الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 - كِتَابُ الجُمُعَةِ
(1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(2)
1 - بَابُ فَرْضِ الْجُمُعَةِ
لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ
(3)
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
(4)
.
• [886] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ - مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ - حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ
(5)
عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ
(6)
تَبَعٌ
(7)
، الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ".
(1)
رقم عليه لابن عساكر.
(2)
قوله "بسم اللَّه الرحمن الرحيم": وقع بدلًا منه: "كتاب الجمعة" وعليه صح، ورقم له لابن عساكر، ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني، ولأبي الوقت.
(3)
لابن عساكر: "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ إلى قوله: تَعْلَمُونَ".
(4)
[الجمعة: 9]. بعده لأبي ذر عن الحموي: "فَاسْعَوا: فامْضُوا".
(5)
لأبي ذر عن الحموي، ولابن عساكر:"فَرَضَ اللَّهُ".
(6)
كذا لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(7)
قوله: "لنا فيه تبع" لأبي ذر في نسخة: "لنَا تَبَعٌ".
* [886][التحفة: خ 13744]
2 - بَابُ فَضْلِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهَلْ عَلَى الصَّبِيِّ شُهُودُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَوْ عَلَى النِّسَاءِ؟
• [887] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ".
• [888] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ
(2)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(3)
جُوَيْرِيَةُ
(4)
، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ دَخَلَ
(5)
رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَادَاهُ عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ قَالَ: إِنِّي شُغِلْتُ فَلَمْ أَنْقَلِبْ
(6)
إِلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ التَّأْذِينَ، فَلَمْ أَزِدْ أَنْ
(7)
تَوَضَّأْتُ، فَقَالَ: وَالْوُضُوءُ
(8)
أَيْضًا، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ.
• [889] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ،
(1)
"عبد اللَّه": ليس عند ابن عساكر.
* [887][التحفة: خ س 8381]
(2)
"ابن أسماء": ليس عند الأصيلي.
(3)
لابن عساكر: "حدّثنا".
(4)
لأبي ذر: "جُوَيْرِيَةُ بنُ أسماءَ".
(5)
عليه صح لأبي الوقت. ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني، ولأبي الوقت وعليه صح:"إذ جَاءَ".
(6)
أنقلب: أي: أرجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).
(7)
للأصيلي: "عَلَى أنْ".
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الوُضُوءُ" بغير واوٍ قبله.
* [888][التحفة: خ م س 10519]
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ".
3 - بَابُ الطِّيبِ لِلْجُمُعَةِ
• [890] حدثنا عَلِيٌّ
(1)
، قَالَ: حَدَّثَنَا
(2)
حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(3)
: "الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَسْتَنَّ وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ".
قَالَ عَمْرٌو
(3)
: أَمَّا الْغُسْلُ؛ فَأَشْهَدُ أَنَّهُ وَاجِبٌ، وَأَمَّا الاِسْتِنَانُ وَالطِّيبُ؛ فَاللَّهُ أَعْلَمُ، أَوَاجِبٌ هُوَ أَمْ لَا؟ وَلَكِنْ هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(4)
: هُوَ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَلَمْ يُسَمَّ
(3)
أَبُو بَكْرٍ هَذَا. رَوَاهُ
(5)
عَنْهُ بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، وَعِدَّةٌ
(3)
. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يُكْنَى بِأَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ.
* [889][التحفة: خ م د س ق 4161]
(1)
لابن عساكر: "عليُّ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ جَعْفَرٍ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر في نسخة، ولأبي الوقت:"أخبرنا".
(3)
عليه صح.
(4)
قوله: "قال أبو عبد اللَّه
…
إلى: وأبي عبد اللَّه" ليس عند ابن عساكر. وهو عند ابن عساكر في نسخة في الحاشية. اهـ. من اليونينية.
(5)
لأبي ذر: "رَوَى". من الفتح.
* [890][التحفة: خ م د س 4267]
4 - بَابُ فَضْلِ الْجُمُعَةِ
• [891] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ - مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فكأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فكأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ
(1)
، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فكأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ".
5 - بَابٌ
• [892] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى
(2)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ عُمَرُ
(3)
: لِمَ تَحْتَبِسُونَ عَنِ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا هُوَ إِلَّا
(4)
سَمِعْتُ النِّدَاءَ تَوَضَّأْتُ، فَقَالَ: أَلمْ تَسْمَعُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ
(5)
: "إِذَا رَاحَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ"؟
(1)
أقرن: الأقرن من الكباش: الذي له قرون. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 179).
* [891][التحفة: خ م د ت س 12569]
(2)
زاد لأبي ذر: "هو ابنُ أَبِي كَثِيرٍ".
(3)
زاد للأصيلي: "ابنُ الخطَّابِ رضي الله عنه".
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"إلَّا أنْ".
(5)
للأصيلي وأبي ذر: "يَقولُ".
* [892][التحفة: خ م د 10667]
6 - بَابُ الدُّهْنِ لِلْجُمُعَةِ
• [893] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ وَدِيعَةَ
(1)
، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ
(2)
وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ
(3)
مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ؛ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى".
• [894] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ طَاوُسٌ قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: ذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاغْسِلُوا رُؤُوسَكُمْ، وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا، وَأَصِيبُوا مِنَ الطِّيبِ"؟!.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الْغُسْلُ فَنَعَمْ، وَأَمَّا الطِّيبُ فَلَا أَدْرِي.
• [895] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: أَيَمَسُّ طِيبًا أَوْ دُهْنًا إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ؟ فَقَالَ: لَا أَعْلَمُهُ.
(1)
عليه صح.
(2)
كذا لابن عساكر في نسخة. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولابن عساكر:"الطُّهْرِ".
(3)
قوله: "أوْ يَمَسُّ" لابن عساكر: "وَيَمَسُّ".
* [893][التحفة: خ 4493]
* [894][التحفة: خ س 5757]
* [895][التحفة: خ م 5692]
7 - بَابٌ يَلْبَسُ أَحْسَنَ مَا يَجِدُ
• [896] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(1)
مَالِكٌ
(2)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى حُلَّةَ
(3)
سِيَرَاءَ
(4)
عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ فَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَلِلْوَفْدِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ
(5)
لَهُ فِي الْآخِرَةِ"، ثُمَّ جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا حُلَلٌ، فَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مِنْهَا
(6)
حُلَّةً، فَقَالَ عُمَرُ
(7)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَوْتَنِيهَا وَقَدْ قُلْتَ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ
(1)
مَا قُلْتَ! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا"، فَكَسَاهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَخًا لَهُ بِمَكَّةَ مُشْرِكًا.
8 - بَابُ السِّوَاكِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"يَسْتَنُّ".
(1)
عليه صح.
(2)
"عَنْ مَالِكٍ" عليه صح؛ لأبي ذر في نسخة.
(3)
كذا بغير تنوين. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"حُلَّةً" بالتنوين.
حلة: الحلة واحدة الحلل، وهي برود اليمن، ولا تسمى حلة إلا أن تكون من ثوبين من جنس واحد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلل).
(4)
سيراء: هي نوع من البرود يخالطه حرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سير).
(5)
خلاق: حظ ونصيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلق).
(6)
لأبي ذر: "مِنْهَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه".
(7)
زاد للأصيلي: "ابنُ الخَطَّابِ".
* [896][التحفة: خ م د س 8335]
• [897] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي - أَوْ
(1)
: عَلَى النَّاسِ - لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ".
• [898] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ
(2)
، حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّوَاكِ".
• [899] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَحُصَيْنٍ، عَنْ
(3)
أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ
(4)
فَاهُ.
9 - بَابُ مَنْ تَسَوَّكَ
(5)
بِسِوَاكِ غَيْرِهِ
• [900] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ
(6)
بِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي هَذَا
(1)
لأبي ذر: "أوْ لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى النَّاسِ".
* [897][التحفة: خ (س) 13842]
(2)
"ابنُ الحَبْحَابِ": ليس عند ابن عساكر.
* [898][التحفة: خ س 914]
(3)
قوله: "وحصين عن" بينهما فراغ عليه صح.
(4)
يشوص: يدلك أسنانه وينقيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شوص).
* [899][التحفة: خ م د س ق 3336]
(5)
لابن عساكر: "يَتَسَوَّكُ".
(6)
يستن: الاستنان: استعمال السواك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنن).
السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْطَانِيهِ فَقَصَمْتُهُ
(1)
ثُمَّ مَضَغْتُهُ، فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَنَّ بِهِ، وَهُوَ مُسْتَسْنِدٌ
(2)
إِلَى صَدْرِي.
10 - بَابُ مَا يُقْرَأُ
(3)
فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
• [901] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ
(4)
، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ
(5)
بْنِ إِبْرَاهِيمَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هُوَ
(7)
: ابْنُ هُرْمُزَ
(8)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ
(9)
فِي صَلَاةِ
(10)
الْفَجْرِ {الم (1) تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَ
(11)
، وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ
(12)
}.
(1)
عليه صح لأبي ذر. وللأصيلي، وابن عساكر:"فَقَضِمْتُهُ".
(2)
قال القسطلاني: "وفي رواية: مستند، بسين واحدة". اهـ. وهو كذلك في بعض الأصول.
* [900][التحفة: خ 16945]
(3)
كذا بالوجهين لأبي ذر، وعليه:"معا".
(4)
لفظ: "أبو" عليه صح، ولفظ:"نُعَيْمٍ" عليه صح. وفي الأصل: "حدثنا محمد بن يوسف". وفي هامش النسخ كلها: "حدثنا أبو نعيم - عليه صح صح - عوض: محمد بن يوسف". اهـ. كذا في اليونينية. والحديث يأتي في: "باب سجود القرآن" عن محمد بن يوسف بهذا السند. اهـ.
(5)
للأصيلي: "هو ابن إبراهيم".
(6)
قوله: "ابنِ إبراهِيمَ" ليس عند ابن عساكر.
(7)
سقط لفظ: "هو" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(8)
زاد لأبي ذر: "الأعرج".
(9)
لأبي ذر، وابن عساكر:"في الفجر يوم الجمعة".
(10)
"في صلاة": ليس عند ابن عساكر.
(11)
قوله: "تنزيلُ السَّجْدَةَ" كذا ضبطه، وعليه صح صح. وسقط لفظ:"السجدة" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(12)
زاد للأصيلي: "حين من الدهر".
* [901][التحفة: خ م س ق 13647]
11 - بَابُ الْجُمُعَةِ فِي الْقُرَى وَالْمُدُنِ
(1)
• [902] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ
(3)
بَعْدَ جُمُعَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ عَبْدِ الْقَيْسِ بِجُوَاثَى مِنَ الْبَحْرَيْنِ.
• [903] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(4)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(5)
عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(6)
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ
(8)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلُّكُمْ رَاعٍ".
وَزَادَ اللَّيْثُ: قَالَ يُونُسُ: كَتَبَ
(9)
رُزَيْقُ
(10)
بْنُ
(10)
حُكَيْمٍ
(10)
إِلَى ابْنِ شِهَابٍ، وَأَنَا مَعَهُ يَوْمَئِذٍ بِوَادِي الْقُرَى: هَلْ تَرَى أَنْ أُجَمِّعَ - وَرُزَيْقٌ عَامِلٌ عَلَى أَرْضٍ يَعْمَلُهَا وَفِيهَا جَمَاعَةٌ مِنَ السُّودَانِ وَغَيْرِهِمْ، وَرُزَيْقٌ يَوْمَئِذٍ عَلَى
(1)
للأصيلي: "والمدائن".
(2)
كذا لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر في نسخة، ولأبي الوقت:"حدّثني".
(3)
جمعت: صُلَّيَتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمع).
* [902][التحفة: خ د 6529]
(4)
زاد لابن عساكر: "المروزي".
(5)
كذا لأبي ذر وعليه صح.
(6)
لابن عساكر، ولأبي ذر وعليه صح:"أخبرني".
(7)
"ابنُ عَبْدِ اللَّهِ": ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(8)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال: سمعت رسول اللَّه".
(9)
لابن عساكر: "وَكتب".
(10)
عليه صح.
أَيْلَةَ
(1)
؟ فَكَتَبَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَنَا أَسْمَعُ يَأْمُرُهُ أَنْ يُجَمِّعَ يُخْبِرُهُ أَنَّ سَالِمًا حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ
(2)
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهْوَ
(3)
مَسْئُولٌ
(4)
عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ
(5)
قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ
(6)
عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ
(7)
رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
12 - بَابٌ هَلْ
(8)
عَلَى مَنْ لَمْ
(9)
يَشْهَدِ الْجُمُعَةَ غُسْلٌ مِنَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَغَيْرِهِمْ؟
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّمَا الْغُسْلُ عَلَى مَنْ
(10)
تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ
(11)
.
(1)
أيلة: مدينة العَقَبة اليوم. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة)(ص 40).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"قال".
(3)
سقط لفظ: "وهو" عند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وأبي ذر عن الكشميهني.
(4)
للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ومسئول".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"أنه قال".
(6)
لأبي ذر، والأصيلي:"وهو مسئول".
(7)
كذا وعليه صح. ولابن عساكر: "فكلكم راع مسئول عن رعيته". ولأبي ذر في نسخة: "فكلكم راع وكلكم مسئول"، وكذا للأصيلي؛ لكنه قال:"وكلكم" بالواو بدل الفاء.
* [903][التحفة: خ م 6989]
(8)
لابن عساكر: "وهل".
(9)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"من لا يشهد".
(10)
في اليونينية مكتوب في محاذاة قوله: "على من تجب عليه الجمعة": "وقع في بعض الأصول: على من يجب عليه الغسل".
(11)
كذا لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.
• [904] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(1)
شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ".
• [905] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
(2)
رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ".
• [906] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(3)
وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(4)
ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ
(5)
مِنْ بَعْدِهِمْ فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا
(6)
اللَّهُ، فَغَدًا
(7)
لِلْيَهُودِ وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى"، فَسَكَتَ.
(1)
للأصيلي: "حدثنا".
* [904][التحفة: خ 6848]
(2)
ليس عند ابن عساكر.
* [905][التحفة: خ م د س ق 4161]
(3)
لأبي ذر: "حدثني".
(4)
لابن عساكر: "عن ابنِ طاوس".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وأُوتِينَا" بغير هاء.
(6)
للأصيلي: "وَهَدَانَا".
(7)
"فَغَدٌ": وعليه صح.
* [906][التحفة: خ م س 13522]
• [907] ثُمَّ قَالَ: "حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ".
• [908] رَوَاهُ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: "لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَقٌّ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا".
• [909] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ائْذَنُوا لِلنِّسَاءِ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسَاجِدِ".
• [910] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا
(2)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَالْعِشَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، فَقِيلَ لَهَا: لِمَ تَخْرُجِينَ وَقَدْ تَعْلَمِينَ أَنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذَلِكَ
(3)
وَيَغَارُ؟ قَالَتْ: وَمَا
(4)
يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْهَانِي؟ قَالَ: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ".
* [907][التحفة: خ م س 13522]
(1)
للأصيلي: "رسولُ اللَّهِ".
* [908][التحفة: خت 13534]
* [909][التحفة: خ م د ت 7385]
(2)
لابن عساكر: "أخبرنا".
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فَمَا".
* [910][التحفة: خ 7839]
13 - بَابُ الرُّخْصَةِ إِنْ لَمْ
(1)
يَحْضُرِ الْجُمُعَةَ فِي الْمَطَرِ
• [911] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ - ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَلَا تَقُلْ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ. فكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا؛ قَالَ
(2)
: فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ
(3)
وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ
(4)
فَتَمْشُونَ
(4)
فِي الطِّينِ وَالدَّحَْضِ
(5)
.
14 - بَابٌ مِنْ أَيْنَ تُؤْتَى الْجُمُعَةُ، وَعَلَى مَنْ تَجِبُ؟
لِقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}
(6)
.
وَقَالَ عَطَاءٌ: إِذَا كُنْتَ فِي قَرْيَةٍ جَامِعَةٍ فَنُودِيَ
(7)
بِالصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تَشْهَدَهَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ أَوْ لَمْ تَسْمَعْهُ.
وَكَانَ أَنَسٌ رضي الله عنه فِي قَصْرِهِ أَحْيَانًا يُجَمِّعُ، وَأَحْيَانًا لَا يُجَمِّعُ، وَهُوَ بِالزَّاوِيَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ.
(1)
"إِنْ لَمْ": للأصيلي: "لِمَنْ لَمْ".
(2)
عليه صح. ولأبي ذر، وابن عساكر:"فقال" وعليه صح.
(3)
عزمة: حق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عزم).
(4)
عليه صح.
(5)
الدحض: الزَّلَق. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 254).
* [911][التحفة: خ م د ق 5783]
(6)
[الجمعة: 9]. زاد لأبي ذر، والأصيلي:"فَاسْعَوْا إلَى ذِكْرِ اللَّهِ".
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "نُودِيَ".
• [912] حدثنا أَحْمَدُ
(1)
، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(2)
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ
(3)
يَوْمَ
(4)
الْجُمُعَةِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ وَالْعَوَالِي، فَيَأْتُونَ فِي الْغُبَارِ يُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ وَالْعَرَقُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ الْعَرَقُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنْسَانٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ عِنْدِي فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا! ".
15 - بَابُ وَقْتُِ
(5)
الْجُمُعَةِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ
وَكَذَلِكَ يُرْوَى
(6)
عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رضي الله عنهم.
• [913] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(7)
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَأَلَ عَمْرَةَ عَنِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَتْ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: كَانَ
(1)
زاد لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ابنُ صَالِحٍ".
(2)
لابن عساكر: "أخبرنا".
(3)
ينتابون: يحضرون. (انظر: تحفة الأحوذي)(1/ 416).
(4)
ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.
* [912][التحفة: خ م د 16383]
(5)
"وَقْتِ": هو هكذا بالضبطين في اليونينية.
(6)
كذا للأصيلي، وأبي الوقت، وابن عساكر. ولابن عساكر في نسخة، ولأبي ذر والأصيلي، وأبي الوقت:"يُذْكَرُ".
(7)
لابن عساكر: "حدّثنا".
النَّاسُ مَهَنَةَ أَنْفُسِهِمْ
(1)
، وَكَانُوا إِذَا رَاحُوا إِلَى الْجُمُعَةِ رَاحُوا فِي هَيْئَتِهِمْ، فَقِيلَ لَهُمْ: لَوِ اغْتَسَلْتُمْ!.
• [914] حدثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ.
• [915] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ
(2)
قَالَ: كُنَّا نُبَكِّرُ بِالْجُمُعَةِ، وَنَقِيلُ بَعْدَ الْجُمُعَةِ.
16 - بَابٌ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
• [916] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ
(3)
، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، هُوَ
(4)
: خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَدَّ الْبَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلَاةِ، وَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ أَبْرَدَ
(5)
بِالصَّلَاةِ، يَعْنِي: الْجُمُعَةَ.
(1)
كذا لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر في نسخة، وللحموي، والمستملي:"مِهْنَةَ".
مهنة أنفسهم: أي لا خَدَم لهم. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 389).
* [913][التحفة: خ م د 17935]
* [914][التحفة: خ د ت 1089]
(2)
للأصيلي، وأبي ذر، وأبي الوقت:"عن أنَسِ بنِ مالِكٍ"
* [915][التحفة: خ 707]
(3)
ليس عند ابن عساكر.
(4)
عليه صح. ولأبي ذر في نسخة، ولأبي الوقت:"وَهُوَ".
(5)
أبرد: أبرد بِالصلاة: أَخّرهَا حَتَّى خف الْحر. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 26).
قَالَ
(1)
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ فَقَالَ
(2)
: بِالصَّلَاةِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْجُمُعَةَ.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَمِيرٌ الْجُمُعَةَ ثُمَّ قَالَ لِأَنَسٍ رضي الله عنه: كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ.
17 - بَابُ الْمَشْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ
وقَوْلُِ
(3)
اللَّه جَلَّ ذِكْرُهُ: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}
(4)
.
وَمَنْ قَالَ: السَّعْيُ: الْعَمَلُ وَالذَّهَابُ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا}
(5)
.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: يَحْرُمُ الْبَيْعُ حِينَئِذٍ.
وَقَالَ عَطَاءٌ: تَحْرُمُ الصِّنَاعَاتُ كُلُّهَا.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ مُسَافِرٌ فَعَلَيْهِ أَنْ يَشْهَدَ.
• [917] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ
(6)
بْنُ أَبِي مَرْيَمَ
(7)
، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ، قَالَ: أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ
(6)
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال".
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وَقَالَ".
* [916][التحفة: خ س 823]
(3)
كذا بالضبطين في اليونينية.
(4)
[الجمعة: 9].
(5)
[الإسراء: 19].
(6)
عليه صح.
(7)
زاد للأصيلي: "الأَنْصَارِيُّ".
وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْجُمُعَةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ".
• [918] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَحَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا تَمْشُونَ؛ عَلَيْكُمُ
(2)
السَّكِينَةُ
(3)
، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا".
• [919] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(4)
أَبُو قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ
(5)
، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ
(6)
أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ
(7)
".
(1)
لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر أيضًا: "رسولَ اللَّه".
* [917][التحفة: خ ت س 9692]
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"وَعَلَيْكُمُ".
(3)
كذا بالوجهين، وعليه صح، ورَفْعُ "السكينة" لأبي ذر، والنصب لغيره.
* [918][التحفة: خ 13251 - خ 15165]
(4)
لأبي ذر والأصيلي: "حدثنا".
(5)
لأبي ذر عن المستملي: "قال أبو عبدِ اللَّهِ: لا أَعْلَمُه".
(6)
رواية ابن عساكر: "عن عبدِ اللَّه بنِ أبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ".
(7)
كذا بالوجهين، ولأبي ذر:"وَعَلَيْكُمُ السَّكِينةُ" وعليه صح.
* [919][التحفة: خ م د ت س 12106]
18 - بَابٌ لَا يُفَرَّقُ
(1)
بَيْنَ اثْنَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
• [920] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(2)
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ وَدِيعَةَ، عنْ سَلْمَانَ
(3)
الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ
(4)
يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ أَنْصَتَ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى".
19 - بَابٌ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ أَخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَقْعُدُ فِي مَكَانِهِ
• [921] حدثنا مُحَمَّدٌ
(5)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقِيمَ الرَّجُلُ أَخَاهُ
(6)
مِنْ مَقْعَدِهِ وَيَجْلِسَ فِيهِ.
قُلْتُ لِنَافِعٍ: الْجُمُعَةَ
(7)
. قَالَ: الْجُمُعَةَ
(8)
وَغَيْرَهَا.
(1)
"لا يفرّق": ضبطه في المصابيح بالبناء للفاعل وللمفعول، وقال في الفتح:"لا يفرِّق أي: الداخل". اهـ.
(2)
لابن عساكر: "حدثنا".
(3)
لابن عساكر: "حَدَّثنا سَلْمانُ".
(4)
للأصيلي: "وَلَمْ".
* [920][التحفة: خ 4493]
(5)
زاد لأبي ذر: "هُوَ ابنُ سَلَّامٍ" كذا بتشديد اللام في اليونينية.
(6)
كذا لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت. ولأبي ذر في نسخة، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"الرجُلُ الرَّجُلَ".
(7)
عليه صح. وعند أبي ذر: "الجُمعةُ" مرفوع في الموضعين، و"غيرُها" مرفوع أيضا. اهـ من اليونينية.
(8)
عليه صح.
* [921][التحفة: خ م 7777]
20 - بَابُ الْأَذَانِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
• [922] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه وَكَثُرَ النَّاسُ زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ
(1)
.
21 - بَابُ الْمُؤَذِّنِ الْوَاحِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
• [923] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ
(2)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ الَّذِي زَادَ التَّأْذِينَ الثَّالِثَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه، حِينَ كَثُرَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّنٌ غَيْرَُ
(3)
وَاحِدٍ، وَكَانَ التَّأْذِينُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ يَجْلِسُ الْإِمَامُ، يَعْنِي
(4)
: عَلَى الْمِنْبَرِ.
22 - بَابٌ يُؤَذِّنُ
(5)
الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ
• [924] حدثنا
(6)
ابْنُ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
(1)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "قال أبو عبد اللَّه: الزَّوْرَاءُ موضع بالسوق بالمدينة".
* [922][التحفة: خ د ت س ق 3799]
(2)
عليه صح.
(3)
كذا بالوجهين لأبي ذر وعليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح. وسقط: "يعني" عند أبي ذر في نسخة، وأبي الوقت.
* [923][التحفة: خ د ت س ق 3799]
(5)
كذا لأبي الوقت، ولأبي ذر وعليه صح عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"يُجِيبُ الإِمَامُ" وعليه صح.
(6)
لابن عساكر: "أخبرنا محمدُ بنُ مُقاتِلٍ".
عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ قَالَ
(1)
: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ
(2)
مُعَاوِيَةُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ
(3)
: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ
(4)
مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا، فَقَالَ
(5)
: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ
(6)
مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا، فَلَمَّا أَنْ
(7)
قَضَى
(8)
التَّأْذِينَ
(9)
قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علَى هَذَا الْمَجْلِسِ حِينَ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ يَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ مِنِّي مِنْ مَقَالَتِي.
23 - بَابُ الْجُلُوسِ عَلَى الْمِنْبَرِ عِنْدَ التَّأْذِينِ
• [925] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ أَخْبَرَهُ أَنَّ التَّأْذِينَ الثَّانِيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمَرَ بِهِ عُثْمَانُ
(10)
، حِينَ كَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ التَّأْذِينُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ يَجْلِسُ الْإِمَامُ.
(1)
لأبي ذر والأصيلي وأبي الوقت: "فَقَالَ".
(2)
لأبي ذر والأصيلي وابن عساكر: "فَقَالَ".
(3)
لأبي ذر: "فَقالَ".
(4)
عليه صح. ولأبي ذر في نسخة: "قَالَ".
(5)
عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال".
(6)
لأبي ذر والأصيلي وأبي الوقت: "قال".
(7)
كذا لابن عساكر.
(8)
"فَلَمَّا قَضَى": للأصيلي "فَلَمَّا". ولابن عساكر "قَضَى".
(9)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أنِ انْقَضَى التَّأْذِينُ".
* [924][التحفة: خ س 11400]
(10)
زاد لأبي ذر والأصيلي: "ابنُ عَفَّانَ رضي الله عنه".
* [925][التحفة: خ د ت س ق 3799]
24 - بَابُ التَّأْذِينِ عِنْدَ الْخُطْبَةِ
• [926] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: إِنَّ الْأَذَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَانَ أَوَّلُهُ حِينَ يَجْلِسُ الْإِمَامُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَلَمَّا كَانَ فِي خِلَافَةِ عُثمَانَ
(1)
رضي الله عنه وَكَثُرُوا أَمَرَ عُثْمَانُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالْأَذَانِ الثَّالِثِ، فَأُذِّنَ بِهِ عَلَى الزَّوْرَاءِ، فَثَبَتَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ.
25 - بَابُ الْخُطْبَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ
وَقَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ.
• [927] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(2)
، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيُّ الْقُرَشِيُّ
(3)
الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمِ بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ رِجَالًا أَتَوْا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَقَدِ امْتَرَوْا
(4)
فِي الْمِنْبَرِ: مِمَّ عُودُهُ؟ فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مِمَّا هُوَ
(3)
وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ، وَأَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى فُلَانَةَ - امْرَأَةٍ
(5)
قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ - "مُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا
(1)
زاد للأصيلي: "ابنِ عَفَّانَ".
* [926][التحفة: خ د ت س ق 3799]
(2)
"ابنُ سَعِيدٍ": ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.
(3)
عليه صح.
(4)
امتروا: التماري: المجادلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرا).
(5)
لأبي ذر: "امْرَأةٍ من الأنْصَار".
أَجْلِسُ
(1)
عَلَيْهِنَّ إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ"، فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ
(2)
الْغَابَةِ، ثُمَّ جَاءَ بِهَا فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ هَا هُنَا، ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ وَهُوَ عَلَيْهَا، ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ عَلَيْهَا، ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى
(3)
فَسَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَادَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا وَ
(1)
لِتَعَلَّمُوا
(4)
صَلَاتِي".
• [928] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ جِذْعٌ يَقُومُ إِلَيْهِ
(5)
النَّبِيُّ
(6)
صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا وُضِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ سَمِعْنَا لِلْجِذْعِ مِثْلَ أَصْوَاتِ الْعِشَارِ، حَتَّى نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ.
قَالَ
(7)
سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا
(8)
.
(1)
عليه صح.
(2)
طرفاء: جمع طَرَفة، وهي شجرة من شجر البادية وشطوط الأنهار. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 318).
(3)
القهقرى: المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قهقر).
(4)
في حاشية البقاعي: "وَلِتَعْلَمُوا" ونسبه لنسخة.
* [927][التحفة: خ م د س 4775]
(5)
كذا لأبي ذر، وأبي الوقت. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولأبي الوقت:"عَلَيهِ".
(6)
للأصيلي: "رسولُ اللَّهِ".
(7)
لابن عساكر: "وقال".
(8)
"جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ" عليه صح، لأبي ذر والأصيلي.
* [928][التحفة: خ 2232]
• [929] حدثنا آدَمُ
(1)
، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ".
26 - بَابُ الْخُطْبَةِ قَائِمًا
وَقَالَ أَنَسٌ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَائِمًا.
• [930] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(2)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَائِمًا ثُمَّ يَقْعُدُ، ثُمَّ يَقُومُ كَمَا تَفْعَلُونَ الْآنَ.
27 - بَابُ يَسْتَقْبِلُ الْإِمَامُ الْقَوْمَ وَاسْتِقْبَالِ النَّاسِ الْإِمَامَ إِذَا خَطَبَ
(3)
وَاسْتَقْبَلَ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَسٌ رضي الله عنهم الْإِمَامَ.
• [931] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ هِلَالِ بْنِ
(1)
زاد للأصيلي وأبي ذر: "ابنُ أبِي إياسٍ".
* [929][التحفة: خ 6924]
(2)
زاد لأبي ذر والأصيلي وأبي الوقت: "ابنُ عُمَرَ".
* [930][التحفة: خ م ت 7879]
(3)
قوله: "يَسْتَقبِلُ الإمامُ القَوْمَ، و" ليس هذا عند الأصيلي. ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"بابُ اسْتِقْبالِ الناسِ الإمامَ إذا خَطَبَ".
أَبِي مَيْمُونَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ.
28 - بَابُ مَنْ قَالَ فِي الْخُطْبَةِ بَعْدَ الثَّنَاءِ: أَمَّا بَعْدُ
رَوَاهُ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [932] وَقال مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ
(1)
قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ، قُلْتُ
(2)
: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ. فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا: أَيْ نَعَمْ، قَالَتْ: فَأَطَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِدًّا حَتى تَجَلَّانِي
(3)
الْغَشْيُ
(4)
، وَإِلَى جَنْبِي قِرْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَفَتَحْتُهَا، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ مِنْهَا عَلَى رَأْسِي، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ
(5)
الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ وَحَمِدَ
(6)
اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ"، قَالَتْ: وَلَغَطَ
(7)
* [931][التحفة: خ م س 4166]
(1)
زاد لأبي ذر والأصيلي: "الصَّدِّيقِ".
(2)
لابن عساكر: "فَقُلْتُ".
(3)
تجلاني: غَطَّانِي وغَشَّانِي. ويجوز أن يكون المعنى: ذهب بقوتي وصبري، من الجَلاء، أو ظهر بي وبَانَ عَلَيَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا).
(4)
الغشي: الإغماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).
(5)
تجلت: انكشفت وخرجت من الكسوف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا).
(6)
لابن عساكر، ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وأبي الوقت:"فَحَمِدَ".
(7)
كذا بالوجهين، وعليه:(معا) و (صح).
نِسْوَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْكَفَأْتُ
(1)
إِلَيْهِنَّ لِأُسَكِّتَهُنَّ، فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا قَالَ؟ قَالَتْ: قَالَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا قَدْ
(2)
رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا، حَتَّى الْجَنَّةَِ وَالنَّارَِ، وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ - أَوْ: قَرِيبَ
(3)
مِنْ - فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ - أَوْ قَالَ: الْمُوقِنُ. شَكَّ هِشَامٌ - فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ، هُوَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَآمَنَّا وَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا وَصَدَّقْنَا. فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ صَالِحًا، قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنْ كُنْتَ لَتُؤْمِنُ
(4)
بِهِ. وَأَمَّا الْمُنَافِقُ - أَوْ قَالَ: الْمُرْتَابُ. شَكَّ هِشَامٌ - فَيُقَالُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُ
(5)
".
قَالَ هِشَامٌ: فَلَقَدْ قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ فَأَوْعَيْتُهُ
(6)
، غَيْرَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ مَا يُغَلِّظُ
(7)
عَلَيْهِ.
• [933] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ،
(1)
فانكفأت: انكفأ: مال ورجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ).
(2)
لأبي ذر: "وقَدْ".
(3)
"قريبَ": بغيرِ ألف ولا تنوين؛ كما في القسطلاني، ولأبي ذرًّ، وأبي الوقت، والأصيلي:"قَرِيبًا" بالتنوين.
(4)
ولأبي ذرًّ، وأبي الوقت، وابن عساكر في نسخة:"لَمُؤْمِنًا".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَقُلْتُهُ".
(6)
لأبي الوقت: "فَوَعَيْتُهُ". وللكشميهني: "وما وعَيْتُهُ".
(7)
لام "يُغَلّظ": ليست مضبوطة في اليونينية، وضبطت في بعض الأصول بالكَسْرِ.
* [932][التحفة: خ م 15750]
قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِمَالٍ أَوْ سَبْيٍ
(1)
فَقَسَمَهُ، فَأَعْطَى رِجَالًا وَتَرَكَ رِجَالًا، فَبَلَغَهُ أَنَّ الَّذِينَ تَرَكَ عَتَبُوا، فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ
(2)
أَثْنَى
(3)
عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأُعْطِي
(4)
الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي أَدعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي (2)، وَلكِنْ
(5)
أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا أَرَى فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ
(6)
، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ، فِيهِمْ
(7)
عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ".
فَوَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرَ النَّعَمِ
(8)
.
تَابَعَهُ يُونُسُ
(9)
.
• [934] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خرَجَ ذَاتَ
(10)
لَيْلَةٍ
(1)
لأبي الوقت: "أو شَيْءٍ". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولابن عساكر:"أو بِشَيْءٍ". وللكشميهني: "أو بِسَبْيٍ".
سبي: مَا غُلِب عَلَيْهِ من بني آدم واسترق. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 206).
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر في نسخة: "وأثْنَى".
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت. ولابن عساكر:"أُعْطِي" وبعدها صح.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر وأبي الوقت:"ولَكِنَّي".
(6)
الهلع: أشد الجزع والضجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلع).
(7)
في حاشية البقاعي: "مِنهُم" ونسبه لنسخة.
(8)
النعم: الإبل، وحُمْرها أفضلها. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 17).
(9)
سقط: "تابعه يونس" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
* [933][التحفة: خ 10711]
(10)
ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.
مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلَاتِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ، حَتَّى خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا".
تَابَعَهُ
(1)
يُونُسُ.
• [935] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلَاةِ فَتَشَهَّدَ، وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ".
تَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ
(2)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ".
تَابَعَهُ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ فِي
(3)
: "أَمَّا بَعْدُ
(4)
".
• [936] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ
(1)
زاد لابن عساكر: "قال أبُو عَبْدِ اللَّهِ: تابعه".
* [934][التحفة: خ 16553]
(2)
زاد لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"السَّاعديّ".
(3)
لأبي ذر عن المستملي، وفي نسخة.
(4)
سقط: "في أما بعد" عند الأصيلي، وأبي ذر.
* [935][التحفة: خ م د 11895]
بْنُ حُسَيْنٍ
(1)
، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: "أَمَّا بَعْدُ".
تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
• [937] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ، وَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً عَلَى مَنْكِبَيْهِ
(2)
قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ إِلَيَّ"، فَثَابُوا
(3)
إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ يَقِلُّونَ وَيَكْثُرُ النَّاسُ، فَمَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ
(4)
أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَضُرَّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعَ فِيهِ أَحَدًا فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيِّهِمْ
(5)
".
29 - بَابُ الْقَعْدَةِ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
• [938] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(6)
،
(1)
لأبي ذر: "ابن الْحُسَيْن".
* [936][التحفة: خ م د س ق 11278]
(2)
للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مَنْكِبِهِ".
منكبيه: مثنى منكب، وهو ما بين الكتف والعنق. انظر:(النهاية في غريب الحديث، مادة: نكب).
(3)
فثابوا: رجعوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثوب).
(4)
زاد في حاشية البقاعي: "أمْرِ" ونسبه لنسخة.
(5)
"مُسِيَّهِمْ" كذا ضبطه في اليونينية. قال القسطلاني: "مُسِيئِهِمْ بالهمز، وقد تبدل ياء مشدّدة". اهـ.
* [937][التحفة: خ تم 6146]
(6)
زاد للأصيلي، وأبي ذر:"ابنُ عُمَرَ".
عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ يَقْعُدُ بَيْنَهُمَا.
30 - بَابُ الاِسْتِمَاعِ إِلَى الْخُطْبَةِ
• [939] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتِ الْمَلَاِئكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ
(2)
كَمَثَلِ الَّذِي
(3)
يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ".
31 - بَابٌ إِذَا رَأَى الْإِمَامُ رَجُلًا جَاءَ
(4)
وَهُوَ يَخْطُبُ أَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ
• [940] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ
(6)
يَوْمَ الْجُمُعَةِ
(1)
زاد لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما".
* [938][التحفة: خ س ق 7812]
(2)
المهجر: المُبَكَّر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجر).
(3)
قوله: "كَمَثَلِ الَّذِي" للأصيلي: "كالَّذِي".
* [939][التحفة: خ م س 13465]
(4)
رقم عليه بعلامة: سقط.
(5)
قوله: "ابنِ عَبْدِ اللَّهِ" ليس عند ابن عساكر.
(6)
لأبي ذر وعليه صح. وسقط لفظ "الناس" عند أبي ذر في الأصل، وثبت عنده لأبي الهيثم في نسخة.
فَقَالَ: "أَصَلَّيْتَ
(1)
يَا فُلَانُ؟ "، قَالَ
(2)
: لَا. قَالَ: "قُمْ فَارْكَعْ
(3)
".
32 - بَابُ مَنْ جَاءَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ
• [941] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرًا قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ: "أَصَلَّيْتَ؟ "
(4)
، قَالَ: لَا. قَالَ: "فَصَلِّ
(5)
رَكْعَتَيْنِ".
33 - بَابُ رَفع الْيَدَيْنِ فِي الْخُطْبَةِ
• [942] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ
(6)
، عَنْ أَنَسٍ وَعَنْ يُونُسَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
(7)
إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْكُرَاعُ
(8)
وَهَلَكَ الشَّاءُ
(9)
، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَمَدَّ يَدَيْهِ
(10)
وَدَعَا.
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"صَلَّيْتَ".
(2)
لأبي ذر: "فقال".
(3)
زاد لأبي ذر عن المستملي: "رَكْعَتَيْنِ".
* [940][التحفة: خ م د ت س 2511]
(4)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"صَلَّيْتَ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "قُمْ فَصَلَّ".
* [941][التحفة: خ م ق 2532]
(6)
زاد لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ابنِ صُهَيْبٍ".
(7)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"يومَ جُمُعَةٍ".
(8)
الكراع: اسم لجميع الخيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرع).
(9)
"هَلَكَ الشَّاءُ" بغير "و"، عليه صح، لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(10)
لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح: "يَدَهُ".
* [942][التحفة: خ د 493 - خ د 1014]
34 - بَابُ الاِسْتِسْقَاءِ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
• [943] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ
(1)
، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو
(2)
، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْمَالُ وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً
(4)
، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا
(5)
حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ
(6)
عَلَى لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ وَمِنَ الْغَدِ وَبَعْدَ
(7)
الْغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَقَامَ
(8)
ذَلِكَ الْأَعْرَابِيُّ - أَوْ قَالَ: غَيْرُهُ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ وَغَرِقَ الْمَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ
(9)
حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا". فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ، وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ
(1)
زاد لأبي ذر والأصيلي: "ابنُ مُسْلِمٍ".
(2)
زاد لأبي ذر والأصيلي: "الأوْزَاعِيُّ".
(3)
لابن عساكر: "رسولِ اللَّهِ".
(4)
قزعة: سحابة صغيرة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 182).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي:"وَضَعَهُما".
(6)
يتحادر: ينزل ويَقْطُر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدر).
(7)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ومِنْ بَعْدِ".
(8)
لأبي ذر والأصيلي وابن عساكر: "فقامَ".
(9)
لأبي ذر، وابن عساكر:"فَرَفَعَ يَدَيْهِ اللَّهُمَّ".
الْجَوْبَةِ
(1)
وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ
(2)
شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ
(3)
.
35 - بَابُ الْإِنْصَاتِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ وَإِذَا قَالَ لِصَاحِبِهِ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا
وَقَالَ سَلْمَانُ: عَنِ
(4)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يُنْصِتُ
(5)
إِذَا تكَلَّمَ الْإِمَامُ".
• [944] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَنْصِتْ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ".
36 - بَابُ السَّاعَةِ الَّتِي فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ
• [945] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ:"فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ". وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.
(1)
الجوبة: الحفرة المستديرة الواسعة، أي: حتى صار الغيم والسحاب مُحيطًا بآفاق المدينة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوب).
(2)
كذا وعليه صح.
(3)
بالجود: المطر الواسع الغزير (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جود).
* [943][التحفة: خ م س 174]
(4)
لأبي ذر وعليه صح.
(5)
للأصيلي: "ويُنْصِتُ".
* [944][التحفة: خ م ت س 13206]
* [945][التحفة: خ م س 13808]
37 - بَابٌ إِذَا نَفَرَ النَّاسُ عَنِ الْإِمَامِ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ فَصَلَاةُ الْإِمَامِ وَمَنْ بَقِيَ جَائِزَةٌ
(1)
• [946] حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَمَا
(2)
نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ
(3)
تَحْمِلُ طَعَامًا، فَالْتَفَتُوا إِلَيْهَا حَتَّى مَا بَقِيَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا اثْنَا عَشَرَ
(4)
رَجُلًا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}
(5)
.
38 - بَابُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَقَبْلَهَا
• [947] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(6)
بْنِ عُمَرَ، أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ لَا يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
(1)
للأصيلي: "تَامَّةٌ".
(2)
لأبي ذر في نسخة: "بَيْنَا".
(3)
عير: العير: القافلة من الإبل والدواب التي تحمل الأحمال والطعام أو التجارة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 107).
(4)
"اثْنَا عَشَرَ": عليه صح.
(5)
[الجمعة: 11].
* [946][التحفة: خ م ت س 2239]
(6)
"عَبْدِ اللَّهِ": ليس عند ابن عساكر.
* [947][التحفة: خ م د س 8343]
39 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}
(1)
• [948] حدثنا
(2)
سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ
(3)
سَهْلٍ
(4)
قَالَ: كَانَتْ فِينَا امْرَأَةٌ تَجْعَلُ
(5)
عَلَى أَرْبِعَاءَ فِي مَزْرَعَةٍ لَهَا سِلْقًا
(6)
، فَكَانَتْ إِذَا كَانَ يَوْمُ جُمُعَةٍ تَنْزِعُ أُصُولَ السِّلْقِ فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ، ثُمَّ تَجْعَلُ عَلَيْهِ قَبْضَةً مِنْ شَعِيرٍ تَطْحَنُهَا
(7)
، فَتَكُونُ
(8)
أُصُولُ السِّلْقِ عَرْقَهُ
(9)
، وَكُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ فَنُسَلِّمُ عَلَيْهَا، فَتُقَرِّبُ ذَلِكَ الطعَامَ إِلَيْنَا فَنَلْعَقُهُ، وَكُنَّا نَتَمَنَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِطَعَامِهَا ذَلِكَ.
(1)
[الجمعة: 10].
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"حدثني".
(3)
عليه صح.
(4)
زاد لأبي ذر: "ابنِ سَعْدٍ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"تَحْقِلُ" بالقاف والفاء، كذا في اليونينية.
(6)
كذا وعليه صح. ولأبي ذر، وعزاه عياض للأصيلي:"سِلْقٌ". وفي اليونينية أنه بالرفع لأبي ذر، وعزاه القاضي عياض للأصيلي، ووجهه بأوجه ذكرها القسطلاني؛ فارجع إليه.
سلقا: نبت له ورق طوال، وأصل ذاهب في الأرض، وورقه رخص يطبخ. انظر:(لسان العرب، مادة: سلق)
(7)
لأبي ذر عن المستملي: "تَطْبُخُها".
(8)
رسمها بالمثناة الفوقية والتحتية.
(9)
"عَرْقَهُ": بهذا الضبط يعني: لَحْمَهُ، كذا في اليونينية. وللكشميهني كا في الفتح:" (غَرِقَةً) أي أن أصول السلق تغرق في المرق لشدّة نضجه". اهـ. قسطلاني. وللأصيلي وأبي الوقت: "غَرْفَهُ" أي مرقه الذي يُغْرَفُ.
* [948][التحفة: خ 4756]
• [949] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ بِهَذَا، وَقَالَ: مَا كُنَّا نَقِيلُ
(1)
وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ.
40 - بَابُ الْقَائِلَةِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ
• [950] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ
(2)
، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ
(3)
: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كُنَّا نُبَكِّرُ إِلَى
(4)
الْجُمُعَةِ ثُمَّ نَقِيلُ.
• [951] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ
(5)
قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ تَكُونُ الْقَائِلَةُ.
* * *
(1)
نقيل: القائلة والمقيل: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيل).
* [949][التحفة: خ م ت ق 4706]
(2)
زاد لابن عساكر: "الكُوفِيُّ".
(3)
لأبي ذر: "عَنْ أَنَسٍ قالَ: كُنَّا نُبَكَّرُ".
(4)
للكشميهني، وللمستملي وعليه صح. ولأبي ذر في نسخة، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"يَومَ الجُمُعَةِ".
* [950][التحفة: خ 559]
(5)
زاد لأبي ذر: "ابنِ سَعْدٍ".
* [951][التحفة: خ 4757]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
13 - باب
(2)
صَلاةِ الخَوْفِ
وَقَوْلِ اللَّهِ
(3)
تَعَالَى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ
(4)
تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ
(5)
خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101) وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ
(6)
وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}
(7)
.
• [952] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُهُ: هَلْ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي: صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ قَالَ
(8)
: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
(1)
البسملة ليست عند أبي ذر.
(2)
ليس عند أبي ذر. ولأبي ذر عن المستملي، وأبي الوقت:"أبْوَابُ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح. ولأبي الوقت: "وقَال اللَّهُ".
(4)
من هنا إلى آخر الآيتين بدله عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي:"إلى قوله: {عَذَابًا مُهِينًا}. وبدله عند ابن عساكر أيضًا: "إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} ".
(5)
من هنا إلى آخر الآيتين بدله عند الأصيلي: "إلى قوله: {عَذَابًا مُهِينًا} ".
(6)
من هنا إلى آخر الآية بدله عند أبي ذر: "إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} "، وفوق رقم أبي ذر: صح.
(7)
[النساء: 101، 102].
(8)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقالَ".
عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ فَوَازَيْنَا
(2)
الْعَدُوَّ فَصَافَفْنَا لَهُمْ
(3)
، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي لَنَا، فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ تُصَلِّي
(4)
، وَأَقْبَلَتْ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَدُوِّ، وَرَكَعَ
(5)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْ مَعَهُ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَكَانَ الطَّائِفَةِ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ، فَجَاءُوا فَرَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهِمْ رَكْعَةً، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَرَكَعَ لِنَفْسِهِ رَكْعَةً، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.
1 - بَابُ صَلَاةِ الْخَوْفِ رِجَالًا وَرُكْبَانًا
رَاجِلٌ: قَائِمٌ
(6)
.
• [953] حدثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(7)
أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوًا مِنْ قَوْلِ مُجَاهِدٍ: إِذَا اخْتَلَطُوا قِيَامًا. وَزَادَ ابْنُ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "وَإِنْ
(8)
كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَلْيُصَلُّوا قِيَامًا وَرُكْبَانًا".
(1)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر: "النبِيّ".
(2)
فوازينا: أي: قابلنا وواجهنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وزا).
(3)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "فَصَافَفْنَاهُمْ".
(4)
ليس عند أبي ذر.
(5)
لأبي ذر عن المستملي: "فَرَكَعَ"، وعليه صح.
* [952][التحفة: خ س 6842]
(6)
سقط "رَاجِلٌ قائمٌ" عند أبي ذر في الأصل، وثبت في الحاشية عنده لأبي الهيثم والحموي، وعند أبي الوقت.
(7)
لأبي ذر: "حدّثنا".
(8)
للكشميهني: "وإذا".
* [953][التحفة: خ م س 8456]
2 - بَابٌ
(1)
يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ
• [954] حدثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَامَ
(2)
النَّاسُ مَعَهُ، فَكَبَّرَ وَكَبَّرُوا مَعَهُ، وَرَكَعَ وَرَكَعَ نَاسٌ مِنْهُمْ
(3)
، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ لِلثَّانِيَةِ
(4)
فَقَامَ الَّذِينَ سَجَدُوا وَحَرَسُوا إِخْوَانَهُمْ، وَأَتَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا مَعَهُ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي صَلَاةٍ
(5)
، وَلَكِنْ يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
3 - بَابُ الصَّلَاةِ عِنْدَ مُنَاهَضَةِ الْحُصُونِ وَلِقَاءِ الْعَدُوِّ
وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: إِنْ كَانَ تَهَيَّأَ الْفَتْحُ وَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الصَّلَاةِ صَلَّوْا إِيمَاءً، كُلُّ امْرِئٍ لِنَفْسِهِ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الْإِيمَاءِ أَخَّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى يَنْكَشِفَ الْقِتَالُ، أَوْ يَأْمَنُوا فَيُصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا صَلَّوْا رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ
(6)
لَا يُجْزِئُهُمُ
(7)
التَّكْبِيرُ، وَيُؤَخِّرُوهَا
(8)
حَتَّى يَأمَنُوا، وَبِهِ قَال مَكْحُولٌ.
(1)
كذا ضبط بالوجهين وعليه صح.
(2)
عليه صح. ولأبي ذر في نسخة: "فقام".
(3)
للكشميهني: "مِنْهُمْ مَعَهُ".
(4)
رقم عليه لابن عساكر في نسخة، وعليه صح. ولابن عساكر أيضًا:"الثَّانِيَةَ".
(5)
لأبي الوقت: "في الصلاة".
* [954][التحفة: خ س 5847]
(6)
زاد هنا لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا"، وعليه صح.
(7)
لأبي ذر وفوق رقمه صح: "فَلا يُجْزِئُهُمْ".
(8)
عليه صح صح. ولأبي ذر: "يُؤَخِّرُونَها".
وَقَالَ أَنَسٌ
(1)
: حَضَرْتُ عِنْدَ
(2)
مُنَاهَضَةِ حِصْنِ تُسْتَرَ
(3)
عِنْدَ إِضَاءَةِ الْفَجْرِ، وَاشْتَدَّ اشْتِعَالُ الْقِتَالِ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الصَّلَاةِ، فَلَمْ نُصَلِّ إِلَّا بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ فَصَلَّيْنَاهَا، وَنَحْنُ مَعَ أَبِي مُوسَى فَفُتِحَ لَنَا.
وَقَالَ
(4)
أَنَسٌ
(1)
: وَمَا يَسُرُّنِي بِتِلْكَ
(5)
الصَّلَاةِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
• [955] حدثنا يَحْيَى
(6)
، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُبَارَكٍ
(7)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ عُمَرُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ وَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا صَلَّيْتُ الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتِ
(8)
الشَّمْسُ
(9)
أَنْ
(9)
تَغِيبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَأَنَا وَاللَّهِ مَا صَلَّيْتُهَا بَعْدُ"، قَالَ: فَنَزَلَ إِلَى بُطْحَانَ
(10)
فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَمَا غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ بَعْدَهَا.
(1)
زاد أبو ذر: "ابْنَ مَالِكٍ".
(2)
ليس عند ابن عساكر.
(3)
تُسْتَر: أعظم مدينة بخوزستان اليوم. (انظر معجم البلدان)(2/ 29).
(4)
لأبي الوقت، وأبي ذر، وابن عساكر:"قال". وللأصيلي: "فقال".
(5)
عليه صح، وللكشميهني:"مِنْ تِلْكَ".
(6)
زاد أبو ذر عن المستملي: "ابْنُ جَعْفَرٍ البُخَارِي".
(7)
لابن عساكر: "ابْنِ المُبَارَكِ".
(8)
على آخره صح.
(9)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(10)
بطحان: أحد أودية المدينة الكبرى الرئيسية، ويأتي من حرة المدينة الشرقية فيمر من العوالي ثم قرب المسجد النبوي، حتى يلتقي مع العقيق شمال الجمَّاوات. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 50).
* [955][التحفة: خ م ت س 3150]
4 - بَابُ صَلَاةِ الطَّالِبِ وَالْمَطْلُوبِ رَاكِبًا وَإِيمَاءً
(1)
وَقَالَ الْوَلِيدُ: ذَكَرْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ صَلَاةَ شُرَحْبِيلِ
(2)
بْنِ السِّمْطِ وَأَصْحَابِهِ عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ فَقَالَ
(3)
: كَذَلِكَ الْأَمْرُ عِنْدَنَا، إِذَا تَُخَُوَِّفَ
(4)
الْفَوْتَُ
(4)
. وَاحْتَجَّ الْوَلِيدُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ".
5 - بَابٌ
(5)
• [956] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لنَا لَمَّا رَجَعَ مِنَ الْأَحْزَابِ: "لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ"، فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمُ الْعَصْرُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ
(6)
بَعْضُهُمْ: لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرَدْ
(7)
مِنَّا ذَلِكَ، فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا
(8)
مِنْهُمْ.
(1)
كذا لأبي ذر عن المستملي والكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي، ولأبي الوقت:"وقَائِمًا". وعند القابسي: "أَوْ قَائِمًا".
(2)
على آخره صح.
(3)
لابن عساكر: "قال".
(4)
كذا بالوجهين، وعليه معا.
(5)
ليس عند أبي ذر.
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وقال".
(7)
لم يضبط الراء من "يرد" في اليونينية، وضبطه الكرماني والبرماوي بالبناء للمفعول. وقال في المصابيح: بالبناء للفاعل والمفعول.
(8)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني والمستملي وفوق رقومهم صح. ولأبي الوقت: "أَحَدًا".
* [956][التحفة: خ م 7615]
6 - بَابُ التَّبْكِيرِ
(1)
وَالْغَلَسِ
(2)
بِالصُّبْحِ، وَالصَّلَاةِ عِنْدَ الْإِغَارَةِ وَالْحَرْبِ
• [957] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(3)
، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
(4)
، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلَّى الصُّبْحَ بِغَلَسٍ، ثُمَّ رَكِبَ فَقَالَ:"اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ" فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، قَالَ: وَالْخَمِيسُ: الْجَيْشُ، فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَى الذَّرَارِيَّ، فَصَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَصَارَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ تَزَوَّجَهَا، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا
(5)
، فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ لِثَابِتٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْتَ سَأَلْتَ أَنَسًا
(6)
مَا أَمْهَرَهَا
(7)
؟ قَالَ: أَمْهَرَهَا نَفْسَهَا، فَتَبَسَّمَ.
* * *
(1)
كذا لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، وأبي الوقت:"التكبير".
(2)
الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلس).
(3)
زاد أبو ذر: "ابْنُ زَيْدٍ".
(4)
"ابن مالك" ليس عند ابن عساكر.
(5)
لأبي ذر وفوق رقمه صح: "عِتْقَتَهَا".
(6)
لأبي ذر: "أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ".
(7)
كذا لأبي ذر عن الكشميهني. وعند (ظع)، وأبي ذر وفوق رقمه صح، والأصيلي، وأبي الوقت:"مَهَرَهَا".
* [957][التحفة: خ س 301 - خ س 1015]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
14 - باب
(2)
في العِيدَيْنِ والتَّجمل فِيهِ
(3)
• [958] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ
(4)
عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ
(5)
تُبَاعُ فِي السُّوقِ، فَأَخَذَهَا فَأَتَى
(6)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ
(7)
بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ
(8)
لَهُ"، فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ
(9)
، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قُلْتَ:"إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ"، وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْجُبَّةِ! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ
(10)
بِهَا حَاجَتَكَ".
(1)
رقم عليه لأبي ذر. وليس عند ابن عساكر وعنده: "كتاب العيدين". وبعده لأبي ذر عن المستملي: "أبوابُ العِيدَيْنِ".
(2)
بعده لابن عساكر: "مَا جَاءَ".
(3)
للكشميهني: "فِيهِما".
(4)
في حاشية البقاعي: "وَجَدَ" ونسبه لنسخة.
(5)
إستبرق: هو ما غَلُظَ من الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: إستبرق).
(6)
بعده للأصيلي: "بها".
(7)
قوله: "ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ" عليه صح في أوله. وعند الحموي، والمستملي:"أَبْتَاعُ هذا تَجَمَّلُ".
(8)
خلاق: حظ ونصيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلق).
(9)
ديباج: نوع من الحرير. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 576).
(10)
"وتصيب"، نسبها في الفتح لغير الكشميهني، ونسب ما في الصلب له.
* [958][التحفة: خ س 6845]
1 - بَابُ الْحِرَابِ وَالدَّرَقِ
(1)
يَوْمَ الْعِيدِ
• [959] حدثنا أَحْمَدُ
(2)
، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَسَدِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ
(4)
، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام فَقَالَ: "دَعْهُمَا
(5)
"، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا
(6)
.
• [960] وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ
(7)
السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ
(8)
صلى الله عليه وسلم وَإِمَّا قَالَ: "تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ
(9)
؟ "، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي
(1)
الدرق: جمع درقة، وهي تُرْس من جلود. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود) (12/ 142).
(2)
بعده لأبي ذر، والمستملي:"ابْنُ عِيسَى".
(3)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح. وعند أبي ذر في نسخة، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"النَّبِيُّ".
(4)
بعاث: يوم مشهور كان فيه حرب بين الأوس والخزرج. وبعاث اسم حصن للأوس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بعث).
(5)
رقم عليه لابن عساكر في نسخة. وعنده أيضا: "دَعْها".
(6)
رقم عليه لأبي الوقت. وعند أبي ذر عن الحموي والمستملي، والأصيلي، وأبي الوقت:"خَرَجَتا".
* [959][التحفة: خ م 16391]
(7)
بعده لأبي ذر: "فِيهِ" وعليه صح.
(8)
لأبي ذر عن المستملي: "رسولَ اللَّهِ".
(9)
في حاشية البقاعي: "أن تنظُرِي" ورقم عليه للكشميهني.
عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ: "دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ
(1)
"، حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ: "حَسْبُكِ"، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاذْهَبِي".
2 - بَابُ
(2)
سُنَّةِ الْعِيدَيْنِ
(3)
لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ
• [961] حدثنا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ مِنْ
(4)
يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا".
• [962] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ، تُغَنِّيَانِ بِمَا
(5)
تَقَاوَلَتِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَزَامِيرُ
(6)
الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا".
(1)
عليه صح.
* [960][التحفة: خ م 16391]
(2)
زاد في حاشية البقاعي: "باب الدُّعاء في العيد" ورقم عليه للحموي، وأبي ذر.
(3)
رقم عليه لأبي ذر عن المستملي والكشميهني، وعليه صح.
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "في".
* [961][التحفة: خ م د ت س 1769]
(5)
رقم عليه للحموي، والمستملي. وعند أبي ذر عن الكشميهني، وأبي الوقت:"ممَّا".
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أبِمَزَامِيرِ".
* [962][التحفة: خ م ق 16801]
3 - بَابُ الْأَكْلِ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الْخُرُوجِ
• [963] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا
(1)
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ
(2)
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو
(3)
يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ.
وَقَالَ مُرَجَّأُ
(4)
بْنُ رَجَاءٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا.
4 - بَابُ الْأَكْلِ يَوْمَ النَّحْرِ
• [964] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ
(5)
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ"، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ، وَذَكَرَ مِنْ جِيرَانِهِ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَدَّقَهُ، قَالَ: وَعِنْدِي جَذَعَةٌ
(6)
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، فَرَخَّصَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَا أَدْرِي
(1)
عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"أخبرنا".
(2)
بعده لأبي ذر: "ابن مالِكٍ".
(3)
يغدو: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).
(4)
هو هكذا في اليونينية مهموزا، وكذا ضبطه القسطلاني. وضبطه في الفتح بغير همز مقصورا بوزن: مُعَلَّى.
* [963][التحفة: خ ق 1082]
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"محمدِ بنِ سِيرِينَ".
(6)
جذعة: أصل الجَذَع من أسنان الدواب، وهو ما كان منها شابًّا فتيًّا، فهو من الإبل ما دخل في السنة الخامسة، ومن البقر والمَعْز ما دخل في السنة الثانية، وقيل: البقر في الثالثة، ومن الضأن ما تمت له سنة، وقيل: أقل منها. والذكر جَذَعٌ والأنثى جَذَعَةٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جذع).
أَبَلَغَتِ الرُّخْصَةُ مَنْ سِوَاهُ أَمْ لَا؟
• [965] حدثنا عُثْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَضْحَى بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَالَ: "مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا، وَنَسَكَ
(1)
نُسُكَنَا
(2)
، فَقَدْ أَصَابَ النُّسُكَ
(3)
، وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ
(4)
قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَلَا نُسُكَ لَهُ"، فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ - خَالُ الْبَرَاءِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنِّي نَسَكْتُ شَاتِي قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَعَرَفْتُ أَنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونَ شَاتِي أَوَّلَ مَا
(5)
يُذْبَحُ فِي بَيْتِي، فَذَبَحْتُ شَاتِي وَتَغَدَّيْتُ قَبْلَ أَنْ آتِيَ الصَّلَاةَ، قَالَ:"شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ"، قَالَ
(6)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ عِنْدَنَا عَنَاقًا
(7)
لَنَا جَذَعَةً هِيَ
(8)
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْنِ، أَفَتَجْزِي عَنِّي
(4)
؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ".
* [964][التحفة: خ م س ق 1455]
(1)
نسك: ذبح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).
(2)
نُسكنا: جمع نسيكة وهي الذبيحة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).
(3)
النُّسك: الطاعة والعبادة، وكل ما تُقُرِّب به إلى اللَّه تعالى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر: "شاةٍ". ولأبي ذر، وأبي الوقت:"أوَّلَ تُذْبَحُ"، هكذا بدون "ما"، وبفتح "أوّلَ" مضافا للجملة.
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"فقال".
(7)
عناقا: هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنق).
(8)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح. ولفظ "هِيَ" ساقط عند أبي ذر في نسخة، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
* [965][التحفة: خ م د ت س 1769]
5 - بَابُ الْخُرُوجِ إِلَى الْمُصَلَّى بِغَيْرِ مِنْبَرٍ
• [966] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدٌ
(1)
، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ
(3)
النَّاسِ، وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ، فَإِنْ
(4)
كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ.
قَالَ
(5)
أَبُو سَعِيدٍ: فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ - وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ - فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمُصَلَّى إِذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ، فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَجَبَذْتُ
(6)
بِثَوْبِهِ
(7)
، فَجَبَذَنِي
(8)
فَارْتَفَعَ فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقُلْتُ لَهُ: غَيَّرْتُمْ وَاللَّهِ، فَقَالَ: أَبَا سَعِيدٍ قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ، فَقُلْتُ: مَا أَعْلَمُ وَاللَّهِ خَيْرٌ
(9)
مِمَّا لَا أَعْلَمُ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ.
(1)
لأبي ذر: "زَيْدُ بنُ أسْلَمَ" وعليه صح.
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"النبيُّ" وعليه صح.
(3)
قوله: "فَيَقُومُ مُقَابِلَ" رقم بينهما صح.
(4)
لابن عساكر: "وَإنْ".
(5)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وعند أبي ذر في نسخة، وأبي الوقت:"فقال".
(6)
عليه صح. وعند أبي ذر عن المستملي: "فَجَبَذْتُهُ".
(7)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.
(8)
فجبذني: الجَبْذ لغةٌ في الجَذْب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جبذ).
(9)
قوله: "وَاللَّهِ خَيْرٌ" على أوله صح. وعند أبي ذر في نسخة: "خَيْرٌ واللَّهِ".
* [966][التحفة: خ م س ق 4271]
6 - بَابُ الْمَشْيِ وَالرُّكُوبِ إِلَى الْعِيدِ
(1)
بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ
• [967] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ
(2)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ
(4)
، ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدَ الصَّلَاةِ.
• [968] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(5)
هِشَامٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ.
• [969] قال: وَأخبَرني عَطَاءٌ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي أَوَّلِ مَا بُويِعَ لَهُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ بِالصَّلَاةِ يَوْمَ الْفِطْرِ، إِنَّمَا
(6)
الْخُطْبَةُ بَعْدَ الصَّلَاةِ.
• [970] وَأخبَرني عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَلَا يَوْمَ الْأَضْحَى.
(1)
بعده لابن عساكر، وأبي ذر:"والصَّلاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ".
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أنسُ بنُ عيَاضٍ" وعليه صح.
(3)
ليس عند ابن عساكر.
(4)
لأبي ذر: "الفطر والأضحى" بتقديم وتأخير.
* [967][التحفة: خ 7805]
(5)
لابن عساكر: "حدثنا".
* [968][التحفة: خ م د 2449]
(6)
لأبي الوقت، وأبي ذر عن الكشميهني:"وإنَّمَا". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وأمَّا". قال القسطلاني: "ومعناه: وأما الخطبة فتكون بعد الصلاة".
* [969][التحفة: خ م 5920]
* [970][التحفة: خ م 2456]
• [971] وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم قَامَ فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ بَعْدُ، فَلَمَّا فَرَغَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ فَأَتَى النِّسَاءَ فَذَكَّرَهُنَّ، وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ بِلَالٍ، وَبِلَالٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ يُلْقِي فِيهِ النِّسَاءُ صَدَقَةً.
قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَتَرَى حَقًّا عَلَى الْإِمَامِ الْآنَ أَنْ
(2)
يَأْتِيَ النِّسَاءَ فَيُذَكِّرَهُنَّ حِينَ يَفْرُغُ؟ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ عَلَيْهِمْ، وَمَا لَهُمْ أَنْ لَا يَفْعَلُوا.
7 - بَابُ الْخُطْبَةِ بَعْدَ الْعِيدِ
• [972] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الْخُطْبَةِ.
• [973] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما يُصَلُّونَ الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ.
• [974] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ
(1)
قوله: "وعن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعته يقول: إن النبي"، عند أبي ذر في نسخة، والأصيلي، وأبي الوقت: "
…
ابنِ عَبْدِ اللَّهِ أنَّ النبيَّ".
(2)
ليس عند ابن عساكر.
* [971][التحفة: خ م د 2449]
* [972][التحفة: خ م د ق 5698]
(3)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وعند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"النبيُّ".
* [973][التحفة: خ م ت ق 7823]
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ، تُلْقِي الْمَرْأَةُ خُرْصَهَا
(1)
وَسِخَابَهَا
(2)
.
• [975] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبدَأُ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ نَحَرَ قَبلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهُ: أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَبَحْتُ وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ
(3)
، فَقَال
(4)
: "اجْعَلْهُ مَكَانَهُ، وَلنْ تُوفِيَ - أوْ تَجْزِيَ - عَنْ أحَدٍ بَعْدَكَ".
8 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ حَمْلِ السِّلَاحِ فِي الْعِيدِ وَالْحَرَمِ
وَقَالَ الْحَسَنُ: نُهُوا أَنْ يَحْمِلُوا السِّلَاحَ يَوْمَ عِيدٍ
(5)
إِلَّا أَنْ يَخَافُوا عَدُوًّا.
(1)
خرصها: الحلْقة الصغيرة من الحَلْي وهو من حَلْي الأذُن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرص).
(2)
عليه صح.
سخابها: السخاب: خيط ينظم فيه الخرز، ويلبسه الصبيان والجواري، وقيل: قلادة تتخذ من قرنفل ونحوه، وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سخب).
* [974][التحفة: ع 5558]
(3)
مسنة: كبيرة السن، فمن الإبل: التي تمت لها خمس سنين ودخلت في السادسة، ومن البقر: التي تمت لها سنتان ودخلت في الثالثة، ومن الضأن والمعز: ما تمت لها سنة. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(7/ 352).
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"قال".
* [975][التحفة: خ م د ت س 1769]
(5)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح. وعند أبي ذر في نسخة، والأصيلي، وأبي الوقت:"العِيدِ".
• [976] حدثنا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى أَبُو السُّكَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ حِينَ أَصَابَهُ سِنَانُ الرُّمْحِ فِي أَخْمَصِ
(1)
قَدَمِهِ، فَلَزِقَتْ قَدَمُهُ بِالرِّكَابِ، فَنَزَلْتُ فَنَزَعْتُهَا - وَذَلِكَ بِمِنًى - فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ فَجَعَلَ
(2)
يَعُودُهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَوْ نَعْلَمُ مَنْ
(3)
أَصَابَكَ! فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَنْتَ أَصَبْتَنِي، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: حَمَلْتَ السِّلَاحَ فِي يَوْمٍ لَمْ يَكُنْ يُحْمَلُ فِيهِ، وَأَدْخَلْتَ السِّلَاحَ الْحَرَمَ
(4)
، وَلَمْ يَكُنِ السِّلَاحُ يُدْخَلُ الْحَرَمَ.
• [977] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ
(5)
: كَيْفَ هُوَ؟ فَقَالَ: صَالِحٌ، فَقَالَ
(6)
: مَنْ أَصَابَكَ؟ قَالَ: أَصَابَنِي مَنْ أَمَرَ بِحَمْلِ السِّلَاحِ فِي يَوْمٍ لَا يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ، يَعْنِي: الْحَجَّاجَ.
9 - بَابُ التَّبْكِيرِ إِلَى الْعِيدِ
(7)
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ: إِنْ كُنَّا فَرَغْنَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ، وَذَلِكَ حِينَ التَّسْبِيحِ.
(1)
أخمص: ما لا يصل إلى الأرض من باطن القدم عند الوطء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).
(2)
لأبي ذر عن المستملي، ولابن عساكر:"فَجَاءَ".
(3)
لأبي الوقت، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"ما".
(4)
قبله لأبي ذر، وأبي الوقت:"في".
* [976][التحفة: خ 7063]
(5)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح. وعند أبي ذر في نسخة:"قال".
(6)
لأبي ذر: "قال".
* [977][التحفة: خ 7078]
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"التَّكْبِير لِلْعِيدِ".
• [978] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ
(1)
عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ"، فَقَامَ خَالِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا
(2)
ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أُصَلِّيَ، وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ قَالَ
(3)
: "اجْعَلْهَا مَكَانَهَا - أَوْ قَالَ: اذْبَحْهَا - وَلَنْ تَجْزِيَ جَذَعَةٌ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ
(4)
".
10 - بَابُ فَضْلِ الْعَمَلِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)
(5)
، أَيَّامُ
(6)
الْعَشْرِ، وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا، وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ.
(1)
قوله: "فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ"، لأبي ذر عن الكشميهني:"فَإنَّهَا لَحْمٌ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، وأبي الوقت:"إنِّي" وعليه صح.
(3)
لأبي الوقت: "فقالَ".
(4)
في نسخة وعليه صح: "غَيْرِكَ".
* [978][التحفة: خ م د ت س 1769]
(5)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:" (ويَذْكُرُوا اللَّهَ في أيام معدودات) "، هذه الرواية والتي في الصلب مخالفتان للتلاوة، والتي بعد هذه موافقة لآية الحج. ولأبي ذر عن الكشميهني:" {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} ".
(6)
رقم عليه لأبي ذر.
• [979] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ
(1)
"، قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ
(2)
؟ قَالَ: "وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ
(3)
يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ".
11 - بَابُ التَّكْبِيرِ أَيَّامَ مِنًى وَإِذَا غَدَا إِلَى عَرَفَةَ
وَكَانَ عُمَرُ
(4)
رضي الله عنه يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى، فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ، وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ، حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ، وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ، وَعَلَى فِرَاشِهِ
(5)
وَفِي فُسْطَاطِهِ، وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا.
وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ، وَكُنَّ
(6)
النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِي التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ.
• [980] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
(1)
قوله: "ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه" لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلُ مِنْها في هذِهِ" وعليه صح. وكلمة "أفضل" ضبطت عند أبي ذر بالنصب والرفع. وقوله: "في هذه" للكشميهني: "في هذا العشر".
(2)
بعده لأبي ذر: "في سَبِيلِ اللَّهِ".
(3)
عليه صح. ولأبي ذر عن المستملي: "إلَّا مَنْ خَرَجَ".
* [979][التحفة: خ د ت ق 5614]
(4)
لأبي الوقت: "ابْنُ عُمَرَ".
(5)
للحموي، والمستملي:"فُرُشِهِ".
(6)
لأبي ذر، وعليه صح:"وكانَ".
أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا
(1)
- وَنَحْنُ غَادِيَانِ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ - عَنِ التَّلْبِيَةِ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ يُلَبِّي الْمُلَبِّي لَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ.
• [981] حدثنا مُحَمَّدٌ
(2)
، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ، حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ
(3)
مِنْ خِدْرِهَا
(4)
، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ
(5)
فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ؛ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ.
12 - بَابُ الصَّلَاةِ إِلَى الْحَرْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ
(6)
• [982] حدثنا
(7)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(1)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وعند أبي ذر: "أنَسَ بنَ مالِكٍ".
* [980][التحفة: خ م س ق 1452]
(2)
ليس عند ابن عساكر، وفي حاشية نسخة أبي ذر ما نصه:"يشبه أن يكون محمدَ بنَ يحيى الذهلي. قاله أبو ذر" اهـ كذا في اليونينية. وفي نسخة الأصيلي: "حدثنا البخاري، حدثنا عمر بن حفص" كذا في اليونينية.
(3)
عليه صح. وللأصيلي، وأبي ذر:"تَخْرُجَ الْبِكْرُ".
(4)
للحموي، والمستملي:"خِدْرَتِهَا".
خدرها: الخدر: ناحية في البيت يُترك عليها ستر فتكون فيه الجارية البكر. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: خدر).
(5)
لأبي ذر، والأصيلي:"تَخْرُجَ الْحُيَّضُ".
* [981][التحفة: خ م د 18128]
(6)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
(7)
رقم عليه لأبي ذر. وعند أبي ذر في نسخة: "حدثني" وعليه صح.
عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ تُرْكَزُ
(1)
الْحَرْبَةُ قُدَّامَهُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَ
(2)
النَّحْرِ، ثُمَّ يُصَلِّي.
13 - بَابُ حَمْلِ الْعَنَزَةِ
(3)
أَوِ الْحَرْبَةِ بَيْنَ يَدَيِ الْإِمَامِ يَوْمَ الْعِيدِ
• [983] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ
(4)
، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو
(5)
، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(6)
نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى وَالْعَنَزَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ تُحْمَلُ، وَتُنْصَبُ بِالْمُصَلَّى بَيْنَ يَدَيْهِ
(7)
، فَيُصَلِّي
(8)
إِلَيْهَا.
14 - بَابُ خُرُوجِ النِّسَاءِ وَالْحُيَّضِ
(9)
(10)
إِلَى الْمُصَلَّى
• [984] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(11)
، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
(1)
لأبي ذر، وعليه صح:"تُرْكَزُ لَهُ".
(2)
في حاشية البقاعي: "وَيَوْمَ" ورقم عليه لبعض النسخ.
* [982][التحفة: خ 8035]
(3)
العنزة: هي مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنز).
(4)
بعده لأبي ذر: "الحِزَامِيُّ".
(5)
بعده لأبي ذر: "الأوْزَاعِيُّ".
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدّثني".
(7)
قوله: "بَيْنَ يَدَيْهِ" ليس عند أبي ذر.
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي:"يُصَلِّي". ولأبي ذر: "فَصَلَّى". هكذا في النسخ المعتمدة بين أيدينا. وفي القسطلاني: "ولأبي ذر، والأصيلي عن الحموي، والكشميهني: "نصلي" بنون الجماعة" اهـ فحرر.
* [983][التحفة: خ ق 7757]
(9)
عند الأصيلي: "خُروجِ الحُيَّضِ".
(10)
لابن عساكر: "الحُيَّضِ".
(11)
بعده لأبي ذر، وللأصيلي، وأبي الوقت:"ابنُ زَيْدٍ".
مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: أُمِرْنَا
(1)
أَنْ نُخْرِجَ الْعَوَاتِقَ
(2)
وَ
(3)
ذَوَاتِ الْخُدُورِ.
وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِي حَدِيثِ حَفْصَةَ: قَالَ - أَوْ قَالَتِ: الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، وَيَعْتَزِلْنَ
(4)
الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى.
15 - بَابُ خُرُوجِ الصِّبْيَانِ إِلَى الْمُصَلَّى
• [985] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ
(5)
، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
(6)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى
(7)
فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ
(8)
وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ.
16 - بَابُ اسْتِقْبَالِ الْإِمَامِ النَّاسَ فِي خُطْبَةِ الْعِيدِ
قَالَ
(9)
أَبُو سَعِيدٍ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُقَابِلَ النَّاسِ.
(1)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"قالت أَمَرَنا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم بأن".
(2)
العواتق: جمع عاتِق، وهي الشابَّة أولَ ما تُدْرِك. وقيل: هي التي لم تَبِنْ من والديها ولم تُزَوَّج، وقد أدركتْ وشَبَّتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتق).
(3)
ليس عند أبي ذر.
(4)
للأصيلي: "وَيَعْتَزِلُ" وعليه صح.
* [984][التحفة: خ م د س ق 18095 - خ س 18118]
(5)
عليه صح صح. وعند ابن عساكر: "العَبَّاسِ".
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ابْنِ عَابِسٍ".
(7)
عليه صح.
(8)
عليه صح. وعند أبي ذر في نسخة: "فَذَكَّرَهُنَّ".
* [985][التحفة: خ د س 5816]
(9)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"وقال".
• [986] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أَضْحًى
(1)
إِلَى الْبَقِيعِ
(2)
، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، وَقَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ
(3)
شَيْءٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ"، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي ذَبَحْتُ وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ، قَالَ: "اذْبَحْهَا وَلَا تَفِي
(4)
عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ".
17 - بَابُ الْعَلَمِ
(5)
الَّذِي
(6)
بِالْمُصَلَّى
• [987] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(7)
، عَنْ
(8)
سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ
(9)
، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قِيلَ
(10)
لَهُ: أَشَهِدْتَ الْعِيدَ
(1)
للأصيلي: "الأضْحَى".
(2)
البقيع: الموضع الذي تكون فيه أروم الشجر من ضروب شتى، وهو مقبرة أهل المدينة، وهو معروف لا يجهله أحد بجوار المسجد النبوي من جهة الشرق. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة) (ص 52).
(3)
قوله: "فَإِنَّمَا هُوَ" رقم عليه لأبي ذر عن المستملي. وعند الأصيلي، وأبي الوقت، وأبي ذر عن الحموي، والكشميهني:"فَإِنَّهُ شَيْءٌ".
(4)
للكشميهني: "تُغْنِي".
* [986][التحفة: خ م د ت س 1769]
(5)
العلم: هو الشيء الذي عمل من بناء أو وضْعِ حجرٍ أو نَصْب عمودٍ ونحو ذلك؛ ليعرف به المصلى انظر: (عمدة القاري)(5/ 402).
(6)
ليس عند أبي ذر.
(7)
بعده للأصيلى: "ابْنُ سَعِيدٍ".
(8)
لأبي ذر: "حَدَّثَنا".
(9)
عليه صح.
(10)
للأصيلي: "وقيل".
مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا مَكَانِي مِنَ الصِّغَرِ مَا شَهِدْتُهُ، حَتَّى أَتَى الْعَلَمَ
(1)
الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ - وَمَعَهُ بِلَالٌ - فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يَهْوِينَ
(2)
بِأَيْدِيهِنَّ يَقْذِفْنَهُ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَبِلَالٌ إِلَى بَيْتِهِ.
18 - بَابُ مَوْعِظَةِ الْإِمَامِ النِّسَاءَ يَوْمَ الْعِيدِ
• [988] حَدَّثَنِي
(3)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ
(4)
، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(5)
ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفِطْرِ فَصَلَّى، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ ثُمَّ خَطَبَ، فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ فَأَتَى النِّسَاءَ فَذَكَّرَهُنَّ، وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ بِلَالٍ، وَبِلَالٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ يُلْقِي فِيهِ النِّسَاءُ الصَّدَقَةَ
(6)
.
قُلْتُ لِعَطَاءٍ: زَكَاةَ
(7)
يَوْمِ الْفِطْرِ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ صَدَقَةً يَتَصَدَّقْنَ حِينَئِذٍ،
(1)
قوله: "حَتَّى أَتَى الْعَلَمَ" هكذا في جميع النسخ الصحيحة. وفي النسخ المطبوعة: "خرج حتى أتى". وليست لفظة "خرج" من المتن، بل هي من شرح القسطلاني، ذكرها حيث إنها مقدرة في المتن وقد نص العيني على أنها مقدرة.
(2)
"يَهْوِينَ" هو هكذا بهذا الضبط في اليونينية، وفي غيرها:"يُهْوِينَ" كذا في القسطلاني.
* [987][التحفة: خ د س 5816]
(3)
للأصيلي، وابن عساكر:"حدثنا".
(4)
سقط "ابنُ إبراهيم بن نصر" عند الأصيلي.
(5)
رقم عليه لأبي الوقت. وعند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أخبرنا".
(6)
للأصيلي: "صَدَقَةً".
(7)
عليه صح. وضبطه عند أبي ذر: "زكاةُ".
تُلْقِي فَتَخَهَا
(1)
وَيُلْقِينَ، قُلْتُ: أَتُرَى حَقًّا عَلَى الْإِمَامِ ذَلِكَ - وَيُذَكِّرُهُنَّ
(2)
؟ قَالَ: إِنَّهُ لَحَقٌّ عَلَيْهِمْ، وَمَا لَهُمْ لَا يَفْعَلُونَهُ!.
• [989] قال ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ
(3)
بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: شَهِدْتُ الْفِطْرَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم، يُصَلُّونَهَا قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ يُخْطَبُ
(4)
بَعْدُ
(4)
، خَرَجَ
(5)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ يُجْلِسُ
(6)
بِيَدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ حَتَّى جَاءَ النِّسَاءَ - مَعَهُ بِلَالٌ - فَقَالَ:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}
(7)
الْآيَةَ، ثُمَّ قَالَ - حِينَ فَرَغَ مِنْهَا:"آنْتُنَّ عَلَى ذَلِكِ؟ "، قَالَتِ
(8)
امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ - لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا: نَعَمْ - لَا يَدْرِي حَسَنٌ مَنْ هِيَ - قَالَ: "فَتَصَدَّقْنَ"، فَبَسَطَ بِلَالٌ ثَوْبَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَلُمَّ
(9)
- لَكُنَّ فِدَاءٌ
(10)
أبِي وَأُمِّي - فَيُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ.
(1)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"فَتَخَتَهَا".
فتخها: جمع فتخة، وهي خواتيم كبار تلبس في الأيدي، وربما وُضعت في أصابع الأرجل، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فتخ).
(2)
على الواو صح. وعند أبي ذر: "يُذَكِّرُهُنَّ". وللأصيلي: "يَأتيِهِنَّ ويُذَكَّرُهُنَّ".
* [988][التحفة: خ م د 2449]
(3)
للأصيلي، وابن عساكر:"حَسَنُ".
(4)
عليه صح.
(5)
عليه صح، وعند ابن عساكر:"خروج".
(6)
لأبي ذر، وعليه صح:"يُجَلَّسُ".
(7)
[الممتحنة: 12].
(8)
لأبي ذر: "فقالَتْ".
