المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

دِيوَان الحَدِيثِ النَّبويّ (1)   صَحِيحُ البُخَارِي وَهُو: الجامِعُ المُسْنَد الصَحِيحُ المخْتَصر مِن أمُور رَسُولِ - صحيح البخاري - ط التأصيل - جـ ١

[البخاري]

فهرس الكتاب

دِيوَان الحَدِيثِ النَّبويّ

(1)

صَحِيحُ البُخَارِي

وَهُو: الجامِعُ المُسْنَد الصَحِيحُ

المخْتَصر مِن أمُور رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسُنَنِهِ وأيَّامِهِ

للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري

المتوفى سنة 256 هجرية

طبعة مراجعة ومصححة على النسخة السلطانية

مع رفع الالتباس عن رموزها

مَركَز البُحُوثِ وتَقْنِيَةِ المَعْلُومَاتِ

دَارُ التَّأْصِيل

ص: 1

‌المقدّمة

إن الحمد للَّه نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد اللَّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى اللَّه عليه وآله وصحبه وسلم.

أما بعد:

فإن اللَّه تعالى أرسل رسوله المجتبى ونبيه المصطفى محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ ليكون للعالمين بشيرًا ونذيرًا، وللثقلين هاديًا وسراجًا منيرًا، فيخرجهم بكتاب اللَّه العظيم وآيات ذكره الحكيم من دياجير الجاهلية إلى نور الإسلام، فشرح اللَّه به صدور أهل الإلحاد والضلال، ولم يكن أمامهم إلا التسليم لنور الإسلام وهدى القرآن.

والسنة النبوية المطهرة - على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم - هي الشارحة والمبينة لمراد اللَّه تبارك وتعالى في قرآنه؛ حيث قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}

(1)

، فلا عجب إذن أن يعتني المسلمون بحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويبذلوا غاية جهودهم في جمعه وحفظه، ولقد هيأ اللَّه تعالى للسنة النبوية المشرفة حفاظًا عارفين، وجهابذة عالمين، يذودون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين.

(1)

[النحل: 44].

ص: 27

ومن هؤلاء الأئمة الأعلام: الإمام أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري، فقد كان رحمه الله زين هذه الأمة؛ فهو أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله، والحامل للواء علم الحديث كما وصفه بذلك الكثير من العلماء، ويأتي نقل عباراتهم مفصلة في ثنايا ترجمته.

أما بخصوص كتابه "الصحيح" فيكفيه شرفًا وفخرًا اتفاق علماء الأمة على أنه أصح الكتب بعد كتاب اللَّه تعالى، ومعه أو يليه كتاب الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله، وإجماعهم على تسميته "الصحيح".

قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله في كتابه "المفهم"(1/ 99 - 100): "وأما انعقاد الإجماع على تسميتهما بالصحيحين فلا شك فيه، بل قد صار ذكر الصحيح علمًا لهما، وإن كان غيرهما بعدهما قد جمع الصحيح واشترط الصحة، كأبي بكر الإسماعيلي الجرجاني، وأبي الشيخ بن حيان الأصبهاني، وأبي بكر البرقاني، والحاكم أبي عبد اللَّه، وأبي ذر الهروي، وغيرهم، لكن الإمامان أحرزا قصب السباق، ولقب كتاباهما بالصحيحين بالاتفاق". اهـ.

وقال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال"(1/ 147): "وأما السنة فإن اللَّه تعالى وفق لها حفاظًا عارفين، وجهابذة عالمين، وصيارفة ناقدين، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فتنوعوا في تصنيفها، وتفننوا في تدوينها على أنحاء كثيرة، وضروب عديدة؛ حرصًا على حفظها، وخوفًا من إضاعتها.

وكان من أحسنها تصنيفًا وأجودها تأليفًا وأكثرها صوابًا وأقلها خطأً وأعمها نفعًا وأعودها فائدة وأعظمها بركة وأيسرها مئونة، وأحسنها قبولًا عند

ص: 28

الموافق والمخالف، وأجلها موقعًا عند الخاصة والعامة؛ صحيح أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري". اهـ.

فلا غرو أن يعتني المسلمون بهذا الكتاب عناية فائقة، تجلت في بروز العديد من الطبعات المختلفة، ورغم ما بذل من الجهود التي بُذلت في طبعاته المتعددة المنتشرة في بلدان مختلفة على مدار عشرات السنين، لم يحظ الكتاب بطبعة تعبر عن الواقع العلمي للكتاب برواياته المختلفة، مع الحفاظ على معالم أهم وأصح رواياته وهي رواية أبي ذر الهروي.

ومن هنا رأت دار التأصيل إعادة إصدار هذا السفر الجليل على أوثق وأدق رواياته، وهي رواية أبي ذر الهروي، وهذا لم نسبق إليه بعون اللَّه فيما نعلم فقامت بتتبع أهم النسخ الخطية لرواية أبي ذر في بلدان العالم المختلفة وقد وُفِّقنا بحمد اللَّه تعالى للحصول على سبع نسخ خطية، متفاوتة في الوثاقة والإتقان، والتمام والنقصان منها نسخة ابن سعادة التي اعتمدناها أصلا للعمل، وذلك فيما توفر منها، أما الجزء الذي لم يتوفر منها فقد اعتمدنا فيه على فرعها نسخة ميارة.

وقد قمنا بالعمل عليه وتحقيقه وفق منهج علمي وتحت إشراف كوكبة من أهل العلم على رأسهم فضيلة العلامة الدكتور/ أحمد معبد عبد الكريم أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر.

نسأل اللَّه سبحانه وتعالى العون على إتمامه وإخراجه، وأن تقر به أعين أهل العلم وطلبته.

ص: 29

ولما كانت الطبعة السلطانية من أحسن الطبعات التي صدرت لصحيح البخاري، وهي التي أمر السلطان عبد الحميد رحمه الله بطباعتها سنة 1311 هـ، بعناية ستة عشر عالمًا، على رأسهم فضيلة شيخ الأزهر الشيخ/ حسونة النواوي رحمه الله، وقد اعتمدوا في إعداد هذه الطبعة على أوثق وأدق فروع "النسخة اليونينية"، وهي من أجل ما انتسخ من الروايات في تاريخ المسلمين؛ وذلك نظرًا لتمتعها بمميزات لا تتوافر لغيرها، منها:

1 -

كون المعتني بها إمامًا حافظًا، وهو أبو الحسين علي بن محمد اليونيني رحمه الله، الذي وصف بالحفظ والمعرفة الكثيرة للمتون والأسانيد.

2 -

جمعها للروايات المعتمدة من الصحيح، وتمييز بعضها عن بعض.

3 -

اعتناء اليونيني رحمه الله بضبط الكتاب ومقابلته على الأصول المعتمدة للروايات، وكثرة ممارسته لهذا الأصل.

وغير ذلك من المميزات التي فصلنا الحديث عنها في مقدمة التحقيق.

بيد أن هذا الجهد العلمي العظيم لم يخل من بعض الملحوظات التي أعاقت الاستفادة التامة من هذه الطبعة المباركة، ويتلخص أهمها في استعمال الترميز عوضًا عن أسماء أصحاب الروايات والنسخ، دون الإشارة للمنهجية المتبعة في ترتيب هذه الرموز، وكذا علامات الضبط والتصحيح، والتي ملأت أرجاء الطبعة، فضلًا عن غياب التعريف ببعض الرموز المستخدمة في الصلب والحواشي؛ مما قلل من فرص الانتفاع الكامل بهذه الطبعة.

ومن هنا رأت دار التأصيل - تيسيرًا على الباحثين وطلبة العلم - إعادة إصدار هذه الطبعة - وهي التي بين يديك - بعد إجراء بعض التعديلات

ص: 30

الفنية عليها، وذلك برد هذه الرموز إلى ما يقابلها من أسماء، والكشف عن بعض أصحاب الرموز المستعملة؛ مثل:(ق، صع) وغيرهما مما كان خافيًا معرفته على كثير من المتخصصين، سواء ما كان في الصلب أو الحواشي، دون الإخلال بالسياق أو المضمون، وسواء كان التعديل بالحذف أو الإضافة.

واللَّه نسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يمنح كل من ساهم فيه التوفيق والقبول، إنه نعم المولى ونعم المجيب، والحمد للَّه رب العالمين.

* * *

ص: 31

‌ترجمة الإمام البخاري

‌اسمه ونسبه:

هو: أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه، البخاري مولدًا وموطنًا، الجعفي نسبًا.

وكان أجداده فُرسًا على دين المجوس، على أن التاريخ لم يحفظ لنا من أجداد البخاري أبعد من جده الثالث "بَرْدِزْبَه"، فهو رأس أسرته فيما نعلم، وقد كان بردزبه هذا فارسي الأصل، عاش ومات مجوسي الدين.

وأول من أسلم من أجداد البخاري هو "المغيرة بن بردزبه"، وكان إسلامه على يد اليمان الجعفي والي بخارى آنذاك؛ فانتمى إليه بالولاء، وانتقل الولاء في أولاده، وأصبح الجعفي نسبًا له ولأسرة البخاري

(1)

.

أما "إبراهيم بن المغيرة" الجد الأول للبخاري، فلا نعلم شيئًا من أخباره غير انتسابه للمغيرة.

وأما والد البخاري "إسماعيل بن إبراهيم"، فقد كانت حياته مطلع النباهة لهذه الأسرة؛ حيث غير منهج آبائه في الحياة، وشارك في الحياة العلمية باختيار أهم جوانبها في عصره، وهي: دراسة حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وتدريسه.

كان والد البخاري رحمه الله تقيًّا عالمًا محدثًا، اشتهر بين الناس بحسن سلوكه وورعه وسمته.

(1)

"التعديل والتجريح" للباجي (1/ 307).

ص: 32

رحل إلى العلماء وأهل الحديث، فحدث عنهم وأخذ منهم، روى سماعًا عن "مالك بن أنس"، و"حماد بن زيد"، وصحب "عبد اللَّه بن المبارك"، كما ذكر ذلك ولده في كتابه "التاريخ الكبير"

(1)

، وابن حبان في كتابه "الثقات"

(2)

.

وروى عنه العراقيون؛ منهم: أحمد بن حفص، وأحمد بن جعفر، ونصر بن الحسين، وغيرهم.

ويكفي هذا الوالد شرفًا وفخرًا أن اللَّه أجزل مكافأته وعطاءه على فضله وعفته، فرزقه ولدًا هو "الإمام البخاري"، فقد كان والدا البخاري من الصلاح والتقوى بمكانة عالية، كما سيأتي قريبًا.

‌المولد والنشأة:

ولد محمد بن إسماعيل البخاري بعد صلاة الجمعة، في الثالث عشر من شهر شوال عام أربعة وتسعين ومائة للهجرة.

وكانت ولادته بمدينة بخارى من خراسان، موطن آبائه وأجداده، وهي مدينة كبيرة من بلاد التركستان، وقد فتحها المسلمون بعد منتصف القرن الأول للهجرة، وهي مركز علمي هام، وحاضرة من حواضر الإسلام.

استقبل البخاري حياته وسط أسرة ثرية متدينة فاضلة؛ فقد حكي عن والده أنه قال عند موته: لا أعلم من مالي درهما من حرام، ولا درهما من شبهة. وهذا مما لا شك فيه كان له أكبر الأثر في المكانة التي وصل إليها الإمام البخاري، غير أن المنية لم تمهل والده، حيث توفي وابنه محمد طفل، فكفلته أمه ورعته من بعده.

(1)

(1/ 342).

(2)

(8/ 98).

ص: 33

وكانت امرأة تقية صالحة لا تقل تقى وورعًا عن والده، حتى عدها المؤرخون من ذوي الكرامة والولاية.

قال الحافظ: "روى غنجار في "تاريخ بخارى"، واللالكائي في "شرح السنة" في باب كرامات الأولياء، أن محمد بن إسماعيل البخاري ذهبت عيناه في صغره، فدعت أمه اللَّه كثيرًا حتى رأت الخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لها: "يا هذه قد رد اللَّه على ابنك بصره بكثرة دعائك". قال: فأصبح وقد رد اللَّه عليه بصره"

(1)

.

وقد روى هذه الحكاية أيضًا الإمام السبكي في "طبقاته"

(2)

، والذهبي في "سير النبلاء"

(3)

، و"تاريخ الإسلام"

(4)

.

في كنف هذه الأسرة الكريمة نشأ البخاري، وفي رعاية هذه الأم الفاضلة أخذ يختلف إلى الكتاب، يحفظ القرآن وأمهات الكتب المعروفة في زمانه، حتى إذا بلغ العاشرة من عمره، بدأ في حفظ الحديث، والاختلاف إلى الشيوخ والعلماء، وملازمة حلقات الدروس، وعند ذلك أخذت ميوله تظهر، ومداركه تتفتح.

فعن أبي جعفر محمد بن أبي حاتم

(5)

أنه قال: "قلت للبخاري: كيف كان بدء أمرك؟ فقال: ألهمت حفظ الحديث في المكتب ولي عشر سنوات أو أقل، ثم خرجت من المكتب بعد العشر، فجعلت أختلف إلى الداخلي".

(1)

"مقدمة فتح الباري"(ص: 478).

(2)

"طبقات الشافعية الكبرى"(2/ 216).

(3)

(12/ 393).

(4)

(19/ 242، 243).

(5)

"طبقات الشافعية الكبرى"(2/ 216)، و"سير النبلاء"(12/ 393)، و"تاريخ الإسلام"(19/ 243).

ص: 34

وهنا يسجل التاريخ خبرًا ينم عن نضجه المبكر؛ فقال فيما يروي عن نفسه: "فجعلت أختلف إلى الداخلي - وهو من أهل الحديث في عهده - فقال يومًا فيما كان يقرأ للناس: عن سفيان، عن أبي الزبير، عن إبراهيم. فقلت: إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم، فانتهرني، فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك، فدخل فنظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت: هو الزبير بن عدي، عن إبراهيم، فأخذ القلم منه وأصلح كتابه به وقال: صدقت"

(1)

. وقد حدث بعض أصحاب البخاري أنهم سألوه: "ابن كم كان إذ ذاك؟ فقال: ابن إحدى عشرة سنة"

(2)

.

ثم تتابعت مراحل نضج البخاري وتقدمه العلمي، فتابع دراسته وتعلمه بهمة ونشاط، حتى إذا بلغ السادسة عشرة من عمره، حفظ كتب ابن المبارك ووكيع، وغيرهم من أهل الرأي.

وفي هذه السن المبكرة بدأت مرحلة جديدة من حياة البخاري؛ إذ خرج لأول مرة من بخارى راحلًا إلى الحج وطلب الحديث، صحبة والدته وأخيه أحمد، حتى إذا انتهت مناسك الحج رجعت أمه صحبة أخيه أحمد إلى بلدها بخارى، بينما تخلف البخاري لطلب الحديث والأخذ عن الشيوخ، وكانت سنه إذ ذاك ست عشرة سنة، أي حوالي سنة عشر ومائتين للهجرة.

ومن هذا التاريخ تبتدئ مرحلة جديدة في حياة البخاري، وهي مرحلة الاتصال بالعالم الخارجي، وبداية الرحلة لطلب الحديث، والاتصال بالعلماء والشيوخ.

(1)

المصادر السابقة.

(2)

نفس المصادر.

ص: 35

وفي ذلك يقول البخاري: "خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة، فلما حججت رجع بها أخي، وتخلفت في طلب الحديث"

(1)

.

‌صفة البخاري الخِلقية:

ذكر الإمام السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى"، قال:"قال ابن عدي: سمعت الحسن بن الحسين البَزَّار يقول: رأيْت البخاري شيخًا نحيفًا ليس بالطويل ولا بالقصير"

(2)

.

كما كان قليل الأكل جدًّا، يتزهد فيه ويتقشف مكتفيًا بالخبز، معرضًا عن الإدام حتى مرض من كثرة تقشفه، وقد روى الحافظ في "مقدمة الفتح" قول البخاري:"لم أَأْتدم منذ أربعين سنة"

(3)

.

وكان عزيز النفس عفيف اليد، يتجمل، ولا يريق ماء وجهه، حتى في أشد حالات العسر.

وكان مرهف الحس، نبيل الشعور، عفيف اللسان، قال:"ما اغتبت أحدًا قط منذ علمت أن الغيبة حرام"

(4)

. وكان كريم الطبع، سخي اليد محسنًا، قال:"كنت أستغل في كل شهر خمسمائة درهم، فأنفقها في الطلب، وما عند اللَّه خير وأبقى"

(5)

. كما كان متعبدًا زاهدًا قانتًا، يملأ نهاره بالدرس والتعليم، وليله بالعبادة والتهجد، وكان ورده القرآن.

(1)

نفس المصادر.

(2)

(2/ 216).

(3)

(ص: 482).

(4)

"مقدمة الفتح"(ص: 481).

(5)

المصدر السابق (ص: 480).

ص: 36

‌رحلاته العلمية:

تعددت رحلات البخاري العلمية؛ للأخذ عن الشيوخ، والرواية عن المحدثين، والاختلاف إلى حلقات الدرس، حيث ابتدأت برحلته إلى الحج صحبة والدته وأخيه، وكان ذلك سنة عشر ومائتين للهجرة، وسنه لا تتجاوز ست عشرة سنة، وما كاد يفرغ من حجه والاتصال بعلماء مكة ومحدثيها، حتى رحل إلى المدينة المنورة للأخذ عن علمائها.

ولقد آثر البخاري أن يجعل الحرمين الشريفين طليعة رحلاته العلمية للتحصيل والرواية؛ حيث أقام بها ستة أعوام، حتى إذا استوفى حظه من الرواية والسماع انطلق في سياحته العلمية متنقلًا عبر الأقاليم والأقطار.

"روى سهل بن السَّري عن البخاري قال: دخلت إلى الشام ومصر والجزيرة مرتين، وإلى البصرة أربع مرات، وأقمت بالحجاز ستة أعوام، ولا أحصي كم مرة دخلت إلى الكوفة وبغداد مع المحدثين"

(1)

.

ثم تتابعت رحلات البخاري وسفره في سبيل الحديث والرواية، حتى شملت أغلب الحواضر العلمية في وقته، واستغرقت معظم حياته، كل ذلك يجالس العلماء ويتلقى عنهم، ويجمع الحديث ويرويه، ويعقد مجالس التحديث والمناقشة، ويتعرض للامتحان والكيد، فيخرج سالمًا منتصرًا على الكائدين والمتربصين.

روى محمد بن أبي حاتم قال: سمعت البخاري يقول: "دخلت بغداد آخر ثماني مرات، كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل، فقال لي آخر ما ودعته: يا أبا عبد اللَّه، تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان"

(2)

.

(1)

"مقدمة فتح الباري"(ص: 478).

(2)

"سير أعلام النبلاء"(12/ 403).

ص: 37

والأقطار والأقاليم التي رحل إليها البخاري، وحدث فيها وزارها هي:

مكة والمدينة، وبغداد وواسط، والبصرة والكوفة، ودمشق وحمص، وقيسارية وعسقلان، وخراسان، ونيسابور ومرو، وهراة وبخارى، ومصر، وغيرها.

‌ثناء العلماء عليه:

قال الإمام الترمذي رحمه الله صاحب "السنن" وتلميذ البخاري وخريجه: "لم أر أحدًا بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل".

وقال محمد بن أبي حاتم: "سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة، ورأيت علماءها كلها، فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم".

وقال حاتم بن مالك الوراق: "سمعت علماء مكة يقولون: محمد بن إسماعيل إمامنا، وفقيهنا، وفقيه خراسان".

وقال خلف بن محمد: "سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري التقي النقي العالم الذي لم أر مثله".

وقال أبو أحمد الحاكم: "كان البخاري أحد الأئمة في معرفة الحديث وجمعه، ولو قلت: إني لم أر تصنيف أحد يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن؛ لرجوت أن أكون صادقًا".

وقال الترمذي: "كان محمد بن إسماعيل عند عبد اللَّه بن منير، فلما قام من عنده قال له: يا أبا عبد اللَّه، جعلك اللَّه زين هذه الأمة". قال الترمذي: "استجيب له فيه".

ص: 38

وقال حاشد بن إسماعيل: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يجئنا من خراسان مثل محمد بن إسماعيل".

وقال أبو حاتم الرازي: "محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق".

وقال أبو عبد اللَّه الحاكم: "محمد بن إسماعيل البخاري إمام أهل الحديث".

وقال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: "ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأحفظ له من محمد بن إسماعيل"

(1)

.

وقال الحاكم: "سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: سمعت أبي يقول: رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري يسأله سؤال الصبي".

وقال أحمد بن حمدون القصار: "سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى البخاري فقال: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله".

وقال إبراهيم الخواص: "رأيت أبا زرعة كالصبي جالسًا بين يدي محمد بن إسماعيل، يسأله عن علل الحديث".

وقال الإمام أبو العباس القرطبي: "وهو العلم المشهور، والحامل لواء علم الحديث المنشور، صاحب "التاريخ" و"الصحيح"، المرجوع إليه في علم التعديل والتجريح، أحد حفاظ الإسلام، ومن حفظ اللَّه به حديث رسوله عليه الصلاة والسلام".

(1)

قال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: "وحسبك بإمام الأئمة ابن خزيمة يقول فيه هذا القول مع لقيه الأئمة والمشايخ شرقًا وغربًا"! قال أبو الفضل: "ولا عجب فيه؛ فإن المشايخ قاطبة أجمعوا على تقدمه، وقدموه على أنفسهم في عنفوان شبابه، وابن خزيمة إنما رآه عند كبره وتفرده في هذا الشأن". "تهذيب الأسماء واللغات"(1/ 70).

ص: 39

"شهد له أئمة عصره بالإمامة في حفظ الحديث ونقله، وشهدت له تراجم كتابه بفهمه وفقهه"

(1)

.

وقال الإمام النووي: "واعلم أن وصف البخاري رحمه الله بارتفاع المحل والتقدم في هذا العلم على الأماثل والأقران متفق عليه فيما تأخر وتقدم من الأزمان، ويكفي في فضله أن معظم من أثنى عليه ونشر مناقبه شيوخه الأعلام المبرزون، والحذاق المتقنون"

(2)

.

وقال الحافظ المزي: "إمام هذا الشأن، والمقتدى به فيه، والمعول على كتابه بين أهل الإسلام"

(3)

.

وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي: "تخرج به أرباب الدراية، وانتفع به أهل الرواية، وكان فرد زمانه، حافظًا للسانه، ورعًا في جميع شأنه، هذا مع علمه الغزير، وإتقانه الكثير، وشدة عنايته بالأخبار، وجودة حفظه للسنن والآثار، ومعرفته بالتاريخ وأيام الناس ونقدهم، مع حفظ أوقاته وساعاته، والعبادة الدائمة إلى مماته"

(4)

.

وقال أيضًا: "ولقد كان كبير الشأن، جليل القدر، عديم النظير، لم ير أحد شكله، ولم يخلف بعده مثله"

(5)

.

(1)

"المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم"(1/ 94، 95).

(2)

"تهذيب الأسماء واللغات"(1/ 71).

(3)

"تهذيب الكمال"(24/ 431).

(4)

"تحفة الأخباري"(ص: 204).

(5)

المصدر السابق (ص: 215).

ص: 40

وقال الحافظ ابن حجر: "جبل الحفظ، وإمام الدنيا في فقه الحديث"

(1)

.

وقال الحافظ السخاوي: "ومن تأمل اختياراته الفقهية في "جامعه" علم أنه كان مجتهدًا، موفقًا، مسددًا، وإن كان كثير الموافقة للشافعي"

(2)

.

‌شيوخ البخاري:

رحل البخاري كثيرًا، وطوف بالأمصار والأقاليم والحواضر العلمية، فلقي أغلب المحدثين في زمانه، وأخذ عن الأئمة والشيوخ المشهورين في عصره، فاتسعت مداركه، وكثرت روايته للحديث، وكان ينتقي شيوخه، ويتحرى في اختيارهم، واضعًا لنفسه خطة ونهجًا في ذلك؛ حتى لا يأخذ إلا عن الثقات.

قال الإمام النووي: "وروينا من جهات عن جعفر بن محمد القطان قال: سمعت البخاري - رحمه الله تعالى - يقول: كتبت عن ألف ثقة من العلماء وزيادة، وليس عندي حديث لا أذكر إسناده"

(3)

.

وليس معنى ذلك أن اختياره لشيوخه، وتثبته في الأخذ عنهم، جعله قليل الشيوخ، بل على العكس من ذلك فقد أكثر من الأخذ من الشيوخ والرواية عنهم، حتى تجاوزوا الألف.

قال البخاري: "كتبت عن ألف وثمانين نفسًا، ليس فيهم إلا صاحب حديث"

(4)

.

(1)

"تقريب التهذيب"(ص: 468).

(2)

"عمدة القارئ والسامع"(ص: 59).

(3)

"مقدمة شرح البخاري" للنووي (ص: 36).

(4)

"مقدمة فتح الباري"(ص: 479).

ص: 41

ويقول أيضًا عنهم: "لقيت أكثر من ألف رجل من أهل الحجاز والعراق والشام ومصر وخراسان

فما رأيت واحدًا منهم يختلف في هذه الأشياء: أن الدين قول وعمل، وأن القرآن كلام اللَّه"

(1)

.

ولم يكن البخاري يروي كل ما يأخذه أو يسمعه من الشيوخ، بل كان يتحرى ويدقق فيما يأخذ ويدع، ويؤكد ذلك ما روي عنه عندما سئل عن خبر حديث، فيما روى عنه محمد بن أبي حاتم قال: سمعته يقول: "يا أبا فلان، تراني أدلس؟! تركت أنا عشرة آلاف حديث لرجل فيه نظر، وتركت مثلها أو أكثر منها لغيره لي فيه نظر"

(2)

.

وإذا كان البخاري نفسه ذكر أن الشيوخ الذين أخذ عنهم وسمع منهم تعدوا ألف نفس، فقد بلغوا بذلك كثرة يصعب معها استيعابهم وحصرهم، ونؤثر هنا أن نكتفي بالإشارة إلى الصفوة المختارة منهم الذين أثروا في تكوينه العلمي، وأكثر هو من الأخذ عنهم والرواية لهم.

ففي العهد الأول لطلبه الحديث، أي قبل رحلته للحج، نجد من شيوخه الأولين:

الداخلي، ومحمد بن سلام البيكندي، ومحمد بن يوسف البيكندي، وعبد اللَّه المسندي الجعفي، وهارون بن الأشعث.

وممن أخد عنهم بمكة المكرمة:

أبو بكر عبد اللَّه بن الزبير الحميدي، وأبو الوليد أحمد بن محمد الأزرقي، وعبد اللَّه بن يزيد المقرئ، وإسماعيل بن سالم الصائغ.

(1)

"سير أعلام النبلاء"(12/ 407)، و"مقدمة الفتح" (ص: 47).

(2)

"مقدمة فتح الباري"(ص: 481، 482)، و"تاريخ بغداد"(2/ 25).

ص: 42

وأخذ بالمدينة المنورة عن:

عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، وإبراهيم المنذري، ومطرف بن عبد اللَّه أبي مصعب، ويحيى بن قزعة.

وأخذ بالشام عن:

محمد بن يوسف الفريابي، وآدم بن أبي إياس، وأبي اليمان الحكم بن نافع، وحيوة بن شريح.

وأخذ بنيسابور عن:

يحيى بن يحيى التميمي، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وهو: ابن راهويه، ومحمد بن يحيى الذهلي.

وأخذ ببغداد عن:

أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبي مسلم بن عبد الرحمن ابن أبي يونس، وشريح بن النعمان، وعفان بن مسلم الصفار، ومحمد بن عيسى الطباع، وغيرهم.

وأخذ بمصر عن:

أحمد بن صالح المصري، وسعيد بن كثير بن عفير، ويحيى بن عبد اللَّه بن بكير، وأصبغ بن الفرج، وعبد اللَّه بن صالح المصري، وغيرهم.

ونظرًا لكثرة شيوخ البخاري وتعددهم؛ لاختلاف أمصارهم وجهاتهم، فقد حصرهم المحدثون في طبقات خمس:

• الطبقة الأولى: من حدثه عن التابعين:

ص: 43

منهم: محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، ومكي بن إبراهيم، وأبو عاصم النبيل. وهؤلاء هم أصحاب الثلاثيات.

• الطبقة الثانية: قوم حدثوا عن أتباع التابعين، عن التابعين:

منهم: أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، وآدم بن أبي إياس، وأيوب بن سليمان، وغيرهم. وهؤلاء هم أصحاب رباعيات البخاري.

• الطبقة الثالثة: قوم حدثوا عن تبع أتباع التابعين؛ الذين أدرك زمانهم، وأمكنه لقيهم:

منهم: سليمان بن حرب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة

إلخ.

• الطبقة الرابعة: رفقاؤه في الطلب، ومن هو في عداد طبقته ممن سمع قبله قليلًا، وقد حدث عنهم عن مشايخه:

منهم: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد بن حميد، وأحمد بن النضر.

• الطبقة الخامسة: قوم في عداد طلبته؛ حيث حدث عنهم وهم أصغر منه في السن والإسناد، وقد سمع منهم للفائدة:

منهم: عبد اللَّه بن حماد الآملي، وعبد اللَّه بن أبي العاص الخوارزمي، وحسين بن محمد القباني.

وفائدة هذا التقسيم لطبقات شيوخ البخاري على هذا النحو، هو عدم وقوع الإبهام والالتباس - لمن لا معرفة له - إذا حدث البخاري بالإسناد عاليًا تارة،

ص: 44

ونازلًا تارة أخرى، وحتى لا يظن أن الإسناد العالي قد حذف منه، أو أن الإسناد النازل قد زيد فيه.

على أن هناك من شيوخ البخاري الكثر المتعددين حسب الأقاليم والأمصار؛ شيوخًا قد ظهر أثرهم الجليل في تكوينه الفكري والعلمي، وأثروا في منهجه الحديثي، وكانت صلته بهم قوية شديدة مكينة، وهم شيوخه الخمسة:

علي بن المديني (161 - 234 هـ)، وهو من أكثر الأئمة الذين تأثر بهم البخاري، حتى إنه قال:"ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني، وربما كنت أغرب عليه"

(1)

.

وأحمد بن حنبل (164 - 241 هـ).

وإسحاق بن راهويه (161 - 238 هـ).

ويحيى بن معين (158 - 233 هـ).

وأبو نعيم الفضل بن دكين (130 - 219 هـ).

‌تلاميذ البخاري:

وقف البخاري حياته كلها للعلم، وقصرها على طلب الحديث وتعليمه، فما وني لحظة عن ذلك، ولا أشرك في طلبه والسعي له شيئًا من عرض الدنيا ومتاعها، وما رئي فيما وراء نومه القليل إلا وهو على حال من ثلاث: إما جالسًا إلى شيخ يسمع منه ويتلقى عنه، أو متصدرًا للحديث على الملتفين حوله من الطلاب، أو منقطعًا إلى القلم والقرطاس يقيد شوارد ما جمع.

(1)

"تهذيب الكمال"(24/ 451).

ص: 45

وهو بهذا الجهد الكبير والعمل المتواصل قد ملأ حياته علمًا وتعليمًا، وكتابة وتأليفًا، مما أفاد منه وانتفع به خلق كثيرون لا يحصون عددًا، ولا يحدون وفرة، سواء في حله أو ترحاله، ولا نكون مبالغين إذا اعتبرنا كل واحد ممن لقيهم البخاري أو اتصل بهم واحدًا من تلاميذه، حتى من بعض شيوخه، وهو في ذلك يقول:"ما قدمت على شيخ إلا كان انتفاعه بي أكثر من انتفاعي به"

(1)

.

وقد أدرك هذا الامتياز والتفوق أساتذته الكبار، وقدروه، ومنهم الحميدي نفسه؛ حيث يقول البخاري عنه:"دخلت على الحميدي وأنا ابن ثمان عشرة سنة، فإذا بينه وبين آخر اختلاف في حديث، فلما بصر بي قال: جاء من يفصل بيننا، فعرضا علي الخصومة، فقضيت للحميدي، وكان الحق معه"

(2)

.

ولعل قصته مع شيخه الداخلي وهو في بدء أمره، واعتراف الداخلي بخطئه للبخاري؛ أكبر دليل على ما ذهبنا إليه من تفوق البخاري، حتى بالنسبة إلى شيوخه، ولم يكد يشتهر بين الناس بسعة حفظه، وسيلان ذهنه، وتثبته، وإتقانه، وعلو باعه في الرواية والدراية، حتى أقبل الناس وطلاب الحديث - والعلماء منهم خاصة - يسعون إليه، ويتحلقون حوله؛ طلبًا للرواية عنه والسماع، "فكان أهل المعرفة يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب، حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف ممن يكتب عنه، وكان شابًّا لم يخرج وجهه"

(3)

.

(1)

"مقدمة الفتح"(ص: 489).

(2)

المصدر السابق (ص: 483).

(3)

"طبقات الشافعية الكبرى"(2/ 217).

ص: 46

لذلك لا يمكننا أن نحصر كل تلاميذه؛ لكثرتهم وتنوعهم، ونكتفي هنا بالإشارة إلى بعضهم، ومنهم شيوخه وأقرانه وحفاظ عصره.

فممن روى عنه أو أخذ منه من شيوخه:

عبد اللَّه المسندي، وعبد اللَّه بن منير، ومحمد بن خلف بن قتيبة، وغيرهم.

ومن أقرانه:

أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن عبد اللَّه بن الجنيد النيسابوري، وإسحاق بن أحمد بن زيرك الفارسي، ومحمد بن قتيبة البخاري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وغيرهم.

وممن أخذ عنه من كبار الحفاظ:

مسلم بن الحجاج، وأبو بكر بن إسحاق بن خزيمة، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو الفضل أحمد بن سلمة، وأبو عيسى الترمذي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وحسين بن محمد القباني، وسهل بن شاذويه البخاري، ويعقوب بن يوسف بن الأخرم، وجعفر بن محمد النيسابوري، وأبو القاسم البغوي، وأبو محمد بن حامد، والحسين بن إسماعيل المحاملي البغدادي، وغيرهم.

ويكفي البخاري شرفًا وفخرًا أن يكون هؤلاء الأئمة والحفاظ من تلاميذه، والآخذين عنه، والراوين له، مما يغني عن ذكر الآلاف من الذين تتلمذوا عليه وسمعوا منه، حتى بلغ من سمعوا منه "الصحيح" وحده أكثر من تسعين ألفًا، كما روي عن الفربري.

ص: 47

‌آثار البخاري:

لقد ظهر نبوغ البخاري مبكرًا؛ فقد حفظ القرآن الكريم وهو دون التسع، وبدأ في حفظ الحديث الشريف وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ في الرواية، وحفظ أغلب أمهات كتب الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، فلا عجب أن نراه يبدأ التأليف وهو دون الثامنة عشرة من عمره، كما ذكر ذلك بنفسه.

روى محمد بن أبي حاتم عنه أنه قال: "لما طعنت في ثماني عشرة صنفت كتاب "قضايا الصحابة والتابعين"، ثم صنفت "التاريخ" في المدينة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت أكتبه في الليالي المقمرة، وقل اسم في "التاريخ" إلا وله عندي قصة، إلا أني كرهت أن يطول الكتاب"

(1)

وقد هيأه للتأليف والكتابة وأعانه عليها ذكاؤه الحاد، وحفظه الواسع النادر، وذهنه السيال المتوقد، ومعرفته العميقة الواسعة بأحوال الرجال: من تعديل وتجريح، والأسانيد: من صحيح وسقيم.

وقد ذكر الإمام السبكي في "طبقاته" قصة البخاري مع سليم بن مجاهد بن يعيش الخديمنكني، والتي تنبئ عن سعة حفظه، حتى بلغت سبعين ألف حديث، فكان جواب البخاري:"نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة أو التابعين إلا عرفت مولد أكثرهم، ووفاتهم، ومساكنهم، ولست أروي حديثًا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل أحفظه حفظًا عن كتاب اللَّه، أو سنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم"

(2)

.

(1)

"مقدمة فتح الباري"(ص: 478).

(2)

"طبقات الشافعية"(2/ 218).

ص: 48

كما يؤكد ذلك قصته مع علماء بغداد ومع السمرقنديين؛ روى الحافظ ابن عدي قال: "سمعت عدة مشايخ ببغداد يقولون: إن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد، فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وأرادوا امتحان حفظه، فعمدوا إلى مائة حديث، فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا الحديث لمتن آخر، ودفعوها إلى عشرة أنفس، لكل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على البخاري، وأخذوا عليه الموعد للمجلس، فحضر وحضر جماعة من الغرباء من أهل خراسان وغيرهم من البغداديين، فلما اطمأن المجلس بأهله، انتدب رجل من العشرة، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث، فقال البخاري: لا أعرفه. فما زال يلقي عليه واحدًا واحدًا حتى فرغ، والبخاري يقول: لا أعرفه. وكان من العلماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: فهم الرجل، ومن كان لم يدر القصة يقضي على البخاري بالعجز والتقصير، وقلة الحفظ.

ثم انتدب رجل من العشرة أيضا، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال: لا أعرفه. فلم يزل يلقي عليه واحدًا واحدًا، والبخاري يقول: لا أعرفه.

وهكذا حتى فرغوا كلهم من إلقاء تلك الأحاديث المقلوبة، والبخاري لا يزيدهم على قوله: لا أعرفه.

فلما علم أنهم قد فرغوا، التفت إلى الأول فقال: أما حديثك الأول، فقلت: كذا، وصوابه: كذا، وحديثك الثاني: كذا، وصوابه: كذا، والثالث، والرابع، على التوالي حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده، وكل

ص: 49

إسناد إلى متنه، وفعل مع الآخرين مثل ذلك، فأقر الناس له بالحفظ، وأذعنوا له بالفضل"

(1)

.

وقد عقب الحافظ ابن حجر على هذه القصة بقوله: "هنا يخضع للبخاري، فما العجب من رده الخطأ إلى الصواب؛ فإنه كان حافظًا، بل العجب من حفظه للخطأ على ترتيب ما ألقوه عليه من مرة واحدة"

(2)

.

هذه العوامل والمزايا ساعدت كلها على وفرة إنتاج البخاري، وكثرة آثاره العلمية، فبدأ التأليف وهو لا يزال شابًّا يافعًا إثر خروجه إلى الحج، وسنه لا تتعدى ثمان عشرة سنة، فأخرج للناس كتابيه الأولين "قضايا الصحابة والتابعين"، و"التاريخ"، كما حدث بذلك عن نفسه.

وقد عد الحافظ ابن حجر كتب البخاري فبلغت واحدًا وعشرين كتابًا، ونبه إلى الموجود منها عنده، وما روى منها بالسماع، أو بالإجازة.

على أننا نجد للبخاري مؤلفات أخرى، غير ما ذكر الحافظ ابن حجر، اختلفت بين مطبوع ومخطوط، وبين موجود وضائع حتى الآن لا يعرف له أثر.

وتلك المؤلفات والكتب هي:

1 -

"الجامع الصحيح": وسنتناوله بالتفصيل فيما بعد.

2 -

"الأدب المفرد": يرويه عنه أحمد بن محمد بن الجليل - بالجيم - البزار، له طبعة مشروحة باسم:"فضل اللَّه الصمد في توضيح الأدب المفرد" لمؤلفه

(1)

"مقدمة الفتح"(ص: 487).

(2)

المصدر السابق.

ص: 50

فضل اللَّه الجيلاني من علماء الهند، في جزأين، المطبعة السلفية، القاهرة، سنة 1378 هـ.

3 -

"التاريخ الكبير": يرويه عنه أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس، وأبو الحسن محمد بن سهل الواسطي - وهي الرواية المتداولة بين أيدي الناس الآن - وغيرهما.

وهو كتاب يتعلق بتاريخ الرواة من عصر الصحابة إلى زمانه، رتبه على حروف المعجم، وبدأه بذكر المحمدين، وهو ثاني كتب البخاري في التأليف، عنيت بطبعه جمعية دائرة المعارف العثمانية في الهند سنة 1361 هـ، و 1362 هـ، في أربع مجلدات، تشتمل على ثمانية أجزاء، والمطبوع من رواية ابن سهل.

4 -

"التاريخ الأوسط": يرويه عنه عبد اللَّه بن أحمد بن عبد السلام الخفاف، وعبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن الأشقر، وأبو محمد زنجويه بن محمد النيسابوري، وقد طبع أخيرًا من قبل مؤسسة الرشد.

5 -

"رفع اليدين في الصلاة": يرويه عنه محمود بن إسحاق الخزاعي، تحت عنوان:"قرة العينين برفع اليدين في الصلاة" وطبعت الطبعة الأولى بكلكتا، الهند سنة 1256 هـ. وقد طبع أكثر من مرة ومن أجودها ما طبع بدار ابن حزم 1416 هـ بعناية بدر بن عبد اللَّه البدر.

6 -

"القراءة خلف الإمام": يرويه أيضًا محمود بن إسحاق الخزاعي، طبع تحت عنوان:"خير الكلام في القراءة خلف الإمام" وطبعت الطبعة الأولى بدلهي، الهند سنة 1256 هـ.

7 -

"خلق أفعال العباد": يرويه عنه يوسف بن ريحان بن عبد الصمد، والفربري

ص: 51

أيضًا، طبع بمطبعة النهضة الحديثة بمكة المكرمة سنة 1378 هـ بعناية عبد الحق الهاشمي، كما طبعت الطبعة الأولى بدلهي، الهند سنة 1306 هـ.

8 -

"كتاب الضعفاء": يرويه عنه أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، وآدم بن موسى الحواري، وغيرهم، وقد رتبه على حروف المعجم، طبعت الطبعة الأولى باللَّه آباد، الهند، سنة 1325 هـ.

9 -

كتاب "الكنى": وهو كتاب أرخ فيه البخاري للرواة الذين لم يعرف من أسمائهم إلا الكنية، ولم يشتهروا إلا بها، وقد رتبه على حروف المعجم، طبعت الطبعة الأولى بحيدر آباد، الهند، سنة 1360 هـ.

10 -

"المسند الكبير": ذكره القاسمي في كتابه: "حياة البخاري"(ص 28).

11 -

"التفسير الكبير": ذكر الفربري أنه كان مع البخاري وهو يؤلفه في أثناء إقامته "بفربر"، وتوجد منه نسخة خطية في الجزائر، ونسخة أخرى في مكتبة باريس، كما ذكر بروكلمان

(1)

.

12 -

كتاب "الأشربة": ذكره الدارقطني في كتاب "المؤتلف والمختلف"

(2)

، كما يقول ابن حجر

(3)

.

14 -

كتاب "أسامي الصحابة": ذكره أبو القاسم بن منده، ونقل منه في كتابه "المعرفة"، وذكر أنه يرويه من طريق ابن فارس سماعًا عن البخاري، كما نقل منه أبو القاسم البغوي الكثير في كتابه "معجم الصحابة"

(4)

.

(1)

"تاريخ الأدب العربي"(3/ 179).

(2)

(4/ 60).

(3)

"مقدمة الفتح"(ص: 492).

(4)

المصدر السابق.

ص: 52

15 -

كتاب "الوحدان": وهو من ليس له إلا حديث واحد من الصحابة، وقد نقل عنه ابن منده في كتابه "المعرفة"

(1)

.

16 -

كتاب "المبسوط": ذكره الخليلي في كتابه "الإرشاد"

(2)

، كما ذكر أن مهيب بن سليم رواه عن البخاري.

17 -

كتاب "العلل": ذكره أبو القاسم بن منده، كما ذكره الكتاني في "الرسالة المستطرفة"

(3)

.

18 -

كتاب "الفوائد": ذكره الترمذي في أثناء كتابه "المناقب" من كتاب "الجامع"

(4)

.

19 -

كتاب "قضايا الصحابة والتابعين": وهو أول كتاب ألفه البخاري.

20 -

كتاب "السنن في الفقه": ذكره النديم في "الفهرست"

(5)

.

21 -

كتاب "الضعفاء الكبير": يرويه ابن عدي في كتابه "الكامل" من طريق محمد بن عبد اللَّه بن الجنيد عنه، وقيل: إن له نسخة خطية محفوظة في مكتبة "باتنا".

على أن آثار الإمام البخاري لا تقتصر على الذين سمعوا منه وأخذوا عنه، ولا على الكتب والآثار التي خلفها لنا وحفلت بها المكتبة الإسلامية، بل إن

(1)

نفس المصدر.

(2)

(3/ 973).

(3)

(1/ 147).

(4)

"سنن الترمذي"(12/ 205).

(5)

(ص: 286).

ص: 53

آثاره باقية متصلة، تتجسد في مدرسة البخاري المتكونة من الذين تتلمذوا عليه، من خلال كتبه وآثاره، وخاصة "الجامع الصحيح"، الذي ظل منذ إخراجه للناس يستقطب اهتمام العلماء والمحدثين، وعنه تخرج أجيال وأجيال من العلماء وطلبة العلم، وفسح أمامهم المجال للدراسة والبحث والاستقصاء، فكان سببًا لعطاء علمي عظيم، تمثل في مئات الكتب التي ألفت حول "الصحيح"، تعليقًا واستدراكًا، وإضافة وشرحًا، حتى يمكن القول بأن أي كتاب بعد كتاب اللَّه لم يلق من العناية والاهتمام مثل "الجامع الصحيح"، منذ تصنيفه إلى الآن، مما تزخر به الخزانات والمكتبات من الكتب المؤلفة حوله، ويكفي أن نعلم أن شروحه فقط نَيَّفَت على اثنين وثمانين شرحًا، كما أورد صاحب "كشف الظنون"

(1)

.

على أن أهم شروح صحيح البخاري المتداولة هي:

1 -

"أعلام الحديث" للإمام الخطابي (388 هـ) طبع مركز إحياء التراث بجامعة أم القرى، مكة المكرمة 1409 هـ، تحقيق: الدكتور/ محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود.

2 -

"شرح صحيح البخاري" لابن بطال (449 هـ) طبع مكتبة الرشد، الرياض 1420 هـ، تحقيق: أبي تميم ياسر بن إبراهيم.

3 -

"بهجة النفوس" لابن أبي جمرة الأندلسي (699 هـ) طبع دار الكتب العلمية، بيروت.

(1)

(1/ 541).

ص: 54

4 -

"التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح" لبدر الدين الزركشي (ت: 794) طبع مكتبة الرشد، الرياض، تحقيق: يحيى بن محمد الحكمي.

5 -

"فتح الباري شرح صحيح البخاري" لابن رجب الحنبلي (ت: 795) طبع دار ابن الجوزي، السعودية 1417 هـ، تحقيق: طارق بن عوض اللَّه بن محمد.

6 -

شرح الكرماني المسمى "الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري" للكرماني (ت: 796) طبع دار إحياء التراث العربي - بيروت 1356 هـ.

7 -

"التوضيح" لابن الملقن (ت: 804) طبع وزارة الأوقاف القطرية 1429 هـ، تحقيق: دار الفلاح.

8 -

"فتح الباري شرح صحيح البخاري" أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 852) طبع المطبعة البولاقية، مصر 1300 هـ، ومن أفضل طبعاته طبعة الشيخ محب الدين الخطيب بالمكتبة السلفية بالقاهرة 1379 هـ.

9 -

"عمدة القاري شرح صحيح البخاري" للبدر العيني (ت: 855) طبع المطبعة الحلبية، مصر 1392.

10 -

"التوشيح" للإمام السيوطي (ت: 911)، طبع مكتبة الرشد، الرياض 1419 هـ، تحقيق: رضوان جامع رضوان.

11 -

"إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" للقسطلاني (ت: 923) طبع المطبعة البولاقية، مصر 1304 هـ.

12 -

"فيض الباري على صحيح البخاري" لمحمد أنور الكشميري (ت: 1353 هـ)، ومعه "حاشية البدر الساري إلى فيض الباري" لمحمد بدر عالم الميرتهي.

ص: 55

ومن شروحه الأخرى:

شرح ابن كثير (ت: 774)، وشرح علاء الدين مغلطاي (ت: 792)، وشرح البرماوي (ت: 831)، وشرح التلمساني المالكي (ت: 842)، وشرح البلقيني (ت: 805)، وأبي البقاء الأحمدي (ت: بعد 909 هـ)، وجلال الدين البكري (ت: 891 هـ)، وابن رشيد (ت: 721 هـ)، وغيرهم.

كما ترجم "صحيح البخاري" إلى أغلب اللغات العالمية الحية، وخاصة اللغتين الإنجليزية والفرنسية بالإضافة للغات المسلمين المنتشرة كالأردية والإندونيسية والتركية.

‌وفاة البخاري:

لقد ذكر الإمام البخاري في وصيته الرباعية أمورًا يبتلى بها العلماء والمحدثون، ولا بد لهم من الصبر عليها، وهي: شماتة الأعداء، وملامة الأصدقاء، وطعن الجهلاء، وحسد العلماء.

ولعله كان يتحدث عن نفسه، وعما يلاقيه من معاصريه، الكائدين له، والمؤتمرين به.

فلم يكد يقصد نيسابور للإقامة فيها والاستقرار بها حتى نبا به المجلس، وضاق به الحساد والمغرضون من علماء نيسابور ومحدثيها، بسبب ظهوره وتأليفه، والتفاف الناس من حوله، فسعوا بالوشاية بينه وبين أميرها، واختلقوا لذلك أقاويل وأكاذيب يتنزه البخاري عن مثلها، بسبب فتنة خلق القرآن التي كانت رائجة آنذاك، فكثر القيل والقال من حوله، وكثر لغط العامة واختلافهم بسبب ما أشاعه خصومه عنه، فوجد عليه أمير نيسابور، مما اضطر معه البخاري إلى مغادرتها والخروج منها، عائدًا إلى بلاده بخارى.

ص: 56

وقد أحسن أهل بخارى استقباله، وبالغوا في الحفاوة به، وفي ذلك يروي الحافظ ابن حجر، عن أحمد بن محمد بن منصور الشيرازي قوله:"لما رجع أبو عبد اللَّه البخاري إلى بخارى، نصبت له القباب على فرسخ من البلد، واستقبله عامة أهلها حتى لم يبق مذكور، ونثرت عليه الدراهم والدنانير"

(1)

.

ولم يكد يستقر به المقام في بلده، حتى وقعت بينه وبين أمير بخارى خالد بن أحمد الذهلي جفوة، عكرت صفو البخاري، وكانت سبب خروجه منها مرغمًا، إلى أن مات بعيدًا عنها؛ وذلك أن الأمير الذهلي بعث إلى محمد بن إسماعيل "أن احمل إلي كتاب الجامع والتاريخ؛ لأسمع"

(2)

، فقال البخاري لرسول الأمير:"قل له: إنني لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب السلاطين، فإن كانت له حاجة إلى شيء منه فليحضرني في مسجدي أو في داري، فإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان، فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند اللَّه يوم القيامة أني لا أكتم العلم"

(3)

.

وقد كان هذا الجواب الحق وحده ثقيلًا وكفيلًا بإثارة أمير بخارى، وأصابته في كبريائه حيث لم يألف مثل هذا الكلام، فاغتاظ من البخاري، وكان سبب الوحشة بينهما، فأغرى به جماعة فهيجوا الفتنة عليه، وتكلموا في مذهبه، وأوغروا صدور بعض العلماء عليه، وأثاروا الناس من حوله، فأمر الأمير بنفيه عن بلده، فخرج من بخارى إلى خَرْتَنْك، وهي قرية كانت على فرسخين من سمرقند.

(1)

"مقدمة الفتح"(ص: 494).

(2)

المصدر السابق.

(3)

نفس المصدر.

ص: 57

ولعل قرار الأمير الذهلي بنفي البخاري عن بلده بخارى، كان بداية النهاية لحياة هذا الإمام العظيم، حيث إن البخاري لم يتألم في حياته، ولم يتأثر تأثره وتألمه لهذا القرار؛ فقد خرج فيما قبل من بخارى إلى نيسابور، وكله أمل في أن يجد الراحة فيها والاستقرار بعد الكيد والمضايقة والتعذيب، إلا أن المقام لم يستقر به فيها، حتى ظهرت رءوس الفتنة من كل جانب، وأشاع عنه حساده وأعداؤه الأقاويل والدسائس، مما اضطره إلى العودة إلى بخارى، غير أن حظه فيها لم يكن أحسن مما كان بنيسابور؛ حيث وقعت الجفوة بينه وبين أميرها، بسبب طلبه أن يحمل إليه "الصحيح"، و"التاريخ"، وجواب البخاري الذي اعتبر طلب الأمير إذلالًا للعلم والعلماء، مما يؤكد اعتزازه الشديد بنفسه، وقوة شخصيته.

"روى ابن عدي قال: سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار يقول: خرج البخاري إلى "خَرْتَنْك" وكان له بها أقرباء فنزل عندهم"

(1)

. ولعل البخاري قصد قرية بيكند أولًا، ثم انتهى به المطاف إلى خَرْتَنْك جمعا بين ما ذكره الحافظ في مقدمة الفتح من الروايتين.

"يقول عبد القدوس بن عبد الجبار: سمعت البخاري ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يقول في دعائه: اللهم قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك، قال: فما تم الشهر حتى قبضه اللَّه"

(1)

.

ويروي محمد بن أبي حاتم وراق البخاري يقول: سمعت غالب بن جبريل، وهو الذي نزل عليه البخاري بخَرْتَنْك، يقول: "إنه أقام أيامًا فمرض، حتى

(1)

نفس المصدر.

ص: 58

وجه إليه رسول من أهل سمرقند، يلتمسون منه الخروج إليهم، فأجاب وتهيأ للركوب ولبس خفيه، ولما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها إلى الدابة ليركبها وأنا آخذ بعضده قال: أرسلوني فقد ضعفت، فأرسلناه، فدعا بدعوات، ثم اضطجع فقضى، ثم سال منه عرق كبير، وكان قد قال لنا: كفنوني في أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة، قال: ففعلنا.

فلما أدرجناه في أكفانه، وصلينا عليه، ووضعناه في قبره، فاح من تراب قبره رائحة طيبة كالمسك دامت أيامًا، وجعل الناس يختلفون إلى القبر أيامًا، يأخذون من ترابه، إلى أن جعلنا عليه خشبًا مشبكًا"

(1)

.

وكان تاريخ وفاة البخاري رحمه الله يوم السبت في ليلة عيد الفطر، سنة ست وخمسين ومائتين للهجرة (256 هـ).

فرحم اللَّه الإمام البخاري، وأجزل له العطاء، وبوأه مقام الصديقين، وأحسن إليه كما أحسن وجوَّد خدمة السنة النبوية التي قصر حياته عليها، وعلى خدمتها وجمعها وتهذيبها مما علق بها، من انتحال واختلاق، وأبقى ذكره خالدًا عطرًا ما بقيت الحياة وبقي الناس.

* * *

(1)

نفس المصدر.

ص: 59

‌أهمية كتاب البخاري "الجامع الصحيح" ومكانته

كتاب "الجامع الصحيح" للإمام البخاري من أصح وأجل الكتب في تاريخ الأمة الإسلامية بعد كتاب اللَّه عز وجل؛ وذلك لتلقي الأمة له بالقبول مع كتاب مسلم بن الحجاج رحمه الله، والاتفاق يقطع بصحة أحاديث الكتابين وإفادتها للعلم.

يقول الحافظ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله، في معرض كلامه عن أمهات أقسام الحديث: "وأعلاها الأول، وهو الذي يقول فيه أهل الحديث كثيرًا: صحيح متفق عليه. يطلقون ذلك، ويعنون به اتفاق البخاري ومسلم، لا اتفاق الأمة عليه، لكن اتفاق الأمة عليه لازم من ذلك وحاصل معه؛ لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول.

وهذا القسم جميعه مقطوع بصحته، والعلم اليقيني النظري واقع به"

(1)

. اهـ.

وقال الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني: "أهل الصنعة مجمعون على أن الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوع بها عن صاحب الشرع، وإن حصل الخلاف في بعضها فذلك خلاف في طرقها ورواتها"

(2)

.

وقال أبو عبد الرحمن النسائي: "ما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمد بن إسماعيل"

(3)

. اهـ.

(1)

"معرفة أنواع علم الحديث"(ص: 28).

(2)

"النكت على كتاب ابن الصلاح"(1/ 377).

(3)

"المنهاج شرح مسلم"(1/ 14)، و"النكت على ابن الصلاح" لابن حجر (1/ 286)، و"مقدمة فتح الباري" (ص: 8، 491).

ص: 60

وقال الحاكم أبو أحمد النيسابوري، فيما حكاه أبو يعلى الخليلي الحافظ في كتابه "الإرشاد" ما ملخصه:"رحم اللَّه محمد بن إسماعيل؛ فإنه ألف الأصول - يعني: أصول الأحكام من الأحاديث - وبين للناس، وكل من عمل بعده فإنما أخذه من كتابه كمسلم بن الحجاج"

(1)

.

وقال الإسماعيلي في "المدخل" له: "أما بعد، فإني نظرت في كتاب "الجامع" الذي ألفه أبو عبد اللَّه البخاري فرأيته جامعًا - كما سمي - لكثير من السنن الصحيحة، ودالًّا على جمل من المعاني الحسنة المستنبطة، التي لا يكمل لمثلها إلا من جمع إلى معرفة الحديث ونقلته، والعلم بالروايات وعللها، علمًا بالفقه واللغة، وتمكنا منها كلها، وتبحرًا فيها، وكان يرحمه اللَّه الرجل الذي قصر زمانه على ذلك، فبرع وبلغ الغاية، فحاز السبق، وجمع إلى ذلك حسن النية والقصد للخير، فنفعه اللَّه ونفع به"

(2)

.

وقال أبو سهل محمد بن أحمد المروزي: "سمعت أبا زيد المروزي يقول: كنت نائمًا بين الركن والمقام، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: يا أبا زيد، إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي؟! فقلت: يا رسول اللَّه، وما كتابك؟! قال: "جامع" محمد بن إسماعيل"

(3)

.

وقال أبو جعفر العقيلي: "لما صنف البخاري كتاب "الصحيح" عرضه على: ابن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهم، فاستحسنوه وشهدوا

(1)

(3/ 962)، و"مقدمة الفتح" (ص: 9، 491).

(2)

"مقدمة فتح الباري"(ص: 8، 9).

(3)

"مقدمة الفتح"(ص: 490)، و"سير أعلام النبلاء"(12/ 438، 16/ 315)، و"تاريخ الإسلام"(8/ 363).

ص: 61

له بالصحة، إلا أربعة أحاديث"، قال العقيلي: "والقول فيها قول البخاري، وهي صحيحة"

(1)

.

قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى -: "واتفق العلماء على أن أصح الكتب المصنفة: صحيحا البخاري ومسلم، واتفق الجمهور على أن "صحيح البخاري" أصحهما صحيحًا وأكثرهما فوائد"

(2)

.

وقال الحافظ المزي: "وأما السنة فإن اللَّه تعالى وفق لها حفاظًا عارفين، وجهابذة عالمين، وصيارفة ناقدين، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فتنوعوا في تصنيفها، وتفننوا في تدوينها، على أنحاء كثيرة، وضروب عديدة، حرصًا على حفظها، وخوفًا من إضاعتها.

وكان من أحسنها تصنيفًا، وأجودها تأليفًا، وأكثرها صوابًا، وأقلها خطأً، وأعمها نفعا، وأعودها فائدة، وأعظمها بركة، وأيسرها مئونة، وأحسنها قبولًا عند الموافق والمخالف، وأجلها موقعًا عند الخاصة والعامة؛ صحيح أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري

"

(3)

.

وقال الحافظ ابن حجر: "كتاب "الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور سيدنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه" تأليف الإمام الأوحد، عمدة الحفاظ، تاج الفقهاء، أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري رحمه الله، وشكر سعيه؛ قد اختص بالمرتبة العليا، ووصف بأنه لا يوجد كتاب بعد كتاب اللَّه مصنف أصح منه في الدنيا، وذلك لما اشتمل عليه من جمع الأصح والصحيح،

(1)

"مقدمة الفتح"(ص: 491).

(2)

المصدر السابق (ص: 39).

(3)

"تهذيب الكمال"(1/ 147).

ص: 62

وما قرن بأبوابه من الفقه النافع الشاهد لمؤلفه بالترجيح، إلى ما تميز به مؤلفه عن غيره بإتقان معرفة التعديل والتجريح"

(1)

.

وقال القاسم بن يوسف السبتي التجيبي: "وكان من جملة الوصية التي أوصاني بها التقي الفاضل أبو العباس ابن تيمية أن قال: ما في الكتب المصنفة المبوبة كتاب أنفع من صحيح محمد بن إسماعيل، وصدق ابن تيمية، واللَّه تعالى يفهمنا ما فيه، ويرشدنا للعمل بمقتضاه بمنه وكرمه"

(2)

. اهـ.

وقال الحافظ الذهبي: "وأما الصحيح فهو أعلى ما وقع لنا من الكتب الستة في أول ما سمعت الحديث، وذلك في سنة اثنتين وتسعين وستمائة، فما ظنك بعلوه اليوم وهو سنة خمس عشرة وسبعمائة! ولو رحل الرجل من مسيرة سنة لسماعه لما فرط، كيف وقد دام علوه إلى عام ثلاثين! وهو أعلى الكتب الستة سندًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شيء كثير من الأحاديث؛ وذلك لأن أبا عبد اللَّه أسن الجماعة، وأقدمهم لقيًّا للكبار، أخذ عن جماعة يروي الأئمة الخمسة عن رجل عنهم"

(3)

.

وقال البدر العيني: "اتفق علماء الشرق والغرب على أنه ليس بعد كتاب اللَّه تعالى أصح من صحيحي البخاري ومسلم، فرجح البعض - منهم المغاربة - "صحيح مسلم" على "صحيح البخاري"، والجمهور على ترجيح البخاري على مسلم؛ لأنه أكثر فوائد منه"

(4)

.

(1)

"تغليق التعليق"(2/ 5).

(2)

"البرنامج"(ص: 83).

(3)

"سير أعلام النبلاء"(12/ 400).

(4)

"عمدة القاري"(1/ 5).

ص: 63

‌عناية العلماء بـ "صحيح البخاري":

مما سبق يتضح أنه لا غرو أن يحظى هذا السفر الجليل بكافة أنواع العناية والرعاية التي تعددت جوانبها، حتى أضحى الكتاب درة من الدرر تفاخر به الأمة الإسلامية سائر الأمم.

فمن أوجه الرعاية التي حظي بها الكتاب، وتضافرت حولها جهود العلماء وطلبة العلم، بدعم من الحكام والسلاطين، أنهم حرصوا على تدوينه وتسميعه في شتى الأمصار الإسلامية؛ حيث لا يكاد يخلو مصر من الأمصار من رواية أو عدة روايات لهذا الكتاب، تداولتها أيدي العلماء بالتوثيق والتحرير والتدقيق، ولم يقتصر الأمر على مجرد التدوين والتسميع، أو الإجازات والمناولات فقط، بل امتد إلى الحصر الشامل لكل الروايات بنسخها المتعددة، وما يتعلق بها من مغايرات أو اختلافات، مع المفاضلة بينها، وبيان الراجح منها من المرجوح، وأخطاء الرواة والنساخ، حتى غدا الكتاب أنموذجًا يحتذى به في علم ضبط وتحقيق النصوص، ودليلًا على أن هذا العلم إنما هو علم إسلامي خالص، بأصوله وفروعه، واقتصر دور الأمم الأخرى على الاقتباس والتقليد.

وقد ساعدت هذه الجهود المباركة على انتقال الكتاب من مؤلفه إلى عصرنا الحاضر مجتازًا كل هذه الحقبة الزمنية الطويلة، دون أن تطوله يد التغيير، أو الضياع.

* * *

ص: 64

‌أشهر روايات "الجامع الصحيح"

كتاب "الجامع الصحيح" للإمام البخاري رحمه الله في نهاية من الشهرة، وهو متواتر عنه من حيث الجملة، فالعلم القطعي حاصل بأنه تصنيف أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري.

وأما من حيث الرواية المتصلة بالإسناد المتصل بالبخاري، فقد حمل هذا الكتاب عن مؤلفه جمهرة كبيرة من الرواة بلغ مجموعهم في بعض الإحصاءات تسعين ألفًا

(1)

، لم يشتهر منهم سوى عدد محدود، حُمل عنه الكتاب سماعًا وانتساخًا، وسميت كل رواية باسم راويها؛ فمن أشهر هذه الروايات:

1 -

رواية الفربري: محمد بن يوسف بن مطر أبو عبد اللَّه الفربري (ت: 320 هـ): وهي أشهر وأتم الروايات، وعليها اعتمد المسلمون في نقل هذا الكتاب وروايته، ويأتي الترجمة له، وتفصيل الحديث عن هذه الرواية.

2 -

رواية النسفي: أبو إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج النسفي (ت: 294 هـ): وهي دون رواية الفربري بثلاثمائة حديث، أخذها إجازة.

3 -

رواية حماد بن شاكر النسوي (ت: 290 هـ): وهي دون رواية الفربري بمائتي حديث، أخذها إجازة.

(1)

"مقدمة الفتح"(ص: 492).

ص: 65

قال أبو العباس المستغفري: "من المدينة الداخلة

(1)

، ثقة جليل. روى عن محمد بن إسماعيل البخاري "الجامع"، وروى عن أبي عيسى الترمذي، وعيسى بن أحمد العسقلاني ومحمد بن الفضل العابد البلخيين، ارتحل إلى الشام والعراق، روى عن أهل بلده والغرباء"

(2)

.

4 -

رواية منصور بن محمد بن علي أبو طلحة البزدوي (ت: 329 هـ): وهو آخر من حدث بـ "الجامع" عن البخاري.

قال ابن ماكولا: "من أهل بزدة، حدث عن محمد بن إسماعيل بكتاب "الجامع الصحيح"، وهو آخر من حدث به عنه، وكان ثقة، توفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة"

(3)

.

وقال المستغفري جعفر بن محمد في "تاريخ نسف": "منصور بن محمد بن علي بن مزينة بن سوية أبو طلحة البزدوي، دهقان بزدة، آخر من روى عن محمد بن إسماعيل "الجامع"، وروى عن عبيد اللَّه بن عمر، ويضعفون روايته من جهة صغره حين سمع، ويقولون: وجدوا سماعه بخط جعفر بن محمد مولى أمير المؤمنين، وقرءوا كله من أصل حماد بن شاكر، مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وسمع منه أهل بلده، وصارت إليه الرحلة في أيامه"

(4)

.

(1)

يعني: نسف. انظر "الأنساب" للسمعاني (5/ 239).

(2)

المصدر السابق.

(3)

"الإكمال"(7/ 243).

(4)

"التقييد" لابن نقطة (2/ 258).

ص: 66

‌رواية الفربري هي أم الروايات:

‌أولًا: أقوال العلماء في تزكيته وثقته وإمامته:

قال ابن رشيد: "وأبو عبد اللَّه هذا عمدة المسلمين في كتاب البخاري، وشهرته مغنية عن التعريف بحاله"

(1)

.

فما ظنك بمن جعله المسلمون عمدتهم، وإنما ينبه على حال أمثال الفربري لتعليم الجهال، ودفع حقد الأغمار المتجاهلين. وقد سئل الإمام يحيى بن معين عن ابني أبي شيبة؛ أبي بكر وعثمان، فقال للسائل: يا مجنون، هل رأيت أحدًا يسأل عن مثل هؤلاء؟!

وقال عنه السمعاني: "راوية كتاب "الجامع الصحيح" لمحمد بن إسماعيل البخاري عنه، رحل إليه الناس وحملوا عنه هذا الكتاب". وقال: "كان ثقة ورعًا"

(2)

.

قال أبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي: "وكان سماعه - يعني: الفربري - من محمد بن إسماعيل مرتين: مرة بفربر في سنة ثمان وأربعين ومائتين، ومرة ببخارى في سنة اثنتين وخمسين ومائتين"

(3)

.

وقال أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني: سمعت محمد بن يوسف بن مطر يقول: "سمعت "الجامع الصحيح" من أبي عبد اللَّه

(1)

"إفادة النصيح"(ص: 14).

(2)

"الأنساب"(9/ 206).

(3)

"التقييد" لابن نقطة (1/ 131)، و"إفادة النصيح"(ص 10).

ص: 67

محمد بن إسماعيل بفربر في ثلاث سنين: في سنة ثلاث وخمسين، وأربع وخمسين، وخمس وخمسين ومائتين"

(1)

.

وقال ابن رشيد: "الثقة الأمين، وسيلة المسلمين إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في كتاب البخاري، وحبلهم المتين"

(2)

.

وقال: "ومد اللَّه تعالى في عمر أبي عبد اللَّه الفربري وبارك فيه، حتى انفرد برواية "الصحيح" زمانًا؛ لذهاب رواته، فرحل إليه في روايته عنه، وتنوفس في سماعه منه"

وقال أبو إسحاق المستملي: "يروى عن محمد بن يوسف الفربري، أنه كان يقول: سمع كتاب "الصحيح" لمحمد بن إسماعيل سبعون - وفي رواية: تسعون - ألف رجل، فما بقي أحد يروي عنه غيري"

(3)

.

قال أبو عبد اللَّه الذهبي: "ويُروى - ولم يصح - أن الفربري قال: سمع "الصحيح" من البخاري تسعون ألف رجل، ما بقي أحد يرويه غيري. قلت: قد رواه بعد الفربري أبو طلحة منصور بن محمد البزدوي النسفي، وبقي إلى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة"

(4)

. اهـ.

والحكاية عن الفربري أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد"

(5)

- ومن طريقه

(1)

"التقييد"(1/ 131).

(2)

"إفادة النصيح"(ص: 10).

(3)

"التقييد" لابن نقطة (1/ 126)، و"معجم البلدان"(4/ 246)، و"سير النبلاء"(12/ 398).

(4)

"سير النبلاء"(15/ 12).

(5)

(2/ 328).

ص: 68

ابن نقطة في "التقييد"

(1)

، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"

(2)

، والمزي في "تهذيب الكمال"

(3)

- قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور (ت: 421 هـ)، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه البلخي، يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن عبد اللَّه الصفار البلخي، يقول: سمعت أبا إسحاق المستملي يروي عن محمد بن يوسف.

كذا في سياق واحد؛ وفيه إشكال: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه، هو المستملي؛ فكيف يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن عبد اللَّه الصفار البلخي، يقول: سمعت أبا إسحاق المستملي؟!

والقصة أخرجها ابن رشيد

(4)

بإسناده إلى الخطيب. قال الخطيب: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي بنيسابور، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه البلخي. يقول الخطيب: وسمعت أبا العباس أحمد بن عبد اللَّه الصفار البلخي، يقول: سمعت أبا إسحاق المستملي، يروي عن الفربري.

ويتبين من خلال هذا السياق أن أبا العباس الصفار شيخ للخطيب وليس للمستملي؛ وبهذا يكون للخطيب فيه إسنادان عن المستملي: أحدهما من طريق القاضي أبي بكر الحرشي، وهو ثقة مترجم في:"الأنساب"(4/ 289)، و"تاريخ الإسلام"(29/ 44)، و"سير أعلام النبلاء"(17/ 356)، وغير ذلك.

(1)

(1/ 126).

(2)

(52/ 74).

(3)

(24/ 443).

(4)

"إفادة النصيح"(ص: 18).

ص: 69

والثاني من طريق أبي العباس الصفار البلخي أحمد بن عبد اللَّه؛ ولا أدري من يكون؟ وبهذا سلمت هذه الحكاية من اعتراض الحافظ الذهبي رحمه الله.

أما ما ذكره الإمام الذهبي من تأخُّر رواية البزدوي عن الفربري؛ فقد سبقه إليه الأمير ابن ماكولا كما في كتابه "الإكمال"

(1)

.

بيد أن ابن نقطة حكى في "التقييد"

(2)

، عن المستغفري جعفر بن محمد في "تاريخ نسف"، أنهم يضعفون روايته من جهة صغره حين سمع، ويقولون:"وجدوا سماعه بخط جعفر بن محمد مولى أمير المؤمنين، وقرءوا كله من أصل حماد بن شاكر". اهـ.

ولعل هذا هو سبب انتشار رواية الفربري وانفرادها.

وقال ابن رشيد: "وتوفي الفربري فيما رويناه بإسنادنا العالي إلى أبي ذر قال: وسمعت أبا إسحاق المستملي يقول: مات محمد بن يوسف بن مطر الفربري رحمه الله في شهر شوال لعشر بقين منه من سنة عشرين وثلاثمائة، فيما بلغني وأخبرني به أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن علي بن طرخان الطرخاني عن إتيان فارس قدم بلخ. قلت: وقد قيل فيه غير ذلك، والصحيح إن شاء اللَّه هذا"

(3)

.

‌ثانيا: رواية الفربري هي عمدة المسلمين في رواية هذا الكتاب:

قال أبو محمد عبد اللَّه بن علي اللخمي الرشاطي: "وعلى الفربري العمدة في رواية كتاب البخاري"

(4)

.

(1)

(7/ 243).

(2)

(2/ 258).

(3)

"إفادة النصيح"(ص: 23).

(4)

"إفادة النصيح"(ص: 15).

ص: 70

وقال ابن رشيد: "ومد اللَّه تعالى في عمر أبي عبد اللَّه الفربري، وبارك فيه حتى انفرد برواية "الصحيح" زمانًا؛ لذهاب رواته، فرحل إليه في روايته عنه، وتنوفس في سماعه منه"

(1)

.

فالطريق المعروف اليوم إلى البخاري في مشارق الأرض ومغاربها باتصال السماع؛ طريق الفربري، وعلى روايته اعتمد الناس؛ لكمالها وقربها وشهرة رجالها.

وكان عنده أصل البخاري، ومنه نقل أصحاب الفربري، فكان ذلك حجة له عاضدة، وبصدقه شاهدة.

ثم تواتر الكتاب عن الفربري، بل زاد حتى كأنما عناه القائل:

تواتر حتى لم يدع لي ريبة

ولم يك عما خبروا متعقب

فتطوق به المسلمون، وانعقد عليه الإجماع؛ فلزمت به الحجة، ووضحت المحجة. والحمد للَّه رب العالمين.

الروايات عن الفربري:

ومع هذا العدد من التلاميذ والروايات تظل رواية الفربري هي الأكثر انتشارًا، والتي عليها المعول في رواية الكتاب إلى يومنا هذا، فهي بمنزلة الأم لكل الروايات؛ نظرًا لاكتمالها وإتقانها، فقد سمع الفربري "الصحيح" من البخاري مرتين:"مرة بفربر سنة ثمان وأربعين ومائتين، ومرة ببخارى سنة اثنتين وخمسين ومائتين"

(2)

، وساعد على ذلك أيضًا تأخر وفاة الفربري نسبيًّا عن أقرانه المشاركين له في رواية الكتاب.

(1)

المصدر السابق (ص: 17).

(2)

"التقييد"(1/ 126).

ص: 71

قال ابن رشيد: "ثم تواتر الكتاب من الفربري، فتطوق به المسلمون، وانعقد الاجماع عليه"

(1)

. اهـ.

‌أشهر من حمل هذا الكتاب عن الفربري:

لقد انتشر الرواة عن الفربري في الأقطار والأمصار بما يصعب حصرهم، فلا مناص من الاقتصار على أشهرهم وأوثقهم؛ فمن هؤلاء:

1 -

أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي (ت: 376 هـ).

2 -

أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد الحمويي السرخسي (ت: 381 هـ).

3 -

أبو الهيثم محمد بن المكي بن زراع الكشميهني (ت: 389 هـ).

4 -

أبو علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن الحافظ المصري البغدادي الأصل (ت: 353 هـ).

قال القاضي أبو الفضل عياض: "أتقن ابن السكن روايته لـ "صحيح البخاري"، فأكثر منثور أحاديثه، ومختل رواياته هي عنده متقنة صحيحة، أتقنها وصححها من سائر الأحاديث الأخر الواقعة في الكتاب وغيره"

(2)

.

5 -

أبو زيد المروزي محمد بن أحمد الفاشاني (ت: 371 هـ)، وهو أجل من روى الكتاب عن الفربري.

6 -

أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني (ت: 391 هـ).

7 -

أبو أحمد محمد بن يوسف المكي الجرجاني (ت: 373 هـ).

(1)

"إفادة النصيح"(ص: 19).

(2)

"إفادة النصيح"(ص: 22).

ص: 72

قال ابن رشيد: "هؤلاء السبعة مشاهير أصحاب الفربري، ووراءهم غيرهم من أعلام وأغفال"

(1)

.

وقد روى عن كل واحد من هؤلاء جماعات.

بيد أن أبا إسحاق المستملي، وأبا محمد الحمويي، وأبا الهيثم الكشميهني؛ هؤلاء الثلاثة هم أشهر وأوثق من حمل الكتاب عن الفربري؛ ولذا اعتمد عليهم الحافظ القدوة أبو ذر الهروي في توثيق وتحقيق روايته للكتاب، كما يأتي شرحه.

التعريف بأبي إسحاق المستملي: إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود المستملي البلخي.

قال ابن رشيد: "وكان مستملي ابن طرخان، يكنى أبا إسحاق، وينسب إلى بلخ، وهي مدينة خراسان العظمى، ويقال: إنها وسطى بلاد خراسان. الثقة المتقن"

(2)

.

و"بسندنا إلى أبي الوليد الباجي قال: وأبو إسحاق المستملي ثقة مشهور".

و"روينا عن أبي ذر أنه كان يقول: أخبرني أبو إسحاق المستملي ببلخ، وكان من الثقات المتقنين. ذكره الغساني"

(2)

.

سمع أبو إسحاق من أبي عبد اللَّه الفربري "صحيح البخاري" وحدث به عنه، ونقل أبو إسحاق فرعه من أصل البخاري.

(1)

المصدر السابق (ص: 23).

(2)

نفس المصدر (ص: 25).

ص: 73

و"بسندنا إلى أبي ذر قال: وكان سماعه، يعني أبا إسحاق المستملي، من الفربري في سنة أربع عشرة وثلاثمائة. ووجدت عن أبي الوليد الباجي: أنا أبو ذر، ثنا أبو إسحاق المستملي إبراهيم بن أحمد قال: انتسخت كتاب البخاري من أصله، كان عند محمد بن يوسف الفربري، فرأيته لم يتم بعد، وقد بقيت عليه مواضع مبيضة كثيرة، منها تراجم لم يثبت بعدها شيئًا، ومنها أحاديث لم يترجم عليها، فأضفنا بعض ذلك إلى بعض"

(1)

.

التعريف بأبي محمد الحمويي: عبد اللَّه بن أحمد بن حمويه بن أحمد بن يوسف ابن أعين السرخسي.

"حدث الحمويي عن الفربري بكتاب البخاري سماعًا عليه سنة ست عشرة وثلاثمائة، كذا قيدناه عن غير واحد من مشايخنا، وكان في أصل شيخنا الأديب الصوفي أبي عبد اللَّه ابن الخيمي من ثلاثيات البخاري خمس عشرة".

وكذلك قال أبو علي الغساني في "تقييد المهمل"، ونماه بالرواية إلى أبي ذر رحمه الله، والصحيح ست عشرة، ووجدت بعد عن أبي ذر أنه شك في تاريخ سماع الحمويي من الفربري فقال:"إما سنة خمس عشرة، أو أربع عشرة"

(2)

. وكان أبو محمد ثقة حافظًا عدلًا؛ قال فيه أبو ذر: "صاحب أصول حسان"

(3)

. وقال أبو الوليد الباجي سليمان بن خلف: "أبو محمد الحمويي شيخ ثقة"

(4)

. انتهى.

(1)

"إفادة النصيح"(ص: 26).

(2)

المصدر السابق (ص: 33).

(3)

"التقييد"(1/ 321).

(4)

"إفادة النصيح"(ص: 34).

ص: 74

حدث عنه بـ "الجامع الصحيح" الحافظان جمال الإسلام أبو الحسن الداودي، وأبو ذر الهروي مقيم مكة - شرفها اللَّه.

قال ابن رشيد: "ولد الحمويي عام ثلاثة وتسعين ومائتين، وتوفي بعد الثمانين وثلاثمائة؛ ذكر ذلك أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر البغدادي الحافظ الرحال في كتاب "المؤتلف والمختلف". "وقال أبو ذر - فيما وجدت عنه بعد أن ذكر وفاة المستملي في سنة ست وسبعين وثلاثمائة: والحمويي بعده، ولا أحققه في أي سنة"

(1)

.

وقال شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي: "توفي أبو محمد بن حمويه لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة"

(2)

. وقال مثله سواء أبو بكر بن عبد الغني في كتاب "تقييد المسائل" له: "ألحق هذا عام سبعة وتسعين في محرم"

(1)

.

التعريف بأبي الهيثم الكشميهني: محمد بن المكي بن محمد بن المكي بن زراع بن هارون بن زراع الكشميهني المروزي.

وزراع - بزاي مضمومة في أوله، بعدها راء مفتوحة خفيفة - كذا قيده غير واحد، وبالتخفيف ضبط في الأصل العتيق المسموع على أبي ذر بمكة، وكذلك قرأته بخط المتقن أبي بكر بن خير.

والكشميهني - بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وبعدها ياء لينة وفتح الهاء ثم نون بعدها ياء النسب - منسوب إلى قرية كشميهن، وهي في خراسان، وهي من عمل مرو.

(1)

المصدر السابق.

(2)

"إفادة النصيح"(ص: 35).

ص: 75

وقال أبو ذر: "وذكر أبو الهيثم أنه سمع الكتاب من الفربري بفربر في ربيع الأول من سنة عشرين وثلاثمائة، وروى أيضًا عن غير الفربري". ووجدت لأبي ذر في "معجمه" قال: "وأرجو أن يكون ثقة"

(1)

.

و"بسندنا إلى أبي الوليد قال: وأبو الهيثم الكشميهني صاحب عربية؛ روينا بإسناد عن الحافظ أبي بكر بن ياسر الجياني أنه قال فيه: إمام أديب ثقة"

(1)

.

وقد اعتمد الحافظ القدوة أبو ذر الهروي على هؤلاء الثلاثة في توثيق وتحقيق روايات الكتاب، كما يأتي شرحه.

* * *

(1)

"إفادة النصيح"(ص: 37).

ص: 76

‌رواية أبي ذر عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الهروي الحافظ (ت: 371 هـ)

هي الرواية الأم التي عليها مدار رواية الصحيح في الدنيا كلها، لا يكاد يوجد في الصحة مثلها، حتى قنع بها الحافظ ابن حجر، واقتصر عليها في شرحه للصحيح المسمى بـ "فتح الباري"؛ حيث قال:"فليقع الشروع في الشرح، والاقتصار على أتقن الروايات عندنا، وهي رواية أبي ذر عن مشايخه الثلاثة؛ لضبطه لها، وتمييزه لاختلاف سياقها، وعليه نقتصر"

(1)

. اهـ.

وهي التي توارد عليها أهل المشرق والمغرب:

قال الشيخ صالح بن محمد بن نوح الفلاني المغربي (ت: 1218 هـ): "وأما "صحيح البخاري" فأرويه بطرق؛ أصحها وأشهرها طريق أبي ذر، وهي طريق المغاربة والمكيين، بسط في أسانيده إلى أبي ذر عن مشايخه الثلاثة". وقال: "في هذا السند مع علوه لطائف؛ كون رجاله فقهاء مشاهير مالكيين مغاربة، ما عدا أبي ذر وشيوخه؛ فإن أبا ذر ليس بمغربي مع كونه مالكيا".

وقد حملها إلى المغرب أبو الوليد الباجي؛ حيث "رحل إلى مكة سنة ست وعشرين وأربعمائة، فجاور ثلاثة أعوام، ولزم أبا ذر، وكان يروح معه إلى السراة، ويتصرف في حوائجه، وحمل عنه علمًا كثيرًا"

(2)

، وكذا أخذ عنه غير واحد من الأندلسيين، يأتي ذكرهم.

(1)

"فتح الباري"(1/ 7).

(2)

"تاريخ الإسلام"(10/ 365).

ص: 77

‌التعريف بصاحب الرواية الأم:

هو: عبد بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن غفير بن عمرك بن خلفة بن إبراهيم بن قيسان بن قيس بن عامر بن قيس بن أبي ودعة بن عمرو بن قيس بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غُنم بن مالك بن النجار بن مالك بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الهروي، ثم المكي المالكي الأشعري، المحدث المصنف. يكنى أبا ذر، والهروي نسبة إلى هراة بلد بخراسان، وهي من أكثر بلاد خراسان عمارة، وأحسنها وجوهًا "افتتحها الأحنف بن قيس في خلافة عثمان رضي الله عنه، وأهلها أشراف من العجم، وبها قوم من العرب، ومنهم أبو ذر هذا"

(1)

. وكان مالكي المذهب، ولقي جلة من أعلام مذهب مالك؛ منهم: القاضي أبو بكر بن الطيب، والقاضي أبو الحسن بن القصار، ونظراؤهما.

وغلب عليه الحديث، وكان فيه إمامًا؛ قال ابن بشكوال:"كان حافظًا فاضلًا على هدي السلف الصالح"

(2)

. وذكر الحافظ السلفي أنه سأل عنه أبا نصر الساجي، فقال:"ثقة ورع، سمعت الأنصاري يقول: قرأت عليه حديث جابر الطويل في المناسك، وأومأت بالجزء ليأخذه، فقال لي: ضعه؛ فلستُ على وضوء، ولم يمسه"

(3)

.

سمع المستملي والحمويي والكشميهني، وعول عليهم في "البخاري".

سمعه على الحمويي بهراة سنة ثلاث وسبعين، بسين ثم باء، وثلاثمائة.

(1)

"سير أعلام النبلاء"(19/ 518).

(2)

"إفادة النصيح"(ص: 40).

(3)

"تاريخ دمشق"(37/ 394).

ص: 78

وسمع وقرأ على المستملي ببلخ سنة أربع وسبعين، بسين ثم باء، وثلاثمائة. وبإسنادنا إلى أبي ذر قال:"وسمعت منه، ورحلت إليه سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ببلخ"

(1)

. ووجدت بعد عن أبي ذر أنه قال: "سمعنا من أبي إسحاق في شهور سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وقد فرغنا من سماعه عليه يوم السبت لست خلون من المحرم من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة"

(2)

.

وسمع وقرأ على الكشميهني بكشميهن سنة تسع، بتاء ثم سين، وثمانين وثلاثمائة في محرم.

وروى أبو ذر عن العدد الكثير.

قال القاضي عياض: "كان، رحمه الله، مالكي المذهب، إمامًا في الحديث حافظًا له، ثقة ثبتًا متفنِّنًا، واسع الرواية متحرِّيًا في سماعه، كثير المعرفة بالصحيح والسقيم، وعلم الرجال، حسن التأليف في ذلك كثيرًا، وكان مع ذلك زاهدًا متقشِّفًا، فاضلًا متقلِّلًا"

(3)

.

وقال: "وألف كتابين: أحدهما فيمن روى عنه الحديث، اشتمل على نحو ثلاثمائة اسم وأزيد من الفقهاء والمحدثين، والآخر فيمن لقيه ولم يرو عنه حديثًا

وسكن الحرم فجاور فيه إلى أن مات"

(4)

.

قال أبو محمد الشنتجالي: "من رأى أبا ذر رآه على هدي السلف"

(5)

.

(1)

"إفادة النصيح"(ص: 42).

(2)

المصدر السابق.

(3)

"ترتيب المدارك"(7/ 232).

(4)

المصدر السابق (7/ 230 - 231).

(5)

نفس المصدر (7/ 232).

ص: 79

وقال حاتم بن محمد: "كان أبو ذر مالكيًّا خيِّرًا فاضلًا متقلِّلًا من الدنيا، يبصر الحديث وعلله ويميز الرجال، ولأبي ذر كتابه الكبير في "المسند الصحيح المخرج على البخاري ومسلم"، وكتاب "السنة والصفات"، وكتاب "الجامع"، وكتاب "الدعوات"، و"فضائل القرآن"، و"فضائل العيدين"، و"فضل يوم عاشوراء"، و"مسانيد الموطآت"، و"كرامات الأولياء"، و"الرؤيا والمنامات"، و"فضائل مالك بن أنس"، و"المناسك"، و"دلائل النبوة"، و"كتاب الربا واليمين الفاجرة"، وكتاب "شهادة الزور"، وكتاب "بيعة العقبة"، و"حديث الجعرانة وخيبر"، وكتاب "شهادة النبي وأصحابه"، وكتاب "ما روي في بسم اللَّه الرحمن الرحيم"، وكتاب في شيوخه، وتوفي في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وأربعمائة". انتهى

(1)

.

كذا وجدت فيما ألفيت من مختصر كلام عياض في كتاب "ترتيب المدارك"، وكذلك وجدت وفاته عن العذري، غير أنه قال: في شوال، وكذلك ذكره ابن بشكوال في "برنامجه"، ولم يذكر الشهر.

وقرأت بخطًّ قال كاتبه: إنه محمد بن عبد الرحمن بن شبرين: "وتوفي الشيخ أبو ذر بمكة في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة"، وابن شبرين هذا هو: القاضي أبو عبد اللَّه، أحد العلماء الفضلاء الصلحاء، صحب القاضي أبا الوليد الباجي، واختص به. والنفس إلى صحة القول الأول أميل.

وكان مولد أبي ذر فيما قاله أبو العباس العذري؛ قال: وسألته عن مولده، يعني أبا ذر، فقال:"ولدت إما سنة خمس وخمسين، أو ست وخمسين". شك أبو ذر.

(1)

"ترتيب المدارك"(7/ 232 - 233)، و"فهرسة ابن خير" (ص: 74)، و"إفادة النصيح" (ص: 43).

ص: 80

حدث عن أبي ذر من لا يحيط به الحصر، ومن أشهر الطرق المشرقية عنه في "صحيح البخاري" رواية ابنه أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر، عنه.

وسمعه عليه من الأندلسيين العدد الكثير، ومن أشهر الطرق المعروفة إليه اليوم بالمغرب التي اعتمدها الرواة؛ رواية القاضي أبي الوليد الباجي عنه، وأبي العباس العذري، وأبي عبد اللَّه بن شريح المقرئ، وأبي عبد اللَّه بن منظور القيسي

(1)

. اهـ.

‌كيفية إعداد أبي ذر لروايته:

قال ابن رشيد في "إفادة النصيح": "قرأت بخط أبي بكر بن خير، وأنا به جد خبير، مما نقله من خط الشيخ الراوية أبي عبد اللَّه محمد بن أحمد بن عيسى بن منظور رحمه الله: أبو ذر عن أشياخه الثلاثة: أبي محمد الحمويي، وأبي إسحاق المستملي، وأبي الهيثم الكشميهني، غير أن سواد الكتاب على روايته عن أبي محمد وأبي إسحاق، فإذا انفرد أحدهما أو اختلفا في شيء؛ فعلامة الحمويي: حآ، وعلامة أبي إسحاق الهمزة والسين، فإذا اتفقا وخالفهما أبو الهيثم جعل: صح، على موضع الخلاف، وكتبت رواية أبي الهيثم في الحاشية، وعلامته: ها، وكذلك علامته فيما ينفرد به"

(2)

. اهـ.

وقد ملأت هذه الرواية أرجاء الدنيا، وهي عمدة أهل المشرق والمغرب في رواية "الجامع الصحيح"، فقد حدث منهم عن أبي ذر من لا يحيط به الحصر.

(1)

"إفادة النصيح"(ص: 43 - 45).

(2)

(ص: 45).

ص: 81

وقد ورثت الأمة من هذا الأصل نسخًا عتيقة موثقة في أعلى درجات الوثاقة؛ منها:

النسخة العتيقة التي كتبت بمكة؛ يقول ابن رشيد في معرض ضبطه لكلمة الفربري: "وبالفتح ضبطه خطًّا الرواة الدراة، وبالفتح وجدته مقصودًا في البلد والنسب في صدر كتاب البخاري في النسخة العتيقة التي كُتبت بمكة - شرفها اللَّه - وقرئت وسُمعت على أبي ذر، وعليها خطه، وكذلك وجدته في غير موضع بخط متقن الأندلسيين غير مدافع في زمانه؛ أبي بكر بن خير رحمه الله، وكتب عليه: صح صح، على النسب والبلد، وقد وجدته بخطه في بعض المواضع بالكسر غير مصحح عليها"

(1)

.

وقال ابن خير الإشبيلي: "أما رواية أبي ذر عبد بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه الهرويّ الحافظ رحمه الله فحدثني بها شيخنا الخطيب أبو الحسن شُريح بن محمد بن شُريح المقرئ رحمه الله قِراءة عليه بلفظي مرارًا، وسماعًا مرارًا، قال: حدثني به أبي رحمه الله سماعًا من لفظه - وأبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن عيسى بن منظور القَيسي رحمه الله سماعًا عليه، قالا: حدثنا بها أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد الهروي سماعًا عليه.

قال محمد بن شُريح: سمعته عليه فِي المسجد الحرام عند باب الندوة سنة 433 هـ.

وقال ابن منظور: سمعته عليه في المسجِد الحرام عند باب الندوة سنة 431 هـ، وقرئَ عليه مرَّة ثانية وأنا أسمع، والشيخ أبو ذر ينظر في أصله، وأنا أصلح في

(1)

"إفادة النصيح"(ص: 11).

ص: 82

كتابي هذا في المسجد الحرام عند باب الندوة فِي شوال من سنة 431 هـ، قال: أخبرنا به أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن حمويه السرخسي بهراة سنة 373 هـ، وأبو إِسحاق إبراهِيم بن أحمد بن إِبراهِيم المستملي ببلخ سنة 374 هـ، وأبو الهيثم محمد بن المكي بن محمد بن زراع الكشميهني بها سنة 387 هـ، قالوا كلهم: أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفِربرِي بفربر، قال: أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري الجعفي رحمه الله"

(1)

.

‌الأصول التي توارثت أصل رواية أبي ذر:

كان من الطبيعي أن يهتبل علماء الأمة وطلبة العلم هذا الأصل الأصيل، فقد توفر له من الخصائص والمميزات ما لم يتوفر لغيره، ونستطيع أن نجمل هذه المميزات في الآتي:

1 -

مكانة صاحبها في العلم؛ حيث إنه إمام حافظ ناقد بصير بأساليب الضبط، وفنون العلل، وهذا ما جعل روايته تَرجُح على كُلِّ الروايات، كرواية كريمة عن الكشميهني، ورواية الأصيلي والقابسي عن أبي زيد، وغيرهم.

2 -

اعتماده في روايته على رواية أبي عبد اللَّه الفربري - وهي الرواية التي لم تكتمل روايةٌ بالسماع غيرها، هذا فضلا عن إتقانها وجودتها، واتصالها بالسماع من أولها إلى آخرها عن البخاري مباشرة، وهذه أعلى مراتب التحمل، وذلك أخذًا عن ثلاثة من أشهر وأوثق من سمع من الفربري كما سبق؛ وهم: المستملي، والحمويي، والكشميهني.

(1)

"فهرسة ابن خير"(ص: 82).

ص: 83

3 -

عنايته بضبط نصوصها، وتمييز وتحرير الخلافات بين مشايخه الثلاثة فيما بينهم، وكذا فيما بينهم وبين غيرهم، وقد اعتمد عليها وأشاد بها الحافظ ابن حجر رحمه الله حيث قال في "الفتح"

(1)

: "فليقع الشروع في الشرح، والاقتصار على أتقن الروايات عندنا، وهي رواية أبي ذر عن مشايخه الثلاثة؛ لضبطه لها، وتمييزه لاختلاف سياقها". اهـ.

4 -

انتشارها في الآفاق، وتداول أهل العلم لها بالسماع والضبط عبر التاريخ، مما زادها ضبطًا وتوثيقًا.

5 -

كثرة أصولها الخطية المتقنة، والموثقة بالسماع والضبط من كبار أهل العلم.

لأجل ما سبق وغيره؛ فقد وقع الاختيار على رواية أبي ذر لضبط "الجامع الصحيح" سماعا وانتساخا، حيث كثرت الأصول المنتسخة منه بعناية العلماء، ومن هذه الأصول:

‌أ - الأول: أصل أبي عبد اللَّه بن منظور:

محمد بن أحمد بن عيسى بن محمد بن منظور بن عبد اللَّه بن منظور القيسي الإشبيلي، من بيوتها النبيهة، يكنى أبا عبد اللَّه، راوية فاضل حسن الضبط. قال ابن بشكوال في "تاريخه":"قال أبو علي الغساني: كان من أفاضل الناس، حسن الضبط، جيد التقييد للحديث، كريم النفس، خيارًا"

(2)

.

وقال لنا أبو الحسن يونس بن محمد: "كان ذكي الخاطر، حسن المجالسة، من بيت علم وذكر وفضل، رحمه الله"

(3)

.

(1)

(1/ 7).

(2)

"الصلة"(2/ 548)، و"سير النبلاء"(18/ 389).

(3)

"إفادة النصيح"(ص: 48).

ص: 84

وقال فيه أبو جعفر بن عميرة الضبي، وقرأته بخطه:"فقيه محدث، عارف راوية". وقال: "إنه كان قاضيًا بإشبيلية". وذلك غير معروف.

اعتمده الأندلسيون، وعولوا عليه في "صحيح البخاري"، راوية أبي ذر؛ لصحبته له ومجاورته معه، حتى كتب "الجامع الصحيح" للبخاري، وعارض فرعه بأصله، وفرغ من نسخه بمكة في رجب من سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وقابله مع أبي عبد اللَّه الوراق محمد بن علي بن محمود.

وكتب أيضًا عن أبي ذر غير ما شيء، وسمع عليه كتاب "المعجم" له؛ فهو ثبت فيه.

وكانت رحلته إلى المشرق من إشبيلية بلده في شعبان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وحج حجتين: سنتي ثلاثين، وإحدى وثلاثين.

فسمع "صحيح البخاري" بمكة - شرفها اللَّه - على أبي ذر الهروي عند باب الندوة سنة إحدى وثلاثين في محرم، وانتهى في سماعه في هذه المرة الأولى إلى بعض من كتاب الأيمان والنذور.

قرأت بخط أبي بكر بن خير - في كتاب مقابل قوله في أول حديث من كتاب الأيمان والنذور: "إلا أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني" - ما نصه: "إلى هنا انتهيت بالسماع في المرة الأولى. صح من خط ظ". وكتب ابن خير في كتابه المذكور أنه يعني بالظاء حيث وقعت من كتابه: ابن منظور.

قال أبو عبد اللَّه بن منظور: وقرئ عليه أيضًا مرة ثانية وأنا أسمع، والشيخ أبو ذر ينظر في أصله، وأنا أصلح في كتابي في المسجد الحرام عند باب الندوة. وكان ابتداء هذا السماع الثاني الذي كمل فيه جميع الكتاب في شهر شوال من

ص: 85

سنة إحدى وثلاثين المذكورة، وتمامه في ذي القعدة منها. انتهى نقلًا عن "إفادة النصيح"

(1)

.

قال أبو علي الغساني: وتوفي بإشبيلية يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من شوال من سنة تسع وستين وأربعمائة، ودفن ضحوة يوم الخميس بعده، وانتهى عمره سبعين عامًا، رحمه الله.

حدث عنه الجلة من الأندلسيين؛ وأجلهم: أبو الحسن شريح بن محمد، والقاضي أبو القاسم أحمد بن محمد بن منظور.

‌ب - أصل القيظي:

وهو: أبو محمد عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن محمد بن عثمان، التجيبي، القيظي، السرقسطي، المعروف بملاطش، حدث عن أبي عبد اللَّه بن منظور، وكتب عنه "صحيح البخاري"، وقرأه مرة، وسمعه أخرى بقراءة أبي محمد بن العربي. وكان أصل القيظي هذا من الأصول المعتمدة في الأندلس، محبسًا بجامع العدَبّس من إشبيلية - طهره اللَّه من دنس الكفر، وأعادها اللَّه دار إسلام.

وهذا الأصل - جبره اللَّه - من الأصول التي اعتمدها ضابط الأندلسيين في وقته أبو بكر بن خير، وعارض كتابه الحافل به الذي بخط أبيه خير - رحمهما الله -، وفيه كان سماعي وسماع بُنيّ محمد - هداه اللَّه - مع الجماعة، على شيخنا الفقيه الفاضل العدل أبي فارس - أبقاه اللَّه - والشيخ أبو فارس يمسك أيضًا أصله الذي بخط أبيه رحمه الله، وفيه سمع على شيخه أبي مروان رحمه الله

(2)

.

(1)

(ص: 46).

(2)

"إفادة النصيح"(ص: 49).

ص: 86

‌جـ - أصل أبي علي الصدفي (

- 514 هـ):

هو: الإمام العلامة الحافظ البارع القاضي أبو علي الحسين بن محمد بن فِيرُّه ابن حَيُّون بن سُكَّرة الصدفي، الأندلسي، السَّرقُسطي. وهو من أهل سرقسطة، سكن مُرسِية.

وروى بسرقسطة عن أبي الوليد الباجي، وأبي محمد عبد اللَّه بن محمد بن إسماعيل، وغيرهما.

وسمع ببَلَنْسِيَة من أبي العباس العذري، وسمع بالْمَرِيَّةِ من أبي عبد اللَّه محمد ابن سعدون القروي، وأبي عبد اللَّه بن المرابط، وغيرهما، ورحل إلى المشرق سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وحج من عامه، ولقي بمكة أبا عبد اللَّه الحسن بن علي الطبري، وأبا بكر الطرطوشي، وغيرهما.

ثم سار إلى البصرة، فلقي بها أبا يعلى المالكي، وأبا العباس الجرجاني، وأبا القاسم بن شعبة، وغيرهم.

ثم سار إلى بغداد، فسمع من أبي المعالي الأصبهاني، وأبي الفضل بن خيرون مُسنِد بغداد، وأبي الحسين الصيرفي، وغيرهم.

وتفقه عند أبي بكر الشاشي، وغيره.

ثم رحل إلى دمشق، فسمع من أبي الفتح نصر المقدسي، وأبي الفرج الإسفراييني، وغيرهما.

وسمع بمصر من القاضي أبي الحسن الخِلَعي، وأبي العباس الرازي، وأجاز له الحبال مُسنِد مصر في وقته.

ص: 87

وسمع بالإسكندرية من أبي القاسم الوراق، وشعيب بن سعيد، وغيرهما.

ثم عاد إلى الأندلس في صفر سنة سبعين وأربعمائة، وقصد مُرسية فاستوطنها، وقعد يحدث الناس بجامعها، ورحل الناس من البلدان إليه، وكثر سماعهم عليه، وكان عالمًا بالحديث وطرقه، عارفًا بعلله، وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخط، جيد الضبط، وكتب بخطه علمًا كثيرًا، وقَيَّده، وكان حافظًا لمصنفات الحديث، قائمًا عليها، ذاكرًا لمتونها وأسانيدها ورواتها، وكتب منها:"صحيح البُخاري" في سِفْر، و"صحيح مسلم" في سِفْر، وكان قائمًا على الكتابين مع مصنف أبي عيسى الترمذي، وكان فاضلًا، دَيِّنًا، متواضعًا، حلومًا، وقورًا، عالمًا، عاملًا، واستُقضي بمُرسية، ثم استعفى فأعفي، وأقبل على نشر العلم وبثّه.

استشهد رحمه الله في ملحمة "قُتَنْدَه" في ربيع الأول سنة أربع عشرة وخمسمائة، وهو من أبناء الستين، وخلَّف كتبًا نفيسة، وأصُولًا متقنة تدل على حفظه وبراعته

(1)

.

قال الشيخ عبد الحي الكتاني: "وهو ممن أقام للحديث السوق العظيم، الذي فيه نفقت بضائعه، فخضعت له فيه الرقاب، وشدت له الرحال من داني البلاد وقاصيها؛ لموافر علمه، وواسع تدقيقه، وطول رحلته، توفي عام 514 هـ"

(2)

.

(1)

مصادر ترجمته: "الغنية"(194)، "تاريخ ابن عساكر"(5/ 125)، "نفح الطيب" للتلمساني (2/ 298)، "بغية الملتمس" للضبي (269)، "سير أعلام النبلاء" للذهبي (19/ 376)، "العبر" له (4/ 32)، "تذكرة الحفاظ"(4/ 1253)، "شذرات الذهب" لابن العماد (4/ 43)، "شجرة النور الزكية" (ص: 128)، وغيرها.

(2)

"الفهرست"(2/ 705).

ص: 88

‌رواية أبي علي الصدفي:

ذكر الشيخ عبد الحي الكتاني في كتابه "فهرس الفهارس"

(1)

، أن بعض المتأخرين قد عثر في طرابلس الغرب عام 1211 هـ على أصل عظيم من "الصحيح" بخط الحافظ الصدفي، أسهبوا في وصفه ونعته.

وحكى عن الحافظ ابن عبد السلام الناصري في كتابه "المزايا"، قال:"وقد عثرت على أصل شيخه الحافظ الصدفي الذي طاف به البلاد، بخطه بطرابلس في جلد واحد مدبوج لا نقط به أصلًا، على عادة الصدفي وبعض الكتاب، وبالهامش منه كثرة اختلافات الروايات والرمز عليها".

وفي آخره سماع عياض وغيره من الشيخ بخطه، وفي أوله كتابة بخط ابن جماعة، والحافظ الدمياطي، وابن العطار، والسخاوي قائلًا:"هذا الأصل هو الذي ظفر به شيخنا ابن حجر العسقلاني، وبنى عليه شرح "الفتح"، واعتمد عليه؛ لأنه طيف به في مشارق الأرض ومغاربها؛ الحرمين ومصر والشام والعراق والمغرب، فكان الأولى بالاعتبار كرواية تلميذه ابن سعادة". اهـ.

إلى آخر ما نقل الشيخ عبد الحي من "المزايا".

ثم قال: "قلت: وقد انقطع خبر هذه النسخة، من عام 1211 هـ لم أر لها ذكرًا ولا ناعتًا من الرحالين والبحاثين، فإن لم تكن دخلت خزانة الزاوية السنوسية بصحراء طرابلس؛ فلا تكون إلا انتقلت إلى بعض مكاتب أوربا. واللَّه أعلم".

ثم حكى عن الشيخ أحمد الشريف بن محمد الشريف السنوسي، أن نسخة البخاري التي بخط الصدفي عندي في الكتب التي يحفظها اللَّه. اهـ.

(1)

(1/ 706 - 708).

ص: 89

وقد نسخ أبو علي بخطه من "صحيح البخاري" نسختين، كانتا معًا معروفتين.

إحداهما: من أصل الباجي.

والأخرى: من أصل محمد بن علي بن محمود.

وذكر الشيخ عبد الحي الكتاني "أن النسخة التي اشتهرت هي الثانية، ولا سيما بعد انتقالها إلى ليبيا، بينما استمرت الأولى مجهولة، حتى كشفت عنها نسخة المكتبة الملكية المتفرعة عنها، دون أن نعرف عن الأصل الصدفي الأول أية معلومات أخرى، ونجهل مصيره بالمرة"

(1)

. اهـ.

وهذا الفرع هو المحفوظ بالمكتبة الملكية تحت رقم: (5053)، وهي في مجلد ضخم، بخط أندلسي دقيق مدموج مليح، مكتوب بالمداد الباهت، مع تلوين - عند الاقتضاء - بالأحمر والأزرق، والذهب المصور بالمداد، على ورق متين عتيق، ودون تحديد مكان الانتساخ، وجاء في آخر المخطوط: في الرابع من جمادى الثانية عام خمسة وعشرين وثمانمائة.

وفي حاشية هذا الموضع وردت فقرة هكذا: "بلغت المقابلة على جهد الاستطاعة والحمد للَّه، وصلى اللَّه على سيدنا محمد، من نسخة الصدفي بخطه، التي نسخ القاضي الباجي بخطه، وعلى الأول

خطوط الشيوخ نحو خمسين

".

وأسفل فقرة تاريخ الانتساخ يقع إطار مربع مزخرف، غير أن كتابة داخله اقتطع موضعها بالمرة.

(1)

"التنويه والإشادة"(ص: 39).

ص: 90

‌د - أصل ابن سعادة المأخوذ عن أصل الصدفي:

‌التعريف بصاحب الأصل:

هو: الإمام العلامة شيخ الأندلس وقاضيها، أبو عبد اللَّه محمد بن يوسف ابن سعادة الْمُرسي، مولى سعيد بن نصر مولى عبد الرحمن الناصر، من أهل مرسية، نزيل شاطبة، ودار سلفه بَلَنْسية.

سمع أبا علي الصدفي واختص به، وأكثر عنه، وإليه صارت دواوينه، وأصوله العتاق، وأمهات كتبه الصحاح؛ لصهرٍ كان بينهما، وسمع أيضًا أبا محمد بن أبي جعفر، ولازم حضور مجلسه للتفقه به، وحمل ما كان يرويه، ورحل إلى غرب الأندلس، فسمع محمد بن عتاب، وأبا بحر الأسدي، وأبا الوليد بن رشيد، وأبا عبد اللَّه الخولاني، وأبا الوليد بن رُشد، وأبا عبد اللَّه بن الحاج، وأبا بكر العربي، وغيرهم.

ثم رحل إلى المشرق سنة عشرين وخمسمائة، فلقي بالإسكندرية أبا الحجاج ابن نادر الميُورَقي، وصحبه وسمع منه، وأخذ عنه الفقه وعلم الكلام، وأدى فريضة الحج في سنة إحدى وعشرين.

ولقي بمكة أبا الحسن رزين بن معاوية العبدري إمام المالكية بها، وابن الغَزَال، فسمع منهما وأخذ عنهما.

ثم رحل إلى ديار مصر فصحب ابن نادر إلى حين وفاته، ولقي أبا طاهر بن عوف، وأبا عبد اللَّه بن مسلم القرشي، وأبا طاهر السِّلفي، وأبا زكريا الزناتي، وغيرهم.

ص: 91

ثم عاد إلى مُرسية في سنة ست وعشرين، وقد حصَّل في رحلته علومًا جمة، ورواية فسيحة، وكان عارفًا بالسنن والآثار، مشاركًا في علم القرآن وتفسيره، حافظًا للفروع، بصيرًا باللغة والغريب، ذا حظ من علم الكلام، أديبًا بليغًا، خطيبًا فصيحًا، ينشئ الخطب، مع الهدي والسمت، والوقار والعلم، جميل الشارة، محافظًا على التلاوة بالخشوع، راتبًا على الصوم.

وأخذ في إسماع الحديث، وتدريس الفقه، ثم ولي القضاء بمرسية، ثم نقل إلى قضاء شاطبة، فاتخذها وطنًا، وكان يسمع الحديث بها، وبمرسية وبَلَنْسية، ويقيم الخطب أيام الجمع في جوامع هذه الأمصار الثلاثة، متعاقبًا عليها.

ووصفه غير واحد بالتَّفنُّن في العلوم والمعارف، والرسوخ في الفقه وأصوله، والمشاركة في علم الحديث والأدب، وقال ابن عياد في حقه: إنه كان صليبًا في الأحكام، مقتفيًا للعدل، حسن الخَلق والخُلق، جميل المعاملة، لين الجانب، فَكِه المجالسة، ثبتًا، حسن الخط، من أهل الإتقان والضبط، وكانت عنده أصول حسان بخط عمِّه، مع "الصحيحين" بخط الصوفي في سفرين، ولم يكن عند شيوخنا مثل كتبه في صحتها وإتقانها وجودتها، ولا كان فيهم من رُزق عند الخاصة والعامة من الحظوة والذكر والجلالة ما رزقه.

توفي بشاطبة مصروفًا عن قضائها، آخر ذي الحجة سنة خمس وستين وخمسمائة، ودفن أول يوم من سنة ست وستين وخمسمائة، وكان مولده في رمضان سنة ست وتسعين وأربعمائة

(1)

.

(1)

مصادر الترجمة: "نفح الطيب" للتلمساني (2/ 361)، و"بغية الملتمس" للضبي (308)، و"التكملة" لابن الأبار (2/ 35)، و"الديباج المذهب" لابن فرحون (287)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (20/ 508) و"العبر" له (4/ 193)، و"الوافي بالوفيات" للصفدي (5/ 250)، =

ص: 92

أما روايته "للصحيح":

فقد أخذها عن أبي علي الصدفي، وعليها معتمد أهل المغرب، وبها يفتخرون.

وترجع أهمية أصل ابن سعادة إلى أنه منقول من أصل الصدفي، المكتوب من نسخة محمد بن علي بن محمود، وهذه مقروءة على أبي ذر الهروي، وعليها خطه.

وقد اعتنى ابن سعادة بنسخته التي بخطه، فقابلها وصححها، وقرأ بها على الصدفي؛ حيث كتب هذا الأخير - بخطه - على أول السفر الثاني تصحيح سماع تلميذه لسائره عنه، بتاريخ ربيع الأول عام 493 هـ.

وبهذا صارت النسخة السعادية في الدرجة الأولى من الصحة.

قال الشيخ أبو محمد عبد القادر الفاسي: "رواية ابن سعادة هي أفضل من الروايات التي عند الحافظ ابن حجر، وإن ابن حجر لم يعثر عليها، وهي المعتمدة عندنا بالمغرب، وهي مسلسلة بالمالكية"

(1)

. اهـ.

قال ابن الأبار يحكي عن أبي عمران بن سعادة: "وانتسخ صحيحي البخاري ومسلم بخطه، وسمعهما على صهره أبي علي، وكانا أصلين لا يكاد يوجد في الصحة مثلهما، حكى الفقيه أبو محمد عاشر بن محمد أنه سمعها على أبي علي نحو ستين مرة"

(2)

.

= و"شذرات الذهب" لابن العماد (4/ 218)، و"بغية الوعاة" للسيوطي (1/ 277)، و"الأعلام" للزركلي (7/ 149)، وغيرها.

(1)

"التنويه والإشادة"(ص: 70).

(2)

المصدر السابق (ص: 67).

ص: 93

وحسب الكتابات المرقومة على هذه النسخة، فإن المحدثين تداولوها بعد وفاة أبي عمران بن سعادة:

ابتداء من ابن أخيه محمد بن يوسف بن سعادة، وقد سمع هذا جميع "الصحيح" - في النسخة ذاتها - على أبي علي الصدفي، وتم ذلك في ربيع الآخر عام 510 هـ.

وكتب عليها - بخطه - تصحيحات كثيرة.

هذا فضلًا عن السماعات المدونة، وخطوط كثير من العلماء، كما يأتي التعريف بالنسخة.

ولهذه الاعتبارات اعتمد المغاربة نسخة ابن سعادة في رواية "صحيح البخاري"، ولما ذكر محمد بن عبد السلام الناصري النسخة اليونينية، ختم حديثه بقوله:"ورواية أبي عمران موسى بن سعادة أولى وأوثق وأضبط منها؛ لإجماع المغاربة في أمصار المغرب عليها"

(1)

. اهـ.

بل بالغ بعضهم كابن الأبار؛ حيث قال: "إنه لا يكاد يوجد في الصحة مثلها"

(2)

. هذا في حدود ما رأى، وإلا فقد قدم بعض أهل العلم النسخ التي اعتمد عليها ابن حجر، ولم يقتصر الأمر على هذا، بل وجه إلى النسخة شيء من الانتقاد.

والحق أن المطالع في نسخة ابن سعادة، يرى أثر الجودة عليها، فالضبط بالشكل اعتلى كثيرًا من الكلمات، وعلامات الترقيم تملأ أرجاء النسخة، فضلًا عن سماعات العلماء المدونة في بدايتها ونهايتها.

(1)

"القبس"(1/ 112).

(2)

"التنويه والإشادة"(ص: 68).

ص: 94

وقد أظهرت المطابقة بينها وبين نسخ ابن حجر - وما حرره القسطلاني - التوافق التام بينهما، إلا أحرفًا يسيرة، لا تؤثر في الجملة على جودة النسخة، بل أحيانًا يكون الصواب هو المثبت فيها.

وقد فاقت هذه النسخة نسخة الحافظ في بعض المواضع، وحملت إلينا زيادات أغفلتها نسخ ابن حجر، ولم ينبه عليها القسطلاني؛ انظر على سبيل المثال: الموضع (3785)(5/ 40)، والموضع (4722)(6/ 109).

والفروع على هذه النسخة تكثر، وقد استوعبها العلامة محمد المنّوني في كتاب "القبس من عطاء المخطوط المغربي"(1/ 107 - 110)، وانظر أيضًا التعريف بالنسخة السعادية في مقدمة طبعة دار التأصيل من "صحيح البخاري"، يسر اللَّه إتمامها.

* * *

ص: 95

‌الأصل اليونيني

‌ترجمة صاحب النسخة الحافظ شرف الدين اليُونيني

(1)

(621 - 701 هـ):

هو: الإمام العلامة، المحدِّث المُتقِن، شيخ العلماء، بقية السَّلَف، شرف الدِّين أبو الحسين عليّ ابن الشيخ الفقيه أبي عبد اللَّه محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد اللَّه ابن عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد، اليُونيني، البَعْلَبَكّي، الحنبلي.

وُلِدَ في حادي عشر رجب سنة إحدى وعشرين وستمائة بِبَعلَبَك.

وحضر بها عدة أجزاء على البهاء عبد الرحمن المقدسي، وسَمِعَ بها من عبد الواحد بن أبي المضاء، والإربلي، وابن رَواحة، ووالده الشيخ الفقيه، وغيرهم.

(1)

مصادر ترجمته: البرزاليُّ في "المقتفى"(2/ 55)، والذهبيُّ في "معجم الشيوخ"(2/ 40) ترجمة (542)، و"المعجم المختص"(ص 168) ترجمة (207)، و"ذيل العبر"(4/ 4)، و"المعين"(ص 225)، و"المقتنى"(1/ 188)، و"تذكرة الحفاظ"(4/ 1500)، وابنُ كثير في "البداية والنهاية"(14/ 21)، وابنُ رجب في "الذيل على طبقات الحنابلة"(2/ 345)، والتقيُّ الفاسيُّ في "ذيل التقييد"(3/ 172) ترجمة (1458)، وابنُ حجر في "الدرر الكامنة"(3/ 98)، وابنُ تغري بردي في "النجوم الزاهرة"(8/ 198)، و"الدليل الشافي"(1/ 476)، وابنُ مفلح في "المقصد الأرشد"(2/ 259) ترجمة (759)، والسيوطيُّ في "طبقات الحُفَّاظ"(ص 516)، وابنُ العماد في "شذرات الذهب"(6/ 3)، والزَّبِيديُّ في "تاج العروس"(9/ 373).

واليُونِيني: نِسبة إلى قرية من قرى بَعلَبَكّ اسمها: "يُونِين"، بضم الياء وكسر النون الأولى، وسمَّاها ياقوت في "معجم البلدان"(5/ 453)، والفيروزابادي في "القاموس":"يُونَان"، بضم الياء وفتح النون الأولى، وقال الزَّبِيديُّ في "تاج العروس" (9/ 373):"ويُقال فيها: يُونِين أيضًا، وهو المعروف".

ص: 96

وتدرج إلى دمشق، وسمع بها من الإمام العالم الثقة الحسين بن أبي بكر بن الزَّبيدي، وأبي المنجا بن اللَّتِّي، وأبي صادق بن صَبَّاح، وجعفر الْهَمداني، ومُكرَم بن محمد بن حمزة بن أبي الصَّقْر، وابن الشِّيرازي، وغيرهم.

وارتحل سنة إحدى وأربعين وستمائة إلى مصر؛ لطلب العلم والحديث، فَسَمِعَ بها من ابن الجُمَّيزِي، وابن رَواج، والسَّاوي، وغيرهم.

ولازَم الحافظ زكي الدين عبد العظيم المُنذِري، وتخرج به، وعُنِيَ بعلم الحديث، وارتحل إلى مصر خمس مرات، واستنسخ "صحيح البخاري"، واعتنى بأمره كثيرًا.

قال الحافظُ الذهبيُّ: "حدثني أنه قَابَلَه في سنةٍ واحدةٍ وأسمعه إحدى عشرة مرَّة، وقرأ بنفسه، وكَتَبَ بخطّه كثيرًا، وتَفَقَّه، وأفتى ودَرَّسَ، وعُني باللغة، وحَصَّلَ أطرافًا من العلوم".

وقال التقيُّ الفاسيُّ: "سَمِعَ على البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي كتاب "مناقب الإمام أحمد" لأبي الفرج بن الجوزي بسماعه منه، وعلى أبي عبد اللَّه الحسين بن المبارك بن الزَّبِيدي البغدادي "صحيح البخاري"، وكان أَجَلَّ مَن رواه عنه، وسمع على أبي المُنَجَّا عبد اللَّه بن عُمر بن اللَّتِّي "مسند عبد بن حُمَيد"، وكان عارفًا بالحديث، موصوفًا بالحفظ، له مشاركةٌ في الفِقه وغيرِه، مشكورًا عند الناس".

وقال البِرزاليُّ: "كان شيخًا جليلًا، حَسَنَ الوجه، بَهِيَّ المنظر، له سمت حسن، وعليه سكينة، ولديه فضلٌ كثير، يحفظُ كثيرًا من الأحاديث بلَفْظِها، ويفهم معانيها، ويعرف كثيرًا من اللغة، وكان فصيحَ العبارة، حَسَنَ الكلام، وكان له قبولٌ من الناس، وهو كثيرُ التودُّدِ إليهم، قاضٍ للحقوق".

ص: 97

وقال الذهبيُّ: "كان إمامًا مُحدِّثًا، مُتقنًا مُفِيدًا مُفتيًا، خبيرًا باللغة العربية والغريب، غزيرَ الفوائد، كثيرَ التحرِّي فيما يُورِدُه، مُكَرَّمًا بين الملوك والأئمة، مهيبًا، كثير التواضع، حسنَ البِشْر، حُلْوَ المجالسة، يُعطي كُلَّ ذي فضيلةٍ حَقَّه".

وقال أيضًا: "كان ذا عنايةٍ بالغريب والأسماء وضَبْطِها، مُدِيمًا للمطالعة، كثيرَ المحاسن، مُنَوَّر الشيبة، عظيمَ الهَيْبَة".

وقال في آخر "تذكرة الحفاظ": "ولقد انتفعتُ وتَخَرَّجْتُ بشيخنا الإمام العالم المُحَدِّث الحافظ الشهيد أبي الحسين علي ابن الشيخ الفقيه ببَعلَبَك، ولَزِمتُه نيِّفًا وسبعين يومًا، وأكثرتُ عنه، وكان عارفًا بقوانين الرواية، حسنَ الدراية، جَيِّد المشاركة في الألفاظ والرجال، وكان صاحبَ رحلةٍ وأُصولٍ وأجزاءٍ وكُتُبٍ ومحاسن".

وقال ابنُ كثير: "أسمعه أبوه الكثير، واشتغل وتَفَقَّهَ، وكان عابدًا عاملًا، كثيرَ الخشوع

وتأسّف الناس عليه - عند موته - لِعِلْمِه وعَمَلِه، وحِفظِه الأحاديث، وتَوَدُّدِه إلى الناس، وتَوَاضُعِه، وحُسْنِ سمته، ومروءته، تَغَمَّدَه اللَّه برحمتِه".

وقال ابنُ رجب: "حَدَّثَ بالكثير، وسَمِعَ منه خَلْقٌ من الحُفَّاظ والأئمة، وأَكْثَرَ عنه البِرزاليُّ والذهبيُّ بدمشق وبَعلَبَكَّ، وسَمِعنا من جماعةٍ من أصحابه، وقد خرَّجَ له ابنُ أبي الفتح البَعلي النحوي مشيخةً في ثلاثة عشر جُزءًا، والحافظُ الذهبيُّ عوالي، وحَدَّثَ بالجميع".

وقال ابن حجر: "وقَرَأَ "البُخاريَّ" على ابن مالك تصحيحًا، وسَمِعَ منه ابنُ مالكٍ روايةً، وأَمْلَى عليه فوائد مشهورة، وكان عارفًا بكثيرٍ من اللُّغة،

ص: 98

حافظًا لكثيرٍ من المُتُون، عارفًا بالأسانيد، وكان شيخَ بلاده، والرحلة إليه، ودخل دمشق مرارًا وحَدَّث بها، وكان وقورًا مُهابًا، كثيرَ الودّ لأصحابه، فصيحًا، مقبولَ القول والصُّورة".

وقال البِرزاليُّ: "وكان الشيخ الإمام شرف الدَّين اليُونيني قَدِمَ دمشق في شعبان سنة إحدى وسبعمائة، وأقام مُدَّةً، وحصل الأُنسُ به، والسماعُ عليه، وتَوَجَّه إلى بلده في آخر الشهر، فوصل أول رمضان، فأقام أيامًا، فلمَّا كان يوم الجمعة خامس رمضان المبارك، الرابعة من النهار، دَخَلَ إلى خزانة الكُتُب التي في مسجد الحنابلة

فدَخَل عليه فقيرٌ اسمه موسى، ذكر أنه مصري، وهو غير معروف بالبلد، فضربه بعصًا على رأسه ضربات، ثم أخرج سكّينًا صغيرةً فجَرَحَه في رأسه، فاتَّقَى بيدِه، فجَرَحَه في يده، ففُطن له ومُسِك بعد ذلك، وحُمل إلى متولّي البلد، فضُرب، فصار يُظْهِر من الاختلال وكلام غير منتظم، فلم يبن في ذلك شيئًا، فحُبس بعد الضرب الكثير.

وأمَّا الشيخ شرف الدِّين؛ فإنه حمل إلى داره، وأقبل على أصحابه، وتَحَدَّثَ معهم، وأنشدهم على جاري عوائده، وأَتَمَّ صومَ يومِه، ووصَلَ خبرُ ذلك إلى دمشق يوم الأحد سابع الشهر، ثم وصل الخبرُ أنه حَصَلَتْ له حُمّى، واشتَدَّ مرضُه، واحتاج إلى الاحتقان والمداواة.

فلمّا كان يوم الجمعة ثاني عشر رمضان وَصَلَتْ بطاقةٌ بوفاته، وأنَّ الوفاة كانت يوم الخميس في الساعة الثامنة من النهار، ودُفِنَ بباب سَطحا في اليوم المذكور، وصُلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق صلاة الغائب - رحمه الله تعالى -.

ص: 99

وتَأَسَّفَ الناسُ عليه، وعَرَفُوا له هذه الكرامة؛ وهي موتُه شهيدًا في رمضان ليلة الجمعة عقيب رجوعه من دمشق، وإفادته الناس، وإسماعه الأحاديث النبوية".

نسخة اليونيني من أعظم أصول هذا الكتاب، وهي أحد الأعمدة الأساسية في ضبطه:

تعد نسخة الإمام الحافظ محدث الشام شرف الدين أبي الحسين عليّ بن أحمد بن عبد اللَّه بن عيسى اليونيني، البعلبكي الحنبلي (ت: 701 هـ)، من أحسن النسخ وأدقها؛ قال الذهبي:"استنسخ "صحيح البخاري"، وحرره، حدثني أنه قابله في سنة واحدة وأسمعه إحدى عشرة مرة". وقد ضبط رواية "الجامع الصحيح"، وقابل أصله الموقوف بمدرسة آقبغا آص بسويقة العِزي خارج باب زويلة من القاهرة المعزية، بأصل مسموع على الحافظ أبي ذرٍّ الهروي، وبأصل مسموع على الأصيلي، وبأصل الحافظ مؤرخ الشام أبي القاسم بن عساكر، وبأصل ابن السمعاني المسموع على أبي الوقت، وذلك بحضرة الإمام الأديب النحوي جمال الدين أبي عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن مالك الطَّائيَّ الجيَّانيَّ الشَّافعيَّ (ت 672 هـ)، صاحب "الألفية" في النحو.

وقد حرر الإمام اليونيني نسخته أحسن تحرير،، فجمع كل الاختلافات الواردة في روايات "صحيح البخاري"، وأبان الفروق بينها، وكان ابن مالك حضر المقابلة، وكان إذا مرِّ بلفظ يتراءى له أنه مخالف لقوانين العربية؛ قال لليونيني: هل الرواية فيه كذلك؟ فإن أجاب بأنه منها، شرع ابن مالك في توجيهها حسب إمكانه - ويأتي بالتفصيل عند الكلام عن طريقة تصنيف الأصل اليونيني - فكانت نسخته من أصح نسخ "صحيح البخاري"، وأجمعها للروايات؛ فنالت قبول العلماء والمحققين.

ص: 100

قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله: "النسخة اليونينية هي أعظم أصل يوثق به في "صحيح البخاري"، وهي التي جعلها العلامة القسطلاني (ت 923 هـ) عمدته في تحقيق متن الكتاب، وضبطه حرفًا حرفًا، وكلمة كلمة، وهذه هي أكبر ميزة لشرح القسطلاني المسمى "إرشاد الساري"، وهو شرح معروف مشهور بين أهل العلم"

(1)

. اهـ.

وقال العلامة الحافظ شهاب الدين القسطلاني - رحمه الله تعالى -: "وقد اعتنى الحافظ شرف الدين أبو الحُسين علي ابن شيخ الشام تقي الدِّين محمد بن أبي الحُسين أحمد بن عبد اللَّه اليُونيني الحنبلي - رحمه الله تعالى - بضبط رواية "الجامع الصحيح"، وقَابَلَ أصله الموقوف بمدرسة آقبغا آص بسُوَيْقة العِزِّي خارج باب زويلة من القاهرة المعزية، الذي قيل فيما رأيتُه بظاهر بعض نسخ "البخاري" الموثوق بها، وقف مقرها برواق الجبرت من الجامع الأزهر بالقاهرة: إنَّ آقبغا بَذل فيه نحو عشرة آلاف دينار، واللَّه أعلم بحقيقة ذلك".

وقال: "فاللَّه تعالى يُثِيبُه على قَصْدِه، ويجزل له من المكرمات جوائزَ رفدِه، فلقد أبدع فيما رقم، وأتقن فيما حَرَّرَ وأَحْكَم"

(2)

.

ولقد عَوَّلَ الناسُ عليه في روايات "الجامع"؛ لمزيد اعتنائه وضبطِه، ومقابلته على الأصل المذكور، وكثرة مُمَارَسَتِه له، حتى إنَّ الحافظ شمس الدين الذهبي حَكَى عنه أنه قَابَلَه في سنةٍ واحدةٍ إحدى عشرة مرّة

(3)

.

(1)

مقدمة الشيخ شاكر على "صحيح البخاري"(ص: 1).

