وآخرًا، وسقطت الأخيرة من رواية مسلم، قاله القسطلاني (10/ 136). قال الكرماني (17/ 64): وفي بعضها وقع لفظ "والمسلمين" مرة أخرى "بعد اليهود"، فلعل في بعض النسخ كان أولًا، وفي بعضها آخرًا فجمع الناسخ
(1)
بينهما، والله أعلم.
(3)
قوله: (عجاجة الدابة) بفتح العين وجيمين مخففين، أي: غبارها، مرفوع على الفاعلية. وقوله:"خَمَّر" بفتح المعجمة وتشديد الميم، أي: غطَّى، كذا في "القسطلاني"(10/ 136).
(4)
بالموحدة بعد المعجمة أي: لا تثيروا علينا الغبار.
(5)
أي: ناويًا المسلمين، "قس"(10/ 136).
(6)
بلفظ التفضيل وهو جزاء لقوله: "إن كان" عند الكوفية ودال عليه عند البصرية.
(7)
قوله: (لا أحْسَنَ) بفتح الهمزة وفتح السين والنون أفعل التفضيل،
(1)
في الأصل: "الناس".
فَلَا تُؤْذِينَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا، ارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاغْشَنَا بِهِ
(1)
فِي مَجَالِسِنَا، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ
(2)
حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُون
(3)
،. . . . . . . . . .
"فَلَا تُؤْذِينَا" في ذ: "فَلَا تُؤْذِنَا". "مَجَالِسِنَا" كذا في ذ، وفي غيره:"مَجْلِسِنَا". "فَاسْتَبَّ" في ذ: "وَاسْتَبَّ".
===
وهو اسم "لا"، وخبرها: شيء المقدر، "قس" (10/ 136). والجارّ يتعلق بـ "أحسنَ" أي: لا شيء أحسنَ من هذا الكلام، أو الخبر هو الجارّ والمجرور بعده، وإما أن يكون منصوبًا بفعل محذوف، أي: ألا فعلت أحسن من هذا؟ وحذف همزة الاستفهام لظهور معناها، ويجوز الرفع على أنه خبر "لا" والاسم محذوف، أي: لا شيءَ أحسنُ من هذا، وهذا اعتراف منه بفصاحة القرآن وحسنه. ويروى "لا أُحسن" بضم الهمزة، ويروى "لا حُسن" بحذفها، "تنقيح" (2/ 908). ولأبي ذر عن الكشميهني:"لا نحسن ما تقول" بضم النون وكسر السين وضمِّ النون، و"ما" بميم واحدة، "قس"(10/ 136).
(1)
بهمزة وصل وفتح الشين المعجمة، "قس"(10/ 136).
(2)
قوله: (واليهود) عطف اليهود على المشركين وإن كانوا داخلين فيهم تنبيهًا على زيادة شرهم. قوله: "يتثاورون" بالمثلثة، أي: قاربوا أن يثب بعضهم على بعض فيقتتلوا. قوله: "يُخَفِّضُهم" بالخاء والضاد المعجمتين، أي: يُسَكِّنهم. قوله: "حتى سكنوا" بالنون من السكون، ولأبي ذر عن المستملي [وقال في "الفتح": عن الكشميهني]: "حتى سكتوا" بالفوقية من السكوت. قوله: "أبو حباب" بضم المهملة وخفة الموحدة الأولى، "قس"(10/ 136).
(3)
بالمثلثة أي: قربوا أن يتثاوروا القتال، من ثار إذا قام بسرعة.
فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ
(1)
حَتَّى سَكَنُوا
(2)
، ثُمَّ رَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَابَّتَهُ فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا سَعْدُ أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ"، يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ، "قَالَ كَذَا وَكَذَا". قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ عَنْهُ، فَوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ الَّذِي نَزَّلَ عَلَيْكَ، لَقَدِ اصْطَلَحَ
(3)
أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُونَهُ بِالْعِصَابَةِ،
"حَتَّى سَكَنُوا" في سـ، هـ، ذ:"حَتَّى سَكَتُوا". "يَا سَعْدُ" في نـ: "أَيَا سَعْدُ". "نَزَّلَ عَلَيْكَ" كذا في ذ، وفي غيره:"أَنْزَلَ عَلَيكَ". "لَقَدِ اصْطَلَحَ" في نـ: "وَلَقَدِ اصْطَلَحَ". "الْبُحَيْرَةِ" كذا في حـ، وفي سـ، هـ، ذ:"البَحْرَةِ". "فَيُعَصِّبُونَهُ" في ذ: "فَيُعَصِّبُوهُ" وفي نـ: "يُعَصِّبُونَهُ".
===
(1)
بالمعجمتين أي: يُسكِّنهم، "قس"(10/ 137).
(2)
من السكون.
(3)
قوله: (ولقد اصطلح) وفي بعضها بدون الواو. فإن قلت: ما وجهه؟ قلت: يكون بدلًا أو عطفَ بيان وتوضيح، أو حرف العطف محذوف، و"البحيرة" مصغر البحرة ضد البرة، أي: البليدة، والمراد المدينة النبوية. ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني "البحرة" بفتح الموحدة وسكون المهملة. قوله:"أن يتوجوه" بتاج الملك. قوله: "فيعصبونه بالعصابة" أي: فيعمِّمُونه بعمامة الملوك. وقال في "الكواكب": يجعلونه رئيسًا لهم ويسوِّدونه عليهم، وكان الرئيس معصَّبًا لما يُعْصَبُ برأيه من الأمر، وقيل: كان الرؤساء يعصِّبون رؤوسهم بعصابة يُعْرَفون بها، وفي بعض النسخ "يعصّبونه" بغير فاء فيكون بدلًا من قوله:"على أن يتوِّجوه"، ولأبي ذر وحده:"فيعصِّبوه" بالفاء وحذف النون، "قس"(10/ 137)، "ك"(17/ 65 - 66) ملتقطًا.
فَلَمَّا أَبَى
(1)
اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ
(2)
الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ شَرِقَ
(3)
بِذَلِكَ، فَذَلِكَ
(4)
فَعَلَ بِهِ ما رَأَيْتَ
(5)
، فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللَّهُ:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} الآيَةَ [آل عمران: 186]، وَقَالَ اللَّهُ:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ [البقرة: 109]، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَأَوَّلُ
(6)
في الْعَفْوِ مَا أَمَرَهُ
(7)
اللَّهُ بِهِ
(8)
، حَتَّى أَذِنَ اللَّهُ فِيهمْ
(9)
، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، فَقَتَلَ اللَّهُ بِهِ
"الآية" في نـ بدله: " {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} ". "يَتَأَوَّلُ فِي الْعَفْوِ" كذا في ذ، وفي غيره:"يَتَأَوَّلُ الْعَفْوَ".
===
(1)
كذا في النسخ بالموحدة.
(2)
أي: بسبب الحق.
(3)
بفتح المعجمة وكسر الراء أي: غص ابن أُبي، وهو كناية عن الحسد، "قس"(10/ 137)، "توشيح"(6/ 2802).
(4)
الحق الذي أتيت به، "قس"(10/ 137).
(5)
من فعله وقوله القبيح، "قس"(10/ 137).
(6)
أي: يرجع إلى العفو، "خ".
(7)
أعني {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} [البقرة: 109].
(8)
أي: على طبقه، "خ".
(9)
قوله: (حتى أذن الله فيهم) بالقتال فترك العفوَ عنهم بالنسبة للقتال،
صَنَادِيدَ
(1)
كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ
(2)
. فَبَايَعُوا الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا. [راجع: 2987].
16 - بَابٌ قَولِهِ: {لَا تَحْسَبَنَّ
(3)
الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا
(4)
} [آل عمران: 188]
"فَبَايَعُوا" في نـ: "فَبَايَعُوهُ". "الرَّسُولَ" في نـ: "لِرَسُولِ اللَّهِ". "بَابٌ" ثبت في ذ. "قَولِهِ" سقط في نـ. " {بِمَا أَتَوْا} " في نـ: {بِمَا أَتَوْا} الآية".
===
وإلا فكم عفا عن كثير من اليهود والمشركين بالمنِّ والفداء وغير ذلك، "قس"(10/ 138).
(1)
قوله: (صناديد) جمع صنديد، وهو السيد، أي: ساداتهم، وعطف "عبدة الأوثان" على "المشركين" تخصيصًا لأن إيمانَهم كان أبعدَ وضلالَهم أشدَّ. قوله:"فبايعوا" بفتح التحتية بلفظ الماضي، ونصب "الرسول" على المفعولية، ولأبي ذر والأصيلي بكسرها بلفظ الأمر، "قس"(10/ 138)، "ك"(17/ 66).
(2)
أي: ظهر وجهه، "قس"(10/ 138).
(3)
قوله: ({لَا تَحْسَبَنَّ}) الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ضم الباء جعل الخطابَ له وللمؤمنين. والمفعول الأول {الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} والثاني {بِمَفَازَةٍ} ، وقوله:{فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ} تأكيد، والمعنى: لا تحسبن الذين يفرحون بما فعلوا من التدليس وكتمان الحق ويحبون أن يُحْمَدوا بما لم يفعلوا من الوفاء بالميثاق وإظهار الحق والإخبار بالصدق بمفازة بمنجاة من العذاب، أي: فائزين بالنجاة منه، "بيضاوي"(1/ 195).
(4)
من التدليس، "قس"(10/ 139).
4567 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ
(1)
بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ
(3)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى الْغَزْوِ وَتَخَلَّفُوا عَنْهُ، وَفَرِحُوا بمَقْعَدِهِمْ
(4)
(5)
خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(6)
اعْتَذَرُوا إِلَيْهِ
(7)
وَحَلَفُوا، وَأَحَبُّوا أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا، فَنَزَلَتْ:{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} الآيَةَ. [أخرجه: م 2777، تحفة: 4170].
"أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ". "عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "عَهْدِ النَّبِيِّ". "وَتَخَلَّفُوا" في نـ: "تَخَلَّفُوا" بإسقاط الواو. " {يَفْرَحُونَ} " زاد في نـ: " {بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} ".
===
(1)
ابن الحكم بن محمد بن أبي مريم، "قس"(10/ 139).
(2)
أبي كثير المدني، "قس"(10/ 139).
(3)
العدوي.
(4)
مصدر ميمي أي: بقعودهم.
(5)
قوله: (فرحوا بمقعدهم) أي: بقعودهم بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال:"أقام خلاف الحي" يعني بعدهم، يعني ظعنوا ولم يظعن معهم، ويجوز أن يكون بمعنى المخالفة فيكون انتصابه على العلة أو الحال، ملتقط من "ك"(17/ 66)، "بيض"(1/ 415).
(6)
من غزوه إلى المدينة، "قس"(10/ 139).
(7)
أي: عن تخلفهم، "قس"(10/ 139).
4568 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ
(2)
: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ
(3)
أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ
(4)
: أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ
(5)
أَخْبَرَهُ: أَنَّ مَرْوَانَ
(6)
قَالَ لِبَوَّابِهِ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ
(7)
إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ فَرِحَ
"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى". "أخْبَرَهُمُ" في نـ: "أَخْبَرَنِي". "قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ" في نـ: "عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ".
===
(1)
أبو إسحاق الرازي، "قس"(10/ 139).
(2)
هو ابن يوسف الصنعاني.
(3)
عبد الملك.
(4)
عبد الله.
(5)
من أجلّ التابعين بل قيل: إن له صحبة، "قس"(10/ 139).
(6)
قوله: (أن مروانَ) بنَ الحكم بن أبي العاص، وكان يومئذ أميرًا على المدينة من قِبَل معاوية، ثم ولي الخلافة. "قال لبوّابِه" لما كان عنده أبو سعيد وزيد بن ثابت ورافع بن خديج، فقال: يا أبا سعيد! أرأيتَ قول الله: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} ؟ فقال: إن هذا ليس من ذلك، إنما كان ذلك أن ناسًا من المنافقين فإن كان لهم نصر وفتح حلفوا على سرورهم بذلك ليحمدوهم
(1)
على فرحهم وسرورهم، [رواه ابن مردويه]. فكأنّ مروان تَوَقَّف في ذلك وأراد زيادة الاستظهار فقال لبوابه:"اذهب يا رافع إلى ابن عباس. . ." إلخ، كذا في "القسطلاني" بعبارته (10/ 139 - 140).
(7)
ضد الخافض، المدني بواب مروان، "ك"(17/ 67).
(1)
كذا في "قس"، وفي الأصل:"ليحمدونه" وهو تحريف.
بمَا أُوتِيَ
(1)
، وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ، مُعَذَّبًا
(2)
، لَيُعَذَّبُنَّ أَجْمَعُونَ
(3)
. فَقَالَ أبْنُ عَبَّاسٍ: وَمَا لَكُمْ وَلهَذِهِ
(4)
إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَهُودًا فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ، وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ، فَأَرَوْهُ
(5)
أَنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا
(6)
إِلَيْهِ بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ، وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا
(7)
مِنْ كِتْمَانِهِمْ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
(8)
} كَذَلِكَ حَتَّى قَوْلِهِ: {يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا
(9)
وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}.
"لَيُعَذَّبُنَّ" في نـ: "لَنُعَذَّبَنَّ". "وَمَا لَكُمْ" في ذ: "مَا لَكُمْ"، وفي قتـ:"وَمَا لَهُمْ". "يَهُودًا" كذا في ذ، وفي نـ:"يَهُودَ". "وَأَخْبَرُوهُ" في نـ: "فَأَخْبَرُوهُ". "بِمَا أُوتُوْا" كذا في حـ، وفي سـ، هـ، ذ:"بِمَآ أَتَوَا" بفتح الهمزة والفوقية وكذا في الموضع الثاني الآتي.
===
(1)
أي: أعطي.
(2)
خبر كان.
(3)
لأن كلنا يفرح بما أوتي ويحب أن يحمد بما لم يفعل، "قس"(10/ 140).
(4)
أي: وللسؤال عن هذه المقالة، "قس"(10/ 140).
(5)
بفتح الهمزة والراء، "قس"(10/ 140).
(6)
أي: طلبوا أن يحمدهم، "قس"(10/ 140).
(7)
بضم الهمزة كما سيجيء بيانه.
(8)
أي: العلماء، "قس"(10/ 140).
(9)
قوله: (بِمَا أوتوا) بضم الهمزة، ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني:{بِمَا أَتَوْا} بلفظ القرآن أي: جاءوا، كذا في "القسطلاني" (10/ 140). قال البيضاوي (1/ 195): روي أنه صلى الله عليه وسلم سأل اليهود عن شيء
تَابَعَهُ
(1)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(2)
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(3)
. [تحفة: 6284].
- حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ
(5)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ
(6)
، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ مَرْوَانَ بِهَذَا
(7)
. [تحفة: 5414].
"أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ" في ذ: "حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ". "أَنَّ مَرْوَانَ بِهَذَا" في نـ: "أَنَّ مَرْوَانَ أَخْبَرَهُ بِهَذَا".
===
مما في التوراة، فأخبروه بخلاف ما كان فيها، وأروه
(1)
أنهم قد صدقوه واستحمدوا إليه وفرحوا بما فعلوا فنزلت. وقيل: نزلت في قوم تخلفوا عن الغزو، ثم اعتذروا بأنهم رأوا المصلحة في التخلف واستحمدوا به. وقيل: نزلت في المنافقين فإنهم يفرحون بمنافقتهم ويستحمدون إلى المسلمين بالإيمان الذي لم يفعلوه على الحقيقة، انتهى. ويمكن الجمع بأنها نزلت في الجميع.
(1)
أي: هشام بن يوسف، "قس"(10/ 140).
(2)
على روايته إياه.
(3)
عبد الملك، فيما وصله الإسماعيلي.
(4)
هو محمد المروزي، "قس"(10/ 140).
(5)
ابن محمد المصيصي.
(6)
أي: عبد الله.
(7)
الحديث.
(1)
في الأصل: "فيه وأرادوا".
17 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
(1)
وَالْأَرْضِ} الآيَةَ [آل عمران: 190]
4569 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ
(3)
، عَنْ كُرَيْبٍ
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيمُونَةَ، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ
(5)
"الآية" في ذ بدله: " {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} ". "أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ". "بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ" في ذ: "بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ".
===
(1)
قوله: ({إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ}) من الارتفاع والاتساع وما فيها من الكواكب {وَ} في خلق {الْأَرْضِ} من الانخفاض والكثافة والاتضاع وما فيها من البحار والجبال والنبات والأشجار والمعادن وغيرها. {وَ} في {اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} في الطول والقصر وتعاقبهما. قوله: {لَآيَاتٍ} أي: لدلالاتٍ واضحات على وجود الصانع ووحدته وكمال قدرته، "قسطلاني"(10/ 141).
(2)
هو ابن أبي كثير، "قس"(10/ 141).
(3)
بفتح النون وكسر الميم، "قس"(10/ 141).
(4)
مصغرًا مولى ابن عباس.
(5)
قوله: (ثلثُ الليل الآخرُ) بالرفع صفة للثلث، ومرَّ في "كتاب الوتر" (برقم: 992): "فنام حتى انتصف الليل أو قريبًا منه". قال العيني (5/ 217): يحمل على أن الاستيقاظ وقع مرتين، ففي الأولى نظر إلى السماء ثم تلا الآيات ثم عاد لمضجعه فنام، وفي الثانية أعاد ذلك ثم توضأ
قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
(1)
}، ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ، فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ. [راجع: 117، أخرجه: م 763، تحفة: 6355].
18 - بَابُ قَولِهِ: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
(2)
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 191]
"فَصَلَّى الصُّبْحَ" في نـ: "فَصَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ". "قَولِهِ" سقط في نـ. {وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} " في ذ بعده: "الآية" وسقط ما بعدها.
===
وصلى، وفي رواية الثوري عن سلمة بن كهيل، عن كريب في الصحيحين:"فقام من الليل فأتى حاجته ثم غسل وجهه ويديه، ثم نام، ثم قام فأتى القربة" الحديث، انتهى كلامه في "الوتر".
(1)
أي: لذوي العقول الصافية الذين يفتحون بصائرهم للنظر والاستدلال والاعتبار، لا ينظرون إليها نظر البهائم غافلين عما فيها من عجائب مخلوقاته، "قس"(10/ 141).
(2)
قوله: ({الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}) أي: يداومون على الذكر يعني يذكرونه دائمًا على الحالات كلها قائمين، وقاعدين، ومضطجعين. وعنه عليه السلام:"من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكرَ الله تعالى". وقيل: معناه: يصلون على الهيئات الثلاث حسب طاقتهم. قوله: " {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} " استدلالًا واعتبارًا، وهو أفضل العبادات، كما قال صلى الله عليه وسلم:"لا عبادة كالتفكر"، "بيضاوي"(1/ 195).
4570 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ
(2)
، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقُلْتُ: لأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَطُرِحَتْ
(4)
لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وِسَادَةٌ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي طُولِهَا
(5)
، فَجَعَلَ
(6)
يَمْسَحُ النَّوْمَ
(7)
عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الآيَاتِ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ
(8)
مِنْ آلِ عِمْرَانَ حَتَّى خَتَمَ
(9)
، ثُمَّ أَتَى شَنًّا
(10)
مُعَلَّقًا،
"فِي طُولِهَا" زاد في نـ: "ثُمَّ اسْتَيْقَظَ". "ثُمَّ قَرَأَ" في سـ، حـ، ذ:"فقَرأَ. "شَنًّا" في هـ، ذ: "سقاء".
===
(1)
المديني.
(2)
ابن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري، "قس"(10/ 143).
(3)
مولى ابن عباس.
(4)
بضم الطاء وكسر الراء.
(5)
قوله: (في طولها) أي: وابن عباس في عرضها، كما سيجيء. قوله:"فجعل يمسح النوم" فيه حذف ذكره في الرواية الأخرى من "الوتر": فنام حتى انتصف الليل أو قريبًا منه، فاستيقظ يمسح النوم. أي: أثره، كذا في "قس"(10/ 143 - 144).
(6)
صلى الله عليه وسلم.
(7)
أي: أثره، "قس"(10/ 144).
(8)
التي أولها {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ} ، "قس"(10/ 144).
(9)
أي: العشر، "قس"(10/ 144).
(10)
بفتح الشين المعجمة وتشديد النون: قربة عتقت من الاستعمال، ولأبي ذر عن الكشميهني "سقاء""قس"(10/ 144).
فَأَخَذَهُ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِيَّ فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ
(1)
، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِي، فَجَعَلَ يَفْتِلُهَا
(2)
، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ
(3)
، ثُمَّ أَوْتَرَ
(4)
. [راجع: 117، أخرجه: م 763، د 1367، تم 265، س في الكبرى 398، ق 1363، تحفة: 6362].
19 - بَابُ قَولُهُ: {رَبَّنَا
(5)
إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ
(6)
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
(7)
} [آل عمران: 192]
"قَولُهُ" سقط في نـ.
===
(1)
وفي رواية: فقمت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه.
(2)
بكسر المثناة الفوقية، أي: يدلكها لينتبه، "قس" (10/ 145). قال العيني (5/ 218): وفي رواية الضحاك: "فجعلتُ إذا أغْفَيْتُ يأخذ
(1)
بشحمة أذني"، انتهى.
(3)
ست مرات.
(4)
سيجيء بيانه.
(5)
يعني يتفكرون في خلق السماوات والأرض حالَ كونهم قائلين: ربنا، "قس"(144).
(6)
أي: أذللته أو أهلكته، "قس"(10/ 144).
(7)
قوله: ({وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}) أي: ينصرونهم يوم القيامة، أراد بهم المدخلين، ووضع المظهر موضع المضمر للدلالة على أن ظلمهم
(1)
في الأصل: "إذ غفلتُ أخذ" هو تحريف.
4571 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ
(3)
زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ خَالَتُهُ، فَاضْطَحَعْتُ في عَرْضِ
(4)
الْوِسَادَةِ
(5)
، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ،
"قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ" في ذ: "عَنْ مَالِك بْنُ أَنَسٍ". وسقط "ابنُ أَنَسٍ" في نـ. "مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ" في ذ: "مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ". "فَاضْطَجَعْتُ" في نـ: "قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ".
===
سبب لإدخالِهم النارَ وانقطاعِ النصرة عنهم في الخلاص منها، ولا يلزم من نفي النصرة نفي الشفاعة لأن النصرة دفع بقهر، "بيض"(1/ 196)، "قس"(10/ 144).
(1)
المديني.
(2)
ابن يحيى القزاز، "قس"(10/ 145).
(3)
أخت أمه لبابة.
(4)
بفتح العين ضد الطويل، "ع"(2/ 522).
(5)
قوله: (في عرض الوسادة) قال ابن الأثير: الوسادة المخدة، والجمع الوسائد. وفي "المطالع": وقد قالوا: إساد ووساد، والوساد ما يتوسد إليه للنوم.
وقال ابن عبد البر: هي الفراش وشبهه، وكان - أي: ابن عباس، والله أعلم - مضطجعًا عند رِجْلِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أو رأسه.
وقال أبو الوليد: والظاهر أنه لم يكن عندهما فراش غيره فلذلك باتوا جميعًا فيه، كذا في "العيني"(5/ 217)، ومرَّ الحديث (برقم: 992).
ثُمَّ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ
(1)
مُعَلَّقَةٍ
(2)
فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ
(3)
، ثُمَّ قَامَ يُصَلِيَّ، فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى
(4)
يَفْتِلُهَا
(5)
، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ
(6)
،
"شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ" في نـ: "شَنٍّ مُعَلَّقٍ". "وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى" في صـ: "وَأَخَذَ بِيَدِي الْيُمْنَى"، [وفي "قس" (10/ 145) والسلطانية: ولغير أبي ذر والأصيلي: "وأخذ بأذني بيده اليمنى"]. "فَصَلَّى رَكعتَينِ" في نـ: "ثُمَّ صَلَّى ركعتين".
===
(1)
أي: قربة بالية.
(2)
أنث باعتبار القربة، "قس"(10/ 145).
(3)
أي: أتى به تامًّا بمندوباته، "قس"(10/ 145).
(4)
وفي رواية: فقمت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه.
(5)
أي: يدلكها لينتبه من بقية نومه ويستحضر أفعالَ الرسول. فيه أن الفعل القليل غير مبطل للصلاة، "قس"(10/ 145).
(6)
قوله: (ثم أوتر) قال العيني (5/ 218): ذكر الركعتين ست مرات، ثم قال: ثم أوتر، وذلك يقتضي أنه صلى ثلاث عشرة ركعة، وصرح بذلك في رواية سلمة
(1)
في "الدعوات"(ح: 6316) حيث قال: "فَتَتَامَّتْ". ولمسلم: "فتكاملت صلاته ثلاث عشرة ركعة". وظاهر هذا أنه فصل بين كل
(1)
في الأصل: "أم سلمة" هو تحريف.
ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ
(1)
، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ. [راجع: 117].
20 - بَابٌ قَولُهُ: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا
(2)
يُنَادِي لِلْإِيمَانِ
(3)
} الآيَةَ [آل عمران: 193]
4572 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ
(4)
عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهِيَ خَالَتُهُ قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ
"قَولُهُ" سقط في نـ. "أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ" في نـ: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ" مصحح عليه.
===
ركعتين، ووقع التصريح بذلك في رواية طلحة بن نافع حيث قال فيها: يسلم بين كل ركعتين. ولمسلم من رواية علي بن عبد الله عن ابن عباس التصريح بالفصل أيضًا. وقد ورد عن ابن عباس في هذا الباب أحاديث كثيرة بروايات مختلفة، وكذلك عن عائشة رضي الله عنهما.
وقال الطحاوي: إذا جمعت معاني هذه الأحاديث تدل على أن وتره صلى الله عليه وسلم كان ثلاث ركعات، انتهى كلام العيني، ومرَّ بيانه عن الفقهاء السبعة المدنية في "الوتر".
(1)
أي: سنة الفجر، "قس"(10/ 145).
(2)
المراد به الرسول صلى الله عليه وسلم أو القرآن، "بيض"(1/ 196).
(3)
أي: إلى الإيمان.
(4)
إمام دار الهجرة.
الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَنَامِهِ فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِيمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ
(1)
مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ
(2)
، ثُمَّ قَامَ يُصَلِيَّ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ
(3)
حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ
(4)
، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ. [راجع: 117].
"اسْتَيْقَظَ" في ذ: "ثُمَّ اسْتَيْقَظَ". "فَجَلَسَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"فَجَعَلَ". "بِيَدِهِ" في نـ: "بِيَدَيْهِ". "الْخَوَاتِيمَ" في نـ: "الْخَوَاتِمَ" مصحح عليه.
===
(1)
هو السقاء الذي أخلق، "قس"(10/ 148).
(2)
أي: أتى به تامًّا.
(3)
زاد في مسلم: "فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ"، "قس"(10/ 148).
(4)
أي: سنة الفجر من غير أن يتوضأ، "قس"(10/ 148).
4 - سُورَةُ النِّسَاءِ
(1)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(2)
: {يَسْتَنْكِفَ} [النساء: 172]: يَسْتَكْبِرْ. {قَوَامًا} : قِوَامُكُمْ مِنْ مَعَايِشِكُمْ. {لَهُنَّ سَبِيلًا
(3)
} [النساء: 15]:
"سُورَةُ النِّسَاءِ" زاد بعده في سـ، هـ، ذ:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وفي نـ:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ".
===
(1)
قوله: (سورة النساء) زاد أبو ذر: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" والمستملي والكشميهني، كذا في "قس" (10/ 148). قال البيضاوي (1/ 199): مدنية، وهي مائة وستّ
(1)
وسبعون آية.
(2)
قوله: (قال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم بإسناد صحيح من طريق ابن جرير عن عطاء عنه رضي الله عنه. " {يَسْتَنْكِفْ} " يريد تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ} معناه "يستكبر"، والعطف للتفسير، أي: يأنف. وقال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة عنه رضي الله عنه: " {قَوَامًا}: قوامكم من معايشكم" بكسر القاف بعدها واو والتلاوة بالياء التحتية، إذ مراده {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5] قيل: لم يقصد بها المؤلف التلاوة بل حذف الكلمة القرآنية وأشار إلى تفسيرها، وقد قال أبو عبيدة: قيامًا وقوامًا بمنزلة واحدة، تقول: هذا قوام أمرك وقيامه، أي: ما يقوم به أمرك، والأصل بالواو فأبدلوها ياء بكسرة القاف، ونقل أنها بالواو قراءة ابن عمر رضي الله عنهما، "قس"(10/ 148).
(3)
قوله: ({لَهُنَّ سَبِيلًا}) يريد قوله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ
(1)
في الأصل: "خمس".
يَعْنِي الرَّجْمَ لِلثَّيِّبِ وَالْجَلْدَ لِلْبِكْرِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(1)
: {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3]: يَعْنِي اثْنَتَيْنِ
"لِلْبِكْر" زاد بعده في نـ: "قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: حَدِيثُ أَبِي عُبَادَةَ في الرجمِ". " {وَرُبَاعَ} " سقط في نـ.
===
الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} قال البيضاوي (1/ 205): كتعيين الحدِّ المخلِصِ عن الحبس، أو النكاح المغني عن السفاح، انتهى.
قال القسطلاني (10/ 148): قال ابن عباس فيما وصله عبد بن حميد بإسناد صحيح: يعني الرجم للثيب والجلد للبكر، وكان الحكم في ابتداء الإسلام أن المرأة إذا زنت وثبت زناها حُبِسَتْ في بيتها حتى تموت، انتهى مع تقديم وتأخير.
(1)
قوله: (قال غيره) أي: غير ابن عباس، وسقط قوله:"وقال غيره" لأبي ذر، وسقطت الجملة كلها من قوله:"قال ابن عباس" إلى هنا في رواية الحموي. قوله: " {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} " قال أبو عبيدة: "يعني اثنتين وثلاثًا وأربعًا" ليس معناه ذلك بل معناه المكرر نحو اثنتين اثنتين، وإنما تركه اعتمادًا على الشهرة أو أنه عنده ليس بمعنى التكرير. قوله:"ولا تجاوز العربُ رباع" اختلف في هذه الألفاظ هل يجوز فيها القياس أو يقتصر فيها على السماع؟ فذهب البصريون إلى الثاني والكوفيون إلى الأول، والمسموع من ذلك أحد عشر لفظًا: آحاد، وموحد، وثُناء، مثنى، وثلاث، ومثلث، ورباع، ومربع، ومخمس، وعشار، ومعشر، لكن قال ابن الحاجب: هل يقال: خماس ومخمس وعشار ومعشر؟ فيه خلاف والأصح لم يثبت، وهذا هو الذي اختاره المؤلف، وجمهور النحاة على منع صرفها، وأجاز الفراء صرفها وإن كان المنع عنده أولى، كذا في "قس"(10/ 148).
وَثَلَاث وَأَرْبَع، وَلَا تُجَاوِزُ الْعَرَبُ رُبَاعَ
(1)
.
1 - بَابٌ
(2)
: {وَإِنْ خِفْتُمْ
(3)
أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 3]
4573
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى
(4)
قَالَ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"ثَلاثَ وَأَرْبَعَ" في نـ: "ثَلاثًا وَأَرْبَعًا" مصحح عليه. "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في ذ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى".
===
(1)
إشارة إلى منع ما قال بعض النحاة بجواز صرف خماس ومخمس وعشار ومعشر.
(2)
بالتنوين، "قس"(10/ 149).
(3)
قوله: ({وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا. . .} إلخ) أي: إن خفتم أن لا تعدلوا في يتامى النساء إذا تزوجتم بهن فتزوجوا ما طاب من غيرهن؛ إذ كان الرجل يجد يتيمة ذات مال وجمال فيتزوجها ضنًا بها، فربما يجتمع عنده منهن عدد ولا يقدر على القيام بحقوقهن، أو إن خفتم أن لا تعدلوا في حقوق اليتامى فتحرجتم منها فخافوا أيضًا أن لا تعدلوا بين النساء فانكحوا مقدارًا يمكنكم الوفاءُ به
(1)
، لأن المتحرج من الذنب ينبغي أن يتحرج من الذنوب كلها، على ما روي أنه تعالى لما عظّم أمر اليتامى تحرجوا من ولايتهم، وما كانوا يتحرجون من تكثير النساء وإضاعتهن، فنزلت. وقيل: كانوا يتحرجون من ولاية اليتامى ولا يتحرجون من الزنا فقيل لهم: إن خفتم أن لا تعدلوا في أمر اليتامى فخافوا الزنا؛ فانكحوا ما حل لكم. وإنما عبر عنهن بـ "ما" ذهابًا إلى الصفة أو إجراءً لهن مجرى غير العقلاء لنقصان عقلهن، ونظيره:{أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 3]، "بيضاوي"(1/ 200).
(4)
الفراء الرازي.
(1)
في الأصل: "الوفاء عنه".
أَخْبَرَنَا هِشَامٌ
(1)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
(3)
، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا كَانَتْ لَهُ
(4)
يَتِيمَةٌ فَنَكَحَهَا
(5)
، وَكَانَ لَهَا عَذْقٌ
(6)
، وَكَانَ يُمْسِكُهَا
(7)
عَلَيْهِ
(8)
، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا مِنْ نَفْسِهِ شَيْءٌ فَنَزَلَتْ فِيهِ: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى
(9)
}،
"أَخْبَرَنَا هِشَامٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا هِشَامٌ". "وَكَانَ يُمْسِكُهَا" في هـ، ذ:"فَيُمْسِكُهَا".
===
(1)
هو ابن يوسف، "قس"(10/ 149).
(2)
عبد الملك.
(3)
عروة بن الزبير، "قس"(10/ 150).
(4)
أي: عنده، "قس"(10/ 150).
(5)
أي: تزوجها.
(6)
قوله: (وكان لها عذق) بفتح العين المهملة وإسكان الذال المعجمة، أي: حائط، كذا قال الداودي. والمعروف عند أهل اللغة أن العذق بفتح العين: النخلة، وبكسرها: الكِبَاسَة وَالْقِنْو، وهو من النخلة كالعنقود من الكرمة، كذا في "فتح الباري"(8/ 239). فالنهي عن نكاحها من أجل أن وليه يرغب عن نكاحها ومع هذا نكحها من جهة العذق، ولم يجعل لها من نفسه شيئًا، وأما النهي عن التي يرغب في مالها وجمالها كما سيجيء في الحديث اللاحق فمن أجل أن لا يقسط في صداقها، كما سيأتي بيانُه عن قريب.
(7)
أي: اليتيمة.
(8)
أي: لأجله.
(9)
يوهم أنها نزلت في شخص معين، والمعروف عن هشام بن عروة التعميم، "قس"(10/ 150).
أَحْسِبُهُ
(1)
قَالَ: كَانَتْ
(2)
شَرِيكَتَهُ فِي ذَلِكَ الْعَذْقِ وَفِي مَالِهِ. [راجع: 2494، تحفة: 17041].
4574 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} . فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، هَذِهِ الْيَتِيمَةُ
(3)
تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا، تَشْرَكُهُ فِي مَالِهِ وَيُعْجِبُهُ مَالُهَا وَجَمَالُهَا، فَيُرِيدُ وَلِيُّهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، بِغَيْرِ أَنْ يُقْسِطَ
(4)
فِي صَدَاقِهَا، فَيُعْطِيَهَا
(5)
مِثْلَ مَا يُعْطِيهَا غَيْرُهُ، فَنُهُوا عَنْ أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ، وَيُبَلِّغُوا لَهُنَّ أَعْلَى سُنَّتِهِنَّ فِي الصَّدَاقِ، فَأُمِرُوا أَنْ يَنْكِحُوا مَا طَابَ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهُنَّ
(6)
. قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَإِنَّ النَّاسَ استَفْتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"تَعَالَى" سقط في نـ. "يَا ابْنَ أُخْتِي" في قتـ: "يَا ابْنَ أَخِي". "فَنُهُوا عَنْ أنْ يَنْكِحُوهُنَّ" في ذ: "فَنُهُوا عَنْ ذَلكَ". "وَيُبَلِّغُوا لَهُنَّ" في سـ، حـ، ذ:"وَيَبْلُغُوا بِهِنَّ".
===
(1)
أي: عروة، "قس"(10/ 150).
(2)
اليتيمة.
(3)
أي: التي مات أبوها، "قس"(10/ 151).
(4)
أي: يعدل.
(5)
قوله: (فيعطيها) هو معطوف على معمول "بغير أَنْ"، يعني: يريد أن يتزوجها بغير أن يعطيها "مثلَ ما يعطيها غيره"، ويدل على ذلك قوله:"فنهوا - بضم النون والهاء - عن أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن" انتهى، "قس"(10/ 151).
(6)
أي: سوى اليتامى من النساء.
بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} [النساء: 127]. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَقَوْلُ اللَّهِ فِي آيَةٍ أُخْرَى
(1)
: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ
(2)
} [النساء: 127] رَغْبَةُ
(3)
أَحَدِكُمْ عَنْ يَتِيمَتِهِ، حِينَ تَكُونُ قَلِيلَةَ الْمَالِ وَالْجَمَالِ، قَالَتْ: فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوا
(4)
عَنْ مَنْ رَغِبُوا فِي مَالِهِ وَجَمَالِهِ
"أَنْ يَنْكِحُوا عَنْ مَنْ رَغِبْوا" في صـ: "أَنْ يَنْكِحُوا مَنْ رَغِبُوا".
===
(1)
والآية الأولى قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا} [النساء: 3].
(2)
قوله: (في آية آخرى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}) كذا في رواية صالح، وليس ذلك في آية آخرى بل هو في نفس الآية. وعند مسلم والنسائي - واللفظ له - من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه بهذا الإسناد في هذا الموضع: فأنزل الله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ} الآية، فذكر الله أنه يتلى عليكم في الكتاب الآية الأولى، وهي قوله:{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ كُمْ مِنَ النِّسَاءِ} . قالت عائشة: وقول الله في الآية الأخرى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} ، قال في "الفتح": فظهر أنه سقط من رواية البخاري شيء، "قس"(10/ 151).
(3)
يقال: رغب فيه إذا أراده، ورغب عنه إذا لم يرده، "ك"(17/ 73).
(4)
قوله: (فنهوا أن ينكحوا) أي: نهوا عن نكاح المرغوب فيها جميلة متمولة لأجل رغبتهم عنها قليلة المال والجمال، فينبغي أن يكون نكاح الغنية الجميلة ونكاح الفقيرة الذميمة على السواء في العدل، كذا في "قس"(10/ 151)، "ك" (17/ 73). ومرَّ في "الصحيح" (برقم: 2763): "فبين الله تعالى في هذه الكريمة أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال أو مالٍ رغبوا في نكاحها ولم يُلحقوها بسنتها بإكمال الصداق، وإذا كانت مرغوبًا عنها في قلة المال
فِي يَتَامَى النِّسَاءِ إِلَّا بِالْقِسْطِ، مِنْ أَجْلِ رَغْبَتِهِمْ عَنْهُنَّ إِذَا كُنَّ قَلِيلَاتِ الْمَالِ وَالْجَمَالِ
(1)
. [راجع: 2494].
2 - بَابٌ قَولُهُ: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ
(2)
بِالْمَعْرُوفِ
(3)
فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ
(4)
فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ
(5)
} الآيَةَ [النساء: 6]
{وَبِدَارًا
(6)
}: مُبَادَرَةً. {أَعْتَدْنَا} [النساء: 18]: أَعْدَدْنَا، أَفْعَلْنَا مِنَ الْعَتَادِ
(7)
.
"قَولُهُ" سقط في نـ. " {أَمْوَالَهُمْ} " بعده في نـ: "الآية" وسقط ما بعدها "الآية" في نـ بدله: " {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} ". " {وَبِدَارًا} " في ذ: " {بِدَارًا}. "أَعْدَدْنَا، أَفْعَلْنَا" في هـ، ذ: "اعْتَدَدْنَا، افْتَعَلْنَا".
===
والجمال تركوها [والتمسوا غيرها من النساء]. قال: فكما يتركونها حين يرغبون عنها ليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها الأوفى من الصداق ويعطوها حقها"، انتهى. ومرَّ الحديث (برقم: 2494) في "الشركة".
(1)
مرَّ بيانه في (ح: 2763) في "الوصايا".
(2)
أي: من مال اليتامى، "قس"(10/ 152).
(3)
أي: بقدر حاجته وأجرة سعيه، "بيض"(1/ 202).
(4)
بعد بلوغهم وإيناس رشدهم، "قس"(10/ 152).
(5)
بأنهم قبضوها فإنه أنفى للتهمة وأبعد من الخصومة، "بيض"(1/ 202).
(6)
قوله: ({وَبِدَارًا}) ولأبي ذر: "بدارًا". قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا} أي: "مبادرة" قبل بلوغهم بغير حاجة، أي: مسرفين ومبادرين كبرهم. قوله: " {أَعْتَدْنَا} " يريد: {أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} . قال أبو عبيدة: أي: "أعددنا، أفعَلْنا" ولأبي ذر عن الكشميهني: "اعتددْنا افتعلنا".
(7)
وهو العدة، "بيض"(1/ 206).
4575 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ
(2)
وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي مَالِ الْيَتِيمِ إِذَا كَانَ فَقِيرًا، أَنَّهُ يَأْكُلُ مِنْهُ مَكَانَ قِيَامِهِ عَلَيْهِ بِمَعْرُوفٍ. [راجع: 2212].
3 - بَابٌ قَولُهُ: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ
(3)
أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ
(4)
} الآيَةَ [النساء: 8]
4576 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(5)
الأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ
(6)
، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ
(7)
، عَنْ عِكْرِمَةَ
(8)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} قَالَ:
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "فِي مَالِ الْيَتِيمِ" في هـ، ذ:"فِي وَالي الْيَتِيمِ". "بَابٌ" سقط في نـ. "قَولُهُ" سقط في نـ. "الآية" في نـ بدله: " {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} ".
===
(1)
هو ابن عروة بن الزبير.
(2)
أي: من أكلها، "بيض"(1/ 202).
(3)
أي: للتركات، "قس"(10/ 153).
(4)
ممن لا يرث، "قس"(10/ 153).
(5)
هو ابن عبد الرحمن، "قس"(10/ 153).
(6)
الثوري، "قس "(10/ 153).
(7)
بفتح المعجمة والموحدة، أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان، "ك"(17/ 74)، "قس"(10/ 153).
(8)
مولى ابن عباس.
هِيَ مُحْكَمَةٌ
(1)
وَلَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ
(2)
. تَابَعَهُ سَعِيدٌ
(3)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. [راجع: 2759].
4 - بَابٌ
(4)
قَولُهُ: {يُوصِيكُمُ
(5)
اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ
(6)
} [النساء: 11]
4577 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
(7)
:
"سَعِيدٌ" في نـ: "سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ". " {فِي أَوْلَادِكُمْ} " ثبت في ذ، وسقط لغيره. "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في ذ:"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى". "حَدَّثَنَا هِشَامٌ" في ذ: "أَخْبَرَنَا هِشَامٌ".
===
(1)
قوله: (هي محكمة) والأمر في " {فَارْزُقُوهُمْ} " للندب أو للوجوب، فشرع إعطاء الحاضرين نصيبًا من التركة إما مندوبًا وإما واجبًا، قيل: هو منسوخ بآية الميراث، "ك"(17/ 74).
(2)
تفسير لمحكمة، "ك" (17/ 74). ومرَّ بيانه (برقم: 2759) في "الوصايا".
(3)
قوله: (تابعه سعيد) أي: تابع عكرمةَ سعيدُ بنُ جبير مما وصله في "الوصايا" في (ح: 2759)، وجاء عن ابن عباس في روايات ضعيفة أنها منسوخة، كذا في "قس"(10/ 153 - 154).
(4)
بالتنوين لأبي ذر.
(5)
أي: يأمركم ويفرض [لكم].
(6)
قوله: ({فِي أَوْلَادِكُمْ}) أي: في شأن ميراث أولادكم العدلَ، فإن أهل الجاهلية كانوا يجعلون جميعَ الميراث للذكور دون الإناث، فأمر الله تعالى بالتسوية بينهم في أصل الميراث، وفرق بين الصنفين، فجعل {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} ، وذلك لاحتياج الرجل إلى مؤونة النفقة، "قس"(10/ 154).
(7)
ابن يوسف.
أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مُنْكَدِرٍ
(1)
، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: عَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فِي بَنِي سَلِمَةَ مَاشِيَيْنِ
(2)
، فَوَجَدَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا أَعْقِلُ
(3)
، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، ثُمَّ رَشَّ عَلَيَّ
(4)
، فَأَفَقْتُ
(5)
، فَقُلْتُ: مَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَصنَعَ فِي مَالِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَنَزَلَتْ: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} . [راجع: 194، أخرجه: م 1616، س في الكبرى 6323، تحفة: 3060].
5 - بَابٌ قَولُهُ: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ
(6)
} [النساء: 12]
4578 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ وَرْقَاءَ
(7)
، عَنِ
"ابن منكدر" في ذ: "ابن المنكدر". "لَا أَعْقِلُ" زاد بعده في هـ، ذ:"شَيْئًا". " {فِي أَوْلَادِكُمْ} " زاد بعده في نـ: " {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} الآية". "بَابٌ" بالتنوين لأبي ذر، وله عن المستملي:"بَابُ قَولِه" بالإضافة، "قس"(10/ 155).
===
(1)
اسمه محمد، "قس"(10/ 154).
(2)
حال.
(3)
أي: لا أفهم لإجل الإغماء، كما سيأتي. وفي "الاعتصام" (برقم: 7309): "فأتاني وقد أغمي عليَّ"، "قس"(10/ 154).
(4)
الماء الذي توضأ به، "قس"(10/ 154).
(5)
من الإغماء.
(6)
أي: إن لم يكن لهن ولد، "قس"(10/ 155).
(7)
ابن عمر اليشكري، وقيل: الشيباني، "قس"(10/ 156).
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ
(1)
، عَنْ عَطَاءٍ
(2)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الْمَالُ لِلْوَلَدِ، وَكَانَتِ الْوَصِيَّةُ
(3)
لِلْوَالِدَيْنِ، فَنَسَخَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ مَا أَحَبَّ
(4)
، فَجَعَلَ لِلذَّكَرِ مِثْلَ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وَجَعَلَ لِلأَبَوَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسَ
(5)
وَالثُّلُثَ
(6)
، وَجَعَلَ لِلْمَرْأَةِ
(7)
الثُّمُنَ
(8)
وَالرُّبُعَ
(9)
، وَلِلزَّوْجِ الشَّطْرَ
(10)
وَالرُّبُعَ
(11)
. [راجع: 2747].
6 - بَابُ قَولِهِ: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا
(12)
} الآيَةَ [النساء: 19]
"قَولِهِ" سقط في نـ. " {كَرْهًا} " زاد في ذ بعده: " {وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} ".
===
(1)
اسمه عبد الله.
(2)
هو ابن أبي رباح.
(3)
واجبة على ما يراه الموصي من المساواة والتفضيل، "قس"(10/ 156).
(4)
أي: بآية المواريث.
(5)
إن كان للميت ولد ذكر أو أنثى، "قس"(10/ 156).
(6)
إن لم يكن له ولد.
(7)
أي: الزوجة.
(8)
مع الولد.
(9)
مع عدمه.
(10)
أي: مع عدم الولد.
(11)
أي: مع الولد.
(12)
قوله: ({أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ}) أي: "أن ترثوا" في موضع رفع على الفاعلية بـ "يَحِلُّ" أي: لا يحل لكم إرثُ النساء، والنساء مفعول به إما على
وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {لَا تَعْضُلُوهُنَّ
(1)
}: لَا تَقْهَرُوهُنَّ. {حُوبًا} [النساء: 2]: إِثْمًا. {تَعُولُوا} [النساء: 3]: تَمِيلُوا. {نِحْلَةً} [النساء: 4]: فالنِّحْلَةُ الْمَهْرُ
(2)
.
"لَا تَقْهَرُوهُنَّ " في هـ، ذ، قا:"لَا تَنْتَهِرُوهُنَّ". "فالنِّحْلَةُ" كذا في ذ، وفي غيره:"النِّحْلَةُ".
===
حذف مضاف، أي: أن ترثوا أموال النساء، والخطاب للأزواج، كانوا يحبسون النساء من غير حاجة ورغبة حتى يرثوا منهن أو يختلعن بمالهن، وإما من غير حذف والخطاب للأولياء، كما يأتي قريبًا. وقوله:" {كَرْهًا} " حال من النساء، أي: ترثوهن كارهاتٍ أو مُكْرَهاتٍ، وقيل: تم الكلام بقوله: " {كَرْهًا} "، ثم خاطب الأزواج ونهاهم عن العضل. قوله:"إلا أن يأتين بفاحشة" كالنشوز وسوء العشرة وعدم التعفف، ملتقط من "البيض"(1/ 206) و"القس"(10/ 156).
(1)
" {لَا تَعْضُلُوهُنَّ} " أي: "لا تقهرونهن" بالقاف. ولأبي ذر عن الكشميهني: "لا تَنتهروهُن" بالنون، "قس" (10/ 157). قال الشيخ ابن حجر: هو وهم، والصواب ما عند الجماعة. قال تعالى:{إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم: أي: "إثمًا". وقوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} قال ابن عباس فيما وصله ابن المنذر: أي: "تميلوا"، من عال يعول إذا مَالَ وجَارَ، وفسره الشافعي بأن لا تكثر عيالكم. قال تعالى:{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم والطبري: "النحلة" ولأبي ذر "فالنحلة" المهر، وقيل: فريضة مسماة. وقيل: عطية وهبة، وسمي الصداق نحلة لأنه لا يجب في مقابلته عوض مالي غير التمتع، "قسطلاني"(10/ 157).
(2)
وقيل: فريضة مسماة، وقيل: عطية.
4579 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ
(3)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ الشَّيْبَانِيُّ
(4)
: وَذَكَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ السُّوَائِيُّ، وَلَا أَظُنُّهُ ذَكَرَهُ إِلَّا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} قَالَ: كَانُوا
(5)
إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ، إِنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنْ شَاءُوا زَوَّجُوهَا، وَإِنْ شَاءُوا لَمْ يُزَوِّجُوهَا، فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ. [طرفه: 6948، أخرجه: د 2089، س في الكبرى 11094، تحفة: 6100].
"أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذ، وفي غيره:"حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ". "فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا" في ذ: "وَهُمْ أَحَقُّ بِهَا".
===
(1)
المروزي.
(2)
القرشي الكوفي.
(3)
هو أبو إسحاق سليمان بن فيروز، "قس"(10/ 158).
(4)
قوله: (قال الشيباني) هو سليمان بن فيروز. قوله: "وذكره" أي: الحديثَ. "أبو الحسن" اسمه عطاء. قوله: "ولا أظنه ذَكَرَه إلا عن ابن عباس" حاصله أن الشيباني له فيه طريقان: إحداهما موصولة، وهي عكرمة عن ابن عباس، والثانية مشكوك في وصلها، وهي أبو الحسن السوائي عن ابن عباس، "قس"(10/ 158).
(5)
قوله: (كانوا) أي: أهل الجاهلية، كما قاله السدي. أو أهل المدينة، كما قاله الضحاك. وقال الواحدي: في الجاهلية وأول الإسلام، "قس"(10/ 159).
7 - بَابُ قَولِهِ: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} الآيَةَ [النساء: 33]
{مَوَالِيَ
(1)
} أَوْليَاءَ وَرَثَةً. {عَاقَدَتْ} هُوَ مَوْلَى الْيَمِينِ، وَهُوَ الْحَلِيفُ، وَالْمَوْلَى أَيْضًا ابْنُ الْعَمِّ، وَالْمَوْلَى الْمُنْعِمُ الْمُعْتِقُ، وَالْمَوْلَى الْمُعْتَقُ، وَالْمَوْلَى الْمَلِيكُ، وَالْمَوْلَى مَوْلًى فِي الدِّينِ.
"قَولِهِ" سقط في نـ. "الآيَةَ" في قتـ، ذ بدلة:" {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} ". " {مَوَالِيَ} " أَوْليَاءَ وَرَثَةً، في قتـ، ذ:"قَالَ مَعْمَرٌ: أولياءُ موالي وَأَوْلياءُ وَرثَة". " {عَاقَدَتْ} " في ذ: " {عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} ".
===
(1)
قوله: ({مَوَالِيَ}) أي: "أولياء ورثة" بنصب الكلمتين تفسيرًا للموالي، ولأبوي ذر والوقت:"وقال معمر: أولياء موالي" بالإضافة نحو شجر الأراك، والإضافة للبيان، "وأولياء ورثة" بالإضافة أيضًا. قوله:"عاقدت أيمانُكم: هو مولى اليمين وهو الحليف" يعني أولياء الميت الذين يلون ميراثه ويحوزونه على نوعين: ولي بالإرث، وهو الوالدان والأقربون، وولي بالموالاة وعقد الولاء، وهم الذين عاقدت أيمانكم. وثبت "أيمانكم" لأبي ذر. قوله:"والمولى أيضًا ابن العم" قاله ابن جرير
(1)
نقلًا عن العرب. "والمولى المنعم المعتق" بكسر التاء: الذي أنعم على مرقوقه بالعتق. قوله: "والمولى المعتق" بفتح التاء: الذي كان رقيقًا فمنّ عليه بالعتق. قوله: "والمولى المليك" لأنه يلي أمور الناس. "والمولى مولىً في الدِّين" وقيل غير ذلك مما يطول استقصاؤه، "قس"(10/ 160).
(1)
في الأصل: "جريج" وهو تحريف.
4580 -
حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(2)
، عَنْ إِدْرِيسَ
(3)
، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ
(4)
، عَنْ سعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قَالَ
(5)
: وَرَثَةً،
"حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ".
===
(1)
البصري.
(2)
حماد بن أسامة.
(3)
ابن يزيد الأودي.
(4)
اليامي.
(5)
قوله: ({وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قَالَ) أي: ابن عباس: "ورثة" وبه قال قتادة ومجاهد وغيرهما. قوله: " {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} "، أي: ذوو أيمانكم ذوي أيمانهم. قال ابن عباس: "كان المهاجرون. . ." إلخ. قوله: "نسخت" بضم النون مبنيًا للمفعول، أي: وراثة الحليف بآية: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: كان الرجل يعاقد الرجلَ فإذا مات ورثه الآخر. ومن طريق قتادة: كان الرجل يعاقد الرجلَ في الجاهلية فيقول: دمي دمك وترثني وأرثك، فلما جاء الإسلام أمروا أن يؤتوهم نصيبهم من الميراث، وهو السدس، ثم نسخ ذلك فقال:{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75] وهذا هو المعتمد. ويحتمل أن يكون النسخ وقع مرتين: الأولى حيث كان المعاقِد يرث وحده دون العصبة
(1)
فنزلت: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا} فصاروا جميعًا يرثون، وعلى هذا يتنزل حديث ابن عباس، ثم نسخ ذلك آيةُ الأحزاب وخُصَّ الميراثُ بالعصبة، قاله في "الفتح"، "قس"(10/ 161).
(1)
في الأصل: "حيث كان العاقد يرث وهذه دون العصبة".
{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} كَانَ الْمُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الْمُهَاجِرِيُّ
(1)
الأَنْصَارِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ
(2)
لِلأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ
(3)
، فَلَمَّا نَزَلَتْ:{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نُسِخَتْ، ثُمَّ قَالَ:{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} مِنَ النَّصْرِ وَالرِّفَادَةِ
(4)
وَالنَّصِيحَةِ، وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ، وَيُوصِي لَهُ. سَمِعَ أَبُو أسَامَةَ إِدْرِيسَ، وَسَمِعَ إِدْرِيسُ طَلْحَةَ
(5)
. [راجع: 2292].
"الْمُهَاجِرِيُّ" كذا في قتـ، ذ، وفي غيرهما:"المُهَاجِرُ".
===
(1)
بزيادة مثناة تحتية مشددة لأبوي ذر والوقت، "قس"(10/ 161).
(2)
أي: أقربائه، "قس"(10/ 161).
(3)
أي: بين المهاجرين والأنصار، وهذا كان في ابتداء الإسلام، "قس"(10/ 161).
(4)
قوله: (من النصر والرفادة) بكسر الراء أي: المعاونة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف، أي: والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم، كما صرح به الطبري عن كريب بهذا الإسناد. قوله:"وقد ذهب الميراث" أي: بين المتعاقدين. "ويوصي له" بكسر الصاد أي: للحليف، وقد سبق الحديث في "الكفالة" (أي: برقم: 2292)، كذا في "قس" (10/ 161). وقال صاحب "المدارك" (1/ 223): والمراد به عقد الموالاة، وهي مشروعة، والوراثة بها ثابتة عند عامة الصحابة، وهو قولنا، كذا في "التفسير الأحمدي".
(5)
فيه التصريح بالتحديث، ولم يثبت هذا إلا في رواية المستملي والكشميهني كما في الفرع، قال ابن حجر: في رواية المستملي وحده. وتبعه العيني، "قس"(10/ 161).
8 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء: 40]
يَعْنِي: زِنَةَ ذَرَّةٍ
(1)
.
4581 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ الْعَزِيزِ
(2)
قالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ
(3)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ أُنَاسًا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ
(4)
، هَلْ تُضَارُّونَ
(5)
"بَابٌ" بالتنوين كذا في ذ، وفي سـ، ذ:"بابُ قَوْلِهِ" بالإضافة. "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ" في ذ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ". "حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ" في ذ: "أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ". "أَنَّ أُنَاسًا" في عسـ، صـ، ذ:"أَنَّ نَاسًا".
===
(1)
هي في الأصل أصغر النمل التي لا وزن لها، وقيل: ما يرفعه الريح من التراب، وقيل: كل جزء من أجزاء هباء في الكوة ذرة، "قس"(10/ 162).
(2)
الرملي.
(3)
العدوي المدني.
(4)
قوله: (نعم) أي: ترونه، وهذه رؤية الامتحان المميِّزَةُ بين مَنْ عَبَدَ الله وبين مَنْ عَبَدَ غَيرَه لا رؤية الكرامة التي هي ثواب أوليائه في الجنة، "قس"(10/ 163).
(5)
قوله: (تُضارُّون) بضم أوّله ورائه مشددةً بصيغة المفاعلة، أي: لا تضرون أحدًا ولا يضركم لمنازعة ولا مجادلةٍ ولا مضايقةٍ، "قس" (10/ 163). قال الكرماني (17/ 77):"تضارون" بتشديد الراء أي: هل تضارّون غيرَكم في حال الرؤية بمزاحمة وخفاء ونحوه؟. وبتخفيفها، أي: هل يلحقكم في رؤيته ضير؟ وهو الضرر، ولفظ "ضوء" بالجر بدل مما قبله،
فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ
(1)
، ضَوْءٌ
(2)
لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ
(3)
". قَالُوا: لَا. قَالَ: "فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ضَوْءٌ
(4)
لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ"، قَالُوا: لَا. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ
(5)
يَتْبَعُ
(6)
كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ، فَلَا يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ مِنَ الأَصْنَامِ وَالأَنْصَابِ
(7)
إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ
"ضَوْءٌ" في نـ: "ضَوْءًا"، وكذا في الموضع الثاني الآتي. "يَتَّبِعُ" في سـ، ذ:"فَيَتَّبِعُ"، [وفي "قس" (10/ 163): تَتْبَعُ بسكون المثناة الفوقية، ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني: تَتَّبِعُ بتشديدها، وله عن المستملي فَتَتْبَعُ، بزيادة فاء مع سكون الفوقية، والرفع في كلها، ويجوز الجزم بتقدير اللام].
===
وفي بعضها: "ضوءَى" بلفظ فَعلى بفتح الفاء، والتشبيه إنما وقع في الوضوح وزوال المشقةِ والاختلافِ لا في المقابلة والجهة وسائر الأمور التي جرت العادة بها عند الرؤية، انتهى. فالرؤية له تعالى حقيقة لكنا لا نُكَيِّفُها بل نَكِلُ كُنْه معرفتها إلى علمه تعالى، كذا في "القسطلاني"(10/ 163).
(1)
وهي اشتداد حر الشمس بالنهار في الصيف، "قس"(10/ 163).
(2)
بالرفع أي: هي ضوء، [وأعربه في "الكواكب" بالجر بدلًا مما قبله]، ولمسلم:"صحْوًا"، "قس"(10/ 163).
(3)
تأكيد لما قبله.
(4)
بالرفع أي: هي ضوءٌ، "قس"(10/ 163).
(5)
أي: نادى مناد، "قس"(10/ 163).
(6)
بالرفع ويجوز الجزم بتقدير اللام، "قس"(10/ 163).
(7)
حجارة كانت تعبد من دون الله، "قس"(10/ 163).
إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، بَرٌّ
(1)
أَوْ فَاجِرٌ
(2)
وَغُبَّرَاتُ
(3)
(4)
أَهْلِ الْكِتَابِ، فَتُدْعَى الْيَهُودُ فَيُقَالُ لَهُمْ: مَنْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ. فَيُقَالُ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ، فَمَاذَا تَبْغْونَ
(5)
؟ قَالُوا: عَطِشْنَا رَبَّنَا
(6)
فَاسْقِنَا. فَيُشَارُ
(7)
أَلَا تَردُونَ، فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ كَأَنَّهَا سَرَابٌ
(8)
، يَحْطِمُ
(9)
بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ،
"مَنْ كُنْتُمْ" في سـ، حـ، ذ:"مَا كُنْتُمْ".
===
(1)
أي: مطيع لربه.
(2)
أي: منهمك في المعاصي.
(3)
جمع لجمع الغابر أي: البقايا، "ك"(17/ 78).
(4)
قوله: (غبرات) بضم الغين المعجمة وتشديد الموحدة المفتوحة بعدها راء، بالرفع والجر مع الإضافة فيهما لأبي ذر، وبالجرِّ مُنوَّنًا [للأصيلي]، أي: بقايا أهل الكتاب، "قسطلاني"(10/ 163).
(5)
أي: تطلبون، "قس"(10/ 163).
(6)
بإسقاط أداة النداء، "قس"(10/ 163).
(7)
من الإشارة، ويحتمل أن يكون من قولهم: شرت الدابة إذا عرضها على البيع، "ك".
(8)
قوله: (كأنها سَرَاب) بالسين المهملة، هو الذي تراه نصفَ النهار في الأرض القفر والقنع
(1)
المستوي في الحر الشديد لامعًا مثلَ الماء يحسبه الظمآنُ ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، "قس"(10/ 163 - 164).
(9)
بكسر الطاء أي: يكسر، "قس"(10/ 164).
(1)
كذا في "قس"، وفي الأصل:"القاع".
ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَنْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ. فَيُقَالُ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ. فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا تَبْغُونَ
(1)
؟ فَكَذَلِكَ مِثْلَ الأَوَّلِ
(2)
، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، أَتَاهُمْ
(3)
رَبُّ الْعَالَمِينَ فِي أَدْنَى صُورَةٍ
(4)
(5)
مِنَ الَّتِي رَأَوْهُ
(6)
فِيهَا، فَيُقَالُ: مَاذَا تَنْتَظِرُونَ؟ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ. قَالُوا: فَارَقْنَا النَّاسَ
(7)
فِي الدُّنْيَا
"يُدْعَى النَّصَارَى" في نـ: "تُدْعَى النَّصَارَى". "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ" في نـ: "مَاذَا اتَّخَذَ اللَّهُ". "مَا تَبْغُونَ" في نـ: "مَاذَا تَبْغُونَ". "رَأَوْهُ فِيهَا" زاد بعده في نـ: "أَوَّلَ مَرَّةٍ"."فَيُقَالُ" في ذ: "فَقَالَ". "تَتْبَعُ" في نـ: "يَتَّبِعُ".
===
(1)
أي: تطلبون.
(2)
أي: فقالوا: عطشنا ربنا إلى آخره، "قس"(10/ 164).
(3)
الإتيان مجاز عن الظهور أي: ظهر لهم، "ك "(17/ 78).
(4)
أي: أقرب صفة، "قس"(10/ 164).
(5)
قوله: (أدنى صورةً) أي: أقربها، قال الخطابي: الصورة الصفة، يقال: صورة هذا الأمْر كذا: أي: صفته كذا، وأطلق الصورة على سبيل المشاكلة والمجاز. والرؤية بمعنى العلم لأنهم لم يروه قبل ذلك، ومعناه: يتجلى الله لهم على الصفة التي يعرفونه بها، "كرماني"(17/ 78 - 79).
(6)
عرفوه، "قس"(10/ 164).
(7)
قوله: (فارقنا الناسَ) أي: الذين زاغوا عن الطاعة في الدنيا. قوله: "على أفقر" أي: أحوج "ما كنا إليهم" في معايشنا ومصالح دنيانا، "ولم نصاحبهم" بل قاطعناهم، "قس"(10/ 164).
عَلَى أَفْقَرِ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ، وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ رَبَّنَا الَّذِي كُنَّا نَعْبُدُ
(1)
. فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ
(2)
: لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا" مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. [راجع: 22، أخرجه: م 183، تحفة: 4172].
9 - بَابُ قَولِهِ: {فَكَيْفَ
(3)
إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ
(4)
وَجِئْنَا بِكَ
(5)
عَلَى هَؤُلَاءِ
(6)
شَهِيدًا} الآية [النساء: 41]
الْمُخْتَالُ وَالْخَتَّالُ
(7)
وَاحِدٌ. . . . . . . . . .
"قَولِهِ" سقط في نـ. "الآية" سقط في نـ. "وَالْخَتَّالُ" في صـ: "وَالخَالُ".
===
(1)
أي: نعبده في الدنيا.
(2)
قوله: (فيقولون) زاد مسلم (ح: 183): "نعوذ بالله منك، لا نشرك بالله شيئًا" وإنما قالوا ذلك لأنه سبحانه تعالى تجلى لهم بصفة لم يعرفوها، "قس"(10/ 164).
(3)
استفهام توبيخ، "قس"(10/ 164).
(4)
أي: فكيف [حال] هؤلاء الكفار أو صنيعهم إذا جئنا من كل أمة بنبيهم يشهد على كفرهم لقوله تعالى: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} [المائدة: 117]، "قس"(10/ 164).
(5)
يا محمد.
(6)
أي: على صدق هؤلاء الشهداء لحصول علمك بعقائدهم ولدلالة كتابك وشرعك على قواعدهم، "قس"(10/ 165).
(7)
قوله: (المختال والختّال) بفتح الخاء المعجمة والفوقية المشددة معناهما "واحد" كذا في رواية الأكثر، ولا ينتظم هذا مع المختال، لأن "المختال" هو صاحب الخيلاء والكبر، فهو مفعتل من الخيلاء، وأما "ختال" فهو فَعّال من الختل، وهو الخديعة، فلا يمكن أن يكون بمعنى المختال المراد به
{نَطْمِسَ
(1)
} [النساء: 47]: نُسَوِّيَهَا حَتَّى تَعُودَ كَأَقْفَائِهِمْ. طَمَسَ الْكِتَابَ مَحَاهُ. {سَعِيرًا} [النساء: 55]: وُقُودًا
(2)
.
4582 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(4)
، عَنْ سُفْيَانَ
(5)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(6)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(7)
،. . . . . . . . . .
"{سَعِيرًا} " في ذ: {جَهَنَّمَ سَعِيرًا} . "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في ذ: "أَخْبَرَني يَحْيَى"، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا يَحْيَى".
===
المتكبر. وللأصيلي "والخال" بدون الفوقية بدل "الختال"، وصوّبه غير واحد؛ لأنه يطلَقُ على معان، فيكون بمعنى الخائل وهو المتكبر، قال في اليونينية: وعند أبي ذر "والختال" بالخاء والتاء، وأنكر ذلك شيخنا الإمام أبو عبد الله بن مالك قال: والصواب "والخال" بغير تاء، انتهى. ومراده قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36]، "قس"(10/ 165).
(1)
قوله: ({نَطْمِسَ}) يريد قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا} أي: "نسوِّيها حتى تعود كأقفائهم" حقيقة أو هو تمثيل وليس المراد حقيقته حسًّا، وأسند الطبري عن قتادة: المراد أن تعود الأوجه في الأقفية. ويقال: طَمَسَ الكتابَ: إذا محاه، "قس"(10/ 165).
(2)
هو تفسير " {سَعِيرًا} " يريد قوله تعالى: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} ، "ك"(17/ 79).
(3)
ابن الفضل المروزي.
(4)
ابن سعيد القطان، "قس"(10/ 165).
(5)
الثوري، "قس"(10/ 165).
(6)
ابن مهران الأعمش، "قس"(10/ 165).
(7)
النخعي.
عَنْ عَبِيدَةَ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
- قَالَ يَحْيَى
(3)
: بَعْضُ الْحَدِيثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
(4)
- قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ عَلَيَّ". قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ: "فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي
(5)
". فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} قَالَ
(6)
: "أَمْسِكْ"، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ
(7)
. [أطرافه: 5049، 5050، 5055، 5056، أخرجه: م 800، د 3668، ت 3025، س في الكبرى 11105، تحفة: 9402].
"فَإِنِّي أُحِبُّ" في نـ: "إِنِّي أُحِبُّ".
===
(1)
بالفتح ابن عمرو السلماني، "قس"(10/ 165).
(2)
أي: ابن مسعود.
(3)
ابن سعيد، بالإسناد السابق، "قس"(10/ 166).
(4)
قوله: (قال يحيى: بعض الحديث عن عمرو بن مرة) بضم الميم وشدة الراء، التابعي، وذكر البخاري كلامه للتقوية وإلا فإسناده مقطوع، وبعض الحديث مجهول. وفي "القسطلاني" (10/ 166): أنه رواه عن إبراهيم النخعي بإسناده المذكور. والحاصل أن الأعمش سمع الحديث من إبراهيم النخعي وسمع بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم يعني عن عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه، "خير".
(5)
ليكون عرض القرآن سنة أو ليتدبره، "قس"(10/ 166).
(6)
صلى الله عليه وسلم.
(7)
قوله: (تذرفان) بالذال المعجمة وكسر الراء، أي: تطلقان دمعَهما، وبكاؤه صلى الله عليه وسلم على المفرطين أو لعظم ما تضمنته الآية من هولِ
(1)
(1)
في الأصل: "حول" وهو تحريف.
10 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} [النساء: 43]
{صَعِيدًا
(1)
} [النساء: 43]: وَجْهُ
(2)
الأَرْضِ.
وَقَالَ جَابِرٌ
(3)
: كَانَتِ الطَّوَاغِيتُ
(4)
الَّتِي يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهَا فِي جُهَيْنَةَ
(5)
وَاحِدٌ
(6)
، وَفِي أَسْلَمَ
(7)
وَاحِدٌ، وَفِي كُلِّ حَيٍّ
(8)
وَاحِدٌ، كُهَّانٌ
(9)
يَنْزِلُ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ
(10)
.
"بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {مِنَ الْغَائِطِ} " زاد بعده في نـ: " {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} .
===
المطلع وشدة الأمر، أو بكاء فرح لا بكاء حزن؛ لأنه تعالى جعل أمته شهداء على سائر الأمم. وفي هذا الحديث ثلاثة من التابعين في نسق واحد، وأخرجه أيضًا في "فضائل القرآن" (ح: 5049)، "قسطلاني"(10/ 166).
(1)
أي: قال تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا} .
(2)
لأبي ذر بالرفع، أي: هو الأرض، "قس"(10/ 167).
(3)
ابن عبد الله الأنصاري، في قوله تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [النساء: 60].
(4)
جمع طاغوت.
(5)
قبيلة.
(6)
أي: طاغوت واحد.
(7)
قبيلة.
(8)
أي: قبيلة.
(9)
جمع كاهن، "قس"(10/ 168).
(10)
أي: بالأخبار عن الكائنات في المستقبل، "قس"(10/ 168).
وَقَالَ عُمَرُ
(1)
: الْجِبْتُ: السِّحْرُ، وَالطَّاغُوتُ
(2)
: الشَّيْطَانُ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ
(3)
: الْجِبْتُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ
(4)
: الشَّيْطَانُ، وَالطَّاغُوتُ: الْكَاهِنُ.
4583 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ
(6)
، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ
(7)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: هَلَكَتْ
(8)
قِلَادَةٌ لأَسْمَاءَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَلَبِهَا رِجَالًا، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَيْسُوا عَلَى وُضُوءٍ، وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً، فَصَلَّوْا وَهُمْ عَلَى غَيرِ وُضُوءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ التَّيَمُّمَ
(9)
. [راجع: 334، أخرجه: د 317، تحفة: 17060].
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ". "التَّيَمُّمَ" في نـ: "يَعْنِي آيَةَ التَّيَمُّمِ".
===
(1)
ابن الخطاب.
(2)
يريد قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51]، "قس"(10/ 168).
(3)
مولى ابن عباس، "قس"(10/ 168).
(4)
فيه جواز وقوع المعرَّب في القرآن، وحمله الشافعي على توارد اللغتين، "قس"(10/ 168).
(5)
ابن سلام، "قس"(10/ 168).
(6)
ابن سليمان، اسمه عبد الرحمن، "قس"(10/ 168).
(7)
عروة بن الزبير، "قس"(10/ 168).
(8)
ضاعت.
(9)
هذا الحديث سبق تامًا (برقم: 334) في "التيمم".
11 - بَابُ قَولِهِ: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
(1)
} [النساء: 59] ذَوِي الأَمْرِ
4584 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(4)
، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ
(5)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} . قَالَ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"بَابُ" سقط في نـ. " {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} " زاد قبله في نـ: " {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} ". "ذَوِي الأَمْرِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ" في كن: "حَدَّثَنَا سنيد
(6)
".
===
(1)
قوله: (وأولي الأمر منكم) أي: "ذوي الأمر"، وهم الخلفاء الراشدون ومن سلك طريقهم في رعاية العدل، ويدرج فيهم القُضاةُ وأُمراءُ
(1)
السرية. أمر الله الناسَ بطاعتهم بعد ما أمرهم بالعدل تنبيهًا على أن وجوب طاعتهم ما داموا على الحق، "قسطلاني"(10/ 168 - 169).
(2)
المروزي.
(3)
المصيصي.
(4)
أي: عبد الملك.
(5)
ابن هرمز.
(6)
ابن داود، هذا لابن السكن بدل "صدقة"، وضعف أبو حاتم سنيدًا، كذا في "قس"(10/ 169).
(1)
في الأصل: "وآمر".
نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ
(1)
بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ
(2)
، إِذْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ
(3)
. [أخرجه: م 1843، د 2624، ت 1672، س 4194، تحفة: 5651].
===
(1)
قوله: (نزلت في عبد الله) قال في "الخير الجاري": قد تردد البعض فيه رواية ودراية. [وفي رواية:] قال: اجلسوا إنما كنت أمزح. وأنها كانت في سرية الأنصار، وعبد الله بن حذافة قرشي مهاجري، والظاهر من هذا الطريق ومن الطريق المذكور فيما سبق تعددُ الواقعة، قال في "الفتح" (8/ 59): والمراد من قصة ابن حذافة قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء: 59]، انتهى. وسيجيء بعض بيانه في الصفحة اللاحقة إن شاء الله تعالى، ومرَّ ذكر السرية (برقم: 4340) في "المغازي".
(2)
القرشي السهمي من قدماء المهاجرين، توفي بمصر في خلافة عثمان، "قس"(10/ 169).
(3)
قوله: (في سرية) مرَّ ذكر السرية (برقم: 4340) في "باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي". قال القسطلاني (10/ 169): وقد اعترض الداودي على القول بأن الآية نزلت في عبد الله بن حذافة: بأنه وهم من غير ابن عباس؛ لأن الآية إن كانت نزلت قبل هذه القصة، فكيف يخص عبد الله بن حذافة بالطاعة دون غيره؟! وإن كانت بعد فإنما قيل لهم: إنما الطاعة في المعروف، وما قيل لهم: لِمَ لَمْ تطيعوه؟ وأجاب في "الفتح"(8/ 254): [بأن المراد] من قصة ابن حذافة قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} لأن أهل السرية تنازعوا في امتثال ما أمرهم به، فالذين همّوا أن يطيعوه وقفوا
(1)
عند امتثال الأمر بالطاعة، والذين امتنعوا عارض عندهم
(1)
في الأصل: "وكفوا".
12 - بَابُ قَولِهِ: {فَلَا وَرَبِّكَ
(1)
لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
(2)
} [النساء: 65]
4585
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ
(6)
قَالَ: خَاصَمَ الزُّبَيْرُ
(7)
رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ
(8)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"قوله" سقط في نـ.
===
الفرارُ من النار، فناسب أن ينزل في ذلك ما يرشدهم إلى ما يفعلونه عند التنازع، وهو الردّ إلى الله وإلى رسوله.
(1)
أي: فوربك، و"لا" مزيدة لتأكيد القسم، "قس"(10/ 170).
(2)
أي: فيما اختلف بينهم.
(3)
المديني.
(4)
هو غندر.
(5)
ابن راشد.
(6)
ابن الزبير بن العوام.
(7)
ابن العوام.
(8)
قوله: (رجلًا من الأنصار) قال العيني (9/ 66): قال شيخنا: لم يقع تسمية هذا الرجل في شيء من طرق الحديث فيما وقفت عليه، ولعل الزبير وبقية الرواة أرادوا سَترَه لما وقع. قال الداودي: إنه كان منافقًا. قال النووي: وجعله من الأنصار لكونه من قبيلتهم لا من أنصار المسلمين، ويعكر على هذا قولُ البخاري في كتاب "الصلح" (ح: 2708): "أنه من الأنصار قد شهد بدرًا"، انتهى مختصرًا.
قال القسطلاني (10/ 172): قيل: كان هذا الرجل يهوديًا، وعورض بأنه وصف بكونه أنصاريًا ولو كان يهوديًا لم يوصف بذلك؛
فِي شَرِيجٍ
(1)
مِنَ الْحَرَّةِ
(2)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلِ
(3)
الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ". فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ كَانَ
(4)
ابْنَ عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ
(5)
وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ
"أَنْ كَانَ" في هـ، ذ:"آن كَانَ"، وفي حـ، سـ، ذ:"وَأَنْ كَانَ". "فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ" في قتـ، ذ:"فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
===
إذ هو وصفُ مدح. ولا يبعد أن يبتلى غيرُ المعصوم بمثل ذلك عند الغضب، انتهى.
(1)
بفتح المعجمة وكسر الراء آخره جيم: مسير الماء يكون في الجبل وينزل إلى السهل، "قس"(10/ 171).
(2)
أي: حرة المدينة هي أرض ذات حجارة خارج المدينة.
(3)
بهمزة قطع.
(4)
قوله: (أن كان) بفتح الهمزة وكسرها، والجزاء محذوف، وكذا المعلل، أي: لأن كان ابن عمتك حكمتَ له بالتقديم والترجيح، وكان الزبير ابنَ صفيةَ بنتِ عبد المطلب عمةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ك"(17/ 82)، "قس" (10/ 171). ولأبي ذر عن الكشميهني:"آن كان" بهمزة مفتوحة ممدودة استفهام إنكاري، وله عن الحموي والمستملي:"وأن كان" بواو وفتح الهمزة
(1)
، ووقع عند الطبري فقال: اعدل يا رسول الله، وأن كان ابنَ عمتك، أي: من أجل هذا حكمتَ له عليّ. قوله: "فتلون وجهه" أي: تغير من الغضب لانتهاك حرمة النبوة، "قس" (10/ 171). ومرَّ الحديث في (رقم: 2359 و 2708)، وغير ذلك.
(5)
أي: تغير.
(1)
في الأصل: "وكسر الهمزة".
حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ
(1)
، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ". وَاسْتَوْعَى
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيحِ الْحُكْمِ حِينَ أَحْفَظَهُ
(3)
الأَنْصَارِيُّ، كَانَ أَشَارَ عَلَيْهِمَا
(4)
بِأَمْرٍ لَهُمَا فِيهِ سَعَةٌ. قَالَ الزُّبَيْرُ: فَمَا أَحْسِبُ هَذِهِ الآيَاتِ إِلَّا نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} . [راجع: 2360، تحفة: 3634].
13 - بَابٌ قَولُهُ: {فَأُولَئِكَ
(5)
مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ
(6)
} [النساء: 69]
4586 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ
(7)
"بِأَمْرٍ لَهُمَا" في هـ، ذ:"بِأَمْرٍ لَهُ". "قَولُهُ" سقط في نـ. " {مِنَ النَّبِيِّينَ} " في نـ بدله: "الآية".
===
(1)
بفتح الجيم وسكون المهملة، المراد به جدران الشربات وهي الحفر التي تحفر في أصول النخل، "قس"(10/ 171).
(2)
أي: استوفى.
(3)
بالحاء المهملة والفاء والظاء المعجمة أي: أغضبه، "قس"(10/ 172).
(4)
أي: في أول الأمر، "قس"(10/ 172).
(5)
أي: من أطاع الله والرسول.
(6)
في الجنة بحيث يتمكن كل واحد منهم من رؤية الآخر، وليس المراد كون الكل في درجة واحدة.
(7)
الطائفي نزيل الكوفة.
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ عُرْوَةَ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ". وَكَانَ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ
(3)
شَدِيدَةٌ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ
(4)
. [راجع: 4435].
14 - بَابٌ قَوْلُهُ: {وَمَا لَكُمْ
(5)
لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ} إِلَى {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} [النساء: 75]
"قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ" في ذ: "عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ". "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ" في قتـ، ذ:"سَمِعْتُ النَّبِيَّ". "الَّذِي قُبِضَ فِيهِ" في هـ، ذ:"الَّتِي قُبِضَ فِيهَا"."بَابٌ" بالتنوين ثبت في ذ. "إِلَى {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} " في قتـ، ذ بدله:"الآية".
===
(1)
سعد بن إبراهيم.
(2)
ابن الزبير، "قس"(10/ 173).
(3)
بضم الموحدة وشدة المهملة: غلظ وخشونة تعرض في مجاري النفس فيغلظ الصوت، "قس"(9/ 472).
(4)
قوله: (خُيِّر) بضم الخاء المعجمة، أي: خُيّرَ بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وهذا معنى قوله في الحديث الآخر:"اللَّهُم الرفيقَ الأعلى" ثلاثًا، "قس" (10/ 173). ومرَّ الحديث (برقم: 4435) مع بعض بيانه.
(5)
قوله: ({وَمَا لَكُمْ}) مبتدأ وخبر. وقوله: " {لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} " حال، والعامل فيها ما في الظرف من معنى الفعل. وقوله:"المستضعفين" عطف على اسم "الله" أي: وفي سبيل المستضعفين، وهو تخليصهم من الأسر، "بيضاوي"(1/ 224).
4587 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ. [راجع: 1357، تحفة: 5868].
4588 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ
(4)
، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(5)
: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ تَلَا: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ
(6)
مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء: 75] قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي
(7)
مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ
(8)
. [راجع: 1357، تحفة: 5797].
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ" زاد بعده في ذ: "مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالوِلْدَانِ". "أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ" في سـ، حـ، ذ:"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ".
===
(1)
المسندي.
(2)
ابن عيينة، "قس"(10/ 174).
(3)
مصغرًا ابن أبي يزيد المكي، "قس"(10/ 174).
(4)
السختياني.
(5)
عبد الله.
(6)
قوله: ({إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}) استثناء منقطع لعدم دخولهم في الموصولِ وضميرِه والإشارة إليه. وذكر "الولدان" إن أريد به المماليك - أي: بأن كان جمع وليد - فظاهر، وإن أريد به الصبيان فللمبالغة في الأمر والإشعار بأنهم على صدد وجوب الهجرة فإنهم إذا بلغوا وقدروا فلا محيص لهم عنها، "بيضاوي"(1/ 232).
(7)
أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، "قس"(10/ 174).
(8)
أي: جعلهم من المعذورين المستضعفين، "ك"(17/ 83).
وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(1)
: {حَصِرَتْ} [لنساء: 90]: ضَاقَتْ. {تَلْوُوا} [لنساء: 135]: أَلْسِنَتَكُمْ بِالشَّهَادَةِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(2)
: الْمُرَاغَمُ: الْمُهَاجَرُ
(3)
، رَاغَمْتُ: هَاجَرْتُ قَوْمِي. {مَوْقُوتًا} [النساء: 103]: مُوَقَّتًا وَقَّتَهُ عَلَيْهِمْ.
15 - بَابُ قَوْلِهِ: {فَمَا لَكُمْ
(4)
فِي الْمُنَافِقِينَ
(5)
فِئَتَيْنِ
(6)
وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ
(7)
} [النساء: 88]
"قَوْلِهِ" سقط في نـ. " {أَرْكَسَهُمْ} " زاد بعده في نـ: " {بِمَا كَسَبُوا} ".
===
(1)
قوله: (ويذكر عن ابن عباس) مما وصله ابن أبي حاتم في تفسيره في قوله تعالى: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ} أي: "ضاقت". وعنه أيضًا مما وصله الطبري: {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} أي: تلووا "ألسنتكم" عن شهادة الحق أو تعرضوا عن أدائها {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 135]، كذا في "قس"(10/ 175).
(2)
أي: غير ابن عباس.
(3)
قوله: (المراغَم: المهاجَر) يريد تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} [النساء: 100] قال أبو عبيدة: المراغَم والمهاجَر واحد. وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} : أي: "مُوَقَّتًا وَقَّتَه عليهم" تبارك وتعالى، "قس"(10/ 175).
(4)
مبتدأ وخبر، "قس"(10/ 175).
(5)
حال.
(6)
حال كما سيجيء، والمعنى ما لكم لا تتفقون في شأنهم بل افترقتم في شأنهم بالخلاف في نفاقهم مع ظهوره، "قس"(10/ 175).
(7)
أي: ردّهم في حكم المشركين كما كانوا، "قس"(10/ 175).
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَدَّدَهُمْ
(1)
، {فِئَةٌ}: جَمَاعَةٌ.
4589 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ
(2)
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
(3)
قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(4)
، عَنْ عَدِيٍّ
(5)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ
(6)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: {فَمَا لَكُمْ
(7)
فِي الْمُنَافِقِينَ
(8)
فِئَتَيْنِ
(9)
} رَجَعَ نَاسٌ
(10)
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ، وَكَانَ النَّاسُ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ: فَرِيقٌ يَقُولُ: اقْتُلْهُمْ
(11)
، وَفَرِيقٌ يَقُولُ: لَا
(12)
، فَنَزَلَتْ
(13)
:
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "وَكَانَ النَّاسُ" في نـ: "فَكَانَ النَّاسُ".
===
(1)
بتشديد المهملة الأولى أي: فرقهم وهو تفسير "أركسهم"، "ك"(17/ 83).
(2)
محمد بن جعفر.
(3)
ابن مهدي.
(4)
ابن الحجاج.
(5)
ابن ثابت التابعي، "قس"(10/ 176)، "ك"(17/ 83).
(6)
الخطمي الصحابي، "قس"(10/ 176).
(7)
مبتدأ وخبر، "قس"(10/ 175).
(8)
حال من "فئتين" أي: متفرقين فيهم.
(9)
حال عاملها "لكم"، "بيض"(1/ 229).
(10)
وهم عبد الله بن أُبَي وأتباعه وكانوا ثلاثمائة، "قس"(10/ 176).
(11)
يا رسول الله فإنهم منافقون، "قس"(10/ 176).
(12)
أي: لا تقتلهم فإنهم تكلموا بكلمة الإسلام، "قس"(10/ 176).
(13)
وقيل: نزلت في قوم رجعوا إلى مكة وارتدوا، "قس"(10/ 176).
{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} ، وَقَالَ: "إِنَّهَا طَيْبَةُ
(1)
تَنْفِي الْخَبَثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ". [راجع: 1884].
بَابٌ قَولُهُ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ
(2)
أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء: 83]: أَفْشَوْهُ
{يَسْتَنْبِطُونَهُ
(3)
} [النساء: 83]: يَسْتَخْرِجُونَهُ. {حَسِيبًا
(4)
} [النساء: 86]: كَافِيًا. {إِلَّا إِنَاثًا
(5)
} [النساء: 117]: الْمَوَاتَ حَجَرًا أَوْ مَدَرًا
"وَقَالَ" في ذ: "فَقَالَ". "خَبَثَ الْفِضَّةِ" في حـ، ذ:"خَبَثَ الْحَدِيدِ". "قَولُهُ" سقط في نـ."أَفْشَوْهُ" في نـ: "أَيْ: أَفْشَوْهُ". "الْمَوَاتَ" في نـ: "يَعْنِي الْمَوَاتَ".
===
(1)
قوله: (إنها طيبة) اسم المدينةِ، إن كان هذا كلامًا مستأنفًا فظاهر، وإن كان مربوطًا بما قبله كان فيه إشارة إلى أن هؤلاء ستنفيهم
(1)
الطيبة، أي: تخرجهم المدينة، "خ".
(2)
كفتح أو غنيمة.
(3)
يريد قوله تعالى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ} ، "قس"(10/ 177).
(4)
يريد قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} .
(5)
قوله: ({إِلَّا إِنَاثًا}) يريد قوله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا} أي: ما يعبدون من دون الله إلا إناثًا. "وإناثا يعني الموات. . ." إلخ. قال الحسن: كل شيء لا روح فيه كالحجر والخشبة هي إناث، وقد كانوا يسمون أصنامهم بأسماء الإناث كاللات والعزى ومناة، كذا في "قس"(10/ 177).
(1)
في الأصل: "سينقيهم".
وَمَا أَشْبَهَهُ. {مَرِيدًا
(1)
} [النساء: 117]: مُتَمَرِّدًا. {فَلَيُبَتِّكُنَّ
(2)
} [النساء: 119]: بَتَكَهُ: قَطَعَهُ. {قِيلًا
(3)
} [النساء: 122]: وَقَوْلًا وَاحِدٌ. {طَبَعَ
(4)
} [النساء: 156]: خُتِمَ.
===
(1)
قوله: ({مَرِيدًا}) يريد قوله تعالى: {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا} أي: ما يعبدون بعبادة الأصنام إلا شيطانًا مريدًا "متمردًا"، "قس"(10/ 177).
(2)
قوله: ({فَلَيُبَتِّكُنَّ}) يريد قوله: " {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} "، هو من حكاية قول الشيطان وقد كانوا يشقون أذني الناقة إذا ولدت خمسة أبطن وجاء الخامس ذكرًا، وحَرّمُوا على أنفسهم الانتفاعَ بها، ولا يردّونَها عن ماء ولا مرعى، "قس"(10/ 177).
(3)
يريد قوله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} .
(4)
قوله: ({طَبَعَ}) بضم الطاء وكسر الموحدة، أي:"خُتِمَ"، يريد تفسير قوله تعالى:{طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} . ولم يذكر المؤلف حديثًا في هذا الباب، قال الحافظ ابن كثير (2/ 127): ولنذكر هنا يعني عند تفسير آية الباب حديث عمر بن الخطاب المتفق عليه حين بلغه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلّق نساءَه، فجاء من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناسَ يقولون ذلك، فلم يصبر حتى استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فاستفهمه: أطلَّقتَ نساءك؟ قال: لا، فقلت: الله أكبر"، وذكر الحديث بطوله. وعند مسلم:"فقلت: أطلقتَهن؟ فقال: لا، فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي: لم يطلِّق نساءه، ونزلت هذه الآية: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83]، فكنت أنا استنبطتُ ذلك الأمر". قال الحافظ ابن حجر: وهذه القصة عند البخاري لكن بدون هذه الزيادة فليست على شرطه، فكأنه أشار إليها بهذه الترجمة، انتهى. وظاهر قول المفسرين السابق أن سببَ نزول [هذه الآية] الإخبارُ
16 - بَابٌ قَولُهُ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93]
4590 -
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: اخْتَلَفَ فِيهَا
(2)
أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَرَحَلْتُ فِيهَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} هِيَ آخِرُ مَا نَزَلَ وَمَا نَسَخَهَا شَيْءٌ. [راجع: 3855، أخرجه: م 3023، د 4275، س 3999، تحفة: 5621].
"قَولُهُ" سقط في نـ. "اخْتَلَفَ فِيهَا" في نـ: "آيةٌ اخْتَلَفَ فِيهَا". "فَرَحَلْتُ" كذا في هـ، وفي ذ:"فَدَخَلْتُ". "مَا نَزَلَ" في نـ: "مَا نَزَلَتْ".
===
عن السرايا والبعوث بالأمن والخوف وهو خلاف ما في حديث مسلم، "قس"(10/ 177).
(1)
ابن الحجاج.
(2)
قوله: (اختلف فيها) أي: في حكمها. وفي بعضها "فقهاء" جمع الفقيه، ولفظ "فيها" حينئذ مقدر. قوله:"وما نسخها شيء" فإن قلت: فإذا لم تكن منسوخة فيكون القاتل مخَلَّدًا في النار وهو خلاف مذهب الجماعة؟ قلت: المراد بالخلود: المكث الطويل؛ إذ ثبَتَ أنه لا يبقى في النار من كان في قلبه مثقال خردل من الإيمان، هذا كله في "الكرماني"(17/ 84).
قال البيضاوي (1/ 231): قال ابن عباس: "لا يقبَلُ توبة قاتل المؤمن عمدًا"، ولعله أراد به التشديدَ؛ إذ روي عنه خلافُه، والجمهور على أنه مخصوص بمن لم يتب لقوله:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ} [طه: 82] ونحوه، وهو عندنا إما مخصوص بالمستحلِّ له كما ذكره عكرمة وغيره، أو المراد بالخلود المكث الطويل؛ فإن الدلائل متظاهرة على أن عصاة المسلمين لا يدوم عذابهم، انتهى.
17 - بَابٌ قَولُهُ: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ
(1)
لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94]
السَّلْمُ
(2)
(3)
وَالسَّلَمُ وَالسَّلَامُ وَاحِدٌ.
4591 -
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
، عَنْ عَمْرٍو
(6)
، عَنْ عَطَاءٍ
(7)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} . قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ رَجُلٌ
(8)
فِي غُنَيْمَةٍ
(9)
لَهُ،
"قَولُهُ" سقط في نـ. " {السَّلَامَ} " في نـ: " {السَّلَامَ} ". "حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" في ذ: "حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ".
===
(1)
أي: لمن حياكم بتحية الإسلام، وقرأ نافع وابن عامر وحمزة السلم بغير الألف أي: الاستسلام والانقياد وفسر به السلام أيضًا، "بيض"(1/ 231).
(2)
بكسر السين وسكون اللام، وهي قراءة أويس
(1)
عن عاصم بن [أبي] النجود. "والسَّلَم" بفتحهما من غير [ألفٍ]، وهي قراءة نافع وابن عامر وحمزة، "والسلام" بفتحهما ثم ألف وهي قراءة الباقين، "قس"(10/ 180).
(3)
وروي عن عاصم الجحدري بفتح السين وسكون اللام، [انظر "فتح الباري" (8/ 258)].
(4)
المديني.
(5)
ابن عيينة، "قس"(10/ 180).
(6)
ابن دينار.
(7)
ابن أبي رباح.
(8)
هو عامر بن الأضبط، "قس"(10/ 180).
(9)
تصغير غنم، "قس"(10/ 180).
(1)
في "قس"(10/ 180): رويس، وفي "ف" (8/ 258): رُوِيَتْ. وهو الصواب.
فَلَحِقَهُ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَتَلُوهُ
(1)
وَأَخَذُوا غُنَيْمَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ إِلَى قَوْلِهِ:{عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء: 94] تِلْكَ الْغُنَيْمَةُ.
قَالَ
(2)
: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {السَّلَامَ
(3)
}. [أخرجه: م 3025، س 3974، ن في الكبرى 8590، تحفة: 5940].
18 - بَابٌ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 95]
4592
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ
(6)
: أَنَّهُ رَأَى مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ
(7)
فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَخْبَرَنَا
(8)
أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ:
"{عَرَضَ} " في ذ: " {تَبْتَغُونَ عَرَضَ} ". {السَّلَامَ} " في نـ: "السَّلَمَ". "{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} " في ذ: "{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الآية" وسقط ما بعد ذلك، وفي نـ زاد بعده: "{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ".
===
(1)
الذي قتله مُحَلِّم، "قس"(10/ 180).
(2)
عطاء، وهو موصول بالإسناد السابق، "قس"(10/ 181).
(3)
بالألف، "قس"(10/ 181).
(4)
الأويسي المدني.
(5)
محمد بن مسلم.
(6)
هو صحابي يروي عن التابعي، "ك"(17/ 86).
(7)
ابن أبي العاص التابعي، قال ابن عبد البر: لا نتهمه في الحديث.
(8)
بفتح الراء.
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْلَى عَلَيْهِ
(1)
: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ، فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ
(2)
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ - وَكَانَ أَعْمَى -، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ
(3)
حَتَّى خِفْتُ أَنْ تُرَضَّ
(4)
فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ
(5)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {غَيْرُ
(6)
"قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ" في ذ: "فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ". "عَلَى رَسُولِهِ" زادت التصلية في نـ.
===
(1)
قوله: (أملى عليه) الإملاء والإملال: الإلقاء على الكاتب ليكتبه، كذا في "المجمع" (4/ 633). قوله:"أن ترضَّ" بضم الفوقية وفتح الراء وعكسها وتشديد المعجمة، أي: تدقّ، كذا في "قس"(10/ 182).
(2)
أي: يلقي الآية علي، "قس"(10/ 182).
(3)
أي: فخذه من ثقل الوحي.
(4)
بلفظ المعلوم والمجهول أي: تدق، "قس"(10/ 182).
(5)
قوله: (ثم سُرّيَ) بضم المهملة وتشديد الراء المكسورة، أي: انكشف عنه وأزيل، يقال: سَرَوْتُ الثوبَ وسَرَيْتُه: إذا خلعتَه، والتشديد فيه للمبالغة، أي: أزيل عنه ما نزل به من برحاء الوحي، "قسطلاني"(10/ 182)[وانظر "مجمع" (3/ 69)].
(6)
قوله: ({غَيْرُ}) بالحركات الثلاث: قرأ بالرفع ابنُ كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم على أنه صفة لـ "القاعدون" لأن "القاعدون" غير معين، فهو مثل قوله: ولقد أمر على اللئيم يَسُبُّني، أو بدل منه، وقرأ نافع وابن عامر والكسائي بالنصب على الحال أو الاستثناء، وقرئ في الرواية الشاذة بالجر على أنه صفة لـ "المؤمنين" أو بدل منه، ملتقط من "بيض"(1/ 231)، و"قس"(10/ 182).
أُولِي الضَّرَرِ
(1)
}. [راجع: 2832].
4593 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(3)
، عَنِ الْبَرَاءِ
(4)
قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ الآيةُ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا فَكَتَبَهَا، فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَشَكَا ضَرَارَتَهُ
(5)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} . [راجع: 2831].
4594 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ
(6)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ادْعُوا فُلَانًا
(7)
". فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ وَالْكَتِفُ، فَقَالَ: "اكْتُبْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
"ادْعُوا فُلَانًا" في نـ: "ادْعُوا لِي فُلَانًا". "وَالْكَتِفُ" في نـ: "أَوِ الْكَتِفُ".
===
(1)
أي: الأصحاء.
(2)
ابن الحجاج.
(3)
عمرو بن عبد الله السبيعي.
(4)
ابن عازب.
(5)
قوله: (ضرارته) بفتح الضاد المعجمة، أي: عماه، قال الراغب: الضرر اسم عام لكل ما يضر بالإنسان في بدنه ونفسه، وعلى سبيل الكناية عبّر عن الأعمى بالضرير، "قس"(10/ 183)، وسبق الحديث (برقم: 2831) في "الجهاد".
(6)
ابن يونس، "قس"(10/ 183).
(7)
أي: زيد بن ثابت.
وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 95]، وَخَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ
(1)
(2)
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ
(3)
، فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا
(4)
: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ
(5)
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. [راجع: 2831، تحفة: 1818].
===
(1)
اسمه عبد الله أو عمرو واسم أبيه زائدة، "قس"(6/ 363).
(2)
قوله: (وخلفَ النبي صلى الله عليه وسلم ابنُ أم مكتوم) هو عمرو بن قيس القرشي، واسم الأم عاتكة بالمهملة والفوقانية، المخزومية.
فإن قلت: الحديث الأول مشعر بأنه جاء حالة الإملال، والثاني بأنه جاء بعد الكتابة، والثالث بأنه كان جالسًا خلف النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا منافاة؛ إذ معنى "كتبها": كتب بعضَ الآية، وهي نحو {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} مثلًا، وأما "جاء" فهو حقيقة، والمراد: جاء وجلس خلف النبي صلى الله عليه وسلم، أو بالعكس أي: جلس خلفه صلى الله عليه وسلم ثم جاءه مواجهة فخاطبه، وإما مجاز عن: تَكلَّم ودخل في البحث، كذا في "ك"(17/ 87).
(3)
أي: لا أستطيع الجهاد.
(4)
أي: في مكان الكتابة في الحال قبل أن يجف القلم، "قس"(10/ 183).
(5)
قوله: ({لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ. . .} إلخ) لم يقتصر الراوي هنا على ذكر الكلمة الزائدة، وهي {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} كما في السابقة، فيحتمل أن يكون الوحي نزل بإعادة الآية بالزيادة بعد أن نزل بدونها، فحكى الراوي صورة الحال، أو نزل قوله:{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} فقط وأعاد الراوي الآية من أولها حتى يتصل المستثنى بالمستثنى منه، "قس"(10/ 183).
4595 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ
(2)
: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ
(3)
أَخْبَرَهُمْ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ قالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ
(5)
: أَنَّ مِقْسَمًا
(6)
مَوْلَى عَبدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} عَنْ بَدْرٍ
(7)
وَالْخَارِجُونَ مِنْ بَدْرٍ. [راجع: 3954].
19 - بَابٌ قَولُهُ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ
(8)
ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ
(9)
قَالُوا
"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في ذ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى". "ح" سقط في نـ. "مِنْ بَدْرٍ" في نـ: "إلَى بَدْرٍ". "بَابٌ" سقط في نـ. "قَولُهُ" سقط في نـ. " {فِيمَ كُنْتُمْ} " في نـ بعده: "إلَى {وَسَاءَتْ مَصِيرًا} " وسقط ما بعده.
===
(1)
الفراء الرازي الصغير.
(2)
هو ابن يوسف.
(3)
عبد الملك.
(4)
هو ابن منصور لا ابن راهويه، "قس"(10/ 184).
(5)
الجزري، "قس"(10/ 184).
(6)
كمنبر.
(7)
أي: عن غزوة بدر، "قس"(10/ 184).
(8)
أي: ملك الموت وأعوانه، "قس"(10/ 186).
(9)
أي: من أمر الدين في فريق المسلمين أو المشركين؟ والسؤال للتوبيخ يعني لم تركتم الجهاد والهجرة والنصرة؟، "قس"(10/ 186).
كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ
(1)
فِي الْأَرْضِ
(2)
قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا
(3)
} الآيَةَ [النساء: 97]
4596 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ
(5)
وَغَيْرُهُ
(6)
قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(7)
أَبُو الأَسْوَدِ قَالَ: قُطِعَ
(8)
عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بَعْثٌ
(9)
فَاكْتُتِبْتُ فِيهِ، فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُهُ، فَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْيِ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
(10)
كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يُكَثِرُونَ
===
(1)
أي: عاجزين، "قس"(10/ 186).
(2)
أي: أرض مكة، "بغوي"(2/ 273)، أي: لا نقدر على الخروج من مكة، "قس"(10/ 186).
(3)
أي: إلى المدينة.
(4)
بلفظ الفاعل من الإقراء، "قس".
(5)
ابن شريح، "قس"(10/ 186).
(6)
هو ابن لهيعة المصري كما أخرجه الطبراني في "الصغير"، "قس"(10/ 186).
(7)
ابن نوفل الأسدي.
(8)
قوله: (قطع على أهل المدينة بعث) بضم القاف وكسر الطاء مبنيًا للمفعول، أي: ألزموا بإخراج جيش لقتال أهل الشام في خلافة عبد الله بن الزبير على مكة. قوله: "فاكتتبتُ فيه" بضم الفوقية الأولى وكسر الثانية وسكون الموحدة مبنيًا للمفعول، كذا في "قس"(10/ 187).
(9)
أي: جيش، "ك"(17/ 88).
(10)
قوله: (أن ناسًا من المسلمين) سمى ابن أبي حاتم في تفسيره:
سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي السَّهْمُ يُرْمَى بِهِ، فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ
(1)
فَيَقْتُلُهُ أَوْ يُضْرَبُ فَيُقْتَلُ
(2)
، فَأنْزَلَ اللَّهُ:
"عَلَى رَسُولِ اللَّهِ" في هـ، ذ:"عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ". "يُرْمَى" في نـ: "فَيُرْمَى"، وفي ذ:"يُدْمَى".
===
عمرو بن أميةَ بنِ خلف
(1)
، والعاصَ بنَ منبه، والحارث بن زمعة، وأبا قيس بنَ الفاكه
(2)
، وعند ابن جرير: أبا قيس بن الوليد بن المغيرة، وعند ابن مردويه من طريق أشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس: الوليدَ بنَ عتبة
(3)
بن ربيعة، والعلاءَ بنَ أميةَ بن خلف، وفي رواية أشعث المذكورة: أنهم خرجوا إلى بدر، فلما رأوا قلةَ المسلمين دخلهم شكّ، وقالوا: غَرَّ هؤلاء دينُهم، فقتلوا ببدر، "قس"(10/ 187).
(1)
بالنصب، "قس"(10/ 187).
(2)
قوله: (أو يضرب فيقتل) بضم حرف المضارع من الفعلين وفتح ثالثهما، قال في "الكواكب الدراري": وغرض عكرمة أن الله ذَمَّ من كثّر سوادَ المشركين مع أنهم لا يريدون بقلوبهم موافقتهم، فكذلك أنت لا تكثِّر سوادَ هذا الجيش وإن كنتَ لا تريد موافقتَهم؛ لأنهم لا يقاتلون في سبيل الله تعالى، "قسطلاني"(10/ 187).
(1)
كذا في الأصل و"قس"، وفي "الطبري" (5/ 275) و"الدر المنثور" (2/ 646): علي بن أمية بن خلف.
(2)
كذا في "قس"، وفي الأصل:"الفاكهة".
(3)
في الأصل: "عيينة" هو تحريف.
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي
(1)
(2)
أَنْفُسِهِمْ} الآيَةَ [النساء: 97]. رَوَاهُ
(3)
اللَّيْثُ
(4)
عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ
(5)
. [طرفه: 7085، أخرجه: س في الكبرى 11119، تحفة: 6210].
20 - بَابٌ قَولُهُ: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً
(6)
وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا
(7)
} [النساء: 98]
"بَابٌ" سقط في نـ. "قَولُهُ" سقط في نـ.
===
(1)
أي: بخروجهم مع المشركين وتكثير سوادهم حتى قُتِلوا معهم، "قس" (10/ 187). قال البيضاوي (1/ 232): في الآية دليل على وجوب الهجرة من موضع لا يتمكن الرجل فيه من إقامة دينه.
(2)
قوله: ({ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}) أي: في حال ظلمهم أنفسَهم بترك الهجرة وموافقة الكفرة، فإنها نزلت في ناس من مكة أسلموا ولم يهاجروا حين كانت الهجرة واجبة، قاله البيضاوي (1/ 232). قال البغوي (1/ 469):{ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} بالشرك، قيل: بالمقام في دار الشرك؛ لأن الله تعالى لم يقبل الإسلام بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالهجرة، ثم نسخ ذلك بعد فتح مكة، فقال صلى الله عليه وسلم:"لا هجرة بعد الفتح" وهؤلاء قتلوا يومَ بدر، وضربَتِ الملائكة وجوههم وأدبارَهم، وقالوا لهم:{فِيمَ كُنْتُمْ} ، قال القسطلاني (10/ 188): هؤلاء المتوفون إما كفار، أو عصاة بالتخلف وهم قادرون على الهجرة، فلم يندرج فيهم المستضعَفون، فكان الاستثناء في قوله:" {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ} " منقطعًا، انتهى ملخصًا.
(3)
الحديث المذكور، "قس"(10/ 187).
(4)
ابن سعد.
(5)
عن عكرمة.
(6)
في الخروج من مكة لعجزهم وفقرهم، "قس"(10/ 188).
(7)
أي: لا معرفة لهم بالمسالك من مكة إلى المدينة، "قس"(10/ 188).
4597 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(2)
، عَنْ أَيُّوبَ
(3)
، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {إِلَّا
(5)
الْمُسْتَضْعَفِينَ} قَالَ: كَانَتْ أُمِّي مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ
(6)
. [راجع: 1357، تحفة: 5797].
21 - بَابُ قَولِهِ: {فعَسَى اللَّهُ
(7)
أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ
(8)
وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 99]
4598
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(9)
قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
(10)
،
"حَمَّادٌ" في نـ: "حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ". " {فَعَسَى اللَّهُ. . .} إلخ" في ذ: " {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} الآية"، وفي نـ:" {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} "
(1)
.
===
(1)
محمد بن الفضل.
(2)
ابن زيد.
(3)
السختياني.
(4)
عبد الله.
(5)
الاستثناء منقطع كما مر.
(6)
مرَّ بيانه (برقم: 4588).
(7)
هذا لغير أبي ذر وليس هو لفظ القرآن، ولأبي ذر:{فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ} كما هو في القرآن.
(8)
أي: يتجاوز عنهم بتركهم الهجرة، "قس"(10/ 189).
(9)
الفضل بن دكين.
(10)
ابن عبد الرحمن النحوي.
(1)
قال الحافظ في "الفتح"(8/ 264): ووقع في "تنقيح الزركشي" هنا: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} قَالَ: وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضًا. قُلْتُ: لكن لم أَقِف عليه في رواية.
عَنْ يَحْيَى
(1)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعِشَاءَ إِذْ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". ثُمَّ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ: "اللَّهُمَّ نَجِّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ
(3)
، اللَّهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ
(4)
، اللَّهُمَّ نَجِّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ
(5)
، اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ
(6)
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ
(7)
وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ". [راجع: 797، أخرجه: م 675، تحفة: 15370].
22 - بَابُ قَولِهِ تَعَالَى: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ
(8)
} [النساء: 102]
"بَابُ قَولِهِ تَعَالَى" كذا في سـ، وفي ذ:"بابٌ".
===
(1)
ابن أبي كثير، "قس"(10/ 189).
(2)
ابن عبد الرحمن بن عوف، "قس"(10/ 189).
(3)
أخا أبي جهل لأمه، "قس"(10/ 189).
(4)
أخا أبي جهل، "قس"(10/ 189).
(5)
هؤلاء فتنتهم قريش وعذبوهم ثم نجوا منهم ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم ثم هاجروا إليه، "قس"(10/ 189).
(6)
عام بعد خاص وهم الذين عوّقهم عن الهجرة عائق.
(7)
قوله: (اللَّهُم اشدد وطأتك) بفتح الواو وسكون الطاء، أي: عقوبتك على كفار قريش أولاد مضر. "اللَّهُم اجعلها" أي: وطأتك "سنين" أي: أعوامًا مُجدبةً "كسني يوسف" عليه السلام المذكورة في قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ} [يوسف: 48]، "قس" (10/ 189). ومرَّ الحديث (برقم: 1006) في أوائل "الاستسقاء".
(8)
قوله: ({أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ}) فيه رخصةٌ لهم [في] وَضْعِها إذا ثقل
4599 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ
(1)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى
(2)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى} قَالَ
(3)
: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ
(4)
كَانَ جَرِيحًا
(5)
. [أخرجه: س في الكبرى 11121، تحفة: 5653].
23 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى
(6)
عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ} [النساء: 127]
"كَانَ جَرِيحًا" في ذ: "وَكَانَ جَرِيحًا". "بَابُ قَوْلِهِ" كذا في سـ، وسقط لغيره. " {مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} " بعده في نـ:"الآية" وسقط ما بعد ذلك.
===
عليهم أخذُها بسبب مطر أو مرض، وهذا مما يؤيد أن الأمر بالأخذ للوجوب دون الاستحباب، وأمرهم مع ذلك بأخذ الحِذْر كيلا يهجم عليهم العدو، "قس"(10/ 190)، "بيض"(1/ 234).
(1)
هو ابن محمد الأعور، "قس"(10/ 190).
(2)
ابن مسلم، "قس"(10/ 190).
(3)
ابن عباس، "قس"(10/ 190).
(4)
مبتدأ خبره "كان جريحًا"، والجملة من قول ابن عباس، "قس"(10/ 190).
(5)
قوله: (عبد الرحمن بن عوف كان جريحًا) ولأبي ذر: "وكان جريحًا" أي: فنزلت الآية فيه، "قس"(10/ 190).
(6)
قوله: ({وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ. . .} إلخ) موضع "ما" إما رفع عطفًا على المستكن في " {يُفْتِيكُمْ} " العائد عليه تعالى، والمتلو في الكتاب هو قوله تعالى:{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} [النساء: 3] باعتبارين
4600 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(1)
قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} هو إِلَى قَوْلِهِ: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ
(3)
}. قَالَتْ عَائِشَةُ: هُوَ الرَّجُلُ تَكُونُ عِنْدَهُ الْيَتِيمَةُ، هُوَ وَلِيُّهَا
(4)
وَوَارِثُهَا، فَأَشْرَكَتْهُ فِي مَالِهِ حَتَّى فِي الْعَذْقِ
(5)
،. . . . . . . . . . .
"حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ" في ذ: "حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ". " {وَيَسْتَفْتُونَكَ} " في نـ: " {يَسْتَفْتُونَكَ} " بإسقاط الواو. "قَالَتْ عَائِشَةُ" سقط لغير أبي ذر: "عَائِشَةُ". "فَأَشْرَكَتْهُ" في ذ: "فَتَشْرَكُهُ" بفتح التاء والراء، وفي نـ:"فَشَرَكَتْهُ".
===
مختلفين نحو: أغناني زيد وعطاؤه، وأعجبني زيد وكرمه. وذلك أن قول الله تعالى:{يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} بمنزلة أعجبني زيد، جيء به للتمهيد والتوطئة، قوله:" {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ. . .} إلخ"، بمنزلة وكرمه لأنه المقصود بالذكر. أو مبتدأ و"في الكتاب" خبره، والمراد به اللوح المحفوظ تعظيمًا للمتلو عليهم وأن العدل والنصفة في حقوق اليتامى من عظائم الأمور. أو نصب على تقدير: ويبين ما يتلى. أو جر بالقسم أي: وأقسم بما يتلى عليكم، كذا في "القسطلاني"(10/ 191).
(1)
حماد بن أسامة.
(2)
عروة بن الزبير، "قس"(10/ 191).
(3)
أي: في نكاحهن، "قس"(10/ 191).
(4)
أي: القائم بأمورها، "قس"(10/ 191).
(5)
قوله: (في العذق) بفتح العين وسكون المعجمة، أي: في النخلة. ولأبي ذر والأصيلي: "في العذق" بكسر العين، أي: الكباسة، وهي عنقود التمر، "قسطلاني"(10/ 191).
فَيَرْغَبُ أَنْ يَنْكِحَهَا
(1)
، وَيَكْرَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا رَجُلًا
(2)
، فَيَشْرَكُهُ فِي مَالِهِ
(3)
بِمَا شَرِكَتْهُ فَيَعْضُلُهَا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ. [راجع: 2494، أخرجه: م 3018، تحفة: 16817].
24 - بَابُ قَولِهِ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا
(4)
نُشُوزًا
(5)
أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128]
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(6)
: {شِقَاقَ} [النساء: 35]: تَفَاسُدٌ.
===
(1)
أي: عن نكاحها، "قس"(10/ 191).
(2)
أي: غيره، "قس"(10/ 191).
(3)
قوله: (فيشركه) أي: الرجل الذي يتزوجها "في ماله بما شَرِكَتْه" أي: بالذي شركته فيه. قوله: "فيعضلها" بضم الضاد المعجمة نصب عطفًا على المنصوب السابق وكذا "فيشركه" ويجوز رفعهما عطفًا على "يرغب ويكره"، أي: يمنعها من التزوج، وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: كان لجابر بنت عم دميمة ولها مال وَرَثَتْه عن أبيها، وكان جابر يرغَبُ عن نكاحها ولا يُنْكحها خشيةَ أن يذهب الزوج بمالها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت هذه الآية، وهذا الحديث سبق في باب {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} أولَ هذه السورة، "قس"(10/ 191 - 192).
(4)
أي: زوجها، "قس"(10/ 192).
(5)
قوله: ({نُشُوزًا}) بأن يتجافى عنها ويمنعها نفقته ونفسه، أو يؤذيها بشتم أو ضرب. قوله:" {إِعْرَاضًا} " بتقليل المحادثة والمؤانسة بسبب طعن في سنّ أو دَمَامةٍ أو غير ذلك. قوله: و" {امْرَأَةٌ} " فاعل بفعل مضمر واجب الإضمار، "قس"(10/ 192).
(6)
قوله: (قال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم، " {شِقَاقَ} " يريد قوله تعالى:{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} أي: "تفاسُد"، وأصل
{وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ
(1)
} [النساء: 128]: هَوَاهُ فِي الشَّيْءِ يَحْرِصُ. {كَالْمُعَلَّقَةِ
(2)
} [النساء: 129]: لَا هِيَ
(3)
أَيِّمٌ
(4)
وَلَا ذَاتُ زَوْجٍ. {نُشُوزًا
(5)
} الْبُغْضُ
(6)
.
"يَحْرِصُ" في نـ: "يَحْرِصُ عَلَيه". "الْبُغْضُ" في نـ: "بُغْضًا" مصحح عليه.
===
الشقاق المخالفة، ومحل ذكر هذه الآية قبلُ على ما لا يخفى، "قس"(10/ 192).
(1)
قوله: ({وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ}) قال البيضاوي (1/ 240 - 241): معنى إحضار الأنفس الشحَّ: جعلُها حاضرة له مطبوعة عليه، فلا تكاد المرأةُ تسمح بالإعراضِ عنها والتقصيرِ في حقها، ولا الرجلُ يسمح بأن يمسكها ويقوم بحقها على ما ينبغي إذا كرهها أو أحبَّ غيرها، انتهى. وفسر المؤلف "الشُحَّ" بما فسره [به] ابن عباس:"هواه في الشيء. . ." إلخ، وقيل: الشح البخل مع الحرص، وقيل: الإفراط في الحرص، "قسطلاني"(10/ 192 - 193).
(2)
يريد قوله تعالى: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} ، "قس"(10/ 193).
(3)
تفسير ابن عباس.
(4)
قوله: (أَيِّم) بفتح الهمزة وتشديد تحتية مكسورة، أي: لا زوج لها، "قسطلاني"(10/ 193).
(5)
قوله: (نشوزًا) قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم أيضًا من طريق علي بن أبي طلحة عنه في قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} أي: "بُغْضًا"، كذا في "قس"(10/ 193).
(6)
أي: هو البغض.
4601 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ
(3)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ:{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128]. قَالَتِ: الرَّجُلُ تَكُونُ عِنْدَهُ الْمَرْأَةُ لَيْسَ بِمُسْتَكْثِرٍ
(4)
مِنْهَا يُرِيدُ أَنْ يُفَارِقَهَا، فَتَقُولُ: أَجْعَلُكَ مِنْ شَأْنِي فِي حِلٍّ
(5)
، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ. [راجع: 2450].
25 - بَابُ قَوْلُهُ: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145]
"فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ" في ذ، [حـ، قت]: "فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} الآية، في ذلك". "بَابُ" في نسخة بالتنوين. " {مِنَ النَّارِ} " سقط في نـ.
===
(1)
أبو الحسن المجاور بمكة.
(2)
هو ابن المبارك المروزي.
(3)
ابن الزبير، "قس"(10/ 193).
(4)
أي: في المحبة والمعاشرة، "قس "(10/ 193).
(5)
قوله: (أجعلكَ من شأني في حِلٍّ) من نفقة أو كسوة أو مبيت أو غير ذلك من حقوقي. قوله: "فنزلت هذه الآية في ذلك" زاد أبو الوقت وأبو ذر عن الحموي: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} الآية أي: إذا تصالح الزوجان على أن تطيب له نفسًا في القسمة أو عن بعضها فلا جناح عليهما، كما فعلت سودة بنت زمعة فيما رواه الترمذي عن ابن عباس بلفظ: خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله لا تطلقني وأجعل يومي لعائشة، ففعل، ونزلت هذه الآية، "قس"(10/ 193).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(1)
: أَسْفَلَ النَّارِ
(2)
.
{نَفَقًا
(3)
} [الأنعام: 35]: سَرَبًا
(4)
.
4602 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ
(6)
، عَنِ الأَسْوَدِ
(7)
قَالَ: كُنَّا فِي حَلْقَةِ عَبْدِ اللَّهِ
(8)
فَجَاءَ حُذَيْفَةُ
(9)
حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَ النِّفَاقُ
(10)
. . . . . . . . . . .
===
(1)
مما وصله ابن أبي حاتم، "قس"(10/ 194).
(2)
أي: للنار سبع دركات، والمنافق في أسفلها، "قس"(10/ 194).
(3)
قوله: ({نَفَقًا}) يريد قوله تعالى في سورة الأنعام: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا} قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم: أي: "سربًا"، قاله القسطلاني (10/ 194). قال الكرماني (17/ 91): فإن قلت: النَفَق في سورة الأنعام، ولا تعلق له أيضًا بقصة المنافقين؟ قلت: غرضه بيان اشتقاق المنافقين منه، انتهى، كذا في "الخير الجاري".
(4)
بالتحريك: الحفير تحت الأرض، "قاموس" (ص: 102).
(5)
سليمان بن مهران، "قس"(10/ 194).
(6)
النخعي، "قس"(10/ 194).
(7)
ابن يزيد النخعي وهو خال إبراهيم، "قس"(10/ 194).
(8)
أي: ابن مسعود، "قس"(10/ 194).
(9)
ابن اليمان، "قس"(10/ 194).
(10)
قوله: (لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم) أي: ابتلوا به، والخيرية باعتبار أنهم كانوا من طبقة الصحابة فهم خير من طبقة التابعين، لكن الله تعالى ابتلاهم فارتدوا أو نافقوا فذهبت الخيرية منهم. قوله:"فتبسم عبد الله" ابن مسعود متعجبًا من حذيفة وبما قام به من قول الحق وما حذّر منه.
عَلَى قَوْمٍ
(1)
خَيْرٍ مِنْكُمْ. قَالَ الأَسْوَدُ: سُبْحَانَ اللهِ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} فَتَبَسَّمَ عَبْدُ اللهِ، وَجَلَسَ حُذَيْفَةُ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَقَامَ عَبْدُ اللهِ فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ، فَرَمَانِي بِالْحَصَا، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: عَجِبْتُ مِنْ ضِحْكِهِ، وَقَدْ عَرَفَ
(2)
مَا قُلْتُ، لَقَدْ أُنْزِلَ النِّفَاقُ عَلَى قَوْمٍ كَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ، ثُمَّ تَابُوا
(3)
فَتَابَ اللهُ عَلَيْهِمْ. [أخرجه: س في الكبرى 11596، تحفة: 3302].
26 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ} [النساء: 163]
"بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في ذ، شحج. " {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ. . .} إلخ" في نـ:" {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ} إِلَى قَولِهِ: {وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ} "، وفي قتـ:" {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ} ".
===
قوله: "فرماني" أي: قال الأسود: فرماني أي: حذيفة بن اليمان "بالحصى" لِيَستدْعِيني. فقال: "عجبت من ضحكه" أي: ضحك عبد الله بن مسعود مقتصرًا عليه. قوله: "ثم تابوا" أي: رجعوا عن النفاق "فتاب الله عليهم". واستدل به كقوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 146] على صحة توبة الزنديق وقبولها، كما عليه الجمهور. وهذا الحديث أخرجه النسائي، "قس"(10/ 194 - 195).
(1)
قصد حذيفة بذلك التحذيرَ عن الاغترار، فإن القلوب تتقلّب، "توشيح"(6/ 2825).
(2)
أي: عرف عبد الله أن ما قلته هو حق وصواب، "ك"(17/ 91).
(3)
أي: رجعوا عن النفاق، "قس"(10/ 195).
4603 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
، عَنْ سُفْيَانَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ
(4)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(5)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ
(6)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا
(7)
خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى
(8)
". [راجع: 3412].
4604 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ
(9)
قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ
(10)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ
(11)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ
(12)
". [راجع: 3415، تحفة: 14234].
"لأَحَدٍ" في سـ، حـ، ذ:"لِعَبْدٍ".
===
(1)
هو ابن مسرهد، "قس"(10/ 196).
(2)
هو ابن سعيد القطان.
(3)
الثوري، "قس"(10/ 196).
(4)
سليمان بن مهران، "قس"(10/ 196).
(5)
شقيق بن سلمة، "قس"(10/ 196).
(6)
هو ابن مسعود، "قس"(10/ 196).
(7)
يحتمل رجوع "أنا" إلى القائل أو إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن حجر: والأول أولى، "توشيح"(6/ 2826).
(8)
هو اسم أبيه، "قس"(10/ 196). ومرَّ بيانه مرارًا، منها (برقم: 3395).
(9)
العوقي، "قس"(10/ 196).
(10)
بضم الفاء مصغرًا ابن سليمان.
(11)
هو ابن علي، "قس"(10/ 196).
(12)
قوله: (فقد كذب) لأن الأنبياء كلهم متساوون في مرتبة النبوة،
27 - بَابٌ قَولُهُ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ
(1)
لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ
(2)
وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ} [النساء: 176]
وَالْكَلَالَةُ: مَنْ لَمْ يَرِثْهُ أَبٌ أَوِ ابْنٌ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ تَكَلَّلَهُ النَّسَبُ
(3)
.
"بَابٌ" بالتنوين ثبت في ذ، وسقط لغيره.
===
وإنما التفاضل باعتبار الدرجات. وخصّ يونسَ بالذكر لأن الله تعالى وصفه بأوصاف [توهم] انحطاط مرتبته حيث قال: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87] وقال: {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [الصافات: 140] فلفظ "أنا" واقع موقع "هو" ويكون راجعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون المراد به نفس القائل فحينئذ "كذب" بمعنى كفر، كنّى به عن الكفر لأن هذا الكذب مساوٍ للكفر، "مرقاة"(9/ 691).
(1)
أي: مات.
(2)
قوله: ({لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ}) أي: ابن، صفة لـ " {امْرُؤٌ} "، واستدل به من قال: ليس من شرط الكلالة انتفاء الوالد بل يكفي انتفاء الولد، وهو رواية عن عمر بن الخطاب رواها ابن جرير بإسناد صحيح إليه، لكن الذي عليه الجمهور من الصحابة والتابعين: أنه من لا ولد له ولا والد بالنص عند التأمل أيضًا؛ لأن الأخت لا يفرض لها النصفُ مع الوالد بل ليس لها ميراث بالكلية بالإجماع. قوله: " {وَهُوَ} " أي: والمرء " {يَرِثُهَا} " أي: جميعَ مال الأخت إن كان المرء بالعكس " {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ} " ذكرًا كان أو أنثى، أي: ولا والد لأنه لو كان لها والد لم يرث [الأخ] شيئًا، "قسطلاني"(10/ 197).
(3)
قوله: (مِنْ تكلَّله النسبُ) قال في "الصحاح": يقال: هو مصدر من
4605 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ
(3)
قًالَ: آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ، وَآخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ
(4)
: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} . [راجع: 4364، أخرجه: م 1618، د 2888، س في الكبرى 11212، تحفة: 1870].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(5)
5 - سَورةُ الْمَائِدَةِ
[1 - باب]
{حُرُمٌ} [المائدة: 1]: وَاحِدُهَا حَرَامٌ
(6)
. . . . . . . . .
"{قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} ثبت في ذ، وسقط لغيره. "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" سقط في نـ. "سُورَةُ المَائِدَةِ" في نـ: "مِنْ سُورَةِ المَائِدَةِ"، وفي نـ: "سُورَةُ المَائِدَةِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
===
تَكَلَّلَه النسب: أي: تطرّفه، كأنه أخذ طرفيه من جهة الولد والوالد، وليس له منهما أحد فسمي بالمصدر، انتهى، "قس"(10/ 197)، "ك"(17/ 92).
(1)
ابن الحجاج، "قس"(10/ 198).
(2)
عمرو بن عبد الله السبيعي، "قس"(10/ 198).
(3)
ابن عازب.
(4)
وقد سبق في "البقرة" من حديث ابن عباس: "آخر آية نزلت آية الربا" فيحتمل أن يقال: آخريّةُ الأُولى باعتبار نزول أحكام الميراث والأُخرى بأحكام الربا، "قس"(10/ 198).
(5)
ثبتت البسملة هنا لغير أبي ذر، ولأبي ذر ثبتت بعد قوله: المائدة.
(6)
قوله: ({حُرُمٌ}: واحدها حرام) أي: بمعنى مُحْرِم، يريد قوله تعالى:{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} أي: وأنتم محرمون، "قس"(10/ 199)، "بيضاوي" (1/ 253). قوله:" {تَبُوءَ} "
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ
(1)
} [المائدة: 13]: بِنَقْضِهِمْ
(2)
. {الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ
(3)
} [المائدة: 21]: التي جَعَلَ اللهُ. {تَبُوءَ} [المائدة: 29]: تَحْمِلُ. وَقَالَ غَيْرُهُ
(4)
: الإِغْرَاءُ التَّسْلِيطُ. {دَائِرَةٌ} [المائدة: 52]: دَوْلَةٌ. {أُجُورَهُنَّ
(5)
} [المائدة: 5]: مُهُورَهُنَّ
(6)
. . . . . . . . . .
"وَقَالَ غَيْرُهُ: الإِغْرَاءُ التَّسْلِيطُ" ثبت في حـ، هـ، ذ، وسقط لغيرهم.
===
يريد قوله تعالى: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي} معناه "تحمل" كذا فسره مجاهد. قوله: "وقال غيره" قيل: هو قول السدي
(1)
أو غير من فَسَّر السابقَ، وسقط للنسفي:"وقال غيره" فلا إشكال. قوله: "الإغراء" أي: المذكور في قوله: {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ} [المائدة: 14] هو "التسليط"، وقيل: أغرينا: ألقينا. قوله: " {دَائِرَةٌ} " يريد قوله تعالى: {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} أي: "دولة"، كذا فسره السدي، كذا في "قس" (10/ 199). قال البيضاوي (1/ 270): ويعتذرون بأنهم يخافون أن تصيبهم دائرة من الدوائر بأن ينقلب الأمر وتكون الدولة للكفار، انتهى.
(1)
قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ} .
(2)
يعني "ما" زائدة، "ك"(17/ 92).
(3)
قال تعالى: {ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} أي: جعل الله لكم.
(4)
أي: غير من فسر ما تقدم وإلا فمرجع الضمير غير مذكور.
(5)
يريد قوله تعالى: {إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} .
(6)
هذا تفسير أبي عبيدة، "قس"(10/ 199).
(1)
كذا في الأصل، وفي "قس": قيل: هو غير السدِّي.
{مَخْمَصَةٍ
(1)
} [المائدة: 3]: مَجَاعَةٌ. قَالَ سُفْيَانُ
(2)
: مَا فِي القُرْآنِ آيَةٌ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ: {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
(3)
} [المائدة: 68]. {وَمَنْ أَحْيَاهَا
(4)
} [المائدة: 32]: يَعْنِي مَنْ حَرَّمَ قَتْلَهَا إِلَّا بِحَقٍّ أَحْيَا النَّاس مِنهُ جَمِيعًا
(5)
. {شِرْعَةً
(6)
وَمِنْهَاجًا
(7)
}
"مَخْمَصَةٌ" زاد قبله في نـ: "قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ". "مَخْمَصَةٌ مَجَاعَةٌ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {وَمِنْهَاجًا} " في نـ بعده:"سَبِيلًا".
===
(1)
قال: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ} .
(2)
الثوري.
(3)
لما فيها من التكليف من العمل بأحكام التوراة والإنجيل، "قس"(10/ 200)، "ك"(17/ 93).
(4)
أي: تورع عن قتلها، "بغوي".
(5)
قوله: (أحيا الناسَ منه جميعًا) لأنه ما باشر قتل أحد، فيه إشارة إلى المراد من قوله تعالى:{فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، كذا في "الخير الجاري". قال البيضاوي (1/ 264) في تفسير قوله تعالى:{فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} : أي: من حيث إنه هتك حرمة الدماء وسَنَّ القتل وجَرَّأ الناسَ عليه، أو من حيث إن قتل الواحد والجميع سواء في استجلاب غضب الله. {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} أي: ومن تسبّبَ لبقاء حياتها بعفو أو منع عن القتل أو استنقاذ من بعض أسباب الهلكة فكأنما فعل ذلك بالناس جميعًا، والمقصود منه تعظيم قتل النفس وإحياؤها في القلوب ترهيبًا عن التعرض لها وترغيبًا في المحاماة عليها، انتهى.
(6)
قوله: ({شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}: سبيلًا وسُنَّةً) قال الكرماني (17/ 93): الشرعة: السُّنَّة، والمنهاج: السبيل، فهو لف ونشر غير مرتب، انتهى.
(7)
يريد قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} .
[المائدة: 48]: وَسُنَّةً. الْمُهَيْمِنُ
(1)
: الأَمِينُ، الْقُرْآنُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ.
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]
4606 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
(2)
قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
(3)
قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنْ قَيْسٍ
(5)
، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ
(6)
، قَالَتِ الْيَهُودُ لِعُمَرَ: إِنَّكُمْ
(7)
تَقْرَءُونَ آيَةً
(8)
لَوْ نَزَلَتْ فِينَا
(9)
لَاتَّخَذْنَاهَا عِيدًا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
"قَبْلَهُ" سقط في نـ. "بَابُ قَولِهِ" ثبت في ذ، شحج.
===
(1)
قوله: (المهيمن) يريد قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48]. قال ابن عباس: "المهيمن: الأمين. القرآن أمين على كل كتاب قبلَه". وقال ابن جريج: القرآن [أمين] على الكتب المتقدمة، فما وافقه منها فحق، وما خالفه منها فهو باطل، "قس"(10/ 199).
(2)
أبو بكر البصري ولقبه بندار.
(3)
ابن مهدي.
(4)
الثوري.
(5)
هو ابن مسلم، "قس"(10/ 200).
(6)
البجلي.
(7)
معشر المسلمين.
(8)
مرَّ الحديث مع بعض بيانه (برقم: 45).
(9)
أي: معشر اليهود.
حِينَ أُنْزِلَتْ يَوْمُ عَرَفَةَ
(1)
، وَإِنَّا
(2)
وَاللهِ بِعَرَفَةَ
(3)
- قَالَ سُفْيَانُ
(4)
(5)
: وَأَشُكُّ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا
(6)
- {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} . [راجع: 45].
3 - بَابُ قَوْلِهِ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة: 6]
{تَيَمَّمُوا} : تَعَمَّدُوا. {آمِّينَ} [المائدة: 2]: عَامِدِينَ. أَمَّمْتُ وَتَيَمَّمْتُ وَاحِدٌ.
"حِينَ أُنْزِلَتْ" في ذ: "حَيْثُ أُنْزِلَتْ". " {دِينِكُمْ} " زاد بعده في نـ: "الآية". "بَابُ قَولِهِ" ثبت في شحج، [وفي "قس" (10/ 201): وثبت "بَابُ قَولِهِ" لأبي ذر عن المستملي]. " {تَيَمَّمُوا}: تَعَمَّدُوا" ثبت في سـ، هـ، حـ.
===
(1)
بالرفع، أي: يوم النزول يوم عرفة، وبالنصب على الظرفية، "خ"، "ع"(12/ 567)، "ك"(17/ 93).
(2)
بكسر الهمزة وشدة النون، "قس"(10/ 201).
(3)
إشارة إلى المكان، ولمسلم (ح: 3017): "ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة"، "قسطلاني"(10/ 201).
(4)
الثوري بالسند السابق، "قس"(10/ 201).
(5)
قوله: (قال سفيان
…
) إلخ، جملة معترضة. وقوله:" {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ} " إما هي نائب فاعل "أُنْزِلَتْ"، هاما بيان الضمير فيه. ثم إنه قد اشتهر أنه كان يوم الجمعة، وفيه تردد من جهة أنه لا يطابق ما اشتهر أيضًا من أن وفاته صلى الله عليه وسلم كانت يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول، ولعل شكه من أجل هذا، "الخير الجاري".
(6)
وسبق في "كتاب الإيمان"(برقم: 45) من وجه آخر عن قيس بن مسلم الجزم بأنه كان يوم الجمعة، "قس"(10/ 201).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَامَسْتُمُ} [النساء: 43، المائدة: 6] وَ {تَمَسُّوهُنَّ} [البقرة: 236]، وَ {اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23]، وَالإِفْضَاءُ
(1)
: النِّكَاحُ.
4607 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ
(3)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ
(5)
، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ
"و {تَمَسُّوهُنَّ} " في نـ: "لَمَسْتُمُوهُنَّ". "مَعَ رَسُولِ اللهِ" في نـ: "مَعَ النَّبِيِّ".
===
(1)
قوله: (والإفضاء: النكاح) يعني: اللمسَ في قوله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} ، والمسَّ في قوله تعالى:{وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} [البقرة: 237]، والدخولَ في قوله تعالى:{مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23]، والإفضاءَ في قوله تعالى:{وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} [النساء: 21] كلهن بمعنى: "النكاح" أي: الوَطْء، كذا في "القسطلاني"(10/ 201)، و"الكرماني"(17/ 94).
(2)
ابن أبي أويس.
(3)
الإمام.
(4)
ابن محمد.
(5)
قوله: (في بعض أسفاره) هو غزوة بني المصطلق، وكانت سنة ست أو خمس. قوله:"بالبيداء" بفتح الموحدة والمدّ "أو بذات الجيش" بفتح الجيم وسكون التحتية وبالشين المعجمة: هما موضعان بين مكة والمدينة، والشك من عائشة. قوله:"عقد لي" بكسر العين وسكون القاف، أي: قلادة، وإضافته لنفسها بملابسة العارية وإلا فهو كان لأسماء فاستعارته منها، "قس"(10/ 202)، "ك"(17/ 94 - 95).
أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْتِمَاسِهِ
(1)
، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالُوا: أَلَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟! أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِالنَّاسِ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، وَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعَنُنِي
(2)
بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، وَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَخِذِي، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِيْنَ أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ
(3)
فَتَيَمَّمُوا. فَقَالَ
"وَبِالنَّاسِ" في نـ: "وَالنَّاسِ". "وَقَالَ: حَبَسْتِ" كذا في ذ، وفي غيره:"فَقَالَ: حَبَسْتِ". "قَالَتْ عَائِشَةُ" في قتـ، ذ:"فَقَالَتْ عَائِشَةُ". "وَلَا يَمْنَعُنِي". في نـ: "فَلَا يَمْنَعُنِي". "حِيْنَ أَصْبَحَ" في نـ: "حَتَّى أَصْبَحَ". "فَتَيَمَّمُوا" كذا في ذ، وفي غيره:"فتَيَمَّمْنَا".
===
(1)
أي: طلبه.
(2)
بضم العين وقد تفتح، "قس"(10/ 202).
(3)
قوله: (آية التيمم) أي: التي بالمائدة، زاد أبو ذر:"فيتمَّموا" بلفظ الماضي، أي: تَيَمَّم الناس لأجل الآية، أو هو أمرٌ على ما هو لفظ القرآن، ذكره بيانًا عن آية التيمم، أي: أنزل الله: {فَتَيَمَّمُوا} وفي نسخة: "فَتَيَمَّمْنَا". قوله: "ما هي" أي: البركة التي حصلت للمسلمين برخصة التيمم ليست هي "أولَ بركتكم" بل هي مسبوقة بغيرها، كذا في "قس"(10/ 202).
أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ
(1)
: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ. قَالَتْ: فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ
(2)
فَإِذَا الْعِقْدُ تَحْتَهُ
(3)
. [راجع: 334].
4608 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، عَن أَبِيهِ
(5)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَقَطَتْ قِلَادَةٌ لِي بِالْبَيْدَاءِ وَنَحْنُ
(6)
دَاخِلُونَ الْمَدِينَةَ، فَأَنَاخَ
(7)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَنَزَلَ
(8)
، فَثَنَى رَأْسَهُ
(9)
فِي حِجْرِي رَاقِدًا
(10)
، أَقْبَلَ أبُو بَكْرٍ فَلَكَزَنِي
(11)
لَكْزَةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: حَبَسْتِ النَّاسَ
"حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ" في ذ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ". "عَمْرٌو" في نـ: "عَمْرُو بنُ الحَارِثِ". "عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ" في نـ: "عَنْ عَائِشَةَ".
===
(1)
بالتصغير فيهما الأنصاري الأشهلي.
(2)
أي: كنت راكبة عليه حالة السير.
(3)
مرَّ الحديث (برقم: 334) في "التيمم".
(4)
عبد الله، "قس"(10/ 203).
(5)
القاسم بن محمد بن أبي بكر.
(6)
حال.
(7)
أي: راحلته.
(8)
أي: عن الراحلة.
(9)
أي: وضعها، "قس"(10/ 203).
(10)
حال.
(11)
قوله: (فَلَكَزَنِي لَكْزة) بالزاي، أي: دفعني في صدري بيده دفعة "شديدة"، "قس"(10/ 203). هو الضرب باليد مجموعة، "الخير الجاري".
فِي قِلَادَةٍ؟ فَبِي الْمَوْتُ
(1)
لِمَكَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَوْجَعَنِي، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَيْقَظَ وَحَضَرَتِ الصُّبْحُ
(2)
فَالْتُمِسَ الْمَاءُ
(3)
فَلَمْ يُوجَدْ فَنَزَلَتْ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} الآيَةَ [المائدة: 6]. فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: لَقَدْ بَارَكَ اللهُ لِلنَّاسِ فِيكُمْ
(4)
يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ، مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَرَكَةٌ لَهُمْ. [راجع: 334، تحفة: 17509].
"وَحَضَرَتْ" في نـ: "وَقَدْ حَضَرَتْ".
===
(1)
قوله: (فبي الموت) بفتح الفاء وكسر الباء الموحدة وبالياء التحتية، أي: حَلَّ بي وأصابني مثلُ الموت في الشدة، "الخير الجاري".
(2)
أي: صلاة الصبح.
(3)
بالرفع نائب الفاعل أي: التمس الناس الماء، "قس"(10/ 203).
(4)
قوله: (فيكم) أي: بسببكم، كقوله عليه السلام:"في النفس المؤمنة مائة إبل". فإن قلت: كيف جعل فقد العقد سببًا لنزول هذه الآية ههنا ولما في سورة النساء والقصة واحدة؟ قلت: أراد ثمة بآية التيمم هذه الآية التي في المائدة أو
(1)
تلك الآية كان سببُ نزولها قربانَ الصلاة سكارى، وذكر التيمم وقع فيها بالعرض، وبهذه المناسبة ذكرها ثمة مع أنه لا محذور في نزولها على سبب واحد، "ك"(17/ 95 - 96).
(1)
في "ك": إذ.
4 - بَابُ قَوْلِ اللهِ: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ
(1)
فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]
4609
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ
(3)
، عَنْ مُخَارِقٍ
(4)
، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ
(6)
قَالَ: شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ
(7)
. . . . . . . . .
"بَابُ قَوْلِ اللهِ" في نـ: "بَابُ قَولِهِ".
===
(1)
قوله: ({فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ}) رفع عطفًا على الفاعل المستتر في "اذهب"، ويحتمل أنهم أرادوا حقيقة الذهاب على الله؛ لأن مذهب اليهود التجسيم، ويؤيده مقابلة الذهاب بالقعود في قولهم:" {فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} "، وظاهر الكلام أنهم قالوا ذلك استهانةً بالله ورسوله وعدمَ مبالاةٍ بهما، "قس"(10/ 203).
(2)
هو الفضل بن دكين، "قس"(10/ 204).
(3)
ابن يونس السبيعي، "قس"(10/ 204).
(4)
ابن عبد الله الأحمسي، "قس"(10/ 204).
(5)
الأحمسي البجلي الكوفي.
(6)
هو عبد الله، "قس"(10/ 205).
(7)
قوله: (شهدت من المقداد) وهو ابن الأسود وكان قد تبنّاه فنسب إليه، واسم أبيه عمرو، كذا في "القسطلاني" (9/ 13). ومرَّ في "المغازي" في (ح: 3952) بالسند المذكور عن طارق بن شهاب قال: سمعتُ ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا؛ لِأَنْ أكون صاحبَه أحب إليّ مما عُدِلَ به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} ، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك وخلفك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهُه وَسَرَّهُ.
ح
(1)
وَحَدَّثَنِي حَمْدَانُ
(2)
بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ
(4)
، عَنْ سُفْيَانَ
(5)
، عَنْ مُخَارِقٍ
(6)
، عَنْ طَارِقٍ
(7)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ
(8)
قَالَ: قَالَ الْمِقْدَادُ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ، وَلَكِنِ امْضِ وَنَحْنُ مَعَكَ
(9)
. فَكَأَنَّهُ سُرِيَ
(10)
"ح" سقط في نـ. "يَوْمَ بَدْرٍ" في سـ، حـ، ذ:"يَومَئِذٍ". ["نَقُولُ لَكَ" سقط لفظ "لَكَ" في ذ]. "اذْهَبْ" في نـ: "فَاذْهَبْ".
===
(1)
لتحويل السند، "قس"(10/ 205).
(2)
قوله: (حمدان) بفتح المهملة وسكون الميم وبالمهملة والنون، ابن عمر البغدادي، ليس له في "البخاري" إلا هذا الموضع، "قس"(10/ 205)، "ك"(17/ 96).
(3)
هاشم بن القاسم التيمي الخراساني، "قس"(10/ 205).
(4)
عبيد الله بن عبد الرحمن الكوفي.
(5)
الثوري.
(6)
ابن عبد الله الأحمسي، "قس"(10/ 204).
(7)
ابن شهاب، "قس"(10/ 205).
(8)
ابن مسعود، "قس"(10/ 205).
(9)
قوله: (ولكن امض ونحن معك) وعند أحمد (4/ 314): "ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا
(1)
"، إنا معكم مقاتلون.
(10)
قوله: (سُرِيَ) أي: أزيل عنه صلى الله عليه وسلم المكروهات كلها، "قس"(10/ 205).
(1)
في الأصل: "اذهب أنت فقاتل".
عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَرَوَاهُ
(1)
وَكِيعٌ
(2)
عَنْ سُفْيَانَ
(3)
، عَنْ مُخَارِقٍ
(4)
، عَنْ طَارِقٍ
(5)
: أَنَّ الْمِقْدَادَ قَالَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3952].
5 - بَابٌ قَولُهُ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
(6)
وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا
(7)
أَنْ يُقَتَّلُوا
(8)
أَوْ يُصَلَّبُوا} إلَى قَولِهِ {أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} [المائدة: 33]
"لِرَسُولِ اللهِ" في نـ: "لِلنَّبِيِّ". "قَولُهُ" سقط في نـ. " {فَسَادًا} " في نـ: " {فَسَادًا} الآية" وسقط ما بعدها. " {أَوْ يُصَلَّبُوا} " زاد في نـ، " {أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ} الآية" وسقط ما بعدها.
===
(1)
الحديث المذكور، "قس"(10/ 205).
(2)
ابن الجراح، فيما وصله أحمد وإسحاق، "قس"(10/ 205).
(3)
هو الثوري، "قس"(10/ 205).
(4)
ابن عبد الله.
(5)
قوله: (عن طارق أن المقداد قال ذلك) وهو: "يا رسول الله، إنا لا نقول لك. . ." إلخ، ومراد البخاري أن صورة سياق هذا أنه مرسل بخلاف سياق الأشجعي واستظهر لرواية الأشجعي الموصولة برواية إسرائيل. وقد وقع قوله:"ورواه وكيع. . ." إلخ، مقدَّمًا على قوله:"حدثنا أبو نعيم" عند أبي ذر، مؤخَّرًا عند غيره، قال في "الفتح": وهو أشبه بالصواب، "قسطلاني"(10/ 205).
(6)
أي: أولياءهما وهم المسلمون، "بيض"(1/ 264).
(7)
أي: مفسدين، ويجوز النصب على العلة، "بيض"(1/ 264).
(8)
أي: من غير صلب.
الْمُحَارَبَةُ لِلَّهِ: الْكُفْرُ بِهِ
(1)
.
4610 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ أَبُو رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(5)
: أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبدِ الْعَزِيزِ
(6)
، فَذَكَرُوا وَذَكَرُوا
(7)
،. . . . . . . .
"سَلْمَانُ" في هـ، ذ:"سُلَيْمَانُ" - مصغرًا، والصواب مكبرًا كما في المتن، "ك"(17/ 97)، "قس"(10/ 207) -.
===
(1)
قاله
(1)
سعيد بن جبير، وقال غيره: هو من باب حذف المضاف، أي: يحاربون أولياءَ الله ورسوله، "قس"(10/ 207).
(2)
المديني.
(3)
أحد شيوخ البخاري روى عنه [هنا] بواسطة، "قس"(10/ 207).
(4)
عبد الله المزني البصري.
(5)
بكسر القاف وخفة اللام اسمه عبد الله بن زيد، "ك"(17/ 97).
(6)
قوله: (أنه كان جالسًا خلف عمر بن عبد العزيز) وكان قد أبرز سريره للناس ثم أذن لهم فدخلوا، واستشارهم عمر في القسامة. "فذكروا" أي: القسامة وحكمها، فقال عمر: ما ترون فيها؟ فقالوا: قد قَبِلَهَا الخلفاء وأقادوا بها، يقال: أقاد القاتل بالقتيل: إذا قتله به. ومرَّ في "المغازي"(برقم: 4193): "فقالوا: حق قضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضت بها الخلفاء قبلك"، ملتقط من "القسطلاني"(10/ 207) و"الكرماني"(17/ 97).
(7)
أي: حديث القسامة وحكمها، "ك"(17/ 97)، "خ".
(1)
في الأصل: "قال".
فَقَالُوا وَقَالُوا
(1)
: قَدْ أَقَادَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ، فَالْتَفَتَ
(2)
إِلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهُوَ خَلْفَ ظَهْرِهِ
(3)
، فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا عَبدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ
(4)
- أَوْ قَالَ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا قِلَابَةَ -؟ قُلْتُ: مَا عَلِمْتُ نَفْسًا حَلَّ قَتْلُهَا فِي الإِسْلَامِ
===
(1)
أي: قالوا وقد قبلها الخلفاء وأقادوا بها أي: بالقسامة، "ك"(17/ 97).
(2)
أي: عمر.
(3)
أي: عمر بن عبد العزيز.
(4)
قوله: (ما تقول يا عبدَ الله بنَ زيد، أو قال: ما تقول يا أبا قلابة) شَكَّ الراوي، زاد في "الديات" (ح: 6899): "فقلت: يا أمير المؤمنين! عندك رؤوس الأجناد وأشراف العرب، أرأيتَ لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل محصن بدمشق أنه قد زنى ولم يروه، أكنت ترجُمُه؟ قال: لا، قلت: أرأيتَ لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل بحمص أنه سرق، أكنت تقطعه ولم يروه؟ قال: لا". "قلت" زاد في "الديات" أيضًا: والله ما علمتُ نفسًا حَلّ قتلُها. . ." إلخ. قوله: "فما يستبطأ" على بناء المفعول من البطوء نقيض السرعة، أَيْ: [أَيُّ] شيءٍ يُسْتَبْطَأُ [به] من هؤلاء العكليين. وفي نسخة: "فما يستبقى" بالقاف أي: ما يترك من هؤلاء؟. استفهام فيه معنى التعجب كالسابق. قوله: "فقال: سبحان الله" أي: فقال عنبسة متعجبًا من أبي قلابة: سبحان الله. قال أبو قلابة: "فقلت" لعنبسة: "تتهمني؟ " فيما رويته من حديث أنس، "قال" عنبسة: لا، ولكن جئتَ بالحديث على وجهه، "حدثنا بهذا أنس". قوله: "ما أبقي" بضم الهمزة مبنيًا للمفعول، وللكشميهني: "ما أبقى الله" بإظهار الفاعل، وفي نسخة: "ما بقي"، وفي "الديات": "والله لا يزال هذا الجندُ بخير ما عاش هذا الشيخُ بين أظهرهم". وهذا الحديث مرَّ في "الطهارة" (برقم: 433) و"المغازي" (برقم: 4192 و 4193)، ويأتي إن شاء الله تعالى في "الديات" [برقم: 6899] مبسوطًا، كذا في "القسطلاني" (10/ 208 - 209).
إِلَّا رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، أَوْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم
(1)
. فَقَالَ عَنْبَسَةُ
(2)
: حَدَّثَنَا أَنَسٌ بِكَذَا وَكَذَا
(3)
. قُلْتُ: إِيَّاي حَدَّثَ أَنَسٌ قَالَ: قَدِمَ قَوْمٌ
(4)
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فكَلَّمُوهُ
(5)
فَقَالُوا: قَدِ اسْتَوْخَمْنَا
(6)
هَذِهِ الأَرْضَ، فَقَالَ
(7)
: "هَذِهِ نَعَمٌ
(8)
لَنَا تَخْرُجُ
(9)
، فَاخْرُجُوا فِيهَا، فَاشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا
(10)
". فَخَرَجُوا فِيهَا فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا وَاسْتَصَحُّوا
(11)
، وَمَالُوا عَلَى الرَّاعِي فَقَتَلُوهُ،
"حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية لأبي ذر. "قُلْتُ: إِيَّايَ" في ذ: "فَقُلْتُ: إِيَّايَ". "عَلَى النَّبِيِّ" في نـ: "عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ". "مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا" في نـ: "مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا". "مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا" في نـ: "من أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا". "وَاسْتَصَحُّوا" في نـ: "فَاسْتَصَحُّوا".
===
(1)
زاد في "الديات"(برقم: 6899): "وارتد عن الإسلام".
(2)
ابن سعيد الأموي، "قس"(10/ 208).
(3)
يعني بحديث العرنيين، "قس"(10/ 208).
(4)
من عكل وعرينة، "قس"(10/ 208).
(5)
بعد أن بايعوا على الإسلام، "قس"(10/ 208).
(6)
أي: ما نجد هواءها موافقًا لأمزجتنا، "خ".
(7)
صلى الله عليه وسلم.
(8)
يعني إبلًا.
(9)
أي: إلى المرعى.
(10)
للتداوي، "قس"(10/ 208)، ومن لم يقل بها فعنده منسوخ أو مخصوص.
(11)
أي: حصلت لهم الصحة، "قس"(10/ 208).
وَاطَّرَدُوا النَّعَمَ، فَمَا يُسْتَبْطَأُ
(1)
مِنْ هَؤُلَاءِ قَتَلُوا النَّفْسَ وَحَارَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ، وَخَوَّفُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
. فَقَالَ
(3)
: سُبْحَانَ اللهِ. فَقُلْتُ
(4)
تَتَّهِمُنِي؟ قَالَ
(5)
: حَدَّثَنَا بِهَذَا أَنَسٌ. قَالَ
(6)
: وَقَالَ: يَا أَهْلَ كَذَا إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا أُبْقِيَ هَذَا فِيكُمْ وَمِثْلُ هَذَا. [راجع: 233].
6 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ
(7)
} [المائدة: 45]
"يُسْتَبْطَأُ" في نـ: "يُسْتَبْقَى". "مَا أُبْقِيَ هَذَا فِيكُمْ وَمِثْلُ هَذَا" في نـ: "مَا أُبْقِيَ هَذَا فِيكُمْ أَوْ مِثْلُ هَذَا"، وفي هـ:"مَا أبْقَى اللهُ هذا فِيكُمْ أَوْ مِثْلَ هذَا" وفي هـ، سـ، ذ:"مَا أُبْقِي مثلُ هذا فِيكُمْ" وفي نـ: "مَا أَبْقَى اللهُ مثلَ هذا فِيكُمْ"، وفي نـ:"مَا بَقِيَ مثلُ هذا". "بَابُ" سقط في نـ.
===
(1)
أي: شيء بقي منهم من الأمور الموجبة للقتل والقصاص، "خ".
(2)
من قتلهم الراعي وسوقهم إبل الصدقة، "خير".
(3)
عنبسة متعجبًا، "قس"(10/ 208).
(4)
أي: أبو قلابة فيما رويته.
(5)
أي: عنبسة.
(6)
أي: قال أبو قلابة: قال عنبسة: "يا أهل كذا" أي: أهل الشام؛ لأن الكلمة وقعت في دمشق، "خير".
(7)
قوله: ({وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ}) أي: ذات قصاص فيما يمكن أن يقتصَّ منه، وهذا تعميم بعد التخصيص، لأن الله تعالى ذكر النفسَ والعينَ والأنفَ والأذنَ فخص الأربعة بالذكر، ثم قال:" {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} " على سبيل العموم فيما يمكن أن يقتص منه، كاليد والرجل. وأما ما لا يمكن ككسر في عظم أو جراحة في بطن يخاف منه التلف فلا قصاص فيه بل فيه الأرش والحكومة. وسقط لفظُ "باب" لغير أبي ذر و"قوله" للكشميهني والحموي، "قسطلاني"(10/ 209).
4611 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ
(1)
، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ
(2)
قَالَ: كَسَرَتِ الرُّبَيِّعُ
(3)
- وَهِيَ عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ
(4)
مِنَ الأَنْصَارِ، فَطَلَبَ الْقَوْمُ الْقِصَاصَ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بالْقِصَاصِ. فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: لَا وَاللهِ لَا تُكْسَرْ ثَنِيَّتُهَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَنَسُ كِتَابُ اللهِ
(5)
الْقِصَاصُ
(6)
". فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَقَبِلُوا الأَرْشَ
(7)
، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"ابنُ سَلَّامٍ". سقط في نـ. "حُمَيْدٍ" في نـ: "حُمَيْدٍ الطويلِ". "ثَنِيَّتُهَا" كذا في ذ، وفي غيره:"سنُّهَا".
===
(1)
ابن مروان بن معاوية، "قس"(10/ 209).
(2)
ابن أنس.
(3)
بنت النضر.
(4)
قوله: (ثنية جارية) أي: سنّها، وهي واحدة الثنايا، والمراد بالجارية امرأة شابة غير رقيقة، ولم تُسَمَّ. قوله:"فطلب القوم" أي: قوم الجارية "القصاصَ" من الربيع. قوله: "لا تكسر ثنيتها يا رسول الله" ليس ردًا للحكم، بل نفي لوقوعه، لما كان له عند الله من القرب والثقة بفضل الله ولطفه أنه لا يخيبه بل يلهمهم العفو، كما وقع، كذا في "قس" (10/ 209). ومرَّ بيانه (برقم: 2703).
(5)
مبتدأ.
(6)
خبر.
(7)
أي: الدية.
"إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ
(1)
". [راجع: 2703، تحفة: 766].
7 - بَابٌ قَولُهُ: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
(2)
} [المائدة: 67]
4612 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
(5)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ
(6)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(7)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيْئًا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَقَدْ كَذَبَ، وَاللهُ يَقُولُ
(8)
: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} الآيَةَ. [راجع: 3234، أخرجه: م 177، ت 3068، س في الكبرى 11408، تحفة: 17613].
"قَولُهُ "سقط في نـ. " {مِنْ رَبِّكَ} " في نـ: " {مِنْ رَبِّكَ} الآية" مصحح عليه. "مِمَّا أُنْزِلَ" في هـ، ذ:"مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ". "وَاللهُ يَقُولُ" في نـ: "وَهُوَ يَقُولُ". " {أُنْزِلَ إِلَيْكَ} الآية" في نـ: " {أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} الآية".
===
(1)
أي: في قسمه.
(2)
سيجيء بيانه في حديث الباب.
(3)
الفريابي.
(4)
الثوري.
(5)
هو ابن أبي خالد، "قس"(10/ 211).
(6)
عامر بن شراحيل، "قس"(10/ 211).
(7)
هو ابن الأجدع، "قس"(10/ 211).
(8)
قوله: (والله يقول: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ}) أي: جميعَ {مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} إلى كافة الناس مجاهرًا به غيرَ مراقب أحدًا ولا خائفٍ مكروهًا. قوله تعالى: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ} أي: وإن لم تبلّغ جميعَه كما أمرتك {فَمَا بَلَّغْتَ
8 - بَابُ قَوْلِهِ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ
(1)
} [المائدة: 89]
4613 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ
(3)
"عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ" في حـ، هـ، ذ:"عَلِيُّ بْنُ عبدِ اللهِ" قيل: هو خطأ، وفي سفـ:"عَلِيٌّ".
===
رِسَالَتَهُ} فما أديتَ شيئًا منها؛ لأن كتمان بعضها يضيع ما أدّي منها كترك بعض أركان الصلاة، فإن غرض الدعوة ينتقض به، أو فكأنك ما بلغتَ شيئًا منها، كقوله:{فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32] من حيث إن كتمان البعض والكل سواء في الشناعة واستجلاب العقاب، كذا في البيضاوي (1/ 275). قال القسطلاني (10/ 211): وفي "الصحيحين" عنها: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ} الآية [الأحزاب: 37].
(1)
قوله: ({لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}) قال القسطلاني (10/ 211): هو قول المرء بلا قصد: لا والله، وبلى والله. وهذا مذهب الشافعي، وقيل: الحلف على غلبة الظن، وهو مذهب أبي حنيفة. وقيل: اليمين في الغضب، وقيل: في النسيان، وقيل: الحلف على ترك المأكل والمشرب والملبس، انتهى.
(2)
اللبقي، بفتح اللام والموحدة المخففة وبالقاف، "قس"(10/ 212).
(3)
قوله: (مالك بن سعير) بالمهملات مصغرًا، ابن الخمس بكسر المعجمة وسكون الميم بعدها سين مهملة، الكوفي، صدوق، وضعّفه أبو داود، وليس له في "البخاري" سوى هذا الحديث وآخَرُ في "الدعوات"، وكلاهما قد توبع عليه عنده، وروى له أصحاب السنن، "قس"(10/ 212).
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ أَبيهِ
(1)
، عَنْ عَائِشَةَ: أُنْزلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: لَا وَاللهِ، وَبَلَى وَاللهِ. [طرفه: 6663، تحفة: 17177].
4614 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ
(3)
، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي
(4)
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَاهَا
(5)
كَانَ لَا يَحْنَثُ فِي يَمِينٍ حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ كَفَّارَةَ الْيَمِينِ
(6)
. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا أَرَى
(7)
يَمِينًا أُرَى
(8)
غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا قَبِلْتُ رُخْصَةَ اللهِ، وَفَعَلْتُ الَّذِي
(9)
هُوَ خَيْرٌ. [طرفه: 6621، تحفة: 17255، 6633].
"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ". "أُرَى غَيْرَهَا" في هـ، ذ:"أُرَى أَنَّ غَيْرَهَا".
===
(1)
عروة بن الزبير بن العوام، "قس"(10/ 212).
(2)
ابن أيوب الكوفي.
(3)
ابن شميل المازني، "قس"(10/ 212).
(4)
أي: عروة بن الزبير، "قس"(10/ 212).
(5)
قوله: (أن أباها) أي: أبا بكر الصديق "كان لا يحنث في يمين"، وعند ابن حبان:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلف على يمين لم يحنث". وما في "البخاري" هو الصحيح، كما في "الفتح"(8/ 276).
(6)
هو قوله تعالى: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ} [المائدة: 89].
(7)
بفتح الهمزة أي: لا أعلم، "قس"(10/ 212).
(8)
بضم الهمزة أي: أظن، "قس"(10/ 212).
(9)
قوله: (وفعلت الذي) أي: وكفّرت عن يميني. وعن ابن جريج مما نقله الثعلبي في تفسيره: إنها نزلت في أبي بكر، حلف أن لا ينفق على
9 - بَابُ قَولِهِ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ
(1)
} [المائدة: 87]
4615 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ
(3)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
(4)
، عَنْ قَيْسٍ
(5)
، عَنْ عَبدِ اللهِ
(6)
قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ مَعَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: أَلَا نَخْتَصِي
(7)
؟ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، فرَخَّصَ لَنَا
"وَلَيْسَ مَعَنَا" في نـ: "لَيْسَ مَعَنَا". "فَرَخَّصَ" في نـ: "وَرَخَّصَ".
===
مسطح لخوضه في الإفك، فعاد إلى مسطح بما كان ينفقه، "قسطلاني"(10/ 212).
(1)
أي: ما طاب ولذ منه، وقد كان صلى الله عليه وسلم يأكل الدجاجة ويحب الحلوى والعسل، "قس"(10/ 213).
(2)
السلمي الواسطي نزيل البصرة، "قس"(10/ 213).
(3)
ابن عبد الله الطحان، "قس"(10/ 213).
(4)
ابن أبي خالد.
(5)
هو ابن أبي حازم.
(6)
ابن مسعود.
(7)
قوله: (ألا نختصي) بالخاء المعجمة والصاد المهملة، أي: ألا نستدعي من يفعل بنا الخصاءَ أو نعالج ذلك بأنفسنا؟ والخصاء الشق على الأنثيين وانتزاعُهما. قوله: "فنهانا عن ذلك" نهي تحريم؛ لما فيه من تغيير خلق الله وقطع النسل وكفر النعمة، لأن خَلْقَ الشخص رجلًا من النعم العظيمة، وقد يفضي ذلك بفاعله إلى الهلاك، "قس"(10/ 213).
بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ نَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ بالثَّوْبِ
(1)
، ثُمَّ قَرَأ
(2)
: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} . [طرفاه: 5071، 5075، أخرجه: م 1404، س في الكبرى 11150، تحفة: 9538].
10 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة: 90]
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْأَزْلَامُ
(3)
}: الْقِدَاحُ يَقْتَسِمُونَ
(4)
بِهَا فِي الأُمُورِ. النُّصُبُ
(5)
أَنْصَابٌ يَذْبَحُونَ عَلَيْهَا.
"وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". "النُّصُبُ" كذا في ذ، وفي غيره:"وَالنُّصُبُ".
===
(1)
أي: إلى أجل وهو نكاح المتعة، وليس قوله:"بالثوب" قيدًا فيجوز بغيره مما يتراضيان عليه، "قس"(10/ 213).
(2)
قوله: (ثم قرأ) ابن مسعود " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا. . .} إلخ"، قال النووي: في استشهاد ابن مسعود بالآية أنه كان يعتقد إباحة المتعة كابن عباس، ولعله لم يكن بلغه الناسخ، ثم بلغه فرجع بعد ذلك، وهذا الحديث أخرجه أيضًا في "النكاح"، وكذا مسلم، "قس" (10/ 213). وقال في "الخير الجاري": وقد ذُكِرَ في حديث ابن عمر: أنها كانت رخصة في أول الإسلام إن اضطروا إليها. وعن ابن مسعود نحوه. قال المازري: ثبت أن نكاح المتعة كان جائزًا في أول الإسلام، ثم ثبت النسخ بالأحاديث الصحيحة، وعقد الإجماع على تحريمه، ولم يخالف فيه إلا طائفة من المبتدعة، وتعلّقوا بالأحاديث المنسوخة، انتهى مع اختصار.
(3)
السهام.
(4)
سيجيء بيان الاستقسام.
(5)
قوله: (النصب) بضم النون والصاد، قال ابن عباس مما وصله
وَقَالَ غَيْرُهُ
(1)
: الزَّلَمُ: الْقِدْحُ لَا رِيشَ لَهُ، وَهُوَ وَاحِدُ الأَزْلَامِ
(2)
. وَالاِسْتِقْسَامُ: أَنْ يُجِيلَ
(3)
الْقِدَاحَ، فَإِنْ نَهَتْهُ
(4)
انْتَهَى، وَإِنْ أَمَرَتْهُ
(5)
فَعَلَ مَا تَأْمُرُهُ، وَقَدْ أَعْلَمُوا الْقِدَاحَ
(6)
أَعْلَامًا بِضُرُوبٍ يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا،
"يُجِيلَ الْقِدَاحَ" زاد بعده في ذ: "يُجِيلُ: يُدِيرُ"
(1)
- من الإدارة -. "مَا تَأْمُرُهُ" في ذ: "مَا تَأْمُرُ بِهِ". "بِضُرُوبٍ" في نـ: "لِضُرُوبٍ". "يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا" في نـ: "يَسْتَقْسِمُونَ بِهِ".
===
ابن أبي حاتم: هي "أنصاب" كانوا ينصبونها "يذبحون عليها". وقال ابن قتيبة: حجارة ينصبونها ويذبحون عندها فتنصَبّ عليها دماء الذبائح، "قس"(10/ 214).
(1)
قوله: (وقال غيره) أي: غير ابن عباس: "الزلم" بفتحتين هو "القدح" بكسر القاف وسكون الدال، وهو السهم الذي "لا ريش له"، كذا في "قس" (10/ 214). والزلم كَصُرَدٍ لغةٌ فيه [كما في "ق" (ص: 1031)].
(2)
السهام.
(3)
بضم التحتية وكسر الجيم أي: يدير، "قس"(10/ 214).
(4)
بأن خرج: نهاني ربي، "قس"(10/ 214).
(5)
بأن خرج: أمرني ربي، "قس"(10/ 214).
(6)
قوله: (وقد أعلموا القداح) وكانت سبعة مستويةً موضوعةً في جوف الكعبة عند هبل أعظم أصنامهم. قوله: "أعلامًا" أي: يكتبونها عليها "بضروب" أي: بأنواع من الأمور، فعلى واحد: أمرني ربي، وعلى الآخر: نهاني ربي، وعلى آخر: واحد منكم، وعلى آخر: من غيركم، وعلى آخر: ملصق، وعلى آخر: العقل، والسابع: الغُفْلُ، أي: ليس عليه شيء. وكانوا
(1)
كذا وقعت هنا هذه النسخة في الهندية، ووقعت في "قس" (10/ 214) و"الفتح" (8/ 277) بعد قوله:"تأمره".
وَفَعَلْتُ مِنْهُ قَسَمْتُ
(1)
، وَالْقُسُومُ
(2)
مِنْهُ الْمَصْدَرُ.
4616 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبدِ الْعَزِيزِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ
(5)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَإِنَّ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ لَخَمْسَةَ أَشْرِبَةٍ
(6)
، مَا فِيهَا شَرَابُ الْعِنَبِ. [طرفه: 5579، تحفة: 7771].
"الْقُسُومُ" في نـ: "القسمُ". "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ". "بِالْمَدِينَةِ" كذا في ذ، وفي غيره:"فِي الْمَدِينَةِ".
===
"يستقسمون" أي: يطلبون "بها" بيان قسمهم من الأمر الذي يريدونه كسفرٍ أو نكاح أو تجارة، أو اختلفوا فيه من نسب أو أمر قتيل أو حمل عقلٍ وهو الدية أو غير ذلك من الأمور العظيمة، فإن أجالوه على نسب وخرج "منكم" كان وسطًا فيهم، وإن خرج "مِنْ غَيْرِكم" كان حَلِفًا، وإن خرج "ملصقًا" كان على حاله. وإن اختلفوا في العَقْل فمن خرج عليه قدحه تحمله، وإن خرج الغُفل الذي لا علامة عليه أجالو ثانيًا حتى يخرج المكتوب عليه، وقد نهاهم عن ذلك وحرّمه وسماه فسقًا. ووقع في رواية "يستقسمون به" بتذكير الضمير أي: يستقسمون بذلك الفعل، "قس"(10/ 214 - 215).
(1)
أشار به إلى أن من أراد أن يخبر عن نفسه من لفظ الاستقسام يقول: قسمت بضم التاء، "قس"(10/ 215)، "ع"(12/ 580).
(2)
بضم القاف على وزن فعول، "قس"(10/ 215).
(3)
أبو عبد الله العبدي الكوفي.
(4)
ابن مروان، "قس"(10/ 215).
(5)
مولى ابن عمر.
(6)
قوله: (لَخَمْسَةَ أشربةٍ) شراب العسل والتمر والحنطة والشعير
4617 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ
(3)
، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: مَا كَانَ لَنَا خَمْرٌ غَيْرُ فَضِيخِكُمْ
(4)
هَذَا الَّذِي تُسَمُّونَهُ الْفَضِيخَ. فَإِنِّي لَقَائِمٌ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ
(5)
وَفُلَانًا وَفُلَانًا، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ
(6)
فَقَالَ: وَهَلْ بَلَغَكُمُ الْخَبَرُ؟
"فَقَالَ: وَهَلْ بَلَغَكُمْ" في نـ: "قَالَ: وَهَلْ بَلَغَكُمْ".
===
والذّرة، كذا في "قس" (10/ 215). قوله:"وما فيها شراب العنب" أي: إلا قليلًا، كما ورد في بعض الروايات. وفي ماهية الخمر اختلاف بين العلماء لا يسع تحريره المقام.
(1)
الدورقي، "قس"(10/ 215).
(2)
هو إسماعيل بن إبراهيم وعلية أمه، "قس"(10/ 215).
(3)
البصري.
(4)
قوله: (فَضِيخِكم) بفتح الفاء وكسر الضاد والخاء المعجمتين: شراب يتخذ من البُسر وحده من غير أن تمسَّه النارُ. والفَضْخُ: الكسر؛ لأن البسر يُشْدَخُ ويُتْركُ في وعاء حتى يغليَ، "قس"(10/ 216)، "ك"(17/ 101).
(5)
قوله: (فإني لقائم أسقي أبا طلحة) زيدَ بنَ سهلٍ الأنصاريَّ زوجَ أُمِّ أنس. قوله: "فلانًا وفلانًا" وقع من تسمية من كان مع أبي طلحة عند مسلم: أبو دجانة، وسهيل بن بيضاء
(1)
، وأبو عبيدة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو أيوب، "قس"(10/ 216)، [وانظر "صحيح مسلم" (1980)].
(6)
لم يسم، "قس"(10/ 216).
(1)
في الأصل: "وسهل بن بيضاء".
فَقَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ
(1)
، قَالُوا: أَهْرِقْ هَذِهِ الْقِلَالَ يَا أَنَسُ، قَالَ
(2)
: فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا وَلَا رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ. [راجع: 2464، أخرجه: م 1980، تحفة: 1001].
4618 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ
(4)
، عَنْ عَمْرٍو
(5)
، عَنْ جَابِرٍ
(6)
قَالَ: صَبَّحَ
(7)
أُنَاسٌ غَدَاةَ أُحُدٍ الْخَمْرَ فَقُتِلُوا مِنْ يَوْمِهِمْ جَمِيعًا شُهَدَاءَ، وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِهَا. [راجع: 2815].
"قَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ" في نـ: "فَقَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ". "قَالُوا" في نـ: "فَقَالُوا". "أَهْرِقْ" في هـ، ذ:"أَرِقْ"، وفي حـ، سـ، ذ:"هَرِقْ". "صَبَّحَ أُنَاسٌ" في نـ: "صُبِحَ نَاسٌ".
===
(1)
أي: حرمها الله تعالى.
(2)
أنس.
(3)
المروزي.
(4)
سفيان.
(5)
هو ابن دينار.
(6)
هو ابن عبد الله.
(7)
قوله: (صبّح ناس) بفتح الصاد المهملة وتشديد الموحدة. "غداة أُحُد" سنة ثلاث، وفي "الجهاد":"اصطبح ناس الخمر يوم أحد"، أي: شربوه صباحًا، أي: بالغداة. وزاد البزار في "مسنده": فقالت اليهود: قد مات بعض الذين قتلوا وهي في بطونهم، فأنزل الله تعالى:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93]. وفي سياق هذا الحديث غرابة، "قس"(10/ 216).
4619 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
الْحَنْظَلِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى
(2)
وَابْنُ إِدْرِيسَ
(3)
، عَنْ أَبِي حَيَّانَ
(4)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ
(5)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ! أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةٍ: مِنَ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْعَسَلِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ، وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ
(6)
. [أطرافه: 5581، 5588، 5589، 7337، أخرجه: م 3032، د 3669، ت 1874، س 5578، تحفة: 10538].
11 - بَابٌ قَولُهُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا
(7)
} إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93]
"حَدَّثَنَا عِيسَى" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنا عِيسَى". "قَولُهُ" سقط في نـ. " {فِيمَا طَعِمُوا} " في ذ: " {فِيمَا طَعِمُوا} الآية"، وسقط ما بعدها.
===
(1)
ابن راهويه.
(2)
ابن يونس.
(3)
عبد الله الأودي.
(4)
بالتحتية يحيى بن سعيد.
(5)
عامر بن شراحيل، "قس"(10/ 217).
(6)
أي: ستره وغَطَّاه.
(7)
قوله: ({فِيمَا طَعِمُوا}) تقول: طعمت الطعامَ والشرابَ، والمراد من الشراب ما لم يحرم عليهم بقوله:" {إِذَا مَا اتَّقَوْا} " أي: اتقوا المحرمَ، "قس"(10/ 217).
4620 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ الْخَمْرَ الَّتِي أُهْرِيقَتِ الْفَضِيخُ
(2)
.
وَزَادَنِي مُحَمَّدٌ
(3)
، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ قَالَ: كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، فَنَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا
(4)
(5)
فَنَادَى، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ
(6)
: فَاخْرُجْ فَانْظُرْ مَا هَذَا الصَّوْتُ؟ قَالَ: فَخَرَجْتُ
(7)
فَقُلْتُ: هَذَا مُنَادٍ يُنَادِي: أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ. فَقَالَ لِي: اذْهَبْ فَأَهْرِقْهَا.
"الَّتِي" في نـ: "الَّذِي". "أُهْرِيقَتْ" في ذ: "هَرِيقَتْ". "زَادَنِي مُحَمَّدٌ" في نـ: "زَادَنِي مُحَمَّدٌ البيكنديُّ". "فَاخْرُجْ" في نـ: "اخْرُجْ". "فَأَهْرِقْهَا" في حـ، سـ، ذ:"فَهَرِقْهَا"، وفي هـ، ذ:"فَأَرِقْهَا".
===
(1)
محمد بن الفضل.
(2)
مرفوع خبر أن وهو المتخذ من البسر، "قس"(10/ 218).
(3)
مطوّلًا، وهو ابن سلام لا ابن يحيى الذهلي، ووهم من قال: إنه هو.
(4)
قوله: (فأمر مناديًا) أي: أمر النبي صلى الله عليه وسلم مناديًا فنادى بتحريمها، وكان ذلك عام الفتح سنة ثمان. قوله:"فقال بعض القوم" أفاد في "الفتح": أن في رواية الإسماعيلي عن ابن ناجية عن أحمد بن عبدة ومحمد بن موسى عن حماد في آخر هذا الحديث: قال حماد: فلا أدري هذا يعني قوله: "فقال بعض القوم" إلى آخره في الحديث عن أنس أو قاله ثابت أي: مرسلًا، "قس"(10/ 219).
(5)
لم أر التصريح باسمه، "ف"(8/ 279).
(6)
لأنس، "قس"(10/ 218).
(7)
أي: فسمعت ثم عدت إلى أبي طلحة فقلت. . . إلخ، "قس"(10/ 218).
قَالَ: فَجَرَتْ
(1)
فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ
(2)
. قَالَ: وَكَانَتْ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: قُتِلَ قَوْمٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا
(3)
}. [راجع: 2464].
12 - بَابُ قَوْلِهِ: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ
(4)
تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]
===
(1)
أي: سالت.
(2)
أي: طرقها، "قس"(10/ 219).
(3)
قوله: ({جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا}) والمعنى بيان أنه لا جناح عليهم فيما طعموا أوّلًا ما اتقوا المحارم، والحكم عام وإن اختصّ السبب، فالجناح مرتفع عن كل من يطعم من المستلذات إذا ما اتقى الله فيما حرم عليه منها ودام على الإيمان أو ازداد إيمانًا عند من يقول به. وقيل: التكرير باعتبار التقوى عن الكفر والكبائرِ والصغائر، كذا في "قس"(10/ 219)، وسيجيء بيانه في "الأشربة".
(4)
قوله: ({إِنْ تُبْدَ لَكُمْ}) أي: تُظْهَر لكم، قال البيضاوي (1/ 285):"إن" الشرطية وما عُطِف صفتان لأشياء، والمعنى: لا تسألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء إن تظهر لكم تغمكم، وإن تسألوا عنها في زمان الوحي تظهر لكم، وهما كمقدمتين تنتجان ما يمنع
(1)
السؤالَ وهو أنه مما يغمهم، والعاقل لا يفعل ما يغمّه. و"أشياء" اسم جمع كطرفاء غير أنه قلبت لامه فجعلت لفعاء، وقيل: أفعلاء حذفت لامه جمع لشيء على أن أصله شَيِّءٌ كَهَيِّنٍ، أو شَيِيء كصديق فخفف، وقيل: أفعال جمع له من غير تغيير كبيت وأبيات، ويردُّه منع صرفه، انتهى.
(1)
في الأصل: "عما يمنع" هو تحريف.
4621 -
حَدَّثَنَا مُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَارُودِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَ
(3)
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ، قَالَ:"لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا". قَالَ: فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وُجُوهَهُمْ لَهُمْ حَنِينٌ
(4)
، فَقَالَ رَجُلٌ
(5)
:
"حَدَّثَنَا مُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ". "حَنِينٌ" كذا في سـ، حـ، وفي هـ:"خَنِينٌ".
===
(1)
بالجيم العبدي البصري.
(2)
الوليد.
(3)
وعند مسلم: "قد بلغه عن أصحابه شيء فخطب" بسبب ذلك، "قسطلاني"(10/ 220).
(4)
قوله: (لهم حنين) بالحاء المهملة، أي: صوت مرتفع بالبكاء من الصدر، وهو دون الانتحاب، هذا للحموي والمستملي، وبالخاء المعجمة للكشميهني، وهو صوت مرتفع بالبكاء [من الأنف] مع غُنَّةٍ، "قس" (10/ 220). قال في "الخير الجاري" (2/ 392): والمطابقة بالترجمة ظاهرة من سؤال رجل عن اسم أبيه وهو عبد الله بن حذافة، وكان يُطْعَنُ فيه فقال صلى الله عليه وسلم: أبوك فلان أي: حذافة، انتهى. أي: حذافة بن قيس السهمي فأخبر أمَّه بذلك قالت: والله ما رأيتُ ولدًا أعق منك، أكنتَ تأمن أن تكون أمكَ قارفت ما قارف بعض نساء أهل الجاهلية فتفضحها على رؤوس الخلائق؟! قال عبد الله بن حذافة: والله لو ألحقني بعبد أسود لَلَحِقْتُه.
(5)
هو عبد الله بن حذافة، أو قيس بن حذافة، أو خارجة بن حذافة، وكان يُطْعَنُ فيه، "قس"(10/ 221).
مَنْ أَبِي؟ قَالَ: فُلَانٌ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]. رَوَاهُ النَّضْرُ
(1)
وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ شُعْبَةَ. [راجع: 93، أخرجه: م 2359، ت 3056، تحفة: 1608].
4622 -
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ
(5)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتِهْزَاءً، فَيَقُولُ الرَّجُلُ: مَنْ أَبِي؟ وَيَقُولُ الرَّجُلُ تَضِلُّ نَاقَتُهُ: أَيْنَ نَاقَتِي؟ فَأَنْزَلَ اللهُ
(6)
فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ كُلِّهَا. [تحفة: 5411].
"عَنْ شُعْبَةَ" في نـ: "حَدَّثَنَا شُعْبَةُ". "حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ".
===
(1)
أي: حديثَ الباب النضر بن شميل فيما وصله مسلم، "وروح بن عبادة" فيما وصله البخاري في "الاعتصام"، كلاهما "عن شعبة"، "قس"(10/ 221).
(2)
البغدادي.
(3)
هاشم بن القاسم.
(4)
زهير بن معاوية.
(5)
حِطَّان بن خُفَاف الجَرمي، "قس"(10/ 221).
(6)
وقيل: نزلت في شأن الحج حيث قالوا: يا رسول الله، أفي كل عام؟ فسكت، فقالوا: يا رسول الله، أفي كل عام؟ قال: لا، ولو قلت: نعم؛ لوجبت، فأنزل الله الآية. [انظر "قس" (10/ 222)].
13 - بَابٌ قَولُهُ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ
(1)
مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} [المائدة: 103]
{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ
(2)
} يَقُولُ: قَالَ اللهُ، وَ {إِذْ} هَا هُنَا صِلَةٌ. الْمَائِدَةُ
(3)
: أَصْلُهَا مَفْعُولَةٌ، كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، وَتَطْلِيقَةٍ بَائِنَةٍ،
===
(1)
قوله: ({مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ. . .} إلخ) ردٌّ وإنكارٌ لما ابتدعه أهل الجاهلية، وهو أنهم إذا نتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر بحروا أذنها، أي: شقّوها وخلّوا سبيلها، فلا تُركب ولا تُحلب. وكان الرجل منهم يقول: إن شفيتُ فناقتي سائبة، ويجعلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها. وإذا ولدت الشاة أنثى فهي لهم، وإذا ولدت ذكرًا فهو لآلهتهم، وإن ولدتهما [قالوا]: وصلت الأنثى أخاها فلا يذبح لها الذكر. وإذا نتجت من صلب الفحل عشرةَ أبطن حَرّموا ظهرَه، ولم يمنعوه
(1)
من ماء ولا مرعى، وقالوا: قد حمي ظهره. ومعنى "ما جعل": ما شرع ووضع، ولذلك تعدى إلى مفعول واحد، وهو البحيرة، و"مِنْ" مزيدة، هذا كله ما ذكره البيضاوي (1/ 285). قال القسطلاني (10/ 222): ومنع أبو حيان كون "جعل" هنا بمعنى شرع أو وضع أو أمر، وخرج الآية على التصيير، وجعل المفعولَ الثاني محذوفًا، أي: ما صيّرَ الله بحيرةً مشروعةً، انتهى.
(2)
قوله: ({وَإِذْ قَالَ اللَّهُ} يقول) غرضه أن لفظة "قال" في قوله: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ. . .} إلخ، بمعنى يقول؛ لأن الله تعالى إنما يقول هذا القول في يوم القيامة توبيخًا للنصارى. قوله:"وإذ" ها هنا صلة، أي: زائدة لأن "إذ" للماضي، وههنا المراد به المستقبل، "قس"(10/ 222).
(3)
قوله: (المائدة أصلها مفعولة) مراده أن لفظ "المائدة" وإن كان على لفظ فاعلة فهو بمعنى مفعولة، كعيشة راضية بمعنى مرضية، وتطليقة بائنة
(1)
في الأصل: "ظاهره ولم يمنعو".
وَالْمَعْنَى
(1)
مِيدَ بِهَا
(2)
صَاحِبُهَا مِنْ خَيْرٍ، يُقَالُ: مَادَنِي يَمِيدُنِي
(3)
.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مُتَوَفِّيكَ
(4)
} [آل عمران: 55]: مُمِيتُكَ.
4623 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: الْبَحِيرَةُ الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّهَا
(5)
لِلطَّوَاغِيتِ فَلًا يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. وَالسَّائِبَةُ الَّتِي كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا
(6)
لآلِهَتِهِمْ لَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَيْءٌ. قَالَ:
"وَالسَّائِبَةُ الَّتِي كَانُوا" في نـ: "وَالسَّائِبَةُ كَانُوا".
===
بمعنى مطلقة مبائنة، كذا في "الكرماني" (17/ 103). قال القسطلاني (10/ 222): قوله: "تطليقة بائنة" التمثيل بهذه غير واضح؛ لأن لفظ بائنة هنا على أصله بمعنى قاطعة، لأن التطليقة البائنة تقطع حكمَ العقد، انتهى. قال البيضاوي (1/ 288): المائدة: الخوان إذا كان عليه الطعام، من ماد الماءُ يميد: إذا تحرك، أو من ماده: إذا أعطاه كأنها تميد من تَقَدَّمَ إليه، ونظيرها قولهم: شجرة مطعمة.
(1)
من حيث اللغة، "قس"(10/ 222).
(2)
يعني امتير بها لأن ماده يميده لغة في ماره يميره من الميرة، "قس"(10/ 222).
(3)
يعني هو من حيث الاشتقاق من ضرب يضرب.
(4)
قوله: ({مُتَوَفِّيكَ} مميتك) هذه الآية من سورة آل عمران. قيل: وذكر ههنا لمناسبة {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} وكلاهما من قصة عيسى، "قس"(10/ 223).
(5)
أي: لبنها للأصنام، "قس"(10/ 223).
(6)
سيبت الدابة: تركتها تذهب حيث شاءت، "ك"(17/ 104).
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْخُزَاعِيَّ
(1)
يَجُرُّ قُصْبَهُ
(2)
فِي النَّارِ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ".
وَالْوَصِيلَةُ
(3)
: النَّاقَةُ الْبِكْرُ تُبَكِّرُ
(4)
(5)
فِي أَوَّلِ نِتَاجِ الإِبِلِ
(6)
، ثُمَّ تُثَنِّي
(7)
بَعْدُ بِأُنْثَى
(8)
، وَكَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لِطَوَاغِيتِهِمْ إِنْ وَصَلَتْ
(9)
إِحْدَاهُمَا بِالأُخْرَى لَيْسَ بَيْنَهُمَا ذَكَرٌ.
"وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ" في نـ: "فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ". "يُسَيِّبُونَهَا" كذا في ذ، وفي نـ:"يُسَيِّبُونَهُمْ"، وفي أخرى:"يَسْتَبُّونَهَا".
===
(1)
قوله: (عمرو بن عامر الخزاعي) بضم المعجمة وخفة الزاي وبالمهملة. فإن قلت: تقدم في "باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة": "ورأيت فيها عمرو بن لحي، وهو الذي سيّب السوائب". قلت: لعل عامرًا اسمه ولحي لقبه، أو بالعكس، أو أحدهما اسم الجد. و"القُصْب" بضم القاف: الأمعاء، "ك" (17/ 104). ومرَّ الحديث (برقم: 3521) في "المناقب".
(2)
أمعاءه.
(3)
فعيلة بمعنى فاعلة، "قس"(10/ 224).
(4)
أي: تبادر، من التبكير والإبكار، "خ".
(5)
قوله: (تبكر) أي: تبتدئ، وكل من بكر إلى الشيء فقد بادر إليه. و"إن وصلت" بفتح الهمزة وكسرها، "ك"(17/ 104).
(6)
أي: بأنثى، "قس"(10/ 224).
(7)
بلفظ المعلوم والمجهول، "خ".
(8)
أي: ليس بينهما ذكر.
(9)
قيد لإلحاق الثانية بالأولى إذا كانت بكسرها، ولبيان العلة إذا كانت بفتحها أي: لأجل أن وصلت، وكلاهما رواية، "الخير الجاري"(2/ 393).
وَالْحَامُ
(1)
: فَحْلُ الإِبِلِ يَضْرِبُ الضِّرَابَ الْمَعْدُودَ، فَإِذَا قَضَى ضِرَابَهُ
(2)
وَدَعُوهُ
(3)
لِلطَّوَاغِيتِ
(4)
وَأَعْفَوْهُ مِنَ الْحَمْلِ فَلَمْ يُحْمَلْ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَسَمَّوْهُ الْحَام
(5)
.
وَقَالَ لِي أَبُو الْيَمَانِ
(6)
: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(7)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا قَالَ: يُخْبِرُهُ
(8)
بِهَذَا، قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(9)
. وَرَوَاهُ ابْنُ الْهَادِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 3521، أخرجه: م 2856، س في الكبرى 11156، تحفة: 13177، 18726].
"وَالْحَامُ" في نـ: "وَالْحَامِي". "وَسَمَّوْهُ" في نـ: "فَسَمَّوْهُ". "الْحَام" في نـ: "الْحَامِي". "وَقَالَ لِي" كذا في ذ، وفي نـ:"وَقَالَ لَنَا". "قَالَ: يُخْبِرُهُ بِهَذَا" في حـ، سـ، ذ:"قَالَ: بَحِيرةٌ بِهَذَا"، وفي نـ:"قَالَ: الْبَحِيرةُ بِهَذَا".
===
(1)
لأنه حمى نفسه.
(2)
أي: العشرة.
(3)
أي: تركوه.
(4)
أي: للأصنام.
(5)
لأنه حمى نفسه.
(6)
الحكم بن نافع.
(7)
ابن أبي حمزة، "قس"(10/ 225).
(8)
أي: سعيد بن المسيب يخبر الزهري، "قس"(10/ 225).
(9)
أي: المذكور في الرواية السابقة وهو قوله: البحيرة التي يمنع درها للطواغيت، "قس"(10/ 225).
4624 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكَرْمَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ
(1)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ
(2)
بَعْضُهَا بَعْضًا، وَرَأَيْتُ عَمْرًا
(3)
يَجُرُّ قُصْبَهُ
(4)
، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ". [راجع: 1044، تحفة: 16717، 16692].
14 - بَابٌ قَولُهُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي
(5)
كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117]
4625 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ". "قَولُهُ" سقط في نـ. " {مَا دُمْتُ فِيهِمْ} " زاد في ذ: "الآية"، وسقط ما بعدها، وفي نـ:" {مَا دُمْتُ فِيهِمْ} إِلَى قَولِهِ: {شَهِيدٌ} ".
===
(1)
ابن يزيد الأيلي، "قس"(10/ 226).
(2)
أي: يكسر.
(3)
ينبغي أن لا يكتب الواو في مثل هذا الموضع وهو النصب، وكتابة النسخ الصحيحة كذلك أي: بدون الواو، "الخير الجاري"(2/ 393).
(4)
بضم القاف وسكون المهملة أي: أمعاءه، "قس"(10/ 226).
(5)
أي: بالرفع إلى السماء، والتوفي أخذ الشيء وافيًا والموت نوع منه، "قس"(10/ 226).
(6)
هشام بن عبد الملك.
(7)
ابن الحجاج.
خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ
(1)
إِلَى اللهِ حُفَاةً
(2)
عُرَاةً غُرْلًا - ثُمَّ قَالَ -: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] إِلَى آخِرِ الآيَةِ، - ثُمَّ قَالَ -: أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ
(3)
، أَلَا وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ
(4)
، فَأَقُولُ يَا رَبِّ
"غُرْلًا" في نـ: "عُرْلًا". "ثُمَّ قَالَ" في هـ، ذ:"ثُمَّ قَرَأَ".
===
(1)
أي: يوم القيامة.
(2)
قوله: (حفاة) بضم الحاء جمع حاف، وهو الذي لا نعل له. "عراة" بضم العين جمع عارٍ، وهو الذي لا ستر له. "غرلًا" بضم الغين المعجمة وسكون الراء جمع الأغرل، وهو الأقلف، أي: غير مختونين. قال العلماء: في قوله: "غرلًا" إشارة إلى أن البعث يكون بعد ردِّ تمام الأجزاء، "مرقاة"(9/ 472).
(3)
قوله: (أول الخلائق يكسى يوم الفيامة إبراهيم) قيل: لأنه أول من كسا الفقراء، وقيل: لأنه أول من عري في ذات الله حين ألقي في النار، لا لأنه أفضل من نبينا، أو لكونه أباه فقدّمه لعزة الأبوة، على أنه قيل: إن نبينا يخرج في الناس من قبره في ثيابه التي دُفِنَ فيها، كذا في "المرقاة"(9/ 473).
قال الكرماني (17/ 106): ولا يلزم من اختصاص الشخص بفضيلة كونُه أفضلَ مطلقًا. انتهى.
(4)
أي: جهة النار، "ك"(17/ 106)، أي: إلى النار، "مرقاة"(16/ 98).
أُصَيْحَابِي
(1)
. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 117] فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ". [راجع: 3349].
15 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]
4626 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
"أُصَيْحَابِي" في هـ، ذ:"أَصْحَابِي". " {الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} " زاد بعده في ذ: " {وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} ". "فَيُقَالُ: إن هؤلاء" في نـ: "فَقَالَ: إن هولاء". "مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ" في هـ، ذ:"مُذْ فَارَقْتَهُمْ". " {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ. . .} إلخ" في ذ بدله: "الآية". "حَدَّثَنَا سُفْيَانُ" في ذ: "أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ". "حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ" في ذ: "أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ".
===
(1)
قوله: (أصيحابي) تصغير الأصحاب، وهو تقليل عددهم، ولم يُرِدْ خواصَّ الأصحاب الذين لزموه وَعُرِفوا بصحبته
(1)
فقد صانهم الله وعصمهم من التبديل، ولا مِنَ الارتدادِ الرجوعَ عن الدين، إنما هو التأخر عن بعض الحقوق والتقصيرُ فيه، ولم يرتدّ أحد من الصحابة، والحمد لله، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب من المؤلفة قلوبهم، وذلك لا يوجب قدحًا في الصحابة، "ك" (17/ 106). ومرَّ الحديث (برقم: 3349).
(1)
في الأصل: "وعزموا الصحبة".
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ، وَإِنَّ نَاسًا يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ:{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 117 - 118]. [راجع: 3349].
6 - سورة الأَنْعَامِ
(1)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {فِتْنَتُهُمْ} [الأنعام: 23]: مَعْذِرَتَهُمْ
(2)
. {مَعْرُوشَاتٍ
(3)
} [الأنعام: 141]: مَا يُعْرَشُ مِنَ الْكَرْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. . . . . .
"إِنَّ نَاسًا" في هـ، ذ:"إِنَّ رِجَالًا". "سُورَةُ الأَنعَامِ" زاد بعدها في ذ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وسقطت البسملة لغير أَبِي ذر، "قس" (10/ 230). " {فِتْنَتُهُمْ} " في ذ:" {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} ".
===
(1)
مكية غير ست آيات أو ثلاث، من قوله تعالى:{قُلْ تَعَالَوْا} [الأنعام: 151] وهي مائة وخمس وستون آية، [انظر "بيضاوي" (1/ 292)].
(2)
قوله: ({فِتْنَتُهُمْ} معذرتهم) أي: التي يتوهمون أنهم يتخلصون بها من: فَتَنْتُ الذهبَ: إذا خلصته، "بيض"(1/ 296)، "قس"(10/ 230).
(3)
قوله: ({مَعْرُوشَاتٍ}) يريد قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ} أي: "ما يعرش من الكروم وغير ذلك"، "قس" (10/ 230). أي: مرفوعات على ما يحملها، "بيض" (1/ 324). وقال الله تعالى:{قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ "لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ"} "يعني أهل مكة"{وَمَنْ بَلَغَ} القرآن، من العجم وغيرهم من الأمم إلى يوم القيامة، "بغوي" (2/ 89). وقال تعالى:{وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} عطف على {جَنَّاتٍ} ، أي: وأنشأ من الأنعام ما يحمل الأثقالَ وما يُفْرَشُ للذبح أو ما يفرش المنسوج من شعره
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وصوفه ووبره، "بيضاوي" (1/ 324). قال:{"وَلَلَبَسْنَا" عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} أي: "لَشَبَّهْنَا" فيقولون: {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [المؤمنون: 24]، "قس" (10/ 231). قال تعالى:{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ "وَيَنْأَوْنَ"} أي: ينهون الناسَ عن القرآن أو الرسول أو الإيمان، وينأون عنه أي:"يتباعدون" بأنفسهم أي: عن أن يؤمنوا به عليه الصلاة والسلام، أو ينهون عن التعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وينأون عنه فلا يؤمنون به كأبي طالب، "قس"(10/ 231)، "بيض" (1/ 297). قال تعالى:{وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ "تُبْسَلَ" نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} أي: "تفضح". وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ "أُبْسِلُوا" بِمَا كَسَبُوا} أي: "أفضحوا" بضم الهمزة وكسر المعجمة، ولأبي ذر "فضحوا" بغير همزة، "قس" (10/ 231). قال تعالى:{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ"} [الأنعام: 93] أي: لقبض أرواحهم، قال المؤلف:"البسط الضرب" أي: في قوله تعالى: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي} [المائدة: 28] وليس البسط الضرب نفسه، كذا في "قس" (10/ 231). قال تعالى:{يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ "اسْتَكْثَرْتُمْ" مِنَ الْإِنْسِ} أي: "أضللتم كثيرًا" منهم قال تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا "ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ" وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا} روي أنهم كانوا يعينون شيئًا من حرث ونتاج لله ويصرفونه إلى الضيفان والمساكين، وشيئًا منهما لآلهتهم وينفقون على سدنتها ويذبحون عندها. قال تعالى:{"أَمَّا اشْتَمَلَتْ" عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ} أي: أو ما حملت إناثُ الجنسين أي: من الضأن والمعز ذكرًا كان أو أنثى، "فلم تحرمون. . ." إلخ، فيه إنكار عليهم لأنهم كانوا يحرمون ذكورَ الأنعام تارة، وإناثَها تارة، وأولادها كيف كانت تارة، زاعمين أن الله حرّمها، وتارة يقولون: ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا، ملتقط من "قس"(10/ 231)، "بيضاوي" (1/ 324 - 325). قال تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا "مَسْفُوحًا"} أي: "مهراقًا" يعني مصبوبًا كالدم في العروق لا كالكبد والطحال. قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ "وَصَدَفَ" عَنْهَا} أي: "أعرض" عن آيات الله. قوله: "أبلسوا" يريد قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 44] أي: "أُوِيسوا" بضم الهمزة مبنيًا للمفعول، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي "أيسوا" بفتح الهمزة وإسقاط الواو مبنيًا للفاعل من أيس: إذا انقطع رجاؤه. قوله: " {أُبْسِلُوا} " يريد قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ "أُبْسِلُوا" بِمَا كَسَبُوا} أي: "أُسلموا" يعني أسلموا إلى الهلاك بسبب أعمالهم القبيحة وعقائدهم الزائغة، وقد ذكر هذا قريبًا بغير هذا التفسير. وقال تعالى في سورة القصص:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ "سَرْمَدًا"} [القصص: 71] أي: "دائمًا" قيل: وذكره هنا لمناسبة قوله في هذه السورة: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ} [الأنعام: 96]. قوله: {اسْتَهْوَتْهُ} أي: "أضلَّتْه" يريد قوله تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ} الآية. قال تعالى: {وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} أي: "صممًا"، وأما الوقر بكسر الواو "فإنه الحمل" بكسر المهملة. قال تعالى:{يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا "أَسَاطِيرُ" الْأَوَّلِينَ} "واحدها أسطورة" بضم الهمزة وسكون السين وضمِّ الطاء "وإسطارة" بكسر الهمزة، "وهي الترهات" بضم الفوقية وتشديد الراء أي: الأباطيل. قوله: {مَلَكُوتَ} بفتح التاء في اليونينية، يريد قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ "مَلَكُوتَ" السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: "ملك" أي: فسر ملكوت بملك، وأشار إلى أن وزن ملكوت مثل رهبوت ورحموت، ويؤيده قول أبي عبيدة في تفسير الآية حيث قال: أي: ملكوت السموات والأرض خرجت مخرج قولهم في المثل: "رهبوت خير من رحموت" أي: رهبة خير من رحمة أي: أن يكون مهيبًا عند الأعداء خير من أن يكون مرحومًا عند الأحباء، "الخير الجاري"، وقوله:{تَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنعام: 100] أي: "علا" وهذا ثابت
{لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ
(1)
} [الأنعام: 19] يِعْنِي أَهْلَ مَكَّةَ. {حَمُولَةً} [الأنعام: 142]: مَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا. {وَلَلَبَسْنَا} [الأنعام: 9]: لَشَبَّهْنَا. {يَنْأَوْنَ} [الأنعام: 26]: يَتَبَاعَدُونَ. {تُبْسَلَ} [الأنعام: 7]: تُفْضَحُ. {أُبْسِلُوا} [الأنعام: 70]: فُضِحُوا. {بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} [الأنعام: 93]: الْبَسْطُ
"فَضِحُوا" كذا في ذ، وفي غيره:"أُفْضِحُوا".
===
لأبي ذر لا لغيره، كقوله:{وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا} [الأنعام: 70]، قوله:"تقسط" من الإقساط وهو العدل، والضمير في "تَعْدِل" يرجع إلى النفس الكافرة المذكورة قبلُ. قوله:"لا يقبل منها في ذلك اليوم" أي: يوم القيامة. وقوله: {لَا يُؤْخَذُ مِنْهَا} أي: لا يقبل منها. قال تعالى: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} : "على الله حسبانه: أي: حسابه" كشهبان وشهاب. أي: يجريان بحساب متقن مقدر لا يتغير ولا يضطرب. ويقال: "حسبانًا" أي: "مرامي" أي: شهابًا و {رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} . قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} أي: آدم {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} ، قال أبو عبيدة: مستقر في صلب الأب ومستودع في رحم الأم. قال تعالى: {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} [الأنعام: 99]"القنو" بكسر القاف "العذق" بكسر العين المهملة، وهو العرجون بما فيه من الشماريخ، "والاثنان قنوان والجماعة أيضًا قنوان" فيستوي فيه التثنية والجمع، نعم يظهر الفرق بينهما في رواية أبي ذر حيث تكرر عنده "صنوان" مع كسر نون الأولى ورفع الثانية التي هي نون الجمع، هذا كله ملتقط من "البيضاوي"(1/ 325، 328، 306) و"القسطلاني"(10/ 231) و"البغوي"(2/ 138، 143، 106) و"الكرماني"(17/ 107) و"الخير"(2/ 394).
(1)
أي: بالقرآن.
الضَّرْبُ. {اسْتَكْثَرْتُمْ} [الأنعام: 128]: أَضْلَلْتُمْ كَثِيرًا. {ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ} [الأنعام: 136]: جَعَلُوا لِلَّهِ مِنْ ثَمَرَاتِهِمْ وَمَالِهِمْ نَصِيبًا، وَللشَّيْطَانِ وَالأَوْثَانِ نَصِيبًا. {أَمَّا اشْتَمَلَتْ} [الأنعام: 143]: يَعْنِي هَلْ تَشْتَمِلُ إِلَّا عَلَى ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى! فَلِمَ تُحَرِّمُونَ بَعْضًا، وَتُحِلُّونَ بَعْضًا؟. {مَسْفُوحًا
(1)
} [الأنعام: 145]: مُهْرَاقًا. {صَدَفَ} [الأنعام: 158]: أَعْرَضَ. {أُبْسِلُوا} أُويِسُوا، وَ {أُبْسِلُوا} أُسْلِمُوا. {سَرْمَدًا} [القصص: 71]: دَائِمًا. {اسْتَهْوَتْهُ} [الأنعام: 71]: أَضَلَّتْهُ. {تَمْتَرُونَ
(2)
} [الأنعام: 2]: تَشُكُّونَ. {وَقْرٌ} [الأنعام: 25]: صَمَمٌ، وَأَمَّا الْوِقْرُ: فَإِنَّهُ الْحِمْلُ. {أَسَاطِيرُ} [الأنعام: 25]: وَاحِدُهَا أُسْطُورَةٌ وَإِسْطَارَةٌ
(3)
،. . . . . . . . .
"{اسْتَكْثَرْتُمْ} " في ذ: "وَقَولُهُ: "{قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ} ". "{ذَرَأَ} " في ذ: "{مِمَّا ذَرَأَ} ". "وَمَالِهِمْ نَصِيبًا" في نـ: "وَمَالِهِمْ نَصِيبًا عَلَيهِ". "وَالأَوْثَانِ نَصِيبًا" زاد بعده في سـ، ذ: "{أَكِنَّةً} : واحدها كنان". "{أَمَّا اشْتَمَلَتْ} " في ذ: "(أَمْ مَا اشْتَمَلَتْ)". "بَعْضًا" في نـ: "بَعْضهَا" وكذا في الموضع الثاني الآتي. "{مَسْفُوحًا} : مُهراقًا" كذا في هـ، وسقط لغيره. "أُوِيسُوا" في سـ، حـ، ذ: "أَيِسُو". "فَإنَّهُ الْحِمْلُ" في نـ: "فَهُوَ الْحِمْلُ".
===
(1)
أي: مصبوبًا.
(2)
يريد قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} أي: "تشكون".
(3)
أو أسطار جمع سطر، وأصله السطر بمعنى الخط، "بيض"(1/ 297).
وَهِيَ التُّرَّهَاتُ
(1)
. {الْبَأْسَاءِ
(2)
} [الأنعام: 42]: مِنَ الْبَأْسِ
(3)
، وَتَكُونُ مِنَ الْبُؤْسِ
(4)
. {جَهْرَةً
(5)
} [الأنعام: 47]: مُعَايَنَةً. الصُّوَرُ
(6)
: جَمَاعَةُ صُورَةٍ
(7)
، كَقَوْلِهِ: سُورَةٌ وَسُوَرٌ. {مَلَكُوتَ} [الأنعام: 75]: مُلْكٌ، مِثْلُ رَهَبُوتٍ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ، وَتَقُولُ: تُرْهَبُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ. {جَنَّ
(8)
} [الأنعام: 76]: أَظْلَمَ. يُقَالُ: عَلَى اللهِ حُسْبَانُهُ أي: حِسَابُهُ، وَيُقَالُ:{حُسْبَانًا} [الأنعام: 96]: مَرَامِيَ
(9)
، وَ {رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}
"أَظْلَمَ" زاد بعده في ذ: " {تَعَالَى} [الأنعام: 100] عَلَا"، وزاد أيضًا:" {وَإِنْ تَعْدِلْ} [الأنعام: 70]: تقْسِطْ، لَا يُقْبَلُ مِنْهَا في ذلكَ اليَومِ، {لَا يُؤْخَذُ مِنْهَا} [الأنعام: 70]: لَا يُقْبَلُ مِنهَا" مصحح عليه. "وَيُقَالُ" في نـ: "يُقَالُ".
===
(1)
بضم الفوقية وشدة الراء: الأباطيل، "قس"(10/ 232).
(2)
يريد قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ} ، "قس"(10/ 232).
(3)
هو الشدة، "قس"(10/ 232).
(4)
وهو ضد النعيم، "قس"(10/ 232).
(5)
يريد قوله تعالى: {إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً} .
(6)
بضم الصاد وفتح الواو في قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} قال ابن كثير: والصحيح أن المراد بالصور القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل للأحاديث الواردة فيه، "قس"(10/ 232).
(7)
أي: جمع صورة قاله أبو عبيدة، والأصح أن الصور قرن ينفخ فيه، "بغوي"(3/ 157).
(8)
قال تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} ، أي: أظلم.
(9)
أي: سهامًا.
[الملك: 5]. {مُسْتَقَرٌّ} [الأنعام: 98]: فِي الصُّلْبِ، وَ {وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: 98]: فِي الرَّحِمِ. الْقِنْوُ: الْعِذْقُ
(1)
، وَالاِثْنَانِ قِنْوَانِ، وَالْجَمَاعَةُ أَيْضًا: قِنْوَانٌ، مِثْلُ صِنْوٍ وَصِنْوَانِ.
1 - بَابٌ قَولُهُ: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ
(2)
الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 59]
4627 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(3)
، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ
(5)
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ
(6)
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] ". [راجع: 1039، أخرجه س في الكبرى 7728، تحفة: 6798].
"صِنْوَانِ" في ذ: "صِنْوَانٌ" بالرفع والتنوين مصحح عليه. "قَولُهُ" سقط في نـ. " {لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} " في نـ بدله: "الآية". " {مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} " في نـ: "مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ".
===
(1)
بكسر العين أي: الكباسة، "ك"(17/ 107).
(2)
جمع مَفتَح وهو الخزانة أو جمع مِفتَح بكسر الميم وهو المفتاح، "قس"(10/ 233).
(3)
الزهري.
(4)
أي: عبد الله بن عمر.
(5)
فلا يعلم وقت إنزاله، "قس"(10/ 234).
(6)
مما يريد أن يخلقه.
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} الآيَةَ [الأنعام: 65]
{يَلْبِسَكُمْ} : يَخْلِطَكُمْ مِنَ الالْتِبَاسِ. {يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82]: يَخْلِطُوا. {شِيَعًا} [الأنعام: 65]: فِرَقًا
(1)
.
4628 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ
(3)
قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ
(4)
} قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَعُوذُ بِوَجْهِكَ". قَالَ: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ
(5)
}، قَالَ:"أَعُوذُ بِوَجْهِكَ". {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا
(6)
وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ
(7)
} قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"{مِنْ فَوْقِكُمْ} " زاد بعده في نـ: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} إِلَى قَولِهِ: {يَفْقَهُونَ} . "نَزَلَتْ" في نـ: "أُنْزِلَتْ". "قَالَ: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} " لفظ "قَالَ" ساقط في نـ.
===
(1)
سيجيء بيانه.
(2)
محمد بن الفضل، "قس"(10/ 236).
(3)
ابن عبد الله.
(4)
كما فعل بقوم نوح ولوط وأصحاب الفيل، "قس"(10/ 235).
(5)
كما أغرق فرعون وخسف بقارون، "قس"(10/ 235).
(6)
أي: فرَقًا، كما مر، أي: لا تكونوا
(1)
شيعة واحدة، يعني يخلط أمركم خلطَ اضطراب يقاتل بعضكم بعضًا لا خلط اتفاق، "قس"(10/ 235).
(7)
أي: يقاتل بعضكم بعضًا.
(1)
في الأصل: "لا يكون".
"هَذَا أَهْوَنُ". أَوْ قَالَ: "هَذَا أَيْسَرُ". [طرفاه: 7313، 7406، أخرجه: س في الكبرى 11164، تحفة: 2516].
3 - بَابٌ قَوْلُهُ: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ
(1)
} [الأنعام: 82]
4629
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
(3)
، عَنْ شُعْبَةَ
(4)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(5)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(6)
، عَنْ عَلْقَمَةَ
(7)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ
(8)
قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ؟ فَنَزَلَتْ
(9)
: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
(10)
} [لقمان: 13]. [راجع: 32].
"أَوْ قَالَ: هَذَا أَيْسَرُ" لفظ "قَالَ" ساقط في نـ. "قَولُهُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ بَشَّارٍ". "لَمْ يَظْلِمْ" في حـ، ذ:"لا يَظْلِمُ".
===
(1)
أي: بشرك.
(2)
بندار العبدي.
(3)
هو محمد بن إبراهيم البصري، "قس"(10/ 237).
(4)
ابن الحجاج.
(5)
ابن مهران الأعمش، "قس"(10/ 237).
(6)
النخعي.
(7)
ابن قيس.
(8)
ابن مسعود.
(9)
عقب ذلك.
(10)
أي: المراد بالظلم الظلم العظيم، وهو الشرك، "خ".
4 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَيُونُسَ وَلُوطًا
(1)
وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ
(2)
} [الأنعام: 86]
4630
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(5)
، عَنْ قَتَادَةَ
(6)
، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى
(8)
(9)
". [راجع: 3395].
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ" في نـ: "حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ".
===
(1)
هو ابن هاران ابن أخي إبراهيم.
(2)
أي: عالمي زمانهم، "قس"(10/ 237).
(3)
بندار، "قس"(10/ 238).
(4)
عبد الرحمن.
(5)
ابن الحجاج.
(6)
ابن دعامة، "قس"(10/ 238).
(7)
اسمه رفيع مصغرًا ابن مهران الرياحي.
(8)
كحتى، أبو يونس النبي عليه السلام، "قاموس" (ص: 160).
(9)
قوله: (أنا خير من يونس بن متى) فيه الكف عن الخوض في التفصيل بين الأنبياء بالرأي، وخص يونس بالذكر خوفًا من توهُّمِ حَطِّ
(1)
رتبته العلية بقصة الحوت، كذا في "قس"(10/ 238)، ومرَّ بيانه مرارًا منها في (ح: 3395 و 3416) في "كتاب الأنبياء".
(1)
في الأصل: "من توهم حطة".
4631 -
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1) قَالَ: ثَنَا سَعْدُ (2) بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى". [راجع: 3415، أخرجه: م 2376، تحفة: 12272].
5 - بَابُ قَوْلِهِ: {أُولَئِكَ (3) الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ (4)} [الأنعام: 90]
4632 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ (5): أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ (6) أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ أَنَّ مُجَاهِدًا (7) أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ: أَفِي "صاد (8) " سَجْدَةٌ؟ فَقَالَ (9): نَعَمْ.
" سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ" في نـ: "سَعِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ". "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في نـ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى". "صاد" في نـ: "ص".
(1)
ابن الحجاج.
(2)
بسكون العين، "قس"(10/ 238).
(3)
يريد الأنبياء المتقدم ذكره، "بيض"(1/ 310).
(4)
الهاء للوقف، "قس"(10/ 238).
(5)
هو ابن يوسف الصنعاني، "قس"(10/ 239).
(6)
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
(7)
هو ابن جبر المخزومي مولاهم المكي الإمام في التفسير، "قس"(10/ 239).
(8)
أي: في سورة ص.
(9)
أي: ابن عباس.
ثُمَّ تَلَا: {وَوَهَبْنَا} إِلَى قَوْلِهِ: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 84 - 90] ثُمَّ قَالَ: هُوَ مِنْهُمْ
(1)
.
زَادَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
(2)
، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ الْعَوَّامِ
(3)
، عَنْ مُجَاهِدٍ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ
…
، فَقَالَ: نَبِيُّكُمْ مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ
(4)
. [راجع: 3421، تحفة: 6397].
6 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا
(5)
حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ
(6)
وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا
(7)
} الآيَةَ [الأنعام: 146]
"قَالَ: نَبِيُّكُمْ" زادت التصلية في نـ. " {وَمِنَ الْبَقَرِ. . .} إلى آخره" في ذ بدله: "إِلَى قَولِهِ: {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} ".
===
(1)
أي: داود من الأنبياء المذكورين في هذه الآية، "قس"(10/ 239).
(2)
على الرواية الماضية فيما وصله البخاري في سورة ص، "قس"(10/ 239).
(3)
ابن حوشب.
(4)
قوله: (ممن أمر أن يقتدي بهم) أي: وقد سجدها داود فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتداء به. واستدل بهذا على أن شرع من قبلنا شرع لنا، وهي مسألة مشهورة، "قس" (10/ 239). ومرَّ (برقم: 3421) بعض بيان الحديث.
(5)
أي: على اليهود.
(6)
أي: لم يكن منفرج الأصابع مشقوقها، "قس"(10/ 240).
(7)
قوله: ({حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا}) أي: الثروبَ بالمثلة المضمومة والراء آخره موحدة، وهو شحم قد غشّى الكَرِشَ والأمعاءَ رقيق وشحم
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ
(1)
}: الْبَعِيرُ وَالنَّعَامَةُ
(2)
. و {الْحَوَايَا
(3)
} [الأنعام: 146]: الْمَبْعَرُ
(4)
. وَقَالَ غَيْرُهُ
(5)
: {هَادُوا} : صَارُوا يَهُودًا، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {هُدْنَا
(6)
} [الأعراف: 156]: تُبْنَا، هَائِدٌ: تَائِبٌ.
4633 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(8)
،
"وَالحَوَايَا" في نـ: "الحَوَايَا". "المبعر" في قتـ: "المباعرُ". "وَأَمَّا قَولُهُ تَعَالَى" سقط في نـ.
===
الكُلَى، وترك البقرة والغنم على التحليل لم يحرم منهما إلا الشحومَ الخاصة، والمستثنى من الشحم ما عَلِقَتْ بظهورهما أو ما اشتمل على الأمعاء فإنه غير محرم وهو المراد بقوله:{أَوِ الْحَوَايَا} "قس"(10/ 240).
(1)
قوله: (كل ذي ظفر) وهو ما لم يكن مشقوق الأصابع من البهائم والطير، مثل "البعير والنعامة" والإوزِّ والبطّ، وقيل: كل ذي مخلب وحافر، "بغوي"(2/ 138)، "بيضاوي"(1/ 325).
(2)
ونحوهما، "قس"(10/ 240).
(3)
هي الأمعاء، "ك"(17/ 111).
(4)
قوله: (و {الْحَوَايَا}: المبعر) بفتح الميم، ولأبي الوقت "المباعر" بالجمع، هو جمع حاوية أو حَوِيَّة أو حَاوِيَاء أي: ما يحوي من الأمعاء.
(5)
قوله: (وقال غيره) أي: غير ابن عباس في قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا} : صاروا يهودًا".
(6)
قوله: ({هُدْنَا}) أي: قوله تعالى في سورة الأعراف: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} معناه: "تبنا"، و"هائد: تائب" كذا نقل عن ابن عباس ومجاهد وابن جبير وغيرهم، "قسطلاني" (10/ 241).
(7)
ابن فروخ.
(8)
ابن سعد.
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: قَالَ عَطَاءٌ
(1)
: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ، لَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَليْهِمْ شُحُومَهَا
(2)
جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوهَا". [راجع: 2236].
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ
(3)
: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ
(4)
: كَتَبَ إِلَيَّ عَطَاءٌ
(5)
: سَمِعْتُ جَابِرًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ
(6)
.
7 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: 151]
4634 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(7)
،
"سَمِعْتُ النَّبِيَّ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ". "جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ" في هـ، قتـ، ذ:"جَمَلُوهَا ثُمَّ بَاعُوهَا". "جَمَلُوهُ" في نـ: "أَجْمَلُوهُ". "وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ" في نـ: "قَالَ أَبُو عَاصِمٍ". "سَمِعْتُ جَابِرًا" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا". "مِثْلَهُ" ثبت في ذ.
===
(1)
هو ابن أبي رباح.
(2)
قوله: (لما حرم الله عليهم شحومَها) أي: أكلَ شحوم الميتة. قوله: "جملوه" أي: أذابوا المذكور واستخرجوا دهنه "ثم باعوه". ولأبي ذر وأبي الوقت عن الكشميهني: "جملوها ثم باعوها" على الأصل. قوله: "فأكلوها" أي: أثمانها، كذا في "القسطلاني"(10/ 241).
(3)
الضحاك شيخ البخاري، "قس"(10/ 241).
(4)
ابن أبي حبيب.
(5)
ابن أبي رباح.
(6)
أي: مثل المذكور من الحديث.
(7)
ابن الحجاج.
عَنْ عَمْرٍو
(1)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
قَالَ: "لَا أَحَدَ أَغْيَرُ
(4)
مِنَ اللَّهِ، وَلذَلِكَ
(5)
حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
(6)
، وَلَا شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ
(7)
الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ، وَلذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ". قُلْتُ
(8)
: سَمِعْتَهُ
(9)
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَال
(10)
: نَعَمْ. قُلْتُ: وَرَفَعَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. [أطرافه: 4637، 5220، 7403، أخرجه: م 2760، ت 3530، س في الكبرى 11173، تحفة: 9287].
===
(1)
ابن مرة المرادي.
(2)
اسمه شقيق بن سلمة.
(3)
أي: ابن مسعود.
(4)
قوله: (لا أَحَدَ أغيرُ) أفعل التفضيل من الغيرة بفتح الغين، وهي الأنفة والحمية في حق المخلوق، وفي حق الخالق تحريمه ومنعه أن يأتي المؤمن ما حرّمه عليه، "قس"(10/ 242).
(5)
أي: لأجل غيرته.
(6)
قوله: (ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) أي: ما أعلن منها وما أسر، وقيل: ما عمل وما نوى، يعني أنه منع الناسَ عن المحرمات ورتّب عليها العقوباتِ؛ إذ الغيرة في الأصل أن يكره ويغضب [الرجلُ] أن يتصرف غيرُه في ملكه، والمشهور عند الناس أن يغضب الرجل على من فعل بامرأته أو نظر إليها، ففي حق الله تعالى أن يغضب على من فعل منهيًا، "مرقاة"(6/ 466).
(7)
قوله: (ولا شيءَ أحبُّ إليه) بالرفع والنصب في "أحب"، وهو أفعل التفضيل بمعنى المفعول، و"المدح" فاعل، نحو "ما رأيت رجلًا أحسن في عينه الكحلُ منه في عين زيد"، "قس"(10/ 242)، "ك"(17/ 111).
(8)
لأبي وائل.
(9)
أي: هذا الحديث، "قس"(10/ 243).
(10)
أي: أبو وائل.
[8 - باب]
قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ
(1)
: {وَكِيلٌ} [الأنعام: 102]: حَفِيظٌ
(2)
وَمُحِيطٌ بِهِ
(3)
. {قُبُلًا
(4)
} [الأنعام: 111] جَمْعُ قَبِيلٍ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ ضُرُوبٌ
(5)
"{وَكِيلٌ}: حَفِيْظٌ" إِلَى قولِهِ: "فَهُوَ زُخْرُفٌ" ثبت في سـ، هـ، وسقط في غيرهما. " {وَكِيلٌ} " وفي ذ:"وَ {وَكِيلٌ} ". "جَمْعُ قَبِيلٍ" في نـ: "جَمِيعُ قَبِيلٍ".
===
(1)
أي: البخاري.
(2)
مراده تفسير: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} .
(3)
كذا فسره أبو عبيدة.
(4)
قوله: (قبلًا) بضمتين، قال تعالى:{وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا} قال أبو عبيدة: حشرنا: جمعنا. و" {قُبُلًا} جمع قبيل" أي: صنف. وقال مجاهد: {قُبُلًا} أفواجًا قبيلًا قبيلًا، أي: تُعْرض عليهم كل أمة من الأمم لتخبرهم بصدق الرسل فيما جاءوهم به {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الأنعام: 111]. وقال ابن جرير: ويحتمل أن يكون القبل جمع قبيل وهو الضمين والكفيل، أي: وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ كفلاء يكفلون لهم أن الذي نَعِدُهم
(1)
حق، وهو معنى قوله في الآية الأخرى:{أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} [الإسراء: 92]، انتهى. وبالكفيل فَسَّرَه البيضاوي كالزمخشري والسمرقندي وابن عادل وغيرهم. قال في "الفتح": ولم أر من فسره بأصناف العذاب فليحرر، كذا في "القسطلاني" (10/ 243). وسقط قوله:" {وَكِيلٌ} " إلى قوله: "فهو زخرف" للحموي، وثبت للمستملي والكشميهني، "قس"(10/ 244).
(5)
أي: صنوف.
(1)
في الأصل: "يعدهم".
لِلْعَذَابِ، كُلُّ ضَرْبٍ
(1)
مِنْهَا قَبِيلٌ. {زُخْرُفَ} [الأنعام: 112]: كُلُّ شَيْءٍ
(2)
حَسَّنْتَهُ وَوَشَّيْتَهُ
(3)
وَهُوَ بَاطِلٌ
(4)
فَهُوَ زُخْرُفٌ. {وَحَرْثٌ حِجْرٌ
(5)
} [الأنعام: 138]: حَرَامٌ، وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فَهُوَ حِجْرٌ مَحْجُورٌ، وَالْحِجْرُ كُلُّ بِنَاءٍ بَنَيْتَهُ، وَيُقَالُ لِلأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ: حِجْرٌ
(6)
، وَيُقَالُ لِلْعَقْلِ: حِجْرٌ وَحِجًى
(7)
. وَأَمَّا الْحِجْرُ، فَمَوْضِعُ ثَمُودَ، وَمَا حَجَّرْتَ عَلَيْهِ مِنَ الأَرْضِ فَهُوَ حِجْرٌ، وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ
(8)
حِجْرًا، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ، مِثْلُ: قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ، وَأَمَّا حَجْرُ الْيَمَامَةِ فَهُوَ مَنْزِلٌ.
"{زُخْرُفَ} " في نـ: " {زُخْرُفَ الْقَوْلِ} ". " {وَحَرْثٌ} " في نـ: " {حَرْثٌ} ". " {وَحَرْثٌ حِجْرٌ} " إِلَى قَولِهِ: "فَهُوَ مَنْزِلٌ" سقط في ذ، سفـ، قال في "الفتح"(8/ 296)، وهو أولى، "قس"(10/ 244).
===
(1)
أي: صنف.
(2)
مبتدأ متضمن بمعنى الشرط فلذا دخلت الفاء في خبره، "قس"(10/ 244).
(3)
من التوشية أي: زينته، "قس"(10/ 243).
(4)
جملة حالية، "خ".
(5)
قوله: (وحرثٌ حجرٌ) أي: حرام. والإشارة إلى ما عينوا من الحرث والأنعام للأصنام أو البحيرة ونحوها. قوله: "وكل ممنوع فهو حجر محجور" بمعنى مفعول، ويطلق على المذكر والمؤنث والواحد والجمع، "قس"(10/ 244).
(6)
بغير تاء تأنيث.
(7)
بالحاء المهملة المكسورة.
(8)
أي: الحرام.
9 - بَابُ قَوْلِهِ: {هَلُمَّ
(1)
شُهَدَاءَكُمُ} [الأنعام: 150]
لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ
(2)
: هَلُمَّ لِلْوَاحِدِ وَالاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ.
10 - بَابٌ {لَا يَنْفَعُ
(3)
نَفْسًا إِيمَانُهَا
(4)
} [الأنعام: 158]
4635 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ
"بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره.
===
(1)
أي: هاتوا شهداءكم وأحضروهم، "قس"(10/ 244).
(2)
وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين: "هَلُمَّا" وللجمع "هَلُمُّوا" وللمرأة هلمّي وللنساء هلمن، "ك"(17/ 112).
(3)
أي: لا ينفع كافرًا إيمان بعد الطلوع، ولا ينفع المؤمنَ العملُ الصالحُ بعده، لأن حكمَ الإيمان والعمل الصالح حينئذ حكمُ من آمن أو عمل عند الغرغرة، وذلك لا يفيد شيئًا، "قس"(10/ 245).
(4)
قوله: ({لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}) أي: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} كالدخان ودابّة الأرض وطلوع الشمس من مغربها ونحوها كحضور الموت، {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}؛ إذ صار الأمرَّ عيانًا والإيمان برهاني. {لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] عطف على آمنت، وبه استدل من لم يعتبر الإيمان المجرد عن العمل كالزمخشري وغيره من المعتزلة، وللمعتَبِر - هم أهل السنة - تخصيصُ هذا الحكم بذلك اليوم، وحملُ الترديد على اشتراط النفع بأحد الأمرين على معنى: لا ينفع نفسًا خلت عنها إيمانها، والعطف على لم تكن بمعنى لا ينفع نفسًا إيمانها الذي أحدثته حينئذ وإن كسبت فيه خيرًا، كذا قاله البيضاوي (1/ 329) وغيره، وعليه أهل السُّنَّة.
(5)
ابن القعقاع.
(6)
حرم بن عمرو البجلي.
مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَاكَ حِينَ:{لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} " [راجع: 85، أخرجه: م 157، د 4312، س في الكبرى 11177، ق 4068، تحفة: 14897].
4636 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ، وَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا". ثُمَّ قَرَأَ الآيَةَ. [راجع: 85، أخرجه: م 157، تحفة: 14716].
7 - سُورَةُ الأَعْرَافِ
(1)
(2)
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَرِيَاشًا
(3)
[الأعراف: 26]: الْمَالُ.
"فَذَاكَ" في نـ: "فَذَلِكَ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا". "إِسْحَاقُ" في نـ: "إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُورٍ". "أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ". "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ثبتت البسملة في ذ. "وَرِيَاشًا" في نـ: " {وَرِيشًا} " مصحح عليه.
===
(1)
الأعراف سور بين الجنة والنار، "قاموس" (ص: 772).
(2)
مكية إلا ثمان آيات من قوله: {وَاسْأَلْهُمْ} - إلى قوله تعالى:- {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} [الأعراف: 163 - 171]، وزاد أبو ذر هنا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، "قس"(10/ 244)، قال البيضاوي (1/ 331): وآيها مائتان وخمس.
(3)
قوله: (قال ابن عباس: ورياشًا) بالجمع، وهي قراءة الحسن جمع ريش، كشعب وشعاب، وقراءة الباقين " {وَرِيشًا} " بالإفراد. قوله:"المال"
{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55]: فِي الدُّعَاءِ، وَفِي غَيْرهِ
(1)
. {عَفَوْا
(2)
} [الأعراف: 95]: كَثُرُوا وَكَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ. {الْفَتَّاحُ
(3)
(4)
} [سبأ: 26]: الْقَاضِي. {افْتَحْ بَيْنَنَا} [الأعراف: 89]: اقْضِ بَيْنَنَا. {نَتَقْنَا الْجَبَلَ} [الأعراف: 171]: رَفَعْنَا. {انْبَجَسَتْ} [الأعراف: 160]: انْفَجَرَتْ. {مُتَبَّرٌ
(5)
} [الأعراف: 139]: خُسْرَانٌ. {آسَى} [الأعراف:
"{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ} " كذا في قتـ، ذ، وسقط لغيرهما. "وَفِي غَيْرِهِ" ثبت في حـ، هـ، ذ، وسقط لغيرهم. " {نَتَقْنَا الْجَبَلَ} " ثبت قولُهُ:" {الْجَبَلَ} " في قتـ، ذ. " {مُتَبَّرٌ} خُسْرَانٌ" في نـ:" {مُتَبَّرٌ} مِنَ التَّبَارِ وَهُوَ الخُسْرَانُ" مصحح عليه.
===
يقال: تَرَيَّشَ أي: تموّل. وعند ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس: الرياش: اللباس والعيش والنعيم. وقيل: الريش لباس الزينة، استعير من ريش الطير. وعن ابن عباس أيضًا في قوله:{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} أي: "في الدعاء" كالذي يسأله درجة الأنبياء، أو عَمَلَ من لا يستحقه، أو الذي يرفع صوته عند الدعاء، "قس"(10/ 247).
(1)
أي: في غير الدعاء، وسقط للمستملي، "قس"(10/ 248).
(2)
يقال: عفا الشعر إذا كثر، "قس"(10/ 248).
(3)
هذا وقع في سورة سبأ.
(4)
قوله: ({الْفَتَّاحُ}) أي: "القاضي". قيل: وذكره ههنا توطئة لقوله في هذه السورة: {افْتَحْ بَيْنَنَا} أي: "اقض بيننا". وسقط قوله: " {بَيْنَنَا} " لأبي ذر. قوله: " {نَتَقْنَا} " أي: "رفعنا" الجبل، "قس"(10/ 248).
(5)
من قولهم: إناء متبَّرٌ إذا كان فضاضًا.
93]: أَحْزَنُ
(1)
. {تَأْسَ} [المائدة: 26، 68]: تَحْزَنْ
(2)
.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(3)
: {أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12]: أَنْ تَسْجُدَ. {يَخْصِفَانِ} [الأعراف: 22]: أَخَذَا
(4)
الْخِصَافَ
(5)
مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ
(6)
، يُؤَلِّفَانِ الْوَرَقَ، وَيَخْصِفَانِ
(7)
الْوَرَقَ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ. {سَوْآتِهِمَا} [الأعراف: 20]: كِنَايَةٌ عَنْ فَرْجَيهِمَا. {وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأعراف: 24]: هَا هُنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْحِينُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ سَاعَةٍ إِلَى مَا لَا يُحْصَى
"وَقَالَ غَيْرُهُ. . ." إلخ، في نـ:"وَقَالَ غَيْرُهُ: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} يَقُولُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ". "وَيَخْصِفَانِ" في نـ: "يَخْصِفَانِ". " {سَوْآتِهِمَا} " كنايةٌ عَن فَرجَيْهَمَا" سقط هذا لأَبِي ذرٍ. "هَا هُنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" في ذ: "هُوَ هَا هُنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
===
(1)
أي: فكيف أحزن على قوم كافرين.
(2)
في سورة المائدة ذكره استطرادًا وهذا كله تفسير ابن عباس، "قس"(10/ 248).
(3)
قوله: (وقال غيره) أي: غير ابن عباس. " {أَلَّا تَسْجُدَ}: أن تسجد" أي: كلمة "لا" زائدة وصلة، والأوضح أن يقال: إنها لتأكيد النفي المفهوم من الكلام كأنه قيل: ما منعك عن السجود حتى أن لا تسجد بعد الأمر، "الخير الجاري"(2/ 395).
(4)
أي: آدم وحواء.
(5)
بكسر الخاء المعجمة.
(6)
أي: من ورق التين حتى صار كهيئة الثوب، "بغوي"(3/ 220).
(7)
الخصف: الخرز، أي: يلزقان.
عَدَدُهَا، الرِّيَاشُ وَالرِّيشُ وَاحِدٌ، وَهُوَ مَا ظَهَرَ مِنَ اللِّبَاسِ
(1)
. {وَقَبِيلُهُ
(2)
} [الأعراف: 27]: جِيلُهُ الَّذِي هُوَ مِنْهُمْ. {ادَّارَكُوا} [الأعراف: 38]: اجْتَمَعُوا
(3)
. وَمَشَاقُّ الإِنْسَانِ
(4)
وَالدَّابَّةِ كُلُّهُمْ تُسَمَّى سُمُومًا وَاحِدُهَا سُمٌّ، وَهِيَ عَيْنَاهُ وَمَنْخِرَاهُ وَفَمُهُ وَأُذُنَاهُ وَدُبُرُهُ وَإِحْلِيلُهُ. {غَوَاشٍ
(5)
} [الأعراف: 41]:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"عَدَدُهَا" في ذ، قتـ:"عَدَدُهُ". "الَّذِي هُوَ مِنْهُمْ" في نـ: "الَّذِينَ هُوَ مِنْهُمْ". "مَشَاقُّ الإنسان" في نـ: "مَسَامُّ الإنسان". "كُلُّهُمْ تُسَمَّى" في نـ: "كُلُّهَا تُسَمَّى".
===
(1)
وذكره قريبًا مفسرًا بالمال، "قس"(10/ 249).
(2)
قوله: ({وَقَبِيلُهُ}) أي: قوله تعالى عن إبليس: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} أي: "جيله" بالجيم المكسورة، وهم الجن والشياطين، "قس"(10/ 249).
(3)
فيها جميعًا.
(4)
قوله: (مشاقّ الإنسان) بتشديد القاف، وفي نسخة "ومسامّ" بالسين المهملة والميم المشددة بدل المعجمة والقاف، وهما بمعنى واحد، "و" مسامّ "الدابة كلهم تسمَّى سمومًا" بضم السين المهملة، "واحدها سم، وهي" تسعة: "عيناه. . ." إلخ، هذا ما قاله أبو عبيدة. وقال الراغب: السم كل ثقب ضيق كخرم الإبرة وثقب الأنف، وجمعه سموم، وفي السم ثلاث لغات: فتح السين، وضمها، وكسرها. ومراد المؤلف بذلك تفسير قوله تعالى:{وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40]، كذا في "القسطلاني"(10/ 249).
(5)
قوله: ({غَوَاشٍ}) قال تعالى: {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} جمع غاشية أي: أغطية. قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ "نُشْرًا"} بالنون
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
المضمومة، وقرأ عاصم "بُشْرًا" بضم الموحدة وسكون المعجمة، وهو تخفيف بشر جمع بشير. وقال تعالى:{لَا يَخْرُجُ إِلَّا "نَكِدًا"} " أي: "قليلًا" وقال تعالى: {كَأَنْ لَمْ "يَغْنَوْا"} " أي: "يعيشوا"، والغَناء بالفتح النفع. وقال:{إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) "حَقِيقٌ"} أي: "حق" واجب عليّ. قال تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ "وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} من الرهبة" وهي الخوف. قال: {فَإِذَا هِيَ "تَلْقَفُ" مَا يَأْفِكُونَ} أي: "تلقم" وتأكل ما يلقونه، ويوهمون أنه حق. قال تعالى: {أَلَا إِنَّمَا "طَائِرُهُمْ"} أي: "حظهم" ونصيبهم عند الله. قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ} بضم القاف وفتح الميم المشددة، هو "الحمنان" بفتح المهملة، ضبطه الكرماني وغيره، وقال ابن حجر: بضمها، "يشبه صغار الحلم" بفتح الحاء واللام، قال الأصمعي: أوله قمقامة، ثم حمنانة، ثم قراد، ثم حلمة، وهي القراد العظيم. قال تعالى: {وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} أي: يبنون، والعرش البناء. قال تعالى: {وَلَمَّا "سُقِطَ" فِي أَيْدِيهِمْ} قال أبو عبيدة: "كل من ندم فقد سُقِطَ في يده" لأن النادم المتحسِّرَ يعضّ يدَه غمًّا فتصير يده مسقوطًا فيها. قال تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ "أَسْبَاطًا" أُمَمًا} قال أبو عبيدة: هم "قبائل بني إسرائيل": قال تعالى: "{يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} " قال أبو عبيدة: أي: "يتعدون له"، وسقط لأبي ذر لفظ "له"، وفي نسخة "به" بالموحدة بدل اللام. قوله: و"يجاوزون" وفي نسخة "يتجاوزون" أي: حدود الله بالصيد فيه وقد نهوا عنه. قوله: "تعدَّ: تَجَاوَزَ" وفي نسخة "تَعْدُ" بسكون العين المهملة، "تُجاوِزْ" بضم أوله وكسر الواو، ولأبي ذر: "تجاوزٌ بعد تجاوزٍ". قال تعالى: {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ "شُرَّعًا"} جمع الشارع، وهو الظاهر على وجه الماء. قال تعالى: {بِعَذَابٍ "بَئِيسٍ"} أي: "شديد" فعيل من: بَؤُسَ يَبْؤُسُ بأسًا: إذا اشتد. قال تعالى: {"أَخْلَدَ" إِلَى الْأَرْضِ} "قعد وتقاعس" أي:
مَا غَشَّوا
(1)
بِهِ. (نُشُرًا)
(2)
[الأعراف: 57]: مُتَفَرِّقَةً. {نَكِدًا} [الأعراف: 58]: قَلِيلًا. {يَغْنَوْا} [الأعراف: 92]: يَعِيشُوا. {حَقِيقٌ} [الأعراف: 105]: حَقٌّ. {وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} [الأعراف: 116]: مِنَ الرَّهْبَةِ
(3)
. {تَلْقَفُ} [الأعراف: 117]: تَلْقَمُ. {طَائِرُهُمْ} [الأعراف: 131]: حَظُّهُمْ.
===
تأخر وأبطأ، وهو عبارة عن شدة ميله إلى زهرة الدنيا ونعيمها. قال تعالى:{"سَنَسْتَدْرِجُهُمْ" مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} هو "كقوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} " وجه التشبيه أخذ الله إياهم بغتةً. قال تعالى: {وَإِمَّا "يَنْزَغَنَّكَ" مِنَ الشَّيْطَانِ} قال أبو عبيدة: أي: "يستخفنك". وقال غيره: وإما ينخسنّك من الشيطان نخس، أي: وسوسة تحملك على خلاف ما أُمِرْتَ به {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} من نزغه. قال تعالى: {إِذَا مَسَّهُمْ "طَائِفٌ"} [في قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب "طَيْفُ"] هو مصدر، قال أبو عبيدة:"مُلِمٌّ" أي: نازل. قوله: "به لَمَمٌ" أي: يقال: "به لَمَمٌ": أي: صرع منه، أو إصابة ذنب، أو همّ به. قوله:"ويقال" له "طائف" هو اسم فاعل من طاف يطوف كأنها طافت بهم ودارت حولهم، وهي قراءة نافع وابن عامر وعاصم وحمزة، "وهو" كالسابق "واحد" في المعنى. قال تعالى:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا "وَخِيفَةً"} أي: "خوفًا" قاله أبو عبيدة. وقال ابن جريج في قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا "وَخُفْيَةً"} أي: سرًّا، "من الإخفاء"، هذا كله ملتقط من "قس"(10/ 249 - 251)، "بيض"(1/ 339 - 372).
(1)
غطوا، "قس"(10/ 23).
(2)
بالنون المضمومة، قرأ عاصم بشرًا.
(3)
وهي الخوف، "قس"(10/ 250).
طُوفَانٌ
(1)
مِنَ السَّيْلِ
(2)
، وَيُقَالُ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ: الطُّوفَانُ. {وَالْقُمَّلَ} [الأعراف: 133]: الْحُمْنَانُ تُشْبِهُ صِغَارَ الْحَلَمِ. عُرُوشٌ عَرِيشٌ: بِنَاءٌ. {سُقِطَ} [الأعراف: 149]: كُلُّ مَنْ نَدِمَ فَقَدْ سُقِطَ فِي يَدِهِ. الأَسْبَاطُ: قَبَائِلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. {يَعْدُونَ} [الأعراف: 163]: يَتَعَدَّوْنَ، يُجَاوِزُونَ {تَعْدُ} [الكهف: 28]: تُجَاوِزْ. {شُرَّعًا
(3)
} [الأعراف: 163]: شَوَارِعَ. {بَئِيسٍ} [الأعراف: 165]: شَدِيدٍ. {أَخْلَدَ} [الأعراف: 176]: قَعَدَ وَتَقَاعَسَ. {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} [الأعراف: 182]: نَأْتِيهِمْ مِنْ مَأْمَنِهِ
(4)
، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:{فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} [الحشر: 2]. {مِنْ جِنَّةٍ
(5)
} [الأعراف: 184]: مِنْ جُنُونٍ. {فَمَرَّتْ بِهِ
(6)
} [الأعراف: 189]:
"تُشْبِهُ صِغَارَ" في ذ: "شِبْهُ صِغَارِ". "عَرِيشٌ" في نـ: "وَعَرِيشٌ". " {يَعْدُونَ} " في نـ: " {يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} ". "يَتَعَدَّوْنَ" كذا في ذ، وفي غيره:"يَتَعَدَّوْنَ لَهُ"، وفي نـ:"يَتَعَدَّوْنَ بَهِ". "يُجَاوِزُونَ" في ذ: "تَجَاوُزٌ بَعدَ تَجَاوُزٍ"." {أَخْلَدَ} " في قتـ، ذ:" {أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} ". "مِنْ مَأْمَنِهِ" في نـ: "مِنْ مَأْمَنِهِمْ". "مِنْ جُنُونٍ" زاد بعده في قتـ، ذ:" {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [الأعراف: 187] مَتَى خُرُوْجُهَا".
===
(1)
يشير إلى قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} [الأعراف: 133]، "قس"(10/ 250).
(2)
أي: الملتف للزرع والثمار، "قس"(10/ 250).
(3)
ظاهرة على وجه الماء، "قس"(10/ 251).
(4)
أي: موضع أمنه.
(5)
قال تعالى: {مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} ، "ك"(17/ 114).
(6)
قال تعالى: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ} .
اسْتَمَرَّ بِهَا الْحَمْلُ فَأَتَمَّتْهُ. {يَنْزَغَنَّكَ} [الأعراف: 200]: يَسْتَخِفَّنَّكَ. {طَائِفٌ} [الأعراف: 201]: مُلِمٌّ بِهِ لَمَمٌ
(1)
، وَيُقَالُ:{طَائِفٌ} وَهُوَ وَاحِدٌ. {يَمُدُّونَهُمْ
(2)
} [الأعراف: 202]: يُزَيِّنُونَ. {وَخِيفَةً} [الأعراف: 205] وَخَوْفًا {وَخِيفَةً} [لأعراف: 55] مِنَ الإِخْفَاءِ، {وَالْآصَالِ
(3)
} [الأعراف: 205]: وَاحِدُهَا أَصِيلٌ
(4)
، وَهُوَ مَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ كَقَوْلِهِ:{بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان: 5]. [74/ 6].
1 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ
(5)
مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
(6)
} [الأعراف: 33]
4637
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(7)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
(8)
،. . . . . . . . . . .
===
(1)
أي: يقال: به لَمَمٌ أي: به صرع منه.
(2)
قال تعالى: {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ} ، قال أبو عبيدة: وإخوان الشياطين الذين لم يتقوا يُزَيِّنون لهم الغي والكفر، "قس"(10/ 252).
(3)
في قوله تعالى: {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} ، "قس"(10/ 252).
(4)
قاله أبو عبيدة، "قس"(10/ 252).
(5)
ما تزايد قبحه، وقيل: ما يتعلق بالفروج، وقيل: الكبائر، وقيل: الطواف بالبيت عراة، وهو قول ابن عباس، "قس"(10/ 252).
(6)
قوله: ({مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}) أي: جهرَها وسرَّها. وعن ابن عباس فيما رواه ابن جرير قال: كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنا بأسًا في السر، ويستقبحونه في العلانية، فحرّم الله الزنا في السر والعلانية، "قسطلاني"(10/ 252).
(7)
ابن الحجاج.
(8)
أي: الكوفي.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
، قَالَ
(3)
: قُلْتُ
(4)
: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا
(5)
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ
(6)
؟ قَالَ: نَعَمْ
(7)
، وَرَفَعَهُ
(8)
. قَالَ: "لَا أَحَدٌ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ
(9)
، فَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
(10)
، وَلَا أَحَدَ
(11)
أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ
(12)
مِنَ اللَّهِ، فَلِذَلِكَ
(13)
مَدَحَ نَفْسَهُ
(14)
". [راجع: 4634].
===
(1)
شقيق بن سلمة، "قس"(10/ 253).
(2)
أي: ابن مسعود.
(3)
أي: عمرو بن مرة، "قس"(10/ 253).
(4)
أي: لأبي وائل، "قس"(10/ 253).
(5)
أي: الحديث.
(6)
يعني ابن مسعود، "قس"(10/ 253).
(7)
أي: سمعته منه، "قس"(10/ 253).
(8)
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، "قس"(10/ 253).
(9)
قوله: (لا أحد) بالنصب من غير تنوين على أَنَّ "لا" نافية للجنس. وقوله: "أغير من الله" خبرها، ولأبي ذر "أحد" بالرفع منونًا، "قسطلاني"(10/ 253).
(10)
قوله: (حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) قال قتادة: المراد سِرُّ الفواحش [وعلانيتُها]، وقال مجاهد: ما ظهر: نكاح الأمهات، وما بطن: الزنا، والحمل على العموم أولى، كما مرَّ آنفًا، "قس" (10/ 253). ومرَّ الحديث مع بعض بيانه (برقم: 4634).
(11)
لأبي ذر بالرفع، "قس"(10/ 253).
(12)
بكسر الميم آخره تاء تأنيث، "قس"(10/ 253).
(13)
أي: لأجل حبه المدحة من خلقه ليثيبهم عليها، "قس"(10/ 253).
(14)
المقدسة، "قس"(10/ 253).
2 -
بَابٌ قَولُهُ: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا
(1)
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ
"بَابٌ" بالتنوين ثبت في ذ. "قَولُهُ" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: ({وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا}) أي: حضر للوقت الذي عَيَّنَّاه له، واللام للاختصاص. قوله:" {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} " أي: من غير واسطة على جبل الطور مغايرًا لهذه الحروف والأصوات، وكما ثبتت رؤية ذاته جَلَّ وعلا، مع أنه ليس بجسم ولا عرض، فكذلك كلامه وإن لم يكن صوتًا ولا حرفًا صَحّ أن يُسمع. وفيما روي أن موسى عليه السلام كان يسمع كلامَ الله من كل جهة: تنبيه على أن سماعَ كلامه القديم ليس من جنس سماع كلام المحدثين. وجواب "لما" في قوله تعالى: " {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} " أي: أرني نفسَكَ أنظر إليك، قال تعالى جوابًا:" {لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ} " الذي هو أشد منك خلقًا، والجبل قيل: جبل زبير. " {فَإِنِ اسْتَقَرَّ} " أي: ثبت الجبل " {مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} " فيه إشارة إلى عدم قدرته على الرؤية. قوله: " {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} " أي: ظهرت عظمته له وتصدى له اقتداره وأمره. وقيل: أعطى له حياة ورؤية حتى رآه. قوله: " {جَعَلَهُ دَكًّا} " أي: مدكوكًا مُفَتَّتًا، وقرأ حمزة والكسائي {دَكَّاءَ} أي: أرضًا مستوية. وعن ابن عباس: صار ترابًا. قوله: " {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} "[مغشيًا] عليه من شدة هول ما رأى. " {فَلَمَّا أَفَاقَ} " أي: من الغشي. " {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ} " أي: أنزهك وأتوب إليك من الجرأة والإقدام على السؤال بغير الإذن أو من طلب الرؤية في الدنيا، وسقط لأبي ذر {قَالَ لَنْ تَرَانِي. . .}. إلخ" وقال بعد قوله:" {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} ": "الآية". هذا كله ملتقط من "قس"(10/ 253، 255) و"بيضاوي"(1/ 385، 359).
إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ
(1)
فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
(2)
} [الأعراف: 143]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(3)
: {أَرِنِي} أَعْطِنِي
(4)
.
4638 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(6)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ
(7)
، عَنْ أَبِيهِ
(8)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
(9)
مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
"{قَالَ لَنْ تَرَانِي. . .} إلخ" سقط في ذ، وقَالَ بعد قَولِهِ:" {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} ": "الآية".
===
(1)
أي: جبل زبير بفتح الزاي، وهو الذي كلّم الله تعالى عليه موسى عليه السلام، "صحاح" [انظر "القاموس" (ص: 359]).
(2)
لأن إيمان كل نبي مقدم على إيمان أمته، وقيل: معناه: أنا أول من آمن بك بأنك لا تُرى في الدنيا، "بيضاوي"(1/ 359).
(3)
وصله ابن جرير، "قس"(10/ 255).
(4)
الظاهر أن مراده: أعطني رؤيتك، "خ".
(5)
البيكندي.
(6)
هو ابن عيينة، "قس"(10/ 255).
(7)
الأنصاري.
(8)
يحيى بن عمارة، "قس"(10/ 255).
(9)
قيل: اسمه فنحاص، بكسر الفاء وسكون النون وحاء مهملة آخره صاد مهملة، "قس"(10/ 255).
وَقَدْ لُطِمَ
(1)
وَجْهُهُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِكَ مِنَ الأَنْصَارِ
(2)
لَطَمَ فِي وَجْهِي. قَالَ: "ادْعُوهُ" فَدَعَوْهُ، قَالَ:"لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِالْيَهُودِيِّ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ. فَقُلْتُ: وَعَلَى مُحَمَّدٍ؟! فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ فَلَطَمْتُهُ. قَالَ
(3)
: "لَا تُخَيِّرُونِي مِنْ بَيْنِ الأَنْبِيَاءِ
(4)
، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، قَالَ: فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ
"وَقَدْ لُطِمَ" في نـ: "قَدْ لُطِمَ". "وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ" في نـ: "فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ". "فِي وَجْهِي" لفظ "فِي" سقط في نـ. "قَالَ: لِمَ لَطَمْتَ" في نـ: "فَقَالَ: لِمَ لَطَمْتَ". "بِالْيَهُودِيِّ" في نـ: "بِالْيَهُودِ". "فَقُلْتُ" في هـ، ذ:"قُلْتُ"، وفي صـ، سـ، حـ، ذ:"وَقَالَ: فَقُلْتُ"، وفي نـ:"قَالَ: فَقُلْتُ". "وَعَلَى مُحَمَّدٍ؟! " في نـ: "عَلَى مُحَمَّدٍ؟! ". "قَالَ: فَإِذَا أَنَا" لفظ "قَالَ" سقط في نـ.
===
(1)
بضم اللام مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 255).
(2)
قوله: (من الأنصار) هذا يضعِّف قولَ الحافظ أبي بكر بن أبي الدنيا: إن الذي لطم اليهودي في هذه القصة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ لأن ما في "الصحيح" أصح وأصرح، قاله القسطلاني (10/ 255).
(3)
صلى الله عليه وسلم.
(4)
قوله: (لا تخيروني من بين الأنبياء) أي: تخييرًا يؤدي إلى تنقيص، أو لا تقدموا على ذلك بأهوائكم وآرائكم بل بما آتاكم الله من البيان، أو بالنظر إلى النبوة والرسالة فإن شأنهما لا يختلف باختلاف الأشخاص بل كلهم في ذلك سواء وإن اختلفت مراتبهم، "قس"(10/ 256).
بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ
(1)
". [راجع: 2412].
بَابُ قَولِهِ: {الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} [الأعراف: 160]
4639 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
(3)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ
(4)
وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ". [راجع: 4478].
"أَمْ جُزِيَ" في نـ: "أو جُزِيَ"، وفي سـ، حـ، ذ:"أَمْ جُوْزِيَ". "بَابُ" سقط في نـ. "مُسْلِمٌ" في نـ: "مُسْلِمُ بنُ إِبرَاهِيمَ" - الفراهيدي -. "وماؤها" في نـ: "ماؤها". "شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ" في حـ: "شِفَاءٌ مِنَ الْعَيْنِ"، وفي سـ:"شِفَاءُ العَيْنِ"
(1)
.
===
(1)
قوله: (أم جزي بصعقة الطور) أي: فلم يصعق، لكن لفظ يفيق وأفاق إنما يستعمل في الغشي، وأما الموت فيقال فيه: بعث منه. وصعقة الطور لم تكن موتًا، كذا في "قس" (10/ 256). ومرَّ في (ح: 2412) في "الخصومات".
(2)
ابن الحجاج.
(3)
ابن عمير القرشي.
(4)
قوله: (الكمأة من المن) بفتح الكاف وسكون الميم، أي: نوع من المن؛ لأنه ينبت بنفسه من غير علاج ولا مُؤْنَة، كما كان المن الذي ينزل على بني إسرائيل. قوله:"وماؤها شفاء للعين" إما بأن يخْلَطَ بالدواء ويعالج به، وإما بمجرده. ومرَّ بيانه مع وجه المناسبة بالترجمة (برقم: 4478) في "سورة البقرة".
(1)
كذا في النسخة الهندية، وفي "قس" (10/ 256): ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "من العين"، وله عن الكشميهني:"شفاء للعين".
3 - بَابٌ قَولُهُ: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ
(1)
وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 185]
4640 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ
(4)
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: كَانَتْ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُحَاوَرَةٌ
(6)
، فَأَغْضَبَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ، فَانْصَرَفَ عُمَرُ عَنْهُ مُغْضَبًا،
"بَابٌ" بالتنوين ثابت في ذ. "قَولُهُ" سقط في نـ. " {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. . .} إلخ" سقطت في ذ، وقَالَ بعد قَولِهِ:{وَالْأَرْضِ} : "الآية"، وفي نـ بدله:"إلى قولِهِ: {تَهْتَدُونَ} " بدل: "الآية". "حَدَّثَنَا" في ذ: "حَدَّثَنِي". "عَبْدُ اللَّهِ" في كن: "عَبْدُ اللَّهِ بن حمادٍ".
===
(1)
أي: المنزَّلة عليه.
(2)
غير منسوب عند الأكثر، وعند ابن السكن عن الفربري عن البخاري: عبد الله بن حماد، وبه جزم أبو نصر الكلاباذي، "قس"(10/ 258).
(3)
بفتح الزاي وسكون الموحدة، "قس"(10/ 258)، كفلسٍ.
(4)
بضم الموحدة وسكون المهملة، "قس"(10/ 258).
(5)
مصغرًا.
(6)
قوله: (محاورة) بالحاء والراء المهملتين، قال في "المجمع" (1/ 558): المحاورة، مراجعة الكلام بين اثنين فما فوقهما، انتهى.
فَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى أَغْلَقَ بَابَهُ فِي وَجْهِهِ
(1)
، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا صَاحِبُكُمْ هَذَا فَقَدْ غَامَرَ
(2)
" قَالَ: وَنَدِمَ عُمَرُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ
(3)
، فَأَقْبَلَ حَتَّى سَلَّمَ وَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَصَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْخَبَرَ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي
(4)
؟ هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي؟ إِنِّي قُلْتُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي
"وَغَضِبَ" في نـ: "فَغَضِبَ". "تَارِكُو لِي" في ذ: "تَارِكُونَ لِي" وكذا في الموضع الثاني الآتي.
===
(1)
غاية لسؤال أبي بكر عمر.
(2)
قوله: (غامر) أي: خاصم، وقال المؤلف:"غامر: سابق بالخير"، كذا في "الخير الجاري" (2/ 395). قال الكرماني (17/ 117):"غامر" بالمعجمة أي: سبق بالخير، أو وقع في أمر، أو زاحم وخاصم، انتهى. وفي "مناقب أبي بكر":"أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبتيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر. . ." الحديث. ومرَّ بيانه (برقم: 3661).
(3)
أي: من عدم استغفاره لأبي بكر، "قس"(10/ 259).
(4)
قوله: (تاركو لي صاحبي) بغير نون مضافًا لصاحبي مع الفصل بين المضاف والمضاف إليه، وذلك جائز، كذا في "القسطلاني"(10/ 295) و"الكرماني"(17/ 118).
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقْتَ". [راجع: 3661]. قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: "غامر" سابق بِالْخَيرِ
(1)
.
بَابُ قَولِهِ: {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا
(2)
} [الأعراف: 143]
فيه أَبُو سَعِيدٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
4 - بَابُ قَوْلِهِ: حِطَّةٌ
(3)
{وَقُولُوا حِطَّةٌ} [الأعراف: 161]
"قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ. . ." إلخ، ثبت في قتـ، ذ، وسقط لغيرهما. "بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ. "بَابُ قَوْلِهِ: حِطَّةٌ" كذا في ذ، وسقط لغيره. "{وَقُولُوا حِطَّةٌ} " سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (قال أبو عبد الله: غامر سابق بالخير) بالتحتية الساكنة، كذا فسره، والذي في "الصحاح" و"النهاية" (ص: 678): أي: خاصم، أي: دخل في غمرة الخصومة، وهي معظمها، والمغامر الذي يرمي بنفسه في الأمور المهلكة، وقيل: هو من الغمر بالكسر، وهو الحقد، أي: حاقد غيره، وقد مرَّ نحوه. وهو ثابت في رواية أبي ذر وأبي الوقت، ساقط لغيرهما، قال في "المشارق": كذا فسره المستملي عن البخاري، وهو يدل على أنه ساقط للحموي والكشميهني على ما لا يخفى، "قس"(10/ 260).
(2)
أي: مغشيًا عليه. ومرَّ حديث الباب قبله [برقم: 3661]، "خ".
(3)
قوله: (باب قوله: حطة) كذا لأبي ذر، ولغيره:{وَقُولُوا حِطَّةٌ} بغير ذكر "باب" وبزيادة " {وَقُولُوا} "، و"حطة" رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: مسألتنا حطة، والأصل حَطِّ عنا ذنوبنا، "قس"(10/ 260).
4641 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(3)
، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ
(4)
: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ
(5)
} [البقرة: 58] فَبَدَّلُوا
(6)
فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ
(7)
". [راجع: 3403].
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "يَقُولُ" في نـ: "أَنَّه قَالَ". "شَعْرَةٍ" في هـ: "شَعِيرَةٍ".
===
(1)
ابن إبراهيم بن راهويه.
(2)
ابن همام.
(3)
ابن راشد.
(4)
قوله: (قيل لبني إسرائيل) لمّا خرجوا من التِّيه: " {وَادْخُلُوا الْبَابَ} " أي: بابَ بيت المقدس، " {سُجَّدًا} " أي: شكرًا للهِ على نعمة الفتح وإنْقاذِهم من التيه، وفسر ابن عباس السجود هنا بالركوع
(1)
. وقوله: " {وَقُولُوا حِطَّةٌ} " بالرفع، "قسطلاني"(10/ 260)، ومرَّ بيانه مرارًا منها في "سورة البقرة".
(5)
سقط قوله: " {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} " في رواية "سورة البقرة"[انظر رقم: 4479].
(6)
أي: غيروا.
(7)
قوله: (حبة في شعرة) بفتح حاء مهملة وشدة موحدة، وشعرة بسكون مهملة وفتحها، وهو كلام مهمل، وغرضهم مخالفة ما أمروا به، كذا في "المجمع" (1/ 423). أي: فبدّلوا السجودَ بالزحف، وبدّلوا قولَه:
(1)
في الأصل: "الركوع هنا بالسجود"
5 - بَابُ قَولِهِ: {خُذِ الْعَفْوَ
(1)
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ
(2)
} [الأعراف: 199]
الْعُرْفُ: الْمَعْرُوفُ
(3)
.
4642 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ
(6)
فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ
(7)
،
"أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ".
===
{حِطَّةٌ} : "حبة"، وزادوا:"في شعرة". وللكشميهني "في شعيرة" بكسر العين وزيادة تحتية، كذا في "قس"(10/ 260).
(1)
قوله: (خذ العفو) أي: خذ ما عفا لك من أفعال الناس وتَسَهَّلْ ولا تطلب ما يشق عليهم من العفو الذي هو ضد الجهد، أو خذ العفو عن المذنبين، أو خذ الفضلَ وما تسهُلُ من صدقاتهم، وذلك قبل وجوب الزكاة. قوله:" {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} "، أي: فلا تمارهم ولا تكافئهم بمثل أفعالهم، "بيضاوي"(1/ 372).
(2)
كأبي جهل وأصحابه، وهذا قبل الأمر بالقتال، "قس"(10/ 261).
(3)
أي: المستحسن من الأفعال.
(4)
الحكم بن نافع.
(5)
ابن أبي حمزة.
(6)
بضم الحاء مصغرًا، ابن بدر الفزاري، "قس"(10/ 261)، "ك"(17/ 119).
(7)
ابن حصن، "قس"(10/ 261).
وَكَانَ
(1)
مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ
(2)
عُمَرُ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ
(3)
أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ
(4)
كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا
(5)
. فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ
(6)
: يَا ابْنَ أَخِي، لَكَ وَجْهٌ
(7)
عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ. قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: هِيْ
(8)
يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا
"مُشَاوَرَتِهِ" في نـ: "مُشَاوَرِيهِ". "شُبَّانًا" في هـ: "شَبَابًا" - كسحابٍ -. "لَكَ وَجْهٌ" في ذ: "هَلْ لَكَ وَجْهٌ".
===
(1)
أي: الحر، "خ".
(2)
أي: يقربهم، "قس"(10/ 261).
(3)
وكانوا علماء الصحابة، "خ".
(4)
قوله: (ومشاورته) بلفظ المصدر عطفًا على "مجالس"، وبلفظ المفعول أو الفاعل عطفًا على "أصحاب"، كذا في "الكرماني" (17/ 119). قوله:"كهولًا" جمع كهل، وهو الذي وَخَطَه الشيبُ - كَوَعَدَه: خالطه، أو فشا شَيْبُه، أو استوى، "ق" (ص: 636) -. قوله: "شبانًا" بضم الشين وشدة الموحدة وبالنون، وللكشميهني "شبابًا" بفتح المعجمة وخفة الموحدة الأولى، كذا في "القسطلاني"(10/ 261).
(5)
كرمّان.
(6)
أي: الحر بن قيس.
(7)
أي: وجيه، "قس"(10/ 261).
(8)
قوله: (هِيْ) بكسر الهاء وسكون الياء، هي كلمة تهديد، وقيل: هي ضمير، وهناك محذوف، أي: هي داهية، كذا في "القسطلاني" (10/ 261). قال السيوطي في "التوشيح" (6/ 2851): وروي "هيه" بسكون التحتية: كلمة استزادة، قال الليث: وقد يكون كلمة زجر، قال ابن حجر:
الْجَزْلَ
(1)
، وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ
(2)
حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بهِ، فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ، وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا
(3)
عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا
(4)
عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ. [طرفه: 7286، تحفة: 5852].
4643 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
(6)
، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ
"حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ" كذا في قتـ، وفي غيره:"حَتَّى هَمَّ بِهِ". "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ" في نـ: "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى"، ولفظ "تَعَالَى" ساقط في نـ. "حَدَّثَنَا" في ذ:"حَدَّثَنِي". "يَحْيَى" في سـ: "يَحْيَى بنُ جَعْفَرٍ"، وفي كن:"يَحْيَى بنُ مُوسَى".
===
وهو المراد ههنا. ووهِمَ الزركشي (2/ 923) في قوله: إن آخره همزة مفتوحة.
(1)
بفتح الجيم وسكون الزاي، أي: ما تعطينا العطاء الكثير، "قس"(10/ 261).
(2)
وكان شديدًا في الله، "قس"(10/ 262).
(3)
أي: الآية المتلوّة أي: لم يتعدّ العمل بها، "قس"(10/ 262).
(4)
قوله: (وكان وقّافًا) بتشديد القاف، أي: كان لا يتجاوز عن الحكم الذي يحكم به الكتابُ المجيدُ، "خ"(2/ 395). وهذا الحديث من أفراده، وسيجيء في "الاعتصام".
(5)
غير منسوب، قال ابن السكن: هو ابن موسى، وقال المستملي: هو ابن جعفر البِيكَنْدِي، ورجّحه ابن حجر، "قس"(10/ 262).
(6)
هو ابن الجراح الرؤاسي، "قس"(10/ 262).
أَبِيهِ
(1)
، عَنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} قَالَ
(2)
: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
(3)
إِلًّا فِي أَخْلَاقِ النَّاسِ. [طرفه: 4644، أخرجه: د 4787، س في الكبرى 11195، تحفة: 5277].
4644 -
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرَّادٍ
(4)
: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(5)
قَالَ: هِشَامٌ أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ
(7)
مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ. أَوْ كَمَا قَالَ. [طرفه: 4643].
"عَنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ" كذا في ذ، وفي غيره:"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ". "قَالَ: هِشَامٌ" في نـ: "قال: حَدَّثَنَا هِشَامٌ"."أَخْبَرَنِي" في ذ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
عروة بن الزبير، "قس"(10/ 262).
(2)
عبد الله بن الزبير.
(3)
أي: هذه الآية، "قس"(10/ 262).
(4)
هو عبد الله بن عامر بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، "قس"(10/ 262).
(5)
حماد بن أسامة، "قس"(10/ 262).
(6)
عروة.
(7)
أي: إذا كان الرجل له سوء خلق وصدر عنه عفاه. وقال الإمام جعفر الصادق: إن هذه الآية أجمع لمكارم الأخلاق، ولهذا لم ينتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه الشريفة، "الخير الجاري"(2/ 395).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
8 - سُورَةُ الأَنْفَالِ
1 - وَقَوْلُهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ
(2)
قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
(3)
فَاتَّقُوا اللَّهَ
(4)
وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ
(5)
} [الأنفال: 1]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(6)
: الْأَنْفَالُ: الْمَغَانِمُ
(7)
. وَقَالَ
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "سُورَةُ الأَنْفَالِ" كذا في ذ، وفي نـ:"مِنْ سُورَةِ الأَنْفَالِ". "وَقَولُهُ" في نـ: "قَولُهُ" بإسقاط الواو. " {لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} " زاد في ذ: "الآية"، وسقط ما بعد ذلك.
===
(1)
قال العيني (12/ 626): لم تثبت البسملة إلا في رواية أبي ذر. وعلى هذا "بسم الله. . ." إلخ، مبتدأ خبره "من سورة الأنفال"، "الخير الجاري"(2/ 396).
(2)
أي: عن حكمها لاختلاف وقع بينهم فيما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى، "قس"(10/ 263).
(3)
يقسمها صلى الله عليه وسلم على ما يأمره الله، "قس"(10/ 263).
(4)
أي: في الاختلاف.
(5)
قوله: ({وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}) أي: الحالَ التي بينكم إصلاحًا يحصل به الألفة والاتفاق، وذلك بالمواساة والمساعدة في الغنائم، وسقط قوله:{يَسْأَلُونَكَ. . .} إلخ، لأبي ذر، "قسطلاني"(10/ 263).
(6)
فيما وصله من طريق علي بن أبي طلحة عنه، "قس"(10/ 263).
(7)
قوله: (الْأَنْفَالُ) هي "المغانم" كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة ليس لأحد فيها شيء، وقيل: سميت المغانم أنفالًا لأن المسلمين فُضَّلوا بها على سائر الأمم الذين لم تحلَّ لهم. وسمي التطوعُ نافلة لزيادته على الفرض
قَتَادَةُ
(1)
: {رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]: الْحَرْبُ، يُقَالُ: نَافِلَةٌ: عَطِيَّةٌ. [77/ 6].
4645 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ
(4)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الأَنْفَالِ
(5)
؟ قَالَ: نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ
(6)
.
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ". "قُلْتُ" في ذ: "قَالَ: قُلْتُ".
===
ويعقوبُ
(1)
لكونه زيادة على ما سأل، وفي الاصطلاح ما شرطه الإمام لمن يباشر خطرًا كتقدم طليعة، وكشرط السلب للقاتل، "قسطلاني"(10/ 263).
(1)
قوله: (قال قتادة) فيما رواه عبد الرزاق في قوله تعالى: " {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} ": أي: "الحرب"، كذا في "القسطلاني" (10/ 264). وقال البيضاوي (1/ 386) في تفسيره: الريح مستعارة للدولة من حيث إنها [في] تَمَشِّي أمرِها ونفاذِه مُشَبَّهَةٌ بها في هبوبها ونفوذها، وقيل: المراد بها الحقيقة فإن النصرة لا تكون إلا بريح يبعثها الله، وفي الحديث:"نُصِرْتُ بالصبا".
(2)
البغدادي.
(3)
ابن بشير الواسطي.
(4)
هو جعفر بن أبي وحشية.
(5)
أي: ما سبب نزولها؟، "قس"(10/ 264)، أي: أين نزلت ومتى نزلت؟، "خ".
(6)
قوله: (نزلت في بدر) أي: في غزوة بدر، وروى أبو داود
(1)
سُمي يعقوبُ نافلةً لأن النافلة ولد الولد قال الله عز وجل في قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} [الأنبياء: 72] كأنه قال: وهبنا لإبراهيم إسحاقَ فكان كالفرض له، ثم قال:{وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} أي وهبنا له زيادة على الفرض له، وذلك أن إسحاق وُهِبَ له بدعائه وزِيدَ يعقوب تفضيلًا، انظر "لسان العرب"(6/ 4510).
{الشَّوْكَةِ
(1)
} [الأنفال: 7]: الْحَدُّ. {مُرْدِفِينَ
(2)
} [الأنفال: 9]: فَوْجًا بَعْدَ فَوْجٍ، رَدِفَنِي وَأَرْدَفَنِي أَيْ: جَاءَ بَعْدِي. {ذُوقُوا
(3)
} [الأنفال: 50]: بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الْفَمِ. {فَيَرْكُمَهُ} [الأنفال: 37]: يَجْمَعَهُ
(4)
. {شَرِّدْ}
(5)
[الأنفال: 57]:
"يَجْمَعَهُ "في نـ: "فَيَجْمَعَهُ".
===
والنسائي وابن جرير والحاكم من طرق وغيرُهم عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صنع كذا وكذا فله كذا وكذا"، فتسارع في ذلك شبان الرجال، وبقي الشيوخ تحت الرايات، فلما كانت الغنائم جاءوا يطلبون الذي جعل لهم، فقالت الشيوخ: لا تستأثروا علينا فإنا كنا ردءًا لكم، لو انكشفتم فِئْتُمْ، فتنازعوا فأنزل الله:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} إلى قوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، "قس"(10/ 264).
(1)
قوله: ({الشَّوْكَةِ}) في قوله تعالى: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} "الحد" بالحاء المهملة، أي: تحبون أن الطائفة التي لا حَدَّ لها ولا منعةَ ولا قتالَ وهي العير [تكون لكم]، وتكرهونَ ملاقاة النفير لكثرة عَدَدِهم وَعُدَدِهم، "قس"(10/ 264).
(2)
بكسر الدال أي: متبعين.
(3)
أي: العذاب العاجل من ضرب الأعناق وقطع الأطراف، "قس"(10/ 265).
(4)
ويضم بعضه على بعض، "قس"(10/ 265).
(5)
يريد قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} قال أبو عبيدة: أي: "فَرِّق". وقال عطاء: أي: غلِّظ عقوبتهم وَأَثْخِنْهم قتلًا ليخاف من سواهم من العدو، "قس"(10/ 265).
فَرِّقْ. {وَإِنْ جَنَحُوا} [الأنفال: 61]: طَلَبُوا. السَّلْمُ وَالسِّلْمُ وَالسَّلامُ وَاحدٌ
(1)
. {يُثْخِنَ} [الأنفال: 67]: يَغْلِبَ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مُكَاءً
(2)
}: إِدْخَالُ أَصَابِعِهِمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ، {وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35]: الصَّفِيرُ. {لِيُثْبِتُوكَ
(3)
} [الأنفال: 30]: ليَحْبِسُوكَ. [راجع: 4029].
بَابُ {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ
(4)
عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ
(5)
الْبُكْمُ
(6)
الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
(7)
} [الأنفال: 21]
قَالَ: هُمْ نَفَرٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ.
4646 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
(8)
، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ
(9)
،
"قَالَ: هُمْ. . ." إلخ، ثبت في ذ، وسقط لغيره.
===
(1)
هذا ثابت للأبوين، والسلم الصلح، "قس"(10/ 265).
(2)
أي: في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} ، "قس"(10/ 265).
(3)
قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ} .
(4)
ما يدب على الأرض.
(5)
عن سماع الحق.
(6)
عن فهم الحق.
(7)
جعلهم من البهائم ثم جعلهم شرها، "قس"(10/ 266).
(8)
الفريابي.
(9)
كحمراء، ابن عمر.
عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ
(1)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(2)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ
(3)
عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}، قَالَ: هُمْ نَفَرٌ
(4)
مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ. [تحفة: 6402].
2 - بَابُ قَولِهِ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا
(5)
لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ
(6)
بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24]
"{وَاعْلَمُوا. . .} إلخ" سقط في ذ، وقَالَ بعد قولِهِ:" {لِمَا يُحْيِيكُمْ} ": "الآية".
===
(1)
أي: عبد الله.
(2)
المفسر.
(3)
أي: شر ما يدب على الأرض أو شر البهائم، "بيض"(1/ 379).
(4)
كانوا يقولون: نحن صُمّ بكمٌ [عُميٌ] عمّا جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فقتلوا جميعًا بأحد، وكانوا أصحابَ اللواء، ولم يسلم منهم إلا مصعب بن عمير وابن حرملة، "بغوي"(2/ 240).
(5)
قوله: ({اسْتَجِيبُوا}) الاستجابة هي الطاعة والامتثال. قوله: "إذا دعاكم" الدعوة البعث والتحريض، وَوَحَّدَ الضميرَ ولم يُثَنِّه لأن استجابة الرسول كاستجابة الباري جلّ وعلا، وإنما يُذْكر أحدُهما مع الآخر للتوكيد، كذا في "القسطلاني"(10/ 266، 267). قوله: " {يُحْيِيكُمْ} " من العلوم الدينية فإنها حياة القلب، والجهل موته، "بيضاوي"(1/ 380).
(6)
تمثيل لغاية قربه من العبد.
{اسْتَجِيبُوا} : أَجِيبُوا، {لِمَا يُحْيِيكُمْ}: يُصْلِحُكُمْ.
4647 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ
(5)
يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ
(6)
بْنِ الْمُعَلَّى
(7)
قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَانِي، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: "مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ
(8)
، أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} ؟ " ثُمَّ قَالَ: "لأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ
(9)
فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ". "أَنْ تَأْتِيَ" في عسـ، صـ، ذ:"أَنْ تَأْتِيَنِي".
===
(1)
ابن إبراهيم أو ابن منصور، "قس"(10/ 267).
(2)
ابن عبادة.
(3)
ابن الحجاج.
(4)
الخزرجي.
(5)
العمري، "قس"(10/ 267).
(6)
اسمه حارث أو رافع أو أوس.
(7)
بضم الميم وفتح اللام المشددة، الأنصاري، "قس"(10/ 267).
(8)
قوله: (ما منعك أن تأتي) ولأبي ذر والأصيلي وابن عساكر "تأتيني"، وزاد في "الفاتحة": فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال:"ألم يقل الله" إلى آخره. رجح بعضهم أن إجابته لا تبطل الصلاةَ؛ لأن الصلاة إجابة، وظاهر الحديث يدل عليه، "قس"(10/ 267).
(9)
قوله: (أعظم سورة) أي: في الثواب على قراءتها، وذلك لِمَا تجمع هذه السورة من الثناء والدعاء والسؤال، "ك"(17/ 3).
أَنْ أَخْرُجَ
(1)
". فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَخْرُجَ
(2)
فَذَكَرْتُ لَهُ. [راجع: 4474].
وَقَالَ مُعَاذٌ
(3)
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(4)
، عَنْ خُبَيْبٍ
(5)
، سَمِعَ حَفْصًا
(6)
، سَمِعَ أَبَا سعِيدٍ
(7)
رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا
(8)
، وَقَالَ: هِيَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} السَّبْعُ
(9)
الْمَثَانِي
(10)
.
"خُبَيْبٍ" في ذ: "خُبَيْبِ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ".
===
(1)
زاد في الفاتحة: من المسجد، "قس"(10/ 268).
(2)
من المسجد، "قس"(10/ 268).
(3)
ابن أبي معاذ، "قس"(10/ 268).
(4)
ابن الحجاج.
(5)
الخزرجي.
(6)
هو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب.
(7)
هو ابن المعلى، "قس"(10/ 268).
(8)
أي: الحديث المذكور، "قس"(10/ 268).
(9)
بالرفع بدل من " {الْحَمْدُ لِلَّهِ} "، أو عطف بيان، وهذا وصله الحسن بن سفيان، وفائدة إيراده هنا ما فيه من تصريح سماع حفص من أبي سعيد، "قس"(10/ 268).
(10)
قوله: (السبع المثاني) المراد بالسبع الآيات، والمثاني من التثنية، وهي التكرير لأن الفاتحة تُكَرَّرَ في الصلاة، أو من الثناء لاشتمالها على الثناء على الله تعالى، أو المراد بالسبع الكلمات، والمثاني أي: المكرّرة، وهي: الله، والرحمن، والرحيم، وإياك، وصراط، وعليهم، ولا بمعنى غير، فهذه سبع كلمات مكررة فيها، قاله الكرماني (17/ 122). ومرَّ الحديث (برقم: 4474) في تفسير الفاتحة.
3 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا
(1)
هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: 32]
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ
(2)
: مَا سَمَّى اللَّهُ مَطَرًا فِي الْقُرْآنِ إِلَّا عَذَابًا
(3)
، وَتُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الْغَيثَ، وَهُوَ قَوْلُهُ:{الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} [الشورى: 28]. [تحفة: 18773].
4648 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ:
"بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره، وسقط له من قَولِهِ:{عَلَيْنَا حِجَارَةً} إلخ، وقَال بَعدَ قَولِهِ:{فَأَمْطِرْ} : "الآية". " {يُنَزِّلُ} " في نـ: " {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ} ". "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ".
===
(1)
قوله: ({إِنْ كَانَ هَذَا}) أي: القرآن " {هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} " منزَّلًا " {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} " عقوبة لنا على إنكاره. قوله: " {أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} " بنوعٍ آخر، والمراد نفي كونه حقًا، وإذا انتفى كونه حقًا لم يستوجب منكره عذابًا، وهذا من عنادهم وتمردهم، "قس"(10/ 268).
(2)
أي: سفيان في تفسيره، "قس"(10/ 269).
(3)
قوله: (ما سمى الله مطرًا في القرآن إلا عذابًا) أورد عليه {إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ} [النساء: 102] فإن المراد به المطر قطعًا، ونسبة الأذى إليه بالبلل والوحل الحاصل منه لا يخرجه عن كونه مطرًا، "قس"(10/ 269).
(4)
غير منسوب، وقد جزم الحاكمان - أبو عبد الله وأبو أحمد - أنه: ابن النضر بن عبد الوهاب، "قس"(10/ 269).
حَدَّثَنَا أَبِي
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ - وَهُوَ ابْنُ كُرْدِيدٍ
(3)
صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ
(4)
-، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ
(5)
: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا
(6)
حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ
(7)
وَأَنْتَ فِيهِمْ}
"عن عبد الحميد" زاد في نـ: "ابنُ دِينَارٍ". " {حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} " بعده في نـ: "الآية" وسقط ما بعد ذلك.
===
(1)
معاذ بن معاذ.
(2)
ابن الحجاج.
(3)
بضم الكاف وسكون الراء فدالين أولهما مكسورة وبينهما تحتية، "قس"(10/ 269).
(4)
بكسر الزاي وخفة التحتية، "قس"(10/ 269).
(5)
عمرو بن هشام.
(6)
قوله: ({فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا}) قال أبو عبيدة: كل شيء أمطرت فهو من العذاب، وما كان من الرحمة فهو مطرت، "قس"(10/ 269). "وأبو جهل" - عدو الله - اسمه عمرو بن هشام المخزومي، كذا في "الكرماني"(17/ 123).
(7)
قوله: ({وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ}) اللام لتأكيد النفي، قال ابن عباس فيما رواه عنه علي بن أبي طلحة:"ما كان الله ليعذب قومًا وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم". قوله: " {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} " معناه نفي الاستغفار عنهم، أي: ولو كانوا ممن يؤمن ويستغفر من الكفر لَمَا عذّبهم، ولكنهم لا يؤمنون ولا يستغفرون، "قس"(10/ 270).
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ
(1)
أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآيَةَ [الأنفال: 33 - 34][أطرفه: 4649، أخرجه: م 2796، تحفة: 979].
4 - بَابُ قَولِهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33]
4649 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ
(4)
صَاحِبِ
"{وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ. . .} إلخ" سقط في ذ، وقَالَ بعدَ قَولِهِ:" {وَأَنْتَ فِيهِمْ} ": "إلَى قَولِهِ: {الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ". "بَابُ قَولِهِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "تَعَالَى" سقط في نـ. " {وَأَنْتَ فِيهِمْ} " بعده في نـ:"الآية" وسقط ما بعد ذلك. "حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ" في نـ: "أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ".
===
(1)
قوله: ({وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ}) استفهام بمعنى التقرير، و"أَنْ" في {أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ} الظاهر أنها مصدرية، والمعنى: وأي: مانع فيهم من العذاب وسببه واقع، وهو صدُّهم المسلمينَ عن المسجد الحرام عام الحديبية، وإخراجُهم الرسولَ والمؤمنين إلى دار الهجرة، فالعذاب واقع لا محالة بهم، فلما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من بين أظهر [هم] أوقع الله بهم بأسه يوم بدر، فَقُتِلَ صناديدهم، وأُسِرَ سَراتُهم، "قس"(10/ 271).
(2)
أي: معاذ العنبري، "قس"(10/ 271).
(3)
ابن الحجاج.
(4)
ابن دينار.
الزِّيَادِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ
(1)
: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ
(2)
مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، فَنَزَلَتْ:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآيَةَ [الأنفال: 33، 34]. [راجع: 4648].
5 - بَابُ قَولِهِ: {وَقَاتِلُوهُمْ
(3)
حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39]
4650 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنا حَيْوَةُ
(5)
، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُكَيْرٍ
(6)
،
"{حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} " بعده في نـ: "الآية" وسقط ما بعدها. " {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} " سقط في نـ. "حَدَّثَنَا الْحَسَنُ" في ذ: "حَدَّثَنِي الحسن".
===
(1)
لعنة الله عليه.
(2)
علّق العذاب بكونه حقًا مع اعتقاد أنه ليس بحق كتعليقه بالمحال في اعتقاده، كأنه قال: إن كان الباطل حقًا فأمطر علينا حجارة.
(3)
قوله: ({وَقَاتِلُوهُمْ}) حَثٌّ للمؤمنين على قتال الكفار. قوله: " {حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} أي: إلى أن لا يوجد فيهم شرك، "{وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} " أي: يضمحلّ عنهم كل دين باطل. وسقط "{وَيَكُونَ الدِّينُ. . .} إلخ" لغير أبي ذر، "قس" (10/ 271).
(4)
المعافري.
(5)
ابن شريح.
(6)
ابن عبد الله.
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا
(1)
جَاءَهُ
(2)
فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
، أَلَا تَسْمَعُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
(4)
اقْتَتَلُوا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ [الحجرات: 9]، فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ لَا
(5)
تُقَاتِلَ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ
(6)
؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَغْتَرُّ
(7)
بِهَذِهِ الآيَةِ وَلَا أُقَاتِلُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغْتَرَّ بِهَذِهِ الآيَةِ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} [النساء: 93] إِلَى آخِرِهَا. قَالَ
(8)
:
"أَغْتَرُّ" في هـ، ذ:"أُعَيَّرُ" وكذا في الموضع الثاني الآتي. "بِهَذِهِ الآيَةِ" في نـ: "بالآية".
===
(1)
هو حبان بالموحدة صاحب الدثنية، أو العلاء بن عرار، أو نافع بن الأزرق، أو الهيشم بن حنش، "قس"(10/ 272).
(2)
زاد في البقرة: في فتنة ابن الزبير.
(3)
كنية ابن عمر.
(4)
باغين بعضهم على بعض، "قس"(10/ 272).
(5)
كلمة "لا" زائدة، كما في قوله تعالى:{مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12]، وكان لم يقاتل في الحروب الواقعة بين المسلمين كصفين والجمل ومحاصرة ابن الزبير، "قس"(10/ 272) وغيره.
(6)
يعني {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الآية.
(7)
قوله: (أغتر) هو في الموضعين بالغين المعجمة والفوقية من الاغترار، ولأبي ذر عن الكشميهني "أُعَيَّرُ" بضم الهمزة وفتح العين المهملة وتشديد التحتية في الموضعين، أي: تأويل هذه الآية - يعني {وَإِنْ طَائِفَتَانِ} - أحبُّ إليَّ من تأويل الآية الأخرى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا} التي فيها تغليظ شديد وتهديد عظيم، كذا في "قس"(10/ 272).
(8)
أي: الرجل.
فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ
(1)
}. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَدْ فَعَلْنَا
(2)
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ
(3)
كَانَ الإسْلَامُ قَلِيلًا، فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ
(4)
فِي دِينِهِ، إِمَّا يَقْتُلُوهُ وَإِمَّا
(5)
يُوثِقُوهُ
(6)
، حَتَّى كَثُرَ الإِسْلَامُ، فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ، فَلَمَّا رَأَى
(7)
أَنَّهُ
(8)
لَا يُوَافِقُهُ فِيمَا يُرِيدُ
(9)
قَالَ
(10)
: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ
(11)
؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا قَوْلِي فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ؟! أَمَّا عُثْمَانُ فَكَانَ اللَّهُ قَدْ عَفَا عَنْهُ
(12)
، فَكَرِهْتُمْ أَنْ تَعْفُوا
(13)
عَنْهُ، وَأَمَّا عَلِيٌّ
"إِمَّا يَقْتُلُوهُ وَإِمَّا يُوثِقُوهُ" في ذ: "إِمَّا يَقْتُلُونَهُ وَإِمَّا يُوثِقُونَهُ".
===
(1)
هذا موضع الترجمة، "قس"(10/ 272).
(2)
أي: ذلك.
(3)
أي: حين، "قس"(10/ 272).
(4)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 272).
(5)
بكسر الهمزة، "خ".
(6)
بحذف النون في لغة فصيحة، ولأبي ذر بإثباتها في الموضعين، "قس"(10/ 273).
(7)
أي: الرجل، "قس"(10/ 273).
(8)
أي: ابن عمر، "قس"(10/ 273).
(9)
أي: من القتال، "قس"(10/ 273).
(10)
الرجل.
(11)
وكان السائل من الخوارج، "قس"(10/ 273).
(12)
لما فرّ يوم أحد في قوله: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران: 155]، "قس"(10/ 273).
(13)
بفتح الفوقية وسكون الواو، خطابًا للجماعة.
فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخَتَنُهُ
(1)
. وَأَشَارَ بِيَدِهِ وَهَذِهِ ابْنَتُهُ أَوْ بِنْتُهُ
(2)
حَيثُ تَرَوْنَ
(3)
. [راجع: 3130، تحفة: 7606].
4651 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ
(5)
قَالَ:
"هَذِهِ ابْنَتُهُ أَوْ بِنْتُهُ" في نـ: "هَذِهِ ابْنَتُهُ أَوْ بَيْتُهُ"، وفي هـ:"هَذِهِ ابْنَتُهُ أَوْ أَبْيُتُهُ".
===
(1)
بفتح الخاء المعجمة والفوقية، أي: زوج ابنته، "قس"(10/ 273).
(2)
قوله: (ابنته أو بنته) قال الزركشي: هذا الشك لا معنى له أصلًا، والصواب بنته. قلنا: بل له معنى، وهو المحافظة على [نقل] اللفظ على وجهه كما سمع، فالراوي شك هل قال ابن عمر:"وهذه ابنته" بهمزة وصل "أو بنته" بتركها، كذا في "الخير الجاري" (2/ 397). قال القسطلاني (10/ 273): وللكشميهني "أو أبيته" بهمزة مفتوحة فموحدة ساكنة فتحتية مضمومة ففوقية بلفظ جمع القلة في البيت، وهو شاذ. قال في "المصابيح": ويروى "هذه أبنيته أو بيته": الأول جمع بناء، والثاني واحد البيوت. وقال الحافظ ابن حجر: في "مناقب علي"[من] وجه آخر "هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم"، وفي رواية النسائي:"ولكن انظر إلى منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس في المسجد غير بيته". قال: وهذا يدل على أنه تَصَحَّف على بعض الرواة فقرأها "بنته" بموحدة ثم نون، ثم طرأ له الشكُ فقال:"بنته أو بيته"، والمعتمد أنه البيت فقط، لما ذكرنا من الروايات المصرِّحة بذلك، وتأنيث اسم الإشارة باعتبار البقعة. وفيه بيانُ قُربه من النبي صلى الله عليه وسلم مكانةً ومكانًا، انتهى كلام القسطلاني.
(3)
منزلها بين منازل أبيها، "قس"(10/ 273)، "خ".
(4)
الكوفي.
(5)
مصغرًا هو ابن معاوية.
حَدَّثَنَا بَيَانٌ
(1)
: أَنَّ وَبْرَةَ
(2)
حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا أَوْ إِلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ رَجُلٌ
(3)
: كَيْفَ تَرَى فِي قِتَالِ الْفِتْنَةِ؟ قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي مَا الْفِتْنَةُ؟ كَانَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ الدُّخُولُ عَلَيْهِمْ فِتْنَةً، وَلَيْسَ كَقِتَالِكُمْ عَلَى الْمُلْكِ
(4)
. [راجع: 3130، أخرجه: س في الكبرى 11026، تحفة: 7059].
6 - بَابُ قَولِ اللَّهِ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ
(5)
إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} [الأنفال: 65]
"قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي" في نـ: "فَقَالَ: وَهَلْ تَدْرِي". "كَقِتَالِكُمْ" في ذ: "بقِتَالِكُمْ". " {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ} إلخ" سقط في ذ، وقَالَ بعدَ قَولِهِ:{الْقِتَالِ} : "الآية". {يَغْلِبُوا أَلْفًا} " في نـ بعده: "الآية"، وسقط ما بعده.
===
(1)
ابن بشر، "قس"(10/ 273).
(2)
ابن عبد الرحمن السلمي، "قس"(10/ 273).
(3)
سبق الخلاف في اسمه قريبًا، "قس"(10/ 273).
(4)
قوله: (ليس كقتالكم على الملك) بضم الميم بل كان قتالًا على الدين؛ لأن المشركين كانوا يفتنون المسلمين إما بالقتل وإما بالحبس، "قس"(10/ 274).
(5)
قوله: ({حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}) أي: بالغ في حَثِّهم، ولذا قال عليه السلام لأصحابه يوم بدر لما أقبل المشركون في عَدَدهم وعُدَدهم:"قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض". قوله: " {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ. . .} إلخ" شرط في معنى الأمر يعني: ليصير عشرون
4652 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنْ عَمْرٍو
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} فَكُتِبَ
(4)
عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ
(5)
- فَقَالَ سُفْيَانُ
(6)
غَيْرَ مَرَّةٍ: أَنْ لَا يَفِرَّ عِشْرُونَ مِنْ مِائَتَيْنِ
(7)
-، ثُمَّ نَزَلَتِ:{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} الآيَةَ، فَكَتَبَ
(8)
أَنْ لَا يَفِرَّ مِائَةٌ مِنْ مِائَتَيْنِ - وَزَادَ
"فَقَالَ سُفْيَانُ" في نـ: "وَقَالَ سُفْيَانُ". " {خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} " زاد بعده في نـ: " {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} ". "وَزَادَ" كذا في ذ، وفي غيره:"زَادَ" بإسقاط الواو.
===
في مقابلة مائتين، ومائة في مقابلة ألف، كل واحد لعشرة. قوله:" {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} " أي: بسبب أنهم جهلة بالله واليوم الآخر، يقاتلون لغير ثواب واعتقاد أجر في الآخرة لتكذيبهم لها، "قسطلاني"(10/ 274).
(1)
المديني.
(2)
ابن عيينة.
(3)
ابن دينار، "قس"(10/ 274).
(4)
بضم الكاف، أي: فرض، "قس"(10/ 274).
(5)
هو معنى الآية، "قس"(10/ 274).
(6)
ابن عيينة، "قس"(10/ 274).
(7)
قوله: (أن لا يفر عشرون من مائتين) وهذا يوافق لفظَ القرآن، فالظاهر أن سفيان كان يرويه تارة بالمعنى وتارة باللفظ، "قس"(10/ 275).
(8)
بفتح الكاف أي: فرض الله.
سُفْيَانُ
(1)
: مَرَّةً
(2)
-، نَزَلَتْ:{حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ} .
قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ
(3)
: وَأُرَى الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهِيَ عَنِ الْمُنْكَرِ مِثْلَ هَذَا. [طرفه: 4653، تحفة: 6305].
7 - بَابُ قَولِهِ: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ
(4)
عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا
(5)
}، إِلَى قَوْلِهِ:{وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 66]
"إِلَى قَولِهِ: {وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} " في نـ بدله: "الآية".
===
(1)
ابن عيينة.
(2)
يريد أنه حدث بالزيادة مرة ومرة بدونها، "قس"(10/ 275).
(3)
قوله: (قال ابن شبرمة) بضم المعجمة والراء بينهما موحدة ساكنة: عبد الله التابعي، قاضي الكوفة وعاملُها، مات سنة 144 هـ. قوله:"مثل هذا" الحكم المذكور في الجهاد في أن لا يفر الواحد من الاثنين ولا المائة من المائتين عند الأمر والنهي، كذا في "قس"(10/ 275)، "ك"(17/ 126) ملتقطًا.
(4)
قوله: ({الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ}) قال البيضاوي (1/ 390): لَمّا أوجب الله على الواحد مقاومةَ العشرة والثباتَ لهم وثقل ذلك عليهم خفّف عنهم بمقاومة الواحد الاثنين، وقيل: كان فيهم قلة فأمروا بذلك، ثم لما كثروا خفّف الله عنهم. وتكرير المعنى الواحد بذكر الأعداد المتناسبة للدلالة على أن حكم القليل والكثير واحد. والضعف ضعف البدن، وقيل: ضعف البصيرة وكانوا متفاوتين فيها. وفيه لغتان: الفتحُ وهو قراءة عاصم وحمزة، والضمُّ وهو قراءة الباقين، انتهى.
(5)
أي: في القوة والجلد، "قس"(10/ 275).
4653 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ خُرِّيتٍ
(2)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ، فَجَاءَ التَّخْفِيفُ فَقَالَ: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا
(3)
فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ
(4)
يَغْلِبُوا
"ابْنُ الْمُبَارَكِ" سقط في نـ. "خُرِّيتٍ" في نـ: "الخريت" مصحح عليه. "لَمَّا نَزَلَتْ" في نـ: "لَمَّا أُنْزِلَتْ".
===
(1)
بضم السين وفتح اللام، خاقان البلخي، "قس"(10/ 275).
(2)
بضم الخاء المعجمة وشدة الراء المكسورة، وكسِكِّين، بصري من صغار التابعين، "قس"(10/ 275).
(3)
في البدن أو في البصيرة، "قس"(10/ 276).
(4)
قوله: ({فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ. . .} إلخ) أمرٌ بلفظ الخبر إذ لو كان خبرًا لم يقع بخلاف المخبر عنه، والمعنى في وجوب المصابرة لمثلَيْنا: أن المسلم على إحدى الحسنيين: إما أن يُقْتَلَ فيدخل الجنةَ، أو يسلم فيفوز بالأجر والغنيمة، والكافر يقاتل على الفوز بالدنيا. وقد زاد الإسماعيلي في الحديث: ففرض عليهم أن لا يفر رجل من رجلين ولا قوم من مِثْلَيهم. والحاصل: أنه يحرم على المقاتل الانصرافُ عن الصفِّ
(1)
إذا لم يزد عددُ الكفار على مثلينا، فلو لقي مسلم كافرَيْنِ فله الانصراف وإن كان هو الذي طلبهما؛ لأن فرض الجهادِ والثباتِ إنما هو في الجماعة، لكن قال البلقيني: الأظهر بمقتضى نص الشافعي في "المختصر" أنه ليس له الانصراف، ذكره "القسطلاني"(10/ 276).
(1)
في الأصل: "الانصراف عن الضعف".
مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 66]. قَالَ
(1)
: فَلَمَّا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنَ الْعِدَّةِ نُقِصَ مِنَ الصَّبْرِ
(2)
بِقَدْرِ مَا خُفِّفَ عَنْهُمْ. [راجع: 4652، تحفة: 6088].
9 - سُورَةُ بَرَاءَةٍ
(3)
{وَلِيجَةً
(4)
} [التوبة: 16]: كُلُّ شَيْءٍ أَدْخَلْتَهُ فِي شَيْءٍ. {الشُّقَّةُ}
"سُورَةُ بَرَاءَةٍ" في نـ: "مِنْ سورَةِ بَرَاءَةٍ".
===
(1)
أي: ابنِ عباس، "قس"(10/ 276).
(2)
قوله: (نُقِصَ من الصبر) أشار إلى أن الله سبحانه أعطاهم الصبر جزيلًا أوَّلًا ثم نقص، وهذا القول من ابن عباس توقيف في الظاهر، ويحتمل أن يكون قاله بطريق الاستقراء، والله أعلم، كذا في "العيني"(12/ 638)، "الخير الجاري" (2/ 397). والحديث أخرجه أبو داود في "الجهاد" (برقم: 2646) ..
(3)
قوله: (سورة براءة) وهي مدنية، وقيل: إلا آيتين من قوله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ} ، وهي آخر ما نزلت، ولها أسماء أُخر تزيد على العشرة، منها التوبة، والفاضحة؛ لأنها تدعو إلى التوبة وتفضح المنافقين. وإنما تُرِكَتِ التسميةُ فيها لأنها نزلت لرفع الأمان وبسم الله أمان، أو توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبيِّن موضعها، وكانت قصتها تشابه قصةَ الأنفال؛ لأنّ فيها ذكرَ العهود وفي براءة نبذَها فضُمَّتْ إليها، "قس"(10/ 277)، "بيضاوي"(1/ 394).
(4)
قوله: ({وَلِيجَةً}) يريد قوله تعالى: {وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} : "كلّ شيء أدخلته في شيء" وهي فعيلة من الولوج كالدخيلة، وهي نظير البطانة والداخلة، والمعنى لا ينبغي أن يوالوهم ويفشوا إليهم أسرارهم. وسقط قوله:{وَلِيجَةً} إلى آخره لأبي ذر وثبت لغيره. قوله: " {الشُّقَّةُ} " أي: في قوله تعالى: {وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} هو "السفر"،
[التوبة: 42]: السَّفَرُ، الْخَبَالُ: الْفَسَادُ، وَالْخَبَالُ: الْمَوْتُ. {وَلَا تَفْتِنِّي} [التوبة: 49]: لَا تُوَبِّخْنِي. {كَرْهًا} [التوبة: 53] وَ {كَرْهًا} [الأحقاف: 15]: وَاحِدٌ. {مُدَّخَلًا} [التوبة: 57]: يَدْخُلُونَ فِيهِ. {يَجْمَحُونَ} [التوبة: 57]: يُسْرِعُونَ. {وَالْمُؤْتَفِكَاتِ
(1)
} [التوبة: 70]:
"{وَلَا تَفْتِنِّي} " في نـ: " {لَا تَفْتِنِّي} ". "تُوَبِّخْنِي" في سـ، ذ:"تُوهِنِّي" بالهاء وتشديد النون، وفي كن:"تُؤَثِّمْنِي".
===
وقيل: هي المسافة التي تقطع بمشقة. قوله: "الخبال" أي: في قوله تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} [التوبة: 47] وهو "الفساد"، وقوله:"الخبال: الموت" كذا في جميع الروايات، والصواب المُوتة بضم الميم وزيادة هاء آخره، وهو ضرب من الجنون. قوله:" {وَلَا تَفْتِنِّي} " يريد قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} أي: لا "توبخني" من التوبيخ، ولأبي ذر عن المستملي "لا تُوهِنِّي" بالهاء وتشديد النون من الوهن وهو الضعف، ولابن السكن "ولا تؤثمني" بمثلثة مشددة وميم ساكنة من الإثم، وصوّبه القاضي عياض. قوله:" {كَرْهًا} " بفتح الكاف "و {كَرْهًا} " بضمها: "واحد" في المعنى، ومراده قوله تعالى:{قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} . قوله: " {مُدَّخَلًا} " بتشديد الدال، يريد قوله تعالى:{لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا} : "يدخلون فيه"، والمدخل السرب في الأرض. وقوله تعالى:{لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ "يَجْمَحُونَ"} أي: "يسرعون" إسراعًا لا يردّهم شيء كالفرس الجموح. قوله: " {وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} " يريد قوله تعالى: {وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} وهي قريات قوم لوط، "ائتفكت" أي:"انقلبت بها" أي القريات، فصارت عاليها سافلها وأمطروا حجارة من سجيل. قوله:" {أَهْوَى} " يريد: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} بسورة النجم، وذكرها هنا استطرادًا، يقال:"ألقاه في هُوّة" بضم الهاء وتشديد الواو أي مكان عميق، "قس"(10/ 277 - 278).
(1)
قرى قوم لوط، وقيل: هود وصالح أيضًا، "ك"(17/ 127).
ائْتَفَكَتْ انْقَلَبَتْ بِهَا الأَرْضُ. {أَهْوَى
(1)
} [النجم: 53]: أَلْقَاهُ فِي هُوَّةٍ
(2)
. {عَدْنٍ
(3)
} [التوبة: 72]: خُلْدٍ، عَدَنْتُ بِأَرْضٍ أَي أَقَمْتُ، وَمِنْهُ: مَعْدِنٌ
(4)
وَيُقَالُ: فِي مَعْدِنِ صِدْقٍ، فِي مَنْبِتِ صِدْقٍ
(5)
. {الْخَوَالِفِ
(6)
} [التوبة: 87]: الْخَالِفُ الَّذِي خَلَفَنِي فَقَعَدَ بَعْدِي،
"وَمِنْهُ: مَعْدِنٌ" في نـ: "وَمِنْهُمْ: مَعْدِنٌ".
===
(1)
يريد قوله تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} ، "قس"(10/ 278).
(2)
بضم الهاء وتشديد الواو أي مكان عميق، "قس"(10/ 278).
(3)
وقال تعالى: {فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} .
(4)
وهو الموضع الذي يستخرج منه الذهب والفضة ونحوهما، "قس"(10/ 278).
(5)
كأنه صار معدنًا له للزومه له، "قس"(10/ 278).
(6)
قوله: ({الْخَوَالِفِ}) قال تعالى: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ} : جمع "الخالف"، أي: مع المتخلفين، و"يخلفه في الغابرين" أي: يصير خلفًا للسلف. قوله: "ويجوز أن يكون" المراد به "النساء" فيكون جمع "الخالفة"، وهذا هو الظاهر لأن فواعل جمع فاعل لم يوجد في كلامهم إلا لفظان: فوارس وهوالك، فقوله:"وإن كان" شرط وجزاؤه قوله: "فإنه لم يوجد"، والمعنى: إن جعل جمعًا للذكور فغير صحيح إذ لم يوجَدْ في كلامهم إلا حرفان: فوارس جمع فارس، وهوالك جمع هالك، ونقل أيضًا: شاهق وشواهق، وناكس ونواكس، وداجن ودواجن. وهذه الخمسة جمع فاعل على الشذوذ، كذا في "الخير الجاري" (2/ 397). قال الكرماني (17/ 128): فإن قلت: ما معنى على تقدير جمعه؟ قلت: إما أن يريد على تقدير جمعه للذكور ليحترز به عما كان جمعًا للإنشاء، وإما أن يريد به
وَمِنْهُ
(1)
يَخْلُفُهُ فِي الْغَابِرِينَ
(2)
، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ النِّسَاءُ مِنَ الْخَالِفَةِ، وَإِنْ
(3)
كَانَ جَمْعَ الذُّكُورِ فَإِنَّهُ
(4)
لَمْ يُوجَدْ عَلَى تَقْدِيرِ جَمْعِهِ إِلَّا حَرْفَانِ: فَارِسٌ وَفَوَارِسُ، وَهَالِكٌ وَهَوَالِكُ. {الْخَيْرَاتُ
(5)
} [التوبة: 88]: وَاحِدَتُهَا خَيْرَةٌ
(6)
، وَهِيَ الْفَوَاضِلُ. {مُرْجَوْنَ
(7)
} [التوبة: 106]: مُؤَخَّرُونَ. الشَّفَا: شَفِيرٌ،. . . . . . . . . .
"وَإِنْ كَانَ" في ذ: "فَإِنْ كَانَ". "وَهِيَ الْفَوَاضِلُ" في نـ: "وهُنَّ الْفَوَاضِلُ". "شَفِيرٌ" في ذ: "الشَّفِيرُ".
===
الاحتراز عن كونه اسمًا للجمع.
(1)
أي: من هذا اللفظ، "قس"(10/ 278).
(2)
أي: كما قال صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُم اغفر لأبي سلمة واخلفه في الغابرين" أي: الباقين، "نووي"(6/ 223).
(3)
شرط.
(4)
جزاء.
(5)
قال تعالى: {وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ} أي: منافع الدنيا والآخرة، "بيض"(1/ 416).
(6)
تخفيف خَيِّرَةٍ، "بيض"(1/ 416).
(7)
قوله: ({مُرْجَوْنَ}) أي: "مؤخَّرون" لأمر الله ليقضي فيهم ما هو قاضٍ، يريد قوله تعالى:({وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ}). وقال تعالى: {أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} "الشفا" بفتح المعجمة والفاء مقصورًا، وفسره بقوله:"شفير"، ثم قال:"وهو" أي: الشفير "حده" بالحاء والدال المهملتين، وللكشميهني "وهو حرفه" أي: جانبه. قوله: "والجرف ما تجرف من السيول والأودية" أي: يحفر بالماء فصار واهيًا، كذا في "قس" (10/ 279). قال الكرماني (17/ 128):
وَهُوَ حَدُّهُ
(1)
، وَالْجُرُفُ مَا تَجَرَّفَ مِنَ السُّيُولِ وَالأَوْدِيَةِ. {هَارٍ} [التوبة: 109]: هَائِرٍ. يُقَالُ: تَهَوَّرَتِ البِئْرُ إِذَا انْهَدَمَتْ وَانْهَارَتْ مِثْلُهُ. {لَأَوَّاهٌ} [التوبة: 114]: شَفَقًا وَفَرَقًا
(2)
. وَقَالَ الشَّاعِرُ
(3)
:
إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا
(4)
بِلَيْلٍ
…
تَأَوَّهُ آهَةَ
(5)
الرَّجُلِ الْحَزِينِ.
"وَهُوَ حَدُّهُ" في هـ: "وَهُوَ حَرْفُهُ". "انْهَارَتْ" في نـ: "انْهَارَ". "الشَّاعِرُ" ثبت في ذ.
===
قال الجوهري: ما تجرَّفَتْه السيولُ. فالتوفيق بينه وبين ما في الكتاب أن يقال: من للابتداء. قوله: " {هَارٍ} " أي "هائر" يعني هو مقلوب، معلول إعلالَ قاض، وقيل: لا حاجة إليه بل أصله هَوْرٌ، وألفه ليست ألفَ فاعل بل هي عينه، انتهى.
قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} أي "شَفَقًا وَفَرَقًا" كناية عن فرط ترحمه ورقة قلبه، وفيه بيان الحامل له على الاستغفار لأبيه مع شَكَاسَتِه عليه
(1)
. "قس"(10/ 279).
(1)
أي: طرفه، "ك"(17/ 128).
(2)
كناية عن فرط ترحمه ورقة قلبه، "قس"(10/ 279).
(3)
هو المثقب بتشديد القاف المفتوحة العبدي اسمه جحاش، "قس"(10/ 279).
(4)
أي: الناقة.
(5)
بمد الهمزة، وللأصيلي أهة بتشديد الهاء وقصر الهمزة، "قس"(10/ 279).
(1)
في الأصل: "مع شكايته عليه".
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {بَرَاءَةٌ
(1)
مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 1]
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُذُنٌ
(2)
(3)
} [التوبة: 61]: يُصَدِّقُ. {تُطَهِّرُهُمْ
(4)
وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] وَنَحْوُهَا كَثِيرٌ. وَالزَّكَاةُ: الطَّاعَةُ
"{مِنَ الْمُشْرِكِينَ} " زاد بعده في ذ: "أَذَانٌ إِعْلامٌ"، وسقط هذا لغير أَبي ذر - يقال: آذنْتُه إيذانًا وأذانًا، وهو اسم قام مقام المصدر، "قس" (10/ 280) -. " {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ} " في نـ:" {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} ". "نَحْوُهَا كَثِيرٌ" في نـ: "نَحْوُ هَذا كَثِيرٌ".
===
(1)
أي: هذه براءة من الله ورسوله. قال المفسِّرون: لما خرج صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل المشركون ينقضون عهودًا كانت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر الله بنقض عهودهم، وذلك قوله تعالى:{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً} [الأنفال: 58]"بغوي"(2/ 266).
(2)
قال تعالى: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} أي رجل يصدق كل ما سمع، "ك"(17/ 128).
(3)
قوله: (وقال ابن عباس: {أُذُنٌ} يصدِّق) يريد قوله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} قال البيضاوي (1/ 410): أي يسمع كلَّ ما يقال له ويصدِّقه، سمي بالجارحة للمبالغة كأنه من فرط استماعه صار جملةَ آلةِ السماع
(1)
كما سمي الجاسوس عينًا لذلك؛ روي أنهم قالوا: محمد أذن سامعة، نقول ما شئنا، ثم نأتيه فيصدِّقنا، انتهى.
(4)
قوله: ({تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}) يريد قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} ، قوله:"ونحوها كثير" أي في القرآن أو في لغات
(1)
كذا في الأصل و"قس"، وفي "بيض": صار جملتُه آلةَ السماع.
وَالإِخْلَاصُ
(1)
. {لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
(2)
} [فصلت: 7]: لَا يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. {يُضَاهِئُونَ} [التوبة: 30]: يُشَبِّهُونَ.
4654 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(4)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ
(6)
يَقُولُ: آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ
(7)
} [النساء: 176]، وَآخِرُ سُورَةٍ
===
العرب، يعني عطف قوله:{وَتُزَكِّيهِمْ} من قبيل العطف التفسيري؛ لأن الزكاة والتزكية في اللغة الطهارة، ملتقط من "قس"(10/ 410)، "خ" (2/ 397 - 398). قوله:" {يُضَاهِئُونَ} " يريد قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ} أي يضاهي قولُهم قولَ الذين كفروا، فَحُذِفَ المضافُ، وأقيم المضافُ إليه مقامه، والمضاهاة المشابهة، والهمزة لغة فيه، "بيض"(1/ 402).
(1)
أي: تأتي بمعناهما، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، "قس"(10/ 280).
(2)
أي قال تعالى في سورة فصلت: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} "، قال ابن عباس: "لا يشهدون أن لا إله إلا الله". وهذا ذكره استطرادًا، "قس" (10/ 280).
(3)
هشام بن عبد الملك، "قس"(10/ 281).
(4)
ابن الحجاج.
(5)
عمرو بن عبد الله السبيعي، "قس"(10/ 281).
(6)
ابن عازب، "قس"(10/ 281).
(7)
من لا والد له ولا ولد.
نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ
(1)
. [راجع: 4364، أخرجه: م 1618، د 2888، س في الكبرى 11212، تحفة: 1870].
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ
(2)
وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ
(3)
} [التوبة: 2]
سِيحُوا: سِيرُوا
(4)
.
4655 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ
(7)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(8)
، وَأَخْبَرَنِي
(9)
حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ
"حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ".
===
(1)
أي أولها أو معظمها، و [مرَّ] بعض بيانه (برقم: 4605) في آخر "النساء"، وسيجيء البقية في "سورة النصر" إن شاء الله تعالى.
(2)
قوله: (أربعة أشهر) شوال، وذي القعدة، وذي الحجة، والمحرم؛ لأنها نزلت في شوال، وقيل: هي عشرون من ذي الحجة، والمحرمُ، وصفرُ، وربيع الأول، وعشر من ربيع الآخر؛ لأن التبليغ كان يوم النحر، كذا في "البيضاوي"(1/ 394).
(3)
أي: مُذِلُّهم بالقتل والأسر في الدنيا والعذاب في الآخرة.
(4)
قاله أبو عبيدة، وقال غيره: اتسعوا في السير وأبعدوا عن العمارات، "قس"(10/ 282).
(5)
المصري.
(6)
هو ابن سعد.
(7)
مصغرًا هو ابن خالد الأيلي، "قس"(10/ 283).
(8)
الزهري.
(9)
عطف على مقدر، "قس"(10/ 283).
الرَّحْمَنِ
(1)
: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنِيِ أَبُو بَكْرٍ فِي تِلْكَ الْحَجَّةِ
(2)
فِي مُؤَذِّنِينَ
(3)
، بَعَثَهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بِمِنًى: أَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ
(4)
. قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(5)
: ثُمَّ أَرْدَفَ
(6)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤذِّنَ بِبَرَاءَةَ
(7)
.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ
(8)
(9)
: فَآذَنَ مَعَنَا عَلِيٌّ يَوْمَ النَّحْرِ فِي أَهْلِ مِنًى
"أَنْ لَا يَحُجَّ" في ذ: "لَا يَحُجُّ". "بِعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ" في نـ: "عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ". "وَأَمَرهُ" في نـ: "فَأَمَرهُ". "قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ" في هـ، ذ:"قَالَ أَبُو بَكرٍ"، وهو غلط، "ف" (2/ 266). "فَآذَنَ" في نـ:"فَأَذَّنَ".
===
(1)
ابن عوف.
(2)
أي في السنة التاسعة التي كان فيها أبو بكر رضي الله عنه أميرًا على الحاج، "ك"(17/ 129)، "خ".
(3)
جمع مؤذن من الإيذان وهو الإعلام، "قس"(10/ 283).
(4)
لأنهم يتجردون للطواف كما سيجيء وجهه.
(5)
بالسند السابق، "قس"(10/ 283).
(6)
وهو مرسل لأن حميدًا لم يدرك ذلك ولا صَرّح بسماعه له من أبي هريرة، "ف"(8/ 318).
(7)
أي: ببعضها، "قس"(10/ 283).
(8)
بالإسناد المذكور، "قس"(10/ 283).
(9)
قوله: (قال أبو هريرة) ولأبي ذر عن الكشميهني: "قال أبو بكر" بدل أبو هريرة، قال ابن حجر: وهو غلط فاحش مخالف لرواية الجميع، وإنما هو كلام أبي هريرة قطعًا، فهو الذي كان يؤذن بذلك، "قس"(10/ 284).
بِبَرَاءَةَ، وَأَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ
(1)
. قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ: آذَنَهُمْ
(2)
: أَعْلَمَهُمْ [راجع: 369].
3 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَأَذَانٌ
(3)
مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ
(4)
أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(5)
وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ
(6)
فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ
(7)
فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ
(8)
وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
(9)
} [التوبة: 1 - 3]
آذَنَهُمْ: أَعْلَمَهُمْ.
"وَأَنْ لَا يَحُجَّ" في نـ: "أَنْ لَا يَحُجَّ". " {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} " في نـ بعده: "إِلَى قَولِهِ: {يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} "، وسقط ما بعده.
===
(1)
كانوا يتجردون عن الثياب للطواف تفاؤلًا للتعري عن الذنوب، "مجمع"(3/ 585).
(2)
بمد الهمزة.
(3)
أي: إعلام، فعال بمعنى الإفعال، "بيض"(1/ 395).
(4)
يوم عرفة، كذا روي عن علي وعمر وابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم عرفة فقال: " {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} ". وقيل: إنه يوم النحر، كما سيأتي، "قسطلاني"(10/ 284).
(5)
أي: من عهودهم، "بيض"(1/ 395).
(6)
من الكفر والغدر، "بيض"(1/ 395).
(7)
عن التوبة.
(8)
أي: لا تفوتونه طلبًا ولا تعجزونه هربًا في الدنيا، "بيض"(1/ 395).
(9)
أي: في الآخرة.
4656 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(2)
، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ
(3)
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِي تِلْكَ الْحَجَّةِ
(4)
فِي الْمُؤَذِّنِينَ، بَعَثَهُمْ
(5)
يَوْمَ النَّحْرِ يُؤْذِّنُونَ بِمِنًى: أَلَّا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.
قَالَ حُمَيْدٌ
(6)
: ثُمَّ أَرْدَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ
(7)
: فَآذَنَ مَعَنَا عَلِيٌّ فِي أَهْلِ مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ بِبَرَاءَةٍ
(8)
(9)
، وَأَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ. [راجع: 369].
"حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ" في نـ: "عَنْ عُقَيْلٍ". "بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ" في نـ: "عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ". "فَآذَنَ" في نـ: "فَأَذَّنَ". "وَأَنْ لَا يَحُجَّ" في نـ: "أَنْ لَا يَحُجَّ".
===
(1)
التِّنِّيسي.
(2)
هو ابن سعد.
(3)
ابن خالد.
(4)
أي: التي كان أبو بكر فيها أميرًا على الحاج، "قس"(10/ 285).
(5)
سمى الحافظ ابن حجر ممن كان مع الصديق في تلك الحجة سعد بن أبي وقاص وجابرًا، "قس"(10/ 285).
(6)
بالسند المذكور، "قس"(10/ 285).
(7)
بالإسناد السابق، "قس"(10/ 286).
(8)
الرفع على الحكاية، "قس"(10/ 261).
(9)
قوله: (ببراءة) أي من أولها إلى {وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} وببعض
4 - بَابُ قَولِهِ: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(1)
} [التوبة: 4]
4657
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ
(4)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(5)
: أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَهُ
(6)
فِي الْحَجَّةِ الَّتِي
"بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ" في نـ: "أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ".
===
ما اشتملت عليه. "أن لا يحج بعد العام مشرك"، وهو قوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] وبهذا يندفع استشكال أن عليًا كان مأمورًا بأن يؤذن ببراءة فكيف أذن بأن لا يحج بعد العام مشرك؟ كما قاله الكرماني، "قس"(10/ 286).
(1)
قوله: ({إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}) استثناء من المشركين، والتقدير: براءة من الله إلى المشركين إلا من الذين لم ينقضوكم شيئًا من شروط العهد ولم ينكُثوا، "قس"(10/ 286)، "بيضاوي"(1/ 395).
(2)
هو ابن منصور، أبو يعقوب المروزي.
(3)
ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، "قس"(10/ 286).
(4)
هو ابن كيسان، "قس"(10/ 286).
(5)
محمد بن مسلم الزهري.
(6)
قوله: (بعثه في الحجة التي
…
) إلخ، قال القسطلاني (10/ 285): وإنما كانت مباشرة أبي هريرة لذلك بأمر الصديق في ذلك مصروفًا إلى علي رضي الله عنه؛ لأن الصديق كان هو الأمير على الناس في تلك الحجة، وكان علي لم يطق التأذين وحده فاحتاج لِمُعِينٍ على ذلك،
أَمَّرَهُ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ
(2)
فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ أَنْ لَا يَحُجَّنَّ
(3)
بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.
فَكَانَ حُمَيْدٌ يَقُولُ: يَوْمُ النَّحْرِ يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ
(4)
، مِنْ أَجْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ. [راجع: 369].
5 - بَابٌ قَولُهُ: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ
(5)
إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ
(6)
(7)
لَهُمْ} [التوبة: 12]
"يُؤَذِّنُ" في هـ، ذ:" يُؤَذِّنُونَ".
===
فكان أبو هريرة ينادي بما يلقيه إليه عليٌّ مما أُمِرَ بتبليغه، انتهى. وإنما بعث عليًّا مع كون أبي بكر أمير الحاج لأن عادة العرب أن لا يتولى العهد ونقضَه على القبيلة إلا رجل منها.
(1)
بتشديد الميم أي جعله أميرًا، "قس"(10/ 286).
(2)
سنة تسع، "قس"(10/ 283).
(3)
بنون التأكيد الثقيلة، "قس"(10/ 286).
(4)
استنبط من قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} [التوبة: 3]، ومن مناداة أبي هريرة بذلك بأمر أبي بكر يوم النحر، "قس"(10/ 287).
(5)
أي: المشركين الذين نقضوا العهد.
(6)
بفتح الهمزة جمع يمين، وقرأ ابن عامر بكسرها بمعنى لا أمان أو لا إسلام، "بيضاوي"(1/ 397).
(7)
قوله: ({لَا أَيْمَانَ لَهُمْ}) بفتح الهمزة جمع يمين. واستشهد به الحنفية على أن يمين الكافر لا تكون شرعية، وعند الشافعية يمين شرعية بدليل وصفها بالنكث، "قس"(10/ 287).
4658 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ
(4)
قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ
(5)
فَقَالَ: مَا بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الآيَةِ
(6)
إِلَّا ثَلَاثَةٌ
(7)
، وَلَا مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلَّا أَرْبَعَةٌ
(8)
. فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ
(9)
: إِنَّكُمْ أَصْحَابُ
(10)
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم تُخَبِّرُونَّا
"تُخَبِّرُونَّا" في نـ: "تُخْبِرُونَنَا".
===
(1)
العنزي.
(2)
ابن سعيد القطان، "قس"(10/ 288).
(3)
ابن أبي خالد، "قس"(10/ 288).
(4)
الكوفي.
(5)
ابن اليمان.
(6)
كذا وقع مبهمًا عند البخاري، ووافقه النسائي، وإيراده هنا يومئ إلى أن المراد الآية المسوقة هنا، لكن وقع عند الإسماعيلي من رواية ابن عيينة تعيين هذه الآية وهي قوله:{لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ} الآية [الممتحنة: 1]، "قس"(10/ 288)، "مق" (ص: 310).
(7)
قوله: (إلا ثلثة) سمي منهم في رواية أبي بشر عن مجاهد: أبو سفيان بن حرب. وفي رواية معمر عن قتادة: أبو جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وأبو سفيان وسهيل بن عمرو، وتعقِّبَ بأن أبا جهل وعتبة قُتِلا ببدر، وإنما ينطبق التفسير على من نزلت الآية المذكورة وهو حي، فيصح في أبي سفيان وسهيل بن عمرو وقد أسلما، "فتح الباري"(8/ 323)، "قسطلاني"(10/ 288).
(8)
لم أقف على أسمائهم، "فتح"(8/ 322).
(9)
لم يعرف اسمه، "قس"(10/ 288).
(10)
بالنصب بدل من الضمير.
لَا نَدْرِي، فَمَا بَالُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَنْقُرُونَ
(1)
بُيُوتَنَا وَيَسْرِقُونَ أَعْلَاقَنَا
(2)
. قَالَ
(3)
: أُولَئِكَ
(4)
الْفُسَّاقُ، أَجَلْ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا أَرْبَعَةٌ، أَحَدُهُمْ
(5)
شَيْخٌ كَبِيرٌ لَوْ شَرِبَ الْمَاءَ الْبَارِدَ لَمَا وَجَدَ بَرْدَهُ
(6)
. [أخرجه: س في الكبرى 11215، تحفة: 3330].
"يَنْقُرُونَ" في نـ: "يُبَقِّرُونَ"، وفي نـ:"يَبْقُرُونَ" - أي: ينقبون بيوتنا ويسرقون ما فيها، "مق" (ص: 89) -. "أَعْلَاقَنَا" في نـ: "أَغْلَاقَنَا".
===
(1)
بالنون وضم القاف أي: ينقبون، "قس"(10/ 288).
(2)
قوله: (وَيَسْرِقُون أعلاقَنا) بالعين المهملة والقاف، أي: نفائس أموالنا، وفي بعضها "أغلاقنا" بالغين المعجمة، وكذا وجد مضبوطًا بخط الحافظ الشرف الدمياطي، لكن قال السفاقسي: لا أعلم له وجهًا. قال في "فتح الباري": ويمكن توجيهه بأنّ الأغلاق جمع غلق بفتحتين، وهو ما يُغْلَقُ ويُفْتَحُ بالمفتاح، والغلق أيضًا الباب، فالمعنى يسرقون مفاتيح الأغلاق ويفتحون الأبواب ويأخذون ما فيها، أو المعنى يسرقون الأبوابَ، وتكون السرقة كناية عن قلعها وأخذها ليتمكنوا من الدخول فيها. قوله:"قال: أولئك الفساق" أي: قال حذيفة: أولئك الذين يسرقون هم الفساق لا الكفار والمنافقون. قوله: "أجل" أي: نعم. "لم يبق منهم إلا أربعة أحدهم شيخ كبير" لم يعرَفْ اسمه. قوله: "لَمَا وَجَدَ بَرْدَه" أي: لذهاب شهوته وفساد معدته بسبب عقوبة الله له في الدنيا فلا يفرق بين الأشياء، كذا في "القسطلاني"(10/ 288). وكان حذيفة يعرفهم.
(3)
حذيفة، "قس"(10/ 289).
(4)
أي: الذين يسرقون.
(5)
لم يعرف اسمهم.
(6)
يعني عاقبه الله في الدنيا ببلاء لا يجد معه ذوق الماء ولا طعم برودته، "تن"(2/ 927)، "ك"(17/ 131).
6 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ
(1)
الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34]
4659
- حَدَّثَنَا الْحَكَمُ
(2)
بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(4)
: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمنِ
(5)
الأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَكُونُ
(6)
"{فِي سَبِيلِ اللَّهِ} " في نـ بعده: "الآية"، وسقط ما بعده. "أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي".
===
(1)
قوله: ({وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ. . .} إلخ) أكثر علماء الصحابة على أن الكنز المذموم هو المال الذي لا تؤدّى زكاتُه، وكذا روي عن عمر وابن عمر وابن عباس وغيرهم، وقيل: المال الكثير إذا جُمِعَ فهو الكنز المذموم وإن أديت زكاتُه. واستدل له بعموم اللفظ. وروي عن أبي ذر أنه كان يقول: من ترك بيضاء أو حمراء كُوِيَ به يومَ القيامة. والقول الأول أصح؛ لأن الآية في منع الزكاة لا في جمع المال الحلال، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"نعم المال الصالح للرجل الصالح". وسئل ابن عمر عن هذه الآية فقال: كان هذا قبل أن تُنْزَلَ الزكاةُ، فلما أُنزلت جعلها الله طهرًا للأموال، ملتقط من "قس"(10/ 289 - 290)، "معالم"(2/ 288)، "بيضاوي"(1/ 403).
(2)
بفتحتين، أبو اليمان، "قس"(10/ 290).
(3)
ابن أبي حمزة.
(4)
عبد الله بن ذكوان.
(5)
ابن هرمز، "قس"(10/ 290).
(6)
يُصوَّر، "قس".
كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ
(1)
". [راجع: 1403، أخرجه: س في الكبرى 11216، تحفة: 13732].
4660 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(2)
، عَنْ حُصَيْنٍ
(3)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ
(4)
قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ
(5)
قُلْتُ: مَا أَنْزَلَكَ بِهَذِهِ الأَرْضِ
(6)
؟ قَالَ: كُنَّا بِالشَّامِ فَقَرَأْتُ:
"أَحَدِكُمْ" في نـ: "أَحَدِهِمْ". "قُلْتُ" في نـ: "فَقُلْتُ".
===
(1)
قوله: (شجاعًا أقرع) أي: حية تَمَعَّطَ جلدُ رأسها لكثرة السم وطول العمر، وزاد أبو نعيم في "مستخرجه":"يفر منه صاحبه ويطلبه أنا كنزك، فلا يزال به حتى يلقمه إصبعه"، "قس" (10/ 290). ومرَّ الحديث بتمامه (برقم: 1403) في "الزكاة".
(2)
هو ابن عبد الحميد.
(3)
ابن عبد الرحمن السلمي.
(4)
الجهني، "قس"(10/ 290).
(5)
بالراء والموحدة والمعجمة المفتوحات: موضع على ثلاث مراحل من المدينة، "مجمع"(2/ 278)، وفيها مدفن أبي ذر وهو المعروف اليوم بالصفراواوي.
(6)
قوله: (ما أَنْزَلَكَ بهذه الأرض) وإنما سأله لأن مبغضي عثمان شنعوا عليه بأنه نفى أبا ذر، فبيّن أبو ذر أنه إنما نزله باختياره، كان بينه وبين معاوية [نزاع]؛ لأنه كان كثير الاعتراض عليه، وكان جيش معاوية يميل إليه فخشي الفتنة، فشكا هو إلى عثمان، فكتب إليَّ عثمان أن أقدم المدينةَ، فقدمتُها فكثر الناس عليّ يسألونني عن خروجي من دمشق، فخشي عثمان ما خشي معاوية فقال: إن شئتَ تنحيتَ فكنتَ قريبًا فذلك أنزلني، كذا في "المجمع"(2/ 278)، ومرَّ (برقم: 1406) "في الزكاة".
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} . قَالَ مُعَاوِيَةُ
(1)
: مَا
(2)
هَذِهِ
(3)
فِينَا
(4)
، مَا هَذِهِ إِلَّا فِيِ أَهْلِ الْكِتَابِ
(5)
. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهَا لَفِينَا وَفِيهِمْ
(6)
. [راجع: 1406].
7 -
بَابُ قَوْلِهِ عز وجل: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا
(7)
فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ
"عز وجل" سقط في نـ. " {فِي نَارِ جَهَنَّمَ} " في نـ بعده: "إِلَى قَولِهِ: {تَكْنِزُونَ} " وسقط ما بعدها.
===
(1)
حين كان أميرًا على الشام من جهة عثمان.
(2)
نافية.
(3)
الآية.
(4)
أي: نزلت.
(5)
قاله نظرًا إلى سياق الآية؛ لأنها نزلت في الأحبار والرهبان الذين لا يؤتون الزكاة، "قس"(10/ 290).
(6)
نزلت، قاله نظرًا إلى عموم الآية، "قس"(10/ 290).
(7)
قوله: ({يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا}) أي: المكنوزات أو الدراهم، " {فِي نَارِ جَهَنَّمَ} " يجوز كون " {يُحْمَى} " من حَمِيتُه أو أحميتُه، أي: أوقدتُ عليها لتحمى، والفاعل المحذوف هو النار، تقديره: تحمى النار عليها، فلما حذف الفاعل ذهبت علامة التأنيث لذهابه، كقولك: رُفِعَتِ القصةُ إلى الأمير، ثم تقول: رُفِعَ إلى الأمير، "قس" (10/ 291). قوله:" {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ} " أي: فتحرق بها جباهُ الكانزين وجنوبهم وظهورهم. قال البغوي (2/ 289): سئل أبو بكر الورّاق: لِمَ خص الجباهَ والجنوبَ والظهور بالكيّ؟ قال: لأن صاحب الكنز إذا رأى الفقير قبض جبهته، ولَوَى ما بين عيينه، وولّاه ظهره وأعرض عنه كَشْحَه. قال بعض الصحابة: هذه الآية في أهل
وَظُهُورُهُمْ هَذَا
(1)
مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة: 35]
4661 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ الزَّكَاةُ
(2)
، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ
(3)
جَعَلَهَا اللَّهُ طُهْرًا لِلأَمْوَالِ. [راجع: 1404].
8 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِنَّ عِدَّةَ
(4)
الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ
(5)
شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ
(6)
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا
"أُنْزِلَتْ" في نـ: "نَزَلَتْ". " {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} " في نـ بعده: "إِلَى {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} " وسقط ما بعدها.
===
الكتاب، وقال الأكثرون: هي عامة، انتهى، أي: في أهل الكتاب والمسلمين، أي: من يكنز المالَ ولا يؤتي منه الزكاة كما مرَّ قريبًا. أو كان هذا الحكم قبل نزول الزكاة فلما نزلت جعلها الله طهرًا للأموال، كما مرّ من ابن عمر.
(1)
أي: يقال لهم: هذا.
(2)
إذ كانت الصدقة فرضًا بما فضل عن الكفاية، لقوله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219]، قاله ابن بطال، "قس"(10/ 292).
(3)
آية الزكاة، "قس"(10/ 292).
(4)
مصدر بمعنى العدد، "قس"(10/ 292).
(5)
خبر "إنّ".
(6)
أي: في اللوح المحفوظ أو القرآن، "قس"(10/ 292).
أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
(1)
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التوبة: 36]
{الْقَيِّمُ} هُوَ الْقَائِمُ
(2)
.
4662 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
(3)
، عَنْ أَيُّوبَ
(4)
، عَنْ مُحَمَّدٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ
(6)
، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ
(7)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(8)
: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ
(9)
كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ،
===
(1)
لعظم حرمتها وعظم الذنب فيها أو لتحريم القتال فيها، "قس"(10/ 294).
(2)
أي: المستقيم، وزاد أبو ذر:"ذلك الدين"، أي: تحريم الأشهر الحرم هو الدين المستقيم دين إبراهيم، "قس"(10/ 292).
(3)
ابن درهم.
(4)
السختياني.
(5)
ابن سيرين.
(6)
عبد الرحمن.
(7)
نفيع بن الحارث، "قس"(10/ 293).
(8)
في خطبته في حجة الوداع بمنى.
(9)
قوله: (قد استدار كهيئته) أي: على الوضع الذي كان قبل النسيء لا زائدًا في العدد ولا مغيرًا كلّ شهر عن موضعه، "ك" (17/ 133). قوله:"السنة" أي: العربية الهلالية "اثنا عشر شهرًا" على [ما] توارثوه من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وذلك باعتبار دور القمر. وإنما جعل الله تعالى الاعتبارَ بدور القمر لأن ظهوره لا يحتاج إلى حساب ولا كتاب، كذا في "القسطلاني"(10/ 293).
ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ
(1)
: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ
(2)
الَّذِي
(3)
بَيْنَ جُمَادَى
(4)
وَشَعْبَانَ
(5)
". [راجع: 67].
9 - بَابُ قَوْلِهِ: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ
(6)
إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ
(7)
} [التوبة: 40]
{مَعَنَا} : نَاصِرُنَا، السَّكِينَةُ: فَعِيلَةٌ مِنَ السُّكُونِ.
"ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ" في ذ: "ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ". " {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} " زاد في ذ: " {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ". " {مَعَنَا} نَاصِرُنَا" في نـ: " {مَعَنَا} أَي: نَاصِرُنَا".
===
(1)
أي: متتابعات، "قس"(10/ 294).
(2)
قبيلة مشهورة وأضافه إليها لأنهم كانوا متمسكين بتعظيمه، "قس"(10/ 294).
(3)
تأكيد.
(4)
أي: الآخرة، "قس"(10/ 294).
(5)
بخلاف غيرهم، فمنهم من كان يحرم بدله رمضان، وآخرون شعبان، "تو"(7/ 2866).
(6)
نصب على الحال من مفعول أخرجه، "قس"(10/ 295).
(7)
قوله: ({إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}) أي حصلا فيه، والغار ثقب في الجبل. قوله:" {إِذْ يَقُولُ} " أي النبي صلى الله عليه وسلم " {لِصَاحِبِهِ} " وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. فيه دليل على أن من أنكر كون أبي بكر من الصحابة كفر بتكذيبه القرآنَ. فإن قلت: لا دلالة في اللفظ على خصوصه؟ أجيب بأن الإجماع على أنه لم يكن غيره. قوله: " {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} أي: ناصرنا". وسقط لغير أبي ذر {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ
4663 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ
(5)
قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ
(6)
، فَرَأَيْتُ آثَارَ الْمُشْرِكِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا. قَالَ: "مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ
(7)
اللَّهُ ثَالِثُهُمَا
(8)
". [راجع: 3653، أخرجه: م 2381، ت 3096، تحفة: 6583].
===
اللَّهَ مَعَنَا}، وقال:" {مَعَنَا}: ناصرنا". قوله: "السكينة" فعيلة من السكون" يريد تفسير قوله تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} أي: على الصديق، أي: ما ألقى في قلبه من الأمنة التي سكن عندها وعلم أنهم لا يَصِلُون إليه، وقيل: الضمير عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال بعضهم: وهذا أقوى، "قسطلاني" (10/ 295).
(1)
المسندي.
(2)
بفتح المهملة وشدة الموحدة، ابن هلال، "قس"(10/ 296).
(3)
ابن يحيى العوذي البصري، "ك"(17/ 134)، "قس"(10/ 296)، "تق" (ص: 1024).
(4)
هو ابن مالك، "قس"(10/ 296).
(5)
الصديق، "قس"(10/ 296).
(6)
قوله: (في الغار) المراد به هنا نقب في أعلى ثور، وهو جبل في يمين مكة على مسيرة ساعة، مكثا فيه ثلاثًا. قوله:"فرأيت آثار المشركين" أي: طلعوا فوق الغار، وفي رواية:"فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم"، "قس"(10/ 296).
(7)
يريد نفسه الشريفة وأبا بكر، "قس"(10/ 296).
(8)
بالنصر والمعونة، "قس"(10/ 296).
4664 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ
(2)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ حِينَ وَقَعَ
(5)
بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ
(6)
: قُلْتُ
(7)
: أَبُوهُ الزُّبَيْرُ
(8)
،
===
(1)
الجعفي المسندي، "قس"(10/ 296).
(2)
سفيان، "قس"(10/ 296).
(3)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
(4)
عبد الله بن عبيد الله، "قس"(10/ 296).
(5)
شيء من الاختلاف.
(6)
قوله: (وقع بينه وبين ابن الزبير) بسبب البيعة، وذلك أن ابنَ الزبير امتنع عن مبايعة يزيد بن معاوية لما مات أبوه، وأصر على ذلك حتى مات يزيد، ثم دعا ابن الزبير إلى نفسه بالخلافة فبويع بها، وأطاعه أهل الحجاز ومصر والعراق وخراسان وكثير من أهل الشام، ثم غلب مروان بن الحكم على الشام، وقتل الضحاكَ بنَ قيس الأميرَ من قِبَلِ ابن الزبير، وكان محمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس مقيمَيْن بمكة مدة قتل الحسين، فدعاهما ابن الزبير إلى البيعة له فامتنعا وقالا: لا نبايع حتى يجتمع الناس على خليفة، وتبعهما على ذلك جماعة، فشدَّد ابن الزبير عليهم وحصرهم، فبلغ ذلك المختار فجهَّز إليهم جيشًا فأخرجوهما واستأذنوهما في قتال ابن الزبير فامتنعا وخرجا إلى الطائف، "قس"(10/ 296).
(7)
قوله: (قلت: أبوه الزبير
…
) إلخ، أي: قال ابن أبي مليكة: قلت لابن عباس كالمنكِر عليه امتناعَه من مبايعة ابن الزبير معَدِّدًا شرفَه واستحقاقَه للخلافة: أبوه الزبير إلخ، كذا في "القسطلاني" (10/ 297). قال في "الخير الجاري" (2/ 398): قوله: "قلت" هذا قول ابن عباس، كما يأتي في قوله:"بايعْ لابن الزبير، فقلتُ"، انتهى، والله أعلم.
(8)
ابن العوام، أحد العشرة.
وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ
(1)
، وَخَالَتُهُ عَائِشَةُ، وَجَدُّهُ أَبُو بَكْرٍ
(2)
، وَجَدَّتُهُ
(3)
صَفِيَّةُ
(4)
.
فَقُلْتُ
(5)
لِسُفْيَانَ
(6)
: إِسْنَادُهُ
(7)
؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا، فَشَغَلَهُ إِنْسَانٌ
(8)
: وَلَمْ يَقُل: ابْنُ جُرَيْجٍ
(9)
. [طرفاه: 4665، 4666، تحفة: 5799].
4665 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(10)
"فَقَالَ: حَدَّثَنَا" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا". "حَدَّثَنِي" في نـ: "وَحَدَّثَنِي".
===
(1)
بنت الصديق.
(2)
صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الغار.
(3)
أم أبيه، "قس"(10/ 297).
(4)
بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم.
(5)
قائله عبد الله.
(6)
ابن عيينة.
(7)
أي: هذا الحديث ما إسناده؟ ويجوز النصب على تقدير: اذكر إسناده، "قس"(10/ 297).
(8)
بكلام أو نحوه.
(9)
قوله: (ولم يقل: ابن جريج) بالرفع، أي: لم يقل: حدثنا ابن جريج، فاحتمل أن يكون أراد أن يدخل بينهما واسطة، واحتمل أن لا يدخل ولذلك استظهر البخاري فأخرج الحديث من وجه آخر عن ابن جريج ثم من وجه آخر عن شيخه، "قس" (10/ 297). قال الكرماني (17/ 134): فإن قلت: قد ذكر الإسناد أولًا فما معنى السؤال عنه؟ قلت: السؤال عن كيفية العنعنة بأنها بالواسطة أو بدونها.
(10)
المسندي.
قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ
(2)
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ
(3)
: قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ
(4)
(5)
فَغَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَتُرِيدُ
(6)
أَنْ تُقَاتِلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ؟. . . . . . . . . . .
"قَالَ: حَدَّثَنِي" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا". "قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ". "أَتُرِيدُ" في نـ: "تُرِيدُ" بغير همزة الاستفهام.
===
(1)
بفتح الميم، البغدادي الحافظ المشهور بالجرح والتعديل، "قس"(10/ 297).
(2)
هو ابن محمد المصيصي، "قس"(10/ 297).
(3)
عبد الملك.
(4)
مما يصدر بين المتخاصمين، وقيل: كان اختلافًا في بعض قراءات القرآن، "قس"(10/ 298).
(5)
قوله: (وكان بينهما شيء) أي: كان بينهما اختلاف في أمر البيعة بالخلافة لابن الزبير، فأبى ابن عباس حتى يجتمع الناس عليه، فأمره ابن الزبير بالخروج من مكة فآل الأمر إلى أن خرج إلى الطائف فأقام به حتى مات، كذا في "مقدمة فتح الباري" (ص: 313). قال القسطلاني (10/ 298): وقيل: كان اختلافًا في بعض القراءات.
(6)
قوله: (أتريد) بهمزة الإنكار. قوله: "فَتُحِلّ حَرَمَ الله" وفي نسخة: "ما حرم الله" أي: من القتال في الحرم. "فقال" ابن عباس "معاذ الله" أي: أَتَعَوَّذُ بالله عن إحلال ما حرم الله. "إن الله كتب" أي: قَدَّرَ "ابنَ الزبير وبني أمية محلين" أي: مبيحين القتال في الحرم. قال في "الفتح"(8/ 328): وإنما نسب ابنَ الزبير لذلك، وإن كان بنو أمية هم الذين ابتدؤوه بالقتال وحصروه، وإنما بدا منه أولًا دفعُهم عن نفسه، لأنه بعد أن ردّهم الله عنه حصر بني هاشم ليبايعوا فشرع فيما يؤذِن بإباحة القتال في الحرم، "قس"(10/ 298).
فَتُحِلَّ
(1)
حَرَمَ اللَّهِ. فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ
(2)
ابْنَ الزُّبَيْرِ وَبَنِي أُمَيَّةَ مُحِلِّينَ، وَإِنِّي
(3)
وَاللَّهِ لَا أُحِلُّهُ أَبَدًا
(4)
. قَالَ
(5)
: قَالَ النَّاسُ
(6)
: بَايِعْ لابْنِ الزُّبَيرِ
(7)
. فَقُلْتُ
(8)
: وَأَيْنَ بِهَذَا الأَمْرِ عَنْهُ
(9)
؟ أَمَّا أَبُوهُ فَحَوَارِيُّ
(10)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُرِيدُ الزُّبَيْرَ، وَأَمَّا جَدُّهُ فَصَاحِبُ الْغَارِ، يُرِيدُ أَبَا بَكْرٍ، وَأُمُّهُ فَذَاتُ النِّطَاقِ
(11)
، يُرِيدُ أَسْمَاءَ، وَأَمَّا خَالَتُهُ
(12)
فَأُمُّ
"حَرَمَ اللَّهِ" في نـ: "مَا حَرَّمَ اللَّهُ". "وَأَيْنَ" في نـ: "وَأَنَّى". "وَأُمُّهُ" في نـ: "وأَمَّا أُمُّهُ".
===
(1)
بالنصب.
(2)
قدَّر، "قس"(10/ 298).
(3)
قال ابن عباس: وإني.
(4)
أي: القتال فيه، وإن قوتلتُ فيه، "قس"(10/ 298).
(5)
أي: قال ابن أبي مليكة بالإسناد السابق: قال ابن عباس: "قال الناس. . ." إلخ.
(6)
الذين من جهة ابن الزبير، "قس"(10/ 298).
(7)
بالخلافة.
(8)
قول ابن عباس.
(9)
أي: ليست الخلافة بعيدة عنه لشرفه بإسلامه، "تو"(7/ 2867).
(10)
أي: ناصره، "قس"(10/ 298).
(11)
بالإفراد، لأنها شَقَّتْ نطاقها لسُفرة النبي صلى الله عليه وسلم وسقائه عند الهجرة، "قس"(10/ 298).
(12)
عبد اللهِ بن الزبير.
