المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌54 - كِتابُ الوَصَايَا بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌1 - بَابُ الْوَصَايَا وَقَوْلِ - صحيح البخاري - ط التأصيل - جـ ٤

[البخاري]

فهرس الكتاب

‌54 - كِتابُ الوَصَايَا

بسم الله الرحمن الرحيم

‌1 - بَابُ الْوَصَايَا

وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "وَصِيَّةُ الرَّجُلِ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ".

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ

(2)

وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

(3)

{جَنَفًا} : مَيْلًا. مُتَجَانِفٌ: مَائِلٌ.

[2755] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(4)

بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا حَقُّ امْرِيءٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَ

(5)

وَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ".

تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال اللَّهُ عز وجل".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: " {كُتِبَ عَلَيْكُمْ}

إلى {جَنَفًا} ".

(3)

[البقرة: 181، 182].

(4)

قوله: "عَبْدِ اللَّه" سقط عند أبي ذر.

(5)

كذا ثبت للكشميهني.

* [2755][التحفة: خ س 8382]

ص: 5

[2756] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ختَنِ

(1)

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخِي جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً، وَلَا شَيْئًا

(2)

إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ، وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً.

[2757] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ

(3)

، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوفَى رضي الله عنهما: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى؟ فَقَالَ: لَا. فَقُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ، أَوْ: أُمِرُوا بِالوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ.

[2758] حدثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ عَائِشَةَ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنهما كَانَ وَصِيًّا فَقَالَتْ: مَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ وَقَدْ كُنْتُ مُسنِدَتَه إِلَى صَدْرِي - أَوْ قَالَتْ: حَجْرِي؟! فَدَعَا بِالطَّسْتِ، فَلَقَدِ انْخَنَثَ

(4)

فِي حَجْرِي، فَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَمَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ؟!

(1)

ختن: الختن: أبو امرأة الرجل وأخو امرأته وكل من كان من قبل امرأته. (انظر: لسان العرب، مادة: ختن).

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ولا شَاةً".

* [2756][التحفة: خ تم س 10713]

(3)

لأبي ذر والمستملي والكشميهني: "هو ابنُ مِغْولٍ".

* [2757][التحفة: خ م ت س ق 5170]

(4)

انخنث: انثنى لاسترخاء أعضائه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خنث).

* [2758][التحفة: خ م تم س ق 15970]

ص: 6

‌2 - بَابٌ أَنْ يَتْرُكَ وَرَثَتَهُ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يتكَفَّفُوا النَّاسَ

[2759] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَنَا بِمَكَّةَ - وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا - قَالَ: "يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفْرَاءَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ:"لَا". قُلْتُ: فَالشَّطْرُ

(1)

؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: الثُّلُثُ؟

(2)

قَالَ: "فَالثُّلُثُ

(3)

وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ

(4)

وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً

(5)

يتكَفَّفُونَ

(6)

النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةُ

(7)

الَّتِي

(8)

تَرفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ، وَعَسَى اللهُ أَنْ يَرْفَعَكَ فَيَنْتَفِعَ بِكَ نَاسٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ". وَلَمْ يَكُنْ لَهُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا ابْنَةٌ.

(1)

لأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح:"فالشطرُ".

فالشطر: النصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).

(2)

كذا ضُبِطَ بثلاثةِ وجوهٍ معًا. ولأبي ذر وعلى أوله وآخره صح: "فالثلثُ" بالرفع والجر.

(3)

كذا ضُبِطَ بثلاثةِ وجوهٍ معًا. ولأبي ذر وعليه صح: "الثلثُ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "أنت".

(5)

عالة: فقراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيل).

(6)

يتكففون: يأخذون ببطن كفهم، أو يسألون كفا من الطعام أو ما يكف الجوع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفف).

(7)

كذا ثبت بالوجهين لأبي ذر وعليه صح فوقه وتحته.

(8)

ليس عند أبي ذر.

* [2759][التحفة: خ م س 3880]

ص: 7

‌3 - بَابُ الْوَصِيَّةِ بِالثُّلُثِ

وَقَالَ الْحَسَنُ: لَا يَجُوزُ لِلذِّمِّيِّ وَصِيَّةٌ إِلَّا الثُّلُثَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى

(1)

: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}

(2)

.

[2760] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَوْ غَضَّ النَّاسُ إِلَى الرُّبُعِ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ - أَوْ: كَبِيرٌ".

[2761] حدثنا

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: مَرِضْتُ فَعَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا يَرُدَّنِي عَلَى عَقِبِي، قَالَ:"لعَلَّ اللَّهَ يَرفَعُكَ وَيَنْفَعُ بِكَ نَاسًا". قُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ وَإِنَّمَا لِي ابْنَةٌ، قُلْتُ

(4)

: أُوصِي بِالنِّصْفِ؟ قَالَ: "النِّصْفُ كَثِيرٌ". قُلْتُ: فَالثُّلُثِ

(5)

؟ قَالَ: "الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ - أَوْ: كَبِيرٌ". قَالَ: فَأَوْصَى

(6)

النَّاسُ بِالثُّلُثِ وَجَازَ

(7)

ذَلِكَ لَهُمْ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(2)

[المائدة: 49].

* [2760][التحفة: خ م س ق 5876]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فقلت".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فالثلثُ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وأوصَى".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فجاز".

* [2761][التحفة: خ 3896]

ص: 8

‌4 - بَابُ قَوْلِ الْمُوصِي لِوَصِيِّهِ: تَعَاهَدْ وَلَدِي

وَمَا يَجُوزُ لِلْوَصِيِّ مِنَ الدَّعْوَى.

[2762] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ

(1)

مِنِّي فَاقْبِضْهُ إِلَيْكَ. فَلَمَّا كَانَ عَامُ

(2)

الْفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدٌ فَقَالَ: ابْنُ أَخِي، قَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فَقَامَ عَبْدُ بْنُ زَمعَةَ

(3)

فَقَالَ: أَخِي وَابْنُ أَمَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَتَسَاوَقَا

(4)

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنُ أَخِي كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ

(3)

: أَخِي وَابْنُ وَليدَةِ أَبِي. وَقَالَ

(5)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ؛ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَللْعَاهِرِ

(6)

الْحَجَرُ". ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: "احْتَجِبِي مِنْهُ"؛ لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ.

‌5 - بَابٌ إِذَا أَوْمَأَ الْمَرِيضُ بِرَأْسِهِ إِشَارَةً بَيِّنَةً جَازَتْ

[2763] حدثنا حَسَّانُ بْنُ أَبِي عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "زَمَعةَ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "عامَ".

(3)

كذا ثبت بالوجهين لأبي ذر وعليه صح.

(4)

فتساوقا: تلازما في الذهاب بحيث إن كلا منهما كان كالذي يسوق الآخر. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(12/ 36).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(6)

للعاهر: للزاني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عهر).

* [2762][التحفة: خ 16605]

ص: 9

أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَّ

(1)

رَأْسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ بِكِ، أَفُلَانٌ أَوْ فُلَانٌ؟

(2)

حَتَّى سُمِّيَ الْيَهُودِيُّ، فَأَوْمَأَتْ

(3)

بِرَأْسِهَا، فَجِيءَ بِهِ فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى اعْتَرَفَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرُضَّ رَأْسُهُ بِالْحِجَارَةِ.

‌6 - بَابٌ لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ

[2764] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ الْمَالُ لِلْوَلَدِ وَكَانَتِ الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ، فَنَسَخَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ مَا أَحَبَّ، فَجَعَلَ لِلذَّكَرِ مِثْلَ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ، وَجَعَلَ لِلْأَبَوَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسَ، وَجَعَلَ لِلْمَرْأَةِ الثُّمُْنَ وَالرُّبُْعَ، وَلِلزَّوْجِ الشَّطْرَ وَالرُّبُعَ

(4)

.

‌7 - بَابُ الصَّدَقَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ

[2765] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَنْ تَصَدَّقَ

(5)

وَأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ، تَأْمُلُ الْغِنَى

(1)

رض: الرض: الدق والكسر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رضض).

(2)

قوله: "أو فلان". كذا في النسخ الخط التي بأيدينا. كتبه مصححه.

(3)

فأومأت: الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ومأ).

* [2763][التحفة: ع 1391]

(4)

في حاشية البقاعي: "أو الربعَ" ونسبه لبعض النسخ.

* [2764][التحفة: خ 5901]

(5)

الصاد ليست مشدّدة في اليونينية.

ص: 10

وَتَخْشَى الْفَقْرَ، وَلَا تُمْهِلْ

(1)

حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ".

‌8 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(2)

: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}

(3)

وَيُذْكَرُ أَنَّ شُرَيْحًا وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَطَاوُسًا وَعَطَاءً، وَابْنَ أُذَيْنَةَ أَجَازُوا إِقْرَارَ الْمَرِيضِ بِدَيْنٍ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: أَحَقُّ مَا تَصَدَّقَ بِهِ الرَّجُلُ آخِرَ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ وَالْحَكَمُ: إِذَا أَبْرَأَ الْوَارِثَ مِنَ الدَّيْنِ بَرِئَ.

وَأَوْصَى رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ أَنْ لَا تُكْشَفَ امْرَأَتُهُ

(4)

الْفَزَارِيَّةُ عَمَّا أُغْلِقَ عَلَيْهِ

(5)

بَابُهَا.

وَقَالَ الْحَسَنُ: إِذَا قَالَ لِمَمْلُوكِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ: كُنْتُ أَعْتَقْتُكَ، جَازَ.

وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِذَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ عِنْدَ مَوْتِهَا: إِنَّ زَوْجِي قَضَانِي وَقَبَضْتُ مِنْهُ، جَازَ.

(1)

سكون اللام من الفرع. ولأبي ذر وعليه صح: "تَمَهَّلْ".

* [2765][التحفة: خ م د س 14900]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(3)

[النساء: 11].

(4)

سقط عند الكشميهني.

(5)

للحموي والمستملي: "عنْ مالٍ أُغلِقَ عَلَيْها". وفي حاشية البقاعي: "أغلَقتْ" بدل: "أُغلِقَ" ونسبه لنسخة.

ص: 11

وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَا يَجُوزُ إِقْرَارُهُ؛ لِسُوءِ

(1)

الظَّنِّ بِهِ لِلْوَرَثَةِ

(2)

، ثُمَّ اسْتَحْسَنَ فَقَالَ: يَجُوزُ إِقْرَارُهُ بِالْوَدِيعَةِ، وَالْبِضَاعَةِ، وَالْمُضَارَبَةِ. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ". وَلَا يَحِلُّ مَالُ الْمُسْلِمِينَ

(3)

؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "آيَةُ الْمُنَافِقِ إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ". وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}

(4)

. فَلَمْ يَخُصَّ وَارِثًا وَلَا غَيْرَهُ.

فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[2766] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ أَبُو سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ

(5)

: إِذَا حَدَثَ كَذَبَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ".

(1)

لأبي ذر عن الحموي: "بسوء".

(2)

قوله: "الظَّنِّ بِهِ لِلْوَرَثَةِ" كذا ثبت للحموي والكشميهني.

(3)

زاد في حاشية البقاعي: "بِالظَّنِّ"، ونسبه لنسخة.

(4)

[النساء: 58].

(5)

سقط عند أبي ذر.

* [2766][التحفة: خ م ت س 14341]

ص: 12

‌9 - بَابُ تَأْوِيلِ قَوْلِ اللَّهِ

(1)

تَعَالَى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ

(2)

بِهَا أَوْ دَيْنٍ}

(3)

وَيُذْكَرُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالدَّينِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ. وَقَوْلِهِ

(4)

: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}

(5)

. فَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ أَحَقُّ مِنْ تَطَوُّعِ الْوَصِيَّةِ.

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى".

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا يُوصِي الْعَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ أَهْلِهِ.

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْعَبْدُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ".

[2767] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا

(6)

الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ لِي:"يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ؛ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى". قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَق لَا أَرْزَأُ

(7)

أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا. فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو حَكِيمًا لِيُعْطِيَهُ الْعَطَاءَ فَيَأْبَى أَنْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "قَولِه".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: {يُوصِي} .

(3)

[النساء: 12].

(4)

لأبي ذر وعليه صح زيادة: "عز وجل".

(5)

[النساء: 58].

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(7)

أرزأ: آخذ منه، وأصله النقص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رزأ).

ص: 13

يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ دَعَاهُ

(1)

لِيُعْطِيَهُ فَيَأْبَى

(2)

أَنْ يَقْبَلَهُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، إِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ الذِي قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ

(3)

فَيَأْبَى

(4)

أَنْ يَأْخُذَهُ. فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ رحمه الله.

[2768] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّخْتِيَانِيُّ

(5)

، أَخْبَرَنَا عَبدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَر

(6)

رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

(7)

: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْإِمَامُ

(8)

رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سيِّدِهِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ". قَالَ: وَحَسِبْتُ

(9)

أَنْ قَدْ قَالَ: "وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ".

(1)

لأبي ذر والمستملي: "دعا". كذا في نسخ الخط المعتمدة، وعكس القسطلاني فانظره. كتبه مصححه.

(2)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي وأبي الوقت:"فَأبَى".

(3)

الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فأَبَى".

* [2767][التحفة: خ م ت س 3426]

(5)

سقط عند أبي ذر. وكسر التاء من الفرع.

(6)

كذا في جميع نسخ الخط المعتمدة بأيدينا وفي المطبوع زيادة: "عن أبيه".

(7)

كذا للكشميهني.

(8)

قوله: "وَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" لأبي ذر: "وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالإمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "وأَحْسِبُ".

* [2768][التحفة: خ م 6989]

ص: 14

‌10 - بَابٌ إِذَا وَقَفَ أَوْ أَوْصَى لِأَقَارِبِهِ وَمَنِ الْأَقَارِبُ

وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَلْحَةَ: "اجْعَلْهَا

(1)

لِفُقَرَاءِ أَقَارِبِكَ". فَجَعَلَهَا لِحَسَّانَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.

وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ مِثْلَ

(2)

حَدِيثِ ثَابِتٍ، قَالَ:"اجْعَلْهَا لِفُقَرَاءِ قَرَابَتِكَ". قَالَ أَنَسٌ: فَجَعَلَهَا لِحَسَّانَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَكَانَا أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنِّي

(3)

، وَكَانَ قَرَابَةُ حَسَّانٍَ وَأُبَيٍّ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ، وَاسْمُهُ: زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ، فَيَجْتَمِعَانِ إِلَى حَرَامٍ وَهُوَ الْأَبُ الثَّالِثُ، وَحَرَامُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، فَهُوَ

(4)

يُجَامِعُ حَسَّانُ

(5)

أَبَا طَلْحَةَ وَأُبَيٌّ

(6)

إِلَى سِتَّةِ آبَاءٍ إِلَى عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ. وَهْوَ

(7)

: أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، فَعَمْرُو بْنُ مَالِكٍ يَجْمَعُ حَسَّانَ وَأَبَا طَلْحَةَ وَأُبَيًّا.

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا أَوْصَى لِقَرَابَتِهِ فَهْوَ إِلَى آبَائِهِ فِي الْإِسْلَامِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "اجْعَلْه".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "بمثْلِ".

(3)

لأبي ذر والحموي والمستملي: "إليهِ أقربَ مِنِّي".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وهو.

(5)

عليه صح.

(6)

في رواية: "وأُبَيًّا" وعليه صح.

(7)

قوله: "وهو أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ

" إلى "مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ" كذا ثبت في رواية أبي ذر عن المستملي والكشميهني.

ص: 15

[2769] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

(1)

، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأبِي طَلْحَةَ: "أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ". قَالَ

(2)

أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}

(3)

جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنَادِي: "يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ" لِبُطُونِ قُرَيْشٍ.

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ".

‌11 - بَابٌ هَلْ يَدْخُلُ النِّسَاءُ وَالْوَلَدُ فِي الْأَقَارِبِ؟

[2770] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}

(4)

. قَالَ: "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ

(1)

"بنِ أَبِي طَلْحَةَ" سقط عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(3)

[الشعراء: 214].

* [2769][التحفة: خ م س 204]

(4)

[الشعراء: 214].

ص: 16

شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ

(1)

بِنْتَ مُحَمَّدٍ

(2)

، سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا".

تَابَعَهُ أَصْبَغُ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.

‌12 - بَابٌ هَلْ يَنْتَفِعُ الْوَاقِفُ بِوَقْفِهِ؟

وَقَدِ اشْتَرَطَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأْكُلَ

(3)

. وَقَدْ يَلِي الْوَاقِفُ وَغَيْرُهُ.