(9)
هلم: تعال، وفيه لغتان: فأهل الحجاز يطلقونه على الواحد والجميع والاثنين والمؤنث بلفظ واحد مبني على الفتح. وبنو تميم تثني وتجمع وتؤنث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلم).
(10)
كذا بالضبطين وعليه "معا". و"فِدًى" بدون رقم.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: الْفَتَخُ: الْخَوَاتِيمُ الْعِظَامُ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
19 - بَابٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ فِي الْعِيدِ
• [990] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: كُنَّا نَمْنَعُ جَوَارِيَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ يَوْمَ الْعِيدِ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ، فَأَتَيْتُهَا فَحَدَّثَتْ أَنَّ زَوْجَ أُخْتِهَا غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَي عَشْرَةَ غَزْوَةً، فَكَانَتْ أُخْتُهَا مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَوَاتٍ فَقَالَتْ
(1)
: فَكُنَّا نَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى وَنُدَاوِي الْكَلْمَى
(2)
، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى
(3)
إِحْدَانَا بَأْسٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لَا تَخْرُجَ؟ فَقَالَ: "لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا فَلْيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ".
قَالَتْ حَفْصَةُ: فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ أَتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا: أَسَمِعْتِ فِي كَذَا وَكَذَا
(4)
؟ قَالَتْ
(5)
: نَعَمْ بِأَبِي
(6)
- وَقَلَّمَا ذَكَرَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَالَتْ: بِأَبِي
(7)
- قَالَ
(8)
:
* [989][التحفة: خ م د ق 5698]
(1)
لأبي ذر، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قالَتْ".
(2)
الكلمى: الجرحى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلم).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أعَلَى".
(4)
كذا لأبي ذر عن الحموي والكشميهني. وليست عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.
(5)
كذا لأبي ذر، وابن عساكر. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"فقَالَتْ".
(6)
رقم عليه لأبي ذر. وعنده أيضًا وللأصيلي: "بِأَبَا" وعليه صح.
(7)
رقم عليه لأبي ذر. وعنده أيضًا، وللأصيلي:"بِأَبَا".
(8)
لابن عساكر: "قالت".
"لِيَخْرُجِ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ
(1)
الْخُدُورِ - أَوْ قَالَ - الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ
(2)
الْخُدُورِ - شَكَّ أَيُّوبُ - وَالْحُيَّضُ، وَيَعْتَزِلُ
(3)
الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى، وَلْيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ"، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهَا: آلْحُيَّضُ! قَالَتْ
(4)
: نَعَمْ، أَليْسَ الْحَائِضُ تَشْهَدُ عَرَفَاتٍ، وَتَشْهَدُ كَذَا، وَتَشْهَدُ كَذَا!.
20 - بَابُ اعْتِزَالِ الْحُيَّضِ الْمُصَلَّى
• [991] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: أُمِرْنَا أَنْ نَخْرُجَ فَنُخْرِجَ الْحُيَّضَ وَالْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ.
قَالَ
(5)
ابْنُ عَوْنٍ: أَوِ الْعَوَاتِقَ ذَوَاتِ الْخُدُورِ - فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَدَعْوَتَهُمْ، وَيَعْتَزِلْنَ مُصَلَّاهُمْ.
21 - بَابُ النَّحْرِ وَالذَّبْحِ
(6)
يَوْمَ النَّحْرِ بِالْمُصَلَّى
• [992] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْحَرُ أَوْ يَذْبَحُ بِالْمُصَلَّى.
(1)
لأبي ذر وعليه صح. وله في نسخة، والكشميهني:"وَذَوَاتُ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي. ولابن عساكر:"ذاتُ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر:"فَيَعْتَزِلُ" وعليه صح، ولأبي ذر:"فَيَعْتَزِلْنَ".
(4)
للأصيلي: "فقالت".
(5)
لأبي ذر: "وقال".
* [991][التحفة: خ 18105]
(6)
عليه صح.
* [992][التحفة: خ س 8261]
22 - بَابُ كَلَامِ الْإِمَامِ وَالنَّاسِ فِي خُطْبَةِ الْعِيدِ، وَإِذَا سُئِلَ الْإِمَامُ عَنْ شَيْءٍ وَهُوَ يَخْطُبُ
• [993] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَالَ
(1)
: "مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا، وَنَسَكَ نُسُكَنَا فَقَدْ أَصَابَ النُّسُكَ، وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَتِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ"، فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ نَسَكْتُ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَعَرَفْتُ
(2)
أَنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، فَتَعَجَّلْتُ وَأَكَلْتُ
(3)
وَأَطْعَمْتُ أَهْلِي وَجِيرَانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"تِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ"، قَالَ: فَإِنَّ عِنْدِي عَنَاقَ جَذَعَةٍ
(4)
هِيَ
(5)
خَيرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، فَهَلْ تَجْزِي عَنِّي؟ قَالَ:"نَعَمْ، وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ".
• [994] حدثنا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
(6)
زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ خَطَبَ، فَأَمَرَ مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ أَنْ يُعِيدَ ذَبْحَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
(1)
لابن عساكر: "قال".
(2)
عليه صح.
(3)
لابن عساكر: "فَأَكَلْتُ".
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"عَناقًا جَذَعَةً".
(5)
للأصيلي، وأبي ذر:"لَهِيَ".
* [993][التحفة: خ م د ت س 1769]
(6)
للأصيلي: "هُوَ ابْنُ".
(7)
قوله: "أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: إن رسول اللَّه"، لأبي ذر:"عَنْ أَنَسِ بنِ مالِكِ أن رسول اللَّه".
جِيرَانٌ لِي - إِمَّا قَالَ: بِهِمْ خَصَاصَةٌ
(1)
، وَإِمَّا قَالَ: فَقْرٌ
(2)
- وَإِنِّي ذَبَحْتُ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَعِنْدِي عَنَاقٌ لِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَي لَحْمٍ فَرَخَّصَ لَهُ فِيهَا.
• [995] حدثنا مُسْلِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ جُنْدَبٍ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ خَطَبَ ثُمَّ ذَبَحَ فَقَالَ
(3)
: "مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ".
23 - بَابُ مَنْ خَالَفَ الطَّرِيقَ إِذَا رَجَعَ يَوْمَ الْعِيدِ
• [996] حدثنا
(4)
مُحَمَّدٌ
(5)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(6)
أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرٍ
(7)
قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ.
تَابَعَهُ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ فُلَيْحٍ
(8)
. وَحَدِيثُ جَابِرٍ أَصَحُّ.
(1)
خصاصة: جوع وضعف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خصص).
(2)
قبله لأبي ذر عن الكشميهني، ولأبي الوقت:"بِهِمْ".
* [994][التحفة: خ م س ق 1455]
(3)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"وقال".
* [995][التحفة: خ م س ق 3251]
(4)
لأبي ذر: "حدثني".
(5)
بعده لابن عساكر: "هُوَ ابْنُ سَلَامٍ".
(6)
للأصيلي، وابن عساكر:"حدثنا".
(7)
بعده لأبي ذر، وابن عساكر:"ابن عبد اللَّه رضي الله عنهما".
(8)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "عن سعيد، عن أبي هريرة". في الجمع بين الصحيحين: "تابعه يونس ابن محمد، عن فليح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وحديث جابر أصح" اهـ من اليونينية بخط الأصل.
* [996][التحفة: خ 2254]
24 - بَابٌ إِذَا فَاتَهُ الْعِيدُ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَكَذَلِكَ النِّسَاءُ وَمَنْ كَانَ فِي الْبُيُوتِ وَالْقُرَى
لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا عِيدُنَا أَهْلَ
(1)
الْإِسْلَامِ".
وَأَمَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَوْلَاهُمُ
(2)
ابْنَ أَبِي عُتْبَةَ بِالزَّاوِيَةِ
(3)
فَجَمَعَ أَهْلَهُ وَبَنِيهِ، وَصَلَّى كَصَلَاةِ أَهْلِ الْمِصْرِ وَتَكْبِيرِهِمْ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَهْلُ السَّوَادِ يَجْتَمِعُونَ فِي الْعِيدِ يُصَلُّونَ رَكْعَتَيْنِ كَمَا يَصْنَعُ الْإِمَامُ.
وَقَالَ
(4)
عَطَاءٌ: إِذَا فَاتَهُ الْعِيدُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
• [997] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَغَشٍّ
(5)
بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ:"دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ"، وَتِلْكَ الْأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى.
• [998] وَقَالَتْ عَائِشَةُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهُمْ
(1)
على أوله وآخره صح. وعند أبي ذر في نسخة، والكشميهني:"عِيدُنَا يَا أَهْلَ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَوْلَاهُ".
(3)
عليه صح
(4)
للكشميهني: "وَكَانَ".
(5)
عليه صح. وعند أبي ذر: "مُتَغَشِي"، كذا في اليونينية.
* [997][التحفة: خ 16562]
يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ
(1)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهُمْ أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ"، يَعْنِي: مِنَ الْأَمْنِ.
25 - بَابُ الصَّلَاةِ قَبْلَ الْعِيدِ وَبَعْدَهَا
وَقَالَ أَبُو الْمُعَلَّى: سَمِعْتُ سَعِيدًا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَرِهَ الصَّلَاةَ قَبْلَ الْعِيدِ.
• [999] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(2)
عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا
(3)
، وَمَعَهُ بِلَالٌ.
* * *
(1)
عليه صح. وليس "عُمَرُ" مذكورا في أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت في الأصل، بل في الحاشية نسخةً، قال القسطلاني:"فزجرهم، بحذف فاعل الزجر، ولكريمة: فزجرهم عمر".
* [998][التحفة: خ 16562]
(2)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح. وعند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي:"أخبرني".
(3)
قوله: "قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا"، للكشميهني:"قَبْلَهُمَا ولا بَعْدَهُمَا".
* [999][التحفة: ع 5558]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
15 - باب
(2)
مَا جَاء فِي الوِتْرِ
• [1000] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(3)
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةِ اللَّيلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام:"صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى".
• [1001] وَعَنْ نَافِع، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُسَلِّمُ بَيْنَ الرَّكْعَةِ وَالرَّكْعَتَيْنِ فِي الْوِتْرِ، حَتَّى يَأْمُرَ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ.
• [1002] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ
(5)
، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ، أَن ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ - وَهِيَ خَالَتُهُ - فَاضْطَجَعْتُ
(6)
فِي عَرْضِ وِسَادَةٍ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولهَا، فَنَامَ حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ - أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ - فَاسْتَيْقَظَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَرَأَ عَشْرَ
(1)
عند أبي ذر عن المستملي قبل البسملة: "أبواب الوتر".
(2)
لأبي الوقت: "كتاب الوتر".
(3)
لأبي ذر وعليه صح. وله في نسخة: "حدثنا".
(4)
لأبي ذر، والأصيلي:"النبيَّ".
* [1000][التحفة: خ م د س 7224]
* [1001][التحفة: خ 8385]
(5)
زاد أبو ذر، والأصيلي:"ابنِ أنَسٍ".
(6)
قوله: "خالته فاضطجعت" بينهما صح.
آيَاتٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى شَنٍّ
(1)
مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَصَنَعْتُ مِثْلَهُ، فَقُمْتُ
(2)
إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي يَفْتِلُهَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى
(3)
جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصلَّى الصُّبْحَ.
• [1003] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(4)
، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو
(5)
، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
(6)
صلى الله عليه وسلم: "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ فَارْكَعْ رَكْعَة تُوتِرُ لَكَ مَا صَلَّيْتَ".
قَالَ الْقَاسِمُ: وَرَأَيْنَا أُنَاسًا مُنْذُ أَدْرَكْنَا يُوتِرُونَ بِثَلَاثٍ، وَإِنَّ كُلًّا لَوَاسِعٌ أَرْجُو
(7)
أَنْ لَا يَكُونَ بِشَيْءٍ مِنْهُ بَأْسٌ.
• [1004] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ
(8)
أَنَّ
(1)
شن: قربة بالية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"وقُمْتُ".
(3)
عليه صح.
* [1002][التحفة: خ م د تم س ق 6362]
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "عبدُ اللَّهِ بنُ وَهْبٍ".
(5)
لأبي ذر عن المستملي، وللأصيلي، وأبي الوقت:"عَمْرو بنُ الحارِثِ".
(6)
لأبي ذر في نسخة: "رسولُ اللَّهِ".
(7)
لأبي ذر: "وأرْجُو"، وعليه صح.
* [1003][التحفة: خ س 7374]
(8)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قال: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ".
عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلْكَ صَلَاتَهُ، تَعْنِي: بِاللَّيْلِ، فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلصَّلَاةِ
(1)
.
1 - بَابُ سَاعَاتِ الْوِتْرِ
قَالَ
(2)
أَبُو هُرَيْرَةَ: أَوْصَانِي النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم بِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ.
• [1005] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: أَرَأَيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ
(4)
أُطِيلُ
(5)
فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ، فَقَالَ
(6)
: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ
(7)
مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ، وَيُصلِّي الرَّكْعَتَيْنِ
(8)
قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، وَكَأَنَّ الْأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ
(9)
.
قَالَ حَمَّادٌ: أَيْ: سُرْعَةً
(10)
.
(1)
لابن عساكر: "بالصلاة".
* [1004][التحفة: خ 16472]
(2)
لأبي ذر: "وقال".
(3)
كذا لأبي ذر وعليه صح. وله أيضًا: "رسولُ اللَّهِ".
(4)
الغداة: الصبح. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(2/ 27).
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "تُطِيلُ". وللحموي أيضًا والكشميهني: "أتُطِيلُ".
(6)
للأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر:"قَالَ".
(7)
لابن عساكر: "بالليلِ".
(8)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"رَكْعَتَيْنِ".
(9)
في حاشية البقاعي: "بأذنِه" ونسبه لنسخة.
(10)
عليه صح، ولأبي الوقت، وأبي ذر:"أي بسرعة".
* [1005][التحفة: خ م ت س ق 6652]
• [1006] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُلَّ
(1)
اللَّيْلِ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ
(2)
.
2 - بَابُ إِيقَاظِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَهُ بِالْوِتْرِ
(3)
• [1007] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَأَنَا رَاقِدَةٌ مُعْتَرِضَةً
(4)
عَلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ.
3 - بَابٌ لِيَجْعَلْ آخِرَ صَلَاتِهِ وِتْرًا
• [1008] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا".
(1)
عليه صح.
(2)
السحر: الوقت المعروف من آخر الليل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 208).
* [1006][التحفة: خ م د 17639]
(3)
للكشميهني: "للوتر".
(4)
لأبي ذر: "مُعْتَرِضَةٌ".
* [1007][التحفة: خ س 17312]
(5)
زاد أبو ذر، والأصيلي:"ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما".
* [1008][التحفة: خ م د 8145]
4 - بَابُ الْوِتْرِ عَلَى الدَّابَّةِ
• [1009] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَقَالَ سَعِيدٌ: فَلَمَّا خَشِيتُ الصُّبْحَ نَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ، ثُمَّ لَحِقْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلْتُ: خَشِيتُ الصُّبْحَ فَنَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَيْسَ لَكَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إُِسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ فَقُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ، قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ عَلَى الْبَعِيرِ.
5 - بَابُ الْوِتْرِ فِي السَّفَرِ
• [1010] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ
(1)
حَيْثُ تَوَجَّهَت بهِ
(2)
يُومِئُ
(3)
إيمَاءً صَلَاةَ
(4)
اللَّيْلِ، إلَّا الْفَرَائِضَ
(5)
وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ.
* [1009][التحفة: خ م ت س ق 7085]
(1)
راحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).
(2)
عليه صح.
(3)
يومئ: الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أومأ).
(4)
على آخره صح.
(5)
كذا لابن عساكر في نسخة. وله أيضًا: "إلا الفَرْضَ".
* [1010][التحفة: خ 7619]
6 - بَابُ الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ
• [1011] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ
(1)
قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ
(2)
: أَقَنَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقِيلَ
(3)
لَهُ
(4)
: أَوَقَنَتَ
(5)
قَبْلَ الرُّكُوعِ؟ قَالَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا.
• [1012] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ
(6)
، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الْقُنُوتِ
(7)
؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ الْقُنُوتُ، قُلْتُ: قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ: قَبْلَهُ، قَالَ
(8)
: فَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّكَ
(9)
قُلْتَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ: كَذَبَ، إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا، أُرَاهُ كَانَ بَعَثَ قَوْمًا يُقَالُ لَهُمُ
(10)
: الْقُرَّاءُ زُهَاءَ
(11)
سَبْعِينَ رَجُلًا إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ دُونَ أُولَئِكَ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فَقَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ.
(1)
زاد أبو ذر: "ابنِ سيرِينَ".
(2)
للأصيلي، وأبي ذر:"أنسُ بنُ مَالكٍ".
(3)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"فَقِيلَ أَوْ قُلْتُ".
(4)
ليس لفظ "له" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(5)
للكشميهني: "أَقَنَتَ".
* [1011][التحفة: خ م د س ق 1453]
(6)
زاد الأصيلي: "ابْنُ زِيادٍ".
(7)
القنوت: الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنت).
(8)
لأبي ذر، والأصيلى:"قلت".
(9)
كذا للكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولأبي الوقت:"كأنَّكَ".
(10)
لأبي ذر: "لَهَا" وضبب عليه.
(11)
زهاء: قدر. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 243).
* [1012][التحفة: خ م 931]
• [1013] أخبرنا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسٍ
(2)
قَالَ: قَنَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ
(3)
.
• [1014] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(4)
خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ
(5)
قَالَ: كَانَ الْقُنُوتُ فِي الْمَغْرِبِ وَالْفَجْرِ
(6)
.
* * *
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حَدَّثنا".
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"أنسِ بنِ مالِكٍ".
(3)
رعل وذكوان: قبيلتان من قبائل سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان. (انظر: الفائق في غريب الحديث)(3/ 227).
* [1013][التحفة: خ م س 1650]
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أخبرنا".
(5)
للأصيلي: "أَنَسِ بنِ مالكٍ".
(6)
قوله: "المغرب والفجر" للأصيلي: "الفَجْرِ والمغْرِبِ".
* [1014][التحفة: خ 954]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
16 - باب
(2)
الاسْتِسْقَاءِ
(3)
وَخُرُوجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الاسْتِسْقَاءِ
• [1015] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ
(4)
اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ.
1 - بَابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اجْعَلْهَا
(5)
عَلَيْهِمْ
(6)
سِنِينَ
(7)
كَسِنِي يُوسُفَ"
• [1016] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ
(1)
بعده لأبي ذر عن المستملي: "أبوابُ الاسْتِسْقَاءِ".
(2)
للأصيلي، وأبي الوقت:"كِتابِ الاسْتِسْقاءِ".
(3)
الاستسقاء: استفعال من طلب السقيا، أي: إنزال الغيث على البلاد والعباد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقي).
(4)
عليه صح.
* [1015][التحفة: ع 5297]
(5)
ضرب عليها بالحمرة في الفرع الذي بيدنا تبعا لليونينية، قال:"وهي ثابتة في أصول كثيرة".
(6)
ليس عند ابن عساكر، والأصيلي، وأبي ذر، وأبي الوقت.
(7)
ليس عند ابن عساكر، وأبي الوقت.
وَطْأَتَكَ
(1)
عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ
(2)
كَسِنِي يُوسُفَ"، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ".
قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ: هَذَا كُلُّهُ فِي الصُّبْحِ.
• [1017] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَأَى مِنَ النَّاسِ إِدْبَارًا قَالَ: "اللَّهُمَّ سَبْعٌ
(3)
كَسَبْعِ يُوسُفَ"، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ
(4)
كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا
(5)
الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ وَالْجِيَفَ، وَيَنْظُرَ
(6)
أَحَدُهُمْ
(7)
إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى الدُّخَانَ مِنَ الْجُوعِ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ تَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَبِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {عَائِدُونَ
(8)
(15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ
(9)
الْكُبْرَى}
(10)
.
(1)
وطأتك: عقوبتك وأخذك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 284).
(2)
سنين: جمع سنة، وهي الجدب والقحط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنه).
* [1016][التحفة: خت 13787 - خ 13886]
(3)
عليه صح. وعند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"سَبْعًا".
(4)
حصت: أَذْهَبَتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حصص).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"أكَلْنَا". وللأصيلي: "أَوْ أكَلْنَا". هذه الرواية في نسخة من النسخ المعتمدة بيدنا.
(6)
عليه صح. وعند أبي ذر، وأبي الوقت:"ويَنْظُرُ".
(7)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"أحَدُكُمْ".
(8)
لأبي ذر، والأصيلي:{إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} .
(9)
البطشة: البطشة الكبرى: يوم بدر، ويقال: يوم القيامة. والبطش: أخذ بشدّة. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن)(ص 292).
(10)
[الدخان: 10 - 16]، وبعده للأصيلي:{إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} .
فَالْبَطْشَةُ
(1)
يَوْمَ
(2)
بَدْرٍ، وَقَدْ
(3)
مَضَتِ
(4)
الدُّخَانُ وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ وَآيَةُ الرُّومِ.
2 - بَابُ سُؤَالِ النَّاسِ الْإِمَامَ الاِسْتِسْقَاءَ إِذَا قَحَطُوا
(5)
• [1018] حدثنا عَمْرُو
(4)
بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ أَبِي طَالِبٍ
(6)
:
وَأَبْيَضَُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ
(7)
بِوَجْهِهِ
…
ثِمَالَُِ
(8)
الْيَتَامَى عِصْمَةًٌٍ لِلْأَرَامِلِ
• [1019] وَقال عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي، فَمَا يَنْزِلُ حَتَّى يَجِيشَ
(9)
كُلُّ مِيزَابٍ
(10)
:
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"والبَطْشَةُ".
(2)
رقم عليه لأبي ذر.
(3)
رقم عليه لابن عساكر. وعند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"فَقَدْ".
(4)
عليه صح.
* [1017][التحفة: خ م ت س 9574]
(5)
عليه صح لأبي ذر. وعند الأصيلي، ولأبي ذر في نسخة:"قُحِطُوا".
(6)
بعده لابن عساكر: "فقال".
(7)
الغمام: السحاب، أو الغيم الأبيض الذي يستر السماء. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 136).
(8)
بأوجه الإعراب الثلاثة، والجر عليه علامة أبي ذر.
ثمال: الملجأ والغِيَاث، وقيل: المُطْعِم في الشِّدَّة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثمل).
* [1018][التحفة: خ 7203]
(9)
يجيش: يَتَدَفَّق ويجري بالماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جيش).
(10)
قوله: "كُلُّ مِيزَابٍ" لأبي ذر عن الحموي، والكشميهني، وللأصيلي، و (ظع):"لَكَ مِيزابٌ".
قال الحافظ ابن حجر: "وهو تصحيف". وعند ابن عساكر: "وهو قول أبي طالب".
ميزاب: قناة أو أنبوبة يصرف بها الماء من سطح بناء أو موضع عال. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: وزب).
وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ
…
ثِمَالَُِ الْيَتَامَى عِصْمَةًٍُ لِلْأَرَامِلِ
(1)
وَهْوَ
(2)
قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ.
• [1020] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ
(4)
، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ إِذَا قَحَطُوا
(5)
اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا، قَالَ: فَيُسْقَوْنَ.
3 - بَابُ تَحْوِيلِ الرِّدَاءِ فِي الاِسْتِسْقَاءِ
• [1021] حدثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبٌ
(6)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(7)
شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى فَقَلَبَ رِدَاءَهُ.
(1)
قوله: "الغمامُ
…
" إلى "للأراملِ" ليس عند ابن عساكر.
(2)
سقط لفظ: "وهو" عند أبي ذر، وأبي الوقت.
* [1019][التحفة: خت ق 6775]
(3)
عليه صح. ولأبي ذر في نسخة: "حدَّثنا الأَنْصَارِيُّ".
(4)
بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابن مالِكٍ".
(5)
عليه صح.
* [1020][التحفة: خ 10411]
(6)
بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابنُ جَرِيِرٍ".
(7)
لابن عساكر: "حدثنا".
* [1021][التحفة: ع 5297]
• [1022] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ
(2)
سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ يُحَدِّثُ أَبَاهُ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى، فَاسْتَقْبَلَ
(3)
الْقِبْلَةَ وَقَلَبَ
(4)
رِدَاءَهُ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
قالَ أبو عَبد الله: كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: هُوَ صَاحِبُ الْأَذَانِ، وَلَكِنَّهُ
(5)
وَهْمٌ
(6)
؛ لِأَنَّ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ
(7)
مَازِنُ الْأَنْصَارِ
(8)
.
4 - بَابُ الاِسْتِسْقَاءِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ
• [1023] حدثنا
(9)
مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(10)
أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَذْكُرُ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
(11)
مِنْ بَابٍ كَانَ وُِجَاهَ
(12)
الْمِنْبَرِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ".
(2)
عليه صح.
(3)
لابن عساكر: "واسْتَقْبَلَ".
(4)
لأبي ذر: "وحَوَّلَ".
(5)
للأصيلي: "ولكِنَّهُ هُوَ".
(6)
لأبي ذر: "وَهِمَ".
(7)
زاد في حاشية البقاعي: "الأنصارِيُّ" ونسبه لنسخة.
(8)
للحموي: "باب انتقام الربَّ جلَّ وعزَّ من خلقه بالقحط إذا انتهك محارم اللَّه". وعند أبي ذر وعليه صح: "محارمه". ذكر في "فتح الباري" أن هذه الترجمة وقعت في رواية الحموي وحدَه خاليةً من حديث ومن أثر.
* [1022][التحفة: ع 5297]
(9)
لابن عساكر: "حدثني".
(10)
للأصيلي: "حدثنا".
(11)
في حاشية البقاعي: "جُمُعَةٍ" ونسبه لنسخة.
(12)
كذا بالضبطين. وللأصيلي، وأبي الوقت:"وُجَاهَ".
قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلكَتِ
(1)
الْمَوَاشِي
(2)
وَانْقَطَعَتِ
(3)
السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا
(4)
، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا"، قَالَ أَنَسٌ: وَلَا
(5)
وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةً
(6)
، وَلَا شَيْئًا وَمَا بَيْنَنَا
(7)
وَبَيْنَ سَلْعٍ
(8)
مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ، قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ
(9)
، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، قَالَ
(10)
: وَاللَّهِ
(11)
مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا
(12)
، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
قال أبو عبد اللَّه: "هَلَكَتْ" يَعْنِي الأَمْوَالَ.
(2)
عليه صح. وليس عند ابن عساكر. ولأبي ذر عن المستملي، وللأصيلي، وأبي الوقت في نسخة:"الأَمْوَالُ".
(3)
للأصيلي: "وتَقَطَّعَتْ".
(4)
كذا في اليونينية على ياء: "يَغيثنا" فتحة وضمة. ولأبي ذر: "أَنْ يغِيثَنا".
(5)
لأبي ذر، وابن عساكر:"فَلَا".
(6)
عليه صح. ولأبي ذر، وأبي الوقت:"قَزَعَةٍ".
قزعة: أي: قطعة من الغيم. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: قزع)
(7)
لأبي ذر: "ولا بَيْنَنا".
(8)
سلع: جبل متصل بالمدينة، بل يعد اليوم في وسط عمران المدينة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 142).
(9)
مثل الترس: بقدر الترس، أو مستديرة كالترس، وهو أحد السحاب. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 121).
(10)
لابن عساكر: "فقال".
(11)
لأبي ذر، والأصيلي وعليه صح، وأبي الوقت:"فَوَاللَّهِ".
(12)
قال القسطلاني: كذا في رواية الحموي والمستملي، ولأبوي ذر والوقت، والأصيلي، وابن عساكر عن الكشميهني:"سَبْتًا". اهـ.
قَائِمٌ
(1)
يَخْطُبُ فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ
(2)
اللَّهَ يُمْسِكْهَا
(3)
، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ
(4)
وَالْجِبَالِ وَالْآجَامِ
(5)
، وَالظِّرَابِ
(6)
وَالْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ"، قَالَ: فَانْقَطَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.
قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ
(7)
أَنَسًا
(8)
: أَهُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي.
5 - بَابُ الاِسْتِسْقَاءِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةِ
• [1024] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(9)
، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ
(10)
مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ
(1)
عليه صح. وعند أبي ذر: "قَائِمًا"، وعليه صح.
(2)
لأبي ذر، والأصيلي:"ادْعُ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"أَنْ يُمْسِكَهَا".
(4)
الآكام: هي كل ما ارتفع من الأرض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أكم).
(5)
ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
الآجام: الحصون. انظر: (لسان العرب، مادة: أجم)
(6)
الظراب: جمع ظرب، وهو الجبل الصغير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظرب).
(7)
للأصيلي: "فَسَأَلْنَا".
(8)
"أنسَ بنَ مالِكٍ" لم يرقم عليه في اليونينية.
* [1023][التحفة: خ م د س 906]
(9)
"بن سعيد": ليس عند الأصيلي، وابن عساكر.
(10)
كذا لأبي الوقت. وعند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"الجُمُعَةِ".
دَارِ الْقَضَاءِ
(1)
، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا
(2)
، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا"، قَالَ أَنَسٌ: وَلَا
(3)
وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةً
(4)
، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ، قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ
(5)
انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا
(6)
، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ
(7)
، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا
(8)
عَنَّا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ
(9)
وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ"، قَالَ: فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.
(1)
في حاشية البقاعي: "الفَضَاء" بالفاء، ونسبه لنسخة.
(2)
للكشميهني: "يُغِثْنا".
(3)
عليه صح. وعند الأصيلي: "فَلَا".
(4)
عليه صح. وعند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"قَزَعَةٍ".
(5)
رقم عليه: صح وسقط. سقط لفظ: "السماء" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(6)
لابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"سَبْتًا". ولأبي ذر عن الكشميهني: "سَبْعًا".
(7)
لأبي ذر، والأصيلي:"يَعْنِي الثَّانِيةَ".
(8)
عليه صح. وعند الأصيلي، وأبي الوقت في نسخة:"أَنْ يُمْسِكَها".
(9)
في القسطلاني بكسر الهمزة وبفتحها مع المد. اهـ.
قَالَ شَرِيكٌ: سَأَلْتُ
(1)
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
(2)
: أَهُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ؟ فَقَالَ: مَا أَدْرِي.
6 - بَابُ الاِسْتِسْقَاءِ عَلَى الْمِنْبَرِ
• [1025] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ
(3)
قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
(4)
إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَحَطَ
(5)
الْمَطَرُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَدَعَا فَمُطِرْنَا، فَمَا كِدْنَا أَنْ
(6)
نَصِلَ إِلَى مَنَازِلِنَا، فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، قَالَ: فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ - أَوْ غَيْرُهُ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا"، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ السَّحَابَ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالًا، يُمْطَرُونَ وَلَا يُمْطَرُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ.
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فَسَأَلْتُ".
(2)
قوله: "أنس بن مالك" لأبي ذر: "أنَسًا".
* [1024][التحفة: خ م د س 906]
(3)
للأصيلي، وأبي ذر:"ابنِ مالِكٍ".
(4)
كذا لأبي ذر. و"يومَ جُمُعَةٍ" عليه صح، لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(5)
كذا لأبي الوقت. وعند أبي الوقت في نسخة: "قُحِطَ".
قحط: احتُبس وانقطع. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: قحط).
(6)
ليس عند أبي ذر.
* [1025][التحفة: خ 1438]
7 - بَابُ مَنِ اكْتَفَى بِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ فِي الاِسْتِسْقَاءِ
• [1026] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ
(1)
قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَلَكَتِ الْمَوَاشِي، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، فَدَعَا
(3)
فَمُطِرْنَا مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَهَلكَتِ الْمَوَاشِي، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا فَقَامَ صلى الله عليه وسلم
(4)
فَقَالَ: "اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ وَالْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، فَانْجَابَتْ
(5)
عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ".
8 - بَابُ الدُّعَاءِ إِذَا تَقَطَّعَتِ
(6)
السُّبُلُ مِنْ كَثْرَةِ الْمَطَرِ
• [1027] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
(1)
للأصيلي وعليه صح: "ابنِ مالِكٍ".
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"رَسُولِ اللَّهِ".
(3)
للأصيلي، وابن عساكر:"فَادْعُ اللَّهَ". و"فدَعا اللَّهَ": لفظ الجلالة ليس عند ابن عساكر. هكذا في الفروع التي بأيدينا. وفي القسطلاني: وللأصيلي: "فادعُ اللَّهَ" بدل قوله: "فدعا"، وكل من اللفظين مُقدّر فيما لم يذكر فيه. اهـ.
(4)
قوله: "فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا فَقَامَ صلى الله عليه وسلم فقال" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"المَوَاشِي فَقَامَ فَقالَ اللهم".
(5)
فانجابت: أي: انْجَمَعَتْ وتَقَبَّضَ بَعْضُها إلى بعض وانْكَشَفَتْ عنها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوب).
* [1026][التحفة: خ م د س 906]
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"انْقَطَعَت".
(7)
لأبي ذر، والأصيلي:"االنبيَّ".
يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْمَوَاشِي، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ
(1)
، فَادْعُ اللَّهَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمُطِرُوا مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَهَلَكَتِ الْمَوَاشِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ وَالْآكَامِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، فَانْجَابَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ".
9 - بَابُ مَا قِيلَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُحَوِّلْ رِدَاءَهُ فِي الاِسْتِسْقَاءِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
• [1028] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَلَاكَ الْمَالِ، وَجَهْدَ الْعِيَالِ، فَدَعَا اللَّهَ يَسْتَسْقِي، وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَلَا اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.
10 - بَابٌ إِذَا اسْتَشْفَعُوا إِلَى الْإِمَامِ لِيَسْتَسْقِيَ لَهُمْ
(3)
لَمْ يَرُدَُّهُمْ
• [1029] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ
(1)
عند أبي ذر: "انْقَطَعَتِ السُّبُلُ وهَلَكَتِ الْمَوَاشِي". وعند أبي ذر وابن عساكر ورقم بينهما بعلامة التقديم: "وتَقَطَّعَت".
* [1027][التحفة: خ م د س 906]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "ابنِ أَبيِ طَلْحَةَ".
* [1028][التحفة: خ م س 174]
(3)
عليه صح.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْمَوَاشِي، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ، فَدَعَا اللَّهَ فَمُطِرْنَا مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَهَلَكَتِ الْمَوَاشِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ عَلَى ظُهُورِ الْجِبَالِ وَالْآكَامِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، فَانْجَابَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ".
11 - بَابٌ إِذَا اسْتَشْفَعَ الْمُشْرِكُونَ بِالْمُسْلِمِينَ عِنْدَ الْقَحْطِ
• [1030] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنِ الْإِسْلَامِ، فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا، وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، جِئْتَ تَأْمُرُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَإِنَّ قَوْمَكَ هَلَكُوا
(1)
، فَادْعُ اللَّهَ فَقَرَأَ:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}
(2)
، ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى
(3)
}
(4)
يَوْمَ بَدْرٍ.
* [1029][التحفة: خ م د س 906]
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قَدْ هَلَكُوا".
(2)
[الدخان: 10]. ولأبي ذر: " {مُبِينٍ} الآيَةَ".
(3)
للأصيلي: " {إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} ".
(4)
[الدخان: 16].
قَالَ
(1)
: وَزَادَ أَسْبَاطٌ
(2)
، عَنْ مَنْصُورٍ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسُقُوا الْغَيْثَ، فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ سَبْعًا، وَشَكَا النَّاسُ كَثْرَةَ الْمَطَرِ، قَالَ
(3)
: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا"، فَانْحَدَرَتِ السَّحَابَةُ عَنْ رَأْسِهِ، فَسُقُوا النَّاسُ حَوْلَهُمْ.
12 - بَابُ الدُّعَاءِ إِذَا كَثُرَ الْمَطَرُ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا
• [1031] حدثنا
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ
(5)
قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ
(6)
صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ
(7)
، فَقَامَ النَّاسُ فَصَاحُوا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ وَاحْمَرَّتِ الشَّجَرُ، وَهَلَكَتِ الْبَهَائِمُ، فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا
(8)
فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اسْقِنَا" مَرَّتَيْنِ، وَايْمُ اللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً مِنْ سَحَابٍ، فَنَشَأَتْ سَحَابَةٌ وَأَمْطَرَتْ
(9)
، وَنَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ لَمْ تَزَلْ تُمْطِرُ
(10)
إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ صَاحُوا إِلَيْهِ: تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ
(1)
ليس عند أبي ذر. وبعده لابن عساكر: "أبُو عَبْدِ اللَّهِ".
(2)
عليه صح.
(3)
للأصيلي، وأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فَقالَ".
* [1030][التحفة: خ م ت س 9574]
(4)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني".
(5)
لأبي ذر: "ابنِ مالِكٍ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللهِ".
(7)
عليه صح. وعند أبي ذر في نسخة، وابن عساكر:"الجُمُعَةِ".
(8)
لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أَنْ يَسْقِيَنَا".
(9)
كذا لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر في نسخة: "فَأَمْطَرَتْ".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "لَمْ يَزَلِ الْمَطَرُ".
يَحْبِسُْهَا
(1)
عَنَّا، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ
(2)
قَالَ: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا"، فَكَشَطَتِ
(3)
الْمَدِينَةُ، فَجَعَلَتْ تَُمْطُِرُ حَوْلَهَا وَلَا
(4)
تَمْطُرُ
(5)
بِالْمَدِينَةِ قَطْرَةً
(6)
، فَنَظَرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِنَّهَا لَفِي مِثْلِ الْإِكْلِيلِ
(7)
.
13 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الاِسْتِسْقَاءِ قَائِمًا
• [1032] وَقال لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيُّ، وَخَرَجَ مَعَهُ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ رضي الله عنهم، فَاسْتَسْقَى فَقَامَ بِهِمْ
(8)
عَلَى رِجْلَيْهِ عَلَى غَيْرِ مِنْبَرٍ فَاسْتَغْفَرَ
(9)
، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ وَلَمْ يُؤَذِّنْ وَلَمْ يُقِمْ.
(1)
بالوجهين معًا، وعليه صح.
(2)
ليس عند ابن عساكر. ولأبي ذر، وأبي الوقت:"وَقالَ". ولابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح:"فَقالَ".
(3)
"فَكَشَطَت": كذا في اليونينية، الشين مفتوحة. وقال في الفتح: ولكريمة: "فَكُشِطَتْ" على البناء للمفعول. ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وَتَكَشَّطَت" وعليه صح.
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي وابن عساكر: "وَمَا".
(5)
لأبي ذر، وعليه صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "قَطْرَةٌ".
(7)
الإكليل: كل ما احتف بالشيء من جوانبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلل).
* [1031][التحفة: خ م س 456]
(8)
لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لَهُمْ".
(9)
كذا لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت. وعند الكشميهني، وأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"فَاسْتَسْقَى".
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَرَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ
(1)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
• [1033] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ، أَنَّ عَمَّهُ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي لَهُمْ، فَقَامَ فَدَعَا اللَّهَ قَائِمًا، ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَ الْقِبْلَةِ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، فَأُسْقُوا
(3)
.
14 - بَابُ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ فِي الاِسْتِسْقَاءِ
• [1034] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي فَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ
(4)
فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ.
15 - بَابٌ كَيْفَ حَوَّلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ إِلَى النَّاسِ
• [1035] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، قَالَ: فَحَوَّلَ إِلَى النَّاسِ
(1)
زاد ابن عساكر: "الأنْصَارِيُّ".
(2)
قوله: "وَرَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ" لأبي الوقت. ولأبي ذر عن الحموي، وأبي الوقت:"وَرَوَى عبدُ اللَّهِ بنُ يَزِيدَ عَنِ النبيَّ".
* [1032][التحفة: خ م 9672]
(3)
لابن عساكر: "فَسُقُوا".
* [1033][التحفة: ع 5297]
(4)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"يَجْهَرُ".
* [1034][التحفة: ع 5297]
ظَهْرَهُ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو، ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ.
16 - بَابُ صَلَاةِ الاِسْتِسْقَاءِ رَكْعَتَيْنِ
• [1036] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ
(1)
عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ.
17 - بَابُ الاِسْتِسْقَاءِ فِي الْمُصَلَّى
• [1037] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَأَخْبَرَنِي الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ
(2)
: جَعَلَ الْيَمِينَ عَلَى الشِّمَالِ.
* [1035][التحفة: ع 5297]
(1)
لأبي ذر في نسخة، وأبي الوقت:"سَمِعَ عَبَّادَ بنَ تَمِيمٍ".
* [1036][التحفة: ع 5297]
(2)
عليه صح، صح.
* [1037][التحفة: ع 5297]
18 - بَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ فِي الاِسْتِسْقَاءِ
• [1038] حدثنا مُحَمَّدٌ
(1)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(2)
عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يُصَلِّي
(3)
، وَأَنَّهُ لَمَّا دَعَا أَوْ أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ.
قالَ أبو عَبد الله: ابْنُ زَيْدٍ
(4)
هَذَا: مَازِنِيٌّ، وَالْأَوَّلُ: كُوفِيٌّ، هُوَ: ابْنُ يَزِيدَ
(5)
.
19 - بَابُ رَفع النَّاسِ أَيْدِيَهُمْ مَعَ الْإِمَامِ
(6)
فِي الاِسْتِسْقَاءِ
• [1039] قال
(7)
أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، قَالَ
(8)
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ
(9)
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "محمدُ بنُ سَلَامٍ". قال أبو ذر: في نسخة "محمد" منسوب. اهـ من اليونينية.
(2)
لابن عساكر، وأبي ذر:"حدثنا". ولأبي ذر في نسخة، وأبي الوقت:"حدثني".
(3)
لابن عساكر: "فَصَلَّى"، ولأبي ذر عن المستملي:"يَدْعُو".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "عَبْدُ اللَّهِ بنُ زَيدٍ".
(5)
قوله: "قال أبو عبد اللَّه
…
إلى مَازِنيٌّ" ليس عند ابن عساكر. وقوله: "والأول
…
إلى يزيد" عليه سقط. وسقط: "قال أبو عبد اللَّه
…
إلخ" عند أبي ذر وابن عساكر. وثبت عند أبي الهيثم في أبي ذر، وفي أبي الوقت.
* [1038][التحفة: ع 5297]
(6)
قوله: "مَعَ الْإِمَامِ" ليس عند ابن عساكر.
(7)
عليه صح. وعند أبي ذر، وأبي الوقت:"وقال" وعليه صح.
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ قال سَمِعْتُ أَنَسَ".
(9)
ليس عند ابن عساكر.
أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ
(1)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلكَتِ الْمَاشِيَةُ، هَلَكَ
(2)
الْعِيَالُ، هَلَكَ
(3)
النَّاسُ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ يَدْعُو، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَهُ
(4)
يَدْعُونَ، قَالَ: فَمَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى مُطِرْنَا، فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ حَتَّى كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْأُخْرَى، فَأَتَى الرَّجُلُ
(5)
إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ
(6)
صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَشِقَ
(7)
الْمُسَافِرُ وَمُنِعَ الطَّرِيقُ
(8)
.
(1)
لابن عساكر: "قال".
(2)
عليه صح. ولابن عساكر: "هَلَكَت".
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
(5)
لابن عساكر: "رَجُلٌ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"رسولِ اللَّهِ".
(7)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"بَشَقَ" كذا قيده الأصيلي بالفتح، وفي المنضد:"بشِق" بالكسر: تَأخَّرَ. اهـ من اليونينية، أو: مَلّ، أو: حبس. اهـ.
(8)
على آخره صح. وزاد بعده لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وقال الأويسي: حدثني محمد بن جعفر، عن يحيى بن سعيد وشريك، سمعا أنسًا عن النبي صلى الله عليه وسلم (1) رفع يديه حتى رأيت (2) بياض إبْطَيْهِ"(3).
....................
1 -
بعده لابن عساكر: "أنه".
2 -
لابن عساكر: "حتى يُرَى".
3 -
في حاشية أبي ذر: "حديث الأويسي لأبي إسحاق وحده، وحديث محمد بن بشار لأبي إسحاق وأبي الهيثم جميعًا، إلا أن حديث ابن بشار مؤخر عند أبي الهيثم". اهـ. من هامش الأصل.
* [1039][التحفة: خت 1661]
20 - بَابُ
(1)
رَفْعِ الْإِمَامِ يَدَهُ فِي الاِسْتِسْقَاءِ
• [1040] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
(3)
قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الاِسْتِسْقَاءِ، وَإِنَّهُ
(4)
يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ.
21 - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا أمْطَرَتْ
(5)
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كَصَيِّبٍ}
(6)
الْمَطَرُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: صَابَ، وَأَصَابَ يَصُوبُ.
• [1041] حدثنا مُحَمَّدٌ، هُوَ: ابْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ
(7)
الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ
(8)
: "صَيِّبًا
(9)
نَافِعًا".
(1)
عليه سقط إلى آخر الباب.
(2)
كذا لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر في نسخة: "أخبرنا".
(3)
"بْنِ مَالِكٍ": ليس عند ابن عساكر.
(4)
عليه صح.
* [1040][التحفة: خ م د س ق 1168]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "مَطَرَتْ".
(6)
[البقرة: 19].
(7)
سقطت الكنية والنسبة عند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(8)
للمستملي: "قال اللهم صَيَّبًا".
(9)
كذا لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"صَبًّا"، وجعله في حاشية البقاعي عن المستملي وحده.
صيبا: مُنهمرًا مُتدفَّقًا. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: صيب).
تَابَعَهُ الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ وَعُقَيلٌ، عَنْ نَافِعٍ.
22 - بَابُ مَنْ تَمَطَّرَ فِي الْمَطَرِ حَتَّى يتَحَادَرَ عَلَى لِحْيَتِهِ
• [1042] حدثنا مُحَمَّدٌ
(1)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(2)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْمَالُ وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا أَنْ يَسْقِيَنَا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، قَالَ: فَثَارَ سَحَابٌ أمْثَالُ
(4)
الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ
(5)
عَلَى لِحْيَتِهِ، قَالَ: فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَفِي الْغَدِ
(6)
، وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، فَقَامَ ذَلِكَ الْأَعْرَابِيُّ - أَوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ وَغَرِقَ الْمَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَقَالَ
(7)
: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا"،
* [1041][التحفة: خ سي ق 17558]
(1)
لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"محمدُ بنُ مُقاتِلٍ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ المُبَارَكِ".
(3)
عليه صح، وعند أبي ذر:"النبيُّ".
(4)
عليه صح.
(5)
يتحادر: ينزل ويَقْطرُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدر).
(6)
لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ومِنَ الغَدِ".
(7)
لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقالَ".
قَالَ: فَمَا جَعَلَ
(1)
يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَّا تَفَرَّجَتْ، حَتَّى صَارَتِ الْمَدِينَةُ فِي مِثْلِ الْجَوْبَةِ
(2)
، حَتَّى سَالَ الْوَادِي - وَادِي قَنَاةَ
(3)
- شَهْرًا، قَالَ: فَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ
(4)
.
23 - بَابٌ إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ
• [1043] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا
(5)
يَقُولُ: كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
24 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بِالصَّبَا"
• [1044] حدثنا مُسْلِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نُصِرْتُ بِالصَّبَا
(6)
، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ
(7)
".
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح "رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
(2)
الجوبة: الحُفْرَةُ المُسْتَدِيرَةُ الواسعة. أي: حتى صار الغَيْمُ والسحاب مُحِيطًا بآفاق المدينة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوب).
(3)
عليه صح.
(4)
بالجود: المطر الواسع الغزير (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جود).
* [1042][التحفة: خ م س 174]
(5)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"أنَسَ بنَ مالِكٍ".
* [1043][التحفة: خ 743]
(6)
بالصبا: الريح الشرقية، وهي القَبول، وقيل التي تخرج من وسط المشرق إلى القطب الأعلى حداء الجدي، وقيل: ما بين مطلع الشمس إلى الجدي. (مشارق الأنوار)(2/ 38).
(7)
بالدبور: الريح الغربية، قيل: هي ما جاء منها من وسط المغرب إلى مطلع الشمس وقيل غير ذلك. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 253).
* [1044][التحفة: خ م س 6386]
25 - بَابُ مَا قِيلَ فِي الزَّلَازِلِ وَالْآيَاتِ
• [1045] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(1)
أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ، وَهُوَ: الْقَتْلُ الْقَتْلُ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضُ
(2)
".
• [1046] حدثنا
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَينُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(4)
قَالَ
(5)
: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، وَفِي يَمَنِنَا"، قَالَ: قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا، قَالَ
(6)
: قَالَ
(7)
: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، وَفِي يَمَنِنَا"، قَالَ: قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا، قَالَ: قَالَ: "هُنَاكَ
(8)
الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ
(9)
".
(1)
لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"حدثنا".
(2)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "فَيَفِيضَ".
* [1045][التحفة: خ 13748]
(3)
كذا لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(4)
أورده بصورة الموقوف على ابن عمر، ولم يرفعه إليه عليه الصلاة والسلام، ولا بد من ذكر رفعه، كما نبه عليه القابسي؛ لأن مثله لا يقال بالرأي، وقد جاء مصرحا برفعه في رواية أزهر السمان. أفاده القسطلاني.
(5)
عليه صح. ولأبي ذر: "قال قال".
(6)
لأبي ذر: "فقال".
(7)
عليه صح.
(8)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت، وابن عساكر في نسخة وعليه صح:"هُنَالِكَ".
(9)
قرن الشيطان: قيل: أمته والمتبعين لرأيه من أهل الكفر والضلال، وقيل: قوته، وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرن).
* [1046][التحفة: خ ت 7745]
26 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
(1)
}
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شُكْرَكُمْ
(2)
• [1047] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: صلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ
(3)
، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ:"هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ
(4)
بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ
(5)
كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ".
27 - بَابٌ لَا يَدْرِي مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ إِلَّا اللَّهُ
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ".
• [1048] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ،
(1)
[الواقعة: 82].
(2)
عليه صح.
(3)
للأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني:"مِنَ اللَّيْلِ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي، ولابن عساكر، وأبي الوقت:"وكافِرٌ".
(5)
بنوء: الأنواء: ثمان وعشرون منزلة، كانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر، وينسبون إليها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوأ).
* [1047][التحفة: خ م د س 3757]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: "مِفْتَاحُ
(2)
الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ: لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ، وَلَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي الْأَرْحَامِ، وَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ".
* * *
(1)
في نسخة وعليه صح، ولأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"النبيُّ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَفَاتِحُ".
* [1048][التحفة: خ 7158]
بسم الله الرحمن الرحيم
17 - باب الصَّلاةِ فِي كُسوفِ الشَّمْس
(1)
• [1049] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم فَانْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم يجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلْنَا، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا
(4)
فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ".
• [1050] حدثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(5)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا
(6)
فَقُومُوا فَصَلُّوا".
• [1051] حدثنا أَصْبَغُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ
(1)
"كتابُ الكُسوفِ". ولأبي ذر عن المستملي: "أبوابُ الكُسوفِ".
(2)
لأبي ذر: "النبيَّ".
(3)
لأبي ذر، وعليه صح. وعند أبي ذر، وأبي الوقت:"رسولُ اللَّهِ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح. وعند أبي الوقت وعليه صح: "رَأَيْتُمُوهَا".
* [1049][التحفة: خ س 11661]
(5)
عليه صح. وعند أبي ذر في نسخة: "أخبرنا".
(6)
كذا لأبي ذر عن الكشميهني. وعند أبي ذر: "رَأَيْتُموهَا".
* [1050][التحفة: خ م س ق 10003]
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمْسَ
(1)
وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ
(2)
لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا
(3)
فَصَلُّوا".
• [1052] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ".
1 - بَابُ الصَّدَقَةِ فِي الْكُسُوفِ
• [1053] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ
(4)
مِثْلَ
(1)
"إنَّ الشَّمْسَ": كسر همزة "إنَّ" من الفرع.
(2)
"لا يَخْسِفانِ": ضُبط في اليونينية بكسر السين وبفتحها، والفتح لا يجيء إلا على أنه مبني للمفعول. اهـ. من هامش الأصل، وأفاده القسطلاني.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"فَإِذَا رَأَيْتُموهُمَا".
* [1051][التحفة: خ م س 7373]
* [1052][التحفة: خ م س 11499]
(4)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"الأُخْرَى".
مَا فَعَلَ فِي الْأُولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ
(1)
الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْخَسِفَانِ
(2)
لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا
(3)
اللَّهَ، وَكَبِّرُوا، وَصَلُّوا، وَتَصَدَّقُوا" ثُمَّ قَالَ:"يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا".
2 - بَابُ النِّدَاءِ بِالصَّلَاةُِ
(4)
جَامِعَةًٌ فِي الْكُسُوفِ
• [1054] حدثنا
(5)
إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامِ بْنِ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيُّ
(6)
الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نُودِيَ: إِنَّ
(7)
الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "تَجَلَّت".
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لا يَخْسِفانِ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فاذكُرُوا اللَّهَ".
* [1053][التحفة: خ م س 17148]
(4)
عليه صح، وقالت لجنة تصحيح "السلطانية" بمشيخة الأزهر:"لا وجه لسكون تاء "الصلاة" ولا لخفضها - وإن كان في الأصل -؛ وإنما تفتح أو تضم".
(5)
لأبي ذر وعليه صح. وعند ابن عساكر، وأبي ذر، وأبي الوقت:"حدّثني".
(6)
"الحُبْشِي": نسب هذا الضبط للأصيلي، قال ابن حجر:"وهو وهم". أفاده القسطلاني.
(7)
"إنَّ": كسر همزة "إن" في اليونينية، وضبطت بالتخفيف وعليه صح:"أَنِ الصَّلاةُ". وعند أبي ذر عن الكشميهني وعليه صح، وابن عساكر:"نُودِيَ بالصَّلاةُ".
* [1054][التحفة: خ م س 8963]
3 - بَابُ خُطْبَةِ الْإِمَامِ فِي الْكُسُوفِ
وَقَالَتْ عَائِشَةُ وَأَسْمَاءُ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
• [1055] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ
(1)
، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ح. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ
(2)
، فَصَفَّ
(3)
النَّاسُ وَرَاءَهُ فَكَبَّرَ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ:"سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" فَقَامَ وَلَمْ يَسْجُدْ، وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهْوَ
(4)
أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ:"سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَالَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ أرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتِ
(5)
الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: "هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا
(6)
فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ".
(1)
للأصيلي: "حَدَّثَنا ابنُ بُكَيْرٍ".
(2)
"قال فَصَفَّ": ليس عليها رقم في اليونينية.
(3)
لابن عساكر: "وصَفَّ".
(4)
لأبي ذر في نسخة، وأبي الوقت:"هُوَ".
(5)
انجلت: انكشفت وخرجت من الكسوف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا).
(6)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني. وعند ابن عساكر في نسخة، ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"رَأَيْتُموها".
وَكَانَ يُحَدِّثُ كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كَانَ يُحَدِّثُ يَوْمَ خَسَفَتِ
(1)
الشَّمْسُ بِمِثْلِ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: إِنَّ أَخَاكَ يَوْمَ خَسَفَتْ
(1)
بِالْمَدِينَةِ لَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ مِثْلَ الصُّبْحِ! قَالَ: أَجَلْ لِأَنَّهُ أَخْطَأَ السُّنَّةَ.
4 - بَابٌ هَلْ يَقُولُ كَسَفَتِ الشَّمْسُ أَوْ خَسَفَتْ؟
(2)
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ}
(3)
.
• [1056] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ فَكَبَّرَ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:"سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" وَقَامَ
(5)
كَمَا هُوَ، ثُمَّ قَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً وَهِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهْيَ
(6)
أَدْنَى مِنَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى، ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ
(1)
عليه صح.
* [1055][التحفة: خ م د س 6335]
(2)
لابن عساكر: "الشَمْسُ".
(3)
[القيامة: 8].
(4)
للأصيلي: "النبيَّ".
(5)
عليه صح. وعند أبي ذر في نسخة وعليه صح: "فقامَ".
(6)
عليه صح، وفي حاشية البقاعي:"وهو" ونسبه لنسخة.
فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ: "إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا
(1)
فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ".
5 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يُخَوِّفُ اللَّهُ عِبَادَهُ بِالْكُسُوفِ"
وَقَالَ
(2)
أَبُو مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1057] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(3)
، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ
(4)
، وَلكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
(5)
يُخَوِّفُ بِهَا
(6)
عِبَادَهُ".
وَقالَ أبو عَبد الله
(7)
: لَمْ يَذْكُرْ
(8)
عَبْدُ الْوَارِثِ، وَشُعْبَةُ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ: "يُخَوِّفُ
(9)
بِهَا
(10)
عِبَادَهُ".
(1)
عليه صح، وعند أبي ذر في نسخة:"رَأَيْتُموها".
* [1056][التحفة: خ 16549]
(2)
عليه صح. وعند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قالَهُ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح. وسقط: "بنُ سعيد" عند أبي ذر في نسخة، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(4)
لأبي ذر: "ولا لِحيَاتِهِ". ولأبي ذر في نسخة: "ولا حيَاتِهِ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ولكِنِ اللَّهُ يُخَوَّفُ بِها عِبادَهُ". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ولكِنْ يُخَوَّفُ اللَّهُ بِهما عِبادَهُ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر:"بِهِمَا".
(7)
سقط: "وقال أبو عبد اللَّه" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(8)
لابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت:"وَلمْ يَذْكُرْ".
(9)
لأبي ذر: "يُخَوَّفُ اللَّهُ".
(10)
للحموي: "بهما".
وَتَابَعَهُ
(1)
مُوسَى، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
(2)
يُخَوِّفُ
(3)
بِهِمَا
(4)
عِبَادَهُ".
وَتَابَعَهُ أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ
(5)
.
6 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْكُسُوفِ
• [1058] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّ يَهُودِيَّةً جَاءَتْ تَسْأَلُهَا، فَقَالَتْ لَهَا: أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ! فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُعَذَّبُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكِ
(6)
"، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَرَجَعَ ضُحًى، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بيْنَ ظَهْرَانَيِ
(7)
الْحُجَرِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ
(8)
فَقَامَ
(9)
قِيَامًا طَوِيلًا، وَهْوَ
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت: "وتابَعَه أشْعَثُ عن الحَسَنِ، وتابعه موسى
…
إلخ".
(2)
قوله: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى" ليس عند أبي ذر.
(3)
لأبي الوقت: "يُخَوِّفُ اللَّهُ".
(4)
لابن عساكر: "بها".
(5)
قوله: "وَتَابَعَهُ أَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ": ليس عند أبي ذر.
* [1057][التحفة: خ س 11661]
(6)
عليه صح.
(7)
ظهراني: في وسطهم، مُتمكنًا بينهم، لا في أطرافهم. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (3/ 360).
(8)
"ثُمَّ رَفَعَ": ليس عند ابن عساكر.
(9)
كذا لأبي ذر في نسخة. وعند الأصيلي، وأبي ذر:"ثم قام".
دُونَ الْقِيَامِ
(1)
الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهْوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهْوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهْوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَامَ
(2)
قِيَامًا طَوِيلًا، وَهْوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهْوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأوَّلِ
(3)
، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ وَانْصَرَفَ، فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
7 - بَابُ طُولِ السُّجُودِ فِي الْكُسُوفِ
• [1059] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
(4)
أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نُودِيَ: إِنَّ الصَّلَاةَ
(5)
جَامِعَةٌ، فَرَكَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ جُلِّيَ
(6)
عَنِ الشَّمْسِ، قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهَا.
(1)
في نسخة وعليه صح: "دُونَ قِيامِ".
(2)
لأبي ذر: "ثُمَّ رَفَعَ فَقامَ".
(3)
قوله: "قامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهْوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهْوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ": عليه سقط.
* [1058][التحفة: خ م س 17936]
(4)
للكشميهني: "عُمَرَ". قال الحافظ ابن حجر: "وهو وهم".
(5)
لأبي الوقت: "أَنِ الصلاةُ" بالتخفيف وعليه صح.
(6)
لأبي ذر في نسخة: "حَتَّى جُلِّيَ".
* [1059][التحفة: خ م س 8963]
8 - بَابُ صَلَاةِ الْكُسُوفِ جَمَاعَةً
وَصَلَّى
(1)
ابْنُ عَبَّاسٍ لَهُمْ فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ.
وَجَمَعَ
(2)
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَصَلَّى ابْنُ عُمَرَ.
• [1060] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
(3)
عَبَّاسٍ قَالَ: انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِن قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهْوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهْوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهْوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهْوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهْوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهْوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ فَقَالَ
(5)
صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ
(6)
شَيْئًا فِي مَقَامِكَ
(1)
للأصيلي، وأبي ذر، وأبي الوقت:"لَهُمُ ابنُ عَبَّاسٍ".
(2)
"وجَمعَ": قال القسطلاني: بتشديد الميم. وفي اليونينية بالتخفيف.
(3)
عليه صح.
(4)
رقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر وعليه صح. ولأبي ذر في نسخة، والأصيلي، وأبي الوقت:"النبيَّ".
(5)
للأصيلي: "وقال".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "تَنَاوَلُ". ولأبي ذر عن المستملي: "تَتَنَاوَلُ".
ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ
(1)
؟! قَالَ
(2)
صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا، وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَأُرِيتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا
(3)
كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ
(4)
، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "بِكُفْرِهِنَّ! " قِيلَ: يَكْفُرْنَ
(5)
بِاللَّهِ؟! قَالَ: "يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ
(6)
، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ! ".
9 - بَابُ صَلَاةِ النِّسَاءِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْكُسُوفِ
• [1061] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَام يُصَلُّونَ، وَ
(7)
إِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ: أَيْ نَعَمْ
(8)
قَالَتْ:
(1)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي:"تَكَعْكَعْتَ" أي: تأخرت.
(2)
لأبي ذر في نسخة: "فقال".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فلم أَنْظُرْ كَالْيَوْمِ".
(4)
أفظع: أشد وأشنع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فظع).
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أَيَكْفُرُنَ".
(6)
العشير: الإغماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: غشا).
* [1060][التحفة: خ م د س 5977]
(7)
عليه صح. وعند أبي ذر في نسخة: "فَإِذَا".
(8)
للكشميهني: "أَنْ نَعَمْ".
فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي
(1)
الْغَشْيُ
(2)
، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي الْمَاءَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ
(3)
رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا، حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبًا
(4)
مِنْ فِتْنةِ الدَّجَّالِ - لَا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ - يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ، أَوِ الْمُوقِنُ
(5)
- لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا، فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ صَالِحًا، فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا
(6)
، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ، أَوِ الْمُرْتَابُ - لَا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا
(7)
قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ".
10 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ الْعَتَاقَةَ
(8)
فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ
• [1062] حدثنا
(9)
رَبِيعُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ،
(1)
تجلاني: غَطَّانِي وغَشَّانِي. ويجوز أن يكون المعنى: ذهب بقوتي وصبري، من الجَلاء، أو ظهر بي وبَانَ عَلَيَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا).
(2)
الغشي: الغشي: الإغماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).
(3)
لأبي ذر: "وَقَدْ".
(4)
عليه صح صح.
(5)
للأصيلي، وأبي ذر وعليه صح:"أَوْ قالَ المُوقِنُ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح. وللأصيلي، وأبي الوقت:"لَمُؤْمِنًا".
(7)
عليه صح. وعند أبي ذر عن الحموي، والأصيلي، وأبي الوقت:"أَيَّهُمَا".
* [1061][التحفة: خ م 15750]
(8)
العتاقة: بمعنى العتق، وهو خلاف الرق، وهو الحرية. (انظر: لسان العرب، مادة: عتق).
(9)
لأبي ذر وعليه صح. وعند أبي ذر في نسخة، وابن عساكر، والأصيلي:"حدثني". وللأصيلي: "وحدّثني".
عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: لَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ
(1)
الشَّمْسِ.
11 - بَابُ صَلَاةِ الْكُسُوفِ فِي الْمَسْجِدِ
• [1063] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ
(2)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ يَهُودِيَّةً جَاءَتْ تَسْأَلُهَا، فَقَالَتْ: أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ! فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُعَذَّبُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَائِذًا
(3)
بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ".
• [1064] ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا، فَكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَرَجَعَ ضُحًى، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْحُجَرِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ
(4)
قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ
(5)
سُجُودًا طَوِيلًا، ثُمَّ قَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ
(6)
،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "في الكُسُوفِ".
* [1062][التحفة: خ د 15751]
(2)
عليه صح. وعند أبي ذر في نسخة، وأبي الوقت:"ابْنَةِ".
(3)
عليه صح. ولأبي ذر في نسخة: "عَائِذٌ".
* [1063][التحفة: خ م س 17936]
(4)
عليه صح. وعند أبي ذر في نسخة: "وقام".
(5)
عليه صح. وعند أبي ذر في نسخة: "ثمَّ سَجَدَ".
(6)
قوله: "ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ" ليس عند أبي ذر.
ثُمَّ
(1)
سَجَدَ، وَهُوَ دُونَ السُّجُودِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
12 - بَابٌ لَا تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ
رَوَاهُ أَبُو بَكْرَةَ، وَالْمُغِيرَةُ، وَأَبُو مُوسَى، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهم
• [1065] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ
(3)
وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا
(4)
فَصَلُّوا".
• [1066] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهِشامِ
(1)
بْنِ
(1)
عرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالتْ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصلَّى بِالنَّاسِ، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ
(6)
، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، وَهْيَ
(7)
دُونَ قِرَاءَتِهِ
(1)
عليه صح.
* [1064][التحفة: خ م س 17936]
(2)
للأصيلي: "ابنُ سَعِيدٍ".
(3)
"لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَكِنَّهُمَا": رقَم على: "وَلَكِنَّهُمَا" صح لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح.
(4)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني. وعند أبي ذر في نسخة: "رَأَيْتُمُوهَا".
* [1065][التحفة: خ م س ق 10003]
(5)
للأصيلي، وأبي ذر:"النبيَّ".
(6)
زاد في حاشية البقاعي: "فقَرأ" ونسبه لنسخة.
(7)
عليه صح. وعند أبي ذر عن المستملي، والكشميهني:"وهو".
الْأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، دُونَ
(1)
رُكُوعِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ، فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ:"إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُرِيِهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ".
13 - بَابُ الذِّكْرِ فِي الْكُسُوفِ
رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
• [1067] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ
(2)
رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ، وَقَالَ: "هَذِهِ الْآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلكنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ
(3)
عِبَادَهُ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ
(4)
، وَدُعَائِهِ، وَاسْتِغْفَارِهِ".
(1)
عليه صح.
* [1066][التحفة: خ ت 16639 - خ 17246]
(2)
فراغٌ عليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بِهَا"، ثم رقم لابن عساكر والقابسي.
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ذِكْرِ اللَّهِ".
* [1067][التحفة: خ م س 9045]
14 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الْخُسُوفِ
(1)
قَالَهُ أَبُو مُوسَى، وَعَائِشَةُ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1068] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(2)
زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا
(3)
فَادْعُوا اللَّهَ، وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ"
(4)
.
15 - بَابُ
(5)
قَوْلِ الْإِمَامِ فِي خُطْبَةِ الْكُسُوفِ: أَمَّا بَعْدُ
• [1069] وَقال أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ".
(1)
للأصيلي، وأبي ذر:"فِي الكُسُوفِ".
(2)
للأصيلي: "عَنْ زِيادِ بنِ عِلَاقَةَ".
(3)
كذا للكشميهني في نسخة. وعند أبي ذر عن الحموي، والمستملي، وعليه صح:"رَأَيْتُمُوهَا". وزاد في حاشية البقاعي نسبته للأصيلي.
(4)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. و: "تَنْجَلِيَ" وعليه صح.
* [1068][التحفة: خ م س 11499]
(5)
ليس عند أبي ذر.
* [1069][التحفة: خت 15753]
16 - بَابُ الصَّلَاةِ فِي كُسُوفِ الْقَمَرِ
• [1070] حدثنا مَحْمُودٌ
(1)
، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم فصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
• [1071] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ، وَثَابَ
(4)
النَّاسُ إِلَيْهِ
(5)
، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، فَانْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَإِذَا
(6)
كَانَ ذَاكَ
(7)
فَصَلُّوا وَادْعُوا، حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ" وَذَاكَ
(8)
أَنَّ ابْنًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَاتَ، يُقَالُ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ فِي ذَاكَ
(9)
.
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"مَحْمُودُ بنُ غَيْلَانَ".
(2)
للأصيلي، وأبي الوقت، وأبي ذر:"النبيَّ".
* [1070][التحفة: خ س 11661]
(3)
عليه صح. وعند الأصيلي، وأبي ذر:"النبيَّ".
(4)
ثاب: اجتمعوا، وقيل: جاءوا متواترين بعضهم إثر بعض. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 135).
(5)
لأبي ذر: "إليه الناسُ".
(6)
لأبي ذر: "فَإِذَا".
(7)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ذلك".
(8)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وذلك".
(9)
للأصيلي، وأبي ذر وعليه صح:"في ذلك".
* [1071][التحفة: خ س 11661]
17 - بَابٌ الرَّكْعَةُ
(1)
الْأُولَى
(1)
فِي الْكُسُوفِ أَطْوَلُ
(2)
• [1072] حدثنا
(3)
مَحْمُودٌ
(4)
، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بِهِمْ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي سَجْدَتَيْنِ الْأَوَّلُ
(1)
الْأَوَّلُ
(5)
أَطْوَلُ.
18 - بَابُ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ فِي الْكُسُوفِ
• [1073] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَليدُ
(6)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(7)
ابْنُ نَمِرٍ، سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: جَهَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَبَّرَ فَرَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ:
(1)
عليه صح.
(2)
للحموي والكشميهني في نسخة، ولأبي ذر:"بابٌ الرَكعَةُ الأولى في الكُسوفِ تُطَوَّلُ". ولأبي ذر عن المستملي: "بابُ صبِّ المرأةِ على رأسها الماءَ إذا أطالَ الإمامُ القيامَ في الركعة الأُولَى" هذه الرواية بدل قوله: "بابٌ الركعةُ الأولى في الكسوف أطول" نبه عليه في الفتح والقسطلاني.
(3)
لأبي ذر: "أخبرنا".
(4)
للأصيلي وأبي ذر: "محمودُ بن غَيْلانَ".
(5)
"الْأَوَّل الْأَوَّلُ": هكذا في الفرع الذي بيدنا وبينهما "واو" قد ضرب عليها بالحمرة، وقال: إنها مضروب عليها بالحمرة في اليونينية. وفي رواية ابن عساكر، والأصيلي، وأبي ذر:"الْأُولَى". وفي القسطلاني: "الأُولَى فالأُولَى"، وعزاها لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.
* [1072][التحفة: خ س 17939]
(6)
للأصيلي، وأبي ذر:"ابنُ مُسْلمٍ".
(7)
لأبي ذر، والأصيلي:"حدّثنا" وعليه صح.
"سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" ثُمَّ يُعَاوِدُ الْقِرَاءَةَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَِ
(1)
سَجَدَاتٍ
• [1074] وَقال الْأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ مُنَادِيًا بِالصَّلَاةُ
(2)
جَامِعَةٌ
(3)
فَتَقَدَّمَ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ.
وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ مِثْلَهُ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ أَخُوكَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، مَا صَلَّى إِلَّا رَكْعَتَيْنِ مِثْلَ الصُّبْحِ إِذْ صَلَّى بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: أَجَلْ إِنَّهُ
(4)
أَخْطَأَ السُّنَّةَ.
تَابَعَهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي الْجَهْرِ.
* * *
(1)
"وأَرْبَعِ": كذا بالضبطين في اليونينية في هذه والتي بعدها.
* [1073][التحفة: خ م د س 16528]
(2)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "الصلاةُ".
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قال: مِنْ أجْلِ أنَّهُ".
* [1074][التحفة: خ م س 16511]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
18 - باب
(2)
ما جَاء في سُجودِ القُرآنِ وَسُنَّتِهَا
(3)
• [1075] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّجْمَ بِمَكَّةَ فَسَجَدَ فِيهَا، وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ، غَيْرَ شَيْخٍ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى أَوْ تُرَابٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ
(4)
قُتِلَ
(5)
كَافِرًا.
1 - بَابُ سَجْدَةِ
(6)
تَنْزِيلُ
(6)
السَّجْدَةُِ
(6)
• [1076] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ {الم (1) تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَُ
(7)
، وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}
(8)
.
(1)
ليس عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر عن المستملي: "أبوابُ سجود القرآن".
(3)
للأصيلي: "وَسُنَّتِهِ".
(4)
ليس عند ابن عساكر.
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"بَعْدُ قُتِلَ".
* [1075][التحفة: خ م د س 9180]
(6)
عليه صح.
(7)
رقم على الضبطين لأبي ذر.
(8)
[الإنسان: 1].
* [1076][التحفة: خ م س ق 13647]
2 - بَابُ سَجْدَةِ {ص}
• [1077] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(1)
، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:{ص} لَيْسَ مِنْ عَزَائِمِ
(2)
السُّجُودِ، وَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيهَا.
3 - بَابُ سَجْدَةِ النَّجْمِ
قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1078] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ فَسَجَدَ بِهَا، فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا سَجَدَ، فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ كَفًّا مِنْ حَصًى أَوْ تُرَابٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى وَجْهِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا، فَلَقَدْ
(3)
رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا.
4 - بَابُ سُجُودِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكُ نَجَسٌ لَيْسَ لَهُ وُضُوءٌ
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَسْجُدُ عَلَى وُضُوءٍ
(4)
.
(1)
للأصيلي، وأبي الوقت:"ابنُ زيدٍ". ولأبي ذر: "وهُو: ابنُ زَيدٍ".
(2)
عزائم: مؤكدات. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 80).
* [1077][التحفة: خ د ت س 5988]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"قال عَبْدُ اللَّه: فَلَقَدْ".
* [1078][التحفة: خ م د س 9180]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ". في حاشية نسخة الأصيلي ما نصه: "في نسخة لأبي ذر: وكان ابن عمر يسجد على غير وضوء، وهو الصواب". اهـ من اليونينية.
• [1079] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ بِالنَّجْمِ، وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ.
وَ
(1)
رَوَاهُ ابْنُ طهْمَانَ
(2)
، عَنْ أيُّوبَ.
5 - بَابُ مَنْ قَرَأَ السَّجْدَةَ وَلَمْ يَسْجُدْ
• [1080] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(3)
يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ أَخْبَرهُ، أَنَّهُ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه، فَزَعَمَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّجْمِ، فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا.
6 - بَابُ سَجْدَةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
(4)
• [1081] حدثنا مُسْلِمٌ
(5)
وَمُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَرَأَ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
(4)
فَسَجَدَ
(1)
ليس عند ابن عساكر.
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت في نسخة:"إبْراهِيمُ بن طَهْمانَ".
* [1079][التحفة: خ ت 5996]
(3)
للأصيلي، وأبي الوقت:"حدّثنا".
* [1080][التحفة: خ م د ت س 3733]
(4)
[الانشقاق: 1].
(5)
لأبي ذر: "مُسْلِمُ بنُ إبْراهِيمَ".
بِهَا
(1)
، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلمْ أَرَكَ تَسْجُدُ؟ قَالَ: لَوْ لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ
(2)
لَمْ أَسْجُدْ.
7 - بَابُ مَنْ سَجَدَ لِسُجُودِ الْقَارِئِ
وَقَالَ
(3)
ابْنُ مَسْعُودٍ لِتَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ وَهْوَ غُلَامٌ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ سَجْدَةً، فَقَالَ: اسْجُدْ فَإِنَّكَ إِمَامُنَا فِيهَا
(4)
.
• [1082] حدثنا مُسَدَّدٌ
(5)
، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(6)
، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فِيهَا السَّجْدَةُ، فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ، حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَوْضِعَ جَبْهَتِهِ.
8 - بَابُ ازْدِحَامِ النَّاسِ إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ السَّجْدَةَ
• [1083] حدثنا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ السَّجْدَةَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ مَعَهُ، فَنَزْدَحِمُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا لِجَبْهَتِهِ مَوْضِعًا يَسْجُدُ عَلَيْهِ.
(1)
رقم عليه لأبي الوقت. ولأبي ذر عن الكشميهني، وأبي الوقت:"فِيهَا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر، وأبي الوقت:"سَجَدَ".
* [1081][التحفة: خ م 15426]
(3)
سقط: "وقال ابن مسعود
…
إلى: حدثنا مسدّد" عند الأصيلي.
(4)
رقم عليه للحموي، وأبي ذر.
(5)
"حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ": سقط عند الأصيلي.
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"حدّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ".
* [1082][التحفة: خ م د 8144]
* [1083][التحفة: خ 8068]
9 - بَابُ مَنْ رَأَى أَنَّ اللَّهَ عز وجل لَمْ يُوجِبِ السُّجُودَ
(1)
وَقِيلَ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: الرَّجُلُ يَسْمَعُ السَّجْدَةَ وَلَمْ يَجْلِسْ لَهَا؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ قَعَدَ لَهَا؟! كَأَنَّهُ لَا يُوجِبُهُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ سَلْمَانُ: مَا لِهَذَا غَدَوْنَا.
وَقَالَ عُثْمَانُ رضي الله عنه: إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنِ اسْتَمَعَهَا.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا يَسْجُدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ
(2)
طَاهِرًا، فَإِذَا سَجَدْتَ وَأَنْتَ فِي حَضَرٍ فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، فَإِنْ كُنْتَ رَاكِبًا فَلَا عَلَيْكَ حَيْثُ كَانَ وَجْهُكَ.
وَكَانَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ لَا يَسْجُدُ لِسُجُودِ الْقَاصِّ.
• [1084] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيِّ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ رَبِيعَةُ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ - عَمَّا حَضَرَ رَبِيعَةُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ
(3)
قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَمُرُّ
(4)
بِالسُّجُودِ، فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رضي الله عنه.
(1)
في حاشية البقاعي: "السَّجدةَ" ونسبه لنسخة.
(2)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"لَا تَسْجُدْ إِلَّا أَنْ تَكُونَ".
(3)
لأبي ذر، وعليه صح:"جاءَتِ السَجْدَةُ".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إنَّمَا نَمُرُّ".
وَزَادَ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضِ السُّجُودَ
(1)
إِلَّا أَنْ نَشَاءَ.
10 - بَابُ مَنْ قَرَأَ السَّجْدَةَ فِي الصَّلَاةِ فَسَجَدَ بِهَا
(2)
• [1085] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ
(3)
أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ الْعَتَمَةَ
(4)
فَقَرَأَ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
(5)
فَسَجَدَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: سَجَدْتُ بِهَا خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ فِيهَا حَتَّى أَلْقَاهُ.
11 - بَابُ مَنْ لَمْ يَجِدْ مَوْضِعًا لِلسُّجُودِ
(6)
مِنَ الزِّحَامِ
• [1086] حدثنا صَدَقَةُ
(7)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى
(8)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ السُّورَةَ الَّتِي فِيهَا السَّجْدَةُ، فَيَسْجُدُ
(9)
وَنسْجُدُ
(10)
، حَتَّى مَا يَجِدُ أحَدُنَا مَكَانًا لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَمْ يَفْرِضْ عَلَيْنَا السُّجُودَ".
* [1084][التحفة: خ 10438]
(2)
سقط: "بها" عند الأصيلي.
(3)
لأبي ذر: "حَدَّثَنِي أبي".
(4)
العتمة: عَتَمَة الليل: ظُلْمته. وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العَتَمَة، تسميةً بالوقت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتم).
(5)
[الانشقاق: 1].
* [1085][التحفة: خ م د س 14649]
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"مَعَ الْإِمَامِ مِنَ الزَّحَام".
(7)
بعده لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ابنُ الفَضْلِ".
(8)
بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابنُ سَعِيدٍ".
(9)
لابن عساكر: "وَيَسْجُدُ".
(10)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَنَسْجُدُ مَعَهُ".
* [1086][التحفة: خ م د 8144]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
19 - باب
(2)
ما جَاء في التَّقصِير وَكَم يقيم حتَّى يَقْصُرَ
(3)
؟
• [1087] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ وَحُصَيْنٍ
(4)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ
(5)
صلى الله عليه وسلم تِسْعَةَ عَشَرَ يَقْصُرُ، فَنَحْنُ إِذَا سَافَرْنَا تِسْعَةَ عَشَرَ قَصَرْنَا، وَإِنْ زِدْنَا أَتْمَمْنَا.
• [1088] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، قُلْتُ: أَقَمْتُمْ بِمَكَّةَ شَيْئًا؟ قَالَ: أَقَمْنَا بِهَا عَشْرًا.
1 - بَابُ الصَّلَاةِ بِمِنًى
• [1089] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،
(1)
ليس لأبي ذر.
(2)
لأبي ذر عن المستملي: "أبوابُ التَّقْصِيرِ". ولأبي الوقت: "أبوابُ تَقْصِيرِ الصَّلَاةِ".
(3)
لابن عساكر: "يُقَصِّرَ" بضم الياء وتشديد الصاد عند شيخنا الحافظ المنذري. كذا بهامش الفرع الذي بيدنا.
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر: "رسولُ اللَّهِ".
* [1087][التحفة: خ 6033 - خ د ت ق 6134]
* [1088][التحفة: ع 1652]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
رضي الله عنهما قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَمَعَ عُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ أَتَمَّهَا.
• [1090] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(2)
شُعْبَةُ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم آمَنَ مَا كَانَ
(3)
بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ.
• [1091] حدثنا قُتَيْبَةُ
(4)
، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ
(5)
، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(6)
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: صَلَّى بِنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه بِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَقِيلَ ذَلِكَ
(7)
لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه فَاسْتَرْجَعَ
(8)
، ثُمَّ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ
(9)
رضي الله عنه بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ
(10)
رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ.
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما".
* [1089][التحفة: خ م س 8151]
(2)
للأصيلي: "أخبرنا".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني في نسخة: "كانَتْ".
* [1090][التحفة: خ م د ت س 3284]
(4)
بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابنُ سَعيدٍ".
(5)
بعده لأبي ذر: "ابنُ زيادٍ".
(6)
لابن عساكر، وعليه صح:"حدّثني".
(7)
لأبي ذر، والأصيلي:"في ذَلِكَ".
(8)
فاسترجع: أي قال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون. (انظر: لسان العرب، مادة: رجع).
(9)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"الصدّيق".
(10)
للأصيلي: "مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ".
* [1091][التحفة: خ م د س 9383]
2 - بَابٌ كَمْ أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ
• [1092] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءِ
(1)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ لِصُبْحِ رَابِعَةٍ يُلَبُّونَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، إِلَّا مَنْ مَعَهُ
(2)
الْهَدْيُ
(3)
.
تَابَعَهُ عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرٍ.
3 - بَابٌ فِي كَمْ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ
(4)
؟
وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا
(5)
وَلَيْلَةً سَفَرًا
(6)
.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم يَقْصُرَانِ وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ، وَهْيَ
(7)
سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا
(8)
.
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَنْ كان مَعَهُ".
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"هَدْيٌ".
والهدي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).
* [1092][التحفة: خ م س 6565]
(4)
للأصيلي: "تُقْصَّرُ الصَّلَاةُ". ولأبي ذر، وأبي الوقت:"تُقْصَرُ الصلاةُ" هكذا في الفرع الذي بأيدينا، وفي القسطلاني أن رواية الأصيلي بالتخفيف، ورواية أبي ذر وأبي الوقت بالتشديد، وحرر. ا هـ مصححه.
(5)
عليه صح صح.
(6)
عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"السَّفَر يَوْمًا وَلَيْلَة".
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وهو".
(8)
"وَهْيَ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا": ليس عند ابن عساكر.
• [1093] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ
(1)
، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَكُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُسَافِرِ
(2)
الْمَرْأَةُ ثَلَاثَةَ
(3)
أَيَّامٍ
(4)
إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ".
• [1094] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ ثَلَاثًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ
(6)
". تَابَعَهُ أَحْمَدُ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1095] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(7)
سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنهما
(8)
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لَيْسَ
(9)
مَعَهَا حُرْمَةٌ
(10)
".