الْمُؤْمِنِينَ، يُرِيدُ عَائِشَةَ، وَأَمَّا عَمَّتُهُ
(1)
فَزَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُرِيدُ خَدِيجَةَ، وَأَمَّا عَمَّةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فجَدَّتُهُ
(2)
، يُرِيدُ صَفِيَّةَ
(3)
، ثُمَّ عَفِيفٌ فِي الإِسْلَامِ
(4)
، قَارِئٌ لِلْقُرْآنِ، وَاللَّهِ إِنْ وَصَلُونِي
(5)
. . . . . . . . . .
===
(1)
قوله: (وأما عمته) أي: خديجة، أطلق عليها عمتَه تجوُّزًا، وإنما هي عمة أبيه؛ لأنها خديجة بنت خويلد بن أسد، والزبير هو ابن العوام بن خويلد بن أسد، "قس"(10/ 298).
(2)
أم أبيه، "قس"(10/ 298).
(3)
أم الزبير، بنت عبد المطلب، "قس"(10/ 298).
(4)
هذا ذكر شرفه بصفته الذاتية الحميدة، "قس"(10/ 298).
(5)
قوله: (والله إن وصلوني) أي: بنو أمية، ذكر ابن عباس بعد ذكر ابن الزبير أحوالَ بني أمية بأنهم أقرب منه إليه، كما يدل عليه قوله:"وصلوني من قريب" أي: بسبب القرابة، وذلك لأن عباسًا هو ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، فعبد المطلب هو ابن عم أمية جد مروان بن الحكم بن أبي العاص؛ لأن أمية هو ابن عبد شمس بن عبد مناف، وهذا شكرٌ من ابن عباس لبني أمية وعتبٌ على ابن الزبير. قوله:"وإن ربوني" بضم الباء وفتحها من الربِّ والتربية، أي: كانوا عليّ أمراء "رَبَّني أكفاء" أي: أمثال واحدها كُفْء "كرام" في أحسابهم. وعند أبي محنف
(1)
الأخباري من طريق أخرى: أن ابن عباس لما حضره الوفاة بالطائف جمع بنيه فقال: يا بني! إنّ ابنَ الزبير لما خرج بمكة شددتُ أزره، ودعوت الناس إلى بيعته، وتركت بني عمنا من بني أمية الذين إن قتلونا قتلونا أكفاء، وإن ربونا ربونا كرامًا. فهذا صريح أن مراد ابن عباس بنو أمية لا بنو أسد رهط [ابن] الزبير، وقال الأزرقي: كان ابن الزبير
(1)
في "قس": وعند أبي مخنف، بالخاء المعجمة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
إذا دعا الناسَ
(1)
في الإذن بدأ ببني أسد على بني هاشم وبني عبد المطلب وغيرهم، فلذا قال ابن عباس:"فآثر" بالمد والمثلثة أي: اختار ابن الزبير بعد أن أذعنتُ له وتركت بني عمي عليَّ. قوله: "التويتات" جمع تُوَيْتٍ مصغر توت بمثناتين وواو. قوله: "والأسامات" بضم الهمزة جمع أسامة. "والحميدات" بضم الحاء مصغر حمد. قوله: "يريد أبطنا" جمع بطن، وهو ما دون القبيلة وفوق الفخذ. وقال: أبطنًا ولم يقل: بطونًا؛ لأن الأول جمع قلة فعبر به تحقيرًا لهم. قوله: "بني تويت" هو ابن الحارث بن عبد العزى بن قصي. ومن "بني أسامة" ابن أسد بن عبد العزى. قوله: "وبني أسد". ولأبي ذر" "من أسد" وأما الحميدات فنسبته إلى بني حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، وتجتمع هذه الأبطن مع خويلد بن أسد جَدِّ الزبير. قوله: "إن ابن أبي العاص بَرَزَ" أي: ظهر. "يمشي القُدَمِيَّة" - إذا مضى في الحرب، "قاموس" (ص: 1057) - بضم القاف وفتح المهملة وكسر [الميم وتشديد] التحتية: مشية التبختر، وهو مثل، يريد أنه ركب معالي الأمور وتقدم في الشرف، - قال في "النهاية" (ص: 737): إن ابن أبي العاص مشى القُدَمِيَّةَ. معناه: أنه تقدم في الشرف والفضل على أصحابه وقيل: معناه: التبختر -. قوله: "وإنه لوى ذنبه" بتشديد الواو وتُخَفَّفُ، وهو مثل لترك المكارم والزيغ عن المعروف، وقيل: هو كناية عن التأخر والتخلف، وكان الأمر كما قال ابن عباس، فإن عبد الملك لم يزل في تقدُّمٍ من أمره حتى استنقذ العراقَ من ابن الزبير، وقتل أخاه مصعبًا، ثم جَهَّزَ العساكر إلى ابن الزبير فكان من الأمر ما كان، ولم يزل أمرُ ابن الزبير في تأخر إلى أن قُتِلَ رضي الله عنه، من "قس" (10/ 298)، "ك" (17/ 134 - 136)، "خ" (2/ 298)، "ع" (13/ 23)، "تو" (7/ 2867).
(1)
في الأصل: "إذا ادعى الناس".
وَصَلُونِي مِنْ قَرِيبٍ
(1)
، وَإِنْ رَبَّونِي رَبَّنِي أَكْفَاءٌ كِرَامٌ، فَآثَرَ
(2)
التُّوَيْتَاتِ وَالأُسَامَاتِ وَالْحُمَيْدَاتِ، يُرِيدُ أَبْطُنًا
(3)
مِنْ بَنِي أَسَدٍ: بَنِي تُوَيْتٍ وَبَنِي أُسَامَةَ وَبَنِي أَسَدٍ، إِنَّ
(4)
ابْنَ أَبِي الْعَاصِ بَرَزَ
(5)
يَمْشِي
(6)
الْقُدَمِيَّةَ، يَعْنِي
(7)
عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، وَإِنَّهُ لَوَّى
(8)
ذَنَبَهُ، يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ. [راجع: 4664].
"رَبَّنِي" كذا في هـ، وفي نـ:"رَبُّونِي" - هذا من قبيل: أكلوني البراغيث، "قس"(10/ 298)، "ك" (17/ 135) -. "وَبَنِي أَسَدٍ" في ذ:"مِنْ أَسَدٍ" وفي نـ: "وَبَنِي حُمَيْدٍ".
===
(1)
وذلك لما بينهم وبين ابن عباس من القرابة القريبة - كما ذكر هنا واضحة في الحاشية -، "ك"(17/ 135).
(2)
بالمد، أي: قال ابن عباس: فاختار ابنُ الزبير الأسديين عليَّ، "ك"(17/ 135).
(3)
أي: اختار ابن الزبير هؤلاء الأبطن من بني أسد وفضلهم عليّ، "خ".
(4)
بكسر الهمزة، "قس"(10/ 299).
(5)
أي: ظهر.
(6)
أي: يتبختر.
(7)
أي: يريد ابن عباس بابن أبي العاص عبدَ الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، "قس"(10/ 299).
(8)
بالتشديد ويخفف، أي ثَنَاه وَصَرَفَه، أي: لم يتم ما أراده، يعني تخلف عن معالي الأمور، أو كناية عن الجبن، "قس"(10/ 299)، "ك"(17/ 136)، "خ"(2/ 299).
4666 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَلَا تَعْجَبُونَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ، قَامَ فِي أَمْرِهِ هَذَا
(1)
، فَقُلْتُ
(2)
: لأُحَاسِبَنَّ نَفْسِي لَهُ
(3)
مَا
(4)
حَاسَبْتُهَا لأَبِي بَكْرٍ وَلَا لِعُمَرَ، وَلَهُمَا
(5)
كَانَا أَوْلَى بِكُلِّ خَيْرٍ مِنْهُ، وَقُلْتُ: ابْنُ عَمَّةِ
(6)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ أَبي بَكْرٍ، وَابْنُ أَخِي خَدِيجَةَ، وَابْنُ أُخْتِ
(7)
عَائِشَةَ، فَإِذَا هُوَ يَتَعَلَّى
(8)
عَنِّي
"نَفْسِي لَهُ" في نـ: "لَهُ نَفْسِي". "وَلَا لِعُمَرَ" في نـ: "وَلَا عُمَرَ". "وَلَهُمَا" في نـ: "فَإِنَّهُمَا". "وَقُلْتُ" في نـ: "فَقُلْتُ".
===
(1)
يعني الخلافة، "قس"(10/ 300).
(2)
هذا كلام ابن عباس لا ابن أبي مليكة، أي: قلت في نفسي ذلك، فلما تركني تركته، "ك"(17/ 136).
(3)
أي: لأناقشنّ نفسي لابن الزبير في معونته والنصح له والذبِّ عنه ما ناقشتُها للعمرين، قال الداودي: أي: لأذكرن في مناقبه ما لم أذكر في مناقبهما، وإنما صنع ابن عباس ذلك لاشتراك الناس في معرفة مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهم بخلاف ابن الزبير فما كانت مناقبه في الشهرة كمناقبهما، فأظهر ذلك ابن عباس وبَيَّنه للناس إنصافًا منه له، "قسطلاني"(10/ 300).
(4)
للنفي، "ك"(17/ 136).
(5)
بلام الابتداء والضمير للعمرين، "قس"(10/ 300).
(6)
أي: صفية.
(7)
أي: أسماء.
(8)
بتشديد اللام أي: يترفع متنحِّيًا "عنِّي"، "قس"(10/ 300).
وَلَا يُرِيدُ ذَلِكَ
(1)
، فَقُلْتُ
(2)
: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَعْرِضُ
(3)
هَذَا
(4)
مِنْ نَفْسِي، فَيَدَعُهُ، وَمَا أُرَاهُ
(5)
يُرِيدُ خَيْرًا
(6)
، وَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ
(7)
لَأَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي
(8)
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ
(9)
. [راجع: 4664].
"وَمَا أُرَاهُ" في هـ: "وإِنَّمَا أُرَاهُ". "لأَنْ يَرُبَّنِي" في نـ: "أَنْ يَرُبَّنِي" وفي نـ: "أن يرثني". "أَنْ يرُبَّني" في نـ: "أَن يَرِثَنِي".
===
(1)
قوله: (ولا يريد ذلك) قال العيني (13/ 25) كابن حجر: أي: لا يريد أن أكون من خاصته. وقال
(1)
البرماوي كالكرماني (17/ 136): ولا يريد ذلك القول إذا عاتبته. قوله: "أني أعرض هذا" أي: أظهر هذا الخضوع "من نفسي" له. قوله: "فيدعه" أي: يتركه ولا يرضى به مني. قوله: "وما أراه" بضم الهمزة أي: وما أظنه، وللكشميهني "وإنما أراه" وهو تصحيف كما لا يخفى، "قس"(10/ 300).
(2)
قائله ابن عباس.
(3)
أظهر، "قس"(10/ 300).
(4)
الخضوع.
(5)
أي: ما أظنه.
(6)
أي: في الرغبة عني، "قس"(10/ 300).
(7)
أي: الذي صدر منه لا فراق له منه، "قس"(10/ 300).
(8)
أي: بنو أمية، "قس"(10/ 301).
(9)
إذ هم أقرب إلَيَّ من بني أسد كما مر، "قس"(10/ 301).
(1)
في الأصل: "وقول البرماوي".
10 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
(1)
} [التوبة: 60]
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يَتَأَلَّفُهُمْ بِالْعَطِيَّةِ.
4667 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمِ
(5)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بُعِثَ
(6)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ
(7)
، فَقَسَمَهُ بَيْنَ أرْبَعَةٍ
(8)
وَقَالَ: "أَتَأَلَّفُهُمْ
(9)
". فَقَالَ رَجُلٌ
(10)
:
"بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ."عَنْ أَبِي سَعِيدٍ" في نـ: "عَنْ أَبِي سَعِيدِ الخُدرِيِّ".
===
(1)
قوله: ({وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}) بالجر، والرفع على الاستئناف، وهم قوم أسلموا ونيتهم ضعيفة فيه فيُستألَفُ قلوبُهم، أو أشراف يُتَرَقَّبُ بإعطائهم ومراعاتهم إسلامُ نظائرهم، "قسطلاني"(10/ 301).
(2)
العبدي البصري، "قس"(10/ 301).
(3)
الثوري، "قس"(10/ 301)، "ك"(17/ 137).
(4)
سعيد بن مسروق، "قس"(10/ 301)، "ك"(17/ 137).
(5)
بضم النون وسكون المهملة، عبد الرحمن، "ك"(17/ 137).
(6)
الباعث علي بن أبي طالب، "قس"(10/ 301).
(7)
أي: ذهيبة، "قس"(10/ 301).
(8)
قوله: (بين أربعة) الأقرع بن حابس وعيينة بن بدر وزيد الطائي وعلقمة بن علاثة، ومرَّ ذكرهم في الحديث في "كتاب الأنبياء" مع بيان الحديث (برقم: 3344).
(9)
أي: ليثبتوا على الإسلام، "قس"(10/ 301).
(10)
يقال له: ذو الخويصرة، "ك"(17/ 137)، "قس"(10/ 301).
مَا عَدَلْتَ
(1)
. فَقَالَ: "يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ
(2)
هَذَا قَوْمٌ يَمْرُقُونَ
(3)
مِنَ الدِّينِ". [راجع: 3344].
11 - بَابُ قَوْلِهِ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ
(4)
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 79]
{يَلْمِزُونَ} : يَعِيبُونَ. جَهْدَهُمْ وَجُهْدَهُمْ
(5)
: طَاقَتَهُمْ.
4668 -
حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(6)
، عَنْ شُعْبَةَ
(7)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(8)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(9)
،
"بَابُ قَوْلِهِ" سقط في نـ. " {الْمُؤْمِنِينَ} " زاد بعده في ذ: " {فِي الصَّدَقَاتِ} "، وفي نـ بعده:"الآية". " {يَلْمِزُونَ}: يَعِيبُونَ" سقط في ذ، وثبت لغيره. "حَدَّثَنِي" في نـ:"حَدَّثَنَا". "أَخْبَرَنَا" في ذ: "حَدَّثَنَا".
===
(1)
في العطية.
(2)
بكسر المعجمتين: الأصل، ويراد ها هنا النسل، "ك"(17/ 137).
(3)
يخرجون.
(4)
أي: المتطوعين.
(5)
يريد قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] قال البيضاوي (1/ 414): وقرئ بالفتح، وهو مصدر جهد في الأمر: إذا بالغ فيه.
(6)
غندر.
(7)
ابن الحجاج.
(8)
ابن مهران الأعمش، "قس"(10/ 302).
(9)
شقيق بن سلمة، "قس"(10/ 302).
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ
(1)
قَالَ: لَمَّا أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ كُنَّا نَتَحَامَلُ
(2)
، فَجَاءَ أَبُو عَقِيلٍ
(3)
بِنِصْفِ صَاعٍ، وَجَاءَ إِنْسَانٌ
(4)
بِأَكْثَرَ مِنْهُ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ اللَّهَ لغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا
(5)
، وَمَا فَعَلَ هَذَا الآخَرُ إِلَّا رِيَاءً. فَنَزَلَتْ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
(6)
فِي الصَّدَقَاتِ
"لَمَّا أُمِرْنَا" في ذ: "لَمَّا أُمِرَ" - بحذف الضمير، "قس" (10/ 302). " {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} " زاد بعده في نـ:"الآية" وسقط ما بعده.
===
(1)
عقبة بن عمرو البدري الأنصاري.
(2)
قوله: (كنا نتحامل) أي: يحمل بعضنا لبعض بالأجرة، قال البرماوي كالكرماني (17/ 138): أي: نتكلف في الحمل من الحطب وغيره، وزاد البرماوي: وصوابه "كنا نحامل" كما سبق في بقية الروايات، انتهى. ومعناه: نؤاجر أنفسنا في الحمل. قوله: "بنصف صاع" من تمر، وفي "الزكاة" (برقم: 1415): "بصاع"، فيحتمل أنه غير أبي عقيل، أو هو هو ويكون أتى بنصف ثم بنصف. قوله:"وجاء إنسان بأكثر منه" روي بألفين، وفي رواية: بأربعة آلاف، وفي رواية: بأربع مائة أوقية، وفي رواية: ثمانية آلاف دينار. قال في "الفتح": وأصح الطرق ثمانية آلاف درهم، "قس"(10/ 302).
(3)
بفتح المهملة اسمه حبحاب بمهملتين بينهما موحدة ساكنة، وقيل بجيمين، "توشيح"(7/ 2869).
(4)
قيل: هو عبد الرحمن بن عوف، "قس"(10/ 302).
(5)
قوله: (إن الله لغني عن صدقة هذا) الأول، ولكنه أراد أن يُذَكِّر نفسه ليعطى من الصدقات، "ك"(17/ 138)، "بيض"(1/ 414).
(6)
حال من {الْمُطَّوِّعِينَ} ، "قس"(10/ 302).
وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ
(1)
}. [راجع: 1415].
4669 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(2)
قَالَ: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ
(3)
: أَحَدَّثَكُمْ زَائِدَةُ
(4)
عَنْ سُلَيْمَانَ
(5)
، عَنْ شَقِيقٍ
(6)
، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ
(7)
الأَنْصَارِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا بِالصَّدَقَةِ، فَيَحْتَالُ
(8)
أَحَدُنَا حَتَّى يَجِيءَ بِالْمُدِّ
(9)
، وَإِنَّ لأَحَدِهِمِ الْيَوْمَ مِائَةَ أَلْفٍ
(10)
. كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ
(11)
. [راجع: 1415].
"{إِلَّا جُهْدَهُمْ} " زاد بعده في نـ: "الآية". "حَدَّثَنَا" في نـ: "حَدَّثَنِي".
===
(1)
أي: طاقتهم، وقرئ بالفتح وهو مصدرٌ، جهد في الأمر، إذا بالغ فيه، "بيضاوي"(1/ 414).
(2)
ابن راهويه، "قس"(10/ 303).
(3)
أي: حماد بن أسامة، "قس"(10/ 303).
(4)
ابن قدامة أبو الصلت.
(5)
الأعمش، "قس"(10/ 303).
(6)
أبو وائل، "قس"(10/ 303).
(7)
عقبة البدري.
(8)
أي: يجتهد ويسعى، "قس"(10/ 303).
(9)
من التمر أو القمح أو نحوهما فيتصدق به، "قس"(10/ 303).
(10)
قوله: (وإن لأحدهم اليومَ مائة ألف) من الدراهم والدنانير لكثرة الفتوح والأموال. قوله: "كأنه" أي: قال شقيق: كأنه أي: أبا مسعود "يعرِّض بنفسه" لكونه من ذوي الأموال الكثيرة، كذا في "قس"(10/ 303)، وسبق (برقم: 1415 وما بعده) من "كتاب الزكاة".
(11)
لكونه من ذوي الأموال الكثيرة، "قس"(10/ 303).
12 - بَابُ قَوْلِهِ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ
(1)
إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ
(2)
مَرَّةً} [التوبة: 80]
4670
- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ
(3)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(4)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ
(5)
جَاءَ ابْنُهُ
(6)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ فَأَعْطَاهُ
(7)
، ثُمَّ سأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ
(8)
أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟! فَقَالَ
"{سَبْعِينَ مَرَّةً} " زاد بعده في ذ: " {فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} ". "حَدَّثَنَا" في ذ: "حَدَّثَنِي". "لِيُصَلِّيَ" في ذ، قتـ، عسـ، صـ:"لِيُصَلِّيَ عَلَيهِ". "تُصَلِّيَ عَلَيْهِ" في نـ: "أَتُصَلِّي عَلَيْهِ" بهمزة الاستفهام.
===
(1)
يريد به التساوي بين الأمرين في عدم الإفادة، "بيض"(1/ 414).
(2)
هو للتكثير، "قس"(10/ 303).
(3)
حماد بن أسامة، "قس"(10/ 304).
(4)
ابن عمر العمري.
(5)
في ذي القعدة سنة تسع بعد منصرفهم من تبوك، "قس"(10/ 304).
(6)
كان من المخلصين وفضلاء الصحابة، "قس"(10/ 304).
(7)
فالإعطاء إنما وقع لابنه العبدِ الصالحِ، وقيل: لأن عبدَ الله المنافِقَ كان أعطى العباسَ يومَ بدرٍ قميصًا لما أُسِرَ فكافأه صلى الله عليه وسلم على ذلك، "قس"(10/ 304).
(8)
قوله: (وقد نهاك ربك) قال الكرماني: فإن قلت: أين نهاه، ونزل الآية {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} بعد ذلك؟ قلت: لعل عمر - رضي الله
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ
(1)
فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ
(2)
". قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ! قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84]. [راجع: 1269، أخرجه: م 2774، تحفة: 7826].
4671 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(4)
، عَنْ عُقَيْلٍ
(5)
. ح وَقَالَ غَيْرُهُ
(6)
:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
عنه - استفاد النهي من قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113]، أو من {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} فإنه إذا لم يكن للاستغفار فائدة المغفرة يكون عبثًا فيكون منهيًا عنه، "كرماني"(17/ 139).
(1)
أي: بين الاستغفار وعدمه، "قس"(10/ 305).
(2)
قوله: (سأزيده على السبعين) حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عددَ السبعين على حقيقته، وحمل عمر على المبالغة، وله تحقيق في أصول الفقه في باب المفهومات. قال الخطابي: فيه حجة لمن رأى الحكم بالمفهوم، وكان رأي: عمر رضي الله عنه التصلبَ في الدين والشدةَ على المنافقين، وقصد صلى الله عليه وسلم الشفقةَ على من تعلق بطرف من الدين والتألفَ لابنه [و] لقومه فاستعمل أحسنَ الأمرين وأفضلَهما، "ك"(17/ 139).
(3)
المخزومي المصري، "قس"(10/ 306).
(4)
ابن سعد.
(5)
ابن خالد.
(6)
هو أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، "قس"(10/ 306).
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
(1)
، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ
(2)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ
(5)
دُعِيَ
(6)
لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِلَيْهِ
(7)
، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا كَذَا وَكَذَا؟ - قَالَ: أَعُدُّ عَلَيْهِ
(8)
قَوْلَهُ -، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقَالَ:"أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ".
"أَعُدُّ" كذا في ذ، وفي نـ:"أُعَدِّدُ".
===
(1)
ابن سعد.
(2)
ابن خالد.
(3)
الزهري.
(4)
أي: ابن عمر.
(5)
بفتح السين المهملة اسم أم عبد الله، "قس"(10/ 307).
(6)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 307).
(7)
أي: نهضت وأسرعت إليه.
(8)
قوله: (أَعدّ عليه) قال القسطلاني (10/ 307): "أُعَدِّد" بفتح العين وكسرِ الدال الأولى، ولأبي ذر "أَعُدّ" بضم العين والدال الأولى وإسقاط الثانية، يشير بذلك إلى مثل قوله:{لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7]، وقوله:{لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8]. قوله: "فتبسم" أي: تعجبًا من صلابة عمر وبغضه للمنافقين وتأنيسًا له وتطييبًا لقلبه كالمعتذِر له عن ترك قبول كلامه. قوله: "أَخِّرْ عني" أي: تَأَخَّرْ، وقيل: معناه: أَخِّرْ عني رأيَك، فاختصر إيجازًا وبلاغة، انتهى كلام القسطلاني.
فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ: "إِنِّي خُيِّرْتُ
(1)
فَاخْتَرْتُ، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ فَغُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا". قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"فَغُفِرَ" كذا في هـ، ذ، وفي نـ:"يُغْفَرُ".
===
(1)
قوله: (إني خُيِّرتُ) أي: بين الاستغفار وعدمه، "فاخترتُ" الاستغفار. وقد استشكل فهم التخيير من الآية على كثير حتى أنكر القاضي أبو بكر الباقلاني صحة الحديث وقال: لا يجوز أن يقبل هذا ولا يصح أن الرسول قاله. وقال إمام الحرمين: هذا الحديث غير مخرَّج في "الصحيح". وقال في "البرهان": لا يصحِّحُه أهل الحديث. وقال الغزالي في "المستصفى": الأظهر أن هذا الخبر غير صحيح. وقال الداودي: هذا الحديث غير محفوظ. وهذا عجيب من هؤلاء الأئمة كيف باحوا بذلك وطعنوا فيه مع كثرة طرقه واتفاق الشيخين على تصحيحه بل وسائر الذين خرّجوا في "الصحيح"، "قس" (10/ 307). وسبب ذلك أن الذي يفهم من الآية إنما هو التسوية بين الاستغفار وتركه كما فهمه عمر رضي الله عنه لما يقتضيه سياقُ القضية من قوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا} إلى آخره، وحملُ السبعين على المبالغة، "تو"(7/ 2872)، ومن ثم سأل الزمخشري فقال: فإن قلت: كيف خفي هذا على رسول صلى الله عليه وسلم؟ يعني أن السبعة والسبعين والسبعمائة مثل في التكثير، أي: لاشتمال السبعة على جملة أقسام العدد - كما بينت وجهه في (ص: 506) من كتاب الترمذي المطبوع في المطبع الأحمدي - فكأنه العدد بأسره، وهو صلى الله عليه وسلم أفصح العرب وأخبرهم بأساليب الكلام وتمثيلاته وقد تلاه بقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ} الآية، فبين الصارفَ عن المغفرة لهم حتى قال:"خيّرني وسأزيده على السبعين"، وأجاب بأنه لم يخف عليه ذلك، ولكنه خَيَّل بما قال إظهارًا لغاية رحمته ورأفته على من بُعِثَ إليه كقول إبراهيم:{وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36]، وفي إظهار النبي الرحمةَ والرأفةَ لطف لأمته ودعاء لهم إلى ترحم بعضهم على
ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِنْ بَرَاءَةَ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} إِلَى قَوْلِهِ: {وَهُمْ فَاسِقُونَ} ، قَالَ: فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتِي
(1)
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. [راجع: 1366].
13 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ
(2)
مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84]
4672
- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
"{أَبَدًا} " زاد بعده في نـ: " {وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} الآية". " {وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} " في نـ بدله: "الآية". "حَدَّثَنِي" في نـ: "حَدَّثَنَا".
===
بعض، انتهى. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كُلِّمَ فيما فعل بعبد الله بن أبي، فقال صلى الله عليه وسلم:"وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله، والله إني كنت أرجو أن يسلم به ألف من قومه"، وروي أنه أسلم ألف من قومه لَمّا رأوه يتبرك بقميص النبي صلى الله عليه وسلم، "بغ" (2/ 317). قال السيوطي: وأقوى ما أجيب به عن ذلك: أن قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا. . .} إلخ، لم ينزل مع أول الآية بل تراخى نزولُه، ففهم صلى الله عليه وسلم عن ذلك القدرِ النازلِ ما هو الظاهر من [أنّ]"أو" للتخيير، وأن العدد له مفهوم، ولا إشكال حينئذ، انتهى. هذا كله ملتقط من "قس"(10/ 305)، "تو"(7/ 2873)، "بغوي"(2/ 317)، "بيضاوي"(1/ 415).
(1)
بضم الجيم وسكون الراء ثم همزة، أي: إقدامي، "قس"(10/ 308)، "تو"(7/ 2871).
(2)
أي: من المنافقين صلاة الجنازة، "قس"(10/ 308).
أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ عبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ وَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ
(2)
يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَأَخَذَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِثَوْبِهِ فَقَالَ: تُصَلِّي عَلَيْهِ
(3)
؟ وَهُوَ مُنَافِقٌ وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُمْ
(4)
. قَالَ: "إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ
(5)
- أَوْ أَخْبَرَنِي اللَّهُ
(6)
- فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} فَقَالَ
(7)
: سَأزِيدُهُ عَلَى سَبْعِينَ
(8)
". قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"وَأَمَرَهُ" في ذ: "فَأَمَرَهُ". "تُصَلِّي عَلَيْهِ" في نـ: "أَتُصَلِّي عَلَيْهِ". "أَخْبَرَنِي اللَّهُ" سقط لفظ "اللَّهُ" في نـ. "فَقَالَ" في نـ: "وَقَالَ". " {فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} " سقط في نـ.
===
(1)
وسأله أن يعطيه قميصه يكفِّن فيه أباه، كما مر.
(2)
صلى الله عليه وسلم.
(3)
بتقدير أداة الاستفهام، "قس"(10/ 309).
(4)
أي: للمنافقين، ومن لازم النهي عن الاستغفار عدمُ الصلاة، "قس"(10/ 309).
(5)
أي: بين الاستغفار وعدمه، "قس"(10/ 309).
(6)
بالموحدة، من الإخبار، على الشك، وفي أكثر الروايات بلفظ التخيير من غير شك، "قس"(10/ 309).
(7)
صلى الله عليه وسلم.
(8)
قوله: (سأزيده على سبعين) استشكل أخذه بمفهوم العدد حتى قال: "سأزيده على السبعين"، مع أنه قد سبق بمدة طويلة قولُه تعالى في حق أبي طالب:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [التوبة: 113]؟ وأجيب بأن الاستغفار لابن أُبَيٍّ إنما هو لقصد تطييب من بقي منهم، وفيه نظر فليتأمل، قاله القسطلاني. وقيل: النهي عن الاستغفار
وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَيْهِ:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} . [راجع: 1269، تحفة: 7809].
14 - بَابُ قَوْلِهِ: {سَيَحْلِفُونَ
(1)
بِاللَّهِ لَكُمْ
(2)
إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [التوبة: 95]
"ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَيْهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ". " {وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ. . .} إلخ" سقط في نـ. "بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في ذ. " {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ. . .} إلخ" في نـ بدله: "الآية".
===
لمن مات مشركًا لا يستلزم النهيَ عن الاستغفار لمن مات مظهرًا للإسلام، من "قس"(10/ 309).
(1)
قوله: ({سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ}) أيمانًا كاذبة، والمحلوف عليه: ما قدروا على الخروج في غزوة تبوك، " {إِذَا انْقَلَبْتُمْ} " رجعتم من الغزو " {إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} " [التوبة: 95]، فلا تعاتبوهم - عطف على "لتعرضوا" لا نهي، "كشف" - " {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ} " احتقارًا لهم ولا توبّخوهم " {إِنَّهُمْ رِجْسٌ} " قذر نجس بواطنهم واعتقاداتهم، وهو علة للإعراض وترك المعاتبة. " {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} " أي: مصيرهم في الآخرة إليها، وهو تمام التعليل، والمعنى: أن النار كَفَتْهم عتابًا فلا تتكلفوا عتابهم. " {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} " من النفاق، ونصب جزاء على المصدر، أي: يُجْزَون جزاء، ويجوز أن يكون علة، "بيض"(1/ 418)، "قس"(10/ 310). وسقط قوله " {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ} إلخ" لأبي ذر.
(2)
سقط قوله: " {لَكُمْ} " في رواية الأصيلي، والصواب إثباتها، "ف"(8/ 340).
4673 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(2)
، عَنْ عُقَيْلٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَال: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ: وَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ
(4)
مِنْ نِعْمَةٍ بَعْدَ إِذْ هَدَانِي اللَّهُ
(5)
أَعْظَمَ مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا
(6)
أَكُونَ
(7)
كَذَبْتُهُ فَأَهْلِكَ
(8)
كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا
"أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ" في نـ: "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ"، وسقط "ابنِ مالكٍ" في نـ. "عَلَيَّ" في سـ، ذ:"عَلَى عَبْدٍ".
===
(1)
ابن عبد الله بن بكير، "قس"(10/ 310).
(2)
ابن سعد الإمام.
(3)
ابن خالد بن عقيل، "قس"(10/ 310).
(4)
ولأبي ذر عن المستملي: "على عبد"، قال ابن حجر (8/ 340): والأول هو الصواب، "قس"(10/ 311).
(5)
زاد في "المغازي"(ح: 3889 و 4418): الإسلام، "قس"(10/ 311).
(6)
لا زائدة، والمعنى: أن أكون كذبته، "قس"(10/ 311).
(7)
قوله: (أن لا أكون) بدل من الصدق أي: أعظم من عدم كذبي المستعقب للهلاك، أو الجار مقدر أي: بأن لا أكون. فإن قلت: "أكون" مستقبل و"كذبت" ماضٍ؟ قلت: المستقبل في معنى الاستمرار المتناول للماضي فلا منافاة بينهما. والحديث بطوله تقدم في "المغازي"(برقم: 4418)، "ك"(17/ 141 - 142).
(8)
بكسر اللام وتفتح، والنصب أي: فإن أهلك، "قس"(10/ 311).
حِينَ أُنْزِلَ الْوَحْيُ
(1)
: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ} إِلَى {الْفَاسِقِينَ
(2)
}. [راجع: 2757].
15 - بَابُ قَوْلِهِ: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ
(3)
فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 96] وقَولِهِ: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102]
"إلى: {الْفَاسِقِينَ} " في نـ: "إلَى قَولِهِ: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} ". "بَابُ قَوْلِهِ: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} " هذا ثابت في ذ، وساقط لغيره. " {خَلَطُوا}. . . إلخ" في ذ بدله:"الآية". " {عَسَى اللَّهُ. . .} إلخ" في نـ بدله: "الآية".
===
(1)
بقوله: " {سَيَحْلِفُونَ} إلخ".
(2)
أي: الخارجين عن طاعته.
(3)
قوله: ({يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ}) بحلفهِم فتستديموا عليهم ما كنتم تفعلون بهم. قوله: " {فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} " أي: فإن رضاءَكم لا يستلزم رضاءَ الله، ورضاؤكم وحدكم لا ينفعهم إذا كانوا في سخط الله. والمقصود من الآية النهيُ عن الرضاء عنهم والاغترار بمعاذيرهم بعد الأمر بالإعراض وعدم الالتفات نحوهم، "بيضاوي" (1/ 418). قوله:" {وَآخَرُونَ} " نسق على قوله: " {مُنَافِقُونَ} "[التوبة: 101] أي: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ} قوم آخرون غير المذكورين. " {اعْتَرَفُوا} " أقرّوا " {بِذُنُوبِهِمْ} " ولم يعتذروا من تخلفهم بالمعاذير الكاذبة. قوله: " {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا} " أي: الجهاد أو إظهار الندم " {وَآخَرَ سَيِّئًا} " هو التخلف عنه وموافقة أهل النفاق. قوله: " {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} "[التوبة: 102] جملة
4674 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ
(1)
- هُوَ ابْنُ هِشَامٍ
(2)
- قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَنَا
(6)
: "أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ
(7)
فَابْتَعَثَانِي
(8)
، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ
(9)
ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَتَلَقَّانَا رِجَالٌ: شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ
(10)
"حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُؤَمَّلٌ". "هُوَ ابْنُ هِشَامٍ" ثبت في صـ. "فَانْتَهَيْنَا" في نـ: "فَانْتَهَيَا".
===
مستأنفة، و {عَسَى} من الله واجب. وإنما عبّر بها للإشعار بأن ما يفعله تعالى ليس إلا على سبيل التفضل [منه] سبحانه حتى لا يتكل المرء بل يكون على خوف وحذرٍ، والمعنى: عسى الله أن يقبل توبتهم، "قس"(10/ 311).
(1)
بلفظ المفعول من التأميل على المشهور، وفي بعضها على الفاعل، "ك"(17/ 142).
(2)
في غير رواية أبي ذر، وهو اليشكري.
(3)
المعروف بابن علية، "قس"(10/ 312).
(4)
بفتح المهملة وبالفاء، الأعرابي، هو ابن أبي جميلة، "قس"(10/ 312)، "ك"(17/ 142).
(5)
عمران العطاردي، "قس"(10/ 312).
(6)
أي: في حكاية منامه الطويل، "قس"(10/ 312).
(7)
بهمزة ممدودة أي: ملكان، "قس"(10/ 312).
(8)
من النوم، "قس"(10/ 313).
(9)
بكسر الموحدة، "قس"(10/ 313).
(10)
أي: نصف، "قس"(10/ 313).
كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، قَالَا
(1)
لَهُمُ
(2)
: اذْهَبُوا فَقَعُوا
(3)
فِي ذَلِكَ النَّهْرِ، فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، قَالَا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قَالَا: أَمَّا الْقَوْمُ
(4)
الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ
(5)
وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ، فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ". [راجع: 845].
16 - بَابُ قَوْلِهِ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ
(6)
} [التوبة: 113]
"الَّذِينَ" في نـ: "الَّذِي". "تَجَاوَزَ" في نـ: "فَتَجَاوَزَ". "بَابُ قَولِهِ" ساقط في نـ.
===
(1)
أي: الملكان.
(2)
أي: للرجال.
(3)
أمر.
(4)
قوله: (أما القوم) فإن قلت: أين قسيم أمّا؟ قلت: "هذا منزلك" في حكم القسيم. فإن قلت في بعضها "الذي كانوا" بلفظ المفرد؟ قلت: مؤول ببعض ما أُوّل به: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} [التوبة: 69]. فإن قلت: كان القياس أن يقال: [كان] شطر منهم حسنًا؟ قلت: كان تامة، وشطر مبتدأ، وحسن خبره، والجملة حال بدون الواو، وهو فصيح كقوله تعالى:{اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة: 36]، "كرماني"(17/ 142 - 143).
(5)
الصواب: حسنًا وقبيحًا، لكن كان تامة، وشطر مبتدأ، وحسن خبره، والجملة حال بدون الواو، وهو فصيح كقوله تعالى:{اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة: 36]، "قس"(17/ 313).
(6)
لأن النبوة والإيمان يمنعان من ذلك، "قس"(10/ 313).
4675 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(3)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ
(5)
دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ
(6)
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ
(7)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيْ عَمِّ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أُحَاجَّ
(8)
لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ" فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ". "قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ" في ذ: "قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ". "قَالَ: أخْبَرَنَا مَعْمَرٌ" في ذ: "قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ". "دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ" في ذ: "دَخَلَ النَّبِيُّ".
===
(1)
ابن نصر، أبو إبراهيم السعدي.
(2)
ابن همام.
(3)
ابن راشد.
(4)
قوله: (سعيد بن المسيب) بفتح التحتية وقد تكسر. قوله: "عن أبيه" أي: المسيب بن حزن، قاله القسطلاني (10/ 313). قال الكرماني (17/ 143): قال النووي: لم يرو عن المسيب
(1)
إلّا ابنه، ففيه رد على الحاكم أبي عبد الله فيما قال: إن البخاري لم يخرج عن أحد ممن لم يرو عنه إلا واحد. ولعله أراد من غير الصحابة.
(5)
أي: علامتها، "قس"(10/ 313).
(6)
عمرو بن هشام، لعنه الله، "ك"(17/ 143)، "قس"(10/ 313).
(7)
المخزومي أسلم عام الفتح، "قس"(10/ 313).
(8)
بضم الهمزة وتشديد الجيم جواب الأمر، "قس" (10/ 314). ومرَّ الحديث (برقم: 1360) في "الجنائز".
(1)
في الأصل: "لم يرو عن سعيد بن المسيب".
أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ
(1)
عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ
(2)
مَا لَمْ أُنْهَ
(3)
عَنْكَ". فَنَزَلَتْ
(4)
: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
(5)
} [التوبة: 113]. [راجع: 1360].
"يَا أَبا طَالِبٍ" في نـ: "يَابا طَالِبٍ". " {لِلْمُشْرِكِينَ} " في ذ بعده: "الآية"، وسقط ما بعدها.
===
(1)
بهمزة الإنكار أي: أَتُعرِضَ عن ملة أبيك عبد المطلب؟، "قس"(10/ 314).
(2)
كما استغفر إبراهيم لأبيه، "قس"(10/ 314).
(3)
بضم الهمزة على بناء المفعول، "قس"(10/ 314).
(4)
قوله: (فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ}. . . إلخ) أي: في أبي طالب، وقيل: إن سببَ نزولها ما في "مسلم" و"مسند أحمد" و"سنن أبي داود" و"النسائي" و"ابن ماجه" عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"استأذنتُ ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي؛ فزوروا القبورَ فإنها تُذَكِّر الآخرة". قال في "الكشاف": وهذا أصح؛ لأن موت أبي طالب كان قبل الهجرة وهذا آخر ما نزل بالمدينة. وتعقبه صاحب "التقريب" فيما حكاه الطيبي: بأنه يجوز أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مستغفرًا لأبي طالب إلى حين نزولها، والتشديد مع الكفار إنما ظهر في هذه السورة. قال في "فتوح الغيب": وهذا هو الحق. ورواية نزولها في أبي طالب هي الصحيحة. وسقط قوله: {وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى. . .} إلخ، لأبي ذر، وقال بعد قوله:{لِلْمُشْرِكِينَ} : "الآية"، "قس"(10/ 314).
(5)
لموتهم على الشرك، "قس"(10/ 314).
17 - بَابُ قَوْلِهِ: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ
(1)
وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
(2)
} [التوبة: 117]
"{الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} " في ذ بعده: "الآية"، وسقط ما بعدها. " {فَرِيقٍ مِنْهُمْ} " في نـ بعده:"الآية"، وسقط ما بعدها.
===
(1)
قوله: ({لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ}) من إذنه للمنافقين في التخلف في غزوة تبوك، والأحسن أن يكون من قبيل {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2]، وقيل: هو بعث على التوبة، والمعنى: ما من أحد إلا وهو محتاج إلى التوبة حتى النبي والمهاجرين والأنصار لقوله: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا} [النور: 31] إذ ما من أحد إلا وله مقام يستنقص دونه ما هو فيه، والترقي إليه توبة من تلك النقيصة، وإظهار لفضلها
(1)
بأنها مقام الأنبياء والصالحين من عباده. قوله: " {الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} " أي: في وقتها، وهي حالهم في غزوة تبوك، كانوا في عسرة الظَّهْرِ يعتقب العشرة على بعير واحد، والزادِ حتى قيل: إن الرجلين كانا يقتسمان تمرة، والماءِ حتى شربوا الفظَّ - الفظُّ ماء الْكَرِش يُعْتَصُر ويُشْرَبُ في المفاوز، "قاموس" (ص: 643) -. قوله: " {مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} " أي: عن الثبات على الإيمان أو اتباع الرسول، وفي "كاد" ضمير الشأن أو ضمير القوم، والعائد إليه الضمير في {مِنْهُمْ} ، وقرأ حمزة وحفص {يَزِيغُ} بالياء لأن تأنيث القلوب غير حقيقي. قوله:" {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ} " تكرير للتوكيد من حيث المعنى، فيكون الضمير للنبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار، ويجوز أن يكون الضمير للفريق المذكور في قوله:{كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} لصدور الكيدودة منهم، ملتقط من "قس"(10/ 315)، "بيضاوي"(1/ 424).
(2)
حتى تاب عليهم، "قس"(10/ 315).
(1)
في الأصل: "نقصها".
4676 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ
(3)
. ح قَالَ أَحْمَدُ
(4)
: وَحَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ - وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ - قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ فِي حَدِيثِهِ
(8)
: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا
(9)
} [التوبة: 118] قَالَ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ: إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ
"حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ". "عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبٍ" في ذ: "عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بنِ مالكٍ". "قَالَ: سَمِعْتُ" في نـ: "سَمِعْتُ". " {الَّذِينَ خُلِّفُوا} " زاد بعده في نـ: " {حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} ".
===
(1)
أبو جعفر الطبري المصري، "قس"(10/ 315).
(2)
وهو عبد الله المصري، "قس"(10/ 315).
(3)
ابن يزيد الأيلي، "قس"(10/ 315).
(4)
هو ابن صالح شيخ المؤلف، "قس"(10/ 315)، الحاصل أن أحمد بن صالح روى هذا الحديث عن شيخين، لكن فرقهما لاختلاف الصيغة، "ف"(8/ 342).
(5)
ابن خالد بن يزيد الأيلي ابن أخي يونس، "قس"(10/ 315).
(6)
الأيلي.
(7)
الزهري.
(8)
الطويل في قصة توبته، "قس"(10/ 316).
(9)
أي: تخلفوا عن غزوة تبوك، أو خُلِّف أمرهم فإنهم المرجون، "قس"(10/ 317)، "بيض"(1/ 424).
مَالِي صَدَقَةً
(1)
إِلَى
(2)
اللَّهِ وَرَسُولِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمْسِكْ بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ
(3)
". [راجع: 2757].
18 - بَابُ قَولِهِ: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ
(4)
الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
(5)
وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ
(6)
وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ
(7)
إِلَّا إِلَيْهِ
(8)
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ
(9)
لِيَتُوبُوا
(10)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118]
"وَرَسُولِهِ" في ذ: "وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ". " {بِمَا رَحُبَتْ} " في ذ بعده: "الآية"، وسقط ما بعدها.
===
(1)
بالنصب أي: لأجل الصدقة أو هو حال بمعنى متصدقًا لهم، "قس"(10/ 316).
(2)
بمعنى اللام.
(3)
من أن تضرر بالفقر، "قس"(10/ 317).
(4)
هم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، "قس"(10/ 317).
(5)
أي: برحبها أي: مع سعتها لشدة حيرتهم وقلقهم.
(6)
فلم تتسع لصبر ما نزلت بها من الهم والإشفاق، "قس"(10/ 317).
(7)
أي: لا مفر من عذاب الله، "قس"(10/ 317).
(8)
بالتوبة والاستغفار.
(9)
أي: رجع عليهم بالقبول والرحمة كرة بعد أخرى، "قس"(10/ 317).
(10)
ليستقيموا على توبتهم ويثبتوا، أو ليتوبوا أيضًا فيما يستقبل كلما فرطت منهم زلة، "قس"(10/ 317).
4677 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ
(3)
: أَنَّ الزُّهْرِيَّ
(4)
حَدَّثَهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وَهُوَ أحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ
(6)
عَلَيْهِمْ: أَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ غَيْرَ غَزْوَتَيْنِ: غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ
(7)
وَغَزْوَةِ بَدْرٍ.
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ". "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا أحْمَدُ". "غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ" في نـ: "غَزْوَةِ الْعُسَيْرَةِ". "وَغَزْوَةِ بَدْرٍ" في نـ: "وَعَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ".
===
(1)
قوله: (محمد) قال الغساني: لم يقع ذكر محمد قبل ذكر أحمد في نسخة ابن السكن، وثبت لغيره من الرواة، واضطرب قول الحاكم فيه فمرة يقول: هو ابن النضر بن عبد الوهاب، ومرة قال: هو ابن إبراهيم البوشنجي، قال: وعندي أنه ابن يحيى الذهلي، كذا في "الكرماني"(17/ 144، 145). قوله: "أحمد بن أبي شعيب" نسبه لجده، واسم أبيه عبد الله بن أبي شعيب، كذا في "القسطلاني"(10/ 318).
(2)
الجزري.
(3)
الجزري.
(4)
محمد بن مسلم، "قس"(10/ 318).
(5)
عبد الله، "قس"(10/ 318).
(6)
بكسر الفوقية مجهول تاب، "قس"(10/ 318).
(7)
بضم العين وسكون السين المهملتين، وهي غزوة تبوك، "قس"(10/ 318).
قَالَ: فَأَجْمَعْتُ صِدْقَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
ضُحًى، وَكَانَ قَلَّمَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ سَافَرَهُ إِلَّا ضُحًى، وَكَانَ يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ، فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ، وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ كَلَامِي وَكَلَامِ صَاحِبَيَّ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْ كَلَامِ أحَدٍ مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ
(2)
غَيْرِنَا، فَاجْتَنَبَ النَّاسُ كَلَامَنَا، فَلَبِثْتُ كَذَلِكَ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ الأَمْرُ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَهَمَّ
(3)
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ فَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ
(4)
"صِدْقَ رَسُولِ اللَّهِ" في هـ، ذ:"صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ". "ضُحًى" زاد في نـ قبله: "قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم". "الْمُتَخَلِّفِينَ" في نـ: "الْمُخَلَّفِينَ".
===
(1)
قوله: (فأجمعتُ صدقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: عزمتُ أن لا أقول عنده إلا الصدق، كذا في "الخير الجاري" (2/ 400). قال القسطلاني (10/ 318): ولأبي ذر عن الكشميهني: "صدقي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم" أي: بعد أن بلغه أنه عليه الصلاة والسلام توجه قافلًا من الغزوة [و] اهتمّ لتخلفه من غير عذر، وتفكَّرَ فيما يخرج به من سخط الرسول، وَطَفِقَ يتذكَّر الكذبَ لذلك، فأزاح الله عنه الباطلَ، فأجمع على الصدق أي: جزم به وعقد عليه قصدَه. قوله: "ضحىً" أي: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادمًا في رمضان ضحى، وسقطت هذه اللفظة من كثير من الأصول، انتهى.
(2)
وهم الذين اعتذروا إليه، وقَبِلَ منهم علانيتهم، واستغفر لهم وَوَكَّل سرائرَهم إلى الله، وكانوا بضعة وثمانين رجلًا، "قس"(10/ 319).
(3)
من أهمني الأمر إذا أقلقك وأحزنك، "ك"(17/ 145).
(4)
قوله: (فلا يصلي عليّ) بكسر لام يصلِّي، وفي نسخة "يصلَّى" بفتحها، ولأبي ذر عن الكشميهني:"ولا يسلم عليّ" بدل يصلي، وفي نسخة حكاها عياض عن بعض الرواة:"ولا يسلمني" والمعروف أن فعل السلام
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ يَمُوتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكُونَ مِنَ النَّاسِ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ، فَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ، وَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَوْبَتَنَا عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَقِيَ الثُّلُثُ
(1)
الآخِرُ مِنَ اللَّيْلِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَةً فِي شَأْنِي مَعْنِيَّةً
(2)
فِي أَمْرِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أُمَّ سَلَمَةَ تِيبَ
(3)
عَلَى كَعْبٍ". قَالَتْ:
"وَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ" في هـ، ذ:"وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيَّ"، وفي نـ:"ولا يسلمني". "مَعْنِيَّةً" في هـ، ذ:"مُعِينَةً".
===
إنما يتعدى بعلى وقد يكون اتباعًا ليكلمني. قال القاضي: أو يرجع إلى قول من فسر السلام بأن معناه: إنك مسلم مني، "قس"(10/ 319).
(1)
بعد مضي خمسين ليلة من النهي عن كلامه، "قس"(10/ 319).
(2)
قوله: (معنية) بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر النون وتشديد التحتية، أي: ذات اعتناء، ولأبي ذر عن الكشميهني "معينة في أمري" بضم الميم وكسر العين فتحتية ساكنة فنون مفتوحة، أي: ذات إعانة. قال العيني: ليست مشتقة من العون - كما قاله بعضهم - يريد الحافظ ابن حجر -. وقد رأيت في هامش الفرع مما عزاه لليونينية: وعن عياض
(1)
: معنية يعني بفتح الميم وسكون العين، كذا للأصيلي، ولغيره: معينة بضم الميم وكسر العين، من العون، قال: والأول أليق بالحديث، "قس"(10/ 319).
(3)
على صيغة المجهول من الماضي، "خ".
(1)
كذا في الأصل، وفي "قس": وقد رأيت في هامش الفرع مما عزاه لليونينية ورأيته فيها عن عياض إلخ.
أَفَلَا أُرْسِلُ إِلَيْهِ فَأُبَشِّرَهُ قَالَ: "إِذًا يَخْطَفَكُمُ
(1)
النَّاسُ فَيَمْنَعُوكُمُ
(2)
النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ
(3)
". حَتَّى إِذَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْفَجْرِ آذَنَ
(4)
بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا، وَكَانَ إِذَا اسْتَبْشَرَ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةٌ مِنَ الْقَمَرِ
(5)
، وَكُنَّا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ
(6)
الَّذِينَ خُلِّفُوا خُلِّفْنَا
(7)
عَنِ الأَمْرِ الَّذِي
"إذًا" في نـ: "إِذَنْ". "يَخْطَفَكُمُ" كذا في سـ، هـ، ذ، وفي غيرهم:"يَحْطِمَكُمْ". "فَيَمْنَعُونَكُمُ" في صـ: "فَيَمْنَعُوكُمُ". "الَّذِينَ خُلِّفُوا خُلِّفْنَا عَنِ الأَمْرِ" كذا في الأصل والصغاني، ورمز في الأصل على "خُلِّفْنَا" بـ ذ، وفي "قس" والسلطانية:"الَّذِينَ خُلِّفُوا عَنِ الأَمْرِ" ولأبي ذر: "الَّذِينَ خُلِّفْنَا عَنِ الأَمْرِ".
===
(1)
قوله: (إذًا يخطفكم) بفتح ثالثه والنصب، من الخطف بالخاء المعجمة والفاء، وهو مجاز عن الازدحام، كذا للمستملي والكشميهني، وفي بعضها "يحطمكم" بفتح أوله وكسر ثالثه، من الحطم بالحاء والطاء المهملتين، وهو الدوس، "قس"(10/ 319)، "ك"(17/ 145 - 146).
(2)
بإثبات النون، وللأصيلي بحذفها، "قس"(10/ 319).
(3)
أي: باقيها، "قس"(10/ 319).
(4)
بالمد، أي: أعلم، "قس"(10/ 319).
(5)
قوله: (قطعة من القمر) شبّه به دون الشمس؛ لأنه يملأ الأرض بنوره، ويؤنس كل من شاهده، ويجمع النور من غير أذى، ويتمكن من النظر إليه بخلاف الشمس فإنها تكلّ البصرَ، "قس"(10/ 319).
(6)
بلفظ النداء ومعناه الاختصاص، "قس"(10/ 320).
(7)
قوله: (خُلِّفْنا عن الأمر) أي: كان وجه نسبة التخلف إلينا من جهة تخلفنا عن سائر المعتذرين الكاذبين لا من جهة التخلف عن الغزو. وفيه مدح له، "الخير الجاري"(2/ 400).
قُبِلَ
(1)
مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اعْتَذَرُوا
(2)
حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ لَنَا التَّوْبَةَ، فَلَمَّا ذُكِرَ
(3)
الَّذِينَ كَذَبُوا
(4)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ، وَاعْتَذَرُوا بِالْبَاطِلِ، ذُكِرُوا بِشَرِّ مَا ذُكِرَ بِهِ أَحَدٌ، قَالَ اللَّهُ
(5)
: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ
(6)
إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا
(7)
لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ
(8)
قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} الآيَةَ
(9)
[التوبة: 94]. [راجع: 2757].
"حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ" في نـ: "حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ". "قَالَ اللَّهُ" في نـ: "فَقَالَ اللَّهُ". "الآية" سقط في نـ.
===
(1)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 320).
(2)
أي: ليس معناه التخلف عن غزوة تبوك، بل التخلف عن حكم أمثالهم من المتخلفين عن الغزوة، "ك"(17/ 146).
(3)
بضم الذال.
(4)
قوله: (كَذَبوا) بتخفيف ذال ونصب "رسول" لأن كذب يتعدى بدون الصلة. وهذا الحديث قطعة من حديث كعب، وقد ذكره المؤلف تامًا في "المغازي"، "قس"(10/ 320).
(5)
أي: بالتخلف.
(6)
من الغزو.
(7)
بالمعاذير الكاذبة، "قس"(10/ 320).
(8)
أي: لن نصدقكم أن لكم عذرًا، "قس"(10/ 320).
(9)
أي: إن تُبتُم وأصلحتم رأى الله عملكم وجزاكم عليه، وذكر الرسولَ لأنه شهيد عليهم ولهم. وسقط قوله:"الآية" لأبي ذر. وهذا الحديث قطعة من حديث كعب، وقد ذكره المؤلف تامًّا في "المغازي" (برقم: 4418)، "قسطلاني"(10/ 320).
19 - بَابٌ قَولُهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
(1)
اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]
4678 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(2)
، عَنْ عُقَيْلٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(4)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَ قَائِدَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ
(5)
حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ
(6)
قِصَّةِ تَبُوكَ
(7)
: فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَبْلَاهُ اللَّهُ
(8)
(9)
فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ
"بَابٌ" بالتنوين ثبت في نـ. "قَولُهُ" سقط في نـ. "أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ" في ذ: "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ".
===
(1)
قوله: ({يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا. . .} إلخ) أي: يا أيها الذين آمنوا في العلانية اتقوا الله، وكونوا مع الذين صدقوا وأخلصوا النِيَّة، وعن ابن عمر فيما ذكر ابن كثير:{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} : مع محمد وأصحابه. وسقط التبويب لغير أبي ذر، "قس"(10/ 320).
(2)
ابن سعد الإمام المجتهد، "قس"(10/ 321).
(3)
بضم العين، ابن خالد الأيلي، "قس"(10/ 321).
(4)
الزهري.
(5)
عن خبره، "قس"(10/ 312).
(6)
متعلق بقوله: "يحدث"، "ك"(17/ 146).
(7)
وإخباره الرسولَ صلى الله عليه وسلم بالصدق من شأنه بأنه لم يكن له عذر في التخلف، "قس"(10/ 321).
(8)
أي: أنعم الله عليه، "قس"(10/ 321).
(9)
يقال: أبلاه الله بلاء حسنًا، والبلاء الاختبار يكون بالخير والشر، "ك"(17/ 147).
أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي، مَا تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ
(1)
لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم:{لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} . [راجع: 2757].
20 - بَابُ قَوْلِهِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ
(2)
مِنْ أَنْفُسِكُمْ
(3)
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا
(4)
عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]
"مُنْذُ ذَكَرْتُ" في ذ: "مُذْ ذَكَرْتُ". "إِلَى يَوْمِي" في نـ: "إِلَى يَوْمِنَا". "فَأَنْزَلَ اللَّهُ" في نـ: "وَأَنْزَلَ اللَّهُ". " {وَالْمُهَاجِرِينَ} " زاد في ذ: " {وَالْأَنْصَارِ} ". " {حَرِيصٌ. . .} إلخ" سقط في ذ، وقَالَ بعدَ قَولِهِ:" {عَنِتُّمْ} ": "الآية".
===
(1)
القول الصدق، "قس"(10/ 321).
(2)
قوله: ({لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ}) يعني محمدًا. " {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} " أي: من جنسكم عربي مثلكم، وقرئ {مِنْ أَنْفَسِكُمْ} بفتح الفاء أي: من أشرفكم. وقال الزجاج: هي مخاطِبَة لجميع العالم، والمعنى: لقد جاءكم رسول من البشر، وإنما كان من الجنس لأن الجنس إلى الجنس أميل. ثم رتب عليه صفاتٍ أخرى لتعداد المنن على المرسل إليهم فقال:{عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ} أي: عَنَتكم أي: إثمكم وعصيانكم ولقاؤكم المكروه. {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} أي: على إيمانكم وصلاح شأنكم وأن تدخلوا الجنة. " {بِالْمُؤْمِنِينَ} " منكم ومن غيركم {رَءُوفٌ رَحِيمٌ} قدّم الأبلغَ منهما - وهو الرؤوف؛ لأن الرأفة شدة الرحمة - محافظة على الفواصل. ولم يجمع الله اسمين من أسمائه لأحد غير نبينا صلى الله عليه وسلم، قاله الحسين بن فضل، ملتقط من "القسطلاني"(10/ 321) و"البيضاوي"(1/ 426).
(3)
أي: من جنسكم، صفة لرسول.
(4)
ما مصدرية أي: عنتكم.
مِنَ الرَّأْفَةِ
(1)
.
4679 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(3)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ
(5)
: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ - وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ - قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ
(6)
مَقْتَلَ
(7)
أَهْلِ الْيَمَامَةِ
(8)
(9)
وَعِنْدَهُ عُمَرُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ
(10)
===
(1)
وهي أشد الرحمة، "قس"(10/ 321).
(2)
الحكم بن نافع، "قس"(10/ 322).
(3)
هو ابن أبي حمزة.
(4)
محمد بن مسلم، "قس"(10/ 322).
(5)
بالسين المهملة والموحدة المشددة المفتوحتين وبعد الألف قاف، عبيد الثقفي أبو سعيد، "قس"(10/ 322).
(6)
الصديق في خلافته، "قس"(10/ 323).
(7)
المراد من مقتلهم مقاتلة الصحابة بمسيلمة الكذاب، "ك"(17/ 147).
(8)
قوله: (مقتل أهل اليمامة) ظرف زمان أي: أيام، والمراد عقب مقاتلة الصحابة رضي الله عنهم مسيلمةَ الكذابَ سنة إحدى عشرة بسبب ادعائه النبوةَ، وارتدادِ كثير من العرب، وقتلِ كثير من الصحابة، "قس"(10/ 323).
(9)
بتخفيف الميم، مدينة باليمن، "ك"(17/ 147).
(10)
قوله: (قد استحر) بسين مهملة ساكنة ففوقية ثم مهملة فراء مشددة مفتوحات: اشتد وكثر "يوم" القتال الواقع في "اليمامة بالناس"، قيل: قُتِلَ بها من المسلمين ألف ومائة، وقيل: ألف وأربعمائة، منهم سبعون جمعوا القرآن، كذا في "القسطلاني" (10/ 323) و"التنقيح" (2/ 930). قال الطيبي: إن أبا بكر بعث خالدَ بنَ الوليد مع جيش من المسلمين، فاقتتل
يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ
(1)
الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ
(2)
فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ، إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ، وَإِنِّي لأَرَى يُجْمَعُ الْقُرْآنُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ عُمَرُ
(3)
: هُوَ
(4)
وَاللَّهِ خَيْرٌ
(5)
(6)
. فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ
"لأَرَى يُجْمَعُ الْقُرْآنُ" كذا في ذ، ولَهُ أَيْضًا:"لأَرَى أَنْ يُجْمَعَ الْقُرْآنُ"، وفي غيره:"لأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنُ". "قَالَ أَبُو بَكْرٍ" في نـ: "فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ". "قُلْتُ لِعُمَرَ" في ذ: "فَقُلْتُ لِعُمَرَ".
===
المسلمون وبنو حنيفة قتالًا ما رأى المسلمون قتلة مثلَها، وقُتِلَ من المسلمين ألف ومائتان، وجرح من بقي، وكان عدة من قُتِلَ من القراء يومئذٍ سبعمائة. ثم إن البراءَ بنَ مالك ثار فحمل على أصحاب مسيلمة فانكشفوا وتبعهم المسلمون وقتلوا مسيلمة وأصحابه، انتهى، كذا في "المجمع"(5/ 294) و"المرقاة"(4/ 724) و"اللمعات". والله أعلم.
(1)
أي: يشتد ويكثر، يستفعل من الحر، والمكروه أبدًا يضاف إلى الحر، والمحبوب إلى البرد، "ك"(17/ 147)، "تن"(2/ 930).
(2)
التي يقع فيها القتال مع الكفار، "قس"(10/ 323).
(3)
قوله: (فقال عمر: هو والله خير) من تركه، وهو رد لقوله:"كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم". وإنما لم يجمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم تمام النزول ولِمَا يترقبه من النسخ ونحوه، "قس"(10/ 323)، "ك"(17/ 148). فيه إشعار أن من البدع ما هو خير، "طيبي"(4/ 296).
(4)
أي: جمع القرآن.
(5)
أي: من تركه.
(6)
أي: هذا الجمع في مصحف واحد وإن كان بدعةً لكن لأجل الحفظ خير محض، "مرقاة"(4/ 725).
يُرَاجِعُنِي
(1)
فِيهِ
(2)
حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي، وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ
(3)
- قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لَا يَتَكَلَّمُ - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ
(4)
وَلَا نَتَّهِمُكَ
(5)
، كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ
(6)
"عِنْدَهُ جَالِسٌ" في نـ: "جَالِسٌ عِنْدَهُ". "لَا يَتَكَلَّمُ" في نـ: "فَلَا يَتَكَلَّمُ". "إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ" في نـ: "إِنَّكَ لَرَجُلٌ شَابٌّ". "وَلَا نَتَّهِمُكَ" في نـ: "لَا نَتَّهِمُكَ".
===
(1)
راجعه الكلام: عاوده، "ق" (ص: 665).
(2)
في جمع القرآن، "قس"(10/ 323).
(3)
قوله: (ورأيت الذي رأى عمر) إذ هو من النصح لله ولرسوله ولكتابه، وأذن فيه صلى الله عليه وسلم بقوله:"لا تكتبوا عني شيئًا غير القرآن"، وغايته جمع ما كان مكتوبًا قَبْلُ فلا يتوجه اعتراض الرَّفَضَة على الصديق، "قس" (10/ 323). قال في "اللمعات": وقد كان القرآن كله كُتِبَ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكِنْ غير مجموع في موضع واحد ولا مرتَّب السور، ولهذا قال الحاكم: جُمِعَ القرآنُ ثلاث مرات: إحداها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرج بسند على شرط الشيخين، عن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن في الرقاع. قال البيهقي: يشبه أن يكون المرادُ تأليفَ ما نزل من الآيات المفرقةِ
(1)
في سورها وَجَمْعَها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، [انظر "مرقاة" (4/ 725)].
(4)
أشار به إلى القوة وحدة النظر.
(5)
بكذب ولا نسيان، "قس"(10/ 323).
(6)
أي: غالبًا.
(1)
وفي الأصل: المفردة.
لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَتَبَّع
(1)
الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي
(2)
نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
(3)
، فَقُمْتُ فَتَتبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ
(4)
وَالأَكْتَافِ
"لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ" في ذ: "لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
أمر من باب التفعل، أي: بالِغْ في تحصيله من المواضع المتفرقة، "مرقاة"(4/ 726).
(2)
قوله: (لو كلّفني) أبو بكر "نقلَ جبل. . ." إلخ، قال ذلك خوفًا من التقصير في إحصاء ما أُمِرَ بجمعه، كذا في "القسطلاني"(10/ 323).
وفي "المرقاة": قال ابن حجر: لأن ذلك فيه تعب الجثة، وهذا فيه تعب الروح، انتهى. والأظهر أن يقال: لأن ذلك أمر مباح، وهذا كان بزعمه أنه لا يجوز في الشريعة، ولهذا قال: فقلت: كيف تفعلون. . . إلخ، انتهى كلام علي القاري في "المرقاة"(4/ 726).
(3)
لما في ذلك من المصلحة العامة، "قس"(10/ 323).
(4)
قوله: (أجمعه من الرقاع) أي: حال كوني أجمعه مما عندي وعند غيري من الرقاع، جمع رقعة من أديم أو ورق أو نحوهما. "والأكتاف" بالفوقية جمع كتف: عظم عريض في أصل كتف الحيوان يُنْشَفُ ويُكْتَبُ فيه. "والعُسُب" بضم المهملتين آخره موحدة جمع عسيب، وهو جريد النخل يَكْشِطُون خُوصَه ويكتبون في طرفه العريض. قوله:"وصدور الرجال" أي: الذين جمعوا القرآن وحفظوه كاملًا في حياته صلى الله عليه وسلم كَأُبَي ومعاذ، فيكون ما في الرقاع والأكتاف وغيرهما تقريرًا على تقرير، "قس"(10/ 323 - 324).
وَالْعُسُبِ، وَصُدُورِ الرِّجَالِ، حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ
(1)
الأَنْصَارِيِّ، لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ
===
(1)
قوله: (مع خزيمة الأنصاري) هو ابن ثابت بن الفاكه الخطمي، ذو الشهادتين. قوله:"لم أجدهما" أي: الآيتين "مع أحد غيره" بالنصب وفي بعضها بالجر، أي: لم أجدهما مع غير خزيمة، فالمراد بالنفي نفيُ وجودِهما مكتوبتين لا نفي كونهما محفوظتين
(1)
، كذا في "القسطلاني"(10/ 324).
قال الخطابي (3/ 1852): هذا مما يخفى على كثير فيتوهمون أن بعض القرآن إنما أُخِذَ من الآحاد. فاعلم أن القرآن كان كله مجموعًا في صدور الرجال في حياته صلى الله عليه وسلم بهذا التأليف الذي نقرأه
(2)
إلا سورة براءة فإنها نزلت آخرًا لم يُبَيِّنْ لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم موضعَها
(3)
. وقد ثبت أن أربعة من الصحابة كانوا يجمعون القرآنَ كلّه في زمانه وقد كان لهم شركاء، لكن هؤلاء أكثر تجويدًا للقراءة، فتبين أن جمعَ القرآن كان متقدمًا على زمان أبي بكر. وأمّا جمعُ أبي بكر فمعناه أنه كان قبل ذلك في الأكتاف ونحوها فهو قد جمعه في الصحف وحوَّلّه إلى ما بين الدفتين، كذا ذكره الكرماني (17/ 149).
قال في "اللمعات": نقل السيوطي أن كتابة القرآن ليست بمحدَثَة؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقًا في الرقاع وغيرها. وإنما أَمَرَ الصديقُ رضي الله عنه بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعًا، وكان ذلك بمنزلة أوراق وُجِدَتْ في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها القرآن فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء، انتهى.
(1)
في الأصل: "نفي وجودها مكتوبة لا نفي كونها محفوظة".
(2)
في الأصل: "الذي يقرأ".
(3)
في الأصل: "موضعه".
أَحَدٍ غَيْرِهِ
(1)
: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} إِلَى آخِرِهَا.
وَكَانَتِ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ.
تَابَعَهُ
(2)
عُثْمَانُ بْنُ عَمْروٍ
(3)
، وَاللَّيْثُ
(4)
، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
وَقَالَ اللَّيْثُ
(5)
: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(6)
، وَقَالَ: مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ
(7)
.
"{حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} " سقط في ذ. "وَاللَّيْثُ" في نـ: "وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ".
===
(1)
أي: مكتوبًا لا محفوظًا، "لمعات".
(2)
أي: تابع شعيبًا في روايته عن الزهري، "قس"(10/ 324).
(3)
بفتح العين وسكون الميم، ابن فارس البصري، "قس" (10/ 324) وفي بعض النسخ:"عثمان بن عمر" بدون الواو، كما مرَّ في "كتاب الغسل" (برقم: 275) وصرح به الكرماني (3/ 136 و 17/ 149).
(4)
الإمام المجتهد، وصله في "فضائل القرآن" (برقم: 4989) وفي "التوحيد"(برقم: 7425)، "قس"(10/ 324).
(5)
ابن سعد، فزاد الليث فيه شيخًا آخر عن الزهري، "قس"(10/ 325).
(6)
الزهري.
(7)
بلفظ الكنية فخالف السابق، هو ابن أوس النجاري بالجيم، "قس"(10/ 325)، "ك"(17/ 149).
وَقَالَ مُوسَى
(1)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(2)
: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ
(3)
: مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ وَتَابَعَهُ
(4)
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(5)
عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ أَبُو ثَابِتٍ
(6)
: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
(7)
وَقَالَ: مَعَ خُزَيْمَةَ، أوْ أَبِي خُزَيْمَةَ
(8)
. {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129]. [راجع: 2807، أخرجه: ت 3103، س في الكبرى 8002، تحفة: 3729، 6594، 10439].
"{فَإِنْ تَوَلَّوْا. . .} " إلى آخرها، سقط في نـ.
===
(1)
ابن إسماعيل، فيما وصله المؤلف في "فضائل القرآن" (ح: 4986).
(2)
ابن سعد، "قس"(10/ 325).
(3)
الزهري.
(4)
أي: تابع موسى على قوله: "أبي خزيمة" بالكنية، "قس"(10/ 325).
(5)
ابن سعد، "قس"(10/ 325).
(6)
محمد بن عبيد الله، فيما وصله المؤلف في "الأحكام" (برقم: 7191)، "قس"(10/ 325).
(7)
ابن سعد المذكور.
(8)
والغرض أن في الطريق الأول الجزم بخزيمة، وفي الثاني الجزم بأبي خزيمة، وفي الثالث التردد بينهما، كذا في "الكرماني"(17/ 149).
قال القسطلاني (10/ 325): والتحقيق كما قال في "فتح الباري": أن آية التوبة مع أبي خزيمة بالكنية، وآية
(1)
الأحزاب مع خزيمة.
(1)
في الأصل: "ورواية الأحزاب".
10 - سُورَةُ يُونُسَ
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
[1 - بَابٌ]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(2)
: {فَاخْتَلَطَ} [يونس: 24]: فَنَبَتَ بِالْمَاءِ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ
(3)
. وَ
(4)
{قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا
(5)
سُبْحَانَهُ
(6)
"سُورَةُ يُونُسَ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" كذا في ذ، وفي غيره:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، سُورَةُ يُونُسَ". "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". " {فَاخْتَلَطَ} " في قتـ، ذ:{فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ} ".
===
(1)
مكية وهي مائة وتسع آيات، "قس"(10/ 326)، "بيض"(1/ 427).
(2)
فيما وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عنه، "قس"(10/ 326).
(3)
أي: من كل نوع مما يأكل الناس من الحنطة والشعير وسائر حبوب الأرض، "قس"(10/ 326).
(4)
سقطت الواو في بعض النسخ موافقة للفظ التنزيل، "قس"(10/ 326).
(5)
قوله: ({اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}) حيث قالوا: الملائكة بنات الله. وقالت اليهود: عزير ابن الله، والنصارى: عيسى ابن الله. وسقط "و {قَالُوا. . .} إلخ" لأبي ذر. وليس فيه حديث مسوق، فيحتمل إرادته لتخريج
(1)
ما يناسب ذلك فَبَيَّضَ له ولم يتيسر له إيرادُه هنا، "قس"(10/ 326).
(6)
تنزيهًا له عن اتخاذ الولد، "قس"(10/ 326).
(1)
في الأصل: "ليخبر".
هُوَ الْغَنِيُّ
(1)
} [يونس: 68].
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ
(2)
: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ
(3)
} [يونس: 2]: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: خَيْرٌ
(4)
.
===
(1)
أي: عن كل شيء وهو علة للتنزيه عن اتخاذ الولد، "قس"(10/ 326).
(2)
أبو أسامة مولى عمر بن الخطاب، مما وصله ابن جرير، "قس"(10/ 326).
(3)
أي: المراد به محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: المراد به الخير، وقال في "الكشاف": أي: السابقة والفضل، "ك"(17/ 150).
(4)
قوله: (قال مجاهد: خير) أي: قال مجاهد بن جبر في تفسير " {قَدَمَ صِدْقٍ} ": خير. قال الزمخشري (2/ 180، 186): المراد به السابقة والفضل. وهو قريب من قول مجاهد.
قوله: "يقال: {تِلْكَ آيَاتُ} " قال أبو عبيدة: "يعني هذه أعلام القرآن" وأراد أن معنى {تِلْكَ} : هذه. قوله: "ومثلُه" أي: مثل ما مرَّ من صرف اسم الإشارة عن الغائب إلى الحاضر، قولُه تعالى:" {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} " قال البيضاوي: عدل عن الخطاب إلى الغيبة للمبالغة كأنّه تذكرة لغيرهم ليتعجب من حالهم وينكر عليهم. قوله: " {دَعْوَاهُمْ} " يريد قوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال أبو عبيدة: "دعاؤهم" في الجنة. قوله: " {أُحِيطَ بِهِمْ} " يريد قوله تعالى: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} قال أبو عبيدة في تفسيره: "دنوا من الهلكة" أي: قربوا من الهلاك. زاد غيره: وسُدَّت عليهم مسالكُ الخلاص كمن أحاط به العدو، وقوله:" {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} " أي: من جميع جوانبه. قوله: "فَاتَّبَعَهُمْ" بتشديد الفوقية من الافتعال "وأَتْبَعَهُمْ" بفتح الهمزة وسكون الفوقية من الإفعال، هذا
يُقَالُ: {تِلْكَ آيَاتُ
(1)
} [يونس: 1]: يَعْنِي هَذِهِ
(2)
أَعْلَامُ الْقُرْآنِ، وَمِثْلُهُ:{حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس: 22]: الْمَعْنَى: بِكُمْ. {دَعْوَاهُمْ} [يونس: 10]: دُعَاؤُهُمْ. {أُحِيطَ بِهِمْ} [يونس: 22]: دَنَوْا
(3)
مِنَ الْهَلَكَةِ
(4)
. {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81]، فَاتَّبَعَهُمْ وَأَتْبَعَهُمْ
(5)
وَاحِدٌ
(6)
. {عَدْوًا} [يونس: 90]: مِنَ الْعُدْوَانِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(7)
:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"{دَعْوَاهُمْ} " في ذ: "يُقَالُ: "{دَعْوَاهُمْ} ".
===
كما ضبطه القسطلاني، وضبط في "الخير الجاري" الأولَ من الإفعال والثاني من الافتعال. قوله:"واحد" أي: في المعنى والوصل والقطع والتخفيف والتشديد، وبه قرأ الحسن، يريد قوله تعالى:{فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ} [يونس: 90] أي: لحقهم. قوله: " {عَدْوًا} " يريد قوله تعالى: {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ} أي: لأجل البغي والعدوان، ملتقط من "قس"(10/ 326)، "بيض"(1/ 432)، "خ"(2/ 401).
(1)
أراد به: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} .
(2)
أراد أن معنى تلك هذه، "قس"(10/ 326).
(3)
قربوا.
(4)
بالفتحات.
(5)
قال البيضاوي (1/ 445): فأدركهم، يقال: تبعته حتى أتبعته، انتهى. قال الطيبي: أي: جئت بعده حتى لحقتُ به.
(6)
أي: معناهما واحد، "خ"، هذا أحد القولين ومنهم من مال [إلى أنه بالقطع تلاه وبوصله اقتدى به، انظر "المجمع" (1/ 252)].
(7)
فيما وصله الفريابي، "قس"(10/ 327).
{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ
(1)
لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ} [يونس: 11]: قَوْلُ الإِنْسَانِ
(2)
لِوَلَدِهِ وَمَالِهِ إِذَا غَضِبَ: اللَّهُمَّ لَا تُبَارِكْ لَهُ فِيهِ وَالْعَنْهُ. {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ
(3)
} [يونس: 11]: لَأُهْلِكَ مَنْ دُعِيَ عَلَيْهِ وَلأَمَاتَهُ. {أَحْسَنُوا الْحُسْنَى
(4)
}: مِثْلُهَا حُسْنَى، {وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]:
"لَا تُبَارِكْ لَهُ فِيهِ" في نـ: "لَا تُبَارِكْ فِيهِ". "لَأُهْلِكَ مَنْ دُعِيَ" في ذ: "لَأَهْلَكَ مَنْ دَعَا".
===
(1)
أي: لو يعجل الله للناس الشر تعجيله للخير حين استعجلوه استعجالًا كاستعجالهم بالخير، فحذف منه ما حذف لدلالة الباقي عليه، "بيض"(1/ 429).
(2)
خبر مبتدإ محذوف، أي: تفسير الكريمة قول الإنسان، "خ".
(3)
قوله: ({لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}) أي: لَأُمِيتُوا وأُهْلِكوا. وقرأ ابن عامر ويعقوب: "لقضى" على بناء الفاعل وهو الله، "بيضاوي" (1/ 429). قوله:"لأهلك من دعي عليه" بضم الهمزة والدال مبنيين للمفعول، ولأبي ذر بفتحهما، "قس" (10/ 327). قوله:"وَلَأَماته" عطف تفسيري. وقيل: نزلت فيمن قال: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} الآية [الأنفال: 32]، "الخير الجاري"(2/ 401).
(4)
قوله: ({أَحْسَنُوا الْحُسْنَى}) يريد قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} ، وقال مجاهد فيما وصله الفريابي وغيره: أي: "مثلها حسنى، {وَزِيَادَةٌ} " أي: "مغفرة"، ولأبوي الوقت وذر:"ورضوان". "وقال غيره" قيل: هو أبو قتادة: هي "النظر إلى وجهه" تعالى، وقد رواه مسلم والترمذي وغيرهما مرفوعًا، وروي عن الصديق وحذيفة وابن عباس. قوله:" {الْكِبْرِيَاءُ} "، قال مجاهد في قوله تعالى:{وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ} : هو "الملك" بضم الميم؛ لأن النبي إذا صُدِّقَ صارت مقاليدُ أمته ومُلْكُهم إليه، "قس"(10/ 328).
مَغْفِرَةٌ. وَقَالَ غَيرُهُ
(1)
: النظر إلى وجهه. {الْكِبْرِيَاءُ} [يونس: 78]: الْمُلْكُ.
2 - بَابُ قَولِهِ: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ
(2)
فَأَتْبَعَهُمْ
(3)
فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ
(4)
بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ
(5)
الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
(6)
[يونس: 90]
{نُنَجِّيكَ
(7)
} [يونس: 92]: نُلْقِيكَ عَلَى نَجْوَةٍ مِنَ الأَرْضِ،
"مَغْفِرَةٌ" في قتـ، ذ:"مَغْفِرَةٌ وَرِضْوَانٌ"، مصحح عليه. "بَابُ" سقط في نـ. " {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ. . .} إلخ" في نـ بدله:"الآية".
===
(1)
أي: غير مجاهد، "خ".
(2)
بحر القلزم حافظين لهم، وكانوا - فيما قيل - ست مائة ألف وعشرين ألف مقاتل لا يعدون فيهم ابن عشر سنين لصغره ولا ابن ستين لكبره، "قس"(10/ 328).
(3)
أدركهم، "قس"(10/ 328).
(4)
عند شروق الشمس، وكانوا فيما قيل ألف ألف وستمائة ألف، وفيهم مائة ألف حصان أدهم ليس فيها أنثى، "قس"(10/ 328).
(5)
لحقه.
(6)
وما علم اللعين أن التوبة عند المعاينة غير نافعة، قال تعالى في جوابه:{آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ} [يونس: 91]، "قس"(10/ 328).
(7)
قوله: ({نُنَجِّيكَ}) بسكون النون وتخفيف الجيم من أنجى، وهي قراءة يعقوب، وفي بعضها بتشديد الجيم، أي:"نلقيك على نجوة من الأرض" ليراك بنو إسرائيل، وقرئ "نُنَحِّيك" بالحاء المهملة المشددة،
وَهُوَ
(1)
النَّشَزُ
(2)
: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ.
4680 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(4)
، عَنْ أَبِي بِشْرٍ
(5)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَالْيَهُودُ تَصُومُ يومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا
(6)
: هَذَا يَوْمٌ ظَهَرَ
(7)
فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ:"أَنْتُمْ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْهُمْ، فَصُومُوا". [راجع: 2004، أخرجه: م 1130، د 2444، س في الكبرى 2834، تحفة: 5450].
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "تَصُومُ يومَ عَاشُورَاءَ" في نـ: "تَصُومُ عَاشُورَاءَ". "فَقَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "وَقَالَ النَّبِيُّ".
===
أي: نلقيك بناحية مما يلي البحر، قال كعب: رماه إلى الساحل كأنه ثور، ملتقط من "قس"(10/ 329)، "بيض"(1/ 465).
(1)
أي: النجوة.
(2)
بفتح النون والمعجمة آخره زاي، وهو "المكان المرتفع"، "قس"(10/ 329).
(3)
محمد بن جعفر البصري.
(4)
ابن الحجاج.
(5)
جعفر بن أبي وحشية، "قس"(10/ 330).
(6)
وفي رواية: "فقال لهم: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وأغرق فيه فرعون وقومه؛ فصامه موسى شكرًا فنحن نصومه"، وبه المطابقة، "قس"(10/ 330)، ومرَّ الحديث (برقم: 2004) في "كتاب الصوم".
(7)
أي: غلب موسى، وفيه الترجمة، "ك"(17/ 151).
11 - سُورَةُ هُودٍ
(1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(2)
وَقَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ
(3)
: الأَوَّاهُ
(4)
: الرَّحِيمُ بِالْحَبَشِيَّةِ
(5)
.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(6)
: {بَادِيَ الرَّأْيِ} [هود: 27]: مَا ظَهَرَ لَنَا.
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ثبت في ذ. "بالْحَبَشِيَّةِ" في نـ: "بِالْحَبْشَةِ".
===
(1)
مكية، مائة وثلاث وعشرون آية، "بيضاوي"(1/ 449).
(2)
سقطت البسملة لغير أبي ذر، "قس"(10/ 330).
(3)
ضد الميمنة هو عمرو بن شرحبيل، "قس"(10/ 331).
(4)
قوله: (الأوّاه) يريد قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114] أي: كثير التأوُّهِ من الذنوب، والتأسفِ على الناس، "بيضاوي"(1/ 464).
(5)
بالتحتية المشددة، والذي في اليونينية بإسقاطها، وهذا الذي ذكره المؤلف في ترجمة إبراهيم في "كتاب الأنبياء" [ك: 60، ب: 8]، "قس"(10/ 331).
(6)
قوله: (قال ابن عباس) في قوله تعالى: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} أي: ظاهر الرأي من غير تعمق، كذا في "البيضاوي" (1/ 454). قوله:"وقال مجاهد" أي: في قوله تعالى: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} : "الجودي جبل بالجزيرة" التي بين دجلة وفرات بقرب الموصل، "ك" (17/ 152). قوله:" {عَصِيبٌ} " أي: في قوله تعالى: {هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} أي: "شديد" من عصبه: إذا شدّه. قوله: " {لَا جَرَمَ} " يريد قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} أي: "بلى" أي: حقًا أنهم في الآخرة هم الأخسرون. قوله: " {وَفَارَ التَّنُّورُ} " قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الْجُودِيِّ} [هود: 44]: جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ
(1)
: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ
(2)
} [هود: 87]: يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَقْلِعِي} [هود: 44]: أَمْسِكِي
(3)
. {عَصِيبٌ} [هود: 77]: شَدِيدٌ. {لَا جَرَمَ} [هود: 22]: بَلَى. {وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: 40]: نَبَعَ الْمَاءُ
(4)
. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَجْهُ الأَرْضِ
(5)
.
1 - بَابٌ: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ
(6)
صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ
(7)
أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [هود: 5]
"{عَصِيبٌ} " زاد قبله في ذ: "قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ". "بَابٌ" سقط للأكثر، "ف" (8/ 350). " {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ. . .} إلخ" في نـ بدله: "إِلَى قَولِهِ: {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} .
===
وَفَارَ التَّنُّورُ} أي: "نبع الماء" فيه وارتفع كالقدر تفور. والتنور: تنور الخبز، ابتدأ منه النبوع على خرق العادة، وكان في الكوفة في موضع مسجدها أو في الهند أو بعين وردة من أرض الجزيرة، "بيضاوي"(1/ 464، 456)، "قس"(10/ 330 - 331).
(1)
البصري.
(2)
يعني يريدون به السفيه.
(3)
يريد قوله تعالى: {يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي} .
(4)
وارتفع كالقدر، "قس"(10/ 331).
(5)
أي: التنور وجه الأرض، وقيل: هو أشرف موضع فيها، "قس"(10/ 331)، "بيض"(1/ 456).
(6)
أي: يحرِّفون صدورهم ووجوههم عن الحق وقبوله، "قس"(10/ 332).
(7)
أي: مِنَ الله بسِرّهم فلا يطلع رسوله والمؤمنين عليه، "بيض"(1/ 450).
وَقَالَ غَيْرُهُ
(1)
: {وَحَاقَ} [هود: 8]: نَزَلَ، {يَحِيقُ
(2)
} [فاطر: 43]: يَنْزِلُ. [يَئُوسٌ} [هود: 9]: فَعُولٌ مِنْ يَئِسْتُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَبْتَئِسْ} [هود: 36]: تَحْزَنْ. {يَثْنُونَ
(3)
صُدُورَهُمْ} [هود: 5]: شَكٌّ وَامْتِرَاءٌ فِي الْحَقِّ؛ {لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ} : مِنَ اللَّهِ إِنِ استَطَاعُوا.
4681 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ
(4)
قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ
(5)
: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ:
"وَامْتِرَاءٌ" في نـ: "وَافْتِرَاءٌ". "صَبَّاحٍ" في نـ: "الصَبَّاحِ".
===
(1)
قوله: (وقال غيره) أي: غير عكرمة، قال تعالى:" {وَحَاقَ" بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} أي: "نزل". قوله: "يَئُوسٌ" يريد قوله تعالى: {إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} أي: قطوع رجاءَه من فضل الله لقلة صبره وعدم ثقته بالله، كفور أي: مبالغ في كفران ما سلف له من النعمة. قوله: " {تَبْتَئِسْ} " بفوقيتين مفتوحتين بينهما موحدة ساكنة أي: "تحزن"، يريد قوله تعالى:{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} ، أقنطه الله من إيمانهم ونهاه أن يغتمَّ بما فعلوه من التكذيب والإيذاء، "بيض"(1/ 451، 456)، "قس"(10/ 131).
(2)
قال تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ} .
(3)
من الثَّنْي وهو الشك في الحق، "ك"(17/ 152).
(4)
ابن محمد الأعور، "قس"(10/ 332).
(5)
عبد الملك، "قس"(10/ 332).
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرأُ: (أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي
(1)
صُدُورُهُمْ) [هود: 5]. قَالَ
(2)
: سَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: أُنَاسٌ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ
(3)
أنْ يَتَخَلَّوْا
(4)
فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ، وَأَنْ يُجَامِعُوا نِسَاءَهُمْ فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ
(5)
، فَنَزَلَ ذَلِكَ فِيهِمْ. [طرفاه: 4682، 4683، تحفة: 6440].
4682 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ
(6)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(7)
، وَأَخْبَرَنِي
(8)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَرَأَ:
"تَثْنَوْنِي" في نـ: "يَثْنَوْنِي"، وفي نـ:" {يَثْنُونَ} ". "سَأَلْتُهُ" في نـ: "فَسَأَلْتُهُ". "يَسْتَحْيُونَ" في ذ: "يَسْتَخْفُونَ". "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى". "وَأَخْبَرَنِي" في نـ: "أَخْبَرَنِي" بإسقاط الواو.
===
(1)
قوله: (تَثْنَوْني) بفتح الفوقية وسكون المثلثة وفتح النون وبعد الواو الساكنة نون أخرى مكسورة ثم تحتية، مضارع اثنونى على وزن افعَوْعَلَ يَفْعَوْعِلُ، كاعشَوْشَبَ يَعْشَوْشِب، من الثَّنْي وهو بناء مبالغة لتكرير العين، و" {صُدُورَهُمْ} " بالرفع على الفاعلية، "قس"(10/ 333)، وسيجيء.
(2)
محمد بن عباد، "قس"(10/ 333).
(3)
من الحياء، ولأبي ذر: يستخفون، من الاستخفاء، "قس"(10/ 333).
(4)
أي: أن يدخلوا في الخلاء، "قس"(10/ 333).
(5)
بعوراتهم مكشوفات، فيميلون صدورهم ويغطون رؤوسهم استخفاء، "قس"(10/ 333).
(6)
ابن يوسف، "قس"(10/ 333).
(7)
عبد الملك.
(8)
قوله: (وأخبرني) بالواو عطفًا على مقدر، أي: أخبرني غير محمد بن عباد ومحمد بن عباد. قوله: "أن ابن عباس قرأ: (أَلَا إنهم تَثنَوني) "
(أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ)[هود: 5] قُلْتُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ
(1)
، مَا تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ
(2)
؟ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُجَامِعُ امْرَأَتَهُ فَيَسْتَحْيِي
(3)
أَوْ يَتَخَلَّى فَيَسْتَحْيِي فَنَزَلَتْ: (أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنَونِي صُدُورُهُمْ). [راجع: 4681].
4683 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ
(6)
صُدُورَهُمْ عَلَيَّ حِينَ يَسْتَغْشُونَ
"تَثْنَوْنِي" في ذ: " {يَثْنُونَ} "، وكذا في الموضع الثاني الآتي. "يَا أَبَا الْعَبَّاسِ" في نـ:"أَبَا الْعَبَّاسِ". "فَيَسْتَحْيِي" كذا في ذ، وفي نـ:"فَيَسْتَحِي" وكذا في الموضع الثاني الآتي. "قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ" مصحح عليه. "قَرَأَ" سقط في نـ. " {يَثْنُونَ} " في ذ: "تَثْنَونِي"، وفي نـ:"يثنوني". " {حِينَ يَسْتَغْشُونَ} " زاد قبله في نـ: " {لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا} ".
===
بفتح الفوقية والنون الأولى وكسر الثانية وبعدها تحتية، و" {صُدُورَهُمْ} " بالرفع، ولأبي ذر " {يَثْنُونَ} " بضم النون الأولى وفتح الثانية وإسقاط التحتية، و" {صُدُورَهُمْ} " نصب على المفعولية، "قس"(10/ 333).
(1)
كنية عبد الله بن عباس.
(2)
بالرفع.
(3)
من كشف عورته، "قسطلاني"(10/ 333).
(4)
هو عبد الله بن الزبير.
(5)
ابن عيينة.
(6)
قوله: ({أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ}) بفتح التحتية وضم النون الأولى وفتح الأخرى من غير تحتية، و" {صُدُورَهُمْ} " نصب على المفعولية، ولأبي ذر "تثنَوني" بإثبات التحتية بعد النون وفتح النون الأولى، و" {صُدُورَهُمْ} " بالنصب، والتأنيث مجازي فجاز تذكيرُ الفعل باعتبار تأويل فاعله بالجمع، وتأنيثُه باعتبار تأويله بالجماعة، "قس"(10/ 334).
ثِيَابَهُمْ} [هود: 5]. وَقَالَ غَيْرُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {يَسْتَغْشُونَ} : يُغَطُّونَ
(1)
رُءُوسَهُمْ. {سِيءَ بِهِمْ} [هود: 77]: سَاءَ ظَنُّهُ بِقَوْمِهِ. {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} [هود: 77]: بِأَضْيَافِهِ، {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 81]: بِسَوَادٍ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أُنِيبُ} [هود: 88]: أرْجِعُ
(2)
. [راجع: 4681، تحفة: 6306].
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
(3)
} [هود: 7]
4684 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(5)
قَالَ:
"وَقَالَ غَيْرُهُ" زاد قبله في نـ: "قَالَ أَبُو عبدِ اللَّهِ". " {ذَرْعًا} " سقط في نـ. " {أُنِيبُ} " في نـ: " {إِلَيْهِ أُنِيبُ}: "أَرْجِعُ" في نـ: "أَرْجِعُ إِلَيْهِ".
===
(1)
قوله: ({يَسْتَغْشُونَ} يغطّون) قال ابن حجر: تفسير التغشي بالتغطية متفق عليه، وتخصيص ذلك بالرأس يحتاج إلى توقيف، وهو منقول عن ابن عباس. وقوله في قصة لوط:{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ} " [هود: 77] أي: "ساء ظنه بقومه". قوله: "{وَضَاقَ بِهِمْ} : بأضيافه" فالضمير الأول للقوم، والثاني للأضياف، فاختلف الضميران، والأكثرون على اتحادهما كما مرَّ قريبًا. وقوله تعالى للوطٍ: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} " أي: بسواده وصله ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وقال قتادة فيما وصله عبد الرزاق: أي: بطائفة من الليل، "قس"(10/ 334).
(2)
زاد في نسخة: إليه، "قس"(10/ 334).
(3)
قبل خلق السماوات والأرض، وعن ابن عباس: وكان الماء على متن الريح، "قس"(10/ 334).
(4)
الحكم بن نافع.
(5)
ابن أبي حمزة.
حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(1)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ اللَّهُ: أَنْفِقْ
(3)
أُنْفِقْ عَلَيْكَ"، وَقَالَ: "يَدُ اللَّهِ مَلأَى
(4)
لَا تَغِيضُهَا
(5)
نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ
(6)
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ"
(7)
، وَقَالَ: "أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ
(8)
مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ
(9)
". [أطرافه: 5352، 7411، 7419، 7496، أخرجه س في الكبرى 11239، تحفة: 13740].
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ" في ذ: "عَنْ رَسُولِ اللَّهِ". "سَحَّاءُ" في نـ: "سَحًّا". "أَرَأَيْتُمْ" في نـ: "أَفَرَأَيْتُمْ". "مُنْذُ خَلَقَ" في ذ: "مُذْ خَلَقَ".
===
(1)
عبد الله بن ذكوان.
(2)
عبد الرحمن بن هرمز.
(3)
أمر من الإنفاق.
(4)
كناية عن خزائنه التي لا تنفد بالعطاء، "قس"(10/ 335).
(5)
بفتح أوله: لا تنقصها.
(6)
قوله: (لا تغيضها نفقةٌ، سحّاءُ) أي: دائمة الصب بالعطاء، من سَحَّ [سَحًّا، فهو ساح، وهي] سَحّاء، وهو فعلاء، وصف لـ "مَلْأى" وهو فَعْلى، وروي:"يمين الله مَلْأى سَحًّا"، بالتنوين مصدر. قوله:"وبيده الميزان" كناية عن العدل بين الخلق. قوله: "يخفض" أي: من يشاء "ويرفع" من يشاء، ويوسِّع الرزقَ على من يشاء ويقتره على من يشاء، "قس"(10/ 335)، "مجمع"(3/ 45).
(7)
بنصبهما على الظرفية.
(8)
أي: لم ينقص.
(9)
أخرجه في "التوحيد"، "قس"(10/ 335).
{اعْتَرَاكَ
(1)
} [هود: 54]: افْتَعَلْتَ، مِنْ عَرَوْتُهُ، أي: أَصَبْتُهُ، وَمِنْهُ
(2)
يَعْرُوهُ وَاعْتَرَانِي. {آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
(3)
} [هود: 56]: أي: فِي مِلْكِهِ
(4)
وَسُلْطَانِهِ. {عَنِيدٍ
(5)
} [هود: 59] وَعَنُودٌ وَعَانِدٌ وَاحِدٌ،
{اعْتَرَاكَ} - إلَى - سُلْطَانِهِ" ثبت في هـ فقط. "افْتَعَلْتَ" في هـ: "افْتَعَلَكَ".
===
(1)
قوله: ({اعْتَرَاكَ}) من باب "افتعلت" وفي بعضها "افتعلك". قال العيني: والصّواب أن يقال: اعترى افتعل، فلا يحتاج لكاف الخطاب في الوزن. قوله:"من عَرَوْتُه" أي: "أصبتُه" قال الجوهري: عروتُ الرجلَ أَعْروه عَرْوًا: إذا ألممتَ به وأَتيتَه طالبًا فهو معروّ، وفلان تعروه الأضياف وتَعْرِيه أي: تغشاه، "قس"(10/ 335 - 336).
أي: قال تعالى: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} أي: ما نقول إلا قولنا: اعتراك، أي: أصابك، من عراه يعروه إذا أصابه، "بيضاوي"(1/ 460).
(2)
أي: من هذا الأصل، "قس"(10/ 336).
(3)
قال تعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} .
(4)
فهو مالك لها وقادر عليها، "قس"(10/ 336).
(5)
قوله: ({عَنِيدٍ}) بالياء، في قوله تعالى:{وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} "وعنود وعاند" بالألف "واحد" قال أبو عبيدة: "هو تأكيد التجبر" وقال غيره: هو من عَنَدَ عَنْدًا وعَنَدًا وعُنُودًا: إذا طغى، والمعنى: عصوا من دعاهم إلى الإيمان، وأطاعوا من دعاهم إلى الكفران، "قس"(10/ 336).
هُوَ تَأْكِيدُ التَّجَبُّرِ
(1)
. {اسْتَعْمَرَكُمْ
(2)
} [هود: 61]: جَعَلَكُمْ عُمَّارًا،
"هُوَ" في نـ: "وَهُوَ". "التَّجَبُّرِ" زاد بعده في نـ: " {وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ} [هود: 18] واحده شَاهِدٌ، مثل صَاحب وَأَصحاب" هذا ثابت هنا لأبي ذر فقط، والمراد بالأشهاد هنا الملائكة، وسيأتي قريبًا، "قس"(10/ 336).
===
(1)
قاله أبو عبيدة كما مر.
(2)
قوله: ({اسْتَعْمَرَكُمْ}) يريد قوله تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} أي: "جعلكم عمارًا" يقال: "أعمرتُه الدارَ فهي عُمرى" أي: "جعلتها له" ملكًا مدةَ عمره، وهذا تفسير أبي عبيدة، وقيل: معناه: عمّركم فيها واستبقاكم، من العمر، أو أقدركم على عمارتها. قال تعالى:{فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ} " قال أبو عبيدة: "{نَكِرَهُمْ} " أي: الثلاثي المجرد "وأنكرهم" أي: الثلاثي المزيد فيه "واستنكرهم" أي: من باب الاستفعال، كلها "واحد" في المعنى، وهو الإنكار. قوله تعالى: {إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} " أي: مجيد على وزن "فعيل، من" صيغة "ماجد" قيل: هو بمعنى العظيم القدر فهو فعيل بمعنى مفعول. قوله: "محمود" لفعل ما يستحق به الحمد، وهو مأخوذ "من حمد" بفتح الحاء، وفي نسخة "حمد" بضمها مبنيًا للمفعول. قال تعالى:{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} " قال أبو عبيدة: هو "الشديد الكبير" بالموحدة، من الحجارة الصلبة. واستشكل بأنه لو كان معنى السجيل الشديد لما دخلت عليه "{مِنْ} "، وكان يقال: حجارة سجيلًا؛ لأنه لا يقال: حجارة من شديد. وأجيب باحتمال حذف الموصوف أي: وأرسلنا عليهم حجارة كائنة من شديد كبير أي: من حجر قوي شديد صلب. قوله: "{سِجِّيلٍ} " أي: باللام "وسجين" بالنون بمعنى واحد، "واللام والنون أختان" من حيث إنهما من حروف الزوائد، وكل منهما يقلب عن الآخر، "قس" (10/ 336)، "بيض" (1/ 461).
أَعْمَرْتُهُ الدَّارَ فَهِيَ عُمْرَى جَعَلْتُهَا لَهُ. {نَكِرَهُمْ} [هود: 70]: وَأَنْكَرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ
(1)
. {حَمِيدٌ مَجِيدٌ} [هود: 73]: كَأَنَّهُ فَعِيلٌ مِنْ مَاجِدٍ، مَحْمُودٌ مِنْ حَمِدَ. {سِجِّيلٍ
(2)
} [هود: 82]: الشَّدِيدُ الْكَبِيرُ، سِجِّيلٌ وَسِجِّينٌ، وَاللَّامُ وَالنُّونُ أُخْتَانِ
(3)
، وَقَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ
(4)
:
وَرَجْلَةٍ
(5)
يَضْرِبُونَ الْبَيْضَ ضاحِيَةً
…
ضَرْبًا تَوَاصَى بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّينَا
"الشَّدِيدُ الْكَبِيرُ" في نـ: "الشَّدِيدُ الْكَثِيرُ".
===
(1)
في المعنى وهو الإنكار، "قس"(10/ 336).
(2)
والمشهور أن سجيل كلمة معربة عن "سنكَـ كَل".
(3)
كل منهما يقلب عن الآخر، "قس"(10/ 337).
(4)
العامري العجلاني، الشاعر المخضرم، "قس"(10/ 337).
(5)
قوله: (ورجلة) بفتح الراء جمع راجل، وروي بكسر الراء على تقدير: ذي رجلة، هو بالجر، أي: ورُبّ رجلة، وقيل بالنصب عطفًا على ما قبلها. قوله:"يضربون البَيْض" بفتح الموحدة جمع بيضة، وهي الخوذة، أي: يضربون مواضع البيض، وهي الرؤوس، وفي نسخة "البيض" بكسر الموحدة جمع أبيض، وهو السيف، أي: يضربون بالبيض، على نزع الخافض. قوله:"ضاحية" بالضاد المعجمة، أي: في وقت الضحوة أو ظاهرة. قوله: "تواصى" على صيغة الماضي أو المضارع بحذف إحدى التائين. قوله "الأبطال" أي: الشجعان. قوله "سِجِّينًا" بكسر السين وتشديد الجيم وبالنون أي: شديدًا، "قس"(10/ 337)، "ك"(17/ 154)"خ"(2/ 402).
[3 - بَابٌ]
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [هود: 84]: إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ؛ لأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ
(1)
، وَمِثْلُهُ:{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ، سَلِ العِيرَ، يَعْنِي أَهْلَ الْقَرْيَةِ وَالْعِيرِ. {وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا
(2)
} [هود: 92]: يَقُولُ: لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ،
"{وَإِلَى مَدْيَنَ} - إلَى - سُقَّاطُنَا" ثابت في هـ فقط، وسقط في ذ:" {أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} ". "وَالْعِيرِ" في ذ: "وَأَصْحَاب العِيرِ".
===
(1)
وهو بلد بناه مدين بن إبراهيم فسمي باسمه، "بيض"(1/ 465).
(2)
قوله: ({وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا}) يريد قوله تعالى: {يَاقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} "يقول: لم تلتفتوا إليه" أي: جعلتم أمر الله خلف ظهوركم تعظِّمون أمرَ رهطي وتتركون تعظيم الله ولا تخافونه. قال: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} " أي: "سُقّاطنا" بضم السين وشدة القاف، وفي بعض النسخ بتخفيفها، أي: أخساؤنا. قوله: {إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي} ""هو مصدر من أجرمت" بالهمزة، "وبعضهم يقول: من جرمتُ" ثلاثي مجرد، والمعنى: إن صح أني افتريته فعلي وبال إجرامي، وحيث لم يصح فأنا بريء من نسبة الافتراء إليّ. قوله: "{الْفُلْكَ} والفَلَك واحد" بضم الفاء وسكون اللام في الأولى وبفتحتين في الثانية، وفي نسخة عكس هذا، ورجحه السفاقسي وقال: الأول واحد، والثاني جمع، مثل أَسَد وأُسْد. وفي أخرى بضم فسكون فيهما، وصوّبه القاضي عياض - وعليه شرح الكرماني (17/ 155) - والمراد أن الجمع والواحد بلفظ واحد له، "قس" (10/ 338). قوله: "{مُجْرَاهَا} " بضم الجيم، يريد قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا} [هود: 41] أي: "مدفعها" بفتح الميم، وفي بعض النسخ: "موقفها" بالواو والقاف والفاء، وعزي لرواية القابسي، قال ابنُ حجر: وهو تصحيف لم أر في شيء من النسخ وهو فاسد المعنى،
وَيُقَالُ إِذَا لَمْ يَقْضِ الرَّجُلُ حَاجَتَهُ
(1)
: ظَهَرْتَ بِحَاجَتِي وَجَعَلْتَنِي ظِهْرِيًّا
(2)
، وَالظِّهْرِيُّ هَهُنَا: أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ
(3)
. {أَرَاذِلُنَا} [هود: 27]: سُقَّاطُنَا. {إِجْرَامِي} [هود: 35]: هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ أَجْرَمْتُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جَرَمْتُ. {الْفُلْكَ
(4)
} [هود: 37]، وَالْفَلَكُ:
"بِحَاجَتِي" في ذ: "لِحَاجَتِي". "جَعَلْتَنِي" في هـ، ذ:"جَعَلَنِي".
===
هذا ما نقله القسطلاني (10/ 338 - 339). وفي عدة من النسخ الصحيحة الموجودة حين الطبع: " {مُجْرَاهَا}: مسيرها، {وَمُرْسَاهَا}: موقفها" وعليه شرح الكرماني (17/ 155) حيث قال: قوله: "مُجراها" بضم الميم: مسيرها، " {وَمُرْسَاهَا} " موقفها ومحبسها، مصدران بمعنى الإجراء والإرساء، انتهى. قوله:"تُقْرأ: {مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} " بفتح الميم من الجري والرسو، ويقرأ أيضًا:{مُجْريها ومرسيها} بضم الميم بلفظ الفاعل، وهو المراد بقوله:"مِن: فَعَلَ بها" بصيغة المعروف، وبلفظ المفعول أي: مُجراها فَفُعِلَ بلفظ المجهول، كذا في "الكرماني"(17/ 155).
قوله: "الراسيات" ولأبي ذر: " {رَاسِيَاتٍ} " أي: "ثابتات" يريد قوله تعالى في "سورة سبأ": {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} ذكره استطرادًا لذكر مرساها، كذا في "القسطلاني"(10/ 339).
(1)
أي: حاجة زيد مثلًا، "قس"(10/ 338).
(2)
أي: خلف ظهرك، "قس"(10/ 338).
(3)
عند الحاجة إن احتجت لكن هذا لا يصح أن يفسر به ما في القرآن فحذفه ههنا كما لأبي ذر أوجه، "قس"(10/ 338).
(4)
قال تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} .
وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، وَهِيَ السَّفِينَةُ
(1)
وَالسُّفُنُ
(2)
. مُجْرَاهَا
(3)
: مَوْقِفُهَا، وَهُوَ مَصْدَرُ أَجْرَيْتُ، وَأَرْسَيْتُ: حَبَسْتُ، وَيُقْرَأُ
(4)
: مَرْسَاهَا
(5)
مِنْ رَسَتْ هِيَ، وَمَجْرَاهَا مِنْ جَرَتْ هِيَ، وَمُجْرِيهَا وَمُرْسِيهَا مِنْ فُعِلَ بِهَا، {الرَّاسِيَاتُ} [سبأ: 13]: الثَّابِتَاتُ.
4 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ
(6)
هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18]
وَاحِدُ الأَشْهَادِ: شَاهِدٌ، مِثْلُ: صَاحِبٍ وَأَصْحَابٍ.
4685 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ:
"وجَمعٌ" سقط في نـ. "مُجْرَاهَا" في نـ: "مَسِيرُهَا ومُرسَاهَا". "مَوْقِفُهَا" في نـ: "مَدْفَعُها" مصحح عليه. "وَيُقْرَأُ" في نـ: "وَتُقْرَأُ". "مُجْرِيهَا وَمُرْسِيهَا" في ذ: "مُجْرَاهَا وَمُرْساهَا
(8)
". "{الرَّاسِيَاتُ} : الثَّابِتَاتُ" في ذ: "{رَاسِيَاتٌ} ثَابِتَاتٌ". "{الَّذِينَ كَذَبُوا} " وقع بعده في نـ: "الآية" وسقط ما بعده. "وَاحِدُ الأَشْهَادِ" في ذ: "وَاحِدَةُ الأَشْهَادِ".
===
(1)
في الواحد.
(2)
في الجمع.
(3)
بضم الميم، "قس"(10/ 338).
(4)
بالتحتية، ولأبي ذر بالفوقية.
(5)
بفتح الميم.
(6)
من الملائكة والنبيين أو من جوارحهم، "بيض"(1/ 453).
(7)
ابن مسرهد، "قس"(10/ 339).
(8)
أي: قائلين {بِسْمِ اللَّهِ} وقت إجرائها وإرسائها، "بيضاوي"(1/ 457).
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ
(1)
قَالَا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
(2)
، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ
(3)
قَالَ: بَيْنَا ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ
(4)
فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ - أَوْ قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ - سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّجْوَى
(5)
؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُدْنَى
(6)
الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ - وَقَالَ هِشَامٌ
(7)
: يَدْنُو الْمُؤْمِنُ -، حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ
(8)
، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ: تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ يَقُولُ: رَبِّ أَعْرِفُ، يَقُولُ: أَعْرِفُ "مَرَّتَيْنِ"، فَيَقُولُ
(9)
:
"حَدَّثَنَا سَعِيدٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا سَعِيدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ". "فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ" في ذ: "قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ". "يَقُولُ: رَبِّ أَعْرِفُ" سقط في نـ. "يَقُولُ: أَعْرِفُ" في نـ: "يَقُولُ: يَا رَبِّ أَعْرِفُ".
===
(1)
هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، "قس"(10/ 340).
(2)
ابن دعامة.
(3)
بضم الميم وسكون المهملة وكسر الراء آخره زاي، "قس"(10/ 340).
(4)
لم يسم.
(5)
أي: التي تكون في القيامة بين الله تعالى وبين المؤمنين، "قس"(10/ 340).
(6)
مبنيًّا للمفعول أي: يقرب منه، "قس"(10/ 340).
(7)
الدستوائي.
(8)
بنون مفتوحة أي: جانبه، والدنو والكنف مجازان، والمراد السَّتر والرحمة، "قس"(10/ 340).
(9)
الله.
سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا، وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، ثُمَّ تُطْوَى
(1)
صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الآخَرُونَ
(2)
- أَو الْكُفَّارُ - فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ} " [هود: 18]. وَقَالَ شَيْبَانُ
(3)
عَنْ قَتَادَةَ: حَدَّثَنَا
(4)
صَفْوَانُ. [راجع: 2441].
5 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَكَذَلِكَ
(5)
أَخْذُ رَبِّكَ
(6)
إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]
"ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ" في هـ، ذ:"ثُمَّ يُعْطَى صَحِيفَةَ" بلفظ المجهول أي: يُعطَى هو صحيفة حسناته، "قسطلاني" (10/ 340). " {كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ} " زاد بعده في ذ:" {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ". " {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ} " زاد قبله في نـ: " {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} "[هود: 80].
===
(1)
على بناء المفعول من الطيّ، "قس"(10/ 340).
(2)
قوله: (وأما الآخرون) بالمد وفتح الخاء المعجمة. قوله: "أو الكفار" بالشك من الراوي، كذا في "القسطلاني"(10/ 340).
قال الكرماني (17/ 156): الآخرون بالمد وفتح الخاء وكسرها، وفي بعضها بالقصر والكسر أي: المدبرون المتأخرون عن الخير، انتهى. وسبق في "المظالم" (برقم: 2441): "وأما الكافرون والمنافقون".
(3)
هو ابن عبد الرحمن النحوي، مما وصله ابن مردويه، "قس"(10/ 340).
(4)
فيه صراحة التحديث.
(5)
خبر مقدم.
(6)
مبتدأ.
{الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ
(1)
} [هود: 99]: الْعَوْنُ الْمُعِينُ، رَفَدْتُهُ: أَعَنْتُهُ. {تَرْكَنُوا
(2)
} [هود: 113]: تَمِيلُوا. {فَلَوْلَا
(3)
كَانَ
(4)
} [هود: 116]: فَهَلَّا
(5)
كَانَ. {أُتْرِفُوا
(6)
} [هود: 116]: أُهْلِكُوا
(7)
. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ
(8)
} [هود: 106]: صوتٌ شَدِيدٌ وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ
(9)
.
===
(1)
قوله: ({الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}) في قوله تعالى: {بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} أي: "العون المعين" بضم الميم وكسر العين، فسر المرفود بالمعين، قال في "المصابيح": وفيه نظر. وقال البرماوي: الوجه: العون المعان. قال الكرماني (17/ 156): وفي النسخ التي عندنا: أي: العون المعين بضم الميم، فإما أن يقال: الفاعل بمعنى المفعول، وإما أن يكون من باب ذي كذا أي: عون ذو إعانة، وإن صح بفتحها فهو ظاهر، [وانظر "قس" (10/ 341)].
(2)
في قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي: لا تميلوا إليهم أدنى ميل؛ فإن الركون هو الميل اليسير، "قس"(10/ 341)، "بيض"(1/ 472).
(3)
بمعنى لولا تحضيضية، "ك"(17/ 156).
(4)
قال تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ} .
(5)
وهي في حرف ابن مسعود، رواه عبد الرزاق، "قس"(10/ 341).
(6)
أي: {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ} .
(7)
تفسير باللازم أي: كان الترف سببًا لإهلاكهم، "قس"(10/ 341).
(8)
يريد قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} .
(9)
على اللف والنشر المرتب، قال البيضاوي: الزفير: إخراج النفس، والشهيق: ردّه، "بيض"(1/ 470).
4686 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
(3)
، عَنْ أَبِي مُوسَى
(4)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي
(5)
لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ
(6)
". قَالَ
(7)
: ثُمَّ قَرَأَ
(8)
: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى
(9)
وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]. [أخرجه: م 2583، ت 3110، س في الكبرى 11245، ق 4018، تحفة: 9037].
6 -
بَابُ قَوْلِهِ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ
(10)
طَرَفَيِ النَّهَارِ
(11)
"{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} " في نـ: " {أَقِمِ الصَّلَاةَ} ".
===
(1)
المروزي.
(2)
محمد بن خازم الضرير، "قس"(10/ 341).
(3)
اسمه عامر.
(4)
الأشعري.
(5)
أي: يمهل، "قس"(10/ 341).
(6)
قوله: (لم يُفْلِتْه) بضم أوله، أي: لم يخلصه أبدًا لكثرة ظلمه بالشرك، فإن كان مؤمنًا لم يخلصه مدة طويلة بقدر جنايته، "قس"(10/ 342)، "ك"(17/ 157).
(7)
أبو موسى.
(8)
صلى الله عليه وسلم، "قس"(10/ 342).
(9)
أي: أهلها، "بيضاوي"(1/ 469).
(10)
المفروضة.
(11)
ظرف لـ " {أَقِمِ} "، "قس"(10/ 342).
وَزُلَفًا
(1)
مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
(2)
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ
(3)
} [هود: 114]
{وَزُلَفًا
(4)
}: سَاعَاتٍ بَعْدَ سَاعَاتٍ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةُ
(5)
، الزُّلَفُ: مَنْزِلَةٌ بَعْدَ مَنْزِلَةٍ، وَأَمَّا {زُلْفَى
(6)
}: فَمَصْدَرٌ مِنَ الْقُرْبَى، ازْدَلَفُوا: اجْتَمَعُوا، {أَزْلَفْنَا
(7)
} [الشعراء: 64]: جَمَعْنَا.
"{وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} " وقع بعده في نـ: "الآية" وسقط ما بعدها. "سُمّيَتِ الْمُزْدَلِفَةُ" في نـ: "سُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةُ". "مِنَ الْقُرْبَى" في نـ: "مِثل القُربَى". " {أَزْلَفْنَا} جَمَعْنَا" في نـ: " {ازْدَلَفْنَا} اجتمعنا".
===
(1)
قوله: ({وَزُلَفًا}) بالنصب عطفًا على " {طَرَفَيِ} " فينتصب على الظرف؛ إذ المراد به ساعاتُ الليلة القريبة، أو على المفعولية عطفًا على " {الصَّلَاةَ} ". واختلف في طرفي النهار وزلف الليل فقيل: الطرف الأول: الصبح، والثاني: الظهر والعصر، والزلف: المغرب والعشاء. وقيل: الطرف الأول: الصبح، والثاني: العصر، والزلف: المغرب والعشاء، وليست الظهر في هذه الآية على هذا القول بل في غيرها، وقيل: الطرفان: الصبح والمغرب. وقيل غير ذلك، وأحسنها الأول، "قس"(10/ 342).
(2)
أي: تكفرها، "قس"(10/ 342).
(3)
أي: عظة للمتعظين، "بيض"(1/ 473).
(4)
بفتح اللام، واحدتها زلفة، أي: ساعة ومنزلة، "قس"(10/ 343).
(5)
قوله: (ومنه سميت المزدلفة) لمجيء الناس إليها في ساعات من الليل، وقيل: لازدلاف الناس إليها، أي: لاقترابهم إلى الله وحصول المنزلة لهم عنده فيها، وقيل: لاجتماع الناس بها، "ك"(17/ 157).
(6)
قال تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص: 25]، "قس"(10/ 343).
(7)
قال تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ} .
4687 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ - هُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(2)
، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا
(3)
أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ
(4)
قُبْلَةً، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ فَأُنْزِلَتْ
(5)
عَلَيْهِ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا
(6)
مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ
(7)
}. قَالَ الرَّجُلُ: أَلِيَ
(8)
هَذِهِ؟ قَالَ: "لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي". [راجع: 526].
"يَزِيدُ هُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ" في نـ: "يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ". " {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} " في نـ: " {أَقِمِ الصَّلَاةَ} ". "أَلِيَ هَذِهِ؟ " في نـ: "أَلِيَ هَذِهِ الآية؟ ".
===
(1)
ابن مسرهد، "قس"(10/ 343).
(2)
عبد الرحمن النهدي.
(3)
هو أبو اليسر، بالتحتانية والمهملة المفتوحتين، الأنصاري، وقيل: نبهان التمَّار، وقيل: عمرو بن غزية، "قس"(10/ 343)، "ك"(17/ 158).
(4)
من الأنصار كما عند ابن مردويه، "قس"(10/ 343).
(5)
الفاء عاطفة على مقدر أي: فذكر له فسكت صلى الله عليه وسلم وصلى الرجل مع النبي صلى الله عليه وسلم كما مرّ في حديث أنس - فأنزل الله، "قس"(10/ 343).
(6)
قرئ بضمتين وضمة وسكون، "بيض"(1/ 472).
(7)
أي: عظة لمن يتعظ، "قس"(10/ 342).
(8)
بفتح الهمزة للاستفهام، أي: أهذه الآية مختصة بي لأن صلاتي مذهبة لمعصيتي أو عامة لكلِّ الأمة؟، "قس"(10/ 343)، "ك" (17/ 158). ومرَّ الحديث (برقم: 526).
بسم الله الرحمن الرحيم
12 - سُورَةُ يُوسُفَ
(1)
وَقَالَ فُضَيْلٌ
(2)
عَنْ حُصَيْنٍ
(3)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(4)
: مُتْكًا
(5)
: الأُتْرُنْجُ، وَقَالَ فُضَيْلٌ: الأُتْرُنْجُ بِالْحَبَشِيَّةِ مُتْكًا.
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، سُورَةُ يُوسُفَ" في ذ: "سُورَةُ يُوسُفَ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "الأُتْرُنْجُ" كذا في ذ، وفي غيره:"الأُتْرُجُّ". "وَقَالَ فُضَيْلٌ" في نـ: "قَالَ فُضَيْلٌ". "الأُتْرُنْجُ" في نـ: "الأُتْرُجُّ".
===
(1)
مكية، وهي مائة وإحدى عشر آية.
(2)
مصغرًا، ابن عياض، مات سنة سبع وثمانين ومائة، مما وصله ابن المنذر ومسدد في "مسنده"، "قس"(10/ 344).
(3)
بضم المهملة، ابن عبد الرحمن السلمي، "قس"(10/ 344).
(4)
هو ابن جبر.
(5)
قوله: (متكًا) بضم الميم وسكون الفوقية وتنوين الكاف من غير همز، وهي قراءة ابن عباس وابن عمر ومجاهد وقتادة والجحدري. قوله:"الأترج" بضم الهمزة وسكون الفوقية وضم الراء وتشديد الجيم، ولأبي ذر "الأترنج" بزيادة نون بعد الراء وتخفيف الجيم، لغتان، كما في "القسطلاني" (10/ 345). قال الكرماني (17/ 158): المتك بضم الميم وسكون الفوقية، باللغة الحبشية: الأترنج، وقد يُدْغَمُ النون في الجيم فيقال: الأترجّ، انتهى. قال السيوطي (7/ 2889): هي قراءة، أما القراءة المشهورة فهي ما يتكأ عليه من وسادة وغيرها، انتهى.
قال البغوي (2/ 423) في تفسير قوله تعالى: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} [يوسف: 31]: أي: مايُتّكَأ عليه، وقال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: مُتْكًا
(1)
: كُلُّ شَيْءٍ قُطِعَ بِالسِّكِّينِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: {لَذُو عِلْمٍ
(2)
} [يوسف: 68]: عَامِلٌ بِمَا عَلِمَ.
"كُلُّ شَيْءٍ" في ذ: "قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ". " {لَذُو عِلْمٍ} " زاد بعده في ذ: " {لِمَا عَلَّمْنَاهُ} ".
===
وقتادة ومجاهد: متكأً: أي: طعامًا سماه متكأً لأن أهل الطعام إذا جلسوا يتكئون على الوسائد فسمي الطعام متكأً على الاستعارة، يقال: اتكَأْنَا عند فلان: أي: طَعِمْنا، ويقرأ في الشواذ: مُتْكًا بسكون التاء، واختلفوا في معناه: قال ابن عباس: هو الأترج، وبروى عن مجاهد مثله، وقيل: هو الأترج بالحبشية، وقال الضحاك: هو الزُماوَرْد - الزُّماورد بالضم: طعام من البيض واللحم، معرَّب، والعامة تقول بَزْماوَرْدُ، "ق" (ص: 307) - وقال عكرمة: كل شيء يقطع بالسكين، وقال أبو زيد: كل ما يُجزّ بالسكين فهو عند العرب متك. والمتك والبتك: القطع، بالميم والباء، فزيَّنَتِ المرأة المأدبةَ بألوان الفواكه والأطعمة ووضعت الوسائد ودعت النسوة، انتهى.
(1)
قوله: (متكًا) بسكون التاء من غير همز كالسابق، وهو "كل شيء قطع بالسكين" كالأترج وغيره من الفواكه، مِنْ متك الشيءَ: إذا قطعه، فهذا أعم من الأول، "قس"(10/ 345)، "ك"(17/ 158).
(2)
قوله: ({لَذُو عِلْمٍ}) زاد أبو ذر " {لِمَا عَلَّمْنَاهُ} " أي: "عامل
(1)
بما علم"، وصله ابن أبي حاتم، يريد قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ}، والضمير في {وَإِنَّهُ} ليعقوب، "قس" (10/ 345).
قوله: "وقال ابن جبير" ولأبي ذر: "سعيد بن جبير". " {صُوَاعَ} " ولأبي ذر " {صُوَاعَ الْمَلِكِ} " هو "مَكُّوك الفارسي" بفتح الميم وتشديد الكاف مضمومة: مكيال معروف لأهل العراق، وهو "الذي يلتقي طرفاه كانت تشرب
(1)
وفي الأصل: عالم.
وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: {صُوَاعَ} [يوسف: 72]: مَكُّوكُ الْفَارِسِيِّ الَّذِي يَلْتَقِي طَرَفَاهُ، كَانَتْ تَشْرَبُ بِهِ الأَعَاجِمُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(1)
: {تُفَنِّدُونِ} [يوسف: 94]: تُجَهِّلُونِ.
"وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ" في ذ: "وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ". " {صُوَاعَ} " في ذ: " {صُوَاعَ الْمَلِكِ} ". "تَشْرَبُ بِهِ الأَعَاجِمُ" في نـ: "تَشْرَبُ الأَعَاجِمُ مِنهُ".
===
[به] الأعاجم" وكان من فضة، وزاد ابن إسحاق: مرصَّعًا بالجواهر كان يسقى به الملك ثم جعل صاعًا يكال به، كذا في "قس" (10/ 345). قال في "القاموس" (ص: 878): والمكُّوْك كَتَنُّور: طاس يُشْرَبُ به، ومكيال يسع صاعًا ونصفًا، أو نصف رطل إلى ثمان أواقي أو نصفَ الوَيْبَة، أو ثلاثَ كيلَجات، انتهى. قال في "المجمع" [انظر (3/ 370)]: ويختلف مقداره باختلاف الاصطلاح في البلاد، والصواع هو صاع - هو الجامُ، الجام إناء من فضة، "ق" (ص: 682، 1006) - أي: إناء كان يشرب فيه الملك، انتهى.
(1)
قوله: (وقال ابن عباس) أي: في قوله تعالى: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} " أي: "تجهِّلُون"، وقال الضحاك: تهرِّمون، فتقولون: شيخ كبير قد ذهب عقله. وعند ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} أي: لولا تسفِّهون. قال: فوجد ريحه من مسيرة ثلاثة أيام.
قوله: "قال غيره" أي: غير ابن عباس في قوله تعالى: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} [يوسف: 10]. قوله: "كل شيء" مبتدأ، وقوله:"غَيَّب عنك" صفة لشيء في محل جر، وقوله:"شيئًا" مفعول "غيب"، وقوله:"فهو غيابة" خبر المبتدإ، والمبتدأ إذا تضمن معنى الشرط تدخل الفاء في خبره. "والجب" بالجيم "الركية التي لم تُطْوَ" قاله أبو عبيدة. والغيابة قال الهروي: شبه طاق في البئر فويق الماء لغيب ما فيه من العيون. وقال الكلبي: يكون في قعر
وَقَالَ غَيْرُهُ: غَيَابَةٍ
(1)
: كُلُّ شَيْءٍ غَيَّبَ عَنْكَ
(2)
شَيْئًا فَهُوَ غَيَابَةٌ. وَالْجُبُّ: الرَّكِيَّةُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ. {بِمُؤْمِنٍ
(3)
لَنَا} [يوسف: 17]: بِمُصَدِّقٍ لَنَا
(4)
. {أَشُدَّهُ} [يوسف: 22]: قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ فِي النُّقْصَانِ، يُقَالُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغُوا أَشُدَّهُمْ
(5)
، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَاحِدُهَا شَدٌّ. وَالْمُتَّكَأُ
(6)
: مَا اتَّكَأْتَ عَلَيْهِ لِشَرَابٍ أَوْ لِحَدِيثٍ أَوْ لِطَعَامٍ. وَأَبْطَلَ
(7)
===
الجب لأن أسفله واسع ورأسه ضيق فلا يكاد الناظر يرى ما في جوانبه. قوله: " {أَشُدَّهُ} " أي: "قبل أن يأخذ في النقصان" وهو ما بين الثلاثين والأربعين، وقيل: سن الشباب، ومبدؤه قبل بلوغ الحلم. "يقال: بلغ أشدَّه وبلغوا أشدهم" أي: فيكون أَشُدّ في المفرد والجمع بلفظ واحد. "وقال بعضهم: واحدها" أي: واحد الأَشُدِّ: "شَدّ" بفتح الشين من غير همز، وهو قول سيبويه والكسائي، كذا في "قس" (10/ 345).
(1)
بالرفع وفي نسخة بالجر، "قس"(10/ 346).
(2)
على الحكاية.
(3)
قال تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} .
(4)
أي: لسوء ظنك بنا، "قس"(10/ 346).
(5)
أي: يضاف إلى المفرد والجمع بلفظ الواحد، قال الكرماني (17/ 158): الأشد يطلق على حال بعد حصول القوة وقبل الضعف.
(6)
قوله: (والمتكأ) بتشديد الفوقية وبعد الكاف همزة، اسم مفعول على قراءة الجمهور. قوله:"ما اتكأتَ عليه لشراب أو لحديث أو لطعام" أي: لأجل شراب. . . إلخ، كذا في "قس"(10/ 346). قال الكرماني (17/ 158، 159) وغيره: اعلم أن البخاري يريد أن يبين أن المتكأ في قوله تعالى: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} [يوسف: 31] اسم مفعول من الاتكاء، وليس هو بِمُتْكًا بمعنى الأترج ولا بمعنى طرف البظر أي: الفرج، فجاء فيها بعبارات منحرفة.
(7)
قوله: (وأبطل) أي: من قال: إن المتك بمعنى الأترج فقد قال باطلًا؛ إذ ليس في كلامهم ذلك، "ك"(17/ 159).
قال في "الخير الجاري"(2/ 403): وفي "العيني"(13/ 64، 65): روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ مُتْكًا مخففة ويقول: هو الأترج، وقال بعضهم: إن البخاري تبع أبا عبيدة فلحقه آفة التقليد. وقال صاحب "التوضيح": هذه الدعوى أعني "ليس في كلام العرب" من الأعاجيب، وقد قال في "المحكم": المتكأ الأترج، كذا في "العيني" وفي "القاموس" (ص: 179، 877) في فصل التاء من باب الجيم: الأترجّ والأترجّة والتُّرُنْجَة والتُّرُنج: معروف. وقال في باب الكاف: المتك الأترج، انتهى مختصرًا.
الَّذِي قَالَ: الأُتْرُنْجُ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الأُتْرُنْجُ، فَلَمَّا احْتُجَّ
(1)
عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُ الْمُتَّكَأُ. . . . . . . . .
"الأُتْرُنْجُ" كذا في ذ، وفي غيره:"الأُتْرُجُّ" وكذا في الموضع الآتي. "فَلَمَّا احْتُجَّ" في سـ، حـ، ذ:"فِيمَا احْتُجَّ". "بِأَنَّهُ الْمُتَّكَأُ" في ذ: "بِأَنَّ الْمُتكَّأَ".
===
(1)
قوله: (فلما احُتُجَّ عليهم بأنه المتكأ من نمارق) أي: لما أورد الحجة عليهم أي: على القائلين بأنه الأترنج، وثبت أن المتكأ عبارة عن النمرقة والمخدة ونحوهما لا عن الأترنج "فرَّوا إلى شرٍّ منه" وأبعد من ذلك "فقالوا" - ولأبي ذر "وقالوا" -:"إنما هو المتْك ساكنة التاء، وإنما المتك طرف البظر" يعني قالوا: المراد منه المتك الذي بمعنى طرف البظر - بالموحدة والمعجمة - بمعنى الفرج، "ومن ذلك قيل لها" أي: للمرأة: "الْمَتْكاء" مؤنث الأمتك أفعل الصفة، وللرجل "ابن المتكاء" وفي بعضها "متكى" مؤنث الأمتك أفعل التفضيل. قوله:"فإن كان ثَمَّ" بفتح المثلثة وشدة الميم أي: في ذلك المجلس. قوله: "فإنه بعد المتكإ" على لفظ الظرف بمعنى ضد قبل وهذا ظاهر، وفي أكثر النسخ "فإنه يعد" بضم التحتية وفتح المهملة وتشديد الدال على صيغة المضارع،
مِنْ نَمَارِقَ
(1)
، فَرُّوا إِلَى شَرٍّ مِنْهُ، فَقَالُوا: إِنَّمَا هُوَ الْمُتْكُ
(2)
،
"فَقَالُوا" في ذ: "وَقَالُوا".
===
أي: يهيّأ ويرتَّب للمتكإ، لكن ينبغي أن يراد من النسخة الآخرة ما يراد من الأولى لما في الثانية خفاء، والمعنى: يكون مع المتكإ الأترج، وفي بعضها "مع المتكإ"، هذا ملتقط من "الكرماني"(17/ 159) و"الخير الجاري"(2/ 403).
قال القسطلاني (10/ 347): وقيل: المتكأ طعام يُجَزُّ جَزًّا، وقال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وقتادة ومجاهد: متكأ: طعامًا، لأن أهل الطعام إذا جلسوا يتكئون على الوسائد، فسمي الطعام متكأً على الاستعارة، وقيل: المتكأ: طعام يحتاج إلى أن يقطع بالسكين لأنه متى كان كذلك احتاج الإنسان إلى أن يتكأ عليه عند القطع، وقد علم مما مرَّ أن المتك المخفف يكون بمعنى الأترج وطرف البظر، وأن المشدد ما يتكأ عليه من وسادة، وحينئذ فلا تعارض بين النقلين كما لا يخفى. وكان الأولى سياق قوله:"والمتكأ: ما اتكأتَ عليه" عقب "متكأً: كل شيء قطع بالسكين"، ويشبه أن يكون من ناسخ غير مرتب، انتهى.
قوله: " {شَغَفَهَا} " أي: في قوله تعالى: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} . "يقال: بلغ إلى شغافها" أي: وصل الحب إلى "غلاف قلبها"، "وأما شَعَفها" بالعين المهملة وهي قراءة الحسن وابن محيصن "فَمِنَ المشعوف" وهو الذي أحرق قلبه الحبُ، "قس"(10/ 347)، "ك"(17/ 159 - 160)، "خ" (2/ 403). قوله:" {أَصْبُ} " في قوله تعالى: {لَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ} أي: "أميل" إلى إجابتهن، "قس"(10/ 347).
(1)
يعني وسائد، "قس"(10/ 346).
(2)
المخفف، "قس"(10/ 346)، هو تغيير اللفظ والمعنى جميعًا حيث قالوا: إنما المتكأ هو المتك على وزن قفل لا المتكأ بمعنى ما اتكأت عليه ولا الأترنج، مولانا رفيع الدين كذا وجدته في حاشيته.
سَاكِنَةَ التَّاءِ، وَإِنَّمَا الْمُتْكُ طَرَفُ الْبَظْرِ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لَهَا: مَتْكَاءُ
(1)
وَابْنُ الْمَتْكَاءِ
(2)
، فَإِنْ كَانَ ثَمَّ أُتْرُنْجٌ فَإِنَّهُ بَعْدَ الْمُتَّكَإِ
(3)
.
{شَغَفَهَا
(4)
} [يوسف: 30] يُقَالُ: إِلَى شِغَافِهَا
(5)
، وَهُوَ غِلَافُ قَلْبِهَا، أَمَّا شَعَفَهَا
(6)
فَمِنَ الْمَشْعُوفِ
(7)
. {أَصْبُ} [يوسف: 33]: أَمِلْ. {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ
(8)
} [يوسف: 44]: مَا لَا تَأْوِيلَ لَهُ، وَالضِّغْثُ: مِلْءُ الْيَدِ مِنْ حَشِيشٍ وَمَا أَشْبَهَهُ
(9)
، وَمِنْهُ:{خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} [ص: 44]،
"ثَمَّ أُتْرُنْجُ" في نـ: "ثَمَّ أُتْرُجٌّ". "بَعْدَ الْمُتَّكَإِ" في نـ: "مَعَ الْمُتَّكَإِ"، وفي نـ:"يُعَدُّ الْمُتَّكَأُ". "يُقَالُ: إِلَى شِغَافِهَا" في ذ: "يُقَالَ: بَلَغَ شِغَافَهَا". " {أَصْبُ} " زاد بعده في نـ: " {إِلَيْهِنَّ} ". "أَمِلْ" زاد في ذ: "صَبَا: مَالَ". " {أَحْلَامٍ} " سقط لأبي ذر. " {خُذْ بِيَدِكَ} " في نـ: " {وَخُذْ بِيَدِكَ} ".
===
(1)
بفتح الميم والتخفيف والمد وهي التي لم تختن، ويقال للبظراء أيضًا، "قس"(10/ 347).
(2)
أي: البظراء، "ق" (ص: 877).
(3)
ضد قُبُل، "ك"(17/ 159).
(4)
قال تعالى: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} .
(5)
بكسر المعجمة عند المحدثين وفي كتب اللغة بفتحها، "قس"(10/ 347).
(6)
بالعين المهملة، وهي قراءة الحسن، "قس"(10/ 347).
(7)
هو الذي أحرق قلبه الحبُّ.
(8)
قال قتادة: هي الأحلام الكاذبة، "قس"(10/ 347).
(9)
جنسًا واحدًا أو أجناسًا مختلفة، "قس"(10/ 347).
لَا مِنْ قَوْلِهِ: {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ
(1)
(2)
}، وَاحِدُهَا ضِغْثٌ. {وَنَمِيرُ
(3)
} [يوسف: 65]: مِنَ الْمِيرَةِ
(4)
. {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} [يوسف: 65]: مَا يَحْمِلُ بَعِيرٌ. {آوَى إِلَيْهِ} [يوسف: 69]: ضَمَّ إِلَيْهِ،
"ضَمَّ إِلَيْهِ" في نـ: "ضَمَّ" بإسقاط "إِلَيه".
===
(1)
قوله: (لا من قوله: أضغاث أحلام) أي: الضغث في قوله تعالى: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} بمعنى الكف من الحشيش لا بمعنى "ما لا تأويل له"، "ك"(17/ 160).
(2)
الذي هو بمعنى "لا تأويل له"، "قس"(10/ 348).
(3)
قوله: ({وَنَمِيرُ}) يريد قوله: {هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} من الميرة بكسر الميم وهي الطعام، أي: نجلب إلى أهلنا الطعام. " {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} " أي: "ما يحمل بعير" بسبب حضور أخينا، لأنه كان يكيل لكل رجل حملَ بعير. قوله:" {آوَى إِلَيْهِ} " أي: "ضَمَّ إلَيه" أخاه بنيامين إلى الطعام أو إلى المنزل. قوله: " {السِّقَايَةَ} " يريد قوله تعالى {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ} : "مكيال" أي: إناء كان يوسف عليه السلام يشرب به فجعلوه مكيالًا لئلا يكتالوا بغيره فيظلموا. قوله: " {خَلَصُوا نَجِيًّا} "[يوسف: 80] أي: "اعترفوا" وللكشميهني "اعتزلوا نجيًا" وهو الصواب، أي: انفردوا وليس معهم أخوهم، أو خلا بعضهم إلى بعض يتشاورون لا يخالطهم غيرهم، و {نَجِيًّا} حال من فاعل {خَلَصُوا} يستوي فيه المذكر والمؤنث، "قس"(10/ 348)، والمثنى والجمع، "ك"(17/ 160 - 161).
(4)
بالكسر: جلب الطعام، "ق" (ص: 445).
{السِّقَايَةَ} [يوسف: 70]: مِكْيَالٌ. {تَفْتَأُ
(1)
} [يوسف: 85]: لَا تَزَالُ.
"{السِّقَايَةَ} مِكْيَالٌ" زاد بعده في هـ، سـ: " {اسْتَيْأَسُوا}
(2)
: يَئِسُوا من اليأس، {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}
(3)
: معناه الرجاءُ، {خَلَصُوا نَجِيًّا}: اعْتَرَفُوا - في نـ: اعتزلوا - نَجِيًّا، والجميع - في نـ: والجمع - أَنْجِيَةٌ، يَتَنَاجَوْنَ، الواحد: نَجِيٌّ، وَالاثنَانِ والجميع نَجِيٌّ وأَنْجِيَةٌ
(4)
". "{تَفْتَأُ} " في ذ: "تَفْتَأ".
===
(1)
قوله: ({تَفْتَأُ}) بالواو وبالألف [صورة الهمزة]، وهو جواب القسم على حذف لا، وهي ناقصة بمعنى "لا تزال"، يريد قوله تعالى:{تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} . قوله: " {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} " أي: "محرضًا" بضم الميم وفتح الراء "يذيبك الهم"، والمعنى: لا تزال تذكر يوسف بالحزن والبكاء عليه حتى تموت من الهم. والحرض في الأصل مصدر، ولذلك لا يثنى ولا يجمع. وقوله تعالى:{اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} أي: "تَخَبَّرُوا" خبرًا من أخبار يوسف وأخيه، والتحسُّسُ طلب الشيء بالحاسة، وقوله:{أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} " هي عقوبة "عامة مُجَلِّلَة" من جلّل الشيءَ إذا عَمَّه، صفة لغاشية، "قس" (10/ 349/ 350).
(2)
أي: من يوسف وإجابته إياهم، وزيادة السين والتاء للمبالغة، "قس"(10/ 348).
(3)
أي: رحمته وفضله، "قسطلاني"(10/ 348)، أي: معنى عدم اليأس: الرجاءُ، "ك"(17/ 161).
(4)
أي: النجي يستوي فيه المذكر والمؤنث والمثنى والجمع، وجاء الأنجية جمعًا له، "ك"(7/ 161).
{حَرَضًا
(1)
} [يوسف: 85]: مُحْرَضًا
(2)
، يُذِيبُكَ الْهَمُّ. {تَحَسَّسُوا} [يوسف: 87]: تَخَبَّرُوا. {مُزْجَاةٍ
(3)
} [يوسف: 88]: قَلِيلَةٌ. {غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} [يوسف: 107]: عَامَّةٌ مُجَلِّلَةٌ.
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ
(4)
وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ
(5)
كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} [يوسف: 6]
4688
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ
(6)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيمِ
(7)
ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ، يُوسُفُ بْنُ
(8)
يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ". [راجع: 3382].
"{إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} " في ذ بدله: "الآية". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" زاد قبله في نـ: "وَقَالَ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ".
===
(1)
أي: مريضًا مشفيًا على الهلاك، وقيل: الحرض الذي أذابه هم أو مرض، "بيض"(1/ 494).
(2)
بضم الميم وفتح الراء، "قس"(10/ 349).
(3)
قال تعالى: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} ، أي: قليلة، وقيل: رديئة، وهما بالرفع، ولغيره: بالجر حكاية، "قس"(10/ 350).
(4)
بالنبوة.
(5)
سائر بنيه بالنبوة، "قس"(10/ 350).
(6)
هو ابن عبد الوارث التنوري، "قس"(10/ 350).
(7)
بالألف ها هنا
(8)
بحذف ألف "ابن"، "خ".
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ
(1)
آيَاتٌ
(2)
لِلسَّائِلِينَ
(3)
} [يوسف: 7]
4689 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ
(5)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(6)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
(7)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ؟ قَالَ: "أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ". قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: "فَأَكْرَمُ الناس يُوسُفُ
(8)
نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ". قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ:
"بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في سـ، ذ، وسقط لغيرهما. " {آيَاتٌ} " في ذ:"آَيَةٌ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ". "عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ" في نـ: "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ".
===
(1)
أي: في قصتهم، "بيض"(1/ 477)، ومرَّ بعض بيانه (في ك: 60، ب: 19، ح: 3383 وما بعده).
(2)
أي: علامات ودلائل على قدرة الله وحكمته في كل شيء، ولأبي ذر: آية، بالتوحيد على إرادة الجنس، وهي قراءة ابن كثير، "قس"(10/ 351).
(3)
عن قصتهم أو على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
(4)
هو ابن سلام، "قس"(10/ 351).
(5)
ابن سليمان.
(6)
مصغرًا وهو العمري، "قس"(10/ 351).
(7)
المقبري.
(8)
أي: من جهة النسب، ولم يشرك أحد يوسف في هذه الفضيلة، ولا يلزم من ذلك أن يكون أفضل من غيره مطلقًا، "توشيح"(7/ 2890).
"فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ
(1)
تَسْأَلُونِّي؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا
(2)
". تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ. [راجع: 3353، أخرجه: س في الكبرى 11250، تحفة: 12987].
3 - بَابُ قَوْلِهِ: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ
(3)
(4)
} [يوسف: 18]
{سَوَّلَتْ} : زَيَّنَتْ
(5)
.
4690 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ
(7)
، عَنْ صَالِحٍ
(8)
،. . . . . . . . . . .
"تَسْأَلُونِّي" في ذ: "تَسْأَلُونَنِي". "بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في سـ، ذ، وسقط لغيرهما. " {قَالَ} " سقط في نـ. " {أَنْفُسُكُمْ} " زاد بعده في ذ:" {أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} ".
===
(1)
أي: أصولهم التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها، وإنما جعل الأنساب معادن لما فيها من الاستعدادات المتفاوتة، "قس"(10/ 351)، ومرَّ بيانه (برقم: 3353، و 3383، و 3490).
(2)
بضم القاف، ولأبي ذر بكسرها، فالوضيع العالم خير من الشريف الجاهل، ولذا قيده بقوله:"إذا فقهوا"، "قس" (10/ 351) ومرَّ (برقم: 3383).
(3)
قيل: هذه الجملة محذوفة تقديره: لم يأكل الذئب بل سولت إلخ.
(4)
أي: سهلت لكم أنفسكم وهونت في أعينكم أمرًا عظيمًا، من السول وهو الاسترخاء، "بيض"(1/ 479).
(5)
وسَهَّلَت، قاله ابن عباس، "قس"(10/ 352).
(6)
الأويسي.
(7)
هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن، "قس"(10/ 353).
(8)
هو ابن كيسان.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(1)
. قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ
(2)
وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ
(4)
مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ
(5)
، كُلٌّ
(6)
حَدَّثَنِي طَائِفَةً
(7)
مِنَ الْحَدِيثِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ
(8)
فَاسْتَغْفِري اللَّهَ وَتُوبِي إلَيْهِ". قُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ لَا أَجِدُ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ
(9)
: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
(10)
}
"قَالَ: وَحَدَّثَنَا" في نـ: "ح وَحَدَّثَنَا".
===
(1)
الزهري.
(2)
ابن العوام.
(3)
ابن عتبة، أحد الفقهاء السبعة، "قس"(10/ 353).
(4)
مسطح وحمنة وحسان وعبد الله بن أُبي وزيد بن رفاعة وغيرهم، "قس"(10/ 353).
(5)
بما أنزله في سورة النور، "قس"(10/ 353).
(6)
ولا يضر عدم التعيين إذ كل ثقة حافظ، "قس"(10/ 353).
(7)
أي: بعضًا منه، "قس"(10/ 353).
(8)
أتيتِهِ من غير عادة، "قس"(10/ 353).
(9)
يعقوب عليه السلام.
(10)
هذا قطعة من حديث مرَّ غير مرة بطوله، وسيجيء في سورة النور إن شاء الله تعالى.
[يوسف: 18]. وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ} الْعَشْرَ الآيَاتِ
(1)
[النور: 11 - 20]. [راجع: 2593، أخرجه: م 2770، س في الكبرى 8931، تحفة: 16494، 16126، 17409، 16311].
4691 -
حَدَّثَنَا مُوسَى
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(3)
، عَنْ حُصَيْنٍ
(4)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي
(6)
مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ رُومَانَ
(7)
وَهِيَ أُمُّ عَائِشَةَ قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا وَعَائِشَةُ
"{جَاءُوا بِالْإِفْكِ} " زاد بعده في ذ: " {عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} ". "الْعَشْرَ الآيَاتِ" في نـ: "الآيَاتِ الْعَشْرَ". "حَدَّثَنَا مُوسَى" في نـ: "حَدَّثَنَا مُوسَى بنُ إِسْمَاعِيلَ".
===
(1)
من سورة النور، "قس"(10/ 353).
(2)
المنقري.
(3)
الوضاح اليشكري، "قس"(10/ 354).
(4)
ابن عبد الرحمن.
(5)
شقيق بن سلمة.
(6)
هذا تصريح في أن مسروقًا سمع أم رومان، والأكثر على خلافه، "ك"(17/ 162).
(7)
بضم الراء وتفتح، بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس، قال الحافظ أبو نعيم: بَقِيَتْ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم دهرًا طويلًا. وفيه تأييد لتصريحه بسماع مسروق منها فيكون الحديث متصلًا، وما روي أنها ماتت سنة ست فقد نبَّه البخاري في "تاريخه": أنها رواية ضعيفة وحديث مسروق أسند أي: أصح إسنادًا، وقد جزم إبراهيم الحربي بأن مسروقًا إنما سمع من أم رومان في خلافة عمر؛ فقد ظهر أن الذي وقع في "الصحيح" هو الصواب، "قس"(10/ 354).
أَخَذَتْهَا الْحُمَّى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَعَلَّ
(1)
فِي حَدِيثٍ
(2)
تُحُدِّثَ؟
(3)
". قَالَتْ: نَعَمْ، وَقَعَدَتْ عَائِشَةُ قَالَتْ: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَيَعْقُوبَ
(4)
وَبَنِيهِ: {بَلْ سَوَّلَتْ
(5)
لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}. [راجع: 3388].
4 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ
(6)
(7)
"{بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ} إلى {جَمِيلٌ} " ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ} " في نـ:"فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ".
===
(1)
أي: لعل الذي حصل لها، "قس"(10/ 354).
(2)
أي: من أجل حديث، "قس"(10/ 354).
(3)
في حقها، وهو حديث الإفك، وتحدث بضم أوله مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 354).
(4)
قوله: (مثلي ومثلكم كيعقوب) أي: صفتي كصفة يعقوب عليه السلام حيث صبر صبرًا جميلًا وقال: {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ} . وسقط قوله: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ} " إلى "{جَمِيلٌ} " لغير أبي ذر، كذا في "القسطلاني" (10/ 354). قال الكرماني (17/ 162): لا منافاة بينه وبين ما تقدم من أنها قالت: "أبا يوسف" وإن كانت القصة واحدة، لأن هذا من كلام الراوي نقلًا بالمعنى، انتهى.
(5)
أي: زينت.
(6)
لأنه كان في غاية الجمال، "قس"(10/ 355).
(7)
قوله: ({وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ}) طلبت منه وعجلت
(1)
أن يواقعها، من راد يرود إذا جاء وذهب لطلب الشيء. قوله:" {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} " قيل: كانت سبعة. والتشديد للتكثير أو للمبالغة في الإيثاق.
(1)
في "البيضاوي": "تَمَحَّلَتْ".
وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ
(1)
لَكَ} [يوسف: 23]
قَالَ عِكْرِمَةُ
(2)
: {هَيْتَ لَكَ} بِالْحَوْرَانِيَّةِ
(3)
: هَلُمَّ
(4)
.
وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ
(5)
: تَعَالَهْ
(6)
.
"{هَيْتَ} " لأبي ذر بكسر الهاء، وقيل: هُمَا لغَتَانِ، "قس" (10/ 355). "وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ" في نـ:"قَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ".
===
قوله: " {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} " أي: أقبل وبادر، أو تهيأتُ لك. والكلمة على الوجهين اسم فعل بني على الفتح كأين، واللام للتبيين كالتي في: سقيًا لك، وقرأ ابن كثير بالضم [وفتحِ الهاء] تشبيهًا لها بحيث، ونافع وابن عامر بالفتح وكسر الهاء كعِيط وهي لغة فيه، وقرئ هيت كجِير وهئتُ كجئتُ، من هَاءَ يَهِيءُ إذا تهيا، وعلى هذا فاللام من صلته، "بيضاوي"(1/ 480).
(1)
ولأبي ذر بكسر الهاء، وقيل: هما لغتان، "قس"(10/ 355).
(2)
مولى ابن عباس، "قس"(10/ 355).
(3)
بفتح المهملة وسكون الواو وبالراء وبالنون: بلد بأرض الشام، "ك"(17/ 163).
(4)
قوله: (بالحورانية هلم) هذا وصله ابن جرير عن عكرمة عن ابن عباس. وقال أبو عبيد القاسم بن سَلّام: وكان الكسائي يقول: هي لغة لأهل حوران وقعت إلى أهل الحجاز. وقال السدي: هي معربة من القبطية بمعنى هلم لك. وقال ابن عباس: من السريانية، وقيل: من العبرانية. والجمهور على أنها عربية، "قس"(10/ 355).
(5)
هو سعيد، "قس"(10/ 355).
(6)
بهاء السكت، وهذا وصله الطبري، "قس"(10/ 355).
4692 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(4)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(5)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ:{وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} قَالَ: وَإِنَّمَا نَقْرَؤُهَا كَمَا عُلِّمْنَاهَا
(6)
(7)
. [أخرجه: د 4005، تحفة: 9265].
"حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ". "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ" في نـ: "عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ". " {هَيْتَ} " بفتح الهاء والفوقية، ولأبي ذر بكسر الهاء وضم الفوقية، "قس" (10/ 356). "قَالَ: وَإِنَّمَا" في نـ: "وَقَالَ: إِنَّمَا". "نَقْرَؤُهَا" بالنون لأبي ذر، ولغيره بالياء، "قس" (10/ 356).
===
(1)
أبو جعفر الدارمي.
(2)
الأزدي البصري.
(3)
ابن الحجاج.
(4)
الأعمش.
(5)
شقيق.
(6)
قوله: (قال: وإنما نقرؤها كما عُلّمناها) قال السيوطي (7/ 2892): وقراءته بضم التاء، والمذكورةُ له بفتحها، انتهى. قال القسطلاني (10/ 356): هذا قد أورده المؤلف مختصرًا، وقد أخرجه عبد الرزاق كما قال الحافظ ابن كثير وابن حجر عن الثوري عن الأعمش بلفظ: إني سمعت القراء
(1)
فسمعتهم متقاربين، فاقرؤوا كما عُلّمتم وإياكم والتنطعَ والاختلافَ، فإنما هو كقول الرجل: هلم وتعال، ثم قرأ:{وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} قلت: إن ناسًا يقرؤونها {هَيْتَ} ، قال: لأن أقرأها كما عُلِّمتُ أحبّ إليّ.
(7)
مبنيًّا للمفعول.
(1)
في الأصل وفي "قس"(10/ 23): "القراءة"، والظاهر ما أثبتناه من "الفتح"(8/ 364).
{مَثْوَاهُ
(1)
} [يوسف: 21]: مُقَامُهُ
(2)
. {وَأَلْفَيَا
(3)
} [يوسف: 25]: وَجَدَا. {أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ} [الصافات: 69]. {أَلْفَيْنَا} [البقرة: 17].
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ
(4)
} [الصافات: 12].
4693 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(5)
قَال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(6)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(7)
، عَنْ مُسْلِمٍ
(8)
،. . . . . . . . . . .
"{مَثْوَاهُ} إلى {أَلْفَيْنَا} " ثبت في ذ فقط.
===
(1)
في قوله تعالى: و {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} موضع الإقامة، "بغوي"(4/ 225).
(2)
بضم الميم قاله أبو عبيدة، "قس"(10/ 356).
(3)
سيدها.
(4)
قوله: ({بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ}) بضم التاء. قال الكرماني (17/ 163): فإن قلت: هذه في سورة الصافات فلم ذكرها هنا؟ قلت: لبيان أن ابن مسعود يقرأه مضمومًا كما يقرأ هيتُ مضمومًا، وكان شريح القاضي يقرأ بالفتح ويقول: إن الله لا يعجب وإنما يعجب من لا يعلم، فقال إبراهيم النخعي إن شريحًا يعجبه علمُه، وأن عبد الله بن مسعود كان يقرأ بالضم، انتهى. قال في "الخير الجاري" (2/ 403): ومعنى يعجبه علمُه: أنه اعتمد على ما لا اعتماد لنا عليه، انتهى. قال القسطلاني (10/ 357): وإذا ثبت الرفع فليس لإنكاره معنى، بل يُحْمَلُ على ما يليق به تعالى.
(5)
عبد الله بن الزبير المكي، "قس"(10/ 357).
(6)
الثوري، "قس"(10/ 357).
(7)
سليمان.
(8)
هو ابن صبيح، "قس"(10/ 357).
عَنْ مَسْرُوقٍ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
: أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أَبْطَأُوْا
(3)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالإِسْلَامِ قَالَ: "اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ"، فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ
(4)
حَصَّتْ
(5)
كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِثْلَ الدُّخَانِ
(6)
، قَالَ اللَّهُ:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]. قَالَ اللَّهُ: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}
(7)
[الدخان: 15]. أَفَيُكْشَفُ
(8)
عَنْهُمُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ
(9)
وَمَضَتِ الْبَطْشَةُ
(10)
؟!. [راجع: 1007].
"عَنِ النَّبِيِّ" في ذ: "عَلَى النَّبِيِّ".
===
(1)
هو ابن الأجدع، "قس"(10/ 357).
(2)
هو ابن مسعود، "قس"(10/ 357).
(3)
أي: تأخروا.
(4)
بفتح السين، أي: جدب وقحط، "قس"(10/ 357).
(5)
بالحاء والصاد المشددة المهملتين، أي: أذهبت، "قس"(10/ 357).
(6)
من ضعف بصره بسبب الجوع، "قس"(10/ 357).
(7)
أي: إلى الكفر.
(8)
أي: لا يكشف عذاب القيامة من الكفار، وقد قال الله تعالى:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ} ، فعلم أن المراد منه عذاب الدنيا.
(9)
الحاصل بسبب الجوع، "قس"(10/ 357)، وستقع أخرى.
(10)
قوله: (ومضت البطشة) الكبرى يوم بدر، وعن الحسن: البطشة الكبرى يوم القيامة. ووجه المناسبة بين الحديث والترجمة لعله نظر إلى آخر الحديث، وهو أن أبا سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك بُعثتَ بصلة الرحم، وأن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم فدعا لهم بكشف. ففيه أنه عفا عن قومه كما عفا يوسف عليه السلام عن امرأة العزيز، "ك"(17/ 164)،
5 - بَابُ قَوْلِهِ: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ
(1)
قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ
(2)
مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
(3)
(50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ
(4)
إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ
(5)
} [يوسف: 50، 51]
وَحَاشَ
(6)
وَحَاشَا: تَنْزِيهٌ وَاسْتِثْنَاءٌ. {حَصْحَصَ
(7)
} [يوسف: 51]: وَضَحَ.
"بَابُ قَوْلِهِ" كذا في ذ، وسقط لغيره. " {إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ. . .} إلخ" في نـ بدله:"إِلَى قَولِهِ: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ} ". "وَحَاشَ" في نـ: "حَاشَ" بإسقاط الواو.
===
"قس"(10/ 357) ومرّ الحديث (برقم: 1007) في "الاستسقاء".
(1)
رسول الملك ليخرجه من السجن، "قس"(10/ 358).
(2)
أي: سله عن حقيقة شأنهن ليعلم براءتي عن تلك التهمة، "قس"(10/ 358).
(3)
حين قلن: أطع مولاتك، "قس"(10/ 358).
(4)
أي: ما شأنكن، "قس"(10/ 358).
(5)
أي: تنزيه له تعالى وتعجب من قدرته على خُلُق عفيف مثله، "بيضاوي"(1/ 487).
(6)
قوله: (حَاشَ) بغير ألف بعد الشين "وحاشا" بها لفظًا: "تنزيه" فتكون اسمًا، ويدلّ له قراءة بعضهم "حاشًا لله" بالتنوين. قوله:"استثناء" ذهب سيبويه وأكثر البصريين إلى أنها حرف بمنزلة "إلا" لكنها تجرُّ المستثنى، "قس"(10/ 358).
(7)
أي: في قوله تعالى: {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} .
4694 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ
(2)
، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو
(3)
بْنِ الْحَارِثِ
(4)
، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ
(5)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(6)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(7)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا
(8)
، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ
(9)
، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ
(10)
يُوسُفُ
"حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ". "مَا لَبِثَ يُوسُفُ" في ذ: "لُبْثَ يُوسُفَ".
===
(1)
بفتح الفوقية وكسر اللام، "قس"(10/ 359).
(2)
من أصحاب مالك، "قس"(10/ 359).
(3)
بفتح العين، "قس"(10/ 359).
(4)
ابن يعقوب، "قس"(10/ 359).
(5)
الأيلي.
(6)
الزهري.
(7)
مرَّ مرارًا.
(8)
هو ابن أخي إبراهيم، وكان ممن آمن وهاجر معه إلى مصر، "قس"(10/ 359).
(9)
أي: إلى الله.
(10)
قوله: (ما لبث) ولأبي ذر "لُبْثَ" بضم اللام وسكون الموحدة، وكان قد لبث سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام وسبع ساعات كما قيل. قوله:"لأجبتُ الداعي" أي: لأسرعتُ إلى الإجابة إلى الخروج من السجن. قال محيي السُّنَّة: وصف صلى الله عليه وسلم يوسفَ عليه السلام بالأناة والصبر حيث لم يبادر إلى الخروج حين جاء الرسول، "قس"(10/ 359).
لأَجَبْتُ الدَّاعِيَ
(1)
، وَنَحْنُ أَحَقُّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لَهُ: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى
(2)
وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260][راجع: 3372].
6 - بَابُ قَوْلِهِ: {حَتَّى
(3)
إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} [يوسف: 110]
4695 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ
(5)
،. . . . . . . . . . . .
"أَحَقُّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ" في صغـ: "أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ". " {اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} " زاد بعده في نـ: " {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} ".
===
قوله: "ونحن أحق. . ." إلخ، أي: لو كان الشك متطرقًا إلى إبراهيم لكنتُ أحقَّ به، وقد علمتم أني لا أشك فاعلموا أنه كذلك، وفيه ترجيح إبراهيم على نفسه، وجوابه أنه قال ذلك تواضعًا أو قبل أن يوحى إليه أنه سيد ولد آدم، "لمعات". ومرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 3372). قوله: " {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} "، فلم يكن شك في القدرة على الإحياء بل أراد الترقي من علم اليقين إلى عين اليقين مع مشاهدة الكيفية، "قس"(10/ 360).
(1)
يصفه بالصبر وهو من حسن تواضعه، "مجمع"(2/ 180).
(2)
آمنت، ولكن سألتك أن تريني كيف الإحياء، "قس"(10/ 360).
(3)
ليس في الكلام شيء تكون {حَتَّى} غايةً له، فقدَّره الزمخشري: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالًا فتراخى نصرهم حتى. . . إلخ، "قس"(10/ 360).
(4)
ابن أويس، "قس"(10/ 360).
(5)
ابن إبراهيم.
عَنْ صَالِحٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَهُ وَهُوَ يَسْأَلُهَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} قَالَ: قُلْتُ
(3)
: أَكُذِبُوا
(4)
أَمْ كُذِّبُوا
(5)
؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: كُذِّبُوا
(6)
. قُلْتُ: فَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ؟ قَالَتْ: أَجَلْ
(7)
لَعَمْرِي لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا
(8)
بِذَلِكَ. فَقُلْتُ لَهَا: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا
(9)
، قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا
(10)
.
"قَالَتْ لَهُ" في نـ: "قَالَتْ".
===
(1)
هو ابن كيسان، "قس"(10/ 360).
(2)
الزهري، "قس"(10/ 360).
(3)
لعائشة.
(4)
بتخفيف المعجمة، "قس"(10/ 360).
(5)
بتشديدها.
(6)
مشددة، "قس"(10/ 361).
(7)
أي: نعم.
(8)
ولم يظنوا، "قس"(10/ 361).
(9)
بالتخفيف فردت عليه، "قس"(10/ 361).
(10)
قوله: (قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها) وهذا ظاهر أنها أنكرت قراءة التخفيف بناء على أن الضمير للرسل، ولعلها لم تبلغها، فقد ثبتت متواترة في آخرين، وَوُجِّهت بأن الضمير في {وَظَنُّوا} عائد على المرسل إليهم لتقدمهم في قوله:{كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} والضمير في {أَنَّهُمْ} و {كُذِبُوا} على " {الرُّسُلُ} " أي: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا، أي: كذبهم من أرسلوا إليه بالوحي وبنصرهم عليهم، أو أن الضمائر كلها ترجع إلى المرسل إليهم، أي: ظن المرسل إليهم
قُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الآيَةُ؟ قَالَتْ: هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ، فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلَاءُ، وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ، حَتَّى اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّتِ الرُّسُلُ
(1)
أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ
(2)
، جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ
(3)
. [راجع: 3389، تحفة: 16497].
4696 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ
(7)
، فَقُلْتُ: لَعَلَّهَا {كُذِبُوا} مُخَفَّفَةً؟ قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ نَحْوَهُ
(8)
. [راجع: 3389، تحفة: 16482].
===
أن الرسل قد كذبوهم فيما ادعوا من النبوة وفيما يوعدون به من لم يؤمن من - بيان ما - العقاب أو كذبهم المرسل إليهم بوعد الإيمان. وقول الكرماني: لم تنكر عائشة القراءة وإنما أنكرت التأويلَ: خلافُ الظاهر، "قس" (10/ 361). ومرَّ (برقم: 3389).
(1)
أي: ظنوا أنهم قد كذّبهم أممهم فيما جاؤوا به، لطول البلاء عليهم، "قس"(10/ 361).
(2)
فالضمائر كلها على قراءة التشديد عائدة على {الرُّسُلُ} ، "قس"(10/ 361).
(3)
وحصلت النجاة لمن تعلَّقت به مشيئته وهم النبي والمؤمنون، والظن هنا بمعنى اليقين، "قس"(10/ 361).
(4)
الحكم بن نافع، "قس"(10/ 361).
(5)
هو ابن أبي حمزة، "قس"(10/ 361).
(6)
محمد بن مسلم، "قس"(10/ 361).
(7)
ابن الزبير.
(8)
أي: فذكرت نحو حديث صالح بن كيسان، "قس"(10/ 361)
13 - سُورَةُ الرَّعْدِ
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ
(2)
} [الرعد: 14]: مَثَلُ الْمُشْرِكِ الَّذِي عَبَدَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا غَيْرَهُ، كَمَثَلِ الْعَطْشَانِ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى خَيَالِهِ فِي الْمَاءِ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَاوَلَهُ وَلَا يَقْدِرُ
(3)
.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(4)
: {سَخَّرَ} [الرعد: 2]: ذَلَّلَ. . . . . . . . . .
"{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " ثبت في ذ، وسقط لغيره. "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ:"قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". "إِلَهًا غَيْرَهُ" في ذ: "إِلَهًا آخَرَ غَيْرَهُ". "إِلَى خَيَالِهِ" في ذ: "إِلَى ظِلِّ خَيَالِهِ". " {سَخَّرَ}: ذَلَّلَ" سقط في نـ. وفي نـ: " {وسَخَّرَ} ذَلِكَ".
===
(1)
مكية، إلا قوله:{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الرعد: 31]، وقوله:{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا} [الرعد: 43]، كذا في "المعالم". قال البيضاوي (1/ 512): هي مكية، وقيل: مدنية إلا قوله: {وَيَقُولُ الَّذِينَ} الآية، وآيها خمس وأربعون.
(2)
قوله: ({كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ}) يريد قوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ} أي: "مثل المشرك الذي عبد مع الله إلهًا غيره - ولأبي ذر: إلهًا آخر غيره - كمثل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر" أي: عليه، هذا وصله ابن أبي حاتم. وجه التشبيه عدم قدرة المدعو على تحصيل مراده بل عدم العلم بحال الداعي.
(3)
أي: عليه، "قس"(10/ 363).
(4)
قوله: (وقال غيره) أي: غير ابن عباس في تفسير قوله تعالى:
{مُتَجَاوِرَاتٌ
(1)
} [الرعد: 4]: مُتَدَانِيَاتٌ. {الْمَثُلَاتُ
(2)
} [الرعد: 6]: وَاحِدُهَا: مَثُلَةٌ، وَهِيَ الأَشْبَاهُ وَالأَمْثَالُ،. . . . . . . . . .
"{مُتَجَاوِرَاتٌ} " في نـ هنا: "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مُتَجَاوِرَاتٌ} طَيِّبُهَا عَذْبُهَا وخَبِيثُها السِّبَاخُ". " {الْمَثُلَاتُ} " في ذ: "وَقَالَ غَيرُهُ: {الْمَثُلَاتُ} ".
===
"{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} معناه: "ذلّل" بتشديد اللام الأولى، "الخير الجاري" (2/ 403). أي: ذللهما لما أراد منهما كالحركة المستمرة على حد من السرعة تنفع في حدوث الكائنات وبقائها، "بيضاوي" (1/ 500). وفي اليونينية: "ذلك" بكاف بعد لام، وهي مُصْلَحة في الفرع لامًا، وهو الذي رأيته في النسخ المعتمدة، "قس" (10/ 363). هذه الحاشية الأخيرة من قوله: وفي اليونينية. . . إلخ، وجدتها مكتوبة في حاشية المنقول عنها، وليست هي في نسختي القسطلاني الموجودتين عندي، والله أعلم.
(1)
قوله: ({مُتَجَاوِرَاتٌ}) يريد قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} أي: "متدانيات" في الأوضاع، مختلفةً باعتبار كونها طيبةً وسَبِخَةً، رخوةً وصلبةً، صالحةً للزرع والشجر أو لأحدهما وغير صالحة لشيء من ذلك، مع أن تأثير الكواكب فيها على السواء، وأنها متضامَّة متشاركة في النسب والأوضاع، فلا بد من مخصص يخصص كلًا منها بخاصية دون أخرى؛ وما ذلك إلا لإرادة الفاعل المختار، ملتقط من "قس"(10/ 363)، "بيض"(1/ 501).
(2)
قوله: ({الْمَثُلَاتُ}) في قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ} "واحدها مثلة" بفتح الميم وضم المثلثة كَسَمُرَةٍ وَسَمُرَاتٍ. "وهي الأشباه والأمثال" قاله أبو عبيدة، وعند الطبري من طريق معمر عن قتادة قال: المثلات العقوبات، وسميت بذلك لما بين العقاب والمعاقب من المماثلة كقوله:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40]، وقال تعالى:
وَقَالَ
(1)
: {إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا} [يونس: 102]. {بِمِقْدَارٍ
(2)
}
===
{إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا} [يونس: 102]، ملتقط من "قسطلاني"(10/ 363).
(1)
تعالى، "قس"(10/ 365).
(2)
قوله: ({بِمِقْدَارٍ}) أي: في قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} أي: "بقدر" لا يجاوزه ولا ينقص عنه. قوله: " {مُعَقِّبَاتٌ} " ولأبي ذر: "يقال: معقبات" يريد قوله تعالى: {مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي: "ملائكة حفظة" يحفظونه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام من بين يديه وخلفه ليلًا ونهارًا. "تعقِّب" في حفظه "الأولى منها الأخرى" فإذا صعدت ملائكة النهار عقبتها ملائكة الليل وبالعكس. قوله: "يقال: عَقَّبْتُ في أثره" بتشديد القاف في الفرع، وضبطه الدمياطي. قال الزمخشري: أصل معقبات معتقبات، فأدغمت التاء في القاف كقوله:{وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ} [التوبة: 90] أي: المتعذرون. قال تعالى: {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ "الْمِحَالِ"} هو "العقوبة" قاله أبو عبيدة، وقوله تعالى:" {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ}: ليقبض على الماء" فلا يحصل منه شيء، والمعنى أن الذي يبسط يده إلى الماء ليقبضه كما لا ينتفع به، كذلك المشركون الذين يعبدون مع الله آلهة غيره لا ينتفعون بها أبدًا، وقد مرَّ قريبًا. وقال تعالى:{فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا "رَابِيًا} من ربا يربو" إذا زاد، وقال الزجاج: طافيًا فوق الماء، والزبد: وَضَرُ الغليان وخبثه، أو ما يحمله السيل من غثاء ونحوه. قال تعالى: {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ} كالأواني وآلات الحرب والحرث. "{زَبَدٌ مِثْلُهُ} " أي: ومما يوقدون عليه زبد مثل زبد الماء وهو خبثه. {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} " أي: يجفأ به أي: يرمي به السيل أو الفِلِزُّ المذاب، وانتصابه على الحال، "قس"(10/ 365)، "بيضاوي"(1/ 505).
[الرعد: 8]: بِقَدَرٍ. {مُعَقِّبَاتٌ
(1)
} [الرعد: 11]: مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ، تُعَقِّبُ الأُولَى مِنْهَا الأُخْرَى، وَمِنْهُ
(2)
قِيلَ: الْعَقِيبُ
(3)
يُقَالُ: عَقَّبْتُ فِي إِثْرِهِ. {الْمِحَالِ} [الرعد: 13]: الْعُقُوبَةُ. {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} [الرعد: 14]: لِيَقْبِضَ
(4)
عَلَى الْمَاءِ. {رَابِيًا} [الرعد: 17]: مِنْ رَبَا يَرْبُو. {أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ} [الرعد: 17]: الْمَتَاعُ
(5)
مَا تَمَتَّعْتَ بِهِ. {جُفَاءً} [لرعد: 17]: أجْفَأَتِ الْقِدْرُ إِذَا غَلَتْ فَعَلَاهَا الزَّبَدُ، ثُمَّ تَسْكُنُ فَيَذْهَبُ الزَّبَدُ بِلَا مَنْفَعَةٍ، فَكَذَلِكَ
(6)
يُمَيِّزُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ. {الْمِهَادُ
(7)
} [الرعد: 18]: الْفِرَاشُ.
"{مُعَقِّبَاتٌ} " في ذ: "يُقَالُ: {مُعَقِّبَاتٌ} ". "عَقَّبْتُ" في ذ: "عَقِبْتُ". " {إِلَى الْمَاءِ} " سقط في نـ. "أَجْفَأَتِ الْقِدْرُ" في ذ: "يُقَالُ: أَجْفَأَتِ الْقِدْرُ". " {الْمِهَادُ}: الفِرَاشُ" ثابت في ذ وساقط لغيره.
===
(1)
ملائكة تعتقب في حفظه، من عقّبه مبالغة عقبه إذا جاء على عقبه، "بيض"(1/ 503).
(2)
أي: من أصل المعقبات، "قس"(10/ 364).
(3)
للذي يأتي في أثر الشيء، "قس"(10/ 364).
(4)
أعاد ذكره لبيان هذا المعنى كما أن ذكره سابقًا لبيان كونه مثلًا للمشرك الذي قعد على شفير النهر، ثم بسط كفيه إلى الماء فلا يبلغ إليه، "خ"(2/ 404).