وَكَذَلِكَ مَنْ

(4)

جَعَلَ بَدَنَةً أَوْ شَيْئًا للَّهِ فَلَهُ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهَا كَمَا يَنْتَفِعُ غَيْرُهُ وَإِنْ لَمْ يَشْتَرِطْ.

[2771] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(5)

، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً

(6)

فَقَالَ لَهُ: "ارْكَبْهَا". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا بَدَنَةٌ. فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ

(7)

الرَّابِعَةِ: "ارْكَبْهَا وَيْلَكَ - أَوْ: وَيْحَكَ".

(1)

كذا لأبي ذر وعليه صح.

(2)

"صلى الله عليه وسلم": كذا في اليونينية من غير رقم ولا تصحيح.

* [2770][التحفة: خ س 13156]

(3)

لأبي ذر والكشميهني بزيادة: "منها".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "كُلُّ مَنْ".

(5)

"بْنُ سَعِيدٍ": سقط عند أبي ذر.

(6)

بدنة: البَدَنَة تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدَنةً لِعِظَمِها وسِمَنِها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بدن).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "أَوْ في".

* [2771][التحفة: خ ت 1437]

ص: 17

[2772] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا

(1)

مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً فَقَالَ:"ارْكَبْهَا". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا بَدَنَةٌ. قَالَ:"ارْكَبْهَا وَيْلَكَ". فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ.

‌13 - بَابٌ إِذَا وَقَفَ شَيْئًا فَلَمْ يَدْفَعْهُ إِلَى

(2)

غَيْرِهِ فَهْوَ جَائِزٌ

لِأَنَّ عُمَرَ

(3)

رضي الله عنه أَوْقَفَ

(3)

وَقَالَ

(4)

: لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأْكُلَ. وَلَمْ يَخُصَّ إِنْ وَلِيَهُ عُمَرُ أَوْ غَيْرُهُ.

قَالَ

(5)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَلْحَةَ: "أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ"، فَقَالَ: أَفْعَلُ. فَقَسَمَهَا فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.

‌14 - بَابٌ إِذَا قَالَ: دَارِي صَدَقَةٌ للهِ، وَلَمْ يُبَيِّنْ لِلْفُقَرَاءِ أَوْ غَيْرِهِمْ فَهْوَ جَائِزٌ وَيَضَعُهَا

(6)

فِيَ الْأَقْرَبِينَ أَوْ حَيْثُ أَرَادَ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَلْحَةَ حِينَ قَالَ: أَحَبُّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَِيْرَُحَاءَِ

(7)

، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ. فَأَجَازَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ.

(1)

في نسخة: "حدّثني".

* [2772][التحفة: خ م د س 13801]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "قَبْل أَنْ يَدْفَعَه إِلَى".

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ويُعْطِيها".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "بِيرحا".

ص: 18

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يَجُوزُ حَتَّى يُبَيِّنَ لِمَنْ. وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ

(1)

.

‌15 - بَابٌ

(1)

إِذَا قَالَ: أَرْضِي أَوْ بُسْتَانِي صَدَقَةٌ

(2)

عَنْ أُمِّي فَهْوَ جَائِزٌ وَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ لِمَنْ ذَلِكَ

[2773] حدثنا مُحَمَّدٌ

(3)

، أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رضي الله عنه تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهْوَ غَائِبٌ عَنْهَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ

(4)

تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ

(5)

الْمِخْرَافَ

(6)

صَدَقَةٌ عَلَيْهَا

(7)

.

‌16 - بَابٌ إِذَا تَصَدَّقَ أَوْ أَوْقَفَ

(8)

بَعْضَ مَالِهِ أَوْ بَعْضَ رَقِيقِهِ أَوْ دَوَابِّهِ فَهْوَ جَائِزٌ

[2774] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح زيادة: "للَّهِ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح زيادة: "ابنُ سَلَام".

(4)

همزة "إِنْ": عليها صح من فوق ومن أسفل.

(5)

حائطي: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).

(6)

المخراف: بستان من نخل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرف).

(7)

لأبي ذر والكشميهني: "عنها".

* [2773][التحفة: خ 6279]

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "وَوَقَفَ". العلامة من الفرع.

ص: 19

كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قُلْتُ

(1)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ:"أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ.

‌17 - بَابُ مَنْ تَصَدَّقَ إِلَى

(2)

وَكِيلِهِ ثُمَّ رَدَّ الْوَكِيلُ إِلَيْهِ

(3)

[2775] وَقال إِسْمَاعِيلُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ - لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}

(4)

جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى فِي كِتَابِهِ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِليَّ بِيْرُحَاءَ - قَالَ: وَكَانَتْ حَدِيقَةً كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَسْتَظِلُّ بِهَا

(5)

وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، فَهْيَ إِلَى

(6)

اللهِ عز وجل وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَرْجُو بِرَّهُ وَذُخْرَهُ، فَضَعْهَا - أَي رَسُولَ اللَّهِ - حَيثُ أَرَاكَ اللَّهُ،

(1)

ليس في النسخ المعتمدة: "يقول" قبل "قلت". ا هـ مصححه. وزاد قبله في حاشية البقاعي: "قال" ونسبه لنسخة.

* [2774][التحفة: خ م د س 11131]

(2)

كذا ثبت للحموي. وعند الكشميهني: "على".

(3)

قوله: "بَابُ مَنْ تَصَدَّقَ إِلَى وَكِيلِهِ ثُمَّ رَدَّ الْوَكِيلُ إِلَيْهِ". كذا ثبت في رواية الحموي والكشميهني. وهذا الباب وحديثه مُلحق في اليونينية. ورقم على التبويب والحديث للكشميهني.

(4)

[آل عمران: 92].

(5)

كذا في اليونينية، وفي بعض الفروع:"فيها".

(6)

عليه صح.

ص: 20

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَخْ

(1)

يَا أَبَا طَلْحَةَ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ

(2)

قَبِلْنَاهُ مِنْكَ وَرَدَدْنَاهُ عَلَيْكَ فَاجْعَلْهُ فِي الْأَقْرَبِينَ"، فَتَصَدَّقَ بِهِ أَبُو طَلْحَةَ عَلَى ذَوي رَحِمِهِ، قَالَ: وَكَانَ مِنْهُمْ أُبَيٌّ وَحَسَّانُ، قَالَ: وَبَاعَ حَسَّانُ حِصَّتَهُ مِنْهُ مِنْ مُعَاويَةَ فَقِيلَ لَهُ: تَبِيعُ صَدَقَةَ أَبِي طَلْحَةَ؟ فَقَالَ: أَلَا أَبِيعُ صَاعًا

(3)

مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ مِنْ دَرَاهِمَ، قَالَ: وَكَانَتْ تِلْكَ الْحَدِيقَةُ فِي مَوْضِعِ قَصْرِ بَنِي جَدِيلَةَ

(4)

الَّذِي بَنَاهُ مُعَاوِيَةُ.

‌18 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(5)

: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}

(6)

[2776] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو النُّعْمَانِ

(7)

، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نُسِخَتْ، وَلَا وَاللَّهِ مَا نُسِخَتْ وَلَكِنَّهَا مِمَّا تَهَاوَنَ النَّاسُ

(8)

، هُمَا وَالِيَانِ وَالٍ

(1)

بخ: هي كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء وتكرر للمبالغة، ومعناها: تعظيم الأمر وتفخيمه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بخ).

(2)

رقم فوقه بالباء.

(3)

صاعا: مكيال مقداره 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).

(4)

كذا في اليونينية وفرعها مضببا عليه، وصوّب الحفاظ أنه:"حُدَيْلةُ" بالمهملة.

* [2775][التحفة: خت 181]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(6)

[النساء: 8].

(7)

قوله: "مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو النُّعْمَانِ" لأبي ذر وعليه صح: "أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ".

(8)

عليه صح صح.

ص: 21

يَرِثُ وَذَاكَ

(1)

الَّذِي يَرْزُقُ، وَوَالٍ لَا يَرِثُ فَذَاكَ

(2)

الَّذِي يَقُولُ بِالْمَعْرُوفِ يَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ

(3)

أَنْ أُعْطِيَكَ.

‌19 - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ يُتَوَفَّى فَجْأَةً

(4)

أَنْ يَتَصَدَّقُوا عَنْهُ وَقَضَاءِ النُّذُورِ عَنِ الْمَيِّتِ

[2777] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ

(5)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ

(6)

نَفْسَهَا

(7)

وَأُرَاهَا لَو تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟، قَالَ:"نَعَمْ تَصَدَّقْ عَنْهَا".

[2778] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رضي الله عنه اسْتَفْتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرٌ؟ فَقَالَ: "اقْضِهِ عَنْهَا".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وذلك".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فذلك".

(3)

كذا ثبت لأبي ذر عن الحموي والكشميهني.

* [2776][التحفة: خ 5462]

(4)

قوله: "يُتَوَفَّى فَجْأَةً" لأبي ذر وعليه صح: "تُوُفِّيَ فُجاءَةً".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "هِشامِ بنِ عُرْوَةَ".

(6)

افتلتت: ماتت فجأة وأُخذت نفسُها فلتة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فلت).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "نَفْسُها".

* [2777][التحفة: خ س 17161]

* [2778][التحفة: ع 5835]

ص: 22

‌20 - بَابُ الْإِشْهَادِ فِي الْوَقْفِ وَالصَّدَقَةِ

[2779] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رضي الله عنه أَخَا بَنِي سَاعِدَةَ - تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهْوَ غَائِبٌ

(1)

فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا فَهَلْ يَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ

(2)

تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ

(3)

: "نَعَمْ". قَالَ: فَإنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ

(2)

حَائِطِيَ المِخْرَافَ

(2)

صَدقَةٌ عَلَيْهَا

(4)

.

‌21 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(5)

: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ

(6)

إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}

(7)

[2780] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "عنها".

(2)

عليه صح.

(3)

كذا ثبت لأبي ذر والمستملي.

(4)

عليه صح صح.

* [2779][التحفة: خ 6279]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إلى قولهِ: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ} ".

(7)

[النساء: 2، 3].

ص: 23

الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {وَإِنْ

(1)

خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا

(2)

فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}

(3)

. قَالَ

(4)

: هِيَ الْيَتِيمَةُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا فَيَرْغَبُ فِي جَمَالِهَا وَمَالِهَا وَيُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِأَدْنَى مِنْ سُنَّةِ نِسَائِهَا، فَنُهُوا عَنْ نِكَاحِهِنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ فِي إِكْمَالِ الصَّدَاقِ، وَأُمِرُوا بِنِكَاحِ مَنْ سِوَاهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ اسْتَفْتَى النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَيَسْتَفْتُونَكَ

(5)

فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}

(6)

، قَالَتْ: فَبَيَّنَ اللَّهُ فِي هَذِهِ

(7)

أَنَّ الْيَتِيمَةَ إِذَا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ وَمَالٍ رَغِبُوا فِي نِكَاحِهَا وَلَمْ

(8)

يُلْحِقُوهَا بِسُنَّتِهَا بِإِكْمَالِ الصَّدَاقِ، فَإِذَا كَانَتْ مَرْغُوبَةً عَنْهَا فِي قِلَّةِ الْمَالِ وَالْجَمَالِ تَرَكُوهَا وَالْتَمَسُوا غَيرَهَا مِنَ النِّسَاءِ، قَالَ: فَكَمَا يَتْرُكُونَهَا حِينَ يَرْغَبُونَ عَنْهَا فَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَنْكِحُوهَا إِذَا رَغِبُوا فِيهَا، إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهَا الْأوفَى مِنَ الصَّدَاقِ وَيُعْطُوهَا حَقَّهَا.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فإنْ". والتلاوة بالواو.

(2)

تقسطوا: من الإقساط، وهو العدل. (انظر: التفسير الوسيط) (3/ 28).

(3)

[النساء: 3]. وقوله: " {مِنَ النِّسَاءِ} ": ليس عند أبي ذر.

(4)

في رواية: "قالتْ عائشةُ". ثم رقم على: "قالتْ" لأبي ذر وعليه صح، وعلى:"عائشةُ" لأبي ذر عن المستملي.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: " {يَسْتَفْتُونَكَ} ".

(6)

[النساء: 127].

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الآيةِ".

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أو لم".

* [2780][التحفة: خ 16474]

ص: 24

‌22 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ

(2)

وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6) لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا}

(3)

{حَسِيبًا} يَعْنِي

(4)

: كَافِيًا.

‌23 - بَابٌ

(4)

وَمَا

(4)

لِلْوَصِيِّ

(5)

أَنْ يَعْمَلَ فِي مَالِ الْيَتِيمِ وَمَا يَأْكُلُ مِنْهُ بِقَدْرِ عُمَالَتِهِ

[2781] حدثنا

(6)

هَارُونُ

(7)

، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ عُمَرَ تَصَدَّقَ بِمَالٍ لَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: ثَمْغٌ، وَكَانَ نَخْلًا - فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي اسْتَفَدْتُ مَالًا وَهُوَ عِنْدِي نَفِيسٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} ".

(3)

[النساء: 6 - 7].

(4)

ليس عند أبي ذر.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "ولِلْوَصِيِّ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "هارون بنُ الأشعثِ".

ص: 25

"تَصَدَّقْ بِأَصْلِهِ، لَا يُبَاعُ وَلَا يُوهَبُ وَلَا يُورَثُ وَلَكِنْ يُنْفَقُ ثَمَرُهُ"، فَتَصَدَّقَ بِهِ عُمَرُ فَصَدَقَتُهُ ذَلِكَ

(1)

فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفي الرِّقَابِ وَالْمَسَاكِينِ وَالضَّيْفِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَلذِي الْقُرْبَى، وَلَا جُنَاحَ

(2)

عَلَى مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ يُوكِلَ صَدِيقَهُ غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ

(3)

بِهِ.

[2782] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:{وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}

(4)

قَالَتْ: أُنْزِلَتْ فِي وَالِي

(5)

الْيتِيمِ أَنْ يُصِيبَ

(6)

مِنْ مَالِهِ إِذَا كَانَ مُحْتَاجًا بِقَدْرِ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ.

‌24 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(7)

: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}

(8)

[2783] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "تلك".

(2)

جناح: إثم. (انظر: غريب القرآن للسجستاني)(ص 178).

(3)

عليه صح فوقه وتحته.

متمول: مكتسب منه مالًا، ومستكثر منه. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 390).

* [2781][التحفة: خ 7691]

(4)

[النساء: 6].

(5)

لأبي ذر عن المستملي: "في مالِ".

(6)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "يُصِيبُوا".

* [2782][التحفة: خ م 16814]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(8)

[النساء: 10].

ص: 26

ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ

(1)

، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ

(2)

" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: "الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ التِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ

(3)

، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ

(4)

الْغَافِلَاتِ"

(4)

.

‌25 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(5)

: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ

(6)

وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

(7)

{لَأَعْنَتَكُمْ}

(7)

: لَأَحْرَجَكُمْ وَضَيَّقَ، {وَعَنَتِ}

(8)

: خَضَعَتْ.

[2784] وَقال لَنَا سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَا رَدَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى أَحَدٍ وَصِيَّةً، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ أَحَبَّ

(9)

الْأَشْيَاءِ إِلَيْهِ فِي مَالِ الْيَتِيمِ أَنْ

(1)

ليس عند أبي ذر.

(2)

الموبقات: من الوبق وهو الهلاك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبق).

(3)

الزحف: الجهاد ولقاء العدو في الحرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زحف).

(4)

عليه صح صح.

* [2783][التحفة: خ م د س 12915]

(5)

"قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى" ليس عند أبي ذر.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إلى آخِرِ الآية".

(7)

[البقرة: 220].

(8)

[طه: 111].

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "أحَبُّ".

ص: 27

يَجْتَمِعَ

(1)

إِلَيْهِ

(2)

نُصَحَاؤُهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ -فَيَنْظُرُوا

(3)

الَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَكَانَ طَاوُسٌ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْيَتَامَى قَرَأَ:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ}

(4)

، وَقَالَ عَطَاءٌ فِي يَتَامَى الصَّغِيرُِ

(5)

وَالْكَبِيرُِ

(5)

: يُنْفِقُ الْوَليُّ

(6)

عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ بِقَدْرِهِ مِنْ حِصَّتِهِ.

‌26 - بَابُ استِخْدَامِ الْيَتِيمِ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ إِذَا كَانَ صَلَاحًا لَهُ وَنَظَرِ الْأُمِّ وَزَوْجِهَا

(7)

لِلْيَتِيمِ

[2785] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثيرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَأَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ

(8)

؛ فَلْيَخْدُمْكَ، قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا، وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنع هَذَا هَكَذَا.

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَخرُجَ إلَيْهِ".

(2)

ليس عند أبي ذر.