(1)
"ابْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ": عليه سقط. وسقط: "ابْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ" عند أبي ذر، والأصيلي.
(2)
"لَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ": راء (تسافرُ) مضمومة في الفرع المكي، وضبطها القسطلاني بالكسر لالتقاء الساكنين.
(3)
عليه صح. وعند (صع)، والأصيلي:"ثَلَاثًا" وعليه صح.
(4)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ".
* [1093][التحفة: خ م 7829]
(5)
لأبي ذر، والأصيلي:"أخبرَني نَافِعٌ".
(6)
للأصيلي وعليه صح: "إلا معها ذو محرم"، وعليه صح. وعند أبي ذر:"إلا ومعها ذو محرم".
* [1094][التحفة: س 7147]
(7)
للأصيلي: "أخبرنا".
(8)
"عنهما": في اليونينية بضمير التثنية.
(9)
عليه صح.
(10)
"حُرْمَةٌ": أي رجل ذو حرمة منها، بنسب أو غير نسب.
تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثيرٍ، وَسُهَيْلٌ، وَمَالِكٌ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
4 - بَابٌ يَقْصُرُ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَوْضِعِهِ
وَخَرَجَ عَلِيٌّ
(1)
عليه السلام فَقَصَرَ وَهْوَ يَرَى الْبُيُوتَ، فَلَمَّا رَجَعَ قِيلَ لَهُ
(2)
: هَذِهِ الْكُوفَةُ! قَالَ: لَا حَتَّى نَدْخُلَهَا.
• [1096] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَنَسٍ
(3)
رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ الظُّهْرَ مَعَ النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي
(5)
الْحُلَيْفَةِ
(6)
رَكْعَتَيْنِ.
• [1097] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتِ: الصَّلَاةُ
(7)
أَوَّلُ
(8)
مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ
(9)
، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَأُتِمَّتْ صَلَاةُ الْحَضَرِ.
* [1095][التحفة: خ م 14323]
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"علي بن أبي طالب".
(2)
ليس عند أبي ذر.
(3)
لأبي ذر، والأصيلي:"أَنَسِ بنِ مالِكٍ".
(4)
لأبي الوقت: "رسولِ اللَّهِ".
(5)
للكشميهني: "وَالْعَصْرَ بِذِي".
(6)
ذي الحليفة: قرية بظاهر المدينة النبوية على طريق مكة، بينها وبين المدينة تسعة أكيال، وتعرف اليوم "بيار علي". (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 103).
* [1096][التحفة: خ م د ت س 166]
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الصَّلَوَاتُ".
(8)
عليه صح.
(9)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"رَكْعَتَانِ".
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: مَا
(1)
بَالُ عَائِشَةَ تُتِمُّ؟! قَالَ: تَأَوَّلَتْ مَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ.
5 - بَابٌ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ
(2)
ثَلَاثًا فِي السَّفَرِ
• [1098] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ.
قَالَ سَالِمٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ
(4)
يَفْعَلُهُ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ.
• [1099] وَزَادَ اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ سَالِمٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمُزْدَلِفَةِ.
قَالَ سَالِمٌ: وَأَخَّرَ ابْنُ عُمَرَ الْمَغْرِبَ، وَكَانَ اسْتُصْرِخَ
(5)
عَلَى امْرَأَتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، فَقُلْتُ
(6)
: الصَّلَاةَُ
(7)
؟ فَقَالَ: سِرْ
(8)
، فَقُلْتُ: الصَّلَاةَُ؟
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"فما".
* [1097][التحفة: خ م س 16439]
(2)
لأبي ذر: "تُصَلَّى الْمَغْرِب".
(3)
للأصيلي: "النبيَّ".
(4)
لأبي ذر: "ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما".
* [1098][التحفة: خ س 6844]
(5)
استصرخ: أتاه الصارخ، وهو المصوت يعلمه بأمر حادث يستعين به عليه، أو ينعى له ميتا، والاستصراخ: الاستغاثة. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: صرخ).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقُلْتُ لَهُ".
(7)
بالوجهين معًا.
(8)
عليه صح.
فَقَالَ: سِرْ، حَتَّى سَارَ مِيلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ يُؤَخِّرُ
(2)
الْمَغْرِبَ فَيُصَلِّيهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ قَلَّمَا يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيمَ الْعِشَاءَ فَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ، وَلَا يُسَبِّحُ
(3)
بَعْدَ الْعِشَاءِ حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.
6 - بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الدَّوَابِّ وَحَيْثُمَا
(4)
تَوَجَّهَتْ بِهِ
(5)
• [1100] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ
(6)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ
(7)
حَيْثُ
(8)
تَوَجَّهَتْ بِهِ.
• [1101] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"رسولَ اللَّهِ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي. وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت في نسخة:"يُقِيمُ". وللمستملي، والكشميهني:"يُعْتِمُ".
(3)
يسبح: التسبيح والسُّبْحَةُ: صلاة النافلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبح).
* [1099][التحفة: خت م 6995]
(4)
لأبي ذر، والأصيلي:"عَلَى الدَّابَّةِ حَيْثُ".
(5)
ليس عند أبي ذر.
(6)
لأبي ذر: "ابنِ رَبِيعَةَ".
(7)
راحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).
(8)
"حَيْثُمَا": ليس عند أبي ذر.
* [1100][التحفة: خ م 5033]
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ وَهُوَ رَاكِبٌ
(1)
فِي
(1)
غَيْرِ الْقِبْلَةِ.
• [1102] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، وَيُخْبِرُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَفْعَلُهُ.
7 - بَابُ الْإِيمَاءِ عَلَى الدَّابَّةِ
• [1103] حدثنا مُوسَى
(2)
، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ أَيْنَمَا تَوَجَّهَتْ
(3)
يُومِئُ
(4)
، وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُهُ.
8 - بَابٌ يَنْزِلُ لِلْمَكْتُوبَةِ
• [1104] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ أَخْبَرَهُ قَالَ: رَأَيْتُ
(1)
عليه صح.
* [1101][التحفة: خ 2588]
* [1102][التحفة: خ 8477]
(2)
بعده لأبي ذر: "ابنُ إسْماعِيلَ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني، وأبي الوقت:"تَوَجَّهَتْ بِهِ".
(4)
يومئ: الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أومأ).
* [1103][التحفة: خ 7213]
رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم وَهْوَ عَلَى الرَّاحِلَةِ يُسَبِّحُ يُومِئُ بِرَأْسِهِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ
(2)
الْمَكْتُوبَةِ.
• [1105] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ سَالِمٌ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ
(3)
يُصَلِّي عَلَى دَابَّتِهِ مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُسَافِرٌ، مَا يُبَالِي حَيْثُ مَا
(4)
كَانَ وَجْهُهُ.
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبِّحُ عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ.
• [1106] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَكْتُوبَةَ نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.
9 - بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الْحِمَارِ
• [1107] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ
(5)
، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيَّ".
(2)
للأصيلي: "فِي صَلاةِ".
* [1104][التحفة: خ م 5033]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي:"ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما".
(4)
ليس عند أبي ذر، وابن عساكر. وعند أبي ذر، والأصيلي ورقم فوقه الكشميهني:"حَيْثُ كَانَ"، وعليه صح.
* [1105][التحفة: خت م د س 6978]
* [1106][التحفة: خ 2588]
(5)
عليه صح.
قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: اسْتَقْبَلْنَا أَنَسًا
(1)
حِينَ قَدِمَ مِنَ الشَّامِ، فَلَقِينَاهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ، فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ
(2)
وَوَجْهُهُ مِنْ ذَا الْجَانِبِ، يَعْنِي: عَنْ يَسَارِ الْقِبْلَةِ، فَقُلْتُ: رَأَيْتُكَ تُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ؟ فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَهُ
(3)
لَمْ أَفْعَلْهُ. رَوَاهُ ابْنُ طَهْمَانَ
(4)
، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ
(5)
رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
10 - بَابُ مَنْ لَمْ يَتَطَوَّعْ فِي السَّفَرِ دُبُرَ
(6)
الصَّلَاةِ
(7)
وَقَبْلَهَا
(8)
• [1108] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(9)
ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ حَدَّثَهُ قَالَ: سَافَرَ
(10)
ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فَقَالَ: صَحِبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فلَمْ أَرَهُ يُسَبِّحُ فِي السَّفَرِ.
وَقال اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
(11)
.
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"أنسَ بنَ مالِكٍ".
(2)
للأصيلي: "عَلَى الحِمَارِ".
(3)
لأبي ذر: "يَفْعَلُهُ".
(4)
لأبي ذر، والأصيلي:"إبْراهِيمُ بنُ طَهْمَانَ".
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"أنسِ بنِ مالِكٍ".
* [1107][التحفة: خ م 232]
(6)
ليس عند ابن عساكر.
(7)
وقع بدل: "الصلاة": "الصلوات".
(8)
رقم فوقها للحموي. وقوله: "دُبُرَ الصَّلَوَاتِ وَقَبْلَهَا" سقطت عند ابن عساكر، والأصيلي، وأبي الوقت، وثبتت عند أبي ذر. ولفظ:"الصلاة" بالإفراد والجمع كما في اليونينية.
(9)
لأبي ذر: "حدّثنا".
(10)
للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وأبي ذر عن الكشميهني:"سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ".
(11)
[الأحزاب: 21].
* [1108][التحفة: خ م د س ق 6693]
• [1109] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ لَا يَزِيدُ فِي السَّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ كَذَلِكَ رضي الله عنهم.
11 - بَابُ مَنْ تَطَوَّعَ فِي السَّفَرِ فِي غَيْرِ دُبُرِ الصَّلَوَاتِ
(1)
وَقَبْلَهَا
وَرَكَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فِي السَّفَرِ
(2)
.
• [1110] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو
(3)
، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: مَا أَنْبَأَ
(4)
أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الضُّحَى غَيْرُ أُمِّ هَانِئٍ، ذَكَرَتْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ اغْتَسَلَ فِي بَيْتِهَا فَصَلَّى ثَمَانَِ
(5)
رَكَعَاتٍ، فَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلَاةً أَخَفَّ مِنْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ.
• [1111] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ
(6)
: أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى السُّبْحَةَ بِاللَّيْلِ فِي السَّفَرِ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ
(7)
.
* [1109][التحفة: خ م د س ق 6693]
(1)
عليه صح. و"الصَّلَوَاتِ": هي بصيغة الإفراد في نسخ صحيحة. وسقط: "في غير دُبُرِ الصَّلَوَاتِ وقَبْلَهَا" عند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. وثبت عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر: "فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ".
(3)
لأبي ذر: "عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ".
(4)
"مَا أَنْبَأَ": كذا في اليونينية، وفي الفرع والقسطلاني:"ما أَنْبَأنا". ولأبي ذر: "مَا أَخْبَرَنَا".
(5)
كذا نون: "ثمانَ"، في اليونينية عليها فتحة وكسرة بدون ياء استغناءً عنها بالكسرة. اهـ قسطلاني. ولأبي ذر:"ثَمَانِيَ"، وعليه صح صح.
* [1110][التحفة: خ م د ت س 18007]
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت في نسخة:"ابنِ رَبيِعَةَ".
(7)
عليه صح. وسقط لفظ: "به" عند الأصيلي.
• [1112] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(1)
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسَبِّحُ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ يُومِئُ بِرَأْسِهِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ.
12 - بَابُ الْجَمْعِ فِي السَّفَرِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ
• [1113] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ إِذَا جَدَّ
(2)
بِهِ السَّيْرُ.
• [1114] وَقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ: عَنِ الْحُسَيْنِ
(3)
الْمُعَلِّمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصرِ إِذَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ
(4)
سَيْرٍ
(5)
، وَيَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.
• [1115] وَعَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ،
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"أخبرنا".
* [1112][التحفة: خ 6847]
(2)
جد: اهتم به وأسرع فيه واجتهد. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: جدد)
* [1113][التحفة: خ م س 6822]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"عَنْ حُسَيْنٍ".
(4)
عليه صح.
(5)
للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وأبي ذر عن الكشميهني:"ظَهْرٍ يَسِيرُ".
* [1114][التحفة: خت 6244]
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يجْمَعُ بَيْنَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ.
وَتابَعَهُ
(1)
عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ وَحَرْبٌ
(2)
، عَنْ يَحْيَى، عَنْ حَفْصٍ، عَنْ أَنَسٍ جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
13 - بَابٌ هَلْ يُؤَذِّنُ أَوْ يُقِيمُ إِذَا جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ؟
• [1116] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ يُؤَخِّرُ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ.
قَالَ سَالِمٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ
(3)
يَفْعَلُهُ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ، وَ (2) يُقِيمُ الْمَغْرِبَ فَيُصَلِّيهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ قَلَّمَا يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيمَ الْعِشَاءَ فَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ وَلَا يُسَبِّحُ بَيْنَهَا
(4)
بِرَكْعَةٍ، وَلَا بَعْدَ الْعِشَاءِ بِسَجْدَةٍ، حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.
• [1117] حدثنا
(5)
إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا
(6)
عَبْدُ الصَّمَدِ
(7)
، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"تَابَعَه"
(2)
ليس عند أبي ذر.
* [1115][التحفة: خ 545]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما".
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"بَيْنَهُما"
* [1116][التحفة: خ س 6844]
(5)
لابن عساكر، وأبي الوقت:"حَدَّثَني".
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"أخبرنا".
(7)
لأبي ذر: "ابنُ عَبْدِ الوَارِثِ".
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ، يَعْنِي: الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ.
14 - بَابٌ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ إِلَى الْعَصْرِ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ
فِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1118] حدثنا حَسَّانُ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ
(1)
الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا، وَإِذَا زَاغَتْ
(2)
صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ.
15 - بَابٌ إِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَمَا زَاغَتِ الشَّمْسُ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ
• [1119] حدثنا قُتَيْبَةُ
(3)
، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، فَإِنْ
(5)
زَاغَتِ
* [1117][التحفة: خ 545]
(1)
تزيغ: تميل للزوال إلى جهة المغرب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 314).
(2)
زاد في حاشية البقاعي: "الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ"، ونسبه لنسخة.
* [1118][التحفة: خ م د س 1515]
(3)
لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"ابنُ سَعِيدٍ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"فَإِذَا".
الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ.
16 - بَابُ صَلَاةِ الْقَاعِدِ
• [1120] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وَهْوَ شَاكٍ
(2)
فَصَلَّى جَالِسًا، وَصَلَّى وَرَاءَهُ قَوْمٌ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنِ اجْلِسُوا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:"إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا".
• [1121] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ
(3)
رضي الله عنه قَالَ: سَقَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ
(4)
فَرَسٍ فَخُدِشَ أَوْ فَجُحِشَ
(5)
شِقُّهُ الْأَيْمَنُ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى قَاعِدًا، فَصَلَّيْنَا
(6)
قُعُودًا، وَقَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا
(7)
وَلَكَ الْحَمْدُ".
* [1119][التحفة: خ م د س 1515]
(1)
سقط: "ابْنُ سَعِيدٍ" عند الأصيلي، وأبي الوقت.
(2)
عليه صح. وعند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"شَاكِي".
* [1120][التحفة: خ د 17156]
(3)
بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابنِ مالِكٍ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح. وعند ابن عساكر: "عَنْ فَرَسٍ".
(5)
فجحش: انْخَدَشَ جِلْدُهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جحش).
(6)
زاد في حاشية البقاعي: "خلفه"، ونسبه لنسخة.
(7)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"اللَّهُمَّ رَبَّنَا".
* [1121][التحفة: خ م س ق 1485]
• [1122] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَأَلَ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
أَخْبَرَنَا
(1)
إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ
(2)
، قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ
(3)
، وَكَانَ مَبْسُورًا
(4)
، قَالَ: سَأَلْتُ
(5)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ قَاعِدًا؟ فَقَالَ: "إِنْ صَلَّى قَائِمًا فَهْوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ".
17 - بَابُ صَلَاةِ الْقَاعِدِ بِالْإِيمَاءِ
• [1123] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ وَكَانَ رَجُلًا مَبْسُورًا - وَقَالَ أَبُو مَعْمَرٍ مَرَّةً: عَنْ عِمْرَانَ
(6)
- قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَهْوَ قَاعِدٌ؟ فَقَالَ: "مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهْوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ
(1)
للمستملي وعليه صح. وللحموي، والكشميهني في نسخة:"وحدّثنا". ولابن عساكر: "وحدّثني". وللكشميهني وعليه صح. وللمستملي في نسخة: "وزاد إسحاق". والرواية التي شرح عليها القسطلاني (ح): "وأخبرنا".
(2)
"أَبِي بُرَيْدَةَ" صوابه: "ابن بريدة" اهـ. من اليونينية.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "الحُصَيْنِ".
(4)
مبسورا: به بواسير، وهي المرض المعروف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بسر).
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت في نسخة:"أَنه سَأَلَ".
* [1122][التحفة: خ د ت س ق 10831]
(6)
لأبي ذر: "ابنِ حُصَيْنٍ".
الْقَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا
(1)
فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ".
قالَ أبو عَبد الله: "نَائِمًا" عِنْدِي مُضْطَجِعًا هَا هُنَا
(2)
.
18 - بَابٌ إِذَا لَمْ يُطِقْ قَاعِدًا صَلَّى عَلَى جَنْبٍ
قَالَ عَطَاءٌ: إِنْ
(3)
لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى الْقِبْلَةِ صَلَّى حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ.
• [1124] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ الْمُكْتِبُ
(5)
، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عنِ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ:"صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ".
19 - بَابٌ إِذَا صَلَّى قَاعِدًا ثُمَّ صَحَّ أَوْ وَجَدَ خِفَّةً تَمَّمَ
(6)
مَا بَقِيَ
وَقَالَ الْحَسَنُ: إِنْ شَاءَ الْمَرِيضُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَائِمًا، وَرَكْعَتَيْنِ قَاعِدًا
(7)
(1)
في حاشية البقاعي: "بإيماءٍ"، ونسبه لنسخة.
(2)
سقط من: "قَالَ
…
إلى هَا هُنَا" عند: أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت. قوله: "قَالَ
…
إلى هَا هُنَا" رقم عليه بـ سقط.
* [1123][التحفة: خ د ت س ق 10831]
(3)
كذا للكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولأبي الوقت:"إذا".
(4)
زاد في حاشية البقاعي: "ابن المباركِ" ونسبه لنسخة.
(5)
لأبي ذر: "المُكَتَّبُ". قال القاضي عياض رحمه الله: المكتب بسكون الكاف. اهـ من اليونينية.
* [1124][التحفة: د ت ق 10832]
(6)
للأصيلي: "يُتَمَّمُ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "يُتِمُّ".
(7)
لأبي ذر: "رَكْعَتَيْنِ قَاعِدًا ورَكْعَتَيْنِ قَائِمًا".
• [1125] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ قَاعِدًا قَطُّ حَتَّى أَسَنَّ، فَكَانَ يَقْرَأُ قَاعِدًا حَتَّى إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ نَحْوًا مِنْ ثَلَاثِينَ آيَةً
(1)
، أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً، ثُمَّ رَكَعَ
(2)
.
• [1126] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ وَأَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي جَالِسًا فَيَقْرَأُ وَهْوَ جَالِسٌ، فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ نَحْوٌ
(3)
مِنْ
(4)
ثَلَاثِينَ
(5)
أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً قَامَ فَقَرَأَهَا وَهْوَ قَائِمٌ، ثُمَّ يَرْكَعُ
(6)
ثُمَّ سَجَدَ، يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ نَظَرَ، فَإِنْ كُنْتُ يَقْظَى تَحَدَّثَ مَعِي، وَإِنْ كُنْتُ نَائِمَةً اضْطَجَعَ
(7)
.
* * *
(1)
سقطت: "آية" الأولى عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.
(2)
لأبي ذر: "يَرْكَعُ".
* [1125][التحفة: خ 17167]
(3)
"نَحْوٌ": بالرفع، وروي "نَحْوًا": بالنصب مفعول به للمصدر، وهو قراءته على أن:"مِنْ" زائدة على قول الأخفش، والمصدر فاعل:"بَقِيَ" مضاف إلى فاعله. اهـ قسطلاني.
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر، والأصيلي:"من ثَلَاثِينَ آية".
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"ثُمَّ ركع"، وعليه صح.
(7)
اضطجع: نام، وقيل: استلقى، ووضع جنبه بالأرض. (انظر: تاج العروس) (21/ 398).
* [1126][التحفة: خ م د ت س 17709]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
20 - باب التَّهَجُّدِ بالليلِ
(2)
وَقَوْلِهِ عز وجل: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}
(3)
• [1127] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ
(4)
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، لَكَ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأرضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، نُورُ
(5)
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
(6)
، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَوْ: لَا إِلَهَ غَيْرُكَ".
(1)
"بسم اللَّه الرحمن الرحيم": ليس عند أبي ذر.
(2)
عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"مِنَ اللَّيْلِ".
(3)
[الإسراء: 79]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "اسْهَرْ بِهِ".
(4)
قيم: القائم بأمور الخلق، ومدبر العالم في جميع أحواله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيم).
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"أَنْتَ نُورُ".
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"وَمَنْ فِيهِنَّ". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ولَكَ الْحَمْدُ أنْتَ مَالِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ". سقط: "وَالأَرْضِ" في هذه الرواية من اليونينية.
قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ: "وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ"
(1)
.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ: سَمِعَهُ
(2)
مِنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1 - بَابُ فَضْلِ قِيَامِ اللَّيْلِ
• [1128] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى
(3)
رُؤْيَا فَأَقُصَّهَا
(4)
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ
(5)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ
(6)
، وَإِذَا فِيهَا أُنَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ لِي: لَمْ تُرَعْ
(7)
، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ،
(1)
لأبي ذر: "وقَالَ عَليُّ بْنُ خَشْرَمٍ: قالَ سُفْيانُ".
(2)
للأصيلي: "سَمِعْتُهُ".
* [1127][التحفة: خ م س ق 5702]
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَنَّي أَرَى".
(4)
كذا لأبي الوقت. وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أَقُصّهَا".
(5)
لأبي ذر: "النبيّ".
(6)
قرنان: القرنان: الدعامتان من البناء، أو خشبتان تمتد عليهما الخشبة التي تعلق فيها البكرة. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 179).
(7)
ترع: الروع: الفزع والمفاجأة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روع).
فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ". فَكَانَ
(1)
بَعْدُ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.
2 - بَابُ طُولِ السُّجُودِ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ
• [1129] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(2)
شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(3)
عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلْكَ صَلَاتَهُ، يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُنَادِي لِلصَّلَاةِ.
3 - بَابُ تَرْكِ الْقِيَامِ لِلْمَرِيضِ
• [1130] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ
• [1131] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: احْتَبَسَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم عَلَى النَّبِيِّ
(5)
صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتِ
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"وكَانَ".
* [1128][التحفة: خ م ق 15805]
(2)
للأصيلي: "حدثنا".
(3)
للأصيلي، وأبي ذر:"حدثني".
* [1129][التحفة: خ 16472]
(4)
زاد في حاشية البقاعي: "ابن قيس" ونسبه لنسخة.
* [1130][التحفة: خ م ت س 3249]
(5)
لأبي ذر، والأصيلي:"عَنِ النَّبِيِّ".
امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبْطَأَ عَلَيْهِ شَيْطَانُهُ، فَنَزَلَتْ {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}
(1)
.
4 - بَابُ تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَلَاةِ
(2)
اللَّيْلِ وَالنَّوَافِلِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ
وَطَرَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ وَعَلِيًّا عليهما السلام لَيْلَةً لِلصَّلَاةِ.
• [1132] حدثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ
(3)
، أَخْبَرَنَا
(4)
عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَيْقَظَ لَيْلَةً فَقَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتْنَةِ؟!
(5)
مَاذَا أُنْزِلَ
(6)
مِنَ الْخَزَائِنِ؟! مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ؟! يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ".
• [1133] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ عليه السلام لَيْلَةً، فَقَالَ:"أَلَا تُصلِّيَانِ؟! "
(1)
[الضحى: 1 - 3].
قلى: القلي: شدة البغض. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 683).
* [1131][التحفة: خ م ت س 3249]
(2)
لأبي ذر، وابن عساكر:"عَلَى قِيَامِ".
(3)
لأبي ذر: "محمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ".
(4)
للأصيلي: "حدثنا".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "الْفِتَنِ".
(6)
للأصيلي: "نَزَلَ".
* [1132][التحفة: خ ت 18290]
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا
(1)
ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ
(2)
شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يَقُولُ:" {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} "
(3)
.
• [1134] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ، وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُبْحَةَ
(4)
الضُّحَى قَطُّ، وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا
(5)
.
• [1135] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ الْقَابِلَةِ
(6)
فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ:"قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ". وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ.
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قُلْتُ".
(2)
في حاشية البقاعي: "إلينا" ونسبه لنسخة.
(3)
[الكهف: 54].
* [1133][التحفة: خ م س 10070]
(4)
سبحة: التسبيح والسُّبْحَةُ: صلاة النافلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبح).
(5)
كذا للأصيلي، ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"لَأَسْتَحِبُّهَا".
* [1134][التحفة: خ م د س 16590]
(6)
لأبي ذر عن المستملي: "الْقَابِلِ".
* [1135][التحفة: خ م د س 16594]
5 - بَابُ
(1)
قِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ
(3)
وَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: حَتَّى
(4)
تَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، وَ
(5)
الْفُطُورُ
(6)
: الشُّقُوقُ، {انْفَطَرَتْ}
(7)
: انْشَقَّتْ.
• [1136] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ
(8)
حَتَّى تَرِمُ
(9)
قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ:"أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا".
6 - بَابُ مَنْ نَامَ عِنْدَ السَّحَرِ
(10)
• [1137] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني في نسخة، والحموي، والمستملي وعليه صح:"باب قيام الليل للنبي صلى الله عليه وسلم". سقط: "الليل" عند ابن عساكر، وأبي الوقت.
(2)
لأبي ذر عن الحموي في نسخة، والمستملي، والكشميهني، وعليه صح، وللأصيلي:"اللَّيْلَ" وعليه صح.
(3)
سقط: "حتى ترم قدماه" عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قَامَ حتَّى". ولأبي ذر عن الكشميهني: "كانَ يَقُومُ حتَّى". وللأصيلي: "قامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتَّى تَتَفَطَّرَ".
(5)
ليس عند أبي ذر.
(6)
لأبي ذر، وابن عساكر:"الفُطُورُ".
(7)
[الانفطار: 1].
(8)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أَوْ لَيُصَلِّي".
(9)
عليه صح. وقوله: "حتى ترمُ" هو بالرفع في الأصول التي بيدنا مصححًا عليه، وجوز القسطلاني فيه الوجهين.
* [1136][التحفة: خ م ت س ق 11498]
(10)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"السَّحُورِ".
دِينَارٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: "أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السلام، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ
(1)
إِلَى اللَّهِ صِيَامُ
(2)
دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا".
• [1138] حَدَّثَنِي
(3)
عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَشْعَثَ، سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتِ: الدَّائِمُ، قُلْتُ: مَتَى كَانَ يَقُومُ؟ قَالَتْ: يَقُومُ
(5)
إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ
(6)
.
• [1139] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ
(7)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَشْعَثِ قَالَ: إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ قَامَ فَصَلَّى.
• [1140] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ذَكَرَ
(1)
عند القابسي: "الصَّوْمِ".
(2)
عند القابسي: "صَوْمُ".
* [1137][التحفة: خ م د س ق 8897]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"حدّثنا".
(4)
لأبي ذر، والأصيلي:"رسُولِ اللَّهِ".
(5)
لأبي ذر: "كانَ يَقُومُ".
(6)
الصارخ: الديك؛ لأنه كثير الصياح في الليل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صرخ).
* [1138][التحفة: خ م د س 17659]
(7)
للأصيلي، وأبي الوقت:"محمدٌ أخْبَرَنَا".
* [1139][التحفة: خ م د س 17659]
أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا، تَعْنِي: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
7 - بَابُ مَنْ تَسَحَّرَ فَلَمْ
(1)
يَنَمْ
(2)
حَتَّى صَلَّى الصُّبْحَ
(3)
• [1141] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(4)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى، قُلْنَا
(5)
لِأَنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: كَقَدْرِ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً.
8 - بَابُ طُولِ الْقِيَامِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ
(6)
• [1142] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: صلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا
* [1140][التحفة: خ م د ق 17715]
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَلَمْ يَنَمْ".
(3)
للمستملي، والحموي:"تَسَحَّرَ ثُمَّ قامَ إلى الصَّلاةِ".
(4)
لأبي ذر: "ابنُ أبي عَرُوبَةَ".
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"فَقُلْنَا".
* [1141][التحفة: خ س 1187]
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بابُ القِيامِ في صَلاةِ اللَّيْلِ". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بابُ طُولِ الصلاةِ في قيامِ اللَّيْلِ".
حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ، قُلْنَا: وَ
(1)
مَا
(2)
هَمَمْتَ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وَأَذَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
• [1143] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ لِلتَّهَجُّدِ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ
(3)
فاهُ بِالسِّوَاكِ.
9 - بَابٌ
(4)
كَيْفَ كَانَ
(5)
صَلَاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ وَكَمْ
(6)
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ
(7)
اللَّيْلِ
(8)
؟
• [1144] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(9)
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي الوقت وعليه صح: "ما هَمَمْتَ".
* [1142][التحفة: خ م تم ق 9249]
(3)
يشوص: يدلك أسنانه وينقيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شوص).
* [1143][التحفة: خ م د س ق 3336]
(4)
لأبي ذر، وأبي الوقت: "بابٌ كَيْفَ صَلاةُ اللَّيلِ و (1) كيفَ كانَ صَلاةُ
…
إلخ". ولأبي ذر عن المستملي: "بابٌ كيفَ صَلاةُ اللَّيلِ وكَيْفَ (2) كانَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بِالليلِ".
................
1 -
كذا ثبت لأبي ذر.
2 -
كذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وله عن الكشميهني:"وكم".
(5)
سقط: "كان" عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت. والتبويب كله عند الأصيلي.
(6)
للقابسي: "وكَيْفَ".
(7)
كذا لأبي الوقت.
(8)
لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"باللَّيْلِ".
(9)
للأصيلي: "أخبرنا".
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قَالَ:"مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ".
• [1145] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ
(1)
صَلَاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَعْنِي: بِاللَّيْلِ.
• [1146] حدثنا
(2)
إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(3)
عُبَيْدُ اللَّهِ
(4)
، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيلِ؟ فَقَالَتْ: سَبْعٌ وَتِسْعٌ وَإِحْدَى عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ
• [1147] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، مِنْهَا الْوِتْرُ وَرَكْعَتَا الْفَجْرِ.
* [1144][التحفة: خ س 6843]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "كانَتْ".
* [1145][التحفة: خ م ت س 6525]
(2)
كذا للأصيلي، ولأبي ذر:"حدثني".
(3)
للأصيلي، وأبي الوقت:"أخبرنا".
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"ابنُ موسَى".
* [1146][التحفة: خ س 17654]
* [1147][التحفة: خ م د س 17448]
10 - بَابُ قِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ وَنَوْمِهِ
(1)
وَمَا نُسِخَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ
(2)
.
(3)
.
قَالَ
(4)
ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: نَشَأَ: قَامَ بِالْحَبَشِيَّة. {(وِطَاءً)}
(5)
قَالَ: مُوَاطَأَةَ الْقُرآنِ
(6)
أَشَدُّ مُوَافَقَةً لِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَقَلْبِهِ، {لِيُوَاطِئُوا}
(7)
: لِيُوَافِقُوا.
• [1148] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا
(8)
رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى
(1)
لأبي ذر: "مِنْ نَوْمِهِ".
(2)
[المزمل: 1 - 7].
(3)
[المزمل: 20].
(4)
لأبي ذر، والأصيلي:"قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَال".
(5)
[المزمل: 6].
(6)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"مُوَاطَأَةً لِلْقُرْآنِ".
(7)
[التوبة: 37].
(8)
لأبي ذر، والأصيلي:"أنسَ بنَ مالِكٍ".
نَظُنَّ أَنْ لَا يَصُومَ مِنْهُ
(1)
، وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا
(2)
يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ، وَلَا نَائِمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ.
تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ.
11 - بَابُ عَقْدِ الشَّيْطَانِ عَلَى قَافِيَةِ
(3)
الرَّأْسِ إِذَا لَمْ يُصَلِّ بِاللَّيْلِ
• [1149] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ
(4)
ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ
(5)
كُلَّ
(6)
عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ
(7)
عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ
(8)
، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ".
• [1150] حدثنا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(9)
، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ،
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"شَيْئًا".
(2)
للأصيلي: "أَنَّهُ لَا".
* [1148][التحفة: خت 680 - خ 682 - خ 742]
(3)
قافية: القافية: القفا. وقيل: قافية الرأس: مؤَخَّره. وقيل: وسطه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفا).
(4)
للحموي، والمستملي:"نائِمٌ".
(5)
عليه صح.
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"عِنْدَ كُلِّ". ولأبي ذر عن المستملي: "عَلَى كُلِّ". وفي القسطلاني: لأبي ذر: "على مَكَانِ كلِّ عقدة". ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"عِنْدَ مَكانِ كُلَّ عقدة".
(7)
عليه صح.
(8)
عليه صح. "عُقْدَةٌ": هو في الفرع الذي بيدنا مضبوط بالإفراد والجمع. قال القاضي عياض: اختلف في عقدة هذه، فوقع في الموطأ لابن وضاح بالجمع:"عُقَدُهُ". وكذا ضبطناه في البخاري، وكلاهما صحيح، والجمع أوجه. اهـ ملخصًا من هامش الفرع الذي بيدنا نقلًا عن اليونينية.
* [1149][التحفة: خ د 13825]
(9)
لأبي ذر، والأصيلي:"إسماعيلُ بنُ عُلَيَّةَ".
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الرُّؤْيَا قَالَ: "أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ
(1)
رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ
(2)
، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ".
12 - بَابٌ إِذَا نَامَ وَلَمْ يُصَلِّ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ
(3)
• [1151] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(4)
مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ مَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ:"بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ".
13 - بَابُ الدُّعَاءِ وَالصَّلَاةِ
(5)
مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ
وَقَالَ
(6)
: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ
(7)
} أَيْ: مَا يَنَامُونَ
(8)
{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
(9)
.
(1)
يثلغ: الثَّلْغُ: الشَّدْخُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثلغ).
(2)
عليه صح.
* [1150][التحفة: خ م ت س 4630]
(3)
قوله: "إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه" كذا للمستملي.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
* [1151][التحفة: خ م س ق 9297]
(5)
لأبي ذر: "في الصلاة".
(6)
لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"وقالَ اللَّهُ عز وجل". وللأصيلي: "وقولِ اللَّهِ عز وجل".
(7)
قوله: "أَيْ {مَا}
…
" إلى: "{يَسْتَغْفِرُونَ} " سقط عند الأصيلي.
(8)
لأبي ذر عن الحموي، ولأبي الوقت وعليه صح:" {مَا يَهْجَعُونَ}: يَنامُونَ". وعند ابن عساكر: " {مَا يَهْجَعُونَ}: مَا يَنامُونَ". وعند الأصيلي: " {يَهْجَعُونَ} الآية". اهـ من هامش الفرع الذي بيدنا.
(9)
[الذاريات: 17، 18]. وقوله: " {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} " سقطت هذه الجملة عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح.
• [1152] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى
(1)
كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ ".
14 - بَابُ مَنْ نَامَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَحْيَا آخِرَهُ
وَقَالَ سَلْمَانُ
(2)
لِأَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنهما: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: قُمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ سَلْمَانُ".
• [1153] حدثنا أَبُو الْوَليدِ
(3)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها كَيْفَ
(4)
صَلَاةُ النَّبِيِّ
(5)
صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ وَيَقُومُ آخِرَهُ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذنُ وَثَبَ، فَإِنْ كَانَ
(6)
بِهِ حَاجَةٌ اغْتَسَلَ، وَإِلَّا تَوَضَّأَ وَخَرَجَ.
(1)
"عز وجل": وعليه صح.
* [1152][التحفة: ع 13463 - خ م د ت س 15241]
(2)
"وَقالَهُ سَلْمَانُ": على "قالَهُ" تضبيب.
(3)
لأبي ذر: "قال أَبُو الْوَليدِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ".
(4)
لأبي الوقت وعليه صح: "كَيْفَ كَانَ"، وللأصيلي:"كيف كانَتْ".
(5)
لأبي ذر: "رسُولِ اللَّهِ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "كانَتْ".
* [1153][التحفة: خ تم س 16029]
15 - بَابُ قِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ
(1)
فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ
• [1154] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها: كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ، وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي".
• [1155] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ جَالِسًا، حَتَّى إِذَا كَبِرَ قَرَأَ جَالِسًا، فَإِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ السُّورَةِ ثَلَاثُونَ
(2)
أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً قَامَ فَقَرَأَهُنَّ ثُمَّ رَكَعَ.
(1)
كذا للكشميهني. سقط "بالليل" لأبي ذر في نسخة عن الحموي والمستملي.
* [1154][التحفة: خ م د ت س 17719]
(2)
للأصيلي: "ثَلَاثُونَ آيَةً".
* [1155][التحفة: خ م 17308]
16 - بَابُ فَضْلِ الطُّهُورِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَفَضْلِ
(1)
الصَّلَاةِ
(2)
بَعْدَ
(3)
الْوُضُوءِ
(4)
بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
• [1156] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: "يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ؟! "، قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ
(5)
أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ
(6)
أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ
(7)
أُصَلِّيَ.
قالَ أبو عَبد الله: دَفَّ نَعْلَيْكَ، يَعْنِي: تَحْرِيكَ
(8)
.
17 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّشْدِيدِ فِي الْعِبَادَةِ
• [1157] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ
(9)
بْنِ صُهَيْبٍ،
(1)
كذا لأبي ذر والكشميهني.
(2)
كذا للكشميهني.
(3)
للكشميهني: "عند".
(4)
كذا للكشميهني، وأبي الوقت. وللكشميهني:"الطُّهُورِ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَنْ لَمْ".
(6)
"فِي سَاعَةِ لَيْلٍ": كذا ضبطت ساعة بكسرة واحدة في اليونينية، وضبطها الحافظ ابن حجر والعيني والسيوطي بالتنوين.
(7)
لأبي ذر: "إلَيَّ أن".
(8)
قوله: "قال أبو عبد اللَّه
…
إلى: تحرِيكَ" ليس عند ابن عساكر. سقط: "قال أبو عبد اللَّه
…
إلى: تحرِيكَ" عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح. هكذا في هامش الأصل، وفي الصلب نسبة السقوط لابن عساكر.
* [1156][التحفة: خ م س 14928]
(9)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"حدثنا عبدُ العزِيزِ".
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ
(1)
، فَقَالَ:"مَا هَذَا الْحَبْلُ؟ " قَالُوا
(2)
: هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ، فَإِذَا فَتَرَتْ
(3)
تَعَلَّقَتْ
(4)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا، حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ
(5)
، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ".
• [1158] قال: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَنْ هَذِهِ؟ " قُلْتُ
(6)
: فُلَانَةُ، لَا تَنَامُ بِاللَّيْلِ
(7)
، فَذُكِرَ
(8)
مِنْ صَلَاتِهَا، فَقَالَ: "مَهْ، عَلَيْكُمْ مَا
(9)
تُطِيقُونَ مِنَ الْأَعْمَالِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا".
18 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ تَرْكِ قِيَامِ اللَّيْلِ لِمَنْ كَانَ يَقُومُهُ
• [1159] حدثنا
(4)
عَبَّاسُ
(4)
بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرٌ
(10)
، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ،
(1)
الساريتين: مثنى السارية، وهي العمود. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود) (6/ 5).
(2)
للأصيلي: "فقَالُوا".
(3)
فترت: ضعفت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فتر).
(4)
عليه صح.
(5)
للأصيلي: "بِنَشَاطِهِ".
* [1157][التحفة: خ م س ق 1033]
(6)
للأصيلي: "فقُلْتُ".
(7)
لأبي ذر، والأصيلي:"اللَّيْلَ".
(8)
لأبي ذر عن الحموي: "يُذْكَرُ"، ولأبي ذر عن المستملي:"تَذْكُرُ".
(9)
لأبي الوقت: "بِمَا". هذا منقول من الفرع وليس في اليونينية.
* [1158][التحفة: خت 17171]
(10)
لأبي ذر، والأصيلي:"ابنُ إسْمَاعِيل".
وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(1)
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ
(2)
فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ".
• [1160] وَقال هِشَامٌ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(3)
يَحْيَى، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ مِثْلَهُ
(4)
.
وَتَابَعَهُ
(5)
عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ.
19 - بَابٌ
• [1161] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ
(6)
صلى الله عليه وسلم: "أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟! "، قُلْتُ: إِنِّي أَفْعَلُ ذَلِكَ، قَالَ: "فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ
(1)
لأبي ذر: "حدثنا"، وللأصيلي:"أخبرنا".
(2)
لأبي ذر، ولأبي الوقت ورقم فوقه لـ (ح):"مِنَ الليلِ".
* [1159][التحفة: خ م س ق 8961]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي:"حدثنا".
(4)
لأبي ذر، وأبي الوقت وعليه صح:"بِهذَا مِثْلَهُ".
(5)
لأبي ذر: "تَابَعَهُ".
* [1160][التحفة: خ م س ق 8961]
(6)
لأبي ذر: "رسولُ اللَّهِ".
ذَلِكَ هَجَمَتْ
(1)
عَيْنُكَ وَنَفِهَتْ
(2)
نَفْسُكَ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ حَقٌّ
(3)
، وَلِأَهْلِكَ حَقٌّ
(4)
، فَصُمْ وَأفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ".
20 - بَابُ فَضْل مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى
(2)
• [1162] حدثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ
(5)
، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ
(6)
، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ
(7)
، قَالَ: حَدَّثَنِي
(8)
عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ تَعَارَّ
(9)
مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
(10)
، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ
(11)
، فَإِنْ تَوَضَّأَ
(12)
قُبِلَتْ صَلَاتُهُ".
(1)
لأبي ذر: "إِذَا فَعَلْتَ هَجَمَتْ".
هجمت: غارت ودخلت في موضعها. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: هجم).
(2)
عليه صح. نفهت: أعيت وكَلَّت. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: نفه)
(3)
عليه تضبيب، وصح. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"حقًّا".
(4)
لأبي ذر، وأبي الوقت وعليه صح:"حقًّا".
* [1161][التحفة: خ م ت س ق 8635]
(5)
"ابنُ الفَضْلِ": ليس عند أبي ذر.
(6)
لأبي ذر: "هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ".
(7)
لأبي ذر: "حَدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ". وللأصيلي: "أَخْبَرَنا الْأَوْزَاعِيُّ".
(8)
لأبي ذر، والأصيلي:"حَدّثنا".
(9)
تعار: استيقظ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرر).
(10)
قوله: "ولا إله إلا اللَّه". سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.
(11)
عليه صح، وللأصيلي:"اسْتُجِيبَ لَهُ".
(12)
لأبي ذر، وأبي الوقت وعليه صح:"تَوضأَ وَصَلَّى".
* [1162][التحفة: خ د ت س ق 5074]
• [1163] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وَهْوَ يَقْصُصُ
(1)
فِي قَصَصِهِ، وَهْوَ يَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَخًا لَكُمْ لَا يَقُولُ الرَّفَثَ، يَعْنِي بِذَلِكَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ:
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ
…
إِذَا
(2)
انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا
(3)
الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا
…
بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي
(4)
جَنْبَهُ عَن فِرَاشِهِ
…
إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ الْمَضَاجِعُ
تَابَعَهُ عُقَيْلٌ، وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ وَالْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
• [1164] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كأَنَّ بِيَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ
(5)
، فَكَأَنِّي لَا أُرِيدُ مَكَانًا مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ إِلَيْهِ، وَرَأَيْتُ كَأَنَّ اثْنَيْنِ
(6)
أَتَيَانِي أَرَادَا أَنْ يَذْهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَتَلَقَّاهُمَا مَلَكٌ فَقَالَ: لَمْ تُرَعْ، خَلِّيَا عَنْهُ. فَقَصَّتْ
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"يَقُصُّ".
(2)
كذا لأبي الوقت. وله: "كَمَا انْشَقَّ".
(3)
كذا لأبي الوقت. وله: "أَنَارَ".
(4)
يجافي: يباعد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جفا).
* [1163][التحفة: خ 14804]
(5)
إستبرق: هو ما غَلُظَ من الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: إستبرق).
(6)
لأبي الوقت: "آتِيَيْنِ".
حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى رُؤْيَايَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ". فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ.
• [1165] وَكَانُوا لَا يَزَالُونَ يَقُصُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيَا أَنَّهَا فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَتْ
(1)
فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا
(2)
فَلْيَتَحَرَّهَا مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ".
21 - بَابُ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ
• [1166] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - هُوَ: ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ - قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: صَلَّى النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ صَلَّى
(4)
ثَمَانَ
(5)
رَكَعَاتٍ، وَرَكْعَتَيْنِ جَالِسًا، وَرَكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءَيْنِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدَعْهُمَا
(6)
أَبَدًا.
* [1164][التحفة: خ م ت س 7514 - خ م ت س 15803]
(1)
لأبي ذر وعليه صح، ولـ (طع):"تَوَاطَأَتْ".
(2)
"مُتَحَرِّيها": كذا في اليونينية ياء "متحريها" ساكنة. كذا بهامش الفرع الذي بيدنا، ومثله في القسطلاني.
* [1165][التحفة: خ م ت س 7563]
(3)
للأصيلي: "رسولُ اللَّهِ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَصَلَّى".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "ثَمَانِيَ".
(6)
"يَدَعْهُمَا": هو هكذا بسكون العين في اليونينية.
قال القسطلاني: وهو بدل من الفعل قبله. اهـ.
* [1166][التحفة: خ 16396]
22 - بَابُ الضِّجْعَةِ
(1)
عَلَى الشِّقِّ الْأَيْمَنِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ
• [1167] حدثنا
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ.
23 - بَابُ مَنْ تَحَدَّثَ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ وَلَمْ يَضْطَجِعْ
• [1168] حدثنا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حَدَّثَنِي، وَإِلَّا اضْطَجَعَ حَتَّى يُؤْذَنَ
(3)
بِالصَّلَاةِ.
24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّطَوُّعِ مَثْنَى مَثْنَى
وَيُذْكَرُ
(4)
ذَلِكَ عَنْ عَمَّارٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَنَسٍ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالزُّهْرِيِّ رضي الله عنهم.
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر، والأصيلي:"حدثني".
* [1167][التحفة: خ 16396]
(3)
"يُؤْذَنَ": هو هكذا بهذا الضبط في الفرع، وضبطه في الفتح "يُؤَذَّنَ"، كذا في القسطلاني. ولأبي ذر عن الكشميهني:"نُودِيَ".
يُؤذن: الإيذان: الإعلام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أذن)
* [1168][التحفة: خ م د ت 17711]
(4)
لأبي الوقت وعليه صح في نسخة: "قالَ: ويُذْكَر". وفي نسخة، ولأبي ذر، والأصيلي:"قالَ محمَّدٌ".
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: مَا أَدْرَكْتُ فُقَهَاءَ أَرْضِنَا إِلَّا يُسَلِّمُونَ فِي كُلِّ اثْنَتَيْنِ
(1)
مِنَ النَّهَارِ.
• [1169] حدثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ، كَمَا
(3)
يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: "إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ
(4)
، ثُمَّ لِيَقُل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي، وَمَعَاشِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي، وَمَعَاشِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي
(5)
، قَالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ".
• [1170] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِيٍّ الْأنْصَارِيَّ رضي الله عنه
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "اثْنَيْنِ".
(2)
للأصيلي: "النبيُّ".
(3)
لأبي ذر، والأصيلي:"كُلَّهَا كَمَا".
(4)
للأصيلي: "فَرِيضَةٍ".
(5)
عليه صح. في بعض الأصول زيادة: "به" بعد: "أَرْضِنِي".
* [1169][التحفة: خ د ت س ق 3055]
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ
(1)
فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ".
• [1171] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(2)
مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ.
• [1172] حدثنا ابْنُ بُكَيْرٍ
(3)
، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ.
• [1173] حدثنا آدَمُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(4)
شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا
(5)
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ: "إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، أَوْ قَدْ خَرَجَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "المَجْلِسَ".
* [1170][التحفة: ع 12123 - خ م د 12147]
(2)
كذا لابن عساكر.
* [1171][التحفة: خ 209]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي:"يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ".
* [1172][التحفة: خ 6883]
(4)
لأبي ذر، والأصيلي:"حدثنا".
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"حدثنا".
* [1173][التحفة: خ م س 2549]
• [1174] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفٌ
(1)
، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي مَنْزِلِهِ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ دَخَلَ الْكَعْبَةَ، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ فَأَجِدُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ، وَأَجِدُ بِلَالًا عِنْدَ
(2)
الْبَابِ قَائِمًا، فَقُلْتُ: يَا بِلَالُ صَلَّى
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَأَيْنَ؟ قَالَ: بَيْنَ هَاتَيْنِ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ
(4)
، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكعَتَيْنِ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ.
قالَ أبو عَبد الله
(5)
: قَالَ
(6)
أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَوْصَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم برَكْعَتَيِ الضُّحَى.
وَقَالَ عِتْبَانُ
(7)
: غَدَا
(8)
عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ
(9)
صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بَعْدَمَا امْتَدَّ النَّهَارُ، وَصفَفْنَا وَرَاءَهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ.
(1)
"سَيْفُ بنُ سُلَيْمانَ المكيُّ": كذا في اليونينية من غير رقم عليه.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح، ولابن عساكر:"عَلَى الْبَابِ".
(3)
للكشميهني: "أَصَلَّى".
(4)
الأسطوانتين: مثنى أُسْطُوانة، وهي السارية مثل العمود لكن العمود من حجر واحد. (انظر: الذيل على النهاية، مادة: أسطوانة).
(5)
"قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ": ليس عند ابن عساكر. سقط: "قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ" عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.
(6)
لأبي ذر، والأصيلي وعليه صح:"وقال".
(7)
لأبي ذر، والأصيلي:"عِتْبَانُ بنُ مالِكٍ".
(8)
غدا: الغدو: سير أول النهار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).
(9)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"النبيُّ".
* [1174][التحفة: خ م د س ق 2037]
25 - بَابُ الْحَدِيثِ يَعْنِي
(1)
: بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ
• [1175] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ أَبُو النَّضْرِ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حَدَّثَنِي، وَإِلَّا اضْطَجَعَ، قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ بَعْضَهُمْ يَرْوِيهِ: رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ؟ قَالَ سُفْيَانُ: هُوَ ذَاكَ.
26 - بَابُ تَعَاهُدِ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَمَنْ سَمَّاهُمَا
(3)
تَطَوُّعًا
• [1176] حدثنا بَيَانُ
(4)
بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ
(5)
تَعَاهُدًا
(6)
عَلَى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ.
27 - بَابُ مَا يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ؟
• [1177] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
(1)
سقط: "يَعْنِي" عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح.
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"قال أَبُو النَّضْرِ حدّثني عَنْ أبي سَلَمَةَ".
* [1175][التحفة: خ م د ت 17711]
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي. ولأبي الوقت وعليه صح: "سَمَّاهَا".
(4)
عليه صح.
(5)
"منه": الأولى ساقطة عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت. مكررة في الأصل أصل السماع.
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"منه".
* [1176][التحفة: خ م د س 16321]
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ يُصَلِّي إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصُّبْحِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
• [1178] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. خ
(1)
، وَحَدَّثَنَا
(2)
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ: ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: هَلْ قَرَأَ بِأُمِّ الْكِتَابِ
(3)
؟!
28 - بَابُ التَّطَوُّعِ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ
• [1179] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا
(4)
نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ، فَأَمَّا الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ فَفِي بَيْتِهِ.
قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ: بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي أَهْلِهِ.
* [1177][التحفة: خ د س 17150]
(1)
"خ": هكذا منقوطة في اليونينية، وفي القسطلاني أنها مهملة لتحويل السند.
(2)
لأبي ذر: "قال: وحدثنا".
(3)
لأبي ذر عن الحموي، ولأبي الوقت وعليه صح:"بِأُمَّ القُرْآنِ".
* [1178][التحفة: خ م د س 17913]
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"أَخْبَرَنِي".
تَابَعَهُ كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ وَأَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ
(1)
.
• [1180] وَحَدَّثَتْنِي أُخْتِي حَفْصَةُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ
(2)
خَفِيفَتَيْنِ بَعْدَمَا يَطْلُعُ الْفَجْرُ، وَكَانَتْ سَاعَةً لَا أَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا. تَابَعَهُ كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ وَأَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ.
وقَالَ
(3)
ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ: بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي أَهْلِهِ.
29 - بَابُ مَنْ لَمْ يَتَطَوَّعْ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ
• [1181] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ جَابِرًا، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا، قُلْتُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ وَعَجَّلَ الْعَصْرَ، وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ؟ قَالَ: وَأَنَا أَظُنُّهُ.
(1)
قوله: "قَالَ ابْنُ أَبِي الزَّنَادِ
…
" إلى "عَنْ نَافِعٍ" ليس عند ابن عساكر. قوله: "قَالَ ابْنُ أَبِي الزَّنَادِ
…
" إلى "عَنْ نَافِعٍ" مكرر عند الجميع. كذا بهامش الفرع الذي بيدنا.
* [1179][التحفة: خ م 8164]
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "رَكْعَتَيْنِ".
(3)
يقدم "وقال ابن أبي الزناد
…
" على قوله: "تابعه
…
" عند أبي ذر، والأصيلي.
* [1180][التحفة: خ م ت س ق 15801]
(4)
للأصيلي: "النبيَّ".
* [1181][التحفة: خ م د س 5377]
30 - بَابُ صَلَاةِ الضُّحَى فِي السَّفَرِ
• [1182] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ تَوْبَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَتُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَعُمَرُ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَأَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا إِخَالُهُ
(1)
.
• [1183] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ: مَا حَدَّثَنَا أَحَدٌ أَنَّهُ
(2)
رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرُ
(3)
أُمِّ هَانِئٍ، فَإِنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دخَلَ بَيْتَهَا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى ثَمَانِيَ
(4)
رَكَعَاتٍ، فَلَمْ أَرَ صَلَاةً قَطُّ أَخَفَّ مِنْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ.
31 - بَابُ مَنْ لَمْ يُصَلِّ الضُّحَى وَرَآهُ وَاسِعًا
• [1184] حدثنا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(5)
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ
(1)
عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"أَخَالُهُ". قال ابن الأثير: "إخاله" تكسر الهمزة وتفتح والكسر أكثر، والفتح أقيس. اهـ من اليونينية.
إخاله: أظنه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خيل).
* [1182][التحفة: خ 7465]
(2)
عليه صح.
(3)
لم يضبط "غير" في اليونينية، وضبطها في الفرع والفتح كالقسطلاني: بالضم، وكذا هو بالضم في اليونينية في "باب من تطوَّع في السفر".
(4)
للأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"ثَمَانَ".
* [1183][التحفة: خ م د ت س 18007]
(5)
للأصيلي: "أخبرنا".
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى، وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا.
32 - بَابُ صَلَاةِ الضُّحَى فِي الْحَضَرِ
قَالَهُ عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1185] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا
(2)
شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْجُرَيْرِيُّ
(3)
هُوَ: ابْنُ فَرُّوخٍ
(4)
، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ.
• [1186] حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنصَارِيَّ
(5)
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - وَكَانَ ضَخْمًا - لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ الصَّلَاةَ مَعَكَ، فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا فَدَعَاهُ إِلَى بَيْتِهِ، وَنَضَحَ
(6)
لَهُ طَرَفَ حَصِيرٍ بِمَاءٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ
(7)
فُلَانُ بْنُ
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"النبيَّ".
* [1184][التحفة: خ 16621]
(2)
كذا لابن عساكر. ولأبي ذر، والأصيلي:"حدثنا".
(3)
لأبي ذر: "هُوَ الْجُرَيْرِيُّ".
(4)
قوله: "هُوَ ابْن فَرُّوخٍ" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.
* [1185][التحفة: خ م س 13618]
(5)
سقط: "الأنصاري" عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.
(6)
نضح: النضح: الرش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضح).
(7)
لأبي ذر: "فَقالَ".
فُلَانِ بْنِ جَارُودٍ
(1)
لِأَنَسٍ رضي الله عنه: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ فَقَالَ
(2)
مَا رَأَيْتُهُ صَلَّى غَيْرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
33 - بَابٌ الرَّكْعَتَانِ
(3)
قَبْلَ الظُّهْرِ
• [1187] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
(4)
، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: حَفِظْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ رَكَعَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، كَانَتْ
(5)
سَاعَةً لَا يُدْخَلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا
(6)
.
• [1188] حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ وَطَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
• [1189] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ
(6)
.
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"الْجَارُودِ".
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"قال".
* [1186][التحفة: خ د 234]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وابن عساكر وعليه صح:"الرَّكْعَتَينِ".
(4)
لأبي ذر: "هو ابْنُ زَيْدٍ". وللأصيلي: "حمَّادٌ عَنْ أيُّوبَ".
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"وَكانَتْ".
(6)
عليه صح.
* [1187][التحفة: خ ت 7534]
* [1188][التحفة: خ م ت س ق 15801]
تَابَعَهُ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَعَمْرٌو، عَنْ شُعْبَةَ.
34 - بَابُ الصَّلَاةِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ
• [1190] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ - قَالَ فِي الثَّالِثَةِ - لِمَنْ شَاءَ" كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً.
• [1191] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ
(2)
، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيَّ، قَالَ: أَتَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ فَقُلْتُ: أَلَا أُعْجِبُكَ
(3)
مِنْ أَبِي تَمِيمٍ؟ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ! فَقَالَ عُقْبَةُ: إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ
(5)
: فَمَا يَمْنَعُكَ الْآنَ؟ قَالَ: الشُّغْلُ.
35 - بَابُ صَلَاةِ النَّوَافِلِ جَمَاعَةً
ذَكَرَهُ أَنَسٌ وَعَائِشَةُ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
* [1189][التحفة: خ د س 17599]
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"عَنْ عبدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ".
* [1190][التحفة: خ د 9660]
(2)
لأبي ذر: "هُوَ المُقْرِئُ".
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"أُعَجِّبُكَ".
(4)
لأبي ذر، والأصيلي:"النبيَّ".
(5)
لأبي ذر: "فَقُلْتُ".
* [1191][التحفة: خ س 9961]
• [1192] حَدَّثَنِي
(1)
إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا
(2)
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِهِ
(3)
مِنْ بِئْرٍ كَانَتْ
(4)
فِي دَارِهِمْ.
• [1193] فَزَعَمَ مَحْمُودٌ أَنَّهُ سَمِعَ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصارِيَّ رضي الله عنه، وَكَانَ مِمَّنْ
شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كُنْتُ
(6)
أُصَلِّي لِقَوْمِي بِبَنِي سَالِمٍ
(7)
،
وَكَانَ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وَادٍ إِذَا جَاءَتِ الْأَمْطَارُ فَيَشُقُّ
(8)
عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ قِبَلَ
مَسْجِدِهِمْ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَنْكَرْتُ
(9)
بَصَرِي، وَإِنَّ الْوَادِيَ
الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمِي يَسِيلُ إِذَا جَاءَتِ الْأَمْطَارُ فَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ، فَوَدِدْتُ
أَنَّكَ تَأْتِي فَتُصَلِّي مِنْ بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى
(10)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم: "سَأَفْعَلُ" فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بَعْدَمَا اشْتَدَّ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ: "أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ
(11)
مِنْ
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"حدثنا".
(2)
لأبي ذر، والأصيلي:"أخبرنا".
(3)
مجة مجها في وجهه: رشة من الماء رشها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فمه في وجهه؛ يداعبه بذلك. (انظر: منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري)(1/ 178).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كَانَ".
* [1192][التحفة: خ م س ق 9750]
(5)
لأبي ذر، والأصيلي:"النبيَّ".
(6)
للكشميهني: "إِنِّي كُنْتُ".
(7)
لأبي ذر: "بَنِي سَالِمٍ".
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَشَقَّ".
(9)
للأصيلي: "فَقُلْتُ إِنِّي أَنْكَرْتُ".
(10)
في حاشية البقاعي: "مسجدًا" ونسبه لنسخة.
(11)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَنْ نُصَلَّيَ".
بَيْتِكَ؟ " فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ
(1)
فِيهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ وَصَفَفْنَا وَرَاءَهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ وَسَلَّمْنَا
(2)
حِينَ سَلَّمَ، فَحَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرٍ يُصْنعُ لَهُ، فَسَمِعَ أَهْلُ الدَّارِ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي فَثَابَ
(4)
رِجَالٌ مِنْهُمْ، حَتَّى كَثُرَ الرِّجَالُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: مَا فَعَلَ مَالِكٌ لَا أَرَاهُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: ذَاكَ مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَقُلْ ذَاكَ، أَلَا تَرَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ؟ " فَقَالَ
(5)
: اللَّهُ وَرَسُولَهُ أَعْلَمُ، أَمَّا
(6)
نَحْنُ فَوَاللَّهِ لَا نَرَى
(7)
وُدَّهُ وَلَا حَدِيثَهُ إِلَّا إِلَى الْمُنَافِقِينَ، قَالَ
(8)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ" قَالَ مَحْمُودٌ
(9)
: فَحَدَّثْتُهَا قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ
(10)
صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ بِأَرْضِ الرُّومِ، فَأَنْكَرَهَا عَلَيَّ أَبُو أَيُّوبَ قَالَ
(11)
: وَاللَّهِ مَا أَظُنُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا قُلْتَ قَطُّ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيَّ، فَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ
(12)
إِنْ سَلَّمَنِي حَتَّى أَقْفُلَ مِنْ
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"يُصَلَّيَ".
(2)
لأبي الوقت وعليه صح: "فسَلَّمْنا".
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"أنَّ رسُولَ اللَّهِ".
(4)
فثاب: اجتمعوا، وقيل: جاءوا متواترين بعضهم إثر بعض. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 135).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فقالوا".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وعليه صح، ولأبي الوقت:"إنَّمَا".
(7)
في نسخة وعليه صح: "مَا نَرَى".
(8)
لأبي ذر، والأصيلي:"فقال".
(9)
لأبي ذر، والأصيلي:"مَحْمودُ بنُ الرَّبِيعِ".
(10)
للأصيلي: "النبيَّ".
(11)
لأبي ذر، والأصيلي:"وقال".
(12)
ليس عند أبي ذر. ولأبي ذر ولأبي الوقت وعليه صح: "فجَعَلْتُ للَّهِ إِنْ".
غَزْوَتِي
(1)
أَنْ أَسْأَلَ عَنْهَا عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه إِنْ وَجَدْتُهُ حَيًّا فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ، فَقَفَلْتُ فَأَهْلَلْتُ
(2)
بِحَجَّةٍ أَوْ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ سِرْتُ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بَنِي سَالِمٍ، فَإِذَا عِتْبَانُ شَيخٌ أَعْمَى يُصَلِّي لِقَوْمِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ
(3)
سَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَأَخْبَرْتُهُ مَنْ أَنَا، ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثَنِيهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.
36 - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي الْبَيْتِ
• [1194] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ
(4)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا".
تَابَعَهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ.
* * *
(1)
لأبي ذر عن المستملي: "عَنْ غَزْوَتِي"
(2)
فأهللت: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد: الإحرام. (انظر: لسان العرب، مادة: هلل).
(3)
للأصيلي: "من صَلَاتِهِ".
* [1193][التحفة: خ م س ق 9750]
(4)
"وَعُبَيْدِ اللَّهِ": عليه صح.
* [1194][التحفة: خ م 7527]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
21 - باب فَضلِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ والمدِينَة
• [1195] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ
(2)
، عَنْ قَزَعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ رضي الله عنه أَرْبَعًا
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَي عَشْرَةَ غَزْوَةً. خ.
• [1196] حدثنا
(4)
عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ
(5)
إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى".
• [1197] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ رَبَاحٍ، وَعُبَيْدِ
(6)
اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
(1)
"بسم اللَّه الرحمن الرحيم": كذا لأبي ذر وعليه صح.
(2)
بعده لأبي ذر، والأصيلي:"ابنُ عُمَيْرٍ".
(3)
"أربعًا": هي الآتية قريبًا في: "باب مسجد بيت المقدس".
* [1195][التحفة: خ م ت س ق 4279]
(4)
لأبي ذر، وابن عساكر:"وحدّثنا".
(5)
تشد الرحال: كناية عن السفر. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(3/ 64).
* [1196][التحفة: خ م د س 13130]
(6)
عليه صح صح.
أَنَّ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم قَالَ: "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ".
1 - بَابُ مَسْجِدِ قُبَاءٍ
• [1198] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(2)
، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ لَا يُصَلِّي مِنَ الضُّحَى إِلَّا فِي يَوْمَيْنِ يَوْمٍَ
(3)
يَقْدَمُ بِمَكَّةَ
(4)
، فَإِنَّهُ كَانَ يَقْدَمُهَا ضُحًى فَيطُوفُ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ الْمَقَامِ، وَيَوْمٍَ
(5)
يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَأْتِيهِ كُلَّ سَبْتٍ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَرِهَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ حَتَّى يُصَلِّيَ فِيهِ.
قَالَ
(6)
: وَكَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُهُ رَاكِبًا وَمَاشِيًا.
• [1199] قال
(7)
: وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا
(6)
أَصْنَعُ كَمَا رَأَيْتُ أَصْحَابِي يَصْنَعُونَ،
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"رَسُولَ اللَّهِ".
* [1197][التحفة: خ م ت س ق 13464]
(2)
لأبي ذر: "هو الدَّوْرَقِيُّ".
(3)
كذا بالضبطين وعليه معا. ولأبي ذر، والأصيلي، وعليه صح "يَوْمَ".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مَكَّةَ".
(5)
كذا بالضبطين وعليه: (معا). ولأبي ذر، والأصيلي، وعليه صح:"وَيَوْمَ".
(6)
عليه صح.
* [1198][التحفة: خ م 7532]
(7)
سقط: "قال" عند أبي ذر.
وَلَا أَمْنَعُ أَحَدًا أَنْ يُصَلِّيَ
(1)
فِي أَيِّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، غَيْرَ أَلَّا تَتَحَرَّوْا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا.
2 - بَابُ مَنْ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ كُلَّ سَبْتٍ
• [1200] حدثنا
(2)
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه
(3)
يَفْعَلُهُ.
3 - بَابُ إِتْيَانِ مَسْجِدِ قُبَاءٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا
(4)
• [1201] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
(5)
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي قُبَاءً
(6)
رَاكِبًا وَمَاشِيًا.
زَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ: فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ.
(1)
"أَنْ صلَّى": بفتح الهمزة وكسرها. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"صلَّى".
* [1199][التحفة: خ م 7532]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(3)
زاد لأبي ذر، والأصيلي:"ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما".
* [1200][التحفة: خ 7220]
(4)
لأبي ذر: "رَاكِبًا ومَاشِيًا".
(5)
زاد للأصيلي: "ابنُ سَعِيدٍ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"مَسْجِدَ قُبَاءٍ".
* [1201][التحفة: خت م د 7941 - خ م د 8148]
4 - بَابُ فَضْلِ مَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ
• [1202] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ".
• [1203] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ
(2)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي"
(3)
.
5 - بَابُ مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
• [1204] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعْتُ
(4)
قَزَعَةَ مَوْلَى زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ بِأَرْبَعٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْجَبْنَنِي وَآنَقْنَنِي
(5)
، قَالَ: "لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ
(6)
يَوْمَيْنِ إِلَّا مَعَهَا
(7)
زَوْجُهَا
* [1202][التحفة: خ م س 5300]
(1)
زاد لأبي ذر، والأصيلي:"ابنِ عُمَرَ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أنَّ النَّبِيَّ".
(3)
"وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي": ليس عند أبي ذر. وهو ساقط عند أبي ذر في الأصل، وثابت في الحاشية، وذكر أنه في نسخة. اهـ. من اليونينية.
* [1203][التحفة: خ م 12267]
(4)
للأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"قَالَ: سَمِعْتُ".
(5)
آنقنني: أعجبنني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنق).
(6)
عليه صح.
(7)
لأبي ذر، ولأبي الوقت في نسخة:"إِلَّا وَمَعَهَا".
أَوْ ذُو مَحْرَمٍ، وَلَا صَوْمَ فِي يَوْمَيْنِ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاتَيْنِ، بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ، وَلَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدِي".
* * *
* [1204][التحفة: خ م ت س ق 4279]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
22 - باب استِعَانَةِ الْيَدِ فِي الصَّلَاةِ إِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الصَّلَاةِ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: يَسْتَعِينُ الرَّجُلُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ جَسَدِهِ بِمَا شَاءَ. وَوَضَعَ أَبُو إِسْحَاقَ قَلَنْسُوَتَهُ
(2)
فِي الصَّلَاةِ وَرَفَعَهَا.
وَوَضَعَ عَلِيٌّ رضي الله عنه كَفَّهُ عَلَى رُسْغِهِ الْأَيْسَرِ، إِلَّا
(3)
أَنْ يَحُكَّ جِلْدًا، أَوْ يُصْلِحَ ثَوْبًا.
• [1205] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها وَهِيَ خَالَتُهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ عَلَى عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ - أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ - ثُمَّ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ، فَمَسَحَ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ
(4)
، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ آيَاتٍ
(5)
خَوَاتِيمَ
(6)
سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ
(7)
مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي،
(1)
سقطت البسملة عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(2)
قلنسوته: لباس للرأس مختلف الأنواع والأشكال. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: قلس).
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"بِيَدِيْهِ".
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"الْعَشْرَ الآيَاتِ".
(6)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"خواتِمَ".
(7)
شن: قرية بالية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا بِيَدِهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.
1 - بَابُ مَا يُنْهَى
(1)
مِنَ الْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ
• [1206] حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ فِي الصَّلَاةِ فَيَرُدُّ عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، وَقَالَ: "إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا
(2)
".
• [1207] حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ
(3)
، حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
* [1205][التحفة: خ م د تم س ق 6362]
(1)
زاد لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"عَنْهُ".
(2)
عليه صح، ولأبي الوقت، وفي نسخة أخرى:"لَشُغْلًا".
* [1206][التحفة: خ م د س 9418]
(3)
زاد لأبي ذر، والأصيلي:"السُّلُولِيُّ".
* [1207][التحفة: خ م د س 9418]
• [1208] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عِيسَى
(1)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: إِنْ كُنَّا لَنَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُكَلِّمُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ بِحَاجَتِهِ حَتَّى نَزَلَتْ:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ}
(2)
الْآيَةَ، فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ
(3)
.
2 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالْحَمْدِ فِي الصَّلَاةِ لِلرِّجَالِ
• [1209] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ
(4)
رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصْلِحُ بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ
(5)
وَحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ بِلَالٌ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنهما فَقَالَ: حُبِسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَؤُمُّ النَّاسَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ شِئْتُمْ، فَأَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ، فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَصلَّى، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي الصُّفُوفِ يَشُقُّهَا
(6)
شَقًّا حَتَّى قَامَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِالتَّصْفِيحِ
(7)
، قَالَ
(8)
سَهْلٌ: هَلْ تَدْرُونَ مَا التَّصفِيحُ؟ هُوَ التَّصْفِيقُ،
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"هُوَ ابنُ يُونُسَ".
(2)
[البقرة: 238]. وبعده لأبي ذر، وأبي الوقت:"والصَّلاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ". وللأصيلي: "والصلاة الوسطى
…
الآيَةَ".
(3)
"فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ": عليه سقط.
* [1208][التحفة: خ م د ت س 3661]
(4)
لأبي ذر، والأصيلي:"عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ".
(5)
لأبي ذر، والأصيلي:"ابْنِ الْحَارِثِ".
(6)
في نسخة أخرى، وعليه صح:"يُشَقَّقُهَا".
(7)
لابن عساكر: "في التَّصْفِيحِ".
التصفيح: التصفيح والتصفيق واحد، وهو من ضرب صفحة الكف على صفحة الكف الآخر. انظر:(النهاية في غريب الحديث، مادة: صفح).
(8)
لأبي ذر، وأبي الوقت، وعليه صح:"فقال".
وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا الْتَفَتَ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّفِّ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى
(1)
وَرَاءَهُ، وَتَقَدَّمَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى.
3 - بَابُ مَنْ سَمَّى قَوْمًا أَوْ سَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِهِ مُوَاجَهَةً
(3)
وَهْوَ لَا يَعْلَمُ
• [1210] حدثنا عَمْرُو بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ
(4)
، عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَقُولُ التَّحِيَّةُ فِي الصَّلَاةِ وَنُسَمِّي، وَيُسَلِّمُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ
(5)
لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ".
(1)
القهقرى: المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قهقر).
(2)
لأبي الوقت، وابن عساكر:"فتَقَدَّم".
* [1209][التحفة: خ م 4717]
(3)
كذا للحموي والكشميهني. وسقط عند الأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(4)
لأبي ذر: "العَمَّيُّ".
(5)
عليه صح.
* [1210][التحفة: خ ق 9240]
4 - بَابٌ
(1)
التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ
• [1211] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ".
• [1212] حدثنا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا
(2)
وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيحُ
(3)
لِلنِّسَاءِ".
5 - مَنْ رَجَعَ الْقَهْقَرَى فِي صَلَاتِهِ
(4)
أَوْ تَقَدَّمَ بِأَمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ
رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1213] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ يُونُسُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَا هُمْ
(5)
فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يُصَلِّي بِهِمْ، فَفَجَأَهُمُ
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها،
(1)
بالضبطين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.
* [1211][التحفة: خ م د س ق 15141]
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"حدّثنا".
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"والتَّصْفِيقُ".
* [1212][التحفة: خ 4686]
(4)
لأبي ذر، وعليه صح:"في الصَّلاةِ".
(5)
قوله: "بيْنَا هُم". عليه صح.
(6)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، صح:"فَفَجِئَهُم". هذا هو الصواب.
فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ، فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَنَكَصَ
(1)
أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى عَقِبَيْهِ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِمْ فَرَحًا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَأَوْهُ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا، ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ وَأَرْخَى السِّتْرَ، وَتُوُفِّيَ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
6 - بَابٌ إِذَا دَعَتِ الْأُمُّ وَلَدَهَا فِي الصَّلَاةِ
• [1214] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ
(2)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم: "نَادَتِ امْرَأَةٌ ابْنَهَا وَهْوَ فِي صَوْمَعَةٍ
(4)
، قَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، قَالَ
(5)
: اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي؟ قَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي؟ قَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي؟ قَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا يَمُوتُ جُرَيْجٌ حَتَّى يَنْظُرَ فِي وَجْهِ
(6)
الْمَيَامِيسِ
(7)
. وَكَانَتْ تَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ رَاعِيَةٌ تَرْعَى الْغَنَمَ، فَوَلَدَتْ، فَقِيلَ لَهَا: مِمَّنْ هَذَا الْوَلَدُ؟! قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ؛
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَنَكَسَ".
فنكص: النكوص: الرجوع إلى وراء. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: نكص).
* [1213][التحفة: خ 1565]
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ رَبِيعَةَ".
(3)
للأصيلي: "النبيُّ".
(4)
عليه صح، ولأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، ولأبي الوقت في نسخة:"صَوْمَعَتِهِ".
صومعة: الصومعة: منار الراهب ومتعبده. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 46).
(5)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"فقال".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وُجُوهِ".
(7)
المياميس: ج. المومسة: الفاجرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مومس).
نَزَلَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ. قَالَ جُرَيْجٌ: أَيْنَ هَذِهِ الَّتِي تَزْعُمُ أَنَّ وَلَدَهَا لِي؟! قَالَ
(1)
: يَا بَابُوسُ
(2)
مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: رَاعِيَ الْغَنَمِ".
7 - بَابُ مَسْحِ الْحَصَا
(3)
فِي الصَّلَاةِ
• [1215] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَيْقِيبٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ قَالَ:"إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً".
8 - بَابُ بَسْطِ الثَّوْبِ فِي الصَّلَاةِ لِلسُّجُودِ
• [1216] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا غَالِبٌ
(4)
، عَنْ بَكْرِ بْنِ
(5)
عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ وَجْهَهُ مِنَ الْأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَهُ، فَسَجَدَ عَلَيْهِ.
9 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْعَمَلِ فِي الصَّلَاةِ
• [1217] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
(1)
عليه صح، ولابن عساكر:"قَالُوا".
(2)
بابوس: الصبي الرضيع (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بابوس).
* [1214][التحفة: خت 13637]
(3)
لأبي ذر في نسخة، ولأبي ذر وعليه صح:"الحَصَاةِ".
* [1215][التحفة: ع 11485]
(4)
لأبي ذر: "غَالِبٌ القَطَّان".
(5)
عليه صح.
* [1216][التحفة: ع 250]
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ أَمُدُّ رِجْلِي
(1)
فِي قِبْلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي
(2)
فَرَفَعْتُهَا
(3)
، فَإِذَا قَامَ مَدَدْتُهَا
(4)
.
• [1218] حدثنا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةً قَالَ
(5)
: "إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي، فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ
(6)
الصَّلَاةَ عَلَيَّ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَعَتُّهُ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ
(7)
حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا
(8)
إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عليه السلام: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي. فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا
(9)
".
ثُمَّ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: فَذَعَتُّهُ: بِالذَّالِ، أَيْ: خَنَقْتُهُ، وَفَدَعَّتُّهُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ:{يَوْمَ يُدَعُّونَ}
(10)
أَيْ: يُدْفَعُونَ، وَالصَّوَابُ: فَدَعَتُّهُ، إِلَّا أَنَّهُ كَذَا قَالَ، بِتَشْدِيدِ الْعَيْنِ وَالتَّاءِ
(11)
.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"رِجْلَيَّ".
(2)
غمزني: طعن بإصبعه فيَّ. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 135).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"فَرَفَعْتُهُمَا".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي، وأبي الوقت:"مَدَدْتُهُما".
* [1217][التحفة: خ م د س 17712]
(5)
كذا لابن عساكر. ولأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فَقَالَ".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَقْطَعُ".
(7)
سارية: عمود. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(6/ 5).
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أوْ تَنْظُرُوا".
(9)
خاسيًا: ذليلًا صاغرًا، وقيل: مبعدًا. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 246).
(10)
[الطور: 13].
(11)
قوله: "ثم قال النضر" إلى: "العين والتاء" سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.
* [1218][التحفة: خ م س 14384]
10 - بَابٌ إِذَا انْفَلَتَتِ الدَّابَّةُ فِي الصَّلَاةِ
وَقَالَ قَتَادَةُ: إِنْ أُخِذَ ثَوْبُهُ يَتْبَعُ السَّارِقَ وَيَدَعُ الصَّلَاةَ.
• [1219] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: كُنَّا بِالْأَهْوَازِ
(1)
نُقَاتِلُ الْحَرُورِيَّةَ
(2)
، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى جُرُفِ
(3)
نَهَرٍ إِذَا رَجُلٌ
(4)
يُصَلِّي، وَإِذَا لِجَامُ دَابَّتِهِ بِيَدِهِ، فَجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تُنَازِعُهُ، وَجَعَلَ يَتْبَعُهَا
(5)
- قَالَ شُعْبَةُ: هُوَ أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ - فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ افْعَلْ بِهَذَا الشَّيْخِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الشَّيْخُ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكُمْ، وَإِنِّي غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ غَزَوَاتٍ، أَوْ سَبْعَ غَزَوَاتٍ، أَوْ ثَمَانَ
(6)
، وَشَهِدْتُ تَيْسِيرَهُ، وَإِنِّي أَنْ
(7)
كُنْتُ أَنْ
(1)
الأهواز: سبع كور بين البصرة وفارس لكل كورة منها اسم. (انظر: إرشاد الساري)(2/ 357).
(2)
الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء، وهو موضع قريب من الكوفة، كان أول مجتمعهم وتحكيمهم فيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرر).
(3)
عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"حَرْفِ".
جرف: ما جرفته السيول وأكلته من الأرض. انظر: (المصباح المنير، مادة: جرف).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إِذْ جَاءَ رَجُلٌ".
(5)
"يَتَّبِعُهَا"، "يَتْبَعُهَا": هكذا ضبطت التاء من "يتبعها" في الفرع الذي بيدنا.
(6)
"ثمانِيَ": وبعده صح، لأبي ذر عن الحموي والمستملي. ولأبي ذر عن الكشميهني:"ثمانيًا".
(7)
"أَنْ كُنْتُ"، "إِنْ كُنْتُ": هكذا في اليونينية همزة "إِنْ" مكسورة ومفتوحة، وكذا ضبطها القسطلاني بالكسر على أنها شرطية، والفتح على أنها مصدرية.
أُرَاجِعَ
(1)
مَعَ دَابَّتِي أَحَبُّ
(2)
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدَعَهَا تَرْجِعُ إِلَى مَأْلَفِهَا
(3)
فَيَشُقُّ
(4)
عَلَيَّ.
• [1220] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ
(5)
صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةٍ
(6)
أُخْرَى، ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى
(7)
قَضَاهَا وَسَجَدَ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الثَّانِيَةِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُهُ، حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُ
(8)
أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا
(9)
مِنَ الْجَنَّةِ - حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ - وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ
(10)
بَعْضُهَا بَعْضًا - حِينَ
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، وابن عساكر:"أَنْ أَرْجِعَ".
(2)
عليه صح.
(3)
مألفها: موضعها الذي ألفته. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 31).
(4)
كذا بالضبطين معًا، وعليه صح.
* [1219][التحفة: خ 11593]
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"رسولُ اللَّهِ".
(6)
لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"سُورَةً".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر، والأصيلي:"حِينَ".
(8)
عليه صح، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"رَأَيْتُهُ". في الجمع بين الصحيحين للحميدي رحمه الله: "حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُنِي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ" وهو الصواب. كذا في اليونينية.
(9)
قطفا: عنقودا. وهو اسم لكل ما يُقطف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قطف).
(10)
يحطم: يأكل. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 192).
رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ - وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ وَهْوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ
(1)
".
11 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْبُصَاقِ وَالنَّفْخِ فِي الصَّلَاةِ
وَيُذْكَرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: نَفَخَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سُجُودِهِ فِي كُسُوفٍ
(2)
.
• [1221] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً
(3)
فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَتَغَيَّظَ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قِبَلَ أَحَدِكُمْ، فَإِذَا كَانَ
(4)
فِي صَلَاتِهِ فَلَا يَبْزُقَنَّ - أَوْ قَالَ لَا يَتَنَخَّمَنَّ
(5)
". ثُمَّ نَزَلَ فَحَتَّهَا
(6)
بِيَدِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: إِذَا بَزَقَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْزُقْ عَلَى يَسَارِهِ
(7)
.
(1)
السوائب: جمع سائبة، وهي الناقة التي كانت تسيب في الجاهلية لنذر ونحوه فلا تركب ولا تمنع من كلإ. (انظر: لسان العرب، مادة: سيب).
* [1220][التحفة: خ م د س ق 16692]
(2)
عليه صح. ولابن عساكر، وعليه صح:"في الْكُسُوفِ".
(3)
نخامة: النخامة: البزقة التي تخرج من أقصى الحلق ومن مخرج الخاء المعجمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نخم).
(4)
لأبي الوقت في نسخة، وأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"إذَا كَانَ".
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، ولابن عساكر في نسخة، وأبي الوقت، وعليه صح:"يتَنَخَّعَنَّ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَحَكَّهَا".
فحتها: أي: حَكَّهَا. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: حتت).
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَنْ يَسَارِهِ".
* [1221][التحفة: خ م د 7518]
• [1222] حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ
(1)
رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلَا يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ شِمَالِهِ؛ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى".