(2)

"إرشاد الساري"(1/ 40).

(3)

انظر: "معجم الشيوخ"(2/ 40) ترجمة (542)، و"المعجم المختص"(ص 169) ترجمة (207).

ص: 101

ولكونه ممَّن وُصِف بالمعرفة الكثيرة، والحفظ التامّ للمُتُونِ والأسانيد؛ كان الجمالُ بن مالك لمّا حضر عند المقابلة المذكورة إذا مرَّ من الألفاظ ما يتراءى أنه مُخالِفٌ لقوانين العربية، قال للشَّرَف اليُونيني: هل الروايةُ فيه كذلك؟ فإنْ أجاب بأنه منها شَرَع ابنُ مالك في توجيهها حسب إمكانه، ومِن ثمَّ وَضَعَ كتابَه المُسَمَّى بـ "شواهد التوضيح"

(1)

.

وقال محمد أنور الكشميري: "وأما الآن فينبغي أن يعتمد على نسخة القسطلاني؛ لأنه اعتمد على نسخة الحافظ شرف الدين اليونيني جهبذة زمانه، وحافظ أوانه؛ لأن السلطان أراد أن يعرب البخاري، وجمع له أفاضل عصره، فجاء اليونيني فصحح متون الأحاديث، وابن مالك صاحب "الألفية" فأعربها".

قال القسطلاني: "فوجدت النصف الأول من نسخة اليونيني، فاعتمدت عليه في شرحي، ولم أجد النصف الآخر حتى وجدته أيضًا بعد ثلاثين سنة، فاعتمدت عليه في النصف الآخر"

(2)

. اهـ.

فعلماء المسلمين قديمًا قد عرفوا التحقيق، لا سيما عند توثيق النصوص، وخاصة النصوص الشرعية، فقد كان لهم مناهج يتبعونها عند ذلك.

يقول الدكتور شوقي ضيف مؤكدًا هذه الحقيقة: "لقد كانوا يعرفون كل القواعد العلمية التي نتبعها في إخراج كتاب، لا من حيث رموز المخطوطات فحسب، بل أيضًا من حيث اختيار أوثق النسخ لاستخلاص أدق صورة للنص،

(1)

اسمه كاملًا: "شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح"، وهو مطبوع بتحقيق أ. محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر دار العروبة.

(2)

"إرشاد الساري"(1/ 41).

ص: 102

ولعل خير ما يمثل عملهم في هذا الجانب إخراج اليونيني حافظ دمشق المشهور في القرن السابع الهجري لـ "صحيح البخاري""

(1)

.

ولم يكن الأصل اليونيني هو أول معالم هذا المنهج، بل سبقه إلى ذلك عدة أصول؛ منها الأصل الشهير للحافظ أبي ذر الهروي، فقد سلك نفس المنهج، ولعله يكون أول من أصَّل له، وعلى منواله سار كل من جاء بعده.

قال ابن رشيد في وصف كيفية كتاب أبي ذر: "قرأت بخط أبي بكر بن خير، وأنا به جد خبير، مما نقله من خط الشيخ الراوية أبي عبد اللَّه محمد بن أحمد بن عيسى بن منظور رحمه الله: أبو ذر عن أشياخه الثلاثة: أبي محمد الحمويي، وأبي إسحاق المستملي، وأبي الهيثم الكشميهني، غير أن سواد الكتاب على روايته عن أبي محمد وأبي إسحاق، فإذا انفرد أحدهما أو اختلفا في شيء؛ فعلامة الحمويي: حآ، وعلامة أبي إسحاق الهمزة والسين، فإذا اتفقا وخالفهما أبو الهيثم جعل: صح، على موضع الخلاف، وكتبت رواية أبي الهيثم في الحاشية، وعلامته: ها، وكذلك علامته فيما ينفرد به"

(2)

.

‌اعتماد الحافظ ابن حجر على الأصل اليونيني:

ففي "فتح الباري": "قوله: (إنما يجرجر) بضم التحتانية وفتح الجيم وسكون الراء ثم جيم مكسورة ثم راء، من الجرجرة، وهو: صوت يردده البعير في حنجرته إذا هاج، نحو صوت اللجام في فك الفرس.

(1)

"البحث الأدبي"(ص: 185 - 186).

(2)

"إفادة النصيح"(ص: 45).

ص: 103

قال النووي: اتفقوا على كسر الجيم الثانية من يجرجر، وتعقب بأن الموفق بن حمزة في كلامه على المذهب حكى فتحها.

وحكى ابن الفركاح عن والده أنه قال: روي يجرجر على البناء للفاعل والمفعول، وكذا جوزه ابن مالك في "شواهد التوضيح"، نعم، رد ذلك ابن أبي الفتح تلميذه؛ فقال في جزء جمعه في الكلام على هذا المتن: لقد كثر بحثي على أن أرى أحدًا رواه مبنيًّا للمفعول، فلم أجده عند أحد من حفاظ الحديث، وإنما سمعناه من الفقهاء الذين ليست لهم عناية بالرواية، وسألت أبا الحسين اليونيني فقال: ما قرأته على والدي ولا على شيخنا المنذري إلا مبنيًّا للفاعل. قال: ويبعد اتفاق الحفاظ قديمًا وحديثًا على ترك رواية ثابتة. قال: وأيضًا فإسناده إلى الفاعل هو الأصل، وإسناده إلى المفعول فرع، فلا يصار إليه بغير حاجة"

(1)

.

وقال أيضا: "قلت: لم يبين أبو علي الجياني من هو أحمد هذا، ووقع في كتاب خلف الواسطي في الأطراف: وأفهمني بعضه أحمد بن يونس. وبهذا جزم الدمياطي، وقال ابن عساكر والمزي: إنه وهم. قلت: ورأيته في نسخة الحافظ أبي الحسين اليونيني، وقد أهمله في جميع الروايات التي وقعت له، إلا رواية واحدة؛ فإنه كتب عليها علامة (ق)، ونسبه فقال: أحمد بن يونس"

(2)

.

واعتماد الحافظ لهذه النسخة، وذلك بالرجوع إليها؛ يؤكد أنها جديرة بالمكانة التي احتلتها بين أصول كتاب "صحيح البخاري".

(1)

"فتح الباري"(10/ 97).

(2)

"فتح الباري"(1/ 224).

ص: 104

‌طريقة تصنيف الأصل اليونيني:

من خلال ما كتبه الإمام اليونيني كمقدمة لروايته، والكتابات والسماعات المرقومة على الأصل، يلاحظ أنه - كما هي عادة الأصول الصحيحة والروايات المتقنة - قد زين بخطوط العلماء، وإثبات السماعات والتصحيح، وكثير من مظاهر الضبط.

فهناك كتابات بخط الإمام ابن مالك الجياني، سجل بها تصحيح السماع عند نهايته، كما نجد كتابات أخرى بخط صاحب الأصل الشرف اليونيني.

وكان قد استنسخ أصله من "صحيح البخاري" في مجلدين، واهتبل به كثيرًا، حتى إنه في سنة واحدة قابله وأسمعه إحدى عشرة مرة، كما حكاه الذهبي في "معجم الشيوخ"

(1)

.

وهو في مقابلة أصله هذا قد اعتنى بضبط روايات "الجامع الصحيح" وقارن بينها، وصححها، معتمدًا في ذلك على أربعة أصول رئيسية

(2)

:

1 -

أصل مسموع على أبي ذر الهروي، من طريق أبي العباس أحمد بن الحطيئة، الفاسي الأصل، ثم المصري، وهذا أصل عظيم وصفه الإمام شرف الدين اليونيني بقوله:"وهي نسخة صحيحة معتنى بها، حجة"

(3)

. ونقل عن شيخه أبي إسحاق بن الأزهر الصريفيني قوله: "هذه النسخة من "صحيح البخاري" مفزع يلجأ إليها؛ لصحتها وإتقانها"

(4)

.

(1)

(2/ 40).

(2)

نقلًا عن "إرشاد الساري"(1/ 40)، ومقدمة الإمام اليونيني لروايته نقلًا عن الفرع المنتسخ بواسطة محمد بن الحسن بن علي البدراني (ق 3، 4).

(3)

مقدمة اليونيني على "الصحيح" فرع البدراني (ق 3 ب).

(4)

المصدر السابق.

ص: 105

وقد عثر على عدة أجزاء من هذا الأصل.

2 -

أصل مسموع على أبي محمد الأصيلي، وعليه حواشٍ بخط الحافظ أبي عمر يوسف بن عبد اللَّه النمري القرطبي ابن عبد البر.

قال الإمام شرف الدين اليونيني: "وأما الأصل المعزو إلى الأصيلي، فإنه وقف في مدرسة شيخنا: الحافظ ضياء الدين أبي عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد المقدسي

وهو أصل صحيح تظهر عليه مخايل النباهة والصحة"

(1)

.

3 -

أصل سماع أبي القاسم بن عساكر علي بن الحسين الدمشقي مؤرخ الشام، فهو أصل سماع، وقد سمع عليه غير مرة، وينقصه الجزءان: الثالث عشر، والثالث والثلاثون.

4 -

أصل معزو إلى الحافظ أبي سعد السمعاني، فإنه أصل أصيل، وهو أحد أصول سماعات دمشق، مسموع على أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، ثم الهروي.

هذا بالإضافة إلى أصل سماعه المأخوذ بالإسناد بقراءة والده، والحافظ الإمام تقي الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الغني بن علي بن سرور، وقرأه الإمام العالم شرف الدين أبو محمد الحسن بن عبد اللَّه بن عبد الغني، والإمام العالم المحدث أبو العباس أحمد بن عيسى بن الإمام العلامة موفق الدين بن قدامة المقدسيين، عن الشيخ الثقة الصدوق الصالح أبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي، عن أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، عن الحموي، عن الفربري.

(1)

المصدر السابق.

ص: 106

وبالإضافة أيضًا إلى رواية أبي ذر من طريق أبي جعفر الهمداني، إجازة عن الحافظ أبي طاهر السلفي، إجازة عن الإمام أبي الفضل عياض: أخبرني القاضي الشهيد أبو علي الحسين بن محمد الصدفي، عن القاضي أبي الوليد الباجي، عن أبي ذر.

قال العلامة القسطلاني رحمه الله: "وقد اعتنى الحافظ شرف الدين أبو الحسين عليّ بن شيخ الإسلام ومحدّث الشام تقي الدين بن محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد اللَّه اليونيني الحنبلي - رحمه الله تعالى - بضبط رواية "الجامع الصحيح"، وقابل أصله الموقوف بمدرسة آقبغا آص بسويقة العِزي خارج باب زويلة من القاهرة المعزية، الذي قيل فيما رأيته بظاهر بعض نسخ البخاري الموثوق بها، وقف مقرها برواق الجبرت من الجامع الأزهر بالقاهرة: إن آقبغا بذل فيه نحو عشرة آلاف دينار، واللَّه أعلم بحقيقة ذلك.

وهو في جزأين - فقد الأوّل منهما - بأصل مسموع على الحافظ أبي ذر الهروي، وبأصل مسموع على الأصيلي، وبأصل الحافظ مؤرخ الشام أبي القاسم بن عساكر، وبأصل مسموع على أبي الوقت، وهو أصل من أصول مسموعاته في وقف خانقاه السميساطي بقراءة الحافظ أبي سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، بحضرة سيبويه وقته الإمام جمال الدين بن مالك بدمشق سنة ست وسبعين وستمائة، مع حضور أصلي سماعي الحافظ أبي محمد المقدسي وقف السميساطي، وقد بالغ رحمه الله في ضبط ألفاظ "الصحيح" جامعًا فيه روايات من ذكرناه، راقمًا عليه ما يدل على مراده، فعلامة أبي ذر الهروي (هـ)، والأصيلي (ص)، وابن عساكر الدمشقي (ش)، وأبي الوقت (ظ)، ولمشايخ أبي ذر الثلاثة الحموي (ح)، والمستملي (ست)، والكشميهني (هـ).

ص: 107

فما كان من ذلك بالحمرة فهو ثابت في النسخة التي قرأها الحافظ عبد الغني المقدسي على الحافظ أبي عبد اللَّه الأرتاحي بحق إجازته من أبي الحسين الفرّاء الموصلي، عن كريمة، عن الكشميهني، وفي نسخة أبي صادق مرشد بن يحيى المديني وقف جامع عمرو بن العاص رضي الله عنه بمصر.

وله رقوم أخرى لم أجد ما يدل عليها وهي (عط ق ج صع)؛ ولعل الجيم للجرجاني، والعين لابن السمعاني، والقاف لأبي الوقت. فإن اجتمع ابن حمويه والكشميهني فرقمهما هكذا (حهـ)، والمستملي والحموي فرقمهما (حسـ) هكذا.

وإن اتفق الأربعة الرواة عنهم رقم لهم: (هـ ص ش ظ)، وما سقط عند الأربعة زاد معها (لا)، وما سقط عند البعض أسقط رقمه من غير (لا).

مثاله: أنه وقع في أصل سماعه في حديث بدء الوحي: "جمعه لك في صدرك"، ووقع عند الأربعة:"جمعه لك صدرك" بإسقاط: "في"، فيرقم على "في":(لا)، ويرقم فوقها إلى جانبها:(هـ ص ش ظ)، هذا إن وقع الاتفاق على سقوطها. فإن كانت عندهم وليست عند الباقين، رقم رسمه وترك رسمهم، وكذا إن لم تكن عند واحد، وكانت عند الباقين، كتب عليها (لا)، ورقم فوقها الحرف المصطلح عليه. وما صح عنده سماعه وخالف مشايخ أبي ذر الثلاثة رقم عليه (هـ)، وفوقها صح، وإن وافق أحد مشايخه وضعه فوقه.

فاللَّه تعالى يثيبه على قصده، ويجزل له من المكرمات جوائز رفده، فلقد أبدع فيما رقم، وأتقن فيما حرر وأحكم، ولقد عوّل الناس عليه في روايات الجامع؛ لمزيد اعتنائه وضبطه ومقابلته على الأصول المذكورة، وكثرة ممارسته له، حتى إن الحافظ شمس الدين الذهبي حكى عنه أنه قابله في سنة واحدة إحدى عشرة مرة،

ص: 108

ولكونه ممن وصف بالمعرفة الكثيرة، والحفظ التام للمتون والأسانيد"

(1)

.

وقال: "وقد بالغ الإمام اليونيني في المقابلة على هذه الأصول، وضبط ألفاظ "الصحيح"، فكان ذلك تحت نظر الإمام الشهير: محمد بن عبد اللَّه الطائي الجياني نزيل دمشق المعروف بابن مالك، ومحضر جماعة من فضلاء المحدثين والحفاظ، وهم بدورهم ناظرون في نسخ معتمدة من "الجامع الصحيح"، حتى إذا مر بهم من التعابير ما يتراءى أنه مخالف لقوانين العربية قال للشرف اليونيني: هل الرواية فيه كذلك؟ فإن أجاب بأنه منها، شرع ابن مالك في توجيهها حسب إمكانه، وما اختاره ورجحه وأمر بإصلاحه، بادر شرف الدين اليونيني إلى إصلاحه في أصله وصحح عليه، وما ذكر أنه يجوز فيه إعرابان أو ثلاثة، عمل المشار له على ما أشار به ورجحه، وهكذا حتى كملت المعارضة والتصحيح عند المجلس الحادي والسبعين، وبهذه المناسبة وضع ابن مالك تعليقه: "شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح"

(2)

"

(1)

.

وفي نهاية المقابلة كتب ابن مالك - بخطه - تصحيح السماع، وأثبته بحاشية ظاهر الورقة الأولى من التصنيف الثاني في نسخة اليونيني، وهذا نصه: "سمعت ما تضمنه هذا المجلد من صحيح البخاري رضي الله عنه، بقراءة سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ المتقن شرف الدين أبي الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني رضي الله عنه وعن سلفه.

(1)

"إرشاد الساري"(1/ 40).

(2)

نشر بالهند ببلده إله أباد عام 1319 هـ، وأعيد نشره بالقاهرة في مطبعة لجنة البيان العربي عام 1379 هـ.

ص: 109

وكان السماع بحضرة جماعة من الفضلاء ناظرين في نسخ معتمد عليها، فكلما مر بهم لفظ ذو إشكال، بينت فيه الصواب، وضبطته على ما اقتضاه علمي بالعربية.

وما افتقر إلى بسط عبارة، وإقامة دلالة، أخرت أمره إلى جزء أستوفي فيه الكلام، مما يحتاج إليه من نظير وشاهد؛ ليكون الانتفاع به عامًّا والبيان تامًّا، إن شاء اللَّه تعالى.

وكتب محمد بن عبد اللَّه بن مالك حامدًا للَّه تعالى"

(1)

.

وقد دون السماع على أول المجلد الأخير من أصل اليونيني، وبالإضافة إلى هذا كتب الشرف اليونيني - نهاية نفس المجلد - ما يلي:

"بلغت مقابلة وتصحيحًا وإسماعًا بين يدي شيخنا، شيخ الإسلام، حجة العرب، ملك أزمة الأدب، الإمام العلامة، أبي عبد اللَّه بن مالك الطائي الجياني، أمد اللَّه تعالى عمره، في المجلس الحادي والسبعين، وهو يراعي قراءتي، ويلاحظ نطقي، فما اختاره ورجحه وأمر بإصلاحه أصلحته، وصححت عليه، وما ذكر أنه يجوز فيه إعرابان أو ثلاثة، فأعلمت ذلك على ما أمر ورجح.

وأنا أقابل بأصل أبي ذر، والحافظ محمد الأصيلي، والحافظ أبي القاسم الدمشقي، ما خلا الجزء الثالث عشر والثالث والثلاثين؛ فإنهما معدومان، وبأصل مسموع على الشيخ أبي الوقت، بقراءة أبي منصور السمعاني وغيره من الحفاظ، وهو وقف بخانقاه السميساطي.

(1)

"إرشاد الساري"(1/ 41).

ص: 110

فعلامة ما وافقت أبا ذر: هـ، والأصيلي: ص، والدمشقي (ابن عساكر): ش

(1)

، وأبا الوقت: ظ

(2)

.

فليعلم ذلك، وذكرت ذلك في أول الكتاب في فرخة؛ لتعلم الرموز. كتبه علي بن محمد الهاشمي اليونيني عفا اللَّه عنه"

(3)

.

هذا هو النص الذي نقله القسطلاني، مما وجده على المجلد الثاني من أصل الإمام اليونيني.

ولم يقصد الإمام اليونيني أن يرجح بهذه المقابلة بين الروايات المختلفة، ويخرج منها بصورة مختارة - في نظره - "لصحيح البخاري"، فهذا ليس مسلكًا علميًّا، وإنما قصد أن يجمع تلك الروايات كلها في صعيد واحد؛ تيسيرًا لمن يريد الانتفاع بها من العلماء، وإغناء له عن التنقيب عليها في مختلف المظان.

وقد استعان بالرموز في الإشارة إلى اختلاف النسخ؛ حيث اختار من بعض حروف الهجاء علامات يضعها على مواطن الخلاف، وبذلك ضبط رواياتهم مجتمعة بأخصر طريق، وحرر ألفاظ الكتاب على نحو ما هو ثابت عند أصحاب الأصول الأربعة التي قابل عليها أصله.

وعلى هذا فقد ضمنت النسخة اليونينية عدم خلط الروايات بعضها ببعض، والمحافظة على فروق نسخ الأئمة دون أدنى تغيير.

(1)

كذا ذكر القسطلاني، بيد أن اليونيني قد نص على أنه رمز لابن عساكر بالرمز:(س).

(2)

نص اليونيني في مقدمة روايته أن (الظاء) للأصل المسموع على أبي سعد عبد الكريم بن السمعاني، وهذا لحفظه وإتقانه وتقدمه على أقرانه، وهو أصل مسموع على أبي الوقت.

(3)

"إرشاد الساري"(1/ 41).

ص: 111

وهذه الطريقة التي اتبعها الإمام اليونيني في انتساخ وتحقيق هذا الأصل أكسبته ثقة العلماء، مما جعلهم يتخذون من كتابه مرجعًا أساسيًّا في قضايا التحقيق، خاصة فيما يتصل بـ "صحيح البخاري"، كما سبق النقل عن الحافظ ابن حجر رضي الله عنه.

وذكر الخطيب بسنده

(1)

، عن حماد بن سلمة، أنه كان يحدث وبين يديه عفان وبهز، فجعلا يغيران "النبي" إلى "رسول اللَّه"؛ فقال لهما حماد: أما أنتما فلا تفقهان أبدًا.

ومال ابن دقيق العيد إلى ما جرى عليه الإمام أحمد رحمه الله؛ فإنه قال في "الاقتراح": "والذي نميل إليه أن تتبع الأصول والروايات؛ فإن العمدة في هذا الباب هو أن يكون الإخبار مطابقًا لما في الواقع، فإذا دل اللفظ على أن الرواية هكذا ولم يكن الأمر كذلك؛ لم تكن الرواية مطابقة لما في الواقع، ولهذا أقول: إذا ذكرت الصلاة لفظا من غير أن تكون في الأصل؛ فينبغي أن تصحبها قرينة تدل على ذلك، مثل كونه يرفع رأسه عن النظر في الكتاب بعد أن كان يقرأ فيه، وينوي بقلبه أنه هو المصلي، لا حاكيا عن غيره"

(2)

.

قال الحافظ السخاوي: "وعلى هذا فمن كتبها - أي: صلى الله عليه وسلم ولم تكن في الرواية؛ فينبغي له أن ينبه على ذلك، وعليه جرى الإمام الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد اليونيني في نسخة "صحيح البخاري"، التي جمع فيها بين الروايات؛ فإنه يشير بالرمز إليها إثباتًا ونفيًا"

(3)

.

(1)

"الكفاية"(ص: 244).

(2)

"الاقتراح في فن الاصطلاح"(1/ 23).

(3)

"فتح المغيث"(2/ 182)، وانظر:"توجيه النظر إلى أصول الأثر"(2/ 777).

ص: 112

‌التعريف بأصحاب الأصول التي اعتمد عليها الإمام اليونيني

‌أولًا: الحافظ أبو ذر الهروي:

قد سبق التعريف به، وبروايته.

‌ثانيًا: الحافظ أبو محمد الأصيلي:

هو: عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمد الأصيلي، من أهل أصيلة من بلاد الأندلس.

قال الشيرازي: "تفقه بالأندلس وبالقيروان، ودخل مصر والعراق، ثم رجع إلى بلده، وانتهت إليه الرئاسة، صنف كتاب "الآثار والدلائل" في الخلاف"

(1)

.

وقال ياقوت الحموي: "محدث متقن فاضل معتبر، تفقه بالأندلس فانتهت إليه الرئاسة، وصنف كتاب "الآثار والدلائل" في الخلاف"

(2)

.

وقال: "وقرأ عليه الناس كتاب البخاري رواية أبي زيد المروزي، وغير ذلك، وكان

منسوبا إلى معرفة الحديث"

(3)

.

وقال القاضي عياض: "قال الدارقطني: حدثني أبو محمد الأصيلي، ولم أر مثله". قال عياض: "وكان من حفاظ مذهب مالك، ومن العالمين بالحديث وعلله ورجاله"

(4)

.

(1)

"طبقات الفقهاء"(1/ 164).

(2)

"معجم البلدان"(1/ 213).

(3)

المصدر السابق.

(4)

"تاريخ الإسلام"(27/ 267).

ص: 113

قال الذهبي: "وكان عالمًا بالحديث والسنة"

(1)

.

وقال: "الإمام، شيخ المالكية، عالم الأندلس"

(2)

.

وقال: "الأصيلي الحافظ الثبت العلامة"

(3)

. وقال: "وأتقن أخذ "الصحيح" عن أبي زيد المروزي، مات بالأندلس سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة".

وقال المقريزي: "وكان من أعلم الناس بالحديث، وأنقدهم له، وأبصرهم بعلله ورجاله، وكان يحض أصحابه على طلب الحديث واكتتابه، ولا يرى أن من خلا من علمه فقيه على حال"

(4)

.

‌ثالثًا: الحافظ أبو سعد السمعاني:

هو: عبد الكريم بن محمد بن منصور أبو سعد بن أبي بكر بن أبي المظفر التميمي المروزي السمعاني الفقيه الشافعي الحافظ، صاحب كتاب "الأنساب" المشهور.

قال أبو عبد اللَّه بن النجار: "سمعت من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ، وهذا شيء لم يبلغه أحد، وكان مليح التصانيف

حافظًا، واسع الرحلة، ثقة، صدوقًا، دينًا، جميل السيرة، سمع منه مشايخه وأقرانه، وحدثنا عنه جماعة من أهل خراسان، وبغداد"

(5)

.

(1)

المصدر السابق.

(2)

"سير النبلاء"(16/ 560).

(3)

"تذكرة الحفاظ"(3/ 152).

(4)

"المقفى"(4/ 441).

(5)

"تاريخ الإسلام"(39/ 121).

ص: 114

وقال ابن قاضي شهبة: "الحافظ الكبير الإمام الشهير، أحد الأعلام من الشافعية والمحدثين"

(1)

.

ووصفه الذهبي في "سير النبلاء" بـ: "الإمام الحافظ الكبير الأوحد الثقة محدث خراسان"

(2)

.

توفي ليلة غرة ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة بمدينة مرو، ودفن بسنجدان مقبرة مرو.

‌رابعًا: الحافظ أبو القاسم هبة اللّه بن عساكر:

هو: علي بن الحسن بن هبة اللَّه بن عبد اللَّه بن الحسين الحافظ الكبير أبو القاسم ثقة الدين بن عساكر الدمشقي الشافعي، صاحب "تاريخ دمشق".

وصفه الذهبي بأنه: "أحد الأعلام في الحديث"

(3)

. وقال: "وصنف التصانيف المفيدة، ولم يكن في زمانه أحفظ ولا أعرف بالرجال منه، ومن تصفح تاريخه علم قدر الرحلة"

(4)

.

وقال السبكي: "سمعت أبا الحسين اليونيني، سمعت أبا محمد المنذري الحافظ يقول: سألت شيخنا أبا الحسن علي بن المفضل الحافظ عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ؟ فقال: من؟ قلت: الحافظ ابن ناصر، وابن عساكر. فقال: ابن عساكر. فقلت: الحافظ أبو موسى المديني، وابن عساكر. قال: ابن عساكر. فقلت:

(1)

"طبقات الشافعية"(2/ 12).

(2)

(20/ 456).

(3)

"تاريخ الإسلام"(40/ 70).

(4)

المصدر السابق (40/ 72).

ص: 115

الحافظ أبو طاهر السلفي، وابن عساكر. فقال: السلفي شيخنا، السلفي شيخنا. قلت: يعني أنه ما أحب أن يصرح بأن ابن عساكر أفضل من السلفي، ولوح بأنه شيخه، ويكفي هذا في الإشارة"

(1)

.

وذكره ابن النجار في "تاريخه" فقال: "إمام المحدثين في وقته، ومن انتهت إليه الرئاسة في الإتقان والحفظ والمعرفة التامة والثقة، وبه ختم هذا الشأن"

(2)

.

وله ترجمة مستفيضة في: "تاريخ الإسلام"

(3)

للذهبي، و"طبقات الشافعية الكبرى"

(4)

للسبكي.

‌مميزات النسخة اليونينية:

من خلال ما سبق نستطيع أن نجمل

(5)

ما تميزت به هذه النسخة المباركة في الآتي:

1 -

كون المعتني بها إمامًا حافظًا، وصف بالدقة والمعرفة الكثيرة، والحفظ التام للمتون والأسانيد.

2 -

جمعها للروايات المعتمدة من الصحيح، وتمييز بعضها عن بعض.

3 -

اعتناء اليونيني وضبطه ومقابلته نسخته على الأصول المذكورة، وكثرة ممارسته له، حتى إن الحافظ شمس الدين الذهبي حكى عنه أنه قابله في سنة واحدة إحدى عشرة مرة؛ ولذا عوّل الناس عليه في روايات "الجامع".

(1)

المصدر السابق (40/ 81)، "طبقات الشافعية الكبرى"(7/ 221).

(2)

المصدر السابق.

(3)

(40/ 70).

(4)

(7/ 216)

(5)

وقد أرجأنا التفصيل إلى مقدمة طبعتنا من "صحيح البخاري"، يسر اللَّه إتمامها.

ص: 116

4 -

تداول أهل العلم لهذا الأصل بالانتساخ والسماع والإسماع.

5 -

كثرة الفروع المتقنة، والتي عوض بعضها غياب الأصل.

6 -

ومن المميزات أيضًا الوقوف على أوجه الترجيح بين الروايات المتعارضة، والتي أطلق فيها الحافظ الخلاف، ولم يرجح.

ومثال ذلك:

ما وقع في كتاب اللباس: بابُ الطِّيبِ فِي الرَّأْسِ واللِّحْيَةِ.

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن نَصْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الرَّحْمَنِ بن الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِأَطْيَبِ ما يَجِدُ - (لأبي ذر: نَجِدُ) - حَتَّى أَجِدَ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأْسِهِ ولِحْيَتِهِ.

قال الحافظ رحمه الله تعليقًا على ترجمة الباب: "إن كان "باب" بالتنوين، فيكون ظاهر الترجمة الحصر في ذلك، وإن كان بالإضافة فالتقدير: باب حكم الطيب، أو مشروعية الطيب"

(1)

.

لم يجزم الحافظ بأيهما، وأطلق الخلاف، بيد أن المثبت في الطبعة "السلطانية" المأخوذة عن فروع اليونينية (7/ 212) وقع هكذا:"بابُ الطيبِ"، بالإضافة، ولم يذكر أي خلاف للمثبت؛ مع تحري هذه الطبعة لنقل الفروق التي جمعها الحافظ اليونيني لنسخ "الصحيح"، وبه يتبين أن الوجه الثاني من كلام الحافظ هو المتعين؛ لما يأتي إن شاء اللَّه.

(1)

"فتح الباري"(10/ 366).

ص: 117

‌ما فات النسخة اليونينية:

ومع جودة هذه النسخة، وأنها جمعت كل عناصر التفوق والتميز، إلا أنها لا تغني عن عمل أمثال الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرحه "الصحيح"، وكذا عمل الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري"؛ فقد ذكرا الكثير من أوجه الرواية مما فات هذه النسخة، مع التحرير لكثير من مواضع الخلاف، والتنبيه على أوهام الرواة وأخطاء النساخ، مما لا غنى لعالم أو باحث عنه.

وقد وقفنا على بعض ألفاظٍ نبه عليها الحافظ ابن رجب، اختلفت فيها الروايات مما فات اليونيني؛ مع شدة عنايته بـ "الصحيح"، ورواياته المختلفة.

‌تنقلات الأصل اليونيني ومكان وجوده:

لقد مر على انتساخ وضبط الأصل اليونيني قرابة ثمانية قرون، وهذه حقبة طويلة يصعب معها الوقوف بدقة على مكان وجوده، وأين استقر؟ في ظل حالة اللامبالاة التي أصابت الأمة في القرون المتأخرة.

ولولا حفظ اللَّه تعالى لهذا الدين وعنايته بهذه الأمة ولطفه بها أن وفق بعض أهل العلم إلى التنبه لأهمية هذا الأصل، فعملوا على انتساخه في فروع متقنة - يأتي الكلام عنها بعد قليل - وإلا لوقعت كارثة بضياعه.

ولم يفت العلماء أيضًا العناية برصد حركة تنقلات هذا الأصل وفروعه على مر العصور، مما سهل على أهل العلم الوصول إليه والاطلاع عليه.

وأول من علمناه فعل ذلك العلامة القسطلاني، فقد ذكر أنها صارت وقفا على خزانة مدرسة آقبغا آص، وحدد موقع هذه المدرسة بأنها بسويقة العزي خارج باب زويلة من القاهرة.

ص: 118

وهذا الوصف ينطبق على المدرسة التي يسميها المقريزي في "خططه"

(1)

مدرسة ألجائي؛ حيث قال: "هذه المدرسة خارج باب زويلة بالقرب من قلعة الجبل، ويعرف الآن خطها بخط سويقة العزي، أنشأها الأمير الكبير سيف الدين ألجائي في سنة ثمان وستين وسبعمائة، وجعل بها درسًا للفقهاء الشافعية

". اهـ.

ثم ضاع المجلد الأول منها وبقي مفقودًا مدة طويلة إلى أن وجد معروضًا للبيع بسوق الكتب القاهرية، فأتي به إلى القسطلاني وهو منهمك في وضع شرحه على "صحيح البخاري"، فاهتبل لذلك وفرح، وأتم معارضته وشرحه عليه.

ثم ضاعت الرواية اليونينية بالمرة فيما ضاع من أحباس المدرسة، إلى أن عثر عليها المحدث المغربي محمد بن سليمان السوسي الروداني المتوفى بدمشق سنة (1094 هـ) رحمه الله، حيث ذكر روايته لهذا الأصل بالإسناد من طريق العلامة ابن غازي، انظر:"صلة الخلف بموصول السلف"

(2)

.

ومن حوزة العالم المغربي انتقلت إلى ملكية الشيخ محمد أكرم بن محمد الهندي نزيل مكة، وبقيت بيده حتى استعارها منه الشيخ الحافظ عبد اللَّه بن سالم البصري محدث الحجاز؛ لتكون عمدته في نسخته التي كتبها من "صحيح البخاري".

(1)

(4/ 249).

(2)

(ص: 45).

ص: 119

ومنذ ذلك التاريخ انقطع ذكر الأصل اليونيني، ولم نعد نعلم أين صار؟ بيد أن محمد المنوني ذكر في "القبس"

(1)

أن الأصل اليونيني ضمن مخطوطات المكتبة الملكية بالمغرب تحت رقم: (10802).

والمفهوم من التقرير الذي كتبه شيخ الإسلام الشيخ حسونة النواوي رحمه الله شيخ الجامع الأزهر في 20 صفر سن 1313 هـ، وهو المطبوع في مقدمة الطبعة السلطانية، والتي يفترض نظريًّا أنها أسست على الأصل اليونيني، أن هذا الأصل محفوظ في الخزانة الملوكية بالآستانة العلية، وأنه أرسل إلى مشيخة الأزهر للتصحيح عليه، على يد صاحب السعادة عبد السلام باشا المويلحي؛ قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله:"والذي أرجحه أن هذا الأصل أعيد بعد التصحيح عليه إلى مقره في الخزانة الملوكية بالآستانة العلية". اهـ.

ومما ينبغي أن يتنبه له، ويؤخذ في الاعتبار، أن ظاهر كلام الشيخ حسونة رحمه الله، الذي تضمنه البيان المصدر به هذه الطبعة، أن الطبع كان على الأصل اليونيني نفسه، بيد أن كلام مصححي الطبعة يدل على أن الطبع كان على فرع من فروعها.

وقد تنبه إلى هذه المفارقة العلامة أحمد شاكر رحمه الله، بيد أنه لم يستطع الجزم بصحة أحد القولين، حتى يوجد الأصل الذي طبع عليه.

ويأتي - إن شاء اللَّه - تحرير ذلك عند الحديث عن الطبعة السلطانية، وما لها وما عليها.

(1)

(1/ 113).

ص: 120

‌فروع اليونينية

يتبين من العرض السابق أن الأصل اليونيني لا يعرف أين استقر على وجه الدقة؟ ولكن لحسن الحظ أن اللَّه وفق بعض أهل العلم إلى انتساخ هذا الأصل، فكانت عدة فروع غاية في الدقة والإتقان، حتى فاق بعضها الأصل أو كاد، ومن هذه الفروع:

‌فرع الغزولي:

نسبة إلى الإمام المحدث شمس الدين محمد بن أحمد المزي الحريري الغزولي

(1)

.

وقد امتدح هذا الفرع العلامة القسطلاني رحمه الله ووصفه بالجلالة، بل لعله فاق أصله.

وهذا كان وقفًا للتنكزية بباب المحرق خارج القاهرة، ومقابل على فرعي وقف مدرسة الحاج مالك، وأصل اليونيني المذكور، غير مرة، بحيث إنه لم يغادر منه شيئًا كما قيل.

قال القسطلاني: "فلهذا اعتمدت في كتابة متن البخاري في شرحي هذا عليه، ورجعت في شكل جميع الحديث وضبطه إسنادًا ومتنًا إليه، ذاكرًا جميع ما فيه من الروايات، وما في حواشيه من الفوائد المهمات". اهـ.

وبقي الآن النصف الثاني من هذا الفرع بخزانة دار الكتب المصرية في (177) ورقة تحت رقم: (فرع الغزولي، فهرس الكتب العربية الموجودة بالكتبخانة

(1)

ترجمه المقريزي في "المقفى الكبير"(7/ 488)، ووصفه بـ:"الكاتب الشهير"، وترجمه ابن حجر في "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" (1/ 452) وقال:"وكان حسن الخط".

ص: 121

الخديوية (1/ 302، 310)، وفيه أيضًا وصف نسخة من "الجامع الصحيح" بها (24) جزءًا من تجزئة ثلاثين، آخرها بخط محمد بن أحمد المزي الحريري، وعليها خط القسطلاني).

وقد كان الفراغ من كتابته بخط الغزولي يوم الثلاثاء 12 من جمادى الآخرة عام 735 هـ، ويوجد بآخره سماعات العلماء.

‌الفرع الثاني:

وهو المكتوب بخط الشيخ محمد بن إلياس بن عثمان المتصوف، وانتهى من انتساخه في يوم عشرين من ربيع أول سنة 748 هـ

(1)

.

ويمتاز هذا الفرع بتعدد المقابلات والتصحيحات من لدن علماء أجلة.

فقد قابله بالنسخة اليونينية الشيخ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن العسجدي.

ومن بعده قابله مرة ثانية الشيخ أحمد بن علي السبكي، معتمدًا على نسخة صححها تقي الدين السبكي، وعلاء الدين ابن التركماني، ونسخة أخرى صححها جمال الدين المزي، وشمس الدين الذهبي.

‌الفرع الثالث:

هو الفرع المنتسخ بخط الشيخ الحافظ عبد اللَّه بن سالم البصري المكي الشافعي سنة 1134 هـ، والذي قضى نحوًا من عشرين سنة في كتابته وتصحيحه،

(1)

وهو موجود الآن ضمن محفوظات دار الكتب المصرية، ويشتمل على ثلاثمائة ورقة، وورقة واحدة، ضمن المجموعات: 1/ 101، 1/ 102، 1/ 103، 1/ 103 [1108]، 1/ 103 [1109].

ص: 122

معتمدًا على أصل العلامة اليونيني، وهذا جعله أجل الفروع وأصحها، حتى أصبح أصل الأصول للنسخ الشائعة، كذا ذكر صاحب "الحطة"

(1)

، عن السيد آزاد في كتابه "تسلية الفؤاد".

‌مكان وجود هذا الفرع:

قال السيد آزاد في "تسلية الفؤاد": "رأيتها عند مولانا محمد أسعد الحنفي المكي من تلامذة الشيخ تاج الدين المكي ببلد أركات، كان أخذها الشيخ من ولد المصنف بالاشتراء، فقلت للشيخ محمد أسعد: هذه النسخة المباركة حقها أن تكون في الحرمين، ولا ينبغي أن تنقل إلى مواضع أخرى، لا سيما الديار الشاسعة، فقال الشيخ: هذا الكلام حسن، ولكن ما فارقتها لفرط محبتي لها، ثم أرسل الشيخ كتبه من أركات إلى أورنقباد احتياطًا؛ لما رأى من هيجان الفتنة بتلك البلاد، فوصلت النسخ إلى أورنقباد، وهي موجودة بها إلى الآن حفظها اللَّه".

وقال الشيخ عبد الحي الكتاني: "رأيت في المدينة المنورة عند الحكيم المسند الشيخ طاهر سنبل نسخة عبد اللَّه بن سالم البصري بخطه من "الصحيح" ثمانية، وهي نهاية في الصحة والمقابلة والضبط والخط الواضح، وأخبرني أنه أحضرها إلى الآستانة؛ ليصحح عليها النسخة الأميرية التي طبعت هناك من "الصحيح"، وفرقها السلطان عبد الحميد على المساجد والآفاق، وعليها ضبطت، ولا أدري من أين اتصلت بسلفه؟ "

(2)

. اهـ.

(1)

(ص: 350).

(2)

"فهرس الفهارس"(1/ 199).

ص: 123

معنى هذا أن الفرع ظل موجودًا حتى بدايات القرن الماضي؛ تحديدًا في صفر سنة 1313 هـ، وهو تاريخ صدور الطبعة السلطانية المشار إليها آنفًا.

‌فرع رابع، وهو الفرع التمكروتي:

وهو الفرع المحفوظ بالخزانة العامة بالرباط رقم: (ق/ 481).

وهو المنسوب إلى الشيخ أبي العباس أحمد بن الشيخ محمد بن ناصر الدرعي (ت: 1129 هـ).

فهو الذي جلبه معه من رحلته إلى الحج، عدد أوراقه (528 ورقة)، في عشرة أجزاء، وقع الفراغ منه - تجاه الكعبة الشريفة - في يوم الجمعة لسبع خلون من ذي القعدة عام 1117 هـ، على يد كاتبها: إبراهيم المكي بن علي القيصري الحنفي، وهي منقولة من الأصل اليونيني مباشرة، بخط محمد بن عبد المجيد بن زيد، وكتبه هذا في مدة آخرها يوم الأحد 28 رمضان عام 669 هـ.

يقول المنوني: "ولا يزال هذا الفرع اليونيني معروفًا، وهو الآن في الخزانة العامة بالرباط رقم: (ق/ 481)، وعلى الجزء الأول منه بخط أبي العباس بن ناصر: ملك للَّه تعالى بيد أحمد بن ناصر - كان اللَّه له - بمكة المشرفة بثمانين دينارًا ذهبًا"

(1)

.

وقال: وهناك نسخة من هذا الفرع ندب أبو العباس بن ناصر إلى انتساخها، فكتبت بخط مغربي حسن في ثلاثين جزءًا، ووقع الفراغ منه أواسط رجب عام 1128 هـ، على يد ناسخها: محمد بن محمد بن محمد حجي الفاسي، وهي باقية بخزانة تمكروت بأجزائها الثلاثين، وتحمل رقم:(949).

(1)

"القبس"(1/ 112).

ص: 124

‌فرع خامس:

قال المنوني: "ويحتفظ المغرب بمخطوطة يونينية ثالثة بالمكتبة الملكية رقم: (10802)، وهي بخط شرقي في مجلدين كبيرين؛ الأول: يتخلله بتر كثير، والثاني: مبتور يسيرًا من الآخر".

والغالب أن هذه النسخة كانت ضمن الكتب الحديثية التي استجلبها - من الشرق - السلطان العلوي محمد الثالث.

‌فرع سادس:

ذكر العلامة أحمد شاكر رحمه الله أنه في صفر سنة 1361 هـ، وقع له النصف الثاني من نسخة من فروع اليونينية في مجلد واحد متوسط الحجم.

وهو قريب العهد ليس بعتيق، تمت كتابته في 24 ذي القعدة سنة 1215 هـ، كتبه كما وصف نفسه:"السيد الحاج محمد الملقب بالصابر بن السيد بلال بن السيد محمد، العينتاني وطنًا".

قال: "ويظهر لي من كتابته أنه كان رجلًا أمينًا متقنًا متحرِّيًا، لم يدع شيئًا - فيما يبدو لي - مما في أصل اليونينية إلا أثبته بدقة تامة؛ من ضبط، واختلاف نسخ، وهوامش علمية نفيسة".

* * *

ص: 125

‌الطبعة السلطانية

هي التي أمر "أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد رحمه الله" بطبعها بالمطبعة الأميرية ببولاق في سنة 1311 هـ، وشرعت المطبعة في ذلك تلك السنة، وأتمت طبعها في أوائل الربيعين سنة 1313 هـ، في تسعة أجزاء.

‌أسباب اختيار هذه الطبعة:

نص ابن الصلاح رحمه الله

(1)

على أن من أراد الاحتجاج بحديث من "صحيح مسلم" وأشباهه، أن يتلقاه من أصل به مقابل على يدي مقابلين ثقتين، بأصول صحيحة متعددة مروية بروايات متنوعة؛ ليحصل له بذلك - مع اشتهار هذه الكتب وبعدها عن أن تقصد بالتبديل والتحريف - الثقة بصحة ما اتفقت عليه تلك الأصول.

ثم لما كان الضبط بالكتب معتمدًا في باب الرواية، فقد تكثر الأصول المقابل بها كثرة تتنزل منزلة التواتر أو منزلة الاستفاضة.

قال النووي

(2)

: "وهذا الذي قاله محمول على الاستحباب والاستظهار، وإلا فلا يشترط تعداد الأصول والروايات؛ فإن الأصل الصحيح المعتمد يكفي وتكفي المقابلة به، واللَّه أعلم". اهـ.

(1)

"صيانة صحيح مسلم"(ص: 117).

(2)

"مقدمة صحيح مسلم"(1/ 14).

ص: 126

وبمقارنة طبعات هذا الكتاب مع بعضها البعض نجد أن الطبعة السلطانية هي الأقرب في تطبيق المعايير العلمية في علم الضبط والتحقيق، فنجد أن مصححيها اعتمدوا في تصحيحها على نسخة شديدة الضبط بالغة الصحة، من فروع النسخة اليونينية المعول عليها في جميع روايات "صحيح البخاري"

(1)

، وعلى نسخ أخرى خلافها، شهيرة الصحة والضبط، كما نصوا على ذلك في مقدمة الطبع، بيد أنهم لم يذكروا وصفًا للنسخ التي صححوا عنها غير ذلك.

ولكن المتتبع للنسخة يعلم أنهم كانوا معتمدين أيضًا على شرح العلامة القسطلاني "إرشاد الساري"، وهو من الأهمية بمكان؛ حيث اعتمد فيه على نسخة الحافظ شرف الدين اليونينيَّ جهبذة زمانه، فضلًا عن الفروع المتقنة التي كانت بين يديه.

هذا بالإضافة إلى أنهم ذكروا في آخرها ما يشعر بأنه كانت بيدهم نسخة عبد اللَّه بن سالم البصري، وقد سبق الكلام بالتفصيل عن هذا الأصل، وغيره من الأصول التي اعتمدت في هذه الطبعة.

وأصدر السلطان عبد الحميد أمره إلى مشيخة الأزهر، بأن يتولى قراءة المطبوع - بعد تصحيحه في المطبعة - جمع من أكابر علماء الأزهر الأعلام، الذين لهم في خدمة الحديث الشريف قدم راسخة بين الأنام.

(1)

ظاهر الكلام الذي نقلناه عن بيان الشيخ حسونة شيخ الأزهر رحمه الله، أن الطبع كان عن النسخة اليونينية نفسها، وكلام مصححي الطبعة السلطانية يدل على أن الطبع كان عن فرع من فروعها، ولا نستطيع الجزم بصحة أحدهما حتى يوجد الأصل الذي طبع عنه، وحتى نعرف مصير النسخة اليونينية.

ص: 127

وكان شيخ الأزهر إذ ذاك الشيخ حسونة النواوي رحمه الله، فجمع ستة عشر عالمًا من الأعلام، على رأسهم الشيخ سليم البشري رحمه الله، والشيخ حسن العدوي رحمه الله، وقد ورد ذكرهم في نص بيان الشيخ حسونة المرفق بختام هذه المقدمة، وقابلوا المطبوع على النسخة اليونينية التي أرسلها لهم صاحب الدولة الغازي أحمد مختار باشا، المندوب العالي العثماني في القطر المصري، وكذا تمت المقابلة على بعض الفروع الموثقة التي ربما فاقت الأصل. نقلا عن مقدمة الشيخ شاكر رحمه الله بمعناه.

وعلى هذا فقد توفرت لهذه الطبعة كل المقومات العلمية التي تجعل منها أنموذجًا يحتذى به في علم الضبط والتحقيق، وحاشيتها تعد أدق حواشي كتب الحديث المطبوعة على الإطلاق؛ لما تحويه من تتمات للنص، وضبط لاختلافات الروايات تدل على دقة علمائنا، وأنهم الرواد الحقيقيون لعلم ضبط وتحقيق النصوص؛ الذي هو علم إسلامي خالص، بأصوله وفروعه، حيث اقتصر دور الأمم الأخرى على الاقتباس والمحاكاة.

بيد أن البعض قد ضاق ذرعًا بهذه الحواشي؛ لعدم درايته بفقه التعامل معها، مما دفعهم إلى هجران هذه الطبعة، مما قلل من انتشارها وعدم العناية بها، بل ازداد الأمر خطورة؛ إذ أقدم بعض الناشرين على إعادة إصدار هذه الطبعة بعد تجريدها من الحواشي؛ ظنًّا منهم أنها من سقط المتاع، ما ذهب بالكثير من قيمتها.

ومع التسليم بقيمة وأهمية هذه الطبعة، إلا أن الأمر لا ينفك عن بعض الملحوظات التي لا تأثير لها على اعتمادية الطبعة، لكنها ملحوظات يمليها التحقيق العلمي وتيسر للباحث الاستفادة منها، ونفصل الكلام عنها بعد قليل.

ص: 128

‌مصادر الطبعة السلطانية:

ظاهر كلام الشيخ حسونة رحمه الله الذي تضمنه البيان المصدر به هذه الطبعة، أن الطبع كان على الأصل اليونيني نفسه.

بيد أن الظاهر من عمل المصححين أنهم اعتمدوا في تصحيحها على نسخة شديدة الضبط بالغة الصحة من فروع النسخة اليونينية المعول عليها في جميع روايات "صحيح البخاري"، وعلى نسخ أخرى غيرها، شهيرة الصحة والضبط، كما نصوا على ذلك في مقدمة الطبع، بيد أنهم لم يذكروا وصفًا للنسخ التي صححوا عنها غير ذلك.

وقد تنبه إلى هذه المفارقة العلامة أحمد شاكر رحمه الله، إلا أنه لم يستطع الجزم بصحة أحد القولين، حتى يوجد الأصل الذي طبع عنه.

لكن الذي يرجح أن الاعتماد في إصدار هذه الطبعة إنما كان على بعض فروع الأصل اليونيني، لا على الأصل نفسه؛ ما ذكره الشيخ عبد الحي الكتاني في "فهرسته" قال:"رأيت في المدينة المنورة عند الحكيم المسند الشيخ طاهر سنبل نسخة عبد اللَّه بن سالم البصري بخطه من "الصحيح" ثمانية، وهي نهاية في الصحة والمقابلة والضبط والخط الواضح، وأخبرني أنه أحضرها إلى الآستانة؛ ليصحح عليها النسخة الأميرية التي طبعت هناك من "الصحيح"، وفرقها السلطان عبد الحميد على المساجد والآفاق، وعليها ضبطت، ولا أدري من أين اتصلت بسلفه؟ "

(1)

. واللَّه أعلم.

(1)

(1/ 199).

ص: 129

وذكر صاحب "الحطة" أن هذا الفرع الذي انتسخه الشيخ بيده الشريفة، قد أصبح أصل الأصول للنسخ الشائعة في الآفاق

(1)

.

وقد استفيد من نسخة عبد اللَّه بن سالم

(2)

في مقابلة النسخة "السلطانية"، وقد أُشير إلى ذلك في مواضع متعددة من هوامش النسخة المطبوعة، وربما عُبر عنها بالفرع المكي. انظر الطبعة السلطانية:(1/ 13، 2/ 81، 9/ 114، 135، 163).

وقال محمد المنوني: "وقد اعتمد في نشرها على الأصل اليونيني المصحح الموجود بالخزانة العثمانية "مكتبة يلدز" بالآستانة، مع الرجوع إلى المنشور - سابقًا - من "الجامع الصحيح"، وإلى مخطوطات أخرى صحيحة؛ منها الفروع الثلاثة الآنفة الذكر، وهي:

فرع الغزولي ويسمى بالفرع التنكزي

(3)

.

والفرع المصحح على ما صححه المزي والذهبي

(4)

.

(1)

(ص: 350).

(2)

فهو الأستاذ الكبير، حافظ البلاد الحجازية، البصري أصلًا، المكي مولدًا ومدفنًا، الشافعي مذهبًا، ولد سنة (1048 هـ)، وتوفي سنة (1134 هـ).

قال الوجيه الأهدل في "النفس اليماني"(ص: 68): "ومن مناقبه تصحيحُه للكتب الستة، حتى صارت نسخته يُرجع إليها من جميعِ الأقطار، ومن أعظمها "صحيح البخاري" الذي وجد فيه ما في اليونينية وزيادة، أخذ في تصحيحه وكتابته نحوًا من عشرين سنة، وجمع "مسند أحمد" بعد أن تفرَّق أيادي سبأ، وصححه، وصارت نسخته أُمَّة".

(3)

انظر الطبعة السلطانية (3/ 164).

(4)

انظر الطبعة السلطانية (4/ 193).

ص: 130

وفرع عبد اللَّه بن سالم البصري

(1)

.

والمتتبع للنسخة يعلم أنهم كانوا معتمدين أيضًا على شرح العلامة القسطلاني "إرشاد الساري"، وقد ذكروا في آخرها ما يشعر بأنه كانت بيدهم نسخة عبد اللَّه بن سالم البصري"

(2)

.

‌ملحوظات حول الطبعة:

مع ما نالته هذه الطبعة من تقدير مستحق في الأوساط العلمية، فقد كان لكبار المحققين أمثال العلامة أحمد شاكر رحمه الله وغيره بعض الملحوظات الهامة عليها، وهي جديرة بالتأمل، إلا أن أحدًا من أهل العلم لم يحرك لها ساكنا، والعلامة أحمد شاكر ممن لهم عناية خاصة بكتاب البخاري من خلال هذه الطبعة.

يقول رحمه الله: "نسختي الخاصة من الطبعة السلطانية: هي جديرة بالإفراد بالذكر، فقد عُني بها والدي، ثم عُنيت بها سنين طويلة، والكتاب إذا عني به صاحبه، وجالت يده فيه، وكان من أهل العلم متحرِّيًا، زاد صحة ونورًا، وهكذا ينبغي لصاحب الكتاب.

وقد قرأ والدي "صحيح البخاري" في هذه النسخة قراءة درس مرتين، أتمه كله في إحداهما بالسودان، ولم يتمه في الأخرى بالإسكندرية، وكتب في أولها في المرة الأولى ما نصه: "في يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر ربيع الثاني سنة 1318 هجرية، والخامس عشر من شهر أغسطس سنة 1900 أفرنكية، شرعتُ

(1)

وتملأ المقابلة به كثيرا من هوامش مطبوعة البخاري المتكررة الذكر ابتداء من: (1/ 12): (9/ 199). وقد سبق التعريف بها جميعًا على وجه التفصيل.

(2)

"القبس"(1/ 120).

ص: 131

في قراءة "صحيح الإمام البخاري"، بمسجد أم دُرْمان، وأسأل اللَّه أن يوفقني لإتمامه، إنه سميع الدعاء. كتبه محمد شاكر قاضي قضاة السودان".

وكتب في آخرها ما نصه: "بحمد اللَّه تعالى قد فرغت من قراءته بمسجد أم درمان بعد عصر الأربعاء السابع من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1318 - 26 مارس سنة 1901"

(1)

.

ومن هنا فالعناية بملحوظات هذا العالم، وغيره من العلماء، من المهمات العلمية التي ينبغي ألا تغفل عند الشروع في أي عمل يتصل بضبط "صحيح البخاري" من خلال هذه الطبعة المباركة.

ونشير في هذه العجالة إلى بعض هذه الملحوظات، على وعد بتفصيل الكلام عنها في مقدمة طبعتنا المحققة بشكل كامل التي نسأل اللَّه الإعانة على إنجازها من "صحيح البخاري":

‌الملحوظة الأولى:

لم يذكروا وصفًا دقيقًا للنسخ التي صححوا عنها، وهذه ملحوظة هامة وجديرة بالتأمل؛ لتعلقها بتوثيق العمل.

وإن كان المتتبع والمطالع للطبعة يعلم أنهم كانوا معتمدين على نسخة عبد اللَّه ابن سالم البصري، وأيضًا على شرح القسطلاني، وقد ذكروا ما يشعر بأنه كانت بيدهم نسخ أخرى.

(1)

نقلًا عن بيانه عن هذه الطبعة، وهو مرفق بآخر هذه المقدمة.

ص: 132

‌الملحوظة الثانية:

يقول العلامة شاكر رحمه الله: "والمفهوم من التقرير الذي كتبه شيخ الإسلام الشيخ حسونة النواوي شيخ الجامع الأزهر في 20 صفر سنة 1313، وهو المطبوع في مقدمة الطبعة السلطانية، أن أصل اليونيني محفوظ في "الخزانة الملوكية بالآستانة العلية"، وأنه أرسل إلى مشيخة الأزهر للتصحيح عليه، على يد "صاحب السعادة عبد السلام باشا المويلحي"، قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله: "والذي أرجحه أن هذا الأصل أعيد بعد التصحيح عليه إلى مقره في "الخزانة الملوكية بالآستانة العلية"". اهـ.

قال: "ظاهر الكلام الذي نقلناه عن مقدمة الشيخ حسونة شيخ الأزهر رحمه الله، أن الطبع كان عن النسخة اليونينية نفسها، وكلام مصححي الطبعة السلطانية هذا يدل على أن الطبع كان عن فرع من فروعها، ولا أستطيع الجزم بصحة أحدهما حتى يوجد الأصل الذي طبع عنه، وحتى نعرف مصير النسخة اليونينية". اهـ.

والثابت من خلال الشواهد والأدلة وعمل المصححين أن العمل تم على بعض فروع اليونينية، دون استيعاب لكل الأفرع المعتمدة، أو لعمل القسطلاني، وبيان ذلك في الملحوظة التالية.

‌الملحوظة الثالثة:

قال الشيخ شاكر رحمه الله: "ثم بعد ذلك بسنين، في صفر سنة 1361، وقع لي النصف الثاني من نسخة من فروع "اليونينية"، في مجلد واحد متوسط الحجم،

ص: 133

وهو قريب العهد ليس بعتيق، تمت كتابته في 24 ذي القعدة سنة 1215، كتبه كما وصف نفسه "السيد الحاجّ محمد الملقّب بالصابر بن السيد بلال بن السيد محمد، العينتاني وطنًا". ويظهر لي من كتابته أنه كان رجلًا أمينًا متقنًا متحرَّيًا، لم يدع شيئًا - فيما يبدو لي - مما في أصل اليونينية إلا أثبته بدقة تامة، من ضبط واختلاف نسخ وهوامش علمية نفيسة. وقد أظهر لي هذا المجلد أن النسخة السلطانية لم يُثبت طابعوها كل ما أثبت من التعليقات على هامش "اليونينية"، بل تركوا أكثرها، ولم يذكروا إلا أقلها، بل وجدت فيه أشياء أثبتها لم يذكرها القسطلاني في شرحه". اهـ.

وهذه الملحوظة جديرة بالتأمل، وعمل الشراح خاصة ابن رجب وابن حجر والقسطلاني رحمهم الله يؤكد أن قدرًا من الزيادات والمغايرات قد غاب عن الطبعة السلطانية؛ فلا مناص من مراجعة الأصول الخطية إن أردنا تفسيرًا علميًّا مقبولًا لهذا الأمر.

ومما يؤكد ما ذهب إليه العلامة شاكر ما وقع في أصل السلطانية الجزء الأول صفحة 116 حاشية رقم 15: "قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا أبو النجاشي صهيب مولى رافع بن خديج". كذا في أصل السلطانية، وكتب فوق ياء مولى (لا)، وفوق الجيم في خديج (إلى).

ولم يزد في الحاشية على قوله: "وفي رواية أبي ذر: أبو النجاشي مولى رافع هو عطاء بن صهيب، وعند الأصيلي مثله، وعند الحافظ ابن عساكر: حدثني أبو النجاشي سمعت رافع بن (كذا) انظر القسطلاني". اهـ.

ص: 134

والمثبت في أصل القسطلاني: "أبو النجاشي مولى رافع بن خديج، وهو صهيب ابن عطاء"، وقال: كذا لأبي ذر والأصيلي. ولأبي الوقت: حدثني أبو النجاشي مولى رافع بن خديج واسمه عطاء بن صهيب. وفي رواية: أبو النجاشي هو عطاء بن صهيب، وفي رواية بالفرع: أبو النجاشي صهيب، والصواب الأول، ولابن عساكر: حدثني أبو النجاشي، قال: سمعت رافع بن خديج". اهـ.

‌الملحوظة الرابعة:

جرت عادة أهل الحديث إذا سمعوا الكتابَ من طرق أن يبيِّنوا اختلاف الروايات إن اختلفت، ويثبتوا عند لفظ كل رواية منها اسم راويها، إما باسمه كاملًا، وهو أولى وأدفع للالتباس، وإما برمز يدل عليه كحرف أو حرفين من اسمه، كما فعل اليونيني في نسخته من "صحيح البخاري"، فإن بين مراده بتلك العلامات في أول كتابه أو آخره، كما فعل اليونيني، فلا بأس به، وإلا فهو مكروه؛ لما يوقع فيه غيره من الحيرة في فهم مراده

(1)

.

قال السخاوي: "قال شيخنا - أي ابن حجر: والذي يظهر أنه بعد أن شاع وعرف، إنما هو من جهة نقص الأجر لنقص الكتابة، وإلا فلا فرق مع معرفة الاصطلاح بين الرمز وغيره"

(2)

.

وقول العراقي: "الإتيان به بكماله أولى وأدفع للالتباس". قال السخاوي: "قد يوجه بكون اصطلاحه في الرمز قد تسقط به الورقة أو المجلد، فيتحير الواقف عليه من مبتدئ ونحوه".

(1)

"شرح التبصرة والتذكرة"(1/ 151).

(2)

"فتح المغيث"(2/ 176).

ص: 135

وهذا ما حدث بالنسبة للطبعة السلطانية؛ فقد غاب عن معديها البيان الذي كتبه الإمام اليونيني كمقدمة لنسخته، فاضطربت تفسيراتهم لهذه الرموز، ومن ذلك:

ترددهم في بعض الرموز مثل الرمز: (ق) هل هو للقابسي أم لأبي الوقت؟ والصواب كما هو منصوص عليه في مقدمة بعض الفروع أنه للقابسي.

وكذا جعلهم رمز أبي الوقت "ظ"، في حين أن اليونيني قد صرح في مقدمة روايته أنه للأصل المسموع على أبي الوقت، بقراءة أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وقال:"أما ابن السمعاني فاخترت له (الظاء)؛ لحفظه وإتقانه وتقدمه على أقرانه".

ومن الرموز المستعملة في الحاشية، ولم يدرج ضمن الجدول المعد لذلك في مقدمة الطبعة:

* (صع) وهو ما عزاه القاضي عياض للأصيلي، كما ورد في الحاشية رقم (6)، من الجزء الثاني، الصفحة الثالثة عشرة.

* (ظع) لم نجد له تفسيرًا، وكذا أشار إليه القسطلاني

(1)

دون تفسير.

* ولم يقتصر الأمر على غموض بعض الرموز المستخدمة، بل تعداه إلى غموض السياق، والترتيب الذي وردت فيه هذه الرموز، مما صعَّب على كثير من الباحثين الاستفادة من هذه الطبعة، ومثاله:

(1)

"الإرشاد"(2/ 147).

ص: 136

*‌

‌ النموذج الأول: (ج 1 ص 14):

هـ

سـ

"فقلت: مالك، عن فلان،

سـ سـ سـ

فواللَّه إني لأَراه مؤمنًا، فقال:

سـ إلى

أو مسلمًا".

ولم يشر القسطلاني إلى شيء سوى إلى قوله: "فواللَّه إني لأراه مؤمنًا"، قال: بفتح الهمزة أي: أعلمه، وفي رواية أبي ذر وغيره هنا كالزكاة:"لأُراه" بضمها بمعنى أظنه. اهـ.

والذي نفهمه من هذا الترميز أن قوله بداية من: "فقلت"

إلى قوله: "أو مسلمًا" من رواية أبي ذر عن المستملي.

* * *

*‌

‌ النموذج الثاني: (ج 1 ص 34):

"ولم (*) تحل لأحد بعدي":

في الحاشية:

جـ سـ

عط سـ هـ

هـ هـ

(*) ولا

وفي القسطلاني: "ولا تحل" بضم اللام، وفي رواية الكشميهني:"ولم تحل". اهـ.

* * *

ص: 137

*‌

‌ النموذج الثالث: (ج 1 ص 112) حاشية (رقم 9):

صح

هـ

لا

هـ ص س ط عط

بها

وفي القسطلاني (1/ 483): وللأربعة: "بها" أي بالتأنيث.

* * *

* النموذج الرابع: (ج 1 ص 113) حاشية (رقم 2):

"ولا يبسط (*) ذراعيه"

وفي الحاشية:

هـ

صح هـ صحـ حـ

لا هـ عط

(*) أحدكم

وبجواره: كذا في اليونينية بدون تخريج، ونسبه القسطلاني (1/ 485) لأبي ذر وحده.

* * *

ص: 138

*‌

‌ النموذج الخامس: (ج 1 ص 113) حاشية (رقم 8):

"فأبردوا عن الصلاة (*) "

صحـ

هـ

هـ

حـ سـ

هـ

صحـ ق صحـ

(*) بالصلاة

ونسبه القسطلاني للكشميهني وحده.

* * *

* النموذج السادس: (ج 1 ص 116) حاشية (رقم 16):

"عن سعد (*) "

صحـ

هـ

لا

هـ

(*) ابن إبراهيم

وعند القسطلاني: ولغير أبي ذر، عن الكشميهني:"عن سعد بن إبراهيم".

* * *

ص: 139

* ومنها أيضًا:

ما جاء في كتاب البيوع، باب بيع السلاح في الفتنة، رقم (2100)، اليونينية (3/ 82):"عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام حنين، فأعطاه يعني: درعًا، فبعت الدرع، فابتعت به مخرفًا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام".

وقد رمز فوق: "فأعطاه" برمز (لاه)، وفوق:"يعني: درعًا" برمز (لاس إلى إلى).

والمقصود أن: "فأعطاه يعني: درعًا" سقط لأبي ذر، وقوله:"يعني: درعًا" سقط لابن عساكر.

وهذا يخالف ما ذكره ابن حجر في الفتح (4/ 323)، وهو يعتمد على رواية أبي ذر كما هو معروف.

لأجل هذه الملاحظات وغيرها، آثرنا أن تعالج ضمن طبعة خاصة يتاح لها من الوسائل والأسباب ما يجعلها إضافة إلى المكتبة الإسلامية، وأن يؤخذ في الاعتبار عمل الأئمة: ابن رجب وابن حجر والقسطلاني رحمهم الله، وغيرهم ممن له عناية بـ "صحيح البخاري" رواية وشرحًا؛ حيث لا يتصور صدور طبعة علمية لـ "صحيح البخاري" دون الرجوع إلى عمل هؤلاء الحفاظ.

بيد أننا قد اقتصرنا في هذا الإصدار على معالجة بعض إشكاليات الترميز، دون التطرق إلى غيرها من الإشكاليات، والتي تتطلب معالجتها جهدًا ووقتًا لا تسمح بهما طبيعة العمل في إصدار صحيح البخاري ضمن سلسلة "ديوان الحديث" الذى تنشره دار التأصيل، لضيق الوقت المرصود لإنجازه، مع

ص: 140

الاعتراف بأهمية العمل على تطوير الطبعة السلطانية تطويرًا علميًّا، فهذا أمر تمليه الضرورة العلمية، والحمد للَّه تمتلك دار التأصيل من الوسائل والإمكانات ما يؤهلها لإنجاز هذا التطوير بنجاح، والحمد للَّه فقد قطعت الدار خطوات لا بأس بها لإنجاز هذا العمل، يسر اللَّه إتمامه.

* * *

ص: 141

‌لماذا إعادة إصدار هذه الطبعة المباركة؟

لما أدركنا أهمية هذه الطبعة وقيمتها العلمية ولم نقف في جهود السابقين في خدمتها على ما يليق بها وبمكانتها، لذا فقد كان لزامًا علينا أن نقوم بخدمتها والعناية بها، ولكي تتضح أهمية ما قمنا به لا بد وأن نعرف بجهود السابقين في خدمتها.

‌جهود السابقين في العناية بالطبعة:

أولًا: سبق أن أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية طبعة مقتبسة من الطبعة السلطانية من صحيح البخاري قام بالعمل عليها عدد من العلماء المتميَّزين على رأسهم الشيخ العلامة محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله، فكان لهم اعتناء تام - من خلال عملهم - بالطبعة السلطانية، وخصوصًا في شرح دلالات الرموز التي وضعها الإمام اليونيني رحمه الله في نسخته، ولكن هذه النسخة مشروع لم يكتمل وقد وصلوا في ذلك إلى أول سورة السجدة من كتاب التفسير، وبعد هذا الموضع إلى نهاية الصحيح ما هو إلا شرح لغريب الألفاظ.

أيضًا - وكأي عمل بشري - وجدنا بعد الاطلاع على جانب من هذا العمل ما يأتي:

1 -

عدم الالتزام بنقل جميع فروق الروايات بالسلطانية.

2 -

عدم التعرض نهائيًّا لمسألة التصحيح، سواء كان داخل الإطار أو خارجه.

3 -

عدم الاعتناء بضبط لفظة: "باب"؛ حيث جعلوها معراة تمامًا من الضبط على مدار الكتاب، رغم أن لآخرها ضبطين في النسخ رفعًا: بالتنوين، وبدونه.

ص: 142

وغير ذلك من الأمور التي هي من طبيعة العمل البشري.

ثانيًا: أصدرت دار طوق النجاة 1422 هـ الطبعة السلطانية بعناية فضيلة الدكتور/ محمد زهير بن ناصر الناصر، وكذلك أصدرتها مكتبة الطبري بالقاهرة 1431 هـ، بعناية الأستاذ/ نشأت كمال يعقوب، ولكن هاتان الطبعتان لم يقدما جديدًا للطبعة السلطانية سوى جودة الإخراج للطبعة مع ما أضافه الدكتور محمد زهير من رقم الحديث وكذلك رقم التحفة على حاشية طبعته.

ومن هنا تأتي أهمية ما قمنا به - بفضل اللَّه - من خدمة نعتقد أنها لائقة بإخراج الطبعة السلطانية وكأنها بين يديك.

* * *

ص: 143

‌منهج العمل في إعادة إصدار هذه الطبعة

تم العمل في إعادة إصدار هذه الطبعة وفق منهج علمي متكامل نلخصه في النقاط التالية:

•‌

‌ مقابلة النص وصياغة الرموز والحواشي:

1 -

أبقينا على النص الأساسي - وهو الصلب المثبت داخل الإطار - كما هو، دون إحداث أي تغييرات فيه سواء بالحذف أو الإضافة، وكذا الالتزام بنص الحاشية، سواء كانت فروقًا بين الروايات أو النسخ، أو تنبيهًا على ضبط، أو تعليقًا أو شرحًا.

2 -

استبدلنا رموز الروايات والنسخ بأسماء أصحابها، وفق ما ورد في بيان مصححي الطبعة، أو من خلال ما نبهوا عليه في الحواشي، ومحل بيان ذلك في الجدول المرفق آخر هذا المنهج.

3 -

التزمنا في علامات التصحيح وعلامات الضبط - مثل: خف وقصر - أسلوب الحكاية عند صياغة هذه الحواشي دون اللجوء إلى المعنى، سواء بالحذف أو الإضافة، مع الالتزام بترتيب الرموز الواردة بالحاشية.

مثل قوله: "نهر الحيا" كتب فوق الألف: قصر، أي بالألف المقصورة.

4 -

الرموز والحواشي التي لم يتبين لنا المراد منها أبقيناها على حالها، ولم نتدخل في إعادة صياغتها؛ حفاظًا على خصوصية هذه الطبعة.

5 -

راعينا عند صياغة العلامات والرموز أن يشار إلى موضعها بدقة، مع الالتزام بترتيب ذكر هذه العلامات، سواء كانت في الصلب أو الحاشية.

ص: 144

6 -

تم وضع حاشية أسفل الصفحة حسب المتعارف عليه في هذا الزمان بدلا من الحاشية جانب الصفحة تسهيلا على القارئ المعتني بالتحقيق والروايات للبخاري.

‌العمل في صياغة الرموز داخل الصلب:

1 -

إذا وضعت الرقوم فوق الكلمة، مثال:

لا ص س ط إلى

الحميدي عبد الله بن الزبير

تصاغ هكذا: قوله: "عبد اللَّه بن الزبير" ليس عند أبي ذر و

ص صحـ

فكان لا يرى

رقم عليه للأصيلي وعليه صح.

هـ صحـ طَ

وَيَتَزَود

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح ولأبي الوقت.

صحـ هـ ص س ط

جَمْعُهُ لَه

عليه صح ورقم عليه لأبي ذر والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت.

لا ط

قَالَ

ليس عند أبي الوقت.

2 -

الأصل عدم التنبيه على الضبط فوق الكلمات أو تحتها أو كلاهما، إلا إذا كتب فوقه (معا)، أو وضع عليه علامة كـ: خف أو قصر، أو نحو ذلك.

ص: 145

‌العمل في إعادة صياغة حواشي النسخة السلطانية:

1 -

إذا كان التصحيح يسبق الترميز، مثل:

صحـ هـ ص س ط

البريسيين

نقول: عليه صح، ورقم له لأبي ذر عن الحموي والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت.

2 -

أما إذا كان التصحيح متأخر عن الترميز، مثل:

هـ ص ط صحـ

عز وجل

نقول: عند أبي ذر وأبي الوقت والأصيلي: "عز وجل" وعليه صح.

وقد يكون الترميز بين علامتي صحة، مثل:

صحـ هـ س خ ط صحـ

الجمعة

فنقول: قوله: "الجمعة" عليه صح، ورقم لأبي ذر، وابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت وبجواره صح.

3 -

إذا وضعت الرقوم بين (لا

إلى) مثل:

لا هـ ص ط إلى

قال أبو عبد اللَّه: سمعت.

فنقول: ليس لأبي ذر والأصيلي وأبي الوقت.

ص: 146

‌الرموز المستعملة في صلب هذه الطبعة وحواشيها:

الرمز - مدلول روايته

هـ - أبو ذر

ص - الأصيلي

س أو ش - ابن عساكر

ط أو ظ - أبو الوقت

ق - القابسي

سـ - المستملي

حـ - الحموي

هـ - الكشميهني

حهـ - الحموي والكشميهني

سهـ - المستملي والكشميهني

حسـ - الحموي والمستملي

ك - كريمة

خ أو نخـ أو خـ - نسخة

صحـ - تصحيح لما يقابله من نسخ

لا - ساقط فيما يقابله من نسخ

ج - الجرجاني

ع - السمعاني

صع - ما عزاه عياض للأصيلي

ح أو عط أو ظع - لا يعرف صاحبها

ص: 147

•‌

‌ تشكيل النص وعلامات الترقيم:

تم تشكيل النص تشكيلًا كاملًا ومراجعته مراجعة دقيقة، ويوجد بعض الكلمات التي بها أكثر من تشكيل على الحرف الواحد، ففي هذه الحالة يفعَّل التشكيلان على الحرف، كما تم وضع علامات الترقيم على نص البخاري التي يتضح بها النص.

•‌

‌ الاعتناء بآيات القرآن والقراءات:

قمنا بتخريج الآيات بذكر اسم السورة ورقم الآية، مع العناية التامة بما ورد في الكتاب من قراءات مختلفة، وتحرير ذلك وتوثيقه.

•‌

‌ بيان الغريب وشرحه:

كان من المهام المعدّة سلفًا في دار التأصيل للقيام على خدمة هذا السفر الجليل بيان غريب الألفاظ والعبارات، وما يحتاجه السياق من توضيح؛ لفهم المراد من الحديث، وعليه تم اعتماد كتب الغريب المعنية بغريبي القرآن والحديث عند المحققين من أهل هذا العلم أولا، ثم كتب الشروح والمعاجم عند استغلاق المعنى، وتم اعتماد كذلك كتب أخرى معاصرة متخصصة في بابها كتحديد الأماكن والبلدان والمكاييل والموازين.

وقد تم العمل في شرح الغريب على النحو التالي:

1 -

تم تمييز الغريب في الحاشية بلون أسود سميك، سواء كان منفردًا أو مضمنًا في حاشية.

2 -

بيان غريب القرآن تم شرحه من الكتب المعنية بذلك مثل: "غريب القرآن" لابن قتيبة، و"غريب القرآن" للسجستاني

إلخ.

ص: 148

3 -

بيان غريب الحديث تم شرحه من الكتب المعنية بذلك عند المحققين من أهل هذا الفن مثل: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير، و"الذيل على النهاية" لعبد السلام علوش، و"مشارق الأنوار" للقاضي عياض، و"غريب الحديث" للخطابي، و"الفائق في غريب الحديث" للزمخشري، و"تفسير غريب ما في الصحيحين" للحميدي، و"غريب الحديث" للحربي

إلخ.

4 -

تحويل المقاييس والمكاييل إلى أخرى معاصرة يعرفها القارئ المعاصر.

5 -

تعريف القارئ بالأماكن والبلدان الغريبة الواقعة في غريب الحديث بأماكن وجودها الآن.

6 -

إذا استغلق المعنى في كتب الغريب قمنا ببيانه من كتب الشروح التي شرحت الكتاب مثل: "فتح الباري"، و"عمدة القاري"، و"منار القاري"، و"إرشاد الساري"، فإن لم يتضح المعنى فكتب الشروح الأخرى.

7 -

عند عدم العثور على بيان معنى الغريب لجأنا إلى المعاجم فهي أوسع في شرح المعاني اللغوية، فما وجدناه فيها أنسب للسياق وضعناه.

8 -

تم عزو معاني الغريب إلى مصادرها المعتمدة بذكر (المادة) في كتب: "النهاية" و"ذيله" والمعاجم، وذكر العزو (بالجزء/ الصفحة) لكتب الشروح المتعددة الأجزاء، وذكر العزو (بالصفحة) في الكتب ذات الجزء الواحد مثل "المكاييل والموازين"

إلخ.

• تم ربط أحاديث البخاري بـ "تحفة الأشراف".

ص: 149

•‌

‌ إعداد الفهارس:

تم إعداد فهارس علمية متنوعة باستخدام خبرة العلماء مدعومة بأحدث التَّقْنِيَّات الحاسوبية التي تساعد الباحث في جميع أعمال البحث والتكشيف للنص، ومن الفهارس العلمية التي ألحقت بصحيح البخاري:

1 -

فهرس الآيات.

2 -

فهرس الأحاديث مميزًا فيها المرفوع من المقطوع والحديث القدسي.

3 -

فهرس للرواة مع ذكر مواضع ورود كل راوٍ.

4 -

فهرس الكتب والأبواب.

•‌

‌ العمل في صف وتنضيد الكتاب:

1 -

تم وضع اسم الكتب الفقهية الواردة داخل "صحيح البخاري" مثل: (كتاب الإيمان - كتاب العلم

إلخ) في الإطار الأعلى بالصفحة اليسرى كعنوان متكرر على مدار الكتاب كله ورقم الصفحة جهة اليسار.

مثل:

(صحيح البخاري)(كِتَابُ الإِيمَانِ)(5)

تم وضع اسم الكتاب "صحيح البخاري" كعنوان متكرر في الإطار الأعلى للصفحة اليمنى، ورقم الصفحة في يمين الإطار.

مثل:

(6)

(صَحِيْحُ البُخَارِي)(صحيح البخاري)

ص: 150

2 -

تم ترقيم العناوين الرئيسة التي تحمل أسماء الكتب الواردة بالكتاب من (1) إلى (95)، ورقمت أبواب كل كتاب على حدة ترقيمًا مسلسلًا مستقلًّا من رقم (1) فما يليه، حسب عدد أبواب الكتاب.

3 -

الآيات القرآنية تم إثباتها بالرسم العثماني بين قوسين عزيزيين ({})، مع وضع اسم السورة ورقم الآية في الحاشية بين معقوفين ([]).

مثل:

{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}

(1)

__[في الحاشية]___

(1)

[المجادلة: 11].

4 -

تم تمييز القراءات بقوسين هكذا ().

مثل:

{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ (نَنْسَأْهَا)}

5 -

تم ترقيم الأحاديث كلها ترقيمًا مسلسلًا، مع تمييز الأحاديث في المتن بوضع دائرة مصمتة عند أول متنٍ منها (•).

مثل:

[62] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ "، قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "هِيَ النَّخْلَةُ".

ص: 151

6 -

تم تمييز صيغة التحديث في صدر الإسناد بخط متميز وبلون أسود سميك.

مثل:

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ

7 -

تم تمييز قول النبي صلى الله عليه وسلم بلون أسود سميك بين علامتي تنصيص ("").

مثل:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يَسَّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشَّرُوا وَلَا تُنَفَّرُوا".

8 -

غريب الحديث ومعاني المفردات تم تمييزها بعلامة رقم الحاشية، مع إلحاقها بالحاشية بلون أسود سميك، ثم يأتي الشرح وبيان المعاني للكلمة الغريبة ومصدر ذلك الشرح والبيان بجوارها في الحاشية مع وضع العزو لكل مصدر.

مثل:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ

(1)

الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ"

__[في الحاشية]___

(1)

شعف: جمع شَعَفَة، وهي رأس الجبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعف).

9 -

تم إثبات فروق النسخ في الحواشي.

10 -

تم وضع رقم الحديث في "التحفة" ورموزها، مع وضع العلامة (*) الخاصة به قبل رقم الحديث.

ص: 152

مثل:

[28] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ".

__[في الحاشية]___

* [28][التحفة: خ م د س ق 8927]

ولعل ما قمنا به من خلال هذا المنهج نكون قد وُفِّقنا إلى إخراج الكتاب في صورة علمية تليق بمنزلته ومصنفه، وتلقى قَبول أهل العلم وباللَّه التوفيق.

* * *

ص: 153

‌الطبعة السلطانية ونسخة البقاعي الخطية

وتعضيدًا لما سبق؛ فإن نسخة الشيخ إسماعيل بن علي بن محمد البقاعي الدمشقي رحمه الله (ت 806 هـ) تعد من النسخ الهامة التي اعتنت بذكر فروق نسخ روايات الجامع الصحيح للإمام البخاري رحمه الله، ولم لا وقد اشتغل صاحبها بالنَّسخ حتى قيل له: الناسخ، فاعتنى بها أيَّما عناية، حتى قال عنها الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترجمته له في "إنباء الغمر"

(1)

: "وقد كتب بخطه صحيح البخاري في مجلدة واحدة معدومة النظير، سلمت من الحريق إلا اليسير من حواشيها؛ فبيعت بأزيد من عشرين مثقالا". اهـ. ونقل ذلك عنه الحافظ السخاوي رحمه الله في "الضوء اللامع"

(2)

، وزاد في ترجمته؛ فانظره هناك.

وقد انتسخ البقاعي نسخته تلك من نسخة مسندة من رواية الإمام أبي الوقت رحمه الله للشيخ أبي بكر بن أحمد بن إدريس عماد الدين ابن السراج رحمه الله (ت 782 هـ)، كما ذكر ذلك البقاعي نفسه في آخر ورقة من نسخته تعليقًا على رموز الروايات التي نقلها من نسخة ابن السراج بقوله:"نقلته من خط عماد الدين بن السراج كهيئته من نسخة الجامع". اهـ. وجدير بالذكر أن رواية أبي الوقت هي أصل من أصول مسموعات الحافظ علي بن محمد اليونيني رحمه الله كما ذكر القسطلاني رحمه الله في "إرشاد الساري"

(3)

.

(1)

"إنباء الغمر"(5/ 165).

(2)

"الضوء اللامع"(2/ 303).

(3)

"إرشاد الساري"(1/ 40).

ص: 154

والعجيب أن هذا النقل وتلك الرقوم المشار إليها تكاد تنطبق مع ما عزاه القسطلاني في "الإرشاد"

(1)

إلى الحافظ اليونيني الذي صرح بأنه أودع تلك الرقوم في فرخة بأول الكتاب؛ لتعلم تلك الرموز.

ولا تفسير عندنا لذلك سوى أن ابن السراج - الذي عُرف عنه أنه كان معتنيًا بصحيح البخاري عناية خاصة، لدرجة أنه كان يقرؤه في رمضان من كل سنة عند محراب الصحابة بجامع دمشق، ويجتمع عنده الجم الغفير

(2)

- قد وقف على نسخة اليونيني ونقل منها تلك الرقوم، وقد عمد البقاعي إلى ذلك أيضًا عند كتابته لنسخته من نسخة ابن السراج.

ويؤكد ما ذهبنا إليه من ذلك تلك النقول الكثيرة من خط الإمام اليونيني بحاشية نسخة البقاعي

(3)

، والتي نقلها بدوره من نسخة ابن السراج كما سبق.

من أجل ذلك وغيره، وتحقيقًا للفائدة المرجوة من خدمة تليق بالطبعة السلطانية لصحيح البخاري؛ عمدنا إلى نسخة البقاعي فقمنا بالنظر فيها وتتبُّع حواشيها، ومقارنتها بحواشي الطبعة السلطانية، وانتقينا منها ما زادته عليها، تاركين للكثير من حواشيها غير المتعلقة باختلاف الروايات - والتي ازدحمت بها النسخة - من بيان الغريب وغيره.

(1)

المصدر السابق (1/ 41).

(2)

"البداية والنهاية"(18/ 689)، "ذيل التقييد"(2/ 336)، "الرد الوافر"(1/ 134)، "إنباء الغمر"(2/ 23)، "شذرات الذهب"(6/ 273).

(3)

انظر مثلًا الصفحات أرقام: (202)، (247)، (279)، (342)، (409)، (507).

ص: 155

وقد قمنا بذلك وفق منهج علمي يتسق مع الخط العام لمنهج إخراجنا للطبعة السلطانية؛ ليكون ذلك إثراء لحواشي الطبعة السلطانية بما ينعكس بالإيجاب على فهم متن الصحيح، وليس مجرد تكثير لحواشٍ يؤدي إلى الاضطراب أو التشويش.

وكتبه

عادل محمد أحمد

رئيس قسم البحوث الحديثية بمركز البحوث

وتقنية المعلومات بدار التأصيل

ص: 156

‌مقدمة العلامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله

-

النسخة اليونينية من "صحيح البخاري" للأستاذ الشيخ/ أحمد محمد شاكر رحمه الله:

"منذ بضع عشرة سنة فكرتُ في طبع "صحيح البخاري" بطلب أحد الناشرين إذ ذاك، ثم لم يقدَّر أن يتحقق ما أردنا.

وكانت الفكرة مبنية على إخراج الكتاب إخراجًا صحيحًا متقنًا موثَّقًا، عن أصح نسخة وأجلها، وهي الطبعة السلطانية، التي أمر بطبعها "أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد رحمه الله"، وطبعت بمصر في المطبعة الأميرية، في سني 1311 - 1313 هـ. ثم الطبعة التالية لها، التي طبعت على مثالها في المطبعة الأميرية سنة 1314 هـ.

والطبعة السلطانية مطبوعة عن النسخة "اليونينية"، وهي أعظم أصل يوثق به في نسخ "صحيح البخاري". والنسخة "اليونينية" هي التي جعلها العلامة القسطلاني (المتوفى سنة 923) عمدته في تحقيق متن الكتاب وضبطه، حرفًا حرفًا، وكلمة كلمة. وهذه هي أكبر ميزة لشرح القسطلاني المسمى "إرشاد الساري"، وهو شرح معروف مشهور عند أهل العلم.

فكتبت حينذاك مقدمة أعددتها لتقديمها بين يدي الكتاب عند طبعه، تعريفًا بالنسخة "اليونينية"، وبما فيها من مزايا يحرص عليها طالب العلم المتوثق المتثبت، وتعريفًا بالحافظ اليونيني الذي اشتهرت النسخة بنسبتها إليه، وهذه هي:

ص: 157

اليونيني: نسبة إلى قرية من قرى بَعْلَبَكَّ، اسمها "يُونين" بضم الياء وكسر النون الأولى، وسمّاها ياقوت في "معجم البلدان" والفيروزابادي في "القاموس":"يونان" بفتح النون الأولى، وقال الزَّبيدي في "تاج العروس":"ويقال فيها يونين أيضًا، وهو المعروف". وفي هذه القرية نشأت أسرة الحافظ، قال الزبيدي:"وهم بيت علم وحديث".

‌التقي اليونيني الكبير وأولاده:

ورأس هذه الأسرة وأولها: الشيخ الفقيه الحافظ، الإمام القدوة، شيخ الإسلام، تقي الدين أبو عبد اللَّه "محمد بن أحمد بن عبد اللَّه بن عيسى بن أحمد بن علي اليونيني البعلبكي الحنبلي" ولد سنة 572 بيونين، قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ":"ذكره الحافظ عمر بن الحاجب فأطنب في مدحه وصفته، فقال: اشتغل بالفقه والحديث إلى أن صار إمامًا حافظًا، إلى أن قال: لم يَرَ في زمانه مثل نفسه، في كماله وبراعته، جمع بين علمي الشريعة والحقيقة، وكان حسن الخَلْق والخُلُق، نفَّاعًا للخَلْق، مُطَّرِحًا للتكلُّف". ثم قال الذهبي: "وكان الأشرف يحترمه، وكذلك أخوه، وقدم في آخر عمره دمشق، فخرج الملك الناصر يوسف إلى زيارته بزاوية القزويني، وتأدب معه. قلت: كان الشيخ الفقيه كبير القدر، ويذكر بالكرامات والأحوال".

وقال ابن العماد في "الشذرات": "نال من الحرمة والتقدم ما لم ينله أحد، وكانت الملوك تُقَبِّل يدَه وتُقَدِّم مداسَه، وكان إمامًا علامة زاهدًا، خاشعًا للَّه، قانتًا له، عظيم الهيبة، منوَّر الشيبة، مليحَ الصورة، حسنَ السَّمت والوقار، صاحب كرامات وأحوال". توفي ببعلبك ليلة 19 رمضان سنة 658، وله ترجمة

ص: 158

حسنة في "تذكرة الحفاظ" للذهبي (4: 223 - 224)، و"شذرات الذهب" لابن العماد (5: 294). وقد ذكر الزبيدي في "شرح القاموس" أن هذا الحافظ اليونيني الكبير رزق أربعة أولاد، كانوا من المحدَّثين، وهم: شرف الدين علي، وقطب الدين موسى، وبدر الدين حسن، وأمة الرحيم. أما البدر حسن وأمة الرحيم فإني لم أجد ترجمة لهما. وأما قطب الدين موسى فإنه مؤرخ معروف، اختصر "المرآة" فى نحو النصف، وذَيَّل عليها ذيلًا في أربع مجلدات. ولد سنة 640، وقال الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة":"كان عارفًا بالشروط، كبير الصورة، عظيم الجلالة والمروءة والكرم، صار شيخ بعلبك بعد أخيه أبي الحسين علي، ثم شاخ وعُمَّر، ومات في شوال سنة 726". انظر "الدرر الكامنة"(4: 382)، و"شذرات الذهب" (6: 73 - 74).

وأما الشرف عليّ فإنه هو الذي نحن بصدد الترجمة له، وهو الذي عُني بتصحيح البخاري.

‌الحافظ شرف الدين اليونيني:

هو شرف الدين أبو الحسين

(1)

علي بن محمد بن أحمد بن عبد اللَّه اليونيني البعلبكي الحنبلي "الإمام العالم المحدث الحافظ الشهيد"، كما وصفه الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ". ولد ببعلبك في 11 رجب سنة 621 سمع من الزبيدي والإربلي والزكي المنذري والرشيد العطار وابن عبد السلام وغيرهم. قال ابن العماد في "الشذرات": "وقال البرزالي: وكان شيخًا جليلًا، حسن

(1)

القسطلاني يذكره بكنية "أبي الحسن"، وتبعه على ذلك كثيرون، وهو خطأ، صوابه:"أبو الحسين".

ص: 159

الوجه بهيّ المنظر، له سمت حسن، وعليه سكينة، ولديه فضل كثير، فصيح العبارة، حسن الكلام، له قبول من الناس، وهو كثير التودّد إليهم، قاضٍ للحقوق. قال ابن رجب: سمع منه خلق من الحفاظ والأئمة، وأكثر عنه البرزالي والذهبي". وذكر الذهبي في "التذكرة" أنه انتفع به وتخرج، ثم قال: "ولزمته نيفًا وسبعين يومًا، وأكثرت عنه، وكان عارفًا بقوانين الرواية، حسن الدراية، جيّد المشاركة في الألفاظ والرجال

وكان صاحب رحلة وأصول وأجزاء وكتب ومحاسن". وقال الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة": "عُني بالحديث وضبطه، وقرأ البخاريَّ على ابن مالك تصحيحًا، وسمع منه ابن مالك روايةً، وأملى عليه فوائد مشهورة

(1)

. وكان عارفًا بكثير من اللغة، حافظًا لكثير من المتون، عارفًا بالأسانيد. وكان شيخَ بلاده، والرحلة إليه، ودخل دمشق مرارًا، وحدَّث بها. وكان وقورًا مهابًا، كثير الودّ لأصحابه، فصيحًا مقبول القول والصورة. قال الذهبي:"حصَّل الكتب النفيسة، وما كان في وقته أحدٌ مثله. وكان حسنَ اللقاء، خيِّرًا ديِّنًا متواضعًا، منوَّر الوجه، كثير الهيبة، جَمَّ الفضائل، انتفعتُ بصحبته، وقد حدَّث "بالصحيح"

(2)

مرات".

قال ابن العماد في "الشذرات": "وكان موته شهادة؛ فإنه دخل إليه يوم الجمعة خامس رمضان، وهو في خزانة الكتب بمسجد الحنابلة

(3)

، شخصٌ

(4)

فضربه بعضًا على رأسه مرات، وجرحه في رأسه بسكين، فاتَّقى بيده فجرحه

(1)

هي كتاب "شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح" وسيأتي ذكره إن شاء اللَّه.

(2)

يعني "صحيح البخاري".

(3)

في "الدرر الكامنة" أنه كان بخزانة كتبه.

(4)

في "الدرر الكامنة": "فقير يقال له موسى".

ص: 160

فيها، فأُمسِك الضاربُ، وضُرب وحُبس، فأظهر الاختلال، وحُمل الشيخُ إلى داره، فأقبل على أصحابه يحدِّثهم وينشدهم على عادته، وأتم صيامَ يومه، ثم حصل له بعد ذلك حمّى واشتد مرضه، حتى توفي". وكانت وفاته ليلة الخميس 11 رمضان سنة 701. وانظر "تذكرة الحفاظ" (4: 282)، و"الدرر الكامنة" (3: 98)، و"شذرات الذهب" (6: 3 - 4).

‌النسخة "اليونينية":

كان الحافظ أبو الحسين شرف الدين اليونيني كثير العناية "بصحيح البخاري"، طويل الممارسة له، مهتمًّا بضبطه وتصحيحه ومقابلته على الأصول الصحيحة التي رواها الحفاظ، "حتى إن الحافظ شمس الدين الذهبي حكى عنه أنه قابله في سنة واحدة إحدى عشرة مرة".

وقد عقد الحافظ اليونيني مجالس بدمشق لإسماع "صحيح البخاري" بحضرة ابن مالك، وبحضرة "جماعة من الفضلاء"، وجمع منه أصولًا معتمدة، وقرأ اليونيني عليهم "صحيح البخاري" في واحد وسبعين مجلسًا، مع المقابلة والتصحيح، فكان اليونيني في هذه المجالس شيخًا قارئًا مسمعًا، وكان ابن مالك - وهو أكبر منه بأكثر من 20 سنة - تلميذًا سامعًا راويًا، هذا من جهة الرواية والسماع، على عادة العلماء السابقين الصالحين، في التلقي عن الشيوخ الثقات الأثبات، وإن كان السامع أكبر من الشيخ. وكان اليونيني في هذه المجالس نفسها، تلميذًا مستفيدًا من ابن مالك، فيما يتعلق بضبط ألفاظ الكتاب، من جهة العربية والتوجيه والتصحيح.

ص: 161

وقد أرخ القسطلاني في "شرحه" السنة التي عقدت فيها مجالس السماع بحضرة اليونيني وابن مالك بأنها سنة 676 وكتبها بالحروف لا بالأرقام "ست وسبعين وستمائة" وهذا خطأ قطعًا؛ لأن ابن مالك مات سنة 672، وكنت ظننت أولًا أن هذا خطأ مطبعي، ثم رجعت إلى النسخ المخطوطة من "شرح القسطلاني" بدار الكتب المصرية، فوجدت هذا التاريخ فيها كما في النسخة المطبوعة، فأيقنت أنه خطأ من المؤلف، اشتبه عليه الأمر حين الكتابة، ولعل صوابه سنة 666 أو سنة 667 فتكون مكتوبة فيما نقل عنه "ست وستين" فقرأها "ست وسبعين" ونقلها كذلك، أو تكون مكتوبة أمامه بالرقم هكذا 667، فحين أراد أن ينقل انتقل نظره فقرأ رقم السبعة متوسطًا بين الرقمين الآخرين المتماثلين، واللَّه أعلم بصحة ذلك، فإني قد بذلت جهدي في تعرف التاريخ الصحيح لذلك، فلم أجده منصوصًا عليه في شيء من المراجع التي وصلتُ إليها.

و"جماعة الفضلاء" الذين كانوا حاضري هذه المجالس، للسماع والتصحيح والمقابلة، لم أجد أيضًا أسماءهم في شيء مما بين يدي من المصادر، ولا أدري أكتبت أسماؤهم في ثبت السماع على النسخة "اليونينية" أم لم تكتب؟

وأما الأصول المعتمدة التي قابل عليها الحافظ اليونيني ومن معه، فقد بيَّنها هو في ثبت السماع، الذي نقله القسطلاني في "شرحه"، ونقله عنه مصححو الطبعة السلطانية.

وهذا مثال ما كتبه العلامة ابن مالك بخطه بحاشية ظاهر الورقة الأولى من المجلد الأخير، وهو النصف الثاني من النسخة "اليونينية"، فيما رآه القسطلاني فيها ونقله عنها:

ص: 162

"سمعت ما تضمنه هذا المجلد من "صحيح البخاري" رضي الله عنه بقراءة سيدنا "الشيخ الإمام العالم الحافظ المتقن شرف الدين أبي الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني رضي الله عنه وعن سلفه، وكان السماع بحضرة جماعة من الفضلاء ناظرين في نسخ معتمد عليها، فكلَّما مر بهم لفظ ذو إشكال بَيَّنتُ فيه الصوابَ، وضبطته على ما اقتضاه علمي بالعربية، وما افتقر إلى بسط عبارةٍ وإقامة دلالة، أخَّرت أمره إلى جزء أستوفي فيه الكلامَ مما يحتاج إليه من نظير وشاهد؛ ليكون الانتفاع به عامًّا، والبيان تامًّا، إن شاء اللَّه تعالى. وكتبه محمد بن عبد اللَّه بن مالك، حامدًا للَّه تعالى".

وهذا مثال ما كتبه الحافظ اليونيني في آخر الجزء السابق ذكره، مما نقله القسطلاني أيضًا:

"بلغْتُ مقابلة وتصحيحًا وإسماعًا بين يدي شيخنا شيخ الإسلام، حجة العرب، مالك أزمة الأدب، الإمام العلامة أبي عبد اللَّه بن مالك الطائي الجياني، أمد اللَّه تعالى عمره، في المجلس الحادي والسبعين، وهو يراعي قراءتي، ويلاحظ نطقي، فما اختاره ورجحه وأمر بإصلاحه أصلحته وصححت عليه، وما ذكر أنه يجوز فيه إعرابان أو ثلاثة فأعملت ذلك على ما أمر ورجَّح، وأنا أقابل بأصل الحافظ أبي ذر، والحافظ أبي محمد الأصيلي، والحافظ أبي القاسم الدمشقي، ما خلا الجزء الثالث عشر والثالث والثلاثين؛ فإنهما معدومان، وبأصل مسموع على الشيخ أبي الوقت بقراءة الحافظ أبي منصور السمعاني وغيره من الحفاظ، وهو وقف بخانكاه السميساطي. وعلامات ما وافقت أبا ذرّ (هـ) والأصيلي (ص) والدمشقي (ش) وأبا الوقت (ظ) فيعلم ذلك،

ص: 163

وقد ذكرت ذلك في أول الكتاب في فرخة؛ لتعلم الرموز. كتبه علي بن محمد الهاشمي اليونيني، عفا اللَّه عنه".

وقد نقل العلماء بعد ذلك عن نسخة اليونيني نسخًا كثيرة قابلوها بها، وصححوها عليها، وأسموها فروعًا؛ إذ اعتبروا نسخة اليونيني أصلًا، وقد كانت أصلًا وحجة، قال القسطلاني:"ولقد وقفت على فروع مقابلة على هذا الأصل الأصيل، فرأيت من أجلها الفرع الجليل، الذي لعله فاق أصله، وهو الفرع المنسوب للإمام المحدث شمس الدين محمد بن أحمد المزي الغزولي، وقف التنكزية بباب المحروق خارج القاهرة، المقابل على فرعي وقف مدرسة الحاج مالك وأصل اليونيني المذكور غير مرة، بحيث إنه لم يغادر منه شيئًا كما قيل؛ فلهذا اعتمدت في كتابة متن البخاري - في شرحي هذا - عليه، ورجعت في شكل جميع الحديث وضبطه - إسنادًا ومتنًا - إليه، ذاكرًا جميع ما فيه من الروايات، وما في حواشيه من الفوائد المهمات، ثم وقفت في يوم الإثنين 13 جمادى الأولى سنة 916 بعد ختمي لهذا الشرح على المجلد الأخير من أصل اليونيني المذكور"، ثم قال:"وقد قابلت متن شرحي هذا إسنادًا وحديثًا على هذا الجزء المذكور من أوله إلى آخره، حرفًا حرفًا، وحكيته كما رأيته، حسب طاقتي، وانتهت مقابلتي له في العشر الأخير من المحرم سنة 917، نفع اللَّه تعالى به، ثم قابلته عليه مرة أخرى"، ثم قال:"ثم وُجد الجزء الأول من أصل اليونيني المذكور يُنادى عليه للبيع بسوق الكتب، فعرف وأحضر إليّ، بعد فقده أزيد من خمسين سنة، فقابلت عليه متن شرحي هذا، فكملت مقابلتي عليه جميعه حسب الطاقة، وللَّه الحمد".

ص: 164

ولم يذكر لنا القسطلاني ماذا تم على الجزء الأول الذي رآه معروضًا للبيع، وما مصيره ومآله؟ وأين مستقرُّه؟ ولكنه ذكر ما يفهم منه أن الجزء الثاني الذي رآه هو قبل الأول كان موقوفًا في عصره "بمدرسة آقبغا آص بسويقة العزّي خارج باب زويلة من القاهرة المعزية"، وأنه رأى مكتوبًا بظاهر بعض نسخ البخاري الموثوق بها، الموقوفة برواق الجبرت من الجامع الأزهر بالقاهرة:"أن آقبغا بذل فيه نحو عشرة آلاف دينار". والمفهوم لي من هذا أن آقبغا حصل على الأصل كله كاملًا، ووقفه في مدرسته، ثم فُقد النصف الأول نحو خمسين سنة، إما بالسرقة، وإما بالعارية في معنى السرقة، ثم وجد في عصر القسطلاني.

والمفهوم من التقرير الذي كتبه شيخ الإسلام الشيخ حسونة النواوي شيخ الجامع الأزهر في 20 صفر سنة 1313، وهو المطبوع في مقدمة الطبعة السلطانية، أن أصل اليونيني محفوظ في "الخزانة الملوكية بالآستانة العلية"، وأنه أرسل إلى مشيخة الأزهر للتصحيح عليه، على يد "صاحب السعادة عبد السلام باشا المويلحي". والذي أرجحه أن هذا الأصل أعيد بعد التصحيح عليه إلى مقره في "الخزانة الملوكية بالآستانة العلية".

ثم بعد ذلك بسنين، في صفر سنة 1361، وقع لي النصف الثاني من نسخة من فروع "اليونينية"، في مجلد واحد متوسط الحجم، وهو قريب العهد ليس بعتيق، تمت كتابته في 24 ذي القعدة سنة 1215، كتبه كما وصف نفسه "السيد الحاج محمد الملقب بالصابر بن السيد بلال بن السيد محمد، العينتاني وطنًا".

ويظهر لي من كتابته أنه كان رجلًا أمينًا متقنًا متحرَّيًا، لم يدع شيئًا - فيما يبدو لي - مما في أصل "اليونينية" إلا أثبته بدقة تامة، من ضبط واختلاف نسخ

ص: 165

وهوامش علمية نفيسة، وقد أظهرني هذا المجلد على أن النسخة السلطانية لم يُثبت طابعوها كل ما أثبت من التعليقات على هامش "اليونينية"، بل تركوا أكثرها، ولم يذكروا إلا أقلها، بل وجدت فيه أشياء أثبتها لم يذكرها القسطلاني في "شرحه".

‌الطبعة السلطانية:

هي التي أمر بطبعها "أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد رحمه الله" بالمطبعة الأميرية ببولاق في سنة 1311، وشرعت المطبعة في ذلك تلك السنة، وأتمت طبعها "في أوائل الربيعين سنة 1313"، في تسعة أجزاء، واعتمد مصححو المطبعة في تصحيحها على نسخة شديدة الضبط بالغة الصحة، من فروع النسخة "اليونينية"، المعول عليها في جميع روايات "صحيح البخاري" الشريف

(1)

، وعلى نسخ أخرى خلافها، شهيرة الصحة والضبط، كما قالوا في مقدمة الطبع، ولم يذكروا وصفًا للنسخ التي صححوا عنها غير ذلك، ولكن المتتبع للنسخة يعلم أنهم كانوا معتمدين أيضًا على "شرح القسطلاني"، وقد ذكروا في آخرها ما يشعر بأنه كانت بيدهم نسخة عبد اللَّه بن سالم.

وأصدر السلطان عبد الحميد أمره إلى مشيخة الأزهر "بأن يتولى قراءة المطبوع بعد تصحيحه في المطبعة جمع من أكابر علماء الأزهر الأعلام، الذين لهم في خدمة الحديث الشريف قدم راسخة بين الأنام"، وكان شيخ الأزهر إذ ذاك

(1)

ظاهر الكلام الذي نقلناه عن مقدمة الشيخ حسونة شيخ الأزهر رحمه الله، أن الطبع كان عن النسخة "اليونينية" نفسها، وكلام مصححي الطبعة السلطانية هذا يدل على أن الطبع كان عن فرع من فروعها، ولا أستطيع الجزم بصحة أحدهما حتى يوجد الأصل الذي طبع عنه، وحتى نعرف مصير النسخة "اليونينية"، إن وفق اللَّه الباحثين للبحث عنها، ثم وجودها.

ص: 166

الشيخ حسونة النواوي رحمه الله، فجمع ستة عشر عالمًا من الأعلام، وقابلوا المطبوع على النسخة "اليونينية" التي أرسلها لهم "صاحب الدولة الغازي أحمد مختار باشا المندوب العالي العثماني في القطر المصري".

‌نسختي الخاصة من الطبعة السلطانية:

هي جديرة بالإفراد بالذكر؛ فقد عني بها والدي، ثم عنيت بها سنين طويلة، والكتاب إذا عني به صاحبه، وجالت يده فيه، وكان من أهل العلم متحرِّيًا؛ زاد صحة ونورًا، وهكذا ينبغي لصاحب الكتب.

وقد قرأ والدي "صحيح البخاري" في هذه النسخة قراءة درس مرتين، أتمه كله في إحداهما بالسودان، ولم يتمه في الأخرى بالإسكندرية، وكتب في أولها في المرة الأولى ما نصه:"في يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر ربيع الثاني سنة 1318 هجرية والخامس عشر من شهر أغسطس سنة 1900 أفرنكية، شرعت في قراءة "صحيح الإمام البخاري" بمسجد أم درمان، وأسأل اللَّه أن يوفقني لإتمامه إنه سميع الدعاء. كتبه محمد شاكر قاضي قضاة السودان". وكتب في آخرها ما نصه: "بحمد اللَّه تعالى قد فرغت من قراءته بمسجد أم درمان بعد عصر الأربعاء السابع من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1318 - 26 مارس سنة 1901". وكتب في أولها في المرة الثانية: "في يوم الأحد التاسع عشر من شهر ربيع الثاني سنة 1322 هجرية والثالث من شهر يوليو سنة 1904 شرعت بمعونة اللَّه تعالى في قراءة "صحيح الإمام البخاري رضي الله عنه" للمرة الثانية بمسجد الأستاذ أبي العباس المرسي بمدينة الإسكندرية، وأسأل اللَّه أن يوفقني لإتمامه، إنه سميع الدعاء. كتبه الفقير محمد شاكر شيخ علماء الإسكندرية".

ص: 167

وقد قرأت فيها شيئًا من أول الكتاب وآخره على أستاذي الإمام الكبير حافظ المغرب الحجة المجتهد العلامة السيد عبد اللَّه بن إدريس السنوسي رحمه الله، ورد مصر في سنة 1330 ولازمته وقرأت عليه، وتلقيت منه علمًا جمًّا، ثم عاد إلى المغرب، وتوفي هناك منذ بضع سنين فيما سمعت، وقد قارب المائة رضي الله عنه، وكتب لي بخط يده إجازة على هذه النسخة نصها:"الحمد للَّه، والصلاة على رسول اللَّه محمد بن عبد اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلى آله. أما بعد: فقد أسمعني محل ولدي الشاب النجيب الأديب الأريب أحمد بن العلامة الأجل الشيخ شاكر وكيل مشيخة الأزهر: من صحيح علم العلماء، وقدوة المحدثين الأتقياء، أوله وآخره، وكذلك أسمعني من مسند إمام الأئمة، وقدوة أتقياء أهل السنة، الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، رحمهما اللَّه تعالى، وجزاهما عما أديا من نصيحة الأمة، وطلب مني الإجازة في "صحيح الإمام البخاري"، المكتوب هنا على أول أجزائه، فأجزته بروايته عني بسندي فيه وفي باقي كتب السنة، وأوصيه بتقوى اللَّه تعالى، وقوله فيما لا يدريه: لا أدري، وفقني اللَّه وإياه لما فيه رضاه. كتبه بيده عبد اللَّه بن إدريس السنوسي الحسني، كان اللَّه له وتولاه، في تاسع جمادى الأولى سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف".

أحمد محمد شاكر

ص: 168

‌بيان الشيخ حسونة رحمه الله

-

هذا نص التقرير الوارد من حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ حسونة النواوي شيخ الجامع الأزهر - حفظه الله -:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للَّه رفع منار السنة النبوية وأعلى مكانها، ووفق من اصطفاه من خلقه لخدمتها فشادوا بنيانها، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن مولانا أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين سلطان البرين والبحرين وإمام الحرمين الشريفين، السلطان الأعظم والخاقان الأفخم السلطان ابن السلطان السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني - نصر اللَّه به الإسلام والمسلمين، وأيد بدوام شوكته الملة والدين، وأسعد بوجوده وجوده عموم رعاياه، وحف اللَّه بألطافه الصمدانية وعنايته الربانية ذاته الملوكانية الشاهانية، وعظمته وسلطته الهمايونية - قد تعلقت إرادته السنية العلية بأن يعمل بمقتضى سجاياه الطاهرة الزكية فيما يعود على السنة النبوية بالصلاح، وعلى ذاته الشريفة بالبركة والفلاح، ففكر - أيده اللَّه - في أجل خدمة يسديها للسنة النبوية الحنيفية، فلم ير - وفقه اللَّه - أكمل من نشر أحاديثها الشريفة على وجه يصح معه النقل ويرضاه العقل، وقد اختار - أجله اللَّه - من بين كتب الحديث المنيفة كتاب "صحيح البخاري"، الذي اشتهر بضبط الرواية عند أهل الدراية، فأمر - وأمره الموفق - بأن يطبع في مطبعة مصر الأميرية؛ لما اشتهرت به من دقة التصحيح، وجودة الحروف بين كل المطابع العربية، وبأن يكون طبع هذا

ص: 169

الكتاب في هذه المطبعة على النسخة "اليونينية" المحفوظة في الخزانة الملوكية بالآستانة العلية؛ لما هي معروفة به من الصحة القليلة المثال في هذا الجيل وما مضى من الأجيال، وبأن يكون جميع ما يطبع من هذا الكتاب وقفا عامًّا لجميع الممالك الإسلامية، وبأن يتولى قراءة المطبوع بعد تصحيحه في المطبعة جمع من أكابر علماء الأزهر الأعلام، الذين لهم في خدمة الحديث الشريف قدم راسخة بين الأنام، وفي التاسع عشر من شهر رمضان المبارك من سنة 1312 للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، أبلغ صاحب الدولة الغازي أحمد مختار باشا المندوب العالي العثماني في القطر المصري هذه الأوامر السلطانية إلينا؛ لنجمع من حضرات أكابر العلماء الأزهريين من يعتمد عليهم في هذا الباب، ونقوم معهم بهذه الخدمة الشريفة والأعمال المنيفة، ثم بعث دولته إلينا بالنسخة "اليونينية"، والنسخ المطبوعة على يد صاحب السعادة عبد السلام باشا المويلحي؛ للمقابلة عليها، كما قضى بذلك الأمر الهمايوني الكريم، وقد كان، وجمعنا ستة عشر ممن عم فضلهم واشتهر، وأبلغناهم هذه الأوامر السلطانية، فتلقوها بصدور رحبة وأفئدة فرحة؛ لعلمهم أنها خدمة من أجل الخدم الدينية وأعظمها قدرًا وأكبرها نفعًا، خصوصًا وقد أمر بها جلالة سلطان المسلمين وحافظ حوزة الدين، وأظهروا غاية القبول لهذا العمل المأمول، وعلى ذلك جمعنا أيضًا ما أمكن جمعه من نسخ هذا "الصحيح" القديمة، من المكاتب العامة والخاصة، مما عني به المتقدمون ضبطًا وتصحيحًا، وبدأنا مع حضراتهم في العمل بغاية الجد والاجتهاد، حتى تمت قراءته ومقابلته في مدة يسيرة من الزمان، مع بذل ما في الاستطاعة من العناية بضبط الحروف وشكلها وتحري أسماء الرواة وضبطها وأوجه الروايات، فجاء هذا الكتاب الجليل - بحمد اللَّه - على غاية ما يرام، مطابقًا لما أراده مولانا أمير المؤمنين، وحررنا

ص: 170

جدولًا بما وجد من الخطأ وما بدل به من الصواب، وقد صارت هذه النسخة الجديدة التي طبعت بأمر مولانا أمير المؤمنين - أيده اللَّه - هي المعول عليها في الصحة والاعتبار، ولا ننسى في هذا المقام فضل الأفاضل المصححين بالمطبعة الأميرية؛ فإنهم بذلوا الوسع في المراجعة والتدقيق في التصحيح بما لا مزيد عليه، وإن شاء اللَّه تعالى يحصل بنشرها النفع العميم والخير العظيم، وتعود بركة ذلك النفع والخير إلى من هو السبب الأول فيه، وهو سيدنا ومولانا الخليفة الأعظم أمير المؤمنين الأفخم؛ فإن جلالته هو الآمر به والمسدي له، جزاه اللَّه عن الإسلام والمسلمين أعظم ما يجازى به إمام عدل في رعيته، وخدم شريعة سيد المرسلين ورفع منار سنته، ولا برحت أياديه البيضاء في خدمة السنة النبوية الغراء ما دام النيران وتعاقب الملوان، آمين.

أما حضرات العلماء الأعلام الذين خدموا صحيح هذا الإمام فهم:

حضرة الأستاذ الشيخ سليم البشري شيخ السادة المالكية بالأزهر.

حضرة الأستاذ السيد علي الببلاوي من علماء السادة المالكية بالأزهر ونقيب السادة الأشراف بالديار المصرية.

حضرة الأستاذ الشيخ أحمد الرفاعي من علماء السادة المالكية بالأزهر وشيخ رواق السادة الفيمة بالأزهر.

حضرة الأستاذ الشيخ إسماعيل الحامدي من علماء السادة المالكية بالأزهر وشيخ رواق السادة الصعايدة بالأزهر.

حضرة الأستاذ الشيخ أحمد الجيزاوي من علماء السادة المالكية بالأزهر شيخ الجيزاوية بالأزهر.

ص: 171

حضرة الأستاذ الشيخ حسن داود العدوي من علماء السادة المالكية بالأزهر وإمام راتب بالجامع الأزهر.

حضرة الأستاذ الشيخ سليمان العبد من علماء السادة الشافعية بالأزهر.

حضرة الأستاذ الشيخ يوسف النابلسي شيخ السادة الحنابلة بالأزهر.

حضرة الأستاذ الشيخ بكري عاشور الصدفي من علماء السادة الحنفية بالأزهر مفتي بيت مال مصر والمجلس الحسبي.

حضرة الأستاذ الشيخ عمر الرافعي من علماء السادة الحنفية بالأزهر مفتي مديرية الجيزة.

حضرة الأستاذ الشيخ محمد حسين الإبريري من علماء السادة الشافعية.

حضرة الأستاذ الشيخ محمد أبو الفضل الوراقي من علماء السادة المالكية.

حضرة الأستاذ الشيخ هارون عبد الرازق من علماء السادة المالكية.

حضرة الأستاذ الشيخ حسن الطويل من علماء السادة المالكية.

حضرة الأستاذ الشيخ حمزة فتح اللَّه مفتش اللغة العربية بالمعارف المصرية.

حضرة السيد محمد غانم من أهل العلم الشافعية بالأزهر الذين لهم دراية بعلم الحديث.

هذا وقد احتفلنا بيوم ختام هذا الكتاب المستطاب في مركز إدارة الجامع الأزهر الأنور، فحضر في ذلك اليوم المشهود جمع من أكابر العلماء، وتليت الأدعية الصالحة المقبولة بدوام عرش الخلافة العظمى وتأييد مولانا أمير المؤمنين، وخطب فيها البعض من أكابرهم ببيان فضل هذا العمل وفضل الآمر به والعاملين فيه، واختتمناها بصالح الدعاء لسيدنا ومولانا أمير المؤمنين،

ص: 172

وأمن جميع الحاضرين بقلوب سليمة، وأفئدة مليئة كلها محبة وولاء وصفاء لعرش الخلافة، خلد اللَّه ملك جلالة مولانا أمير المؤمنين فيه على الدوام، آمين. يوم الأحد 20 صفر سنة 1313.

محل الختم. الفقير حسونة النواوي الحنفي خادم العلم والفقراء بالأزهر.

وقد أنشأ هذه القصيدة والتاريخ حضرة العلامة الفاضل الشيخ سليمان العبد، أحد الأفاضل المشروحة أسماؤهم بالتقرير:

إِنْ رُمْتَ تَحْظَى بِالْقَبُو

لِ وتَرْتَقِي الشَّرَفَ الوَطِيدْ

فَالْزَمْ صَحِيحًا لِلْبُخَا

رِي تَكْتَسِي العِزَّ المَدِيدْ

واحْمَدْ أَمِيرَ المؤمِنيـ

ـنَ وَفَضْلَه الفَضْلَ المَزِيدْ

شَادَ الشَّرِيعَةَ فِي الأَنَا

مِ فَلَا يَزَالُ لَهَا يَشِيدْ

أَحْيَا لِسُنَّة خَيرِ خَلْـ

ــقِ اللَّهِ لِلْحُسْنَى يُرِيدْ

عَاشَ الْخَلِيفَةُ سَالمًا

وَلَنَا بِهِ النُّعْمَى تَزِيدْ

طُبِعَ البُخَارِيُّ طَبَعَةً

فَاقَتْ عَلَى الدُّرِّ النَّضِيدْ

وَأَفَاضَهَا وَقْفًا عَلَى

مَنْ يَسْتَفِيدُ وَمَنْ يُفِيدْ

فَنَظَمْتُ نَظْمًا قَدْ حَوَى التَّـ

ـارِيخَ فِي بَيْتِ الْقَصِيدْ

طَبَعَ البُخَارِيَّ جَيِّدًا

سُلْطَانُنَا عَبْدُ الحَميدْ

81، 844، 18، 201، 169

1313

سنة

ص: 173

‌مقدمة مصححي الطبعة

يا من أمر بصنع الجميل، وجزى عليه الجزاء الجزيل، نحمدك على ما هديتنا، ونشكرك على ما أوليتنا، ونصلي ونسلم على نبيك الأكرم، ورسولك السيد السند الأعظم، سيدنا ومولانا محمد الذي كان أسرع إلى الخير من الريح المرسلة، وعلى آله وصحبه وكل من والى المعروف وواصله، أما بعد:

فإن من المآثر العظام والأيادي الجسام التي لا يزال يسديها إلى أمة الإسلام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين، وخليفة أشرف الأنبياء والمرسلين، القائم بحياطة الدين وإصلاح أمر العالمين، صاحب الرأفة الشاملة العامة، والإحسانات الجمة التامة، والرحمة التي يرتاح لها كل قوي وضعيف، والهمة العليا التي تنيل كل أحد حاجته من وضيع وشريف، سلطان البرين والبحرين، وخادم الحرمين الشريفين، ظل اللَّه على رعيته، ونعمته الشاملة لبريته، مولانا الإمام العدل المجاهد السلطان ابن السلطان السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني ابن السلطان عبد المجيد خان، أيد اللَّه القسط بهمته، وقوم أود الرعية بعدالته، وأكثر خير البلاد بيمنه، وأنام جميع الأنام في ظل أمنه، وأدامه عزًّا للإسلام، ورحمة لجميع الأنام.

أنه - قوى اللَّه شوكته - أصدر أمره الكريم الشاهاني في سنة 1311 من هجرته صلى الله عليه وسلم بطبع الكتاب الجليل الشان، الغني بشهرة نفعه عن الإطراء والبيان، وهو "صحيح الإمام أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري" رضي الله عنه وأرضاه، وأن يعتمد في تصحيحه على نسخة شديدة الضبط بالغة الصحة، من فروع

ص: 174

النسخة "اليونينية" المعول عليها في جميع روايات "صحيح البخاري" الشريف، وعلى نسخ أخرى خلافها شهيرة الصحة والضبط، وأن تكون نسخه المطبوعة كلها وقفًا على الخاص والعام، من سائر المسلمين شرقًا وغربًا، عجمًا وعربًا.

وحقيقة أصل "اليونينية" أن شيخ الإسلام الإمام جمال الدين محمد بن مالك لما هاجر من الأندلس واستقر بدمشق، طلب منه فضلاء المحدثين والحفاظ أن يوضح ويصحح لهم مشكلات ألفاظ روايات "صحيح البخاري"، فأجابهم إلى ذلك، ووضحها وصححها لهم في أحد وسبعين مجلسًا، وألف لهم "شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح"، وكتب عند تمام ختم التصحيح على أول ورقة من الجزء الأخير من النسخة "اليونينية" المذكورة ما صورته:

سمعت ما تضمنه هذا المجلد من "صحيح البخاري" رضي الله عنه بقراءة سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ المتقن شرف الدين أبي الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني رضي الله عنه وعن سلفه، وكان السماع بحضرة جماعة من الفضلاء ناظرين في نسخ معتمد عليها، فكلما مر بهم لفظ ذو إشكال بينت فيه الصواب، وضبط على ما اقتضاه علمي بالعربية، وما افتقر إلى بسط عبارة وإقامة دلالة أخرت أمره إلى جزء أستوفي فيه الكلام مما يحتاج إليه من نظير وشاهد؛ ليكون الانتفاع به عامًّا، والبيان تامًّا، إن شاء اللَّه تعالى. وكتبه محمد بن عبد اللَّه بن مالك حامدًا للَّه تعالى. اهـ.

وكتب الحافظ اليونيني على ظهر آخر ورقة من المجلد المذكور ما صورته:

بلغت مقابلة وتصحيحًا وإسماعًا بين يدي شيخنا شيخ الإسلام حجة العرب، مالك أزمة الأدب، العلامة أبي عبد اللَّه بن مالك الطائي الجياني،

ص: 175

أمد اللَّه تعالى عمره، في المجلس الحادي والسبعين، وهو يراعي قراءتي ويلاحظ نطقي، فما اختاره ورجحه وأمر بإصلاحه أصلحته وصححت عليه، وما ذكر أنه يجوز فيه إعرابان أو ثلاثة كتبت عليه:(معًا)، فأعملت ذلك على ما أمر ورجح، وأنا أقابل بأصل الحافظ أبي ذر، والحافظ أبي محمد الأصيلي، والحافظ أبي القاسم الدمشقي ما خلا الجزء الثالث عشر والثالث والثلاثين؛ فإنهما معدومان، وبأصل مسموع على الشيخ أبي الوقت بقراءة الحافظ أبي منصور السمعاني وغيره من الحفاظ، وهو وقف بخانقاه السميساطي، وعلامات ما وافقت أبا ذر هـ والأصيلي ص والدمشقي ش وأبا الوقت ظ؛ فليعلم ذلك، وقد ذكرت ذلك في أول الكتاب في فرخة؛ لتعلم الرموز. كتبه علي بن محمد الهاشمي اليونيني عفا اللَّه عنه. اهـ.

فشكر اللَّه لسيدنا ومولانا أمير المؤمنين هذه الإرادة الجميلة، وتقبل منه هذه الخيرات العميمة الجزيلة، وأطال اللَّه حياته عصمة لجميع المسلمين، وحياطة لعموم العالمين، بجاه سيد الأولين والآخرين، صلى اللَّه وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم، والحمد للَّه رب العالمين.

اعلم أن البخاري رضي اللَّه تعالى عنه ولد ببخارى يوم الجمعة أو ليلتها ثالث عشر شوال سنة 194 وتوفي ليلة السبت ليلة عيد الفطر سنة 256 عن اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يومًا، روي عنه أنه قال: خرجت كتاب "الصحيح" من زهاء ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة، وما وضعت فيه حديثًا إلا اغتسلت وصليت ركعتين. اهـ. وفضائله أكثر من أن تحصى، وأوفر من عدد الرمل والحصى، وعدد أحاديث صحيحه سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون،

ص: 176

وبإسقاط المكرر أربعة آلاف، وقيل غير ذلك، وقد تنازع البخاري المذاهب الأربعة، والصحيح أنه مجتهد. اهـ من "شرح الشبرخيتي على الأربعين النووية"، ومن غيره.

الجزء الأول من صحيح أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ابن بردزبه البخاري الجعفي رضي اللَّه تعالى عنه ونفعنا به آمين.

قد وجدنا في النسخ الصحيحة المعتمدة التي صححنا عليها هذا المطبوع رموزًا لأسماء الرواة منها:

هـ لأبي ذر الهروي، وص للأصيلي، وس لابن عساكر، وط لأبي الوقت، وهـ للكشميهني، وحـ للحموي، وسـ للمستملي، وك لكريمة، وحهـ لاجتماع الحموي والكشميهني، وحسـ للحموي والمستملي، وتارة توجد تحت حهـ وحسـ هـ أو غيرها إشارة إلى روايته عنهما، وتارة توجد قبل الرمز (لا) إشارة إلى سقوط الكلمة الموضوعة عليها (لا) عند أصحاب الرمز الذي بعدها، وقد يوجد في آخر تلك الجملة التي عليها (لا) لفظ (إلى) إشارة إلى آخر الساقط عند صاحب الرمز.

ومن الرموز ع ولعلها لابن السمعاني، وج ولعلها للجرجاني، وق ولعلها للقابسي، وح وعط وصع ولم يعلم أصحابها، وربما وجد رموز غير ذلك لم تعلم أيضًا، ويوجد على بعض الكلمات خـ أو ـخـ أو خ وهي إشارة إلى أنها نسخة أخرى، وقد يوجد على الكلمة لفظ صحـ إشارة إلى صحة سماع هذه الكلمة عند المرموز له أو عند الحافظ اليونيني. واللَّه سبحانه أعلم.

طبع بالمطبعة الكبرى ببولاق مصر المحمية سنة 1311 هجرية.

ص: 177

‌1 -

(1)

كيفَ كَانَ بدءُ الوَحْي إِلَى رَسُوْل اللهِ صلى الله عليه وسلم

وَقَولُ

(2)

اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ

(3)

: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}

(4)

[1] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ

(8)

: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّمَا

(9)

الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ

(1)

لأبي ذر، والأصيلي:"بسم اللَّه الرحمن الرحيم" وعليه صح. ولابن عساكر، وأبي الوقت:"باب".

(2)

كذا بالضبطين معًا.

(3)

قوله: "جل ذكره". لابن عساكر: "سبحانه". ولأبي ذر، وأبي الوقت، والأصيلي:"عز وجل" وعليه صح.

(4)

[النساء: 163]. وبعده لأبي ذر: "الآيةَ" وعليه صح.

(5)

قوله: "عبد اللَّه بن الزبير" سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(6)

لأبي ذر عن الحموي: "عن" وعليه صح.

(7)

لأبي ذر: "عن".

(8)

لأبي الوقت، والأصيلي، وابن عساكر:"يقول".

(9)

بدأ بهذا الحديث تنبيهًا على تصحيح النية والإخلاص من كل أحد، من العالم والمتعلم، وعلى أن طالب الحديث بمنزلة المهاجر إلى رسول اللَّه. وليس المراد نفي ذات العمل؛ لأنه حاصل بغير نية، وإنما المراد نفي صحته أو كماله وثوابه.

ص: 179

إِلَى امْرَأَةٍ

(1)

يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ

(2)

إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ".

[2] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رضي الله عنه سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ

(3)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ

(4)

الْجَرَسِ - وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ - فَيُفْصَمُ

(5)

عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا

(6)

فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ"، قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ

(7)

عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ

(8)

عَنْهُ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ

(9)

عَرَقًا.

[3] حدثنا

(10)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ

(1)

لأبي ذر: "أو امرأة" وعليه صح.

(2)

أي غير مقبولة، أو غير صحيحة، أو قبيحة.

* [1][التحفة: ع 10612]

(3)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال".

(4)

صلصلة: هي صوت الحديد إذا حُرِّك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صلصل).

(5)

لأبي الوقت: "فيَفْصِم" وعليه صح.

فيفصم: أي: يُقْلِع. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: فصم)

(6)

لأبي الوقت: "على مثال رجل".

(7)

لأبي ذر، والأصيلي:"يُنْزَل".

(8)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فَيُفْصِمُ".

(9)

ليتفصد: ليسيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فصد).

* [2][التحفة: خ ت س 17152]

(10)

لأبي ذر: "وحدثنا" وعليه صح.