(3)

عليه صح صح.

(4)

[البقرة: 220].

(5)

لأبي ذر بالوجهين معًا، وعليه صح.

(6)

لأبي ذر والمستملي: "الوالِي".

* [2784][التحفة: خ 7562]

(7)

"وزوجها": كذا في جميع النسخ الخط عندنا، بدون ألف قبل الواو. كتبه مصححه.

(8)

كيس: عاقل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كيس).

* [2785][التحفة: خ م 1000]

ص: 28

‌27 - بَابٌ إِذَا وَقَفَ أَرْضًا وَلَمْ يُبَيِّنِ الْحُدُودَ فَهْوَ جَائِزٌ وَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ

[2786] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ

(1)

بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكانَ أَحَبُّ مَالِهِ إِلَيْهِ بَِيْرَُحَاءٍَ

(2)

مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}

(3)

قَامَ أبُو طلحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}

(3)

وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَِيْرَُحَاءٍَ

(4)

، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للَّهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ: "بَخْ، ذَلِكَ مَالٌ رَابحٌ - أَوْ: رَايِحٌ

(5)

، شَكَّ ابْنُ مَسْلَمَةَ - وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ" قَالَ

(6)

أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ ذَلِكَ

(7)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَفِي

(7)

بَنِي عَمِّهِ.

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الأنصار".

(2)

هو بالقصر عند أبي ذر.

بيرحاء: بئر وبستان، كانت في الناحية التي تسمى "باب المجيدي"، وقد محيت جميع معالمها في آخر توسعة للمسجد النبوي. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 41).

(3)

[آل عمران: 92].

(4)

كذا ثبت لأبي ذر، وعليه صح.

(5)

رايح: يروح عليك نفعه وثوابه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روح).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(7)

ليس عند أبي ذر.

ص: 29

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ:"رَايِحٌ"

(1)

.

[2787] حدثنا

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(3)

عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمَّهُ تُوُفِّيَتْ أَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: فَإنَّ لِي مِخْرَافًا وَأُشْهِدُكَ

(4)

أَنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا

(5)

.

‌28 - بَابٌ إِذَا أَوْقَفَ

(6)

جَمَاعَةٌ أَرْضًا مُشَاعًا فَهْوَ جَائِزٌ

[2788] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: "يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي

(7)

بِحَائِطِكُمْ هَذَا" قَالُوا: لَا، وَاللَّهِ لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ.

(1)

رقم فوقه بالياء وعليه صح.

* [2786][التحفة: خ م س 204]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فأنا أُشهدك".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "به عنها".

* [2787][التحفة: خ د ت س 6164]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وَقَفَ".

(7)

ثامنوني: قَرِّرُوا معي ثمنَهُ وبِيعُونِيهِ بالثمن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثمن).

* [2788][التحفة: خ م د س ق 1691]

ص: 30

‌29 - بَابُ الْوَقْفِ كَيْفَ

(1)

يُكْتَبُ

[2789] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَصَابَ عُمَرُ بِخَيْبَرَ أَرْضًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَصَبْتُ أَرْضًا لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ

(2)

مِنْهُ، فَكَيْفَ تَأمُرُنِي بِهِ قَالَ:"إِنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أَصْلَهَا، وَتَصَدَّقْتَ بِهَا"، فَتَصَدَّقَ عُمَرُ أَنَّهُ لَا يُبَاعُ أَصْلُهَا، وَلَا يُوهَبُ، وَلَا يُورَثُ، فِي الْفُقَرَاءِ وَالْقُرْبَى وَالرِّقَابِ وَفِي سَبِيلِ الله وَالضَّيْفِ وَابْنِ السَّبِيلِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيرَ مُتَمَوِّلٍ

(3)

فِيهِ.

‌30 - بَابُ الْوَقْفِ لِلْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ وَالضَّيْفِ

[2790] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه وَجَدَ مَالًا بِخَيْبَرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرَهُ، قَالَ:"إِنْ شِئْتَ تَصَدَّقْتَ بِهَا"، فَتَصَدَّقَ بِهَا فِي الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَذِي الْقُرْبَى وَالضَّيْفِ.

(1)

لأبي الوقت: "وكيف".

(2)

أنفس: الأنفَس: الأعجب والأفضل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 21).

(3)

عليه صح فوقه وتحته.

* [2789][التحفة: ع 7742]

* [2790][التحفة: ع 7742]

ص: 31

‌31 - بَابُ وَقْفِ الْأَرْضِ لِلْمَسْجِدِ

[2791] حدثنا

(1)

إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا

(2)

عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَمَرَ بِالْمَسْجِدِ

(3)

وَقَالَ: "يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ

(4)

هَذَا"، قَالُوا

(5)

لَا وَاللَّهِ، لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ.

‌32 - بَابُ وَقْفِ الدَّوَابِّ وَالْكُرَاعِ

(6)

وَالْعُرُوضِ وَالصَّامِتِ

(7)

قَالَ

(8)

الزُّهْرِيُّ فِيمَنْ جَعَلَ ألْفَ دِينَارٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدَفَعَهَا إِلَى غُلَامٍ لَهُ تَاجِرٍ يَتْجُِرُ

(9)

بِهَا، وَجَعَلَ رِبْحَهُ صَدَقَةً لِلْمَسَاكِينِ وَالْأَقْرَبِينَ، هَلْ لِلرَّجُلِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ رِبْحِ ذَلِكَ

(10)

الْأَلْفِ شَيْئًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جَعَلَ رِبْحَهَا صَدَقَة فِي الْمَسَاكِينِ؟ قَالَ: لَيْسَ لَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا.

(1)

لأبي ذر: "حدثني" وعليه صح.

(2)

لأبي ذر: "أخبرنا" وعليه صح.

(3)

لأبي ذر والكشميهني: "ببناءِ المسجد".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حائِطَكُمْ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فقالوا".

* [2791][التحفة: خ م د س ق 1691]

(6)

الكراع: اسم لجميع الخيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرع).

(7)

العروض والصامت: العروض: جمع عَرض، وهو جميع ما عدا النقد من المال. والمراد بالصامت من النقد: الذهب والفضة. (انظر: فتح الباري)(5/ 405).

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(9)

كذا ثبت بالوجهين، وعليه صح صح.

(10)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "تلك".

ص: 32

[2792] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ عُمَرَ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي سَبِيلِ اللَّه أَعْطَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَحْمِلَ عَلَيْهَا

(1)

رَجُلًا، فَأُخْبِرَ عُمَرُ أَنَّهُ قَدْ وَقَفَهَا يَبِيعُهَا، فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبْتَاعَهَا، فَقَالَ: "لَا تَبْتَعْهَا

(2)

، وَلَا تَرْجِعَنَّ فِي صَدَقَتِكَ".

‌33 - بَابُ نَفَقَةِ الْقَيِّمِ

(3)

لِلْوَقْفِ

(4)

[2793] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَقْتَسِمْ

(5)

وَرَثَتِي دِينَارًا

(6)

، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ عَامِلِي - فَهْوَ صَدَقَةٌ".

[2794] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ عُمَرَ اشْتَرَطَ فِي وَقْفِهِ أَنْ يَأْكُلَ مَنْ وَلِيَهُ، وَيُوكِلَ صَدِيقَهُ غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ مَالًا.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فَحَمَلَ عَلَيْهَا".

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لا تَبْتاعُها".

* [2792][التحفة: خ م 8159]

(3)

القيم: القائم بالأمر. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 194).

(4)

قوله: "نَفَقَةِ الْقَيِّمِ لِلْوَقْفِ" لأبي ذر عن الحموي: "نفقةِ بَقِيَّةِ الوَقْفِ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "لا يَقْتَسِمُ".

(6)

لأبي ذر والكشميهني زيادة: "ولا دِرْهمًا".

* [2793][التحفة: خ م د 13805]

* [2794][التحفة: خ 10561]

ص: 33

‌34 - بَابٌ إِذَا وَقَفَ أَرْضًا أَوْ بِئْرًا وَ

(1)

اشْتَرَطَ لِنَفْسِهِ مِثْلَ دِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ

وَأَوْقَفَ

(2)

أَنَسٌ دَارًا، فَكَانَ إِذَا قَدِمَهَا

(3)

نَزَلَهَا.

وَتَصَدَّقَ الزُّبَيْرُ بِدُورِهِ، وَقَالَ لِلْمَرْدُودَةِ مِنْ بَنَاتِهِ: أَنْ تَسْكُنَ غَيْرَ مُضِرَّةٍ، وَلَا مُضَرٍّ

(4)

بِهَا، فَإِنِ اسْتَغْنَتْ بِزَوْجٍ فَلَيْسَ لَهَا حَقٌّ.

وَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ نَصِيبَهُ مِنْ دَارِ عُمَرَ سُكْنَى لِذَوي الْحَاجَةِ

(5)

مِنْ آلِ عَبْدِ اللَّهِ.

[2795] وَقال عَبْدَانُ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه حَيْثُ

(6)

حُوصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ

(7)

- وَلَا أَنْشُدُ إِلَّا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ"، فَحَفَرْتُهَا، أَلسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ:"مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ" فَجَهَّزْتُهُمْ

(8)

، قَالَ: فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أوِ" وبعده صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وَوَقَفَ".

(3)

"قَدِمَ": كذا في هامش اليونينية بلا رقم.

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الحاجاتِ".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "حِينَ".

(7)

زاد بعده لأبي ذر وعليه صح: "اللَّهَ".

أنشدكم: أسألكم وأقسم عليكم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَجَهَّزْتُهُ".

ص: 34

وَقَالَ عُمَرُ فِي وَقْفِهِ: لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأْكُلَ. وَقَدْ يَلِيهِ الْوَاقِفُ وَغَيْرُهُ، فَهُوَ وَاسِعٌ لِكُلٍّ

(1)

.

‌35 - بَابٌ إِذَا قَالَ الْوَاقِفُ لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ فَهْوَ جَائِزٌ

[2796] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ" قَالُوا: لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ.

‌36 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(2)

: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ

(3)

إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ (اسْتُحِقَّ) عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا

(1)

على آخره صح.

* [2795][التحفة: خ ت س 9814]

* [2796][التحفة: خ م د س ق 1691]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {وَاللهُ لَا يهدِي القَومَ الفَاسِقِينَ} ".

ص: 35

وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107) ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}

(1)

.

[2797] وقال لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ مَعَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ بَدَّاءٍ، فَمَاتَ السَّهْمِيُّ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا مُسْلِمٌ، فَلَمَّا قَدِمَا بِتَرِكَتِهِ، فَقَدُوا جَامًا

(2)

مِنْ فِضَّةٍ مُخَوَّصًا مِنْ ذَهَبٍ

(3)

؛ فَأحْلَفَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وُجِدَ الْجَامُ بِمَكَّةَ، فَقَالُوا: ابْتَعْنَاهُ مِنْ تَمِيمٍ وَعَدِيٍّ فَقَامَ رَجُلَانِ مِنْ أَوْليَائِهِ فَحَلَفَا لَشَهَدَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَدَتِهِمَا وَإِنَّ الْجَامَ لِصَاحِبِهِمْ، قَالَ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}

(4)

.

‌37 - بَابُ قَضَاءِ الْوَصِيِّ دُيُونَ الْمَيِّتِ بِغَيْرِ مَحْضَرٍ مِنَ الْوَرَثَةِ

[2798] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ أَو الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْهُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ

(1)

[المائدة: 106 - 108]. وبعده للكشميهني: " {الأوْلَيَانِ}: واحِدُهما أَوْلَى، ومِنْهُ أوْلَى به (1). {عُثِرَ}: أُظْهِرَ، {أَعْثَرْنَا}: أَظْهَرْنا".

.....................

1 -

بعده عند الكشميهني أيضًا: "أَحَقُّ بِهِ".

(2)

جاما: إناء يُشْرَبُ به. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 165).

(3)

مخوصا من ذهب: عليه صفائح الذهب مثل خوص النخل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خوص).

(4)

[المائدة: 106]. بعده لأبي ذر وعليه صح: {إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} .

* [2797][التحفة: خ د ت 5551]

ص: 36

أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنهما، أَنَّ أَبَاهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ سِتَّ بَنَاتٍ وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا، فَلَمَّا حَضَرَ جِدَادُ

(1)

النَّخْلِ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ وَالِدِي اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا كَثِيرًا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ الْغُرَمَاءُ

(2)

، قَالَ: اذْهَبْ فَبَيْدِرْ

(3)

كُلَّ تَمْرٍ عَلَى نَاحِيَتِهِ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ دَعَوْتُ

(4)

، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيهِ أُغْرُوا

(5)

بِي تِلْكَ السَّاعَةَ، فَلَمَّا رَأَى مَا يَصْنَعُونَ أَطَافَ

(6)

حَوْلَ أَعْظَمِهَا بَيْدَرًا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ "ادْعُ أَصْحَابَكَ" فَمَا زَال يَكِيلُ لَهُمْ حَتَّى أَدَّى اللَّهُ أَمَانَةَ وَالِدِي، وَأَنَا وَاللَّهِ رَاضٍ أَنْ يُؤَدِّيَ اللَّهُ أَمَانَةَ وَالِدِي وَلَا أَرْجِعَ إِلَى أَخَوَاتِي بِتَمْرَةٍ

(7)

، فَسَلِمَ وَ

(8)

اللَّهِ الْبَيَادِرُ كُلُّهَا حَتَّى أَنِّي

(9)

أَنْظُرُ إِلَى الْبَيْدَرِ الَّذِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّه لَمْ يَنْقُصْ تَمْرةً وَاحِدَةً

(10)

.

(1)

لأبي ذر وعليه صح صح: "حَضَرَهُ جِذاذُ".

جداد: أي: صِرَام النخل، وهو قطع ثمرتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدد).

(2)

الغرماء: جمع غريم، وهم أصحاب الديون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرم).

(3)

لأبي ذر والحموي: "فَبادِرْ".

فبيدر: اجعل لكل صنف من التمر بيدرًا ولا تخلط به غيره، والبيدر: ما يجمع فيه الطعام. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 160).

(4)

عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ثم دَعَوْتُه". ولأبي ذر والكشميهني: "فَدَعَوْتُه".

(5)

أغروا: لَجُّوا في مطالبتي وألحوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرا).

(6)

همزة "أطافَ": ليست عند أبي ذر. ولأبي ذر وعليه صح: "طافَ".

(7)

لأبي ذر وعليه صح، وللحموي، والمستملي:"تمرةً".

(8)

عليه صح.

(9)

هكذا همزة: "أني" في اليونينية.

(10)

زاد بعده لأبي ذر والمستملي: "قال أبُو عبدِ اللَّهِ: أُغْرُوا بي: يَعْنِي هِيجُوا بي. {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} "[المائدة: 14].

* [2798][التحفة: خ س 2344]

ص: 37

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

.

‌55 - باب

(2)

فَضْلِ

(3)

الجِهَادِ والسِّيَر

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(4)

: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا

(5)

فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ} إِلَى قَوْلِهِ {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}

(6)

.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحُدُودُ الطَّاعَةُ.

[2799] حدثنا

(7)

الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ الْعَيْزَارِ، ذَكَرَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِي، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:"الصَّلَاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا"، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ"،

(1)

زاد في نسخة، ولغير أبي ذر:"كتابُ الجهادِ والسِّيَرِ".

(2)

ليس عند أبي ذر.

(3)

بالوجهين عند أبي ذر وعليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(5)

بعده في رواية: "إلى قَوْلِهِ (1): {وَالْحَافِظُونَ (2) لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} ".

...............

1 -

ليس عند أبي ذر.

2 -

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.

(6)

[التوبة: 111].

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

ص: 39

قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.

[2800] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا

(1)

اسْتُنْفِرتُمْ

(2)

فَانْفِرُوا".

[2801] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُرَى

(3)

الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ؛ أَفَلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ: "لَكِنَّ أَفْضَلَ

(4)

الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ".

[2802] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ

(5)

، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَصِينٍ، أَن ذَكْوَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ

* [2799][التحفة: خ م ت س 9232]

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَإِذَا".

(2)

استنفرتم فانفروا: طُلِب منكم النصرة، فأجيبوا وانفروا خارجين إلى الإعانة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفر).

* [2800][التحفة: خ م د ت س 5748]

(3)

بضم التاء في اليونينية.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "لَكُنَّ أَفْضَلُ" وبعده صح.

* [2801][التحفة: خ س ق 17871]

(5)

قوله: "بنُ مَنْصُورٍ" ليس عند أبي ذر.

ص: 40

الْجِهَادَ، قَالَ:"لَا أَجِدُهُ"، قَالَ:"هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلَا تَفْتُرَ، وَتَصُومَ وَلَا تُفْطِرَ؟ " قَالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ

(1)

فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ.