12 - بَابٌ مَنْ صَفَّقَ جَاهِلًا مِنَ الرِّجَالِ فِي صَلَاتِهِ لَمْ تَفْسُدْ صَلَاتُهُ
فِيهِ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه
(2)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
13 - بَابٌ إِذَا قِيلَ لِلْمُصَلِّي تَقَدَّمْ أَوِ انْتَظِرْ فَانْتَظَرَ فَلَا بَأْسَ
• [1223] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ عَاقِدُو
(3)
أُزْرِهِمْ
(4)
مِنَ الصِّغَرِ عَلَى رِقَابِهِمْ
(5)
، فَقِيلَ لِلنِّسَاءِ: "لَا تَرْفَعْنَ
(6)
رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا".
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"أنَسِ بنِ مَالِكٍ".
* [1222][التحفة: خ م 1261]
(2)
سقط: "سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ" عند الأصيلي.
(3)
لأبي الوقت: "عَاقِدِي". هو هكذا في اليونينية على أنه خبر كانوا محذوفة. أفاده القسطلاني.
(4)
"أُزْرِهِم": كذا هو بسكون الزاي في اليونينية.
(5)
لأبي ذر: "عَلَى رِقَابِهِمْ مِنَ الصَّغَرِ".
(6)
عليه صح.
* [1223][التحفة: خ م د س 4681]
14 - بَابٌ لَا يَرُدُّ السَّلَامَ فِي الصَّلَاةِ
• [1224] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ فِي الصَّلَاةِ فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَجَعْنَا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، وَقَالَ
(1)
: "إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا
(2)
".
• [1225] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَانْطَلَقْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَقَدْ قَضَيْتُهَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ
(4)
، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَيَّ أَنِّي
(5)
أَبْطَأْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي أَشَدُّ مِنَ الْمَرَّةِ الْأُولَى، ثُمَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ فَقَالَ
(6)
: "إِنَّمَا مَنَعَنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ أَنِّي كُنْتُ أُصَلِّي". وَكَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ
(7)
مُتَوَجِّهًا إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ.
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قال".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"لَشُغْلًا".
* [1224][التحفة: خ م د س 9418]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي:"النبيُّ".
(4)
عليه سقط وبعده صح.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَنْ أَبْطَأْتُ".
(6)
عليه صح. وللقابسي: "وقال" وعليه صح.
(7)
راحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).
* [1225][التحفة: خ م 2477]
15 - بَابُ رَفْعِ الْأَيْدِي فِي الصَّلَاةِ لِأَمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ
• [1226] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءٍ كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ، فَخَرَجَ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَحُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ حُبِسَ، وَقَدْ حَانَتِ الصَّلَاةُ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ شِئْتَ
(1)
. فَأَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فكَبَّرَ
(2)
لِلنَّاسِ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي الصُّفُوفِ يَشُقُّهَا شَقًّا حَتَّى قَامَ فِي
(3)
الصَّفِّ، فَأَخَذَ النَّاسُ فِي التَّصْفِيحِ - قَالَ سَهْلٌ: التَّصْفِيحُ: هُوَ التَّصْفِيقُ - قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ الْتَفَتَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَشَارَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدَهُ
(4)
فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى وَرَاءَهُ حَتَّى قَامَ فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى
(5)
لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا لَكُمْ حِينَ نَابَكُمْ
(6)
شَيْءٌ
(7)
فِي الصَّلَاةِ أَخَذْتُمْ بِالتَّصْفِيحِ؟! إِنَّمَا التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ، مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَقُلْ:
(1)
لأبي ذر عن الحموي: "إِنْ شِئْتُمْ".
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"وَكَبَّرَ النَّاسُ".
(3)
لأبي ذر عن الحموى والمستملي: "مِنَ الصَّفَّ".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"يَدَيْهِ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وَصَلَّى".
(6)
نابكم: أصابكم. (انظر: إرشاد الساري)(10/ 254).
(7)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر:"نَابَكُمْ فِي الصَّلَاةِ".
سُبْحَانَ اللَّهِ"، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ
(1)
لِلنَّاسِ
(2)
حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ
(3)
؟ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا كَانَ يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
16 - بَابُ الْخَصْرِ
(4)
فِي الصَّلَاةِ
• [1227] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: نُهِيَ عَنِ الْخَصْرِ فِي الصَّلَاةِ.
وَقَالَ هِشَامٌ وَأَبُو هِلَالٍ: عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
(5)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1228] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ
(6)
: نُهِيَ
(7)
أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا
(8)
.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَنْ تُصَلَّيَ حِينَ أَشَرْتُ".
(2)
ليس عند أبي ذر عن الكشميهني.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حَيْثُ أَشَرْتُ عَلَيْكَ".
* [1226][التحفة: خ م 4717]
(4)
الخصر: وسط الإنسان. (انظر: عون المعبود)(3/ 158).
(5)
للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم".
* [1227][التحفة: خ 14418]
(6)
عليه صح.
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قال: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم".
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مُخَصَّرًا".
* [1228][التحفة: خ 14551]
17 - بَابٌ يُفْكِرُ
(1)
الرَّجُلُ
(2)
الشَّيْءَ
(3)
فِي الصَّلَاةِ
وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنِّي لَأُجَهِّزُ جَيْشِي وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ.
• [1229] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ، هُوَ: ابْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ سَرِيعًا دَخَلَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ وَرَأَى مَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مِنْ تَعَجُّبِهِمْ لِسُرْعَتِهِ، فَقَالَ: "ذَكَرْتُ وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ تِبْرًا
(4)
عِنْدَنَا، فَكَرِهْتُ أَنْ يُمْسِيَ أَوْ يَبِيتَ عِنْدَنَا فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ".
• [1230] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرٍ
(5)
، عَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أُذِّنَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ (2) ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ (2) أَدْبَرَ، فَإِذَا سَكَتَ أَقْبَلَ، فَلَا يَزَالُ بِالْمَرْءِ يَقُولُ لَهُ اذْكُرْ مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى لَا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى".
(1)
عليه صح. ولأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح:"بابُ تَفَكُّرِ الرَّجُلِ". "بابٌ يُفَكَّرُ الرجلُ": هذه الرواية من النسخ المعتمدة في يدنا.
(2)
عليه صح.
(3)
للأصيلي: "في الشَّيءِ"، ولابن عساكر:"شَيْئًا".
(4)
تبرا: التَّبْر: الذهب والفضة قبل أن يُضْربا دنانير ودراهم، وقد يُطلق التبر على غيرهما من المعدنيات، كالنحاس والحديد والرصاص، وأكثر اختصاصه بالذهب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تبر).
* [1229][التحفة: خ س 9906]
(5)
زاد في حاشية البقاعي: "ابن رَبيعة" ونسبه لنسخة.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِذَا فَعَلَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ
(1)
فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهْوَ قَاعِدٌ. وَسَمِعَهُ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
• [1231] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(2)
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: يَقُولُ النَّاسُ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ! فَلَقِيتُ رَجُلًا فَقُلْتُ: بِمَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَارِحَةَ فِي الْعَتَمَةِ
(3)
؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. فَقُلْتُ: لَمْ تَشْهَدْهَا؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: لَكِنْ أَنَا أَدْرِي، قَرَأَ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا.
* * *
(1)
لأبي ذر: "ذَلِكَ أحَدُكُم".
* [1230][التحفة: خ 13633]
(2)
لأبي ذر، والأصيلي:"أخبرنا".
(3)
العتمة: عَتَمَة الليل: ظُلْمته. وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العَتَمَة، تسميةً بالوقت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتم).
* [1231][التحفة: خ 13022]
بسم الله الرحمن الرحيم
23 - باب مَا جَاءَ فِي السَّهوِ إِذَا قَامَ مِنْ رَكعتَي الفَريضَة
(1)
• [1232] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
(2)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: صلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ مِنْ بَعْضِ الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يَجْلِسْ فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ - وَنَظَرْنَا تَسْلِيمَهُ - كَبَّرَ قَبْلَ التَّسْلِيمِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهْوَ جَالِسٌ، ثُمَّ سَلَّمَ.
• [1233] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ مِنِ اثْنَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ لَمْ يَجْلِسْ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ.
1 - بَابٌ إِذَا صَلَّى خَمْسًا
• [1234] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ،
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، ولأبي الوقت عن أبي ذر، وعليه صح:"الْفَرْضِ".
(2)
"ابن أنس": ليس عند أبي ذر.
(3)
"عبد الرحمن": سقطَ عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.
* [1232][التحفة: ع 9154]
* [1233][التحفة: ع 9154]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقِيلَ لَهُ: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ
(1)
: "وَمَا ذَاكَ؟ " قَالَ
(2)
: صَلَّيْتَ خَمْسًا! فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ.
2 - بَابٌ إِذَا سَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ أَوْ فِي ثَلَاثٍ فَسَجَدَ
(3)
سَجْدَتَيْنِ مِثْلَ سُجُودِ الصَّلَاةِ أَوْ أَطْوَلَ
• [1235] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَقَصَتْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:"أَحَقٌّ مَا يَقُولُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ
(5)
، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.
قَالَ سَعْدٌ: وَرَأَيْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى مِنَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فَسَلَّمَ وَتَكَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى مَا بَقِيَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وَقَالَ: هَكَذَا فَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
3 - بَابُ
(6)
مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ
وَسَلَّمَ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ وَلَمْ يَتَشَهَّدَا، وَقَالَ قَتَادَةُ: لَا يَتَشَهَّدُ.
(1)
للأصيلي: "قال".
(2)
في بعض الأصول: "قَالُوا".
* [1234][التحفة: ع 9411]
(3)
للأصيلي، وأبي ذر، وأبي الوقت:"سَجَدَ".
(4)
للأصيلي: "رسولُ اللَّه".
(5)
عليه صح. و"أُخْرَاوَيْنِ": عليه صح؛ لابن عساكر، وأبي الوقت.
* [1235][التحفة: خ د ت س 14449 - خ د س 14952]
(6)
ليس عند أبي ذر.
• [1236] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ
(1)
بْنُ أَنَسٍ
(2)
، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنِ اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَُصُِرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ.
• [1237] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ تَشَهُّدٌ؟ قَالَ
(4)
: لَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
4 - بَابُ مَنْ
(5)
يُكَبِّرُ فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ
• [1238] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ - قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَكْبَرُ
(6)
ظَنِّي الْعَصْرَ
(7)
- رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ،
(1)
للأصيلي: "مالِكٌ عَنْ أَيُّوبَ".
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر: "وقال".
* [1236][التحفة: خ د ت س 14449]
(4)
لأبي الوقت: "فقال".
* [1237][التحفة: خ د 14468]
(5)
سقط: "مَنْ" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(6)
"أَكْثَرُ"، "أَكْبَرُ": هي بالباء الموحدة، والثاء المثلثة. اهـ. قسطلاني.
(7)
عليه صح. و"الْعَصْرُ": لأبي ذر وعليه صح.
وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ فَقَالُوا: أَقَُصُِرَتِ
(1)
الصَّلَاةُ؟! وَرَجُلٌ يَدْعُوهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذُو الْيَدَيْنِ
(2)
فَقَالَ: أَنَسِيتَ أَمْ
(3)
قَصُرَتْ؟ فَقَالَ: "لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ
(4)
". قَالَ: بَلَى، قَدْ نَسِيتَ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَكَبَّرَ، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَكَبَّرَ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ.
• [1239] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ
(5)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَينَةَ الْأَسْدِيِّ
(6)
حَلِيفِ بَنِي
(7)
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ - وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ - فَلَمَّا أَتَمَّ صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ فَكَبَّرَ
(8)
فِي كُلِّ سَجْدَةٍ وَهْوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، وَسَجَدَهُمَا النَّاسُ مَعَهُ مَكَانَ مَا نَسِيَ مِنَ الْجُلُوسِ.
(1)
"أَقَصُرَت"، "أَقُصِرَت": هي هكذا بالضبطين في فرع اليونينية الذي بيدنا، وكذا في القسطلاني.
(2)
عليه صح. و"ذَا الْيَدَيْنِ": عليه صح؛ لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.
(3)
لأبي الوقت: "أَوْقَصُرَتْ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "تَقْصُرْ".
* [1238][التحفة: خ 14580]
(5)
للأصيلي، وابن عساكر:"اللَّيْثُ".
(6)
"الأسْدِي": بسكون السين، وأصله الأزدي نسبة إلى الأزد. قسطلاني.
(7)
"بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ": قال في الفتح: قد تقدم في: "باب من لم ير التشهد الأوّل واجبا" أن قول من قال فيه: "حليف بني عبد المطلب" وَهْمٌ، وأن الصواب:"حليف بني المطلب" بإسقاط "عبد". اهـ.
(8)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"يُكَبَّرُ".
تَابَعَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ فِي التَّكْبِيرِ.
5 - بَابٌ إِذَا لَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهْوَ جَالِسٌ
• [1240] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتَوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ
(1)
ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ الْأَذَانَ، فَإِذَا قُضِيَ الْأَذَانُ
(2)
أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ
(3)
بِهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ
(4)
بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا - مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ - حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ
(5)
يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى - ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا - فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهْوَ جَالِسٌ".
* [1239][التحفة: ع 9154]
(1)
للأصيلي، وابن عساكر:"لَهُ ضُرَاطٌ".
(2)
لأبي ذر: "قَضَى الأَذانَ".
(3)
ثوب: التثويب: إقامة الصلاة، وأصل التثويب الرجوع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثوب).
(4)
"يَخْطِرَ": قال القاضي عياض: ضبطناه عن المتقنين بكسر الطاء، وقد سمعنا من أكثر الرواة:"يخطُر" بضمها، والكسر هو الوجه في هذا. اهـ ملخصا من الفرع الذي بيدنا نقلا عن اليونينية.
يخطر: يوسوس. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: خطر).
(5)
عليه صح.
* [1240][التحفة: خ م س 15423]
6 - بَابُ السَّهْوِ فِي الْفَرْضِ وَالتَّطَوُّعِ
وَسَجَدَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ وِتْرِهِ.
• [1241] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي جَاءَ الشَّيْطَانُ فَلَبَسَ
(1)
عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهْوَ جَالِسٌ".
7 - بَابٌ إِذَا كُلِّمَ وَهْوَ يُصَلِّي فَأَشَارَ بِيَدِهِ وَاسْتَمَعَ
• [1242] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ رضي الله عنهم أَرْسَلُوهُ إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقَالُوا: اقْرَأْ عليها السلام مِنَّا جَمِيعًا، وَسَلْهَا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ، وَقُلْ لَهَا: إِنَّا أُخْبِرْنَا
(2)
أَنَّكِ تُصلِّينَهُمَا
(3)
، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهَا
(4)
؟
(1)
عليه صح صح.
فلبس: خلط. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: لبس).
* [1241][التحفة: خ م د س 15244]
(2)
زاد للأصيلي: "أُخْبِرْنَا عَنْكِ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي. ولابن عساكر في نسخة، ولأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح:"تُصَلَّيهِما". ولأبي ذر، وابن عساكر:"تُصَلِّيها".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَنْهُ".
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكُنْتُ أَضْرِبُ النَّاسَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ عَنْهَا
(1)
فَقَالَ
(2)
كُرَيْبٌ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَبَلَّغْتُهَا مَا أَرْسَلُونِي، فَقَالَتْ: سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ. فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِهَا، فَرَدُّونِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُونِي بِهِ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْهَا
(3)
، ثُمَّ رَأَيْتُهُ يُصَلِّيهِمَا
(3)
حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ
(4)
وَعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ الْجَارِيَةَ، فَقُلْتُ: قُومِي بِجَنْبِهِ قُولِي
(5)
لَهُ: تَقُولُ لَكَ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْتُكَ تَنْهَى عَنْ هَاتَيْنِ وَأَرَاكَ تُصَلِّيهِمَا؟! فَإِنْ أَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخِرِي عَنْهُ. فَفَعَلَتِ الْجَارِيَةُ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخَرَتْ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ: "قَالَ: يَا بِنْتَ
(6)
أَبِي أُمَيَّةَ، سَأَلْتِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَإِنَّهُ أَتَانِي نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَشَغَلُونِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَهُمَا هَاتَانِ".
8 - بَابُ الْإِشَارَةِ فِي الصَّلَاةِ
قَالَهُ كُرَيْبٌ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَنْهُ"، وللأصيلي:"عَنْهُما".
(2)
للأصيلي، وأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"قال".
(3)
عليه صح.
(4)
في أصول صحيحة زيادة لفظ: "عليَّ" بعد "دَخَل".
(5)
للأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"فَقُولِي".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "يَا ابْنَةَ".
* [1242][التحفة: خ م د 18207]
• [1243] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَلَغَهُ أَنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ كَانَ بَيْنَهمْ شَيْءٌ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ فِي أُنَاسٍ مَعَهُ، فَحُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ حُبِسَ وَقَدْ حَانَتِ الصَّلَاةُ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ شِئْتَ. فَأَقَامَ بِلَالٌ وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَكَبَّرَ لِلنَّاسِ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يمْشِي فِي الصُّفُوفِ حَتَّى قَامَ فِي الصَّفِّ، فَأَخَذَ النَّاسُ فِي التَّصْفِيقِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ الْتَفَتَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُهُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَرَجَعَ الْقَهْقَرَى
(1)
وَرَاءَهُ حَتَّى قَامَ فِي الصَّفِّ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى لِلنَّاسِ
(2)
، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ
(3)
مَا لَكُمْ حِينَ نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي الصَّلَاةِ أَخَذْتُمْ فِي التَّصْفِيقِ؟! إِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ، مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَقُلْ: سُبحَانَ اللهِ، فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ حِينَ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ إِلَّا الْتَفَتَ، يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ لِلنَّاسِ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: مَا كَانَ يَنْبَغِي لابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
القهقرى: المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قهقر).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَصَلَّى بِالنَّاسِ".
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"أَيُّهَا النَّاسُ".
* [1243][التحفة: خ م س 4776]
• [1244] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
(1)
، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها وَهْيَ تُصَلِّي قَائِمَةً وَالنَّاسُ قِيَامٌ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟! فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ
(2)
: آيَةٌ؟ فَقَالَتْ
(3)
بِرَأْسِهَا، أَيْ: نَعَمْ.
• [1245] حدثنا إِسْمَاعِيلُ
(4)
، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وَهْوَ شَاكٍ
(5)
جَالِسًا، وَصَلَّى وَرَاءَهُ قَوْمٌ قِيَامًا
(6)
، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنِ اجْلِسُوا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:"إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا".
* * *
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "قُلْتُ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأَشَارَتْ".
* [1244][التحفة: خ م 15750]
(4)
للأصيلي: "إسْماعِيلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ".
(5)
عليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"وَهْوَ شَاكِي".
(6)
عليه صح صح.
* [1245][التحفة: خ د 17156]
بسم الله الرحمن الرحيم
24 - باب
(1)
فِي الجَنَائِز ومَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ
(2)
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتَاحُ
(3)
الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ.
• [1246] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَأَخْبَرَنِي - أَوْ قَالَ بَشَّرَنِي - أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ" قُلْتُ
(4)
: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟! قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ".
• [1247] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا
(5)
دَخَلَ النَّارَ". وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
(1)
ليس عند أبي ذر، وبعده في حاشية البقاعي:"مَا جَاء" ونسبه لنسخة.
(2)
لأبي ذر: "آخِرَ كَلَامِهِ".
(3)
لأبي ذر: "مِفْتَاحَ".
(4)
كذا لأبي الوقت. ولأبي ذر، وأبي الوقت:"فَقُلْتُ".
* [1246][التحفة: خ م سي 11982]
(5)
سقط: "شَيْئًا" عند ابن عساكر، وأبي ذر. وعليه صح.
* [1247][التحفة: خ م س 9255]
1 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ
• [1248] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ
(1)
رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا بِاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ، وَرَدِّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتِ
(3)
الْعَاطِسِ، وَنَهَانَا عَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَخَاتَمِ الذَّهَبِ، وَالْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ
(4)
، وَالْقَسِّيِّ
(5)
، وَالْإِسْتَبْرَقِ
(6)
.
• [1249] حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ".
تَابَعَهُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. وَرَوَاهُ سَلَامَةُ
(7)
، عَنْ عُقَيْلٍ.
(1)
للأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"ابنِ عازِبٍ".
(2)
لأبي ذر: "رسولُ اللَّهِ".
(3)
تشميت: التشميت: الدعاء بالخير والبركة، مشتق من الشوامت وهي القوائم، كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة اللَّه تعالى، وقيل معناه: أبعدك اللَّه عن الشماتة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شمت).
(4)
الديباج: نوع من الحرير. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 576).
(5)
القسي: ثياب من كتان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر، نسبت إلى قرية على شاطئ البحر قريبا من تِنَّيس يقال لها القَسُّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسس).
(6)
الإستبرق: ما غَلُظَ من الحرير. (انظر النهاية في غريب الحديث، مادة: برق).
* [1248][التحفة: خ م ت س ق 1916]
(7)
لأبي ذر: "سَلامَة بنُ رَوْحٍ".
* [1249][التحفة: خ سي 13190]
2 - بَابُ الدُّخُولِ عَلَى الْمَيِّتِ بَعْدَ الْمَوْتِ إِذَا أُدْرِجَ فِي كَفَنِهِ
(1)
• [1250 - 1251] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى فَرَسِهِ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسَجًّى
(3)
بِبُرْدِ حِبَرَةٍ
(4)
فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ
(5)
عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ بَكَى، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ
(6)
عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه خَرَجَ وَعُمَرُ رضي الله عنه يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَأَبَى، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَأَبَى، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِن اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ
(7)
} إِلَى {الشَّاكِرِينَ}
(8)
وَاللَّهِ
(9)
لكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلمُونَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"في أَكْفَانِهِ".
(2)
سقط: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم" عند أبي ذر وعليه صح.
(3)
مسجى: التسجية: التغطية بالثوب ونحوه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجا).
(4)
حبرة: الحبرة: ما كان مَوْشِيًّا مُخَطَّطًا من البُرُود، وهي يمانية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبر).
(5)
أكب: أقبل. (انظر: لسان العرب، مادة: كبب).
(6)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"كَتَبَ اللَّهُ".
(7)
بعده لأبي ذر والأصيلي: "قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ".
(8)
[آل عمران: 144].
(9)
لأبي ذر: "فَوَاللَّهِ".
أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ
(1)
حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ فَمَا يُسْمَعُ بَشَرٌ إِلَّا يَتْلُوهَا.
• [1252] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ - امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ اقْتُسِمَ
(2)
الْمُهَاجِرُونَ قُرْعَةً، فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَأَنْزَلْنَاهُ فِي أَبْيَاتِنَا، فَوَجِعَ
(2)
وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَغُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أثوَابِهِ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أكرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أكْرَمَهُ؟! "
(3)
فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فَقَالَ
(4)
: "أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي - وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ - مَا يُفْعَلُ بِي
(5)
" قَالَتْ: فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا.
• [1253] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ مِثْلَهُ.
وَقَالَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ: عَنْ عُقَيْلٍ: "مَا يُفْعَلُ بِهِ".
وَتَابَعَهُ: شُعَيْبٌ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَمَعْمَرٌ.
(1)
عليه صح. وللأصيلي، وأبي الوقت:"أَنْزَلَهَا يعني هذه الآية". وقوله: "يعني
…
إلخ" هو بخط الأصل في اليونينية مفصول عن أنزلها كما ترى. اهـ. من هامش الفرع الذي بيدنا.
* [1250 - 1251][التحفة: خ س ق 6632]
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "قَدْ أَكْرَمَهُ".
(4)
للأصيلي: "قال".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِهِ".
* [1252][التحفة: خ س 18338]
* [1253][التحفة: خ س 18338]
• [1254] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ أَبْكِي، وَيَنْهَوْنِي
(1)
عَنْهُ
(2)
، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَنْهَانِي، فَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ تَبْكِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَبْكِينَ أَوْ لَا تَبْكِينَ، مَا زَالَتِ
(3)
الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ".
تَابَعَهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ
(4)
الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه.
3 - بَابُ الرَّجُلِ يَنْعَى إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ بِنَفْسِهِ
(5)
• [1255] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَعَى النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى فَصَفَّ بِهِمْ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا.
• [1256] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا
(6)
عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا
(7)
أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي، وللمستملي في نسخة، ولأبي الوقت وعليه صح:"وَيَنْهَوْنَنِي".
(2)
ليس عند أبي ذر.
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"فَما زَالَتْ".
(4)
لأبي ذر، ولابن عساكر في نسخة، ولأبي الوقت:"مُحَمَّدُ بنُ الْمُنْكَدِرِ".
* [1254][التحفة: خ م س 3044 - خت م 3061]
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "نَفْسَهُ".
* [1255][التحفة: خ م د س 13232]
(6)
عليه صح.
(7)
للأصيلي: "أخبرنا".
فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ - وَإِنَّ عَيْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَتَذْرِفَانِ
(1)
- ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ
(2)
فَفُتِحَ لَهُ".
4 - بَابُ الْإِذْنِ بِالْجَنَازَةِ
قَالَ أَبُو رَافِعٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا
(3)
آذَنْتُمُونِي".
• [1257] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: مَاتَ إِنْسَانٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، فَمَاتَ بِاللَّيْلِ فَدَفَنُوهُ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصبَحَ أَخْبَرُوهُ فَقَالَ:"مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي؟! " قَالُوا: كَانَ اللَّيْلُ (2) فَكَرِهْنَا، وَكَانَتْ ظُلْمَةٌ (2) أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ، فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
5 - بَابُ فَضْلِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فَاحْتَسَبَ
(4)
وَقَالَ
(5)
اللَّهُ عز وجل: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}
(6)
.
• [1258] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه
(1)
لتذرفان: ذرَفَت العين تذرِف إذا جرى دمعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرف).
(2)
عليه صح.
* [1256][التحفة: خ س 820]
(3)
"أَلَا": بتخفيف اللام في اليونينية، وضبطها الشُرَّاحُ بالتشديد.
* [1257][التحفة: ع 5766]
(4)
للأصيلي: "فَاحْتَسَبَهُ".
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"وقَوْلِ اللَّهِ".
(6)
[البقرة: 155].
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ مُسْلِمٍ يُتَوَفَّى لَهُ ثَلَاثٌ
(1)
لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ
(2)
، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ".
• [1259]
(3)
حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا
(4)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ لَنَا يَوْمًا، فَوَعَظَهُنَّ وَقَالَ
(5)
: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَ لَهَا ثَلَاثَةٌ
(6)
مِنَ الْوَلَدِ كَانُوا
(7)
حِجَابًا مِنَ النَّارِ". قَالَتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: "وَاثْنَانِ".
• [1260]
(8)
وَقال شَرِيكٌ: عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو صالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ
(9)
رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:"لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ".
• [1261] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلَاثَةٌ مِنَ
(1)
لأبي ذر: "ثَلَاثَةٌ".
(2)
الحنث: الإثم أي: لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجرى عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث وهو الإثم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنث).
* [1258][التحفة: خ س ق 1036]
(3)
عند أبي ذر: هذا الحديث مُؤخَّرٌ عن الذي يليه.
(4)
للأصيلي: "أخبرنا".
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"فقال".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ثَلَاثٌ".
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كُنَّ". ولأبي الوقت "كَانُوا لها".
* [1259][التحفة: خ م س 4028]
(8)
عند أبي ذر: هذا الحديث مُقدَّم عن الحديث السابق.
(9)
"وأبي هريرة": كذا لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح صح.
* [1260][التحفة: خ م س 4028]
الْوَلَدِ فَيَلِجَ
(1)
النَّارَ
(2)
إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ".
قالَ أبو عَبد الله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}
(3)
6 - بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ عِنْدَ الْقَبْرِ اصْبِرِي
• [1262] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ:"اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي".
7 - بَابُ غُسْلِ الْمَيِّتِ وَوُضُوئِهِ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ
وَحَنَّطَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما ابْنًا لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَحَمَلَهُ وَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: الْمُسْلِمُ لَا يَنْجُسُ حَيًّا وَلَا مَيِّتًا.
وَقَالَ سَعِيدٌ
(4)
: لَوْ كَانَ نَجِسًا مَا مَسِسْتُهُ (2).
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ لَا يَنْجُسُ
(5)
".
• [1263] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ،
(1)
فيلج: الولوج: الدخول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ولج).
(2)
عليه صح.
(3)
[مريم: 71]. سقط: "قال أبو عبد اللَّه" إلى " {وَارِدُهَا} " عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
* [1261][التحفة: خ م س ق 13133]
* [1262][التحفة: خ م د ت س 439]
(4)
لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"سَعْدٌ".
(5)
زاد في حاشية البقاعي: "قال أبو عبد اللَّه: النجس: القَذَر" ونسبه لنسخة.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ، فَقَالَ: "اغْسِلْنَهَا
(1)
ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
(2)
- إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ -
(2)
بِمَاءٍ وَسِدْرٍ
(3)
، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي". فَلَمَّا فَرَغْنَا
(4)
آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ
(5)
، فَقَالَ: "أَشْعِرْنَهَا
(6)
إِيَّاهَا
(7)
". تَعْنِي: إِزَارَهُ.
8 - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُغْسَلَ وِتْرًا
• [1264] حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ
(8)
صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: "اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
(2)
بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي". فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حِقْوَهُ
(1)
"اغْسِلْنَها"، "اغْسِلِيها": هي هكذا بهذه الصورة، وهذا الضبط في الفرع الذي بيدنا، وكتب عليه أنه صورة ما في اليونينية.
(2)
عليه صح.
(3)
سدر: ورق النبق المطحون. (انظر: المصباح المنير، مادة: سدر).
(4)
للأصيلي: "فَرَغْنَ".
(5)
حقوه: إزاره. وأصل الحقو مَعْقِد الإزار من الإنسان، فَسُمِّيَ به الإزار. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 210).
(6)
أشعرنها: اجعلنه شعارها، والشعار: الثوب الذي يلي الجسد؛ لأنه يلي شعره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعر).
(7)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"إِيَّاهُ".
* [1263][التحفة: خ م د س ق 18094]
(8)
قوله: "رسول اللَّه" للأصيلي: "النبيُّ".
فَقَالَ: "أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ".
• [1265] قال
(1)
أَيُّوبُ: وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِمِثْلِ حَدِيثِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ فِي حَدِيثِ حَفْصَةَ:"اغْسِلْنَهَا وِتْرًا" وَكَانَ فِيهِ: "ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا" وَكَانَ فِيهِ أَنَّهُ قَالَ: " ابْدَءُوا
(2)
بِمَيَامِنِهَا، وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا" وَكَانَ فِيهِ: أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: وَمَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ.
9 - بَابٌ يُبْدَأُ بِمَيَامِنِ الْمَيِّتِ
• [1266] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَسْلِ ابْنَتِهِ: "ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا".
10 - بَابُ مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمَيِّتِ
• [1267] حدثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا غَسَّلْنَا بِنْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
* [1264][التحفة: خ م د س ق 18094]
(1)
للأصيلي: "وقال".
(2)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "ابْدَأْنَ".
* [1265][التحفة: خ م د س ق 18094]
* [1266][التحفة: خ م د ت س 18124]
قَالَ لَنَا - وَنَحْنُ نَغْسِلُهَا -: " ابْدَءُوا
(1)
بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ
(2)
".
11 - بَابٌ هَلْ تُكَفَّنُ الْمَرْأَةُ فِي إِزَارِ الرَّجُلِ؟
• [1268] حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ
(3)
: تُوُفِّيَتْ بِنْتُ
(4)
النَّبِيِّ
(5)
صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَنَا: "اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
(6)
- إِنْ رَأَيْتُنَّ - فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي". فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَنَزَعَ مِنْ حِقْوِهِ إِزَارَهُ، وَقَالَ: "أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ".
12 - بَابٌ يَجْعَلُ الْكَافُورَ
(7)
فِي آخِرِهِ
• [1269] حدثنا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فخَرَجَ
(8)
فَقَالَ: "اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
(6)
- إِنْ رَأَيْتُنَّ - بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي". قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حِقْوَهُ فَقَالَ:"أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ابْدَأْنَ".
(2)
زاد لأبي ذر، وعليه صح:"الْوُضُوءِ مِنْهَا".
* [1267][التحفة: خ م د ت س 18124]
(3)
لأبي ذر: "قال".
(4)
لابن عساكر، وأبي ذر:"ابْنَةُ".
(5)
للأصيلي: "رسولِ اللَّهِ".
(6)
عليه صح.
* [1268][التحفة: خ س 18104]
(7)
لأبي ذر: "يُجْعَلُ الكافورُ".
(8)
بعده لأبي ذر: "فَخَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم".
* [1269][التحفة: خ م د س ق 18094]
• [1270] وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنهما
(1)
بِنَحْوِهِ. وَقَالَتْ
(2)
: إِنَّهُ قَالَ: "اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
(3)
- إِنْ رَأَيْتُنَّ". قَالَتْ حَفْصَةُ: قَالَت أُمُّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها: وَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ
(4)
.
13 - بَابُ نَقْضِ شَعَرِ الْمَرْأَةِ
(3)
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَا بَأْسَ أَنْ يُنْقَضَ شَعَرُ الْمَيِّتِ
(5)
.
• [1271] حدثنا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
(3)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ
(6)
، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ أَيُّوبُ: وَسَمِعْتُ حَفْصَةَ بِنْتَ سِيرِينَ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها: أَنَّهُنَّ جَعَلْنَ رَأْسَ بِنْتِ
(7)
رَسُولِ اللَّهِ
(8)
صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ قُرُونٍ نَقَضْنَهُ، ثُمَّ غَسَلْنَهُ، ثُمَّ جَعَلْنَهُ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ.
14 - بَابٌ كَيْفَ الْإِشْعَارُ لِلْمَيِّتِ
وَقَالَ الْحَسَنُ: الْخِرْقَةُ الْخَامِسَةُ تَشُدُّ بِهَا الْفَخِذَيْنِ وَالْوَرِكَيْنِ
(9)
تَحْتَ الدِّرْعِ.
(1)
"عنهما": كذا في اليونينية بالتثنية.
(2)
للأصيلي: "قالت".
(3)
عليه صح.
(4)
قرون: ضفائر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرن).
* [1270][التحفة: خ م د س ق 18094]
(5)
ليس عند أبي ذر. ولابن عساكر، والقابسي، وأبي ذر، وعليه صح:"المرأة"، وعليه صح.
(6)
قوله: "حدّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ وَهْبٍ". لأبي ذر والأصيلي: "حدّثنا ابنُ وَهْبٍ".
(7)
لأبي الوقت: "ابْنة".
(8)
لأبي ذر، وأبي الوقت، وعليه صح:"النبيَّ".
* [1271][التحفة: خ م س 18116]
(9)
"تَشُدُّ بِهَا الْفَخِذَيْنِ وَالْوَرِكَيْنِ": للأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"تُشَدُّ بِهَا الْفَخِذَانِ وَالْوَرِكانِ".
• [1272] حدثنا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(1)
بْنُ وَهْبٍ
(2)
، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ أَيُّوبَ أَخْبَرَهُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: جَاءَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ اللَّاتِي بَايَعْنَ
(3)
- قَدِمَتِ الْبَصْرَةَ تُبَادِرُ ابْنًا لَهَا فَلَمْ تُدْرِكْهُ، فَحَدَّثَتْنَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: "اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
(5)
- إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ
(5)
- بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فآذِنَّنِي". قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا أَلْقَى إِلَيْنَا حِقْوَهُ فَقَالَ: "أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ". وَلَمْ يَزِدْ
(6)
عَلَى ذَلِكَ، وَلَا أَدْرِي أَيُّ بَنَاتِهِ، وَزَعَمَ أَنَّ الْإِشْعَارَ: الْفُفْنَهَا فِيهِ.
وَكَذَلِكَ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَأْمُرُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُشْعَرَ وَلَا تُؤْزَرَ
(7)
.
15 - بَابٌ هَلْ
(8)
يُجْعَلُ شَعَرُ الْمَرْأَةِ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ؟
• [1273] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أُمِّ الْهُذَيْلِ
(9)
، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: ضَفَرْنَا شَعَرَ بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. تَعْنِي: ثَلَاثَةَ قُرُونٍ. وَقَالَ
(10)
(1)
قوله: "عَبْدُ اللَّه" عليه سقط.
(2)
قوله: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ". لأبي ذر: "حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ".
(3)
زاد لأبي ذر، وابن عساكر في نسخة، ولأبي الوقت، وعليه صح:"بَايَعْنَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم".
(4)
لأبي ذر، وأبي الوقت، وعليه صح:"رسولُ اللَّهِ".
(5)
عليه صح.
(6)
للأصيلي: "وَلَمْ تَزِدْ".
(7)
لأبي ذر: "تُؤَزَّرَ".
* [1272][التحفة: خ م د س ق 18094]
(8)
"هل": سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح.
(9)
هي: "حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ رضي الله عنها". اهـ. من اليونينية.
(10)
كذا لأبي الوقت، وأبي ذر، والأصيلي. وللأصيلي:"قال وَكِيعٌ".
وَكِيعٌ: قَالَ
(1)
سُفْيَانُ: نَاصِيَتَهَا وَقَرْنَيْهَا.
16 - بَابٌ
(2)
يُلْقَى
(2)
شَعَرُ الْمَرْأَةِ
(3)
خَلْفَهَا
(4)
• [1274] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍَ
(5)
، قَالَ: حَدَّثَتْنَا حَفْصَةُ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "اغْسِلْنَهَا بِالسِّدْرِ وِتْرًا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
(6)
- إنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ -
(6)
وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي". فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَألقَى إِلَيْنَا حَِقْوَهُ، فَضَفَرْنَا شَعَرَهَا ثَلَاثَةَ قرُونٍ، وَأَلْقيْنَاهَا
(7)
خَلْفَهَا.
17 - بَابُ الثِّيَابِ الْبِيضِ لِلْكَفَنِ
• [1275] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(8)
، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ يَمَانِيَةٍ بِيضٍ
(1)
لابن عساكر: "عن سُفْيَانَ".
* [1273][التحفة: خ د 18138]
(2)
كذا لأبي ذر عن الحموي.
(3)
كذا للحموي.
(4)
كذا لأبي ذر عن الحموي. وعنده أيضًا عن المستملي، وللأصيلي، ولأبي الوقت في نسخة:"باب يجعل شعر المرأة خلفها ثلاثة قرون".
(5)
"حسانٍ": كذا ضُبط بالوجهين في اليونينية.
(6)
عليه صح.
(7)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"فألْقَيْنَاهَا".
* [1274][التحفة: خ م ت س 18135]
(8)
زاد للأصيلي: "عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُبارَكِ".
سَحُولِيَّةٍ
(1)
مِنْ كُرْسُفٍ
(2)
، لَيْسَ فِيهِنَّ
(3)
قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ.
18 - بَابُ الْكَفَنِ فِي ثَوْبَيْنِ
• [1276] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(4)
، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم
(5)
قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ
(6)
- أَوْ قَالَ
(7)
: فَأَوْقَصَتْهُ - قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تُحَنِّطُوهُ
(8)
، وَلَا تُخَمِّرُوا
(9)
رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا".
(1)
عليه صح.
سحولية: بفتح السين منسوب إلى السحول وهو القصار؛ لأنه يسحلها أي: يغسلها. وبالفتح والضم نسبة إلى سحول؛ قرية باليمن. وبالضم: جمع سحل وهو الثوب الأبيض النقي، ولا يكون إلا من قطن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحل).
(2)
كرسف: قطن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرسف).
(3)
عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"لَيْسَ فِيها".
* [1275][التحفة: خ 16973]
(4)
للأصيلي: "حَمَّادٌ بنُ زَيْدٍ".
(5)
"عَنْهُمْ": كذا بصيغة الجمع في اليونينية.
(6)
فوقصته: الوقص: كسر العنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وقص).
(7)
للأصيلي وابن عساكر: "فقال".
(8)
تحنطوه: تضعوا الحنوط في كفنه. والحنوط: ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنط).
(9)
لا تخمروا: لا تغطوه وتستروه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 240).
* [1276][التحفة: خ م د س 5437]
19 - بَابُ الْحَنُوطِ لِلْمَيِّتِ
• [1277] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَة إِذْ وَقَعَ مِنْ
(1)
رَاحِلَتِهِ فَأَقْصَعَتْهُ
(2)
- أَوْ قَالَ: فَأَقْعَصَتْهُ
(3)
- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تُحَنِّطُوهُ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا".
20 - بَابٌ كيْفَ يُكَفَّنُ الْمُحْرِمُ؟
(4)
• [1278] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم
(5)
، أَنَّ رَجُلًا وَقَصَهُ بَعِيرُهُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تُمِسُّوهُ
(6)
طِيبًا، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَبعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّدًا
(7)
".
(1)
في حاشية البقاعي: "عن" ونسبه لنسخة.
(2)
فأقصعته: شدخته، والقصع شدخ الشيء بين الظفرين. (انظر: هدي الساري) (ص 184).
(3)
فأقعصته: قتلته قتلا سريعا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قعص).
* [1277][التحفة: خ م د س 5437]
(4)
قوله: "بَابٌ كَيْفَ يُكَفَّنُ الْمُحْرِمُ" ليس عند ابن عساكر.
(5)
"عَنْهُمْ": كذا بصيغة الجمع أيضًا في اليونينية؛ في هذه والتي بعدها.
(6)
عليه صح.
(7)
لأبي ذر عن المستملي: "مُلَبَّيًا".
ملبدًا: تلبيد الشعر: أن يجعل فيه شيء من صمغ عند الإحرام؛ لئلا يشعث. (انظر النهاية في غريب الحديث، مادة: لبد).
* [1278][التحفة: خ م س ق 5453]
• [1279] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو وَأَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قَال: كَانَ رَجُلٌ وَاقِفٌ
(2)
مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ، فَوَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ - قَالَ أَيُّوبُ: فَوَقَصَتْهُ، وَقَالَ عَمْرٌو: فَأَقْصَعَتْهُ
(3)
- فَمَاتَ، فَقَالَ:"اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تُحَنِّطُوهُ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
قَالَ أَيُّوبُ: "يُلَبِّي"، وَقَالَ عَمْرٌو:"مُلَبِّيًا".
21 - بَابُ
(4)
الْكَفَنِ فِي الْقَمِيصِ الَّذِي
(5)
يُكَفُّ
(6)
أَوْ لَا يُكَفُّ
(7)
وَمَنْ
(8)
كُفِّنَ بِغَيْرِ قَمِيصٍ
(9)
• [1280] حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ لَمَّا تُوُفِّيَ جَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا
(10)
رَسُولَ اللَّهِ
(11)
، أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَاسْتَغْفِرْ لَهُ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قمِيصَهُ، فَقَالَ: "آذِنِّي أُصَلِّي
(12)
عَلَيْهِ" فَآذَنَهُ،
(1)
قوله: "بْنِ جُبَيْرٍ". عليه سقط.
(2)
لأبي ذر، وعليه صح:"وَاقِفًا".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَاَقْعَصَتْهُ".
* [1279][التحفة: خ م د س 5437]
(4)
ليس عند ابن عساكر.
(5)
كذا لأبي ذر عن الحموي.
(6)
كذا للحموي.
(7)
كذا للكشميهني.
(8)
كذا لأبي ذر عن المستملي.
(9)
قوله: "كُفَّنَ بِغَيْرِ قَمِيصٍ". كذا ثبت عند المستملي.
(10)
كذا لأبي ذر.
(11)
قوله: "رَسُولَ اللَّه" ليس عند أبي ذر.
(12)
في حاشية البقاعي: "أُصَلِّ" ونسبه لنسخة.
فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ جَذَبَهُ عُمَرُ رضي الله عنه فَقَالَ: أَليْسَ اللَّهُ نَهَاكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ؟! فَقَالَ: "أَنَا بَيْنَ خِيَرَتَيْنِ
(1)
(2)
فَصَلَّى عَلَيْهِ فَنَزَلَتْ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}
(3)
.
• [1281] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَمَا دُفِنَ، فَأَخْرَجَهُ فَنَفَثَ
(4)
فِيهِ مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ.
22 - بَابُ الْكَفَنِ بِغَيْرِ قَمِيصٍ
• [1282] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُفِّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في ثَلَاثَةِ أَثْوَابِ سَحُولَ
(5)
كُرْسُفٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ.
(1)
"خِيرَتَيْنِ": كذا هي مضبوطة في اليونينية، وضبطها القسطلاني بفتح الياء فقط. اهـ.
(2)
[التوبة: 80].
(3)
[التوبة: 84]. زاد لأبي ذر: "وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ".
* [1280][التحفة: خ م ت س ق 8139]
(4)
فنفث: النفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التَّفْل؛ لأن التَّفْل لا يكون إلا معه شيء من الريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفث).
* [1281][التحفة: خ م س 2531]
(5)
عليه صح. ولأبي ذر: "أَثْوابٍ سُحُولٍ" بضم أوله.
* [1282][التحفة: خ 16911]
• [1283] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ.
23 - بَابُ الْكَفَنِ
(1)
وَلَا عِمَامَةٌ
(2)
• [1284] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُوليَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ.
24 - بَابٌ
(3)
الْكَفَنُ
(4)
مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ
وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَقَتَادَةُ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: الْحَنُوطُ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يُبْدَأُ بِالْكَفَنِ، ثُمَّ بِالدَّيْنِ، ثُمَّ بِالْوَصِيَّةِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ: أَجْرُ
(3)
الْقَبْرِ وَالْغَسْلِ هُوَ مِنَ الْكَفَنِ.
• [1285] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه يَوْمًا بِطَعَامِهِ، فَقَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ
* [1283][التحفة: خ د 17309]
(1)
كذا للحموي، والكشميهني. ولأبي ذر عن المستملي:"بَابُ الكَفَنِ في الثِّيَابِ البِيضِ".
(2)
"وَلَا عِمَامَةٌ": عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "بِلا عِمَامَةٍ".
* [1284][التحفة: خ س 17160]
(3)
عليه صح.
(4)
كذا بالوجهين معا.
بْنُ عُمَيْرٍ وَكَانَ خَيْرًا مِنِّي، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ
(1)
، وَقُتِلَ حَمْزَةُ - أَوْ رَجُلٌ آخَرُ - خَيْرٌ مِنِّي، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ
(1)
، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ
(2)
قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي.
25 - بَابٌ إِذَا لَمْ يُوجَدْ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ
• [1286] حدثنا ابْنُ
(3)
مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رضي الله عنه أُتِيَ بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ
(4)
إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ - وَأُرَاهُ قَالَ - وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ - أَوْ قَالَ: أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا - وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ.
26 - بَابٌ إِذَا لَمْ يَجِدْ كَفَنًا إِلَّا مَا يُوَارِي رَأْسَهُ أَوْ قَدَمَيْهِ غَطَّى رَأْسَهُ
(5)
• [1287] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، حَدَّثَنَا خَبَّابٌ رضي الله عنه قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَلْتَمِسُ وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إِلَّا بُرْدُهُ".
(2)
"يَكُونَ": كذا في بعض النسخ المعتمدة بالتحتية، وفي بعضها بالفوقية.
* [1285][التحفة: خ 9712]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدُ بنُ مُقَاتِلٍ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"في بُرْدِهِ".
* [1286][التحفة: خ 9712]
(5)
قوله: "غَطى رَأْسَهُ". عند أبي ذر وعليه صح: "غُطَّيَ به رَأْسُهُ".
أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَاتَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ
(1)
لَهُ ثَمَرَتُهُ
(2)
فَهُوَ يَهْدِبُهَا
(3)
، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمْ نَجِدْ مَا نُكَفِّنُهُ
(4)
إِلَّا بُرْدَةً، إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غَطَّينَا رِجْلَيهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ، وَأَنْ نَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الْإِذْخِرِ
(5)
.
27 - بَابُ مَنِ اسْتَعَدَّ الْكَفَنَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ
(6)
• [1288] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتُهَا
(7)
، أَتَدْرُونَ
(8)
مَا الْبُرْدَةُ؟ قَالُوا: الشَّمْلَةُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: نَسَجْتُهَا بِيَدِي فَجِئْتُ لِأَكْسُوَكَهَا، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ، فَحَسَّنَهَا فُلَانٌ فَقَالَ: اكْسُنِيهَا مَا أَحْسَنَهَا! قَالَ الْقَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ، لَبِسَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا
(9)
إِلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ! قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ لِأَلْبَسَهُ
(10)
، إِنَّمَا سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَنِي. قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ.
(1)
أينعت: نضجت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ينع).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "ثَمَرَةٌ".
(3)
يهدبها: يجنيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدب).
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "نُكَفَّنُهُ بِه".
(5)
الإذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: إذخر).
* [1287][التحفة: خ م د ت س 3514]
(6)
قوله: "بَابُ مَنِ اسْتَعَدَّ الْكَفَنَ فِي زَمَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ". عليه سقط.
(7)
حاشيتها: حاشية كل شيء: جانبه وطرفه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حشا).
(8)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"تَدْرُونَ".
(9)
"مُحْتَاجٌ": نسخة عند أبي ذر.
(10)
"لِأَلْبَسَهَ": كذا في غالب الأصول بضمير الغائب المذكر. وفي بعضها: "لِأَلْبَسَها".
* [1288][التحفة: خ ق 4721]
28 - بَابُ اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الْجَنَائِزَ
(1)
• [1289] حدثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ
(2)
، عَنْ أُمِّ الْهُذَيْلِ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ
(3)
: نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا.
29 - بَابُ حَدِّ
(4)
الْمَرْأَةِ عَلَى غَيْرِ زَوْجِهَا
• [1290] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: تُوُفِّيَ ابْنٌ لِأُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ
(5)
دَعَتْ بِصُفْرَةٍ فَتَمَسَّحَتْ بِهِ، وَقَالَتْ: نُهِينَا أَنْ نُحِدَّ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ إِلَّا بِزَوْجٍ
(6)
.
• [1291] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(7)
أَبِي سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ
(8)
أَبِي سُفْيَانَ مِنَ الشَّامِ، دَعَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها بِصُفْرَةٍ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَمَسَحَتْ عَارِضَيْهَا
(9)
(1)
لأبي ذر: "الْجَنَازَةَ". هذه الرواية من الفرع.
(2)
زاد لأبي ذر: "خَالِدٍ الحَذَّاءِ".
(3)
لأبي ذر: "أنَّها قَالَتْ".
* [1289][التحفة: خ 18126]
(4)
لأبي ذر: "إِحْدَادِ".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "يَوْمُ الثَّالِثِ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِزَوْجٍ".
* [1290][التحفة: خ 18103]
(7)
لأبي ذر: "بِنْتِ".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "نَعِيُّ".
نعي: أي: خبر موته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نعا)
(9)
عارضيها: عارضا الإنسان: صفحتا خديه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرض).
وَذِرَاعَيْهَا، وَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ عَنْ هَذَا لَغَنِيَّةً
(1)
لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
• [1292] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا". ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حِينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا، فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ
(2)
ثُمَّ قَالَتْ: مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ: "لَا يَحِلُّ
(3)
لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ
(4)
عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
30 - بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ
(5)
• [1293] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ:"اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي" قَالَتْ: إِلَيْكَ
(1)
عليه: صح صح.
* [1291][التحفة: خ م د ت س 15874]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَمَسَّتْ به".
(3)
لأبي ذر: "يقولُ: لا يَحِلُّ".
(4)
عليه صح.
* [1292][التحفة: خ م د ت س 15874]
(5)
قوله: "بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ". ليس عند ابن عساكر.
عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَهَا
(1)
: إِنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم! فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ:"إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى".
31 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ"
إِذَا كَانَ النَّوْحُ مِنْ سُنَّتِهِ، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}
(2)
.
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ سُنَّتِهِ فَهُوَ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: {لا تَزِرُ
(3)
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
(4)
وَهُوَ كَقَوْلِهِ: {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ}
(5)
ذُنُوبًا
(6)
{إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ}
(7)
وَمَا يُرَخَّصُ مِنَ الْبُكَاءِ فِي غَيْرِ نَوْحٍ.
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ".
• [1294] حدثنا عَبْدَانُ وَمُحَمَّدٌ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَرْسَلَتِ
(1)
قوله: "بِمُصِيبَتِي وَلَمْ تَعْرِفْهُ. فَقِيلَ لَهَا". لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِمُصِيبَتِي. فَقِيلَ لَهَا".
* [1293][التحفة: خ م د ت س 439]
(2)
[التحريم: 6].
(3)
لأبي ذر: "ولَا تَزِرُ".
(4)
[الأنعام: 164].
(5)
[فاطر: 18].
(6)
عليه صح. و"ذُنُوبًا" قال القسطلاني: ليست ذنوبا من التلاوة، وإنما هو في تفسير مجاهد فنقله المصنف عنه. اهـ.
(7)
[فاطر: 18].
ابْنَةُ
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ: إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ
(2)
السَّلَامَ وَيَقُولُ: "إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ" فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَمَعَهُ
(3)
سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَي بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَرِجَالٌ، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ - قَالَ: حَسِبْتُهُ (2) أَنَّهُ قَالَ: - كَأَنَّهَا شَنٌّ، فَفَاضَتْ
(4)
عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا؟! فَقَالَ: "هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا
(5)
يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَُ
(6)
".
• [1295] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ عَينَيْهِ تَدْمَعَانِ، قَالَ: فَقَالَ: "هَلْ مِنْكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفِ
(8)
اللَّيْلَةَ؟ ". فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ: "فَانْزِلْ" قَالَ: فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا.
(1)
لأبي ذر: "بِنْتُ".
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَقَامَ مَعَهُ".
(4)
لأبي ذر: "وفاضَتْ".
(5)
لأبي ذر: "فإِنَّما".
(6)
عليه صح صح. كذا ضبط بالوجهين في الفرع المعتمد، وبهما ضبطه القسطلاني، وخرج النصب على أن ما كافة، والرفع على أنها موصولة. أي أن الذين يرحمهم اللَّهُ من عباده الرحماءُ. اهـ.
* [1294][التحفة: خ م د س ق 98]
(7)
لأبي ذر: "للنبيَّ".
(8)
يقارف: أي: يجامع امرأته أو يذنب ذنبا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرف).
* [1295][التحفة: خ تم 1645]
• [1296] حدثنا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِعُثْمَانَ رضي الله عنه بِمَكَّةَ، وَجِئْنَا لِنَشْهَدَهَا، وَحَضَرَهَا ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، وَإِنِّي لَجَالِسٌ بَيْنَهُمَا - أَوْ قَالَ - جَلَسْتُ إِلَى أَحَدِهِمَا، ثُمَّ جَاءَ الْآخَرُ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ: أَلَا تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ
(1)
".
• [1297] قال ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: قَدْ كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يَقُولُ بَعْضَ ذَلِكَ، ثُمَّ حَدَّثَ قَالَ: صَدَرْتُ
(2)
مَعَ عُمَرَ رضي الله عنه مِنْ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ، إِذَا هُوَ بِرَكْبٍ تَحْتَ ظِلِّ سَمُرَةٍ
(3)
فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبُ؟ قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا صُهَيْبٌ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ادْعُهُ لِي، فَرَجَعْتُ إِلَى صُهَيبٍ فَقُلْتُ: ارْتَحِلْ فَالْحَقْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
(4)
، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي يَقُولُ: وَا أَخَاهُ، وَا صَاحِبَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا صُهَيْبُ أَتَبْكِي عَلَيَّ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ؟! ".
• [1298] قال ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ رضي الله عنه ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها،
(1)
عليه صح.
* [1296][التحفة: خ م س 7276]
(2)
صدرت: الصدَر والصدور: رجوع المسافر من مقصده، والشاربة من الورد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صدر).
(3)
سمرة: السمر: شجر من العضاه، والعضاه: كل شجر له شوك. (انظر: غريب الحديث) للخطابي (2/ 140).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ".
* [1297][التحفة: خ م س 7276]
فَقَالَتْ: رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ، وَاللَّهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ الْمُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ"، وَلَكِنَّ رَسُولَ
(1)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لَيَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ"، وَقَالَتْ: حَسْبُكُمُ الْقُرْآنُ {وَلَا تَزِرُ
(2)
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
(3)
، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عِنْدَ ذَلِكَ: وَاللَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَاللَّهِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما شَيْئًا.
• [1299] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى يَهُودِيَّةٍ يَبْكِي عَلَيْهَا أَهْلُهَا، فَقَالَ:"إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا! ".
• [1300] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، وَهْوَ: الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ رضي الله عنه جَعَلَ صُهَيْبٌ يَقُولُ: وَا أَخَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ؟! ".
(1)
لأبي ذر: "وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ".
(2)
تزر: الوزر: الحمل والثقل، والمعنى: حمل ما يثقل ظهره من الذنوب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وزر).
(3)
[فاطر: 18].
* [1298][التحفة: خ م س 7276]
* [1299][التحفة: خ م ت س 17948]
* [1300][التحفة: خ م 10585]
32 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ
وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: دَعْهُنَّ يَبْكِينَ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ
(1)
، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ أَوْ لَقْلَقَةٌ.
وَالنَّقْعُ: التُّرَابُ عَلَى الرَّأْسِ، وَاللَّقْلَقَةُ: الصَّوْتُ.
• [1301] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ رضي الله عنه قَالَ
(2)
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ
(3)
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ
(4)
نِيحَ
(5)
عَلَيْهِ يُعَذَّبُ بِمَا
(6)
نِيحَ
(7)
عَلَيْهِ".
• [1302] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ".
(1)
"أَبُو سُلَيْمَانَ" هو: خالدُ بن الوَليدِ رضي الله عنه. اهـ. من اليونينية.
(2)
رقم فوقه بـ: "قال". هكذا وجدنا لفظة "قال" مخرجة في الفروع المعتمدة بيدنا تبعا لليونينية من غير عزو، ولا تصحيح.
(3)
فليتبوأ: فليتخذ ولينزل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بوأ).
(4)
كذا لأبي ذر وعليه صح.
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مَنْ يُنَحْ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "مَنْ يُنَاحُ".
(6)
كذا لأبي ذر وعليه صح.
(7)
"بِمَا يُنَاحُ". كذا في اليونينية بلا رقم عليه.
* [1301][التحفة: خ م ت 11520]
تَابَعَهُ: عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ. وَقَالَ آدَمُ: عَنْ شُعْبَةَ: "الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ عَلَيْهِ".
33 - بَابٌ
(1)
• [1303] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: جِيءَ بِأَبِي يَوْمَ أُحُدٍ قَدْ مُثِّلَ بِهِ
(2)
، حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ سُجِّيَ
(3)
ثَوْبًا، فَذَهَبْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْشِفَ عَنْهُ فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْهُ فَنَهَانِي قَوْمِي، فَأَمَرَ
(4)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُفِعَ، فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ فَقَالَ:"مَنْ هَذِهِ؟ " فَقَالُوا: ابْنَةُ عَمْرٍو، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو، قَالَ: "فَلِمَ تَبْكِي؟! - أَوْ لَا تَبْكِي - فَمَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ
(5)
بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ".
34 - بَابٌ لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الْجُيُوبَ
• [1304] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ الْيَامِيُّ
(6)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
* [1302][التحفة: خ م س ق 10536]
(1)
ليس عند أبي ذر.
(2)
مثل به: شوه. (انظر: لسان العرب، مادة: مثل).
(3)
سجي: أي: غطى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجا).
(4)
زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "فَأَمَرَ بِهِ".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "تُظِلُّ".
* [1303][التحفة: خ م س 3032]
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الأَيَامِيُّ"، وجعلها في الفتح للكشميهني. أفاده القسطلاني.
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ
(1)
الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ".
35 - بَابٌ رَثَى
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ خَوْلَةَ
• [1305] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ بَلَغَ بِي مِنَ الْوَجَعِ
(3)
وَأَنَا ذُو مَالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ
(4)
، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ:"لَا"، فَقُلْتُ: بِالشَّطْرِ
(5)
؟ فَقَالَ: "لَا" ثُمَّ قَالَ: "الثُّلُثُ
(3)
، وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ - أَوْ كَثيرٌ - إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً
(6)
يَتَكَفَّفُونَ
(7)
النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي
(1)
في نسخة، وللقابسي:"لَكَمَ" وعليه صح.
* [1304][التحفة: خ ت س ق 9559]
(2)
عليه صح. ولأبي ذر والأصيلي: "بابُ رِثَاءِ النبيِّ".
(3)
عليه صح.
(4)
"ابنة": رسم هذا اللفظ في نسخة عبد اللَّه بن سالم بالتاء المجرورة؛ تبعا لما وقع في اليونينية، ونبه عليه القسطلاني. اهـ. مصححه.
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَالشَّطْرُ".
بالشطر: الشطر: النصف. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر)
(6)
عالة: فقراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيل).
(7)
يتكففون: يأخذون ببطن كفهم، أو يسألون كفا من الطعام أو ما يكف الجوع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفف).
امْرَأَتِكَ" فَقُلْتُ
(1)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُخَلَّفُ
(2)
بَعْدَ أَصْحَابِي؟! قَالَ: "إِنَّكَ لَنْ
(3)
تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا صَالِحًا، إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، ثُمَّ لَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ" يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ".
36 - بَابُ مَا يُنْهَى مِنَ الْحَلْقِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ
• [1306] وَقال
(4)
الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: وَجِعَ أَبُو مُوسَى وَجَعًا
(5)
فَغُشِيَ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حَجْرِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: أَنَا
(6)
بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ
(8)
، وَالْحَالِقَةِ
(9)
، وَالشَّاقَّةِ.
(1)
لأبي ذر وابن عساكر: "قُلْتُ".
(2)
لأبي ذر والكشميهني: "أَأُخَلَّفُ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَنْ".
* [1305][التحفة: ع 3890]
(4)
لأبي الوقت: "حدّثنا الْحَكَمُ".
(5)
زاد لابن عساكر: "شَدِيدًا".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إِنَّي".
(7)
قوله: "رسولُ اللَّهِ". لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدٌ".
(8)
الصالقة: المولولة بالصوت الشديد عند المصيبة. (انظر: هدي الساري)(ص 153).
(9)
الحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة. (انظر: لسان العرب، مادة: حلق).
* [1306][التحفة: خت م 9125]
37 - بَابٌ لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ
• [1307] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ".
38 - بَابُ
(1)
مَا يُنْهَى مِنَ الْوَيْلِ وَدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ
• [1308] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ".
39 - بَابُ مَنْ جَلَسَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ
• [1309] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَتْلُ ابْنِ
(2)
حَارِثَةَ، وَجَعْفَرٍ، وَابْنِ رَوَاحَةَ، جَلَسَ يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ، وَأَنَا أَنْظُرُ مِنْ صَائِرِ
(3)
الْبَابِ - شَقِّ الْبَابِ - فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ وَذَكَرَ
* [1307][التحفة: خ م س ق 9569]
(1)
سقط الباب وترجمته عند أبي ذر عن الكشميهني.
* [1308][التحفة: خ م س ق 9569]
(2)
عليه ضبة. هكذا ضبب في اليونينية على لفظ "ابن"، ولينظر وجهه كذا بهامش الأصل، ومثله في القسطلاني.
(3)
صائر: شق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صير).
بُكَاءَهُنَّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ لَمْ
(1)
يُطِعْنَهُ، فَقَالَ:"انْهَهُنَّ" فَأَتَاهُ الثَّالِثَةَ قَالَ: وَاللَّهِ غَلَبْنَنَا
(2)
يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَزَعَمَتْ أَنَّهُ قَالَ: "فَاحْثُ
(3)
فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ" فَقُلْتُ: أَرْغَمَ
(4)
اللَّهُ أَنْفَكَ! لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ تَتْرُكْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَنَاءِ!.
• [1310] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَنَتَ
(5)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا حِينَ قُتِلَ
(1)
الْقُرَّاءُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَزِنَ حُزْنًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُ.
40 - بَابُ مَنْ لَمْ يُظْهِرْ حُزْنَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ
(6)
وَقَالَ
(7)
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: الْجَزَعُ: الْقَوْلُ السَّيِّئُ، وَالظَّنُّ السَّيِّئُ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ عليه السلام: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}
(8)
.
• [1311] حدثنا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: اشْتَكَى ابْنٌ
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لقد".
(3)
كذا بالضبطين معًا.
فاحث: فارْمِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حثا).
(4)
أرغم: ألصقه بالرغام، وهو التراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رغم).
* [1309][التحفة: خ م د س 17932]
(5)
قنت: القنوت: الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنت).
* [1310][التحفة: خ م 931]
(6)
قوله: "بَابُ مَنْ لَمْ يُظْهِرْ حُزْنَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ" ليس عند ابن عساكر.
(7)
لابن عساكر: "قال".
(8)
[يوسف: 86].
لِأَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: فَمَاتَ، وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ، فَلَمَّا رَأَتِ امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ هَيَّأَتْ
(1)
شَيْئًا وَنَحَّتْهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: كَيْفَ الْغُلَامُ؟ قَالَتْ: قَدْ هَدَأَتْ
(2)
نَفْسُهُ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ، وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ، قَالَ: فَبَاتَ فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَعْلَمَتْهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَا كَانَ مِنْهُمَا
(3)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا
(4)
".
قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: فَرَأَيْتُ لَهُمَا
(5)
تِسْعَةَ أَوْلَادٍ كُلُّهُمْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ.
41 - بَابُ الصَّبْرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى
وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: نِعْمَ الْعِدْلَانِ، وَنِعْمَ الْعِلَاوَةُ {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
(6)
وَقَوْلُهُ
(7)
تَعَالَى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}
(8)
.
(1)
عليه صح، صح.
(2)
لأبي ذر: "هَدَأَ نَفَسُهُ".
(3)
كذا لابن عساكر وفي نسخة. ولأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"مِنْها".
(4)
"لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا": لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر "لَهُمَا فِي لَيلَتِهِمَا" وعليه صح.
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر "فَرَأَيْتُ تِسْعَةَ أَوْلَادٍ".
* [1311][التحفة: خ 173]
(6)
[البقرة 156، 157].
(7)
"وَقَوْلُهُ" بالرفع: عطفًا على "باب"، وبالجر: عطفًا على "الصبر". كذا بهامش الأصل، وعلى الثاني اقتصر القسطلاني. اهـ. مصححه.
(8)
[البقرة: 45].
• [1312] حدثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى".
42 - بَابُ
(2)
قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ".
وَ
(3)
قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ".
• [1313] حدثنا
(4)
الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا قُرَيْشٌ، هُوَ: ابْنُ حَيَّانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ، وَكَانَ ظِئْرًا
(5)
لِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ
(6)
، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! فَقَالَ: "يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ" ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهيمُ لَمَحْزُونُونَ".
رَوَاهُ مُوسَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
كذا لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر: "حدّثني".
* [1312][التحفة: خ م د ت س 439]
(2)
سقط الباب إلى قوله: "ويحزن القلب". عند أبي ذر عن الحموي.
(3)
"و": عليه تضبيب، وسقط.
(4)
لأبي ذر: "حدّثني".
(5)
ظئرا: زوج مرضعته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظأر).
(6)
تذرفان: ذرَفَت العين تذرِف إذا جرى دمعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرف).
* [1313][التحفة: م د 405 - خ 462]
43 - بَابُ
(1)
الْبُكَاءِ
(2)
عِنْدَ الْمَرِيضِ
• [1314] حدثنا أَصْبَغُ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأنصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى
(3)
لَهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي غَاشِيَةِ أَهْلِهِ
(4)
، فَقَالَ:"قَدْ قَضَى؟ "، قَالُوا
(5)
: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَبَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَكَوْا، فَقَالَ: "أَلَا تَسْمَعُونَ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلكنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا - وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ - أَوْ يَرْحَمُ
(6)
، وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ". وَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يَضْرِبُ فِيهِ بِالْعَصَا، وَيَرْمِي بِالْحِجَارَةِ، وَيَحْثِي بِالتُّرَابِ.
44 - بَابُ مَا يُنْهَى عَنِ
(7)
النَّوْحِ وَالْبُكَاءِ وَالزَّجْرِ عَنْ ذَلِكَ
• [1315] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: لَمَّا
(1)
ليس عند أبي ذر.
(2)
"البُكاءُ": بالرفع عند أبي ذر، لسقوط لفظ "باب" عنده.
(3)
عليه صح.
(4)
ليس عند ابن عساكر.
(5)
لأبي ذر، وابن عساكر:"فقالوا".
(6)
زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "أو يَرْحَمُ اللَّهُ".
* [1314][التحفة: خ م 7070]
(7)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"مِنَ".
جَاءَ قَتْلُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَجَعْفَرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، جَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ، وَأَنَا أَطَّلِعُ مِنْ شَقِّ الْبَابِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا
(1)
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ، فَأَمَرَهُ بِأَنْ
(2)
يَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، ثُمَّ أَتَى فَقَالَ: قَدْ نَهَيْتُهُنَّ، وَذَكَرَ أَنَّهُنَّ
(3)
لَمْ يُطِعْنَهُ، فَأَمَرَهُ الثَّانِيَةَ أَنْ يَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَى فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ غَلَبْنَنِي - أَوْ غَلَبْنَنَا الشَّكُّ مِنْ مُحَمَّدِ
(4)
بْنِ حَوْشَبٍ - فَزَعَمَتْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَاحْثُ
(5)
فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ
(6)
" فَقُلْتُ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ، فَوَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ، وَمَا تَرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَنَاءِ!
• [1316] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
(7)
، حَدَّثَنَا
(8)
أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَخَذَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْبَيْعَةِ أَنْ لَا نَنُوحَ، فَمَا وَفَتْ مِنَّا امْرَأَةٌ غَيْرَُ خَمْسِ نِسْوَةٍ: أُمُِّ سُلَيْمٍ، وَأُمُِّ الْعَلَاءِ، وَابْنَةُِ أَبِي سَبْرَةَ امْرَأَةِ مُعَاذٍ، وَامْرَأَتَيْنِ
(9)
، أَوِ ابْنَةُِ أَبِي سَبْرَةَ، وَامْرَأَةُِ مُعَاذٍ، وَامْرَأَةٌٍ أُخْرَى.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أَيْ".
(2)
عليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر:"أَنْ".
(3)
لأبي ذر، وابن عساكر:"أنَّهُ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "عبدِ اللَّه بنِ".
(5)
كذا بالوجهين معًا.
(6)
لأبي ذر عن المستملي: "مِنَ التُّرَابِ" وعليه صح.
* [1315][التحفة: خ م د س 17932]
(7)
قوله: "ابن زَيْدِ" لأبي ذر، وليس عند ابن عساكر.
(8)
لابن عساكر: "عَنْ أَيُّوبَ".
(9)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"وَامْرَأَتَانِ".
* [1316][التحفة: خ م س 18097]
45 - بَابُ الْقِيَامِ لِلْجَنَازَةِ
• [1317] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ".
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
زَادَ الْحُمَيْدِيُّ: "حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ، أَوْ تُوضَعَ".
46 - بَابٌ
(1)
مَتَى يَقْعُدُ إِذَا قَامَ لِلْجَنَازَةِ
(2)
؟
• [1318] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ جَِنَازَةً
(3)
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَاشِيًا مَعَهَا فَلْيَقُمْ حَتَّى يُخَلِّفَهَا أَوْ تُخَلِّفَهُ، أَوْ تُوضَعَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُخَلِّفَهُ".
• [1319] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا فِي جَِنَازَةٍ فَأَخَذَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه بِيَدِ مَرْوَانَ فَجَلَسَا قَبْلَ أَنْ تُوضَعَ،
* [1317][التحفة: ع 5041]
(1)
ليس عند القابسي، وأبي ذر، والمستملي وعليه صح.
(2)
سقط الباب والترجمة لأبي ذر عن المستملي. قال في الفتح: وسقط للمستملي، وثبتت الترجمة دون الباب لرفِيقَيْه. أفاده القسطلاني.
(3)
لابن عساكر: "الجنازةَ".
* [1318][التحفة: ع 5041]
فَجَاءَ أَبُو سَعِيدٍ رضي الله عنه فَأَخَذَ بِيَدِ مَرْوَانَ فَقَالَ: قُمْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ هَذَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا عَنْ ذَلِكَ! فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَدَقَ.
47 - بَابُ
(1)
مَنْ تَبِعَ جَِنَازَةً فَلَا يَقْعُدُ
(2)
حَتَّى تُوضَعَ عَنْ مَنَاكِبِ الرِّجَالِ
(3)
، فَإِنْ قَعَدَ أُمِرَ بِالْقِيَامِ
• [1320]
(4)
حدثنا
(5)
مُسْلِمٌ، يَعنِي
(6)
: ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيَ سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَِنَازَةَ فَقُومُوا، فَمَنْ تَبِعَهَا فَلَا يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ".
48 - بَابُ مَنْ قَامَ لِجِنَازَةِ يَهُودِيٍّ
• [1321] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ
(7)
، عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: مَرَّ
(8)
بنَا جَِنَازَةٌ فَقَامَ لَهَا
(9)
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
* [1319][التحفة: خ 4288]
(1)
رمز عليها برمز السقوط.
(2)
"يَقْعُدُ": هكذا مرفوع في النسخ التي بيدنا تبعا لليونينية.
(3)
قوله: "عَنْ مَنَاكِبِ الرَّجَالِ فَإِنْ قَعَدَ أُمِرَ بِالْقِيَامِ" ليس عند أبي ذر، والمستملي.
(4)
هذا الحديث مُقدَّم عند أبي ذر وابن عساكر على حديث أحمد بن يونس السابق في الباب قبله.
(5)
من قوله: "حدثنا إلى حتى توضع": عليه سقط.
(6)
ليس عند أبي ذر، وابن عساكر. مقتضى وضع النسخ التي بيدنا أن الساقط لفظ:"يعني" فقط، ويؤخذ من القسطلاني أن الساقط:"يعني ابن إبراهيم". فحرر. اهـ. مصححه.
* [1320][التحفة: خ م ت س 4420]
(7)
عليه صح.
(8)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "مَرَّتْ".
(9)
سقط لفظ: "لَهَا".
وَقُمْنَا
(1)
بِهِ
(2)
، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، قَالَ:"إِذَا رَأَيْتُمُ الْجِنَازَةَ فَقُومُوا".
• [1322] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا
(3)
بِجَنَازَةٍ فَقَامَا، فَقِيلَ لَهُمَا: إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، أَيْ: مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَقَالَا: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ:"أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟! ".
• [1323] وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنْتُ مَعَ قَيْسٍ وَسَهْلٍ
(4)
رضي الله عنهما فَقَالَا: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ زَكَرِيَّاءُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: كَانَ أَبُو مَسْعُودٍ وَقَيْسٌ يَقُومَانِ لِلْجَنَازَةِ.
49 - بَابُ حَمْلِ الرِّجَالِ الْجِنَازَةَ دُونَ النِّسَاءِ
• [1324] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا وُضِعَتِ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقُمْنا".
(2)
سقط لفظ: "به" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.
* [1321][التحفة: خ م د س 2386]
(3)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"عَلَيْهِمْ".
* [1322][التحفة: خ م س 4662 - خ م س 11092]
(4)
لأبي ذر: "سَهْل وقَيْسٍ".
* [1323][التحفة: خ م س 4662 - خ م س 11092]
الْجِنَازَةُ، وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي
(1)
، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا! أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا؟! يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهُ صَعِقَ
(2)
".
50 - بَابُ السُّرْعَةِ بِالْجِنَازَةِ
وَقَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: أَنْتُمْ مُشَيِّعُونَ، وَامْشِ
(3)
بَيْنَ يَدَيْهَا وَخَلْفَهَا، وَعَنْ يَمِينِهَا، وَعَنْ شِمَالِهَا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قَرِيبًا مِنْهَا.
• [1325] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَفِظْنَاهُ مِنَ
(4)
الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا، وَإِنْ يَكُ
(5)
سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قَدَّمُونِي".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَصَعِقَ".
صعق: الصَّعقُ هو أن يُغْشَى على الإنسان من صوت شديد يسمعه، وربما مات منه، ثم استُعْمِل في الموت كثيرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صعق).
* [1324][التحفة: خ س 4287]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"فَامْشِ". ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"فامْشُوا".
(4)
لأبي ذر عن المستملي: "عنِ".
(5)
"يَكُ". كذا هو في اليونينية بالتحتية، وفي بعض الأصول:"تَكُ" بالفوقية.
* [1325][التحفة: ع 13124]
51 - بَابُ قَوْلِ الْمَيِّتِ وَهُوَ عَلَى الْجِنَازَةِ قَدِّمُونِي
• [1326] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ
(1)
قَالَتْ لِأَهْلِهَا: يَا وَيْلَهَا! أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا؟! يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَ الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ".
52 - بَابُ مَنْ صَفَّ صَفَّيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً عَلَى الْجِنَازَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ
• [1327] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي، أَوِ الثَّالِثِ.
53 - بَابُ الصُّفُوفِ عَلَى الْجِنَازَةِ
• [1328] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: نَعَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَصْحَابِهِ النَّجَاشِيَّ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَصَفُّوا خَلْفَهُ فكَبَّرَ أَرْبَعًا.
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ذلِكَ".
* [1326][التحفة: خ س 4287]
* [1327][التحفة: خ 2471]
* [1328][التحفة: خ ت س ق 13267]
• [1329] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَتَى
(1)
عَلَى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ
(2)
، فَصَفَّهُمْ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا، قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
• [1330] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ تُوُفِّيَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنَ الْحَبَشِ
(3)
؛ فَهَلُمَّ فَصَلُّوا عَلَيْهِ". قَالَ: فَصَفَفْنَا فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَيْهِ
(4)
، وَنَحْنُ
(5)
صُفُوفٌ
(6)
، قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: كُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي.
54 - بَابُ صُفُوفِ الصِّبْيَانِ مَعَ الرِّجَالِ عَلَى
(7)
الْجَنَائِزِ
• [1331] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَبْرٍ قَدْ
(8)
دُفِنَ لَيْلًا فَقَالَ: "مَتَى دُفِنَ هَذَا؟ "، قَالُوا
(9)
: الْبَارِحَةَ، قَالَ: "أَفَلَا آذَنْتُمُونِي
(10)
؟ " قَالُوا: دَفَنَّاهُ
(1)
زاد لأبي الوقت: "أَنَّهُ أَتَى".
(2)
لأبي ذر: "قَبْرِ مَنْبُوذٍ".
* [1329][التحفة: ع 5766]
(3)
لأبي ذر والأصيلي: "الْحُبْشِ".
(4)
ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.
(5)
زاد للأصيلي، والكشميهني:"مَعَهُ".
(6)
ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر. وقوله:"صُفُوفٌ" ثبت في رواية أبي ذر عن المستملي.
* [1330][التحفة: خ م س 2450 - خت 3003]
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي وللأصيلي، وابن عساكر:"فِي".
(8)
ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(9)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"فقالوا".
(10)
آذنتموني: الإيذان: الإعلام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أذن).
فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ، فَقَامَ فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَنَا فِيهِمْ، فَصَلَّى عَلَيْهِ.
55 - بَابُ سُنَّةِ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ
(1)
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ؟ ".
وَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ".
وَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى النَّجَاشِيِّ". سَمَّاهَا صَلَاةً لَيْسَ فِيهَا رُكُوعٌ، وَلَا سُجُودٌ، وَلَا يُتَكَلَّمُ فِيهَا، وَفيهَا تَكْبِيرٌ وَتَسْلِيمٌ.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يُصَلِّي إِلَّا طَاهِرًا، وَلَا تُصَلَّى
(2)
عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبِهَا، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَأَحَقُّهُمْ
(3)
عَلَى جَنَائِزِهِمْ مَنْ رَضُوهُمْ
(4)
لِفَرَائِضِهِمْ.
وَإِذَا أَحْدَثَ يَوْمَ الْعِيدِ أَوْ عِنْدَ الْجَنَازَةِ يَطْلُبُ الْمَاءَ، وَلَا يَتَيَمَّمُ، وَإِذَا انْتَهَى إِلَى الْجَنَازَةِ وَهُمْ يُصَلُّونَ يَدْخُلُ مَعَهُمْ بِتَكْبِيرَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: يُكَبِّرُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالسَّفَرِ وَالْحَضَرِ أَرْبَعًا.
* [1331][التحفة: ع 5766]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "الجَنازَةِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "يُصَلَّي".
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "بالصلاة".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "رَضُوهُ".
وَقَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: تَكْبِيرَةُ الْوَاحِدَةِ
(1)
اسْتِفْتَاحُ الصَّلَاةِ.
وَقَالَ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا
(2)
}
(3)
، وَفِيهِ صُفُوفٌ وَإِمَامٌ.
• [1332] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ مَرَّ مَعَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ
(4)
، فَأَمَّنَا فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَمْرٍو مَنْ
(5)
حَدَّثَكَ؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
56 - بَابُ فَضْلِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه: إِذَا صَلَّيْتَ فَقَدْ قَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ.
وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ: مَا عَلِمْنَا عَلَى الْجَنَازَةِ إِذْنًا، وَلَكِنْ مَنْ صَلَّى ثُمَّ رَجَعَ فَلَهُ قِيرَاطٌ.
• [1333] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَقُولُ: حُدِّثَ ابْنُ عُمَرَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم يَقُولُ: مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَقَالَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَيْنَا. فَصَدَّقَتْ - يَعْنِي: عَائِشَةَ - أَبَا هُرَيْرَةَ
(6)
، وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: لَقَدْ فَرَّطْنَا فِي قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ.
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"التَّكْبِيرَةُ الْوَاحِدَةُ".
(2)
"مَاتَ أَبَدًا": عليه صح. وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.
(3)
[التوبة: 84].
(4)
لأبي ذر: "قَبْرِ مَنْبُوذٍ".
(5)
لأبي ذر: "وَمَنْ".
* [1332][التحفة: ع 5766]
(6)
"أبا هريرة": لأبي ذر عن المستملي، ولأبي الوقت:"بِقَوْلِ أبي هريرة".
{فَرَّطْتُ}
(1)
: ضَيَّعْتُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ.
57 - بَابُ مَنِ انْتَظَرَ حَتَّى تُدْفَنَ
• [1334] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فَقَالَ
(2)
: سَمِعْتُ
(3)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
حَدَّثَنَا
(5)
أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ
(6)
فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ"، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: "مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ".
58 - بَابُ صَلَاةِ الصِّبْيَانِ مَعَ النَّاسِ عَلَى الْجَنَائِزِ
• [1335] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَتَى
(1)
[الزمر: 56].
* [1333][التحفة: خ م 14639]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
(3)
عليه صح.
(4)
في نسخة مسموعة من طريق الخلال وغيره قال: وحدثني عبد اللَّه بن محمد حدثنا هشام حدثنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما سبق ليس عند القابسي - كذا في اليونينية. اهـ. من هامش الأصل.
(5)
لأبي ذر: "وحدّثنا".
(6)
زاد ابن عساكر، وفي نسخة:"عليها". ولأبي ذر عن الكشميهني: "عليه".
* [1334][التحفة: خ م س 13958 - خ 14326]
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْرًا، فَقَالُوا: هَذَا دُفِنَ - أَوْ دُفِنَتِ - الْبَارِحَةَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَصَفَّنَا
(1)
خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا.
59 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ بِالْمُصَلَّى وَالْمَسْجِدِ
• [1336] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: نَعَى
(2)
لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّجَاشِيَّ صَاحِبَ الْحَبَشَةِ يَوْمَ
(3)
الَّذِي مَاتَ فِيهِ؛ فَقَالَ: "اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ".
• [1337] وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صفَّ بِهِمْ بِالْمُصَلَّى فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.
• [1338] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ مِنْهُمْ وَامْرَأَةٍ زَنَيَا؛ فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا قَرِيبًا مِنْ مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ.
(1)
لأبي ذر: "فَصَفَفْنَا".
* [1335][التحفة: ع 5766]
(2)
"لنا": عند أبي ذر عن الكشميهني. فال القسطلاني: ولأبي الوقت: "نعانا". اهـ.
(3)
لأبي ذر: "الْيَوْمَ".