ص: 180

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ؛ فَكَانَ

(1)

لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ

(2)

الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ

(3)

لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ

(4)

: "مَا أَنَا بِقَارِئٍ"، قَالَ: "فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي

(5)

حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ

(6)

ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ

(7)

: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ

(8)

(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}

(9)

"، فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها فَقَالَ: "زَمِّلُونِي

(10)

زَمِّلُونِي"،

(1)

كذا للأصيلي وعليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وكان".

(2)

فلق: ضوء وإنارة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فلق).

(3)

كذا لأبي ذر وعليه صح. ولأبي الوقت: "يَتَزَوَّدُ".

(4)

"قلت": عليه صح؛ لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(5)

فغطني: الغط: العصر الشديد والكبس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غطط).

(6)

ويُروى بضم الجيم والدال في الموضعين.

(7)

كذا لابن عساكر. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"فقلت" وعليه صح.

(8)

علق: العَلَقُ: الدّم الجامد ومنه: العَلَقَةُ التي يكون منها الولد. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 579).

(9)

[العلق: 1 - 3].

(10)

زملوني: أي: غطوني بالثياب ولفوني بها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زمل).

ص: 181

فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ

(1)

، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ:"لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي"، فَقَالَتْ

(2)

خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ

(3)

اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ

(4)

، وَتَكْسِبُ

(5)

الْمَعْدُومَ

(6)

، وَتَقْرِي

(7)

الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ

(8)

الْحَقِّ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ، وَكَانَ امْرَأً

(9)

تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنَ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي، مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَبَرَ

(10)

مَا رَأَى، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ

(11)

الَّذِي نَزَّلَ

(12)

اللَّهُ عَلَى مُوسَى

(13)

،

(1)

الروع: الفزع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روع).

(2)

كذا للكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قالت".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَحْزُنك".

(4)

الكَلَّ: بالفتح: الثِّقْل من كل ما يُتَكَلَّفُ. والكَلُّ: العيال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلل).

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"وتُكسِب".

(6)

المعدوم: الفقير الذي صار من شدة حاجته كالمعدوم نفسه. وقيل: أرادت: تكسب الناس الشيء المعدوم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عدم).

(7)

تقري: قريت الضيف: ضَيَّفْته وأحسنت إليه. (انظر: لسان العرب، مادة: قرا).

(8)

نوائب: جمع نائبة وهي ما ينوب الإنسان أي ينزل به من المهمات والحوادث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوب).

(9)

لغير أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"قَدْ تَنَصَّرَ".

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"بخبر".

(11)

الناموس: صاحب السر، والمراد جبريل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمس).

(12)

للكشميهني: "أَنْزَلَ".

(13)

للأصيلي: "صلى الله عليه وسلم" وعليه صح.

ص: 182

يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا

(1)

، لَيْتَنِي

(2)

أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟! " قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا

(3)

، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ

(4)

وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ

(5)

الْوَحْيُ.

[4] قال ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ - وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: "بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَرُعِبْتُ

(6)

مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي

(7)

"؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى

(8)

: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ

(9)

(1) قُمْ

(1)

لأبي ذر عن الحموي، وللأصيلي:"جذعٌ".

جذعًا: الشاب الفتي، وهو من الإبل ما دخل في السَّنَة الخامسة، ومن البَقر والمَعْز ما دخل في السَّنَة الثَّانية، وقيل: البقر في الثالثة، ومن الضأن ما تَمَّت له سَنَةٌ، وقيل: أقل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جذع).

(2)

للأصيلي: "يا ليتني" وعليه صح.

(3)

مؤزرا: بالغًا شديدًا. من الأزْر وهو القوة والشدة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أزر).

(4)

ينشب: يلبث. (انظر: لسان العرب، مادة: نشب).

(5)

فتر: الفترة: التأخر مدة من الزمان. (انظر: هدي الساري)(ص 27).

* [3][التحفة: خ م 16706]

(6)

للأصيلي: "فَرَعُبْتُ". أي: من باب كرم.

(7)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"زملوني زملوني" وعليه صح.

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"عز وجل".

(9)

المدثر: أي: المتغطَّي بما يتدفأ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دثر).

ص: 183

فَأَنْذِرْ}

(1)

إِلَى قَوْلِهِ: {وَالرُّجْزَ

(2)

فَاهْجُرْ}

(3)

، فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ

(4)

.

تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو صَالِحٍ، وَتَابَعَهُ هِلَالُ بْنُ رَدَّادٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ:"بَوَادِرُهُ"

(5)

.

[5] حدثنا

(6)

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى

(7)

: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}

(8)

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ

(9)

شَفَتَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ

(10)

كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُهُمَا، وَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا؛ فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى

(11)

: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ

(1)

[المدثر: 1، 2].

(2)

الرجز: الأوثان. (انظر: عمدة القاري)(16/ 126).

(3)

[المدثر: 5]. الآية ثابتة عند: أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولأبي الوقت:"وتواتر".

(5)

كذا للأصيلي وأبي الوقت. ولأبي ذر عن الكشميهني، ولكريمة، وابن عساكر، ولأبي الوقت في نسخة:"تواتر".

بوادره: جمع بادرة، وهي لحمة بين المنكب والعنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بدر).

* [4][التحفة: خ م ت س 3152]

(6)

لأبي الوقت: "أخبرنا".

(7)

للأصيلي: "عز وجل".

(8)

[القيامة: 16].

(9)

في نسخة: "يحرّك به".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لك" وعليه صح.

(11)

"عز وجل": عليه صح؛ لأبي ذر وأبي الوقت.

ص: 184

لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}

(1)

، قَالَ: جَمْعُهُ لَهُ

(2)

فِي

(3)

صَدْرِكَ

(4)

وَتَقْرَأَهُ، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}

(5)

، قَالَ

(6)

: فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}

(7)

ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا قَرَأَهُ

(8)

.

[6] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح وَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ وَمَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

نَحْوَهُ

(9)

، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(10)

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ

(11)

أَجْوَدُ

(12)

مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ

(1)

[القيامة: 16، 17]

(2)

عليه صح؛ لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(3)

ليس في رواية أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(4)

قوله: "جمْعُه له في صدرِك". أي: جمعه تعالى للقرآن في صدرك. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"جَمَعَه لك صَدْرُك" وعليه صح.

(5)

[القيامة: 18].

(6)

سقط عند أبي الوقت.

(7)

[القيامة: 19].

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"قرأ" وعليه صح. ولأبي ذر أيضًا عن الكشميهني: "كما كان قرأ".

* [5][التحفة: خ م ت س 5637]

(9)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"نحوه عن الزهري".

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(11)

لأبي ذر وفي نسخة وعليه صح: "فكان".

(12)

لأبي ذر، والأصيلي وعليه صح:"أجودَ".

ص: 185

الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أجْوَدُ

(1)

بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.

[7] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ

(2)

الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ - وَكَانُوا تِجَارًا

(3)

بِالشَّامِ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ

(4)

وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ - فَأَتَوْهُ وَهُمْ

(5)

بِإِيلِيَاءَ، فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ

(6)

فَقَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ

(7)

أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ

(8)

: أَنَا أَقْرَبُهُمْ

(9)

نَسَبًا، فَقَالَ

(10)

: أَدْنُوهُ مِنِّي وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُمْ:

(1)

عليه صح.

* [6][التحفة: خ م تم س 5840]

(2)

كذا لابن عساكر. ولأبي ذر، والأصيلي، ولابن عساكر أيضًا في نسخة:"حدثنا الحكم".

(3)

في نسخة: "تُجَّارًا".

(4)

للأصيلي: "أبا سفيان بن حرب".

(5)

كذا ثبت للأصيلي، وأبي الوقت، وعليهما صح. ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وأبي الوقت:"وهو".

(6)

كذا ثبت لأبي الوقت. ولأبي ذر عن المستملي والحموي: "بالترجمان". ولأبي الوقت، وأبي ذر، والأصيلي، ولابن عساكر عن الكشميهني:"تُرجمانَهُ" بضم التاء وفتحها في الموضعين، ورمز له في الأصل بلفظ:"معًا".

(7)

لأبي الوقت، والأصيلي، وابن عساكر:"قال".

(8)

في نسخة: "قلت" كذا في هامش الفرع بغير فاء، وعكس القسطلاني.

(9)

للأصيلي: "أقربهم به".

(10)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر عن الحموي:"قال".

ص: 186

إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ، فَوَاللَّهِ

(1)

لَوْلَا الْحَيَاءُ

(2)

مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ

(3)

، ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ قَالَ: كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ

(4)

؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ

(5)

؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ

(6)

أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَقُلْتُ

(7)

: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ، قَالَ: أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً

(8)

لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ: لَا، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا، قَالَ: وَلَمْ تُمْكِنِّي

(9)

كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرُ

(10)

هَذِهِ الْكَلِمَةِ، قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟

(1)

قوله: "فكذبوه، فواللَّه". ثبت في غير اليونينية: "فكذبوه. قال: فواللَّه". وقال في "الفتح": وبإثبات "قال" يزول الإشكال.

(2)

في نسخة كريمة: "لولا أن الحياء".

(3)

كذا لابن عساكر، والأصيلي. ولأبي ذر عن الحموي، وللأصيلي، ولأبي الوقت:"عليه".

(4)

للأصيلي، وابن عساكر، وكريمة عن الكشميهني:"مثله".

(5)

كذا لابن عساكر. ولأبي ذر، ولابن عساكر عن الكشميهني:"مَنْ مَلَك".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"اتبعوه"، وعليه صح.

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قلت"، وعليه صح.

(8)

"سَخْطَةً": أي كراهة لدينه. وللحموي والمستملي: "سُخْطًا". وفي القسطلاني أن هذه الرواية بالضم مع التاء. كتبه مصححه.

(9)

بالوجهين: المُثنّاة الفوقية والتحتية.

(10)

وجوّز القابسي النصب على الصفة لـ "شيئًا".

ص: 187

قُلْتُ

(1)

: الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ، قَالَ: مَاذَا

(2)

يَأْمُرُكُمْ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَ

(3)

لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ

(4)

وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ، فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ: قُلْ لَهُ: سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ، فَكَذَلِكَ

(5)

الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ

(6)

قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا؛ فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي

(7)

بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟

(8)

فَذَكَرْتَ أَنْ لَا؛ قُلْتُ

(9)

: فَلَوْ

(10)

كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؛ قُلْتُ: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا؛ فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ، وَسَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ؛ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ؛ وَكَذَلِكَ أَمْرُ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ،

(1)

للأصيلي والحموي: "قال".

(2)

في نسخة: "فماذا"، وفي نسخة:"بماذا" من غير اليونينية.

(3)

"ولا": سقطت الواو للمستملي، وثبتت للحموي، والكشميهني.

(4)

بعده في نسخة: "والزكاة".

(5)

لأبي ذر والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وكذلك".

(6)

سقط عند أبي ذر.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يتأسَّى".

(8)

للكشميهني: "مَنْ مَلَكَ".

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي وابن عساكر:"فقلت" وعليه صح.

(10)

لأبي الوقت: "لو".

ص: 188

وَسَأَلْتُكَ: أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا؛ وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ

(1)

تُخَالِطُ

(2)

بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ

(3)

، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا؛ وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ، وَسَأَلْتُكَ: بِمَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ، فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ

(4)

أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَلَوْ أَنِّي

(5)

أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ

(6)

لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ

(7)

، ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَةَ

(8)

إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ

(9)

إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ

(10)

عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ

(1)

في نسخة: "حتى" من غير اليونينية.

(2)

للكشميهني في نسخة: "يخالط". وللحموي، والمستملي:"يخالط بَشاشَةَ القُلوبِ".

(3)

بشاشته القلوب: أنسه ولطفه (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 101).

(4)

لابن عساكر في نسخة وعليه صح: "ولم".

(5)

لأبي الوقت: "أنني".

(6)

لتجشمت: تجشَّمتُ الأمر: إذا تكلفته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جشم).

(7)

للأصيلي، وابن عساكر، ولأبي ذر عن الحموي، والمستملي، ولأبي الوقت:"قدميه".

(8)

لأبي الوقت، ولأبي ذر عن المستملي، ولابن عساكر وعليه صح:"مع دِحْيةَ".

(9)

للأصيلي في نسخة، ولابن عساكر:"محمد بن عبد اللَّه رسول اللَّه".

(10)

مَعناهُ: سَلِمَ مِن عذابِ اللَّه مَنْ أَسْلَمَ، فليس المرادُ به التحيَّةَ وإنْ كان اللَّفْظُ يُشْعِرُ به؛ لأنَّه لم يُسْلِم، فليس هو ممَّن اتَّبعَ الهدى. القابسي.

ص: 189

بِدِعَايَةِ

(1)

الْإِسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ

(2)

، وَ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}

(3)

"، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا: لَقَدْ أَمِرَ

(4)

أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، إِنَّهُ

(5)

يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ، وَكَانَ ابْنُ النَّاظُورِ

(6)

صَاحِبُ

(7)

إِيلِيَاءَ وَهِرَقْلَ سُقُفًّا

(8)

عَلَى نَصَارَى الشَّامِ يُحَدِّثُ

(1)

أي: دعوة الإسلام.

(2)

كذا للأصيلي. و"اليَرِيسِيِّينَ" عليه صح لأبي ذر عن الحموي، وكذا للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

الأريسيين: الزراعين والأجراء الذين هم أتباع لك وخدم. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 386).

(3)

[آل عمران: 64].

(4)

أمر: كثر وارتفع شأنه، يعني النبي صلى الله عليه وسلم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أمر).

(5)

عليه صح.

(6)

لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "الناطور" بالطاء المهملة.

(7)

للأصيلي وأبي الوقت: "صاحبَ" على النصب.

(8)

كذا لأبي ذر عن المستملي. ولابن عساكر: "أُسْقُفًّا". وللكشميهني: "أُسْقِفَ". وفي نسخة: "سُقِّفَ". كذا في الفرع من غير رقم عليه، وذكر (ق) أنها للكشميهني. و"سُقِفًّا": رواية الجرجاني. و"أُسْقُفًا": ذكر القسطلاني أن هذه الرواية عند الجواليقي، وهي في الفرع كأصله للقابسي فقط.

سُقُفًّا: هو عالم رئيس من علماء النصارى ورؤسائهم، وهو اسم سرياني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقف).

ص: 190

أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ أَصْبَحَ يَوْمًا

(1)

خَبِيثَ النَّفْسِ، فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ

(2)

: قَدِ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ، قَالَ ابْنُ النَّاظُورِ

(3)

: وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِي النُّجُومِ مَلِكَ

(4)

الْخِتَانِ قَدْ ظَهَرَ، فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ قَالُوا: لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلَّا الْيَهُودُ فَلَا يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ، وَاكْتُبْ إِلَى مَدَايِنِ مُلْكِكَ فَيَقْتُلُوا

(5)

مَنْ فِيهِمْ مِنَ الْيَهُودِ، فَبَيْنَمَا

(6)

هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ أُتِيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ يُخْبِرُ عَنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَال: اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لَا؟ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ، وَسَأَلَهُ عَنِ الْعَرَبِ فَقَالَ: هُمْ يَخْتَتِنُونَ

(7)

، فَقَالَ هِرَقْلُ: هَذَا مُلْكُ

(8)

هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ، ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَةَ

(9)

- وَكَانَ نَظِيرَهُ

(10)

فِي الْعِلْمِ، وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَى حِمْصَ، فَلَمْ يَرِمْ

(11)

حِمْصَ حَتَّى

(1)

كذا لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت في نسخة.

(2)

بطارقته: جمع بِطريق، وهو الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم، وهو ذو منصب وتقدُّم عندهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بطرق).

(3)

بالظاء المنقوطة عند ابن عساكر في الموضعين.

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"مُلْكَ".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فليقتلوا".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فبينا هم".

(7)

كذا لابن عساكر. و"مُخْتَتِنُونَ" عليه صح لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وابن عساكر في نسخة.

(8)

رواه القابسي بالفتح ثم بالكسر، وكلا الضبطين في الفرع للأصيلي، ورواه أبو ذر عن الكشميهني وحده:"يملك" بالمضارع.

(9)

كتب فوقه: "خف". ولابن عساكر وعليه صح: "بالرومية".

(10)

للأصيلي، وابن عساكر. وفي نسخة:"وكانَ هرقلُ نظيرَه".

(11)

يرم: يبرح ويفارق. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 304).

ص: 191

أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْيَ هِرَقْلَ عَلَى خُرُوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأَنَّهُ نَبِيٌّ، فَأَذِنَ

(1)

هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ

(2)

لَهُ بِحِمْصَ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابِهَا فَغُلِّقَتْ ثُمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ، هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلَاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ فَتُبَايِعُوا

(3)

هَذَا

(4)

النَّبِيَّ

(5)

؟ فَحَاصُوا

(6)

حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَى الْأَبْوَابِ فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ، فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ وَأَيِسَ

(7)

مِنَ الْإِيمَانِ قَالَ: رُدُّوهُمْ عَلَيَّ، وَقَالَ: إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي آنِفًا

(8)

أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَقَدْ رَأَيْتُ، فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ، فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ.

رَوَاهُ

(9)

صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَيُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ.

* * *

(1)

للمستملي: "فآذَنَ" من "الفتح".

(2)

دَسْكَرة: بناء على هيئة القصر، فيه منازل وبيوت للخدم والحشم، وليست بعربية محضة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دسكر).

(3)

للأصيلي: "فنُبايعُ". ولأبي الوقت: "فنُتابعُ". ولأبي ذر والكشميهني: "فتُتابعُوا". ولابن عساكر: "فَنَتْبَعُ". وفي نسخة: "فبَايِعوا".

(4)

لأبي ذر وابن عساكر وعليه صح: "لهذا".

(5)

"صلى الله عليه وسلم": كذا في اليونينية بين الأسطر من غير رقم.

(6)

فحاصوا: أي: نفروا وكروا راجعين، وقيل: جالوا. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 217).

(7)

كذا للأصيلي. ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي أيضًا:"وَيَئِسَ".

(8)

آنفًا: قريبًا، وقيل: في أول وقت كُنَّا فيه، وقيل: الساعة، وكله بمعنى من الاستئناف والقرب. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 44).

(9)

لابن عساكر: "ورواه". وفي (ح)، (عط):"قال محمد: رواه".

* [7][التحفة: خ م د ت س 4850]

ص: 192

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌2 - كِتَابُ الإيمَانِ

(1)

‌1 - بَابُ الْإِيمَانِ

(2)

وَقَوْلُِ

(3)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ". وَهُوَ قَوْلٌ وَفِعْلٌ

(4)

وَيَزِيدُ

(5)

وَيَنْقُصُ، قَالَ

(6)

اللَّهُ تَعَالَى

(7)

: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}

(8)

{وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}

(9)

، {وَيَزِيدُ

(5)

اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}

(10)

، {

(11)

وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}

(12)

، {وَيَزْدَادَ

(13)

الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}

(14)

، وَقَوْلُهُ: {أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ

(1)

لأبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي:"كتاب الإيمان بسم اللَّه الرحمن الرحيم".

(2)

قوله: "بَابُ الْإِيمَانِ". ليس عند الأصيلي، وابن عساكر.

(3)

كذا في الفرع، وفي القابسي ما يخالفه، فراجعه.

(4)

لأبي ذر، والكشميهني:"وعمل".

(5)

لابن عساكر: "يَزِيدُ".

(6)

للأصيلي: "وقال".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(8)

[الفتح: 4].

(9)

[الكهف: 13]. وقوله: {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} سقط عند ابن عساكر.

(10)

[مريم: 76].

(11)

للأصيلي: "وقال: {وَالَّذِينَ} ".

(12)

[محمد: 17]. وقوله: {وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} سقط للأصيلي.

(13)

لابن عساكر، والأصيلي:"وقوله: {وَيَزْدَادَ} ".

(14)

[المدثر: 31].

ص: 193

إِيمَانًا}

(1)

، وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ:{فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}

(2)

، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَ

(3)

مَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}

(4)

، وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ مِنَ الْإِيمَانِ.

وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ: إِنَّ لِلْإِيمَانِ

(5)

فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ وَحُدُودًا وَسُنَنًا، فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ يَسْتَكْمِلِ الْإِيمَانَ، فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ حَتَّى تَعْمَلُوا بِهَا وَإِنْ أَمُتْ فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ

(6)

: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}

(7)

.

وَقَالَ مُعَاذٌ

(8)

: اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً.

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الْيَقِينُ الْإِيمَانُ كُلُّهُ.

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ

(9)

حَقِيقَةَ التَّقْوَى حَتَّى يَدَعَ مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {شَرَعَ لَكُمْ

(10)

}

(11)

: أَوْصَيْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ وَإِيَّاهُ دِينًا وَاحِدًا.

(1)

[التوبة: 124].

(2)

[آل عمران: 173].

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

[الأحزاب: 22].

(5)

عليه صح. ولابن عساكر: "إنَّ الإيمانَ"، وما بعده مرفوع.

(6)

للأصيلي: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم".

(7)

[البقرة: 260].

(8)

للأصيلي: "ابن جبل".

(9)

لابن عساكر: "عَبْدٌ".

(10)

لأبي ذر، وابن عساكر في نسخة وعليه صح:{لَكُمْ مِنَ الدِّينِ} .

(11)

[الشورى: 13].

ص: 194

وَقَالَ

(1)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}

(2)

: سَبِيلًا وَسُنَّةً.

‌2 - بَابٌ

(3)

دُعَاؤُكُمْ إِيمَانُكُمْ

(4)

[8] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(5)

حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ".

‌3 - بَابُ

(6)

أُمُورِ

(7)

الْإِيمَانِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(8)

: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ

(9)

الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

(10)

وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى

(1)

لابن عساكر: "قال".

(2)

[المائدة: 48].

(3)

لفظ: "باب" سقط عند ابن عساكر، والأصيلي.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "لقوله عز وجل: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}، ومعنى الدعاء في اللغة: الإيمان".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

* [8][التحفة: خ م ت س 7344]

(6)

سقط عند الأصيلي.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أمر".

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"عز وجل".

(9)

قوله: "وَلَكِنَّ الْبِرَّ إلى آخر الآية" سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وروايتهما هكذا:{قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} إلى قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} .

(10)

عند ابن عساكر: {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} إلى قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} كذا في الفرع المكي تقديم قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} على قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} في رواية ابن عساكر، ولعل الصواب ما في فرع آخر من العكس في روايته على نظم الآية.

ص: 195

حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}

(1)

، {قَدْ

(2)

أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}

(3)

الْآيَةَ.

[9] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ

(5)

وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ".

‌4 - بَابٌ

(6)

الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ

[10] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ وَإِسْمَاعِيلَ

(8)

، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ".

(1)

[البقرة: 177].

(2)

للأصيلي: "وقد". ولابن عساكر: "وقوله: {قَدْ} ".

(3)

[المؤمنون: 1].

(4)

بعده لابن عساكر: "الجُعْفِيُّ".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بضعة". قال الأصيلي: "صوابه: بضع". اهـ. من الفرع.

* [9][التحفة: ع 12816]

(6)

سقط عند الأصيلي.

(7)

لابن عساكر: "عن شُعْبَةَ".

(8)

عليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر في نسخة:"وإسماعيلَ بنِ أبي خالد".

ص: 196

قالَ أبو عَبدِ اللَّه

(1)

: وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ

(2)

، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ

(3)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌5 - بَابٌ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟

[11] حدثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيِّ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:"مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ".

‌6 - بَابٌ

(5)

إِطْعَامُ الطَّعَامِ مِنَ الْإِسْلَامِ

(6)

[12] حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ

(7)

صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟

(1)

سقط عند الأصيلي، وابن عساكر.

(2)

لابن عساكر، ولأبي ذر عن الكشميهني:"دَاوُدُ هو: ابنُ أبي هند".

(3)

للأصيلي: "يعني: ابن عمرو". ولابن عساكر: "هو: ابن عمرو".

* [10][التحفة: خ د س 8834]

(4)

قوله: "ابنِ سَعِيدٍ القُرَشيِّ". سقط عند الأصيلي. ورقم على "القُرَشِيَّ" صح. كذا في الفرع ياءُ "القرشيَّ" مجرور مصحح عليه.

* [11][التحفة: خ م ت س 9041]

(5)

سقط عند الأصيلي.

(6)

للأصيلي في نسخة: "الإيمان".

(7)

في (ع) وعليه صح، ولأبي ذر، ولابن عساكر وعليه صح، ولأبي الوقت:"رسولَ اللَّهِ".

ص: 197

قَالَ

(1)

: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ".

‌7 - بَابٌ

(2)

مِنَ الْإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا

(3)

يُحِبُّ لِنَفْسِهِ

[13] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(4)

رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ

(5)

حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ".

‌8 - بَابٌ حُبُّ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْإِيمَانِ

[14] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَوَالَّذِي

(8)

نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ

(9)

".

(1)

لأبي ذر، وأبي الوقت، وعليهما صح:"فقال".

* [12][التحفة: خ م د س ق 8927]

(2)

لفظ "بَابٌ": سقط عند الأصيلي.

(3)

أي: مثل ما يحب؛ إذْ عَيْنُ ذلك المحبوب مُحالٌ أن يحصل في محلين. كرمانيّ.

(4)

لابن عساكر، والأصيلي:"أنسِ بنِ مالكٍ".

(5)

كذا لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. ولأبي ذر أيضًا:"أحد". ولابن عساكر في نسخة: "عبد".

* [13][التحفة: خ م ت س ق 1239]

(6)

لابن عساكر: "أخبرنا".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "عن النبيَّ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"والذي".

(9)

للأصيلي: "ولده ووالده".

* [14][التحفة: خ س 13734]

ص: 198

[15] حدثنا

(1)

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ

(2)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(3)

صلى الله عليه وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".

‌9 - بَابُ

(4)

حَلَاوَةِ الْإِيمَانِ

[16] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(5)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(2)

للأصيلي وعليه صح: "أنس بن مالك". ولابن عساكر: "عن أنس قال: قال".

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت، وابن عساكر:"رسولُ اللَّه".

* [15][التحفة: خ م ت 946 - خ م س 993]

(4)

سقط عند الأصيلي.

(5)

في رواية: "أنس رضي الله عنه" وعليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر:"أنس بن مالك".

* [16][التحفة: خ م ت 946]

ص: 199

‌10 - بَابٌ

(1)

عَلَامَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ

(2)

[17] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا

(3)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ".

‌11 - بَابٌ

(4)

[18] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رضي الله عنه وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ

(5)

لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ

(6)

مِنْ أَصْحَابِهِ: "بَايِعُونِي عَلَى أَلَّا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُوا

(7)

بِبُهْتَانٍ

(8)

تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ،

(1)

كذا بالضبطين، ولفظ "باب": سقط عند الأصيلي.

(2)

أي: إرادة الخير لهم. اهـ. كرماني.

(3)

للأصيلي، وابن عساكر، ولأبي ذر وعليه صح:"أنس بن مالك رضي الله عنه".

* [17][التحفة: خ م د ت س 962 - خ م س 963]

(4)

لفظ: "باب". سقط عند الأصيلي.

(5)

النقباء: جمع نقيب، وهو كالعَريف على القوم المُقَدَّم عليهم، الذي يَتعرَّف أخبارهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقب).

(6)

عصابة: جماعة من الناس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عصب).

(7)

عليه صح لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. ولغير الأربعة:"ولا تأتون".

(8)

ببهتان: البُهْتَانُ: الباطل الذي يُتَحَيَّرُ منه، وهو من البُهْت، وهو الكذب والافتراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بهت).

ص: 200

وَلَا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى

(1)

مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا

(2)

فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ

(3)

لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ

(4)

فَهُوَ إِلَى اللَّهِ؛ إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ". فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ.

‌12 - بَابٌ مِنَ الدِّينِ الْفِرَارُ مِنَ الْفِتَنِ

[19] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

(5)

أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ

(6)

أَنْ يَكُونَ خَيْرَ

(7)

مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ

(8)

بِهَا شَعَفَ

(9)

الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ".

(1)

لأبي ذر: "وفَّى" بالتشديد وعليه صح.

(2)

أي: غير الشرك.

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"كفارة، ومن".

(4)

لابن عساكر: "ستره اللَّه عليه".

* [18][التحفة: خ م ت س 5094]

(5)

لأبي ذر: "رضي الله عنه" وعليه صح.

(6)

عليه صح.

(7)

كذا بالنصب وعليه صح، وللأصيلي:"خيرُ مال المسلم غنمًا".

(8)

وجوّز أيضًا القسطلانيُّ وغيرُه: تشديد التاء، وكسر الباء.

(9)

شعف: جمع شَعَفَة، وهي رأس الجبل، وشعفة كل شيء أعلاه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعف).

* [19][التحفة: خ د س ق 4103]

ص: 201

‌13 - بَابُ

(1)

قَوْلُِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَعْلَمُكُمْ

(2)

بِاللَّهِ" وَأَنَّ الْمَعْرِفَةَ فِعْلُ الْقَلْبِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(3)

: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}

(4)

[20] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ

(5)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(6)

عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَرَهُمْ، أَمَرَهُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ بِمَا

(7)

يُطِيقُونَ، قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَغْضَبُ

(8)

حَتَّى يُعْرَفَ

(9)

الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ يَقُولُ:"إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا".

‌14 - بَابٌ

(10)

مَنْ كَرِهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ مِنَ الْإِيمَانِ

(11)

[21] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(12)

رضي الله عنه،

(1)

لفظ "بابُ": سقط عند الأصيلي.

(2)

للأصيلي: "أَعْرَفُكُمْ".

(3)

قوله: "لِقَوْلِ اللَّهِ تعالى" ليس عند أبي ذر، وعليه صح. ولأبي الوقت، وأبي ذر:"لقوله عز وجل". وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لقول اللَّه عز وجل".

(4)

[البقرة: 225].

(5)

يُخفَّف ويُثقَّل عند الأصيلي.

(6)

للأصيلي: "حدثنا".

(7)

لأبي الوقت: "ما" وعليه صح.

(8)

كذا للأصيلي. وللأصيلي أيضًا في رواية: "فغَضِب حتى عُرِف".

(9)

كذا للأصيلي.

* [20][التحفة: خ 17074]

(10)

لفظ: "بابٌ". سقط عند الأصيلي. وكذا في الفرع بالتنوين، فـ "مَن" مبتدأ، و"مِن الإيمان" خبره، وجوّز في الفتح أيضًا الإضافةَ.

(11)

قوله: "من الإيمان". ليس في رواية أبي الوقت.

(12)

للأصيلي: "أنس بن مالك".

ص: 202

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلهِ

(1)

، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ

(2)

كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ".

‌15 - بَابُ

(3)

تَفَاضُلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ فِي الْأَعْمَالِ

[22] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ

(4)

: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى

(5)

: أَخْرِجُوا مَنْ

(6)

كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ

(7)

، فَيُخْرَجُونَ

(8)

مِنْهَا قَدِ اسْوَدُّوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الْحَيَا

(9)

- أَوِ الْحَيَاةِ شَكَّ

(10)

مَالِكٌ - فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ

(11)

فِي جَانِبِ السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً".

(1)

لأبي ذر: "عز وجل" وعليه صح.

(2)

لابن عساكر في نسخة: "اللَّهُ منه" وعليه صح.

* [21][التحفة: خ م س 1255]

(3)

ليس في رواية الأصيلي.

(4)

"قال": ساقطة من الفرع المكي، ثابتة في أصول كثيرة.

(5)

لأبي ذر والأصيلي: "عز وجل"، وعليه صح.

(6)

للأصيلي في نسخة ولـ (عط): "أخرجوا مِن النار مَن".

(7)

للأصيلي والحموي والمستملي: "من الإيمان".

(8)

ضُبِط أيضًا بالبناء للفاعل في الأصل، ورُمِز له بلفظ:(معا).

(9)

فوقه: "قصر".

(10)

لابن عساكر: "يشك".

(11)

الحبة: بذور البقول وحب الرياحين، وقيل: نبت صغير ينبت في الحشيش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبب).

ص: 203

قَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو: "الْحَيَاةِ". وَقَالَ: "خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ".

[23] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ

(1)

، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ؛ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ

(2)

وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ". قَالُوا

(3)

: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الدِّينَ

(4)

".

‌16 - بَابٌ الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ

[24] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(5)

مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

(6)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهُ؛ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ".

* [22][التحفة: خ م 4407]

(1)

للأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"سهل بن حُنَيْف".

(2)

"الثُّدِيَ": كذا في الأصل بالضبطين معًا، وقال القابسي: وفي رواية أبي ذر "الثَّدْي" بفتح المثلثة وإسكان الدال. وللأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني:"الثُّدِيَ"، وعلى آخره "خف". ولا وجه لتخفيف الياء، والثُّدِيّ: جمع الثَّدْي. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 129).

(3)

لابن عساكر، وفي نسخة:"قال".

(4)

عليه صح.

* [23][التحفة: خ م ت س 3961]

(5)

للأصيلي: "حدثنا".

(6)

قوله: "ابنُ أَنَسٍ". سقط عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

* [24][التحفة: خ د س 6913]

ص: 204

‌17 - بَابٌ {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}

(1)

[25] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ

(2)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ

(3)

، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ

(4)

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ".

‌18 - بَابُ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ هُوَ الْعَمَلُ

لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(5)

: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

(6)

، وَقَالَ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى

(7)

: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

(8)

: عَنْ

(9)

قَوْلِ

(10)

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، {لِمِثْلِ

(11)

هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}

(12)

.

(1)

[التوبة: 5].

(2)

سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(3)

للأصيلي: "يعني: ابنَ زيد بن عبد اللَّه بن عمر".

(4)

عليه صح.

* [25][التحفة: خ م 7422]

(5)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"عز وجل".

(6)

[الزخرف: 72]

(7)

للأصيلي، وأبي الوقت:"عز وجل"

(8)

[الحجر: 92، 93]

(9)

لابن عساكر: "قال عن: لا إله إلا اللَّه".

(10)

سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(11)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح، ولـ (عط) وقبلهم صح:"وقال: {لِمِثْلِ} ".

(12)

[الصافات: 61]

ص: 205

[26] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ

(1)

: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ"، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ

(2)

".

‌19 - بَابٌ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْإِسْلَامُ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَكَانَ عَلَى الاِسْتِسْلَامِ أَوِ الْخَوْفِ مِنَ الْقَتْلِ

لِقَوْلِهِ تَعَالَى

(3)

: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}

(4)

، فَإِذَا كَانَ عَلَى الْحَقِيقَةِ فَهُوَ عَلَى قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {إِنَّ

(5)

الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}

(6)

.

[27] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(7)

شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال".

(2)

مبرور: لا يخالطه شيء من المآثم. وقيل: هو المقبول المقابل بالبر، وهو الثواب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برر).

* [26][التحفة: خ م س 13101]

(3)

لأبي ذر، والأصيلي وقبلهما صح:"عز وجل".

(4)

[الحجرات: 14].

(5)

عليه صح.

(6)

[آل عمران: 19]. وبعده للمستملي، وأبي ذر، ولـ (ح)، و (عط):{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} .

(7)

للأصيلي: "حدثنا".

ص: 206

رَهْطًا

(1)

- وَسَعْدٌ جَالِسٌ، فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ، فَوَاللَّهِ، إِنِّي

(2)

لَأَرَاهُ

(3)

مُؤْمِنًا؟ فَقَالَ

(4)

: "أَوْ مُسْلِمًا"، فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ

(5)

لِمَقَالَتِي

(6)

فَقُلْتُ

(7)

: مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ

(8)

مُؤْمِنًا؟ فَقَالَ: "أَوْ مُسْلِمًا"، ثُمَّ

(9)

غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي وَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: "يَا سَعْدُ، إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ

(10)

إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ

(11)

اللَّهُ فِي النَّارِ".

وَرَوَاهُ

(12)

يُونُسُ وَصَالِحٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

(1)

رهطا: الرهط من الرجال: ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين، ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه، وقيل: الأقارب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).

(2)

كذا لأبي ذر، وعليه صح.

(3)

كذا لابن عساكر. ولأبي ذر: "لأُراهُ".

(4)

لابن عساكر، والأصيلي:"قال".

(5)

كذا لأبي ذر، والأصيلي.

(6)

ليس عند ابن عساكر، وأبي الوقت. وقوله:"فعدت لمقالتي" كذا في الأصل مرموزًا للكلمة الأولى بعلامة أبي ذر، والأصيلي، وللكلمة الثانية برمز (لا س ط) أي: ليس في رواية ابن عساكر، وأبي الوقت، وفي القابسي ما يخالفه.

(7)

قوله: "فقُلتُ: مَا لَكَ

إلى: فَقَالَ أو مُسْلمًا". كذا ثبت لأبي ذر عن المستملي.

(8)

لابن عساكر: "لأُراه".

(9)

لأبي ذر عن المستملي، والكشميهني، ولابن عساكر، وأبي الوقت:"فَسَكَتُّ قليلا ثم".

(10)

لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"أعجب".

(11)

يكبه: يسقطه. (انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)(11/ 259).

(12)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وقبلهم صح:"رواه".

* [27][التحفة: خ م د س 3891]

ص: 207

‌20 - بَابٌ إِفْشَاءُ

(1)

السَّلَامِ مِنَ الْإِسْلَامِ

قَالَ عَمَّارٌ: ثَلَاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ

(2)

جَمَعَ الْإِيمَانَ: الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلَامِ لِلْعَالَمِ

(3)

، وَالْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ

(4)

.

[28] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ".

‌21 - بَابُ كُفْرَانِ الْعَشِيرِ

(5)

وَكُفْرٍ

(6)

بَعدَ

(7)

كُفْرٍ

فِيهِ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(8)

الْخُدْرِيِّ

(9)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(10)

.

[29] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ

(1)

سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(2)

سقط عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(3)

عليه صح.

(4)

الإقتار: التضييق على الناس في الرزق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قتر).

* [28][التحفة: خ م د س ق 8927]

(5)

العشير: الزوج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عشر).

(6)

لأبي الوقت، وأبي ذر:"وكفرٌ".

(7)

للأصيلي، وأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وقبلهم صح:"دُونَ كُفْرٍ".

(8)

قوله: "فيه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ" للأصيلي، وأبي ذر، وقبلهما وبعدهما صح:"فيه أبو سَعِيدٍ".

(9)

كذا لأبي الوقت.

(10)

للأصيلي: "كثيرًا".

ص: 208

يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا

(2)

أَكْثَرُ

(3)

أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ

(4)

"، قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: "يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوْ

(5)

أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ

(6)

شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ".

* * *

(1)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر:"عن النبيَّ".

(2)

كذا عند (ح) وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "ورأيتُ". وللأصيلي في نسخة، وعند (عط):"فرأيت".

(3)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وقبلهما وبعدهما صح:"أُرِيتُ النارَ أكثرُ". وُجِدَ في الفرع روايات قد تآكلت من طرف الهامش، ولعل إحداها ما أشار إليه القسطلاني والكرماني والبرماوي بقولهم: وفي رواية "أُريتُ النارَ، فرأيتُ أكثرَ أهلها". بزيادة: "فرأيتُ". إلا أن القسطلاني قال: "رأيتُ النارَ". وفي أخرى وهي التي صدر بها الكرماني: "أُرِيتُ النارَ التي أكثرُ أهلها النساءُ"، والعبارة وقعت في حاشية البقاعي هكذا:" .. يتُ أكثر أهلها النساءَ"؛ حيث مُحي أولها، ورقم عليها للأصيلي، و (عط).

(4)

كذا لأبي ذر، والأصيلي. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بِكُفْرِهِنَّ" وعليه صح.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني، وكذا للأصيلي:"إنْ".

(6)

كذا لابن عساكر، و (ح).

* [29][التحفة: خ م د س 5977]

ص: 209

‌22 - بَابٌ

(1)

الْمَعَاصِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا يُكَفَّرُ

(2)

صَاحِبُهَا بِارْتِكَابِهَا إِلَّا بِالشِّرْكِ

لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ"، وَقَوْلِ

(3)

اللَّهِ تَعَالَى

(4)

: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

(5)

.

[30] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ

(6)

، عَنِ الْمَعْرُورِ

(7)

قَالَ

(8)

: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ

(9)

وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ! إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ

(10)

جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ".

(1)

لفظ: "بَابٌ". سقط عند الأصيلي. وضَبطه في "الفتح"، والقسطلاني بالتنوين، وفي الفرع بلا تنوين. اهـ. من هامش الأصل.

(2)

في رواية: "يَكْفُرُ" وعليه صح. كذا في الفرع من غير رقم، ونسبها في "الفتح"، والقسطلاني لأبي الوقت. اهـ. منه.

(3)

لأبي ذر، والكشميهني:"وقال".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي:"عز وجل" وعليه صح.

(5)

[النساء: 48].

(6)

سقط عند أبي ذر، وأبي الوقت. وللأصيلي:"هو الأحدبُ".

(7)

لابن عساكر: "المَعْرُور بن سُوَيد".

(8)

لأبي ذر، والكشميهني:"وقال".

(9)

حلة: ثياب ذات خطوط. والحلة لا تكون إلا من ثوبين. وقيل: إنما تكون حلة إذا كانت جديدة. وقيل: الحلل برود اليمن. (انظر: هدي الساري)(ص 113).

(10)

خولكم: الخَوَل: حشم الرجل وأتباعه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خول).

* [30][التحفة: خ م د س 11655]

ص: 210

‌23 - بَابٌ

(1)

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ

(2)

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا

(3)

فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا

(4)

}

(5)

فَسَمَّاهُمُ الْمُؤْمِنِينَ

(6)

[31] حدثنا

(7)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَيُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ

(8)

: أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ. قَالَ: ارْجِعْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ". فَقُلْتُ

(9)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ:"إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ".

(1)

لفظ: "بَابٌ": سقط عند الأصيلي.

(2)

رواية أبي ذر عن مشايخه الثلاثة تقديم قوله تعالى: " {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} فسماهم المؤمنين. حدثنا عبد الرحمن بن المبارك

" إلى آخر الحديث على قوله: "حدثنا سليمان بن حرب

" إلى آخر الحديث.

(3)

للأصيلي، وأبي الوقت: " {اقْتَتَلُوا

} الآية".

(4)

قوله: "فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا". سقط عند الأصيلي.

(5)

[الحجرات: 9].

(6)

لابن عساكر: "مؤمنين".

(7)

هذا الحديث ثبت للحموي، والكشميهني، وسقط للمستملي.

(8)

للأصيلي: "فقلت".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي في نسخة، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قلت" وعليه صح.

* [31][التحفة: خ م د ت ق 11980]

ص: 211

‌24 - بَابٌ ظُلْمٌ دُونَ ظُلْمٍ

[32] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي بِشْرٌ

(1)

، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ

(2)

عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ

(3)

: لَمَّا نَزَلَتْ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا

(4)

إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}

(5)

قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ

(7)

{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}

(8)

.

‌25 - بَابُ

(9)

عَلَامَةِ

(10)

الْمُنَافِقِ

[33] حدثنا سُلَيْمَانُ أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ أَبُو سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ".

[34] حدثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

(1)

لابن عساكر: "بشر بن خالد أبو محمد العسكري".

(2)

لابن عساكر: "محمد بن جعفر".

(3)

رقم عليه للأصيلي.

(4)

يلبسوا: يخلطوا. (انظر: لسان العرب، مادة: لبس).

(5)

[الأنعام: 82].

(6)

للأصيلي: "النبي".

(7)

لأبي ذر والأصيلي: "عز وجل" وعليه صح.

(8)

[لقمان: 13].

* [32][التحفة: خ م ت س 9420]

(9)

سقط عند الأصيلي.

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"علامات" وعليه صح.

* [33][التحفة: خ م ت س 14341]

ص: 212

مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ

(1)

فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ".

تَابَعَهُ شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ.

‌26 - بَابٌ

(2)

قِيَامُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْإِيمَانِ

[35] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

‌27 - بَابٌ

(2)

الْجِهَادُ مِنَ الْإِيمَانِ

[36] حدثنا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ

(3)

، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "انْتَدَبَ

(4)

اللَّهُ

(5)

لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ

(6)

(1)

للأصيلي، وفي نسخة:"كان".

* [34][التحفة: خ م د ت س 8931]

(2)

سقط عند الأصيلي.

* [35][التحفة: خ س 13730]

(3)

قوله: "بن جرير". سقط عند أبي ذر، والأصيلي.

(4)

للأصيلي: "ائتدب" من "الفتح".

انتدب: سارع بالثواب وَحسن الْجَزَاء وَقيل أجَاب أو تكفل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 7).

(5)

للأصيلي: "اللَّهُ عز وجل".

(6)

لـ (عط): "الإيمان".

ص: 213

بِي وَتَصْدِيقٌ

(1)

بِرُسُلِي أَنْ أَرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ

(2)

فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ

(3)

".

‌28 - بَابٌ

(4)

تَطَوُّعُ قِيَامِ رَمَضَانَ

(5)

مِنَ الْإِيمَانِ

[37] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

‌29 - بَابٌ

(4)

صَوْمُ رَمَضَانَ احْتِسَابًا مِنَ الْإِيمَانِ

[38] حدثنا ابْنُ

(6)

سَلَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(7)

مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

(1)

قوله: "وتصديق". رواية غير ابن عساكر: "أو تصديق". انظر القسطلاني.

(2)

للأصيلي: "أَنْ أُقْتَلَ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فَأُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا فَأُقْتَلُ".

* [36][التحفة: خ م س ق 14901]

(4)

سقط عند الأصيلي.

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"شهر رمضان".

* [37][التحفة: خ م د س 12277]

(6)

للأصيلي وابن عساكر، و (عط):"محمد بن". و"سَلَام" بالتخفيف على رواية ابن عساكر.

(7)

للأصيلي: "حدثنا".

* [38][التحفة: خ س ق 15353]

ص: 214

‌30 - بَابٌ

(1)

الدِّينُ يُسْرٌ وَقَوْلُ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ

(3)

السَّمْحَةُ"

[39] حدثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ

(4)

الدِّينَ

(5)

أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا

(6)

وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا

(7)

وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ

(8)

وَالرَّوْحَةِ، وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ

(9)

".

(1)

سقط عند الأصيلي.

(2)

ضم اللام من الفرع، وكسرها من القسطلاني والعيني.

(3)

الحنيفية: دين إبراهيم عليه السلام، والحنيف المائل إلى الإسلام الثابت عليه. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 203).

(4)

يشاد: أي: يقاويه ويقاومه ويكلف نفسه من العبادة فيه فوق طاقته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شدد).

(5)

"هذا الدين": كذا في اليونينية بلا رقم. ولابن عساكر: "ولن يشادَّ إلا غلبه"، وله أيضًا ولكريمة:"ولن يشاد هذا الدين أحد".

(6)

فسددوا: أي: اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، وهو القصد في الأمر والعدل فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سدد).

(7)

لأبي ذر وعليه صح. أي: بالثواب على العمل. وهو مكتوب في هامش الفرع وعليه علامة أبي ذر، وقال القسطلاني: وسقط لغير أبي ذر: "وأبشروا".

(8)

بالغدوة: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).

(9)

الدلجة: سير الليل. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: دلج).

* [39][التحفة: خ س 13069]

ص: 215

‌31 - بَابٌ

(1)

الصَّلَاةُ مِنَ الْإِيمَانِ وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى

(2)

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}

(3)

يَعْنِي: صَلَاتَكُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ

[40] حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ

(4)

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، أَوْ قَالَ: أَخْوَالِهِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا

(5)

أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى

(6)

أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ

(7)

الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ، لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ

(8)

صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ. فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَهْلُ الْكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ الْبَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ.

(1)

ليس في رواية الأصيلي. وهو مرفوع بتنوين، وبغير تنوين، و"الصلاة" مرفوع. وعلى التنوين فقوله:"وقول اللَّه" مرفوع عطفًا على "الصلاة"، وعلى عدمه مجرور. اهـ. "فتح".

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت، والأصيلي:"عز وجل" وعليه صح.

(3)

[البقرة: 143]

(4)

للأصيلي: "البراء بن عازب"

(5)

كذا لابن عساكر، و (عط).

(6)

كذا لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

(7)

كذا لـ (عط). وضبطت أيضًا: "صلاةُ" وعليه صح.

(8)

لابن عساكر: "النبي".

ص: 216

قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ فِي حَدِيثِهِ

(1)

هَذَا: أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ وَقُتِلُوا فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى

(2)

: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}

(3)

.

‌32 - بَابُ

(4)

حُسْنُِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ

[41] قال

(5)

مَالِكٌ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، يُكَفِّرُ

(6)

اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا

(7)

، وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقِصَاصُ

(8)

: الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهَا".

(1)

للأصيلي: "في حديثه عن البراء".

(2)

للأصيلي، وابن عساكر:"عز وجل".

(3)

[البقرة: 143].

* [40][التحفة: خ 1840]

(4)

سقط عند الأصيلي.

(5)

للأصيلي، ولـ (عط):"وقال"، ولابن عساكر في نسخة:"قال: وقال مالك".

(6)

في حاشية البقاعي: "كفَّرَ" ونسبه لنسخة.

(7)

فوقه "خف". وللأصيلي: "زَلَّفها" وعليه صح. و"أزلفها": كذا في غير اليونينية. و"أسلفها": لأبي ذر وعليه صح.

وزلفها: جمعها واكتسبها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 310)

(8)

عليه صح.

* [41][التحفة: خت س 4175]

ص: 217

[42] حدثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(2)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ

(3)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلَامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا".

‌33 - بَابٌ

(4)

أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ

(5)

أَدْوَمُهُ

[43] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ

(6)

: "مَنْ هَذِهِ؟ " قَالَتْ: فُلَانَةُ - تَذْكُرُ

(7)

مِنْ صَلَاتِهَا، قَالَ: "مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا

(8)

تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا، وَكَانَ أَحَبَّ

(9)

الدِّينِ إِلَيْهِ

(10)

مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ

(11)

".

(1)

لابن عساكر: "حدثني".

(2)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أخبرنا" وعليه صح.

(3)

لـ (عط): "همام بن منبه".

* [42][التحفة: خ م 14714]

(4)

عليه صح.

(5)

للأصيلي: "اللَّه عز وجل" وعليه صح.

(6)

لأبي ذر، و (عط):"فقال".

(7)

كذا لأبي ذر، وللأصيلي وعليه صح، ولابن عساكر، وأبي الوقت. ولغير الأربعة:"يُذْكَر".

(8)

للأصيلي في نسخة: "ما".

(9)

لأبي الوقت، والأصيلي:"أحبُّ".

(10)

رقم عليه للحموي، والكشميهني. ولأبي ذر عن المستملي، ولابن عساكر في نسخة:"إلى اللَّه".

(11)

قوله: "ما داوم عليه صاحبه". ليس في رواية الأصيلي.

* [43][التحفة: خ م س 17307]

ص: 218

‌34 - بَابُ

(1)

زِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَنُقْصَانِهِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(2)

: {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}

(3)

{وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}

(4)

وَقَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}

(5)

فَإِذَا تَرَكَ

(6)

شَيْئًا مِنَ الْكَمَالِ فَهُوَ نَاقِصٌ.

[44] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَخْرُجُ

(7)

مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيَرةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ

(8)

مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ

(9)

مِنْ خَيْرٍ".

قالَ أبو عَبدِ اللهِ

(10)

: قَالَ

(11)

أَبَانُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"مِنْ إِيمَانٍ" مَكَانَ "مِنْ

(12)

خَيْرٍ".

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر، وابن عساكر:"عز وجل" وعليه صح.

(3)

[الكهف: 13].

(4)

[المدثر: 31].

(5)

[المائدة: 3].

(6)

للأصيلي: "تركْتَ" وعليه صح.

(7)

بضم الياء عند الأصيلي وأبي الوقت في جميع الحديث.

(8)

برة: البر: القمح، وواحدته: برة. (انظر: لسان العرب، مادة: برر).

(9)

ذرة: نملة صغيرة. (انظر: لسان العرب، مادة: ذرر).

(10)

قوله: "قال أبو عبد اللَّه". سقط عند ابن عساكر و (عط).

(11)

لأبي الوقت، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"وقال".

(12)

رقم عليه للأصيلي.

* [44][التحفة: خ م ت 1356]

ص: 219

[45] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ

(1)

، سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا - مَعْشَرَ الْيَهُودِ - نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}

(2)

قَالَ

(3)

عُمَرُ: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ

(4)

فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ

(5)

صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ

(6)

.

‌35 - بَابٌ

(7)

الزَّكَاةُ مِنَ الْإِسْلَامِ

وَقَوْلُهُ

(8)

: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ

(9)

حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ

(10)

}

(11)

.

(1)

للأصيلي: "الحسن البزار".

(2)

[المائدة: 3].

(3)

رقم عليه لابن عساكر. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر أيضًا في نسخة، ولأبي الوقت، و (عط):"فقال".

(4)

للأصيلي: "أُنزلت".

(5)

لأبي ذر: "رسول اللَّه" وعليه صح.

(6)

رقم عليه لابن عساكر. ولأبي ذر، ولابن عساكر أيضًا في نسخة، ولأبي الوقت وقبلهم وبعدهم صح:"الجمعة".

* [45][التحفة: خ م ت س 10468]

(7)

عليه صح.

(8)

لابن عساكر: "وقوله سبحانه"، وبعده للأصيلي:"عز وجل".

(9)

لـ (عط): {لَهُ الدِّينَ

} الآية إلى آخرها.

(10)

قوله: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} : ليس عند الأصيلي، وبدلًا منه عنده:"الآية".

(11)

[البينة: 5].

ص: 220

[46] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(1)

مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

(2)

عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ

(3)

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرُ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ

(4)

دَوِيُّ

(5)

صَوْتِهِ وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ"، فَقَالَ

(6)

: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: "لَا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ

(7)

"، قَالَ

(8)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَصِيَامُ

(9)

رَمَضَانَ" قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: "لَا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ"، قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ، قَالَ

(10)

: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: "لَا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ"، قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلَا أَنْقُصُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ".

(1)

للأصيلي: "حدثنا".

(2)

قوله: "بن أنس": ليس في رواية ابن عساكر، والأصيلي.

(3)

لأبي ذر، وعليه صح:"رجل من أهل نجد".

(4)

كذا لابن عساكر. وبالنون عند أبي الوقت، وأبي ذر، وابن عساكر. فيه - أي في لفظ "يُسمَعُ" - وفي:"يُفْقَهُ" - أي كذلك بالنون عند المذكورين.

(5)

دوي: صوت ليس بالعالي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دوا).

(6)

لابن عساكر: "قال".

(7)

قوله: "إلا أن تطوع" طاؤها مخففة في اليونينية في المواضع الثلاثة. وقال في "الفتح": بتشديدها، وجوز التخفيف.

(8)

للأصيلي، وأبي الوقت:"فقال".

(9)

لأبي ذر: "وصوم".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي:"فقال".

* [46][التحفة: خ م د س 5009]

ص: 221

‌36 - بَابٌ

(1)

اتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ مِنَ الْإِيمَانِ

[47] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَنْجُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ

(2)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ اتَّبَعَ

(3)

جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ

(4)

حَتَّى يُصَلَّى

(5)

عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا فَإِنَّه يَرْجِعُ مِنَ الْأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ

(6)

، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ".

تَابَعَهُ

(7)

عُثْمَانُ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.

(1)

عليه صح.

(2)

عليه صح، وللأصيلي:"ومحمدٌ".

(3)

لأبي ذر عن الحموي، والكشميهني، والأصيلي، وابن عساكر:"تَبِعَ".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "معها".

(5)

عليه صح، وكذا ضبط "يُصَلَّى" و"يَفْرُغَ" في الفرع، وللأصيلي بحذف الياء وكسر اللام، وكأنّ مراده أنه بالبناء للفاعل، وفي القسطلاني أنه بالبناء للمفعول فيهما أو للفاعل. وفي حاشية البقاعي:"يصلِّي" بإثبات الياء، ورقم عليه للأصيلي.

(6)

بقيراطين: مثنى قيراط، والمراد به هنا: جزء معلوم عند اللَّه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 178).

(7)

لابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه: تابعه".

* [47][التحفة: خ س 14481]

ص: 222

‌37 - بَابُ

(1)

خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ

(2)

أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذَّبًا

(3)

.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ: إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ.

وَيُذْكَرُ عَنِ الْحَسَنِ

(4)

: مَا خَافَهُ

(5)

إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ، وَمَا يُحْذَرُ مِنَ الْإِصْرَارِ عَلَى النِّفَاقِ

(6)

وَالْعِصْيَانِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ، لِقَوْلِ اللَّهِ

(7)

تَعَالَى

(8)

: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}

(9)

.

[48] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ عَنِ الْمُرْجِئَةِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ".

(1)

عليه صح.

(2)

سقط عند ابن عساكر، و (عط).

(3)

كسر الذال عند: أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(4)

"عن الحسن أنه قال": كذا وجد في نسخة بلا رقم عليه.

(5)

عند (ح) و (عط): "وما خافه".

(6)

رقم عليه لأبي ذر، وأبي الوقت. ولأبي ذر أيضًا في نسخة، والأصيلي، وابن عساكر:"على التقاتل".

(7)

للأصيلي: "لقوله عز وجل".

(8)

لأبي ذر: "عز وجل" وعليه صح.

(9)

[آل عمران: 135].

* [48][التحفة: خ م ت س 9243]

ص: 223

[49] أخبرنا

(1)

قُتَيْبَةُ بْنُ

(2)

سَعِيدٍ

(3)

، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ

(4)

أَنَسٍ

(5)

قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى

(6)

رَجُلَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: "إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ الْتَمِسُوهَا

(7)

فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ

(8)

وَالْخَمْسِ".

‌38 - بَابُ سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَعِلْمِ السَّاعَةِ، وَبَيَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَهُ

ثُمَّ قَالَ: "جَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ" فَجَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ دِينًا، وَمَا بَيَّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ مِنَ الْإِيمَانِ، وَقَوْلِهِ

(9)

تَعَالَى

(10)

: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}

(11)

.

(1)

لابن عساكر، والأصيلي، وعليه صح:"حدثنا". كذا في الفرع جعل هذه الرواية لهذين بدل: "أخبرنا". وجعلها القسطلاني بدل قوله: "عن أنس". فانظره.

(2)

لأبي الوقت: "هو ابن"، وعليه صح.

(3)

قوله: "بن سعيد". سقط عند الأصيلي.

(4)

رقم عليه لأبي ذر، ولأبي الوقت. ولأبي ذر أيضًا:"حدثني".

(5)

للأصيلي: "ابن مالك".

(6)

فتلاحى: تخاصما، وقيل: تسابا. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 356).

(7)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"فالتمسوها".

(8)

في (ح)، (عط):"في التسع والسبع".

* [49][التحفة: خ س 5071]

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "وقول اللَّه تعالى".

(10)

للأصيلي: "عز وجل".

(11)

[آل عمران: 85].

ص: 224

[50] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ

(2)

فَقَالَ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "الْإِيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَاِئكَتِهِ

(3)

، وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ

(4)

، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ". قَالَ: مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: "الْإِسْلَامُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ، وَتُقِيمَ

(5)

الصَّلَاةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ". قَالَ: مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ". قَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا

(6)

بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا

(7)

: إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ" ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}

(8)

" الْآيَةَ

(9)

، ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ:"رُدُّوهُ" فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ:"هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ".

قالَ أبو عَبدِ الله: جَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَ الْإِيمَانِ.

(1)

لـ (عط): "رسول اللَّه".

(2)

عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"رجل" وعليه صح.

(3)

للأصيلي: "وملائكته وكتبه"، وجعلها في حاشية البقاعي للأصيلي في نسخة.

(4)

للأصيلي: "وبرسله".

(5)

عند الأصيلي، و (ح):"به شيئا وتقيم".

(6)

كذا لأبي ذر.

(7)

أشراطها: علاماتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرط).

(8)

[لقمان: 34].

(9)

سقط عند (عط). وللأصيلي: {السَّاعَةِ (وَيُنْزِلُ)

} الآية.

* [50][التحفة: خ م ق 14929]

ص: 225

‌39 - بَابٌ

(1)

[51] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ

(2)

أَنَّ هِرَقْلَ قَالَ لَهُ: سَأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ. وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً

(3)

لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا. وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ.

‌40 - بَابُ

(4)

فَضْلِ مَنِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ

[52] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ

(6)

لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ

(7)

اسْتَبْرَأَ

(8)

لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ

(9)

، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ

(10)

كَرَاعِي

(11)

يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ

(1)

لفظ: "بَابٌ": سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر. وثبت عند أبي الوقت، وكريمة.

(2)

للأصيلي، و (عط):"أبو سفيان بن حرب".

(3)

لابن عساكر: "أحد منهم سخطة".

* [51][التحفة: خ م د ت س 4850]

(4)

عليه صح.

(5)

لـ (عط): "النبي".

(6)

كذا بالضبطين معًا. ولابن عساكر، والأصيلي، و (عط):"مُشْتَبِهَاتٌ".

(7)

للأصيلي، وابن عساكر:"المُشْتَبِهَات"، ولـ (عط)، وفي نسخة:"الشُّبُهات".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فقد استبرأ".

(9)

لابن عساكر، والأصيلي:"لعرضه ودينه".

(10)

لابن عساكر: "المُشَبَّهات"، وللأصيلي:"المُشْتَبِهات".

(11)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"كراعٍ".

ص: 226

أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلَا وَإِنَّ

(1)

لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا إِنَّ

(2)

حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ

(3)

مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً

(4)

إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ

(5)

، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ".

‌41 - بَابٌ أَدَاءُ الْخُمُسِ مِنَ الْإِيمَانِ

[53] حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ يُجْلِسُنِي

(6)

عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي، فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنِ الْقَوْمُ" أَوْ: "مَنِ الْوَفْدُ؟ " قَالُوا: رَبِيعَةُ. قَالَ: "مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ" أَوْ: "بِالْوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا

(7)

وَلَا نَدَامَى" فَقَالُوا

(8)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي شَهْرِ

(9)

الْحَرَامِ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، فَمُرْنَا

(1)

سقط عند الأصيلي.

(2)

لـ (عط): "وإنَّ".

(3)

رقم عليه للكشميهني.

(4)

مضغة: هي القِطْعة من اللحم قَدْرَ ما يُمْضَغ، وجمعها: مُضَغ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مضغ).

(5)

سقط عند ابن عساكر، و (عط).

* [52][التحفة: ع 11624]

(6)

لأبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي:"فيجلسني" وعليه صح.

(7)

غير خزايا: جمع خَزيان، وهو المستحيي. أو الذليل المهان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خزا).

(8)

للأصيلي: "قالوا".

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر، وأبي الوقت:"الشهر". وعزا القسطلاني: "شهر" بدون "ال" لكريمة والأصيلي.

ص: 227

بِأَمْرٍ فَصْلٍ نُخْبِرْ

(1)

بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، وَنَدْخُلْ

(1)

بِهِ الْجَنَّةَ، وَسَأَلُوهُ عَنِ الْأَشْرِبَةِ. فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، قَالَ:"أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ". وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنِ الْحَنْتَمِ

(2)

وَالدُّبَّاءِ

(3)

وَالنَّقِيرِ

(4)

وَالْمُزَفَّتِ

(5)

، وَرُبَّمَا قَالَ: الْمُقَيَّرِ

(6)

، وَقَالَ:"احْفَظُوهُنَّ وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ".

(1)

عليه صح.

(2)

الحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنتم).

(3)

الدباء: القرع، تُجعل القرعةُ اليابسة وعاءً. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).

(4)

النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذًا مُسكرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقر).

(5)

المزفت: الإناء الذي طُلِيَ بالزَّفْت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زفت).

(6)

المقير: المطلي بالقار، وهو شيء أسود يطلى به السفن والإبل أو هو الزفت. (انظر: القاموس المحيط، مادة: قير).

* [53][التحفة: خ م د ت س 6524]

ص: 228

‌42 - بَابُ

(1)

مَا جَاءَ أَنَّ

(2)

الْأَعْمَالَ

(3)

بِالنِّيَّةِ وَالْحِسْبَةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى

فَدَخَلَ

(4)

فِيهِ الْإِيمَانُ، وَالْوُضُوءُ، وَالصَّلَاةُ، وَالزَّكَاةُ، وَالْحَجُّ، وَالصَّوْمُ، وَالْأَحْكَامُ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى

(5)

{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}

(6)

عَلَى نِيَّتِهِ. نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا

(1)

صَدَقَةٌ

(7)

، وَقَالَ

(8)

: "وَلكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ".

[54] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(9)

مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا

(10)

يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ".

(1)

عليه صح.

(2)

كذا بالضبطين وعليه: "معًا".

(3)

لكريمة: "العمل".

(4)

لابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه: فدخل".

(5)

رقم عليه لأبي ذر، وأبي الوقت، و (ح)، و (عط)، وابن عساكر. وعند الأصيلي:"عز وجل".

(6)

[الإسراء: 84]. وزاد بعده في حاشية البقاعي: "أيْ" ونسبه لنسخة.

(7)

قوله: "نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(8)

بعده لأبي ذر في نسخة، و (عط)، وابن عساكر، وأبي الوقت، والأصيلي:"النبيُّ صلى الله عليه وسلم" وعليه صح.

(9)

لابن عساكر: "حدثنا".

(10)

لأبي ذر، وأبي الوقت، وابن عساكر، و (ح):"إلى دنيا".

* [54][التحفة: ع 10612]

ص: 229

[55] حدثنا حَجَّاجُ

(1)

بْنُ مِنْهَالٍ

(2)

، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي

(3)

مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا فَهُوَ

(4)

لَهُ صَدَقَةٌ".

[56] حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا

(5)

، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي

(6)

امْرَأَتِكَ".

‌43 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" وَقَوْلِهِ

(7)

تَعَالَى

(8)

: {إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}

(9)

[57] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "الحجاج".

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"المنهال" وعليه صح.

(3)

عليه صح.

(4)

كذا لأبي ذر، وأبي الوقت، وابن عساكر ورقم فوقه (ح)، وللأصيلي، و (عط) وعليه صح. وفي رواية:"فهي" وعليه صح.

* [55][التحفة: خ م ت س 9996]

(5)

"بها". هذه الرواية في اليونينية لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، لكنه ضرب عليها بالحمرة.

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وابن عساكر، و (عط):"فَمِ" وعليه صح.

* [56][التحفة: ع 3890]

(7)

لأبي ذر: "وقول اللَّه" وعليه صح.

(8)

لأبي الوقت: "عز وجل".

(9)

[التوبة: 91].

ص: 230

أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.

[58] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ

(1)

يَوْمَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ، فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الْآنَ، ثُمَّ قَالَ: اسْتَعْفُوا

(2)

لِأَمِيرِكُمْ فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَفْوَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ

(3)

: أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَشَرَطَ عَلَيَّ: "وَالنُّصْحِ

(4)

لِكُلِّ مُسْلِمٍ"، فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا، وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ، إِنِّي لَنَاصِحٌ لَكُمْ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ.

* * *

* [57][التحفة: خ م ت 3226]

(1)

كذا للأصيلي، وأبي ذر. وعليه صح.

(2)

لابن عساكر، وأبي الوقت، وفي نسخة:"استغفروا".

(3)

لأبي الوقت: "فقلت".

(4)

عليه صح.

* [58][التحفة: خ م س 3210]

ص: 231

‌3 - كِتَابُ العِلْمِ

(1)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(2)

‌1 - بَابُ

(3)

فَضْلِ الْعِلْمِ

وَقَوْلُِ اللَّهِ تَعَالَى

(4)

: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}

(5)

، وَقَوْلِه عز وجل: {رَبِّ

(6)

زِدْنِي عِلْمًا}

(7)

.

‌2 - بَابُ مَنْ سُئِلَ عِلْمًا وَهُوَ مُشْتَغِلٌ فِي حَدِيثِهِ فَأَتَمَّ الْحَدِيثَ ثُمَّ أَجَابَ السَّائِلَ

[59] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ. ح وَحَدَّثَنِي

(8)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(9)

أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي هِلَالُ

(1)

كذا لأبي ذر عن المستملي وعليه صح. وعند (عط): "بسم اللَّه الرحمن الرحيم كتاب العلم".

(2)

قوله: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم" سقط عند ابن عساكر. وقوله: "بسم

إلخ". وقع في بعض النسخ مصدرا بالبسملة بعدها: "باب فضل العلم"، وفي بعضها لا يوجد ذلك كله، بل الموجود هكذا: "كتاب العلم وقول اللَّه تعالى

إلخ"، وفي بعضها البسملة مقدمة على لفظ كتاب العلم هكذا: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم كتاب العلم" وهي رواية أبي ذر، والأولى رواية الأصيلي وكريمة وغيرهما، أعني راويتهما أن البسملة بين الكتاب والباب. اهـ. عيني.

(3)

ليس عند الأصيلي، وأبي ذر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(5)

[المجادلة: 11].

(6)

للأصيلي: {وَقُلْ رَبِّ} .

(7)

[طه: 114].

(8)

لابن عساكر: "قال: وحدثنا".

(9)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، (عط):"حدثنا".

ص: 233

بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ

(1)

، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: "أَيْنَ أُرَاهُ

(2)

السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ "، قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِذَا ضُيِّعَتِ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ"، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: "إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ".

‌3 - بَابُ

(3)

مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْعِلْمِ

[60] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ

(5)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: تَخَلَّفَ عَنَّا

(6)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا

(7)

الصَّلَاةُ

(8)

وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ

(9)

مِنَ النَّارِ" مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.

(1)

للحموي والمستملي من رواية أبي ذر، وللكشميهني من رواية ابن عساكر:"يحدثه". كذا في فرعين، والذي في "الفتح"، والقسطلاني، وفي رواية المستملي، والحموي:"يحدثه" بالهاء.

(2)

رقم له لأبي ذر، والكشميهني، وليس عند ابن عساكر، وأبي الوقت.

* [59][التحفة: خ 14233]

(3)

عليه صح.

(4)

قوله: "عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ". ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي.

(5)

"ماهكٍ": بكسر الهاء عند الأصيلي، ومصحح عليه وصرفه.

(6)

عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(7)

أرهقتنا: أي: أعجلتنا بها لضيق وقتها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 301).

(8)

عند (عط): "أرهَقْنا الصلاةَ".

(9)

للأعقاب: جمع العقب: وهو مؤخر القدم. (انظر: هدي الساري)(ص 167).

* [60][التحفة: خ م س 8954]

ص: 234

‌4 - بَابُ

(1)

قَولِ الْمُحَدِّثِ: حَدَّثَنَا أَوْ أَخْبَرَنَا

(2)

وَأَنْبَأَنَا

(3)

وَقَالَ لَنَا

(4)

الْحُمَيْدِيُّ: كَانَ عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا وَأَنْبَأَنَا وَسَمِعْتُ وَاحِدًا.

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ.

وَقَالَ شَقِيقٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ

(5)

صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً.

وَقَالَ حُذَيْفَةُ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ.

وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ

(6)

.

وَقَالَ أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ

(7)

عَن رَبِّهِ عز وجل.

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ عز وجل

(8)

.

[61] حدثنا قُتَيْبَةُ

(9)

، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

"وأخبرنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر، و (ح)، (عط)، وليس عند الأصيلي. وفي القسطلاني: وللأصيلي وغيره: "وأخبرنا". وللأصيلي بإسقاط "وأخبرنا". ولكريمة بإسقاط "وأنبأنا". وثبت الجميع في رواية أبي ذر.

(3)

رقم له للكشميهني، والأصيلي، وعليه صح.

(4)

لفظة: "لنا" ثابتة في الفرع.

(5)

لأبي ذر، والأصيلي:"من النبي"، وعليه صح.

(6)

"عز وجل" كذا في اليونينية بين الأسطر.

(7)

للأصيلي، والحموي:"فيما يرويه".

(8)

لأبوي ذر والوقت، وللأصيلي في نسخة كما في حاشية البقاعي:"تبارك وتعالى".

(9)

لابن عساكر: "قتيبة بن سعيد".

ص: 235

ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ

(1)

الْمُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ "، فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "هِيَ النَّخْلَةُ".

‌5 - بَابُ طَرْحِ الْإِمَامِ الْمَسْأَلَةَ عَلَى أَصْحَابِهِ لِيَخْتَبِرَ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ

[62] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ

(2)

الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ "، قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ

(3)

، ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

(4)

؟ قَالَ: "هِيَ النَّخْلَةُ

(5)

".

(1)

لأبي ذر، و (عط):"مِثْل".

* [61][التحفة: خ م س 7126]

(2)

ضُبط في حاشية البقاعي: "مِثْلُ" ورقم عليه لأبي ذر، و (عط).

(3)

بعده: "فاستحييت" وعليه صح، ورقم له لأبي ذر عن المستملي، وابن عساكر، وأبي الوقت، والأصيلي، و (ح)، و (عط).

(4)

قوله: "حَدَّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ" لابن عساكر و (عط): "حدثنا يا رسول اللَّه. قال: "هي النخلة"، وللأصيلي: "حدثنا يا رسول اللَّه ما هي؟ ".

(5)

بعده لغير الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح، و (عط):"بابُ القراءةِ والعرضِ على المحدّث" وعليه صح. وبعده: "ورأى الحسن

إلخ".

* [62][التحفة: خ 7179]

ص: 236

‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعِلْمِ

وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}

(1)

، الْقِرَاءَةُ وَالْعَرْضُ عَلَى الْمُحَدِّثِ

(2)

وَرَأَى الْحَسَنُ وَالثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ الْقِرَاءَةَ جَائِزَةً

(3)

.

وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ بِحَدِيثِ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ

(4)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ

(5)

؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَهَذِهِ قِرَاءَةٌ عَلَى النَّبِيِّ

(6)

صلى الله عليه وسلم، أَخْبَرَ ضِمَامٌ قَوْمَهُ بِذَلِكَ فَأَجَازُوهُ.

وَاحْتَجَّ مَالِكٌ بِالصَّكِّ يُقْرَأُ عَلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُونَ: أَشْهَدَنَا فُلَانٌ، وَيُقْرَأُ ذَلِكَ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ

(7)

، وَيُقْرَأُ عَلَى الْمُقْرِئِ، فَيَقُولُ الْقَارِئُ: أَقْرَأَنِي فُلَانٌ.

(1)

[طه: 114].

(2)

قوله: "بَابُ مَا جَاءَ

إلى المُحَدَّثِ". ليس عند ابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت، وأبي ذر، وعلى أوله وآخره صح.

(3)

بعده لغير ابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت:"قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ أبَا عَاصِمٍ يَذْكُرُ عَنْ سُفْيانَ الثَّوْرِيِ ومالِكٍ، أنَّهُمَا كَانَا يَرَيَان القِرَاءَةَ والسَّمَاعَ جَائِزًا (1). حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيانَ قالَ: إِذَا قَرَأ عَلَى المُحَدَّثِ فَلا بَأْسَ أنْ يَقُولَ: حَدَّثَنِي، وسَمِعْتُ (2) ".

.......................

1 -

لأبي ذر، ونسخة:"جَائِزَة".

2 -

من قوله: "حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْنُ مُوسَى" إلى: "حَدَّثَنِي، وسَمِعْتُ" ليس عند أبي ذر.

(4)

لأبي ذر، والأصيلي:"أنه قال".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولأبي الوقت:"الصلاة"، وجعله في حاشية البقاعي لأبي ذر، والأصيلي.

(6)

للأصيلي: "العالِمِ"، وجعله في حاشية البقاعي لأبوي ذر والوقت.

(7)

قوله: "يُقْرَأُ ذَلِكَ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ". ليس عند ابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت. وعند أبي ذر وعليه صح، و (ح)، و (عط) وأبي الوقت - وعليه صح - بدلًا منها:"وإنما ذلك قراءةٌ عليهم".

ص: 237

[63] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَا بَأْسَ بِالْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ.

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرَبْرِيُّ.

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ

(1)

، قَالَ

(2)

: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِذَا قُرِئَ

(3)

عَلَى الْمُحَدِّثِ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ

(4)

: حَدَّثَنِي.

قَال: وَسَمِعْتُ

(5)

أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ: الْقِرَاءَةُ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَتُهُ سَوَاءٌ.

[64] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ، هُوَ

(7)

: الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَمَا

(8)

نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، دَخَلَ

(9)

رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ

(1)

قوله: "وأخبرنا محمد بن يوسف

" إلى قوله: "

البخاري" ليس عند ابن عساكر، وأبي الوقت، وأبي ذر، وعليه صح.

(2)

في الأصل المعول عليه: "وحدثنا" بدون لفظ "قال"، وفي نسخة أخرى يعول عليها الجمع بينهما، وفي المطبوع:"قال" فقط. كتبه مصححه.

(3)

لـ (ح)، (عط)، وأبي الوقت:"قرأ". ولابن عساكر، والأصيلي:"قرأت"، وعليه فـ "تقول" بالفوقية كما أشار إليه في الأصل.

(4)

رسم أوله بالياء التحتية، وبالتاء الفوقية معا.

(5)

قوله: "قال: وسمعت" لابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه: سمعت".

* [63][التحفة: خت 18529]

(6)

رقم له لابن عساكر في نسخة. ولابن عساكر: "أخبرنا".

(7)

ليس عند أبي ذر.

(8)

في نسخة: "بينا".

(9)

للأصيلي: "إِذْ دَخَلَ".

ص: 238

فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ

(1)

، فَقُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الْأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: ابْنَ

(2)

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ أَجَبْتُكَ"، فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ فَلَا تَجِدْ

(4)

عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ، فَقَالَ:"سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ"، فَقَالَ: أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ: آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ

(5)

: "اللَّهُمَّ، نَعَمْ"، قَالَ

(6)

: أَنْشُدُكَ

(7)

بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ

(8)

الصَّلَوَاتِ

(9)

الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ قَالَ: "اللَّهُمَّ، نَعَمْ" قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ:"اللَّهُمَّ، نَعَمْ"، قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ، نَعَمْ"، فَقَالَ الرَّجُلُ. آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ

(10)

.

(1)

بين ظهرانيهم: كل ما كان في وسط شيء ومعظمه فهو بين ظهريه وظهرانيه. (انظر: لسان العرب، مادة: ظهر).

(2)

عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "يَا ابْنَ".

(3)

قوله: "الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" ليس عند ابن عساكر، وعليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"فقال الرجل: إني سائلك". وزاد في القسطلاني: "وسقط لفظ "الرجل" فقط لأبي الوقت".

(4)

تجد: الوجد: الغضب والحزن. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 280).

(5)

عند (عط): "قال".

(6)

لابن عساكر: "فقال".

(7)

أنشدك: أي: أسألك وأقسم عليك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).

(8)

كذا في الفرع بالنون.

(9)

رقم له للمستملي. وللحموي، والكشميهني:"الصلاة".

(10)

قوله: "وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ" ليس عند الأصيلي.

ص: 239

رَوَاهُ مُوسَى

(1)

وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ

(2)

سُلَيْمَانَ

(3)

، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا

(4)

.

‌7 - بَابُ

(5)

مَا يُذْكَرُ فِي الْمُنَاوَلَةِ وَكِتَابِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْعِلْمِ إِلَى الْبُلْدَانِ

وَقَالَ أَنَسٌ

(6)

: نَسَخَ عُثْمَانُ

(7)

الْمَصَاحِفَ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى الْآفَاقِ.

وَرَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَمَالِكٌ

(8)

ذَلِكَ جَائِزًا.

وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَهْلِ الْحِجَازِ فِي الْمُنَاوَلَةِ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَيْثُ كَتَبَ لِأَمِيرِ

(9)

السَّرِيَّةِ كِتَابًا وَقَالَ: "لَا تَقْرَأْهُ

(10)

حَتَّى تَبْلُغَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا"، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَكَانَ قَرَأَهُ عَلَى النَّاسِ، وَأَخْبَرَهُمْ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

لابن عساكر: "ورواه موسى بن إسماعيل".

(2)

للأصيلي: "وأخبرنا عن سليمان". الذي في القسطلاني منسوبا للأصيلي: "أخبرنا سليمان".

(3)

لأبي ذر: "سليمان بن المغيرة".

(4)

سقط عند ابن عساكر، وأبي الوقت. وعند (ح)، وأبي ذر، و (عط)، و (ح):"مِثْلَه".

* [64][التحفة: خ د س ق 907]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(7)

بعده للأصيلي: "ابن عفان".

(8)

بعده للأصيلي: "ابن أنس".

(9)

للأصيلي: "إلى أمير".

(10)

عليه صح. ولأبي ذر، والكشميهني:"تقرأ". ذكر القسطلاني أن هذه الرواية بنون الجمع، قال:"ويلزم منه أن "نبلغ" بالنون أيضا"، لكن الذي في الفرع الذي نقلنا عنه بتاء الخطاب كما ترى. اهـ من هامش الأصل.

ص: 240

[65] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِكِتَابِهِ رَجُلًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ

(1)

مَزَّقَهُ، فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.

[66] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ

(2)

، أَخْبَرَنَا

(3)

عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(4)

قَالَ: كَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا - أَوْ: أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ - فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

(5)

، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: مَنْ قَالَ نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

(5)

؟ قَالَ: أَنَسٌ.

(1)

لأبي ذر عن الحموي، والمستملي، و (ح):"قرأ".

* [65][التحفة: خ س 5845]

(2)

بعده للمستملي: "المروزي".

(3)

للأصيلي: "حدثنا".

(4)

قوله: "بن مالك" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

(5)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" رقم عليه بعلامتي المستملي، والكشميهني.

* [66][التحفة: خ م س 1256]

ص: 241

‌8 - بَابُ

(1)

مَنْ قَعَدَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ، وَمَنْ رَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا

(2)

[67] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَهَبَ وَاحِدٌ، قَالَ: فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً

(3)

فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ".

‌9 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ"

[68] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ ذَكَرَ

(4)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَعَدَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَأَمْسَكَ إِنْسَانٌ بِخِطَامِهِ - أَوْ: بِزِمَامِهِ - قَالَ

(5)

: "أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ "، فَسَكَتْنَا

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر في نسخة: "إليها".

(3)

بفتح الفاء عند ابن عساكر.

* [67][التحفة: خ م ت س 15514]

(4)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال ذُكِرَ". وفي نسخة، (عط)، وابن عساكر، وأبي الوقت، والأصيلي في نسخة:"عن أبيه، أن النبي".

(5)

"فقال" وعليه صح، ورقم له لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.

ص: 242

حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ:"أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ "، قُلْنَا

(1)

: بَلَى، قَالَ:"فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ "، فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ

(2)

، فَقَالَ

(3)

: "أَلَيْسَ بِذِي الْحِجَّةِ؟ "، قُلْنَا: بَلَى

(4)

، قَالَ:"فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ؛ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ".

‌10 - بَابٌ

(5)

الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:

(6)

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}

(7)

، فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ، وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَرَّثُوا

(8)

الْعِلْمَ، مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ

(9)

وَافِرٍ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ

(10)

: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}

(11)

، وَقَالَ: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا

(1)

لـ (عط)، وأبي الوقت:"فقلنا".

(2)

من قوله: "قال أليس يوم النحر

" إلى قوله: "

بغير اسمه" رقم عليه للكشميهني.

(3)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"قال".

(4)

بعده: "قال: فأي بلد هذا؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس بمكة؟ " هذه الزيادة رواية كريمة من غير اليونينية.

* [68][التحفة: خ م س 11682]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

للأصيلي: "عز وجل".

(7)

[محمد: 19].

(8)

"وَرِثُوا" ورقم عليه "خف"، كذا في اليونينية من غير رقم.

(9)

في اليونينية بكسرة واحدة.

(10)

قوله: "جل ذكره" ليس عند الأصيلي. وعند (عط): "جل وعز".

(11)

[فاطر: 28].

ص: 243

الْعَالِمُونَ}

(1)

، {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}

(2)

، وَقَالَ {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}

(3)

.

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، يُفَهِّمْهُ

(4)

"، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ

(5)

.

وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ

(6)

عَلَى هَذِهِ - وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ - ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ

(7)

كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ

(8)

صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ

(9)

لَأَنْفَذْتُهَا

(10)

.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ}

(11)

: حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ

(12)

، وَيُقَالُ: الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ.

(1)

[العنكبوت: 43].

(2)

[الملك: 10].

(3)

[الزمر: 9].

(4)

"يفقهه في الدين" وعليه صح، ورقم له لأبي ذر عن الحموي، والمستملي، وابن عساكر، والأصيلي. كذا رمز المستملي على "يفقهه" في نسختين من الفروع، وذكر في الفتح والقسطلاني أن رواية المستملي "يفهمه".

(5)

رقم له للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. ووجد في أصل اليونينية:"بالتعليم" وصوَّب الأول اليونيني.

(6)

الصمصامة: السيف القاطع، والجمع: صماصم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صمصم).

(7)

عليها: "خف".

(8)

"رسول اللَّه" وعليه صح، ورقم له لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(9)

تجيزوا عليّ: تقتلوني وتنفذوا فيّ أمركم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوز).

(10)

بعده لأبي الوقت: "وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليبلغ الشاهد الغائب".

(11)

[آل عمران: 79].

(12)

قوله: "حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ" في (عط): "حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ".

ص: 244

‌11 - بَابُ

(1)

مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ وَالْعِلْمِ كَيْ لَا يَنْفِرُوا

[69] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(2)

سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ؛ كَرَاهَةَ

(3)

السَّآمَةِ عَلَيْنَا.

[70] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ

(5)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا".

‌12 - بَابُ

(6)

مَنْ جَعَلَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَيَّامًا مَعْلُومَةً

(7)

[71] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ

(1)

ليس عند الأصيلي، وعليه صح.

(2)

للأصيلي، وابن عساكر، (عط):"حدثنا".

(3)

"كراهية" وعليه صح، ورقم له لأبي ذر، والأصيلي، والحموي.

* [69][التحفة: خ م ت 9254]

(4)

قوله: "بْنُ سَعِيدٍ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(5)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

* [70][التحفة: خ م س 1694]

(6)

عليه صح.

(7)

للحموي، والمستملي:"يوما معلوما"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"معلومات".

ص: 245

أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا

(1)

بِهَا؛ مَخَافَةَ السَّآمَةِ

(2)

عَلَيْنَا.

‌13 - بَابٌ

(3)

مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ

(4)

[72] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ

(5)

: سَمِعْتُ النَّبِيَّ

(6)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ، وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ".

‌14 - بَابُ

(3)

الْفَهْمِ فِي الْعِلْمِ

[73] حدثنا عَلِيٌّ

(7)

، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:

(8)

صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

يتخولنا: يتعهدنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خول).

(2)

السآمة: الملل والضجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سأم).

* [71][التحفة: خ م س 9298]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

رقم عليه لابن عساكر، و (ع)، والكشميهني.

(5)

للأصيلي: "فقال".

(6)

رقم عليه للأصيلي، وأبي الوقت. ولأبي ذر، وابن عساكر:"رسول اللَّه"، وفي القسطلاني خلافه.

* [72][التحفة: خ م 11409]

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن عبد اللَّه، قال".

(8)

ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

ص: 246

إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، قَالَ

(1)

: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأُتِيَ بِجُمَّارٍ

(2)

، فَقَالَ:"إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ الْمُسْلِمِ"، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ، فَسَكَتُّ، قَالَ

(3)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هِيَ النَّخْلَةُ".

‌15 - بَابُ

(4)

الاِغْتِبَاطِ فِي الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ

وَقَالَ عُمَرُ: تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا

(5)

.

[74] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(6)

إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ

(7)

آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا".

(1)

ليس عند أبي الوقت، وعليه صح.

(2)

بجمار: جمع جُمَّارَة، وهي قلب النخلة وشحمتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمر).

(3)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"فقال".

* [73][التحفة: خ م 7389]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

بعده من غير اليونينية: "قال أبو عبد اللَّه: وبعد أن تسوّدوا، وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنهم".

(6)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(7)

كذا بالضبطين ورقم عليه: "معا".

* [74][التحفة: خ م س ق 9537]

ص: 247

‌16 - بَابُ مَا ذُكِرَ فِي ذَهَابِ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ

(1)

عَلَيْهِ

(2)

فِي الْبَحْرِ إِلَى الْخَضِرِ

(3)

وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ (تُعَلِّمَنِي) مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا

(4)

}

(5)

.

[75] حدثني

(6)

مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(7)

أَبِي، عَنْ صَالِحٍ

(8)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَ

(9)

أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ تَمَارَى

(10)

هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ، فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ مُوسى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟

(1)

رقم عليه للأصيلي.

(2)

كذا في الفرع بدون "وسلم" هنا، وفيما يأتي في الهامش، وفي الخروج في طلب العلم. وفي القسطلاني بإثبات "وسلم".

(3)

بعده: "عليهما السلام" كذا في الفرع من نفس الأصل.

(4)

كذا بالضبطين، وهي قراءتان؛ بفتح الراء والشين قراءة أبي عمرو ويعقوب، وبضم الراء وإسكان الشين قراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 311).

(5)

[الكهف: 66]. وقوله: {مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} مكانه لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"الآية".

(6)

للأصيلي، وابن عساكر:"حدثنا".

(7)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(8)

زاد في حاشية البقاعي: "يَعني ابن كيسان" ونسبه لنسخة.

(9)

للحموي، والمستملي، وأبي ذر:"حدثه".

(10)

تمارى: التماري: المجادلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرا).

ص: 248

قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

(2)

: "بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، جَاءَهُ

(3)

رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ

(4)

مُوسَى: لَا، فَأَوْحَى اللَّهُ

(5)

إِلَى مُوسَى: بَلَى

(6)

، عَبْدُنَا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً، وَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ، وَكانَ

(7)

يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا (أَنْسَانِيهِ) إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}

(8)

، {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا (نَبْغِي) فَارْتَدَّا

(9)

عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}

(10)

، فَوَجَدَا خَضِرًا، فكانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عز وجل فِي كِتَابِهِ".

‌17 - بَابُ

(11)

قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ"

[76] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ

(1)

لابن عساكر، (عط):"النبي".

(2)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي والوقت:"يَذْكُرُ شَأْنَهُ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "إذ جاءه".

(4)

للأصيلي: "فقال".

(5)

بعده للأصيلي: "عز وجل".

(6)

عند (صع)، والكشميهني، وأبي والوقت، وأبي ذر، (عط):"بَلْ".

(7)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فكان".

(8)

[الكهف: 63].

(9)

فارتدا: رجعا يقصّان الأثر الذي جاءا فيه. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن)(ص 220).

(10)

[الكهف: 64]. وقصصًا: الْقَصُّ: تتبّع الأثر. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 671).

* [75][التحفة: خ م ت س 39]

(11)

عليه صح.

ص: 249

عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ".

‌18 - بَابٌ

(2)

مَتَى يَصِحُّ سَمَاعُ الصَّغِيرِ

(3)

[77] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ

(5)

، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ

(6)

الاِحْتِلَامَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ تَرْتَعُ، فَدَخَلْتُ فِي

(7)

الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكَرْ ذَلِكَ عَلَيَّ.

(1)

لأبي ذر، (عط):"النبي".

* [76][التحفة: خ ت س ق 6049]

(2)

كذا بالضبطين وعليه صح.

(3)

لأبي ذر، (ع)، والكشميهني:"الصبي"؛ كذا في الفرع تخريج الرواية على الصغير، وقضيته أن رواية الكشميهني "الصبي" بدل "الصغير"، وهو الذي في القسطلاني، ولكن وقع في الفتح أن رواية الكشميهني:"الصبي الصغير" بالجمع بينهما اهـ، وهو الذي رأيته في نسخة معتمدة معزوة لأبي ذر اهـ من هامش الأصل.

(4)

قوله: "بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(5)

أتان: الأتان: أنثى الحمار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أتن).

(6)

ناهزت: قاربت ودانيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نهز).

(7)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ودخلت الصف"، ونسب في الأصل المعول عليه رواية:"فدخلت في الصف" لابن عساكر في نسخة، وعزاها القسطلاني للكشميهني. كتبه مصححه.

* [77][التحفة: ع 5834]

ص: 250

[78] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: عَقَلْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَجَّةً

(3)

مَجَّهَا فِي وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ.

‌19 - بَابُ

(4)

الْخُرُوجِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ

وَرَحَلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ.

[79] حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: قَالَ

(6)

الْأَوْزَاعِيُّ: أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ

(7)

وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى، فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يذْكُرُ شَأْنَهُ؟ فَقَالَ أُبَيٌّ: نَعَمْ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ

(8)

صلى الله عليه وسلم

(1)

لأبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي:"حدثنا".

(2)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(3)

مَجَّةً: المَجُّ: إرسال الماء من الفم مع نفخ، وقيل: ويباعد به. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 374).

* [78][التحفة: خ م س ق 9750 - خ س ق 11235 - ت 11236]

(4)

عليه صح.

(5)

بعده: "قاضي حمص" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، (عط).

(6)

للأصيلي: "حدثنا" وعليه صح.

(7)

ليس ابن عساكر.

(8)

لأبي ذر، (عط):"رسول اللَّه".

ص: 251

يَذْكُرُ شَأْنَهُ، يَقُولُ: "بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ

(1)

: أَتَعْلَمُ

(2)

أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ مُوسَى: لَا، فَأَوْحَى اللَّهُ عز وجل إِلَى مُوسَى: بَلَى

(3)

، عَبْدُنَا خَضِرٌ، فَسَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ

(4)

آيَةً، وَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ، فَكَانَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ

(5)

، فَقَالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا (أَنْسَانِيهِ) إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}

(6)

، قَالَ مُوسَى:{ذَلِكَ مَا كُنَّا (نَبْغِي) فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}

(7)

، فَوَجَدَا خَضِرًا، فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ".

‌20 - بَابُ فَضْلِ مَنْ عَلِمَ وَعَلَّمَ

[80] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ

(8)

(1)

عند عط: "قال".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "هَلْ تَعْلَمُ"، ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"تعلم" أي بدون أداة استفهام.

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني والحموي، وللأصيلي:"بل".

(4)

ليس عند (عط)، والتي تليها كذلك.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني والحموي، وللأصيلي:"في الماء"، وزاد في حاشية البقاعي نسبته إلى ابن عساكر.

(6)

[الكهف: 63].

(7)

[الكهف: 64].

* [79][التحفة: خ م ت س 39]

(8)

للأصيلي: "بِهِ اللَّهُ".

ص: 252

مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا؛ فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ

(1)

قَبِلَتِ الْمَاءَ، فَأَنْبَتَتِ

(2)

الْكَلَأَ

(3)

وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ

(4)

أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا

(5)

النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ

(6)

مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ

(7)

لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ

(8)

فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا

(9)

بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ".

(1)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. وللكشميهني:"ثَغْبِةٌ". والنقية: طائفة طيبة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 134).

(2)

في حاشية البقاعي: "فأُنبتَ" ونسبه لنسخة.

(3)

الكلأ: النبات والعشب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلأ).

(4)

"إِخَاذَاتٌ" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر. وللأصيلي:"أحادب" بالمهملة، قال الأصيلي:"هو الصواب". كذا في الفرع اهـ من هامش الأصل. لكن الذي في القسطلاني: "ولغير الأصيلي: "أجاذب" بالمعجمة، قال الأصيلي: وبالمهملة هو الصواب" اهـ. وهو يشير إلى إهمال الذال وإعجامها مع الجيم فيهما، كما رواه العيني. كتبه مصححه.

أجادب: هي صِلَاب الأرض التي تُمْسِكُ الماء فلا تَشْرَبُهُ سريعًا، وقيل: هي الأرض التي لا نبات بها، مأخوذ من الجَدْب، وهو القحط. انظر:(النهاية في غريب الحديث، مادة: جدب)

(5)

للأصيلي: "به".

(6)

لأبي ذر، وأبي الوقت، (ح)، (عط)، والأصيلي:"وأصاب". وجعله في حاشية البقاعي لأبي ذر، وأبي الوقت، وابن عساكر.

(7)

قيعان: القاع: المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض، يعلوه ماء السماء فيمسكه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيع).

(8)

كذا بالضبطين، وفوقه:"معا".

(9)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"بما".

ص: 253

قالَ أبو عَبدِ الله

(1)

: قَالَ إِسْحَاقُ

(2)

: "وَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَيَّلَتِ

(3)

الْمَاءَ قَاعٌ يَعْلُوهُ الْمَاءُ وَالصَّفْصَفُ الْمُسْتَوِي مِنَ الْأَرْضِ

(4)

".

‌21 - بَابُ رَفع الْعِلْمِ وَظُهُورِ الْجَهْلِ

وَقَالَ رَبِيعَةُ: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ

(5)

يُضَيِّعَ نَفْسَهُ.

[81] حدثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ

(6)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ

(7)

السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا".

[82] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(6)

قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لَا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(8)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مِنْ

(9)

أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَتَكْثُرَ

(1)

قوله: "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ" رقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(2)

قوله: "قَالَ إِسْحَاقُ" رقم عليه لابن عساكر، وأبي الوقت، ونسبه في حاشية البقاعي لنسخة.

(3)

هو بالياء التحتية المشددة للأصيلي، وقال:"ومعنى قيلت: أمسكت".

(4)

قوله: "قَاعٌ يَعْلُوهُ الْمَاءُ

إلخ" رقم عليه للمستملي.

* [80][التحفة: خ م س 9044]

(5)

ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(6)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(7)

أشراط: علامات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرط).

* [81][التحفة: خ م س 1696]

(8)

عند (عط)، والأصيلي، وابن عساكر:"النبيَّ".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي:"إنَّ مِن".

ص: 254

النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ

(1)

الْوَاحِدُ".

‌22 - بَابُ

(2)

فَضْلِ الْعِلْمِ

[83] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(3)

اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(4)

عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ

(5)

: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، أُتِيتُ بِقَدَحِ

(6)

لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ حَتَّى أَنِّي

(7)

لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي

(8)

أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الْعِلْمَ".

‌23 - بَابُ الْفُتْيَا وَهْوَ وَاقِفٌ عَلَى الدَّابَّةِ وَغَيْرِهَا

(9)

[84] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ

(1)

القيم: هو القائم لمصالحهن، وليس المراد أنهن زوجات له، بل أعم منها ومن الأمهات والجدات والأخوات والعمات والخالات. (انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح) (10/ 163).

* [82][التحفة: خ م ت س ق 1240]

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(4)

لأبي ذر: "عن".

(5)

لأبي ذر - وعليه صح - وابن عساكر، وأبي الوقت، والأصيلي:"يقول".

(6)

بقدح: القدح: وعاء حجمه: 2،0625 لترًا. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 36).

(7)

ضبط في الفرع بالوجهين. يعني بفتح الهمزة وكسرها.

(8)

للمستملي، والحموي:"من".

* [83][التحفة: خ م ت س 6700]

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت، (عط):"أو غيرها".

ص: 255

فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ، فَجَاءَهُ

(1)

رَجُلٌ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ، فَقَالَ

(2)

: "اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ"، فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ

(3)

: "ارْمِ وَلَا حَرَجَ"، فَمَا سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ:"افْعَلْ وَلَا حَرَجَ".

‌24 - بَابُ

(4)

مَنْ أَجَابَ الْفُتْيَا بِإِشَارَةِ الْيَدِ وَالرَّأْسِ

[85] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ فِي حَجَّتِهِ، فَقَالَ: ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، فَاَوْمَاَ

(5)

بِيَدِهِ قَالَ: وَلَا حَرَجَ

(6)

، قَالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ، فَاَوْمَاَ بِيَدِهِ: وَلَا حَرَجَ.

[86] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ

(7)

، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرُ

(1)

للأصيلي: "فجاء".

(2)

للأصيلي، وابن عساكر، (عط):"قال".

(3)

لأبي ذر: "فقال".

* [84][التحفة: ع 8906]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

قبله للأصيلي: "قال". ولأبي الوقت: "فأومأ" وعليه صح.

(6)

قوله: "قَالَ: وَلَا حَرَجَ"، عند أبي ذر:"فقال: لا حرج".

* [85][التحفة: خ ق 5999]

(7)

قوله: "بْنُ أَبِي سُفْيَانَ" رقم عليه للأصيلي.

ص: 256

الْجَهْلُ

(1)

وَالْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ

(2)

"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ؛ فَحَرَّفَهَا كَأَنَّه يُرِيدُ الْقَتْلَ.

[87] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ، فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، قُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا؛ أَيْ: نَعَمْ، فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي

(3)

الْغَشْيُ

(4)

، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِيَ الْمَاءَ، فَحَمِدَ اللَّهَ عز وجل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي

(5)

حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ

(6)

، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ - أَوْ: قَرِيبً

(7)

، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، يُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ - أَوِ:

(1)

سقط "الجهل" عند ابن عساكر، والأصيلي. وعليه فـ "تظهر" بالتاء الفوقية كما رمز إليه في الأصل.

(2)

الهرج: القتل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 267).

* [86][التحفة: خ م 12912]

(3)

رقم عليه لابن عساكر. وعند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، (عط)، وأبي الوقت:"علاني".

وتجلاني: غَطَّانِي وغَشَّانِي، ويجوز أن يكون المعنى: ذهب بقوتي وصبري، من الجَلاء، أو ظهر بي وبَانَ عَلَيَّ. انظر:(النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا)

(4)

الغشي: أغمي عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).

(5)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني والحموي، وابن عساكر:"هذا".

(6)

قوله: "الجنة والنار" يرويا بالحركات الثلاث.

(7)

كذا في اليونينية بغير ألف، وعلى أوله وآخره صح. وعند أبي ذر وعليه صح، والأصيلي، و (عط):"قريبا".

ص: 257

الْمُوقِنُ، لَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا

(1)

قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا

(2)

، هُوَ

(3)

مُحَمَّدٌ

(4)

- ثَلَاثًا - فَيُقَالُ: نَمْ صَالِحًا، قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ - أَوِ: الْمُرْتَابُ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ

(5)

".

‌25 - بَابُ

(6)

تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى أَنْ يَحْفَظُوا الْإِيمَانَ وَالْعِلْمَ، وَيُخْبِرُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ

وَقَالَ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ: قَالَ لَنَا النَّبِيُّ

(7)

صلى الله عليه وسلم: "ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَعَلِّمُوهُمْ

(8)

".

[88] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَنِ الْوَفْدُ أَوْ مَنِ الْقَوْمُ؟ "، قَالُوا: رَبِيعَةُ، فَقَالَ

(9)

: "مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ - أَوْ: بِالْوَفْدِ

(10)

- غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى"، قَالُوا: إِنَّا نَأْتِيكَ مِنْ

(1)

لأبي ذر - وعليه صح - وأبي الوقت، وابن عساكر، والأصيلي، (ح)، (عط):"أيَّهما".

(2)

قوله: "فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا"، عند أبي ذر:"فأجبناه واتبعناه" وعليه صح.

(3)

رقم عليه لابن عساكر وعليه صح. ولابن عساكر في نسخة، والأصيلي:"وهو".

(4)

رقم في الأصل بين الأسطر بقلم الحمرة: "صلى الله عليه وسلم"، وكتب في الهامش:"كذا في الفرع".

(5)

بعده في نسخة، (عط):"وذكر الحديث".

* [87][التحفة: خ م 15750]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

في نسخة: "رسول اللَّه".

(8)

للأصيلي، والمستملي:"فعظوهم".

(9)

لابن عساكر، (عط):"قال".

(10)

للأصيلي: "بالوفد أو القوم".

ص: 258

شُقَّةٍ

(1)

بَعِيدَةٍ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ

(2)

، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نُخْبِرُ

(3)

بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا نَدْخُلُ

(4)

بِهِ الْجَنَّةَ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ؛ أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ عز وجل وَحْدَهُ، قَالَ

(5)

: "هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَتُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْمَغْنَمِ"، وَنَهَاهُمْ عَنِ: الدُّبَّاءِ

(6)

، وَالْحَنْتَمِ

(7)

، وَالْمُزَفَّتِ

(8)

- قَالَ شُعْبَةُ: رُبَّمَا

(9)

قَالَ: النَّقِيرِ

(10)

، وَرُبَّمَا قَالَ: الْمُقَيَّرِ

(11)

- قَالَ: "احْفَظُوهُ، وَأَخْبِرُوهُ

(12)

مَنْ وَرَاءَكُمْ".

(1)

شقة: مسافة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شقق).

(2)

للحموي من طريق أبي الوقت في نسخة، وللأصيلي:"الحرام".

(3)

ضبط آخره بالضم والسكون.

(4)

على أوله وآخره صح.

(5)

رقم عليه للكشميهني.

(6)

الدباء: القرع، كانوا يتخذون اليابس منه وعاء ينتبذون فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).

(7)

الحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنتم).

(8)

المزفت: الإناء الذي طلي بالزفت، وهو نوع من القار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زفت).

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"وربما".

(10)

النقير: جذع الخلة ينقر وسطه ثم يخمر فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير مسكرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقر).

(11)

المقير: المطلي بالقار، وهو شيء أسود يطلى به السفن والإبل أو هو الزفت. (انظر: القاموس المحيط، مادة: قير).

(12)

لابن عساكر، وأبي ذر، والكشميهني:"وأخبروا به".

* [88][التحفة: خ م د ت س 6524]

ص: 259

‌26 - بَابُ

(1)

الرِّحْلَةِ

(2)

فِي الْمَسْأَلَةِ النَّازِلَةِ، وَتَعْلِيمِ أَهْلِهِ

(3)

[89] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ

(4)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ تَزَوَّجَ ابْنَةً

(5)

لِأَبِي إِهَابِ بْنِ عَزِيزٍ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُ عُقْبَةَ وَالَّتِي تَزَوَّجَ

(6)

، فَقَالَ لَهَا عُقْبَةُ: مَا أَعْلَمُ أَنَّكِ أَرْضَعْتِنِي

(7)

وَلَا أَخْبَرْتِنِي

(8)

، فَرَكِبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ

(9)

رَسُولُ اللَّهِ

(10)

صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ"، فَفَارَقَهَا عُقْبَةُ، وَنَكَحَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ.

‌27 - بَابُ

(1)

التَّنَاوُبِ فِي الْعِلْمِ

[90] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

(11)

: وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

بضم الراء للأصيلي.

(3)

قوله: "وَتَعْلِيمِ أَهْلِهِ" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي.

(4)

قوله: "أَبُو الْحَسَنِ" ليس عند الأصيلي.

(5)

للأصيلي: "بنتا".

(6)

بعده وعليه صح لأبي ذر عن المستملي، وابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت، والأصيلي، و (عط):"بها".

(7)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"أرضعتيني".

(8)

لابن عساكر: "أخبرتيني".

(9)

للأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"قال".

(10)

لأبي ذر: "النبي".

* [89][التحفة: خ د ت س 9905]

(11)

قوله: "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ" ليس عند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

ص: 260

أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ فِي

(1)

بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهِيَ

(2)

مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ

(3)

، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَنَزَلَ صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ، فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا فَقَالَ: أَثَمَّ هُوَ، فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، قَالَ

(4)

: فَدَخَلْتُ

(5)

عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ: طَلَّقَكُنَّ

(6)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ: أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قَالَ: "لَا"، فَقُلْتُ

(7)

: اللَّهُ أَكْبَرُ.

(1)

لأبي ذر - وعليه صح، (عط):"من".

(2)

لابن عساكر: "وهو".

(3)

عوالي المدينة: تطلق على أعلى المدينة المنورة حيث يبدأ وادي بطحان، بينها وبين المدينة ثلاثة أميال [الميل: 1609 مترات]، ولكنها اليوم تتصل بالمدينة، وفي جنوب شرق المسجد النبوي حيّ من أحياء المدينة على طريق العوالي سمي حيّ العوالي. انظر:(المعالم الأثيرة في السنة والسيرة)(ص 203).

(4)

رقم عليه للأصيلي.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "دخلت".

(6)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة. وعند أبي ذر، وابن عساكر، والكشميهني:"أطلقكن". في الفرع المكي بدل علامة ابن عساكر علامة المستملي. والذي في فرع آخر والقسطلاني علامة ابن عساكر.

(7)

للأصيلي: "قال".

* [90][التحفة: خ م ت س 10507]

ص: 261

‌28 - بَابُ

(1)

الْغَضَبِ فِي الْمَوْعِظَةِ وَالتَّعْلِيمِ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ

[91] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(2)

سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَكَادُ أُدْرِكُ الصَّلَاةَ مِمَّا يُطَوِّلُ

(3)

بِنَا فُلَانٌ، فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْ

(4)

يَوْمِئِذٍ، فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ

(5)

، فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ وَالضَّعِيفَ وَذَا

(6)

الْحَاجَةِ".

[92] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ

(7)

، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ بِلَالٍ الْمَدِينِيُّ

(8)

، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ اللُّقَطَةِ

(9)

، فَقَالَ: "اعْرِفْ وِكاءَهَا

(10)

- أَوْ قَالَ: وِعَاءَهَا - وَعِفَاصَهَا

(11)

، ثُمَّ عَرِّفْهَا

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرني".

(3)

في نسخة: "يُطِيلُ".

(4)

لابن عساكر: "منه"؛ قضية ما في الفرع أن "منه" بدل "من" لكن في القسطلاني والكرماني والبرماوي وفي رواية: "منه من يومئذ".

(5)

قوله: "إنكم منفرون"، لأبي الوقت:"إن منكم مُنَفَّرِينَ".

(6)

"وذو" للقابسي.

* [91][التحفة: خ م س ق 10004]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "عبد الملك بن عمرو العَقَدي". ولابن عساكر: "أبو عامر العَقَديُّ".

(8)

للأصيلي: "المدني".

(9)

رواية (عط) بسكون القاف.

واللقطة: اسم الشيء الذي تجده مُلْقى فتأخذه. (انظر: المصباح المنير، مادة: لقط).

(10)

وكاءها: الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وكا).

(11)

عفاصها: وعاءها الذي تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة، أو غير ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عفص).

ص: 262

سَنَةً، ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ"، قَالَ: فَضَالَّةُ

(1)

الْإِبِلِ؟ فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ

(2)

- أَوْ قَالَ: احْمَرَّ وَجْهُهُ - فَقَالَ: "وَمَا لَكَ

(3)

وَلَهَا، مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا

(4)

، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَرْعَى الشَّجَرَ، فَذَرْهَا حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا"، قَالَ: فَضَالَّةُ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ".

[93] حدثنا

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَشْيَاءَ كَرِهَهَا، فَلَمَّا أُكْثِرَ عَلَيْهِ غَضِبَ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ

(6)

: "سَلُونِي عَمَّا

(7)

شِئْتُمْ"، قَالَ رَجُلٌ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: "أَبُوكَ حُذَافَةُ"، فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ

(8)

: "أَبُوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شَيْبَةَ"، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا فِي وَجْهِهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ عز وجل.

(1)

فضالة: الضالَّة: الضائعة من كل ما يُقتنى من الحيوان وغيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضلل).

(2)

وجنتاه: مثنى وجنة وهي أعلى الخد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وجن).

(3)

لأبي الوقت، وابن عساكر في نسخة:"فما لك". وللأصيلي، وابن عساكر:"ما لك".

(4)

وحذاؤها: أخفافها؛ يقول: إنها تقوى على السير وقطع البلاد. (انظر: غريب الحديث) للقاسم بن سلام (2/ 203).

* [92][التحفة: ع 3763]

(5)

لابن عساكر: "حدثني".

(6)

ليس عند الأصيلي. اختلفت الفروع في رمز علامة السقوط، فبعضها برمز ابن عساكر، وبعضها برمز الأصيلي.

(7)

للأصيلي: "عمّ".

(8)

لأبي ذر - وعليه صح - وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال".

* [93][التحفة: خ م 9052]

ص: 263

‌29 - بَابُ مَنْ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ الْإِمَامِ أَوِ الْمُحَدِّثِ

[94] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1)

شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ

(2)

: مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ

(3)

: "أَبُوكَ حُذَافَةُ"، ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ:"سَلُونِي"، فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا

(4)

، فَسَكَتَ.

‌30 - بَابُ

(5)

مَنْ أَعَادَ الْحَدِيثَ ثَلَاثًا لِيُفْهَمَ عَنْهُ

(6)

فَقَالَ

(7)

: "أَلَا وَقَوْلُ

(8)

الزُّورِ"، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا.

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ بَلَّغْتُ؟ " ثَلَاثًا.

[95] حدثنا عَبْدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى،

(1)

للأصيلي: "حدثنا".

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"قال".

(3)

للأصيلي، وأبي الوقت:"قال".

(4)

قوله: "صلى الله عليه وسلم نبيا"، عند الأصيلي:"نبيا صلى الله عليه وسلم"

* [94][التحفة: خ م 1493]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

ليس عند أبي ذر.

(7)

بعده لأبي الوقت، والأصيلي:"النبي صلى الله عليه وسلم". وكلمة "النبي" ليس عند الأصيلي. كذا مرقوم عليه في الفرع. والذي في "الفتح": "قوله: فقال: ألا وقول الزور. كذا في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره: فقال النبي صلى الله عليه وسلم"، ونحوه في القسطلاني، وهو يفيد أن هذه الرواية ثابتة لهؤلاء لا ساقطة عندهم.

(8)

عليه صح.

ص: 264

قَالَ: حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلَاثًا، وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا

(2)

.

[96] حدثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(3)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(4)

، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا؛ حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثًا.

[97] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍَ

(5)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ سَافَرْنَاهُ

(6)

، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا الصَّلَاةَ - صَلَاةَ

(7)

الْعَصْرِ - وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ:"وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ" مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.

(1)

قوله: "بن عبد اللَّه" ليس عند أبي ذر، وأبي الوقت. وعند الأصيلي، وابن عساكر:"ابن أنس".

(2)

هذا الحديث ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

* [95][التحفة: خ ت 500]

(3)

قوله: "بن عبد اللَّه"، ليس عند الأصيلي، وبدله عنده:"الصفار".

(4)

قوله: "بن عبد اللَّه" ليس عند أبي ذر. وعند الأصيلي، وابن عساكر:"ابن أنس".

* [96][التحفة: خ ت 500]

(5)

كذا بالضبطين ورقم عليه: "معا". وماهك بكسر الهاء مصروف للأصيلي، وبفتحها ممنوع لغيره.

(6)

قوله: "في سفر سافرناه" عند الأصيلي: "في سَفْرة سافرناها".

(7)

قوله: "أَرْهَقْنَا الصَّلَاةَ صَلَاةَ" عند الأصيلي: "أرهقَتْنا الصلاةُ صلاةُ"، والأول أوجه.

* [97][التحفة: خ م س 8954]

ص: 265

‌31 - بَابُ

(1)

تَعْلِيمِ الرَّجُلِ أَمَتَهُ وَأَهْلَهُ

[98] أخبرنا

(2)

مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ سَلَامٍ

(3)

، حَدَّثَنَا

(4)

الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: قَالَ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَهُمْ أَجْرَانِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَالْعَبدُ الْمَمْلُوكُ إِذَا أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَةٌ

(5)

فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ".

ثُمَّ قَالَ عَامِرٌ: أَعْطَيْنَاكَهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ، قَدْ

(6)

كَانَ يُرْكَبُ فِيمَا دُونَهَا إِلَى الْمَدِينَةِ.

‌32 - بَابُ

(1)

عِظَةِ الْإِمَامِ النِّسَاءَ وَتَعْلِيمِهِنَّ

[99] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ

(7)

صلى الله عليه وسلم. أَوْ قَالَ عَطَاءٌ:

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت، والأصيلي:"حدثنا". ولابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثني".

(3)

قوله: "هو ابن سلام" ليس عند الأصيلي. ولفظ: "هو" ليس عند ابن عساكر، وأبي الوقت.

(4)

لأبي الوقت، وابن عساكر:"أخبرنا".

(5)

بعده لأبي ذر - وعليه صح - وابن عساكر، وأبي الوقت، والأصيلي:"يطؤها"، وعلى أوله وآخره صح.

(6)

للأصيلي: "وقد".

* [98][التحفة: خ م ت س ق 9107]

(7)

لأبي الوقت: "رسول اللَّه" وعليه صح.

ص: 266

أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَمَعَهُ

(1)

بِلَالٌ، فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ

(2)

، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْقُرْطَ

(3)

وَالْخَاتَمَ، وَبِلَالٌ يَأْخُذُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ.

وَقَالَ

(4)

إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَقَالَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(5)

: أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌33 - بَابُ

(6)

الْحِرْصِ عَلَى الْحَدِيثِ

[100] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ

(7)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَُنِي

(8)

عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ

(1)

سقطت الواو لغير الكشميهني اهـ "فتح".

(2)

بعده للأصيلي، وأبي الوقت، وأبي ذر، (ح)، (عط):"النساء". وجدت هذه اللفظة في صلب الفرع مضروبا عليها بالحمرة.

(3)

القرط: نوع من حُلِيّ الأذن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرط).

(4)

قبله لابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه".

(5)

قوله: "وقال: عن ابن عباس" للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، (عط):"قال ابن عباس".

* [99][التحفة: خ م د س ق 5883]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

ليس عند الأصيلي، وابن عساكر.

(8)

كذا ضبطت اللام ورقم عليه: "معا".

ص: 267

الْقِيَامَةِ

(1)

مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا

(2)

مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ".

‌34 - بَابٌ

(3)

كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ

[101] وَكَتَبَ

(4)

عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: انْظُرْ مَا كَانَ

(5)

مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاكْتُبْهُ؛ فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ، وَلَا تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْتُفْشُوا الْعِلْمَ، وَلْتَجْلِسُوا

(6)

حَتَّى يُعَلَّمَ

(7)

مَنْ لَا يَعْلَمُ، فَإِنَّ الْعِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا.

حَدَّثَنَا

(8)

الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ بِذَلِكَ، يَعْنِي: حَدِيثَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى قَوْلِهِ: ذَهَابَ الْعُلَمَاءِ

(9)

.

(1)

قوله: "يَوْمَ الْقِيَامَةِ" عليه صح، ورقم له للمستملي، والكشميهني.

(2)

للكشميهني، وأبي الوقت:"مخلصا". قضية ما في الفرع أن هذه بدل قوله: "خالصا"، وصرح بذلك الكرماني، لكن قال القسطلاني:"زاد في رواية الكشميهني، وأبي الوقت: مخلصا"، وقال العيني:"وفي بعض النسخ: مخلصا" اهـ من الهامش.

* [100][التحفة: خ س 13001]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

قبله لابن عساكر: "قال".

(5)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "عندك".

(6)

قوله: "ولتفشوا العلم ولتجلسوا" بالياء فيهما لابن عساكر. وبالتاء لغيره.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَعْلَم".

(8)

قبله للأصيلي: "قال أبو عبد اللَّه".

(9)

هذا الحديث ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر والكشميهني، وعليه صح. كذا هذه العلامات مع علامة السقوط في فرع، ويوافقه ما في القسطلاني، والذي في الفرع المكي على لفظ "حدثنا" لأبي الوقت، وأبي ذر، والكشميهني، هذه الرقوم هكذا.

* [101][التحفة: خ 19144]

ص: 268

[102] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ

(1)

مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا

(2)

، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا

(3)

جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".

قَالَ الْفِرَبْرِيُّ: حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ

(5)

.

‌35 - بَابٌ

(6)

هَلْ يُجْعَلُ لِلنِّسَاءِ يَوْمٌ

(7)

عَلَى حِدَةٍ فِي الْعِلْمِ؟

[103] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: قَالَتِ النِّسَاءُ

(8)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

(1)

عند (عط): "ينزعه".

(2)

"يَبْق عالِمٌ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، (عط).

(3)

لأبي ذر: "رُؤَسَاءَ"، من غير اليونينية.

(4)

رقم عليه (عط)، هكذا في الفرع رقم (عط) على "عباس"، وسقط من الرقوم التي على "قال الفربري".

(5)

قوله: "قال الفربري" إلى آخره، ليس عند ابن عساكر، وأبي الوقت، والأصيلي، (عط).

* [102][التحفة: خ م ت س ق 8883]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

"يَجْعل للنساء يوما" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر. ورقم للأصيلي على "يجعل" التي في الأصل، وهو ما في "الفتح" والقسطلاني. ورقم في الفرع عليه علامة ابن عساكر.

(8)

قوله: "قالت النساء" لأبي الوقت، وابن عساكر في نسخة، و (عط)، وأبي ذر في نسخة:"قال: قال النساء".

ص: 269

غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ: "مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ

(1)

تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا

(2)

مِنَ النَّارِ"، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَتَيْنِ

(3)

؟ فَقَالَ: "وَاثْنَتَيْنِ

(4)

".

[104] حدثنا

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

(6)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.

[105] وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ

(7)

: ثَلَاثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ

(8)

.

(1)

للأصيلي: "مِنِ امرأةٍ".

(2)

عليه صح. ولابن عساكر، والأصيلي، والحموي:"حجاب".

(3)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وأبي ذر:"واثنين" وعليه صح.

(4)

عند (عط): "واثنين".

* [103][التحفة: خ م س 4028]

(5)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني".

(6)

رقم عليه للأصيلي.

* [104][التحفة: خ م س 4028]

(7)

لأبي ذر: "وقال".

(8)

الحنث: أي: لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجري عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث وهو الإثم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنث).

* [105][التحفة: خ م 13409]

ص: 270

‌36 - بَابُ

(1)

مَنْ سَمِعَ شَيْئًا

(2)

فَرَاجَعَ

(3)

حَتَّى يَعْرِفَهُ

[106] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَا تَسْمَعُ

(5)

شَيْئًا لَا تَعْرِفُهُ إِلَّا رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: أَوَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى

(6)

{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}

(7)

؟ قَالَتْ: فَقَالَ: "إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ، وَلكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ

(8)

".

‌37 - بَابٌ

(1)

لِيُبَلِّغَِ

(9)

الْعِلْمَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ

قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[107] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(10)

اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ

(11)

، عَنْ أبِي شُرَيْحٍ، أنَّهُ قَال لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ يَبْعَثُ البُعُوثَ إِلَى

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

بعده لأبي ذر: "فلم يَفْهَمْهُ"، من "الفتح" والقسطلاني. ولابن عساكر:"فلم يفهم".

(3)

للأصيلي: "فراجع فيه". ولأبي الوقت، وأبي ذر عن الكشميهني:"فراجعه".

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الجُمَحِيُّ".

(5)

لأبي ذر عن الحموي: "تستمع".

(6)

للأصيلي: "عز وجل".

(7)

[الانشقاق: 8].

(8)

للأصيلي: "عُذّبَ" وعليه صح.

* [106][التحفة: خ س 16261]

(9)

كذا بالضبطين معا في الفرع، والقسطلاني.

(10)

للأصيلي، وابن عساكر:"حدثنا".

(11)

بعده لابن عساكر، وأبي الوقت، والأصيلي:"هو ابن أبي سعيد". وسقط لفظ: "هو" للأصيلي، وأبي الوقت.

ص: 271

مَكَّةَ: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قَامَ بِهِ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ: حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ لاِمْرِئٍ

(2)

يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا

(3)

دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ

(4)

بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ؛ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا، فَقُولُوا: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا

(5)

سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ

(6)

الشَّاهِدُ الْغَائِبَ".

فَقِيلَ لِأَبِي شُرَيْحٍ: مَا قَالَ عَمْرٌو؟ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ، لَا يُعِيذُ

(7)

عَاصِيًا، وَلَا فَارًّا بِدَمٍ، وَلَا فَارًّا بِخَرْبَةٍ

(8)

.

[108] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ

(1)

لأبي الوقت: "رسول اللَّه".

(2)

في حاشية البقاعي: "لأحَدٍ" ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

للمستملي، والكشميهني:"فيها".

(4)

يعضد: يقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عضد).

(5)

ليس عند أبي ذر.

(6)

في حاشية البقاعي: "فَلْيُبَلَّغ" ونسبه لنسخة.

(7)

لأبي ذر - وعليه صح - والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لا تعيذ" وعليه صح. كذا في الأصول الصحيحة، وقال العيني:"الجملة خبر مبتدأ محذوف تقديره: الحرم أو مكة". وما في المطبوع: "إن مكة" لم نقف عليه في نسخة يوثق بها. كتبه مصححه.

(8)

بعده للمستملي، وأبي ذر:"يعني السرقة".

بخربة: الخربة: أصلها العيب. والمراد بها ها هنا الذي يفر بشيء يريد أن ينفرد به ويغلب عليه مما لا تجيزه الشريعة. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: خرب).

* [107][التحفة: خ م ت س 12057]

ص: 272

مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ

(1)

، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ذُكِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ

(2)

: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ - وَكَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ ذَلِكَ

(3)

- أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " مَرَّتَيْنِ.

‌38 - بَابُ

(4)

إِثْمِ مَنْ كَذَبَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

[109] حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجِ النَّارَ".

[110] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: إِنِّي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، قَالَ: أَمَا

(5)

إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ، وَلَكِنْ

(6)

سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فَلْيَتَبَوَّأْ

(7)

مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

(1)

قوله: "عن ابن أبي بكرة" رقم عليه للمستملي، والكشميهني.

(2)

رقم عليه للأصيلي، وعنده أيضًا:"فقال".

(3)

في نسخة، (عط):"قال ذلك".

* [108][التحفة: خ م س 11671 - خ م س 11682]

(4)

ليس عند الأصيلي.

* [109][التحفة: خ م ت س ق 10087]

(5)

رقم عليه: "خف".

(6)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، والحموي:"ولكني".

(7)

فليتبوأ: فليتخذ ولينزل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بوأ).

* [110][التحفة: خ د س ق 3623]

ص: 273

[111] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ

(1)

أَنَسٌ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

[112] حدثنا

(2)

مَكِّيُّ

(3)

بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَم أَقُلْ، فَليَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

[113] حدثنا

(4)

مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَن أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا

(5)

بِكُنْيَتِي، وَمَن رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي، وَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

‌39 - بَابُ

(6)

كِتَابَةِ الْعِلْمِ

[114] حدثنا مُحَمَّدُ

(7)

بْنُ سَلَامٍ

(8)

، قَالَ: أَخبَرَنَا وَكِيعٌ، عَن سُفْيَانَ، عَنْ

(1)

"قال قال" ورقم على الثانية بعلامة السقوط عند أبي ذر، وأبي الوقت، وعلى آخرها صح.

* [111][التحفة: خ س 1045]

(2)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

لأبي الوقت، وأبي ذر:"المكي". زاد القسطلاني رواية: "حدثني مكيّ" بالإفراد والتنكير.

* [112][التحفة: خ 4548]

(4)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني".

(5)

للأصيلي وعليه صح، وأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"تَكَنَّوا".

* [113][التحفة: خ م 12852]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

ليس عند أبي ذر.

(8)

رقم عليه "خف".

ص: 274

مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ

(1)

: هَلْ عِنْدَكُمْ كِتَابٌ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ، أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، أَوْ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا

(2)

فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: الْعَقْلُ

(3)

، وَفكَاكُ الْأَسِيرِ، وَلَا

(4)

يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.

[115] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتِيلٍ مِنْهُمْ قَتَلُوهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ

(5)

، فَخَطَبَ فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْقَتْلَ - أَوِ: الْفِيلَ، شَكَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

(6)

- وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُؤْمِنِينَ

(7)

، أَلَا وَإِنَّهَا

(8)

لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ

(9)

(1)

للأصيلي: "لعلي بن أبي طالب".

(2)

لأبي ذر وعليه صح، عن الحموي والمستملي، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وما".

(3)

العقل: الدية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقل).

(4)

في (ح)، (عط)، وأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي:"وأن لا"، وعليه صح.

* [114][التحفة: خ ت س ق 10311]

(5)

راحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(6)

قوله: "شَك أبو عبد اللَّه" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال أبو عبد اللَّه: كذا قال أبو نعيم، واجعلوه على الشك: الفيل أو القتل، وغيره يقول: الفيل" وعليه صح، ورواية الأصيلي:"واجعلوه".

(7)

قوله: "وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُؤْمِنِينَ" عند أبي ذر، وأبي الوقت:"وسُلِّطَ عليهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم والمؤمنون".

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فإنها".

(9)

"ولا" رقم عليها بعلامتي أبي ذر والكشميهني، وفوقه (عط)، وعلامة ابن عساكر، وأبي ذر عن الحموي، والمستملي.

ص: 275

تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، أَلَا وَإِنَّهَا حَلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ، لَا يُخْتَلَى

(1)

شَوْكُهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا تُلْتَقَطُ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ

(2)

، فَمَنْ قُتِلَ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ

(3)

: إِمَّا أَنْ يُعْقَلَ، وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ

(4)

أَهْلُ الْقَتِيلِ". فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: "اكْتُبُوا لِأَبِي فُلَانٍ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِلَّا الْإِذْخِرَ

(5)

يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِلَّا الْإِذْخِرَ، إِلَّا الْإِذْخِرَ

(6)

". قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: يُقَالُ: يُقَادُ بِالْقَافِ. فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَيُّ شَيْءٍ كَتَبَ لَهُ؟ قَالَ: كَتَبَ لَهُ هَذِهِ الْخُطْبَةَ

(7)

.

[116] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ:

(1)

يختلى: يقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلا).

(2)

لمنشد: لمعرَّف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).

(3)

رقم عليه للكشميهني، (عط)، (ع).

(4)

يقاد: القود: القصاص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قود).

(5)

الإذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذخر).

(6)

قوله: "إِلَّا الْإِذْخِرَ" للأصيلي: "مرتين". كذا وقع في الأصل المعول عليه تكرار "إِلَّا الْإِذْخِرَ" في الصلب، ووقع في القسطلاني، وغيره من الشراح التي تيسرت لنا:"إِلَّا الْإِذْخِرَ" مرة واحدة، وذكروا رواية الأصيلي كما تراها بالهامش، وفي نسختين من الفروع المعتمدة مثل ما في الأصل المعول عليه، غير أن في أحدهما وضع علامة الأصيلي على المكرر، وفي الأخرى جعل التضبيب بعد المكرر، ووضع رواية الأصيلي بالهامش، وعليه فروايته هكذا:"إِلَّا الْإِذْخِرَ إِلَّا الْإِذْخِرَ مرتين". كتبه مصححه.

(7)

قوله: "قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: يُقَال يُقَادُ بِالْقَافِ .. إلخ" رقم عليه بعلامة السقوط عند أبي ذر، وهذا التفسير ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. وقوله:"فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ .. إلخ" زاد بعده في حاشية البقاعي: "وَكانَ يقال له: أبو شاه".