‌1 - بَابٌ أَفْضَلُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ

(2)

(10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

(3)

.

[2803] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ

(4)

، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه حَدَّثَهُ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ"، قَالُوا: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ

(5)

يَتَّقِي اللهَ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ".

(1)

طوله: الطِّوَل: الحبل الطويل يُشَدُّ أحدُ طرفيه في وتد أو غيره، والطرف الآخر في يد الفَرَس ليَدُور فيه ويَرْعَى، ولا يذهب لوجهه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طول).

* [2802][التحفة: خ س 12842]

(2)

في نسخة: "إلى

{الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ". رقم (نسخة) من القسطلاني.

(3)

[الصف: 10 - 12].

(4)

ليس عند أبي ذر.

(5)

شعب من الشعاب: الشعاب: جمع شِعْب، وهو ما انفرج بين جبلين. (انظر: لسان العرب، مادة: شعب).

* [2803][التحفة: ع 4151]

ص: 41

[2804] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

(1)

: "مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سبِيلِ اللهِ - وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ - كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ".

‌2 - بَابُ الدُّعَاءِ بِالْجِهَادِ وَالشَّهَادَةِ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ

وَقَالَ عُمَرُ: ارْزُقْنِي

(2)

شَهَادَةً فِي بَلَدِ رَسُولِكَ.

[2805 - 2806] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ، وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَطْعَمَتْهُ، وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ

(3)

هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ" - أَوْ "مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ" شَكَّ

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قال".

* [2804][التحفة: خ س 13153]

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "اللهمّ ارْزُقْنِي".

(3)

ثبج: وسط أو معظم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثبج).

ص: 42

إِسْحَاقُ - قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهمْ، فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: وَ

(1)

مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، كَمَا قَالَ فِي الْأَوَّلِ

(2)

، قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ:"أَنْتِ مِنَ الْأوَّلِينَ"، فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فصُرِعَتْ

(3)

عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنَ الْبَحْرِ فَهَلَكَتْ.

‌3 - بَابُ دَرَجَاتِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ

يُقَالُ هَذِهِ سَبِيلِي وَهَذَا سَبِيلِي

(4)

.

[2807] حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم: "مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا"، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،

(1)

ليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "الأُولَى".

(3)

فصرعت: فسقطت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صرع).

* [2805 - 2806][التحفة: خ م د ت س 199]

(4)

زاد لأبي ذر عن المستملي: "قال أبُو عبدِ اللَّه: {غُزًّى} [آل عمران: 156] واحدُها غازٍ، {هُمْ دَرَجَاتٌ} [آل عمران: 163]: لَهُمْ دَرَجاتٌ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

ص: 43

أَفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، أُرَاهُ فَوْقَهُ

(1)

عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ".

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ:"وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ".

[2808] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ

(2)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَصَعِدَا بِيَ الشَّجَرَةَ، فَأَدْخَلَانِي

(3)

دَارًا، هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ، لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، قَالَا

(4)

: أَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ".

‌4 - بَابُ الْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ

وَقَابُِ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ

(5)

الْجَنَّةِ

[2809] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ

(1)

"أُراه فَوْقَه": كذا في النسخ المعتبرة، ووقع في الطبع سابقًا:"أُراه قال وَفَوْقَه".

* [2807][التحفة: خ 14236]

(2)

ليس في النسخ تكرار: "قال" التي كررت سابقًا في الطبع. كتبه مصححه.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وأدْخَلانِي".

(4)

لأبي ذر عن المستملي: "قال".

* [2808][التحفة: خ م ت س 4630]

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "في".

ص: 44

مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لغَدْوَةٌ

(1)

فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ

(2)

خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

[2810] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لقَابُ

(3)

قَوْسٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ"، وَقَالَ: "لَغَدْوَةٌ

(4)

أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ".

[2811] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الرَّوْحَةُ وَالْغَدْوَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

(1)

لأبي ذر والكشميهني: "الغَدْوةُ".

لغدوة: الغدوة: المرة من الغُدُوِّ، وهو سير أول النهار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).

(2)

روحة: من الرواح: وهو الذهاب سواء كان أول النهار أو آخره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روح).

* [2809][التحفة: خ 788]

(3)

لقاب: القاب والقيب بمعنى القدر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قوب).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "الغَدْوةُ" وعليه صح.

* [2810][التحفة: خ 13610]

* [2811][التحفة: خ م س 4682]

ص: 45

‌5 - بَابُ

(1)

الْحُورُِ

(2)

الْعِينُِ

(3)

وَصِفَتُِهِنَّ

يَحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ شَدِيدَةُ سَوَادِ الْعَيْنِ شَدِيدَةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ.

{وَزَوَّجْنَاهُم}

(4)

: أَنْكَحْنَاهُمْ.

[2812] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاويَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا الشَّهِيدَ؛ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى".

[2813] وَسَمِعْتُ

(5)

أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(6)

: "لرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ غَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّة أَوْ مَوْضِعُ قِيدٍ - يَعْنِي: سَوْطَهُ - خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أنَّ امْرَأَة مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا

(7)

عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

(1)

ليس عند أبي ذر.

(2)

كذا ثبت لأبي ذر.

(3)

كذا ثبت لأبي ذر، وعليه صح.

(4)

[الدخان: 54]. وزاد لأبي ذر وعليه صح: {بِحُورٍ} .

* [2812][التحفة: خ 565]

(5)

لأبي ذر عن المستملي: "قال وَسَمِعْت" وعليه صح.

(6)

ليس في النسخ زيادة: "أنه قال".

(7)

لنصيفها: النصيف: الخمار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصف).

* [2813][التحفة: خ 561]

ص: 46

‌6 - بَابُ تَمَنِّي الشَّهَادَةِ

[2814] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَن أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يتخَلَّفُوا عَنِّي، وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ - مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو

(1)

فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ

(2)

أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ".

[2815] حدثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ"، وَقَالَ "مَا يَسُرُّنَا أَنَّهُمْ عِنْدَنَا"، قَالَ أَيُّوبُ: أَوْ قَالَ: "مَا يَسُرُّهُمْ أَنَّهُمْ عِنْدَنَا" - وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ

(3)

.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "تَغْدُو".

(2)

بالفاء بدل "ثم" الداخلة على: "أقتل" في المواضع الثلاثة - عند أبي ذر وعليه صح.

* [2814][التحفة: خ س 13154]

(3)

تذرفان: ذرَفَت العين تذرِف إذا جرى دمعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرف).

* [2815][التحفة: خ س 820]

ص: 47

‌7 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ فَهْوَ مِنْهُمْ

وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(1)

: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}

(2)

.

وَقَعَ: وَجَبَ

(3)

.

[2816 - 2817] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ

(4)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ قَالَتْ: نَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي، ثُمَّ اسْتَيقَظَ يَتَبَسَّمُ، فَقُلْتُ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: "أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ"، قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ! فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ فَفَعَلَ مِثْلَهَا؛ فَقَالتْ مِثْلَ قَوْلِهَا، فَأَجَابَهَا مِثْلَهَا، فَقَالَتِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلني مِنْهُمْ! فَقَالَ: "أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ"، فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ مَا رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ غَزْوِهِمْ

(5)

قَافِلِينَ

(6)

فَنَزَلُوا الشَّامَ، فَقُرِّبَتْ إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا فَصَرَعَتْهَا؛ فَمَاتَتْ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(2)

[النساء: 100].

(3)

كذا ثبت لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "وَقَعَ: وَجَبَ".

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح صح: "غَزْوَتِهِمْ".

(6)

قافلين: قفل: رجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفل).

* [2816 - 2817] التحفة: خ م د س ق 18307]

ص: 48

‌8 - بَابُ مَنْ يُنْكَبُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

[2818] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ

(1)

، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى بَنِي عَامِرٍ فِي سَبْعِينَ، فَلَمَّا قَدِمُوا قَالَ لَهُمْ خَالِي: أَتَقَدَّمُكُمْ، فَإِنْ أَمَّنُونِي

(2)

حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا؛ فتقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ، فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَوْمَئُوا

(3)

إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ

(4)

فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا رَجُلٌ أَعْرَجُ

(5)

صَعِدَ الْجَبَلَ، قَالَ هَمَّامٌ: فَأُرَاهُ

(6)

آخَرَ مَعَهُ، فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ عليه السلام النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ، فَكُنَّا نَقْرَأُ أَنْ:"بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا"، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا؛ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لِحْيَانَ وَبَنِي عُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم.

(1)

ليس عند أبي ذر. وقع في النسختين المعتبرتين عندنا مضروبًا عليه بالحمرة. كتبه مصححه.

(2)

عليه صح.

(3)

عليه صح. وللقابسي: "أُومِئَ".

أومئوا: الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أومأ).

(4)

فأنفذه: النفاذ: جوازُ الشيء والخلوصُ منه. (انظر: لسان العرب، مادة: نفذ).

(5)

في رواية: "رَجُلًا أَعْرَجَ"، ثم رقم على:"رَجُلًا" لأبي ذر وعليه صح، ورقم على:"أَعْرَجَ" صح. كذا في النسخ، وعكس القسطلاني العزو. كتبه مصححه.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وأُراه".

* [2818][التحفة: خ 217]

ص: 49

[2819] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ

(1)

قَيْسٍ، عَنْ جُنْدَُبِ بْنِ سُفْيَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي بَعْضِ الْمَشَاهِدِ، وَقَدْ دَمِيَتْ إِصْبَعُهُ، فَقَالَ:

"هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبعٌ دَمِيتِ

(2)

وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ

(3)

"

‌9 - بَابُ مَنْ يُجْرَحُ فِي سبِيلِ اللهِ عز وجل

-

[2820] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ

(4)

أَحَدٌ فِي سبِيلِ اللَّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ - إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ".

‌10 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(5)

: {هَلْ

(6)

تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}

(7)

وَالْحَرْبُ سِجَالٌ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "هو ابنُ".

(2)

لأبي ذر: "دَمِيَتْ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "لَقِيَتْ".

* [2819][التحفة: خ م ت سي 3250]

(4)

يكلم: يجرح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلم).

* [2820][التحفة: خ 13837]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(6)

لأبي الوقت: "قُلْ هَلْ".

(7)

[التوبة: 52].

ص: 50

[2821] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ

(1)

أَخْبَرَهُ، أَنَّ هِرَقْلَ قَالَ لَهُ: سَأَلْتُكَ كَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ

(2)

وَدُِوَلٌ

(3)

، فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ الْعَاقِبَةُ.

‌11 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(4)

: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

(5)

[2822] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا. حَدَّثَنَا

(6)

عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَال الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ

(7)

اللَّهُ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ، يَعْنِي: أَصْحَابَهُ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "ابنَ حَرْب".

(2)

سجال: مرة لنا ومرة علينا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجل).

(3)

كذا ثبت لأبي ذر وعليه صح.

دول: جمع دولة، أي: نغلبه مرة ويغلبنا أخرى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دول).

* [2821][التحفة: خ م د ت س 4850]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(5)

[الأحزاب: 23].

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "قال وحدثني".

(7)

لأبي ذر والمستملي: "لَيَرانِي".

ص: 51

مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ، يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ، الْجَنَّةَ

(1)

وَرَبِّ النَّضْرِ، إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ، قَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ، قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ، وَقَدْ مَثَّلَ

(2)

بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ، قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}

(3)

إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.

[2823] وقال: إِنَّ أُخْتَهُ - وَهِيَ تُسَمَّى: الرُّبَيِّعَ - كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ

(4)

امْرَأَةٍ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، فَرَضُوا بِالْأَرْشِ

(5)

، وَتَرَكُوا الْقِصَاصَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ".

(1)

عليه صح.

(2)

مثل: يقال: مثلت بالقتيل، إذا جدعت أنفه أو أذنه، أو مذاكيره، أو شيئًا من أطرافه. والاسم المثلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مثل).

(3)

[الأحزاب: 23].

* [2822][التحفة: خ 716]

(4)

ثنية: مقدم الأسنان، وهي أربع: اثنتان من فوق، واثنتان من أسفل. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 132).

(5)

الأرش: الأرش من الجراحات: ما ليس له قدر معلوم، وقيل: هو دية الجراحات (انظر: لسان العرب، مادة: أرش).

* [2823][التحفة: خ 716]

ص: 52

[2824] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. حَدَّثَنِي

(1)

إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، أُرَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: نَسَخْتُ الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، فَفَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ

(2)

الْأَحْزَابِ، كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا فَلَمْ أَجِدْهَا إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ، وَهُوَ قَوْلُهُ:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}

(3)

.

‌12 - بَابٌ عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ الْقِتَالِ

وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ.

وَقَوْلُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ

(4)

(2)

كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ

(3)

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}

(5)

.

[2825] حدثنا

(6)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثنا".

(2)

ليس عند أبي ذر.

(3)

[الأحزاب: 23].

* [2824][التحفة: خ ت س 3703]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} ".

(5)

[الصف: 2 - 4].

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

ص: 53

مُقَنَّعٌ

(1)

بِالْحَدِيدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ

(2)

؟ قَالَ: "أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ"؛ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا"

(3)

.

‌13 - بَابُ مَنْ أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَقَتَلَهُ

[2826] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ

(4)

الْبَرَاءِ، وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ، أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ - وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ

(5)

- فَإنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ، قَالَ:"يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى".

(1)

مقنع: من التقنع وهو تغطية الرأس وأكثر الوجه برداء أو غيره. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(11/ 92).

(2)

لأبي ذر والمستملي: "أو أُسْلِم".

(3)

في حاشية البقاعي: "عَمَلٌ قَليلٌ وأجرٌ كثِيرٌ" ونسبه لنسخة.

* [2825][التحفة: خ 1817]

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "غَرَبٌ".

غرب: لا يُعرف راميه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرب).

* [2826][التحفة: خ 1301]

ص: 54

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌14 - بَابُ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا

[2827] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: الرَّجُلُ

(2)

يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ:"مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

‌15 - بَابُ مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ

وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(3)

: {مَا كانَ لِأَهلِ المَدِينَةِ}

(4)

إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ}

(5)

.

[2828] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا عَبَايَةُ

(6)

بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ

(7)

، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(1)

"بسم اللَّه الرحمن الرحيم": ليس عند أبي ذر.

(2)

عليه صح.

* [2827][التحفة: ع 8999]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: " {وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ}

إلى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} ". ثم رقم لأبي ذر.

(5)

[التوبة: 120].

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ رِفَاعةَ بنِ".

(7)

قوله: "بْنِ خَدِيجٍ" ليس عند أبي ذر.

ص: 55

أَبُو عَبْسٍ، هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرٍ

(1)

، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا اغْبَرَّتْ

(2)

قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَمَسَّهُ

(3)

النَّارُ".

‌16 - بَابُ مَسْحِ الْغُبَارِ عَنِ النَّاسِ

(4)

فِي السَّبِيلِ

[2829] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ وَلِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: ائْتِيَا أَبَا سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَأَتَيْنَاهُ

(5)

- وَهْوَ وَأَخُوهُ فِي حَائِطٍ

(6)

لَهُمَا يَسقِيَانِهِ - فَلَمَّا رَآنَا جَاءَ فَاحْتَبَى

(7)

وَجَلَسَ، فَقَالَ: كُنَّا نَنْقُلُ لَبِنَ الْمَسْجِدِ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَسَحَ عَنْ رَأْسِهِ الْغُبَارَ وَقَالَ: "وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئةُ الْبَاغِيَةُ، عَمَّارٌ

(8)

يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ".

(1)

قوله: "هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرٍ" ليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "اغبَرَّتا".

(3)

عليه صح.

* [2828][التحفة: خ ت س 9692]

(4)

في حاشية البقاعي: "الرأسِ" ونسبه لنسخة.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فأتيا". وجعله في حاشية البقاعي: "فأتياهُ".

(6)

حائط: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).

(7)

فاحتبى: الاحتباء: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها. وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبا).

(8)

قوله: "تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ عَمَّارٌ" ليس عند أبي ذر.

* [2829][التحفة: خ 4248]

ص: 56

‌17 - بَابُ الْغَسْلِ بَعْدَ الْحَرْبِ وَالْغُبَارِ

[2830] حدثنا

(1)

مُحَمَّدٌ

(2)

، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَجَعَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَوَضَعَ السِّلَاحَ

(3)

وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ الْغُبَارُ، فَقَالَ: وَضَعْتَ السِّلَاحَ! فَوَاللَّهِ مَا وَضَعْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"فَأَيْنَ؟ "، قَالَ: هَا هُنَا، وَأَوْمَأَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، قَالَتْ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌18 - بَابُ فَضْلِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(4)

: {وَلَا (تَحْسِبَنَّ) الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

(5)

(169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}

(6)

[2831] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(2)

زاد لأبي ذر والكشميهني: "ابنُ سَلَام".