* [1336][التحفة: خ م 13211]
* [1337][التحفة: خ م 13211]
* [1338][التحفة: خ م س 8458]
60 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنِ اتِّخَاذِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ
وَلَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهم ضَرَبَتِ امْرَأَتُهُ الْقُبَّةَ عَلَى قَبْرِهِ سَنَةً، ثُمَّ رُفِعَتْ؛ فَسَمِعُوا
(1)
صَائِحًا يَقُولُ: أَلَا هَلْ وَجَدُوا مَا فَقَدُوا؟!
(2)
فَأَجَابَهُ الْآخَرُ
(3)
: بَلْ يَئِسُوا فَانْقَلَبُوا.
• [1339] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ هِلَالٍ، هُوَ: الْوَزَّانُ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ:"لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسْجِدًا"
(4)
، قَالَتْ: وَ
(5)
لَوْلَا ذَلِكَ لَأَبْرَزُوا قَبْرَهُ
(6)
، غَيْرَ أَنِّي أَخْشَى أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا.
61 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النُّفَسَاءِ إِذَا مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا
• [1340] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حُسَينٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ سَمُرَةَ
(7)
رضي الله عنه قَالَ: صلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا، فَقَامَ عَلَيْهَا
(8)
وَسَطَهَا
(9)
.
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَسَمِعَتْ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "طَلَبُوا".
(3)
في أصول كثيرة: "فأجابه آخَرُ" بالتنكير. اهـ. من هامش الأصل.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَساجِدَ".
(5)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(6)
كذا في نسخة أخرى. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر وعليه صح:"لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ".
* [1339][التحفة: خ م 17346]
(7)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "ابنِ جُنْدَبٍ".
(8)
في نسخة: "عَلَى وَسَطِها". ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"فقامَ وَسْطَها" وعليه صح.
(9)
عليه صح.
* [1340][التحفة: ع 4625]
62 - بَابٌ
(1)
أَيْنَ يَقُومُ مِنَ الْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ؟
• [1341] حدثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا، فَقَامَ عَلَيْهَا وَسَطَهَا
(2)
.
63 - بَابُ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ أَرْبَعًا
وَقَالَ حُمَيْدٌ: صَلَّى بِنَا أَنَسٌ رضي الله عنه فَكَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ كَبَّرَ الرَّابِعَةَ، ثُمَّ سَلَّمَ.
• [1342] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَعَى النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى فَصَفَّ بِهِمْ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ.
• [1343] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ
(3)
، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وعَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ سَلِيمٍ: أَصْحَمَةَ.
(1)
كذا لأبي ذر، والمستملي.
(2)
عليه صح.
* [1341][التحفة: ع 4625]
* [1342][التحفة: خ م د س 13232]
(3)
"مِينَى": عند أبي ذر كتب عليه قصر. اهـ. من اليونينية، وهو ممدود في الفرع، وبه ضبط القسطلاني في عدة مواضع، وصاحب الخلاصة. اهـ. مصححه.
وَتَابَعَهُ
(1)
عَبْدُ الصَّمَدِ
(2)
.
64 - بَابُ قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى الْجَنَازَةِ
وَقَالَ الْحَسَنُ: يَقْرَأُ عَلَى الطِّفْلِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا وَسَلَفًا وَأَجْرًا.
• [1344] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
حَدَّثَنَا
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَلَى جَنَازَةٍ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ
(4)
الْكِتَابِ، قَالَ
(5)
: لِيَعْلَمُوا أَنَّهَا سُنَّةٌ.
65 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ
• [1345] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(6)
سُلَيْمَانُ
(1)
كذا لأبي ذر، وابن عساكر.
(2)
قوله: "وتابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ"، سقطت هذه الجملة عند أبي ذر، وابن عساكر عن الحموي، والكشميهني.
* [1343][التحفة: خ م 2262]
(3)
في أصول كثيرة "ح وحدثنا". اهـ. من هامش الأصل.
(4)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"فَاتِحَةَ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"فقال".
* [1344][التحفة: خ د ت س 5764]
(6)
لأبي ذر: "أخبرنا". ولأبي الوقت: "أخبرني"
الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ مَرَّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرٍ
(1)
مَنْبُوذٍ، فَأَمَّهُمْ وَصَلَّوْا خَلْفَهُ، قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
• [1346] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ أَسْوَدَ - رَجُلًا
(2)
أَوِ امْرَأَةً
(2)
- كَانَ يَقُمُّ
(3)
الْمَسْجِدَ
(4)
، فَمَاتَ وَلَمْ يَعْلَمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَوْتِهِ، فَذَكَرَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ:"مَا فَعَلَ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ؟ "، قَالُوا
(5)
: مَاتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: "أَفَلَا آذَنْتُمُونِي"، فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ كَذَا وَكَذَا
(6)
قِصَّتُهُ
(7)
، قَالَ: فَحَقَرُوا شَأْنَهُ، قَالَ:"فَدُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ"، فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
66 - بَابٌُ (2) الْمَيِّتُِ
(8)
يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعَالِ
• [1347] حدثنا عَيَّاشٌ (2)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. قَالَ: وَقَالَ لِي
(1)
لأبي ذر: "قَبْرِ مَنْبُوذٍ".
* [1345][التحفة: ع 5766]
(2)
عليه صح.
(3)
يقم: يكنس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قمم).
(4)
زاد لأبي ذر: "في المسجدِ". وقوله: "كان يَقُمُّ الْمَسْجِدَ"، للأصيلي، وابن عساكر:"يكون في المسْجِدِ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ".
(5)
لأبي ذر والأصيلي: "فقالوا".
(6)
زاد لأبي ذر: "وكذا".
(7)
بالضبطين معا. وسقط لفظ: "قصته" عند أبي ذر والأصيلي وابن عساكر.
* [1346][التحفة: خ م د ق 14650]
(8)
"باب": ضُبط في النسخ بالتنوين والإضافة، و"الميت": بالرفع والجر، واقتصر القسطلاني على التنوين. اهـ. مصححه.
خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا
(1)
ابْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتُوُلِّيَ
(2)
، وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ
(3)
، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ". قَالَ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا، وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوِ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ
(5)
، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ
(6)
".
67 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ فِي الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا
(7)
• [1348] حدثنا
(8)
مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عليهما السلام؛
(1)
زاد لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، والمستملي:"يَزِيدُ".
(2)
عليه صح. "وَتُوُلَّيَ": كذا هو بالنسخ المعتمدة بيدنا بالبناء للمفعول، وضبطه القسطلاني بالبناء للفاعل. قال ابن حجر: كذا ثبت في جميع الروايات، يعني البناء للفاعل، ورأيته أنا مضبوطا بخط معتمد. "وَتُوُلَّي": بضم أوله وكسر اللام على البناء للمجهول. اهـ. كتبه مصححه.
(3)
قرع نعالهم: صوتها عند المشي. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(9/ 37).
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أَتْلَيْتَ".
(6)
الثقلين: الجن والإنس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثقل).
* [1347][التحفة: خ م د س 1170]
(7)
"نَحْوِها": كذا هو بالجر في بعض النسخ المعتمدة، وفي بعضها تبعًا لليونينية بالنصب. قال القسطلاني: هو بالنصب عطفًا على "الدَّفْنَ". اهـ. كتبه مصححه.
(8)
كذا لابن عساكر، والأصيلي.
فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ
(1)
، فَرَجَعَ
(2)
إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ
(3)
عَيْنَهُ، وَقَالَ:"ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ (2) يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ"، قَالَ: أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "ثُمَّ الْمَوْتُ"، قَالَ: فَالْآنَ، فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ
(4)
الْأَحْمَرِ
(5)
".
68 - بَابُ الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ
وَدُفِنَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لَيْلًا.
• [1349] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ بَعْدَمَا دُفِنَ بِلَيْلَةٍ (2)، قَامَ
(6)
هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَكَانَ سَأَلَ عَنْهُ فَقَالَ:"مَنْ هَذَا؟ " فَقَالُوا
(7)
: فُلَانٌ؛ دُفِنَ الْبَارِحَةَ، فَصَلَّوْا عَلَيْهِ.
(1)
صكه: لطمه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 44).
(2)
عليه صح.
(3)
قوله: "فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ". لأبي ذر وعليه صح: "فَيَرُدُّ اللَّهُ إليه".
(4)
الكثيب: ما اجتمع من الرمل وارتفع. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 194).
(5)
الكثيب الأحمر: بمدين، وقيل: بأريحاء، ويروى أنه عليه السلام دفن في جبل "نبا" على مسيرة عشرة أميال للشمال الغربي من "مأدبا" في شرقي الأردن. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 230).
* [1348][التحفة: خ م س 13519]
(6)
في نسخة: "فَقَامَ".
(7)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر:"قالوا"، وعليه صح.
* [1349][التحفة: ع 5766]
69 - بَابُ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ عَلَى الْقَبْرِ
• [1350] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا اشْتَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَتْ
(1)
بَعْضُ نِسَائِهِ كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا: مَارِيَةُ - وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ رضي الله عنهما أَتَتَا
(2)
أَرْضَ الْحَبَشَةِ - فَذَكَرَتَا مِنْ حُسْنِهَا وَتَصَاوِيرَ فِيهَا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "أولَئِكَِ
(3)
إِذَا مَاتَ مِنْهُمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّورَةَ، أولَئِكَِ
(4)
شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ".
70 - بَابُ مَنْ يَدْخُلُ قَبْرَ الْمَرْأَةِ؟
• [1351] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ
(5)
، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ:"هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟ "، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ:"فَانْزِلْ فِي قَبْرِهَا"، فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا فَقَبَرَهَا
(6)
، قَالَ ابْنُ مُبَارَكٍ
(7)
: قَالَ فُلَيْحٌ: أُرَاهُ - يَعْنِي - الذَّنْبَ.
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"ذَكَرَ".
(2)
عليه صح.
(3)
كذا بالضبطين معًا. وعليه صح.
(4)
كذا بالضبطين معًا، وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح:"وأُولئِكَ".
* [1350][التحفة: خ 17166]
(5)
"ابْنُ سُلَيْمَانَ": ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(6)
ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "الْمُبَارَكِ".
قالَ أبو عَبد الله: {لِيَقْتَرِفُوا}
(1)
، أَيْ: لِيَكْتَسِبُوا
(2)
.
71 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الشَّهِيدِ
• [1352] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: "أَيُّهُمْ
(3)
أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرآنِ؟ " فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ
(4)
، وَقَالَ:"أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا، وَلَمْ يُصَلَّ
(5)
عَلَيْهِمْ.
• [1353] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: "إِنِّي فَرَطٌ
(6)
لَكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ، لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ
(1)
[الأنعام: 113]. ورقم عليها لأبي ذر عن الكشميهني.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني.
* [1351][التحفة: خ تم 1645]
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَيُّهُمَا".
(4)
اللحد: هو الشق الذي يعمل في جانب القبر لموضع الميت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لحد).
(5)
عليه صح.
* [1352][التحفة: خ د ت س ق 2382]
(6)
فرط: الفرَط: الذي يتقدم القوم ويسبقهم ليرتاد لهم الماء، ويهيئ لهم الدلاء والأرشية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرط).
خَزَائِنِ الْأَرْضِ - أَوْ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ - وَإِنِّي وَاللَّهِ، مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا".
72 - بَابُ دَفْنِ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ فِي قَبْرٍ
(1)
• [1354] حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ.
73 - بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ غَسْلَ الشُّهَدَاءِ
• [1355] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ
(2)
، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ادْفِنُوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ". يَعْنِي: يَوْمَ أُحُدٍ، وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ
(3)
.
74 - بَابُ مَنْ يُقَدَّمُ فِي اللَّحْدِ؟
وَسُمِّيَ اللَّحْدَ؛ لِأَنَّهُ فِي نَاحِيَةٍ، وَكُلُّ جَائِرٍ مُلْحِدٌ
(4)
.
* [1353][التحفة: خ م د س 9956]
(1)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "وَاحِدٍ".
* [1354][التحفة: خ د ت س ق 2382]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "كَعْبِ بنِ مَالكٍ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "يَغْسِلْهُمْ".
* [1355][التحفة: خ د ت س ق 2382]
(4)
قوله: "وَكُلُّ جَائِرٍ مُلْحِدٌ" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
{مُلْتَحَدًا}
(1)
: مَعْدِلًا، وَلَوْ كَانَ مُسْتَقِيمًا كَانَ
(2)
ضَرِيحًا.
• [1356] حدثنا
(3)
ابْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ
(4)
بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ:"أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرآنِ؟ "، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقَالَ:"أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ"، وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ
(5)
.
• [1357] وَأخبرنا
(6)
الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ لِقَتْلَى أُحُدٍ: "أَيُّ هَؤُلَاءِ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ "، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى رَجُلٍ قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ قَبْلَ صَاحِبِهِ، وَقَالَ
(7)
جَابِرٌ: فكُفِّنَ أَبِي وَعَمِّي فِي نَمِرَةٍ
(8)
وَاحِدَةٍ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه.
(1)
[الكهف: 27].
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَكَانَ".
(3)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدُ".
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "اللَّيْثُ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "يَغْسِلْهُمْ".
* [1356][التحفة: خ د ت س ق 2382]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وأخبرنا ابن المبارك وهو بالإسناد الأولِ محمدُ بنُ مقاتل أخبرنا عبد اللَّه أخبرنا الأوزاعي عن الزهري".
(7)
في أصول كثيرة "قال جابر" بدون "واو".
(8)
نمرة: إزار مخطط من صوف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمر).
* [1357][التحفة: خ د ت س ق 2382]
75 - بَابُ الْإِذْخِرِ وَالْحَشِيشِ فِي الْقَبْرِ
• [1358] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "حَرَّمَ اللَّهُ مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا لِأَحَدٍ بَعْدِي؛ أُحِلَّتْ
(1)
لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا
(2)
، وَلَا يُعْضَدُ
(3)
شَجَرُهَا، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا
(4)
إِلَّا لِمُعَرِّفٍ"، فَقَالَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه: إِلَّا الْإِذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وَقُبُورِنَا، فَقَالَ: "إِلَّا
(5)
الْإِذْخِرَ".
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا".
وَقَالَ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ
(6)
، سَمِعْتُ
(7)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما لِقَيْنِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ.
76 - بَابٌ هَلْ يُخْرَجُ الْمَيِّتُ مِنَ الْقَبْرِ وَاللَّحْدِ لِعِلَّةٍ؟
• [1359] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ
(1)
زاد لأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح: "أُحِلَّتْ لَهُ".
(2)
يختلى خلاها: يقطع نباتها الرطب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلا).
(3)
يعضد: يقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عضد).
(4)
لقطتها: اللقطة: اسم المال الملقوط، أي الموجود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لقط).
(5)
ليس عند ابن عساكر.
(6)
عليه صح.
(7)
عليه صح، ولأبي ذر وعليه صح:"سَمِعَتِ".
* [1358][التحفة: خ 6061]
عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَمَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ
(1)
مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ قمِيصَهُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَكَانَ كَسَا عَبَّاسًا قَمِيصًا
(2)
.
قَالَ سُفْيَانُ، وَقَالَ
(3)
أَبُو هُرَيْرَةَ
(4)
: وَكَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَانِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلْبِسْ أَبِي قَمِيصَكَ الَّذِي يَلِي جِلْدَكَ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَيُرَوْنَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَلْبَسَ عَبْدَ اللَّهِ قَمِيصَهُ مُكَافَأَةً لِمَا صَنَعَ.
• [1360] حدثنا مُسَدَّدٌ، أَخْبَرَنَا
(5)
بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ
(6)
دَعَانِي أَبِي مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: مَا أُرَانِي إِلَّا مَقْتُولًا فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنِّي لَا أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ غَيْرَ نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ
(7)
عَلَيَّ دَيْنًا فَاقْضِ، وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا، فَأَصْبَحْنَا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ، وَ
(6)
دُفِنَ مَعَهُ آخَرُ
(8)
فِي
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح: "فيه".
نفث: النفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التَّفْل؛ لأن التَّفْل لا يكون إلا معه شيء من الريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفث).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قَمِيصَهُ".
(3)
وقال أبو هارون: قال في الفتح كذا وقع في رواية أبي ذر وغيرها ووقع في كثير من الروايات: "وقال أبو هريرة" وكذا هو في مستخرج أبي نعيم وهو تصحيف. اهـ.
(4)
عليه تضبيب.
* [1359][التحفة: خ م س 2531]
(5)
لأبي الوقت: "حدّثنا".
(6)
عليه صح.
(7)
لأبي ذر وأبي الوقت: "وإنّ".
(8)
لأبي ذر وعليه صح وللقابسي وعليه صح: "وَدَفَنْتُ مَعَهُ آخَرَ".
قَبْرٍ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ الْآخَرِ فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ؛ فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً
(1)
، غَيْرَ
(2)
أُذُنِهِ.
• [1361] حدثنا عليُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَال: دُفِنَ مَعَ أَبِي رَجُلٌ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَخْرَجْتُهُ فَجَعَلْتُهُ فِي قَبْرٍ عَلَى حِدَةٍ.
77 - بَابُ اللَّحْدِ وَالشَّقِّ فِي الْقَبْرِ
• [1362] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ، قَال: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه رضي الله عنهما قَال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَينَ رَجُلَيْنِ
(3)
مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ يَقُولُ:"أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرآنِ؟ " فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، فَقَال:"أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَأمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ
(4)
.
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عِنْدَ".
* [1360][التحفة: خ 2409]
* [1361][التحفة: خ س 2422]
(3)
لأبي الوقت وأبي ذر: "الرَّجُلَيْنِ".
(4)
لأبي ذر: "يَغْسِلْهُمْ".
* [1362][التحفة: خ د ت س ق 2382]
78 - بَابٌ إِذَا أَسْلَمَ الصَّبِيُّ فَمَاتَ هَلْ يُصَلَّى عَلَيْهِ؟ وَهَلْ يُعْرَضُ عَلَى الصَّبِيِّ الْإِسْلَامُ؟
وَقَال الْحَسَنُ وَشُرَيحٌ وإبْرَاهِيمُ وَقَتَادَةُ: إِذَا أَسْلَمَ أَحَدُهُمَا فَالْوَلَدُ مَعَ الْمُسْلِمِ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاس رضي الله عنهما مَعَ أُمِّهِ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَ أَبِيهِ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ، وَقَال: الْإِسْلَامُ يَعْلُو وَلَا يُعْلَى.
• [1363] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَال: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي رَهطٍ
(1)
قِبَل ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ
(2)
بَنِي مَغَالةَ - وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الْحُلُمَ - فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لاِبْنِ صَيَّادٍ
(3)
: "تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ " فَنَظَرَ إِلَيهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَال: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، فَقَال ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّه فَرَفَضَهُ
(4)
، وَقَال آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ، فَقَال لَهُ:"مَاذَا تَرَى؟ " قَال ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خُلِّطَ
(5)
عَلَيكَ الْأَمْرُ"، ثُمَّ قَال لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
(1)
رهط: الرهط من الرجال: ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة. ولا واحد له من لفظه، وقيل: الأقارب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
(2)
أطم: بناء مرتفع كالحصن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أطم).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "صَائِدٍ".
(4)
لأبي ذر والمستملي: "فَرَفَصَهُ".
(5)
"خُلِّطَ": ضبط بالتخفيف والتشديد في النسخ المعتمدة تبعا لليونينية وفرعها؛ وعليه نبه القسطلاني.
"إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا
(1)
"، فَقَال ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَال: "اخْسَأْ
(2)
فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ"، فَقَال عُمَرُ رضي الله عنه: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّه أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيهِ، وإنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ". وَقَال سَالِمٌ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ مُضْطَجِعٌ - يَعْنِي - فِي قَطِيفَةٍ
(3)
لَهُ فِيهَا رَمْزَةٌ
(4)
-أَوْ زَمْرَةٌ
(5)
- فَرَأَتْ أمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالتْ لابْنِ صَيَّادٍ: يَا صَافِ - وَهُوَ: اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ - هَذَا مُحَمَّدٌ
(6)
صلى الله عليه وسلم، فَثَارَ
(7)
ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "خَبأً".
خبيئا: الخبيء والخبء كل شيء غائب مستور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبأ).
(2)
اخسأ: الخسء: البعد والطرد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خسأ).
(3)
"يعني في قطيفة": ليس عند أبي ذر.
(4)
"رَمْزَةٌ أَوْ زَمْرَةٌ": لأبي ذر وعليهما صح. "رَمْرَمةٌ أَوْ زَمْزَمةٌ": كذا يستفاد من وضع النسخ التي بيدنا، وهي رواية لبعضهم كما في القسطلاني.
رمزة: صوت خفي بتحريك الشفتين لا يفهم. (انظر: هدي الساري)(ص 125).
(5)
زمرة: صوت من داخل الفم. (انظر: هدي الساري)(ص 125).
(6)
ثبتت صيغة: (الصلاة والسلام) في عدة نسخ. ا هـ. مصححه.
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَثَابَ".
وَقَالَ شُعَيْبٌ فِي حَدِيثِهِ: فَرَفَصَهُ
(1)
رَمْرَمَةٌ
(2)
، أَوْ زَمْزَمَةٌ
(3)
، وَقَال عُقَيْلٌ: رَمْرَمَةٌ
(4)
، وَقال مَعْمَرٌ: رَمْزَةٌ
(5)
.
• [1364] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، وَهْوَ: ابْنُ زَيدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَال: كَانَ غُلَام يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَال لَهُ:"أَسْلِمْ"، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ
(6)
: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:"الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ".
• [1365] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَال: قَال عُبَيْدُ اللَّهِ
(7)
: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ؛ أَنَا مِنَ الْوِلْدَانِ، وَأُمِّي مِنَ النِّسَاءِ.
(1)
"في حَدِيثهِ فَرَفَصَهُ": ليس عند أبي ذر وعليه صح. "فَرَفَصَهُ": في نسخة "فَرَضَّهُ". "زَمْزَمَةٌ فَرَضَّهُ": كذا في نسخة عبد الله بن سالم، وفي الفتح أن رواية أبي ذر "زمزمة فرفصه" بالصاد المهملة، فحرر. ا هـ. مصححه.
(2)
رمرمة: صوت خفي ساكن جدًّا. (انظر: هدي الساري)(ص 125).
(3)
زمزمة: تحريك الشفتين بكلام من الخيشوم والحلق، لا يتحرك فيه اللسان. (انظر: هدي الساري) (ص 125).
(4)
"رَمْزَةٌ": لأبي ذر وعليه صح صح. وقال إسحاقُ الكَلْبيُّ وعُقَيْلٌ: "رَمْرَمَةٌ".
(5)
"زمرةٌ": لأبي ذر وعليه صح.
* [1363][التحفة: خ م 6990]
(6)
ليس عند أبي ذر.
* [1364][التحفة: خ د س 295]
(7)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ أبي يَزِيدَ".
* [1365][التحفة: خ م د س 5864]
• [1366] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: يُصَلَّى عَلَى كُلِّ مَوْلُودٍ مُتَوَفًّى وَإِنْ كَانَ لِغَيَّةٍ
(1)
؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلدَ عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، يَدَّعِي أَبَوَاهُ الْإِسْلَامَ، أَوْ أَبُوهُ خَاصَّةً، وَإِنْ كَانَتْ أُمُّهُ عَلَى غَيْرِ الْإِسْلَامِ، إِذَا اسْتَهَلَّ
(2)
صَارِخًا صُلِّيَ عَلَيْهِ
(3)
، وَلَا يُصَلَّى عَلَى مَنْ لَا يَسْتَهِلُّ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سِقْطٌ؛ فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه كَانَ يُحَدِّثُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ
(4)
الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ
(5)
، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ
(6)
؟ " ثُم يَقُولُ أَبُو هُرَيرَةَ رضي الله عنه: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}
(7)
الْآيَةَ.
• [1367] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ
(8)
، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ،
(1)
لِغيَّة: لأجل غية، وهي ضد الرشد، وهو أعم من الكفر وغيره، يقال لولد الزنا. ولد الغية، يعني وإن كان الولد لكافرة أو زانية. (انظر: إرشاد الساري) (2/ 449).
(2)
استهل: الاستهلال: رفع الصوت والصياح عند الولادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلل).
(3)
"إِذَا اسْتَهَلَّ صَارِخًا صُلِّيَ عَلَيْهِ": كذا في عدة نسخ معتمدة وعليه شرح القسطلاني، وفي بعض النسخ تبعا لليونينية:"إِذَا اسْتَهَلَّ صُلِّيَ عَلَيْهِ صَارِخًا". ا هـ. مصححه.
(4)
تنتج: تلد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نتج).
(5)
جمعاء: سليمة من العيوب، مجتمعة الأعضاء كاملتها، فلا جَدْعَ بها ولا كَيَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمع).
(6)
جدعاء: مقطوعة الأطراف، أو وَاحِدها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدع).
(7)
[الروم: 30].
* [1366][التحفة: خ 19345]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "أو يُنَصِّرَانِهِ".
كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً
(1)
، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ "، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيرة رضي الله عنه:{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}
(2)
.
79 - بَابُ إِذَا قَال الْمُشْرِكُ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ
• [1368] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَال حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَال: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ، جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَالِبٍ: "يَا
(3)
عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ"، فَقَال أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّه بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يعْرِضُهَا عَلَيْهِ، وَيَعُودَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالةِ، حَتَّى قَال أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا
(4)
وَاللهِ، لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ
(5)
"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى فِيهِ:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ}
(6)
الْآيَةَ.
(1)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "جَمْعَاءَ".
(2)
[الروم: 30].
القيم: المستقيم الذي لا زَيْغ فيه ولا مَيْل عن الحق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قوم).
* [1367][التحفة: خ م 15317]
(3)
لأبي الوقت، ولأبي ذر وعليه صح:"أَيْ".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أمَ".
(5)
للحموي والمستملي: "عَنْهُ".
(6)
[التوبة: 113]. وقوله: "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ": ليس عند أبي ذر.
* [1368][التحفة: خ م س 11281]
80 - بَابُ الْجَرِيدِ
(1)
عَلَى الْقَبْرِ
وَأَوْصَى بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ أَنْ يُجْعَلَ فِي
(2)
قَبْرِهِ جَرِيدَانِ
(3)
.
وَرَأَى ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فُسْطَاطًا عَلَى قَبْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَال: انْزِعْهُ يَا غُلَامُ؛ فَإِنَّمَا يُظِلُّهُ عَمَلُهُ.
وَقَال خَارِجَةُ بْنُ زَيدٍ: رَأَيْتُنِي وَنَحْنُ شُبَّانٌ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ رضي الله عنه وإنَّ أَشَدَّنَا وَثْبَةً الَّذِي يَثِبُ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ حَتَّى يُجَاوزَهُ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ: أَخَذَ بِيَدِي خَارِجَةُ فَأَجْلَسَنِي عَلَى قَبْرٍ وَأَخْبَرَنِي عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ، قَال: إِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ لِمَنْ أَحْدَثَ عَلَيهِ.
وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَجْلِسُ عَلَى الْقُبُورِ.
• [1369] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ مَرَّ
(4)
بِقَبْرَينِ يُعَذَّبَانِ فَقَالَ: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ؛ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ ثُمَّ غَرَزَ فِي كلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً"، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: "لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا
(5)
".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "الْجَرِيدَةِ".
(2)
لأبي ذر والمستملي: "عَلَى".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "جَرِيدَتَانِ".
(4)
قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مرَّ". لأبي ذر وعليه صح: "قال: مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم".
(5)
"يَيْبِسَا": كذا هو في اليونينية بفتح الموحدة وكسرها. ا هـ. من هامش الأصل.
* [1369][التحفة: ع 5747]
81 - بَابُ مَوْعِظَةِ الْمُحَدِّثِ
(1)
عِنْدَ الْقَبْرِ، وَقُعُودِ أَصْحَابِهِ حَوْلَهُ
(2)
{يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ}
(3)
الْأَجْدَاثُ: الْقُبُورُ، {بُعْثِرَتْ}
(4)
: أُثِيرَتْ، بَعْثَرْتُ حَوْضِي، أَيْ: جَعَلْتُ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ،
(5)
الْإِيفَاضُ: الْإِسْرَاعُ، وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ:{إِلى (نَصْبٍ)}
(6)
إِلَى شَيءٍ مَنْصُوبٍ يَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ، وَالنُّصْبُ
(1)
وَاحِدٌ، وَالنَّصْبُ
(1)
مَصْدَرٌ، {يَوْمُ الْخُرُوجِ}
(7)
مِنَ الْقُبُورِ، {يَنْسِلُونَ}
(8)
يَخْرُجُونَ.
• [1370] حدثنا
(9)
عُثْمَانُ، قَال حَدَّثَنِي
(10)
جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا فِي جَِنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ ثُمَّ قَال: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إلا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّة وَالنَّارِ، وإلَّا قَدْ كُتِبَ
(11)
شَقِيَّةً
(1)
، أَوْ سَعِيدَةً
(1)
"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ الْعَمَلَ؛ فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ
(1)
عليه صح.
(2)
زاد في حاشية البقاعي: "وقوله {يَوْمَ} " ونسبه لنسخة.
(3)
[القمر: 7].
(4)
[الانفطار: 4].
(5)
زاد في حاشية البقاعي: " {يُوفِضُونَ} " ونسبه لنسخة.
(6)
[المعارج: 43]. كذا وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "نُصْبٍ".
(7)
[ق: 42].
(8)
[يس: 51].
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(11)
في بعض الأصول "كُتِبَتْ" بتاء التأنيث وعليها شرح القسطلاني.
فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ؟ قَال: "أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ"، ثُمَّ قَرَأَ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}
(1)
الْآيَةَ.
82 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَاتِلِ النَّفْسِ
• [1371] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَال: "مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا مُتَعَمدًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ عُذِّبَ بِهِ
(2)
فِي نَارِ جَهَنَّمَ".
• [1372] وَقال حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا جُنْدَبٌ رضي الله عنه فِي هَذَا الْمَسْجِدِ فَمَا نَسِينَا، وَمَا نَخَافُ أَنْ يَكْذِبَ جُنْدَبٌ عن
(3)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ قَتَلَ
(4)
نَفْسَهُ، فَقَال اللهُ: بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ".
• [1373] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَطْعُنُهَا يَطْعُنُهَا فِي النَّارِ".
(1)
[الليل: 5]. وزاد لأبي ذر وعليه وصح، ولأبي الوقت:{وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} .
* [1370][التحفة: ع 10167]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِهَا".
* [1371][التحفة: ع 2062]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "عَلَى".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقَتَلَ".
* [1372][التحفة: خ م 3254]
* [1373][التحفة: خ م 13745]
83 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَالاِسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ
رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1374] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيدِ اللَّه بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهم، أَنَّهُ قَال: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنُ سَلُولَ دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِلَيهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَقَدْ قَال يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا؟! أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:"أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ" فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيهِ، قَال: "إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرتُ، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ
(1)
زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ فَغُفِرَ
(2)
لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا"، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمْ يَمْكُثْ إلا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِنْ بَرَاءَةٌ:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} إِلَى
(3)
: {وَهُمْ فَاسِقُونَ}
(4)
، قَالَ: فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
84 - بَابُ ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَى الْمَيِّتِ
• [1375] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيبٍ، قَال: سَمِعْتُ
(1)
عليه صح. ولأبي الوقت: "لَوْ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "يُغْفَرُ".
(3)
زاد لأبي ذر: "قَوْلِهِ".
(4)
[التوبة: 84].
* [1374][التحفة: خ ت س 10509]
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: مَرُّوا
(1)
بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَتْ"، ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَال:"وَجَبَتْ"، فَقَال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: مَا وَجَبَتْ؟ قَال: "هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ".
• [1376] حدثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ
(2)
، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَال: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَمَرَّتْ بِهِمْ جَنَازَةٌ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا
(3)
، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا
(3)
، فَقَال عُمَرُ رضي الله عنه: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا شَرًّا، فَقَال: وَجَبَتْ، فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: فَقُلْتُ: وَمَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَال: قُلْتُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ"، فَقُلْنَا: وَثَلَاثَةٌ؟ قَالَ: "وَثَلَاثَةٌ"، فَقُلْنَا: وَاثْنَانِ؟ قَال: "وَاثْنَانِ"، ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الْوَاحِدِ.
85 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ
وَقَوْلُهُ
(4)
تَعَالَى: {إِذِ
(5)
الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "مُرَّ".
* [1375][التحفة: خ 1027]
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "هو الصَّفَّارُ".
(3)
عليه صح.
* [1376][التحفة: خ ت س 10472]
(4)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "وَقَوْلِهِ".
(5)
زاد لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر، والقابسي:"وَلَوْ تَرَى".
أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}
(1)
هُوَ: الْهَوَانُ، وَالْهَوْنُ: الرِّفْقُ.
وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}
(2)
.
وَقَوْلُهُ تَعَالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا
(3)
آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}
(4)
.
• [1377] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: "إِذا أُقْعِدَ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ أُتِيَ
(5)
، ثُمَّ شَهِدَ
(6)
أَنْ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللَّهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}
(7)
".
• [1378] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا، وَزَادَ:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}
(7)
نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ.
• [1379] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي
(8)
أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، قَال: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
[الأنعام: 93]. وزاد لأبي ذر وعليه صح: "قال أبو عبد اللَّه: الهُونُ".
(2)
[التوبة: 101].
(3)
لم يضبط: "ادخلوا" في اليونينية، وقرئ في السبع من الثلاثي والرباعي. ا هـ. من هامش الأصل.
(4)
[غافر: 46].
(5)
عليه صح.
(6)
لأبي ذر والحموي والكشميهني: "يَشْهَدُ".
(7)
[إبراهيم: 27].
* [1377][التحفة: ع 1762]
* [1378][التحفة: ع 1762]
(8)
لأبي الوقت: "حدَّثنا".
عَلَى أَهْلِ الْقَلِيبِ
(1)
، فَقَال: "وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ
(2)
رَبُّكُمْ حَقًّا؟! "، فَقِيلَ لَهُ: تَدْعُو أَمْوَاتًا؟! فَقَال: "مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ، وَلَكِنْ لَا يُجِيبُونَ".
• [1380] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: إِنَّمَا قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ الْآنَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ
(3)
حَقٌّ
(4)
"، وَقَدْ قَال اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}
(5)
.
• [1381] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، سَمِعْتُ الْأَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيهَا فَذَكَرَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ، فَقَالتْ لَهَا: أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
(6)
، فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَقَال:"نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ"، قَالتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
(7)
.
• [1382] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَال أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما
(1)
القليب: بئر، ردم فيها قتلى قريش يوم بدر، وهي في ساحة المعركة هناك، ولا يعرف مكانها محددا. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 228).
(2)
عليه صح، وفي نسخة:"وَعَدَكُمْ".
* [1379][التحفة: خ 7685]
(3)
زاد لفظ: "لَهُمْ" وعليه صح لأبي ذر، وأبي الوقت.
(4)
عليه صح.
(5)
[النمل: 80].
* [1380][التحفة: خ 16930]
(6)
زاد لأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح: "حَقٌّ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "زاد غُنْدَرٌ: عذابُ القبرِ حقٌّ".
* [1381][التحفة: خ م س 17660]
تَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا فَذَكَرَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ الَّتِي يَفْتَتِنُ فِيهَا الْمَرْءُ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ ضَجَّ الْمُسْلِمُونَ ضَجَّةً.
زَادَ غُنْدَرٌ: عَذَابُ الْقَبْرِ
(1)
.
• [1383] حدثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَليدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
(2)
رضي الله عنه، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، وَإِنَّهُ
(3)
لَيَسْمَعُ قَرعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ، فَيَقُولَانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ " لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم "فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّة، فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا". قَال قَتَادَةُ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ
(4)
فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ، قَال: "وَأَمَّا الْمُنَافِقُ وَالْكَافِرُ
(5)
فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي؛ كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ
(6)
، وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ
(7)
مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً فَيَصِيحُ صَيحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ".
(1)
"زَادَ غُنْدَرٌ: عَذَابُ الْقَبْرِ": ليس عند أبي ذر. وزاد لأبي الوقت: "حَقٌّ".
* [1382][التحفة: خ س 15728]
(2)
"ابْنِ مَالِكٍ": ليس عند أبي ذر.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "إنَّهُ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"له".
يفسح: يوسع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فسح)
(5)
"والكافر": كذا هو بواو العطف في جميع النسخ، قال القسطلاني: وتقدم في باب خفق النعال، وأما الكافر أو المنافق بالشك. ا هـ.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "أَتْلَيْتَ".
(7)
عليه صح.
* [1383][التحفة: خ م د س 1170]
86 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
• [1384] حدثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا
(2)
يَحْيَى، حَدَّثَنَا
(3)
شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنهم قَال: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وقَدْ وَجَبَتِ
(4)
الشَّمْسُ، فَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَال:"يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا".
وَقَالَ النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَوْنٌ، سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(5)
.
• [1385] حدثنا مُعَلًّى
(6)
، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَال: حَدَّثَتْنِي ابْنَةُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
• [1386] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو
(7)
: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ
(1)
لأبي ذر وأبي الوقت: "حدثني".
(2)
في نسخة: "أخبرنا".
(3)
لأبي ذر وأبي الوقت: "أخبرنا".
(4)
وجبت: غربت. (انظر: تحفة الأحوذي)(1/ 395).
(5)
قوله: "وقال النضر
…
إلخ" قال القسطلاني: وهذا ثابت هنا عند أبي ذر كما نبه عليه في الفرع وأصله. ا هـ.
* [1384][التحفة: خ م س 3454]
(6)
"مُعَلًّى": منون عند أبي ذر. ا هـ. من هامش الأصل، وعبارة القسطلاني: هو بالتنوين. وعند أبي ذر: "معلى بن أسد". ا هـ. فحرر، كتبه مصححه.
* [1385][التحفة: خ س 15780]
(7)
زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "ويقول".
مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ".
87 - بَابُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْغِيبَةِ وَالْبَوْلِ
• [1387] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَال
(1)
ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَال:"إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ؛ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ"، ثُمَّ قَال: "بَلَى، أَمَّا أَحَدُهُمَا فكانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُمَا
(2)
فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ"، قَال: ثُمَّ أَخَذَ عُودًا رَطْبًا فَكَسَرَهُ بِاثْنَتَيْنِ
(3)
، ثُمَّ غَرَزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى قَبْرٍ، ثُمَّ قَال: "لعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لمْ يَيبَِسَا
(4)
".
88 - بَابُ الْمَيِّتِ
(5)
يُعْرَضُ عَلَيهِ
(6)
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
(7)
• [1388] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَال: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ
* [1386][التحفة: خ م 15427]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "عَنِ ابْنُ عَبَّاسٍ".
(2)
"وَأمَّا أَحَدُهُمَا": كذا في جميع النسخ المعتمدة بيدنا، وفي نسخة القسطلاني:"وَأَمَّا الْآخَرُ". ا هـ. مصححه.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بِاثْنَيْنِ".
(4)
كذا هو بفتح الموحدة وكسرها في اليونينية.
* [1387][التحفة: ع 5747]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ المَيِّتُ".
(6)
زاد لأبي ذر وعليه صح، ولأي الوقت:"مَقْعَدُهُ".
(7)
قوله: "بَابُ الْمَيِّتِ يُعْرَضُ عَلَيْهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ" ليس عند ابن عساكر والقابسي.
رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّة فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
(1)
فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
89 - بَابُ كَلَامِ الْمَيِّتِ عَلَى الْجَِنَازَةِ
• [1389] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ؛ فَإِنْ كانَتْ صَالِحَةً قَالتْ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيرَ صَالِحَةٍ قالتْ: يَا وَيلَهَا! أَينَ يَذْهَبُونَ بِهَا؟! يَسْمَعُ صَوْتَهَا كلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ".
90 - بَابُ مَا قِيلَ فِي أَوْلَادِ الْمُسْلِمِينَ
قَالَ
(2)
أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ كَانَ
(3)
لَهُ
(4)
حِجَابًا مِنَ النَّارِ" أَوْ "دَخَلَ الْجَنَّةَ".
• [1390] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنَ النَّاسِ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فَمِنْ أهْلِ النَّارِ".
* [1388][التحفة: خ م س 8361]
* [1389][التحفة: خ س 4287]
(2)
لأبي ذر وأبي الوقت: "وقال".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "كَانُوا".
(4)
كذا لأبي ذر وأبي الوقت.
مُسْلِمٌ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ
(1)
لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ؛ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ".
• [1391] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَال: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ".
91 - بَابُ مَا قِيلَ فِي أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ
• [1392] حدثنا حِبَّانُ
(2)
، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم
(3)
قَال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَال: "اللَّهُ إِذْ خَلَقَهُمْ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ".
• [1393] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَال
(4)
: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَرَارِيِّ
(5)
الْمُشْرِكِينَ فَقَال: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ".
(1)
"من الولد": ليس عند ابن عساكر والقابسي وأبي ذر.
* [1390][التحفة: خ 1005]
* [1391][التحفة: خ 1796]
(2)
قوله: "حَدَّثَنَا حِبَّانُ". عند أبي ذر وعليه صح: "حَدَّثَني حِبَّانُ بنُ موسى".
(3)
كذا في اليونينية "عنهم" بصيغة الجمع. ا هـ. من هامش الأصل.
* [1392][التحفة: خ م د س 5449]
(4)
سقط عند ابن عساكر.
(5)
ذراري: جمع ذرية، والذرية: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرر).
* [1393][التحفة: خ م س 14212]
• [1394] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ: الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ؛ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ؟ ".
92 - بَابٌ
(1)
• [1395] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى صَلَاةً
(2)
أَقْبَلَ عَلَينَا بِوَجْهِهِ فَقَال: "مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ " قَال: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا، فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَال: "هَلْ رَأَى أَحَدٌ
(3)
مِنْكُمْ
(3)
رُؤْيَا؟ " قُلْنَا: لَا، قَالَ: "لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ
(4)
، فَإِذَا رَجُل جَالِسٌ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ
(5)
كلُّوبٌ
(6)
مِنْ حَدِيدٍ"، قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُوسَى: "أنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، قُلْتُ: مَا
(7)
هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَينَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ
* [1394][التحفة: خ 15258]
(1)
سقط عند أبي ذر.
(2)
كذا لأبي الوقت عن الكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولأبي الوقت:"صلاتَهُ".
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر، والمستملي:"أَرْضٍ مُقَدَّسَةٍ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "قال بعضُ أصحابِنا عن موسى: كَلُّوبٌ مِنْ حديدٍ يُدْخِلُهُ في شِدْقِهِ".
(6)
كلوب: حديدة معوجة الرأس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلب).
(7)
لأبي ذر عن المستملي: "مَنْ".
عَلَى قَفَاهُ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ
(1)
، أَوْ صَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ بِهِ
(2)
رَأْسَهُ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ
(3)
الْحَجَرُ، فَانْطَلَقَ إِلَيهِ لِيَأْخُذَهُ فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ، فَعَادَ إِلَيهِ فَضَرَبَهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ
(4)
مِثْلِ: التَّنُّورِ
(5)
، أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يتوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا
(6)
، فَإِذَا اقْتَرَبَ
(7)
ارْتَفَعُوا حَتَّى كادَ أَنْ
(8)
يَخْرُجُوا
(9)
، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وَفيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ
(10)
هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَينَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسطِ النَّهَرِ
(11)
، رَجُلٌ بَينَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيثُ كانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كانَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا
(12)
حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى
(1)
بفهر: الفهر: الحجر ملء الكف، وقيل: هو الحجر مطلقا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فهر).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بِهَا".
(3)
تدهده: تدحرج. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 262).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "نَقْبٍ". ثقب ونقب: بمعنًى، وهو شق في الحائط يتخلص منه إلى ما وراءه. (انظر: هدي الساري) (ص 198).
(5)
التنور: الذي يُخْبز فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تنر).
(6)
"نَارًا": عليه صح. وقوله: "يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا": لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"تَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارٌ".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَقْتَرَتْ".
(8)
سقط عند ابن عساكر.
(9)
قوله: "كاد أنْ يَخْرُجُوا": لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"كادوا يَخْرُجُونَ".
(10)
"مَنْ هذا": كذا في اليونينية، وفي غيرها:"ما هذا". ا هـ. من هامش الأصل.
(11)
لأبي ذر وعليه صح: "قال يَزِيدُ ووَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عن جَريرِ بنِ حازمٍ: وعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ".
(12)
سقط عند القابسي، وأبي ذر وعليه صح.
رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وَفي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ، وَإِذَا رَجُل قَرِيبٌ مِنَ الشجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بِيَ فِي الشَّجَرَةِ، وَأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخ وَشبَابٌ، وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ، ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِيَ الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلَانِي
(1)
دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ، فِيهَا شُيُوخٌ وَشبَابٌ، قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِي
(2)
اللَّيلَةَ فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيتُ؟ قَالَا: نَعَمْ، أَمَّا الَّذي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ، فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ الْقُرآنَ فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيلِ، وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ
(3)
بِالنَّهَارِ، يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاةُ، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُو الرِّبَا، وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام، وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلَادُ النَّاسِ، وَالَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَالدَّارُ الْأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ، وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ، فَارْفع رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فإِذَا فَوْقِي مِثْلُ: السَّحَابِ، قَالا: ذَاكَ
(4)
مَنْزِلُكَ، قُلْتُ: دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي، قَالَا: إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُْرٌ لَمْ تَستَكْمِلْهُ، فَلَوِ استَكْمَلْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ".
(1)
لابن عساكر: "وَأَدْخَلَانِي".
(2)
لأبي الوقت: "طَوَّفْتُمَا بِي".
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "ذَلِكَ".
* [1395][التحفة: خ م ت س 4630]
93 - بَابُ مَوْتِ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ
• [1396] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالت: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَال: فِي كَمْ كَفَّنْتُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالتْ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُوليَّةٍ لَيسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ، وَقَالَ لَهَا: فِي أَيِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالتْ: يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، قَالَ: فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالتْ: يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ، قَال: أَرْجُو فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ
(1)
، فَنَظَرَ
(2)
إِلَى ثَوْبٍ عَلَيه كَانَ يُمَرَّضُ فِيهِ بِهِ رَدْعٌ
(3)
مِنْ زَعْفَرَانٍ؛ فَقَالَ: اغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا
(4)
، وَزِيدُوا عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ فَكَفِّنُونِي فِيهَا
(5)
، قُلْتُ: إِنَّ هَذَا خَلَقٌ
(6)
!، قَال: إِنَّ الْحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَديدِ مِنَ الْمَيِّتِ؛ إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ
(7)
، فَلَمْ يُتَوَفَّ حَتَّى أَمْسَى مِنْ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ، وَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ.
94 - بَابُ مَوْتِ الْفَجْأَةِ الْبَغْتَةِ
(8)
• [1397] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَال: أَخْبَرَنِي
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "اللَّيْلَةِ".
(2)
في نسخة: "ثُمَّ نَظَرَ".
(3)
"رَدْعٌ" قال القسطلاني: ولأبي الوقت من غير اليونينية: "رَدْغٌ" بالغين المعجمة. ا هـ.
ردع: أثر. (انظر: لسان العرب، مادة: ردع).
(4)
عليه سقط.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "فِيهِمَا".
(6)
خلق: إخلاق الثوب: تقطيعه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلق).
(7)
للمهلة: القَيْح والصديد الذي يذوب فيسيل من الجسد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مهل).
* [1396][التحفة: خ 17289]
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بَغْتَةً".
هِشَامٌ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَجُلًا قَال لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ
(2)
نَفْسُهَا
(3)
، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَال:"نَعَمْ".
95 - بَابُ مَا جَاءَ في قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما
-
(4)
{فَأَقْبَرَهُ}
(5)
أَقْبَرْتُ الرَّجُلَ
(6)
: إِذَا جَعَلْتَ لَهُ قَبْرًا، وَقَبَرْتُهُ: دَفَنْتُهُ.
{كِفَاتًا}
(7)
: يَكُونُونَ فِيهَا أَحْيَاءً، وَيُدْفَنُونَ فِيهَا أَمْوَاتًا.
• [1398] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ هِشَامٍ، وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي
(8)
زَكَرِيَّاءَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَتَعَذَّرُ
(9)
فِي مَرَضِهِ "أَينَ أَنَا الْيَوْمَ؟ أَينَ أَنَا غَدًا؟ " اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي قَبَضَهُ اللَّهُ بَينَ سَحْرِي
(10)
وَنَحْرِي، وَدُفِنَ فِي بَيْتِي.
(1)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "هِشامُ بنُ عُرْوَةَ".
(2)
افتلتت نفسها: ماتت فجأة وأُخذت نفسُها فلتة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فلت).
(3)
كذا بالوجهين لأبي ذر.
* [1397][التحفة: خ 17193]
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "قَوْلُ اللَّهِ عز وجل:".
(5)
[عبس: 21].
(6)
لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"أُقْبِرُهُ".
(7)
[المرسلات: 25].
(8)
عليه صح.
(9)
ليتعذر: ليتمنع ويتعسر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عذر).
(10)
سحري: السَّحْر: الرِّئَةُ، أي أنه صلى الله عليه وسلم مات وهو مُستَنِد إلى صدرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحر).
* [1398][التحفة: خ 17301]
• [1399] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالٍ
(1)
، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ
(2)
: "لعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ"، لَوْلَا ذَلِكَ أُبْرِزَ
(3)
قَبْرُهُ
(4)
، غَيرَ أَنَّهُ خَشِيَ - أَوْ خُشِيَ - أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا.
وَعَنْ هِلَالٍ قَال: كَنَّانِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ وَلَمْ يُولَدْ لِي.
• [1400] حدثنا
(5)
مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُفْيَانَ التَّمَّارِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُسَنَّمًا
(6)
.
• [1401] حدثنا
(7)
فَرْوَةُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ
(8)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ لَمَّا سَقَطَ عَلَيْهِمُ
(9)
الْحَائِطُ فِي زَمَانِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخَذُوا فِي بِنَائِهِ، فَبَدَتْ لَهُمْ
(1)
زاد لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت، والقابسي:"هُوَ الوَزَّانُ".
(2)
كذا لأبي ذر وعليه صح. ولابن عساكر: "فِيهِ".
(3)
كذا لأبي ذر وعليه صح.
(4)
"أُبْرِزَ قَبْرُهُ": لأبي ذر وعليه صح. و"أَبْرَزَ قَبْرَهُ" لأبي ذر وعليه صح بالوجهين معا. كذا في النسخ التي بيدنا ومقتضاه أن أبا ذر يروي الفعل بالوجهين، والذي يؤخذ من شرح القسطلاني أن روايته بالبناء للفاعل.
* [1399][التحفة: خ م 17346]
(5)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"حدّثني".
(6)
مسنمًا: مرتفعا على وجه الأرض. (انظر: هدي الساري)(ص 141).
* [1400][التحفة: خ 18761]
(7)
لأبي الوقت وأبي ذر: "حدثني".
(8)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "عليُّ بْنُ مُسْهِرٍ".
(9)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "عَنْهُمُ".
قَدَمٌ فَفَزِعُوا وَظَنُّوا أَنَّهَا قَدَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَمَا وَجَدُوا أَحَدًا يَعْلَمُ ذَلِكَ، حَتَّى قَالَ لَهُمْ عُرْوَةُ: لَا وَاللَّهِ، مَا هِيَ قَدَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَا هِيَ إلا قَدَمُ عُمَرَ رضي الله عنه.
• [1402]
(1)
وَعنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا أَوْصَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيرِ رضي الله عنهما: لَا تَدْفِنِّي مَعَهُمْ، وَادْفِنِّي مَعَ صَوَاحِبِي
(2)
بِالْبقِيعِ، لَا أُزَكَّى بِهِ أَبَدًا.
• [1403] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ قَال: رَأَيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَال: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ اذْهَبْ إِلَى أُم الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْ: يَقْرَأُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْكِ السَّلَامَ، ثُمَّ سَلْهَا أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ، قَالتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، فَلَأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ قَال لَهُ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: أَذِنَتْ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَال: مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلي مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ
(3)
، فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ سَلِّمُوا، ثُمَّ قُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإنْ أَذِنَتْ لِي فَادْفِنُونِي، وَإِلَّا فَرُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، إِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَمَنِ اسْتَخْلَفُوا بَعْدِي فَهُوَ الْخَلِيفَةُ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، فَسَمَّى عُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَوَلَجَ عَلَيْهِ
* [1401][التحفة: خ 19023]
(1)
قوله: "وعن هشام
…
إلى قوله: أبدًا" ضبب عليه في اليونينية، وثبت في غيرها. أفاده القسطلاني.
(2)
صواحبي: جمع صاحبة تريد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(13/ 307).
* [1402][التحفة: خ 19023]
(3)
كذا بالضبطين وعليه صح.
شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَال: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ؛ كَانَ لَكَ مِنَ الْقَدَمِ
(1)
فِي الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ الشَّهَادَةُ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ، فَقَالَ: لَيْتَنِي يَا ابْنَ أَخِي وَذَلِكَ كَفَافًا
(2)
لَا عَلَيَّ وَلَا لِي، أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ خَيْرًا؛ أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَأَنْ يَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيرًا {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ}
(3)
أَنْ يُقْبَلَ
(4)
مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوفَى
(5)
لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ
(4)
مِنْ وَرَائِهِمْ، وَأَنْ لَا يُكَلَّفُوا فَوْقَ طَاقَتِهِمْ.
96 - بَابُ مَا يُنْهَى مِنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ
• [1404] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا". وَرَوَاهُ
(6)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنِ الْأَعْمَشِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ. تَابَعَهُ
(7)
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَابْنُ عَرْعَرَةَ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ.
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح: "الْقِدَمِ".
(2)
كذا وعليه صح صح. ولأبي ذر وعليه صح: "كَفَافٌ".
كفافًا: لَا عَليّ وَلَا لي. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 346).
(3)
[الحشر: 9].
(4)
كذا وعليه صح.
(5)
كذا وعليه صح. "يُوفَى": ضبطه القسطلاني بضم أوله وفتح ثالثه مشدّدا ومخففا، وبهما ضبط في بعض النسخ تبعًا لليونينية. ا هـ. مصححه.
* [1403][التحفة: خ س 10618]
(6)
قوله: "وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّه
…
إلى: الأعمش" مؤخر عند ابن عساكر عن الذي يليه.
(7)
قوله: "تابعه
…
إلى: شعبة" مقدم عند أبي ذر وابن عساكر عن الذي قبله.
* [1404][التحفة: خ س 17576]
97 - بَابُ ذِكْرِ شِرَارِ الْمَوْتَى
• [1405] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ أَبُو لَهَبٍ
(1)
- عَلَيْهِ
(2)
لَعْنَةُ
(3)
اللَّهِ - لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: تَبًّا
(4)
لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ؛ فَنَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}
(5)
.
(1)
كذا ضبطت هاء "لهب" في اليونينية بالفتح والسكون، وفي القاموس: وأبو لهب وتسكن الهاء، كنية عبد العزى. ا هـ. كتبه مصححه.
(2)
ليس عند أبي ذر.
(3)
لأبي ذر: "لَعَنَهُ اللَّهُ".
(4)
تبا: التب: الخسران والهلاك. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 118).
(5)
[المسد: 1]. {وَتَبَّ} : ثبتت في جميع النسخ المعتمدة بيدنا، وسقطت من نسخة القسطلاني المطبوع. ا هـ. مصححه.
* [1405][التحفة: خ م ت س 5594]
بسم الله الرحمن الرحيم
25 - باب
(1)
وُجُوبِ الزكاة
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}
(2)
.
وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ رضي الله عنه؛ فَذَكَرَ حَدِيثَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّلَةِ، وَالْعَفَافِ.
• [1406] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعَثَ مُعَاذًا رضي الله عنه إِلَى الْيَمَنِ فَقَال: "ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؛ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدِ
(3)
افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ
(4)
افْتَرَضَ عَلَيهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ".
• [1407] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ
(5)
عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَال لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
(1)
ليس عند أبي ذر، وعنده:"وُجوبُ الزَّكاةِ وقُوْلُ اللَّهِ" وعلى أوله صح، وعلى لفظة "قول" صح.
(2)
[البقرة: 43].
(3)
رقم عليه لابن عساكر، والقابسي.
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "قَدِ".
* [1406][التحفة: ع 6511]
(5)
قبله لأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح:"مُحَمَّدِ".
أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَال:"مَا لَهُ؟! مَا لَهُ؟! " وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرَبٌ
(1)
مَا لَهُ تَعْبُدُ اللُّهَ، وَ
(2)
لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ".
وَقَال بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ وَأَبُوهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ
(3)
بِهَذَا.
قالَ أبو عَبد الله: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ غَيْرَ مَحْفُوظٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَمْرٌو.
• [1408] حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا عَفانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، قَال:"تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ"، قَال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا، فَلَمَّا وَلَّى قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا".
• [1409] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ
(4)
أَبِي حَيَّانَ، قَال أَخْبَرَنِي أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.
(1)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
أرب: حاجة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أرب).
(2)
ليس عند ابن عساكر.
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "عن النبي صلى الله عليه وسلم".
* [1407][التحفة: خ م س 3491]
* [1408][التحفة: خ م 14930]
(4)
عليه صح.
* [1409][التحفة: خ م 14930]
• [1410] حدثنا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيسِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ
(1)
هَذَا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ؛ قَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، وَلَسْنَا نَخْلُصُ إِلَيكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَمُرْنَا بِشَيْءٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ، وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ:"آمُرُكُمْ بِأَرْبعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" وَعَقَدَ بِيَدِهِ هَكَذَا "وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ
(2)
، وَالْحَنْتَمِ
(3)
، وَالنَّقِيرِ
(4)
، وَالْمُزَفَّتِ
(5)
".
وَ
(6)
قَالَ سُلَيْمَانُ وَأَبُو النُّعْمَانِ، عَنْ حَمَّادٍ: الْإِيمَانِ بِاللَّهِ: شَهَادَةِ
(7)
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.
• [1411] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيرَةَ رضي الله عنه
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "إِنَّا".
(2)
الدباء: القرع، تُجعل القرعةُ اليابسة وعاءً. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).
(3)
الحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنتم).
(4)
النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذًا مُسكرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقر).
(5)
المزفت: الإناء الذي طُلِيَ بالزِّفْت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زفت).
(6)
رقم عليه لابن عساكر.
(7)
لأبي ذر: "الإِيمانُ باللَّهِ شَهَادةُ".
* [1410][التحفة: خ م د ت س 6524]
قَالَ: لَمَّا تُوُفيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَال عُمَرُ رضي الله عنه: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ؛ فَمَنْ قَالهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالهُ، وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ". فَقَال: وَاللهِ، لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ؛ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ، لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا، قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَوَاللهِ، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَدْ
(1)
شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.
1 - بَابُ الْبَيْعَةِ عَلَى إِيتَاءِ الزَّكَاةِ
{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}
(2)
.
• [1412] حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
2 - بَابُ إِثْمِ مَانِعِ الزَّكَاةِ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا
(3)
فِي
(1)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
* [1411][التحفة: خ م د ت س 10666]
(2)
[التوبة: 11].
* [1412][التحفة: خ م ت 3226]
(3)
بعده لأبي ذر: "إلى قَوْله: {فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} ". هكذا في النسخ التي بأيدينا، وفي القسطلاني أن {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} داخلة في رواية أبي ذر. ا هـ.
سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}
(1)
.
• [1413] حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَأْتِي الْإِبِلُ عَلَى صَاحِبِهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ؛ إِذَا هُوَ لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، وَتَأْتِي الْغَنَمُ عَلَى صَاحِبِهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ؛ إِذَا لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا تَطَؤُه بِأَظْلَافِهَا
(2)
، وَتَنْطَحُهُ
(3)
بِقُرُونِهَا" وَقَال: "وَمِنْ حَقِّهَا أَنْ تُحْلَبَ عَلَى الْمَاءِ" قَالَ: "وَلَا يَأْتِي أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشَاةٍ يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ لَهَا يُعَارٌ
(4)
، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا؛ قَدْ بَلَّغْتُ، وَلَا يَأْتِي بِبَعِيرٍ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ لَهُ رُغَاءٌ
(5)
، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ
(6)
شَيْئًا؛ قَدْ بَلَّغْتُ".
(1)
[التوبة: 34، 35].
(2)
بأظلافها: جمع ظِلْف، وهو كل حافر منشقٍّ منقسم. وتكون للبقر والغنم والظباء. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 329).
(3)
للأصيلي: "وَتَنْطِحُهُ".
(4)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "ثُغَاءٌ".
يعار: اليعار: صوت المعز. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 305).
(5)
رغاء: صوت الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رغا).
(6)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "مِنَ اللَّهِ".
* [1413][التحفة: خ س 13736]
• [1414] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَلَمْ يؤدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ
(1)
لَهُ
(2)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا
(3)
أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ
(4)
، يُطَوَّقُهُ
(5)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَيهِ
(6)
- يَعْنِي: شِدْقَيْهِ
(7)
- ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ"، ثُمَّ تَلَا: " {لَا يَحْسَبَنَّ
(8)
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ}
(9)
" الْآيَةَ.
3 - بَابٌ مَا أُدِّيَ زَكَاتُهُ فَلَيْسَ بِكَنْزٍ
لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ
(10)
أَوَاقٍ
(11)
صَدَقَةٌ".
(1)
مثل: صور. (انظر: لسان العرب، مادة: مثل).
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مَالُهُ".
(3)
شجاعا: هو الحية الذكر. وقيل الحية مطلقا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شجع).
(4)
زبيبتان: الزبيبة: نكتة سوداء فوق عين الحية، وقيل: هما نقطتان تكتنفان فاها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زبب).
(5)
يطوقه: أي: يجعل له كالطوق في عنقه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طوق).
(6)
لأبي ذر: "بِلِهْزِمَتَيْهِ" وعليه صح.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "بِشِدْقَيْهِ".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: " {وَلَا تَحْسَبَنَّ} ".
(9)
[آل عمران: 180].
* [1414][التحفة: خ س 12820]
(10)
لأبي ذر، والأصيلي:"خَمْسِ".
(11)
لأبي ذر وعليه صح: "أَوَاقِي"، وفي ياء "أواقي" - كما قال القسطلاني - التخفيف والتشديد. كتبه مصححه.
• [1415] وقال
(1)
أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فَقَال أَعْرَابِيٌّ: أَخْبِرْنِي قَوْلَ
(2)
اللهِ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
(3)
، قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: مَنْ كَنَزَهَا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا فَوَيلٌ لَهُ؛ إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا اللَّهُ طُهْرًا لِلْأَمْوَالِ.
• [1416] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا شُعَيبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ
(4)
الْأَوْزَاعيُّ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ
(5)
صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ
(6)
فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ
(7)
صَدَقَةٌ، وَلَيسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ
(8)
أَوْسُقٍ
(9)
صَدَقَةٌ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَنْ قَوْلِ".
(3)
[التوبة: 34].
* [1415][التحفة: خت ق 6711]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(5)
أواق: جمع أوقية. وهي: وزن مقداره: 119 جرامًا تقريبًا. (انظر: المكاييل والموازين)(ص 21).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وَلَا".
(7)
ذود: الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع. وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذود).
(8)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"خَمْسَةِ".
(9)
أوسق: جمع وَسْق، وهو: ما يَسَع حوالي 122،4 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 41).
* [1416][التحفة: ع 4402]
• [1417] حدثنا عَلِيٌّ
(1)
، سَمِعَ هُشَيْمًا، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا أَنَا بِأَبِي ذرٍّ رضي الله عنه فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْزَلَكَ مَنْزِلَكَ هَذَا؟ قَالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ فَاخْتَلَفْتُ أَنَا وَمُعَاويَةُ فِي: {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
(2)
، قَالَ مُعَاويَةُ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقُلْتُ: نَزَلَتْ فِينَا وَفِيهِمْ، فكانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِي ذَاكَ، وَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه يَشْكُونِي، فَكَتَبَ إِلَيَّ عُثْمَانُ أَنِ اقْدَمِ الْمَدِينَةَ فَقَدِمْتُهَا، فَكَثُرَ عَلَيَّ النَّاسُ حَتَّى كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ ذَاكَ لِعُثْمَانَ فَقَالَ لِي: إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ فَكُنْتَ قَرِيبًا، فَذَاكَ الَّذِي أَنْزَلَنِي هَذَا الْمَنْزِلَ، وَلَوْ أَمَّرُوا عَلَيَّ حَبَشِيًّا لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ.
• [1418] حدثنا عَيَّاشٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْجُرَيرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيسٍ قَالَ: جَلَسْتُ. وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْجُرَيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ، أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيسٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى مَلَإٍ مِنْ قُرَيشٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ خَشِنُ الشَّعَرِ وَالثِّيَابِ وَالْهَيْئَةِ، حَتَّى قَامَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: بَشِّرِ الْكَانِزِينَ بِرَضْفٍ
(3)
يُحْمَى عَلَيْهِ
(4)
فِي نَارِ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "عَلِيُّ بنُ أبِي هاشمٍ".
(2)
[التوبة: 34].
* [1417][التحفة: خ س 11916]
(3)
برضف: بحجارة محماة على النار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رضف).
(4)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"عليهم".
حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ
(1)
كَتِفِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ، يَتَزَلْزَلُ، ثُمَّ وَلَّى فَجَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ
(2)
، وَتَبِعْتُهُ وَجَلَسْتُ إِلَيهِ، وَأَنَا لَا أَدْرِي مَنْ هُوَ، فَقُلْتُ لَهُ: لَا أُرَى الْقَوْمَ إِلَّا قَدْ كَرِهُوا الَّذِي قُلْتَ، قَالَ: إِنَّهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا، قَالَ لِي خَلِيلِي. قَالَ قُلْتُ: مَنْ
(3)
خَلِيلُكَ
(4)
؟ قَالَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا ذَرٍّ
(5)
، أَتُبْصِرُ أُحُدًا؟ " قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى الشَّمْسِ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ، وَأَنَا أُرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرْسِلُنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ"، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَعْقِلُونَ؛ إِنَّمَا يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا، لَا
(6)
وَاللَّهِ، لَا أَسْأَلُهُمْ دُنْيَا، وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ.
4 - بَابُ إِنْفَاقِ الْمَالِ فِي حَقِّهِ
• [1419] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنِ ابْنِ مَسعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي
(1)
نغض: أعلى الكتف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نغض).
(2)
سارية: عمود. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(6/ 5).
(3)
لأبي ذر: "ومَنْ".
(4)
زاد هنا في نسخة: "يا أبا ذَرٍّ"، وعند أبي ذر - وعليه صح، عن الكشميهني:"قال: تَعْنِي النبيُّ صلى الله عليه وسلم يا أبا ذَرٍّ؟ "، ولفظة "قال" كتبها بين الرموز بالحمرة، كذا وقعت صورة هذه الرواية في بعض النسخ التي بيدنا، ولم يتعرض لها أحد من الشراح، فانظر. كتبه مصححه.
(5)
قوله: "يَا أَبَا ذَرٍّ" عليه علامة السقوط، دون رَقْم.
(6)
للكشميهني من رواية أبي ذر: "ولا".
* [1418][التحفة: خ م 11900]
اثْنَتَيْنِ؛ رَجُلٍ
(1)
آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٍ
(2)
آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا".
5 - بَابُ الرِّيَاءِ فِي الصَّدَقَةِ
لِقَوْلهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} إِلَى قَوْلِهِ
(3)
: {الْكَافِرِينَ}
(4)
.
وَ
(5)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما {صَلْدًا} لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ.
وَقَال عِكْرِمَةُ {وَابِلٌ} مَطَرٌ شَدِيدٌ، وَالطَّلُّ: النَّدَى.
6 - بَابٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَدَقَةً
(6)
مِنْ غُلُولٍ وَلَا يَقْبَلُ إِلَّا مِنْ كسْبٍ طَيِّبٍ
لِقَوْلِهِ
(7)
: {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} إِلَى قَوْلِهِ
(8)
: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
(9)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "رَجُلٌ".
(2)
لأبي ذر: "ورَجُلٌ".
* [1419][التحفة: خ م س ق 9537]
(3)
بعده وعليه صح: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ} ورقم عليه لأبي ذر، وأبي الوقت.
(4)
[البقرة: 264].
(5)
ليس عند أبي ذر، وأبي الوقت.
(6)
قوله: "لا يقبل اللَّه صدقة" عند الحموي، والكشميهني:"لا تُقْبَلُ الصَّدَقةُ". ولفظة: "صدقة" لأبي الوقت: "الصَّدَقَةَ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: " {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} بابُ الصَّدقةِ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ لِقَوْلِهِ".
(8)
بعده لأبي ذر وعليه صح: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} .
(9)
[البقرة: 277].
• [1420] حدثنا
(1)
عَبْدُ الله بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، هُوَ: ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ
(2)
تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، وَإِنَّ
(3)
اللَّهَ يتقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ
(4)
كمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ
(5)
، حَتَّى تكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ".
تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ.
وَقَالَ وَرْقَاءُ: عَنِ ابْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَرَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَسُهَيْلٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
7 - بَابُ الصَّدَقَةِ قَبْلَ الرَّدِّ
• [1421] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تَصَدَّقُوا، فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَيْكُمْ
(1)
لأبي الوقت: "حدّثني".
(2)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
(3)
لأبي الوقت: "فَإنَّ".
(4)
للكشميهني: "لِصَاحِبِهَا".
(5)
زاد في حاشية البقاعي: "أو فصيلَه" ونسبه لنسخة.
فلوه: الفَلُوُّ: المهر الصغير، وقيل: هو الفطيم من أولاد ذوات الحافر. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: فلا).
* [1420][التحفة: خ م 12819]
زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا، يَقُولُ الرَّجُلُ: لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا
(1)
".
• [1422] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ، حَتَّى يُهِمَّ
(2)
رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ
(3)
، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ
(4)
فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيهِ: لَا أَرَبَ لِي
(5)
".
• [1423] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُجَاهِدٍ، حَدَّثَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَهُ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا يَشْكُو الْعَيلَةَ، وَالْآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ: فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيكَ إِلَّا قَلِيلٌ، حَتَّى تَخْرُجَ الْعِيرُ
(6)
إِلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ
(7)
، وَأَمَّا الْعَيْلَةُ: فَإِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ لَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَينَ يَدَيِ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ،
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فيها". عزا هذه الرواية في الفتح للكشميهني ا هـ. من هامش الأصل.
* [1421][التحفة: خ م س 3286]
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر والكشميهني: "يَقْبَلُه صَدَقةً".
(4)
كسر راء "يعرضه" في الموضعين من الفرع. كذا بهامش الأصل.
(5)
قوله: "أَرَبَ لِي" عليه صح.
* [1422][التحفة: خ 13750]
(6)
العير: القافلة من الإبل والدواب التي تحمل الأحمال والطعام أو التجارة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 107).
(7)
خفير: هو المجير الذي يكون القوم في ضمانه وذمته. (انظر: عمدة القاري)(8/ 273).
وَلَا تَُرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ: أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ
(1)
وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ".
• [1424] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "ليَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَبِ، ثُمَّ لَا يَجِدُ أَحَدًا يَأْخُذُهَا مِنْهُ، وَيُرَى الرَّجُلُ الْوَاحِدُ يتبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ
(3)
بِهِ مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ".
8 - بَابٌ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، وَالْقَلِيلِ
(4)
مِنَ الصَّدَقَةِ
(5)
الْآيَةَ، وَإِلَى قَوْلِهِ:{مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}
(6)
.
• [1425] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(7)
الْحَكَمُ، هُوَ
(8)
: ابْنُ
(1)
عليه صح، صح، ورقم عليه للكشميهني من رواية أبي ذر.
* [1423][التحفة: خ س 9874]
(2)
لأبي الوقت: "حدّثني".
(3)
يلذن: يستندن إليه ويطفن حوله. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 365).
* [1424][التحفة: خ م 9067]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "والقليلُ".
(5)
[البقرة: 265].
(6)
[البقرة: 266]. ومن قوله: {ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ
…
} إلى هنا لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} ".
(7)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "هُوَ".
(8)
رقم عليه لابن عساكر، والقابسي.
عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الصَّدَقَةِ، كُنَّا نُحَامِلُ
(1)
، فَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ كَثِيرٍ، فَقَالُوا: مُرَائِي، وَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ
(2)
، فَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَاعِ هَذَا، فَنَزَلَتِ {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ
(3)
الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ}
(4)
الْآيَةَ.
• [1426] حدثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ انْطَلَقَ أَحَدُنَا إِلَى السُّوقِ فَتَحَامَلَ
(5)
، فَيُصِيبُ الْمُدَّ، وإنَّ لِبَعْضِهِمُ الْيَوْمَ لَمِائَةَ ألفٍ.
• [1427] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ
(6)
، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ".
• [1428] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ،
(1)
نحامل: نحمل لمن يحمل لنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمل).
(2)
بصاع: الصاع: مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).
(3)
يلمزون: اللمز: العيب والوقوع في الناس، وقيل: العيب في الوجه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لمز).
(4)
[التوبة: 79].
* [1425][التحفة: خ م س ق 9991]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيُحامِلُ".
* [1426][التحفة: خ م س ق 9991]
(6)
عليه صح صح.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيَّ".
* [1427][التحفة: خ م 9872]
قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيرَ تَمْرةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَينَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَال
(1)
: "مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ".
9 - بَابٌ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ
(2)
، وصَدَقَةُ الشَّحِيحِ الصَّحِيحِ
لِقَوْلِهِ: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}
(3)
الْآيَةَ، وَقَوْلِهِ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ}
(4)
الْآيَةَ
(5)
.
• [1429] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ:"أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الْغِنَى، وَلَا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ".
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ صلى الله عليه وسلم".
* [1428][التحفة: خ م ت 16350]
(2)
قوله: "أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ" ليس عند ابن عساكر.
(3)
[المنافقون: 10].
(4)
[البقرة: 254].
(5)
سياقة الباب عند أبي ذر وعليه صح: "بابُ فَضْلِ صدقةِ الشَّحِيح الصحيح لقولِ اللَّهِ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} إلى {الظَّالِمُونَ}، {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} إلى آخره".
* [1429][التحفة: خ م د س 14900]
10 - بَابٌ
(1)
• [1430] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّنَا أَسْرَعُ بِكَ لُحُوقًا؟ قَالَ: "أَطْوَلُكُنَّ يَدًا" فَأَخَذُوا قَصَبَةً
(2)
يَذْرَعُونَهَا، فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا، فَعَلِمْنَا بَعْدُ أَنَّمَا كَانَتْ طُولَ يَدِهَا الصَّدَقَةُ، وَكَانَتْ أَسْرَعَنَا لُحُوقًا بِهِ، وَكَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ.
11 - بَابُ صَدَقَةِ الْعَلَانِيَةِ
قَوْلُهُ
(3)
: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
(4)
} إِلَى قَوْلهِ: {وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
(5)
.
12 - بَابُ صَدَقَةِ السِّرّ
وَقَال أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ
(6)
يَمِينُهُ"، وَقَال
(7)
اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}
(8)
.
(1)
ليس عند أبي ذر.
(2)
قوله: "فَأخَذوا قَصَبَةً" رقم عليه صح صح.
* [1430][التحفة: خ س 17619]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وقوله".
(4)
بعده لأبي ذر: "الآية".
(5)
[البقرة: 274].
(6)
للكشميهني من رواية أبي ذر: "تُنْفِقُ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "وقوله: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ} ".
(8)
[البقرة: 271]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "الآيةَ".
13 - بَابٌ
(1)
إِذَا
(2)
تَصَدَّقَ عَلَى غَنِيٍّ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ
• [1431] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا في يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ، فَقَال: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ، فَقَال: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، عَلَى زَانِيَةٍ؟! لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا في يَدَيْ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ، فَقَال اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، عَلَى سَارِقٍ وَعَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ؟! فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ
(3)
مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ".
14 - بَابٌ إِذَا تَصَدَّقَ عَلَى ابْنِهِ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ
• [1432] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ، أَنَّ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ؛ كَانَ
(4)
أَبِي يَزِيدُ أَخْرَجَ دَنَانِيرَ يَتَصدَّقُ
(1)
ليس عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وإذا".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أَنْ يَعْتَبِرَ فَيُنْفِقَ".
* [1431][التحفة: خ س 13735]
(4)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"وكان".
بِهَا، فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَجِئْتُ فَأَخَذْتُهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَال: وَاللَّهِ، مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ، فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَال:"لكَ مَا نَوَيتَ يَا يَزِيدُ، وَلَكَ مَا أَخَذْتَ يَا مَعْنُ".
15 - بَابُ الصَّدَقَةِ بِالْيَمِينِ
• [1433] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ
(1)
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعَالى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ
(2)
، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ؛ اجْتَمَعَا عَلَيهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَال: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَينَاهُ".
• [1434] حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تَصَدَّقُوا، فَسَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ: لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا مِنْكَ، فأمَّا الْيَومَ فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا".
* [1432][التحفة: خ 11483]
(1)
عليه صح.
(2)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح، وعند ابن عساكر:"عَادِلٌ".
* [1433][التحفة: خ م ت س 12264]
* [1434][التحفة: خ م س 3286]
16 - بَابُ مَنْ أَمَرَ خَادِمَهُ بِالصَّدَقَةِ، وَلَمْ يُنَاوِلْ بِنَفْسِهِ
وَقَال أَبُو مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"هُوَ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقَيْنِ".
• [1435] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَنْفَقتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ؛ كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ، وَللْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَا يَنْقُصُ
(2)
بَعْضُهُمْ
(3)
أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا".
17 - بَابٌ لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى
وَمَنْ تَصَدَّقَ وَهُوَ مُحْتَاجٌ، أَوْ أَهْلُهُ مُحْتَاجٌ، أَوْ عَلَيهِ دَينٌ؛ فَالدَّينُ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى مِنَ الصَّدَقَةِ وَالْعِتْقِ وَالْهِبَةِ، وَهُوَ رَدٌّ عَلَيهِ، لَيْسَ لَهُ أَنْ يُتْلِفَ أَمْوَالَ النَّاسِ.
قَالَ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا، أَتْلَفَهُ اللَّهُ" إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَعْرُوفًا بِالصَّبْرِ، فَيُؤْثِرَ عَلَى نَفْسِهِ وَلَوْ كَانَ بِهِ خَصَاصَةٌ؛ كَفِعْلِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه حِينَ تَصَدَّقَ بِمَالِهِ، وَكَذَلِكَ آثَرَ الْأَنْصَارُ الْمُهَاجِرِينَ، وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ إِضَاعَةِ الْمَالِ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُضَيِّعَ أَمْوَال النَّاسِ بِعِلَّةِ الصَّدَقَةِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".
(2)
"يُنْقُصُ" كذا ضبط في بعض النسخ - تبعا لليونينية - بفتح الأول وضم الثالث، وبضم الأول وكسر الثالث.
(3)
عليه صح.
* [1435][التحفة: ع 17608]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال".
وَقَالَ كَعْبٌ
(1)
رضي الله عنه: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: فَإِنِّي
(2)
أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ.
• [1436] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَيرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ
(3)
ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ".
• [1437] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ
(4)
ظَهْرِ غنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ
(5)
اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ".
• [1438] وَعَنْ وُهَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه بِهَذَا
(6)
.
• [1439] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "كَعْبُ بنُ مالك".
(2)
لأبي الوقت: "إنِّي".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "عَلَى".
* [1436][التحفة: خ س 13340]
(4)
قوله: "الصدقة عن" بينهما صح.
(5)
عليه صح، ولأبي ذر وعليه صح:"يُعِفُّهُ".
* [1437][التحفة: خ 3433]
(6)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "عنِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم".
* [1438][التحفة: خ 14161]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ وَالْمَسْأَلَةَ:"الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، فَالْيَدُ الْعُلْيَا هِيَ الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى هِيَ السَّائِلَةُ".
18 - بَابُ الْمَنَّانِ بِمَا أَعْطَى
لِقَوْلِهِ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا}
(1)
الْآيَةَ
(2)
.
19 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ تَعْجِيلَ الصَّدَقَةِ مِنْ يَوْمِهَا
• [1440] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ فَأَسْرَعَ، ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، فَقُلْتُ - أَوْ قِيلَ لَهُ - فَقَال: "كُنْتُ خَلَّفْتُ فِي الْبَيْتِ تِبْرًا
(4)
مِنَ الصَّدَقَةِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُبَيِّتَهُ، فَقَسَمْتُهُ".
* [1439][التحفة: خ 7555]
(1)
[البقرة: 262]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: {مَنًّا وَلَا أَذًى} .
(2)
رقم على هذه الترجمة بعلامة السقوط.
(3)
ليس عند أبي ذر، وأبي الوقت.
(4)
تبرا: التِّبْر: الذهب والفضة قبل أن يُضْربا دنانير ودراهم، وقد يُطلق التبر على غيرهما من المعدنيات، كالنحاس والحديد والرصاص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تبر).
* [1440][التحفة: خ س 9906]
20 - بَابُ التَّحْرِيضِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَالشَّفَاعَةِ فِيهَا
• [1441] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَدِيٌّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عِيدٍ فَصَلَّى رَكْعَتَينِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، ثُمَّ مَالَ عَلَى النِّسَاءِ وَمَعَهُ بِلَالٌ فَوَعَظَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْقُلْبَ
(1)
وَالْخُرْصَ
(2)
.
• [1442] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ
(3)
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ، أَوْ طُلِبَتْ إِلَيهِ حَاجَةٌ قَالَ:"اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ".
• [1443] حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها قَالتْ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُوكِي
(4)
فيُوكَى
(5)
عَلَيْكِ
(6)
".
(1)
القلب: السوار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).
(2)
الخرص: الحلْقة الصغيرة من الحلي، وهو من حلي الأذُن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرص).
* [1441][التحفة: ع 5558]
(3)
"أَبُو بُرْدَةَ" هكذا في النسخ التي بأيدينا، وقال القسطلاني:"أبو بُرَيْدَةَ" بضم الموحدة وفتح الراء مصغرا". ا هـ.
* [1442][التحفة: خ م د ت س 9036]
(4)
توكي: تدخري وتشدي ما عندك وتمنعي ما في يديك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وكا).
(5)
فيوكى: فتنقطع مادة الرزق عنك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وكا).
(6)
قوله: "فيوكى عليك" بينهما صح.
* [1443][التحفة: خ م س 15748]
• [1444] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدَةَ، وَقَالَ:"لَا تُحْصِي فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ".
21 - بَابُ الصَّدَقَةِ فِيمَا اسْتَطَاعَ
• [1445] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيرِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى
(1)
النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم فَقَال: "لَا تُوعِي
(3)
فيُوعِيَ
(4)
اللهُ عَلَيْكِ، ارْضَخِي
(5)
مَا اسْتَطَعْتِ".
22 - بَابٌ
(6)
الصَّدَقَةُ
(7)
تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ
• [1446] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الْفِتْنَةِ، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا أَحْفَظُهُ كَمَا قَالَ، قَالَ: إِنَّكَ عَلَيهِ لَجَرِيءٌ، فَكَيْفَ قَالَ؟ قُلْتُ:
* [1444][التحفة: خ م س 15748]
(1)
ليس عند أبي ذر.
(2)
قوله: "جاءت إلى النبي" لأبي ذر وعليه صح: "جاءَتِ النبيَّ".
(3)
توعي: لا تجمعي وتشحي بالنفقة فيُشَحُّ عليكِ وتجازي بتضييق رزقكِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعا).
(4)
عليه صح، وعند الكشميهني من رواية أبي ذر:"تُوكِي فَيُوكِيَ" وعليه صح.
فيوعي: يقتر رزقك ولا يخلف لك ولا يبارك. انظر: (مشارق الأنوار)(2/ 291).
(5)
ارضخي: الرضخ: العطية القليلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رضخ).
* [1445][التحفة: خ م س 15714]
(6)
عليه صح.
(7)
كذا بالضبطين وعليهما صح.
"فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْمَعْرُوفُ - قَالَ سُلَيْمَانُ: قَدْ كَانَ يقولُ: الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ - وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ"، قَالَ: لَيسَ هَذِهِ أُرِيدُ، وَلكِنِّي أُرِيدُ التِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، قَالَ: قُلْتُ: لَيسَ عَلَيْكَ بِهَا
(1)
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَأْسٌ، بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ، قَالَ: فَيُكْسَرُ الْبَابُ أَوْ
(2)
يُفْتَحُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: فَإِنَّهُ إِذَا كُسِرَ لَمْ يُغْلَقْ أَبَدًا، قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ، فَهِبْنَا
(3)
أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ الْبَابُ؟ فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ، قَالَ: فَسَأَلَهُ، فَقَال: عُمَرُ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْنَا: فَعَلِمَ عُمَرُ مَنْ تَعْنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً، وَذَلِكَ أَنِّي حَدَّثتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ.
23 - بَابُ مَنْ تَصَدَّقَ فِي الشِّركِ ثُمَّ أَسْلَمَ
• [1447] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَتَحَنَّثُ
(4)
بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ عَتَاقَةٍ وَصِلَةِ
(5)
رَحِمٍ؛ فَهَلْ فِيهَا مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ خَيْرٍ".
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مِنْهَا".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَمْ".
(3)
"قال فهبنا" كذا في نسخة القسطلاني.
* [1446][التحفة: خ م ت س ق 3337]
(4)
أتحنث: أتقرب بها إلى اللَّه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنث).
(5)
في نسخة الفتح: "أو صلة"، وهو كذلك في أصول ا هـ من هامش الأصل.
* [1447][التحفة: خ م 3432]
24 - بَابُ أَجْرِ الْخَادِمِ إِذَا تَصَدَّقَ بِأَمْرِ صَاحِبِهِ غَيْرَ مُفْسِدٍ
• [1448] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَصَدَّقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ زَوْجِهَا غَيرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا، وَلزَوْجِهَا بِمَا كَسَبَ، وَللْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ".
• [1449] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْخَازِنُ الْمُسْلِمُ الْأَمِينُ: الَّذِي يُنْفِذُ - وَرُبَّمَا قَالَ: يُعْطِي - مَا أُمِرَ بِهِ كَامِلًا مُوَفَّرًا طَيِّبٌ
(1)
بِهِ نَفْسُهُ، فَيَدْفَعُهُ إِلَى الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقَيْنِ".
25 - بَابُ أَجْرِ الْمَرْأَةِ إِذَا تَصَدَّقَتْ، أَوْ أَطْعَمَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ
• [1450] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَعْنِي
(2)
: "إِذَا تَصَدَّقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا".
* [1448][التحفة: ع 17608]
(1)
لأبي ذر والكشميهني: "طَيِّبًا" وعليه صح.
* [1449][التحفة: خ م د س 9038]
(2)
رسُمت: "تَعْنِي"، "يَعْنِي". وعلى الرسم الأول صح.
* [1450][التحفة: ع 17608]
• [1451] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَطْعَمَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا غَيرَ مُفْسِدَةٍ
(1)
، لَهَا أَجْرُهَا، وَلَهُ مِثْلُهُ، وَللْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَهُ بِمَا اكْتَسَبَ، وَلَهَا بِمَا
(2)
أَنْفَقَتْ".
• [1452] حدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا أَنفقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيرَ مُفْسِدَةٍ، فَلَهَا أَجْرُهَا، وَللزوْجِ بِمَا اكتَسَبَ، وَللْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ".
26 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى
(3)
(8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}
(4)
اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقَ مَالٍ
(5)
خَلَفًا
(6)
.
• [1453] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَاويَةَ بْنِ
(1)
بعده للكشميهني من رواية أبي ذر: "كانَ".
(2)
"مِثْلُ" كذا في بعض النسخ التي بيدنا، ولم يخرج لها في اليونينية، وخرج لها في الفرع على قوله "بما أنفقت"، وفي القسطلاني ولابن عساكر:"ولها مثل ما أنفقت" ا هـ من هامش الأصل.
* [1451][التحفة: ع 17608]
* [1452][التحفة: ع 17608]
(3)
قوله: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} مكانه لأبي ذر وعليه صح: "الآيَةَ".
(4)
[الليل: 5 - 10].
(5)
لأبي الوقت: "مُنْفِقًا مالًا" هذه من الفرع لا من اليونينية.
(6)
خلفا: أي: عِوَضًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلف).
أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبحُ الْعِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا".
27 - بَابُ مَثَلِ الْمُتَصَدِّقِ وَالْبَخِيلِ
(1)
• [1454] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ؛ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ
(2)
مِنْ حَدِيدٍ".
• [1455] وحدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ؛ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ ثُدِيِّهِمَا
(2)
إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلَا يُنْفِقُ إِلَّا سَبَغَتْ أَو وَفَرَتْ
(2)
عَلَى جِلْدِهِ، حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ فَلَا يُرِيدُ أَنْ ينْفِقَ شَيْئًا إِلَّا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا، فَهُوَ يُوَسِّعُهَا وَلَا
(3)
تَتَّسِعُ".
تَابَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ فِي الْجُبَّتَيْنِ.
وَقَالَ حَنْظَلَةُ، عَنْ طَاوُسٍ: جُنَّتَانِ.
* [1453][التحفة: خ م س 13381]
(1)
نسخة القسطلاني: "مَثَلِ البَخِيلِ والمُتَصَدّقِ".
(2)
عليه صح.
* [1454][التحفة: خ م س 13520]
(3)
لأبي الوقت: "فلا".
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ، عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍَ
(1)
، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"جُنَّتَانِ".
28 - بَابُ صَدَقَةِ الْكَسْبِ وَالتِّجَارَةِ
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}
(2)
.
29 - بَابٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ
• [1456] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ"، فَقَالُوا: يَا نَبِي اللَّهِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ:"يَعْمَلُ بِيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيتَصَدَّقُ"، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: "يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ"، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: "فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ".
30 - بَابٌ قَدْرُ كَمْ يُعْطَى
(3)
مِنَ الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَةِ، وَمَنْ أَعْطَى
(4)
شَاةً
• [1457] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ
(1)
كذا بالضبطين وعليه: "معا"، ورقم عليه لأبي ذر.
* [1455][التحفة: خ م س 13517 - خ 13751]
(2)
[البقرة: 267]. قوله: "إلى قوله: {أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} " لأبي ذر وعليه صح: " {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} إلى قوله: {غَنِيٌّ حَمِيدٌ} ".
* [1456][التحفة: خ م س 9087]
(3)
"يُعْطَى" هكذا في النسخ التي بأيدينا، وفي القسطلاني "يُعْطِي المزكي"، فيكون بكسر الطاء مبنيا للفاعل. ا هـ.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أُعْطِيَ".
حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالتْ: بُعِثَ إِلَى نُسَيْبَةَ
(1)
الْأَنْصَارِيَّةِ بِشَاةٍ، فَأَرْسَلَتْ
(2)
إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها مِنْهَا، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ " فَقُلْتُ
(3)
: لَا، إِلَّا مَا أَرْسَلَتْ بِهِ نُسَيْبَةُ مِنْ تِلْكَ
(4)
الشَّاةِ، فَقَال: "هَاتِ، فَقَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا
(5)
".
31 - بَابُ زَكَاةِ الْوَرِقِ
• [1458] حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ".
(1)
قوله: "بُعِثَ إلى نُسَيْبَةَ". قال الشراح: بعث بالبناء للمفعول، والأصل:"بعث إليّ" بياء المتكلم، لكن عبرت عن نفسها بالظاهر، إما التفاتا أو تجريدا، بأن جردت من نفسها شخصا يسمى نسيبة، وهي أم عطية لا غيرها ا هـ. وفي رواية:"بعث" بالبناء للفاعل، ونسبها القسطلاني إلى أبي ذر، وفي النسخ التي بيدنا علامة أبي ذر على التي بالبناء للمفعول، وفي رواية:"بعثت" بتاء التأنيث "إليّ" بياء الضمير "نسيبة" بالرفع فاعل، و"نُسَيبة" بضم ففتح عند الحموي والكشميهني، وبفتح فكسر عن المستملي. ا هـ. مصححه.
(2)
عليه صح، ولأبي ذر:"فأَرْسَلْتُ" وعليه صح.
(3)
لأبي ذر: "فقالت" وعليه صح. هذا من الجمع للحميدي. ا هـ. من هامش الأصل.
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ذلِكَ".
(5)
بعده في نسخة: "قال أبو عبد اللَّه: نُسَيْبَة هي أم عطية". نسب القسطلاني هذه الرواية لابن السكن عن الفربري. ا هـ. من هامش الأصل.
* [1457][التحفة: خ م 18125]
* [1458][التحفة: ع 4402]
• [1459] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(1)
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، سَمِعَ أَبَاهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.
32 - بَابُ الْعَرْضِ فِي الزَّكَاةِ
وَقَالَ طَاوُسٌ: قَالَ مُعَاذٌ رضي الله عنه لِأَهْلِ الْيَمَنِ: ائْتُوني بِعَرْضٍ ثِيَابٍ خَمِيصٍ - أَوْ: لَبِيسٍ - فِي الصَّدَقَةِ مَكَانَ الشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ، أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ، وَخَيْرٌ لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ.
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَأَمَّا خَالِدٌ
(2)
احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ
(3)
فِي سَبِيلِ اللهِ".
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ". فَلَمْ يَستَثْنِ صَدَقَةَ الْفَرضِ
(4)
مِنْ غَيْرِهَا، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَهَا وَسِخَابَهَا، وَلَمْ يَخُصَّ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ مِنَ الْعُرُوضِ.
• [1460] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ، أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ: الَّتِي
(5)
أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم: "وَمَنْ
(1)
لابن عساكر: "حدثنا".
* [1459][التحفة: ع 4402]
(2)
بعده لأبي ذر - وعليه صح - ولأبي الوقت: "فَقَدِ".
(3)
لأبي ذر: "وَأَعْتِدَهُ"، بكسر التاء عند أبي ذر، محقق محرر كذلك. كذا بخط اليونيني ا هـ من هامش الأصل.
(4)
لأبي ذر: "الْعَرْضِ" وعليه صح.
(5)
عليه صح.
بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ بِنْتَ مَخَاضٍ
(1)
وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ، وَعِنْدَهُ بِنْتُ لَبُونٍ
(2)
فإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ
(3)
عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ بِنْتُ مَخَاضٍ عَلَى وَجْهِهَا وَعِنْدَهُ ابْنُ لَبُونٍ، فَإِنَّهُ يُقْبَلُ مِنْهُ وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ".
• [1461] حدثنا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ فَأَتَاهُنَّ وَمَعَهُ بِلَالٌ نَاشِرَ ثَوْبِهِ
(4)
فَوَعَظَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي؛ وَأَشَارَ أَيُّوبُ إِلَى أُذُنِهِ وَإِلَى حَلْقِهِ.
33 - بَابٌ لَا يُجْمَعُ بَينَ مُتَفَرِّقٍ
(5)
، وَلَا يُفَرَّقُ بَينَ مُجْتَمِعٍ
وَيُذْكَرُ عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلُهُ.
• [1462] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي
(1)
بنت مخاض: بنت المخاض وابن المخاض من الإبل ما دخل في السنة الثانية، لأن أمه قد لحقت بالمخاض، أي الحوامل، وإن لم تكن حاملا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مخض).
(2)
بنت لبون: ابن اللبون وبنت اللبون من الإبل ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة، فصارت أمه لبونا، أي ذات لبن، لأنها قد حملت حملا آخر ووضعته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لبن).
(3)
كذا ضبطه القسطلاني وشيخ الإسلام بتخفيف الصاد المهملة، أي الساعي الذي يأخذ الصدقة، وضبط هنا وفيما سيأتي في نسخة عبد اللَّه بن سالم تبعًا لليونينية بتشديدها، والصواب التخفيف. كتبه مصححه.
المصدق: عامل الزكاة الذي يستوفيها من أربابها. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: صدق)
* [1460][التحفة: خ د س ق 6582]
(4)
قوله: "ناشرَ ثوبِهِ" بينهما صح، ولأبي ذر وعليه صح:"ناشرٌ ثوبَهُ".
* [1461][التحفة: خ م د س ق 5883]
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مُفْتَرِقٍ".
ثُمَامَةُ، أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ: الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَلَا يُجْمَعُ بَينَ مُتَفَرِّقٍ، وَلَا يُفَرَّقُ بَينَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ".
34 - بَابٌ مَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يتراجَعَانِ بَينَهُمَا بِالسَّويَّةِ
وَقَالَ طَاوُسٌ وَعَطَاءٌ: إِذَا عَلِمَ الْخَلِيطَانِ أَمْوَالَهُمَا؛ فَلَا يُجْمَعُ مَالُهُمَا.
وَقَالَ سُفْيَانُ: لَا يَجِبُ، حَتَّى يَتِمَّ لِهَذَا أَرْبَعُونَ شَاةً، وَلِهَذَا أَرْبَعُونَ شَاةً.
• [1463] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ: الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يترَاجَعَانِ بَينَهُمَا بِالسَّويَّةِ".
35 - بَابُ زَكَاةِ الْإِبِلِ
ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو ذَرٍّ وَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1464] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَال:"وَيْحَكَ! إِنَّ شَأْنَهَا شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ تُؤَدِّي صَدَقَتَهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ
(1)
مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا".
* [1462][التحفة: خ د س ق 6582]
* [1463][التحفة: خ د س ق 6582]
(1)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"لَمْ يَتِرْكَ".
يترك: ينقصك. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: وتر)
* [1464][التحفة: خ م د س 4153]
36 - بَابُ مَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ بِنْتِ
(1)
مَخَاضٍ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ
• [1465] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ، أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ فَرِيضَةَ الصَّدَقَةِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ مِنَ الْإِبِلِ صَدَقَةُ الْجَذَعَةِ
(2)
وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ جَذَعَةٌ وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ
(3)
، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ الْحِقَّةُ، وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ استَيْسَرَتَا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْحِقَّةِ وَلَيسَتْ عِنْدَهُ الْحِقَّةُ وَعِنْدَهُ الْجَذَعَةُ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ الْجَذَعَةُ، وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْحِقَّةِ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ إِلَّا بِنْتُ لَبُونٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ بِنْتُ لَبُونٍ، وَيُعْطِي
(4)
شَاتَيْنِ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ بِنْتَ لَبُونٍ وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ الْحِقَّةُ، وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ بِنْتَ لَبُونٍ وَلَيسَتْ عِنْدَهُ وَعِنْدَهُ بِنْتُ مَخَاضٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ بِنْتُ مَخَاضٍ، وَيُعْطِي مَعَهَا عِشْرِينَ دِرْهَمًا، أَوْ شَاتَيْنِ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "صَدَقةٌ بِنْتَ".
(2)
الجذعة: أصل الجَذَع من أسنان الدواب، وهو ما كان منها شابًّا فتيًّا، فهو من الإبل ما دخل في السنة الخامسة، ومن البقر والمَعْز ما دخل في السنة الثانية، وقيل: البقر في الثالثة، ومن الضأن ما تمت له سنة، وقيل: أقل منها. والذكر جَذَعٌ والأنثى جَذَعَةٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جذع).
(3)
حقة: هي من الإبل ما دخلت في السنة الرابعة إلى آخرها، سُمِّيَتْ بذلك لأنها اسْتَحَقَّت الركوب والتحميل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حقق).
(4)
قوله: "ويُعطِي" أي المُصَّدِّق بتشديد الصاد والدال، وهو المالك، أفاده القسطلاني.
* [1465][التحفة: خ د س ق 6582]
37 - بَابُ زَكَاةِ الْغَنَمِ
• [1466] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنسٍ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ هَذَا الْكِتَابَ لَمَّا وَجَّهَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ: بِسْمِ اللَّه الرَّحمَنِ الرَّحِيم هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَالَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا
(1)
رَسُولَهُ "فَمَنْ سُئِلَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا، وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَهَا فَلَا يُعْطِ، فِي أَرْبعٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِبِلِ فَمَا دُونَهَا مِنَ الْغَنَمِ مِنْ كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ، إِذَا
(2)
بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ أُنْثَى، فإذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَثَلَاثِينَ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا بِنْتُ لَبُونٍ أُنْثَى، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ إِلَى سِتِّينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ
(3)
الْجَمَلِ، فإذَا بَلَغَتْ وَاحِدَةً وَسِتِّينَ إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فَفِيهَا جَذَعَةٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ يَعْنِي سِتًّا وَسَبْعِينَ إِلَى تِسعِينَ فَفِيهَا بِنْتَا لَبُونٍ، فإذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَتِسْعِينَ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الْجَمَلِ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ إِلَّا أَرْبَعٌ مِنَ الْإِبِلِ فَلَيْسَ فِيهَا صَدَقَةٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، فإذَا بَلَغَتْ خَمْسًا مِنَ الْإِبِلِ فَفِيهَا شَاةٌ، وَفِي صَدَقَةِ الْغَنَمِ فِي سَائِمَتِهَا
(4)
إِذَا كَانَتْ
(5)
(1)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح، و"بِهِ" هذه رواية غير أبي ذر.
(2)
في نسخة: "فإذا" كما في القسطلاني.
(3)
طروقة: يعلو الفحل مثلها في سنها. (انظر: النهاية في غريب الحديث مادة: طرق).
(4)
سائمتها: هي الراعية من الماشية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سوم).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بَلَغَتْ".
أَرْبَعِينَ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ شَاةٌ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائةٍ إِلَى مِائَتَيْنِ شَاتَانِ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى مِائَتَيْنِ إِلَى ثَلَاثِمِائَةٍ فَفِيهَا ثَلَاثٌ
(1)
، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ فَفِي كُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ، فَإِذَا كَانَتْ سَائِمَةُ الرَّجُلِ نَاقِصَةً مِنْ أَرْبَعِينَ شَاةً وَاحِدَةً
(2)
فَلَيْسَ فِيهَا صَدَقَة إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، وَفي الرِّقَةِ
(3)
رُبُعُ الْعُشْرِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ إِلَّا تِسْعِينَ وَمِائَةً فَلَيْسَ فِيهَا شيءٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا".
38 - بَابٌ لَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ، وَلَا ذَاتُ عَوَارٍ، وَلَا تَيْسٌ إِلَّا مَا شَاءَ الْمُصَدِّقُ
(4)
• [1467] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ، أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ
(5)
: الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم: "وَلَا يُخْرَجُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ
(6)
، وَلَا ذَاتُ عَوَارٍ
(7)
، وَلَا تَيْسٌ إِلَّا مَا شَاءَ الْمُصَدِّقُ".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ثَلَاثُ شِيَاهٍ".
(2)
عليه صح.
(3)
الرقة: الفضة والدراهم المضروبة منها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقه).
* [1466][التحفة: خ د س ق 6582]
(4)
عليه صح صح.
(5)
بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "الصَّدَقَةَ".
(6)
هرمة: الهرم: غاية الكبر والضعف. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 268).
(7)
عوار: عيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عور).
* [1467][التحفة: خ د س ق 6582]
39 - بَابُ أَخْذِ الْعَنَاقِ فِي الصَّدَقَةِ
• [1468] حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِي. ح وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيرَةَ رضي الله عنه قال: قال أَبو بَكْرٍ رضي الله عنه: وَاللهِ، لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا
(1)
كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا. قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنَّ اللَّهَ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه بِالْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.
40 - بَابٌ لَا تؤْخَذُ كرَائِمُ أَمْوَالِ النَّاس فِي الصَّدَقَةِ
• [1469] حدثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ
(2)
، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رضي الله عنه عَلَى
(3)
الْيَمَنِ قَالَ: "إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللهِ؛ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ؛ فإذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ
(4)
(1)
عناقا: هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنق).
* [1468][التحفة: خ م د ت س 10666]
(2)
صرف "بسطام" من الفرع، وقال النووي في شرح مسلم:"ويجوز فيه الصرف وتركه". ا هـ. من هامش الأصل.
(3)
للكشميهني: "إلَى".
(4)
قوله: "زَكَاةً مِنْ أمْوَالِهِمْ" هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا، وفي نسخة القسطلاني:"زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ". ا هـ. مصححه.
وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ؛ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ
(1)
مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ".
41 - بَابٌ لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ
• [1470] حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ، وَلَيسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ
(2)
صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ مِنَ الْإِبِلِ صَدَقَةٌ".
42 - بَابُ زَكَاةِ الْبَقَرِ
وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَأَعْرِفَنَّ
(3)
مَا جَاءَ اللَّهَ رَجُلٌ بِبَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ"، وَيُقَالُ: "جُؤَارٌ"، {تجئرُونَ}
(4)
: تَرْفَعُونَ أَصْوَاتَكُمْ
(5)
كَمَا تَجْأَرُ الْبقَرَةُ.
• [1471] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ
(1)
لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح:"خُذْ".
* [1469][التحفة: ع 6511]
(2)
الورق: الفضة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورق).
* [1470][التحفة: خ س 4106]
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لا أَعْرِفَنَّ" وعليه صح.
(4)
[النحل: 53].
(5)
قوله: " {تَجْأَرُونَ} تَرفَعُونَ أَصْوَاتَكُمْ" في أصول كثيرة: " {يَجْأَرُونَ} يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ". ا هـ. من هامش الأصل.
الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - أَوْ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، أَوْ كَمَا حَلَفَ - مَا مِنْ رَجُلٍ تَكُونُ لَهُ إِبِلٌ أَوْ بَقَرٌ أَوْ غَنَمٌ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا، إِلَّا أُتِيَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا تكُونُ وَأَسْمَنَهُ، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَنْطَحُهُ
(2)
بِقُرُونِهَا، كُلَّمَا جَازَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ".
رَوَاهُ بُكَيْرٌ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
43 - بَابُ الزَّكَاةِ عَلَى الْأَقَارِبِ
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لهُ أَجْرَانِ: أَجْرُ
(3)
الْقَرَابَةِ وَالصَّدَقَةِ".
• [1472] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنهُ سَمعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}
(4)
قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَقَال يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يَقُولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ، وإنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ
(1)
قوله: "إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" لأبي ذر: "إليه صلى الله عليه وسلم".
(2)
قال القسطلاني: "بكسر الطاء وتفتح" ا هـ.
* [1471][التحفة: خ م ت س ق 11981 - خت م 12310 - خ 12310]
(3)
ليس عند أبي ذر، وأبي الوقت.
(4)
[آل عمران: 92].
أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، قَالَ: فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بَخْ
(1)
، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ! ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ! وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ"، فَقَال أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.
تَابَعَهُ رَوْحٌ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ، عَنْ مَالِكٍ:"رَائِحٌ".
• [1473] حدثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيدٌ
(2)
، عَنْ عِيَاضِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى
(3)
أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَقَال:"أَيُّهَا النَّاسُ، تَصَدَّقُوا" فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَال: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ
(4)
أكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ! "، فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ
(5)
يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتكْفُرنَ الْعَشِيرَ
(6)
، مَا رَأَيتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ
(1)
لم تضبط في اليونينية، وضبطت في الفرع بالسكون، وفي بعض النسخ بالسكون وبالكسر منوّنة.
بخ: هي كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء وتكرر للمبالغة. ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: بخ).
* [1472][التحفة: خ م س 204]
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "هو ابنُ أسْلَمَ".
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"أُرِيتُكُنَّ".
(5)
لأبي ذر، والكشميهني:"ذَاكَ".
(6)
العشير: الزوج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عشر).
وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ
(1)
الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ" ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَنْزِلِهِ، جَاءَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ تَستَأْذِنُ عَلَيْهِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ زَيْنَبُ، فَقَال: "أَيُّ الزَّيَانِبِ؟ "، فَقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " نَعَمْ، ائْذَنُوا لَهَا" فَأُذِنَ لَهَا، قَالتْ: يَا نَبِي اللَّهِ، إِنَّكَ أَمَرتَ الْيَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ عِنْدِي حُلِيٌّ لِي فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَوَلَدَه أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَ ابْنُ مَسعُودٍ، زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ".
44 - بَابٌ لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ
• [1474] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيمَانَ بْنَ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ
(2)
: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ وَغُلَامِهِ صَدَقَةٌ".
45 - بَابٌ لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِم فِي عَبْدِهِ صَدَقَةٌ
• [1475] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ خُثَيْمِ
(3)
بْنِ عِرَاكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
للكشميهني: "بِلُبِّ".
لِلُبِّ: لب كل شيء: خالصه، والمراد: العقل. (انظر: لسان العرب، مادة: لبب).
* [1473][التحفة: خ م س ق 4271]
(2)
رقم عليه لابن عساكر، والقابسي.
* [1474][التحفة: ع 14153]
(3)
عليه صح.
* [1475][التحفة: ع 14153]
• [1476] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا خُثَيمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَدَقَةٌ فِي عَبدِهِ وَلَا
(1)
فَرَسِهِ".
46 - بَابُ الصَّدَقَةِ عَلَى الْيَتَامَى
• [1477] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيى، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيمُونَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ؛ فَقَال: "إِنِّي
(2)
مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ، تُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَا يُكَلِّمُكَ؟ فَرَأَيْنَا
(3)
أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَسَحَ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ
(4)
، فَقَال:"أَينَ السَّائِلُ؟ "، وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ، فَقَال: "إِنَّهُ لَا يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ، وإنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ
(5)
يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ
(6)
، إِلَّا آكِلَةَ الْخَضْرَاءِ
(7)
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "في".
* [1476][التحفة: ع 14153]
(2)
للمستملي والكشميهني من رواية أبي ذر: "إنَّ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَرُئِينَا"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"فَأُرِينا".
(4)
الرحضاء: عَرَق يغسل الجلد لكثرته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحض).
(5)
الربيع: النهر الصغير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربع).
(6)
يلم: يَقْرُب من القتل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لمم).
(7)
لأبي ذر والمستملي والكشميهني: "الْخَضِرِ".
أكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا استَقْبَلَتْ عَينَ الشَّمْسِ فَثَلَطَتْ
(1)
وَبَالتْ وَرَتَعَتْ، وإنَّ هَذَا الْمَال خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ - أَوْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
47 - بَابُ الزَّكَاةِ عَلَى الزَّوْجِ وَالْأَيتَامِ فِي الْحَجْرِ
قَالهُ أَبُو سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1478] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْنَبَ - امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لإِبْرَاهِيمَ، فَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَينَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بِمِثْلِهِ سَوَاءً، قَالتْ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَرَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال:"تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ"، وَكَانَتْ زَينَبُ تُنْفِقُ عَلَى عَبْدِ اللهِ وَأَيتَامٍ فِي حَجْرِهَا، قَالَ
(2)
: فَقَالتْ لِعَبْدِ الله: سَلْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيَجْزِي عَنِّي أَنْ أُنْفِقَ عَلَيكَ وَعَلَى أَيتَامِي
(3)
فِي حَجْرِي مِنَ الصَّدَقَةِ؟ فَقَال: سَلِي أَنْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِي
(4)
صلى الله عليه وسلم فَوَجَدْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى الْبَابِ حَاجَتُهَا مِثْلُ حَاجَتِي، فَمَرَّ عَلَينَا بِلَالٌ فَقُلْنَا: سَلِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيَجْزِي عَنِّي أَنْ أُنْفِقَ
(1)
فثلطت: الثلط: الرجيع الرقيق، وأكثر ما يقال للإبل والبقر والفيلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثلط).
* [1477][التحفة: خ م س 4166]
(2)
رقم عليه لابن عساكر، وليس عند أبي ذر.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أيتام".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولِ اللهِ".
عَلَى زَوْجِي وَأَيْتَامٍ لِي فِي حَجْرِي؟ وَقُلْنَا
(1)
: لَا تُخْبِرْ بِنَا، فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ؛ فَقَال:"مَنْ هُمَا؟ "، قَالَ: زَيْنَبُ، قَالَ:"أَيُّ الزَّيَانِبِ؟ "، قَالَ: امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ
(2)
: "نَعَمْ، لَهَا أَجْرَانِ: أَجْرُ الْقَرَابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ".
• [1479] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَينَبَ ابْنَةِ
(3)
أُمِّ سَلَمَةَ
(4)
قَالتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلِيَ أَجْرٌ أَنْ أُنْفِقَ عَلَى بَنِي أَبِي سَلَمَةَ، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ، فَقَال:"أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ، فَلَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ".
48 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَفِي الرِّقَابِ
(5)
(6)
وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: يُعْتِقُ مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ وَيُعْطِي فِي الْحَجِّ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: إِنِ اشْتَرَى أَبَاهُ مِنَ الزَّكَاةِ جَازَ، وَيُعْطِي فِي الْمُجَاهِدِينَ وَالَّذِي
(1)
للحموي، والمستملي:"فَقُلنا".
(2)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"فقال".
* [1478][التحفة: خ م ت س ق 15887]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ" ولفظ: "أُمِّ" عليه صح.
* [1479][التحفة: خ م 18265]
(5)
سقط {وَالغَارِمِينَ} من النسخ المعتمدة، وعبارة العيني:"أي هذا باب في بيان المراد من قوله تعالى {وَفِي الرقَابِ} وكذا قوله {وَفِي سَبِيلِ اللهِ} وهما من آية الصدقات، وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} اقتطعهما منها للاحتياج إليهما في جملة مصارف الزكاة". ا هـ.
(6)
[التوبة: 60].
لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ تَلَا:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ}
(1)
الْآيَةَ، فِي أَيِّهَا أَعْطَيْتَ أَجْزَأَتْ
(2)
.
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ خَالِدًا احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ
(3)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي لَاسٍ: حَمَلَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ لِلْحَجِّ.
• [1480] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّدَقَةِ
(4)
، فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ؛ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا؛ قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْبُدَهُ
(5)
فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ فَعَمُّ
(6)
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَهِيَ عَلَيْهِ
(7)
صَدَقَةٌ وَمِثْلُهَا مَعَهَا".
تَابَعَهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ.
(1)
[التوبة: 60].
(2)
عليه صح، ولأبي ذر وعليه صح:"أَجْزَتْ" كذا في النسخ، وعبارة القسطلاني:"أجزأْتَ بسكون الهمزة وفتح التاء، ولأبي ذر "أجزأَتْ" بفتح الهمزة وسكون التاء، وفي بعض النسخ "جزتْ" بغير همزة مع تسكين التاء، أي: قضت عنه، وفي بعضها "أُجزت" بضم الهمزة وسكون الراء، من الأجر". ا هـ.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أَدْرُعَهُ".
أدرعه: جمع درع، وهو لبوس الحديد. (انظر: لسان العرب، مادة: درع).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِصَدَقَةٍ".
(5)
رسمت بالباء والتاء المضمومتان، ولأبي ذر وعليه صح:"وَأَعْتِدَهُ".
(6)
لأبي ذر عن الحموي، والكشميهني:"عَمُّ".
(7)
عليه صح.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ:"هِيَ عَلَيْهِ وَمِثْلُهَا مَعَهَا".
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: حُدِّثْتُ عَنِ الْأَعْرَجِ بِمِثْلِهِ
(1)
.
49 - بَابُ الاسْتِعْفَافِ عَنِ الْمَسْأَلَةِ
• [1481] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ
(2)
حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ؛ فَقَالَ: "مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ
(3)
يُعِفَّهُ
(4)
اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يتصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ".
• [1482] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، خَيرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا فَيَسْأَلَهُ أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"مِثْلَهُ".
* [1480][التحفة: خ 13752 - خت 13864]
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ثم سَألُوهُ فَأَعْطَاهُمْ".
(3)
للحموي، والمستملي:"يَسْتَعِفَّ".
(4)
لأبي ذر: "يُعِفُّهُ".
* [1481][التحفة: خ م د ت س 4152]
* [1482][التحفة: خ س 13830]
• [1483] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ
(1)
عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْه أَوْ مَنَعُوهُ".
• [1484] وَ
(2)
حدثنا عَبْدَانُ، أخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأعْطَانِي، ثُمَّ سَألتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: "يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَال خَضِرَةٌ
(3)
حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ
(4)
بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بإشْرَافِ نَفْسٍ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ
(5)
، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى". قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا أَرْزَأُ
(6)
أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا. فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، فَقَال عُمَرُ: إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "حَطَبٍ".
* [1483][التحفة: ح ق 3633]
(2)
الواو ليست موجودة في أصول كثيرة ا هـ من هامش الأصل.
(3)
خضرة: غضة ناعمة طرية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خضر).
(4)
لأبي ذر عن الحموي: "أَخَذَ".
(5)
سقط من اليونينية - كما نبه عليه بحاشية فرعها - لفظة: "وكان"، فإما أن يكون سهوا، أو الرواية كذلك، أفاده القسطلاني.
(6)
أرزأ: آخذ منه، وأصله النقص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رزأ).
الْمُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ، أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ
(1)
فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ.
50 - بَابُ مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ
(2)
• [1485] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَطَاءَ؛ فَأَقُولُ: أَعْطِهِ مَنْ هُوَ أَفْقَرُ إِلَيهِ مِنِّي، فَقَال: "خُذْهُ، إِذَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْءٌ وَأَنْتَ غَيرُ مُشْرِفٍ
(3)
وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لَا فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ".
51 - بَابُ مَنْ سَأَلَ النَّاسَ تَكَثُّرًا
• [1486] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ
(4)
لَحْمٍ". وَقَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى
(1)
الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).
* [1484][التحفة: خ م ت س 3431]
(2)
لأبي ذر عن المستملي: "بَابٌ {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} ".
(3)
مشرف: الإشراف والتشرف: التطلع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).
* [1485][التحفة: ح م س 10520]
(4)
مزعة: قطعة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مزع).
يَبْلُغَ الْعَرَقُ نِصْفَ الْأُذُنِ، فَبَيْنَا هُمْ كذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ، ثُمَّ بِمُوسَى، ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم".
وَزَادَ عَبْدُ اللهِ
(1)
: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: فَيَشْفَعُ لِيُقْضَى بَينَ الْخَلْقِ، فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ الْبَابِ، فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَحْمَدُه أَهْلُ الجَمْعِ كُلُّهُمْ.
وَقَالَ مُعَلًّى
(2)
: حَدَّثَنَا وُهَيبٌ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ، سَمِعَ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْأَلَةِ.
52 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}
(3)
وَكَمِ الْغِنَى، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"وَلَا يَجِدُ غنًى يُغْنِيهِ"
(4)
، {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا
(5)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ
(6)
}
(3)
إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}
(3)
.
• [1487] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةُ
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ صَالِحٍ".
(2)
"مُعَلًّى" قال القسطلاني: "منوّنا عند أبي ذر". ا هـ. وكذا نبه عليه في هامش النسخ التي بيدنا، مقتضاه أن غير أبي ذر لا ينوّنه، وانظر وجهه. ا هـ. كتبه مصححه.
* [1486][التحفة: خ م س 6702]
(3)
[البقرة: 273].
(4)
بعده لأبي ذر: "لقول اللَّه تعالى".
(5)
أحصروا: هم أهل الصفّة. (انظر: التبيان في غريب القرآن)(ص 116).
(6)
بعده لأبي ذر وعليه صح: " {لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ} ".
وَالْأُكْلَتَانِ، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ
(1)
الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى وَيَسْتَحْيِي، أَوْ لَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا".
• [1488] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ
(2)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي كَاتِبُ الْمُغِيرة بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاويَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنِ اكْتُبْ إِليَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ
(4)
، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ".
• [1489] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ
(5)
الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا
(6)
وَأَنَا جَالِسٌ فِيهِمْ، قَالَ: فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ
(7)
رَجُلًا لَمْ يُعْطِهِ، وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِليَّ، فَقُمْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَارَرْتُهُ
(1)
لأبي ذر: "ولكِنَّ الْمِسْكِينَ".
* [1487][التحفة: خ 14391]
(2)
لأبي ذر، والكشميهني:"الْأَشْوَعِ".
(3)
رقم عليه لأبي ذر وابن عساكر وعليه صح، وبغير رقم:"رسولِ اللَّهِ" وعليه صح.
(4)
عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"الأمْوَالِ".
* [1488][التحفة: خ م س 11536]
(5)
عليه صح.
(6)
رهطا: الرهط من الرجال ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
(7)
لأبي ذر وعليه صح، وفي نسخة:"فِيهِمْ".
فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ؟ وَاللهِ إِنِّي لأُرَاهُ مُؤْمِنًا، قَالَ:"أَوْ مُسْلِمًا"، قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ فِيهِ
(1)
، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُرَاهُ مُؤْمِنًا أَوْ قَالَ
(2)
: مُسْلِمًا، قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ فِيهِ
(3)
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُراهُ مُؤْمِنًا، أَوْ قَالَ (2): مُسْلِمًا يَعْنِي، فَقَال
(4)
: "إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ، وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ
(5)
فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ".
• [1490] وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ هَذَا
(6)
فَقَال فِي حَدِيثِهِ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَجَمَعَ بَيْنَ عُنُقِي وَكَتِفِي، ثُمَّ قَالَ: "أَقْبِلْ
(7)
، أَي سَعْدُ، إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ".
قالَ أبو عبد الله: {فَكُبْكِبُوا}
(8)
: قُلِبُوا
(9)
، {مُكِبًّا}
(10)
: أَكَبَّ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "قال: أَوْ" وعليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "مِنْهُ".
(4)
قوله: "يعني فقال" ليس عند أبي ذر.
(5)
في حاشية البقاعي: "يَكُبَّهُ اللَّهُ" ونسبه لنسخة.
* [1489][التحفة: خ م د س 3891]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "بِهذَا".
(7)
عليه صح. وعند أبي ذر، والأصيلي:"اقْبَلْ".
(8)
[الشعراء: 94].
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "فَكُبُّوا".
(10)
[الملك: 22]. قال القسطلاني: "بكسر الكاف لأبي ذر"، وكذا في هامش النسخ التي بأيدينا، وانظر. كتبه مصححه.
فِعْلُهُ غَيْرَ وَاقِعٍ عَلَى أَحَدٍ، فَإذَا وَقَعَ الْفِعْلُ قُلْتَ: كَبَّهُ اللَّهُ لِوَجْهِهِ، وَكَبَبْتُهُ أَنَا
(1)
.
• [1491] حدثنا
(2)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الَّذِي
(3)
لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ بِهِ
(4)
فَيُتَصَدَّقُ
(5)
عَلَيْهِ، وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ
(4)
النَّاسَ".
• [1492] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكمْ حَبْلَهُ، ثُمَّ يَغْدُوَ
(6)
- أَحْسِبُهُ قَالَ: إِلَى الْجَبَلِ - فَيَحْتَطِبَ فَيَبِيعَ فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ".
قالَ أبو عَبد الله: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ أَكْبَرُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَهُوَ قَدْ أَدْرَكَ ابْنَ عُمَرَ
(7)
.
(1)
رقم عليه "إلى"، هكذا في النسخ التي بأيدينا، وضعت "إلى" على "أنا" وليست مسبوقة بعلامة السقوط وهي "لا".
* [1490][التحفة: خ م 3921]
(2)
هذا الحديث مؤخر عن الذي بعده عند أبي ذر.
(3)
قوله: "ولكن المسكين الذي" عليه صح، صح.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "له".
(5)
كذا بالضبطين وعليه صح.
* [1491][التحفة: خ س 13829]
(6)
يغدو: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).
(7)
هذا النص مقدم عند أبي ذر على حديث إسماعيل بن عبد اللَّه.
* [1492] التحفة: خ 12370]
53 - بَابُ خَرْصِ التَّمْرِ
(1)
• [1493] حدثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّاسٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَلَمَّا جَاءَ وَادِيَ الْقُرَى، إِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَصحَابِهِ:"اخْرُصُوا". وَخَرَصَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ أَوْسُقٍ، فَقَال لَهَا:"أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا". فَلَمَّا أَتَيْنَا تَبُوكَ قَالَ: "أَمَا إِنَّهَا
(2)
سَتَهُبُّ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُومَنَّ أَحَدٌ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ بَعِيرٌ فَلْيَعْقِلْهُ"، فَعَقَلْنَاهَا
(3)
وَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدةٌ، فَقَامَ رَجُلٌ فَأَلْقَتْهُ بِجَبَلِ طَيِّءٍ، وَأَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَكَسَاهُ بُرْدًا
(4)
، وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ، فَلَمَّا أَتَى وَادِيَ الْقُرَى قَالَ لِلْمَرْأَةِ: "كَمْ جَاءَ
(5)
حَدِيقَتُكِ؟ " قَالتْ: عَشَرَةُ أَوْسُقٍ
(6)
خَرْصَ
(7)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي مُتَعَجِّلٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يتعَجَّلَ مَعِي فَلْيَتَعَجَّلْ". فَلَمَّا - قَالَ ابْنُ بَكَّارٍ كَلِمَةً مَعْنَاهَا
(8)
: أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ:"هَذِهِ طَابَةُ"
(1)
لأبي ذر: "الثَّمَرِ".
خرص التمر: تقدير ما على النخلة من الرطب تمرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرص).
(2)
"إنها" بالفتح والكسر في اليونينية.
(3)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح، ولنسخة وعليه صح. وبغير رقم:"فَفَعَلْنا" وعليه صح.
(4)
بردا: البرد نوع من الثياب. والبردة: شملة مخططة، وقيل: كساء أسود مُرَبَّع فيه صور تلبسه الأعراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).
(5)
عليه صح، "جاءَ" في نسخة القسطلاني:"جاءتْ"بتاء التأنيث.
(6)
قوله: "عشرة أوسق" بينهما صح.
(7)
عليه صح، وعند أبي ذر وعليه صح:"خَرْصُ".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "كَلمَةٌ مَعْنَاه".
فَلَمَّا رَأَى أُحُدًا قَالَ: "هَذَا جُبَيْلٌ
(1)
يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، أَلَا أُخْبِرُكمْ بِخَيرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ:"دُورُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دُورُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دُورُ بَنِي سَاعِدَةَ، أوْ دُورُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَفي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ - يَعْنِي - خَيْرًا"
(2)
.
• [1494] وَقال سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ: حَدَّثَنِي عَمْرٌو: "ثمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ، ثُمَّ بَنِي سَاعِدَةَ".
• [1495] وَقال سُلَيْمَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ
(3)
، عَنْ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ".
قالَ أبو عَبد الله: كُلُّ بُسْتَانٍ عَلَيهِ حَائِطٌ فَهُوَ حَدِيقَةٌ، وَمَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ حَائِطٌ لَمْ يُقَلْ: حَدِيقَةٌ.
54 - بَابُ الْعُشْرِ فِيمَا يُسْقَى مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ وَبِالْمَاءِ
(4)
الْجَارِي
وَلَمْ يَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الْعَسَلِ شَيْئًا.
• [1496] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"جَبَلٌ".
(2)
رقم عليه لأبي الوقت، وأبي ذر، وعليه صح، ولهما أيضًا وعليه صح:"خَيْرٌ".
* [1493][التحفة: خ م د 11891]
* [1494][التحفة: خ م د 11891]
(3)
عليه صح.
* [1495][التحفة: خت 4795]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "والماء".
يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ
(1)
الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كانَ عَثَرِيًّا
(2)
الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ
(3)
نِصْفُ الْعُشْرِ".
قالَ أبو عَبد الله: هَذَا تَفْسِيرُ
(4)
الْأَوَّلِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُوَقِّتْ
(5)
فِي الْأَوَّلِ، يَعْنِي حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ: "وَفِيمَا
(6)
سَقَتِ السَّمَاءُ الْعُشْرُ" وَبَيَّنَ فِي هَذَا وَوَقَّتَ، وَالزِّيَادَةُ مَقْبُولَةٌ، وَالْمُفَسَّرُ
(7)
يَقْضِي عَلَى الْمُبْهَمِ إِذَا رَوَاهُ أَهْلُ الثَّبَتِ
(8)
، كَمَا رَوَى الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاس، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُصَلِّ فِي الْكَعْبَةِ، وَقَالَ بِلَالٌ: قَدْ صَلَّى فَأُخِذَ بِقَوْلِ بِلَالٍ وَتُرِكَ قَوْلُ الْفَضْلِ.
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابْنِ شِهَابٍ".
(2)
عثريا: ما سقته السماء من النخل والثمار، لأنه يُصنع له شبه الساقية تجمع ماء المطر إلى أصوله يُسمَّى العاثور. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 67).
(3)
بالنضح: الاستسقاء بالسواقي وفي معناه مَن استقى بالدلو ويرفعه الآدميون وغيرهم كآلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضح).
(4)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وفي بعض النسخ التي بأيدينا - تبعا لليونينية: "هذا الأَوَّلُ"، وضبب على لفظ "الأول"، وكتب بإزائه:"صوابه: أَوْلَى، أو: المُفَسِّرُ للأوَّلِ". كتبه مصححه.
(5)
لأبي ذر: "يُوَقَّتْ".
(6)
"وفيما": كذا هو بالواو في جميع النسخ المعتمدة، ونسخة القسطلاني:"فيما" من غير واو. ا هـ. مصححه.
(7)
عليه صح.
(8)
لم يضبط الباء في اليونينية كالثانية الآتية، وضبطها في الفرع بفتحها وسكونها، وضبطها الحافظ، والكرماني وغيرهما بالفتح. كذا بهامش الأصل.
* [1496][التحفة: خ د ت س ق 6977]
55 - بَابٌ لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ
• [1497] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ فِيمَا أَقَلُّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةٍ مِنَ الْإِبِلِ الذَّوْدِ
(1)
صَدَقَةٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ
(2)
أَوَاقٍ
(3)
مِنَ الْوَرِقِ صَدَقَةٌ".
قالَ أبو عَبد الله
(4)
: هَذَا تَفْسِيرُ الْأَوَّلِ إِذَا
(5)
قَالَ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَيُؤْخَذُ أَبَدًا فِي الْعِلْمِ بِمَا زَادَ أَهْلُ الثَّبَتِ أَوْ بَيَّنُوا
(6)
.
56 - بَابُ أَخْذِ صَدَقَةِ التَّمْرِ عِنْدَ صِرَامِ النَّخْلِ
هَلْ يُتْرَكُ الصَّبِيُّ فَيَمَسُّ تَمْرَ الصَّدَقَةِ؟
(1)
الذود: الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع. وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذود).
(2)
عليه صح، ولأبي ذر، ونسخة:"خَمْسَةِ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أَوَاقِيَّ".
(4)
قوله: "قال أبو عبد اللَّه" ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح.
(5)
قال القسطلاني: "إذا بالألف بعد المعجمة في الفرع وأصله، والنسخة المقروءة على (الميدومي)، وجميع ما وقفت عليه من النسخ المعتمدة، ولعله سبق قلم، وإلا فالمراد "إذا" التعليلية، نعم يحتمل أن تكون "إذا" بمعنى حين ا هـ باختصار.
(6)
هذا النص ليس عند أبي ذر، ورقم على آخره صح.
* [1497][التحفة: خ س 4106]
• [1498] حدثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ
(1)
، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرة رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُؤْتَى بِالتَّمْرِ عِنْدَ صِرَامِ النَّخْلِ، فَيَجِيءُ هَذَا بِتَمْرِهِ وَهَذَا مِنْ تَمْرِهِ، حَتَّى يَصِيرَ عِنْدَهُ كَوْمًا
(2)
مِنْ تَمْرٍ، فَجَعَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهما يَلْعَبَانِ بِذَلِكَ التَّمْرِ، فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا تَمْرَةً فَجَعَلَهُ
(3)
فِي فِيهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأخْرَجَهَا مِنْ فِيهِ، فَقَال:"أَمَا عَلِمْتَ أن آل مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ! "
(4)
.
57 - بَابُ مَنْ بَاعَ ثِمَارَهُ أَوْ نَخْلَهُ أَوْ أَرْضَهُ أَوْ زَرْعَهُ وَقَدْ وَجَبَ فِيهِ الْعُشْرُ أَو الصَّدَقَةُ فَأَدَّى الزَّكَاةَ مِنْ غَيْرِهِ، أَوْ بَاعَ ثِمَارَه وَلَمْ تَجِبْ فِيهِ الصَّدَقَةُ
وَقَوْلُِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَبِيعُوا الثمَرَةَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا". فَلَمْ يَحْظُرِ الْبَيْعَ بَعْدَ الصَّلَاحِ عَلَى أَحَدٍ، وَلَمْ يَخُصَّ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ مِمَّنْ لَمْ تَجِبْ.
• [1499] حدثنا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلَاحِهَا قَالَ: حَتَّى تَذْهَبَ عَاهَتُهُ
(5)
.
(1)
لم يضبط السين في اليونينية، وضبطها في التقريب بالفتح.
(2)
لأبي ذر عن الحموي: "كُومًا"، ولأبي ذر وعليه صح:"كَوْمٌ".
(3)
للكشميهني: "فَجَعَلَهَا".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "صَدَقَةً".
* [1498][التحفة: خ 14358]
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَاهَتُهَا".
* [1499][التحفة: خ م 7190]
• [1500] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ
(1)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا.
• [1501] حدثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تُزْهِيَ
(2)
، قَالَ: حَتَّى تَحْمَارَّ.
58 - بَابٌ هَلْ يَشْتَرِي صَدَقَتَهُ وَلَا بَأْسَ أَنْ يَشْتَرِي صَدَقَتَهُ غَيْرُهُ
(3)
؛ لِأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا نَهَى الْمُتَصَدِّقَ خَاصَّةً عَنِ الشِّرَاءِ، وَلَمْ يَنْهَ غَيرَهُ
• [1502] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ تَصَدَّقَ بِفَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَهُ
(4)
، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْمَرَهُ
(5)
، فَقَال:"لَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ".
فَبِذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما لَا يَتْرُكُ أَنْ يَبْتَاعَ شَيْئًا تَصَدَّقَ بِهِ إِلَّا جَعَلَهُ صَدَقَةً.
(1)
عليه صح.
* [1500][التحفة: خ 2411]
(2)
تزهي: أَزْهَى النخل: إذا اصفر واحمر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زهو).
* [1501][التحفة: خ م س 733]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "صَدَقَةَ غَيْرِهِ".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَشْتَرِيَ".
(5)
فاستأمره: استأمر: شاور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أمر).
* [1502][التحفة: خ س 6882]
• [1503] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
(1)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَضَاعَهُ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ، فَأرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَبِيعُهُ بِرُخْصٍ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: "لَا تَشْتَرِي
(2)
وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ وَإِنْ أَعْطَاكَهُ بِدِرْهَمٍ؛ فَإِنَّ الْعَائِدَ فِي صَدَقَتِهِ كَالْعَائِدِ في قَيْئِهِ".
59 - بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي الصَّدَقَةِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
(3)
• [1504] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَخَذَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما تَمْرةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ؛ فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كَِخْ كَِخْ"
(4)
. لِيطْرَحَهَا، ثُمَّ قَالَ:"أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ! ".
(1)
قوله: "بن أنس" ليس عند أبي ذر.
(2)
"لَا تَشْتَرِي" هكذا في بعض النسخ المعول عليها بيدنا مضببا على الياء، وفي بعضها - وهو ما في نسخة القسطلاني:"تَشْتَرِ" بحذف الياء، وعند القابسي وابن عساكر:"تَشْتَرِيِه". ولأبي ذر، وابن عساكر وعليه صح:"تَشْتَرِهِ".
* [1503][التحفة: خ م س ق 10385]
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "وَآلِهِ".
(4)
كذا بالضبطين وعليه "جميعا"، وعند أبي ذر:"كَخْ كَخْ" وعليه صح. كذا بهامش الأصل، وقال القسطلاني:"ورواية أبي ذر "كِخْ كِخْ" بكسر الكاف وسكون الخاء المخففة". ا هـ. فانظر، كتبه مصححه.
* [1504][التحفة: خ م س 14383]
60 - بَابُ الصَّدَقَةِ عَلَى مَوَالِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
• [1505] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: وَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَاةً مَيِّتةً أُعْطِيَتْهَا مَوْلَاةٌ لِمَيمُونَةَ مِنَ الصَّدَقَةِ، قَالَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلَّا انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِهَا". قَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ. قَالَ: "إِنَّمَا حَرُمَ أكْلُهَا".
• [1506] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرةَ لِلْعِتْقِ، وَأَرَادَ مَوَالِيهَا أَنْ يَشْتَرِطُوا وَلَاءَهَا، فَذَكَرَتْ عَائِشَةُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اشترِيها؛ فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ". قَالتْ: وَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَقُلْتُ: هَذَا مَا تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ؛ فَقَال: "هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ".
61 - بَابٌ إِذَا تَحَوَّلَتِ
(2)
الصَّدَقَةُ
• [1507] حدثنا عَلِي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها، قَالتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقَال: "هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ "، فَقَالتْ: لَا، إِلَّا شَيْءٌ بَعَثَتْ بِهِ إِلَينَا نُسَيْبَةُ مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثَتْ بِهَا مِنَ الصَّدَقَةِ. فَقَال:"إِنَّهَا قَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقالَ".
* [1505][التحفة: خ م د س 5839]
* [1506][التحفة: خ س 15930]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حُوِّلَت".
* [1507][التحفة: خ م 18125]
• [1508] حدثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِلَحْمٍ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ:"هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ".
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
62 - بَابُ أَخْذِ الصَّدَقَةِ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَتُرَدَّ
(1)
فِي الْفُقَرَاءِ حَيْثُ كَانُوا
• [1509] حدثنا مُحَمَّدٌ
(2)
، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: "إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ
(3)
، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ
(4)
، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فإيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فإِنَّهُ
(5)
لَيْسَ بَيْنَهُ
(6)
وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ".
* [1508][التحفة: خ م د س 1242]
(1)
عليه صح. وكذا في اليونينية الدال مفتوحة مصحح عليها.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدُ بنُ مُقَاتِلٍ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"الكِتابِ".
(4)
رقم عليه لأبي ذر.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَإِنَّها".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"بَيْنَها".
* [1509][التحفة: ع 6511]
63 - بَابُ صَلَاةِ الْإِمَامِ وَدُعَائِهِ لِصَاحِبِ الصَّدَقَةِ
وَقَوْلِهِ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ
(1)
وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ
(2)
سَكَنٌ لَهُمْ}
(3)
.
• [1510] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ
(4)
فُلَانٍ". فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ، فَقَال: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى".
64 - بَابُ مَا يُسْتَخْرَجُ مِنَ الْبَحْرِ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: لَيْسَ الْعَنْبَرُ بِرِكَازٍ؛ هُوَ شَيْءٌ دَسَرَهُ
(5)
الْبَحْرُ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: فِي الْعَنْبَرِ وَاللُّؤْلُؤِ الْخُمُسُ، فإِنَّمَا
(6)
جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الرِّكَازِ الْخُمُسَ، لَيْسَ فِي الَّذِي يُصَابُ فِي الْمَاءِ.
• [1511] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ،
(1)
قوله: " {وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} " لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {سَكَنٌ لَهُمْ} ".
(2)
ضبط في نسخة عبد اللَّه بن سالم - تبعا لليونينية - بالإفراد والجمع، وهما قراءتان. ا هـ. مصححه.
(3)
[التوبة: 103].
(4)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
* [1510][التحفة: خ م د س ق 5176]
(5)
قال عياض: "أي دفعه ورمى به" ا هـ من اليونينية.
(6)
في أصول كثيرة: "وإنما" بالواو ا هـ من هامش الأصل.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: "أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَنْ
(2)
يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَخَرَجَ في الْبَحْرِ فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فِيهَا ألفَ دِينَارٍ، فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ، فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - فلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ".
65 - بَابٌ فِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ
وَقَالَ مَالِكٌ وَابْنُ إِدْرِيسَ: الرِّكَازُ دِفْنُ
(3)
الْجَاهِلِيَّة فِي قَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ الْخُمُسُ، وَلَيْسَ الْمَعْدِنُ بِرِكَازٍ.
وَقَدْ
(4)
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: فِي الْمَعْدِنِ جُبَارٌ، وَفي الرِّكَازِ الْخُمُسُ.
وَأَخَذَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ الْمَعَادِنِ مِنْ كُلِّ مِائَتَيْنِ خَمْسَةً.
وَقَالَ الْحَسَنُ: مَا كَانَ مِنْ رِكَازٍ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ فَفِيهِ الْخُمُسُ، وَمَا كَانَ مِنْ أَرْضِ
(5)
السِّلْمِ، فَفِيهِ الزَّكَاةُ، وَإِنْ وَجَدْتَ اللُّقَطَةَ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ فَعَرِّفْهَا، وَإِنْ كَانَتْ مِنَ الْعَدُوِّ، فَفِيهَا الْخُمُسُ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولِ اللَّهِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أَنْ".
* [1511][التحفة: خ س 13630]
(3)
عليه صح.
(4)
في أصول كثيرة إسقاط "قد".
(5)
في القسطلاني: "فِي أرض"، وأن "من أرض" رواية أبي الوقت.
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: الْمَعْدِنُ رِكَازٌ مِثْلُ دِفْنِ
(1)
الْجَاهِلِيَّةِ؛ لِأَنَّهُ يُقَالُ: أَرْكَزَ الْمَعْدِنُ. إِذَا خَرَجَ
(2)
مِنْهُ شَيْءٌ، قِيلَ لَهُ: قَدْ يُقَالُ لِمَنْ وُهِبَ لَهُ شَيْءٌ أَوْ رَبِحَ رِبْحًا كَثِيرًا أَوْ كَثُرَ ثَمَرُهُ: أَرْكَزْتَ، ثُمَّ نَاقَضَ وَ
(3)
قَالَ: لَا بَأْسَ أَنْ يَكْتُمَهُ، فَلَا
(4)
يُؤَدِّي الْخُمُسَ.
• [1512] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْعَجْمَاءُ
(5)
جُبَارٌ
(6)
، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ
(7)
الْخُمُسُ".
66 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا}
(8)
، وَمُحَاسَبَةِ الْمُصَدِّقِينَ مَعَ الْإِمَامِ
• [1513] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ،
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أُخْرِجَ".
(3)
رقم عليه لابن عساكر.
(4)
الذي في أصول كثيرة: "ولا" بالواو.
(5)
العجماء: البهيمة، سُمِّيت به لأنها لا تتكلم. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: عجم).
(6)
جبار: هَدَر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جبر).
(7)
الركاز: هو عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهل العراق: المعادن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ركز).
* [1512][التحفة: خ م س 13236]
(8)
[التوبة: 60].
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنَ الْأَسْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ
(1)
، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ.
67 - بَابُ اسْتِعْمَالِ إِبِلِ الصَّدَقَةِ وَأَلْبَانِهَا لِأَبْنَاءِ السَّبِيلِ
• [1514] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ اجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَرَخَّصَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ
(2)
، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَّعَ أَيدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ
(3)
أَعْيُنَهُمْ وَتَرَكَهُمْ بِالْحَرَّةِ يَعَضُّونَ الْحِجَارَةَ.
تَابَعَهُ أَبُو قِلَابَةَ وَحُمَيْدٌ وَثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ.
68 - بَابُ وَسْمِ الْإِمَامِ إِبِلَ الصَّدَقَةِ بِيَدِهِ
• [1515] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعيُّ،
(1)
"اللُّتْبِيَّة" لم يضبط اللام والتاء في اليونينية، وضبط في الفرع الأول بالضم، والثاني بالسكون، قاله القسطلاني، وفي بعض الأصول بفتح الفوقية، وقيل بفتحهما، حكاه في الفتح ا هـ.
* [1513][التحفة: ح م د 11895]
(2)
عليه صح، وفي نسخة:"الْإِبِلَ".
(3)
لأبي ذر: "وَسَمَّرَ".
سمر: السمر: هو أن تحمى مسامير الحديد، ثم تكحل بها العين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سمر)
* [1514][التحفة: خ 1277]
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: غَدَوْتُ
(1)
إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ليُحَنِّكَهُ
(2)
، فَوَافَيْتُهُ فِي يَدِهِ الْمِيسَمُ
(3)
يَسِمُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ.
* * *
(1)
غدوت: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: غدو).
(2)
ليحنكه: التحنيك: مضغ التمر ودلك حنك الصبي به. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين).
(3)
الميسم: هي الحديدة التي يكوى بها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وسم).
* [1515][التحفة: خ م 176]
بسم الله الرحمن الرحيم
26 - باب
(1)
فرض صَدَقَةِ الفِطْر
وَرَأَى أَبُو العَالِيَةِ وَعَطَاءٌ وَابْنُ سِيرِينَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ فَرِيضَةً.
• [1516] حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ: صَاعًا
(2)
مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى العَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ.
1 - بَابُ صَدَقَةِ الْفِطْرِ عَلَى الْعَبْدِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
(3)
• [1517] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
(1)
رقم عليه للقابسي، وقبله لأبي ذر عن المستملي:"أبوابُ صَدَقةِ الفِطْرِ". هكذا خرج لهذه الرواية على لفظ "باب" في النسخ التي بيدنا، وفي القسطلاني. ولأبي ذر:"أبواب صدقة الفطر، باب صدقة الفطر"، ومثله في شيخ الإسلام. كتبه مصححه. وفي حاشية البقاعي:"كتابُ"، بدل:"أبواب"، ونسبه لنسخة.
(2)
صاعا: مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).
* [1516][التحفة: خ د س 8244]
(3)
قوله: "من المسلمين"، ليس عند ابن عساكر.
* [1517][التحفة: ع 8321]
2 - بَابُ صَاعٍ
(1)
مِنْ شَعِيرٍ
(2)
• [1518] حدثنا قَبِيصَةُ
(3)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نُطْعِمُ الصَّدَقَةَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
3 - بَابُ صَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعًا
(4)
مِنْ طَعَامٍ
• [1519] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرحٍ الْعَامِرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ
(5)
، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ.
4 - بَابُ صَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ
• [1520] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
(6)
قَالَ:
(1)
لم يضبط "صاع" في اليونينية، وضبط في الفرع بكسرتين.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ صَدقةِ الفِطرِ صاعٌ مِنْ شَعِير". و"صاعٌ" في رواية أبي ذر مرفوع خبر مبتدأ محذوف، أي هي صاع، أفاده القسطلاني.
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ عُقْبَةَ".
* [1518][التحفة: ع 4269]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "صاعٌ".
(5)
أقط: لبن مجفف يابس مُسْتَحْجِر يُطبخ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أقط).
* [1519][التحفة: ع 4269]
(6)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما".
أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِزَكَاةِ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: فَجَعَلَ النَّاسُ عِدْلَهُ
(1)
مُدَّيْنِ
(2)
مِنْ حِنْطَةٍ
(3)
.
5 - بَابُ صَاعٍ مِنْ زَبِيبٍ
• [1521] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ يَزِيدَ
(4)
الْعَدَنِيَّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نُعْطِيهَا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وَجَاءَتِ السَّمْرَاءُ
(5)
قَالَ: أُرَى
(6)
مُدًّا مِنْ هَذَا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ.
6 - بَابُ الصَّدَقَةِ قَبْلَ الْعِيدِ
• [1522] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا
(7)
مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ
(1)
عدله: العِدْل: المِثْل، وما عادَل الشيءَ وكافأه. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 69).
(2)
مدين: مثنى مُدٍّ، والمد: هو كيل مقدار ملء اليدين المتوسطتين من غير قبضهما، حوالي 510 جرامات. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 36).
(3)
حنطة: القمح. (انظر: المصباح المنير، مادة: حنط).
* [1520][التحفة: خ م س ق 8270]
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنَ أبِي حَكِيمٍ".
(5)
السمراء: القمح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سمر).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "أَرَى".
* [1521][التحفة: ع 4269]
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ.
• [1523] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ
(1)
، عَنْ زَيْدٍ
(2)
، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَكَانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ وَالزَّبِيبُ وَالْأَقِطُ وَالتَّمْرُ
(3)
.
7 - بَابُ صَدَقَةِ الْفِطْرِ عَلَى الْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ فِي الْمَمْلُوكِينَ لِلتِّجَارَةِ: يُزَكَّى فِي التِّجَارَةِ، وَيُزَكَّى فِي الْفِطْرِ.
• [1524] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: فَرَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَدَقَةَ الْفِطْرِ - أَوْ قَالَ: رَمَضَانَ - عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، فَعَدَلَ النَّاسُ بِهِ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ
(4)
، فكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُعْطِي التَّمْرَ، فَأَعْوَزَ
(5)
أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فَأَعْطَى شَعِيرًا، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ،
* [1522][التحفة: خ م د ت س 8452]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حَفْصُ بنُ مَيْسَرَةَ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "زَيْدِ بنِ أسْلَمَ".
(3)
لأبي ذر: "طَعامُنا الشَّعِيرَ وَالزَّبِيبَ وَالأَقِطَ وَالتَّمْرَ".
* [1523][التحفة: ع 4269]
(4)
بر: البر: القمح. (انظر: لسان العرب، مادة: برر).
(5)
عليه صح صح. وعند أبي ذر وعليه صح: "فَأُعْوِزَ".
فأعوز: فقدوه واحتاجوا إليه. انظر: (مشارق الأنوار)(2/ 105).
حَتَّى إِنْ
(1)
كَانَ يُعْطِي
(2)
عَنْ بَنِيَّ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا
(3)
، وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ.
8 - بَابُ صَدَقَةِ الْفِطْرِ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ
(4)
• [1525] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه
(5)
قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ.
* * *
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر، وابن عساكر:"لَيُعْطِي".
(3)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"يَقْبَلُونَ".
* [1524][التحفة: خ م د ت س 7510]
(4)
رقم عليه لابن عساكر، والقابسي.
(5)
"عَنْهُ" كذا في اليونينية بإفراد الضمير ا هـ من هامش الأصل.
* [1525][التحفة: خ د 8171]
27 - كِتاب الحج
(1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(2)
1 - بَابُ
(3)
وُجُوبِ الْحَجِّ وَفَضْلِهِ
(4)
(5)
.
• [1526] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ رَدِيفَ
(6)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟، قَالَ:"نَعَمْ" وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.
(1)
رقم عليه لأبي ذر عن المستملي، وفي حاشية البقاعي:"كتابُ المناسك" ونسبه لنسخة.
(2)
عند أبي ذر بتقديم البسملة على كتاب الحج.
(3)
رقم عليه لابن عساكر.
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "وقول اللَّه".
(5)
[آل عمران: 97].
(6)
رديف: الرِّدْف والرديف والإرداف: مِن الركوب خلف الراكب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 287).
* [1526][التحفة: خ م د س 5670]
2 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
(27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}
(1)
{فِجَاجًا}
(2)
: الطُّرُقُ الْوَاسِعَةُ.
• [1527] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
أَخْبَرَهُ، أَن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكَبُ رَاحِلَتَهُ
(4)
بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ يُهِلُّ
(5)
حَتَّى
(6)
تَستَويَ بِهِ قَائِمَةً.
• [1528] حدثنا إِبْرَاهِيمُ
(7)
، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعيُّ، سَمِعَ عَطَاءً يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَن إِهْلَال رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ.
رَوَاهُ
(8)
أَنَسٌ وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم.
(1)
[الحج: 27، 28].
(2)
[نوح: 20].
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن عمر".
(4)
راحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).
(5)
يهل: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد: الإحرام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلل).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حِينَ".
* [1527][التحفة: خ م س 6980]
(7)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن موسى".
(8)
عليه صح.
* [1528][التحفة: خ 2427]
3 - بَابُ الْحَجِّ عَلَى الرَّحْلِ
• [1529] وَقال أَبَانُ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مَعَهَا أَخَاهَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأعْمَرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ وَحَمَلَهَا عَلَى قَتَبٍ، وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: شُدُّوا الرِّحَال فِي الْحَجِّ؛ فَإنَّهُ أَحَدُ الْجِهَادَيْنِ.
• [1530] وَقال
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: حَجَّ أَنَسٌ عَلَى رَحْلٍ وَلَمْ
(2)
يَكُنْ شَحِيحًا، وَحَدَّثَ أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّ عَلَى رَحْلٍ، وَكَانَتْ زَامِلَتَهُ.
• [1531] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَيمَنُ بْنُ نَابِلٍ
(3)
، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْتَمَرْتُمْ وَلَمْ أَعْتَمِرْ، فَقَال:"يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، اذْهَبْ بِأُخْتِكَ فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ"، فَأَحْقَبَهَا
(4)
عَلَى نَاقَةٍ
(5)
فَاعْتَمَرَتْ.
* [1529][التحفة: خت 17550]
(1)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"حَدَّثَنَا".
(2)
لابن عساكر: "فلم".
* [1530][التحفة: خت 509]
(3)
عليه صح.
(4)
"فَأحْقِبْهَا" هذه رواية غير أبي ذر عن الكشميهني كما في القسطلاني.
فأحقبها: أردفها خلفه على حقيبة الرحل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حقب).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "نَاقَتِهِ".
* [1531][التحفة: خ س 17443]
4 - بَابُ فَضْلِ الْحَجِّ الْمَبْرُورِ
• [1532] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟، قَالَ:"إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ" قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟، قَالَ:"جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ"، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟، قَالَ:"حَجٌّ مَبْرُورٌ".
• [1533] حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ، أَفَلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ: "لَا
(1)
، لَكِنَّ أَفْضَلَ
(2)
الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ".
• [1534] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ حَجَّ لِلهِ، فَلَمْ يَرْفُثْ
(3)
وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".
* [1532][التحفة: خ م س 13101]
(1)
ليس عند أبي ذر.
(2)
قوله: "لكِنَّ أفضلَ" عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"لَكُنَّ أَفْضَلُ". في الجمع بين الصحيحين قال: "لَكُنَّ أفضلُ الجهاد" كذا بهامش اليونينية. ا هـ. من هامش الأصل.
* [1533][التحفة: خ س ق 17871]
(3)
"يَرْفُثْ" كذا هو بضم الفاء في نسخ معتمدة، وفتحت في نسخة عبد اللَّه بن سالم، وفي القسطلاني: أن المضارع مثلث الفاء كالماضي وأن الأفصح فتحها في الماضي وضمها في المضارع. كتبه مصححه.
يرفث: يأتي بفحش الكلام، والرفث: الجماع أيضًا، أو ذكره والتحدث به، وقيل: هو مذاكرة ذلك مع النساء. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 296).
* [1534][التحفة: خ م 13408]
5 - بَابُ فَرْضِ مَوَاقِيتِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
• [1535] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي مَنْزِلِهِ، وَلَهُ فُسْطَاطٌ
(1)
وَسُرَادِقٌ، فَسَأَلْتُهُ: مِنْ أَيْنَ يَجُوزُ أَنْ أَعْتَمِرَ؟ قَالَ: فَرَضَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا
(2)
، وَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ.
6 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
(3)
• [1536] حدثنا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ وَلَا يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ
(4)
سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
(3)
.
رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا.
(1)
فسطاط: ضرب من الأبنية كالأخبية. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 564).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "مِنْ قَرْنٍ".
* [1535][التحفة: خ 6741]
(3)
[البقرة: 197].
(4)
عليه (صـ) - وهي علامة التضبيب -، وصح. وبدله "المدينة" وعليه صح، هذه لغير الكشميهني، ومكة أصوب لكنه ضبب عليه في اليونينية. أفاده القسطلاني.
* [1536][التحفة: خ د س 6166]
7 - بَابُ مُهَلِّ
(1)
أَهْلِ مَكَّةَ لِلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
• [1537] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ
(2)
، وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الْجُحْفَةَ
(3)
، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ
(4)
، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ
(5)
، هُنَّ لَهُنَّ
(6)
، وَلمَنْ أَتَى عَلَيهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ
(7)
حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ.
8 - بَابُ مِيقَاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَلَا يُهِلُّوا
(8)
قَبْلَ ذِي الْحُلَيْفَةِ
• [1538] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
(1)
مهل: موضع الإهلال، وهو الميقات الذي يحرمون منه، ويقع على الزمان والمصدر. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: هلل).
(2)
ذا الحليفة: قرية بظاهر المدينة النبوية على طريق مكة، بينها وبين المدينة تسعة كيلو مترات، وتعرف اليوم "بيار علي". (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 103).
(3)
الجحفة: موضع بين مكة والمدينة، يقع شرق رابغ، مع ميل إلى الجنوب، على مسافة اثنين وعشرين كيلو مترا. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 88).
(4)
قرن المنازل: على طريق الطائف من مكة، المار بنخلة اليمانية، يبعد عن مكة ثمانين كيلو مترا، وعن الطائف ثلاثة وخمسين كيلا. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 226).
(5)
يلمم: واد فحل، يمر جنوب مكة على مسافة مائة كيلو متر، فيه ميقات أهل اليمن ممن يأتي على الطريق التهامي. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 301).
(6)
لأبي ذر: وعليه صح: "لَهُمْ".
(7)
أنشأ: ابتدأ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشأ).
* [1537][التحفة: خ م س 5711]
(8)
"يُهِلُّوا" كذا في جميع النسخ المعتمدة بيدنا، ونسخة القسطلاني:"يُهِلُّونَ" بثبوت النون. كتبه مصححه.
عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيفَةِ، وَأَهْلُ
(1)
الشَّأْمِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ".
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ".
9 - بَابُ مُهَلِّ أَهْلِ الشَّامِ
• [1539] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لَهُنَّ
(2)
وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ لِمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ دُونَهُنَّ فَمُهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ، وَكَذَاكَ
(3)
حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْهَا.
10 - بَابُ مُهَلِّ أَهْلِ نَجْدٍ
• [1540] حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَفِظْنَاهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: وَقَّتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وَيُهِلُّ أَهْلُ".
* [1538][التحفة: خ م د س ق 8326]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لَهُمْ".
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "وكذاك". أي بتكرير "وكذاك" مرتين كما في هامش اليونينية، ونبه عليه القسطلاني.
* [1539][التحفة: خ م د س 5738]
* [1540][التحفة: خ م س 6824]
• [1541] حدثنا أَحْمَدُ
(1)
، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ذُو الْحُلَيْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ مَهْيَعَةُ، وَهْيَ: الْجُحْفَةُ، وَأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنٌ".
قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: زَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ - وَلَمْ أَسْمَعْهُ: "وَمُهَلُّ أَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمُ".
11 - بَابُ مُهَلِّ مَنْ كَانَ دُونَ الْمَوَاقِيتِ
• [1542] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، فَهُنَّ لَهُنَّ
(2)
وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ مِمَّنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ دُونَهُنَّ فَمِنْ أَهْلِهِ حَتَّى إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْهَا.
12 - بَابُ مُهَلِّ أَهْلِ الْيَمَنِ
• [1543] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن عيسى".
* [1541][التحفة: خ م 6991]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لَهُمْ".
* [1542][التحفة: خ م د س 5738]
الشَّأْمِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لِأَهْلِهِنَّ، وَلِكُلِّ آتٍ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِمْ
(1)
مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيثُ أَنْشَأَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ.
13 - بَابٌ ذَاتُ عِرْقٍ
(2)
لِأَهْلِ الْعِرَاقِ
• [1544] حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا فُتِحَ هَذَانِ الْمِصْرَانِ
(3)
أَتَوْا عُمَرَ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّ لِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَهُوَ جَوْرٌ
(4)
عَنْ طَرِيقِنَا، وَإِنَّا إِنْ أَرَدْنَا قَرْنًا شَقَّ عَلَيْنَا، قَالَ: فَانْظُرُوا حَذْوَهَا
(5)
مِنْ طَرِيقِكُمْ، فَحَدَّ لَهُمْ ذَاتَ عِرْقٍ.
14 - بَابٌ
• [1545] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "غَيْرِهِنَّ".
* [1543][التحفة: خ م س 5711]
(2)
ذات عرق: الحد الفاصل بين نجد وتهامة، بينها وبين مكة المكرمة 90 كيلو مترا. (انظر: أطلس الحديث النبوي) لشوقي أبو خليل (ص 181).
(3)
قوله: "فُتِحَ هذان المصران" لأبي ذر عن الكشميهني، وعليه صح:"فَتَحَ هَذَيْنِ المِصْرَيْنِ".
(4)
جور: مائل عنه ليس على جَادَّتِهِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جور).
(5)
حذوها: إزاء ومقابل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حذا).
* [1544][التحفة: خ 10560]
رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ
(1)
بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَفْعَلُ ذَلِكَ.
15 - بَابُ خُرُوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى طَرِيقِ الشَّجَرَةِ
(2)
• [1546] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرَةِ، وَيَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَرَّسِ
(3)
،
وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ يُصَلِّي
(4)
فِي مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، وَإِذَا رَجَعَ صَلَّى بِذِي الْحُلَيْفَةِ بِبَطْنِ الْوَادِي، وَبَاتَ حَتَّى يُصْبِحَ.
(1)
بالبطحاء: جزء من وادي مكة: بين الحجون إلى المسجد الحرام، أما في عصرنا فقد عبدت ولم تعد بطحاء، واسم البطحاء يطلق على كل واد شقه السيل فجعل أرضه كالرمل. (انظر: معجم المعالم الجغرافية) (ص 46).
* [1545][التحفة: خ م د س 8338]
(2)
الشجرة: كانت سمرة، وهي في ذي الحليفة (آبار علي)، بني مكانها مسجد ذي الحليفة ميقات أهل المدينة تسعة كيلو مترات جنوبي المدينة المنورة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 148).
(3)
المعرس: مكان يقرب من مسجد ذي الحليفة، وقيل: هو مكان مسجد ذي الحليفة. (انظر: المعالم الأثيرة)(ص 276).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "صَلَّى".
* [1546][التحفة: خ 7803]
16 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "الْعَقِيقُ
(1)
وَادٍ مُبَارَكٌ"
• [1547] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ وَبِشْرُ بْنُ بَكْرٍ التِّنِّيسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِوَادِي الْعَقِيقِ يَقُولُ: "أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، فَقَال: صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَقُلْ عُمْرَةً
(2)
فِي حَجَّةٍ".
• [1548] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ رُئِيَ
(3)
وَهُوَ فِي مُعَرَّسٍ
(4)
بِذِي الْحُلَيْفَةِ بِبَطْنِ الْوَادِي، قِيلَ لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ مُبَارَكةٍ. وَقَدْ أَنَاخَ بِنَا سَالِمٌ، يَتَوَخَّى بِالْمُنَاخِ الَّذِي كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُنِيخُ يَتَحَرَّى مُعَرَّسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَسْفَلُ مِنَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِبَطْنِ الْوَادِي، بَيْنَهُمْ
(5)
وَبَيْنَ الطَّرِيقِ وَسَطٌ
(6)
مِنْ ذَلِكَ.
(1)
العقيق: أشهر أودية المدينة، يأخذ أعلى مساقط مياهه من قرب وادي الفرع، ثم ينحدر شمالا بين الحرار شرقا وسلسلة جبال قدس غربا
…
وعند هذا الوادي كثير من المعالم التاريخية الأثيرة. (انظر: المعالم الأثيرة)(ص 194)، وما بعدها.
(2)
على آخره صح.
* [1547][التحفة: خ د ق 10513]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أُرِيَ".
(4)
قوله: "وهو في مُعَرَّس" رقم عليه للكشميهني وعليه صح. وللحموي والمستملي: "وَهُوَ مُعَرَّسٌ". هذه من الفرع كذا بهامش الأصل.
(5)
كذا للحموي والكشميهني، وعليه صح. وللمستملي والكشميهني، وعليه صح:"بَيْنَهُ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وَسَطًا".
* [1548][التحفة: خ م س 7025]
17 - بَابُ غَسْلِ الْخَلُوقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنَ الثِّيَابِ
• [1549] قال أَبُو عَاصِمٍ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى أَخْبَرَهُ، أَنَّ يَعْلَى قَالَ لِعُمَرَ رضي الله عنه: أَرِنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ
(1)
وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَهُوَ مُتَضَمِّخٌ
(2)
بِطِيبٍ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً، فَجَاءَهُ الْوَحْيُ، فَأَشَارَ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَى يَعْلَى، فَجَاءَ يَعْلَى وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ، وَهْوَ يَغِطُّ
(3)
، ثُمَّ سُرِّيَ
(4)
عَنْهُ، فَقَال:"أَيْنَ الَّذِي سَأَلَ عَنِ الْعُمْرَةِ؟ " فَأُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَال: "اغْسِلِ الطِّيبَ الَّذِي بِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَانْزعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ"
(5)
. قُلْتُ
(6)
لِعَطَاءٍ: أَرَادَ الْإِنْقَاءَ حِينَ أَمَرَهُ أَنْ يَغْسِلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؟ قَالَ: نَعَمْ.
(1)
"بالِجعْرَانة" بإسكان العين وتخفيف الراء كما ضبطه جماعة من اللغويين ومحققي المحدثين، ومنهم من ضبطه بكسر العين وتشديد الراء، وكلاهما صواب. أفاده القسطلاني. كتبه مصححه.
الجعرانة: مكان بين مكة والطائف، يقع شمالا شرقي مكة، في صدر وادي سرف. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 90).
(2)
متضمخ: التضمُّخ: التلطُّخ بالطِّيب وغيره والإكثار منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضمخ).
(3)
يغط: الصوت الذي يخرج مع نَفَس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غطط).
(4)
سري: كُشِف عنه الخوف وأزيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرى).
(5)
للكشميهني: "مَا تَصْنَعُ في حَجِّكَ".
(6)
في كثير من الأصول: "فقلت" بزيادة الفاء. ا هـ. من هامش الأصل.
* [1549][التحفة: خ م د ت س 11836]
18 - بَابُ الطِّيبِ عِنْدَ الْإِحْرَامِ، وَمَا يَلْبَسُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ وَيَتَرَجَّلَ وَيَدَّهِنَ
(1)
؟
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: يَشَمُّ الْمُحْرِمُ الرَّيْحَانَ، وَيَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ، وَيَتَدَاوَى بِمَا يَأْكُلُ
(2)
الزَّيْتَِ
(3)
وَالسَّمْنَِ
(4)
.
وَقَالَ عَطَاءٌ: يَتَخَتَّمُ، وَيَلْبَسُ الْهِمْيَانَ
(5)
.
وَطَافَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَقَدْ حَزَمَ عَلَى بَطْنِهِ بِثَوْبٍ.
وَلَمْ تَرَ عَائِشَةُ رضي الله عنها بِالتُّبَّانِ
(6)
بَأْسًا لِلَّذِينَ يَرْحَلُونَ
(7)
هَوْدَجَهَا
(8)
.
(1)
على آخره صح.
(2)
قوله: "بما يأكل" لابن عساكر: "ويأكل".
(3)
كذا ضبطه بفتح التاء المثناة الفوقية، وكسرها، وعليه صح، ورقم عليه معًا، ورقم أسفل الكسرة التي تحت التاء لأبي ذر.
(4)
كذا ضبطه بفتح النون، وكسرها، وعليه صح، ورقم عليه معًا، ورقم أسفل الكسرة التي تحت النون لأبي ذر. كذا ضبط بالنصب والجر في "الزيت والسمن"، وجعل على الجر علامة أبي ذر. كتبه مصححه.
(5)
الهميان: المنطقة والتكة؛ أي: تكة السراويل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هيمن).
(6)
التبان: سراويل صغير يستر العورة المغلظة فقط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تبن).
(7)
"يَرْحَلُونَ" كذا ضبط في بعض النسخ المعتمدة، وفي بعضها:"يُرَحِّلُون"، وبالأول ضبطه ابن حجر، وقال: قال الجوهري: رحلت البعير، أرحله، رحلًا، إذا شددت على ظهره الرحل، وسيأتي في التفسير استشهاد البخاري بقول الشاعر:
إذا ما قمت أرحلها بليل
…
......................
وعلى هذا فوهم من ضبطه هنا بتشديد الحاء المهملة وكسرها. ا هـ.
يرحلون هودجها: يشدون عليه الرحل. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 285).
(8)
قوله: "للذين يرحَلُون هودجها" ليس عند ابن عساكر.
• [1550] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَدَّهِنُ بِالزَّيْتِ.
فَذَكَرْتُهُ لِإِبْرَاهِيمَ، قَالَ
(1)
: مَا تَصْنَعُ بِقَوْلِهِ؟!
• [1551] حدثني الْأَسْوَدُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ
(2)
الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ.
• [1552] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِإِحْرَامِهِ حِينَ يُحْرِمُ، وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ.