* [115][التحفة: خ م 15372]

ص: 276

أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَكْثَرَ

(1)

حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ. تَابَعَهُ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

[117] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ قَالَ: "ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ". قَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا. فَاخْتَلَفُوا، وَكَثُرَ اللَّغَطُ

(2)

، قَالَ

(3)

: "قُومُوا عَنِّي، وَلَا يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ". فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ

(4)

كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كِتَابِهِ.

‌40 - بَابُ

(5)

الْعِلْمِ وَالْعِظَةِ بِاللَّيْلِ

[118] حدثنا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ

(6)

، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَعَمْرٍو

(7)

وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ

(8)

، عَنْ

(1)

لأبي ذر: "أكثرُ".

* [116][التحفة: خ ت س 14800]

(2)

اللغط: صوت وضَجَّة لا يُفهَم معناها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لغط).

(3)

لـ (عط): "فقال"، وفي نسخة:"وقال" من غير اليونينية.

(4)

الرزية: المصيبة. (انظر: هدي الساري)(ص 128).

* [117][التحفة: خ م س 5841]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

للكشميهني: "امرأة".

(7)

عليه صح.

(8)

عند (عط)، وأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"امرأة" وعليه صح.

ص: 277

أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتِ

(1)

: اسْتَيقَظَ النَّبِيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ

(3)

اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتَنِ، وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الْخَزَائِنِ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ

(4)

الْحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ

(5)

فِي الْآخِرَةِ".

‌41 - بَابُ

(6)

السَّمَرِ فِي الْعِلْمِ

(7)

[119] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(8)

اللَّيثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ

(9)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى بِنَا

(10)

النَّبِيُّ

(11)

صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ: "أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ

(12)

مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ".

(1)

رقم عليه للكشميهني.

(2)

لأبي ذر، (عط):"رسول اللَّه".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَنزَل اللَّه".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"صَواحِبَ".

(5)

للأصيلي: "عاريةٌ".

* [118][التحفة: خ ت 18290]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

قوله: "في العلم" وقع في الفرع مضببا عليه. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بالعلم"، وعلى أوله وآخره صح.

(8)

للأصيلي: "حدثنا".

(9)

لأبي ذر: "خالد بن مسافر".

(10)

"لنا" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، (عط).

(11)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"رسول اللَّه".

(12)

"على رأس" ليس لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وعليه صح.

* [119][التحفة: خ م 6867]

ص: 278

[120] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا فِي لَيْلَتِهَا، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، ثُمَّ قَالَ:"نَامَ الْغُلَيِّمُ؟ " أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، ثُمَّ قَامَ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى

(1)

خَمْسَ رَكَعَاتٍ

(2)

، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ

(3)

- أَوْ: خَطِيطَهُ - ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ.

‌42 - بَابُ

(4)

حِفْظِ الْعِلْمِ

[121] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرةَ، وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا، ثُمَّ يَتْلُو: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ

(5)

} إِلَى قَوْلِهِ {الرَّحِيمُ}

(6)

، إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمُ

(1)

لابن عساكر: "وصلى".

(2)

قوله: "خمس ركعات" رقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح، ومن اليونينية:"خمس عشرة ركعة".

(3)

غطيطه أو خطيطه: هو الصوت الذي يخرج مع نَفَس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغًا (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غطط، خطط).

* [120][التحفة: خ د س 5496]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

بعده لأبي ذر - وعليه صح - وابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت:" {وَالْهُدَى} ".

(6)

[البقرة: 159، 160].

ص: 279

الصَّفْقُ

(1)

بِالْأَسْوَاقِ، وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الْعَمَلُ فِي أَمْوَالِهِمْ، وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِبَعِ

(2)

بَطْنِهِ، وَيَحْضُرُ مَا لَا يَحْضُرُونَ، وَيَحْفَظُ مَا لَا يَحْفَظُونَ.

[122] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَبُو مُصْعَبٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

(4)

، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ. قَالَ

(5)

: "ابْسُطْ رِدَاءَكَ". فَبَسَطْتُهُ، قَالَ: فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "ضُمُّهُ

(6)

". فَضَمَمْتُهُ، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ

(7)

.

[123] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ بِهَذَا، أَوْ قَالَ

(8)

: غَرَفَ

(9)

بِيَدِهِ فِيهِ

(10)

.

(1)

الصفق: التبايُع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفق).

(2)

لابن عساكر في نسخة: "ليشبع". ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لشبع" وعليه صح.

* [121][التحفة: خ م س ق 13957]

(3)

قوله: "أبو مصعب" عليه صح، وليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي.

(4)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة، وعنده أيضًا:"لرسول اللَّه".

(5)

لـ (عط): "فقال".

(6)

لأبي ذر: "ضُمَّه". ولأبي ذر، والحموي، والمستملي:"ضُمَّ".

(7)

عند (عط)، وأبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت:"بعدُ"، وعليه صح.

* [122][التحفة: خ ت 13015]

(8)

للكشميهني، (عط):"وقال".

(9)

لأبي ذر: "يَحْذِفُ"، وقد عزا في "الفتح" والقسطلاني هذه الرواية للمستملي وحده.

(10)

هذا النص ليس عند ابن عساكر، والأصيلي. ولا عند أبي ذر عن المستملي.

* [123][التحفة: خ ت 13015]

ص: 280

[124] حدثنا

(1)

إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ

(2)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ

(3)

هَذَا الْبُلْعُومُ

(4)

.

‌43 - بَابُ

(5)

الْإِنْصَاتِ لِلْعُلَمَاءِ

[125] حدثنا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ

(6)

، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "اسْتَنْصِتِ

(7)

النَّاسَ". فَقَالَ: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".

‌44 - بَابُ

(5)

مَا يُسْتَحَبُّ لِلْعَالِمِ إِذَا سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَيَكِلُ الْعِلْمَ إِلَى اللَّهِ

[126] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(8)

عَمْرٌو،

(1)

للأصيلي: "حدثنا".

(2)

للحموي والمستملي من رواية أبي ذر: "عن".

(3)

عند (عط): "لَقُطِعَ".

(4)

زاد بعده لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، والأصيلي، (ح):"قال أبو عبد اللَّه: البلعوم: مجرى الطعام".

* [124][التحفة: خ 13023]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

بعده لأبي ذر، والأصيلي وعليه صح:"ابن عمرو".

(7)

استنصت: مرهم بالإنصات. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 82).

* [125][التحفة: خ م س ق 3236]

(8)

لابن عساكر: "أخبرنا".

ص: 281

قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الْبَِكَالِيَّ

(1)

يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بِمُوسَى

(2)

بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِنَّمَا هُوَ مُوسًى

(3)

آخَرُ، فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، حَدَّثَنَا

(4)

أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "قَامَ

(5)

مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ

(6)

، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ بِهِ؟ فَقِيلَ لَهُ: احْمِلْ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ

(7)

، فإِذَا فَقَدْتَهُ فَهُوَ ثَمَّ، فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ

(8)

يُوشَعَ بْنِ نُونٍ، وَحَمَلَا حُوتًا فِي مِكْتَلٍ، حَتَّى كَانَا عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا وَنَامَا

(9)

، فَانْسَلَّ الْحُوتُ مِنَ الْمِكْتَلِ، {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}

(10)

، وَكَانَ لِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمَِهُِمَا

(11)

، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ:

(1)

كذا ضبطت الباء وعليه: "معا".

(2)

لأبي ذر - وعليه صح - والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"موسى" وعليه صح.

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني" وعلى أوله وآخره صح.

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال: قام".

(6)

الحموي، والكشميهني من طريق أبي ذر في نسخة:"إلى اللَّه".

(7)

مكتل: وعاء كبير يسع خمسة عشر صاعًا، والصاع: مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).

(8)

للكشميهني وعليه صح، و (عط):"معه بفتاه".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فناما".

(10)

[الكهف: 61]، سربًا: مذْهبًا ومَسْلَكًا. (انظر: غريب القرآن لابن قتيبة)(ص 269).

(11)

كذا بالضبطين وعليه: "معا" وعليه صح.

ص: 282

{آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}

(1)

، وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسًّا

(2)

مِنَ النَّصَبِ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ، فَقَالَ

(3)

لَهُ فَتَاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ}

(4)

. قَالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا (نَبْغِي) فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}

(5)

. فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، إِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى

(6)

بِثَوْبٍ - أَوْ قَالَ: تَسَجَّى بِثَوْبِهِ - فَسَلَّمَ مُوسَى، فَقَالَ الْخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟! فَقَالَ

(3)

: أَنَا مُوسَى، فَقَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ (تُعَلِّمَنِي) مِمَّا عُلِّمْتَ (رُشْدًا)}

(7)

. قَالَ: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ (مَعِيْ) صَبْرًا}

(8)

. يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ

(9)

لَا أَعْلَمُهُ، {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}

(10)

. فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا، فَعُرِفَ الْخَضِرُ، فَحَمَلُوهُمَا

(11)

بِغَيْرِ نَوْلٍ

(12)

، فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي

(1)

[الكهف: 62]، نصبا: النَّصَبُ: التَّعَبُ. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 808).

(2)

في نسخة من غير اليونينية: "شيئا".

(3)

للأصيلي: "قال".

(4)

[الكهف: 63]، بعده لابن عساكر:" {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} ".

(5)

[الكهف: 64].

(6)

مسجى: التسجية: التغطية بالثوب ونحوه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجا).

(7)

[الكهف: 66].

(8)

[الكهف: 67].

(9)

بعده لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"اللَّه".

(10)

[الكهف: 69].

(11)

عند (ح)، (عط):"فحملوهم".

(12)

نول: أجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نول).

ص: 283

الْبَحْرِ، فَقَالَ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى، مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ، فَعَمَدَ

(1)

الْخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ ألْوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ، فَقَالَ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا}

(2)

، {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ (مَعِيْ) صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ}

(3)

، فَكَانَتِ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا، فَانْطَلَقَا، فَإِذَا غُلَامٌ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ مِنْ أَعْلَاهُ فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً

(4)

بِغَيْرِ نَفْسٍ}

(5)

. {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ (مَعِيْ) صَبْرًا}

(6)

- قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَهَذَا أَوْكَدُ - {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا

(7)

أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ

(8)

}، قَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ، فَقَالَ لَهُ

(9)

مُوسَى: {لَوْ شِئْتَ

(1)

عليه صح.

(2)

[الكهف: 71]، قوله:" {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} " عند (عط): " {لَيغْرَق أهْلُها} "، وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف، والتي في المتن قراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 313).

(3)

[الكهف: 72 - 73]، بعده لأبي ذر - وعليه صح - وأبي الوقت:" {وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} " وعليه صح.

(4)

زكية: نفس زاكية: لم تذنب قط، وزكية: أذنبت ثم غفر لها. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن)(ص 220).

(5)

[الكهف: 74].

(6)

[الكهف: 75].

(7)

ليس عند أبي ذر، (عط).

(8)

[الكهف: 77]، ليس عند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، (عط). الذي في نسخة أبي ذر المعتمدة أن "فأقامه" الثانية ثابتة في رواية المستملي فقط، وأما الأولى فهي ثابتة في رواية الجميع، فليعلم ذلك.

(9)

ليس عند أبي ذر.

ص: 284

لَاتَّخَذْتَ

(1)

عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}

(2)

"، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ؛ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا".

‌45 - بَابُ

(3)

مَنْ سَأَلَ وَهُوَ قَائِمٌ عَالِمًا جَالِسًا

[127] حدثنا عُثْمَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(4)

جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً

(5)

، فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ - قَالَ: وَمَا رَفَعَ إِلَيهِ رَأْسَهُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا - فَقَالَ: "مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل".

‌46 - بَابُ

(3)

السُّؤَالِ وَالْفُتْيَا عِنْدَ رَمْيِ الْجِمَارِ

[128] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْجَمْرَةِ وَهُوَ يُسْأَلُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قَالَ

(6)

: "ارْمِ

(1)

لأبي ذر - وعليه صح - والأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"لَتَخِذْتَ".

(2)

[الكهف: 77 - 78].

* [126][التحفة: خ م ت س 39]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

لأبي ذر - وعليه صح - والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(5)

حمية: الحمية: الأنفة والغيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حما).

* [127][التحفة: ع 8999]

(6)

للأصيلي، وأبي الوقت:"فقال".

ص: 285

وَلَا حَرَجَ". قَالَ

(1)

آخَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ. قَالَ:"انْحَرْ وَلَا حَرَجَ". فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ: "افْعَلْ وَلَا حَرَجَ".

‌47 - بَابُ

(2)

قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(3)

: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}

(4)

[129] حدثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ سُلَيْمَانُ

(5)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَرِبِ

(6)

الْمَدِينَةِ وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيبٍ

(7)

مَعَهُ، فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ. وَقَالَ

(8)

بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ؛ لَا يَجِيءُ

(9)

فِيهِ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَنَسْأَلَنَّهُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، مَا الرُّوحُ؟ فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ. فَقُمْتُ،

(1)

للأصيلي: "فقال"، ولـ (عط):"وقال".

* [128][التحفة: ع 8906]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

للأصيلي: "عز وجل".

(4)

[الإسراء: 85].

(5)

لابن عساكر: "سليمانُ بنُ مِهْرانَ".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "خِرَبِ".

(7)

عسيب: الجريدة من النخل، وهي السَّعَفة مما لا ينبت عليه الخوص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عسب).

(8)

لأبي الوقت: "فقال".

(9)

كذا في الفرع "يجيء" مرفوع، ورواه صاحب "الفتح" بالجزم في جواب النهي، وجوّز النصب على التعليل، أي: خشية أن، والرفع على الاستئناف.

ص: 286

فَلَمَّا انْجَلَى عَنْهُ فَقَالَ

(1)

: {وَيَسْأَلُونَكَ

(2)

عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي (وَمَا أُوتُوا

(3)

) مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}

(4)

".

قَالَ الْأَعْمَشُ: هَكَذَا

(5)

فِي قِرَاءَتِنَا.

‌48 - بَابُ مَنْ تَرَكَ بَعْضَ الاِخْتِيَارِ مَخَافَةَ أَنْ يَقْصُرَ فَهْمُ بَعْضِ النَّاسِ عَنْهُ فَيَقَعُوا فِي أَشَدَّ

(6)

مِنْهُ

[130] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ الزُّبَيْرِ: كَانَتْ عَائِشَةُ تُسِرُّ إِلَيْكَ كَثِيرًا

(7)

، فَمَا حَدَّثَتْكَ فِي الْكَعْبَةِ؟ قُلْتُ

(8)

: قَالَتْ لِي: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا قَوْمُكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ - قَالَ

(9)

ابْنُ الزُّبَيْرِ: بِكُفْرٍ - لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ، فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ؛

(1)

لأبي ذر - وعليه صح - والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت - وعليه صح - و (عط):"قال".

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"يسألونك" أي بغير واو.

(3)

عند (عط): "أوتيتم".

(4)

[الإسراء: 85].

(5)

للحموي، والمستملي:"هكذا هي". لكن في هامش الأصل ما نصه: "رواية الحموي والمستملي "هي كذا" وهي التي في نسخة معتمدة وفي "الفتح"" اهـ وفي العيني الطبع: "قوله: "هكذا في قراءتنا" رواية الكشميهني، وفي رواية غيره: "كذا في قراءتنا" اهـ المقصود منه.

* [129][التحفة: خ م ت س 9419]

(6)

للأصيلي: "أشَرَّ". ولأبي ذر، والكشميهني:"شَرًّ".

(7)

لابن عساكر: "حَدِيثا كثيرا".

(8)

لأبي ذر، (عط):"فقلت".

(9)

للأصيلي: "فقال".

ص: 287

بَابٌ

(1)

يَدْخُلُ النَّاسُ، وَبَابٌ

(1)

يَخْرُجُونَ

(2)

". فَفَعَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ.

‌49 - بَابٌ

(3)

مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ لَا يَفْهَمُوا

[131] وَقَالَ

(4)

عَلِيٌّ: حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟!

حدثنا

(5)

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذٍ

(6)

، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ

(7)

بِذَلِكَ.

[132] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(8)

مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمُعَاذٌ رَدِيفُهُ

(9)

(1)

"بابا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

بعده للحموي، والمستملي من رواية أبي ذر:"منه".

* [130][التحفة: خ 16016]

(3)

كذا بتنوين "باب" في الفرع، وفي نسخة أبي ذر بدونه. وكلمة "باب" ليس عند الأصيلي.

(4)

في نسخة أبي ذر بعد قوله: "لا يفهموا": "حدثنا عبيد اللَّه، عن معروف، عن أبي الطفيل، عن عليّ، قال عليّ: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكْذَبَ اللَّهُ ورسولهُ؟ حدثنا إسحاق

إلخ".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، والكشميهني:"حدثنا به".

(6)

كذا في الفرع مصروف، وقال الباجي: بضم الخاء، وقال عياض: بفتحها. وقوله: "بن خربوذ" ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

(7)

بعده للأصيلي: "ابن أبي طالب".

* [131][التحفة: خ 10153]

(8)

لأبي الوقت - وعليه صح - وابن عساكر، والأصيلي:"أخبرنا" وعليه صح.

(9)

رديفه: الرَّدْف والرديف والإرداف: مِن الركوب خلف الراكب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 287).

ص: 288

عَلَى الرَّحْلِ

(1)

- قَالَ: "يَا مُعَاذُ

(2)

بْنَ جَبَلٍ". قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: "يَا مُعَاذُ". قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ

(3)

- ثَلَاثًا - قَالَ: "مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا

(4)

؟ قَالَ: " إِذَنْ يَتَّكِلُوا

(5)

". وَأَخْبَرَ

(6)

بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا.

[133] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا

(7)

قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمُعَاذٍ

(8)

: "مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ". قَالَ

(9)

: أَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: "لَا؛ إِنِّي

(10)

أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا".

(1)

الرحل: ما يوضع على ظهر البعير تحت الراكب. (انظر: هدي الساري)(ص 122).

(2)

كذا في الفرعين بالضبطين. يعني رفع آخره ونصبه.

(3)

قوله: "قَالَ: يَا مُعَاذُ، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ" ليس عند الأصيلي.

(4)

"فيستبشرون" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

للكشميهني: "يَنْكُلوا".

(6)

عند (عط): "أخبر".

* [132][التحفة: خ م 1363]

(7)

للأصيلي، وابن عساكر:"أنس بن مالك".

(8)

"لمعاذ بن جبل" رقم على "بن جبل" أنه ليس عند أبي ذر، وأبي الوقت.

(9)

لأبي ذر: "فقال".

(10)

ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

* [133][التحفة: خ 885]

ص: 289

‌50 - بَابُ

(1)

الْحَيَاءِ فِي الْعِلْمِ

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَا يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٌ.

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ؛ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ.

[134] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ

(2)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(3)

أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ

(4)

إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ

(5)

النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ". فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ - تَعْنِي وَجْهَهَا - وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَتَحْتَلِمُ

(7)

الْمَرْأَةُ؟! قَالَ: "نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا؟! ".

[135] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

(8)

، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا،

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لابن عساكر: "هشامُ بنُ عروة".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بنت" وعلى أوله وآخره صح.

(4)

عند (عط): "غَسْل".

(5)

"فقال" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر. كذا في الفرع والقسطلاني بعلامة ابن عساكر، وفي الفرع المكي بعلامة الأصيلي.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه".

(7)

لأبي ذر: "أَوَتَحْتَلِمُ"، لكن نسبه في "الفتح" والقسطلاني للكشميهني.

* [134][التحفة: خ م ت س ق 18264]

(8)

لابن عساكر: "عن ابن عمر رضي الله عنهما".

ص: 290

وَهِيَ

(1)

مَثَلُ

(2)

الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ " فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَادِية، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالُوا

(3)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا بِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هِيَ النَّخْلَةُ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِمَا وَقَعَ فِي نَفْسِي، فَقَالَ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ

(4)

إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا.

‌51 - بَابُ

(5)

مَنِ اسْتَحْيَا فَأَمَرَ غَيْرَهُ بِالسُّؤَالِ

[136] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرٍ الْثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ

(6)

بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ

(7)

قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً

(8)

، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ

(9)

أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:"فِيهِ الْوُضُوءُ".

(1)

للأصيلي: "هي" بغير واو.

(2)

عند (عط): "مِثْل".

(3)

لابن عساكر، والأصيلي، (عط):"قالوا".

(4)

عليه صح.

* [135][التحفة: خ ت 7234]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

كذا في الأصول الصحيحة بكسرة واحدة، وإسقاط ألف "ابن"، وفي بعضها باثنتين مع إسقاط الألف أيضًا.

(7)

بعده للأصيلي: "ابن أبي طالب".

(8)

مذاء: كثير المذي، وهو البَلَل اللزج الذي يخرج من الذكر عند مُلاعبة النساء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مذى).

(9)

بعده لابن عساكر: "ابن الأسود".

* [136][التحفة: خ م س 10264]

ص: 291

‌52 - بَابُ

(1)

ذِكْرِ الْعِلْمِ وَالْفُتْيَا فِي الْمَسْجِدِ

[137] حَدَّثَنِي

(2)

قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

(4)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا قَامَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنْ أَيْنَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُهِلَّ

(5)

؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ". وَقَالَ

(6)

ابْنُ عُمَرَ: وَيَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ". وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ أَفْقَهْ هَذِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌53 - بَابُ

(1)

مَنْ أَجَابَ السَّائِلَ بِأَكْثَرَ

(7)

مِمَّا سَأَلَهُ

[138] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَن نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ

(8)

، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَجُلًا

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني. ولابن عساكر، وأبي ذر:"حدثنا".

(3)

قوله: "بن سعيد" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، وأبي الوقت.

(4)

قوله: "بن الخطاب" ليس عند ابن عساكر.

(5)

نهل: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد: الإحرام. (انظر: لسان العرب، مادة: هلل).

(6)

لابن عساكر، والأصيلي، (عط):"قال".

* [137][التحفة: خ س 8291]

(7)

لابن عساكر، (عط):"أكثرَ".

(8)

قوله: "وعن الزهري" في نسخة لأبي ذر: "ح والزهري"، ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"والزهري" وعليه صح قبل الرموز.

ص: 292

سَأَلَهُ: مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ؟ فَقَالَ: "لَا يَلْبَسِ

(1)

الْقَمِيصَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْبُرْنُسَ

(2)

، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ

(3)

أَوِ الزَّعْفَرَانُ

(4)

، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ".

* * *

(1)

لأبي ذر: "يلبسُ".

(2)

البرنس: كل ثوب رأسُه منه ومُلْتَصق به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برنس).

(3)

الورس: نبت أصفر يُصبَغ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورس).

(4)

للأصيلي: "الزعفران أو الورس".

* [138][التحفة: خ 6925]

ص: 293

بسم الله الرحمن الرحيم

‌4 - كِتَابُ الوُضُوءِ

(1)

‌1 - بَابُ

(2)

مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ

(3)

فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ (وَأَرْجُلِكُمْ)

(4)

إِلَى الْكَعْبَيْنِ}

(5)

.

قالَ أبو عَبدِ الله

(6)

: وَبَيَّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ فَرْضَ الْوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً، وَتَوَضَّأَ أَيْضًا مَرَّتَيْنِ

(7)

وَثَلاثًا

(8)

، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ثَلَاثٍ

(9)

، وَكَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ الْإِسْرَافَ فِيهِ،

(1)

في نسخة: "الطهارة". ولابن عساكر: "كتاب الوضوء، بسم اللَّه الرحمن الرحيم".

(2)

للأصيلي: "ما جاء في الوضوء، وقال اللَّه عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} متلوًّا إلى {الْكَعْبَيْنِ} ". وفي الفرع المكي: "يتلو أي بدل: متلوًّا". ولابن عساكر، وأبي ذر، وعليه صح:"باب ما جاء في قول اللَّه تعالى". وفي حاشية البقاعي: "بابُ مَا جَاءَ في قول اللَّه عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} الآية إلى قوله: {الْكَعْبَيْنِ} ". ورقم عليه لابن عساكر، وأبي ذر.

(3)

من هنا إلى قوله: {إِلَى الْكَعْبَيْنِ} عند (عط): "الآية إلى {الْكَعْبَيْنِ} ".

(4)

عند الأصيلي: {وَأَرْجُلَكُمْ} بفتح اللام. وهي قراءة نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب وحفص، والتي في المتن بكسر اللام قراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 254).

(5)

[المائدة: 6].

(6)

قوله: "قال أبو عبد اللَّه" ليس عند الأصيلي، و (عط).

(7)

عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"مرتين مرتين".

(8)

عند الأصيلي، و (عط):"وثلاثًا ثلاثًا".

(9)

عند (عط): "الثلاث"، وعند أبي ذر، وابن عساكر:"ثلاثة" وعليه قبل رقمهما صح.

ص: 295

وَ

(1)

أَنْ يُجَاوِزُوا فِعْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌2 - بَابٌ

(2)

لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ

(3)

بِغَيْرِ طُهُورٍ

(1)

[139] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ

(4)

مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يتَوَضَّأَ". قَالَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ: مَا

(5)

الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ.

‌3 - بَابُ فَضْلِ الْوُضُوءِ

وَالْغُرُّ: الْمُحَجَّلُونَ

(6)

مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ.

[140] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ: رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ،

(1)

عليه صح.

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

قوله: "لا تُقبل صلاةٌ" عند (عط): "لا يقبل اللَّهُ صلاةً".

(4)

قوله: "لا تُقبل صلاةُ" عند (عط): "لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً".

(5)

عند (عط): "فما".

* [139][التحفة: خ م د ت 14694]

(6)

قوله: "والغر المحجلون" عند الأصيلي: "وفضلُ الغرّ المحجلين".

الغر: ج. الأغر، والغُرَّة: بياض الوجه، يريد بياض الوجه بنور الوضوء يوم القيامة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرر).

المحجلون: أي: بِيضُ مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجل).

ص: 296

فَتَوَضَّأَ

(1)

، فَقَالَ

(2)

: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ

(3)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ".

‌4 - بَابٌ

(4)

لَا يَتوَضَّأُ مِنَ الشَّكِّ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ

[141] حدثنا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ

(5)

عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ شَكَا

(6)

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ:"لَا يَنْفَتِلْ - أَوْ: لَا يَنْصَرِفْ - حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا".

‌5 - بَابُ

(7)

التَّخْفِيفِ فِي الْوُضُوءِ

[142] حدثنا

(8)

عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(1)

عند أبي ذر وعليه قبل رقمه صح: "توضأ".

(2)

عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"قال".

(3)

لأبي ذر، و (عط) وعليه قبل رقمهما صح:"رسول اللَّه".

* [140][التحفة: خ م 14643]

(4)

ليس عند الأصيلي. وعند ابن عساكر: "بابُ مَنْ لا".

(5)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"وعن".

(6)

في نسخة: "شُكِيَ". من غير اليونينية.

* [141][التحفة: خ م د س ق 5296]

(7)

ليس عند الأصيلي.

(8)

عند الكشميهني: "حدثني" وعليه صح.

ص: 297

كُرَيْبٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ صَلَّى

(1)

، وَرُبَّمَا قَالَ: اضْطَجَعَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ سُفْيَانُ - مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ - عَنْ عَمْرٍو، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، فَقَامَ

(2)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا كَانَ فِي

(3)

بَعْضِ اللَّيْلِ قَامَ النَّبِيُّ

(4)

صلى الله عليه وسلم، فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ

(5)

مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا - يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ - وَقَامَ يُصَلِّي

(6)

، فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: عَنْ شِمَالِهِ - فَحَوَّلَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ أَتَاهُ الْمُنَادِي فَآذَنَهُ

(7)

بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ مَعَهُ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

قُلْنَا لِعَمْرٍو: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ. قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}

(8)

.

(1)

قوله: "ثم صلى" ليى عند ابن عساكر.

(2)

"فنام": لابن السكن، وصوبها عياض.

(3)

عند أبي ذر عن الحموي والمستملي: "من".

(4)

عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"رسول اللَّه".

(5)

شن: قرية بالية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).

(6)

عند (عط): "فصلى".

(7)

عند أبي ذر عن المستملي: "فناداه"، وفي نسخة:"يؤذنه".

(8)

[الصافات: 102].

* [142][التحفة: خ م ت س ق 6356]

ص: 298

‌6 - بَابُ

(1)

إِسْبَاغِ

(2)

الْوُضُوءِ

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ: الْإِنْقَاءُ.

[143] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَفَعَ

(3)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ

(4)

نَزَلَ فَبَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبغِ الْوُضُوءَ، فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ

(5)

: "الصَّلَاةُ أَمَامَكَ". فَرَكِبَ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ نَزَلَ، فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِي مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الْعِشَاءُ، فَصَلَّى وَلَمْ يُصلِّ بَيْنَهُمَا.

‌7 - بَابُ

(6)

غَسْلِ الْوَجْهِ بِالْيَدَيْنِ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ

[144] حدثنا

(7)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(8)

أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ مَنْصورُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ بِلَالٍ - يَعْنِي: سُلَيْمَانَ - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ؛ أَخَذَ غَرْفَةً

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

إسباغ الوضوء: إكماله وإتمامه والمبالغة فيه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 205).

(3)

دفع: الدفع: ابتداء السير وحمل النفس أو الناقة على السير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دفع).

(4)

الشعب: هو ما انفرج بين جبلين. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).

(5)

عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"قال".

* [143][التحفة: خ م د س 115]

(6)

ليس عند الأصيلي. وقد وقع هذا الباب عند ابن عساكر متأخرًا عن الباب التالي.

(7)

للأصيلي: "حدثني".

(8)

للأصيلي: "حدثنا".

ص: 299

مِنْ مَاءٍ فَمَضْمَضَ

(1)

بِهَا وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ

(2)

فَجَعَلَ بِهَا هَكَذَا؛ أَضَافَهَا إِلَى يَدِهِ الْأُخْرَى، فَغَسَلَ بِهِمَا

(3)

وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَرَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى حَتَّى غَسَلَهَا، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً أُخْرَى فَغَسَلَ بِهَا

(4)

رِجْلَهُ - يَعْنِي: الْيُسْرَى - ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ

(6)

.

‌8 - بَابُ

(7)

التَّسْمِيَةِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَعِنْدَ الْوِقَاعِ

[145] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَبْلُغُ

(8)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا.

(1)

للأصيلي، وابن عساكر:"فتمضمض".

(2)

قوله: "من ماء" ليس عند ابن عساكر، والأصيلي، و (عط).

(3)

لأبي ذر، و (عط):"بها" وعليه صح قبل رقميهما.

(4)

بعده لأبي ذر، وأبي الوقت، وعليه صح:"يعني".

(5)

لأبي الوقت: "النبي". زاد القسطلاني عليها رواية أبي ذر. اهـ. من هامش الأصل، لكن الذي في القسطلاني المطبوع نسبتها لأبي الوقت فقط، كتبه مصححه.

(6)

لابن عساكر: "توَضَّأَ".

* [144][التحفة: خ د (ت) س ق 5978]

(7)

ليس عند الأصيلي. وقد وقع هذا الباب عند ابن عساكر مقدمًا على الباب السابق.

(8)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"به". كذا في بعض النسخ المعوّل عليها، وفي الأصل المعتبر عندنا رقم:"به" في الصلب بالمداد الأحمر من غير رقم، كتبه مصححه.

ص: 300

فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا

(1)

وَلَدٌ لَمْ يَضُرَُّهُ".

‌9 - بَابُ

(2)

مَا يَقُولُ عِنْدَ الْخَلَاءِ

[146] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ

(3)

وَالْخَبَائِثِ

(4)

".

تَابَعَهُ

(5)

ابْنُ عَرْعَرَةَ، عَنْ شُعْبَةَ.

وَقَالَ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ: إِذَا أَتَى الْخَلَاءَ.

وَقَالَ مُوسَى، عَنْ حَمَّادٍ: إِذَا دَخَلَ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ

(6)

.

‌10 - بَابُ (2) وَضْعِ الْمَاءِ عِنْدَ الْخَلَاءِ

[147] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْخَلَاءَ،

(1)

لأبي ذر عن المستملي: "بينهم".

* [145][التحفة: ع 6349]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

للأصيلي: "الخُبْثِ".

والخبث: جمع الخبيث وهو الذكر من الشياطين (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(257).

(4)

الخبائث: جمع الخبيثة وهي الأنثى من الشياطين. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(257).

(5)

لابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه: تابعه".

(6)

بعده لابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه: ويقال الخُبْث".

* [146][التحفة: خ د ت 1022]

ص: 301

فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا، قَالَ

(1)

: "مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ " فَأُخْبِرَ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ".

‌11 - بَابٌ

(2)

لَا تُسْتَقْبَلُ

(3)

الْقِبْلَةُ بِغَائِطٍ أَوْ

(4)

بَوْلٍ إِلَّا عِنْدَ الْبِنَاءِ جِدَارٍ أَوْ نَحْوِهِ

(5)

[148] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ، فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يُوَلِّهَا ظَهْرَهُ، شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا".

‌12 - بَابُ (2) مَنْ تَبَرَّزَ عَلَى لَبِنَتَيْنِ

[149] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِذَا قَعَدْتَ عَلَى حَاجَتِكَ فَلَا تَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ

(1)

لابن عساكر: "فقال".

* [147][التحفة: خ م س 5865]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

وقع في بعض الأصول المعتمدة: "تستقبل" بالتاء الفوقية مضبوطًا بصيغتي المبني للفاعل والمفعول معًا، وفي بعضٍ معتمدٍ بالياء التحتية والتاء الفوقية مضبوطًا بالضبطين، وفصّل العيني فجعل المبني للمفعول بالفوقية وللفاعل بالتحتية.

(4)

لابن عساكر: "ولا".

(5)

للكشميهني: "أو غيره". من غير اليونينية.

(6)

في نسخة: "حدثني".

* [148][التحفة: ع 3478]

ص: 302

وَلَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَقَدِ ارْتَقَيْتُ

(1)

يَوْمًا

(2)

عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلًا بَيْتَ الْمَقْدِسِ لِحَاجَتِهِ، وَقَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ عَلَى أَوْرَاكِهِمْ، فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي وَاللَّهِ. قَالَ مَالِكٌ: يَعْنِي الَّذِي يُصَلِّي وَلَا يَرْتَفِعُ عَنِ الْأَرْضِ، يَسْجُدُ وَهُوَ لَاصِقٌ بِالْأَرْضِ.

‌13 - بَابُ

(3)

خُرُوجِ النِّسَاءِ إِلَى الْبَرَازِ

[150] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ

(4)

- وَهُوَ صَعِيدٌ

(5)

أَفْيَحُ

(6)

- فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: احْجُبْ نِسَاءَكَ، فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عِشَاءً، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ: أَلَا قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ؛ حِرْصًا عَلَى

(3)

أَنْ يَُنْزَِلَ الْحِجَابُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ

(7)

الْحِجَابِ.

(1)

"رَقِيتُ" في بعض الأصول المعتمدة من غير اليونينية.

(2)

ليس عند ابن عساكر.

* [149][التحفة: ع 8552]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

المناصع: المَواضع التي يُتخَلَّى فيها لقضاء الحاجة، واحدها مَنْصَع؛ لأنه يُبْرَز إليها ويُظْهر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصع).

(5)

صعيد: الصعيد: الأرض الواسعة، وقيل: وجه الأرض، وقيل: التراب، وقيل: الطريق الذي لا نبات به. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 47).

(6)

أفيح: واسع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيح).

(7)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر. وسقط:"آية" عند الأصيلي، كذا في اليونينية. اهـ من هامش الأصل، وهو الذي يؤخذ من شرح القسطلاني.

* [150][التحفة: خ م 16542]

ص: 303

[151] حدثنا

(1)

زَكَرِيَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"قَدْ أُذِنَ أَنْ تَخْرُجْنَ فِي حَاجَتِكُنَّ".

قَالَ هِشَامٌ: يَعْنِي

(2)

الْبَرَازَ

(3)

.

‌14 - بَابُ

(4)

التَّبَرُّزِ فِي الْبُيُوتِ

[152] حدثنا

(5)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: ارْتَقَيْتُ فَوْقَ ظَهْرِ

(6)

بَيْتِ حَفْصَةَ لِبَعْضِ حَاجَتِي، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ مُسْتَقْبِلَ الشَّأْمِ.

‌15 - بَابٌ

(7)

[153] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ

(8)

، قَالَ:

(1)

لابن عساكر: "وحدثنا"، وله في فرع:"حدثني"، وله في فرع آخر:"وحدثني".

(2)

قوله: "يعني" كذا في الفرع بالتحتية. وقال القسطلاني: "تعني" أي: عائشة بالحاجة. وفي بعض الأصول: "يعني" أي: النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

البراز: اسم للفضاء الواسع، فكنوا به عن قضاء الغائط كما كنوا عنه بالخلاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برز).

* [151][التحفة: خ م 16805]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "حدثني".

(6)

ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

* [152][التحفة: ع 8552]

(7)

سقط التبويب عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح.

(8)

رقم عليه للأصيلي، وأبي الوقت.

ص: 304

أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَنَّ عَمَّهُ وَاسِعَ بْنَ حَبَّانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ قَالَ: لَقَدْ ظَهَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قاعِدًا عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.

‌16 - بَابُ

(1)

الاِسْتِنْجَاءِ بِالْمَاءِ

[154] حدثنا أَبُو الْوَليدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، وَاسْمُهُ: عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ

(2)

، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ، أَجِيءُ أَنَا وَغُلَامٌ مَعَنَا

(3)

إِدَاوَةٌ

(4)

مِنْ مَاءٍ. يَعْنِي: يَسْتَنْجِي بِهِ.

‌17 - بَابُ

(1)

مَنْ حُمِلَ مَعَهُ الْمَاءُ لِطُهُورِهِ

(5)

وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالطَّهُورِ وَالْوِسَادِ

(6)

؟!

[155] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شعْبَةُ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ - هُوَ

(7)

:

* [153][التحفة: ع 8552]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

قوله: "واسمه عطاء بن أبي ميمونة" ليس عند (عط).

(3)

قوله: "غلام معنا" للأصيلي: "غلام منا معنا".

(4)

إداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدو).

* [154][التحفة: خ م د س 1094]

(5)

لابن عساكر: "لِطَهُورٍ".

(6)

الوساد: المتكأ، وقيل كل ما يوضع تحت الرأس. (انظر: لسان العرب، مادة: وسد).

(7)

قوله: "أبي معاذٍ هو" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

ص: 305

عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ - قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا

(1)

يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ، تَبِعْتُهُ أَنَا وَغُلَامٌ مِنَّا مَعَنَا إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ.

‌18 - بَابُ

(3)

حَمْلِ الْعَنَزَةِ

(4)

مَعَ الْمَاءِ فِي الاِسْتِنْجَاءِ

[156] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ الْخَلَاءَ، فَأَحْمِلُ أَنَا وَغُلَامٌ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ وَعَنَزَةً

(6)

، يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ.

تَابَعَهُ النَّضْرُ وَشَاذَانُ، عَنْ شُعْبَةَ. الْعَنَزَةُ: عَصًا عَلَيْهِ زُجٌّ

(7)

.

‌19 - بَابُ

(3)

النَّهْيِ عَنِ الاِسْتِنْجَاءِ بِالْيَمِينِ

[157] حدثنا

(8)

مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ - هُوَ: الدَّسْتَوَائِيُّ - عَنْ

(1)

للأصيلي: "أنس بن مالك".

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"النبي".

* [155][التحفة: خ م د س 1094]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

العنزة: هي مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنز).

(5)

لابن عساكر: "النبي".

(6)

عنزة: هي مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنز).

(7)

قوله: "العنزة: عصا عليه زج" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط). زج: حديدة في أسفل الرمح. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 309).

* [156][التحفة: خ م د س 1094]

(8)

لابن عساكر: "حدثني".

ص: 306

يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(1)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا شرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلَا يتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ".

‌20 - بَابٌ

(2)

لَا يُمْسِكُ

(3)

ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ إِذَا بَالَ

[158] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَأْخُذَنَّ

(4)

ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلَا يَسْتَنْجِي

(5)

بِيَمِينِهِ، وَلَا يَتَنَفَّسْ

(6)

فِي الْإِنَاءِ".

‌21 - بَابُ (2) الاِسْتِنْجَاءِ بِالْحِجَارَةِ

[159] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْمَكِّيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اتَّبَعْتُ

(7)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(1)

قوله: "عن أبيه" عند (عط): "عن أبي قتادة".

* [157][التحفة: ع 12105]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

"لا يَمَس": كذا في الفرع وأصله من غير رقم عليه. و"يمسك" بالرفع في اليونينية وبالجزم في غيرها. اهـ. قسطلاني.

(4)

لغير أبي ذر مما ليس في اليونينية: "فلا يأخذ" بإسقاط النون. اهـ. قسطلاني.

(5)

رقم عليه لما ذكره عياض عن الأصيلي، ولابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، و (عط). وفي نسخة:"يستنجِ".

(6)

كذا في الفرع مجزوم، راجع القسطلاني.

* [158][التحفة: ع 12105]

(7)

قوله: "اتبعت" كذا في الفرع بالتشديد، وعليه اقتصر العيني، وزاد القسطلاني أنه بهمزة قطع من أتبع أي لحقته، قال تعالى:{فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}

ص: 307

وَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ، فَكَانَ

(1)

لَا يَلْتَفِتُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: "ابْغِنِي

(2)

أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ

(3)

بِهَا - أَوْ نَحْوَهُ - وَلَا تَأْتِنِي

(4)

بِعَظْمٍ وَلَا رَوْثٍ

(5)

". فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ بِطَرَفِ ثِيَابِي، فَوَضعْتُهَا

(6)

إِلَى جَنْبِهِ، وَأَعْرَضْتُ

(7)

عَنْهُ، فَلَمَّا قَضَى، أَتْبَعَهُ

(8)

بِهِنَّ

(9)

[160] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْغَائِطَ، فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، وَالْتَمَسْتُ الثَّالِثَ فَلَمْ أَجِدْهُ

(10)

، فَأَخَذْتُ رَوْثَةً، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: "هَذَا رِكْسٌ

(11)

".

(1)

عليه صح صح.

(2)

قوله: "ابغني" كذا بهمزة وصل في الفرع، وجوز في القسطلاني الوصل والقطع، وفي "الفتح" والعيني أنهما روايتان. وللأصيلي:"أَبْغِ لي".

(3)

عليه صح.

أستنفض: أستنجي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفض).

(4)

لابن عساكر، وأبي ذر، والكشميهني، ورمز فوقه (ح):"ولا تأتيني"، وعند (عط):"ولا تأتي".

(5)

روث: رجيع ذوات الحافر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روث).

(6)

عند (عط): "فوضعها".

(7)

للكشميهني: "واعترضت". من غير اليونينية.

(8)

في حاشية البقاعي: "اتبعْتُه" ونسبه لنسخة.

(9)

بعده عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"بابٌ لا يُستنجى بروْثٍ"، إلا أن "بابٌ": ليس عند الأصيلي.

* [159][التحفة: خ 13085]

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "أجِدْ".

(11)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وقال إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق: حدثني عبد الرحمن".

ركس: نجس. (انظر: هدي الساري)(ص 125).

* [160][التحفة: خ س ق 9170]

ص: 308

‌22 - بَابُ

(1)

الْوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً

[161] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً مَرَّةً.

‌23 - بَابُ

(1)

الْوُضُوءِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ

[162] حدثنا

(2)

حُسَيْنُ

(3)

بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(4)

فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ

(5)

، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ.

‌24 - بَابُ الْوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا

[163] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِإِنَاءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ

(6)

فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ

(1)

ليس عند الأصيلي.

* [161][التحفة: خ د ت س ق 5976]

(2)

لابن عساكر: "حدثني".

(3)

لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح:"الحسين".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح، و (عط):"أخبرنا".

(5)

قوله: "بكر بن عمرو بن حزم" عند أبي ذر: "بكر بن محمد بن عمرو".

* [162][التحفة: خ 5304]

(6)

للأصيلي، و (عط)، وكريمة:"مرّات".

ص: 309

أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَضْمَضَ

(1)

وَاسْتَنْشَقَ

(2)

، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ

(3)

ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ

(4)

مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ

(5)

مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

[164] وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَكِنْ عُرْوَةُ يُحَدِّثُ عَنْ حُمْرَانَ: فَلَمَّا تَوَضَّأَ عُثْمَانُ، قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ

(6)

حَدِيثًا لَوْلَا آيَةٌ

(7)

مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَتَوَضَّأُ

(8)

رَجُلٌ يُحْسِنُ

(9)

وُضُوءَهُ وَيُصَلِّي الصَّلَاةَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ حَتَّى يُصَلِّيَهَا". قَالَ عُرْوَةُ: الْآيَةُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ}

(10)

.

(1)

للأصيلي: "فتمضمض".

(2)

رقم عليه للكشميهني، وابن عساكر، والحموي، و (ح). وعند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر عن الكشميهني، و (عط):"واستَنْثَر".

(3)

المرفقين: طرف عظم الذراع مما يلي العضد. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 297).

(4)

رقم لفظ "ثم" في الأصل المعوَّل عليه بقلم الحُمرة، ووضعها في الهامش مرموزًا لها بما ترى:(عط، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح)، وفي القسطلاني أنها ساقطة لغير الأربعة.

(5)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة. ولابن عساكر أيضًا: "غَفَرَ اللَّهُ ما تقدم"، كذا في الأصلين المعول عليهما، وفي القسطلاني:"له ما تقدم". كتبه مصححه.

* [163][التحفة: خ م د س 9794]

(6)

قوله: "ألا أحدثكم" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"لأُحَدَّثَنَّكُم".

(7)

لابن عساكر: "الآية".

(8)

عند (عط): "يتوَضَأَنَّ".

(9)

عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فيحسن"، وعليه صح.

(10)

[البقرة: 159]. وقوله: {أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} كذا لابن عساكر، وعند (عط):"أنزلنا الآية".

* [164][التحفة: خ م س 9793]

ص: 310

‌25 - بَابُ

(1)

الاِسْتِنْثَارِ

(2)

فِي الْوُضُوءِ

ذَكَرَهُ عُثْمَانُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ

(3)

عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[165] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ

(4)

قَالَ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ

(5)

فَلْيُوتِرْ".

‌26 - بَابُ

(1)

الاِسْتِجْمَارِ وِتْرًا

[166] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأَ اَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ

(6)

ثُمَّ لِيَنْثُرْ

(7)

، وَمَنِ استَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ

(8)

؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ".

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

الاستنثار: أي استنشاق الماء، ثم استخراجه من الأنف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نثر).

(3)

للأصيلي، وابن عساكر:"وعبد اللَّه بن".

(4)

رقم عليه لأبي ذر عن المستملي، وأبي الوقت.

(5)

استجمر: الاستجمار: الاستنجاء، أي: التمسُّح بالِجمَار، وهي الأحجار الصغار. (انظر: لسان العرب، مادة: جمر).

* [165][التحفة: خ م س ق 13547]

(6)

قوله: "في أنفه" عليه صح صح. كذا في اليونينية وفرعها بحذف المفعول، أي فليجعل في أنفه ماء، ولأبي ذر إثباته. قسطلاني ملخصًا.

(7)

عند الأصيلي، وابن عساكر:"ليَنْتَثِرْ".

(8)

رقم عليه للحموي، والمستملي. وعند الكشميهني:"في الإناء".

* [166][التحفة: خ د س 13820]

ص: 311

‌27 - بَابُ

(1)

غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ وَلَا يَمْسَحُ عَلَى الْقَدَمَيْنِ

[167] حدثنا

(2)

مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا

(3)

أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَِكَ

(4)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: تَخَلَّفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنَّا فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا

(5)

، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا الْعَصْرَ

(6)

، فَجَعَلْنَا نَتَوَضَّأُ وَنَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ

(7)

مِنَ النَّارِ". مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.

‌28 - بَابُ

(1)

الْمَضْمَضَةِ فِي الْوُضُوءِ

(8)

قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[168] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ

(9)

دَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ

(10)

وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمَرْفِقَيْنِ

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(3)

للأصيلي: "أخبرنا".

(4)

بالكسر والصرف للأصيلي، وبالفتح والمنع لغيره، كما أفاد ذلك صنيع الأصل.

(5)

ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

(6)

قوله: "أرهَقْنا العصرَ" عند الأصيلي: "أرهقَتْنا العصرُ". وزاد نسبته في حاشية البقاعي لأبوي ذر والوقت.

(7)

للأعقاب: جمع العقب، وهو مؤخر القدم. (انظر: هدي الساري) (ص 167).

* [167][التحفة: خ م س 8954]

(8)

قوله: "بابُ المضمضةِ في الوضوء" عند (عط): "بابٌ المضمضةُ من الوضوء".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي:"عثمان بن عفان".

(10)

لأبي ذر، و (عط):"مضمض".

ص: 312

ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ

(1)

ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، وَقَالَ

(2)

: "مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ

(3)

صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا

(4)

نَفْسَهُ

(5)

، غَفَرَ اللَّهُ

(6)

لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

‌29 - بَابُ

(7)

غَسْلِ الْأَعْقَابِ

وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَغْسِلُ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ إِذَا تَوَضَّأَ.

[169] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ

(8)

، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمِطْهَرَةِ

(9)

- قَالَ

(10)

: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ؛ فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ".

(1)

لابن عساكر: "كِلتَا رِجلَيه". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، وكذا (عط):"كُلَّ رِجلَيه" وعليه قبل رقومهم صح. وللحموي، والمستملي:"كُلَّ رِجلِه" من "الفتح" والقسطلاني، وليست في الفرع.

(2)

للأصيلي، وابن عساكر:"ثم قال".

(3)

كذا في النسخ المعوّل عليها، وفي القسطلاني بالواو، قال: وفي رواية: "ثم صلى". كتبه مصححه.

(4)

زاد بحاشية البقاعي: "يعني" وعليه رمز حاشية.

(5)

ليس عند ابن عساكر، والكشميهني، وعليه صح.

(6)

رقم عليه للمستملي، والكشميهني. ولغير المستملي:"غُفِرَ له". اهـ قسطلاني.

* [168][التحفة: خ م د س 9794]

(7)

ليس عند الأصيلي.

(8)

قوله: "بن أبي إياس" ليس عند ابن عساكر.

(9)

المطهرة: الإناء الذي يتطهر به هو بكسر الميم والمطهرة بفتحها المكان الذي يتطهر فيه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 322).

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقال".

* [169][التحفة: خ م س 14381]

ص: 313

‌30 - بَابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ فِي النَّعْلَيْنِ وَلَا يَمْسَحُ عَلَى النَّعْلَيْنِ

[170] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، رَأَيْتُكَ تَصْنعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ

(1)

يَصْنَعُهَا، قَالَ: وَمَا هِيَ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ لَا تَمَسُّ مِنَ الْأَرْكَانِ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ

(2)

، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ وَلَمْ

(3)

تُهِلَّ

(4)

أَنْتَ حَتَّى كَانَ يَوْمَُ

(5)

التَّرْوِيَةِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَّا الْأَرْكَانُ فَإنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمَسُّ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ النَّعْلَ

(6)

الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بِهَا، فَأَنَا

(7)

أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا، وَأَمَّا الْإِهْلَالُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ

(8)

.

(1)

لأبي الوقت: "أصحابنا".

(2)

السبتية: نسبة إلى السَّبْت، وهي: جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال، والقرظ: شجر يدبغ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبت).

(3)

للأصيلي: "فلم".

(4)

تهل: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد: الإحرام. (انظر: لسان العرب، مادة: هلل).

(5)

كذا ضبط آخره بضم الميم وفتحها، وفوقه:"معًا".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح، و (عط):"النعال".

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح: "فإني". كذا هذه الرواية لهؤلاء هنا في فرع ونسخة أبي ذر، وفي فرع آخر موضعها الذي قبلها.

(8)

راحلته: الراحلة من الابل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

* [170][التحفة: خ م د تم س ق 7316]

ص: 314

‌31 - بَابُ

(1)

التَّيَمُّنِ فِي الْوُضُوءِ وَالْغَسْلِ

[171] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُنَّ فِي غَسْلِ ابْنَتِهِ: "ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا".

[172] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ

(2)

وَطُهُورِهِ فِي

(3)

شَأْنِهِ كُلِّهِ.

‌32 - بَابُ

(1)

الْتِمَاسِ الْوَضُوءِ إِذَا حَانَتِ الصَّلَاةُ

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: حَضَرَتِ الصُّبْحُ، فَالْتُمِسَ

(4)

الْمَاءُ فَلَمْ يُوجَدْ، فَنَزَلَ التَّيَمُّمُ.

[173] حدثنا عَبْدُ اللَّه بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم وَحَانَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَالْتَمَسَ النَّاسُ الْوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ

(6)

، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

ليس عند الأصيلي.

* [171][التحفة: خ م د ت س 18124]

(2)

ترجله: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).

(3)

عند (عط): "وفي".

* [172][التحفة: ع 17657]

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فالتَمَسُوا".

(5)

لأبي ذر وعليه صح، و (عط):"النبي".

(6)

"يجدوا" لغير الكشميهني. من "الفتح" والقسطلاني.

ص: 315

بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الْإِنَاءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ، قَالَ: فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ.

‌33 - بَابُ

(1)

الْمَاءِ الَّذِي يُغْسَلُ بِهِ شَعَرُ الْإِنْسَانِ

وَكَانَ عَطَاءٌ لَا يَرَى بِهِ

(2)

بَأْسًا أَنْ يُتَّخَذَ مِنْهَا

(3)

الْخُيُوطُ وَالْحِبَالُ وَسُؤْرِ

(4)

الْكِلَابِ وَمَمَرِّهَا فِي الْمَسْجِدِ

(5)

.

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِذَا وَلَغَ فِي إِنَاءٍ

(6)

لَيْسَ لَهُ وَضُوءٌ غَيْرُهُ

(7)

، يَتَوَضَّأُ بِهِ

(8)

.

وَقَالَ سُفْيَانُ: هَذَا الْفِقْهُ بِعَيْنِهِ، يَقُولُ اللَّهُ

(9)

تَعَالَى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا}

(10)

وَهَذَا

(11)

مَاءٌ وَفِي النَّفْسِ مِنْهُ شَيْءٌ، يَتَوَضَّأُ بِهِ

(12)

وَيَتَيَمَّمُ.

[174] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: عِنْدَنَا مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أصَبْنَاهُ مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ - أَوْ:

* [173][التحفة: خ م ت س 201]

(1)

عليه صح.

(2)

ليس عند ابن عساكر.

(3)

لابن عساكر، و (عط):"منه".

(4)

السؤر: المتبقي بعد الشرب في قعر الإناء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سأر).

(5)

عند (عط): "في المسجد وأكْلِها".

(6)

في جميع النسخ المعوّل عليها: "ولغ في إناء"، ووقع في المطبوع زيادة:"الكلب" وهي رواية كما في "شرح العيني". ولأبي ذر: "في الإناء".

(7)

كذا ضبط بفتح الراء وضمها، وعليه:"معًا".

(8)

لأبي ذر وعليه قبل رقمه صح: "بها".

(9)

لأبي الوقت: "لقول الله".

(10)

[النساء: 43].

(11)

للأصيلي: "فهذا".

(12)

عند (عط): "منه".

ص: 316

مِنْ قِبَلِ أَهْلِ أَنَسٍ - فَقَالَ: لَأَنْ تَكُونَ

(1)

عِنْدِي شَعَرَةٌ مِنْهُ

(2)

أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.

[175] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(3)

سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ

(4)

، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ، كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ.

[176] حدثنا

(6)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ

(7)

مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ

(8)

: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا شَرِبَ الْكَلْبُ فِي

(9)

إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعًا

(10)

".

(1)

كتب أوله بالتاء والياء.

(2)

ليس عند أبي ذر.

* [174][التحفة: خ 1465]

(3)

عند الأصيلي، وأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(4)

للأصيلي: "أنس بن مالك".

(5)

لأبي ذر: "النبي".

* [175][التحفة: خ 1462]

(6)

لابن عساكر: "بابٌ إذا شَرِب الكلبُ في إناء أحدكم فليغسله سبعًا حدثنا عبد اللَّه بن يوسف".

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أخبرنا".

(8)

ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(9)

عند (عط): "من".

(10)

"باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعًا [ورقم على هذه الترجمة أنها ليست عند أبي ذر، والأصيلي وفوق رقم أبي ذر صح] حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار سمعت أبي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلًا رأى كلبًا يأكل الثرى من العطش فأخذ الرجل خُفه فجعل يَغْرِفُ له به حتى أرواه فشكر الله له فأدخله الجنة". وهكذا مكتوب في الأصل بالحُمرة ثابت عند ابن عساكر بعد حديث عبد اللَّه بن يوسف، ويلي الذي بالحُمرة: قال أحمد بن شبيب. كذا في فرعين من فروع اليونينية، وفي أحدهما: وهذا المكتوب بالحُمرة ما خلا التبويب في أصل الحافظ المنذري إلا أن عليه: (لا إلى).

* [176][التحفة: خ م د س ق 13799]

ص: 317

[177] وَقال أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتِ الْكِلَابُ تَبُولُ وَ

(1)

تُقْبِلُ وَتُدْبِرُ فِي الْمَسْجِدِ فِي زَمَانِ

(2)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرُشُّون

(3)

شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ.

[178] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ

(4)

، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ

(5)

: "إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ فَقَتَلَ، فَكُلْ، وَإِذَا أَكَلَ، فَلَا تَأْكُلْ؛ فَإنَّمَا أَمْسَكَهُ عَلَى نَفْسِهِ"، قُلْتُ: أُرْسِلُ كَلْبِي فَأَجِدُ مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ؟ قَالَ: "فَلَا تَأْكُلْ؛ فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ، وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى كلْبٍ آخَرَ".

‌34 - بَابُ

(6)

مَنْ لَمْ يَرَ الْوُضُوءَ إِلَّا مِنَ الْمَخْرَجَيْنِ: مِنَ

(7)

الْقُبُلِ وَالدُّبُرِ

وَقَوْلُِ اللَّهِ تَعَالَى

(8)

: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}

(9)

.

(1)

قوله: "تبول و" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

(2)

في حاشية البقاعي: "زَمَنِ" بلا رقم.

(3)

قوله: "يرشون" لابن عساكر في نسخة، ولأبي ذر وعليه صح:"يكونوا يرشون". ولابن عساكر أيضًا: "فلم يكن".

* [177][التحفة: خت د 6704]

(4)

قوله: "أبي السفر" ضبطت الفاء في الفرع بالضبطين كما ترى، وقال في "الفتح":"بفتح الفاء، ووهم من سكنها".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال"، وعليه صح.

* [178][التحفة: خ م د س 9863]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

سقطت من عند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر، و (عط).

(8)

قوله: "وقول اللَّه تعالى" عند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لقوله تعالى". زاد القسطلاني على أصحاب هذه الرموز رمز أبي ذر فجعل روايته مثلهم، وهو كذلك في نسخته المعتمدة.

(9)

[النساء: 43].

ص: 318

وَقَالَ عَطَاءٌ فِيمَنْ يَخْرُجُ مِنْ دُبُرِهِ، الدُّودُ، أَوْ مِنْ ذَكَرِهِ نَحْوُ الْقَمْلَةِ: يُعِيدُ الْوُضُوءَ

(1)

.

وَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(2)

: إِذَا ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ أَعَادَ الصَّلَاةَ، وَلَمْ يُعِدِ الْوُضُوءَ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: إِنْ أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ وَأَظْفَارِهِ

(3)

أَوْ خَلَعَ

(4)

خُفَّيْهِ، فَلَا وُضُوءَ عَلَيْهِ.

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ.

وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ، فَرُمِيَ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَنَزَفَهُ الدَّمُ، فَرَكَعَ وَسَجَدَ وَمَضَى فِي صَلَاتِهِ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: مَا زَالَ الْمُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ فِي جِرَاحَاتِهِمْ.

وَقَالَ طَاوُسٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَعَطَاءٌ وَأَهْلُ الْحِجَازِ: لَيْسَ فِي الدَّمِ وُضُوءٌ.

وَعَصَرَ ابْنُ عُمَرَ بَثْرَةً

(5)

فَخَرَجَ مِنْهَا الدَّمُ وَلَمْ

(6)

يَتَوَضَّأْ.

وَبَزَقَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى دَمًا فَمَضَى فِي صَلَاتِهِ.

(1)

وجد في الأصل المعوّل عليه مكتوبًا بقلم الحمرة فوق هذه اللفظة "الصلاة"، وقال في القسطلاني: وفي نسخة "يعيد الصلاة" بدل "يعيد الوضوء" راجعه. اهـ. مصحح.

(2)

قوله: "بن عبد اللَّه" ليس عند الأصيلي.

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"أو أظفاره".

(4)

قوله: "أو خلع" لابن عساكر: "وخلع".

(5)

بثرة: خراج صغير. (انظر: هدي الساري)(ص 48).

(6)

قوله: "الدم ولم" عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"دَمٌ فلم"، وعليه صح.

ص: 319

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَالْحَسَنُ فِيمَنْ يَحْتَجِمُ

(1)

: لَيْسَ عَلَيْهِ إِلَّا غَسْلُ مَحَاجِمِهِ.

[179] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ

(2)

الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(3)

صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ

(4)

فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ مَا لَمْ يُحْدِثْ". فَقَالَ رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ: مَا الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: الصَّوْتُ. يَعْنِي: الضَّرْطَةَ.

[180] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا".

[181] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى الْثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

(7)

الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قَالَ

(8)

عَلِيٌّ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً

(9)

، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"احتجم"، وعليه صح.

(2)

قوله: "عن سعيدٍ" لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا سعيدٌ".

(3)

لأبي ذر: "رسول اللَّه"، وعليه صح.

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "دام".

* [179][التحفة: خ 13026]

(5)

لابن عساكر: "سفيان بن عيينة".

* [180][التحفة: خ م د س ق 5296]

(6)

قوله: "بن سعيد" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(7)

كذا في الفرع من غير ألف، ومن غير تنوين.

(8)

قوله: "قال قال" عليه صح صح.

(9)

مذاء: كثير المذي، وهو البَلَل اللزج الذي يخرج من الذكر عند مُلاعبة النساء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مذي).

ص: 320

فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:"فِيهِ الْوُضُوءُ".

وَرَوَاهُ

(1)

شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ.

[182] حدثنا سَعْدُ

(2)

بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ

(3)

رضي الله عنه: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِذَا جَامَعَ فَلَمْ

(4)

يُمْنِ؟ قَالَ عُثْمَانُ: يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، وَيَغْسِلُ ذَكَرَهُ، قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنهم، فَأَمَرُوهُ

(5)

بِذَلِكَ

(6)

.

[183] حدثنا

(7)

إِسْحَاقُ

(8)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَجَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ؟! "

(1)

لابن عساكر: "رواه".

* [181][التحفة: خ م س 10264]

(2)

عليه صح صح.

(3)

قوله: "بن عفان" ليس عند ابن عساكر، و (عط).

(4)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"ولم".

(5)

كذا في نسخ صحيحة معتمدة بالجمع، ووجد في فرع بالإفراد، وأثبت في هامشه الجمع وجعله نسخة. اهـ. من الهامش ملخصًا.

(6)

هذا الحديث ليس عند (عط).

* [182][التحفة: خ م 9801]

(7)

عند (عط): "حدثني".

(8)

"إسحاق هو ابن منصور" كذا لأبي ذر، والأصيلي، و (عط)، وسقط لابن عساكر. كذا هذه الرقوم في الفرع.

ص: 321

فَقَالَ

(1)

: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أُعْجِلْتَ

(2)

- أَوْ: قُحِطْتَ

(3)

- فَعَلَيْكَ الْوُضُوءَُ

(4)

".

تَابَعَهُ وَهْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(5)

شُعْبَةُ.

قال

(6)

أبو عبد الله

(7)

: وَلَمْ يَقُلْ غُنْدَرٌ وَيَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ: "الْوُضُوءُ".

‌35 - بَابُ

(8)

الرَّجُلِ يُوَضِّئُ صَاحِبَهُ

[184] حَدَّثَنِي

(9)

مُحَمَّدُ

(10)

بْنُ سَلامٍ

(11)

، قال: أخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَفَاضَ

(12)

مِنْ عَرَفَةَ، عَدَلَ إِلَى الشِّعْبِ فَقَضَى حَاجَتَهُ،

(1)

للأصيلي: "قال".

(2)

"عُجِلْتَ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر والكشميهني. وفي نسخة:"عُجَّلْتَ" من غير اليونينية.

(3)

عند (ح)، والأصيلي:"أُقْحِطْتَ"، وزاد نسبته في حاشية البقاعي لابن عساكر. كذا هو مضبوط في فرعين، وضبط في القسطلاني رواية الأصيلي بالبناء للفاعل، فراجعه.

قحطت: فترت ولم تنزل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 172).

(4)

كذا ضبط بالوجهين، وكتب فوقه "معًا".

(5)

لابن عساكر: "عن".

(6)

قوله: "تابعه وهب قال: حدثنا شعبة قال" عند أبي ذر، وابن عساكر بتقديم وتأخير.

(7)

قوله: "أبو عبد اللَّه" رقم عليه لابن عساكر.

* [183][التحفة: خ م ق 3999]

(8)

ليس عند الأصيلي.

(9)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"حدثنا".

(10)

ليس عند ابن عساكر.

(11)

على اللام "خف"، إشارة إلى تخفيفها.

(12)

أفاض: الإفاضة: الزَّحْفُ والدَّفْع في السَّير بكثرة ولا يكون إلا عن تَفَرُّق وجَمْع، ومنه إفاضة الناس من عرفات إلى منى، ومنه طواف الإفاضة يوم النحر يفيض من منى إلى مكة فيطوف ثم يرجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيض).

ص: 322

قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ

(1)

: فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَيْهِ وَيَتَوَضَّأُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُصَلِّي؟ فَقَالَ

(2)

: "الْمُصَلَّى أَمَامَكَ".

[185] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَأَنَّهُ ذَهَبَ لِحَاجَةٍ لَهُ، وَأَنَّ مُغِيرَةَ

(3)

جَعَلَ يَصُبُّ الْمَاءَ

(4)

عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ.

‌36 - بَابُ

(5)

قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بَعْدَ الْحَدَثِ وَغَيْرِهِ

وَقَالَ مَنْصُورٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ: لَا بَأْسَ بِالْقِرَاءَةِ فِي الْحَمَّامِ، وَبِكَتْبِ

(6)

الرِّسَالَةِ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ.

وَقَالَ حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ: إِنْ كَانَ عَلَيْهِمْ إِزَارٌ فَسَلِّمْ

(7)

، وَإِلَّا فَلَا تُسَلِّمْ.

(1)

قوله: "بن زيد" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي.

(2)

عند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال"، وعليه صح.

* [184][التحفة: خ م د س 115]

(3)

عند الأصيلي، وابن عساكر:"المغيرة".

(4)

ليس عند الأصيلي، وابن عساكر، و (عط).

* [185][التحفة: خ م د س ق 11514]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ويكتب"، وعليه صح.

(7)

للأصيلي: "فسلم عليهم".

ص: 323

[186] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ - زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ خَالَتُهُ - فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا

(1)

انْتَصَفَ اللَّيْلُ - أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ - اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ

(2)

يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا

(3)

، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.

‌37 - بَابُ

(1)

مَنْ لَمْ يتَوَضَّأْ إِلَّا مِنَ الْغَشْيِ

(4)

الْمُثْقِلِ

[187] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(5)

مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

(6)

، عَنِ

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

في نسخة: "فجعل"، وعليه صح.

(3)

عليه صح.

* [186][التحفة: خ م د تم س ق 6362]

(4)

الغشي: غشي عليه: أغمي عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).

(5)

للأصيلي: "حدثنا".

(6)

قوله: "بن عروة" ليس عند (عط).

ص: 324

امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ، عَنْ جَدَّتِهَا

(1)

أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ، وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ، وَقَالَتْ

(2)

: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ: أَيْ

(3)

نَعَمْ، فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي

(4)

الْغَشْيُ، وَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي مَاءً، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَِ

(5)

وَالنَّارَِ، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ

(6)

مِثْلَ - أَوْ: قَرِيبَ

(7)

مِنْ - فِتْنَةِ الدَّجَّالِ - لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - يُؤْتَى أَحَدُكُمْ، فَيُقَالُ

(8)

: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ - أَوِ: الْمُوقِنُ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا، فَيُقَالُ

(9)

: نَمْ صَالِحًا، فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنًا

(10)

، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ

(1)

في نسخة: "جدته" من غير اليونينية.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فقالت".

(3)

للأصيلي في نسخة، ولأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر، وأبي الوقت:"أنْ"، وعليه صح.

(4)

تجلاني: غَطَّانِي وغَشَّانِي. ويجوز أن يكون المعنى: ذهب بقوتي وصبري، من الجَلاء، أو ظهر بي وبَانَ عَلَيَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا).

(5)

كذا بالوجهين وعليه "معًا".

(6)

للأصيلي: "قبوركم".

(7)

على آخره صح. كذا وجد "قريبً" في الأصل المعول عليه منونًا مصححًا عليه بدون ألف كما ترى، وقد سبقت هذه الرواية منسوبة لليونينية فتذكر. وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"قريبًا"، وعليه صح.

(8)

للأصيلي: "فيقال له".

(9)

بينه وبين ما بعده صح، وعند الأصيلي، والحموي:"فيقال له".

(10)

في حاشية البقاعي: "لَمُوقنًا" ونسبه لنسخة.

ص: 325

- أَوِ: الْمُرْتَابُ

(1)

، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا، فَقُلْتُهُ".

‌38 - بَابُ

(2)

مَسْحِ الرَّأْسِ كُلِّهِ

(3)

لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(4)

: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}

(5)

.

وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: الْمَرْأَةُ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ تَمْسَحُ عَلَى رَأْسِهَا.

وَسُئِلَ مَالِكٌ: أَيُجْزِئُ أَنْ يَمْسَحَ بَعْضَ

(6)

الرَّأْسِ

(7)

؟ فَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ.

[188] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(8)

مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ: جَدُّ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى: أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ

(9)

فَغَسَلَ

(10)

مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ مَضْمَضَ

(1)

على آخره صح.

* [187][التحفة: خ م 15750]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

رقم عليه للمستملي. كذا رَمْز المستملي على لفظ: "كله" في الأصل المعول عليه، وكتب في هامشه أن الذي في "الفتح" والقسطلاني والعيني سقوطه عند المستملي، فلعل علامة السقوط سقطت من الفرع. اهـ. ملخصًا.

(4)

عند الأصيلي: "عز وجل"، وعند ابن عساكر:"سبحانه وتعالى".

(5)

[المائدة: 6].

(6)

لابن عساكر: "ببعض".

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، و (عط):"رأسه"، وعليه صح.

(8)

للأصيلي: "حدثنا".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط) وعليه صح:"يده".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فغَسَل يده"، وعليه صح.

ص: 326

وَاسْتَنْثَرَ

(1)

ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ

(2)

، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ؛ بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ حَتَّى ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.

‌39 - بَابُ

(3)

غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ

[189] حدثنا

(4)

مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ: شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ عَنْ وُضُوءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِتَوْرٍ

(5)

مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ لَهُمْ وُضُوءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَأَكْفَأَ

(6)

عَلَى يَدِهِ مِنَ التَّوْرِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ

(7)

ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التَّوْرِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثَ

(8)

غَرَفَاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ

(9)

يَدَيْهِ

(10)

مَرَّتَيْنِ إِلَى

(1)

لابن عساكر: "واستنشق". كذا رَمْزُ ابن عساكر في فرعين، وعزاها القسطلاني تبعًا للحافظ للكشميهني، وهو الذي في نسخة أبي ذر. اهـ. من الهامش.

(2)

قوله: "يديه مرتين مرتين إلى المرفقين" عند الأصيلي: "يديه إلى المرفقين مرتين مرتين ثم". كذا في فرع، وفي فرع آخر رقم علامة السقوط مع الأصيلي على "مرتين" فتكون روايته هنا كرواية الباقين في الباب بعده بإسقاط واحدة من قوله:"مرتين مرتين". اهـ. من الهامش. وقوله: "المرفقين" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط). ولأبي ذر، وقبله صح:"إلى المرفق". عزاها في "الفتح" والقسطلاني للحموي والمستملي.

* [188][التحفة: ع 5308]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(5)

بتور: التور: إناء من نحاس أو حجارة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تور).

(6)

فأكفأ: كَبَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ).

(7)

عند (عط): "يده".

(8)

للأصيلي: "بثلاث".

(9)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أدخَلَ"، وعليه صح. كذا في الأصل المعول عليه ونسخة معتمدة أيضًا، والذي في أصل آخر يعوّل عليه:"ثم أدخل يده فغسل"، [ورقم فوق "ثم أدخل" لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح]، ولم يتعرض لذلك شيخ الإسلام، ولا العيني، ولا القسطلاني. كتبه مصححه.

(10)

للأصيلي: "يده".

ص: 327

الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَمَسَحَ رَأْسَهُ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ.

‌40 - بَابُ

(1)

اسْتِعْمَالِ فَضْلِ وَضُوءِ النَّاسِ

وَأَمَرَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَهْلَهُ أَنْ يَتَوَضَّئُوا بِفَضْلِ سِوَاكِهِ.

[190] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ

(3)

، فَأُتِيَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْ فَضلِ وَضُوئِهِ فَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ.

[191] وَقال أَبُو مُوسَى: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ، وَمَجَّ

(4)

فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا:"اشْرَبَا مِنْهُ، وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا".

[192] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ،

* [189][التحفة: ع 5308]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"النبي"، وعليه صح.

(3)

بالهاجرة: وقت اشتداد الحر نصف النهار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجر).

* [190][التحفة: خ م س 11799]

(4)

مج: المَجُّ: إرسال الماء من الفم مع نفخ، وقيل: ويباعد به، والمراد هنا: المزاح. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 374).

* [191][التحفة: خ م 9061]

ص: 328

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي

(1)

مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ - وَهُوَ الَّذِي مَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ وَهُوَ غُلَامٌ مِنْ بِئْرِهِمْ. وَقَالَ عُرْوَةُ، عَنِ الْمِسْوَرِ وَغَيْرِهِ - يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ -: وَإِذَا تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، كَادُوا

(2)

يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ.

‌41 - بَابٌ

(3)

[193] حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْجَعْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ

(4)

، فَمَسَحَ رَأْسِي، وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، مِثْلَ

(5)

: زِرِّ الْحَجَلَةِ

(6)

.

(1)

"حدثني" كذا بلا رقم عليه.

(2)

على الدال صح، ولأبي ذر:"كانوا" من غير اليونينية.

* [192][التحفة: خ س ق 11235]

(3)

رقم عليه لأبي ذر عن المستملي، ولأبي الوقت.

(4)

في نسخة، وعند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"وَقِعٌ". وجد بالهامش تبعًا لهذه الرواية ما نصه: فتح القاف لأبي ذر والسميساطي. اهـ. من اليونينية، أي على أنه فعل ماض، وفي القسطلاني ما يخالفه.

(5)

للأصيلي: "مِثْلِ".

(6)

الحجلة: بيت كالقبة، يُستر بالثياب، وتكون له أزرار كبار، جمعها: حجال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجل).

* [193][التحفة: خ م ت س 3794]

ص: 329

‌42 - بَابُ

(1)

مَنْ مَضْمَضَ

(2)

وَاسْتَنْشَقَ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ

[194] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ أَفْرَغَ مِنَ الْإِنَاءِ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ غَسَلَ أَوْ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفَّةٍ

(3)

وَاحِدَةٍ

(4)

، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا، فَغَسَلَ يَدَيْهِ

(5)

إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَا أَقْبَلَ وَمَا أَدْبَرَ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌43 - بَابُ

(6)

مَسْحِ الرَّأْسِ مَرَّةً

(7)

[195] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ عَنْ

(1)

عليه صح.

(2)

عند (عط): "تمضمض".

(3)

كذا بفتح الكاف وضمها، وعليه معًا صح. ولأبي ذر:"غَرْفَةٍ"، ولابن عساكر:"كفًّ واحدة". قال الأصيلي: صوابه "من كف واحد". اهـ. من الفرع.

(4)

على آخره صح.

(5)

قوله: "ففعل ذلك ثلاثًا، فغسل يديه" هذا ما في جميع النسخ الصحيحة بدون "فغسل وجهه ثلاثًا" الثابت في نسخ الطبع، ونكت لحذفه شيخ الإسلام والعيني نقلًا عن الكرماني فراجعه. اهـ. مصححه. ووقع في حاشية البقاعي:"وجهه ثلاثا ثم غسل يدَيه" ونسبه لنسخة.

* [194][التحفة: ع 5308]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

للأصيلي: "مَسْحَةً"، وله أيضًا:"مرة واحدة".

ص: 330

وُضُوءِ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِتَوْرٍ

(2)

مِنْ

(3)

مَاءٍ

(4)

فَتَوَضَّأَ لَهُمْ، فَكَفَأَ

(5)

عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا بِثَلَاثِ غَرَفَاتٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ

(6)

فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ

(7)

وَأَدْبَرَ بِهِمَا

(8)

، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ

(9)

فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ.

و

(10)

حَدَّثنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ

(11)

: مَسَحَ رَأْسَهُ

(12)

مَرَّةً.

(1)

للأصيلي، وأبي الوقت:"رسول اللَّه"، وعليه صح.

(2)

ليس عند ابن عساكر، والأصيلي.

(3)

رقم عليه لأبي ذر عن الحموي والمستملي. وعند الكشميهني: "بماء". كذا في اليونينية. من الفرع ومضروب بالحمرة في الفرع على قوله: "تور" وعلى "من". وفي حاشية البقاعي: "بماءٍ" ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.

(4)

عليه صح.

(5)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. وفي نسخة:"فكَفَأَه": وهي التي في نسخة أبي ذر، وشرح عليها في "الفتح". وعند الأصيلي:"فأكفأ". قوله: "فكفأ" إلى قوله: "في الإناء" هو في الأصل المعول عليه بالحمرة، وبهامشه في الفرع ما نصه: هذا المكتوب بالحمرة في المتن مكتوب بالحمرة في هامش اليونينية وعليه الرقوم كما ترى وفي آخره صح بالحمرة فليُعلم. اهـ.

(6)

رقم عليه للأصيلي.

(7)

رقم عليه للأصيلي. وللأصيلي أيضًا، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بيده".

(8)

رقم عليه للأصيلي. ولأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"بها".

(9)

رقم عليه لأبي ذر، والكشميهني.

(10)

رقم عليه لابن عساكر.

(11)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر، والأصيلي:"وقال".

(12)

عند أبي ذر وعليه صح، (عط):"برأسه".

* [195][التحفة: ع 5308]

ص: 331

‌44 - بَابُ

(1)

وُضُوءِ الرَّجُلِ مَعَ امْرَأَتِهِ

(2)

، وَفَضْلِ وَضُوءِ

(3)

الْمَرْأَةِ

وَتَوَضَّأَ عُمَرُ بِالْحَمِيمِ مِنْ

(4)

بَيْتِ نَصْرَانِيَّةٍ

(5)

.

[196] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(6)

بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَتَوَضَّئُونَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمِيعًا.

‌45 - بَابُ

(7)

صَبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَضُوءَهُ

(8)

عَلَى الْمُغْمَى عَلَيْهِ

[197] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَنَا مَرِيضٌ لَا أَعْقِلُ، فَتَوَضأَ، وَصَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ، فَعَقَلْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَنِ الْمِيرَاثُ؟ إِنَّمَا يَرِثُنِي كَلَالَةٌ

(9)

، فَنَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ.

(1)

عليه صح.

(2)

في نسخة: "المرأة". من غير اليونينية.

(3)

"وُضُوء" بالضم عند (عط).

(4)

"ومن" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(5)

قوله: "وتوضأ عمر بالحميم من بيت نصرانية" ليس عند ابن عساكر.

(6)

قوله: "عبد اللَّه" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، وأبي الوقت.

* [196][التحفة: خ د س ق 8350]

(7)

ليس عند الأصيلي.

(8)

عليه صح صح.

(9)

كلالة: الكلالة: أن يموت الرجل ولا يَدَع والدًا ولا ولدًا يرثانه. وقيل: الكلالة: الوارثون الذين ليس فيهم وَلَدٌ ولا والد، فهو واقع على الميت وعلى الوارث بهذا الشَّرط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلل).

* [197][التحفة: خ م س 3043]

ص: 332

‌46 - بَابُ

(1)

الْغُسْلِ

(2)

وَالْوُضُوءِ فِي الْمِخْضَبِ

(3)

وَالْقَدَحِ وَالْخَشَبِ وَالْحِجَارَةِ

[198] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ

(4)

، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ إِلَى أَهْلِهِ، وَبَقِيَ قَوْمٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَصَغُرَ الْمِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، قُلْنَا

(5)

: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: ثَمَانِينَ وَزِيَادَةً.

[199] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ، وَمَجَّ فِيهِ.

[200] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَتَى

(6)

رَسُولُ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم،

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

كذا بضم الغين المعجمة وفتحها، وعليه "معًا".

(3)

المخضب: شبه المركن، وهي إجانة تغسل فيها الثياب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خضب).

(4)

للأصيلي: "المنير".

(5)

عند ابن عساكر: "فقلنا". وعند (عط): "قلت" وعليه صح.

* [198][التحفة: خ 700]

* [199][التحفة: خ م 9061]

(6)

عند ابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط)، والكشميهني:"أتانا".

(7)

لابن عساكر: "النبي".

ص: 333

فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً فِي تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ

(1)

، فَتَوَضَّأَ؛ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِهِ وَأَدْبَرَ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ.

[201] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ

(2)

، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ، اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي

(3)

أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الْأرْضِ؛ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ

(4)

، وَكَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ بَعْدَمَا دَخَلَ بَيْتَهُ

(5)

وَاشْتَدَّ

(6)

وَجَعُهُ: "هَرِيقُوا

(7)

عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ

(8)

، لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ"، وَأُجْلِسَ

(9)

فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طَفِقْنَا

(1)

صفر: هو النحاس الجيد. (انظر: لسان العرب، مادة: صفر).

* [200][التحفة: ع 5308]

(2)

للأصيلي: "عتبة بن مسعود".

(3)

"على"، بلا رقم في الأصل أي اليونينية. ونسبه في حاشية البقاعي لنسخة.

(4)

عند (عط)، والأصيلي:"ابن أبي طالب رضي الله عنه" وعليه صح.

(5)

لابن عساكر وعليه صح: "بيتها".

(6)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة. وعند الأصيلي: "واشتد به".

(7)

رقم عليه لأبي الوقت. ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"أهرِيقُوا"، وعليه صح.

هريقوا: صبُّوا. انظر: (لسان العرب، مادة: هرق)

(8)

أوكيتهن: جمع وكاء وهو الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وكا).

(9)

في نسخة: "فأُجلس". من غير اليونينية.

ص: 334

نَصُبُّ عَلَيْهِ تِلْكَ

(1)

، حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا: أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ.

‌47 - بَابُ

(2)

الْوُضُوءِ مِنَ التَّوْرِ

[202] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَمِّي يُكْثِرُ مِنَ الْوُضُوءِ، قَالَ

(4)

لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ: أَخْبِرْنِي كَيْفَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يتَوَضَّأُ؟ فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَكَفَأَ

(5)

عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مِرَارٍ

(6)

، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التَّوْرِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ

(7)

فَاغْتَرَفَ بِهَا

(8)

فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

(9)

، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ

(10)

مَاءً فَمَسَحَ رَأْسَهُ فَأَدْبَرَ

(11)

بِهِ

(12)

وَأَقْبَلَ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ

(13)

: هَكَذَا رَأَيْتُ

(1)

عليه صح. قوله: "نصبُّ عليه تلك" هكذا في جميع الفروع المعول عليها بيدنا، وفي المطبوع وشرح القسطلاني:"نصُبُّ عليه من تلك القرب"، وعلى الأولى شرح العيني، ثم قال: وفي بعض الروايات "تلك القرب". اهـ. مصححه. ومثل الأخير وقع في حاشية البقاعي منسوبًا لنسخة.

* [201][التحفة: خ م س ق 16309]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

بعده لابن عساكر: "ابن بلال".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقال".

(5)

عليه صح.

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، و (عط):"مرات".

(7)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"يديه".

(8)

عليه صح. ولابن عساكر، وأبي ذر:"بهما".

(9)

للأصيلي، و (عط)، والحموي، والمستملي:"مِرار".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"بيديه".

(11)

للأصيلي: "وأدبر".

(12)

عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"بيديه".

(13)

للأصيلي: "وقال".

ص: 335

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ.

[203] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ، فَأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ

(1)

فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ، قَالَ أَنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، قَالَ أَنَسٌ: فَحَزَرْتُ

(2)

مَنْ تَوَضَّأَ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ.

‌48 - بَابُ

(3)

الْوُضُوءِ بِالْمُدِّ

(4)

[204] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جَبْرٍ

(5)

، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ - أَوْ: كَانَ يَغْتَسِلُ - بِالصَّاعِ

(7)

إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ.

* [202][التحفة: ع 5308]

(1)

رحراح: قريب القعر مع سعة فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحح).

(2)

فحزرت: الحَزْرُ: تقدير بظن لا إحاطة. (انظر: لسان العرب، مادة: حزر).

* [203][التحفة: خ م 297]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

بالمد: كَيْل مقدار ملء اليدين المتوسطتين من غير قبضهما، يُقدر بحوالي 510 جرامات. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 36).

(5)

هو عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جبر. اهـ. من اليونينية.

(6)

عند الأصيلي: "رسول اللَّه".

(7)

بالصاع: مكيال مقداره: 2،04 كيلوجرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).

* [204][التحفة: خ م د ت س 962]

ص: 336

‌49 - بَابُ

(1)

الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ

[205] حدثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ

(2)

الْمِصْرِيُّ

(3)

، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرٌو، حَدَّثَنِي

(4)

أَبُو النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ سَأَلَ عُمَرَ

(5)

عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: نَعَمْ، إِذَا حَدَّثَكَ شَيْئًا سَعْدٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ غَيْرَهُ.

وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعْدًا

(6)

، فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ اللَّهِ نَحْوَهُ.

[206] حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ خَرَجَ لِحَاجَتِهِ، فَاتَّبَعَهُ الْمُغِيرَةُ بِإِدَاوَةٍ

(7)

فِيهَا مَاءٌ، فَصَبَّ عَلَيْهِ حِينَ فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ.

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

قوله: "بن الفرج" ليس عند الأصيلي، وابن عساكر.

(3)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

قوله: "حدثني عمرو حدثني" عند ابن عساكر: "أخبرني عمرو بن الحارث قال حدثني".

(5)

بعده للأصيلي: "ابن الخطاب".

(6)

في نسخة: "سعدًا حدثه". من غير اليونينية. وفي العيني: واعلم أن خبر "أن" في قوله: "أن سعدًا" محذوف تقديره أن سعدًا حدث أبا سلمة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين، وقوله:"فقال" عطف على ذلك المقدر. اهـ.

* [205][التحفة: خ س 3899]

(7)

بإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدو).

* [206][التحفة: خ م د س ق 11514]

ص: 337

[207] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ.

و

(2)

تَابَعَهُ

(3)

حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ

(4)

وأَبَانُ، عَنْ يَحْيَى.

[208] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو

(5)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يمْسَحُ عَلَى عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ

وَتَابَعَهُ

(6)

مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

‌50 - بَابٌ

(2)

إِذَا أَدْخَلَ رِجْلَيْهِ وَهُمَا طَاهِرَتَانِ

[209] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فَأَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ: "دَعْهُمَا فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ

(7)

". فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا.

(1)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"رسول اللَّه".

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

عند ابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه وتابعه".

(4)

قوله: "بن شداد" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وعلى رقم أبي ذر صح.

* [207][التحفة: خ س ق 10701]

(5)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ابن أمية".

(6)

للأصيلي، وابن عساكر:"تابعه".

* [208][التحفة: خ س ق 10701]

(7)

للكشميهني: "وهما طاهرتان".

* [209][التحفة: خ م د س ق 11514]

ص: 338

‌51 - بَابُ

(1)

مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْ لَحْمِ الشَّاةِ وَالسَّوِيقِ

وَأَكَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رضي الله عنهم

(2)

فَلَمْ يَتَوَضَّئُوا.

[210] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

[211] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ

(4)

مِنْ كَتِفِ شَاةٍ، فَدُعِيَ إلَى الصَّلَاةِ، فَأَلْقَى السِّكِّينَ فَصَلَّى

(5)

وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

‌52 - بَابُ

(1)

مَنْ مَضْمَضَ مِنَ السَّوِيقِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ

[212] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ، أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمَانِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ - وَهِيَ أَدْنَى خَيْبَرَ - فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعَا بِالْأَزْوَادِ، فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ، فَأَكَلَ

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

بعده عند أبي ذر عن الكشميهني والحموي، وعند (عط)، والأصيلي:"لحمًا".

* [210][التحفة: خ م د 5979]

(3)

لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"النبي".

(4)

يحتز: يقطع، والحز: القطع بالسكين ونحوه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 190).

(5)

لابن عساكر: "وصلى".

* [211][التحفة: خ م ت س ق 10700]

ص: 339

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَكَلْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

[213] وَ

(1)

حدثنا أَصْبَغُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو

(2)

، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عِنْدَهَا كَتِفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

‌53 - بَابٌ

(3)

هَلْ يُمَضْمِضُ

(4)

مِنَ اللَّبَنِ؟

[214] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وَقُتَيْبَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وَقَالَ:"إِنَّ لَهُ دَسَمًا".

تَابَعَهُ يُونُسُ وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

‌54 - بَابُ

(3)

الْوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ وَمَنْ لَمْ يَرَ مِنَ النَّعْسَةِ وَالنَّعْسَتَيْنِ أَوِ الْخَفْقَةِ وُضُوءًا

[215] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ

(5)

، عَنْ أَبِيهِ،

* [212][التحفة: خ س ق 4813]

(1)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.

(2)

لابن عساكر: "عمرو بن الحارث".

* [213][التحفة: خ م 18080]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

كذا في الفرع والقسطلاني "يمضمِض" بكسر الميم الثانية. وللأصيلي: "يُتَمَضْمَضُ".

* [214][التحفة: ع 5833]

(5)

للأصيلي: "هشام بن عروة".

ص: 340

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ، لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغفِرُ فَيَسُبُّ

(1)

نَفْسَهُ".

[216] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ

(2)

فِي الصَّلَاةِ فَلْيَنَمْ؛ حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَقْرَأُ".

‌55 - بَابُ

(3)

الْوُضُوءِ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ

[217] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(4)

سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا

(5)

. ح

(6)

وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسٍ

(7)

قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: يُجْزِئُ أَحَدَنَا الْوُضُوءُ مَا لَمْ يُحْدِثْ.

[218] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(8)

سُلَيْمَانُ

(9)

، قَالَ: حَدَّثَنِي

(10)

(1)

كذا بالوجهين وعليه "معًا". وعلى الرفع صح، وعلى النصب صح صح ورقم عليه للأصيلي.

* [215][التحفة: خ م د 17147]

(2)

رقم عليه للأصيلي في نسخة، ولابن عساكر.

* [216][التحفة: خ س 953]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

لابن عساكر: "أخبرنا".

(5)

للأصيلي: "أنس بن مالك".

(6)

"خ" من اليونينية. كذا في الفرع.

(7)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

* [217][التحفة: خ د ت س ق 1110]

(8)

عند ابن عساكر: "أخبرنا".

(9)

عند (عط): "سليمان، يعني: ابن بلال".

(10)

عند ابن عساكر: "حدثنا".

ص: 341

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، فَلَمَّا صَلَّى دَعَا بِالْأَطْعِمَةِ، فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ

(1)

، فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَلَّى

(2)

لَنَا الْمَغْرِبَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

‌56 - بَابٌ

(3)

مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ لَا يَسْتَتِرَ مِنْ بَوْلِهِ

[219] حدثنا عُثْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِحَائِطٍ

(4)

مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "

(5)

يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، ثُمَّ قَالَ: بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ

(6)

مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الْآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ" ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً، فَقِيلَ لَهُ

(7)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: "لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ

(1)

بالسويق: السويق: القمح المقلي يطحن، وربما ثُري بالسمن. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 231).

(2)

قوله: "ثم صلى" عند أبي ذر عن المستملي: "وصلى".

* [218][التحفة: خ س ق 4813]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

بحائط: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).

(5)

زاد في حاشية البقاعي: "إنهما" ونسبه لنسخة.

(6)

عند ابن عساكر: "يستبرئ".

(7)

ليس عند ابن عساكر.

ص: 342

تَيْبَسَا

(1)

- أَوْ: إِلَى

(2)

أَنْ يَيْبَسَا".

‌57 - بَابُ

(3)

مَا جَاءَ فِي غَسْلِ الْبَوْلِ

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِصَاحِبِ الْقَبْرِ: "كَانَ لَا يَسْتَتِرُ

(4)

مِنْ بَوْلِهِ"، وَلَمْ يَذْكُرْ سِوَى بَوْلِ النَّاسِ.

[220] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(5)

إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم إِذَا تَبَرَّزَ لِحَاجَتِهِ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَيَغْسِلُ

(7)

بِهِ.

‌58 - بَابٌ

(8)

[221] حدثنا

(9)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ

(10)

، قَالَ:

(1)

كتب بهامش الأصل ما نصه: في الفرع الذي نقلت منه "تيبسا" الأولى بالمثناة التحتية. اهـ. وفي العيني وغيره: التأنيث على معنى الكسرتين، والتذكير على معنى العودين، فهما روايتان. كتبه مصححه.

(2)

عند الحموي والكشميهني: "إلَّا".

* [219][التحفة: خ د س 6424]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة، وله أيضًا:"يستبرئ".

(5)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"أخبرنا".

(6)

"رسول اللَّه" عليه صح صح، ورقم عليه للأصيلي. "رسول اللَّه" ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح. كذا "رسول اللَّه" في هامش الفرع اثنان، وعليهما هذه الرقوم. اهـ. من هامش الأصل.

(7)

لأبي ذر، ونسخة وعلى كل منهما صح:"فيغتسل"، ولابن عساكر:"فَتَغَسَّل".

* [220][التحفة: خ م د س 1094]

(8)

رقم عليه للكشميهني.

(9)

لأبي ذر: "حدثني".

(10)

عليه صح.

ص: 343

حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ

(1)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ؛ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ

(2)

مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فكانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ" ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا

(3)

؟ قَالَ: "لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا".

قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى

(4)

: وَ

(5)

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا مِثْلَهُ "يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ

(6)

".

‌59 - بَابُ

(7)

تَرْكِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسِ الْأَعْرَابِيَّ حَتَّى فَرَغَ مِنْ بَوْلِهِ فِي الْمَسْجِدِ

[222] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(8)

، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا

(9)

إِسْحَاقُ،

(1)

عليه صح.

(2)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة، وله أيضًا:"يستبرئ".

(3)

رقم عليه للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وأبي ذر، وعلى رقم أبي ذر صح.

(4)

قوله: "قال ابن المثنى" عند الأصيلي، وابن عساكر:"وقال محمد بن المثنى"

(5)

ليس عند ابن عساكر.

(6)

قوله: "يستتر من بوله" على أوله "لا لا" وعلى آخره "إلى إلى" ورقم بينهما لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، و (عط). كذا كرر في غير نسخة معتمدة علامة السقوط وعلامة الانتهاء غير أن في نسخة علامتي السقوط الأولى بالمداد الأسود والأخرى بالمداد الأحمر، وعكس في علامة الانتهاء، وفي أخرى الأولى من علامتي السقوط بالمداد الأحمر والأخيرة من علامتي الانتهاء به.

* [221][التحفة: 5747]

(7)

ليس عند الأصيلي.

(8)

قوله: "بن إسماعيل" ليس عند ابن عساكر.

(9)

للأصيلي، وابن عساكر:"حدثنا".

ص: 344

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى أَعْرَابِيًّا يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:"دَعُوهُ" حَتَّى إِذَا فَرَغَ

(1)

دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ

(2)

عَلَيْهِ.

‌60 - بَابُ

(3)

صَبِّ الْمَاءِ عَلَى الْبَوْلِ فِي الْمَسْجِدِ

[223] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ

(4)

، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهُ وَهَرِيقُوا

(5)

عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا

(6)

مِنْ مَاءٍ - أَوْ: ذَنُوبًا

(7)

مِنْ مَاءٍ - فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ".

[224] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(8)

.

(1)

بعده عند الأصيلي: "من بوله".

(2)

للأصيلي: "فصبَّ".

* [222][التحفة: خ 216]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

قوله: "فبال في المسجد" لأبي ذر بتقديم وتأخير: "في المسجد فبال".

(5)

هريقوا: صبُّوا. (انظر: لسان العرب، مادة: هرق).

(6)

سجلا: السجل: الدلو الضخمة المملوءة ماء. (انظر: هدي الساري)(ص 130).

(7)

ذنوبا: الذنوب: الدلو العظيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذنب).

* [223][التحفة: خ س 14111]

(8)

زاد في حاشية البقاعي: "بِهَذا" ورقم بعده (ح).

* [224][التحفة: خ م س 1657]

ص: 345

‌61 - بَابٌ يُهَرِيقُ الْمَاءَ عَلَى الْبَوْلِ

(1)

[225] حدثنا

(2)

خَالِدٌ

(3)

، قَالَ: وَحَدَّثَنَا

(4)

سُلَيمَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي طَائِفَةِ الْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُ النَّاسُ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَضَى بَوْلَهُ، أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَأُهُْرِيقَ

(5)

عَلَيْهِ.

‌62 - بَابُ

(6)

بَوْلِ الصِّبْيَانِ

[226] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا

(7)

قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ.

[227] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ

(1)

قوله: "باب يهريق الماء على البول" على أوله "لا لا" وعلى آخره "إلى إلى"، وبينهما: سقط عند ابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، و (عط). كذا وجد مصححه هذه الرقوم كما ترى غير أن الأولى من علامتي السقوط والأخيرة من علامتي الانتهاء بالمداد الأحمر.

(2)

لابن عساكر، والأصيلي:"وحدثنا".

(3)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"خالد بن مخلد"، وعليه صح.

(4)

للأصيلي، وابن عساكر، و (عط)، وأبي الوقت:"حدثنا".

(5)

في الفرع ما نصه: في اليونينية "فأهريق" بإسكان الهاء وضمها أيضًا، وفي الهامش:"هُـ" هكذا وفوقها صح. اهـ. وفي "الفتح" زيادة فارجع إليه.

* [225][التحفة: خ م س 1657]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

ليس عند ابن عساكر.

* [226][التحفة: خ س 17163]

ص: 346

عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ

(1)

مِحْصَنٍ، أَنَّهَا أَتَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجْرِهِ

(2)

، فَبَال عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ

(3)

وَلَمْ يَغْسِلْهُ.

‌63 - بَابُ

(4)

الْبَوْلِ قَائِمًا وَقَاعِدًا

[228] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُبَاطَةَ

(5)

قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَجِئْتُهُ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ.

‌64 - بَابُ

(4)

الْبَوْلِ عِنْدَ صَاحِبِهِ وَالتَّسَتُّرِ بِالْحَائِطِ

[229] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُنِي أَنَا وَالنَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم نَتَمَاشَى، فَأَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ خَلْفَ حَائِطٍ، فَقَامَ كَمَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَبَالَ، فَانْتَبَذْتُ

(7)

مِنْهُ، فَأَشَارَ إِلَيَّ فَجِئْتُهُ،

(1)

للأصيلي، وأبي الوقت:"ابنةِ"، وعليه صح.

(2)

ليس عند (عط).

(3)

فنضحه: النضح: الرش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضح).

* [227][التحفة: ع 18342]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

سباطة: هي الموضع الذي يرمى فيه التراب والأوساخ وما يكنس من المنازل. وقيل: هي الكناسة نفسها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبط).

* [228][التحفة: ع 3335]

(6)

كذا بالوجهين وعليه "معًا". وعند الأصيلي مع تكرر رقمه مرتان: "ورسول اللَّه". كذا في اليونينية، وفي فرع آخر علامة الأصيلي، وابن عساكر.

(7)

فانتبذت: بعدت ناحية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 3).

ص: 347

فَقُمْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ

(1)

حَتَّى فَرَغَ.

‌65 - بَابُ

(2)

الْبَوْلِ عِنْدَ سُبَاطَةِ قَوْمٍ

[230] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ، وَيَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ أَحَدِهِمْ قَرَضَهُ

(3)

، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَيْتَهُ أَمْسَكَ، أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا.

‌66 - بَابُ (2) غَسْلِ الدَّمِ

[231] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ

(4)

صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِحْدَانَا تَحِيضُ فِي الثَّوْبِ، كَيْفَ تَصْنعُ؟ قَالَ

(5)

: "تَحُتُّهُ

(6)

ثُمَّ تَقْرُصُهُ

(7)

بِالْمَاءِ

(1)

للأصيلي: "عقبيه".

* [229][التحفة: ع 3335]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

قرضه: قطعه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 180).

* [230][التحفة: ع 3335]

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح، وابن عساكر في نسخة:"إلى النبيَّ".

(5)

للأصيلي: "فقال".

(6)

تحته: تَحُكُّهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حتت).

(7)

قال القاضي عياض: "تُقَرَّصه" بالتثقيل وكسر الراء وبالتخفيف وضم الراء بمعنى: تقطعه بظفرها. اهـ. من اليونينية.

تقرصه: تدلكه بأطراف الأصابع والأظفار، مع صب الماء عليه حتى يذهب أثره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرص).

ص: 348

وَتَنْضَحُهُ وَتُصَلِّي

(1)

فِيهِ".

[232] حدثنا مُحَمَّدٌ

(2)

، قَالَ: حَدَّثَنَا

(3)

أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ ابْنَةُ

(4)

أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ

(5)

فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا، إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِحَيْضٍ، فَإِذَا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ، ثُمَّ صَلِّي" قَالَ: وَقَالَ أَبِي: "ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكَ

(6)

الْوَقْتُ".

‌67 - بَابُ

(7)

غَسْلِ الْمَنِيِّ وَفَرْكِهِ وَغَسْلِ مَا يُصِيبُ مِنَ الْمَرْأَةِ

[233] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ

(8)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ

(9)

الْجَزَرِيُّ

(10)

، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْسِلُ الْجَنَابَةَ

(1)

لابن عساكر: "ثم تصلي".

* [231][التحفة: ع 15743]

(2)

بعده لابن عساكر، وأي الوقت، والكشميهني:"يعني: ابن سلام". وللأصيلي: "محمد بن سلام". ولأبي ذر: "محمد هو: ابن سلام". روايتا الأصيلي وأبي ذر من غير اليونينية.

(3)

لابن عساكر: "أخبرنا".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بنت"، وعليه صح.

(5)

أستحاض: الاستحاضة: أن يستمر بالمرأة خروج الدم بعد أيام حيضها المعتادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حيض).

(6)

عليه صح.

* [232][التحفة: خ م ت س 17196]

(7)

ليس عند الأصيلي.

(8)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"عبد اللَّه بن المبارك".

(9)

"ميمون بن مهران" كذا من غير رقم في الفرع.

(10)

قال في "الفتح": ووقع في رواية الكشميهني وحده: "الجوزي" بواو ساكنة بعدها زاي، وهو غلط منه. اهـ.

ص: 349

مِنْ ثَوْبِ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم فَيَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ وَإِنَّ بُقَعَ الْمَاءِ فِي ثَوْبِهِ.

[234] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو

(2)

، عَنْ سُلَيْمَانَ

(3)

، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ. ح وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ؟ فَقَالَتْ: كُنْتُ أَغْسِلُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ وَأَثَرُ الْغَسْلِ فِي ثَوْبِهِ بُقَعُ

(4)

الْمَاءِ.

‌68 - بَابٌ

(5)

إِذَا غَسَلَ الْجَنَابَةَ أَوْ غَيْرَهَا فَلَمْ يَذْهَبْ أَثَرُهُ

[235] حدثنا مُوسَى

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيمُونٍ، قَالَ: سَأَلْتُ

(7)

سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ فِي الثَّوْبِ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ؟ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كُنْتُ أَغْسِلُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ وَأَثَرُ الْغَسْلِ فِيهِ، بُقَعُ

(4)

الْمَاءِ.

(1)

لابن عساكر: "رسول اللَّه".

* [233][التحفة: ع 16135]

(2)

بعده لأبي ذر عن المستملي: "يعني: ابن ميمون".

(3)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ابن يسار"، وعليه صح.

(4)

عليه صح.

* [234][التحفة: ع 16135]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"موسى بن إسماعيل المِنْقَري"، وعلى "المنقري" صح ورقم عليه لأبي ذر. زيادة المنقري لأبي ذر فقط.

(7)

لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "سمعت".

* [235][التحفة: ع 16135]

ص: 350

[236] حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْسِلُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَرَاهُ فِيهِ، بُقْعَةً أَوْ بُقَعًا.

‌69 - بَابُ

(2)

أَبْوَالِ الْإِبِلِ وَالدَّوَابِّ وَالْغَنَمِ وَمَرَابِضِهَا

وَصَلَّى أَبُو مُوسَى فِي دَارِ الْبَرِيدِ وَالسِّرْقِينِ وَالْبَرِّيَّةُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: هَا هُنَا وَثَمَّ سَوَاءٌ.

[237] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(3)

قَالَ: قَدِمَ أُنَاسٌ

(4)

مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ، فَاجْتَوَوُا

(5)

الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَهُمُ

(6)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بلِقَاحٍ وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا فَانْطَلَقُوا، فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ

(7)

صلى الله عليه وسلم وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ

(8)

، فَجَاءَ الْخَبَرُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ جِيءَ بِهِمْ، فَأَمَرَ فَقَطَعَ

(9)

أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ

(1)

لابن عساكر: "رسول اللَّه".

* [236][التحفة: ع 16135]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(4)

لابن عساكر، وأبي ذر عن الحموي والكشميهني، وللأصيلي:"ناسٌ". علامة الكشميهني من القسطلاني، وفي الفرع بدلها علامة المستملي.

(5)

فاجتووا: أصابهم الجَوَى، وهو المرض وداء الجَوْف إذا تَطَاوَلَ، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها. ويقال: اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه، وإن كنت في نعمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوا).

(6)

الضمير "هُم" بدله في حاشية البقاعي: "لَهم"، ونسبه لبعض النسخ.

(7)

للأصيلي، وابن عساكر:"رسول اللَّه".

(8)

عليه صح. وبدله: "إبلهم" وعليه صح. كذا في الفرع من غير رقم.

(9)

"بقطع" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، وأبي الوقت.

ص: 351

وَسُمِرَتْ

(1)

أَعْيُنُهُمْ وَأُلْقُوا فِي الْحَرَّةِ

(2)

، يَسْتَسْقُونَ فَلَا يُسْقَوْنَ. قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَهَؤُلَاءِ سَرَقُوا وَقَتَلُوا

(3)

، وَكَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ، وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ.

[238] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(4)

أَبُو التَّيَّاحِ

(5)

يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ

(6)

، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يُبْنَى الْمَسْجِدُ فِي مَرَابِضِ

(7)

الْغَنَمِ

(5)

.

‌70 - بَابُ

(8)

مَا يَقَعُ مِنَ النَّجَاسَاتِ فِي السَّمْنِ وَالْمَاءِ

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا بَأْسَ بِالْمَاءِ مَا لَمْ يُغَيِّرْهُ طَعْمٌ أَوْ رِيحٌ أَوْ لَوْنٌ.

وَقَالَ حَمَّادٌ: لَا بَأْسَ بِرِيشِ الْمَيْتَةِ.

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، فِي عِظَامِ الْمَوْتَى نَحْوَ

(9)

الْفِيلِ وَغَيْرِهِ: أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ سَلَفِ الْعُلَمَاءِ يَمْتَشِطُونَ بِهَا وَيَدَّهِنُونَ فِيهَا، لَا يَرَوْنَ بِهِ

(10)

بَأْسًا.

(1)

كذا في الفرع بتخفيف الميم، وفي "الفتح" تشديدها.

سمرت: السمر: هو أن تحمى مسامير الحديد، ثم تكحل بها العين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سمر).

(2)

الحرة: أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرر).

(3)

للأصيلي بتقديم وتأخير: "قتلوا وسرقوا".

* [237][التحفة: خ م د س 945]

(4)

عليه صح. وللأصيلي: "حدثنا".

(5)

عليه صح.

(6)

قوله: "يزيد بن حميد" ليس عند أبي ذر، والأصيلي.

(7)

مرابض: جمع مِرْبض، وهو مأوى الغنم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربض).

* [238][التحفة: خ م ت 1693]

(8)

ليس عند الأصيلي.

(9)

كذا في الفرع منصوب.

(10)

ليس عند ابن عساكر، و (عط). ولأبي ذر والكشميهني:"به". كذا في الفرع، ولعله:"بها" كما رأيته في نسخة لأبي ذر معتمدة، لكن لم يعزها للكشميهني.

ص: 352

وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ وَ

(1)

إِبْرَاهِيمُ

(2)

: وَلَا بَأْسَ

(3)

بِتِجَارَةِ الْعَاجِ.

[239] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(4)

، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(5)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ سَقَطَتْ فِي سَمْنٍ؟ فَقَالَ: "أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا فَاطْرَحُوهُ

(7)

، وَكُلُوا سَمْنَكُمْ".

[240] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ سَقَطَتْ فِي سَمْنٍ؟ فَقَالَ:"خُذُوهَا وَمَا حَوْلَهَا فَاطْرَحُوهُ".

قَالَ مَعْنٌ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ - مَا لَا أُحْصِيهِ - يَقُولُ

(8)

: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ.

(1)

عليه صح. قال القسطلاني: وأسقط السرخسي ذكر إبراهيم النخعي كأكثر الرواة عن الفربري. اهـ. وذكره في "الفتح" أيضًا، وكذا رأيت في نسخة لأبي ذر معتَمَدة على لفظ "إبراهيم" علامة المستملي والكشميهني، فيكون ساقطًا في رواية الحموي. اهـ. من الهامش.

(2)

عليه صح.

(3)

قوله: "ولا بأس" عند (عط)، وأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، والأصيلي:"لا بأس".

(4)

للأصيلي: "شهاب الزهري".

(5)

بعده لابن عساكر: "ابن عتبة بن مسعود".

(6)

لابن عساكر: "النبي".

(7)

ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

* [239][التحفة: خ د ت س 18065]

(8)

رقم عليه للحموي، والكشميهني.

* [240][التحفة: خ د ت س 18065]

ص: 353

[241] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ كَلْمٍ

(2)

يُكْلَمُهُ

(3)

الْمُسْلِمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَكُونُ

(4)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهَا

(5)

إِذْ

(6)

طُعِنَتْ تَفَجَّرُ دَمًا، اللَّوْنُ

(7)

لَوْنُ الدَّمِ، وَالْعَرْفُ

(8)

عَرْفُ الْمِسْكِ

(9)

".

‌71 - بَابُ

(10)

الْمَاءِ

(11)

الدَّائِمِ

[242] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(12)

شُعَيْبٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ

(13)

حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ

(14)

(1)

لابن عساكر: "حدثنا".

(2)

رقم عليه لابن عساكر، وله وعليه صح:"كَلْمَةٍ". وزاد نسبته في حاشية البقاعي لأبي ذر.

كلم: جرح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلم).

(3)

لابن عساكر، وللقابسي:"يُكلَمُها".

(4)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"تكون".

(5)

على آخره صح.

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر، و (عط):"واللون". كذا في الأصل والقسطلاني بالواو، وفي أصلين يعوّل عليهما بالفاء، وهو في العيني بالواو، وقال في نسخة:"اللونُ". اهـ. مصححه.

(8)

العرف: الريح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرف).

(9)

"مسكٍ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر وعليه صح.

* [241][التحفة: خ 14681]

(10)

ليس عند الأصيلي.

(11)

لابن عساكر: "البول في الماء"، وللأصيلي:"لا تبولوا في الماء".

(12)

لابن عساكر: "حدثنا".

(13)

ليس عند (عط).

(14)

قوله: "أنه سمع" لابن عساكر: "يقول: إنه سمع". وفي القسطلاني: ولابن عساكر "يقول: سمعت". وللأصيلي: "قال: سمعت".

ص: 354

رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ".

[243] وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: "لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِل

(2)

فِيهِ".

‌72 - بَابٌ

(3)

إِذَا أُلْقِيَ عَلَى ظَهْرِ الْمُصَلِّي قَذَرٌ أَوْ جِيفَةٌ لَمْ تَفْسُدْ عَلَيْهِ صَلَاتُهُ

وَكَانَ

(4)

ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَأَى فِي ثَوْبِهِ دَمًا وَهُوَ يُصَلِّي، وَضَعَهُ وَمَضَى فِي صَلَاتِهِ.

وَقَالَ

(5)

ابْنُ الْمُسَيَّبِ وَالشَّعْبِيُّ: إِذَا صَلَّى وَفِي ثَوْبِهِ دَمٌ أَوْ جَنَابَةٌ أَوْ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ أَوْ تَيَمَّمَ، صَلَّى

(6)

، ثُمَّ أَدْرَكَ الْمَاءَ فِي وَقْتِهِ لَا يُعِيدُ.

[244] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ

(7)

عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ. ح قَالَ

(8)

:

(1)

لابن عساكر: "النبي".

* [242][التحفة: خ 13744]

(2)

كذا بالوجهين، وعليه معًا صح.

* [243][التحفة: خ 13742]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

لأبي ذر عن الحموي، ولأبي الوقت:"قال: وكان".

(5)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر عن المستملي، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح. وللحموي والكشميهني:"وكان"، أي بدل:"وقال".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر عن الكشميهني:"فصلى". وقوله: "أو تيمم صلى" كذا في جميع النسخ المعوّل عليها بلا واو.

(7)

عليه صح. وفي نسخة: "قال".

(8)

رقم عليه لابن عساكر.

ص: 355

وحَدَّثَنِي

(1)

أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ

(2)

بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ

(3)

، إِذْ

(4)

قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى

(5)

جَزُورِ

(6)

بَنِي فُلَانٍ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ

(7)

فَجَاءَ بِهِ، فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ

(8)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ لَا أُغَيِّرُ

(9)

شَيْئًا، لَوْ كَانَ

(10)

لِي مَنعَةٌ

(11)

، قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، حَتَّى جَاءَتْهُ

(12)

فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَفَعَ

(13)

رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ

(14)

: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ - قَالَ: وَكَانُوا يُرَوْنَ

(1)

رقم عليه لابن عساكر، وعليه صح. وللأصيلي:"حدثنا".

(2)

لأبي ذر عن الحموي: "عن عبد اللَّه". في الفرع المكي عليها علامة الحموي والمستملي هكذا (هـ حسـ)، وفي القسطلاني و"الفتح": وفي رواية الكشميهني "عن عبد اللَّه". اهـ. من هامش الأصل.

(3)

لابن عساكر: "جلوس قال".

(4)

ليس عند ابن عساكر.

(5)

بسلى: الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفًا فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلا).

(6)

جزور: الجزور: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).

(7)

للحموي، والكشميهني:"قومٍ".

(8)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وعليه صح:"إذا سجد".

(9)

للحموي: "أُغْنِي".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"كانت"، وعليه صح.

(11)

كذا بسكون النون وفتحها، وعليه "معًا".

(12)

لأبي ذر، و (عط):"جاءت"، وعليه صح.

(13)

لابن عساكر: "فَرَفَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم".

(14)

قوله: "ثم قال" لابن عساكر: "وقال".

ص: 356

أَنَّ الدَّعْوَةَ

(1)

فِي ذَلِكَ الْبَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ - ثُمَّ سَمَّى: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ"، وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْهُ

(2)

، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ

(3)

لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ

(4)

عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَرْعَى فِي الْقَلِيبِ

(5)

؛ قَلِيبِ بَدْرٍ.

‌73 - بَابُ

(6)

الْبُزَاقِ وَالْمُخَاطِ وَنَحْوِهِ فِي الثَّوْبِ

قَالَ

(7)

عُرْوَةُ، عَنِ الْمِسْوَرِ وَمَرْوَانَ: خَرَجَ النَّبِيُّ

(8)

صلى الله عليه وسلم زَمَنَ

(9)

حُدَيْبِيَةَ

(10)

، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ: وَمَا تَنَخَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً، إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ.

[245] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ

(11)

قَالَ: بَزَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ثَوْبِهِ.

(1)

قوله: "يُرَون أنَّ الدعوةَ" لابن عساكر: "يَرَون الدعوةَ". وعليها فـ: "مستجابة" منصوب عند ابن عساكر كما رمز له في الأصل.

(2)

كذا في الأصلين المعوَّل عليهما، وفي هامش الأصح منهما في الفرع الذي نقلت منه:"نحفظه" بالنون، فليعلم ذلك.

(3)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة، وله أيضًا في نسخة أخرى:"في يده".

(4)

"الذي" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر، والمستملي، والحموي.

(5)

القليب: البئر التي لم تطوَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).

* [244][التحفة: خ م س 9484]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

"وقال" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(8)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"رسول اللَّه".

(9)

للأصيلي: "في زمن".

(10)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"الحديبية".

(11)

بعده للأصيلي: "ابنِ مالك".

ص: 357

طَوَّلَهُ

(1)

ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌74 - بَابٌ

(2)

لَا يَجُوزُ الْوُضُوءُ بِالنَّبِيذِ وَلَا الْمُسْكِرِ

(3)

وَكَرِهَهُ الْحَسَنُ وَأَبُو الْعَالِيَةِ.

وَقَالَ عَطَاءٌ: التَّيَمُّمُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ وَاللَّبَنِ.

[246] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(4)

الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ".

‌75 - بَابُ (2) غَسْلِ الْمَرْأَةِ أَبَاهَا

(5)

الدَّمَ عَنْ

(6)

وَجْهِهِ

(7)

وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: امْسَحُوا عَلَى رِجْلِي، فَإِنَّهَا مَرِيضَةٌ.

[247] حدثنا مُحَمَّدٌ

(8)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(9)

سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،

(1)

عند (عط)، وأبي ذر، وأبي الوقت، والأصيلي، ونسخة:"قال أبو عبد اللَّه: طوّله"، وعليه صح.

* [245][التحفة: خ 674 - خت 790]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"بالمسكر".

(4)

قوله: "قال: حدثنا" لابن عساكر: "عن". كذا في فرعين علامة ابن عساكر، لكن في "الفتح" والقسطلاني عزوها للأصيلي.

* [246][التحفة: ع 17764]

(5)

ليس عند ابن عساكر.

(6)

عليه صح، وعند (عط)، والأصيلي، وابن عساكر:"من".

(7)

عند ابن عساكر: "وجه أبيها".

(8)

بعده لابن عساكر: "يعني: ابن سلام".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"حدثنا"، وعليه صح.

ص: 358

سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ

(1)

- وَسَأَلَهُ النَّاسُ وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ -: بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ جُرْحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أعْلَمُ

(2)

بِهِ مِنِّي، كَانَ عَلِيٌّ يَجِيءُ بِتُرْسِهِ فِيهِ مَاءٌ، وَفَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ، فَأُخِذَ حَصِيرٌ فَأُحْرِقَ فَحُشِيَ بِهِ جُرْحُهُ.

‌76 - بَابُ

(3)

السِّوَاكِ

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِتُّ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَنَّ

(4)

.

[248] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدْتُهُ يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ بِيَدِهِ، يَقُولُ:"أُعْ أُعْ"

(5)

، وَالسِّوَاكُ فِي فِيهِ كَأَنَّه يَتَهَوَّعُ

(6)

.

[249] حدثنا عُثْمَانُ

(7)

، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ

(1)

ليس عند ابن عساكر.

(2)

كذا بالرفع والنصب، وعليه "معًا".

* [247][التحفة: خ م ت ق 4688]

(3)

عليه صح.

(4)

قول ابن عباس رقم عليه للحموي، والكشميهني. سقط:"وقال ابن عباس" إلى آخر: "فاستن" عند ابن عساكر، وعليه صح. وفي القسطلاني: عند المستملي. كتبه مصححه.

فاستن: الاستنان: استعمال السواك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنن).

(5)

عند الحافظ أبي القاسم - أي ابن عساكر - في أصله: "أُغْ أُغْ" بغين معجمة، قال: وفي نسخة بالعين. اهـ من اليونينية.

(6)

يتهوع: يتقيأ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هوع).

* [248][التحفة: خ م د س 9123]

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"عثمان بن أبي شيبة"، وعليه صح.

ص: 359

حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ

(1)

فَاهُ بِالسِّوَاكِ.

‌77 - بَابُ

(2)

دَفْعِ السِّوَاكِ إِلَى الْأَكْبَرِ

[250] وَقال عَفَّانُ: حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَرَانِي

(3)

أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ، فَجَاءَنِي رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا أَكبَرُ مِنَ الْآخَرِ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الْأَصْغَرَ مِنْهُمَا، فَقِيلَ لِي: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى الْأَكبَرِ مِنْهُمَا". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: اخْتَصَرَهُ نُعَيْمٌ، عَنِ ابْن الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.

‌78 - بَابُ (2) فَضْلِ مَنْ بَاتَ عَلَى الْوُضُوءِ

(4)

[251] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(5)

عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ

(6)

، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ

(7)

(1)

يشوص: يدلك أسنانه وينقيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شوص).

* [249][التحفة: خ م د س ق 3336]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

عليه صح. بفتح الهمزة عند الأصيلي، وعليه صح.

* [250][التحفة: خت م 7689]

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، و (عط)، وأبي الوقت:"وُضوء"، وعليه صح.

(5)

لابن عساكر، والأصيلي:"حدثنا".

(6)

عليه صح.

(7)

ألجأت: أسندت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لجأ).

ص: 360

ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ

(1)

مَا تَتَكَلَّمُ

(2)

بِهِ". قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا بَلَغْتُ "اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ" قُلْتُ: وَرَسُولِكَ

(3)

، قَالَ:"لَا، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ".

* * *

(1)

للكشميهني: "من آخِر". من غير اليونينية.

(2)

لابن عساكر: "تَكَلَّمُ".

(3)

بعده للأصيلي: "الذي أرسلت".

* [251][التحفة: خ م د ت سي 1763]

ص: 361

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌5 - كِتَابُ الغُسْلِ

(2)

وَ

(3)

قوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(4)

: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا

(5)

فَاطَّهَّرُوا

(6)

وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ (لَمَسْتُمُ)

(7)

النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا

(8)

صَعِيدًا

(9)

طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

(10)

وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ

(11)

: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ

(12)

وَأَنْتُمْ سُكَارَى

(13)

حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ

(1)

سقطت البسملة عند الأصيلي، وابن عساكر، ولأبي ذر:"كتاب الغسل""بسم اللَّه الرحمن الرحيم".

(2)

كذا عند (عط). وللأصيلي، و (عط):"باب الغسل"، ولفظة "الغسل" بضم الغين وفتحها.

(3)

ليس عند (عط).

(4)

للأصيلي: "عز وجل".

(5)

لـ (عط) بعده: "الآية".

(6)

"الرواية إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} "، ولفظ "الرواية": عليه صح لأبي ذر، والأصيلي. و {لَعَلَّكُمْ}: لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي.

(7)

لابن عساكر: {لَامَسْتُمُ} .

(8)

عند ابن عساكر: {فَتَيَمَّمُوا}

إلى قوله: {وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} .

(9)

صعيدا: الصعيد: وجه الأرض. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 280).

(10)

[المائدة: 6].

(11)

للأصيلي: "عز وجل". وفي الأصول: "تعالى" من غير رقم.

(12)

لـ (عط): "الآية إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} ".

(13)

"الرواية إلى قوله: {عَفُوًّا غَفُورًا} ": عليه صح لأبي ذر، وأبي الوقت، والأصيلي.

ص: 363

حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ (لَمَسْتُمُ) النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}

(1)

.

‌1 - بَابُ

(2)

الْوُضُوءِ قَبْلَ الْغُسْلِ

(3)

[252] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ

(5)

كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ فَيُخَلِّلُ

(6)

بِهَا أُصُولَ شَعَرِهِ

(7)

، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غُرَفٍ

(8)

بِيَدَيْهِ

(9)

، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ.

[253] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ:

(1)

[النساء: 43].

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

كذا بالوجهين وفوقه: "معًا".

(4)

بعده لابن عساكر، والأصيلي:"ابن عروة".

(5)

لأبي ذر: "توضأَ".

(6)

فيخلل: تخليل الرأس واللحية: إدخال الماء بين الشعر وإيصال الماء إلى البشرة بالأصابع. (انظر: لسان العرب، مادة: خلل).

(7)

عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الشعَرِ".

(8)

للأصيلي في نسخة: "غَرَفات"، وعزاه في الفتح للكشميهني.

(9)

في الفرع المكي: "بيده" بالإفراد، مُنَسَّخًا عليها.

* [252][التحفة: خ س 17164]

ص: 364

تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ غَيْرَ رِجْلَيْهِ، وَغَسَلَ فَرْجَهُ وَمَا أَصَابَهُ مِنَ الْأَذَى، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ، ثُمَّ نَحَّى رِجْلَيْهِ فَغَسَلَهُمَا، هَذِهِ

(1)

غُسْلُهُ مِنَ الْجَنَابَةِ.

‌2 - بَابُ

(2)

غُسْلِ الرَّجُلِ مَعَ امْرَأَتِهِ

[254] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، مِنْ قَدَحٍ يُقَالُ لَهُ: الْفَرَقُ

(3)

.

‌3 - بَابُ (2) الْغُسْلِ بِالصَّاعِ

(4)

وَنَحْوِهِ

[255] حدثنا

(5)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(6)

عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(7)

شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَخُو عَائِشَةَ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلَهَا أَخُوهَا عَنْ غَسْلِ النَّبِيِّ

(8)

صلى الله عليه وسلم، فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ

(1)

عليه صح، وضبب عليه ابن عساكر. ولأبي ذر والكشميهني:"هذا".

* [253][التحفة: ع 18064]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

الفرق: مِكْيَال يَسَع اثني عشر مُدًّا، ومقداره عند الجمهور 6،12 كيلو جرامات. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 45).

* [254][التحفة: خ 16620]

(4)

الصاع: مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).

(5)

"حدثني": عليه صح لأبي ذر، وأبي الوقت.

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"حدثنا".

(7)

لـ (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"حدثنا".

(8)

لأبي ذر، والأصيلي وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت ورقم فوقه لـ (عط) وعليه صح:"رسولِ اللَّه".

ص: 365

نَحْوًا

(1)

مِنْ صَاعٍ، فَاغْتَسَلَتْ وَأَفَاضَتْ عَلَى رَأْسِهَا، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا حِجَابٌ.

قالَ أبو عَبدِ الله

(2)

: قَالَ

(3)

يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَبَهْزٌ

(4)

وَالْجُدِّيُّ، عَنْ شُعْبَةَ: قَدْرِ

(5)

صَاعٍ.

[256] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ وَأَبُوهُ، وَعِنْدَهُ قَوْمٌ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الْغُسْلِ؛ فَقَالَ: يَكْفِيكَ صَاعٌ، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا يَكْفِينِي، فَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ يَكْفِي مَنْ هُوَ أَوْفَى مِنْكَ شَعَرًا وَخَيْرٌ

(7)

مِنْكَ، ثُمَّ أَمَّنَا فِي ثَوْبٍ.

[257] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَيْمُونَةَ كَانَا يَغْتَسِلَانِ مِنْ

(8)

إِنَاءٍ وَاحِدٍ.

(1)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي والوقت، وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، و (عط):"نحوٍ".

(2)

قوله: "قال أبو عبد اللَّه" ليس عند ابن عساكر، والأصيلي، و (عط).

(3)

لابن عساكر، والأصيلي، و (عط):"وقال".

(4)

عليه صح.

(5)

وقال القسطلاني: "قدر بالنصب كما في اليونينية، وبالجر على الحكاية". اهـ.

* [255][التحفة: خ م س 17792]

(6)

لابن عساكر: "أخبرنا".

(7)

للأصيلي: "أو خيرا".

* [256][التحفة: خ س 2641]

(8)

لأبي الوقت: "في".

ص: 366

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَبَهْزٌ وَالْجُدِّيُّ، عَنْ شُعْبَةَ: قَدْرِ صَاعٍ

(1)

.

‌4 - بَابُ

(2)

مَنْ أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا

[258] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا أَنَا فَأُفِيضُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا"، وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا

(4)

.

[259] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مِخْوَلِ

(7)

بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا.

(1)

من قوله: "وقال يزيد

إلى قوله: قدر صاع". ليس عند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح. وزاد: "قال أبو عبد اللَّه: كان ابن عيينة يقول أخيرا: عن ابن عباس، عن ميمونة، والصحيح ما روى أبو نعيم". ورقم له بعلامة السقوط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح. وقوله في هذه الزيادة: "يقول أخيرا" للأصيلي: "أخيرا يقول"، وقوله: "ما روى أبو نعيم" في حاشية البقاعي: "ما رواه أبو نعيم"، وليس في حاشية البقاعي إلا علامة السقوط عند (عط).

* [257][التحفة: خ م 5380]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

بالوجهين معا.

(4)

للكشميهني: "كلاهما".

* [258][التحفة: خ م د س ق 3186]

(5)

مكتوب في الفرع الذي نقلت منه بإزاء "بشار": "وهو الصواب"، وفي فرع آخر في الأصل:"يسار" بالتحتية والسين المهملة، وفي الهامش "بشار" وعليه علامة الأصيلي. ووقع في حاشية البقاعي:"في الأصل: يسَار، وَهو مُضبّب، والصَّواب: بشار، كما كتبناهُ".

(6)

عليه صح.

(7)

بكسر الميم وسكون المعجمة، ولابن عساكر بضم الميم وتشديد الواو المفتوحة، وكذا ضبطه الحاكم كما عزاه في هامش فرع اليونينية لعياض: النهدي - بالنون - الكوفي.