(5)
المراد به ها هنا الأواني وآلات الحرب والحرث ونحوها.
(6)
قال العيني (13/ 78): أي: كما مَيَّزَ الله الذي يبقى من الذي لا يبقى ولا ينفع، ميز الله الحق الذي يبقى من الباطل الذي لا أصل له ولا يبقى، "خ"(2/ 404).
(7)
في قوله تعالى: {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} وهو الفراش، "قس"(10/ 366).
{يَدْرَءُونَ} [الرعد: 22]: يَدْفَعُونَ
(1)
، دَرَأْتُهُ: دَفَعْتُهُ. {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} [الرعد: 24]: أَي يَقُولُونَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ. {وَإِلَيْهِ مَتَابِ
(2)
} [الرعد: 30]: تَوْبَتِي
(3)
. {أَفَلَمْ يَيْأَسِ
(4)
} [الرعد: 31]: لَمْ يَتَبَيَّنْ. {قَارِعَةٌ
(5)
} [الرعد: 31]: دَاهِيَةٌ
(6)
. {فَأَمْلَيْتُ
(7)
} [الرعد: 32]: أَطَلْتُ،
"دَرَأْتُهُ" في نـ: "دَرَأْتُهُ عَنِّي". " {وَإِلَيْهِ مَتَابِ} تَوْبَتِي" في ذ: "وَالْمَتَابُ إِلَيهِ تَوْبَتِي". "لَمْ يَتَبَيَّنْ" في ذ: "فَلَمْ يَتَبَيَّنْ". "أَطَلْتُ" في نـ: "أَطَلْتُ لَهُمْ".
===
(1)
قوله: ({يَدْرَءُونَ}: يدفعون) يريد قوله تعالى: {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} أي: يدفعونها بها فيجازون الإساءةَ بالإحسان، أو يتبعون السيئةَ الحسنةَ فتمحوها. وقال تعالى:{وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) "سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} " أي: "يقولون: سلام عليكم"، فأضمر القول ههنا؛ لأن في الكلام دليلًا عليه، والقول المضمر حال من فاعل {يَدْخُلُونَ} أي: يدخلون قائلين: سلام عليكم بالبشارة بدوام السلامة، "بيض" (1/ 506).
(2)
التوبة، "ك"(17/ 166)، يريد قوله تعالى:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} .
(3)
مرجعي.
(4)
قوله: ({أَفَلَمْ يَيْأَسِ}) أي: "لم يتبين"، وبها قرأ ابن عباس وعلي وغيرهما، وردّه الفراء بأنه لم يسمع يئست بمعنى علمت، وأجيب بأن من حفظ حجة على من لم يحفظ، "قس"(10/ 366).
(5)
قال تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ} .
(6)
تقرعهم وتقلقلهم، "قس"(10/ 366).
(7)
قوله: ({فَأَمْلَيْتُ}) يريد قوله تعالى: {فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} أي: "أَطَلْتُ" للذين كفروا المدةَ بتأخير العقوبة، "من الملي" بفتح الميم وكسر
مِنَ الْمَلِيِّ
(1)
وَالْمُلَاوَةِ، وَمِنْهُ {مَلِيًّا
(2)
} [مريم: 46]، وَيُقَالُ لِلْوَاسِعِ الطَّوِيلِ مِنَ الأَرْضِ: مَلًى مِنَ الأَرْضِ. {أَشَقُّ
(3)
} [الرعد: 34]: أَشَدُّ، مِنَ الْمَشَقَّةِ
(4)
. {مُعَقِّبَ
(5)
} [الرعد: 41]: مُغَيِّرٌ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مُتَجَاوِرَاتٌ
(6)
} [الرعد: 4]: طَيِّبُهَا
(7)
، وَخَبِيثُهَا السِّبَاخُ
(8)
. {صِنْوَانٌ
(9)
}: النَّخْلَتَانِ أَوْ أَكْثَرُ فِي أَصْلٍ وَاحِدٍ، {وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} [الرعد: 4]
"مِنَ الْمَلِيِّ" في نـ: "مِنَ الْمَلَى" مقصورًا. "مَلًى مِنَ الأَرْضِ" في ذ سقط "مِنَ الأَرْضِ".
===
اللام وتشديد التحتية، قال في "الصحاح": الطويل من الدهر، يقال: قام مليًّا من الدهر، "والملاوة" بكسر الميم، ولأبي ذر بضمها، يقال: أقمت عنده ملاوة من الدهر أي: حينًا وبرهة، "ويقال للواسع الطويل من الأرض" وهو الصحراء:"ملًى" بفتح الميم مقصورًا، "قس"(10/ 366).
(1)
بفتح فكسر فتشديد بغير همز، "ع"(13/ 79).
(2)
كما مرَّ، "قس"(10/ 367).
(3)
قال: {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ} .
(4)
قاله أبو عبيدة.
(5)
يريد قوله تعالى: {لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} أي: لا مُغَيِّرَ لإرادته ولا يُعَقِّبُه أحد بالرَّد والإبطال، "قس"(10/ 367)، "ك"(17/ 167).
(6)
مرَّ قريبًا في نسخة قبل قوله: "المثلاث"، "قس"(10/ 367).
(7)
أي: عذبها، كما مر.
(8)
بيان الخبيث.
(9)
جمع صنو، كقنوان جمع قنو، "قس" (10/ 367) يريد قوله تعالى:{وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} .
وَحْدَهَا
(1)
. {بِمَاءٍ وَاحِدٍ} [الرعد: 4] كَصَالِحِ بَنِي آدَمَ وَخَبِيثِهِمْ، أَبُوهُمْ وَاحِدٌ. {السَّحَابَ
(2)
الثِّقَالَ
(3)
} [الرعد: 12] الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ. {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ} [الرعد: 14]: يَدْعُو الْمَاءَ بِلِسَانِهِ، وَيُشِيرُ إِلَيْهِ بِيَدِهِ، فَلَا يَأْتِيهِ أَبَدًا
(4)
. {سَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [الرعد: 17]: تَمْلأُ بَطْنَ وَادٍ
(5)
. . . . . . . . . . . .
"وَحْدَهَا" في نـ: "وَاحِدَهَا". " {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ} " زاد في ذ: " {إِلَى الْمَاءِ} ". " {سَالَتْ} في ذ: "{فَسَالَتْ} . "بَطْنَ وَادٍ" في ذ: "بطنَ كُلِّ وَادٍ" .........
===
(1)
قوله: (وحدها) أي: النخلة وحدها. " {بِمَاءٍ وَاحِدٍ} كصالح بني آدم وخبيثهم" قال الحسن: هذا مثل ضرب الله لقلوب بني آدم، فقلب يرقّ فيخشع ويخضع، وقلب يسهو ويلهو، والكل "أبوهم واحد"، "قس"(10/ 367).
(2)
اسم جنس والواحد سحابة، "قس"(10/ 367).
(3)
جمع ثقيلة، يريد قوله تعالى:{وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} ، "قس"(10/ 367).
(4)
إذ لا إشعار له به، هذا وصله الفريابي والطبري من طرق عن مجاهد، وهو مثل الذين يدعون مع الله آلهة غيره، وسبق هذا في موضعين من هذه السورة، "قس"(10/ 367).
(5)
أي: كبير يسع كثيرًا من الماء وهذا صغير يسع بقدره، "قس"(10/ 367).
{زَبَدًا
(1)
رَابِيًا
(2)
} [الرعد: 17]: زَبَدُ السَّيْلِ، خَبَثُ الْحَدِيدِ وَالْحِلْيَةِ.
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ
(3)
} [الرعد: 8]
{غِيضَ} [هود: 44]: نُقِصَ
(4)
.
4697 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"زَبَدُ السَّيْلِ" زاد بعده في ذ: {زَبَدٌ مِثْلُهُ} "
(1)
. "بَابُ قَوْلِهِ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ". "حَدَّثَنِي مَالِكٌ" في ذ: "حَدَّثَنَا مَالِكٌ".
===
(1)
قوله: ({زَبَدًا رَابِيًا}) يريد قوله تعالى: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا} . وقوله: " {زَبَدٌ مِثْلُهُ} " هو ثابت لأبي ذر أي: وما توقدون عليه من الذهب والفضة والحديد وغيرها زبد مثل زبد الماء، هو "خبث الحديد والحلية"، ومر، "قسطلاني"(10/ 367).
(2)
أي: عاليًا، "بيض"(1/ 505).
(3)
أي: ما تنقصه، "بيض"(1/ 502).
(4)
بضم النون وكسر القاف، والمعنى: يعلم ما تنقصه وما تزداد في الجثة والمدة والعدد، "قس"(10/ 368).
(5)
هو ابن عيسى القزاز.
(1)
كذا في الأصل، وفي "قس" (10/ 367) والسلطانية: ولأبي ذر: الزبد زبد السيل، زبد مثله.
"مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ
(1)
خَمْسٌ
(2)
لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ: لَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ
(3)
الأَرْحَامُ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ
(4)
، وَلَا يَعْلَمُ
(5)
مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا اللَّهُ"
(6)
. [راجع: 1039].
"مَفَاتِيحُ" في ذ: "مَفَاتِحُ".
===
(1)
أي: خزائن الغيب، "قس"(10/ 369).
(2)
قوله: (مفاتيح الغيب خمس) قال الكرماني (6/ 125، 126): فإن قلت: الغيوب التي لا يعلمها إلا الله كثيرة لا يعلم مبلغها إلا الله؛ قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: 31] فما وجه التخصيص بالخمس؟ قلت: التخصيص بالعدد لا يدل على نفي الزائد، أو ذكر هذا العدد في مقابلة ما كان القوم يعتقدون أنهم يعرفون من الغيب هذه الخمس، أو لأنهم [كانوا] يسألونه عن هذه الخمس، أو لأن أمهات هذه الأمور هذه. قال ابن بطال: هذا يبطل خرصَ المنجمين في تعاطيهم على الغيب، فمن ادّعى علم ما أخبر الله ورسوله أن الله متفرد بعلمه فقد كذب الله ورسوله، وذلك كفر من قائله. ومرَّ الحديث في آخر "الاستسقاء" (أي: برقم: 1039)، انتهى.
(3)
أي: ما تنقصه، "قس"(10/ 369).
(4)
كما لا تدري في أي وقت تموت، "قس" (10/ 369). ومرَّ الحديث (برقم: 1039، و 4627).
(5)
أحد.
(6)
إلا من ارتضى من رسول فإنه يطلع على ما يشاء من غيبه، والولي التابع له يأخذ عنه، "قس"(10/ 369).
14 - سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
بَابٌ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَادٍ}
(2)
[الرعد: 7]: دَاعٍ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(3)
: صَدِيدٌ: قَيْحٌ وَدَمٌ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ
(4)
: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [إبراهيم: 6]: أَيَادِيَ
(5)
اللَّهِ عِنْدَكُمْ وَأَيَّامَهُ
(6)
.
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" سقطت لغير أبي ذر، وكذا "بَابٌ"، "قسطلاني" (10/ 370). "وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ" في نـ:"قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ".
===
(1)
مكية وهي اثنتان وخمسون آية، "بيضاوي"(1/ 512).
(2)
يريد قوله تعالى في سورة الرعد: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} أي: "داعٍ" يدعوهم إلى الصواب، والمراد نبيّ مخصوص بمعجزات من جنس ما هو الغالب عليهم. والظاهر أن وقوع ذلك هنا من ناسخ، "قس"(10/ 370).
(3)
فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} [إبراهيم: 16] هو "قيح ودم" وقال قتادة: هو ما يسيل من لحمه وجلده، وفي رواية عنه: ما يخرج من جوف الكافر، "قسطلاني"(10/ 370).
(4)
هو سفيان، وصله في تفسيره، "قس"(10/ 371).
(5)
جمع الأيدي، والأيدي جمع اليد.
(6)
أي: ذكرهم بأيام الله، أي: بوقائعه التي وقعت على الأمم الدارجة، "قس"(10/ 371)، "بيض"(1/ 513).
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(1)
: {مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إبراهيم: 34]: رَغِبْتُمْ إِلَيْهِ فِيهِ. {يَبْغُونَهَا
(2)
عِوَجًا} [إبراهيم: 3]: يَلْتَمِسُونَ لَهَا عِوَجًا.
"{وَيَبْغُونَهَا} " في نـ: "تَبْغُونَهَا". "يَلْتَمِسُونَ" في نـ: "تَلْتَمِسُونَ".
===
(1)
فيما وصله الفريابي [في قوله تعالى:]{وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} ، "قس"(10/ 371).
(2)
قوله: ({يَبْغُونَهَا}) ولأبي ذر بالفوقية بدل التحتية، يريد قوله تعالى:{الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} ، قال مجاهد فيما وصله عبد بن حميد:"يلتمسون"، ولأبي ذر بالفوقية بدل التحتية. "لها عوجًا" أي: زيغًا ونكوبًا
(1)
عن الحق ليقدحوا فيه. قوله: " {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} " أي: "أعلمكم، آذنكم" بمد الهمزة، والمعنى آذن إيذانًا بليغًا، لما في تفعل من التكلف، وفي رواية أبي ذر كما في "الفتح":"أعلمكم ربكم". قوله: " {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} " قال أبو عبيدة: "هذا مثل" ومعناه: "كفوا عما أمروا به" من الحق ولم يؤمنوا به، قال في "الفتح": وقد تعقبوا كلامَ أبي عبيدة بأنه لم يسمع من العرب: ردَّ يده في فيه: إذا ترك الشيء الذي كان يفعله، انتهى. وأجيب بأن المثبت مقدم على النافي. قال تعالى:{ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي} " قال ابن عباس: "حيث يقيمه الله بين يديه" يوم القيامة للحساب. وقوله: "{مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ} " أي: "من قدامه"، ولأبي ذر "قدامه" بنصب الميم، وهو قول الأكثر، وهو من الأضداد. قوله تعالى: "{إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} " قال أبو عبيدة: "واحدها تابع، مثل غَيَبٍ وغائب" ومثل خَدَمٍ وخادم، أي: يقول الضعفاء للذين استكبروا أي: لرؤسائهم الذين استتبعوهم: إنا كنا لكم تبعًا في التكذيب للرسل
(1)
في الأصل: "زيفًا وتلويًا".
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} [إبراهيم: 7]: أَعْلَمَكُمْ، آذَنَكُمْ. {رَدُّوا
(1)
أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ}
(2)
[إبراهيم: 9]: هَذَا مِثْلٌ، كَفُّوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ. {مَقَامِي} [إبراهيم: 14]: حَيْثُ يُقِيمُهُ اللَّه بَيْنَ يَدَيْهِ. {مِنْ وَرَائِهِ} [إبراهيم: 16]: قُدَّامَهَ
(3)
. {لَكُمْ تَبَعًا
(4)
} [إبراهيم: 21]: وَاحِدُهَا تَابِعٌ، مِثْلُ غَيَبٍ
"رَبُّكُمْ أَعْلَمَكُمْ" في ذ: "أَعْلَمَكُمْ رَبُّكُمْ". " {مِنْ وَرَائِهِ} " في نـ: " {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ} ". "قُدَّامَهُ" كذا في ذ، وفي غيره:"مِنْ قُدَّامِهِ".
===
والإعراض عنهم. وقوله تعالى: {مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} يقال: "استصرخني" أي: "استغاثني" فكأنّ همزته للسلب، أي: أزال صراخي، " {يَسْتَصْرِخُهُ}: من الصراخ" والمعنى ما أنا بمغيثكم من العذاب. قوله: "{وَلَا خِلَالٌ} " أي: في قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ}، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالفتح فيهما على النفي العام، هو "مصدر خاللتُه خلالًا، ويجوز أيضًا جمع خُلَّة وخلال" كَبُرْمَةٍ وَبِرامٍ، وهذا قاله الأخفش، والجمهور على الأول، والمخاللة: المصاحبة. قوله: "{اجْتُثَّتْ} " في قوله تعالى: {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ} أي: "استؤصلت" وَأُخِذَتْ جثتها بالكلية، "قس" (10/ 371)، "بيضاوي" (1/ 518).
(1)
قال تعالى: {جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} .
(2)
أي: فعضُّوها غَيظًا مما جاءت به الرسل، "بيض"(1/ 524)، قال الكرماني: و"هذا" بحسب المقصود "مثل، كفوا عما أمروا به"، وفي بعضها مثل بالمفتوحتين، انتهى.
(3)
بنصب ميم لأبي ذر.
(4)
في قوله: {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} .
وَغَائِبٍ
(1)
. {بِمُصْرِخِكُمْ} [إبراهيم: 22]: اسْتَصْرَخَنِي: اسْتَغَاثَنِي. {يَسْتَصْرِخُهُ} [القصص: 18]: مِنَ الصُّرَاخِ. {وَلَا خِلَالٌ} [إبراهيم: 31]: مَصْدَرُ خَالَلْتُهُ خِلَالًا، وَيَجُوزُ أَيْضًا جَمْعُ خُلَّةٍ وَخِلَالٍ. {اجتُثَّتْ} [إبراهيم: 26]: اسْتُؤْصِلَتْ.
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
(2)
أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} [إبراهيم: 24، 25]
4698 -
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ
(3)
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ
(4)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(5)
، عَنْ نَافِعٍ
(6)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"{وَفَرْعُهَا. . .} إلخ" في نـ بدله: "الآية". "حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ" في ذ: "حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ".
===
(1)
خَدَمٍ وخادم، "قس"(10/ 372).
(2)
قوله: ({كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ}) مُثْمِرَةٍ طيبة الثمار كالنخلة وشجرة التين والعنب والرمان. قوله: " {أَصْلُهَا ثَابِتٌ} " أي: راسخ في الأرض ضارِبٌ بعروقه فيها آمنٌ مِنَ الانقطاع والزوال، " {وَفَرْعُهَا} " أعلاها " {فِي السَّمَاءِ} " لأن ارتفاع الأغصان يدل على ثبات الأصل، ومتى ارتفعت كانت بعيدة عن عفونات الأرض فثمارها نقية طاهرة عن جميع الشوائب. قوله:" {تُؤْتِي أُكُلَهَا} " أي: تعطي ثمرها " {كُلَّ حِينٍ} " أَقَّتَه الله تعالى لإثمارها، "قسطلاني"(10/ 372).
(3)
اسمه عبد الله وعبيد لقب غلب عليه، الهباري، "قس"(10/ 373).
(4)
حماد بن أسامة، "قس"(10/ 373).
(5)
ابن عمر العمري، "قس"(10/ 373).
(6)
مولى ابن عمر.
فَقَالَ: "أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ تُشْبِهُ - أَوْ
(1)
: كَـ - الرَّجُلِ الْمُسْلِمَ، لَا يَتَحَاتُّ
(2)
وَرَقُهَا، وَلَا وَلَا وَلَا
(3)
، تُؤْتِي أُكْلُهَا كُلَّ حِينٍ
(4)
". قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ
(5)
، فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هِيَ النَّخْلَةُ
(6)
". فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ
(7)
وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ
(8)
: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ
(9)
؟
"بِشَجَرَةٍ تُشْبِهُ" في ذ: "بِشَجَرَةٍ شِبْهِ". "لَمْ يَقُولُوا" في هـ، ذ:"فَلَمْ يَقُولا".
===
(1)
شك من الراوي، "قس"(10/ 373).
(2)
بتشديد الفوقية أي: لا يتناثر.
(3)
قوله: (ولا ولا ولا) ذكر ثلاث صفات للشجرة لم يُبَيِّنْها الراوي واكتفى بذكر كلمة "لا" ثلاثًا، وقد ذكروا في تفسيره: ولا ينقطع ثمرها، ولا يعدم فيئُها، ولا يبطل نفعها، "قس"(10/ 373).
(4)
وقت، "قس"(10/ 373).
(5)
هيبة منهما وتوقيرًا، "قس"(10/ 373).
(6)
قوله: (هي النخلة) والحكمة في تمثيل الإسلام بالشجرة أنّ الشجرة لا تكون شجرة إلا بثلاثة أشياء: عرق راسخ، وأصل قائم، وفرع عال. كذلك الإيمان لا يتم إلا بثلاثة أشياء: تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأبدان، "قسطلاني"(10/ 373).
(7)
بسكون الهاء مصحّحًا عليها في الفرع وأصله، وفي غيرهما بضمها، "قس"(10/ 374).
(8)
عمر، "قس"(10/ 374).
(9)
بحذف إحدى التائين، "قس"(10/ 374).
قَالَ: لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ
(1)
، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وأَقُولَ شَيْئًا، قَالَ عُمَرُ: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا
(2)
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا
(3)
. [راجع: 61، أخرجه: م 2811، تحفة: 7827].
2 - بَابٌ قَولُهُ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ
(4)
(5)
} [إبراهيم: 27]
4699 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ
(8)
قَالَ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"قَالَ: لَمْ أَرَكُمْ" في نـ: "قُلْتُ: لَمْ أَرَكُمْ". "قَولُهُ" سقط في نـ.
===
(1)
بحذف إحدى التائين، "قس"(10/ 374).
(2)
أي: في جوابه صلى الله عليه وسلم.
(3)
قوله: (من كذا وكذا) أي: من حمر النعم، كما جاء صريحًا في الرواية الأخرى. وقد وَضُحَ أن المراد بالشجرة النخلة لا شجرة الجوز الهندي، نعم أخرج ابن مردويه من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف في الآية قال: هي شجرة جوز الهند لا تَعَطَّلُ ثمرةً، تحمل كلَّ شهر، انتهى، كذا في "القسطلاني"(10/ 374)، ومرَّ (برقم: 61) في "العلم".
(4)
الجمهور على أنها نزلت في سؤال المكلَّفين في القبر، فَيُلَقِّنُ الله المؤمنَ كلمة الحق عند السؤال فلا يَزَلّ، "قسطلاني"(10/ 374).
(5)
كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، لأنها رسخت في القلب بالدليل، "قس"(10/ 374).
(6)
هشام بن عبد الملك.
(7)
ابن الحجاج، "قس"(10/ 374).
(8)
أبو الحارث الحضرمي الكوفي، "قس"(10/ 374).
سَمِعْتُ سَعْدَ
(1)
بْنَ عُبَيْدَةَ
(2)
، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُسْلِمُ إِذَا سُئِلَ فِي الْقَبْرِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
(3)
وَفِي الْآخِرَةِ} ". [راجع: 1369].
3 - بَابٌ
(4)
قَولُهُ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا
(5)
} [إبراهيم: 28]
أَلَمْ تَعْلَمْ، كَقَوْلِهِ:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ} [إبراهيم: 24]. {أَلَمْ تَرَ إِلَى
"بَابٌ" ساقط لغير أبي ذر. "قَولُهُ" سقط في نـ. "أَلَمْ تَعْلَمْ" في ذ: "أَلَمْ تَرَ".
===
(1)
بسكون العين، "قس"(10/ 374).
(2)
مصغرًا.
(3)
قوله: ({فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}) قبل الموت، كما ثبّت الذين فتنهم أصحاب الأخدود، والذين نُشِروا بالمناشير. قوله:" {وَفِي الْآخِرَةِ} " أي: في القبر بعد إعادة روحه في جسده وسؤال الملكين له، وإنما حصل لهم الثبات في القبر بسبب مواظبتهم في الدنيا على هذا القول، "قس" (10/ 375). ومرَّ (برقم: 1369).
(4)
بالتنوين، "قس"(10/ 375).
(5)
قوله: ({أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}) قال أبو عبيدة: "ألم تعلم". كقوله تعالى: " {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ}، {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا} "؛ إذ الرؤية بالأبصار غير حاصلة إما لتعذرها أو لتعسرها عادة. وفي الآية حذف مضاف أي: غيّروا شكر نعمة الله كفرًا بأن وضعوه مكانه، "قس"(10/ 375).
الَّذِينَ خَرَجُوا} [البقرة: 243]. الْبَوَارُ
(1)
: الْهَلَاكُ، بَارَ يَبُورُ بَوْرًا. {قَوْمًا بُورًا} [الفرقان: 18]: هَالِكِينَ.
4700 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنْ عَمْرٍو
(4)
، عَنْ عَطَاءٍ
(5)
: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} ، قَالَ: هُمْ كُفَّارُ أَهْلِ مَكَّةَ
(6)
. [راجع: 3977، أخرجه: س في الكبرى 11268، تحفة: 5946].
"{قَوْمًا بُورًا}: هَالِكِينَ" ثبت في ذ، وسقط لغيره.
===
(1)
قوله: (الْبَوَارُ) في قوله تعالى: {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] هو "الهلاك" والفعل منه "بار يبور بَوْرًا" بفتح الموحدة وسكون الواو، و" {قَوْمًا بُورًا} " أي:"هالكين" قاله أبو عبيدة وغيره، ويحتمل أن يكون بورًا مصدر وصف به الجمع، وأن يكون جمع بائر في المعنى، "قسطلاني"(10/ 375 - 376).
(2)
المديني، "قس"(10/ 376).
(3)
هو ابن عيينة، "قس"(10/ 376).
(4)
هو ابن دينار، "قس"(10/ 376).
(5)
هو ابن أبي رباح، "قس"(10/ 376).
(6)
بُعِثَ فيهم محمد صلى الله عليه وسلم فَكَذَّبوه، والمراد بعضهم كأبي جهل من بني مخزوم، وأبي سفيان من بني أمية، "ف"(8/ 378)، "خ"(2/ 404)، "قس"(10/ 376).
15 - سُورَةُ الْحِجْرِ
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {صِرَاطٌ عَلَيَّ
(3)
مُسْتَقِيمٌ
(4)
} [الحجر: 41]: الْحَقُّ يَرْجِعُ إِلَى اللَّهِ وَعَلَيْهِ طَرِيقُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(5)
: {لَعَمْرُكَ} [الحجر: 72]:
"سُورَةُ الحِجْرِ" في سـ، ذ:"تَفْسِيرُ سُورَةِ الحِجْرِ". "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "وَعَلَيْهِ طَرِيقُهُ" زاد بعده في سـ، ذ:" {لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} [الحجر: 79] عَلَى الطَّرِيقِ".
===
(1)
مكية، وآيها تسع وتسعون، وزاد أبو ذر:"بِسْمِ اللَّهِ" إلى آخره، ولأبي ذر عن المستملي:"تفسير سورة الحجر"، "قس"(10/ 377).
(2)
قوله: (وقال مجاهد) هو ابن جبر فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} " أي: "الحق يرجع إلى الله وعليه طريقُه" لا يعرج على شيء. وقال الأخفش: عليّ الدلالة على الصراط المستقيم. وقال غيرهما: أي: من مَرَّ عليه مَرّ عليّ أي: على رضواني وكرامتي. وقيل: "عليّ" بمعنى "إليّ"، وهذا إشارة إلى الإخلاص المفهوم من "{الْمُخْلَصِينَ} ". وقوله: {وَإِنَّهُمَا "لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ"} أي: "على الطريق" الواضح، والإمام اسم لما يؤتم به، "قس" (10/ 377).
(3)
أي: حق عليَّ أن أراعيه، "بيض"(1/ 530).
(4)
بالرفع تفسير لقوله تعالى: {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} ، "خ".
(5)
قوله: (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله تعالى: {"لَعَمْرُكَ" إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} معناه "لَعَيْشُكَ"، والعمر بفتح العين وضمها واحد بمعنى مدة الحياة، ولا يستعمل في القسم إلا بالفتح. وفي هذه الآية شرف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى أقسم بحياته، ولم يفعل ذلك لبشر على
لَعَيْشُكَ. {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ
(1)
} [الحجر: 62]: أَنْكَرَهُمْ لُوطٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(2)
: {كِتَابٌ مَعْلُومٌ} [الحجر: 4]: أَجَلٌ. {لَوْمَا تَأْتِينَا} [الحجر: 7]: هَلَّا تَأْتِينَا. {شِيَعٌ} [الحجر: 10]: أُمَمٌ، وَالأَوْليَاءُ أَيْضًا شِيَعٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {يُهْرَعُونَ
(3)
} هو [هود: 78]: مُسْرِعِينِ.
===
ما نُقِلَ عن ابن عباس. وقيل: الخطاب للوط عليه السلام، قالت الملائكة له ذلك، والتقدير: لعمرك قسمي. قوله: " {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} " يريد قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} "أنكرهم لوط" قيل: لأنهم سلّموا ولم يكن من عادتهم. وقيل: لأنهم كانوا على صورة الشباب المُرْد فخاف هجومَ القوم، "قس"(10/ 377).
(1)
أي: تنكركم نفسي وتنفر عنكم مخافة أن تطرقوني بشرّ، "بيضاوي"(1/ 533).
(2)
قوله: (وقال غيره) أي: غير ابن عباس في قوله: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا "كِتَابٌ مَعْلُومٌ"} أي: "أجل" أي: أن الله تعالى لا يهلك أهل قرية إلا ولها أجل مقدر كتب في اللوح أو كتاب مختص به. قوله: {"لَوْمَا تَأْتِينَا" بِالْمَلَائِكَةِ} أي: "هلّا تأتينا" يا محمد بالملائكة لتصديق دعواك إن كنت صادقًا، أو لتعذيبنا على تكذيبك فإنا نصدقك حينئذ. قوله:" {شِيَعِ} " أي: في قوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ} [الحجر: 10] معناه "أمم" قاله أبو عبيدة، "و" يقال لـ "الأولياء أيضًا". وقال غيره: شِيَعٌ جمع شيعة، وهي الفرقة المتفقة على طريق ومذهب، مِنْ شاعه إذا اتّبعه، كذا في "قس"(10/ 378).
(3)
يريد قوله تعالى في سورة هود: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} أي: "مسرعين" إليه، "قس"(10/ 378).
{لِلْمُتَوَسِّمِينَ}
(1)
[الحجر: 75]: لِلنَّاظِرِينَ
(2)
. قَالَ: {سُكِّرَتْ} [الحجر: 15]: غُشِّيَتْ. {بُرُوجًا} [الحجر: 16]: مَنَازِلَ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ. {لَوَاقِحَ
(3)
(4)
} [الحجر: 22]:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
(1)
قوله: ({لِلْمُتَوَسِّمِينَ}) أي: "للناظرين" يريد قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} أي: المتفكرين المتفرسين الذين يَتَثَبّتُون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة الشيء بسمته، "بيضاوي" (1/ 534). قوله:" {سُكِّرَتْ} " بتشديد الكاف أي: "غُشِّيَتْ" بضم الغين وشدة الشين المكسورة المعجمتين، وقيل: سدت أبصارنا بالسحر. قوله: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ "بُرُوجًا"} أي: "منازل للشمس والقمر" وقال عطية: هو قصور في السماء عليها الحرس، "قس"(10/ 379).
(2)
قوله: (قال ابن عباس - إلى - للناظرين) سقط لأبي ذر، "قس"(10/ 379).
(3)
حوامل، شبه الريح التي جاءت بخير بالحامل، وقيل: ملقحات، ونظيره الطوائح بمعنى المطيحات، "بيض"(1/ 528).
(4)
قوله: ({لَواَقِحَ}) أي: قال تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} أي: "ملاقح" و"ملقحة" جمعه لأنه من ألقح يلقح فهو ملقح فحقه ملاقح فحذفت الميم تخفيفًا، وهذا قول أبي عبيدة، كذا في "القسطلاني" (10/ 379). قال البغوي (3/ 47) في تفسير لواقح: أي: حوامل لأنها تحمل الماء إلى السحاب، وهي جمع لاقحة [يقال: ناقة لاقحة]: إذا حملت الولد. وقال أبو عبيدة: أراد باللواقح ملاقح واحدتها ملقحة، انتهى.
قوله: " {حَمَإٍ} جماعة حمأة" بفتح الحاء وسكون الميم "وهو الطين المتغير" الذي اسودّ من طول مجاورة الماء. يريد قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} "والمسنون": هو "المصبوب" ليَيْبَسَ ويتصور
مَلَاقِحَ مُلْقِحَةً
(1)
. {حَمَإٍ} [الحجر: 26]: جَمَاعَةُ حَمْأَةٍ، وَهُوَ الطِّينُ الْمُتَغَيِّرُ، وَالْمَسْنُونُ: الْمَصْبُوبِ. {تَوْجَلْ
(2)
} [الحجر: 53]: تَخَفْ. {دَابِرَ
(3)
} [الحجر: 66]: آخِرَ الإِمَامُ كُلُّ مَا ائْتَمَمْتَ وَاهْتَدَيْتَ بِهِ
(4)
. {الصَّيْحَةُ
(5)
} [الحجر: 83]: الْهَلَكَةُ.
"الإِمَامُ" زاد قبله في نـ: " {لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} ". "ائْتَمَمْتَ" في نـ: "ائْتَمَمْتَ بِهِ".
===
كالجواهر المذابة تصب في القوالب، من السَنِّ وهو الصب، كأنه أفرغ الحَمَأَ فَصَوَّر منها تمثال إنسان أجوف فَيَبِسَ حتى إذا نقر صلصل، ثم غَيَّرَ ذلك طورًا بعد طور حتى سَوّاه ونفخ فيه من روحه، "بيض"(1/ 528)، "قس"(10/ 379).
(1)
بكسر القاف وفتحها.
(2)
يريد قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ} الآية.
(3)
قوله: ({دَابِرَ} آخِر) يريد قوله تعالى: {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ} ، أي: آخر هؤلاء {مَقْطُوعٌ} مستأصَلُ، يعني يُسْتَأْصَلُون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحد، "قس"(10/ 380).
(4)
هذا ما قاله أبو عبيدة في قوله تعالى: {لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} [الحجر: 79]، "قس"(10/ 380).
(5)
قال تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} يعني صيحة هائلة مهلكة، وقيل: صيحة جبرئيل عليه السلام، "بيض"(1/ 534).
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ
(1)
فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ
(2)
مُبِينٌ
(3)
} [الحجر: 18]
4701 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
، عَنْ عَمْرٍو
(6)
، عَن عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ
(7)
بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا
(8)
(9)
"بَابُ قَوْلِهِ" سقط في نـ. "إِذَا قَضى اللَّهُ الأَمْرَ" في ذ: "إِذَا قُضِيَ الأمْرُ".
===
(1)
بدل من {كُلِّ شَيْطَانٍ} [الحجر: 17]، واستراق السمع اختلاسه سرًّا، "بيضاوي"(1/ 527).
(2)
أي: فتبعه ولحقه شعلة نار، "بيض"(1/ 527).
(3)
أي: ظاهر للمبصرين، "بيض"(1/ 527).
(4)
المديني.
(5)
ابن عيينة.
(6)
ابن دينار.
(7)
إنما قال بهذه العبارة لاحتمال الواسطة إذ لم يقل أبو هريرة صريحًا أني سمعته صلى الله عليه وسلم، أو نسي كيفية البلاغ، "ك"(17/ 171)، "قس"(10/ 381).
(8)
مصدر بمعنى خاضعين.
(9)
قوله: (خضعانًا) مصدر، وهو الانقياد والمطاوعة، ويجوز أن يكون جمع خاضع، كذا في "الطيبي" (8/ 331). قوله:"كالسلسلة على صفوان" وهو الحجر الأملس، أي: القول المسموع يشبه صوتَ وقعِ السلسلة على صفوان. قوله: "وقال غيره" أي: غير سفيان بن عيينة، ولم يعرف الحافظ ابن حجر هذا الغير. قوله:"صفوان" بفتح الفاء. قوله: "ينفذهم" بفتح التحتية وضم الفاء بعدها ذال معجمة. "ذلك" أي: القول، والضمير في
لِقَوْلِهِ، كَالسِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ
(1)
- قَالَ عَلِيٌّ
(2)
: وَقَالَ غَيْرُهُ: صَفَوَانٍ
(3)
يُنْفِذُهُمْ ذَلِكَ - فَإِذَا فُزِّعَ
(4)
عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا
(5)
: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا
(6)
لِلَّذِى قَالَ: الْحَقَّ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَتَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُوا
(7)
السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُوا السَّمْعِ هَكَذَا وَاحِدٌ فَوْقَ آخَرَ - وَوَصَفَ
(8)
سُفْيَانُ
(9)
"كَالسِّلْسِلَةِ" في قتـ، صـ، عسـ، ذ:"كَأَنَّه سِلْسِلَةٌ"، وفي صـ أَيْضًا:"كَأنَّهَا سِلْسِلَةٌ". "يُنْفِذُهُمْ" في نـ: "يُنْفِذُهُ". "فَتَسْمَعُهَا" في نـ: "فَيَسْمَعُهَا". "وَمُسْتَرِقُوا السَّمْعِ" في ذ: "وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ" - بحذف الواو على الإفراد - وفي نـ: "مُسْتَرِقِي السَّمْعِ".
===
ينفذهم إلى الملائكة أي: ينفذ الله القولَ إليهم. قوله: "إذا فُزِّعَ" أي: أزيل الخوف "عن قلوبهم قالوا" أي: الملائكة: "ماذا قال ربكم؟ قالوا" أي: المقربون من الملائكة كجبريل وميكائيل مجيبين "للذي قال"[يسأل] أي: قال الله: القول "الحق". قوله: "فتسمعها" أي: تلك الكلمة، وهي القول الذي قاله الله. قوله:"مسترقوا السمع" بحذف النون للإضافة، وفي بعضها:"مسترقي السمع" أي: فيسمع الله أو الملك تلك الكلمة المسترقين، "قس"(10/ 381)، "بيضاوي"(2/ 261)، "ك"(17/ 171).
(1)
بسكون الفاء.
(2)
المديني، "ك"(17/ 171).
(3)
بفتح الفاء: الحجر الأملس.
(4)
أي: أزيل الخوف، "قس"(10/ 381).
(5)
الملائكة.
(6)
الملائكة المقربون، "قس"(10/ 381).
(7)
بحذف النون للإضافة، "قس"(10/ 381).
(8)
أي: كيفية المستمعين.
(9)
ابن عيينة.
بِيَدِهِ، وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدِهِ الْيُمْنَى، نَصَبَهَا بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ - فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعِ، قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا
(1)
إِلَى صَاحِبهِ، فَيُحْرِقَهُ
(2)
، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يُرْمِيَ بِهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ إِلَى الَّذِي
(3)
هُوَ أَسْفَلُ
(4)
مِنْهُ حَتَّى يُلْقُوهَا إِلَى الأَرْضِ - وَرُبَّمَا
(5)
قَالَ سُفْيَانُ: حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الأَرْضِ - فَتُلْقَى
(6)
عَلَى فَمِ السَّاحِرِ
(7)
، فَيَكْذِبُ مَعَهَا
(8)
مِائَةَ كَذْبَةٍ فَيُصَدَّقُ
(9)
، فَيَقُولُونَ: أَلَمْ يُخْبرْنَا
(10)
يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا
(11)
، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا؟ لِلْكَلِمَةِ
(12)
الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ". [طرفاه: 4800، 7481، أخرجه: د 3989، ت 3223، ق 194، تحفة: 14249].
"وَفَرَّجَ" في ذ: "فَفَرَّجَ". "يَرْمِيَ بِهَا" في ذ: "يُرْمَى بِهِ". "أَلَمْ يُخْبِرْنَا" في هـ، ذ:"أَلَمْ يُخْبِرُونَا". "يَكُونُ كَذَا" في نـ: "بِكَونِ كَذَا".
===
(1)
أي: بتلك الكلمة، "قس"(10/ 381).
(2)
بالنصب عطفًا على سابقه.
(3)
بدل من سابقه.
(4)
لأبي ذر بالنصب على الظرفية.
(5)
جملة اعتراض.
(6)
بضم التاء مبنيًّا للمفعول، أي: الكلمة، "قس"(10/ 382).
(7)
المنجم، "قس"(10/ 382).
(8)
أي: مع تلك الكلمة الملقاة.
(9)
مبنيًّا للمفعول، الساحر في كذباته، "قس"(10/ 382).
(10)
أي: الساحر، ولأبي ذر: ألم يخبرونا، أي: السحرة، فيكون لفظ المفرد في الأول للجنس، "قس"(10/ 382).
(11)
كناية عن الخرافات التي أخبر بها الساحر.
(12)
أي: لأجل الكلمة.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، حَدَّثَنَا عَمْرٌو
(3)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ. وَزَادَ
(4)
"وَالْكَاهِنِ".
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
فَقَالَ: قَالَ عَمْرٌو
(6)
: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: "إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ، وَقَالَ: عَلَى فَمِ السَّاحِرِ
(7)
".
قُلْتُ لِسُفْيَانَ
(8)
: قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
"حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو" في نـ: "قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثنَا عَمْرٌو". "قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ" في ذ: "قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ". "قُلْتُ لِسُفْيَانَ" زاد بعده في هـ، ذ:"أَأَنْتَ سَمِعْتَ عمرًا".
===
(1)
المديني.
(2)
ابن عيينة.
(3)
ابن دينار.
(4)
أي: قال: "فم الساحر والكاهن"، "قس"(10/ 382).
(5)
ابن عيينة، "قس"(10/ 382).
(6)
ابن دينار.
(7)
كالرواية السابقة لكنه في هذه صرح بالتحديث والسماع، "قس"(10/ 382).
(8)
قوله: "قلت لسفيان" أي: كلَّمْتُ في هذا، ولأبي ذر: "قلت لسفيان: أَأنت سمعتَ عمرًا قال: سمعت عكرمة
…
؟ " إلخ.
قُلْتُ
(1)
لِسُفْيَانَ: إِنَّ إِنْسَانًا
(2)
رَوَى عَنْكَ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَرْفَعُهُ: أَنَّهُ قَرَأَ {فُزِّعَ
(3)
} [سبأ: 23].
قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا قَرَأَ عَمْرٌو
(4)
، فَلَا أَدْرِي سَمِعَهُ هَكَذَا
(5)
أَمْ لَا.
قَالَ سُفْيَانُ: وَهِيَ قِرَاءَتُنَا
(6)
.
"{فُزِّعَ} " في سـ، هـ، ذ:"فُرِّغَ"، اختلف النسخ ها هنا، فهي: "قُرِئَ فُزَّعَ، فُزِّعَ، فُزِعَ، وفُرِّغَ، وفُرِغَ، وأَمَّا قراءةُ عَمرٍو فَهِيَ لأبي ذر. كذا كُتِبَتْ في هامش الهندية.
===
(1)
قائله علي بن عبد الله.
(2)
لم أعرف اسمه، "قس"(10/ 383).
(3)
قوله: (أنه قرأ فُزِّع) بالزاي والعين المهملة، ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني بالراء
(1)
والغين المعجمة، مبنيًا للمفعول فيهما، كذا في "القسطلاني" (10/ 383). قال الكرماني (17/ 172): فُرِّغَ بالراء والمعجمة، من قولهم: فرغ: إذا لم يبق منه شيء. فإن قلت: كيف جاز القراءة إذا لم يكن مسموعًا؟ قلت: لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحًا، انتهى. قال في "الخير الجاري" (2/ 405): ليس فيه نفي السماع عمن سبقه من شيوخه، إنما المراد بالنفي أنه نفاها بهذه السلسلة المذكورة، فلا إشكال، انتهى.
(4)
ابن دينار.
(5)
بالراء، "قس"(10/ 383).
(6)
بالراء، وهي قراءة الحسن أيضًا، "قس"(10/ 383).
(1)
في الأصل: "بالزاي"، هو تحريف.
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ
(1)
الْمُرْسَلِينَ} [الحجر: 80]
4702
- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأَصْحَابِ الْحِجْرِ: "لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، أَنْ يُصِيبَكُمْ
(4)
مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ". [راجع: 433].
3 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي
(5)
وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
(6)
} [الحجر: 87]
"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ" كذا في ذ، وفي غيره:"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ".
===
(1)
وادي ثمود بين المدينة والشام. قوله: " {الْمُرْسَلِينَ} " أي: صالحًا، ومن كَذَّب واحدًا من المرسَلين فكأنه كذَّب الجميع، أو صالحًا ومن معه من المؤمنين، "قس"(10/ 383).
(2)
ابن يحيى القزاز.
(3)
الإمام.
(4)
أي: خشية أن يصيبكم، ومرَّ الحديث (برقم: 3380، و 4420).
(5)
قوله: (سبعًا من المثاني) من التثنية أو الثناء، أي: سبع آيات وهي الفاتحة، أو سبع سور وهي الطوال أو الحواميم السبع، أو غير ذلك، "بيضاوي"(1/ 535)، ومرَّ مرارًا، (منها برقم: 4474).
(6)
قوله: ({وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}) من عطف العام على الخاص؛
4703 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنْ خُبَيْبِ
(3)
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ
(4)
، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُصَلِّي، فَدَعَانِي فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ فَقَالَ:"مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ؟ ". فَقُلْتُ: كُنْتُ أُصَلِّي. فَقَالَ: "أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ
(5)
} [الأنفال: 24]- ثُمَّ قَالَ: -
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "أَنْ تَأْتِيَ" في حـ، سـ، ذ:"أَنْ تَأْتِيَنِي". " "{وَلِلرَّسُولِ} " زاد بعده في ذ: "{إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} " - من العلوم الدينية فإنها حياة القلب، "بيض" -.
===
إذ المراد بالسبع إما الفاتحة أو السور الطوال، أو من عطف بعض الصفات على بعض، أو الواو مقحمة، "قس"(10/ 384).
(1)
محمد بن جعفر.
(2)
ابن الحجاج.
(3)
مصغرًا، الأنصاري.
(4)
ابن عمر.
(5)
قوله: ({اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ}) زاد أبو ذر: " {إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} ". فيه وجوب إجابته صلى الله عليه وسلم، ونَصَّ جماعة من الأصحاب على عدم بطلان الصلاة، وفيه بحث لاحتمال أن تكون إجابته واجبة سواء كانت المخاطبة
(1)
في الصلاة أم لا. أما كونه يخرج بالإجابة [من الصلاة] أو لا يخرج فليس في الحديث ما يستلزمه، فتحتمل أن تجب الإجابة
(1)
في "قس": سواء كان المخاطب. وهو الأظهر.
أَلَا أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ
(1)
فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ" فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَذَكَّرْتُهُ
(2)
، فَقَالَ: " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي
(3)
وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ". [راجع: 4474، أخرجه: د 1458، س 913، ق 3785، تحفة: 12047].
4704 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمُّ الْقُرْآنِ
(6)
"مِنَ الْمَسْجِدِ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ" في ذ: "حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ".
===
ولو خرج المجيب من الصلاة، وإلى ذلك جنح بعض الشافعية، كذا [في]"القسطلاني"(10/ 8).
(1)
فيه جواز تفضيل بعض القرآن على بعض. واستشكل، وأجيب بأن التفضيل إنما هو من حيث المعاني لا من حيث الصفة، فالمعنى أن ثواب بعضه أعظم من بعض، "قس"(10/ 384 - 385).
(2)
بتشديد الكاف أي: بذلك، "قس"(10/ 385).
(3)
قوله: (السبع المثاني) أي: سبع آيات تُكَرَّرُ على مرور الأوقات فلا تنقطع، أو هي سبع كلمات متكررة، وهي: الله، والرحمن، والرحيم، وإياك، وصراط، وعليهم، ولا بمعنى غير، أو هي تُكَرَّرُ في الصلاة فهو من التثنية بمعنى التكرير. و"القرآن العظيم" عطفُ صفة على صفة، "مجمع"(1/ 307).
(4)
ابن أبي إياس، "قس"(10/ 385).
(5)
محمد بن عبد الرحمن.
(6)
سُمّيت الفاتحة أم القرآن لاشتمالها على المعاني التي في القرآن، "ك"(17/ 174).
هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ
(1)
". [أخرجه: د 1457، ت 3124،
تحفة: 13014].
4 - بَابُ قَوْلِهِ: {الَّذِينَ
(2)
جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ
(3)
(4)
} [الحجر: 91]
"بَابُ قَولِهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"قَولُهُ".
===
(1)
قوله: (والقرآن العظيم) عطف على "أم القرآن" لا على "السبع المثاني". وإفراد الفاتحة بالذكر في الآية مع كونها جزءًا من القرآن يدل على مزيد اختصاصها بالفضيلة، "قس"(10/ 385).
(2)
نعت للمقتسمين أو بدل منه أو بيان، "قس"(10/ 385)، أو مبتدأ خبره {فَوَرَبِّكَ} [الحجر: 92].
(3)
أجزاءً، جمع عِضَة، وأصلها عِضْوَة، من عَضَا الشاة: إذا جعلها أجزاء، "بيضاوي"(1/ 535).
(4)
قوله: ({الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}) يريد قوله تعالى: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ. . .} إلخ، قال البيضاوي (1/ 535): المقتسمون هم الاثنا عشر الذين اقتسموا مداخل مكة أيام الموسم لينفروا الناس عن الإيمان بالرسول فأهلكهم الله يوم بدر، أو الرهط الذين اقتسموا أي: تقاسموا على أن يُبَيِّتُوا صالحًا عليه السلام، وقيل: المقتسمون هم الذين جعلوا القرآن عضين حيث قالوا عنادًا: بعضه حق موافق للتوراة والإنجيل وبعضه باطل مخالف لهما، انتهى. قوله:" {المُقْتَسِمِينَ}: الذين حلفوا" جعله من القسم لا من القسمة، ولعل المؤلف اعتمد في هذا القول على ما رواه الطبراني عن مجاهد: أن المراد بقوله: "المُقتسمين": قوم صالح الذين تقاسموا على إهلاكه. قوله: "ومنه" أي: من معنى المقتسمين " {لَا أُقْسِمُ}: أي: أقسم" فـ "لا" مقحمة. "ويقرأ {لَأُقْسِمُ} " بغير مد، وهي
{الْمُقْتَسِمِينَ} [الحجر: 90]: الَّذِينَ حَلَفُوا، وَمِنْهُ {لَا أُقسِمُ} [البلد: 1]: أَيْ أُقْسِمُ
(1)
، وَيُقْرَأُ: "لَأُقْسِمُ
(2)
". {قَاسَمَهُمَا} [الأعراف: 21]: حَلَفَ لَهُمَا وَلَمْ يَحْلِفَا لَهُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(3)
: {تَقَاسَمُوا} [النمل: 49]: تَحَالَفُوا
(4)
.
4705 -
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {الَّذِينَ جَعَلُوا
===
"{قَاسَمَهُمَا} " في ذ: " {وَقَاسَمَهُمَا} ". "حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ" في نـ: "حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ".
قراءة ابن كثير على أن اللام جواب لقسم مقدر تقديره: فلا أنا أقسم أو والله لأنا أقسم. قوله: " {قَاسَمَهُمَا} " ولأبي ذر: " {وَقَاسَمَهُمَا} "، هو قوله تعالى:{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} أي: "حلف لهما" أي: حلف إبليس لآدم وحواء. وقوله: "ولم يحلفا له" يعني ليس هو من باب المفاعلة. "وقال مجاهد" فيما وصله الفريابي: {"تَقَاسَمُوا" بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ} أي: "تحالفوا" وقد مرّ، والجمهور على أنه من القسمة، كذا في "قس"(10/ 385).
(1)
فلا مقحمة، "قس"(10/ 385).
(2)
بغير مد وهي قراءة ابن كثير، "قس"(10/ 385).
(3)
فيما وصله الفريابي، "قس"(10/ 386).
(4)
أي: في قوله تعالى: {تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ} .
(5)
الدورقي.
(6)
ابن بشير - بالتصغير فيهما - الواسطي، "قس" (10/ 386). [وفي "التقريب" (رقم: 7312): "ابن بشير" بوزن عظيم، وكذا في "المغني" (ص: 39)].
الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر: 91] قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً، فآمَنُوا بِبَعْضِهِ
(1)
وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ
(2)
. [راجع: 3945].
4706 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى
(3)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(4)
، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ
(5)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
(6)
} [الحجر: 90] قَالَ: آمَنُوا بِبَعْضٍ وَكَفَرُوا بِبَعْضٍ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
(7)
. [راجع: 3945، تحفة: 5401].
5 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]
قَالَ سَالِمٌ
(8)
: الْمَوْتُ.
"جَزَّءُوهُ" في نـ: "الَّذِينَ جَزَّءُوهُ". "حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى" كذا في ذ، وفي غيره:"حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى". "الْمَوْتُ" في نـ: " {اليَقِينُ}: الْمَوْتُ".
===
(1)
مما وافق التوراة، "قس"(10/ 386).
(2)
أي: مما خالفها، "قس"(10/ 386).
(3)
ابن باذام.
(4)
سليمان، "قس"(10/ 386).
(5)
حصين بن جندب، "قس"(10/ 386).
(6)
وعن ابن عباس أيضًا: {الْمُقْتَسِمِينَ} الذين اقتسموا طرق مكة يصدّون الناس عن الإيمان، "قس"(10/ 386).
(7)
أي: هم اليهود والنصارى، "قسطلاني"(10/ 386).
(8)
هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، "قسطلاني"(10/ 387).
16 - سُورَةُ النَّحْلِ
بسم الله الرحمن الرحيم
{رُوحُ الْقُدُسِ
(1)
(2)
} [النحل: 102]: جِبْرَئِيلُ. {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: 193]. {فِي ضَيْقٍ
(3)
} [النحل: 127]: يُقَالُ: أَمْرٌ ضَيْقٌ وَضَيِّقٌ
(4)
، مِثْلُ هَيْنٍ وَهَيِّنٍ، وَلَيْنٍ وَلَيِّنٍ، وَمَيْتٍ وَمَيِّتٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {فِي تَقَلُّبِهِمْ
(5)
} [النحل: 46]: اخْتِلَافِهِمْ
(6)
.
"سُورَةُ النَّحْلِ" في نـ: "بَابُ تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّحْلِ".
===
(1)
أي: في قوله تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} .
(2)
قوله: ({رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} هو جبرئيل، قاله ابن مسعود فيما رواه ابن أبي حاتم، وأضيف جبرئيل إلى القدس وهو الطهر كما تقول: حاتم الجود، زيد الخير، والمراد الروح المقدس، قاله الزمخشري. ثم استشهد المؤلف لقوله: " {رُوحُ الْقُدُسِ} جبريل" [بقوله]: " {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} "، "قس" (10/ 388).
(3)
بسكون التحتية، "قس"(10/ 388)، أي: في قوله تعالى في آخر سورة النحل: {وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} .
(4)
بتشديد الياء، "قس"(10/ 388).
(5)
يريد قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ} .
(6)
وقال غيره: في أسفارهم، وقال ابن جريج: في إقبالهم وإدبارهم، "قس"(10/ 389).
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(1)
: {تَمِيدَ} [النحل: 15]: تَكَفَّأَ. {مُفْرَطُونَ} [النحل: 62]: مَنْسِيُّونَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ
(2)
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [النحل: 98]: هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ
(3)
، وَذَلِكَ أَنَّ الاسْتِعَاذَةَ
(4)
قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَمَعْنَاهَا:
"مَنْسِيُّونَ" زاد بعده في نـ: " {سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} - أي: ذللها اللَّه وسهلها، "بيض" -. لا يَتَوَعَّرُ - بالعين المهملة، "قس" (10/ 388). الوعر: ضدّ السهل - عَليها مكانٌ سلكتْه". "وَقَالَ غَيْرُه" زاد بعده في نـ: "قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: تَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ: تَتَهَيَّأُ". " {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} " زاد بعده في ذ: " {مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} ".
===
(1)
قوله: (قال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} أي: "تَكَفَّأَ" - بتشديد الفاء - وتتحرك وتميل بما عليها من الحيوان فلا يهنأ لهم عيش بسبب ذلك. قوله: " {مُفْرَطُونَ} " يريد به قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} قال مجاهد فيما وصله الطبري: "مَنْسِيُّون" فيها، "قس"(10/ 389).
(2)
أي: إذا أردت القراءة، كقوله:{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} [المائدة: 6]"بيض"(1/ 556).
(3)
قوله: (هذا مُقَدَّم ومُؤَخَّر) أي: في الكلام تقديم وتأخير بحسب ظاهره، والأصل إذا استعذتَ فاقرأ القرآن، كذا في "الخير الجاري"(2/ 406). وفيه نظر لأنه يلزم أن يكون الإنسان مأمورًا بقراءة القرآن عند الاستعاذة، والمشهور في الآية أن المعنى: فإذا أردتَ القراءة فاستعذ بالله.
(4)
فيه رد على من أخذ بظاهره وفهم أن القراءة تقدم على الاستعاذة، "خ"، "ع"(13/ 99).
الاِعْتِصَامُ بِاللَّهِ
(1)
. {شَاكِلَتِهِ
(2)
} [الإسراء: 84]: نَاحِيَتِهِ. {قَصْدُ السَّبِيلِ}
"الاِعْتِصَامُ بِاللَّهِ" زاد بعده في نـ: "قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {تُسِيمُونَ} هو أي: تَرعونَ". "نَاحِيَتِهِ" في حـ، ذ:"نِيَّتِهِ".
===
(1)
من وساوس الشيطان، والجمهور على أن الأمر للاستحباب، "قس"(10/ 389).
(2)
قوله: ({شَاكِلَتِهِ}) هذا في سورة بني إسرائيل في قوله تعالى: {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} أي: على "ناحيته"، ولأبي ذر عن الحموي:"نيته" بدل "ناحيته" أي: التي تشاكل حاله في الهدى والضلال، وذكر هذا هنا لعله من ناسخ، "قس" (10/ 390). قوله:" {تُسِيمُونَ} أي: ترْعَوْن" من سامت الماشية أو أسامها صاحبُها. قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ "قَصْدُ السَّبِيلِ} : البيان" للطريق الموصل إلى الحق رحمة منه وفضلًا. قال تعالى: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} [النحل: 5] أي: "ما استدفأتَ" به مما يقي البردَ. قوله: "{تُرِيحُونَ} " أي: تردّونها من مراعيها إلى مراحها
(1)
"بالعشي، و {تَسْرَحُونَ} " أي: تخرجونها "بالغداة" إلى المرعى. قوله: " {بِشِقِّ" الْأَنْفُسِ} "يعني المشقة" والكلفة. قوله: " {عَلَى تَخَوُّفٍ} " أي: "تَنَقُّصٍ"، شيئًا بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتى يهلكوا، من تخوّفته: إذا تنقصته، يريد قوله تعالى:{أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} . قوله: " {سَرَابِيلَ} " هي "قمص" - بضم القاف والميم - جمع قميص. قوله: " {تَقِيكُمُ الْحَرَّ} " خصه بالذكر اكتفاء بأحد الضدين عن الآخر، أو لأن وقاية الحر كانت عندهم أهم. قوله:"وأما {سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} فإنها الدروع" والجواشن والسربال يعم كلَّ ما يُلْبَسُ من قميص أو درع أو جوشن أو غيره. قوله: "كل شيء لم يصح فهو دَخَل" بفتح الخاء، وقيل: الدَخَل والدَّغَل: الغش والخيانة، وقيل: الدخل ما أدخل في
(1)
وفي الأصل: من مراعيها أو مراحها.
[النحل: 9]: الْبَيَانُ. الدِّفْءُ: مَا اسْتَدْفَأْتَ. {تُرِيحُونَ
(1)
} [النحل: 6]: بِالْعَشِيِّ، وَ {تَسْرَحُونَ} [النحل: 6]: بِالْغَدَاةِ. {بِشِقِّ
(2)
} [النحل: 7]: يَعْنِي الْمَشَقَّةَ. {عَلَى تَخَوُّفٍ} [النحل: 47]: تَنَقُّصٍ. {الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً
(3)
} [النحل: 66]: وَهِيَ تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ، وَكَذَلِكَ النَّعَمُ، الأَنْعَامُ جَمَاعَةُ النَّعَمِ. {سَرَابِيلَ}: قُمُصَ
(4)
{تَقِيكُمُ الْحَرَّ} وَأَمَّا {سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} [النحل: 81]: فَإِنَّهَا الدُّرُوعُ. {دَخَلًا بَيْنَكُمْ
(5)
} [النحل: 92، 94]: كُلُّ شَيْءٍ لَمْ يَصِحَّ فَهُوَ دَخَلٌ.
"جَمَاعَةُ النَّعَمِ" زاد بعده في ذ: " {أَكْنَانًا} [النحل: 81] واحدها كِنٌّ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ" - يشير إلى قوله: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} أي: مواضع تسكنون بها من الكهف والبيوت المنحوتة فيها، "قس"(10/ 391) -.
===
الشيء على فساد، وقيل: أن يظهر الوفاءَ ويبطن الغدر، "قس"(10/ 390 - 391)، "بيض"(1/ 553).
(1)
قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} .
(2)
قال تعالى: {لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} .
(3)
يريد قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً} أي: دلالة يعبر بها من الجهل إلى العلم، "قس"(10/ 390).
(4)
بضمتين جمع قميص.
(5)
قال تعالى: {تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ} أي: غير صحيح، "ك"(17/ 176).
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {حَفَدَةً
(1)
} [النحل: 72]: مَنْ وَلَدَ الرَّجُلُ
(2)
. السَّكَرُ
(3)
: مَا حُرِّمَ مِنْ ثَمَرَتِهَا
(4)
، وَالرِّزْقُ الْحَسَنُ: مَا أَحَلَّ اللَّهُ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ
(5)
عَنْ صَدَقَةَ: {أَنْكَاثًا
(6)
} [النحل: 92]: هِيَ خَرْقَاءُ
(7)
كَانَتْ إِذَا أَبْرَمَتْ غَزْلَهَا نَقَضَتْهُ.
"قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". "مِنْ ثَمَرَتِهَا" في نـ: "مِنْ شُرْبِهَا". "مَا أَحَلَّ اللَّهُ" في ذ: "مَا أُحِلَّ".
===
(1)
قال تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} .
(2)
أي: ولد ولده أو بنات، "قس"(10/ 391).
(3)
مصدر سمي به الخمر، يريد قوله تعالى:{تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} [النحل: 67]، "ك"(17/ 176).
(4)
أي: من ثمرات النخيل والأعناب أي: من عصيرهما، "قس"(10/ 391).
(5)
هو سفيان يروي عن صدقة أبي الهذيل لا صدقة بن الفضل المروزي، "ع"(13/ 101)، قال الكرماني (17/ 176): هو ابن الفضل.
(6)
قوله: ({أَنْكَاثًا}) أي: في قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} قال: "هي" امرأة تسمى "خرقاء" كانت بمكة، "كانت إذا أبرمت غزلَها نقضته" أي: نقضت غزلها من بعد إبرام وإحكام. قوله: "قال ابن مسعود" فيما وصله الحاكم والفريابي: "الأمة" في قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا} [النحل: 120] هو "معلم الخير" وفي "الكشاف" وغيره: أنه بمعنى مأموم أي: يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير، أو بمعنى مؤتم به. قوله:"والقانت" هو "المطيع" كما فسره ابن مسعود، أو هو القائم بأمر الله، ملتقط من "قس"(10/ 392)، "بيضاوي"(1/ 555، 561).
(7)
أي: حمقاء.
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الأُمَّةُ
(1)
: مُعَلِّمُ الْخَيْرِ، وَالْقَانِتُ: الْمُطِيعُ.
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
(2)
} [النحل: 70]
4707
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَعْوَرُ
(4)
، عَنْ شُعَيْبٍ
(5)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو: "أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَالْكَسَلِ
(6)
، وَأَرْذَلِ الْعُمُرِ
(7)
، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ
(8)
، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ"
(9)
. [راجع: 2823، أخرجه: م 2706، تحفة: 913].
===
(1)
قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} [النحل: 120].
(2)
هو أن يهرم حتى ينقص عقله، "تن"(2/ 947).
(3)
التبوذكي، "قس"(10/ 392).
(4)
النحوي البصري.
(5)
هو ابن الحبحاب.
(6)
هو التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه، "قس"(10/ 393).
(7)
أي: أخسِّه يعني الهرم الذي يشابه الطفولية في نقصان القوة والعقل، "بيضاوي"(1/ 550).
(8)
أصل الفتنة الامتحان والاختبار، استعملت في الشرع في اختبارِ كشفِ ما يكره، "قسطلاني"(10/ 393).
(9)
أي: زمان الحياة والموت، وهو من أول النزع وهلم جرًّا، "قس"(10/ 393).
17 - سُورَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
[1 - بَابٌ]
4708 -
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ
(4)
وَالْكَهْفِ وَمَرْيَمَ
(5)
: إِنَّهُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ
(6)
الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي
(7)
.
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ثبت في ذ. "حَدَّثَنَا آدَمُ" في نـ: "حَدَّثَنَا آدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ". "إِنَّهُنَّ" في نـ: "فَإِنَّهُنَّ".
===
(1)
مكية، وقيل: إلا قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} [الإسراء: 73] إلى آخر ثمان آيات، وهي مائة وعشر آيات، "قس"(10/ 392)، "بيض"(1/ 563).
(2)
أي: عمرو السبيعي.
(3)
النخعي.
(4)
أي: في سورة بني إسرائيل. . . إلخ.
(5)
مراده تفضيل هذه السور لما يتضمن مفتتح كل منها بأمر غريب وقع في العالم خارق للعادة، وهو الإسراء وقصة أصحاب الكهف وقصة مريم، "ك"(17/ 179)، "قس"(10/ 394).
(6)
قوله: (من العتاق) بكسر العين وتخفيف الفوقية جمع عتيق، والعرب تجعل كل شيء بلغ الغاية في الجودة عتيقًا، و"الأول" بضم الهمزة وفتح الواو المخففة، والأولية إما باعتبار حفظها أو باعتبار نزولها لأنها مكيات، "قس"(10/ 394)، "ك"(17/ 177).
(7)
قوله: (وهن من تلادي) بكسر الفوقية وتخفيف اللام وبعد الألف
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {فَسَيُنْغِضُونَ} [الإسراء: 51]: يَهُزُّونَ
(1)
.
وَقَالَ غَيْرُهُ: نَغَضَتْ
(2)
سِنُّكَ، أَيْ تَحَرَّكَتْ. [طرفاه: 4739، 4994، تحفة: 9395].
[2 - بَابٌ] {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
(3)
} [الإسراء: 4].
أَخْبَرْنَاهُمْ أَنَّهُمْ سَيُفْسِدُونَ، وَالْقَضَاءُ عَلَى وُجُوهٍ
(4)
: {وَقَضَى رَبُّكَ} [الإسراء: 33]: أَمَرَ رَبُّكَ، وَمِنْهُ: الْحُكْمُ {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ
(5)
} [يونس: 93]، وَمِنْهُ: الْخَلْقُ {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [فصلت: 12].
"وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {فَسَيُنْغِضُونَ}: يَهُزُّونَ" في نـ: " {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ} قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: يَهُزُّونَ". " {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} " في ذ: " {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}: خَلَقَهُنَّ".
===
دال مهملة فتحتية، مما حفظته قديمًا، ضد الطارف، يقال: ما له طارف ولا تالد: أي: لا حديث ولا قديم. ومراده أنهن من أول ما تعلم من القرآن، وأن لهن فضلًا لما فيهن من القصص وأخبار الأنبياء والأمم، كما مرّ، "قس"(10/ 394)، "ك"(17/ 177).
(1)
أي: يحركونها إليك رؤوسهم استهزاءً، "قس"(10/ 394).
(2)
بفتح الغين المعجمة وكسرها، "قس"(10/ 394).
(3)
قوله: ({وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ}) أي: "أخبرناهم أنهم سيفسدون".
(4)
إشارة إلى أنه ذو معان، "تن"(2/ 948)، ذكر منها ثلاثة: الأمر والحكم والخلق، "خ".
(5)
أي: يحكم بينهم.
{نَفِيرًا
(1)
(2)
} [الإسراء: 6]: مَنْ يَنْفُرُ مَعَهُ. {وَلِيُتَبِّرُوا} : يُدَمِّرُوا
(3)
{مَا عَلَوْا} [الإسراء: 7]. {حَصِيرًا} [الإسراء: 8]: مَحْبِسًا مَحْصَرًا
(4)
. {فَحَقَّ} [الإسراء: 16]: وَجَبَ. {مَيْسُورًا
(5)
} [الإسراء: 28]: لَيِّنًا. {خِطْئًا}
(6)
[الإسراء: 31]: إِثْمًا، وَهُوَ اسْمٌ
(7)
مِنْ خَطِئْتُ، وَالْخَطَأُ
"مَنْ يَنْفِرْ مَعَهُ" زاد في ذ بعده: " {مَيْسُورًا}: لَيِّنًا".
===
(1)
{وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} .
(2)
قوله: ({نَفِيرًا}) قال أبو عبيدة: "من ينفر معه" أي: مع الرجل من قومه وعشيرته، وقيل: جمع نفر وهم المجتمعون للذهاب إلى العدو. قال تعالى: {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} " أي: "لَيِّنًا". قوله: "{وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا" تَتْبِيرًا} أي: "يدمِّروا" من التدمير، وهو الإهلاك، أي: ليهلكوا ما غلبوه واستولوا عليه. قال تعالى: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ "حَصِيرًا"} أي: "مَحْبِسًا" بفتح الميم وكسر الموحدة أي: لا يقدرون [على الخروج] منها أبد الآباد. قوله: "محصرًا" بفتح الميم والصاد المهملة: اسم لموضع الحصر. قال تعالى: {"فَحَقَّ" عَلَيْهَا الْقَوْلُ} أي: "وجب" عليها كلمة العذاب السابقة. قال تعالى: {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ "خِطْئًا" كَبِيرًا} أي: "إثمًا"، "قس"(10/ 395)، "ك"(17/ 177).
(3)
من التدمير.
(4)
مجيئه مصدرًا واسمًا.
(5)
سبق قريبًا.
(6)
بكسر الخاء.
(7)
وقال أهل اللغة: إنه مصدر لكن يفهم من "القاموس" مجيئه مصدرًا واسمًا، "خ".
مَفْتُوحٌ مَصْدَرُهُ مِنَ الإِثْمِ، خَطِئْتُ
(1)
بِمَعْنَى أَخْطَأْتُ. {لَنْ تَخْرِقَ}
"{لَنْ تَخْرِقَ}: لَنْ تَقْطَعَ" في نـ: " {تَخْرِقَ} تَقْطَعَ".
===
(1)
قوله: (خطئت) بكسر الطاء "بمعنى أخطأت" كذا قاله أبو عبيدة وتبعه المؤلف رحمه الله، وتُعقب بأنَّ جعلَه خطئًا بكسر الخاء اسمَ مصدر ممنوعٌ، وإنما هو مصدر خطئ يخطأ كأثم يأثم إثمًا: إذا تعمد الذنب. وبأن دعواه أن خطأً المفتوحَ الخاء والطاء، وبها قرأ ابن ذكوان: مصدرٌ بمعنى الإثم: ليس كذلك، وإنما هو اسم مصدر من أخطأ يخطئُ: إذا لم يصب، والمعنى فيه: أن قتلهم كان غيرَ صواب. وبأن قوله: "خطئت بمعنى أخطأت" خلاف [قول] أهل اللغة: أن خطئ: أَثِمَ وتعمَّد الذنب، وأخطأ: إذا لم يتعمد، قاله القسطلاني (10/ 396). قال في "المجمع" (2/ 61): يقال: خطئ بمعنى أخطأ أيضًا، وقيل: خطئ إذا تعمد، وأخطأ إذا لم يتعمد، انتهى.
قوله: " {لَنْ تَخْرِقَ} " يريد قوله: {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ} أي: "لن تقطع الأرض" بشدة وطأتك، وسقط هذا لأبي ذر. قوله:" {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} " يريد قوله تعالى: {إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} هو "مصدر من ناجيت، فوصفهم بها" أي: بالنجوى فيكون من إطلاق المصدر على العين مبالغة، أو على حذف مضاف أي: ذو نجوى، ويجوز أن يكون جمع نجيّ كقتيل وقتلى. قوله:" {رُفَاتًا} " يريد قوله تعالى: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا} أي: "حطامًا"، وقال الفراء: هو التراب، ويؤيده أنه قد تكرر في القرآن: ترابًا وعظامًا. قوله: " {وَاسْتَفْزِزْ} " أي: "استَخِفَّ" الذي استطعتَ استفزازَه منهم. يريد قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} . قوله: "الفرسان" بالجر فالخيل الخيّالة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:"يا خيل الله اركبي". قوله: "والرَّجْل" بفتح الراء وسكون الجيم، ولأبي ذر "والرجال" بكسر الراء وتخفيف الجيم، "والرَّجّالة" بفتح الراء وتشديد الجيم "واحدها راجل" ضد
[الإسراء: 37]: لَنْ تَقْطَعَ. {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} [الإسراء: 47]: مَصْدَرٌ مِنْ نَاجَيْتُ، فَوَصَفَهُمْ بِهَا، وَالْمَعْنَى يَتَنَاجَوْنَ. {وَرُفَاتًا} [الإسراء: 49]: حُطَامًا
(1)
. {وَاسْتَفْزِزْ} [الإسراء: 64]: اسْتَخِفَّ. {بِخَيْلِكَ} [الإسراء: 64]:
===
الفارس "مثل صاحب وصَحْبٍ، وتاجر وَتَجْرٍ"، قاله أبو عبيدة. قوله:" {حَاصِبًا} " يريد قوله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} أي: "الريح العاصف" أي: الشديد. قوله: "ومنه: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} " أي: "يرمى به في جهنم" بضم الياء وفتح الميم مبنيًا للمفعول. قوله: "هو" أي: الشيء الذي يرمى به، ولأبي ذر "وهم" أي: والقوم الذين يُرْمون فيها. قوله: "والحصب" أي: محركًا "من الحَصْباء: الحجارة"، قال العيني: لم يرد بالاشتقاق الاشتقاقَ المصطلح عليه أعني الاشتقاقَ الصغيرَ لعدم صدقه عليه، وتفسير الحَصْباء بالحجارة هو من تفسير الخاص بالعام، قالوا: والحصب الرمي بالحصباء، وهي الحجارة الصغار. ولغير أبي ذر:"الحصباء والحجارة" بزيادة واو. قوله: " {تَارَةً} " يريد قوله تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً} أي: "مرة" فهي مصدر "وجماعته" أي: لفظ تارة "تِيَرٌ" بكسرة الفوقية وفتح التحتية "وتارات". قوله: "قال ابن عباس" مما وصله ابن عيينة في تفسيره في قولِه: {وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80]، وقولهِ:{فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} "كل سلطان" ذكر "في القرآن فهو حجة" فمعنى {سُلْطَانًا نَصِيرًا} : حجة ينصرني على من خالفني، {فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا}: حجة يتسلط بها على المؤاخذة بمقتضى القتل. قوله: " {وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} "[الإسراء: 111] أي: "لم يحالف" بالحاء المهملة، أي: لم يوال "أَحَدًا" من أجل مذلة به ليدفعها بموالاته، ملتقط من "قس"(10/ 396 - 398)، "بيض"(1/ 570، 573، 576، 580، 585).
(1)
تكسر من اليبس.
الْفُرْسَانِ، وَالرَّجْلُ: الرَّجَّالَةُ، وَاحِدُهَا رَاجِلٌ، مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ، وَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ. {حَاصِبًا} [الإسراء: 68]: الرِّيحُ الْعَاصِفُ، وَالْحَاصِبُ أَيْضًا: مَا تَرْمِي بِهِ الرِّيحُ، وَمِنْهُ:{حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98]: يُرْمَى
(1)
بِهِ فِي جَهَنَّمَ، هُوَ حَصَبُهَا، وَيُقَالُ: حَصَبَ فِي الأَرْضِ: ذَهَبَ
(2)
، وَالْحَصَبُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَصْبَاءِ وَالْحِجَارَةِ. {تَارَةً} [الإسراء: 69]: مَرَّةً، وَجَمَاعَتُهُ تِيَرٌ وَتَارَاتٌ. {لَأَحْتَنِكَنَّ} [الإسراء: 62]: لأَسْتَأْصِلَنَّهُمْ
(3)
، يُقَالُ: احْتَنَكَ فُلَانٌ مَا عِنْدَ فُلَانٍ مِنْ عِلْمٍ: اسْتَقْصَاهُ. {طَائِرَهُ
(4)
} [الإسراء: 13]: حَظَّهُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلُّ سُلْطَانٍ فِي
"والرَّجْلُ" في ذ: "وَالرِّجَالُ". "هُوَ حَصَبُهَا" في ذ: "وَهُمْ حَصَبُهَا". "الْحَصْبَاءِ وَالْحِجَارَةِ" في ذ: "الْحَصْبَاءِ الْحِجَارَةِ" بإسقاط الواو. "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ".
===
(1)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 396).
(2)
أي: فيها.
(3)
أي: بالإغواء، وقيل: لأستولين عليهم استئلاء، مِنْ جعل في حنك الدابة حبلًا يقودها فلا تأبى ولا تَشْمُسُ، وعن مجاهد فيما رواه سعيد بن منصور: لأحتنكن: لأحتوين، قال: يعني شبه الزِّناق، وقال ابن زيد: لأضلنهم، وكلها متقاربة، "قس"(10/ 397).
(4)
في قوله: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} هو "حظه" بالحاء المهملة والظاء المعجمة، قال ابن عباس: خيره وشره مكتوب عليه لا يفارقه، وفي "الأنوار": عمله وما قدر له، والمعنى أن عمله لازم له لزومَ القلادة، أو الغُلّ لا ينفك عنه، كذا في "قس"(10/ 397).
الْقُرْآنِ فَهُوَ حُجَّةٌ. {وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} [الإسراء: 111]: لَمْ يُحَالِفْ أَحَدًا
(1)
.
3 - بَابُ قَوْلِهِ: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ
(2)
لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
(3)
} [الإسراء: 1]
4709 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ
(6)
. ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ
(8)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ
(9)
: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أُتِيَ
(10)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ
(11)
"بَابُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في ذ: "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ". "أَخْبَرَنَا يُونُسُ" في ذ: "حَدَّثَنَا يُونُسُ".
===
(1)
أي: لم يوال أحدًا من أجل مذلة به، "قس"(10/ 398).
(2)
محمد صلى الله عليه وسلم بجسده وروحه يقظةً، "قس"(10/ 398).
(3)
مسجد مكة بعينه، لحديث أنس المروي في الصحيحين، "قس"(10/ 398).
(4)
لقب عبد الله بن عثمان المروزي، "قس"(10/ 399).
(5)
ابن المبارك.
(6)
ابن يزيد الأيلي.
(7)
ابن خالد بن يزيد، "قس"(10/ 399).
(8)
ابن يزيد.
(9)
سعيد.
(10)
بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 399).
(11)
من المسجد.
بِإِيلِيَاءَ
(1)
بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا فَأَخَذَ اللَّبَنَ، قَالَ جِبرَئِيلُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ
(2)
، لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ
(3)
. [راجع: 3394، أخرجه: م 168، س 5657، تحفة: 13323].
4710 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ
(7)
: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَمَّا كَذَّبَنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ
(8)
،. . . . . . . . . . .
"قَالَ جِبْرَئِيلُ" في قتـ، ذ:"فَقَالَ جِبْرَئِيلُ". "كَذَّبَنِي قُرَيْشٌ" في حـ، هـ:"كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ".
===
(1)
بكسر الهمزة ممدودًا: بيت المقدس، "قس"(10/ 399)، "ك"(17/ 179)"خ".
(2)
الإسلامية، "قس"(10/ 399).
(3)
لأن الخمر تخامر العقل وتزيله فتخالف الفطرة، "خ".
(4)
المصري، "قس"(10/ 400).
(5)
عبد الله المصري، "قس"(10/ 400).
(6)
ابن يزيد.
(7)
هو ابن عبد الرحمن بن عوف، "قس"(10/ 400).
(8)
قوله: (قُمْتُ في الحجر) بكسر المهملة وسكون الجيم، الذي أكثره من الكعبة تحت الميزاب، وكانوا سألوه أن ينعت لهم المسجدَ الأقصى، وفيهم من رآه وعرفه، فجلَّى الله تعالى إياه فأجاب على ما رآه، "قس"(10/ 400)، "خ"(2/ 407)، "ك"(15/ 99).
فَجَلَّى
(1)
اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمُقَدَّسِ، فَطَفِقْتُ
(2)
أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ
(3)
وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ".
زَادَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ
(5)
، عَنْ عَمِّهِ
(6)
: "لَمَّا كَذَّبَنِي قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمُقَدَّسِ" نَحْوَهُ.
{قَاصِفًا
(7)
} [الإسراء: 69]: رِيحٌ تَقْصِفُ كُلَّ شَيْءٍ
(8)
. [راجع: 3886، أخرجه: م 170، ت 3133، س في الكبرى 11282، تحفة: 3151].
"حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ". "لَمَّا كَذَّبَنِي" في ذ: "لَمَّا كَذَّبَتْنِي". " {قَاصِفًا. . .} إلخ" هذه ساقطة لأبي ذر.
===
(1)
بالجيم وتشديد اللام، أي: كشف، "قس"(10/ 400).
(2)
أي: شرعت وأخذت، "قس"(10/ 400).
(3)
أي: علاماته، "قس"(10/ 400).
(4)
ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهذه الزيادة وصلها الذهلي في "الزهريات"، "قس"(10/ 400).
(5)
هو محمد بن عبد الله بن مسلم، "قس"(10/ 400).
(6)
محمد بن مسلم الزهري، "قس"(10/ 400).
(7)
قوله: ({قَاصِفًا}) يريد قوله تعالى: " {فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ} " أي: لا تمرّ بشيء إلا قَصَفَتْه أي: كَسَرَتْه، كذا في "البيضاوي"(1/ 577).
(8)
تمرّ به، "قس"(10/ 400).
4 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
(1)
} [[الإسراء: 70]
كَرَّمْنَا وَأَكْرَمْنَا وَاحِدٌ
(2)
. {ضِعْفَ الْحَيَاةِ
(3)
} [الإسراء: 75]:
"بَابُ قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} " ثبت في ذ، وسقط لغيره.
===
(1)
بحسن الصورة والمزاج الأعدل واعتدال القامة والتمييز بالعقل والإفهام بالنطق وغير ذلك، "بيض"(1/ 577).
(2)
أي: جعلنا لهم كرمًا أي: شرفًا وفضلًا، وهذا كرم لنفي النقصان، "قس"(10/ 401).
(3)
قوله: ({ضِعْفَ الْحَيَاةِ}) يريد قوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} أي: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ضعف ما يعذَّبُ به في الدارين بمثل هذا الفعل غيرُك؛ لأن خطأ الخطير أخطر، "بيض" (1/ 578). قوله:" {خِلَافَكَ} " بكسر الخاء وفتح اللام وهي قراءة ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي "وخلفك" بفتح المعجمة وسكون اللام، وهما "سواء" في المعنى، يريد قوله تعالى:{وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} أي: لا يبقون بعد خروجك من مكة إلا زمنًا قليلًا، وقد كان كذلك فإنهم أهلكوا ببدر بعد هجرته بسنة، "قس" (10/ 401 - 402). قوله:" {وَنَأَى} في قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى}، قال أبو عبيدة: "تباعد". قوله: "{شَاكِلَتِهِ} " في قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} قال ابن عباس فيما وصله الطبري: أي: على "ناحيته"، وزاد أبو عبيدة: وخليقته. قوله: "وهي" أي: الشاكلة، مشتقة "مِنْ شَكَلَه" بفتح الشين وهو المثل، ولأبي ذر: من شَكَلْتُهُ: إذا قيدته، "قس" (10/ 402). قال البيضاوي (1/ 580) في تفسيره: كل أحد يعمل على طريقته التي تشاكل [حاله] في الهدى والضلالة. قوله: "{صَرَّفْنَا} ". يريد قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} قال أبو عبيدة: أي: "وجّهنا" وَبَيَّنّا. قوله: "{قَبِيلًا} " في قوله تعالى: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} قال أبو عبيدة: أي: "معاينة ومقابلة"
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
أو معناه كفيلًا بما تدعيه أي: شاهدًا على صحته ضامنًا لدركه. "وقيل: القابلة" أي: قيل للمرأة التي تتولى ولادة المرأة "لأنها" تكون في وقت الولادة تقابل الوالدة "وتقبل ولدها" أي: تتلقاه عند الولادة. قوله: " {خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} " في قوله: {إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} يقال: "أَنْفَقَ الرجلُ" أي: "أملق" والإملاق الفاقة. قوله: "نفق الشيء" بكسر الفاء مصححًا عليها في الفرع أي: "ذهب"، وفي حاشية موثوق بها بفتح الفاء، وفي "الصحاح": أنفق الرجل أي: افتقر وذهب ماله، ومنه قوله تعالى:{إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} . قوله: " {تَبِيعًا} " أي: في قوله تعالى: {ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} أي: "ثائرًا" طالبًا للثأر منتقمًا، وهذا تفسير مجاهد. "وقال ابن عباس" فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله:{تَبِيعًا} أي: "نصيرًا". قوله تعالى: {كُلَّمَا "خَبَتْ"} " أي: "طفئت" بكسر الفاء، قالوا: خَبَت النار: إذا سكن لهبها والجمر على حاله، وخمدت: إذا سكن الجمر. قوله: "قال ابن عباس" فيما وصله الطبري في قوله تعالى: "{وَلَا تُبَذِّرْ} " أي: "لا تنفق في الباطل"، وأصل التبذير التفريق، ثم غلب في الإسراف في النفقة. قوله: "{ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ} " يريد قوله تعالى: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ}، قال ابن عباس فيما رواه الطبري: أي: ابتغاء "رزق" من الله ترجوه أن يأتيك. قوله: "{مَثْبُورًا} " في قوله تعالى: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا}، قال ابن عباس: أي: "ملعونًا". وقال مجاهد: هالكًا، ولا ريب أن الملعون هالك. قوله: "{وَلَا تَقْفُ} " في قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} أي: "لا تقل" ما ليس لك به علم تقليدًا أو رجمًا بالغيب. قوله: "{فَجَاسُوا} " أي: في قوله تعالى: {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} أي: "تيمموا" أي: قصدوا وسطها للقتل والإغارة، "قس" (10/ 402 - 404)، "بيض" (1/ 570، 582).
عَذَابَ الْحَيَاةِ وَعَذَابَ الْمَمَاتِ. {خِلَافَكَ} [الإسراء: 76] وَخَلْفَكَ
(1)
سَوَاءٌ
(2)
. {وَنَأَى} [الإسراء: 83]: تبَاعَدَ. {شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: 84]: نَاحِيَتِهِ، وَهِيَ مِنْ شَكَلْتُهُ. {صَرَّفْنَا} [الإسراء: 41، 89]: وَجَّهْنَا. {قَبِيلًا} [الإسراء: 92]: مُعَايَنَةً وَمُقَابَلَةً، وَقِيلَ: الْقَابِلَةُ لأَنَّهَا مُقَابِلَتُهَا وَتَقْبَلُ وَلَدَهَا. {خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ
(3)
} [الإسراء: 100]: أَنْفَقَ الرَّجُلُ: أَمْلَقَ، وَنَفِقَ الشَّيْءُ: ذَهَبَ. {قَتُورًا
(4)
} [الإسراء: 100]: مُقْتِرًا. {لِلْأَذْقَانِ
(5)
} [الإسراء: 107، 109]: مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ، وَالْوَاحِدُ ذَقَنٌ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَوْفُورًا
(6)
} [الإسراء: 63]: وَافِرًا. {تَبِيعًا} [الإسراء: 69]: ثَائِرًا
(7)
، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَصِيرًا. {خَبَتْ} [الإسراء: 97]: طَفِئَتْ.
"وَعَذَابَ الْمَمَاتِ" في ذ: "وَضِعفَ المماتِ". "مِنْ شَكَلْتُهُ" كذا في ذ، وفي غيره:"مِنْ شَكْلِهِ".
===
(1)
بفتح فسكون، "قس"(10/ 402).
(2)
في المعنى.
(3)
الإنفاق: الإملاك وذهاب المال، "ك"(17/ 180).
(4)
يريد قوله تعالى: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا} قال أبو عبيدة: أي: "مُقْتِرًا" من الإقتار أي: بخيلًا، "قس"(10/ 403).
(5)
في قوله تعالى {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} هي مجتمع اللحيين، "قس"(10/ 403).
(6)
مكملًا، يريد قوله تعالى:{فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا} ، "قس"(10/ 403).
(7)
أي: طالبًا للثأر منتقمًا، "قس"(10/ 403).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَا تُبَذِّرْ} [الإسراء: 26]: لَا تُنْفِقْ فِي الْبَاطِلِ. {ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ} [الإسراء: 28]: رِزْقٍ. {مَثْبُورًا} [الإسراء: 102]: مَلْعُونًا
(1)
. {وَلَا تَقْفُ} [الإسراء: 36]: لَا تَقُلْ. {فَجَاسُوا} [الإسراء: 5]: تَيَمَّمُوا. {يُزْجِي
…
الْفُلْكَ}
(2)
[الإسراء: 66]: يُجْرِي الْفُلْكَ. {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} [الإسراء: 107، 109]: لِلْوُجُوهِ
(3)
.
-
بَابُ قَوْلِهِ: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا
(4)
} الآيَةَ [الإسراء: 16]
4711 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(6)
، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ: أَمِرَ
(7)
بَنُو فُلَانٍ.
"بَابُ قَوْلِهِ: {وَإِذَا أَرَدْنَا. . .} إلخ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ" في نـ:"قال: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ".
===
(1)
فسره ابن عباس.
(2)
قال تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ} ، أي: يجري، قاله ابن عباس، "قس"(10/ 404).
(3)
قاله ابن عباس فيما وصله الطبري، وهذا موافق لما مرّ في تفسيره قريبًا، "قس"(10/ 404).
(4)
قوله: ({أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}) أي: متنعميها بالطاعة على لسان رسول بعثناه إليهم، ويدل على ذلك ما قبله وما بعده، "بيضاوي"(1/ 566).
(5)
المديني.
(6)
ابن عيينة، "قس"(10/ 405).
(7)
بفتح الهمزة وكسر الميم، "قس"(10/ 405)، أمِرَ كَفَرِحَ: كثر وتمّ، "قاموس" (ص: 324)
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
: وَقَالَ: أَمَرَ
(3)
. [تحفة: 9307].
5 - بَابُ قَولِهِ: {ذُرِّيَّةَ
(4)
مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا
(5)
} [الإسراء: 3]
4712 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
(6)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(7)
قَالَ:
"بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره.
===
(1)
عبد الله بن الزبير المكي، "قس"(10/ 405).
(2)
ابن عيينة، "قس"(10/ 405).
(3)
قوله: (وقال: أمر) أي: وقال الحميدي عن سفيان: أمِر بكسر الميم كالأول، كذا في فرعين لليونينية، وقال الحافظ ابن حجر وغيره: إن الأولى بكسر الميم والثانية بفتحها، وهما لغتان، وبالفتح قرأ الجمهور الآية، وقرأها ابن عباس بالكسر، ويعقوب بمد الهمزة وفتح الميم، ومجاهد بتشديد الميم. والحاصل: أن سياق المؤلف لحديث ابن مسعود لِيُنَبِّهَ على أن معنى {أَمَرْنَا} في الآية [الإسراء: 16]: كَثَّرنَا مترفيها، وهي لغة حكاها أبو حاتم، ونقلها الواحدي عن أهل اللغة، وقال أبو عبيدة: من أنكرها لم يلتفت إليه لثبوتها في اللغة، "قسطلاني"(10/ 405).
(4)
بالنصب على الاختصاص أو على البدل من {وَكِيلًا} [الإسراء: 2] أي: لا تتخذوا من دوني وكيلًا ذرية من حملنا، "قس"(10/ 405).
(5)
كان يحمد الله على شأنه كله، "قس"(10/ 406).
(6)
المروزي.
(7)
ابن المبارك.
أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ
(1)
التَّيْمِيُّ
(2)
، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
(3)
بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً
(4)
ثُمَّ قَالَ
(5)
: "أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
(6)
، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّا ذَلِكَ؟ يُجْمَعُ
(7)
النَّاسُ - الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ - فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ
(8)
، يُسْمِعُهُمُ
(9)
الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ
(10)
الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى
"قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في ذ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ". "مِمَّا ذَلِكَ" في ذ: "مِمَّ ذَاكَ" مصحح عليه. "يُجْمَعُ النَّاسُ" في هـ، سـ:"يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ".
===
(1)
بفتح المهملة وتشديد التحتية، يحيى بن سعيد، "قس"(10/ 407).
(2)
تيم الرباب الكوفي، "قس"(10/ 407).
(3)
هرم، "قس"(10/ 407)، "ك".
(4)
بالسين المهملة فيهما أي: أخذ منها بأطراف أسنانه، ولأبي ذر بالمعجمة فيهما أي: بأضراسه أو بجميع أسنانه، "قس"(10/ 407).
(5)
إعلامًا لأمته بقدره عند الله ليؤمنوا به، "قس"(10/ 407).
(6)
وفي الدنيا بالطريق الأولى، "قس"(10/ 407).
(7)
على بناء المفعول، "قس"(10/ 407).
(8)
أرض واسعة مستوية، "قس"(10/ 407).
(9)
من الإسماع، "قس"(10/ 408).
(10)
أي: يحيط بهم لا يخفى عليه منهم شيء لاستواء الأرض وعدم الحجاب، "قس"(10/ 408).
رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ. فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ
(1)
، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ
(2)
، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ
(3)
، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا
(4)
لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ
(5)
فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي
(6)
، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ
(7)
. فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ
(8)
إِلَى أَهْلِ
"وَلَنْ يَغْضَبَ" في سـ، حـ، ذ:"وَلَا يَغْضَبُ". "وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي" كذا في ذ، وفي غيره:"إِنَّهُ نَهَانِي".
===
(1)
أي: بلا واسطة، "مرقاة"(9/ 514).
(2)
الإضافة إلى الله تعالى لتعظيم المضاف وتشريفه، "قس"(10/ 408).
(3)
حتى يريحنا مما نحن فيه، "قس"(10/ 408).
(4)
المراد من الغضب لازمه، وهو [إرادة] إيصال العذاب، "ع"(11/ 26).
(5)
أي: عن أكلها، "قس"(10/ 408).
(6)
قوله: (نفسي نفسي نفسي) كَرَّرها ثلاثًا أي: هي التي تستحق أن يشفَعَ لها إذ المبتدأ والخبر إذا كانا متحدين فالمراد بعض لوازمه، أو نفسي مبتدأ والخبر محذوف، "قس"(10/ 408).
(7)
بيان لما قبله.
(8)
قوله: (أنت أول الرسل) استشكلت هذه الأوّلية بأن آدم نبي مرسل وكذا شيث إدريس، وأجيب بأن الأولية مقيدة بقول أهل الأرض، ويشكل ذلك بحديث جابر في "البخاري" في "التيمم": "وكان النبي يُبْعَثُ إلى قومه
الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ
(1)
عَبْدًا شَكُورًا
(2)
، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ
(3)
"فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي" في ذ: "فَيَقُولُ: رَبِّي". "كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ" في ذ: "كَانَ لِي دَعْوَةٌ".
===
خاصة". ويجاب بأن العموم لم يكن في أصل بعثة نوح، وإنما اتفق باعتبار حصر الخلق في الموجودين بعد هلاك سائر الناس. وقيل: إن الثلاثة كانوا أنبياء ولم يكونوا رسلًا، ويرد عليه حديث أبي ذر عند ابن حبان فإنه كالصريح بإنزال الصحف على شيث وهو علامة الإرسال. والأظهر أن يقال: الثلاثة كانوا مُرْسَلين إلى المؤمنين والكافرين، وأما نوح فإنما أُرْسِلَ إلى [أهل] الأرض وكلهم كانوا كفارًا، كذا في "المرقاة" (9/ 515) و"القسطلاني" (10/ 408). قال الشيخ في "اللمعات": وقد يجاب أيضًا بأن المراد النبي المبعوث إلى الكفار، وآدم إنما أرسل إلى بنيه ولم يكونوا كفارًا بل أُمِرَ بتعليمهم الإيمانَ وطاعة الله، وكذلك خلفه إدريس وشيث، ورسالة نوح كانت إلى كفار أهل الأرض، ويمكن أن يقال: الأولية المذكورة إضافية بالنسبة إلى المذكورين بعده من إبراهيم وموسى، الذين كانوا أكثر أمة وأشهر أمرًا وأعظم شأنًا.
[وفي "اللامع" (8/ 15): قوله: أنت أول الرسل أي: أولي العزم منهم].
(1)
أي: في القرآن في سورة بني إسرائيل، وهو موضع الترجمة، "قس"(10/ 409).
(2)
لأنه يحمد الله على مجامع حالاته، "بيض"(1/ 564)، أي: على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كلِّه، "قس"(10/ 406).
(3)
هي {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26].
دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي
(1)
، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي
(2)
، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
(3)
. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ
(4)
مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ
(5)
- فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ
(6)
فِي الْحَدِيثِ
(7)
-، نَفْسِي نَفْسِي
===
(1)
قوله: (دعوة دعوتها على قومي) هي التي غرق بها أهل الأرض، يعني أن له دعوة واحدة محققة الإجابة وقد استوفاها بدعائه على أهل الأرض، ويخشى أن يطلب فلا يجاب. وفي حديث أنس عند الشيخين (خ: 7440، م: 193): "ويذكر خطيئته التي أصاب: سؤالَه ربَّه بغير علم"، فيحتمل أن يكون اعتذر بأمرين: أحدهما أنه استوفى دعوته المستجابة، وثانيهما سؤالُه رَبَّه بغير علم، حيث قال:{إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} [هود: 45] فخشي أن يكون شفاعته لأهل الموقف من ذلك، "قسطلاني"(10/ 409).
(2)
ثلاثًا أي: هي التي تستحق أن يشفع لها، "قس"(10/ 408).
(3)
زاد في رواية أنس: خليل الرحمن، "قس"(10/ 409).
(4)
هذا لا ينفي وصفَ نبينا صلى الله عليه وسلم بمقام الخلة الثابتة له على وجه أعلى من إبراهيم، "قس"(10/ 409).
(5)
بفتحات، "قس"(10/ 409).
(6)
يحيى بن سعيد الراوي عن أبي زرعة، "قس"(10/ 409).
(7)
واختصرهن مَنْ دونه، وهي قوله:{إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89]، و {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء: 63]، وقوله لسارة: هي أختي. والحق أنها معاريض، لكن لما كانت صورتها صورة كذب سماها به، وأشفق منها استقصارًا لنفسه عن مقام الشفاعة مع وقوعها، لأن من كان بالله أعرف كان أشدَّ خشية، "قسطلاني"(10/ 409).
نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ
(1)
عَلَى النَّاسِ، اشفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَمَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا
(2)
، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي
(3)
، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى. فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ
(4)
وَرُوحٌ مِنْهُ
(5)
، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي
"بِرِسَالَتِهِ" في نـ: "بِرِسَالاتِهِ". "أَمَا تَرَى" كذا في سـ، هـ، ذ، وفي غيرهم:"أَلا تَرَى". "اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى" في ذ: "اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ابنِ مَرْيَمَ".
===
(1)
عام مخصوص على ما لا يخفى، فقد ثبت أنه تعالى كَلَّم "نبينا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، ولا يلزم من قيام وصف التكليم أن يشتق له منه الكليم كموسى؛ إذ هو وصف غلب على موسى، كالحبيب لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإن كان شارك الخليل في الخلة على وجه أكمل منه، "قس" (10/ 409).
(2)
قوله: (لم أُومَرْ بقتلها) يريد قتله القبطيَّ المذكورَ في آية القصص، وإنما استعظمه واعتذر به لأنه لم يؤمر بقتل الكفار، أو لأنه كان مأمونًا فيهم فلم يكن له اغتيال. ولا يقدح في عصمته لكونه خطأً، وعدّه من عمل الشيطان في الآية، وسماه ظلمًا واستغفر منه على عادتهم في استعظام محقرات فرطت منهم، "قس"(10/ 409).
(3)
ثلاثًا، "قس"(10/ 410).
(4)
أي: أوصلها إليها وجعلها فيها، "قس"(10/ 410).
(5)
أي: وذو روح صدر منه لا بتوسط ما يجري مجرى الأصل والمادة له، "قس"(10/ 410).
الْمَهْدِ
(1)
صَبِيًّا
(2)
، اشْفَعْ لَنَا، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ
(3)
؟ فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا
(4)
- نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي
(5)
، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
(6)
.
فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ
(7)
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا
"صَبِيًّا" سقط لأبي ذر. "اشْفَعْ لَنَا" زاد بعده في نـ: "إِلَى رَبِّكَ" - حتى يريحنا مما نحن فيه، "قسطلاني" (10/ 410) -. "مِثْلَهُ" زاد في ذ بعده:"قَطّ". "اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية لأبي ذر في الموضعين.
===
(1)
والمهد مصدر سمي به ما يمهد للصبيّ من مضجعه، "قس"(10/ 410).
(2)
طفلًا، "قس"(10/ 410).
(3)
من الكرب، "قس"(10/ 410).
(4)
قوله: (ولم يذكر ذنبًا) وفي رواية أحمد والنسائي من حديث ابن عباس: "إني اتُّخِذْت إلهًا من دون الله" وفي رواية ثابت
(1)
عند سعيد بن منصور نحوه، وزاد:"وإن يغفر لي اليوم حسبي"، "قسطلاني"(10/ 410).
(5)
ثلاثًا.
(6)
زاد في حديث أنس الطويل: "فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"، "قس"(10/ 410).
(7)
قوله: (وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر) أي: فلم يكن
(1)
في الأصل: وفي رواية ابن ثابت، والتصويب من "قس".
تَأَخَّرَ
(1)
، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ
(2)
، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ:
===
له مانع من مقام الشفاعة العظمى، قال النووي: هذا مما اختلفوا في معناه، قال القاضي: قيل: المتقدم ما كان قبل النبوة والمتأخر عصمته بعدها، وقيل: المراد به ما وقع منه صلى الله عليه وسلم عن سهو وتأويل، حكاه الطبري، واختاره القشيري، وقيل: ما تقدم لأبيه آدم وما تأخر من ذنوب أمته، وقيل: المراد أنه مغفور له غير مؤاخَذٍ بذنب لو كان، وقيل: هو تنزيه من الذنوب، كذا في "المرقاة"(9/ 518).
وفي "القسطلاني"(10/ 410): قال في "فتح الباري"(11/ 436): ويستفاد من قول عيسى في حق نبينا هذا، ومن قول موسى عليهما السلام:"إني قتلت نفسًا، وإن يغفر لي [اليوم] حسبي" مع أن الله قد غفر له بنص القرآن: التفرقةُ بين من وقع منه شيء ومن لم يقع منه شيء أصلًا، فإن موسى مع وقوع المغفرة له لم يرتفع إشفاقه من المؤاخذة بذلك، أو رأى في نفسه تقصيرًا عن مقام الشفاعة مع وجود ما صدر منه بخلاف نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك كله، ومن ثم احتج عيسى بأنه صاحب الشفاعة لأنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر بمعنى أنه أخبر أن لا يؤاخذه بذنب ولو وقع منه، قال: وهذا من النفائس التي فتح الله بها في "فتح الباري"، انتهى كلام القسطلاني.
(1)
يعني أنه غير مُؤَاخَذٍ بذنب لو وقع، فلم يكن له مانع من مقام الشفاعة العظمى، "قس"(10/ 410)، "مرقاة"(9/ 518).
(2)
قوله: (تُعْطَهْ) بسكون الهاء، وقوله:"تُشَفَّعْ" من التشفيع كلامهما مبنيان للمفعول أي: تُقْبَل شفاعتك، "قس"(10/ 411).
أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ
(1)
مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ
(2)
مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ
(3)
مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ
(4)
مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ
(5)
(6)
، أَوْ: كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى". [راجع: 3340].
"أُمَّتِي يَا رَبِّ" سقط في نـ.
===
(1)
من الإدخال، أي: الجنة.
(2)
وهم سبعون ألفًا وهم أول من يدخلها، "قس"(10/ 411).
(3)
لعله الباب الثامن الذي يدخل منه من لا حساب عليه.
(4)
بكسر الميم أي: البابين على مدخل واحد، "مرقاة"(9/ 527)، و"قاموس" (ص: 680)، وهما جانبا الباب، "قس"(10/ 411).
(5)
بكسر المهملة وسكون الميم وفتح التحتية، وهو باليمن، "ك"(17/ 183).
(6)
قوله: (حمير) بكسر الحاء المهملة وفتح التحتية بينهما ميم ساكنة آخره راء أي: صنعاء لأنها بلد حمير. قوله: "أو كما بين مكة وبصرى" بضم الموحدة مقصورًا: مدينة بالشام بينها وبين دمشق ثلاث مراحل. والشك من الراوي، وهذا الحديث قد مرَّ باختصار في "كتاب الأنبياء" (برقم: 3340)، "قس"(10/ 411).
6 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
(1)
} [الإسراء: 55]
4713 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(2)
، عَنْ مَعْمَرٍ
(3)
، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خُفِّفَ
(4)
عَلَى دَاوُدَ الْقِرَاءَةُ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ لِتُسْرَجَ، فَكَانَ يَقْرَأُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ
(5)
(6)
" يَعْنِي الْقُرْآنَ. [راجع: 2073، تحفة: 14725].
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ". "عَنْ هَمَّامٍ" في نـ: "عَنْ هَمَّامِ بنِ مُنَبِهٍ". "الْقِرَاءَةُ" كذا في ذ، وفي سـ، حـ، ذ أيضًا:"القُرآنُ" - كذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وقد يطلق على القراءة، وقيل: المراد: الزبور والتوراة، وكان الزبور ليس فيه أحكام كما مرّ، بل كان اعتمادهم في الأحكام على التوراة، "قس"(10/ 412) -.
===
(1)
قوله: ({وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}) كتابًا مزبورًا أي: مكتوبًا، أو هو اسم الكتاب الذي أُنزل عليه، وهو مائة وخمسون سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام بل كلها تسبيح وتقديس وتحميد وثناء على الله ومواعظ، "قس"(10/ 411).
(2)
ابن همام.
(3)
ابن راشد.
(4)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 411).
(5)
أي: من التسريج، "ك"(17/ 184).
(6)
قوله: (فكان يقرأ قبل أن يفرغ) أي: الذي يسرج، من الإسراج. فيه أن الله يطوي الزمان لمن شاء من عباده، "ك" (17/ 184). ومرَّ الحديث (برقم: 3417) في "كتاب الأنبياء".
7 - بَابُ قَولِهِ: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ
(1)
مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ
(2)
وَلَا تَحْوِيلًا
(3)
} [الإسراء: 65]
4714 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ
(6)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(7)
، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
(8)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(9)
: {إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ
(10)
} [الإسراء: 57] قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَاسًا
(11)
مِنَ الْجِنِّ، فَأَسْلَمَ الْجِنُّ،
"بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ. " {فَلَا يَمْلِكُونَ. . .} إلخ" سقط في ذ، وقَال بعد:" {مِنْ دُونِهِ} ": "الآية". "حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ" في ذ: "حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ". "حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ".
===
(1)
أي: زعمتموهم آلهة، فمفعولا الزعم حُذِفا اختصارًا، "قس"(10/ 412).
(2)
كالمرض والفقر والقحط، "قس"(10/ 412).
(3)
أي: ولا أن يحوّلوه إلى غيركم، "قس"(10/ 412).
(4)
ابن سعيد القطان، "قس"(10/ 413).
(5)
الثوري، "قس"(10/ 413).
(6)
هو الأعمش، "قس"(10/ 413).
(7)
النخعي.
(8)
هو عبد الله بن سخبرة، "قس"(10/ 413).
(9)
ابن مسعود، "قس"(10/ 413).
(10)
أي: القربة، "قس"(10/ 413).
(11)
يطلق على الجن أيضًا، "صحاح"(2/ 238)، "ك"(17/ 184).
وَتَمَسَّكَ هَؤُلَاءِ بِدِينِهِمْ
(1)
(2)
.
زَادَ الأَشْجَعِيُّ
(3)
: عَنْ سُفْيَانَ
(4)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(5)
: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ
(6)
}. [طرفه: 4715، أخرجه: م 3030، س ف الكبرى 11289، تحفة: 9337].
8 - بَابُ قَوْلِهِ: {أُولَئِكَ
(7)
الَّذِينَ يَدْعُونَ
(8)
يَبْتَغُونَ
"وَتَمَسَّكَ" في نـ: "فَتَمَسَّكَ". " {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} " في نـ: "ادعوا الذين زعمتم".
===
(1)
قوله: (تمسك هؤلاء بدينهم) أي: تمسك الناس العابدون بدينهم ولم يتابعوا المعبودين في إسلامهم، والجن لا يرضون بذلك لكونهم أسلموا، وزاد الطبري من وجه آخر عن ابن مسعود: والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم، "قس"(10/ 413)، "ك"(17/ 184).
(2)
الباطل.
(3)
أي: عبيد الله، "قس"(10/ 413).
(4)
الثوري.
(5)
سليمان.
(6)
وبهذا تقع المطابقة، "قس"(10/ 413).
(7)
أي: الأنبياء كعيسى عليه السلام، "قس"(10/ 413).
(8)
قوله: ({أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ}) أي: يدعونهم المشركون لكشف ضرهم أو يدعونهم آلهة، فأولئك مبتدأ والموصول نعت أو بيان أو بدل، والمراد باسم الإشارة الأنبياء الذين عبدوا الله وبالغو في العبادة له، ومفعولا {يَدْعُونَ} محذوفان كالعائد على الموصول، والخبر جملة - أعني - قوله:" {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} " القربة بالطاعة، أو الخبر نفس الموصول و {يَبْتَغُونَ} حال من فاعل {يَدْعُونَ} أو بدل منه، "قس"(10/ 413).
إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ
(1)
} الآيَةَ [الإسراء: 57]
4715 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(3)
، عَنْ شُعْبَةَ
(4)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(5)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(6)
، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
(7)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(8)
فِي هَذِهِ الآيَةِ: {الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ كَانُوا يُعْبَدُونَ
(9)
فَأَسْلَمُوا. [راجع: 4714].
"{الْوَسِيلَةَ} " زاد بعده في نـ: " {أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} ". "أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ". "كَانَ نَاسٌ" لفظ "كانَ" ثبت في سـ، ذ. "كَانُوا يُعْبَدُونَ" كذا في هـ، حـ، ذ، ولغيرهم:"يُعْبَدُونَ".
===
(1)
القربة بالطاعة، "قس"(10/ 413).
(2)
أبو محمد.
(3)
الملقب بغندر، "قس"(10/ 414).
(4)
ابن الحجاج، "قس"(10/ 414).
(5)
ابن مهران الأعمش.
(6)
النخعي، "قس"(10/ 414).
(7)
عبد الله بن سخبرة، "قس"(10/ 414).
(8)
ابن مسعود.
(9)
على بناء المفعول، وهذا طريق آخر للحديث السابق، "قس"(10/ 414)، "ك"(17/ 185).
9 - بَابُ قَولِهِ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ
(1)
إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ
(2)
} [الإسراء: 60]
4716 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنْ عَمْرٍو
(4)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ
(5)
(6)
أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِهِ. {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ
(7)
} [الإسراء: 60]: شَجَرَةُ الزَّقُّومِ. [راجع: 3888].
"بَابٌ" سقط لأبي ذر. "قَولُهُ" سقط في نـ. " {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ} " زاد بعده في نـ: " {فِي الْقُرْآنِ} ".
===
(1)
أي: ليلة المعراج، "قس"(10/ 414).
(2)
قوله: ({إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}) أي: اختبارًا وامتحانًا، ولذا رجع ناس عن دينهم لأن عقولهم لم تحمل ذلك، بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه، "قس"(10/ 414).
(3)
ابن عيينة.
(4)
ابن دينار.
(5)
لا منام فيه.
(6)
قوله: (رؤيا عين) قال الكرماني (17/ 185): إنما قيد الرؤيا بالعين إشارة إلى أنها في اليقظة، وإلى أنها ليست بمعنى العلم، انتهى. قال القسطلاني (10/ 414): فيه ردٌّ صريحٌ على من أنكر مجيء المصدر مِنْ رأى البصرية على الرؤيا كالحريري وغيره وقالوا: إنما يقال في البصرية رؤية، وفي الحلمية رؤيا، انتهى. قال في "الخير الجاري" (2/ 408): واستعمال الرؤيا في المنام أكثر واستعمال الرؤية يقل فيه وإن كان يجوز استعمال كُلٍّ في كُلٍّ، فتقييده بالقيد المذكور لأجل توضيح ما هو المراد منها.
(7)
قوله: ({وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ}) عطف على {الرُّؤْيَا} والملعونة نعت،
10 - بَابُ قَوْلِهِ {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
(1)
} [الإسراء: 78]
قَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: صَلَاةَ الْفَجْرِ.
4717 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(6)
وَابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الْوَاحِدِ
(7)
خَمْسةٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً، وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ
"حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ" لفظ "قَالَ" ساقط في نـ. "خَمْسةٌ وَعِشْرُونَ" في نـ: "خَمْسٌ وَعِشْرُونَ" وفي نـ: "خَمْسَ وَعِشْرِينَ" - بفتح السين، أي: تزيد خمس درجات، وعشرين بالياء، أي: درجة، "قس"(10/ 415) -.
===
هي "شجرة الزقوم"، كذا في "القسطلاني" (10/ 414). قال البيضاوي (2/ 295): وهي شجرة ثمرها نُزُلُ أهل النار، وهو اسم شجرة صغيرة الورق وثمره مُرّة تكون بتهامة سميت بها الشجرة الموصوفة، انتهى.
(1)
تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، "بيض"(1/ 579).
(2)
قوله: (قال مجاهد) فيما وصله ابن المنذر عن ابن أبي نجيح في قوله: " {قُرْآنَ الْفَجْرِ} " أي: "صلاةَ الفجر" عبّر عنها ببعض أركانها، وسقط "باب قوله" لغير أبي ذر، "قسطلاني"(10/ 415).
(3)
المسندي، "قس"(10/ 415).
(4)
ابن همام، "قس"(10/ 415).
(5)
هو ابن راشد.
(6)
ابن عبد الرحمن بن عوف، اسمه عبد الله أو إسماعيل، "قس"(10/ 415).
(7)
أي: منفردًا.
فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ
(1)
". يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
(2)
}. [راجع: 176، أخرجه: م 649، تحفة: 15279، 13274].
11 - بَابُ قَوْلِهِ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا
(3)
} [الإسراء: 79]
4718 -
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ
(4)
بْنُ أَبَانٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا
"صَلَاةِ الصُّبْحِ" في سـ، حـ، ذ:"صَلَاةِ الفَجْرِ". "حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ". في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ".
===
(1)
لأنه وقت صعودهم بعمل الليل، وتجيء الطائفة الأخرى بعمل النهار، "قس"(10/ 415).
(2)
قوله: ({كَانَ مَشْهُودًا}) أي: "تشهده ملائكة الليل والنهار" رواه أحمد عن ابن مسعود مرفوعًا. وفي "الأنوار": أو شواهد القدرة من تبدل الظلمةِ بالضياء والنومِ الذي هو أخو الموت بالانتباه، أو كثير من المصلين، أو من حقه أن يشهده الجم الغفير، "قس" (10/ 415 - 416). ومرَّ الحديث (برقم: 648).
(3)
قوله: ({مَقَامًا مَحْمُودًا}) أي: مقامًا يحمده القائمُ فيه وكلُّ من عرفه، وهو مطلق في كل مقام يتضمن كرامة، والمشهور أنه مقام الشفاعة؛ لما روى أبو هريرة أنه عليه السلام قال:"هو المقام الذي أَشْفَعُ فيه لأمتي"، ولإشعاره بأن الناس يحمدونه لقيامه فيه، وما ذلك إلا مقام الشفاعة. وانتصابه على الظرف بإضمار فعله أي: فيقيمك مقامًا، أو بتضمين {يَبْعَثَكَ} معناه، أو الحالِ بمعنى: أن يبعثك ذا مقام، "بيضاوي"(1/ 579).
(4)
أبو إسحاق، "قس"(10/ 416).
(5)
بالصرف وتركه، "قس"(10/ 416).
أَبُو الأَحْوَصِ
(1)
، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًى
(3)
، كُلُّ أُمَّةٍ تَتَّبِعُ
(4)
نَبِيَّهَا، يَقُولُونَ: يَا فُلَانُ اشْفَعْ، يَا فُلَانُ اشْفَعْ، حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ
(5)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَلِكَ
(6)
يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ
(7)
. [راجع: 1475، أخرجه: س في الكبرى 11295، تحفة: 6644].
"يَا فُلَانُ اشْفَعْ" كذا في ذ مرتين، ولغيره مرةً.
===
(1)
سلّام بن سليم الحنفي الكوفي، "قس"(10/ 416).
(2)
العجلي، "قس"(10/ 416).
(3)
بضم الجيم وفتح المثلثة المخففة مقصورًا جمع جُثْوَة، كخُطْوة وَخُطىً، أي: جماعات، "ك"(17/ 186)، "قس"(10/ 416).
(4)
قوله: (تَتَّبِعُ) بتشديد الفوقية الثانية، الظاهر أن المراد من الاتباع الاتباع أولًا، ثم يجتمعون على الرجوع إلى آدم عليه السلام على الترتيب الذي مَرّ سابقًا فيكون الرجوع مرتين، أو المراد إرادة الاتباع والرجوع من الأمم إلى نبيهم عليهم السلام وإرادة القول:"يا فلان" فيكون الرجوع مرة واحدة؛ فلا منافاة بينه وبين ما سبق، "خير"(2/ 408).
(5)
وزاد في الرواية المعلَّقة في "الزكاة"(برقم: 1475): "فيشفع ليقضى بين الخلق"، "قس"(10/ 416).
(6)
أي: مقام الشفاعة، "قس"(10/ 416).
(7)
وفي المقام المحمود أقوال أُخر تأتي إن شاء الله تعالى في "الرقاق"(برقم: 6565)، "قس"(10/ 416).
4719 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
(2)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ
(3)
(4)
: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ
(5)
وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ
(6)
، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ
(7)
وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا
(8)
الَّذِي وَعَدْتَهُ،
===
(1)
الحمصي.
(2)
ابن عبد الله.
(3)
قوله: (يسمع النداء) فإن قلت: هذا الدعاء مسنون بعد الفراغ من الأذان، فالسياق يقتضي أن يقال: سمع، بلفظ الماضي. قلت: بمعنى يفرغ من السماع، أو المراد من النداء تمامه إذ المطلق محمول على الكامل، ويسمع حال لا استقبال، "ك" (5/ 13). ومرَّ الحديث (برقم: 614).
(4)
أي: الأذان، "قس"(10/ 417).
(5)
لجمعها العقائد بتمامها، "قس"(10/ 417).
(6)
أي: الدائمة التي لا تُغَيِّرها ملة ولا تنسخها شريعة، "قس"(10/ 417).
(7)
أي: المنزلة العلية في الجنة التي لا تنبغي إلا له، "قس"(10/ 417).
(8)
قوله: (ابعثه مقامًا محمودًا) يحمده الأولون والآخرون، وهو آدم ومن دونه تحت لوائه، ومقام الشفاعة العظمى. قوله:"وعدته" أي: بقوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، كذا في "المجمع". قال علي القاري في "المرقاة" (2/ 353): أما زيادة "الدرجة الرفيعة" المشهورة على الألسنة فقال السخاوي
(1)
: لم أره في شيء من الروايات، انتهى.
(1)
في الأصل: "فقال البخاري".
حَلَّتْ
(1)
لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
(2)
".
رَوَاهُ
(3)
حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(5)
. [راجع: 614].
12 - بَابٌ
(6)
قَولُهُ: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ
(7)
إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]
يَزْهِقُ
(8)
: يَهْلِكُ.
"قَولُهُ" سقط في نـ. " {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} " في نـ بدله: "الآية". "يَزْهَقُ: يَهْلِكُ" في نـ: "تَزْهَقُ: تَهْلِكُ".
===
(1)
أي: وجبت، "قس"(10/ 417).
(2)
كذا وقع في المنقول عنه، وعليه شرح "القسطلاني"(10/ 417)، ووقع هذا التعليق في بعض النسخ ما بين حديثي الباب.
(3)
أي: الحديث المذكور، "قس"(10/ 417).
(4)
عبد الله بن عمر، فيما وصله الإسماعيلي، "قس"(10/ 417).
(5)
وهذا قد سبق في "باب الدعاء عند الأذان"، "قس"(10/ 417).
(6)
قوله: (باب) بالتنوين، في قوله تعالى:" {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ} " أي: الإسلام " {وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} " أي: ذهب وهلك الشرك. وقال قتادة: {الْحَقُّ} القرآن، و {الْبَاطِلُ} الشيطان. وقيل غير ذلك. " {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} " أي: مُضْمَحِلًّا ذاهبًا غير ثابت، "قس"(10/ 417).
(7)
أي: الشرك بحيث لم يبق له أثر.
(8)
بفتح أوله وثالثه، معناه:"يهلك". وبفتح أوله وكسر ثالثه، قاله أبو عبيدة، "قس"(10/ 417).
4720 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ
(3)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(4)
، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
(5)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ
(6)
وَحَوْلَ الْبَيْتِ
(7)
سِتُّونَ وَثَلَاثُمِائَةِ نُصُبٍ
(8)
،
===
(1)
عبد الله بن الزبير، "قس"(10/ 418).
(2)
ابن عيينة، "قس"(10/ 418).
(3)
اسمه عبد الله، "تق" (ص: 552)، "قس"(10/ 418)، "ك"(17/ 187).
(4)
ابن جبر.
(5)
عبد الله بن سخبرة.
(6)
عام الفتح، "قس"(10/ 418).
(7)
حال.
(8)
قوله: (نُصُب) بضم النون والصاد، ولأبي ذر بفتح النون وسكون الصاد، ومجرور فيهما، وقد تسكن الصاد مع ضم النون، قال في "فتح الباري" كـ "تنقيح الزركشي": كذا للأكثر هنا بغير ألف، والأوجه نصبه على التمييز إذ لو كان مرفوعًا لكان صفة، والواحد لا يقع صفة للجمع، انتهى. قال العيني: النصب واحد الأنصاب، قال الجوهري: وهو ما يُعْبَدُ من دون الله، وكذلك النصب بالضم واحد الأنصاب، قال: وفي دعوى الأوجه نظر؛ لأنه إنما يتّجه إذا جاءت الرواية بالنصب، وليست الرواية إلا بالرفع فحينئذ الوجه أن يقال: النصب ما نُصِبَ، أعم من أن يكون واحدًا أو جمعًا، وأيضًا هو في الأصل مصدر: نَصَبْتُ الشيء: إذا أقمتَه، فيتناول عموم الشيء، انتهى. ومراده الاستدلال على صحة كون النصب هنا صفة للجمع، لكن قوله: وليست الرواية إلا بالرفع، فيه نظر، فليحرر. والذي رأيته في جملة من الفروع المعتمدة المقابلة على اليونينية المجمع عليها في الإتقان وتحرير الضبط: بالجر، ولم أر غيره في نسخة، ومن عَلِمَ حجةٌ على من لم يعلم.
فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ
(1)
: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]، {جَاءَ الْحَقُّ
(2)
وَمَا يُبْدِئُ
(3)
الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49]. [راجع: 2478].
13 - بَابٌ قَولُهُ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} [الإسراء: 85]
4721 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(6)
قَالَ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"{جَاءَ الْحَقُّ. . .} إلخ"، سقط في نـ. "قَولُهُ" سقط في نـ. " {عَنِ الرُّوحِ} " زاد بعده في نـ:" {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} الآية".
===
قال في "المصابيح" متعقبًا لما في "التنقيح" من ذلك: هنا عَددان كلٌّ منهما يحتاج إلى مميِّز، فالأول مميزه منصوب يعني ستون نصبًا، والثاني مميزه مجرور يعني ثلاث مائة نصب، فإن عني أنه مميز لكل منهما فخطأ، والظاهر أنه مجرور كما وقع في بعض النسخ تمييز لثلاثمائة، ومميز ستون محذوف لوجود الدال عليه، وأيضًا لم ينحصر وجهُ الرفع فيما ذكر حتى يتعين فيه الخطأ لجواز أن يكون "نصب" خبر متبدإ محذوف، أي: كل منهما نصب، انتهى مع اختصار، كذا في "القسطلاني"(10/ 418).
(1)
الواو للعطف على "فجعل" أو للحال، "قس"(10/ 419).
(2)
أي: القرآن أو التوحيد أو المعجزات، "قس"(10/ 419).
(3)
ما للنفي، والمعنى ذهب الباطل وزهق بحيث لم يبق له أثر وبقية تبدئ شيئًا أو تعيد هذا، "بيضاوي"(2/ 265)، "قس"(10/ 419).
(4)
ابن طلق، "قس"(10/ 419).
(5)
أي: حفص.
(6)
سليمان، "قس"(10/ 419).
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ
(1)
، عَنْ عَلْقَمَةَ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
قَالَ: بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرْثٍ
(4)
- وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَسِيبٍ
(5)
- إِذْ مَرَّ الْيَهُودُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَقَالَ
(6)
: مَا رَأْيُكُمْ
(7)
إِلَيْهِ،
"فَقَالَ" في نـ: "قَالَ". "مَا رَأْيُكُمْ" كذا في حـ، ذ، قا، وفي حـ، ذ، أَيضًا:"مَا رَأَبُكُمْ"، وفي نـ:"مَا رَابَكُمْ"، وفي نـ:"مَا أَرَبُكُمْ".
===
(1)
هو النخعي.
(2)
ابن قيس النخعي.
(3)
ابن مسعود.
(4)
قوله: (في حرث) بفتح المهملة آخره مثلثة، ومرَّ في "العلم" (برقم: 125): "في خِرَبِ المدينة" بخاء معجمة آخره موحدة، وعند مسلم (برقم: 2794): "في نخل"، "قس"(10/ 420).
(5)
أي: عصا من جريد النخل، "قس"(10/ 420).
(6)
أي: بعضهم.
(7)
قوله: (ما رأيكم) بسكون الهمزة والتحتية، من الرأي، أي: ما فكركم؟ وفي بعضها بلفظ الماضي من الرَّيْب، ولأبي ذر عن الحموي كما قال في "الفتح": بهمزة مفتوحة وضم الموحدة
(1)
، من الرَّأْب، وهو الإصلاح. قال: وفي توجيهه هنا بُعْدٌ، وقال الخطابي: الصواب: ما أَرَبُكم بتقديم الهمزة وفتحتين، من الأَرَب وهو الحاجة، قال الحافظ ابن حجر: هذا واضح المعنى لو ساعَدَتْه الرواية، نعم رأيته
(2)
عند الطبري كذلك، كذا في "قس"(10/ 420).
(1)
كذا في الأصل وفي "قس" أيضًا، وفي "ف" (8/ 402):"بهمزة وضم الموحدة" وهو الصواب.
(2)
في الأصل: "رواية".
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يَسْتَقْبِلُكُمْ
(1)
بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ، فَقَالُوا: سَلُوهُ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقُمْتُ مَقَامِي، فَلَمَّا نَزَلَ الْوَحْيُ قَالَ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
(2)
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]. [راجع: 125].
"فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ" كذا في هـ، ذ، ولغيرهما:"فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ". " {وَيَسْأَلُونَكَ} " في نـ: " {يَسْأَلُونَكَ} ". " {وَمَا أُوتِيتُمْ} " في سـ، حـ، ذ:"وَمَا أُوتُوا" - وهي قراءة شاذة، "قس"(10/ 421).
===
(1)
قوله: (لا يستقبلكم) بالرفع على الاستئناف، ويجوز السكون على النهي، وفي "العلم":"فقال بعضهم: لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه" إن لم يفسره لأنهم قالوا: إن فسره فليس بنبي، وذلك لأن في التوراة: أن الروح مما انفرد الله بعلمه ولا يطلع عليه أحدًا من عباده، فإذا لم يفسره دل على نبوته وهم يكرهونها، وفيه قيام الحجة عليهم في نبوته، "قس"(10/ 420).
(2)
قوله: ({قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}) أي: من الإبداعيات الكائنة بـ "كُنْ" من غير مادة وتولُّدٍ من أصل كأعضاء جسده، أو وُجِدَ بأمره وحدث بتكوينه على أن السؤال عن قدمه وحدوثه. وقيل: مما استأثره الله بعلمه، وقيل: الروح جبرئيل، وقيل: خلق أعظم من الملك، وقيل: القرآن، و {مِنْ أَمْرِ رَبِّي} معناه: من وحيه، "بيضاوي"(1/ 580).
قال القسطلاني (10/ 421): الأمر بمعنى الشأن أي: معرفة الروح من شأن الله لا من شأن غيره، ولا يلزم من عدم العلم بحقيقته نفيُه، فإن حقائق أكثر الأشياء مجهولة ولم يلزم من كونها مجهولة نفيُها، ويؤيده قوله تعالى:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} ، انتهى.
ومرَّ الحديث مع بعض بيانه (برقم: 125) في "كتاب العلم".
14 - بَابٌ قَولُهُ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110]
4722 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ
(3)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُخْتَفِي
(4)
بِمَكَّةَ
(5)
، كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ
(6)
} أَيْ بِقِرَاءَتِكَ
(7)
،
"قَولُهُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ" في ذ: "أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ" وفي نـ: "حَدَّثَنَا يُونُسُ". "تَعَالَى" سقط في نـ. "مُخْتَفِي" كذا في سـ، حـ، ذ، ولغيرهم:"مُخْتَفٍ". "سَمِعَ" في ذ: "سَمِعَهُ". "فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى" في ذ: "فَقَالَ اللَّهُ عز وجل". "لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ.
===
(1)
الدورقي.
(2)
ابن بشير بالتصغير فيهما، "قس" (10/ 422). [وفي "التقريب" (رقم: 7312): "ابن بشير" بوزن عظيم، وكذا في "المغني" (ص: 39)].
(3)
بكسر الموحدة وسكون المعجمة، جعفر بن أبي وحشية، "قس"(10/ 422)، وفي بعض النسخ: يونس بدله وهو تصحيف من الناسخ، "ك"(17/ 188).
(4)
بإثبات التحتية، "قس"(10/ 423).
(5)
يعني في أول الإسلام، "قس"(10/ 423).
(6)
من باب إطلاق الكل وإرادة الجزء، "ك"(17/ 188).
(7)
أي: بقراءة صلاتك، فهو على حذف المضاف، "قس"(10/ 423).
فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ
(1)
سَبِيلًا
(2)
}. [أطرافه: 7490، 7525، 7547، أخرجه: م 446، ت 3146، س في الكبرى 11300، تحفة: 5451].
4723 -
حَدَّثَنِي طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ
(3)
، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قَالَتْ: أُنْزِلَ ذَلِكَ فِي الدُّعَاءِ
(5)
. [طرفاه: 6327، 7526، تحفة: 16892].
"حَدَّثَنِي طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ".
===
(1)
الجهر والمخافتة.
(2)
أي: وسطًا، "قس"(10/ 423).
(3)
ابن قدامة، "قس"(10/ 423).
(4)
عروة بن الزبير، "قس"(10/ 423).
(5)
من باب إطلاق الكل على الجزء؛ إذ الدعاء من بعض أجزاء الصلاة. وأخرج الطبري وابن خزيمة والحاكم من طريق حفص بن غياث عن هشام الحديث وزاد فيه: "في التشهد". وهو مُخَصِّص لحديث عائشة إذ ظاهره أعم من أن يكون داخل الصلاة أو خارجها.
وعند ابن مردويه من حديث أبي هريرة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت رفع صوته بالدعاء فنزلت". أو مراده معناها اللغوي على ما لا يخفى. وهذا الحديث من أفراده، "قس"(10/ 423).
18 - سُورَةُ الْكَهْفِ
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
{تَقْرِضُهُمْ} [الكهف: 17]: تَتْرُكُهُمْ.
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" قال الحافظ ابن حجر: ثبتت البسملة لغير أبي ذر، والذي رأيته في الفرع كأصله ثبوتها له فقط مصححًا على علامته، واللَّهُ أعلم، "قس"(10/ 424).
===
(1)
مكية إلا قوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} الآية [الكهف: 28]، وهي مائة وإحدى عشرة آية، كذا في "قس"(10/ 424).
(2)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ} أي "تتركهم"، وروى عبد الرزاق عن قتادة نحوه. وقولُ مجاهد هذا ساقطٌ عن أبي ذر. قال تعالى:{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) "وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ"} بضم المثلثة، وقال مجاهد فيما وصله الفريابي: أي: "ذهب وفضة، وقال غيره" أي: غير مجاهد: الثمر بالضم "جماعة الثمر" بالفتح. وعن مجاهد أيضًا: ما كان في القرآن ثمر بالضم فهو المال، وما كان بالفتح فهو النبات. وقال ابن عباس: بالضم جميع المال من الذهب والفضة والحيوان وغير ذلك، هذا ما في "القسطلاني"(10/ 424).
قال البغوي (3/ 162): قرأ عاصم وأبو جعفر ويعقوب ثمر بفتح الثاء والميم وكذلك ثمرة، وقرأ أبو عمرو بضم الثاء ساكنة الميم، وقرأ الآخرون بضمهما؛ فمن قرأ بالفتح فهو جمع ثمرة، وهو ما يخرجه الشجر من الثمار المأكولة، ومن قرأ بالضم فهي الأموال الكثيرة. قال الأزهري: الثَّمَرَة يُجْمَعُ على ثَمَرٍ، ويُجْمَعُ الثَّمَرُ على ثِمَارٍ، ثم يُجْمَعُ الثِّمار على ثُمُر.
{وَكَانَ لَهُ
(1)
ثَمَرٌ} [الكهف: 34]: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: جَمَاعَةُ الثَّمَرِ. {بَاخِعٌ
(2)
} [الكهف: 6]: مُهْلِكٌ. {أَسَفًا} [الكهف: 6]: نَدَمًا.
===
(1)
أي: لصاحب البستان، "بغوي"(5/ 171).
(2)
قوله: ({بَاخِعٌ}) قال أبو عبيدة: "مهلك" نفسَك إذ ولّوا عن الإيمان، يريد قوله تعالى:{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} أي: "ندمًا" كذا فسره أبو عبيدة، وعن قتادة: حزنًا، وعن غيره: فرط الحزن. قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} " {الْكَهْفِ} " هو "الفتح في الجبل، {وَالرَّقِيمِ} " هو "الكتاب"، قوله:" {مَرْقُومٌ} " أي: "مكتوب، من الرقم" بسكون القاف، قيل: هو لوح رصاصي أو حجري رُقِمَتْ فيه أسماؤهم وقصصهم، وجُعِلَ على باب الكهف، وقيل: الرقيم اسم الجبل أو الوادي الذي فيه كهفهم، أو اسم قريتهم أو كلبهم، وقيل غير ذلك، وقيل: مكانهم بين غطفان وأيلة دون فلسطين وقيل غير ذلك. قال تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} أي: "ألهمناهم صبرًا" على هجر الوطن والأهل والمال والجرأة على إظهار الحق والردِّ على دقيانوس الجبار، ومن هذه المادة قوله تعالى في سورة القصص:" {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} " أي: أم موسى، وذكره استطرادًا. قال:{لَقَدْ قُلْنَا إِذًا "شَطَطًا"} أي: "إفراطًا" في الظلم والبعد عن الحق. قوله: " {الْوَصِيدِ} " في قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} هو "الفناء" بكسر الفاء تجاه الكهف "جمعه وصائد" كمساجد "وَوُصُدٌ" بضمتين "ويقال: الوصيد" هو "الباب" وهو مروي عن ابن عباس، وعن عطاء: عتبة الباب. وقوله تعالى في الهُمَزَة مما ذكره استطرادًا " {مُؤْصَدَةٌ} " أي: "مطبقة" يعني على الكافرين، واشتقاقه من قوله:"آصَدَ الباب" بمد الهمزة "وأوصد" أي: أطبقه. قوله: " {بَعَثْنَاهُمْ} " في قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى} ، قال أبو عبيدة: والمراد أيقظْناهم من نومهم إذ النوم أخو الموت. قوله:
{الْكَهْفِ} الْفَتْحُ فِي الْجَبَلِ. {وَالرَّقِيمِ} [الكهف: 9] الْكِتَابُ، {مَرْقُومٌ} [المطففين: 9]: مَكْتُوبٌ مِنَ الرَّقْمِ
(1)
. {رَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} [الكهف: 14]: أَلْهَمْنَاهُمْ صَبْرًا. {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا
(2)
} [القصص: 10]. {شَطَطًا} [الكهف: 14]: إِفْرَاطًا. {الْوَصِيدِ} [الكهف: 18]:
" إِفْرَاطًا" زاد بعده في نـ: " {مِرْفَقًا} [الكهف: 16]: كل شيء ارتفقت. {تَزَاوَرُ} [الكهف: 17]: تَميلُ، من الزور، والأزور: الأميل. {فَجْوَةٍ} [الكهف: 17]: مُتَّسِعٍ، والجميع فجوات وفجَاة، مثل زكوات وزكاة".
===
"{أَزْكَى} " في قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} معناه "أكثر" أي: أكثر أهلها طعامًا "ويقال: أحلّ" وهذا أولى؛ لأن مقصودهم إنما هو الحلال سواء كان كثيرًا أو قليلًا، وقيل: المراد أحلّ ذبيحة "ويقال: أكثر ريعًا" أي: نماء على الأصل، "قس"(10/ 424 - 425).
قوله: "من رصاص" كسحاب، ولا يكسر، ضربان: أسود وهو الأُسْرُبُّ والإبَار، وأبيض وهو القَلْعِيُّ والقَصْدِيرُ، كذا في "القاموس" (572). قوله:"ثم طرحه في خزانته" بكسر المعجمة، وسبب ذلك أن الفتية طُلِبوا فلم يجدوهم فَرُفِعَ أمرهم إلى الملك فقال: ليكونن لهؤلاء شأن، فدعا باللوح وكتب ذلك. قوله:"فضرب الله على آذانهم" يريد تفسير قوله: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} [الكهف: 11]. قوله: "فناموا" أي: ناموا نومة لا تُنَبِّهُهم فيها الأصوات. قوله: "وقال غيره" أي: غير ابن عباس في قوله تعالى: {بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا} مشتق من "وَأَلَتْ تَئِلُ" من باب ضرب يضرب أي: "تنجوا" يقال: وأَلَ إذا نجا، وَأَلَ إليه إذا لَجَأَ إلَيه، والموئل الملجأ، "قس"(10/ 425 - 426).
(1)
بسكون القاف، "قس"(10/ 424).
(2)
في سورة القصص، ذكره استطرادًا، "قس"(10/ 425).
الْفِنَاءُ، وَجَمْعُهُ: وَصَائِدُ وَوُصُدٌ، وَيُقَالُ: الْوَصِيدُ الْبَابُ. {مُؤْصَدَةٌ
(1)
} [الهمزة: 8]: مُطْبَقَةٌ، آصَدَ
(2)
الْبَابَ وَأَوْصَدَهُ
(3)
{بَعَثْنَاهُمْ} [الكهف: 19]: أَحْيَيْنَاهُمْ. {أَزْكَى} [الكهف: 19]: أَكْثَرُ، وَيُقَالُ: أَحَلُّ، وَيُقَالُ: أَكْثَرُ رَيْعًا
(4)
.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ} [الكهف: 33]: لَمْ تَنْقُصْ
(5)
.
وَقَالَ سَعِيدٌ
(6)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَالرَّقِيمِ} [الكهف: 9] اللَّوْحُ مِنْ رَصَاصٍ، كَتَبَ عَامِلُهُمْ أَسْمَاءَهُمْ
(7)
، ثُمَّ طَرَحَهُ فِي خِزَانَتِهِ، فَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى آذَانِهِمْ فَنَامُوا.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(8)
: وَأَلَتْ تَئِلُ تَنْجُو.
"وَجَمْعُهُ" في نـ: "جَمْعُهُ" بإسقاط الواو. "وَأَوْصَدَهُ" زاد بعده في نـ: " {أَمَدًا} [الكهف: 12] غاية، {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} "[الحديد: 16]. " {أُكُلَهَا} " في نـ: " {أُكُلَهَا}: ثمرها". "فَنَامُوا" زاد بعده في نـ: " {مَوْبِقًا}: مُهلِكًا".
===
(1)
في الهمزة، ذكره استطرادًا.
(2)
بمد الهمزة.
(3)
أي: أطبقه، "قس"(10/ 425).
(4)
أي: نماء، "قس"(10/ 425).
(5)
أي: من أكلها شيئًا يعهد في البساتين فإن الثمار تتم في عام وتنقص في عام غالبًا، "قس"(10/ 425).
(6)
هو ابن جبير، مما وصله ابن المنذر.
(7)
أي: فيه.
(8)
غير ابن عباس.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَوْئِلًا} [الكهف: 58]: مَحْرِزًا
(1)
. {لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [الكهف: 101]: لَا يَعْقِلُونَ
(2)
.
1 - بَابُ قَولِهِ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ
(3)
أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54]
4724
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
(5)
، عَنْ صَالِحٍ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ
(7)
: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ
(8)
أَخْبَرَهُ، عَنْ عَلِيٍّ
(9)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طرَقَهُ
(10)
وَفَاطِمَةَ
"بَابُ قَولِهِ" في نـ: "بَابٌ قَولُهُ".
===
(1)
بفتح الميم وكسر الراء بينهما حاء مهملة ساكنة، "قس"(10/ 426).
(2)
هذا وصله الفريابي عن مجاهد، "قس"(10/ 426).
(3)
يريد الجنس أو النضر بن الحارث أو أُبَي بن خلف، "قس"(10/ 426).
(4)
هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن.
(5)
إبراهيم.
(6)
ابن كيسان.
(7)
هو زين العابدين، ابن علي بن أبي طالب.
(8)
ابن أبي طالب.
(9)
ابن أبي طالب.
(10)
أي: أتاهما ليلًا، "قس"(10/ 427).
وَقَالَ: "أَلَا تُصَلِّيَانِ
(1)
". [أطرافه: 1127، أخرجه: م 775، س 1611، تحفة: 10070].
{رَجْمًا بِالْغَيْبِ
(2)
} [الكهف: 22]: لَمْ يَسْتَبِنْ. {فُرُطًا} [الكهف: 28]: نَدَمًا. {سُرَادِقُهَا} [الكهف: 29]: مِثْلُ السُّرَادِقِ، وَالْحُجْرَةِ
(3)
الَّتِي تُطِيفُ بِالْفَسَاطِيطِ، {يُحَاوِرُهُ
(4)
} [الكهف: 34] مِنَ الْمُحَاوَرَةِ.
"وَقَالَ" كذا في ذ، ولغيره:"فَقَالَ".
===
(1)
قوله: (ألا تصليان) أي: قال صلى الله عليه وسلم لهما حثًا وتحريضًا، كذا ساقه هنا مختصرًا ولم يذكر المقصودَ منه هنا جريًا على عادته في التعمية وتشحيذ الأذهان، فأشار بطرفه إلى بقيته، ومرَّ تمامه في "التهجد" (برقم: 1127)، "ك"(17/ 190)، "قس"(10/ 427).
(2)
قوله: ({رَجْمًا بِالْغَيْبِ}) أي: في قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ} أي: "لم يستبن" لهم، فهو قول بلا علم. قال تعالى:{وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} أي: "ندمًا". قال تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} والضمير يرجع إلى النار، والمعنى أن سرادق النار "مثل السرادق والحجرة التي تطيف بالفساطيط" أي: محيط بها، والفساطيط جمع فسطاط، وهي الخيمة العظيمة، والسرادق الذي يمدّ فوق صحن الدار، وقيل: سرادقها: دخانها. وقيل: حائط من نار، "قس"(10/ 427).
(3)
عطف تفسيري، "خير".
(4)
أي: في قوله تعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} "قس"(10/ 427).
{لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} [الكهف: 38]: أَيْ لَكِنْ أَنَا هُوَ اللَّهُ رَبِّي
(1)
، ثُمَّ حَذَفَ الأَلِفَ وَأَدْغَمَ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الأُخْرَى. {زَلَقًا
(2)
} [الكهف: 40]: لَا يَثْبُتُ فِيهِ قَدَمٌ
(3)
. {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ
(4)
} [الكهف: 44]: مَصْدَرُ الْوَلِيِّ. {عُقْبًا
(5)
} [الكهف: 44]: عَاقِبَةٌ وَعُقْبَى وَعَقِبَةٌ وَاحِدٌ، وَهِيَ الآخِرَةُ. قِبَلًا
(6)
وَ {قُبُلًا} [الكهف: 55] وَقَبْلًا: اسْتِئْنَافًا.
"فِي الأُخْرَى" زاد بعده في نـ: " {وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا} [الكهف: 33] يَقُولُ: بَيْنَهُمَا" وزاد في أخرى: {أَعْثَرْنَا} [الكهف: 21]: أظهرنا، {مُرْتَفَقًا} [الكهف: 29]: {مُتَّكَأً} ، ومنه المرتفقة". "مَصْدَرُ الْوَلِيِّ" في ذ:"مَصْدَرُ وَلِيٍّ"، وفي نـ:"مَصْدَرُ الولاءِ".
===
(1)
كما كتبت في مصحف أُبيٍّ بإثبات أنا.
(2)
في قوله تعالى: {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} ، "قس"(10/ 428).
(3)
لكونها [أرضًا] ملساء بل يزلق عليها، "قس"(10/ 428).
(4)
قوله: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} بكسر الواو، ولأبي ذر بفتحها، لغتان بمعنى، أو الكسر من الإمارة والفتح من النصرة، وبالكسر قرأ حمزة والكسائي وهي "مصدر الولي"، ولأبي ذر:"مصدر ولي" بغير ألف ولام، وروي:"مصدر الولاء"، قال في "الفتح": والأول أصوب، والمعنى أن النصرة في ذلك المقام لله وحده لا يقدر عليها غيره، "قس"(10/ 428)، "تن"(2/ 954).
(5)
في قوله تعالى: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} ، وقرأ عاصم وحمزة عقبًا بسكون القاف والباقون بضمها وكلاهما بمعنى العاقبة، "قس"(10/ 428).
(6)
قوله: (قبلًا) بكسر القاف وفتح الموحدة "و {قُبُلًا} " بضمهما، وبه قرأ الكوفيون، وبالأول الباقون، "وقبلًا" بفتحهما "استئنافًا" قال أبو عبيدة:
{لِيُدْحِضُوا
(1)
} [الكهف: 56]: لِيُزِيلُوا، الدَّحْضُ: الزَّلَقُ.
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَإِذْ قَالَ
(2)
مُوسَى لِفَتَاهُ
(3)
لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ
(4)
أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [الكهف: 60]
زَمَانًا، وَجَمْعُهُ: أَحْقَابٌ.
"الدَّحْضُ: الزَّلَقُ" سقط في ذ. "زَمَانًا" في نـ: "حُقُبًا: زَمَانًا".
===
{أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} أي: أولًا، فإن فتحوا أَوَّلَها فالمعنى استئنافًا، وفسر الجمهور الأول بمعنى عيانًا، والضم بأنه جمع قبيل بمعنى أنواع، وانتصابه على الحال من الضمير أو العذاب، "قس"(10/ 428).
(1)
قوله: ({لِيُدْحِضُوا}) أي: "ليزيلوا" بالجدال الحقَ عن موضعه ويبطلوه، و"الدحض" بفتح الحاء وهو "الزَّلَق" الذي لا يثبت فيه خُفٌّ ولا حافر، "قس"(10/ 428).
(2)
نصب بـ "اذكر" مقدرًا، "قس"(10/ 429).
(3)
هو يوشع بن نون، وإنما قيل:"فتاه" لأنه كان يخدمه ويتبعه، أو كان يأخذ منه العلم. قوله:"لا أبرح" ناقصة فيحتاج إلى خبر، أي: لا أبرح أسير، فحذف الخبر لدلالة حاله عليه، أو تامة، والمعنى: لا أبرح ما أنا عليه، "قس"(10/ 429).
(4)
قوله: ({حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ}) المكان الذي وُعِد فيه موسى لقاءَ [الخضر]، وهو ملتقى بحري فارس والروم مما يلي المشرق. قوله:" {أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} " أي: "زمانًا" طويلًا "وجمعه: أحقاب" والحقب ثمانون سنة أو سبعون، أو الدهر، "قس"(10/ 429).
4725 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا
(3)
الْبِكَّالِيَّ
(4)
يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ هُوَ مُوسَى صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ
(5)
، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ
(6)
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا
(7)
، فَعَتَبَ اللَّهُ عَليْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ
(8)
، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ إِنَّ لِي عَبْدًا بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ
(9)
، قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ فَكَيْفَ لِي
"حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ". "فَقَالَ: أَنَا" في نـ: "قَالَ: أَنَا". "بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ" في سـ، حـ، ذ:"عِنْدَ مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ". "فَكَيْفَ لِي" كذا في ذ، وفي نـ:"وَكَيْفَ لِي".
===
(1)
عبد الله بن الزبير.
(2)
ابن عيينة، "قس"(10/ 431).
(3)
بغير صرف، وصرفه أشهر، وهو ابن امرأة كعب.
(4)
بكسر الموحدة وخفة الكاف، ويقال أيضًا بفتحها وتشديد الكاف، "ك"(17/ 191)، نسبة إلى بني بكال بطن من حمير، "ع"(2/ 266).
(5)
قاله تغليظًا في حالة الغضب وإلا فهو كان مؤمنًا مسلمًا حسن الإيمان والإسلام، "ك" (17/ 191). ومرَّ (برقم: 122، و 3401).
(6)
الأنصاري.
(7)
قاله بحسب اعتقاده.
(8)
فيقول نحو: الله أعلم، "قس"(10/ 431).
(9)
قوله: (هو أعلم منك) أي: بشيء مخصوص، وهو لا يقتضي
بِهِ
(1)
؟ قَالَ: تَأْخُذُ مَعَكَ حُوتًا فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ، فَحَيْثُمَا فَقَدْتَ
(2)
الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ
(3)
.
فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ
(4)
، ثُمَّ انْطَلَقَ، وَانْطَلَقَ مَعَهُ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ
(5)
، حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا فَنَامَا، وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ
(6)
فِي الْمِكْتَلِ، فَخَرَجَ مِنْهُ، فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}
(7)
، وَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنِ الْحُوتِ جِرْيَةَ الْمَاءِ، فَصارَ عَلَيْهِ مِثْلَ الطَّاقِ
(8)
، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نَسِيَ صَاحِبُهُ أَنْ يُخْبِرَهُ
"بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ" في هـ، ذ:"فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ". "فَنَامَا" في سـ، حـ، ذ:"وَنَامَا". "فَاتَّخَذَ" في نـ: "وَاتَّخَذَ".
===
أفضليته به على موسى، كيف وموسى عليه السلام قد جمع له بين الرسالة والتكليم والتوراة! وأنبياء بني إسرائيل داخلون كلهم تحت شريعته، وغاية الخضر أن يكون كواحد منهم، "قسطلاني"(10/ 432).
(1)
أي: كيف يتيسر لي أن أظفر به، "قس"(10/ 432).
(2)
بفتح القاف.
(3)
بفتح المثلثة أي: هناك، "قس"(10/ 432).
(4)
كمنبر: زنبيل يسع خمسة عشر صاعًا، "ق" (ص: 970).
(5)
بالصرف كنوح.
(6)
أي: تحرك في المكتل؛ لأنه أصابه من ماء عين الحياة الكائنة في أصل الصخرة، "قس"(10/ 432).
(7)
أي: مسلكًا، "قس"(10/ 432).
(8)
أي: مثل عقد البناء، وعند مسلم (ح: 238) من رواية أبي إسحاق: "فاضطرب الحوت في الماء، فجعل لا يلتئم عليه، صار مثل الكوة"، "قس"(10/ 432).
بِالْحُوتِ
(1)
، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتَهُمَا، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ {قَالَ} مُوسَى:{لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}
(2)
[الكهف: 62]. قَالَ: وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ
(3)
، فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ
(4)
وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} [الكهف: 63]، قَالَ: فَكَانَ لِلْحُوتِ
(5)
سَرَبًا
(6)
وَلِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا، فَقَالَ مُوسَى:
"وَفَتَاهُ عَجَبًا" في نـ: "وَلِفَتَاهُ عَجَبًا". "فَقَالَ مُوسَى" في نـ: "قَالَ مُوسَى".
===
(1)
أي: بما كان من أمره، "قس"(10/ 432).
(2)
أي: تعبًا، "قس"(10/ 432).
(3)
فألقى عليه الجوع والنصب، "قس"(10/ 432).
(4)
قوله: ({نَسِيتُ الْحُوتَ}) أي: فإني نسيت أن أخبرك بخبر الحوت، ونسب النسيان لنفسه لأن موسى كان نائمًا إذ ذاك، وكره يوشع أن يوقظه ونسي أن يُعلِمَه بَعْدُ لما قدر الله تعالى عليهما من الخُطَى، ومن كتبت عليه خُطىً مشاها. قوله:" {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} " يجوز أن يكون " {عَجَبًا} " مفعولًا ثانيًا لِـ "اتخذ"، أي: واتخذ سبيلَه في البحر سبيلًا عجبًا، وهو كونه كالسرب، والجار والمجرور متعلق باتخذ، وفاعل "اتخذ" قيل: الحوت، وقيل: موسى، أي: اتخذ موسى سبيل الحوت في البحر عجبًا. قوله: "ولموسى وفتاه عجبًا" وهو أن أثره بقي إلى حيث سار، أو جمد الماء تحته، أو صار صخرًا، أو ضرب بِذَنَبِه [أي: أقام وثبت] فصار المكان يبسًا، وعند ابن أبي حاتم من طريق قتادة قال:"عجب موسى أن تسرب حوت مملح في مكتل"، "قس"(10/ 433).
(5)
أي: دخول الحوت في الماء.
(6)
مسلكًا، "قس"(10/ 432).
{ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ
(1)
فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: 64]، قَالَ: رَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا
(2)
حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى
(3)
ثَوْبًا، فَسَلَّمَ عَليْهِ مُوسَى، فَقَالَ الْخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ
(4)
؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى. قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشَدًا، {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 67]، يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ
(5)
أَنْتَ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ
(6)
، فَقَالَ مُوسَى:{سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}
(7)
[الكهف: 69]، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي
"ثَوْبًا" في هـ، ذ:"بِثَوبٍ". "عَلَّمَكَ اللَّهُ" في ذ، هـ:"عَلَّمَكَهُ اللَّهُ". " {فَلَا تَسْأَلْنِي} " في نـ: "فلا تسألنِ".
===
(1)
نطلب.
(2)
أي: يتبعان آثار مسيرهما اتباعًا، "قس"(10/ 433).
(3)
أي: مغطًّى، ولمسلم (ح: 2380): "مسجًّى ثوبًا مستلقيًا على القفا"، "قس"(10/ 433).
(4)
قوله: (وأنى بأرضِك السلام) فيه دلالة على أن أهل تلك الأرض لم يكونوا مسلمين، أو كانت تحيتهم غيره. قوله:" {رَشَدًا} " أي: علمًا ذا رشد، "قسطلاني"(10/ 433).
(5)
أي: جميعه، "قس"(10/ 433).
(6)
قوله: (لا أعلمه) أي: جميعَه، وهذا التقدير أو نحوه واجب لا بد منه وقد غفل بعضهم عن ذلك، "قس"(10/ 433، 434). قوله: " {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا} " على ما أرى منك غيرَ مُنْكِرٍ عليك، وعلَّق الوعد بالمشيئة للتيمن، أو علمًا منه بشدة الأمر وصعوبته، فإن مشاهدة الفساد شيء لا يطاق، "قس"(10/ 434).
(7)
أي: لا أخالفك في شيء.
{عَنْ شَيْءٍ
(1)
حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ
(2)
ذِكْرًا * فَانْطَلَقَا} [الكهف: 69، 70] يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ فَكَلَّمُوهُمْ
(3)
أَنْ يَحْمِلُوهُمْ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ، فَحَمَلُوهُ بِغَيْرِ نَوْلٍ
(4)
، فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ، لَمْ يَفْجَ
(5)
إِلَّا
"فَحَمَلُوهُ" في ذ: "فَحَمَلُوهُمْ"، ولهُ أَيْضًا:"فَحُمِلُوا". "لَمْ يَفْجَ" في نـ: "لَمْ يَفْجَأْ"، مصحح عليه.
===
(1)
تنكره مني ولم تعلم وجه صحته، "قس"(10/ 434).
(2)
حتى أبدأك أنا به قبل أن تسألني، "قس"(10/ 434).
(3)
قوله: (فكلموهم) أي: الخضر وموسى ويوشع كلّموا أصحابَ السفينة. قوله: "فعرفوا" أي: أصحاب السفينة. قوله: "فحملوه" أي: الخضر ومن معه، ولأبي ذر:"فحملوهم" وله أيضًا: "فَحُمِلُوا" أي: الثلاثة، وهو مبني لما لم يُسَمَّ فاعلُه. قوله:"بغير نول" بفتح النون: بغير أجر إكرامًا للخضر. قوله: "فلما ركبا" أي: موسى والخضر ولم يذكر يوشع لأنه تابع غير مقصود بالأصالة. قوله: "لم يَفْجَ" أي: لم يَفْجَ موسى بعد أن صارت السفينة في لَجَّة البحر، "إلا والخضر قد قلع لوحًا من ألواح السفينة بالقدوم" بفتح القاف وضم الدال المهملة، فانخرقت. "فقال له موسى" منكرًا عليه بلسان الشريعة: هؤلاء "قوم حملونا" ولأبي ذر: "قد حملونا""بغير نول، عمدت" بفتح الميم "إلى سفينتهم فَخَرَقْتَها لتغرق أهلها" قيل: اللام في قوله: "لتغرق" للعلة، ورجح كونها للعاقبة كقوله:
"لدوا للموت وابنوا للخراب"
قوله: "لقد جئت شيئًا إمرًا" أي: عظيمًا أو منكرًا، "قس"(10/ 435).
(4)
أي: أجرة.
(5)
من الفُجاءة، هو بحذف الهمزة، ووجهه أن الهمزة تخفف فتصير ألفًا فيحذف بالجزم نحو: لم يخش.
وَالْخَضِرُ قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ بِالْقَدُومِ
(1)
، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ قَدْ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فخَرَقْتَهَا {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا
(2)
* قَالَ
(3)
أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
(4)
(72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ
(5)
وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: 71 - 73]". قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَكَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا، قَال: وَجَاءَ
"فَقَالَ لَهُ مُوسَى" في نـ: "فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى". "قَوْمٌ قَدْ حَمَلُونَا" كذا في ذ، ولغيره:"قَوْمٌ حَمَلُونَا". "فَكَانَتِ" في نـ: "وَكَانَتِ""الأُولَى" في هـ، ذ:"فِي الأُولَى".
===
(1)
آلة للنَّجْر، "قاموس" (ص: 1058).
(2)
أي: عظيمًا.
(3)
أي: الخضر مذكِّرًا لما مرَّ من الشرط، "قس"(10/ 435).
(4)
استفهام إنكاري، "قس"(10/ 435).
(5)
قوله: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} من وصيتك، وفي هذا النسيان أقوال: أحدها: أنه على حقيقته لما رأى فعله المؤدي إلى إهلاك الأموال والأنفس فلشدة غضبه للَّه نسي، ويؤيده قوله عليه السلام:"وكانت الأولى من موسى نسيانًا". والثاني: أنه لم يَنْسَ ولكنه من المعاريض، وهو مروي عن ابن عباس، لأنه لما رأى العهد في أن يسأل لا في إنكار هذا الفعل، فلما عاتبه الخضر بقوله:"إنك لن تستطيع، قال: لا تؤاخذني بما نسيت" أي: في الماضي، ولم يقل: إني نسيت وصيتك. الثالث: أن النسيان بمعنى الترك، وأطلقه عليه لأن النسيان سبب للترك، إذ هو من ثمراته، أي: لا تؤاخذني بما تركته مما عاهدتك فإن المرة الواحدة معفو عنها ولا سيما إذا كان بسبب ظاهر، "قس"(10/ 435).
عُصْفُورٌ
(1)
فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ
(2)
السَّفِينَةِ فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ: مَا عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ
(3)
، ثُمَّ خَرَجَا مِنَ السَّفِينَةِ، فَبَيْنَمَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ، إِذْ أَبْصَرَ الْخَضِرُ غُلَامًا يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ رَأْسَهُ بِيَدِهِ فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ. فَقَالَ لَهُ مُوسَى
(4)
: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَّةً
(5)
بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا
(6)
* قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 74، 75]، قَالَ
(7)
: وَهَذَا أَشَدُّ مِنَ الأُولَى
(8)
، {قَالَ إِن سَأَلْتُكَ
"مِنْ عِلْمِ اللَّهِ" في سـ، حـ، ذ:"فِي عِلْمِ اللَّهِ". "فَبَيْنَمَا" في نـ: "فَبَيْنَا". "إِذْ أَبْصَرَ" في نـ: "إِذْ بَصُرَ". "رَأْسَهُ بِيَدِهِ فَاقْتَلَعَهُ" في حـ، هـ، ذ:"بِرَأْسِهِ فَاقْتَلَعَهُ". "نَفْسًا زَاكِيَةً" في نـ: " {نَفْسًا زَكِيَّةً} ". "وَهَذَا أَشَدُّ" في صـ، قتـ، ذ:"وَهَذِهِ أَشَدُّ".
===
(1)
بضم العين: طائر معروف، قيل: هو الصرد.
(2)
طرف.
(3)
قال النووي: هو تقريب إلى الإفهام وإلا فنسبة علمهما أقل، "مجمع"(4/ 793).
(4)
لما شاهد ذلك [منه] منكرًا عليه أشد من الأول، ["قس" (10/ 436)].
(5)
قوله: (زاكية) بالألف والتخفيف أي: طاهرة لم تبلغ حَدّ التكليف، وفي قراءة " {زَكِيَّةً} " بتشديد الياء بلا ألف، "جلالين" (ص: 301، الكهف: 74).
(6)
بضم النون وسكون الكاف وضمها أي: منكرًا.
(7)
أي: سفيان بن عيينة، كما في "كتاب العلم"، "قس"(10/ 436).
(8)
لما فيها من زيادة لك، "قس"(10/ 436).
عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا
(1)
فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا
(2)
* فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ
(3)
اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا
(4)
فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا
(5)
يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ
(6)
} [الكهف: 76، 77]-قَالَ: مَائِلٌ
(7)
-، فَقَامَ الْخَضِرُ {فَأَقَامَهُ} بِيَدِهِ، فَقَالَ مُوسَى: قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا، وَلَمْ يُضَيِّفُونَا،
"فَقَامَ الْخَضِرُ {فَأَقَامَهُ} بِيَدِهِ" في ذ: "فَقَالَ الْخَضِرُ -أي: أشار- بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ".
===
(1)
أي: بعد هذه المرة أو بعد هذه القصة، "قس"(10/ 436).
(2)
أي: قد أعذرت إليّ مرة بعد أخرى فلم يبق موضع للاعتذار، "قس"(10/ 436).
(3)
قيل: هي أنطاكية أو آذربيجان أو الأيكة أو غير ذلك، "قسطلاني" (10/ 436). [وفي "قس" و"الفتح" (8/ 420): أو الأبلة. وفي بعض الكتب: الأيلة، بالياء].
(4)
واستضافاهم.
(5)
قوله: ({جِدَارًا}) عرضه خمسون ذراعًا في مائة ذراع بذراعهم، قاله الثعلبي، وقال غيره: سَمْكُه مائتا ذراع، وظله على وجه الأرض خمسمائة ذراع، وعرضه خمسون. قوله:" {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} " إسناد الإرادة إلى الجدار على سبيل الاستعارة. وقد كان أهل القرية يمرون تحته خائفين. قوله: "فأقامه بيده" أي: فردّه إلى حالة الاستقامة، وهذا خارق، ولأبي ذر:"فقال الخضر بيده فأقامه". "فقال موسى" لما رأى من شدة الحاجة والافتقار إلى المطعم: فَهُمْ "قوم أتيناهم" فاستَطْعَمْنَاهم واستَضَفْنَاهم "فلم يطعمونا. . . إلخ"، "قس"(10/ 437).
(6)
يقرب أن يسقط لميلانه، "ج" (ص: 302، الكهف: 77).
(7)
تفسير "أن ينقض".
{لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ
(1)
عَلَيْهِ أَجْرًا
(2)
* قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي
(3)
وَبَيْنِكَ} إِلَى قَوْلِهِ: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 77 - 82]. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَدِدْنَا
(4)
أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا
(5)
".
قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ
(6)
: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرأُ: "وَكَانَ أَمَامَهُمْ
(7)
مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ
(8)
غَصْبًا"، وَكَانَ يَقْرأُ: "وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ
(9)
". [راجع: 74].
"{قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} " زاد بعده في نـ: " {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}. "يقص اللَّه علينا" في نـ: "يقص علينا". "قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ" في نـ: "فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ".
===
(1)
بهمزة وصل، "قس"(10/ 437).
(2)
أي: جُعلًا نستعين به في عشائنا، "قس"(10/ 437).
(3)
إضافة المصدر إلى الظرف على الاتساع، "قس"(10/ 437).
(4)
بكسر الدال.
(5)
إذ لو صبر لرأى أعجب الأعاجيب، "قس"(10/ 437).
(6)
بالسند السابق، "قس"(10/ 437).
(7)
بدل {وَرَاءَهُمْ} وزيادة لفظ "صالحة"، "ك.
(8)
أي: غير معيبة.
(9)
هذه قراءة شاذة لكنها كالتفسير، "قس"(10/ 437).
3 - بَابُ قَوْلُهُ {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ
(1)
بَيْنِهِمَا
(2)
نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا
(3)
} [الكهف: 61]: مَذْهَبًا، يَسْرُبُ: يَسْلُكُ، وَمِنْهُ: {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ
(4)
} [الرعد: 10]
4726 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ:
"سَرْبًا" بسكون الراء، وفي ذ:" {سَرَبًا} " بفتحها، وفي نـ:"سرِبًا" بكسر الراء. "وَمِنهُ" في نـ: "وَمِنهُ قَولُهُ". "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في ذ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى".
===
(1)
قوله: ({مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا}) أي: مجمع البحرين، و"بينهما" ظرف أضيف إليه على الاتساع. قوله:"نسيا حوتهما" نسي يوشع أن يذكر لموسى ما رأى من حياة الحوت ووقوعه في البحر، ونسي موسى أن يطلبه ويتعرف حاله ليشاهد منه تلك الأمارة التي جُعِلَت لهما، "قس"(10/ 437).
(2)
أي: بين البحرين، "ج" (ص: 300، الكهف: 60).
(3)
قوله: ({سَرَبًا}) بسكون الراء في الفرع، ولأبي ذر بفتحها. قال العيني (2/ 267): يقال: سَرَبَ سَرَبًا في الماء: إذا ذهب فيه ذهابًا. وقيل: أمسك اللَّه جرية الماء على الحوت فصار عليه مثل الطاق وحصل منه في مثل السرب وهو ضد النفق؛ معجزةً لموسى أو للخضر عليهما السلام. والسربُ في الأصل حفيرٌ تحت الأرض، والطاقُ عقدُ البناء. وجاء:"فجعل الماء لا يلتئم [عليه] صار كالكوة"[كما عند مسلم، ح: 2380]، والكُوَّة بالضم والفتح: الثقب في البيت، انتهى كلامه. ذكره في "العلم".
(4)
قوله: (ومنه {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ}) قال أبو عبيدة: سالك في سربه أي: مذهبه، كذا في "القسطلاني" (10/ 438). وقال البيضاوي (1/ 502) في قوله تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ * سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} أي: بارز بالنهار يراه كل أحد، من سَرَبَ سُرُوبًا إذا برز، انتهى.
أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ
(1)
أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ
(2)
، وَغَيْرُهُمَا
(3)
قَدْ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: إِنَّا لَعِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي بَيْتِهِ، إِذْ قَالَ: سَلُونِي، قُلْتُ: أَيْ أَبَا عَبَّاسٍ
(4)
-جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ-، بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ قَاصٌّ
(5)
يُقَالُ لَهُ: نَوْفٌ
(6)
، يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ،
"يُحَدِّثُهُ" في هـ، ذ:"يُحَدِّثُ". "عَنْ سَعِيدٍ" في ذ: "عَنْ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ". "أَبَا عَبَّاسٍ" في نـ: "أَبَا العَبَّاسِ". "بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ قَاصٌّ" في سـ، حـ، ذ:"أَنَّ بِالْكُوفَةِ رَجُلًا قَاصًّا".
===
(1)
عبد الملك.
(2)
قوله: (يزيد أحدهما على صاحبه) قال الحافظ ابن حجر: فيستفاد زيادة أحدهما على الآخر من الإسناد الذي قبله؛ فإن الأول من رواية سفيان عن عمرو بن دينار فقط، وهو أحد شيخي ابن جريج فيه. قوله:"وغيرهما" هو من كلام ابن جريج أي: وغير يعلى وعمرو. "قد سمعته" حال كونه "يحدثه" أي: يحدث الحديث المذكور "عن سعيد"، وكان الأصل أن يقول: يحدث به، لكنه عداه بغير الباء، ولأبي ذر عن الكشميهني:"يحدث" بحذف الضمير المنصوب. قوله: "فأين" ولأبي ذر: "وأين" أي: فأين أجده أو فأين هو. قوله: "بمجمع البحرين" أي: بحري فارس والروم، أو بحري المشرق والمغرب المحيطين بالأرض، أو العذب والملح. قوله:"خذ نونًا" ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حوتًا"، "قس"(10/ 440 - 441).
(3)
هو من كلام ابن جريج، أي: وغير يعلى وعمرو.
(4)
وهي كنية عبد اللَّه بن عباس، "قس"(10/ 440).
(5)
أي: واعظ.
(6)
هو البكالي، وهو ابن امرأة كعب الأحبار، "قس"(10/ 445).
أَمَّا عَمْرٌو
(1)
فَقَالَ
(2)
لِي: قَالَ: قَدْ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ
(3)
، وَأَمَّا يَعْلَى فَقَالَ لِي: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مُوسَى رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: ذَكَّرَ
(4)
النَّاسَ يَوْمًا، حَتَّى إِذَا فَاضَتِ الْعُيُونُ
(5)
، وَرَقَّتِ الْقُلُوبُ
(6)
وَلَّى
(7)
، فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ
(8)
، فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْكَ؟ قَالَ: لَا، فَعَتَبَ
(9)
عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَى اللَّهِ
(10)
، قِيلَ: بَلَى، قَالَ
(11)
: أَيْ رَبِّ، وَأَيْنَ؟ قَالَ: بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، قَالَ: أَيْ رَبِّ اجْعَلْ لِي عَلَمًا
(12)
"قَدْ كَذَبَ" في ذ: "كَذَبَ". "عليه السلام" سقط في نـ. "قَالَ: أَيْ رَبِّ" في نـ: "فَقَالَ: أَيْ رَبِّ". "وَأَيْنَ" كذا في ذ، ولغيره:"فَأَيْنَ".
===
(1)
ابن دينار، قاله ابن جريج، "قس"(10/ 440).
(2)
في تحديثه "لِي" عن سعيد.
(3)
قاله على سبيل الزجر كما مر.
(4)
بتشديد الكاف من التذكير، "قس"(10/ 440).
(5)
بالدموع، "قس"(10/ 440).
(6)
لتأثير وعظه في قلوبهم، "قس"(10/ 440).
(7)
لئلا يملوا، "قس"(10/ 440).
(8)
لم يسم، "قس"(10/ 441).
(9)
بفتح العين كذا في نسخَتَي القسطلاني، وفي بعض النسخ الصحيحة بضم العين مكتوب بالقلم.
(10)
كأن يقول: اللَّه أعلم، "قس".
(11)
موسى.
(12)
بفتحتين، أي: علامة.
أَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ" فَقَالَ لِي عَمْرٌو
(1)
: قَالَ: "حَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ
(2)
". وَقَالَ لِي يَعْلَى: قَالَ: "خُذْ نُونًا
(3)
مَيِّتًا حَيْثُ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ
(4)
، فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ
(5)
، فَقَالَ لِفَتَاهُ: لَا أُكَلِّفُكَ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنِي بِحَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ، قَالَ: مَا كَلَّفْتَ كَثِيرًا
(6)
، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ:{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} [الكهف: 60] يُوشَعَ بْنِ نُونٍ -لَيْسَتْ
(7)
عَنْ سَعِيدٍ-.
"أَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ" في نـ: "أَعْلَمُ ذَلِكَ بِهِ". "فَقَالَ لِي عَمْرٌو" في نـ: "قَالَ لِي عَمْرٌو". "قَالَ: خُذْ" في نـ: "خُذْ" بإسقاط "قَالَ". "نُونًا" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"حُوتًا". "حَيْثُ يُنْفَخُ" في نـ: "حَتَّى يُنْفَخَ". "مَا كَلَّفْتَ كَثِيرًا" في هـ، ذ:"مَا كَلَّفْتَ كَبِيرًا".
===
(1)
قائله ابن جريج.
(2)
أي: هو العَلَم على ذلك المكان، "قس"(10/ 441).
(3)
بضم النون: الحوت، "ق" (ص: 1139).
(4)
قوله: (حيث ينفخ فيه) أي: في الحوت "الروح" بيان لقوله: "حيث يفارقك الحوت". قوله: "فأخذ حوتًا" أي: فأخذ موسى حوتًا ميِّتًا مملوحًا، وقيل: شق حوت مملح. ولابن أبي حاتم: "إن موسى وفتاه اصطادا". قوله: "ليست عن سعيد" أي: قال ابن جريج: ليست تسمية الفتى عن سعيد، هو ابن جبير، "تن"، "قس"(10/ 441).
(5)
كمنبر، هو الزنبيل.
(6)
بالمثلثة، وللكشميهني "كبيرًا" بالموحدة، أي: ما كَلَّفْتَ أمرًا عظيمًا شديدًا عليّ، كذا في "خ"(2/ 409).
(7)
أي: تسمية الفتى، هو قول ابن جريج.
قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ
(1)
فِي ظِلِّ صَخْرَةٍ فِي مَكَانٍ ثَرْيَانٍ
(2)
(3)
، إِذْ تَضرَّبَ الْحُوتُ
(4)
، وَمُوسَى نَائِمٌ، فَقَالَ فَتَاهُ
(5)
: لَا أُوقِظُهُ، حَتَّى إِذَا اسْتَيقَظَ نَسِيَ أَنْ يُخْبِرَهُ، وَتَضَرَّبَ
(6)
الْحُوتُ، حَتَّى دَخَلَ الْبَحْرَ، فَأَمْسَكَ اللَّهُ
"فَبَيْنَمَا" في نـ: "فَبَيْنَا". "نَسِيَ" في ذ: "فَنَسِيَ". "دَخَلَ الْبَحْرَ" في نـ: "دَخَلَ فِي الْبَحْرِ".