19 - مَنْ
(3)
أَهَلَّ مُلَبِّدًا
(4)
• [1553] حدثنا أَصْبَغُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ مُلَبِّدًا
(5)
.
(1)
في أصول كثيرة صحيحة: "فقال". ا هـ. من هامش الأصل.
* [1550][التحفة: خ ت ق 7060]
(2)
وبيص: بريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبص).
* [1551][التحفة: خ م س 15988]
* [1552][التحفة: خ م د س 17518]
(3)
قبله عند أبي ذر: "بابُ".
(4)
بفتح الموحدة وكسرها في الفرع وأصله.
(5)
ملبدا: تلبيد الشعر: أن يجعل فيه شيء من صمغ عند الإحرام؛ لئلا يشعث. (انظر النهاية في غريب الحديث، مادة: لبد).
* [1553][التحفة: خ م د س ق 6976]
20 - بَابُ الإهْلَالِ عِنْدَ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ
• [1554] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما.
• [1555] وحدثنا
(1)
عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا مِنْ عِنْدِ الْمَسْجِدِ، يَعْنِي: مَسْجِدَ ذِي الْحُلَيْفَةِ.
21 - بَابُ مَا لَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ
• [1556] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَلْبَسُ الْقُمُصَ
(2)
، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا السَّرَاويلَاتِ، وَلَا الْبَرَانِسَ
(3)
، وَلَا الْخِفَافَ، إِلَّا أَحَدٌ لَا يَجِدُ نَعْلَينِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ
(4)
، أَوْ وَرْسٌ
(5)
".
* [1554][التحفة: خ م د ت س 7020]
(1)
في أصول كثيرة زيادة: "ح" قبل قوله: "وحدثنا".
* [1555][التحفة: خ م د ت س 7020]
(2)
عليه صح، ورقم عليه لابن عساكر، والقابسي. وعند أبي ذر، والمستملي:"القَمِيصَ".
(3)
البرانس: جمع برنس، وهو كل ثوب رأسُهُ منه مُلْتَزق به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برنس).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "زَعْفَرَانٌ".
(5)
ورس: نبت أصفر يُصبَغ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورس).
* [1556][التحفة: خ م د س ق 8325]
22 - بَابُ الرُّكُوبِ وَالاِرْتِدَافِ فِي الْحَجِّ
• [1557] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ أُسَامَةَ رضي الله عنه كَانَ رِدْفَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ، ثُمَّ أَرْدَفَ الْفَضْلَ مِنَ الْمزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى، قَالَ: فَكِلَاهُمَا، قَالَ: لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.
23 - بَابُ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ وَالْأَرْدِيَةِ وَالْأُزُرِ
(2)
وَلَبِسَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها الثِّيَابَ الْمُعَصْفَرَةَ
(3)
وَهِيَ مُحْرِمَةٌ، وَقَالتْ: لَا تَلَثَّمْ، وَلَا تَتَبَرْقَعْ
(4)
، وَلَا تَلْبَسْ ثَوْبًا بِوَرْسٍ
(5)
، وَلَا زَعْفَرَانٍ
(6)
.
وَقَالَ جَابِرٌ: لَا أَرَى الْمُعَصْفَرَ طِيبًا.
وَلَمْ تَرَ عَائِشَةُ بَأْسًا بِالْحُلِيِّ، وَالثَّوْبِ الْأَسْوَدِ، وَالْمُوَرَّدِ، وَالْخُفِّ لِلْمَرْأَةِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه".
* [1557][التحفة: خ 11049]
(2)
"وَالْأُزُر" بضم الهمزة والزاي، وفي اليونينية بسكونها لا غير، أفاده القسطلاني.
(3)
المعصفرة: عصفر الثوب وغيره: صبغه بالعصفر، وهو نبات يستخرج منه صبغ أحمر يصبغ به الحرير ونحوه، ويستخدم زهره تابلا. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: عصفر).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "لَا تَلْتَثِمْ وَلَا تَبَرْقَعْ" وعلى آخر كل منهما "معا". في أصول كثيرة "ولا تبرقع" بتاء واحدة. ا هـ. من هامش الأصل.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بوَرِسٍ" بكسر الراء، ونبه عليه القسطلاني، والذي في كتب اللغة أن الورس ساكن الراء لا غير. كتبه مصححه.
(6)
من قوله: "وقالت لا تلثم" إلى هنا ليس عند القابسي.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا بَأْسَ أَنْ يُبْدِلَ
(1)
ثِيَابَهُ
(2)
.
• [1558] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ بَعْدَمَا تَرَجَّلَ
(3)
وَادَّهَنَ، وَلَبِسَ إِزَارَه وَرِدَاءَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، فَلَمْ يَنْهَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْأَرْدِيَةِ وَالْأُزُْرِ
(4)
تُلْبَسُ إِلَّا الْمُزَعْفَرَةَ
(5)
الَّتِي تَرْدَعُ
(6)
عَلَى الْجِلْدِ
(7)
، فَأَصْبَحَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، رَكِبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَقَلَّدَ
(8)
بَدَنَتَهُ
(9)
، وَذَلِكَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، فَقَدِمَ مَكَّةَ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَمْ يَحِلَّ مِنْ أَجْلِ بُدْنِهِ؛ لِأَنَّهُ قَلَّدَهَا، ثُمَّ نَزَلَ بِأَعْلَى مَكَّةَ
(1)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وبدله: "يُبَدِّل" كذا لأبي الوقت.
(2)
من قوله: "وقال إبراهيم" إلى هنا ليس عند القابسي.
(3)
ترجل: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).
(4)
"وَالْأُزْرِ": كذا بالضبطين في اليونينية.
(5)
كذا ضبطه بالفتح والكسر ورقم عليه معًا.
(6)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. "تُرْدِعُ" رواية أخرى، قال عياض: والفتح أوجه. كذا في القسطلاني.
(7)
تردع على الجلد: تنفض صبغها عليه، وثوب رديع: مصبوغ بالزعفران. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ردع).
(8)
قلد: من القلادة، وهي: ما جُعل في رقبة الإنسان أو الحيوان، والْهَدي: ما يُهدى إلى البيت الحرام من النَّعَم (الإبل) لتنحر. (انظر: غريب الحديث) للحربي (2/ 891).
(9)
للكشميهني: "بُدْنَهُ".
بدنته: البَدَنَة تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدَنةً لِعِظَمِها وسِمَنِها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بدن).
عِنْدَ الْحَجُونِ، وَهُوَ مُهِلٌّ بِالْحَجِّ، وَلَمْ يَقْرَبِ الْكَعْبَةَ بَعْدَ طَوَافِهِ بِهَا حَتَّى رَجَعَ مِنْ عَرَفَةَ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَطَّوَّفُوا
(1)
بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ يُقَصِّرُوا مِنْ رُءُوسِهِمْ، ثُمَّ يَحِلُّوا، وَذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ بَدَنَةٌ قَلَّدَهَا، وَمَنْ كَانَتْ مَعَهُ امْرَأَتُهُ فَهِيَ لَهُ حَلَالٌ، وَالطِّيبُ، وَالثِّيَابُ.
24 - بَابُ مَنْ بَاتَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ حَتَّى أَصْبَحَ
(2)
قَالهُ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1559] حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
(3)
بْنُ الْمُنكَدِرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الْحُلَيفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ بَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَلَمَّا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَاسْتَوَتْ بِهِ أَهَلَّ.
• [1560] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَصَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ بَاتَ بِهَا حَتَّى أَصْبَحَ.
(1)
كذا في الفرع وأصله، وفي غيرهما:"يطُوفوا"، بضم الطاء مخففة. كذا في القسطلاني.
* [1558][التحفة: خ 6366]
(2)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر، والقابسي:"يُصْبِحَ".
(3)
ليس عند أبي ذر، وأبي الوقت.
* [1559][التحفة: خ م د ت س 1573]
* [1560][التحفة: خ م س 947]
25 - بَابُ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالْإِهْلَالِ
• [1561] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ الظُّهْرَ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، وَسَمِعْتُهُمْ يَصْرُخُونَ بِهِمَا جَمِيعًا.
26 - بَابُ التَّلْبِيَةِ
• [1562] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ
(1)
الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ".
• [1563] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ لَكَ".
تَابَعَهُ: أَبُو مُعَاويَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ. وَقَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها.
* [1561][التحفة: خ م س 947]
(1)
ضبطها القسطلاني بكسر الهمزة وفتحها.
* [1562][التحفة: خ م د س 8344]
* [1563][التحفة: خ 17800]
27 - بَابُ التَّحْمِيدِ، وَالتَّسْبِيحِ، وَالتَّكْبِيرِ قَبلَ الْإِهْلَالِ عِنْدَ الرُّكُوبِ علَى الدَّابَّةِ
• [1564] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ مَعَهُ - بِالْمَدِينَةِ
(1)
الظُّهْرَ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ بَاتَ بِهَا حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ رَكِبَ، حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ حَمِدَ اللَّهَ، وَسَبَّحَ، وَكَبَّرَ، ثُمَّ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهِمَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَرَ النَّاسَ فَحَلُّوا، حَتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ
(2)
أَهَلُّوا بِالْحَجِّ، قَالَ: وَنَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَدَنَاتٍ بِيَدِهِ قِيَامًا، وَذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ
(3)
.
قالَ أبو عَبد الله: قَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَنَسٍ.
28 - بَابُ مَنْ أَهَلَّ حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ
• [1565] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً.
(1)
قوله: "ونحن معه" مؤخَّر عند أبي ذر على قوله: "بالمدينة".
(2)
التروية: هو اليوم الثامن من ذي الحجة، سمي به لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعده، أي: يسقون ويستقون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روي).
(3)
أملحين: مثنى أملح، وهو الذي بياضه أكثر من سواده. وقيل: هو النقيُّ البَياض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ملح).
* [1564][التحفة: خ م س 947]
* [1565][التحفة: خ م س 7680]
29 - بَابُ الْإِهْلَالِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ
(1)
• [1566] وَقال أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إِذَا صَلَّى بِالْغَدَاةِ
(2)
بِذِي الْحُلَيْفَةِ، أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَرُحِلَتْ
(3)
ثُمَّ رَكِبَ، فَإِذَا اسْتَوَتْ بِهِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ قَائِمًا، ثُمَّ يُلَبِّي حَتَّى يَبْلُغَ الْمَحْرَمَ
(4)
، ثُمَّ يُمْسِكُ، حَتَّى إِذَا جَاءَ ذَا طُوًى
(5)
بَاتَ بِهِ حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ اغْتَسَلَ، وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ ذَلِكَ.
تَابَعَهُ: إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ فِي الْغَسْلِ
(6)
.
• [1567] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إِذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى مَكَّةَ ادَّهَنَ بِدُهْنٍ لَيْسَ لَهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدَ
(7)
الْحُلَيفَةِ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَرْكَبُ، وَإِذَا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً أَحْرَمَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ.
(1)
بعده لأبي ذر عن المستملي: "الغداة بذي الحليفة".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الغَدَاةَ".
(3)
عليه صح. ورقم عليه "خف" إشارة إلى أنه مخفف الحاء.
(4)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، والقابسي:"الحَرَمَ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "ذَا طِوَى" بكسر الطاء غير مصروف، وصحح على عدم الصرف في اليونينية، وفي القاموس أن الطاء مثلثة. ا هـ. قسطلاني.
(6)
لأبي ذر: "الغُسْلِ".
* [1566][التحفة: خ م د س 7513]
(7)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ذِي".
* [1567][التحفة: خ 8256]
30 - بَابُ التَّلْبِيَةِ إِذَا انْحَدَرَ فِي الْوَادِي
• [1568] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ، أَنَّهُ قَالَ:"مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَينَيْهِ كافِرٌ"، فَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ، وَلكِنَّهُ قَالَ: "أَمَّا مُوسَى كأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيهِ إِذِ
(1)
انْحَدَرَ فِي الْوَادِي يُلَبِّي".
31 - بَابٌ كَيْفَ تُهِلُّ الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ؟
أَهَلَّ: تَكَلَّمَ بِهِ، وَاسْتَهْلَلْنَا، وَأَهْلَلْنَا الْهِلَال
(2)
كُلُّهُ مِنَ الظُّهُورِ، وَاسْتَهَلَّ الْمَطَرُ: خَرَجَ مِنَ السَّحَابِ {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ}
(3)
وَهْوَ: مِنِ اسْتِهْلَالِ الصَّبِيِّ.
• [1569] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَأَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كانَ مَعَهُ هَدْيٌ
(4)
فَلْيُهِلَّ بِالْحَجِّ مَعَ الْعُمْرَةِ، ثُمَّ لَا يَحِلَّ حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا"، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ، وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيتِ، وَلَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "إِذَا انحدرَ".
* [1568][التحفة: خ م 6400]
(2)
لأبي ذر: "الهِلَالُ".
(3)
[المائدة: 3].
(4)
هدي: الهَدْي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم (الإبل) لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).
"انْقُضِي
(1)
رَأْسَكِ، وَامْتَشِطِي، وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَدَعِي الْعُمْرَةَ" فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الْحَجَّ، أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمَرْتُ، فَقَال: "هَذِهِ مَكَانَ عُمْرَتِكِ"، قَالتْ: فَطَافَ الَّذِينَ كَانُوا أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا
(2)
بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى، وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَإِنَّمَا طَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا.
32 - بَابُ مَنْ أَهَلَّ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
قَالهُ: ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1570] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ رضي الله عنه: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا رضي الله عنه أَنْ يُقِيمَ عَلَى إِحْرَامِهِ. وَذَكَرَ قَوْلَ سُرَاقَةَ.
• [1571] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ
(3)
بْنُ حَيَّانَ
(3)
، قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ الْأَصْفَرَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْيَمَنِ فَقَال: "بِمَا
(4)
أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال: "لَوْلَا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ".
(1)
انقضي: حلي ضفر شعرك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 24).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "آخَرَ".
* [1569][التحفة: خ م د س 16591]
* [1570][التحفة: خ س 2457]
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِمَ".
وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بِمَا
(1)
أَهْلَلْتَ يَا عَلِيُّ؟ "، قَالَ: بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "فَأَهْدِ، وَامْكُثْ حَرَامًا كَمَا أَنْتَ"
(2)
.
• [1572] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمٍ
(3)
بِالْيَمَنِ، فَجِئْتُ وَهْوَ بِالْبَطْحَاءِ فَقَال:"بِمَا أَهْلَلْتَ؟ "، قُلْتُ: أَهْلَلْتُ كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"هَلْ مَعَكَ مِنْ هَدْيٍ؟ "، قُلْتُ: لَا، فَأَمَرَنِي فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَأَحْلَلْتُ، فَأَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي فَمَشَطَتْنِي، أَوْ غَسَلَتْ رَأْسِي. فَقَدِمَ عُمَرُ رضي الله عنه فَقَال: إِنْ نَأْخُذْ بِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يَأْمُرُنَا بِالتَّمَامِ، قَالَ اللَّهُ:{وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ}
(4)
وإنْ نَأْخُذْ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ حَتَّى نَحَرَ الْهَدْيَ.
(1)
عليه صح.
(2)
قوله: "وزاد محمد بن بكر
…
" إلخ، هو مخرج في هامش اليونينية في هذا المحل مصححًا عليه، وفي بعض النسخ مذكور قبل قوله: "حدثنا الحسن بن علي الخلال"، وعليه يدل "فتح الباري" لأن هذه الزيادة في حديث جابر لا في حديث أنس. ا هـ. من هامش الأصل.
* [1571][التحفة: خ م ت 1585 - خ س 2457]
(3)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "قَوْمِي".
(4)
[البقرة: 196]. في أصول كثيرة زيادة لفظ "لله" بعد قوله: "والعمرة".
* [1572][التحفة: خ م س 9008]
33 - بَابُ قَولِ اللَّهِ تَعَالَى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}
(1)
{
(2)
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}
(3)
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَشْهُرُ الْحَجِّ: شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لَا يُحْرِمَ بِالْحَجِّ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ.
وَكَرِهَ عُثْمَانُ رضي الله عنه أَنْ يُحْرِمَ مِنْ خُرَاسَانَ
(4)
، أَوْ كَرْمَانَ
(5)
.
• [1573] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في أَشْهُرِ الْحَجِّ، وَلَيَالِي الْحَجّ، وَحُرُمِ
(6)
الْحَجِّ، فَنَزَلْنَا بِسَرِفَ قَالتْ: فَخَرَجَ
(7)
إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَال: "مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْكُمْ مَعَهُ هَدْيٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَهَا
(1)
[البقرة: 197].
(2)
قبله لأبي ذر وعليه صح: "وقولِه"، جر وقوله من الفرع ا هـ من هامش الأصل.
(3)
[البقرة: 189].
(4)
خراسان: كلمة مركبة من "خور" أي: شمس، و"أسان" أي: مشرق، كانت مقاطعة كبيرة من الدول الإسلامية، تتقاسمها اليوم إيران الشرقية، وأفغانستان الشمالية، ومقاطعة تركمانستان السوفيتية. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 108).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "كِرْمَانَ".
(6)
عليه صح. وللأصيلي: "وحُرَمِ" من غير اليونينية.
(7)
زاد في حاشية البقاعي: "النبي صلى الله عليه وسلم" ونسبه لنسخة.
عُمْرَةً فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ فَلَا"، قَالتْ: فَالْآخِذُ بِهَا وَالتَّارِكُ لَهَا مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالتْ: فَأمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فكَانُوا أَهْلَ قُوَّةٍ، وَكَانَ مَعَهُمُ الْهَدْيُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الْعُمْرَةِ، قَالتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَال: "مَا يُبْكِيكِ يَا هَنْتَاهُ؟ "
(1)
قُلْتُ: سَمِعْتُ قَوْلَكَ لِأَصْحَابِكَ، فَمُنِعْتُ الْعُمْرَةَ، قَالَ:"وَمَا شَأْنُكِ؟ "، قُلْتُ: لَا أُصَلِّي، قَالَ:"فَلَا يَضِيرُكِ؛ إِنَّمَا أَنْتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ، كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْكِ مَا كَتَبَ عَلَيْهِنَّ، فَكُونِي فِي حَجَّتِكِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرزُقَكِيهَا"، قَالتْ: فَخَرَجْنَا فِي حَجَّتِهِ حَتَّى قَدِمْنَا مِنًى فَطَهَرْتُ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ مِنًى فَأَفَضْتُ بِالْبَيْتِ، قَالتْ: ثُمَّ خَرَجَتْ
(2)
مَعَهُ فِي النَّفْرِ الْآخِرِ حَتَّى نَزَلَ الْمُحَصَّبَ وَنَزَلْنَا مَعَهُ، فَدَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَقَال: "اخْرُجْ بِأُخْتِكَ مِنَ الْحَرَمِ، فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ افْرُغَا، ثُمَّ ائْتِيَا هَا هُنَا، فَإِنِّي أَنْظُرُكُمَا
(3)
حَتَّى تَأْتِيَانِي"
(4)
، قَالتْ: فَخَرَجْنَا، حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ وَفَرَغْتُ مِنَ الطَّوَافِ، ثُمَّ جِئْتُهُ بِسَحَرَ
(5)
، فَقَال:"هَلْ فَرَغْتُمْ؟ "، فَقُلْتُ
(6)
: نَعَمْ، فَآذَنَ بِالرَّحِيلِ فِي أَصْحَابِهِ، فَارْتَحَلَ النَّاسُ، فَمَرَّ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْمَدِينَةِ.
(1)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.
هنتاه: أي: هذه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هنو).
(2)
في غير اليونينية: "خَرَجْتُ" بسكون الجيم وضم التاء. ا هـ. من القسطلاني.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَنْتَظِرُكُما".
(4)
على آخره صح. وفي بعض الأصول: "تَأْتِيَانِ" بحذف الياء تخفيفًا. ا هـ قسطلاني.
(5)
على آخره صح.
بسحر: هو آخر الليل قُبَيْل الصبح. (انظر: لسان العرب، مادة: سحر).
(6)
لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح:"قُلْتُ".
ضَيْرَ: مِنْ ضَارَ يَضِيرُ ضَيْرًا، وَيُقَالُ: ضَارَ يَضُورُ ضَوْرًا، وَضَرَّ يَضُرُّ ضَرًّا
(1)
.
34 - بَابُ التَّمَتُّعِ وَالْإِقْرَانِ وَالْإِفْرَادِ بِالْحَجِّ وَفَسْخِ
(2)
الْحَجِّ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ
• [1574] حدثنا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولَا نُرَى إِلَّا أَنَّهُ الْحَجُّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا تَطَوَّفْنَا بِالْبَيْتِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ أَنْ يَحِلَّ فَحَلَّ، مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ، وَنِسَاؤُهُ لَمْ يَسُقْنَ فَأَحْلَلْنَ، قَالتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَحِضْتُ، فَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيلَةُ الْحَصْبَةِ، قَالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَرْجِعُ النَّاسُ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ
(3)
، وَأَرْجِعُ أَنَا بِحَجَّةٍ؟! قَالَ:"وَمَا طُفْتِ لَيَالِيَ قَدِمْنَا مَكَّةَ؟ " قُلْتُ: لَا، قَالَ:"فَاذْهَبِي مَعَ أَخِيكِ إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَهِلِّي بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ مَوْعِدُكِ كَذَا وَكَذَا"، قَالتْ صَفِيَّةُ: مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَهُمْ، قَالَ: "عَقْرَى
(4)
حَلْقَى
(5)
، أَوَمَا طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ "، قَالتْ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: "لَا بَأْسَ، انْفِرِي"، قَالتْ
(1)
من قوله: "ضير من ضار" إلى هنا ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
* [1573][التحفة: خ م س 17434]
(2)
عليه صح.
(3)
في نسخ كثيرة: "بحجة وعمرة".
(4)
عقرى: أُصيبت بجرح. وظاهره الدعاء عليها وليس بدعاء في الحقيقة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقر).
(5)
حلقى: ظاهره الدعاء بوجع الحلق والمراد منه التعجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلق).
عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ مُصْعِدٌ مِنْ مَكَّةَ، وَأَنَا مُنْهَبِطَةٌ عَلَيْهَا، أَوْ أَنَا مُصْعِدَةٌ، وَهُوَ مُنْهَبِطٌ مِنْهَا.
• [1575] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ
(1)
وَعُمْرةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، وَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ، فَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، أَوْ جَمَعَ
(2)
الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لَمْ
(3)
يَحِلُّوا حَتَّى كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ.
• [1576] حدثنا
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا رضي الله عنهما، وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَدَعَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِقَوْلِ أَحَدٍ.
• [1577] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ
(5)
* [1574][التحفة: خ م د س 15984]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بِحَجٍّ".
(2)
رواية أبي الوقت: "وجمع" فالساقط هو الهمزة من "أو".
(3)
لأبي الوقت: "فَلَمْ" من غير اليونينية.
* [1575][التحفة: خ م د س ق 16389]
(4)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. ولابن عساكر: "حدثني".
* [1576][التحفة: خ س 10274]
(5)
ليس عند أبي الوقت.
أَفْجَرِ
(1)
الْفُجُورِ فِي الْأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَا
(2)
الدَّبَرْ
(3)
، وَعَفَا الْأَثَرْ
(4)
، وَانْسَلَخَ صَفَرْ
(5)
، حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ
(5)
، قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْحِلِّ؟ قَالَ: "حِلٌّ كُلُّهُ".
• [1578] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ
(6)
بِالْحِلِّ.
• [1579] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ. وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنهم زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا
(1)
على رواية أبي الوقت من إسقاط "من" يكون "أفجر" مرفوعًا خبر "أنّ"، وأعربه القسطلاني وشيخ الإسلام منصوبًا على المفعولية. كتبه مصححه.
(2)
"برا" كذا هو في نسخة عبد اللَّه بن سالم تبعًا لليونينية من غير همز، والأصل فيه الهمز. ا هـ. كتبه مصححه.
(3)
على آخره صح.
الدبر: الجرح الذي يكون في ظهر البعير. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: دبر).
(4)
على آخره صح.
الأثر: أثر الْحجَّاج فِي الأَرْض، وَقيل: أثر الدبر من ظُهُور الْإِبِل من المحامل والأقتاب، وَقيل: غير ذلك. (انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار)(1/ 18).
(5)
على آخره صح.
* [1577][التحفة: خ م س 5714]
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَأَمَرَنِي".
* [1578][التحفة: خ 9010]
قَالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا شَأْنُ النَّاسِ، حَلُّوا بِعُمْرَةٍ، وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قَالَ: "إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي
(1)
، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ".
• [1580] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ، قَالَ: تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي نَاسٌ، فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَأمَرَنِي، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَجُلًا يَقُولُ لِي: حَجٌّ مَبْرُورٌ
(2)
، وَعُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَال: سُنَّةَ
(3)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال لِي: أَقِمْ عِنْدِي فَأَجْعَلَ
(4)
لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي.
قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ: لِمَ؟ فَقَال: لِلرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُ
(5)
.
• [1581] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: قَدِمْتُ مُتَمَتِّعًا مَكَّةَ بِعُمْرَةٍ، فَدَخَلْنَا قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَقَال لِي أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: تَصِيرُ الآنَ حَجَّتُكَ مَكِّيَّةً
(6)
، فَدَخَلْتُ عَلَى عَطَاءٍ أَسْتَفْتِيهِ، فَقَال: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ
(7)
صلى الله عليه وسلم يَوْمَ سَاقَ الْبُدْنَ مَعَهُ، وَقَدْ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ مُفْرَدًا، فَقَال لَهُمْ: "أَحِلُّوا مِنْ إِحْرَامِكُمْ بِطَوَافِ الْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَقَصِّرُوا، ثُمَّ أَقِيمُوا
(1)
هديي: الهَدْي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).
* [1579][التحفة: خ م د س ق 15800]
(2)
قوله: "حج مبرور" عليه صح. ولابن عساكر: "حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ".
(3)
على آخره صح. ولأبي ذر وعليه صح: "سُنَّةُ".
(4)
كذا بالضبطين وعلى آخره معًا. ولأبي ذر وعليه صح: "وَأَجْعَلَ".
(5)
على آخره صح.
* [1580][التحفة: خ م 6527]
(6)
قوله: "تصير الآن حجتك مكية" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَصِيرُ الْآنَ حَجُّكَ مَكِّيًّا".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "رسول الله".
حَلَالًا
(1)
، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ فَأَهِلُّوا بِالْحَجِّ، وَاجْعَلُوا الَّتِي قَدِمْتُمْ بِهَا مُتْعَةً"، فَقَالُوا: كَيْفَ نَجْعَلُهَا مُتْعَةً وَقَدْ سَمَّيْنَا الْحَجَّ؟! فَقَال: "افْعَلُوا مَا أَمَرْتُكُمْ، فَلَوْلَا أَنِّي سُقْتُ الْهَدْيَ لَفَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِي أَمَرْتُكُمْ، وَلَكِنْ لَا يَحِلُّ مِنِّي حَرَامٌ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ". فَفَعَلُوا
(2)
.
• [1582] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: اخْتَلَفَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ رضي الله عنهما وَهُمَا بِعُسْفَانَ فِي الْمُتْعَةِ، فَقَال عَلِيٌّ: مَا تُرِيدُ إِلَّا
(3)
أَنْ تَنْهَى عَنْ أَمْرٍ فَعَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم! فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا.
35 - بَابُ مَنْ لَبَّى بِالْحَجِّ وَسَمَّاهُ
• [1583] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: قَدِمْنَا
(4)
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَقُولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ
(5)
بِالْحَجِّ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً.
(1)
حلالا: غير محرم ولا متلبس بأسباب الحج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلل).
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح، والمستملي والكشميهني:"قال أبو عبد اللَّه: أبو شهاب ليس له مُسْنَدٌ إِلَّا هذا".
* [1581][التحفة: خ م 2490]
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح: "إلى".
* [1582][التحفة: خ م س 10114]
(4)
في بعض الأصول الصحيحة: "قال قدمنا". ا هـ. من هامش الأصل.
(5)
قوله: "اللهم لبيك" ليس عند أبي ذر، وأبي الوقت.
36 - بَابُ التَّمَتُّعِ
(1)
• [1584] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ، عَنْ عِمْرَانَ رضي الله عنه قَالَ: تَمَتَّعْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَ
(2)
الْقُرْآنُ، قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ.
37 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}
(3)
• [1585] وَقال أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ
(4)
، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ؟ فَقَال: أَهَلَّ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَهْلَلْنَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اجْعَلُوا إِهْلَالَكُمْ بِالْحَجِّ عُمْرَةً، إِلَّا مَنْ قَلَّدَ الْهَدْيَ". طُفْنَا
(5)
بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَتَيْنَا النِّسَاءَ، وَلَبِسْنَا الثِّيَابَ، وَقَالَ:"مَنْ قَلَّدَ الْهَدْيَ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَهُ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ" ثُمَّ أَمَرَنَا عَشِيَّةَ التَّرْوِيَةِ، أَنْ نُهِلَّ بِالْحَجِّ، فَإِذَا فَرَغْنَا مِنَ الْمَنَاسِكِ
(6)
جِئْنَا فَطُفْنَا
* [1583][التحفة: خ م 2575]
(1)
كذا لابن عساكر. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "على عهد النبي صلى الله عليه وسلم".
(2)
"فَنَزَلَ" كذا في اليونينية وفرعها بالفاء. وفي غيرهما بالواو.
* [1584][التحفة: خ م 10850]
(3)
[البقرة: 196].
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "البرَّاء".
(5)
للأصيلي: "فَطُفْنَا" من "الفتح".
(6)
المناسك: جمع منسك، وهو المتعبد، وتسمى أمور الحج كلها مناسك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).
بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَدْ
(1)
تَمَّ حَجُّنَا، وَعَلَيْنَا الْهَدْيُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} إِلَى أَمْصَارِكُمْ، الشَّاةُ تَجْزِي، فَجَمَعُوا نُسُكَيْنِ فِي عَامٍ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ، وَسَنَّهُ نَبِيُّهُ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَاحَهُ لِلنَّاسِ، غَيرَ أَهْلِ مَكَّةَ؛ قَالَ اللَّهُ:{ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}
(2)
، وَأَشْهُرُ الْحَجِّ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى
(3)
: شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحَجَّةِ، فَمَنْ تَمَتَّعَ فِي هَذِهِ الْأَشْهُرِ فَعَلَيْهِ دَمٌ أَوْ صَوْمٌ، وَالرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، وَالْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي، وَالْجِدَالُ: الْمِرَاءُ.
38 - بَابُ الاِغْتِسَالِ عِنْدَ دُخُولِ مَكَّةَ
• [1586] حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إِذَا دَخَلَ أَدْنَى الْحَرَمِ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ، ثُمَّ يَبِيتُ بِذي طِوًى
(4)
، ثُمَّ يُصَلِّي بِهِ الصُّبْحَ وَيَغْتَسِلُ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
(1)
للكشميهني: "وقد" من "الفتح".
(2)
[البقرة: 196].
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "في كتابه".
* [1585][التحفة: خت 6154]
(4)
لأبي ذر: "طُوًى".
* [1586][التحفة: خ 6304 - خ م د س 7513]
39 - بَابُ دُخُولِ مَكَّةَ نَهَارًا أَوْ لَيْلًا
(1)
بَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذِي طِوًى
(2)
حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَفْعَلُهُ
(3)
.
• [1587] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: بَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذِي طُوًى حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَفْعَلُهُ.
40 - بَابٌ مِنْ أَينَ يَدْخُلُ مَكَّةَ؟
• [1588] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ مِنَ الثَّنِيَّةِ
(4)
الْعُلْيَا، وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى.
41 - بَابٌ مِنْ أَيْنَ يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ؟
• [1589] حدثنا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ الْبَصْرِيُّ
(5)
، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"وليلًا".
(2)
لأبي ذر: "طُوًى".
(3)
من قوله: "بات النبي" إلى هنا ليس عند أبي ذر.
* [1587][التحفة: خ م 8165]
(4)
الثنية: الثَّنِيَّة في الجبل كالعقبة فيه، وقيل: هو الطريق العالي فيه، وقيل: أعلى المَسِيل في رأسه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثنا).
* [1588][التحفة: خ د 8380]
(5)
قوله: "بن مسرهد البصري" ليس عند أبي ذر.
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دخَلَ مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا الَّتِي بِالْبَطْحَاءِ، وَيَخْرُجُ
(1)
مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى.
قالَ أبو عَبد الله: كَانَ يُقَالُ: هُوَ مُسَدَّدٌ كَاسْمِهِ.
قالَ أبو عَبد الله: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ مُسَدَّدًا أَتَيتُهُ فِي بَيْتِهِ فَحَدَّثْتُهُ لَاسْتَحَقَّ ذَلِكَ، وَمَا أُبَالِي كُتُبِي كَانَتْ عِنْدِي أَوْ عِنْدَ مُسَدَّدٍ
(2)
.
• [1590] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَ
(3)
مِنْ أَعْلَاهَا، وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا.
• [1591] حدثنا
(4)
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ الْمَرْوَزِيُّ
(5)
، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءٍ، وَخَرَجَ مِنْ كُدًا مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وخرج".
(2)
قوله: "قال أبو عبد الله: كَانَ يُقَالُ
…
عِنْدَ مُسَدَّدٍ". سقط عند أبي ذر.
* [1589][التحفة: خ م د س 8140]
(3)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"دَخَلَهَا".
* [1590][التحفة: خ م د ت س 16923]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(5)
قوله: "بن غيلان المروزي" ليس عند أبي ذر.
* [1591][التحفة: خ م د 16797]
• [1592] حدثنا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءٍ أَعْلَى مَكَّةَ.
قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ عُرْوَةُ يَدْخُلُ عَلَى
(1)
كِلْتَيْهِمَا مِنْ كَدَاءٍ وَكُدًا
(2)
، وَأَكْثَرُ مَا يَدْخُلُ مِنْ كَدَاءٍ
(3)
، وَكَانَتْ أَقْرَبَهُمَا إِلَى مَنْزِلِهِ.
• [1593] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءٍ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ
(4)
.
وَكَانَ عُرْوَةُ أَكْثَرَ مَا يَدْخُلُ مِنْ كَداءٍ
(5)
، وَكَانَ أَقْرَبَهُمَا إِلَى مَنْزِلِهِ.
• [1594] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءٍ.
وَكَانَ عُرْوَةُ يَدْخُلُ مِنْهُمَا كِلَيْهِمَا
(6)
، وَأَكْثَرُ
(7)
مَا يَدْخُلُ مِنْ كَدَاءٍ
(8)
أَقْرَبِهِمَا إِلَى مَنْزِلِهِ.
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مِنْ".
(2)
عند أبي ذر: "كُدًا وكَدَاء".
(3)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"كُدًى".
* [1592][التحفة: س 17131]
(4)
قوله: "من أعلى مكة" عليه علامة سقط ولم يرمز له.
(5)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"كُدًا".
* [1593][التحفة: خ 19022]
(6)
كذا لأبي ذر وعليه صح. وللأصيلي: "كِلَاهُمَا" بالألف على لغة من أعربه بالحركات المقدرة في الأحوال الثلاثة. أفاده القسطلاني.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "وكان أكْثَر".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "كُدًا".
قالَ أبو عَبد الله: كَدَاءٌ وَكُدًا مَوْضِعَانِ
(1)
.
42 - بَابُ فَضْلِ مَكَّةَ وَبُنْيَانِهَا
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ
(2)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
(3)
.
• [1595] حدثنا
(4)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ
(5)
: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَبَّاسٌ يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ، فَقَال الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ. فَخَرَّ إِلَى الْأَرْضِ، وَطَمَحَتْ
(6)
عَينَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَال:"أَرِنِي إِزَارِي"، فَشَدَّه عَلَيْهِ.
(1)
قوله: "قال أبو عبد اللَّه: كَدَاءٌ وكُدًا موضعان" رقم عليه لأبي ذر عن المستملي.
* [1594][التحفة: خ 19022]
(2)
من هنا إلى آخر الآيات بدلا منه لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {إنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} ".
(3)
[البقرة: 125 - 128].
(4)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"حدثني".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يقول".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "فَطَمَحَتْ".
طمحت: ارتفعت. (انظر: القاموس المحيط، مادة: طمح).
* [1595][التحفة: خ م 2555]
• [1596] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنهم زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا
(1)
بَنَوُا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: "لَوْلَا حِدْثَانُ
(2)
قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ".
فَقَالَ
(3)
عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا أُرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ إِلَّا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ.
• [1597] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَدْرِ
(4)
: أَمِنَ الْبَيْتِ هُوَ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قُلْتُ: فَمَا لَهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ
(5)
فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: "إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ
(6)
بِهِمُ النَّفَقَةُ"، قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا
(5)
؟ قَالَ: "فَعَلَ ذَلِكَ قَوْمُكِ؛ لِيُدْخِلُوا
(7)
مَنْ شَاءُوا، وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"حِينَ".
(2)
حدثان: قرب عهدهم بالكفر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدث).
(3)
في كثير من الأصول: "قال" بدون فاء، وهي التي في نسخة "الفتح". ا هـ. من هامش الأصل.
* [1596][التحفة: خ م س 16287]
(4)
لأبي ذر عن المستملي: "الِجدَار".
الجدر: يريد: الحِجْر، لما فيه من أصول حائط البيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدر).
(5)
على آخره صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "قَصُرَتْ".
(7)
لأبي ذر عن المستملي: "يُدْخِلُوها".
عَهْدُهُمْ بِالْجَاهِلِيَّةِ
(1)
؛ فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ في الْبَيْتِ، وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بِالْأَرْضِ".
• [1598] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لوْلَا حَدَاثَةُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَنَقَضْتُ الْبَيْتَ، ثُمَّ لَبَنَيْتُهُ عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام؛ فَإِنَّ قُرَيشًا اسْتَقْصَرَتْ بِنَاءَهُ، وَجَعَلْتُ لَهُ خَلْفًا
(2)
".
قَالَ أَبُو مُعَاويَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: "خَلْفًا"، يَعْنِي: بَابًا.
• [1599] حدثنا بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:"يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لَأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ فَهُدِمَ، فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ، وَألزَقْتُهُ بِالْأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ: بَابًا شَرْقِيًّا، وَبَابًا غَرْبِيًّا، فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ". فَذَلِكَ الَّذِي حَمَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما عَلَى هَدْمِهِ.
قَالَ يَزِيدُ: وَشَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حِينَ هَدَمَهُ وَبَنَاهُ، وَأَدْخَلَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ حِجَارَةً كَأَسْنِمَةِ
(3)
الْإِبِلِ. قَالَ جَرِيرٌ: فَقُلْتُ لَهُ:
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِجَاهِلِيَّةٍ".
* [1597][التحفة: خ م ق 16005]
(2)
خلفا: أي: بابًا في الظَّهر. (انظر: هدي الساري)(ص 119).
* [1598][التحفة: خ 16831 - خت م س 17197]
(3)
كأسنمة: جمع سَنام وسَنام كل شيء أعلاه. ومنه سنام الجمل وهو ما ارتفع من ظهره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنم).
أَيْنَ مَوْضِعُهُ؟ قَالَ: أُرِيكَهُ الآنَ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ الْحِجْرَ، فَأَشَارَ إِلَى مَكَانٍ فَقَال: هَا هُنَا. قَالَ جَرِيرٌ: فَحَزَرْتُ
(1)
مِنَ الْحِجْرِ سِتَّةَ
(2)
أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَهَا.
43 - بَابُ فَضْلِ الْحَرَمِ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
(3)
، وَقَوْلِهِ
(4)
جَلَّ ذِكْرُهُ: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}
(5)
.
• [1600] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: "إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ، لَا يُعْضَدُ
(6)
شَوْكُهُ، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ
(7)
إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا".
(1)
فحزرت: الحَزْرُ: تقدير بظن لا إحاطة. (انظر: لسان العرب، مادة: حزر).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "سِتَّ".
* [1599][التحفة: خ س 17353]
(3)
[النمل: 91].
(4)
"وقَوْلُهُ": كذا بالضبطين في اليونينية.
(5)
[القصص: 57].
(6)
يعضد: يقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عضد).
(7)
لقطته: اللقطة: اسم المال الملقوط، أي الموجود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لقط).
* [1600][التحفة: خ م د ت س 5748]
44 - بَابُ تَوْرِيثِ دُورِ مَكَّةَ، وَبَيْعِهَا، وَشِرَائِهَا وَأَنَّ النَّاسَ فِي مَسْجدِ
(1)
الحَرَامِ سَوَاءٌ خَاصَّةً
(2)
.
الْبَادِ: الطَّارِي، {مَعْكُوفًا}
(3)
: مَحْبُوسًا.
• [1601] حدثنا أَصْبَغُ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
(4)
، عَنْ عَمْرِو بنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ فِي دَارِكَ بِمَكَّةَ؟ فَقَال: "وَهَلْ تَرَكَ عَقِيلٌ مِنْ رِبَاعٍ
(5)
أوْ دُورٍ! ".
وَكَانَ عَقِيلٌ وَرِثَ أَبَا طَالِبٍ هُوَ وَطَالِبٌ، وَلَمْ يَرِثْهُ جَعْفَرٌ وَلَا عَلِيٌّ رضي الله عنهما شَيْئًا؛ لِأَنَّهُمَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ، وَكَانَ عَقِيلٌ وَطَالِبٌ كَافِرَيْنِ، فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: لَا يَرِثُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانُوا يَتَأَوَّلُونَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "المَسْجِدِ".
(2)
[الحج: 25].
(3)
[الفتح: 25].
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "الحُسَيْنِ".
(5)
رباع: جمع الربع، وهو المنزل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربع).
وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}
(1)
الْآيَةَ
(2)
.
45 - بَابُ نُزُولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ
• [1602] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ قُدُومَ مَكَّةَ: "مَنْزِلُنَا غَدًا - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ
(3)
، حَيْثُ تَقَاسَمُوا
(4)
عَلَى الْكُفْرِ".
• [1603] حدثنا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
(5)
صلى الله عليه وسلم منَ الْغَدِ يَوْمَ النَّحْرِ وَهُوَ بِمِنًى: "نَحْنُ نَازِلُونَ غدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ". يَعْنِي: ذَلِكَ
(6)
المُحَصَّبَ
(7)
، وَذلِكَ أن قرَيشًا وَكِنَانَةَ تَحَالفَتْ عَلى بَنِي هَاشِمٍ
(1)
[الأنفال: 72].
(2)
قوله: "الآية" ليس عند ابن عساكر.
* [1601][التحفة: خ م د س ق 114]
(3)
بخيف بني كنانة: خيف منى، ومسجده مسجد الخيف، وهو أشهر الأخياف، والخيف: ما انحدر من غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 110).
(4)
تقاسموا: تحالفوا، يريد: لما تعاهدت قريش على مقاطعة بني هاشم وترك مخالطتهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسم).
* [1602][التحفة: خ 15172]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّه".
(6)
للأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني:"بذلك".
(7)
عليه صح.
المحصب: موضع فيما بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب، ويعرف المحصب اليوم بمجر الكبش، وهو ما يلي العقبة الكبرى من جهة مكة إلى منفرج الجبلين. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 240).
وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ بَنِي المُطَّلِبِ أَنْ لَا يُنَاكِحُوهُمْ، وَلَا يُبَايِعُوهُمْ، حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ سَلَامَةُ، عَنْ عُقَيْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ الضَّحَّاكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ
(1)
: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ وَقَالا: بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ.
قالَ أبو عَبد الله: بَنِي الْمُطَّلِبِ أَشْبَهُ.
46 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ
(2)
إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}
(3)
الْآيَةَ
(1)
قال في "الفتح": قوله: "ويحيى بن الضحاك عن الأوزاعي" وقع في رواية أبي ذر وكريمة: "ويحيى عن الضحاك"، وهو وهم، وهو يحيى بن عبد اللَّه بن الضحاك نسب لجده البابلتي بموحدتين وبعد اللام المضمومة مثناة مشددة. ا هـ. ورواية "عن الضحاك" هي التي وقعت في نسخة عبد اللَّه بن سالم تبعًا لليونينية. كتبه مصححه.
* [1603][التحفة: خ م د س 15199]
(2)
قوله: {رَبِّ إِنَّهُنَّ
…
تَهْوِي إلَيْهِمْ}. ليس عند ابن عساكر. ولأبي ذر وعليه صح: السَّمَاعُ إلى قوله: {لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} كذا في هامش النسخ التي بأيدينا. وعبارة القسطلاني: ولفظ رواية أبي ذر: {أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} إلى قوله: {لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} . كتبه مصححه.
(3)
[إبراهيم: 35 - 37].
47 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
(1)
• [1604] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ
(2)
مِنَ الْحَبَشَةِ".
• [1605] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها. وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ هُوَ: ابنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: كَانُوا يَصومُونَ عَاشُورَاءَ قَبلَ أَنْ يُفرَضَ رَمَضَانُ، وَكَانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَةُ، فَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ رَمَضَانَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ".
• [1606] حدثنا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ، وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ".
(1)
[المائدة: 97].
(2)
السويقتين: مثنى السويقة، تصغير الساق، وإنما صغر الساق لأن الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سوق).
* [1604][التحفة: خ م س 13116]
* [1605][التحفة: خ 16556 - خ 16613]
تَابَعَهُ أَبَانُ وَعِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ الْبَيْتُ". وَالْأَوَّلُ أَكْثَرُ، سَمِعَ قَتَادَةُ عَبْدَ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ أَبَا سَعِيدٍ
(1)
.
48 - بَابُ كِسْوَةِ الْكَعْبَةِ
• [1607] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: جِئْتُ إِلَى شَيْبَةَ. وحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: جَلَسْتُ مَعَ شَيْبَةَ عَلَى الْكُرْسِيِّ فِي الْكَعْبَةِ، فَقَال: لَقَدْ جَلَسَ هَذَا الْمَجْلِسَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَال: لَقَدْ هَمَمْتُ أَن لَا أَدَعَ فِيهَا صَفْرَاءَ
(2)
وَلَا بَيْضَاءَ
(3)
إِلَّا قَسَمْتُهُ، قُلْتُ: إِنَّ صَاحِبَيْكَ لَمْ يَفْعَلَا، قَالَ
(4)
: هُمَا الْمَرْآنِ أَقْتَدِي بِهِمَا.
49 - بَابُ هَدْمِ الْكَعْبَةِ
قَالتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَغْزُو جَيْشٌ
(5)
الْكَعْبَةَ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ".
• [1608] حدثنا عَمْرُو
(6)
بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
(1)
قوله: "سمع قتادة عبدَ اللَّه، وعبدُ اللَّه أبا سعيد" عليه صح، وليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.
* [1606][التحفة: خ 4108]
(2)
صفراء: ذهبا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفر).
(3)
بيضاء: فضة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بيض).
(4)
عليه صح.
* [1607][التحفة: خ د ق 4849]
(5)
لأبي ذر وعليه صح صح: "حَبَشٌ".
(6)
على أوله وآخره صح صح.
الْأَخْنَسِ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ
(1)
يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا".
• [1609] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ".
50 - بَابُ مَا ذُكِرَ فِي الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ
• [1610] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَال: إِنِّي أَعْلَمُ
(2)
أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(3)
صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ.
51 - بَابُ إِغْلَاقِ الْبَيْتِ، وَيُصَلِّي فِي أَيِّ نَوَاحِي الْبَيْتِ شَاءَ
• [1611] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيدٍ، وَبِلَالٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ
(1)
أفحج: من الفحج، وهو تباعد ما بين الفخذين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فحج).
* [1608][التحفة: خ 5796]
* [1609][التحفة: خ م 13330]
(2)
في حاشية البقاعي: "لأعلمُ" ونسبه لنسخة.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولَ اللَّه".
* [1610][التحفة: ح م د ت س 10473]
طَلْحَةَ، فَأَغْلَقُوا عَلَيهِمْ، فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ
(1)
، فَلَقِيتُ بِلَالًا، فَسَأَلْتُهُ: هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، بَينَ الْعَمُودَينِ الْيَمَانِيَيْنِ.
52 - بَابُ الصَّلَاةِ فِي الْكَعْبَةِ
• [1612] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْكَعْبَةَ مَشَى قِبَلَ الْوَجْهِ حِينَ يَدْخُلُ، وَيَجْعَلُ الْبَابَ قِبَلَ الظَّهْرِ يَمْشِي حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ الَّذِي قِبَلَ وَجْهِهِ قَرِيبًا
(2)
مِنْ ثَلَاثِ
(3)
أَذْرُعٍ، فَيُصَلِّي؛ يَتَوَخَّى الْمَكَانَ الَّذِي أَخْبَرَهُ بِلَالٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِيهِ، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَأْسٌ أَنْ يُصَلِّيَ فِي أَيِّ نَوَاحِي الْبَيْتِ شَاءَ.
53 - بَابُ مَنْ لَمْ يَدْخُلِ الْكَعْبَةَ
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَحُجُّ كَثِيرًا وَلَا يَدْخُلُ.
• [1613] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَصَلَّى
(1)
ولج: الولوج: الدخول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ولج).
* [1611][التحفة: خ م د س ق 2037]
(2)
لأبي ذر، وابن عساكر:"قَرِيبٌ".
(3)
للأصيلي، وابن عساكر:"ثَلَاثَةِ".
* [1612][التحفة: خ 8476]
خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَهُ مَنْ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَقَال لَهُ رَجُلٌ: أَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: لَا.
54 - بَابُ مَنْ كَبَّرَ فِي نَوَاحِي الْكَعْبَةِ
• [1614] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفيهِ الْآلِهَةُ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ، فَأخْرَجُوا صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وإسْمَاعِيلَ فِي أَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامُ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَاتَلَهُمُ اللهُ! أَمَا
(1)
وَاللهِ، قَدْ
(2)
عَلِمُوا أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَقْسِمَا بِهَا قَطُّ". فَدَخَلَ الْبَيْتَ فكبَّرَ فِي نَوَاحِيهِ، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ.
55 - بَابٌ كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الرَّمَلِ
• [1615] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، هُوَ: ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، فَقَال الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَقَدْ
(3)
وَهَنَهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
* [1613][التحفة: خ د س ق 5155]
(1)
في هامش الفرع: "أَمَ"، وليس عليه علامة، وهي التي في "الفتح" وقال: إنها للأكثر. ا هـ. من هامش الأصل.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لقَدْ".
* [1614][التحفة: خ د 5995]
(3)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "وَفْدٌ".
أَنْ يَرْمُلُوا
(1)
الْأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ، وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ.
56 - بَابُ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ أَوَّلَ مَا يَطُوفُ، وَيَرْمُلُ ثَلَاثًا
• [1616] حدثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ - إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ أَوَّلَ مَا يَطُوفُ - يَخُبُّ
(2)
ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ مِنَ السَّبْعِ
(3)
.
57 - بَابُ الرَّمَلِ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
• [1617] حدثني
(4)
مُحَمَّدٌ
(5)
، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ
(6)
بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ
(7)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَعَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثلَاثَةَ أَشْوَاطٍ، وَمَشَى أَرْبَعَةً فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ.
(1)
يرملوا: الرمل: الإسراع في المشي وهَزُّ المَنكبين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمل).
* [1615][التحفة: خ م د س 5438]
(2)
يخب: الخَبَب: ضَرْبٌ من العَدْو. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبب).
(3)
عليه صح.
* [1616][التحفة: خ م س 6981]
(4)
في أصول كثيرة: "حدثنا" بلفظ الجمع. ا هـ. من هامش الأصل.
(5)
لأبي ذر: "محمد بن سَلَامٍ" من غير اليونينية.
(6)
على أوله صح.
(7)
قوله: "حدثنا فليحٌ" لأبي ذر، وابن عساكر، والقابسي، وعليه صح:"عن فُلَيْحٍ".
تَابَعَهُ اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1618] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(1)
قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ لِلرُّكْنِ: أَمَا وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ، فَاسْتَلَمَهُ.
ثُمَّ قَالَ: فَمَا لَنَا
(3)
وَللرَّمَلِ
(4)
؛ إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا
(5)
بِهِ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ
(6)
صلى الله عليه وسلم فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ.
• [1619] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: مَا تَرَكْتُ اسْتِلَامَ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ فِي شِدَّةٍ وَلَا رَخَاءٍ مُنْذُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(7)
صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُمَا.
* [1617][التحفة: خ 8258 - خت س 8262]
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن أبي كثير".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولَ الله".
(3)
قوله: "فما لنا" لابن عساكر، والقابسي:"مَا لَنَا".
(4)
"وللرَّمَلِ" هكذا في النسخ التي بأيدينا. وقال القسطلاني: "والرملَ" بالنصب نحو: مالك وزيدا، وجوازُ الجرِّ في مثله مذهبٌ كوفيٌّ. ويروى:"وللرملِ" بإعادة اللام. ا هـ.
(5)
عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي. ورواية غير أبي ذر، والأصيلي:"رايَيْنَا" وهي من الفرع.
(6)
لأبي الوقت: "رسولُ اللَّه".
* [1618][التحفة: خ م س 10386]
(7)
لأبي الوقت: "رسولَ اللَّه".
قُلْتُ لِنَافِعٍ: أكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ؟ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَمْشِي لِيَكُونَ أَيْسَرَ لاِسْتِلَامِهِ.
58 - بَابُ اسْتِلَامِ الرُّكْنِ بِالْمِحْجَنِ
• [1620] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: طَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى بَعِيرٍ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ
(1)
.
تَابَعَهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ.
59 - بَابُ مَنْ لَمْ يَسْتَلِمْ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ
• [1621] وَقال مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ أَنَّهُ قَالَ: وَمَنْ يَتَّقِي
(2)
شَيْئًا مِنَ الْبَيْتِ؟! وَكَانَ مُعَاويَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ، فَقَال لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنَّهُ لَا يُسْتَلَمُ هَذَانِ الرُّكْنَانِ
(3)
، فَقَال:
* [1619][التحفة: خ م س 8152]
(1)
بمحجن: المحجن: العصا المعوجة الطرف. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 149).
* [1620][التحفة: خ م د س ق 5837]
(2)
عليه صح.
(3)
قوله: "لا يُسْتَلَمُ هذانِ الركنان" كذا لأبي ذر عن الكشميهني. وله عن الحموي والمستملي، والأصيلي:"لَا تَسْتَلِمْ هَذَيْنِ الركنين"، وفي القسطلاني روايتان؛ الأولى:"لا يَستَلِم - أي النبي صلى الله عليه وسلم هذين الركنين"، والثانية:"لا نَستَلِم" بالنون. ا هـ.
لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْبَيْتِ مَهْجُورًا
(1)
. وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما يَسْتَلِمُهُنَّ كُلَّهُنَّ.
• [1622] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما
(2)
قَالَ: لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ.
60 - بَابُ تَقْبِيلِ الْحَجَرِ
• [1623] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، أَخْبَرَنَا زَيدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَبَّلَ الْحَجَرَ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ.
• [1624] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(3)
، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَرَبيٍّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ؟ فَقَال: رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ، قَالَ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ
(4)
إِنْ زُحِمْتُ؟ أَرَأَيْتَ إِنْ غُلِبْتُ؟ قَالَ: اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِالْيَمَنِ! رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَستَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ
(5)
.
(1)
لأبي ذر، وعليه صح:"بِمَهْجُورٍ".
* [1621][التحفة: خت 5384]
(2)
"عنهما" كذا بصيغة التثنية في اليونينية. ا هـ. من هامش الأصل.
* [1622][التحفة: خ م د س 6906]
* [1623][التحفة: خ م س 10386]
(3)
لأبي الوقت: "حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ".
(4)
قوله: "قال قلت أرأيت" لأبي الوقت: "وقال أَرَأَيْتَ".
(5)
قال محمدُ بنُ يوسفَ الفِرْبَرِيُّ: وَجَدْتُ في كتاب أبي جعفرٍ: قال أبو عبد الله: الزُّبَيْرُ بن عَديًّ كوفيٌّ، والزُّبَيْرُ بن عَربيٍّ بَصْرِيٌّ. كذا بهامش اليونينية. وقال في "الفتح" بعد أن ساق هذه الزيادة: هكذا وقع عند أبي ذر عن شيوخه عن الفربري. ا هـ. كتبه مصححه.
* [1624][التحفة: خ ت س 6719]
61 - بَابُ مَنْ أَشَارَ إِلَى الرُّكْنِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ
• [1625] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: طَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ
(1)
عَلَى بَعِيرٍ، كُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ أَشَارَ إِلَيْهِ.
62 - بَابُ التَّكْبِيرِ عِنْدَ الرُّكْنِ
• [1626] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: طَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ، كُلَّمَا أَتَى الرُّكْنَ
(2)
أَشَارَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ كَانَ
(3)
عِنْدَهُ وَكَبَّرَ.
تَابَعَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ.
63 - بَابُ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا
• [1627 - 1628] حدثنا أَصْبَغُ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ذَكَرْتُ لِعُرْوَةَ قَالَ: فَأَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ رضي الله عنها، أَنَّ أَوَّلَ شَيءٍ بَدَأَ بِهِ
(1)
عليه صح.
* [1625][التحفة: خ ت س 6050]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "على الرُّكْنِ".
(3)
ليس عند أبي ذر، وأبي الوقت.
* [1626][التحفة: خ ت س 6050]
حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً
(1)
، ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما مِثْلَهُ، ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَ أَبِي
(2)
الزُّبَيْرِ رضي الله عنه، فَأَوَّلُ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ، ثُمَّ رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ يَفْعَلُونَهُ، وَقَدْ أَخْبَرَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا أَهَلَّتْ هِيَ وَأُخْتُهَا وَالزُّبَيْرُ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ بِعُمْرَةٍ، فَلَمَّا مَسَحُوا الرُّكْنَ حَلُّوا.
• [1629] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا طَافَ فِي الْحَجِّ أَو الْعُمْرَةِ أَوَّلَ مَا يَقْدَمُ سَعَى ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ، وَمَشَى أَرْبَعَةً، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
• [1630] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ الْأَوَّلَ يَخُبُّ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ، وَيَمْشِي أَرْبَعَةً، وَأَنَّهُ كَانَ يَسْعَى بَطْنَ
(3)
الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "عُمْرَةٌ".
(2)
قوله: "مع أبي". عند أبي ذر عن الكشميهني "مع ابنِ". قال القاضي عياض: وهو تصحيف. ا هـ. قسطلاني.
* [1627 - 1628][التحفة: ح م 16390]
* [1629][التحفة: خ م د س 8453]
(3)
في حاشية البقاعي: "بِبَطنِ" ونسبه لنسخة.
* [1630][التحفة: خ 7804]
64 - بَابُ طَوَافِ النِّسَاءِ مَعَ الرِّجَالِ
• [1631] وَقال
(1)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنَا
(2)
، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ إِذْ مَنَعَ ابْنُ هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مَعَ الرِّجَالِ، قَالَ: كَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ وَقَدْ طَافَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ الرِّجَالِ؟! قُلْتُ: أَبَعْدَ الْحِجَابِ أَوْ قَبْلُ؟ قَالَ: إِي
(3)
لَعَمْرِي، لَقَدْ أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الْحِجَابِ، قُلْتُ: كَيْفَ يُخَالِطْنَ الرِّجَال؟ قَالَ: لَمْ يَكُنَّ يُخَالِطْنَ، كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَطُوفُ حَجْرَةً
(4)
مِنَ الرِّجَالِ، لَا تُخَالِطُهُمْ، فَقَالتِ امْرَأَةٌ: انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالتْ
(5)
: عَنْكِ، وَأَبَتْ يَخْرُجْنَ
(6)
مُتَنَكِّرَاتٍ بِاللَّيْلِ فَيَطُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ، وَلَكِنَّهُنَّ كُنَّ إِذَا دَخَلْنَ الْبَيْتَ قُمْنَ حَتَّى
(7)
يَدْخُلْنَ، وَأُخْرِجَ الرِّجَالُ، وَكُنْتُ آتِي عَائِشَةَ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَهْيَ مُجَاوِرَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ
(8)
، قُلْتُ: وَمَا حِجَابُهَا؟ قَالَ: هِيَ فِي
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "لي".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرني".
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "حَجْزَةً".
حجرة: في ناحية منفردة انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: حجر).
(5)
بعده لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"انطلقي" وبعده صح.
(6)
قوله: "وَأَبَتْ يَخْرُجْنَ" هكذا في جميع النسخ المعتمدة بيدنا. وعبارة "الفتح": قوله: "يخرجن" زاد الفاكهي: "وكنَّ يَخْرُجْنَ
…
" إلخ، ومثله في شيخ الإسلام والعيني. ا هـ. مصححه.
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حِينَ".
(8)
ثبير: جبل يشرف على مكة من الشرق، ويشرف على منى من الشمال، ويناوح حراء من الجنوب، ويسميه اليوم أهل مكة "جبل الرخم". (انظر: معجم المعالم الجغرافية) (ص 71).
قُبَّةٍ
(1)
تُرْكِيَّةٍ لَهَا غِشَاءٌ، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذَلِكَ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهَا دِرْعًا
(2)
مُوَرَّدًا.
• [1632] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا
(3)
مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي، فَقَال:"طُوفي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ". فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حينَئِذٍ يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ
(4)
الْبَيْتِ، وَهُوَ يَقْرَأُ:{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}
(5)
.
65 - بَابُ الْكَلَامِ فِي الطَّوَافِ
• [1633] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، أَنَّ طَاوُسًا أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
قبة: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبب).
(2)
درعا: الدرع: الجلباب. (انظر: لسان العرب، مادة: درع).
* [1631][التحفة: خت 17388]
(3)
عليه صح. في رواية: "حدثني". ا هـ. قسطلاني.
(4)
"يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ" هكذا في جميع النسخ المعتمدة بيدنا. وفي نسخة القسطلاني: "يُصَلِّي الصُّبْحَ إلَى جَنْبِ"، ولعلها من الشرح اختلطت بالمتن، بدليل قول شيخ الإسلام: أي الصبح. ا هـ. مصححه.
(5)
[الطور: 1 - 2].
* [1632][التحفة: خ م د س ق 18262]
مَرَّ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِإِنْسَانٍ رَبَطَ يَدَه إِلَى إِنْسَانٍ بِسَيْرٍ، أَوْ بِخَيْطٍ، أَوْ بِشَيْءٍ غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَطَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: "قُدْهُ
(1)
بِيَدِهِ".
66 - بَابٌ إِذَا رَأَى سَيْرًا أَوْ شَيْئًا يُكْرَهُ فِي الطَّوَافِ قَطَعَهُ
• [1634] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِزِمَامٍ أَوْ غَيْرِهِ فَقَطَعَهُ.
67 - بَابٌ لَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَلَا يَحُجُّ مُشْرِكٌ
• [1635] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ يُونُسُ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه بَعَثَهُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهِ
(2)
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَوْمَ النَّحْرِ فِي رَهْطٍ
(3)
يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ: أَلَا لَا يَحُجُّ
(4)
بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ
(5)
بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.
(1)
"قُدْهُ". كذا هو بإثبات الضمير في جميع النسخ. وفي القسطلاني أنه بحذف الضمير، ومثله في "الفتح" ثم قال: وفي رواية أحمد والنسائي: "قده" بهاء الضمير. ا هـ. كتبه مصححه.
* [1633][التحفة: خ د س 5704]
* [1634][التحفة: خ د س 5704]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "عليها".
(3)
رهط: الرهط من الرجال: ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين، ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه، وقيل: الأقارب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
(4)
قوله: "ألا لا يحجُّ" لأبي ذر وعليه صح: "أن لا يَحُجَّ".
(5)
لأبي ذر: "ولا يَطُوفَ".
* [1635][التحفة: خ م د س 6624]
68 - بَابٌ إِذَا وَقَفَ فِي الطَّوَافِ
وَقَالَ عَطَاءٌ فِيمَنْ يَطُوفُ فَتُقَامُ الصَّلَاةُ أَوْ يُدْفَعُ عَنْ مَكَانِهِ إِذَا سَلَّمَ: يَرْجِعُ إِلَى حَيْثُ قُطِعَ عَلَيْهِ
(1)
.
وَيُذْكَرُ نَحْوُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهم.
69 - بَابٌ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِسُبُوعِهِ رَكْعَتَيْنِ
وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُصَلِّي لِكُلِّ سُبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ عَطَاءً يَقُولُ: تُجْزِئُهُ الْمَكْتُوبَةُ مِنْ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ، فَقَال: السُّنَّةُ أَفْضَلُ، لَم يَطُفِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُبُوعًا قَطُّ إِلَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
• [1636] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو: سَألنَا ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَيَقَعُ الرَّجُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي الْعُمْرَةِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَقَالَ:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ (إِسْوَةٌ) حَسَنَةٌ}
(2)
قَالَ: وَسَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما فَقَال: لَا يَقْرَبُ
(3)
امْرَأَتَهُ حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"فَيَبْني".
(2)
[الأحزاب: 21].
(3)
"لا يَقرَبُ" كذا هو بفتح الراء وبباء مضمومة ومكسورة في نسخة عبد اللَّه بن سالم، وضبطه القسطلاني بضم الراء وكسر الباء.
* [1636][التحفة: خ م س ق 7352]
70 - بَابُ مَنْ لَمْ يَقْرَبِ الْكَعْبَةَ وَلَمْ يَطُفْ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى عَرَفَةَ وَيَرْجِعَ بَعْدَ الطَّوَافِ الْأَوَّلِ
• [1637] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ فَطَافَ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَمْ يَقْرَبِ الْكَعْبَةَ بَعْدَ طَوَافِهِ بِهَا حَتَّى رَجَعَ مِنْ عَرَفَةَ.
71 - بَابُ مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ خَارِجًا مِنَ الْمَسْجِدِ
وَصَلَّى عُمَرُ رضي الله عنه خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ.
• [1638] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ، عَنْ أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّاءَ الْغَسَّانِيُّ
(1)
، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ - وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَأَرَادَ الْخُرُوجَ، وَلَمْ تَكُنْ أُمُّ سَلَمَةَ طَافَتْ بِالْبَيْتِ، وَأَرَادَتِ الْخُرُوجَ - فَقَال لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا أُقِيمَتْ صَلَاةُ الصُّبْحِ فَطُوفِي عَلَى بَعِيرِكِ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ"، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ، فَلَمْ تُصَلِّ حَتَّى خَرَجَتْ.
* [1637][التحفة: خ 6367]
(1)
لأبي ذر: "العُشَانِيُّ". قال في "الفتح": قال ابن قرقول: رواه القابسي بمهملة ثم معجمة خفيفة، وهو وهم. ا هـ.
* [1638][التحفة: خ م د س ق 18262]
72 - بَابُ مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ خَلْفَ الْمَقَامِ
• [1639] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(1)
حَسَنَةٌ}
(2)
.
73 - بَابُ الطَّوَافِ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ.
وَطَافَ عُمَرُ بَعْدَ
(3)
الصُّبْحِ، فَرَكِبَ حَتَّى صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ
(4)
بِذِي طُوًى
(5)
.
• [1640] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ نَاسًا طَافُوا بِالْبَيْتِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ قَعَدُوا إِلَى الْمُذَكِّرِ
(6)
، حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامُوا يُصَلُّونَ،
(1)
كذا بالضبطين، والضم قراءة عاصم، والكسر قراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر لابن الجزري) (2/ 348).
(2)
[الأحزاب: 21].
* [1639][التحفة: خ م س ق 7352]
(3)
بعده لأبي الوقت عن المستملي: "صَلَاةِ".
(4)
في بعض الأصول: "ركعتين". ا هـ. من هامش الأصل.
(5)
كذا لأبي ذر.
بذي طوى: واد من أودية مكة، وهو اليوم في وسط عمرانها، ومن أحيائه العتيبة. (المعالم الأثيرة)(ص 176).
(6)
المذكر: اسم فاعل من التذكير، وهو الوعظ. (عمدة القاري)(9/ 272).
فَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: قَعَدُوا حَتَّى إِذَا كَانَتِ السَّاعَةُ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ قَامُوا يُصَلُّونَ!
• [1641] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عِنِ الصَّلَاةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ غُرُوبِهَا.
• [1642] حدثني الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، هُوَ: الزَّعْفَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ
(1)
بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما يَطُوفُ بَعْدَ الْفَجْرِ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
• [1643] قال عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَيُخْبِرُ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهَا إِلَّا صَلَّاهُمَا.
74 - بَابُ الْمَرِيضِ يَطُوفُ رَاكِبًا
• [1644] حدثني إِسْحَاقُ
(2)
الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ عَلَى بَعِيرٍ، كُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ أَشَارَ إِلَيهِ بِشَيْءٍ فِي يَدِهِ وَكَبَّرَ.
* [1640][التحفة: خ 16376]
* [1641][التحفة: خ 8484]
(1)
على أوله صح.
* [1642][التحفة: خ 16191]
* [1643][التحفة: خ 16191]
(2)
زاد في حاشية البقاعي: "ابنُ شَاهِينَ" ونسبه لنسخة.
* [1644][التحفة: خ ت س 6050]
• [1645] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(1)
أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالتْ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي، فَقَال:"طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ"، فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ، وَهُوَ يَقْرَأُ بِـ {الطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} [الطور: 1، 2].
75 - بَابُ سِقَايَةِ الْحَاجِّ
• [1646] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى؛ مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ
(2)
، فَأذِنَ لَهُ.
• [1647] حدثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ إِلَى السِّقَايَةِ فَاسْتَسْقَى، فَقَال الْعَبَّاسُ: يَا فَضْلُ، اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ، فَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَرَابٍ مِنْ عِنْدِهَا، فَقَال:"اسْقِنِي"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أَيدِيَهُمْ فِيهِ، قَالَ:"اسْقِنِي"، فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ وَهُمْ يَسْقُونَ وَيَعْمَلُونَ فِيهَا، فَقَال: "اعْمَلُوا؛ فَإِنَّكمْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
* [1645][التحفة: خ م د س ق 18262]
(2)
سقايته: السقاية: ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب المنبوذ في الماء، وكان يليها العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقي).
* [1646][التحفة: خ 7802]
عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ"، ثُمَّ قَالَ: "لوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا لَنَزَلْتُ حَتَّى أَضَعَ الْحَبْلَ عَلَى هَذِهِ"، يَعْنِي: عَاتِقَهُ، وَأَشَارَ إِلَى عَاتِقِهِ.
76 - بَابُ مَا جَاءَ فِي زَمْزَمَ
• [1648] وَقال عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فُرِجَ سَقْفِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِيءٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ
(1)
، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فعَرَجَ
(2)
إِلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ
(3)
جِبْريلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا: افْتَحْ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ".
• [1649] حدثنا مُحَمَّدٌ، هُوَ: ابْنُ سَلَامٍ
(4)
، أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما حَدَّثَهُ قَالَ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ زَمْزَمَ فَشَرِبَ وَهْوَ قَائِمٌ.
قَالَ عَاصِمٌ: فَحَلَفَ عِكْرِمَةُ: مَا كَانَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا عَلَى بَعِيرٍ.
* [1647][التحفة: خ 6057]
(1)
على أوله صح.
(2)
فعرج: فصعد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرج).
(3)
لأبي الوقت: "فقال".
* [1648][التحفة: خ م س 11901]
(4)
"سَلَّام" بالتشديد لأبي ذر حيث وقع. ا هـ. قسطلاني.
* [1649][التحفة: خ م ت س ق 5767]
77 - بَابُ طَوَافِ الْقَارِنِ
• [1650] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَأَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ قَالَ: "مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهِلَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، ثُمَّ لَا يَحِلُّ
(1)
حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا"، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ، فَلَمَّا قَضَيْنَا حَجَّنَا أَرْسَلَنِي مَعَ عَبْدِ الرحْمَنِ إِلَى التنْعِيمِ فَاعْتَمَرْتُ، فَقَال صلى الله عليه وسلم: "هَذِهِ مَكَانَ عُمْرَتِكِ"، فَطَافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا آخَرَ بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى، وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
(2)
طَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا.
• [1651] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما دَخَلَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَظَهْرُهُ فِي الدَّارِ، فَقَال: إِنِّي لَا آمَنُ
(3)
أَنْ يَكُونَ الْعَامَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ، فَيصُدُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ، فَلَوْ أَقَمْتَ؟ فَقَال: قَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَالَ كُفارُ قُرَيشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَإنْ حِيلَ
(4)
بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَفْعَلْ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ (إسْوَةٌ) حَسَنَةٌ}
(5)
، ثُمَّ قَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ مَعَ عُمْرَتِي حَجًّا، قَالَ: ثُمَّ قَدِمَ فَطَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا.
(1)
على آخره صح، ولأبي ذر وعليه صح:"يَحِلَّ".
(2)
بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "فَإنَّما".
* [1650][التحفة: خ م د س 16591]
(3)
للمستملي: "لا إيمَنُ"، هذه من "الفتح".
(4)
للكشميهني: "يُحَلْ".
(5)
[الأحزاب: 21].
* [1651][التحفة: خ م س 7523]
• [1652] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَرَادَ الْحَجَّ عَامَ نَزَلَ الْحَجَّاجُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ كَائِنٌ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ، وَإِنَّا نَخَافُ أنْ يَصُدُّوكَ، فَقَالَ:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ (إسْوَةٌ) حَسَنَةٌ}
(1)
إِذَنْ أَصْنَعَ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَة، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِظَاهِرِ الْبَيْدَاءِ قَالَ: مَا شَأْنُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ إِلَّا وَاحِدٌ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجًّا مَعَ عُمْرَتِي، وَأَهْدَى هَدْيًا اشْتَرَاهُ بِقُدَيْدٍ
(2)
، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمْ يَنْحَرْ، وَلَمْ يَحِلَّ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ، وَلَمْ يَحْلِقْ، وَلَمْ يُقَصِّرْ، حَتَّى كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ، فَنَحَرَ وَحَلَقَ، وَرَأَى أَنْ قَدْ قَضى طَوَافَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ بِطَوَافِهِ الْأَوَّلِ، وَقال ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: كَذَلِكَ فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
78 - بَابُ الطَّوَافِ عَلَى وُضُوءٍ
• [1653] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ الْقُرَشِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَال: قَدْ حَجَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ رضي الله عنها أَنَّهُ أَوَّلُ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ حِينَ قَدِمَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً
(3)
، ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ عُمَرُ رضي الله عنه مِثْلُ
(1)
[الأحزاب: 21].
(2)
بقديد: واد فحل من أودية الحجاز التهامية، يقطعه الطريق من مكة إلى المدينة على نحو (120) كيلو مترا. (انظر: العالم الأثيرة) (ص 222).
* [1652][التحفة: خ م س 8279]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "عُمْرَةٌ".
ذَلِكَ، ثُمَّ حَجَّ عُثْمَانُ رضي الله عنه، فَرَأَيْتُهُ أَوَّلُ
(1)
شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةٌ
(2)
، ثُمَّ مُعَاويَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَ أَبِي الزُّبَيرِ
(3)
بْنِ الْعَوَّامِ
(4)
، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةٌ
(5)
، ثُمَّ رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ
(6)
عُمْرَةٌ
(7)
، ثُمَّ آخِرُ مَنْ رَأَيتُ فَعَلَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ، ثُمَّ لَمْ يَنْقُضْهَا عُمْرَةً، وَهَذَا ابْنُ عُمَرَ عِنْدَهُمْ فَلَا يَسْأَلُونَهُ، وَلَا أَحَدٌ مِمَّنْ مَضَى مَا كَانُوا يَبْدَءُونَ بِشَيْءٍ حَتَّى يَضَعُوا
(8)
أَقْدَامَهُمْ مِنَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ لَا يَحِلُّونَ، وَقَدْ رَأَيتُ أُمِّي وَخَالتِي حِينَ تَقْدَمَانِ
(9)
لَا تَبْتَدِئَانِ
(9)
بِشَيْءٍ أَوَّلَ مِنَ الْبَيْتِ تَطُوفَانِ بِهِ، ثُمَّ
(10)
لَا تَحِلَّانِ
(11)
. وَقَدْ أَخْبَرَتْنِي أُمِّي: أَنَّهَا أَهَلَّتْ هِيَ، وَأُخْتُهَا، وَالزُّبَيْرُ، وَفُلَانٌ، وَفُلَانٌ، بِعُمْرَةٍ، فَلَمَّا مَسَحُوا الرُّكْنَ حَلُّوا.
(1)
على آخره صح.
(2)
على آخره صح. ولأبي ذر، وعليه صح:"عُمْرَةً".
(3)
قوله: "مع أبي الزبيرِ" كذا للحموي والمستملي. وللكشميهني: "مع ابن الزبير"، قال القسطلاني: قال عياض: وهذه الرواية تصحيف. ا هـ.
(4)
قوله: "بن العوام" رقم عليه بعلامة السقوط (لا إلى) ولم يرمز له برمز.
(5)
لأبي ذر: "عُمْرَةً".
(6)
قوله: "لم تكن" لأبي ذر وعليه صح: "لا تكونُ".
(7)
لأبي ذر، وعليه صح:"عُمْرَةً".
(8)
قوله: "حتى يضعوا" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حِينَ يَضَعُونَ".
(9)
على أوله صح.
(10)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "إنهما".
(11)
رسم أوله بالتاء الفوقية، والياء التحتية معًا.
* [1653][التحفة: خ م 16390]
79 - بَابُ وُجُوبِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَجُعِلَ
(1)
مِنْ شَعَائِرِ اللهِ
• [1654] حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ عُرْوَةُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ لَهَا: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ
(2)
اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ
(3)
عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}
(4)
فَوَاللَّهِ، مَا عَلَى أَحَدٍ جُنَاحٌ
(5)
أَنْ لَا يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ قَالتْ: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي، إِنَّ هَذِهِ لَوْ كَانَتْ كَمَا أَوَّلْتَهَا عَلَيْهِ، كَانَتْ: لَا جُنَاحَ عَلَيهِ أَنْ لَا يَتَطَوَّفَ بِهِمَا، وَلكنَّهَا أُنْزِلَتْ فِي الْأَنْصَارِ، كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ
(6)
لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا عِنْدَ الْمُشَلَّلِ، فَكَانَ مَنْ أَهَلَّ يَتَحَرَّجُ أَنْ يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالْمَروَةِ، فَلَمَّا أَسْلَمُوا
(7)
سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نَتَحَرَّجُ أَنْ نَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا
(8)
وَالْمَروة، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الْآيَةَ، قَالتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: وَقَدْ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الطَّوَافَ بَيْنَهُمَا، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتْرُكَ الطَّوَافَ بَينَهُمَا، ثُمَّ أَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
في بعض الأصول: "وجُعِلا". ا هـ. من هامش الأصل.
(2)
شعائر: شعائر الحج: آثاره وعلاماته، جمع شعيرة. وقيل: هو كل ما كان من أعماله كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعر).
(3)
جناح: إثم وحرج، مشتق من جنح: إذا مال عن القصد. (انظر: التفسير الوسيط)(1/ 320).
(4)
[البقرة: 158].
(5)
جُناحَ: هو الإثم، أصله من جنح إذا مال. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن) (ص: 98).
(6)
يهلون: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلل).
(7)
ليس عند أبي ذر.
(8)
قوله: "بين الصفا" لأبي ذر وعليه صح: "بالصَّفَا".
فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَعِلْمٌ
(1)
مَا كُنْتُ سَمِعْتُهُ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَذْكُرُونَ أَنَّ النَّاسَ - إِلَّا مَنْ ذَكَرَتْ عَائِشَةُ مِمَّنْ كَانَ يُهِلُّ بِمَنَاةَ - كَانُوا يَطُوفُونَ كُلُّهُمْ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ فِي الْقُرْآنِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا نَطُوفُ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وإنَّ
(2)
اللَّهَ أَنْزَلَ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ، فَلَمْ يَذْكُرِ الصَّفَا، فَهَلْ عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ أَنْ نَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الْآيَةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَسْمَعُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي الْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا
(3)
: فِي الَّذِينَ كَانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطوفُوا بِالْجَاهِلِيَّةِ
(4)
بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَالَّذِينَ يَطوفُونَ ثُمَّ تَحَرَّجُوا أَنْ يَطُوفُوا بِهِمَا فِي الْإِسْلَامِ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ بِالطوَافِ بِالْبَيْتِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّفَا حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ بَعْدَمَا ذَكَرَ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ
(5)
.
80 - بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: السَّعْيُ مِنْ دَارِ بَنِي عَبَّادٍ إِلَى زُقَاقِ بَنِي أَبِي
(6)
حُسَيْنٍ.
• [1655] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
قوله: "إن هذا لعلمٌ" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إنَّ هذا الْعِلْمَ".
(2)
لأبي الوقت: "فإنَّ".
(3)
وقع في أصول: "كلاهما" بالألف. ا هـ. من هامش الأصل.
(4)
"بالجاهلية" كذا في اليونينية والفرع، وفي نسخ:"في الجاهلية". ا هـ. من هامش الأصل.
(5)
قوله: "حتى ذكر ذلك بعدما ذكر الطواف بالبيت" للمستملي: "حتى ذكر بعد ذلك ما ذكر الطواف بالبيت".
* [1654][التحفة: خ س 16471]
(6)
قوله: "بني أبي" لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "ابنِ أبي".
بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَافَ الطَّوَافَ الْأَوَّلَ خَبَّ
(1)
ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا، وَكَانَ يَسْعَى بَطْنَ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: أَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَمْشِي إِذَا بَلَغَ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ يُزَاحَمَ عَلَى الرُّكْنِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ لَا يَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَلِمَهُ.
• [1656] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنه
(2)
عَنْ رَجُلٍ طَافَ بِالْبَيْتِ فِي عُمْرَةٍ، وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، أَيَأْتِي امْرَأَتَهُ؟ فَقَال
(3)
: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، فَطَافَ
(4)
بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا، {لَقَدْ
(5)
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ (إسْوَةٌ) حَسَنَةٌ}
(6)
وَسَألْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما فَقَال: لَا يَقْرَبَنَّهَا حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
• [1657] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ تَلَا:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} .
(1)
خب: الخَبَب: ضَرْبٌ من العَدْو. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبب).
* [1655][التحفة: خ 8082]
(2)
"عنه" كذا بالإفراد في اليونينية والفرع. ا هـ. من هامش الأصل.
(3)
لأبي الوقت: "قال".
(4)
لأبي الوقت: "وطاف".
(5)
لأبي الوقت: "وقد".
(6)
[الأحزاب: 21].
* [1656][التحفة: خ م س ق 7352]
* [1657][التحفة: خ م س ق 7352]
• [1658] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ قَالَ
(1)
: نَعَمْ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ مِنْ شَعَائِرِ الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}
(2)
.
• [1659] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو
(3)
، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنمَا سَعَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؛ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ.
زَادَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، سَمِعْتُ عَطَاءً، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ.
81 - بَابٌ تَقْضِي الْحَائِضُ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ وَإِذَا سَعَى عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
• [1660] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالتْ: قَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ، وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ، وَلَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، قَالتْ: فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(4)
: "افْعَلِي كَمَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ، غَيرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي".
(1)
لأبي الوقت: "فقال".
(2)
[البقرة: 158].
* [1658][التحفة: خ م ت س 929]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "عمرو بن دينار".
* [1659][التحفة: خ م س 5943]
(4)
في أصول كثيرة: "فقال". ا هـ. من هامش الأصل.
* [1660][التحفة: خ 17520]
• [1661] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ. قَالَ: وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هُوَ وَأَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ، وَلَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ هَدْيٌ غَيْرَ
(1)
النَّبِي صلى الله عليه وسلم وطَلْحَةَ، وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ وَمَعَهُ هَدْيٌ، فَقَال: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً وَيَطُوفُوا، ثُمَّ يُقَصِّرُوا، وَيَحِلُّوا إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ، فَقَالُوا
(2)
: نَنْطَلِقُ إِلَى مِنًى وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ؟! فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: "لو اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرتُ مَا أَهْدَيْتُ، وَلَوْلَا أَنَّ
(3)
مَعِي الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ"، وَحَاضَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها، فَنَسَكَتِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، غَيرَ أَنَّهَا لَمْ تَطُفْ بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا طَهُرَتْ طَافَتْ بِالْبَيْتِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَنْطَلِقُونَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَنْطَلِقُ بِحَجٍّ؟ فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا إِلَى التَّنْعِيمِ، فَاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الْحَجِّ.