* [259][التحفة: خ س 2642]

ص: 367

[260] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ

(1)

بْنُ يَحْيَى بْنِ سَامٍ، حَدَّثَنِي

(2)

أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ لِي جَابِرٌ

(3)

: وَأَتَانِي

(4)

ابْنُ عَمِّكَ - يُعَرِّضُ بِالْحَسَنِ

(5)

بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ - قَالَ: كَيْفَ الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ فَقُلْتُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُ ثَلَاثَةَ

(6)

أَكُفٍّ، وَيُفِيضُهَا

(7)

عَلَى رَأْسِهِ

(8)

، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، فَقَالَ لِيَ الْحَسَنُ: إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الشَّعَرِ، فَقُلْتُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْكَ شَعَرًا.

‌5 - بَابُ

(9)

الْغُسْلِ مَرَّةً وَاحِدَةً

[261] حدثنا مُوسَى

(10)

، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَتْ

(11)

مَيْمُونَةُ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَاءً لِلْغُسْلِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ

(12)

مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى شِمَالِهِ

(1)

لابن عساكر: "مُعَمَّر"، وكذا قيده الحاكم، قاله عياض.

(2)

للأصيلي: "حدثنا".

(3)

بعده للأصيلي: "ابنُ عبد اللَّه".

(4)

عند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"أتاني".

(5)

رقم عليه لابن عساكر، وأبي ذر. ولابن عساكر، و (عط):"الحسنَ".

(6)

"ثَلاثَ" لكريمة، كذا في الفرع، والذي في فتح الباري، والقسطلاني أن رواية كريمة:"ثلاثةَ" بالتاء.

(7)

عند (عط)، والكشميهني، وابن عساكر:"فيفيضها".

(8)

قوله: "على رأسه" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

* [260][التحفة: خ 2643]

(9)

ليس عند الأصيلي.

(10)

بعده لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ابنُ إسماعيل" وعليه صح.

(11)

عليه صح.

(12)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح، و (عط):"يدَه".

ص: 368

فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانِهِ فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ.

‌6 - بَابُ

(1)

مَنْ بَدَأَ بِالْحِلَابِ

(2)

أَوِ

(3)

الطِّيبِ عِنْدَ الْغُسْلِ

[262] حدثنا

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ دَعَا بِشَيْءٍ نَحْوَ

(5)

الْحِلَابِ، فَأَخَذَ بِكَفِّهِ

(6)

فَبَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ الْأَيْسَرِ، فَقَالَ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ

(7)

.

‌7 - بَابُ

(1)

الْمَضْمَضَةِ وَالاِسْتِنْشَاقِ فِي الْجَنَابَةِ

[263] حدثنا عُمَرُ

(8)

بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ،

* [261][التحفة: خ د 17850 - ع 18064]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

الحلاب: ما تحلب فيه الغنم. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة حلب).

(3)

رقم على ألف "أو": صح، وسقطت الألف عند (عط).

(4)

عليه صح. ولأبي ذر: "حدثني" وعليه صح.

(5)

كذا هو منصوب في الفرع، وفي نسخة معتمدة مجرورة، والظاهر صحة الأمرين قياسا على ما مر في حديث عائشة:"فدعت بإناء نحوًا من صاع". اهـ. من هامش الأصل.

(6)

للكشميهني: "بكفيه".

(7)

لأبي ذر، والأصيلي وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت وبعده صح، و (عط):"وسَطِ رأسِه".

* [262][التحفة: خ م د س 17447]

(8)

عليه صح صح.

ص: 369

قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا مَيْمُونَةُ قَالَتْ: صَبَبْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

غُسْلًا، فَأَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى يَسَارِهِ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ

(2)

الْأَرْضَ

(3)

فَمَسَحَهَا بِالتُّرَابِ، ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ

(4)

وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَأَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمِنْدِيلٍ فَلَمْ يَنْفُضْ

(5)

بِهَا

(6)

.

‌8 - بَابُ

(7)

مَسْحِ الْيَدِ بِالتُّرَابِ لِيَكُونَ

(8)

أَنْقَى

[264] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ

(9)

، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(10)

الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَغَسَلَ فَرْجَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ دَلَكَ بِهَا الْحَائِطَ، ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.

(1)

على آخره صح

(2)

على هاء "بيده": صح.

(3)

لأبي ذر، وابن عساكر في نسخة:"على الأرض".

(4)

رقم تاءها في الأصل بالحمرة، وضبب عليها، ورقم تحتها لابن عساكر. ولابن عساكر في نسخة، وأبي ذر، والأصيلي:"مضمض".

(5)

"ينتفض": في نسخة من غير اليونينية.

(6)

"قال أبو عبد اللَّه: يعني لم يتمسح به": لم يرقم عليه في الفرع، ونسبها في الفتح والقسطلاني لرواية كريمة.

* [263][التحفة: ع 18064]

(7)

ليس عند الأصيلي

(8)

لابن عساكر، والأصيلي:"لتكون".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "عبدُ اللَّه بن الزبير الحميدي".

(10)

قوله: "قال: حدثنا" لابن عساكر: "عن".

* [264][التحفة: ع 18064]

ص: 370

‌9 - بَابٌ

(1)

هَلْ يُدْخِلُ الْجُنُبُ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ قَبلَ أَنْ يَغْسِلَهَا إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَى يَدِهِ قَذَرٌ غَيْرُ

(2)

الْجَنَابَةِ؟

وَأَدْخَلَ ابْنُ عُمَرَ وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ يَدَهُ

(3)

فِي الطَّهُورِ وَلَمْ يَغْسِلْهَا، ثُمَّ

(4)

تَوَضَّأَ.

وَلَمْ يَرَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ بَأْسًا بِمَا يَنْتَضِحُ مِنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ.

[265] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَخْبَرَنَا

(5)

أَفْلَحُ

(6)

، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، تَخْتَلِفُ أَيْدِينَا فِيهِ.

[266] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَهُ

(7)

.

[267] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عُرْوَةَ،

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

بالوجهين معا. و"غيرَ": كذا في الفرع من غير رقم عليه.

(3)

لأبي الوقت في نسخة: "يديهما". قال القسطلاني: "قال البرماوي - كالكرماني: وفي بعض النسخ: يديهما، ولم يغسلاهما، ثم تَوَضَّأَا، بالتثنية في الكل". اهـ. وقوله: "يغسلاهما" منسوب في حاشية البقاعي لنسخة.

(4)

كذا في فرع ونسخ معتمدة، وفي الفرع الذي نقلت منه:"حتى توضأ"، وفي هامشه "ثم": في نسخة. هكذا.

(5)

لابن عساكر، والأصيلي:"حدثنا".

(6)

بعده للأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"ابن حميد".

* [265][التحفة: خ م 17435]

(7)

في نسخة: "يديه".

* [266][التحفة: خ د 16860]

ص: 371

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ

(1)

: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ جَنَابَةٍ

(2)

.

وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ

(3)

.

[268] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.

زَادَ مُسْلِمٌ وَوَهْبٌ

(4)

، عَنْ شُعْبَةَ: مِنَ الْجَنَابَةِ.

‌10 - بَابُ

(5)

تَفْرِيقِ الْغُسْلِ وَالْوُضُوءِ

وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ غَسَلَ قَدَمَيْهِ بَعْدَمَا جَفَّ وَضُوءُهُ

(6)

[269] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ

(7)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَتْ مَيْمُونَةُ: وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ

(8)

صلى الله عليه وسلم مَاءً يَغْتَسِلُ بِهِ، فَأَفْرَغَ عَلَى

(1)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة. وليس عند أبي ذر، وابن عساكر فالعبارة عندهما:"عَنْ عَائِشَةَ كنت".

(2)

للكشميهني: "من الجنابة" من غير اليونينية.

(3)

للأصيلي: "بمثله"، وزاد نسبته في حاشية البقاعي لأبي الوقت.

* [267][التحفة: خ 17367 - خ س 17493]

(4)

للأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"وَوَهبُ بنُ جرير".

* [268][التحفة: خ 964]

(5)

ليس عند الأصيلي. وهذا الباب: يؤخر. أي: عند الأصيلي وابن عساكر.

(6)

كذا في الفرع المكي بفتح الواو، وقال القسطلاني:"وفي الفرع: وُضوء، بضم الواو".

(7)

قوله: "مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ" ليس عند ابن عساكر.

(8)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"للنبي".

ص: 372

يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ

(1)

أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ

(2)

وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَ

(3)

غَسَلَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى مِنْ مَقَامِهِ فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ.

‌11 - بَابُ

(4)

مَنْ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فِي الْغُسْلِ

(5)

[270] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ

(7)

الْحَارِثِ قَالَتْ: وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا وَسَتَرْتُهُ، فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ فَغَسَلَهَا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ - قَالَ سُلَيْمَانُ: لَا أَدْرِي أَذَكَرَ الثَّالِثَةَ أَمْ لَا - ثُمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ أَوْ بِالْحَائِطِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ

(8)

وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَغَسَلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ

(1)

ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت؛ فقوله:"مرتين" غير مكرر عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(2)

رقم "التاء" في الصلب بالحمرة موصولة بـ "مضمض" ورقمها في الهامش أيضًا ووضع عليها صح لـ (عط)، وأبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(3)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"ثم" وعليه صح.

* [269][التحفة: ع 18064]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

يقدم عند: ابن عساكر، والأصيلي.

(6)

قوله "ابْنُ إِسْمَاعِيلَ": ليس عند ابن عساكر.

(7)

للأصيلي، وأبي الوقت:"ابنةِ".

(8)

عليه صح. وللأصيلي: "مَضْمَضَ".

ص: 373

صَبَّ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ

(1)

قَدَمَيْهِ، فَنَاوَلْتُهُ خِرْقَةً، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَلَمْ يُرِدْهَا.

‌12 - بَابٌ

(2)

إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ

(3)

وَمَنْ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ

[271] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ

(4)

شُعْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَكَرْتُهُ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ، ثُمَّ يُصْبِحُ مُحْرِمًا يَنْضَخُ

(5)

طِيبًا.

[272] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

(6)

قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ، قَالَ

(7)

: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَوَكَانَ يُطِيقُهُ؟ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ.

(1)

كذا هو في فرعين بالفاء، وقال في الفتح:"قوله: وغسل قدميه، كذا لأبي ذر، وللأكثر: فغسل، بالفاء". اهـ.

* [270][التحفة: ع 18064]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

للكشميهني: "عاود".

(4)

قال في الفتح: "ينبغي أن يثبت في القراءة قبل قوله: "عن شعبة"، لفظ: كلاهما؛ لأن كلا من ابن أبي عدي ويحيى رواه لمحمد بن بشار عن شعبة، وحذف: كلاهما، من الخط اصطلاح". اهـ.

(5)

عند (عط) في نسخة: بالخاء المعجمة، والحاء المهملة.

ينضخ: يفوح. انظر: (عون المعبود شرح سنن أبي داود)(7/ 323)

* [271][التحفة: خ م س 17598]

(6)

قوله: "ابْنُ مَالِكٍ" ليس عند ابن عساكر.

(7)

عند (عط)، وليس عند ابن عساكر.

ص: 374

وَقَالَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: تِسْعُ نِسْوَةٍ.

‌13 - بَابُ

(1)

غَسْلِ الْمَذْيِ

(2)

وَالْوُضُوءِ مِنْهُ

[273] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَأَمَرْتُ رَجُلًا أَنْ

(3)

يَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَسَأَلَ

(4)

فَقَالَ: "تَوَضَّأْ، وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ".

‌14 - بَابُ

(5)

مَنْ تَطَيَّبَ ثُمَّ اغْتَسَلَ وَبَقِيَ أَثَرُ الطِّيبِ

[274] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَذَكَرْتُ

(6)

لَهَا قَوْلَ ابْنِ عُمَرَ: مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَنَا طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طَافَ فِي نِسَائِهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ مُحْرِمًا.

* [272][التحفة: خ س 1365]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

المذي: ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند الشهوة، ولا يعقبه فتور، وربما لا يُحس بخروجه، ويكون ذلك للرجل والمرأة، وهو في النساء أكثر. (انظر: شرح النووي على مسلم) (3/ 213).

(3)

ليس عند ابن عساكر، والأصيلي، و (عط).

(4)

لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"فسأله".

* [273][التحفة: خ س 10178]

(5)

عليه صح.

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"وذكرت".

* [274][التحفة: خ م س 17598]

ص: 375

[275] حدثنا آدَمُ

(1)

، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ

(2)

الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ النَّبِيِّ

(3)

صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ مُحْرِمٌ.

‌15 - بَابُ

(4)

تَخْلِيلِ الشَّعَرِ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ أَفَاضَ

(5)

عَلَيْهِ

(6)

[276] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(7)

هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَيْهِ وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعَرَهُ

(8)

، حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ

(9)

قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ.

[277] وَقَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، نَغْرِفُ مِنْهُ جَمِيعًا.

(1)

بعده لأبي الوقت، وأبي ذر، والكشميهني، وعليه صح:"ابن أبي إياس".

(2)

وبيص: بريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبص).

(3)

عند (عط): "رسولِ اللَّه".

* [275][التحفة: خ م س 15928]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

عليه صح. وفي فرع آخر ما يقتضي إسقاط: "أفاض عليه"، الكلمتين جميعا لابن عساكر.

(6)

ليس عند ابن عساكر، وعليه صح. وللأصيلي:"أفاض عليها".

(7)

لأبي ذر، والأصيلي:"حدثنا".

(8)

عند (عط): "شَعَرَهُ بِيَدِهِ".

(9)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي وعليه صح:"أن قد".

* [276][التحفة: خ س 16969]

* [277][التحفة: س 16976]

ص: 376

‌16 - بَابُ

(1)

مَنْ تَوَضَّأَ فِي الْجَنَابَةِ ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ وَلَمْ يُعِدْ غَسْلَ مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ

(2)

مَرَّةً أُخْرَى

[278] حدثنا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(3)

الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: وَضَعَ

(4)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضُوءًا

(5)

لِجَنَابَةٍ

(6)

، فَأَكْفَأَ

(7)

بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ

(8)

مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ

(9)

أَوِ الْحَائِطِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَضْمَضَ

(10)

وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ

(1)

عليه صح.

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "منه".

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(4)

رقم عليه للكشميهني.

(5)

قوله: "وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضُوءًا" عند الحموي والمستملي: "وُضِعَ لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضُوءٌ".

وقوله: "وَضُوءًا": رقم عليه لأبي الوقت، وأبي ذر، وعليه صح.

(6)

"لجَنَابَةٍ": عليه صح. وعند الأصيلي، وابن عساكر:"وضوءَ الجنابةِ" مضاف إلى الجنابة. هذه الرقوم التي في الأصل والهامش في فرعين، وقضية ذلك أن رواية الكشميهني، والحموي، والمستملي:"لجنابة" بلام واحدة، لكن في الفتح والقسطلاني أن رواية الكشميهني:"للجنابة" بلامين.

(7)

لأبي ذر: "فكفأ"، من الفتح والقسطلاني.

فأكفأ: كَبَّ. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ)

(8)

للأصيلي، وابن عساكر، والحموي، والكشميهني:"يساره".

(9)

"بالْأَرْضِ": رقم عليه لابن عساكر، والأصيلي. وعند الكشميهني:"بيده الأرض".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"تمضمض".

ص: 377

أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ، ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، قَالَتْ

(1)

: فَأَتَيْتُهُ بِخِرْقَةٍ فَلَمْ يُرِدْهَا، فَجَعَلَ يَنْفُضُ

(2)

بِيَدِهِ

(3)

.

‌17 - بَابٌ

(4)

إِذَا ذَكَرَ فِي الْمَسْجِدِ أَنَّهُ جُنُبٌ يَخْرُجُ

(5)

كَمَا هُوَ وَلَا يتَيَمَّمُ

[279] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ قِيَامًا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ ذَكَرَ أَنَّهُ جُنُبٌ، فَقَالَ لَنَا:"مَكَانَكُمْ" ثُمَّ رَجَعَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَكَبَّرَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُ.

تَابَعَهُ عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ

(6)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

(1)

بعده للأصيلي: "عائشة". قال في "الفتح": "ووقع في رواية الأصيلي: "قالت عائشة" وهو غلط واضح". اهـ.

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الماء".

(3)

عليه صح. وللأصيلي: "يدَه".

* [278][التحفة: ع 18064]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

عليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر، ولأبي ذر عن الكشميهني، و (عط):"خرج".

(6)

زاد بعده في نسخة: "ابن راشد".

* [279][التحفة: خ م د س 15309]

ص: 378

‌18 - بَابُ

(1)

نَفْضِ الْيَدَيْنِ مِنَ الْغُسْلِ عَنِ

(2)

الْجَنَابَةِ

(3)

[280] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(4)

أَبُو حَمْزَةَ

(5)

، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنْ سَالِمٍ

(6)

، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَتْ مَيْمُونَةُ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا

(5)

، فَسَتَرْتُهُ بِثَوْبٍ، وَصَبَّ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ فَضَرَبَ بِيَدِهِ الْأَرْضَ فَمَسَحَهَا، ثُمَّ غَسَلَهَا فَمَضْمَضَ

(7)

وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَأَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، فَنَاوَلْتُهُ ثَوْبًا فَلَمْ يَأْخُذْهُ، فَانْطَلَقَ وَهُوَ يَنْفُضُ يَدَيْهِ.

‌19 - بَابُ

(1)

مَنْ بَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الْأَيْمَنِ فِي الْغُسْلِ

[281] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنَّا إِذَا أَصَابَتْ

(8)

إِحْدَانَا جَنَابَةٌ، أَخَذَتْ بِيَدَيْهَا

(9)

ثَلَاثًا فَوْقَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ بِيَدِهَا عَلَى شِقِّهَا الْأَيْمَنِ

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر والحموي والمستملي: "مِن".

(3)

قوله: "من الغُسْلِ عنِ الجَنابةِ": للكشميهني، وأبي ذر، و (عط)، وابن عساكر، والأصيلي، وأبي ذر، والكشميهني:"من غُسْل الجَنابة". كذا هذه الرقوم في فرعين، وقال في "الفتح":"قوله: "باب نفض اليدين من الغُسل عن الجنابة". كذا لأبي ذر وكريمة، وللباقين: "من غسل الجنابة"".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"حدثنا".

(5)

عليه صح.

(6)

بعده لابن عساكر: "ابن أبي الجعد".

(7)

لأبي ذر، والكشميهني، وعليه صح:"فتمضمض".

* [280][التحفة: ع 18064]

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"أصاب".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي، والمستملي، والكشميهني:"بيدها".

ص: 379

وَبِيَدِهَا الْأُخْرَى عَلَى شِقِّهَا الْأَيْسَرِ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌20 - بَابُ

(2)

مَنِ اغْتَسَلَ عُرْيَانًا وَحْدَهُ فِي الْخَلْوَةِ

(3)

وَمَنْ تَسَتَّرَ

(4)

فَالتَّسَتُّرُ

(5)

أَفْضَلُ

وَقَالَ بَهْزٌ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنَ النَّاسِ".

[282] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى

(7)

يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوا وَاللَّهِ مَا يَمْنعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ

(8)

، فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ

* [281][التحفة: خ د 17850]

(1)

رقم على البسملة لأبي ذر، وعليه صح، وهي ليست عند ابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

لأبي ذر والكشميهني: "خلوة" وعليه صح.

(4)

للحموي، والمستملي:"يَسْتَتِرُ".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"والتستر".

(6)

للأصيلي، و (عط):"بهز بن حكيم".

(7)

"صلى اللَّه عليه". اهـ. من هامش الأصل، وفي فرع آخر والقسطلاني زيادة:"وسلم". كتبه مصححه.

(8)

عليه صح.

آدر: أي: به أُدْرَةٌ، وهي نَفْخَةٌ في الخصية. انظر:(النهاية في غريب الحديث، مادة: أدر).

ص: 380

عَلَى حَجَرٍ فَفَرَّ الْحَجَرُ

(1)

بِثَوْبِهِ، فَخَرَجَ

(2)

مُوسَى فِي إِثْرِهِ يَقُولُ: ثَوْبِي يَا حَجَرُ

(3)

، حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى مُوسَى، فَقَالُوا

(4)

: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ، وَأَخَذَ ثَوْبَهُ، فَطَفِقَ

(5)

بِالْحَجَرِ ضَرْبًا

(6)

". فَقَالَ

(7)

أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَنَدَبٌ

(8)

بِالْحَجَرِ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ ضَرْبًا بِالْحَجَرِ.

[283] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْتَثِي

(9)

فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى وَعِزَّتِكَ، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ".

وَرَوَاهُ

(10)

إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَفْوَانَ

(11)

، عَنْ عَطَاءِ بْنِ

(1)

لأبي ذر وعليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"فَجَمَحَ" وقبله صح، وبعده صح صح.

(3)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح، و (عط):"ثوبي يا حجر".

(4)

لابن عساكر، والأصيلي، و (عط):"وقالوا".

(5)

لابن عساكر، والأصيلي:"وطفق".

(6)

قوله: "فطفق بالحجر ضربا" كذا لأكثر الرواة، وللكشميهني، والحموي:"فطفق الحجرَ ضربا". والحجر على هذا منصوب بفعل مقدر أي: يضرب الحجر ضربا. اهـ. فتح.

(7)

لابن عساكر، والأصيلي، وأبي ذر، وأبي الوقت:"قال".

(8)

لندب: الندب: أثر الجُرْح إذا لم يرتفع عن الِجلْد فشبه به أثر الضرب في الحجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ندب).

* [282][التحفة: خ م 14708]

(9)

لابن عساكر وعليه صح: "يَحْتَثِنُ". كذا في اليونينية من الفرع، وفي القسطلاني نسبة هذه الرواية للقابسي عن أبي زيد، ونقل عن العيني أنه أمعن النظر في كتب اللغة فلم يجد لهذه الرواية معنى. ويحتثي: يغرف بيديه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 180).

(10)

قوله "ورواه": ليس عند (عط)، والأصيلي.

(11)

بعده للأصيلي: "ابن سُلَيْمٍ".

ص: 381

يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا

(1)

".

‌21 - بَابُ

(2)

التَّسَتُّرِ فِي الْغُسْلِ عِنْدَ

(3)

النَّاسِ

[284] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ

(4)

، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ

(5)

، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ، فَقَالَ:"مَنْ هَذِهِ؟ " فَقُلْتُ

(6)

: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ.

[285] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(7)

سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: سَتَرْتُ النَّبِيَّ

(8)

صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ وَمَا أَصَابَهُ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى

(9)

الْحَائِطِ (2) أَوِ الْأَرْضِ

(10)

، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ غَيْرَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ

(1)

ليس عند (عط)، والأصيلي.

* [283][التحفة: خت س 14224 - خ 14724]

(2)

عليه صح.

(3)

لـ (عط): "عن" وعليه صح.

(4)

لابن عساكر: "مَسْلَمَةَ بنِ قَعْنَبٍ".

(5)

قوله: "بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ" ليس عند الأصيلي.

(6)

لابن عساكر، و (عط):"قلت".

* [284][التحفة: خ م ت س ق 18018]

(7)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(8)

عند (عط): "رسولَ اللَّه".

(9)

عليه صح صح.

(10)

قوله: "بيده على الحائط أو الأرض" لأبي ذر: "بيده الحائطَ والأرضَ".

ص: 382

الْمَاءَ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ.

تَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ، فِي السَّتْرِ

(1)

.

‌22 - بَابٌ

(2)

إِذَا احْتَلَمَتِ الْمَرْأَةُ

[286] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَتِ

(3)

أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ".

‌23 - بَابُ (2) عَرَقِ الْجُنُبِ وَأَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ

[287] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَهُ فِي بَعْضِ طَرِيقِ

(4)

(1)

للأصيلي: "التستر".

* [285][التحفة: ع 18064]

(2)

عليه صح.

(3)

رقم على ألف "ابنت" أنه ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح، والأصيلي. كذا في الأصل المعول عليه، غير أنه ضرب على الألف بالحمرة، ورسم التاء كغيره مجرورة، وفي بعض النسخ المعول عليها بالهامش:"بنت" مرقومًا عليها لأبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي، وبصلبها:"ابنة".

* [286][التحفة: خ م ت س ق 18264]

(4)

لكريمة: "طُرُق".

ص: 383

الْمَدِينَةِ وَهْوَ جُنُبٌ، فَانْخَنَسْتُ

(1)

مِنْهُ، فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ

(2)

ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ:"أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ " قَالَ

(3)

: كُنْتُ جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، فَقَالَ

(4)

: "سُبْحَانَ اللَّهِ! إِنَّ الْمُسْلِمَ

(5)

لَا يَنْجُسُ".

‌24 - بَابٌ

(6)

الْجُنُبُ يَخْرُجُ وَيَمْشِي فِي السُّوقِ وَغَيْرِهِ

وَقَالَ عَطَاءٌ: يَحْتَجِمُ الْجُنُبُ وَيُقَلِّمُ أَظْفَارَهُ وَيَحْلِقُ رَأْسَهُ وَإِنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ.

[288] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ

(7)

، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ

(8)

أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ

(9)

صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ،، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ.

[289] حدثنا عَيَّاشٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ

(1)

كذا في نسخةٍ، وابن عساكر. وللحموي، والكشميهني، وأبي ذر، وابن عساكر ورقم فوقه لـ (ح)، ولأبي الوقت:"فانْبَجَسْتُ". زاد في الفتح عزوها للأصيلي. وفي نسخة: "فانْخَنَسَ". "فانْتَخَسْتُ": عليه صح لأبي ذر والمستملي. كذا في اليونينية، كذا في الفرع المكي، ولكن الذي في الفتح والقسطلاني وفرع آخر أن رواية المستملي:"فانْتَجَسْتُ". راجع.

فانخنست: تأخرت. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: خنس)

(2)

قوله: "فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ" عليه في حاشية البقاعي: صح.

(3)

كذا في عدة نسخ صحيحة: "قال" بدون فاء، وفي الفرع الذي بأيدينا:"فقال".

(4)

"قال": عليه صح، لأبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

(5)

"المؤمن": عليه صح، لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط) وعليه صح.

* [287][التحفة: ع 14648]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

قوله "ابْنُ حَمَّادٍ" ليس عند الأصيلي.

(8)

عليه صح صح. ولـ (عط): "حدثه".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "النبي".

* [288][التحفة: خ س 1186]

ص: 384

أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جُنُبٌ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ

(1)

فَأَتَيْتُ

(2)

الرَّحْلَ

(3)

فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ وَهْوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: "أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ

(4)

؟ " فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ! يَا أَبَا هِرٍّ

(5)

، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ".

‌25 - بَابُ

(6)

كَيْنُونَةِ الْجُنُبِ فِي الْبَيْتِ إِذَا تَوَضَّأَ

(7)

قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ

(8)

[290] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ وَشَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى

(9)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْقُدُ وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، وَيَتَوَضَّأُ.

(1)

بعده لابن عساكر: "منه".

فانسللت: مضيت وخرجت بتأن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلل)

(2)

عند (عط): "وأتيت".

(3)

الرحل: الدار والمسكن والمنزل، وجمعه الرحال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"هريرة". كذا في اليونينية، كذا في الفرع، وعزا في الفتح رواية المتن للمستملي والكشميهني.

(5)

قوله: "يا أبا هر" سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

* [289][التحفة: ع 14648]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

قوله: "إِذَا تَوَضَّأَ" رقم عليه لأبي ذر، و (عط) وعليه صح، وبعده لفظة:(إلى)؛ إشارة إلى أن ما بعده ليس لهما.

(8)

قوله: "قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ" ليس عند ابن عساكر، والأصيلي.

(9)

بعده لابن عساكر: "ابنِ أبي كثير".

* [290][التحفة: خ 17785]

ص: 385

‌26 - بَابُ نَوْمِ الْجُنُبِ

(1)

[291] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(2)

اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهْوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ وَهُوَ جُنُبٌ

(3)

".

‌27 - بَابُ

(4)

الْجُنُبِ يَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَنَامُ

[292] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهْوَ جُنُبٌ غَسَلَ فَرْجَهُ وَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ.

[293] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(5)

قَالَ: اسْتَفْتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهْوَ جُنُبٌ؟ قَالَ

(6)

: "نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأَ".

(1)

سقط التبويب والترجمة عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، و (عط).

(2)

قوله: "قَالَ حَدَّثَنَا"، لابن عساكر:"عن".

(3)

قوله: "وَهُوَ جُنُبٌ" آخر الباب؛ ساقط عند الأصيلي، وابن عساكر.

* [291][التحفة: خ 8303]

(4)

عليه صح.

* [292][التحفة: خ 16399]

(5)

للأصيلي: "عن ابن عمر". كذا في فرعين علامة الأصيلي، ونسبها في الفتح لابن عساكر.

(6)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقال".

* [293][التحفة: خ 7618]

ص: 386

[294] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ

(1)

تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ نَمْ".

‌28 - بَابٌ

(3)

إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ

[295] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ. خ

(4)

وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ الْغَسْلُ

(5)

".

تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ مَرْزوقٍ

(6)

، عَنْ شُعْبَةَ مِثْلَهُ

(7)

.

وَقَالَ مُوسَى: حَدَّثَنَا

(8)

أَبَانُ، قَالَ

(9)

: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ مِثْلَهُ.

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بأنه" وعليه صح.

(2)

للأصيلي: "فقال رسولُ اللَّه".

* [294][التحفة: خ م د س 7224]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

كذا في اليونينية في كل تحويل. اهـ. من الفرع.

(5)

بفتح الغين المعجمة في اليونينية ليس إلا. اهـ. من الفرع.

(6)

قوله "ابْنُ مَرْزُوقٍ": ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(7)

ليس عند الأصيلي، وابن عساكر.

(8)

للأصيلي: "أخبرنا".

(9)

لفظ "قال": ساقط في فرعين.

* [295][التحفة: خ م د س ق 14659]

ص: 387

‌29 - بَابُ

(1)

غَسْلِ مَا يُصِيبُ مِنْ فَرْجِ الْمَرْأَةِ

[296] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ

(2)

، قَالَ يَحْيَى: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ

(3)

: أَرَأَيْتَ إِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَلَمْ يُمْنِ؟ قَالَ عُثْمَانُ: "يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، وَيَغْسِلُ ذَكَرَهُ"، قَالَ

(4)

عُثْمَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنهم فَأَمَرُوهُ بِذَلِكَ.

قَالَ يَحْيَى

(5)

: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ

(6)

، أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[297] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

زاد في حاشية البقاعي: "هُوَ المعلم" ونسبه لنسخة.

(3)

لأبي ذر، والأصيلي:"قال له".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وقال".

(5)

قوله: "قَالَ يَحْيَى"، ليس عند ابن عساكر، والأصيلي.

(6)

بعده: "أن أبا أيوب أخبره": ثبت ذلك عند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وسقط من الأصل. اهـ. من الهامش.

* [296][التحفة: خ م 9801]

ص: 388

إِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ

(1)

فَلَمْ يُنْزِلْ؟ قَالَ: "يَغْسِلُ مَا مَسَّ الْمَرْأَةَ مِنْهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي".

قالَ أبو عَبد الله: الْغَسْلُ

(2)

أَحْوَطُ، وَذَاكَ الْآخِرُ

(3)

، وَ

(4)

إِنَّمَا بَيَّنَّا

(5)

لاِخْتِلَافِهِمْ

(6)

.

* * *

(1)

رقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح. ولغير الأربعة:"امرأتَه".

(2)

عليه صح.

(3)

عليه صح. ولأبي ذر: "الأخيرُ". من الفتح والقسطلاني.

(4)

رقم عليه لابن عساكر.

(5)

للأصيلي: "بيناه".

(6)

رقم عليه لابن عساكر. ولابن عساكر، و (عط):"اختلافَهم" وعليه صح.

* [297][التحفة: خ م 12]

ص: 389

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌6 - كِتَابُ الحَيْض

(2)

وَقَوْلُِ

(3)

اللَّهِ تَعَالَى

(4)

: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ

(5)

قُلْ هُوَ أَذًى

(6)

} إِلَى قَوْلِهِ: {وَ

(7)

يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}

(8)

.

‌1 - بَابُ

(9)

كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْحَيْضِ؟

وَقَوْلُِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ".

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ أَوَّلُ مَا أُرْسِلَ الْحَيْضُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ

(10)

، وَحَدِيثُ

(1)

لأبي ذر، وعليه صح:"كتاب الحيض""بسم اللَّه الرحمن الرحيم". وقوله: "الرحمن الرحيم" ليس عند ابن عساكر، والأصيلي.

(2)

لـ (عط): "بابُ الحيض".

(3)

رقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي وقت، وعليه صح. وعند (عط):"قولُ".

(4)

للأصيلي: "عز وجل".

(5)

بعده عند (عط): "الآيةَ".

(6)

عليه صح. وبعده لأبي ذر وعليه صح: {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} . قوله: {وَيَسْأَلُونَكَ} عند ابن عساكر الآية إلى آخرها متلوا، وعند أبي ذر، وأبي الوقت:{فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} من أولها إلى: {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ} متلوا إلى قوله: {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} ، وعند الأصيلي مثلهما إلى قوله:{الْمُتَطَهِّرِينَ} .

(7)

عليه صح.

(8)

[البقرة: 222].

(9)

ليس عند الأصيلي. وعليه علامة التقديم عند (عط).

(10)

بعده عند (عط)، وأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال أبو عبد اللَّه: وحديث" وعليه صح.

ص: 391

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرُ

(1)

.

[298] حدثنا عَلِيُّ

(2)

بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ

(3)

، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: خَرَجْنَا لَا نَرَى

(4)

إِلَّا الْحَجَّ فَلَمَّا كُنَّا

(5)

بِسَرِفَ حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، قَالَ

(6)

: "مَا لَكِ، أَنُفِسْتِ

(7)

؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ"، قَالَتْ: وَضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نِسَائِهِ بِالْبَقَرِ

(8)

.

‌2 - بَابُ

(9)

غَسْلِ الْحَائِضِ رَأْسَ زَوْجِهَا وَتَرْجِيلِهِ

[299] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(10)

مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،

(1)

بعده عند أبي ذر، وأبي الوقت:"باب الأمر للنساء إذا نَفِسْن". كذا هو في الفرع، والذي في الفتح:"باب الأمر بالنُّفَساء إذا نُفِسْنَ". راجع القسطلاني.

(2)

لابن عساكر: "يعني: ابن عبد اللَّه".

(3)

بعده للأصيلي: "ابنَ محمد".

(4)

قوله: "لَا نَرَى"، كذا في الفرع بفتح النون، أي: نعتقد، وقال في "الفتح":"بضمها، أي: نظن".

(5)

"كنتُ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي.

(6)

لأبي الوقت: "فقال".

(7)

في النسخة اليونينية: "أنُفست" بضم النون. اهـ من الفرع.

أنفست: أَحِضْت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفس).

(8)

عليه صح. ولأبي ذر والحموي، والمستملي:"بالبقرة".

* [298][التحفة: خ م س ق 17482]

(9)

عليه صح.

(10)

عند (عط)، وابن عساكر، والأصيلي:"أخبرنا".

ص: 392

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أُرَجِّلُ

(1)

رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا حَائِضٌ.

[300] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(2)

هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامٌ

(3)

، عَنْ عُرْوَةَ أَنَّهُ سُئِلَ أَتَخْدُمُنِي الْحَائِضُ أَوْ تَدْنُو مِنِّي الْمَرْأَةُ وَهْيَ جُنُبٌ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: كُلُّ ذَلِكَ عَلَيَّ

(4)

هَيِّنٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ تَخْدُمُنِي، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ فِي ذَلِكَ بَأْسٌ، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ، تَعْنِي: رَأْسَ

(5)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهْيَ حَائِضٌ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ مُجَاوِرٌ

(6)

فِي الْمَسْجِدِ يُدْنِي لَهَا رَأْسَهُ - وَهْيَ فِي حُجْرَتِهَا - فَتُرَجِّلُهُ وَهْيَ حَائِضٌ.

‌3 - بَابُ

(7)

قِرَاءَةِ الرَّجُلِ

(8)

فِي حَجْرِ امْرَأَتِهِ

(9)

وَهِيَ حَائِضٌ

وَكَانَ أَبُو وَائِلٍ يُرْسِلُ خَادِمَهُ وَهْيَ حَائِضٌ إِلَى أَبِي رَزِينٍ، فَتَأْتِيهِ

(10)

بِالْمُصْحَفِ فَتُمْسِكُهُ بِعِلَاقَتِهِ.

(1)

أرجل: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).

* [299][التحفة: خ تم س 17154]

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(3)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ابنُ عروة" وعليه صح.

(4)

ليس عند ابن عساكر.

(5)

قوله: "تَعْنِي: رَأْسَ" سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

(6)

مجاور: المجاورة: الاعتكاف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جور).

* [300][التحفة: خ 17040]

(7)

ليس عند الأصيلي.

(8)

ليس عند (عط).

(9)

عند (عط): "القرآنِ في حَجْرِ المرأةِ".

(10)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"لِتَأْتِيَه" وعليه صح.

ص: 393

[301] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، سَمِعَ زُهَيْرًا، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، أَنَّ أُمَّهُ حَدَّثَتْهُ، أَن عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَّكِئُ فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ.

‌4 - بَابُ مَنْ سَمَّى النِّفَاسَ حَيْضًا

(1)

[302] حدثنا الْمَكِّيُّ

(2)

بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ

(3)

أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهَا

(4)

قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ

(5)

صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعَةًٌ

(6)

فِي خَمِيصَةٍ

(7)

، إِذْ حِضْتُ فَانْسَلَلْتُ

(8)

فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي

(4)

، قَالَ

(9)

: "أَنُفِسْتِ

(10)

؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَعَانِي فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ

(11)

.

* [301][التحفة: خ م د س ق 17858]

(1)

بعده لأبي ذر، والكشميهني:"والحيضَ نِفاسًا".

(2)

للأصيلي: "مكي".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"بنتَ".

(4)

عليه صح.

(5)

للأصيلي، و (عط):"رسولِ اللَّه".

(6)

كذا بالضبطين وفوقه: "معًا".

(7)

خميصة: ثوب خز أو صوف مُعَلَّم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).

(8)

فانسللت: مضيت وخرجت بتأن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلل).

(9)

لأبي الوقت وعليه صح، ولأبي ذر:"فقال".

(10)

في اليونينية بضم النون لا غير. من الفرع.

(11)

الخميلة: القَطيفة، وهي كل ثوب له أهداب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمل).

* [302][التحفة: خ م س 18270]

ص: 394

‌5 - بَابُ

(1)

مُبَاشَرَةِ الْحَائِضِ

[303] حدثنا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم منْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، كِلَانَا جُنُبٌ.

[304] وَكَانَ

(2)

يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ، فَيُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ

(3)

.

[305] وَكَانَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَهْوَ مُعْتَكِفٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ.

[306] حدثنا

(4)

إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ

(5)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، هُوَ: الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَاشِرَهَا أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ

(7)

فِي فَوْرِ

(8)

حَيْضَتِهَا، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا، قَالَتْ: وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ

(9)

، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يمْلِكُ إِرْبَهُ؟

(1)

ليس عند الأصيلي.

* [303][التحفة: خ م د س 15983]

(2)

للأصيلي: "فكان".

(3)

عليه صح.

* [304][التحفة: ع 15982]

* [305][التحفة: خ م س 15990]

(4)

لأبي ذر: "أخبرنا".

(5)

للأصيلي، وابن عساكر:"الخليل".

(6)

للأصيلي: "النبيُّ".

(7)

للكشميهني: "تأتزر"، من غير اليونينية.

تتزر: تشد إزارًا يستر سرتها وما تحتها إلى الركبة فما تحتها. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(1/ 310).

(8)

فور حيضها: ابتدائها وأولها ومعظمها. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 164).

(9)

إربه: حاجته، تعني أنه كان غالبًا لهواه. وقيل: أرادت به العضو، وعنت به من الأعضاء الذَّكَر خَاصَّة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أرب).

ص: 395

تَابَعَهُ خَالِدٌ وَجَرِيرٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ.

[307] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ

(1)

: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَاشِرَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ، أَمَرَهَا فَاتَّزَرَتْ

(2)

وَهْيَ حَائِضٌ

(3)

.

وَ

(4)

رَوَاهُ

(5)

سُفْيَانُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ.

‌6 - بَابُ

(6)

تَرْكِ الْحَائِضِ الصَّوْمَ

[308] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(7)

مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدٌ، هُوَ

(8)

: ابْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ

(9)

أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ"

* [306][التحفة: خ م د ق 16008]

(1)

بعده عند (عط): "تقول" وعليه صح. وعند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قالت: كان النبي".

(2)

"فَأْتزرت"، من غير اليونينية، قال الحافظ:"وهو في روايتنا بإثبات الهمزة على اللغة الفصحى".

(3)

قوله: "أَمَرَهَا فَاتَّزَرَتْ وَهْيَ حَائِضٌ" عند الأصيلي: "وَهْيَ حَائِضٌ أَمَرَهَا فَاتَّزَرَتْ".

(4)

ليس عند الأصيلي، وأبي ذر، وأبي الوقت.

(5)

كذا في الأصل المعول عليه علامة السقوط على الواو، فتكون رواية الأصيلي:"رواه"، وعكس القسطلاني العزو. كتبه مصححه.

* [307][التحفة: خ م د 18061]

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"حدثنا".

(8)

ليس عند ابن عساكر، والأصيلي.

(9)

في حاشية البقاعي: "رَأيْتُكُنَّ" ونسبه لنسخة.

ص: 396

فَقُلْنَ

(1)

: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ

(2)

، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ"، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ " قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: "فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ " قُلْنَ: بَلَى، قَالَ:"فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا".

‌7 - بَابٌ

(3)

تَقْضِي الْحَائِضُ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا بَأْسَ أَنْ تَقْرَأَ الْآيَةَ.

وَلَمْ يَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالْقِرَاءَةِ لِلْجُنُبِ بَأْسًا.

وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ.

وَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ يَخْرُجَ

(4)

الْحُيَّضُ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ وَيَدْعُونَ

(5)

.

وَقَالَ

(6)

ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ أَنَّ هِرَقْلَ دَعَا بِكِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ،

(1)

لأبي ذر عن الحموي، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"قلن".

(2)

العشير: الزوج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عشر).

* [308][التحفة: خ م س ق 4271]

(3)

عليه صح.

(4)

لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، و (عط):"نُخْرِجَ".

(5)

للكشميهني: "ويَدْعِينَ"، من غير اليونينية.

(6)

وجد هنا بهامش الأصل ما نصه: من قوله: "وقال ابن عباس" إلى آخر الصحيح - نقلت من اليونينية، ومن أوّل الصحيح إلى هنا مكمل بخط غير خطها؛ فليعلم ذلك.

ص: 397

فَإِذَا فِيهِ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وَ

(1)

" {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ}

(2)

" الْآيَةَ.

وَقَالَ عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرٍ: حَاضَتْ عَائِشَةُ، فَنَسَكَتِ الْمَنَاسِكَ

(3)

غَيْرَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ، وَلَا تُصَلِّي.

وَقَالَ الْحَكَمُ: إِنِّي لَأَذْبَحُ وَأَنَا جُنُبٌ، وَقَالَ اللَّهُ

(4)

: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}

(5)

.

[309] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ

(6)

صلى الله عليه وسلم لَا نَذْكُرُ إِلَّا الْحَجَّ، فَلَمَّا جِئْنَا سَرِفَ طَمَِثْتُ

(7)

، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ

(8)

صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ:"مَا يُبْكِيكِ؟ "، قُلْتُ: لَوَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنِّي لَمْ أَحُجَّ الْعَامَ، قَالَ: "لَعَلَّكِ نُفِسْتِ

(9)

؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَإِنَّ ذَلِكِ

(10)

شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ

(1)

ليس عند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر. وثبت في الأصل الواو بالحمرة عليه علامة السقوط. كتبه مصححه.

(2)

[آل عمران: 64]. وقوله: {إِلَى كَلِمَةٍ} "، ليس عند الأصيلي، و (عط).

(3)

بعده للأصيلي: "كُلَّها".

(4)

بعده للأصيلي: "عز وجل".

(5)

[الأنعام: 121].

(6)

للأصيلي: "رسولِ اللَّه".

(7)

كذا بالضبطين في اليونينية.

طمثت: حِضْتُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طمث).

(8)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"فَدَخَلَ النَّبِيُّ".

(9)

بالضبطين معًا.

(10)

كذا لأبي الوقت. وعند (عط)، وأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"ذاك"، وجعله في حاشية البقاعي لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.

ص: 398

آدَمَ، فَافْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي".

‌8 - بَابُ

(1)

الاِسْتِحَاضَةِ

[310] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

(2)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَا أَطْهُرُ؛ أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَاتْرُكِي الصَّلَاةَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي".

‌9 - بَابُ

(4)

غَسْلِ دَمِ الْمَحِيضِ

(5)

[311] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ

(6)

، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ

(7)

أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلَتِ امْرَأَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِحْدَانَا إِذَا أَصَابَ ثَوْبَهَا الدَّمُ مِنَ الْحَيْضَةِ، كَيْفَ تَصْنعُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ إِحْدَاكُنَّ الدَّمُ

* [309][التحفة: خ م 17501]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

"ابن عروة": ليس عند ابن عساكر.

(3)

للأصيلي: "النبيُّ".

* [310][التحفة: خ د س 17149]

(4)

عليه صح.

(5)

عليه صح. ولابن عساكر، وأبي الوقت:"الحيضِ". وعند (عط): "الحائضِ".

(6)

بعده للأصيلي، و (عط):"ابنِ عروة".

(7)

بعده للأصيلي: "الصديق".

ص: 399

مِنَ الْحَيْضَةِ فَلْتَقْرُصْهُ

(1)

، ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ

(2)

بِمَاءٍ، ثُمَّ لِتُصَلِّي فِيهِ".

[312] حدثنا أَصْبَغُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(3)

عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ إِحْدَانَا تَحِيضُ، ثُمَّ تَقْتَرِصُ

(4)

الدَّمَ مِنْ ثَوْبِهَا عِنْدَ طُهْرِهَا

(5)

فَتَغْسِلُهُ وَتَنْضَحُ عَلَى سَائِرِهِ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ.

‌10 - بَابُ

(6)

الِاعْتِكَافِ لِلْمُسْتَحَاضَةِ

(7)

[313] حدثنا

(8)

إِسْحَاقُ

(9)

، قَالَ: حَدَّثَنَا

(10)

خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَكَفَ مَعَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ، وَهْيَ مُسْتَحَاضَةٌ

(1)

فلتقرصه: القرص: الدلك بأطراف الأصابع والأظفار، مع صب الماء عليه حتى يذهب أثره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرص).

(2)

كسر اللام من الفرع.

لتنضحه: النضح: الرش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضح)

* [311][التحفة: ع 15743]

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني".

(4)

في نسخة: "تَقْرُصُ".

تقترص: تقطعه بظفرها. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 180).

(5)

للمستملي، والحموي:"طهره" من الفتح.

* [312][التحفة: خ ق 17508]

(6)

عليه صح، وليس عند أبي الوقت.

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"اعتكافِ المستحاضة".

مستحاضة: الاستحاضة: أن يستمر بالمرأة خروج الدم بعد أيام حيضها المعتادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حيض).

(8)

لابن عساكر: "حدثني".

(9)

بعده لابن عساكر: "الواسطي".

(10)

للأصيلي، وابن عساكر:"أخبرنا".

ص: 400

تَرَى الدَّمَ، فَرُبَّمَا وَضَعَتِ الطَّسْتَ تَحْتَهَا مِنَ الدَّمِ، وَزَعَمَ أَنَّ عَائِشَةَ رَأَتْ مَاءَ الْعُصْفُرِ، فَقَالَتْ: كَأَنَّ هَذَا شَيْءٌ كَانَتْ فُلَانَةُ تَجِدُهُ.

[314] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اعْتَكَفَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ، فَكَانَتْ تَرَى الدَّمَ وَالصُّفْرَةَ، وَ

(1)

الطَّسْتُ تَحْتَهَا وَهِيَ تُصَلِّي.

[315] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ بَعْضَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ اعْتَكَفَتْ وَهْيَ مُسْتَحَاضَةٌ.

‌11 - بَابٌ

(2)

هَلْ تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي ثَوْبٍ حَاضَتْ فِيهِ؟

[316] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ

(3)

: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا كَانَ لِإِحْدَانَا إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ تَحِيضُ فِيهِ، فَإِذَا أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ

(4)

، قَالَتْ بِرِيقِهَا فَقَصَعَتْهُ

(5)

بِظُفْرِهَا

(6)

.

* [313][التحفة: خ د س ق 17399]

(1)

ليس عند (عط).

* [314][التحفة: خ د س ق 17399]

* [315][التحفة: خ د س ق 17399]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

كذا لابن عساكر. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قالت".

(4)

للأصيلي: "الدمِ".

(5)

كذا لأبي الوقت. وعند (عظ)، وأبي ذر وتحته صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"فَمَصَعَتْهُ". وعليه صح.

فقصعته: فركته. (انظر: هدي الساري)(ص 183).

(6)

زاد للأصيلي: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم. باب".

* [316][التحفة: خ د 17575]

ص: 401

‌12 - بَابُ

(1)

الطِّيبِ لِلْمَرْأَةِ عِنْدَ غُسْلِهَا مِنَ الْمَحِيضِ

(2)

[317] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصةَ - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَوْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ

(3)

، عَنْ حَفْصَةَ - عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ

(4)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(5)

قَالَتْ: كُنَّا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ

(6)

أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلَا نَكْتَحِلَ وَلَا نَتَطَيَّبَ وَلَا نَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ

(7)

، وَقَدْ رُخِّصَ لَنَا عِنْدَ الطُّهْرِ إِذَا اغْتَسَلَتْ إِحْدَانَا مِنْ مَحِيضِهَا فِي نُبْذَةٍ

(8)

مِنْ كُسْتِ أَظْفَارٍ

(9)

، وَكُنَّا نُنْهَى عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ. قَالَ

(10)

: رَوَاهُ

(11)

هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر. وله أيضًا:"الحيضِ".

(3)

"أَبُو عَبْدِ اللَّهِ": كذا لأبي ذر والمستملي. و"هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ": عليه صح صح. وليس "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ" إلى "حَسَّانَ" عند الأصيلي، وابن عساكر، وهو مُعلَّم بـ (سين) عند أبي ذر، وأبي الوقت. من اليونينية. وكذا في اليونينية:"حسانَ" هنا غير مصروف، وفي آخر الباب مصروف.

(4)

عليه صح.

(5)

"عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" ليس عند (عط). وليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "زوجِها".

(7)

عصب: برود يمنية يجمع غزلها ويشد ثم يصبغ وينسج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عصب).

(8)

نبذة: قطعة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبذ).

(9)

كست أظفار: بخور معروف، ليس من مقصود الطيب. (انظر: تهذيب الأسماء واللغات) (4/ 92).

(10)

لابن عساكر، والأصيلي:"قال أبو عبد اللَّه".

(11)

لأبي ذر عن الحموي، والكشميهني، ولأبي الوقت وعليه صح:"ورَوَى". ولابن عساكر: "رَوى".

* [317][التحفة: خ م 18117]

ص: 402

‌13 - بَابُ

(1)

دَلْكِ الْمَرْأَةِ نَفْسَهَا إِذَا تَطَهَّرَتْ مِنَ الْمَحِيضِ وَكَيْفَ تَغْتَسِلُ وَتَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَتَّبعُ

(2)

أَثَرَ الدَّمِ

[318] حدثنا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَة سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عنْ غُسْلِهَا مِنَ الْمَحِيضِ، فَأَمَرَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ؛ قَالَ: "خُذِي فِرْصَةً

(3)

مِنْ مِسْكٍ

(4)

فَتَطَهَّرِي بِهَا"، قَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ

(5)

؟ قَالَ: "تَطَهَّرِي بِهَا" قَالَتْ: كَيْفَ

(6)

؟ قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ! تَطَهَّرِي

(7)

"، فَاجْتَبَذْتُهَا

(8)

إِلَيَّ، فَقُلْتُ: تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ.

‌14 - بَابُ

(1)

غُسْلِ

(1)

الْمَحِيضِ

[319] حدثنا مُسْلِمٌ

(9)

، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَة مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنَ الْمَحِيضِ؟

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر، وعليه صح:"تَتْبَع". وللأصيلي، وأبي ذر في نسخة، وأبي الوقت وعليه صح، و (عط) وعليه صح:"فَتَتَّبِعُ بها".

(3)

فرصة: قطعة من صوف أو قطن أو خِرقة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرص).

(4)

للأصيلي، وابن عساكر:"مسك". روي بكسر الميم وفتحها، والفتح رواية الأكثرين؛ قاله عياض. اهـ قسطلاني.

(5)

بعده عند (عط)، والأصيلي، وابن عساكر:"بها".

(6)

قوله: "قَالَ تَطَهَّرِي بِهَا قَالَتْ كَيْفَ" ليس عند الأصيلي، وابن عساكر.

(7)

لابن عساكر بعده: "بها، قالت: كيف؟ قال: سبحان اللَّه! تطهري بها".

(8)

قال القسطلاني: "وفي رواية بتأخير الباء".

* [318][التحفة: خ م س 17859]

(9)

للأصيلي بعده: "ابنُ إبراهيم".

ص: 403

قَالَ: "خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً

(1)

فَتَوَضَّئِي

(2)

ثَلَاثًا"، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَحْيَا فَأَعْرَضَ

(3)

بِوَجْهِهِ، أَوْ قَالَ

(4)

: "تَوَضَّئِي بِهَا" فَأَخَذْتُهَا فَجَذَبْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا يُرِيدُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

‌15 - بَابُ

(5)

امْتِشَاطِ الْمَرْأَةِ عِنْدَ غُسْلِهَا

(5)

مِنَ الْمَحِيضِ

[320] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَهْلَلْتُ

(6)

مَعَ رَسُولِ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَكُنْتُ مِمَّنْ تَمَتَّعَ وَلَمْ يَسُقِ الْهَدْيَ

(8)

، فَزَعَمَتْ أَنَّهَا حَاضَتْ وَلَمْ تَطْهُرْ حَتَّى دَخَلَتْ لَيْلَةُ عَرَفَةَ، فَقَالَتْ

(9)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ لَيْلَةُ

(10)

عَرَفَةَ، وَإِنَّمَا كُنْتُ تَمَتَّعْتُ بِعُمْرَةٍ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "انْقُضِي

(11)

رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي

(1)

ممسكة: مُطَيَّبة بالمِسْك. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 387).

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"وتوضئي". وعند (عظ) وعليه صح: "فتوضئي بها".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر وعليه صح:"وأعرض".

(4)

لابن عساكر: "وقال".

* [319][التحفة: خ م س 17859]

(5)

عليه صح.

(6)

أهللت: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد: الإحرام. (انظر: لسان العرب، مادة: هلل).

(7)

لابن عساكر: "النبيّ".

(8)

الهدي: الهَدْي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم (الإبل) لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).

(9)

عند (عط)، والأصيلي، وابن عساكر:"قالت".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عظ):"ليلة يوم".

(11)

انقضي: حلي ضفر شعرك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 24).

ص: 404

وَأَمْسِكِي عَنْ عُمْرَتِكِ"، فَفَعَلْتُ

(1)

، فَلَمَّا قَضَيْتُ الْحَجَّ، أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَيْلَةَ الْحَصْبَةِ فَأَعْمَرَنِي مِنَ التَّنْعِيمِ مَكَانَ عُمْرَتِي الَّتِي نَسَكْتُ

(2)

.

‌16 - بَابُ

(3)

نَقْضِ الْمَرْأَةِ شَعَرَهَا عِنْدَ غُسْلِ

(1)

الْمَحِيضِ

[321] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مُوَافِينَ

(4)

لِهِلَالِ ذِي الْحِجَّةِ، فَقَالَ

(5)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهْلِلْ

(6)

، فَإِنِّي لَوْلَا أَنِّي أَهْدَيْتُ لَأَهْلَلْتُ

(7)

بِعُمْرَةٍ"، فَأَهَلَّ بَعْضُهُمْ بِعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ بَعْضهُمْ بِحَجٍّ، وَكُنْتُ أَنَا مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنَا حَائِضٌ، فَشَكَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "دَعِي عُمْرَتَكِ وَانْقُضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي وَأَهِلِّي بِحَجٍّ"، فَفَعَلْتُ، حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةُ

(8)

الْحَصْبَةِ، أَرْسَلَ مَعِي أَخِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَخَرَجْتُ إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ مَكَانَ عُمْرَتِي.

قَالَ هِشَامٌ: وَلَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ هَدْيٌ وَلَا صَوْمٌ وَلَا صَدَقَةٌ.

(1)

عليه صح.

(2)

نسكت: من النسك: الطاعة والعبادة، وكل ما تُقُرِّب به إلى اللَّه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).

* [320][التحفة: خ 16404]

(3)

عليه صح. ولابن عساكر: "باب مَنْ رأى نقض المرأة شعرها".

(4)

"مُوافقين". كذا في اليونينية بغير علامة.

(5)

كذا لأبي الوقت. ولأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"قال".

(6)

لابن عساكر، والأصيلي، والمستملي، والكشميهني:"فليهل".

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"لأحللت".

(8)

لم يضبط: "ليلة" في اليونينية، وضبطها في الفرع بالرفع والنصب، والفتحة فيه حادثة.

* [321][التحفة: خ 16828]

ص: 405

‌17 - بَابُ

(1)

{مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ}

(2)

[322] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(3)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ: يَا رَبِّ نُطْفَةٌ

(4)

، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ، يَا رَبِّ مُضْغَةٌ

(5)

، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ

(6)

يَقْضِيَ خَلْقَهُ، قَالَ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى

(7)

؟ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ

(8)

؟ فَمَا الرِّزْقُ وَالْأَجَلُ

(9)

؟ فَيُكْتَبُ

(10)

فِي بَطْنِ أُمِّهِ".

‌18 - بَابُ

(11)

كَيْفَ تُهِلُّ الْحَائِضُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ

[323] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ

(12)

صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَمِنَّا

(1)

ليس عند الأصيلي. وعنده: "قولُ اللَّه عز وجل". قال في "الفتح": "رويناه بالإضافة أي: باب تفسير قوله تعالى: {مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} وبالتنوين، وتوجيهه ظاهر".

(2)

[الحج: 5].

(3)

"ابْنِ مَالِكٍ": ليس عند ابن عساكر.

(4)

منصوب عند ابن عساكر.

(5)

مضغة: هي القِطْعة من اللحم قَدْرَ ما يُمْضَغ، وجمعها: مُضَغ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مضغ).

(6)

للأصيلي: "فَإِذَا أَرَادَ يَقْضِي".

(7)

عليه صح.

(8)

"أذكرًا أم أنثى، أشقيًّا أم سعيدًا": هكذا عند الأصيلي.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "وما الأجل".

(10)

للأصيلي: "قال: فيكتب".

* [322][التحفة: خ م 1080]

(11)

عليه صح. و"قوله باب كَيْفَ

": كذا ضُبط بضمة واحدة في الفرع الذي معنا مصححا عليه، وبضمتين في نسخة معتبرة من غير تصحيح. كتبه مصححه.

(12)

للأصيلي: "رسولِ اللَّه".

ص: 406

مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ

(1)

، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَلَمْ يُهْدِ فَلْيُحْلِلْ

(2)

، وَمَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَأَهْدَى فَلَا يَحِلُّ حَتَّى يَحِلَّ بِنَحْرِ

(3)

هَدْيِهِ

(4)

، وَمَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ

(5)

فَلْيُتِمَّ حَجَّهُ"، قَالَتْ: فَحِضْتُ، فَلَمْ أَزَلْ حَائِضًا حَتَّى كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَلَمْ أُهْلِلْ إِلَّا بِعُمْرَةٍ، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ أَنْقُضَ رَأْسِي وَأَمْتَشِطَ وَأُهِلَّ بِحَجٍّ وَأَتْرُكَ الْعُمْرَةَ، فَفَعَلْتُ ذَلِكَ حَتَّى قَضَيْتُ حَجِّي

(6)

، فَبَعَثَ مَعِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ

(7)

، وَأَمَرَنِي

(8)

أَنْ أَعْتَمِرَ مَكَانَ عُمْرَتِي مِنَ التَّنْعِيمِ.

‌19 - بَابُ

(9)

إِقْبَالِ الْمَحِيضِ وَإِدْبَارِهِ

وَكُنَّ نِسَاءٌ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدُّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ، فَتَقُولُ: لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ

(9)

الْبَيضَاءَ، تُرِيدُ بِذَلِكَ: الطُّهْرَ مِنَ الْحَيْضَةِ.

وَبَلَغَ ابْنَةَ

(10)

زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ نِسَاءً يَدْعُونَ بِالْمَصَابِيحِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، يَنْظُرْنَ إِلَى الطُّهْرِ، فَقَالَتْ: مَا كَانَ النِّسَاءُ يَصْنَعْنَ هَذَا، وَعَابَتْ عَلَيْهِنَّ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "بحجة".

(2)

كذا في اليونينية بضم الياء، وقال الكرماني:"بفتحها من الثلاثي".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"نحر".

(4)

هديه: الهَدْي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدى).

(5)

عليه صح، ولأبي ذر، و (عط):"بحجة".

(6)

كذا لأبي الوقت وعليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"حجتي".

(7)

بعده للأصيلي: "الصديق".

(8)

"فأمرني": عليه صح. ولأبي ذر، وأبي الوقت، وعليه صح.

* [323][التحفة: خ م 16543]

(9)

عليه صح.

(10)

لابن عساكر: "بنتَ".

ص: 407

[324] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ كَانَتْ تُسْتَحَاضُ

(1)

فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "ذَلِكِ عِرْقٌ

(2)

وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي".

‌20 - بَابٌ

(2)

لَا تَقْضِي الْحَائِضُ الصَّلَاةَ

وَقَالَ جَابِرٌ

(3)

وَأَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"تَدَعُ الصَّلَاةَ".

[325] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُعَاذَةُ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِعَائِشَةَ: أَتَجْزِي (2) إِحْدَانَا صَلَاتَهَا

(4)

إِذَا طَهُرَتْ؟ فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ

(5)

أَنْتِ؟ كُنَّا

(6)

نَحِيضُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَا

(7)

يَأْمُرُنَا بِهِ - أَوْ قَالَتْ: فَلَا نَفْعَلُهُ.

(1)

تستحاض: الاستحاضة: أن يستمر بالمرأة خروج الدم بعد أيام حيضها المعتادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حيض).

(2)

عليه صح.

أتجزي: تقضي. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: جزا).

* [324][التحفة: خ 16929]

(3)

بعده لأبي ذر، وأبي الوقت:"ابنُ عبد اللَّه".

(4)

عليه صح، صح.

(5)

أحرورية: طائفة من الخوارج نُسبوا إلى حروراء، وهو موضع قريب من الكوفة، كان أول مجتمعهم وتحكيمهم فيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرر).

(6)

للأصيلي: "قد كنا".

(7)

للأصيلي: "ولا".

* [325][التحفة: ع 17964]

ص: 408

‌21 - بَابُ

(1)

النَّوْمِ مَعَ الْحَائِضِ وَهْيَ فِي ثِيَابِهَا

[326] حدثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(2)

أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: حِضْتُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ

(3)

صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمِيلَةِ، فَانْسَلَلْتُ فَخَرَجْتُ مِنْهَا، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي فَلَبِسْتُهَا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنُفِسْتِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَعَانِي فَأَدْخَلَنِي مَعَهُ

(4)

فِي الْخَمِيلَةِ، قَالَتْ: وَحَدَّثَتْنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُقَبِّلُهَا وَهْوَ صَائِمٌ، وَكُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ

(5)

صلى الله عليه وسلم منْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ.

‌22 - بَابُ

(6)

مَنْ أَخَذَ

(7)

ثِيَابَ الْحَيْضِ سِوَى ثِيَابِ الطُّهْرِ

[327] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(8)

أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ

(3)

صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعَةٌ

(9)

فِي خَمِيلَةٍ

(10)

حِضْتُ، فَانْسَلَلْتُ فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي، فَقَالَ:

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر وعليه صح:"بنتِ".

(3)

للأصيلي: "رسولِ اللَّه".

(4)

ليس عند (عط).

(5)

للأصيلي: "ورسولُ اللَّه".

* [326][التحفة: خ م س 18270]

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"اتخذ".

(8)

"بنتِ": عليه صح، لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(9)

بالضبطين معًا.

(10)

لأبي الوقت: "الخميلة".

ص: 409

"أَنُفِسْتِ

(1)

؟ " فَقُلْتُ

(2)

: نَعَمْ، فَدَعَانِي فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ.

‌23 - بَابُ

(3)

شُهُودِ الْحَائِضِ الْعِيدَيْنِ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ وَيَعْتَزِلْنَ

(4)

الْمُصَلَّى

[328] حدثنا مُحَمَّدٌ

(5)

، هُوَ: ابْنُ سَلَامٍ

(6)

، قَالَ أَخْبَرَنَا

(7)

عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا

(8)

أَنْ يَخْرُجْنَ فِي الْعِيدَيْنِ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ، فَحَدَّثَتْ عَنْ أُخْتِهَا، وَكَانَ زَوْجُ أُخْتِهَا غَزَا مَعَ النَّبِيِّ

(9)

صلى الله عليه وسلم ثِنْتَيْ عَشْرَةَ

(10)

، وَكَانَتْ أُخْتِي مَعَهُ فِي سِتٍّ، قَالَتْ: كُنَّا نُدَاوِي الْكَلْمَى

(11)

وَنَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى، فَسَأَلَتْ أُخْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَعَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ إِذَا

(12)

لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لَا تَخْرُجَ؟ قَالَ: "لِتُلْبِسْهَا

(13)

(1)

قوله: "أَنُفِسْتِ": ضبطه الأصيلي بضم النون، وقال الهروي: يقال في الولادة بضم النون وفتحها، وإذا حاضت: نفَست، بفتح النون لا غير. ونحوه لابن الأنباري. اهـ من اليونينية.

(2)

لابن عساكر: "قلت".

* [327][التحفة: خ م س 18270]

(3)

عليه صح.

(4)

لابن عساكر: "واعتزالِهن".

(5)

عليه صح. ولابن عساكر: "محمد بنُ سلام".

(6)

قوله "هُوَ ابْنُ سَلَامٍ": ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي.

(7)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وأبي الوقت.

(8)

عواتقنا: جمع عاتِق، وهي الشابَّة أولَ ما تُدْرِك. وقيل: هي التي لم تَبِنْ من والديها ولم تُزَوَّج، وقد أدركتْ وشَبَّتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتق).

(9)

للأصيلي: "رسولِ اللَّه".

(10)

بعده للأصيلي: "غزوةً".

(11)

الكلمى: الجرحى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلم).

(12)

للأصيلي: "إن" وعليه صح.

(13)

عند (عط): "فتُلبِسُها".

ص: 410

صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا، وَلْتَشْهَدِ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ

(1)

"، فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ سَأَلْتُهَا: أَسَمِعْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: بِأَبِي

(2)

نَعَمْ، وَكَانَتْ لَا تَذْكُرُهُ إِلَّا قَالَتْ: بِأَبِي

(3)

، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يَخْرُجُ الْعَوَاتِقُ وَ

(4)

ذَوَاتُ

(5)

الْخُدُورِ

(6)

- أَوِ: الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ

(7)

- وَالْحُيَّضُ، وَلْيَشْهَدْنَ

(8)

الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى"، قَالَتْ حَفْصةُ: فَقُلْتُ: الْحُيَّضُ

(9)

؟ فَقَالَتْ: أَليْسَ تَشْهَدُ

(10)

عَرَفَةَ وَكَذَا وَكَذَا؟

‌24 - بَابٌ

(11)

إِذَا حَاضَتْ فِي شَهْرٍ ثَلَاثَ حِيَضٍ وَمَا يُصَدَّقُ النِّسَاءُ فِي الْحَيْضِ وَالْحَمْلِ

(12)

فِيمَا يُمْكِنُ مِنَ الْحَيْضِ

لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(13)

: {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ}

(14)

.

(1)

لابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت، وأبي ذر عن الكشميهني:"المؤمنين".

(2)

للكشميهني، وأبي ذر وعليه صح:"بِيَبِي". وللأصيلي: "بأبا".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني، وعليه صح:"بيبي".

(4)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

"ذواتُ": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.

(6)

الخدور: الخدر: ناحية في البيت يُترك عليها ستر فتكون فيه الجارية البكر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خدر).

(7)

كذا للأصيلي. ولأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي وعليه صح، والحموي:"ذاتُ الخدْر". كذا في الأصل المعَوَّل عليه، وفي القسطلاني خلف وزيادة فراجعه.

(8)

كذا عند ابن عساكر، وليس عند أبي ذر. ولابن عساكر:"ويشهدن".

(9)

"آلحُيَّضُ": من الفرع، وشرح عليها القسطلاني.

(10)

للأصيلي: "يَشْهَدْنَ".

* [328][التحفة: خ س 18118]

(11)

عليه صح.

(12)

لابن عساكر: "والحَبَلِ وفيما".

(13)

للأصيلي: "عز وجل".

(14)

[البقرة: 228]. بعده للأصيلي: " {إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ} ".

ص: 411

وَيُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ وَشُرَيْحٍ: إِنِ

(1)

امْرَأَةٌ جَاءَتْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ بِطَانَةِ أَهْلِهَا مِمَّنْ يُرْضَى دِينُهُ أَنَّهَا حَاضَتْ ثَلَاثًا

(2)

فِي شَهْرٍ

(3)

صُدِّقَتْ.

وَقَالَ عَطَاءٌ: أَقْرَاؤُهَا مَا كَانَتْ، وَبِهِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ. وَقَالَ عَطَاءٌ: الْحَيْضُ يَوْمٌ إِلَى خَمْسَ عَشْرَةَ

(4)

.

وَقَالَ مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ: سَأَلْتُ

(5)

ابْنَ سِيرِينَ عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى الدَّمَ بَعْدَ قَرْئِهَا بِخَمْسَةِ أَيَّامٍ، قَالَ: النِّسَاءُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ.

[329] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدعُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ: "لَا، إِنَّ ذَلِكِ

(6)

عِرْقٌ، وَلَكِنْ دَعِي الصَّلَاةَ قَدْرَ الْأَيَّامِ الَّتِي كُنْتِ تَحِيضِينَ فِيهَا، ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصَلِّي".

(1)

عليه صح لأبي ذر. وعند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"إن جاءت".

(2)

"حَاضَتْ في شهرٍ ثَلاثًا": كذا علامتا التقديم والتأخير في اليونينية، وأخذ في الفرع بمقتضى ذلك فقدّم وأخّر.

(3)

لابن عساكر: "في كُلَّ شَهْرٍ".

(4)

لابن عساكر، وأبي ذر في نسخة:"خمسة عشر".

(5)

للأصيلي، وأبي الوقت:"قال سألت".

(6)

عليه صح.

* [329][التحفة: خ 16826]

ص: 412

‌25 - بَابُ

(1)

الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ

(2)

فِي غَيْرِ أَيَّامِ الْحَيْضِ

[330] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: كُنَّا

(4)

لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ

(5)

شَيْئًا.

‌26 - بَابُ

(1)

عِرْقِ الاِسْتِحَاضَةِ

[331] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(6)

ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ

(7)

، وَ

(1)

عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ اسْتُحِيضَتْ سَبع سِنِينَ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ، فَقَالَ:"هَذَا عِرْقٌ"، فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلَاةٍ.

‌27 - بَابُ

(1)

الْمَرْأَةِ تَحِيضُ بَعْدَ الْإِفَاضَةِ

[332] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا

(6)

مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ

(1)

عليه صح.

(2)

الكدرة: الماء الذي تراه المرأة كالصديد يعلوه اصفرار. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 508).

(3)

"ابْنُ سَعِيدٍ": ليس عند ابن عساكر، والأصيلي.

(4)

لأبي ذر: "أُمِّ عَطِيَّةَ كُنَّا".

(5)

للأصيلي: "الصُّفْرَةَ والْكُدْرَةَ".

* [330][التحفة: خ د س ق 18096]

(6)

للأصيلي: "حدثنا".

(7)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"عروة عن".

* [331][التحفة: خ د 16619]

ص: 413

بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ قَدْ حَاضَتْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَعَلَّهَا تَحْبِسُنَا، أَلَمْ تَكُنْ طَافَتْ

(1)

مَعَكُنَّ؟ "، فَقَالُوا

(2)

: بَلَى، قَالَ: "فَاخْرُجِي

(3)

".

[333] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رُخِّصَ لِلْحَائِضِ أَنْ تَنْفِرَ إِذَا حَاضَتْ.

[334] وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ: إِنَّهَا لَا تَنْفِرُ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: تَنْفِرُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لَهُنَّ.

‌28 - بَابٌ

(4)

إِذَا رَأَتِ الْمُسْتَحَاضَةُ الطُّهْرَ

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَغْتَسِلُ وَتُصلِّي وَلَوْ سَاعَةً، وَيَأْتِيهَا زَوْجُهَا إِذَا صَلَّتْ، الصَّلَاةُ أَعْظَمُ.

(1)

عليه صح صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"طافت". كذا في اليونينية وليس على: "أفاضت" رقم.

(2)

لابن عساكر: "قالوا".

(3)

للأصيلي، وابن عساكر:"فاخْرُجْنَ".

* [332][التحفة: خ م س 17949]

(4)

عليه صح.

* [333][التحفة: خ م س 5710]

* [334][التحفة: خ م س 5710]

ص: 414

[335] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ

(1)

، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي".

‌29 - بَابُ

(3)

الصَّلَاةِ عَلَى النُّفَسَاءِ وَسُنَّتِهَا

[336] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(4)

شَبَابَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(5)

شُعْبَةُ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

(6)

، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَُبٍ، أَنَّ امْرَأَةً مَاتَتْ فِي بَطْنٍ، فَصَلَّى عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ وَسَطَهَا

(7)

.

‌30 - بَابٌ

(8)

[337] حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، اسْمُهُ: الْوَضَّاحُ

(9)

- مِنْ كِتَابِهِ - قَالَ: أَخْبَرَنَا

(10)

سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ،

(1)

بعده لأبي ذر، وأبي الوقت:"ابن عروة".

(2)

للأصيلي وعليه صح: "رسولُ اللَّه".

* [335][التحفة: خ د 16898]

(3)

عليه صح.

(4)

لابن عساكر: "حدثنا".

(5)

للأصيلي: "حدثنا".

(6)

للأصيلي: "عبد اللَّه بن بريدة".

(7)

للكشميهني: "عند وَسَطِها". من غير اليونينية، كذا في الفرع.

* [336][التحفة: ع 4625]

(8)

عليه صح. وسقط عند الأصيلي.

(9)

"اسْمُهُ الْوَضَّاحُ": كذا عند (عط). وليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني: "حدثنا".

ص: 415

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالَتِي مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا كَانَتْ

(1)

تَكُونُ حَائِضًا لَا تُصَلِّي، وَهِيَ مُفْتَرِشَةٌ بِحِذَاءِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى خُمْرَتِهِ

(2)

، إِذَا سَجَدَ أَصَابَنِي بَعْضُ ثَوْبِهِ.

* * *

(1)

لابن عساكر: "أنها تكون".

(2)

خمرته: الخمرة: مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمر).

* [337][التحفة: خ م د ق 18060]

ص: 416

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌7 - بَابُ التَّيَمُّمِ

(2)

قَوْلُ

(3)

اللَّهِ تَعَالَى

(4)

: {فَلَمْ

(5)

تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}

(6)

.

[338] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ، أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ، انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْتِمَاسِهِ وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَقَالُوا: أَلَا تَرَى مَا

(8)

صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسِ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ! فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

"بسم اللَّه الرحمن الرحيم": ليس عند الأصيلي. ولأبي ذر: "باب التيمم""بسم اللَّه الرحمن الرحيم".

(2)

عليه صح. وللأصيلي، وأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"كتاب التيمم".

(3)

للأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"وقولُ".

(4)

للأصيلي، وأبي ذر، وأبي الوقت:"عز وجل". من الفرع وليس في اليونينية.

(5)

عند الأصيلي: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} الآية. قال الحافظ أبو ذر عند القراءة عليه: التنزيل: {فَلَمْ تَجِدُوا} ، ورواية الكتاب:"فإن لم تجدوا". اهـ من اليونينية.

(6)

[المائدة: 6].

(7)

لابن عساكر: "النبيَّ".

(8)

قوله: "ألا ترى ما". كذا في فرع اليونينية الذي معنا ونسخة معتمدة. وفي المطبوع وبعض النسخ: "ألا ترى إلى ما". كتبه مصححه.

ص: 417

وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ! فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي

(1)

، فَلَا

(2)

يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَخِذِي، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ

(3)

أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ، فَتَيَمَّمُوا، فَقَالَ

(4)

أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فَأَصَبْنَا

(5)

الْعِقْدَ تَحْتَهُ.

[339] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

هُشَيْمٌ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي

(8)

سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، هُوَ: ابْنُ صُهَيبٍ

(9)

الْفَقِيرُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(10)

جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا؛ فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْمَغَانِمُ

(11)

وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً".

(1)

خاصرتي: الخاصرة: وسط الإنسان. (انظر: تاج العروس، مادة: خصر).

(2)

للأصيلي: "فما".

(3)

عليه صح.

(4)

عند (عظ): "قال".

(5)

لابن عساكر: "فوجدنا".

* [338][التحفة: خ م س 17519]

(6)

للأصيلي وعليه صح: "هو العوَقِي".

(7)

عند (عظ): "أخبرنا".

(8)

للأصيلي: "وحدثنا".

(9)

قوله: "هُوَ: ابْنُ صُهَيْبٍ" ليس عند أبي ذر والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت و (عط).

(10)

عند (عظ): "حدثنا".

(11)

لأبي الوقت وعليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، ولأبي الوقت:"الغنائم".

* [339][التحفة: خ م س 3139]

ص: 418

‌1 - بَابُ

(1)

إِذَا لَمْ يَجِدْ مَاءً وَلَا تُرَابًا

[340] حدثنا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً

(2)

فَهَلَكَتْ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا فَوَجَدَهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَصَلَّوْا، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ لِعَائِشَةَ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَكْرَهِينَهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكِ

(3)

لَكِ وَللْمُسْلِمِينَ فِيهِ خَيْرًا.

‌2 - بَابُ

(1)

التَّيَمُّمِ فِي الْحَضَرِ إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ وَخَافَ

(4)

فَوْتَ الصَّلَاةِ

وَبِهِ قَالَ

(5)

عَطَاءٌ. وَقَالَ الْحَسَنُ فِي الْمَرِيضِ عِنْدَهُ الْمَاءُ وَلَا يَجِدُ مَنْ يُنَاوِلُهُ: يَتَيَمَّمُ

(6)

.

(1)

عليه صح.

(2)

قلادة: ما جُعل في العُنُق، يكون للإنسان والفرس والكلب والبدنة التي تُهدى، ونحوها. (انظر: لسان العرب، مادة: قلد).

(3)

ضبب عليه في الفرع، ونسبه إلى أبي ذر، وابن عساكر.

* [340][التحفة: خ 16990]

(4)

للأصيلي: "فخاف".

(5)

قوله: "وَبِهِ قَالَ"، رقم عليه لنسخة، وابن عساكر.

(6)

عند (عط): "تيمم".

ص: 419

وَأَقْبَلَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ أَرْضِهِ بِالْجُرُفِ فَحَضَرَتِ الْعَصْرُ بِمَرْبَدِ

(1)

النَّعَمِ، فَصَلَّى، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَةَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ فَلَمْ يُعِدْ.

[341] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ

(2)

، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ أَبُو الْجُهَيْمِ

(3)

: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَحْوِ بِئْرِ جَمَلٍ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ

(4)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْجِدَارِ فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ

(5)

، ثُمَّ رَدَّ عليه السلام.

‌3 - بَابٌ الْمُتَيَمِّمُ

(6)

هَلْ يَنْفُخُ فِيهِمَا؟

[342] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،

(1)

كذا في اليونينية بفتح الميم، وقال القسطلاني:"ورواه السفاقسي والجمهور بكسرها، وهو الموافق للغة". اهـ.

مِرْبَد: المِرْبَد - بالكسر - هو الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم، ومربد الغنم هنا موضع بقرب المدينة. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 394).

(2)

لابن عساكر: "حُميدٍ الأعرج".

(3)

للأصيلي، وأبي الوقت:"جُهيمٍ". ولابن عساكر: "أبو الجُهَيم الأنصاري".

(4)

لفظ: "عليه" ليس في اليونينية، وإنما هو مخرج في الهامش من غير تخريج، وهو ساقط في نسخ صحيحة، ثابت في بعضها.

(5)

للأصيلي، وأبي الوقت:"وبيديه".

* [341][التحفة: خ م د س 11885]

(6)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بابُ هل ينفخ فيهما".

ص: 420

فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبِ الْمَاءَ، فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا

(1)

كُنَّا فِي سَفَرٍ أَنَا وَأَنْتَ؛ فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ

(2)

فَصَلَّيْتُ، فَذَكَرْتُ

(3)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا

(4)

"، فَضَرَبَ

(5)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَفَّيْهِ الْأَرْضَ

(6)

، وَنَفَخَ فِيهِمَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ.

‌4 - بَابٌ التَّيَمُّمُ لِلْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ

[343] حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(7)

شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي

(8)

الْحَكَمُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ

(9)

بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(10)

بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: قَالَ عَمَّارٌ بِهَذَا، وَضَرَبَ شُعْبَةُ بِيَدَيْهِ الْأَرْضَ، ثُمَّ أَدْنَاهُمَا مِنْ فِيهِ، ثُمَّ مَسَحَ

(11)

وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ. وَقَالَ النَّضْرُ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَرًّا يَقُولُ: عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

للأصيلي: "إذ".

(2)

فتمعكت: تمرغت في التراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: معك).

(3)

"فذكرت ذلك": عليه صح لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "هذا".

(5)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "فضرب بكفيه". من الفرع وليس في اليونينية.

(6)

للأصيلي: "في الأرض".

* [342][التحفة: ع 10362]

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(8)

للحموي، والمستملي، وأبي ذر:"عن".

(9)

كذا لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت.

(10)

قوله: "سعيد بن عبد الرحمن" لفظ: "سعيد" كتب في الأصل بالحمرة.

(11)

"بهما": عليه صح، لأبي ذر، وأبي الوقت.

ص: 421

بْنِ أَبْزَى. قَالَ الْحَكَمُ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ.

[344] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ

(2)

ذَرٍّ، عَنِ

(3)

ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ شَهِدَ عُمَرَ وَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ

(4)

، فَأَجْنَبْنَا، وَقَالَ: تَفَلَ

(5)

فِيهِمَا.

[345] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ

(6)

عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(7)

قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ لِعُمَرَ: تَمَعَّكْتُ

(8)

، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "يَكْفِيكَ الْوَجْهَ

(9)

وَالْكَفَّيْنِ

(10)

".

(1)

بعده لابن عساكر: "ابن أبزى".

* [343][التحفة: ع 10362]

(2)

عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي:"سمعت ذرا".

(3)

عليه صح.

(4)

سرية: طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تُبعث إلى العدو، وجمعها سرايا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرى).

(5)

تفل: التفل: نَفْخٌ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النَّفْث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تفل).

* [344][التحفة: ع 10362]

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"عن أبيه". أي: بدل عبد الرحمن. اهـ قسطلاني.

(7)

لابن عساكر: "اللَّه". وبعده لابن عساكر: "ابن أبزى".

(8)

تمعكت: تمرغت في التراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: معك).

(9)

كذا في اليونينية بالثلاثة الأوجه.

(10)

للأصيلي، وابن عساكر:"والكفان". وعزا القسطلاني رواية النصب في "الوجه والكفين" لأبي ذر، وكريمة.

* [345][التحفة: ع 10362]

ص: 422

[346] حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ، فَقَالَ

(2)

لَهُ عَمَّارٌ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

[347] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ: فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْأَرْضَ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ.

‌5 - بَابٌ

(3)

الصَّعِيدُ

(4)

الطَّيِّبُ وَضُوءُ

(5)

الْمُسْلِمِ يَكْفِيهِ مِنَ الْمَاءِ

(6)

وَقَالَ الْحَسَنُ: يُجْزِئُهُ التَّيَمُّمُ مَا لَمْ يُحْدِثْ.

وَأَمَّ ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُتَيَمِّمٌ.

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ عَلَى السَّبَخَةِ وَالتَّيَمُّمِ بِهَا.

[348] حدثنا مُسَدَّدٌ

(7)

، قَالَ: حَدَّثَنِي

(8)

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ

(9)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّا

(1)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "ابن أبزى".

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال".

* [346][التحفة: ع 10362]

* [347][التحفة: ع 10362]

(3)

عليه صح.

(4)

الصعيد: التراب. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 47).

(5)

وَضُوء بفتح الواو: الماء الذي يتوضأ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وضأ).

(6)

قوله: "من الماء". كذا في جميع النسخ التي يوثق بها. كتبه مصححه.

(7)

زاد في حاشية البقاعي: "مُسَرْهَدٍ" بلا رقم.

(8)

للأصيلي، وابن عساكر:"حدثنا".

(9)

للأصيلي: "كُنَّا مع النبي فِي سَفَرٍ". كذا في اليونينية علامة التأخير للأصيلي على: "كنا". وصوابه على قوله: "في سفر". كما صنع في الفرع.

ص: 423

أَسْرَيْنَا

(1)

، حَتَّى كُنَّا

(2)

فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَقَعْنَا وَقْعَةً

(3)

؛ وَلَا وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ الْمُسَافِرِ مِنْهَا، فَمَا

(4)

أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، وَكَانَ

(5)

أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ فُلَانٌ ثُمَّ فُلَانٌ ثُمَّ فُلَانٌ - يُسَمِّيهِمْ أَبُو رَجَاءٍ، فَنَسِيَ عَوْفٌ - ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الرَّابِعُ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا نَامَ لَمْ يُوقَظْ

(6)

حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَسْتَيْقِظُ؛ لِأَنَّا لَا نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ وَرَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ، وَكَانَ رَجُلًا جَلِيدًا

(7)

، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ

(8)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي أَصَابَهُمْ، قَالَ

(9)

: "لَا ضَيْرَ - أَوْ: لَا يَضِيرُ - ارْتَحِلُوا" فَارْتَحَلَ

(10)

، فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ، وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ

(11)

مِنْ صَلَاتِهِ، إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مَعَ الْقَوْمِ، قَالَ:"مَا مَنَعَكَ يَا فُلَانُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ؟ " قَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلَا مَاءَ، قَالَ:

(1)

أسرينا: سرنا ليلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرا).

(2)

"حتى إذا كنا": أثبت في اليونينية "إذا" بين السطور وعليها ابن عساكر، ثم ضرب عليها بالحمرة، وتناقلتها الفروع بصورتها، وأثبت "إذا" في القسطلاني من غير تنبيه على الضرب. كتبه مصححه.

(3)

وقعنا وقعة: أي نمنا نومة، كأنهم سقطوا عن الحركة. (انظر: عمدة القاري) (4/ 27).

(4)

لابن عساكر: "وما".

(5)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"فكان".

(6)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"نُوقِظْه".

(7)

جليدا: قَوِيًّا في نفسه وجسمه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلد).

(8)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لصوته".

(9)

لابن عساكر: "فقال".

(10)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"فارتحَلُوا". وجعله في حاشية البقاعي لأبي ذر، والأصيلي.

(11)

انفتل: الانفتال: الانصراف. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(2/ 27).

ص: 424

"عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ" ثُمَّ سَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاشْتَكَى إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الْعَطَشِ، فَنَزَلَ فَدَعَا فُلَانًا - كَانَ يُسَمِّيهِ أَبُو رَجَاءٍ، نَسِيَهُ

(1)

عَوْفٌ - وَدَعَا عَلِيًّا، فَقَالَ: "اذْهَبَا

(2)

فَابْتَغِيَا

(3)

الْمَاءَ" فَانْطَلَقَا فَتَلَقَّيَا

(4)

امْرَأَةً بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ

(5)

- أَوْ: سَطِيحَتَيْنِ

(6)

- مِنْ مَاءٍ

(7)

عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، فَقَالَا لَهَا: أَيْنَ الْمَاءُ؟ قَالَتْ: عَهْدِي بِالْمَاءِ أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَنَفَرُنَا خُلُوفًا

(8)

، قَالَا لَهَا: انْطَلِقِي إِذَنْ، قَالَتْ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَا: إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتِ: الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الصَّابِئُ! قَالَا: هُوَ الَّذِي تَعْنِينَ فَانْطَلِقِي، فَجَاءَا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ

(9)

صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثَاهُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَاسْتَنْزَلُوهَا عَنْ بَعِيرِهَا، وَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بإِنَاءٍ فَفَرَّغَ فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ الْمَزَادَتَيْنِ - أَوْ: سَطِيحَتَيْنِ

(10)

- وَأَوْكَأَ أَفْوَاهَهُمَا وَأَطْلَقَ الْعَزَالِيَ

(11)

، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ: اسْقُوا وَاسْتَقُوا، فَسَقَى مَنْ شَاءَ

(12)

، وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ، وَكَانَ آخِرُ

(13)

ذَاكَ

(14)

أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ الْجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ، قَالَ: "اذْهَبْ

(1)

لابن عساكر: "ونسيه".

(2)

عليه صح.

(3)

كذا للأصيلي ورقم عليه لـ (ح). وللأصيلي: "فَابْغِيا". وجعله في حاشية البقاعي لابن عساكر.

(4)

في حاشية البقاعي: "فَلقِيَا" ونسبه لنسخة.

(5)

مزادتين: مثنى مزادة: وهي ما زيد فيه جلد ثالث بين جلدتين ليتسع، وقيل: القربة، وقيل القربة الكبيرة التي تحمل على الدابة. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 314).

(6)

سطيحتين: مثنى سطيحة: وهي إناء من جلود. (انظر: هدي الساري)(ص 138).

(7)

سقط: "من ماء" عند ابن عساكر.

(8)

عليه صح. ولـ (عط)، والأصيلي وعليه صح:"خُلوف".

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"رسولِ اللَّه".

(10)

للأصيلي، وابن عساكر:"السطيحتين".

(11)

العزالي: فم المزادة الأسفل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عزل).

(12)

كذا لابن عساكر. وعند أبي ذر وعليه صح، والأصيلي، و (عط)، وابن عساكر، وعليه صح:"مَن سَقى".

(13)

بالضبطين معًا.

(14)

للأصيلي، وأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح:"ذلك".

ص: 425

فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ" وَهِيَ قَائِمَةٌ تَنْظُرُ إِلَى مَا يُفْعَلُ بِمَائِهَا، وَايْمُ اللَّهِ، لَقَدْ أُقْلِعَ عَنْهَا وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلْأَةً مِنْهَا حِينَ ابْتَدَأَ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اجْمَعُوا لَهَا" فَجَمَعُوا لَهَا مِنْ

(1)

بَيْنِ عَجْوَةٍ وَدَُقَِيِّقَةٍ

(2)

وَسَُوَِيِّقَةٍ

(2)

، حَتَّى جَمَعُوا لَهَا طَعَامًا، فَجَعَلُوهَا

(3)

فِي ثَوْبٍ، وَحَمَلُوهَا عَلَى بَعِيرِهَا، وَوَضَعُوا الثَّوْبَ بَيْنَ يَدَيْهَا، قَالَ

(4)

لَهَا: "تَعْلَمِينَ (2) مَا رَزِئْنَا مِنْ مَائِكِ شَيْئًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَسْقَانَا

(5)

" فَأَتَتْ أَهْلَهَا وَقَدِ احْتَبَسَتْ عَنْهُمْ، قَالُوا

(6)

: مَا حَبَسَكِ يَا فُلَانَةُ؟ قَالَتِ: الْعَجَبُ

(2)

! لَقِيَنِي رَجُلَانِ فَذَهَبَا بِي إِلَى هَذَا الَّذِي

(7)

يُقَالُ لَهُ: الصَّابِئُ، فَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ

(2)

لَأَسْحَرُ النَّاسِ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ وَهَذِهِ، وَقَالَتْ بِإِصْبَعَيْهَا الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، فَرَفَعَتْهُمَا إِلَى السَّمَاءِ - تَعْنِي: السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ - أَوْ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فكانَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ

(8)

يُغِيرُونَ عَلَى مَنْ حَوْلَهَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَا يُصِيبُونَ الصِّرْمَ

(9)

الَّذِي هِيَ مِنْهُ، فَقَالَتْ يَوْمًا لِقَوْمِهَا: مَا أُرَى

(10)

أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ يَدَعُونَكُمْ عَمْدًا، فَهَلْ لَكُمْ فِي الْإِسْلَامِ؟

(1)

كذا لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وعليه صح. وللأصيلي:"لها بين". ولأبي ذر و (عط)، وابن عساكر، وعليه صح:"لها ما بين".

(2)

عليه صح.

(3)

كذا لأبي ذر. وعند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فجعلوه".

(4)

للأصيلي: "قالوا".

(5)

لابن عساكر: "سقانا".

(6)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فقالوا". وللأصيلي: "فقالوا لها".

(7)

عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي: "الرجل الذي".

(8)

للأصيلي: "بعدُ يغيرون".

(9)

الصرم: الجماعة ينزلون بإبلهم ناحية على ماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صرم).

(10)

كذا لابن عساكر. وعند (عط)، ورقم فوقه للأصيلي، وابن عساكر:"أدرِي". وهمزة "إن" مكسورة في اليونينية، وأطبق جميع الشراح على فتحها في رواية "أُرى"، وكذا في رواية "أدري" إلا أبا البقاء فإنه قال:"الجيد فيها الكسر، على إهمال أدري". راجع القسطلاني.

ص: 426

فَأَطَاعُوهَا، فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ

(1)

.

‌6 - بَابٌ

(2)

إِذَا خَافَ الْجُنُبُ عَلَى نَفْسِهِ الْمَرَضَ أَوِ الْمَوْتَ أَوْ خَافَ الْعَطَشَ تَيَمَّمَ

(3)

وَيُذْكَرُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَجْنَبَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، فَتَيَمَّمَ وَتَلَا

(4)

: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}

(5)

، فَذَكَرَ

(6)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُعَنِّفْ

(7)

.

[349] حدثنا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، هُوَ: غُنْدَرٌ

(8)

، عَنْ

(9)

شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: إِذَا لَمْ يَجِدِ (2) الْمَاءَ لَا يُصَلِّي

(10)

، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ

(11)

رَخَّصْتُ لَهُمْ فِي هَذَا، كَانَ

(12)

إِذَا وَجَدَ أَحَدُهُمُ

(13)

الْبَرْدَ قَالَ هَكَذَا - يَعْنِي: تَيَمَّمَ (2) وَصَلَّى - قَالَ: قُلْتُ:

(1)

بعده لابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه: صبأ، خرج من دين إلى غيره. وقال أبو العالية: الصابئين (وفي نسخة: الصابئون): فرقة من أهل الكتاب يقرءون الزبور". من "الفتح".

* [348][التحفة: خ م 10875]

(2)

عليه صح.

(3)

للأصيلي، وابن عساكر:"يتيمم".

(4)

للأصيلي: "فتلا".

(5)

[النساء: 29].

(6)

للكشميهني وعليه صح: "فَذُكِرَ". وللأصيلي: "فذكر ذلك".

(7)

كذا لابن عساكر، وعليه صح صح. ولابن عساكر في نسخة:"يعنفه".

(8)

"هُوَ غُنْدَرٌ": ليس عند (عط). وسقط عند الأصيلي.

(9)

للأصيلي: "حدثنا". ولابن عساكر، و (عط):"أخبرنا".

(10)

عليه صح. وبالتاء في "تجد" و"تصلي" عند الأصيلي.

(11)

لابن عساكر: "نعم لو".

(12)

لابن عساكر: "وكان".

(13)

للحموي: "أحدكم". من "الفتح".

ص: 427

فَأَيْنَ قَوْلُ عَمَّارٍ لِعُمَرَ؟ قَالَ: إِنِّي

(1)

لَمْ أَرَ عُمَرَ قَنِعَ

(2)

بِقَوْلِ عَمَّارٍ.

[350] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا

(3)

الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: أَرَأَيْتَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذَا أَجْنَبَ فَلَمْ يَجِدْ مَاءً

(4)

، كَيْفَ يَصْنعُ

(5)

؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا يُصَلِّي حَتَّى

(6)

يَجِدَ

(6)

الْمَاءَ

(7)

، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فَكَيْفَ تَصْنعُ بِقَوْلِ عَمَّارٍ حِينَ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ يَكْفِيكَ"؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنع بِذَلِكَ

(8)

؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فَدَعْنَا مِنْ قَوْلِ عَمَّارٍ، كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ؟ فَمَا دَرَى عَبْدُ اللَّهِ مَا يَقُولُ، فَقَالَ: إِنَّا لَوْ رَخَّصْنَا لَهُمْ فِي هَذَا، لَأَوْشَكَ إِذَا بَرَُدَ عَلَى أَحَدِهِمُ الْمَاءُ أَنْ يَدَعَهُ وَيَتَيَمَّمَ، فَقُلْتُ لِشَقِيقٍ: فَإِنَّمَا كَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ لِهَذَا؟ قَالَ

(9)

: نَعَمْ.

(1)

عند (عط): "فإني".

(2)

قنع: رضي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنع).

* [349][التحفة: خ م د س 10360]

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"عن الأعمش" وعليه صح.

(4)

لابن عساكر: "الماء".

(5)

قوله: "أَجْنَبَ فَلَمْ يَجِدْ مَاءً كَيْفَ يَصْنعُ"، عند (عط):"أجنبتَ فلم تجد الماء، كيف تصنع؟ "

(6)

عليه صح.

(7)

ليس عند ابن عساكر، والأصيلي. وعند الأصيلي:"تصلي حتى تجد".

(8)

لأبي ذر عن المستملي، ولابن عساكر، والأصيلي:"بذلك منه".

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فقال".

* [350][التحفة: خ م د س 10360]

ص: 428

‌7 - بَابٌ

(1)

التَّيَمُّمُ ضَرْبَةٌ

[351] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ

(2)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(3)

أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَجْنَبَ فَلَمْ يَجِدِ الْمَاءَ شَهْرًا، أَمَا كَانَ يَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي؟ فَكَيْفَ

(4)

تَصْنَعُونَ بِهَذِهِ الْآيَةِ

(5)

فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ {فَلَمْ

(6)

تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}

(7)

؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ رُخِّصَ لَهُمْ فِي هَذَا، لَأَوْشَكُوا إِذَا بَرَُدَ عَلَيْهِمُ الْمَاءُ أَنْ يَتَيَمَّمُوا الصَّعِيدَ

(8)

، قُلْتُ: وَإِنَّمَا

(9)

كَرِهْتُمْ هَذَا لِذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ

(10)

أَبُو مُوسَى: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ فَأَجْنَبْتُ، فَلَمْ

(11)

أَجِدِ الْمَاءَ، فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ

(12)

كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَصْنَعَ هَكَذَا" فَضَرَبَ

(13)

بِكَفِّهِ

(14)

ضَرْبَةً عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ نَفَضَهَا ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا

(15)

ظَهْرَ كَفِّهِ

(1)

ليس عند الأصيلي، ولأبي ذر عن الكشميهني:"بابُ التيممِ ضربةً".

(2)

"محمدُ بنُ سَلَام": ليس عند الأصيلي. و"سلَام" بالتخفيف. وللأصيلي: "هو: ابن سلام" من "الفتح".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"حدثنا".

(4)

عند (عط): "قال فكيف".

(5)

قوله: "بهذه الآيَةِ". كذا للكشميهني.

(6)

للأصيلي، وأبي ذر:"فإن لم". وهي مغايرة للتلاوة.

(7)

[المائدة: 6].

(8)

للأصيلي: "بالصعيد".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي:"فإنما".

(10)

لابن عساكر: "قال" وعليه صح.

(11)

لأبي الوقت: "ولم".

(12)

عليه صح. وعند (عظ): "في التراب".

(13)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"وضرب".

(14)

للأصيلي: "بِكَفَّيْهِ".

(15)

هكذا الضرب على ميم: "بهما" موضوعًا بالهامش: "بها" عند: (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، =

ص: 429

بِشِمَالِهِ - أَوْ: ظَهْرَ شِمَالِهِ بِكَفِّهِ - ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا

(1)

وَجْهَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَفَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِ عَمَّارٍ؟ وَزَادَ

(2)

يَعْلَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ: كُنْتُ

(3)

مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَلمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي أَنَا وَأَنْتَ، فَأَجْنَبْتُ فَتَمَعَّكْتُ بِالصَّعِيدِ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: "إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا

(5)

" وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَكَفَّيهِ وَاحِدَةً.

‌8 - بَابٌ

(6)

[352] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا مُعْتَزِلًا لَمْ يُصَلِّ فِي الْقَوْمِ، فَقَالَ: "يَا فُلَانُ، مَا مَنَعَكَ

(7)

أَنْ تُصَلِّيَ فِي الْقَوْمِ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلَا مَاءَ، قَالَ: "عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ".

= وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح. ومرموز عليها بما ترى، وفي العيني:"بها"، ويروى:"بهما". كتبه مصححه.

(1)

لابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"بها".

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"زاد".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"قال كنت".

(4)

للأصيلي: "النبيَّ".

(5)

كذا للكشميهني، والمستملي. وللكشميهني:"هذا".

* [351][التحفة: خ م د س 10360]

(6)

سقط عند الأصيلي.

(7)

للأصيلي: "يمنعك".

* [352][التحفة: خ س 10876]

ص: 430

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌8 - كِتَابُ الصَّلَاةِ

‌1 - بَابُ

(2)

كَيْفَ فُرِضَتِ الصَّلَوَاتُ

(3)

فِي الْإِسْرَاءِ

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ فِي حَدِيثِ هِرَقْلَ، فَقَالَ: يَأْمُرُنَا يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ.

[353] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(4)

قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ

(5)

فَفَرَجَ صَدْرِي

(6)

، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ

(7)

بِي

(8)

إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا

(9)

، فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ: افْتَحْ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا

(10)

(1)

للأصيلي: "كِتَابُ الصَّلَاةِ""بسم اللَّه الرحمن الرحيم". ولفظ "الرَّحِيمِ": سقط عند ابن عساكر.

(2)

كذا لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"الصلاةُ".

(4)

"ابن مالك": ليس عند ابن عساكر.

(5)

زاد للأصيلي: "صلى الله عليه وسلم".

(6)

زاد (عط): "عن صدري".

(7)

فعرج: فصعد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرج).

(8)

كذا لأبي ذر عن المستملي. ولأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"به".

(9)

سقط: "الدنيا" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(10)

سقط عند أبي ذر.

ص: 431

جِبْرِيلُ، قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَعِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أُرْسِلَ

(1)

إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَإِذَا

(2)

رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ؛ إِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ

(3)

بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَال: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ

(4)

عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ

(5)

بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالْأَسْوِدَةُ التِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، حَتَّى عَرَجَ بِي

(6)

إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُ، فَفَتَحَ".

قَالَ

(7)

أَنَسٌ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَاوَاتِ آدَمَ وَإِدْرِيسَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِإِدْرِيسَ "قَالَ: مَرْحَبًا بِالنبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ

(8)

: هَذَا إِدْرِيسُ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ

(9)

، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى،

(1)

لأبي ذر وعليه صح. وللكشميهني: "أَوَأُرسل". من غير اليونينية.

(2)

للأصيلي، وابن عساكر:"إذا".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"شماله".

(4)

الأسودة: جمع سواد وهي الجماعة من الناس. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 229).

(5)

نسم: جمع نَسَمَة، وهي النفس والروح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسم).

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني وابن عساكر: "به".

(7)

عند (عط): "فقال".

(8)

للأصيلي: "فقال".

(9)

"وَالْأَخِ الصَّالِحِ": سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

ص: 432

فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ

(1)

، قُلْتُ

(2)

: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا

(3)

عِيسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم".

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَبَّةَ

(4)

الْأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولَانِ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ عَُرَِجَ

(5)

بِي، حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى

(6)

أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ

(7)

الْأَقْلَامِ" قَالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَفَرَضَ اللَّهُ

(8)

عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ

(9)

، فَرَاجَعَنِي

(10)

فَوَضَعَ شَطْرَهَا

(11)

، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، قُلْتُ

(12)

: وَضَعَ شَطْرَهَا، فَقَالَ

(13)

:

(1)

عند (عط): "بالنَّبِيَّ الصَّالِحِ والْأَخِ الصَّالِحِ".

(2)

عند (عط): "فقلت".

(3)

سقط عند أبي ذر.

(4)

عليه صح.

(5)

كذا بالضبطين وعليه معًا.

(6)

في حاشية البقاعي: "بِمُسْتَوًى" ونسبه لنسخة.

(7)

صريف: أي: صوت جريانها بما تكتبه من أقضية اللَّه تعالى ووحيه، وما ينتسخونه من اللوح المحفوظ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صرف).

(8)

زاد للأصيلي: "عز وجل".

(9)

سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(10)

عليه صح. وعند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"فراجعتُ".

(11)

شطرها: الشطر: النصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).

(12)

للأصيلي: "فقلت".

(13)

عليه صح. كذا لأبي الوقت، وأبي ذر. ولأبي ذر وعليه صح:"قال" من الفرع.

ص: 433

رَاجِعْ

(1)

رَبَّكَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ، فَرَاجَعْتُ

(2)

فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُهُ، فَقَالَ: هِيَ

(3)

خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ

(4)

رَبَّكَ، فَقُلْتُ

(5)

: اسْتَحْيَيْتُ

(6)

مِنْ رَبِّي، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي

(7)

، حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى

(8)

سِدْرَةِ

(9)

الْمُنْتَهَى، وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ، ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ

(10)

اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ".

[354] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ

(1)

لأبي ذر وأبي الوقت: "ارجع إلى" وعليه صح. وليس عليه رقوم في اليونينية، ورقم عليه في الفرع بما ترى.

(2)

لابن عساكر: "فرجعْتُ، فراجَعْتُ". هكذا عند ابن عساكر، أي:"فرجعت فراجعت".

(3)

لأبي ذر عن المستملي: "هنّ خمس وهنّ".

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"ارجع إلى".

(5)

لأبي ذر: "قلت".

(6)

للأصيلي: "قد استحييت".

(7)

قوله: "انطلق بي". كذا رمز بقلم الحمرة (لا) علي "بي" من غير عزو. كتبه مصححه.

(8)

ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، أبي الوقت.

(9)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"السدرة" وعليه صح. وتاء "السدرةَ" منصوبة في الفرعين، وفي القسطلاني منسوبًا للأربعة:"إلى السدرةِ". اهـ. كتبه مصححه.

وسدرة: شجرة في أقصى الجنة إليها ينتهي علم الأولين والآخرين ولا يتعداها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سدر).

(10)

عليه صح، صح، صح. كذا في الأصل بكشط الهمزة، وفي القسطلاني، وبعد الألف مثناة تحتية فراجعه. وفي حاشية البقاعي:"جنَابِذُ" ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي.

* [353][التحفة: خ م س ق 1556]

ص: 434

فَرَضَهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ.

‌2 - بَابُ

(1)

وُجُوبِ الصَّلَاةِ فِي الثِّيَابِ

وَقَوْلُِ اللَّهِ تَعَالَى

(2)

: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}

(3)

. وَمَنْ صَلَّى مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ

(4)

.

وَيُذْكَرُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَزُرُّهُ

(5)

وَلَوْ بِشَوْكَةٍ". فِي

(6)

إِسْنَادِهِ نَظَرٌ. وَمَنْ صَلَّى فِي الثَّوْبِ الَّذِي يُجَامِعُ فِيهِ مَا لَمْ يَرَ أَذًى

(7)

.

وَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.

[355] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: أُمِرْنَا أَنْ نُخْرِجَ الْحُيَّضَ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ

(8)

وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَدَعْوَتَهُمْ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ عَنْ مُصَلَّاهُنَّ

(9)

،

* [354][التحفة: خ م د س 16348]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

للأصيلي وابن عساكر: "عز وجل".

(3)

[لأعراف: 31].

(4)

قوله: "ومن صلى ملتحفا في ثوب واحد" سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح، من طريق الحموي والكشميهني، وثبت من طريق أبي ذر عن المستملي.

(5)

للأصيلي: "تزره"، وعند (عظ):"يزر".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"وفي".

(7)

قوله: "يَرَ أَذًى". للأصيلي، وأبي الوقت:"فيه أذى" وعليه صح.

(8)

للمستملي، والكشميهني:"العِيدِ" من "الفتح".

(9)

للمستملي: "مُصَلاهم".

ص: 435

قَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لَيْسَ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ:"لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا".

وَقَالَ

(1)

عَبْدُ اللَّهِ

(2)

بْنُ رَجَاءٍ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَطِيَّةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.

‌3 - بَابُ

(3)

عَقْدِ الْإِزَارِ عَلَى الْقَفَا فِي الصَّلَاةِ

وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ

(4)

: صَلَّوْا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَاقِدِي

(5)

أُزْرِهِمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ.

[356] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: صَلَّى جَابِرٌ فِي إِزَارٍ قَدْ عَقَدَهُ مِنْ قِبَلِ قَفَاهُ، وَثِيابُهُ مَوْضُوعَةٌ عَلَى الْمِشْجَبِ

(6)

، قَالَ

(7)

لَهُ قَائِلٌ: تُصَلِّي فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا صَنَعْتُ ذَلِكَ

(8)

لِيَرَانِي

(9)

أَحْمَقُ مِثْلُكَ، وَأَيُّنَا كَانَ لَهُ ثَوْبَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ

(10)

صلى الله عليه وسلم؟!

(1)

للمستملي: "قال محمد، وقال عبد اللَّه".

(2)

"عبد اللَّه": ليس عند الأصيلي، و (عط).

* [355][التحفة: خ 18113]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

زاد للأصيلي: "ابن سعد".

(5)

للكشميهني: "عاقدو" فتح. فيكون خبر محذوف.

(6)

المشجب: عيدان تضم رءوسها ويفرج بين قوائمها وتوضع عليها الثياب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شجب).

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"فقال".

(8)

للحموي، والكشميهني:"ذاك". وللمستملي: "هذا".

(9)

عليه صح.

(10)

للأصيلي: "رسول اللَّه".

* [356][التحفة: خ 3089]

ص: 436

[357] حدثنا مُطَرِّفٌ أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

يُصلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي فِي ثَوْبٍ.

‌4 - بَابُ

(2)

الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ مُلْتَحِفًا بِهِ

قَالَ

(3)

الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: الْمُلْتَحِفُ الْمُتَوَشِّحُ، وَهُوَ الْمُخَالِفُ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ، وَهُوَ الاِشْتِمَالُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، قَالَ

(4)

: قَالَتْ

(5)

أُمُّ هَانِئٍ: الْتَحَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبٍ

(6)

، وَخَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ.

[358] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ.

[359] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ قَدْ أَلْقَى طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ.

(1)

"ابنَ عَبْدِ اللَّهِ": ليس عند الأصيلي، وابن عساكر.

* [357][التحفة: خ 3056]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

للأصيلي: "وقال".

(4)

سقط: "قال" عند أبي ذر، والأصيلي، والمستملي، وأبي الوقت. من الفرع.

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وقالت" وعليه صح.

(6)

ليس عند ابن عساكر. ولأبي ذر عن الكشميهني: "له". وللأصيلي: "في ثوب".

(7)

عند (عط)، وابن عساكر:"أخبرنا".

* [358][التحفة: خ م ت س ق 10684]

* [359][التحفة: خ م ت س ق 10684]

ص: 437

[360] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1)

أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُشتَمِلًا

(3)

بِهِ

(4)

فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ وَاضِعًا طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ.

[361] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

(5)

، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ:"مَنْ هَذِهِ؟ " فَقُلْتُ

(7)

: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: "مَرْحَبًا بِأُمِّ

(8)

هَانِئٍ" فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ

(9)

رَكَعَاتٍ

(10)

مُلْتَحِفًا

(11)

فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي

(12)

أَنَّهُ

(4)

قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ؛ فُلَانَ ابْنَ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(13)

صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَجَرْنَا

(1)

لابن عساكر: "أخبرنا".

(2)

للأصيلي، و (عط):"النبيَّ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "مشتمِلٌ". الرفع في أصل السماع، وللحموي، والمستملي:"مشتملٍ" من الفتح.

ومشتملا: الاشتمال: افتعال من الشَّمْلة، وهو كِساء يُتَغَطَّى به ويُتَلَفَّف فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شمل).

(4)

عليه صح.

* [360][التحفة: خ م ت س ق 10684]

(5)

قوله "ابنُ أَنَسٍ": ليس عند ابن عساكر.

(6)

للأصيلي: "النبيَّ".

(7)

للأصيلي: "قلت".

(8)

لابن عساكر، و (عط):"يا أُمَّ".

(9)

لابن عساكر: "ثمانَ".

(10)

وقوله: "ركعات" عليه صح. وهي بسكون الكاف في اليونينية، وضبطناه على الصواب.

(11)

ملتحفا: متغطيا. (انظر: لسان العرب، مادة: لحف).

(12)

عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي: "أبي".

(13)

للأصيلي: "النبيُّ".

ص: 438

مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ" قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: وَذَاكَ

(1)

ضُحًى.

[362] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ سَائِلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلَاةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ

(3)

، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَوَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟ ".

‌5 - بَابٌ

(4)

إِذَا صَلَّى فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ فَلْيَجْعَلْ عَلَى عَاتِقَيْهِ

(5)

[363] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم: "لَا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ

(7)

شَيْءٌ".

[364] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سَمِعْتُهُ - أَوْ: كُنْتُ سَأَلْتُهُ - قَالَ

(8)

: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنِّي

(1)

للأصيلي: "وذلك".

* [361][التحفة: خ م ت س ق 18018]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيَّ".

(3)

لأبي الوقت: "الثوب الواحد"، من الفرع.

* [362][التحفة: خ م د س 13231]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

لأبي الوقت: "عاتقه".

(6)

عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"رسولُ اللَّه".

(7)

لابن عساكر، والأصيلي، و (عط):"عاتقه".

* [363][التحفة: خ 13838]

(8)

للأصيلي: "فقال".

ص: 439

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ

(1)

فَلْيُخَالِفْ

(2)

بَيْنَ طَرَفَيْهِ".

‌6 - بَابٌ

(3)

إِذَا كَانَ الثَّوْبُ ضَيِّقًا

[365] حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَأَلْنَا

(4)

جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، فَقَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَجِئْتُ لَيْلَةً لِبَعْضِ أَمْرِي، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، وَعَلَيَّ ثَوْبٌ وَاحِدٌ فَاشْتَمَلْتُ بِهِ وَصَلَّيْتُ إِلَى جَانِبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: "مَا السُّرَى

(5)

يَا جَابِرُ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ بِحَاجَتِي، فَلَمَّا فَرَغْتُ، قَالَ: "مَا هَذَا الاِشْتِمَالُ الَّذِي رَأَيْتُ؟ " قُلْتُ: كَانَ ثَوْبٌ

(6)

يَعْنِي: ضَاقَ

(7)

، قَالَ:"فَإِنْ كَانَ وَاسِعًا فَالْتَحِفْ بِهِ، وَإِنْ كَانَ ضَيِّقًا فَاتَّزِرْ بِهِ".

[366] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(8)

(1)

عليه صح. كذا لابن عساكر في نسخة، وعليه صح.

(2)

قوله: "فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلْيُخَالِفْ" لأبي ذر والمستملي: "في ثوب فليخالف".

* [364][التحفة: خ د 14255]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

في حاشية البقاعي: "سألتُ" ونسبه لنسخة.

(5)

السرى: السَّير بالليل. أراد ما أوجب مجيئَك في هذا الوقت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرى).

(6)

للأصيلي، وأبي الوقت:"ثوبا" وعليه صح.

(7)

قوله "يَعْنِي ضَاقَ": ساقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

* [365][التحفة: خ 2253]

(8)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثنا".

ص: 440

أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ

(1)

قَالَ: كَانَ رِجَالٌ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عاقِدِي أُزْرِهِمْ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ كَهَيْئَةِ الصِّبْيَانِ، وَيُقَالُ

(2)

لِلنِّسَاءِ: لَا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا.

‌7 - بَابُ

(3)

الصَّلَاةِ فِي الْجُبَّةِ الشَّامِيَّةِ

وَقَالَ الْحَسَنُ فِي الثِّيَابِ يَنْسُجُهَا الْمَجُوسِيُّ

(4)

لَمْ يَرَ بِهَا بَأْسًا.

وَقَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ يَلْبَسُ مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ مَا صُبِغَ بِالْبَوْلِ.

وَصَلَّى عَلِيٌّ

(5)

فِي ثَوْبٍ غَيْرِ مَقْصُورٍ.

[367] حدثنا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقَالَ

(6)

: "يَا مُغِيرَةُ، خُذِ الْإِدَاوَةَ

(7)

" فَأَخَذْتُهَا، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَقَضى

(8)

حَاجَتَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ، فَذَهَبَ لِيُخْرِجَ يَدَهُ مِنْ كُمِّهَا فَضَاقَتْ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ أَسْفَلِهَا، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ صَلَّى.

(1)

زاد للأصيلي: "ابنِ سعد".

(2)

كذا للكشميهني. ولأبي ذر وعليه صح. وللحموي، والمستملي:"وقال".

* [366][التحفة: خ م د س 4681]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"المجوسُ".

(5)

زاد للأصيلي: "ابنُ أبي طالب".

(6)

لأبي ذر: "قال".

(7)

الإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدو).

(8)

للأصيلي: "وقضى".

* [367][التحفة: خ م س ق 11528]

ص: 441

‌8 - بَابُ

(1)

كَرَاهِيَةِ التَّعَرِّي فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا

(2)

[368] حدثنا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْقُلُ مَعَهُمُ الْحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارُهُ

(3)

، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ: يَا ابْنَ أَخِي، لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ فَجَعَلْتَ

(4)

عَلَى مَنْكِبَيْكَ

(5)

دُونَ الْحِجَارَةِ، قَالَ: فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَمَا رُئِيَ

(6)

بَعْدَ ذَلِكَ عُرْيَانًا صلى الله عليه وسلم.

‌9 - بَابُ

(1)

الصَّلَاةِ فِي الْقَمِيصِ وَالسَّرَاوِيلِ وَالتُّبَّانِ

(7)

وَالْقَبَاءِ

(8)

[369] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، فَقَالَ:"أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ " ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ، فَقَالَ: إِذَا وَسَّعَ اللَّهُ فَأَوْسِعُوا، جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ، صَلَّى رَجُلٌ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، فِي

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

للحموي، والكشميهني.

(3)

كذا لابن عساكر وفي نسخة. ولابن عساكر: "إزارٌ".

(4)

للأصيلي: "فجعلته".

(5)

منكبيك: مثنى منكب، وهو ما بين الكتف والعنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكب).

(6)

"رِيءَ": ذكر الروايتين في المتن، ورقم عليهما معا فالثانية: كقِيلَ.

* [368][التحفة: خ م 2519]

(7)

التبان: سراويل صغير يستر العورة المغلظة فقط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تبن).

(8)

القباء: واحد الأقبية، والأقبية ثياب ضيقة من ثياب العجم معلومة. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 170).

ص: 442

إِزَارٍ وَقَمِيصٍ، فِي إِزَارٍ وَقَبَاءٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَرِدَاءٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَقَمِيصٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَقَبَاءٍ، فِي تُبَّانٍ وَقَبَاءٍ، فِي تُبَّانٍ وَقَمِيصٍ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: فِي تُبَّانٍ وَرِدَاءٍ.

[370] حدثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ؟ فَقَالَ

(1)

: "لَا يَلْبَِسُ

(2)

الْقَمِيصَ وَلَا السَّرَاوِيلَ وَلَا الْبُرْنُسَ

(3)

، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ

(4)

وَلَا وَرْسٌ

(5)

، فَمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا

(6)

أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ".

وَعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

‌10 - بَابُ

(7)

مَا يَسْتُرُ

(8)

مِنَ الْعَوْرَةِ

[371] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(9)

، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ

(10)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ

* [369][التحفة: خ 14417]

(1)

للأصيلي: "قال". كذا في الفروع التي معنا والعلامة هنا، وجعلها في القسطلاني على "فقال" قبلها.

(2)

كذا بالضبطين في اليونينية.

(3)

البرنس: كل ثوب رأسُه منه ومُلْتَصق به، ومفرده: برنس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برنس).

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"زعفرانٌ".

(5)

ورس: نبت أصفر يُصبَغ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورس).

(6)

للحموي، والمستملي:"يكون"، من الفتح.

* [370][التحفة: خ 6925]

(7)

ليس عند الأصيلي.

(8)

عند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"يُسْتَرُ".

(9)

"بْنُ سَعِيدٍ" ليس عند ابن عساكر، و (عط).

(10)

لابن عساكر، والأصيلي:"الليث".

ص: 443

عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ

(1)

، وَأَنْ يَحْتَبِيَ

(2)

الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيسَ عَلَى فرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ

(3)

[372] حدثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ بَيْعَتَيْنِ: عَنِ اللِّمَاسِ وَالنِّبَاذِ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ

(5)

الصَّمَّاءَ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ

(6)

فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ.

[373] حدثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

(8)

، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِي تِلْكَ الْحَجَّةِ فِي مُؤَذِّنِينَ يَوْمَ النَّحْرِ، نُؤَذِّنُ بِمِنًى: أَلَا لَا يَحُجُّ

(9)

بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.

(1)

اشتمال الصماء: أن يتجلَّل الرجلُ بثوبه ولا يرفع منه جانبًا. وإنما قيل لها صَمَّاء، لأنه يَسدُّ على يديه ورجليه المنافذَ كلها، كالصخرة الصَّمَّاء التي ليس فيها خَرْق ولا صَدْع. والفقهاء يقولون: هو أن يَتغطَّى بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صمم).

(2)

يحتبي: الاحتباء: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبو).

(3)

قوله: "مِنْهُ شَيْءٌ" عند (عط): "شَيْءٌ مِنْهُ".

* [371][التحفة: خ س 4140]

(4)

قوله "بنُ عُقْبَةَ": ليس عند الأصيلي.

(5)

لابن عساكر: "تُشْتَمَل الصماءُ وأن يُحْتبَى". من الفرع.

(6)

ليس عند ابن عساكر، والأصيلي.

* [372][التحفة: خ م ت 13661]

(7)

للأصيلي: "أخبرنا".

(8)

قوله "ابنِ عَوْفٍ": ليس عند الأصيلي.

(9)

كذا لأبي الوقت في نسخة. ووقع لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح، و (عظ):"أنْ لَا يحجَّ".

ص: 444

قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثُمَّ أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا، فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِـ {بَرَاءَةٌ}

(1)

.

قال أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِيٌّ فِي أَهْلِ مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ: لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.

‌11 - بَابُ

(2)

الصَّلَاةِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ

[374] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْمَوَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ مُلْتَحِفًا

(3)

بِهِ

(4)

، وَرِدَاؤُهُ مَوْضُوعٌ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تُصَلِّي وَرِدَاؤُكَ مَوْضُوعٌ؟، قَالَ: نَعَمْ، أَحْبَبْتُ أَنْ يَرَانِي الْجُهَّالُ مِثْلُكُمْ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي هَكَذَا

(5)

.

‌12 - بَابُ (2) مَا يُذْكَرُ فِي

(6)

الْفَخِذِ

وَيُرْوَى

(7)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَرْهَدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"الْفَخِذُ عَوْرَةٌ".

(1)

[سورة التوبة: 1].

* [373][التحفة: خ م د س 6624]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

لأبي ذر في نسخة: "ملتَحِفٌ".

(4)

ليس عند أبي ذر. وعليه صح.

(5)

عليه سقط. "كذا": لأبي ذر عن الحموي، والكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح.

* [374][التحفة: خ 3056]

(6)

للكشميهني: "من". من الفتح.

(7)

لأبي ذر، وأبي الوقت وعليه صح:"قال أبو عبد اللَّه: ويروى".

ص: 445

وَقَالَ أَنَسٌ

(1)

: حَسَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَخِذِهِ.

وَحَدِيثُ

(2)

أَنَسٍ أَسْنَدُ، وَحَدِيثُ جَرْهَدٍ أَحْوَطُ؛ حَتَّى يُخْرَجَ

(3)

مِنِ اخْتِلَافِهِمْ.

وَقَالَ أَبُو مُوسَى: غَطَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رُكْبَتَيْهِ

(4)

حِينَ دَخَلَ عُثْمَانُ.

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَفَخِذُهُ

(5)

عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ تَرُضَّ

(6)

فَخِذِي.

[375] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

إِسْمَاعِيلُ

(8)

بْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ

(9)

، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غزَا خَيْبَرَ فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ

(10)

بِغَلَسٍ

(11)

، فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَا رَدِيفُ

(12)

أَبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي زُقَاقِ

(13)

خَيْبَرَ وَإِنَّ رُكْبَتِي

(1)

زاد للأصيلي: "ابنُ مالك".

(2)

لابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه: وحديثُ".

(3)

عند (عط): "يَخْرُج". من الفرع. وقال الحافظ: في روايتنا: "نخرج" بفتح النون وضم الراء. اهـ.

(4)

عند (عظ): "ركبَتَه".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فخذه".

(6)

كذا ضُبط بالبناء للفاعل في اليونينية، والفرع، وجوّز في الفتح العكس.

(7)

للأصيلي: "حدثني".

(8)

ليس عند ابن عساكر، والأصيلي، و (عظ). وقوله:"إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ" عند (عط): "ابْنُ عُلَيَّةَ".

(9)

زاد للأصيلي: "ابنِ مالك".

(10)

الغداة: الصبح. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(2/ 27).

(11)

بغلس: الغَلَس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلس).

(12)

رديف: الرَّدْف والرديف والإرداف: مِن الركوب خلف الراكب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 287).

(13)

زقاق: طريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زقق).

ص: 446

لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَسَرَ

(1)

الْإِزَارَ عَنْ فَخِذِهِ، حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ

(2)

إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ

(3)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ:"اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ" قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: وَخَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ! - قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: وَالْخَمِيسُ، يَعْنِي: الْجَيْشَ - قَالَ: فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً، فَجُمِعَ السَّبْيُ

(4)

، فَجَاءَ دِحْيَةُ

(5)

، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ، قَالَ

(6)

: "اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً"، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ! لَا تَصْلُحُ

(3)

إِلَّا لَكَ، قَالَ:"ادْعُوهُ بِهَا"، فَجَاءَ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا"، قَالَ: فَأَعْتَقَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَتَزَوَّجَهَا، فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: نَفْسَهَا، أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ جَهَّزَتْهَا لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ، فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَرُوسًا، فَقَالَ:"مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَجِئْ بِهِ" وَبَسَطَ نِطَعًا

(7)

، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَدْ ذَكَرَ السَّوِيقَ

(8)

، قَالَ:

(1)

حسر: الحسر: الكشف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حسر).

(2)

عند (عظ): "لأنظر"، وعزاها في الفتح للكشميهني.

(3)

عليه صح.

(4)

السبي: مَا غُلِب عَلَيْهِ من بني آدم واسترق. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 206).

(5)

زاد ابن عساكر: "الكلبيُّ رضي الله عنه".

(6)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت وعليه صح:"فقال".

(7)

نطعا: ما يفترش من الجلود. (انظر: هدي الساري)(ص 196).

(8)

السويق: القمح المقلي يطحن، وربما ثُري بالسمن. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 231).

ص: 447

فَحَاسُوا حَيْسًا

(1)

، فَكَانَتْ

(2)

وَليمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌13 - بَابٌ

(3)

فِي كَمْ تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي

(4)

الثِّيَابِ؟

وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لَوْ وَارَتْ جَسَدَهَا فِي ثَوْبٍ لَأَجَزْتُهُ

(5)

.

[376] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْفَجْرَ، فَيَشْهَدُ

(6)

مَعَهُ نِسَاءٌ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ مُتَلَفِّعَاتٍ

(7)

فِي مُرُوطِهِنَّ

(8)

، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ مَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ.

‌14 - بَابٌ

(3)

إِذَا صَلَّى فِي ثَوْبٍ لَهُ أَعْلَامٌ وَنَظَرَ إِلَى عَلَمِهَا

[377] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ

(1)

حيسا: الحيس: الطعام المتخَذ من التَّمْر والأَقِط والسَّمْن، وقد يُجعل عِوَضَ الأَقِط الدقيق، أو الفَتِيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حيس).

(2)

عند (عط): "وكانت".

* [375][التحفة: خ م د س 990]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح، و (عظ):"من".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"جاز" وعليه صح.

(6)

عند (عظ): "فشهد".

(7)

للأصيلي: "متلفعاتٌ".

ومتلفعات: متلففات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لفع).

(8)

مروطهن: المروط: أكسية من صوف، أو من خَزًّ أو غيره. الواحد مِرْط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرط).

* [376][التحفة: خ 16473]

ص: 448

شِهَابٍ

(1)

، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى فِي خَمِيصَةٍ

(2)

لَهَا أَعْلَامٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: "اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ، وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ

(3)

أَبِي جَهْمٍ؛ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي".

وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عَلَمِهَا وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ، فَأَخَافُ أَنْ تَفْتِنَنِي

(4)

".

‌15 - بَابٌ

(5)

إِنْ صَلَّى فِي ثَوْبٍ مُصلَّبٍ أَوْ تَصاوِيرَ هَلْ تَفْسُدُ صَلَاتُهُ وَمَا يُنْهَى عَنْ

(6)

ذَلِكَ؟

[378] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ

(7)

: كَانَ قِرَامٌ

(8)

لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ

(1)

لابن عساكر: "عن ابن شهاب".

(2)

خميصة: ثوب خز أو صوف مُعْلَم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).

(3)

بأنبجانية: كساء يُتخذ من الصوف وله أهداب ولا علم له، وهي من أدون الثياب الغليظة، منسوب إلى منبج - المدينة المعروفة - أو إلى موضع اسمه أنبجان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبج).

(4)

عند (عط) وعليه صح: "يفتنني".