===
(1)
أي: موسى وفتاه تبع له، "قس"(10/ 441).
(2)
فعلان من الثرى وهو التراب الذي فيه نداوة، "ك"(17/ 196).
(3)
قوله: (ثريان) بفتح المثلثة وسكون الراء فتحتية مفتوحة وبعد الألف نون، صفةٌ لـ "مكانٍ"، مجرورٌ بالفتحة لا ينصرف لأنه من باب: فَعْلان فَعْلى، أو منصوب حالًا من الضمير المستتر في الجار والمجرور، ويجوز بالنصب منونًا على لغة بني أسد؛ لأنهم يصرفون كل صفة على فعلان ويؤنثونه بالتاء. وفي بعض الأصول:"ثريانٍ" بالجر صفة و"مكانٍ" وبالتنوين كما مر. وهو من الثّرى. وقال في "النهاية": يقال: مكان ثريان وأرض ثَرْيَا: إذا كان في ترابهما بلل وَنَدى، "قس"(10/ 441).
(4)
قوله: (إذ تضرب) بضاد معجمة وراء مشددة تَفَعَل، أي: اضطرب وتحرك إذ حيي في المكتل "و" الحال أن "موسى نائم" عند الصخرة. قوله: "نسي أن يخبره" أي: بحياة الحوت. قوله: "تضرّب الحوت" أي: اضطرب سائرًا من المكتل. قوله: "كأنّ أثره" نصب بكأنّ. قوله: "في حجر" بفتح الحاء والجيم خبرها. قال ابن جريج: "قال لي عمرو" هو ابن دينار "هكذا كأنّ أثره في جحر" بتقديم الجيم المفتوحة على الحاء المهملة المفتوحة في الفرع مصححًا عليها، وفي غيره بتقديم المهملة، وفي نسخة:"جُحْر" بجيم مضمومة فمهملة ساكنة، قال ابن حجر: وهي أوضح، "قس"(10/ 442).
(5)
يوشع.
(6)
تفعَّل من الضرب في الأرض: وهو السير، "تو"(7/ 2921).
عَنْهُ جِرْيَةَ الْبَحْرِ، حَتَّى كَأَنَّ أَثَرَهُ فِي حَجَرٍ
(1)
- قَالَ لِي عَمْرٌو
(2)
: هَكَذَا كَأَنَّ أَثَرَهُ فِي جَحَرٍ -وَحَلَّقَ بَيْنَ إِبْهَامَيْهِ وَاللَّتَيْنِ تَلِيانِهِمَا- {لَقَدْ لَقِينَا
(3)
مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}، قَالَ: قَدْ قَطَعَ اللَّهُ عَنْكَ النَّصَبَ
(4)
-لَيْسَتْ هَذِهِ
(5)
عَنْ سَعِيدٍ- أَخْبَرَهُ
(6)
، فَرَجَعَا فوَجَدَا خَضِرًا، قَالَ لِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"جَحَرٍ" في نـ: "جُحْرٍ" وفي أخرى: "حَجَرٍ". "وَاللَّتَيْنِ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"وَالَّتَي"، وفي ذ أيضًا:"وآخر". " {لَقَدْ لَقِينَا} " في نـ: "قَالَ: {لَقَدْ لَقِينَا} ".
===
(1)
بفتحتين.
(2)
ابن دينار.
(3)
فيه حذف اختصره، وقع مُبَيَّنًا في رواية سفيان (ح: 4725): "فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد {قَالَ} موسى: {لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}. ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكانَ الذي أمر اللَّه به"، "قس"(10/ 442).
(4)
قوله: (قال: قد قطع اللَّه عنك النصب) قاله يوشع لما عرف من العلامة، "خير"(2/ 410).
(5)
قوله: (ليست هذه) أي: قال ابن جريج: ليست هذه الرواية "عن سعيد" هو ابن جبير. قوله: "أخبره" بسكون المعجمة وموحدة مفتوحة من الإخبار، أي: أخبر يوشع موسى بقصة تَضَرُّبِ الحوت وفقدِه الذي هو علامة على وجود الخضر، "قس"(10/ 442).
(6)
لعرفان العلامة، "خير".
عَلَى طِنْفِسَةٍ
(1)
(2)
خَضْرَاءَ عَلَى كَبِدِ الْبَحْرِ
===
(1)
مثلثة الطاء والفاء، وبكسر الطاء وفتح الفاء، وبالعكس، واحدة الطَّنَافِس: البسط والثياب، "قاموس" (ص: 513).
(2)
قوله: (طنفسة) بكسر المهملة والفاء بينهما نون ساكنة، ولأبي ذر:"طنفسة" بفتح الفاء، ويجوز ضم الطاء والفاء، كلها لغات، أي: فرش صغير أو بساط له خمل. قوله: "على كبد البحر" أي: وسطه، وعند عبد بن حميد من طريق ابن المبارك عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان قال: رأى موسى الخضر على طنفسة خضراء على وجه الماء. وعند ابن أبي حاتم [عن ابن عباس]: أنه وجده في جزيرة البحر. قوله: "هل بأرضي من سلام" لأنهم كانوا كفارًا أو كانت تحيتهم غير السلام، ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني:"هل بأرض" بالتنوين. قوله: "لا ينبغي لي أن أَعْلَمَه" أي: كلَّه، وتقدير هذا أو نحوه متعين، كما قال في "الفتح"، لأن الخضر كان يعرف من الحكم الظاهر ما لا غنى للمكلف عنه، وكان موسى يعرف من الحكم الباطن ما يأتيه بطريق الوحي. وقال البرماوي كالكرماني: وإنما قال: "لا ينبغي أن أعلمه" لأنه إن كان نبيًا فلا يجب عليه تَعَلُّمُ شريعة نبي آخر، وإن كان وليًا فلعله مأمور بمتابعة نبي غيره، انتهى. قوله:"إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر" وفي الرواية السابقة: "ما علمي وعلمك من علم اللَّه إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر". ولفظ النقص ليس على ظاهره؛ لأن علم اللَّه تعالى لا يدخله نقص، وإنما معناه: أن علمي وعلمك بالنسبة إلى علم اللَّه تعالى كنسبة ما أخذه العصفور بمنقاره إلى ماء البحر، وهذا أيضًا على التقريب إلى الإفهام وإلا فنسبة علمهما إلى علم اللَّه أقل. قوله:"وجدا معابر" بفتح الميم أي: سُفُنًا "صغارًا"، قال في "الفتح":"وجدا معابر" تفسير لقوله: "ركبا في السفينة" لا جواب "إذا". قوله: "فأضجعه ثم ذبحه" فإن قلت: سبق آنفًا: "أنه اقتلعه بيده"؟ قلت: لعله قطع بعضه بالسكين ثم قلع الباقي، أو نزع أعصابه وعروقه من مكانها ثم ذبحه قطعًا.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ
(1)
:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ" في نـ: "فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ".
===
قوله: "بالحنث" بكسر المهملة وسكون النون أي: لم تبلغ الحنث، وهو تفسير لقوله:"زكية". قوله: "مسلمة" بضم الميم وسكون السين وكسر اللام، أطلق ذلك موسى على حسب ظاهر حال الغلام، وفي بعضها:"مسلمة" بفتح السين وتشديد اللام المفتوحة، وهو أشبه؛ لأنه كان كافرًا. قوله:"وكان أمامهم" وإنما جاز استعمال "وراء" بمعنى "أمام" على الاتساع؛ لأنها جهة متقابلة لجهة، وكانت كل واحدة من الجهتين وراء الأخرى إذا لم يرد معنى المواجهة، والآية دالة على أن معنى وراء: أمام؛ لأنه لو كان بمعنى "خلف" كانوا قد جاوزوه فلا يأخذ سفينتهم. وقيل: " {وَرَاءَهُمْ} ": خلفهم، وكان رجوعهم في طريقهم عليه، والأول أصح يدل عليه قراءة ابن عباس:"وكان أمامهم ملك". قوله: "يزعمون" أي: قال ابن جريج "عن غير سعيد" ابن جبير "أنه" أي: الملك الذي كان يأخذ السفن غصبًا اسمه "هُدَدُ بْنُ بُدَدٍ" بضم الهاء وفتح الدال الأولى، [وبُدَد] بضم الموحدة وفتح الدال الأولى أيضًا، مصروف، ولأبي ذر:"بُدَدَ" غير مصروف. وحكى ابن الأثير فتح هاء "هدد" وباء "بدد". قوله: "بالقار" وهو الزفت، وأما السدُّ بالقارورة أي: الزجاج فكيفيته غير معلومة، ويحتمل أن يكون قارورة توضع بقدر الموضع المخروق، أو يُسْحَقُ الزجاج ويخلط بشيء كالدقيق فَيُسَدُّ به. قال في "الفتح" (8/ 421): ولا يخفى بُعْدُه. قال: وقد وُجِّهَتْ بأنها فاعولة من القار، وفيه ما فيه. قوله:"خيرًا منه زكاة" أي: طهارة من الذنوب والأخلاق الرديئة. وذكر هذا مناسبة [لقوله]: " {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} ". قوله: "هما به" أي: الأبوان بالولد الذي سَيُرْزَقَانِه، من "قس"(10/ 442 - 446)، "ك"(17/ 197)، "خ"(2/ 409)، "بغوي"(3/ 176).
(1)
بالإسناد السابق، "قس"(10/ 442)
مُسَجًّى
(1)
بِثَوْبِهِ، قَدْ جَعَلَ طَرَفَهُ تَحْتَ رِجْلَيْهِ، وَطَرَفَهُ
(2)
تَحْتَ رَأْسِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى
(3)
، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَالَ: هَلْ بِأَرْضِي مِنْ سَلَامٍ؟ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى، قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا شَأْنُكَ
(4)
؟ قَالَ: جِئْتُ
(5)
لِتُعَلّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشدًا
(6)
. قَالَ: أَمَا يَكْفِيكَ أَنَّ التَّوْرَاةَ بِيَدَيْكَ، وَأَنَّ الْوَحْيَ يَأْتِيكَ
(7)
؟ يَا مُوسَى، إِنَّ لِي عِلْمًا لَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَعْلَمَهُ
(8)
، وَإِنَّ لَكَ عِلْمًا لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أعْلَمَهُ
(9)
، فَأَخَذَ طَائِرٌ
(10)
بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ، وَقَالَ
(11)
: وَاللَّهِ مَا
(12)
"مُسَجًّى" في نـ: "مُسَجًّا". "وَقَالَ " في نـ: "فَقَالَ". "هَلْ بِأَرْضِي" في هـ، حـ، ذ:"هَلْ بِأَرْضٍ". "يَا مُوسَى" ثبت في حـ، ذ. "وَقَالَ: وَاللَّهِ" في ذ: "فَقَالَ: وَاللَّهِ".
===
(1)
أي: مغطًّى كلَّه.
(2)
الآخر.
(3)
زاد مسلم (ح: 2380): "وقال: وعليكم السلام".
(4)
أي: ما الذي جئت تطلب؟ "قس"(10/ 443).
(5)
أي: إليك.
(6)
أي: علمًا ذا رشد.
(7)
أي: من اللَّه.
(8)
أي: كله، "قس"(10/ 443).
(9)
أي: كله، "قس"(10/ 443).
(10)
عصفور.
(11)
الخضر، "قس"(10/ 443).
(12)
نافية.
عِلْمِي وَعِلْمُكَ فِي جَنْبِ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَمَا أَخَذَ هَذَا الطَّائِرُ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ. {حَتَّىَ إِذَا رَكِبَا فِى اَلسَّفِينَةِ} وَجَدَا مَعَابِرَ
(1)
صِغَارًا، تَحْمِلُ أَهْلَ هَذَا السَّاحِلِ إِلَى أَهْلِ هَذَا السَّاخِلِ الآخَرِ، عَرَفُوهُ
(2)
، فَقَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ الصَّالِحُ - قَالَ
(3)
: قُلْنَا لِسَعِيدٍ
(4)
: خَضِرٌ
(5)
، قَالَ: نَعَمْ
(6)
- لَا نَحْمِلُهُ بِأَجْرٍ
(7)
، فَـ {خَرَقَهَا
(8)
} وَوَتَّدَ
(9)
فِيهَا وَتِدًا؛ {قَالَ} مُوسَى: {أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ
(10)
"وَجَدَا" في نـ: "وَجَدَ". "قُلْنَا لِسَعِيدٍ" في نـ: "فَقُلْنَا لِسَعِيدٍ". "وَوَتَّدَ" في ذ: "وتَّدَ" بإسقاط الواو.
===
(1)
جمع معبر وهي السفينة.
(2)
أي: أهل السفينة عرفوا الخضر.
(3)
يحتمل أن يكون القائل يعلى بن مسلم، "قس"(10/ 444)، "ع"(13/ 139)، "خ".
(4)
هو ابن جبير.
(5)
أي: هو خضر، "قس"(10/ 44).
(6)
هو خضر.
(7)
أي: بأجرة.
(8)
بأن قلع لوحًا من ألواحها بالقَدُوم، "قس"(10/ 444).
(9)
بتشديد الفوقية
(1)
الأولى مفتوحة وكسر الثانية مخففة، ولأبي ذر:"وَتَّد فيها" بإسقاط الواو الأولى أي: جعل فيها وتدًا مكان اللوح الذي قلعه، "قس"(10/ 444).
(10)
اللام للعاقبة.
(1)
كذا في الأصل و"الفتح" و"العيني" و"التوشيح"، وفي "قس": بتخفيف الفوقية.
أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} [الكهف: 71]-قَالَ مُجَاهِدٌ
(1)
: مُنْكَرًا- {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ، كَانَتِ الأُولَى نِسْيَانًا، وَالْوُسْطَى شَرْطًا
(2)
، وَالثَّالِثَةُ عَمْدًا، {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي
(3)
مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: 73]، {لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ} ، قَالَ يَعْلَى
(4)
: قَالَ سَعِيدٌ
(5)
: وَجَدَ
(6)
غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ، فَأَخَذَ غُلَامًا كَافِرًا ظَرِيفًا
(7)
فَأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ، {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً
(8)
بِغَيْرِ نَفْسٍ} [الكهف: 74]، لَمْ تَعْمَلْ بِالْحِنْثِ
(9)
، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُهَا: زَكِيَّةً
(10)
زَاكِيَةً
(11)
مُسْلِمَةً، كَقَوْلِكَ:
"{بِغَيْرِ نَفسٍ} "سقط في نـ. "لَمْ تَعْمَلْ بِالْحِنْثِ" في ذ: "لَمْ تَعْمَلْ بِالْخَبَثِ". "وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُهَا" في ذ: "وابنُ عَبَّاسٍ قَرَأَهَا". "مُسْلِمَةً" في نـ: "مُسَلَّمَةً". "كَقَولِكَ" في نـ: "كَقَولِهِ".
===
(1)
أي: تفسيرًا لقوله: "إمرًا".
(2)
حيث قال: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ} [الكهف: 74] إلخ.
(3)
أي: لا تشدد عليَّ.
(4)
بالإسناد السابق، "قس"(10/ 444).
(5)
ابن جبير، "قس"(10/ 444).
(6)
أي: الخضر.
(7)
بالظاء المعجمة، "قس"(10/ 444).
(8)
بالتشديد.
(9)
الحنث: الإثم والمعصية، أي: لم تبلغ، "ك"(17/ 198).
(10)
بالتشديد.
(11)
بالتخفيف، والمشددة أبلغ، "قس" (10/ 444). قرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير وأبو جعفر: زاكية بالألف، وقرأ آخرون زكية. قال الكسائي والفراء: معناهما واحد. وقال أبو عمرو: والزكية التي لم تذنب قط، والزاكية التي أَذْنَبَتْ ثم تَابَتْ، "بغوي"(3/ 174، 175).
غُلَامًا زَكِيًّا
(1)
-. {فَانْطَلَقَا} ، {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ
(2)
فَأَقَامَهُ} قَالَ سَعِيدٌ بِيَدِهِ هَكَذَا
(3)
، وَرَفَعَ يَدَهُ فَاسْتَقَامَ، قَالَ يَعْلَى
(4)
: حَسِبْتُ أَنَّ سَعِيدًا
(5)
قَالَ: فَمَسَحَهُ بِيَدَيْهِ: فَاسْتَقَامَ، {لَوْ شِئْتَ
(6)
لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ
(7)
أَجْرًا}، قَالَ سَعِيدٌ: أَجْرًا نَأْكُلُهُ، {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ} ، وَكَانَ أَمَامَهُمْ، قَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَامَهُمْ
(8)
مَلِكٌ، يَزْعُمُونَ عَنْ غَيْرِ سَعِيدٍ
(9)
أَنَّهُ هُدَدُ بْنُ بُدَدٍ، الْغُلَامُ
(10)
الْمَقْتُولُ اسْمُهُ يَزْعُمُونَ
"غُلَامًا زَكِيًّا" في نـ: "غُلَامًا زَاكِيًا". "قَالَ سعِيدٌ بِيَدِهِ" في نـ: "قَالَ سَعِيدٌ بِيَدَيْهِ". "فَمَسَحَهُ بِيَدَيْهِ" كذا في سـ، حـ، ذ، ولغيرهم:"فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ". " {لَتَّخَذْتَ} " في نـ: "لَتَخِذْتَ" بالتخفيف. "قَالَ سَعِيدٌ" في نـ: "وَقَالَ سَعِيدٌ". " {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ} " في ذ: " {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} ". "الْغُلَامُ الْمَقْتُولُ" في نـ: "وَالْغُلَامُ الْمَقْتُولُ".
===
(1)
هو تفسير من الراوي، "قس"(10/ 445).
(2)
أن يسقط، والإرادة هنا على سبيل المجاز، "قس"(10/ 445)، كما مرَّ قريبًا.
(3)
أي: أقامه الخضر بيده هكذا.
(4)
ابن مسلم.
(5)
هو ابن جبير.
(6)
قاله موسى للخضر.
(7)
بتشديد التاء بعد وصل الهمزة، أي: على تسوية الجدار، "قس"(10/ 445).
(8)
هي قراءة شاذة لكنها مفسرة، "قس"(10/ 445).
(9)
لم أقف على اسم هذا المبهم، "مق" (ص: 312).
(10)
بغير واو.
جَيْسُورٌ، {مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} ، فَأَرَدْتُ إِذَا هِيَ مَرَّتْ بِهِ أَنْ يَدَعَهَا لِعَيْبِهَا، فَإِذَا جَاوَزُوا أَصْلَحُوهَا وَانْتَفَعُوا بِهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: سَدُّوهَا بقَارُورَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: بِالْقَارِ. {كَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} ، وَكَانَ كَافِرًا
(1)
، {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا
(2)
طُغْيَانًا وَكُفْرًا}، أَنْ يَحْمِلَهُمَا
(3)
حُبُّهُ عَلَى أَنْ يُتَابِعَاهُ عَلَى دِينِهِ
(4)
، {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً
(5)
وَأَقْرَبَ رُحْمًا} [الكهف: 81]، هُمَا
(6)
بِهِ أَرْحَمُ مِنْهُمَا بِالأَوَّلِ الَّذِي قَتَلَ خَضِرٌ، وَزَعَمَ
(7)
غَيْرُ سَعِيدٍ
(8)
: أَنَّهُمَا أُبْدِلَا جَارِيَةً
(9)
، وَأَمَّا دَاوُدُ بْنُ
"جَيْسُورٌ" في هـ، ذ:"حَيْسُورٌ" -بالحاء المهملة-، وفي قا:"جَنْسُورٌ" -بالنون-، وفي نـ:"جَيْسُونٌ". "وَانْتَفَعُوا بِهَا" في نـ: "فَانْتَفَعُوا بِهَا". "وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ" في نـ: "مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ". " {خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً} " زاد بعده في نـ: "لِقَولِهِ: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} " مصحح عليه. " {وَأَقرَبَ رُحْمًا} " في نـ: "وَأَقْرَبَ رَجْمًا".
===
(1)
طبع على الكفر، "قس"(10/ 446).
(2)
أي: يغشيهما، وقال الكلبي: يكلفهما، "بغوي"(5/ 194).
(3)
أي: معناه أن يحملهما إلخ.
(4)
فإن حب الشيء يعمي ويصم، "قس"(10/ 446).
(5)
أي: صلاحًا وتقوى، "بغوي"(5/ 195).
(6)
الأبوان.
(7)
قاله ابن جريج، "قس"(10/ 446).
(8)
ابن جبير.
(9)
مكان المقتول؛ فولدت نبيًا من الأنبياء، رواه النسائي، "قس"(10/ 447).
أَبِي عَاصِمٍ
(1)
فَقَالَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ: إِنَّهَا جَارِيَةٌ
(2)
. [راجع: 74].
4 - بَاب قَوْلِهِ: {فَلَمَّا جَاوَزَا
(3)
قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا
(4)
لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} إِلَى قَوْلِهِ: {عَجَبًا} [الكهف: 62 - 63]
{صُنْعًا
(5)
} [الكهف: 104]: عَمَلًا. {حِوَلًا} [الكهف: 108]: تَحَوُّلًا. {قَالَ
(6)
ذَلِكَ
(7)
مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا
(8)
قَصَصًا} [الكهف:
"بَابُ" سقط في نـ. " {هَذَا نَصَبًا} " زاد بعده في نـ: " {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} "[الكهف: 63]. " {نَبْغِ} " في نـ: "نَبْغِي".
===
(1)
ابن عروة، تابعي صغير، "قس"(10/ 447).
(2)
قوله: (إنها جارية) وهذا هو المشهور، وروي مثله عن يعقوب أخي داود، كما رواه الطبري. وقال ابن جريج: لَمّا قتله الخضر كانت أمه حاملًا بغلام مسلم، ذكره ابن كثير وغيره، "قسطلاني"(10/ 447).
(3)
موسى وفتاه مجمع البحرين.
(4)
ما نتغدى به.
(5)
قوله: ({صُنْعًا}) يريد قوله تعالى: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} أي: "عملًا"، وذلك لاعتقادهم أنهم على الحق. قوله:" {حَوَلَا} " أي: في قوله تعالى: {لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} أي: لا يطلبون "تحولًا" إلى غيرها: لأنهم لا يجدون أطيب منها، أو المراد به تأكيد الخلود، وسقط قوله:" {صُنْعًا} إلخ" لأبي ذر، "قس"(10/ 447)، "بغوي"(3/ 186).
(6)
أي: موسى.
(7)
أي: أمر الحوت، "قس"(10/ 447).
(8)
أي: يتبعان آثار مسيرهما اتباعًا.
164]. {إِمْرًا
(1)
} [الكهف: 71]. وَ {نُكْرًا} [الكهف: 74]: دَاهِيَةً. {يَنقَضَّ
(2)
} [الكهف: 77]: يَنْقَاضُ كَمَا تَنْقَاضُ السِّنُّ. لَتَخِذْتَ وَاتَّخَذْتَ وَاحِدٌ. {رُحْمًا} [الكهف: 81]: مِنَ الرُّحْمِ، وَهِيَ أَشَدُّ مُبَالَغَةً مِنَ الرَّحْمَةِ، وَنَظُنُّ أَنَّهُ مِنَ الرَّحِيمِ، وَتُدْعَى مَكَّةُ: أُمَّ الرُّحْمِ، أَيِ الرَّحْمَةُ تَنْزِلُ بِهَا.
"تَنْقَاضُ السِّنُّ" في هـ، ذ:"يَنْقَاضُ الشَّيْءُ". "وَنَظُنُّ" في نـ: "وَيُظَنُّ""أُمَّ الرُّحْمِ" في نـ: "أُمَّ رُحْمٍ" مصحح عليه.
===
(1)
قوله: (إِمْرًا) أي: في قوله: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} . "و {نُكْرًا} " في قوله: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} معناهما: "داهية". وقال أبو عبيدة: {إِمْرًا} داهية، و {نُكْرًا} أي: عظيمًا، مُفَرِّقًا بينهما. والإمر في كلام العرب الداهية، وأصله كل شيء شديد كثير، "قس"(10/ 448)، "بغ"(3/ 173 - 174).
(2)
قوله: ({يَنْقَضَّ}) بتشديد الضاد في قوله تعالى: {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} . قوله: "ينقاضُ كما تنقاضُ السنّ" بألف بعد القاف مع تخفيف الضاد المعجمة فيهما، ولأبي ذر بتشديد المعجمة فيهما، كذا في "القسطلاني" (10/ 448). قال الكرماني (17/ 199): يقال: انقاض الجدار انقياضًا
(1)
أي: تَصَدَّعَ من غير أن يسقط. والشن القربة. وفي بعضها بإهمال السين المكسورة، انتهى. قال في "التنقيح" (2/ 956 - 957): ومعنى ينقضُّ: ينكسر، وينقاض: يسقط من أصله. وقرئ بالصاد المهملة، قيل: معناه الشق طولًا. وقال ابن دريد: انقاصَ بغير معجمة: انصدع ولم يَبْنِ، وبمعجمة: انكسر وبَانَ، قال الكسائي: أراد به ميلَه، انتهى. قوله:"لَتَخِذْت" بتخفيف التاء وكسر الخاء "واتخذت" بالتشديد "واحد" في المعنى، أي:
(1)
وفي الكرماني: "انقاض الجدار انقضاضًا". هو تحريف.
4727 -
حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
(2)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ
(3)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(4)
قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفَ
(5)
الْبَكَالِيَّ
(6)
يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى
"حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ" كذا في ذ، وفي غيره:"حَدَّثَنِي قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ". "حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ" في ذ: "حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ". "إِنَّ نَوْفَ" في ذ: "إِنَّ نَوْفًا".
===
هما لغتان مثل تَبعَ واتّبع، "قس"(10/ 448)، "بغوي" (3/ 176). قوله:" {رُحْمًا} " بضم الراء وسكون الحاء في قوله تعالى: {وَأَقْرَبَ رُحْهًا} "من الرُّحْم" بضم فسكون وهو الرحمة، وفي نسخة:"من الرَّحِم" بفتح فكسر بمعنى القرابة، وهي أشد مبالغة من الرحمة التي هي رقةُ القلب والتعطفُ؛ لاستلزام القرابة الرقةَ غالبًا من غير عكس، "ك"(17/ 199)، "قس" (10/ 448). قوله:"وَنَظُنُّ" بفتح وضم المعجمة، وفي نسخة:"ويُظَنُّ" بضم التحتية على بناء المفعول. قوله: "أنه" أي: رُحْمًا مشتق "من الرحيم" المشتق من الرحمة، "قس"(10/ 448).
(1)
أبو رجاء البغلاني.
(2)
ابن أبي عمران.
(3)
المكي الجمحي مولاهم.
(4)
الأسدي مولاهم الكوفي، "قس"(10/ 450).
(5)
ابن فضالة، "ع"(2/ 266)، فتح النون، بغير صرف وصرفه أشهر، "قس"(10/ 450 و 440).
(6)
قوله: (البكالي) بكسر الموحدة وخفة الكاف نسبة إلى بني بكال بطن من حمير، ولأبي ذر بفتح الموحدة، كذا في "قس" (10/ 450). وقال صاحب "المطالع": أكثر المحدثين يفتحون الباء ويشدِّدون الكاف.
بَنِي إِسْرَائِيلَ
(1)
لَيْسَ بِمُوسَى الْخَضِرِ
(2)
. فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ
(3)
، حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقِيلَ لَهُ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ قَالَ: أَنَا، فَعَتَبَ
(4)
اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ
(5)
، وَأَوْحَى إِلَيْهِ
(6)
: بَلَى عَبدٌ مِنْ عِبَادِي
"قَالَ: أَنَا" في ذ: "فَقَالَ: أَنَا". "بَلَى عَبْدٌ" في نـ: "بَلْ عَبْدٌ".
===
(1)
أي: موسى نبي اللَّه المرسل إلى بني إسرائيل، "قس"(10/ 455).
(2)
بل موسى آخر.
(3)
قوله: (كذب عدو اللَّه) يعني نوفًا، فعبر بذلك للزجر والتحذير لا قدحًا فيه، "قس" (10/ 450). قال الكرماني (17/ 191): أطلق عدوَّ اللَّه تغليظًا لا سيما وهو كان في حالة الغضب، وإلا فهو كان مؤمنًا مسلمًا حسن الإيمان والإسلام.
(4)
بفتح العين، أي: لم يرض قوله.
(5)
بأن يقول: اللَّه أعلم.
(6)
قوله: (وأوحى إليه) بفتح الهمزة والحاء. قوله: "عبد من عبادي" وفي رواية: "عبدنا خضر"، "قس" (10/ 450). قوله:"بمجمع البحرين" أي: ملتقى بحري فارس والروم مما يلي المشرق، وحكى الثعلبي عن أبي بن كعب: أنه بإفريقية. وقيل: طنجة، "ع" (2/ 273). قوله:"وهو أعلم منك" أي: بشيء مخصوص، هو لا يقتضي أفضليته به على موسى. قوله:"تأخذ حوتًا" أي: سمكة، قيل: حمل سمكة مملوحة، وقيل: ما كانت إلا شق سمكة. قوله: "في مكتل" بكسر الميم وفتح الفوقية: الزنبيل الكبير، ويجمع على مكاتل. قوله:"فَقَدْتَ الحوتَ" أي: تَغَيَّبَ عن عينيك. قوله: "فاتبعه" بهمزة وصلٍ وتشديد الفوقية وكسر الموحدة، ولأبي ذر عن الكشميهني: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
"فَاتْبَعْه" بسكون الفوقية وفتح الموحدة، أي: اتبع أثر الحوت فإنك ستلقى العبد الأعلم. قوله: "إلى الصخرة" التي عند مجمع البحرين.
قوله: "في حديث غير عمرو" لعل الغير المذكور كما قال في "الفتح": قتادة، كما عند ابن أبي حاتم من طريقه. قوله:"الحياة" بتاء التأنيث آخره، وروي بغيرها. قوله:"لا يصيب من مائها شيء" أي: من الحيوان "إلا حيي"، وعند ابن إسحاق:"من شرب منه خَلَدَ، ولا يقاربه شيء ميت إلا حيي"، ولأبي ذر عن الكشميهني والمستملي:"لا تصيب" بالفوقية أي: العين "شيئًا" أي: من الحيوان "إلا حيي". "فأصاب الحوت من" رشاش "ماء تلك العين. قال: فتحرك وانسلّ من المكتل فدخل البحر" ولعل هذه العين إن ثبت النقل فيها هي التي شرب منها الخضر فَخَلَدَ كما قال جماعة.
قوله: "فلما استيقظ موسى قال لفتاه: {آتِنَا غَدَاءَنَا} الآية" أي: بعد أن نسي الفتى أن يخبره بأن الحوت حيي وانطلاقهما سائرين بقية يومهما وليلتهما حتى كان من الغد قال له إذ ذاك: {آتِنَا غَدَاءَنَا} . "قال: ولم يجد النصب حتى جاوز ما أُمِرَ به" فألقى اللَّه عليه الجوع والنصب. قوله: " {إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ} " من أوى إلى منزله ليلًا أو نهارًا: إذا أتى. قوله: "فرجعا يقصان في آثارهما" أي: يتبعان آثار مسيرهما اتباعًا حتى انتهيا إلى الصخرة، أي: التي فعل فيها الحوتُ ما فعل. قوله: "ممر الحوت" مفعول "وجدا". قوله: "عجبًا" إذ هو أمر خارق "وللحوت سربًا" أي: مسلكًا.
قوله: "مُسَجًّى بثوب" أي: مغطى، وفي رواية الربيع بن أنس عند ابن أبي حاتم قال: انجاب الماء عن مسك الحوت فصار كوة فدخلها موسى على أثر الحوت فإذا هو بالخضر "فسلَّم عليه موسى، قال" الخضر بعد أن رَدَّ السلامَ عليه وكشف الثوبَ عن وجهه: "وأنّى" بهمزة ونون مشددة مفتوحتين أي: وكيف "بأرضك السلام" وأهلها كفار، أو: لم يكن السلام تحيتهم.
بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، قَالَ: أَيْ رَبِّ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَيْهِ
(1)
؟
===
قوله: " {أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} " أي: علمًا ذا رشد أسترشد به. قوله: "فَمَرَّت بهما" أي: بموسى والخضر، ولأبي ذر "بهم" أي: بموسى ويوشع والخضر.
قوله: "فركبا السفينة" ولم يذكر يوشح لأنه تابع غير مقصود بالأصالة. قوله: "ووقع عصفور" بضم العين: طير مشهور، وقيل: هو الصُّرَدُ، وقوله:"ما غمس هذا العصفور منقاره" وهذا على التقريب إلى الإفهام وإلا فنسبة علمهما إلى علم اللَّه أقلُّ. قوله: "قدوم" بفتح القاف وخفة الدال أي: الآلة المعروفة. قوله: "فقال بيده" أي: أشار الخضر إليه بيده "فأقامه" وهو من إطلاق القول على الفعل، وهذا في لسان العرب كثير.
قوله: " {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} " قال في "الأنوار": الإشارة إلى الفراق الموعود بقوله: {فَلَا تُصَاحِبْنِي} ، أو إلى الاعتراض الثالث، أو الوقت، أي: هذا الاعتراض سبب فراقنا، أو هذا الوقت وقته. قوله:" {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} " لكونه منكرًا من حيث الظاهر، وقد كانت أحكام موسى كغيره من الأنبياء مَبْنِيَّةً على الظواهر، وأما وقوع ذلك من الخضر فالظاهر أنه قد شرع له أن يعمل بما كشف له من بواطن الأسرار واطلع عليه من حقائق الأستار.
قوله: "وأما الغلام فكان كافرًا" وقوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} فيه إشعار بأن الغلام كان كافرًا كما في هذه القراءة، لكنها كقراءة " {أمامهم} و {صالحة} " من الشواذ المخالفة لمصحف عثمان، واللَّه الموفق، هذا كله ملتقط من "القسطلاني"(10/ 450 - 453)، و"العيني". (2/ 267، 268، 273) و"الكرماني"(2/ 142 - 145) و"التنقيح"(1/ 80 - 83 و 2/ 954 - 957). ومرَّ الحديث مرارًا قريبًا وبعيدًا.
(1)
أي: إلى لقائه.
قَالَ: تَأْخُذُ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ
(1)
، فَحَيْثُمَا فَقَدْتَ
(2)
الْحُوتَ فَاتَّبِعْهُ
(3)
، قَالَ: فَخَرَجَ مُوسَى، وَمَعَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ
(4)
بْنُ نُونٍ
(5)
، وَمَعَهُمَا الْحُوتُ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ
(6)
، فَنَزَلَا عِنْدَهَا، قَالَ: فَوَضَعَ مُوسَى رَأْسَهُ فَنَامَ -قَالَ سُفْيَانُ
(7)
: وَفِي حَدِيثِ غَيْرِ عَمْرٍو قَالَ:- وَفِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهُ الْحَيَاةُ، لَا يُصِيبُ مِنْ مَائِهَا شَيْءٌ
(8)
إِلَّا حَيِيَ، فَأَصَابَ الْحُوتَ مِنْ مَاءِ
(9)
تِلْكَ الْعَيْنِ، قَالَ: فَتَحَرَّكَ، وَانْسَلَّ
(10)
مِنَ الْمِكْتَلِ، فَدَخَلَ الْبَحْرَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مُوسَى:
"فَاتَّبِعْهُ" في هـ، ذ:"فَاتْبَعْهُ" وفي نـ: "فَأَتْبِعْهُ"، وفي نـ:"فَابْتَغِهِ". "يُقَالُ لَهُ" كذا في قتـ، صـ، ولغيرهما:"يُقَالُ لَها". "لَا يُصِيبُ مِنْ مَائِهَا شيْءٌ" في هـ، سـ، ذ:"لَا تُصِيبُ شَيْئًا". "إِلَّا حَيِيَ" في نـ: "إِلَّا حَيّ".
===
(1)
زنبيل.
(2)
بفتح القاف، "قس"(10/ 450).
(3)
من الافتعال، "قس"(10/ 450).
(4)
كان يتبعه ويخدمه ويأخذ العلم عنه، "ج" (ص: 300، الكهف: 60).
(5)
منصرف كنوح.
(6)
التي عند مجمع البحرين، "قس"(10/ 450).
(7)
ابن عيينة بالإسناد السابق، "قس"(10/ 450).
(8)
من الحيوان، "قس"(10/ 451).
(9)
أي: من رشاش.
(10)
أي: خرج.
{قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا
(1)
} الآيَةَ [الكهف: 62]، قَالَ: وَلَمْ يَجِدِ النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ مَا أُمِرَ بِهِ، قَالَ لَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ
(2)
} الآيَةَ
(3)
[الكهف: 62، 63]، قَالَ: فَرَجَعَا يَقُصَّانِ فِي آثَارِهِمَا، فَوَجَدَا فِي الْبَحْرِ كَالطَّاقِ مَمَرَّ الْحُوتِ، فَكَانَ لِلْفَتَى عَجَبًا
(4)
، وَللْحُوتِ سَرَبًا
(5)
، قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، إِذَا هُمَا بِرَجُلٍ مُسَجًّى
(6)
بِثَوْبٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى، قَالَ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟ فَقَالَ: أَنَا مُوسَى، قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]. قَالَ لَهُ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى، إِنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ، وَأَنَا عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ
(7)
،
"{غَدَاءَنَا} الآية" في نـ: " {غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} ". "يُوشَعُ بْنُ نُونٍ" في نـ: "يُوشَعُ". "فَكَانَ لِلْفَتَى" في نـ: "فَكَانَ لِفَتَاهُ" مصحح عليه. "إِذَا هُمَا" في نـ: "إِذْ هُمَا". "قَالَ لَهُ الْخَضِرُ" في ذ: "فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ".
===
(1)
هو ما يؤكل أول النهار، "ج" (ص: 390).
(2)
أي: أن أخبرك بخبره.
(3)
إلى قوله: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} [الكهف: 64].
(4)
إذ هو أمر خارق، "قس"(10/ 451).
(5)
أي: مسلكًا، "قس"(10/ 451).
(6)
مغطًّى، "قس"(10/ 451).
(7)
أي: فكل منا مكلف بأمور من اللَّه دون صاحبه، "قس"(10/ 451).
قَالَ: بَلَى أَتَّبعُكَ، قَالَ
(1)
: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ
(2)
مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف: 70]، فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ، فَعُرِفَ
(3)
الْخَضِرُ فَحَمَلُوهُمْ فِي سَفِينَتِهِمْ بِغَيْرِ نَوْلٍ
(4)
-يَقُولُ: بِغَيْرِ أَجْرٍ-، فَرَكِبَا السَّفِينَةَ، قَالَ: وَوَقَعَ عُصفُورٌ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَغَمَسَ مِنْقَارَهُ الْبَحْرَ
(5)
، فَقَالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى: مَا عِلْمُكَ وَعِلْمِي وَعِلْمُ الْخَلَائِقِ فِي عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِقْدَارُ
(6)
مَا غَمَسَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْقَارَهُ، قَالَ: فَلَمْ يَفْجَأْ
(7)
مُوسَى إِذْ عَمَدَ الْخَضِرُ إِلَى قَدُومٍ فَخَرَقَ السَّفِينَةَ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا
"بَلَى أَتَّبِعُكَ" في سـ، حـ، ذ:"هَلْ أَتَّبِعُكَ" وفي نـ: "بَلْ أَتَّبِعُكَ". "فَلَا تَسْأَلْنِي" في نـ: "فَلَا تَسْأَلْنِ". "فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ" في ذ: "فَمَرَّتْ بِهِمْ السَّفِينَةُ". "فَرَكِبَا السَّفِينَةَ" في سـ، حـ، ذ:"فَرَكِبَا فِي السَّفِينَةِ". "فَغَمَسَ مِنْقَارَهُ الْبَحْرَ" في ذ: "فَغَمَسَ مِنْقَارَهُ فِي الْبَحْرِ". "فَقَالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى" في ذ: "فَقَالَ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى".
===
(1)
الخضر.
(2)
أي: حتى أبدأك ببيانه، "قس"(10/ 451).
(3)
على صيغة المجهول.
(4)
بفتح النون وسكون الواو: الأجرة، "قس"(10/ 451)، "ك"(17/ 193)، "ع"(13/ 135).
(5)
بنصبهما، ولأبي ذر:"في البحر".
(6)
بالرفع، "قس"(10/ 452).
(7)
بالهمزة، أي: لم يفجأ موسى إلا حين قصد الخضر. . . إلخ، كما مر قريبًا:"لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحًا من ألواح السفينة بالقدوم".
{لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ
(1)
} الآيَةَ [الكهف: 71]. فَانْطَلَقَا إِذَا هُمَا بغُلَامٍ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَقَطَعَهُ. قَالَ لَهُ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً
(2)
بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا
(3)
* قَالَ
(4)
أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} إِلَى قَوْلِهِ: {فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ
(5)
} [الكهف: 74 - 77] فَقَالَ بِيَدِهِ
(6)
هَكَذَا {فَأَقَامَهُ} ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: إِنَّا دَخَلْنَا هَذِهِ الْقَرْيَةَ، فَلَمْ يُضَيِّفُونَا وَلَمْ يُطْعِمُونَا، {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا}. {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 78]. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَدِدْنَا
(7)
أَنَّ مُوسَى صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ
(8)
عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا". قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: وَكَانَ أَمَامَهُمْ
(9)
"{لَقَدْ جِئْتَ} " سقط في نـ. "إِذَا هُمَا" في نـ: "فَإِذَا هُمَا". "بِرَأْسِهِ" في هـ، حـ، ذ:"رَأْسَهُ". "قَالَ لَهُ مُوسَى" في قتـ، ذ:"فَقَالَ لَهُ مُوسَى". " {يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ} " زاد بعده في ذ: " {فَأَقَامَهُ} ".
===
(1)
{شَيْئًا إِمْرًا} .
(2)
بالتشديد: طاهرةً.
(3)
أي: منكرًا.
(4)
أي: الخضر.
(5)
أي: يسقط.
(6)
أشار.
(7)
بكسر الدال الأولى وسكون الثانية، "قس"(10/ 453).
(8)
بضم أوله مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 453).
(9)
وقد سبق أن "أمام" يستعمل موضع "وراء"، فهي مفسِّرة للآية، كما مر، "قس"(10/ 453).
مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ
(1)
غَصْبًا، وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا. [راجع: 74].
5 - بَابُ قَوْلِهِ: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا
(2)
} [الكهف: 103]
4728 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُصْعَبٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي
(4)
: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} أَهُمُ الْحَرُورِيَّةُ
(5)
؟. . . . . . . .
"غَصْبًا" في نـ: "غَضَبًا". " {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} " زاد بعده في ذ: "الآية"، وفي نـ:"إِلَى قَولِهِ: {صُنْعًا}: عَمَلًا". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "عَنْ عَمْرٍو" في ذ: "عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ". "عَنْ مُصْعَبٍ" في ذ: "عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ". "أَهُمُ الْحَرُورِيَّةُ؟ " في نـ: "هُمُ الْحَرُورِيَّةُ؟ ".
===
(1)
أي: غير معيبة.
(2)
قوله: ({قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} الآية) أي: هل نخبركم بالأخسرين، ثم فسرهم بقوله:{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي: عملوا أعمالًا باطلة على غير شريعة مشروعة {وَهُمْ يَحْسَبُونَ. . .} إلخ أي: وهم يعتقدون أنهم على شيء هُدى فَضَلَّ سعيُهم، "قس"(10/ 453).
(3)
ابن الحجاج.
(4)
أي: سعد بن أبي وقاص.
(5)
قوله: (الحرورية) بفتح المهملة وضم الراء الأولى وكسر الثانية بينهما واو ساكنة وشدة التحتية بعدها تاء تأنيث، نسبة إلى حرورا: قرية بقرب الكوفة مكان ابتداء خروج الخوارج على علي رضي الله عنه منها. ولعل سببَ سؤال مصعب أباه عن ذلك ما روى ابن مردويه من طريق القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل في هذه الآية قال: أظن أن بعضهم
قَالَ
(1)
: لَا، هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
(2)
، أَمَّا الْيَهُودُ فَكَذَّبُوا مُحَمَّدًا، وَأَمَّا النَّصَارَى فَكَفَرُوا بِالْجَنَّةِ، وَقَالُوا: لَا طَعَامَ فِيهَا وَلَا شَرَابَ، وَالْحَرُورِيَّةُ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ، وَكَانَ سَعْدٌ
(3)
يُسَمِّيهِمُ الْفَاسِقِينَ
(4)
(5)
. [أخرجه: س في الكبرى 11313، تحفة: 3936].
"فَكَذَّبُوا مُحَمَّدًا" زادت التصلية في نـ. "وَأَمَّا النَّصَارَى" في نـ: "وَالنَّصَارَى". "فَكَفَرُوا" كذا في ذ، ولغيره:"كَفَرُوا".
===
الحرورية. وعند الحاكم من وجه آخر عن أبي الطفيل قال: قال علي: منهم أصحاب النهروان وذلك قبل أن يخرجوا. وأصله عند عبد الرزاق بلفظ: قام ابن الكواء إلى علي فقال: ما الأخسرين أعمالًا؟ قال: ويلك منهم أهل حروريا
(1)
، "قس"(10/ 454).
(1)
سعد.
(2)
وللحاكم (2/ 370): "قال: لا أولئك أصحاب الصوامع"، "قس"(10/ 454).
(3)
هو ابن أبي وقاص، "قس"(10/ 454).
(4)
والصواب: الخاسرين، ووقع على الصواب كذلك عند الحاكم، "قس"(10/ 454).
(5)
لأنهم ليسوا كفرة بل فسقة، قال تعالى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ
بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27]، "ك"(17/ 202).
(1)
كذا في الأصل وفي "قس" أيضًا، وفي هامشه: قوله: "حرويا" كذا بخطه، والذي في "القاموس" (ص: 338): حروراءُ، كجلولاء، وقد تقصر: ة بالكوفة، انتهى.
6 - بَابٌ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} الآيَةَ [الكهف: 105]
4729 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ
(3)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ
(5)
السَّمِينُ
(6)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ
(7)
"، وَقَالَ: "اقْرَءُوا: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
(8)
} [الكهف: 105] ".
"أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ" في نـ: "أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ" -الحزامي، "قس"(10/ 455) -.
===
(1)
هو محمد بن يحيى بن عبد اللَّه الذهلي، "قس"(10/ 455).
(2)
شيخ المؤلف.
(3)
عبد اللَّه بن ذكوان، "قس"(10/ 455).
(4)
عبد الرحمن بن هرمز، "قس"(10/ 455).
(5)
في الطول أو في الجاه، "قس"(10/ 455).
(6)
ولابن مردويه: "الطويل العظيم الأكول الشروب"، "قس"(10/ 455).
(7)
وعند ابن أبي حاتم عن أبي هريرة: "فيوزن بحبَّة
(1)
فلا يزنها"، "قس" (10/ 455).
(8)
قوله: ({فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}) أن لا نجعل لهم مقدارًا واعتبارًا، أو لا نضع لهم ميزانًا يوزن به أعمالهم؛ لأن الميزان إنما يُنْصَبُ
(1)
كذا في "قس" و"ابن كثير"(3/ 605) أيضًا، وفي أصلنا:"فيوزن بجنسه".
وَعَنْ يَحْيَى
(1)
بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ مِثْلَهُ
(2)
. [أخرجه: م 2785، تحفة: 13877].
19 - {كهيعص
(3)
}
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "أَبْصِرْ بِهِمْ وَأَسْمِعْ
(4)
" [مريم: 38]. . . . . . .
"{كهيعص} " في ذ: "سورة {كهيعص (3)} "، وفي نـ:"باب سورة مريم". "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ثبت في ذ. "أَبْصِرْ بِهِمْ وَأَسْمِعْ" كذا في ذ، ولغيره:" {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِر} ".
===
للذين خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا، أو لا نقيم لأعمالهم وزنًا لحقارتها، "قس"(10/ 455 - 456).
(1)
عطف على "سعيد بن أبي مريم" وهو شيخ المؤلف أيضًا روى بالواسطة، والتقدير: حدثنا محمد بن عبد اللَّه عن سعيد وعن يحيى، "قس"(10/ 456).
(2)
أي: الحديث السابق.
(3)
مكية إلا آية السجدة، وهي ثمان وتسعون آية. قيل: الكاف من كريم، والهاء من هاد، والياء من حكيم، والعين من عليم، والصاد من صادق، قاله ابن عباس. وعنه أنه اسم من أسماء اللَّه. وعن قتادة: أنه اسم من أسماء القرآن، من "قس"(10/ 456 - 457)، "بيض"(2/ 26).
(4)
قوله: (قال ابن عباس: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِر}) ولأبي ذر: "أبصر بهم وأسمع" على التقديم والتأخير، والأول هو الموافق للتنزيل، "قس"(10/ 257)، يريد قوله تعالى:{أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} قال البيضاوي (2/ 31 - 32): {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} تعجب معناه أن أسماعهم وأبصارهم {يَوْمَ يَأْتُونَنَا} أي: يوم القيامة جدير بأن يتعجب منهما
اللَّهُ يَقُولُهُ
(1)
، وَهُمُ الْيَوْمَ لَا يَسْمَعُونَ وَلَا يُبْصِرُونَ {فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
(2)
}
"وَهُمُ الْيَوْمَ" في سـ، حـ، ذ:"وَهُمُ الْقَوم".
===
بعد ما كانوا صمًا وعميًا في الدنيا، أو التهديد بما سيسمعون ويبصرون يومئذ. وقيل: أمر بأن يسمعهم ويبصرهم مواعيدَ ذلك اليوم وما يحيق بهم فيه، والجار والمجرور على الأول في موضع الرفع، وعلى الثاني في موضع النصب، انتهى. قوله:"اللَّه يقوله" جملة اسمية. قوله: "وهم" أي: الكفار "اليوم" نصب على الظرفية، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي "القوم" بالقاف. "لا يسمعون ولا يبصرون {فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} " هو معنى قوله:{لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} "يعنى قوله
(1)
: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِر} : الكفارُ يومئذ" أي: يوم القيامة "أسمع شيء وأبصره" حين لا ينفعهم ذلك، "قس" (10/ 457).
قال الكرماني (17/ 203): يعني الكفار يوم القيامة أسمع الناس وأبصرهم لكن اليوم أي: في الدنيا فِي ضلال لا يسمعون ولا يبصرون، انتهى. قال اللَّه تعالى:{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ "لَأَرْجُمَنَّكَ"} [مريم: 46] أي: بلساني يعني الشتم والذم، أو بالحجارة حتى تموت، أو تبعد مني، كذا في "البيضاوي" (2/ 33). وقال ابن عباس فيما وصله الطبري في قوله:{هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} " [مريم: 74] أي: "منظرًا" بفتح المعجمة، "قس" (10/ 458). قال البيضاوي (2/ 38): الرِّئْيُ: المنظر، فعل من الرؤية لما يرى.
(1)
جملة اسمية، "قس" (10/ 457). أي: أخبر اللَّه سبحانه عن حال الكفار في القيامة. "وهم اليوم" أي: في الدنيا صم عمي، "خ"(2/ 410).
(2)
حيث أغفلوا الاستماع والنظر حين ينفعهم وسُجِّل على إغفالهم بأنه ضلال بَيِّن ["البيض" (2/ 32)].
(1)
في الأصل: "قولهم".
[مريم: 38] يَعْنِي قَوْلَهُ: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِر} : الْكُفَّارُ يَوْمَئِذٍ أَسْمَعُ شَيْءٍ وَأَبْصرُهُ. {لَأَرْجُمَنَّكَ
(1)
} [مريم: 46]: لأَشْتِمَنَّكَ
(2)
. {وَرِءْيًا} [مريم: 74]: مَنْظَرًا
(3)
. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {تَؤُزُّهُمْ}
(4)
[مريم: 83]: تُزْعِجُهُمْ إِلَى الْمَعَاصِي إِزْعَاجًا.
"مَنْظَرًا" زاد بعده في نـ: "وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: علمت مريمُ أن التقي ذو نهية - بضم النون، أي: ذو عقل ينهى عن فعل القبيح، ومر في ك: 60، ب: 48 - ، حين قَالَتْ: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} [مريم: 18] "، وفي نـ:"حَتَّى قَالَتْ" بدل "حِينَ قَالَتْ".
===
(1)
قاله ابن عباس، فيما وصله ابن أبي حاتم، "قس"(10/ 457).
(2)
بكسر الفوقية، "قس"(10/ 457).
(3)
بفتح المعجمة، "قس"(10/ 458).
(4)
قوله: ({تَؤُزُّهُمْ}) أي: في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} أي: "تزعجهم" الشياطين "إلى المعاصي إزعاجًا" وقيل: تغريهم عليها بالتسويلات وتحبيب الشهوات. "وقال مجاهد" فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا} أي: "عِوَجًا" بكسر العين وفتح الواو، وفي نسخة:"عُوجًا" بضم العين وسكون الواو، وفي أخرى:"لُدًّا" باللام المضمومة بدل الهمزة المكسورة، وهذا ساقط لأبي ذر. "وقال ابن عباس" في قوله تعالى:{وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ "وِرْدًا"} أي: "عطاشًا" و [هذا] ساقط أيضًا لأبي ذر. قال تعالى: {هُمْ أَحْسَنُ "أَثَاثًا"} أي: "مالًا". قوله: " {إِدًّا} " أي: "قولًا عظيمًا" وقد مرَّ ذكره لكنه فسّره بغير الأول. وقال تعالى: {أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ "رِكْزًا"} أي: "صوتًا" أي: خفيًّا لا مطلق الصوت. قوله: "وقال غيره" أي: غير ابن عباس -وسقط هذا لغير أبي ذر- في قوله: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ "غَيًّا"} أي: "خسرانًا" وقيل: وادٍ في جهنم تستعيذ منه أوديتها، "قس"(10/ 458)، "بيض"(2/ 40، 41، 35).
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {إِدًّا} [مريم: 89]: عِوْجًا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وِرْدًا} [مريم: 86]: عِطَاشًا. {أَثَاثًا} [مريم: 74]: مَالًا. {إِدًّا} [مريم: 89]: قَوْلًا عَظِيمًا. {رِكْزًا} [مريم: 98]: صَوْتًا
(1)
. {عِتِيًّا
(2)
} [مريم: 69]. {بُكِيًّا
(3)
} [مريم: 58]: جَمَاعَةُ بَاكٍ
(4)
. {صِلِيًّا} [مريم: 70]: صَلِيَ يَصْلَى. {نَدِيًّا} [مريم: 70] وَالنَّادِي: مَجْلِسًا. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {فَلْيَمْدُدْ
(5)
} [مريم: 75]: فَلْيَدَعْهُ
(6)
.
"{إِدًّا} " في نـ: " {لُدًّا} ". "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". " {عِتِيًّا} " زاد قبله في نـ: "وَقَالَ غيرُه". " {عِتِيًّا} " في نـ: " {غَيًّا}: خسرانًا"، مصحح عليه. "وَالنَّادِي" في ذ:"وَالنَّادِي واحدٌ". "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {فَلْيَمْدُدْ}. . . " إلخ، هذا ساقط في بعض النسخ.
===
(1)
أي: خفيًا لا مطلق الصوت، "قس"(10/ 458).
(2)
قوله تعالى: {أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} .
(3)
قوله: ({بُكِيًّا}) في قوله تعالى: {خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} "جماعة باك"، قاله أبو عبيدة. والمعنى إذا سمعوا كلام اللَّه خروا ساجدين لعظمته باكين من خشيته. قال تعالى:{ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا "صِلِيًّا"} هو مصدر "صلي" بكسر اللام "يصلى" قاله أبو عبيدة، والمعنى: احترق احتراقًا. وقوله: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ "نَدِيًّا} والنادي" يريد أن معناهما "واحد" أي: "مَجْلِسًا" ومجتمعًا، "قس" (10/ 459).
(4)
كالسجود جمع ساجد، "بيض"(2/ 35).
(5)
أي: في قوله تعالى: {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} .
(6)
أي: فليتركه وليمهله، "ك"(17/ 204).
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} [مريم: 39]
4730 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ
(4)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ
(5)
، فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَشْرَئبُّونَ
(6)
(7)
وَيَنْظُرُونَ،
"بَابُ قَولِهِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {يَوْمَ الْحَسْرَةِ} " زاد بعده في نـ:" {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} ". "قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ". "قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
ابن طلق، "قس"(10/ 459).
(2)
حفص.
(3)
سليمان بن مهران، "قس"(10/ 459).
(4)
ذكوان السمّان.
(5)
ما كان بياضه أكثر من السواد، "ك"(17/ 204)، "قس"(10/ 459).
(6)
من الاشرئباب أي: يرفعون رؤوسهم للنظر، "خ".
(7)
قوله: (فَيَشْرَئِبُّونَ) بفتح التحتية وسكون المعجمة وفتح الراء وبعد الهمزة المكسورة موحدة مشددة فواو ساكنة فنون آخره: يمدّون أعناقهم ويرفعون رؤوسهم. "وينظرون" وعند ابن حبان في "صحيحه" وابن ماجه عن أبي هريرة: "فيطلعون خائفين أن يُخْرَجُوا من مكانهم الذي هم فيه". قوله: "كلهم قد رآه" أي: وعرفه بما يلقيه اللَّه في قلوبهم أنه الموت. قوله: "ثم ينادي" أي: المنادي "يا أهل النار، فَيَشْرَئِبُّونَ" وعند ابن حبان وابن ماجه: "فيطلعون فرحين مستبشرين أن يُخْرَجُوا من مكانهم الذي هم فيه". قوله: "فَيُذْبَحُ" فإن قلت: الموت عرض ينافي الحياة وعدمَ الحياة
فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنَادِي: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ
(1)
وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْت، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ
(2)
فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنْذِرْهُمْ
(3)
يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ}
"فَلَا مَوْتَ" في نـ: "لَا مَوْتَ" وكذا في الموضع الآتي.
===
فكيف يُذْبَحُ؟ قلت: اللَّه تعالى قادر على أن يجعله مجسَّمًا حيوانًا مثل الكبش، أو المقصود منه التمثيل وبيان أنه لا يموت أحد بعد ذلك، و"خلود" إما مصدر أي: أنتم خلود، وصف بالمصدر للمبالغة كرجل عدل، أو جمع خالد أي: أنتم خالدون. قيل: خلق اللَّه الموتَ على صورة كبش لا يمرّ بشيء إلا مات، والحياةَ على صورة فرس؛ فليس بعرض، "قس"(10/ 460)، "ك"(17/ 204)، "تو"(7/ 2927).
(1)
يشرئِبّ أي: يمد عنقه لينظر، وقال الأصمعي: يرفع رأسه، "ك"(17/ 204).
(2)
أبد الآبدين.
(3)
قوله: ({وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ}) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي: أنذر جميع الناس، " {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} " أي: فُصِّلَ بين أهل الجنة وأهل النار وَدَخَلَ كل إلى ما صار إليه مخلَّدًا فيه، " {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} " أي:"وهؤلاء في غفلة" أي: "أهل الدنيا" وفسر لفظ: " {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} " بـ "هؤلاء" ليشير إليهم بيانًا لكونهم أهلَ الدنيا إذ الآخرة ليست دار غفلة. قوله: " {وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} " نفى عنهم الإيمان على سبيل الدوام مع الاستمرار في الأزمنة الماضية والآتية على سبيل التأكيد والمبالغة، "قس"(10/ 460)، "ك"(17/ 204 - 205).
وَهَؤُلَاءِ
(1)
فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا {وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39]. [أخرجه: م 2849، ت 3156، س في الكبرى 11316، تحفة: 4002].
2 - بَابُ قَولِهِ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ
(2)
} [مريم: 64]
4731
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ
(3)
بْنُ ذَرٍّ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي
(5)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِجِبْرَئِيلَ
(6)
: "مَا يَمْنَعُكَ
(7)
أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا
(8)
}. [راجع: 3218].
"بَابٌ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {بِأَمْرِ رَبِّكَ} " زاد بعده في ذ:" {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} ". "قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ". " {وَمَا خَلْفَنَا} " زاد في نـ: " {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} الآية".
===
(1)
وفسر: {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} بأهل الدنيا إذ الآخرة ليست دار غفلة، "ك"(17/ 205).
(2)
وهو حكاية قول جبرئيل حين استبطأه النبي صلى الله عليه وسلم، "قس"(10/ 461).
(3)
بضم العين، "قس"(10/ 461).
(4)
هو ابن عبد اللَّه بن زرارة الهمداني الكوفي، "قس"(10/ 461).
(5)
ذرًا، "قس"(10/ 461).
(6)
لما احتبس عنه، "قس"(10/ 461).
(7)
وعند ابن أبي حاتم: "أنها نزلت في احتباسه عنه صلى الله عليه وسلم أربعين يومًا حتى اشتاق اللقاء"، "قس"(10/ 461).
(8)
وعند ابن إسحاق من وجه آخر عن ابن عباس: "أن قريشًا لما سألوا عن أصحاب الكهف فمكث النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث اللَّه في ذلك
3 - بَابُ قَوْلِهِ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [مريم: 77]
4732
- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(3)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(4)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ خَبَّابًا
(6)
قَالَ: جِئْتُ الْعَاصَ
(7)
بْنَ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ أَتَقَاضَاهُ حَقًّا لِي عِنْدَهُ، قَالَ: لَا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ، فَقُلْتُ: لَا حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ
(8)
. قَالَ: وَإِنِّي لَمَيِّتٌ ثُمَّ مَبعُوثٌ، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّ لِي هُنَاكَ
"بَابُ" ثبت في ذ. "قَولِهِ" سقط في نـ. " {وَوَلَدًا} " زاد بعده في نـ: "الآية". "الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ" في نـ: "الْعَاصِي بْنَ وَائِلٍ" - بالمهملتين آخره تحتية، "قس" (10/ 462) -. "أَتَقَاضَاهُ" في نـ:"أَتَقَاضَى". "قَالَ: لَا أُعْطِيكَ" في نـ: "فَقَالَ: لَا أُعْطِيكَ".
===
وحيًا، فلما نزل جبرئيل قال له: أبطأتَ"، فذكره، "قس" (10/ 461) ومرَّ (برقم: 3218).
(1)
عبد اللَّه بن الزبير.
(2)
ابن عيينة.
(3)
سليمان.
(4)
مسلم.
(5)
ابن الأجدع.
(6)
ابن الأرت.
(7)
بفتح الصاد المهملة وكسرها، أجوفًا وناقصًا، "ك"(17/ 205).
(8)
ومفهومه غير مراد إذ الكفر لا يتصور بعد البعث، فكأنه قال: لا أكفر أبدًا.
مَالًا وَوَلَدًا
(1)
فَأَقْضِيكَهُ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {أَفَرَأَيْتَ
(2)
الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [مريم: 77]. رَوَاهُ
(3)
الثَّوْرِيُّ
(4)
وَشُعْبَةُ
(5)
وَحَفْصٌ
(6)
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ
(7)
وَوَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ. [راجع: 2091].
4 - بَابٌ قَوْلُهُ: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا
(8)
} [مريم: 78]
"فَأَقْضِيكَهُ" في نـ: "فَأَقْضِيكَ". " {وَوَلَدًا} " زاد بعده في نـ: "الآية". "بَابٌ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {عَهْدًا} " زاد بعده في نـ:"الآية".
===
(1)
ومرَّ الحديث مع بعض بيانه (برقم: 2091) في "البيع" و (برقم: 2275) في "الإجارة".
(2)
" {أَفَرَءَيْتَ} " عطف بالفاء بعد ألف الاستفهام إيذانًا بإفادة التعقيب كأنه قال: أَخْبِرْ أيضًا بقصة هذا الكافر عقب قصة أولئك المذكورين قبل هذه الآية، "قس"(10/ 461).
(3)
الحديث.
(4)
فيما وصله المؤلف بعد، "قس"(10/ 462).
(5)
ابن الحجاج، فيما وصله أيضًا، "قس"(10/ 462).
(6)
ابن غياث، فيما وصله في "الإجارة"، "قس" (10/ 462) في (ح: 2275) ["ووكيع"] فيما وصله بعدُ، كلُّهم "عن الأعمش" سليمان بن مهران، "قس"(10/ 462).
(7)
محمد بن خازم، بالمعجمتين، فيما وصله أحمد، (5/ 111).
(8)
قوله: ({أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}) همزة " {أَطَّلَعَ} " للاستفهام الإنكاري، وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها، أي: أَوَقَدْ بلغ من عظمة شأنه إلى أن ارتقى إلى علم الغيب الذي توحَّد به الواحد القهار حتى ادعى أن يؤتى في الآخرة مالًا وولدًا، وتألّى عليه!! أم اتخذ من عالم
قَالَ
(1)
: مَوْثِقًا.
4733 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(4)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(5)
، عَن خَبَّابٍ
(6)
قَالَ: كُنْتُ قَيْنًا
(7)
بِمَكَّةَ، فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ سَيْفًا، فَجِئْتُ أتَقَاضَاهُ، فَقَالَ: لَا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بمُحَمَّدٍ. قُلْتُ: لَا أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ، ثُمَّ يُحْيِيَكَ
(8)
. قَالَ: إِذَا أَمَاتَنِي اللَّهُ ثُمَّ بَعَثَنِي،
"لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ" في نـ: "لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلِ السَّهْمِيِّ". "فَجِئْتُ" في نـ: "فَجِئْتُهُ". "قُلْتُ: لَا أَكْفُرُ" في نـ: "فَقُلْتُ: لَا أَكْفُرُ". "بِمُحَمَّدٍ" زادت التصلية في نـ.
===
الغيوب عهدًا بذلك فإنه لا يُتَوَصَّلُ إلى العلم به إلا بأحد هذين الطريقين. قيل: العهد كلمة الشهادة والعمل الصالح، فإن وعد اللَّه بالثواب عليهما كالعهد عليه، "قس"(10/ 462)، "بيضاوي" (2/ 39). فالمعنى: اتخذ عند الرحمن عهدًا بسبب أنه أسلم وآمن به تعالى وبرسوله.
(1)
في تفسير "عهدًا"، "قس"(10/ 463).
(2)
العبدي، "قس"(10/ 463).
(3)
الثوري.
(4)
مسلم بن صبيح، "قس"(10/ 463).
(5)
ابن الأجدع.
(6)
ابن الأرت.
(7)
أي: حدّادًا.
(8)
فإن قلت: مفهوم الغاية أنه يكفر بعد الموت؟ قلت: لا يتصور الكفر بعده فكأنه قال: لا أكفر أبدًا، وهو مثل قوله:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56]، "ك"(17/ 205).
وَلي مَالٌ وَوَلَدٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [مريم: 77، 78]. قَالَ: مَوْثِقًا.
لَمْ يَقُلِ الأَشْجَعِيُّ
(1)
عَنْ سُفْيَانَ: سَيْفًا وَلَا مَوْثِقًا. [راجع: 2091].
5 - بَابٌ قَولُهُ: {كَلَّا
(2)
سَنَكْتُبُ
(3)
(4)
مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ
(5)
مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا
(6)
} [مريم: 79]
"{وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ. . . " إلخ، في نـ بدله:"إِلَى قَولِهِ: {عَهْدًا} ". "لَمْ يَقُلِ" في نـ: "وَلَمْ يَقُلِ". "قَولُهُ" سقط في نـ. " {ومَا يَقُولُ} " زاد بعده في نـ: "الآية" وسقط ما بعدها.
===
(1)
قوله: (ولم يقل الأشجعي) بفتح الهمزة وسكون المعجمة وفتح جيم وكسر مهملة: عبيد اللَّه مصغرًا ابن عبد الرحمن، في روايته "عن سفيان: سيفًا" أي: لم يقل سيفًا في قوله: "فعملت سيفًا". "ولا مَوْثِقًا" أي: ولم يقل أيضًا "موثقًا" تفسير "عهدًا"، هكذا في "قس" (10/ 463)، وقد مرّ.
(2)
ردع وزجر، أي: لا يؤتى ذلك، "قس"(10/ 463)، "ج" (ص: 404، مريم: 79).
(3)
أي: نأمر بكتب ما يقول، "ج" (ص: 404).
(4)
أي: سَنُظْهِر له ونعلمه أنا كتبنا قولَه لأنه كما قاله كتب من غير تأخير، قال تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، "بيض"(2/ 39)، "مدارك"(3/ 44). أو سننتقم منه انتقامَ مَنْ كتب جريمة العدو وحفظها عليه، فإن نفس الكتابة لا تتأخر عن القول لقوله:{مَا يَلْفِظُ} إلخ، "بيض"(2/ 39).
(5)
في الدار الآخرة، "قس"(10/ 463).
(6)
على كفره وافترائه واستهزائه، "قس"(10/ 463).
4734 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ
(2)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى
(4)
يُحَدِّثُ، عَنْ مَسْرُوقٍ
(5)
، عَنْ خَبَّابٍ
(6)
قَالَ: كُنْتُ قَيْنًا
(7)
فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ لِي دَيْنٌ عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، فَأَتَاهُ يَتَقَاضَاهُ
(8)
، فَقَالَ: لَا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَكْفُرُ
(9)
حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ ثُمَّ يَبْعَثَكَ. قَالَ: فَذَرْنِي
(10)
حَتَّى أَمُوتَ ثُمَّ أُبْعَثَ، فَسَوْفَ أُوتَى
(11)
مَالًا وَوَلَدًا،
"حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ". "عَنْ شُعْبَةَ" في ذ: "حَدَّثَنَا شُعْبَةُ". "فَأَتَاهُ" في نـ: "قَالَ: فَأَتَاهُ". "ثُمَّ يَبْعَثَكَ" كذا في ذ، ولغيره:"ثُمَّ تُبْعَثُ".
===
(1)
أبو محمد، "قس"(10/ 464).
(2)
ابن الحجاج، "قس"(10/ 464).
(3)
الأعمش.
(4)
مسلم.
(5)
ابن الأجدع، "قس"(10/ 464).
(6)
هو ابن الأرت.
(7)
أي: حَدّادًا، "قس"(10/ 463).
(8)
أجرة عمل السيف، "قس"(10/ 464).
(9)
أي: لا أكفر أبدًا كما مر.
(10)
أي: أتركني، "قس"(10/ 464).
(11)
بضم الهمزة وفتح الفوقية، "قس"(10/ 464).
فَأَقْضِيكَ
(1)
، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ
(2)
مَالًا وَوَلَدًا
(3)
} [مريم: 77]. [راجع: 2091].
6 - بَابُ قوْلُهُ: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ
(4)
وَيَأْتِينَا فَرْدًا
(5)
} [مريم: 80]
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(6)
: {الْجِبَالُ هَدًّا
(7)
} [مريم: 90]: هَدْمًا.
4735 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
(9)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(10)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(11)
،. . . . . . . . .
"بَابٌ" بالتنوين ثبت في ذ. "قَولُهُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى".
===
(1)
حقك، "قس"(10/ 464).
(2)
على تقدير البعث، "ج" (ص: 404).
(3)
بفتح الواو واللام، وقرأ حمزة والكسائي بضم فسكون جمع ولد كَأَسَدٍ وَأُسْدٍ، "قس"(10/ 464)، "بيض"(2/ 39).
(4)
من مال وولد نسلبه منه عكس ما يقول، "قس"(10/ 464).
(5)
أي: لا يصحبه مال ولا ولد، "قس"(10/ 464).
(6)
قوله: (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله: {وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ "الْجِبَالُ هَدًّا"} أي: "هدمًا" استعظامًا لفريتهم وجرأتهم لأَنْ دعوا للرحمن ولدًا، "قس"(10/ 464).
(7)
يريد تفسير قوله تعالى: {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} .
(8)
ابن موسى البلخي، "قس"(10/ 465).
(9)
ابن الجراح الكوفي، "قس"(10/ 465).
(10)
سليمان بن مهران.
(11)
مسلم بن صبيح، "قس"(10/ 465).
عَنْ مَسْرُوقٍ
(1)
، عَنْ خَبَّابٍ
(2)
قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا قَيْنًا، وَكَانَ لِي عَلَى الْعَاصِ
(3)
بْنِ وَائِلٍ دَيْنٌ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ: لَا أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ، قَالَ
(4)
: قُلْتُ: لَنْ أَكْفُرَ بِهِ
(5)
حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ، قَالَ: وَإِنِّي لَمَبعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ
(6)
؟ فَسَوْفَ
(7)
أَقْضِيكَ إِذَا رَجَعْتُ إِلَى مَالٍ وَوَلَدٍ. قَالَ: فَنَزَلَتْ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا
(8)
* كَلَّا
(9)
سَنَكْتُبُ
"أَتَقَاضَاهُ" في نـ: "فَأَتَقَاضَاهُ". "فَقَالَ" في نـ: "فَقَالَ لِي"، مصحح عليه. "إِلَى مَالٍ وَوَلَدٍ" في نـ:"إِلَى مَالِي وَوَلَدِي". " {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} إلخ" في نـ بدله: "إلَى قَولِهِ: {فَرْدًا} ".
===
(1)
هو ابن الأجدع.
(2)
ابن الأرت.
(3)
سمي بالعاص لأنه تقلّد العصا بدلًا من السيف، "قس"(10/ 464).
(4)
خباب، "قس"(10/ 465).
(5)
أي: لا أكفر أبدًا.
(6)
زاد في رواية الحميدي: "قلت: نعم"، "قس"(10/ 465).
(7)
أي: قال العاص: إن بعثت فسوف، "قس"(10/ 465).
(8)
بأن يؤتى ما قاله، "جلالين" (ص: 311).
(9)
أي: لا يؤتى ذلك، "ج" (ص: 311).
مَا يَقُولُ
(1)
(2)
وَنَمُدُّ
(3)
لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا
(4)
} [مريم: 77 - 80]. [راجع: 2091].
20 - {طه
(5)
}
(6)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(7)
"طه" في ذ: "سُورَةُ طه"، وفي نـ:"مِنْ سُورَةِ طه". "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره.
===
(1)
أي: قوله، "مدارك"(3/ 44).
(2)
أي: من طلبه ذلك وحكمه لنفسه ما تمناه وكفره، "قس"(10/ 463).
(3)
أي: نطوِّل له من العذاب ما يستأهله، ونزيد عذابه ونضاعفه له لكفره وافترائه واستهزائه على اللَّه، ولذلك أكده بالمصدر دلالة على فرط غضبه عليه، "بيض"(2/ 39).
(4)
وحيدًا بغير شيء، "قس"(10/ 465).
(5)
قوله: ({طه}) فَخَّمَهما ابن كثير وابن عامر وحفص ويعقوب على الأصل، وفخَّم الطاءَ وحده أبو عمرو ووَرْش لاستعلائه، وَأَمالهما الباقون، وهما من أسماء الحروف، وقيل: معناه: يا رجل، على لغة عكّ -قبيلة-، فإن صح فلعل أصله: يا هذا، فتصرفوا فيه بالقلب والاختصار، وقرئ "طَهْ" على أنه أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يطأ الأرض بقدميه فإنه كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه وأن أصله طَأْ فقلبت همزته هاء، "بيض"(2/ 42).
(6)
مكية وهي مائة وأربع وثلاثون آية، "قس"(10/ 466)، "بيض"(2/ 42)، وفي النيسابوري: مائة وخمس وثلاثون آية.
(7)
لأبي ذر: سورة {طه} ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وسقطت البسملة لغير أبي ذر، "قس"(10/ 466).
قَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ
(1)
: بِالنَّبَطِيَّةِ طَهْ: يَا رَجُلُ،. يُقَالُ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"قَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ" في نـ: "وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ"، وفي ذ، سفـ:"وَقَالَ عِكْرمَةُ والضَّحَّاكُ". "طَهْ" في ذ: "أيْ طَهْ". "يَا رَجُلُ" زاد بعده في نـ: "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أَلْقَى} [طه: 65] صَنَع".
===
(1)
قوله: (وقال ابن جبير) سعيد، كما في "الجعديات" للبغوي و"مصنف ابن أبي شيبة"، وعكرمة فيما وصله ابن أبي حاتم، والضحاك بن مزاحم فيما وصله الطبري. "بالنَّبَطِيَّة طَهْ" معناه:"يا رجل"، ولأبي ذر:"أي: طه يا رجل" بسكون الهاء، والمراد النبي صلى الله عليه وسلم. قال [ابن] الأنباري: ولغة قريش وافقتْ تلك اللغة في هذا؛ لأن اللَّه تعالى لم يخاطب نبيه بلسان غير قريش، "قسطلاني" (10/ 466). قال الكرماني (17/ 208): النبيطة منسوب إلى النبط بفتح النون والموحدة وبالمهملة: قوم ينزلون [البطائح بين العراقين] وكثيرًا يستعمل ويراد به الزارعون. "أي: طه""أيْ" هو حرف النداء، و"طه" معناه الرجل، فمعناه: يا رجل وَحُذِفَ "يا" في القرآن كثيرًا، انتهى. قال صاحب "المدارك" (3/ 48): وما روي عن مجاهد والحسن والضحاك وعطاء وغيرهم: أن معناه يا رجل، فإن صح فظاهر وإلا فالحق ما هو المذكور في سورة البقرة. قوله:"وقال مجاهد" أي: في قوله تعالى: {قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ} [طه: 65]" {أَلْقَى} " بفتح الهمزة والقاف أي: "صنع". وقوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} [طه: 27]"يقال: كل ما لم ينطق [بحرف]، أو فيه تمتمة، أوفَأْفَأَة فهي عقدة" وإنما سأل موسى ذلك لأنه إنما يحسن التبليغ من البليغ وقد كان في لسانه رُتَّة -لُكْنَة-. قال تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ "أَزْرِي"} [طه: 29 - 31] أي: "ظهري" يقال: أزرت فلانًا على الأمر أي: قَوَّيته. وقوله: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا "فَيُسْحِتَكُمْ" بِعَذَابٍ} [طه: 61] أي: "يهلككم" بعذاب ويستأصلكم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
به، قال:{وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ "الْمُثْلَى} [طه: 63] تأنيث الأمثل، يقول" إذا غلب هذان يخرجاكم من أرضكم ويذهبا "بدينكم" أي: الذي أنتم عليه وهو السحر وقد كانوا مُعَظَّمين بسبب ذلك ولهم أموال وأرزاق عليه. "يقال: خُذِ المثلى" أي: "خُذِ الأمثلَ" وهو الأفضل. وقال تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} [طه: 67]: "فأضمر" فيها "خوفًا" من مفاجأته على ما هو مقتضى الجبلة البشرية أو من أن يخالج الناسَ شك فلا يتبعوه. قال تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ "فِي جُذُوعِ"} [طه: 71] أي: "على جذوع" النخل، هذا مذهب الكوفيين، وأما البصريون فيقولون: ليست "في" بمعنى "على" ولكن شُبِّهَ تَمَكُّنُ المصلوب بالجذع بتمكن المظروف بالظرف، وهو أول من صَلَبَ. قوله:{قَالَ فَمَا "خَطْبُكَ" يَاسَامِرِيُّ} [طه: 95] أي: ما "بالك" وما الذي حملك على ما صنعتَ يا سامري. قال: {فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا "مِسَاسَ} [طه: 97] مصدر ماسَّه مِساسًا" والمعنى أن السامري عوقب على ما فَعَلَ من إضلاله بني إسرائيل باتخاذه العجلَ والدعاءِ إلى عبادته في الدنيا بالنفي وبأن لا يمسَّ أحدًا ولا يمسه أحد فإن مَسَّه أحد أصابتهما الحمى معًا لوقتهما، وسقط قوله: "مساس. . . " إلخ، لأبي ذر. قال: {لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ "لَنَنْسِفَنَّهُ" فِي الْيَمِّ نَسْفًا} [طه: 97] أي: "لنذرينه" رمادًا بعد التحريق بالنار، قال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} [طه: 105] أي: يجعلها كالرمل، {فَيَذَرُهَا "قَاعًا} [طه: 106]: يعلوه الماء" قال في "الدرر": وفي القاع أقوال، قيل: هو منتقع الماء ولا يليق معناه ههنا، وهو الأرض التي لا نبات فيها ولا بناء، أو المكان المستوي. "وقال مجاهد" في قوله: {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا "أَوْزَارًا"} أي: "أثقالًا {مِنْ زِينَةِ الْقَوْم} [طه: 87] الحلي". قوله: "فقذفتها" أي: "فألقيتها" في النار، وفي نسخة: "{فَقَذَفْنَاهَا} -وهذا موافق للتنزيل- "فألقيناها" والضمير لـ "الحلي". قوله: " {أَأُلْقِيَ} " في قوله تعالى: {فَكَذَلِكَ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
أَلْقَى السَّامِرِيُّ} [طه: 87] أي: "صنع". قوله: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى "فَنَسِيَ"} [طه: 88] أي: "موسى. هم" أي: ا لسا مري وأتباعه "يقولونه" أي: "أخطأ" موسى "الرّبَّ" الذي هو العجل أن يطلبه ههنا، وذهب يطلبه عند الطور، أو فنسي السامري، أي: ترك ما كان عليه من إظهار الإيمان. قال تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ "أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ"} [طه: 89]، أي:"العجل" أي: أنه لا يرجع إليهم كلامًا ولا يرد عليهم جوابًا. وقوله تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا "هَمْسًا"} [طه: 108] هو "حِسُّ الأقدام" أي: وقعها على الأرض، أو هو تحريك الشفتين من غير نطق، والاستثناء مفرغ. {قَالَ رَبِّ لِمَ "حَشَرْتَنِي أَعْمَى"} قال مجاهد فيما وصله الفريابي: أي: "عن حجتي" وهو نصب على الحال " {وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} "[طه: 125] أي: "في الدنيا" بحجتي، يريد أنه كانت له حجة بزعمه في الدنيا، فلما كشف بأمر الآخرة بطلت ولم يهتد إلى حجة الحق. قوله:"قال ابن عباس: {بِقَبسٍ}: ضلوا الطريق" وصله مجاهد عن الفريابي، "وكانوا شاتِينَ" في ليلة مظلمة مثلجة، ونزلوا منزلًا بين شعاب وجبال وولد له ابن، وتفرقت ماشيته، وجعل يقدح بزند معه ليوري فجعل لا يخرج منه شرر، فرأى من جانب الطور نارًا {"فَقَالَ" لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي أبصرت [نَارًا]} [طه: 10] "إن لم أجد عليها من يهدي الطريق آتِكم بنار توقدون" وفي نسخة: "تدفؤون" بفتح الفوقية والفاء بدل "توقدون"، قول ابن عباس هذا ثابت هنا على هامش الفرع. قوله تعالى:{لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا "أَمْتًا"} [طه: 107]"عوجًا" أي: "واديًا" و"أمتًا" أي: "رابية" قاله ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم. قال تعالى: {وسَنُعِيدُهَا "سِيرَتَهَا" الأُوَلَى} [طه: 21] أي: "حالتها" وهيئتها الأولى وهي فعلة من السير، تَجَوَّزَ بها للطريقة وانتصابها على نزع الخافض. قال تعالى:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي "النُّهَى"} [طه: 54] أي: "التقى"، وقال في "الأنوار": أي: لذوي العقول الناهية
كُلُّ مَا لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ، أَوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ
(1)
، أَوْ فَأْفَأَةٌ
(2)
، فَهِيَ عُقْدَةٌ.
===
عن اتباع الباطل وارتكاب القبائح جمع نُهْيَةٍ. وقوله تعالى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً "ضَنْكًا"} [طه: 124] أي: "الشقاء" قاله ابن عباس، وقال في "الأنوار":" {ضَنْكًا} ": ضيقًا وقوله تعالى {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ "هَوَى"} [طه: 81] قال ابن عباس: أي: "شقي" وقال القاضي: فقد تردّى وهلك. قال تعالى: {إِنَّكَ "بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ"} [طه: 12] أي: "المبارك"" {طُوًى} " بالتنوين، وبه قرأ ابن عامر "اسم الوادي"، ولأبي ذر:"وادٍ" أي: {طُوًى} ، وهو بدل من الوادي، أو عطف بيان، أو مرفوع على إضمار مبتدإ، أو منصوب بإضمار أعني. قال تعالى:{مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ "بِمَلْكِنَا"} [طه: 87] بكسر الميم قراءة أبي عمرو وابن كثير وابن عامر، أي:"بأمرنا"، وقرأ عاصم ونافع بفتحها، وحمزة والكسائي بضمها، لغات في مصدر: ملكت الشيء. قوله: {لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا "سُوًى"} [طه: 58] معناه "منصف" تستوي مسافته "بينهم"، وانتصاب "مكانًا" بفعل دل عليه المصدر لا به فإنه موصوف. وقوله:{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} [طه: 77]-مصدر وصف به- أي: "يابسًا". وقوله: {ثُمَّ جِئْتَ "عَلَى قَدَرٍ" يَامُوسَى} [طه: 40] أي: "موعد" قدرته لأن أكلِّمَكَ وأستنبئك غير مستقدم ولا مستأخر، أو على مقدار من السن يوحى فيه إلى الأنبياء. وقال تعالى:{"وَلَا تَنِيَا" فِي ذِكْرِي} [طه: 42] أي: "لا تضعفًا" قاله قتادة، وقال غيره: لا تفترا. قال تعالى: {إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ "يَفْرُطَ" عَلَيْنَا} [طه: 45] قال أبو عبيدة: "عقوبة" أي: يتقدم بالعقوبة ولا يصبر إلى إتمام الدعوة وإظهار المعجزة، وسقط:"يفرط عقوبة" لغير أبي ذر، "قس"(10/ 466، 471)، "بيض"(2/ 43 - 58)، "بغوي"(3/ 212 - 230)، "مدارك"(3/ 51 - 66)، "ك"(17/ 208).
(1)
هي التردد في حرف التاء الفوقية وانحراف اللسان عند التكلم بها.
(2)
هي التردد في الفاء عنده.
{أَزْرِي} [طه: 31]: ظَهْرِي. {فَيُسْحِتَكُمْ} [طه: 61]: يُهْلِكَكُمْ. {الْمُثْلَى} [طه: 63]: تَأْنِيثُ الأَمْثَلِ، يَقُولُ: بِدِينِكُمْ، يُقَالُ: خُذِ الْمُثْلَى خُذِ الأَمْثَلَ. {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا
(1)
} [طه: 64]: يُقَالُ: هَلْ أَتَيْتَ الصَّفَّ الْيَوْمَ؟ يَعْنِي الْمُصَلَّى
(2)
الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ. {فَأَوْجَسَ} [طه: 67]: أَضْمَرَ خَوْفًا، فَذَهَبَتِ الْوَاوُ
(3)
مِنْ خِيفَتِهِ لِكَسْرَةِ الْخَاءِ. {فِي جُذُوعِ} [طه: 71]: عَلَى جُذُوعٍ. {خَطْبُكَ} [طه: 95] بَالُكَ. {مِسَاسَ} [طه: 97]: مَصْدَرُ مَاسَّهُ مِسَاسًا. {لَنَنْسِفَنَّهُ} [طه: 97]: لَنُذَرِّيَنَّهُ. {قَاعًا}
(4)
[طه: 106]: يَعْلُوهُ الْمَاءُ، وَالصَّفْصَفُ الْمُسْتَوِي مِنَ الأَرْضِ
(5)
.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} [طه: 87]: الْحُلِيُّ الَّذِي اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ. . . . . . . . .
"خُذِ الأَمْثَلَ" زاد بعده في نـ: " {بِطَرِيقَتِكُمُ} بدينكم الأمثل". " {فَأَوْجَسَ} " في ذ: " {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ} ". "مِنْ خِيفَتِهِ" في نـ: "مِنْ خِيفَةٍ" مصحح عليه. "عَلَى جُذُوعٍ" في نـ: "عَلَى جُذُوعِ النَّخْلِ". "وَقَالَ مُجَاهِدٌ" زاد بعده في قت، ذ:" {أَوْزَارًا} أَثْقَالًا" وفي ذ وحده: " {أَوْزَارًا} وهي الأثْقَالُ". "الْحُلِيُّ الَّذِي" في ذ: "وَهِيَ الْحُلِيُّ الَّتِي". "مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ" زاد بعده في نـ: "وَهِيَ الأَثْقَالُ".
===
(1)
يريد قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} إلخ.
(2)
بفتح اللام قا له أبو عبيدة والزجاج، والمعنى أنهم تواعدوا على الحضور إلى الموضع الذي كانوا يجتمعون فيه لعبادتهم في عيدهم، "قس"(10/ 467).
(3)
يعني قلبت ياء.
(4)
أي: خاليًا عن الجبال والآكام، "ع". ["قاموس" (ص: 682)].
(5)
كأن أجزاءها على صف واحد، "بيض"(2/ 58).
فَقَذَفْتُهَا: فَأَلْقَيتُهَا، {أَلْقَى} [طه: 87]: صَنَعَ. {فَنَسِىَ} [طه: 88]: مُوسَى- هُمْ يَقُولُونَهُ: أَخْطَأ الرَّبَّ-. {أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه: 89]: الْعِجْلُ. {هَمْسًا} [طه: 108]: حِسَّ الأَقْدَامِ. {حَشَرْتَنِي أَعْمَى} [طه: 125]: عَنْ حُجَّتِي. {[وَقَدْ] كُنْتُ بَصِيرًا} [طه: 125]: فِي الدُّنْيَا.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {أَمْثَلُهُمْ
(1)
} [طه: 104]: أَعْدَلُهُمْ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَضْمًا
(2)
} [طه: 112]: لَا يُظْلَمُ فَيُهْضَمُ
(3)
مِنْ حَسَنَاتِهِ. {عِوَجًا} [طه: 107]: وَادِيًا. {أَمْتًا} [طه: 107]: رَابِيَةً. {سِيرَتَهَا} : حَالَتَهَا {الْأُولَى} [طه: 21]. {النُّهَى} [طه: 54]: التُّقَى {ضَنكًا
(4)
} [طه: 124]: الشَّقَاءُ. {هَوَى} [طه: 81]: شَقِيَ. {الْمُقَدَّسِ} [طه: 12]: الْمُبَارَكِ. {طُوًى} [طه: 12]: اسْمُ الْوَادِي.
"فَقَذَفْتُهَا: فَأَلْقَيْتُهَا" في نـ: " {فَقَذَفْنَفهَا}: فَأَلْقَيْنَاهَا". "مُوسَى" سقط في نـ. "فِي الدُّنْيَا" زاد بعده في ذ: "قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {بِقَبَسٍ} [طه: 10]: ضَلُّوا الطَّرِيقَ، وكانوا شاتِينَ، فقَالَ: إِنْ لم أَجِدْ عليها من يَهْدِي الطريقَ آتِكم بنار توقدون"، وفي ذ أَيضًا:"تدفؤون" بدل "توقدون". " {أَمْثَلُهُمْ} " في ذ: " {أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} ". " {أَمْتًا} " في نـ: " {وَلَا أَمْتًا} ". " {الْمُقَدَّسِ} " في نـ: " {الْمُقَدَّسِ طُوًى} ". "اسم الوادي" في ذ: "اسم وادٍ".
===
(1)
يريد قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} [طه: 104] أي: رأيًا وعملًا، "بيض"(2/ 58)، "قس"(10/ 469).
(2)
في قوله تعالى: {ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} أي: نقصًا من حسناته، "ك"(17/ 209).
(3)
أي: ينقص.
(4)
أي: شقاوة، "ك"(17/ 204).
{بِمَلْكِنَا} [طه: 87]: بِأَمْرِنَا. {مَكَانًا سُوًى} [طه: 58]: مَنْصَفٌ بَيْنَهُمْ. {يَبَسًا} [طه: 77]: يَابِسًا. {عَلَى قَدَرٍ} [طه: 40]: مَوْعِدٍ. {وَلَا تَنِيَا} [طه: 42]: تَضْعُفَا.
1 - بَابٌ قَوْلُهُ: {وَاصْطَنَعْتُكَ
(1)
لِنَفْسِي} [طه: 41]
4736 -
حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرينَ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى
(5)
(6)
، قَالَ مُوسَى لآدَمَ: أَنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ
(7)
النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي
"تضعفا" في نـ: "لا تضعفا"، وزاد بعده في ذ:" {يَفْرُطَ} [طه: 45]: عقوبة". "بَابٌ" ثبت في ذ. "قَولُهُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ". "حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ". "قَالَ مُوسَى" كذا في ذ، ولغيره:"فَقَالَ مُوسَى". "لآدَمَ" سقط في نـ. "قَالَ لَهُ آدَمُ" في ذ: "قَالَ آدَمُ".
===
(1)
افتعال من الصنع فأبدلت التاء طاء، أي: اصطفيتك لمحبتي، وهذا مجاز عن قرب منزلته ودنوه من ربه، "قس"(10/ 471).
(2)
الخاركي، "قس"(10/ 471)، "ك"(17/ 209).
(3)
الأزدي المِعْوَلِي، "قس"(10/ 471).
(4)
الأنصاري البصري، "قس"(10/ 472).
(5)
بأشخاصهما أو بأرواحهما.
(6)
بأن أحياهما أو أحيا آدم في حياة موسى، "مرقاة"(1/ 259).
(7)
من الشقاوة، "قس"(10/ 472)، أي: صرت سببًا لشقاوتهم في الخروج من الجنة.
اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَاصْطَفَاكَ لِنَفْسِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَوَجَدْتَهَا كَتَبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ قَالَ: نَعَمْ. فَحَجَّ
(1)
آدَمُ
(2)
مُوسَى". {ألْيَمُّ
(3)
} [طه: 39]: الْبَحْرُ. [راجع: 3409، تحفة: 14507].
2 - بَابٌ قَوْلُهُ: {أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ
(4)
بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا
(5)
فِي الْبَحْرِ
"بِرِسَالَتِهِ" في نـ: "بِرِسَالاتِهِ". "فَوَجَدْتَهَا" كذا في ذ، وفي حـ، سـ:"فَوَجَدْتَهُ". "كَتَبَ عَلَيَّ" في هـ: "كُتِبَتْ -أي: الذنب- عَلَيَّ". "بَابٌ" ثبت في ذ. "قَولُهُ" سقط في نـ. "وَأَوْحَيْنَا" في ذ: " {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا} ".
===
(1)
قوله: (فحج آدم) أي: غلب بالحجة بأن ألزمه بأن لم يكن مستقلًا فيما صدر عنه متمكنًا من تركه بل كان أمرًا مقضيًا، فاللوم بعد زوال التكليف والتوبةِ والعفوِ عنه مما لا يحسن عقلًا، "مرقاة" (1/ 259). قال النووي (8/ 454): ولما تاب اللَّه عليه وغفر له زال عنه اللوم، فمن لامه كان محجوجًا بالشرع.
(2)
برفع "آدم" على الفاعلية أي: غلبه بالحجة ويأتي مزيد لذلك قريبًا في "كتاب الأنبياء".
(3)
يريد قوله تعالى: {فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ} هو البحر، "قس"(10/ 472).
(4)
أي: في الليل من أرض مصر.
(5)
قوله: ({فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا}) نصب مفعول به وذلك على سبيل المجاز، وهو أن الطريق متسبب عن ضرب البحر، إذ المعنى: اضرب البحر لينفلق لهم فيصير طريقًا، فبهذا صح نسبة الضرب إلى الطريق، أو المعنى: اجعل لهم طريقًا، وقيل: هو نصب على الظرف، قال أبو البقاء: أي: موضع طريق فهو مفعول فيه، "قس"(10/ 472).
يَبَسًا
(1)
لَا تَخَافُ دَرَكًا
(2)
وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ
(3)
مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى
(4)
} [طه: 77 - 79]
4737 -
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ
(8)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَالْيَهُودُ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ، فَسَأَلَهُمْ
(9)
. . . . . . . .
"{لَّا تَخَفُ. . .} إلخ " في نـ بدله: "إلَى قَولِهِ: {وَمَا هَدَى} "، وفي نـ:"إِلَى قَولِهِ: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى}، {الْيَمِّ} البحر". "حَدَّثَنِي" في ذ: "حَدَّثَنَا". "تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ" كذا في ذ، ولغيره:"تَصُومُ عَاشورَاءَ".
===
(1)
ليس فيه ماء ولا طين، "قس"(10/ 472).
(2)
أي: يدركك فرعون من ورائك، "قس"(10/ 472).
(3)
أي: فغشيهم ما لا يعلم كنهه إلا اللَّه، "قس"(10/ 473).
(4)
هو تكذيب له في قوله: {وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 29] وأضلهم في البحر، "قس"(10/ 473).
(5)
الدورقي، "قس"(10/ 473).
(6)
هو ابن عبادة، "قس"(10/ 473).
(7)
ابن الحجاج، "قس"(10/ 473).
(8)
جعفر بن أبي وحشية، "قس"(10/ 473).
(9)
ما هذا الصوم؟ وكان هذا في السنة الثانية، "قس"(10/ 473).
فَقَالُوا
(1)
: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي ظَهَرَ
(2)
فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ
(3)
، فَصُومُوهُ". [راجع: 2004، أخرجه: م 1130، د 2444، س في الكبرى 2834، تحفة: 5450].
3 - بَابُ قَوْلِهِ: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا
(4)
مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: 117]
4738
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "حَاجَّ مُوسَى آدَمَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ
"فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "فقال صلى الله عليه وسلم". "بَابُ قَولِهِ" سقط لغير أبِي ذرٍّ. "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ". "حَاجَّ مُوسَى آدَمَ" في نـ: "حَاجَّ آدَمُ مُوسَى"، وفي نـ:"حَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى".
===
(1)
اليهود، "قس"(10/ 473).
(2)
أي: غلب، "قس"(10/ 473).
(3)
قوله: (نحن أولى بموسى منهم) أي: أقرب بموسى منهم. فيه دفع توهم موافقتهم، يعني: نحن نصوم موافقة لموسى لا موافقة لكم. بقي أن خبر اليهود في الديانات غير مقبول فكيف صدَّق؟ ويمكن أن يقال: صدقُ هذا الخبر ظهر له صلى الله عليه وسلم بالتواتر وبخبر جماعة منهم أسلموا، أو أوحى اللَّه بعد إخبارهم بذلك، "لمعات".
(4)
قوله: ({فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا}) أي: لا يكونن سببًا لإخراجكما. قوله: " {فَتَشْقَى} " أفرده بإسناد الشقاء إليه بعد اشتراكهما في الخروج اكتفاءً باستلزام شقائه شقاءها من حيث إنه قَيِّمٌ عليها، ومحافظةً على الفواصل، أو لأن المراد بالشقاء التعب في طلب المعاش وذلك وظيفة الرجال، "بيض"(2/ 60)، "قس"(10/ 474).
النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيتَهُمْ. قَالَ: قَالَ آدَمُ
(1)
: يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، أَتَلُومُنِي
(2)
عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟! -أَوْ قَدَّرَهُ
(3)
عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي-". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى
(4)
". [راجع: 3409، أخرجه: م 2652، س في الكبرى 11329، تحفة: 15361].
21 - سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ
(5)
4739 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(7)
قَالَ:
"بِرِسَالاتِهِ" في نـ: "بِرِسَالَتِهِ". "وَبِكَلَامِهِ" في نـ: "وَكَلَامِهِ". "سُورَةُ الأنْبِيَاءِ" زاد في ذ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".
===
(1)
مجيبًا له.
(2)
بهمزة الإنكار، "قس"(10/ 474).
(3)
بأن كتبه في اللوح المحفوظ، أو صحف التوراة وألواحها، "قس"(10/ 474).
(4)
قوله: (فحج آدم موسى) برفع "آدم" على الفاعلية، أي: غلب بالحجة بأن ما صدر منه لم يكن مستقلًّا به متمكنًا من تركه بل كان أمرًا مقضيًا، وقيل: إنما احتج بأن التائب لا يلام بعد توبته، "قس"(10/ 474، 475).
(5)
مكية، وهي مائة واثنتا عشرة آية، "بيض"(2/ 64)، "قس"(10/ 475).
(6)
بندار العبدي البصري، "قس"(10/ 475).
(7)
محمد بن جعفر، "قس"(10/ 475).
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(2)
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ
(3)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ
(4)
قَالَ: بَنِي إِسْرَائِيلَ
(5)
وَالْكَهْفُ
(6)
وَمَرْيَمُ وَطَهَ وَالأَنْبِيَاءُ هُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ
(7)
الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي
(8)
. [راجع: 4708].
"سَمِعْتُ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ".
===
(1)
ابن الحجاج، "قس"(10/ 475).
(2)
عمرو بن عبد اللَّه السبيعي، "قس"(10/ 475).
(3)
النخعي الكوفي، "قس"(10/ 475).
(4)
ابن مسعود، "قس"(10/ 475).
(5)
بحذف المضاف وإثبات المضاف إليه على حاله، أي: سورة بني إسرائيل، "قس"(10/ 476).
(6)
أي: والثاني: الكهف، "قس"(10/ 476).
(7)
قوله: (من العتاق) بكسر المهملة وتخفيف الفوقية جمع عتيق، وهو ما بلغ الغاية في الجودة، و"الأول" بضم الهمزة وفتح الواو المخففة، والأولية باعتبار النزول لأنهن نزلت بمكة. قوله:"وهن من تلادي" بكسر الفوقية وتخفيف اللام وكسر الدال المهملة، أي: مما حَفِظْتُه قديمًا من القرآن، ضد الطارف، وإنما كانت "الأنبياء" بهذا الوصف لتضمنها أخبار أجلة الأنبياء، "قس"(10/ 476).
(8)
التِّلاد: ما كانت قديمًا، والمراد تفضيل هذه السور لما يتضمن من ذكر القصص وأخبار أجلة الأنبياء والأمم وأنها من أول ما قرأها وحفظها من القرآن، "ك" (17/ 211). ومرَّ (برقم: 4708) في "سورة بني إسرائيل".
وَقَالَ قَتَادَةُ
(1)
: {جُذَاذًا} [الأنبياء: 58]:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
(1)
قوله: (وقال قتادة) فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ "جُذَاذًا"} [الأنبياء: 58] أي: "قَطَّعَهن" والجذاذ القطاع، من الجذ أي: القطع، وفعال بمعنى مفعول، وقرأ الكسائي بالكسر وهو لغة. "وقال الحسن" البصري في قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ "فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"} [الأنبياء: 33]، أي:"يدورون مثل فلكة المغزل" هذا وصله ابن عيينة وقال: الفلك مدار النجوم، والفلك في كلام العرب كل مستدير وجمعه أفلاك، ومنه فلك المغزل أو فِلْكَةُ الْمِغْزَلِ بفتح الفاء وكسرها، وكسر الميم وفتح الزاي: حديدة المغزل. وفيه جواز الخرق والالتئام على الأفلاك، وإنما جعل الضمير واو العقلاء للوصف بفعلهم وهو السباحة. "قال ابن عباس" فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله تعالى:{إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} [الأنبياء: 78] أي: "رعت"، وزاد أبو ذر:"ليلًا". قال تعالى: {وَلَا هُمْ مِنَّا "يُصْحَبُونَ"} [الأنبياء: 43] أي: "يُمْنَعُونَ" قاله ابن عباس فيما وصله ابن المنذر، وقال مجاهد: ينصرون. قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ "أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الأنبياء: 92]: قال" ابن عباس: "دينكم دين واحد" وأصل الأمة الجماعة التي
(1)
هي على مقصد واحد، فَجُعِلَتِ الشريعة أمة لاجتماع أهلها على مقصد واحد. "وقال عكرمة" في قوله تعالى:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ "حَصَبُ جَهَنَّمَ"} [الأنبياء: 98] أي: "حطب" بالطاء بدل الصاد "بالحبشية"، وقيل باليمنية، وهي قراءة أبيّ وعائشة، والظاهر أنها تفسير لا تلاوة، والحصب بالصاد ما يرمى به في النار، ولا يقال له حطب إلا وهو في النار، فأما قَبلُ فحصب وشجر. "وقال غيره" أي: غير عكرمة في قوله تعالى: {فَلَمَّا "أَحَسُّوا" بَأْسَنَا} [الأنبياء: 12] أي: "تَوَقَّعُوه" مشتق "من أَحْسَسْتُ" من الإحساس، وقال في "الأنوار": فلما أدركوا شدة عذابنا إدراك
(1)
في الأصل: "على الجماعة التي".
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
المشاهد المحسوس. قوله: " {خَامِدِينَ} "[الأنبياء: 15] أي: "هامدين" قاله أبو عبيدة. قوله: "حَصِيدٌ" ولأبي ذر: "والحصيد" يريد قوله تعالى: {حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} [الأنبياء: 15] معناه "مستأصل" كالنبت المحصود، والحصيد "يقع على الواحد والاثنين والجمع". قال تعالى:{لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا "يَسْتَحْسِرُونَ"} [الأنبياء: 19] قال أبو عبيدة: "لا يُعْيُون" في الفرع بضم أوله مصححًا وثالثه، من أعياه، وفي نسخة عن أبي ذر:"يعيون" بفتحهما، وردَّه ابن التين وصوّب الضم، وأجاب العيني بأن الصواب الفتح لأن معناه: لا يعجزون، وقيل: لا ينقطعون
(1)
. "ومنه {حَسِيرٌ} وحسرتُ بعيري" أي: أعييته. قال تعالى في سورة "الحج": {مِنْ كُلِّ فَجٍّ "عَمِيقٍ"} [الحج: 27] أي: "بعيد"، ويحتمل أن يكون ذكره هنا سهوًا من ناسخ أو غيره ولعله كان في الحاشية فنقله النساخ في غير موضعه، "ك" (17/ 212). قال:{"نُكِسُوا" عَلَى رُءُوسِهِمْ} [الأنبياء: 65] هو بتشديد الكاف مبنيًا للمفعول، وهي قراءة أبي حيوة وغيره لغة في المخففة، أي:"رُدوًّا" بضم الراء، أي: إلى الكفر. قوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ "صَنْعَةَ لَبُوسٍ" لَكُمْ} " [الأنبياء: 80] هي "دروع" لأنها تُلْبَسُ، وهو بمعنى الملبوس كالحلوب والركوب. قال تعالى: {"وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ" بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ} [الأنبياء: 93] أي: "اختلفوا" في الدين وصاروا فِرَقًا وأحزابًا. قوله: "الحسيس والحِسُّ" في قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} [الأنبياء: 102] "والجرس" بفتح الجيم وسكون الراء "والهمس" بفتح الهاء وسكون الميم "واحد" في المعنى، "وهو من الصوت الخفي". قوله في سورة "فصلت": {"ءَاذَنَّكَ" مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ} [فصلت: 47] معناه "أعلمناك"، وذكره مناسبة لقوله: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ "آذَنْتُكُمْ" عَلَى سَوَاءٍ} [الأنبياء: 109] قال أبو عبيدة:
(1)
في الأصل: "لا ينطقون".
قَطَّعَهُنَّ
(1)
. وَقَالَ الْحَسَنُ: {فِى فَلَكٍ} [الأنبياء: 33]: مِثْلُ فَلْكَةِ
(2)
الْمِغْزَلِ
(3)
. {يَسْبَحُونَ} [الأنبياء: 33]: يَدُورُونَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {نَفَشَتْ} [الأنبياء: 78]: رَعَتْ. {يُصْحَبُونَ} [الأنبياء: 43]: يُمْنَعُونَ. {أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَحِدَةً} [الأنبياء: 92] قَالَ: دِينُكُمْ دِينٌ وَاحِدٌ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {حَصَبُ} [الأنبياء: 98]: حَطَبُ بِالْحَبَشِيَّةِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {أَحَسُّوا} [الأنبياء: 12]: تَوَقَّعُوهُ، مِنْ أَحْسَسْتُ.
"قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". "رَعَتْ" زاد بعده في ذ: "لَيلًا". " {حَصَبُ} " في نـ بعده: " {جَهَنَّمَ} ". "وَقَالَ غَيْرُهُ" في سفـ: "وَقَالَ مَعْمَرٌ". "تَوَقَّعُوهُ" في ذ: "تَوَقَّعُوا" بحذف الضمير، "قس"(10/ 477).
===
"إذا" أنذرتَ عدوّك و"أعلمته" بالحرب "فأنت وهو على سواء: لم تَغْدِر" معنى الآية: أعلمتكم بالحوب وأن لا صلح بيننا على سواء لتتأهبوا لما يراد بكم فلا غدر ولا خداع. "وقال مجاهد" فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: " {لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ} "[الأنبياء: 13] أي: "تُفَهَّمون" بضم الفوقية وفتح الفاء وفتح الهاء مشددة، وفي نسخة:"تفهمون" بفتح فسكون ففتح مخففًا، ولابن المنذر من وجه آخر عنه: تفقهون. قال تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ "ارْتَضَى"} [الأنبياء: 28] أي: "رضي" أن يشفع له مهابة منه. قوله: {مَا هَذِهِ "التَّمَاثِيلُ"} [الأنبياء: 52] هي "الأصنام" والتمثال اسم للشيء الموضوع مشبهًا بخلق من خلق اللَّه، "قس"(10/ 476 - 478)، "بيض"(2/ 70، 73)، "ك"(17/ 211)، "مجمع"(4/ 779، و 3/ 297)، "خ"(2/ 411).
(1)
بتشديد المهملة الأولى، "الخير الجاري".
(2)
فلكة: جرخه ريشمان، "صراح".
(3)
بكسر الميم وفتح الزاي، "قس"(10/ 476).
{خَامِدِينَ} [الأنبياء: 15]: هَامِدِينَ. حَصِيدٌ: مُسْتَأْصَلٌ، يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ. {وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} [الأنبياء: 19]: لَا يُعْيُونَ
(1)
، وَمِنْهُ:{حَسِيرٌ} [الملك: 4]، وَحَسَرْتُ بَعِيرِي
(2)
. {عَمِيقٍ} [الحج: 27]: بَعِيدٌ. {نُكِّسُوا} [الأنبياء: 65]: رُدُّوا. {صَنْعَةَ لَبُوسٍ} [الأنبياء: 80]: الدُّرُوعُ. {تَقَطَّعُوا أَمْرَهُم} [الأنبياء: 93]: اخْتَلَفُوا. الْحَسِيسُ وَالْحِسُّ وَالْجَرْسُ
(3)
وَالْهَمْسُ وَاحِدٌ
(4)
، وَهُوَ
(5)
مِنَ الصَّوْتِ الْخَفِيُّ
(6)
. {آذَنَّاكَ} [فصلت: 47]: أَعْلَمْنَاكَ. {آذَنْتُكُمْ} [الأنبياء: 109]: إِذَا أَعْلَمْتَهُ، فَأَنْتَ وَهُوَ {عَلَى سَوَاءٍ} [الأنبياء: 109] لَمُ تَغْدِرْ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 13]: تُفَهَّمُونَ. {ارْتَضَى} [الأنبياء: 28]: رَضِيَ. {التَّمَاثِيلُ} [الأنبياء: 52]: الأَصْنَامُ. {السِّجِلُّ
(7)
} [الأنبياء: 104]: الصَّحِيفَةُ.
"حَصِيدٌ: مُسْتَأْصَلٌ" في ذ: " {وحَصِيدًا}: مُسْتَأْصَلًا"، وفي نـ:"وَالْحَصِيدُ: الْمُسْتَأصَلُ". "وَالْجَمِيعِ" في نـ: "وَالْجَمعِ". " {لَبُوسٍ} " في نـ: " {لَبُوسٍ لَكُمْ} " مصحح عليه. "وَالْهَمْسُ" سقط في نـ. "تُفَهَّمُونَ" في نـ: "تُفْهَمُونَ".
===
(1)
أي: من الإعياء هو اللغوب، "ك"(17/ 212).
(2)
أي: أعييته.
(3)
بفتح الجيم وكسرها وإسكان الراء، "ك"(17/ 212).
(4)
أي: كلها بمعنى الصوت الخفي، "ك"(17/ 212).
(5)
مبتدأ.
(6)
خبر.
(7)
كقوله تعالى: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} ، "خ".
1 - بَابُ قَوْلُهُ: {كَمَا
(1)
بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ} [الأنبياء: 104]
4740
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنِ الْمُغِيرَةِ
(3)
بْنِ النُّعْمَانِ شَيْخٍ
(4)
مِنَ النَّخَعِ
(5)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ
(6)
إِلَى اللَّهِ عز وجل عُرَاةً
(7)
غُرْلًا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ، ثُمَّ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ
(8)
، أَلَا
(9)
إِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِى، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ
"بَابٌ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "قَولُهُ" سقط في نـ. " {أَوَّلَ خَلْقٍ} " زاد بعده في نـ:" {نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا} ". "عز وجل" سقط في نـ. "عُرَاةً" في نـ: "حفاةً عراةً". "ثُمَّ إِنَّ" سقط في نـ.
===
(1)
الكاف متعلقة بـ {نُّعِيدُةُ} ، "قس"(10/ 478).
(2)
ابن الحجاج.
(3)
الكوفي، "قس"(10/ 479).
(4)
بالجر بدلًا من سابقه، "قس"(10/ 479).
(5)
بفتح الخاء، "قس"(10/ 479).
(6)
مجموعون، "قس"(10/ 479).
(7)
أي: من الثياب، "غرلًا" بضم الغين المعجمة فراء ساكنة جمع أغرل، هو الأقلف الذي لم يُخْتَنْ، "قس"(10/ 479).
(8)
قيل: وخصوصية إبراهيم بهذه الأَوَّلية لكونه ألقي في النار عريانًا، "قس" (10/ 479). ومرَّ في (ح: 3349).
(9)
بالتخفيف، "قس"(10/ 479).
الْعَبدُ الصَّالِحُ
(1)
: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ} إِلَى قَوْلِهِ: {شَهِيدٌ} [المائدة: 117] فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا
(2)
مُرْتَدِّينَ إِلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ". [راجع: 3349].
22 - سُورَةُ الْحَجِّ
(3)
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ
(4)
: {الْمُخْبِتِينَ} [الحج: 34]: الْمُطْمَئِنِّينَ
(5)
.
"{وَكُنتُ} " في نـ: "كُنْتُ" بإسقاط الواو. " {مَا دُمْتَ} " في ذ: " {مَا دُمْتُ فِيهِمْ} ". "إِلَى قَوْلِهِ: {شَهِيدٌ} " في نـ: " {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} ". "إِلَى أَعْقَابِهِمْ" كذا في سـ، ذ، وفي نـ:"عَلَى أَعْقَابِهِمْ". "سُورَةُ الحَجِّ" ثبتت بعده البسملة في ذ، وسقطت لغيره. "وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ" في نـ:"قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ".
===
(1)
هو عيسى بن مريم، "قس"(10/ 479).
(2)
قوله: (لم يزالوا مرتدين) حمل بعضهم الردةَ على الحقيقة والصحابةَ على المجاز من جفاة العرب من أصحاب مسيلمة والأسود، وبعضهم الردةَ على التقصير في بعض والصحابةَ على غير الخواص من الصحابة، واللَّه أعلم، "لمعات". مرَّ (برقم: 4625).
(3)
هي ثمان وسبعون آية، مكية إلا:{هَذَانِ خَصْمَانِ} إلى تمام ثلاث أو أربع: إلى قوله: {عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الحج: 19 - 22]، "قس"(10/ 480)، قال البيضاوي (2/ 82): ست آيات إلى {الْحَمِيدُ} [الحج: 19 - 24].
(4)
سفيان في تفسيره عن مجاهد، "قس"(10/ 480).
(5)
إلى اللَّه، وقال ابن عباس: المتواضعين الخاشعين، "قس"(10/ 480).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(1)
: {فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52]: إِذَا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ، فَيُبْطِلُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ وَيُحْكِمُ آيَاتِهِ. وَيُقَالُ: أُمْنِيَّتِهُ قِرَاءَتُهُ. {إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة: 78]: يَقْرَءُونَ وَلَا يَكْتُبُونَ.
"{فِي أُمْنِيَّتِهِ} " في نـ: " {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ". "مَا يُلْقِي" في ذ: "مَا أَلْقَى". "وَيُحْكِمُ آيَاتِهِ" في نـ: "وَيُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ".
===
(1)
قوله: (وقال ابن عباس) فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} " أي: "إذا حدّث" أي: إذا تلا النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من الآيات المنزَّلة عليه من اللَّه "ألقى الشيطان في حديثه" في تلاوته عند سكتة من السكتات ما يوافق رأي أهل الشرك من الباطل، فيسمعونه فيتوهمون أنه مما تلاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُنَزَّه عنه، لا يخلط حقًا بباطل، حاشاه اللَّه من ذلك. "فيبطل اللَّه ما يلقي الشيطان ويحكم آياته" أي: يثبتها "ويقال": إن "أمنيته" هي "قراءته"، وفي بعض الأصول وكثير من النسخ: "أمنيته قراءته" بجرِّهما على ما لا يخفى. قوله: "{إِلَّا أَمَانِيَّ} " يريد قوله تعالى في سورة البقرة: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} أي: "يقرؤون ولا يكتبون"، وهذا أورده المؤلف رحمه الله استشهادًا على أن "تَمنَّى" في هذه السورة في قوله تعالى: {إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} بمعنى قرأ، وهو خلاف ما فسّره به صاحب "الأنوار" حيث قال: {إِذَا تَمَنَّى} إذا زوّر في نفسه ما يهواه {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} في تشهّيه ما يوجب اشتغالَه بالدنيا، "قس" (10/ 480 - 481).
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(1)
: {مَشِيدٌ} [الحج: 45] بِالْقَصَّةِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {يَسْطُونَ} [الحج: 72]: يُفْرِطُونَ
(2)
، مِنَ السَّطْوَةِ، وَيُقَالُ:{يَسْطُونَ} يَبْطُشُونَ. {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ
(3)
} [الحج: 24]: أُلْهِمُوا.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بِسَبَبٍ} [الحج: 15]: بِحَبلٍ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ.
"بِالْقَصَّةِ" في ذ: "بِالْقَصَّةِ: جِصٌّ" -بكسر الجيم، أي: هي جِصٌّ، "قس" (10/ 482) -. "أُلْهِمُوا" في ذ:"أُلْهِمُوا القرآن"، وفي رواية له أيضًا:"أُلْهِمُوا إلَى القُرآنَ {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} الإِسلامُ" -أي: هو الإسلام، وفي بعضها بالجر، أي: إلى الإسلام-. "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". " {بِسَبَبٍ} " في نـ: " {وبِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} "، وزاد بعده في سفـ:" {ثَانِيَ عِطْفِهِ} [الحج: 9]: مستكْبِرٌ".
===
(1)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ "مَشِيدٍ"} أي: "بالقَصَّة" بفتح القاف وتشديد المهملة المفتوحة. "وقال غيره" أي: غير مجاهد في قوله تعالى: {يَكَادُونَ "يَسْطُونَ"} أي: "يفرطون" مشتق "من السطوة" وهي القهر والغلبة، "ويقال" هو قول الفراء والزجاج "يسطون" أي:"يبطشون" بكسر الطاء وضمها، والمعنى أنهم يهمُّون بالبطش والوثوب تعظيمًا لإنكار ما خوطبوا به. "وقال ابن عباس" في قوله تعالى:{مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ "بِسَبَبٍ" إِلَى السَّمَاءِ} أي: "بحبل إلى سقف البيت"، ولفظ ابن المنذر: فليمدد بسبب إلى سماء بيته فليختنق به حتى يموت فإن اللَّه ناصره لا محالة، "قس"(10/ 482)[وانظر "ع" (13/ 169)].
(2)
من نصر وأكرم.
(3)
هو كلمة التوحيد، "قس"(10/ 483).
{تَذْهَلُ} [الحج: 2]: تُشْغَلُ
(1)
.
1 - بَابٌ قَوُلهُ: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَرَى
(2)
] [الحج: 2]
4741 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ
(6)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ، يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادِ
(7)
بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا
(8)
إِلَى النَّارِ، قَالَ: يَارَبِّ، وَمَا بَعْثُ النَّارِ
(9)
؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ
"تُشْغَلُ" في نـ: "تُشْتَغَلُ". "بَابٌ" ثبت في ذ. "قوله" سقط في نـ. " {سُكَرَى} " زاد بعده في نـ: " {وَمَا هُم بِسُكَرَى} ". "يَقُولُ اللَّهُ" في ن: "يَقُولُ اللَّهُ عز وجل". "يَقُولُ: لَبَّيْكَ" في نـ: "فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ".
===
(1)
بضم أوله وفتح ثالثه، لهول ما ترى، "قس"(10/ 483).
(2)
بضم السين، "قس"(10/ 483).
(3)
ابن غياث، "قس"(10/ 484).
(4)
حفص، "قس"(10/ 484).
(5)
سليمان بن مهران، "قس"(10/ 484).
(6)
ذكوان السمّان، "قس"(10/ 484).
(7)
بفتح الدال، "قس"(10/ 484)، وروي بكسرها.
(8)
أي: مبعوثًا أي: نصيبًا، أي: أَخْرِجْ من الناس الذين هم أهل النار وأبعثهم إليها، [انظر]"ف"(11/ 389)، [النص بتمامه في "ك" (17/ 214)].
(9)
أي: وما مقدار مبعوث النار؟ "قس"(10/ 484).
-أُرَاهُ
(1)
- تِسْعَمِائَةٍ وَتسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَحِينَئِذٍ تَضَعُ الْحَامِلُ حَمْلَهَا
(2)
وَيَشِيبُ الْوَلِيدُ
(3)
، {وَتَرَى النَّاسَ سُكَرَى
(4)
وَمَا هُم بِسُكَرَى
(5)
وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
(6)
} ". فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ
(7)
حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُم
(8)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
(9)
تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً
"أُرَاهُ" في نـ: "أُرَاهُ قَالَ". "تِسْعَمائةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ"، في نـ:"تسعُمائةٍ وتسعةٌ وتسعونَ".
===
(1)
أي: أظنه، "قس"(10/ 484).
(2)
أي: جنينها، "قس"(10/ 484).
(3)
قوله: (ويشيب الوليد) من شدة هول ذلك، هذا على سبيل الفرض أو التمثيل، أو يُحْمَلُ على الحقيقة، لأن كل أحد يُبْعَثُ على ما مات عليه، فتبعث الحامل حاملًا، والمرضع مرضعة، والطفل طفلًا، "قس"(10/ 484 - 485)، ومرَّ الحديث مع بيانه (برقم: 3348) في "كتاب الأنبياء".
(4)
أي: كأنهم سكارى من شدة الأمر، "قس"(10/ 485).
(5)
على الحقيقة، "قس"(10/ 485).
(6)
تعليل لإثبات السكر المجازي لما نفى عنهم السكر الحقيقي، "قس"(10/ 485).
(7)
أي: الحاضرين.
(8)
أي: من الخوف.
(9)
قوله: (من يأجوج ومأجوج) وممن كان على الشرك. "تسعمائة إلخ" بنصب "تسع" على التمييز، ويجوز الرفع على أنه خبر مبتدإٍ محذوف، كذا في "القسطلاني" (10/ 485). قال البغوي (3/ 180): روي عن حذيفة مرفوعًا: "إن يأجوج أمة ومأجوج أمة، لكل أمة أربعمائة ألف أمة، لا يموت الرجل منهم حتى يُنْظَرَ إلى ألف ولد ذكر من صلبه كلهم حمل السلاح وهم
وَتِسْعِينَ، وَمِنْكُمْ
(1)
وَاحِدٌ، ثُمَّ أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالشَّعْرَةِ
(2)
السَّوْدَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَبْيَض، أَوْ
(3)
كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا
(4)
رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ" فَكَبَّرْنَا
(5)
، ثُمَّ قَالَ:"ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ"، فَكَبَّرْنَا
(6)
، ثُمَّ قَالَ: "شَطْرَ
(7)
أَهْلِ الْجَنَّةِ". فَكَبَّرْنَا.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ
(8)
. . . . . . . . .
"وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ" في نـ: "قَالَ أَبُو أُسَامَةَ".
===
من أولاد آدم". قوله: "فكبرنا" أي: عَظَّمْنا ذلك، أو قلنا: اللَّه أكبر سرورًا بهذه البشارة، "ك" (17/ 214). وعند الطبراني من حديث أبي هريرة زيادة: "أنتم ثلثا أهل الجنة". وفي "الترمذي" (ح: 2546) وصححه: "أهل الجنة عشرون ومائة صف، أنتم
(1)
منها ثمانون". والظاهر أنه صلوات اللَّه وسلامه عليه لما رجا من رحمة اللَّه أن تكون أمته نصف أهل الجنة أعطاه ما رجاه وزاده، "قس" (10/ 485).
(1)
أيها المسلمون وممن كان مثلكم، "قس"(10/ 485).
(2)
بفتح العين.
(3)
للتنويع أو شك من الراوي، "قس"(10/ 485).
(4)
يريد أمته المؤمنين، "قس"(10/ 485).
(5)
أي: قلنا: اللَّه أكبر سرورًا بهذه البشارة، "قس"(10/ 485).
(6)
سرورًا، "قس"(10/ 485).
(7)
نصب لأنه خبر كان، "قس"(10/ 485).
(8)
حماد بن أسامة، وصله في "كتاب الأنبياء" [برقم: 3348]، "قس"(10/ 485).
(1)
كذا في الأصل، وفي "قس" (10/ 485):"أمتي منها ثمانون"، وفي "الترمذي":"ثمانون منها من هذه الأمة".
عَنِ الأَعْمَشِ
(1)
: {تَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتسْعَةً وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ جَرِيرٌ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ
(2)
: سَكْرَى
(3)
وَمَا هُمْ بِسَكْرَى. [راجع: 3348].
2 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ
(4)
}: شَكٍّ، {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} إِلَى قَوْلِهِ:{ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} [الحج: 11 - 12]
"قَالَ" في ذ: "وَقَالَ". "قَولُهُ" سقط في نـ. "شَكٍّ" في نـ: "عَلَى شَكٍّ". " {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} " زاد بعده في نـ: " {ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} ".
===
(1)
سليمان عن أبي صالح عن أبي سعيد، "قس"(10/ 485).
(2)
محمد بن خازم، "قس"(10/ 485).
(3)
بفتح السين وسكون الكاف، "قس"(10/ 486).
(4)
قوله: ({عَلَى حَرْفٍ}) أي: "شك" قاله مجاهد، وهو قول أكثر المفسرين، وأصله من حرف الشيء وهو طرفه، وقيل: على انحراف، أو على طرف الدين لا في وسطه كالذي يكون في طرف الجيش فإن أحس بظفر قَرَّ وإلا فرّ، وهو المراد بقوله:" {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} " أي: ارتد. قوله: " {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} " أي: بذهاب عصمته وحبوط عمله بارتداد. " {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} " عن الحق والرشد، "قس"(10/ 486).
{أَتْرَفْنَاهُمْ
(1)
} [المؤمنون: 33]: وَسَّعْنَاهُمْ.
4742 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ
(3)
، عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(4)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} . كَانَ الرَّجُل يَقْدَمُ الْمَدِينَةَ
(5)
، فَإِنْ وَلَدَتِ امْرَأَتُهُ غُلَامًا، وَنُتِجَتْ
(6)
خَيْلُهُ، قَالَ: هَذَا دِينٌ صَالِحٌ، وَإِنْ لَمْ تَلِدِ امْرَأَتُهُ وَلَمْ تُنْتَجْ
(7)
خَيْلُهُ، قَالَ: هَذَا دِينُ سَوءٍ
(8)
. [تحفة: 5556].
"وَسَّعْنَاهُمْ" في نـ: "وَسَّعْنَا لَهُمْ". "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ" في ذ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ". "يَقْدَمُ الْمَدِينَةَ" زاد بعده في نـ: "فَيُسْلِمُ" مصحح عليه.
===
(1)
يريد قوله تعالى في سورة المؤمنين: {وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، "قس"(10/ 486)، وذكره هنا لا محل له وإنما محله سورة المؤمنين، ووقع هذا من الناسخ، "ك"(17/ 217).
(2)
الكرماني.
(3)
ابن يونس، "قس"(10/ 486).
(4)
بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية: عثمان بن عاصم الأسدي، "قس"(10/ 486).
(5)
أي: مدينة النبي صلى الله عليه وسلم.
(6)
بضم النون بلفظ المجهول، "ك"(17/ 216)، "قس"(10/ 487) بمعنى ولدت.
(7)
أي: لم تلد.
(8)
بفتح المهملة والجر على الإضافة، "قس"(10/ 487).
3 - بَابُ قَوْلُهُ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ
(1)
(2)
} [الحج: 19]
4743 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هَاشِمٍ
(4)
، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ
(5)
، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ
(6)
، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ كَانَ يُقْسِمُ فِيهَا
(7)
: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} نَزَلَتْ فِي حَمْزَةَ
(8)
وَصَاحِبَيْهِ،
"بَابُ" سقط في نـ. "قَولُه" سقط في نـ. "أَخْبَرَنَا أَبُو هَاشِمٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ". "يُقْسِمُ فِيهَا" كذا في هـ، ذ، وفي سـ، حـ، ذ:"يُقْسِمُ قَسَمًا".
===
(1)
أي: في دين ربهم، "قس"(10/ 487).
(2)
أي: في دينه أو في ذاته وصفاته، "بيض"(2/ 86).
(3)
ابن بُشَير بالتصغير فيهما، "قس" (10/ 488). [وفي "التقريب" (رقم: 7312): "ابن بشير" بوزن عظيم، وكذا في "المغني" (ص: 39)].
(4)
يحيى بن دينار، "قس"(10/ 488).
(5)
لاحق بن حميد، "قس"(10/ 488).
(6)
بضم المهملة وخفة الموحدة، "قس"(10/ 488).
(7)
قوله: (كان يقسم فيها) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قسمًا" بفتح السين بدل قوله: "فيها"، وهو الصواب. ورواية الكشميهني:"فيها" وهو تصحيف كما لا يخفى، إذ المراد القسم الذي هو الحلف، "قس" (10/ 488). ومرَّ حديث الباب مع بيانه (برقم: 3966) في أول "المغازي".
(8)
ابن عبد المطلب، وصاحباه: علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وهؤلاء الثلاثة الفريق المؤمنون، "قس"(10/ 488).
وَعُتْبَةَ
(1)
وَصَاحِبَيْهِ
(2)
، يَوْمَ بَرَزُوا فِي يَوْمِ بَدْرٍ، رَوَاهُ سُفْيَانُ
(3)
، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ
(4)
. وَقَالَ عُثْمَانُ
(5)
عَنْ جَرِيرٍ
(6)
، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ
(7)
، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ
(8)
قَوْلَهُ
(9)
. [راجع: 3966، تحفة: 19526].
4744 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ
(10)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيمَانَ، سَمِعْتُ أَبِي
(11)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ،
"مُعْتَمِرُ" في نـ: "الْمُعْتَمِرُ". "سَمِعْتُ أَبِي" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ أبي".
===
(1)
ابن ربيعة بن عبد شمس، "قس"(10/ 488).
(2)
أخيه شيبة والوليد بن عتبة المذكور وهم الفريق الآخر، "قس"(10/ 488).
(3)
الثوري، فيما وصله المؤلف في "المغازي" [برقم: 3965]، "قس"(10/ 488).
(4)
يحيى بن دينار، "قس"(10/ 488).
(5)
هو ابن أبي شيبة، "قس"(10/ 489).
(6)
أي: ابن عبد الحميد، "قس"(10/ 489).
(7)
يحيى بن دينار.
(8)
لاحق بن حميد.
(9)
قوله: (قوله) أي: موقوفًا عليه، وقد وصله أبو هاشم في رواية الثوري وهشيم إلى أبي ذر كما مرَّ قريبًا، والحكم للواصل إذا كان حافظًا على ما لا يخفى، والثوري أحفظ من منصور فَتُقَدَّمُ روايته، "قس"(10/ 489).
(10)
هو ابن المعتمر، "قس".
(11)
سليمان بن طرخان، "قس"(10/ 489).
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو
(1)
بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: قَالَ قَيْسٌ
(2)
: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ
(3)
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} قَالَ: هُمُ الَّذِينَ بَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ
(4)
: عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ وَعُبَيْدَةُ
(5)
وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيْعَةَ وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيْعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ. [راجع: 3965].
23 - سُورَةُ الْمُؤْمِنِينَ
(6)
وَقَال ابْنُ عُيَيْنَةَ
(7)
: {سَبْعَ طَرَائِقَ} [المؤمنون: 7]: سَبْعَ سَمَاوَاتٍ.
"ابْنِ أَبِي طَالِب" سقط في نـ. "سُورَةُ المؤمِنِينَ" في نـ: "سُورَة المؤمنون"، وزاد في ذ بعده:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
===
(1)
بالجيم أي: يجلس على ركبتيه، "قس"(10/ 489).
(2)
ابن عباد من قوله موقوفًا عليه، "قس"(10/ 489).
(3)
مرَّ بيانه (برقم: 3965).
(4)
فإن قلت: كيف نزلت هذه الآية في يوم بدر والسورة مكية؟ قلت: السورة مكية إلا ثلاث آيات وهي {هَذَانِ في خَصْمَانِ. . .} إلخ، "تن"(2/ 964).
(5)
هؤلاء الثلاثة مسلمون.
(6)
مكية، مائة وتسع عشرة آية عند البصريين، وثمان عشرة عند الكوفيين، "قس"(10/ 490)، "بيض"(2/ 99).
(7)
قوله: (وقال ابن عيينة) هو سفيان، مما وصله في "تفسيره" في قوله تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ "سَبْعَ طَرَائِقَ"} ، أي:"سبع سماوات" سميت طرائق لتطارقها، وهو أن بعضها فوق بعض، يقال: طارق النعل إذا أطبق نعلًا على نعل، أو لأنها طرق الملائكة في العروج والهبوط. قال تعالى:
{لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 61]: سَبَقَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ. {قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}
"{لَهَا سَابِقُونَ} -إلَى- السَّعَادَةِ" سقط هذا لأبي ذر. " {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}: خَائِفِينَ" هذا ثابت في سـ، ذ.
===
{أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ "لَهَا سَابِقُونَ"} أي: "سبقت لهم السعادة" قاله ابن عباس. قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَ"قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ"} قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم: أي: "خائفين" أن لا يقبل منهم ما آتوا من الصدقات. "قال ابن عباس" فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {"هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ" لِمَا تُوعَدُونَ} . أي: "بعيد بعيد" قال في "المصابيح": المعروف عند النحاة أنها اسم فعل، أي: سمي بها الفعل الذي هو بَعُدَ، وهذا تحقيق لكونها اسمًا مع أن مدلوله وقوع البعد في الزمن الماضي. قوله تعالى:{قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ "فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ"} أي: "الملائكة" يعني الذين يحفظون أعمال بني آدم ويحصونها عليهم، وهذا قول عكرمة، وقيل: الملائكة الذين يعدون أيام الدنيا، وقيل: المعنى: سَلْ من يعرف عددَ ذلك فإنا نسيناه. قال تعالى: {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ "لَنَاكِبُونَ"} أي: "لعادلون" عن الصراط السوي. قال تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا "كَالِحُونَ"} أي: "عابسون" وفي حديث أبي سعيد مرفوعًا: "تُشَوِّيه النار فتقلص شفته العليا وتسترخي السفلى" رواه الحاكم. "وقال غيره" أي: غير ابن عباس " {من سُلَالَةٍ} الولد. والنطفة: السلالة" لأنه استل من أبيه وهو مثل البرادة والنحاتة لما يتساقط الشيء من البرد والنحت، هذا كله من "القسطلاني" (10/ 490 - 492). قال الكرماني (17/ 217): ليس الولد تفسيرًا للسلالة بل "الولد" مبتدأ وخبره "السلالة"، يعني: السلالة ما يستل من الشيء كالولد والنطفة. قوله: "والجنة" في قوله: {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ} [المؤمنون: 70]"والجنون واحد" في المعنى. قوله تعالى: {إِذَا هُمْ "يَجْأَرُونَ"} أي: "يرفعون أصواتهم كما تَجْأَرُ البقرة" لشدة ما نالهم. قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى
[المؤمنون: 60]: خَائِفِينَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} [المؤمنون: 36]: بَعِيدٌ بَعِيدٌ. {فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ} [المؤمنون: 113]: الْمَلَائِكَةَ {لَنَاكِبُونَ} [المؤمنون: 74]: لَعَادِلُونَ. {كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104]: عَابِسُونَ. {مِنْ سُلَالَةٍ
(1)
} [المؤمنون: 12]: الْوَلَدُ، وَالنُّطْفَةُ: السُّلَالَةُ. وَالْجِنَّةُ
(2)
وَالْجُنُونُ وَاحِدٌ
(3)
. . . . . . . .
"قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في ذ: "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". " {فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ} " زاد قبله في ذ، سفـ:"وقال مجاهدٌ"، وفي نـ:"فَاسْأَل". "الملائِكَةَ" زاد بعده في سفـ: " {تَنكِصُونَ}: تَسْتَأخِرونَ". " {لَنَاكِبُونَ} " زاد قبله في ذ: "قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ". " {مِنْ سُلَالَةٍ} " زاد قبله في ذ: "وَقَالَ غَيْرُهُ".
===
عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ "عَلَى أَعْقَابِكُمْ" تَنْكِصُونَ} أي: تُعرضون مدبرين عن سماعها وتصديقها يقال: "رجع على عقبيه" إذا أدبر. قوله: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ "سَامِرًا" تَهْجُرُونَ} نصب على الحال مأخوذ "من السمر، والجمع السمار" بوزن الجمار "والسامر هاهنا في موضع الجمع" وهو الأصح ونظيره قوله: {يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [غافر 67]. قوله تعالى: {قُلْ فَأَنَّى "تُسْحَرُونَ"} أي: فكيف "تعمون، من السحر" حتى يخيل لكم الحق باطلًا مع ظهور الأمر وتظاهر الأدلة، وثبت من قوله:" {يَجْأَرُونَ} " إلى هنا في رواية النسفي، وسقط لغيره، كما نبّه [عليه] في "الفتح"، "قس"(10/ 492)، "بيض"(2/ 108).
(1)
لأنه استل من أبيه، وهي مثل البرادة لما يتساقط بالبرد، كذا في "قس"(10/ 492).
(2)
في قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةُ} [المؤمنون: 70].
(3)
أي: في المعنى، "قس"(10/ 492).
وَالْغُثَاءُ
(1)
: الزَّبَدُ، وَمَا ارْتَفَعَ عَنِ الْمَاءِ، وَمَا لَا يُنْتَفَعُ بِهِ.
24 - سُورَةُ النُّورِ
(2)
{مِنْ خِلَالِهِ
(3)
} [النور: 43]: مِنْ بَيْنِ أَضْعَافِ السَّحَابِ. {سَنَا بَرْقِهِ} [النور: 43]: الضِّيَاءُ. {مُذْعِنِينَ} [النور: 49]: يُقَالُ لِلْمُسْتَخْذِئ:
"وَمَا لَا يُنْتَفَعُ بِهِ" زاد بعده في سفـ: " {يَجْأَرُونَ} [المؤمنون: 64]: يَرْفَعُونَ أَصوَاتَهُمْ كمَا تَجْأَرُ البقرةُ. {عَلَى أَعْقَابِكُمْ}: رَجَعَ عَلَى عَقِبَيهِ -أي: أدبر، يعني أنهم مدبرون عن سماع الآيات-. {سَمِرًا} [المؤمنون: 67] السامر مِنَ السَّمَرِ، والجمعُ السُّمَّارُ، والسامر ههنا في موضع الجمع. {تُسْحَرُونَ} [المؤمنون: 89]: تَعْمَونَ، منَ السِّحْر"، وفي نـ:"الجميع" بدل "الجمع". "سُورَةُ النُّورِ" زاد بعده في ذ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "الضِّيَاءُ" في نـ: "وَهُوَ الضِّيَاءُ".
===
(1)
في قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} [المؤمنون: 41] شبَّهَهُمْ في دمارِهم
(1)
بغثاء السيل، وهو حميله، "بيض"(2/ 104).
(2)
مدنية، وهي ثنتان أو أربع وستون آية، وثبتت البسملة لأبي ذر، وفي بعض النسخ ثبوتها مقدمة على السورة.
(3)
قوله: ({مِنْ خِلَالِهِ}) في قوله تعالى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} أي: فترى المطر يخرج "من بين أضعاف السحاب". قوله تعالى: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} " وهو "الضياء" أي: ضوء برقه، يقال: سنا يسنو أي: أضاء يضيء. قال تعالى: {وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ "مُذْعِنِينَ"} أي: منقادين، "يقال للمستخذئ" بالخاء والذال المعجمتين اسم فاعل مِن استخذأ أي: خضع، "مذعن" بالذال المعجمة: منقاد، "قس" (10/ 493 - 494)، "بيض" (2/ 127 - 128).
(1)
في الأصل: "في دمائهم".
مُذْعِنٌ. {أَشْتَاتًا} [النور: 61]، وَشَتَّى
(1)
وَشَتَاتٌ
(2)
وَشَتٌّ
(3)
وَاحِدٌ.
وَقَالَ سَعْدُ بْنُ عِيَاضٍ الثُّمَالِيُّ
(4)
: الْمِشْكَاةُ
(5)
: الْكُوَّةُ
(6)
بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(7)
: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا} [النور: 1]: بَيَّنَّاهَا. وَقَالَ
"وَشَتٌّ واحدٌ" زاد بعده في نـ: "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لواذًا: خِلافًا". "بِلَسَانِ الْحَبَشَةِ" في نـ: "بِالْحَبَشِيَّةِ".
===
(1)
بتشديد التاء، "قس"(10/ 494).
(2)
بتخفيف التاء، "قس"(10/ 494).
(3)
لعل غرضه أن أشتاتًا ليس جمع شَتٍّ، كما قال به البعض، "خ"(2/ 412).
(4)
بضم المثلثة وكسرها وخفة الميم نسبة إلى ثُمَالة قبيلة من الأزد، "ك"(18/ 3)، "قس"(10/ 495).
(5)
{كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} [النور: 35].
(6)
هي الطاقة.
(7)
قوله: (قال ابن عباس) فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا} أي: "بَيَّنّاها" قال الزركشي تبعًا للقاضي عياض: كذا في النسخ، والصواب: أنزلناها وفرضنا ها: "بَيَّنَّاها". فـ "بيناها" تفسير "فرضناها" لا تفسير "أنزلناها"، وعليه "شرح الكرماني"، وتعقبه صاحب "المصابيح" بأن البخاري نقل عن ابن عباس تفسير أنزلناها، وهو نقل صحيح ذكره الحافظ مغلطاي من طريق ابن المنذر بسنده إلى ابن عباس، فما هذا الاعتراض البارد؟، انتهى. وقد روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: وفرضناها، يقول: بيناها. قال في "الفتح": وهو يؤيد قول عياض، "قس"(10/ 494).
غَيْرُهُ
(1)
: سُمِّيَ الْقُرْآنُ لِجَمَاعَةِ
(2)
السُّوَرِ، وَسُمِّيَتِ السُّورَةُ لأَنَّهَا مَقْطُوعَةٌ مِنَ الأُخْرَى، فَلَمَّا قُرِنَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ سُمِّيَ قُرْآنًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17]: تَأْلِيفَ بَعْضِهِ إِلَى بَعْضٍ، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18]: فَإِذَا جَمَعْنَاهُ وَأَلَّفْنَاهُ فَاتَّبعْ قُرْآنَهُ، أي: مَا جُمِعَ فِيهِ، فَاعْمَلْ بِمَا أَمَرَكَ
(3)
، وَانْتَهِ عَمَّا نَهَاكَ اللَّهُ، وَيُقَالُ: لَيْسَ لِشِعْرِهِ قُرْآنٌ أي: تَأْلِيفٌ، وَسُمِّيَ الْفُرْقَانَ
(4)
لأَنَّهُ يَفْرُقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: مَا قَرَأَتْ سَلًى
(5)
قَطُّ، أي: لَمْ تَجْمَعْ فِي بَطْنِهَا وَلَدًا.
"وَقَوْلُهُ تَعَالَى" لفظ "تَعَالَى" سقط في نـ. "فَإِذَا جَمَعْنَاهُ -إِلَى- قُرآنَهُ" سقط في نـ. "نَهَاكَ اللَّهُ" في نـ: "نَهَاكَ" بإسقاط لفظ الجلالة. "سَلًى" في نـ: "بسَلًا"، وفي نـ:"بَسْلًا" - في "الصحاح"(ص: 82): البَسْل: الحرام، البَسْل: الحلال أيضًا-.
===
(1)
أي: غير ابن عباس.
(2)
بفتح الجيم والعين وتاء التأنيث، و"السور" مجرور بالإضافة، ويجوز كسرُ الجيم والعين وهاء الضمير، ونصبُ السور على أنه مفعول، "قس"(10/ 494).
(3)
اللَّه فيه، "قس"(10/ 495).
(4)
بالنصب، "قس" (10/ 495). [قوله:"يفرق" بتشديد الراء يقال في الأجسام وبتخفيفها في المعاني، "قس"(10/ 506)].
(5)
بفتح السين المهملة منونًا من غير همز، وهي الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد، "أي: لم تجمع. . . " إلخ. والحاصل: أن القرآن عنده مشتق من قرأ بمعنى جمع لا مِنْ قرأ بمعنى تلا، "قس" (10/ 495).
وَقَالَ: {وفَرَّضْناها
(1)
} [النور: 1]: أَنْزَلْنَاهَا فِيهَا فَرَائِضَ مُخْتَلِفَةً، وَمَنْ قَرَأَ:{فَرَضْناها} يَقُولُ: فَرَضْنَا عَلَيْكُمْ وَعَلَى مَنْ بَعْدَكْمْ.
قَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا} [النور: 31]: لَمْ يَدْرُوا لِمَا بِهِمْ مِنَ الصِّغَرِ
(3)
.
"وَقَالَ: {فَرَّضْناها} " في ذ: "وَيُقَالُ فِي {فَرَّضْناها} ". "أَنْزَلْنَاهَا" في نـ: "أَنْزَلْنَا". "مَنْ بَعْدَكُمْ" زاد بعده في سفـ: "وَقَالَ الشَّعبِيُّ: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ}: مَنْ ليس له أَرَبٌ، وقَالَ طاوسٌ: هوَ الأحمقُ الَّذِي لا حاجَةَ لهُ في النِّسَاءِ، وقَالَ مُجَاهِدٌ: لا يُهِمُّهُ إلا بطنُه، ولا يخافُ على النِّسَاءِ، والطفلُ الَّذِين لم يظهروا على عورات النساء"، وفي نـ:" {أُولِي الْإِرْبَةِ} " بدل " {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ} " مصحح عليه. "قَالَ مُجَاهدٌ" في نـ: "وَقَالَ مُجَاهِدٌ".
===
(1)
قوله: (وقال: {فَرَّضْناها}) بتشديد الراء، ولأبي ذر:"ويقال في فرَّضناها" أي: "أنزلنا فيها فرائض مختلفة"، فالتشديد لتكثير المفروض، وقيل: للمبالغة في الإيجاب، "ومن قرأ:{فَرَضْناها} " بالتخفيف، وهي قراءة غير أبي عمرو وابن كثير. "يقول": المعنى "فرضنا عليكم" فأسقط الضمير "وعلى من بعدكم" إلى يوم القيامة، والسورة لا يمكن فرضها لأنها قد دخلت في الوجود، وتحصيل الحاصل محال، فوجب أن يكون المراد فرضنا ما بُيِّنَ فيها من الأحكام، "قس" (10/ 495).
(2)
فيما وصله الطبري، "قس"(10/ 495).
(3)
قوله: (قال مجاهد: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا}) أي: "لم يَدْرُوا" بسكون الدال، العورةَ من غيرها. قوله:"لما بهم" أي: لأجل ما بهم "من الصِّغَر"، وقال الفراء والزجاج: لم يبلغوا أن يطيقوا إتيان النساء، وقيل: لم يبلغوا حدَّ الشهوة. والطفل يطلق على المثنى والجمع فلذا وصف بالجمع،
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ
(1)
أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ
(2)
إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ
(3)
أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ
(4)
شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 6]
"بَابُ" سقط في نـ. "قَولِهِ" في نـ: "قَولِ اللَّهِ عز وجل". " {إِلَّا أَنْفُسُهُمْ. . .} إلخ" في ذ بدله: "الآية".
===
أو لَمَّا قصد به الجنس روعي فيه الجمع. "وقال الشعبي" بفتح المعجمة، فيما وصله الطبري:" {أُولِي الْإِرْبَةِ} " هو "من ليس له إرب" بكسر الهمزة
(1)
أي: حاجة النساء، وهم الشيوخُ الهِمُّ - الهِمُّ والهِمَّة: الشيخ الفاني، "ق" (ص: 1080) - والممسوحون، وقال ابن جبير: المعتوه، وقال ابن عباس: الطفل الذي لا شهوة فيه، وقال مجاهد: المخنث الذي لا يقوم ذكره. "وقال مجاهد: الذي لا يهمه إلا بطنه ولا يخاف على النساء" لبلهه، "وقال طاوس" فيما وصله عبد الرزاق عنه عن أبيه:"هو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء"، وقيل: هو الذي لا تشتهيه المرأة. وثبت من قوله: "وقال الشعبي" إلى هنا للنسفي، وسقط من فرع اليونينية كأصله كبعض الأصول، "قس" (10/ 495 - 496). قال في "الفتح" (8/ 448): هكذا للنسفي، ولغيره: وقال مجاهد: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا} أي: لم يدروا ما هي من الصغر.
(1)
أي: يقذفون، "قس"(10/ 496).
(2)
على ذلك.
(3)
أي: فالواجب شهادة أحدهم، "قس"(10/ 496).
(4)
بنصب أربع على المصدر وبرفعها خبر المبتدإ، وهو قوله:" {فَشَهَادَةُ} "، "قس"(10/ 496).
(1)
وفي "المجمع"(1/ 43): بفتحتين.
4745 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ عُوَيْمِرًا أَتَى عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ، وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي عَجْلَانَ
(2)
، فَقَالَ: كَيْفَ تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ
(3)
، أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ
(4)
؟ سَلْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنْ ذَلِكَ، فَأَتَى عَاصِمٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ
(5)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ
(6)
،
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ" في نـ: "أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ". "بَنِي عَجْلَانَ" في ذ: "بَنِي العَجْلَانِ".
===
(1)
عبد الرحمن، "قس"(10/ 497)، "ك"(18/ 3).
(2)
بفتح المهملة وسكون الجيم، "قس"(10/ 497).
(3)
قصاصًا، "قس"(10/ 497).
(4)
قوله: (أم كيف يصنع)"أم" تحتمل أن تكون متصلة، يعني إذا رأى الرجل هذا المنكر الشنيع والأمر الفظيع وثارت عليه الحمية أيقتله فتقتلونه أم يصبر على ذلك الشَّنَار والعار؟ وتحتمل أن تكون منقطعة، فسأل أولًا عن القتل مع القصاص ثم أضرب عنه إلى سؤاله، "قس" (10/ 497). قال النووي: اختلفوا فيمن قتل رجلًا وجد مع امرأته قد زنى، قال الجمهور: يُقْتَلُ إلا أن يقوم بذلك بينة أو يعترف له ورثة القتيل ويكون القتيل محصنًا، والبينة أربعة من العدول من الرجال يشهدون على الزنا، وأما فيما بينه وبين اللَّه تعالى إن كان صادقًا فلا شيء عليه، كذا في "المرقاة"(6/ 456)، و"اللمعات".
(5)
حذف المقول لدلالة السابق عليه، "قس"(10/ 498).
(6)
المذكورةَ؛ لما فيها من البشاعة والإشاعة على المسلمين والمسلمات، "قس"(10/ 498).
فَسَأَلَهُ عُوَيْمِرٌ
(1)
، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، قَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنْ ذَلِكَ، فَجَاءَ عُوَيْمِرٌ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ
(2)
". فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمُلَاعَنَةِ بِمَا سَمَّى اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، فَلَاعَنَهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ حَبَسْتُهَا فَقَدْ ظَلَمْتُهَا، فَطَلَّقَهَا
(3)
،. . . . . . .
"وَعَابَهَا" ثبت هنا وسقط من الأولى."قَالَ عُوَيْمِرٌ" في نـ: "فَقَالَ عُوَيْمِرٌ".
===
(1)
فقال: يا عاصم، ماذا قال لك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟، "قس"(10/ 498).
(2)
هي زوجته خولة بنت قيس فيما ذكره مقاتل، وذكر ابن الكلبي: أنها بنت عاصم المذكور واسمها خولة، والمشهور: بنت قيس، "قس"(10/ 498).
(3)
قوله: (إن حَبَسْتُها فقد ظلمتُها، فَطلَّقها) تمسك به من قال: إن الفرقة بين المتلاعنين لا تقع إلا بإيقاع الزوج، وهو قول عثمان الليثي، واحتج بأن الفرقة لم تُذْكَرْ في القرآن، وأن ظاهر الأحاديث أن الزوج هو الذي طلَّق ابتداء، "قس" (10/ 499). وقال الجمهور -منهم أبو حنيفة ومالك والشافعي-: إن الفرقة تقع بينهما بنفس اللعان ويحرم عليه نكاحها على التأبيد، لكن قال الشافعي: تحصل الفرقة بلعان الزوج وحده. قال ابن الهمام: لا نعلم له دليلًا مستلزمًا لوقوع الفرقة بمجرد لعانه. قيل: وينبغي على هذا أن لا تلاعن المرأة أصلًا لأنها ليست زوجته. وقال أبو حنيفة: لا تحصل الفرقة إلا بقضاء القاضي بعد التلاعن لما سيأتي من قوله: "ثم فَرَّق بين المتلاعنين"، واحتج غيره بأنه لا يفتقر إلى قضاء القاضي لما روي من قوله صلى الله عليه وسلم:"لا سبيل لك عليها"(ح: 5312).
فَكَانَتْ
(1)
سُنَّةً لِمَنْ كَانَ بَعْدَهُمَا فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "انْظُرُوا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ
(2)
أَدْعَجَ
(3)
الْعَيْنَيْنِ عَظِيمَ الأَلْيَتَيْنِ
(4)
خَدَلَّجَ
(5)
السَّاقَيْنِ فَلَا أَحْسِبُ عُوَيْمِرًا إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُحَيمِرَ
(6)
،. . . . . . . .
===
لكن يمكن أن يكون هذا من قضاء القاضي. أما قوله: "فطلقها" فذلك لأنه ظن أن اللعان لا يحرِّمها عليه فأراد تحريمها بالطلاق فقال: هي طالق ثلاثًا، وقال الخطابي: لفظ "فطلقها" يدل على وقوع الفرقة باللعان ولولا ذلك لصارت في حكم المطلقات، وأجمعوا على أنها ليست في حكمهن، فلا يكون له مراجعتها إن كان الطلاق رجعيًا، ولا يحل له أن يخطبها إن كان بائنًا، وإنما اللعان فرقة فسخ، ملتقط من "قس"(10/ 500) و"مرقاة"(6/ 458 - 457).
(1)
أي: الفرقة بينهما، "قس"(10/ 500).
(2)
بفتح الهمزة وسكون السين وفتح الحاء المهملتين آخره ميم، أي: أسود، "قس"(10/ 500).
(3)
بالعين المهملة والجيم أي: شديد سواد الحدقة، "قس"(10/ 500)، الدعج: شدة سواد العين، "ك"(18/ 4).
(4)
"الألية" بفتح الهمزة: العَجُز، "قسطلاني"(10/ 500).
(5)
بفتح المعجمة والمهملة وشدة اللام المفتوحة آخره جيم أي: عظيمهما، "قس"(10/ 500).
(6)
قوله: (وإن جاءت به أحيمر) بضم الهمزة وفتح المهملة مصغر أحمر، قال الزركشي (2/ 966): كذا وقع غير مصروف، والصواب صرفه، تصغير أحمر وهو الأبيض، وتعقبه في "المصابيح" فقال: عدم الصرف كما في المتن هو الصواب، وما ادعى أنه عين الصواب هو عين الخطإ، كذا في "قس"(10/ 500).
كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ
(1)
(2)
، فَلَا أَحْسِبُ عُوَيْمِرًا إِلَّا قَدْ كَذَبَ عَلَيْهَا". فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ تَصْدِيقِ عُوَيْمِرٍ، فَكَانَ بَعْدُ نُسِبَ إِلَى أُمِّهِ. [راجع: 423].
2 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَالْخَامِسَةُ
(3)
أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
(4)
} [النور: 7]
4746
- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
(5)
أَبُو الرَبِّيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا
"نَعَتَ" في ذ: "نَعَتَ بِهِ". "نُسِبَ" في نـ: "يُنْسَبُ". "إِلَى أُمِّهِ" زاد بعده في نـ: "وَحَرَةٌ: دُوَيْبَّةٌ". "بَابُ" سقط في نـ. "قَولُه" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ ابْنُ دَاوُدَ" في ذ: "حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ".
===
(1)
بفتحات: دُوَيْبَّةٌ حمراء تلزق بالأرض كالعِظَاءَةِ، "ك"(18/ 5)، "ع"(13/ 180).
(2)
قوله: (وَحَرَة) بفتح الواو والحاء المهملة والراء: دويبة تترامى على الطعام واللحم فتفسده، وهي من أنواع الوزغ، وشبهه بها لحمرتها وقصرها، "قس" (10/ 500). وفي "القاموس" (ص: 457): الوحرة، محركةً: وزغة كسامٍّ أبرصَ، أو ضربٌ من العظاء، لا تطأ شيئًا إلا سَمَّتْه. وهذا الحديث أخرجه أيضًا في "الطلاق" (برقم: 5259) و"الاعتصام"(برقم: 7304) و"الأحكام"(برقم: 7165 و 7166) و"المحاربين"(برقم: 6854)، ومسلم في "اللعان" (برقم: 1492 و 1493).
(3)
أي: الشهادة الخامسة، "قس"(10/ 501).
(4)
فيما رمى به زوجته من الزنا، "قس"(10/ 501).
(5)
العتكي، "قس"(10/ 501).
فُلَيْحٌ
(1)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
(2)
: أَنَّ رَجُلًا
(3)
أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا
(4)
رَأَى مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُةُ
(5)
فَتَقْتُلُونَهُ
(6)
، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا
(7)
مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ التَّلَاعُنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ قُضِيَ
(8)
فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ". قَالَ
(9)
فَتَلَاعَنَا، وَأَنَا شَاهِدٌ
(10)
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَفَارَقَهَا
(11)
، فَكَانَتْ
(12)
سُنَّةً أَنْ
(13)
يُفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ وَكَانَتْ حَامِلًا، فَأَنْكَرَ
(14)
حَمْلَهَا
(15)
، وَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى
"كَيْفَ يَفْعَلُ" في نـ: "كَيْفَ يَصْنَعُ".
===
(1)
مصغرًا لقب عبد الملك بن سليمان الخزاعي، "قس"(10/ 501).
(2)
الساعدي، "قس"(10/ 501).
(3)
هو عويمر، "قس"(10/ 501).
(4)
أي: أخبرني عن حكم رجل، "قس"(10/ 501).
(5)
لأجل ما وقع مما لا يقدر على الصبر عليه، "قس"(10/ 501).
(6)
أي: قصاصًا، "قس"(10/ 501).
(7)
أي: في عويمر وزوجته خولة، "قس"(10/ 501).
(8)
بضم القاف وكسر الضاد المعجمة، "قس"(10/ 502).
(9)
أي: سهل، "قس"(10/ 502).
(10)
أي: حاضر، "قسطلاني"(10/ 502).
(11)
فُرقة مؤبدة، "قس"(10/ 502).
(12)
الملاعنة، "قس"(10/ 502).
(13)
مصدرية، "قس"(10/ 502).
(14)
عويمر، "قس"(10/ 502).
(15)
قوله: (فأنكر حملها) زاد عند أبي داود: فقال النبي صلى الله عليه وسلم-
إِلَيْهَا، ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ فِي الْمِيرَاثِ أَنْ يَرِثَهَا
(1)
، وَتَرِثَ مِنْهُ
(2)
مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا
(3)
. [راجع: 423].
3 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ
(4)
أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ
(5)
} [النور: 8]
4747 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
(7)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ
(9)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
"قَولُه" سقط في نـ. " {أَن تشَهَدَ. . .} إلخ" في نـ بدله: "الآية". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".
===
لعاصم بن عدي: "أمسك المرأة عندك حتى تلد". قوله: "وكان ابنها" أي: الذي وضعته بعد الملاعنة "يدعى إليها" لأنه صلى الله عليه وسلم ألحقه بها لأنه متحقق منها. ومطابقة الحديث في قوله: "فأنزل اللَّه فيهما"، "قسطلاني"(10/ 502).
(1)
ولدها الذي نفاه زوجها.
(2)
أي: من الولد المنفي.
(3)
والظاهر أن هذا من قول سهل حيث قال: "فتلاعنا. . . " إلخ، "قس"(10/ 502).
(4)
أي: الحدّ، "قس"(10/ 502).
(5)
فيما رماني به.
(6)
هو بندار، "قس"(10/ 503).
(7)
محمد، واسم أبي عدي: إبراهيم البصري، "قس"(10/ 503).
(8)
منصرفًا وغير منصرف، الأزدي القُردُوسي -بضم القاف والدال-، البصري، "قس"(10/ 503).
(9)
أبو عبد اللَّه البربري، مولى ابن عباس، "قس"(10/ 503).
أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ
(1)
قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بشَرِيكِ
(2)
بْنِ سَحْمَاءَ
(3)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْبَيِّنَةُ
(4)
(5)
أَوْ حَدٌّ
(6)
فِي ظَهْرِكَ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذَا رَأَى أَحَدُنَا عَلَى امْرَأَتِهِ رَجُلًا يَنْطَلِقُ يَلْتَمِسُ الْبَيِّنَةَ
(7)
؟! فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْبَيِّنَةُ وَإِلَّا حَدٌّ فِي
"الْبَيِّنَةُ أَوْ حَدٌّ" في نـ: "الْبَيِّنَةَ أَوْ حَدًّا". "فَقَالَ" في نـ: "قَالَ". "يَلْتَمِسُ الْبَيِّنَةَ" سقطت "البَيِّنَةَ" في نـ. "الْبَيِّنَةُ وَإِلَّا حَدٌّ" في نـ: "الْبَيِّنَةَ وَإِلَّا حَدًّا".
===
(1)
هو أحد الثلاثة المتخلفين عن غزوة تبوك، "قس"(10/ 503).
(2)
قوله: (بشريك بن سحماء) على وزن حمراء، بالسين المهملة وتقديم الحاء المهملة على الميم، كذا في "اللمعات". قوله:"شريك" بفتح المعجمة.
(3)
اسم أمه، "قس"(10/ 503).
(4)
بالنصب بتقدير: أَحْضِرِ البينة، "قس"(10/ 503).
(5)
قوله: (البينة أو حد في ظهرك) قال ابن مالك: ضبطوا البينةَ بالنصب على تقدير عامل أي: أحضر البينة. وقال غيره: روي بالرفع، والتقدير: إما البينة وإما حد، وقوله في الرواية المشهورة:"أو حد في ظهرك" قال ابن مالك: حذف منه فاءُ الجزاء وفعلُ الشرط بعد "إلا"، والتقدير: وإن لا تحضرها فجزاؤك حد في ظهرك، قال: وحذف مثل هذا لم يذكر النحاة أنه يجوز [إلا] في الشعر، لكنه يرد عليهم وُرودُه في هذا الحديث الصحيح، "ف"(8/ 449).
(6)
بالرفع، أي: أتحضر البينةَ أو يقع حد في ظهرك أي: على ظهرك، ["قس" (10/ 503)].
(7)
أي: يطلبها.
ظَهْرِكَ
(1)
"، فَقَالَ هِلَالٌ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي لَصَادِقٌ، فَلَيُنْزِلَنَّ اللَّهُ مَا يُبَرِّئُ ظَهْرِي مِنَ الْحَدِّ، فَنَزَلَ جِبرَئِيلُ، وَأنْزَلَ عَلَيْهِ:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَجَهُمْ} فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: {إِن كَانَ مِنَ اَلصَّادِقِينَ
(2)
}، فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا
(3)
فَجَاءَ هِلَالٌ، فَشَهِدَ
(4)
، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ
(5)
، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ " ثُمَّ قَامَتْ
(6)
فَشَهِدَتْ
(7)
،
===
(1)
[أي: على المملوك]، كقوله تعالى:{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71]، "قس"(10/ 503).
(2)
فيما رماها الزوج به، "قس"(10/ 503).
(3)
أي: إلى خولة، "قس"(10/ 503).
(4)
{أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ. . .} إلخ [النور: 6 - 7]، "قس"(10/ 503).
(5)
قوله: (أن أحدكما كاذب) قال القاضي عياض وتبعه النووي: في قوله: "أحدكما" رد على من قال من النحاة: إن لفظ أحد لا يستعمل إلا في [النفي، وعلى من قال منهم: لا يستعمل إلا في الوصف وأنه لا يوضع في موضع] واحد ولا يقع موقعه وقد أجازه المبرد، وجاء في هذا الحديث في غير وصف ولا نفي بمعنى واحد، انتهى. وتعقب الفاكهاني فقال: هذا من أعجب ما وقع للقاضي عياض مع براعته وحذقه؛ فإن الذي قاله النحاة إنما هو في "أحد" التي للعموم نحو: ما في الدار من أحد، وما جاءني من أحد، فأما أحد بمعنى واحد فلا خلاف في استعمالها في الإثبات نحو:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ونحوه: {فَشَهاَدَةُ أَحَدِهِمْ} ، ونحو:"أحدكما كاذب"، "قس"(10/ 503).
(6)
أي: الزوجة، "قس"(10/ 504).
(7)
أربع شهادات، "قس"(10/ 504).
فَلَمَّا كَانَتْ عِنْدَ الْخَامِسَةِ وَقَّفُوهَا
(1)
(2)
، وَقَالُوا: إِنَّهَا مُوجِبَةٌ
(3)
. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(4)
: فَتَلَكَّأَتْ
(5)
وَنَكَصَتْ
(6)
، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا تَرْجِعُ، ثُمَّ قَالَتْ: لَا أُفْضِحُ
(7)
قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ، فَمَضَتْ
(8)
. وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَبْصِرُوهَا
(9)
، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ
(10)
الْعَيْنَيْنِ سَابِغَ
===
(1)
بتشديد القاف، ولأبي ذر بتخفيفها.
(2)
قوله: (وَقَّفوها) أي: حبسوها ومنعوها عن المضي فيه وهدّدوها، وقيل: معنى وقّفوها: اطلعوها على حكم الخامسة، ولعل هذا القائل قرأه بالتشديد، ولكن المصحَّحَ في النسخ: وقفوها بالتخفيف. وقوله: "إنها موجبة" أي: للتفريق بينكما لأنه يتم به اللعان وبعده التفريق، أو: إنها موجبة لِلَّعْنِ ومؤدِّية إلى العذاب إن كانت كاذبة. وقوله: "فَتَلَكَّأَتْ" أي: تَبَطَّأَتْ ووقفتْ. وقوله: "نكصت" أي: رجعت، "لمعات".
(3)
للعذاب الأليم إن كانت كاذبة، "قس"(10/ 504).
(4)
بالسند السابق، "قس"(10/ 504).
(5)
بالهمزة المفتوحة بعد الكاف المشددة بوزن تَفَعَّلَتْ، أي: تَبَطَّأَتْ عنه، والنكوص: الإحجام عن الخامسة، "قس"(10/ 504)، "ك"(18/ 7).
(6)
أي: رجعت، "لمعات".
(7)
قوله: (لا أفضح) بضم الهمزة وكسر المعجمة. "قومي سائر اليوم" أي: جميع أيام الدهر أو فيما بقي من الأيام، بالإعراض عن اللعان والرجوع إلى تصديق الزوج، وأريد باليوم الجنس، ولذلك أجراه مجرى العام. قوله:"فمضت" أي: في تمام اللعان، "قسطلاني"(10/ 504).
(8)
أتمت وأنفذت، "لمعات".
(9)
بفتح الهمزة وكسر الصاد، "قس"(10/ 504).
(10)
أي: شديد سواد جفونهما خلقة من غير اكتحال، "قس"(10/ 504).
الأَلْيَتَيْنِ
(1)
خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ
(2)
، فَهُوَ لِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ". فَجَاءَتْ بِهِ كَذَلِكَ
(3)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا مَا مَضَى مِنْ كِتَابِ اللَّهِ
(4)
لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ
(5)
". [راجع: 2671].
===
(1)
أي: غليظهما، "قس"(10/ 504).
(2)
أي: عظيمهما.
(3)
أي: على الوصف السوء.
(4)
أي: في آية اللعان، "قس"(10/ 504).
(5)
قوله: (لكان لي ولها شأن) أي: في إقامة الحد عليها، وفي ذكر الشأن وتنكيره تهويل عظيم لما كان يُفْعَلُ بها، كذا في "القسطلاني"(10/ 504)، قال في "اللمعات": أي: لولا أن القرآن حكم بعدم إقامة الحد والتعزير على المتلاعنين لفعلتُ بها ما فعلتُ. قالوا: وفي الحديث دليل على أن الحاكم لا يلتفت إلى المظنة والأمارات والقرائن، وإنما يحكم بظاهر ما تقتضيه الحجج والدلائل. ويُفْهَمُ من كلامهم هذا أن الشبه والقيافة ليست بحجة، وإنما هي أمارة ومظنة فلا يحكم بها كما هو مذهبنا، انتهى. قال الكرماني (18/ 7): فإن قلت: الحديث الأول يدل على أن عويمرًا هو الملاعن، والآية نزلت فيه، والولد شَابَهَه، والثاني على أن هلالًا هو الملاعن، والآية نزلت فيه، والولد شابهه؟ قلت: قال النووي: اختلفوا في نزول الآية هل هو بسب عويمر أم بسبب هلال؟ والأكثرون على أنها نزلت في هلال، وأما ما قال صلى الله عليه وسلم لعويمر:"إن اللَّه قد أنزل فيك وفي صاحبتك"، فقالوا: معناه الإشارة إلى ما نزل في قصة هلال؛ لأن ذلك حكمٌ عامٌ لجميع الناس. قال: قلت: ويحتمل أنها نزلت فيهما جيمعًا فلعلهما سألا في وقتين متقاربين فنزلت الآية فيهما، وسبق هلال باللعان، انتهى.
4 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ
(1)
عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ
(2)
} [النور: 9]
4748 -
حَدَّثَنَا مُقَدَّمُ
(3)
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(4)
-وَقَدْ سمِعَ مِنْهُ
(5)
- عَنْ نَافِعٍ
(6)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا
(7)
رَمَى امْرَأَتَهُ
(8)
، فَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَلَاعَنَا
"بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا مُقَدَّمُ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُقَدَّمُ". "حَدَّثَنَا عَمِّي" في ذ: "حَدَّثَنِي عَمِّي".
===
(1)
خصّها بالغضب؛ لأن الغالب أن الرجل لا يتجشم فضيحة أهله ورميها بالزنا إلا وهو صادق معذور وهي تعلم صدقه فيما رماها به، "قس"(10/ 505).
(2)
فيما رماها به، "قس"(10/ 505).
(3)
بضم الميم وفتح القاف وتشديد الدال المفتوحة، الهلالي الواسطي، "قس"(10/ 506).
(4)
ابن عمرو العمري.
(5)
أي: القاسم من عبيد اللَّه.
(6)
مولى ابن عمر، "قس"(10/ 506).
(7)
هو عويمر العجلاني، "قس"(10/ 506).
(8)
أي: بالزنا، "قس"(10/ 506).
كَمَا قَالَ اللَّهُ، ثُمَّ قَضَى بِالْوَلَدِ لِلْمَرْأَةِ، وَفَرَّقَ
(1)
بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ
(2)
. [أطرافه: 5306، 5313، 5314، 5315، 6748، تحفة: 8086].
5 - بَابُ قَوْلُهُ عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ
(3)
عُصْبَةٌ
(4)
مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ
(5)
"قَولُهُ عز وجل" ساقط في نـ. " {شَرًّا لَّكُم} " في نـ بعده: "إِلَى {عَظِيمٌ} "، وسقط ما بعده.
===
(1)
بتشديد الراء يقال في الأجسام وبتخفيفها في المعاني، "قس"(10/ 506).
(2)
قوله: (وَفَرَّقَ بين المتلاعنين) أي: حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالفرقة بينهما، وفيه دليل على أن الفرقة بينهما بتفريق الحاكم لا بنفس اللعان، وهو مذهب أبي حنيفة خلافًا لزفر والشافعي، لأنها لو وقعت بنفس اللعان لم يكن للتطليقات الثلاث معنى، كذا ذكره الأكمل وغيره من علمائنا في شرح هذا الحديث، كذا قاله علي القاري في "المرقاة"(6/ 459).
قال القسطلاني (10/ 506): تمسك به الحنفية أن بمجرد اللعان لا يحصل التفريق ولا بد من حكم حاكم، وحمله الجمهور على أن المراد الإفتاء والخبر عن حكم الشرع بدليل قوله في الرواية الأخرى:"لا سبيل لك عليها"، انتهى.
قال في "اللمعات": هذا الدليل ليس بواضح؛ لأنه يجوز أن يكون قوله هذا بعد التفريق أي: فَرّقَ وقال: لا يحل لك أبدًا.
(3)
في أمر عائشة، "قس"(10/ 506).
(4)
العصبة: جماعة من العشرة إلى الأربعين، "قس"(10/ 506).
(5)
قوله: ({لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ}) الضمير للإفك والخطاب للرسول وأبي بكر وعائشة وصفوان لِتَأَذِّيهِمْ بذلك، " {بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} " لما فيه من
بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11]
{أَفَّاكٍ} [الشعراء: 222، الجاثية: 7]: كَذَّابٌ
(1)
.
4749 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنْ مَعْمَرٍ
(4)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ
(5)
، عَنْ عَائِشَةَ: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ
(6)
} [النور: 11]
===
جزيل ثوابكم وإظهار شرفكم وبيان فضلكم من حيث نزلت فيكم ثماني عشرة آية في براءتكم وتهويل الوعيد للقاذقين ونسبتهم إلى الإفك. قوله: " {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ} " أي: من أهل الإفك. قوله: " {مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ} " أي: لكل منهم جزاء ما اكتسبه من العقاب في الآخرة والمذمة في الدنيا بقدر ما خاض فيه مختصًا به. قوله: " {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} " معظمه، وقرأ يعقوب بالضم وهو لغة فيه. قوله:" {مِنْهُمْ} " أي: من الخائضين، وهو ابن أُبَيّ فإنه بدأ به وأذاعَه عداوة لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أو هو حسان ومسطح فإنهما شايَعا أمره بالتصريح به، و" {وَالَّذِي} " بمعنى الذين. قوله:" {عَذَابٌ عَظِيمٌ} " في الآخرة أو في الدنيا بأن جُلِدُوا، وصار ابن أبيّ مطرودًا مشهورًا بالنفاق، وحسان أعمى أشلَّ اليدين، ومسطح مكفوفَ البصر، هذا ملتقط من "القسطلاني"(10/ 507)، و"البيضاوي"(2/ 117 - 118).