(3)

ليس عند أبي ذر. وفي حاشية البقاعي: "لَأمتَهُ" ونسبه لنسخة.

* [2830][التحفة: خ 17077]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(5)

إلى "قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} ": ليس عند أبي ذر. كذا في النسخ بهذا الرمز - ليس عند أبي ذر - وعزا هذه الروايةَ للهرويِّ القسطلانيُّ.

(6)

[آل عمران: 169 - 171].

ص: 57

عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ غَدَاةً؛ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ أَنَسٌ: أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ:"بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ".

[2832] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: اصْطَبَحَ

(1)

نَاسٌ الْخَمْرَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ قُتِلُوا شُهَدَاءَ، فَقِيلَ لِسُفْيَانَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ قَالَ: لَيْسَ هَذَا فِيهِ.

‌19 - بَابُ ظِلِّ الْمَلَائِكَةِ عَلَى الشَّهِيدِ

[2833] حدثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ

(2)

مُحَمَّدَ

(3)

بْنَ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ، فَنَهَانِي قَوْمِي، فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ

(4)

فَقِيلَ: ابْنَةُ عَمْرٍو، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو، فَقَالَ:"لِمَ تَبْكِي - أَوْ لَا تَبْكِي - مَا زَالتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا"، قُلْتُ لِصدَقَةَ: أَفِيهِ: "حَتَّى رُفِعَ"؟ قَالَ: رُبَّمَا قَالَهُ.

* [2831][التحفة: خ م 208]

(1)

اصطبح: شَرِبَ صباحًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبح).

* [2832][التحفة: خ 2543]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "سَمِعْتُ ابنَ".

(3)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(4)

لأبي ذر والكشميهني: "نائِحَة".

* [2833][التحفة: خ م س 3032]

ص: 58

‌20 - بَابُ تَمَنِّي الْمُجَاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا

[2834] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ - إِلَّا الشَّهِيدُ

(1)

يتمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ

(2)

؛ لِمَا

(3)

يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ".

‌21 - بَابٌ الْجَنَّةُ تَحْتَ بَارِقَةِ السُّيُوفِ

وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا

(4)

صلى الله عليه وسلم عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا

(5)

: "مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ".

وَقَالَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: "بَلَى".

[2835] حدثنا

(6)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ - وَكَانَ كَاتِبَهُ - قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ".

(1)

لأبي ذر: "الشَّهِيدَ".

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بِما".

* [2834][التحفة: خ م ت 1252]

(4)

للأصيلي وأبي الوقت: "نَبِيُّنا محمّدٌ". من غير اليونينية.

(5)

"عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا": ليس في رواية أبي ذر عن الكشميهني.

(6)

"حدثني": كذا في اليونينية من غير رقم، وجعلها القسطلاني نسخة.

ص: 59

تَابَعَهُ الْأُوَيسِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.

‌22 - بَابُ مَنْ طَلَبَ الْوَلَدَ لِلْجِهَادِ؟

[2836] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ، أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، كُلُّهُنَّ يَأْتِي

(1)

بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إِنْ

(2)

شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَحْمِلْ

(3)

مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ".

‌23 - بَابُ الشَّجَاعَةِ فِي الْحَرْبِ وَالْجُبْنِ

[2837] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبَقَهُمْ عَلَى فَرَسٍ وَ

(4)

قَالَ: "وَجَدْنَاهُ بَحْرًا

(5)

".

* [2835][التحفة: خ م د 5161]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "تأتِي".

(2)

في بعض النسخ: "قل إن"، وليس في اليونينية.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "تَحْمِلْ".

* [2836][التحفة: خت 13639]

(4)

ليس لأبي ذر.

(5)

بحرا: واسع الجري. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بحر).

ص: 60

[2838] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ النَّاسُ مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ، فَعَلِقَهُ النَّاسُ

(1)

يَسْأَلُونَهُ، حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ

(2)

فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَعْطُونِي رِدَائِي، لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ

(3)

نَعَمًا

(4)

لَقَسَمْتُهُ

(5)

بَيْنَكُمْ

(6)

، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي

(7)

بَخِيلًا، وَلَا كَذُوبًا، وَلَا جَبَانًا".

‌24 - بَابُ مَا يُتَعَوَّذُ مِنَ الْجُبْنِ

[2839] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيمُونٍ الْأَوْدِيَّ، قَالَ: كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، كَمَا يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ الْكِتَابَةَ، وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ

* [2837][التحفة: خ م ت س ق 289]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فَعَلِقَتِ الْأَعْرَابُ"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"فَطَفِقتِ الناسُ". وفي حاشية البقاعي: "وطفقتِ" بدل: "فطفقتِ".

(2)

سمرة: واحدة السمر، وهو شجر من العضاه، والعضاه: كل شجر له شوك. (انظر: غريب الحديث) للخطابي (2/ 140).

(3)

العضاه: كل شجر ذي شوك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 96).

(4)

كذا ثبت لأبي ذر وعليه صح. وفي رواية: "عَدَدَ هذه العِضَاهِ نَعَمٌ". رقم على: "نَعَمٌ" لأبي ذر وأبي الوقت، وعليه صح.

(5)

عليه صح.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "عَلَيْكُمْ". من غير اليونينية.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "لا تَجِدُونَنِي".

* [2838][التحفة: خ 3195]

ص: 61

يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ

(1)

، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ". فَحَدَّثْتُ بِهِ مُصْعَبًا فَصَدَّقَهُ.

[2840] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ

(3)

، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ".

‌25 - بَابُ مَنْ حَدَّثَ بِمَشَاهِدِهِ فِي الْحَرْبِ

قَالَهُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدٍ.

[2841] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدًا، وَالْمِقْدَادَ بْنَ الْأسوَدِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رضي الله عنهم، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ

(4)

يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ.

(1)

أرذل العمر: آخره في حال الكِبَر والعجز والخَرَف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رذل).

* [2839][التحفة: خ ت س 3910]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّه".

(3)

الهرم: الكِبَر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هرم).

* [2840][التحفة: خ م د س 873]

(4)

كذا لأبي ذر عن الحموي والكشميهني.

* [2841][التحفة: خ 4998]

ص: 62

‌26 - بَابُ وُجُوبِ النَّفِيرِ، وَمَا يَجِبُ مِنَ الْجِهَادِ وَالنِّيَّةِ

وَقَولِهِ

(1)

: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ

(2)

فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41) لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ}

(3)

الْآيَةَ.

وَقَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ

(4)

أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ} إِلَى قَوْلِهِ: {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

(5)

.

يُذْكَرُ

(6)

عَن ابْنِ عَبَّاسٍ: {انْفِرُوا ثُبَاتٍ}

(7)

سَرَايَا مُتَفَرِّقِينَ، يُقَالُ أَحَدُ

(8)

الثُّبَاتِ: ثُبَةٌ.

[2842] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى

(9)

، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال يَوْمَ الْفَتْحِ:"لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وقول اللَّه عز وجل".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إلى

{إِنَّهُم لَكَاذِبُونَ} ".

(3)

[التوبة: 41، 42].

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إلى

{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ".

(5)

[التوبة: 38، 39].

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وَيُذْكَر".

(7)

[النساء: 71]. لأبي ذر وعليه صح: "ثُباتًا". وجَّهَها الدماميني، انظر القسطلاني.

(8)

"وَيُقَالُ وَاحِدُ". رقم على: "و" لأبي ذر وعليه صح. ورقم على: "واحِد" لأبي ذر وعليه صح.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "يحيى بنُ سعيد".

* [2842][التحفة: خ م د ت س 5748]

ص: 63

‌27 - بَابُ الْكَافِرِ يَقْتُلُ الْمُسْلِمَ، ثُمَّ يُسْلِمُ فَيُسَدِّدُ

(1)

بَعْدُ وَيُقْتَلُ

[2843] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَضْحَكُ اللهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ، يُقَاتِلُ هَذَا فِي سبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ فَيُسْتَشْهَدُ".

[2844] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ بِخَيْبَرَ بَعْدَمَا افْتَتَحُوهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْهِمْ لِي، فَقَالَ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: لَا تُسْهِمْ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ، فَقَالَ ابْنُ

(2)

سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: وَاعَجَبًا

(3)

لِوَبْرٍ

(4)

تَدَلَّى عَلَيْنَا مِنْ قَدُومِ ضَأْنٍ

(5)

، يَنْعَى عَلَيَّ قَتْلَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَلَى يَدَيَّ، وَلَمْ يُهِنِّي عَلَى يَدَيْهِ! قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَسْهَمَ لَهُ أَمْ

(6)

لَمْ يُسْهِمْ لَهُ.

قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِيهِ السَّعِيدِيُّ، عَنْ جَدِّه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فيسدَّد".

* [2843][التحفة: خ س 13834]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "قال ابنُ" وعليه صح.

(3)

عليه صح.

(4)

لوبر: دويبة على قدر السنور، غبراء أو بيضاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبر).

(5)

قدوم ضأن: قيل: هي ثنية أو جبل بالسراة من أرض دوس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قدم).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "أَوْ".

ص: 64

قالَ أبو عَبد الله

(1)

: السَّعِيدِيُّ: عَمْرُو

(2)

بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ.

‌28 - بَابُ مَنِ اخْتَارَ الْغَزْوَ عَلَى الصَّوْمِ

[2845] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ لَا يَصُومُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ الْغَزْوِ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لمْ أَرَهُ مُفْطِرًا، إِلَّا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى.

‌29 - بَابٌ الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ

[2846] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

[2847] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ".

(1)

قوله: "قال أبو عبد اللَّه" ليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "هو عَمْرو".

* [2844][التحفة: خ 13086 - خ د 14280]

* [2845][التحفة: خ 447]

* [2846][التحفة: خ ت س 12577]

* [2847][التحفة: خ م 1728]

ص: 65

‌30 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ

(2)

وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {غَفُورًا رَحِيمًا}

(3)

[2848] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}

(4)

دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، فَجَاءَ

(5)

بِكَتِفٍ فَكَتَبَهَا، وَشَكَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ضَرَارَتَهُ

(6)

، فَنَزَلَتْ:{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}

(4)

.

[2849] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْلَى عَلَيْهِ

(7)

: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}

(4)

{وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}

(4)

قَالَ: فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {غَفُورًا رحِيمًا} ".

(3)

[النساء: 95، 96].

(4)

[النساء: 95].

(5)

لأبي ذر والحموي والمستملي: "فجاءه".

(6)

ضرارته: الضرارة: العمى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضرر).

* [2848][التحفة: خ م 1877]

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عليّ".

ص: 66

مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ، وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تبارك وتعالى عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ

(1)

فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ

(2)

عَنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}

(3)

.

‌31 - بَابُ الصَّبْرِ عِنْدَ الْقِتَالِ

[2850] حدثني

(4)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاويَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى كَتَبَ فَقَرَأْتُهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا".

‌32 - بَابُ التَّحْرِيضِ عَلَى الْقِتَالِ

وَقَوْلِهِ تَعَالَى

(5)

: {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}

(6)

.

[2851] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاويَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسحَاقَ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "تُرَضَّ".

ترض: الرض: الدق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رضض).

(2)

سري: كُشِف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرى).

(3)

[النساء: 95].

* [2849][التحفة: خ ت س 3739]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [2850][التحفة: خ م د 5161]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وقولِ اللَّه عز وجل".

(6)

[الأنفال: 65].

ص: 67

عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى الْخَنْدَقِ، فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ النَّصَبِ

(1)

وَالْجُوعِ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ"، فَقَالُوا مُجِيبِينَ لَهُ:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا

(2)

مُحَمَّدَا

عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا

‌33 - بَابُ حَفْرِ الْخَنْدَقِ

[2852] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: جَعَلَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَيَنْقُلُونَ التُّرَابَ عَلَى مُتُونِهِمْ، وَيَقُولُونَ:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا

عَلَى الْإِسْلَامِ

(3)

مَا بَقِينَا أَبَدَا

وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُجِيبُهُمْ وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الآخِرَهْ، فَبَارِكْ فِي الْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ".

[2853] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه: كَانَ

(4)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ وَيَقُول: "لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا".

(1)

النصب: التعب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصب).

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللقابسي وعليه صح:"بايَعْنا".

* [2851][التحفة: خ 563]

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الِجهَادِ".

* [2852][التحفة: خ س 1043]

(4)

"عنه كانَ": كذا في نسخ الخط، ووقع في المطبوع سابقًا:"يقول كان". كتبه مصححه.

* [2853][التحفة: خ م س 1875]

ص: 68

[2854] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحزَابِ يَنْقُلُ التُّرَابَ، وَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:

"لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ

(2)

عَلَيْنَا

وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

إِنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا

إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا"

‌34 - بَابُ مَنْ حَبَسَهُ الْعُذْرُ عَنِ الْغَزْوِ

[2855] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، قَالَ: رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[2856] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، هُوَ: ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي غَزَاةٍ

(3)

فَقَالَ: "إِن أَقْوَامًا بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا، مَا سَلَكْنَا شِعْبًا، وَلَا وَادِيًا، إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ".

وَقَالَ مُوسَى: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيَّ".

(2)

قوله: "فأنزل السكينة" رقم له لأبي الوقت، وعليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"فَأَنْزِلْ سَكِينَةً". ولأبي ذر عن الكشميهني وللأصيلي وأبي الوقت وعليه صح: "فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً".

* [2854][التحفة: خ م س 1875]

* [2855][التحفة: خ 664]

(3)

في حاشية البقاعي: "غَزْوَةِ تَبُوك" ونسبه لنسخة.

ص: 69

قالَ أبو عَبد الله: الْأَوَّلُ أَصَحُّ

(1)

.

‌35 - بَابُ فَضْلِ الصَّوْمِ فِي سَبِيلِ اللهِ

[2857] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ

(2)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(3)

رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ

(4)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ صَامَ يَوْمًا في سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا".

‌36 - بَابُ فَضْلِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

[2858] حَدَّثَنِي

(5)

سَعْدُ

(2)

بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ

(6)

فِي سَبِيلِ اللَّهِ دَعَاهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ، كُلُّ خَزَنَةِ بَابٍ: أَيْ فُلُْ

(7)

هَلُمَّ

(8)

"، قَالَ

(1)

لأبي ذر، وعليه صح:"عندي أصح".

* [2856][التحفة: خ 610]

(2)

عليه صح.

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الخدري".

(4)

كذا في جميع نسخ الخط عندنا، ووقع في المطبوع سابقًا:"رسولَ اللَّهِ".

* [2857][التحفة: خ م ت س ق 4388]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(6)

زوجين: صنفين أو نوعين من أي شيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زوج).

(7)

بالوجهين معًا. كذا ضبط في اليونينية، وانظر وجهَه في القسطلاني.

(8)

هلم: تعال، وفيه لغتان: فأهل الحجاز يطلقونه على الواحد والجميع، والاثنين والمؤنث بلفظ واحد مبني على الفتح. وبنو تميم تثني وتجمع وتؤنث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلم).

ص: 70

أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَاكَ الَّذِي لَا تَوَى

(1)

عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ".

[2859] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ:"إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ"، ثُمَّ ذَكَرَ زَهْرَةَ الدُّنْيَا، فَبَدَأَ بِإِحْدَاهُمَا وَثَنَّى بِالْأُخْرَى، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قُلْنَا: يُوحَى إِلَيْهِ، وَسَكَتَ النَّاسُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ، ثُمَّ إِنَّهُ مَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ الرُّحَضَاءَ

(2)

، فَقَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا أَوَخَيْرٌ هُوَ - ثَلَاثًا - إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ، وَإِنَّهُ كُلَّمَا

(3)

يُنْبِتُ الرَّبِيعُ

(4)

مَا

(5)

يَقْتُلُ

(6)

حَبَطًا

(7)

، أَوْ يُلِمُّ

(8)

كُلَّمَا

(9)

أَكَلَتْ

(10)

، حَتَّى إِذَا

(1)

توى: أي: ضياع وخسارة، وهو من التَّوَى: الهلاك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: توا).

* [2858][التحفة: خ م 15373]

(2)

الرحضاء: عَرَق يغسل الجلد لكثرته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحض).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "كُلُّ ما".

(4)

الربيع: النهر الصغير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربع).

(5)

ليس عند أبي ذر.

(6)

عليه صح.

(7)

قوله: "ما يَقْتُلُ حَبَطًا". عند أبي ذر والأصيلي وأبي الوقت، وعليه صح:"ليس حَبَطًا".