* [377][التحفة: خ د 16403 - خت 17345]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "من". ولابن عساكر في نسخة، وللأصيلي، ولأبي الوقت وعليه صح:"عنه من ذلك".

(7)

للأصيلي: "ابن مالك". ولـ (عظ)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"قال".

(8)

قرام: القِرَامُ: الستر الرقيق، وقيل: الصفيق من صوف ذي ألوان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرم).

ص: 449

جَانِبَ بَيْتِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمِيطِي

(1)

عَنَّا قِرَامَكِ هَذَا

(2)

؛ فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُه

(3)

تَعْرِضُ فِي صَلَاتِي".

‌16 - بَابُ

(4)

مَنْ صَلَّى فِي فَرُّوجِ حَرِيرٍ ثُمَّ نَزَعَهُ

[379] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ

(5)

، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ

(6)

صلى الله عليه وسلم فَرُّوجُ

(7)

حَرِيرٍ فَلَبِسَهُ فَصَلَّى فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَزَعَهُ نَزْعًا شَدِيدًا كَالْكَارِهِ لَهُ، وَقَالَ: "لَا يَنْبَغِي هَذَا

(8)

لِلْمُتَّقِينَ".

‌17 - بَابُ

(4)

الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْأَحْمَرِ

[380] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ

(1)

أميطي: نَحِّي وأَبْعِدى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ميط).

(2)

ليس عند (عط).

(3)

رقم في موضع الهاء بعلامة السقوط عند الأصيلي، و"تصاويرُ": مصححا في موضع الهاء، ورقم أيضًا عليه صح وعلامة أبي ذر، وابن عساكر.

* [378][التحفة: خ 1053]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

لـ (حـ) في نسخة، والأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"ابنِ أبي حبيب"، وللأصيلي في نسخة، وابن عساكر:"هو ابنُ أبي حبيب".

(6)

للأصيلي: "رسولِ اللَّهِ".

(7)

فروج: هو القباء الذي فيه شق من خلفه، والقباء: ثوب ضيق الكمين والوسط مشقوق من خلف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرج).

(8)

للأصيلي: "هَذَا لا يَنْبَغِي".

* [379][التحفة: خ م س 9959]

ص: 450

أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ

(1)

حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ

(2)

، وَرَأَيْتُ بِلَالًا أَخَذَ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَبْتَدِرُونَ ذَاكَ

(3)

الْوَضُوءَ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا أَخَذَ مِنْ بَلَلِ

(4)

يَدِ صَاحِبِهِ، ثُمَّ رَأَيْتُ بِلَالًا أَخَذَ عَنَزَةً

(5)

فَرَكَزَهَا، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حُلَّةٍ

(6)

حَمْرَاءَ مُشَمِّرًا صَلَّى إِلَى الْعَنَزَةِ بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ وَالدَّوَابَّ يَمُرُّونَ مِنْ

(7)

بَيْنِ يَدَيِ العَنَزَةِ.

‌18 - بَابُ

(8)

الصَّلَاةِ فِي السُّطُوحِ وَالْمِنْبَرِ وَالْخَشَبِ

قالَ أبو عَبدِ الله

(9)

: وَلَمْ يَرَ الْحَسَنُ بَأْسًا أَنْ يُصَلَّى عَلَى الْجُمْدِ

(10)

وَالْقَنَاطِرِ

(11)

، وَإِنْ جَرَى تَحْتَهَا بَوْلٌ أَوْ فَوْقَهَا أَوْ أَمَامَهَا، إِذَا كَانَ بَيْنَهُمَا سُتْرَةٌ.

(1)

قبة: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبب).

(2)

أدم: جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (1/ 427).

(3)

للأصيلي، وابن عساكر:"ذلك".

(4)

عند (عط): "بَلال"، "بِلال" معا.

(5)

عند (عط) بعده: "له".

وعنزة: هي مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح. انظر:(النهاية في غريب الحديث، مادة: عنز).

(6)

حلة: هي ثياب ذات خطوط. والحلة لا تكون إلا من ثوبين. وقيل: إنما تكون حلة إذا كانت جديدة. وقيل: الحلل برود اليمن. (انظر: هدي الساري)(ص 113).

(7)

عليه صح لأبي ذر، وفي نسخة، وليس عند المستملي. وسقط لفظ:"من" عند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر.

* [380][التحفة: خ م 11816]

(8)

ليس عند الأصيلي.

(9)

قوله "قال أبو عبد اللَّه": ليس عند ابن عساكر، والأصيلي، و (عط).

(10)

بالوجهين معا. قوله "على الجمد": في اليونينية مما لم يرقم له علامة على الخَنْدَقِ. اهـ. قسطلاني.

(11)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "والقناطير".

ص: 451

وَصَلَّى أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى سَقْفِ

(1)

الْمَسْجِدِ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ.

وَصلَّى ابْنُ عُمَرَ عَلَى الثَّلْجِ.

[381] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ

(2)

: سَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ: مِنْ أَيِّ شَيءٍ الْمِنْبَرُ؟ فَقَالَ: مَا بَقِيَ بِالنَّاسِ

(3)

أَعْلَمُ

(4)

مِنِّي، هُوَ مِنْ أَثْلِ

(5)

الْغَابَةِ، عَمِلَهُ فُلَانٌ مَوْلَى فُلَانَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ عُمِلَ وَوُضِعَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ كَبَّرَ وَقَامَ النَّاسُ خَلْفَهُ، فَقَرَأَ وَرَكَعَ وَرَكَعَ النَّاسُ خَلْفَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ

(6)

، ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى

(7)

فَسَجَدَ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ رَكَعَ

(8)

، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ بِالْأَرْضِ، فَهَذَا شَأْنُهُ.

(1)

رقم عليه لابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح. وعند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح صح:"ظهر".

(2)

سقط "قال" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(3)

عليه صح، ورقم عليه لأبي الوقت. و"في الناس": عليه صح لأبي الوقت والأصيلي. و"من الناس": عند (عظ) وعليه صح.

(4)

زاد في حاشية البقاعي: "بِهِ" ونسبه لنسخة.

(5)

أثل: نوع من الشجر. (انظر: حاشية السندي على ابن ماجه)(1/ 433).

(6)

رقم عليه للأصيلي، وليس عند ابن عساكر، والحموي، وأبي ذر، و (عط). كذا رمز في الفرع الذي يعول عليه عندنا. وفي نسخة معتبرة: للأصيلي، وليس عند ابن عساكر و (عط) والحموي، وأبي ذر، والمستملي. كتبه مصححه

(7)

القهقرى: المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قهقر).

(8)

لأبي ذر عن المستملي، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح و (عظ) وعليه أيضًا صح:"ثم قرأ ثم ركع".

ص: 452

قال

(1)

أبو عبد الله: قَالَ

(2)

عَلِيُّ بْنُ

(3)

عَبْدِ اللَّهِ: سَأَلَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رحمه الله عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ

(4)

: فَإِنَّمَا

(5)

أَرَدْتُ

(6)

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَعْلَى مِنَ النَّاسِ، فَلَا بَأْسَ

(7)

أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ أَعْلَى مِنَ النَّاسِ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: فَقُلْتُ

(8)

: إِنَّ

(9)

سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ كَانَ يُسْأَلُ عَنْ هَذَا كَثِيرًا، فَلَمْ تَسْمَعْهُ مِنْهُ؟ قَالَ: لَا.

[382] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(10)

، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ

(11)

فَجُحِشَتْ سَاقُهُ أَوْ كَتِفُهُ، وَآلَى

(12)

مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ

(13)

لَهُ دَرَجَتُهَا مِنْ جُذُوعٍ

(14)

، فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا وَهُمْ قِيَامٌ، فَلَمَّا

(1)

سقط عند (عط): "قال أبو عبد اللَّه". وللأصيلي: "وقال".

(2)

ليس عند (عط) إلى قوله: "فلم تسمعه منه قال: لا".

(3)

لأبي ذر: "ابن المديني".

(4)

عند (عط): "فقال". ولابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه".

(5)

عليه صح، للأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"وإنما".

(6)

ضم التاء من الفرع.

(7)

لابن عساكر: "ولا بأس".

(8)

عند (عط): "قلت".

(9)

عند (عط)، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"فإن".

* [381][التحفة: خ م ق 4690]

(10)

قوله "ابنِ مَالِكٍ": ليس عند ابن عساكر.

(11)

لأبي ذر، وعليه صح:"فرسٍ".

(12)

آلى: حلف لا يدخل عليهن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألى).

(13)

مشربة: المشربة: الغرفة. (انظر: النهاية في غريب الحديث مادة: شرب).

(14)

للكشميهني: "من جذوع النخل" من الفتح.

ص: 453

سَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِنْ

(1)

صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا"، وَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ آلَيْتَ شَهْرًا، فَقَالَ: "إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ

(2)

وَعِشْرُونَ".

‌19 - بَابٌ إِذَا أَصَابَ ثَوْبُ الْمُصَلِّي امْرَأَتَهُ إِذَا سَجَدَ

[383] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ

(3)

، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا حِذَاءَهُ

(4)

وَأَنَا حَائِضٌ، وَرُبَّمَا أَصَابَنِي ثَوْبُهُ إِذَا سَجَدَ، قَالَتْ: وَكَانَ يُصلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ

(5)

.

‌20 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْحَصِيرِ

وَصَلَّى جَابِرٌ

(6)

وَأَبُو سَعِيدٍ فِي السَّفِينَةِ قَائِمًا.

وَقَالَ الْحَسَنُ: قَائِمًا

(7)

مَا لَمْ تَشُقَّ

(8)

عَلَى أَصْحَابِكَ تَدُورُ مَعَهَا، وَإِلَّا فَقَاعِدًا.

(1)

للأصيلي: "وإذا".

(2)

عند (عظ): "تسعة".

* [382][التحفة: خ 811]

(3)

قوله "ابنِ شَدَّادٍ": ليس عند الأصيلي.

(4)

حذاءه: إزاء ومقابل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حذا).

(5)

الخمرة: الخمرة: مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمر).

* [383][التحفة: خ م د ق 18060]

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت وعليه صح:"ابنُ عبد اللَّه".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يصلي"، "تصلي" بالمثناة التحتية والفوقية.

(8)

"يَشُقَّ"، "تَشُقَّ": بالمثناة التحتية والفوقية.

ص: 454

[384] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ

(1)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ: "قُومُوا فَلِأُصَلِّ

(2)

لَكُمْ" قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ

(3)

فَنَضَحْتُهُ

(4)

بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَفْتُ وَالْيَتِيمَ

(5)

وَرَاءَهُ وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ.

‌21 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْخُمْرَةِ

[385] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ.

‌22 - بَابُ

(7)

الصَّلَاةِ عَلَى الْفِرَاشِ

وَصَلَّى أَنَسٌ عَلَى فِرَاشِهِ.

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"ابن يوسف".

(2)

عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"فَلَأُصَلَّيْ".

(3)

لبس: أي: استعمل. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(2/ 225).

(4)

فنضحته: النضح: الرش. (انظر: لسان العرب، مادة: نضح).

(5)

عليه صح. وعند (عط)، وعليه صح، وأبي ذر:"واليتيمُ". زاد في القسطلاني رواية: "وَصَفَفْتُ أنا واليتيمُ" ونسبها لغير الحموي والمستملي.

* [384][التحفة: خ م د ت س 197]

(6)

للأصيلي: "رسولُ اللَّه".

* [385][التحفة: خ س ق 18062]

(7)

ليس عند الأصيلي.

ص: 455

وَ

(1)

قَالَ

(2)

أَنَسٌ

(3)

: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَسْجُدُ أَحَدُنَا عَلَى ثَوْبِهِ.

[386] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَنَامُ

(4)

بَينَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِجْلَايَ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ

(5)

، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا، قَالَتْ: وَالْبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ.

[387] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ

(6)

عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي وَهِيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ عَلَى فِرَاشِ أَهْلِهِ اعْتِرَاضَ الْجَنَازَةِ.

[388] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَعَائِشَةُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ عَلَى الْفِرَاشِ الَّذِي يَنَامَانِ عَلَيْهِ.

(1)

ليس عند (عط) من قوله: "وقال أنس .... إلى: على ثوبه".

(2)

ليس عند (عط).

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

ضبَّب الأصيلي على: "أنام".

(5)

للحموي، والمستملي:"رِجلِي، فإذا قام بسطتها". من الفتح.

* [386][التحفة: خ م د س 17712]

(6)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثني".

* [387][التحفة: خ 16554]

* [388][التحفة: خ 16372]

ص: 456

‌23 - بَابُ

(1)

السُّجُودِ عَلَى الثَّوْبِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ

وَقَالَ الْحَسَنُ: كَانَ الْقَوْمُ يَسْجُدُونَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَالْقَلَنْسُوَةِ وَيَدَاهُ

(2)

فِي كُمِّهِ.

[389] حدثنا أَبُو الْوَليدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(3)

قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيضَعُ أَحَدُنَا طَرَفَ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فِي مَكَانِ السُّجُودِ.

‌24 - بَابُ

(4)

الصَّلَاةِ فِي النِّعَالِ

[390] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(6)

أَبُو مَسْلَمَةَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.

‌25 - بَابُ

(1)

الصَّلَاةِ فِي الْخِفَافِ

[391] حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

"ويديه". من الفتح.

(3)

"ابنِ مَالِكٍ": ليس عند ابن عساكر.

* [389][التحفة: ع 250]

(4)

ليس عند الأصيلي. وعنده تأخير هذا الباب عن باب: "يبدي ضبعيه ويجافي في السجود".

(5)

"ابنُ أَبِي إِيَاسٍ": ليس عند الأصيلي.

(6)

لابن عساكر، والأصيلي:"حدّثنا".

* [390][التحفة: خ م ت س 866]

ص: 457

يُحَدِّثُ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَسُئِلَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ مِثْلَ هَذَا.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَكَانَ يُعْجِبُهُمْ؛ لِأَنَّ جَرِيرًا كَانَ

(1)

مِنْ آخِرِ مَنْ أَسْلَمَ.

[392] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: وَضَّأْتُ النَّبِيَّ

(2)

صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَصَلَّى.

‌26 - بَابٌ

(3)

إِذَا لَمْ يُتِمَّ السُّجُودَ

[393] أخبرنا

(4)

الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا

(4)

مَهْدِيٌّ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَأَى

(5)

رَجُلًا لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا صَلَّيْتَ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: لَوْ

(6)

مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

(1)

ليس عند ابن عساكر.

* [391][التحفة: خ م ت س ق 3235]

(2)

للأصيلي: "رسولَ اللَّه".

* [392][التحفة: خ م س ق 11528]

(3)

ليس عند الأصيلي. قال في "الفتح": ووقعت هذه الترجمة وهي "باب إذا لم يتم السجود" والتي بعدها عند الأصيلي قبل "باب الصلاة في النعال". اهـ.

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"حدثنا".

(5)

"أنَّه رأى": عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح. وليس عند (عط).

(6)

عند (عط): "ولو".

* [393][التحفة: خ 3344]

ص: 458

‌27 - بَابٌ

(1)

يُبْدِي ضَبْعَيْهِ وَيُجَافِي فِي السُّجُودِ

(2)

[394] أخبرنا

(3)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا

(4)

بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرٍ

(5)

، عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ نَحْوَهُ.

‌28 - بَابُ

(6)

فَضْلِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ

(7)

يَسْتَقْبِلُ بِأَطْرَافِ رِجْلَيْهِ

(8)

قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[395] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمَهْدِيِّ

(9)

، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مَيمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(10)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ

(1)

عند الأصيلي وقع هذا الباب وما قبله مُقدّمًا على باب: "باب الصلاة في النعال".

(2)

ليس عند ابن عساكر.

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"حدثنا".

(4)

للأصيلي: "حدثني"، وعند (عط):"أخبرنا".

(5)

للأصيلي: "ابن ربيعة".

* [394][التحفة: خ م س 9157]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

ساقط: "يستقبل إلى حدّثنا" عند الأصيلي، وابن عساكر، و (عط).

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "القبلةَ" وعليه صح.

(9)

للأصيلي، وابن عساكر:"مهديًّ".

(10)

"ابنِ مَالِكٍ": ليس عند ابن عساكر.

ص: 459

ذِمَّةُ

(1)

اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ

(2)

، فَلَا تُخْفِرُوا

(3)

اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ".

[396] حدثنا

(4)

نُعَيْمٌ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ

(6)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فإِذَا قَالُوهَا، وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ".

[397] قَالَ

(7)

ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنَا

(8)

يَحْيَى

(9)

، حَدَّثَنَا

(10)

حُمَيْدٌ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

ذمة: الذمة: العهد والأمان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذمم).

(2)

لأبي ذر: "رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم".

(3)

تخفروا: الإخفار: نقض العهد والذمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خفر).

* [395][التحفة: خ س 1620]

(4)

لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"وحدّثنا". ولأبي الوقت وأبي ذر: "حدثنا نعيم قال ابن المبارك". وللأصيلي: "وقال ابن المبارك". ولابن عساكر: "قال محمد بن إسماعيل، وقال ابن المبارك". و"حدثنا نعيم" ساقط عند الأصيلي.

(5)

رقم عليه للمستملي، وأبي ذر.

(6)

ليس عند ابن عساكر.

* [396][التحفة: خ د ت س 706]

(7)

لأبي ذر: "وقال". ولابن عساكر: "وقال محمد قال ابن أبي مريم حدّثني". وللأصيلي: قوله "قال ابن أبي مريم إلخ" مؤخر عن قوله "وقال علي بن عبد اللَّه إلخ".

(8)

عليه صح.

(9)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر، وأبي الوقت:"ابن أيوب".

(10)

رقم عليه للأصيلي.

ص: 460

وَقَال

(1)

عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سَأَلَ مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ

(2)

: يَا أَبَا حَمْزَةَ، مَا

(3)

يُحَرِّمُ دَمَ الْعَبْدِ وَمَالَهُ؟ فَقَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَصَلَّى صَلَاتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَهُوَ الْمُسْلِمُ لَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُسْلِمِ.

‌29 - بَابُ

(4)

قِبْلَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِ الشَّامِ وَالْمَشْرِقِ

لَيْسَ فِي الْمَشْرِقِ وَلَا فِي الْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ

(5)

؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، وَلكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا".

[398] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ

(6)

، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا" قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَّامَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ بُنِيَتْ قِبَلَ الْقِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ

(7)

وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى.

وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

(1)

عند (عط): "قال علي". وللأصيلي: قوله "وقال علي بن عبد اللَّه .... إلى قوله ما على المسلم" مقدم على قوله "قال ابن أبي مريم إلخ". علامة التقديم ليست من اليونينية.

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت وعليه صح:"فقال". وسقط "قال" عند الأصيلي.

(3)

في نسخة، ولأبي ذر عن الحموي، ولأبي الوقت:"وما".

* [397][التحفة: خت 638 - خت د 789]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

ليس عند الأصيلي. وليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(6)

لأبي ذر، وأبي الوقت، وعليه صح:"الليثي".

(7)

عند (عط): "فنتحرّف" من الفرع. وزاد في حاشية البقاعي: "عنها" ونسبه لنسخة.

* [398][التحفة: ع 3478]

ص: 461

‌30 - بَابُ

(1)

قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {(وَاتَّخِذُواْ)

(2)

مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}

(3)

[399] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ طَافَ بِالْبَيْتِ

(4)

الْعُمْرَةَ

(5)

، وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، أَيَأْتِي امْرَأَتَهُ؟ فَقَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ. وَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: لَا يَقْرَبَنَّهَا حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.

[400] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سَيْفٍ

(6)

، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْكَعْبَةَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَقْبَلْتُ وَالنَّبِيُّ

(4)

صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ، وَأَجِدُ بِلَالًا قَائِمًا بَيْنَ

(7)

الْبَابَيْنِ،

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

كذا بالضبطين، وهما قراءتان؛ بفتح الخاء على الخبر قراءة نافع وابن عامر، وبكسرها على الأمر قراءة الباقين من القراء. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 222).

(3)

[البقرة: 125].

(4)

عليه صح.

(5)

عليه صح. وعند (عط)، ولأبي ذر في نسخة، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"للعمرة".

* [399][التحفة: خ م س ق 7352]

(6)

زاد لابن عساكر: "يعني ابن سليمان".

(7)

للحموي: "بين الناس" من الفتح.

ص: 462

فَسَأَلْتُ بِلَالًا فَقُلْتُ

(1)

: أَصَلَّى

(2)

النَّبِيُّ

(3)

صلى الله عليه وسلم فِي الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ

(4)

اللَّتَيْنِ عَلَى يَسَارِهِ

(5)

إِذَا دَخَلْتَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصلَّى فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ.

[401] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا

(6)

ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ دَعَا فِي نَوَاحِيهِ كُلِّهَا، وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي قُبُلِ

(7)

الْكَعْبَةِ، وَقَالَ:"هَذِهِ الْقِبْلَةُ".

‌31 - بَابُ

(8)

التَّوَجُّهِ نَحْوَ الْقِبْلَةِ حَيْثُ كَانَ

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ

(9)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَقْبِلِ

(10)

الْقِبْلَةَ وَكَبِّرْ

(11)

".

(1)

ليس عند ابن عساكر.

(2)

"صلى" عليه صح لأبي ذر، والأصيلي.

(3)

للأصيلي: "رسولُ اللَّه".

(4)

الساريتين: مثنى السارية، وهي العمود. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود) (6/ 5).

(5)

عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"يسارك".

* [400][التحفة: خ م د س ق 2037]

(6)

لأبي الوقت وعليه صح، والأصيلي:"حدثنا".

(7)

قبل: قِبَلُ الشيء: مقابله أو ما استقبلك منه وهو وجهه. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 598).

* [401][التحفة: خ 5922]

(8)

ليس عند الأصيلي.

(9)

لابن عساكر: "قام".

(10)

لابن عساكر: "استقبَلَ وكبَّرَ". من الفرع.

(11)

للأصيلي، وأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"فكبَّر".

ص: 463

[402] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ

(1)

رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ - أَوْ: سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا - وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ

(3)

إِلَى الْكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}

(4)

، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، وَقَالَ

(5)

السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ، وَهُمُ: الْيَهُودُ: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}

(6)

، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ

(7)

، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَمَا صَلَّى، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ نَحْوَ

(8)

بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ تَوَجَّهَ

(9)

نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَتَحَرَّفَ الْقَوْمُ حَتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الْكَعْبَةِ.

[403] حدثنا مُسْلِمٌ

(10)

، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ

(11)

، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ،

(1)

قوله "ابنِ عَازِبٍ": كذا للمستملي، وأبي ذر. وسقط "ابن عازب" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(2)

للأصيلي: "النبيُّ".

(3)

كذا بالوجهين معا.

(4)

[البقرة: 144].

(5)

عند الأصيلي: {(وقال) السُّفَهَاءُ} إلى {كَانُوا عَلَيْهَا} متلوًّا، ثم قال إلى قوله:{صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} . اهـ. من اليونينية.

(6)

[البقرة: 142].

(7)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"رجال".

(8)

للكشميهني: "يصلون نحو" من الفتح.

(9)

عليه سقط. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"وأنه نحوَ".

* [402][التحفة: خ ت 1804]

(10)

للأصيلي: "ابن إبراهيم".

(11)

للأصيلي: "ابنُ أبي عبد اللَّه" من الفتح.

ص: 464

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرٍ

(1)

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ

(3)

حَيْثُ تَوَجَّهَتْ

(4)

، فَإِذَا أَرَادَ الْفَرِيضَةَ نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ

[404] حدثنا عُثْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ

(5)

، قَالَ:

(6)

قَالَ

(6)

عَبْدُ اللَّهِ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا أَدْرِي، زَادَ

(7)

أَوْ نَقَصَ - فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟، قَالَ:"وَمَا ذَاكَ؟ "، قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا، فَثَنَى رِجْلَيْهِ

(8)

وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَينَا بِوَجْهِهِ، قَالَ: "إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ لَنَبَّأْتُكُمْ بِهِ، وَلكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَتَحَرَّى

(9)

الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ

(10)

، ثُمَّ يَسْجُدْ

(11)

سَجْدَتَيْنِ".

(1)

للأصيلي: "ابنُ عبد اللَّه" كذا في اليونينية.

(2)

قوله "رَسُولُ اللَّهِ": عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"النبيُّ".

(3)

راحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(4)

زاد لابن عساكر، وأبي ذر عن الكشميهني:"به".

* [403][التحفة: خ 2588]

(5)

لأبي ذر: "عن عبد اللَّه" وعليه صح.

(6)

عليه صح.

(7)

لابن عساكر: "أزاد".

(8)

رقم عليه للكشميهني، والأصيلي. و"رجلَه": وعليها شرح القسطلاني.

(9)

كذا في اليونينية بإثبات الياء.

(10)

لأبي ذر: "يسلِّمْ" وعليه صح.

(11)

للأصيلي: "ليسجدْ".

* [404][التحفة: خ م د س ق 9451]

ص: 465

‌32 - بَابُ

(1)

مَا جَاءَ فِي الْقِبْلَةِ

وَمَنْ لَا يَرَى

(2)

الْإِعَادَةَ عَلَى مَنْ سَهَا فَصَلَّى إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ

وَقَدْ سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَكْعَتَيِ

(3)

الظُّهْرِ وَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ أَتَمَّ مَا بَقِيَ.

[405] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ

(4)

قَالَ: قَالَ عُمَرُ

(5)

: وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ: فَقُلْتُ

(6)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى؛ فَنَزَلَتْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}

(7)

، وَآيَةُ

(8)

الْحِجَابِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ؛ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.

[406] حدثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ

(9)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا بِهَذَا.

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

قوله "لا يَرَى": لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح، و (عط):"لم ير".

(3)

للأصيلي: "ركعتين من".

(4)

للأصيلي بعده: "ابنِ مالك".

(5)

للأصيلي بعده: "ابن الخطاب رضي الله عنه".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"قلت".

(7)

[البقرة: 125].

(8)

عليه صح.

* [405][التحفة: خ ت س ق 10409]

(9)

قوله: "حدثنا ابن أبي مريم": لأبي ذر عن المستملي: "قال أبو عبد اللَّه وحدّثنا". ولابن عساكر: "قال محمد وقال ابن أبي مريم". ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني، والأصيلي:"وقال ابن أبي مريم".

* [406][التحفة: خ ت س ق 10409]

ص: 466

[407] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

(1)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ

(2)

، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبَِلُوهَا

(3)

، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ.

[408] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقَالُوا: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟ " قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَثَنَى

(4)

رِجْلَيْهِ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.

‌33 - بَابُ

(5)

حَكِّ الْبُزَاقِ بِالْيَدِ مِنَ الْمَسْجِدِ

[409] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ

(6)

، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً

(7)

فِي الْقِبْلَةِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى رُئِيَ

(8)

فِي وَجْهِهِ،

(1)

قوله: "ابنُ أَنَسٍ": ليس عند ابن عساكر، والأصيلي.

(2)

للأصيلي: "القرآن".

(3)

بفتح الباء لجميع رواة البخاري إلا الأصيلي فبكسرها، يونينية.

* [407][التحفة: خ م س 7228]

(4)

لابن عساكر: "رجلَه".

* [408][التحفة: ع 9411]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

للأصيلي بعده: "ابن مالك".

(7)

نخامة: النخامة: البزقة التي تخرج من أقصى الحلق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نخم).

(8)

"رِيءَ": عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي وعليه صح.

ص: 467

فَقَامَ فَحَكَّهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ

(1)

: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ - أَوْ: إِنَّ

(2)

رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ - فَلَا يَبْزُقَنَّ

(3)

أَحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ

(4)

"، ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَصَقَ فِيهِ، ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: "أَوْ يَفْعَلْ هَكَذَا".

[410] حدثنا

(5)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى بُصَاقًا فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ

(6)

فَحَكَّهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ:"إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقْ قِبَلَ وَجْهِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى".

[411] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ مُخَاطًا أَوْ بُصَاقًا أَوْ نُخَامَةً فَحَكَّهُ.

(1)

لابن عساكر: "وقال".

(2)

قوله "أَوْ إِنَّ": لأبي ذر عن الحموي والمستملي "وإن" وعليه صح.

(3)

للأصيلي: "يَبْزُق".

(4)

لابن عساكر، وأبي ذر، وأبي الوقت، وعليه صح:"قدمه".

* [409][التحفة: خ 582]

(5)

مكرر سنده ومتنه في اليونينية، وبعض الفروع، والتكرار لم يوجد في أصول كثيرة.

(6)

لأبي ذر، والمستملي:"المسجد".

* [410][التحفة: خ م س 8366]

* [411][التحفة: خ م 17155]

ص: 468

‌34 - بابُ

(1)

حَكِّ الْمُخَاطِ بِالْحَصَى

(2)

مِنَ الْمَسْجِدِ

[412 - 413] حدثنا

(3)

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(4)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا

(5)

ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ حَدَّثَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي جِدَارِ الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَ حَصَاةً فَحَكَّهَا

(6)

، فَقَالَ:"إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ فَلَا يتَنَخَّمَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى".

‌35 - بَابٌ

(1)

لَا يَبْصُقْ عَنْ يَمِينِهِ فِي الصَّلَاةِ

[414 - 415] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي حَائِطِ الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَصَاةً فَحَتَّهَا

(7)

، ثُمَّ قَالَ:"إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ فَلَا يتَنَخَّمْ قِبَلَ وَجْهِهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى".

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

للأصيلي: "بالحصباء".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح، و (عط):"وقال ابن عباس: إنْ وَطِئْتَ على قَذَر رَطْب فاغسله، وإن كان يابسا فَلا. حدثنا". ولفظ: "إنْ" ليس عند الأصيلي. و"رَطْب": رقم عليه لأبي ذر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وأبي الوقت:"حدثنا".

(5)

عند (عط): "حدثنا".

(6)

عند (عط)، وأبي ذر، وأبي الوقت، و (عظ)، والأصيلي، وابن عساكر، وعليه صح:"فحتها".

* [412 - 413][التحفة: خ م س ق 3997]

(7)

فحتها: حَكَّهَا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حتت).

* [414 - 415][التحفة: خ م س ق 3997]

ص: 469

[416] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا

(1)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم: "لَا يَتْفِلَنَّ

(3)

أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ".

‌36 - بَابٌ

(4)

لِيَبْزُقْ

(5)

عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى

[417] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلَا يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ".

[418] حدثنا عَلِيٌّ

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ حُمَيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(8)

، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا بِحَصَاةٍ

(9)

، ثُمَّ نَهَى أَنْ يَبْزُقَ الرَّجُلُ بَيْنَ يَدَيْهِ أَوْ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ

(10)

قَدَمِهِ الْيُسْرَى.

(1)

للأصيلي: "ابنَ مالك".

(2)

للأصيلي، و (عط):"رسولُ اللَّه".

(3)

يتفلن: التفل: نَفْخٌ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النَّفْث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تفل).

* [416][التحفة: خ م 1262]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "لِيَبْصُق".

* [417][التحفة: خ م 1261]

(6)

للأصيلي بعده: "ابن عبد اللَّه".

(7)

لابن عساكر، و (عط):"أخبرنا".

(8)

لابن عساكر: "هريرة" قال الحافظ: وهو وهم. كتبه مصححه.

(9)

لأبي ذر عن المستملي: "بحصًا".

(10)

قوله: "أَوْ تَحْتَ": قال القسطلاني: هي رواية الأكثرين، "وتحت" بواو العطف لأبي الوقت.

ص: 470

وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ حُمَيْدًا، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ نَحْوَهُ.

‌37 - بَابُ

(1)

كَفَّارَةِ الْبُزَاقِ فِي الْمَسْجِدِ

[419] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ

(2)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا".

‌38 - بَابُ

(1)

دَفْنِ النُّخَامَةِ فِي الْمَسْجِدِ

[420] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(3)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ

(4)

، عَنْ هَمَّامٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَلَا يَبْصُقْ أَمَامَهُ؛ فَإِنَّمَا

(5)

يُنَاجِي اللَّهَ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ؛ فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ فَيَدْفِنُهَا

(6)

".

‌39 - بَابٌ

(1)

إِذَا بَدَرَهُ الْبُزَاقُ فَلْيَأْخُذْ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ

[421] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ

* [418][التحفة: خ م س ق 3997]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

قوله "بنَ مَالِكٍ": ليس عند ابن عساكر.

* [419][التحفة: خ م د 1251]

(3)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت وعليه صح:"أخبرنا".

(4)

للأصيلي: "أخبرنا معمرٌ".

(5)

للكشميهني: "فإنه". من الفتح.

(6)

كذا بالوجهين، وعليه صح، صح.

* [420][التحفة: خ 14736]

ص: 471

أَنَسٍ

(1)

، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ فَحَكَّهَا

(2)

بِيَدِهِ، وَرُئِيَ

(3)

مِنْهُ كَرَاهِيَةٌ - أَوْ: رُئِيَ

(4)

كَرَاهِيَتُهُ - لِذَلِكَ وَشِدَّتُهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ - أَوْ: رَبُّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قِبْلَتِهِ

(5)

- فَلَا يَبْزُقَنَّ فِي قِبْلَتِهِ، وَلكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ" ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَزَقَ فِيهِ وَرَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، قَالَ

(6)

: "أَوْ يَفْعَلُ هَكَذَا".

‌40 - بَابُ

(7)

عِظَةِ الْإِمَامِ النَّاسَ فِي إِتْمَامِ الصَّلَاةِ وَذِكْرِ الْقِبْلَةِ

[422] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ

(8)

رَسُولَ اللَّهِ

(9)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: "هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا؟ فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَليَّ خُشُوعُكُمْ

(10)

وَلَا رُكُوعُكُمْ، إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي".

(1)

للأصيلي: "ابن مالك".

(2)

عليه صح، وللأصيلي:"فحكه".

(3)

"ورِيءَ": عليه صح؛ لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي وعليه صح.

(4)

"أَو رِيءَ": عليه صح؛ لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي وعليه صح.

(5)

رقم عليه لابن عساكر. وفي رواية: "القبلة" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر وأبي الوقت وعليه صح، وابن عساكر في نسخة.

(6)

لابن عساكر، والأصيلي:"فقال".

* [421][التحفة: خ 665]

(7)

ليس عند الأصيلي.

(8)

"عن النبي": كذا في اليونينية من غير رقم.

(9)

قوله: "رَسُولَ اللَّهِ": عليه صح، ولأبي الوقت:"أنَّ النبيَّ".

(10)

قوله "خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكُوعُكُمْ": لأبي ذر "رُكُوعُكُمْ وَلَا خُشُوعُكُمْ" وعليه صح.

* [422][التحفة: خ م 13821]

ص: 472

[423] حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا

(1)

النَّبِيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم صَلَاةً، ثُمَّ رَقيَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ فِي الصَّلَاةِ وَفِي الرُّكُوعِ: "إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَائِي

(3)

كَمَا أَرَاكُمْ".

‌41 - بَابٌ

(4)

هَلْ يُقَالُ: مَسْجِدُ بَنِي فُلَانٍ؟

[424] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي أُضْمِرَتْ

(5)

مِنَ الْحَفْيَاءِ

(6)

، وَأَمَدُهَا ثَنِيَّةُ الْوَدَاعِ

(7)

، وَسَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضَْمََّرْ مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَأَنَّ

(3)

عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ فِيمَنْ سَابَقَ بِهَا.

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"لنا".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّه".

(3)

عليه صح.

* [423][التحفة: خ 1647]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

أضمرت: الإضمار: هو أن تُعلف أولًا حتى تسمن وتقوى، ثم تقتصر بعدُ على قُوتِها وحبسها في بيت وتعريقها لتَصلُب وتقوى. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 59).

(6)

الحفياء: موضع بالمدينة على أميال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حفا).

(7)

ثنية الوداع: الثنية: الطريق في الجبل، وقيل: على ميل من رأس الجبل، وثنية الوداع: موضع بالمدينة على طريق مكة؛ سمي بذلك لأن الخارج منها يودعه فيها مشيعه وقيل غير ذلك. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 132، 136).

* [424][التحفة: خ م د س 8340]

ص: 473

‌42 - بَابُ

(1)

الْقِسْمَةِ وَتَعْلِيقِ الْقِنْوِ فِي الْمَسْجِدِ

(2)

[425] وَقال إِبْرَاهِيمُ

(3)

، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ

(4)

رضي الله عنه قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ:"انْثُرُوهُ فِي الْمَسْجِدِ"، وَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَمَا كَانَ يَرَى أَحَدًا إِلَّا أَعْطَاهُ، إِذْ جَاءَهُ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي؛ فَإِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"خُذْ"، فَحَثَا

(5)

فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اؤْمُرْ

(6)

بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ

(7)

إِلَيَّ، قَالَ:"لَا"، قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَالَ:"لَا"، فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اؤْمُرْ

(8)

بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَيَّ، قَالَ:"لَا"، قَالَ

(9)

: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَالَ:"لَا"، فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى كَاهِلِهِ

(10)

ثُمَّ انْطَلَقَ، فَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

زاد لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال أبو عبد اللَّه: القِنْوُ: العِذْقُ، والاثنان قِنَوانِ، والجماعة أيضًا قِنوانٌ، مثل صنو وصنوان".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"يعني ابن طهمان"، وليس عند الأصيلي لفظ:"يعني".

(4)

بعده للأصيلي: "ابنِ مالك".

(5)

فحثا: الحثي: الغرف باليدين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حثا).

(6)

عليه صح. وعند (عظ)، والأصيلي:"مُرْ".

(7)

كذا بالضبطين في اليونينية. ولأبي ذر في نسخة: "برفعه" من الفرع.

(8)

عند (عظ)، والأصيلي:"مُرْ"، أصل السماع.

(9)

عليه صح، ورقم عليه لـ (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(10)

كاهله: الكاهل من الإنسان ما بين كتفيه، وقيل: موصل العنق في الصلب، وهو الكتد. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 348).

ص: 474

يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا، عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ، فَمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ.

‌43 - بَابُ

(1)

مَنْ دَعَا

(2)

لِطَعَامٍ فِي الْمَسْجِدِ وَمَنْ أَجَابَ فِيهِ

(3)

[426] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ

(4)

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(5)

، سَمِعَ

(6)

أَنَسًا

(7)

قَالَ

(8)

: وَجَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ مَعَهُ

(9)

نَاسٌ فَقُمْتُ، فَقَالَ لِي:"آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ " قُلْتُ

(10)

: نَعَمْ، فَقَالَ

(11)

: "لِطَعَامٍ

(12)

؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ

(13)

لِمَنْ مَعَهُ

(14)

: "قُومُوا"، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ.

‌44 - بَابُ

(1)

الْقَضَاءِ وَاللِّعَانِ فِي الْمَسْجِدِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ

[427] حدثنا يَحْيَى

(15)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(16)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ،

* [425][التحفة: خت 989]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"دُعِيَ".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"منه".

(4)

عليه صح.

(5)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"ابنِ أبي طلحة".

(6)

للأصيلي: "أنه سمع".

(7)

بعده عند (عط): "ابنَ مالك".

(8)

ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(9)

لأبي الوقت: "ومعه".

(10)

للأصيلي، وابن عساكر:"فقلت".

(11)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(12)

عند (عط): "للطعام".

(13)

لأبي ذر، والأصيلي:"قال".

(14)

"حَوْلَه": عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت، وابن عساكر في نسخة. وعليه صح.

* [426][التحفة: خ م ت س 200]

(15)

للكشميهني: "يحيى بنُ موسى".

(16)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"حدثنا".

ص: 475

قَالَ: أَخْبَرَنِي

(1)

ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ؟ فَتَلَاعَنَا فِي الْمَسْجِدِ وَأَنَا شَاهِدٌ.

‌45 - بَابٌ

(2)

إِذَا دَخَلَ بَيْتًا يُصَلِّي حَيْثُ شَاءَ أَوْ حَيْثُ أُمِرَ وَلَا يَتَجَسَّسُ

(3)

[428] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ

(4)

صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالَ

(5)

: "أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ لَكَ مِنْ

(6)

بَيْتِكَ؟ "، قَالَ: فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى مَكَانٍ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَصَفَفْنَا

(7)

خَلْفَهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.

‌46 - بَابُ

(2)

الْمَسَاجِدِ فِي الْبُيُوتِ وَصَلَّى الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ فِي مَسْجِدِهِ

(8)

فِي دَارِهِ جَمَاعَةً

[429] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ -

(1)

للأصيلي: "أخبرنا".

* [427][التحفة: خ م د س ق 4805]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

"يتحسس": عليه صح، لأبي ذر، والأصيلي.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولَ اللَّه".

(5)

عليه صح، صح.

(6)

للكشميهني: "في" من الفتح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فَصفَفْنا".

* [428][التحفة: خ م س ق 9750]

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"مسجدٍ".

ص: 476

وَهُوَ: مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ - أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي، فَإِذَا كَانَتِ الْأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ

(1)

فَأُصَلِّيَ بِهِمْ

(2)

، وَوَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ تَأْتِينِي فَتُصَلِّيَ

(3)

فِي بَيْتِي فَأَتَّخِذَهُ

(3)

مُصَلًّى، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، قَالَ عِتْبَانُ: فَغَدَا

(4)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى

(5)

دَخَلَ الْبَيْتَ، ثُمَّ قَالَ: "أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ

(6)

بَيْتِكَ؟ " قَالَ: فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ فَقُمْنَا، فَصَفَّنَا

(7)

فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، قَالَ: وَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرَةٍ

(8)

صَنَعْنَاهَا لَهُ، قَالَ: فَثَابَ

(9)

فِي الْبَيْتِ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ، فَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخَيْشِنِ - أَوِ ابْنُ

(1)

لابن عساكر: "المسجدَ".

(2)

للأصيلي: "لهم".

(3)

عليه صح.

(4)

بعده عند الأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني، وأبي الوقت:"علَيَّ".

فغدا: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. انظر:(النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).

(5)

للأصيلي، وأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حِينَ".

(6)

رقم عليه للكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، وابن عساكر، وفي نسخة، وعليه صح:"في".

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط)، وعليه صح:"فصفَفْنا" من الفرع وليست في اليونينية.

(8)

خزيرة: لحم يقطع صغارًا ويصب عليه ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. وقيل: هي حَسًا من دقيق ودسم. وقيل: إذا كان من دقيق فهي حريرة، وإذا كان من نخالة فهو خزيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خزر).

(9)

فثاب: اجتمعوا، وقيل: جاءوا متواترين بعضهم إثر بعض. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 135).

ص: 477

الدُّخْشُنِ

(1)

؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَقُلْ ذَلِكَ، أَلَا تَرَاهُ قَدْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ؟! " قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ، قَالَ

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ".

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ - وَهُوَ: أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ وَهُوَ مِنْ سَرَاتِهِمْ

(3)

- عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ

(4)

فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ.

‌47 - بَابُ

(5)

التَّيَمُّنِ فِي دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَبْدَأُ بِرِجْلِهِ الْيُمْنَى، فَإِذَا خَرَجَ بَدَأَ بِرِجْلِهِ الْيُسْرَى.

[430] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ: فِي طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ

(6)

وَتَنَعُّلِهِ.

(1)

للمستملي: "أو ابن الدُّخْشُم" من الفتح.

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"فقال".

(3)

سراتهم: السراة: جمع سري، وهو النفيس الشريف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرو).

(4)

بعده لابن عساكر: "الأنصاري".

* [429][التحفة: خ م س ق 9750]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

ترجله: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).

* [430][التحفة: ع 17657]

ص: 478

‌48 - بَابٌ

(1)

هَلْ تُنْبَشُ قُبُورُ مُشْرِكِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيُتَّخَذُ مَكَانُهَا مَسَاجِدَ

(2)

؟

لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".

وَمَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي الْقُبُورِ.

وَرَأَى عُمَرُ

(3)

أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ: الْقَبْرَ الْقَبْرَ، وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِالْإِعَادَةِ.

[431] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ

(4)

، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا

(5)

كَنِيسَة رَأَيْنَهَا

(6)

بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَذَكَرَتَا

(7)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "إِنَّ أُولَئِكَ

(8)

إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ

(9)

الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ

(10)

شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

عند (عط): "مَكَانَهَا مَسَاجِدُ".

(3)

بعده للأصيلي: "ابنُ الخطاب رضي الله عنه".

(4)

بعده لابن عساكر: "أمَّ المؤمنين".

(5)

للحموي، والمستملي:"ذكرا" من الفتح.

(6)

لأبي ذر في نسخة، والأصيلي:"رأتاها".

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ذلك".

(8)

كذا بالضبطين في اليونينية.

(9)

رقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر. وللحموي والكشميهني:"تيك".

(10)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم لابن عساكر.

* [431][التحفة: خ م س 17306]

ص: 479

[432] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ

(1)

قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَنَزَلَ أَعْلَى

(2)

الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَأَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فيهِمْ أَرْبَعَ

(3)

عَشْرَةَ

(4)

لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي النَّجَّارِ، فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِي

(5)

السُّيُوفِ، كَأَنِّي

(6)

أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ

(7)

وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ، حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ

(8)

أَبِي أَيُّوبَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ

(9)

الْغَنَمِ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَلأٍ مِنْ

(10)

بَنِي النَّجَّارِ، فَقَالَ: "يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي

(11)

بِحَائِطِكُمْ هَذَا"، قَالُوا: لَا وَاللَّهِ، لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ

(12)

أَنَسٌ: فكانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ: قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، وَفِيهِ خَرِبٌ

(13)

، وَفِيهِ نَخْلٌ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ

(14)

، ثُمَّ بِالْخَرِبِ

(8)

(1)

بعده للأصيلي: "ابنِ مالك".

(2)

للأصيلي: "في أعلى".

(3)

لأبي ذر، والحموي والمستملي:"أربعا".

(4)

كذا لابن عساكر. ولأبي ذر، وابن عساكر، وفي نسخة، وأبي الوقت:"وعشرين".

(5)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"متقلدين".

(6)

لأبي ذر: "فكأني".

(7)

عليه صح صح.

(8)

عليه صح.

(9)

مرابض: جمع مِرْبض، وهو مأوى الغنم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربض).

(10)

ليس عند أبي الوقت، و (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(11)

ثامنوني: قَرِّرُوا معي ثمنَهُ وبِيعُونِيهِ بالثمن. (النهاية في غريب الحديث، مادة: ثمن).

(12)

عند (عط)، وابن عساكر:"قال".

(13)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "خِرَبٌ".

(14)

فنبشت: نبشَ الشيءَ: استخرجه بعد الدفن. (انظر: لسان العرب، مادة: نبش).

ص: 480

فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ

(1)

الْحِجَارَةَ، وَجَعَلُوا يَنْقُلُونَ الصَّخْرَ

(2)

وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ وَهُوَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ

(3)

وَالْمُهَاجِرَهْ".

‌49 - بَابُ

(4)

الصَّلَاةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ

[433] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ

(5)

قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ بَعْدُ يَقُولُ: كَانَ يُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ قَبْلَ أَنْ يُبْنَى الْمَسْجِدُ.

‌50 - بَابُ

(4)

الصَّلَاةِ فِي مَوَاضِعِ الْإِبِلِ

[434] حدثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(6)

سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي إِلَى بَعِيرِهِ، وَقَالَ

(8)

: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ.

(1)

عضادتيه: ناحيتَيْه. (انظر: لسان العرب، مادة: عضد).

(2)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(3)

للمستملي: "الأنصارَ".

* [432][التحفة: خ م د س ق 1691]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

بعده للأصيلي: "ابنِ مالك".

* [433][التحفة: خ م ت 1693]

(6)

لأبي الوقت، وأبي ذر:"حدثنا".

(7)

لابن عساكر: "أخبرنا".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

* [434][التحفة: خ 7909]

ص: 481

‌51 - بَابُ

(1)

مَنْ صَلَّى وَقُدَّامَهُ تَنُّورٌ أَوْ نَارٌ أَوْ شَيْءٌ مِمَّا يُعْبَدُ فَأَرَادَ

(2)

بِهِ اللَّهَ

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي أَنَسٌ

(3)

، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ وَأَنَا أُصَلِّي".

[435] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: "أُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ

(4)

".

‌52 - بَابُ

(5)

كَرَاهِيَةِ الصَّلَاةِ فِي الْمَقَابِرِ

[436] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ

(6)

، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا".

(1)

عليه صح.

(2)

للأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"وجهَ اللَّهِ تعالى". كذا تخريج هذه الرواية في اليونينية بعد قوله: "فأراد" وقبل قوله: "به". اهـ. من هامش الأصل، لكن الذي في فرع آخر وعليه مشى القسطلاني جعل التخريج بعد:"به".

(3)

بعده للأصيلي: "ابنُ مالك".

(4)

أفظع: أشد وأشنع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فظع).

* [435][التحفة: خ م د س 5977]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

بعده للأصيلي: "ابن عمر".

* [436][التحفة: خ م د ق 8142]

ص: 482

‌53 - بَابُ

(1)

الصَّلَاةِ فِي مَوَاضِعِ

(2)

الْخَسْفِ وَالْعَذَابِ

وَيُذْكَرُ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه كَرِهَ الصَّلَاةَ بِخَسْفِ بَابِلَ.

[437] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، لَا يُصِيبُكُمْ مَا أَصَابَهُمْ".

‌54 - بَابُ

(1)

الصَّلَاةِ فِي الْبِيعَةِ

وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنَّا لَا نَدْخُلُ كَنَائِسَكُمْ

(3)

مِنْ أَجْلِ التَّمَاثِيلِ الَّتِي فِيهَا الصُّوَرَِ

(4)

.

وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي فِي الْبِيعَةِ إِلَّا بِيعَةً فِيهَا تَمَاثِيلُ.

[438] حدثنا مُحَمَّدٌ

(5)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(6)

عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، يُقَالُ لَهَا: مَارِيَةُ فَذَكَرَتْ لَهُ مَا رَأَتْ فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أولَئِكَ

(7)

قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ - أَوِ: الرَّجُلُ الصَّالِحُ - بَنَوْا عَلَى

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

عليه صح. وللأصيلي: "مَوضِعِ".

* [437][التحفة: خ 7246]

(3)

للأصيلي: "كنائسهم".

(4)

كذا بالوجهين، وعليه صح، صح. وللأصيلي "والصُّوَرِ".

(5)

بعده لابن عساكر: "ابنُ سلام".

(6)

للأصيلي: "أخبرني".

(7)

كذا بالوجهين معا.

ص: 483

قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَِ

(1)

الصُّوَرَ، أولَئِكَِ

(2)

شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ".

‌55 - بَابٌ

(3)

[439 - 440] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَا: لَمَّا نَزَلَ

(4)

بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ

(5)

بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ - وَهُوَ كَذَلِكَ: "لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا".

[441] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".

‌56 - بَابُ

(3)

قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا

(6)

"

[442] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، هُوَ:

(1)

كذا بالوجهين في نسخة. وفي نسخة أخرى: "تيكَِ" بالوجهين معا.

(2)

كذا بالوجهين معا.

* [438][التحفة: خ 17075]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

عليه صح. و"نُزِل" عليه صح، لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي، و (عط).

(5)

اغتم: احتبس نَفَسه عن الخروج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غمم).

* [439 - 440][التحفة: خ م س 5842]

* [441][التحفة: خ م د س 13233]

(6)

عليه صح.

ص: 484

أَبُو الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْفَقِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا

(1)

؛ وَأَيُّمَا

(2)

رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ".

‌57 - بَابُ

(3)

نَوْمِ الْمَرْأَةِ فِي الْمَسْجِدِ

[443] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ وَليدَةً كَانَتْ سَوْدَاءَ لِحَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ فَأَعْتَقُوهَا، فَكَانَتْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: فَخَرَجَتْ صَبِيَّةٌ لَهُمْ عَلَيْهَا وِشَاحٌ أَحْمَرُ مِنْ سُيُورٍ، قَالَتْ: فَوَضَعَتْهُ أَوْ وَقَعَ مِنْهَا، فَمَرَّتْ بِهِ حُدَيَّاةٌ

(5)

وَهُوَ مُلْقًى فَحَسِبَتْهُ لَحْمًا فَخَطِفَتْهُ، قَالَتْ: فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، قَالَتْ: فَاتَّهَمُونِي بِهِ، قَالَتْ: فَطَفِقُوا يُفَتِّشُونَ

(6)

حَتَّى فَتَّشُوا قُبُلَهَا، قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَقَائِمَةٌ مَعَهُمْ إِذْ مَرَّتِ الْحُدَيَّاةُ فَأَلْقَتْهُ، قَالَتْ: فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ، زَعَمْتُمْ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ، وَهُوَ ذَا هُوَ، قَالَتْ: فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَتْ، قَالَتْ

(1)

للأصيلي: "طَهُورًا وَمَسْجِدًا".

(2)

للأصيلي: "فأيُّمَا".

* [442][التحفة: خ م س 3139]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

بعده للأصيلي: "ابن عروة".

(5)

قوله "فَمَرَّتْ بِهِ حُدَيَّاةٌ": لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فَمَرَّتْ حُدَيَّاةٌ".

(6)

للأصيلي، وابن عساكر:"يفتشوني".

(7)

للأصيلي: "النبيَّ".

ص: 485

عَائِشَةُ: فكَانَ لَهَا خِبَاءٌ

(1)

فِي الْمَسْجِدِ أَوْ حِفْشٌ

(2)

، قَالَتْ: فَكَانَتْ تَأْتِينِي فَتَحَدَّثُ عِنْدِي، قَالَتْ: فَلَا تَجْلِسُ عِنْدِي مَجْلِسًا إِلَّا قَالَتْ:

وَيَوْمَ الْوشَاح

(3)

مِنْ أَعَاجِيب

(4)

رَبِّنَا

أَلَا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْر أَنْجَانِي

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا شَأْنُكِ لَا تَقْعُدِينَ مَعِي مَقْعَدًا إِلَّا قُلْتِ هَذَا؟ قَالَتْ: فَحَدَّثَتْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ.

‌58 - بَابُ

(5)

نَوْمِ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ

وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(6)

: قَدِمَ رَهْطٌ

(7)

مِنْ عُكْلٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَانُوا فِي الصُّفَّةِ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ

(8)

: كَانَ أصْحَابُ

(9)

الصُّفَّةِ الْفُقَرَاءَُ

(10)

.

(1)

خباء: أحد بيوت العرب من وبر أو صوف، ولا يكون من شعر، ويكون على عمودين أو ثلاثة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبا).

(2)

حفش: البيتُ الصغيرُ الذليلُ القريبُ السَّمْكِ، سُمَّيَ به لضيقه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حفش).

(3)

الوشاح: شيء ينسج عريضًا من أديم، وربما رصع (زُيّن) بالجوهر والخرز، وتشده المرأة بين عاتقيها وكشحيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وشح).

(4)

في رواية: "تَعاجِيب" وعليه "صح" ورقم عليه (عظ) وفوقه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

* [443][التحفة: خ 16830]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

بعده للأصيلي: "ابنِ مالك".

(7)

رهط: الرهط من الرجال: ما دون العشرة، وقيل: إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).

(8)

بعده للأصيلي: "الصديق".

(9)

كذا بالوجهين معا.

(10)

كذا بالوجهين معا. ولـ (عظ)، وأبي ذر، الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقراءَ".

ص: 486

[444] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ

(1)

، أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ وَهُوَ شَابٌّ أَعْزَبُ

(2)

لَا أَهْلَ لَهُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[445] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ:"أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ " قَالَتْ

(3)

: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ فَلَمْ

(4)

يَقِلْ

(5)

عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِإِنْسَانٍ:"انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ " فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ:"قُمْ أَبَا تُرَابٍ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ".

[446] حدثنا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ

(6)

سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ

(7)

مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ عمر".

(2)

رقم عليه صح، صح. و"أعزب": وعليه صح لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح. كذا هو في الأصل وكذلك ذكره الحميديّ في "الجمع بين الصحيحين". اهـ. من هامش الأصل. وقال في القسطلاني: ولأبي ذر "عَزَب" بفتح العين والزاي من غير همزة فانظره.

* [444][التحفة: خ س 8173]

(3)

عند (عط)، وابن عساكر:"فقالت". ولابن عساكر: "وقالت".

(4)

للأصيلي: "ولم".

(5)

للأصيلي، وابن عساكر:"يُقِل".

* [445][التحفة: خ م 4714]

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"لقد رأيتُ".

(7)

الصفة: موضع مظلل في مسجد المدينة كان يأوي إليه فقراء المهاجرين ومن لم يكن له منزل يسكنه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفف).

ص: 487

عَلَيْهِ رِدَاءٌ؛ إِمَّا إِزَارٌ وَإِمَّا كِسَاءٌ، قَدْ رَبَطُوا فِي أَعْنَاقِهِمْ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ نِصْفَ السَّاقَيْنِ وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الْكَعْبَيْنِ، فَيَجْمَعُهُ بِيَدِهِ كَرَاهِيَةَ أَنْ تُرَى عَوْرَتُهُ.

‌59 - بَابُ

(1)

الصَّلَاةِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ

وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ.

[447] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ - قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: ضُحًى - فَقَالَ: "صَلِّ رَكْعَتَيْنِ" وَكَانَ لِي

(2)

عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَانِي وَزَادَنِي.

‌60 - بَابٌ

(1)

إِذَا دَخَلَ

(3)

الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ

(4)

[448] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ

(5)

، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ".

* [446][التحفة: خ 13424]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

للحَمُّوي: "له" من الفتح.

* [447][التحفة: خ م د س 2578]

(3)

بعده للأصيلي: "أحدكم".

(4)

بعده في نسخة، وابن عساكر، و (عط):"قبل أن يجلس"

(5)

عليه صح.

* [448][التحفة: ع 12123]

ص: 488

‌61 - بَابُ

(1)

الْحَدَثِ فِي الْمَسْجِدِ

[449] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ".

‌62 - بَابُ

(1)

بُنْيَانِ الْمَسْجِدِ

وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: كَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ.

وَأَمَرَ عُمَرُ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، وَقَالَ: أَكِنَّ

(2)

النَّاسَ مِنَ الْمَطَرِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُحَمِّرَ أَوْ تُصَفِّرَ فَتَفْتِنَ النَّاسَ.

وَقَالَ أَنَسٌ: يَتَبَاهَوْنَ بِهَا، ثُمَّ لَا يَعْمُرُونَهَا إِلَّا قَلِيلًا.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.

[450] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنِي

(4)

أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ

(5)

(1)

ليس عند الأصيلي.

* [449][التحفة: خ د س 13816]

(2)

عليه صح. وللأصيلي وعليه صح: "وأَكنَّ". ولـ (عط) وعليه صح: "أَكنِّ". ولأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "أُكِنُّ".

(3)

قوله: "ابْنِ سَعْدٍ": ليس لأبي ذر عن الكشميهني.

(4)

للأصيلي، و (عط):"حدثنا".

(5)

بعده للأصيلي: "ابنَ عمر".

ص: 489

أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْمَسْجِدَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم مَبْنِيًّا بِاللَّبِنِ، وَسَقْفُهُ الْجَرِيدُ، وَعَُمَُدُهُ خَشَبُ النَّخْلِ، فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ شَيْئًا، وَزَادَ فِيهِ عُمَرُ، وَبَنَاهُ عَلَى بُنْيَانِهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّبِنِ وَالْجَرِيدِ وَأَعَادَ عَُمَُدَهُ خَشَبًا، ثُمَّ غَيَّرَهُ عُثْمَانُ فَزَادَ فِيهِ زِيَادَةً كَثِيرَةً، وَبَنَى جِدَارَهُ بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ وَالْقَصَّةِ

(2)

وَجَعَلَ عَُمَُدَهُ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ وَسَقَفَهُ بِالسَّاجِ

(3)

.

‌63 - بَابُ

(4)

التَّعَاوُنِ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ

(5)

{مَا

(6)

كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ

(7)

شَاهِدِينَ

(8)

عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}

(9)

.

(1)

للأصيلي: "النبيَّ".

(2)

القصة: الجير. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 188).

(3)

بالساج: ضرب من الخشب يؤتى به من الهند. (انظر: هدي الساري)(ص 143).

* [450][التحفة: خ د 7683]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "المساجد".

(6)

قبله لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "وقول اللَّه عز وجل: ما". ولابن عساكر، و (عط):"قوله تعالى: ما".

(7)

عليه صح. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "الآيةَ". وللأصيلي: "إلى قوله: {مِنَ الْمُهْتَدِينَ} ". ولابن عساكر: "إلى قوله: {فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} ".

(8)

من قوله تعالى: {شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} إلى {مِنَ الْمُهْتَدِينَ} ": عليه سقط.

(9)

[التوبة: 17، 18].

ص: 490

[451] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَلاِبْنِهِ عَلِيٍّ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَاسْمَعَا

(1)

مِنْ حَدِيثِهِ، فَانْطَلَقْنَا، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ

(2)

يُصْلِحُهُ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَاحْتَبَى

(3)

، ثُمَّ أَنْشَأَ

(4)

يُحَدِّثُنَا حَتَّى

(5)

أَتَى ذِكْرُ

(6)

بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ

(7)

، وَيَقُولُ

(8)

: "وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ

(9)

، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ"، قَالَ: يَقُولُ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ.

(1)

لأبي ذر: "واسمعا".

(2)

حائط: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).

(3)

فاحتبى: الاحتباء: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها. وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبو).

(4)

أنشأ: ابتدأ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشأ).

(5)

عليه صح. ولأبي ذر والأصيلي وكتب تحته (عظ) وابن عساكر وأبي الوقت: "حتى إذا أتى على".

(6)

عليه صح. ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني، والأصيلي:"حتى أتى على ذكر".

(7)

قوله "فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ": ليس عند ابن عساكر. وقوله "فَيَنْفُضُ": عند (عط): "فجعل". وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فنفض". وضع في الفرع الذي معنا: ابن عساكر، وأبو الوقت تحت "فنفض".

(8)

ضبب ابن عساكر على الواو. من الفرع.

(9)

قوله: "تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" ساقط عند أبي ذر، والأصيلي.

* [451][التحفة: خ 4248]

ص: 491

‌64 - بَابُ

(1)

الاِسْتِعَانَةِ بِالنَّجَّارِ وَالصُّنَّاعِ فِي أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ وَالْمَسْجِدِ

[452] حدثنا قُتَيْبَةُ

(2)

، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي

(3)

حَازِمٍ

(4)

، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى امْرَأَةٍ: "مُرِي

(5)

غُلَامَكِ النَّجَّارَ يَعْمَلْ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ

(6)

عَلَيْهِنَّ".

[453] حدثنا خَلَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ

(7)

، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ؟ فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا، قَالَ:"إِنْ شِئْتِ" فَعَمِلَتِ الْمِنْبَرَ.

‌65 - بَابُ

(1)

مَنْ بَنَى مَسْجِدًا

[454] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي

(8)

ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ

(9)

، أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ

(10)

، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ الْخَوْلَانِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ - عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ، حِينَ بَنَى

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

بعده للأصيلي: "ابنُ سعيد".

(3)

قوله "عَنْ أبيِ": "حدثني أبو" عليه صح لأبي ذر، وأبي الوقت.

(4)

عند أبي الوقت.

(5)

عليه صح. و"أنْ مُرِي": "أنْ" عليه ضبة. و"مُرِي" عليه صح.

(6)

كذا بالضبطين في اليونينية.

* [452][التحفة: خ م 4711]

(7)

بعده للأصيلي: "ابنِ عبد اللَّه".

* [453][التحفة: خ 2215]

(8)

لابن عساكر: "حدثنا".

(9)

للأصيلي: "أخبره".

(10)

عليه صح.

ص: 492

مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ، وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا - قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَال - يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ".

‌66 - بَابٌ

(2)

يَأْخُذُ بِنُصُولِ

(3)

النَّبْلِ إِذَا مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ

[455] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرٍو: أَسَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَرَّ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ سِهَامٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا

(5)

‌67 - بَابُ

(2)

الْمُرُورِ فِي الْمَسْجِدِ

[456] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ مَرَّ فِي شَيْءٍ مِنْ مَسَاجِدِنَا أَوْ أَسْوَاقِنَا بِنَبْلٍ، فَلْيَأْخُذْ عَلَى نِصَالِهَا، لَا يَعْقِرْ

(6)

بِكَفِّهِ

(7)

مُسْلِمًا".

(1)

لأبي ذر، وأبي الوقت، والأصيلي:"رسولَ اللَّه".

* [454][التحفة: خ م 9825]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

لابن عساكر: "بِنِصالِ". ولأبي ذر "نُصولَ".

(4)

"سعيد": سقط من أبي ذر، وأبي الوقت، وابن عساكر، والأصيلي.

(5)

بنصالها: جمع نصل، وهو حديدة السهم والرمح. (انظر: لسان العرب، مادة: نصل)، زاد في حاشية البقاعي:"قَال نعم" ونسبه لنسخة.

(6)

عليه صح.

(7)

"لَا يِعْقِرْ بِكَفِّهِ": للأصيلي "بِكَفَّهِ لَا يَعْقِرْ".

* [456][التحفة: خ م د ق 9039]

ص: 493

‌68 - بَابُ

(1)

الشِّعْرِ فِي الْمَسْجِدِ

[457] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ

(2)

الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ: أَنْشُدُكَ

(3)

اللَّهَ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"يَا حَسَّانُ، أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ"؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ.

‌69 - بَابُ

(1)

أَصْحَابِ الْحِرَابِ فِي الْمَسْجِدِ

[458] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ

(4)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ.

[459] زَادَ

(5)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدثنا

(6)

ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

قوله "أَبُو الْيَمَانِ": ليس عند الأصيلي.

(3)

أنشدك: أسألك وأقسم عليك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).

* [457][التحفة: خ م د س 3402]

(4)

بعده للأصيلي: "ابنِ كَيْسان".

* [458][التحفة: خ م 16496 - خ 16498]

(5)

لأبي الوقت: "وزاد".

(6)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"حدّثني". وعند (عط): "حدّثه".

ص: 494

ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ.

‌70 - بَابُ

(1)

ذِكْرِ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ

(2)

عَلَى الْمِنْبَرِ فِي الْمَسْجِدِ

(3)

[460] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَتْهَا بَرِيرَةُ تَسْأَلُهَا فِي كِتَابَتِهَا

(4)

، فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتِ أَعْطَيْتُ أَهْلَكِ وَيَكُونُ الْوَلَاءُ لِي، وَقَالَ أَهْلُهَا: إِنْ شِئْتِ أَعْطَيْتِهَا مَا بَقِيَ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: إِنْ شِئْتِ أَعْتَقْتِهَا - وَيَكُونُ الْوَلَاءُ لَنَا، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَّرَتْهُ ذَلِكَ

(5)

، فَقَالَ

(6)

: "ابْتَاعِيهَا فَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّ

(7)

الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ" ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علَى الْمِنْبَرِ - فَقَالَ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟! مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ

(8)

فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ، وَإِنِ اشْتَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ".

* [459][التحفة: خت م 16710]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لابن عساكر: "الشِّرَاءِ والْبَيْعِ".

(3)

"والمسجد": عليه صح لأبي ذر، و (عط).

(4)

كتابتها: الكتابة: أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه إليه منجما (مقسطًا)، فإذا أداه صار حرًّا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كتب).

(5)

ليس عند (عط).

(6)

"النبي صلى الله عليه وسلم": ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"فإنما".

(8)

للأصيلي: "ليست".

ص: 495

قَالَ عَلِيٌّ

(1)

: قَالَ يَحْيَى وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ

(2)

.

وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ.

رَوَاهُ

(3)

مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، أَنَّ بَرِيرَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ صَعِدَ الْمِنْبَرَ.

‌71 - بَابُ التَّقَاضِي وَالْمُلَازَمَةِ فِي الْمَسْجِدِ

[461] حدثنا

(4)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا

(5)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ

(6)

حُجْرَتِهِ، فَنَادَى:"يَا كَعْبُ" قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا" وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَيِ: الشَّطْرَ

(7)

، قَالَ

(8)

: لَقَدْ

(9)

فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"قُمْ فَاقْضِهِ".

(1)

لابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه قال يحيى".

(2)

للأصيلي: "عن عمرة نحوه".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ورواه".

* [460][التحفة: خ س 17938]

(4)

لابن عساكر: "حدثني".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، و (عط):"سمعهما".

(6)

سجف: السجف: الستر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجف).

(7)

الشطر: النصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).

(8)

عليه صح.

(9)

"قد": عليه صح، لأبي ذر، والمستملي، وابن عساكر في نسخة.

* [461][التحفة: خ م د س ق 11130]

ص: 496

‌72 - بَابُ

(1)

كَنْسِ الْمَسْجِدِ وَالْتِقَاطِ الْخِرَقِ وَالْقَذَى وَالْعِيدَانِ

(2)

[462] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ - أَوِ: امْرَأَةً سَوْدَاءَ - كَانَ يَقُمُّ

(3)

الْمَسْجِدَ فَمَاتَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ، فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ

(4)

: "أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي

(5)

بِهِ؟ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ - أَوْ قَالَ: قَبْرِهَا" فَأَتَى قَبْرَهُ

(6)

فَصَلَّى عَلَيْهَا

(7)

.

‌73 - بَابُ

(1)

تَحْرِيمِ تِجَارَةِ الْخَمْرِ فِي الْمَسْجِدِ

[463] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَ

(8)

الْآيَاتُ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا، خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَرَأَهُنَّ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ حَرَّمَ تِجَارَةَ الْخَمْرِ.

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

عند (عط): "وَالْعِيدَانِ وَالْقَذَى". وللأصيلي بعده: "منه".

(3)

يقم: يكنس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قمم).

(4)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فقال".

(5)

آذنتموني: آذنت: أَعْلَمَتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أذن).

(6)

لابن عساكر: "قَبْرَها فصلى عليها".

(7)

عليه صح. وللأصيلي: "عليه".

* [462][التحفة: خ م د ق 14650]

(8)

لأبي ذر، وابن عساكر:"أُنزِلت". ولابن عساكر: "نَزَلَت".

* [463][التحفة: خ م د س ق 17636]

ص: 497

‌74 - بَابُ

(1)

الْخَدَمِ لِلْمَسْجِدِ

(2)

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا

(3)

} لِلْمَسْجِدِ يَخْدُمُهَا

(4)

.

[464] حدثنا

(5)

أَحْمَدُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ

(6)

، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً - أَوْ: رَجُلًا - كَانَتْ تَقُمُّ

(7)

الْمَسْجِدَ - وَلَا أُرَاهُ إِلَّا امْرَأَةً - فَذَكَرَ حَدِيثَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ صَلَّى عَلَى قَبْرِهِ

(8)

.

‌75 - بَابُ

(1)

الْأَسِيرِ أَوِ

(9)

الْغَرِيمِ يُرْبَطُ فِي الْمَسْجِدِ

[465] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(10)

رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ،

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

"في المسجد": عليه صح لـ (عظ)، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(3)

[آل عمران: 35]. لأبي ذر وعليه صح، و (عط)، وأبي الوقت، وعليه صح. وللأصيلي "تعني محررًا".

(4)

سقط لابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي. وبغير رقم:"يخدمه"، وعليه صح. وفي حاشية البقاعي:"يَعني التي تَخدمُه" ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

عليه صح.

(6)

بعده للأصيلي: "ابنُ زيد".

(7)

تقم: تكنس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قمم). قوله "كَانَتْ تَقُمُّ": لأبي ذر "كان يقمّ".

(8)

عند (عط): "قبرٍ". وللأصيلي، وأبي الوقت:"قبرها".

* [464][التحفة: خ م د ق 14650]

(9)

لابن عساكر: "والغريم".

(10)

للأصيلي: "حدثنا".

ص: 498

فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَأَرَدْتُ

(1)

أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ

(2)

مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ

(3)

هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي

(4)

" قَالَ رَوْحٌ: فَرَدَّهُ خَاسِئًا

(5)

.

‌76 - بَابُ

(6)

الاِغْتِسَالِ إِذَا أَسْلَمَ وَرَبْطِ

(7)

الْأَسِيرِ أَيْضًا فِي الْمَسْجِدِ

وَكَانَ شُرَيْحٌ يَأْمُرُ الْغَرِيمَ أَنْ يُحْبَسَ إِلَى سَارِيَةِ الْمَسْجِدِ.

[466] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(8)

سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، سَمِعَ

(9)

أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:"أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ" فَانْطَلَقَ

(10)

إِلَى نَخْلٍ

(1)

"وأردت": عليه صح، لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

(2)

سارية: أي: عمود. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(6/ 5).

(3)

ليس عند ابن عساكر. وقوله: "ربَّ هَبْ لِي" إلخ. التلاوة: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي} إلخ. كتبه مصححه.

(4)

{إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} : كذا في اليونينية من غير رقم عليه.

(5)

خاسئا: الخسء: البعد والطرد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خسأ).

* [465][التحفة: خ م س 14384]

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر، وفي نسخة:"ويربط الأسير". وسقط: "وربطِ الأسير" إلى: "حدثنا" عند الأصيلي،

وابن عساكر. ومضبب عليه عند أبي ذر، وأبي الوقت، و (عط).

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"حدّثني".

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت، وعليه صح:"أنه سمع".

(10)

في نسخة: "فذهب".

ص: 499

قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ.

‌77 - بَابُ

(1)

الْخَيْمَةِ فِي الْمَسْجِدِ لِلْمَرْضَى وَغَيْرِهِمْ

[467] حدثنا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِي الْأَكْحَلِ

(2)

، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ، فَلَمْ يَرُعْهُمْ

(3)

وَفِي الْمَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ إِلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الْخَيْمَةِ، مَا هَذَا الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ؟ فَإِذَا سَعْدٌ يَغْذُو جُرْحُهُ دَمًا فَمَاتَ فِيهَا

(4)

.

‌78 - بَابُ

(1)

إِدْخَالِ الْبَعِيرِ فِي الْمَسْجِدِ لِلْعِلَّةِ

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: طَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعِيرٍ

(5)

.

[468] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ

(6)

، عَنْ زَيْنَبَ

(7)

بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:

* [466][التحفة: خ م د س 13007]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

الأكحل: عرق في وسط الذراع يكثر فصده. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كحل).

(3)

يرعهم: الروع: الفزع والمفاجأة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روع).

(4)

لأبي ذر وعليه صح، و (عط)، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مِنْهَا".

* [467][التحفة: خ م د س 16978]

(5)

عند (عط): "بَعيرِه".

(6)

بعده لابن عساكر، وأبي الوقت:"ابن الزبير".

(7)

لأبي ذر وعليه صح. وقوله "زينب": كذا هو في الفرع المعوّل عليه، وعليه علامة أبي ذر. وفي القسطلاني: ولأبي ذر "بَرَّة". كتبه مصححه.

ص: 500

شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي، قَالَ:"طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ" فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ يَقْرَأُ بـ: {الطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}

(1)

.

‌79 - بَابٌ

(2)

[469] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ

(3)

، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَمَعَهُمَا مِثْلُ الْمِصْبَاحَيْنِ يُضِيئَانِ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرَقَا صَارَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاحِدٌ حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ.

‌80 - بَابُ

(4)

الْخَوْخَةِ

(5)

وَالْمَمَرِّ فِي الْمَسْجِدِ

[470] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ

(6)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ

(7)

" فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ

(8)

رضي الله عنه، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخَ - إِنْ

(1)

[الطور: 1، 2].

* [468][التحفة: خ م د س ق 18262]

(2)

عليه صح. وليس لابن عساكر، وأبي الوقت.

(3)

بعده للأصيلي: "ابنُ مالك".

* [469][التحفة: خ 1372]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

الخوخة: الباب الصغير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خوخ).

(6)

قوله: "عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ" سقط لأبي ذر، والأصيلي وفي موضعه صح.

(7)

قوله "فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ": سقط عند (عط)، والأصيلي، وابن عساكر. وضرب عليه أبو الوقت، وهو مخرج عند أبي ذر.

(8)

بعده للأصيلي: "الصديقُ".

ص: 501

يَكُنِ اللَّهُ خَيَّرَ عَبْدًا

(1)

بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ؟! فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْعَبْدَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا، قَالَ

(2)

: "يَا أَبَا بَكْرٍ، لَا تَبْكِ، إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا

(3)

مِنْ أُمَّتِي

(4)

، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ

(5)

، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ

(6)

الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابُ أَبِي بَكْرٍ".

[471] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبٌ

(8)

رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلكِنْ خُلَّةُ

(9)

الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا

(1)

قوله "إِنْ يَكُنِ اللَّهُ خَيَّرَ عَبْدًا": "إن يكن عبدًا خير بين" كذا في اليونينية من غير علامة عليه. اهـ. من هامش الفرع بأيدينا. لكن في القسطلاني: إن الذي في اليونينية "أنْ يكونَ عَبْدًا خير". كتبه مصححه.

(2)

للكشميهني وعليه صح. وأبي ذر، والأصيلي، و (عط):"فقال".

(3)

قوله: "خليلا"، مؤخر عن قوله:"من أمتي" كذا لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(4)

قوله: "مِنْ أُمَّتِي" مقدم على قوله: "خَلِيلًا" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

(5)

للأصيلي: "يعني خليلا".

(6)

للأصيلي وعليه صح: "خوَّةُ".

* [470][التحفة: خ م ت س 4145]

(7)

للأصيلي: "النبيُّ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"عاصبًا".

(9)

في حاشية البقاعي: "أُخوَّةُ" ونسبه لنسخة.

خلة: صداقة ومحبة. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: خلل).

ص: 502

عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ

(1)

أَبِي بَكْرٍ".

‌81 - بَابُ

(2)

الْأَبْوَابِ وَالْغَلَقِ لِلْكَعْبَةِ وَالْمَسَاجِدِ

قال

(3)

أبو عبد الله

(4)

: وَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: يَا عَبْدَ الْمَلِكِ، لَوْ رَأَيْتَ مَسَاجِدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبْوَابَهَا!

[472] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ وَقُتَيْبَةُ

(5)

، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ

(6)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قدِمَ مَكَّةَ، فَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ فَفَتَحَ الْبَابَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَبِلَالٌ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، ثُمَّ أُغْلِقَ الْبَابُ

(7)

، فَلَبِثَ فِيهِ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَبَدَرْتُ فَسَأَلْتُ بِلَالًا، فَقَالَ: صَلَّى فِيهِ. فَقُلْتُ: فِي أَيٍّ

(8)

؟ قَالَ: بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ

(9)

. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَذَهَبَ عَلَيَّ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى؟

(1)

للكشميهني: "إلا خوخةَ" من الفتح.

* [471][التحفة: خ س 6277]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

عند: (عط).

(4)

قوله "أَبُو عَبْد اللَّهِ": ليس عند ابن عساكر، والأصيلي.

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ سعيد".

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ابنُ زيد".

(7)

عند (عط): "أغْلَق الْبَابَ".

(8)

زاد في حاشية البقاعي: "نَواحِيهِ" ونسبه لنسخة.

(9)

الأسطوانتين: مثنى أُسْطُوانة، وهي السارية مثل العمود لكن العمود من حجر واحد. (انظر: الذيل على النهاية، مادة: أسطوانة).

* [472][التحفة: خ م د س ق 2037]

ص: 503

‌82 - بَابُ

(1)

دُخُولِ الْمُشْرِكِ الْمَسْجِدَ

[473] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ.

‌83 - بَابُ

(1)

رَفْعِ الصَّوْتِ فِي الْمَسَاجِدِ

(2)

[474] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ فَحَصَبَنِي

(3)

رَجُلٌ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ. فَجِئْتُهُ بِهِمَا، قَالَ

(4)

: مَنْ

(5)

أَنْتُمَا، أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ قَالَا: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ. قَالَ: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا؛ تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم.

[475] حدثنا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ

(8)

بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ

(1)

ليس عند الأصيلي.

* [473][التحفة: خ م د س 13007]

(2)

لأبي ذر: "المسجد".

(3)

فحصبني: أي: رماني بالحصى الصغار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة حصب).

(4)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فقال".

(5)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"ممن".

(6)

للأصيلي: "النبيَّ".

* [474][التحفة: خ 10442]

(7)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"أخبرنا".

(8)

قوله: "عَبْدُ اللَّهِ": عليه صح.

ص: 504

أَخْبَرَهُ أَنَّهُ تُقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا

(1)

لَهُ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتَّى كَشَفَ سِجْفَ

(3)

حُجْرَتِهِ، وَنَادَى: "يَا كَعْبُ

(4)

بْنَ مَالِكٍ، يَا كَعْبُ

(5)

"، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ ضَعِ الشَّطْرَ مِنْ دَيْنِكَ. قَالَ كَعْبٌ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قُمْ فَاقْضِهِ".

‌84 - بَابُ

(6)

الْحِلَقِ

(7)

وَالْجُلُوسِ فِي الْمَسْجِدِ

[476] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ

(8)

عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ

(9)

قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا تَرَى فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: "مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً؛ فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى". وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ

(10)

وِتْرًا؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَ بِهِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"كان له".

(2)

للأصيلي: "سمعهما".

(3)

سجف: سِتْرَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجف).

(4)

قوله: "وَنَادَى: يَا كَعْبُ بنَ مالكٍ": وقع "ونادى كعبَ بنَ مالكٍ قال: يا كعبُ" ورقم على: "كعبَ بنَ مالكٍ" لـ (عط) وعليه صح، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(5)

للأصيلي: "فقال: يا كعب". هكذا العلامة هنا في الفرعين اللذين عندنا، وجعلها القسطلاني على:"قال: لبيك".

* [475][التحفة: خ م د س ق 11130]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

لابن عساكر: "الحَلَق".

(8)

للأصيلي: "حدثنا".

(9)

للأصيلي: "عن عبد اللَّه بن عمر".

(10)

للأصيلي في نسخة، وابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت في نسخة:"بالليل وترًا". من الفرع.

* [476][التحفة: خ 7814]

ص: 505

[477] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ

(1)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: "

(2)

مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ؛ تُوتِرُ لَكَ

(3)

مَا قَدْ

(4)

صَلَّيْتَ".

قَالَ

(5)

الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَجُلًا نَادَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ

[478] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ

(6)

، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ

(8)

، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَهَبَ وَاحِدٌ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً

(9)

فَجَلَسَ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ

(10)

. فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الثَّلَاثَةِ

(11)

؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ؛ فَآوَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"ابنُ زيد".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(3)

ليس لأبي الوقت في نسخة.

(4)

قوله "تُوتِرُ لك ما قد": وقع "تُوتر ما قد" وعليه صح لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(5)

عند (عط): "وقال".

* [477][التحفة: خت م 7306 - خ 7554]

(6)

للأصيلي، وابن عساكر:"حدّثنا".

(7)

للأصيلي: "النبيُّ".

(8)

للأصيلى، و (عط):"نفرٌ ثلاثةٌ".

(9)

عليه صح. للأصيلي: "في الحَلْقة" وعليه صح.

(10)

"وَأَمَّا الآخَرُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا". قال القسطلاني: وهذه ساقطة من اليونينية. اهـ. محققه.

(11)

للأصيلي وعليه صح: "عن النفرِ الثلاثة".

ص: 506

فَاسْتَحْيَا؛ فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ؛ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ".

‌85 - بَابُ

(1)

الاِسْتِلْقَاءِ فِي الْمَسْجِدِ وَمَدِّ الرِّجْلِ

(2)

[479] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا فِي الْمَسْجِدِ، وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى.

وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يَفْعَلَانِ ذَلِكَ.

‌86 - بَابُ

(1)

الْمَسْجِدِ يَكُونُ فِي الطَّرِيقِ مِنْ غَيْرِ ضَرَرٍ بِالنَّاسِ

(3)

وَبِهِ قَالَ الْحَسَنُ وَأَيُّوبُ وَمَالِكٌ.

[480] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(4)

عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا

(5)

يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

* [478][التحفة: خ م ت س 15514]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

قوله: "وَمَدِّ الرِّجْلِ" ليس عند ابن عساكر. وسقط: "ومدّ الرجل" عند أبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر. وثبت في نسخة عند أبي ذر، وابن عساكر.

* [479][التحفة: خ م د ت س 5298]

(3)

"للناس": على أوله وآخره صح، ورقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وفي حاشية البقاعي:"للناسِ فيه" ورقم عليه لأبي ذر، وعلى آخره صح.

(4)

لأبي الوقت، والأصيلي:"وأخبرني". ولأبي ذر عن الكشميهني: "فأخبرني".

(5)

لأبي الوقت، والأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"عليهما".

ص: 507

طَرَفَيِ النَّهَارِ: بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَيَقِفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ عَينَيْهِ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ؛ فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.

‌87 - بَابُ

(1)

الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ

(2)

السُّوقِ

وَصَلَّى ابْنُ عَوْنٍ فِي مَسْجِدٍ فِي دَارٍ يُغْلَقُ عَلَيْهِمُ الْبَابُ.

[481] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "صَلَاةُ الْجَمِيعِ

(3)

تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، فَإِنَّ

(4)

أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ، وَأَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ

(5)

بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ

(6)

عَنْهُ

(7)

خَطِيئَةً، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ

(8)

تَحْبِسُهُ، وَتُصَلِّي - يَعْنِي -

(9)

عَلَيهِ الْمَلَائِكَةُ

(10)

، مَا دَامَ فِي

* [480][التحفة: خ 16552]

(1)

ليس عند الأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني. وعليه صح.

(2)

للأصيلي، وابن عساكر، و (عط):"مساجد".

(3)

عليه صح، وفي نسخة:"الجَماعَة".

(4)

للكشميهني: "بأن" من الفتح.

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

لأبي ذر وعليه صح عن الكشميهني والأصيلي: "أو حَطّ".

(7)

للأصيلي: "عنه بها".

(8)

كذا لأبي ذر، ونسخة. ولأبي ذر:"كان".

(9)

سقط: "يعني" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. و:"عليه" عند ابن عساكر في نسخة. وثبت في نسخة عند ابن عساكر.

(10)

عند ابن عساكر: "المَلائِكَةُ عَلَيْهِ".

ص: 508

مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ"

(1)

.

‌88 - بَابُ

(2)

تَشْبِيكِ الْأَصَابِعِ فِي الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ

[482 - 483] حدثنا

(3)

حَامِدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، حَدَّثَنَا وَاقِدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَوِ ابْنِ عَمْرٍو: شَبَّكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(4)

أَصَابِعَهُ.

[484] وَقال عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي فَلَمْ أَحْفَظْهُ، فَقَوَّمَهُ لِي وَاقِدٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ

(5)

مِنَ النَّاسِ؟ " بِهَذَا.

[485] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ

(6)

الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ؛ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ"

(7)

.

(1)

"يُحْدِثْ" كذا لابن عساكر، ونسخة. و"فِيهِ" ليس عند ابن عساكر. وقوله:"ما لم يُحْدِثْ فيه" وقع عند (عط)، وأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت، وعليه صح، صح، صح:"ما لم يُوذِ: يُحْدِثْ فيه".

* [481][التحفة: خ م د ت ق 12502]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

من قوله: "حدثنا حامد

إلى الناس بهذا": ليس عند الأصيلي.

(4)

قوله: "النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" ليس عند ابن عساكر.

* [482 - 483][التحفة: خ 7428]

(5)

حثالة: الرديء من كل شيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حثل).

* [484][التحفة: خ 7428]

(6)

ليس عند ابن عساكر.

(7)

للأصيلي: "بين أصابعه".

* [485][التحفة: خ م ت س 9040]

ص: 509

[486] حدثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ

(1)

شُمَيْلٍ، أَخْبَرَنَا

(2)

ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ

(3)

- قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: سَمَّاهَا

(4)

أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَكِنْ نَسِيتُ أَنَا - قَالَ: فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَامَ إِلَى خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا كَأَنَّه غَضْبَانُ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى

(5)

وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ وَوَضَعَ خَدَّهُ الْأَيْمَنَ عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ الْيُسْرَى، وَخَرَجَتِ السَّرَعَانُ

(6)

مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالُوا: قَصُرَتِ

(7)

الصَّلَاةُ. وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَا

(8)

أَنْ يُكَلِّمَاهُ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ فِي يَدَيْهِ طُولٌ، يُقَالُ لَهُ: ذُو الْيَدَيْنِ، قَالَ

(9)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتِ

(10)

الصَّلَاةُ؟ قَالَ: "لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ

(11)

". فَقَالَ: "أَكَمَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ. فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى مَا تَرَكَ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ، ثُمَّ كَبَّرَ

(12)

وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ

(1)

قبله لابن عساكر: "النضرُ بن".

(2)

للأصيلي: "حدّثنا".

(3)

عليه صح. ولأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "العشاء".

(4)

عند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قد سَمَّاهَا".

(5)

للأصيلي، وأبي الوقت، وابن عساكر:"يدِه اليسرى".

(6)

السرعان: أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء ويقبلون عليه بسرعة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرع).

(7)

عند (عط) بالوجهين: "قُصِرَت"، "قَصُرَت".

(8)

عليه صح. وعند (عط): "فهاباه".

(9)

عند (عط): "فقال".

(10)

عند (عط): "قُصِرَتِ".

(11)

عليه صح.

(12)

عليه صح، وقوله:"ثم كبر" ليس عند ابن عساكر.

ص: 510

أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ. فَرُبَّمَا سَأَلُوهُ: ثُمَّ سَلَّمَ؟ فَيَقُولُ

(1)

: نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ.

‌89 - بَابُ

(2)

الْمَسَاجِدِ الَّتِي عَلَى طُرُقِ

(3)

الْمَدِينَةِ وَالْمَوَاضِعِ الَّتِي صَلَّى فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

-

[487] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَتَحَرَّى أَمَاكِنَ مِنَ الطَّرِيقِ فَيُصَلِّي فِيهَا، وَيُحَدِّثُ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُصَلِّي فِيهَا، وَأَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي

(4)

فِي تِلْكَ الْأَمْكِنَةِ.

وَحَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَمْكِنَةِ. وَسَأَلْتُ سَالِمًا فَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا وَافَقَ نَافِعًا فِي الْأَمْكِنَةِ كُلِّهَا، إِلَّا أَنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِي مَسْجِدٍ بِشَرَفِ الرَّوْحَاءِ.

[488] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ

(5)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ

(6)

أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ

(1)

للأصيلي: "يقول".

* [486][التحفة: خ د س ق 14469]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

عليه صح.

(4)

عند ابن عساكر، وفي نسخة.

* [487][التحفة: خ 7031 - خ 8475]

(5)

"الحزاميّ": سقط "الحزامي" من اليونينية، وهو ثابت في أصول كثيرة، ونسبه في حاشية البقاعي لبعض النسخ.

(6)

بعده لأبي ذر، وأبي الوقت:"ابنَ عمر". وللأصيلي "يعني ابن عمر".

ص: 511

بِذِي الْحُلَيْفَةِ حِينَ يَعْتَمِرُ وَفي حَجَّتِهِ حِينَ حَجَّ، تَحْتَ سَمُرَةٍ

(1)

فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ الَّذِي

(2)

بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ غَزْوٍ كَانَ

(3)

فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ هَبَطَ

(4)

مِنْ بَطْنِ

(5)

وَادٍ، فَإِذَا ظَهَرَ مِنْ بَطْنِ وَادٍ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي عَلَى شَفِيرِ

(6)

الْوَادِي الشَّرْقِيَّةِ، فَعَرَّسَ

(7)

ثَمَّ حَتَّى يُصْبِحَ، لَيْسَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِحِجَارَةٍ وَلَا عَلَى الْأَكَمَةِ

(8)

الَّتِي عَلَيْهَا الْمَسْجِدُ، كَانَ ثَمَّ خَلِيجٌ يُصَلِّي عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَهُ فِي بَطْنِهِ كُثُبٌ

(9)

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَّ يُصَلِّي، فَدَحَا السَّيلُ فِيهِ

(10)

بِالْبَطْحَاءِ حَتَّى دَفَنَ ذَلِكَ الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي فِيهِ.

[489] وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى حَيْثُ الْمَسْجِدُ الصَّغِيرُ الَّذِي دُونَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِشَرَفِ الرَّوْحَاءِ، وَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْلَمُ

(11)

الْمَكَانَ

(1)

سمرة: شجر من العضاه، والعضاه: كل شجر له شوك. (انظر: غريب الحديث) للخطابي (2/ 140).

(2)

في نسخة: "كان بذي".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي:"غزوِه كان". وفي رواية: "غزوَة وكان" عليه صح ورقم له لأبي ذر عن الحَمُّوي، والمستملي، وكذا عند الأصيلي و (عط) أيضًا. ولابن عساكر، وأبي ذر في نسخة:"غَزْوٍ وكان".

(4)

ليس عند ابن عساكر. ولابن عساكر: "ظَهَرَ".

(5)

سقط من عند: أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

(6)

شفير: حرف وجانب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شفر).

(7)

فعرس: التعريس: النزول آخر الليل للنوم والاستراحة، وقد يستعمل في النزول أي وقت كان من ليل أو نهار. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 76).

(8)

الأكمة: هي كل ما ارتفع من الأرض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أكم).

(9)

كثب: جمع كثيب، وهي قطعة من الرمل شبه الربوة من التراب. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 336).

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "فَدَحَا فيه السَّيْلُ".

* [488][التحفة: خ 8475]

(11)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"يُعْلِم". ولأبي ذر وأبي الوقت: "تَعَلَّمَ". من الفرع.

ص: 512

الَّذِي

(1)

كَانَ

(2)

صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(3)

. يَقُولُ: ثَمَّ عَنْ يَمِينِكَ حِينَ تَقُومُ فِي الْمَسْجِدِ تُصَلِّي، وَذَلِكَ الْمَسْجِدُ عَلَى حَافَةِ

(4)

الطَّرِيقِ الْيُمْنَى وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ رَمْيَةٌ بِحَجَرٍ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ.

[490] وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي إِلَى الْعِرْقِ

(5)

الَّذِي عِنْدَ مُنْصَرَفِ الرَّوْحَاءِ، وَذَلِكَ الْعِرْقُ انْتِهَاءُ طَرَفِهِ

(6)

عَلَى

(7)

حَافَةِ

(8)

الطَّرِيقِ، دُونَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُنْصَرَفِ وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، وَقَدِ ابْتُنِيَ ثَمَّ مَسْجِدٌ فَلَمْ يَكُنْ عَبْدُ اللَّهِ

(9)

يُصَلِّي فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ، كَانَ

(10)

يَتْرُكُهُ عَنْ يَسَارِهِ وَوَرَاءَهُ وَيُصَلِّي أَمَامَهُ إِلَى الْعِرْقِ نَفْسِهِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَرُوحُ مِنَ الرَّوْحَاءِ فَلَا يُصَلِّي الظُّهْرَ حَتَّى يَأْتِيَ ذَلِكَ الْمَكَانَ فَيُصَلِّي فِيهِ الظُّهْرَ، وَإِذَا أَقْبَلَ مِنْ مَكَّةَ فَإِنْ مَرَّ بِهِ قَبْلَ الصُّبْحِ بِسَاعَةٍ أَوْ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ

(11)

عَرَّسَ حَتَّى يُصَلِّيَ بِهَا الصُّبْحَ.

[491] وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ

(12)

صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ تَحْتَ سَرْحَةٍ

(13)

ضَخْمَةٍ

(1)

عليه صح.

(2)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، و (عط).

(3)

عليه صح. وفي نسخة: "عليه السلام".

(4)

كذا بالتخفيف.

* [489][التحفة: خ 8475]

(5)

العرق: الجبل الصغير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرق).

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني، و (عط)، وعليه صح:"انتهى طرَفُه".

(7)

كتب فوقه: "لا إلى"، ولم يرمز له بشيء.

(8)

كذا بالتخفيف.

(9)

بعده للأصيلي: "ابنُ عمر".

(10)

للأصيلي: "وكان".

(11)

السحر: الوقت المعروف من آخر الليل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 208).

* [490][التحفة: خ 8475]

(12)

"رسولَ اللَّه": عليه صح لأبي ذر، وابن عساكر.

(13)

سرحة: شجرة عظيمة، وجمعها: سَرحات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرح).

ص: 513

دُونَ الرُّوَيْثَةِ

(1)

عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ، وَوُِجَاهَ

(2)

الطَّرِيقِ فِي مَكَانٍ بَطْحٍ

(3)

سَهْلٍ، حَتَّى

(4)

يُفْضِيَ مِنْ أَكَمَةٍ دُوَيْنَ

(5)

بَرِيدِ

(6)

الرُّوَيْثَةِ

(7)

بِمِيلَيْنِ، وَقَدِ انْكَسَرَ أَعْلَاهَا فَانْثَنَى فِي جَوْفِهَا، وَهِيَ قَائِمَةٌ عَلَى سَاقٍ وَفِي سَاقِهَا كُثُبٌ كَثِيرَةٌ.

[492] وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي طَرَفِ تَلْعَةٍ

(8)

مِنْ وَرَاءِ الْعَرْجِ

(9)

وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى هَضْبَةٍ

(10)

، عِنْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ قَبْرَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، عَلَى الْقُبُورِ رَضْمٌ

(11)

مِنْ حِجَارَةٍ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ عِنْدَ سَلَِمَاتِ

(12)

الطَّرِيقِ،

(1)

الرويثة: قرية بين طريق الكوفة والبصرة إلى مكة. (انظر: معجم البلدان)(3/ 105).

(2)

عند الأصيلي بالوجهين.

(3)

بطح: البطح: المكان الواسع. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 555).

(4)

كذا عند ابن عساكر، وفي نسخة، وأبي الوقت. وعند (عط)، وأبي ذر عن المستملي، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حين" وعليه صح، صح.

(5)

عليه صح.

دوين: مصغر الدون، أي: قريب منه. (انظر: عمدة القاري)(4/ 273).

(6)

عليه صح.

بريد: البريد: المسافة التي بين السكتين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).

(7)

لابن عساكر: "دون الرُّوَيْثَةِ بِمِيلَيْنِ".

* [491][التحفة: خ 8475]

(8)

تلعة: هي مَسِيلُ الماء من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ، وقيل: من الأضداد، يقع على ما انحدر من الأرض وأَشْرَفَ منها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تلع).

(9)

العرج: قريبة جامعة في واد من نواحي الطائف بعيدة عن المدينة. (انظر: معجم البلدان)(4/ 98).

(10)

هضبة: صخرة راسية عظيمة، وقيل: كل جبل خلق من صخرة واحدة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 272).

(11)

كذا بالوجهين معا.

رضم: أي: صخور عظام موضوع بعضها فوق بعض. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: رضم).

(12)

كذا بالوجهين معا. "قوله سلمات" في الموضعين تحتها في الأصل تصحيح مرتين. كتبه مصححه.

سلمات: جمع سلمة وهي الحجارة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلم).

ص: 514

بَيْنَ أُولَئِكَ السَّلَمَاتِ

(1)

كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَرُوحُ مِنَ الْعَرْجِ بَعْدَ أَنْ تَمِيلَ الشَّمْسُ بِالْهَاجِرَةِ

(2)

فَيُصَلِّي الظُّهْرَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ.

[493] وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عِنْدَ سَرَحَاتٍ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ فِي مَسِيلٍ

(3)

دُونَ هَرْشَى

(4)

، ذَلِكَ الْمَسِيلُ لَاصِقٌ بِكُرَاعِ

(5)

هَرْشَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ قَرِيبٌ مِنْ غَلْوَةٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي إِلَى سَرْحَةٍ هِيَ أَقْرَبُ السَّرَحَاتِ إِلَى الطَّرِيقِ، وَهِيَ أَطْوَلُهُنَّ.

[494] وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ فِي الْمَسِيلِ الَّذِي فِي أَدْنَى

(6)

مَرِّ الظَّهْرَانِ

(7)

، قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ

(8)

يَهْبِطُ مِنَ الصَّفْرَاوَاتِ

(9)

، يَنْزِلُ فِي بَطْنِ ذَلِكَ الْمَسِيلِ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، لَيْسَ بَيْنَ مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ الطَّرِيقِ إِلَّا رَمْيَةٌ بِحَجَرٍ.

(1)

كذا بالوجهين معا.

(2)

بالهاجرة: وقت اشتداد الحر نصف النهار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجر).

* [492][التحفة: خ 8475]

(3)

مسيل: المسيل: مجرى الماء في منحدر من الأرض. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 556).

(4)

هرشى: ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة يرى منها البحر. (انظر: معجم البلدان)(5/ 397).

(5)

بكراع: كراع هرشى: هرشى: موضع بين مكة والمدينة، وكُرَاعها: ما استطال من حرتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرع).

* [493][التحفة: خ 8475]

(6)

عند (عط): "أدنى وادي مرّ". لم يخرج لهذه الرواية في اليونينية، وخرجها في الفرع من بعد "أدنى"، لكن قال البرماوي تبعا للكرماني: وفي بعضها "من وادي الصفراوات"، فمحل التخريج قبل:"الصفراوات".

(7)

للأصيلي: "ظَهْرانَ".

(8)

عليه صح. عند (عط): "حتى".

(9)

الصفراوات: موضع بين مكة والمدينة قريب من مر الظهران. (انظر: معجم البلدان)(2/ 412).

* [494][التحفة: خ 8475]

ص: 515

[495] وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ بِذِي طُوًى

(1)

وَيَبِيتُ حَتَّى يُصْبِحَ يُصَلِّي الصُّبْحَ حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ، وَمُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ عَلَى أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي بُنِيَ ثَمَّ، وَلَكِنْ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ

(2)

.

[496] وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ

(3)

حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَقْبَلَ فُرْضَتَيِ

(4)

الْجَبَلِ الَّذِي

(5)

بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَبَلِ الطَّوِيلِ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَجَعَلَ الْمَسْجِدَ الَّذِي بُنِيَ ثَمَّ يَسَارَ الْمَسْجِدِ بِطَرَفِ الْأَكَمَةِ، وَمُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أسْفَلَ مِنْهُ عَلَى الْأَكَمَةِ السَّوْدَاءِ، تَدَعُ مِنَ الْأَكَمَةِ عَشَرَةَ

(6)

أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَهَا ثُمَّ تُصَلِّي مُسْتَقْبِلَ الْفُرْضَتَيْنِ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ.

* * *

(1)

للأصيلي وعليه صح: "طَوًى". ولأبي ذر وعليه صح: "الطّواء". ولأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "طِوَى". انظر القسطلاني.

(2)

في نسخة: "عظيمة".

* [495][التحفة: خ 8475]

(3)

بعده للأصيلي: "ابنَ عمر".

(4)

فرضتي: فُرْضَة الجبل: ما انحدر من وسطه وجانبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرض).

(5)

بعده لابن عساكر، وأبي الوقت:"كان".

(6)

لأبي ذر: "عشْرَ".

* [496][التحفة: خ 8475]

ص: 516

‌9 - أبوَابُ سُتْرَةُ المُصَلِّي

(1)

‌1 - بَابٌ

(2)

سُتْرَةُ الْإِمَامِ سُتْرَةُ مَنْ خَلْفَهُ

[497] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(3)

مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ

(4)

عَبْدِ اللَّهِ

(5)

بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ

(6)

- وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ

(7)

الاِحْتِلَامَ - وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ (2) بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ

(8)

الْأَتَانَ تَرْتَعُ، وَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ.

[498] حدثنا إِسْحَاقُ

(9)

، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ

(10)

، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذَا خَرَجَ يَوْمَ

(1)

قوله: "أبواب" ساقط في اليونينية.

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

للأصيلي: "حدّثنا".

(4)

رقم عليه للكشميهني. ولأبي ذر عن المستملي: "أن".

(5)

قوله "عَبْدِ اللَّهِ": ليس عند ابن عساكر.

(6)

أتان: الأتان: أنثى الحمار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أتن).

(7)

ناهزت: قاربت ودانيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نهز).

(8)

لأبي ذر: "فأرسلت".

* [497][التحفة: ع 5834]

(9)

لابن عساكر: "يعني: ابن منصور".

(10)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"ابنُ عمر رضي الله عنهما".

ص: 517

الْعِيدِ، أَمَرَ بِالْحَرْبَةِ فَتُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا وَالنَّاسُ وَرَاءَهُ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ، فَمِنْ ثَمَّ اتَّخَذَهَا الْأُمَرَاءُ.

[499] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ بِالْبَطْحَاءِ - وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ

(1)

- الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، تَمُرُّ

(2)

بَيْنَ يَدَيْهِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ.

‌2 - بَابُ

(3)

قَدْرِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْمُصَلِّي وَالسُّتْرَةِ

[500] حدثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(4)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ

(5)

قَالَ: كَانَ بَيْنَ مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ الْجِدَارِ مَمَرُّ الشَّاةِ.

[501] حدثنا الْمَكِّيُّ

(7)

، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ جِدَارُ الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْمِنْبَرِ مَا كَادَتِ الشَّاةُ تَجُوزُهَا

(8)

.

* [498][التحفة: خ م د 7940]

(1)

عنزة: هي مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنز).

(2)

"يَمُرُّ"، "تَمُرُّ": كذا بالوجهين.

* [499][التحفة: خ د 11810]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

(5)

بعده للأصيلي: "ابنِ سعد".

(6)

للأصيلي: "النبيَّ".

* [500][التحفة: خ م د 4707]

(7)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابنُ إبراهيم".

(8)

للكشميهني وعليه صح: "أن تَجُوزَها".

* [501][التحفة: خ م د 4537]

ص: 518

‌3 - بَابُ

(1)

الصَّلَاةِ إِلَى الْحَرْبَةِ

[502] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(2)

، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُرْكَزُ

(3)

لَهُ الْحَرْبَةُ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا.

‌4 - بَابُ

(1)

الصَّلَاةِ إِلَى الْعَنَزَةِ

[503] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ

(4)

: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ

(6)

، فَأُتِيَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، فَصَلَّى

(7)

بِنَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، وَالْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ يَمُرُّونَ مِنْ وَرَائِهَا.

[504] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَاذَانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبي مَيْمُونَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ

(8)

قَالَ

(9)

: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنِ عمر".

(3)

لأبي ذر وعليه صح. والأصيلي، وابن عساكر:"تُرْكَزُ".

* [502][التحفة: خ س 8172]

(4)

للأصيلي: "يقول".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"النبيُّ".

(6)

بالهاجرة: وقت اشتداد الحر نصف النهار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجر).

(7)

عند (عط): "وصلى".

* [503][التحفة: خ د 11810]

(8)

"ابْنَ مالكٍ": ليس عند ابن عساكر.

(9)

عند (عط): "يقول". وللأصيلي: "قال". هذه الرواية ساقطة من الفرع.

ص: 519

إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ تَبِعْتُهُ أَنَا وَغُلَامٌ وَمَعَنَا عُكَّازَةٌ أَوْ عَصًا أَوْ عَنَزَةٌ

(1)

، وَمَعَنَا إِدَاوَةٌ

(2)

فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ نَاوَلْنَاهُ الْإِدَاوَةَ.

‌5 - بَابُ

(3)

السُّتْرَةِ بِمَكَّةَ وَغَيْرِهَا

[505] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ، فَصَلَّى بِالْبطْحَاءِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَ

(4)

نَصَبَ

(4)

بَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً

(4)

، وَتَوَضَّأَ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَمَسَّحُونَ بِوَضُوئِهِ.

‌6 - بَابُ

(3)

الصَّلَاةِ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ

وَقَالَ عُمَرُ: الْمُصَلُّونَ أَحَقُّ بِالسَّوَارِي مِنَ الْمُتَحَدِّثِينَ إِلَيْهَا. وَرَأَى عُمَرُ

(5)

رَجُلًا يُصَلِّي بَيْنَ أُسْطُوَانَتَيْنِ فَأَدْنَاهُ إِلَى سَارِيَةٍ، فَقَالَ: صَلِّ إِلَيْهَا.

[506] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فَيُصَلِّي عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ

(6)

الَّتِي عِنْدَ الْمُصْحَفِ،

(1)

للحَمُّوي، والمستملي:"أو غيره". من "الفتح"، أي بدلًا من:"عنزة". قال: "والظاهر أنه تصحيف". اهـ. (1/ 576).

(2)

إداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدو).

* [504][التحفة: خ م د س 1094]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

عليه صح.

* [505][التحفة: خ م س 11799]

(5)

رقم عليه لابن عساكر. و"ابنُ عمرَ" عليه صح، ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وابن عساكر في نسخة.

(6)

الأسطوانة: السارية، مثل العمود لكن العمود من حجر واحد. (انظر: الذيل على النهاية، مادة: أسطوانة).

ص: 520

فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ؟ قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَهَا.

[507] حدثنا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسٍ

(2)

قَالَ: لَقَدْ

(3)

رَأَيْتُ

(4)

كِبَارَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ

(5)

عِنْدَ الْمَغْرِبِ. وَزَادَ شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَنَسٍ: حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

‌7 - بَابُ

(6)

الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي فِي غَيْرِ جَمَاعَةٍ

[508] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ وَبِلَالٌ، فَأَطَالَ ثُمَّ خَرَجَ، كُنْتُ

(7)

أَوَّلَ النَّاسِ دَخَلَ عَلَى أَثَرِهِ، فَسَأَلْتُ بِلَالًا: أَيْنَ صَلَّى؟ قَالَ

(8)

: بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ.

(1)

للأصيلي: "رسولَ اللَّه".

* [506][التحفة: خ م ق 4541]

(2)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(3)

نسخة عند ابن عساكر.

(4)

لأبي ذر عن الحَمُّوي، والمستملي:"أدركْتُ".

(5)

السواري: جمع السارية، وهي العمود. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود) (6/ 5).

* [507][التحفة: خ س 1112]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

لابن عساكر: "وكنت".

(8)

لأبي الوقت، وأبي ذر:"فقال".

* [508][التحفة: خ م د س ق 2037]

ص: 521

[509] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ، فَأَغْلَقَهَا عَلَيْهِ وَمَكَثَ

(2)

فِيهَا، فَسَأَلْتُ بِلَالًا حِينَ خَرَجَ: مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: جَعَلَ عَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ وَعَمُودًا عَنْ يَمِينِهِ وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ وَرَاءَهُ - وَكَانَ الْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى

(3)

سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ - ثُمَّ صَلَّى.

وَ

(4)

قَالَ لَنَا إِسْمَاعِيلُ

(5)

: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، وَقَالَ

(6)

: عَمُودَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ.

‌8 - بَابٌ

(7)

[510] حدثنا

(8)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ

(9)

كَانَ إِذَا دَخَلَ الْكَعْبَةَ مَشَى قِبَلَ وَجْهِهِ حِينَ يَدْخُلُ، وَجَعَلَ الْبَابَ قِبَلَ ظَهْرِهِ فَمَشَى، حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ الَّذِي قِبَلَ وَجْهِهِ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثَةِ

(10)

أَذْرُعٍ صَلَّى؛ يَتَوَخَّى الْمَكَانَ الَّذِي أَخْبَرَهُ بِهِ

(1)

قوله: "عَبْدِ اللَّهِ": ليس عند ابن عساكر.

(2)

كذا بالوجهين معا.

(3)

ليس عند ابن عساكر. ولابن عساكر في نسخة: "على".

(4)

ليس عند (عط).

(5)

قوله: "وقَالَ لَنَا إِسْمَاعِيلُ": للأصيلي: "وقال إسماعيل".

(6)

لأبي ذر: "فقال".

* [509][التحفة: خ م د س ق 2037]

(7)

ليس عند الأصيلي.

(8)

لأبي الوقت: "حدّثني".

(9)

بعده للأصيلي، و (عط):"ابنَ عمر".

(10)

عليه صح صح. ولأبي ذر: "ثلاث" وعليه صح.

ص: 522

بِلَالٌ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِيهِ. قَالَ: وَلَيْسَ عَلَى أَحَدِنَا

(1)

بَأْسٌ إِنْ

(2)

صَلَّى

(3)

فِي أَيِّ نَوَاحِي الْبَيْتِ شَاءَ.

‌9 - بَابُ

(4)

الصَّلَاةِ إِلَى

(5)

الرَّاحِلَةِ وَالْبَعِيرِ

(4)

وَالشَّجَرِ وَالرَّحْلِ

[511] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ

(6)

، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ

(7)

، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كَانَ يُعَرِّضُ

(8)

رَاحِلَتَهُ

(9)

فَيُصَلِّي إِلَيْهَا. قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ

(10)

إِذَا هَبَّتِ الرِّكَابُ؟ قَالَ: كَانَ يَأْخُذُ هَذَا

(11)

الرَّحْلَ

(12)

فَيُعَدِّلُهُ فَيُصَلِّي إِلَى آخِرَتِهِ، أَوْ قَالَ مُؤَخَّرِهِ

(13)

. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنه يَفْعَلُهُ.

(1)

رقم عليه لابن عساكر، ونسخة. ولابن عساكر:"أحَدٍ".

(2)

عليه صح.

(3)

قوله: "إنْ صَلَّى"، للكشميهني:"أن يُصلِّي". من "الفتح".

* [510][التحفة: خ م د س ق 2037]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

لابن عساكر: "على".

(6)

في الفروع بعد "المُقَدَّمِيُّ" بقلم الحمرة بلا رمز: "البصري". كتبه مصححه.

(7)

قوله: "عُبَيْدِ اللَّهِ"، بعده للأصيلي:"ابنِ عمر".

(8)

عليه صح. وفي نسخة: "يَعْرُضُ".

(9)

راحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(10)

للأصيلي: "أرأيت".

(11)

عليه رقم سقط. وسقط هذا عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(12)

الرحل: ما يوضع على ظهر البعير تحت الراكب. (انظر: هدي الساري)(ص 122).

(13)

في حاشية البقاعي: "مُؤَخّرَتِهِ" ونسبه لنسخة.

* [511][التحفة: خ م 8119]

ص: 523

‌10 - بَابُ

(1)

الصَّلَاةِ إِلَى

(2)

السَّرِيرِ

[512] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَعَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ؟! لَقَدْ

(3)

رَأَيْتُنِي مُضْطَجِعَةً عَلَى السَّرِيرِ فَيَجِيءُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَيَتَوَسَّطُ السَّرِيرَ فَيُصَلِّي، فَأَكْرَهُ أَنْ أُسَنِّحَهُ

(4)

فَأَنْسَلُّ

(5)

مِنْ قِبَلِ رِجْلَيِ السَّرِيرِ حَتَّى أَنْسَلَّ مِنْ لِحَافِي.

‌11 - بَابٌ

(1)

يَرُدُّ الْمُصَلِّي مَنْ مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ

وَرَدَّ ابْنُ عُمَرَ فِي التَّشَهُّدِ وَفِي الْكَعْبَةِ، وَقَالَ: إِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ تُقَاتِلَهُ فَقَاتِلْهُ

(6)

.

[513] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

[514] وحدثنا آدَمُ

(7)

بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ:

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

رقم عليه لابن عساكر، ونسخة. ولابن عساكر:"على".

(3)

عند (عط): "ولقد".

(4)

للأصيلي، و (عط):"أُسْنِحَهُ".

وأسنحه: أستقبله ببدني في صلاته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنح).

(5)

فأنسل: فأمضي وأخرج بتأن وتدريج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلل).

* [512][التحفة: خ م س 15987]

(6)

لأبي ذر وعليه صح. وابن عساكر، و (عط):"قاتِلْه". "يُقَاتِلَه قاتلَهُ" لغير الكشميهني في غير اليونينية، قسطلاني.

* [513][التحفة: خ م د 4000]

(7)

قوله: "وحدثنا آدم": ثبتت. جاء التحويل في رواية القسطلاني قبله: "قال". وهي ساقطة في اليونينية. ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"حدثنا آدم حدثنا سليمان بن المغيرة".

ص: 524

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا سعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يُصَلِّي إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَأَرَادَ شَابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَفَعَ أَبُو سعِيدٍ فِي صَدْرِهِ، فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ فَعَادَ لِيَجْتَازَ، فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنَ الْأُولَى، فَنَالَ مِنْ أَبِي سعِيدٍ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى مَرْوَانَ فَشَكَا إِلَيْهِ مَا لَقِيَ مِنْ أَبِي سعِيدٍ، وَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ خَلْفَهُ عَلَى مَرْوَانَ، فَقَالَ: مَا لَكَ وَلاِبْنِ أَخِيكَ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ".

‌12 - بَابُ

(1)

إِثْمِ الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي

[515] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ أَرْسَلَهُ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ يَسْأَلُهُ: مَاذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي؟ فَقَالَ أَبُو جُهَيْمٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ

(2)

؛ لكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا

(3)

لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ".

قَالَ أَبُو النَّضْرِ: لَا أَدْرِي أَقَالَ

(4)

: أَرْبَعِينَ

(5)

يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً؟

* [514][التحفة: خ م د 4000]

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

"من الإثم" ليس في نسخة.

(3)

عند (عط): "خيرٌ".

(4)

لأبي ذر في نسخة: "قال".

(5)

قوله: "لا أدري أقال: أربعين"، لأبي ذر وعليه صح:"لا أدري أربعين يومًا أو شهرًا أو سنة".

* [515][التحفة: ع 11884]

ص: 525

‌13 - بَابُ

(1)

اسْتِقْبَالِ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ أَوْ غَيْرَهُ فِي صَلَاتِهِ وَهُوَ يُصَلِّي

(2)

وَكَرِهَ عُثْمَانُ أَنْ يُسْتَقْبَلَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُصَلِّي، وَإِنَّمَا هَذَا إِذَا

(3)

اشتَغَلَ بِهِ، فَأَمَّا إِذَا لَمْ يَشْتَغِلْ، فَقَدْ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: مَا بَالَيْتُ، إِنَّ

(1)

الرَّجُلَ لَا يَقْطَعُ صَلَاةَ الرَّجُلِ.

[516] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ

(4)

، حَدَّثَنَا

(5)

عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ - يَعْنِي: ابْنَ صُبَيْحٍ

(6)

- عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ، فَقَالُوا

(7)

: يَقْطَعُهَا الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ، قَالَتْ

(8)

: لَقَدْ جَعَلْتُمُونَا كِلَابًا! لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ

(9)

عليه السلام يُصَلِّي، وَإِنِّي لَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ عَلَى السَّرِيرِ، فَتَكُونُ لِيَ الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ

(10)

أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ فَأَنْسَلُّ

(1)

عليه صح.

(2)

قوله: "صَاحِبَهُ أَوْ غَيْرَهُ فِي صَلَاتِهِ وَهُوَ يُصَلَّي"، عليه سقط. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"الرجلَ وهو يصلي".

(3)

قوله: "وَإِنَّمَا هَذَا إِذَا"، "وهذا إذا" عليه صح؛ لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.

(4)

لابن عساكر: "الخليل".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"أخبرنا".

(6)

قوله: "يَعْنِي: ابْنَ صُبَيْحٍ"، ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، و (عط). وسقط:"يَعْنِي: ابْنَ صُبَيْحٍ"، عند أبي ذر وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

(7)

لأبي ذر: "وقالوا".

(8)

عند (عظ) وعليه صح، وأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"فقالت".

(9)

للأصيلي: "رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم"، و"صلَّى": عليه صح.

(10)

لأبي ذر في نسخة: "وأكره".

ص: 526

انْسِلَالًا.

وَعَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَهُ

(1)

.

‌14 - بَابُ

(2)

الصَّلَاةِ خَلْفَ النَّائِمِ

[517] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا رَاقِدَةٌ مُعْتَرِضَةٌ

(3)

عَلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ.

‌15 - بَابُ

(3)

التَّطَوُّعِ خَلْفَ الْمَرْأَةِ

[518] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِجْلَايَ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا. قَالَتْ: وَالْبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ.

‌16 - بَابُ

(3)

مَنْ قَالَ لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ

[519] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ:

(1)

في نسخة: "مِثْلَه".

* [516][التحفة: خ م 17642]

(2)

عليه صح.

* [517][التحفة: خ س 17312]

(3)

ليس عند الأصيلي.

* [518][التحفة: خ م د س 17712]

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن غِياثٍ".

ص: 527

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ

(1)

، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ الْأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنِي مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ: الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ، فَقَالَتْ: شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ

(2)

! وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ

(3)

صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَإِنِّي

(4)

عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُضْطَجِعَةً

(5)

، فَتَبْدُو لِي الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ؛ فَأُوذِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأَنْسَلُّ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ.

[520] حدثنا إِسْحَاقُ

(6)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(7)

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(8)

، قَالَ: حَدَّثَنِي

(9)

ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ سَأَلَ عَمَّهُ عَنِ الصَّلَاةِ يَقْطَعُهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ

(10)

: لَا يَقْطَعُهَا شَيْءٌ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ فَيُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، وَإِنِّي لَمُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ عَلَى

(11)

فِرَاشِ أَهْلِهِ.

(1)

قوله: "قال حدثنا إبراهيم"، لابن عساكر:"عن إبراهيم".

(2)

للأصيلي: "بالكِلابِ والحُمُرِ".

(3)

للأصيلي: "رسولَ اللَّه".

(4)

عليه صح للكشميهني. ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وأبي الوقت:"وأنا".

(5)

عليه صح. ولأبي ذر: "مُضْطَجِعَةٌ".

* [519][التحفة: خ م 17642]

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ إبراهيم".

(7)

عند (عط): "حدثنا".

(8)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"ابنِ سعد".

(9)

عليه صح. ولأبي ذر: "أخبرنا". وللأصيلي: "حدثنا".

(10)

للأصيلي: "قال فقال".

(11)

لأبي ذر عن الحَمُّويي: "عن".

* [520][التحفة: خ 16615]

ص: 528

‌17 - بَابٌ

(1)

إِذَا حَمَلَ جَارِيَةً صَغِيرَةً عَلَى عُنُقِهِ فِي الصَّلَاةِ

(2)

[521] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(3)

مَالِكٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ

(4)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلِأَبِي الْعَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ

(5)

بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ

(6)

، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.

‌18 - بَابٌ

(1)

إِذَا صَلَّى إِلَى فِرَاشٍ فِيهِ حَائِضٌ

[522] حدثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي خَالَتِي مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ قَالَتْ: كَانَ فِرَاشِي حِيَالَ مُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرُبَّمَا وَقَعَ ثَوْبُهُ عَلَيَّ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي.

[523] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ

(7)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ تَقُولُ:

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

قوله: "في الصلاة"، ليس عند ابن عساكر. وسقط:"في الصلاة" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(3)

للأصيلي: "حدّثنا".

(4)

عند (عط): "ابنةِ".

(5)

عليه صح صح.

(6)

"رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ"، الصواب:"ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس". راجع القسطلاني.

* [521][التحفة: خ م د س 12124]

* [522][التحفة: خ م د ق 18060]

(7)

ليس عند ابن عساكر. وسقط: "سليمان" عند الأصيلي، وابن عساكر.

ص: 529

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ نَائِمَةٌ، فَإِذَا سَجَدَ أَصَابَنِي

(1)

ثَوْبُهُ، وَأَنَا حَائِضٌ. وَزَادَ مُسَدَّدٌ

(2)

، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ: وَأَنَا حَائِضٌ.

‌19 - بَابٌ

(3)

هَلْ يَغْمِزُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ عِنْدَ السُّجُودِ لِكَيْ يَسْجُدَ

[524] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: بِئْسَمَا عَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ! لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ غَمَزَ رِجْلَيَّ فَقَبَضْتُهُمَا.

‌20 - بَابُ

(4)

الْمَرْأَةِ تَطْرَحُ عَنِ الْمُصَلِّي شَيْئًا مِنَ الْأَذَى

[525] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّورَمَارِيُّ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَجَمْعُ قُرَيْشٍ فِي مَجَالِسِهِمْ، إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي! أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُورِ

(6)

آلِ فُلَانٍ

(1)

للأصيلي، وابن عساكر:"أصابتني ثيابه". ولأبي ذر وعليه صح: "أصابَني ثِيابُه".

(2)

سقط: "وزاد مسدد إلى: وأنا حائض"، عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

* [523][التحفة: خ م د ق 18060]

(3)

ليس عند الأصيلي.

* [524][التحفة: خ د س 17537]

(4)

عليه صح.

(5)

ليس عند أبي ذر. ولابن عساكر: "السُّرْمَارِيُّ" قاله الكلاباذي. وسقطت النسبة عند أبي ذر، والأصيلي.

(6)

جزور: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).

ص: 530

فَيَعْمِدُ إِلَى فَرْثِهَا وَدَمِهَا وَسَلَاهَا فَيَجِيءُ بِهِ، ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتَّى إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ، فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَثَبَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا، فَضَحِكُوا حَتَّى مَالَ بَعْضُهُمْ إِلَى

(1)

بَعْضٍ مِنَ الضَّحِكِ، فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ عليها السلام وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ - فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى، وَثَبَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْهُ وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ قَالَ: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ - ثُمَّ سَمَّى - اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ

(3)

: قَلِيبِ بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (2) صلى الله عليه وسلم: "وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ

(4)

الْقَلِيبِ لَعْنَةً".

* * *

(1)

عند (عظ)، ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"على".

(2)

للأصيلي: "النبيُّ".

(3)

القليب: البئر التي لم تطوَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).

(4)

قوله: "وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ"، لأبي ذر وعليه صح "وأتبِعْ". ولـ "عط":"أصحابَ" وعليه صح صح.

* [525][التحفة: خ م س 9484]

ص: 531

‌10 - باب مَوَاقِيتُ الصَّلاةِ وَفَضْلُهَا

(1)

وَقَوْلِهِ

(2)

: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}

(3)

: وَقَّتَهُ عَلَيْهِمْ

(4)

.

[526] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْعِرَاقِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَليْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلَّى

(5)

رَسُولُ

(6)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: "بِهَذَا أُمِرْتُ

(7)

". فَقَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ: اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ

(8)

أَوَأَنَّ جِبْرِيلَ هُوَ

(9)

أَقَامَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(10)

وَقْتَ

(11)

الصَّلَاةِ؟

(1)

قوله: "باب" عليه صح، وليس عند الأصيلي. ولأبي ذر عن المستملي:"بسم اللَّه الرحمن الرحيم كتاب مواقيت الصلاة". ولفظة: "وفضلها" بضم اللام وكسرها.

(2)

زاد للأصيلي: "عز وجل".

(3)

[النساء: 103].

(4)

قوله: "وقته عليهم" لأبي ذر عن الحموي، والكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي، والكشميهني، والأصيلي:" {مَوْقُوتًا} مُوَقّتا وقَّته".

(5)

ليس عند ابن عساكر.

(6)

عند أبي الوقت: "برسول".

(7)

"أمرتَ": بالفتح، لأبي ذر وعليه صح. وللأصيلي:"أمرتُ" بالوجهين معا؛ الضم والفتح.

(8)

عليه صح، وزاد لأبي ذر:"به".

(9)

زاد للأصيلى، و (عط):"هو الذي".

(10)

للأصيلي: "صلى اللَّه عليهما وسلم".

(11)

لابن عساكر: "مَواقِيتَ"، ولأبي ذر عن المستملي:"وُقوتَ".

ص: 533

قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ

(1)

كَانَ بَشِيرُ

(2)

بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ.

[527] قَالَ عُرْوَةُ: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ.

‌1 - بَابٌ

(3)

{مُنِيبِينَ

(4)

إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}

(5)

[528] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ؛ هُوَ

(7)

ابْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إِنَّا مِنْ

(8)

هَذَا الْحَيِّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَلَسْنَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَمُرْنَا بِشَيْءٍ نَأْخُذْهُ عَنْكَ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا. فَقَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الْإِيمَانِ بِاللَّهِ

(9)

ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ،

(1)

لأبي ذر: "وكذلك"، وعليه صح.

(2)

عليه صح صح.

* [526][التحفة: خ م د س ق 9977]

* [527][التحفة: خ م د 16596]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"قول اللَّه تعالى: {مُنِيبِينَ} "، وللأصيلي:"عز وجل" بدلًا من "تعالى".

(5)

[الروم: 31].

(6)

سقط: "ابن سعيد" عند الأصيلي.

(7)

لأبي ذر: "وهو"، وعليه صح.

(8)

"من" سقطت عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(9)

بعده عند الأصيلي: "عز وجل"، وعليه صح.

ص: 534

وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَيَّ خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَى

(1)

عَنِ الدُّبَّاءِ

(2)

وَالْحَنْتَمِ

(3)

وَالْمُقَيَّرِ

(4)

وَالنَّقِيرِ

(5)

"

(6)

.

‌2 - بَابُ

(7)

الْبَيْعَةِ عَلَى إِقَامَةِ

(8)

الصَّلَاةِ

[529] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ

(9)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.

‌3 - بَابٌ الصَّلَاةُ كَفَّارَةٌ

(10)

[530] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ،

(1)

للحموي، والأصيلي "وأنهاكم".

(2)

الدباء: القرع، تُجعل القرعةُ اليابسة وعاءً. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).

(3)

الحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنتم).

(4)

المقير: المطلي بالقار، وهو شيء أسود يطلى به السفن والإبل أو هو الزفت. (انظر: القاموس المحيط، مادة: قير).

(5)

النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذًا مُسكرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقر).

(6)

لأبي ذر: "والنقير والمقير".

* [528][التحفة: خ م د ت س 6524]

(7)

ليس عند الأصيلي.

(8)

لأبي ذر: "إقامِ"، وعليه صح.

(9)

لأبي ذر، وعليه صح، وللأصيلي:"النبيَّ".

* [529][التحفة: خ م ت 3226]

(10)

ليس عند الأصيلي، ولأبي ذر في نسخة، وللمستملي:"باب تكفير الصلاة".

ص: 535

قَالَ: سَمِعْتُ

(1)

حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ

(2)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ؟ قُلْتُ: أَنَا كَمَا قَالَهُ. قَالَ: إِنَّكَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ. قُلْتُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ

(3)

وَالنَّهْيُ

(3)

. قَالَ: لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ، وَلَكِنِ الْفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ. قَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا

(4)

مُغْلَقًا. قَالَ: أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ؟ قَالَ: يُكْسَرُ. قَالَ: إِذَنْ لَا يُغْلَقَ

(5)

أَبَدًا. قُلْنَا: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ الْغَدِ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ

(6)

. فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: الْبَابُ عُمَرُ.

[531] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ

(7)

: {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا

(8)

مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ

(1)

لأبي ذر عن المستملي: "حدّثني حذيفة".

(2)

عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي:"النبيّ".

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لبابا".

(5)

عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني، وعليه صح:"يغلقُ".