(1)
قاله أبو عبيدة، "قس"(10/ 507).
(2)
الفضل بن دكين، "قس"(10/ 507).
(3)
الثوري، "قس"(10/ 507).
(4)
هو ابن راشد، "قس"(10/ 507).
(5)
ابن الزبير بن العوام، "قس"(10/ 507).
(6)
المراد من إضافة الكبر إليه أنه كان مبتدئًا به، وقيل: لشدة رغبته في إشاعة تلك الفاحشة، "قس"(10/ 507).
قَالَتْ: عَبْدُ اللَّهِ
(1)
بْنُ أُبَيٍّ. [راجع: 2593، تحفة: 16649].
6 - {وَلَوْلَا
(2)
إِذْ سَمِعْتُمُوهُ
(3)
قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16]، {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ
(4)
بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النور: 13]
"عَندُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ" في نـ: "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابنُ سلُولَ" -برفع "ابن" لأنه صفة لـ "عبد اللَّه" و"سلول" غير منصرف للعلمية والتأنيث-. " {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} " زاد قبله في نـ: "بَابٌ قَولُهُ". " {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ} إلخ" كذا سيأتى هذه الآية ثابت في نـ، وفي ذ:" {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ -أي الذين منهم من الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات، "قس" (10/ 507) - خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} " وفي نـ: "إلى {هُمُ الْكَاذِبُونَ} " بدل قوله: " {وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} ". " {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ} " في نـ قبله: "وَقَولُهُ"{فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا. . .} إلخ" في نـ بدله: "إلَى قَولِهِ: {الْكَاذِبُونَ} ".
===
(1)
أي: هو عبد اللَّه، "قس"(10/ 507).
(2)
تحضيضية [أي: هلّا]، "قس"(10/ 507).
(3)
قوله: ({لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ. . .} إلخ) كذا وقع لغير أبي ذر سياق آيتين غير متواليتين، واقتصر النسفي على الآية الأخيرة، ولأبي ذر:"باب {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} [النور: 12]. ثم ساق المصنف حديث الإفك بطوله من طريق الليث عن يونس بن يزيد عن الزهري عن مشايخه، وقد ساقه أيضًا بطوله في "الشهادات" (برقم: 2661) من طريق فليح بن سليمان، وفي "المغازي" من طريق صالح بن كيسان (برقم: 4141)، كلاهما عن الزهري، وأورده في مواضع أخرى باختصار، كذا في "فتح الباري" (8/ 455).
(4)
أي: على ما زعموا، " {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} " يشهدون على معاينتهم ما رمَوها به، "قس"(10/ 508).
4755 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
(2)
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ
(3)
مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِمَّا قَالُوا
(4)
، وَكُلٌّ
(5)
حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ
(6)
، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا
(7)
، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى
(8)
لَهُ
(9)
"عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ" زاد في نـ: "اللَيثِيُّ". "وَكُلٌّ حَدَّثَنِي" في نـ: "فَكُلٌّ حَدَثَنِي".
===
(1)
المخزومي مولاهم المصري، "قس"(10/ 512).
(2)
ابن العوام، "قس"(10/ 512).
(3)
بكسر الهمزة وسكون الفاء: الكذب الشديد والافتراء المزيد، وسمي إفكًا لكونه مصروفًا عن الحق، من قوله: أَفَكَ الشيءَ إذا قلبه عن وجهه، "قس"(10/ 512).
(4)
بما أنزله في كتابه، "قس"(10/ 512).
(5)
أي: كل من الأربعة، "قس"(10/ 512).
(6)
أي: بعضه فجميعه عن مجموعهم لا أن مجموعه عن كل واحد منهم، "قس"(10/ 512).
(7)
قوله: (بعض حديثهم يصدِّق بعضًا) قال في "الفتح": كأنه مقلوب، والمقام يقتضي أن يقول: وحديث بعضهم يصدق بعضًا، ويحتمل أن يكون على ظاهره، والمراد أن بعض حديث كل منهم يدل على صدق الراوي في بقية حديثه لحسن سياقه وجودة حفظه، "قس"(10/ 512).
(8)
أحفظ، "قس"(10/ 512).
(9)
أي: للحديث المذكور خاصة، "قس"(10/ 512).
مِنْ بَعْضٍ، الَّذِي حَدَّثَنِي عُرْوَةُ عَن عَائِشَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ
(1)
أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ
(2)
.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا
(3)
، فَخَرَجَ سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعْدَ مَا نَزَلَ الْحِجَابُ
(4)
، فَأَنَا أُحْمَلُ
(5)
فِي هَوْدَجِي وَأنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا
(6)
حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منْ غَزْوَتهِ تِلْكَ
(7)
وَقَفَلَ
(8)
، وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَافِلِينَ
(9)
آذَنَ
(10)
لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ
(11)
حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا
"فَأَيَّتُهُنَّ" في صـ: "فَأَيُّهُنَّ". "فَأَقْرَعَ" في نـ: "فَقَرَعَ". "وَدَنَوْنَا" في سـ، حـ، ذ:"دَنَوْنَا".
===
(1)
زاد معمر عند ابن ماجه: "سفرًا" أي: إلى سفر، "قس"(10/ 512).
(2)
أي: في السفر، "قس"(10/ 512).
(3)
هي غزوة بني المصطلق، "قس"(10/ 512).
(4)
أي: الأمر به، "قس"(10/ 512).
(5)
على بناء المفعول، "قس"(10/ 512).
(6)
أي: إلى بني المصطلق.
(7)
وغنم أموالهم وأنفسهم، "قس"(10/ 512).
(8)
رجع، "قس"(10/ 512).
(9)
أي: راجعين، "قس"(10/ 512).
(10)
بالمد والتخفيف أي: أعلم، "قس"(10/ 512)، وبغير المد والتشديد، "ف"(8/ 458).
(11)
أي: لقضاء حاجتي منفردة، "قس"(10/ 512).
قَضَيْتُ شَأْنِي
(1)
أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي، فَإِذَا عِقْدٌ
(2)
لِي مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ
(3)
(4)
قَدِ انْقَطَعَ
(5)
، فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي وَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ
(6)
. وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يُرْحَّلُونَ لِي
(7)
، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ
(8)
عَلَى بَعِيرِي الَّذِي
"ظَفَارِ" في ذ: "أَظْفَارِ". "وَأَقْبَلَ" في ذ: "فَأَقْبَلَ". "فَرَحَلُوهُ" في ذ: "فَرَحَّلُوهُ".
===
(1)
الذي توجهتُ له، "قس"(10/ 512).
(2)
بكسر العين، "قس"(10/ 513).
(3)
قوله: (من جزع ظفار) الجزع بفتح الجيم وسكون الزاي، أي: الخرز الذي فيه سواد وبياض، والظفار -وفي بعضها أظفار-: مدينة باليمن، كذا في "الخير الجاري" (2/ 413). قال في "مجمع البحار" (3/ 494): الأظفار هو جنس من الطيب، لا واحد له، وقيل: هو شيء من العطر أسود، والقطعة منه شبيهة بالظفر، وفيه: عقد من جزع أظفار، كذا روي، وأريد به العطر المذكور كأنه يثقب ويجعل في العقد والقلادة، والصحيح رواية ظفار -كقطام-: اسم مدينة لحمير باليمن.
(4)
مبني كحضار، "قس"(10/ 513).
(5)
زاد في رواية: فرجعت إلى المكان الذي ذهبت إليه، "قس"(10/ 513).
(6)
أي: طلبه، "قس"(10/ 513).
(7)
قوله: (يرحلون لي) بفتح التحتية وسكون الراء وفتح الحاء المهملة مع التخفيف، أي: يشدون الرحل على بعيري، "قس"(10/ 513)، ووقع في رواية أبي ذر هنا بالتشديد وفي "فَرَحَّلوه"، "ف"(8/ 459).
(8)
بالتخفيف، "قس"(10/ 513).
كُنْتُ رَكِبْتُ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُثْقِلْهُنَّ
(1)
اللَّحْمُ، إِنَّمَا نَأْكُلُ الْعُلْقَةَ
(2)
مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ
(3)
خِفَّةَ الْهَوْدَجِ
(4)
حِينَ رَفَعُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ
(5)
وَسَارُوا
(6)
، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ
(7)
الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ
(8)
، وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ، فَأَمَّمْتُ
(9)
مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ
"نَأْكُلُ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"يَأْكُلْنَ"، وفي نـ:"تَأْكُلُ" -المرأة منهن، "قس"(10/ 513) -.
===
(1)
بضم التحتية وكسر القاف، "قس"(10/ 513).
(2)
بضم العين وسكون اللام وبالقاف، أي: القليل، "قس"(10/ 513).
(3)
بالرفع.
(4)
قوله: (خفة الهودج) وفي رواية فليح في "الشهادات"(ح: 2661): "ثقل الهودج" والأول أولى، لأن مرادها إقامة عذرهم في تحميل هودجها وهي ليست فيه، فكأنها تقول: كانت لخفة جسمها بحيث إن الذين يحملون هودجها لا فرق عندهم بين وجودها فيه وعدمها "حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن" لأنها إذ ذاك لم تبلغ خمس عشرة سنة، أي: أنها مع نحافتها صغيرة السن، ففيه إشارة إلى المبالغة في خفتها أو إلى بيان عذرها فيما وقع من الحرص على العقد الذي انقطع واشتغلت بالتماسه من غير أن تعلم أهلها بذلك، وذلك لصغر سنها وعدم تجاربها، "قس"(10/ 513).
(5)
أي: أثاروه، "قس"(10/ 513).
(6)
أي: وهم يظنون أنها عليه.
(7)
استفعل من مرّ، "قس"(10/ 513).
(8)
بالجمع، "قس"(10/ 513).
(9)
أي: قصدت، "قس"(10/ 513).
بِهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِّي، فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَة فِي مَنْزلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ
(1)
، وَكَانَ صَفْوَانُ
(2)
بْنُ الْمُعَطَّلِ
(3)
السُّلَمِيُّ
(4)
ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَدْلَجَ
(5)
فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ
(6)
نَائِمٍ، فَأَتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي
(7)
، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ
(8)
حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ
(9)
وَجْهِي بِجِلْبَابِي
(10)
،
"سَيَفْقِدُونِّي" في ذ: "سَيَفْقِدُونَنِي". "فَأَدْلَجَ" في نـ: "فَادَّلَجَ".
===
(1)
قوله: (فنمت) أي: بسبب شدة الغم إذ من شأن الغم -وهو وقوع ما يكره- غلبة النوم بخلاف الهم -وهو توقع ما يكره- فإنه يقتضي السهر، "قس"(10/ 513).
(2)
الصحابي الفاضل، "قس"(10/ 514).
(3)
بتشديد الطاء المفتوحة، "قس"(10/ 514).
(4)
بضم السين وفتح اللام، "قس"(10/ 514).
(5)
قوله: (فأدلج) بسكون الدال في روايتنا، وهو كادّلج بتشديدها، وقيل: بالسكون: سار من أول الليل، وبالتشديد: سار من آخرها، وعلى هذا فيكون الذي هنا بالتشديد لأنه كان في آخر الليل، "قس"(10/ 514)، "ف"(8/ 462).
(6)
أي: شخص لا يدري أهو رجل أم امرأة، "قس"(10/ 514).
(7)
لعلها انكشف وجهها لما نامت، "قس"(10/ 514)، "ف"(8/ 462).
(8)
أي: بقوله: إنا للَّه وإنا إليه راجعون.
(9)
أي: غطيت، "قس"(10/ 514).
(10)
تعني الثوب الذي كان عليها، "قس"(10/ 514).
وَاللَّهِ مَا يُكَلِّمُنِي
(1)
كَلِمَةً، وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيرَ اسْتِرْجَاعِهِ، حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدَيْهَا
(2)
فَرَكِبتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَ مَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ
(3)
فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ
(4)
مَنْ هَلَكَ
(5)
، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الإِفْكَ عَبْدَ اللَّهِ
(6)
بْنَ أُبَيِّ ابْنَ السَّلُولِ
(7)
،
"وَاللَّهِ" في ذ: "وَوَاللَّهِ". "مَا يُكَلَّمُنِي" كذا في ذ، وفي غيره:"مَا كَلَّمَنِي". "كَلِمَةً" في نـ: "بِكَلِمَةٍ". "وَلَا سَمِعْتُ" في نـ: "وَمَا سَمِعْتُ". "حَتَّى أَنَاخَ" في سـ، حـ، ذ:"حِينَ أَنَاخَ". "السَّلُولِ" في نـ: "سَلُولَ".
===
(1)
قوله: (ما يكلمني) كذا لأبي ذر بصيغة المضارع إشارة إلى أنه استمرَّ منه ترك المخاطبة، وفي بعضها بلفظ الماضي، والأول أولى؛ إذ الماضي يخص المنفي بحال الاستيقاظ، "قس"(10/ 514).
(2)
بالتثنية، "قس"(10/ 514).
(3)
قوله: (مُوْغِرِينَ) بضم الميم وكسر الغين المعجمة والراء المهملة: أي: نازلين في وقت الوغرة بفتح الواو وسكون الغين المعجمة: شدة الحر وقت كون الشمس في كبد السماء. قوله: "في نحر الظهيرة" بالحاء المهملة، والظهيرة بفتح المعجمة وكسر الهاء، حيث تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع كأنها وصلت إلى النحر وهو أعلى الصدر، وهو تأكيد لقوله:"موغرين"، كذا في "القسطلاني"(10/ 514).
(4)
أي: بسبب الإفك، "قس"(10/ 514).
(5)
أي: في شأني.
(6)
رأس المنافقين، "قس"(10/ 514).
(7)
اسم أم عبد اللَّه.
فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيتُ
(1)
حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ
(2)
فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ، لَا أَشْعُرُ بِشَيءٍ مِنْ ذَلِكَ
(3)
، وَهُوَ يُرِيبُنِي فِي وَجَعِي
(4)
أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ
(5)
الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ:"كَيفَ تِيكُمْ؟ " ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَذلكَ الَّذِي يَرِيبُنِي
(6)
، وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ
(7)
"فَذَلكَ الَّذي" في نـ: "فَذَاكَ الَّذِي".
===
(1)
أي: مرضت، "قس"(10/ 514).
(2)
بضم أوله أي: يشيعونه، "قس"(10/ 515).
(3)
قوله: (لا أشعر بشئ من ذلك) وفي رواية ابن إسحاق: "وقد انتهى الحديث إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإلى أبويَّ، ولا يذكرون لي شيئًا من ذلك". قوله: "وهو يريبني" بفتح أوله من الثلاثي، وبضمه من الرباعي، يقال: رابه وأرابه: أي: يُشَكِّكُني ويوهمني، "قسطلاني"(10/ 515).
(4)
أي: مرضي.
(5)
الرفق.
(6)
بفتح الياء وكسر الراء، كذا في "قس"(10/ 515).
(7)
قوله: (ولا أشعر بالشر) الذي يقوله أهل الإفك، وسقط لفظ "الشر" لغير أبي ذر. قوله:"نقهت" بفتح النون والقاف ويجوز كسرها، أي: أفقت من مرضي ولم تكمل لي الصحة. قوله: "أم مسطح" بكسر الميم وسكون السين وفتح الطاء بعدها حاء مهملات، واسمها سلمى. قوله:"قبل المناصع" بكسر القاف وفتح الموحدة، أي: جهة المناصع، بفتح الميم والنون وبعد الألف صاد وعين مهملتان: موضع خارج المدينة. قوله: "وهو متبرزنا" بفتح الراء المشددة، أي: موضع قضاء حاجتنا. قوله: "الكنف" بضم الكاف والنون: مواضع قضاء الحاجة. قوله: "الأول" بضم الهمزة وفتح
حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَ مَا نَقَهْتُ
(1)
، فَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا
(2)
، وَكُنَّا لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيلًا إِلَى لَئلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الكُنُفُ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَّلُ
(3)
فِي التَّبَرُّزِ قِبَلَ الْغَائِطِ، فَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ
(4)
أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسطَحٍ
(5)
، وَهِيَ ابنةُ أَبِي رُهْمِ
(6)
بْنِ عَبدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بِنْتُ
"فَخَرَجَتْ مَعِي أم مسطح" في نـ: "فَخَرَجتُ مَعَ أم مسطح". "أَنْ تتخَذَ الكُنُفُ" في نـ: "أَنْ نتَخِذَ الْكُنُفَ". "فَكُنَّا" في نـ: "وَكُنَّا""وَهِيَ ابْنَةُ أَبِي رُهْمِ" في نـ: "وَهِيَ بنتُ أَبِي رُهْمِ".
===
الواو المخففة نعت للعرب. قوله: "في التبرز قبل الغائط" وفي رواية فليح: "في البرية" أي: خارج المدينة بعيدًا عن المنازل. قوله: "في مرطها" بكسر الميم: كسائها، وهو من صوف أو خَزٍّ أو كتان أو إزار. قوله:"تعس مسطح" بفتح العين قيده الجوهري، وكلام ابن الأثير يقتضي أن الأعرف كسرها، أي: أكبه اللَّه لوجهه أو هلك. قوله: "أي: هنتاه" بفتح الهاء الأولى وسكون الأخيرة، أي: يا هذه. قوله: "ما كانت امرأة قط وضيئة" بالنصب على الحال، ولأبي ذر بالرفع صفة امرأة، واللام في "لَقَلَّ" للتأكيد، أي: حسنة جميلة، "قس"(10/ 515).
(1)
أي: أفقت.
(2)
موضع قضاء حاجتنا.
(3)
بضم الهمزة وخفة الواو نعت لِـ "العرب"، وبفتح الهمزة وشدة الواو نعت للأمر.
(4)
أي: برائحتها، "قس"(10/ 515).
(5)
كمنبر.
(6)
بضم الراء وسكون الهاء، أُنيس، "قس"(10/ 515)، وفي
صَخْرِ بْن عَامِر خَالَةُ
(1)
أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ
(2)
، فَأَقْبَلْتُ أنَا وَأُمًّ مِسطَحٍ قِبَلَ
(3)
بَيتِي، قَدْ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ
(4)
أُمُّ مِسطَحٍ فِي مِرطِهَا
(5)
، فَقَالَتْ: تَعِسَ
(6)
مِسطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟ قَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ
(7)
، أَوَ لَم تَسمَعِي مَا قَالَ؟ قلت: وَمَا قَالَ؟ قَالَتْ: كذَا وَكذَا، فَأَخْبَرَتْنِي بِقَولِ أَهْلِ الإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيتِي وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"كَيفَ تِيكُمْ؟ " فَقُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ
"أَتَسُبِّينَ" في نـ: "تَسُبِّينَ". "مَا قَالَ؟ " في نـ: "مَا قال؟ قالت" -عائشة، "قس" (10/ 515) -. "قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا" سقط في نـ. "فَأَخْبَرَتْنِي" في نـ: "قَالَتْ: فَأَخْبَرَتْنِي". "فَازْدَدْتُ" في نـ: "قَالَتْ: فَازْدَدتُ". "فَلَمَّا رَجَعْتُ" في نـ: "قَالَتْ: فَلَمَّا رَجَعْتُ". "دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" زاد بعده في نـ: "تَعْنِي سَلَّمَ" ولفظ "عليَّ" سقط في نـ.
===
"المغازي"(برقم: 4141): "وهي ابنة أبي رهم بن عبد المطلب بن عبد مناف"، قال الحافظ ابن حجر: وهو الصواب، "قس"(10/ 515).
(1)
اسمها رائطة فيما ذكره أبو نعيم، "قس"(10/ 515).
(2)
ابن عباد بن المطلب، "قس"(10/ 515).
(3)
أي: جهة.
(4)
لغزيد [بالفارسية].
(5)
بكسر الميم أي: كسائها، "قس"(10/ 515).
(6)
هلك، "قس"(10/ 515).
(7)
أي: يا هذه أو يا بلهاء.
آتِيَ أَبَوَيَّ؟ قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا
(1)
، قَالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُ أَبَوَيَّ، فَقُلْتُ لأُمِّي
(2)
: يَا أُمَّتَاهْ
(3)
، مَا يَتَحَدَّثُ
(4)
النَّاسُ
(5)
؟ قَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ، هَوِّنِي عَلَيكِ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً
(6)
عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ
(7)
(8)
إِلَّا كَثَّرْنَ عَلَيهَا قَالَتْ: فَقُلْتُ: سُبحَانَ اللَّهِ
(9)
،
"وَلَهَا ضَرَائِرُ" في ذ: "لَهَا ضَرَائِرُ". "إِلَّا كَثَّرنَ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"إِلَّا أَكْثَرنَ". "فَقُلْتُ" في نـ: "قُلْتُ".
===
(1)
أي: من جهتهما، "قس"(10/ 516).
(2)
أم رومان.
(3)
بسكون الهاء، "قس"(10/ 516).
(4)
بفتح أوله، "قس"(10/ 516).
(5)
أي: به، "قس"(10/ 516).
(6)
النصب على الحال، أي: حسنة جميلة، "قس"(10/ 516).
(7)
جمع ضرة، زوجات الرجل ضرائر.
(8)
قوله: (ولها ضرائر) وسقطت الواو لأبي ذر. قوله: "إلا كثّرن" بتشديد المثلثة، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"إلا أكثرن" نساء الزمان، "عليها" القولَ في نقصها فالاستثناء منقطع، أو إشارة إلى ما وقع من حمنة بنت جحش أخت أم المؤمنين زينب، فإن الحاملَ لها على ذلك كونُ عائشة ضرةَ أختها فالاستثناء متصل، ولم تقصد أم رومان بقولها:"ولها ضرائر إلا أكثرن عليها" قصةَ عائشة، وإنما ذكرت شأن الضرائر، وأما ضرائر عائشة وإن لم يصدر منهنّ شيء فلم يعدم ذلك ممن هو من أتباعهن كحمنة، "قس"(10/ 516).
(9)
تَعَجَّبَتْ من وقوع مثل ذلك في حقها مع تحققها براءتها، "قس"(10/ 516).
أَوَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟! قَالَتْ: فَبَكَيتُ تِلْكَ اللَّيلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ
(1)
لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمِ حَتَّى أَصْبَحْتُ أَبْكِي
(2)
، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأُسَامَةَ بْنَ زيدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ
(3)
، يَستَأْمِرُهُمَا
(4)
فِي فِرَاقِ أهْلِهِ
(5)
، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُم فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهْلَكَ
(6)
، وَمَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيرًا، وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَم يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ
(7)
، وَإِنْ تَسأَلِ الْجَارِيَةَ
(8)
تَصْدُقْكَ، قَالَت:
"أَوَلَقَد" كذا في ذ، ولغيره:"وَلَقَدْ". "فَدَعَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ. "وَمَا نعلَمُ" في ذ: "وَلا نَعْلَمُ".
===
(1)
بالقاف والهمزة أي: لا ينقطع، "قس"(10/ 516).
(2)
لأن الهموم موجبة للسهر وسيلان الدموع، "قس"(10/ 516).
(3)
بالرفع أي: طال لبثه، أو بالنصب أي: استبطأَ النبي صلى الله عليه وسلم الوحيَ، "قس"(10/ 516).
(4)
أي: يستشيرهما، "قس"(10/ 516).
(5)
تعني نفسها، "قس"(10/ 516).
(6)
بالنصب أي: أمسك أهلك، ولأبي ذر بالرفع أي: هم أهلك، "قس"(10/ 516).
(7)
قوله: (والنساء سواها كثير) بلفظ التذكير على إرادة الجنس. قال ذلك لما رأى منه صلى الله عليه وسلم من شدة القلق فرأى أن بفراقها يسكن ما عنده بسببها، فإذا تحقق براءتها فيراجعها، "قس"(10/ 516).
(8)
بريرة، "قس"(10/ 516).
فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم برِيرَةَ
(1)
فَقَالَ: "أي بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيءٍ
(2)
يَرِيبُكِ؟ " قَالَتْ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ
(3)
رَأَيْتُ عَلَيهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ
(4)
عَلَيهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا
(5)
، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ
(6)
فَتَأْكُلُهُ، فَقَامَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَعْذَرَ
(7)
"وَالَّذي" في نـ: "لا وَالَّذِي". "فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام".
===
(1)
قوله: (فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بريرة) واستشكل قوله: الجارية بريرة، بأن قصة الإفك قبل شراء بريرة وعتقها؛ لأنه كان بعد فتح مكة وهو قبله؛ لأن حديث الإفك كان في سنة ست أو أربع، وعتق بريرة كان بعد فتح مكة في السنة التاسعة أو العاشرة، ولذا قال الزركشي: إن تسمية الجارية بريرة مدرجة من بعض الرواة وأنها جارية أخرى، وأجاب الشيخ تقي الدين السبكي بأجوبة أحسنها: احتمال أنها كانت تخدم عائشة قبل شرائها، وهذا أولى من دعوى الإدراج وتغليط الحفاظ، "قس"(10/ 516) مختصرًا.
(2)
أي: من جنس قول أهل الإفك.
(3)
نافية، "قس"(10/ 517).
(4)
أعيبه، "قس"(10/ 517).
(5)
لصغر سنها، "قس"(10/ 517).
(6)
قوله: (فتأتي الداجن) بدال مهملة وبعد الألف جيم مكسورة فنون: الشاة المعلوفة في البيت، وقد يطلق على غيرها مما يألف البيوتَ من الطير وغيره، معناه: لا عيب فيها أصلًا، من قبيل قوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم
…
بهن فلول من قراع الكتائب
ملتقط من "قس"(10/ 518)، "ك"(18/ 13).
(7)
أي: قال: من يعذرني في أهلي؟ أي: من [يقوم] بعذري إن أدّبته على قبحه؟ أو من ينصرني؟ "مجمع"(3/ 550).
يَوْمَئِذٍ مِنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ السَّلُولِ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: "يَا مَعْشَرَ الْمُسلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي
(1)
مِنْ رَجُلٍ، قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ مَنْ أَهْلِي إِلَّا خَيرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا، مَا عَلِمتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي".
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ
(2)
، فَقَالَ: يَا رَسولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ
(3)
ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ
"السَلُولِ" في نـ: "سَلُولَ". "مَنْ يَعْذِرُنُي" في نـ: "مَنْ يَعْذِرُنَا". "مِنْ أَهْلِي" في ذ: "فِي أَهْلِي"، وفي نـ:"عَلى أَهْلِي". "وَلَقَد" في نـ: "قَدْ".
===
(1)
أي: من يقيم عذري إن كافأته على قبح فعله؟ أو من ينصرني؟ "ك"(18/ 14)، "قس"(10/ 518).
(2)
قوله: (فقام سعد بن معاذ) واستشكل ذكر سعد بن معاذ هنا بأن حديث الإفك كان سنة ست في غزوة المريسيع، وسعد مات من الرمية [التي] رُمِيَها بالخندق سنة أربع؟ وأجيب بأنه اختلف في المريسيع، ففي "البخاري" (ك: 64، ب: 32) عن موسى بن عقبة: أنها سنة أربع وكذلك الخندق (ك: 64، ب: 29)، وقد جزم ابن إسحاق بأن المريسيع كانت في شعبان والخندق في شوال، فإن كانا في سنة فلا يمتنع أن يشهدها ابن معاذ، لكن الصحيح في النقل عن موسى بن عقبة أن المريسيع سنة خمس، فالذي في "البخاري" حملوه على أنه سبق قلم، والراجح أيضًا أن الخندق سنة خمس فيصح الجواب، كذا في "القسطلاني"(10/ 518).
(3)
قبيلتنا، "قس"(10/ 518).
الْخَزْرَجِ، أَمَرتَنَا، فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ، قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ -وهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا
(1)
، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ- فَقَالَ لِسَعْدٍ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، فَقَامَ أُسَيدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، فَتَثَاوَرَ الْحَيَّانِ
(2)
الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَم يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يخَفِّضهُم حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ، قَالَتْ:
"قَالَتْ: فَقَامَ" في نـ: "قَالَ: فَقَامَ". "أُسَيدُ بْنُ حُضَير" في ذ: "أُسَيدُ بْنُ الْحُضيرِ". "عَمِّ سَعْدٍ" في نـ: "عَمِّ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ". "سَكتُوا" في نـ: "سَكَنُوا".
===
(1)
قوله: (وكان قبل ذلك رجلًا صالحًا) كامل الصلاح لم يسبق منه ما يتعلق بالوقوف مع أنفة الحمية، "ولكن احتَمَلَتْه" من مقالة سعد بن معاذ "الحمية" أي: أغضبته، وفي رواية معمر عند مسلم (ح: 2770): "اجتهلته" فجيم ففوقية فهاء وصوّبها التوربشتي، أي: حملته على الجهل، "فقال لسعد" هو ابن معاذ:"كذبت لعمر اللَّه" بفتح العين أي: وبقاء اللَّه "لا تقتله ولا تقدر على قتله" لأنا نمنعك منه، ولم يرد ابن عبادة الرضا بقول عبد اللَّه بن أبي لكن كان بين الحيين مشاحنة زالت بالإسلام وبقي بعضها بحكم الأنفة فتكلم ابن عبادة بحكم الأنفة ونفى أن يحكم فيه سعد بن معاذ. "فقام أسيد بن حضير" بضم الهمزة وفتح السين المهملة، وحضير بضم المهملة وفتح المعجمة. قوله:"واللَّه لنقتلنه" بالنون، ولو كان من الخزرج إذا أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قوله:"تجادل عن المنافقين" تفسير لقوله: "فإنك منافق" فليس المراد نفاق الكفر، "قسطلاني"(10/ 518 - 519).
(2)
أي: نهض بعضهم إلى بعض من الغضب، "قس"(10/ 516).
فَمَكَثْتُ يَوْمِي ذَلِكَ لَا يرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكتَحِلُ بِنَوْمٍ، قَالَتْ: فَأَصْبَحَ أَبَوَاي عِنْدِي -وَقَدْ بَكَيْتُ لَيلَتَينِ وَيَوْمًا لَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ وَلَا يَرقَأُ لِي دَمْعٌ- يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، قَالَتْ: فَبَينَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي
(1)
، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ
(2)
مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبكِي مَعِي، قَالَتْ: فَبَينَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، قَالَتْ: وَلَم يَجْلِس عِنْدِي مُنْذ قِيلَ لِي مَا قِيلَ قَبلَهَا، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا، لَا يُوحَى إِلَيهِ فِي شَأْنِي
(3)
، قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً
(4)
فَسَيُبرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ
(5)
، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيهِ، فَإِنَّ الْعَبدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ إِلَى اللَّهِ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ". قَالَتْ: فَلَمَّا قَضى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مقَالَتَهُ، قَلَصَ
(6)
دَمْعِي
"فَمَكُثْتُ" في هـ: "فَبَكيتُ". "فَبَينَا هُمَا" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي هـ:"فَبَينَمَا هُمَا". "جَالِسَانِ" في ذ: "جَالِسَينِ". "فَبَينَا نَحْنُ عَلَى ذلكَ" في هـ: "فَبَينَمَا نَحْنُ كذلِكَ". "قِيلَ لِي "في نـ: "قِيلَ فِيَّ".
===
(1)
جملة حالية، "قس"(10/ 519).
(2)
لم تسم.
(3)
بشيء، "قس"(10/ 519).
(4)
من ذلك، "قس"(10/ 519).
(5)
أي: وقع منك مخالفًا لعادتك، "قس"(10/ 519).
(6)
بالقاف واللام والصاد المهملة المفتوحات، أي: انقطع، "قس"(10/ 519).
حَتَّى مَا أُحِسُّ
(1)
مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَالَ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي
(2)
مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لأُمِّي: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالت: ما أَدرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ
(3)
حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرآنِ: إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُم هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُم، وَصَدَّقْتُم بِهِ
(4)
، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُم: إِنِّي بَريئَةٌ -وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ- لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ
(5)
، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكم بِأَمْر -وَاللَّهُ يَعْلَم أَنِّي منْهُ بَريئَةٌ- لَتُصَدِّقُنِّى
(6)
، وَاللَّهِ مَا أَجدُ مَثَلًا إلَّا قَوْلَ أَبى يُوسُفَ
(7)
،
"مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً" لفظ "منهُ" سقط في نـ. "قَالَتْ: مَا أَدْرِي" في نـ: "فَقَالَتْ: مَا أَدْرِي". "قَالَتْ: فَقُلْتُ" في ذ: "قَالَتْ: قُلْتُ". "لَا تُصدِّقُونِي" في نـ: "لَا تُصدِّقُونِّي"، وفي أخرى:"لَا تُصَدِّقُونَنِي". "مَا أَجِدُ لَكُم" في نـ: "مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ".
===
(1)
لأن الحزن والغضب إذا أخذا حَدَّهما فقد الدمع لفرط حرارة المصيبة، "قس"(10/ 519).
(2)
ولأبي أويس: فقال: لا أفعل؛ هو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والوحي يأتيه، "قس"(10/ 519).
(3)
هذا توطئة لعذرها في عدم استحضارها اسم يعقوب عليه السلام، "قس"(10/ 519).
(4)
قيل: مرادها من صَدَّقَ به من أصحابه وَضَمَّتْ إليهم من لم يُكَذّبْهم تغليبًا، "قس"(10/ 519).
(5)
أي: لا تقطعون بصدقي، "قس"(10/ 520).
(6)
أصله تصدقونني.
(7)
وفي رواية: نسيتُ اسم يعقوب لما بي من البكاء واحتراق الجوف، "قس"(10/ 520).
قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18]، قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي
(1)
بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتلَى، وَلَشَأنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتلَى، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ
(2)
حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ
(3)
(4)
، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ
(5)
مِنَ الْعَرَقِ،
"قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ" لفظ "قَالَتْ" سقط في نـ. "مبرئي" في نـ: "يُبَرئُنِي"، وفي نـ:"مُبَرئُنِي". "يُنْزِلُ فِي شَأْنِي" في نـ: "مُنْزِلٌ فِي شَأنِي". "وَلَكِنْ كُنْتُ" في هـ، ذ:"وَلَكِنَّنِي كنت"، وفي سـ، حـ، ذ:"وَلَكِنِّي". "مَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"، وفي نـ زاد بعده:"مجلسه" -أي: ما فارق مجلسه، "قس"(10/ 520) -.
===
(1)
قوله: (وأن اللَّه مبرئي) بميم مضمومة فموحدة فراء مشددة فهمزة مكسورتين فتحتية، وفي بعضها:"يبرئني" فعل مضارع، وفي بعضها:"مبرئني" بنون بعد الهمزة المضمومة على ما جاء في بعض اللغات، "قسطلاني"(10/ 520).
(2)
الذين كانوا حاضرين حينئذ، "قس"(10/ 520).
(3)
أي: شدة الكرب من ثقل الوحي، "مجمع"(1/ 167).
(4)
أي: من العرق بسبب شدة الوحي، "قس"(10/ 520).
(5)
قوله: (مثل الجمان) بكسر الميم وسكون المثلثة مرفوعًا، و"الجمان" بضم الجيم وتخفيف الميم: الدر، "قس"(10/ 520).
وَهُوَ فِي يَومٍ شاتٍ
(1)
مِنْ ثِقَلِ
(2)
الْقَوْلِ الَّذِي يُنْزَلُ
(3)
عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ
(4)
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَضْحَكُ
(5)
، فَكَانَتْ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: "يَا عَائِشَةُ، أَمَّا
(6)
اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ
(7)
". فَقَالَتْ أُمِّي: قُومِي إِلَيهِ
(8)
. قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيهِ، وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ
(9)
. وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الْعَشْرَ الآيَاتِ
(10)
كُلَّهَا، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي
"فَكَانَتْ أَوَّل كَلِمَةٍ" في هـ، ذ:"فَكَانَ أَوَّل كَلِمَةٍ". "فَقَالَتْ أُمِّي" في ذ: "قَالَتْ أُمِّي". "وَاللَّهِ" في ذ: "لَا وَاللَّهِ". "وَأَنْزَل اللَّهُ" في ذ: "فَأنْزَل اللَّهُ". " {عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} " زاد بعده في نـ: " {لَا تَحْسَبُوهُ} ". "الآيات" في نـ: "آيات". "فَلَمَّا أَنْزَل اللَّهُ" في نـ: "قَالَتْ: فَلَمَّا أَنْزَل اللَّهُ".
===
(1)
من الشتاء: البرد، "ق" (ص: 1193).
(2)
بكسر المثلثة وفتح القاف، "قس"(10/ 520).
(3)
بضم التحتية وسكون النون وفتح الزاي، "قس"(10/ 520).
(4)
بضم المهملة وكسر الراء مشددة: كُشِفَ، "قس"(10/ 520).
(5)
سرورًا والجملة حالية، "قس"(10/ 520).
(6)
بتشديد الميم، "قس"(10/ 520).
(7)
بالقرآن، "قس"(10/ 520).
(8)
صلى الله عليه وسلم لأجل ما بشّرك به، "قس"(10/ 520).
(9)
عز وجل الذي أنزل براءتي، "قس"(10/ 521).
(10)
قوله: (العشر الآيات) قال ابن حجر: آخر العشر: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19]، انتهى. أقول: بل هي تسعة، ولعله عَدّ قوله:" {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} " رأس آية، وليس كذلك بل تشبه فاصلة وليست بفاصلة، كما نص عليه غير واحد من العادّين، وحينئذ فآخر العشر {رَءُوفٌ رَحِيمٌ} .
بَرَاءَتِي
(1)
قَالَ أَبُو بَكْر الصِّدِّيقُ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسطَحٍ شَيئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(2)
} [النور: 22]. قَالَ أَبُو بَكْرٍ
(3)
: بَلَى، وَاللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعِ إِلَى مِسطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا.
قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ زَيْنَبَ
(4)
ابْنَةَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي، فَقَالَ: "يَا زينَبُ
(5)
. . . . . .
"{أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ} " وقع بعده في نـ: "إِلَى قولِهِ: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} " وسقط ما بعده. "إِنِّي أحِبُّ" في نـ: "إِنِّي لأُحِبُّ". "يَسْأَلُ" في ذ: "سَأَلَ". "زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ" في نـ: "زَيْنَبَ بنتَ جَحْشٍ".
===
وفي رواية عطاء الخراساني عن الزهري: فأنزل اللَّه: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ} ] إلى قوله: {أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 11 - 22]، وقول ابن حجر: أن عدد الآي إلى هذا الموضع ثلاث عشرة آية، فلعل في قولها: العشر الآيات مجازًا بطريق إلغاء الكسر، بناء على عدِّ {أَلِيمٌ} كما مر، فالصواب أنها اثنتا عشرة، انتهى فتأمل، "قسطلاني"(10/ 521).
(1)
وأقيم الحد على من أقيم عليه، "قس"(10/ 521).
(2)
فتخلقوا بأخلاق اللَّه تعالى، "قس"(10/ 521).
(3)
لما قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية، "قس"(10/ 521).
(4)
أم المؤمنين، "قس"(10/ 521).
(5)
أم المؤمنين، "قس"(10/ 521).
مَاذَا عَلِمْتِ
(1)
أَوْ رَأَيْتِ
(2)
؟ ". فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْمِي
(3)
سَمْعِي وَبَصَري، مَا عَلِمْتُ
(4)
إِلَّا خَيرًا. قَالَتْ
(5)
: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي
(6)
مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ، فَعَصَمَهَا
(7)
اللَّهُ بِالْوَرَعِ، وَطَفِقَتْ
(8)
أُخْتُهَا حَمْنَةُ
(9)
تُحَارِبُ لَهَا
(10)
، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ الإِفْكِ. [راجع: 2593، أخرجه: م 2770، س في الكبرى 8931، تحفة: 16126، 16311، 17409، 16493].
"أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "أَزْوَاجِ النَّبِيِّ"، وزادت التصلية في نـ.
===
(1)
على عائشة، "قس"(10/ 522).
(2)
منها، "قس"(10/ 522).
(3)
قوله: (أحمي سمعي وبصري) بفتح الهمزة، أي: أحمي سمعي من أن أقول: سمعت ولم أسمع، وأحمي بصري من أن أقول: أبصرت ولم أبصر، "قس"(10/ 522).
(4)
عليها، "قس"(10/ 522).
(5)
عائشة، "قس"(10/ 522).
(6)
قوله: (كانت تساميني) بضم الفوقية وبالمهملة من السمو، وهو العلو والارتفاع، أي: تطلب من العلو والارتفاع والخطوة عند النبي صلى الله عليه وسلم ما أطلبه، أو تعتقد أن لها مثل الذي لي عنده، "قس"(10/ 522).
(7)
أي: حفظها.
(8)
بكسر الفاء أي: جعلت أو شرعت، "قس"(10/ 522).
(9)
بفتح المهملة وسكون الميم فنون فهاء تأنيث، "قس"(10/ 522).
(10)
قوله: (تحارب لها) أي: لأختها زينب وتحكي مقالة أهل الإفك لتخفض منزلة عائشة وتعلي منزلة أختها زينب، "قس"(10/ 522).
7 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
(1)
وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 14]
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {تَلَقَّوْنَهُ} [النور: 15]: يَرْوِيهِ بَعْضكُم عَنْ بَعْضٍ. {تُفِيضُونَ} [يونس: 61، الأحقاف: 8]: تَقُولُونَ.
"قَولُهُ" سقط في نـ. " {عَذَابٌ عَظِيمٌ} " في ذ بدله: "الآية".
===
(1)
قوله: ({وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ})"لولا" هذه لامتناع الشيء لوجود غيره، أي: لولا فضل اللَّه عليكم أيها الخائضون في شأن عائشة. قوله: " {وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا} " أي: بأنواع النعم التي من جملتها قبول توبتكم وإنابتِكم إليه، " {و} " في " {الآخِرَةِ} " بالعفو والمغفرة " {لَمَسَّكُمْ} " عاجلًا " {فِي مَا أَفَضْتُمْ} " أي: خضتم " {فِيهِ} " من قضية الإفك " {عَذَابٌ عَظِيمٌ} " المراد بالعذاب العظيم الذي لا انقطاع له يعني في الآخرة، كذا في "قس"(10/ 522).
(2)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: " {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} " معناه "يرويه بعضكم عن بعض"، وذلك أن الرجل كان يلقى الرجل فيقول له: ما وراءَك؟ فيحدثه بحديث الإفك، حتى شاع واشتهر ولم يبق بيت ولا نادٍ إلا طار فيه فسعوا في إشاعته وذلك من العظائم. وأصل {تَلَقَّوْنَهُ} تتلقونه فحذفت إحدى التائين كتنزَّلُ ونحوه. قوله:" {تُفِيضُونَ} " في قوله تعالى في سورة يونس: {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} معناه "تَقُولُونَ" وهذا ذكره استطرادًا على عادته، مناسبةً لقوله:{فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ} إذ كل منهما من الإفاضة، "قسطلاني"(10/ 522 - 523).
4751 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ
(2)
، عَنْ حُصَينٍ
(3)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(4)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(5)
، عَنْ أُمِّ رُومَانَ أُمِّ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا رُمِيَتْ عَائِشَةُ خَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيهَا
(6)
. [راجع: 3388، تحفة: 18318].
"أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ" في ذ: "حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ"
===
(1)
العبدي البصري.
(2)
كذا للأكثر غير منسوب، وهو سليمان بن كثير أخو محمد الراوي عنه، وعن الجرجاني:"سفيان" بدل "سليمان"، قال أبو علي الجياني: وسليمان هو الصواب، "فتح"(8/ 482).
(3)
ابن عبد الرحمن، "قس"(10/ 523).
(4)
شقيق بن سلمة، "قس"(10/ 523).
(5)
ابن الأجدع.
(6)
قوله: (خَرَّتْ مغشيًا عليها) وفي بعض النسخ بإسقاط لفظ: "عليها"، كما في "المصابيح"، وقال السفاقسي: صوابه مغشية يعني بتاء التأنيث بدل الألف، وردّه الزركشي بأنه على تقدير الحذف أي: عليها، فلا معنى للتأنيث. قال في "المصابيح": لكن يلزم على تقديره حذفُ النائب عن الفاعل وهو ممتنع عند البصريين، وإنما ينسب القول به للكسائي من الكوفيين، وأما على ما استصوبه السفاقسي فإنما يلزم حذف الجار وجعل المجرور مفعولًا على سبيل الاتساع، وهو موجود في كلامهم. ومطابقته لما ترجم به من جهة قصة الإفك في الجملة. واعترض الخطيب وتبعه جماعة على هذا الحديث: بأن مسروقًا لم يسمع من أم رومان؛ لأنها توفيت في زمانه صلى الله عليه وسلم وسِنُّ مسروقٍ إذ ذاك ست سنين، فالظاهر أنه مرسل. وأجاب في "المقدمة": بأن الواقع في "البخاري" هو الصواب؛ لأن راوي وفاة أم رومان في سنة ست علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، كما نبَّه عليه البخاري في
8 - بَابُ قَوْلُهُ: {إِذْ
(1)
تَلَقَّوْنَهُ
(2)
بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ
(3)
بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا
(4)
وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ
(5)
} [النور: 15]
"بَابٌ" ثبت في ذ: "قوله" سقط في نـ. " {وَتَحْسَبُونَهُ. . .} إلخ" سقط في ذ، وقَالَ بعدَ " {مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} ":"الآية".
===
تاريخيه: "الأوسط" و"الصغير"، وحديث مسروق أصح إسنادًا، وقد جزم إبراهيم الحربي بأن مسروقًا إنما سمع من أم رومان في خلافة عمر، وقال أبو نعيم الأصبهاني: عاشت أم رومان بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرًا، قاله القسطلاني (10/ 523). ومرَّ بعض بيانه (برقم: 3388)، ويؤيده أيضًا ما سبق في "المغازي" (برقم: 4143): قال مسروق: حدثتني أم رومان، واللَّه أعلم.
(1)
ظرف {لَمَسَّكُمْ} أو {أَفَضْتُمْ} ، "بيض"(2/ 118).
(2)
قوله {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} أي: الإفك " {بِأَلْسِنَتِكُمْ} " أي: يأخذه بعضكم من بعض بالسؤال عنه، قال الكلبي: وذلك أن الرجل منهم يلقى الآخر فيقول: بلغني كذا وكذا، يتلقونه تلقيًا. قوله:" {وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ} " في شأن أم المؤمنين " {مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} ". فإن قلت: ما معنى قوله: " {بِأَفْوَاهِكُمْ} "، والقول لا يكون إلا بالفم؟ وأجيب، بأن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب فيترجم عنه اللسان، والإفك ليس إلا قولًا يجري على ألسنتكم من غير أن يحصل في قلوبكم علم. قوله:" {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا} " أي: سهلًا " {وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} " في الوزر واستجرار العذاب، فهذه ثلاثة آثام مترتبة علّق بها مَسّ العذاب العظيم: تلقي الإفك بألسنتهم، والتحدثُ به من غير تحقق، واستصغارُهم لذلك وهو عند اللَّه عظيم، ملتقط من "قس"(10/ 523 - 524)، "بيضاوي"(2/ 118).
(3)
أي: كلامًا مختصًا بالأفواه بلا مساعدة من القلوب، "بيض"(2/ 118).
(4)
أي: سهلًا لا تبعة له، "بيض"(2/ 121).
(5)
في الوزر، "قس"(10/ 524).
4752 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْج
(2)
أَخْبَرَهُمْ قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيكَةَ
(3)
: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقْرَأُ: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ
(4)
بِأَلْسِنَتِكُمْ}
(5)
". [راجع: 4144، تحفة: 16249].
بَابُ قَوْلُهُ: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا
(6)
أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ
(7)
هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
(8)
} [النور: 16]
"حَدَّثَنَا هِشَامٌ" في ذ: "أَخْبَرَنَا هِشَامُ بنُ يُوسُفَ". "تَقْرَأُ" في ذ: "تَقُولُ". "بَابٌ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "قَولُه" سقط في نـ. " {سُبْحَانَكَ. . .} إلخ" في ذ بدله:"الآية". " {هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} " زاد بعده في نـ: " {لُجِّيٍّ} [النور: 40] اللُّجَّة: معظم البحر".
===
(1)
الفراء الرازي.
(2)
عبد الملك بن عبد العزيز، "قس"(10/ 524).
(3)
عبد اللَّه، "قس"(10/ 524).
(4)
بكسر اللام وتخفيف القاف المضمومة، من وَلَقَ الرجلُ إذا كذب، "قس"(524).
(5)
مرَّ بيانه (برقم: 4143).
(6)
أي: ما ينبغي وما يصح لنا، "قس"(10/ 524).
(7)
تعجب ممن يقول ذلك، "بيض"(2/ 118).
(8)
قوله: ({هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}) لعظمة المبهوت عليه؛ فإن حقارةَ الذنوب وعظمها باعتبار متعلقاتها، كذا في "البيضاوي" (2/ 118 - 119). ووقع في بعض النسخ هنا:" {لُجِّيٍّ}، اللُّجَّة: معظم البحر" أي: في قوله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ} [النور: 40] يريد أنه منسوب إلى اللُّجِّ، وهو وسط البحر ومعظم الماء، "بيضاوي"(2/ 126).
4753 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
، عَنْ عُمَرَ بْنِ سعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ
(4)
قَالَ: استَأْذَنَ
(5)
ابْنُ عَبَّاسٍ قُبَيْلَ مَوْتِهَا عَلَى عَائِشَةَ، وَهِيَ مَغْلُوبَةٌ
(6)
، قَالَتْ: أَخْشَى أَنْ يُثْنِيَ
(7)
عَلَيَّ، فَقِيلَ: ابْنُ عَمِّ
(8)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"قُبَيْلَ مَوْتِهَا" كذا في ذ، ولغيره:"قَبلَ مَوْتِهَا".
===
(1)
العنزي، "قس"(10/ 524).
(2)
ابن سعيد القطان، "قس"(10/ 524).
(3)
القرشي النوفلي، "قس"(10/ 524).
(4)
عبد اللَّه بن عبيد اللَّه، "قس"(10/ 524).
(5)
والذي استأذن له عليها ذكوان مولاها، "قس"(10/ 525).
(6)
من كرب الموت، "قس"(10/ 524).
(7)
لأن الثناء يورث العجب، "قس"(10/ 524).
(8)
قوله: (فقيل: ابن عم. . .) إلخ، والقائل لها ذلك هو ابن أخيها عبد اللَّه بن عبد الرحمن، والذي استأذن لابن عباس عليها ذكوان مولاها كما عند أحمد في رواية. قوله:"فقال" أي: ابن عباس لها بعد أن أُذِنَ له في الدخول ودخل: "كيف تجدينك" أي: كيف تجدين نفسك، فالفاعل والمفعول ضميران لواحد، وهو من خصائص أفعال القلوب. قوله:"إن اتقيتُ" اللَّه، أي: إن كنت من أهل التقوى، ولأبي ذر عن الكشميهني:"إن أُبْقِيت" بضم الهمزة وسكون الموحدة وكسر القاف وسكون التحتية وفتح الفوقية، من البقاء. قوله:"خلافه" بعد أن خرج ابن عباس فتخالفا في الدخول والخروج ذهابًا وإيابًا، وافق خروجُ ابن عباس مجيء ابنِ الزبير، "قس"(10/ 525).
وَمِنْ وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ
(1)
. قَالَتِ: ائْذَنُوا لَهُ. فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟ قَالَتْ: بِخَيرٍ إِنِ اتَّقَيتُ. قَالَ: فَأَنْتِ بِخَيرٍ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا غَيْرَكِ، وَنَزَلَ عُذْرُكِ
(2)
(3)
مِنَ السَّمَاءِ، وَدَخَلَ ابْنُ الزُّبَيرِ خِلَافَهُ
(4)
، فَقَالَتْ: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَثْنَى عَلَيَّ وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا
(5)
. [راجع: 3771، تحفة: 16257، 5801].
4754 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ
(6)
قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ
(7)
، عَنِ الْقَاسِمِ
(8)
: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى عَائِشَةَ نَحْوَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ: نَسْيًا مَنْسِيًّا. [راجع: 3771].
"قَالَتْ: ائْذَنُوا" في نـ: "فَقَالَتْ: ائْذَنُوا". "إِنِ اتَّقَيْتُ" في نـ: "إِنْ أُبْقِيتَ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى". "حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّاب بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ" ثبت بعده في نـ: "نَحْوَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ: نَسْيًا مَنْسِيًّا". "وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ".
===
(1)
أي: هو من وجوه المسلمين.
(2)
ومطابقة الحديث للترجمة في قوله: "ونزل عذرُكِ"، "قس"(10/ 525).
(3)
عن قصة الإفك، "قس"(10/ 525).
(4)
بكسر المعجمة، أي: وافق مجيئُه ذهابه، "خ"(2/ 414).
(5)
أي: لم أكن شيئًا، "قس"(10/ 525)، هذا على طريق أهل الورع من شدة خوفهم على أنفسهم.
(6)
الثقفي، "قس"(10/ 525).
(7)
عبد اللَّه.
(8)
ابن محمد، "قس"(10/ 525).
9 - بَابُ قَوْلُهُ: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ
(1)
أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا} [النور: 17]
4755
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(3)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(4)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(5)
، عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: جَاءَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا
(6)
، قُلْتُ
(7)
: أَتَأْذَنِينَ لِهَذَا
(8)
؟ قَالَتْ: أَوَلَيْسَ قَدْ أَصَابَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ؟ قَالَ سُفْيَانُ: تَعْنِي ذَهَابَ بَصَرِهِ، فَقَالَ
(9)
:
"بَابٌ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "قَوْلُهُ" سقط في نـ. {أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا} زاد في نـ:" {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} "، وفي نـ:"الآية" فقط. "قَالَتْ: جَاءَ" في هـ، ذ:"قَالَ: جَاءَ".
===
(1)
قوله: ({يَعِظُكُمُ اللَّهُ}) قال ابن عباس: يحرم اللَّه عليكم، وقال مجاهد: ينهاكم اللَّه. " {أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ} " كراهة أن تعودوا مفعول من أجله، أو في أن تعودوا على حدف في. " {أَبَدًا} " أي: ما دمتم أحياء مكلفين، "قسطلاني"(10/ 525).
(2)
الثوري.
(3)
سليمان.
(4)
مسلم بن صبيح، "قس"(10/ 526).
(5)
هو ابن الأجدع.
(6)
فيه التفات.
(7)
أي: قال مسروق: قلت، "قس"(10/ 526).
(8)
وهو ممن تولى كبر الإفك، "قس"(10/ 526).
(9)
حسان، "قس"(10/ 526).
حَصَانٌ رَزَانٌ
(1)
مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ
…
وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
قَالَتْ: لَكِنْ أَنْتَ
(2)
. [راجع: 4146].
10 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
(3)
حَكِيمٌ
(4)
} [النور: 18]
4756 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
(5)
قَالَ: أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(6)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(7)
"قَوْلُهُ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ".
===
(1)
قوله: (حصان رزان) بفتح الحاء المهملة والزاي من الثاني وقبلها راء مهملة، أي: عفيفة كامل العقل، "ما تُزَنُّ" بضم الفوقية وفتح الزاي وتشديد النون أي: ما تُتَّهَمُ. "بريبة" براء مهملة فتحتية ساكنة فموحدة، "وتصبح غرثى" بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفتح المثلثة: جائعة. "من لحوم الغوافل" العفيفات، أي: لا تغتابهن إذ لو كانت تغتاب لكانت آكلة، وهو استعارة فيها تلميح بقوله تعالى في المغتاب:{أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} [الحجرات: 12] وهذا البيت من جملة قصيدة لحسان، "قسطلاني"(10/ 526).
(2)
أي: لستَ كذلك، إشارة إلى أنه اغتابها حين وقعت قصة الإفك، "قس"(10/ 526).
(3)
بأمر عائشة وصفوان، "قس"(10/ 527).
(4)
في شرعه وقدرته، "قس"(10/ 527).
(5)
محمد.
(6)
مسلم بن صبيح، "قس"(10/ 527).
(7)
هو ابن الأجدع.
قَالَ: دَخَلَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَشَبَّبَ
(1)
، وَقَالَ:
حَصَانٌ
(2)
رَزَانٌ
(3)
مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ
…
وَتُصْبِحُ غَرْثَى
(4)
مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
قَالَتْ: لَسْتَ كَذَاكَ. قُلْتُ: تَدَعِينَ
(5)
مِثْلَ هَذَا يَدْخُلُ عَلَيْكِ، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ:{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11].
"لُحُومِ الْغَوَافِلِ" في ذ: "دِمَاءِ الغَوَافِلِ". "لَسْتَ كَذَاكَ" في نـ: "لَسْتَ كَذَلكَ".
===
(1)
قوله: (فَشَبَّبَ) بشين معجمة فموحدتين الأولى مشددة، أي: أنشد تَغَزُّلًا. قوله: " {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ} " هذا مشكل، إذ ظاهره أن المراد بقوله:{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} حسان، والمعتمد أنه عبد اللَّه بن أُبَيِّ، لكن في "مستخرج أبي نعيم": وهو ممن تولى كبره، قال في "الفتح": فهذه أخف إشكالًا. قوله: "وقد كان يَرُدُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" أي: يدفع هجو الكفار فيهجوهم ويذبّ عنه، وفي "المغازي" (ح: 4141): "قال عروة: كانت عائشة تكره أن يُسَبَّ عندها حسان وتقول: إنه الذي يقول:
فإن أبي ووالده
(1)
وعرضي
…
لعرض محمد منكم وقاءُ"
"قسطلاني"(10/ 527).
(2)
عفيفة.
(3)
صاحبة وقار.
(4)
جائعة.
(5)
أي: تتركين.
(1)
في الأصل: "ووالدتي".
فَقَالَتْ: وَأيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَى؟! وَقَالَتْ: وَقَدْ كَانَ يَرُدُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
. [راجع: 4146].
11 - بَابُ قَوْلُهُ: {إِنَّ الَّذِينَ
(2)
يُحِبُّونَ
(3)
أَنْ تَشِيعَ
(4)
الْفَاحِشَةُ
(5)
"وَقَدْ كَانَ" في نـ: "قَدْ كَانَ". "عَنْ رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "عَنِ النَّبِيِّ". "قَوْلُهُ" سقط في نـ.
===
(1)
أي: يدفع هجو الكفار عنه، "ك"(18/ 21).
(2)
قوله: ({إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ. . .} إلخ) ظاهر الآية يتناول كل من كان بهذه الصفة، وإنما نزلت في قذف عائشة إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. قوله:" {وَاللَّهُ يَعْلَمُ. . .} إلخ" وهذا نهاية في الزجر؛ لأن من أحب إشاعة الفاحشة وإن بالغ في إخفاء تلك المحبة فهو يعلم أن اللَّه تعالى يعلم ذلك منه ويعلم قدر الجزاء عليه. قوله: " {وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} " بهم، فتاب على من تاب وطهر من طهر منهم. قوله:" {وَلَا يَأْتَلِ} " لأبي ذر: "وقوله: "{وَلَا يَأْتَلِ} " أي: يفتعل من الأَلِيَّةِ وهو الحلف، أي: ولا يحلف، "{أَنْ يُؤْتُوا} " أي: على أن لا يؤتوا، "{أُولِي الْقُرْبَى. . .} إلخ" يعني مسطحًا، و"لا" تحذف في الكلام كثيرًا؛ قال اللَّه تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا} [البقرة: 224] يعني: أن لا تبرّوا، "قسطلاني" (10/ 528).
(3)
يريدون.
(4)
تنتشر.
(5)
أي: الزنا.
فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا
(1)
وَالْآخِرَةِ
(2)
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
(3)
وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ
(4)
رَحِيمٌ} [النور: 19 - 20]، {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا
(5)
أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ
(6)
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]
4757 -
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ
(7)
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ذُكِرَ مِنْ شَأْنِي الَّذِي ذُكِرَ
(8)
،
"{لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ -إلى- رَءُوفٌ رَحِيمٌ} " في ذ بدله: "الآية، إِلى قَولِهِ: {أَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ". " {فِي الدُّنْيَا} " زاد قبله في ذ: " {تَشِيعَ}: تظهر، وقوله". " {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ} " زاد قبله في نـ: "وَقَوْلُهُ". " {وَلَا يَأْتَلِ} " في ذ: "وَقَولُهُ: {وَلَا يَأْتَلِ} ". " {وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. . .} إلخ" في ذ بدله: "إلى قولِه: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ". " {وَلْيَعْفُوا. . .} إلخ" في نـ بدله: "الآية". "وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ" زاد قبله في نـ: "قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ".
===
(1)
الحد.
(2)
النار.
(3)
لَعَاجَلكم بالعقوبة فجواب "لولا" محذوف، "قس"(10/ 528).
(4)
بعباده.
(5)
عمن خاض في أمر عائشة، "قس"(10/ 527).
(6)
يخاطب أبا بكر، "قس"(10/ 527).
(7)
حماد بن أسامة، وصله أحمد (6/ 59)، "قس"(10/ 530).
(8)
من الإفك.
وَمَا عَلِمْتُ بِهِ
(1)
، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيَّ خَطِيبًا، فَتَشَهَّدَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ! أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي أُنَاسٍ أَبَنُوا
(2)
أَهْلِي، وَايْمُ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي مِنْ سُوءٍ، وَأَبَنُوهُمْ
(3)
بِمَنْ
(4)
وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سوءٍ قَطُّ، وَلَا يَدْخُلُ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا حَاضِرٌ، وَلَا غِبْتُ فِي سفَرٍ إِلَّا غَابَ مَعِي".
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادةَ
(5)
فَقَالَ: ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ
"أَبَنُوا" في صـ: "أَبَّنُوا"، وفي نـ:"أَنَبُوا" وفي صـ أَيضًا: "أَنَّبُوا" -من التأنيب-. "وَأَبَنُوهُم" في نـ: "وَأَبَّنُوهُم". "وَلَا يَدْخُلُ" في نـ: "وَلَا دَخَلَ". "إِلَّا وَأَنَا حَاضِرٌ" في سـ، حـ، ذ:"إِلَّا أَنَا حَاضِرٌ". "وَلَا غِبْتُ" في سـ، حـ، ذ:"وَلا كُنْتُ". "سَعْدُ بْنُ عُبَادةَ" في نـ: "سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ" مصحح عليه. "ائْذَنْ لِي" في نـ: "ائْذَنْ".
===
(1)
حال.
(2)
قوله: (أَبَنُوا) بهمزة وموحدة مخففة مفتوحتين فنون فواو وقد تمد الهمزة، وللأصيلي مما حكاه عياض: أَبَّنوا بتشديد الموحدة، أي: اتهموا أهلي وذكروهم بالسوء، قال ثابت: التأبين: ذكر الشيء وَتَتَبُّعُه، والتخفيف بمعناه. وقال القاضي عياض:"أنَّبوا" بتقديم النون وتشديدها، كذا قيده عبدوس [بن] محمد، وكذا ذكره بعضهم عن الأصيلي، قال القاضي عياض: وهو في كتابي منقوط من فوق وتحت، وعليه بخطي علامة الأصيلي، ومعناه إن صح: لاموا ووبخوا، وعندي أنه تصحيف لا وجه له ههنا، "قس"(10/ 531).
(3)
أي: اتهموهم.
(4)
يريد صفوان، "قس"(10/ 531).
(5)
قوله: (فقام سعد بن عبادة) هذا وهم من أبي أسامة أو من هشام،
أَنْ نَضْرِبَ
(1)
أَعْنَاقَهُمْ، وَقَامَ رَجُلٌ
(2)
مِنْ بَنِي الْخَزْرَجِ -وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ
(3)
بْنِ ثَابتٍ مِنْ رَهْطِ ذَلِكَ الرَّجُلِ- فَقَالَ: كَذَبْتَ
(4)
، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ لَوْ كَانُوا
(5)
مِنَ الأَوْسِ مَا أَحْبَبتَ أَنْ تُضْرَبَ
(6)
أَعْنَاقُهُمْ حَتَّى كَادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ شَرٌّ فِي الْمَسْجِدِ، وَمَا عَلِمْتُ.
فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ ذَلِكَ الْيَوْمِ خَرَجْتُ لِبَعْض حَاجَتِي
(7)
وَمَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ، فَعَثَرَتْ
(8)
وَقَالَتْ: تَعِسَ
(9)
مِسْطَحٌ،
"أَنْ نَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ" في نـ: "أَنْ تُضْرَبَ أَعْنَاقُهُمْ". "وَقَامَ رَجُلٌ" في نـ: "فقَامَ رَجُلٌ". "مَا أَحْبَبْتَ" في نـ: "ما أَحْسبُ". "كَادَ أنْ يَكُونَ" في ذ: "كَادَ يَكُونُ".
===
والمحفوظ: سعد بن معاذ، والذي عارضه سعد بن عبادة، كذا في "التنقيح" (2/ 968). وفي "القسطلاني" (10/ 531):"فقام سعد بن معاذ" الأوسي المتوفى بسبب السهم الذي أصابه فقطع منه الأكحل في غزوة الخندق سنة خمس كما عند ابن إسحاق، وكانت هذه القصة في سنة خمس أيضًا كما هو الصحيح في النقل عن موسى بن عقبة.
(1)
بنون الجمع، والضمير لأهل الإفك، "قس"(10/ 531).
(2)
هو سعد بن عبادة، "قس"(10/ 531).
(3)
الفريعة بنت خالد، "قس"(10/ 531).
(4)
أي: لا تقدر على قتله، "قس"(10/ 531).
(5)
أي: قائلو الإفك، "قس"(10/ 531).
(6)
بضم التاء على بناء المفعول، "قس"(10/ 531).
(7)
أي: للتبرز، "قس"(10/ 531).
(8)
في مرطها، "قس"(10/ 531).
(9)
بكسر العين وتفتح أي: هلك.
فَقُلْتُ: أَيْ أُمِّ، تَسُبِّينَ
(1)
ابْنَكِ؟! وَسَكَتَتْ، ثُمَّ عَثَرَتِ الثَّانِيَةَ فَقَالَتْ: تَعِسَ
(2)
مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟! ثُمَّ عَثَرَتِ الثَّالِثَةَ فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَانْتَهَرْتُهَا، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَسُبُّهُ إِلَّا فِيكِ
(3)
، فَقُلْتُ: فِي أَيِّ شَأْنِي؟ قَالَتْ: فَنَقَّرَتْ
(4)
لِيَ الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ: وَقَدْ كَانَ هَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ وَاللَّهِ.
فَرَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي كَأَنَّ الَّذِي خَرَجْتُ لَهُ لَا أَجِدُ مِنْهُ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا
(5)
، وَوُعِكْتُ
(6)
، فَقُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرْسِلْنِي إِلَى بَيْتِ أَبِي،
"فَقُلْتُ لَهَا: تَسُبِّينَ ابْنَكِ" في ذ: "فَقُلْتُ لَهَا: أَيْ أُمِّ؛ تَسُبُيِّنَ ابْنَكِ؟! فَسَكَتَتْ" مصحح عليه. "فَنَقَّرَتْ" في نـ: "فَبَقَرَتْ". "وَقَدْ كَانَ" في نـ: "قَدْ كَانَ". "فَقُلْتُ" في ذ: "وَقُلْتُ".
===
(1)
بحذف همزة الاستفهام، "قس"(10/ 532).
(2)
بكسر العين وتفتح أي: هلك.
(3)
أي: إلا لأجلكِ، "قس"(10/ 532).
(4)
بنون وقاف مشددة، أي: شَرَحَتْه، ولبعضهم بموحدة وقاف خفيفة، أي: أعْلَمَتْنِيه، "توشيح"(7/ 2962)، وتشديد القاف أي: قَصَّتْه.
(5)
قوله: (كأن الذي خرجت له لا أجد منه قليلًا ولا كثيرًا) فإن قلت: قد تقدم آنفًا أنه كان بعد قضاء الحاجة حيث قال: "قد فرغنا من شأننا"؟ قلت: غرضها: أني دهشتُ بحيث ما عرفتُ لأي أمر خرجتُ من البيت، "ك"(18/ 22، 23)، من شدة ما عراني من الهم وكانت قد قضت حاجتها، كما سبق، "قسطلاني"(10/ 532).
(6)
أي: صرت محمومة، "قس"(10/ 532).
فَأَرْسَلَ مَعِي الْغُلَامَ
(1)
، فَدَخَلْتُ الدَّارَ، فَوَجَدْتُ أُمَّ رُومَانَ فِي السُّفْلِ
(2)
وَأَبَا بَكْرٍ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ، فَقَالَتْ أُمِّي: مَا جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّةُ؟ فَأَخْبَرْتُهَا وَذَكَرْتُ لَهَا الْحَدِيثَ
(3)
، وَإِذَا هُوَ
(4)
لَمْ يَبْلُغْ مِنْهَا مِثْلَ مَا بَلَغَ مِنِّي، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ خَفِّضِي
(5)
عَلَيكِ الشَّأنَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، لَهَا ضَرَائِرُ، إِلَّا حَسَدْنَهَا وَقِيلَ فِيهَا
(6)
، وَإِذَا هُوَ
(7)
لَمْ يَبْلُغْ مِنْهَا مِثْلَ مَا بَلَغَ مِنِّي، قُلْتُ: وَقَدْ عَلِمَ بِهِ أَبِي؟ قَالَتْ:
"مِثْلَ مَا" في ذ: "مِثْلَ الذي". "يَا بُنَيَّةُ" في سـ، حـ، ذ:"أي بُنَيَّةُ". "خَفِّضِي" في هـ، سـ، حـ:"خَفِّفِي" وفي نـ: "خفي". "حَسَدْنَهَا" في نـ: "حَسَدَتْهَا". "وَإِذَا" في نـ: "فَإِذَا". "مِنْهَا مِثْلَ مَا بَلَغَ مِنِّي" في نـ: "مِنْهَا مَا بَلَغَ مِنِّي".
===
(1)
قوله: (فَأَرْسَلَ معي الغلام) لم يسمَّ، "قس"(10/ 532)، هذا زائد على السياق السابق إلى قولها:"فقالت أمي: ما جاء بكِ يا بُنَيَّةُ"، قال الداودي: وفي قولها: "لم يبلغ منها مثل ما بلغ مني" معانٍ، منها: أن أم رومان لِسِنِّها قد مَارَسَتْ من الرزايا ما هَوَّنَ عليها ذلك، "قس"(10/ 532).
(2)
بكسر السين وضمها، من البيت، "قس"(10/ 532).
(3)
الذي قاله أهل الإفك، "قس"(10/ 532).
(4)
تعني الإفك.
(5)
قوله: (خَفِّضِي) بفتح خاء معجمة وفاء مشددة وضاد معجمة مكسورتين، وللحموي والمستملي:"خَفِّفِي" بفاء ثانية بدل الضاد، وفي نسخة: خفي بكسر المعجمة والفاء وإسقاط الثاني، ومعناها متقارب، "قس"(10/ 532).
(6)
ما يشينها، "قس"(10/ 532).
(7)
تعني الإفك، "قس"(10/ 532).
نَعَمْ، قُلْتُ: وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: نَعَمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَعْبَرْتُ
(1)
وَبَكَيْتُ، فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ صَوْتِي وَهُوَ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ، فَنَزَلَ فَقَالَ لأُمِّي: مَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ: بَلَغَهَا الَّذِي ذُكِرَ
(2)
مِنْ شَأْنِهَا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ أي بُنَيَّةُ إِلَّا رَجَعْتِ
(3)
إِلَى بَيْتِكِ،
"وَاسْتَعْبَرْتُ" في ذ: "فَاسْتَعْبَرْتُ". "قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ" في ذ: "فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ". "أي بُنَيَّةُ" في هـ، ذ:"يَا بُنَيَّةُ".
===
(1)
قوله: (واستَعْبَرْتُ) بسكون الراء، ولأبي ذر:"فاستعبرت" بالفاء، "قس" (10/ 532). قال في "القاموس" (ص: 405): العَبرة، بالفتح: الدمعة قبل أن تفيض، أو تَرَدُّدُ البكاء في الصدر، أو الحزنُ، واستعبر: جرت عبرتُه وَحَزِنَ.
(2)
بضم الذال وكسر الكاف.
(3)
قوله: (إلا رجعتِ) هو مثل قولهم: نشدتُكَ باللَّه إلا فعلتَ، أي: ما أطلب منك إلا رجوعك إلى بيت رسول اللَّه. قوله: "فسأل عني خادمتي" وسبق أنها بريرة، ولأبي ذر:"خادمي" بلفظ التذكير، وهو يطلق على الذكر والأنثى، فقال:"هل رأيت من شيء يريبكِ على عائشة". قوله: "فانتهرها بعض أصحابه فقال: اصدقي" وفي رواية أبي أويس عند الطبراني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "شأنك بالجارية"، فسألها عني وتوعَّدها فلم تخبره إلا بخير، ثم ضربها وسألها فقالت: واللَّه ما علمت على عائشة سوءًا. قوله: "أسقطوا لها به" يعني الجارية أي: سَبّوها وقالوا لها من سقط الكلام وهو رديئه، من قولهم: أسقط الرجل: إذا أتى بكلام ساقط، والضمير في قوله:"به" للحديث أو للرجل الذي اتهموها به، وقال ابن الجوزي: صرحوا لها بالأمر، وقيل: جاؤوا في خطابها بسقط من القول بسبب ذلك الأمر، وضمير "لها" عائد على الجارية، و"به" عائدة على ما تقدم من انتهارها
فَرَجَعْتُ، وَلَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتِي، فَسَأَلَ عَنِّي خَادِمَتِي، فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا عَيْبًا إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقُدُ حَتَّى تَدْخُلَ الشَّاةُ فَتَأْكُلَ خَمِيرَهَا أَوْ
(1)
عَجِينَهَا، وَانْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: اصْدُقِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ
(2)
، فَقَالَتْ
(3)
: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبرِ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ
(4)
، وَبَلَغَ الأَمْرُ
(5)
إِلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ
(6)
"فَسَأَلَ عَنِّي خَادِمَتِي" في نـ: "فَسَأَلَ عَنْ خَادِمَتِي". وفي ذ: "خَادَمِي". "وَانْتَهَرَهَا" في نـ: "فَانْتَهَرَهَا". "بَلَغَ الأَمْرُ إِلَى ذَلِكَ" في ذ: "بَلَغَ الأَمْرُ ذَلِكَ".
===
وتهديدها، وإلى هذا التأويل كان يذهب أبو مروان بن سراج، وقال ابن بطال: يحتمل أن يكون من قولهم: سقط [على] الخبر: إذا علمه، فالمعنى: ذكروا لها الحديث وشرحوا، من "قس"(10/ 532)، "ك"(18/ 23)، "مجمع البحار"(3/ 86).
(1)
شك من الراوي، "قس"(10/ 533).
(2)
أي: صرّحوا لها بالأمر وشرحوه؛ لأنها ظنت أولًا أنهم يسألونها عن أمر الحزم وحاجة البيت، فلما صرحوا لها بهذا الأمر تعجبت وقالت:"سبحان اللَّه"، "توشيح"(7/ 2963).
(3)
الخادمة.
(4)
بالغت في نفي العيب كقوله:
"ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم"
البيت، "قس"(10/ 533).
(5)
أي: أمر الإفك.
(6)
هو صفوان، "قس"(10/ 533).
الَّذِي قِيلَ لَهُ
(1)
، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا كَشَفْتُ كَنَفَ
(2)
أُنْثَى قَطُّ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُتِلَ
(3)
شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
(4)
.
قَالَتْ: وَأَصبَحَ أَبَوَاي عِنْدِي، فَلَمْ يَزَالَا حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ وَقَدِ اكْتَنَفَنِي أَبَوَايَ، عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، إِنْ كُنْتِ قَارَفْتِ
(5)
سُوءًا أَوْ ظَلَمْتِ، فَتُوبِي إِلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ".
قَالَتْ: وَقَدْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ
(6)
مِنَ الأَنْصَارِ فَهِيَ جَالِسَةٌ بِالْبَابِ، فَقُلْتُ
(7)
: أَلَا تَسْتَحْيي مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَذْكُرَ شَيئًا. فَوَعَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَالْتَفَتُّ إِلَى أَبِي فَقُلْتُ: أَجِبْهُ، قَالَ: فَمَاذَا أَقُولُ؟
"عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي" في نـ: "عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي". "فَهِيَ جَالِسَةٌ" في نـ: "وَهِيَ جَالِسَةٌ". "ألَا تَسْتَحْيِي" كذا في ذ، وفي نـ:"أَلَا تَسْتَحِي". "فَقُلْتُ: أَجِبْهُ" في ذ: "فَقُلْتُ لَهُ: أَجِبْهُ".
===
(1)
أي: عنه فاللام بمعنى عن.
(2)
بفتح الكاف والنون، أي: ثوبًا، يريد ما جامعتها في حرام، أو كان حصورًا، "قس"(10/ 533).
(3)
صفوان، "قس"(10/ 533).
(4)
في غزوة أرمينية سنة تسع عشرة في خلافة عمر، قاله ابن إسحاق، "قس"(10/ 533).
(5)
بالقاف والفاء أي: كسبتِه، "قس"(10/ 533).
(6)
لم تسم، "قس"(10/ 533).
(7)
له عليه الصلاة والسلام، "قس"(10/ 533).
فَالْتَفَتُّ إِلَى أُمِّي فَقُلْتُ: أَجِيبِيهِ، فَقَالَتْ: أَقُولُ مَاذَا
(1)
؟ فَلَمَّا لَمْ يُجِيبَاهُ تَشَهَّدْتُ فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَّا بَعْدُ! فَوَاللَّهِ لَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي لَمْ أَفْعَلْ -وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنِّي لَصَادِقَةٌ
(2)
- مَا ذَاكَ بِنَافِعِي عِنْدَكُمْ، لَقَدْ تَكَلَّمْتُمْ بِهِ وَأُشْرِبَتْهُ
(3)
قُلُوبُكُمْ
(4)
، وَإِنْ قُلْتُ: إِنِّي فَعَلْتُ، -وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ- لَتَقُولُنَّ: قَدْ بَاءَتْ
(5)
اعْتَرَفَتْ بهِ عَلَى نَفْسِهَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا -وَالْتَمَسْتُ
(6)
اسْمَ يَعْقُوبَ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ- إِلَّا أَبَا يُوسُفَ حِينَ قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
(7)
وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18]. وَأُنْزِلَ عَلَى
"لَقَدْ" في ذ: "وَلَقَدْ". "إِنِّي فَعَلْتُ" في ذ: "إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ". "اعْتَرَفَتْ" سقط في نـ.
===
(1)
قال ابن مالك: فيه شاهد على [أنّ]"ما" الاستفهامية إذا رُكِّبَتْ مع "ذا" لا يجب تصديرها فَيَعْمَلُ فيها ما قبلها رفعًا ونصبًا، "قس" (10/ 534). قال الكرماني (18/ 24): فإن قلت: الاستفهام يقتضي الصدر؟ قلت: هو متعلق بفعل مقدر بعده، انتهى.
(2)
فيما أقول من براءتي، "قس"(10/ 534).
(3)
بضم الهمزة مبنيًا للمفعول، والضمير المنصوب يرجع إلى الإفك، "قس"(10/ 534).
(4)
رفع بـ "أُشْرِبَتَ"، "قس"(10/ 534).
(5)
أي: أقرت به، "قس"(10/ 534).
(6)
بالسين أي: طلبت، "قس"(10/ 534).
(7)
أي، أجمل، وهو الذي لا شكوى فيه إلى الخلق، "قس"(10/ 534).
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَاعَتِهِ، فَسَكَتْنَا، فَرُفِعَ
(1)
عَنْهُ، وَإِنِّي لأَتَبَيَّنُ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ وَهُوَ يَمْسَحُ جَبِينَهُ وَيَقُولُ: "أَبْشِرِي
(2)
يَا عَائِشَةُ، فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ". قَالَتْ: وَكُنْتُ أَشَدَّ
(3)
مَا كُنْتُ غَضَبًا
(4)
فَقَالَ لِي أَبَوَايَ: قُومِي إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيهِ، وَلَا أَحْمَدُهُ وَلَا أَحْمَدُكُمَا، وَلَكِنْ أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي، لَقَدْ سَمِعْتُمُوهُ
(5)
، فَمَا أَنْكَرْتُمُوهُ وَلَا غَيَّرْتُمُوهُ
(6)
.
"فَقُلْتُ: لا وَاللَّهِ" كذا في ذ، وفي نـ:"فَقُلْتُ: وَاللَّهِ".
===
(1)
أي: الوحي، "قس"(10/ 534).
(2)
بقطع الهمزة، "قس"(10/ 534).
(3)
بالنصب خبر كان، "قس"(10/ 534).
(4)
قوله: (وكنت أشد ما كنت غضبًا) أي: وكنت حين أخبر صلى الله عليه وسلم ببراءتي أقوى ما كنت غضبًا من غضبي قبل ذلك، قاله العيني، "قس"(10/ 534).
(5)
أي: الإفك، "قس"(10/ 534).
(6)
قوله: (فما أنكرتموه ولا غيرتموه) وفي رواية الأسود عن عائشة رضي الله عنها: "وأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيدي فانتزعتُ يدي منه فنهرني أبو بكر". وإنما فعلتْ ذلك لما خامرها من الغضب من كونهم لم يبادروا بتكذيب من قال فيها ذلك مع تحققهم حسن سيرتها وطهارتها. وقال ابن الجوزي (4/ 326): إنما قالت ذلك إدلالًا كما يُدِلُّ الحبيب على حبيبه، ويحتمل أن تكون مع ذلك تمسكت بظاهر قوله عليه السلام[لها: احمدي اللَّه]، ففهمتْ أمرها بإفراد اللَّه بالحمد فقالت ذلك، وأنَّ ما أضافَتْه إليه من الألفاظ المذكورة كان من باعث الغضب، قاله في "الفتح"(8/ 477)، "قس"(10/ 534)، ومرَّ الحديث مرارًا قريبًا وبعيدًا.
وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: أَمَّا زينَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ
(1)
فَعَصَمَهَا
(2)
اللَّهُ بِدِينِهَا، فَلَمْ تَقُلْ إِلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا أُخْتُهَا حَمْنَةُ فَهَلَكَتْ فِيِمَنْ هَلَكَ
(3)
، وَكَانَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيهِ مِسْطَحٌ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَالْمُنَافِقُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَسْتَوْشِيهِ
(4)
(5)
وَيَجْمَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ هُوَ وَحَمْنَةُ.
قَالَ: فَحَلَفَ أَبُو بَكْر: أَنْ لَا يَنْفَعَ مِسْطَحًا بِنَافِعَةٍ أَبَدًا
(6)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا يَأْتَلِ
(7)
أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، {وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ} -يَعْنِي مِسْطَحٌ- إِلَى قَوْلِهِ:{أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]،
"زيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ" في نـ: "زيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ". "يَتَكَلَّمُ فِيهِ" في ذِ: "يَتَكَلَّمُ بِهِ". "مِسْطَحٌ" في نـ: "مِسْطَحًا". "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ" في نـ: "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولَ". "قَالَ: فَحَلَفَ" في نـ: "قَالَتْ: فَحَلَفَ" مصحح عليه. "يَعْنِي مِسْطَحٌ" في نـ: "يَعْنِي مِسْطَحًا" مصحح عليه.
===
(1)
أم المؤمنين، "قس"(10/ 534).
(2)
أي: حفظها، "قس"(10/ 534).
(3)
أي: حدّت فيمن حدّ، "قس"(10/ 534).
(4)
أي: يستخرج الحديث بالبحث عنه ثم يشيعه، "مجمع"(5/ 66).
(5)
أي: يطلب عنده ليزيده ويريبه، "قس"(10/ 535)، "ك"(18/ 26).
(6)
بعد الذي قال عن عائشة، "قس"(10/ 535).
(7)
أي: لا يحلف، "ك"(18/ 26).
حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ يَا رَبَّنَا إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا، وَعَادَ لَهُ بِمَا كَانَ يَصْنَعُ
(1)
. [راجع: 2593، أخرجه: م 2770، ت 3181، تحفة: 16798].
12 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ
(2)
} [النور: 31]
4758 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ
(3)
: حَدَّثَنَا أَبِي
(4)
، عَنْ يُونُسَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ
(5)
: عَنْ عُرْوَةَ
(6)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَرحَمُ اللَّهُ
(7)
نِسَاءَ
"حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ" سقط لفظ "حتى" لأبي ذر، "قس"(10/ 535). "قَوله" سقط في نـ.
===
(1)
له قبلُ من النفقة، زاد في الباب السابق: وقال: واللَّه لا أنزعها منه أبدًا، "قس"(10/ 535).
(2)
قوله: ({وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}) يعني يلقين، ولذلك عداه بـ "على"، والخمر جمع خمار، وفي القلة يجمع على أخمرة، والجيب ما في طوق القميص يبدو منه بعض الجسد، كذا في "القسطلاني" (10/ 535). وفي "التوشيح" (7/ 2964): قال الفراء: كانوا في الجاهلية تسدل المرأة خمارها من ورائها وتكشف ما قدامها، فأمرن بالاستتار.
(3)
بفتح المعجمة وكسر الموحدة الأولى بينهما تحتية ساكنة، شيخ المؤلف، مما وصله ابن المنذر، "قس"(10/ 536).
(4)
شبيب بن سعيد، "قس"(10/ 536).
(5)
الزهري، "قس"(10/ 536).
(6)
ابن الزبير.
(7)
قوله: (يرحم اللَّه نساء المهاجرات) من باب "مسجد الجامع"، ولأبي داود:"النساء" بالتعريف، و"الأُوَل" بضم الهمزة وفتح الواو جمع
الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ
(1)
، لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ:{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شَقَّقنَ
(2)
مُرُوطهُنَّ
(3)
فاختَمَرنَ بِهِ
(4)
[طرفه: 4759، تحفة: 16721].
4759 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ
(6)
، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسلِمِ
(7)
، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ
(8)
: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ
"فَاخْتَمَرنَ بِهِ" في قتـ: "فَاخْتَمَرنَ بِهَا".
===
الأولى، أي: السابقات، كذا في "التوشيح" (7/ 2964). قال القسطلاني (10/ 536): واستشكل ذكر نساء المهاجرات في هذه الرواية، ونساء الأنصار في رواية الحاكم وغيره، وأجيب باحتمال أن نساء الأنصار بادرن إلى ذلك عند نزول الآية.
(1)
ومرَّ مثل هذا في نساء الأنصار أيضًا ولا منافاة، "خير"(2/ 415).
(2)
جواب "لما"، "قس"(10/ 536).
(3)
جمع مرط بكسر الميم، أي: أُزُرَهُنَّ، "قس"(10/ 536).
(4)
قوله: (فاختمرن به) أي: بما شققن، ولأبي الوقت: بها، أي: بالأزر المشقوقة، وكن في الجاهلية يُسدلن خمرهن من خلفهن فتنكشف نحورهن وقلائدهن من جيوبهن، فأمرن أن يضربن بهن على الجيوب ليسترن أعناقهن ونحورهن. وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع، "توشيح"(7/ 2964)، "قسطلاني"(10/ 536).
(5)
الفضل بن دكين، "قس"(10/ 536).
(6)
المكي المخزومي، "قس"(10/ 536).
(7)
ابن يَنَّاق -بفتح التحتية وشدة النون آخره قاف- المكي، "قس"(10/ 536)، "تق" (رقم: 1286).
(8)
ابن عثمان القرشية المكية، "قس"(10/ 536).
تَقُولُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} : أَخَذْنَ أُزُرَهُنَّ فَشَقَّقْنَهَا مِنْ قِبَلِ
(1)
الْحَوَاشِي، فَاخْتَمَرنَ بِهَا. [راجع: 4758، أخرجه: س في الكبرى 11363، تحفة: 17851].
25 - الْفُرْقَانِ
(2)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(3)
: {هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]:
"لَمَّا نَزَلَتْ" في نـ: "لَمَّا أُنْزِلَتْ". "أُزْرَهُنَّ" زاد بعده في نـ: "الإزَارُ هاهنا الملاءةُ" -بضم الميم وخفة اللام: الملحفة، "ك" (18/ 27) -. "القرقان" في ذ:"سُورَةُ الفرقَانِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "قَالَ ابنُ عَبَّاس" في ذ: "وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ". " {هَبَاءً مَنْثُورًا} " زاد بعده في نـ: " {دُعَاؤُكُمْ}: إيمانكم".
===
(1)
بكسر القاف وفتح الموحدة أي: من جهتها، "قس"(10/ 536).
(2)
قوله: (الفرقان) وفي بعضها: "سورة الفرقان" وهي مكية، وآيها سبع وسبعون آية، والفرقان: الفارق بين الحلال والحرام الذي جمّت منافعه وعمّت فوائده، "قس"(10/ 537).
(3)
قوله: (قال ابن عباس) فيما وصله ابن جرير في قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُ "هَبَاءً مَنْثُورًا"} هو "ما تسفي به الريح" أي: تذريه من التراب، والهباء والهبوة: التراب الدقيق، قاله ابن عرفة، وقال الخليل والزجاج: هو مثل الغبار الداخل في الكوة يتراءى مع ضوء الشمس فلا يمس بالأيدي ولا يرى في الظل، و"منثورًا" صفته، شبه به عملهم المحبط في حقارته وعدم نفعه ثمّ بالمنثور منه في انتشاره بحيث لا يمكن نظمه، فجيء بهذه الصفة لتفيد ذلك. قوله:" {مَدَّ الظِّلَّ} " قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم عنه: هو "ما بين طلوع الفجر
مَا تَسْفِي
(1)
بِهِ الرِّيحُ. {مَدَّ الظِّلَّ} [الفرقان: 45]: مَا بَينَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ. {سَاكِنًا} [الفرقان: 45]: دَائِمًا. {عَلَيْهِ دَلِيلًا}
===
إلى طلوع الشمس"، قال في "الأنوار": وهو أطيب الأحوال فإن الظلمة الخالصة تنفر الطبع وتسد النظر، وشعاع الشمس يسخن الجوَّ ويبهر البصر، ولذلك وصف به الجنة فقال: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30]، انتهى. قوله: "{سَاكِنًا} " يريد قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم: أي: "دائمًا" أي: ثابتًا لا يزول ولا تذهبه الشمس، قال أبو عبيدة: الظل ما نسخته الشمس وهو بالغداة، والفيء ما نسخ الشمس، وهو بعد الزوال، وسمي فيئًا لأنه فاء -مَالَ- من الجانب الغربي إلى الشرقي. قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم أيضًا: أي: "طلوع الشمس" دليل حصول الظل، فلو لم تكن الشمس لما عُرِفَ الظل، ولولا النور ما عُرِفَ الظلمة، والأشياء تُعْرَفُ بأضدادها. قوله: "{خِلْفَةً} " في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم: "من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار، أو فاته بالنهار أدركه بالليل" هذا التفسير يؤيده رواية مسلم (ح: 747) في حديث عمر: "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"، كذا في "التنقيح"(2/ 970).
قال القسطلاني (10/ 537 - 538): وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: فاتتني الصلاةُ الليلةَ، فقال: أَدرِكْ ما فاتكَ من ليلتكَ في نهاركَ، فإن اللَّه تعالى جعل الليل والنهار خلفة. أو يخلف أحدهما الآخر يتعاقبان، إذا ذهب هذا جاء هذا، وإذا جاء هذا ذهب ذاك، و" {خِلْفَةً} " مفعول ثان لِـ " {جَعَلَ} " أو حال.
(1)
أي: تذريه.
[الفرقان: 45]: طُلُوعُ الشَّمْسِ. {خِلْفَةً} [الفرقان: 62]: مَنْ فَاتَهُ فِي اللَّيلِ عَمَلٌ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ، أَوْ فَاتَهُ بِالنَّهَارِ أَدْرَكَهُ بِاللَّيلِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ
(1)
: {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا} [الفرقان: 74]: فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَمَا شَيءٌ أَقَرَّ لِعَينِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَرَى حَبِيبَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(2)
: {ثُبُورًا} [الفرقان: 13]: وَيْلًا. وَقَالَ غَيْرُهُ:
"{خِلْفَةً} " زاد بعده في نـ: " {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ} ". "فِي اللَّيلِ" في نـ: "مِنَ اللَّيلِ" مصحح عليه. " {مِنْ أَزْوَاجِنَا} " زاد بعده في ذ: " {وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} ". "فِي طَاعَةِ اللَّهِ" في ذ: "مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ". "لِعَين الْمُؤْمِنِ" في صـ: "لِعَينِ مُؤْمِنٍ". "مِنْ أَنْ يَرَى" كذا في صـ، ذ، ولغيرهما:"أَنْ يَرَى".
===
(1)
قوله: (وقال الحسن) أي: البصري فيما وصله سعيد بن منصور في قوله تعالى: {رَبَّنَا "هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا"} زاد أبو ذر: " {وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} " أي: "في طاعة اللَّه". قوله: "وما شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى حبيبه في طاعة اللَّه" أي: إذا شاركه أهله في طاعة اللَّه يسرُّ بهم قلبه وَقَرّ بهم عينه لما يرى من مساعدتهم له في الدين وتوقع لحوقهم به في الجنة، و"من" ابتدائية أو بيانية، "قسطلاني"(10/ 538).
(2)
قوله: (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن المنذر في قوله تعالى: {دَعَوْا هُنَالِكَ "ثُبُورًا"} أي: يقولون: "ويلًا" بواو مفتوحة فتحتية ساكنة، وقال الضحاك: هلاكًا فيقولون: واثبوراه. قوله: "وقال غيره" أي: غير ابن عباس مفسِّرًا لقوله تعالى: {وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} [الفرقان: 11]: "السعير مذكر" لفظًا أو من حيث إن فعيلًا يطلق على المذكر والمؤنث، "والتسعر والاضطرام" معناهما:"التوقد الشديد"، وعن الحسن: السعير اسم من أسماء جهنم. قال تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ "تُمْلَى عَلَيْهِ"} أي: "تُقْرَأُ، من أَمْلَيتُ" بتحتية ساكنة بعد اللام "وأمللت" بلام بدل
السَّعِيرُ
(1)
مُذَكَّرٌ، وَالتَّسَعُّرُ وَالاضْطِرَامُ: التَّوَقُّدُ الشَّدِيدُ. {تُمْلَى عَلَيْهِ} [الفرقان: 5]: تُقْرَأُ عَلَيْهِ، مِنْ أَمْلَيتُ وَأَملَلْتُ، {الرَّسِّ
(2)
} [الفرقان: 38]:
"{تُمْلَى عَلَيْهِ} " في نـ: " {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ} ". "مِنْ أَمْلَيْتُ وَأَمْلَلْتُ" في نـ: "مِنْ أَمْلَلْتُ وَأَمْلَيْتُ".
===
التحتية، والمعنى أن هذا القرآن ليس من اللَّه، إنما سطره الأولون فهى تُقْرَأُ عليه ليحفظها. قال تعالى:{وَأَصْحَابَ "الرَّسِّ} " أي: "المعدن". قوله: "وجمعه" بسكون الميم، ولأبي ذر: "جميعه" بكسرها ثم تحتية، "رساس" بكسر الراء، قاله أبو عبيدة، وقيل: أصحاب الرس ثمود لأن الرس البئر التي تُطْوَى وثمود أصحاب آبار، وقيل: الرسّ نهر بالشرق، وكانت قرى أصحاب الرس على شاطئ النهر، "قسطلاني" (10/ 539)، قال في "المجمع" (2/ 328): أصحاب الرس قوم رسوا نبيَّهم أي: دسُّوه في بئر حتى مات. قال تعالى: {قُلْ "مَا يَعْبَأُ" بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} قال أبو عبيدة: "يقال: ما عَبَأْتُ به شيئًا: لا يُعْتَدُّ به" فوجوده وعدمه سواء. وقال الزجاج: معناه: لا وزن لكم عندي. قال تعالى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ "غَرَامًا"} قال أبو عبيدة: "هلاكًا" وإلزامًا لهم، وعن الحسن: كل غريم يفارق غريمه إلا غريم جهنم. "وقال مجاهد" فيما أخرجه ورقاء في تفسيره في قوله تعالى: {"وَعَتَوْا" عُتُوًّا كَبِيرًا} أي: "طغوا" وعُتُوُّهم طلبهم رؤيةَ اللَّه حتى يؤمنوا به. "وقال ابن عيينة" هو سفيان في قوله تعالى بسورة الحاقة مما ذكره المؤلف استطرادًا: "{عَاتِيَةٍ} " من قوله: {فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ "عَاتِيَةٍ"} "عتت على الخُزان" الذين هم على الريح فخرجت بلا كيل ولا وزن. وفي نسخة: "وقال ابن عباس" بدل "ابن عيينة"، ووقع في هذه التفاسير تقديم وتأخير في بعض النسخ، "قسطلاني" (10/ 539).
(1)
هو نار شديد الوقود، "ك"(18/ 27).
(2)
هو بئر، أو قرية، أو هم أصحاب الأخدود، "مجمع"(2/ 328).
الْمَعْدِن، وَجَمعُهُ رِسَاسٌ. {مَا يَعْبَأُ} [الفرقان: 77] يُقَالُ: مَا عَبَأْتُ بِهِ شَيئًا: لَا يُعْتَدُّ بهِ. {غَرَامًا} [الفرقان: 65]: هَلَاكًا.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَعَتَوْا} [الفرقان: 21]: طَغَوْا.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {عَاتِيَةٍ} [الحاقة: 6]: عَتَتْ عَلى الْخُزَّانِ
(1)
.
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ
(2)
إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان: 34]
4760
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيبَانُ
(3)
، عَنْ قَتَادَةَ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، يُحْشَرُ الْكَافِرُ
(5)
عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ
"وَجَمْعُهُ" في ذ: "وَجَمِيعُهُ". " {مَا يَعْبَأُ} " في نـ: " {مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي} ". "لَا يُعْتَدُّ بِهِ" في صـ: "مَا يُعْتَدُّ بِهِ". " {وَعَتَوْا} " في نـ: " {عَتَوْا} ". "قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ" في نـ: "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". "الْخُزَّانِ" زاد بعده في نـ: " {لِزَامًا} [الفرقان: 77]: هَلَكَةً". "بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ. " {إِلَى جَهَنَّمَ} " وقع بعده في ذ: "الآية"، وسقط ما بعدها. "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ:"حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ".
===
(1)
جمع خازن.
(2)
أي: مقلوبين أو مسحوبين إليها، والموصول خبر مبتدإٍ محذوف، أي: هم الذين، أو نصب على الذم، أو رفع بالابتداء وخبره الجملة، "قس"(10/ 540).
(3)
ابن عبد الرحمن النحوي، "قس"(10/ 540).
(4)
ابن دعامة، "قس"(10/ 540).
(5)
استفهام حذفت منه الأداة، وللحاكم:"كيف يحشر أهل النار على وجوههم؟ "، "قس"(10/ 540).
الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَينِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا
(1)
عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ
(2)
عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
قَالَ قَتَادَةُ
(3)
: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا. [طرفه: 6523، أخرجه: م 2806، س في الكبرى 11367، تحفة: 1296].
2 - بَابُ قوْلِهِ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ
(4)
مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا
(5)
} [الفرقان: 68]
"الأثام": الْعُقُوبَةُ.
4761 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا
" قَادِرًا" في ذ: "قَادِرٌ" وفي نـ: "بِقَادِرٍ". "بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ. " {يَقْتُلُونَ النَّفْسَ} " جاء في ذ بعده: "الآية"، وسقط ما بعدها.
===
(1)
بالنصب، ولأبي ذر بالرفع، "قس"(10/ 545).
(2)
قوله: (أن يمشيه) بضم التحتية وسكون الميم، "على وجهه يوم القيامة" ظاهره أن المراد مشيه على وجهه حقيقة، فلذلك استغربوه حتى سألوا عنه. قوله:"بلى وعزة ربنا" إنه لقادر على ذلك، قاله تصديقًا لقوله:"أليس؟ ". وحكمة حشره على وجهه معاقبتُه على تركه السجودَ في الدنيا إظهارًا لهوانه وخساسته بحيث صار وجهه مكان يديه ورجليه في التوقي عن المؤذيات، "قسطلاني"(10/ 540، 541).
(3)
بالإسناد المذكور، "قس"(10/ 540).
(4)
أي: لا يعبدون غيره، "قس"(10/ 541).
(5)
أي: جزاء إثم، "بيض"(2/ 147).
(6)
ابن مسرهد، "قس"(10/ 542).
يَحْيَى
(1)
، عَنْ سُفْيَانَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ
(3)
وَسُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(4)
، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ
(5)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(6)
. قَالَ
(7)
: وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ
(8)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(9)
، عَنْ عَبدِ اللَّهِ
(10)
قَالَ: سَأَلْتُ -أَوْ
(11)
سُئِلَ- رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الذَّنْب عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا
(12)
وَهُوَ خَلَقَكَ". قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ
(13)
". قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ
"عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ" زاد بعده في نـ: "هُوَ عَمرُو بنُ شرَحبِيلَ". "عَنْ عَبدِ اللَّهِ" وقع بعده في نـ: "ح" للتحويل. "ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ" في نـ: "أَنْ تَقْتُلَ". "قُلْتُ: ثُمَّ أيٌّ" في نـ: "قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ" مصحح عليه.
===
(1)
ابن سعيد القطان، "قس"(10/ 542).
(2)
الثوري، "قس"(10/ 542).
(3)
هو ابن المعتمر، "قس"(10/ 542).
(4)
شقيق بن سلمة.
(5)
عمرو بن شرحبيل الهمداني، "قس"(10/ 542).
(6)
ابن مسعود، "قس"(10/ 542).
(7)
سفيان الثوري، "قس"(10/ 542).
(8)
هو ابن حيان الأسدي الكوفي، "قس"(10/ 542).
(9)
هو شقيق.
(10)
ابن مسعود، "قس"(10/ 542).
(11)
شك الراوي، "قس"(10/ 542).
(12)
أي: مثلًا.
(13)
لا اعتبار بمفهومه لأنه خرج مخرج الغالب، "قس"(10/ 542).
جَارِكَ
(1)
". قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} . [راجع: 4477].
4762 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ
(2)
أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: هَلْ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ: {وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الفرقان: 68]. فَقَالَ سَعِيدٌ: قَرَأْتُهَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا قَرَأْتَهَا عَلَيَّ. فَقَالَ: هَذِهِ مَكِّيَّةٌ أُرَاهُ نَسَخَتْهَا
(3)
آيَةٌ مَدِينِيَّةٌ الَّتِي فِي سورَةِ النِّسَاءِ. [راجع: 3855، أخرجه: م 3023، س 4001، تحفة: 5599].
"وَنَزَلَتْ" في نـ: "فَنَزَلَتْ". "لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في نـ: "لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ عليه السلام". " {إِلَّا بِالْحَقِّ} " زاد بعده في ذ: " {وَلَا يَزْنُونَ} ". "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في نـ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى". "أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ" في نـ: "حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ". " {والذين لَا يَقْتُلُونَ} " كذا في ذ، وفي نـ:" {الَّذِينَ لَا يَقْتُلُونَ} "، وفي أخرى:" {وَلَا يَقْتُلُونَ} ". "أُرَاهُ نَسَخَتْهَا" في ذ: "يَعْنِي نَسَخَتْهَا". "مَدِينِيَّةٌ" في نـ: "مَدَنِيَّةٌ".
===
(1)
أي: زوجته، "قس"(10/ 542).
(2)
بفتح الموحدة وتشديد الزاي، اسمه نافع بن يسار تابعي صغير، "قس"(10/ 543).
(3)
قوله: (نسختها آية مدينية) يعني قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} "التي في سورة النساء [93] "، إذ ليس فيها استثناء التائب، وقول ابن عباس هذا محمول على الزجر والتغليظ
4763 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(4)
قَالَ: اخْتَلَفَ أَهْلُ الْكُوفَةِ فِي قَتْلِ الْمُؤْمِنِ، فَرَحَلْتُ فِيهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: نَزَلَتْ
(5)
فِي آخِرِ مَا نَزَلَ وَلَمْ يَنْسَخْهَا شَيْءٌ
(6)
. [راجع: 3855، أخرجه: م 3023، د 4275، س 4000، تحفة: 5621].
4764 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ
(9)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "فَرَحَلْتُ" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"فَدَخَلْتُ". "فَقَالَ: نَزَلَتْ" في نـ: "قَالَ: نَزَلَتْ". "حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ" في ذ: "عَنْ مَنْصُورٍ". "سَأَلْتُ" في ذ: "قَالَ: سَأَلْتُ". "تَعَالَى" سقط في نـ.
===
وإلّا فكلُّ ذنب مَمْحُوٌّ بالتوبة، "قسطلاني"(10/ 543)، ومرَّ بيانه (برقم: 4590) في "سورة النساء".
(1)
أبو بكر العبدي بندار، "قس"(10/ 544).
(2)
محمد بن جعفر، "قس"(10/ 544).
(3)
ابن الحجاج.
(4)
الأسدي مولاهم الكوفي، "قس"(10/ 544).
(5)
أي: هذه الآية: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} الآية [النساء: 93]، "قس"(10/ 544).
(6)
مرَّ الحديث (برقم: 4590).
(7)
ابن أبي إياس، "قس"(10/ 544).
(8)
ابن الحجاج، "قس"(10/ 544).
(9)
هو ابن المعتمر، "قس"(10/ 544).
{فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93]، قَالَ: لَا تَوْبَةَ لَهُ
(1)
. وَعَنْ قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [الفرقان: 68]، قَالَ: كَانَتْ هَذِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
(2)
[راجع: 3855].
3 - بَابُ قَوْلُهُ: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ
(3)
فِيهِ
(4)
مُهَانًا} [الفرقان: 69]
4765 -
حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
(6)
،
"جَلَّ ذِكْرُهُ" سقط في نـ. " {ولَا يَدْعُونَ} " في نـ: " {لَا يَدْعُونَ} ". "بَابُ" ثبت في ذ. "قَوْلُهُ" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (لا توبة له) حملوه على التغليظ كما مر، وحديثُ الإسرائيلي -الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا ثم أتى [على] تَمَامِ المائة [إلى راهب] فقال: لا توبة لك، فقتله فأكمل به مائة، ثم جاء آخر فقال له: ومن يحول بينك وبين التوبة- المشهورُ قد يُحْتَجُّ به لقبولها؛ لأنه إذا ثبت ذلك لمن قبل هذه الأمة فمثله لهم أولى؛ لِمَا خَفَّفَ اللَّه عليهم من الأثقال التي على من كان قبلهم، "قس"(10/ 544).
(2)
أي: في مشركي مكة، "قس"(10/ 544).
(3)
قوله: ({وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}) نصب على الحال، وهو اسم مفعول من أهانه يهينه أي: أذلّه وأذاقه الهوان، و"يضاعف" و"يخلد" بالجزم فيهما بدلًا مِنْ " {يَلْقَ} " [الفرقان: 68] بدل اشتمال، وقرأ بالرفع ابن عامر وشعبة على الاستئناف كأنه جواب: ما الآثام؟ و"يخلد" عطفًا عليه، "قسطلانى"(10/ 545).
(4)
عند ابن كثير وحفص بإشباع كسر الهاء.
(5)
الطلحي، من ولد طلحة.
(6)
ابن عبد الرحمن النحوي، "قس"(10/ 545).
عَنْ مَنْصُورٍ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْزَى
(2)
: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(3)
عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93]، وَقَوْلِهِ:{وَالَّذِينَ لَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} حَتَّى بَلَغَ: {إِلَّا مَنْ تَابَ} [الفرقان: 68 - 70] فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ قَالَ أَهْلُ مَكَّةَ: فَقَدْ عَدَلْنَا
(4)
بِاللَّهِ، وَقَتَلْنَا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
"قَالَ ابْنُ أَبْزَى" في نـ: "قَالَ لِي ابْنُ أَبْزَى". "سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ" كذا في سفـ، ذ، وفي صـ:"سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ"، وفي صـ أَيضًا:"سَلِ ابنَ عَبَّاسٍ". "تَعَالَى" سقط في نـ. " {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} " زاد في صـ بعده: " {خَالِدًا فِيهَا} ". " {وَالَّذِينَ لَا يَقْتُلُونَ} " كذا في صـ، ذ، ولغيرهما:"وَلَا يَقْتُلُونَ". "قَالَ أَهْلُ مَكَّةَ" في قتـ: "فَقَالَ أَهْلُ مَكَّةَ". "وَقَتَلْنَا" في ذ: "وَقَدْ قَتَلْنَا".
===
(1)
ابن المعتمر، "قس"(10/ 545).
(2)
اسمه عبد الرحمن، من صغار الصحابة، "قس"(10/ 545).
(3)
قوله: (سئل ابن عباس) بضم السين مبنيًا للمفعول وابن عباس رفع نائب عن الفاعل. وللأصيلي: "سأل ابن عباس" فعلًا ماضيًا كذا في الفرع. وقال الحافظ ابن حجر: "سَلْ" بصيغة الأمر للأصيلي، وعزا الأُولى لأبي ذر والنسفي، وقال: إن مقتضاها أنه من رواية سعيد بن جبير عن ابن أبزى عن ابن عباس، وأن المعتمد رواية الأصيلي بصيغة الأمر، وأنه يدلّ عليه قوله بعد سياق الآيتين:"فسألته" فإنه واضح في جواب قوله: "سَلْ"، "قسطلاني"(10/ 545).
(4)
بإسكان اللام، أي: أشْرَكْنَا به وجعلنا له مثلًا، "قس"(10/ 545).
إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَتَيْنَا الْفَوَاحِشَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} إِلَى قَوْلِهِ: {غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 70][راجع: 3855].
4 - بَابُ قَوْلُهُ: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ
(1)
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 70]
4766 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
(2)
، أَخْبَرَنَا أَبِي
(3)
، عَنْ شُعْبَةَ
(4)
، عَنْ مَنْصورٍ
(5)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى: أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَاتَينِ الآيَتَيْنِ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} [النساء: 93]، فَسَأَلْتُهُ
(6)
فَقَالَ: لَمْ يَنْسَخْهَا شَيْءٌ. وَعَنْ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [الفرقان: 68]، قَالَ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ
(7)
. [راجع: 3855].
"قَوله" سقط في نـ. " {عَمَلًا صَالِحًا} " وقع بعده في نـ: "الآية"، وسقط ما بعدها. "أَخْبَرَنَا أَبِي" في نـ:"قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي".
===
(1)
فيه قبول توبة القاتل، "قس"(10/ 546).
(2)
ابن عثمان بن جبلة الأزدي، "قس"(10/ 547)، "ك"(18/ 31).
(3)
عثمان، "قس"(10/ 547).
(4)
ابن الحجاج.
(5)
هو ابن المعتمر، "قس"(10/ 547).
(6)
أي: عن حكمها، "قس"(10/ 547).
(7)
قوله: (نزلت في أهل الشرك) قال في "الفتح": حاصل ما في هذه الروايات أن ابن عباس رضي الله عنهما كان تارة يجعل الآيتين في محل واحد فلذلك يجزم بنسخ إحداهما، وتارة يجعل محلَّهما مختلفًا، ويمكن الجمع بين كلاميه بأن عموم التي في الفرقان خص منها مباشرة المؤمن القتلَ
5 - بَابُ قَولِهِ: {فَسَوْفَ يَكُونُ
(1)
لِزَامًا} [الفرقان: 77] هلَكَةً
(2)
4767 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُسلِمٌ
(4)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(5)
قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
(6)
: خَمْسَةٌ
(7)
قَدْ مَضينَ
(8)
: الدُّخَانُ، وَالْقَمَرُ، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، وَاللِّزَامُ، {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}: هَلاكًا. [راجع: 1007، أخرجه: م 2798، س في الكبرى 11374، تحفة: 9576].
"قَولِهِ" سقط في نـ. "هَلَكَةً" في صـ: "أي: هَلَكَةً"، وفي نـ:"لِزَامًا هَلَكَةً". "خَمْسَةٌ" في نـ: "خَمسٌ" مصحح عليه. "هَلاكًا" في نـ: "هَلَكَةً".
===
متعمدًا، وكثير من السلف يطلقون النسخ على التخصيص، وهذا أولى من حمل كلامه على التناقض وأولى من أن قال بالنسخ ثم رجع عنه، والمشهور عنه القول بأن المؤمن إذا قتل مؤمنًا متعمدًا لا توبة له، وحمله الجمهور منه على التغليظ وصحَّحوا توبة القاتل كغيره، كذا في "القسطلاني"(10/ 547).
(1)
جزاء التكذيب، "قس"(10/ 548).
(2)
قال أبو عبيدة: "هلكة" وللأصيلي: "أي: هلكة" والمعنى: فسوف يكون تكذيبكم مقتضيًا لهلاككم، "قس"(10/ 548).
(3)
سليمان، "قس"(10/ 548).
(4)
هو ابن صبيح أبو الضحى الكوفي، "قس"(10/ 548).
(5)
هو ابن الأجدع، "قس"(10/ 548).
(6)
ابن مسعود، "قس"(10/ 548).
(7)
من العلامات الدالة على الساعة، "قس"(10/ 548).
(8)
قوله: (خمسة قد مضين) أي: وقعن: "الدخان" المشار إليه في قوله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]، "والقمر" في قوله {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]، "والروم" في قوله تعالى:{الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 1 - 2]، "والبطشة" في قوله جل وعلا:
26 - سُورَةُ الشُّعَرَاءِ
(1)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {تَعْبَثُونَ} [الشعراء: 128]: تَبْنُونَ. {هَضِيمٌ} [الشعراء: 148]: يَتَفَتَّتُ إِذَا مُسَّ. {مُسَحَّرِينَ}
(3)
: الْمَسحُورِينَ
"سورة الشُّعَرَاءِ" زاد بعده في نـ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم". "الْمَسْحُورِينَ" في صـ، ذ:"مَسْحُورِينَ".
===
{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} [الدخان: 16] وهو القتل يوم بدر، "واللزام" في قوله تعالى:" {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} " قال ابن كثير: ويدخل في ذلك يوم بدر، كما فسره به ابن مسعود وأُبَيُّ بنُ كعب [ومحمد بن كعب] القرظي ومجاهد والضحاك وقتادة والسدّي وغيرهم، وقال الحسن:{فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} : يعني يوم القيامة، "قس" (10/ 548). ومرَّ الحديث (برقم: 1007).
(1)
مكية إِلَّا قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} إلى آخرها [الشعراء: 224] وهي مائتان وست أو سبع وعشرون آية، "بيض"(2/ 150).
(2)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً "تَعْبَثُونَ"} " أي: "تبنون" وقال الضحاك ومقاتل: هو الطريق، والريع: المرتفع من الأرض، والمعنى: أنهم كانوا يبنون المواضع المرتفعة ليشرفوا على المارّة والسابلة فيسخروا منهم ويعبثوا بهم. قال تعالى: {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا "هَضِيمٌ"} أي: "يَتَفَتَّتُ إذا مُسَّ" بضم الميم وتشديد السين مبنيًا للمفعول، قاله مجاهد، وقال ابن عباس: هو اللطيف، وقال عكرمة: الليِّن. وقوله: {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} [الشعراء: 153] أي: "المسحورين" ولأبي ذر والأصيلي: "مسحورين" أي: الذين سُحِروا مرة بعد أخرى من المخلوقين، "قس" (10/ 549)، "ك" (18/ 32)، "بغوي" (3/ 393 - 395)، "بيض" (2/ 161 - 162).
(3)
الذين سحروا كثيرًا حتى غلب على عقلهم، "بيض"(2/ 163).
{اللَيْكَةِ
(1)
} و {الْأَيْكَةِ} [الشعراء: 176] جَمعُ أَيْكَةٍ، وَهِيَ جَمِيعُ شَجَرٍ.
"اللَيْكَةُ" كذا في ذ، ولغيره:"ليكةٌ". "وَالأَيْكَةُ" في نـ: "وَاللَّائكَةُ". "أَيْكَةٍ" في نـ: "الأَيكَةِ". "وَهِيَ" في نـ: "وَهِيَ الغيضة". "جَمِيعُ" في نـ "جَمْعُ".
===
(1)
قوله: (الليكة) بألف وصل وتشديد اللام، كذا لأبي ذر، ولغيره:"ليكة" بلام مفتوحة من غير ألف وصل قبلها ولا همزة بعدها غير منصرف، وبه قرأ نافع وابن كثير وابن عامر، "والأيكة" بألف وصل وسكون اللام وبعدها همزة مكسورة
(1)
"جمع أيكة"، ولأبي ذر: جمع الأيكة، وهي جمع شجر" وكان شجرهم الدَّومُ وهو المقل، قال العيني (13/ 211): الصواب أن الليكة والأيكة جمع أيك، وكيف يقال: الأيكة جمع أيكة؛، كذا في "القسطلاني" (10/ 549 - 550)، قال في "القسطلاني": قال في "القاموس" (ص: 859) في باب الكاف مع الألف: الأيك: الشجر الملتفّ الكثير أو الغيضة تنبت السدر والأراك، أو الجماعة من كل شجر حتى من النخل، الواحدة أيكة، ومن قرأ الأيكة فهي الغيضة، ومن قرأ ليكة فهي اسم القرية، وموضعه اللام، ووقع في "البخاري": الأيكة جمع أيكة، وكأنه وهم، انتهى. قوله: "{يَوْمِ الظُّلَّةِ} " في قوله: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ}، هو "إظلال العذاب إياهم" على ما اقترحوا بأن سَلَّطَ عليهم الحرَّ سبعة أيام حتى غَلَتْ أنهارُهم، فَأَظَلَّتْهم سحابةٌ فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارًا فاحترقوا. قوله: "{مَوْزُونٍ} " هو في سورة الحجر، أي: "معلوم" ولعل ذكره ههنا من ناسخ، واللَّه أعلم، "قس" (10/ 550) وغيره [انظر "العيني" (13/ 211) و"الفتح" (8/ 497)]. قوله: "{كَالطَّوْدِ} " أي: "الجبل" ولأبي ذر والأصيلي: "كالجبل" بزيادة الكاف، "قس" (10/ 550).
(1)
كذا في الأصل وفي "قس" أيضًا، والظاهر: مفتوحة، واللَّه أعلم.
{يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء: 189]: إِظْلَالُ الْعَذَابِ إِيَّاهُم. {مَوْزُونٍ} [الحجر: 19]: مَعْلُومٌ. {كَالطَّوْدِ} [الشعراء: 63]: كالْجَبَلِ. {لَشِرْذِمَةٌ
(1)
} [الشعراء: 54]: طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ. {فِي السَّاجِدِينَ
(2)
} [الشعراء: 219]: الْمُصَلِّينَ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} [الشعراء: 129]: كَأَنَّكُم
(3)
. {الرِّيعُ
(4)
} [الشعراء: 128]:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"كالْجَبَلِ" كذا في صـ، ذ، ولغيرهما:"الجبل". "لشِرَذِمَةُ" في نـ: "وَقَالَ غيره: {لَشِرْذِمَةٌ} "، مصحح عليه. " {فِي السَّاجِدِينَ} " في نـ:" {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} ". "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ".
===
(1)
في قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ} ، "قس"(10/ 550).
(2)
في قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} ، "قس"(10/ 550).
(3)
قال الواحدي: كل ما وقع في القرآن "لعل" فإنها للتعليل إِلَّا هذه فإنها للتشبيه، "قس"(10/ 550).
(4)
قوله: (الريع) في قوله: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ} هو "اليفاع" بفتح التحتية، وفي أخرى:"الأيفاع" بفتح الهمزة وسكون التحتية وبعد الفاء ألف فعين مهملة، أي: المرتفع "من الأرض، وجمعه" أي: الريع "ريعة" بكسر الراء وفتحِ التحتية [والعينِ المهملةِ، كَقِرَدَةَ، "وأرياع" هو "واحده الريعة" بكسر الراء وفتح التحتية] كالأول، ولأبي ذر والأصيلي:"واحده"، وفي نسخة:"واحدها ريعة" بسكون التحتية، وضبطه الحافظ ابن حجر بالسكون والأول بالفتح، وتبعه العيني، وقال البرماوي كالكرماني: وأما الأرياع فمفرده ريعة بالكسر والسكون. قوله: " {مَصَانِعَ} " قال أبو عبيدة: "كل بناء فهو مصنعة"، "قس" (10/ 550). قوله:" {فَارِهِينَ} " بالهاء، قال أبو عبيدة: أي: "مرحين"، ولأبي ذر:"فرحين" بالحاء بدل الهاء في الأول، وبالهاء أوجه. قوله:" {فَارِهِينَ} بمعناه" أي: بمعنى فرهين، من قولهم: فره زيد فهو فاره.
اليَفَاعُ
(1)
مِنَ الأَرْضِ، وَجَمْعُهُ رِيَعَةٌ وَأَرْيَاعٌ، وَاحِدُهُ الرِّيَعَةُ. {مَصَانِعَ
(2)
} [الشعراء: 129]: كُلُّ بِنَاءٍ فَهُوَ مَصْنَعَةٌ. {فَارِهِينَ} [الشعراء: 149]: مَرحِينَ، {فَارِهِينَ} بِمَعْنَاهُ، وَيُقَالُ:{فَارِهِينَ} حَاذِقِينَ
(3)
. {تَعْثَوْا
(4)
} [الشعراء: 183]: هُوَ أَشَدُّ الْفَسَادِ، وَعَاثَ
(5)
يَعِيثُ عَيْثًا
(6)
. {وَالْجِبِلَّةَ
(7)
} [الشعراء: 184]: الْخَلْقُ، جُبِلَ: خُلِقَ،
"اليَفَاع" في نـ: "الأيْفَاعُ". "وَاحِدُه الرِّيَعَةُ" في نـ: "وَاحِدُهَا الرِّيَعَةُ"، وفي صـ، ذ:"وَاحِدُهُ رِيَعَةٌ". " {فَارِهِينَ} " في نـ: "فَرِحِينَ". "مَرِحِينَ" في نـ: "فَرِحِينَ". "هُوَ أَشَدُّ الْفَسَادِ" لفظ "هو" ساقط في نـ. "وَعَاثَ" ثبتت الواو في ذ. " {وَالْجِبِلَّةَ} " زاد قبله في نـ: "جِبِلَّةُ الأَوَّلِينَ".
===
(1)
اليفاع كسحاب: التلّ، "ق" (ص: 718).
(2)
في قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ} .
(3)
أي: ماهرين، "ك"(18/ 32).
(4)
هو ناقص، يريد قوله تعالى:{وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ} .
(5)
معتل العين.
(6)
[يريد] أن اللفظين بمعنى واحد.
(7)
قوله: ({وَالْجِبِلَّةَ}) في قوله: {وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ} هي "الخلق" بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام. وقوله: "جُبِلَ" بضم الجيم وكسر الموحدة أي: "خُلِقَ" وزنه ومعناه. قوله: "ومنه" أي: من هذا الباب قوله في سورة يس: "جبلًا" بضم الجيم والموحدة "وجبلًا" بكسرهما "وجبلًا" بضم الجيم وسكون الموحدة، مع التخفيف في الثلاثة، لغات، "يعني" بها "الخلق، قاله ابن عباس" وسقط قوله: "قاله ابن عباس" لغير أبي ذر، "قس"(10/ 551).
وَمِنْهُ: جُبُلًّا وَجِبِلًّا وَجُبُلًا
(1)
، يَعْنِي الْخَلْقَ.
1 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} [الشعراء: 87]
4768
- وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ
(2)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُريِّ، عَن أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ رَأَى
(3)
أَبَاهُ يَومَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ الْغَبَرَةُ وَالْقَتَرَةُ
(4)
". [راجع: 3350، أخرجه: س في الكبرى 11375، تحفة: 14324].
4769 -
حَدَّثَنَا إِسمَاعِيلُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَخِي
(6)
، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالً: "يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي
"يَعْنِي الْخَلْقَ" زاد بعده في نـ: "قَالَه ابنُ عَبَّاسٍ"، وكذلك زاد هنا في ذ:"ليكة: الأيكة، وهي الغيضة". "بَابُ" ثبت في ذ. "قَولُه" سقط في نـ. "رَأَى أَبَاهُ" في نـ: "يَرَى أَبَاهُ". "عَلَيْهِ الْغَبَرَةُ" في نـ: "وَعَلَيهِ الْغَبَرَةُ". "وَالْقَتَرَةُ" زاد بعده في نـ: "الْغَبَرَةُ هِيَ الْقَتَرَةُ" -هي من تفسير المؤلف، "قس" (10/ 552) -. "حَدَّثَنَا أَخِي" في نـ:"حَدَّثَنِي أَخِي"
===
(1)
وفيها قراءات أخرى، "ف"(8/ 498).
(2)
محمد بن عبد الرحمن، "قس"(10/ 552).
(3)
بصيغة الماضي ولأبي ذر: يرى، "قس"(10/ 552).
(4)
عطف تفسير، "تو"(7/ 2971)، هي سواد كالدخان، "قس"(10/ 552).
(5)
ابن أبي أويس، "قس"(10/ 552).
(6)
عبد الحميد، "قس"(10/ 552).
أَنْ لَا تُخْزنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَيَقُولُ اللَّهُ
(1)
: إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ
(2)
". [راجع: 3350].
2 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ} [الشعراء: 214 - 215]: أَلِنْ جَانِبَكَ
4770 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَمرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي:"يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِي" لِبُطُونِ قُرَيْشٍ، حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَم يَستَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ
(4)
: "أَرَأَيْتَكُمْ
(5)
لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيلًا
(6)
بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ " قَالُوا: نَعَم،
"أَنْ لَا تُخْزِنِي" في نـ: "أَنْ لَا تُخْزِيَنِي". " {جَنَاحَكَ} " زاد بعده في نـ: " {لِلْمُؤْمِنِينَ} ". "حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ" في نـ: "حَدَّثَنَا عَمرُو بْنُ مُرَّةَ". "لِبُطُونِ قُرَيْشٍ" في نـ: "لِبطُونٍ مِنْ قُرَيْشٍ".
===
(1)
قال في "التوشيح"(7/ 2971): واستشكل سؤال إبراهيم ذلك مع علمه أنه تعالى لا يخلف الميعاد في إدخال الكافرين النارَ، وأجيب أنه لما رآه أدركته الرحمة والرأفة فلم يستطعْ إِلَّا أن يسأل فيه، انتهى.
(2)
مرَّ الحديث (برقم: 3350) في "أحاديث الأنبياء".
(3)
سليمان.
(4)
صلى الله عليه وسلم.
(5)
أخبروني.
(6)
عسكرًا، "قس"(10/ 552).
مَا جَرَّبْنَا عَلَيكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُم بَينَ يَدَيْ
(1)
عَذَابٍ شَدِيدٍ". فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا
(2)
لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ
(3)
، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟! فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ
(4)
يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 1 - 2]. [راجع: 1394].
4771 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(6)
، عَنِ الزُّهْريِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، قَالَ: "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ -أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- اشْتَرُوا أَنْفُسَكُم
(7)
، لَا أُغْنِي عَنْكُم مِنَ اللَّهِ شيئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا أُغْنِي عَنْكُم مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاس بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي، لَا أُغْنِي
"قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ" في نـ: "فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ". "وَيَا صَفِيَّةُ" في نـ: "يَا صَفِيَّةُ". "عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ. "فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم" سقطت التصلية في نـ.
===
(1)
أي: قدامه، "قس"(10/ 552).
(2)
منصوب بفعل مقدر أي: ألزمك اللَّه. تبًّا، "قس"(10/ 552).
(3)
أي: بقيته.
(4)
أي: هلكت أو خسرت.
(5)
الحكم بن نافع، "قس"(10/ 555).
(6)
ابن أبي حمزة، "قس"(10/ 555).
(7)
بتخليصها من العذاب بالطاعة لأنها ثمن النجاة، "قس"(10/ 555).
عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
(1)
".
تَابَعَهُ أَصْبَغُ
(2)
، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ
(3)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. [راجع: 3527، أخرجه: س 3646، تحفة: 13156، 15164].
27 - النَّمْل
(4)
{لْخَبْءَ} [النمل: 25]: مَا خَبَأتَ. {لَا قِبَلَ لَهُمْ} [النمل: 37]: لَا طَاقَةَ. {الصَّرْحَ} [النمل: 44]: كُلُّ مِلَاطٍ اتُّخِذَ مِنَ الْقَوَارِيرِ، وَالصَّرحُ: الْقَصْرُ، وَجَمَاعَتُهُ صُرُوحٌ.
"النمل" في نـ: "سُورَةُ النمل، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". " {لَا قِبَلَ لَهُمْ} " في نـ: " {لَا قِبَلَ} ". "مِلَاطٍ" في صـ، ذ، كن:"بِلاطٍ". "جَمَاعَتُهُ" في نـ: "جَمَاعُهُ"، وفي نـ:"جمعه".
===
(1)
مرَّ الحديث في (رقم: 2753) في "الوصايا".
(2)
ابن الفرج شيخ المؤلف، "قس"(10/ 555).
(3)
ابن يزيد، "قس"(10/ 555).
(4)
قوله: (النمل) مكية، وهي ثلاث أو أربع وتسعون آية. قوله:" {الْخَبْءَ} " ولغير أبي ذر: " {الْخَبْءَ} " بزيادة واو، ومراده قوله تعالى:{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ} هو "ما خَبَأْتَ" يقال: خَبَأْتُ الشيء أَخْبَؤُهُ خَبئًا أي: سترته، ثم أطلق على الشيء المخبوء. قوله:" {لَا قِبَلَ} " في قوله: {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ} أي: "لا طاقة" لهم بمقاومتها. قوله: " {الصَّرْحَ} " في قوله: {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ} هو "كل ملاط" بميم مكسورة: الطين الذي يجعل بين سَافَي البناء. قوله: "اتخذ" مبنيًا للمفعول، "من القوارير" وهو الزجاج الشفاف، "والصرح: القصر"، وقال الراغب: بيت عال مزَوّقٌ سمي به اعتبارًا بكونه صرحًا عن البيوت أي: خالصًا. قوله: "{مُسْلِمِينَ} " ولأبي ذر والأصيلي: {يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} " أي: "طائعين".
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: 23]: سَرِيرٌ. {كَرِيمٌ} [النمل: 29]: حُسْنُ
(1)
الصَّنْعَةِ، وَغَلَاءُ الثَّمَنِ
(2)
. {كَرِيمٌ} [النمل: 29]: طَائِعِينَ. {رَدِفَ} [النمل: 72]: اقْتَرَبَ. {جَامِدَةً} [النمل: 88]: قَائِمَةً. {أَوْزِعْنِي} [النمل: 19]: اجْعَلْنِي.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ. {نَكِّرُوا} [النمل: 41]: غَيِّرُوا. {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ} [النمل: 42]: يَقُولُهُ سُلَيْمَانُ
(3)
. وَ {صَرْحٌ} [النمل: 44]: بِركَةُ مَاءٍ
"{وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} " لفظ "عظيمٌ" سقط في نـ. " {مُسْلِمِينَ} " في ذ، صـ:" {يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} ". " {رَدِفَ} " في نـ: " {رَدِفَ لَكُمْ} ". "اقْتَرَبَ" في نـ: "اقْتَرَبَ لَكُم". " {نَكِّرُوا} " في نـ: " {نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا} ". "غَيِّرُوا" زاد بعده في سفـ: "والقَبَس [النمل: 7]: ما اقتبست منه النار". "وَ {الصَّرْحَ} " في نـ: " {الصَّرْحَ} ".
===
قوله: " {رَدِفَ} " في قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} ] قال ابن عباس: "اقترب" فضمن "ردف" معنى فعل يتعدى باللام وهو اقترب. قوله: " {جَامِدَةً} " في قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} أي: "قائمة" قاله ابن عباس. قوله: " {أَوْزِعْنِي} " في قوله: {رَبِّ أَوْزِعْنِي} أي: "اجعلني" أزع شكر نعمتك عندي أي: أكفه وأرتبطه لا ينفلت عني. "وقال مجاهد" فيما وصله الطبري في قوله: " {نَكِّرُوا} " أي: "غَيِّروا" لها عرشها إلى حالة تنكره إذا رأته، "قس"(10/ 556)، "بيض"(2/ 170 - 182).
(1)
بضم الحاء وسكون السين، "قس"(10/ 556).
(2)
وكان مضروبًا من الذهب مُكَلَّلًا بالجواهر، "قس"(10/ 556).
(3)
قاله مجاهد، "قس"(10/ 557).
ضَرَبَ عَلَيهَا سُلَيْمَانُ قَوَارِيرَ
(1)
، أَلْبَسَهَا
(2)
إِيَّاهُ.
28 - الْقَصَصُ
(3)
يُقَالَ: {إِلَّا وَجْهَهُ
(4)
} [القصص: 88]: إِلَّا مُلْكَهُ، وَيُقَالُ: إِلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(5)
: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} [القصص: 66]: الْحُجَجُ.
"إِيَّاهُ" في صـ: "إِيَّاهَا". "القصص" في ذ، سفـ:"سُورَةُ القَصص، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "يُقَالُ" زاد قبله في سفـ: "وَقَالَ مَعمرٌ". " {إِلَّا وَجْهَهُ} " في نـ: " {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} " مصحح عليه. " {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} " كذا في قتـ، ذ، ولغيرهما:" {فَعَمِيَتِ الأَنْبِيَاءُ} ".
===
(1)
أي: الزجاج الشفاف، "قس"(10/ 557).
(2)
أي: غطاها، "ق" (ص: 529).
(3)
قوله: (القصص) مكية، وقيل: إِلَّا قوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} إلى {الْجَاهِلِينَ} [القصص: 52 - 55]، وهي ثمان وثمانون آية، ولأبي ذر:"سورة القصص، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وفي نسخة تقديم البسملة على سورة، "قسطلاني"(10/ 557 - 558).
(4)
قوله: ({إِلَّا وَجْهَهُ}) أي: "إِلَّا ملكه"، وقيل: إِلَّا جلالَه، أو إِلَّا ذاتَه، فالاستثناء متصل إذ يطلق على الباري تعالى شيء، "ويقال" على مذهب من يمنع:"إِلَّا ما أريد به وجه اللَّه" فيكون الاستثناء متصلًا، أو المعنى: لكن هو تعالى لم يهلك، فيكون منقطعًا، "قس"(10/ 558).
(5)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الطبري في قوله تعالى: " {الْأَنْبَاءُ} " ولأبوي ذر والوقت: " {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} " أي: "الحُجَج" فلا يكون لهم عذر ولا حجة، وقيل: خفيت واشتبهت عليهم الأخبار والأعذار، "قس"(10/ 558).
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي
(1)
مَنْ أَحْبَبْتَ
(2)
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
(3)
} [القصص: 56]
4772 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ
(5)
قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِب الْوَفَاةُ، جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ عِنْدَهِ أَبَا جَهْلٍ
(6)
وَعَبدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ: "أَيْ عَمِّ، قُلْ: لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً
(7)
أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ". فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ
"بَابُ قوله" ثبت في ذ، وسقط لغيره.
===
(1)
قوله: ({إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ. . .} إلخ) لا تنافي بين هذا وبين قوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52] لأن الذي أثبته وأضافه إليه الدعوةُ، والذي نفى عنه هداية التوفيق وشرح الصدر، "قس"(10/ 558).
(2)
هدايته.
(3)
وقد أجمع المفسرون على أنها نزلت في أبي طالب، "قس"(10/ 558).
(4)
الحكم بن نافع، "قس"(10/ 559).
(5)
المسيب بن حزن.
(6)
ابن هشام.
(7)
قوله: (كلمة) بالنصب على البدل، ويجوز الرفع خبر مبتدإ محذوف. قوله:"أحَاجُّ لك بها" بضم الهمزة وفتح الحاء المهملة وبعد الألف جيم مشددة مضمومة في الفرع، خبر مبتدإ محذوف، وفي بعض النسخ فتح الجيم على الجزم جواب، والتقدير: إن تقل أحاجَّ، وهو من المحاجّة مفاعلة من الحجة، "قس"(10/ 559 - 560).
وَعَندُ اللَّهِ بْنُ أَبي أُمَيَّةَ
(1)
: أَتَرغَبُ
(2)
عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَلَم يَزَلْ رَسُولُ الَلَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا
(3)
عَلَيْهِ، وَيُعِيدَانِهِ
(4)
بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ
(5)
مَا كَلَّمَهُم: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى
(6)
أَنْ يَقُولُ: لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ
(7)
. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَاللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَم أُنْهَ
(8)
عَنْكَ". فَأَنْزَلَ اللَّهُ
(9)
: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ".
===
(1)
أي: لأبي طالب، "قس"(10/ 560).
(2)
يقال: رغب عن الشيء إذا لم يرده، ورغب فيه إذا أراده، "قس"(10/ 560).
(3)
بفتح أوله وكسر الراء، أي: كلمة الإخلاص، "قس"(10/ 560)، "ف"(8/ 507).
(4)
قوله: (ويُعِيدانه) بضم أوله، والضمير المنصوب لأبي طالب. قوله:"بتلك المقالة" وهي قولهما: "أترغب"، وكأنه كان قد قارب أن يقولها فيردّانه، وقال البرماوي كالزركشي: صوابه ويعيدانِ له تلك المقالة، وتعقبه في "المصابيح" وقال: يمكن أن يكون الضمير المنصوب عائدًا إلى الكلام، ويكون قوله:"بتلك المقالة" ظرفًا مستقرًا منصوب المحل على الحال، "قس"(10/ 560) مختصرًا.
(5)
نصب على الظرف، "تن"(2/ 975)، "قس"(10/ 560).
(6)
امتنع، "قس"(10/ 565).
(7)
هو تأكيد من الراوي في نفي وقوع ذلك من أبي طالب، "قس"(10/ 560).
(8)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(10/ 560).
(9)
قوله: (فأنزل اللَّه: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ. . .} إلخ) خبر بمعنى النهي،
وَالَّذِينَ آمَنُوا
(1)
أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113]، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبِ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56]. [راجع: 1360].
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(2)
: {أُولِي قُرْبَى} [التوبة: 113]:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
"{لِلْمُشْرِكِينَ} " زاد بعده في نـ: " {وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} الآية". "وَأَنْزَلَ اللَّهُ" في نـ: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ".
===
واستشكل هذا بأنّ وفاة أبي طالب وقعت قبل الهجرة بمكة بغير خلاف، وقد ثبت أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أتى قبر أمه لما اعتمر فاستأذن ربَّه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية، رواه الحاكم وابن أبي حاتم عن ابن مسعود، والطبراني عن ابن عباس، وفي ذلك في دلالة على تأخير نزول الآية عن وفاة أبي طالب، والأصل عدم تكرار النزول. وأجيب باحتمال تأخر الآية وإن كان سببُها تقدم، أو يكون لنزولها سببان: متقدم وهو أمر أبي طالب، ومتأخر وهو أمر آمنة، ويؤيد تأخير النزول ما في سورة براءة (ح: 4675) من استغفاره عليه السلام للمنافقين حتى نزل النهي عنه، قاله في "الفتح"، قال: ويرشد إلى ذلك قوله: "وأنزل اللَّه في أبي طالب فقال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي. . .} إلخ"، ففيه إشعار بأن الآية الأولى نزلت في أبي طالب وغيره، والثانية نزلت فيه وحده. ومرَّ الحديث في "الجنائز" في (رقم: 1360)، "قس"(10/ 560 - 561).
(1)
أي: ما ينبغي لهم، "قس"(10/ 560).
(2)
قوله: (قال ابن عباس) في قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} : "لا يرفعها العُصْبَةُ من الرجال"، وروي عنه: أنه كان يحمل مفاتيح قارون أربعون أقوى ما يكون من الرجال. قوله: " {لَتَنُوءُ}: لتثقل" يقال: ناء به الحمل إذا أثقله حتى أَمَالَه أي: لتثقل المفاتيحُ العصبةَ، والباء في قوله: -بالعصبة- للتعدية كالهمزة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قوله: " {فَارِغًا} " في قوله: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} [أي: خاليًا من كل شيء]"إِلَّا من ذكر موسى" قال البيضاوي: صفرًا من العقل لما دَهَمَها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوعه في يد فرعون، وقوله تعالى:{لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} " أى: "المرحين" قاله ابن عباس، وقال مجاهد: يعني الأشرين البطرين الذين لا يشكرون اللَّه على ما أعطاهم. قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} أي: "اتبعي أثره" حتى تعلمي خبره، وكانت أخته لأبيه وأمه، واسمها مريم.
قوله: " {عَنْ جُنُبٍ} " في قوله: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} أي: أبصرت أخت موسى موسى مستخفية كائنة "عن بُعْدٍ" صفة لمحذوف، أي: عن مكان بعيد. وقوله: "وعن جنابةٍ واحدٌ" أي: في معنى البعد، "وعن اجتناب أيضًا"، وقرئ قوله:"عن جنب" بفتح الجيم وسكون النون، وبفتحهما، وبضم الجيم وسكون النون، وعن جانب، وكلها شاذة، والمعنى واحد. قوله:"نبطش" بالنون وكسر الطاء "ونبطش" بضم الطاء لغتان، ومراده الإشارة إلى قوله:{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ} [القصص: 19] لكن الآية بالياء، وكذا وقع في بعض نسخ "البخاري"، والضم قراءة أبي جعفر، والكسر قراءة الباقين. قوله:" {آنَسَ} " بالمدّ في قوله تعالى: {وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا} أي: "أبصر" من الجهة التي تلي الطور نارًا، وكان في البرية في ليلة مظلمة. قوله:"الجذوة" في قوله تعالى: {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ} هي "قطعة غليظة من الخشب" أي: في رأسها "نار ليس فيها لهب، والشهاب" المذكور في "النمل" في قوله: {شِهَابٍ قَبَسٍ} هو ما "فيه لهب" وذكره تتميمًا للفائدة.
قوله: "والحيات" جمع حية، يشير إلى قوله:{فَأَلْقَاهَا} يعني فألقى موسى عصاه {فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ} وأنها "أجناس: الجان" كما في قوله تعالى:
لَا يَرفَعُهَا العُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ. {لَتَنُوءُ} [القصص: 76]: لَتُثْقِلُ.
===
{كَأَنَّهَا جَانٌّ} "والأفاعي والأساود" وكذا الثعبان في قوله: {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} [الأعراف: 107] ولم يذكره المؤلف، وقد قيل: إن موسى عليه السلام لما ألقى العصا انقلبت حية صفراء بغلظ العصا ثم تورمت وعظمت، سماها جانًّا تارة نظرًا إلى المبدإ، وثعبانًا مرة باعتبار المنتهى، وحية أخرى بالاسم الشامل للِحالين، وقيل: كانت في ضخامة الثعبان وجلادة الجان، ولذلك قال:{كَأَنَّهَا جَانٌّ} . قوله: "وقال غيره" أي: غير ابن عباس: " {سَنَشُدُّ} " عضدك أي: "سنعينك كلما عَزَّزْتَ شيئًا" بعين مهملة وزائين معجمتين "فقد جعلتَ له عضدًا" يقويه وهو من باب الاستعارة، شبه حال موسى بالتقوي بأخيه بحالة اليد المتقوية بالعضد فجعل كأنه يد مستندة بعضد شديدة، وسقط لأبي ذر والأصيلي من قوله:"آنس" إلى هنا. قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} أي: "بيناه وأتممناه" قاله ابن عباس، وقيل: أتبعنا بعضَه بعضا بالإنزال ليتصل التذكير. قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا} [القصص: 59]: أم القرى مكة" لأن الأرض دُحِيَتْ من تحتها "وما حولها" ومراده أن الضمير "في أمها" للقرى، و"مكة وما حولها" تفسير للأم. قوله: "{تُكِنُّ} " في قوله: {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ} أي: ما "تخفي" صدورهم، يقال: "أكننت الشيء" بالهمزة وضم التاء، وفي بعضها بفتحها أي: "أخفيته، وكننته" بتركها من الثلاثي، وضم التاء وفتحها، أي: "أخفيته وأظهرته" بالهمز فيهما، وفي نسخة معتمدة: "خفيته" بدون همزٍ، "أظهرته" بدون واو، قال ابن فارس: أخفيته سترته، وخفيته أظهرته، وقال أبو عبيدة: أكننته إذا أخفيته وأظهرته، وهو من الأضداد. قوله: "{وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} " وهي "مثل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ} " وحينئذ تكون ويكأن كلها كلمة مستقلة بسيطة، وعن الفراء: أنها بمعنى: أما ترى إلى صنع اللَّه؛ وقيل غير ذلك، "قس" (10/ 561 - 564).
{فَارِغًا} [القصص: 10]: إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى. {الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]: الْمَرِحِينَ. {قُصِّيهِ} [القصص: 11]: اتَّبِعِي أَثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ أَنْ يَقُصَّ
(1)
الْكَلَامَ؛ {نَحْنُ نَقُصُّ
(2)
عَلَيْكَ} [يوسف: 3]. {عَنْ جُنُبٍ} [القصص: 11]: عَنْ بُعْدٍ، وَعَنْ جَنَابَةٍ وَاحِدٌ، وَعَنِ اجْتِنَابِ أَيْضًا. {يَبْطِشَ} [القصص: 19]: وَنَبطُشُ. {يَأْتَمِرُونَ
(3)
} [القصص: 20]: يَتَشَاوَرُونَ. {وَالْعُدْوَانِ
(4)
} وَالْعَدَاءُ
(5)
وَالتَّعَدِّي
(6)
وَاحِدٌ
(7)
. {آنَسَ} [القصص: 29]: أَبْصَرَ. {جَذْوَةٍ} [القصص: 29]: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْخَشبِ، لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ،
"عَنْ بُعْدٍ" لفظ "عَنْ" سقط في نـ. "فِيهَا لَهَبٌ" زاد بعده في سفـ: " {تَأْجُرَنِي} [القصص: 27]: تَأجر فلانًا تعطيه أجرًا، ومنه التعزية: آجرك اللَّه. {الشاطئ} [القصص: 30] والشط واحد، وهما ضفتا الوادي -أي: جانباه-، وعُدوَتاه -العدوة، بالضم: المكان المتباعدُ، "قس" (ص: 1178) -، {كَأَنَّهَا جَانٌّ} [القصص: 31]، وفي آية أخرى: {حَيَّةٌ تَسْعَى} "[طه: 20].
===
(1)
أراد أن قَصَّ يكون أيضًا من قَصَّ الكلامَ، كما في قوله تعالى:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} [يوسف: 3]، "الخير الجاري" (2/ 417). ومرَّ تفسير أكثر الكلمات منها في (ك: 60، ب: 22).
(2)
وقص الرؤيا إذا أخبر بها، "قس"(10/ 561).
(3)
يريد قوله تعالى: {إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} [القصص: 20] أي: "يتشاورون" بسببك، "قس"(10/ 562).
(4)
في قوله تعالى: {فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ} [القصص: 28]، "قس"(10/ 562).
(5)
بالفتح والتخفيف.
(6)
بالتشديد، "قس"(10/ 562).
(7)
في معنى التجاوز عن الحق، "قس"(10/ 562).
وَالشِّهَابُ فِيهِ لَهَبٌ. وَالْحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ: الْجَانُّ، وَالأَفَاعِى، وَالأَسَاوِدُ. {رِدْءًا}
(1)
[القصص: 34]: مُعِينًا.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {يُصَدِّقُنِي
(2)
} [القصص: 34].
وَقَالَ غَيرُهُ: {سَنَشُدُّ} [القصص: 35]: سَنُعِينُكَ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا. {لْمَقْبُوحِينَ} مُهْلَكِينَ
(3)
. {وَصَّلْنَا} [القصص: 51]: بَيَّنَّاهُ وَأَتْمَمْنَاهُ. {يُجْبَى
(4)
} [القصص: 57]: يُجْلَبُ. {بَطِرَتْ} [القصص: 58]: أَشِرَتْ. {فِي أُمِّهَا رَسُولًا} [القصص: 59]: أُمَّ الْقُرَى: مَكَّةَ وَمَا حَوْلَهَا. {تُكِنُّ} [القصص: 69]: تُخْفِي، أَكْنَنْتُ الشَّيءَ: أَخْفَيتُهُ،. . . . . .
"{يُصَدِّقُنِي} " في نـ: "كَي يُصَدِّقُنِي".
===
(1)
في قوله تعالى: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} ، "قس"(10/ 562).
(2)
بالرفع، وبه قرأ حمزة وعاصم على الاستئناف، أو الصفة لـ " {رِدْءًا} "، أو الحال من هاء {أَرْسِلْهُ} أو من الضمير في " {رِدْءًا} " أي: مصدقًا، وبالجزم وبه قرأ الباقون جوابًا للأمر، وقيل: ردءًا كيما يصدقني أو لكي يصدقني فرعون، والغرض من تصديق هارون أنه يلخص بلسانه الفصيح وجوهَ الدلائل ويجيب عن الشبهات، "قس"(10/ 563).
(3)
مراده قوله: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} [القصص: 42] أي: "مهلَكين"، هذا تفسير أبي عبيدة، وقال غيره: من المطرودين، "قس"(10/ 563).
(4)
في قوله: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} أي: "يجلب" إليه، "قس"(563).
وَكَنَنْتُهُ: خَفَيتُهُ
(1)
أَظْهَرتُهُ. {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} [القصص: 82]: مِثْلُ: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} : يُوَسِّعُ عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ عَلَيْهِ
(2)
.
2 - بَابُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
(3)
} [القصص: 85]
4773 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الْعُصْفُرِيُّ
(6)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ
(7)
} [القصص: 85] قَالَ: إِلَى مَكَّةَ. [أخرجه: س في الكبرى 11386، تحفة: 6094].
"خَفَيتُهُ أَظْهَرتُهُ" في نـ: "أَخْفَيتُهُ وَأَظْهَرتُهُ". "بَابُ قَوْلُهُ تعالَى" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} " زاد بعده في صـ:"الآية"، وزاد أيضًا في ذ:" {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} ".
===
(1)
هو من الأضداد، "قس"(10/ 564).
(2)
بمقتضى مشيئته لا لكرامة تقتضي البسط ولا لهوان يوجب النقص، وسقط لأبي ذر والأصيلي:"إلخ"، "قس"(564).
(3)
أي: أحكامه وفرائضه أو تلاوته وتبليغه، "قس"(10/ 564).
(4)
المروزي.
(5)
ابن عبيد الطنافسي.
(6)
بضم العين وسكون الصاد المهملتين وضم الفاء وكسر الراء، الكوفي التمَّار، "قس"(10/ 565).
(7)
التنكير للتعظيم.
29 - الْعَنْكَبُوتُ
(1)
قَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت: 38] ضُلَلَةً. {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ} [العنكبوت: 3]: عَلِمَ اللَّهُ ذَلِكَ، إِنَّمَا هِيَ بمَنْزِلَةِ: فَلِيُمَيزَ اللَّهُ، كَقَوْلِهِ:{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ} [الأنقال: 37]. {وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت: 13]: أَوْزَارِهِمْ
(3)
.
"العَنْكَبُوتُ" في نـ: "سُورَةُ العَنْكَبُوتِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "قَالَ مُجَاهِدٌ" في نـ: "وَقَالَ مُجَاهِدٌ". "ضُلَلَةً" في نـ: "ضلالةً"، وزاد بعده في ذ، صـ:"وَقَالَ غيرُهُ: {الْحَيَوَانُ} [العنكبوت: 64]-في نـ: "الحياة"- والحي واحد". " {الْخَبِيثَ} " زاد بعده في ذ: " {مِنَ الطَّيِّبِ} ". "أَوْزَارِهِم" في نـ: "أَوْزَارًا مَع أَوْزَارِهِمْ".
===
(1)
مكية وهي تسع وستون آية، "بيض".
(2)
قوله: (قال مجاهد) فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله تعالى: {فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} "، أي: "ضُلَلَة"، وفي نسخة: "ضلالة"، أي: يحسبون أنهم على هدى وهم على الباطل، والمعنى أنهم كانوا عند أهلهم مستبصرين.
قوله: " {فَلَيَعْلَمَنَّ} " أي: "علم اللَّه ذلك" في الأزل القديم، يعني ظاهره مشعر بأنه لا يعلمه في الماضي وليس كذلك لأن علمه أزلي، فمعناه: فليميزن اللَّه، وذلك لما بين العلم والتمييز من الملازمة، "قس"(10/ 565 - 566)، "ك"(18/ 38).
(3)
يريد قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} لما تسببوا لهم بالإضلال والحمل على المعاصي، "بيض"(2/ 205).
30 - {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ}
(1)
[الروم: 1 - 2]
{فَلَا يَرْبُو
(2)
} [الروم: 39]: مَنْ أَعْطَى يَبتَغِي أَفْضَلَ فَلَا أَجْرَ لَهُ فِيهَا.
قَالَ مُجَاهِدٌ
(3)
: {يُحْبَرُونَ} [الروم: 15]: يُنَعَّمُونَ. {فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} [الروم: 44] يُسَوُّونَ الْمَضاجِعَ. {الْوَدْقَ
(4)
} [الروم: 48]: الْمَطَرُ.
"{الم * غُلِبَتِ الرُّومُ} " في نـ: "سورة {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ}، وفي ذ: "سورةُ الروم، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "{فَلَا يَرْبُو} " في صـ، ذ: "{فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} ". "فَلَا أَجْرَ لَهُ فِيهَا" في نـ: "فَلَا أَجر فيها" قَالَ مُجَاهِدٌ" في ز: "وَقَالَ مُجَاهِدٌ".
===
(1)
مكية إِلَّا قوله: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ} [الروم: 17] وهي ستون آية أو تسع وخمسون، "قس"(10/ 566)، "بيض"(2/ 215).
(2)
قوله: ({فَلَا يَرْبُو}) يريد قوله تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} أي: "من أعطى يبتغي" من الذي أعطاه "أفضل" أي: أكثر من عطيته "فلا أجر له فيها" ولا وزر، وقد كان هذا حرامًا على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خاصة، كما قال اللَّه تعالى:{وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر: 6]، "قس"(10/ 566).
(3)
قوله: (قال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} " أي: "يُنعَّمُوْن" والروضة الجنة، ونكّرها للتعظيم. وقال تعالى: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} أي: "يسوّون المضاجع" ويوطنونها في القبور أو في الجنة. وقوله تعالى: {فَتَرَى الْوَدْقَ} هو "المطر" قاله مجاهد أيضًا.
(4)
في قوله: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ} .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(1)
: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [الروم: 28]: فِي الآلِهَةِ، وَفِيهِ:{تَخَافُونَهُمْ} [الروم: 28]: أَنْ يَرِثُوكُمْ كَمَا يَرِثُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. {يَصَّدَّعُونَ} [الروم: 43]: يَتَفَرَّقُونَ، {فَاصْدَعْ} [الحجر: 94].
وَقَالَ غَيْرُهُ
(2)
: {ضُعْفٌ} [الروم: 54] وَضَعْفٌ
(3)
لُغَتَانِ
(4)
.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(5)
: {السُّوأَى} [الروم: 10]: الإِسَاءَةُ جَزَاءُ الْمُسِيئِينَ.
"قَالَ ابْنُ عَبَّاسِ" في نـ: "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". "بَعْضُكُمْ" في نـ: "بَعْضُهُمْ". "وَقَالَ مُجَاهِدٌ" في نـ: "قَالَ مُجَاهِدٌ". "جَزَاءُ الْمُسِيئِينَ" في نـ: "جَزَاءُ الْمُشْرِكِينَ".
===
(1)
قوله: (قال ابن عباس) في قوله تعالى: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ} نزل هذا "في" حق "الآلهة" وفي حق اللَّه تعالى على سبيل المثل، أي: هل ترضون لأنفسكم أن يشارككم بعض عبيدكم فيما رزقناكم تكونون أنتم وهم فيهم سواء من غير تفرقة بينكم وبين عبيدكم تخافون أن يرث بعغم بعضًا، وإذا لم ترضوا بذلك لأنفسكم فكيف ترضون لرب الأرباب أن تجعلوا بعض عباده شريكًا له، "ك" (18/ 39). قوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} أي: "يتفرقون" أي: فريق في الجنة وفريق في السعير. قوله: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} أي: افْرُقْ وأمضه، قاله أبو عبيدة، "قس"(10/ 567).
(2)
أي: غير ابن عباس، "قس"(10/ 567).
(3)
أي: في قوله: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} ، "قس"(10/ 567).
(4)
أي: بمعنى واحد، "قس"(10/ 567).
(5)
وصله الفريابي.
4774 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ
(2)
وَالأَعْمَشُ
(3)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(4)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(5)
قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ
(6)
يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ
(7)
فَقَالَ: يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ، فَفَزِعْنَا، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ
(8)
، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَغَضِبَ
(9)
فَجَلَسَ، فَقَالَ: مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: لَا أَعْلَمُ
(10)
. فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:
"{الم * غُلِبَتِ الرُّومُ} " كذا وقِع في بعض النسخ، والصواب عدمه هنا. "حَدَّثَنَا سُفْيَانُ" في نـ:"قَالَ: أخْبَرَنَا سُفْيَانُ"، وفي ذ:"عن سفيان". "لَا أَعْلَمُ" في نـ: "اللَّهُ أعلمُ"، وفي صـ:"لا عِلمَ لِي بِهِ".
===
(1)
الثوري.
(2)
ابن المعتمر، "قس"(10/ 568).
(3)
سليمان بن مهران، "قس"(10/ 568).
(4)
مسلم بن صبيح.
(5)
هو ابن الأجدع، "قس"(10/ 568).
(6)
لم أقف على اسمه، "قس"(10/ 568).
(7)
موضع بالكوفة، "ك"(18/ 39).
(8)
فأخبرته بالذي قاله الرجل، "قس"(10/ 568).
(9)
من ذلك، "قس"(10/ 568).
(10)
لأن تمييز المعلوم من المجهول نوع من العلم، وليس المراد أن عدم العلم يكون علمًا، "قس"(10/ 568).
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ
(1)
} [ص: 86]، وَإِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَؤُوا
(2)
عَنِ الإِسْلَام فَدَعَا عَلَيْهِم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعٍ يُوسُفَ
(3)
" فَأَخَذَتْهُمْ
(4)
سَنَةٌ
(5)
حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا، وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ، وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ
(6)
، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ
(7)
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ جِئْتَ تَأْمُرُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ قَوْمَكَ
(8)
قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ اللَّهَ
(9)
، فَقَرَأَ: {فَارْتَقِبْ
(10)
يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ
(11)
} إِلَى قَوْلِهِ: {عَائِدُونَ} [الدخان: 10 - 15]،
"{مَا أَسْأَلُكُمْ} " في نـ: " {لَا أَسْأَلُكُمْ}. "تَأْمُرُ" كذا في ص، قت، عسـ، ذ، ولغيرهم: "تَأْمُرُنَا".
===
(1)
والقول فيما لا يعلم قسم من التكلف، وفيه تعريضٌ بالرجل القائل: يجيء دخان. . . " إلخ، وإنكارٌ عليه، ثم بَيَّنَ قصة الدخان فقال: "وإن قريشًا. . . " إلخ، "قس" (10/ 568).
(2)
تأخروا، "قس"(10/ 568).
(3)
التي أخبر اللَّه عنها في التنزيل بقوله: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ} [يوسف: 48]، "قس"(10/ 568).
(4)
وهم بمكة.
(5)
قحط، "قس"(10/ 568).
(6)
من ضعف بصره بسبب الجوع، "قس"(10/ 568).
(7)
صخر بن حرب بمكة أو المدينة، "قس"(10/ 568).
(8)
ذوي رحمك.
(9)
بأن يكشف عنهم فإن كشف آمنوا، "قس"(10/ 569).
(10)
فانتظر.
(11)
أي: بين واضح يراه كل أحد، "قس"(10/ 569).
أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الآخِرَةِ إِذَا جَاءَ؟ ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى
(1)
} [الدخان: 16]: يَوْمَ بَدْرٍ
(2)
، وَ {لِزَامًا
(3)
} [الفرقان: 77]، يَوْمَ بَدْرٍ، {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ} إِلَى:{سَيَغْلِبُونَ} [الروم: 1 - 3]، وَالرُّومُ قَدْ مَضَى
(4)
. [راجع: 1007].
"فَيُكْشَفُ" في صـ: "فَتَكَشَّفُ". "قَدْ مَضَى" زاد بعده في نـ: "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَيُكْشَفُ هنا استفهام".
===
(1)
قوله: ({الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى}: يوم بدر) يريد القتل فيه، وهذا الذي قاله ابن مسعود وافقه [عليه] جماعة، وروي عن ابن عباس ووافقه جماعة أيضًا مع الأحاديث المرفوعة مِمّا فيه دلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة، وهو ظاهر قوله تعالى:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] أي: بيِّنٍ واضحٍ، وعلى ما فسر ابن مسعود إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع، وكذا قوله:{يَغْشَى النَّاسَ} [الدخان: 11] أي: يعمّهم، ولو كان خيالًا يخص مشركي مكة لما قيل: يغشى الناس، وأما قوله:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ} [الدخان: 15] أي: ولو كشفنا عنكم العذاب ورجعناكم إلى الدنيا لَعُدْتُم إلى ما كنتم فيه من الكفر والتكذيب كقوله تعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا} [المؤمنون: 75]{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام: 28]"قس"(10/ 569) مختصرًا. ومرَّ بيانه (برقم: 1007).
(2)
ظرف يريد القتل فيه، "قس"(10/ 569).
(3)
هو الأسر يوم بدر أيضًا، "قس"(10/ 570).
(4)
وهو ظهور الروم على فارس يوم الحديبية، "قس"(10/ 570)، "بيض"(2/ 214)، أو يوم بدر، "مدارك"(3/ 265).
بَابُ قَوْلُهُ: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]: لِدِينِ اللَّهِ
(1)
{خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: 137]: دِينٌ
(2)
. وَالْفِطْرَةُ: الإِسْلَامُ
(3)
.
4775 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ
(6)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(8)
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"قوله" سقط في نـ. "دينٌ" في نـ: "دينُ الأَوَّلينَ". "قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ".
===
(1)
قاله إبراهيم النخعي فيما أخرجه عنه الطبري، فهو خبر بمعنى النهي، أي: لا تبدلوا دين اللَّه، "قسطلاني"(10/ 570).
(2)
ساقه شاهدًا لتفسير الأول، "قس"(10/ 570).
(3)
قوله: (والفطرة: الإسلام) يريد تفسير قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] قاله عكرمة فيما وصله الطبري، كذا في "القسطلاني"(10/ 570).
(4)
هو عبد اللَّه بن عثمان المروزي، "قس"(10/ 570).
(5)
ابن المبارك، "قس"(10/ 570).
(6)
ابن يزيد الأيلي.
(7)
ابن شهاب، "قس"(10/ 570).
(8)
ابن عوف، "قس"(10/ 570).
"مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ
(1)
، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ
(2)
، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ " ثُمَّ يَقُولُ:{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: 30]. [راجع: 1358، أخرجه: م 2658، تحفة: 15317].
===
(1)
قوله: (إلا يولد على الفطرة) قيل: يعني العهد الذي أخذه عليهم بقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] وكل مولود في العالم على ذلك الإقرار، وهي الحنيفية التي وقعت الخلقة عليها وإن عبد غيره، ولكن لا عبرة بالإيمان الفطري إنما المعتبر الإيمان الشرعي المأمور به. وقال ابن المبارك: معنى الحديث أن كل مولود يولد على فطرته، أي: خلقته التي جُبِلَ عليها في علم اللَّه من السعادة والشقاوة، فكل منهم صائر في العاقبة إلى ما فطر عليها، وعامل في الدنيا بالعمل المشاكل لها، فمن أمارات الشقاء أن يولد بين يهوديين أو نصرانِيَّين أو مجوسِيَّين فيحملانه لشقائه على اعتقاد دينهما. وقيل: المعنى أن كل مولود يولد في مبدإ الخلقة على الجبلة السليمة والطبع المتَهَيِّءِ لقبول الدين، فلو ترك عليها استمرَّ على لزومها، لكن تطرأُ على بعضهم الأديان الفاسدة، كما قال:"فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجسانه، كما تنتج" بضم أوله وفتح ثالثه على بناء المفعول، أي: تلد "البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء" بفتح الجيم وسكون المهمل ممدودًا: مقطوعة الأذن أو الأنف، أي: لا جدع فيها من أصل الخلقة إنما يجدعها أهلها بعد ذلك، فكذلك المولود يولد على الفطرة ثم يتغير بعد، "قسطلاني" (10/ 571). ومرَّ الحديث (برقم: 1358 و 1359) في "الجنائز".
(2)
أي: سليمة الأعضاء.
31 - لُقْمَانَ
(1)
1 - بَابُ قَولِهِ: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ
(2)
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]
4776 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(3)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(4)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(5)
، عَنْ عَلْقَمَةَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ
(8)
: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا
(9)
إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ
(10)
}
"لُقْمَان" في سفـ، ذ:"سُورَةُ لُقْمَانَ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "قَوله" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (لقمان) ولأبي ذر: "سورة لقمان بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، سقطت البسملة لغير أبي ذر، وهي مكية، قيل: إِلَّا آية {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [لقمان: 4] لأن وجوبهما بالمدينة، وَضُعِّفَ لأنه لا ينافي شرعيتهما بمكة، وقيل: إِلَّا ثلاثًا من قوله: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} [لقمان: 27]، وهي أربع وثلاثون آية، من "قس"(10/ 572)، "بيض"(2/ 226).
(2)
أي: مع اللَّه، "قس"(10/ 572).
(3)
ابن عبد الحميد.
(4)
سليمان بن مهران، "قس"(10/ 572).
(5)
النخعي، "قس"(10/ 572).
(6)
ابن قيس النخعي، "قس"(10/ 572).
(7)
ابن مسعود، "قس"(10/ 572).
(8)
أي: التي بالأنعام، "قس"(10/ 572).
(9)
بفتح أوله وكسر الموحدة، أي: لم يخلطوا، "ع"(1/ 320)، "قس"(10/ 572).
(10)
أي: بشرك، "قس"(10/ 572).
[الأنعام: 82]، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ
(1)
إِيمَانَهُ بِظُلْم
(2)
؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ، أَلَا تَسْمَعُ
(3)
إِلَى قَوْلِ لُقمَانَ لِابْنِهِ: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ". [راجع: 32، أخرجه: م 124، ت 3067، س في الكبرى 11390، تحفة: 9420].
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
(4)
} [لقمان: 34]
4777
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
(5)
، عَنْ جَرِيرٍ
(6)
، عَنْ أَبِي حَيَّانَ
(7)
،
"وَقَالُوا" في نـ: "فَقَالُوا". "لَيْسَ بِذَاكَ" في نـ: "لَيْسَ بِذَلكَ". "لابْنِهِ" سقط في نـ. "حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ".
===
(1)
قوله: (أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنه ليس بذاك) أي: فهم الصحابة الظلمَ على الإطلاق فشق عليهم فبين صلى الله عليه وسلم أنه ليس بذلك، بل المراد الظلم المقيد، وهو الظلم الذي -هو الشرك- لا ظلم بعده، "ك"(1/ 145)، "ع" (1/ 321). ومرَّ الحديث في (رقم: 32) في "الإيمان".
(2)
أي: بشرك، "قس"(10/ 572).
(3)
برفع العين من غير واوٍ، "قس"(10/ 572).
(4)
أي: علم وقت قيامها، "قس"(10/ 573).
(5)
ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، "قس"(10/ 573).
(6)
ابن عبد الحميد.
(7)
بفتح المهملة وشدة التحتية: يحيى بن سعيد الكوفي، "قس"(10/ 573).
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
(1)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَوْمًا بَارِزًا
(2)
لِلنَّاسِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ
(3)
يَمْشِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: "الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَلقَائِهِ، وَتُؤْمِنَ
(4)
بِالْبَعْثِ الآخِرِ
(5)
". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الإسْلَامُ؟ قَالَ: "الإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةً، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الإحْسَانُ؟ قَالَ:"الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ
(6)
؟ قَالَ: "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ
(7)
،
"إِذْ أَتَاهُ" في هـ، ذ:"إِذْ جَاءَهُ". "وَمَلَائِكَتِهِ" زاد بعده في صـ، ذ:"وَكُتُبِهِ".
===
(1)
هرم بن عمرو، "قس"(10/ 573).
(2)
أي: ظاهرًا، "قس"(10/ 573).
(3)
أي: ملك في صورة رجل وهو جبرئيل عليه السلام، "قس"(10/ 573).
(4)
أعاد كلمة "تؤمن" لأنه إيمان بما سيوجد، وما سبق إيمان بالموجود، فهما نوعان، "قس"(10/ 574).
(5)
بكسر الخاء، قال الكرماني: ووصف البعث بالآخر إما من باب الصفات اللازمة، وإما للاحتراز عن البعث الأول، "قس"(10/ 574)[انظر "الكرماني" (18/ 42)].
(6)
سميت الساعة لوقوعها بغتة أو لسرعة حسابها، "قس"(10/ 574).
(7)
يعني لست أنا أعلم منك بعلم قيامها، "قس"(10/ 574).
وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا
(1)
: إِذَا وَلَدَتِ الْمَرْأَةُ رَبَّتَهَا
(2)
(3)
، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا
(4)
، وَإِذَا كَانَ الْحُفَاةُ
(5)
الْعُرَاةُ
(6)
رُءُوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ
"وَلَدَتِ الْمَرْأَةُ" في نـ: "وَلَدَتِ الأَمَةُ". "فَذَاكَ" في نـ: "فَذَلكَ". "فِي خَمْسٍ" في نـ: "هِيَ خَمْسٌ"، وفي حـ، هـ، ذ:"وَخَمْسٌ".
===
(1)
أي: علاماتها، "قس"(10/ 574).
(2)
كناية عن كثرة السبي، "قس"(10/ 574).
(3)
قوله: (إذا ولدت الأمة ربتها) الرب لغة: المالك والسيد والمدبر والمربي والمتمم والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إِلَّا على اللَّه إِلَّا نادرًا، والمراد ههنا المولى والسيد أو المالك حكمًا أو حقيقة، والتخصيص بالأنثى إما لشيوع الجهل فيهن أو للزوم الحكم في الذكور بالطريق الأولى، أو بتقدير موصوفها نفسًا أو نسمة، أو للتحاشي عن إطلاق الرب على غيره تعالى وتدفعه رواية "ربها" بلفظ المذكر، كذا في "اللمعات"، [انظر "المجمع" (2/ 273)]. وفي "التوشيح" (1/ 220): المراد بالرب المالك أو السيد. وقال الخطابي: معناه: اتساع الإسلام واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم واتخاذهم سراريَّ، فإذا ملك الجاريةَ واستولدها كان الولد بمنزلة ربها لأنه ولد سيدها. ونقل النووي ذلك عن الأكثرين. وقد مرَّ فيه وجوه أخر (برقم: 50) في "الإيمان".
(4)
أي: علاماتها، "قس"(10/ 574).
(5)
جمع حاف وهو من لا نعل برجليه، "لمعات".
(6)
جمع عار، والمعنى أن الأذلة من الناس ينقلبون أعزةً ملوكَ الأرض، "قس"(10/ 574).
إِلَّا اللَّهُ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} " [لقمان: 34]. ثُمَّ انْصَرَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: "رُدُّوا عَلَيَّ". فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوا فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا. فَقَالَ: "هَذَا جِبْرَئِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ". [راجع: 50].
4778 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(3)
: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مِفْتَاحُ الْغَيبِ خَمْسٌ
(4)
" ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} . [راجع: 1039، تحفة: 7425].
"فَقَالَ: هذا" في نـ: "قَالَ: هَذَا". "حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ" في قتـ: "حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ". "مِفْتَاحُ الْغَيْبِ" كذا في قت، عسـ، ذ، ولغيرهم:"مَفَاتِيحُ الغَيبِ".
===
(1)
الكوفي الجعفي، "قس"(10/ 575).
(2)
عبد اللَّه المصري، "قس"(10/ 575).
(3)
ابن الخطاب، "قس"(10/ 575).
(4)
قوله: (مفتاح الغيب خمس) أي: خزائن الغيب خمس، "ثم قرأ" عليه السلام:" {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} " الآية، كذا ساقه هنا مختصرًا، وتامًّا في "الاستسقاء" (ح: 1039) و"الأنعام"(ح: 4627) و"الرعد"(ح: 4697)، "قس"(10/ 575).
32 - تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ
(1)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {مَهِينٍ} [السجدة: 8]: ضَعِيفٍ، نُطْفَةُ الرَّجُلِ. {ضَلَلْنَا} [السجدة: 10]: هَلَكْنَا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْجُرُزِ} [السجدة: 27]: الَّتِي لَا تُمْطَرُ إِلَّا مَطَرًا لَا يُغْنِي عَنْهَا شَيْئًا. {يَهْدِ} [السجدة: 26]: يُبَيِّنُ.
"تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ" في ذ: "سُورَةُ السَّجْدَةِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وفي سفـ، ذ: "سورةُ تَنْزِيلِ السجدة" والبسملة بعده ثبتت في ذ فقط. "لَا تُمْطَرُ" في ذ: "لَمْ تُمْطَرْ". "{يَهْدِ} : يُبَيِّنُ" في نـ: "نَهْدِ: نُبَيِّنُ".
===
(1)
مكية، وهي ثلاثون آية، وقيل: تسع وعشرون آية
(1)
، "بيض"(2/ 232).
(2)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} معناه "ضعيف" وهو "نطفة الرجل"، وقال مجاهد أيضًا فيما وصله الفريابي في قوله تعالى:{أَإِذَا "ضَلَلْنَا" فِي الْأَرْضِ} أي: "هلكنا" في الأرض وصرنا ترابًا. قوله: "وقال ابن عباس" فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} [السجدة: 27] هي"التي لا تُمطَر" ولأبي ذر والأصيلي: "لم تمطر""إِلَّا مطرًا لا يغني عنها شيئًا" وقيل: اليابسة الغليظة التي لا نبات فيها، والجرز هو القطع فكأنها المقطوع عنها الماء والنبات. قوله:"نهد" أي: "نُبَيِّنْ" بالنون فيهما، ولأبوي ذر والوقت:"يَهْدِ: يُبَيِّنْ" بالمثناة التحتية فيهما، ومراده تفسير:{أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ} ، "قس"(10/ 576).