حبطا: حبطت الدابة: أصابت مرعى طيبًا فأفرطت في الأكل حتى تنتفخ فتموت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبط).

(8)

يلم: يَقْرُب من القتل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لمم).

(9)

عليه سقط، وعلى آخره تضبيب.

(10)

قوله: "كُلَّما أكَلَتْ". صوابه: "إِلَّا آكِلَةَ الخَضِرِ أَكَلَتْ". ا هـ من هامش اليونينية.

ص: 71

امْتَلَأَتْ

(1)

خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَثَلَطَتْ

(2)

وَبَالَتْ ثُمَّ رَتَعَتْ، وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ لِمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ، فَجَعَلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ

(3)

، وَمَنْ لَمْ يَأْخُذْهُ

(4)

بِحَقِّهِ فَهُوَ كَالْآكِلِ الَّذِي

(5)

لَا يَشْبَعُ، وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

‌37 - بَابُ فَضْلِ مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا أَوْ خَلَفَهُ بِخَيْرٍ

[2860] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ

(6)

بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

(7)

فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا".

[2861] حدثنا مُوسَى

(8)

، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بَيْتًا بِالْمَدِينَةِ غَيرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ:"إِنِّي أَرْحَمُهَا؛ قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "امتدَّتْ".

(2)

فثلطت: الثلْط: الرجيع الرقيق، وأكثر ما يقال للإبل والبقر والفيلة: الرجيع الخفيف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثلط)(1/ 129).

(3)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "وابنِ السَّبيلِ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "يأخُذْها".

(5)

ليس عند أبي ذر.

* [2859][التحفة: خ م س 4166]

(6)

عليه صح.

(7)

زاد في حاشية البقاعي: "بخيرٍ" ونسبه لنسخة.

* [2860][التحفة: خ م د ت س 3747]

(8)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابْنُ إِسْمَاعِيلَ".

* [2861][التحفة: خ م 213]

ص: 72

‌38 - بَابُ التَّحَنُّطِ عِنْدَ الْقِتَالِ

[2862] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ - وَذَكَرَ

(1)

يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ: أَتَى أَنَسٌ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، وَقَدْ حَسَرَ

(2)

عَنْ فَخِذَيْهِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ

(3)

، فَقَالَ: يَا عَمِّ مَا يَحْبِسُكَ أَلَّا تَجِيءَ؟ قَالَ: الْآنَ يَا ابْنَ أَخِي، وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ، يَعْنِي: مِنَ الْحَنُوطِ، ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ، فَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ انْكِشَافًا مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ الْقَوْمَ

(4)

، مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ

(5)

.

رَوَاهُ حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ.

‌39 - بَابُ فَضْلِ الطَّلِيعَةِ

[2863] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ " - يَوْمَ الْأَحْزَابِ - قَالَ

(6)

(1)

لأبي ذر عن الحموي: "ذَكَر".

(2)

حسر: كشف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حسر).

(3)

يتحنط: يستعمل الحنوط في ثيابه عند خروجه إلى القتال كأنه أراد بذلك الاستعداد للموت. والحنوط والحناط واحد: وهو ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنط).

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِالْقَوْمِ".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "عَوَّدَكُم أَقْرَانُكُم".

* [2862][التحفة: خ 2067]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

ص: 73

الزُّبَيْرُ: أَنَا، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ " قَالَ

(1)

الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا

(2)

، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ".

‌40 - بَابٌ هَلْ يُبْعَثُ الطَّلِيعَةُ

(3)

وَحْدَهُ؟

[2864] حدثنا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: نَدَبَ

(4)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ - قَالَ صَدَقَةُ: أَظُنُّهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ - فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَ

(5)

فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَ النَّاسَ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(6)

: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِن حَوَارِيَّ

(7)

الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ".

‌41 - بَابُ سَفَرِ الاِثْنَيْنِ

[2865] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(2)

ضبطت ياء: "حواري" هذه والتي بعدها في النسخة المعول عليها بالوجهين كما ترى، ونبه بهامشها أنه تبع في ذلك نسخة اليونينية، وأن الفتحة - فيهما - فيها حادثة. ا هـ. كتبه مصححه.

حواريا: حواري الرجل: خاصته وناصره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حور).

* [2863][التحفة: خ م ت س ق 3020]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "يَبْعثُ الطَّلِيعةَ".

(4)

ندب: الندب: الحث على الشيء والترغيب فيه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 7).

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الناسَ".

(6)

قوله: "النبي صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر.

(7)

قوله: "وإنَّ حواريَّ". لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وحواريَّ".

* [2864][التحفة: خ م س 3031]

ص: 74

أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَنَا - أَنَا وَصَاحِبٍ

(1)

لِي

(1)

: "أَذِّنَا وَأَقِيمَا، وَلْيَؤُمَّكُمَا أكْبَرُكُمَا".

‌42 - بَابٌ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

[2866] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْخَيْلُ

(2)

فِي نَوَاصِيهَا

(3)

الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

[2867] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ وَابْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْجَعْدِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

قَالَ سُلَيْمَانُ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ.

تَابَعَهُ: مُسَدَّدٌ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ.

(1)

عليه صح.

* [2865][التحفة: ع 11182]

(2)

بعده لأبي ذر عن الحموي: "مَعْقُودٌ".

(3)

عليه صح صح.

* [2866][التحفة: خ م 8377]

* [2867][التحفة: خ م ت س ق 9897]

ص: 75

[2868] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى

(1)

، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ".

‌43 - بَابٌ الْجِهَادُ مَاضٍ مَعَ الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ

لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

[2869] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عُرْوَةُ الْبَارِقِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ".

‌44 - بَابُ مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا

(2)

لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِن رِبَاطِ الخَيْلِ}

(3)

.

[2870] حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِيمَانًا بِاللَّهِ، وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ، فَإِنَّ شِبَعَهُ وَرِيَّهُ وَرَوْثَهُ وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

(1)

وقع في المطبوع زيادة: "ابنُ سعيدٍ". وليست في النسخ بأيدينا.

* [2868][التحفة: خ م س 1695]

* [2869][التحفة: خ م ت س ق 9897]

(2)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "في سبيل اللَّه"، وجعله في حاشية البقاعي:"في سَبيلٍ" وكتب: "كذا".

(3)

[الأنفال: 60].

* [2870][التحفة: خ س 12964]

ص: 76

‌45 - بَابُ اسْمِ الْفَرَسِ وَالْحِمَارِ

[2871] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم، فَتَخَلَّفَ أَبُو قَتَادَةَ مَعَ بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَهُمْ مُحْرِمُونَ، وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَرَأَوْا حِمَارًا وَحْشِيًّا

(2)

قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ تَرَكُوهُ حَتَّى رآهُ أَبُو قَتَادَةَ، فَرَكِبَ فَرَسًا لَهُ يُقَالُ لَهُ

(3)

: الْجَرَادَةُ، فَسَأَلَهُمْ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا، فَتَنَاوَلَهُ فَحَمَلَ فَعَقَرَهُ، ثُمَّ أَكَلَ فَأَكَلُوا، فَقَدِمُوا

(4)

فَلَمَّا أَدْرَكُوهُ، قَالَ:"هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟ " قَالَ: مَعَنَا رِجْلُهُ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَهَا.

[2872] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا

(5)

أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطِنَا فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: اللُّحَيْفُ

(6)

.

[2873] حَدَّثَنِي

(7)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ يَحْيَى بْنَ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ:

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولِ اللَّه".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حِمَارَ وَحْشٍ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "لها".

(4)

لأبي ذر، والأصيلي في نسخة، وأبي الوقت، وعليه صح:"فَنَدِمُوا".

* [2871][التحفة: خ م س 12099]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(6)

بعده لأبي ذر والأصيلي وأبي الوقت وعليه صح: "قال أبو عبد اللَّه: وقال بعضُهُم: اللُّخَيْفُ".

* [2872][التحفة: خ 4793]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

ص: 77

كُنْتُ رِدْفَ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ، فَقَالَ: "يَا مُعَاذ، هَلْ

(2)

تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ

(3)

، وَلَا يُشْرِكوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ

(4)

الْعِبَادِ عَلَى اللهِ أَلَّا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ: "لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا"

(5)

.

[2874] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لَنَا، يُقَالُ لَهُ: مَنْدُوبٌ، فَقَالَ:"مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا".

‌46 - بَابُ مَا يُذْكَرُ مِنْ شُؤْمِ الْفَرَسِ

[2875] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ".

[2876] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ

(1)

ردف: الرِّدْف والرديف والإرداف: مِن الركوب خلف الراكب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 287).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وهل".

(3)

للكشميهني: "يَعبدُوا". الرقم من الفرع المكي.

(4)

لأبي ذر: "وَحَقُّ".

(5)

للكشميهني: "فَيَنْكُلُوا".

* [2873][التحفة: خ م د ت س 11351]

* [2874][التحفة: خ م د ت س 1238]

* [2875][التحفة: خ م س 6838]

ص: 78

سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ، فَفِي الْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ، وَالْمَسْكَنِ".

‌47 - بَابٌ الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ

وَقَوْلُهُ تَعَالَى

(1)

: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}

(2)

.

[2877] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ

(3)

: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ

(4)

، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَال فِي مَرْجٍ

(5)

أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنَ الْمَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ

(6)

شَرَفًا

(7)

أَوْ شَرَفَيْنِ - كَانَتْ أَرْوَاثُهَا وَآثَارُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَهَا كانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِئَاءً وَنِوَاءً

(8)

* [2876][التحفة: خ م ق 4745]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وقولُ اللَّهِ عز وجل".

(2)

[النحل: 8]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} .

(3)

لأبي ذر والكشميهني: "ثَلَاثَةٌ".

(4)

وزر: ذنب وإثم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وزر).

(5)

مرج: المرج: الأرض الواسعة ذات نبات كثير، تمرج فيه الدواب، أي: تُخَلَّى تسرح مختلطة كيف شاءت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرج).

(6)

فاستنت: استن الفرس: عدا لمرحه ونشاطه ولا راكب عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنن).

(7)

شرفا: شوطًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).

(8)

نواء: معاداة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوأ).

ص: 79

لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ فَهِيَ وِزْرٌ عَلَى ذَلِكَ"، وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحُمُرِ، فَقَالَ: "مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ

(1)

{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ

(2)

خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} "

(3)

.

‌48 - بَابُ مَنْ ضَرَبَ دَابَّةَ غَيْرِهِ فِي الْغَزْوِ

[2878] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنِي بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: سَافَرْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ - قَالَ أَبُو عَقِيلٍ: لَا أَدْرِي غَزْوَةً أَوْ عُمْرَةً

(4)

- فَلَمَّا أَنْ

(5)

أَقْبَلْنَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يتعَجَّلَ إِلَى أَهْلِهِ فَلْيُعَجِّلْ

(6)

"، قَالَ جَابِرٌ: فَأَقْبَلْنَا وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ لِي أَرْمَكَ

(7)

لَيْسَ فِيهِ

(8)

شِيَةٌ وَالنَّاسُ خَلْفِي، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ قَامَ عَلَيَّ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا جَابِرُ اسْتَمْسِكْ"، فَضَرَبَهُ بِسَوْطِهِ ضَرْبَةً فَوَثَبَ الْبَعِيرُ مَكَانَهُ، فَقَالَ:"أَتَبِيعُ الْجَمَلَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ فِي طَوَائِفِ أَصْحَابِهِ، فَدَخَلْتُ

(1)

الفاذة: المنفردة في معناها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فذذ).

(2)

ذرة: نملة صغيرة، وقيل: الذرة لا وزن لها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرر).

(3)

[الزلزلة: 7، 8].

* [2877][التحفة: خ م س 12316]

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَمْ عُمْرَةً".

(5)

عليه صح.

(6)

هكذا كان ضبطها في اليونينية، ثم أصلحت ضمة الياء بالفتحة، وفتحة العين بالسكون، وضبط في فرعين بالتشديد كما هنا. ا هـ من الهامش. ولأبي ذر عن الكشميهني:"فَلْيَتَعَجَّلْ".

(7)

أرمك: الذي في لونه كدورة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمك).

(8)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "فِيهَا".

ص: 80

إِلَيْهِ

(1)

وَعَقَلْتُ الْجَمَلَ فِي نَاحِيَةِ الْبَلَاطِ

(2)

، فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا جَمَلُكَ، فَخَرَجَ فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالْجَمَلِ وَيَقُولُ:"الْجَمَلُ جَمَلُنَا"، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَوَاقٍ

(3)

مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ:"أَعْطُوهَا جَابِرًا"، ثُمَّ قَالَ:"اسْتَوْفَيْتَ الثَّمَنَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"الثَّمَنُ وَالْجَمَلُ لَكَ".

‌49 - بَابُ الرُّكوبِ عَلَى الدَّابَّةِ الصَّعْبَةِ وَالْفُحُولَةِ مِنَ الْخَيْلِ

وَقَالَ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ السَّلَفُ يَسْتَحِبُّونَ الْفُحُولَةَ؛ لِأَنَّهَا أَجْرَى وَأَجْسَرُ.

[2879] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ، يُقَالُ لَهُ: مَنْدُوبٌ، فَرَكِبَهُ وَقَالَ:"مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا".

‌50 - بَابُ سِهَامِ الْفَرَسِ

[2880] حدثنا

(4)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَيْهِ".

(2)

البلاط: ضرب من الحجارة تفرش به الأرض، ثم سمي المكان به اتساعًا، وهو موضع معروف بالمدينة (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بلط).

(3)

عليه صح.

أواق: جمع أوقية، وهي وزن مقداره 119 جرامًا تقريبًا. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 21).

* [2878][التحفة: خ م 2499]

* [2879][التحفة: خ م د ت س 1238]

(4)

هذا الحديث يُؤخَّر بعد قوله: "وقال مالكٌ

" إلى "فرس" عند أبي ذر والقابسي.

ص: 81

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا. وَقَالَ

(1)

مَالِكٌ: يُسْهَمُ لِلْخَيْلِ وَالْبَرَاذِينِ مِنْهَا؛ لِقَوْلِهِ: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا}

(2)

، وَلَا يُسْهَمُ لِأَكْثَرَ مِنْ فَرَسٍ.

‌51 - بَابُ مَنْ قَادَ دَابَّةَ غَيْرِهِ فِي الْحَرْبِ

[2881] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما: أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ؟! قَالَ: لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَفِرَّ، إِنَّ هَوَازِنَ كَانُوا قَوْمًا رُمَاةً، وَإِنَّا لَمَّا لَقِينَاهُمْ حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمُوا، فَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْغَنَائِمِ، وَاسْتَقْبَلُونَا

(3)

بِالسِّهَامِ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَفِرَّ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَإِنَّهُ لَعَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ آخِذٌ بِلِجَامِهَا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

"أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ

أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ"

(1)

قوله: "وقال مالك

" إلى "فرس" يُقدَّم على قوله: "حدثنا عبيد

إلى سهمًا" عند أبي ذر. وقوله: "وقال مالك

" إلى "فرس" عليه سقط.

(2)

[النحل: 8].

* [2880][التحفة: خ 7841]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فاستقبلونا".

* [2881][التحفة: خ م س 1873]

ص: 82

‌52 - بَابُ الرِّكَابِ وَالْغَرْزِ

(1)

لِلدَّابَّةِ

[2882] حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَدْخَلَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، وَاسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ قَائِمَةً - أَهَلَّ مِن عِنْدِ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ.

‌53 - بَابُ رُكُوبِ الْفَرَسِ الْعُرْيِ

[2883] حدثنا عَمْرُو

(2)

بْنُ

(2)

عَوْنٍ

(2)

، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أنَسٍ رضي الله عنه: اسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَرَسٍ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ

(3)

فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ.

‌54 - بَابُ الْفَرَسِ الْقَطُوفِ

[2884] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَزِعُوا مَرَّةً، فَرَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

والغرز: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرز).

* [2882][التحفة: خ 7840]

(2)

عليه صح.

(3)

سرج: السرج: الرحل، وهو الركب الذي يوضع على الدابة. (انظر: لسان العرب، مادة: سرج).

* [2883][التحفة: خ م ت س ق 289]

ص: 83

فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ كَانَ يَقْطِفُ

(1)

، أَوْ كَانَ فِيهِ قِطَافٌ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ:"وَجَدْنَا فَرَسَكُمْ هَذَا بَحْرًا"، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يُجَارَى.