(6)

بالأغاليط: جمع أغلوطة، وهو ما يغلط فيه ويخطأ؛ أي ليس فيه كذب ولا وهم، والأغلوطات هي صعاب المسائل ودقائق النوازل التي يغلط المتكلم فيها، وقال الداودي: ليس بالأغاليط: أي ليس بالصغير الأمر واليسير الرزية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 134).

* [530][التحفة: خ م ت س ق 3337]

(7)

بعده للأصيلي: "عز وجل"، وعليه صح.

(8)

زلفا: ساعة بعد ساعة. واحدتها زلفة. (انظر: غريب القرآن) لابن قتيبة (ص 210).

ص: 536

الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}

(1)

فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلِي

(2)

هَذَا؟ قَالَ: "لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ

(3)

".

‌4 - بَابُ

(4)

فَضْلِ الصَّلَاةِ لِوَقْتِهَا

[532] حدثنا أَبُو الْوَليدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

شُعْبَةُ، قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ - وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ - قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا". قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: "ثُمَّ

(7)

بِرُّ

(8)

الْوَالِدَيْنِ". قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ

(9)

وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.

(1)

[هود: 114].

(2)

عليه صح.

(3)

ليس عند أبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي عن الحموي.

* [531][التحفة: خ م ت س ق 9376]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

قوله: "هشام بن عبد الملك" ليس عند الأصيلي.

(6)

للأصيلي: "أخبرنا".

(7)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر عن المستملي، والأصيلي.

(8)

قوله: "ثم بر" رقم في هامش الأصل على "ثم" لأبي ذر عن المستملي، وصرح به القسطلاني، ولم يتعرض للسقوط. كتبه: مصححه.

(9)

وقع في المطبوع زيادة: "رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" ولم نجدها في نسخة من الفروع الثلاثة التي بأيدينا. كتبه: مصححه.

* [532][التحفة: خ م ت س 9232]

ص: 537

‌5 - بَابٌ

(1)

الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَةٌ

(2)

[533] حدثنا

(3)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(4)

ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ

(5)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَن نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ

(6)

ذَلِكَ يُبْقِي

(1)

مِنْ دَرَنِهِ

(7)

؟ " قَالُوا: لَا يُبْقِي

(1)

مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا. قَالَ: "فَذَلِكَ مِثْلُ

(8)

الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ

(9)

الْخَطَايَا".

‌6 - بَابُ

(10)

تَضْيِيعِ الصَّلَاةِ عَنْ وَقْتِهَا

[534] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ غَيْلَانَ، عَنْ أَنَسٍ

(1)

عليه صح.

(2)

عليه صح صح، ولابن عساكر، وأبي ذر، والكشميهني:"كفارات للخطايا إذا صلاهن لوقتهن في الجماعة وغيرها". ولأبي ذر، والكشميهني:"كفارة للخطايا". ولـ (عط): "كفارة للخطايا إذا صلاهن لوقتهن في الجماعة وغيرها".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، و (عط):"حدّثني".

(4)

لأبي ذر: "حدّثنا".

(5)

بعده لأبي ذر: "ابن عبد اللَّه"، وللأصيلي:"يعني ابن عبد اللَّه بن الهاد".

(6)

لأبي ذر: "يقول".

(7)

درنه: وسخه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درن).

(8)

ضُبط بهذا في اليونينية، وضبطه القسطلاني بالتحريك، ثم قال: أو بالكسر والسكون.

(9)

عليه صح. وليس لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"بها".

* [533][التحفة: خ م ت س 14998]

(10)

سقط: الباب والترجمة عند الأصيلي وابن عساكر. ولأبي ذر وعليه صح: "باب في تضييع

".

ص: 538

قَالَ: مَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قِيلَ: الصَّلَاةُ؟ قَالَ: أَليْسَ ضَيَّعْتُمْ

(1)

مَا ضَيَّعْتُمْ فِيهَا؟!

[535] حدثنا

(2)

عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ أَخِي

(3)

عَبْدِ الْعَزِيزِ

(4)

، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِدِمَشْقَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ

(5)

؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ، وَهَذِهِ الصَّلَاةُ قَدْ ضُيِّعَتْ.

وَقَالَ بَكْرٌ

(6)

: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ نَحْوَهُ.

‌7 - بَابٌ

(7)

الْمُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ عز وجل

-

[536] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(8)

(1)

لأبي ذر: "قد ضيعتم"، ولابن عساكر:"صنعتم ما صنعتم".

* [534][التحفة: خ 1130]

(2)

للأصيلي: "حدّثني".

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أخو".

(4)

بعده للأصيلي: "ابنِ أبي رواد".

(5)

"فقلت ما يبكيك": وقع في المطبوع زيادة له، ولم نجدها في الفروع التي عندنا. كتبه مصححه.

(6)

لأبي ذر وعليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ابنُ خلف".

* [535][التحفة: خ 1514]

(7)

في نسخة، وللأصيلي.

(8)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

ص: 539

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى يُنَاجِي رَبَّهُ

(1)

، فَلَا يَتْفِلَنَّ

(2)

عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى".

وَقَالَ

(3)

سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "لَا يَتْفِلُ

(4)

قُدَّامَهُ أَوْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ

(5)

".

وَقَالَ شُعْبَةُ: "لَا يَبْزُقُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ

(6)

تَحْتَ قَدَمِهِ".

وَقَالَ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَبْزُقْ فِي الْقِبْلَةِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ

(7)

تَحْتَ قَدَمِهِ

(8)

".

[537] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ

(9)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ

(10)

: "اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ

(11)

(1)

بعده للأصيلي: "عز وجل".

(2)

يتفلن: التفل: نَفْخٌ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النَّفْث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تفل).

(3)

للأصيلي من قوله: "وقال سعيد

إلى: تحت قدمه" أتى بعد حديث: "حدثنا حفص بن عمر

".

(4)

لـ (عط): "لا يتفلْ" بالسكون.

(5)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"قدمِه".

(6)

ليس عند (عط).

(7)

لابن عساكر: "وتحت".

(8)

لـ (عط): "قدميه".

* [536][التحفة: خت 1205 - خ 1373]

(9)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(10)

"أنه قال" عليه صح، لأبي ذر عن الكشميهني.

(11)

"أحدكم" رقم عليه بعلامة أبي ذر وعليه صح وكأنه من طريق الكشميهني وبعلامة الحموي من غير طريق أبي ذر، ورقم عليه أيضًا بعلامة السقوط عند أبي ذر و (عط). وفي أعلى:"كذلك في اليونينية بدون تخريج".

ص: 540

ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ، وَإِذَا بَزَقَ فَلَا يَبْزُقَنَّ

(1)

بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ؛ فَإِنَّهُ

(2)

يُنَاجِي رَبَّهُ".

‌8 - بَابُ

(3)

الْإِبْرَادُِ

(4)

بِالظُّهْرِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ

[538 - 539] حدثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ: حَدَّثَنَا الْأَعْرَجُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَنَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ

(7)

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ

(8)

الصَّلَاةِ

(9)

؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ

(10)

جَهَنَّمَ".

[540] حدثنا ابنُ

(11)

بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُهَاجِرِ

(1)

للأصيلي: "فلا يبزُق".

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فإنما".

* [537][التحفة: خ 1443]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

الإبراد بالظهر: أي: صلاته عند انكسار الوهج وزوال الشمس. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 83).

(5)

بعده لأبي ذر، وأبي الوقت:"ابنِ بلال"

(6)

للأصيلي و (عط): "حدّثني".

(7)

لابن عساكر: "حدّثا".

(8)

عليه صح.

(9)

"بالصلاة" رقم عليه بعلامة القابسي وقبله وبعده صح، وفوقه علامة أبي ذر عن الحموي والمستملي، وفوقه لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح.

(10)

فيح: سطوع الحر وفورانه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيح).

* [538 - 539][التحفة: خ 13649 - خ 7686]

(11)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"محمد بن بشار".

ص: 541

أَبِي الْحَسَنِ، سَمِعَ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ

(1)

قَالَ: أَذَّنَ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، فَقَالَ:"أَبْرِدْ أَبْرِدْ - أَوْ قَالَ - انْتَظِرْ انْتَظِرْ". وَقَالَ: "شِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ". حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ

(2)

التُّلُولِ.

[541] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَفِظْنَاهُ مِنَ

(4)

الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ".

[542] "وَاشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ

(5)

، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ

(6)

أَشَدُّ

(7)

مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ

(8)

".

[543] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ

(9)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا

(10)

الْأَعْمَشُ،

(1)

في حاشية البقاعي: "في جَميع النُّسخ: قال أبُو ذرًّ" وعلى آخره صح.

(2)

فيء: ظل. (انظر: لسان العرب، مادة: فيأ).

* [540][التحفة: خ م د ت 11914]

(3)

بعده لأبي ذر: "المديني" وعليه صح.

(4)

لـ (عط): "عن".

* [541][التحفة: خ س 13142]

(5)

للأصيلي، وأبي ذر، وابن عساكر، وعليهما صح، وأبي الوقت، وعليه صح:"ربِّ".

(6)

سقط: "فهو" عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح.

(7)

للمستملي: "فأشدُّ".

(8)

الزمهرير: شدة البرد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زمهر).

* [542][التحفة: خ س 13142]

(9)

بعده لأبي ذر: "ابنِ غِياث" وعليه صح.

(10)

للأصيلي: "عن الأعمش".

ص: 542

حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ".

تَابَعَهُ

(1)

سُفْيَانُ وَيَحْيَى وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ.

‌9 - بَابُ

(2)

الْإِبْرَادِ بِالظُّهْرِ فِي السَّفَرِ

[544] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُهَاجِرٌ أَبُو الْحَسَنِ مَوْلًى لِبَنِي

(4)

تَيْمِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ

(5)

صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَرَادَ الْمُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ لِلظُّهْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَبْرِدْ". ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ:"أَبْرِدْ". حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ". وَقَالَ

(6)

ابْنُ عَبَّاسٍ: (تَتَفَيَّأُ): تَتَمَيَّلُ

(7)

.

(1)

لـ (عط): "وتابعه".

* [543][التحفة: خ ق 4006]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

سقط: "ابن أبي إياس" عند أبي ذر والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت.

(4)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "مولى بني".

(5)

عليه صح صح؛ ولأبي ذر، وابن عساكر:"رسولِ اللَّه" وعليه صح.

(6)

"وقال": ليس عند الأصيلي. ولابن عساكر "قال محمد: قال".

(7)

قوله: "تَتَفَيَّأُ تَتَمَيَّلُ" كذا لأبي ذر. وللكشميهني عن أبي ذر وعليه صح: "يتفيأ يتميل"، و"تَفَيَّأُ تميلُ": كذا في الفروع من غير عزو.

* [544][التحفة: خ م د ت 11914]

ص: 543

‌10 - بَابٌ

(1)

وَقْتُ الظُّهْرِ عِنْدَ الزَّوَالِ

وَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ.

[545] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(2)

أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خرَجَ حِينَ زَاغَتِ

(3)

الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ، فَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ؛ فَلَا

(4)

تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا

(5)

". فَأَكْثَرَ النَّاسُ فِي الْبُكَاءِ، وَأَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي"

(6)

. فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: "أَبُوكَ حُذَافَةُ". ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي". فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ

(7)

: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا. فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، فَلَمْ أَرَ كَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ".

[546] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ

(8)

أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ

(1)

ليس لأبي ذر عن الأصيلي.

(2)

للأصيلي: "أخبرنا".

(3)

زاغت: مالت. (انظر: مختار الصحاح، مادة: زيغ).

(4)

للأصيلي: "لا تسألوني".

(5)

سقط: "هذا" عند أبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(6)

ليس لأبي ذر وابن عساكر، وعليهما صح. وفي القسطلاني ولأبي ذر والأصيلي:"سلوا".

(7)

لابن عساكر: "قال".

* [545][التحفة: خ م 1493]

(8)

للكشميهني: "حَدَّثَنَا أَبُو المنهال". من الفتح.

ص: 544

أَبِي بَرْزَةَ: كَانَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصُّبْحَ وَأَحَدُنَا يَعْرِفُ جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ فِيهَا مَا بَيْنَ السّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ، وَيُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ وَأَحَدُنَا يَذْهَبُ إِلَى أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجَعَ

(2)

وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ - وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ - وَلَا يُبَالِي بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ: إِلَى شَطْرِ

(3)

اللَّيْلِ. وَقَالَ

(4)

مُعَاذٌ: قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً، فَقَالَ: أَوْ ثُلُثِ اللَّيْلِ.

[547] حدثنا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي

(5)

: ابْنَ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(6)

عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(7)

خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالظَّهَائِرِ

(8)

فَسَجَدْنَا

(9)

عَلَى ثِيَابِنَا؛ اتِّقَاءَ الْحَرِّ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، ولأبي الوقت:"قال كان" وعليه صح.

(2)

عليه صح صح، وفي نسخة وعليه صح، وليس في (عظ):"ثم يرجع".

(3)

شطر: الشطر: النصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).

(4)

لابن عساكر: "قال محمد: وقال".

* [546][التحفة: خ م د س ق 11605]

(5)

لابن عساكر: يعني: "ابنَ معاذ"، لكن لا يُعرف للمؤلف شيخ اسمه "محمد بن معاذ".

(6)

"حدثنا": وعليه صح لأبي ذر، والأصيلي.

(7)

للأصيلي "حدثنا".

(8)

بالظهائر: جمع ظهيرة، وهو شدة الحر نصف النهار. والمراد: صلاة الظهر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظهر).

(9)

عليه صح. وللأصيلي، وأبي ذر:"سَجَدْنَا".

* [547][التحفة: ع 250]

ص: 545

‌11 - بَابُ

(1)

تَأْخِيرِ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ

[548] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ

(2)

: ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو

(3)

بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمَانِيًا: الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ. فَقَالَ

(4)

أَيُّوبُ: لَعَلَّهُ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ؟ قَالَ: عَسَى.

‌12 - بَابُ

(5)

وَقْتِ الْعَصْرِ

وَقَالَ

(6)

أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ: مِنْ

(7)

قَعْرِ حُجْرَتِهَا.

[549] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ

(8)

، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا

(9)

.

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

سقط: "هو" عند أبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وأبي الوقت.

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"وهو ابن".

(4)

لـ (عط): "قال".

* [548][التحفة: خ م د س 5377]

(5)

ليس عند الأصيلي، ومن هذا الباب إلى "باب إنما جعل الإمام ليؤتم به" سقط الأبواب والتراجم من سماع كريمة. اهـ من اليونينية.

(6)

قوله: "قال أبو أسامة

إلى: حجرتها": ليس عند ابن عساكر، والأصيلي، و (عط)، ورقم لابن عساكر في أول السقط وآخره.

(7)

"في": ليس لأبي ذر عن الكشميهني.

(8)

بعده للأصيلي: "ابنِ عروة".

(9)

بعده لـ (عط): "وقال"، وللأصيلي:"وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ مِنْ قَعْرِ حُجْرَتِهَا".

* [549][التحفة: خ 16765]

ص: 546

[550] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا؛ لَمْ يَظْهَرِ الْفَيْءُ

(1)

مِنْ حُجْرَتِهَا.

[551] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(2)

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يصَلِّي صَلَاةَ الْعَصْرِ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي؛ لَمْ يَظْهَرِ الْفَيْءُ بَعْدُ. وَقَالَ

(3)

مَالِكٌ

(4)

وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَشُعَيْبٌ وَابْنُ أَبِي حَفْصةَ: وَالشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ.

[552] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(5)

عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ؟ فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ

(6)

الَّتِي تَدْعُونَهَا الْأُولَى حِينَ تَدْحَضُ

(7)

الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا

(1)

الفيء: الظل الذي يكون بعد الزوال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).

* [550][التحفة: خ ت س 16585]

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"حدثنا".

(3)

لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"قال أبو عبد اللَّه: وقال مالك"، وللأصيلي و (عط):"قال مالك".

(4)

عليه صح.

* [551][التحفة: خ م ق 16440]

(5)

للأصيلي: "حدثنا".

(6)

الهجير: الظهر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجر).

(7)

تدحض: أي: تزول عن وسط السماء إلى جهة المغرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دحض).

ص: 547

إِلَى رَحْلِهِ

(1)

فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ

(2)

- وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ - وَكَانَ

(3)

يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ

(4)

الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ

(5)

، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَنْفَتِلُ

(6)

مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ

(7)

حِينَ يَعْرِفُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ.

[553] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَخْرُجُ الْإِنْسَانُ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَنَجِدُهُمْ

(8)

يُصَلُّونَ الْعَصْرَ.

[554] حدثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ

(9)

يَقُولُ: صَلَّيْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ

(1)

رحله: الرحل: الدار والمسكن والمنزل، والجمع رحال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(2)

حية: أي: صافية اللون لم يدخلها التغيير بدنو المغيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حيا).

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني، وعليه صح:"فكان".

(4)

"من العشاء": ثبتت "من" عند: أبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وأبي الوقت في نسخة.

(5)

العتمة: عَتَمَة الليل: ظلمته. وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العَتَمَة، تسميةً بالوقت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتم).

(6)

ينفتل: يميل ويذهب. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 145).

(7)

الغداة: الصبح. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(2/ 27).

* [552][التحفة: خ م د س ق 11605]

(8)

هكذا "فنجدهم" بالنون في اليونينية لا غير. اهـ. من هامش الفرع، وفي القسطلاني بالمثناة التحتية، فانظره.

* [553][التحفة: خ م س 202]

(9)

بعده للأصيلي: "ابنَ سهل".

ص: 548

الْعَزِيزِ الظُّهْرَ، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَوَجَدْنَاهُ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ، مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّيْتَ؟ قَالَ: الْعَصرُ، وَهَذِهِ صلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي كُنَّا نُصَلِّي مَعَهُ.

‌13 - بَابُ وَقْتِ الْعَصْرِ

(1)

[555] حدثنا

(2)

أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ

(3)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي

(4)

فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، وَبَعْضُ الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ أَوْ نَحْوِهِ

(5)

.

[556] حدثنا

(6)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَذْهَبُ الذَّاهِبُ مِنَّا إِلَى قُبَاءٍ فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.

* [554][التحفة: خ م س 225]

(1)

سقط هذا الباب والترجمة عند الأصيلي، وابن عساكر.

(2)

هذا الحديث عند الأصيلي تأخر عن الذي يليه.

(3)

للأصيلي: "النبيُّ".

(4)

العوالي: تطلق على أعلى المدينة المنورة، حيث يبدأ وادي بطحان، بينها وبين المدينة ثلاثة أميال (الميل: 1609 مترات)، ولكنها اليوم تتصل بالمدينة، وفي جنوب شرق المسجد النبوي حي من أحياء المدينة على طريق العوالي سمي حي العوالي. (انظر: المعالم الأثيرة في السنن والسيرة) (ص 203).

(5)

عليه صح. وليس للكشميهني عن أبي ذر. ولأبي ذر: "نحوَه".

* [555][التحفة: خ 1495]

(6)

هذا الحديث عند الأصيلي تقدم عن الذي قبله.

* [556][التحفة: خ س 1531]

ص: 549

‌14 - بَابُ

(1)

إِثْمُِ مَنْ فَاتَتْهُ الْعَصْرُ

[557] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ

(2)

عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا

(3)

وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ"

(4)

.

‌15 - بَابُ

(1)

مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ

[558] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بِصَلَاةِ الْعَصْرِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ

(8)

حَبِطَ عَمَلُهُ".

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

"عن عبد اللَّه بن": عليه صح، لأبي ذر، وأبي الوقت، و (عظ).

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"فكأنما".

(4)

للمستملي: "قال أبو عبد اللَّه: يَتَرَكُم. وَتَرْتُ الرجلَ؛ إذا قتلتَ له قتيلا، أو أخذتَ له مالا". وقوله: "أو أخذتَ له مالا" للمستملي في نسخة أخرى، ولأبي ذر عن المستملي، ولأبي الوقت:"أو أخذتَ ماله".

* [557][التحفة: خ س 2013 - خ م د س 8345]

(5)

"بن إبراهيم": ليس عند الأصيلي.

(6)

لابن عساكر وأبي ذر: "أخبرنا".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(8)

قوله "فقد": ليس عند ابن عساكر، و (عط)، ورُوي لأبي ذر عن الحموي والكشميهني، وعليه صح.

* [558][التحفة: خ س 2013]

ص: 550

‌16 - بَابُ

(1)

فَضْلِ صَلَاةِ الْعَصْرِ

[559] حدثنا

(2)

الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ

(3)

قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي الْبَدْرَ

(4)

- فَقَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ

(5)

فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا. ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ

(6)

بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} "

(7)

.

قَالَ إِسْمَاعِيلُ: افْعَلُوا لَا تَفُوتَنَّكُمْ

(8)

.

[560] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(9)

مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

للأصيلي: "حدثني".

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وأبي الوقت:"ابنِ عبد اللَّه".

(4)

سقط: "يعني البدر" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(5)

كذا بالضبطين على المثناة الفوقية، ورقم عليه معا.

تضامون: يروى بالتشديد والتخفيف، فالتشديد معناه: لا ينضم بعضكم إلى بعض وتزدحمون وقت النظر إليه. ومعنى التخفيف: لا ينالكم ضيم في رؤيته فيراه بعضكم دون بعض. والضيم: الظلم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضمم).

(6)

"فسبح" عليه صح لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط). لكن التلاوة بالواو.

(7)

[ق: 39].

(8)

لـ (عط): "يفوتنكم".

* [559][التحفة: ع 3223]

(9)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"أخبرنا".

ص: 551

بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ

(1)

الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ

(2)

- وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ".

‌17 - بَابُ

(3)

مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ

(4)

قَبْلَ الْغُرُوبِ

(5)

[561] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى

(7)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ سَجْدَةً مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ

(8)

الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ، وَإِذَا أَدْرَكَ سَجْدَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ".

[562] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(9)

، قَالَ: حَدَّثَنِي

(10)

إِبْرَاهِيمُ

(11)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

يعرج: العروج: الصعود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرج).

(2)

عليه صح، وبعده لابن عساكر:"ربكم"، ولـ (عط):"ربهم".

* [560][التحفة: خ م س 13809]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

"ركعة من العصر": لابن عساكر "من العصر ركعة".

(5)

عليه صح، وللأصيلي:"المغرب".

(6)

للأصيلي: "أخبرنا".

(7)

بعده لأبي الوقت، وفي نسخة أخرى:"ابنِ أبي كثير".

(8)

للأصيلي: "تَغِيبَ".

* [561][التحفة: خ س 15375]

(9)

بعده للأصيلي: "الأُوَيْسِيُّ".

(10)

للأصيلي: "حدّثنا".

(11)

بعده لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ابنُ سعد". هذه الرموز من القسطلاني، وفي غير فرع: علامة أبي ذر فقط.

ص: 552

يَقُولُ: "إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا

(1)

حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ عَجَزُوا

(2)

؛ فَأُعْطُوا قِيرَاطًا

(3)

قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ عَجَزُوا؛ فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِينَا الْقُرْآنَ فَعَمِلْنَا إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ؛ فَأُعْطِينَا قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ

(4)

: أَيْ رَبَّنَا، أَعْطَيْتَ هَؤُلَاءِ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، وَأَعْطَيْتَنَا قِيرَاطًا قِيرَاطًا وَنَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا! قَالَ: قَالَ اللَّهُ عز وجل: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَهُوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ".

[563] حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلًا إِلَى اللَّيْلِ، فَعَمِلُوا إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، فَقَالُوا: لَا حَاجَةَ لَنَا إِلَى أَجْرِكَ، فَاسْتَأْجَرَ آخَرِينَ، فَقَالَ: أَكْمِلُوا

(5)

بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَلكُمُ الَّذِي شَرَطْتُ، فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا كَانَ حِينَ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَالُوا: لَكَ مَا عَمِلْنَا، فَاسْتَأْجَرَ قَوْمًا فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الْفَرِيقَيْنِ".

(1)

بعده لأبي ذر: "بها" وعليه صح.

(2)

للأصيلي: "ثم عجزوا".

(3)

قيراطا: جزء معلوم عند اللَّه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 178).

(4)

لابن عساكر: "الكتاب".

* [562][التحفة: خ 6799]

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "اعْمَلُوا".

* [563][التحفة: خ 9070]

ص: 553

‌18 - بَابُ

(1)

وَقْتِ الْمَغْرِبِ

وَقَالَ عَطَاءٌ: يَجْمَعُ الْمَرِيضُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.

[564] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(2)

الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(3)

أَبُو النَّجَاشِيِّ

(4)

صُهَيْبٌ مَوْلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ

(5)

، قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يَقُولُ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَإِنَّهُ لَيُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِ

(6)

.

[565] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ

(7)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَدِمَ الْحَجَّاجُ فَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ نَقِيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ

(8)

، وَالْعِشَاءَ أَحْيَانًا وَأَحْيَانًا؛ إِذَا رَآهُمُ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وَإِذَا رَآهُمْ أَبْطَوْا

(9)

أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ كَانُوا - أَوْ كَانَ - النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

"حدّثني": عليه صح؛ لابن عساكر، وأبي الوقت.

(3)

"حدّثني": لأبي ذر وعليه صح.

(4)

في رواية أبي ذرّ: "أبو النجاشي مولى رافع هو: عطاء بن صهيب" وعند الأصيلي مثله، وعند الحافظ ابن عساكر: "حدّثني أبو النجاشي قال: سمعت رافع بن

" انظر القسطلاني.

(5)

قوله: "مولى رافع بن خديج" رقم عليه بـ (لا

إلى) وبدون رمز.

(6)

نبله: النبل: السهام العربية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبل).

* [564][التحفة: خ م ق 3572]

(7)

بعده: "ابنِ إبراهيم": ليس لأبي ذر عن الكشميهني، وعليه صح.

(8)

وجبت: غابت وسقطت. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 280).

(9)

كذا في اليونينية من غير همز.

ص: 554

يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ

(1)

.

[566] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ إِذَا تَوَارَتْ

(2)

بِالْحِجَابِ.

[567] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ

(3)

عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبْعًا جَمِيعًا، وَثَمَانِيًا

(4)

جَمِيعًا.

‌19 - بَابُ

(5)

مَنْ كَرِهَ أَنْ يُقَالَ لِلْمَغْرِبِ الْعِشَاءُ

[568] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، هُوَ

(6)

: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ

(7)

(1)

بغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلس).

* [565][التحفة: خ م د س 2644]

(2)

توارت بالحجاب: أي غابت الشمس في الأفق واستترت به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجب).

* [566][التحفة: خ م د ت ق 4535]

(3)

"عبدِ اللَّه بن عباس": ليس لأبي ذر عن الكشميهني.

(4)

لـ (عظ): "وثمانِيَ".

* [567][التحفة: خ م د س 5377]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

كذا لابن عساكر، وعليه صح. وليس عند الأصيلي.

(7)

"ابنُ مغفل": نسبها في الفتح لكريمة.

ص: 555

الْمُزَنِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَغْلِبَنَّكُمُ

(2)

الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمُ الْمَغْرِبِ

(3)

". قَالَ الْأَعْرَابُ: وَتَقُولُ

(4)

: هِيَ الْعِشَاءُ.

‌20 - بَابُ

(5)

ذِكْرِ الْعِشَاءِ وَالْعَتَمَةِ

(6)

وَمَنْ رَآهُ وَاسِعًا

قَالَ

(7)

أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَثْقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ الْعِشَاءُ وَالْفَجْرُ"، وَقَالَ:"لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالْفَجْرِ".

قالَ أبو عَبد الله

(8)

: وَالاِخْتِيَارُ أَنْ يَقُولَ الْعِشَاءُ

(9)

لِقَوْلِهِ

(10)

تَعَالَى {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ}

(11)

.

وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنَّا نَتَنَاوَبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ فَأَعْتَمَ بِهَا.

(1)

للأصيلي: "رسولَ اللَّه".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني، وعليه صح:"يغلبنكم".

(3)

للكشميهني: "المغربُ" بالرفع.

(4)

قوله: "الأعراب وتقول" الـ "و" ليس لـ (عط)، وفي رواية:"وتقول الأعراب". "وتقول": الرواية التي شرح عليها القسطلاني بالياء التحتية، وجعل رواية الأصيلي من حيث ثبوت الواو، ونسب الفوقية للكشميهني. كتبه مصححه.

* [568][التحفة: خ 9661]

(5)

ليس عند الأصيلي.

(6)

للأصيلي: "أو العتمة".

(7)

لأبي ذر: "وقال".

(8)

سقط: "قال أبو عبد اللَّه" عند الأصيلي، و (عط).

(9)

قوله: "يقول العشاء" ضُبطت "العشاءُ" بالرفع في الفروع التي بأيدينا. كتبه مصححه.

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "لقول اللَّه".

(11)

[النور: 58].

ص: 556

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةُ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بالْعِشَاءِ.

وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ عَائِشَةَ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَمَةِ.

وَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعِشَاءَ.

وَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يؤَخِّرُ الْعِشَاءَ.

وَقَالَ أَنَسٌ: أَخَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ.

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو أَيُّوبَ وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ.

[569] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: قَالَ سَالِمٌ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ، وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: "أَرَأَيْتُمْ

(2)

لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنةٍ مِنْهَا، لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ".

‌21 - بَابُ

(3)

وَقْتِ الْعِشَاءِ إِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ أَوْ تَأَخَّرُوا

[570] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَمْرٍو، هوَ

(4)

: ابْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

(5)

قَالَ: سَأَلْنَا

(6)

جَابرَ بْنَ

(1)

قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أرأيتَكُم".

* [569][التحفة: خ 7003]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

لابن عساكر، والأصيلي:"وهو".

(5)

قوله: "ابن علي"؛ ليس عند ابن عساكر.

(6)

في نسخة: "سألتُ".

ص: 557

عَبْدِ اللَّهِ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ

(1)

: كَانَ

(2)

يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ، وَالْعِشَاءَ إِذَا كَثُرَ النَّاسُ عَجَّلَ، وَإِذَا قَلُّوا أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ بِغَلَسٍ.

‌22 - بَابُ

(3)

فَضْلِ الْعِشَاءِ

[571] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: أَعْتَمَ

(4)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً بِالْعِشَاءِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْشُوَ الْإِسْلَامُ فَلَمْ يَخْرُجْ، حَتَّى قَالَ عُمَرُ: نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ فَقَالَ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ:"مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ غَيْرُكُمْ"

(5)

.

[572] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(6)

أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي الَّذِينَ قَدِمُوا مَعِي فِي السَّفِينَةِ نُزُولًا فِي بَقِيعِ بُطْحَانَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، فكانَ يَتَنَاوَبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ كُلَّ لَيْلَةٍ نَفَرٌ مِنْهُمْ، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ عليه السلام

(7)

أَنَا وَأَصْحَابِي، وَلَهُ بَعْضُ الشُّغْلِ

(1)

لابن عساكر: "قال".

(2)

زاد بعده: "النبيُّ صلى الله عليه وسلم" وعليه صح، وليس عند الأصيلي.

* [570][التحفة: خ م د س 2644]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

أعتم: دخل في عَتَمَة الليل، وهي ظُلْمته. والمراد: أَخَّرَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتم).

(5)

كذا بالضبطين في اليونينية.

* [571][التحفة: خ م 16544]

(6)

كذا لأبي الوقت، ولابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي:"حدّثنا".

(7)

بدلًا منه: "صلى الله عليه وسلم"، وعليه صح.

ص: 558

فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، فَأَعْتَمَ بِالصَّلَاةِ حَتَّى ابْهَارَّ

(1)

اللَّيْلُ، ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ لِمَنْ حَضَرَهُ: "عَلَى رِسْلِكُمْ

(2)

، أَبْشِرُوا إِنَّ

(3)

مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَنَّهُ

(4)

لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ غَيْرُكُمْ - أَوْ قَالَ: مَا صَلَّى هَذِهِ السَّاعَةَ أَحَدٌ غَيْرُكُمْ"، لَا يَدْرِي

(5)

أَيَّ الْكَلِمَتَيْنِ. قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: فَرَجَعْنَا فَفَرِحْنَا

(6)

بِمَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌23 - بَابُ

(4)

مَا يُكْرَهُ مِنَ النَّوْمِ قَبلَ الْعِشَاءِ

[573] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ

(7)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(8)

عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا.

(1)

ابهار: انْتَصَفَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بهر).

(2)

رسلكم: الرِّسل: التأني، وعلى رسلك أي: تأنَّ واتئد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل).

(3)

"فَإِنَّ": هذه من الفرع، وليست في اليونينية مع أنه خرج فيها على قوله:"إنَّ" وهي في الأصل بلا رمز. كتبه مصححه.

(4)

عليه صح.

(5)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"أدرِي".

(6)

للأصيلي، وابن عساكر، ولأبي ذر عن الكشميهني:"وفَرِحْنا". ولأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح:"فَرْحَى". ولأبي ذر، وفي نسخة:"فَرَحنا". ولابن عساكر، والقابسي:"فَرَحًا".

* [572][التحفة: خ م 9058]

(7)

"ابن سلام": ليس عند ابن عساكر. وسقط عند الأصيلي، وابن عساكر.

(8)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدّثنا".

* [573][التحفة: خ د ت ق 11606]

ص: 559

‌24 - بَابُ

(1)

النَّوْمِ قَبْلَ الْعِشَاءِ لِمَنْ غُلِبَ

[574] حدثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ

(2)

، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ

(3)

، قَالَ

(4)

صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعِشَاءِ حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ: الصَّلَاةَ

(5)

نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ فَقَالَ

(6)

: "مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ

(7)

غَيْرُكُمْ

(8)

". قَالَ: وَلَا يُصَلَّى

(9)

يَوْمَئِذٍ إِلَّا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانُوا

(10)

يُصَلُّونَ فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ.

[575] حدثنا مَحْمُودٌ

(11)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(12)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(13)

ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(14)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "هو ابن بلال".

(3)

كذا عند أبي ذر. ولأبي ذر، وأبي الوقت:"هو ابن بلال".

(4)

ليس لأبي ذر عن الكشميهني: "قال حدّثنا".

(5)

عليه صح.

(6)

لابن عساكر: "وقال".

(7)

قوله: "أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ" لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَحَدٌ".

(8)

رقم عليها في اليونينية: فتحة صغيرة، وأما في الفرع فالراء مضمومة.

(9)

عليه صح، ولأبي ذر:"تُصَلَّى".

(10)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وأبي الوقت:"قال: وكانوا".

* [574][التحفة: خ 16499]

(11)

بعده للأصيلي: "يعني: ابن غَيْلانَ".

(12)

لأبي الوقت، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"حدثنا" وعليه صح.

(13)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أخبرنا".

(14)

للأصيلي: "حدثني".

ص: 560

شُغِلَ عَنْهَا لَيْلَةً فَأَخَّرَهَا حَتَّى رَقَدْنَا فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا ثُمَّ رَقَدْنَا ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:"لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ غَيْرُكُمْ". وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يُبَالِي أَقَدَّمَهَا أَمْ أَخَّرَهَا، إِذَا كَانَ لَا يَخْشَى أَنْ يَغْلِبَهُ النَّوْمُ عَنْ وَقْتِهَا، وَكَانَ

(1)

يَرْقُدُ قَبْلَهَا.

[576] قال ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ، وَقَالَ

(2)

: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً بِالْعِشَاءِ حَتَّى رَقَدَ النَّاسُ، وَاسْتَيْقَظُوا وَرَقَدُوا وَاسْتَيْقَظُوا، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: الصَّلَاةَ. قَالَ

(3)

عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ الْآنَ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ

(5)

فَقَالَ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا هَكَذَا

(6)

". فَاسْتَثْبَتُّ عَطَاءً كَيْفَ وَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِهِ يَدَهُ

(7)

كَمَا أَنْبَأَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَبَدَّدَ

(8)

لِي عَطَاءٌ بَيْنَ أَصَابِعِهِ شَيْئًا مِنْ تَبْدِيدٍ، ثُمَّ وَضَعَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ عَلَى قَرْنِ

(9)

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وأبي الوقت:"وقد كان".

* [575][التحفة: خ م د 7776]

(2)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، و (عظ):"فقال".

(3)

لابن عساكر: "فقال".

(4)

قوله: "نبي اللَّه" لابن عساكر: "النبي". وبدلا منه: "رسول اللَّه" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وعليه صح، ورقم عليه للقابسي.

(5)

كذا لابن عساكر في نسخة. وللكشميهني، وابن عساكر:"رأسي". قال القسطلاني: وهو وهم لما يأتي بعد.

(6)

عليه صح، وفي (خ) نسخة:"كذا".

(7)

قوله: "على رأسه يدَه" كذا في فرعين صحيحين وفي المطبوع: "يدَه على رأسه".

(8)

فبدد: فرق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بدد).

(9)

قرن: جانب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرن).

ص: 561

الرَّأْسِ، ثُمَّ ضَمَّهَا يُمِرُّهَا كَذَلِكَ عَلَى الرَّأْسِ حَتَّى مَسَّتْ إِبْهَامُهُ طَرَفَ

(1)

الْأُذُنِ مِمَّا يَلِي الْوَجْهَ عَلَى الصُّدْغِ

(2)

، وَنَاحِيَةِ اللِّحْيَةِ لَا يُقَصِّرُ

(3)

وَلَا يَبْطُشُ

(4)

إِلَّا كَذَلِكَ، وَقَالَ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا

(5)

هَكَذَا".

‌25 - بَابُ

(6)

وَقْتِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ

وَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِبُّ تَأْخِيرَهَا.

[577] حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ

(7)

قَالَ: أَخَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صلَاةَ

(8)

الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى ثُمَّ قَالَ:"قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَنَامُوا، أَمَا إِنَّكمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا".

وَزَادَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، سَمِعَ أَنَسًا

(9)

: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ

(10)

خَاتَمِهِ لَيْلَتَئِذٍ.

(1)

قوله: "إبهامُه طرفَ" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إبهامَيه طرفُ".

(2)

الصدغ: ما بين العين إلى شحمة الأذن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صدغ).

(3)

عليه صح. وفي نسخة، وعليه صح، والأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني:"لا يعْصِر".

(4)

ضم الطاء في اليونينية.

(5)

بدلًا منه: "يصلوها" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وأبي الوقت.

* [576][التحفة: خ م س 5915]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

بعده للأصيلي: "ابنِ مالك".

(8)

ليس عند ابن عساكر.

(9)

للأصيلي: "ابنَ مالك قال" وعليه صح.

(10)

وبيص: بريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبص).

* [577][التحفة: خ 657 - خت 791]

ص: 562

‌26 - بَابُ

(1)

فَضْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ

(2)

[578] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ

(3)

لِي

(4)

جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ: "أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كمَا تَرَوْنَ هَذَا، لَا تُضَامُّونَ - أَوْ

(5)

لَا تُضَاهُونَ - فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا". ثُمَّ قَالَ:"فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا".

[579] حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنِي

(6)

أَبُو جَمْرَةَ

(7)

، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى

(8)

، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ

(9)

دَخَلَ الْجَنَّةَ". وَقَالَ ابْنُ رَجَاءٍ: حَدَّثَنَا

(10)

هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ (7)، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ بِهَذَا.

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

بعده لأبي ذر: "والحديثِ" وعليه صح.

(3)

للأصيلي، وأبي الوقت، والأصيلي وعليه صح:"قال قال". كذا في اليونينية، وفي الفرع لابن عساكر بدل الأصيلي وفي القسطلاني نوع مخالفة.

(4)

رقم عليه للأصيلي.

(5)

لـ (عط): "أو قال: لا".

* [578][التحفة: ع 3223]

(6)

للأصيلي: "حدثنا".

(7)

عليه صح.

(8)

سقط: "ابن أبي موسى" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(9)

البردين: الصبح والعصر، سُمّيا بذلك لبرد هوائهما بخلاف ما بينهما من النهار. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 83).

(10)

للأصيلي: "أخبرنا".

* [579][التحفة: خ م 9138]

ص: 563

[580] حدثنا إِسْحَاقُ، عَنْ

(1)

حَبَّانَ

(2)

، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

(3)

.

‌27 - بَابُ

(4)

وَقْتِ الْفَجْرِ

[581] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(5)

، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ

(6)

: أَنَّهُمْ تَسَحَّرُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ: كَمْ

(7)

بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ أَوْ سِتِّينَ - يَعْنِي آيَةً.

[582] ح حدثنا حَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ

(8)

، سَمِعَ رَوْحًا

(9)

، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا

(10)

، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا، قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى

(11)

. قُلْنَا

(12)

لِأَنَسٍ: كَمْ كَانَ

(1)

كذا لابن عساكر.

(2)

عليه صح، ولأبي ذر وعليه صح:"حدثنا حَبانُ".

(3)

"بمثله". كذا في اليونينية من غير رقم.

* [580][التحفة: خ م 9138]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

بعده للأصيلي: "ابنِ مالك".

(6)

للأصيلي: "حدثهم".

(7)

بعده للكشميهني وعليه صح من غير رواية أبي ذر، والأصيلي:"كم كان".

* [581][التحفة: خ م ت س ق 3696]

(8)

"الحسن بن الصباح" عليه صح؛ لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت، وعليه صح:"روحَ بنَ عُبادة".

(10)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي والكشميهني، وعليه صح:"تسحروا".

(11)

كذا للمستملي. وللمستملي، وأبي ذر وعليه صح، وكريمة:"فصلى". ولأبي ذر عن الكشميهني، ولأبي الوقت:"فصليا". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فصلينا".

(12)

لأبي ذر: "قلتُ".

ص: 564

بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا، وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً.

[583] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: كُنْتُ أَتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي، ثُمَّ يَكُونُ

(1)

سُرْعَةٌ

(2)

بِي أَنْ أُدْرِكَ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[584] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(3)

اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: كُنَّ

(4)

نِسَاءُ الْمُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ

(5)

بِمُرُوطِهِنَّ

(6)

، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلَاةَ، لَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الْغَلَسِ

(7)

.

* [582][التحفة: خ س 1187]

(1)

لـ (عط): "تكون"

(2)

عليه صح.

* [583][التحفة: خ 4696]

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"حدثنا" وعليه صح.

(4)

للأصيلي: "كنا".

(5)

متلفعات: متلففات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لفع).

(6)

بمروطهن: المروط: أكسية من صوف، أو من خَزًّ أو غيره. الواحد مِرْط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرط).

(7)

الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلس).

* [584][التحفة: خ 16555]

ص: 565

‌28 - بَابُ

(1)

مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْفَجْرِ رَكْعَةً

[585] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَعَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَنِ الْأَعْرَجِ، يُحَدِّثُونَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً

(2)

قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْعَصْرَ".

‌29 - بَابُ

(3)

مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً

[586] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ".

‌30 - بَابُ

(3)

الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ

[587] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ، وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ، أَنَّ

(1)

ليس لأبي ذر، والأصيلي.

(2)

لابن عساكر: "ركعة من الصبحِ".

* [585][التحفة: خ م ت س ق 12206]

(3)

ليس عند الأصيلي.

* [586][التحفة: خ م د س 15243]

ص: 566

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ

(1)

الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ.

[588] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَاسٌ بِهَذَا.

[589] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(2)

ابْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ

(3)

طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا".

[590] وَقال حَدَّثَنِي

(4)

ابْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ

(5)

الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ".

تَابَعَهُ

(6)

عَبْدَةُ.

(1)

عليه صح، ولأبي ذر وعليه صح:"تُشْرِقَ".

* [587][التحفة: ع 10492]

* [588][التحفة: ع 10492]

(2)

للأصيلي: "حدثني".

(3)

للأصيلي: "لصلاتكم".

* [589][التحفة: خ م س 7322]

(4)

لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"قال: وحدثني".

(5)

للأصيلي: "حاجبا".

حاجب الشمس: ناحية منها وحرفها الأعلى. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 181).

(6)

لابن عساكر: "قال محمد: تابعه".

* [590][التحفة: خ م س 7322]

ص: 567

[591] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعَتَيْنِ، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ صَلَاتَيْنِ: نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَعَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ

(1)

، وَعَنِ الاِحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يُفْضِي بِفَرْجِهِ

(2)

إِلَى السَّمَاءِ، وَعَنِ الْمُنَابَذَةِ

(3)

وَالْمُلَامَسَةِ

(4)

.

‌31 - بَابٌ لَا يَتَحَرَّى

(5)

الصَّلَاةَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ

[592] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَتَحَرَّى أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّي عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ،

(1)

اشتمال الصماء: أن يتجلَّل الرجلُ بثوبه ولا يرفع منه جانبًا. وإنما قيل لها صَمَّاء، لأنه يَسدُّ على يديه ورجليه المنافذَ كلها، كالصخرة الصَّمَاء التي ليس فيها خَرْق ولا صَدْع. والفقهاء يقولون: هو أن يَتغطَّى بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صمم).

(2)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر:"فرجُه". كذا في اليونينية ضم الجيم.

(3)

المنابذة: هو أن يقول الرجل لصاحبه: انْبِذْ إِليَّ الثوب، أو أنْبِذه إليك؛ ليجب البيع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبذ).

(4)

للأصيلي: "الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ".

الملامسة: هي أن يقول: إذا لمست ثوبي أو لمست ثوبك فقد وجب البيع. وقيل: هي أن يلمس المتاع من وراء ثوب، ولا ينظر إليه، ثم يوقع البيع عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لمس).

* [591][التحفة: خ م س ق 12265]

(5)

رقم عليه لنسخة، وابن عساكر، وأبي ذر. ولأبي ذر، والأصيلي:"تُتحرى". ولابن عساكر: "تَتَحَرَّوْا".

ص: 568

وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا".

[593] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(1)

عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ الْجُنْدَعِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ".

[594] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلَاةً لَقَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهَا

(2)

، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا

(3)

- يَعْنِي - الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.

[595] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ

(4)

.

* [592][التحفة: خ م 8375]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني". وللأصيلي: "حدثنا".

* [593][التحفة: خ م س 4155]

(2)

لأبي ذر وعليه صح عن الكشميهني والمستملي، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"يُصَلَّيهما".

(3)

لأبي ذر عن الحموي: "عنها".

* [594][التحفة: خ 11406]

(4)

سقط ذكر "الشمس" عند الأصيلي.

* [595][التحفة: خ م س ق 12265]

ص: 569

‌32 - بَابُ

(1)

مَنْ لَمْ يَكْرَهِ الصَّلَاةَ إِلَّا بَعْدَ الْعَصْرِ وَالْفَجْرِ

(1)

رَوَاهُ عُمَرُ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ.

[596] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ

(2)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أُصَلِّي كَمَا رَأَيْتُ أَصْحَابِي يُصَلُّونَ، لَا أَنْهَى أَحَدًا يُصَلِّي بِلَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ

(3)

مَا شَاءَ، غَيْرَ أَنْ لَا تَحَرَّوْا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا.

‌33 - بَابُ

(1)

مَا يُصَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ مِنَ الْفَوَائِتِ وَنَحْوِهَا

وَقَالَ

(4)

كُرَيْبٌ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ

(5)

: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ:"شَغَلَنِي نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ".

[597] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَالَّذِي ذَهَبَ بِهِ، مَا تَرَكَهُمَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ، وَمَا لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى ثَقُلَ عَنِ الصَّلَاةِ، وَكَانَ يُصَلِّي كَثِيرًا مِنْ صَلَاتِهِ قَاعِدًا، تَعْنِي: الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهِمَا، وَلَا يُصَلِّيهِمَا فِي الْمَسْجِدِ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُثَقِّلَ عَلَى أُمَّتِهِ، وَكَانَ يُحِبُّ مَا يُخَفِّفُ

(6)

عَنْهُمْ.

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

"ابن زيد": ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

عليه صح، وللكشميهني:"أو نهار".

* [596][التحفة: خ م 7532]

(4)

للأصيلي: "قال أبو عبد اللَّه: وقال".

(5)

لابن عساكر: "قالت: صلَّى". وللأصيلي: "قال: صلَّى".

(6)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"خَفَّفَ". كذا بالبناء للفاعل في اليونينية.

* [597][التحفة: خ 16042]

ص: 570

[598] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَتْ

(1)

عَائِشَةُ: ابْنَ

(2)

أُخْتِي، مَا تَرَكَ النَّبِيُّ

(3)

صلى الله عليه وسلم السَّجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدِي قَطُّ.

[599] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَكْعَتَانِ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يدَعُهُمَا سِرًّا وَلَا عَلَانِيَةً

(4)

: رَكْعَتَانِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعَصْرِ.

[600] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ وَمَسْرُوقًا شَهِدَا عَلَى عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا

(5)

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْتِينِي فِي يَوْمٍ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت، والأصيلي، وابن عساكر:"قال: قالت" وعليه صح.

(2)

للأصيلي: "يا ابن".

(3)

للأصيلي: "رسولُ اللَّه".

* [598][التحفة: خ س 17311]

(4)

"سِرًّا وَلَا عَلَانِيَةً": ليس عند ابن عساكر.

* [599][التحفة: خ م س 16009]

(5)

للأصيلي: "وما".

* [600][التحفة: خ م د س 16028]

ص: 571

‌34 - بَابُ

(1)

التَّبْكِيرِ بِالصَّلَاةِ فِي يَوْمِ غَيْمٍ

(2)

[601] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، هُوَ: ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا الْمَلِيحِ

(3)

حَدَّثَهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ فَقَالَ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ حَبِطَ

(4)

عَمَلُهُ".

‌35 - بَابُ

(5)

الْأَذَانِ بَعْدَ ذَهَابِ الْوَقْتِ

[602] حدثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ

(6)

صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوْ عَرَّسْتَ

(7)

بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ"، قَالَ

(8)

بِلَالٌ: أَنَا أُوقِظُكُمْ، فَاضْطَجَعُوا وَأَسْنَدَ بِلَالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَغَلَبَتْهُ

(9)

عَيْنَاهُ فَنَامَ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

للأصيلي: "الغيم".

(3)

عليه صح. و"مَلِيحٍ" عليه صح، لأبي ذر وعليه صح.

(4)

للكشميهني من غير رواية أبي ذر، وعليه صح:"فقد حَبِطَ".

* [601][التحفة: خ س 2013]

(5)

عليه صح.

(6)

للأصيلي: "رسولِ اللَّه".

(7)

عرست: التعريس: النزول آخر الليل للنوم والاستراحة، وقد يستعمل في النزول أي وقت كان من ليل أو نهار. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 76).

(8)

للأصيلي، وابن عساكر:"فقال".

(9)

للحموي، والكشميهني:"فَغَلَبَت".

ص: 572

فَقَالَ: "يَا بِلَالُ أَيْنَ مَا قُلْتَ؟ " قَالَ: مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ، قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ، يَا بِلَالُ، قُمْ فَأَذِّنْ

(1)

بِالنَّاسِ

(2)

بِالصَّلَاةِ"، فَتَوَضَّأَ فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَابْيَاضَّتْ قَامَ فَصَلَّى.

‌36 - بَابُ

(3)

مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ جَمَاعَةً بَعْدَ ذَهَابِ الْوَقْتِ

[603] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كِدْتُ أُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَاللَّهِ مَا صَلَّيْتُهَا". فَقُمْنَا إِلَى بُطْحَانَ فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ

(4)

وَتَوَضَّأْنَا لَهَا، فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ.

(1)

لأبي ذر عن المستملي: "فآذِنِ الناسَ". هذا الرقم من الفرع.

(2)

كذا لابن عساكر، وفي نسخة. وللأصيلي:"للناسِ". ولأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر، وأبي الوقت:"الناسَ".

* [602][التحفة: خ د س 12096]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

عليه صح.

* [603][التحفة: خ م ت س 3150]

ص: 573

‌37 - بَابُ

(1)

مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا

(2)

، وَلَا يُعِيدُ

(3)

إِلَّا تِلْكَ الصَّلَاةَ

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَنْ تَرَكَ صَلَاةً وَاحِدَةً عِشْرِينَ سَنَةً، لَمْ يُعِدْ إِلَّا تِلْكَ الصَّلَاةَ الْوَاحِدَةَ.

[604] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(4)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ

(5)

إِذَا ذَكَرَهَا

(6)

، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ {وَأَقِمِ

(7)

الصَّلَاةَ لِذِكْرِي

(8)

}

(9)

".

قَالَ مُوسَى: قَالَ هَمَّامٌ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدُ: {وَأَقِمِ

(10)

الصَّلَاةَ لِذِكْرِي

(11)

}.

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

كذا لأبي الوقت، وفي نسخة. ولأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر، ولأبي الوقت:"ذَكَرَ".

(3)

للأصيلي: "ولا يُعِد".

(4)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وأبي الوقت:"ابنِ مالك".

(5)

للأصيلي، وابن عساكر:"فَلِيُصَلِّيَ". كذا في فرعٍ بكسر اللام، وفي فرعٍ آخر بسكونها مع فتح الياء الأخيرة فيهما. كتبه مصححه.

(6)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(7)

لـ (عظ)، وأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أقم".

(8)

للأصيلي: "لِلذِّكْرَى". وللأصيلي وابن عساكر: "لِلذَّكْرِ".

(9)

[طه: 14].

(10)

لأبي ذر، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"أقم"، وعليه صح.

(11)

للأصيلي: "لِلذِّكْرَى".

* [604][التحفة: خ م 1399]

ص: 574

[605] قال

(1)

حَبَّانُ

(2)

: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا

(3)

قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.

‌38 - بَابُ

(4)

قَضَاءِ الصَّلَوَاتِ

(5)

الْأُولَى فَالْأُولَى

[606] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(6)

، عَنْ

(7)

هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(8)

يَحْيَى، هُوَ: ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ

(9)

قَالَ: جَعَلَ عُمَرُ

(10)

يَوْمَ الْخَنْدَقِ يَسُبُّ كُفَّارَهُمْ، وَقَالَ

(11)

: مَا كِدْتُ أُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتْ

(12)

. قَالَ: فَنَزَلْنَا بُطْحَانَ فَصَلَّى بَعْدَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ.

(1)

للأصيلي: "قال أبو عبد اللَّه: وقال".

(2)

عليه صح.

(3)

لابن عساكر: "أخبرنا".

* [605][التحفة: خ م 1399]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولأبي الوقت وعليه صح:"الصلاة".

(6)

بعده لابن عساكر: "القطّانُ".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا هِشامٌ". ولأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا هشامٌ".

(8)

للأصيلي: "حدثني".

(9)

للأصيلي: "ابن عبد اللَّه".

(10)

لابن عساكر: "رضوان اللَّه عليه". ولأبي ذر: "رضي الله عنه".

(11)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقال".

(12)

بعده لأبي ذر: "الشمسُ".

* [606][التحفة: خ م ت س 3150]

ص: 575

‌39 - بَابُ

(1)

مَا يُكْرَهُ مِنَ السَّمَرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ

(2)

[607] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمِنْهَالِ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: حَدِّثْنَا كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ؟ قَالَ

(3)

: كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ - وَهِيَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْأُولَى - حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى أَهْلِهِ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ - وَنَسِيتُ مَا قَالَ

(4)

فِي الْمَغْرِبِ - قَالَ: وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ. قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَنْفَتِلُ

(5)

مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حِينَ يَعْرِفُ أَحَدُنَا جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ مِنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ.

‌40 - بَابُ

(6)

السَّمَرِ فِي الْفِقْهِ وَالْخَيْرِ

(6)

بَعْدَ الْعِشَاءِ

[608] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ

(7)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: انْتَظَرْنَا الْحَسَنَ وَرَاثَ عَلَيْنَا حَتَّى قَرُبْنَا

(8)

مِنْ وَقْتِ قِيَامِهِ،

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر: "السامرُ من السَّمَر، والجميع: السُّمَّارُ، والسَّامِرُ ها هنا في موضع الجميع، وعليه صح".

(3)

للأصيلي: "فقال".

(4)

لابن عساكر: "قال لي".

(5)

ينفتل: ينصرف. (انظر: عون المعبود)(3/ 179).

* [607][التحفة: خ م د س ق 11605]

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر: "صباح" وعليه صح.

(8)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، و (عط):"قَرِيبًا".

ص: 576

فَجَاءَ فَقَالَ

(1)

: دَعَانَا جِيرَانُنَا هَؤُلَاءِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ

(2)

: نَظَرْنَا

(3)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ يَبْلُغُهُ، فَجَاءَ فَصَلَّى لَنَا ثُمَّ خَطَبَنَا، فَقَالَ: "أَلَا إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا ثُمَّ رَقَدُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ

(4)

تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ".

قَالَ الْحَسَنُ: وَإِنَّ الْقَوْمَ لَا يَزَالُونَ بِخَيْرٍ

(5)

مَا انْتَظَرُوا الْخَيْرَ.

قَالَ قُرَّةُ: هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[609] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةٍ

(6)

لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ". فَوَهَِلَ

(7)

النَّاسُ فِي

(8)

مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ عليه السلام

(9)

إِلَى مَا يَتَحَدَّثُونَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"وقال".

(2)

للأصيلي، وأبي الوقت:"ابنُ مالك".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "انتظرنا".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لن".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"في خير": وعليه صح.

* [608][التحفة: خ 526]

(6)

"مائةِ سنة": لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، والأصيلي.

(7)

كذا بالضبطين معًا.

فوهل: أي: سها وغلط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وهل).

(8)

للمستملي، والكشميهني:"مِنْ".

(9)

لأبي ذر: "النبي صلى الله عليه وسلم" وعليه صح.

ص: 577

مِنْ

(1)

هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ". يُرِيدُ بِذَلِكَ: أَنَّهَا تَخْرِمُ

(2)

ذَلِكَ الْقَرْنَ.

‌41 - بَابُ

(3)

السَّمَرِ مَعَ الضَّيْفِ وَالْأَهْلِ

(4)

[610] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا

(5)

فُقَرَاءَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ، وَإِنْ أرْبَعٌ

(6)

فَخَامِسٌ

(7)

أَوْ سَادِسٌ"

(7)

. وَأَنَّ

(8)

أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلَاثَةٍ فَانْطَلَقَ

(9)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَشَرَةٍ، قَالَ: فَهُوَ أَنَا وَأَبِي

(10)

وَأُمِّي

(11)

. فَلَا أَدْرِي قَالَ

(12)

: وَامْرَأَتِي وَخَادِمٌ بَيْنَنَا

(13)

وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "في".

(2)

تخرم: تُذهِب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرم).

* [609][التحفة: خ م 6840]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

قوله: "الضيف والأهل" لأبي ذر: "الأهلِ والضيف".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ناسا".

(6)

كذا بالضبطين معًا. وللأصيلي وأبي ذر: "أربعةٌ".

(7)

كذا بالضبطين معًا، وعليه صح صح.

(8)

لأبي ذر، و (عط):"وإنَّ".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"وانطلق".

(10)

كذا للكشميهني.

(11)

قوله: "أنا وأبي وأمي" لأبي الوقت، وأبي ذر، والحموي:"أنا وأبي فلا". ولأبي ذر، والمستملي، وعليه صح:"أنا وأمي".

(12)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"ولا أدري هل قال".

(13)

لأبي ذر، وأبي الوقت، وابن عساكر، والأصيلي:"بينَ بيتِنا وبيتِ". ولأبي ذر، و (عط):"بينَ بيتنا وبين بيت".

ص: 578

عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ لَبِثَ حَيْثُ

(1)

صُلِّيَتِ الْعِشَاءُ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى

(2)

تَعَشَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بَعْدَمَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: وَمَا

(3)

حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ - أَوْ قَالَتْ ضَيْفِكَ - قَالَ: أَوَمَا عَشَّيْتِيهِمْ؟ قَالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ قَدْ عُرِضُوا

(4)

فَأَبَوْا. قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ. فَقَالَ: يَا غُنْثَرُ

(5)

، فَجَدَّعَ

(6)

وَسَبَّ، وَقَالَ: كُلُوا لَا هَنِيئًا. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا وَايْمُ اللَّهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلَّا رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا، قَالَ: يَعْنِي: حَتَّى

(7)

شَبِعُوا

(8)

، وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ أَوْ أَكْثَرُ

(9)

مِنْهَا، فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ مَا هَذَا

(10)

؟ قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي لَهِيَ الْآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ

(11)

، فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولأبي الوقت:"حتى"، وزاد في حاشية البقاعي نسبته لـ (عط). ولابن عساكر، وفي نسخة:"حين".

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ما حبَسَك".

(4)

لـ (عط): "عَرَضُوا".

(5)

غنثر: الثقيل الوَخِم. وقيل: الجاهل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة غنثر).

(6)

فجدع: أي: خَاصَمَ وذَمَّ، والمجادعة: المخاصمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدع).

(7)

قوله: "يعني حتى" ليس عند: أبي ذر، وابن عساكر والقابسي و (عط).

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"قال: وشبعوا". ولابن عساكر: "قال: شبعوا". ولـ (عط): "قال: فشبعوا".

(9)

لأبي ذر، وابن عساكر:"أو أكثرُ فقال".

(10)

لابن عساكر: "هذه".

(11)

للأصيلي وعليه صح، ولـ (عط):"مِرار".

ص: 579

وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ

(1)

مِنَ الشَّيْطَانِ، يَعْنِي: يَمِينَهُ ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَصْبَحَتْ

(1)

عِنْدَهُ، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ فَمَضَى الْأَجَلُ، فَفَرَّقَنَا

(2)

اثْنَا

(3)

عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ، اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ

(4)

، فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ. أَوْ كَمَا قَالَ.

* * *

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر: "فعرّفْنا". و"فَفرَقَنا": التخفيف للحموي والمستملي، والتثقيل لأبي الهيثم. اهـ. من اليونينية وفتحة قاف "ففرَقَنا" من الفرع.

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"اثنَيْ".

(4)

لـ (عط): "رجل منهم".

* [610][التحفة: خ م د 9688]

ص: 580

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌11 - باب

(2)

بَدءُِ الأَذانِ

وَقَوْلُِهُِ

(3)

عز وجل: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا (هُزُؤًا) وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}

(4)

، وَقَوْلُهُ:{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}

(5)

.

[611] حدثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ

(6)

، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(7)

قَالَ: ذَكَرُوا النَّارَ وَالنَّاقُوسَ

(8)

، فَذَكَرُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، فَأُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، وَأَنْ يُوتِرَ الْإِقَامَةَ.

[612] حدثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَاةَ

(9)

لَيْسَ يُنَادَى لَهَا، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا

(1)

قوله: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم" ليس لابن عساكر.

(2)

ليس لأبي ذر، والأصيلي. وعند ابن عساكر:"كتاب الأذان باب بدء".

(3)

للأصيلي: "وقول اللَّه عز وجل و".

(4)

[المائدة: 58].

(5)

[الجمعة: 9]. وبعده للأصيلي: "الآية".

(6)

سقط: "الحذاء" عند الأصيلي، وأبي ذر، وأبي الوقت.

(7)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(8)

الناقوس: هو خشبة طويلة تضرب بخشبة أصغر منها، والنصارى يعلمون بها أوقات صلاتهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقس).

* [611][التحفة: ع 943]

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني: "للصلاة".

ص: 581

فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، و

(1)

قَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ

(2)

بُوقًا مِثْلَ قَرْنِ

(3)

الْيَهُودِ، فَقَالَ عُمَرُ

(4)

: أَوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلًا

(5)

يُنَادِي بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ

(6)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا بِلَالُ قُمْ فَنَادِ بِالصَّلَاةِ".

‌1 - بَابُ

(7)

الْأَذَانُِ مَثْنَى مَثْنَى

(8)

[613] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(9)

قَالَ: أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، وَأَنْ

(10)

يُوتِرَ الْإِقَامَةَ (7) إِلَّا الْإِقَامَةَ.

[614] حدثنا

(11)

مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(12)

عَبْدُ الْوَهَّابِ

(13)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(14)

خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا كَثُرَ النَّاسُ، قَالَ:

(1)

ليس لأبي الوقت.

(2)

ليس عند: (عط).

(3)

عليه صح، "بوق" كذا في اليونينية من غير رقم، والظاهر أنه بدل:"قرن".

(4)

"رضي الله عنه"، كذا في هامش اليونينية من غير تصحيح.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "رجلا منكم".

(6)

لأبي الوقت: "وقال".

* [612][التحفة: خ م ت س 7775]

(7)

ليس للأصيلي.

(8)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني. وليس عند ابن عساكر في نسخة.

(9)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(10)

عند (عط): "ويوتر".

* [613][التحفة: ع 943]

(11)

رقم عليه لابن عساكر، وأبي الوقت، وأبي ذر، والأصيلي، وعليه صح. ولأبي ذر:"حدثني محمد، هو: ابن سلام".

(12)

لأبي ذر: "حدثني". وللأصيلي: "حدثنا".

(13)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"الثقفي".

(14)

لابن عساكر: "حدثنا".

ص: 582

ذَكَرُوا أَنْ يَعْلَمُوا

(1)

وَقْتَ الصَّلَاةِ بِشَيْءٍ يَعْرِفُونَهُ، فَذَكَرُوا أَنْ يُورُوا

(2)

نَارًا أَوْ يَضْرِبُوا نَاقُوسًا، فَأُمِرَ بِلَالٌ: أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، وَأَنْ يُوتِرَ الْإِقَامَةَ.

‌2 - بَابٌ

(3)

الْإِقَامَةُ وَاحِدَةٌ إِلَّا قَوْلَهُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ

[615] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(4)

، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ

(5)

، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(6)

قَالَ: أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، وَأَنْ يُوتِرَ الْإِقَامَةَ.

قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَذَكَرْتُ

(7)

لِأَيُّوبَ فَقَالَ: إِلَّا الْإِقَامَةَ.

‌3 - بَابُ

(3)

فَضْلِ التَّأْذِينِ

(8)

[616] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(9)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ

(10)

ضُرَاطٌ؛ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ

(11)

أَقْبَلَ

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"يُعْلِمُوا".

(2)

يوروا: يوقدوا. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 474).

* [614][التحفة: ع 943]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

ليس عند (عط): "بن عبد اللَّه".

(5)

بعده عند (عط): "الحذاء".

(6)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني، وكذا للأصيلي:"فذكرته".

* [615][التحفة: ع 943]

(8)

قوله: "فضل التأذين" ليس عند (عط).

(9)

لأبي ذر: "النبي".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي:"له" بدون واو.

(11)

للأصيلي، وابن عساكر:"قُضِيَ النداءُ".

ص: 583

حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ

(1)

بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ

(2)

أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطُِرَ

(3)

بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ

(4)

كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ

(5)

الرَّجُلُ لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى".

‌4 - بَابُ

(6)

رَفْعِ الصَّوْتِ بِالنِّدَاءِ

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَذِّنْ أَذَانًا سَمْحًا، وَإِلَّا فَاعْتَزِلْنَا.

[617] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ

(7)

بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ

(8)

، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ؛ فَإِنَّهُ "لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ، إِلَّا شَهِدَ

(9)

لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ

(10)

صلى الله عليه وسلم.

(1)

ثوب: التثويب ها هنا: إقامة الصلاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثوب).

(2)

للأصيلي، وابن عساكر:"قُضِيَ التَّثْوِيبُ".

(3)

لأبي ذر بضم الطاء وكسرها معا.

يخطر: يوسوس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خطر)

(4)

عند (عط): "واذكر".

(5)

للأصيلي: "يَضِلَّ" من "الفتح".

* [616][التحفة: خ د س 13818]

(6)

ليس عند الأصيلي.

(7)

لأبي ذر: "و".

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"لِلصَّلَاةِ".

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني، وكذا لأبي الوقت:"يشهد".

(10)

للأصيلي: "النبي".

* [617][التحفة: خ س ق 4105]

ص: 584

‌5 - بَابُ

(1)

مَا يُحْقَنُ بِالْأَذَانِ مِنَ الدِّمَاءِ

[618] حدثنا

(2)

قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(4)

، أَنَّ

(5)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ

(6)

إِذَا غَزَا بِنَا قَوْمًا، لَمْ يَكُنْ يَغْزُو

(7)

بِنَا حَتَّى يُصْبِحَ، وَيَنْظُرَ فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا كَفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ عَلَيْهِمْ. قَالَ فَخَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَلَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا رَكِبَ، وَرَكِبْتُ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَخَرَجُوا إِلَيْنَا بِمَكَاتِلِهِمْ

(8)

وَمَسَاحِيهِمْ

(9)

، فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا

(10)

: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ

(11)

، قَالَ: فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ".

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني".

(3)

سقط: "ابن سعيد" عند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(4)

قوله: "ابن مالك" سقط عند أبي ذر، وابن عساكر.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني، وكذا للحموي:"عن".

(6)

لأبي ذر: "أنه كان".

(7)

للأصيلي، وأبي الوقت:"يُغِيرُ" من الفرع. ولأبي ذر عن المستملي، وكذا لأبي الوقت:"يُغِرْ". ولأبي الوقت، وابن عساكر:"يُغِزِينا". ولأبي ذر عن الحموي، والكشميهني:"يَعْدُ بنا".

(8)

بمكاتلهم: المكتل: وعاء كبير يسع خمسة عشر صاعًا، والصاع: مكيال قدره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).

(9)

مساحيهم: جمع مِسْحاة، وهي المِجْرفة من الحديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحا).

(10)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قال".

(11)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وكذا لأبي الوقت:"والجيش".

الخميس: الجيش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمس)

* [618][التحفة: خ 581]

ص: 585

‌6 - بَابُ

(1)

مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الْمُنَادِي

[619] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(2)

مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ".

[620] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمًا

(3)

، فَقَالَ مِثْلَهُ

(4)

إِلَى قَوْلِهِ: وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ.

[621] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى نَحْوَهُ.

قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ إِخْوَانِنَا، أَنَّهُ

(6)

قَالَ: لَمَّا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. قَالَ: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ". وَقَالَ

(7)

: هَكَذَا سَمِعْنَا نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ.

(1)

عليه صح، ورقم عليه للأصيلي.

(2)

عند (عط): "حدثنا".

* [619][التحفة: ع 4150]

(3)

في نسخة: "يوما وسمع المؤذن".

(4)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"بمثله" من الفرع.

* [620][التحفة: خ سي 11434]

(5)

سقط "ابن راهويه" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(6)

ليس عند (عط).

(7)

للأصيلي: "قال".

* [621][التحفة: خ سي 11434]

ص: 586

‌7 - بَابُ

(1)

الدُّعَاءِ عِنْدَ النِّدَاءِ

[622] حدثنا

(2)

عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

‌8 - بَابُ

(1)

الاِسْتِهَامِ فِي الْأَذَانِ

وَيُذْكَرُ أَنَّ أَقْوَامًا

(3)

اخْتَلَفُوا فِي الْأَذَانِ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ سَعْدٌ.

[623] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا

(4)

إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا

(5)

عَلَيْهِ لَاستَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ

(6)

لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ

(7)

وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا

(8)

".

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر: "حدثني".

* [622][التحفة: خ د ت س ق 3046]

(3)

لأبي ذر، والأصيلي:"قوما".

(4)

للأصيلي، وأبي ذر:"لَا يَجِدُونَ".

(5)

يستهموا: الاستهام: الاقتراع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سهم).

(6)

التهجير: التبكير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجر).

(7)

العتمة: عَتَمَة الليل: ظُلْمته. وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العَتَمَة، تسميةً بالوقت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتم).

(8)

حبوا: مشيا على اليدين والركبتين، أو الاسْت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبا).

* [623][التحفة: خ م ت س 12570 - خ ت س 12577]

ص: 587

‌9 - بَابُ

(1)

الْكَلَامِ فِي الْأَذَانِ

وَتَكَلَّمَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ فِي أَذَانِهِ، وَقَالَ الْحَسَنُ: لَا بَأْسَ أَنْ يَضْحَكَ وَهُوَ يُؤَذِّنُ أَوْ يُقِيمُ.

[624] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ - صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ - وَعَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ فِي يَوْمٍ رَدْغٍ

(2)

، فَلَمَّا بَلَغَ الْمُؤَذِّنُ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ الصَّلَاةُ

(3)

فِي الرِّحَالِ

(4)

؛ فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ فَعَلَ هَذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ

(5)

، وَإِنَّهَا عَزْمَةٌ

(6)

.

‌10 - بَابُ

(1)

أَذَانِ الْأَعْمَى إِذَا كَانَ لَهُ مَنْ يُخْبِرُهُ

[625] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا

(1)

ليس عند الأصيلي.

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي:"رَزَغٍ" وعلى أوله وآخره صح.

ردغ: هو الماء والطين والوحل الكثير الشديد. (انظر: لسان العرب، مادة: ردغ).

(3)

كذا ضبطها بالوجهين معا، وعليه صح.

(4)

الرحال: يعني الدور والمساكن والمنازل، وهي جمع رحل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "منهم"، ولابن عساكر في نسخة:"مني".

(6)

عزمة: حق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عزم).

* [624][التحفة: خ م د ق 5783]

ص: 588

حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ". ثُمَّ

(1)

قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى لَا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ.

‌11 - بَابُ

(2)

الْأَذَانِ بَعْدَ الْفَجْرِ

[626] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ

(3)

إِذَا اعْتَكَفَ

(4)

الْمُؤَذِّنُ لِلصُّبْحِ وَبَدَا الصُّبْحُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تُقَامَ الصَّلَاةُ.

[627] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ

(5)

: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ.

[628] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا

(6)

مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ

(1)

عليه صح. وليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

* [625][التحفة: خ 6917]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

لأبي ذر: "كان إذا أذن المؤذن للصبح".

(4)

عليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، ونسخة، و (عط):"اعتكف وأذن"، ولابن عساكر:"اعتكف أذن".

* [626][التحفة: خ م ت س ق 15801]

(5)

عليه صح. وبعده لابن عساكر: "أنها قالت" وعليه صح. وللأصيلي، وأبي الوقت:"قالت" وعليه صح.

* [627][التحفة: خ م 17783]

(6)

للأصيلي: "حدثنا".

ص: 589

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي

(1)

بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ".

‌12 - بَابُ

(2)

الْأَذَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ

[629] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَوْ أَحَدًا مِنْكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سَحُورِهِ

(3)

فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ - أَوْ يُنَادِي - بِلَيْلٍ لِيَرْجِعَ

(4)

قَائِمَكُمْ

(4)

وَلِيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ وَلَيْسَ

(5)

أَنْ يَقُولَ الْفَجْرُ أَوِ الصُّبْحُ - وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ

(6)

وَرَفَعَهَا

(7)

إِلَى فَوْقُ وَطَأْطَأَ إِلَى أَسْفَلُ - حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا". وَقَالَ زُهَيْرٌ بِسَبَّابَتَيْهِ إِحْدَاهُمَا فَوْقَ الْأُخْرَى ثُمَّ مَدَّهَا

(8)

عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ.

[630 - 631] حدثنا

(9)

إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: عُبَيْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا

(10)

،

(1)

للأصيلي: "يؤذن".

* [628][التحفة: خ س 7237]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

للحموي، وأبي ذر، وأبي الوقت:"سَحَره".

(4)

عليه صح.

(5)

عند (عط): "فليس".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بِإِصْبَعِه". كذا في اليونينية، وقال في "الفتح":"وللكشميهني: "بإصبعيه ورفعهما" بلفظ التثنية فيهما".

(7)

لأبي ذر: "ورفعهما".

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عظ):"مدهما".

* [629][التحفة: خ م د س ق 9375]

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني".

(10)

للأصيلي: "أخبرنا".

ص: 590

عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ. وَعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم قَالَ. وحَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ

(2)

، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ

(4)

قَالَ: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا، حَتَّى يُؤَذِّنَ

(5)

ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ".

‌13 - بَابٌ

(4)

كَمْ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ وَمَنْ يَنْتَظِرُ الْإِقَامَةَ

(6)

[632] حدثنا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ - ثَلَاثًا - لِمَنْ شَاءَ".

[633] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيَّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ الْمُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ قَامَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ

(7)

، حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

لأبي ذر: "النبي".

(2)

سقط "المروزي" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

(3)

بعده لأبي ذر: "ابن موسى"، وللأصيلي:"يعني: ابن موسى".

(4)

سقط للأصيلي.

(5)

لأبي ذر، والكشميهني:"يُنَاديَ".

* [630 - 631][التحفة: م 8006 - خ م س 17535]

(6)

قوله: "ومن ينتظر الإقامة" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

* [632][التحفة: ع 9658]

(7)

السواري: جمع سارية، وهي العمود. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود) (6/ 5).

ص: 591

وَهُمْ

(1)

كَذَلِكَ يُصَلُّونَ الرَّكْعَتَيْنِ

(2)

قَبْلَ الْمَغْرِبِ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ شَيْءٌ.

قَالَ

(3)

عُثْمَانُ بْنُ جَبَلَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ: لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَّا قَلِيلٌ.

‌14 - بَابُ

(4)

مَنِ انْتَظَرَ الْإِقَامَةَ

[634] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(5)

شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(6)

عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ بِالْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَامَ، فَرَكَعَ

(7)

رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بَعْدَ أَنْ يَسْتَبِينَ

(8)

الْفَجْرُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلْإِقَامَةِ.

‌15 - بَابٌ

(9)

بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ لِمَنْ شَاءَ

[635] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(10)

كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

عليه صح. وفي نسخة، وكذا لأبي ذر عن الحموي، والكشميهني:"وهي" وعليه صح.

(2)

لابن عساكر: "ركعتين".

(3)

لابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه: وقال".

* [633][التحفة: خ س 1112]

(4)

ليس للأصيلي، و (عط) عن الحموي.

(5)

للأصيلي: "حدثنا".

(6)

لأبي ذر: "أخبرنا".

(7)

رقم عليه لأبي ذر، والكشميهني. ولأبي الوقت:"يركع".

(8)

لأبي ذر، والكشميهني:"يستنير".

* [634][التحفة: خ س 16465]

(9)

ليس للأصيلي.

(10)

عند (عط): "أخبرنا"

ص: 592

بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ، بَيْنَ

(1)

كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ - ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: لِمَنْ شَاءَ".

‌16 - بَابُ

(2)

مَنْ قَالَ: لِيُؤَذِّنْ فِي السَّفَرِ مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ

[636] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَن أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ: أَتَيْتُ

(3)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ رَحِيمًا رَفِيقًا

(4)

، فَلَمَّا رَأَى شَوْقَنَا إِلَى أَهَالِينَا

(5)

قَالَ: "ارْجِعُوا فَكُونُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ وَصَلُّوا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ".

‌17 - بَابُ (2) الْأَذَانِ لِلْمُسَافِرِ

(6)

إِذَا كَانُوا جَمَاعَةً وَالْإِقَامَةِ وَكَذَلِكَ بِعَرَفَةَ وَجَمْعٍ وَقَوْلِ الْمُؤَذِّنِ: الصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ أَوِ الْمَطِيرَةِ

[637] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي الْحَسَنِ،

(1)

للأصيلي: "مرتين".

* [635][التحفة: ع 9658]

(2)

ليس للأصيلي.

(3)

لابن عساكر، والأصيلي:"قال: أتيت" وعليه صح.

(4)

عليه صح. ولابن عساكر، والأصيلي، والكشميهني:"رقيقا".

(5)

للأصيلي، وأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أهلينا".

* [636][التحفة: ع 11182]

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني، وكذا للأصيلي:"للمسافرين".

ص: 593

عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فَأَرَادَ الْمُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ: "أَبْرِدْ

(1)

"، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ: "أَبْرِدْ"، ثُمَّ أَرَادَ

(2)

أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ:"أَبْرِدْ"، حَتَّى سَاوَى الظِّلُّ التُّلُولَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ

(3)

جَهَنَّمَ".

[638] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: أَتَى رَجُلَانِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدَانِ السَّفَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا أَنْتُمَا خَرَجْتُمَا، فَأَذِّنَا ثُمَّ أَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا".

[639] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ: أَتَيْنَا

(4)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ

(5)

مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا

(6)

وَلَيْلَةً، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا رَفِيقًا

(7)

، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا - أَوْ قَدِ

(8)

اشْتَقْنَا - سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ، قَالَ: "ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ

(9)

فَأَقِيمُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ

(1)

أبرد: صَلَّها إذا انكسر وَهَجُ الشمس بعد الزَّوال. (انظر: الفائق في غريب الحديث)(1/ 91).

(2)

بعده: "المؤذن"، ورقم عليه "لا" وكتب:"كذا في اليونينية".

(3)

فيح: سطوع الحر وفورانه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيح).

* [637][التحفة: خ م د ت 11914]

* [638][التحفة: ع 11182]

(4)

لابن عساكر: "قال: أتيت النبي".

(5)

شببة: جمع شابًّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شبب).

(6)

ليس لابن عساكر، وأبي الوقت.

(7)

كتب: "رقيقا" في غير الفرع. اهـ قسطلاني.

(8)

لأبي الوقت، وابن عساكر:"وقد".

(9)

عند (عط): "أهاليكم".

ص: 594

وَمُرُوهُمْ - وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لَا أَحْفَظُهَا - وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ"

(1)

.

[640] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(2)

يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، قَالَ: أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ، ثُمَّ قَالَ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فَأَخْبَرَنَا

(3)

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ:"أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ"، فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ أَوِ الْمَطِيرَةِ فِي السَّفَرِ.

[641] حدثنا إِسْحَاقُ

(5)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْأَبْطَحِ، فَجَاءَهُ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ خَرَجَ

(6)

بِلَالٌ بِالْعَنَزَةِ

(7)

حَتَّى رَكَزَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالْأَبْطَحِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ.

(1)

هذا الحديث سقط من نسخ.

* [639][التحفة: ع 11182]

(2)

عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(3)

عليه صح. ولأبي ذر، و (عط):"وأخبرنا".

(4)

للأصيلي: "النبي".

* [640][التحفة: خ 8186]

(5)

بعده عند (عط): "ابن منصور". وليس عند الأصيلي.

(6)

لأبي الوقت: "أُخرج".

(7)

بالعنزة: هي مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنز).

* [641][التحفة: خ م 11814]

ص: 595

‌18 - بَابٌ

(1)

هَلْ يَتَتَبَّعُ

(2)

الْمُؤَذِّنُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا؟ وَهَلْ يَلْتَفِتُ فِي الْأَذَانِ؟

وَيُذْكَرُ عَنْ بِلَالٍ: أَنَّهُ جَعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَجْعَلُ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا بَأْسَ أَنْ يُؤَذِّنَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ.

وَقَالَ عَطَاءٌ: الْوُضُوءُ حَقٌّ وَسُنَّةٌ.

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ.

[642] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى بِلَالًا يُؤَذِّنُ، فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا بِالْأَذَانِ.

‌19 - بَابُ

(1)

قَوْلِ الرَّجُلِ فَاتَتْنَا الصَّلَاةُ

وَكَرِهَ ابْنُ سِيرِينَ أَنْ يَقُولَ: فَاتَتْنَا الصَّلَاةُ

(3)

، وَلَكِنْ

(4)

لِيَقُلْ: لَمْ نُدْرِكْ. وَقَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَصَحُّ.

[643] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ،

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

للأصيلي: "يُتْبِع".

* [642][التحفة: خ س 11807]

(3)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.

(4)

لأبي ذر، وليس عند ابن عساكر. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"وليقل".

ص: 596

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ

(2)

رِجَالٍ

(3)

، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ:"مَا شَأْنُكُمْ؟ "، قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا

(4)

؛ إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ

(5)

فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا".

‌20 - بَابٌ

(6)

لَا يَسْعَى

(7)

إِلَى

(8)

الصَّلَاةِ، وَلْيَأْتِ

(9)

بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ

(8)

وَقَالَ: "مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا" قَالَهُ

(10)

أَبُو قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[644] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذا سَمِعْتُمُ الْإِقَامَةَ فَامْشُوا

(1)

عند (عط): "رسول اللَّه".

(2)

جلبة: هي الأصوات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلب).

(3)

لأبي ذر، وابن عساكر:"الرجال".

(4)

لأبي ذر: "لا تفعلوا".

(5)

لابن عساكر في نسخة. وللأصيلي، وابن عساكر:"السكينة".

السكينة: الوقار والتأني في الحركة والسير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سكن).

* [643][التحفة: خ م 12111]

(6)

من قوله: "باب" إلى قوله: "والوقار" ليس عند الأصيلي. ومن قوله: "باب" إلى قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم" ثابت عند أبي ذر عن الحموي.

(7)

سقط: "لا يسعى" إلى قوله: "والوقار وقال" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(8)

لأبي ذر عن الحموي.

(9)

لأبي ذر: "وليأتها".

(10)

"وقاله" كذا في اليونينية من غير رقم.

ص: 597

إِلَى الصَّلَاةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ

(1)

وَالْوَقَارِ، وَلَا تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا".

‌21 - بَابٌ

(2)

مَتَى يَقُومُ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْإِمَامَ عِنْدَ الْإِقَامَةِ؟

[645] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى

(4)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي".

‌22 - بَابٌ (2) لَا يَسْعَى

(5)

إِلَى الصَّلَاةِ مُسْتَعْجِلًا

(6)

وَلْيَقُمْ

(7)

بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ

(8)

[646] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ،

(1)

"بالسكينة" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"السكينة".

* [644][التحفة: خ 13251]

(2)

ليس للأصيلي.

(3)

قوله: "بن إبراهيم" ليس عند ابن عساكر.

(4)

بعده لأبي ذر: "ابن أبي كثير".

* [645][التحفة: خ م د ت س 12106]

(5)

لأبي ذر: "لا يقوم" أي بدل: "لا يسعى".

(6)

للأصيلي، وأبي الوقت، وابن عساكر فى نسخة، و (عط):"ولا يقوم إليها مستعجلا".

(7)

بعده لأبي ذر: "إليها".

(8)

لأبي ذر عن المستملي: "باب: لا يسعى إلى الصلاة" كذا في اليونينية مخرج بعد الوقار. وقضية كلام الحافظ أن رواية المستملي "باب: لا يسعى إلى الصلاة" فحسب، فتكون كما صرح به السيوطي بدل قوله:"باب: لا يقوم إلى الصلاة". إلخ.

ص: 598

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ

(2)

".

‌23 - بَابٌ

(3)

هَلْ يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ لِعِلَّةٍ؟

[647] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم خَرَجَ، وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ، حَتَّى إِذَا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ، انْتَظَرْنَا أَنْ يُكَبِّرَ انْصَرَفَ قَالَ

(5)

: "عَلَى مَكَانِكُمْ". فَمَكَثْنَا عَلَى هَيْئَتِنَا

(6)

حَتَّى خَرَجَ إِلَيْنَا، يَنْطُفُ

(7)

رَأْسُهُ مَاءً وَقَدِ اغْتَسَلَ.

‌24 - بَابٌ

(3)

إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: مَكَانَكُمْ حَتَّى رَجَعَ

(8)

انْتَظَرُوهُ

[648] حدثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(9)

مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ،

(1)

لأبي ذر: "النبي".

(2)

للأصيلي، وأبي الوقت، وأبي ذر عن الكشميهني:"السكينة". وبعده: "تابعه علي بن المبارك" ورقم على "تابعه" لأبي ذر، والأصيلي، وعلى "علي بن المبارك" لابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

* [646][التحفة: خ م د ت س 12106 - خ 15193]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

للأصيلي: "النبي".

(5)

للأصيلي: "وقال".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "هِينتِنا"

(7)

يَنْطُفُ: يقطر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نطف).

* [647][التحفة: خ 15193]

(8)

للأصيلي: "حتى أرجع". ولأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"يرجع". ولأبي ذر: "نرجع".

(9)

لابن عساكر، وأبي ذر:"أخبرنا".

ص: 599

عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَسَوَّى النَّاسُ صُفُوفَهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَقَدَّمَ وَهُوَ جُنُبٌ، ثُمَّ قَالَ

(1)

: "عَلَى مَكَانِكُمْ". فَرَجَعَ فَاغْتَسَلَ

(2)

ثُمَّ خَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً فَصَلَّى بِهِمْ.

‌25 - بَابُ

(3)

قَوْلِ الرَّجُلِ

(4)

: مَا صَلَّيْنَا

[649] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ

(5)

، مَا كِدْتُ

(6)

أَنْ أُصلِّيَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أَفْطَرَ الصَّائِمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَاللَّهِ، مَا صَلَّيْتُهَا". فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى بُطْحَانَ وَأَنَا مَعَهُ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى - يَعْنِي

(7)

- الْعَصْرَ بَعْدَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ.

‌26 - بَابُ

(3)

الْإِمَامِ تَعْرِضُ لَهُ الْحَاجَةُ بَعْدَ الْإِقَامَةِ

[650] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ:

(1)

قوله: "ثم قال" لأبي ذر: "فقال".

(2)

للأصيلي: "واغتسل".

* [648][التحفة: خ م د س 15200]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

بعده لأبي ذر: "للنبي صلى الله عليه وسلم" وعليه صح.

(5)

ليس لأبي ذر عن الكشميهني.

(6)

للأصيلي: "كدت أصلي".

(7)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي، و (عط).

* [649][التحفة: خ م ت س 3150]

ص: 600

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ

(1)

بْنُ صُهَيبٍ، عَنْ أَنَسٍ

(2)

قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنَاجِي رَجُلًا فِي

(3)

جَانِبِ الْمَسْجِدِ، فَمَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى نَامَ الْقَوْمُ.

‌27 - بَابُ

(4)

الْكَلَامِ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ

[651] حدثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَليدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: سَأَلْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يَتَكَلَّمُ بَعْدَمَا تُقَامُ الصَّلَاةُ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَعَرَضَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَحَبَسَهُ بَعْدَمَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: إِنْ مَنَعَتْهُ أُمُّهُ عَنِ العِشَاءِ فِي جَمَاعَةٍ شَفَقَةً عَلَيْهِ لَمْ يُطِعْهَا

(5)

.

‌28 - بَابُ

(4)

وُجُوبِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ

وَقَالَ الْحَسَنُ: إِنْ مَنَعَتْهُ أُمُّهُ عَنِ الْعِشَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ

(6)

شَفَقَةً لَمْ يُطِعْهَا.

[652] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَُ

(7)

، ثُمَّ آمُرَُ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَُّ

(1)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"هو ابن".

(2)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(3)

لابن عساكر: "إلى".

* [650][التحفة: خ م د 1035]

(4)

ليس للأصيلي.

(5)

قوله: "وقال الحسن .... إلى آخره" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي، و (عط). ورقم على آخره لابن عساكر.

* [651][التحفة: خ د 395]

(6)

عند (عط): "في جماعة".

(7)

كذا بالضبطين في اليونينية فيه، وفي الأفعال الأربعة بعده، وعند (عط):"فَيُحْتطَبُ". ولأبي =

ص: 601

النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَُ إِلَى رِجَالٍ فَأحَرِّقَُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا

(1)

سَمِينًا أَوْ مَِرْمَاتَيْنِ

(2)

حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ".

‌29 - بَابُ

(3)

فَضْلِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ

وَكَانَ الْأَسْوَدُ إِذَا فَاتَتْهُ الْجَمَاعَةُ ذَهَبَ إِلَى مَسْجِدٍ آخَرَ.

وَجَاءَ أَنَسٌ

(4)

إِلَى مَسْجِدٍ قَدْ صُلِّيَ فِيهِ فَأَذَّنَ وَأَقَامَ وَصَلَّى جَمَاعَةً.

[653] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: "صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ

(5)

بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً"

(6)

.

= الوقت: "فَيُتَحَطَّبُ". ولأبي ذر، وابن عساكر:"يُتَحَطَّبُ". وفي نسخة، وكذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي:"لِيُحْطَبَ". ولابن عساكر: "فَيُحَطَّب".

(1)

عرقا: هو العظم إذا أُخذ عنه معظم اللحم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرق).

(2)

مرماتين: مثنى مرماة: وهي ظلف الشاة. أو ما بين ظلفيها. وقيل: السهم الصغير الذي يتعلم به الرمي وهو أحقر السهام وأدناها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمى).

* [652][التحفة: خ س 13832]

(3)

قوله: "باب: فضل صلاة الجماعة، وكان الأسود إذا فاتته الجماعة ذهب إلى مسجد آخر" ليس عند الأصيلي.

(4)

بعده للأصيلي، وابن عساكر:"ابن مالك".

(5)

الفذ: المنفرد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فذذ).

(6)

بعده عند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا (1) اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ الهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ (2)، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذَّ بِخَمْسٍ (3) وَعِشْرِينَ دَرَجَةً"".

.................

1 -

لأبي ذر: "حدثني".

2 -

ليس عند ابن عساكر.

3 -

للأصيلي: "خمسًا".

* [653][التحفة: خ م س 8367]

ص: 602

[654] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1)

الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صالِحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ

(2)

تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا

(3)

وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلَا يزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ".

‌30 - بَابُ

(4)

فَضْلِ صَلَاةِ

(5)

الْفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ

(6)

[655] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "تَفْضُلُ صَلَاةُ الْجَمِيعِ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ

(7)

وَعِشْرِينَ جُزْءًا، وَتَجْتَمِعُ

(8)

مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ". ثُمَّ

(1)

لابن عساكر: "أخبرنا".

(2)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "جماعة".

(3)

عليه صح. ولأبي ذر، وأبي الوقت:"خمسة".

* [654][التحفة: خ 12437]

(4)

ليس عند الأصيلي.

(5)

رقم عليه لأبي ذر، والمستملي. وسقط:"صلاة" عند ابن عساكر، والأصيلي.

(6)

عند (عط): "الجماعة".

(7)

"بخمسة" وعليه صح.

(8)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"يجتمع".

ص: 603

يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {إِنَّ

(1)

قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}

(2)

.

[656] قال شُعَيْبٌ: وَحَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:"تَفْضُلُهَا بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً".

[657] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقُلْتُ: مَا أَغْضَبَكَ؟ فَقَالَ

(3)

: وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ

(4)

صلى الله عليه وسلم شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا.

[658] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ

(5)

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى

(6)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلَاةِ أَبْعَدُهُمْ فَأَبْعَدُهُمْ مَمْشًى، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي يُصَلِّي ثُمَّ يَنَامُ".

(1)

لابن عساكر: "وقرآن الفجر إن".

(2)

[الإسراء: 78].

* [655][التحفة: خ م س 13147]

* [656][التحفة: خ 7678]

(3)

للأصيلي، وابن عساكر:"قال".

(4)

قوله: "من أمة محمد" عند الحموي، و (عط):"من أمر أمة". وعند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"من محمد".

* [657][التحفة: خ 10982]

(5)

عليه صح.

(6)

بعده لابن عساكر: "الأشعري".

* [658][التحفة: خ م 9063]

ص: 604

‌31 - بَابُ

(1)

فَضْلِ التَّهْجِيرِ إِلَى الظُّهْرِ

(2)

[659] حدثنا

(3)

قُتَيْبَةُ

(4)

، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ

(5)

، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ

(6)

، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ".

[660] ثُمَّ قال: "الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ

(7)

: الْمَطْعُونُ

(8)

، وَالْمَبْطُونُ

(9)

، وَالْغَرِيقُ

(10)

، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

[661] وَقال: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا

(11)

لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا".

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

عند (عط): "الصلاة".

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني".

(4)

بعده لابن عساكر: "ابن سعيد".

(5)

بعده للأصيلي: "ابن عبد الرحمن".

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فأخذه".

* [659][التحفة: خ م ت 12575]

(7)

لأبي ذر عن الحموي: "خمس".

(8)

المطعون: الذي أصابه الطاعون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طعن).

(9)

المبطون: هو الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء ونحوه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بطن).

(10)

للأصيلي: "والغَرِقُ".

* [660][التحفة: خ ت س 12577]

(11)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"عليه".

* [661][التحفة: خ م ت س 12570]

ص: 605

‌32 - بَابُ

(1)

احْتِسَابِ الْآثَارِ

[662] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(2)

حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ

(3)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا بَنِي سَلِمَةَ أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ".

وَقَالَ

(4)

مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}

(5)

قَالَ: خُطَاهُمْ

(6)

.

[663] وَقال

(7)

ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، حَدَّثَنِي

(8)

أَنَسٌ أَنَّ

(9)

بَنِي سَلِمَةَ أَرَادُوا أَنْ يَتَحَوَّلُوا عَنْ مَنَازِلِهِمْ، فَيَنْزِلُوا قَرِيبًا

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

"حدثني" وعليه صح، كذا بين السطور في الأصل، وقال القسطلاني:"وفي بعض الأصول: حدثني". كتبه مصححه.

(3)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(4)

"وقال مجاهد: خطاهم آثار المشي بأرجلهم في الأرض"، وكتب فوق لفظ مجاهد ولفظ خطاهم:"قال" وفوقها علامة أبي ذر. وعند ابن عساكر في نسخة: "قال مجاهد: خطاهم: آثارهم هي المشي في الأرض بأرجلهم"

(5)

[يس: 12].

(6)

قوله: "وقال مجاهد ..... إلى آخره" عليه علامة السقوط دون ترميز، وفوق:"في قوله" علامة السقوط عند (عط).

* [662][التحفة: خ 719]

(7)

لأبي ذر: "وحدثنا".

(8)

لأبي ذر: "عن أنس".

(9)

سقط عند ابن عساكر، والأصيلي. ومضروب عليه عند أبي الوقت من: "أن بني سلمة

إلى: ألا تحتسبون آثاركم" وقول مجاهد غير مكرر إلا في حاشية أبي الوقت. اهـ من اليونينية.

ص: 606

مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعْرُوا

(2)

فَقَالَ: "أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ".

قَالَ مُجَاهِدٌ: خُطَاهُمْ آثَارُهُمْ: أَنْ

(3)

يُمْشَى

(4)

فِي الْأَرْضِ بِأَرْجُلِهِمْ.

‌33 - بَابُ

(5)

فَضْلِ

(6)

الْعِشَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ

[664] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ

(7)

النَّبِيُّ

(7)

صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ صَلَاةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنَ

(8)

الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، لَقَدْ

(9)

هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِنْ نَارٍ فَأُحَرِّقَ

(10)

عَلَى مَنْ لَا يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ بَعْدُ

(11)

".

(1)

لأبي ذر: "النبي".

(2)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "منازلهم"، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"المدينة".

يعروا: يخلوها وتصير عراء، وهو الفضاء من الأرض، وتصير دورهم في العراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرا).

(3)

لأبي ذر، ونسخة:"والمشي" وبجواره صح.

(4)

عند (عط): "يمشوا".

* [663][التحفة: خت 792]

(5)

ليس للأصيلي.

(6)

كتب: "صلاة" ورقم عليه: ليس لابن عساكر، وبجواره صح.

(7)

عليه صح.

(8)

لأبي الوقت، وابن عساكر في نسخة:"صلاة الفجر".

(9)

لأبي الوقت، وأبي ذر:"ولقد".

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فأُحْرِق".

(11)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"يقدر".

* [664][التحفة: خ 12369]

ص: 607

‌34 - بَابٌ

(1)

اثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ

[665] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ

(2)

، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا".

‌35 - بَابُ

(1)

مَنْ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ وَفَضْلِ الْمَسَاجِدِ

[666] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ

(3)

: "الْمَلَاِئكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. لَا

(4)

يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتِ

(5)

الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ؛ لَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلَاةُ".

[667] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ

(7)

فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ؛

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

بعده للأصيلي: "الحذاء".

* [665][التحفة: ع 11182]

(3)

هو في الفروع التي بأيدينا بسقوط: "إن".

(4)

عند (عط): "ولا".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "كانت".

* [666][التحفة: خ د س 13816]

(6)

بعده لابن عساكر: "بندار"، لقب محمد.

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "متعلق".

ص: 608

اجْتَمَعَا عَلَيْهِ

(1)

وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ

(2)

ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ

(3)

، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى

(4)

حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ".

[668] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ

(5)

: هَلِ اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. أَخَّرَ لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى شَطْرِ

(6)

اللَّيْلِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ بَعْدَمَا صَلَّى، فَقَالَ:"صَلَّى النَّاسُ وَرَقَدُوا وَلَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا". قَالَ: فَكَأَنِّي

(7)

أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ

(8)

خَاتَمِهِ.

‌36 - بَابُ

(9)

فَضْلِ مَنْ غَدَا

(10)

إِلَى الْمَسْجِدِ وَمَنْ رَاحَ

[669] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1)

لأبي ذر: "على ذلك".

(2)

سقط: "امرأة" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(3)

بعده لكريمة: "ربَّ العالمين". قسطلاني.

(4)

للأصيلي: "إخفاء".

* [667][التحفة: خ م ت س 12264]

(5)

بعده للأصيلي: "ابنُ مالك".

(6)

شطر: الشطر: النصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).

(7)

عند (عط): "وكأني".

(8)

وبيص: بريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبص).

* [668][التحفة: خ س 578]

(9)

ليس للأصيلي.

(10)

كذا لابن عساكر في نسخة. وله، ولأبي ذر عن الكشميهني:"خرج"، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"يخرج".

غدا: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).

ص: 609

مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ

(1)

، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ

(2)

مِنَ

(3)

الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ".

‌37 - بَابٌ

(4)

إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ

(5)

[670] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ. قَالَ: وحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(7)

سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ

(8)

يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بْنُ بُحَيْنَةَ

(9)

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا - وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ - يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَاثَ بِهِ النَّاسُ، وَقَالَ

(10)

لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الصُّبْحَ

(11)

أَرْبَعًا الصُّبْحَ أَرْبَعًا".

(1)

عند (عط): "المطرف".

(2)

لأبي ذر عن المستملي: "نُزُلًا".

(3)

لابن عساكر: "في".

* [669][التحفة: خ م 14217]

(4)

ليس للأصيلي.

(5)

قوله: "المكتوبةَ" كذا هو بالنصب في اليونينية.

(6)

لابن عساكر: "يعني: ابن بشر".

(7)

للأصيلي: "حدثني".

(8)

للأصيلي: "الأسْد".

(9)

كذا في اليونينية: "مالك" بدون تنوين، و"بن" بدون ألف في هذا الموضع.

(10)

رقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت. ولابن عساكر:"فقال"، وعليه صح.

(11)

كذا في اليونينية "الصبح" بوصل الهمزة في الموضعين، وقال في "الفتح":"بهمزة ممدودة ويجوز قصرها".

ص: 610

تَابَعَهُ غُنْدَرٌ وَمُعَاذٌ، عَنْ شُعْبَةَ فِي

(1)

مَالِكٍ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: عَنْ سَعْدٍ، عَنْ حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ.

وَقَالَ حَمَّادٌ: أَخْبَرَنَا

(2)

سَعْدٌ عَنْ حَفْصٍ، عَنْ مَالِكٍ.

‌38 - بَابُ

(3)

حَدِّ الْمَرِيضِ أَنْ يَشْهَدَ الْجَمَاعَةَ

[671] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنِي

(4)

أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ

(5)

: الْأَسْوَدُ قَالَ

(6)

: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَذَكَرْنَا الْمُوَاظَبَةَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالتَّعْظِيمَ لَهَا، قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَأُذِّنَ

(8)

، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ

(9)

بِالنَّاسِ". فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ

(10)

إِذَا قَامَ فِي

(11)

مَقَامِكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ، فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ:

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عن".

(2)

للأصيلي: "حدثنا".

* [670][التحفة: خ م س ق 9155]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(5)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"عن الأسودِ".

(6)

ليس لابن عساكر.

(7)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"النبيُّ".

(8)

للأصيلي: "فأُوذِن"، وعليه صح.

(9)

لابن عساكر: "فَلِيُصَلَّيَ".

(10)

أسيف: سريع البكاء والحزن، وقيل: هو الرقيق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أسف).

(11)

"في" ساقطة عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

ص: 611

"إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ

(1)

بِالنَّاسِ

(2)

". فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى

(3)

، فَوَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهَادَى

(4)

بَيْنَ رَجُلَيْنِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ

(5)

تَخُطَّانِ

(6)

مِنَ الْوَجَعِ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ

(7)

إِلَيْهِ النَّبِيُّ

(8)

صلى الله عليه وسلم أَنْ مَكَانَكَ. ثُمَّ أُتِيَ بِهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ.

قِيلَ

(9)

لِلْأَعْمَشِ: وَكَانَ

(10)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلَاتِهِ، وَالنَّاسُ

(11)

يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ: نَعَمْ.

رَوَاهُ

(12)

أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ بَعْضَهُ.

وَزَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ

(13)

أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا.

(1)

عليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر:"فَلِيُصَلَّيَ".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر، و (عط):"للناس".

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"يُصَلَّي".

(4)

يهادى: يمشي معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).

(5)

لابن عساكر، و (عط):"إلى رجليه".

(6)

بعده لأبي ذر: "الأرضَ".

(7)

فأومأ: الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ومأ).

(8)

ليس عند الأصيلي.

(9)

لأبي ذر، وابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت:"فقيل".

(10)

عند (عط)، والكشميهني، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فكان".

(11)

لابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وفوقهم علامة الكشميهني:"والناس بصلاة".

(12)

عند (عط): "ورواه".

(13)

عند (عط): "وكان".

* [671][التحفة: خ م س ق 15945]

ص: 612

[672] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1)

هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ، وَكَانَ

(3)

بَيْنَ الْعَبَّاسِ

(4)

وَرَجُلٍ

(5)

آخَرَ.

قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ

(6)

لاِبْنِ عَبَّاسٍ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ، فَقَالَ لِي: وَهَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.

‌39 - بَابُ

(7)

الرُّخْصَةِ فِي الْمَطَرِ وَالْعِلَّةِ أَنْ يُصَلِّيَ فِي رَحْلِهِ

[673] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(8)

مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ

(9)

ابْنَ عُمَرَ أَذَّنَ بِالصَّلَاةِ فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ ذَاتُ بَرْدٍ وَمَطَرٍ

(10)

، يَقُولُ:"أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ".

(1)

عليه صح. وللأصيلي: "أخبرني"، ولأبي ذر:"حدّثنا".

(2)

عند (عط): "رسولُ اللَّه".

(3)

للأصيلي: "فكان".

(4)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"عباس".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"وبين رجل".

(6)

ليس عند ابن عساكر في نسخة.

* [672][التحفة: خ م س ق 16309]

(7)

ليس للأصيلي.

(8)

للأصيلي: "حدثنا".

(9)

للأصيلي: "عن ابنِ".

(10)

في نسخة: "مطر وبرد" كذا في اليونينية صورة التقديم والتأخير.

* [673][التحفة: خ م د س 8342]

ص: 613

[674] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ وَهُوَ أَعْمَى، وَأَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا تَكُونُ الظُّلْمَةُ وَالسَّيْلُ، وَأَنَا رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، فَصَلِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ

(1)

مُصَلَّى، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ". فَأَشَارَ إِلَى مَكَانٍ مِنَ الْبَيتِ فَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌40 - بَابٌ

(2)

هَلْ يُصَلِّي الْإِمَامُ بِمَنْ حَضَرَ؟ وَهَلْ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَطَرِ؟

[675] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ فِي يَوْمٍ ذِي رَدْغٍ

(4)

، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ لَمَّا بَلَغَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ: قُلِ: الصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَكَأَنَّهُمْ

(5)

أَنْكَرُوا! فَقَالَ: كَأَنَّكُمْ أَنْكَرْتُمْ هَذَا؟! إِنَّ هَذَا فَعَلَهُ

(6)

مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، يَعْنِي

(1)

"أتخذْه" وعليه صح. يحتمل أن يكون ما على الذال علامة أبي ذر أو جزمة، كذا في الفرع المعول عليه عندنا، وفي فرع آخر عليها علامة أبي ذر من غير شك. كتبه مصححه.

* [674][التحفة: خ م س ق 9750]

(2)

ليس للأصيلي.

(3)

بعده للأصيلي: "الحجبي".

(4)

"رَزَغٍ" وعليه صح، وليس لابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي.

ردغ: هو الماء والطين والوحل الكثير الشديد. (انظر: لسان العرب، مادة: ردغ).

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"كأنهم".

(6)

للحموي، والكشميهني:"فِعْلُ".

ص: 614

النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم، إِنَّهَا عَزْمَةٌ وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ

(2)

.

وَعَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أُؤَثِّمَكُمْ فَتَجِيئُونَ

(3)

تَدُوسُونَ الطِّينَ إِلَى رُكَبِكُمْ.

[676] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَقَالَ: جَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ حَتَّى سَالَ السَّقْفُ، وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ.

[677] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا

(5)

يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ الصَّلَاةَ مَعَكَ، وَكَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طعَامًا فَدَعَاهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَبَسَطَ لَهُ حَصِيرًا، وَنَضَحَ

(6)

طَرَفَ الْحَصِيرِ صَلَّى

(7)

عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ آلِ الْجَارُودِ لِأَنَسٍ

(5)

: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ صَلَّاهَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ.

(1)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"رسولَ اللَّه".

(2)

للأصيلي: "أُخرجكم".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَتجِيئُوا".

* [675][التحفة: خ م د ق 5783]

(4)

قوله: "بن إبراهيم" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، وأبي الوقت.

* [676][التحفة: خ م د س ق 4419]

(5)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(6)

نضح: النضح: الرش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضح).

(7)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"فصلى"، وعليه صح.

* [677][التحفة: خ د 234]

ص: 615

‌41 - بَابٌ

(1)

إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَبْدَأُ بِالْعَشَاءِ.

وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مِنْ فِقْهِ الْمَرْءِ إِقْبَالُهُ عَلَى حَاجَتِهِ؛ حَتَّى يُقْبِلَ عَلَى صَلَاتِهِ وَقَلْبُهُ فَارِغٌ.

[678] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ".

[679] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا قُدِّمَ الْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلَاةَ الْمَغْرِبِ، وَلَا تَعْجَلُوا

(2)

عَنْ عَشَائِكُمْ".

[680] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ، وَلَا يَعْجَلْ

(3)

حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ".

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ وَتُقَامُ الصَّلَاةُ، فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ

(4)

قِرَاءَةَ الْإِمَامِ.

(1)

ليس للأصيلي.

* [678][التحفة: خ 17318]

(2)

"تُعْجَلُوا" كذا في نسخة مسموعة على الأصيلي اهـ. من اليونينية.

* [679][التحفة: خ 1517]

(3)

"يُعْجَل" كذا في نسخة ابن أبي رافع في هذا والآتي.

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، و (عط):"يسمع".

* [680][التحفة: خ م 7825]

ص: 616

[681] وَقال زُهَيْرٌ وَوَهْبُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ عَلَى الطَّعَامِ فَلَا يَعْجَلْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ، وَإِنْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ".

رَوَاهُ

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عُثْمَانَ. وَوَهْبٌ مَدِينِيٌّ

(2)

.

‌42 - بَابٌ

(3)

إِذَا دُعِيَ الْإِمَامُ إِلَى الصَّلَاةِ وَبِيَدِهِ مَا يَأْكُلُ

[682] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ ذِرَاعًا يَحْتَزُّ

(4)

مِنْهَا، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَامَ فَطَرَحَ السِّكّينَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

‌43 - بَابُ

(3)

مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَهْلِهِ فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَخَرَجَ

[683] حدثنا آدَمُ، قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ

(5)

أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ

(6)

أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ.

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت:"قال أبو عبد اللَّه: رواه".

(2)

عند (عط): "مَدَنِيّ".

* [681][التحفة: خت م 8468]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

يحتز: يقطع، والحز القطع بالسكين ونحوه. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 190).

* [682][التحفة: خ م ت س ق 10700]

(5)

كذا بالضبطين، وفوقه:"معا"، وبعده لأبي ذر عن المستملي:"بيت".

مهنة: خدمة. (انظر: لسان العرب، مادة: مهن).

(6)

للأصيلي: "في خدمة".

* [683][التحفة: خ ت 15929]

ص: 617

‌44 - بَابُ

(1)

مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ وَهُوَ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يُعَلِّمَهُمْ صَلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسُنَّتَهُ

[684] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ فِي مَسْجِدِنَا هَذَا، فَقَالَ

(2)

: إِنِّي لَأُصَلِّي بِكُمْ

(3)

، وَمَا أُرِيدُ الصَّلَاةَ، أُصَلِّي كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَقُلْتُ لِأَبِي قِلَابَةَ: كَيْفَ كَانَ يُصَلِّي؟ قَالَ: مِثْلَ شَيْخِنَا هَذَا. قَالَ: وَكَانَ شَيْخًا

(4)

يَجْلِسُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ قَبْلَ أَنْ يَنْهَضَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى.

‌45 - بَابٌ

(1)

أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ

[685] حدثنا

(5)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ

(6)

بِالنَّاسِ". قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ

(7)

، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصلِّيَ بِالنَّاسِ، قَالَ: "مُرُوا

(8)

أَبَا بَكْرٍ

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

عليه صح، وللأصيلي:"قال".

(3)

عليه صح، وللأصيلي:"لكم".

(4)

"الشيخُ" لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، و (عط)، والقابسي وبجواره صح، ثم مكررا رقم ابن عساكر.

* [684][التحفة: خ د س 11185]

(5)

لأبي ذر: "حدّثني".

(6)

لابن عساكر: "فَلِيُصَلَّيَ".

(7)

رقيق: ضعيف هين لين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقق).

(8)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر، وأبي الوقت:"مُرِي".

ص: 618

فَلْيُصَلِّ

(1)

بِالنَّاسِ". فَعَادَتْ، فَقَالَ: "مُرِي

(2)

أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ

(3)

بِالنَّاسِ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ"، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[686] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ

(4)

رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ". قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ

(5)

لِلنَّاسِ

(6)

، فَقَالَتْ

(7)

عَائِشَةُ: فَقُلْتُ

(8)

لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ

(9)

لِلنَّاسِ

(10)

، فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَهْ إِنَّكُنَّ

(11)

لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ

(3)

لِلنَّاسِ

(12)

". فَقَالَت حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا.

(1)

للأصيلي، وابن عساكر:"فليصلي".

(2)

عليه صح صح.

(3)

لابن عساكر: "فليصلي".

* [685][التحفة: خ م 9112]

(4)

قوله: "أم المؤمنين" ليس عند أبي ذر.

(5)

لابن عساكر: "فليصلي".

(6)

لأبي الوقت، وأبي ذر:"بالناس".

(7)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"قالت".

(8)

رقم عليه لابن عساكر، وأبي ذر، وعليه صح. ولأبي ذر في نسخة:"قلت".

(9)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر. ولابن عساكر:"فَلِيُصَلِّيَ". ولأبي ذر في نسخة: "يُصلَّي".

(10)

رقم على آخره بعلامة ابن عساكر. ولأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بالناس".

(11)

رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح. ولأبي ذر في نسخة:"فإنكن".

(12)

لابن عساكر، وأبي ذر عن الحموي والمستملي:"بالناس".

* [686][التحفة: خ ت س 17153]

ص: 619

[687] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ - وَكَانَ تَبِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ - أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ

(1)

فِي وَجَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سِتْرَ الْحُجْرَةِ يَنْظُرُ

(2)

إِلَيْنَا، وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ

(3)

فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنَ الْفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَكَصَ

(4)

أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَارِجٌ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَشَارَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، وَأَرْخَى السِّتْرَ فَتُوُفِّيَ

(5)

مِنْ يَوْمِهِ.

[688] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ

(6)

قَالَ: لَمْ يَخْرُجِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَقَدَّمُ

(7)

، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحِجَابِ فَرَفَعَهُ، فَلَمَّا وَضَحَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا نَظَرْنَا

(8)

مَنْظَرًا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حينَ وَضَحَ لَنَا، فَأَوْمَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بيَدِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ

(9)

أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَأَرْخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْحِجَابَ، فَلَمْ يُقْدَرْ

(10)

عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ.

(1)

لأبي ذر: "بهم".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فنظر".

(3)

رقم عليه لابن عساكر، ونسخة. ولابن عساكر كذلك:"فضحك".

(4)

فنكص: النكوص: الرجوع إلى وراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكص).

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وتوفي".

* [687][التحفة: خ 1496]

(6)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(7)

لأبي ذر: "فتقدم"، وعليه صح.

(8)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "رأينا".

(9)

قوله: "بيده إلى أبي بكر" للأصيلي: "إلى أبي بكر بيده".

(10)

عليه صح. وللأصيلي: "نقدر".

* [688][التحفة: خ م 1038]

ص: 620

[689] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1)

ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وجَعُهُ قِيلَ لَهُ فِي

(2)

الصَّلَاةِ، فَقَالَ

(3)

: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ

(4)

بِالنَّاسِ". قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَرَأَ غَلَبَهُ الْبُكَاءُ، قَالَ: "مُرُوهُ فَيُصَلِّي

(5)

"، فَعَاوَدَتْهُ

(6)

قَالَ

(7)

: "مُرُوهُ فَيُصَلِّي

(8)

إِنَّكُنَّ

(9)

صَوَاحِبُ يُوسُفَ".

تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَقَالَ عُقَيْلٌ وَمَعْمَرٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌46 - بَابُ

(10)

مَنْ قَامَ إِلَى جَنْبِ الْإِمَامِ لِعِلَّةٍ

[690] حدثنا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا

(11)

ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ فَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ. قَالَ عُرْوَةُ فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"حدثني".

(2)

ليس في (عط).

(3)

عليه صح. ولأبي ذر: "قال".

(4)

لابن عساكر: "فليصلي".

(5)

لابن عساكر: "فليصلي". ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"فليصل".

(6)

لأبي ذر: "فعاودنه".

(7)

لأبي ذر، والأصيلي:"فقال".

(8)

لأبي ذر، والأصيلي:"فليصل".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي:"فإنكن".

* [689][التحفة: خ س 6705]

(10)

ليس للأصيلي.

(11)

للأصيلي: "أخبرنا".

ص: 621

فِي

(1)

نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ يَؤُمُّ النَّاسَ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ اسْتَأْخَرَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ: أَنْ كَمَا أَنْتَ. فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِذَاءَ

(2)

أَبِي بَكْرٍ إِلَى جَنْبِهِ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ

(3)

بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ.

‌47 - بَابُ

(4)

مَنْ دَخَلَ لِيَؤُمَّ النَّاسَ فَجَاءَ الْإِمَامُ الْأَوَّلُ فَتَأَخَّرَ الْأَوَّلُ

(5)

أَوْ لَمْ يتَأَخَّرْ جَازَتْ صَلَاتُهُ

فِيهِ عَائِشَةُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[691] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ؛ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: أَتُصَلِّي لِلنَّاسِ

(6)

فَأُقِيمَُ

(7)

؟ قَالَ: نَعَمْ. فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ فَصَفَّقَ النَّاسُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ الْتَفَتَ، فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنِ امْكُثْ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدَيْهِ

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"من".

(2)

حذاء: محاذيا من جهة الجنب لا من جهة القدام والخلف. (انظر: عمدة القاري)(4/ 387).

(3)

ليس عند أبي ذر.

* [690][التحفة: خ م ق 16979]

(4)

ليس للأصيلي.

(5)

للأصيلي في نسخة: "الآخر".

(6)

للأصيلي: "بالناس".

(7)

كذا بالضبطين، وفوقه "معا". وضع على الفرع المعول عليه عندنا علامة أبي ذر على النصب.

ص: 622

فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ

(1)

بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:"يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُكَ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا كَانَ لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا لِي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمُ التَّصْفِيقَ، مَنْ رَابَهُ

(2)

شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ؛ فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ".

‌48 - بَابٌ

(3)

إِذَا اسْتَوَوْا فِي الْقِرَاءَةِ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْبَرُهُمْ

[692] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ، فَلَبِثْنَا عِنْدَهُ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً - وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا - فَقَالَ:"لَوْ رَجَعْتُمْ إِلَى بِلَادِكُمْ فَعَلَّمْتُمُوهُمْ، مُرُوهُمْ فَلْيُصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ".

‌49 - بَابٌ

(3)

إِذَا زَارَ الْإِمَامُ قَوْمًا فَأَمَّهُمْ

[693] حدثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا

(4)

عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،

(1)

لأبي ذر في نسخة، ولأبي الوقت، و (عط):"أمر".

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"نابه"، وبعده صح.

رابه: شككه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ريب).

* [691][التحفة: خ م د 4743]

(3)

ليس للأصيلي.

* [692][التحفة: ع 11182]

(4)

للأصيلي: "حدثنا".

ص: 623

قَالَ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصارِيَّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَذِنْتُ لَهُ، فَقَالَ:"أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟ ". فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ، فَقَامَ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ ثُمَّ سَلَّمَ وَسَلَّمْنَا

(2)

.

‌50 - بَابٌ

(3)

إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ

وَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ

(4)

بِالنَّاسِ وَهُوَ جَالِسٌ.

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا رَفَعَ قَبْلَ الْإِمَامِ يَعُودُ فَيَمْكُثُ بِقَدْرِ مَا رَفَعَ، ثُمَّ يَتْبَعُ الْإِمَامَ.

وَقَالَ الْحَسَنُ فِيمَنْ يَرْكَعُ مَعَ الْإِمَامِ رَكْعَتَيْنِ وَلَا يَقْدِرُ عَلَى السُّجُودِ: يَسْجُدُ لِلرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ

(5)

سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَقْضِي الرَّكْعَةَ الْأُولَى بِسُجُودِهَا، وَفِيمَنْ نَسِيَ سَجْدَةً حَتَّى قَامَ يَسْجُدُ.

[694] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ

(6)

قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: بَلَى ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَصَلَّى النَّاسُ؟ "،

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عليَّ النبي".

(2)

لأبي ذر، وابن عساكر:"فسلمنا".

* [693][التحفة: خ م س ق 9750]

(3)

ليس للأصيلي. من هنا تسقط الأبواب دون التراجم من سماع كريمة. اهـ من اليونينية.

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر، وابن عساكر:"الأخيرة".

(6)

قوله: "بن عتبة" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط).

ص: 624

قُلْنَا

(1)

: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، قَالَ: "ضَعُوا

(2)

لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ

(3)

"، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ

(4)

فَذَهَبَ

(5)

لِيَنُوءَ

(6)

فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"أَصَلَّى النَّاسُ؟ "، قُلْنَا: لَا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "ضَعُوا

(7)

لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ"، قَالَتْ: فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: "أَصَلَّى النَّاسُ؟ "، قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ

(8)

: "ضَعُوا

(9)

لِي مَاءً

(10)

فِي الْمِخْضَبِ"، فَقَعَدَ

(11)

فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ:"أَصَلَّى النَّاسُ؟ "، فَقُلْنَا

(12)

: لَا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ النَّبِيَّ عليه السلام

(13)

لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ

(14)

الْآخِرَةِ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ،

(1)

لأبي الوقت: "فقلنا: لا، هم". ولأبي ذر: "فقلنا: لا يا رسول اللَّه وهم".

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ضعوني".

(3)

المخضب: الإناء الذي يغسل فيه الثياب من أي جنس كان. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: خضب).

(4)

لأبي ذر عن المستملي: "فقعد فاغتسل".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ثم ذهب".

(6)

لينوء: لينهض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوأ).

(7)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "ضعوني".

(8)

لابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، و (عط):"قال".

(9)

للحموي والكشميهني: "ضعوني".

(10)

"في ماء". كذا في الفروع من غير عزو.

(11)

كذا عند (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. وعند أبي ذر عن الكشميهني:"قعد".

(12)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قلنا"، وبعده صح.

(13)

لأبي ذر: "رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

(14)

قوله: "النبي عليه السلام لصلاة العشاء" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الصلاة العشاء".

ص: 625

فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ. فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ

(1)

بَيْنَ رَجُلَيْنِ - أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ - لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ لَا يَتَأَخَّرَ، قَالَ:"أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ". فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي، وَهُوَ يَأْتَمُّ

(2)

بِصَلَاةِ النَّبِيِّ

(3)

صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ.

قَالَ

(4)

عُبَيْدُ اللَّهِ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ النَّبِيِّ

(5)

صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: هَاتِ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَدِيثَهَا، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ

(6)

.

[695] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ

(7)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في بَيْتِهِ، وَهْوَ شَاكٍ

(8)

، فَصلَّى جَالِسًا وَصَلَّى وَرَاءَهُ قَوْمٌ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ

(9)

: أَنِ اجْلِسُوا.

(1)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وخرج".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "قائم".

(3)

للأصيلي: "رسول اللَّه".

(4)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"وقال".

(5)

عليه صح. ولأبي ذر، وابن عساكر، و (عط):"رسول اللَّه".

(6)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابن أبي طالب رضي الله عنه".

* [694][التحفة: خ م س 16317]

(7)

للأصيلي: "النبي".

(8)

عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، و (عط):"شاكي".

(9)

لأبي ذر عن الحموي: "عليهم".

ص: 626

فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا

(1)

، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا

(2)

".

[696] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ فَرَسًا فَصُرِعَ عَنْهُ، فَجُحِشَ

(3)

شِقُّهُ الْأَيْمَنُ فَصَلَّى صَلَاةً مِنَ الصَّلَوَاتِ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ قُعُودًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا

(4)

، فَإِذَا

(5)

رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا، فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ

(6)

".

قالَ أبو عَبدِ اللهِ

(7)

: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ

(8)

: قَوْلُهُ: "إِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا"، هُوَ فِي مَرَضِهِ الْقَدِيمِ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا، وَالنَّاسُ

(1)

لأبي ذر، وابن عساكر:"فارفعوا وإذا قال: سمع اللَّه لمن حمده فقولوا: ربنا لك الحمد (لأبي ذر: ولك الحمد) ".

(2)

زاد في حاشية البقاعي: "أجمَعُونَ" ونسبه لنسخة.

* [695][التحفة: خ د 17156]

(3)

فجحش: انْخَدَشَ جِلْدُهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جحش).

(4)

قوله: "فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا" ليس عند (عط).

(5)

عند (عط)، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وإذا". قوله: "وإذا صلى قائما فصلوا قياما" سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وعند أبي الوقت في نسخة. اهـ من اليونينية.

(6)

لأبي ذر، ونسخة، وأبي الوقت:"أجمعين".

(7)

سقط: "قال أبو عبد الله" عند ابن عساكر.

(8)

عند (عط): "هذا منسوخ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مرضه الذي مات فيه قاعدا والناس خلفه قيام". اهـ من هامش الأصل. زاد القسطلاني: "لم يأمرهم بالقعود". كتبه مصححه.

ص: 627

خَلْفَهُ قِيَامًا

(1)

لَمْ يَأْمُرْهُمْ بِالْقُعُودِ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالْآخِرِ فَالْآخِرِ مِنْ فِعْلِ النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم

(3)

.

‌51 - بَابُ

(4)

مَتَى يَسْجُدُ مَنْ خَلْفَ الْإِمَامِ؟

قَالَ

(5)

أَنَسٌ

(6)

: فَإِذَا

(7)

سَجَدَ فَاسْجُدُوا.

[697] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ

(8)

- وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ - قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَقَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا، ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ.

[698] حدثنا

(9)

أَبُو نُعَيْمٍ

(10)

، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ نَحْوَهُ بِهَذَا

(11)

.

(1)

لأبي ذر: "قِيَامٌ" وعليه صح صح.

(2)

لابن عساكر: "رسول اللَّه".

(3)

عبارة "قوله: إذا صلى جالسا .... إلى آخره" ليس عند (عط)، ورقم على آخرها للأصيلي.

* [696][التحفة: خ م د س 1529]

(4)

ليس للأصيلي.

(5)

لأبي الوقت، وأبي ذر:"وقال".

(6)

بعده عند أبي ذر، وابن عساكر:"عن النبي صلى الله عليه وسلم".

(7)

عند (عط): "إذا". وعند المستملي: "وإذا".

(8)

قوله: "حدثني البراء" للأصيلي: "حدثنا البراء بن عازب رضي الله عنه".

* [697][التحفة: خ م د ت س 1772]

(9)

عند (عط): "قال: وحدثنا"، سقط: "حدثنا أبو نعيم

إلى بهذا" عند الأصيلي، وابن عساكر، وثبت جميع ذلك ما عدا "بهذا" عند أبي ذر. اهـ من اليونينية.

(10)

لأبي ذر عن المستملي.

(11)

ليس عند أبي ذر.

* [698][التحفة: خ م د ت س 1772 - ع 5734]

ص: 628

‌52 - بَابُ

(1)

إِثْمِ مَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ

[699] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، سَمِعْتُ

(2)

أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَمَا

(3)

يَخْشَى أَحَدُكُمْ - أَوْ لَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ - إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبلَ الْإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ

(4)

اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ - أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ".

‌53 - بَابُ

(1)

إِمَامَةِ الْعَبْدِ وَالْمَوْلَى

(5)

وَكَانَتْ

(6)

عَائِشَةُ يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِنَ الْمُصْحَفِ، وَوَلَدِ الْبَغِيِّ وَالْأَعْرَابِيِّ وَالْغُلَامِ الَّذِي لَمْ يَحْتَلِمْ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"يَؤُمُّهُمْ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ"

(7)

.

[700] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ

(8)

عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ -

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

لأبي ذر: "قال: سمعت"، وعليه صح.

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أولا".

(4)

في حاشية البقاعي: "يُحوّل"، ونسبه لنسخة.

* [699][التحفة: خ م د 14380]

(5)

لابن عساكر: "والموالي".

(6)

عند (عط): "وكان".

(7)

زاد لـ (عط)، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ولا يُمْنَعُ العبدُ مِن (لابن عساكر: عن) الجَماعةِ بغير (للأصيلي: لغير) علة". وفي نسخة: "لَمْ" بدل: "لا" كما في حاشية البقاعي.

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"عبد اللَّه بن".

ص: 629

مَوْضِعٌ

(1)

بِقُبَاءٍ - قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ

(2)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا.

[701] حدثنا

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(4)

أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ

(5)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنِ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ".

‌54 - بَابٌ

(6)

إِذَا لَمْ يُتِمَّ الْإِمَامُ وَأَتَمَّ

(7)

مَنْ خَلْفَهُ

[702] حدثنا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(8)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يُصَلُّونَ لَكُمْ؛ فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ".

‌55 - بَابُ

(6)

إِمَامَةِ الْمَفْتُونِ وَالْمُبْتَدِعِ

وَقَالَ الْحَسَنُ: صَلِّ وَعَلَيْهِ بِدْعَتُهُ.

(1)

رقم عليه لأبي ذر وابن عساكر. وعند الأصيلي، وابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت:"موضعا".

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"النبي".