• [1662] حدثنا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ قَالتْ: كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا
(4)
أَنْ يَخْرُجْنَ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ، فَحَدَّثَتْ أَنَّ أُخْتَهَا كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَيْ عَشرَةَ غزوَةً، وَ
(5)
كَانَتْ أُخْتِي مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَوَاتٍ،
(1)
لأبي ذر: "غَيْرِ".
(2)
لأبي الوقت: "قالوا".
(3)
ليس عند أبي الوقت.
* [1661][التحفة: خ د 2405]
(4)
عواتقنا: جمع عاتِق، وهي الشابَّة أولَ ما تُدْرِك. وقيل: هي التي لم تَبِنْ من والديها ولم تُزَوَّج، وقد أدركتْ وشَبَّتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتق).
(5)
رقم عليه لابن عساكر.
قَالَتْ: كُنَّا نُدَاوي الْكَلْمَى
(1)
، وَنَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى، فَسَأَلَتْ أُخْتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالتْ: هَلْ عَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لَا تَخْرُجَ؟ قَالَ: "لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا، وَلْتَشْهَدِ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ"، فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها سَأَلْنَهَا
(2)
، أَوْ قَالتْ
(3)
: سَأَلْنَاهَا، فَقَالتْ
(4)
: وَكَانَتْ لَا تَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
إِلَّا قَالتْ: بِأَبِي
(6)
، فَقُلْنَا
(7)
: أَسَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالتْ: نَعَمْ بِأَبِي
(8)
، فَقَال
(9)
: "لِتَخْرُجِ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ
(10)
الْخُدُورِ
(11)
- أَوِ: الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ -
(12)
وَالْحُيَّضُ، فَيَشْهَدْنَ
(13)
الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى". فَقُلْتُ: الْحَائضُ
(14)
؟ فَقَالتْ: أَوَلَيسَ تَشْهَدُ عَرَفَةَ؟ وَتَشْهَدُ كَذَا وَتَشْهَدُ كَذَا؟
(1)
الكلمى: الجرحى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلم).
(2)
كذا لأبي ذر وعليه صح. وعند أبي الوقت: "سَأَلْتُها" هذه من غير اليونينية.
(3)
قوله: "أو قالت" لأبي ذر وعليه صح: "أو قال".
(4)
لأبي الوقت: "قالت".
(5)
بعده لأبي ذر، وأبي الوقت:"أبَدًا".
(6)
للكشميهني: "بِأبَا"، وللمستملي:"بِيَبَا".
(7)
لأبي الوقت: "قُلْنا"، وعزاها القسطلاني إلى أبي ذر.
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "بِيَبَا".
(9)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "وذوات".
(11)
الخدور: الخدر: ناحية في البيت يُترك عليها ستر فتكون فيه الجارية البكر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خدر).
(12)
قوله: "أو العواتق وذوات الخدور" ليس عند أبي ذر.
(13)
لأبي ذر وعليه صح: "وَلْيَشْهَدْنَ".
(14)
قال القسطلاني: بمد الهمزة، وليس في اليونينية مد على الهمزة. ا هـ.
* [1626][التحفة: خ س 18118]
82 - بَابُ الْإِهْلَالِ مِنَ الْبَطْحَاءِ وَغَيْرِهَا لِلْمَكِّيِّ وَلِلْحَاجِّ إِذَا خَرَجَ إِلى مِنًى
وَسُئِلَ عَطَاءٌ عَنِ الْمُجَاورِ يُلَبِّي
(1)
بِالْحَجِّ؟ قَالَ
(2)
: وَكَانَ
(3)
ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُلَبِّي يَوْمَ التَّرْوِيَةِ إِذَا صَلَّى الظُّهْرَ، وَاسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: قَدِمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَحْلَلْنَا حَتَّى يَوْمِ
(4)
التَّرْوِيَةِ، وَجَعَلنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ لبَّيْنَا بِالْحَجِّ.
وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَهْلَلْنَا مِنَ الْبَطْحَاءِ.
وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ جُرَيْجٍ لابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: رَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ، وَلَمْ تُهِلَّ أَنْتَ حَتَّى يَوْمَ
(5)
التَّرْوِيَةِ؟ فَقَال: لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ.
83 - بَابٌ أَيْنَ يُصَلِّي الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؟
• [1663] حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أيُلَبِّي".
(2)
لأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح:"فقال".
(3)
لابن عساكر: "فكان"، ولأبي ذر وعليه صح:"كان".
(4)
على آخره صح.
(5)
على آخره صح، ولأبي ذر:"يَوْمِ". قال القسطلاني: "يوم" بالحركات الثلاث، والجر رواية أبي ذر. ا هـ. كتبه مصححه.
عَقَلْتَهُ عَنِ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: أَيْنَ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ يَوْمَ التَّرْويَةِ؟ قَالَ: بِمِنًى، قُلْتُ: فَأَيْنَ صَلَّى الْعَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟ قَالَ: بِالْأَبْطَحِ، ثُمَّ قَالَ: افْعَلْ كَمَا يَفْعَلُ أُمَرَاؤُكَ.
• [1664] حدثنا عَلِيٌّ، سَمِعَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ: لَقِيتُ أَنَسًا، وحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى مِنًى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، فَلَقِيتُ أَنَسًا رضي الله عنه ذَاهِبًا
(2)
عَلَى حِمَارٍ، فَقُلْتُ: أَيْنَ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْيَوْمَ الظُّهْرَ؟ فَقَال: انْظُرْ حَيْثُ يُصَلِّي أُمَرَاؤُكَ فَصَلِّ.
84 - بَابُ الصَّلَاةِ بِمِنًى
• [1665] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ.
• [1666] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَكْثَرُ مَا كُنَّا قَطُّ وآمَنُهُ - بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ.
(1)
وقع بدلًا منه: "رسول اللَّه" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
* [1633][التحفة: خ م د ت س 988]
(2)
للكشميهني: "راكِبًا".
* [1664][التحفة: خ م د ت س 988]
* [1665][التحفة: خ س 7307]
(3)
لأبي الوقت: "رسول اللَّه".
* [1666][التحفة: خ م د ت س 3284]
• [1667] حدثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رضي الله عنه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَفَرَّقَتْ بِكُمُ الطُّرُقُ، فَيَا لَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ
(1)
!
85 - بَابُ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ
• [1668] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(2)
، حَدَّثَنَا سَالِمٌ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ: شَكَّ النَّاسُ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثْتُ
(3)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بشَرَابٍ فَشَرِبَهُ.
86 - بَابُ التَّلْبِيَةِ وَالتَّكْبِيرِ إِذَا غَدَا مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ
• [1669] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَهُمَا غَادِيَانِ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ
(1)
قوله: "ركعتان متقبلتان" لأبي الوقت: "رَكْعَتَيْنِ مُتَقَبَّلَتَيْنِ".
* [1667][التحفة: خ م د س 9383]
(2)
قوله: "عن الزهري" سقط في أصول كثيرة صحيحة. ا هـ. من هامش الأصل، والصواب سقوطه كما في بعض الأصول. ا هـ. قسطلاني.
(3)
لأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح:"فَبَعَثَتْ".
* [1668][التحفة: خ م د 18054]
فِي هَذَا الْيَوْمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: كَانَ يُهِلُّ مِنَّا الْمُهِلُّ فَلَا يُنْكِرُ
(1)
عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ مِنَّا الْمُكَبِّرُ فَلَا يُنْكِرُ عَلَيْهِ.
87 - بَابُ التَّهْجِيرِ بِالرَّوَاحِ يَوْمَ عَرَفَةَ
• [1670] حدثنا عَبدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْحَجَّاجِ: أَنْ لَا يُخَالِفَ ابْنَ عُمَرَ فِي الْحَجِّ، فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنه
(2)
وَأَنَا مَعَهُ يَوْمَ عَرَفَةَ حِينَ زَالتِ الشَّمْسُ، فَصَاحَ عِنْدَ سُرَادِقِ الْحَجَّاجِ، فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: الرَّوَاحَ
(3)
إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ، قَالَ: هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنْظِرْنِي
(4)
حَتَّى أُفِيضَ عَلَى رَأْسِي ثُمَّ أَخْرُجُ، فَنَزَلَ حَتَّى خَرَجَ الْحَجَّاجُ، فَسَارَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي، فَقُلْتُ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ فَاقْصُرِ الْخُطْبَةَ وَعَجِّلِ الْوُقُوفَ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: صَدَقَ.
(1)
"يُنْكِرُ" كسر كاف "ينكر" في الموضعين من اليونينية، قال ابن حجر: هو بالبناء للمجهول، وكذلك سبق ضبطه في العيدين. ا هـ.
* [1669][التحفة: خ م س ق 1452]
(2)
"عنه" بإفراد الضمير في اليونينية. ا هـ. من هامش الأصل.
(3)
الرواح: الذهاب سواء كان أول النهار أو آخره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روح).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَانْظُرْنِي".
* [1670][التحفة: خ س 6916]
88 - بَابُ الْوُقُوفِ عَلَى الدَّابَّةِ بِعَرَفَةَ
• [1671] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُمَيرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، أَنَّ نَاسًا اخْتَلَفُوا عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصَائِمٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ.
89 - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِعَرَفَةَ
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ مَعَ الْإِمَامِ جَمَعَ بَينَهُمَا.
• [1672] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ عَامَ نَزَلَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما سَأَلَ عَبْدَ اللهِ رضي الله عنه: كَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْمَوْقِفِ يَوْمَ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ سَالِمٌ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ فَهَجِّرْ بِالصَّلَاةِ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: صَدَقَ؛ إِنَّهُمْ كَانُوا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي السُّنَّةِ، فَقُلْتُ لِسَالِمٍ: أَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ سَالِمٌ: وَهَلْ تَتَّبِعُونَ فِي ذَلِكَ
(1)
إِلَّا سُنَّتَهُ؟!
* [1671][التحفة: خ م د 18054]
(1)
قوله: "تتبعون في ذلك" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَبْتَغُونَ بذلك". وفي القسطلاني: أن رواية الحموي والمستملي: "تبتغون" بفوقيتين بينهما موحدة وبعدهما غين معجمة. ثم نقل الحافظ ابن حجر ما يخالف ذلك فانظره. كتبه مصححه.
* [1672][التحفة: خ س 6916]
90 - بَابُ قَصْرِ الْخُطْبَةِ بِعَرَفَةَ
• [1673] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَخْبَرَنَا
(1)
مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَروَانَ كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ: أَنْ يَأْتَمَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي الْحَجِّ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ جَاءَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما وَأَنَا مَعَهُ حِينَ زَاغَتِ
(2)
الشَّمْسُ أَوْ زَالتْ، فَصَاحَ عِنْدَ فُسْطَاطِهِ: أَينَ هَذَا؟ فَخَرَجَ إِلَيهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: الرَّوَاحَ، فَقَالَ: الْآنَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْظِرْنِي
(3)
أُفِيضُ
(4)
عَلَيَّ مَاءً، فَنَزَلَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما حَتَّى خَرَجَ فَسَارَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي، فَقُلْتُ: إِنْ
(5)
كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُصِيبَ السُّنَّةَ الْيَوْمَ فَاقْصُرِ الْخُطْبَةَ، وَعَجِّلِ الْوُقُوفَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: صَدَقَ.
91 - بَابُ التَّعْجِيلِ إِلَى الْمَوْقِفِ
(6)
92 - بَابُ الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ
• [1674] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: كُنْتُ أَطْلُبُ بَعِيرًا لِي. وحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
(1)
رقم عليه بعلامة السقوط عند ابن عساكر، وأبي ذر. كذا علامة السقوط لأبي ذر، وابن عساكر في اليونينية وليس بهامشها شيء، ولعل روايتهما:"حدثنا" بدل "أخبرنا" كما في بعض النسخ. ا هـ. من هامش الأصل.
(2)
زاغت: من الزيغ: وهو الميل. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 314).
(3)
أنظرني: أمهلني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نظر).
(4)
للكشميهني: "أُفِضْ".
(5)
لأبي الوقت، والحموي:"لَوْ".
* [1673][التحفة: خ س 6916]
(6)
هذه الترجمة ليست عند أبي ذر، وابن عساكر، والقابسي.
عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ جُبَيْرٍ
(1)
، عَن أَبِيهِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ قَالَ: أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لي
(2)
، فَذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَاقِفًا بِعَرَفَةَ، فَقُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ مِنَ الْحُمْسِ، فَمَا شَأْنُهُ هَا هُنَا؟!
• [1675] حدثنا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ عُرْوَةُ: كَانَ النَّاسُ يَطُوفُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عُرَاةً إِلَّا الْحُمْسَ
(3)
- وَالْحُمْسُ قُرَيْشٌ وَمَا وَلَدَتْ - وَكَانَتِ الْحُمْسُ يَحْتَسِبُونَ عَلَى النَّاسِ، يُعْطِي الرَّجُلُ الرَّجُلَ الثِّيَابَ يَطُوفُ فِيهَا، وَتُعْطِي الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ الثِّيَابَ تَطُوفُ فِيهَا، فَمَنْ لَمْ يُعْطِهِ الْحُمْسُ طَافَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانًا، وَكَانَ يُفِيضُ
(4)
جَمَاعَةُ النَّاسِ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَيُفِيضُ الْحُمْسُ مِنْ جَمْعٍ. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي الْحُمْسِ {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}
(5)
، قَالَ
(6)
: كَانُوا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ، فَدُفِعُوا
(7)
إِلَى عَرَفَاتٍ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "جبير بن مطعم".
(2)
ليس عند أبي الوقت، وابن عساكر.
* [1674][التحفة: خ م س 3193]
(3)
الحمس: جمع الأحمس، وهم: قريش، ومن ولدت قريش، وكنانة، وجديلة قيس، سموا حمسا؛ لأنهم تحمسوا في دينهم، أي: تشددوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمس).
(4)
يفيض: الإفاضة: الزَّحْفُ والدَّفْع في السَّير بكثرة ولا يكون إلا عن تَفَرُّق وجَمْع، ومنه إفاضة الناس من عرفات إلى منى، ومنه طواف الإفاضة يوم النحر يفيض من منى إلى مكة فيطوف ثم يرجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيض).
(5)
[البقرة: 199].
(6)
عليه صح، ولابن عساكر:"قالت".
(7)
عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"فَرُفِعُوا".
* [1675][التحفة: خ 17111]
93 - بَابُ السَّيْرِ إِذَا دَفعَ مِنْ عَرَفَةَ
• [1676] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أنَّهُ قَالَ: سُئِلَ أُسَامَةُ - وَأَنَا جَالِسٌ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ حِينَ دَفَعَ
(1)
؟ قَالَ: كَانَ
(2)
يَسِيرُ الْعَنَقَ
(3)
، فَإذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ
(4)
.
قَالَ هِشَامٌ: وَالنصُّ فَوْقَ الْعَنَقِ. فَجْوَةٌ
(5)
: مُتَّسَعٌ، وَالْجَمِيعُ فَجَوَاتٌ، وَفِجَاءٌ، وَكَذَلِكَ رَكْوَةٌ
(6)
وَرِكَاءٌ. مَنَاصٌ: لَيْسَ حِينَ فِرَارٍ
(7)
.
94 - بَابُ النُّزُولِ بَيْنَ عَرَفَةَ وَجَمْعٍ
• [1677] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
دفع: ابتدأ السير ودفع نفسه ونحاها، أو دفع ناقته وحملها على السير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دفع).
(2)
لأبي الوقت: "فكان".
(3)
العنق: سير سهل سريع، ليس بالشديد. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 92).
(4)
نص: النَّصُّ: ضَرْبٌ من السير سريعٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصص).
(5)
كذا لأبي ذر وعليه صح، وقبله لأبي ذر عن المستملي:"قال أبو عبد اللَّه".
(6)
ركوة: هي إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ركا).
(7)
من قوله: "وكذلك ركوة" إلى هنا ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
* [1676][التحفة: خ م د س ق 104]
حَيْثُ
(1)
أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ مَالَ إِلَى الشِّعْبِ
(2)
فَقَضَى حَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُصَلِّي؟ فَقَالَ:"الصَّلَاةُ أَمَامَكَ".
• [1678] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، غَيرَ أَنَّهُ يَمُرُّ بِالشِّعْبِ الَّذِي أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَدْخُلُ فَيَنْتَفِضُ وَيَتَوَضَّأُ، وَلَا يُصَلِّي حَتَّى يُصَلِّيَ بِجَمْعٍ.
• [1679] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ قَالَ: رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَاتٍ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشِّعْبَ الْأَيْسَرَ - الَّذِي دُونَ الْمُزْدَلِفَةِ - أَنَاخَ فَبَال، ثُمَّ جَاءَ فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ الْوَضُوءَ تَوَضَّأَ
(3)
وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقُلْتُ: الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: "الصَّلَاةُ أَمَامَكَ". فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَصلَّى، ثُمَّ رَدِفَ الْفَضْلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ جَمْعٍ.
• [1680] قال كُرَيْبٌ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ الْفَضْلِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى بَلَغَ الْجَمْرَةَ.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "حِينَ".
(2)
الشعب: هو ما انفرج بين جبلين. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).
* [1677][التحفة: خ م د س 115]
* [1678][التحفة: خ 7621]
(3)
"فَتَوَضَّأ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر، والقابسي.
* [1679][التحفة: خ م 11055]
* [1680][التحفة: خ م د س 115 - خ م 11055]
95 - بَابُ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالسَّكِينَةِ عِنْدَ الْإِفَاضَةِ وَإِشَارَتِهِ إِلَيْهِمْ بِالسَّوْطِ
• [1681] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى وَالِبَةَ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ دَفَعَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَاءَهُ زَجْرًا شَدِيدًا وَضَرْبًا وَصَوْتًا
(1)
لِلْإِبِلِ، فَأَشَارَ بِسَوْطِهِ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ؛ فإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِالْإِيضَاعِ
(2)
". أَوْضَعُوا: أَسْرَعُوا {خِلَالَكُمْ}
(3)
مِنَ التَّخَلُّلِ بَيْنَكُمْ {وَفَجَّرْنَا خلالَهُمَا}
(4)
: بَيْنَهُمَا
(5)
.
96 - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِالْمُزْدَلِفَةِ
• [1682] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، فَنَزَلَ الشِّعْبَ فَبَال
(6)
، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبغِ
(7)
الْوُضُوءَ، فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلَاةُ؟ فَقَالَ: "الصَّلَاةُ أَمَامَكَ". فَجَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ فَتَوَضَّأَ فَأسْبَغَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ
(1)
ليس عند أبي الوقت.
(2)
بالإيضاع: بالإسراع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وضع).
(3)
[التوبة: 47].
(4)
[الكهف: 33].
(5)
من قوله: "خلالكم
…
بَيْنَهُمَا" عليه سقط بلا رمز.
* [1681][التحفة: خ 5593]
(6)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"بَالَ".
(7)
يسبغ: إسباغ الوضوء: إكماله وإتمامه والمبالغة فيه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 205).
الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِي مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا.
97 - بَابُ مَنْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا وَلَمْ يتَطَوَّعْ
• [1683] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ
(1)
الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، كُلُّ
(2)
وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِإقَامَةٍ، وَلَمْ يُسَبِّحْ
(3)
بَيْنَهُمَا، وَلَا عَلَى إِثْرِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا.
• [1684] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا (2) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِالْمُزْدَلِفَةِ.
98 - بَابُ مَنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا
• [1685] حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: حَجَّ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه، فَأَتَيْنَا الْمُزْدَلِفَةَ حِينَ الْأَذَانِ
* [1682][التحفة: خ م د س 115]
(1)
ليس عند أبي ذر.
(2)
عليه صح.
(3)
يسبح: التسبيح والسُّبْحَةُ: صلاة النافلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبح).
* [1683][التحفة: خ د س 6923]
* [1684][التحفة: خ م س ق 3465]
بِالْعَتَمَةِ
(1)
، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَ رَجُلًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ، وَصَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَعَا بِعَشَائِهِ فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَمَرَ - أُرَى - فَأَذَّنَ وَأَقَامَ - قَالَ عَمْرٌو: لَا أَعْلَمُ الشكَّ إِلَّا مِنْ زُهَيْرٍ - ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ
(2)
قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هُمَا صَلَاتَانِ تُحَوَّلَانِ
(3)
عَنْ وَقْتِهِمَا
(4)
: صَلَاةُ الْمَغْرِبِ بَعْدَمَا يَأْتِي النَّاسُ الْمُزْدَلِفَةَ، وَالْفَجْرُ
(5)
حِينَ يَبْزُغُ الْفَجْرُ. قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ.
99 - بَابُ مَنْ قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ بِلَيلٍ فَيَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَيَدْعُونَ وَيُقَدِّمُ إِذَا غَابَ الْقَمَرُ
• [1686] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ سَالِمٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ فَيَقِفُونَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ بِالْمُزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ، فَيَذْكُرُونَ اللَّهَ مَا بَدَا لَهُمْ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ
(6)
قَبْلَ أَنْ يَقِفَ
(1)
بالعتمة: عَتَمَة الليل: ظُلْمته. وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العَتَمَة، تسميةً بالوقت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتم).
(2)
قوله: "طلع الفجر" لابن عساكر، والمستملي، والكشميهني:"حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ". قال القسطلاني: أي لما كان حين طلوعه. ا هـ. كتبه مصححه.
(3)
رسم أوله بالتاء الفوقية، والياء التحتية معًا، وعليه صح.
(4)
للحموي: "وَقْتِهِا"، هذه من "الفتح".
(5)
عليه صح.
* [1685][التحفة: خ س 9390]
(6)
بعده لأبي الوقت: "مَا بَدَا لَهُمْ".
الْإِمَامُ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْفَعَ
(1)
، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ مِنًى لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإذَا قَدِمُوا رَمَوُا الْجَمْرَةَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: أَرْخَصَ فِي أُولَئِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
• [1687] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ.
• [1688] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ.
• [1689] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(3)
عَبْدُ اللَّهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّهَا نَزَلَتْ لَيلَةَ جَمْعٍ عِنْدَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَقَامَتْ تُصَلِّي، فَصَلَّتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالتْ: يَا بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ؟ قُلْتُ: لَا، فَصَلَّتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ
(4)
: هَلْ غَابَ الْقَمَرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالتْ: فَارْتَحِلُوا. فَارْتَحَلْنَا وَمَضَيْنَا
(5)
حَتَّى رَمَتِ الْجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَصَلَّتِ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا، فَقُلْتُ لَهَا: يَا هَنْتَاهْ،
(1)
يدفع: الدفع: ابتداء السير وحمل النفس أو الناقة على السير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دفع).
* [1686][التحفة: خ م 6992]
(2)
"النبيُّ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
* [1687][التحفة: خ ت 5997]
* [1688][التحفة: خ م د س 5864]
(3)
لأبي ذر، وابن عساكر، والقابسي:"حدثنا".
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "يَا بُنَيَّ".
(5)
لابن عساكر، وأبي ذر، وأبي الوقت:"فَمَضَيْنَا".
مَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ غَلَّسْنَا
(1)
! قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! أذِنَ لِلظُّعُنِ
(2)
.
• [1690] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّحْمَنِ، هُوَ: ابْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتِ: اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ليلَةَ جَمْعٍ - وَكَانَتْ ثَقِيلَةً ثَبْطَةً
(3)
- فَأَذِنَ لَهَا.
• [1691] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: نَزَلْنَا الْمُزْدَلِفَةَ، فَاسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَوْدَةُ أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَةِ
(4)
النَّاسِ - وَكَانَتِ امْرَأَةً بَطِيئَةً - فَأَذِنَ لَهَا، فَدَفَعَتْ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وَأَقَمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا نَحْنُ، ثُمَّ دَفَعْنَا بِدَفْعِهِ، فَلَأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ.
100 - بابُ مَنْ
(5)
يُصَلِّي الْفَجْرَ بِجَمْعٍ
• [1692] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ:
(1)
غلسنا: فعلنا ذلك آخر الليل حين يشتد سواده. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 134).
(2)
للظعن: النساء، واحدتها ظعينة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظعن).
* [1689][التحفة: خ م 15722]
(3)
لأبي ذر: "ثَبِطَةً".
ثبطة: ثقيلة بطيئة، تعيق عن تحقيق المراد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثبط).
* [1690][التحفة: خ م ق 17479]
(4)
حطمة: أن يزدحموا، ويدوس بعضهم بعضا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حطم).
* [1691][التحفة: خ م 17436]
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بَابٌ مَتَى".
حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةً بِغَيْرِ
(1)
مِيقَاتِهَا إِلَّا صَلَاتَيْنِ؛ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَصَلَّى الْفَجْرَ قَبْلَ مِيقَاتِهَا.
• [1693] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: خَرَجْنَا
(2)
مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه إِلَى مَكَّةَ، ثمَّ قَدِمْنَا جَمْعًا فَصَلَّى الصَّلَاتَيْنِ كُلَّ صَلَاةٍ وَحْدَهَا بِأَذَانٍ وإقَامَةٍ، وَالْعَشَاءُ
(3)
بَيْنَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، قَائِلٌ يَقُولُ: طَلَعَ الْفَجْرُ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: لَمْ يَطْلُعِ الْفَجْرُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ حُوِّلَتَا عَنْ وَقْتِهِمَا فِي هَذَا الْمَكَانِ: الْمَغْرِبَ
(4)
وَالْعِشَاءَ
(5)
؛ فَلَا يَقْدَمُ النَّاسُ جَمْعًا حَتَّى يُعْتِمُوا، وَصَلَاةَ
(6)
الْفَجْرِ هَذِهِ السَّاعَةَ". ثُمَّ وَقَفَ حَتَّى أَسْفَرَ
(7)
، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفَاضَ الْآنَ أَصَابَ السُّنَّةَ، فَمَا أَدْرِي أَقَوْلُهُ كَانَ أَسْرَعَ أَمْ دَفْعُ عُثْمَانَ رضي الله عنه! فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "لِغَيْرِ".
* [1692][التحفة: خ م د س 9384]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "خَرَجْتُ".
(3)
"والعَشَاءُ" كذا في اليونينية العين مفتوحة، وهو الصواب كما في القسطلاني.
(4)
عليه صح.
(5)
ليس عند ابن عساكر، والقابسي. ثبت لفظ:"والعشاء" في عدة من النسخ المعتمدة وعليه شرح الشراح، وسقط من بعض النسخ تبعًا لليونينية، وهو ساقط عند ابن عساكر كما في القسطلاني. كتبه مصححه.
(6)
لأبي ذر: "وَصَلَاةُ".
(7)
أسفر: أضاء الصبح وانتشر. (انظر: عمدة القاري)(8/ 183).
* [1693][التحفة: خ س 9390]
101 - بَابٌ مَتَى يُدْفَعُ
(1)
مِنْ جَمْعٍ
• [1694] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ
(2)
عَمْرَو بْنَ مَيمُونٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ عُمَرَ رضي الله عنه صَلَّى بِجَمْعٍ الصُّبْحَ، ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا لَا يُفِيضُونَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَيَقُولُونَ: أَشْرِقْ
(3)
ثَبِيرُ، وَأَنَّ
(4)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَالفَهُمْ، ثُمَّ أَفَاضَ قَبْلَ أن تَطْلُعَ الشَّمْسُ.
102 - بَابُ التَّلْبِيَةِ وَالتَّكْبِيرِ غَدَاةَ النَّحْرِ
(3)
حِينَ
(5)
يَرْمِي الْجَمْرَةَ وَالاِرْتِدَافِ فِي السَّيْرِ
• [1695] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ
(6)
صلى الله عليه وسلم أَرْدَفَ الْفَضْلَ، فَأَخْبَرَ الْفَضْلُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ.
• [1696 - 1697] حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "يَدْفَعُ".
(2)
في بعض الأصول: "قال سمعت". ا هـ من هامش الأصل.
(3)
عليه صح.
(4)
فتح الهمزة من الفرع، وقال القسطلاني: وفي بعض النسخ بكسرها. ا هـ من هامش الأصل.
* [1694][التحفة: خ د ت س ق 10616]
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "حَتَّى".
(6)
لأبي الوقت: "رسول اللَّه".
* [1695][التحفة: خ م د ت س 11050]
أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما كَانَ رِدْفَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ، ثُمَّ أَرْدَفَ الْفَضْلَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى. قَالَ: فَكِلَاهُمَا قَالا
(2)
: لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.
103 - بَابٌ {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ
(3)
لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}
(4)
• [1698] حدثنا
(5)
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا النَّضرُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أبُو جَمْرَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ المُتْعَةِ؛ فَأمَرَنِي بِهَا، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْهَدْيِ؛ فَقَالَ: فِيهَا جَزُورٌ
(6)
، أَوْ بَقَرَةٌ، أَوْ شَاةٌ، أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ. قَالَ: وَكَأَنَّ نَاسًا كَرِهُوهَا، فَنِمْتُ فَرَأَيتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ إِنْسَانًا
(7)
يُنَادِي: حَجٌّ مَبْرُورٌ، وَمُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، فَأَتَيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: اللَّهُ أكبَرُ، سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَقَالَ
(8)
آدَمُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَغُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ: عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه".
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قَالَ"، وعليه صح.
* [1696 - 1697][التحفة: خ 11049]
(3)
من قوله: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} إلى قوله: {الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} بدله لأبي ذر وعليه صح. ولأبي الوقت: "إلى قوله: {حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ".
(4)
[البقرة: 196].
(5)
لابن عساكر: "حدثني".
(6)
جزور: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).
(7)
لابن عساكر: "المُنَادِيَ".
(8)
ليس عند أبي ذر.
* [1698][التحفة: خ م 6527]
104 - بَابُ رُكُوبِ الْبُدْنِ
لِقَوْلِهِ: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا
(1)
مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}
(2)
.
قَالَ مُجَاهِدٌ: سُمِّيَتِ الْبُدْنَ لِبُدْنِهَا
(3)
، وَ
(4)
الْقَانِعُ: السَّائِلُ، وَالْمُعْتَرُّ: الَّذِي يَعْتَرُّ بِالْبُدْنِ مِنْ غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ، وَشَعَائِرُ
(5)
: اسْتِعْظَامُ الْبُدْنِ وَاسْتِحْسَانُهَا، وَالْعَتَيقُ: عِتْقُهُ مِنَ الْجَبَابِرَةِ.
وَ
(6)
يُقَالُ: وَجَبَتْ: سَقَطَتْ إِلَى الْأَرْضِ، وَمِنْهُ: وَجَبَتِ الشَّمْسُ.
• [1699] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ:"ارْكبْهَا"، فَقَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ! فَقَالَ: "ارْكبْهَا"، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ! قَالَ: "ارْكَبْهَا، وَيْلَكَ" فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الثَّانِيَةِ
(7)
.
(1)
من قوله: " {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا} إلى قوله: {وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} " بدله لأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح:"إلى قوله: {وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} ".
(2)
[الحج: 36، 37].
(3)
عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، وعليه صح:"لِبَدَنِها". ولأبي ذر عن الكشميهني: "لِبَدَانَتِها".
(4)
الواو ليست عند أبي الوقت.
(5)
كذا في اليونينية، وفي بعض النسخ:"وشعائر اللَّه". ا هـ. من هامش الأصل.
(6)
الواو ليست عند أبي الوقت، وابن عساكر.
(7)
قوله: "الثالثة أو في الثانية"، لأبي ذر:"الثانية أو في الثالثة".
* [1699][التحفة: خ م د س 13801]
• [1700] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ وَشُعْبَةُ، قَالا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ
(1)
: "ارْكَبْهَا"، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ:"ارْكَبْهَا"، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: "ارْكَبْهَا
(2)
" ثَلَاثًا.
105 - بَابُ مَنْ سَاقَ الْبُدْنَ مَعَهُ
• [1701] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: تَمَتَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، وَأَهْدَى فَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَبَدَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ، ثُمَّ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، فَتَمَتَّعَ النَّاسُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، فكَانَ مِنَ النَّاسِ مَنْ أَهْدَى، فَسَاقَ الْهَدْيَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُهْدِ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قَالَ لِلنَّاسِ: "مَنْ كانَ مِنْكُمْ أَهْدَى فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِشَيْءٍ
(3)
حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَهْدَى فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَلْيُقَصِّرْ
(4)
وَلْيَحْلِلْ، ثُمَّ لْيُهِلَّ بِالْحَجِّ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا فَلْيَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ، وَسَبْعَةً إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ". فَطَافَ حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ، وَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ أَوَّلَ شَيءٍ، ثُمَّ خَبَّ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ، وَمَشَى أَرْبَعًا
(5)
، فَرَكَعَ حِينَ قَضَى طَوَافَهُ بِالْبَيْتِ عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَانْصَرَفَ فَأَتَى الصَّفَا،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
(2)
قوله: "قَالَ إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ ارْكَبْهَا قَالَ إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ ارْكَبْهَا" ليس عند أبي ذر.
* [1700][التحفة: خ 1276]
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، والقابسي:"مِنْ شَيْءٍ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "ويُقَصِّرْ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أربعةً".
فَطَافَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعَةَ أَطْوَافٍ، ثُمَّ لَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى قَضَى حَجَّهُ وَنَحَرَ هَدْيَهُ يَوْمَ النَّحْرِ، وَأَفَاضَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ، وَفَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أَهْدَى وَسَاقَ الْهَدْيَ مِنَ النَّاسِ.
• [1702] وَعَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي تَمَتُّعِهِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ: فَتَمَتَّع النَّاسُ مَعَهُ، بِمِثْلِ الَّذِي أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم.
106 - بَابُ مَنِ اشْتَرَى الْهَدْيَ مِنَ الطَّرِيقِ
• [1703] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
(2)
بْنُ
(2)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهم لِأَبِيهِ: أَقِمْ، فَإنِّي لَا آمَنُهَا
(3)
أَنْ سَتُصَدُّ
(4)
عَنِ الْبَيْتِ، قَالَ: إِذَنْ أَفْعَلَ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ
(5)
قَالَ اللَّهُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(6)
حَسَنَةٌ}
(7)
فَأَنَا أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ
* [1701][التحفة: خ م د س 6878]
(1)
قوله: "رسول اللَّه" عليه صح. ولابن عساكر: "النبي".
* [1702][التحفة: خ م 16545]
(2)
عليه صح.
(3)
كذا للكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، وعليه صح، والقابسي، وابن عساكر:"إيمَنُهَا"، ورقم تحت الهمزة صح.
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "تُصَدَّ".
(5)
ليس عند أبي ذر.
(6)
كذا بالضبطين، والضم قراءة عاصم، والكسر قراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 348).
(7)
[الأحزاب: 21].
عَلَى نَفْسِي الْعُمْرَةَ، فَأهَلَّ بِالْعُمْرَةِ
(1)
، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْبَيْدَاءِ أَهَلَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَقَالَ: مَا شَأْنُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ إِلَّا وَاحِدٌ، ثُمَّ اشْتَرَى الْهَدْيَ مِنْ قُدَيْدٍ، ثُمَّ قَدِمَ فَطَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا، فَلَمْ يَحِلَّ حَتَّى حَلَّ
(2)
مِنْهُمَا جَمِيعًا.
107 - بَابُ مَنْ أَشْعَرَ وَقَلَّدَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ثُمَّ أَحْرَمَ
وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إِذَا أَهْدَى مِنَ الْمَدِينَةِ قَلَّدَهُ وَأَشْعَرَهُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، يَطْعُنُ فِي شِقِّ سَنَامِهِ الْأَيْمَنِ بِالشَّفْرَةِ، وَوَجْهُهَا قِبَلَ الْقِبْلَةِ بَارِكَةً.
• [1704 - 1705] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ، قَالا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(3)
مِنَ الْمَدِينَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْهَدْيَ وَأَشْعَرَ
(4)
وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ.
• [1706] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
(1)
بعده لأبي ذر: "مِنَ الدَّارِ".
(2)
كذا للمستملي والكشميهني. وللحموي: "أَحَلَّ".
* [1703][التحفة: خ م س 7523]
(3)
بعده لأبي الوقت، وأبي ذر عن الحموي والمستملي:"زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ". كذا خرج لهذه الزيادة في النسخ التي بأيدينا، وصنيع القسطلاني يقتضي أن هذه الزيادة بعد قوله:"من المدينة". ا هـ. مصححه.
(4)
أشعر: الإشعار: هو أن يشق أحد جنبي البدنة حتى يسيل دمها، ويجعل ذلك لها علامة تعرف بها أنها هَدْي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعر).
* [1704 - 1705][التحفة: خ د س 11250]
فَتَلْتُ قَلَائِدَ بُدْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَهَا وَأَشْعَرَهَا وَأَهْدَاهَا، فَمَا
(1)
حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَانَ أُحِلَّ لَهُ.
108 - بَابُ فَتْلِ الْقَلَائِدِ لِلْبُدْنِ وَالْبَقَرِ
• [1707] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها قَالتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا وَلَمْ تَحْلِلْ
(2)
أَنْتَ؟ قَالَ: "إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي وَقَلَّدْتُ هَدْيِي؛ فَلَا
(3)
أَحِلُّ حتَّى أَحِلَّ مِنَ الْحَجِّ".
• [1708] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا
(4)
ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ. وَعَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهْدِي مِنَ الْمَدِينَةِ فَأَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِهِ، ثُمَّ لَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُهُ
(5)
الْمُحْرِمُ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"وَمَا".
* [1706][التحفة: خ م د س ق 17433]
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"تَحِلَّ".
(3)
لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح:"ولا".
* [1707][التحفة: خ م د س ق 15800]
(4)
لأبي الوقت: "حدثني".
(5)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"يَجْتَنِبُ".
* [1708][التحفة: خ م د س ق 16582]
109 - بَابُ إِشْعَارِ الْبُدْنِ
وَقَالَ عُرْوَةُ، عَنِ الْمِسْوَرِ رضي الله عنه: قَلَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ.
• [1709] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَشْعَرَهَا وَقَلَّدَهَا أَوْ قَلَّدْتُهَا، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْبَيْتِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ، فَمَا حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَانَ لَهُ حِلٌّ
(1)
.
110 - بَابُ مَنْ قَلَّدَ الْقَلَائِدَ بِيَدِهِ
• [1710] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو
(2)
بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ زِيَادَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ كَتَبَ إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها: إِنَّ
(3)
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: مَنْ أَهْدَى هَدْيًا حَرُمَ عَلَيهِ مَا يَحْرُمُ عَلَى الْحَاجِّ حَتَّى يُنْحَرَ هَدْيُهُ. قَالتْ عَمْرَةُ: فَقَالتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: لَيْسَ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَا فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا مَعَ أَبِي، فَلَم يَحْرُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ أَحَلَّهُ اللَّهُ
(5)
حَتَّى نُحِرَ الْهَدْيُ.
(1)
عليه صح.
* [1709][التحفة: خ م د س ق 17433]
(2)
قوله: "بن عمرو" ليس عند أبي ذر.
(3)
"إنَّ" كذا في اليونينية بكسر الهمزة، وفي بعض الأصول بفتحها. ا هـ. من هامش الأصل.
(4)
قوله: "رسول اللَّه" لابن عساكر: "النبي".
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"لَهُ".
* [1710][التحفة: خ م س 17899]
111 - بَابُ تَقْلِيدِ الْغَنَمِ
• [1711] حدثنا أَبُو نُعَيمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: أَهْدَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً غَنَمًا.
• [1712] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ الْقَلَائِدَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيُقَلِّدُ الْغَنَمَ وَيُقِيمُ فِي أَهلِهِ حَلَالًا.
• [1713] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ. وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَن مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ الْغَنَمِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَبْعَثُ بِهَا، ثُمَّ يَمْكُثُ حَلَالًا.
• [1714] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: فَتَلْتُ لِهَدْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَعْنِي: الْقَلَائِدَ - قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ.
112 - بَابُ الْقَلَائِدِ مِنَ الْعِهْنِ
• [1715] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ
* [1711][التحفة: خ م د س ق 15944]
* [1712][التحفة: خ م س ق 15947]
* [1713][التحفة: خ م ت س 15985]
* [1714][التحفة: خ م س 17616]
الْقَاسِمِ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها قَالتْ: فَتَلْتُ قَلَائِدَهَا مِنْ عِهْنٍ كَانَ عِنْدِي.
113 - بَابُ تَقْلِيدِ النَّعْلِ
• [1716] حدثنا
(1)
مُحَمَّدٌ
(2)
، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ
(3)
: "ارْكَبْهَا"، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ:"ارْكَبْهَا"، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ رَاكِبَهَا يُسَايِرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم والنَّعْلُ فِي عُنُقِهَا.
تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا
(4)
عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
114 - بَابُ الْجِلَالِ
(5)
لِلْبُدْنِ
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما لَا يَشُقُّ مِنَ الْجِلَالِ إِلَّا مَوْضِعَ السَّنَامِ، وإذَا نَحَرَهَا نَزَعَ جِلَالَهَا مَخَافَةَ أَنْ يُفْسِدَهَا الدَّمُ، ثُمَّ يَتَصَدَّقُ بِهَا.
• [1717] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ
* [1715][التحفة: خ م د س 17466]
(1)
لأبي الوقت وعليه صح، وأبي ذر، وابن عساكر، والقابسي:"حدثني".
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "هو ابن سلام" وعليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(4)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"أخبرنا".
* [1716][التحفة: خ 14257]
(5)
الجلال: الثياب التي تلبسها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 149).
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَتَصَدَّقَ بِجِلَالِ الْبُدْنِ الَّتِي
(1)
نَحَرْتُ
(2)
وَبِجُلُودِهَا
(3)
.
115 - بَابُ مَنِ اشْتَرَى هَدْيَهُ مِنَ الطَّرِيقِ وَقَلَّدَهَا
(4)
• [1718] حدثنا إِبْرَاهيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما الْحَجَّ عَامَ حَجَّةِ الْحَرُورِيَّةِ
(5)
فِي عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ كَائِنٌ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ، وَنَخَافُ أَنْ يَصُدُّوكَ، فَقَالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(6)
حَسَنَةٌ}
(7)
إذَنْ أَصْنعَ كَمَا صَنَعَ،
(1)
عليه صح. وللقابسي: "الَّذِي".
(2)
بدله: "نُحِرَتْ" وعليه صح، ورقم عليه لأبي الوقت.
(3)
على أوله صح. ولابن عساكر، والقابسي:"وَجُلُودِها".
* [1717][التحفة: خ م د س ق 10219]
(4)
على آخره صح. وللأصيلي: "وَقَلَّدَهُ" وعليه صح.
(5)
قوله: "حجة الحرورية" كذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي. وله عن الكشميهني: "حَجّ الحروريةُ". وللأصيلي: "حَجَّهُ الحروريةُ"، كذا في بعض النسخ المعتمدة:"حجه" بصيغة الفعل و"الحرورية" بالرفع فاعله، والذي في القسطلاني أن رواية الأصيلي:"حجة الحرورية" برفع حجة على أنه خبر مبتدأ محذوف فحرر. وقال شيخ الإسلام: "عام حجة الحرورية" بنصب "حجة" أي عام أوقعوا فيها حجة الحرورية، وبرفعها أي عام وقعت فيها حجة الحرورية. ا هـ. وفي بعض الأصول:"حجت الحرورية" بصيغة الفعل وتاء التأنيث. كتبه مصححه.
(6)
كذا بالضبطين، والضم قراءة عاصم، والكسر قراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 348).
(7)
[الأحزاب: 21].
أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، حَتَّى
(1)
كَانَ بِظَاهِرِ الْبَيْدَاءِ، قَالَ: مَا شَأْنُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ إِلَّا وَاحِدٌ
(2)
، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي
(3)
جَمَعْتُ حَجَّةً
(4)
مَعَ عُمْرَةٍ، وَأَهْدَى هَدْيًا مُقَلَّدًا - اشْتَرَاهُ - حَتَّى
(5)
قَدِمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا
(6)
، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَوْمِ النَّحْرِ، فَحَلَقَ وَنَحَرَ، وَرَأَى أَنْ قَدْ قَضَى طَوَافَهُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ
(7)
بِطَوَافِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: كَذَلِكَ
(8)
صَنعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
116 - بَابُ ذَبْحِ الرَّجُلِ الْبَقَرَ عَنْ نِسَائِهِ مِنْ غَيْرِ أَمْرِهِنَّ
• [1719] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرحْمَنِ، قَالتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لَا نُرَى إِلَّا الْحَجَّ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ إِذَا طَافَ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَنْ يَحِلَّ، قَالتْ: فَدُخِلَ
(9)
عَلَيْنَا يَوْمَ النَّحْرِ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"إذا".
(2)
على آخره صح.
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "قد".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وأبي الوقت:"الحَجَّ".
(5)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"حِينَ".
(6)
زاد في حاشية البقاعي: "والمروةِ" ونسبه لنسخة.
(7)
قوله: "الحج والعمرة" عليه صح. وبدله وعليه صح: "لِلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ"، ورقم عليه لأبي الوقت.
(8)
لأبي ذر عن المستملي: "هكذا".
* [1718][التحفة: خ 8483]
(9)
على الضمة فوق الدال المهملة صح.
قَالَ
(1)
: نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنْ أَزْوَاجِهِ، قَالَ يَحْيَى: فَذَكَرْتُهُ لِلْقَاسِمِ، فَقَالَ: أَتَتْكَ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ.
117 - بَابُ النَّحْرِ فِي مَنْحَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى
• [1720] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ خَالِدَ بْنَ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه كَانَ يَنْحَرُ فِي الْمَنْحَرِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: مَنْحَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
• [1721] حدثنا
(2)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَبْعَثُ بِهَدْيِهِ مِنْ جَمْعٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ حَتَّى يُدْخَلَ
(3)
بِهِ مَنْحَرُ النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم مَعَ حُجَّاجٍ فِيهِمُ الْحُرُّ وَالْمَمْلُوكُ
(5)
.
(1)
كذا في اليونينية وأصول كثيرة. وفي بعضها: "قالوا". ا هـ. من هامش الأصل. وفي حاشية البقاعي رقم على "قَالُوا" بعلامة أبي الوقت.
* [1719][التحفة: خ م س ق 17933]
* [1720][التحفة: خ 7882]
(2)
لأبي الوقت: "حدثني".
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه".
(5)
بعده لأبي ذر عن المستملي: "بابُ مَنْ نَحَرَ بِيَدِهِ حدثنا سَهْلُ بنُ بَكَّارٍ، حدثنا وُهَيْبٌ، عن أيوب، عن أبي قلَابةَ، عن أنس
…
وذَكَرَ الحديثَ. قال: ونَحَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيده سَبْعَ بُدْنٍ قِيامًا وضَحَّى بالمدينة كَبْشَيْنِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ. مُخْتَصَرًا".
* [1721][التحفة: خ 8485]
118 - بَابُ نَحْرِ الْإِبِلِ مُقَيَّدَةً
(1)
• [1722] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: رَأَيتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَتَى عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَنَاخَ بَدَنَتَهُ يَنْحَرُهَا، قَالَ: ابْعَثْهَا قِيَامًا مُقَيَّدَةً، سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ شُعْبَةُ: عَنْ يُونُسَ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ.
119 - بَابُ نَحْرِ الْبُدْنِ قَائِمَةً
(2)
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: سُنَّةَ
(3)
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {صَوَافَّ}
(4)
: قِيَامًا.
• [1723] حدثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيفَةِ رَكْعَتَيْنِ، فَبَاتَ بِهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَجَعَلَ يُهَلِّلُ
(5)
وَيُسَبِّحُ، فَلَمَّا عَلَا عَلَى الْبَيْدَاءِ لَبَّى بِهِمَا جَمِيعًا، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَحِلُّوا، وَنَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ سَبْعَ
(6)
بُدْنٍ قِيَامًا، وَضَحَّى بِالْمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ
(7)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "المقيدة"، وعليه صح.
* [1722][التحفة: خ م د س 6722]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قِيَامًا".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "مِنْ سُنَّةِ".
(4)
[الحج: 36].
(5)
يهلل: يقول: لا إله إلا اللَّه. (انظر: لسان العرب، مادة: هلل).
(6)
عليه صح. ولأبي ذر: "سبعة".
(7)
أقرنين: الأقرن من الكباش: الذي له قرون. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 179).
* [1723][التحفة: خ م س 947]
• [1724] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيفَةِ رَكْعَتَيْنِ.
وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: ثُمَّ بَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ فَصَلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ الْبَيْدَاءَ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ.
120 - بَابٌ لَا يُعْطَى الْجَزَّارُ
(1)
مِنَ الْهَدْيِ شَيْئًا
(2)
• [1725] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(3)
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيلَى، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُمْتُ عَلَى الْبُدْنِ، فَأَمَرَنِي فَقَسَمتُ لُحُومَهَا، ثُمَّ أَمَرَنِي فَقَسَمتُ جِلَالَهَا وَجُلُودَهَا.
قَالَ
(4)
سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيلَى، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ عَلَى الْبُدْنِ وَلَا أُعْطِيَ عَلَيْهَا شَيْئًا فِي جِزَارَتِهَا
(5)
.
* [1724][التحفة: خ م س 947]
(1)
قوله: "يعطى الجزار" كذا بالضبطين فيهما، ورقم عليهما:"معًا".
(2)
على آخره صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح، والقابسي:"حدثني".
(4)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"وقال".
(5)
عليه صح.
* [1725][التحفة: خ م س 2453 - خ م د س ق 10219]
121 - بَابٌ يُتَصَدَّقُ
(1)
بِجُلُودِ الْهَدْيِ
• [1726] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، أَنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَهُمَا، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ يَقْسِمَ بُدْنَهُ كُلَّهَا لُحُومَهَا وَجُلُودَهَا وَجِلَالَهَا، وَلَا يُعْطِيَ فِي جِزَارَتِهَا
(2)
شَيْئًا.
122 - بَابٌ يُتَصَدَّقُ
(3)
بِجِلَالِ الْبُدْنِ
• [1727] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه حَدَّثَهُ قَالَ: أَهْدَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِائَةَ بَدَنَةٍ فَأَمَرَنِي بِلُحُومِهَا فَقَسَمْتُهَا، ثُمَّ أَمَرَنِي بِجِلَالِهَا فَقَسَمْتُهَا ثُمَّ بِجُلُودِهَا فَقَسَمْتُهَا.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "يَتَصَدَّقُ".
(2)
عليه صح.
جزارتها: الجزارة: ما يأخذ الجزار من الذبيحة عن أجرته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).
* [1726][التحفة: خ م د س ق 10219]
(3)
لأبي ذر: "يَتَصَدَّقُ".
* [1727][التحفة: خ م د س ق 10219]
123 - بَابٌ {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى
(1)
كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}
(2)
124 - بَابُ
(3)
مَا يَأْكُلُ
(4)
مِنَ الْبُدْنِ وَمَا يُتَصَدَّقُ
(5)
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: لَا يُؤْكَلُ مِنْ جَزَاءِ الصَّيْدِ وَالنَّذْرِ وَيُؤْكَلُ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ.
وَقَالَ عَطَاءٌ: يَأْكُلُ وَيُطْعِمُ مِنَ الْمُتْعَةِ.
• [1728] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، سَمِعَ
(1)
من قوله: " {وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} " إلى قوله: " {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} " بدله لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"إلى قوله {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} ".
(2)
[الحج: 27 - 30].
(3)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(4)
قوله: "ما يأكل" لأبي ذر وعليه صح: "وما يأكل".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "يَتَصَدَّقُ". وفي الفرع زيادة لفظ "به". ا هـ. من هامش الأصل.
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: كُنَّا لَا نَأْكُلُ مِنْ لُحُومِ بُدْنِنَا فَوْقَ ثَلَاثِ
(1)
مِنًى
(1)
، فَرَخَّصَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"كُلُوا وَتَزَوَّدُوا" فَأَكَلْنَا وَتَزَوَّدْنَا.
قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَقَال: حَتَّى جِئْنَا الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: لَا.
• [1729] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(2)
، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ، قَالتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَلَا نُرَى
(3)
إِلَّا الْحَجَّ، حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ، أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ
(4)
يَحِلُّ، قَالتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَدُخِلَ عَلَيْنَا
(5)
يَوْمَ النَّحْرِ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: ذَبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَزْوَاجِهِ.
قَالَ يَحْيَى: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِلْقَاسِمِ، فَقَالَ: أَتَتْكَ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ.
(1)
عليه صح.
* [1728][التحفة: خ م س 2453]
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"ابْنُ بِلَالٍ".
(3)
كذا في اليونينية بالضبطين. ا هـ. من هامش الأصل.
(4)
ضبب عليه، وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"أَنْ يَحِلَّ".
(5)
قوله: "فدُخِلَ علينا". رقم عليه لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت. وبدله:"فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم". وهذه رواية غير أبي ذر.
* [1729][التحفة: خ م س ق 17933]
125 - بَابُ الذَّبْحِ قَبْلَ الْحَلْقِ
• [1730] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ
(1)
، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَمَّنْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ وَنَحْوِهِ، فَقَالَ:"لَا حَرَجَ، لَا حَرَجَ".
• [1731] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: زُرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ:"لَا حَرَجَ"، قَالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ، قَالَ:"لَا حَرَجَ"، قَالَ: ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ:"لَا حَرَجَ".
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ الرَّازِيُّ: عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنِي ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ عَفَّانُ: أُرَاهُ عَنْ وُهَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ حَمَّادٌ: عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ وَعَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
بعده: "ابنُ زَاذَانَ" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر عن المستملي، وأبي الوقت، وعليه صح.
* [1730][التحفة: خ س 5963]
* [1731][التحفة: خت 5537 - خت س 5899 - خ 5906]
• [1732] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: رَمَيْتُ بَعْدَمَا أَمْسَيْتُ، فَقَالَ:"لَا حَرَجَ". قَالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ، قَالَ:"لَا حَرَجَ".
• [1733] حدثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَيسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ، فَقَالَ:"أَحَجَجْتَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "بِمَا
(1)
أَهْلَلْتَ؟ " قُلْتُ: لَبَّيْك، بِإِهْلَالٍ كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "أَحْسَنْتَ، انْطَلِقْ فَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ". ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ بَنِي قَيْسٍ فَفَلَتْ رَأْسِي، ثُمَّ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ، فَكُنْتُ أُفْتِي بِهِ النَّاسَ حَتَّى خِلَافَةِ
(2)
عُمَرَ رضي الله عنه، فَذَكَرتُهُ لَهُ فَقَالَ: إِنْ نَأْخُذْ بِكِتَابِ اللهِ؛ فَإِنَّهُ يَأْمُرُنَا بِالتَّمَامِ، وَإِنْ نَأْخُذْ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَحِلَّ حَتَّى بَلَغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ.
126 - بَابُ مَنْ لَبَّدَ رَأْسَهُ عِنْدَ الْإِحْرَامِ وَحَلَقَ
• [1734] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصةَ رضي الله عنهم أَنَّهَا قَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا بِعُمْرَةٍ وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قَالَ:"إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي وَقَلَّدْتُ هَدْيِي؛ فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ".
* [1732][التحفة: خ د س ق 6047]
(1)
عليه صح. ولابن عساكر: "بِمَ".
(2)
على آخره صح.
* [1733][التحفة: خ م س 9008]
* [1734][التحفة: خ م د س ق 15800]
127 - بَابُ الْحَلْقِ وَالتَّقْصِيرِ عِنْدَ الْإِحْلَالِ
• [1735] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: حَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ.
• [1736] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ"، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّه، قَالَ:"اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ"، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"وَالْمُقَصِّرِينَ".
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ: "رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ" - مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ. قَالَ: وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ - وَ
(1)
قَالَ فِي الرَّابِعَةِ: "وَالْمُقَصِّرِينَ".
• [1737] حدثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَليدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ"، قَالُوا: وَللْمُقَصِّرِينَ، قَالَ:"اللَّهُمَّ اغْفِر لِلْمُحَلِّقِينَ"، قَالُوا: وللْمُقَصِّرِينَ - قَالهَا ثَلَاثًا - قَالَ: "وَللْمُقَصِّرِينَ".
• [1738] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا جُوَيرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
(2)
قَالَ: حَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَطَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَصَّرَ بَعْضُهُمْ.
* [1735][التحفة: خ 7677]
(1)
الواو ليست عند أبي الوقت.
* [1736][التحفة: خت 8226 - خت م ت س 8269 - خ م د 8354]
* [1737][التحفة: خ م ق 14904]
(2)
بعده لأبي الوقت: "ابْنَ عُمَرَ".
* [1738][التحفة: خ 7638]
• [1739] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مُعَاويَةَ رضي الله عنهم قَالَ: قَصَّرْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِشْقَصٍ
(1)
.
128 - بَابُ تَقْصِيرِ الْمُتَمَتِّعِ بَعْدَ الْعُمْرَةِ
• [1740] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا
(2)
قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَطُوفُوا بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ يَحِلُّوا وَيَحْلِقُوا أَوْ يُقَصِّرُوا.
129 - بَابُ الزِّيَارة يَوْمَ النَّحْرِ
وَقَالَ أَبُو
(3)
الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم: أَخَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الزِّيَارَةَ إِلَى اللَّيْلِ.
وَيُذْكَر عَن أَبِي حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَزُورُ الْبَيْتَ أَيَّامَ مِنًى.
• [1741] وَقال لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(1)
بمشقص: هو نصل السَّهم إذا كان طويلا غير عَريضٍ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شقص).
* [1739][التحفة: خ م د س 11423]
(2)
ليس عند أبي ذر، وأبي الوقت.
* [1740][التحفة: خ 6368]
(3)
عليه صح.
رضي الله عنهما أَنَّه طَافَ طَوَافًا وَاحِدًا ثمَّ يَقِيلُ
(1)
ثُمَّ يَأْتِي مِنًى - يَعْنِي - يَوْمَ النَّحْرِ. وَرَفَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ.
• [1742] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
(2)
رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: حَجَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَفَضْنَا يَوْمَ النَّحْرِ، فَحَاضَتْ صَفِيَّةُ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا مَا يُرِيدُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا حَائِضٌ، قَالَ:"حَابِسَتُنَا هِيَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَاضَتْ يَوْمَ النَّحْرِ. قَالَ:"اخْرُجُوا".
وَيُذْكَرُ عَنِ الْقَاسِمِ وَعُرْوَةَ وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَفَاضَتْ صَفِيَّةُ يَوْمَ النَّحْرِ.
130 - بَابٌ إِذَا رَمَى بَعْدَمَا أَمْسَى أَوْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ نَاسِيًا أَوْ جَاهِلًا
• [1743] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قِيلَ لَهُ: فِي الذَّبْحِ وَالْحَلْقِ وَالرَّمْيِ وَالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، فَقَالَ:"لَا حَرَجَ".
(1)
على أوله صح.
* [1741][التحفة: خ 7899]
(2)
عليه صح.
* [1742][التحفة: خ س 17733]
* [1743][التحفة: خ م س 5713]
• [1744] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسْأَلُ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى، فَيَقُولُ:"لَا حَرَجَ". فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ، قَالَ:"اذبَحْ وَلَا حَرَجَ". وَ
(1)
قَالَ: رَمَيتُ بَعْدَمَا أَمْسَيْتُ، فَقَالَ:"لَا حَرَجَ".
131 - بَابُ الْفُتْيَا عَلَى الدَّابَّةِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ
• [1745] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ فِي حَجَّةِ الْوَداعِ فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. قَالَ: "اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ". فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قَالَ: "ارْمِ وَلَا حَرَجَ". فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ: "افْعَلْ وَلَا حَرَجَ".
• [1746] حدثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي
(2)
الزُّهْرِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
(3)
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه
(4)
حَدَّثَهُ أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ كَذَا قَبْلَ كَذَا، ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ كَذَا قَبْلَ
(1)
ليس عند أبي الوقت.
* [1744][التحفة: خ د س ق 6047]
* [1745][التحفة: ع 8906]
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"أخبرني".
(3)
قوله: "عن عبد اللَّه بن" لأبي ذر وعليه صح: "أَنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ".
(4)
"عنه": كذا بإفراد الضمير في اليونينية. ا هـ. من هامش الأصل.
كَذَا؛ حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ، نَحَرتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"افْعَلْ وَلَا حَرَجَ" لَهُنَّ كُلِّهِنَّ، فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا قَالَ:"افْعَلْ وَلَا حَرَجَ".
• [1747] حدثنا
(1)
إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ
(2)
اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَتِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
تَابَعَهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
132 - بَابُ الْخُطْبَةِ أَيَّامَ مِنًى
• [1748] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ. قَالَ: "فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ. قَالَ: "فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ. قَالَ: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كحُرمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا في شَهْرِكُمْ هَذَا". فَأَعَادَهَا مِرَارًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ".
* [1746][التحفة: ع 8906]
(1)
لأبي ذر، وابن عساكر:"حدثني".
(2)
عليه صح.
* [1747][التحفة: ع 8906]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَوَصِيَّتُهُ إِلَى أُمَّتِهِ:"فَلْيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
• [1749] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(1)
عَمْرٌو، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ.
تَابَعَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو.
• [1750] حدثني
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ وَرَجُلٌ - أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، قَالَ:"أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيرِ اسْمِهِ، قَالَ:"أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَالَ:"أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ "، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: "أَلَيْسَ ذُو
(3)
الْحَجَّةِ؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: "أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ "، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: "أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ
(4)
؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ
* [1748][التحفة: خ ت 6185]
(1)
في أصول كثيرة: "أخبرنا" بصيغة الجمع. ا هـ. من هامش الأصل.
* [1749][التحفة: خ م ت س ق 5375]
(2)
عليه صح، ولأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح:"حدثنا".
(3)
قوله: "فقال: أليس ذو": لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"قال: ذو".
(4)
عليه صح، ورقم عليه لابن عساكر.
وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ؛ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ؛ فَلْيُبَلِّغِ
(1)
الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى
(2)
مِنْ سَامِعٍ، فَلَا
(3)
تَرجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
• [1751] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى: "أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ
(4)
: "فَإِنَّ هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ، أَفَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذا؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"بَلَدٌ حَرَامٌ، أَفَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذا؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"شَهْرٌ حَرَامٌ"، قَالَ:"فَإِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا؟ "
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْغَازِ: أَخْبَرَنِي
(5)
نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ
(6)
الَّتِي حَجَّ بِهَذَا وَقَالَ: "هَذا يَوْمُ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وَلْيُبَلِّغِ". وقوله: "فليبلغ" ضبط في نسخة عبد اللَّه بن سالم تبعًا لليونينية بسكون الباء وتشديد اللام، ولعله إشارة إلى روايتين في الكلمة من (أبلغ وبلغ). كتبه مصححه.
(2)
أوعى: أحْفَظ وأفْهَم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعى).
(3)
لأبي الوقت: "ولا".
* [1750][التحفة: خ م س 11682]
(4)
لأبي الوقت: "قال".
(5)
لأبي الوقت: "أخبرنا".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "حَجَّتِهِ".
الْحَجِّ الْأَكْبَرِ". فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ". وَوَدَّعَ
(1)
النَّاسَ، فَقَالُوا: هَذِهِ حَجَّةُ الْوَدَاعِ.
133 - بَابٌ هَلْ يَبِيتُ أَصْحَابُ السِّقَايَةِ أَوْ غَيْرُهُمْ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى
• [1752] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
• [1753] حدثنا
(2)
يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أذِنَ.
• [1754] حدثنا
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ الْعَبَّاسَ رضي الله عنه اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ.
تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَعُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَأَبُو ضَمْرَةَ.
(1)
"فَوَدَّعَ": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والقابسي، وابن عساكر.
* [1751][التحفة: خ م د س ق 7418 - خت د ق 8514]
* [1752][التحفة: خ م س 8080]
(2)
في أصول كثيرة: "ح وحدثني". ا هـ. من هامش الأصل.
* [1753][التحفة: خ م 8033]
(3)
لأبي الوقت: "وحدثني"، وفي بعض الأصول:"ح وحدثنا".
* [1754][التحفة: خ م د ق 7939]
134 - بَابُ رَمْيِ الْجِمَارِ
وَقَالَ جابِرٌ: رَمَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ ضُحًى، وَرَمَى بَعْدَ ذَلِكَ بَعْدَ الزَّوَالِ.
• [1755] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ وَبَرَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما مَتَى أَرْمِي الْجِمَارَ؟ قَالَ: إِذَا رَمَى إِمَامُكَ فَارْمِهْ
(1)
. فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ، قَالَ: كُنَّا نَتَحَيَّنُ، فَإِذَا زَالتِ الشَّمْسُ رَمَيْنَا.
135 - بَابُ رَمْيِ الْجِمَارِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي
• [1756] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: رَمَى عَبْدُ اللَّهِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ نَاسًا يَرْمُونَهَا مِنْ فَوْقِهَا، فَقَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَليدِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ بِهَذَا.
136 - بَابُ رَمْيِ الْجِمَارِ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ
ذَكَرَه ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1757] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى جَعَلَ
(1)
على آخره صح.
* [1755][التحفة: خ د 8554]
* [1756][التحفة: ع 9382]
الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ وَرَمَى بِسَبْعٍ، وَقَالَ: هَكَذَا رَمَى الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ صلى الله عليه وسلم.
137 - بَابُ مَنْ رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فَجَعَلَ
(1)
الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ
• [1758] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه فَرَآهُ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الْكُبْرَى بِسَبعِ حَصَيَاتٍ، فَجَعَلَ
(1)
الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ.
138 - بَابٌ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ
قَالَهُ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [1759] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَقُولُ - عَلَى الْمِنْبَرِ: السُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا الْبَقَرَةُ، وَالسُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا آلُ عِمْرَانَ، وَالسُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا النِّسَاءُ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه حِينَ رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فَاسْتَبْطَنَ
(2)
الْوَادِيَ حَتَّى إِذَا حَاذَى بِالشَّجَرَةِ اعْتَرَضَهَا
* [1757][التحفة: ع 9382]
(1)
لأبي الوقت: "وَجَعَلَ".
* [1758][التحفة: ع 9382]
(2)
فاستبطن: سار في بطنه ووسطه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 88).
فرَمَى
(1)
بِسَبْعِ
(2)
حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ. ثمَّ قَالَ: مِنْ هَا هُنَا - وَالَّذِي لا إِلهَ غَيْرُهُ - قَامَ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ صلى الله عليه وسلم.
139 - بَابُ مَنْ رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَلَمْ يَقِفْ
قَالهُ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
140 - بَابٌ إِذَا رَمَى الْجَمْرَتَيْنِ يَقُومُ وَيُسْهِلُ
(3)
مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ
(4)
• [1760] حدثنا
(5)
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّهُ كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ عَلَى إِثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ حَتَّى يُسْهِلَ فَيَقُومَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ فَيَقُومُ طَويلًا وَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيهِ، ثُمَّ يَرْمِي الْوُسْطَى ثُمَّ يَأْخُذُ ذَاتَ
(6)
الشِّمَالِ فَيَسْتَهِلُ
(7)
وَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، فَيَقُومُ طَويلًا وَيَدْعُو، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ
(1)
في (خ) نسخة: "فَرَمَاهَا".
(2)
عليه صح، ولابن عساكر:"سَبْعَ".
* [1759][التحفة: ع 9382]
(3)
يسهل: يصير إلى السهل من الأرض، والمراد: أنه صار إلى بطن الوادي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سهل).
(4)
قوله: "ويسهل مستقبل القبلة"، عليه صح، وعند أبي ذر تقديم وتأخير:"مستقبل القبلة ويسهل". رواية أبي ذر: لا يَقُوم مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ ويُسْهِلُ".
(5)
"حدثني": عليه صح، ورقم عليه لابن عساكر.
(6)
لأبي الوقت: "بِذَاتِ".
(7)
على آخره: "خف". إشارة إلى تخفيف اللام، ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"فَيُسْهِلُ".
وَيَقُومُ
(1)
طَوِيلًا، ثُمَّ يَرْمِي جَمْرَةَ ذَاتِ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي وَلَا يَقِفُ
(2)
عِنْدَهَا، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُولُ
(3)
: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يفْعَلُهُ.
141 - بَابُ رَفع الْيَدَيْنِ عِنْدَ جَمْرَةِ الدُّنْيَا
(4)
وَالْوُسْطَى
• [1761] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبع حَصَيَاتٍ، ثُمَّ
(5)
يُكَبِّرُ عَلَى إِثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ، فَيُسْهِلُ فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ قِيَامًا طَويلًا، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الْوُسْطَى كَذَلِكَ، فَيَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فَيُسْهِلُ، وَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلًا، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ ذَاتَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي وَلَا يَقِفُ عِنْدَهَا، وَيَقُولُ: هَكَذَا رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ
(6)
صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ.
(1)
قوله: "فيقوم طويلًا ويدعو ويرفع يديه ويقوم" لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"ثم يَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَيَقُومُ".
(2)
"يَقِفْ": مجزوم عند أبي ذر. كذا بهامش الأصل.
(3)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"وَيَقُولُ".
* [1760][التحفة: خ س ق 6986]
(4)
قوله: "عند جَمْرَةِ الدنيا". عبارة القسطلاني: "عند الْجَمْرَتَيْنِ الدنيا". والذي في الفرع وأصله: "عند الْجَمْرَةِ الدنيا" ليس إلا: "والوُسْطَى". ا هـ.
الدنيا: القريبة والأدنى إلى منى. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 258).
(5)
رقم عليه لأبي الوقت.
(6)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبي".
* [1761][التحفة: خ س ق 6986]
142 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ
• [1762] وَقال مُحَمَّدٌ
(1)
: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ - الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ منًى - يَرمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ؛ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ، ثُمَّ تَقَدَّمَ أَمَامَهَا فَوَقَفَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيهِ يَدْعُو - وَكَانَ يُطِيلُ الْوُقُوفَ - ثُمَّ يَأتِي الْجَمْرَةَ الثَّانِيَةَ فَيَرمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ؛ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ، ثُمَّ يَنْحَدِرُ ذَاتَ الْيَسَارِ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ فَيَقِفُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو، ثُمَّ يَأْتي الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الْعَقَبَةِ فَيَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ عِنْدَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَلَا يَقِفُ عِنْدَهَا
(2)
.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ الله يُحَدِّثُ مِثْلَ
(3)
هَذَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(4)
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ.
143 - بَابُ الطِّيبِ بَعْدَ رَمْيِ الْجِمَارِ وَالْحَلْقِ قَبْلَ الْإِفَاضَةِ
• [1763] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
(1)
عنده في حاشية البقاعي: "قال أبو ذر هو محمد بن يحيى الذُّهْلِي" ورقم عليه برمز نسخة.
(2)
قوله: "عن الزهريّ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
…
" إلخ قال القسطلاني: هذا من تقديم المتن على بعض السند، فإنه ساق السند من أوله إلى أن قال: "عن الزهري أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ثم بعد أن ذكر المتن كله ساق تتمة السند فقال: "قال الزهري
…
" إلخ. وقد صرح بجواز ذلك جماعة منهم الإمام أحمد، ولا يمنع التقديم في ذلك الوصل بل يحكم باتصاله، قال الحافظ ابن حجر: ولا خلاف بين أهل الحديث أن الإسناد بمثل هذا السياق موصول. ا هـ.
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"بِمِثْلِ".
(4)
بعده لأبي الوقت: "قال".
* [1762][التحفة: خ س ق 6986]
الْقَاسِمِ
(1)
، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ - وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ - يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ هَاتَيْنِ حِينَ أَحْرَمَ، وَلحِلِّهِ حِينَ أَحَلَّ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ - وَبَسَطَتْ يَدَيْهَا.
144 - بَابُ طَوَافِ الْوَدَاعِ
• [1764] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ
(2)
عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ إِلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ الْحَائِضِ.
• [1765] حدثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ قَتَادَةَ، أَن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ ثُمَّ رَقَدَ رَقْدَةً بِالْمُحَصَّبِ، ثُمَّ رَكِبَ إِلَى الْبَيْتِ فَطَافَ بِهِ. تَابَعَهُ اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي خَالِدٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه
(3)
حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
145 - بَابٌ إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ بَعْدَمَا أَفَاضَتْ
• [1766] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"وكانَ أَفْضَلَ أهْلِ زَمَانِهِ".
* [1763][التحفة: خ ق 17485]
(2)
لأبي ذر: "آخِرَ".
* [1764][التحفة: خ م س 5710]
(3)
كذا في بعض الأصول، وفي غالبها:"أَنَّ أنسًا رضي الله عنه". ا هـ. من هامش الأصل.
* [1765][التحفة: خ س 1318]
الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَاضَتْ، فَذَكَرْتُ
(1)
ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَحَابِسَتُنَا
(2)
هِي؟ " قَالُوا: إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ، قَالَ: "فَلَا إِذَنْ ".
• [1767 - 1768] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ سَأَلُوا ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ امْرَأَةٍ طَافَتْ ثُمَّ حَاضَتْ، قَالَ لَهُمْ: تَنْفِرُ. قَالُوا: لَا نَأْخُذُ بِقَوْلِكَ وَنَدَعَ
(3)
قَوْلَ زَيْدٍ. قَالَ: إِذَا قَدِمْتُمُ الْمَدِينَةَ فَسَلُوا. فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَسَأَلُوا، فكَانَ فِيمَنْ سَأَلُوا أُمُّ سُلَيْمٍ، فَذَكَرَتْ حَدِيثَ صَفِيَّةَ.
رَوَاهُ خَالِدٌ وَقَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
• [1769] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: رُخِّصَ لِلْحَائِضِ أَنْ تَنْفِرَ إِذَا أَفَاضَتْ.
• [1770] قال: وَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّهَا لَا
(4)
تَنْفِرُ. ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدُ
(5)
: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لَهُنَّ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"فَذُكِرَ".
(2)
رقم على همزة الاستفهام للكشميهني.
* [1766][التحفة: خ 17521]
(3)
عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَنَدَعَ".
* [1767 - 1768][التحفة: خ م س 18323]
* [1769][التحفة: خ م س 5710]
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر: "بَعْدُ يَقُولُ".
* [1770][التحفة: خ م س 5710]
• [1771] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولَا نَرَى إِلَّا الْحَجَّ، فَقَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَلَمْ يَحِلَّ، وَكَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ، فَطَافَ
(1)
مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ نِسَائِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَحَلَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْهَدْيُ، فَحَاضَتْ هِيَ، فَنَسَكْنَا مَنَاسِكَنَا مِنْ حَجِّنَا، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةَ
(2)
الْحَصْبَةِ
(3)
لَيْلَةُ
(4)
النَّفْرِ قَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ أَصْحَابِكَ يَرْجِعُ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ غَيْرِي، قَالَ: "مَا كُنْتِ تَطُوفِي
(5)
بِالْبَيْتِ لَيَالِيَ قَدِمْنَا؟ " قُلْتُ: لَا
(6)
. قَالَ: "فَاخْرُجِي مَعَ أَخِيكِ إِلَى التَّنْعِيمِ
(7)
فَأَهِلِّي بِعُمْرَةٍ وَمَوْعِدُكِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا". فَخَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ، وَحَاضَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَقْرَى حَلْقَى، إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا، أَمَا كُنْتِ طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قَالتْ: بَلَى. قَالَ: "فَلَا بَأْسَ، انْفِرِي". فَلَقِيتُهُ مُصْعِدًا عَلَى أَهْلِ
(1)
لأبي الوقت: "وطاف".
(2)
لأبي ذر: "لَيْلةُ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الحَصْبَاءِ".
ليلة الحصبة: المبيت بالمحصب بين مكة ومنى، وهو خيف بني كنانة، وليس من سنن الحج. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 205).
(4)
لأبي ذر: "لَيْلةَ".
(5)
لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح:"تَطُوفِينَ". وفي حاشية البقاعي: "تَطوَّفِي" ونسبه لنسخة.
(6)
لأبي ذر، والمستملي:"بَلَى" من غير اليونينية. ورقم عليه في حاشية البقاعي برمز نسخة.
(7)
التنعيم: واد يقع بين مكة وسرف، سمي بذلك باسم شجر معروف في البادية. وقيل: سمي بذلك؛ لأن جبلًا عن يمينه يقال له: نعيم، وآخر عن شماله يقال له: ناعم، والوادي نعمان. ومنه يحرم المكيون بالعمرة. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة) (ص 73).
مَكَّةَ وَأَنَا مُنْهَبِطَةٌ، أَوْ أَنَا
(1)
مُصْعِدَةٌ وَهُوَ مُنْهَبِطٌ. وَقَالَ مُسَدَّدٌ: قُلْتُ: لَا. تَابَعَهُ
(2)
جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ فِي قَوْلِهِ: لَا
(3)
.
146 - بَابُ مَنْ صَلَّى الْعَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ بِالْأَبْطَحِ
(4)
• [1772] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ عَقَلْتَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَينَ صَلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؟ قَالَ: بِمِنًى، قُلْتُ: فَأَيْنَ صَلَّى الْعَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟ قَالَ: بِالْأَبْطَحِ، افْعَلْ كَمَا يَفْعَلُ أُمَرَاؤُكَ.
• [1773] حدثنا عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ طَالِبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ
(5)
مَالِكٍ رضي الله عنه حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ. وَرَقَدَ رَقْدَةً بِالْمُحَصَّبِ ثُمَّ رَكِبَ إِلَى الْبَيْتِ فَطَافَ بِهِ.
(1)
رواية ابن عساكر: "وأنا" بالواو. أفاده القسطلاني.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وتابَعَهُ".
(3)
من قوله: "وقال مسدد" إلى هنا عليه صح، وعلى أوله:"لا" وعلى آخره: "إلى"، ولم يرمز له. هذا التعليق كما في "الفتح" ثبت لغير أبي ذر وسقط له. أفاده القسطلاني.
* [1771][التحفة: خ م د س 15984]
(4)
بالأبطح: كل مسيل ماء فيه دقاق الحصى، وهو يضاف إلى مكة وإلى منى؛ لأن المسافة بينه وبينها واحدة، وربما كان إلى منى أقرب. والأبطح اليوم من مكة. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة) (ص 16).
* [1772][التحفة: خ م د ت س 988]
(5)
قوله: "عن أنس بن" لأبي ذر وعليه صح: "أَنَّ أنسَ بن".
* [1773][التحفة: خ س 1318]
147 - بَابُ الْمُحَصَّبِ
• [1774] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: إِنَّمَا كَانَ مَنْزِلٌ
(1)
يَنْزِلُهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؛ لِيَكُونَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ - يَعْنِي
(2)
بِالْأَبْطَحِ
(3)
.
• [1775] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: عَمْرٌو
(4)
، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَيْسَ التَّحْصِيبُ
(5)
بِشَيْءٍ، إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
148 - بَابُ النُّزُولِ بِذِي طُوًى
(6)
قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ وَالنُّزُولِ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ إِذَا رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ
• [1776] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ،
(1)
لأبي ذر: "مَنْزِلًا".
(2)
"يَعْنِي"، "تَعْنِي": بالوجهين معًا، وعليه صح.
(3)
عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"الأَبْطَحَ".
* [1774][التحفة: خ 16912]
(4)
قوله: "قال عمرو" ليس عند ابن عساكر، وعليه صح.
(5)
التحصيب: النوم بالمُحَصَّب عند الخروج من مكة ساعةً والنُّزول به، وكان النبي صلى الله عليه وسلم نَزلَه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حصب).
* [1775][التحفة: خ م ت س 5941]
(6)
رقم عليه لأبي ذر.
عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ
(1)
عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَبِيتُ بِذِي طُوًى
(2)
بَيْنَ الثَّنِيَّتَيْنِ، ثُمَّ يَدْخُلُ مِنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ.
وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ
(3)
حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا لَمْ يُنِخْ نَاقَتَهُ إِلَّا عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيَأْتِي الرُّكْنَ الْأسوَدَ فَيَبْدَأُ بِهِ، ثُمَّ يَطُوفُ سَبْعًا؛ ثَلَاثًا سَعْيًا وَأَرْبَعًا مَشْيًا، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ
(4)
، ثُمَّ يَنْطَلِقُ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
وَكَانَ إِذَا صَدَرَ
(5)
عَنِ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنِيخُ بِهَا.
• [1777] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: سُئِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ الْمُحَصَّبِ
(6)
فَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: نَزَلَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعُمَرُ وَابْنُ عُمَرَ
(7)
. وَعَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يُصَلِّي بِهَا - يَعْنِي الْمُحَصَّبَ - الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، أَحْسِبُهُ قَالَ: وَالْمَغْرِبَ.
قَالَ خَالِدٌ: لَا أَشُكُّ فِي الْعِشَاءِ وَيَهْجَعُ هَجْعَةً
(8)
، وَيَذْكُرُ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: "أنّ ابنَ" لابن عساكر: "عن ابنِ".
(2)
رقم عليه لأبي ذر. وله أيضًا عن الحموي والمستملي: "الطُّوَى".
(3)
ليس عند أبي ذر.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "رَكْعَتَيْنِ".
(5)
صدر: رجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صدر).
* [1776][التحفة: خ م د س 8453 - خ م س 8460 - خ م 8463]
(6)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، والقابسي:"التَّحْصِيبِ".
(7)
قوله: "وابن عمر". على كل لفظة منهما صح.
(8)
هجعة: ساعة وقدر نومة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 265).
* [1777][التحفة: خ 7883]
149 - بَابُ مَنْ نَزَلَ بِذِي طُوًى
(1)
إِذَا رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ
• [1778] وَقال مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَقْبَلَ بَاتَ بِذِي طُوًى
(1)
حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ دَخَلَ، وإذَا نَفَرَ مَرَّ بِذِي
(2)
طُوًى
(1)
وَبَاتَ بِهَا حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
150 - بَابُ التِّجَارَةِ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ وَالْبَيْعِ فِي أَسْوَاقِ الْجَاهِلِيَّةِ
• [1779] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رضي الله عنهما كَانَ ذُو الْمَجَازِ وَعُكَاظٌ مَتْجَرَ النَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ حَتَّى نَزَلَتْ:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}
(3)
فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ.
151 - بَابُ الِادِّلَاجِ
(4)
مِنَ الْمُحَصَّبِ
• [1780] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ،
(1)
رقم عليه لأبي ذر.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْ ذِي".
* [1778][التحفة: خ م د س 7513]
(3)
[البقرة: 198].
* [1779][التحفة: خ 6304]
(4)
لأبي ذر: "الإدْلَاجِ" من الفرع.
الادلاج: بتخفيف الدال: السائر أول الليل، وبتشديدها: السائر آخر الليل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دلج).
عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: حَاضَتْ صَفِيَّةُ - لَيْلَةَ النَّفْرِ - فَقَالَتْ: مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَكُمْ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَقْرَى حَلْقَى، أَطَافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قِيلَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَانْفِرِي".
• [1781] قالَ أبو عَبد الله: وَزَادَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا نَذْكُرُ إِلَّا الْحَجَّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ النَّفْرِ حَاضَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"حَلْقَى عَقْرَى، مَا أُرَاهَا إِلَّا حَابِسَتَكُمْ". ثُمَّ قَالَ: "كُنْتِ طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: "فَانْفِرِي". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أكُنْ حَلَلْتُ. قَالَ:"فَاعْتَمِرِي مِنَ التَّنْعِيمِ". فَخَرَجَ مَعَهَا أَخُوهَا فَلَقِينَاهُ مُدَّلِجًا، فَقَالَ: "مَوْعِدُكِ مَكَانَ
(1)
كَذَا وَكَذَا".
* * *
* [1780][التحفة: خ م س ق 15946]
(1)
فتحة نون: "مكان" من الفرع. ا هـ. من هامش الأصل.
* [1781][التحفة: خ م س ق 15946]