(1)
في الأصل: "سبع وعشرون آية".
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ
(1)
} [السجدة: 17]
4779
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
(4)
، عَنِ الأَعْرَج
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ
(6)
، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
"بَابُ" سقط في نـ. "قَوله" سقط في نـ. " {مَا أُخْفِيَ لَهُمْ} " زاد بعده في ذ: " {مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} ". "تبارك وتعالى" في ذ: "عز وجل".
===
(1)
قوله: ({فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ}) زاد أبو ذر: " {مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} " أي: مما تَقَرُّ به عيونهم، و"ما" في "ما أخفي" موصولة، و"نفس" نكرة في سياق النفي فيعم جميع الأنفس، أي: لا يعلم الذي أخفاه اللَّه لَهم لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، قال بعضهم: أخفوا
(1)
أعمالهم فأخفى اللَّه ثوابَهم، "قس"(10/ 576).
(2)
المديني.
(3)
ابن عيينة.
(4)
عبد اللَّه بن ذكوان، "قس"(10/ 577).
(5)
عبد الرحمن بن هرمز، "قس"(10/ 577).
(6)
قوله: (ما لا عين رأت) كلمة "ما" إما موصولة أو موصوفة، و"عين" وقعت في سياق النفي فأفاد الاستغراق، والمعنى ما رأت العيون كلهن ولا عين واحدة منهن، "ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" خص البشر هنا دون القرينتين لأنهم الذين ينتفعون بما أعد لهم ويهتمون لشأنه ببالهم بخلاف الملائكة، "قس"(10/ 577).
(1)
في الأصل: "أخفى".
اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
(1)
}.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
(2)
، عَنِ الأَعْرَجِ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ "قَالَ اللَّهُ. . . " مِثْلَهُ
(4)
. قِيلَ لِسُفْيَانَ: رِوَايَةً
(5)
؟ قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ
(6)
؟! قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ
(7)
عَنِ الأَعْمَشِ
(8)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(9)
: قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَةَ قُرَّاتِ
(10)
. [راجع: 3244].
"قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ" زاد قبله في صـ، عسـ:"قَالَ عَلِيٌّ"، وفي ذ:"حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ". "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ" في نـ: "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ". "قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ" في عسـ، ذ:"وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ". "قُرَّاتِ" في صـ، عسـ، ذ:"قُرَّاتِ أَعْيُنٍ". "قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ. . . " إلخ، هذا التعليق ثبت في ذ، صغـ بعد آخر الحديث الآتي.
===
(1)
والحديث كالتفصيل لهذه الآية، "قس"(10/ 577).
(2)
عبد اللَّه.
(3)
عبد الرحمن.
(4)
أي: مثل ما في الحديث السابق، "قس"(10/ 577).
(5)
أي: تروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أم عن اجتهادك؟ "ك"(18/ 44).
(6)
أي: فأي شيء لولا الرواية كنت أقول؟ "قس"(10/ 578)، أي: فأي شيء كان لولا الرواية؟ "ك"(18/ 44).
(7)
محمد بن خازم الضرير، فيما وصله أبو عبيد القاسم بن سلام، "قس"(10/ 578).
(8)
سليمان، "قس"(10/ 578).
(9)
ذكوان، "قس"(10/ 578).
(10)
جمعًا بالألف والتاء لاختلاف أنواعها، وهي قراءة الأعمش، "قس"(10/ 578).
4780 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(1)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرِ، ذُخْرًا
(4)
، مِنْ بَلْهِ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ". ثُمَّ قَرَأ:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]. [راجع: 3244، تحفة: 12487].
"حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ". "مِنْ بَلْهِ" لفظ "مِنْ" سقط في نـ. "مَا أُطْلِعْتُمْ" في قتـ: "مَا أَطْلَعْتُهُمْ" -بفتح الهمزة واللام وزيادة هاء بعد التاء، "قس"(10/ 578) -، وفي نـ:"مَا أَطْلَعَهُمْ".
===
(1)
حماد بن أسامة، "قس"(10/ 578).
(2)
سليمان.
(3)
ذكوان السمان، "قس"(10/ 578).
(4)
قوله: (ذخرًا) بضم الذال المعجمة منصوب متعلق بـ "أعددتُ". و"بَلْهَ" بفتح الموحدة وسكون اللال وفتح الهاء، معناه: دَعْ، أو: سِوَى، أي: أعد اللَّه لكم ذخرًا سوى "ما أُطْلِعْتُمْ عليه" من القرآن والحديث، "ك"(18/ 44)، "خ"(2/ 418).
قال الصغاني: اتفق جميع نسخ "البخاري" على "من بله" والصواب إسقاط كلمة "من".
وفي "القاموس"(ص: 1145): بَلْهَ، ككيف: اسم لِدَعْ، ومصدرٌ بمعنى الترك، واسمٌ مرادف لِكَيْفَ، وما بعدها منصوب على الأول، ومخفوض على الثاني، ومرفوع على الثالث، وفتحها بناءٌ على الأول والثالث، وإعرابٌ على الثاني، وفي تفسير سورة السجدة من "البخاري":"ولا خطر على قلب بشرٍ، ذخرًا من بَلْهِ ما اطَّلَعْتُمْ عليه"، فاستُعْمِلَتْ مُعْرَبَة
33 - الأَحْزَاب
(1)
قَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب: 26]: قُصُورِهِمْ.
"الأَحْزَاب" في سفـ، ذ، عسـ:"سُورَةُ الأَحْزَاب، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "قَالَ مُجَاهِدٌ" في نـ: "وقَالَ مُجَاهِدٌ". " {صَيَاصِيهِمْ} " في نـ: " {مِنْ صَيَاصِيهِمْ} ". "قُصُورِهِمْ" زاد بعده في ذ: " {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6].
===
مجرورة بمِنْ، خارجةً عن المعاني الثلاثة، وفُسِّرَتْ بغير، وهو موافق لقول من يَعُدُّها من ألفاظ الاستثناء، وبمعناها، أو بمعنى أَجَلْ، أو بمعنى كُفَّ وَدَعْ، انتهى كلام "القاموس".
قال في "المجمع"(1/ 222): أي: دع ما أُطلعتم عليه من نعيم الجنة وعرفتموها من لذاتها، أي: فالذي لم أطلعكم عليه أعظم، وقيل معناه غير، وقيل: كيف، انتهى. قال ابن التين: إنَّ بَلْهَ ضُبِطَ بالفتح والجر وكلاهما مع وجود من، فأما الجر فَوُجِّه بأنها بمعنى غير، والكسرة التي على الهاء حينئذ إعرابية، وأما توجيه الفتح فأقول: قال الرضي: وإذا كان -يعني بله- بمعنى كيف جاز أن يدخله من، انتهى. قلت: وعليه تتخرج هذه الرواية فيكون بمعنى كيف التي يُقْصَدُ بها [الاستبعاد]، و"ما" مصدرية، وهي مع صلتها في محل رفع على الابتداء، والخبر:"من بله"، وضمير في قوله:"عليه" عائد على الذخر أي: كيف ومن أين اطلاعكم على ما ادخرته لعبادي الصالحين فإنه أمر عظيم قلما تَتَّسَعُ عقولُ البشر لإدراكه والإحاطة به، هذا أحسن ما يقال في هذا المحل. [انظر "القسطلاني" (10/ 579)]، وإذا تَأَمَّلْتَ في كلام الشارحين عرفتَ مقداره.
(1)
مدنية، آيها ثلاث وسبعون، "قس"(10/ 580).
(2)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ
[1 - بَابٌ]
4781 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
(1)
، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلًّا وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بهِ
(2)
فِي
(3)
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
(4)
} [الأحزاب: 6]، فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ تَرَكَ
"حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ" في ذ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ". " {مِنْ أَنْفُسِهِمْ} " زاد بعده في نـ: " {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} ".
===
ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} " هي "قصورهم" وحصونهم، جمع صيصة، يقال لكل ما يُمْتَنَع به وَيُتَحَصَّنُ: صِيصَة. ووقع في بعض النسخ: "{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} " من بعضهم لبعض في نفوذ حكمه ووجوب طاعته عليهم، "قسطلاني" (10/ 580).
(1)
فليح بن سليمان، "قس"(10/ 581).
(2)
أي: أحقهم به، "قس"(10/ 581).
(3)
في كل شيء [من أمور]، "قس"(10/ 581).
(4)
قوله: ({النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}) في الأمور كلِّها؛ فإنه لا يأمرهم ولا يرضى منهم إِلَّا بما فيه صلاحهم ونجاحهم بخلاف النفس، فلذلك أطلق، فيجب أن يكون أحبَّ إليهم من أنفسهم، وأمرُه أنفذَ عليهم من أمرها، وشفقتُهم عليه أتمَّ من شفقتهم عليها. روي أنه صلى الله عليه وسلم أراد غزوة تبوك فأمر الناس بالخروج، فقال ناس: نستأذن آباءنا وأمهاتنا، فنزلت، كذا في "البيضاوي"(2/ 239).
قال القسطلاني (10/ 581): استُنْبِطَ من الآية أنه لو قصده عليه السلام ظالم وجب على الحاضرين المؤمنين أن يبذل نفسه دونه، ولم يذكر عليه السلام
مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، فَإِنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضِيَاعًا فَلْيَأْتِنِي وَأَنَا مَوْلَاهُ
(1)
". [راجع: 2298، تحفة: 13604].
2 - بَابُ قَوْلُهُ: {ادْعُوهُمْ
(2)
لِآبَائِهِمْ
(3)
} [الأحزاب: 5]
4782 -
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيز بْنُ الْمُخْتَارِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ ابْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: {ادْعُوهُمْ
(7)
لِآبَائِهِمْ
"فَلْيَرِثْهُ" في نـ: "فَلْتَرِثْهُ". "فَإِنْ تَرَكَ" في نـ: "وَإِنْ تَرَكَ". "وَأَنَا" في قتـ، ذ:"فَأنَا". "بَابُ" سقط في نـ. "قَوْلُهُ" سقط في نـ. " {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} " زاد بعده في نـ: " {هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} "، وفي نـ:" {هُوَ أَقْسَطُ} الآية".
===
ماله من الحق عند نزول هذه الآية، بل ذكر ما عليه فقال:"فأيما مؤمن ترك مالًا" أو حقًا من الحقوق بعد وفاته "فليرثه عصبته من كانوا، فإن ترك دينًا" عليه لأحد "أو ضياعًا" بفتح المعجمة، أي: عيالًا ضائعون لا شيء لهم ولا قَيِّمَ "فليأتني" كل من رَبّ الدَّين أُوفيه، والضائع من العيال أكفله، انتهى. ومرَّ الحديث مع بعض بيانه في (رقم: 2399) في "الاستقراض".
(1)
أي: ولي الميت أتولى عنه أموره، "قس"(10/ 581).
(2)
أي: انسبوهم.
(3)
الذين ولدوهم، "قس"(10/ 581).
(4)
أبو الهيثم البصري، "قس"(10/ 582).
(5)
الإمام في المغازي مولى آل الزُّبَير بن العوام، "قس"(10/ 582).
(6)
ابن عبد اللَّه، "قس"(10/ 582).
(7)
فأُمِرَ بردِّ نسبهم إلى آبائهم في الحقيقة، ونسخ ما كان في ابتداء
هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ
(1)
}. [أخرجه: م 2425، ت 3209، س في الكبرى 11396، تحفة: 7021].
3 - بَابُ قَولِهِ: {فَمِنْهُمْ
(2)
مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]
{نَحْبَهُ} : عَهْدَهُ. {أَقْطَارِهَا} [الأحزاب: 14]: جَوَانِبُهَا. {الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا} [الأحزاب: 14]: لأَعْطَوْهَا.
"بَابٌ" سقط في نـ. "قَولُه" سقط في نـ. "عَهْدَهُ" زاد بعده في نـ: "نَذرَهُ".
===
الإسلام من جواز ادّعاء الأبناء الأجانب، "قس"(10/ 582).
(1)
تعليل له، والضمير لمصدر "ادعوا"، "بيض"(2/ 239).
(2)
قوله: ({فَمِنْهُمْ}) أي: من الرجال الذين صَدَقوا ما عاهدوا اللَّه عليه، أي: من الثبات مع الرسول والمقاتلة لإعلاء الدِّين. قوله: " {مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} " يعني حمزةَ وأصحابه، " {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} " أي: الشهادةَ كعثمان وطلحة ينتظرون أحدَ أمرين: إما الشهادة أو النصر. قوله: " {وَمَا بَدَّلُوا} " أي: العهدَ ولا غيَّروه " {تَبْدِيلًا} " شيئًا من التبديل بخلاف المنافقين فإنهم قالوا: لا نولِّى الأدبار، وبدّلوا قولهم وَوَلَّوا أدبارهم. قوله:" {نَحْبَهُ} " أي: "عهده" والمعنى: ومنهم من فرغ من نذره وَوَفى بعهده فصبر على الجهاد وقاتل حتى قُتِلَ، والنحب: النذر، فاستعير للموت لأنه كنذر لازم في رقبة كل حيوان، وقال تعالى:{وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا} هي "جوانبها"، {ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا} أي:"لأعطوها" والمعنى: ولو دخل عليهم المدينة أو البيوت من جوانبها ثم سئلوا الردّةَ ومقاتلة المسلمين لأعطوها ولم يمتنعوا، "قس"(10/ 582).
4783 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي
(1)
، عَنْ ثُمَامَةَ
(2)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نُرَى
(3)
هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ
(4)
: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} . [راجع: 2805، تحفة: 506].
4784 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ
(6)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(7)
قَالَ: أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ زيدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ لَمَّا نَسَخْنَا
(8)
الصُّحُفَ
(9)
فِي الْمَصَاحِفِ فُقِدَتُ آيَةٌ مِنْ
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عبْدِ اللَّهِ".
===
(1)
عبد اللَّه، "قس"(10/ 583).
(2)
بضم المثلثة وخفة الميمين، ابن عبد اللَّه بن أنس بن مالك، هو عم عبد اللَّه، الراوي عنه، "قس"(10/ 583).
(3)
بضم النون أي: نظن، "قس"(10/ 583).
(4)
ابن ضمضم الأنصاري، وكان قتل يوم أحد، "قس"(10/ 583)، كما مرَّ بيانه في (ح: 2805).
(5)
الحكم بن نافع.
(6)
هو ابن أبي حمزة، "قس"(10/ 583).
(7)
محمد بن مسلم.
(8)
أي: بأمر عثمان رضي الله عنه، "قس"(10/ 583).
(9)
التي كانت عند حفصة، "قس"(10/ 583).
سُورَةِ الأَحْزَابِ، كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُهَا، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ
(1)
الأَنْصَارِيِّ، الَّذِي جَعَل رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَينِ
(2)
(3)
: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} . [راجع: 2807].
"كُنْتُ أَسْمَعُ" في سـ، قت، ذ:"كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ".
===
(1)
ابن ثابت، "قس"(10/ 583).
(2)
خصوصية له، "قس"(10/ 583).
(3)
قوله: (شهادة رجلين) إشارة إلى قصة شهادته على الأعرابي الذي اشترى منه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الفرسَ ثم جحد الأعرابي وقال: هلم شهيدًا يشهد أني بعتك، فشهد خزيمة بن ثابت، فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"بم تشهد؟ " قال: بتصديقك، فجعل شهادته شهادة رجلين، أخرجه أبو داود (ح: 3607) والنسائي (ح: 4661)، كذا في "التوشيح"(7/ 2985، 2986). قال في "الفتح"(8/ 519): ووقع لنا من وجه آخر: أن اسم هذا الأعرابي سواد بن الحارث، انتهى.
قال القسطلاني (10/ 583): لا يقال: إن ثبوتها كان بطريق الآحاد والقرآن إنما ثبت بالتواتر؛ لأنها كانت متواترة عندهم، ولذا قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها، وقد قال عمر: أشهد لقد سمعتها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وعن أُبي بن كعب وهلال بن أمية وغيرهما مثله، انتهى. وسبق بيانه في أول "الجهد" (برقم: 2807).
قال الكرماني (18/ 46): فإن قلت: قد تقدم أن الآية المفقودة التي وجدها عند خزيمة هي آخر سورة التوبة؟ قلت: لا دليل على الحصر، ولا محذور في كون كلتيهما مكتوبتين عنده، أو الأولى كانت عند النقل من العسب ونحوه إلى المصحف، والثانية من المصحف إلى المصحف.
4 - بَابُ قَوْلُهُ: {قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
(1)
وَزِينَتَهَا
(2)
فَتَعَالَيْنَ
(3)
أُمَتِّعْكُنَّ
(4)
وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
(5)
} [الأحزاب: 28]
التَّبَرُّجُ
(6)
: أَنْ تُخْرِجَ مَحَاسِنَهَا. . . . . . .
"قَولُه" سقط في نـ. " {قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} " في نـ: " {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} "مصحح عليه. " {أُمَتِّعْكُنَّ} " زاد بعده في نـ: "الآية"، وسقط ما بعد ذلك. "التَّبَرُّجُ" زاد قبله في نـ:"وَقَالَ مَعْمَرٌ".
===
(1)
السعة والتنعم فيها، "بيض"(2/ 244).
(2)
أي: زخارفها، "بيض"(2/ 244).
(3)
أي: أقبلن بإرادتكن. ولم يرد نهوضهن إليه، "مدارك"(3/ 301).
(4)
أي: أعطكن متعة الطلاق، "قس"(10/ 284)، "بيض"(2/ 244).
(5)
وأطلقكن طلاقًا من غير إضرار وبدعة، روي أنهن سألنه ثياب الزينة وزيادة النفقة فنزلت، فبدأ بعائشة فخيَّرها فاختارت اللَّه ورسوله، ثم اختارت الباقيات اختيارها، فشكر لهن اللَّه ذلك فأنزل:{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} [الأحزاب: 52]، "بيض"(2/ 244).
(6)
قوله: (التبرج) في قوله تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33] هو "أن تُخْرِجَ" المرأة "محاسِنَها" للرجال، قيل: الجاهلية الأولى ما بين آدم ونوح، وقيل: الزمان الذي ولد فيه إبراهيم كانت المرأة تلبس درعًا من اللؤلؤ فتمشي وسط الطريق تعرض نفسها على الرجال، أو ما بين نوح وإدريس وكانت ألف سنة، والجاهلية الأخرى ما بين عيسى ونبينا صلى الله عليه وسلم، وقيل: الجاهلية الأولى جاهلية الكفر قبل الإسلام، والجاهلية الأخرى جاهلية الفسوق في الإسلام، ويعضده قوله عليه السلام لأبي الدرداء:
{سُنَّةَ اللَّهِ
(1)
} [الأحزاب: 62]، اسْتَنَّهَا: جَعَلَهَا.
4785 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَهَا حِينَ أَمَرَ اللَّهُ أنْ يُخَيِّرَ أَزْوَاجَهُ
(2)
، فَبَدَأَ بِي
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: "إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا فَلَا عَلَيْكِ أَنْ تَسْتَعْجِلِي
(4)
. . . . . .
"أَمَرَ اللَّهُ" في ذ: "أَمَرَهُ اللَّهُ". "أَنْ تَسْتَعْجِلِي" في نـ: "أَنْ لَا تَسْتَعْجِلِي".
===
"إن فيك جاهلية، قال: جاهلية كفر أو إسلام؟ قال: جاهلية كفر"، "قس"(10/ 584)، "بيض"(2/ 245).
(1)
قوله: ({سُنَّةَ اللَّهِ}) في قوله تعالى: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} "استنها: جعلها" قاله أبو عبيدة، وقال: جعلها مسنونة، انتهى. والمعنى: أن سنة اللَّه في الأنبياء الماضين أن لا يؤاخذهم بما أَحَلَّ لهم، أي: نفى الحرج عنهم فيما أباح لهم، "قس"(10/ 585)، "بيض"(2/ 247).
(2)
قوله: (أن يخير أزواجه) بين الدنيا والآخرة، أو بين الإقامة والطلاق، قال الماوردي: الأشبه بقول الشافعي الثاني وهو الصحيح، وقال القرطبي: والنافع الجمع بين القولين؛ لأن أحد الأمرين ملزوم بالآخر، وكأنهن خُيِّرن بين الدنيا فيطلقهن، وبين الآخرة فيمسكهن، "قسطلاني"(10/ 585).
(3)
في التخيير قبلهن، "قس"(10/ 585).
(4)
أي: لا يلزمكِ الاستعجال، ولأبي ذر:"أن لا تستعجلي" أي: لا بأس عليكِ في التأني وعدم العجلة، "قس"(10/ 585).
حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ
(1)
"، وَقَدْ عَلِمَ
(2)
أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِّي
(3)
بِفِرَاقِهِ، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} ". إلى تَمَامِ الآيَتَيْنِ
(4)
[الأحزاب: 28 - 29]، فَقُلْتُ لَهُ: فَفِي أَيِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟ فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. [طرفه: 4786، أخرجه: م 1475، ت 3204، س 3201، تحفة: 17767].
5 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ
(5)
فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ
(6)
أَجْرًا عَظِيمًا
(7)
} [الأحزاب: 29]
"إنَّ اللَّهَ" في نـ: "إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى". "فَفِي أَيِّ هَذَا" في سـ، ذ:"فَفِي أَيِّ شَيْءٍ". "بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ. . .} إلخ" في نـ بدله:"إِلَى قَولهِ: {أَجْرًا عَظِيمًا}، وفي أخرى بدله: "الآية".
===
(1)
أي: تستشيرهما، قال العلماء: إنما أمرها بذلك خشية أن يحملها صغر السن على اختيار الشق الآخر، "توشيح"(7/ 2988).
(2)
قوله: (وقد علم) عليه السلام، فيه إشارة إلى أن تبليغه صلى الله عليه وسلم كان لأجل إطاعة أمر اللَّه سبحانه وإلا فلا يريد عليه السلام فراقها، وحديث الباب ظاهر، "الخير الجاري"(4/ 418).
(3)
بتشديد النون، "خ".
(4)
أي: إلى قوله: {عَظِيمًا} ، "قس"(10/ 586).
(5)
أي: نعيم الجنة، "قس"(10/ 586).
(6)
"من" للبيان لأنهم كلهن كن محسنات، "قس"(10/ 586).
(7)
ثوابًا جزيلًا في الجنة، "قس"(10/ 586).
وَقَالَ قَتَادَةُ
(1)
: {وَاذْكُرْنَ
(2)
مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} [الأحزاب: 34]: الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ، {وَالْحِكْمَةِ} .
4786 -
وَقَالَ اللَّيثُ
(3)
: حَدَّثَنِي يُونُسُ
(4)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(6)
: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا أُمِرَ
(7)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ
(8)
بَدَأ بِي فَقَالَ:
"{مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} الْقُرْانُ وَالسُّنَّةُ {وَالْحِكْمَةِ} " في قتـ، ذ:" {مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}: الْقُرْآنُ، {وَالْحِكْمَةِ}: السُّنَّةُ"، وفي نـ:" {مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}: القرآنِ والسُّنَّةِ" -لفٌّ ونشر مرتب، "قس"(10/ 586) -.
===
(1)
فيما وصله ابن أبي حاتم، "قس"(10/ 586).
(2)
قال البيضاوي (2/ 245): وهو تذكير بما أنعم عليهن.
(3)
ابن سعد، فيما وصله الذهلي، "قس"(10/ 587).
(4)
هو ابن يزيد، "قس"(10/ 587).
(5)
الزهري.
(6)
هو ابن عوف، "قس"(10/ 587).
(7)
أمر وجوب، "قس"(10/ 587).
(8)
قوله: (بتخيير أزواجه) وكنَّ يومئذ تسع نسوة، خمسة من قريش: عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة بنت أبي أمية، وصفية بنت حيي بن أخطب الخيبرية، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وزينب بنت جحش الأسدية، وجويرية بنت الحارث المصطلقية. قوله:"بدأ بي" إنما بدأ بها على غيرها من أزواجه صلى الله عليه وسلم لفضلها كما قاله النووي، أو لأنها كانت السببَ في التخيير لأنها طلبت منه ثوبًا فأمره اللَّه بالتخيير، رواه ابن مردويه من طريق الحسن عن عائشة، لكن الحسن لم يسمع عن عائشة فهو مرسل، "قسطلاني"(10/ 587).
"إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا فَلَا عَلَيكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي
(1)
حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ". قَالَتْ: وَقَدْ عَلِمَ
(2)
أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بفِرَاقِهِ، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} إِلَى: {أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 27 - 29] ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: فَفِي أَيِّ هَذَا
(3)
أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟ فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ
(4)
، قَالَتْ: ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مثْلَ مَا فَعَلْتُ.
تَابَعَهُ
(5)
مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ مَعْمرٍ
(6)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(7)
وَأَبُو سُفْيَانَ
(8)
"أَنْ لَا تَعْجَلِي" في نـ: "أَلَّا تَعْجَلِي". "إِنَّ اللَّهَ قَالَ" في نـ: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَالَ"، ولغيره:"إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَالَ"، وفي نـ:"إِنَّ اللَّهَ قَالَ جَلَّ ثناؤُهُ". "إِلَى: {أَجْرًا عَظِيمًا}، في نـ: "إِلَى قَولِهِ: {أَجْرًا عَظِيمًا} . "أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ"، وزاد بعده في نـ:"ح" للتحويل.
===
(1)
أي: لا بأس عليكِ في عدم العجلة، "توشيح"(7/ 2928).
(2)
أي: صلى الله عليه وسلم، "قس"(10/ 586).
(3)
أي: ففي أيِّ الأمرين من هذا، "قس"(10/ 588).
(4)
هذا يدل على كمال عقلها وصحة رأيها مع صغر سنها، "قس"(10/ 588).
(5)
الليث.
(6)
هو ابن راشد، "قس"(10/ 588).
(7)
ابن همام، "قس"(10/ 588).
(8)
محمد بن حميد السكري، "قس"(10/ 589).
الْمَعْمَرِيُّ
(1)
: عَنْ مَعْمَرٍ
(2)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(3)
، عَنْ عُرْوَةَ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ. [راجع: 4785].
6 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ
(5)
مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ
(6)
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37]
"بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "قَوْلُهُ" سقط في نـ. " {وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} " في نـ بدله:"الآية" وفي أخرى بعده: "الآية".
===
(1)
بفتح الميمين، "قس"(10/ 589).
(2)
ابن راشد، "قس"(10/ 589).
(3)
قوله: (عن الزهري عن عروة عن عائشة) فيه إشارة إلى ما وقع من الاختلاف على الزهري في الواسطة بينه وبين عائشة في هذه القصة، ولعل الحديث كان عند الزهري عنهما فحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا، وإلى هذا جنح الترمذي، وقد رواه عقيل وشعيب عن الزهري عن عائشة بغير واسطة. ولو اختارت المخَيَّرَةُ نفسَها وقعت طلقة رجعية عندنا وبائنة عند الحنفية. وفي هذا البحث زيادة تأتي إن شاء اللَّه تعالى في "الطلاق" بعونه وقوته، "قس"(10/ 589).
(4)
ابن الزُّبَير، "قس"(10/ 589).
(5)
وهو نكاح زينب إن طلقها زيد، أو إرادة طلاقها، وإخبار اللَّه إياه أنها ستصير زوجته، "قس"(10/ 589).
(6)
أي: مظهره، "ج" (ص: 555، الأحزاب: 37).
4787 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ
(2)
، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زيدٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ
(4)
} نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زينَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ وَزيدِ بْنِ حَارِثَةَ
(5)
. [طرفه: 7420، أخرجه: ت 3212، س في الكبرى 11407، تحفة: 296].
7 - بَابُ قَوْلِهِ: {تُرْجِي
(6)
مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ
(7)
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ" في قتـ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ". " {مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} " زاد بعده في نـ: " {وَتَخْشَى النَّاسَ} " -أي: بنكاحها، أي: تعييرهم إياك به، "بيض" (2/ 236) -. "زَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ" في ذ:"زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ".
===
(1)
البغدادي المعروف بصاعقة، "تق" (ص: 872).
(2)
الرازي، "قس"(10/ 590).
(3)
ابن درهم الأزدي، "قس"(10/ 590)، "تق" (ص: 268).
(4)
هو نكاح زينب إن طلقها زيد، أو إرادة طلاقها، أو إخبار اللَّه إياه أنها ستصير زوجته، "قس"(10/ 589).
(5)
كذا اقتصر على هذا القدر من هذه القصة هنا، وأخرجه بأتم من هذا في "كتاب التوحيد" (برقم: 7420)، "قس"(10/ 590).
(6)
أي: تؤخرها وتترك مضاجعتها، " {وَتُؤْوِي} " أي: وتضم إليك وتضاجعها، أو تطلق من تشاء وتمسك من تشاء، "بيض"(2/ 255).
(7)
قوله: ({وَمَنِ ابْتَغَيْتَ}) أي: طلبتَ " {مِمَّنْ عَزَلْتَ} " رَدَدْتَ أنت منهن فيه بالخيار إن شئت عدت فيه فآويته " {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} " في شيء من
مِمَّنْ عَزَلْتَ
(1)
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [الأحزاب: 51]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(2)
: {تُرْجِي} : تُؤَخِّرُ. {أَرْجِهْ
(3)
} [الأعراف: 111، الشعراء: 36]: أَخِّرْهُ.
4788 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(5)
قَالَ هِشَامٌ
(6)
: حَدَّثَنَا
(7)
عَنْ أَبِيهِ
(8)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ
(9)
لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقُولُ: أَتَهَبُ الْمَرْأَةُ
"قَالَ هِشَامٌ" في نـ: "حَدَّثَنَا هِشَامٌ".
===
ذلك، قال عامر الشعبي: كن نساء وهبن أنفسهن له صلى الله عليه وسلم فدخل ببعض وأرجأ بعضًا منهن أم شريك، وهذا شاذ، والمحفوظ أنه لم يدخل بأحد من الواهبات كما سيأتي قريبًا، "قسطلاني"(10/ 590).
(1)
أي: طلقت بالرجعة، "بيض"(2/ 250).
(2)
فيما وصله ابن أبي حاتم، "قس"(10/ 591).
(3)
في "الأعراف" و"الشعراء"، ذكره استطرادًا، "قس"(10/ 591).
(4)
أبو السُّكَين الطائي، "قسطلاني" (10/ 591). [تقدم برقم: 966].
(5)
حماد بن أسامة، "قس"(10/ 591).
(6)
ابن عروة بن الزُّبَير، "قس"(10/ 591).
(7)
فيه تقديم المخبر على الصيغة وهو جائز، وتقديره: حَدَّثَنَا هشام، "ف"(8/ 525).
(8)
عروة.
(9)
قوله: (أغار على اللاتي وهبن أنفسهن) كذا روي بالغين المعجمة من الغيرة وهي الحمية والأنفة، وعند الإسماعيلي:"كانت تُعَيِّر اللاتي" بعين
نَفْسَهَا؟! فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي
(1)
إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [الأحزاب: 51] قُلْتُ: مَا أُرَى
(2)
رَبَّكَ إِلَّا يُسَارعُ فِي هَوَاكَ
(3)
. [طرفه: 5113، أخرجه: م 1464، س 3199، تحفة: 16799].
4789 -
حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ
(6)
الأَحْوَلُ، عَنْ مُعَاذَةَ
(7)
، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
"تَعَالَى" سقط في نـ.
===
مهملة وشدة التحتية، وظاهره أن الواهبة أكثر من واحدة، منهن خولة بنت حكيم وأم شريك وفاطمة بنت شريح وزينب بنت خزيمة، كما سيأتي في "النكاح" (برقم: 5113). وفي حديث سماك عن عكرمة عن ابن عباس عند الطبري بإسناد حسن: "لم يكن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسَها له". والمراد أنه لم يدخل بواحدة منهن ممن وهبت نفسها له وإن كان مباحًا، "قس"(10/ 591).
(1)
بواو واحدة في الخط.
(2)
بضم الهمزة أي: ما أظن، "قس"(10/ 591).
(3)
أي: إلا موجدًا لك مرادك بلا تأخير، أي: منزلًا لما تحب وترضاه، "قس"(10/ 591)، "ك"(18/ 49).
(4)
بكسر المهملة وشدة الموحدة، السلمي المروزي، "قس"(10/ 592).
(5)
ابن المبارك، "قس"(10/ 592).
(6)
ابن سليمان البصري، "قس"(10/ 592).
(7)
بنت عبد اللَّه العدوية البصرية، "قس"(10/ 592)، "ك"(18/ 49).
كَانَ يَسْتَأْذِنُ فِي يَوْمِ الْمَرْأَةِ
(1)
مِنَّا بَعْدَ أَنْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [الأحزاب: 51]. فَقُلْتُ
(2)
لَهَا
(3)
: مَا كُنْتِ تَقُولِينَ؟ قَالَتْ
(4)
: كُنْتُ أَقُولُ لَهُ
(5)
: إِنْ كَانَ ذَاكَ
(6)
إِلَيَّ فَإِنِّي لَا أُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أُوثِرَ عَلَيْكَ أَحَدًا.
تَابَعَهُ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ
(7)
: سَمِعَ عَاصِمًا. [أخرجه: م 1476، د 2136، س في الكبرى 8936، تحفة: 17965].
"فِي يَوْمِ الْمَرْأَةِ" في نـ: "فِي اليَوْمِ الْمَرْأَةَ". "أَنْ أُنْزِلَتْ" في نـ: "أَنْ نَزَلَتْ". " {تَشَاءُ مِنْهُنَّ} " زاد بعده في نـ: "إِلَى قوله: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} "، وسقط ما بعد ذلك من الآية. "كَانَ ذَاكَ" في نـ:"كَانَ ذَلِكَ".
===
(1)
بإضافة يوم إلى المرأة، أي: يوم نوبتها إذا أراد أن يتوجه إلى الأخرى، "قس"(10/ 592).
(2)
القائلة معاذة، "قس"(10/ 592).
(3)
أي: لعائشة مستفهمة، "قس"(10/ 592).
(4)
عائشة.
(5)
صلى الله عليه وسلم.
(6)
أي: الاستئذان، "قس"(10/ 592).
(7)
بفتح العين وتشديد الموحدة فيهما: أبو معاوية المهلَّبي [فيما وصله ابن مردوية في تفسيره] فقال: "إنه سمع عاصمًا"، "قس"(10/ 592).
8 - بَابُ قَوْلُهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ
(1)
إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ
(2)
وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا
(3)
وَلَا مُسْتَأْنِ
سِينَ
(4)
لِحَدِيثٍ
(5)
إِنَّ ذَلِكُمْ
(6)
كَانَ يُؤْذِي
"قَولُه" سقط في نـ. " {إِلَى طَعَامٍ} " زاد بعده في ذ: "إِلَى قولِه: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} "، وسقط ما بعد ذلك. " {وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ. . .} إلخ" في نـ:" {وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ} إلى قوله: "{إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} ".
===
(1)
قوله: ({إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ}) أي: إلا مصحوبين بالإذن فهي في موضع الحال، أو إلا بسبب الإذن لكم. قوله:" {إِلَى طَعَامٍ} " متعلق بـ {يُؤْذَنَ} لأنه بمعنى: إلا أن تُدْعَوا إلى طعام. " {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} " نصب على الحال، فعند الزمخشري العامل فيه {يُؤْذَنَ} ، وعند غيره مقدر، أي: ادخلو غير ناظرين إدراكه أو وقت نضجه، والمعنى: لا ترقبوا الطعام إذا طبخ حتى إذا قارب الاستواء تعرضتم للدخول فإن هذا مما يكرهه اللَّه ويذمه، قال ابن كثير: وهذا دليل على تحريم التطفيل، وقد صَنَّفَ الخطيب البغدادي كتابًا في ذمّه، "قس"(10/ 593).
(2)
الإناه: الإدراك، أي: وقت الطعام، "ك"(18/ 50).
(3)
أي: تفرقوا ولا تمكثوا، "بيض"(2/ 250).
(4)
قوله: ({وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ}) عطفًا على {غَيْرَ} أو على {نَاظِرِينَ} ، أي: غير طالبين الأنس للحديث، واللام فيه للعلة، أي: لأجل أن يحدث بعضكم بعضًا، وكانوا يجلسون بعد الطعام يتحدثون طويلًا فَنُهُوا عنه، "قس"(10/ 593).
(5)
أي: لحديث بعضكم بعضًا، "بيض"(2/ 251).
(6)
أي: الاستئناس، "قس"(10/ 593).
النَّبِيَّ
(1)
فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ
(2)
وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ
(3)
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا
(4)
فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ
(5)
أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ
(6)
أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ
(7)
وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ
(8)
أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ
(9)
كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب: 53 - 54]
يُقَالُ: {إِنَاهُ
(10)
}: إِدْرَاكُهُ،. . . . . .
===
(1)
لتضييق المنزل عليه وعلى أهله، "قس"(10/ 593).
(2)
أي: من إخراجكم، "قس"(10/ 593).
(3)
يعني أن إخراجكم حق فينبغي أن لا يترك حياء، "بيض"(2/ 251).
(4)
حاجة.
(5)
أي: الذي شرعته لكم من الحجاب، "قس"(10/ 593).
(6)
أي: ما صح لكم، "قس"(10/ 594).
(7)
أي: أن تفعلوا شيئًا يكرهه، "قس"(10/ 594).
(8)
قوله: ({مِنْ بَعْدِهِ}) أي: من بعد وفاته أو فراقه، وخص التي لم يدخل بها؛ لما روي أن أشعث بن قيس تزوج المستعيذة في أيام عمر رضي الله عنه فهمَّ برجمها، فَأُخْبِرَ بأنه صلى الله عليه وسلم فارقها قبل أن يمسَّها فتركها من غير نكير، "بيض"(2/ 251).
(9)
أي: إيذاءه ونكاح نسائه.
(10)
قوله: ({إِنَاهُ}) قال أبو عبيدة: أي: "إدراكه" وبلوغه، أي: إدراك وقت الطعام، من "أنى يأني" من ضرب يضرب، "أناة" بفتح الهمزة والنون من غير همز آخره هاء تأنيث مقصورة، ولابن عساكر بهمزة من غير هاء تانيث، وزاد أبو ذر:"فهو آنٍ"، وفي نسخة بكسر الهمزة مع الفوقية، "قس"(10/ 594)، "ف"(8/ 528)، "خ"(2/ 418 - 419).
أَنَى يَأْنِي
(1)
أَنَاةً. {لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا
(2)
} [الأحزاب: 63]: إِذَا وَصَفْتَ صِفَةَ الْمُؤَنَّثِ قُلْتَ: قَرِيبَةً، وَإِذَا جَعَلْتَهُ ظَرْفًا
(3)
وَبَدَلًا
(4)
، وَلَمْ تُرِدِ الصِّفَةَ نَزَعْتَ الْهَاءَ مِنَ الْمُؤَنَّثِ
(5)
، وَكَذَلِكَ لَفْظُهَا
(6)
فِي الْوَاحِدِ وَالاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ لِلذَّكَرِ وَالأُنْثَى
(7)
.
4790 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
(8)
، عَنْ يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ
(9)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ
"أَناةً" في عسـ، ذ:"إِنَاءً فَهُوَ آنٍ"، وفي نـ:"أَنًى". "عَنْ يَحْيَى" في ذ: "قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى".
===
(1)
بكسر النون، "ف"(8/ 528).
(2)
القياس أن يقول: قريبة، وأجاب المؤلف عنه بأنك "إذا وصفت. . . " إلخ، "قس"(10/ 594).
(3)
أي: اسمًا زمانيًا، "قس"(10/ 594).
(4)
أي: عن الصفة يعني جعلته اسمًا مكان الصفة، "قس"(10/ 594).
(5)
فقلتَ قريبًا، "قس"(10/ 594).
(6)
أي: لفظ الكلمة المذكورة إذا لم ترد الصفة يستوي [في] لفظها "الواحد. . . " إلخ، "قس"(10/ 594).
(7)
أي: بغير هاء وبغير جمع وبغير تثنية. وسقط لغير أبي ذر والنسفي قوله: " {لَعَلَّ السَّاعَةَ. . .} إلخ"، وصوب لأنه ساقه في غير محله لتقديمه على الأحاديث المسوقة في معنى قوله:" {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ. . .} إلخ"، "قس"(10/ 594).
(8)
ابن مسرهد.
(9)
الطويل، "قس"(10/ 595).
الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ
(1)
، فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ
(2)
. [راجع: 402].
===
(1)
أي: الفاسق وهو مقابل البر، "قس"(10/ 595).
(2)
قوله: (فأنزل اللَّه آية الحجاب) هذا طرف من حديث ذكره في "كتاب الصلاة"(برقم: 402)، وفي تفسير "سورة البقرة" (برقم: 4483).
وقد تحصل من جملة الأخبار لعمر من الموافقات خمسة عشر: تسع لفظيات، وأربع معنويات، وثنتان في التوراة:
فأما اللفظيات: فمقام إبراهيم حيث قال لرسول اللَّه: لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت [م: 2399]. والثاني: الحجاب [م: 2399]. والثالث: في أسارى بدر حيث شاوره صلى الله عليه وسلم فيهم فقال: يا رسول اللَّه هؤلاء أئمة الكفر فاضرب أعناقهم، فهوى صلى الله عليه وسلم ما قاله الصديق من إطلاقهم وأخذ الفداء، فنزلت:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} [الأنفال: 67] رواه مسلم (ح: 2399). والرابع: قوله لأمهات المؤمنين: لتكففن عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو لَيُبدِّلَنَّه اللَّه أزواجًا خيرًا منكن، فنزلت، أخرجه أبو حاتم وغيره. والخامس: قوله لما اعتزل عليه السلام نساءه في المشربة: يا رسول اللَّه، إن كنتَ طلقتَ نساءكَ فاللَّه عز وجل معك وجبريل وأنا وأبو بكر والمؤمنون، فأنزل اللَّه:{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} [التحريم: 4]. والسادس: أخذُه بثوب النبي صلى الله عليه وسلم لما قام يصلي على عبد اللَّه بن أبيّ ومنعُه من الصلاة عليه، فأنزل اللَّه:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84]، أخرجاه [خ: 1269، م: 2400]. والسابع: لما نزل {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً. . .} [التوبة: 80] قال عليه السلام: "فلأزيدن على السبعين"، فأخذ في الاستغفار لهم، فقال عمر: يا رسول اللَّه واللَّه لا يُغْفَرُ لهم أبدًا، استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم، فنزلت:{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [المنافقون: 6] أخرجه في "الفضائل". والثامن: لما نزلت: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ
. . . . . . . . . . . .
===
طِينٍ} إلى قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: 12 - 14] قال عمر: فتبارك اللَّه أحسن الخالقين، فنزلت، رواه الواحدي في "أسباب النزول" (ص: 313)، وفي رواية: فقال صلى الله عليه وسلم: تزيد في القرآن يا عمر؟ فنزل جبريل بها وقال: إنها تمام الآية، أخرجه السجاوندي في تفسيره. والتاسع: لما استشاره عليه السلام في عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فقال عمر: يا رسول اللَّه من زَوَّجَكها؟ قال: اللَّه تعالى، قال: أفتظن أن ربك دلّس عليك فيها، سبحانك هذا بهتان عظيم، فأنزلها اللَّه تعالى، ذكره صاحب "الرياض".
وأما المعنويات: فروى ابن السمان في "الموافقة": أن عمر قال لليهود: أنشدكم باللَّه هل تجدون وصف محمد صلى الله عليه وسلم في كتابكم؟ قالوا: نعم، قال: فما يمنعكم من اتباعه؟ قالوا: إن اللَّه لم يبعث رسولًا إلا كان له من الملائكة كفيل، وإن جبريل هو الذي يكفل محمدًا وهو عدوّنا من الملائكة، وميكائيل سَلْمنا، فلو كان هو الذي يأتيه لاتبعناه، قال عمر: فإني أشهد أنه ما كان ميكائيل ليعادي سَلْمَ جبرئيل، وما كان جبرئيل ليسالم عدوَّ ميكائيل، فنزل:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} إلى قوله: {عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]. والثاني: أن عمر كان حريصًا على تحريم الخمر وكان يقول: اللهم بَيِّنْ لنا في الخمر فإنها تذهب المال والعقل، فنزل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [البقرة: 219]، فتلاها عليه السلام، فقال: اللهم بَيِّن لنا بيانًا شافيًا، فنزل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] فتلاها عليه السلام؛ فقال عمر: اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة: 90]، فتلاها عليه السلام؛ فقال عمر عند ذلك: انتهينا يا رب، انتهينا. وذكر الواحدي أنها نزلت في عمر ومعاذ ونفر من الأنصار. والثالث: ما روى ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم أرسل
4791 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ".
===
غلامًا من الأنصار إلى عمر بن الخطاب وقت الظهيرة ليدعوه، فدخل فرأى عمر على حالة كره عمر رؤيته عليها، فقال: يا رسول اللَّه وَدِدت لو أن اللَّه أمرنا ونهانا في حال الاستئذان، فنزلت:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النور: 58]، رواه أبو الفرج وصاحب "الفضائل"، وقال بعد قوله: فدخل عليه: وكان نائمًا وقد انكشف بعض جسده فقال: اللهم حَرِّم الدخولَ علينا في وقت نومنا، فنزلت. والرابع: لما نزل قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 13 - 14] بكى عمر وقال: يا رسول اللَّه: {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} ، آمَنّا برسول اللَّه وصدقناه ومن ينجو منا قليل!! فنزل:{ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 39 - 40] فدعاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال: قد أنزل اللَّه فيما قلت.
وأما موافقته لما في "التوراة": فعن طارق بن شهاب: جاء يهودي إلى عمر فقال: أرأيت قوله تعالى: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133] فأين النار؟ فقال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه، فلم يكن عندهم منها شيء؛ فقال عمر: أرأيت النهار إذا جاء أليس يملأ السماوات والأرض؟ قال: بلى. قال: فأين الليل؟ قال: حيث شاء اللَّه عز وجل [قال عمر: فالنار حيث شاء اللَّه عز وجل]، قال اليهودي: والذي نفسك بيده يا أمير المؤمنين إنها لفي كتاب اللَّه المنزل كما قلت. أخرجه الخلعي وابن السمان في "الموافقة". والثاني: أن كعب الأحبار قال يومًا عند عمر: ويل لملك الأرض من ملك السماء، فقال عمر: إلا من حاسب نفسه، فقال كعب: والذي نفس عمر بيده إنها لتابعتها في كتاب اللَّه عز وجل، فخر عمر
سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي
(1)
يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ
(2)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ
(3)
دَعَا الْقَوْمَ، فَطَعِمُوا ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ
(4)
، وَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ
(5)
فَلَمْ يَقُومُوا
(6)
، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ
(7)
، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ، وَقَعَدَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيَدْخُلَ فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا
(8)
، فَانْطَلَقْتُ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ فَأَلْقَى الْحِجَابَ
(9)
بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} [الأحزاب: 53]. [أطرافه: 4792، 4793، 4794، 5154، 5163، 5166، 5168، 5170، 5171، 5466، 6238، 6239، 6271، 7421، أخرجه: م 1428، س في الكبرى 11420، تحفة: 1651].
"زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ" في ذ: "زَيْنَبَ بِنتَ جَحْشٍ". "دَعَا الْقَوْمَ" في نـ: "فَدَعَا الْقَوْمَ". "وَإِذَا هُوَ" في نـ: "فَإِذَا هُوَ"، وفي نـ:"وَإِذَا أَهْوَى".
===
ساجدًا للَّه. انتهى ملخصًا، كذا في "القسطلاني"(10/ 595 - 597).
(1)
سليمان بن طرخان، "قس"(10/ 597).
(2)
مجلز كمنبر، لاحق بن حميد، "قس"(10/ 597).
(3)
سنة ثلاث أو خمس أو غير ذلك، "قس"(10/ 597).
(4)
فأطالوا الجلوس، "قس"(10/ 597).
(5)
ليفطنوا لمراده فيقوموا لقيامه، "قس"(10/ 597).
(6)
وكان عليه السلام يستحيي أن يقول لهم: قوموا، "قس"(10/ 597).
(7)
لكي يقوموا ويخرجوا، "قس"(10/ 597).
(8)
فخرجوا، "قس"(10/ 597).
(9)
أي: الستر، "قس"(10/ 597).
4792 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
(2)
، عَنْ أَيُّوبَ
(3)
، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
(4)
قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذِهِ الآيَةِ آيَةِ الْحِجَابِ
(5)
، لَمَّا أُهْدِيَتْ
(6)
زَيْنَبُ
(7)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ، صَنَعَ طَعَامًا، وَدَعَا الْقَوْمَ، فَقَعَدُوا يَتَحَدَّثُونَ
(8)
، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يخْرُجُ
(9)
، ثُمَّ يَرْجِعُ
(10)
، وَهُمْ قُعُودٌ يَتَحَدَّثُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ
(11)
} إِلَى قَوْلِهِ: {مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53]، فَضُرِبَ الْحِجَابُ، وَقَامَ الْقَوْمُ. [راجع: 4791، تحفة: 955].
"أُهْدِيَتْ" في نـ: "هُدِيَتْ". "زَيْنَبُ" في نـ: "زَيْنَبُ بنتُ جَحْشٍ". "إِلَى النَّبِيِّ" كذا في ذ، ولغيره:"إِلَى رَسولِ اللَّهِ". "فَجَعَلَ" في نـ: "وَجَعَلَ".
===
(1)
قاضي مكة، "قس"(10/ 598).
(2)
اسم جده درهم، "قس"(10/ 598).
(3)
السختياني، "قس"(10/ 598).
(4)
عبد اللَّه الجرمي، "قس"(10/ 598).
(5)
بدل.
(6)
أي: لَمَّا زَيَّنَتْها الماشطةُ وبَعَثَتْها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال الصغاني: صوابه: "هديت" بدون الألف لكن النسخ بالألف، "ك"(18/ 51 - 52).
(7)
أي: وزفَّتْ، "قس"(10/ 598).
(8)
أي: بعد أن أكلوا، "قس"(10/ 598).
(9)
لكي يخرجوا، "قس"(10/ 598).
(10)
لبيت زينب، "قس"(10/ 598).
(11)
أي: وقت الطعام، "خ".
4793 -
حَدَّثنَا أَبُو مَعْمَرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بُنِيَ
(3)
(4)
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ، فَأُرْسِلْتُ عَلَى الطعَامِ دَاعِيًا، فَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَدَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُو، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ، قَالَ: ارْفَعُوا طَعَامَكُمْ، وَبَقِيَ ثَلَاثَةُ
(5)
رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(6)
فَانْطَلَقَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ". فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ
(7)
"ابْنَةِ جَحْشٍ" في ذ: "بِنتِ جَحْشٍ". "أَدْعُوهُ" في قتـ، ذ:"أَدْعُو". "قَالَ: ارْفَعُوا" في عسـ: "فَقَالَ: ارْفَعُوا". "ارْفَعُوا" في صـ، ذ:"فَارْفَعُوا". "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ" في نـ: "السَّلَامُ عَلَيْكِ". "وَعَلَيْكَ" في ذ: "وَعَلَيْكَ السَّلامُ".
===
(1)
عبد اللَّه بن عمرو المقعد، "قس"(10/ 599).
(2)
ابن سعيد التنوري، "قس"(10/ 599)، "تق" (ص: 632).
(3)
من البناء وهو الدخول بالزوجة، "خ".
(4)
قوله: (بُني على النبي صلى الله عليه وسلم) بضم الموحدة وكسر النون أي: دخل، والأصل فيه أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة ليدخل بها فيها (10/ 599)، "قس"، "مجمع"(1/ 226)، "خ" (2/ 419). قوله:"فَأُرْسِلْتُ" بضم الهمزة وكسر السين وسكون اللام مبنيًا للمفعول، أي: أرسلني النبي صلى الله عليه وسلم "على الطعام" حال كوني "داعيًا" القومَ للأكل منه، "قس"(10/ 599).
(5)
لم يُسموا، "قس"(10/ 599).
(6)
ليخرجوا، "قس"(10/ 599).
(7)
تريد زينب، "قس"(10/ 599).
بَارَكَ اللَّهُ لَكَ؟ فَتَقَرَّى
(1)
حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ، يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا ثَلَاثَةُ رَهْطٍ فِي الْبَيْتِ يَتَحَدَّثُونَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَدِيدَ الْحَيَاءِ، فَخَرَجَ مُنْطَلِقًا نَحْوَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ
(2)
، فَمَا أَدْرِي أَخْبَرْتُهُ أَوْ
(3)
أُخْبِرَ أَنَّ الْقَوْمَ خَرَجُوا، فَرَجَعَ
(4)
حَتَّى إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ
(5)
فِي أُسْكُفَّةِ الْبَابِ
(6)
دَاخِلَةً وَأُخْرَى خَارِجَةً أَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ. [راجع: 4791، أخرجه: سي 271، تحفة: 1046].
"وَيَقُلْنَ" في ذ: "فَيَقُلْنَ"."فَإِذَا ثَلَاثَةُ رَهْطٍ" في نـ: "فَإِذَا رَهْطُ ثَلَاثَةٍ". "أنَّ الْقَومَ خَرَجُوا" في نـ: "أَنَّ الْقَومَ قَدْ خَرَجُوا". "دَاخِلَةً" في نـ: "دَاخِلَهُ" بهاء الضمير. "وَأُخْرَى خَارِجَةً" في ذ: "وَالأُخْرَى خَارِجَهُ".
===
(1)
قوله: (فتقرّى) بفتح الفوقية والقاف والراء المشددة مقصورًا من غير همز بصيغة الماضي من التفعل، أي: تتبع "حجر نسائه كلِّهن" بالجر تأكيد نسائه، "قس"(10/ 599)، "ك"(18/ 52).
(2)
ففطنوا لمراده فخرجوا، "قس"(10/ 599).
(3)
الشك من أنس، "قس"(10/ 599).
(4)
صلى الله عليه وسلم.
(5)
الشريفة.
(6)
قوله: (أسكفّة الباب) بضم الهمزة وسكون المهملة وضم الكاف وتشديد الفاء المفتوحة: العتبة التي يوطأ عليها، "قس"(10/ 599). قال الكرماني (18/ 52، 53): فإن قلت: الحديث الثاني من هذه الأحاديث يدل على أن نزول الآية قبل قيام القوم، والأول ونحوه أنه بعده. قلت: هو مأول بأنه حال، أي: أنزل اللَّه وقد قام القوم، انتهى، وكذا في "الخير الجاري"(2/ 419).
4794 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ
(1)
قالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ
(2)
السَّهْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ
(3)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حينَ بَنَى بِزَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ فَأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا، ثُمَّ خَرَجَ
(4)
إِلَى حُجَرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ صَبِيحَةَ بِنَائِهِ
(5)
، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ، وَيَدْعُو لَهُنَّ، وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، وَيَدْعُونَ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ رَأَى رَجُلَيْنِ جَرَى بِهِمَا الْحَدِيثُ
(6)
، فَلَمَّا رَآهُمَا رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ،
"ابْنُ مَنْصُورٍ" سقط في نـ. "ابْنَةِ جَحْشٍ" في ذ: "بنتِ جَحْشٍ". "فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ، وَيَدْعُو لَهُنَّ، وُيسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، وَيَدْعُونَ لَهُ" في ذ: "فَيُسَلَمُ عَلَيْهِنَّ، وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، وَيَدْعُو لَهُنَّ، وَيَدْعُونَ لَهُ". "رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ" في نـ: "رَجَعَ النَّبِيُّ عَنْ بَيْتِهِ".
===
(1)
المروزي، "قس"(10/ 600).
(2)
بفتح الموحدة وسكون الكاف الباهلي البصري، "قس"(10/ 600).
(3)
الطويل، "قس"(10/ 600).
(4)
صلى الله عليه وسلم، والقوم جالسون يتحدثون بعد أن أكلوا، "قس"(10/ 600).
(5)
أي: صباحًا بعد ليلة الزفاف، "قس"(10/ 600).
(6)
قوله: (جرى بهما الحديث) قال الكرماني (18/ 53): فإن قلت: ههنا قال: "رجلين"، وفي السابق أنه قعد ثلاثة نفر؟ قلت: مفهوم العدد لا اعتبار له، أو المحادثة كانت بينهما والثالث ساكت، انتهى. وقال في "الفتح" (8/ 530): كأن أحد الثلاثة فطن لمراد الرسول صلى الله عليه وسلم فخرج وبقي الاثنان، كذا في "القسطلاني"(10/ 600).
فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَانِ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ وَثَبَا
(1)
مُسْرِعَيْنِ، فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا أَمْ أُخْبِرَ، فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَاب. وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ
(2)
: أَخْبَرَنَا يَحْيَى
(3)
، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ
(4)
، سَمِعَ
(5)
أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. [راجع: 4791، تحفة: 702].
4795 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى
(6)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
(7)
، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ
(8)
،. . . . . . . . .
"وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ" في ذ: "وَقَالَ إِبْرَاهِيمْ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ". "حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ". "سَمِعَ أَنَسًا" في نـ: "سَمِعَ أَنَسَ بنَ مالكٍ" مصحح عليه. "حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى".
===
(1)
لأنهما فهما مراده.
(2)
قوله: (وقال ابن أبي مريم) هو سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري، ولأبي ذر:"إبراهيم بن أبي مريم" وهو غلط فاحش، كذا في "القسطلاني"(10/ 600).
(3)
ابن أيوب الغافقي المصري، "قس"(10/ 600).
(4)
الطويل.
(5)
مراده بذلك أن عنعنة حميد في هذا الحديث غير مؤثرة؛ لأنه ورد عنه التصريحُ بالسماع لهذا الحديث منه، "ف"(8/ 531).
(6)
ابن صالح البلخي، "قس"(10/ 601).
(7)
حماد بن أسامة، "قس"(10/ 601).
(8)
عروة بن الزبير، "قس"(10/ 601).
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَتْ سَوْدَةُ
(1)
بَعْدَ مَا ضُرِبَ الْحِجَابُ لِحَاجَتِهَا
(2)
، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَسِيمَةً لَا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب فَقَالَ: يَا سَوْدَةُ، أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَانْظُرِي كَيفَ تَخْرُجِينَ
(3)
، قَالَتْ: فَانْكَفَأَتْ
(4)
رَاجِعَةً، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى
(5)
، وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ، فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي، فَقَالَ لِي عُمَرُ كَذَا وَكَذَا. قَالَتْ
(6)
:
"أَمَا وَاللَّهِ" في ذ: "أَمَ وَاللَّهِ". "وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى" في ذ: "فَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى".
===
(1)
بنت زمعة أم المؤمنين، "قس"(10/ 601).
(2)
قوله: (بعد ما ضُرِبَ الحجابُ لحاجتها) كالبراز ونحوه كما سيجيء. قال الكرماني (18/ 54): فإن قلت: قال ههنا: أنه كان بعد ما ضُرِبَ الحجاب، وقال في "كتاب الوضوء" [في] "باب خروج النساء إلى البراز" (برقم: 146): [إنه] قبل نزول آية الحجاب؟ قلت: لعله وقع مرتين. قال الحافظ ابن حجر (8/ 531) عقب جواب الكرماني: قلت: بل المراد بالحجاب الأول غير الحجاب الثاني، وذكره العيني (13/ 247) وأقره. قال في "الخير الجاري" (2/ 419): ولا يخفى أن منع النساء عن الخروج للحوائج أمر مغاير للمنع عن دخول الأجنبي في البيت.
(3)
ولعله قصد المبالغة في احتجاب أمهات المؤمنين بحيث لا يبدين أشخاصهن أصلًا ولو كن مستترات، "قس"(10/ 601).
(4)
بالهمزة أي: انقلبت، "قس"(10/ 601)، "ك"(18/ 54).
(5)
أي: يأكل العشاء.
(6)
عائشة، "قس"(10/ 601).
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ
(1)
وَإِنَّ الْعَرْقَ
(2)
فِي يَدِهِ مَا وَضَعَهُ
(3)
، فَقَالَ: "إِنَّهُ
(4)
قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ"
(5)
. [راجع: 146، أخرجه: م 2170، تحفة: 16805].
9 - بَابُ قَوْلُهُ: {إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا
(6)
"فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ" في ذ: "فَأُوْحِيَ إِلَيهِ". "بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "قَوْلُهُ" سقط في نـ.
===
(1)
ما كان فيه من الشدة بسبب نزول الوحي، "قس"(10/ 601).
(2)
بفتح المهملة وسكون الراء: العظم الذي عليه اللحم، "قس"(10/ 601).
(3)
الجملة حالية، "قس"(10/ 601).
(4)
الشأن، "قس"(10/ 601).
(5)
قوله: (أن تخرجن لحاجتكن) دفعًا للمشقة ورفعًا للحرج. وفيه تنبيه على أن المراد بالحجاب التستر حتى لا يبدو من جسدهن شيء لا حجب أشخاصهن في البيوت، والمراد بالحاجة البراز كما وقع في "الوضوء" [(برقم: 146)]. والمطابقة للترجمة في قوله: "بعد ما ضُرِبَ الحجاب"، "قس"(10/ 601 - 602).
(6)
قوله: ({إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا}) أي: إن تظهروا شيئًا من تزوُّجِ أمهات المؤمنين على ألسنتكم، الخطاب لمن أراد نكاح عائشة بعده صلى الله عليه وسلم، كذا في "القسطلاني"(10/ 602).
قال البغوي (3/ 541): قال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إن قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم لأنكحنَّ عائشة، فأخبر اللَّه تعالى أن ذلك محرم، انتهى.
قوله: " {لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ} " لَمَّا نزلت آية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب: أَوَ نحن أيضًا نكلمهن من وراء الحجاب؟ فأنزل اللَّه تعالى:
أَوْ تُخْفُوهُ
(1)
فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا * لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} [الأحزاب: 54 - 55]
4796 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ
(3)
أَفْلَحُ
"{لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ. . .} إلخ" في ذ بدله: "إِلَى قولِه: {شَهِيدًا} ". " {وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ} إلخ" في نـ بدله: "إِلَى قوَلِه: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} ". "حَدَّثَنِي" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنِي".
===
{لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ. . .} إلخ، أي: لا إثم " {فِي} " أن لا يحتجبن من " {آبَائِهِنَّ} " إلى قوله: " {وَلَا نِسَائِهِنَّ} "، يعني النساء المؤمنات لا الكتابيات، " {وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} " من العبيد والإماء، وقال سعيد بن المسيب مما رواه ابن أبي حاتم: إنما يعني به الإماء فقط. وإنما لم يذكر العم والخال لأنهما بمنزلة الوالدين، ولذلك سمي العم أبًا في قوله:{وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} [البقرة: 133]. قوله: " {وَاتَّقِينَ اللَّهَ} " عطف على محذوف، أي: امتَثِلْنَ ما أُمِرْتُنَّ واتقين اللَّه أن يراكن غيرُ هؤلاء، "قس"(10/ 602).
(1)
أي: في صدوركم.
(2)
الحكم بن نافع، "قس"(10/ 603).
(3)
أي: طلب الإذن في الدخول عليّ، "قس"(10/ 603).
أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ
(1)
، فَقُلْتُ: لَا آذَنُ
(2)
لَهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ فِيهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ أَخَاهُ أَبَا الْقُعَيْسِ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ اسْتَأْذَنَ
(3)
، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام: "وَمَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَأْذَنِينَ عَمَّكِ
(4)
؟ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ. فَقَالَ: "ائْذَنِي لَهُ فَإِنَّهُ عَمُّكِ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ
(5)
".
"لَا آذَنُ" في نـ: "وَاللَّهِ لَا آذَنُ". "فَقُلْتُ لَهُ" لفظ "له" سقط في نـ. "أَنْ آذَنَ" في ذ: "أَنْ آذَنَ لَهُ". "فَقَالَ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام" في نـ: "فَقَالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". "مَا يَمْنَعُكِ" في نـ: "مَا مَنَعَكِ". "أَنْ تَأْذَنِينَ" في صـ، ذ:"أَنْ تَأْذَنِي" - قال الكرماني (18/ 54) والقسطلاني (10/ 603): وفي بعضها: "أن تأذنين" بالرفع بثبوت النون كقراءة: {أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} بالرفع شاذة-. "عَمَّكِ" في نـ: "لِعَمِّكِ". "فَقَالَ: ائْذَنِي" في نـ: "قَالَ: ائْذَنِي".
===
(1)
آخر سنة خمس، "قس"(10/ 603).
(2)
بالمد.
(3)
في الدخول عليّ، "قس"(10/ 603).
(4)
بالنصب على المفعولية أو بالرفع أي: هو عمك، "قس"(10/ 603).
(5)
كلمة تقولها العرب ولا يريدون حقيقتها، "قس"(10/ 604).
قَالَ عُرْوَةُ
(1)
: فَلِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: حَرِّمُوا مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا تُحَرِّمُونَ مِنَ النَّسَبِ
(2)
. [راجع: 2644، تحفة: 16481].
10 - بَابُ قَوْلُهُ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ
(3)
يُصَلُّونَ
(4)
عَلَى النَّبِيِّ
"مَا تُحَرِّمُونَ" في ذ: "مَا تُحَرِّمُوا". "بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "قَوله" سقط في نـ. " {عَلَى النَّبِيِّ} " وقع بعده في ذ:"الآية" وسقط ما بعدها.
===
(1)
ابن الزبير بالسند المذكور، "قس"(10/ 604).
(2)
قوله: (حَرِّموا من الرضاعة ما تحرِّمون من النسب) بالنون، ولأبي ذر:"ما تحرموا"، بحذفها من غير ناصب، وهو لغة فصيحة كعكسه، وقد اجتمع في هذا الحديث الأمران، وقال في "فتح الباري": ومطابقة الآيتين للترجمة من قوله: {لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ} لأن ذلك من جملة الآيتين. وقوله في الحديث: "ائذني له فإنه عمك" مع قوله في الحديث الآخر: "العم صنو الأب"، وبهذا يدفع اعتراض من زعم أنه ليس في الحديث مطابقة الترجمة أصلًا، وكأن البخاري رمز بإيراد هذا الحديث إلى الرد على من كره للمرأة أن تضع خمارها عند عمها أو خالها، كما سبق عن عكرمة والشعبي، وهذا من دقائق ما ترجم به البخاري، وهذا الحديث قد سبق في "الشهادات"، "قس"(10/ 604)، (أي: برقم: 2644).
(3)
قوله: ({إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}) اختُلِفَ هل {يُصَلُّونَ} خبر عن {اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ} أو عن " {الْمَلَائِكَةِ} " فقط، وخبر {اللَّهَ} محذوف لتغاير الصلاتين -أي: لأن الصلاة من اللَّه الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار-، إلا أن فيه بحثًا، وذلك أنهم نصوا على أنه إذا اختلف مدلول الخبرين فلا يجوز حذف أحدهما وإن كانا بلفظ واحد، فلا تقول: زيد ضارب وعمرو، يعني عمرو ضارب أي: مسافر. وعبّر بصيغة المضارع ليدل على الدوام والاستمرار، كذا في "القسطلاني"(10/ 604).
(4)
أي: يعتنون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه، "بيض"(2/ 251).
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
(1)
} [الأحزاب: 56]
قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ
(2)
: صَلَاةُ اللَّهِ: ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ، وَصَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ: الدُّعَاءُ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(3)
: {يُصَلُّونَ} : يُبَرِّكُونَ. . . . . . .
"قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ".
===
(1)
قوله: ({صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}) أكّد السلامَ بالمصدر. واستشكل بأن الصلاة آكد منه فكيف أَكَّده بالمصدر دونها؟ وأجيب بأنها موكدة بـ "إنّ"، وبإعلامه تعالى أنه يصلي عليه وملائكته، ولا كذلك السلام؛ إذ ليس ثم ما يقوم [مقامه]، أو أنه لما وقع تقديمها عليه لفظًا -وللتقديم مزية في الاهتمام- حَسُنَ تأكيدُ السلام لئلا يتوهم قلة الاهتمام به لتأخيره، كذا في "القسطلاني"(10/ 604، 605). قال علي القاري: اعلم أن العلماء اختلفوا في أن الأمر في قوله تعالى: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} هل هو للندب أو للوجوب؟ ثم هل الصلاة عليه فرض عين أو فرض كفاية؟ ثم هل يتكرر كلما سمع ذكره أم لا؟ وإن تكرر هل يتداخل في المجلس أم لا؟ ذهب الشافعي إلى أنها في القعدة الأخيرة فرض، والجمهور على أنها سنة، وبسط هذا البحث في "القول البديع في الصلاة على الشفيع" للسخاوي، والمعتبر عندنا الوجوب والتداخل، انتهى كلام القاري في "المرقاة"(3/ 5).
(2)
هو رُفَيع بن مهران الرِّياحي مولاهم البصري، أحد أئمة التابعين، أدرك الجاهلية، ودخل على أبي بكر، "قس"(10/ 605).
(3)
قوله: (قال ابن عباس: {يُصَلُّونَ} أي: "يُبَرِّكون" بتشديد الراء المكسورة، أي: يدعون له بالبركة، أخرجه الطبري، "قس" (10/ 606)، ونقل الترمذي عن الثوري وغير واحد من أهل العلم قالوا: صلاة الربِّ: الرحمةُ، والملائكةِ: الاستغفارُ، "قس"(10/ 606).
{لَنُغْرِيَنَّكَ
(1)
} [الأحزاب: 60] لَنُسَلِّطَنَّكَ.
4797 -
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ
(4)
، عَنِ الْحَكَمِ
(5)
، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى
(6)
، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ
(7)
، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
(8)
وَآلِ مُحَمَّدٍ،
"حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى" في ذ: "حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ". "حَدَّثَنِي أَبِي" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبِي". "فَكَيْفَ الصَّلَاةُ" في ذ: "فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عليكَ". "وَآلِ مُحَمَّدٍ" في نـ: "وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ" وكذا في الموضع الآتي.
===
(1)
قوله: ({لَنُغْرِيَنَّكَ}) في قوله تعالى: {وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ} أي: "لنسلطنك" عليهم بالقتال والإخراج، قاله ابن عباس فيما وصله الطبري، "قس"(10/ 606).
(2)
أبو عثمان الأموي البغدادي، "قس"(10/ 606).
(3)
يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد، "قس"(10/ 606).
(4)
كمنبر، ابن كدام، "قس"(10/ 606).
(5)
ابن عتيبة.
(6)
عبد الرحمن، "قس"(10/ 606).
(7)
بما علَّمتناه في التحيات، "قس"(10/ 607).
(8)
قوله: (قولوا: اللهم صلِّ على محمد) والأمر للوجوب، وقال:"قولوا" ولم يقل: قل، لكي يقع الأمر للكل وإن كان السائلُ البعضَ، كذا في "قس" (10/ 607). قال في "الهداية" (1/ 53): والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خارج الصلاة واجبة إما مرة واحدة كما قاله الكرخي، أو كلما ذُكر عليه الصلاة كما اختاره الطحاوي، انتهى.
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ
(1)
مَجِيدٌ
(2)
، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
(3)
، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". [راجع: 3370].
4798 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ
(4)
، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّاب، عَنْ أَبِي سعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا التَّسْلِيمُ
(7)
فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.
وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ
(8)
، عَنِ اللَّيْثِ: "عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ،
"حَدَّثَنَا اللَّيْثُ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ". "وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ" في نـ: "وَآلِ مُحَمَّدٍ". "وَقَالَ أَبُو صَالِح" في نـ: "قَالَ أَبُو صَالِحٍ".
===
(1)
فعيل من الحمد بمعنى المحمود، "قس"(10/ 607).
(2)
مبالغة بمعنى ماجد من المجد، وهو الشرف، "قس"(10/ 607).
(3)
لم يقل في الموضعين: على إبراهيم، بل قال على آل إبراهيم، "قس"(10/ 607).
(4)
التنيسي، "قس"(10/ 607).
(5)
ابن سعد الإمام.
(6)
عبد اللَّه بن أسامة الليثي، "قس"(10/ 607).
(7)
أي: قد عرفناه.
(8)
عبد اللَّه كاتب الليث، "قس"(10/ 670).
كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
(1)
". [طرفه: 6358، أخرجه: س 1293، ق 903، تحفة: 4093].
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ
(2)
، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ
(3)
وَالدَّرَاوَرْدِيُّ
(4)
، عَنْ يَزِيدَ
(5)
، وَقَالَ: "كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ
(6)
، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ". [تحفة: 4093].
"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ". "حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ". "وَآلِ مُحَمَّدٍ" في نـ: "وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ".
===
(1)
يعني: أن عبد اللَّه بن يوسف لم يذكر آل إبراهيم عن الليث وذكرها أبو صالح عنه في الحديث المذكور، "قس"(10/ 608).
(2)
ابن محمد بن مصعب، "قس"(10/ 608).
(3)
بالحاء المهملة، عبد العزيز، "قس"(10/ 608).
(4)
عبد العزيز بن محمد، "قس"(10/ 608).
(5)
هو ابن الهاد، "قس"(10/ 608).
(6)
قوله: (كما صليت على إبراهيم) أي: كما تَقَدَّمَتْ منك الصلاةُ على إبراهيم فنسأل منك الصلاة على محمد بطريق الأولى؛ لأن الذي يثبت للفاضل يثبت للأفضل بطريق الأولى، كذا في "قس" (10/ 608). قال في "الخير الجاري" (2/ 419): التشبيه فيه ليس من باب إلحاق الناقص بالكامل، بل من باب بيان حال ما لا يُعْرَفُ بما يُعْرَفُ، وقيل: كان ذلك قبل علمه صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل من إبراهيم عليه السلام، وقيل: التشبيه للمجموع بالمجموع، ولا شك أن آل إبراهيم أفضل من آل محمد عليهما الصلاة والسلام؛ لأن في آل إبراهيم الأنبياء عليهم السلام ومنهم نبينا صلى الله عليه وسلم، كذا في "العيني" (13/ 250). قال في "الدر" (2/ 224): وخص إبراهيم لسلامه علينا، أو لأنه سمانا المسلمين، أو لأن المطلوب صلاة يتخذه بها خليلًا،
11 - {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} [الأحزاب: 69]
4799
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ
(3)
، عَنِ الْحَسَنِ
(4)
وَمُحَمَّدٍ
(5)
وَخِلَاسٍ
(6)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مُوسَى
(7)
كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا
(8)
(9)
،
"{لَا تَكُونُوا} " زاد قبله في ذ: "بَابُ قَوْلُهُ"، وفي نـ:"بابُ قَوْلِهِ". "أَخبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ" في ذ: "حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ".
===
وعلى الأخير فالتشبيه ظاهر أو راجع و"آل محمد"، أو المشبه به قد يكون أدنى مِثل:{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ} [النور: 35]، انتهى.
(1)
ابن راهويه.
(2)
البصري، "قس"(10/ 609).
(3)
هو ابن أبي جميلة، "قس"(10/ 609).
(4)
البصري، "قس"(10/ 609).
(5)
ابن سيرين.
(6)
قوله: (خلاس) هو ابن عمرو، الثلاثة عن أبي هريرة، وسبق في "أحاديث الأنبياء" (برقم: 3404): أن الحسن وخلاسًا لم يسمعا من أبي هريرة، "قسطلاني"(10/ 610).
(7)
ذكره هنا مختصرًا جدًا، وذكره في "أحاديث الأنبياء" (برقم: 3404)، "قس"(10/ 610).
(8)
قوله: (كان رجلا حييًّا) أي: كثير الحياء وكان لا يغتسل عريانًا فاتهموه بأنه منتفخ الخصية وآذوه فَبَرَّأَه اللَّه منه حيث أخذ الحجر ثوبه وذهب به إلى ملإٍ من بني إسرائيل واتبعه موسى عريانًا فرأوه لا عيب فيه، "ك"(18/ 57).
(9)
فعيل من الحياء.
وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى
(1)
: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا
(2)
} ". [راجع: 278، أخرجه: ت 3221، تحفة: 12242، 14480، 12302].
34 - سَبَأ
(3)
يُقَالُ: {مُعَاجِزِينَ
(4)
} [سبأ: 5، 38] مُسَابِقِينَ. {بِمُعْجِزِينَ}
"تَعَالَى" سقط في نـ. " {آذَوْا مُوسَى} " وقع بعده في نـ: "الآية"، وسقط ما بعد ذلك. "سَبأ" في ذ:"سُورَةُ سَبَأ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
===
(1)
محذِّرًا أهل المدينة أن يؤذو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما آذى بنو إسرائيل موسى، "قس"(10/ 610).
(2)
أي: كريمًا ذا جاه.
(3)
قوله: (سبأ) مكية، وقيل: إلا {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} الآية، وآيها خمس وخمسون، "قس"(11/ 3).
(4)
قوله: ({مُعَاجِزِينَ}) أي: في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} أي: "مسابقين" كي يفوتوننا، قاله أبو عبيدة، وقوله في "العنكبوت":{وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} " أي: "بفائتين"، وقوله: "{مُعَاجِزِينَ} " بالألف أي: "مغالبين" كذا وقع لأبي ذر، وسقط لغيره. قوله: "معاجِزِيَّ" بالألف وسقوط النون مشدد التحتية أي: "مسابِقِيَّ" كذا لأبوي ذر والوقت وابن عساكر، وسقط لكريمة والأصيلي. وقوله: "{سَبَقُوا} " في قوله تعالى في "الأنفال": {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا} أي: "فاتو". {إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ} " أي: "لا يفوتون"، قاله أبو عبيدة في "المجاز". وقوله:" {يَسْبِقُونَا} " في قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا} أي: "يعجزونا" بسكون العين. وقوله: " {بِمُعْجِزِينَ} " بالقصر وهي قراءة أبي عمرو
[الأنعام: 134]: بِفَائِتِينَ. {مُعَاجِزِينَ} [سبأ: 38]: مُغَالِبِينَ
(1)
{سَبَقُوا} [الأنفال: 59]: فَاتُوا. {لَا يُعْجِزُونَ} [الأنفال: 59]: لَا يَفُوتُونَ. {يَسْبِقُونَا} [العنكبوت: 4]: يُعْجِزُونَا. قَوْلُهُ: {بِمُعْجِزِينَ
(2)
}: بِفَائِتِينَ، وَمَعْنَى {مُعَاجِزِينَ}: مُغَالِبِينَ، يُرِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ يُظْهِرَ عَجْزَ صَاحِبِهِ. {مِعْشَارَ
(3)
} [سبأ: 45]: عُشْرٌ. {الْأُكُلِ} : الثَّمَرُ.
"{مُعَاجِزِينَ}: مُغَالِبِينَ" كذا في صـ، مه، وفي قتـ، عسـ، ذ:"مُعَاجِزِيَّ: مُسَابِقِيَّ". "قَوْلُهُ" في ذ: "وَقَوْلُهُ". "عُشْرٌ" في نـ: "عُشْرَة". "الأُكُلُ: الثَّمَرُ" في نـ: "الأُكُلُ يُقَالُ: الثَّمَرُ".
===
وابن كثير "بفائتين. ومعنى {مُعَاجِزِينَ} بالألف "مغالبين" كذا وقع مكررًا، وسقط لغير أبي ذر، "يريد كل واحد منهما أن يظهر عجز صاحبه" يريد أنه من باب المفاعلة بين اثنين.
(1)
يريد الاتضاح لذلك التفسير والإشارة إلى أن السابقة ما تكون بطريق المبالغة، "خ".
(2)
التكرار للتأكيد.
(3)
قوله: ({مِعْشَارَ}) في قوله تعالى: {وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ} معناه "عُشْر" مفعال من لفظ العشرة كالمرباع، ولا ثالث لهما من ألفاظ العدد فلا يقال: مِخْماس ولا مِسْداس. قوله: "الأكل" بضم الكاف، في قوله تعالى:{ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} [سبأ: 16] هو "الثمر" ولأبي ذر: "يقال: الأُكُل: الثمرة" قال أبو عبيدة: الأكل الجَنَى بفتح الجيم مقصورًا، وهو بمعنى الثمرة. قوله:" {بَاعِدْ} " بالألف في قوله تعالى: {رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} "وبَعِّدْ" بدون ألف وتشديد العين، وهذه قراءة أبي عمرو وابن كثير وهشام، وهما "واحد" في المعنى. قوله:"وقال مجاهد" فيما وصله الفريابي في قوله
{بَاعِدْ} [سبأ: 19] وَبَعِّدْ وَاحِدٌ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {لَا يَعْزُبُ} [سبأ: 3]: لَا يَغِيبُ. {الْعَرِمِ
(1)
} [سبأ: 16]: السَّدُّ، مَاءٌ أَحْمَرُ، أَرْسَلَهُ فِي السَّدِّ، فَشَقَّهُ وَهَدَمَهُ، وَحَفَرَ
"{لَا يَعْزُبُ} " في نـ: " {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ} ". "لَا يَغِيبُ" في نـ: "لَا يَغِيبُ عنهُ". " {الْعَرِمِ} " في سـ، هـ، ذ:" {سَيْلَ الْعَرِمِ} ". "السَّدُّ" في حـ، ذ:"الشديد". "أَرْسَلَهُ" في ذ: "أَرْسَلَهُ اللَّهُ". "فِي السَّدِّ" في حـ: "فِي السَّيْلِ". "فَشَقَّهُ" في ذ: "فَبَثَقَه".
===
تعالى: {"لَا يَعْزُبُ" عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ} أي: "لا يغيب" عنه مثقال ذرة، "قسطلاني"(11/ 4).
(1)
قوله: ({الْعَرِمِ}) في قوله تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ: 16] هو "السَّدّ" بضم السين وفتحها وتشديد الدال المهملتين: الذي يحبس الماء، بَنَتْه بلقيس، وذلك أنهم كانوا يقتتلون على ماء واديهم فأمرت به فَسُدَّ، ولأبي ذر:" {سَيْلَ الْعَرِمِ}: السد" وللحموي: "الشديد" بشين معجمة بوزن عظيم والسيل "ماء أحمر أرسله في السد فشقه وهدمه وحفر الوادي" قوله: "فارتفعتا" أي: الجنتان "عن الجنبين" بفتح الجيم والموحدة بينهما نون ساكنة، ولأبي ذر عن الحموي:"الجنبتين" بزيادة الفوقية، وفي نسخة نسبها للأكثر "الجنتين" بتشديد النون بغير موحدة تثنية جنة. قال الكرماني: فإن قلت: القياس أن يقال: ارتفعت الجنتان عن الماء. وأجاب بأن المراد من الارتفاع الانتقال والزوال، يعني ارتفع اسم الجنة عنهما، فتقديره: ارتفعت الجنتان عن كونهما جنة، قال في "الكشاف" وتبعه في "الأنوار": وتسمية البدل جنتين على سبيل المشاكلة، "قس"(11/ 5)، "ك"(18/ 58)، "خ".
الْوَادِيَ، فَارْتَفَعَتَا عَنِ الْجَنْبَتَيْنِ، وَغَابَ عَنْهُمَا
(1)
الْمَاءُ فَيَبِسَتَا، وَلَمْ يَكُنِ الْمَاءُ الأَحْمَرُ مِنَ السَّدِّ، وَلَكِنْ كَانَ عَذَابًا أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَيْثُ شَاءَ
(2)
.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ
(3)
: الْعَرِمُ: الْمُسَنَّاةُ
(4)
بِلَحْنِ أَهْلِ الْيَمَنِ
(5)
.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(6)
: الْعَرِمُ: الْوَادِي. السَّابِغَاتُ
(7)
: الدُّرُوعُ.
"الْجَنْبَتَيْنِ" كذا في حـ، ذ، وفي ك:"الْجَنْبَيْنِ"، وفي نـ:"الْجَنَّتَينِ"[وفي "قس" (11/ 5): وفي نسخة نسبها في "الفتح" (8/ 536) للأكثرين "الجنَّتين" تثنية جنّة، لكن في "الفتح": "عن الجَنْبَتَيْنِ" كذا للأكثر بفتح الجيم والنون الخفيفة بعدها موحدة ثم مثنّاة فوقية ثم تحتانية ثم نون. ولأبي ذر عن الحموي بتشديد النون يغير موحدة تثنية جنة، فتأمل]. "مِنَ السُّدِّ" في سـ، حـ:"مِنَ السَّيْلٍ". "وَلَكِنْ" في ذ: "وَلَكِنَّهُ".
===
(1)
أي: عن الجنبتين، "قس"(11/ 5).
(2)
قاله مجاهد فيما وصله الفريابي، "قس"(11/ 5).
(3)
الهمداني.
(4)
أي: المرتفعة، "خ"، ما بني في عرض الوادي ليرتفع السيل ويفيض على الأرض، وضبط عند الأكثرين بضم الميم وفتح السين وتشديد النون، وعند الأصيلي بفتح الميم وسكون السين وتخفيف النون. [انظر "العيني" (13/ 254)].
(5)
أي: بلغتهم، "قس"(11/ 5).
(6)
أي: غير عمرو بن شرحبيل، "قس"(11/ 6)، "خ".
(7)
يريد قوله تعالى: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} [سبأ: 11] هي "الدروع" الكوامل واسعات طوالًا، ذكر الصفة ويعلم منها الموصوف، "قس"(11/ 6).
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(1)
: {نُجَازِي}
(2)
: نُعَاقِبُ. {أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} [سبأ:
"نُجَازِي: نُعَاقِبُ" في نـ: "يُجَازِي: يُعَاقِبُ"، وفي نـ:"هَلْ نُجَازِي".
===
(1)
قوله: (وقال مجاهد) في قوله تعالى: {وَهَلْ "نُجَازِي" إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ: 17] أي: "نعاقب" يقال في العقوبة: يجازي، وفي المثوبة يجزي. قوله:{إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} أي: "بطاعة اللَّه"، يريد قوله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} ، فإن الازدحام يشوش الخاطر، والمعروف في تفسير مثله التكرير، أي: واحد واحد واثنين اثنين، قال تعالى:{وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} هو "الرد من الآخرة إلى الدنيا"، قال تعالى:{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} أي: "من مال أو ولد أو زهرة" في الدنيا أو إيمان أو نجاة به من النار، {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ} أي:"بأمثالهم" من كفرة الأمم الدارجة فلم يقبل منهم الإيمان حين اليأس. قوله: "وقال ابن عباس" مما تقدم في أحاديث [الأنبياء]: " {كَالْجَوَابِ} " بغير تحتية، ولأبي ذر:"كالجوابي" بإثباتها أي: "كالجوبة من الأرض" بفتح الجيم وسكون الواو، أي: الموضع المطمئن منها، وهذا لا يستقيم لأن الجوابي جمع جابية، فعينه موحدة فهو مخالف للجوبة من حيث إن عينه واو، فلم يرد أن اشتقاقهما واحد، والجابية: الحوض العظيم، قيل: كان يقعد على الجفنة الواحدة ألف رجل يأكلون منها. قوله: "الخمْط: الأراك" أي: هو الذي يستاك بقضبانه، "والأثل" هو "الطرفاء" قاله ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم، يريد قوله تعالى:{وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ} [سبأ: 16]، "قس"(11/ 6).
(2)
بلفظ الغائب والمتكلم قراءتان متواترتان.
46]: بِطَاعَةِ اللَّهِ. {مَثْنَى وَفُرَادَى
(1)
} [سبأ: 46]: وَاحِدًا وَاثْنَيْنِ
(2)
. {التَّنَاوُشُ} [سبأ: 52]: الرَّدُّ مِنَ الآخِرَةِ إِلَى الدُّنْيَا. {وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ: 54]: مِنْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ زَهْرَةٍ. {بِأَشْيَاعِهِمْ} [سبأ: 54]: بِأَمْثَالِهِمْ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كَالْجَوَابِ} [سبأ: 13]: كَالْجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ. وَالْخَمْطُ: الأَرَاكُ. وَالأَثْلُ: الطَّرْفَاءُ. {الْعَرِمِ
(3)
} [سبأ: 16]: الشَّدِيدُ.
1 - بَابُ قوْلِهِ: {فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ
(4)
قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23]
"وَاحدًا" في نـ: "وَاحدٌ". "كَاَلْجَوَابِ" في ذ: "كَالجَوَابِي". "وَالْخَمْطُ" في نـ: "الْخَمْطُ" بإسقاط الواو. "بَابُ" سقط في نـ. "قَوله" سقط في نـ. " {فُزِّعَ} " في نـ: " {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} " مصحح عليه.
===
(1)
قلت: المراد منه التكرار، ولشهرته اكتفى بواحد منه، "ك"(18/ 59).
(2)
أي: واحد واحد واثنين اثنين، "قس"(11/ 6).
(3)
من العرامة وهو الشَّرَاسةُ والصعوبة، وقد مرَّ هذا، "قس"(11/ 6).
(4)
قوله: ({فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}) هذا غاية لمفهوم الكلام من أن ثم توقفًا وانتظارًا للإذن، أي: يتربصون فزعين حتى إذا كشف الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم بالإذن، وقيل: الضمير للملائكة، وقد تقدم ذكرهم ضمنًا، واختلف في الموصوفين بهذه الصفة فقيل: هم الملائكة عند سماع الوحي. قوله: " {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} " جواب {إِذَا فُزِّعَ} ، " {قَالُوا} " أي: المقربون من الملائكة كجبريل: قال رَبُّنا: القولَ " {الْحَقَّ} "، "قس"(11/ 7).
4800 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا قَضى اللَّهُ
(4)
الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا
(5)
لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ
(6)
سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ
(7)
، فَإذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا
(8)
: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِي
(9)
قَالَ: الْحَقَّ
(10)
، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَسْمَعُهَا
(11)
مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا
"خُضْعَانًا" في نـ: "خُضْعَانَ". "مُسْتَرِقُ السَّمْعِ" في نـ: "مُسْتَرِقُوا السَّمْعِ" في الموضعين.
===
(1)
عبد اللَّه بن الزبير المكي، "قس"(11/ 7).
(2)
ابن عيينة، "قس"(11/ 7).
(3)
ابن دينار، "قس"(11/ 7).
(4)
وعند الطبراني: "إذا تكلم اللَّه بالوحي"، "قس"(11/ 7).
(5)
أي: خاضعين.
(6)
أي: القول المسموع، "قس"(11/ 7).
(7)
حجر أملس فيفزعون ويرون أنه من أمر الساعة، "قس"(11/ 7).
(8)
أي: بعضهم لبعض.
(9)
سأل.
(10)
أي: قال اللَّه: القول الحق، "قس"(11/ 7).
(11)
قوله: (فيسمعها) أي: المقالة "مسترق السمع [ومسترق السمع] " بالإفراد فيهما، واستشكله الزركشي وصوّب الجمع في الموضعين، وأجاب في "المصابيح" بأنه يمكن جعله لمفرد لفظًا دال على الجماعة معنًى، أي: فيسمعها فريق مسترق السمع، وفريق مسترق السمع مبتدأ وخبره قوله:"هكذا"، "قس"(11/ 7، 8).
بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْض -وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَّفَهَا وَبَدَّدَ
(1)
بَيْنَ أَصَابِعِهِ- فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ
(2)
قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ
(3)
مَعَهَا
(4)
مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي مِنَ السَّمَاءِ
(5)
". [راجع: 4701]
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
(6)
} [سبأ: 46]
4801 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِم
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(9)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
"وَوَصَفَ سُفْيَانُ" في عسـ: "وَصَفَ سُفْيَانُ"، وفي ذ:"وَصَفَهُ سُفْيَانُ". "أدْرَكَ" في نـ: "أَدْرَكَهُ". "الَّتِي مِنَ السَّمَاءِ" في نـ: "الَّتِي سَمِع - بغير التاء، والأولى إثباتها، "قس" (11/ 8) - مِنَ السَّمَاءِ"، وفي نـ:"الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ" مصحح عليه. "قَوله" سقط في نـ.
===
(1)
أي: فرّق، "قس"(11/ 8).
(2)
أي: المسترق، "قس"(11/ 8).
(3)
أي: الذي تلقاها، "قس"(11/ 8).
(4)
مع تلك المكالة، "قس"(8/ 11).
(5)
مرَّ الحديث (برقم: 4701) في سورة "الحجر".
(6)
أي: يوم القيامة، "قس"(11/ 9).
(7)
المديني، "قس"(11/ 8).
(8)
بالمعجمتين، أبو معاوية الضرير، "قس"(11/ 9).
(9)
سليمان بن مهران، "قس"(11/ 9).
جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّفَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: "يَا صَبَاحَاهْ
(1)
"، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، قَالُوا: مَا لَكَ؟ قَالَ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ
(2)
أَوْ يُمَسِّيكُمْ
(3)
أَمَا كُنْتُمْ تُصدِّقُونِّي؟ ". قَالُوا: بَلَى
(4)
. قَالَ: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ
(5)
عَذَابٍ شَدِيدٍ". فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا
(6)
لَكَ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {تَبَّتْ
(7)
يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1]. [راجع: 1394].
"قَالُوا" في ذ: "فَقَالُوا". "قَالَ: أَرَأَيْتُمْ" في ذ: "فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ". "تُصَدِّقُونِّي" في ذ: "تُصَدِّقُونَنِي". " {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} " في نـ: " {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ".
===
(1)
قوله: (يا صباحاه) بسكون الهاء في الفرع مصحح عليها، وفي غيره بضمها، كلمة يقولها المستغيث، "قس" (11/ 9). ومرَّ الحديث (برقم: 4770) في "الشعراء".
(2)
أي: يأتيكم صباحًا ويغيركم عليه، "قس".
(3)
أي: يأتيكم مساء، "قس".
(4)
نصدقك.
(5)
أي: قدّامه.
(6)
نصب بإضمار فعل، أي: ألزمك اللَّه تبًّا.
(7)
أي: خسرت أو هلكت، "قس"(11/ 9)
35 - الْمَلَائِكَةُ
(1)
قَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {الْقِطْمِيرٍ} : لِفَافَةُ النَّوَاةِ. {مُثْقَلَةٌ} [فاطر: 18]: مُثَقَّلَةٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {الْحَرُورُ} بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْسِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
"الْمَلَائِكَةُ" في ذ: "سُورَةُ الْمَلائِكَةِ ويس، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" -كذا لأبي ذر، والأولى سقوط لفظ "ويس" لأنه مكرر، "ف" (8/ 540) -. "قَالَ مُجَاهِدٌ" في نـ:"وَقَالَ مُجَاهِدٌ". "النَّوَاةِ" في نـ: "النَّوى".
===
(1)
قوله: (الملائكة) مكية وآيها خمس وأربعون، ولأبي ذر "سورة الملائكة ويس، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وسقطت البسملة لغير أبي ذر، "قس"(11/ 9).
(2)
قوله: (قال مجاهد) فيما وصله الفريابي: "القطمير" هو "لفافة النواة" يريد قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر: 13] وهو مثل في القلة، وقيل: هو القمع، وقيل: ما بين القمع والنواة، وسقط لأبي ذر:"قال مجاهد". قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ} بالتخفيف أي: "مثقَّلة" بالتشديد، أي: وإن تدع نفس مثقلة بالذنوب نفسًا إلى حملها فحذف المفعول به للعلم به. "وقال غيره" أي: غير مجاهد في قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ} [فاطر: 19 - 21]"الحرور: بالنهار مع الشمس" عند شدة حرها، "وقال ابن عباس" في تفسير الحرور:"الحرور بالليل، والسموم -بفتح المهملة- بالنهار"، "قس"(11/ 9 - 10).
الْحَرُورُ بِاللَّيْلِ، وَالسَّمُومُ بِالنَّهَارِ. {وَغَرَابِيبُ}
(1)
[فاطر: 27]: أَشَدُّ سوَادٍ، الْغِرْبِيبُ الشَّدِيدُ السَّوَادُ.
36 - سُورَةُ يس
(2)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(3)
: {فَعَزَّزْنَا} [يس: 14]: شَدَّدْنَا. {يَاحَسْرَةً عَلَى
"{وَغَرَابِيبُ} " في ذ: " {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} ". "أَشَدُّ سَوَادًا" في نـ: "أَشَدُّ سَوَادًا". "سُورَةُ يس" في نـ: "سُورَةُ يس، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
===
(1)
قوله: ({"وَغَرَابِيبُ" سُودٌ}: أشد سواد، الغربيب) بكسر المعجمة: "شديد السواد"، يريد قوله تعالى:{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} عطف على {بِيضٌ} أو على {جُدَدٌ} كأنه قيل: ومن الجبال ذو جدد مختلفة اللون ومنها غرابيب متحدة اللون، وهو تأكيد مضمر يفسره سود، "بيض"(2/ 861).
(2)
مكية وآيها ثلاث وثمانون، "قس"(11/ 11).
(3)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: {"فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} أي: "شدَّدنا" بتشديد الدال الأولى وتسكين الثانية، والمفعول محذوف، أي: فشدَّدناهما بثالث. قوله: " {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} " و"كان حسرة عليهم" أي: في الآخرة "استهزاؤهم بالرسل" أي: في الدنيا، واستهزاؤهم: رفع، اسم كان، وحسرة خبرها. قال تعالى:{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا "أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ"} أي: "لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك" أي: أن يستر ضوء أحدهما الآخر لأن لكل منهما حدًا لا يعدوه ولا يقصر دونه إلا عند قيام الساعة. قوله: " {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} " أي: "يتطالبان" حال كونهما "حثيثين"، فلا فترة بينهما بل كل منهما يعقب الآخر بلا مهلة ولا تراخ؛ لأنهما مسخران يتطالبان طلبًا حثيثًا فلا يجتمعان إلا في
الْعِبَادِ} [يس: 30]: كَانَ حَسْرَةً عَلَيْهِمُ اسْتِهْزَاؤُهُمْ بِالرُّسُلِ.
===
وقت قيام الساعة. قال تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} أي: "خرج أحَدهما من الآخر"، شبَّه انكشاف ظلمة الليل بكشط الجلد من الشاة، "ويجري كل واحد منهما"{لِمُسْتَقَرٍّ} إلى أبعد مغربه فلا يتجاوز ثم يرجع، أو المراد بالمستقر: يوم القيامة، فالجريان في الدنيا غير منقطع. وقال تعالى:{وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} أي: "من الأنعام" كالإبل، فإنها سفائن البر، وهذا قول مجاهد، وقال ابن عباس: وهو أشبه بقوله: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ} [يس: 43] لأن الغرق في الماء، قال تعالى:{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} وبغير ألف بعد الفاء، وبها قرأ أبو جعفر، أي:"معجبون" بفتح الجيم، وفي رواية غير أبي ذر:" {فَاكِهُونَ} " بالألف، وهي قراءة الباقين وبينهما فرق بالمبالغة وعدمها. قال تعالى:{لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} أي: "عند الحساب" قال ابن كثير: يريد أن هذه الأصنام محشورة يوم القيامة محضرة عند حساب عابديها ليكون ذلك أبلغ في خزيهم وأدلّ في إقامة الحجة عليهم. قال ابن عباس في قوله تعالى: {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} أي: "مصائبكم"، وعنه فيما وصله الطبري: أعمالكم أي: حظكم من الخير والشر، قوله تعالى:{قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} أي: "مخرجنا" قال ابن كثير: أي: يعنون قبورهم التي كانوا في الدنيا يعتقدون أنهم لا يبعثون منها، فلما عاينوا ما كذبوه في محشرهم {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}. قوله:" {مَكَانَتِهِمْ} ومكانهم واحد" أي: في المعنى، ومراده قوله تعالى:{وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} . والمعنى: لو نشاء جعلناهم قردة وخنازير في منازلهم أو حجارة وهم قعود في منازلهم، لا أرواح لهم، "قس"(11/ 11 - 12).
{أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَر} [يس: 40]: لَا يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِمَا ضَوْءَ الآخَرِ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُمَا ذَلِكَ. {سَابِقُ النَّهَارِ} [يس: 40]: يَتَطَالَبَانِ حَثِيثَيْنِ. {نَسْلَخُ} [يس: 37]: نُخْرِجُ أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ، وَيَجْري كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا. {مِنْ مِثْلِهِ} [يس: 42] مِنَ الأَنْعَامِ. {فَاكِهُونَ}
(1)
[يس: 55]: مُعْجَبُونَ
(2)
. {جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} [يس: 75] عِنْدَ الْحِسَابِ.
وَيُذْكَرُ عَنْ عِكْرِمَةَ
(3)
: {الْمَشْحُونِ
(4)
} [يس: 41]: الْمُوقَرُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {طَائِرُكُمْ} [يس: 19]: مَصَائِبُكُمْ. {يَنْسِلُونَ
(5)
} [يس: 51]: يَخْرُجُونَ. {مَرْقَدِنَا} [يس: 52]: مَخْرَجِنَا. {أَحْصَيْنَاهُ
(6)
} [يس: 12]: حَفِظْنَاهُ
(7)
. {مَكَانَتِهِمْ} [يس: 67] وَمَكَانُهُمْ وَاحِدٌ.
"{فَاكِهُونَ} " في قا: " {فَاكِهُونَ} ". "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" زاد قبله في ذ: "سُورَةُ يس، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
===
(1)
بغير الألف، "قس"(11/ 12).
(2)
وقيل: منعمون متلذذون، "ك"(18/ 61).
(3)
مولى ابن عباس، "قس"(11/ 12).
(4)
المملو، يريد قوله تعالى:{أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} .
(5)
قاله ابن عباس في قوله: {فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} .
(6)
يريد قوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} ، "قس"(11/ 12).
(7)
أي: في اللوح المحفوظ، "قس"(11/ 12).
1 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا
(1)
ذَلِكَ
(2)
تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38]
4802
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(4)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(5)
التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
(6)
، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
(7)
قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟ ". قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ
(8)
"بَابُ قَوْلُهُ" في ذ: "بابٌ". "يَا أَبَا ذَرٍّ" في نـ: "يَابَا ذرٍّ".
===
(1)
قوله: ({وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ}) اللام بمعنى إلى، والمراد بالمستقر إما الزماني، وهو منتهى سيرها وسكون حركتها يوم القيامة حين تكور وينتهي هذا العالم إلى غايته، وإما المكاني وهو ما تحت العرش مما يلي الأرض من ذلك الجانب، وهي أينما كانت فهي تحت العرش كجميع المخلوقات؛ لأنه سقفها، وليس بكرة كما يزعمه كثير من أهل الهيئة، بل هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة، أو المراد غاية ارتفاعها في كبد السماء، فإن حركتها إذ ذاك يوجد فيها إبطاء بحيث يظن أن لها هناك وقفة، "قس"(11/ 12).
(2)
إشارة إلى جري الشمس أو إلى المستقر، "قس"(11/ 13).
(3)
الفضل بن دكين، "قس"(11/ 13).
(4)
سليمان، "قس"(11/ 13).
(5)
ابن يزيد.
(6)
يزيد، "قس"(11/ 13).
(7)
جندب الغفاري، "قس"(11/ 13).
(8)
أي: تنقاد للباري تعالى انقياد الساجد من المكلفين، وشبَّهها بالساجد عند غروبها، "قس"(11/ 13).
تَحْتَ الْعَرْشِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى
(1)
: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ". [راجع: 3199].
4803 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(4)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(5)
التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
(6)
، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} ، قَالَ: "مُسْتَقَرُّهَا
(7)
تَحْتَ الْعَرْشِ". [راجع: 3199].
"تَعَالَى" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ" في نـ: "عَنِ الأَعْمَشِ". "تَعَالَى" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (فذلك قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا})، قال صاحب "اللمعات": قد ذكر له في التفاسير وجوه غير ما في هذا الحديث، ولا شك أن ما وقع في الحديث المتفق عليه هو المعتبر والمعتمد، والعجب من البيضاوي أنه ذكر وجوهًا في تفسيره ولم يذكر هذا الوجه، ولعله أوقعه في ذلك تفلسفه نعوذ باللَّه من ذلك، وفي كلام الطيبي أيضًا ما يشعر لضيق الصدر، نسأل اللَّه العافية، انتهى، وكلام الطيبي مرَّ (برقم: 3199).
(2)
عبد اللَّه بن الزبير، "قس"(11/ 13).
(3)
ابن الجراح، "قس"(11/ 13).
(4)
سليمان بن مهران، "قس"(11/ 13).
(5)
هو ابن يزيد، "ك"(18/ 61).
(6)
يزيد بن شريك، "قس"(11/ 13).
(7)
قال الخطابي: يحتمل أن يكون على ظاهره من الاستقرار تحت العرش بحيث لا نحيط به نحن، ويحتمل أن يكون المعنى:[إنَّ علمَ] ما سألت [عنه] من مستقرها تحت العرش في كتاب كتبت فيه مبادئ أمور العالم ونهايتها، وهو اللوح المحفوظ، "قس"(11/ 13).
37 - {وَالصَّافَّاتِ}
(1)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [سبأ: 53]: مِنْ كُلِّ مَكَانٍ.
"{وَالصَّافَّاتِ} " في ذ: "سُورَةُ {وَالصَّافَّاتِ}، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
===
(1)
مكية وآيها إحدى أو اثنتان وثمانون، "قس"(11/ 14).
(2)
قوله: (قال مجاهد) في قوله تعالى بسورة سبأ: " {وَيَقْذِفُونَ} " بفتح أوله وكسر ثالثه " {بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} " أي: "من كل مكان ". وعند ابن أبي حاتم عنه: من مكان بعيد، يقولون: هو ساحر، هو كاهن، هو شاعر، "قس" (11/ 14). قال البيضاوي (2/ 854) في تفسير قوله:" {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ} " أي: يرجمون بالظن، ويتكلمون بما لم يظهر لهم في الرسول من المطاعن أو في العذاب من البث على نفيه. وقال مجاهد أيضًا في قوله تعالى في سورة الصافات [8]:{وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ} أي: "يرمون". وفي نسخة: {مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا} علةً أي: للدحور، وهو الطرد، فنصبه على أنه مفعول له، قوله:" {تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} " يريد قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} يعني "الحق" أي: الصراط الحق فمن أتاه الشيطان من قبل اليمين أتاه من قبل الدين فلبس عليه الحق، ولأبي ذر عن الكشميهني "يعني الجن" بالجيم والنون المشددة، والمراد به بيان المقول لهم وهم الشياطين، وبالأول فسر لفظ اليمين، قوله:"الكفار تقوله للشيطان" وفي نسخة: للشياطين بالجمع، وقد كانوا يحلفون لهم أنهم على الحق. قوله تعالى:{لَا فِيهَا غَوْلٌ} أي: "وجع بطن" وبه قال قتادة، وقال الليث: صداع، {وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} أي:"لا تذهب عقولهم". قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ}
{وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ} [الصافات: 8]: يُرْمَوْنَ. {وَاصِبٌ}
(1)
[الصافات: 9]: دَائِمٌ، {لَازِبٍ
(2)
} [الصافات: 11] لَازِمٌ. {تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ
(3)
} [الصافات: 28]: يَعْنِي الْحَقَّ، الْكُفَّارُ تَقُولُهُ لِلشَّيْطَانِ. {غَوْلٌ} [الصافات: 47]: وَجَعُ بَطْنٍ. {يُنْزَفُونَ} [الصافات: 47]: لَا تَذْهَبُ
"{مِنْ كُلِّ جَانِبٍ} " في نـ: " {مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا} ". "يَعْنِي الْحَقَّ" في هـ، ذ:"يَعْنِي الْجِنَّ". "لِلشَّيْطَانِ" في نـ: "لِلشَّيَاطِينِ".
===
أي: "شيطان" أي: في الدنيا ينكر البعث، ويقول:{أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ} [الصافات: 52] أي: يوبخني على التصديق بالبعث والقيامة. وقال تعالى: {فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} "كهيئة الهرولة" والمعنى أنهم يتبعون آباءهم في سرعة، فكأنهم بادروا إلى ذلك من غير توقف على نظر وبحث، قال تعالى:{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} هو "النسلان" بفتحتين الإسراع "في المشي" مع تقارب الخطا وهو دون السعي. قال تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} أي: "قال كفار قريش: الملائكة بنات اللَّه"، فقال أبو بكر الصديق: فمن أمهاتهم؟ فقالوا: "وأمهاتهم بنات سروات الجن" بفتح السين والراء أي: بنات خواصهم، "قس"(11/ 15، 16)، "بيض"(2/ 891)، قال البيضاوي: قوله: "وبين الجنة" يعني الملائكة ذكرهم باسم جنسهم وضعًا منهم أن يبلغوا هذه المرتبة، وقيل: قالوا: إن اللَّه صاهر الجن، فخرجت الملائكة، قيل: قالوا: إن اللَّه والشيطان أخوان، انتهى.
(1)
يريد قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} : أي: دائم، وقيل: شديد، "قس"(11/ 15).
(2)
أي: في قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} معناه: "لازم"، "قس"(11/ 15).
(3)
عن جهة الحق والخير ملبسين علينا، "ك"(18/ 63).
عُقُولُهُمْ. {قَرِينٌ} [الصافات: 51]: شَيْطَانٌ. {يُهْرَعُونَ
(1)
} [الصافات: 70]: كهَيْئَةِ الْهَرْوَلَةِ
(2)
. {يَزِفُّونَ} [الصافات: 94]: النَّسَلَانُ فِي الْمَشْي. {وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا
(3)
} [الصافات: 158] قَالَ كُفَارُ قُرَيْشٍ: الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ، وَأُمَّهَاتُهُمْ بَنَاتُ سَرَوَاتِ الْجِنِّ
(4)
، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ
(5)
لَمُحْضَرُونَ
(6)
} [الصافات: 158]: سَتُحْضرُ
(7)
لِلْحِسَابِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ
(8)
} [الصافات: 165]: الْمَلَائِكَةُ. {صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 23]: سَوَاءِ
(9)
الْجَحِيمِ وَوَسَطِ الْجَحِيمِ. {لَشَوْبًا
(10)
} [الصافات: 67]: يُخْلَطُ طَعَامُهُمْ وَيُسَاطُ
(11)
"{لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} " في نـ: " {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} ".
===
(1)
أي: يسرعون، "ك"(18/ 63).
(2)
هي ضرب من العَدْوِ، "ك"(18/ 63).
(3)
يعني الملائكة، ذكرهم باسم جنسهم، "بيضاوي"(2/ 303).
(4)
أي: بنات خواصهم، "قس"(11/ 16).
(5)
إن الكفرة أو الإنس أو الجن إن فسرت بغير الملائكة، "بيض"(2/ 304).
(6)
أي: في العذاب، "بيض"(2/ 304).
(7)
بضم الفوقية وفتح الضاد المعجمة أي: "ستحضرون" أيها القائلون هذا القول للحساب، "قس"(11/ 16).
(8)
المفعول محذوف أي: الصافون أجنحتنا، "قس"(11/ 16).
(9)
وسطه، "قس".
(10)
يريد قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} ، "قس".
(11)
أي: يخلط، "قس"(11/ 16).
بِالْحَمِيمِ
(1)
. {مَدْحُورًا
(2)
} [الأعراف: 18]: مَطْرُودًا. {بَيْضٌ مَكْنُونٌ} [الصافات: 49]: اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ. {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} [الصافات: 78، 108، 129]: يُذْكَرُ بِخَيْرٍ
(3)
. {يَسْتَسْخِرُونَ} [الصافات: 14]: يَسْخَرُونَ. {بَعْلًا} [الصافات: 125]: رَبًّا.
1 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 139]
4804 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ،
"وَتَرَكْنَا" في نـ: "وَيُقَالُ: وَتَرَكْنَا". "بِخَيْرٍ" زاد بعده في هـ، ذ:" {الْأَسْبَابِ}: السَّماء". " {يَسْتَسْخِرُونَ} " في ذ: "ويقاَل: {يَسْتَسْخِرُونَ} ". " {يَسْتَسْخِرُونَ} " يسخرون" ثبت هذا للنسفي وأبي ذر فقط. "بَابُ قَولِهِ" في ذ: "بَابُ".
===
(1)
الماء الحار الشديد فإذا شربوه قطع أمعاءهم، "قس"(11/ 16).
(2)
قوله: ({مَدْحُورًا}) أي: "مطرودًا" لأن الدحر هو الطرد، "قس"(11/ 16)، يريد قوله تعالى في سورة الأعراف:{اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا} ، ولعل وجه ذكره هنا المناسبة بما مرَّ من قوله:{وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا} واللَّه أعلم. قوله: " {يَسْتَسْخِرُونَ} " أي: "يسخرون" يريد قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} قال ابن عباس: {آيَةً} يعني انشقاق القمر، وقيل: يستدعي بعضهم من السخرية، "قس"(11/ 17)، ["تفسير البغوي" (4/ 41)]. قال تعالى:{أَتَدْعُونَ بَعْلًا} أي: "ربًا" بلغة اليمن، قال البغوي: وهو اسم صنم لهم كانوا يعبدونه، ولذلك سميت مدينتهم بعلبك، قال مجاهد وعكرمة وقتادة: البعل الرب بلغة أهل اليمن، انتهى. قال القسطلاني (11/ 17): سمع ابن عباس رجلًا ينشد ضالة فقال الآخر: أنا بعلها، فقال: اللَّه أكبر، وتلا الآية، انتهى. وثبت هذا للنسفي وحده.
(3)
وثناء حسن فيمن بعده من الأنبياء والأمم إلى يوم الدين، "قس"(11/ 17).
عَنِ الأَعْمَشِ
(1)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا
(4)
مِنِ ابْنِ مَتَّى
(5)
". [راجع: 3412].
4805 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي
(6)
، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ
(7)
". [راجع: 3415، تحفة: 14234].
"مِن ابْنِ مَتَّى" في ذ: "مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى". "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ" في نـ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ". "حَدَّثَنِي أَبِي" في نـ: "حَدَّثَنَا أَبِي".
===
(1)
سليمان.
(2)
شقيق.
(3)
ابن مسعود.
(4)
أي: في نفس النبوة، "قس"(11/ 17).
(5)
كَحَتَّى: أبو يونس عليه السلام، "ق" (ص: 160)، ومرَّ (برقم: 3395).
(6)
فليح، "قس"(11/ 18).
(7)
قاله زجرًا وسدًا للذريعة من توهم حط مرتبة يونس لما في قوله تعالى: {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} [القلم: 48]، ونفس النبوة لا تفاضل فيها إذ كلهم فيها على حدٍّ سواء، وسبق الحديث مرات، "قس"(11/ 18)، (منها برقم: 3415).
38 - ص
(1)
4806 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنِ الْعَوَّامِ
(4)
قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنِ السَّجْدَةِ فِي ص، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(5)
فَقَالَ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ
(6)
} [الأنعام: 90]. وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْجُدُ فِيهَا. [راجع: 3421].
4807 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ
(7)
، عَنِ الْعَوَّامِ قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ سَجْدَةِ ص، فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاس مِنْ أَيْنَ سَجَدْتَ
(8)
؟ فَقَالَ:
"ص" في ذ: "سورةُ ص، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" كذا في ذ، وفي غيره:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "قَالَ: سُئِلَ" في نـ: "فَقَالَ: سُئِلَ". "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ". "عَنْ سَجْدَةِ ص" في ذ: "عَنْ سَجْدَةٍ في ص".
===
(1)
مكية وآيها ست أو ثمان وثمانون آية، "قس"(11/ 18).
(2)
محمد بن جعفر، "قس"(11/ 18).
(3)
ابن الحجاج، "قس"(11/ 18).
(4)
ابن حوشب، "قس"(11/ 18).
(5)
أي: عنها، "قس"(11/ 18).
(6)
هذا في سورة الأنعام فقال: نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أُمِرَ أن يقتدي بهم، أي: وقد سجدها داود فسجدها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اقتداء به، "قس"(11/ 18).
(7)
بفتح الطاء وكسر الفاء، "قس"(11/ 19).
(8)
أي: من أي: دليل، "قس"(11/ 19).
أَوَمَا تَقْرَأُ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} [الأنعام: 84]{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]؟ فَكَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ أُمِرَ نَبِيُّكُمْ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ، فَسَجَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
. [راجع: 3421]
{عُجَابٌ
(2)
} [ص: 5]: عَجِيبٌ. الْقِطُّ: الصَّحِيفَةُ، وَهُوَ هَهُنَا صحِيفَةُ الْحَسَنَاتِ.
"أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ" زاد بعده في ذ: "فَسَجَدَهَا دَاودُ" مصحح عليه. "الْحَسَنَاتِ" في سفـ، هـ، ذ:"الحِسَابِ".
===
(1)
قوله: (فسجدها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) وهي سجدة شكر عند الشافعية لحديث النسائي: "سجدها داود توبةً ونسجدها شكرًا" أي: على قبول توبته، فتسن عند تلاوتها في غير صلاة ولا تدخل فيها، "قس" (11/ 19). قال ابن الهمام: قلنا: غاية ما فيه أنه بيّن السبب في حق داود والسبب في حقنا، وكونه الشكر لا ينافي الوجوب، فكل الفرائض والواجبات إنما وجبت شكرًا لتوالي النعم، انتهى، ومرَّ بيانه (برقم: 1069).
(2)
قوله: ({عُجَابٌ}) في قوله تعالى: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} أي: "عجيب" أي: بليغ في العجب، وذلك أن التفرد بالألوهية خلاف ما أطبق عليه آباؤنا، وما نشاهده من أن الواحد لا يفي علمه وقدرته بالأشياء الكثيرة، وقرئ مشددًا وهو أبلغ كَكُرَام وكَرَّام، "قس" (11/ 19) و"بيضاوي" (2/ 895). قوله:"القط" في قوله تعالى: {رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا} [ص: 16] هو "الصحيفة" لأنها قطعة من القرطاس، من قطَّه إذا قطعه، لكنه "هو هاهنا صحيفة الحسنات"، وقال سعيد بن جبير. يعنون حظّنا ونصيبنا من الجنة التي تقول. ولأبي ذر عن الكشميهني: صحيفة الحساب، -بالموحدة آخره بدل الفوقية وإسقاط النون وكسر المهملة- أي: عَجِّلْ لنا كتابنا في الدنيا، قالوه على سبيل الاستهزاء، وقال ذلك النضر بن الحارث، وفيه تفسير آخر سيأتي
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(1)
: {فِي عِزَّةٍ} [ص: 2]: مُعَازِّينَ. {الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} [ص: 7]: مِلَّةِ قُرَيْشٍ. {الِاخْتِلَاقُ} : الْكَذِبُ. {الْأَسْبَابِ} [ص: 10]: طُرُقُ السَّمَاءِ فِي أَبْوَابِهَا. {جُنْدٌ
(2)
(3)
. . . . . . .
"{جُنْدٌ} " في ذ: "قَولُه: "{جُنْدٌ} ".
===
قريبًا إن شاء اللَّه تعالى، "قس"(11/ 19).
(1)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عنه في قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ} أي: "معازِّين" بضم الميم وبعد العين ألف فزاي مشددة، وقال غيره: في استكبار عن الحق، أي: ما كفر من كفر لخلل وجده فيه، بل كفروا به استكبارًا وحمية [جاهلية]، قال تعالى:{مَا سَمِعْنَا بِهَذَا} أي: بالذي يقوله في {الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} هي "ملة قريش" أي: ما سمعنا في الملة التي أدركنا عليها آباءنا أو في ملة عيسى عليه السلام التي هي آخر الملل؛ فإن النصارى يثلثون، قوله:{إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 7] هو "الكذب" المختلق، "قس"(11/ 20)"بيضاوي"(2/ 895).
(2)
قوله: ({جُنْدٌ}) أي: هم جند حقير، "ج"، و"ما" صلة، "بغوي".
(3)
قوله: ({جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ}) أي: من جنس الأحزاب المتحزبين على أنبياء قبلك، أولئك قد قهروا وأهلكوا، فكذلك يهلك هؤلاء، "جلالين" (ص: 599)، قال مجاهد فيما وصله الفريابي:"يعني قريشًا"، وهنالك إشارة إلى موضع التقاول بالكلمات السابقة وهو مكة، أي: سيهزمون بمكة، أي: إنهم جند سيصيرون منهزمين في الموضع الذي ذكروا فيه هذه الكلمات، وقال قتادة: أخبر اللَّه تعالى نبيه وهو بمكة أنه سيهزم جند المشركين، فجاء تأويلها يوم بدر، فعلى هذا هنالك إشارة إلى بدر ومصارعهم، قوله تعالى:{أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ} أي: "القرون الماضية" قاله
مَا هُنَالِكَ
(1)
مَهْزُومٌ
(2)
} [ص: 11]: يَعْنِي قُرَيْشَ
(3)
. {أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ} [ص: 13]: الْقُرُونُ الْمَاضِيَةُ. {فَوَاقٍ
(4)
} [ص: 15]: رُجُوعٌ. {قِطَّنَا} [ص: 16]: عَذَابَنَا. {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا}
(5)
[ص: 63]: أَحَطْنَا
(6)
بِهِمْ. {أَتْرَابٌ
(7)
} [ص: 52]: أَمْثَالٌ.
"يَعْنِي قُرَيْشَ" في نـ: "يَعْنِي قُرَيْشًا" مصحح عليه. "فَوَاقٍ" في نـ: "فُوَاقٍ".
===
مجاهد أيضًا، أي: كانوا أكثر منكم وأشد قوة وأكثر أموالًا وأولادًا، فما دفع ذلك عنهم من عذاب اللَّه من شيء لما جاء أمر اللَّه. قوله تعالى:{مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} أي: من توقفٍ مقدارَ فواق، وهو ما بين حلبتين، أو رجوع وترداد، وقرأ حمزة والكسائي بالضم -أي بضم الفاء، وفرّق بعضهم بين الفتح والضم، فقال الفراء، وأبو عبيدة: هو بالفتح: الراحة والإفاقة، "بغوي" (7/ 74) -. وهما لغتان. قوله:" {قِطَّنَا} " أي: "عذابنا" قاله مجاهد وغيره، ومرَّ تفسيره غير هذا قريبًا، "قس"(11/ 20 - 21)، "بيضاوي"(2/ 896)، "بغوي"(4/ 49 - 50).
(1)
أي: في تكذيبهم لك، "ج" (ص: 599).
(2)
صفة جند، "ج" (ص: 599).
(3)
قاله مجاهد أيضًا فيما وصله الفريابي، "قس"(11/ 20).
(4)
قال أبو عبيدة: هو بالفتح بمعنى الراحة، "بغوي"(7/ 74)، هو من أفاق المريض إذا رجع إلى صحته، "قس"(11/ 20).
(5)
بضم السين هي قراءة نافع والكسائي.
(6)
من الإحاطة.
(7)
أي: في قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} أي: "أمثال" على سن واحد، قيل: بنات ثلاث وثلاثين سنة، واحدها ترب، وقيل: متواخيات لا يتباغضن ولا يتضايرن، "قس"(11/ 21).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(1)
: {الْأَيْدِ} [ص: 17]: الْقُوَّةُ فِي الْعِبَادَةِ {الْأَبْصَارُ} [ص: 45]: الْبَصَرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ. {حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} [ص: 32]: مِنْ ذِكْرِ. {طَفِقَ مَسْحًا}
(2)
[ص: 33]: يَمْسَحُ أَعْرَافَ
"الأَبْصَارُ" في نـ: "وَالأَبْصَارُ" مصحح عليه.
===
(1)
قوله: (قال ابن عباس) فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} [ص: 45]، "الأيد" بالرفع هو "القوة في العبادة" والعامة على ثبوت الياء في الأيدي وهي إما الجارحة، أو المراد: النعمة، وقرئ:"الأيد" بغير ياء اجتزاءً عنها بالكسرة، و"الأبصار" هو "البصر في أمر اللَّه"، وعَبّر بالأيدي عن الأعمال؛ لأن أكثرها بمباشرتها وبالأبصار عن المعارف؛ لأنها أقوى مباديها، وفيه تعريض بالبطلة الجهال أنهم كالزمنى والعماة، "قس"(11/ 21)، "بيض" (2/ 902). قوله:" {حُبَّ الْخَيْرِ} " أي: في قوله فقال: {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} أي: "من ذكر" ربي، فـ "عن" بمعنى "من"، والخير: المال الكثير، والمراد به: الخيل الذي شغلته. قوله: " {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} " أي: "يمسح أعراف الخيل وعراقيبها" حبالها، و"مسحًا" نصب بفعل مقدر، وهو خبر طفق أي: طفق يمسح مسحًا، "قس"(11/ 21)، والأعراف جمع عرف، وهو شعر عنق الخيل، كذا في "المجمع"(3/ 575)، والعراقيب جمع العرقوب، هو -بالضم- عصب غليظ فوق عقب الإنسان، ومن الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها، كذا في "القاموس" (ص: 191). قال تعالى: {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} أي: "الوثاق"، ومرَّ (في ك: 59، ب: 40) في "كتاب الأنبياء".
(2)
أي: يمسح السيف مسحًا، "بيض"(2/ 312).
الْخَيْلِ وَعَرَاقِيبَهَا
(1)
. {الْأَصْفَادِ
(2)
} [ص: 38]: الْوَثَاقِ.
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي
(3)
لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص: 35]
4808 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ
(4)
وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(5)
، عَنْ شُعْبَةَ
(6)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ
(7)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ عِفْرِيتًا
(8)
مِنَ الْجِنِّ
(9)
تَفَلَّتَ
(10)
عَلَيَّ الْبَارِحَةَ -أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ وَأَرَدْتُ أَنْ
"حَذَثَنَا رَوْحٌ" في نـ: "أَخْبَرَنَا رَوْحٌ". "قَالَ: إِنَّ عِفْرِيتًا" لفظ "قَالَ" سقط في نـ. "وَأَرَدْتُ" في نـ: "فَأَرَدْتُ".
===
(1)
جمع عرقوب.
(2)
قال تعالى: {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} .
(3)
أي: لا يصلح لأحد أن يسلبنيه، "قس"(11/ 21).
(4)
بفتح الراء: ابن عبادة، "قس"(11/ 22).
(5)
غندر.
(6)
ابن الحجاج، "قس"(11/ 22).
(7)
مدني يسكن بالبصرة، مولى آل عثمان بن مظعون، "قس"(11/ 22).
(8)
ماردًا، "قس"(11/ 22).
(9)
بيان لسابقه.
(10)
قوله: (تفلت عليَّ البارحة) نصب على الظرفية، أي: تعَرَّض لي فلتة أي: بغتة سرعة في أدنى ليلة مضت، قوله:"أو كلمة نحوها" أي: نحو تفلت، كقوله في الرواية السابقة في أواخر الصلاة: "عرض لي فشد علي
أَرْبِطَهُ
(1)
إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ:{رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي}
(2)
". قَالَ رَوْحٌ
(3)
: فَرَدَّهُ
(4)
خَاسِئًا. [راجع: 461].
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ
(5)
} [ص: 86]
4809 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(6)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(7)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(8)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(9)
قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ
(10)
مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ
"حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ" في نـ: "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ". "قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ" في نـ: "فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ".
===
ليقطع بفعله عليّ الصلاة" "قس" (6/ 22)، ومرَّ (برقم: 461، و 1210، و 3423).
(1)
بكسر الموحدة، "قس"(11/ 22).
(2)
ظاهر السياق أنه سأل ملكًا لا يكون لبشر من بعده مثله ليكون معجزة مناسبة لحاله، "قس"(11/ 21).
(3)
ابن عبادة، ومرَّ في (ح: 461).
(4)
أي: رد صلى الله عليه وسلم العفريت حال كونه خاسئًا مطرودًا، "قس"(11/ 22).
(5)
فلا أزيد على ما أمرتُ به ولا أنقص منه، "قس"(11/ 22).
(6)
هو ابن عبد الحميد، "قس"(11/ 23).
(7)
سليمان.
(8)
مسلم بن صبيح، "قس"(11/ 23).
(9)
ابن الأجدع، "قس"(11/ 23).
(10)
قال هذا في رد ما قيل له: إن رجلًا يقول: يجيء دخان يوم كما مرَّ في "سورة الروم"(برقم: 4774).
فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ اللَّهُ لِنَبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
(1)
وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ
(2)
} [ص: 86]، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنِ الدُّخَانِ
(3)
، إِنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا قُرَيْشًا إِلَى الإِسْلَامِ فَأَبْطَئُوا
(4)
عَلَيْهِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ
(5)
كَسَبْعِ يُوسُفَ"، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ
(6)
فَحَصَّتْ
(7)
كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْجُلُودَ
(8)
، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ دُخَانًا
(9)
مِنَ الْجُوعِ، قَالَ اللَّهُ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ
(10)
هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}
(11)
[الدخان: 10 - 11] قَالَ:
"فَحَصَّتْ" في نـ: "حَصَّتْ".
===
(1)
أي: جُعلٍ على القرآن أو تبليغ الوحي، "قس"(11/ 23).
(2)
وكل من قال شيئًا من تلقاء نفسه فقد تكلف، "قس"(11/ 23).
(3)
المذكور في قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]، "قس"(11/ 23).
(4)
فتأخروا.
(5)
المذكورة في قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ} [يوسف: 48]، "قس"(11/ 23).
(6)
قحط.
(7)
أي: أذهبت وأفنت، "قس"(11/ 23).
(8)
أي: من شدة الجوع، "قس"(11/ 23).
(9)
لضعف بصره، "قس"(11/ 23).
(10)
يحيط بهم، صفة للدخان، "قس"(11/ 23).
(11)
في موضع نصب بالقول أي: قائلين: هذا عذاب أليم، "قس"(11/ 23).
فَدَعَوْا
(1)
: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى
(2)
لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ
(3)
* ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ
(4)
مَجْنُونٌ * إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ
(5)
قَلِيلًا
(6)
إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}
(7)
[الدخان: 12 - 15] فَيُكْشَفُ
(8)
الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَكُشِفَ ثُمَّ عَادُوا فِي كُفْرِهِمْ
(9)
، فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 16]. [راجع: 1007].
"{أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى. . .} إلخ" في نـ بدله: "إِلَى قولِهِ: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} ". "فَيُكْشَفُ" في نـ: "أَفَيُكْشَفُ" مصحح عليه. "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى" كذا في ذ، ولغيره:"وَقَالَ اللَّهُ عز وجل".
===
(1)
أي: قريش.
(2)
أي: كيف يذكرون ويتعظون ويفون بما وعدوه من الإيمان عند كشف العذاب، "قس"(11/ 23).
(3)
أي: بيّن لهم ما هو أعظم وأدخل في وجوب الادّكار من الآيات والمعجزات، "قس"(11/ 23).
(4)
يعلِّمه غلام أعجمي لبعض ثقيف، وقال آخرون: إنه مجنون، "قس"(11/ 23).
(5)
أي: بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، "قس"(11/ 24).
(6)
أي: كشفًا قليلًا أو زمانًا قليلًا، "قس"(11/ 24).
(7)
إلى الكفر، "قس"(11/ 24).
(8)
بتقدير حرف الاستفهام للإنكار.
(9)
عقب الكشف، "قس"(11/ 24).
39 - الزُّمَرِ
(1)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} [الزمر: 24]: يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ
"الزُّمَرِ" في ذ: "سُورَةُ الزُّمَرِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". " {يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} " في نـ: " {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} ". "يُجَرُّ" في نـ: "يَخِرُّ".
===
(1)
قوله: (الزمر) مكية إلّا {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} الآية، وآيها خمس أو ثنتان وسبعون، ولأبي ذر:"سورة الزمر، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وسقطت البسملة لغير أبي ذر، "قسطلاني"(11/ 24).
(2)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} أي: "يجر على وجهه في النار" يجر: بالجيم المفتوحة مبنيًا للمفعول، وللأصيلي كما في "الفتح" (8/ 549):"يخِرُّ" بالخاء المعجمة المكسورة، "وهو قوله تعالى:{أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ} إلخ" وقال: يرمى به في النار منكوسًا، فأول شيء يمس النار منه وجهه، وخبر قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} محذوف، تقديره: كمن هو آمن منه. قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ}. قوله: "سلمًا" بفتح اللام من غير ألف مصدر وصف به، ولأبي ذر وابن عساكر: سالمًا اسم فاعل، وهي قراءة أبي عمرو وابن كثير أي: "صالحًا"، كذا لأبي ذر عن الحمَّوي والمستملي، وفي رواية الكشميهني: "خالصًا" بدل "صالحًا". قال تعالى: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} يعني قريشًا، فإنهم قالوا له صلى الله عليه وسلم: إنا نخاف أن تُخَبِّلَكَ آلهتنا بعيبك إياها، (التخبيل: ديوانه كردن [بالفارسية])، قال تعالى {ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا} [الزمر: 49] أي: أعطينا إياها تفضيلًا؛ فإن التخويل مختص به، قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} أي: "القرآن"، وفي نسخة: القرآن بالرفع بتقدير هو، "{وَصَدَّقَ بِهِ} " هو "المؤمن يجيء يوم القيامة" حال كونه "يقول": رب "هذا الذي أعطيتني" يريد القرآن "عملت
فِي النَّارِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يُلْقَى
(1)
فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا}
"{أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا} " زاد في نـ: " {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} .
===
بما فيه" رواه عبد الرزاق عن ابن عيينة عن منصور، وقيل: الذي جاء هو الرسول عليه السلام والمصدق أبو بكر، قاله أبو العالية، قوله: "{مُتَشَاكِسُونَ} " الرجل "الشكس العسر" الذي "لا يرضى بالإنصاف". "{وَرَجُلًا سَلَمًا} ويقال: سالمًا صالحًا" كذا أثبته هنا في الفرع، وقد سبق قريبًا، قوله: "{اشْمَأَزَّتْ} " قال مجاهد فيما وصله الطبري أي: "نفرت"، يريد قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}. قال تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} مفعلة "من الفوز" أي: ينجيهم بفوزهم من النار بأعمالهم الحسنة، وقرأ الكوفيون غير حفص بالجمع تطبيقًا له بالمضاف إليه، ولأن النجاة أنواع، والمصادر إذا اختلفت أنواعها جمعت، والباء فيها للسببية صلة لينجي. قال تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} أي: "أطافوا به" حال كونهم "مطيفين" دائرين "بحفافيه" بفتح الحاء المهملة مصححًا عليها في الفرع، وقال العيني (13/ 272) كـ "فتح الباري" و"البرماوي" و"الكرماني" (18/ 68): بكسر حاء وفاءين مفتوحتين مخففتين بينهما ألف تثنية حفاف أي: "بجوانبه"، قال الليث: حف القوم بسيدهم يحفون حفًا إذا طافوا به، ولأبي ذر عن المستملي "بجانبيه" بدل "بحفافيه"، وسقط "بجوانبه" لأبي ذر. قال اللَّه تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} هو "ليس من الاشتباه، ولكن يشبه بعضه بعضًا في التصديق" والحسن، ليس فيه تناقض ولا اختلاف، "قس" (11/ 26)، "بيض" (2/ 917).
(1)
المناسبة بينها وبين ما سبق باعتبار بيان حال ما سبق في أن ثمة محذوفًا تقديره: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ} كمن آمن من العذاب، مأخوذ من "ك"(8/ 67).
[فصلت: 40]. {ذِي عِوَجٍ
(1)
} [الزمر: 28]: لَبْسٍ
(2)
. {وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ} [الزمر: 29]، مَثَل لآلِهَتِهِمِ الْبَاطِلِ وَالإِلَهِ الْحَقِّ. {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [الزمر: 36]: بِالأَوْثَانِ
(3)
. {خَوَّلْنَا} : أَعْطَيْنَا
(4)
. {الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} [الزمر: 33]: الْقُرْآنُ. {وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: 33]: الْمُؤْمِنُ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتَنِي عَمِلْتُ بِمَا فِيهِ. {مُتَشَاكِسُونَ} [الزمر: 29]: الشَّكِسُ
(5)
الْعَسِرُ لَا يَرْضَى بِالإنْصَافِ. {وَرَجُلًا سَلَمًا} [الزمر: 29] وَيُقَالُ: سَالِمًا: صَالِحًا. {اشْمَأَزَّتْ} [الزمر: 45]: نَفَرَتْ. {بِمَفَازَتِهِمْ} [الزمر: 61]: مِنَ الْفَوْزِ. {حَافِّينَ}
"{ذِي عِوَجٍ} " في ذ: " {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} ". " {سَلَمًا} " في ذ، عسـ:" {سَالِمًا} ". " {لِرَجُلٍ} " في سـ، حـ، ذ:"لِرَجُلٍ صَالِحًا"، وفي هـ:"لِرَجُلٍ خَالِصًا". " {الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} " في نـ: " {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} ". " {مُتَشَاكِسُونَ} " زاد قبله في نـ: "وَقَالَ غيرُهُ". "الشَّكِسُ" في نـ: "الرَّجُلُ الشَّكِسُ". "سَالِمًا: صَالِحًا" في هـ: "سَالِمًا: خَالِصًا".
===
(1)
يريد قوله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} ، أي: لا اختلال فيه بوجه ما، "بيض"(2/ 324).
(2)
أي: التباس، "ك"(18/ 68).
(3)
بدل.
(4)
قاله أبو عبيدة، "قس"(11/ 25).
(5)
بفتح الشين وكسر الكاف وإسكانها، "تن"(2/ 983)، قيل: من كسر الكاف فتح أوله ومن سكنها كسر، "ف"(8/ 549).
[الزمر: 75]: أَطَافُوا بِهِ، مُطِيفِينَ بِحِفَافَيْهِ: بِجَوَانِبِهِ، {مُتَشَابِهًا} [الزمر: 23]: لَيْسَ مِنَ الاشْتِبَاهِ، وَلَكِنْ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي التَّصْدِيقِ.
1 - بَابُ
(1)
قَوْلُهُ: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
(2)
عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا
(3)
مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
(4)
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]
4810 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ
"بِحِفَافَيْهِ: بِجَوَانِبِهِ" كذا في صـ، مه، وفي سفـ:"بِحَافَّتِهِ: بِجَوَانِبِهِ"، وفي سـ، ذ:"بِحِفَافَيْهِ: بِجَانِبَيهِ". "قوله" سقط في نـ. " {إِنَّ اللَّهَ. . .} إلخ" في نـ بدله: "الآية". "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى" في ذ: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى".
===
(1)
بالتنوين، "قس"(11/ 26).
(2)
في المعاصي، "قس"(11/ 26).
(3)
لا تيأسوا، "قس"(11/ 26).
(4)
قوله: ({جَمِيعًا}) الكبائر وغيرها الصادرة عن المؤمنين، " {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} " لمن تاب " {الرَّحِيمُ} " بعد التوبة لمن أناب. لكن قال القاضي ناصر الدين البيضاوي (2/ 916): تقييده بالتوبة خلاف الظاهر، وإضافة العباد مخصصة بالمؤمنين كما هو عرف القرآن، وسقط "إن اللَّه يغفر الذنوب. . . " إلخ، لأبي ذر، ولفظ باب لغيره، "قس"(11/ 26).
(5)
الفراء الرازي الصغير، "قس"(11/ 27).
يُوسُفَ
(1)
، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ
(2)
أَخْبَرَهُمْ: قَالَ يَعْلَى
(3)
: إِنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ
(4)
كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا
(5)
، وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا
(6)
، فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ، لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا
(7)
كَفَّارَةً، فَنَزَلَ:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68]، وَنَزَلَ:{يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53]. [أخرجه: م 112، د 4274، س 4003، تحفة: 5652].
"قَالَ يَعْلَى" في نـ: "قَالَ يَعْلَى -هُوَ ابنُ مُسْلِم-". "تَدْعُو إِلَيْهِ" في نـ: "تَدْعُو بِهِ". "وَنَزَلَ" في نـ: "وَنَزَلَتْ". " {يَاعِبَادِيَ} في نـ: "{قُلْ يَاعِبَادِيَ} ".
===
(1)
الصنعاني.
(2)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
(3)
هو ابن مسلم بن هرمز، "قس"(11/ 27)، "تق" (رقم: 7849)، "مق" (ص: 313)، قال الكرماني (18/ 69): إن يعلى بن مسلم ويعلى بن حكيم كليهما يرويان عن سعيد بن جبير، وابن جريج يروي عنهما، ولا قدح في الإسناد بهذا الالتباس لأن كلًا منهما على شرط البخاري.
(4)
منهم وحشي بن حرب، "قس"(11/ 27).
(5)
أي: من القتل، "قس"(11/ 27).
(6)
أي: من الزنا، "قس"(11/ 27).
(7)
أي: للذي عملنا من الكبائر، "قس"(11/ 27).
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
(1)
} [الزمر: 67]
4811 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
(3)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(4)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(5)
، عَنْ عَبِيدَةَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
قَالَ: جَاءَ حِبْرٌ
(8)
مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نَجِدُ
(9)
أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ
(10)
، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ،
"بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره.
===
(1)
أي: ما عظّموه حق تعظيمه حيث أشركوا به غيره، "قس"(11/ 28).
(2)
ابن أبي إياس، "قس"(11/ 28).
(3)
ابن عبد الرحمن، "قس"(11/ 28).
(4)
هو ابن المعتمر، "قس"(11/ 28).
(5)
النخعي، "قس"(11/ 28).
(6)
بفتح العين وكسر الموحدة، السلماني، "قس"(11/ 28).
(7)
ابن مسعود.
(8)
بفتح المهملة: عالم من علماء اليهود، قال ابن حجر: لم أقف على اسمه، "قس"(11/ 28).
(9)
أي: في التوراة، "قس"(11/ 29).
(10)
قوله: (يجعل السموات على إصبع) هو مما يفوَّض علمه إلى اللَّه تعالى أو يؤوَّل بانه بيان استحقار العالم عند قدرته، كقولك: بخنصري يحصل هذا الأمر، كذا في "المجمع" (1/ 80). قوله:"بدت نواجذه" بالجيم والذال المعجمة أي: أنيابه، وهي الضواحك التي تبدو عند الضحك حال كونه "تصديقًا لقول الحبر"، قوله:" ثم قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} " وقراءته صلى الله عليه وسلم هذه الآية تدل على صحة قول الحبر لضحكه، قاله النووي (17/ 129)، وفي "التوحيد" (برقم: 7513): قال يحيى بن سعيد: وزاد فيه
وَالْمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلَائِقِ عَلَى إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ
(1)
. فَضحِكَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ
(2)
نَوَاجِذُهُ
(3)
تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: 67]. [أطرافه: 7414، 7415، 7451، 7513، أخرجه: م 2786، ت 3239، س في الكبرى 11450، تحفة: 9404].
3 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
(4)
وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]
"وَالْمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ" في نـ: "وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ". " {حَقَّ قَدْرِهِ} " زاد بعده في نـ: " {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " مصحح عليه. "بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ. "بَابُ قَوْلِهِ: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا. . .} إلخ" في نـ: "بَابُ قَولِهِ: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " وسقط ما بعد ذلك من الآية، وفي نـ:"بَابُ قَولِهِ: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} " وسقط ما بعد ذلك من الآية.
===
فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد اللَّه: "فضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تعجبًا وتصديقًا له" رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح، وعند مسلم:"تعجبًا مما قاله الحبر وتصديقًا له"، وعند ابن خزيمة من رواية إسرائيل عن منصور "حتى بدت نواجذه تصديقًا له"، "قس"(11/ 29).
(1)
أي: المتفرد بالملك، "قس"(11/ 29).
(2)
ظهرت.
(3)
أنيابه، "قس"(11/ 29).
(4)
قوله: ({قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}) القبضة -بفتح القاف- المرة
4812 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(4)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(5)
: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ
(6)
، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ؟ ". [أطرافه: 6519، 7382، 7413، تحفة: 15195].
"السَّمَوَاتِ" في نـ: "السَّمَاءَ".
===
من القبض أطلقت بمعنى القبضة بالضم، وهي المقدار المقبوض بالكف تسمية بالمصدر أو بتقدير: ذات قبضة. قوله: " {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} " قال ابن عطية: اليمين هنا والقبضة عبارة عن القدرة، "قس"(11/ 31).
(1)
البصري، "قس"(11/ 31).
(2)
هو ابن سعد، "قس"(11/ 31).
(3)
الفهمي البصري، "قس"(11/ 31).
(4)
الزهري، "قس"(11/ 31).
(5)
هو ابن عبد الرحمن بن عوف، "قس"(11/ 31).
(6)
قوله: (ويطوي السموات بيمينه) قال القسطلاني (11/ 31): يطلق الطي على الإدراج كطي القرطاس، قال تعالى:{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: 104]، وعلى الإفناء يقول العرب: طويت فلانًا بسيفي أفنيته، قال في "المجمع" في قوله تعالى:{وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} : يأوِّله الخلف بأن الطي التسخير التام وهو كذلك اليوم، ولكن يوم القيامة يظهر لعدم بقاء من يدعي الملك، ونسب الطي إلى اليمين لشرف العلويات على السفليات وإلا فكلا يديه يمين، انتهى.
4 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
(1)
فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]
"بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ. . .} إلخ" في نـ بدله:"إلى آخر الآية".
===
(1)
قوله: ({وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}) النفخة الأولى " {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} " أي: خرّ ميتًا أو مغشيًا " {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} " متصل، فالمستثنى قيل: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل؛ فإنهم يموتون بعد، وقيل: حملة العرش، وقيل: رضوان والحور والزبانية، وقال الحسن: الباري تعالى، فالاستثناء منقطع، وفيه نظر من حيث قوله:{مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} ؛ فإنه لا يتحيّز، قوله:" {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} " هي القائم مقام الفاعل، وهي في الأصل صفة لمصدر محذوف أي: نفخة أخرى، قوله:" {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} " أي: قائمون من قبورهم حال كونهم " {يَنْظُرُونَ} " البعث أو أمر اللَّه فيهم، واختلف في الصعقة فقيل: إنها غير الموت، لقوله تعالى في موسى:{وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143] فهو لم يمت، فهذه النفخة تورث الفزع الشديد، وحينئذ فالمراد من نفخ الصحة ونفخ الفزع واحد، وهو المذكور في النمل في قوله تعالى:{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [النمل: 87]، وعلى هذا فنفخ الصور مرتين، وقيل: الصعقة الموت، فالمراد بالفزع كيدودة الموت من الفزع وشدة الصوت، فالنفخة ثلاث مرات: نفخة الفزع المذكورة في النمل، ونفخة الصعقة، وفي قوله:{ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} ، كذا في "القسطلاني"(11/ 32).
4813 -
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ
(3)
، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ
(4)
، عَنْ عَامِرٍ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي أَوَّلُ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الآخِرَةِ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى مُتَعَلِّقٌ بِالْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَذَلِكَ كَانَ أَمْ بَعْدَ النَّفْخَةِ
(6)
". [تحفة: 13541].
"حَدَّثَنِي الْحَسَنُ" في نـ: "حَدَّثَنَا الْحَسَنُ". "قَالَ: حَدَّثَنَا" لفظ "قَالَ" سقط في نـ. "إِنِّي" في نـ: "أَنا". "أَوَّل" في ذ: "مِنْ أَوَّلِ". "أَكَذَلِكَ" في نـ: "أَكَذَاكَ".
===
(1)
قيل: إنه ابن شجاع البلخي، "ك"(18/ 71)، وبه جزم أبو حاتم، "قس"(11/ 33).
(2)
الكوفي وهو من مشايخ المؤلف، "قس"(11/ 33).
(3)
ابن سليمان الوازي الكوفي، "ك"(18/ 71).
(4)
ابن ميمون الهمداني، "قس"(11/ 33).
(5)
هو ابن شراحيل الشعبي، "قس"(11/ 33).
(6)
قوله: (أكذلك كان أم بعد النفخة) أي: إنه لم يمت عند النفخة الأولى واكتفى بصعقة الطور، أم أحيي بعد النخفة الثانية قبلي وتعلق بالعرش، كذا قرّره "الكرماني" (18/ 71). وقال الداودي: قوله: "أكذلك. . . إلخ" وهم؛ لأن موسى مقبور ومبعوث بعد النفخة، فكيف يكون ذلك قبلها؟! وأجيب: بأن في حديث أبي هريرة السابق في الأشخاص (برقم: 2411): "فإن الناس يصعقون يوم القيامة؛ وأصعق معهم، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى اللَّه"، أي: فلم يصعق، والمراد: بالصعق غشي يلحق من سمع صوتًا أو رأى شيئًا ففزع منه، "قس"(11/ 33).
4814 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
(2)
قَالَ: سمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ
(4)
أَرْبَعُونَ". قَالُوا
(5)
: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ
(6)
. قَالَ
(7)
: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ؟ أَبَيْتُ. قَالَ
(8)
: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ، وَيَبْلَى كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الإِنْسَانِ إِلَّا عَجْبَ
(9)
ذَنَبِهِ، فِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ
(10)
. [طرفه: 4935، تحفة: 12371].
"حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ". "قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي" في ذ: "قَالَ: قَال أَبِي". "بَيْنَ النَفْخَتَيْنِ" في هـ، ذ:"مَا بَينَ النَّفْخَتَيْنِ".
===
ومرَّ الحديث (برقم: 3408، و 3398، و 2411، وغير ذلك).
(1)
بضم العين، ابن غياث بن طلق، "قس"(11/ 34).
(2)
سليمان.
(3)
ذكوان السمان، "قس"(11/ 34).
(4)
أي: نفختي الإماتة والإحياء، "مرقاة".
(5)
أي: أصحاب أبي هريرة، ولم يعرف ابن حجر اسم أحد منهم، "قس"(11/ 34).
(6)
أي: امتنعتُ عن تعيين ذلك، "قس"(11/ 34).
(7)
السائل.
(8)
السائل، "قس"(11/ 34).
(9)
بفتح المهملة وسكون المعجمة، هو عظم لطيف في أصل الصلب، "قس"(11/ 34).
(10)
قوله: (فيه يركَّبُ الخلق) قال ابن عقيل: للَّه سر في هذا لا نعلمه، لأن من أظهر الوجود من العدم لا يحتاج إلى شيء يبني عليه، قلت: ظهر لي
40 - الْمُؤْمِنُ
(1)
قَالَ مُجَاهِدٌ: {حم} مَجَازُهَا مَجَازُ أَوَائِلِ السُّوَرِ
(2)
، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ اسْمٌ لِقَوْلِ شرَيْحِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْعَبْسِيِّ
(3)
:
"الْمُؤْمِنُ" في نـ: " {حم} "، وفي صـ، ذ:"سُورَةُ المُؤمِنِ"، وزاد بعده في ذ:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "قَالَ مُجَاهِدٌ: {حم} مَجَازُهَا" في ذ: "قال البخاري: ويقال {حم} مجازُها"، وفي نـ:"يُقَالُ: {حم} مَجَازُهَا". "وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ" زاد قبله في نـ: "قَالَ البُخَارِي"، وفي ذ:"فَيُقَالُ" بدل "وَيُقَالُ". "شُرَيْحِ بْنِ أَبِي أَوْفَى" كذا في قا، ولغيره:"شُرَيْحِ بْنِ أَوْفَى" بإسقاط: "أَبِي".
===
في الجواب أن ذلك ليكون الجسد الذي يلاقيه العذاب مثلًا من عين الجسد الذي باشر المعصية، بخلاف ما لو أنشئ جديدًا كله، وظاهر الحديث أن العجب لا يبلى، وهو رأي الجمهور، وخالف المزني فقال: إنه يبلى، وتأول الحديث على أن المراد لا يبلى بالتراب كما يبلى سائر الجسد، بل يبلى بلا تراب كما يميت اللَّه ملك الموت بلا ملك الموت، "توشيح"(7/ 3011).
(1)
مكية وآيها خمس أو ثمان وثمانون، "قس"(11/ 35)، "بيض"(2/ 334).
(2)
أي: حكمها حكم الأحرف المقطعة في أوائل السور، "قس"(11/ 35).
(3)
قوله: (لقول شريح بن أبي أوفى) بإثبات أبي في الفرع كغيره، ونسبها في "الفتح" لرواية القابسي، وقال: إن ذلك خطأ، والصواب: إسقاطها، فيصير شريح بن أوفى العبسي -بفتح المهملة وسكون الموحدة- وكان مع علي بن أبي طالب يوم الجمل، وكان على محمد بن طلحة بن
يُذَكِّرُنِي حَم وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ
…
فَهَلَّا تَلَا
(1)
حَم قَبْلَ التَّقَدُّمِ
(2)
{الطَّوْلِ
(3)
} [المؤمن: 3]: التَّفَضُّلُ. {دَاخِرِينَ
(4)
} [المؤمن: 87]: خَاضِعِينَ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(5)
: {إِلَى النَّجَاةِ} [المؤمن: 41]: الإِيمَانِ. {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ} [المؤمن: 43]: يَعْنِي الْوَثَنَ. {يُسْجَرُونَ} [المؤمن: 72]:
"حم" في نـ: "حَاميم" في الموضعين. " {يُسْجَرُونَ}: تُوقَدُ بِهِمِ النَّارُ" سقط في نـ، وفي نـ:"يُوقَدُ" بدل "تُوقَدُ".
===
عبيد اللَّه عمامة سوداء فقال علي: لا تقتلوا صاحب العمامة السوداء، فإنما أخرجه برّه لأبيه، فلقيه شريح بن أوفى فأهوى له بالرمح فتلا {حم} فقتله، فقال شريح:"يذكرني حم والرمح شاجرٌ" هو بالشين المعجمة والجيم والجملة حالية، والمعنى: والرمح مشتبك مختلط. قوله: "فهلا" حرف تحضيض. قوله: "تلا" أي: قرأ " {حم} قبل التقدم" أي: إلى الحرب، قيل: كان مراد محمد بن طلحة بقول: "أذكرك حم" قولَه تعالى في {حم * عسق} : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]، كأنه يذكره بقرابته ليكون ذلك دافعًا له عن قتله.
قال الكرماني (18/ 72): وجه الاستدلال بقول شريح هو أنه أعربه، ولو لم يكن اسمًا لما دخل عليه الإعراب، انتهى. وبذلك قرأ عيسى بن عمر، "قس"(11/ 36).
(1)
قرأ، "قس"(11/ 36).
(2)
إلى الحرب.
(3)
يريد تفسير قوله: {ذِي الطَّوْلِ} ، "قس"(11/ 36).
(4)
في قوله تعالى: {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} .
(5)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى:
تُوقَدُ بِهِمِ النَّارُ. {تَمْرَحُونَ} [المؤمن: 75]: تَبْطَرُونَ.
وَكَانَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ
(1)
يُذَكِّرُ
(2)
النَّارَ
(3)
، فَقَالَ رَجُلٌ: لِمَ تُقَنِّطُ النَّاسَ؟ قَالَ: وَأَنَا أَقْدِرُ أَنْ أُقَنِّطَ النَّاسَ وَاللَّهُ يَقُولُ: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53]. وَيَقُولُ
(4)
:
"قَالَ: وَأَنَا أَقْدِرُ" في ذ: "فقَالَ: وَأَنَا أَقْدِرُ". "وَاللَّهُ يَقُولُ" في نـ: "وَاللَّهُ عز وجل يَقُولُ".
===
{وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ} ، هي "الإيمان" المنجي من النار، وقوله:"ليس له دعوة" يعني الوثن الذي تعبدونه من دون اللَّه تعالى ليست له استجابة دعوة، قال:{يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} أى: "توقد بهم النار" قاله مجاهد، وهو كقوله تعالى:{وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]. قال تعالى: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} أي: "تبطرون" -تتكبرون-، "قس"(11/ 37).
(1)
التابعي الزاهد البصري، ليس له في "البخاري" غير هذا، "قس"(11/ 37).
(2)
بفتح أوله وتخفيف الكاف، ولأبي ذر بضم أوله وشدة الكاف، ولم يذكر ابن حجر غيرها، "قس"(11/ 37).
(3)
أي: يخوِّف الناسَ النارَ، "قس"(11/ 37).
(4)
قوله: (ويقول) أي: اللَّه تعالى: {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} ، فإن قلت: هذا موجب للقنوط لا لعدمه، قلت: غرضه أن لا أقدر على التقنيط وقد قال تعالى لأهل النار -أي: الذين أسرفوا-: {لَا تَقْنَطُوا} [الزمر: 53] قاله الكرماني (18/ 73) أي: لا أقدر على التقنيط؛ لأن اللَّه سبحانه نفى ذلك، ولكن كما أنه سبحانه نفى القنوط أخبر أيضًا بتعذيب المسرفين، فلا بد أن يكون المؤمن بين الخوف والرجاء،
{وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} [المؤمن: 43] وَلَكِنَّكُمْ تُحِبُّونَ أَنْ تُبَشَّرُوا
(1)
بِالْجَنَّةِ عَلَى مَسَاوِئِ أَعْمَالِكُمْ، وَإِنَّمَا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مُبَشِّرًا بِالْجَنَّةِ لِمَنْ أَطَاعَهُ، وَمُنْذِرًا بِالنَّارِ مَنْ عَصَاهُ.
4815 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ
(3)
، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيمِيُّ
(6)
قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
(7)
قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ
"{وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ} " سقطت الواو في نـ. "وَلَكِنَّكُمْ" في صـ: "وَلَكِنْ". "وَمُنْذِرًا" في صـ: "وَيُنْذِرُ". "مَنْ عَصَاهُ" في سـ، ذ:"لِمَنْ عَصَاهُ". "حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ" في نـ: "قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ". "قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ" في صـ، ذ:"عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ".
===
فإني أنذر المسرفين وأنتم تبشرونهم، فالآية الأولى لتأكيد ما نفى من القنوط المستلزم لعدم قدرته على الإقناط، والآية الأخيرة للرد على الرجل المعترض عليه، هذا ما قاله في "الخير الجاري".
(1)
مبنيًّا للمفعول، "قس"(11/ 37).
(2)
المديني، "قس"(11/ 38).
(3)
الدمشقي، "قس"(11/ 38).
(4)
عبد الرحمن، "قس"(11/ 38).
(5)
بالمثلثة، صالح اليمامي الطائي، "قس"(11/ 38).
(6)
نسبة إلى تيم المدني، "قس"(11/ 38).
(7)
ابن العوام، "قس"(11/ 38).
مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِفِنَاءِ
(1)
الْكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ
(2)
، فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولَوَّى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بمَنْكِبِهِ، وَدَفَعَ
(3)
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقَالَ: {أَتَقْتُلُونَ
(4)
رَجُلًا أَنْ يَقُولَ
(5)
رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [المؤمن: 28]. [راجع: 3678، تحفة: 8884].
41 - حم السَّجْدَة
(6)
وَقَالَ طَاوُسٌ
(7)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {ائْتِيَا طَوْعًا} [فصلت: 11]:
"مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ" في قتـ، صـ، عسـ، ذ:"مَا صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ". "فَخَنَقَهُ" في ذ: "فَخَنَقَهُ بهِ"، وفي سـ:"فَخَنَقَهُ بِهَا". "وَقَالَ" في صـ: "ثُمَّ قَالَ". "حم السَّجْدَة" في ذ: "سُورَةُ حم السَّجْدَة، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". " {طَوْعًا} " في صـ، ذ:" {طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} ".
===
(1)
بكسر الفاء، "قس"(11/ 38).
(2)
الأموي المقتول كافرًا بعد انصرافه من بدر بيوم، "قس"(11/ 38).
(3)
عقبة عنه صلى الله عليه وسلم، "قس"(11/ 38).
(4)
الاستفهام للإنكار، "قس"(11/ 38).
(5)
أي: كراهية أن يقول إلخ، "قس" (11/ 38) ومرَّ (برقم: 3678).
(6)
قوله: (حم السجدة) مكية، وآيها خمسون وثنتان أو ثلاث أو أربع، ولأبي ذر:"سورة حم السجدة، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" سقطت البسملة لغير أبي ذر، "قس"(11/ 39).
(7)
قوله: (وقال طاوس) فيما وصله الطبري وابن أبي حاتم بإسناد على شرط المؤلف "عن ابن عباس" في قوله تعالى: {ائْتِيَا طَوْعًا} : زاد أبو ذر
أَعْطِيَا. {قَالَتَا أَتَيْنَا} [فصلت: 11]: أَعْطَيْنَا.
وَقَالَ الْمِنْهَالُ
(1)
عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ
(2)
لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ. قَالَ: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101]. {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 27]. {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42]. {رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23]،
"{قَالَتَا أَتَيْنَا} " في نـ: " {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} ". "عَنْ سَعِيدٍ" في سفـ، صـ:"عَنْ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ". " {رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} " في ذ: " {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ".
===
والأصيلي: {أَوْ كَرْهًا} أي: "أعطيا" بكسر الطاء. قوله: " {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} أي: "أعطينا"، استشكل هذا التفسير لأن ائتيا وأتينا بالقصر من المجيء، فكيف يفسر بالإعطاء، وأجيب: بأن ابن عباس ومجاهدًا وابن جبير قرءوا بالمدينة فيهما، وفيه وجهان أحدهما: ما ذهب إليه الرازي والزمخشري أنه من باب المؤاتاة وهي الموافقة، أي: ليوافق كل واحدة أختها فيما أردت منكما، ملتقط من "قس" (11/ 39)، "بيض" (2/ 936).
(1)
قوله: (وقال المنهال) بكسر الميم وسكون النون، ابن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، "عن سعيد" ابن جبير أنه "قال: قال رجل" هو نافع ابن الأزرق الذي صار بعد ذلك رأس الأزارقة من الخوارج، وكان يجالس ابن عباس بمكة ويسأله ويعارضه، قوله: "إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي" لما بين ظواهرها من التدافع، زاد عبد الرزاق: فقال ابن عباس: ما هو أشك في القرآن؟ قال: ليس بشك، ولكنه اختلاف، فقال: هات ما اختلف عليك من ذلك، "قس" (11/ 40).
(2)
هو نافع بن الأزرق، "قس"(11/ 40).
فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ
(1)
؟ وَقَالَ: {وَالسَّمَاءُ
(2)
بَنَاهَا} -إِلَى قَوْلِهِ-: {دَحَاهَا} [النازعات: 27 - 30] فَذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ
(3)
: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إِلَى {طَائِعِينَ} [فصلت: 9 - 11] فَذَكَرَ فِي هَذ خَلْقَ الأَرْضِ قَبْلَ السَّمَاءِ
(4)
؟
وَقَالَ: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96]، {عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 56]. {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]، فَكَأَنَّهُ
(5)
كَانَ ثُمَّ مَضَى
(6)
؟
فَقَالَ: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} [المؤمنون: 101] فِي النَّفْخَةِ الأُولَى، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، فَلَا أَنْسَابَ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، ثُمَّ فِي النَّفْخَةِ الآخِرَةِ {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 27]. وَأَمَّا قَوْلُهُ:
"وَالسَّمَاءُ بَنَاهَا" في نـ: " {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} "، وفي نـ:"وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا". "قَبْلَ خَلْق الأَرْضِ" في نـ: "قَبْلَ الأَرْضِ". "إِنَّكُمْ" في نـ: "أَإِنَّكُمْ". "إِلَى {طَائِعِينَ} " في صـ، عسـ:"إِلَى قَولِهِ: {طَائِعِينَ} ". "قَبْلَ السَّمَاءِ" في صـ: "قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ". " {فَلَا أَنْسَابَ} " في نـ: "فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ". "وَأَمَّا قَوْلُهُ" في نـ: "وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى".
===
(1)
كونهم مشركين وعلم من الأولى أنهم لا يكتمون اللَّه حديثًا، "قس"(11/ 40).
(2)
التلاوة: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} ، "ك".
(3)
في سورة حم السجدة، "قس"(11/ 40).
(4)
التدافع ظاهر، "قس"(11/ 40).
(5)
يومئذ موصوفًا بهذه الصفات، "قس"(11/ 40).
(6)
أي: تغير عن ذلك، "قس"(11/ 40).
{مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23]{وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ} [النساء: 42] فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لأَهْلِ الِإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ، وَقَالَ الْمُشْركُونَ: تَعَالَوْا نَقُولُ: لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ. فَخُتَمَ
(1)
عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عُرِفَ
(2)
أَنَّ اللَّهَ لَا يُكْتَمُ
(3)
حَدِيثًا، وَعِنْدَهُ:{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآيَةَ
(4)
[النساء: 42]، وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي
(5)
يَوْمَيْنِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ، فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ، وَدَحْيُهَا
(6)
"{وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ} " في صـ، عسـ، ذ:" {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} ". "وَقَالَ الْمُشْرِكُونَ" في ذ: "فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ". "فَخُتِمَ" في نـ: "فَيُخْتَمُ". "عُرِفَ" في صـ: "عَرَفُوا". "دَحَا" في نـ: "دَحَى". "وَدَحْيُهَا" كذا في صـ، عسـ، وفي ذ:"وَدَحَاهَا"، وفي نـ:"وَدَحْوهَا".
===
(1)
بضم الخاء على بناء المفعول، ولأبي ذر على بناء الفاعل، "قس"(11/ 41).
(2)
بضم العين على بناء المفعول، وللأصيلي عرفوا بفتحها والجمع، "قس"(11/ 41).
(3)
بضم أوله وفتح ثالثه.
(4)
إلى {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} والحاصل أنهم يكتمون بألسنتهم فتنطق أيديهم وجوارحهم، "قس"(11/ 41).
(5)
أي: مقدار.
(6)
قوله: (ودحيها) هذا للأصيلي وابن عساكر، وفي بعضها:"دحوها"، ولأبي ذر:"دحاها"، قوله:"أن أخرج منها" أي: بأن أخرج منها "الماء والمرعى وخلق الجبال والجمال" بكسر الجيم: الإبل، "والآكام" بفتح الهمزة جمع أكمة، بفتحتين: ما ارتفع كالتل والرابية، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: والأكوام جمع كوم، كذا في "القسطلاني"(11/ 41)،
أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ
(1)
وَالآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{دَحَاهَا} [النازعات: 30]، وَقَوْلُهُ:{خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] فَجُعِلَتِ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ
"الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ" في هـ، حـ:"الْحِبَالَ وَالْجِمَالَ". "وَالْجِمَالَ" في نـ: "وَالْحِبَالَ". "وَالآكَامَ" في سـ، حـ، ذ:"وَالأَكْوَام". "وَمَا بَيْنَهُمَا" في نـ: "وَمَا بَيْنَهَا". "فَجُعِلَتِ الأَرْضُ" في هـ، ذ:"فَخُلِقَتِ الأَرْضُ".
===
وفي "القاموس"(ص: 994): الأكمة، محركةً: التل من القُفِّ من حجارة واحدة، أو هي دون الجبال، أو الموضع يكون أشد ارتفاعًا مما حوله، وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجرًا، والجمع أكم محركة، وبضمتين، وكأَجْبُل وجِبال وأجبال، انتهى. قال الكرماني (18/ 74 - 75) وصاحب "الفتح" (8/ 558): إن الحاصل ما وقع في السوال في حديث الباب أربعة مواضع: الأول: أنه تعالى قال في آية "لا يتساءلون"، وفي أخرى:"يتساءلون". والثاني: أنه علم من آية أنهم لا يكتمون اللَّه حديثًا، ومن أخرى أنهم يكتمون كونهم مشركين. والثالث: ذكر في آية خلق السماء قبل الأرض، وفي أخرى بالعكس. والرابع: قوله: إن اللَّه كان غفورا رحيمًا وكان سميعًا بصيرًا، يدل على أنه كان موصوفًا بهذه الصفات في الزمان الماضي، ثم بغير ذلك. فأجاب ابن عباس: بأن التساؤل بعد النفخة الثانية وعدمه قبلها. وعن الثاني: بأن الكتمان قبل إنطاق الجوارح وعدمه بعدها. وعن الثالث: بأن خلق نفس الأرض قبل السماء ودحاها بعده. وعن الرابع: بأنه تعالى سمّى نفسه بكونه غفورًا رحيمًا وهذه التسمية مضت؛ لأن التعلق انقطع، وأما ذلك أي: ما قال من الغفورية والرحيمية فمعناه أنه لا يزال كذلك لا ينقطع، فإن اللَّه إذا أراد المغفرة والرحمة أو غيرها من الأشياء في الحال أو الاستقبال فلا بد من وقوع مراده قطعًا، انتهى.
(1)
بكسر الجيم أي: الإبل، "قس"(11/ 41).
شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّام، وَخُلِقَتِ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ
(1)
. {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} سَمَّى نَفْسَهُ
(2)
ذَلِكَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ
(3)
، أي: لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا
(4)
إِلَّا أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، فَلَا يَخْتَلِفْ
(5)
عَلَيْكَ الْقُرْآنُ، فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
(6)
. [تحفة: 5629].
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(7)
: {مَمْنُونٍ} [فصلت: 8]: مَحْسُوبٍ
"{غَفُورًا رَحِيمًا} " لفظ "رَحِيمًا" ثبت في صـ، ذ، وسقط لغيرهما. "نَفْسَهُ ذَلِكَ" في صـ:"نَفْسَهُ بِذَلِكَ". "مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" زاد بعده في صـ، عسـ، ذ:"حَدَّثَنِي يُوسُفُ بنُ عَدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيدِ بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بِهَذا" -مصغر الأنسة، بالنون والمهملة، "ك"(18/ 76) -، وفي قتـ:"قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِيهِ يُوسفُ بنُ عديٍّ. . . " إلخ، وفي نـ:"حَدَّثَنِيهِ يُوسُفُ بنُ عَدِيٍ. . . " إلخ، وفي نـ:"حَدَّثَنَا يُوسُفُ بنُ عَدِيٍ. . . " إلخ. " {مَمْنُونٍ} " في صـ، ذ:" {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} "، وفي نـ:" {غَيْرُ مَمْنُونٍ} ". "مَحْسُوبٍ" في نـ: "غَيرُ مَحْسُوبٍ".
===
(1)
الحاصل أن خلق نفس الأرض قبل خلق السماء ودحوها بعده، "قس"(11/ 41).
(2)
أي: ذاته.
(3)
أي: ما قال من الغفورية والرحيمية.
(4)
بأن يرحم شيئًا، "قس"(11/ 41).
(5)
بالجزم على النهي، "قس"(11/ 41).
(6)
ولو كان من عند غير اللَّه لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا، "ك"(18/ 76).
(7)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي: " {مَمْنُونٍ} " ولأبي ذر والأصيلي: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} أي: غير "محسوب" وقال ابن عباس: غير منقطع، وقيل:[غير] ممنون به عليهم، قوله تعالى:{وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} قال
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
مجاهد: "أرزاقها" من المطر، فعلى هذا فالأقوات للأرض لا للسكان، أي: قدّر لكل أرض حظها من المطر، وقيل: أرزاق أهلها. قال تعالى: {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} ، قال مجاهد:"مما أمر به" بفتح الهمزة والميم، ولأبي ذر: أمر بضم الهمزة وكسر الميم. قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} أي: "مشاييم" جمع مشومة، أي: من الشوم، قوله:" {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} أي: "قرناهم بهم" بفتح القاف والراء والنون المشددة، وسقط هذا التفسير لغير الأصيلي، والصواب إثباته إذ ليس للتالي تعلق به، "قس" (11/ 42، 43)، وليس "{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ} " تفسيرًا لـ {قَيَّضْنَا}، "ف" (8/ 559). قال تعالى: {فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ} أي: "بالنبات {وَرَبَتْ} " أي: "ارتفعت"، لأن النبت إذا قرب أن يظهر تحركت [له] الأرض وانتفخت ثم تصدعت عن النبات. و"قال غيره" أي: غير مجاهد في معنى: "{وَرَبَتْ} " أي: ارتفعت. "{مِنْ أَكْمَامِهَا} " بفتح الهمزة جمع كم بالكسر، "قس" (11/ 43). قوله: "{فَهَدَيْنَاهُمْ} " في قوله: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} أي: دلّلناهم دلالة مطلقة "على الشر والخير" على طريقهما كقوله في سورة البلد: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} أي: طريق الخير والشر، وكقوله في سورة الإنسان: {هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ}، وأما الهدى الذي هو الإرشاد إلى البغية بمنزلة أي: بمعنى "أصعدناه" بالصاد، في الفرع كغيره، ولأبي ذر: والوقت أسعدناه بالسين بدل الصاد، وقال السهيلي فيما نقله عنه الزركشي وغيره: هو بالصاد ضد الشقاوة، قوله: ومن ذلك أي: من الهداية [التي] بمعنى الدلالة الموصلة إلى البغية [التي عبر عنها المؤلف] الإرشاد والإسعاد. قوله: "{يُوزَعُونَ} " في قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} أي: "يكفون" بفتح الكاف بعد الضم أي: يوقف سوابقهم حتى يصل إليهم تواليهم، وهو معنى قول
{أَقْوَاتَهَا} [فصلت: 10]: أَرْزَاقَهَا. {فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: 12]: مِمَّا أُمِرَ بِهِ. {نَحِسَاتٍ} [فصلت: 16]: مَشَائِيمَ. {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ}
"{نَحِسَاتٍ} " في نـ: " {أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} ". " {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} زاد بعده في صـ: "قَرَنَّاهُمْ بِهِمْ".
===
السدي: يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا، قوله:"من أكمامها" في قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا} فهو "قِشْرُ الكفرّى" بضم الكاف وضم الفاء وفتحها وتشديد الراء: وعاء الطلع، قال ابن عباس: قبل أن ينشق هي الكم بضم الكاف، وقال الراغب: الكم: ما يغطي اليد من القميص وما يغطي الثمرة، وجمعه: أكمام، وهذا يدل على أنه مضموم الكاف، إذ جعله مشتركًا بين كم القميص وبين كم الثمرة، ولا خلاف في كم القميص أنه بالضم، وضبط الزمخشري: كم الثمرة بكسر الكاف، فيجوز أن يكون فيه لغتان دون كم القميص جمعًا بين القولين، "وقال غيره: ويقال للعنب إذا خرج أيضًا: كافور وكفرى" قاله الأصمعي، وهذا ساقط بغير المستملي، ووعاء كل شيء كافوره. قوله: {وَلِيٌّ حَمِيمٌ} أي: الصديق القريب، وللأصيلي: قريب، قوله تعالى: {وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} يقال: "حاص عنه حاد" وللأصيلي أي: حاد، وزاد أبو ذر: عنه، والمعنى أنهم أيقنوا أن لا مهرب لهم من النار، قوله: "مرية" بكسر الميم في قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ} [فصلت: 54] و"مرية" بضمها، في قراءة الحسن لغتان كخفية وخفية، ومعناهما "واحد أي: امتراءٌ" أي: في شك من البعث والقيامة، "قس" (11/ 44 - 45).