* [700][التحفة: خ د 7800]

(3)

لابن عساكر: "حدثني".

(4)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(5)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

* [701][التحفة: خ م 1699]

(6)

ليس للأصيلي.

(7)

لابن عساكر: "أتم".

(8)

للأصيلي: "حدثني".

* [702][التحفة: خ 14218]

ص: 630

[703] قال

(1)

أبو عبد الله: وَقَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خِيَارٍ

(2)

أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه وَهُوَ مَحْصُورٌ

(3)

- فَقَالَ: إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ، وَنَزَلَ بِكَ مَا تَرَى

(4)

، وَيُصَلِّي لَنَا إِمَامُ فِتْنَةٍ وَنَتَحَرَّجُ، فَقَالَ: الصَّلَاةُ أَحْسَنُ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ؛ فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ.

وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا نَرَى أَنْ يُصَلَّى

(5)

خَلْفَ الْمُخَنَّثِ

(6)

إِلَّا مِنْ ضَرُورَةٍ لَا بُدَّ مِنْهَا.

[704] حدثنا

(7)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأبِي ذَرٍّ:"اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِحَبَشِيٍّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ".

(1)

للأصيلي: "قال: محمد بن إسماعيل"، أي: بدل: "قال: أبو عبد اللَّه" كذا في فرعين بأيدينا، وفي القسطلاني الطبع:"وقال". كتبه مصححه. سقط: "قال أبو عبد اللَّه" عند ابن عساكر، وأبي الوقت، وثبت عند أبي ذر:"قال: وقال لنا محمد".

(2)

عند أبي الوقت، وأبي ذر، وابن عساكر:"الخيار".

(3)

محصور: محبوس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حصر).

(4)

لأبي ذر: "نرى".

(5)

عليه صح مرتين.

(6)

المخنث: المخنث: الذي يشبه النساء في أخلاقه وكلامه وحركاته، وتارة يكون هذا خلقه من الأصل وتارة بتكلف. (انظر: تهذيب الأسماء واللغات) (3/ 100).

* [703][التحفة: خ 9827]

(7)

لأبي ذر: "حدثني".

* [704][التحفة: خ م 1699]

ص: 631

‌56 - بَابٌ

(1)

يَقُومُ

(2)

عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ بِحِذَائِهِ سَوَاءً إِذَا كَانَا اثْنَيْنِ

[705] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بِتُّ فِي بَيتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ فَجِئْتُ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ

(3)

- أَوْ قَالَ: خَطِيطَهُ

(4)

- ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ.

‌57 - بَابٌ

(1)

إِذَا قَامَ الرَّجُلُ

(5)

عَنْ

(6)

يَسَارِ الْإِمَامِ، فَحَوَّلَهُ الْإِمَامُ إِلَى يَمِينِهِ لَمْ تَفْسُدْ صَلَاتُهُمَا

(7)

[706] حدثنا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: نِمْتُ

(8)

عِنْدَ مَيْمُونَةَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

بعده للأصيلي: "بحذاء الإمام عن يمينه".

(3)

غطيطه: هو الصوت الذي يخرج مع نَفَس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غطط).

(4)

خطيطه: صوت النائم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خطط).

* [705][التحفة: خ د س 5496]

(5)

لابن عساكر: "رجل".

(6)

رقم عليه للأصيلي.

(7)

للأصيلي: "صلاته".

(8)

رقم عليه لابن عساكر، ونسخة. ولأبي ذر عن الكشميهني، وكذا لابن عساكر، والأصيلي:"بت".

ص: 632

يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَلَى

(1)

يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، ثُمَّ أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، فَخَرَجَ فَصلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

قَالَ عَمْرٌو: فَحَدَّثْتُ بِهِ بُكَيْرًا فَقَالَ: حَدَّثَنِي كُرَيْبٌ بِذَلِكَ.

‌58 - بَابٌ

(2)

إِذَا لَمْ يَنْوِ الْإِمَامُ أَنْ يَؤُمَّ

(3)

ثُمَّ جَاءَ

(4)

قَوْمٌ فَأَمَّهُمْ

[707] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي

(5)

، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَقُمْتُ أُصَلِّي مَعَهُ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَخَذَ بِرَأْسِي فَأَقَامَنِي

(6)

عَنْ يَمِينِهِ.

‌59 - بَابٌ

(1)

إِذَا طَوَّلَ الْإِمَامُ وَكَانَ لِلرَّجُلِ حَاجَةٌ فَخَرَجَ فَصَلَّى

(7)

[708] حدثنا مُسْلِمٌ

(8)

، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ.

(1)

"عن" كذا في أصول كثيرة صحيحة، والأولى في اليونينية.

* [706][التحفة: خ م د تم س ق 6362]

(2)

ليس للأصيلي.

(3)

ليس عند ابن عساكر.

(4)

قوله: "ثم جاء" للأصيلي: "فجاء".

(5)

زاد لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"مَيْمُونةَ".

(6)

لابن عساكر: "وأقامني".

* [707][التحفة: خ س 5529]

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولابن عساكر:"وصلى".

(8)

بعده للأصيلي: "ابن إبراهيم".

* [708][التحفة: خ 2552]

ص: 633

[709] وَحدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ

(2)

يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَصَلَّى الْعِشَاءَ فَقَرَأَ بِالْبَقَرَةِ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ، فَكَأَنَّ

(3)

مُعَاذًا تَنَاوَلَ مِنْهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "فَتَّانٌ فَتَّانٌ فَتَّانٌ - ثَلَاثَ مِرَارٍ

(4)

- أَوْ قَالَ: فَاتِنًا فَاتِنًا فَاتِنٌ

(5)

". وَأَمَرَهُ بِسُورَتَيْنِ مِنْ أَوْسَطِ الْمُفَصَّلِ

(6)

.

قَالَ عَمْرٌو: لَا أَحْفَظُهُمَا.

‌60 - بَابُ

(7)

تَخْفِيفِ الْإِمَامِ فِي الْقِيَامِ وَإِتْمَامِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

[710] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ

(8)

مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ

(1)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"قال: وحدثني"، وعليه صح. وللأصيلي، وأبي ذر، وعليه صح:"حدثني".

(2)

قوله: "ابن جبل" ليس عند ابن عساكر.

(3)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وأبي ذر عن الكشميهني:"فكان معاذ ينال منه".

(4)

لابن عساكر: "مرات".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فاتنا".

(6)

المفصل: المفصل من القرآن قصير سوره سميت بذلك لفصل بعضها عن بعض اختلف في حدها فقيل من سورة محمد صلى الله عليه وسلم وقيل من سورة ق إلى آخر القرآن. (انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار)(2/ 160).

* [709][التحفة: خ 2552]

(7)

ليس للأصيلي.

(8)

الغداة: الصبح. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(2/ 27).

ص: 634

مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ

(1)

؛ فَإِنَّ فِيهِمِ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ".

‌61 - بَابٌ

(2)

إِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ

[711] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ؛ فَإِنَّ مِنْهُمُ

(3)

الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ".

‌62 - بَابُ (2) مَنْ شَكَا إِمَامَهُ إِذَا طَوَّلَ

وَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ

(4)

: طَوَّلْتَ بِنَا يَا بُنَيَّ

(5)

.

[712] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْفَجْرِ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا فُلَانٌ فِيهَا، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا رَأَيْتُهُ غَضِبَ فِي مَوْضِعٍ

(6)

كَانَ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا

(1)

فليتجوز: فَلْيُخَفَّف ويُقَلَّل ويُسْرِع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوز).

* [710][التحفة: خ م س ق 10004]

(2)

ليس للأصيلي.

(3)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فيهم".

* [711][التحفة: خ د س 13815]

(4)

لأبي ذر عن المستملي: "أَسِيدٍ".

(5)

كذا بالوجهين، وعليه صح.

(6)

للأصيلي، وابن عساكر في نسخة:"موعظة".

ص: 635

النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ

(1)

، فَمَنْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيَتَجَوَّزْ؛ فَإِنَّ خَلْفَهُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ".

[713] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ بِنَاضِحَيْنِ

(2)

وَقَدْ جَنَحَ اللَّيْلُ فَوَافَقَ مُعَاذًا يُصَلِّي، فَتَرَكَ

(3)

نَاضِحَهُ وَأَقْبَلَ إِلَى مُعَاذٍ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ أَوِ النِّسَاءِ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَبَلَغَهُ أَنَّ مُعَاذًا نَالَ مِنْهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَشَكَا إِلَيْهِ مُعَاذًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ أَوْ أَفَاتِنٌ

(4)

ثَلَاثَ مِرَارٍ

(5)

، فَلَوْلَا صَلَّيْتَ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ}

(6)

، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ؛ فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ".

أَحْسِبُ

(7)

فِي الْحَدِيثِ.

قالَ أبو عَبد الله

(8)

: وَ

(9)

تَابَعَهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، وَمِسْعَرٌ وَالشَّيْبَانِيُّ.

(1)

لابن عساكر: "لمُنَفَّرِينَ".

* [712][التحفة: خ م س ق 10004]

(2)

بناضحين: مثنى ناضح، وهو: ما يستقى عليه من الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضح).

(3)

للأصيلي، وأبي ذر في نسخة:"فَبَرَّكَ نَاضِحَيْه"، وعليه صح.

(4)

لابن عساكر: "فاتن". ولأبي ذر، وأبي الوقت:"أفاتن أنت".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي:"مرات".

(6)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:{الْأَعْلَى} .

(7)

لأبي ذر، وعليه صح:"أحسب هذا في". ولابن عساكر: "وأحسب في هذا وفي"، وعليه صح.

(8)

سقط: "قال أبو عبد اللَّه" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(9)

رقم عليه بعلامة السقوط.

ص: 636

قَالَ عَمْرٌو وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مِقْسَمٍ وَأَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: قَرَأَ مُعَاذٌ فِي الْعِشَاءِ بِالْبَقَرَةِ.

وَتَابَعَهُ الْأَعْمَشُ عَنْ مُحَارِبٍ.

[714] حدثنا

(1)

أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ

(2)

قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُوجِزُ الصَّلَاةَ وَيُكْمِلُهَا.

‌63 - بَابُ

(3)

مَنْ أَخَفَّ الصَّلَاةَ عِنْدَ بُكَاءِ الصَّبِيِّ

[715] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى

(4)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(5)

الْوَلِيدُ

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي قَتَادَةَ

(7)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلَاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ".

تَابَعَهُ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَبَقِيَّةُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ.

* [713][التحفة: خ س 2582]

(1)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"باب حدثنا أبو معمر". وقبله لأبي ذر وعليه صح: "باب الإيجاز في الصلاة وإكمالها".

(2)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

* [714][التحفة: خ 1057]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

بعده للأصيلي: "هو الفراء".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي:"حدثنا".

(6)

بعده لابن عساكر: "ابن مسلم".

(7)

سقط "أبو قتادة" عند الأصيلي، وابن عساكر.

* [715][التحفة: خ د س ق 12110]

ص: 637

[716] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1)

شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ

(2)

يَقُولُ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً، وَلَا أَتَمَّ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ كَانَ لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَيُخَفِّفُ مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ

(3)

.

[717] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ

(4)

، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ

(5)

، أَنَّ النَّبِيَّ

(6)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي؛ مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ

(7)

أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ".

[718] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(8)

ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(9)

، عَنِ النَّبِيِّ

(10)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ

(1)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثني".

(2)

قوله: "ابن مالك" ليس عند ابن عساكر.

(3)

قوله: "أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ" لأبي ذر: "أن يَفتِنَ أمَّه".

* [716][التحفة: خ م 908]

(4)

قوله: "قال: حدثنا قتادة" عند ابن عساكر: "عن قتادة".

(5)

للأصيلي، وابن عساكر:"حدث".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"نبي اللَّه".

(7)

وجد: الوجد: الغضب والحزن. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 280).

* [717][التحفة: خ م ق 1178]

(8)

للأصيلي: "حدثني".

(9)

قوله: "ابن مالك" ليس عند ابن عساكر.

(10)

عليه صح.

ص: 638

فَأُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ؛ مِمَّا

(1)

أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ".

[719] وَقال مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

(2)

.

‌64 - بَابٌ

(3)

إِذَا صَلَّى ثُمَّ أَمَّ قَوْمًا

[720] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ

(4)

قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمْ.

‌65 - بَابُ

(3)

مَنْ أَسْمَعَ النَّاسَ تَكْبِيرَ الْإِمَامِ

[721] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، أَتَاهُ

(5)

يُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ

(6)

".

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"لما".

* [718][التحفة: خ م ق 1178]

(2)

قوله: "مثله" سقط عند الأصيلي، وابن عساكر.

* [719][التحفة: خت 1133]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

بعده للأصيلي: "ابن عبد اللَّه".

* [720][التحفة: خ م 2504]

(5)

عليه صح. وبعده للأصيلي، ونسخة:"بلال".

(6)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بالناس"، وبعده صح.

ص: 639

قُلْتُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، إِنْ يَقُمْ مَقَامَكَ يَبْكِي

(1)

فَلَا يَقْدِرُ

(2)

عَلَى الْقِرَاءَةِ. قَالَ

(3)

: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ

(4)

"، فَقُلْتُ

(5)

مِثْلَهُ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: "إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ". فَصَلَّى وَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخُطُّ بِرِجْلَيْهِ الْأَرْضَ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ صَلِّ، فَتَأَخَّرَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه وَقَعَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَنْبِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ التَّكْبِيرَ.

تَابَعَهُ مُحَاضِرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ.

‌66 - بَابٌ

(6)

الرَّجُلُ يَأْتَمُّ بِالْإِمَامِ وَيَأْتَمُّ النَّاسُ بِالْمَأْمُومِ

وَيُذْكَرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "ائْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ".

[722] حدثنا

(7)

قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(8)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ بِلَالٌ يُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ

(9)

يُصَلِّيَ

(10)

بِالنَّاسِ" فَقُلْتُ:

(1)

رقم عليه لابن عساكر. وعند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"يَبْكِ"، وبعده صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح.

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقال".

(4)

رقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت. ولابن عساكر:"فليصلي بالناس".

(5)

للأصيلي: "قلت".

* [721][التحفة: خ م س ق 15945]

(6)

ليس للأصيلي، وعليه صح.

(7)

لأبي ذر: "حدثني".

(8)

قوله: "بن سعيد" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

(9)

عليه صح.

(10)

قوله: "أبا بكر أن يصلي" لأبي ذر، وابن عساكر:"أبا بكر فيصلي".

ص: 640

يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى مَا يَقُمْ

(1)

مَقَامَكَ لَا يُسْمِعُِ

(2)

النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي

(3)

بِالنَّاسِ". فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ

(4)

مَقَامَكَ لَا يُسْمِعُ

(5)

النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، قَالَ

(6)

: "إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ

(7)

صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ

(8)

بِالنَّاسِ" فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَفْسِهِ خِفَّةً فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ يَخُطَّانِ

(9)

فِي الْأَرْضِ حَتَّى دَخَلَ

(10)

الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَأَخَّرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ

(11)

رَسُولُ اللَّهِ

(12)

صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَاعِدًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ مُقْتَدُونَ

(13)

بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه.

(1)

قوله: "متى ما يقم" لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"متى يقوم".

(2)

لأبي ذر: "لم يسمع".

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"أن يصلي".

(4)

قوله: "متى يقم" لأبي ذر عن الكشميهني: "متى ما يقم". ولابن عساكر، وأبي ذر عن الحموي والمستملي:"متى يقوم".

(5)

قوله: "لا يُسمِعُ" لأبي ذر: "لم يُسْمِعْ".

(6)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقال".

(7)

عليه صح.

(8)

قوله: "أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلَّيَ" لابن عساكر: "أَبَا بَكْرٍ يُصَلَّيَ".

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"تَخُطَّانِ".

(10)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، ونسخة:"داخل". محل التخريج هنا كما يؤخذ من الفروع. كتبه مصححه.

(11)

للأصيلي: "فجاءه".

(12)

قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وعليه صح:"النبي".

(13)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر عن الكشميهني:"يقتدون".

* [722][التحفة: خ م س ق 15945]

ص: 641

‌67 - بَابٌ

(1)

هَلْ يَأْخُذُ الْإِمَامُ إِذَا شَكَّ بِقَوْلِ النَّاسِ؟

[723] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ

(2)

، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنِ اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ"، فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ.

[724] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(3)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ

(4)

صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، فَقِيلَ: صَلَّيْتَ

(5)

رَكْعَتَيْنِ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.

‌68 - بَابٌ

(1)

إِذَا بَكَى الْإِمَامُ فِي الصَّلَاةِ

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ: سَمِعْتُ نَشِيجَ

(6)

عُمَرَ، وَأَنَا فِي آخِرِ الصُّفُوفِ يَقْرَأُ

(7)

: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي

(8)

وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ

(9)

}.

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

قوله: "ابن أنس" ليس عند ابن عساكر.

* [723][التحفة: خ د ت س 14449]

(3)

بعده للأصيلي: "ابن عبد الرحمن".

(4)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر. وللأصيلي:"رسول اللَّه".

(5)

لأبي ذر عن المستملي: "قد صليت".

* [724][التحفة: خ د س 14952]

(6)

نشيج: صوت معه توجع وبكاء، كما يردد الصبي بكاءه في صدره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشج).

(7)

لأبي ذر عن الحموي: "فقرأ".

(8)

بثي: البث، أصعب الهم الذي لا يصبر عليه صاحبه، فيبثه إلى الناس، أي: ينشره. (انظر: تفسير الزمخشري)(2/ 499).

(9)

[يوسف: 86]. بعده للأصيلي: "الآية".

ص: 642

[725] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1)

مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي

(2)

بِالنَّاسِ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ

(3)

، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ

(4)

لِلنَّاسِ

(5)

". قَالَتْ

(4)

عَائِشَةُ لِحَفْصَةَ

(6)

: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ

(7)

لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ

(8)

الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصلِّ لِلنَّاسِ

(4)

، فَفَعَلَتْ حَفْصةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَهْ إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ

(4)

"، قَالَتْ

(9)

حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ

(10)

: مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا.

‌69 - بَابُ

(11)

تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ وَبَعْدَهَا

[726] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(12)

عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ

(1)

للأصيلي: "حدثني".

(2)

للأصيلي: "فليصل".

(3)

لأبي ذر: "يصلي بالناس".

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي الوقت: "بالناس".

(6)

قوله: "قالت عائشة لحفصة" لأبي ذر، وابن عساكر:"فقلت لحفصة".

(7)

قوله: "إذا قام في مقامك" لأبي ذر: "رجل أسيف إذا قام مقامك".

(8)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"في".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقالت".

(10)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

* [725][التحفة: خ ت س 17153]

(11)

ليس للأصيلي.

(12)

لأبي ذر: "حدثني".

ص: 643

النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَتُسَوُّنَّ

(1)

صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ".

[727] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ

(2)

، عَنْ أَنَسٍ

(3)

، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَقِيمُوا الصُّفُوفَ؛ فَإِنِّي أَرَاكُمْ خَلْفَ ظَهْرِي".

‌70 - بَابُ

(4)

إِقْبَالِ الْإِمَامِ عَلَى النَّاسِ عِنْدَ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ

[728] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ

(5)

قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ فَقَالَ:"أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا؛ فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي"

(6)

.

‌71 - بَابُ

(4)

الصَّفِّ الْأَوَّلِ

[729] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لتسوون".

* [726][التحفة: خ م 11619]

(2)

بعده لأبي ذر: "ابن صهيب".

(3)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

* [727][التحفة: خ م 1039]

(4)

ليس للأصيلي.

(5)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"ابن مالك".

(6)

بعده للأصيلي: "الحديث".

* [728][التحفة: خ 658]

ص: 644

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الشُّهَدَاءُ: الْغَرِقُ، وَالْمَطْعُونُ

(1)

، وَالْمَبْطُونُ، وَالْهَدِْمُ

(2)

".

[730] وَقال: "وَلَوْ

(3)

يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا

(4)

، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ

(5)

لَاسْتَهَمُوا

(6)

".

‌72 - بَابٌ

(7)

إِقَامَةُ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ

(8)

الصَّلَاةِ

[731] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ

(9)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ

(10)

الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ

(11)

، وَأَقِيمُوا الصَّفَّ فِي الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ".

(1)

قوله: "والمطعون" كذا في الفروع بأيدينا تقديمه على "المبطون"، وعكس القسطلاني. كتبه مصححه.

(2)

كذا بسكون الدال وكسرها معا، وعليه صح.

* [729][التحفة: خ ت س 12577]

(3)

لأبي ذر، والأصيلي:"لو".

(4)

بعده لأبي ذر: "إليه".

(5)

عليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر عن المستملي:"الْأَوَّلِ".

(6)

عليه صح.

* [730][التحفة: خ ت س 12577]

(7)

ليس للأصيلي، وعليه صح.

(8)

لأبي الوقت: "إتمام".

(9)

بعده للأصيلي: "ابن منبه".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي:"وَلَكَ".

(11)

رقم عليه لأبي ذر والكشميهني. ولأبي ذر في نسخة: "أَجْمَعِينَ".

* [731][التحفة: خ م 14705]

ص: 645

[732] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(1)

، عَنِ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ".

‌73 - بَابُ

(3)

إِثْمِ مَنْ لَمْ يُتِمَّ

(4)

الصُّفُوفَ

(5)

[733] حدثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(6)

الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، عَنْ بُشَيْرِ

(7)

بْنِ يَسَارٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(8)

، أَنَّهُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقِيلَ لَهُ: مَا أَنْكَرْتَ

(9)

مِنَّا

(10)

مُنْذُ يَوْمِ عَهِدْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَا أَنْكَرْتُ شَيْئًا إِلَّا أَنَّكُمْ لَا تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ.

وَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

(11)

الْمَدِينَةَ بِهَذَا.

‌74 - بَابُ

(3)

إِلْزَاقِ الْمَنْكِبِ

(12)

بِالْمَنْكِبِ وَالْقَدَمِ بِالْقَدَمِ فِي الصَّفِّ

وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: رَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنَّا يُلْزِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ.

(1)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(2)

لابن عساكر: "قال: قال رسول اللَّه".

* [732][التحفة: خ م د ق 1243]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

لابن عساكر: "يُقِمِ".

(5)

للأصيلي: "الصف".

(6)

للأصيلي، وابن عساكر:"حدثنا".

(7)

عليه صح.

(8)

"ابن مالك" ليس عند ابن عساكر.

(9)

لأبي ذر: "أنكرت منذ".

(10)

رقم عليه لأبي ذر عن المستملي والكشميهني.

(11)

"ابن مالك" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

* [733][التحفة: خ 249]

(12)

المنكب: ما بين الكتف والعنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكب).

ص: 646

[734] حدثنا عَمْرُو بْنُ

(1)

خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ

(2)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي". وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ، وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ.

‌75 - بَابٌ

(3)

إِذَا قَامَ الرَّجُلُ عَنْ يَسَارِ الْإِمَامِ وَحَوَّلَهُ الْإِمَامُ خَلْفَهُ إِلَى يَمِينِهِ تَمَّتْ صَلَاتُهُ

[735] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقُمْتُ عنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرَأْسِي مِنْ وَرَائِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى وَرَقَدَ فَجَاءَهُ

(5)

الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ وَصَلَّى

(6)

وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

‌76 - بَابٌُ

(3)

الْمَرْأَةُِ وَحْدَهَا تَكُونُ صَفًّا

[736] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّيتُ أَنَا وَيَتِيمٌ فِي بَيْتِنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا.

(1)

عند ابن عساكر: "وهو ابن".

(2)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

* [734][التحفة: خ 666]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

"ابن سعيد" ليس عند أبي ذر.

(5)

لابن عساكر: "فجاء".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فصلى".

* [735][التحفة: خ م ت س ق 6356]

* [736][التحفة: خ س 172]

ص: 647

‌77 - بَابُ

(1)

مَيْمَنَةِ الْمَسْجِدِ وَالْإِمَامِ

[737] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأَخَذَ بِيَدِي - أَوْ بِعَضُدِي - حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ بِيَدِهِ مِنْ وَرَائِي

(2)

.

‌78 - بَابٌ

(1)

إِذَا كَانَ بَيْنَ الْإِمَامِ وَبَيْنَ الْقَوْمِ حَائِطٌ أَوْ سُتْرَةٌ

وَقَالَ الْحَسَنُ: لَا بَأْسَ أَنْ تُصَلِّيَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ نَهَْرٌ

(3)

.

وَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: يَأْتَمُّ بِالْإِمَامِ وَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ أَوْ جِدَارٌ إِذَا سَمِعَ تَكْبِيرَ الْإِمَامِ.

[738] حدثنا

(4)

مُحَمَّدٌ

(5)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(6)

عَبْدَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي حُجْرَتِهِ وَجِدَارُ الْحُجْرَةِ قَصِيرٌ، فَرَأَى النَّاسُ شَخْصَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَامَ أُنَاسٌ

(7)

يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، فَأَصْبَحُوا فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ، فَقَامَ ليْلَةَ الثَّانِيَةِ

(8)

فَقَامَ مَعَهُ أُنَاسٌ

(9)

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ورائه".

* [737][التحفة: خ ق 5769]

(3)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة. ولابن عساكر: "نهير".

(4)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني".

(5)

بعده لابن عساكر: "ابن سلام".

(6)

للأصيلي: "حدثنا".

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ناس".

(8)

قوله: "ليلة الثانية" للأصيلي: "الليلة الثانية".

(9)

للأصيلي: "ناس".

ص: 648

يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، صَنَعُوا ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً

(1)

، حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَخْرُجْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ النَّاسُ فَقَالَ:"إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُكْتَبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةُ اللَّيْلِ".

‌79 - بَابُ صَلَاةِ اللَّيْلِ

(2)

[739] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(4)

، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَهُ حَصِيرٌ يَبْسُطُهُ

(5)

بِالنَّهَارِ، وَيَحْتَجِرُهُ

(6)

بِاللَّيْلِ، فَثَابَ

(7)

إِلَيْهِ نَاسٌ فَصَلَّوْا

(8)

وَرَاءَهُ.

[740] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ثَلَاثًا"، وعليه صح.

* [738][التحفة: خ د 17937]

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

عليه صح، ولأبي ذر:"الفديك".

(4)

"ابن عبد الرحمن" ليس عند ابن عساكر.

(5)

للأصيلي: "يبْتَسطه".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ويَحْتَجِزُه".

يحتجره: يجعله موضعًا منفردًا لنفسه دون غيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجر).

(7)

كذا لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت عن المستملي. ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فثار".

فثاب: فاجتمع وجاء. (انظر: لسان العرب، مادة: ثوب).

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فصفوا".

* [739][التحفة: خ م ت س ق 17720]

ص: 649

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً

(1)

- قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ - مِنْ حَصِيرٍ فِي رَمَضَانَ، فَصلَّى فِيهَا لَيَالِيَ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: "قَدْ عَرَفْتُ

(2)

الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ

(3)

فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ؛ فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ".

قَالَ

(4)

عَفَّانُ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى، سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ، عَنْ بُسْرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌80 - بَابُ

(5)

إِيجَابِ التَّكْبِيرِ وَافْتِتَاحِ الصَّلَاةِ

[741] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ

(6)

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ فَرَسًا، فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ، قَالَ أَنَسٌ

(7)

رضي الله عنه: فَصَلَّى لَنَا يَوْمَئِذٍ صَلَاةً مِنَ الصَّلَوَاتِ، وَهُوَ قَاعِدٌ فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ قُعُودًا، ثُمَّ قَالَ لَمَّا سَلَّمَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا

(8)

،

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "حُجْزة".

(2)

لابن عساكر: "عَلِمْتُ".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "صُنعِكم".

(4)

سقط: "قال عفان

" إلى "عن النبي صلى الله عليه وسلم" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

* [740][التحفة: خ م د س 3698]

(5)

ليس للأصيلي.

(6)

"الأنصاري" ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

(7)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

(8)

قوله: "وإذا سجد فاسجدوا" رقم عليه لأبي ذر عن المستملي.

ص: 650

وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ".

[742] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ

(2)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(3)

أَنَّهُ قَالَ: خَرَّ

(4)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ فَصَلَّى لَنَا قَاعِدًا، فَصَلَّيْنَا مَعَهُ قُعُودًا، ثُمَّ

(5)

انْصَرَفَ فَقَالَ: "إِنَّمَا الْإِمَامُ - أَوْ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ - لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا رَبَّنَا لَكَ

(6)

الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا".

[743] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(7)

صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا جُعِلَ

(8)

الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ".

* [741][التحفة: خ 1497]

(1)

سقط: "ابن سعيد" عند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"الليث".

(3)

قوله: "ابن مالك" سقط عند أبي ذر. وزاد بعده: "قال" منسوبًا لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(4)

خر: سقط من علو. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرر).

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فلما".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ولك"، وعليه صح.

* [742][التحفة: خ م ت 1523]

(7)

عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"رسول اللَّه".

(8)

ليس عند الأصيلي.

* [743][التحفة: خ 13743]

ص: 651

‌81 - بَابُ

(1)

رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى مَعَ الاِفْتِتَاحِ سَوَاءً

[744] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ

(2)

مَنْكِبَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا كَذَلِكَ أَيْضًا، وَقَالَ:"سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، وَكَانَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ.

‌82 - بَابُ

(1)

رَفْعِ الْيَدَيْنِ إِذَا كَبَّرَ وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ

[745] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(3)

عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(4)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما

(5)

قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَا

(7)

حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يُكَبِّرُ لِلرُّكُوعِ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ

(1)

ليس الأصيلي.

(2)

حذو: إزاء ومقابل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حذو).

* [744][التحفة: خ س 6915]

(3)

لأبي ذر: "حدثنا".

(4)

بعده لابن عساكر: "ابن عمر".

(5)

قوله: "عن عبد اللَّه .. " إلى هنا، لأبي ذر:"عن أبيه".

(6)

للأصيلي: "النبي".

(7)

كان في اليونينية تحت: "تكونا"، نقطتان فكشطتا. اهـ. من هامش الأصل، وفي القسطلاني:"يكونا" بالتحتية، ولأبي ذر:"تكونا" بالفوقية. كتبه مصححه.

ص: 652

الرُّكُوعِ وَيَقُولُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ

(1)

.

[746] حدثنا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ

(2)

، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّهُ رَأَى مَالِكَ بْنَ الْحُوَيْرِثِ إِذَا صَلَّى كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ هَكَذَا.

‌83 - بَابٌ

(3)

إِلَى أَيْنَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ؟

وَقَالَ

(4)

أَبُو حُمَيْدٍ فِي أَصْحَابِهِ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَذْوَ

(5)

مَنْكِبَيْهِ.

[747] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنَا

(6)

سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ

(7)

صلى الله عليه وسلم افْتَتَحَ التَّكْبِيرَ فِي الصَّلَاةِ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ يُكَبِّرُ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَهُ، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَعَلَ مِثْلَهُ، وَقَالَ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يَسْجُدُ وَلَا حِينَ يَرْفَعُ

(8)

رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ.

(1)

بعده عند ابن عساكر: "قال محمد: قال علي بن عبد اللَّه: حق على المسلمين أن يرفعوا أيديهم لحديث الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله عنهم".

* [745][التحفة: خ م س 6979]

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حدثنا خالد".

* [746][التحفة: خ م 11187]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

للأصيلي، وابن عساكر:"قال".

(5)

لابن عساكر: "إلى حذو".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أخبرني"، وعليه صح.

(7)

لابن عساكر: "رسول اللَّه".

(8)

للأصيلي، وابن عساكر:"يرفع من السجود".

* [747][التحفة: خ س 6841]

ص: 653

‌84 - بَابُ

(1)

رَفْعِ الْيَدَيْنِ إِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ

[748] حدثنا عَيَّاشٌ

(2)

، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي

(3)

الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ. وَرَفَعَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم.

رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَرَوَاهُ ابْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ مُخْتَصَرًا.

‌85 - بَابُ

(1)

وَضْعِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى

(5)

[749] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ. قَالَ أَبُو حَازِمٍ: لَا

(6)

أَعْلَمُهُ إِلَّا يَنْمِي

(7)

ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ

(8)

إِسْمَاعِيلُ: يُنْمَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَقُلْ: يَنْمِي.

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

عليه صح.

(3)

ليس عند ابن عساكر.

(4)

لأبي ذر: "النبي".

* [748][التحفة: خت 7564 - خ د 8017 - خت 8487]

(5)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"في الصلاة".

(6)

عند ابن عساكر: "ولا".

(7)

ينمي: يرفع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نما).

(8)

عند ابن عساكر: "قال محمد: قال إسماعيل".

* [749][التحفة: خ 4747]

ص: 654

‌86 - بَابُ

(1)

الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ

[750] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا، وَاللَّهِ مَا يَخْفَى

(2)

عَلَيَّ رُكُوعُكُمْ وَلَا خُشُوعُكُمْ؛ وَإِنِّي لَأَرَاكُمْ وَرَاءَ

(3)

ظَهْرِي".

[751] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(4)

شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ

(5)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(6)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَقِيمُوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؛ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي - وَرُبَّمَا قَالَ: مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي - إِذَا رَكَعْتُمْ وَ

(7)

سَجَدْتُمْ".

‌87 - بَابُ

(8)

مَا يَقُولُ

(9)

بَعْدَ التَّكْبِيرِ

[752] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(10)

، أَنَّ

(1)

سقط عند أبي ذر، والأصيلي.

(2)

عند أبي ذر عن الحموي: "لا يخفى".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي، وأبي الوقت:"مِنْ وَرَاءِ".

* [750][التحفة: خ م 13821]

(4)

للأصيلي: "عن شعبة".

(5)

زاد بعده: "يقول" وبعده صح. كذا بهامش اليونينية مصححا عليه، وليس في أصول كثيرة.

(6)

"ابن مالك" ليس عند ابن عساكر.

(7)

لأبي ذر: "وإذا".

* [751][التحفة: خ م 1263]

(8)

ليس للأصيلي.

(9)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر عن المستملي:"يقرأ".

(10)

بعده للأصيلي: "ابن مالك".

ص: 655

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

(1)

.

[753] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً

(2)

- فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ

(3)

بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ

(4)

مَا تَقُولُ؟ قَالَ: "أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ

(5)

، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ

(6)

".

‌88 - بَابٌ

(7)

[754] حدثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ

(1)

[الفاتحة: 2].

* [752][التحفة: خ م س 1257]

(2)

للأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني:"هُنَيْهَةً".

هنية: قليلًا من الزمان. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: هنا)

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أسُكاتُك".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وبين القراءة"، وعليه صح.

(5)

الدنس: الوسخ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دنس).

(6)

البرد: حب الغمام. (انظر: لسان العرب، مادة: برد).

* [753][التحفة: خ م د س ق 14896]

(7)

سقط عند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

ص: 656

أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ

(1)

، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةَ الْكُسُوفِ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ

(2)

، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ

(3)

فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: "قَدْ دَنَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَوِ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا لَجِئْتُكُمْ بِقِطَافٍ

(4)

مِنْ قِطَافِهَا، وَدَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ أَيْ رَبِّ وَ

(5)

أَنَا

(6)

مَعَهُمْ فَإِذَا امْرَأَةٌ - حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ - تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ قُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالُوا: حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا لَا

(7)

أَطْعَمَتْهَا وَلَا

(8)

أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ".

قَالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُ

(9)

أَنَّهُ قَالَ: "مِنْ خَشِيشِ أَوْ خَُِشَاشِ"

(10)

.

(1)

بعده للأصيلي: "الصديق رضي الله عنهما".

(2)

ليس عند الأصيلي.

(3)

للأصيلي: "ثم سجد"، وعليه صح.

(4)

بقطاف: جمع قِطْف، وهو العنقود. وهو اسم لكل ما يُقطف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قطف).

(5)

رقم عليه لأبي ذر عن الحموي.

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"أوَ أنا".

(7)

بعده لأبي ذر عن المستملي، ولابن عساكر، والأصيلي:"هي".

(8)

بعده عند ابن عساكر، والأصيلي:"هي".

(9)

للأصيلي: "حسبته".

(10)

كذا ضبطه بالأوجه كلها، وكتب فوقه:"جميعا". وبعده لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"الأرض".

* [754][التحفة: خ س ق 15717]

ص: 657

‌89 - بَابُ

(1)

رَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى الْإِمَامِ فِي الصَّلَاةِ

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ: "فَرَأَيْتُ

(2)

جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ".

[755] حدثنا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: قُلْنَا لِخَبَّابٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا

(4)

: بِمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَاكَ

(5)

؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ.

[756] حدثنا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ يَخْطُبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

الْبَرَاءُ - وَكَانَ

(7)

غَيْرَ كَذُوبٍ - أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا صَلَّوْا مَعَ النَّبِيِّ

(8)

صلى الله عليه وسلم فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَامُوا قِيَامًا حَتَّى يَرَوْنَهُ

(9)

قَدْ سَجَدَ.

[757] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"رأيت".

(3)

بعده للأصيلي: "ابن زياد".

(4)

لأبي ذر: "فقلنا".

(5)

للأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر:"ذلك".

* [755][التحفة: خ د س ق 3517]

(6)

للأصيلي: "أخبرنا".

(7)

لأبي ذر: "وهو غير".

(8)

رقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر. وبدله:"رسولِ اللَّه"، وعليه صح.

(9)

رقم عليه لأبي الوقت. ولأبي ذر، والأصيلي:"يَرَوْهُ".

* [756][التحفة: خ م د ت س 1772]

ص: 658

يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَسَفَتِ

(1)

الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى. قَالُوا

(3)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلُ

(4)

شَيْئًا فِي مَقَامِكَ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ

(5)

، قَالَ

(6)

: "إِنِّي أُرِيتُ

(7)

الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ

(8)

مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا".

[758] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(9)

قَالَ: صَلَّى لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَقَا

(10)

الْمِنْبَرَ فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ

(11)

قِبَلَ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ قَالَ:"لَقَدْ رَأَيْتُ الْآنَ مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلَاةَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ فِي قِبْلَةِ هَذَا الْجِدَارِ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ" ثَلَاثًا.

‌90 - بَابُ

(12)

رَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ

[759] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(13)

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1)

رقم عليه لكريمة. وضع في فرعين عندنا (كـ) فوق الخاء من غير رقم ولا تصحيح.

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"النبي".

(3)

لأبي ذر: "فقالوا".

(4)

للأصيلي، وابن عساكر:"تَنَاوَلْتَ".

(5)

تكعكعت: أحجمت وتأخرت إلى وراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كعكع).

(6)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فقال".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "رأيت".

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لأكلت".

* [757][التحفة: خ م د س 5977]

(9)

"ابن مالك" ليس عند ابن عساكر.

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"رَقِيَ"، وعليه صح.

(11)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بيده".

* [758][التحفة: خ 1647]

(12)

ليس للأصيلي.

(13)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

ص: 659

ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ

(1)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ"، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: "لَيَنْتَهُنَّ

(2)

عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ".

‌91 - بَابُ

(3)

الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ

[760] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ

(4)

الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبدِ".

[761] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ

(5)

لَهَا أَعْلَامٌ، فَقَالَ: "شَغَلَتْنِي

(6)

أَعْلَامُ هَذِهِ اذْهَبُوا بِهَا

(7)

إِلَى أَبِي جَهْمٍ

(8)

، وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةٍ

(9)

".

(1)

لأبي ذر: "حدثه".

(2)

لأبي ذر: "لَيُنْتَهَيَنَّ".

* [759][التحفة: خ د س ق 1173]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولأبي الوقت:"يختلس".

* [760][التحفة: خ د س 17661]

(5)

خميصة: ثوب خز أو صوف مُعْلَم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).

(6)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "شغلني".

(7)

عليه صح. ولأبي ذر في نسخة: "به"، وعليه صح.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "جُهَيْم".

(9)

في حاشية البقاعي: "بِأَنْبِجَانِيَّتهِ"، ونسبه لنسخة.

أنبجانية: كساء يتخذ من الصوف وله خمل ولا علم له، وهي من أدون الثياب الغليظة، منسوب إلى منبج المدينة المعروفة أو إلى موضع اسمه أنبجان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنبجان).

* [761][التحفة: خ م د س ق 16434]

ص: 660

‌92 - بَابٌ

(1)

هَلْ يَلْتَفِتُ لِأَمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ، أَوْ يَرَى شَيْئًا، أَوْ بُصَاقًا فِي الْقِبْلَةِ؟

وَقَالَ سَهْلٌ: الْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَرَأَى النَّبِيَّ

(2)

صلى الله عليه وسلم.

[762] حدثنا

(3)

قُتَيْبَة بْنُ سَعِيدٍ

(4)

، قال: حَدَّثَنَا لَيْثٌ

(5)

، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ

(6)

رَأَى النَّبِيُّ

(7)

صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً

(8)

فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ فَحَتَّهَا

(9)

، ثُمَّ قَالَ حِينَ انْصَرَفَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدٌ

(10)

قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلَاةِ".

رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَابْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ.

[763] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ

(11)

بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

عليه صح. وبدله: "رسولَ اللَّه" ورقم عليه (ح).

(3)

لأبي ذر: "حدثني".

(4)

"ابن سعيد" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

(5)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"الليث".

(6)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"قال"، وعليه صح.

(7)

لابن عساكر، وأبي ذر:"رسول اللَّه".

(8)

نخامة: هي البزقة التي تخرج من أقصى الحلق ومن مخرج الخاء المعجمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نخم).

(9)

فحتها: فَحَكَّهَا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حتت).

(10)

للأصيلي: "أحدكم"، وزاد في حاشية البقاعي نسبته لنسخة.

* [762][التحفة: خ م س ق 8271]

(11)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"الليث عن".

ص: 661

ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسٌ

(1)

قَالَ بَيْنَمَا الْمُسْلِمُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ، وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ لَهُ

(2)

الصَّفَّ، فَظَنَّ أَنَّهُ يُرِيدُ الْخُرُوجَ، وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِمْ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ: "أَتِمُّوا

(3)

صَلَاتَكُمْ"، فَأَرْخَى

(4)

السِّتْرَ، وَتُوُفِّيَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ.

‌93 - بَابُ

(5)

وُجُوبِ الْقِرَاءَةِ لِلْإِمَامِ وَالْمَأْمُومِ فِي الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَمَا يُجْهَرُ فِيهَا، وَمَا يُخَافَتُ

[764] حدثنا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه فَعَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا، فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَا تُحْسِنُ تُصَلِّي، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ

(6)

: أَمَّا أَنَا وَاللَّهِ فَإِنِّي

(7)

كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ابن مالك".

(2)

ليس عند ابن عساكر.

(3)

لأبي ذر، وابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت:"أن أتموا".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"وأرخى".

* [763][التحفة: خ 1518]

(5)

ليس للأصيلي.

(6)

رقم عليه بعلامة السقوط بلا رقم. سقط "أبو إسحاق" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(7)

للأصيلي: "إني".

ص: 662

مَا أَخْرِمُ

(1)

عَنْهَا، أُصَلِّي صَلَاةَ الْعِشَاءِ فَأَرْكُدُ

(2)

فِي الْأُولَيَيْنِ وَأُخِفُّ

(3)

فِي الْأُخْرَيَيْنِ، قَالَ: ذَاكَ

(4)

الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلًا أَوْ رِجَالًا إِلَى الْكُوفَةِ، فَسَأَلَ

(5)

عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَلَمْ

(6)

يَدَعْ مَسْجِدًا إِلَّا سَأَلَ عَنْهُ وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ - يُقَالُ لَهُ: أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ - قَالَ

(7)

: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا

(8)

فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ

(9)

لَا يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ، وَلَا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ. قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ بِثَلَاثٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ.

وَكَانَ

(10)

بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا

(11)

رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الْكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ

(12)

يَغْمِزُهُنَّ.

(1)

أخرم: أترك أو أنقص. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 60).

(2)

فأركد: أسكن وأطيل القيام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ركد).

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وأحْذِف".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ذلك".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"يسأل"، وعليه صح.

(6)

للأصيلي، وابن عساكر:"فلم".

(7)

للأصيلي: "فقال".

(8)

نشدتنا: سألتنا وأقسمت علينا. (انظر: لسان العرب، مادة: نشد).

(9)

سقط "كان" عند الأصيلي.

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"فكان".

(11)

لأبي الوقت: "وأنا".

(12)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"في الطريق".

* [764][التحفة: خ م د س 3847]

ص: 663

[765] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ".

[766] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(1)

سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فرَدَّ، وَقَالَ

(2)

: "ارْجِعْ فَصَلِّ

(3)

فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ". فَرَجَعَ يُصَلِّي

(4)

كَمَا صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" ثَلَاثًا. فَقَالَ

(5)

: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ

(6)

: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا

(7)

تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا".

* [765][التحفة: ع 5110]

(1)

للأصيلي: "حدثنا".

(2)

لأبي ذر، وابن عساكر:"فقال".

(3)

لابن عساكر: "وصل".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فصلى".

(5)

لابن عساكر: "قال".

(6)

لابن عساكر، والأصيلي:"قال".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بما".

* [766][التحفة: خ م د ت س 14304]

ص: 664

‌94 - بَابُ

(1)

الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ

(2)

[767] حدثنا

(3)

أَبُو نُعَيْمٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ

(4)

صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ، يُطَوِّلُ فِي الْأُولَى وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَيُسْمِعُ الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْعَصْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ، وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الْأُولَى، وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ.

[768] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْنَا خَبَّابًا: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْنَا

(6)

: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ

(7)

؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ

(8)

.

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح صح: "حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: كُنْتُ (1) أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ صَلَاتَيِ العَشِيِّ (2) لَا أَخْرِمُ عَنْهَا؛ أَرْكُدُ (3) فِي الأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ (4) فِي الأُخْرَيَيْنِ، فَقَالَ (5) عُمَرُ رضي الله عنه: ذَلِكَ (6) الظَّنُّ بِكَ.

................

1 -

لابن عساكر: "قَدْ كُنْتُ"، وعليه صح.

2 -

لابن عساكر: "صَلَاتَي الْعِشَاءِ".

3 -

لأبي ذر: "كُنْتُ أَرْكُدُ".

4 -

للحموي، والمستملي:"وأُخِفُّ".

5 -

للأصيلي، وأبي ذر:"قَالَ".

6 -

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ذَاكَ".

(3)

عليه صح.

(4)

رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح. ولأبي ذر:"رسول اللَّه".

* [767][التحفة: خ م د س ق 12108]

(5)

"ابن حفص" ليس عند الأصيلي.

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قلت".

(7)

بعده لأبي ذر: "ذلك".

(8)

للأصيلي: "لَحْيَيْه".

* [768][التحفة: خ د س ق 3517]

ص: 665

‌95 - بَابُ

(1)

الْقِرَاءَةِ فِي الْعَصْرِ

[769] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْتُ

(2)

لِخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ

(3)

: نَعَمْ، قَالَ: قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ قِرَاءَتَهُ؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ.

[770] حدثنا الْمَكِّيُّ

(4)

بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ

(5)

مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ سُورَةٍ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا.

‌96 - بَابُ

(1)

الْقِرَاءَةِ فِي الْمَغْرِبِ

[771] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أُمَّ الْفَضْلِ سَمِعَتْهُ وَهُوَ يَقْرَأُ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا

(6)

}، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ

(7)

، وَاللَّهِ لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي

(1)

ليس للأصيلي.

(2)

للأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني:"قلنا".

(3)

ليس عند ابن عساكر.

* [769][التحفة: خ د س ق 3517]

(4)

لأبي ذر، والأصيلي:"مكي".

(5)

في حاشية البقاعي: "الرَّكعَةِ" بلا رقم، وعليه صح.

* [770][التحفة: خ م د س ق 12108]

(6)

عرفا: تنزل بالمعروف، وقيل عرفًا: متتابعة. (انظر: التبيان قى تفسير غريب القرآن)(ص 331).

(7)

لأبي ذر، والأصيلي:"يا بني لقد".

ص: 666

بِقِرَاءَتِكَ هَذِهِ السُّورَةَ، إِنَّهَا لَآخِرُ مَا سَمِعْتُ

(1)

مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقْرَأُ بِهَا فِي الْمَغْرِبِ.

[772] حدثنا

(2)

أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: مَا لَكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارٍ

(3)

، وَقَدْ سَمِعْتُ

(4)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِطُولِ

(5)

الطُّولَيَيْنِ؟

‌97 - بَابُ

(6)

الْجَهْرِ فِي الْمَغْرِبِ

[773] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم قَرَأَ

(8)

فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ.

‌98 - بَابُ

(6)

الْجَهْرِ فِي الْعِشَاءِ

[774] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ

(1)

لابن عساكر: "سمعته".

* [771][التحفة: ع 18052]

(2)

لأبي ذر: "حدثني".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر في نسخة:"بقصار المفصل"، وبعده لأبي ذر في نسخة:"يعني: المفصل".

(4)

كذا بالضبطين، وعليه صح.

(5)

للأصيلي، وأبي الوقت:"بِطُولَى".

* [772][التحفة: خ د س 3738]

(6)

ليس للأصيلي.

(7)

لأبي ذر: "النبي".

(8)

لابن عساكر: "يقرأ".

* [773][التحفة: خ م د س ق 3189]

ص: 667

قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ الْعَتَمَةَ فَقَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ، فَقُلْتُ لَهُ، قَالَ: سَجَدْتُ

(1)

خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم فَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ بِهَا حَتَّى أَلْقَاهُ.

[775] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، أَنَّ النَّبِيَّ

(2)

صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَرَأَ فِي الْعِشَاءِ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ.

‌99 - بَابُ

(3)

الْقِرَاءَةِ فِي الْعِشَاءِ بِالسَّجْدَةِ

[776] حدثنا

(4)

مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(5)

التَّيْمِيُّ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ الْعَتَمَةَ فَقَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: سَجَدْتُ بِهَا

(6)

خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم فَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ بِهَا

(7)

حَتَّى أَلْقَاهُ.

‌100 - بَابُ

(3)

الْقِرَاءَةِ فِي الْعِشَاءِ

[777] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ،

(1)

بعده: "بها" من غير الفرع. وقال في "الفتح": هي لغير أبي ذر.

* [774][التحفة: خ م د س 14649]

(2)

للأصيلي: "رسول اللَّه".

* [775][التحفة: ع 1791]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وعند أبي ذر:"حدثني".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(6)

لأبي ذر، وأبي الوقت، والمستملي، والحموي:"فيها".

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولابن عساكر، وأبي الوقت:"فيها".

* [776][التحفة: خ م د س 14649]

ص: 668

سَمِعَ

(1)

الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: {وَالتِّينِ

(2)

وَالزَّيْتُونِ} فِي الْعِشَاءِ

(3)

، وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ - أَوْ قِرَاءَةً.

‌101 - بَابٌ

(4)

يُطَوِّلُ فِي الْأُولَيَيْنِ وَيَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ

[778] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ

(5)

، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: لَقَدْ

(6)

شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى الصَّلَاةِ

(7)

. قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَمُدُّ فِي الْأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ

(8)

فِي الْأُخْرَيَيْنِ، وَلَا آلُو

(9)

مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: صَدَقْتَ، ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ - أَوْ ظَنِّي بِكَ.

‌102 - بَابُ

(4)

الْقِرَاءَةِ فِي الْفَجْرِ

وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالطُّورِ.

[779] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ

(10)

، قَالَ:

(1)

لأبي الوقت: "أنه سمع".

(2)

لأبي ذر في نسخة: "بالتين".

(3)

عند أبي ذر: "يقرأ في العشاء {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} بالتقديم والتأخير، وعليه صح.

* [777][التحفة: ع 1791]

(4)

ليس للأصيلي.

(5)

بعده للأصيلي: "محمد بن عبيد اللَّه الثقفي".

(6)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"قد".

(7)

للأصيلي: "في الصلاة".

(8)

أحذف: أي: أُخَفَّف وأترك الإطالة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حذف).

(9)

آلو: أقصر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألو).

* [778][التحفة: خ م د س 3847]

(10)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"هو أبو المنهال".

ص: 669

دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَوَاتِ

(1)

، فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ وَيَرْجِعُ الرَّجُلُ إِلَى أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ، وَلَا يُبَالِي بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، وَلَا يُحِبُّ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَلَا الْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَيُصَلِّي الصُّبْحَ فَيَنْصَرِفُ

(2)

الرَّجُلُ فَيَعْرِفُ جَلِيسَهُ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ - أَوْ إِحْدَاهُمَا - مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ.

[780] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: فِي كُلِّ صَلَاةٍ يُقْرَأُ

(3)

، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَنَّا أَخْفَيْنَا عَنْكُمْ

(4)

، وَإِنْ لَمْ تَزِدْ عَلَى أُمِّ الْقُرْآنِ أَجْزَأَتْ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ.

‌103 - بَابُ

(5)

الْجَهْرِ بِقِرَاءَةِ صَلَاةِ الْفَجْرِ

(6)

وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: طُفْتُ وَرَاءَ النَّاسِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَيَقْرَأُ

(7)

بِالطُّورِ.

(1)

لأبي ذر، والأصيلي:"الصلاة".

(2)

عليه صح. وللأصيلي، وأبي ذر:"وينصرف".

* [779][التحفة: خ م د س ق 11605]

(3)

للأصيلي، وابن عساكر:"نقرأ".

(4)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني، وسقط:"عنكم" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

* [780][التحفة: خ م س 14190]

(5)

ليس للأصيلي.

(6)

لأبي ذر: "الصبح".

(7)

للأصيلي، وابن عساكر:"يقرأ".

ص: 670

[781] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ

(1)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ

(2)

ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ

(3)

، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ فَقَالُوا

(4)

: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قَالُوا: مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا

(5)

مَا هَذَا

(6)

الَّذِي حَالَ

(7)

بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِنَخْلَةَ، عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ

(8)

، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ، فَقَالُوا: هَذَا - وَاللَّهِ - الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَالُوا

(9)

: يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ

(1)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"هو جعفر بن أبي وحشية".

(2)

بعده للأصيلي: "عبد اللَّه بن".

(3)

كذا بالضبطين في اليونينية.

(4)

رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح. وعند أبي ذر، و (ح)، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قالوا".

(5)

للأصيلي، وابن عساكر:"وانظروا".

(6)

ليس عند ابن عساكر.

(7)

رقم عليه لنسخة، وابن عساكر، والقابسي، وفي القسطلاني: لغير ابن عساكر: "حيل" لكنه ضبب عليها في اليونينية وشطب.

(8)

عليه صح.

(9)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقالوا".

ص: 671

فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ

(1)

}، وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ.

[782] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا أُمِرَ، وَسَكَتَ فِيمَا أُمِرَ {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}

(2)

، {لَقَدْ

(3)

كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}

(4)

.

‌104 - بَابُ

(5)

الْجَمْعِ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ فِي الرَّكْعَةِ

(6)

وَالْقِرَاءَةِ بِالْخَوَاتِيمِ

(7)

، وَبِسُورَةٍ

(8)

قَبْلَ سُورَةٍ، وَبِأَوَّلِ سُورَةٍ.

وَيُذْكَرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(9)

الْمُؤْمِنُونَ

(10)

فِي الصُّبْحِ حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ - أَوْ ذِكْرُ عِيسَى - أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ

(11)

فَرَكَعَ.

وَقَرَأَ عُمَرُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِمِائَةٍ وَعِشْرِينَ آيَةً مِنَ الْبَقَرَةِ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِسُورَةٍ مِنَ الْمَثَانِي.

(1)

بعده للأصيلي: "أنه استمع نفر من الجن".

* [781][التحفة: خ م ت س 5452]

(2)

[مريم: 64].

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ولقد" وعليه صح.

(4)

[الأحزاب: 21].

* [782][التحفة: خ 6004]

(5)

ليس للأصيلي.

(6)

لابن عساكر، وأبي ذر:"ركعة".

(7)

لأبي ذر، والأصيلي:"بالخواتم".

(8)

لابن عساكر: "وسورة"، وزاد في حاشية البقاعي نسبته لأبي ذر.

(9)

زاد في حاشية البقاعي: "قد أفلح" ونسبه للأصيلي.

(10)

لأبي ذر: "المؤمنين".

(11)

سعلة: حشرجة في الحلق. (انظر: لسان العرب، مادة: سعل).

ص: 672

وَقَرَأَ الْأَحْنَفُ بِالْكَهْفِ فِي الْأُولَى، وَفِي الثَّانِيَةِ بِيُوسُفَ أَوْ يُونُسَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ عُمَرَ رضي الله عنه الصُّبْحَ بِهِمَا.

وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِأَرْبَعِينَ آيَةً مِنَ الْأَنْفَالِ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِسُورَةٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ.

وَقَالَ قَتَادَةُ - فِيمَنْ يَقْرَأُ سُورَةً

(1)

وَاحِدَةً فِي رَكْعَتَيْنِ

(2)

، أَوْ يُرَدِّدُ سُورَةً وَاحِدَةً فِي رَكْعَتَيْنِ: كُلٌّ كِتَابُ اللَّهِ.

[783] وَقال عُبَيْدُ اللَّهِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ

(3)

رضي الله عنه: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ، وَكَانَ

(4)

كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً

(5)

يَقْرَأُ بِهَا لَهُمْ فِي الصَّلَاةِ - مِمَّا يُقْرَأُ

(6)

بِهِ

(7)

- افْتَتَحَ: بِ¶قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا، ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً

(1)

أُخْرَى مَعَهَا، وَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا

(8)

: إِنَّكَ تَفْتَتِحُ بِهَذِهِ السُّورَةِ ثُمَّ

(9)

لَا تَرَى أَنَّهَا تُجْزِئُكَ حَتَّى تَقْرَأَ بِأُخْرَى

(10)

، فَإِمَّا تَقْرَأُ

(11)

بِهَا، وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بِأُخْرَى، فَقَالَ: مَا أَنَا بِتَارِكِهَا، إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْتُ، وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ، وَكَانُوا يَرَوْنَ

(12)

أَنَّهُ مِنْ أَفْضَلِهِمْ وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ، فَلَمَّا أَتَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أخْبَرُوهُ

(1)

لأبي ذر: "بسورة".

(2)

للأصيلي: "الركعتين".

(3)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"بن مالك".

(4)

لابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"فكان".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي:"بسورة".

(6)

رقم عليه لأبي ذر.

(7)

لابن عساكر: "بها".

(8)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"وقالوا".

(9)

ليس عند ابن عساكر.

(10)

لأبي ذر، والأصيلي:"بالأخرى".

(11)

لأبي ذر: "أن تقرأ".

(12)

للأصيلي: "يرونه".

ص: 673

الْخَبَرَ، فَقَالَ:"يَا فُلَانُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ، وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؟ "، فَقَال: إِنِّي أُحِبُّهَا، فَقَالَ:"حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ".

[784] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ

(1)

عَمْرِو

(2)

بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ اللَّيْلَةَ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ: هَذًّا

(3)

كَهَذِّ الشِّعْرِ، لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ

(4)

الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ

(5)

صلى الله عليه وسلم يَقْرُِنُ

(6)

بَيْنَهُنَّ، فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ؛ سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ

(7)

رَكْعَةٍ.

‌105 - بَابٌ

(8)

يَقْرَأُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ

[785] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ فِي الْأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِأُمِّ الْكِتَابِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ، وَيُطَوِّلُ فِي

* [783][التحفة: خت ت 457]

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(2)

عليه صح.

(3)

هذًّا: الهذ: سرعة القراءة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هذذ).

(4)

النظائر: المتماثلة في العدد. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(1/ 302).

(5)

لأبي ذر، والأصيلي:"رسول اللَّه".

(6)

كذا الراء بالضبطين في اليونينية.

(7)

سقط: "كل" عند ابن عساكر، وأبي الوقت.

* [784][التحفة: خ م س 9288]

(8)

ليس للأصيلي.

ص: 674

الرَّكْعَةِ الْأُولَى مَا

(1)

لَا يُطَوِّلُ

(2)

فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، وَهَكَذَا فِي الْعَصْرِ، وَهَكَذَا فِي الصُّبْحِ.

‌106 - بَابُ

(3)

مَنْ خَافَتَ الْقِرَاءَةَ

(4)

فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ

[786] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قُلْتُ

(6)

لِخَبَّابٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ.

‌107 - بَابٌ

(7)

إِذَا أَسْمَعَ

(8)

الْإِمَامُ الْآيَةَ

[787] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا

(9)

الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي

(10)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْكِتَابِ

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بما".

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"يطيل" وعليه صح.

* [785][التحفة: خ م د س ق 12108]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

للكشميهني: "بالقراءة".

(5)

قوله: "بن سعيد" عليه صح، وسقط عند أبي ذر في نسخة، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال: قلنا".

* [786][التحفة: خ د س ق 3517]

(7)

ليس للأصيلي. هذا الباب بتمامه ثابت للحموي والكشميهني.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "سمَّع".

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"عن عبد اللَّه".

ص: 675

وَسُورَةٍ مَعَهَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ يُطِيلُ

(1)

فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى.

‌108 - بَابٌ

(2)

يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى

[788] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُطوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ.

‌109 - بَابُ

(2)

جَهْرِ الْإِمَامِ

(3)

بِالتَّأْمِينِ

وَقَالَ عَطَاءٌ: آمِينَ: دُعَاءٌ، أَمَّنَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَمَنْ وَرَاءَهُ حَتَّى إِنَّ لِلْمَسْجِدِ لَلَجَّةً

(4)

.

وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُنَادِي الْإِمَامَ: لَا تَفُتْنِي

(5)

بِآمِينَ.

وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَدَعُهُ وَيَحُضُّهُمْ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ فِي ذَلِكَ خَيْرًا

(6)

.

(1)

لأبي ذر: "يطول".

* [787][التحفة: خ م د س ق 12108]

(2)

ليس للأصيلي.

* [788][التحفة: خ م د س ق 12108]

(3)

زاد في حاشية البقاعي: "وَالناسِ" ونسبه لنسخة.

(4)

عليه صح. "لَزَجَّةً" عليه صح. كذا في اليونينية بالزاي، وفي غيرها بالراء.

اللجة: هي اختلاط الأصوات، مثل الجلبة. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 355).

(5)

لابن عساكر: "لا تسبقني".

(6)

"خيرا" عليه صح، ولأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، والحموي، والمستملي:"خبرا".

ص: 676

[789] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1)

مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ

(2)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا؛ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

و

(3)

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "آمِينَ".

‌110 - بَابُ

(4)

فَضْلِ التَّأْمِينِ

[790] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ: آمِينَ، وَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ: آمِينَ، فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

‌111 - بَابُ

(4)

جَهْرِ الْمَأْمُومِ

(5)

بِالتَّأْمِينِ

[791] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ

(1)

للأصيلي: "حدثنا".

(2)

لأبي الوقت، وابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي:"رسول اللَّه".

(3)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي.

* [789][التحفة: خ م د ت س 13230]

(4)

ليس للأصيلي.

* [790][التحفة: خ س 13826]

(5)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر: "الإمام بآمين". كذا بهامش الأصل. وفي القسطلاني نسبتها للحموي والمستملي. كتبه مصححه.

ص: 677

أَبِي صَالِحٍ

(1)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}

(2)

فَقُولُوا: آمِينَ؛ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَنُعَيْمٌ الْمُجْمِرُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

‌112 - بَابٌ

(3)

إِذَا رَكَعَ دُونَ الصَّفِّ

[792] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنِ الْأَعْلَمِ - وَهُوَ: زِيَادٌ - عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ رَاكِعٌ فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى

(4)

الصَّفِّ، فَذَكَرَ ذَلِكَ

(5)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ".

‌113 - بَابُ

(3)

إِتْمَامِ التَّكْبِيرِ فِي الرُّكُوعِ

قَالَ

(6)

ابْنُ عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

فِيهِ: مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ.

(1)

بعده للأصيلي: "السَّمَّان".

(2)

[الفاتحة: 7].

* [791][التحفة: خ د س 12576 - خت 14644 - خت 15125]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

ضرب على: "إلى" عند الأصيلي.

(5)

قوله: "فذكر ذلك" عليه صح.

* [792][التحفة: خ د س 11659]

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"قاله".

ص: 678

[793] حدثنا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1)

خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: صَلَّى مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: ذَكَّرَنَا هَذَا الرَّجُلُ صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَفَعَ وَكُلَّمَا وَضَعَ.

[794] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ

(3)

فَيُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ، فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ: إِنِّي لَأَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌114 - بَابُ إِتْمَامِ التَّكْبِيرِ فِي السُّجُودِ

[795] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَنَا وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ كَبَّرَ، وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أَخَذَ بِيَدِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَقَالَ: قَدْ

(4)

ذَكَّرَنِي هَذَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

(5)

- أَوْ قَالَ: لَقَدْ صَلَّى بِنَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

(1)

لأبي ذر، والأصيلي:"أخبرنا".

(2)

قوله: "رسول اللَّه" للأصيلي: "النبي".

* [793][التحفة: خ 10857]

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لهم".

* [794][التحفة: خ م س 15247]

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"لقد".

(5)

عليه صح.

* [795][التحفة: خ م د س 10848]

ص: 679

[796] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا عِنْدَ الْمَقَامِ يُكَبِّرُ

(1)

فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ، وَإِذَا قَامَ وَإِذَا وَضَعَ، فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنه

(2)

قَالَ

(3)

: أَوَلَيْسَ تِلْكَ صَلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ لَا أُمَّ لَكَ!

‌115 - بَابُ

(4)

التَّكْبِيرِ إِذَا قَامَ مِنَ السُّجُودِ

[797] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(5)

هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ

(6)

وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، فَقُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ أَحْمَقُ، فَقَالَ

(7)

: ثَكِلَتْكَ

(8)

أُمُّكَ، سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ

(9)

مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ.

[798] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ

(1)

لابن عساكر: "فكبر"

(2)

كذا في اليونينية بإفراد الضمير.

(3)

لأبي ذر، وابن عساكر:"فقال".

* [796][التحفة: خ 6018]

(4)

ليس للأصيلي.

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(6)

للأصيلي، وأبي ذر:"اثنتين"

(7)

لابن عساكر: "قال".

(8)

ثكلتك: فقدتك، كأنه دعا عليه بالموت، وهي من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب، ولا يراد بها الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثكل).

(9)

في نسخة: "قال".

* [797][التحفة: خ 6194]

ص: 680

يَقُولُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ

(1)

، ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ: "رَبَّنَا لَكَ

(2)

الْحَمْدُ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ

(3)

: "وَلَكَ الْحَمْدُ

(4)

"، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا، وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الْجُلُوسِ.

‌116 - بَابُ

(5)

وَضْعِ الْأَكُفِّ عَلَى الرُّكَبِ فِي الرُّكُوعِ

وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ فِي أَصْحَابِهِ: أَمْكَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ.

[799] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي فَطَبَّقْتُ بَيْنَ كَفَّيَّ، ثُمَّ وَضَعْتُهُمَا بَيْنَ فَخِذَيَّ فَنَهَانِي أَبِي، وَقَالَ: كُنَّا نَفْعَلُهُ فَنُهِينَا عَنْهُ، وَأُمِرْنَا أَنْ نَضَعَ أَيْدِيَنَا عَلَى الرُّكَبِ.

‌117 - بَابٌ

(5)

إِذَا لَمْ يُتِمَّ الرُّكُوعَ

[800] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ

(1)

لأبي ذر: "الركوع".

(2)

رقم عليه لأبي ذر عن الحموي والكشميهني، وعند أبي ذر في نسخة:"ولك".

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "بن صالح عن الليث".

(4)

قوله: "قال عبد اللَّه: ولك الحمد" ليس عند ابن عساكر.

* [798][التحفة: خ م د س 14862]

(5)

ليس الأصيلي.

* [799][التحفة: ع 3929]

ص: 681

زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ: رَأَى حُذَيْفَةُ رَجُلًا لَا يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، قَالَ

(1)

: مَا صَلَّيْتَ، وَلَوْ مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(2)

.

‌118 - بَابُ

(3)

اسْتِوَاءِ الظَّهْرِ فِي الرُّكُوعِ

وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ فِي أَصْحَابِهِ: رَكَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ هَصَرَ

(4)

ظَهْرَهُ

(5)

.

[801] حدثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(6)

الْحَكَمُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ

(7)

قَالَ: كَانَ رُكُوعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسُجُودُهُ، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَإِذَا رَفَعَ

(8)

مِنَ الرُّكُوعِ - مَا خَلَا الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ - قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.

[802] حدثنا

(9)

مُسَدَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(10)

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ:

(1)

لأبي ذر: "فقال".

(2)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر في نسخة:"عليها".

* [800][التحفة: خ س 3329]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

للكشميهني: "حنى".

(5)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"بَابُ حَدَّ إِتْمَام الرُّكُوعِ وَالاعْتِدَالِ فِيهِ (1) وَالاِطْمَأْنِيْنَةِ (2) ".

................

1 -

كذا ثبت للحموي، والكشميهني. وأما في حاشية البقاعي فقد جعلهما آخر الرموز على لفظ:"بَابُ".

2 -

للكشميهني: "وَالطُّمَأْنِينَةِ".

(6)

لأبي ذر: "أخبرنا"، وللأصيلي:"حدثنا".

(7)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابن عازب".

(8)

بعده لأبي ذر: "رأسه".

* [801][التحفة: خ م د ت س 1781]

(9)

قبله للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"باب: أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يتم ركوعه بالإعادة"، وكذا لأبي ذر عن الحموي، والكشميهني بدون لفظ:"باب". وفي حاشية البقاعي جعل الرموز كلها على لفظ: "باب".

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

ص: 682

حَدَّثَنَا

(1)

سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ

(2)

أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ

(3)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ

(4)

رَجُلٌ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عليه السلام، فَقَالَ:"ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ"، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" ثَلَاثًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، فَمَا

(5)

أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي، قَالَ

(6)

: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا

(7)

تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفع حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا".

‌119 - بَابُ

(8)

الدُّعَاءِ فِي الرُّكُوعِ

[803] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ

(9)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي".

(1)

لأبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت:"حدثني".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أن أبا هريرة".

(3)

لأبي ذر عن المستملي، والحموي:"عن النبي".

(4)

لأبي ذر: "ودخل".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ما".

(6)

لأبي الوقت: "فقال".

(7)

للأصيلي: "بما".

* [802][التحفة: خ م د ت س 14304]

(8)

ليس للأصيلي.

(9)

للأصيلي: "رسول اللَّه" وعليه صح.

* [803][التحفة: خ م د س ق 17635]

ص: 683

‌120 - بَابُ مَا يَقُولُ الْإِمَامُ وَمَنْ خَلْفَهُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ

[804] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، قَالَ:"اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ يُكَبِّرُ، وَإِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ قَالَ:"اللَّهُ أَكْبَرُ".

‌121 - بَابُ

(1)

فَضْلِ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ

(2)

الْحَمْدُ

[805] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ

(2)

الْحَمْدُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

‌122 - بَابٌ

(3)

[806] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَأُقَرِّبَنَّ صَلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ

(4)

أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقْنُتُ

(5)

* [804][التحفة: خ 13027]

(1)

سقط لفظ "باب" عند أبي ذر، والأصيلي.

(2)

للأصيلي: "ولك".

* [805][التحفة: خ م د ت س 12568]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

لابن عساكر: "وكان".

(5)

يقنت: القنوت: الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنت).

ص: 684

فِي رَكعَةِ

(1)

الْأُخْرَى

(2)

مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَصَلَاةِ العِشَاءِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، بَعْدَمَا يَقُولُ:"سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ.

[807] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ

(3)

، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(4)

رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الْقُنُوتُ فِي الْمَغْرِبِ وَالْفَجْرِ.

[808] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: كُنَّا يَوْمًا

(5)

نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ

(6)

صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ:"سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، قَالَ

(7)

رَجُلٌ وَرَاءَهُ

(8)

: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:"مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟ " قَالَ: أَنَا، قَالَ: "رَأَيْتُ بِضْعَةً

(9)

وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أوَّلُ

(10)

".

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"الرَكْعَةِ الآخرة"، وعليه صح.

(2)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والحموي، والمستملي.

* [806][التحفة: خ م د س 15421]

(3)

"الحذاء" ليس عند ابن عساكر.

(4)

بعده للأصيلي: "بن مالك".

* [807][التحفة: خ 954]

(5)

لأبي ذر: "نصلي يوما".

(6)

للأصيلي: "رسول اللَّه".

(7)

رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح، ولأبي ذر، وأبي الوقت:"فقال".

(8)

رقم عليه للكشميهني.

(9)

لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"بضعا"، وجعله في حاشية البقاعي عن المستملي وحده.

(10)

كذا بالضبطين جميعا، وعليه "معا"، وللأصيلي:"أولا".

* [808][التحفة: خ د س 3605]

ص: 685

‌123 - بَابُ الطُّمَأْنِينَةِ حِينَ يَرْفعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ

وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَوَى

(1)

جَالِسًا

(2)

حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ.

[809] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ

(3)

يَنْعَتُ لَنَا صَلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يُصَلِّي وَإِذَا

(4)

رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامَ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ نَسِيَ.

[810] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رُكُوعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسُجُودُهُ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ

(5)

مِنَ الرُّكُوعِ، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ - قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.

[811] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: كَانَ

(6)

مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ يُرِينَا كَيْفَ كَانَ صَلَاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَذَاكَ فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلَاةٍ

(7)

- فَقَامَ فَأَمْكَنَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَمْكَنَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ

(1)

لأبي ذر: "فاستوى".

(2)

ليس عند أبي ذر، والأصيلي.

(3)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"بن مالك".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي:"فإذا".

* [809][التحفة: خ 446]

(5)

"رأسه": ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

* [810][التحفة: خ م د ت س 1781]

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"قام".

(7)

للأصيلي، وأبي ذر:"الصلاة".

ص: 686

رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَنْصَبَ

(1)

هُنَيَّةً

(2)

، قَالَ

(3)

: فَصَلَّى بِنَا صَلَاةَ شَيْخِنَا هَذَا أَبِي بُرَيْدٍ

(4)

؛ وَكَانَ أَبُو بُرَيْدٍ

(5)

إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الْآخِرَةِ اسْتَوَى قَاعِدًا، ثُمَّ نَهَضَ.

‌124 - بَابٌ

(6)

يَهْوِي بِالتَّكْبِيرِ حِينَ يَسْجُدُ

وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَضَعُ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ.

[812] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(7)

شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ صَلَاةٍ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ وَغَيْرِهَا فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ

(8)

، فَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ - قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ - ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ حِينَ يَهْوِي

(9)

سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ

(1)

رقم عليه للحموي، والمستملي، وعليه صح. كذا ضبط "فأنصب" في اليونينية، وضبطه القسطلاني بوصل الهمزة وتشديد الباء من الانصباب؛ فانظره. وعند أبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فَأنْصَتَ". وصحح عليه في حاشية البقاعي.

(2)

في حاشية البقاعي: "هنيئة" ونسبه لنسخة.

(3)

قوله: "قال: فصلى". كذا في الفروع التي بأيدينا، ووقع في المطبوع زيادة:"أبو قلابة". اهـ. كتبه مصححه.

(4)

رقم عليه لأبي ذر، والأصيلي. وصوبه أبو ذر بالراء في الموضعين، وللحموي والمستملي:"أبي يزيد" فيهما من الزيادة. انظر القسطلاني.

(5)

رقم عليه لأبي ذر، والأصيلي.

* [811][التحفة: خ د س 11185]

(6)

عليه صح.

(7)

لابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي:"أخبرنا".

(8)

رقم عليه بعلامة السقوط.

(9)

لأبي ذر: "يُهْوِي".

ص: 687

حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الْجُلُوسِ فِي الاِثْنَتَيْنِ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ يَقُولُ حِينَ يَنْصَرِفُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنْ كَانَتْ هَذِهِ لَصَلَاتَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.

[813] قَالا: وَقال أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ يَقُولُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، يَدْعُو لِرِجَالٍ فَيُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ

(1)

عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ

(2)

كَسِنِي يُوسُفَ".

وَأَهْلُ الْمَشْرِقِ يَوْمَئِذٍ مِنْ مُضَرَ مُخَالِفُونَ لَهُ.

[814] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَقَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَرَسٍ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ

(3)

: مِنْ فَرَسٍ - فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى بِنَا قَاعِدًا وَقَعَدْنَا

(4)

- وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: صَلَّيْنَا قُعُودًا - فَلَمَّا

* [812][التحفة: خ د س 14864 - خ د س 15159]

(1)

وطأتك: عقوبتك وأخذك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 284).

(2)

"سنين": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر. وليس عند أبي ذر في نسخة، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

سنين: جمع سنة، وهي الجدب والقحط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنه).

* [813][التحفة: خ د س 14864 - خ د س 15159]

(3)

ليس عند الأصيلي.

(4)

للأصيلي: "فقعدنا".

ص: 688

قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا".

قَالَ سُفْيَانُ

(1)

: كَذَا جَاءَ بِهِ مَعْمَرٌ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: لَقَدْ حَفِظَ كَذَا، قَالَ الزُّهْرِيُّ:"وَلَكَ الْحَمْدُ"، حَفِظْتُ

(2)

مِنْ "شِقِّهِ الْأَيْمَنِ"، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ الزُّهْرِيِّ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ - وَأَنَا عِنْدَهُ:"فَجُحِشَ سَاقُهُ الْأَيْمَنُ".

‌125 - بَابُ

(3)

فَضْلِ السُّجُودِ

[815] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا، أَنَّ النَّاسَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "هَلْ تُمَارُونَ

(4)

فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَهَلْ تُمَارُونَ فِي

(5)

الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ " قَالُوا: لَا

(6)

، قَالَ: "فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْ

(7)

، فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الشَّمْسَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الْقَمَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ

(1)

ليس: "قال سفيان" عند أبي ذر، والأصيلي.

(2)

لابن عساكر: "وحفظت".

* [814][التحفة: خ م س ق 1485]

(3)

ليس للأصيلي.

(4)

كذا بالضبطين على التاء والراء، وفوقه:"معا".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي:"في رؤية".

(6)

بعده للأصيلي: "يا رسول اللَّه".

(7)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فلْيَتْبَعْه".

ص: 689

الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا، فَيَدْعُوهُمْ فَيُضْرَبُ

(1)

الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ، وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ

(2)

مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ

(3)

، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ

(4)

النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ

(5)

بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ

(6)

ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَيُخْرِجُونَهُمْ، وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ؛ فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتَحَشُوا

(7)

، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ

(8)

فِي حَمِيلِ

(9)

السَّيْلِ، ثُمَّ

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ويُضْرَب".

(2)

كلاليب: جمع: كَلُّوب، وهو حديدة معوجة الرأس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلب).

(3)

السعدان: جمع سعدانة، وهو نبت ذو شوك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سعد).

(4)

للكشميهني: "فَتَخْتَطِفُ".

(5)

يوبق: يهلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبق).

(6)

يخردل: يرمي ويصرع، وقيل يقصع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خردل).

(7)

قال القسطلاني: وفي بعض الروايات: "امْتُحِشُوا" بضم المثناة، وكسر الحاء.

امتحشوا: احترقوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: محش)

(8)

الحبة: بذور البقول وحب الرياحين، وقيل نبت صغير ينبت في الحشيش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبب).

(9)

حميل: ما يجيء به السيل من طين أو غثاء وغيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمل).

ص: 690

يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ مُقْبِلٌ

(1)

بِوَجْهِهِ قِبَلَ النَّارِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ

(2)

النَّارِ؛ قَدْ

(3)

قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا

(4)

، فَيَقُولُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، فَيُعْطِي اللَّهَ مَا يَشَاءُ

(5)

مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ بِهِ عَلَى الْجَنَّةِ رَأَى بَهْجَتَهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ، قَدِّمْنِي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمِيثَاقَ

(6)

أَلَّا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنْتَ سَأَلْتَ؟! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَا أَكُونُ

(7)

أَشْقَى خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: فَمَا عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَلَّا

(8)

تَسْأَلَ

(9)

غَيْرَهُ. فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، لَا أَسْأَلُ

(10)

غَيْرَ ذَلِكَ. فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا بَلَغَ بَابَهَا فَرَأَى زَهْرَتَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: وَيْحَكَ

(11)

يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ! أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ

(12)

وَالْمِيثَاقَ

(13)

أَلَّا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي

(1)

لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مقبلا".

(2)

للحموي والمستملي: "من".

(3)

لأبي ذر: "فقد".

(4)

عليه صح. وعند أبي ذر: "ذَكاها"، وعليه صح.

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"شاء".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي:"والمواثيق".

(7)

للكشميهني: "لا أكونَنَّ".

(8)

عليه صح.

(9)

قوله: "ألا تسأل" لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أن تسأل" وعليه صح.

(10)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لا أسألك".

(11)

في حاشية البقاعي: "ويلك" ونسبه لنسخة.

(12)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني، وعند الحموي والمستملي:"العهد".

(13)

لأبي ذر عن الكشميهني: "والمواثيق".

ص: 691

أُعْطِيتَ؟! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ، فَيَضْحَكُ اللَّهُ عز وجل مِنْهُ

(1)

ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى حَتَّى إِذَا انْقَطَعَ

(2)

أُمْنِيَّتُهُ، قَالَ اللَّهُ عز وجل: مِنْ كَذَا وَكَذَا

(3)

- أَقْبَلَ يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ - حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَكَ ذَلِكَ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ".

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ اللَّهُ: لَكَ ذَلِكَ، وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمْ أَحْفَظْ

(4)

مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَوْلَهُ: "لَكَ ذَلِكَ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ"، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: إِنِّي

(5)

سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "ذَلِكَ

(6)

لَكَ، وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ".

‌126 - بَابٌ يُبْدِي ضَبْعَيْهِ

(7)

وَيُجَافِي فِي السُّجُودِ

[816] حدثنا يَحْيَى

(8)

بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(9)

بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنِ

(1)

سقط: "منه" عند الأصيلي.

(2)

للأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني:"انْقَطَعَتْ".

(3)

قوله: "من كذا وكذا" لأبي ذر: "زد من كذا وكذا"، ولابن عساكر:"تمَنَّ كذا وكذا".

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أحفظه".

(5)

"أبو سعيد إني": وقع في المطبوع زيادة: "الخدري" وليست في الفروع التي بأيدينا. كتبه مصححه.

(6)

قوله: "ذلك لك" للكشميهني: "لك ذلك".

* [815][التحفة: خ م 13151 - خ م س 14213]

(7)

ضبعيه: الضبع: وسط العضد. وقيل: هو ما تحت الإبط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضبع).

(8)

بعده للكشميهني: "بن عبد اللَّه بن بكير".

(9)

للأصيلي: "حدثنا".

ص: 692

ابْنِ هُرْمُزَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَجَ

(1)

بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ نَحْوَهُ.

‌127 - بَابٌ يَسْتَقْبِلُ بِأَطْرَافِ رِجْلَيْهِ الْقِبْلَةَ

(2)

قَالَهُ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ

(3)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌128 - بَابٌ

(4)

إِذَا لَمْ يُتِمَّ السُّجُودَ

(5)

[817] حدثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ

(6)

، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ

(7)

رَأَى رَجُلًا لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا صَلَّيْتَ - قَال: وَأَحْسِبُهُ

(8)

قَالَ: وَلَوْ

(9)

مُتَّ مُتَّ

(10)

عَلَى غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

(1)

كذا في اليونينية من غير تشديد الراء. لكن في القسطلاني بتشديدها. كتبه مصححه.

* [816][التحفة: خ م س 9157]

(2)

لأبي ذر، والأصيلي:"القبلة بأطراف رجليه" بالتقديم والتأخير.

(3)

ليس "الساعدي" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر: "سجوده".

(6)

بعده للأصيلي: "بن ميمون".

(7)

"أنه رأى" كذا في الفروع بقلم الحمرة: "أنه" من غير رقم.

(8)

لأبي ذر: "فأحسبه".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"لو".

(10)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لمتَّ".

* [817][التحفة: خ 3344]

ص: 693

‌129 - بَابُ السُّجُودِ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ

[818] حدثنا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(1)

أُمِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ

(2)

- وَلَا يَكُفَّ شَعَرًا وَلَا ثَوْبًا - الْجَبْهَةِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ.

[819] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَن عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُمِرْنَا أَنْ نَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلَا نَكُفَّ

(3)

ثَوْبًا وَلَا شَعَرًا".

[820] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا

(4)

إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ

(5)

، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ - وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ - قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ

(6)

حَتَّى يَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَبْهَتَهُ عَلَى الْأَرْضِ.

(1)

بعده لابن عساكر: "أنه قال" وعليه صح.

(2)

للأصيلي: "أعظم".

* [818][التحفة: خ م د س 4681 - ع 5734]

(3)

نكف: الكفُّ الجمع والضمّ، وهو في الثوب تشميره، وفى الشعر رده تحت العمامة، أو إدخال أطراف الشعر في أصوله أو نحو ذلك في الصلاة. (انظر: صحيح مسلم بشرح النووى) (4/ 209).

* [819][التحفة: ع 5734]

(4)

لأبي ذر: "حدثني".

(5)

سقط "الخطمي" عند أبي ذر، والأصيلي.

(6)

قوله: "أحد منا ظهره" لابن عساكر: "أحدنا ظهره".

* [820][التحفة: خ م د ت س 1772]

ص: 694

‌130 - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الْأَنْفِ

(1)

[821] حدثنا مُعَلَّى

(2)

بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، عَلَى الْجَبهَةِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ - وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعَرَ".

‌131 - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الْأَنْفِ وَالسُّجُودِ

(3)

عَلَى الطِّينِ

(4)

[822] حدثنا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَقُلْتُ: أَلَا تَخْرُجُ بِنَا

(5)

إِلَى النَّخْلِ نَتَحَدَّثْ

(6)

، فَخَرَجَ

(7)

فَقَالَ

(8)

: قُلْتُ

(9)

: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ

(10)

مِنَ

(11)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ

(12)

صلى الله عليه وسلم عَشْرَ

(13)

الْأُوَلِ مِنْ رَمَضَانَ، وَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ

(1)

قوله: "باب السجود على الأنف": ليس للأصيلي.

(2)

لابن عساكر: "المعلى".

* [821][التحفة: خ م س ق 5708]

(3)

قوله: "والسجود"، ليس عند المستملي.

(4)

قوله: "على الطين"، لأبي ذر عن الحموي والكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"في الطين".

(5)

عليه صح. سقط "بنا" عند الأصيلي.

(6)

عليه صح. ولأبي ذر: "نتحدّثُ".

(7)

رقم عليه للكشميهني.

(8)

للأصيلي، وأبي ذر، وابن عساكر:"قال".

(9)

للأصيلي، وأبي الوقت:"فقلت".

(10)

عليه صح.

(11)

في غير فرع إثبات "من" بالحمرة.

(12)

للأصيلي: "النبي".

(13)

لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر، وأبي الوقت:"العشر الأُوَلَ".

ص: 695

فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ فَاعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ فَاعْتَكَفْنَا

(1)

مَعَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ، قَامَ

(2)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ فَقَالَ: "مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلْيَرْجِعْ، فَإِنِّي أُرِيتُ

(3)

لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَإِنِّي نُسِّيتُهَا

(4)

، وَإِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي وِتْرٍ، وَإِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَسْجُدُ فِي طِينٍ وَمَاءٍ"، وَكَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ شَيْئًا فَجَاءَتْ قَزَْعَةٌ فَأُمْطِرْنَا، فَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ وَالْمَاءِ

(5)

عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ

(6)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَرْنَبَتِهِ

(7)

؛ تَصْدِيقَ رُؤْيَاهُ

(8)

.

‌132 - بَابُ

(9)

عَقْدِ الثِّيَابِ وَشَدِّهَا

وَمَنْ ضَمَّ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ إِذَا خَافَ أَنْ

(10)

تَنْكَشِفَ عَوْرَتُهُ.

[823] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ

(1)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح، وعند أبي ذر في نسخة، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"واعتكفنا".

(2)

لأبي ذر، والأصيلي:"فقام"، وقبله في نسخة:"ثم" وعليه صح.

(3)

للحموي والمستملي: "رأيت".

(4)

لأبي ذر: "نسيتُها".

(5)

لابن عساكر: "الماء والطين" بالتقديم والتأخير.

(6)

للأصيلي: "النبي".

(7)

أرنبته: الأرنبة: طرف الأنف. (انظر: لسان العرب، مادة: رنب).

(8)

بعده عند ابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه: كان الحميدي يحتج بهذا الحديث، يقول: لا يمسح".

* [822][التحفة: خ م د س ق 4419]

(9)

عليه صح.

(10)

قوله: "إذا خاف أن" عند الأصيلي: "مخافة أن".

ص: 696

بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ عَاقِدُو

(1)

أُزْرِهِمْ مِنَ الصِّغَرِ

(2)

عَلَى رِقَابِهِمْ، فَقِيلَ لِلنِّسَاءِ: لَا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا.

‌133 - بَابٌ لَا يَكُفُّ شَعَرًا

[824] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، وَهْوَ: ابْنُ زَيْدٍ،

(3)

عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُمِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلَا يَكُفَّ ثَوْبَهُ وَلَا شَعَرَهُ.

‌134 - بَابٌ لَا يَكُفُّ ثَوْبَهُ فِي الصَّلَاةِ

[825] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ

(5)

، لَا أَكُفُّ شَعَرًا وَلَا ثَوْبًا".

(1)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة، وأبي ذر وعليه صح. وقوله:"وهم عاقدو" لأبي ذر عن المستملي والحموي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وهم عاقدي". أي: وهم مؤتزرون عاقدي.

(2)

رقم عليه لابن عساكر، وعليه صح.

* [823][التحفة: خ م د س 4681]

(3)

قوله: "وهو ابن زيد" لأبي ذر: "هو ابن زيد"، وعند الأصيلي، وابن عساكر:"حماد بن زيد".

* [824][التحفة: ع 5734]

(4)

قوله: "بن إسماعيل" ليس عند ابن عساكر.

(5)

لابن عساكر في نسخة: "سبعة أعظم".

* [825][التحفة: ع 5734]

ص: 697

‌135 - بَابُ التَّسْبِيحِ وَالدُّعَاءِ فِي السُّجُودِ

[826] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ

(1)

، عَنْ مُسْلِمٍ

(2)

، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي"، يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ.

‌136 - بَابُ الْمُكْثِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

(3)

[827] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ

(4)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ الْحُوَيْرِثِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَذَاكَ فِي غَيْرِ حِينِ صَلَاةٍ، فَقَامَ ثُمَّ رَكَعَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ هُنَيَّةً، ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ هُنَيَّةً، فَصَلَّى صَلَاةَ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ شَيْخِنَا هَذَا، قَالَ أَيُّوبُ: كَانَ يَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ أَرَهُمْ يَفْعَلُونَهُ، كَانَ يَقْعُدُ فِي الثَّالِثَةِ وَالرَّابِعَةِ

(6)

.

[828] قال: فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ

(7)

، فَقَالَ: "لَوْ رَجَعْتُمْ إِلَى أَهْلِيكُمْ

(8)

(1)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"بن المعتمر".

(2)

بعده عند الأصيلي: "هو ابن صبيح أبي الضحى".

* [826][التحفة: خ م د س ق 17635]

(3)

لأبي ذر عن الحموي: "السجود".

(4)

بعده للأصيلي، وأبي ذر:"ابن زيد".

(5)

للأصيلي: "النبي".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أو الرابعة".

* [827][التحفة: ع 11182]

(7)

بعده لابن عساكر في نسخة: "شهرا".

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أهاليكم".

ص: 698

صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، صَلُّوا

(1)

صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ".

[829] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ سُجُودُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرُكُوعُهُ وَقُعُودُهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.

[830] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ

(2)

رضي الله عنه قَالَ: إِنِّي لَا آلُو أَنْ أُصَلِّيَ بِكُمْ كَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا، قَالَ ثَابِتٌ: كَانَ أَنَسٌ

(2)

يَصْنَعُ شَيْئًا لَمْ أَرَكُمْ تَصْنَعُونَهُ، كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: قَدْ نَسِيَ، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: قَدْ نَسِيَ.

‌137 - بَابٌ لَا يَفْتَرِشُ ذِرَاعَيْهِ فِي السُّجُودِ

وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ووَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلَا قَابِضِهِمَا.

[831] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(3)

(1)

للأصيلي، وابن عساكر:"وصلوا".

* [828][التحفة: ع 11182]

* [829][التحفة: خ م د ت س 1781]

(2)

بعده للأصيلي، وأبي ذر:"ابن مالك".

* [830][التحفة: خ م 298]

(3)

لأبي ذر: "أخبرنا".

ص: 699

شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ

(1)

أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ

(2)

الْكَلْبِ".

‌138 - بَابُ

(3)

مَنِ اسْتَوَى قَاعِدًا فِي وِتْرٍ مِنْ صَلَاتِهِ ثُمَّ نَهَضَ

[832] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(4)

مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ اللَّيْثِيُّ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَإِذَا كَانَ فِي وِتْرٍ مِنْ صَلَاتِهِ لَمْ يَنْهَضْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَاعِدًا.

‌139 - بَابٌ كَيْفَ يَعْتَمِدُ عَلَى الْأَرْضِ إِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَةِ

(5)

[833] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ فَصلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا، فَقَالَ

(7)

: إِنِّي لَأُصَلِّي بِكُمْ وَمَا أُرِيدُ الصَّلَاةَ، وَ

(8)

لَكِنْ

(9)

أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْتُ

(1)

لأبي ذر عن الحموي: "ولا يبتسط". ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني، وابن عساكر في نسخة:"ولا ينبسط".

(2)

عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي: "ابتساط".

* [831][التحفة: خ م د ت س 1237]

(3)

عليه صح.

(4)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وعند أبي ذر في نسخة: "أخبرني".

* [832][التحفة: خ د ت س 11183]

(5)

رقم عليه لابن عساكر في نسخة. وعند أبي ذر عن المستملي والكشميهني، وابن عساكر:"الركعتين".

(6)

لابن عساكر: "أخبرنا".

(7)

لابن عساكر: "قال".

(8)

ليس عند ابن عساكر.

(9)

عليه صح. وعند أبي ذر عن المستملي والحموي، والأصيلي:"لكني" وعليه صح.

ص: 700

النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، قَالَ أَيُّوبُ: فَقُلْتُ لِأَبِي قِلَابَةَ: وَكَيْفَ كَانَتْ صَلَاتُهُ؟ قَالَ: مِثْلَ صَلَاةِ شَيْخِنَا هَذَا - يَعْنِي: عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ - قَالَ أَيُّوبُ: وَكَانَ ذَلِكَ الشَّيْخُ يُتِمُّ التَّكْبِيرَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ عَنِ

(2)

السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ جَلَسَ وَاعْتَمَدَ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ قَامَ.

‌140 - بَابٌ يُكَبِّرُ وَهُوَ يَنْهَضُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ

وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَبِّرُ فِي نَهْضَتِهِ.

[834] حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: صَلَّى لَنَا أَبُو سَعِيدٍ فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَحِينَ سَجَدَ وَحِينَ رَفَعَ

(3)

، وَحِينَ قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

[835] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: صَلَّيْتُ أَنَا وَعِمْرَانُ صَلَاةً خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذَا رَفَعَ كَبَّرَ، وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ

(1)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. "رسول اللَّه" وعليه صح.

(2)

رقم عليه لأبي ذر عن الحموي. ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني، وفي نسخة:"من"، ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني، والأصيلي:"في" وعليه صح.

* [833][التحفة: خ د س 11185]

(3)

بعده للأصيلي: "رأسه".

* [834][التحفة: خ 4038]

ص: 701

كَبَّرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَخَذَ عِمْرَانُ بِيَدِي فَقَالَ: لَقَدْ صَلَّى بِنَا هَذَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: لَقَدْ ذَكَّرَنِي هَذَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

‌141 - بَابُ سُنَّةِ الْجُلُوسِ فِي التَّشَهُّدِ

وَكَانَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ تَجْلِسُ فِي صَلَاتِهَا جِلْسَةَ

(1)

الرَّجُلِ، وَكَانَتْ فَقِيهَةً.

[836] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يَرَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَتَرَبَّعُ فِي الصَّلَاةِ إِذَا جَلَسَ، فَفَعَلْتُهُ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ فَنَهَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَ

(2)

قَالَ

(3)

: إِنَّمَا سُنَّةُ الصَّلَاةِ أَنْ تَنْصِبَ رِجْلَكَ الْيُمْنَى وَتَثْنِيَ الْيُسْرَى، فَقُلْتُ: إِنَّكَ تَفْعَلُ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ رِجْلَيَّ

(4)

لَا تَحْمِلَانِي

(5)

.

[837] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدٍ

(6)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ. وَحَدَّثَنَا

(7)

* [835][التحفة: خ م د س 10848]

(1)

عليه صح.

(2)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.

(3)

عند أبي ذر في نسخة، وأبي الوقت:"قال". وعند ابن عساكر: "فقال".

(4)

عليه صح. وعند ابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"رجلاي".

(5)

لأبي ذر: "لا تحملانّي".

* [836][التحفة: خ د س 7269]

(6)

هو أبو هلال. كذا في الفرع المعول عليه، وتعليق شيخ الإسلام أيضا، ولكن في فرعين بأيدينا: هو ابن هلال. وفي القسطلاني: هو ابن أبي هلال، وفي هامش الأصل المعول عليه وهو الصواب. كتبه مصححه.

(7)

"قال: وحدثني" وعليه صح، ورقم عليه لابن عساكر.

ص: 702

اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبِي حَبِيبٍ وَيَزِيد بْنِ

(1)

مُحَمَّدٍ، عَنْ

(2)

مُحَمَّدِ بْنِ عمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ

(3)

نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ

(4)

صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَا صَلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: أَنَا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم، رَأَيْتُهُ إِذَا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ

(6)

مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ هَصَرَ

(7)

ظَهْرَهُ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ

(8)

مَكَانَهُ

(9)

، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلَا قَابِضِهِمَا، وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ الْقِبْلَةَ، فَإِذَا

(10)

جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الْيُمْنَى، وَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الْأُخْرَى وَقَعَدَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ

(11)

.

وَ

(12)

سَمِعَ

(13)

اللَّيْثُ يَزِيدَ بْنَ أبِي حَبِيبٍ، وَيَزِيدُ مِنْ

(14)

محَمَّدِ بْنِ حَلْحَلَةَ، وَابْنُ حَلْحَلَةَ مِنِ

(15)

ابْنِ عَطَاءٍ، قَالَ

(16)

أَبُو صَالِحٍ: عَنِ اللَّيْثِ: كُلُّ

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "من".

(3)

لأبي ذر، والأصيلي:"في".

(4)

لأبي الوقت: "رسول اللَّه".

(5)

للأصيلي: "النبي".

(6)

لأبي ذر: "حَذْوَ".

(7)

هصر: ثناه إلى الأرض. وأصل الهصر: أن تأخذ برأس العود فتثنيه إليك وتعطفه. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: هصر).

(8)

فقار: واحدها فقارة، وهي خرزات الصلب ومفاصله. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 162).

(9)

للأصيلي: "إلى مكانه".

(10)

"وإذا" كذا في غير فرع بلا رقم. كتبه مصححه.

(11)

في حاشية البقاعي: "مقعده" ونسبه لنسخة.

(12)

عليه صح.

(13)

للأصيلي: "سمع"، وسقط عند ابن عساكر من: "سمع الليث

إلى: ابن عطاء".

(14)

للأصيلي: "ويزيدُ بنُ محمدٍ محمدَ بن حلحلة"، ووقعت روايته في حاشية البقاعي هكذا:"ابن محمد سمع محمد بن حلحلة"، وعند أبي ذر:"ويزيدُ محمدًا".

(15)

"وابنُ حلحلة ابنَ عطاء". كذا في اليونينية من غير رقم.

(16)

لأبي ذر، وابن عساكر:"وقال".

ص: 703

فَقَارٍ، وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو

(1)

حَدَّثَهُ: كُلُّ فَقَارٍ

(2)

.

‌142 - بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ التَّشَهُّدَ الْأَوَّلَ وَاجِبًا

لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ وَلَمْ يَرْجِعْ.

[838] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(3)

شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - وَقَالَ مَرَّةً: مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ - أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُحَيْنَةَ - وَهُوَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ لَمْ

(4)

يَجْلِسْ فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا قَضَى الصَّلَاةَ وَانْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ وَهُوَ جَالِسٌ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ ثُمَّ سَلَّمَ.

‌143 - بَابُ التَّشَهُّدِ فِي الْأُولَى

[839] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنَا

(6)

بَكْرٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَالِكٍ ابْنِ

(7)

بُحَيْنَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ

(1)

لأبي ذر: "عمرو بن حلحلة".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَقارِه".

* [837][التحفة: خ د ت س ق 11897]

(3)

للأصيلي: "حدثنا".

(4)

عند ابن عساكر: "وَلَمْ".

* [838][التحفة: ع 9154]

(5)

قوله: "بن سعيد" ليس عند ابن عساكر.

(6)

للأصيلي: "أخبرنا".

(7)

عليه صح.

ص: 704

فَقَامَ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ.

‌144 - بَابُ التَّشَهُّدِ فِي الْآخِرَةِ

[840] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ".

‌145 - بَابُ الدُّعَاءِ قَبْلَ السَّلَامِ

(2)

[841] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ

* [839][التحفة: ع 9154 - خ م س 15423]

(1)

للأصيلي، وأبي ذر:"رسول اللَّه".

* [840][التحفة: خ م د س ق 9245]

(2)

للأصيلي وعليه صح: "التَّسْلِيمِ".

(3)

قوله: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

ص: 705

بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ

(1)

وَالْمَغْرَمِ

(2)

"، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ، فَقَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ

(3)

".

[842] وَعنِ

(4)

الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ

(5)

، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِيذُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.

[843] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي، قَالَ: "قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي

(6)

ظُلْمًا كَثِيرًا

(7)

، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".

(1)

المأثم: هو الأمر الذي يأثم به الإنسان أو هو الإثم نفسُه وَضْعًا للمصدر موضع الاسم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثم).

(2)

المغرم: مَغْرَم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم كالغُرم، وهو الديْن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرم).

(3)

قوله: "ووعد فأخلف" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وإذا وعد أخلف".

* [841][التحفة: خ م د س 16463]

(4)

قبله عند أبي ذر عن المستملي: "قال محمد بن يوسف: سمعت خلف بن عامر يقول: في المسِيح والمسَّيح مشدد ليس بينهما فرق وهما واحد، أحدهما عيسى عليه السلام، والآخر الدجال. وعن الزهري".

(5)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابن الزبير".

* [842][التحفة: خ م د س 16463]

(6)

ليس عند أبي ذر.

(7)

"كثيرا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر. وعند أبي ذر في نسخة:"كبيرا".

* [843][التحفة: خ م ت س ق 6606]

ص: 706

‌146 - بَابُ

(1)

مَا يُتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ

[844] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ

(2)

قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ

(3)

قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ - فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ

(4)

أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ

(5)

مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو

(6)

".

‌147 - بَابُ مَنْ لَمْ يَمْسَحْ جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ حَتَّى صَلَّى

(7)

[845] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(8)

، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ

(1)

لأبي ذر في نسخة: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم باب".

(2)

قوله: "في الصلاة" ليس عند ابن عساكر.

(3)

عند الأصيلي، وابن عساكر:"ولكنِ التحياتُ".

(4)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني، وأبي الوقت وابن عساكر:"ذلك".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ليَتَخَيَّرْ".

(6)

عليه صح.

* [844][التحفة: خ م د س ق 9245]

(7)

قال أبو عبد اللَّه: رأيت الحميدي يحتج بهذا الحديث، ألا يمسح الجبهة في الصلاة. هذا في أول الباب، أي: بعد قوله: "حتى صلى" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وهو في الأصول ثابت. اهـ. من اليونينية.

(8)

قوله: "بن إبراهيم" ليس عند الأصيلي.

ص: 707

أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ.

‌148 - بَابُ التَّسْلِيمِ

[846] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ هِنْدَِ بِنْتِ الْحَارِثِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ

(1)

يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَمَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأُرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفُذَ

(2)

النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ

(3)

مَنِ

(4)

انْصَرَفَ مِنَ الْقَوْمِ.

‌149 - بَابٌ يُسَلِّمُ حِينَ يُسَلِّمُ الْإِمَامُ

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَسْتَحِبُّ إِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ أَنْ يُسَلِّمَ مَنْ خَلْفَهُ.

[847] حدثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ

(5)

بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ

(6)

قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ.

* [845][التحفة: خ م د س ق 4419]

(1)

لابن عساكر: "حتى".

(2)

ينفذ: يمضي. (انظر: لسان العرب، مادة: نفذ).

(3)

عليه صح صح. وعند أبي ذر في نسخة: "يدْرِكَهم".

(4)

عليه صح.

* [846][التحفة: خ د س ق 18289]

(5)

بعده عند أبي ذر، وأبي الوقت، والقابسي:"هو ابن"، وسقط:"ابن الربيع" عند ابن عساكر.

(6)

بعده عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ابن مالك".

* [847][التحفة: خ م س ق 9750]

ص: 708

‌150 - بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ رَدَّ

(1)

السَّلَامِ عَلَى الْإِمَامِ وَاكْتَفَى بِتَسْلِيمِ الصَّلَاةِ

[848] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَقَلَ مَجَّةً

(2)

مَجَّهَا مِنْ دَلْوٍ كَانَ

(3)

فِي دَارِهِمْ.

[849] قال: سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصارِيَّ، ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي لِقَوْمِي بَنِي سَالِمٍ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَإِنَّ السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي، فَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي مَكَانًا حَتَّى

(4)

أَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالَ:"أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ بَعْدَمَا اشْتَدَّ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ:"أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟ " فَأَشَارَ إِلَيْهِ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي أَحَبَّ

(5)

أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ، فَقَامَ فَصَفَفْنَا

(6)

خَلْفَهُ ثُمَّ سَلَّمَ، وَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "يَرْدُدِ السلام".

(2)

مجة: المَجُّ: إرسال الماء من الفم مع نفخ، وقيل: ويباعد به، والمراد هنا: المزاح. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 374).

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت "كَانَتْ".

* [848][التحفة: خ س ق 11235]

(4)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي. رقمت بالحمرة في الفروع.

(5)

عليه صح.

(6)

للأصيلي: "وصففنا".

* [849][التحفة: خ م س ق 9750]

ص: 709

‌151 - بَابُ الذِّكْرِ بَعْدَ الصَّلَاةِ

[850] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ أَبَا مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم.

وَ

(3)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ.

[851] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(5)

، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالتَّكْبِيرِ

(6)

.

[852] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ

(7)

، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ، عَنْ

(1)

لابن عساكر، والقابسي:"أخبرنا".

(2)

عليه صح، وعند أبي ذر في نسخة، وأبي الوقت:"رسول اللَّه" وعليه صح.

(3)

ليس عند الأصيلي.

* [850][التحفة: خ م د 6513]

(4)

قوله: "بن عبد اللَّه" ليس عند الأصيلي.

(5)

عند أبي ذر، وأبي الوقت، وابن عساكر:"سفيان حدثنا عمرو". سقط عمرو ولا بد منه، وكذلك هو في بعض النسخ. اهـ. من اليونينية. وعند الأصيلي:"عن عمرو".

(6)

زاد الأصيلي في أول الحديث، وأبو ذر، وابن عساكر، وأبو الوقت في آخره:"قَالَ (1) عَلِيٌّ: حَدَثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْبَدٍ أَصْدَقَ مَوَالِي ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ عَلِيٌّ (2): وَاسْمُهُ نَافِذٌ".

...............

1 -

لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "وقال". وللأصيلي: "حدثنا".

2 -

لفظ "قال علي" مصحح عليه في اليونينية، وليس في أصول مصححة كثيرة.

* [851][التحفة: خ م د س 6512]

(7)

عند ابن عساكر: "المعتمر".

ص: 710

سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ

(1)

مِنَ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ

(2)

أَمْوَالٍ

(3)

يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ

(4)

: "أَلَا أُحَدِّثُكُمْ

(5)

إِنْ أَخَذْتُمْ

(6)

أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ

(7)

، وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ

(8)

إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ، تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ"، فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: "تَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ

(9)

".

[853] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ

(10)

الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ

(11)

فِي

(1)

الدثور: المال الكثير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دثر).

(2)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(3)

عند الأصيلي: "الأموال".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي:"فقال".

(5)

بعده لأبي ذر في نسخة: "بأمر"، ولأبي ذر وعليه صح:"بما".

(6)

عليه صح. وبعده لأبي ذر في نسخة: "به".

(7)

قوله: "من سبقكم" سقط عند الأصيلي.

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"ظهرانيهم".

(9)

قوله: "ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ" في حاشية البقاعي: "ثلاثٌ وثلاثونَ" بلا رقم، وعليه صح.

* [852][التحفة: خ م سي 12563]

(10)

عند أبي ذر: "كاتب للمغيرة".

(11)

قوله: "بن شعبة" سقط عند الأصيلي، وأبي ذر.

ص: 711

كِتَابٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ:"لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ".

وَقَالَ شُعْبَةُ: عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ

(1)

بِهَذَا، عَنِ

(2)

الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ وَرَّادٍ بِهَذَا،

وَ

(3)

قَالَ الْحَسَنُ: الْجَدُّ غِنًى

(4)

.

‌152 - بَابٌ يَسْتَقْبِلُ الْإِمَامُ النَّاسَ إِذَا سَلَّمَ

[854] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ.

[855] حدثنا

(5)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ

(6)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ

(1)

بعده للأصيلي، وأبي ذر:"بن عمير".

(2)

عند ابن عساكر: "وعن".

(3)

قوله: "وقال الحسن: الجد غنى" ليس عند الأصيلي، وابن عساكر. وعند أبي ذر جاء قول الحكم مؤخرا عن قول الحسن.

(4)

قوله: "الجد غنى" لأبي ذر، والقابسي، وأبي الوقت:"جد غنى" وعليه صح.

* [853][التحفة: خ م د س 11535]

* [854][التحفة: خ م ت س 4630]

(5)

للأصيلي: "قال عبد اللَّه".

(6)

لأبي ذر، والأصيلي:"النبي".

ص: 712

اللَّيْلَةِ

(1)

، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ:"هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي

(2)

وَ

(3)

كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ

(4)

كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ

(5)

بِالْكَوْكَبِ".

[856] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ

(6)

، سَمِعَ يَزِيدَ

(7)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ

(8)

قَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ

(9)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَلَمَّا صَلَّى أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ:"إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَرَقَدُوا، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ".

(1)

"من اللَّيْلِ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.

(3)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"مطرنا بنوء" وعليه صح.

بنوء: هو عند العرب سقوط نجم من نجوم المنازل الثمانية والعشرين، وهو مغيبه بالمغرب مع طلوع الفجر، وطلوع مقابله حينئذ من المشرق، وعندهم أنه لا بد أن يكون مع ذلك لأكثرها نوء من مطر أو رياح عواصف وشبهها، فمنهم من يجعله لذلك الساقط، ومنهم من يجعله للطالع؛ لأنه هو الذي ناء، أي: نهض، فينسبون المطر إليه. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 31).

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مؤمن".

* [855][التحفة: خ م د س 3757]

(6)

بعده لأبي ذر وابن عساكر: "ابن مُنير"، وللأصيلي، وأبي الوقت:"ابن المُنير".

(7)

بعده للأصيلي، وأبي ذر:"ابن هارون".

(8)

بعده للأصيلي، وأبي ذر:"ابن مالك".

(9)

لأبي ذر، والأصيلي:"النبي".

* [856][التحفة: خ 810]

ص: 713

‌153 - بَابُ مُكْثِ

(1)

الْإِمَامِ فِي مُصَلَّاهُ بَعْدَ السَّلَامِ

[857] وَقال لَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا

(2)

شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي فِي مَكَانِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْفَرِيضَةَ

(3)

.

وَفَعَلَهُ الْقَاسِمُ.

وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ

(4)

: "لَا يَتَطَوَّعُ

(5)

الْإِمَامُ فِي مَكَانِهِ". وَلَمْ

(6)

يَصِحَّ.

[858] حدثنا أَبُو الْوَليدِ

(7)

، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ هِنْدٍَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَلَّمَ يَمْكُثُ فِي مَكَانِهِ يَسِيرًا، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَنُرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - لِكَيْ يَنْفُذَ مَنْ يَنْصَرِفُ مِنَ النِّسَاءِ.

[859] وَقال ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(8)

جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَتَبَ إِلَيْهِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ

(9)

الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةُ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مِنْ صَوَاحِبَاتِهَا - قَالَتْ: كَانَ يُسَلِّمُ فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ، فَيَدْخُلْنَ بُيُوتَهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْصَرِفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

كذا في اليونينية: بفتح الميم وضمها.

(2)

للأصيلي: "أخبرنا".

(3)

لأبي ذر عن الحموي: "فريضة".

(4)

قوله: "رفعه" عليه صح.

(5)

كذا بالضبطين في اليونينية.

(6)

عند ابن عساكر: "وَلَا".

* [857][التحفة: خ 7563]

(7)

بعده لأبي ذر، وأبي الوقت:"هشامُ بنُ عبد الملك".

* [858][التحفة: خ د س ق 18289]

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"حدثني".

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"ابنة الحارث".

ص: 714

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَتْنِي هِنْدُ الْفِرَاسِيَّةُ

(1)

.

وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَتْنِي هِنْدُ الْفِرَاسِيَّةُ

(2)

.

وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، أَنَّ هِنْدَ

(3)

بِنْتَ الْحَارِثِ الْقُرَشِيَّةَ أَخْبَرَتْهُ - وَكَانَتْ تَحْتَ مَعْبَدِ بْنِ الْمِقْدَادِ، وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ - وَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقَالَ شُعَيْبٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَتْنِي هِنْدُ الْقُرَشِيَّةُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ الْفِرَاسِيَّةِ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَهُ

(4)

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ

(5)

امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، حَدَّثَتْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌154 - بَابُ مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَذَكَرَ حَاجَةً فَتَخَطَّاهُمْ

[860] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ

(7)

قَامَ

(8)

مُسْرِعًا فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ

(1)

عليه صح، وعند القابسي:"الْقُرَشِيَّةُ".

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"الْقُرَشِيَّةُ" وعليه صح.

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"هندًا".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثه ابن شهاب".

(5)

عند الكشميهني: "أن امرأة".

* [859][التحفة: خ د س ق 18289]

(6)

بعده لابن عساكر: "بن ميمون".

(7)

عليه صح.

(8)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني. وعند أبي ذر عن الحموي والمستملي، وأبي الوقت:"فقام".

ص: 715

حُجَرِ نِسَائِهِ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ

(1)

فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا

(2)

مِنْ سُرْعَتِهِ فَقَالَ: "ذَكَرْتُ

(3)

شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ

(4)

عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ"

(5)

.

‌155 - بَابُ الاِنْفِتَالِ وَالاِنْصِرَافِ عَنِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ

وَكَانَ أَنَسٌ

(6)

يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، وَيَعِيبُ عَلَى مَنْ يَتَوَخَّى أَوْ

(7)

مَنْ يَعْمِدُ الاِنْفِتَالَ عَنْ يَمِينِهِ.

[861] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(8)

شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا يَجْعَلْ

(9)

أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ شَيْئًا مِنْ صَلَاتِهِ، يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ لَا يَنْصَرِفَ إِلَّا عَنْ يَمِينِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ.

(1)

لابن عساكر: "إليهم".

(2)

عند الكشميهني: "قد عجبوا".

(3)

كذا بالضبطين، ورقم عليه معا.

(4)

تبر: التَّبْر: هو الذهب والفضة قبل أن يُضْربا دنانير ودراهم، وقد يُطلق التبر على غيرهما من المعدنيات، كالنحاس والحديد والرصاص، وأكثر اختصاصه بالذهب، ومنهم مَن يجعله في الذهب أصلا وفي غيره فرعًا ومجازًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تبر).

(5)

لابن عساكر: "بقسمه".

* [860][التحفة: خ 7555 - خ س 9906]

(6)

بعده لأبي ذر: "ابن مالك".

(7)

عند الأصيلي، وابن عساكر:"أو يَعْمِدُ"، وعند أبي ذر:"أو مَنْ تَعَمَّد" أي: "من" كذا في غير فرع من غير رقم. كتبه مصححه.

(8)

لأبي ذر: "أخبرنا".

(9)

للكشميهني: "لا يجعلنّ".

* [861][التحفة: خ م د س ق 9177]

ص: 716

‌156 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الثُّومِ النِّي

(1)

وَالْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ

وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ الثُّومَ أَوِ الْبَصَلَ

(2)

مِنَ الْجُوعِ أَوْ غَيْرِهِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا".

[862] حدثنا

(3)

مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ:"مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - يَعْنِي: الثُّومَ - فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا".

[863] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - يُرِيدُ الثُّومَ - فَلَا يَغْشَانَا فِي مَسَاجِدِنَا"،

(4)

قُلْتُ: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: مَا أُرَاهُ، يَعْنِي: إِلَّا نِيئَهُ.

وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: إِلَّا نَتْنَهُ.

وَقَالَ

(5)

أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ: أُتِيَ بِبَدْرٍ - قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: يَعْنِي: طَبَقًا - فِيهِ خَضِرَاتٌ

(6)

.

(1)

"النَّيءِ" عليه صح. كذا صورتها في هامش اليونينية وصلبها.

(2)

عند أبي ذر: "البصل أو الثوم" بالتقديم والتأخير.

(3)

هذا الحديث والذي بعده مؤخران عند أبي ذر عن الذي يليهما.

* [862][التحفة: خ م د 8143]

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مسجدنا".

(5)

قوله: "وقال أحمد بن صالح .... " إلى آخره مؤخر بعد قوله: "من لا تناجي" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(6)

كذا بالضبطين معا، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي.

ص: 717

وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّيْثُ وَأَبُو صَفْوَانَ عَنْ يُونُسَ قِصَّةَ الْقِدْرِ، فَلَا أَدْرِي هُوَ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ، أَوْ فِي الْحَدِيثِ.

[864] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، زَعَمَ

(1)

عَطَاءٌ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا - أَوْ قَالَ

(2)

: فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ

(3)

فِي بَيْتِهِ"، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ

(4)

مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا فَسَأَلَ، فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ؛ فَقَالَ

(5)

: "قَرِّبُوهَا"، إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ كَانَ مَعَهُ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قَالَ

(6)

: "كُلْ؛ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي".

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ

(7)

- بَعْدَ

(8)

حَدِيثِ يُونُسَ: عَنِ ابْنِ

(9)

شِهَابٍ - وَهْوَ يُثْبِتُ قَوْلَ يُونُسَ.

* [863][التحفة: خ م ت س 2447]

(1)

عند الأصيلي: "عن عطاء".

(2)

ليس عند ابن عساكر.

(3)

عند أبي ذر: "أو ليقعد".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "خُضَرَات" وعزاها القاضي عياض، وابن قرقول للأصيلي.

(5)

"قال" وعزاه عياض للأصيلي.

(6)

للأصيلي، وأبي ذر، وعليه صح:"فقال".

(7)

عن ابن وهب: أتي ببدر. وقال ابن وهب: يعني طبقا فيه خضرات. ولم يذكر الليث وأبو صفوان عن يونس قصة القدر، فلا أدري هو من قول الزهري أو في الحديث. كذا في اليونينية مكتوبا في هامشها في هذا الموضع وليس عليه رقم.

(8)

قوله: "بعد حديث .. إلى آخره" سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(9)

قوله: "عن ابن شهاب وهو يثبت" لـ (ظع): "عن ابن شهاب نثبت".

* [864][التحفة: خ م د س 2485]

ص: 718

[865] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَنَسًا

(1)

مَا سَمِعْتَ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي

(2)

الثُّومِ؟ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرَبْنَا - أَوْ - لَا يُصَلِّيَنَّ مَعَنَا".

‌157 - بَابُ وُضُوءِ الصِّبْيَانِ، وَمَتَى يَجِبُ عَلَيْهِمُ الْغَسْلُ

(3)

وَالطُّهُورُ، وَحُضُورِهِمُ الْجَمَاعَةَ وَالْعِيدَيْنِ وَالْجَنَائِزَ، وَصُفُوفِهِمْ

[866] حدثنا

(4)

ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي

(5)

غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ مَرَّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرٍ

(6)

مَنْبُوذٍ فَأَمَّهُمْ وَصَفُّوا عَلَيْهِ

(7)

، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَقَالَ

(8)

: ابْنُ عَبَّاسٍ.

[867] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ".

(1)

بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابن مالك".

(2)

عند أبي ذر: "يذكر في الثوم"، وعند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"يقول" وعليه صح.

* [865][التحفة: خ م 1040]

(3)

لأبي ذر: "الغُسل".

(4)

عند أبي ذر: "محمد بن".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(6)

عند أبي ذر بالإضافة.

(7)

عند أبي ذر عن الكشميهني: "خَلْفَهُ".

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال".

* [866][التحفة: ع 5766]

* [867][التحفة: خ م د س ق 4161]

ص: 719

[868] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(2)

سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ، بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، فَنَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ

(3)

مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا - يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ جِدًّا - ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَحَوَّلَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، فَأَتَاهُ الْمُنَادِي

(4)

يَأْذِنُهُ

(5)

بِالصَّلَاةِ

(6)

، فَقَامَ مَعَهُ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، قُلْنَا

(7)

لِعَمْرٍو: إِنَّ

(8)

نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ، قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: إِنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}

(9)

.

[869] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ

(1)

قوله: "بن عبد اللَّه" ليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".

(3)

شن: قربة بالية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).

(4)

رقم عليه لأبي ذر عن الحموي والكشميهني والمستملي، وعليه صح. وعند أبي ذر عن المستملي في نسخة، وأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح:"المؤذن".

(5)

عند أبي ذر: "يأذَنه" بفتح الذال من اليونينية، وللأصيلي، وابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت:"يُؤْذِنه"، وللكشميهني:"فآذنه".

(6)

عليه صح.

(7)

عند ابن عساكر: "فقلنا".

(8)

سقط "إن" عند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وأبي ذر.

(9)

[الصافات: 102].

* [868][التحفة: خ م ت س ق 6356]

ص: 720

صَنَعَتْهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ فَقَالَ: "قُومُوا فَلِأُصَلِّيَ

(1)

بِكُمْ"، فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ

(2)

فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْيَتِيمُ مَعِي وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ.

[870] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ

(3)

، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ

(4)

الاِحْتِلَامَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ تَرْتَعُ وَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ

(5)

.

[871] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ

(6)

: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ

(7)

صلى الله عليه وسلم

(6)

.

(1)

اللام في اليونينية مكسورة ومفتوحة، وياء "أصلي" محتملة الثبوت، لكن عليها فتحة كما ترى، وأما في الفرع فالياء ثابتة وعليها فتحة بالأحمر. اهـ. من هامش الأصل.

(2)

لبس: أي: استعمل. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(2/ 225).

* [869][التحفة: خ م د ت س 197]

(3)

أتان: الأتان: أنثى الحمار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أتن).

(4)

ناهزت: قاربت ودانيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نهز).

(5)

عند أبي ذر: "فلم ينكر علي ذلك أحد" بالتقديم والتأخير.

* [870][التحفة: د 861]

(6)

رقم عليه لأبي ذر عن المستملي.

(7)

لأبي ذر: "رسول اللَّه".

* [871][التحفة: خ س 16469]

ص: 721

[872] وَقال عَيَّاشٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا

(1)

مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْعِشَاءِ حَتَّى نَادَاهُ

(2)

عُمَرُ: قَدْ نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ غَيْرُكُمْ

(3)

"، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ

(4)

يَوْمَئِذٍ يُصَلِّي غَيْرَ

(5)

أَهْلِ الْمَدِينَةِ.

[873] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي

(6)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، سَمِعْتُ

(7)

ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ

(8)

لَهُ رَجُلٌ: شَهِدْتَ الْخُرُوجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ، يَعْنِي: مِنْ صِغَرِهِ، أَتَى الْعَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تَُهْوِي

(9)

بِيَدِهَا إِلَى حَلْقِهَا

(10)

تُلْقِي فِي ثَوْبِ بِلَالٍ، ثُمَّ أَتَى هُوَ وَبِلَالٌ الْبَيْتَ

(11)

.

(1)

لابن عساكر: "أخبرنا".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "نادى".

(3)

كذا بالضبطين وعلى الضم صح.

(4)

ليس عند ابن عساكر.

(5)

لأبي ذر، وابن عساكر وعليه صح:"غَيْرُ".

* [872][التحفة: خت س 16642]

(6)

"حدثنا" وعليه صح.

(7)

عند الأصيلي: "قال سمعت".

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وقال".

(9)

كذا بالضبطين، ورقم عليه معا.

(10)

بسكون اللام للأصيلي، ولم يضبطه أبو ذر. كذا في اليونينية.

(11)

عند أبي الوقت: "إلى البيت".

* [873][التحفة: خ د س 5816]

ص: 722

‌158 - بَابُ خُرُوجِ النِّسَاءِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ وَالْغَلَسِ

[874] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَمَةِ حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ: نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ غَيْرُكُمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ"، وَلَا يُصَلَّى

(1)

يَوْمَئِذٍ إِلَّا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانُوا يُصَلُّونَ الْعَتَمَةَ فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ.

[875] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ".

تَابَعَهُ شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌159 - بَابُ

(2)

انْتِظَارِ النَّاسِ قِيَامَ

(3)

الْإِمَامِ الْعَالِمِ

[876] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهَا، أَن النِّسَاءَ

(1)

لأبي ذر، والأصيلي:"تُصلى".

* [874][التحفة: خ س 16469]

* [875][التحفة: خ م 6751 - خ م د ت 7385]

(2)

قوله: "باب انتظار

إلى آخره" سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(3)

رقم عليه لنسخة، وأبي الوقت، وعليه صح.

ص: 723

فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُنَّ إِذَا سَلَّمْنَ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ قُمْنَ، وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ صَلَّى مِنَ الرِّجَالِ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَإِذَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ الرِّجَالُ.

[877] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ. ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي الصُّبْحَ فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٍ

(1)

بِمُرُوطِهِنَّ

(2)

، مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ

(3)

.

[878] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ

(5)

، أَخْبَرَنَا

(6)

الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَأَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي كَرَاهِيَةَ

(7)

أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ".

[879] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ

* [876][التحفة: خ د س ق 18289]

(1)

متلفعات: متلففات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لفع).

(2)

بمروطهن: أكسيتهن. الواحد مِرْط، يكون من صوف، وربما كان من خَزًّ أو غيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرط).

(3)

الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلس).

* [877][التحفة: خ م د ت س 17931]

(4)

بعده للأصيلي: "يعني: ابن نُمَيْلَةَ".

(5)

لأبي ذر: "بشر بن بكر".

(6)

لابن عساكر، وأبي ذر:"حدثنا".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "مَخَافَةَ".

* [878][التحفة: خ د س ق 12110]

ص: 724

عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَوْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ

(1)

، كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ: لِعَمْرَةَ أَوَمُنِعْنَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ.

‌160 - بَابُ

(2)

صَلَاةِ النِّسَاءِ خَلْفَ الرِّجَالِ

[880] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍَ

(3)

بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَيَمْكُثُ هُوَ فِي مَقَامِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ، قَالَ: نَرَى

(4)

- وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مِنَ

(5)

الرِّجَالِ.

[881] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ

(6)

عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ

(7)

، عَنْ أَنَسٍ

(8)

(1)

بعده عند ابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت، وأبي ذر، وعليه صح:"المسجد"، وعند الأصيلي:"المساجد".

* [879][التحفة: خ م د 17934]

(2)

هذا الباب في الأصل مخرج في الحاشية مصحح عليه، ثم ذكر بعد بابين. اهـ. من اليونينية، وذكره هنا هو الذي في أصول كثيرة وجرى عليه الشراح.

(3)

كذا بالضبطين معا.

(4)

لأبي ذر: "نُرَى".

(5)

عليه صح. ولأبي ذر ورقم فوقه "ز": "أحد من"، وضبب ابن عساكر على "من".

* [880][التحفة: خ د س ق 18289]

(6)

لأبي ذر: "سفيان بن".

(7)

بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"ابن عبد اللَّه".

(8)

بعده للأصيلي: "بن مالك".

ص: 725

رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ

(1)

، فَقُمْتُ وَيَتِيمٌ

(2)

خَلْفَهُ، وَأُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا.

‌161 - بَابُ سُرْعَةِ انْصِرَافِ النِّسَاءِ مِنَ الصُّبْحِ وَقِلَّةِ مَقَامِهِنَّ

(3)

فِي الْمَسْجِدِ

[882] حدثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِغَلَسٍ، فَيَنْصَرِفْنَ نِسَاءُ الْمُؤْمِنِينَ لَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ، أَوْ لَا يَعْرِفُ

(4)

بَعْضُهُنَّ بَعْضًا.

‌162 - بَابُ اسْتِئْذَانِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَسْجِدِ

[883] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ

(5)

عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ فَلَا يَمْنَعْهَا".

(1)

رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح، ولأبي ذر في نسخة:"أم سلمة".

(2)

عليه صح.

* [881][التحفة: خ س 172]

(3)

لأبي ذر: "مُقامِهِن".

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يعرفن".

* [882][التحفة: خ 17511]

(5)

سقط "بن عبد اللَّه" عند الأصيلي.

* [883][التحفة: خ ق 6943]

ص: 726

‌163 - بَابُ

(1)

صَلَاةِ النِّسَاءِ خَلْفَ الرِّجَالِ

[884] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقُمْتُ وَيَتِيمٌ خَلْفَهُ، وَأُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا.

[885] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَهُوَ

(2)

يَمْكُثُ فِي مَقَامِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ. قَالَتْ

(3)

نُرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ الرِّجَالُ.

* * *

(1)

سقط الباب والترجمة عند أبي ذر. كذا في اليونينية، وكأنه إشارة إلى أن هذا الباب مع حديثه مكرر مع ما سبق. اهـ. من هامش الأصل.

* [884][التحفة: خ س 172]

(2)

ليس عند ابن عساكر.

(3)

عند ابن عساكر: "قال".

* [885][التحفة: خ د س ق 18289]

ص: 727