‌55 - بَابُ السَّبْقِ

(2)

بَيْنَ الْخَيْلِ

[2885] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَجْرَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا ضُمِّرَ

(3)

مِنَ الْخَيْلِ مِنَ الْحَفْيَاءِ

(4)

إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَجْرَى مَا لَمْ يُضَمَّرْ مِنَ الثَّنِيَّةِ

(5)

إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ فِيمَنْ أَجْرَى.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ سُفْيَانُ: بَيْنَ الْحَفْيَاءِ

(6)

إِلَى ثَنِيَّةِ

(7)

الْوَدَاعِ خَمْسَةُ أَمْيَالٍ أَوْ سِتَّةٌ، وَبَيْنَ ثَنِيَّةِ

(8)

إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ مِيلٌ.

(1)

عليه صح.

يقطف: القطوف: البطيء المتقارب الخطو السيئ المشي. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 183).

* [2884][التحفة: خ 1198]

(2)

عليه صح.

(3)

ضمر: إضمار الخيل: أن تُعلف أولًا حتى تسمن وتقوى، ثم تقتصر بعدُ على قُوتِها وحبسها في بيت وتعريقها لتَصلُب وتقوى. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 59).

(4)

الحفياء: في الغابة التي تسمى اليوم الخليل في شمال المدينة النبوية. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة)(ص 102).

(5)

الثنية: الثَّنِيَّة في الجبل كالعقبة فيه، وقيل: هو الطريق العالي فيه، وقيل: أعلى المَسِيل في رأسه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثنا).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "من الْحَفْيَاءِ".

(7)

على آخره صح.

(8)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "ثَنِيَّةَ".

* [2885][التحفة: خ ت 7895]

ص: 84

‌56 - بَابُ إِضْمَارِ الْخَيْلِ لِلسَّبْقِ

[2886] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ، وَكَانَ أَمَدُهَا مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ سَابَقَ بِهَا

(1)

.

‌57 - بَابُ غَايَةِ السَّبْقِ لِلْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةِ

[2887] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَابَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْخَيلِ الَّتِي قَدْ أُضْمِرَتْ، فَأَرْسَلَهَا مِنَ الْحَفْيَاءِ، وَكَانَ أَمَدُهَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ - فَقُلْتُ لِمُوسَى: فَكَمْ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ؟ قَالَ: سِتَّةُ أَمْيَالٍ أَوْ سَبْعَةٌ - وَسَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضمَّرْ، فَأَرْسَلَهَا مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَكَانَ أَمَدُهَا مَسْجِدَ بَنِي زُرَيقٍ - قُلْتُ: فَكَمْ بَيْنَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِيلٌ، أَوْ نَحْوُهُ - وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ مِمَّنْ سَابَقَ فِيهَا.

‌58 - بَابُ نَاقَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

(2)

قَالَ

(3)

ابْنُ عُمَرَ: أَرْدَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ عَلَى الْقَصْوَاءِ.

وَقَالَ الْمِسْوَرُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ".

(1)

بعده لأبي ذر والمستملي: "قال أبو عبد اللَّه: أمَدًا: غايةً {فَطَالَ عَليهِمُ الأمدُ} [الحديد: 16] ".

* [2886][التحفة: خ م س 8280]

* [2887][التحفة: خ م 8467]

(2)

زاد في حاشية البقاعي: "القَصْوَاءَ والعَضْبَاءَ" ونسبه لنسخة.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

ص: 85

[2888] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاويَةُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَتْ نَاقَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهَا: الْعَضْبَاءُ.

[2889] حدثنا

(1)

مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَاقَةٌ تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ لَا تُسْبَقُ - قَالَ حُمَيْدٌ: أَوْ لَا تَكَادُ تُسْبَقُ - فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ

(2)

فَسَبَقَهَا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى عَرَفَهُ، فَقَالَ:"حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَلَّا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ".

طَوَّلَهُ

(3)

مُوسَى، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(4)

.

‌59 -

(5)

بَابُ بَغْلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْضَاءِ

قَالَهُ أَنَسٌ: وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ.

[2890] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

* [2888][التحفة: خ 562]

(1)

هذا الحديث مُؤخَّرٌ على قوله: "طَوَّله موسى

" إلى "صلى الله عليه وسلم" عند أبي ذر.

(2)

قعود: القعود من الدواب: ما يقتعده الرجل للركوب والحمل ولا يكون إلا ذكرا. وقيل: القعود ذكر، والأنثى قعودة. والقعود من الإبل: ما أمكن أن يركب وأدناه أن يكون له سنتان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قعد).

(3)

قوله: "طوله موسى

" إلى "صلى الله عليه وسلم" مُقدَّم على قوله: "حدثنا مَالِكُ

" إلى "وَضَعَه" عند أبي ذر.

(4)

قوله: "طوله موسى

" إلى "صلى الله عليه وسلم" عليه سقط.

* [2889][التحفة: خ د 663]

(5)

زاد لأبي ذر عن المستملي: "بابُ الغَزْوِ على الحَميرِ". كذا هذه الترجمة بدون حديث للمستملي وحده، ورواية النسفي: "باب الغزو على الحمير، وبغلة النبي

" إلخ، انظر القسطلاني. كتبه مصححه. وفي حاشية البقاعي زاد هذه الترجمة أيضًا؛ إلا أنه رقم عليها لأبي ذر عن الكشميهني.

ص: 86

أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: مَا تَرَكَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلَاحَهُ وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً.

[2891] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا وَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ، فَلَقِيَهُمْ هَوَازِنُ بِالنَّبْلِ

(2)

، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ

(3)

، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ:

"أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ

أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ"

‌60 - بَابُ جِهَادِ النِّسَاءِ

[2892] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها قَالتِ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ:"جِهَادُكُنَّ الْحَجُّ".

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُعَاويَةَ بِهَذَا.

[2893] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بِهَذَا. وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّه".

* [2890][التحفة: خ تم س 10713]

(2)

بالنبل: السهام العربية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبل).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ".

* [2891][التحفة: خ م ت 1848]

* [2892][التحفة: خ 17881]

ص: 87

أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ نِسَاؤُهُ عَنِ الْجِهَادِ، فَقَالَ:"نِعْمَ الْجِهَادُ الْحَجُّ".

‌61 - بَابُ غَزْوِ

(1)

الْمَرْأَةِ فِي الْبَحْرِ

[2894 - 2895] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاويَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ

(2)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَةِ مِلْحَانَ فَاتَّكَأ عِنْدَهَا، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقَالتْ: لِمَ تَضحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: "نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَثَلُهُمْ مَثَلُ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ"، فَقَالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ

(3)

: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُمْ! "، ثُمَّ عَادَ فَضَحِكَ، فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ - أَوْ: مِمَّ - ذَلِكَ، فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالتِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ:"أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَلَسْتِ مِنَ الْآخِرِينَ"، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: فَتَزَوَّجَتْ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ مَعَ بِنْتِ قَرَظَةَ، فَلَمَّا قَفَلَتْ

(4)

رَكِبَتْ دَابَّتَهَا فَوَقَصَتْ

(5)

بِهَا فَسَقَطَتْ عَنْهَا فَمَاتَتْ.

* [2893][التحفة: خ س ق 17871]

(1)

لأبي ذر والكشميهني: "غَزْوةِ".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "هو الفزاريّ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(4)

قفلت: قفل: رجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفل).

(5)

فوقصت: وثبت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وقص).

* [2894 - 2895][التحفة: خ م د س ق 18307]

ص: 88

‌62 - بَابُ حَمْلِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ فِي الْغَزْو دُونَ بَعْضِ نِسَائِهِ

[2896] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، كُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ يَخْرُجُ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ.

‌63 - بَابُ غَزْوِ

(1)

النِّسَاءِ وَقِتَالِهِنَّ مَعَ الرِّجَالِ

[2897] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ، وإنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقهِمَا تَنْقُزَانِ الْقِرَبَ

(2)

- وَقَالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ - عَلَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلآنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا

(3)

فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ.

* [2896][التحفة: خ م س 16126 - خ م س 16311 - خ م 16576 - خ م س 17409]

(1)

وقع في المطبوع سابقًا بزيادة هاء التأنيث، ولم نرها في غيره.

(2)

بضم القاف في الفرع.

تنقزان القرب: تحملانها وتقفزان بها وثبا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقز).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فَتُفْرِغانِه".

* [2897][التحفة: خ م 1041]

ص: 89

‌64 - بَابُ حَمْلِ النِّسَاءِ الْقِرَبَ إِلَى النَّاسِ فِي الغَزْوِ

[2898] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ

(1)

ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَسَمَ مُرُوطًا

(2)

بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ الْمَدِينَةِ، فَبَقِيَ مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَعْطِ هَذَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي عِنْدَكَ - يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ - فَقَالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ - وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ بَايعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عُمَرُ: فَإنَّهَا كَانَتْ تَزْفِرُ

(3)

لَنَا الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ تَزْفِرُ: تَخِيطُ

(4)

.

‌65 - بَابُ مُدَاوَاةِ النِّسَاءِ الْجَرْحَى فِي الْغَزْوِ

[2899] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ

(1)

زاد في حاشية البقاعي: "أنا" ونسبه لنسخة.

(2)

مروطا: أكسية من صوف أو خز أو غيره، الواحد: مِرْط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرط).

(3)

ضبطه في الفرع بفتح التاء، وكسر الفاء في الموضعين.

(4)

قوله: "قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ تَزْفِرُ تَخِيطُ". ليس عند أبي ذر، وثابت للمستملي.

قال الحافظ: وتعقب بأن ذلك لا يعرف في اللغة وإنما الزفر الحمل

وقال أبو صالح كاتب الليث: تزفر: تخرز. قلت: فلعل هذا مستند البخاري في تفسيره. ا هـ. (فتح الباري)(6/ 80).

وهو في النهاية بمعنى الحمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زفر).

* [2898][التحفة: خ 10417]

ص: 90

ذَكْوَانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَسْقِي

(1)

وَنُدَاوِي الْجَرْحَى وَنَرُدُّ الْقَتْلَى إِلَى الْمَدِينَةِ

(2)

.

‌66 - بَابُ رَدِّ النِّسَاءِ الْجَرْحَى وَالْقَتْلَى

(3)

[2900] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَسْقِي الْقَوْمَ وَنَخْدُمُهُمْ وَنَرُدُّ الْجَرْحَى وَالْقَتْلَى إِلَى الْمَدِينَةِ.

‌67 - بَابُ نَزْعِ السَّهْمِ مِنَ الْبَدَنِ

[2901] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: رُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، قَالَ

(4)

: انْزعْ هَذَا السَّهْمَ، فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا

(5)

مِنْهُ الْمَاءُ، فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ".

(1)

زاد في حاشية البقاعي: "القَوم ونخدمُهم" ورقم عليه للحموي.

(2)

"إلى المدينة": ليس عند أبي ذر.

* [2899][التحفة: خ س 15834]

(3)

بعده لأبي ذر والكشميهني: "إلى المدينة".

* [2900][التحفة: خ س 15834]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(5)

فنزا: نزف، وجرى ولم ينقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نزا).

* [2901][التحفة: خ م س 9046]

ص: 91

‌68 - بَابُ الْحِرَاسَةِ فِي الْغَزْوِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

[2902] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَهِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَالَ:"لَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ"، إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلَاحٍ، فَقَالَ:"مَنْ هَذَا؟ " فَقَالَ: أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ جِئْتُ لِأَحْرُسَكَ، وَنَامَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

[2903] حدثنا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ

(2)

، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ

(3)

، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ".

لَمْ يَرْفَعْهُ

(4)

إِسْرَائِيلُ

(5)

، عَنْ أَبِي حَصِينٍ.

[2904] وَزَادَنَا

(6)

عَمْرٌو قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فَنامَ".

* [2902][التحفة: خ م ت س 16225]

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "يعني ابنَ عَيَّاشٍ".

(3)

الخميصة: ثوب خز أو صوف مُعَلَّم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).

(4)

عليه صح.

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ومحمدُ بنُ جُحادةَ".

* [2903][التحفة: خ ق 12848]

(6)

عليه صح. وفي حاشية البقاعي: "وزَاد عَمرٌو" ونسبه لنسخة.

ص: 92

وَانْتَكَسَ

(1)

وَإِذَا شِيكَ

(2)

فَلَا انْتَقَشَ

(3)

، طُوبَى

(4)

لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ

(5)

فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَشْعَثَ

(6)

رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ

(7)

قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ

(8)

كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ".

قال

(9)

أبو عبد الله: لَمْ يَرْفَعْهُ إِسْرَائِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ عَنْ أَبِي حَصِينٍ، وَقَالَ: تَعْسًا، كَأَنَّهُ يَقُولُ: فَأَتْعَسَهُمُ اللَّهُ، "طُوبَى": فُعْلَى، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ طَيِّبٍ، وَهْيَ يَاءٌ حُوِّلَتْ إِلَى الْوَاو، وَهْيَ مِنْ: يَطِيبُ.

‌69 - بَابُ فَضْلِ الْخِدْمَةِ فِي الْغَزْوِ

[2905] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ

(1)

انتكس: انقلب على رأسه، وهو دعاء عليه بالخيبة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكس).

(2)

شيك: دخلت في جسمه شوكة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شوك).

(3)

انتقش: اسْتُخْرِجت الشوكة منه، وبه سمي المنقاش الذي ينقش به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقش).

(4)

طوبى: فُعْلى من الطيب وتسمى بها شجرة في الجنة. وقيل: اسم للجنة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طوب).

(5)

بعنان: العنان: سير اللجام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنن).

(6)

عليه صح. روى ابنُ الحطيئة عن الهرويّ الرفعَ في الصفتين. ا هـ ملخصًا من الهامش.

(7)

على آخره صح.

(8)

الساقة: الذين يسوقون جيش الغزاة ويكونون من ورائه يحفظونه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سوق).

(9)

قوله: "قال أبو عبد اللَّه

أبي حَصِينٍ" ليس عند أبي ذر.

* [2904][التحفة: خت ق 12822]

ص: 93

الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

رضي الله عنه قَالَ: صَحِبْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَ يَخْدُمُنِي وَهْوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنَسٍ، قَالَ جَرِيرٌ: إِنِّي رَأَيْتُ الْأَنْصَارَ يَصْنَعُونَ شَيْئًا لَا أَجِدُ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا أَكْرَمْتُهُ.

[2906] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو - مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ - أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ أَخْدُمُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا وَبَدَا لَهُ أُحُدٌ، قَالَ:"هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"، ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: "اللَّهُمَّ

(3)

إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا

(4)

كَتَحْرِيمِ إِبْرَاهِيمَ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا

(5)

وَمُدِّنَا

(6)

".

[2907] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّاءَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مُوَرِّقٍ

(7)

الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرُنَا

(1)

"بنِ مالكٍ": ليس عند أبي ذر.

* [2905][التحفة: خ م 3208]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(3)

كذا ثبت لأبي ذر، والحموي، والكشميهني.

(4)

لابتيها: مثنى لابَة، وهي الأرض ذاتُ الحجارة السود والمراد طرفاها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لوب).

(5)

صاعنا: الصاع: مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).

(6)

مدنا: المد: كيل مقدرا ملء اليدين المتوسطتين من غير قبضهما، حوالي 510 جرامات. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 36).

* [2906][التحفة: خ م ت 1116]

(7)

عليه صح.

ص: 94

ظِلًّا الَّذِي يَسْتَظِلُّ بِكِسَائِهِ، وَأَمَّا الَّذِينَ صَامُوا؛ فَلَمْ يَعْمَلُوا شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِينَ أَفْطَرُوا؛ فَبَعَثُوا الرِّكَابَ وَامْتَهَنُوا وَعَالَجُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم: "ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالْأَجْرِ".

‌70 - بَابُ فَضْلِ مَنْ حَمَلَ مَتَاعَ صَاحِبِهِ فِي السَّفَرِ

[2908] حدثني

(2)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ سُلَامَى

(3)

عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ، يُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ يُحَامِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا

(4)

مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ وَكُلُّ خَطْوَةٍ

(5)

يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَدَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ".

‌71 - بَابُ فَضْلِ رِبَاطِ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(6)

: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا}

(7)

إلَى آخِرِ الْآيَةِ.

(1)

في نسخة: "رسولُ اللَّه".

* [2907][التحفة: خ م س 1607]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".

(3)

كذا بالتخفيف.

سلامى: جمع سلامية، وهي الأنملة من أنامل الأصبع. وقيل: السلامى: كل عظم مجوف من صغار العظام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلم).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "عليه".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "خُطْوةٍ".

* [2908][التحفة: خ م 14700]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(7)

[آل عمران: 200]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: {وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .

ص: 95

[2909] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَو الْغَدْوَةُ خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا".