[فصلت: 25]. {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} [فصلت: 30] عِنْدَ الْمَوْتِ
(1)
. {اهْتَزَّتْ} بِالنَّبَاتِ، {وَرَبَتْ} [فصلت: 39]: ارْتَفَعَتْ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {أَكْمَامِهَا} [فصلت: 47]: حِينَ تَطْلُعُ. {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} [فصلت: 50]: أي: بِعَمَلِي أَنَا مَحْقُوقٌ بهَذَا
(2)
. {سَوَاءً
(3)
لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: 10]: قَدَّرَهَا سَوَاءً. {فَهَدَيْنَاهُمْ
(4)
} [فصلت: 17]: دَلَلْنَاهُمْ عَلَى الْخَيرِ وَالشَّرِّ، كَقَوْلِهِ:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]، وَكَقَوْلِهِ: وَ {هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} [الإنسان: 3]، وَالْهُدَى الَّذِي هُوَ الإِرْشَادُ بمَنْزلَةِ أَصْعَدْنَاهُ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]. {يُوزَعُونَ} [فصلت: 19]: يُكَفُّوْنَ. {مِنْ أَكْمَامِهَا} [فصلت: 47]: قِشْرُ الْكُفُرَّى الْكُمُّ. {وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:
"{مِنْ أَكْمَامِهَا}: حِينَ تَطْلُعُ" ثبت في سفـ، ذ، وسقط لغيرهما. " {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} " زاد قبله في صـ، ذ:"وَقَالَ غَيرُه" -أي: غير مجاهد-. وَ" {هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} " في نـ: " {هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} " بإسقاط الواو. "أَصْعَدْنَاهُ" في صـ، قتـ، ذ:"أَسْعَدْنَاهُ". "مِنْ ذلكَ" في ذ: "وَمِنْ ذلكَ". "الْكُمُّ" في نـ: "هِيَ الْكُمُّ"، وزاد بعده في سـ:"وَقَال غَيْرُه: وَيُقَالُ للعِنَب إذَا خَرَجَ أَيضًا: كَافُورٌ وَكُفرَّى". " {وَلِيٌّ حَمِيمٌ} " زاد قبل في نـ: "وَقَالَ غَيْرُه".
===
(1)
وقال قتادة: إذا قاموا من قبورهم، "قس"(11/ 43).
(2)
أي: مستحق لي بعلمي وعملي، "قس"(11/ 43).
(3)
نصب على المصدر أي: استوت استواءً.
(4)
في قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} ، "قس"(11/ 44).
34]: الْقَرِيبُ. {مِنْ مَحِيصٍ} [فصلت: 48]: حَاصَ: حَادَ. {مِرْيَةٍ
(1)
} [فصلت: 54] وَمُرْيَةٍ
(2)
وَاحِدٌ أي: امْتِرَاءٌ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(3)
: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40]: الْوَعِيدُ
(4)
.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت: 34]: الصَّبْرُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَالْعَفْوُ عِنْدَ الإِسَاءَةِ، فَإذَا فَعَلُوهُ
(5)
عَصَمَهُمُ اللَّهُ، وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
(6)
}.
1 - بَابُ قَولِهِ: {وَمَا
(7)
كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ
(8)
أَنْ يَشْهَدَ
"الْقَرِيبُ" في صـ: "قَرِيبٌ". "حَاصَ" في نـ: "حَاصَ عَنهُ". "حَادَ" في نـ: "حَادَ عَنْهُ" وفي صـ: "أي: حادَ". "الْوَعِيدُ" في صـ: "هِيَ وَعِيدٌ". " {الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} " في ذ: " {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ". "فَإِذَا فَعَلُوهُ" في نـ: "فَإِذَا فَعَلُوا". " {وَلِيٌّ حَمِيمٌ} " زاد بعده في نـ: "قَريبٌ". "بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "قَولِه" سقط في نـ.
===
(1)
بكسر الميم.
(2)
بالضم.
(3)
فيما وصله عبد بن حميد، "قس"(11/ 45).
(4)
أي: معناه الوعيد.
(5)
أي: الصبر والعفو، "قس"(11/ 45).
(6)
أي: صار الذي بينه وبينهم عداوة كأنه ولي حميم أي: كالصديق القريب، "قس"(11/ 45).
(7)
نافية.
(8)
عن ارتكابكم الفواحش، "ج" (ص: 632).
عَلَيْكُمْ
(1)
سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ
(2)
أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ
(3)
} [فصلت: 22]
4816 -
حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
(4)
، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مَنْصُورٍ
(5)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(6)
، عَنْ أَبي مَعْمَرٍ
(7)
، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
(8)
: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} الآية [فصلت: 22] قَالَ: كَانَ رَجُلَانِ مِنْ قُرَيْشٍ
(9)
"{عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ. . .} إلخ" في صـ: " {عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} الآية". " {وَلَا أَبْصَارُكُمْ. . .} إلخ" في نـ: " {وَلَا أَبْصَارُكُمْ} إلى: {تَعْمَلُونَ} " وفي ذ: " {وَلَا أَبْصَارُكُمْ} الآية". "حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ". " {سَمْعُكُمْ} " زاد بعده في ذ: " {وَلَا أَبْصَارُكُمْ} ". "قال: كَانَ رَجُلَانِ" في صـ: "وَقَالَ: كَانَ رَجُلَانِ"، وفي قتـ، ذ:"قَالَ: رَجُلانِ".
===
(1)
بأنكم تنكرون البعث، "قس"(11/ 45).
(2)
أي: لكن ذلك الاستتار لأجل أنكم ظننتم. . . إلخ، "قس"(11/ 45).
(3)
أي: من الأعمال التي تخفونها، "قس"(11/ 45).
(4)
البصري.
(5)
هو ابن المعتمر، "قس"(11/ 46).
(6)
ابن جبر، "قس"(11/ 46).
(7)
عبد اللَّه بن سخبرة، "قس"(11/ 46).
(8)
عبد اللَّه.
(9)
قوله: (كان رجلان من قريش) صفوان وربيعة ابنا أمية بن خلف، ذكره الثعلبي وتبعه البغوي (4/ 112). قوله:"وختن لهما" بفتح الخاء
وَخَتَنٌ لَهُمَا مِنْ ثَقِيفٍ
(1)
، أَوْ رَجُلَانِ
(2)
مِنْ ثَقِيفٍ وَخَتَنٌ لَهُمَا مِنْ قُرَيْشٍ فِي بَيْتٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَتُرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ حَدِيثَنَا؟ قَالَ بَعْضُهُمْ: يَسْمَعُ بَعْضَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَئِنْ كَانَ يَسْمَعُ بَعْضَهُ لَقَدْ يَسْمَعُ كُلَّهُ
(3)
. فَأُنْزِلَتْ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} الآية [فصلت: 22]. [طرفاه: 4817، 7521، أخرجه: م 2775، ت 3248، س 11468، تحفة: 9335].
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {ذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ} الآية [فصلت: 23]
4817 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(5)
قَالَ:
"قَالَ بعْضُهُم" في ذ: "فَقَالَ بَعضُهُمْ"، وفي صـ، عسـ:"وَقَالَ بعضُهُمْ". "قَولِه" سقط في نـ. " {ذَلِكُمْ} " في نـ: "وَذلك". {ذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ} الآية" في نـ: "{ذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ".
===
المعجمة والفوقية بعدها نون: كل من كان من قِبَلِ المرأة كالأب والأخ وهم الأَختان، "قس"(11/ 46).
(1)
وهو عبد ياليل بن عمرو، وقيل: حبيب بن عمرو، وقيل: الأخنس بن شريق، "قس"(11/ 46).
(2)
الشك من أبي معمر، وأخرجه عبد الرزاق بلفظ:"ثقفي وختناه قرشيان"، فلم يشك، "قس"(11/ 46).
(3)
قوله: (لقد يسمع كله) لأن نسبة جميع المسموعات إليه واحدة، فالتخصيص تحكّم، "قسطلاني"(11/ 47).
(4)
عبد اللَّه بن الزبير، "قس"(11/ 47).
(5)
ابن عيينة، "قس"(11/ 47).
حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ
(1)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(2)
، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيتِ
(5)
قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ -أَوْ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِيٌّ-، كَثِيرَةٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ قَلِيلَةٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ
(6)
، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتُرَوْنَ
(7)
أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الآخَرُ: يَسْمَعُ إِنْ جَهَزنَا وَلَا يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا. وَقَالَ الآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ
(8)
"كَثِيرَةٌ" في نـ: "كَثِيرٌ". "قَلِيلَةٌ" في نـ: "قَلِيلٌ".
===
(1)
ابن المعتمر، "قس"(11/ 47).
(2)
ابن جبر، "قس"(11/ 47).
(3)
عبد اللَّه، "قس"(11/ 47).
(4)
ابن مسعود.
(5)
الحرام.
(6)
قوله: (كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم) كذا للأكثر بإضافة "بطون" لـ "شحم"، وإضافة "قلوب" لـ "فقه"، وتنوين "كثيرة" و"قليلة"، وذكره بعض الشراح بلفظ إضافة كثيرة إلى شحم وبطونهم بالرفع على أنه المبتدأ أي: بطونهم كثيرة الشحم وهو محتمل، كذا في "الفتح"(8/ 562)، وفي بعضها "كثير" بلفظ التذكير. قال الكرماني (18/ 79): فإن قلت: ما وجه التأنيث؟ قلت: إما أن يكون الشحم مبتدأ، واكتسب التأنيث من المضاف إليه وكثيرة خبره، وإما أن تكون التاء للمبالغة نحو: رجل علامة، انتهى. قال في "الفتح" (8/ 562): وفيه إشارة إلى أن الفطنة قَلَّمَا ما تكون مع البطنة، قال الشافعي رحمه الله: ما رأيت سمينًا عاقلًا إلا محمد بن الحسن رحمه الله.
(7)
بضم التاء، "قس"(11/ 47).
(8)
لأن نسبة جميع المسموعات إليه واحدة، "ك"(18/ 78).
إِذَا أَخْفَيْنَا
(1)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا
(2)
كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ
(3)
أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} الآية [فصلت: 22].
وَكَانَ
(4)
سُفْيَانُ
(5)
يُحَدِّثُنَا بِهَذَا
(6)
فَيَقُولُ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ
(7)
أَوِ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ
(8)
أَوْ حُمَيْدٌ
(9)
أَحَدُهُمْ أَوِ اثْنَانِ مِنْهُمْ، ثُمَّ ثَبَتَ عَلَى مَنْصُورٍ، وَتَرَكَ ذَلِكَ مِرَارًا غَيْرَ وَاحِدَةٍ. [راجع: 4816].
"غَيْرَ وَاحِدَةٍ" في صـ: "غَيْرَ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ"، وفي نـ:"غَيْرَ وَاحِدٍ".
===
(1)
فيه إشعار بأن هذا الثالث أفطن أصحابه وأخلق به أن يكون الأخنس بن شريق لأنه أسلم بعد ذلك، وكذا صفوان بن أمية، "فتح"(8/ 563).
(2)
نافية.
(3)
أي: كنتم تستترون عن الناس عند ارتكاب الفواحش مخافة الفضاحة، وما ظننتم أن أعضاءكم تشهد عليكم بها فما استترتم عنها، "بيض"(2/ 938).
(4)
هذا كلام الحميدي شيخ البخاري، "ف"(8/ 563).
(5)
ابن عيينة، "قس"(11/ 48).
(6)
الحديث، "قس"(11/ 48).
(7)
هو ابن المعتمر، "قس"(11/ 48).
(8)
عبد اللَّه.
(9)
ابن قيس أبو صفوان، "قس"(11/ 48).
بَابُ قَوْلُهُ: {فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ
(1)
وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ} [فصلت: 24]
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيّ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ
(4)
، عَنْ مُجَاهِدٍ
(5)
، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
. . . بِنَحْوِهِ. [تحفة: 9335].
42 - {حم * عسق}
(8)
وَيُذْكَرُ
(9)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {عَقِيمًا} [الشورى: 50]: لَا تَلِدُ.
"بَابُ قَوْلُهُ: {فَإِنْ يَصْبِرُوا. . .} إلخ" في نـ: "بَابُ قَوْلُهُ: {فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} الآية". "حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ". "بِنَحْوِهِ" في ذ، صـ:"نَحْوَهُ" -أي: نحو الحديث السابق-. " {حم * عسق} " في نـ: "سُورَةُ {حم * عسق} ". "وَيُذْكَرُ" في ذ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال البخاري: يذكر".
===
(1)
قوله: ({فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ}) أي: مسكن لهم، أي: أمسكوا عن الاستغاثة لفرج ينتظرونه لم يجدوا ذلك، وتكون النار مقامًا لهم، وسقطت الآية كلها لأبي ذر، "قس"(11/ 38).
(2)
الصيرفي البصري، "قس"(11/ 48).
(3)
هو ابن سعيد القطان، "قس"(11/ 48).
(4)
ابن المعتمر، "قس"(11/ 48).
(5)
هو ابن جبر.
(6)
اسمه عبد اللَّه بن سخبرة.
(7)
ابن مسعود، "قس"(11/ 48).
(8)
مكية ثلاث وخمسون آية، "قس"(11/ 48).
(9)
قوله: (ويذكر) بضم أوله وفتح ثالثه، ولأبي ذر: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
{رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى: 52]: الْقُرْآنُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {يَذْرَؤُكُمْ
(1)
فِيهِ} [الشورى: 11]: نَسْلٌ
(2)
بَعْدَ نَسْلٍ. {لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا} [الشورى: 15]: لَا خُصُومَةَ. {طَرْفٍ خَفِيٍّ} [الشورى: 45]: ذَلِيلٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(3)
: {فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ} [الشورى: 33]: يَتَحَرَّكْنَ
(4)
وَلَا يَجْرِينَ فِي الْبَحْرِ
(5)
. . . . . . . .
"{لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا}: لَا خُصُومَةَ" في ذ: " {لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} لَا خُصُومَةَ بَينَنَا وَبَيْنَكُمْ". " {طَرْفٍ خَفِيٍّ} " في ذ: " {مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} ". "وَقَالَ غَيْرُهُ" سقط في نـ.
===
الرَّحِيمِ، قال البخاري: يذكر" بإسقاط العاطف "عن ابن عباس" فيما وصله ابن أبي حاتم والطبري في قوله تعالى: {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا} أي: لا تلد. قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} قال ابن عباس: هو القرآن لأن القلوب تحيا به. "وقال مجاهد" فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} أي: نسل بعد نسل أي: يخلقكم في الرحم، قال تعالى: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} أي: ذليل بالمعجمة كما ينظر المصبور إلى السيف، فإن قلت: إنه تعالى قال في صفة الكفار: إنهم يحشرون عُميًا، وقال هنا: {يَنْظُرُونَ}، أجيب بأنه لعلهم يكونون في الابتداء كذلك ثم يصيرون عميًا، "قس" (11/ 48 - 49).
(1)
يكثركم، من الذرء وهو البثّ، "بيض"(2/ 359).
(2)
من الناس والأنعام، "بغوي"(7/ 186).
(3)
أي: غير مجاهد، "قس"(11/ 49).
(4)
يعني يضطربن بالأمواج، "قس"(11/ 49).
(5)
لسكون الريح، "قس"(11/ 49).
{شَرَعُوا
(1)
} [الشورى: 21]: ابْتَدَعُوا.
1 - بَابُ قَولِهِ: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى
(2)
} [الشورى: 23]
4818 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ:{إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
(5)
، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عَجِلْتَ
(6)
،
"سَمِعْتُ طَاوُسًا" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا".
===
(1)
يريد قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ} ، أي: ابتدعوا، هذا قول أبي عبيدة، "قس"(11/ 49).
(2)
أي: تودوني لقرابتي منكم، أو تودوا أهل قرابتي، "قس"(11/ 49)، "بيض"(2/ 948).
(3)
ابن الحجاج، "قس"(11/ 50).
(4)
هو ابن كيسان اليماني، "قس"(11/ 50).
(5)
قوله: (قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم) فحمل الآية على أمر المخاطبين بأن يوادّوا أقاربه صلى الله عليه وسلم، وهو عام لجميع المكلفين، "فقال ابن عباس" لسعيد:"عجلت" بفتح العين وكسر الجيم: أي: أسرعت في تفسيرها، فقال:"إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش. . . " إلخ، فحمل الآية على أن تودوا النبي صلى الله عليه وسلم من أجل القرابة التي بيني وبينكم، فهو خاص بقريش، ويؤيده أن السورة مكية، "قس"(11/ 50)، قال الكرماني (18/ 80): وحاصل كلام ابن عباس أن جميع قريش أقارب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وليس المراد من الآية بنو هاشم ونحوهم كما يتبادر إلى الذهن من قول سعيد بن جبير، انتهى.
(6)
أي: في تفسيرها، "قس"(11/ 50).
إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فَقَالَ:"إِلَّا أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ". [راجع: 3497، أخرجه: ت 3251، س في الكبرى 11474، تحفة: 5731].
43 - {حم} الزُّخْرُفِ
(1)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: 22]: إِمَامٍ. {وَقِيلِهِ
(3)
يَارَبِّ} [الزخرف: 88] تَفْسِيرُهُ: أَيَحْسَبُونَ
(4)
أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ، وَلَا نَسْمَعُ قِيلَهُمْ.
"{حم} الزخرف" في ذ: "سورة {حم} الزخرف" وزاد في عسـ، ذ:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "وَقَالَ مُجَاهِدٌ" كذا في ذ، ولغيره:"قَالَ مُجَاهِدٌ". " {عَلَى أُمَّةٍ} " في نـ: " {آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} ". "إِمَامٍ" في نـ: "عَلَى إِمَامٍ".
===
(1)
قوله: ({حم} الزخرف) مكية إلا قوله: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا} [الزخرف: 45]، وآيها تسع وثمانون، ولأبي ذر: سورة {حم} الزخرف، وله ولابن عساكر: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وسقطت لغيرهما، "قس"(11/ 51).
(2)
قوله: (وقال مجاهد) في قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} أي: على "إمام" كذا فسره أبو عبيدة، وعند عبد بن حميد عن مجاهد: على ملة، وعن ابن عباس: على دين، "قس"(11/ 52).
(3)
أي: وقول الرسول، ونصبه للعطف على سرّهم، أو على محل الساعة، أو لإضمار فعله أي: وقال: قيله، "بيض"(2/ 379).
(4)
قوله: ({وَقِيلِهِ يَارَبِّ} تفسيره: أيحسبون. . .) إلخ، هذا التفسير يقتضي الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بجمل كثيرة، قال الزركشي: ينبغي حمل كلامه على أنه أراد تفسير المعنى ويكون التقدير: ويعلم قيله،
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً
(1)
} [الزخرف: 33]: لَوْلَا أَنْ أَجعَلَ النَّاسَ كُلَّهُمْ كُفَّارًا لَجَعَلْتُ لِبُيُوتِ الْكُفَّارِ. {سُقُفًا
(2)
مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ
(3)
} [الزخرف: 33]: مِنْ فِضَّةٍ، وَهِيَ دَرَجٌ وَسُرُرُ فِضَّةٍ. {مُقْرِنِينَ
(4)
} [الزخرف: 13]: مُطِيقِينَ
(5)
. {آسَفُونَا
(6)
} [الزخرف: 55]: أَسْخَطُونَا. {يَعْشُ
(7)
} [الزخرف: 36]: يَعْمَى.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ} [الزخرف: 5]: أي:
"وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في ذ: "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". "أَنْ أَجعَلَ" كذا في عسـ، ذ، وفي صـ:"أَنْ يَجْعَلَ"، وفي نـ:"أَنْ جَعَلَ". "لِبُيُوتِ الْكُفَّارِ" في حـ، ذ:"بُيُوتَ الْكُفَّارِ". "يَعْمَى" في نـ: "يَعْمَ". " {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْر} " زاد بعده في نـ: " {صَفْحًا} ".
===
يريد قوله تعالى: {وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ} وجره عاصم وحمزة عطفًا على الساعة، "قس"(11/ 52).
(1)
لولا أن يرغبوا في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة وتنعم لجعلنا إلخ، "بيض"(2/ 372).
(2)
بفتح السين وسكون القاف على إرادة الجنس، وبضمتهما على الجمع، "قس"(11/ 52).
(3)
مصاعد.
(4)
في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} .
(5)
أي: ليس لنا القوة والطاقة أن نقرن هذه الدابة والفلك [أو نضبطها] فسبحان من سخَّر لنا هذا بقدرته وحكمته، "قس"(11/ 52).
(6)
يريد قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا} .
(7)
قوله: ({وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ}) قال ابن عباس: أي: "يعمى"
تُكَذِّبُونَ بِالْقُرْآنِ، ثُمَّ لَا تُعَاقَبُونَ عَلَيْهِ
(1)
؟ {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} [الزخرف: 8]: سُنَّةُ الأَوَّلينَ. {مُقَرَّنِينَ} يَعْنِي الإِبِلَ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ. {يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} [الزخرف: 18]: الْجَوَارِي، جَعَلْتُمُوهُنَّ لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا
(2)
، فَكَيْفَ تَحْكُمُونَ
(3)
؟ {لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ
(4)
} [الزخرف: 20]:
"{مُقْرِنِينَ} " في صـ: " {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} ". "الإبِلَ وَالْخَيْلَ" في نـ: "الْخَيْلَ وَالإِبِلَ". " {يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} " في نـ: " {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} ". "الْجَوَارِي" في نـ: "يَعْنِي الْجَوَارِي". "جَعَلْتُمُوهُنَّ" في صـ، ذ:"فَيَقُولُ: جَعَلْتُمُوهُنَّ" وفي نـ: "يَقُولُ: جَعَلْتُمُوهُنَّ".
===
بالألف، وفي بعضها يعم بفتح الميم، قال أبو عبيدة: من قرأ بضم الشين فمعناه أنه تظلم عينه، ومن فتحها فمعناه تعمى عينه، "قس"(11/ 52)، "خ". قوله:" {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} "[الزخرف: 18] قرأ بفتح أوله مخففًا الجمهور، وحمزة والكسائي وحفص بضم أوله مثقلًا، والجحدري مثله مخففًا، "ف"(8/ 567)، أي:"الجواري" اللاتي ينشأن في الزينة أي: البنات، "قس"(11/ 53).
(1)
قال الكلبي: أفنترككم سُدًى لا نأمركم ولا ننهاكم؟ "قس"(11/ 53).
(2)
أي: جعلتم الأوثان ولد اللَّه.
(3)
بذلك ولا ترضونه لأنفسكم، "قس"(11/ 53).
(4)
قوله: ({وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ}) يعني الأوثان بدليل قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} ، والأوثان هم الذين لا يعلمون، غرضه أن الضمير راجع إلى الأوثان لا إلى الملائكة، كذا في "الكرماني" (18/ 81). وقال تعالى:{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} أي: ولده، فيكون منهم أبدًا من يوحّد اللَّه ويدعو إلى توحيده، "قس" (11/ 54). قال تعالى: {أَوْ جَاءَ مَعَهُ
يَعْنُونَ الأَوْثَانَ
(1)
، لِقَولِ اللَّهِ تَعَالَى:{مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} [الزخرف: 20]: الأَوْثَانُ إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ. {فِي عَقِبِهِ} [الزخرف: 28]: وَلَدِهِ. {مُقْتَرِنِينَ} [الزخرف: 53]: يَمْشُونَ مَعًا
(2)
. {سَلَفًا} [الزخرف: 56]: قَوْمُ فِرْعَوْنَ سَلَفًا لِكُفَّارِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. {وَمَثَلًا} : عِبْرَةً. {يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]: يَضِجُّونَ. {مُبْرِمُونَ} [الزخرف: 79]: مُجْمِعُونَ. {أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81]، أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ. {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} [الزخرف: 26] الْعَرَبُ تَقُولُ: نَحْنُ مِنْكَ الْبَرَاءُ وَالْخَلَاءُ، وَالْوَاحِدُ
"لِقَولِ اللَّهِ تَعَالَى" في عسـ، ذ:"لِقَولِ اللَّهِ عز وجل"، وفي صـ:"بَقَولِ اللَّهِ تَعَالَى"، وفي نـ:"يَقُولُ اللَّهُ تَعالَى ". " {مُقْتَرِنِينَ} " في نـ: "مُقْرِنِينَ". " {سَلَفًا} " في نـ: " {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا} ". " {إِنَّنِي بَرَاءٌ} " زاد قبله في ذ: "وَقَالَ غَيرُه" -أي: غير مجاهد-.
===
الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} أي: "يمشون معًا" قاله مجاهد، قال تعالى:{فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} أي: جعلنا قوم فرعون سلفًا لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومثلًا أي: عبرة لهم، قوله تعالى:{إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} بكسر الصاد أي: "يضجّون" وقرأ نافع وابن عامر والكسائي بضم الصاد، وقيل: هما بمعنى واحد وهو الضجيج واللغط، وقيل: بالضم من الصدود وهو الإعراض، قال تعالى:{أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ} أي: "مجمعون" وقيل: محكمون، قال تعالى:{إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أي: "أول المؤمنين" قاله مجاهد، "قس"(11/ 54).
(1)
قال قتادة: يعنون الملائكة، والمعنى: إنما لم يعجل عقوبتنا على عبادتنا إياهم لرضاه منا بعبادتها، "قس"(11/ 53).
(2)
أي: مجتمعون، "ك"(18/ 81).
وَالاِثْنَانِ وَالْجَمِيعُ، مِنَ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، يُقَالُ فِيهِ: بَرَاءٌ
(1)
لأَنَّهُ مَصْدَرٌ
(2)
، وَلَوْ قَالَ: بَريءٌ لَقِيلَ فِي الاِثْنَيْنِ: بَرِيئَانِ، وَفِي الْجَمِيعِ: بَريئُونَ. وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ
(3)
: {إِنَّنِي بَرِيءٌ} بِالْيَاءِ
(4)
. وَالزُّخْرُفُ
(5)
: الذَّهَبُ. {مَلَائِكَةً يَخْلُفُونَ}
(6)
[الزخرف: 60]: يَخْلُفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
1 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ
(7)
} الآيَةَ [الزخرف: 77]
4819 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو
(8)
، عَنْ عَطَاءٍ
(9)
، عَنْ صفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ
(10)
قَالَ:
"وَلَو قَالَ" في ذ: "ولَو قِيلَ". " {مَلَائِكَةٌ} " في نـ: " {مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ} ". "بَابُ" ثبت في ذ. "قَولُه" سقط في نـ. "الآية"" في عسـ، ذ بدله: "{إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} " -مجيبًا لهم، "قس" (11/ 54) -.
===
(1)
بلفظ الواحد، "قس"(11/ 54).
(2)
في الأصل وقع موقع الصفة وهي بريء، "قس"(11/ 54).
(3)
ابن مسعود، "قس"(11/ 54).
(4)
وصله فضل بن شاذان في كتاب القراءة عنه، "قس"(11/ 54).
(5)
في قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا} [الزخرف: 34 - 35].
(6)
أي: يخلفونكم في الأرض.
(7)
ليمتنا لنستريح، "قس"(11/ 54).
(8)
هو ابن دينار، "قس"(11/ 55).
(9)
هو ابن أبي رباح، "قس"(11/ 55).
(10)
يعلى بن أمية، "قس"(11/ 55).
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ
(1)
لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [راجع: 3230].
وَقَالَ قَتَادَةُ: {مَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [الزخرف: 56]: عِظَةً
(2)
.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(3)
: {مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 13]: ضَابِطِينَ، يُقَالُ: فُلَانٌ
"عِظَةً" زاد بعده في ذ: "لِمَنْ بَعدَهُمْ".
===
(1)
وقرئ يا مال بكسر اللام على الترخيم، "قس"(11/ 55).
(2)
العظة: الموعظة، "قس"(11/ 55).
(3)
قوله: (وقال غيره) أي: غير قتادة في قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} السابق ذكره، أي:"ضابطين، يقال: فلان مقرن لفلان" أي: "ضابط له" قاله أبو عبيدة. قال تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} [الزخرف: 71] الأكواب: هي "الأباريق التي لا خراطيم لها" وقيل: لا عراوي لها ولا خراطيم معًا. قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} مرَّ تفسيره قريبًا عن مجاهد بأول المؤمنين، وفسره هنا بقوله: أي: "ما كان" يريد أنّ "إن" في قوله: "إن كان" نافية لا شرطية، ثم أخبر {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أي: الموحدين من أهل مكة أن لا ولد له. وقوله: "فأنا أول الآنفين" أي: المستنكفين مشتق من عبد بكسر الموحدة إذا أنف واشتدّت أنفته، وهما أي: عابد وعبد لغتان، يقال: رجل عابد وعَبِد بكسر الموحدة. قوله: "وقرأ عبد اللَّه" يعني ابن مسعود: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ} أي: موضع قوله تعالى: {وَقِيلِهِ يَارَبِّ} السابق ذكره قريبًا، وهي قراءة شاذة، قوله:"ويقال: {أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} " أي: "الجاحدين"، يقال: عَبَدَ في حقي أي: جحدنيه من "عبد" بكسر الموحدة، "قسطلاني"(11/ 56).
مُقْرِنٌ لِفُلَانٍ: ضابطٌ لَهُ. و {الأَكْوَابُ} : الأَبَارِيقُ الَّتِي لَا خَرَاطِيمَ لَهَا. {أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81]: أي: مَا كَانَ فَأَنَا أَوَّلُ الأَنِفِينَ، وَهُمَا لُغَتَانِ: رَجُل عَابِدٌ وَعَبِدٌ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ
(1)
} وَيُقَالُ: {أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} الْجَاحِدِينَ، مِنْ: عَبِدَ يَعْبَدُ
(2)
.
وَقَالَ قَتَادَةُ: {فِي أُمِّ الْكِتَابِ
(3)
} [الزخرف: 4]: جُمْلَةِ الْكِتَابِ أَصْلِ الْكِتَابِ.
[2 - باب] {أَفَنَضْرِبُ
(4)
عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ
"لَا خَرَاطِيمَ لَهَا" زاد بعده في نـ: "وَقَالَ قَتَادَةُ: {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} جملة الكتاب أصل الكتاب" -وأم كل شيء: أصله، والمراد اللوح المحفوظ، "قس"(11/ 56)، وسيجيء قريبًا-. " وَقَالَ قَتَادَةُ: -إِلَى- أَصلِ الكتابِ" مرَّ قريبًا وسقط هنا لغير أبي ذر.
===
(1)
مكان قوله تعالى: {وَقِيلِهِ يَارَبِّ} وهي قراءة شاذة مخالفة لخط المصحف، "قس"(11/ 56).
(2)
قوله: (يعبد) بفتح الموخدة كذا فيما وقفت عليه من الأصول، وقال السفاقسي: ضبطوه هنا بفتح الباء في الماضي وضمها في المستقبل، قال: ولم يذكر أهل اللغة عبد بمعنى جحد، ورد عليه بما ذكره محمد بن عزيز السجستاني صاحب "غريب القرآن" من أن معنى العابدين [الجاحدين]، وفسر على هذا إن كان له ولد فأنا أول الجاحدين، "قسطلاني"(11/ 56).
(3)
أم كل شيء أصله، والمراد: اللوح المحفوظ؛ لأنه أصل الكتب السماوية، "قس"(11/ 56).
(4)
قوله: ({أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ}) بفتح الهمزة أي: لأن كنتم، قال في "الأنوار": وهو في الحقيقة علة مقتضية لترك
قَوْمًا مُسْرِفِينَ} [الزخرف: 5]: مُشْرِكِينَ. وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ رُفِعَ حَيْثُ رَدَّهُ أَوَائِلُ هَذِهِ الأُمَّةِ لَهَلَكُوا. {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ
(1)
بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ
(2)
الْأَوَّلِينَ} [الزخرف: 8]: عُقُوبَةُ الأَوَّلينَ. {جُزْءًا}
(3)
[الزخرف: 15]: عِدْلًا.
44 - الدُّخَانِ
(4)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(5)
: {رَهْوًا} [الدخان: 24]: طَرِيقًا يَابِسًا.
"مُشْرِكِينَ" سقط لأبي ذر. "الدخان" في ذ: "سورةُ {حم} الدخان، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "طَرِيقًا" في نـ: "قَالَ: طَرِيقًا". "يَابِسًا" زاد بعده في ذ: "وَيُقَالُ: {رَهْوًا}: ساكِنًا".
===
الإعراض، وقرأ نافع وحمزة والكسائي بكسرها على أنها شرطية، قوله:"واللَّه لو أنّ. . . " إلخ، قاله قتادة فيما وصله ابن أبي حاتم، وزاد:"ولكن اللَّه عاد عليهم بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه"، زاد غير ابن أبي حاتم: عشرين سنة أوما شاء اللَّه، "قس"(11/ 57).
(1)
أي: من القوم المسرفين، "قس"(11/ 57).
(2)
المثل بمعنى العقوبة، "قس"(11/ 57).
(3)
قوله: ({جُزْءًا}) في قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} أي: "عدلًا" بكسر العين وسكون الدال: مثلًا، فالمراد بالجزء هنا إثبات الشركاء للَّه تعالى لأنهم لما أثبتوا الشركاء زعموا أن كل العبادة ليست للَّه، بل بعضها جزء له تعالى وبعضها جز لغيره، "قسطلاني"(11/ 57).
(4)
قوله: (الدخان) مكية إلا قوله: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ} الآية [الدخان: 15] وهي سبع أو تسع وخمسون آية، ولأبي ذر:"سورة {حم} الدخان بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، سقطت البسملة لغير أبي ذر، "قس"(11/ 58).
(5)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى:
{عَلَى الْعَالَمِينَ} [الدخان: 32]: عَلَى مَنْ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ. {فَاعْتِلُوهُ} [الدخان: 47]: ادْفَعُوهُ. {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ} [الدخان: 54]: أَنْكَحْنَاهُمْ حُورًا عِينًا يَحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ. {تَرْجُمُونِ
(1)
} [الدخان: 20]: الْقَتْلُ. وَ {رَهْوًا} [الدخان: 24] سَاكِنًا
(2)
.
"{عَلَى الْعَالَمِينَ} " في ذ: " {عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} ". " {بِحُورٍ} " في ذ: " {بِحُورٍ عِينٍ} ". "يَحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ" زاد بعده في ذ: " {فَاعْتِلُوهُ} [الدخان: 47]: ادْفَعُوْه". " {تَرْجُمُونِ} " في نـ: "وَيُقَالُ: تَرْجُمُونِي". "و {رَهْوًا} سَاكِنًا" كذا هنا في اليونينية، وسبق ذكره لأبي ذر.
===
{وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} أي: "طريقًا يابسًا". قال: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} أي: "على من بين ظهريه" أي: اخترنا [مؤمني] بني إسرائيل على عالمي زمانهم. قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} أي: "ادفعوه" دفعًا عنيفًا. قوله: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ} ولأبي ذر: {بِحُورٍ عِينٍ} : أنكحناهم، قوله:"حورًا عينًا يحار فيها الطرف" أي: الحور جمع الحوراء، وهي التي يحار فيها الطرف، أي: العين، والعِين جمع العِيناء: العظيمة العينين من النساء الواسعتهما. قوله: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} المراد بالرجم هنا "القتل" وقال ابن عباس: ترجمون بالقتل وهو الشتم، ويقولون: هو ساحر، وقال قتادة: بالحجارة. وقال ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ} [الدخان: 43 - 45] هو "أسود كمهل الزيت" أي: كدرديه، "قس"(11/ 58). [انظر "ف" (8/ 570)].
(1)
في قوله: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} . المراد بالرجم القتل، "قس"(11/ 58).
(2)
كذا هو هنا في اليونينية وسبق ذكره لأبي ذر، "قس"(11/ 58).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كَالْمُهْلِ
(1)
} [الدخان: 45]: أَسْوَدُ كَمُهْلِ الزَّيْتِ
(2)
.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {تُبَّعٍ
(3)
} [الدخان: 37]: مُلُوكُ الْيَمَنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُسَمَّى تُبَّعًا، لأَنَّهُ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ، وَالظِّلُّ يُسَمَّى تُبَّعًا لأَنَّهُ يَتْبَعُ الشَّمْسَ.
1 - بَابُ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]
وَقَالَ قَتَادَةُ: {فَارْتَقِبْ} : فَانْتَظِرْ.
4820 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
(4)
، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ
(5)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(6)
، عَنْ مُسْلِمٍ
(7)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(8)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(9)
قَالَ:
"{تُبَّعٍ} " في نـ: " {قَوْمُ تُبَّعٍ} ". "كُلُّ وَاحِدٍ" في نـ: "وَكُلُّ وَاحِدٍ". "بَابُ: {فَارْتَقِبْ} " سقط في نـ. "وَقَالَ قَتَادَةُ" سقط في نـ، وفي نـ سقطت الواو فقط. "فَانْتَظِرْ" في صـ:"انتَظِرْ". "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ" في نـ: "قَالَ عَبْدُ اللَّهِ".
===
(1)
هو ما يمهل في النار حتى يذوب، وقيل: دردي الزيت، "قس".
(2)
أي: كدردي الزيت، "قس"(11/ 59).
(3)
أي: في قوله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} ، "قس"(11/ 59).
(4)
عبد اللَّه بن عثمان، "قس"(11/ 59).
(5)
محمد بن ميمون، "قس"(11/ 59).
(6)
سليمان، "قس"(11/ 59).
(7)
هو ابن صبيح، "قس"(11/ 59).
(8)
ابن الأجدع، "قس"(11/ 59).
(9)
ابن مسعود، "قس"(11/ 59).
مَضَى
(1)
خَمْسٌ: الدُّخَانُ
(2)
، وَالرُّومُ
(3)
، وَالْقَمَرُ
(4)
، وَالْبَطْشَةُ
(5)
، وَاللِّزَامُ
(6)
. [راجع: 1007، أخرجه: م 2798، س في الكبرى 11374، تحفة: 9576].
2 - بَابُ قَوْلُهُ: {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: 11]
4821
- حَدَّثَنَا يَحْيَى
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويَةَ
(8)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(9)
، عَنْ مُسْلِمٍ
(10)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(11)
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
(12)
:
"قَولُه" سقط في نـ. "قَالَ عَبْدُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ".
===
(1)
من علامات الساعة.
(2)
في قوله: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ} إلخ [الدخان: 10].
(3)
في قوله: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 1 - 2]، "قس"(11/ 59).
(4)
في قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1].
(5)
في قوله: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} [الدخان: 16]، "قس"(11/ 59)، أي: في يوم بدر، كما سيجيء.
(6)
في قوله: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان: 77] وهو الهلاك أو الأسر، ويدخل في ذلك يوم بدر كما فسره ابن مسعود وغيره، فيكون أربعًا، أو اللزام يكون في القيامة، ولتحقق وقوعه عدّ ماضيًا، ومرَّ (برقم: 4767).
(7)
ابن موسى البلخي، "قس"(11/ 60)، وفي الكرماني (18/ 84): الختّي.
(8)
محمد بن خازم.
(9)
سليمان.
(10)
أي: ابن صبيح أبو الضحى، "قس"(11/ 60).
(11)
ابن الأجدع.
(12)
ابن مسعود، "قس"(11/ 60).
إِنَّمَا كَانَ هَذَا
(1)
لأَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَوْا
(2)
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَعَا
(3)
عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ
(4)
كَسِنِي يُوسُفَ، فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجُهْدِ
(5)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَارْتَقِبْ
(6)
يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}، قَالَ: فَأُتِيَ
(7)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ، فَإِنَّهَا قَدْ هَلَكَتْ
(8)
. قَالَ: "لِمُضَرَ
(9)
؟!. . . . . . .
"تَعَالى" في ذ: "عز وجل". "فَقِيلَ" في ذ: "فَقِيلَ لَهُ".
===
(1)
قوله: (إنما كان هذا) القحط والجهد الذي أصاب قريشًا حتى رأوا بينهم وبين السماء كالدخان من شدة الجوع "لأن قريشًا لما استعصوا" أي: حين أظهروا العصيان ولم يتركوا الشرك "دعا" النبي صلى الله عليه وسلم "عليهم بسنين" قحط "كسني يوسف" عليه السلام المذكور في سورته، "قس"(11/ 60).
(2)
أي: أظهروا العصيان ولم يتركوا الشرك، "قس"(11/ 60).
(3)
صلى الله عليه وسلم.
(4)
قحط.
(5)
بالضم وبالفتح: المشقة، وقيل: لغتان بمعنى، من ضعف بصره، أو لأن الهواء يُظلم عام القحط لقلة الأمطار وكثرة الغبار، "قس"(11/ 60).
(6)
أي: فانتظر.
(7)
والآتي أبو سفيان أو كعب بن مرة، "قس"(11/ 60).
(8)
أي: من القحط والجهد، "قس"(11/ 60).
(9)
قوله: (قال: لمضر) أي: قال عليه السلام مجيبًا: أتأمرني أن أستسقي لمضر مع ما هم عليهم من معصية اللَّه والإشراك به؟! "إنك لجريء" أي: ذو جراءة حيث تشرك باللَّه وتطلب رحمته، "فاستسقى" عليه السلام-
إِنَّكَ لَجَرِيءٌ"؛ فَاسْتَسْقَى فَسُقُوا؟ فَنَزَلَتْ: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15]، فَلَمَّا أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ عَادُوا إِلَى حَالِهِمْ
(1)
حِينَ أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 16]. قَالَ: يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ
(2)
. [راجع: 1007].
3 - بَابُ قَولِهِ: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ
(3)
} [الدخان: 12]
"إِنَّكَ لَجَرِيءٌ" في نـ: "إِنَّكُمْ لَجَرِيءٌ". "فَاسْتَسْقَى" في ذ: "فَاستَسْقَى لَهُمْ"، وفي نـ:"فَاسْتَسْقَاهُمْ". "تَعَالَى" في نـ: "عز وجل". "بَابُ قَولِهِ" سقط في نـ.
===
وزاد أبو ذر: "لهم". "فسقوا" بضم السين والقاف، "فنزلت:{إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} " أي: إلى الكفر عقب الكشف، وكانوا قد وعدوا بالإيمان إن كشف العذاب عنهم، قوله: "فلما أصابتهم الرفاهية" بتخفيف التحتية بعد الهاء المكسورة: أي: التوسع والراحة، "قسطلاني" (11/ 61).
(1)
من الشرك، "قس"(11/ 61).
(2)
ظرف لمنتقمون، "قس"(11/ 61).
(3)
قوله: ({رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}) أي: عذاب القحط والجهد، أو عذاب الدخان الآتي قرب قيام الساعة، أو قريب عذاب النار حين يدعون إليها في القيامة، أو دخان [يأخذ] بأسماع المنافقين وأبصارهم، ورجح الأول بأن القحط لما اشتدت على أهل مكة أتاه أبو سفيان فناشده الرحم ووعده إن كشف عنهم آمنوا، فلما كشف عادوا، ولو حملناه علي الآخرين لم يصح؛ لأنه لا يصح أن يقال لهم حينئذ:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15] وسقط: "باب قوله" لغير أبي ذر، "قس"(11/ 61).
4822 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
(2)
، عَنِ الأَعْمَشِ
(3)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(4)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(5)
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: إِنَّ مِنَ الْعِلْم أَنْ تَقُولَ لِمَا لَا تَعْلَمُ: اللَّهُ أَعْلَمُ
(6)
، إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ
(7)
} [ص: 86]، إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا غَلَبُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ
(8)
". فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ
(9)
، أَكَلُوا فِيهَا الْعِظَامَ وَالْمَيْتَةَ مِنَ الْجَهْدِ، حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجُوعِ
(10)
. قَالُوا: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} فَقِيلَ لَهُ: إِنْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَادُوا. فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمْ، فَعَادُوا
(11)
،
"غَلَبُوا النَّبِيَّ" في صـ، هـ، ذ:"غَلَبُوا عَلَى النَّبِيِّ".
===
(1)
ابن موسى البلخي، "قس"(11/ 61)، هو إما ابن موسى وإما ابن جعفر، "ك"(18/ 85).
(2)
ابن الجراح، "قس"(11/ 62).
(3)
سليمان.
(4)
مسلم، "قس"(11/ 62).
(5)
هو ابن الأجدع، "قس"(11/ 62).
(6)
قد سبق في "سورة الروم" سبب قول ابن مسعود هذا من وجه آخر، "قس" (11/ 62) ومرَّ في (ح: 4774).
(7)
والقول فيما لا يعلم قسم من التكلف، "قس"(11/ 62).
(8)
أي: في الشدة، "قس"(11/ 62).
(9)
أي: قحط.
(10)
أي: من الظلمة التي في أبصارهم بسبب الجوع، "قس"(11/ 62).
(11)
إلى الكفر، "قس"(11/ 62).
فَانْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ
(1)
} إِلَى قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 10 - 16]. [راجع: 1007].
4 - بَابُ قَوْلُهُ: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى
(2)
وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} [الدخان: 13]
الذِّكْرُ وَالذِّكْرَى وَاحِدٌ.
4823 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(3)
، عَنْ مَسْرُوقٍ
(4)
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ
(5)
، ثُمَّ قَالَ
(6)
: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَعَا قُرَيْشًا كَذَّبُوهُ
"{يَوْمَ تَأْتِي} " زاد قبله في صـ، عسـ، قتـ، ذ:" {فَارْتَقِبْ} ". "قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ" سقط في نـ. " بَابُ قَوْلُهُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "دَعَا قُرَيْشًا" في نـ:"دَعَا قُرَيْشًا إلَى الإِسلامِ".
===
(1)
وهذا الحديث سبق في سورة "ص"(برقم: 4809).
(2)
قوله: " {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى} " أي: من أين لهم التذكر والاتعاظ، " {وَقَدْ جَاءَهُمْ} " ما هو أعظم وأدخل في وجوب الطاعة وهو " {رَسُولٌ مُبِينٌ} " ظاهر الصدق وهو محمد صلى الله عليه وسلم، "قس"(11/ 62).
(3)
مسلم.
(4)
ابن الأجدع، "قس"(11/ 63).
(5)
ابن مسعود.
(6)
قوله: (ثم قال) فيه حذف اختصره، والظاهر أن الذي اختصره قول مسروق: بينا رجل يحدث في كندة، إلى قوله: فأتيت ابن مسعود وكان متكئًا فغضب فجلس فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: اللَّه أعلم، ثم قال:
وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ". فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ، حَصَّتْ
(1)
كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى كَانُوا يَأْكُلُونَ الْمَيْتَةَ، فَكَانَ يَقُومُ أَحَدُهُمْ فَكَانَ يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ مِثْلَ الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ، ثُمَّ قَرَأ:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} حَتَّى بَلَغَ: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 10 - 15] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
(2)
: أَفَيُكْشَفُ
(3)
عَنْهُمُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: وَالْبَطْشَةُ الْكُبْرَى
(4)
يَوْمُ بَدْرٍ. [راجع: 1007].
"كُلَّ شَيْءٍ" في نـ: "يَعنِي كُلَّ شَيْءٍ". " {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} " ثبت في صـ، ذ.
===
"إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم"، كذا في "القسطلاني"(11/ 63)، قال البغوي (4/ 150): اختلفوا في هذا الدخان فعن عبد اللَّه بن مسعود قال: خمس قد مضين: اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان، وقال قوم: هو دخان يجيء قبل قيام الساعة ولم يأت بعد، وهو قول ابن عباس وابن عمر والحسن، انتهى مختصرًا جدًا، ومرَّ بيان الحديث مرارًا قريبًا وبعيدًا، (منها برقم: 4809، و 4774، و 4767، و 1020، و 1007).
(1)
بالحاء المهملة والصاد المهملة المشددة أي: أذهبت كل شيء، "قس"(11/ 63).
(2)
ابن مسعود.
(3)
الهمزة للإنكار، "خ".
(4)
أي: في قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} .
5 - بَابُ قَوْلُهُ: {ثُمَّ تَوَلَّوْا
(1)
عَنْهُ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ}
(2)
4824 -
حَدَّثَنَا بشْرُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ
(3)
، عَنْ شُعْبَةَ
(4)
، عَنْ سُلَيْمَانَ
(5)
وَمَنْصُورٍ
(6)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(7)
، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وقَالَ
(8)
: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86]، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا رَأَى
"بَابُ" ثبت في ذ. "قَولُه" سقط في نـ. " {قَالُوا مُعَلَّمٌ} " في نـ: " {وَقَالُوا مُعَلَّمٌ} ". "أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ" في صـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ". "عَنْ شُعْبَةَ" في صـ: "حَدَّثَنَا شُعْبَةُ". "عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ" لفظ "قال" سقط في نـ. "فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ".
===
(1)
أي: أعرضوا، "قس"(11/ 63).
(2)
قوله: " {وَقَالُوا مُعَلَّمٌ} " هذا القرآن من بعض الناس، وقال آخرون: إنه {مَجْنُونٌ} والجن يلقون إليه ذلك، حاشاه اللَّه من ذلك، وسقط لفظ: باب لغير أبي ذر، "قسطلاني"(11/ 63)، قال صاحب "المدارك" (3/ 289):{وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} أي: بهتوه بأن عدّاسًا غلامًا أعجميًا لبعض ثقيف هو الذي علّمه، ونسبوه إلى الجنون، انتهى مختصرًا.
(3)
ابن جعفر.
(4)
ابن الحجاج.
(5)
ابن مهران الأعمش.
(6)
هو ابن المعتمر.
(7)
مسلم بن صبيح، "قس"(11/ 64).
(8)
فيه اختصار أيضًا كالسابق، "قس"(11/ 64).
قُرَيْشًا اسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ
(1)
فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ"، فَأَخَذَتْهُمُ السَّنَةُ
(2)
حَتَّى حَصَّتْ
(3)
كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ وَالْجُلُودَ -فَقَالَ أَحَدُهُمْ
(4)
: حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ- وَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ
(5)
، فَأَتَاهُ
(6)
أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: أَيْ مُحَمَّدُ إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُمْ، فَدَعَا،
"فَقَالَ" في عسـ، صـ، قتـ ذ:"قَالَ". "اللَّهُمَّ" سقط في نـ. "السَّنَةُ" في نـ: "سَنَةٌ". "فَقَالَ أَحَدُهُمْ" في عسـ، صـ، قتـ، ذ:"وَقَالَ أَحَدُهُمْ". "حَتَّى أَكَلُوا" في نـ: "حِينَ أَكَلُوا". "وَجَعَلَ" في ذ: "فَجَعَلَ". "قَدْ هَلَكُوا" في نـ: "هَلَكُوا".
===
(1)
فلم يؤمنوا، "قس"(11/ 64).
(2)
القحط.
(3)
أذهبت، "قس"(11/ 64).
(4)
القياس أحدهما لأن المراد سليمان ومنصور فيحتمل أن يكون على قوله: إن أقل الجمع اثنان، "قس"(11/ 64).
(5)
قوله: (يخرج من الأرض كهيئة الدخان) استشكل بما سبق: "فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجوع"، وأجيب: بالحمل على أن مبدأه كان من الأرض، ومنتهاه كان بين السماء والأرض، وباحتمال وجود الأمرين بأن يخرج من الأرض بخار كهيئة الدخان من شدة حرارة الأرض ووهجها من عدم المطر، ويرون بينهم وبين السماء مثل الدخان من فرط حرارة الأرض والجوع، "قس"(11/ 64).
(6)
صلى الله عليه وسلم.
ثُمَّ قَالَ: "تَعُودُوا
(1)
(2)
بَعْدَ هَذَا". فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ
(3)
: ثُمَّ قَرَأَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إِلَى {عَائِدُونَ} [الدخان: 10 - 15]، أَيُكْشَفُ
(4)
عَذَابُ الآخِرَةِ؟! فَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ وَالْبَطْشَةُ
(5)
وَاللِّزَامُ
(6)
، وَقَالَ أَحَدُهُمُ: الْقَمَرُ
(7)
، وَقَالَ الآخَرُ: الرُّومُ
(8)
. [راجع: 1007].
"تَعُودُوا" في نـ: "يَعُودُوا" وفي صـ: "يَعُودُونَ". "إِلَى {عَائِدُونَ} " في نـ: "إِلَى قَولِه: {عَائِدُونَ} ". "الرُّومُ" في نـ: "وَالرُّومُ".
===
(1)
قوله: (ثم قال: يعودوا) إلى الكفر بعد هذا، قال الزركشي: كذا وقع "يعودوا" بحذف نون الرفع، وصوا به:"يعودون" بإثباتها، قال العلامة البدر الدماميني: ليس حذفها خطأ، بل هو ثابت في الكلام الفصيح نظمًا ونثرًا، ومنه قراءة الحسن تظاهرا بتشديد الظاء، أي: أنتما ساحران تتظاهران، فحذف المبتدأ وهو ضمير المخاطبين، وأدغمت التاء في الظاء، وحذفت النون تخفيفًا، وفي الحديث:"لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا" وللأصيلي: "يعودون" بإثبات النون على الأصل، "قس"(11/ 65).
(2)
إلى الكفر، وهو مطابق لما في الترجمة من قوله:" {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ} "، "قس"(11/ 65).
(3)
خبر مقدم والمبتدأ: "ثم قرأ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي بالنون مبنيًا للفاعل، أي: أنكشف عنهم عذاب الآخرة، "قس"(11/ 65).
(5)
الكبرى يوم بدر، "قس"(11/ 65).
(6)
وهو الأسر والهلكة يوم بدر، "قس"(11/ 65)، وقد سبق.
(7)
يعني انشقاقه، "قس"(11/ 65).
(8)
أي: غلبتهم، "قس"(11/ 65).
6 - بَابُ قَولِه: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} -إلَى قولِهِ-: {إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 15 - 16]
4825 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ
(1)
: اللِّزَامُ، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، وَالْقَمَرُ، وَالدُّخَانُ
(2)
. [راجع: 1007].
45 - الْجَاثِيَةِ
(3)
{جَاثِيَةً
(4)
} [الجاثية: 28]: مُسْتَوْفِزِينَ عَلَى الرُّكَبِ.
"بَابُ قولِهِ: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ. . .} إلخ" في نـ: "بَابُ: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}. "حَدَّثَنَا يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ بُكَيرٍ". "الجَاثِيَة" في ذ: "سُورَةُ حم الجاثية، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وفي نـ: "سورة الجاثية". "{جَاثِيَةً} : مُستَوفِزِينَ عَلَى الرُّكَبِ" ثبت في حـ، مه.
===
(1)
أي: وقعن، "قس"(11/ 65).
(2)
قوله: (والدخان) الحاصل لقريش بسبب القحط، لكن أخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن علي قال:"آية الدخان لم يمض بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام وينفخ الكافر حتى ينقدّ"، ولمسلم من حديث أبي سريحة رفعه:"لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوعَ الشمس [من] مغربها والدخانَ" الحديث، كذا في "القسطلاني"(11/ 65).
(3)
مكية وهي سبع أو ست وثلاثون آية، "قس"(11/ 66)، "بيض"(2/ 386).
(4)
قوله: ({جَاثِيَةً}) في قوله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} أي: "مستوفزين على الركب" من الخوف، "قسطلاني"(11/ 66)، يقال: استوفز في قعدته إذا قعد قعودًا منتصبًا غير مطمئن، "ك" (18/ 88). قال تعالى:
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {نَسْتَنْسِخُ} [الجاثية: 29]: نَكْتُبُ. {نَنْسَاكُمْ} [الجاثية: 34]: نَتْرُكُكُمْ.
1 - بَابُ {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ
(1)
} [الجاثية: 24]
4826
- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ
(4)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّهُ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ
(5)
، يَسُبُّ الدَّهْرَ
"وَقَالَ مُجَاهِدٌ" سقط في نـ. " {إِلَّا الدَّهْرُ} " زاد بعده في نـ: "الآية"، وفي نـ:" {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ -الذي قالوه- مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} " إذ لا دليل لهم عليه، "قس" (11/ 66). "حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ" في نـ:"حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ". "قَالَ النَّبِيُّ" كذا في قتـ، ولغيره:"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "قَالَ اللَّهُ" في نـ: "قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى".
===
{إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ} أي: نكتب، أي: نأمر الملائكة أن تكتب أعمالكم، وسقط لأبي ذر:"وقال مجاهد" فقط. قال تعالى: {الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ} أي: "نترككم" في العذاب كما تركتم الإيمان والعمل ولقاء هذا اليوم، كذا في "القسطلاني"(11/ 66).
(1)
أي: وما يفنينا إلا الدهر، أي: مرَّ الزمان وطول العمر واختلاف الليل والنهار، "قس"(11/ 66).
(2)
عبد اللَّه بن الزبير، "قس"(11/ 66).
(3)
ابن عيينة، "قس"(11/ 66).
(4)
ابن شهاب.
(5)
قوله: (يؤذيني ابن آدم) أي: يعاملني معاملة توجب الأذى في حقكم، واللَّه تعالى منزه عن أن يصير في حقه الأذى إذ هو محال عليه، "قس"(11/ 67)، "ك"(18/ 89)، قوله:"وأنا الدهر" معناه: أنا صاحب
وَأَنَا الدَّهْرُ
(1)
، بِيَدِي الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ". [طرفاه: 6181، 7491، أخرجه: م 2246، د 5274، س في الكبرى 11687، تحفة: 13131].
46 - الأَحْقَافِ
(2)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(3)
: {تُفِيضُونَ} [الأحقاف: 8]: تَقُولُونَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَثَرَةٌ وَأُثْرَةٌ وَ {أَثَارَةٍ} [الأحقاف: 4]: بَقِيَّةُ عِلْمٍ.
"الأحقاف" في ذ: "سورةُ {حم} الأحقاف، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تُفِيضُونَ}: تَقُولُونَ" سقط في نـ. "أَثَرَةٌ وَأُثْرَةٌ وَأَثارَةٌ" في صغـ: "قُرِئَ على ستة أوجه: أَثَارةٍ، وإِثَارَةٍ، وأَثْرَةٍ، وأَثَرَةٍ، وأُثْرَةٍ، وإِثْرَةٍ، كسَلامةٍ وسِفَارَةٍ وضَرْبَةٍ وَأَكَمَةٍ وَمُضْغَةٍ وصِبْغَةٍ". "أَثَارَةٍ" زاد بعده في نـ: "واحد". "بَقِيَّةُ عِلْمٍ" في ذ: "بَقِيَّة مِنْ عِلْمٍ".
===
الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، وكان من عادتهم إذا أصابهم أضافوه إلى الدهر وسبوه، قال النووي ["المنهاج" (15/ 1)]:"أنا الدهر" بالرفع، وقيل: بالنصب على الظرف، أي: أنا باق أبدًا، كذا في "الكرماني".
(1)
روي بالنصب أي: أقلب الليل والنهار في الدهر، والرفع أوجه، "قس"(11/ 67).
(2)
مكية وآيها أربع أو خمس وثلاثون، "قس"(11/ 67).
(3)
قوله: (وقال مجاهد) مما وصله الطبري في قوله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ} أي: تقولون من التكذيب [بالقرآن]، والقول فيه بأنه سحر، وهذا ساقط لأبي ذر، وقال بعضهم:"أثرة" بفتحات من غير ألف، وعزيت لقراءة علي وابن عباس وغيرهما. و"أثرة" بضم فسكون ففتح، وعزيت لقراءة
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(1)
: {بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 9]: لَسْتُ بأَوَّلِ الرُّسُلِ
(2)
.
وَقَالَ غَيْرُهُ
(3)
: {أَرَأَيْتُمْ} [الأحقاف: 4] هَذِهِ الأَلِفُ إِنَّمَا هِيَ
"{بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} " في نـ: " {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} ". "لَسْتُ بِأَوَّلِ الرُّسُلِ" في ذ: "مَا كُنْتُ بِأَوَّلِ الرُّسُلِ"، وزاد بعده في نـ:" {تُفِيضُونَ}: تَقُولُونَ" أو "يفيضون: يقولونَ". "وَقَالَ غيره. . . " إلخ، سقط لأبي ذر.
===
الكسائي في غير المشهور، "وأثارة" بالألف بعد المثلثة، وهي قراءة العامة مصدر على فعالة كضلالة، ومراده قوله تعالى:{ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} هي "بقية علم". ولأبي ذر: من علم، وأثرة وإثرة وإثارة، برفع الثلاثة، والتنزيل بالجر، وهذا قاله أبو عبيدة والفراء، كذا في "القسطلاني"(11/ 68).
(1)
وصله ابن أبي حاتم، "قس"(11/ 68).
(2)
فكيف تنكرون نبوتي، "قس"(11/ 68).
(3)
قوله: (وقال غيره) أي: غير ابن عباس: {أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} "هذه الألف" التي في أول: "أرأيتم" المستفهم بها إنما هي توعد لكفار مكة حيث ادعوا صحة ما عبدوه من دون اللَّه "إن صح ما تدّعون" في زعمكم ذلك "لا يستحق أن يعبد" لأنه مخلوق، ولا يستحق أن يعبد إلا الخالق، "وليس قوله: أرأيتم" برؤية "العين" التي هي الإبصار "إنما هو" أي: معناه "أتعلمون أبَلَغَكم أن ما تدعون من دون اللَّه خلقوا شيئًا؟ " ومفعولا أرأيتم محذوفان، تقديره: أرأيتم حالكم إن كان كذا ألستم ظالمين، وجواب الشرط أيضًا محذوف، تقديره: فقد ظلمتم، ولهذا أتى بفعل الشرط ماضيًا، "قسطلاني" (11/ 68).
تَوَعُّدٌ
(1)
، إِنْ صَحَّ مَا تَدَّعُونَ
(2)
لَا يَسْتَحِقُّ أَن يُعْبَدَ
(3)
، وَلَيْسَ قَوْلُهُ:{أَرَأَيْتُمْ} برُؤْيَةِ الْعَيْنِ، إِنَّمَا هُوَ: أَتَعْلَمُونَ أَبَلَغَكُمْ أَنَّ مَا تَدْعُونَ
(4)
مِنْ دُونِ الَلَّهِ خَلَقُوا شَيْئًا
(5)
؟
1 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ
(6)
لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ
(7)
وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأحقاف: 17]
4827
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
(8)
،
"بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. "قَولُه" سقط في نـ. " {أَتَعِدَانِنِي} " وقع بعده في نـ:"الآية" وسقط ما بعدها. " {وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ. . .} إلخ" في ذ بدله: "إِلى قوله: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} ".
===
(1)
لكفار مكة، "قس"(11/ 68).
(2)
بتشديد الدال.
(3)
لأنه مخلوق، "قس"(11/ 68).
(4)
بسكون الدال مخففة، "قس"(11/ 68).
(5)
وسقط من قوله: "وقال غيره" إلى هنا لأبي ذر، "قس"(11/ 68).
(6)
قرأها الجمهور بالكسر، لكن نوّنها نافع وحفص عن عاصم، وقرأ ابن كثير وابن عامر -وهي رواية عن عاصم- بفتح الفاء بغير تنوين، "ف"(8/ 576)، وهي كلمة كراهية.
(7)
من قبري حيًّا.
(8)
الوضاح، "قس"(11/ 69).
عَنْ أَبِي بِشْرٍ
(1)
، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ
(2)
قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ
(3)
عَلَى الْحِجَازِ اسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ
(4)
، فَخَطَبَ فَجَعَلَ يَذْكُرُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاويَةَ، لِكَيْ يُبَايَعَ لَهُ بَعْدَ أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا
(5)
، فَقَالَ
(6)
: خُذُوهُ. فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ
(7)
فَلَمْ يَقْدِرُوا
(8)
، فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنَّ هَذَا
(9)
الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي} . فَقَالَتْ عَائِشَةُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَاب: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا
(10)
شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ
(11)
إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عُذْرِي
(12)
. [تحفة: 17692].
"فَلَمْ يَقْدِرُوا" في نـ: "فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ". " {أَتَعِدَانِنِي} " زاد في نـ: "الآية".
===
(1)
جعفر بن أبي وحشية، "قس"(11/ 69).
(2)
بالصرف وعدمه معناه: قمير، "قس"(11/ 69).
(3)
ابن الحكم الأموي أميرًا على الحجاز، "قس"(11/ 69).
(4)
ابن أبي سفيان عليه، وعند النسائي: أنه كان عاملًا على المدينة، وعند الإسماعيلي: فأراد معاوية أن يستخلف يزيد يعني ابنه فكتب إلى مروان بذلك، فجمع مروان الناس فخطب. . . إلخ، "قس"(11/ 69).
(5)
لم يبينه، "قس"(11/ 69).
(6)
مروان لأعوانه: "خذوه" أي: عبد الرحمن، "قس"(11/ 69).
(7)
أخته ملتجئًا بها، "قس"(11/ 69).
(8)
أي: امتنعوا أن يخرجوه من بيتها إعظامًا لها، "قس"(11/ 69).
(9)
يعني عبد الرحمن.
(10)
أي: آل أبي بكر.
(11)
مما يوجب قدحًا لنا، "الخير الجاري".
(12)
قوله: (أنزل عذري) أي: عن قصة أهل الإفك، وهو الصحيح
2 - بَابُ قَولِهِ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ
(1)
عَارِضًا
(2)
مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ
(3)
قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأحقاف: 24]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {عَارِضٌ} : السَّحَابُ.
4828 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو
(6)
: أَنَّ أَبَا النَّضْرِ
(7)
حَدَّثَهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشةَ
"بَابُ قَولِهِ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} " وقع بعده في ذ:"الآية" وسقط ما بعدها. "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في ذ: "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". " {عَارِضٌ} " في نـ: " {عَارِضًا} ". "أَحْمَدُ" في ذ: "أَحْمَدُ بنُ عِيسَى".
===
لأن الآية نزلت في الكافر العاق، ومن زعم أنها نزلت في عبد الرحمن فقوله ضعيف؛ لأن عبد الرحمن قد أسلم وحسن إسلامه وصار من خيار المسلمين
(1)
، ونفي عائشة أصح إسنادًا ممن روى غيره وأولى بالقبول، كذا في "القسطلاني"(11/ 69).
(1)
أي: العذاب، "قس"(11/ 70).
(2)
سحابًا عرض في أفق السماء، والضمير عائد إلى السحاب كأنه قيل: فلما رأوا السحاب عارضًا، "قس"(11/ 70).
(3)
صفة لعارضًا.
(4)
اتفق الرواة على أنه أحمد بن صالح أو أحمد بن عيسى، وقد عين أبو ذر في روايته أنه ابن عيسى، "قس"(11/ 71).
(5)
عبد اللَّه.
(6)
هو ابن الحارث، "قس"(11/ 71).
(7)
سالم المدني، "قس"(11/ 71).
(1)
في الأصل: "من كبار المسلمين".
زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ
(1)
، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ. [طرفه: 6092، أخرجه: م 899، د 5098، تحفة: 16136].
4829 -
قَالَتْ وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا
(2)
أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا، رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ؟ فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ
(3)
، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا:{هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} " [الأحقاف: 24]. [راجع: 3206، أخرجه: م 899، د 5098، تحفة: 16136].
47 - {الَّذِينَ كَفَرُوا
(4)
}
"النَّاسُ" في نـ: "إِنَّ النَّاسَ". "رَأَيْتَهُ" في نـ: "رَأَيْتَ". "يُؤْمِنِّي" في ذ: "يُؤْمِنُنِي". " {الَّذِينَ كَفَرُوا} " في ذ: "سُورَةُ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وفي نـ:"سُورَةُ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ".
===
(1)
بتحريك الهاء، جمع: لهاة، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك، "قس"(11/ 71).
(2)
أي: سحابًا.
(3)
هم قوم عاد حيث أهلكوا بريح صرصر، "قس"(11/ 71).
(4)
قوله: (الذين كفروا) مدنية، وقيل: مكية، وآيها سبع أو ثمان وثلاثون. ولأبي ذر: سورة محمد صلى الله عليه وسلم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وسقطت البسملة لغير أبي ذر. وتسمى السورة أيضًا سورة القتال، "قس"(11/ 72).
{أَوْزَارَهَا
(1)
} [محمد: 4]: آثَامَهَا حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا مُسْلِمٌ. {عَرَّفَهَا}
(2)
[محمد: 6]: بَيَّنَهَا.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(3)
: {مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} [محمد: 11]: وَليُّهُمْ. {عَزَمَ الْأَمْرُ} [محمد: 21]: جَدَّ الأَمْرُ. {لَا تَهِنُوا} [محمد: 35]: لَا تَضْعُفُوا.
"بَيَّنَهَا" زاد بعده في نـ: "لَهُمْ". "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: -إلى- وَليُّهُمْ" سقط هذا لأبي ذر، "قس" (11/ 73). "جَدَّ الأَمْرُ" في نـ:"أَجَدَّ الأَمْرَ". " {لَا تَهِنُوا} " في نـ: " {وَلَا تَهِنُوا} "، وفي نـ:" {فَلَا تَهِنُوا} ".
===
(1)
قوله: ({أَوْزَارَهَا}) في قوله: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} هو "آثامها"، والمعنى: حتى يضع أهل الحرب شركهم ومعاصيهم، أو آلاتها وأثقالها التي لا تقوم إلا بها كالسلاح والكراع، أي: تنقضي الحرب حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم، "قس"، (11/ 72)، "بيض"(2/ 985).
(2)
يريد قوله تعالى: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} أي: بيَّنها لهم وعرفهم منازلها بحيث يعلم كل واحد منزله، "قس"(11/ 71).
(3)
قوله: (وقال مجاهد) مما وصله الطبري في قوله: {مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} أي: "وليهم" وسقط هذا لأبي ذر. قوله: " {عَزَمَ الْأَمْرُ} " قال مجاهد: أي: جد الأمر. ولأبي ذر: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْر} أي: جد الأمر، وهو على سبيل الإسناد المجازي كقوله: قد جدت الحرب فجدوا، أو على حذف مضاف أي: عزم أهل الأمر، والمعنى إذا جدّ الأمر ولزم فرض القتال خالفوا وتخلفوا. قوله تعالى:{فَلَا تَهِنُوا} يريد قوله تعالى: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} أي: "لا تضعفوا" بعد ما وجد السبب، وهو الأمر بالجد والاجتهاد في القتال، "قس"(11/ 73).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(1)
: {أَضْغَانَهُمْ
(2)
} [محمد: 29]: حَسَدَهُمْ. {آسِنٍ} [محمد: 15]: مُتَغَيِّرٍ.
1 - بَابُ قَوْلُهُ: {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
(3)
} [محمد: 22]
4830 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ
(5)
، عَنْ سعِيدِ بْنِ يَسَارٍ
(6)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ
(7)
مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ
(8)
،
"{آسِنٍ}: مُتَغَيِّرٍ" سقط في نـ. "بَابُ" ثبت في ذ. "قَوله" سقط في نـ.
===
(1)
وصله ابن أبي حاتم، "قس"(11/ 73).
(2)
قوله: ({أَضْغَانَهُمْ}) في قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} أي: "حسدهم" بالحاء المهملة، وقيل: بغضهم وعداوتهم. وقوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} أي: "متغير" طعمه، وسقط هذا لأبي ذر، "قس"(11/ 73).
(3)
قوله: ({وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}) بتشديد الطاء المكسورة على التكثير، ويعقوب بفتح التاء والطاء وسكون القاف بينهما، "قس"(11/ 73).
(4)
ابن بلال، "قس"(11/ 74).
(5)
بضم الميم وفتح الزاي وتشديد الراء المكسورة بعدها دال مهملة، اسمه عبد الرحمن بن يسار، "قسطلاني"(11/ 74).
(6)
عم معاوية الراوي عنه.
(7)
أي: قضاه أو أتمه.
(8)
قوله: (قامت الرحم) حقيقةً بأن تجسمت، أو هو على وجه الاستعارة وضرب المثل، والمراد: فضل واصِلِها وإثم قاطِعِها.
فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ لَهُ: مَهْ
(1)
، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ
(2)
بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ
(3)
. قَالَ: فَذَاكِ
(4)
". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]. [أطرافه: 4831، 4832، 5987، 7502، أخرجه: م 2554، س في الكبرى 11497، تحفة: 13382].
"بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ" كذا في كن، وفي نـ:"بِحَقْوَيِ الرَّحْمَنِ". "فَقَالَ لَهُ: مَهْ" في نـ: "فَقَالَ: مَهْ".
===
قوله: "فأخذت" زاد ابن السكن: "بحقو الرحمن"، وهو [من] المتشابه؛ لأن الحقو بفتح الحاء: طرف الورك أو موضع النطاق، وسمي به الإزار، ثم استعير هذا الكلام للاستجارة، يقال: عذت بحقو فلان أي: استجرت به لما كان من يستجير بآخر يأخذ بثوبه وإزاره، "قس"(11/ 74)"توشيح"(7/ 3032)، "مشارق" (1/ 455). قال الطيبي (9/ 153): هو استعارة تمثيلية، شبه حال الرحم وما هي عليه من الافتقار إلى الصلة والذب عنها بحال مستجير يأخذ بإزار المستجار به، ويدخل تحت ذيله، ثم ذكر ما هو من لوازم المشبه به، وهو القيام فهو قرينة مانعة من إرادة الحقيقة.
(1)
بفتح الميم وسكون الهاء، اسم فعل، أي: اكفف، وقال ابن مالك: هي ههنا ما الاستفهامية، حذفت ألفها ووقف عليها بهاء السكت، "قس"(11/ 75).
(2)
أي: قيامي هذا مقام العائذ أي: مقام المستجير، "ك"(18/ 92)، "قس"(11/ 75)، "تو"(7/ 3032)، "خ".
(3)
أي: رضيت، "قس"(11/ 75).
(4)
إشارة إلى قوله: ألا ترضين. . . إلخ، "قس"(11/ 75).
4831 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ
(1)
، عَنْ مُعَاوِيَةَ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا
(3)
، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} ". [راجع: 4830].
4832 -
حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاويَةُ بْنُ أَبِي الْمُزَرِّدِ بِهَذَا
(6)
، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(7)
: "وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} ". [راجع: 4830].
"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ" في نـ: "حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ". " {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} " زاد بعده في نـ: "الآية". "حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ" كذا في ذ، ولغيره:"حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ". "أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُعَاويَةُ". "أَبِي الْمُزَرِّدِ" في نـ: "أَبِي مُزَرِّدٍ". " {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} " زاد بعده في ذ: " {آسِنٍ}: مُتَغَيِّرٍ".
===
(1)
هو ابن إسماعيل الكوفي، "قس"(11/ 75).
(2)
هو ابن أبي مزرد، "قس"(11/ 75).
(3)
الحديث السابق، "قس"(11/ 76).
(4)
السختياني، "قس"(11/ 76).
(5)
ابن المبارك، "قس"(11/ 76).
(6)
الحديث إسنادًا ومتنًا، "قس"(11/ 76).
(7)
قوله: (قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: واقرأو إن شئتم. . .) إلخ، مراده بإيراد هذا الطريق والسابق: الإعلام بأن الذي وقفه سليمان بن بلال على أبي هريرة حيث قال: "قال أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم. . . " إلخ، رفعه حاتم بن إسماعيل وابن المبارك أيضًا، قال النووي: لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطعها معصية، والصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها
48 - سورة الْفَتْحِ
(1)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} [الفتح: 29]: السِّحْنَةُ
(2)
"سورة الْفَتْحِ" زاد بعده في ذ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وقَالَ مُجَاهِدٌ: {بُورًا}: هَالِكِينَ" -في قوله: {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: 12] البَوَارُ: الهَلَاكُ، "قس"(11/ 77) -، وفي نـ:" {قَوْمًا بُورًا} " بدل " {بُورًا} ". "السِّحْنَةُ" في صـ، كن:"السَّحَنَةُ"، وفي هـ، سـ، قا:"السجدة"، وفي سفـ:"المسحة".
===
صلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، "قس"(11/ 76).
(1)
قوله: (سورة الفتح) مدنية نزلت منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية سنة ست من الهجرة، وآيها تسع وعشرون، "قسطلاني"(11/ 77).
(2)
قوله: ({سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} السحنة) بكسر السين وسكون الحاء، كذا قيده أبو ذر، وقيده الأصيلي وابن السكن: بفتح السين والحاء معًا، وهذا هو الصواب عند أهل اللغة، وكذلك حكاه صاحب العين وغيره، هو لين البشرة والنعمة في المنظر. وقيل: الحال. وعند القابسي وعبدوس: "في وجوههم السجدة" يريد أثرها في الوجه هو السيماء، وعند النسفي: المسحة، كذا في "المشارق" (2/ 352). "وقال منصور" هو ابن المعتمر فيما وصله علي بن المديني عن جرير عنه "عن مجاهد" هو "التواضع". قال تعالى:{كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} أي: "فراخه" يقال: أشطا الزرع إذا فرّخ. قال: {فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} أي: غلظ -بضم اللام- ذلك الزرع بعد الدِّقة. ولأبي ذر: تغلظ أي: قوي. قوله: " {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} " أي: فاستقام على قصبه، جمع ساق، "والساق حاملة الشجرة" والجار متعلق باستوى، ويجوز أن يكون حالًا، أي: كائنًا على سوقه أي: قائمًا عليها. قال تعالى: {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} يعني حاق بهم، "كقولك: رجل السوء" كما يقال: رجل صدق
وَقَالَ مَنْصُورٌ عَنْ مُجَاهِدٍ: التَّوَاضُعُ. {شَطْأَهُ
(1)
} [الفتح: 29]: فِرَاخَهُ. {فَاسْتَغْلَظَ} [الفتح: 29]: غَلُظَ. {سُوقِهِ} [الفتح: 29]: السَّاقُ حَامِلَةُ الشَّجَرَةِ. وَيُقَالُ: {دَائِرَةُ السَّوْءِ} [الفتح: 6] كَقَوْلِكَ: رَجُلُ السَّوْءِ. وَدَائِرَةُ السَّوْءِ: الْعَذَابُ. {وَتُعَزِّرُوهُ} [الفتح: 9]: تَنْصُرُوهُ. {شَطْأَهُ
(2)
(3)
} [الفتح: 29]: شَطْؤُ السُّنْبُلِ، تُنْبتُ الْحَبَّةُ عَشْرًا وَثَمَانِيًا وَسَبْعًا، فَيَقْوَى بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، فَذَاكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{فَآزَرَهُ} [الفتح: 29]: قَوَّاهُ، وَلَوْ كَانَتْ وَاحِدَةً لَمْ تَقُمْ عَلَى سَاقٍ، وَهُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ خَرَجَ وَحْدَهُ، ثُمَّ قَوَّاهُ بِأصْحَابِهِ، كَمَا قَوَّى الْحَبَّةَ بِمَا يُنْبُتُ مِنْهَا.
"{شَطْأَهُ} " زاد قبله في نـ: "وَقَالَ غيرُه". "غَلُظَ" في ذ: "تَغَلَّظَ". "وَيُقَالُ" سقط في نـ. "رَجُلُ السَّوءِ" في نـ: "رَجُلُ سَوءٍ". "شَطْؤُ السُّنْبُلِ" في ذ: "شَطْأُ السُّنْبُلِ". "وَثَمَانِيًا" كذا في ذ، وفي نـ:"أَوْ ثَمَانِيًا"، وفي أخرى:"وَثَمانِي". "وَسَبْعًا" في نـ: "أَوْ سَبْعًا".
===
أي: صالح، وهذا القول قول الخليل والزجاج، واختاره الزمخشري، وتحقيقه: أن السوء في المعاني كالفساد في الأجساد، ويقال:" {دَائِرَةُ السَّوْءِ} العذاب" يعني حاق بهم العذاب بحيث لا يخرجون منه. قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ} أي: تنصروه، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالغيبة في: ليؤمنوا ويعزروه ويوقروه ويسبحوه رجوعًا إلى المؤمنين والمؤمنات، "قس"(11/ 77)، "بيض"(2/ 997).
(1)
الشطء: فراخ النخل والزرع أو ورقه، "قاموس" (ص: 54)، شطء الزرع والنبات: خوشه وبركَ كَشته، "ص"، [بالفارسية].
(2)
قال الأخفش: أخرج شطأه أي: طرفه، "صراح".
(3)
قوله: ({شَطْأَهُ}) هو "شطؤ السنبل". ولأبي ذر: شطأ بالألف،
1 - بَابُ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا
(1)
} [الفتح: 1]
4833 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ
(2)
، عَنْ مَالِكٍ
(3)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
(5)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ
"بَابُ" سقط لغير أبي ذر.
===
قوله: "ينبت" بضم أوله وكسر ثالثه من الإنبات أي: "تنبت الحبة" الواحدة "عشرًا" من السنابل "وثمانيًا وسبعًا"، قال تعالى:{كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ} فيقوى بعضه ببعض، فذلك قوله تعالى:{فَآزَرَهُ} أي: "قواه" وأعانه، قوله:"وهو مثل ضربه اللَّه للنبي صلى الله عليه وسلم إذ خرج" على كفار مكة "وحده" يدعوهم إلى اللَّه، أو لما خرج من بيته وحده حين اجتمع الكفار على أذاه، "ثم قواه" عز وجل "بأصحابه" المهاجرين والأنصار "كما قوى الحبة بما ينبت" بفتح أوله وضم ثالثه وبضم ثم بكسر "منها"، "قس"(11/ 78).
(1)
قوله: ({إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}) الأكثرون على أنه صلح الحديبية -كما سيجيء-، وقيل: فتح مكة، والتعبير [عنه] بالماضي لتحققه، قال مجاهد: هو فتح خيبر، وقيل: فتح الروم، وقيل: فتح الإسلام بالحجة والبرهان والسيف والسنان، وقيل: الفتح بمعنى القضاء أي: قضينا لك أن تدخل مكة من قابل، "قس"(11/ 79)، "بيض"(2/ 991).
(2)
القعنبي.
(3)
الإمام.
(4)
هو أسلم العدوي المدني مولى عمر، ثقة، المخضرم، مات سنة 80 هـ وهو ابن 114، كذا في "قس"(11/ 79، 80).
(5)
قوله: (عن أبيه) أسلم المخضرم، قوله:"أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" ظاهره الإرسال؛ لأن أسلم لم يدرك هذه القصة، لكن قوله في أثناء هذا الحديث:"فقال عمر: فحركت بعيري. . . " إلخ، يقتضي بأنه سمعه من عمر، "قس" (11/ 80). ومرَّ (برقم: 4177) في "غزوة الحديبية".
أَسْفَارِهِ
(1)
وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ شَيْءٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فُلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ثَكِلَتْ
(3)
أُمُّ عُمَرَ، نَزَرْتَ
(4)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُل ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ. قَالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيري، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ النَّاسِ، وَخَشِيتُ أَنْ يُنْزَلَ فِيَّ الْقُرْآنُ، فَمَا نَشِبْتُ
(6)
أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا
(7)
يَصْرُخُ بِي، فَقُلْتُ: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآن. فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ
(8)
". ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا
(9)
}. [راجع: 4177].
"ثُمَّ سَأَلَهُ" في نـ: "ثُمَّ سَأَلَهُ ثالثًا". "ثَكِلَتْ" في هـ، ذ:"ثَكِلَتْك". "قَالَ عُمَرُ". في ذ: "فَقَالَ عُمَرُ". "الْقُرْآنُ". في ذ: "قُرآنٌ".
===
(1)
هو سفر الحديبية، "قس"(11/ 80).
(2)
لاشتغاله بما كان من نزول الوحي، "قس"(11/ 80).
(3)
بفتح المثلثة وكسر الكاف أي: فقدت أم عمر، دعا على نفسه بسبب ما وقع منه من الإلحاح، "قس"(11/ 80).
(4)
بزاي مفتوحة مخففة، وتثقل، فراء ساكنة.
(5)
ألححت عليه وبالغت في السؤال، "قس"(11/ 80).
(6)
بفتح النون وكسر المعجمة وسكون الموحدة أي: فما لبثت وما تعلقت بشيء، "قس"(11/ 80).
(7)
لم يسم، "قس"(11/ 80).
(8)
لما فيها من البشارة بالمغفرة والفتح وغيرهما، "قس"(11/ 80).
(9)
مرَّ الحديث (برقم: 4177) في "المغازي".
4834 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(2)
: سَمِعْتُ قَتَادَةَ
(3)
، عَنْ أَنَسٍ:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} قَالَ: الْحُدَيْبِيَةُ
(4)
. [راجع: 4172].
4835 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّل قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ سُورَةَ الْفَتْحِ فَرَجَّعَ
(7)
فِيهَا. . . . . . .
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ". "سَمِعْتُ قَتَادَةَ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ".
===
(1)
محمد بن جعفر، "قس"(11/ 80).
(2)
ابن الحجاج، "قس"(11/ 80).
(3)
ابن دعامة، "قس"(11/ 80).
(4)
قوله: (قال: الحديبية) أي: الصلح الواقع فيها، وجعله فتحًا باعتبار ما فيه من المصلحة وما آل الأمر إليه. قال الزهري فيما ذكره في "اللباب": لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم فتمكن الإسلام في قلوبهم، وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، وكثر سواد الإسلام، "قس"(11/ 81). وفرغ بسبب الصلح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لسائر العرب، فغزاهم وفتح مواضع، وأدخل في الإسلام خلقًا عظيمًا، "بيض"(2/ 991).
(5)
ابن الحجاج.
(6)
المزني، "قس"(11/ 81).
(7)
أي: رَدَّدَ صوته بالقراءة، زاد في "التوحيد" (برقم: 7540): كيف ترجيعه؟ قال: أ أ أ ثلاث مرات، "قس"(11/ 81). وهذا إنما حصل منه
قَالَ مُعَاوِيَةُ
(1)
: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَحْكِيَ لَكُمْ
(2)
قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَفَعَلْتُ. [راجع: 4281].
2 - بَابُ قَوْلُهُ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ
(3)
وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح: 2]
"قَوله" سقط في نـ. " {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} " وقع بعده في ذ: "الآية" وسقط ما بعدها، وفي نـ قَالَ:"الآية" بعد قوله: {وَمَا تَأَخَّرَ} ، وسقط ما بعدها، وفي نـ قَالَ بعده:"إِلى: {مُسْتَقِيمًا} ".
===
- واللَّه أعلم- لأنه كان راكبًا أي: على بعير، "مجمع"(2/ 295). الترجيع ترديد الصوت [في الحلق] كقراءة أصحاب الألحان
(1)
، "ك"(18/ 96).
(1)
هو ابن قرة.
(2)
وفي "المغازي"(برقم: 4281): "لولا أن يجتمع الناس حولي لرجعت".
(3)
قوله: (ما تقدم من ذنبك وما تأخر) أي: جميع ما فرط منك مما يصح أن يعاقب عليه، كذا في "قس"(11/ 81)، "بيض" (2/ 991). وقال الشيخ المحدث الدهلوي رحمه الله في "اللمعات": فيه وجوه كثيرة، ذكره السيوطي في رسالة مفردة، وأحسن الوجوه وأصوبها أنها كلمة تشريف للنبي صلى الله عليه وسلم من ربه من غير أن يكون هناك ذنب، وأراد أن يستوعب في الآية على عبده جميع أنواع النعم الأخروية والدنيوية، والنعم الأخروية شيئان: سلبية، وهي غفران الذنوب، وثبوتية وهي: لا تتناهى، أشار إليها بقوله:" {وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} ". والنعم الدنيوية شيئان: دينية، أشار إليها بقوله:{وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} ، ودنيوية وإن كان المقصود به هنا الدين،
4836 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادٌ: أَنَّهُ سَمِعَ الْمُغِيرَةَ
(2)
يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَوَرَّمَتْ
(3)
قَدَمَاهُ
(4)
، فَقِيلَ لَهُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ:"أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا"
(5)
(6)
. [راجع: 1130].
4837 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
"حَدَّثَنَا زِيَادٌ" في ذ: "حَدَّثَنَا زِيَادٌ هُوَ ابنُ عِلاقَةَ". "غَفَرَ اللَّهُ لَكَ" في نـ: "قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ". "حَدَّثَنَا الْحَسَنُ" في ذ: "حَدَّثَنِي الْحَسَن".
===
وهي قوله تعالى: {وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} [الفتح: 3]، فانتظم بذلك قدر النبي صلى الله عليه وسلم بإتمام أنواع نعم اللَّه تعالى عليه المفرقة على غيره، ولهذا جعل عامة الفتح المبين الذي عظّمه بإسناده إليه بنون التعظيم، وجعله خاصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، انتهى.
(1)
سفيان، "قس"(11/ 82).
(2)
هو ابن شعبة، "قس"(11/ 82).
(3)
بتشديد الراء.
(4)
أي: من طول القيام، "قس"(11/ 82).
(5)
قوله: (أفلا أكون عبدًا شكورًا) تخصيص العبد بالذكر فيه إشعار بغاية الإكرام والقرب من اللَّه تعالى، والعبودية ليست إلا بالعبادة، والعبادة عين الشكر، "قس" (11/ 83). ومرَّ الحديث (برقم: 1130) في "كتاب التهجد".
(6)
يعني غفران اللَّه إياي سبب لأن أقوم وأتهجد شكرًا له فكيف أتركه، "قس"(11/ 82).
(7)
ابن الوزير الجروي، "تق" (رقم: 1253)، "قس"(11/ 82).
يَحْيَى
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ
(2)
، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ
(3)
: سَمِعَ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ
(4)
قَدَمَاهُ
(5)
، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: "أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا". فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ
(6)
صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ، فَقَرَأَ
(7)
ثُمَّ رَكَعَ. [راجع: 1118، تحفة: 16400].
"أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ" في نـ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ" مصحح عليه. "تَتَفَطَّرَ" في نـ: "تَنْفَطِر". "غَفَرَ اللَّهُ لَكَ" في سـ، حـ، ذ:"غُفِرَ لَكَ".
===
(1)
المعافري، "قس"(11/ 82).
(2)
ابن شريح المصري.
(3)
محمد بن عبد الرحمن، "قس"(11/ 82).
(4)
التفطر: التشقق، والإنفطار: الانشقاق.
(5)
أي: من كثرة القيام، "قس"(11/ 83).
(6)
قوله: (فلما كثر لحمه) بضم المثلثة، وأنكر الداودي لفظة: لحمه، وقال: المحفوظ: بدن، أي: كبر، فكأن الراوي تأوله على كثرة اللحم، انتهى، وقال ابن الجوزي: أحسب بعض الرواة لما رأى بدن ظنه كثرة لحمه، وإنما هو بدّن تبدينًا: أسن، انتهى، "قسطلاني"(11/ 83).
(7)
قوله: (فإذا أراد أن يركع قام فقرأ) زاد في رواية هشام: نحوًا من ثلاثين آية أو أربعين آية، قوله:"ثم ركع" فإن قلت: في حديث عائشة عند مسلم: "كان إذا قرأ قاعدًا ركع وسجد وهو قاعد"، أجيب: بالحمل على حالته الأولى قبل أن يدخل في السن جمعًا بين الحديثين، "قس"(11/ 83).
3 - بَابُ قَوْلُهُ: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا
(1)
وَمُبَشِّرًا
(2)
وَنَذِيرًا
(3)
} [الفتح: 8]
4838
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ
(4)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} ، قَالَ فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا
(5)
لِلأُمِّيِّيينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي
"قَولِه" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ" في ذ، كن:"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ"
(6)
. "حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ" في نـ: "أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ". "وَمُبَشِّرًا" في نـ: "وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا".
===
(1)
على أمتك بما يفعلون، "قس"(11/ 83).
(2)
أي: لمن أجابك بالثواب.
(3)
مخوّفًا لمن عصاك بالعذاب.
(4)
ويقال: ابن أبي ميمونة، والصحيح ابن علي القرشي العامري مولاهم المدني، "قس"(11/ 84).
(5)
قوله: (وحرزًا) بكسر الحاء المهملة وبعد الراء الساكنة زاي، أي: حصنًا "للأميين" وهم العرب؛ لأن أكثرهم لا يقرأ ولا يكتب. قوله: "ليس بفظّ" بالظاء المعجمة، أي: ليس بسيئ الخلق. قوله: "ولا غليظ" بالمعجمة أيضًا، أي: ولا قاسي القلب، ولا ينافي قوله:" {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} " إذ النفي محمول على طبعه الذي جبل عليه، والأمر محمول على المعالجة. قوله:"ولا سخاب" بالسين المهملة والخاء المعجمة المشددة، أي: لا صياح "بالأسواق"، ويقال: صخاب -بالصاد- وهي أشهر من السين، بل ضعفها الخليل، "قس"(11/ 84).
(6)
نسبه أبو ذر وابن السكن ولم ينسبه غيرهما، فتردّد أبو مسعود بين
سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ
(1)
، لَيْسَ بِفَظٍّ
(2)
وَلَا غَلِيظٍ
(3)
، وَلَا سَخَّابٍ
(4)
بِالأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ
(5)
، وَلَنْ يَقْبِضَهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ
(6)
بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَفْتَحَ بِهَا
(7)
أَعْيُنًا عُمْيًا
(8)
، وَآذَانًا صُمًّا
(9)
، وَقُلُوبًا غُلْفًا
(10)
. [راجع: 2125].
"بِالأَسْوَاقِ" في نـ: "فِي الأَسْوَاقِ". "وَلَا يَدْفَعُ" في نـ: "وَلَا تَدْفَعُ". "يَعْفُو وَيَصْفَحُ" في نـ: "تَعْفُو وَتَصْفَحُ". "وَلَنْ يَقْبِضَهُ" في نـ: "وَلَنْ نَقْبِضَهُ"، وفي نـ:"وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ". "حَتَّى يُقِيمَ" في نـ: "حَتَّى نُقِيمَ". "أَعْيُنًا عُمْيًا" في قا: "أعْيُنَ عُمْيٍ".
===
أن يكون عبد اللَّه بن رجاء أو عبد اللَّه بن صالح، وأبو ذر وابن السكن حافظان فالمصير إلى ما روياه أولى، ومسلمة هو القعنبي، "قسطلاني"(11/ 84).
(1)
على اللَّه.
(2)
سيء الخلق.
(3)
قاسي القلب على المسلمين.
(4)
صَيَّاح.
(5)
ما لم تنتهك حرمات اللَّه، "قس"(11/ 84).
(6)
ملة الكفر، "قس"(11/ 84).
(7)
بكلمة التوحيد، "قس"(11/ 84).
(8)
عن الحق.
(9)
عن استماع الحق، "قس"(11/ 84).
(10)
جمع أغلف أي: مغطًّى ومغشًّى، "قس"(11/ 84).
4 - بَابُ قَوْلُهُ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ} [الفتح: 4]
4839
- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(2)
، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ
(3)
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقْرأُ
(4)
، وَفَرَسٌ لَهُ
(5)
مَرْبُوطٌ فِي الدَّارِ، فَجَعَلَ يَنْفِرُ
(6)
، فَخَرَجَ الرَّجُلُ فَنَظَرَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، وَجَعَلَ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "تِلْكَ السَّكِينَةُ
(7)
تَنَزَّلَتْ
"قولِه" سقط في نـ. " {أَنْزَلَ السَّكِينَةَ} " زاد بعده في نـ: " {فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} ". "مَرْبُوطٌ" في ذ: "مَرْبُوطَةٌ". "فَجَعَلَ يَنْفِرُ" في نـ: "فَجَعَلَ ينقزُ".
===
(1)
ابن يونس، "قس"(11/ 85).
(2)
عمرو بن عبد اللَّه السبيعي.
(3)
هو أسيد بن الحضير، "ك"(18/ 98).
(4)
قوله: (يقرأ) أي: سورة الكهف كما عند المؤلف في فضلها، وعنده أيضًا في باب نزول السكينة، عن أسيد بن حضير قال:"بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة"، وهذا ظاهره التعدد، وقد وقع نحو من هذا لثابت بن قيس بن شماس، لكن في سورة البقرة، "قس"(11/ 85).
(5)
يطلق على الذكر والأنثى.
(6)
قوله: (ينفر) بنون وفاء مكسورة وراء مهملة، من نفرت الدابة: جزعت وتباعدت، "قس"(11/ 85).
(7)
قوله: (تلك السكينة) أي: التي تنفرت منها الفرس "تنزلت بالقرآن" أي: بسببه ولأجله. والسكينة قيل: ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان، وعن الربيع بن أنس: لعينها شعاع، وقال الراغب: ملك يسكن قلب المؤمن، وقال النووي: المختار أنها شيء من المخلوقات فيه طمأنينة ورحمة ومعه الملائكة، "قس"(11/ 85)، وسيجيء (برقم: 5018).
بِالْقُرْآنِ
(1)
". [راجع: 3614، تحفة: 1819].
5 - بَابُ قَولِهِ: {إِذْ يُبَايِعُونَكَ
(2)
تَحْتَ الشَّجَرَةِ
(3)
} الآية [الفتح: 18]
4840
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(4)
، عَنْ عَمْرٍو
(5)
، عَنْ جَابِرٍ
(6)
قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ
(7)
أَلْف وَأَرْبَعُمِائَةٍ
(8)
. [راجع: 3576، أخرجه: م 1856، س في الكبرى 11507، تحفة: 2528].
4841 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(9)
قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ
(10)
قَالَ:
"{إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} الآية" في نـ: " {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} إِلى قوله: {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} ". "أَلْف" في نـ: "أَلْفًا" مصحح عليه. "عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" -هُوَ ابنُ المديني، كذا للأكثر، "ف"- في سـ، ذ:"عَلِيُّ بْنُ سَلمَةَ".
===
(1)
أي: بسببه، "قس"(11/ 85).
(2)
أي: بيعة الرضوان.
(3)
أي: تحت شجرة سمرة في الحديبية، "قس".
(4)
ابن عيينة، "قس"(11/ 85).
(5)
ابن دينار، "قس"(11/ 86).
(6)
هو ابن عبد اللَّه، "قس"(11/ 86).
(7)
بخفة الياء وشدتها، ومرَّ بيانه مرارًا (منها برقم: 4146).
(8)
مرَّ بيان اختلافه (برقم: 1452).
(9)
لأبي ذر عن المستملي: علي بن سلمة، وبه جزم الكلاباذي ["تقييد المهمل" (3/ 1003)]، والأكثرون على أنه علي بن عبد اللَّه المديني، "قس"(11/ 87)، "ف"(8/ 587).
(10)
ابن سوّار.
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(1)
، عَنْ قَتَادَةَ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ صُهْبَانَ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: إِنِّي مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ
(4)
، نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ الْخَذْفِ
(5)
. [طرفاه: 5479، 6220، أخرجه: م 1954، د 5270، ق 3227، تحفة: 9663].
4842 -
وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ
(6)
قَالَ: سَمِعْتُ
(7)
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيَّ فِي الْبَوْلِ فِي الْمُغْتَسَلِ
(8)
. [تحفة: 9663].
"قَالَ: إِنِّي" لفظ "قَالَ" سقط في نـ. "مُغَفَّلٍ" كذا في ذ، ولغيره:"الْمُغَفَّلِ". "فِي الْمُغْتَسَلِ" زاد بعده في صـ، حـ، ذ:"يَأْخُذُ منهُ الوسوَاسَ".
===
(1)
ابن الحجاج، "قس"(11/ 86).
(2)
ابن دعامة، "قس"(11/ 86).
(3)
بضم الصاد المهملة، "قس"(11/ 86).
(4)
فيه المطابقة.
(5)
قوله: (عن الخذف) بفتح الخاء وسكون الذال المعجمتين وبالفاء، وهو الرمي بالحصا من الأصبعين، "قس"(11/ 86).
(6)
بالسند السابق، "قس"(11/ 86).
(7)
فيه التصريح بسماع عقبة من عبد اللَّه، ولهذا أورده المؤلف.
(8)
بفتح السين، اسم لموضع الاغتسال، زاد أبو ذر عن الحموي والأصيلي فيما ذكره في "الفتح":"يأخذ منه الوسواس"، وعند النسائي والترمذي وابن ماجه مرفوعًا:"نهى أن يبول الرجل في مستحمه"، وقال:"إن عامة الوسواس منه"، "قس"(11/ 87).
4843 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ (1) قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (2) قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (3)، عَنْ خَالِدٍ (4)، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ (5)، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ (6)، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ (7). [راجع: 1363، تحفة: 2063].
4844 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّلَمِيُّ (8) قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى (9) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ (10)، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ أَسْأَلُهُ (11)، فَقَالَ: كُنَّا بِصِفِّينَ (12)،
" حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ" في نـ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ". "فَقَالَ: كُنَّا" في نـ: "قَالَ: كُنَّا".
(1)
ابن عبد الحميد البسري، "قس"(11/ 87)، "تق" (رقم: 6373).
(2)
غندر.
(3)
ابن الحجاج، "قس"(11/ 87).
(4)
الحذاء، "قس"(11/ 87).
(5)
اسم أبي قلابة: عبد اللَّه بن زيد، "قس"(11/ 87).
(6)
الأشهلي، "قس"(11/ 87).
(7)
لم يذكر المتن بل اقتصر على المحتاج منه، "قس"(11/ 87).
(8)
بضم السين وفتح اللام، "ك"(18/ 99)، "خ".
(9)
ابن عبيد الطنافسي، "قس"(11/ 88)، "ك"(18/ 99)، "تق" (رقم: 6744).
(10)
بكسر السين: فارسي معرب معناه الأسود، "قس"(11/ 88).
(11)
أي: عن القوم الذين قتلهم علي رضي الله عنه يعني الخوارج، "قس"(11/ 88).
(12)
قوله: (كنا بصفين) بكسر الصاد المهملة والفاء المشددة: موضع بقرب الفرات كان به الوقعة بين علي ومعاوية، غير منصرف، فقال رجل:
فَقَالَ رَجُلٌ
(1)
: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ، فَقَالَ سهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
(2)
: اتَّهِمُوا
(3)
أَنْفُسَكمْ فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ
===
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [آل عمران: 23]، وغرضه أن اللَّه تعالى قال في كتابه:{فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [الحجرات: 9] فهم يدعون إلى القتال، وهم لا يقاتلون، كذا في "الكرماني" (18/ 99) و"الخير الجاري". قوله:"فقال علي: نعم" أي: أنا أولى بالإجابة إذا دعيتُ إلى العمل بكتاب اللَّه. وقيل: كان هذا في وقت التحكيم وكراهية بعض الناس ذلك، وفهم من كتاب اللَّه بعض الشراح أن سهلًا أيضًا كان من الذين كرهوا التحكيم، وهو بعيد من سياق الحديث، نعم الرجل المذكور ومن معه كرهوا التحكيم؛ لأن كتاب اللَّه يأمر بالقتال مع البغاة بقوله:{فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9]، ولعل عليًّا أشار إلى أن التحكيم أيضًا مأخوذ من كتاب اللَّه بحسب ما أدى إليه اجتهادي، "الخير الجاري".
(1)
هو عبد اللَّه بن الكوّاء، "قس"(11/ 88).
(2)
قوله: (سهل بن حنيف: اتهموا أنفسكم) فإني لا أقصر وما كنت مقصرًا وقت الحاجة كما في يوم الحديبية، فإني رأيت نفسي يومئذ بحيث لو قدرت مخالفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لقاتلت قتالًا عظيمًا، لكن اليوم لا نرى المصلحة في القتال، بل التوقف [أولى] لمصلحة المسلمين، وأما الإنكار على التحكيم إذ ليس ذلك في كتاب اللَّه، فقال علي رضي الله عنه: نعم، لكن المنكرين هم الذين عدلوا عن كتاب اللَّه؛ لأن المجتهد لما أدى ظنه إلى جواز التحكيم فهو حكم اللَّه، وقال سهل: اتهمتم أنفسكم في الإنكار لأنا أيضًا كنا كارهين لترك القتال يوم الحديبية، وقهرنا النبي صلى الله عليه وسلم على الصلح، وقد أعقب خيرًا عظيمًا، "كرماني" (18/ 99 - 100) ومرَّ (برقم: 4189).
(3)
أي: في هذا الرأي، وإنما قال ذلك لأن كثيرًا منهم أنكروا
الْحُدَيْبِيَةِ -يَعْنِي الصُّلْحَ الَّذِي بَينَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمُشْرِكِينَ-، وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ
(1)
فَقَالَ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ
(2)
عَلَى الْبَاطِلِ؟ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ
(3)
: "بَلَى". قَالَ: فَفِيمَ أُعْطِي الدَّنِيَّةَ
(4)
فِي دِينِنَا، وَنَرْجِعُ، وَلَمَّا
(5)
يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا؟. فَقَالَ: "يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا". فَرَجَعَ مُتَغَيِّظًا
(6)
، فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى جَاءَ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا، فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ. [راجع: 3181].
"الَّذِي بَيْنَ النَّبِيِّ" في نـ: "الَّذِي كَانَ بَيْنَ النَّبِي". "أَلَيْسَ قَتْلَانَا" في نـ: "قَالَ: أَلَيْسَ قَتْلَانَا". "أُعْطِي الدَّنِيَّةَ" في ذ: "نُعْطِي الدَّنِيَّةَ".
===
التحكيم، وقالوا: لا حكم إلا للَّه، وقال علي رضي الله عنه: كلمة حق أريد بها باطل، "قس"(11/ 88).
(1)
أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
يريد المشركين، "قس"(11/ 88).
(3)
أي: عليه السلام، "قس"(11/ 88).
(4)
قوله: (أعطي الدنية) بضم الهمزة وكسر الطاء. ولأبي ذر: نعطي بالنون، والدنية -بكسر النون وتشديد التحتية- أي: الخصلة الدنية الرذيلة، وهي المصالحة بهذه الشروط التي تدل على العجز، "قس"(11/ 88)، "ك"(18/ 100)، ومرَّ الحديث مع بعض بيانه (برقم 3182) في "آخر الجهاد".
(5)
نافية.
(6)
أي: حال كونه متغيظًا لنصرة الدين وإذلال المشركين، "قس"(11/ 88).
49 - الْحُجُرَات
(1)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(2)
: {لَا تُقَدِّمُوا} [الحجرات: 1]: لَا تَفْتَاتُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِهِ. {امْتَحَنَ
(3)
} [الحجرات: 3]: أَخْلَصَ.
بَابٌ
{تَنَابَزُوا
(4)
} [الحجرات: 11]: بِدُعَاءٍ بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلَامِ. {يَلِتْكُمْ} [الحجرات: 14]: يَنْقُصْكُمْ، أَلَتْنَا نَقَصْنَا.
"الحُجُرات" في ذ: "سورَةُ الحُجُرَاتِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". " {امْتَحَنَ}: أَخْلَصَ" في نـ: " {امْتَحَنَ اللَّهُ}: أَخْلَصَ اللَّهُ". "بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {تَنَابَزُوا} " في ذ:" {وَلَا تَنَابَزُوا} ". "بِدُعَاءٍ" في نـ: "يُدْعَى". " {يَلِتْكُمْ} " في نـ: "يَألَتِكُمْ" -بزيادة الهمزة الساكنة على قراءة أبي عمرو-.
===
(1)
مدنية وآيها ثمان عشرة، "قس"(11/ 89)، "بيض"(2/ 998)، وسقطت البسملة لغير أبي ذر، "قس"(11/ 89).
(2)
قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله عبد بن حميد في قوله تعالى: " {لَا تُقَدِّمُوا} " بضم أوله وكسر ثانيه، أي:"لا تفتاتوا" أي: لا تسبقوا "على رسول اللَّه" بشيء، قدّم بمعنى تقدم، قال الإمام فخر الدين: والأصح أنه إرشاد عام يشمل الكل، ومنع مطلق يدخل فيه كل افتيات وتقدم واستبداد بالأمر وإقدام على فعل ضروري من غير مشاورة، كذا في "قس"(11/ 89).
(3)
من امتحن الذهب إذا أذابه وميّز إبريزه من خبيثه، "قس"(11/ 89)، يريد قوله تعالى:{أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} .
(4)
قوله: " {وَلَا تَنَابَزُوا} " بالألقاب، "لا يدعى" الرجل "بالكفر بعد
1 - بَابُ قَوْلُهُ: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ
(1)
} الآية [الحجرات: 2]
{تَشْعُرُونَ} : تَعْلَمُونَ، وَمِنْهُ الشَّاعِرُ.
4845 -
حَدَّثَنَا يَسَرَةُ
(2)
بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(3)
قَالَ: كَادَ الْخَيِّرَانِ
(4)
"بابٌ" ثبت في ذ. "قَوله" سقط في نـ. " {تَشْعُرُونَ}: تَعْلَمُونَ" في نـ: "يَشْعُرنَ: يَعْلَمْنَ".
===
الإسلام"، قال الحسن: كان اليهودي والنصراني يسلم فيقال بعد إسلامه: يا يهودي، يا نصراني، فنهوا عن ذلك، "قس" (11/ 89). قال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ} [الحجرات: 14] أي: "لا ينقصكم" من أجوركم، قوله: "ألتنا: نقصنا" هذا الأخير في سورة الطور ذكره استطرادًا، "قس" (11/ 90).
(1)
لأن التصويت بحضرته مباين لتوقيره وتعزيره، "قس"(11/ 90).
(2)
بفتحات.
(3)
عبد اللَّه، "قس"(11/ 90).
(4)
قوله: (كاد الخيّران) بفتح المعجمة وتشديد التحتية: الفاعلان للخير الكثير. قوله: "أن يهلكا" بكسر اللام وإثبات أن قبل وحذف نون الرفع نصب بأن، ولأبي ذر: يهلكان بنون الرفع مع ثبوت أن قبل، قال في "الفتح" (8/ 590): يعني بحذف أن وإثبات نون الرفع، ولأبي ذر في رواية:"يهلكا" بحذف النون نصب بتقدير أن، "قس" (11/ 90 - 91). قوله:"أبا بكر" نصب خبر كاد، "وعمر" عطف عليه. ولأبي ذر: أبو بكر وعمر بالرفع فيهما، "قس"(11/ 91).
يَهْلِكَا
(1)
-أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ- رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ
(2)
رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا
(3)
بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَخِى بَنِي مُجَاشِع، وَأَشَارَ الآخَرُ
(4)
بِرَجُلٍ آخَرَ -قَالَ نَافِعٌ: لَا أَحْفَظُ اسْمَهُ
(5)
- فقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي
(6)
. قَالَ
(7)
: مَا أَرَدْتُ. فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} الآيَةَ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ
(8)
: فَمَا كَانَ
"يَهْلِكَا" كذا في ذ، ولغيره:"يَهْلِكَانِ"، وفي ذ أَيضًا:"أَنْ يَهْلِكَانِ"، وفي نـ:"أَنْ يَهْلِكَا". "أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ" كذا في ذ، ولغيره:"أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ". "مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي" في هـ، ذ:"مَا أَرَدْتَ إِلَى خِلَافِي". "قَالَ" في ذ: "فَقَالَ". "مَا أَرَدْتُ" في نـ: "مَا أَرَدْتُ خِلافَكَ". " {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} " زاد في نـ: " {فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} ". "قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ" في نـ: "فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ".
===
(1)
بدون النون وحذف النون بلا ناصب لغة، "ك"(18/ 101).
(2)
سنة تسع، وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤمر عليهم أحدًا، "قس"(11/ 91).
(3)
هو عمر، "قس"(11/ 91).
(4)
هو أبو بكر، "قس"(11/ 91).
(5)
وسيجيء في الباب اللاحق: أنه القعقاع، "قس"(11/ 91).
(6)
قوله: (ما أردت إلا خلافي) أي: ليس مقصودك إلا مخالفة قولي. ولأبي ذر عن الكشميهني: "ما أردت إلى خلافي" بلفظ حرف الجر، و"ما" على هذه الرواية استفهامية أي: أي شيء قصدت منتهيًا إلى مخالفتي، "قس"(11/ 91).
(7)
أي: عمر.
(8)
عبد اللَّه، "قس"(11/ 91).
عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ
(1)
، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ. [راجع: 4367].
4846 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ
(3)
قَالَ: أَنْبَأَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ
(4)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، فَقَالَ رَجُلٌ
(5)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ
"يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " في نـ: "يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذِه الآية". "يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ" في نـ: "يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ".
===
(1)
قوله: (عن أبيه) يريد جده أي: أب لأمه [أسماء]، وسياق هذا الحديث صورته صورة الإرسال، لكن في آخره أنه حمله عن عبد اللَّه بن الزبير، ويأتي في الباب اللاحق التصريح بذلك، "قس"(11/ 91).
(2)
المديني.
(3)
عبد اللَّه، "قس"(11/ 92).
(4)
ابن مالك، قاضي البصرة، "قس"(11/ 92).
(5)
قوله: (فقال رجل) هو سعد بن معاذ كما في "مسلم" لكن قال ابن كثير: إن حال نزول هذه الآية لم يكن سعد بن معاذ موجودًا؛ لأنه كان قد مات بعد بني قريظة بأيام قلائل سنة خمس، وهذه الآية نزلت في وفد بني تميم، والوفود إنما تواتروا في سنة تسع من الهجرة. قال في "الفتح" (6/ 620): ويمكن الجمع بأن الذي نزل في قصة ثابت مجرّد رفع الصوت، والذي نزل في قصة الأقرع أول السورة، وفي تفسير ابن المنذر: أنه سعد بن عبادة، وعند ابن جرير: أنه عاصم بن عدي العجلاني، "قس"(11/ 92)، ومرَّ الحديث (برقم: 3613).
أَنَا أَعْلَمُ لَكَ
(1)
عِلْمَهُ
(2)
، فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: شَرٌّ، كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ
(3)
، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ مُوسَى
(4)
: فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْمَرَّةَ الآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ
(5)
فَقَالَ
(6)
: "اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
(7)
". [راجع: 3613].
2 - بَابُ قَوْلُهُ: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ
(8)
أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ
(9)
} [الحجرات: 4]
"قَولِه" سقط في نـ.
===
(1)
أي: لأجلك، "قس"(11/ 92).
(2)
خبره، "قس" (11/ 92) ومرَّ بيانه (برقم: 2613).
(3)
لأنه كان يجهر بالقول بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، "قس"(11/ 92).
(4)
أي: ابن أنس بالإسناد السابق، "قس"(11/ 92).
(5)
من الرسول، "قس"(11/ 92).
(6)
صلى الله عليه وسلم، "قس"(11/ 92).
(7)
قوله: (من أهل الجنة) قال الكرماني (18/ 102): فإن قلت: هذا صريح في أنه من أهل الجنة، فما معنى قولهم: العشرة المبشرة [بالجنة]؟ قلت: مفهوم العدد لا اعتبار له، فلا ينفي الزائد، أو المقصود من العشرة الذين قال فيهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بلفظ: بشره بالجنة، أو المبشرون بدفعة واحدة في مجلس واحد، ولا بد من التأويل إذ بالإجماع أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم وفاطمة والحسنان ونحوهم من أهل الجنة.
(8)
المراد حجرات نسائه، "قس"(11/ 93).
(9)
إذ العقل يقتضي حسن الأدب، "قس"(11/ 93).
4847 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ
(2)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ
(4)
: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُمْ: أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(5)
، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدٍ
(6)
، وَقَالَ عُمَرُ: بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلَى
(7)
-أَوْ إِلَّا- خِلَافِي
(8)
، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ، فَتَمَارَيَا
(9)
حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} حَتَّى انْقَضَتِ الآيَةُ
(10)
. [راجع: 4367].
"حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ". "بَلْ أَمِّرِ" لفظ "بل" ثبت في سـ، هـ، ذ، وسقط لغيرهم.
===
(1)
الزعفراني، "قس"(11/ 93).
(2)
هو ابن محمد، "قس"(11/ 93).
(3)
عبد الملك، "قس"(11/ 93).
(4)
عبد اللَّه، "قس"(11/ 93).
(5)
فسألوه أن يؤمر عليهم أحدًا، "قس"(11/ 93).
(6)
ابن زرارة، "قس"(11/ 93).
(7)
بلفظ الجارة، "قس"(11/ 93).
(8)
أي: إنما تريد مخالفتي، "قس"(11/ 93).
(9)
أي: تخاصما، "قس"(11/ 93).
(10)
وروى الطبري من طريق أبي إسحاق عن البراء قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن حمدي زين، وإن ذمي شين، فقال:"ذلك اللَّه تبارك وتعالى". وروى من طريق معمر عن قتادة مثله مرسلًا وزاد: فأنزل اللَّه: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} ، "قس"(11/ 93).
3 - بَابُ قَولِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ
(1)
} [الحجرات: 5]
50
- سورة ق
(2)
{رَجْعٌ بَعِيدٌ
(3)
} [ق: 3]: رَدٌّ. {فُرُوجٍ} [ق: 6]: فُتُوقٍ، وَاحِدُهَا
"بَابُ قولِهِ تَعالَى" سقط في نـ. "سورَةُ ق" زاد بعده في ذ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
===
(1)
أي: لكان الصبر خيرًا لهم من الاستعجال لما فيه من حفظ الأدب وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، "قس"(11/ 94).
(2)
مكية وهي خمس وأربعون آية، وزاد أبو ذر: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، "قس"(11/ 94).
(3)
قوله: ({رَجْعٌ بَعِيدٌ}) في قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} أي: "رد" إلى الحياة الدنيا بعيد، أي: غير كائن، أي: يبعد أن نُبعث بعد الموت. قال تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} أي: "فتوق" بأن خلقها ملساء متلاصقة الطباق، "واحدها فرج" بسكون الراء. قال تعالى:{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] قال مجاهد فيما رواه الفريابي: "وريداه في حلقه" والوريد: عرق العنق. ولغير أبي ذر: وريد في حلقه، والحبل حبل العاتق. وقوله:" {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} " كقولهم: مسجد الجامع، أي: حبل العرق الوريد. "وقال مجاهد" في قوله تعالى: {مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} أي: ما تأكل "من عظامهم" لا يعزب عن علمه تعالى شيء. قال تعالى: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً} أي: "بصيرة" قاله مجاهد، والنصب على المفعول من أجله. قال تعالى:{فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} هو "الحنطة" أو سائر الحبوب التي تحصد، وهو من باب حذف الموصوف للعلم به، أي: وحبّ الزرع الحصيد. قال تعالى: {وَالنَّخْلَ
فَرْجٌ، وَرِيدٌ فِي حَلْقِهِ. وَالْحَبْلُ: حَبْلُ الْعَاتِقِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ} [ق: 4] مِنْ عِظَامِهِمْ. {تَبْصِرَةً}
"وَرِيدٌ فِي حَلْقِهِ" في نـ: "وَرِيدًا فِي حَلْقِهِ"، وفي نـ:"وَرِيداهُ فِي حَلْقِهِ"، وزاد قبله في نـ:" {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ". "وَالْحَبْلُ" سقطت الواو في نـ. "مِنْ عِظَامِهِمْ" في قا: "مِنْ أَعْظَامِهِمْ".
===
بَاسِقَاتٍ} هي "الطوال" والبسوق: الطول. قال تعالى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} أي: "أفأعيا علينا" أي: أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة، ويقال لكل من عجز عن شيء: عيي به، وهذا تقريع لهم؛ لأنهم اعترفوا بالخلق الأول وأنكروا البعث. قال تعالى:{قَالَ قَرِينُهُ} أي: "الشيطان الذي قيض له" بضم القاف وكسر التحتية مشددة، وآخره معجمة: قدر، وقيل: القرين: الملك الموكل به. قال تعالى: {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ} أي: "ضربوا" بمعنى طافوا في البلاد حذر الموت، والضمير للقرون السابقة أو لقريش. قال تعالى:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} أي: "لا يحدث نفسه بغيره" لإصغائه لاستماعه. قوله: "حين أنشأكم وأنشأ خلقكم" هذا بقية تفسير قوله: " {أَفَعَيِينَا} " وتأخيره لعله من بعض النساخ، وسقط من قوله:{أَفَعَيِينَا} إلى هنا لأبي ذر. قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} قال مجاهد فيما وصله الفريابي: "رصد" يرصد: ينظر، وقال ابن عباس: يكتب كلما تكلم به من خير وشر. قال تعالى: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} أي: الملكان، ولأبي ذر بالنصب بنحو يعني أي: أحدهما "كاتب" والآخر "شهيد"، وقيل: السائق هو الذي يسوقه إلى الموقف، والشهيد هو الكاتب. قوله:" {شَهِيدٌ} " في قوله تعالى: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} قال مجاهد فيما وصله الفريابي: "شاهد بالقلب"، ولأبي ذر عن الكشميهني: بالغيب. قال تعالى: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} هو "النصب"[أي: التعب]. قوله: "وقال غيره"
[ق: 8]: بَصِيرَةً. {حَبَّ الْحَصِيد} [ق: 9]: الْحِنْطَةُ. {بَاسِقَاتٍ} [ق: 10]: الطِّوَالُ. {أَفَعَيِينَا} [ق: 15]: أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا. {قَالَ قَرِينُهُ} [ق: 23]: الشَّيْطَانُ الَّذِي قُيِّضَ لَهُ. {فَنَقَّبُوا} [ق: 36]: ضَرَبُوا. {أَلْقَى السَّمْعَ} [ق: 37]: لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بغَيْرِهِ، حِينَ أَنْشَأَكُمْ وَأَنْشَأَ خَلْقَكمْ. {رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]: رَصَدٌ. {سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق: 21]: الْمَلَكَيْنِ
(1)
: كَاتِبٌ وَشَهِيدٌ. {شَهِيدٌ} [ق: 21]: شَاهِدٌ بِالْقَلْبِ. {لُغُوبٍ} [ق: 38]: النَّصَبُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {نَضِيدٌ} [ق: 10]: الْكُفُرَّى مَا دَامَ فِي أَكْمَامِهِ، وَمَعْنَاهُ: مَنْضُودٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ أَكْمَامِهِ فَلَيْسَ بِنَضِيدٍ. {فِي إِدْبَارَ النُّجُومِ}
(2)
[الطور: 49] {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ
(3)
} [ق: 40]،
"الْمَلَكَيْنِ" كذا في ذ، ولغيره:"الْمَلَكَانِ". "بِالقَلبِ" في هـ، ذ:"بِالغَيْبِ". " {لُغُوبٍ} " في ذ: " {مِنْ لُغُوبٍ} ". "النَّصَبُ" في ذ: "نصَبٌ". "فَإِذَا خَرَجَ" في نـ: "فَإذَا أُخْرِجَ". " {فِي إِدْبَارَ النُّجُومِ} " في نـ: " {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} ".
===
أي: غير مجاهد في قوله تعالى: {طَلْعٌ نَضِيدٌ} "الكفرى" بضم الكاف وتشديد الراء مقصورًا: الطلع "ما دام في أكمامه" جمع: كم، بالكسر ومعناه "منضود بعضه على بعض، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد"، "قس"(11/ 94 - 96)، "بيض"(2/ 1004 - 1009).
(1)
منصوب بنحو يعني، "قس"(11/ 95).
(2)
بالطور، "قس"(11/ 96).
(3)
هنا، "قس"(11/ 96).
كَانَ عَاصمٌ
(1)
يَفْتَحُ الَّتِي فِي ق وَيَكْسِرُ الَّتِي فِي الطُّورِ، وَتُكْسَرَانِ جَمِيعًا وَتُنْصبَانِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(2)
: {يَوْمُ الْخُرُوجِ} [ق: 42]: يَخْرُجُونَ مِنَ الْقُبُورِ.
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَتَقُولُ
(3)
هَلْ مِنْ مَزِيدٍ
(4)
} [ق: 30]
4848 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ
(5)
"يَخْرُجُونَ" في ذ: "يومَ يَخْرُجُونَ"، وزاد في قتـ، ذ:"إِلَى البَعْث". "بَابُ قَوْلِهِ" ثبت في ذ. "حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ" في ذ: "حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بنُ عمارةَ".
===
(1)
قوله: (كان عاصم) أي: ابن أبي النجود أحد القرّاء السبعة كان يقرأ في سورة "ق" يعني: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} بفتح الهمزة جمع الدبر، وما في سورة الطور يعني {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} بكسرها مصدرًا، قوله:"وتكسران جميعًا" فكسر موضع "ق" نافع وابن كثير وحمزة، والطور الجمهور، قوله:"وتنصبان" أي: تفتحان، فالأول عاصم ومن معه، والثاني المطوعي عن الأعمش شاذًا يعني أعقاب النجوم وآثارها إذا غربت، "قسطلاني"(11/ 96).
(2)
قوله: (قال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله تعالى: {ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} أي: "يخرجون من القبور". والإشارة في قوله: {ذَلِكَ} يجوز أن يكون إلى النداء ويكون قد اتسع في الظرف فأخبر به عن المصدر، أو يقدر مضاف أي: ذلك النداء والاستماع نداء يوم الخروج واستماعه، "قس"(11/ 96).
(3)
أي: جهنم.
(4)
سؤال تقرير بمعنى الاستزادة، "قس"(11/ 96).
(5)
ابن عمارة بن أبي حفصة، وحرمي عَلَمٌ لا نسبة للحرم، ووهم الكرماني (18/ 104)، أي: في أنه منسوب إلى الحرم، "قس"(11/ 97).
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
(1)
، عَنْ قَتَادَةَ
(2)
، عَنْ أَنَسٍ
(3)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُلْقَى فِي النَّارِ {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}
(4)
، حَتَّى يَضَعَ
(5)
"حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ" في نـ: "حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيه".
===
(1)
ابن الحجاج، "قس"(11/ 97).
(2)
ابن دعامة، "قس"(11/ 97).
(3)
ابن مالك.
(4)
قوله: " {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} " سؤال تقرير بمعنى: الاستزادة، وهو رواية عن ابن عباس، فيكون السؤال وهو قوله:{هَلِ امْتَلَأْتِ} قبل دخول جميع أهلها، أو هو استفهام بمعنى النفي، والمعنى: قد امتلأتُ ولم يبق فيّ موضع. وهذا مشكل؛ لأنه حينئذ بمعنى الإنكار، والمخاطب اللَّه تعالى، ولا يلائمه معنى الحديث التالي. وقيل: السؤال لخزنتها، والجواب منهم، فلا بد من حذف مضاف، أي: نقول لخزنة جهنم ويقولون، "قس"(11/ 96).
(5)
قوله: (حتى يضع قدمه) هو من المتشابه، واختلف فيه المأولون، فقيل: المراد: إذلال جهنم، فإنها إذا بالغت في الطغيان أذلها اللَّه، فعبر عنه بوضع القدم كما يقال: وضعه تحت قدمه، أي: أذله، والعرب تستعمل ألفاظ الأعضاء في ضرب الأمثال ولا تريد أعيانها كقولهم: رغم أنفه، وسقط في يده. وقيل: المراد بالقدم: الفرط السابق، أي: ما قدمه لها من أهل العذاب، ولأبي ذر:"رجله" فقيل فيه ذلك. وقيل: هي تحريف من الراوي لظنه أن المراد بالقدم: الرجل. وقيل: المراد بالرجل: الجماعة، كما تقول: رجل من جراد، كذا في "التوشيح" (7/ 3043). قال في "القاموس" (ص: 1057): وفي الحديث: حتى يضع رب العزة قدمه فيها، أي: الذين قدّمهم من الأشرار، فهم قدم اللَّه للنار، كما أن الأخيار قدمه إلى الجنة،
قَدَمَهُ
(1)
، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ". [طرفاه: 6661، 7384، تحفة: 1279].
4849 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يُوقِفُهُ
(3)
أَبُو سُفْيَانَ
(4)
: "يُقَالُ لِجَهَنَّمَ: هَلِ امْتَلأْتِ، فَتَقُولُ
(5)
: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، فَيَضَعُ الرَّبُّ تبارك وتعالى قَدَمَهُ عَلَيْهَا، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ". [طرفاه: 4850، 7449، تحفة: 14485].
"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى" في ذ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى". "فَتَقُولُ" في نـ: "وَتَقُولُ".
===
أو وضع القدم مثل للردع والقمع، أي: يأتيها أمر يكفها عن طلب المزيد، انتهى. قوله:"قط قط" فيه ثلاث لغات: كسر الطاء وسكونها فيهما، ويجوز التنوين مع الكسر، والمعنى: حسبي أي: يكفيني، "قس"(11/ 97)، "ك"(18/ 104).
(1)
أي: يذلها تذليل من يوضع تحت الرجل، أو المراد: قدم بعض المخلوقين، "قس"(11/ 97).
(2)
الواسطي.
(3)
على الصحابي، بسكون الواو من الثلاثي المزيد، والفصيح يقفه من الثلاثي المجرد، "قس"(11/ 98).
(4)
الحميري، وقليلًا ما كان يرفعه، "قس"(11/ 98).
(5)
جهنم، "قس"(11/ 98).
4850 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(2)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(3)
، عَنْ هَمَّامٍ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ
(5)
بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ
(6)
. قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابٌ أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ
"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في ذ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ". "أخْبَرَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ". "قَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "قَالَ: قَالَ النَّبيُّ" مصحح عليه. "قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى" في ذ: "قَالَ اللَّهُ عز وجل". "أَنْتِ رَحْمَتِي" في هـ، ذ:"أَنْتِ رَحْمَةٌ". "أَنْتِ عَذَابٌ" في سـ، حـ، ذ:"أَنْتِ عَذَابِي". "وَلكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا" في نـ: "وَلكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا".
===
(1)
المسندي، "قس"(11/ 98).
(2)
ابن همام، "قس"(11/ 98).
(3)
ابن راشد، "قس"(11/ 98).
(4)
ابن منبه، "قس"(11/ 98).
(5)
قوله: (أوثرت) بضم الهمزة مبنيًا للمفعول بمعنى: اختصصت "بالمتكبرين والمتجبرين" مترادفان لغة، فالثاني تأكيد لسابقه، "قس"(11/ 98).
(6)
بفتحتين: المحتقرون بين الناس الساقطون من أعينهم لتواضعهم لربهم وذلتهم له، "قس"(11/ 98).
حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ
(1)
، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ. فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا
(2)
". [راجع: 4849، أخرجه: م 2846، تحفة: 14704].
2 - بَابُ قَوْلِهِ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39]
4851 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(3)
، عَنْ جَريرٍ
(4)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
"{فَسَبِّحْ} " في نـ: " {وَسَبِّحْ} ". " {وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} " في ذ: "وَقَبْلَ غُرُوبِهَا".
===
(1)
قوله: (حتى يضع رجله) في مسلم: "حتى يضع اللَّه رجله" وأنكر ابن فورك لفظ: رجله وقال: إنها غير ثابتة، وقال ابن الجوزي ["كشف المشكل" (ح: 1987/ 2449)]: هي تحريف من بعض الرواة، وردّ عليهما برواية الصحيحين لها، وأولت بالجماعة كرِجل من جراد، أي: يضع فيها جماعة، وأضافهم إليه إضافة اختصاص. وقال محيي السُّنَّة: القدم والرجل في هذا الحديث من صفات اللَّه تعالى، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زايغ، والمنكر معطل، والمُكَيِّف مُشَبِّه ليس كمثله شيء، "قس"(11/ 99).
(2)
لم تعمل خيرًا حتى تمتلئ، فالثواب ليس موقوفًا على العمل، وعند مسلم:"يبقى من الجنة ما شاء اللَّه ثم ينشئ اللَّه لها خلقًا فيسكنهم فضل الجنة"، "قس"(11/ 99).
(3)
ابن راهويه، "قس"(11/ 100).
(4)
هو ابن عبد الحميد، "قس"(11/ 100).
كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَقَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا
(1)
، لَا تُضَامُّونَ
(2)
فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ
(3)
أَنْ لَا تُغْلَبُوا
(4)
عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلا قَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا". ثُمَّ قَرَأَ: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39]. [راجع: 554].
"عَلَى صَلَاةٍ" كذا في حـ، سـ، ولغيرهما:"عَنْ صَلَاةٍ". "وَلَا قَبلَ غُرُوبِهَا" في نـ: "وَقَبلَ غُرُوبِهَا". " {فَسَبِّحْ} " في نـ: " {وَسَبِّحْ} " بالواو كالتنزيل، ولابي ذر:"فَسَبِّحْ"، "قس" (11/ 100). " {وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} " في نـ:"وَقَبْلَ غُرُوْبِهَا".
===
(1)
القمر رؤية محققة لا تشكون فيها، "قس"(11/ 100).
(2)
قوله: (تضامون) روي بتشديد ميم وضم تاء وفتحها من المفاعلة، أي: لا ينضم يعضكم إلى بعض، وتزدحمون وقت النظر، وبتخفيفها من الضيم وهو الظلم، أي: لا ينالكم ضيم وظلم في رؤيته فيراه بعض دون بعض، كذا في "المجمع"(3/ 420)، فهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي، "قس" (11/ 100). قال العيني (4/ 60): استدل بهذه الأحاديث وبالقرآن وإجماع الصحابة ومن بعدهم على إثبات رؤية اللَّه في الآخرة للمؤمنين، وقد روى أحاديث الرؤية أكثر من عشرين صحابيًا، انتهى.
(3)
تعقيب: فإن استطعتم على أن المواظب على إقامة الصلاة والمحافظ عليها خليق بأن يرى ربه، وإنما خصت صلاة الصبح والعصر بالحث لما في الصبح من ميل النفس إلى الاستراحة والعصر من اشتغال الناس بالمعاملات، فمن لم يلحقه فترة في الصلاتين مع ما لهما من قوة المانع فبالحري أن لا تلحقه في غيرهما، "مرقاة"(9/ 621).
(4)
بصيغة المجهول: لا تصيروا مغلوبين، "مرقاة"(9/ 621).
4852 -
حَدَّثَنَا آدَمُ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ
(2)
، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ
(3)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَهُ
(4)
أَنْ يُسَبِّحَ
(5)
فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا. يَعْنِي قَوْلَهُ: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} . [تحفة: 6403].
51 - {وَالذَّارِيَاتِ}
(6)
وَقَالَ عَلِيٌّ
(7)
: الرِّيَاحُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {تَذْرُوهُ} [الكهف: 45]: تُفَرِّقُهُ.
"{وَالذَّارِيَاتِ} " في ذ: "سورَةُ {وَالذَّارِيَاتِ}، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "وَقَالَ عَلِيٌّ" سقطت الواو في نـ، وزاد بعده في نـ:"عليه السلام"، وفي نـ:"رضي الله عنه"، وفي ذ:"وَقَالَ عَلِيٌّ: الذَّارِيَاتُ".
===
(1)
ابن أبي إياس.
(2)
ممدودًا، ابن عمر اليشكري، "قس"(11/ 100).
(3)
ابن جبر.
(4)
صلى الله عليه وسلم رَبُّه تعالى.
(5)
أي: ينزّه.
(6)
مكية وآيها ستون، "قس"(11/ 101).
(7)
قوله: (وقال علي) هو ابن أبي طالب. "الذاريات": هي "الرياح"، "ك" (18/ 107). وروي في بعض النسخ:"عليه السلام"، وهو وإن كان معناه صحيحًا لكن لا يستعمل في الغائب ولا يفرد به غير الأنبياء، "قسطلاني" (11/ 101). قوله:"وقال غيره" أي: غير علي في قوله تعالى: {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} في سورة الكهف، معناه:"تفرقه" ذكره شاهدًا لسابقه. قال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ} نسق على الأرض، والتقدير: وفي الأرض وفي أنفسكم آيات، {أَفَلَا تُبْصِرُونَ} ، قال الفراء:"تأكل وتشرب. . . " إلخ. قال تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} أي:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
"لذو سعة" بخلقنا، قاله الفراء، وقال غيره: القادرون من الوسع بمعنى الطاقة. وكذلك قوله تعالى: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} يعني "القوي" قاله الفراء أيضًا، قال تعالى:{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} أي: نوعين وصنفين مختلفين "الذكر والأنثى" من جميع الحيوان "و" كذا "اختلاف الألوان"، وكذا اختلاف الطعوم "حلو وحامض فهما" لما بينهما من الضدية كالذكر والأنثى "زوجان" كالسماء والأرض، والنور والظلمة، والإيمان والكفر ونحوها، قوله:" {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} " أي: "من اللَّه [إليه] "، ولأبي الوقت معناه: من اللَّه إليه أي: من معصيته إلى طاعته، أو من عذابه إلى رحمته. قوله:" {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} " ولأبي ذر: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} أي: "ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين" الجن والإنس "إلا ليوحدون"، فجعل العام والمراد به الخصوص، فإن قلت: لم خصصهم بالسعداء منهم، وفسر العبادة بالتوحيد؟ قلت: ليظهر الملازمة بين العلة والمعلول. قوله: "قال بعضهم: خلقهم ليفعلوا ففعل بعض وترك بعض" هذا يدل على إمامة البخاري في علم الكلام، وذكر للآية تأويلان؛ أحدهما: أن اللفظ عام، والمراد به خاص، وهم أهل السعادة وكل ميسر لما خلق له، ثانيهما: خلقهم معدين للعبادة، كما تقول: البقرة مخلوقة للحرث، وقد يكون فيها ما لا يحرث، قوله:"وليس فيه حجة لأهل القدر" المعتزلة على أن إرادة اللَّه لا تتعلق إلا بالخير، وأما الشر فليس مرادًا له، لأنه لا يلزم من كون الشيء معللًا لشيء أن يكون ذلك الشيء مرادًا وأن لا يكون غيره مرادًا، وكذا لا حجة لهم في هذه الآية على أن أفعال العباد معللة بالأغراض إذ لا يلزم من وقوع التعليل في موضعٍ وجوبُ التعليل في كل موضع، ونحن نقول بجواز التعليل لا بوجوبه، أو أن اللام قد تثبت لغير الغرض كقوله تعالى:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} [الإسراء: 78] ومعناه المقارنة، فالمعنى هنا: قرنت الخلق بالعبادة أي:
{وَفِي أَنْفُسِكُمْ
(1)
} [الذاريات: 21]: تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ
(2)
وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ
(3)
. {فَرَاغَ} [الذاريات: 26]: فَرَجَعَ. {فَصَكَّتْ} [الذاريات: 29]: فَجَمَعَتْ أَصَابِعَهَا فَضَرَبَتْ بِهِ جَبهَتَهَا.
"وَيَخْرُجُ" في نـ: "وَيَرْجِعُ ثُمَّ يَخْرُجُ". "مِنْ مَوْضِعَيْنِ" زاد بعده في نـ: " {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} [الذاريات: 10]: أي: لُعِنُوا". " {فَرَاغَ} " في نـ: " {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ} ". " {فَصَكَّتْ} " في نـ: " {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} ". "فَجَمَعَتْ" في ذ: "جَمَعَتْ". "فَضَرَبَتْ بِهِ" في نـ: "فَضَرَبَتْ". "جَبْهَتَهَا" زاد بعده في سفـ: " {تَوَلَّى بِرُكْنِهِ}: مَنْ مَعَهُ لأنهم قومه".
===
خلقهم وفرضت العبادة عليهم، وكذا لا حجة لهم فيها على أن أفعال العباد مخلوقة لهم لإسناد العبادة إليهم؛ لأن الإسناد إنما هو من جهة الكسب. قوله:"والذَّنوب" أي: في قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} [الذاريات: 59] هو لغة "الدلو العظيم"، وقال مجاهد:{ذَنُوبًا} سبيلًا، وهذا مؤخر بعد تاليه عند غير أبي ذر، وفي نسخة:"سجلًا" بفتح المهملة وسكون الجيم. وزاد الفريابي عنه فقال: سجلًا من العذاب مثل عذاب أصحابهم، وقال أبو عبيدة: الذنوب: النصيب، والذنوب والسجل: أقل ملء من الدلو. قوله: "وقال غيره" أي: غير ابن عباس في قوله تعالى: {أَتَوَاصَوْا بِهِ} أي: أتواصى الأولون والآخرون بهذا القول المتضمن لساحر أو مجنون، والمعنى كيف اتفقوا على قول واحد كأنهم تواطئوا عليه، "قس"(11/ 101 - 104)، "ك"، "تن"(2/ 995).
(1)
يريد قوله: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} .
(2)
هو الفم.
(3)
القبل والدبر، "قس"(11/ 102).
وَالرَّمِيمُ: نَبَاتُ الَأرْضِ إِذَا يَبِسَ وَدِيسَ. {لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47]: أي: لَذُو سَعَةٍ، وَكَذَلِكَ:{عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} [البقرة: 236]: يَعْنِي الْقَوِيَّ. {زَوْجَيْنِ} [الذاريات: 49]: الذَّكَرَ وَالأُنْثَى، وَاخْتِلَافُ الأَلْوَانِ حُلْوٌ وَحَامِضٌ فَهُمَا زَوْجَانِ
(1)
. {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذارايات: 50]: مِنَ اللَّهِ إِلَيهِ. {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]: مَا خَلَقْتُ أَهْلَ السَّعَادَةِ مِنْ أَهْلِ الْفَرِيقَيْنِ إِلَّا لِيُوَحِّدُونِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَلَقَهُمْ لِيَفْعَلُوا، فَفَعَلَ بَعْضٌ وَتَرَكَ بَعْضٌ، وَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لأَهْلِ الْقَدَرِ. وَالذَّنُوبُ
(2)
: الدَّلْوُ الْعَظِيمُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {صَرَّةٍ} [الذاريات: 29]: صَيْحَةٍ. {ذَنُوبًا} [الذاريات: 59]: سَبِيلًا
(3)
. {العَقِيمٌ
(4)
} [الذاريات: 29]: الَّتِي لَا تَلِدُ.
"{لَمُوسِعُونَ} " في نـ: " {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} ". "لَذُو سَعَةٍ" في نـ: "لَذُو وُسْعَةٍ". " {زَوْجَيْنِ} " في ق: " {خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} ". "الذَّكَرَ وَالأُنْثَى" في نـ: "يَعْنِي الذَّكَرَ وَالأُنْثَى". "مِنَ اللَّهِ إِلَيْهِ" في قتـ: "مَعْنَاهُ مِنَ اللَّهِ إِلَيْهِ". " {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} " في ذ: " {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ". "مَا خَلَقْتُ" في نـ: "يَقُولُ: مَا خَلَقْتُ". "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {صَرَّةٍ}: صَيْحَةٍ، {ذَنُوبًا}: سَبِيلًا" وفي نـ: "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ذَنُوبًا}: سَبِيلًا، {صَرَّةٌ}: صَيْحَةٌ". "سَبِيلًا" في ذ: "سَجْلًا". "لَا تَلِدُ" زاد في ذ: "وَلَا تَلقحُ".
===
(1)
أي: القوي.
(2)
في قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا} [الذاريات: 59] أي: للذين ظلموا نصيبًا من العذاب مثل نصيب نظرائهم من الأمم السابقة، وهو مأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالدلاء، لأن الذنوب هو الدلو العظيم المملوء، كذا في "بيض"(2/ 1015).
(3)
ولأبي ذر: " {ذَنُوبًا} سبيلًا، {صَرَّةٍ} صيحة"، ولغيره كما في المتن.
(4)
في قوله: {وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} [الذاريات: 29].
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَ {الْحُبُكِ} : اسْتِوَاؤُهَا وَحُسْنُهَا. {فِي غَمْرَةٍ
(1)
} [الذرايات: 11]: فِي ضَلَالَتِهِمْ يَتَمَادَوْنَ
(2)
.
وَقَالَ غَيرُهُ: {تَوَاصَوْا} [الذاريات: 53]: تَوَاطَئُوا. وَقَالَ: {مُسَوَّمَةً}
(3)
[الذاريات: 34]: مُعَلَّمَةً مِنَ السِّيمَا
(4)
.
52 - {وَالطُّورِ}
وَقَالَ قَتَادَةُ: {مَسْطُورٍ} [الطور: 2]: مَكْتُوبٍ
(5)
. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الطُّورُ: الْجَبَلُ
(6)
بِالسُّرْيُانِيَّةِ. {رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: 3]: صَحِيفَةٍ. {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} [الطور: 5]: سَمَاءٌ. وَ {الْمَسْجُورِ
(7)
} [الطور: 6]:
"{فِي غَمْرَةٍ} " في ذ: "فِي غَمْرَتِهِمْ". "مِنَ السِّيمَا" زاد بعده في نـ: " {قُتِلَ الْإِنْسَانُ} [عبس: 17]: لُعِنَ"، وفي نـ:" {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} "[الذاريات: 10] أي: لُعِنُوا. " {وَالطُّورِ} " في ذ: "سورة {وَالطُّورِ} بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ". "صَحِيفَةٍ" في نـ: "صحف". "و {الْمَسْجُورِ} " سقطت الواو في نـ.
===
(1)
ولأبي ذر: في غمرتهم، "قس"(11/ 104).
(2)
قاله ابن عباس، "قس"(11/ 104).
(3)
في قوله: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ} ، "قس".
(4)
بكسر السين مقصورًا: العلامة، "قس"(11/ 104).
(5)
المراد القرآن أو ما كتبه اللَّه في اللوح، "قس"(11/ 104).
(6)
وهو طور سينين جبل بمدين، "قس"(11/ 104).
(7)
قوله: (المسجور) في قوله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} هو "الموقد" المحمي بمنزلة التنور المسجور، وقيل: المملوء. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: الموقر بالراء بدل الدال، والأول هو الصواب. "وقال الحسن: تسجر" البحار "حتى يذهب ماؤها. . . " إلخ، وهذا يكون يوم القيامة.
الْمُوقَدُ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: تُسْجَرُ حَتَّى يَذْهَبَ مَاؤُهَا فَلَا يَبْقَى فِيهَا قَطْرَةٌ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(1)
: {أَلَتْنَاهُمْ
(2)
} [الطور: 21]: نَقَصْنَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: {تَمُورُ} [الطور: 9]: تَدُورُ. {أَحْلَامُهُمْ} [الطور: 32]: الْعُقُولُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْبِرُّ} [الطور: 28]: اللَّطِيفُ. {كِسَفًا} [الطور: 44]: قِطْعًا. {الْمَنُونِ} [الطور: 35]: الْمَوْتُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {يَتَنَازَعُونَ} [الطور: 23]: يَتَعَاطَوْنَ.
4853 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ
(3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ،
"الْمُوقَدِ" في سـ، حـ، ذ، سفـ:"الموقر". "يَتَعَاطَوْنَ" زاد بعده في نـ: " {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} [الطور: 2] ".
===
قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ} بسكون السين "قطعًا" بكسر القاف وسكون الطاء، قال البرماوي وغيره: هذا على قراءة فتح السين كقربة وقرب، ومن قرأه بالسكون على التوحيد فجمعه أكساف وكسوف، وقيل: إن الفتح قراءة شاذة، وأنكرها بعضهم، وأثبتها أبو البقاء، وقد قال أبو عبيدة: الكسف جمع: كسفة، مثل السدر جمع: سدرة. قوله: " {الْمَنُونِ} " في قوله تعالى: {نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} [الطور: 35] هو " {الْمَنُونِ} " من مَنَّه إذا قطعه. "وقال غيره" أي: ابن عباس في قوله تعالى: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا} أي: "يتعاطون" هم وجلساؤهم بتجاذب، وتجاذبهم تجاذب ملاعبة، لا تجاذب منازعة، وفيه نوع لذة، "قس"(11/ 105).
(1)
تقدم في الحجرات.
(2)
في قوله: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} .
(3)
التنيسي، "قس"(11/ 106).
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ
(1)
، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي، فَقَالَ:"طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ". فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي
(2)
إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ
(3)
يَقْرأُ بِالطُّورِ
(4)
وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ. [راجع: 464].
4854 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيدِيُّ
(5)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(6)
قَالَ: حَدَّثُونِي
(7)
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيرِ بْنِ مُطْعِم
(8)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِب بِالطُّورِ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ
(9)
أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ
"ابْنَةِ" في ذ: "بنتِ".
===
(1)
ابن الزبير، "قس"(11/ 156).
(2)
صلاة الصبح، "قس"(11/ 106).
(3)
الحرام، "قس"(11/ 106).
(4)
أي: بسورة والطور، ومرَّ الحديث (برقم: 1633) في "الحج".
(5)
عبد اللَّه بن الزبير، "قس"(11/ 106).
(6)
ابن عيينة.
(7)
أي: أصحابي.
(8)
القرشي النوفلي.
(9)
قوله: ({أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ}) أي: أم أُحْدِثوا وقُدِّرُوا من غير محدث ومقدر فلذلك لا يعبدونه، أو من أجل لا شيء من عبادة ومجازاة، قوله:"أم هم الخالقون" يؤيد الأول، فإن معناه: أم خلقوا أنفسهم، ولذلك عقبه بقوله تعالى:{أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} ، و"أم" في هذه الآيات
لَا يُوقِنُونَ
(1)
* أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} [الطور: 35 - 37] كَادَ قَلْبِي
(2)
أَنْ يَطِيرَ. قَالَ سُفْيَانُ: فَأَمَّا أَنَا فَإِنَّمَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ. لَمْ أَسْمَعْهُ
(3)
زَادَ الَّذِي قَالُوا لِي. [راجع: 765].
"كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ" في ذ: "قَالَ: كَادَ قَلْبِي يَطِيرُ". "لَمْ أَسْمَعْهُ" في نـ: "وَلَمْ أَسْمَعْهُ".
===
منقطعة، ومعنى الهمزة فيها الإنكار. " {بَلْ لَا يُوقِنُونَ} " إذا سئلوا من خلقكم ومن خلق السماوات والأرض قالوا: اللَّه، إذ لو أيقنوا ذلك لما أعرضوا عن عبادته، {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ} أي: خزائن رزقه حتى يرزقوا النبوة من شاؤوا، أو خزائن علمه حتى يختاروا لها من اختارته الحكمة. {أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} الغالبون على الأشياء يدبّرونها كيف شاؤوا، "بيضاوي"(2/ 1019).
(1)
بأنهم خلقوا أي: هم معترفون، وهو معنى قوله:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25] أو: لا يوقنون بأن اللَّه خالق واحد، "قس"(11/ 106).
(2)
قوله: (كاد قلبي) أي: قال ابن جبير: كاد قلبي "أن يطير" مما تضمنته الآية من تبليغ الحجة. وفيه وقوع خبر "كاد" مقرونًا بأن في غير الضرورة، قال ابن مالك: وقد خفي ذلك على النحويين، والصحيح جوازه إلا أن وقوعه غير مقرون بـ "أن" أكثر وأشهر، "قس"(11/ 107).
(3)
قوله: (لم أسمعه) قال سفيان بن عيينة: إنما سمعت الزهري أنه يقرأ في المغرب بالطور، ولم أسمع زائدًا عليه، لكن أصحابي حدثوني عنه الزائد، هو من لفظه:"فلما بلغ" إلى آخر الحديث، "ك"(18/ 110).
53 - {وَالنَّجْمِ}
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
(1)
: {ذُو مِرَّةٍ} [النجم: 6]: ذُو قُوَّةٍ. {قَابَ قَوْسَيْنِ
(2)
} [النجم: 9]: حَيْثُ الْوَتَرُ مِنَ الْقَوْسِ. {ضِيزَى} [النجم: 22]: عَوْجَاءُ. {وَأَكْدَى} [النجم: 34]: قَطَعَ عَطَاءَهُ. {رَبُّ الشِّعْرَى} [النجم: 49]: هُوَ مِززَمُ الْجَوْزَاءِ. {الَّذِي وَفَّى} [النجم: 37]: وَفَّى مَا فُرِضَ عَلَيْهِ. {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} [النجم: 57]: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ. {سَامِدُونَ} [النجم: 61]: الْبَرْطَمَةُ، هُوَ ضَرْبٌ مِنَ اللَّهْوِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: يَتَغَنَّوْنَ، بِالْحِمْيَرِيَّةِ.
"{وَالنَّجْمِ} " في ذ: "سورَةُ {وَالنَّجْمِ}، بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ". " {ضِيزَى} " في نـ: " {قِسمَةٌ ضِيزَى} ". "عَوْجَاءُ" في نـ: "حَدْبَاءُ". "الْبَرْطَمَةُ" في هـ، حـ، صـ، قا، ذ:"البرطنة". "هُوَ ضَرْبٌ مِنَ اللَّهْوِ" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: (وقال مجاهد: ذو مرة) أي: "ذو قوة" أي: في خلقه، وزاد الفريابي عنه: جبريل، وقال ابن عباس: منظر حسن، فإن قلت: قد علم كونه ذا قوة بقوله: {شَدِيدُ الْقُوَى} فكيف يفسر ذو مرة بقوة؟ أجيب: بأن "ذو مرة" بدل {شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 5] لا وصف له، أو المراد بالأول: قوته في العلم، وبالثاني: قوة جسده، "قس"(11/ 107).
(2)
قوله: " {قَابَ قَوْسَيْنِ} " أي: "حيث الوتر من القوس" قاله مجاهد فيما وصله الفريابي أيضًا، وفيه مضافان محذوفان أي: فكان [مقدار] مسافة قربه عليه السلام منه تعالى مثل مقدار مسافة قاب، وهذا ساقط لأبي ذر. قال تعالى:{تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} قال مجاهد فيما وصله الفريابي: "عوجًا"، وقال الحسن: غير معتدلة. قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى} أي: "قطع عطاءه". قال تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} قال مجاهد فيما وصله
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ
(1)
: {أَفَتُمَارُونَهُ} [النجم: 12]: أَفَتُجَادِلُونَهُ، وَمَنْ قَرَأَ {أَفَتُمَرُونَهُ} يَعْنِي: أَفَتَجْحَدُونَهُ. {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} [النجم: 17]:
"أَفَتُجَادِلُونَهُ" في نـ: "أَتُجَادِلُونَهُ". "أَفَتَجْحَدُونَهُ" في حـ، ذ:"أَفَتَجْحَدُونَ". " {مَا زَاغَ} " في ذ: "وَقَالَ: {مَا زَاغَ} "، وفي ذ أيضًا:"وَقَالَ غيرُهُ: {مَا زَاغَ} ".
===
الفريابي: "هو"[أي: الشعرى]"مرزم الجوزاء" بكسر الميم وهي العبور. قال تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} أي: "وفى ما فرض عليه"، وقال الحسن: عمل ما أمر به وبلغ رسالات ربه إلى خلقه، وقيل: قيامه بذبح ابنه. قوله تعالى: {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} أي: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ" التي تزداد كل يوم قربًا. قال تعالى: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} أي: "لاهون"، قال مجاهد: هي "البرطمة" بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح الطاء المهملة والميم، ولأبي ذر عن الكشميهني: البرطنة بالنون بدل الميم: الغناء، فكانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا، "وقال عكرمة: يتغنون بـ" اللغة "الحميرية"، "وقال إبراهيم" النخعي فيما وصله سعيد بن منصور في قوله تعالى: "{أَفَتُمَارُونَهُ} " أي: "أفتجادلونه" من المراء وهو المجادلة، "ومن قرأ: أفتمْرونه" بفتح التاء وسكون الميم من غير ألف، وهم: حمزة والكسائي ويعقوب، "يعني: أفتجحدونه" من مرأ حقه إذا جحده، وقيل: أفتغلبون في المراء -من ماريته فمريته-. قوله تعالى: "{مَا زَاغَ الْبَصَرُ} " أي: "بصر محمد" صلى الله عليه وسلم عما رآه تلك الليلة، "{وَمَا طَغَى} " أي: "ولا جاوز ما رأى" بل أثبته إثباتًا صحيحًا مستيقنًا، أو ما عدل عن رؤية العجائب التي أمر برؤيتها وما جاوزها، "قس" (11/ 107 - 109).
(1)
النخعي.
بَصَرُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
(1)
. {وَمَا طَغَى} وَلَا جَاوَزَ مَا رَأَى. {فَتَمَارَوْا
(2)
} [القمر: 36]: كَذَّبُوا.
وَقَالَ الْحَسَنُ: {إذَا هَوَى} [النجم: 1]: غَابَ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(3)
: {أَغْنَى وَأَقْنَى} [النجم: 48]: أَعْطَى فَأَرْضَى.
4855 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ
(5)
،. . . . . . . .
"وَلَا جَاوَزَ" في هـ، ذ:"وَمَا جَاوَزَ". "وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ" في نـ: "قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ". "حَدَّثَنِي يَحْيَى" في نـ: "حَدَّثَنَا يَحْيَى". "يَحْيَى" في نـ: "يَحْيَى بنُ جَعفَرٍ".
===
(1)
عما رآه تلك الليلة، "قس"(11/ 108).
(2)
قوله: ({فَتَمَارَوْا}: كذبوا) كذا لهم، وليس في هذه السورة: فتماروا، إنما فيها {أَفَتُمَارُونَهُ} ، وفي آخرها:{تَتَمَارَى} ولعله انتقال من بعض النساخ؛ لأن هذه اللفظة في السورة التي تلي هذه، وهي قوله:{فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ} وحكى الكرماني (18/ 111) عن بعض النسخ هنا: "تتمارى تكذب" ولم أقف عليه، "فتح الباري"(8/ 606).
(3)
قوله: (وقال ابن عباس) رضي الله عنهما فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: {أَغْنَى وَأَقْنَى} أي: "أعطى فأرضى" هذا تفسيره على سبيل اللف والنشر، وحقيقة {وَأَقْنَى} أعطاه المال الذي للقنية أي: للذخيرة لا للتجارة، "ك"(18/ 112)، وقال مجاهد:{وَأَقْنَى} : أرضى بما أعطى وقنع، قال الراغب: وتحقيقه أنه جعل له قنية من الرضا، "قس"(11/ 109).
(4)
هو ابن موسى الختي، قاله القسطلاني (11/ 109). قال الكرماني (18/ 112): هو إما ابن موسى الختي وإما ابن جعفر البلخي.
(5)
الشعبي، "ك"(18/ 112).
عَنْ مَسْرُوقٍ
(1)
قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّتَاهْ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ربَّهُ
(2)
؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ قَفَّ
(3)
شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ؟ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى ربَّهُ
(4)
فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ
(5)
: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ
"مِمَّا قُلْتَ" في ذ: "مِمَّا قُلْتَهُ".
===
(1)
هو ابن الأجدع، "قس"(11/ 109).
(2)
أي: ليلة الإسراء، "قس"(11/ 109).
(3)
أي: قام، "قس"(11/ 109).
(4)
أي: ليلة المعراج، "قس"(11/ 109).
(5)
قوله: (ثم قرأت: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، وفي "مسلم": أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] فقال: "إنما هو جبريل". وعند ابن مردويه: أنها قالت: يا رسول اللَّه أرأيت ربك؟ فقال: "لا إنما رأيت جبرئيل منهبطًا"، واحتجاجها بالآية خالفها فيه ابن عباس، ففي "الترمذي" عن عكرمة قال: "رأى محمد ربه، قلت: أليس يقول اللَّه: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}؟! قال: ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره وقد رأى ربه مرتين، فالمنفي في الآية إحاطة الأبصار لا مجرد الرؤية، بل في تخصيص الإحاطة بالنفي ما يدل على الرؤية، أو يشعر بها كما تقول: لا تحيط به الأفهام، وأصل المعرفة حاصلة، ثم استدلت أيضًا بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} أجيب بأن هذه الَاية لا تدل على نفي الرؤية مطلقًا، بل على أن البشر لا يرى اللَّه في حال التكلم، فنفي الرؤية يقيد بهذه الحالة دون غيرها، "قس" (11/ 110).
مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ
(1)
} [الشورى: 51]. وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ:{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34] وَمَنْ حَدَّثَلث أَنَّهُ كَتَمَ
(2)
فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} الآيَةَ [المائدة: 67]، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِئيلَ فِي صُورَتِهِ
(3)
مَرَّتَيْنِ
(4)
. [راجع: 3234، أخرجه: م 177، ت 3067، س في الكبرى 11408، تحفة: 17613].
"كَتَمَ" في ذ: "قَدْ كَتَمَ"، وزاد بعده في نـ:"شَيْئًا". "وَلَكِنَّهُ رَأَى" كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"وَلَكِنْ رَأَى".
===
اختلف قديمًا وحديثًا في رؤيته صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء، فذهب عائشة وابن مسعود إلى نفيها، وابن عباس وبعض آخرون إلى إثباتها، ومنهم من ذهب إلى أنه رأى بقلبه لا بعينه، وأخرج مسلم عن ابن عباس:"إنه رأى ربه بفؤاده مرتين"، وعلى هذا يمكن الجمع بين إثبات ابن عباس ونفي عائشة بأن يحمل نفيها على رؤية البصر. وإثباته على رؤية القلب، لكن المشهور عن ابن عباس أنه قال: برؤية البصر، ومنهم من توقف في هذه المسألة، ورجح القرطبي هذا القول، وعزاه لجماعة من المحققين وقواه بأنه ليس في الباب دليل قاطع، وليس مما يكتفى فيه بمجرد الظن، كذا في "اللمعات".
(1)
وأجيب بأن هذه الآية لا تدل على نفي الرؤية مطلقًا بل على أن البشر لا يرى اللَّه في حال التكلم، فنفي الرؤية مقيد بهذه الحالة دون غيرها، "قس"(11/ 110).
(2)
مما أمر بتبليغه، "قس"(11/ 110).
(3)
له ستمائة جناح، "قس"(11/ 110).
(4)
قوله: (مرتين) مرة على الأرض في الأفق الأعلى، ومرة في السماء عند سدرة المتنهى، "قس"(11/ 110).
1 - بَابُ قَوُله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى
(1)
} [النجم: 9]
حَيْثُ الْوَتَرُ مِنَ الْقَوْسِ.
4856 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيبَانِيُّ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ زِرًّا
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى
(5)
* فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم: 9 - 10] قَالَ
(6)
: حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ رَأَى جِبرِيلَ
(7)
لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ. [راجع: 3232].
"بَابُ قَوُلهُ: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} حَيْثُ الوَتَرُ مِنْ القَوْس" كذا في ذ، ولغيره:"قَوْلُهُ تعَالَى: {قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} ". "سَمِعْتُ زِرًّا" في نـ: "سَمِعْتُ زِرَّ بنَ حُبَيْشٍ". "قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ" لفظ "حَدَّثَنَا" سقط في نـ.
===
(1)
قوله: ({فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}) أي: "حيث الوتر من القوس"، والدنو من اللَّه لا حد له. قال القشيري في "مفاتيح الحجج": أخبر اللَّه بقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} أن نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم بلغ من المرتبة والمنزلة القدر الأعلى مما لا يفهمه الخلق، "قس"(11/ 110).
(2)
ابن زياد، "قس"(11/ 111).
(3)
أي: أبو إسحاق، "ك"(18/ 113).
(4)
بكسر الزاي وتشديد الراء، ابن حبيش، "قس"(11/ 111).
(5)
أي: أقرب، "قس"(11/ 111).
(6)
زر، "قس"(11/ 111).
(7)
أي: مرتين كما سبق، "قس"(11/ 111).
2 - بَابُ قَوْلِهِ: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى
(1)
} [النجم: 10]
4857 -
حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ
(2)
، عَنِ الشَّيبَانِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ زِرًّا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى جِبْرِيلَ
(3)
لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ. [راجع: 3232].
3 - بَابُ قَوْلُهُ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18]
4858
- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ
(4)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الَأعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} قَالَ: رَأَى رَفْرَفًا أَخْضَرَ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ
(5)
. [راجع: 3233].
"بَابُ قَوْلِهِ. . . " إلخ، سقط لغير أبي ذرٍّ. "تَعَالَى" سقط في نـ. "أَنَّ مُحَمَّدًا" في ذ:"أَنَّهُ مُحَمَّدٌ". "بَابُ قَوْلُهُ. . . " إلخ، سقط لغير أبي ذر. "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ" في نـ:"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ".
===
(1)
قوله: ({فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}) أي: جبريل أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى جبريل، وفيه تفخيم للموحى به، أو اللَّه إليه، وقيل: الضمائر كلها للَّه، "قس"(11/ 111).
(2)
ابن قدامة الكوفي.
(3)
الحاصل: أن ابن مسعود كان يذهب في ذلك إلى أن الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم هو جبريل كما ذهبت إلى ذلك عائشة، "فتح"(8/ 610).
(4)
أي: ابن عقبة، "قس"(11/ 112).
(5)
قوله: (قال: رأى رفرفًا أخضر قد سدّ الأفق) وعند النسائي والحاكم عن ابن مسعود قال: "أبصر نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض"، قال البيهقي: فالرفرف: جبريل
4 - بَابُ قَوْلُهُ: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19]
4859
- حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{اللَّاتَ وَالْعُزَّى} : كَانَ الَّلَاتُ رَجُلًا
(1)
يَلُتُّ
(2)
سَوِيقَ الْحَاجِّ. [تحفة: 5366].
4860 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ
(4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(6)
، عَنْ حُمَيدِ بْنِ
"قَولُه" سقط في نـ. "حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ" في ذ: "حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهيمَ". "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ" في ذ: "عَن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَولِهِ". "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ" في نـ: "حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ".
===
- عليه السلام على صورته على رفرف، والرفرف: البساط، "قسطلاني"(11/ 112).
(1)
اسمه عمرو، وقيل: صرمه، "قس"(11/ 113).
(2)
قوله: (يَلُتُّ) بتشديد الفوقية، أي: يبل، وهذا على قراءة "اللات" بتشديد التاء، وأما بالتخفيف فهو اسم صنم لثقيف، وقيل: لقريش كما أن "العزى" لغطفان وهي سمرة، و"مناة" لهذيل وخزاعة، وهي صخرة، كذا في "الكرماني"(18/ 114)، وليس ذلك بلازم، بل يحتمل أن هذا أصله، وخفف لكثرة الاستعمال، والجمهور على القراءة بالتخفيف، كذا في "الفتح"(8/ 612).
(3)
المسندي.
(4)
الصنعاني، "قس"(11/ 113).
(5)
هو ابن راشد، "قس"(11/ 113).
(6)
محمد بن مسلم، "قس"(11/ 113).
عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ
(2)
: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى
(3)
، فَلْيَقُلْ: لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ
(4)
، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ
(5)
". [أطرافه: 6107، 6301، 6650، أخرجه: م 1647، د 3247، ت 1545، س 3775، ق 2096، تحفة: 12276].
5 - بَابُ قَولِهُ: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى
(6)
} [النجم: 20]
4861 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
(7)
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
(8)
قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ
(9)
قُلْتُ لِعَائِشَةَ:
"بَابُ" سقط لغير أبي ذر. "قَولُه" سقط في نـ. "سَمِعْتُ عُرْوَةَ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ".
===
(1)
ابن عوف، "قس"(11/ 113).
(2)
بفتح المهملة وكسر اللام، "قس"(11/ 113).
(3)
كيمين المشركين، "قس"(11/ 113).
(4)
قوله: (فليقل: لا إله إلَّا اللَّه) يحتمل أن يكون معناه أنه سبق لسانه فيتداركه بكلمة التوحيد؛ لأنه صورة الكفر، وإلا فإن كان على قصد التعظيم فهو كفر وارتداد، يجب العود عنه بالدخول في الإسلام. وقوله:"فليتصدق" أي: بالمال الذي عزم على المقامرة به، أو بشيء من ماله كفارة لما جرى على لسانه وعزم عليه، "لمعات".
(5)
أي: بشيء كما في "مسلم"، كفارةً لما جرى على لسانه.
(6)
صفتان للتأكيد، أو " {الْأُخْرَى} " من التأخر في الرتبة، "بيض"(2/ 1023).
(7)
عبد اللَّه بن الزبير المكي، "قس"(11/ 114).
(8)
هو ابن عيينة، "قس"(11/ 114).
(9)
ابن الزبير، "قس"(11/ 114).
فَقَالَتْ
(1)
: إِنَّمَا كَانَ مَنْ أَهَلَّ
(2)
بمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي بالْمُشَلَّلِ
(3)
لَا يَطُوفُونَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
(4)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
(5)
: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]. فَطَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ. قَالَ سُفْيَانُ
(6)
: مَنَاةُ بِالْمُشَلَّلِ مِنْ قُدَيْدٍ
(7)
.
"بِمَنَاةَ" في ذ: "لِمَنَاةَ". "تَعَالَى" في نـ: "عز وجل".
===
(1)
فيه حذف ذكره في "باب {إِنَّ الصَّفَا. . .} إلخ"، (برقم: 4495).
(2)
قوله: (من أهلَّ بمناة الطاغية) بالموحدة، أي: من أحرم باسمها أو عندها. ولأبي ذر: "لمناة" مجرورًا بالفتحة؛ لأنه غير منصرف وهو باللام لأجلها. وقوله: "الطاغية" بالجر بالكسرة صفة لمناة باعتبار طغيان عبدتها، أو مضاف إليها، والمعنى: أحرم باسم مناة القوم الطاغية. قوله: "بالمشلل" بضم الميم وفتح المعجمة وفتح اللام الأولى مشددة، أي: مناة الكائنة بالمشلل. قوله: "لا يطوفون بين الصفا والمروة" تعظيمًا لصنمهم مناة حيث لم يكن في المسعى، وكان فيه صنمان لغيرهم: إساف ونائلة، "قس"(11/ 115)، ومرَّ بيانه (برقم: 4495).
(3)
موضع من قديد أي: من كان يحج لهذا الصنم كان لا يسعى بين الصفا والمروة تعظيمًا لصنمهم حيث لم يكن ثمة، وكان ثمة صنمان لغيرهم، "ك"(18/ 115).
(4)
حيث لم يكن مناة في المسعى، وكان فيه صنمان لغيرهم، "ك"، "قس"(11/ 115).
(5)
أي: ردًا.
(6)
ابن عيينة، "قس"(11/ 115).
(7)
أي: موضع من قديد -مصغرًا- من ناحية البحر، وهو الجبل الذي يهبط إليها منه، "قس"(11/ 115).
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: نَزَلَتْ فِي الأَنْصَارِ
(2)
، كَانُوا هُمْ وَغَسَّانُ
(3)
قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ
(4)
بِمَنَاةَ، مِثْلَهُ
(5)
. وَقَالَ مَعْمَرٌ
(6)
عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ رِجَالٌ مِنَ الَأنْصَارِ مِمَّنْ كَانَ يُهِلُّ
(7)
لِمَنَاةَ -وَمَنَاةُ صَنَمٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ
(8)
- قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ كُنَّا لَا نَطُوفُ
(9)
بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ تَعْظِيمًا لِمَنَاةَ
(10)
، نَحْوَهُ
(11)
. [راجع: 1643، أخرجه: م 1277، ت 2965، س 2967، تحفة: 16438، 16510، 16654].
6 - بَابُ قَوْلُهُ: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [النجم: 62]
"بِمَناةَ" في نـ: "لِمَنَاةَ". "بَابُ" سقط لغير أبي ذر. "قَولِه" سقط في نـ.
===
(1)
الفهمي بالفاء، المصري أميرها لهشام، مما وصله الذهلي والطحاوي، "قس"(11/ 115).
(2)
أي: الأوس والخزرج.
(3)
قال الجوهري: اسم قبيلة، "قس"(11/ 115).
(4)
أي: يحرمون، "قس"(11/ 115).
(5)
أي: مثل حديث ابن عيينة، "قس"(11/ 115).
(6)
وصله الطبري، "قس"(11/ 115).
(7)
يحرم.
(8)
وكان لخزاعة وهذيل، وسمي بذلك لأن دم الذبائح كان يمنى عندها أي: يذبح، "قس"(11/ 115).
(9)
مرَّ بعض بيانه (برقم: 1643) في "الحج".
(10)
حيث لم يكن بينهما، "قس"(11/ 115).
(11)
أي: نحو الحديث السابق، "قس"(11/ 115).
4862 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ
(2)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
(3)
، عَنْ عِكْرِمَةَ
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ
(5)
وَالْجِنُّ
(6)
وَالإِنْسُ.
===
(1)
عبد اللَّه بن عمرو، "قس"(11/ 116).
(2)
ابن سعيد، "قس"(11/ 116).
(3)
السختياني، "قس"(11/ 116).
(4)
مولى ابن عباس، "قس"(11/ 116).
(5)
قوله: (وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس) أي: الحاضرون من المشركين لما سمعوا ذكر طواغيهم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، وكان أولى سجدة نزلت فأرادوا معارضة المسلمين بالسجدة لمعبودهم، أو وقع ذلك منهم بلا قصد، أو خافوا في ذلك من مخالفتهم، وما قيل: كان ذلك بسبب ما ألقى الشيطان في أثناء قراءته صلى الله عليه وسلم: "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى"، فلا صحة له عقلًا ولا نقلًا، كذا نقله صاحب المجمع (3/ 38، 39)، وهكذا في "الكرماني"(18/ 116)، وقال: كيف وقد أنكر بهمزة الإنكار شركهم في قوله: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} إلخ [النجم: 19]، أي: أخبروني بأسماء هؤلاء الذين يجعلونهم شركاءهم، وما هي إلا أسماء سميتموها بمجرد الهوى لا عن حجة، انتهى.
قال في "الخير الجاري": وقد تكلم عليه القسطلاني (11/ 116) بما روى بحديث ضعيف منقطع، ولعله مشكوك لا يعارض المقطوع، وذكر بعض العلماء في حواشيه على "تفسير البيضاوي" (2/ 690) عند قوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} الآية [الحج: 52]، قيل: هو من وضع الزنادقة، وليس في "الصحاح"، قال القاضي: وهو مردود عند المحققين، انتهى. ومرَّ (برقم: 1071). [انظر "ظفر الأماني" (ص: 457)].
(6)
لعله إنما علم من أخباره صلى الله عليه وسلم، "مجمع"(3/ 39).
تَابَعَهُ ابْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ. وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ عُلَيَّةَ
(1)
ابْنَ عَبَّاسٍ
(2)
. [راجع: 1071].
4863 -
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ
(3)
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائيلُ
(4)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(5)
، عَنِ الَأسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
قَالَ: أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ النَّجْمُ. قَالَ: فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ، إِلَّا رَجُلٌ رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا، وَهُوَ أُمَيَّهُ بْنُ خَلَفٍ. [راجع: 1067].
"ابْنُ طَهْمَانَ" في ذ: "إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ". "أَخْبَرَنِي" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنِي". "أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ" في ذ: "أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ". "حَدَّثَنَا إِسْرَائيلُ" في ذ: "حَدَّثَنِي إِسْرَائيلُ".
===
(1)
إسماعيل في تحديثه عن أيوب، "قس"(11/ 116).
(2)
بل أرسله، ولا يقدح ذلك في الحديث لاتفاق عبد الوارث وابن طهمان على وصله، وهما ثقتان، "قس"(11/ 116).
(3)
محمد بن عبد اللَّه يعني الزبيري، "قس"(11/ 117).
(4)
ابن يونس، "قس"(11/ 117).
(5)
عمرو بن عبد اللَّه السبيعي، "قس"(11/ 117).
(6)
ابن قيس النخعي، "قس"(11/ 117).
(7)
هو ابن مسعود، "قس"(11/ 117).
* * *
تمَّ بحمد اللَّه وتوفيقه المجلّد التاسع، ويتلوه إن شاء اللَّه تعالى المجلّد العاشر، وأوله: سورة {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} ، وصلَّى اللَّه على خير خلقه سيِّدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.