‌72 - بَابُ مَنْ غَزَا بِصَبِيٍّ لِلْخِدْمَةِ

[2910] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ: "الْتَمِسْ غُلَامًا

(1)

مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى خَيْبَرَ". فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ مُرْدِفِي

(2)

وَأَنَا غُلَامٌ رَاهَقْتُ الْحُلُمَ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ

(3)

الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ". ثمَّ قَدِمْنَا خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا، فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى

(4)

بَلَغْنَا سَدَّ

(5)

الصَّهْبَاءِ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا

(6)

* [2909][التحفة: خ ت 4703]

(1)

كذا في نسخ الخط الصحاح، وفي المطبوع سابقًا:"التمس لي غلاما".

(2)

ضلع: ثِقَل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضلع).

(3)

مردفي: الرِّدْف والرديف والإرداف: مِن الركوب خلف الراكب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 287).

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "حَتَّى إِذا".

(5)

عليه صح.

(6)

حيسا: الحيس: الطعام المتخَذ من التَّمْر والأَقِط والسَّمْن، وقد يُجعل عِوَضَ الأَقِط الدقيق، أو الفَتِيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حيس).

ص: 96

فِي نِطَعٍ

(1)

صَغِيرٍ، ثمَّ قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ". فكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ

(2)

: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَوِّي

(3)

لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ ثُمَّ يَجلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا أَشرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ:"هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ". ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا بِمِثْلِ مَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ".

‌73 - بَابُ رُكوبِ الْبَحْرِ

[2911 - 2912] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمّ حَرَامٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا فِي بَيْتِهَا فَاسْتَيقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ

(4)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: "عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ

(5)

مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: "أَنْتِ

(1)

نطع: ما يفترش من الجلود. (انظر: هدي الساري)(ص 196).

(2)

ليس عند أبي ذر.

(3)

يحوي: التحوية: أن يدير كساء حول سنام البعير ثم يركبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوا).

* [2910][التحفة: خ د 1117]

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"قُلْتُ".

(5)

قوله: "مِنْ قَوْمٍ". كذا ثبت لأبي ذر، والحموي، والكشميهني.

ص: 97

مَعَهُمْ"

(1)

. ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَيَقُولُ:"أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ". فَتَزَوَّجَ بِهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَخَرَجَ بِهَا إِلَى الْغَزْوِ، فَلَمَّا رَجَعَتْ قُرِّبَتْ دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا، فَوَقَعَتْ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا.

‌74 - بَابُ مَنِ استَعَانَ بِالضُّعَفَاءِ وَالصَّالِحِينَ فِي الْحَرْبِ

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ، قَالَ لِي

(2)

قَيْصَرُ: سَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَزَعَمْتَ ضُعَفَاءَهُمْ

(3)

، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ.

[2913] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: رَأَى سَعْدٌ رضي الله عنه أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ".

[2914] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرًا، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

(4)

رضي الله عنهم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَأْتِي زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ

(5)

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "منهم".

* [2911 - 2912][التحفة: خ م د س ق 18307]

(2)

في نسخة: "قَالَ قَالَ لِي".

(3)

على آخره صح.

* [2913][التحفة: خ س 3935]

(4)

ليس عند أبي ذر.

(5)

للكشميهني في نسخة: "فيه فِئامٌ".

فئام: الفئام: الجماعة الكثيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فأم)

ص: 98

مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ عَلَيْهِ

(1)

، ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ، فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ

(2)

، ثُمَّ

(3)

يَأْتِي زَمَانٌ، فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ

(4)

صَاحِبَ

(5)

أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ

(2)

".

‌75 - بَابٌ

(3)

لَا يَقُولُ فُلَانٌ شَهِيدٌ

قَالَ

(6)

أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ اللَّهُ

(7)

أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ".

[2915] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ، وَمَال الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً

(8)

وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا

(1)

في حاشية البقاعي: "عَليهم" ونسبه لنسخة.

(2)

على آخره صح.

(3)

عليه صح.

(4)

زاد في حاشية البقاعي: "مَن" ونسبه لنسخة.

(5)

عليه صح صح.

* [2914][التحفة: خ م 3983]

(6)

وقع في المطبوع السابق: "وقال" بزيادة الواو.

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "واللَّهُ".

(8)

شاذة: الشاذ والشاذة: الخارج والخارجة عن الجماعة، ومعناه: أنه لا يدع أحدا على طريق المبالغة. (انظر: شرح النووي على مسلم)(2/ 123).

ص: 99

يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ، فَقَالَ

(1)

: مَا أَجْزَأَ

(2)

مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ. قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ، كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، قَالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ

(3)

سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ

(4)

بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ:"وَمَا ذَاكَ؟ " قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ، فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاستَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنْدَ ذَلِكَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ

(5)

الْجَنَّةِ فِيمَا يَبدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهلِ

(5)

النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

(1)

في بعض الأصول الصحيحة: "فَقَالُوا". ا هـ. من هامش الأصل.

(2)

على آخره صح.

(3)

نصل: حديدة السهم والرمح، وهو السن. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 14).

(4)

ذبابه: الذباب: طرف السيف الذي يُضرب به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذبب).

(5)

ليس عند أبي ذر.

* [2915][التحفة: خ م 4780]

ص: 100

‌76 - بَابُ التَّحْرِيضِ عَلَى الرَّمْيِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}

(2)

.

[2916] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ؛ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ". قَالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا لَكُمْ لَا تَرمُونَ؟ " قَالُوا: كَيْفَ نَرمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قَالَ

(3)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ".

[2917] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ صَفَفْنَا لِقُرَيْشٍ وَصَفُّوا لَنَا: "إِذَا أكْثَبُوكُمْ

(5)

فَعَلَيْكُمْ بِالنَّبْلِ".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(2)

[الأنفال: 60].

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

* [2916][التحفة: خ 4550]

(4)

عليه صح صح. وفي نسخة لأبي ذر: "أَسِيدٍ".

(5)

عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي: "أَكْتَبُوكُمْ" بالتاء المثناة.

أكثبوكم: قربوا منكم. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(7/ 357)

* [2917][التحفة: خ د 11190]

ص: 101

‌77 - بَابُ اللَّهْوِ بِالْحِرَابِ وَنَحْوِهَا

[2918] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِحِرَابِهِمْ

(1)

دَخَلَ عُمَرُ، فَأَهْوَى إِلَى الْحَصَى

(2)

فَحَصَبَهُمْ

(3)

بِهَا، فَقَالَ:"دَعْهُمْ يَا عُمَرُ".

وَزَادَ

(4)

عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ: فِي الْمَسْجِدِ.

‌78 - بَابُ الْمِجَنِّ

(5)

وَمَنْ يَتَتَرَّسُ

(6)

بِتُرْسِ صَاحِبِهِ

[2919] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا الْأوزَاعِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَتَتَرَّسُ

(1)

كذا لأبي ذر. وكذا في النسخ الصحيحة بهذا الرمز، وأنكر زيادةَ هذه اللفظة في هذا الحديث ابنُ حجر وتبعه العينيُّ، وردَّ عليهما القسطلاني، فانظره.

(2)

وقع في المطبوع سابقًا: "الحصباء" بزيادة الموحدة.

(3)

فحصبهم: رَمَاهُمْ بِالْحَصْبَاءِ، وهي الحَصَى الصِّغار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حصب).

(4)

لأبي ذر عن المستملي: "زَادَنا"، وجعله في حاشية البقاعي لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني:"زاد".

* [2918][التحفة: خ م 13275]

(5)

المجن: الترس، سمي بذلك؛ لأنه يواري حامله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنن).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "يَتَّرِسُ"، وجعله في حاشية البقاعي:"تَترَّسَ".

ص: 102

مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِتُرْسٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ حَسَنَ الرَّمْيِ، فكَانَ إِذَا رَمَى تَشَرَّفَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَيَنْظُرُ

(2)

إِلَى مَوْضِعِ نَبْلِهِ.

[2920] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: لَمَّا كُسِرَتْ بَيْضَةُ

(3)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِهِ، وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ

(4)

، وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي الْمِجَنِّ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَغْسِلُهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاءِ كَثْرَةً عَمَدَتْ إِلَى حَصِيرٍ، فَأَحْرَقَتْهَا وَألصَقَتْهَا عَلَى جُرْحِهِ فَرَقَأَ

(5)

الدَّمُ.

[2921] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ

(6)

اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا لَمْ يُوجِفِ

(7)

الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيلٍ وَلَا رِكَابٍ،

(1)

كذا لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يُشْرِفُ".

تشرف: الإشراف والتشرف: التطلع. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف)

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "نَظَر".

* [2919][التحفة: خ 177]

(3)

بيضة: خوذة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بيض).

(4)

رباعيته: السن التي بعد الثنية وهي أربع محيطات بالثنايا؛ اثنان من فوق، واثنان من أسفل. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 280).

(5)

فرقأ: الرقأ: السكون والانقطاع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقأ).

* [2920][التحفة: خ م 4781]

(6)

أفاء: الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).

(7)

يوجف: الإيجاف: هو السير السريع. (انظر: غريب القرآن) للسجستاني (ص 83).

ص: 103

فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِ، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ

(1)

عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

[2922] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ

(2)

، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُفَدِّي رَجُلًا بَعْدَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "ارمِ فِدَاكَ

(3)

أَبِي وَأُمِّي".

‌79 - بَابُ الدَّرَقِ

(4)

[2923] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ عَمْرٌو: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: دَخَلَ

(5)

عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ

(6)

، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ،

(1)

والكراع: اسم لجميع الخيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرع).

* [2921][التحفة: خ م د ت س 10631]

(2)

قوله: "حدثنا مسدد

إلى عن علي". ليس عند أبي ذر.

(3)

لم يضبط الفاء في اليونينية، وضبطها في الفرع المكي - كالقسطلاني - بالكسر، وفي فرع آخر بفتحها. ا هـ من الهامش.

* [2922][التحفة: خ م ت س ق 3857]

(4)

الدرق: جمع درقة، وهي الترس. (انظر: فتح الباري) (2/ 440).

(5)

في المطبوع السابق: "قالت دخل".

(6)

بعاث: موضع قرب المدينة، دارت فيه حرب بين الأوس والخزرج، عرفت بيوم بعاث، ولا أحد من أهل المدينة يعرف بعاثا اليوم، غير أننا نستطيع تحديدها في الشمال الشرقي من المدينة، في الطرف الغربي الشمالي من نخل العوالي اليوم. (انظر: معجم المعالم الجغرافية) (ص 46).

ص: 104

فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "دَعْهُمَا". فَلَمَّا غَفَلَ

(1)

غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا.

[2924] قالت: وَكَانَ يَوْمُ

(2)

عِيدٍ

(3)

يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فَإمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا قَالَ: "تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ

(4)

؟ " فَقَالتْ

(5)

: نَعَمْ. فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ؛ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَيَقُولُ: "دُونَكُمْ بَنِي

(6)

أَرْفِدَةَ

(7)

". حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ: "حَسْبُكِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ "فَاذْهَبِي"

(8)

.

قَالَ أَحْمَدُ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ

(9)

: فَلَمَّا غَفَلَ.

‌80 - بَابُ الْحَمَائِلِ وَتَعْلِيقِ السَّيْفِ بِالْعُنُقِ

[2925] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ

(1)

للحموي والمستملي والقابسي: "عَمِلَ" وعليه صح، وعليه تضبيب وفوقه صح.

* [2923][التحفة: خ م 16391]

(2)

عليه صح.

(3)

قوله: "وكان يَوْم عِيدٍ". لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَكَانَ يَوْمًا عِنْدِي".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "أنْ تَنْظُرِي".

(5)

للأصيلي وأبي الوقت وعليه صح: "فَقُلْتُ".

(6)

وقع في المطبوع السابق: "يا بني" بزيادة ياء النداء.

(7)

على آخره صح.

بني أرفدة: لقب للحبشة، وقيل: هو اسم أبيهم الأقدم، يعرفون به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رفد).

(8)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "قال أبو عبد اللَّه: قال".

(9)

قوله: "عنِ ابنِ وَهْبٍ" ليس عند أبي ذر.

* [2924][التحفة: خ م 16391]

ص: 105

أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً

(1)

فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ اسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وَفي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ: "لَمْ تُرَاعُوا

(2)

، لَمْ تُرَاعُوا". ثُمَّ قَالَ:"وَجَدْنَاهُ بَحْرًا". أَوْ قَالَ: "إِنَّهُ لَبَحْرٌ".

‌81 - بَابُ حِلْيَةِ

(3)

السُّيُوفِ

[2926] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: لَقَدْ فَتَحَ الْفُتُوحَ قَوْمٌ مَا كَانَتْ حِلْيَةُ سُيُوفِهِمُ الذَّهَبَ وَلَا الْفِضَّةَ، إِنَّمَا كَانَتْ حِلْيَتُهُمُ الْعَلَابِيَّ

(4)

وَالْآنُكَ

(5)

وَالْحَدِيدَ.

‌82 - بَابُ مَنْ عَلَّقَ سَيْفَهُ بِالشَّجَرِ فِي السَّفَرِ عِنْدَ الْقَائِلَةِ

[2927] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سِنَانُ بْنُ

(1)

ليس عند أبي ذر.

(2)

تراعوا: الروع: الفزع والمفاجأة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روع).

* [2925][التحفة: خ م ت س ق 289]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بابُ ما جاء في حِلْيةِ".

(4)

العلابي: جمع علباء، وهو عصب كانت العرب تشده رطبًا على أجفان السيوف؛ فيجف عليها، وتشد الرماح به إذا تصدعت؛ فتيبس وتقوى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: علب).

(5)

الآنك: الرصاص الأبيض، وقيل: الأسود. وقيل: هو الخالص منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنك).

* [2926][التحفة: خ ق 4874]

ص: 106

أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما أَخْبَرَ، أَنَّهُ

(1)

غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ

(2)

فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تحْتَ سَمُرَةٍ

(3)

، وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، وَنِمْنَا نَوْمَةً، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَا، وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: "إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ

(4)

عَلَيَّ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا

(5)

، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي

(6)

؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ - ثَلَاثًا"، وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَجَلَسَ.

‌83 - بَابُ لُبْسِ الْبَيْضَةِ

[2928] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ جُرْحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: جُرِحَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أَخْبَرَهُ".

(2)

القائلة: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيل).

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "شَجَرَةٍ".

(4)

اخترط: اخترط السيف: سله من غمده. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرط).

(5)

صلتا: مُجَرَّدًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صلت).

(6)

قوله: "مَنْ يَمْنعُكَ مِنَّي" لأبي ذر وعليه صح (3) أي: بالتكرار. وأشار برقم (3) إلى أنَّ تكرارَها ثلاثَ مراتٍ عند الهرويّ.

* [2927][التحفة: خ م س 2276 - خ س 6842]

ص: 107

تَغْسِلُ الدَّمَ وَعَلِيٌّ يُمْسِكُ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّ الدَّمَ لَا يَزِيدُ

(1)

إِلَّا كَثْرَةً أَخَذَتْ حَصِيرًا فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا، ثُمَّ

(2)

ألزَقَتْهُ فَاستَمْسَكَ الدَّمُ.

‌84 - بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ كَسْرَ السِّلَاحِ عِنْدَ الْمَوْتِ

[2929] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا سِلَاحَهُ وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ وَأَرْضًا

(3)

جَعَلَهَا صَدَقَةً.

‌85 - بَابُ تَفَرُّقِ النَّاسِ عَنِ الْإِمَامِ عِنْدَ الْقَائِلَةِ وَالاسْتِظْلَالِ بِالشَّجَرِ

[2930] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا

(4)

سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ وَأَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ

(5)

. حَدَّثَنَا

(6)

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ فِي

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَا يَرْتَدُّ".

(2)

ليس عند أبي ذر.

* [2928][التحفة: خ م 4712]

(3)

في نسخة القسطلاني ووافقه المطبوع السابق: "وأرضا بخيبر" والنسخ الصحيحة بإسقاط هذه الزيادة.

* [2929][التحفة: خ تم س 10713]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(5)

في حاشية البقاعي: "أخبرهُمَا" ونسبه لنسخة.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثنا".

ص: 108

وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ ثُمَّ نَامَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ

(1)

وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي، فَقَالَ: مَنْ

(2)

يَمْنَعُكَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ فَشَامَ

(3)

السَّيْفَ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ"، ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ.

‌86 - بَابُ مَا قِيلَ فِي الرِّمَاحِ

وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "جُعِلَ رِزْقي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالفَ أَمْرِي".

[2931] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا

(4)

فَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا، فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا، فَأَخَذَهُ ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ فَقَتَلَهُ؛ فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَى بَعْضٌ، فَلَمَّا أَدْرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ:"إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللَّهُ".

(1)

لأبي ذر: "ورَجُلٌ عِندَه".

(2)

لأبي ذر والمستملي: "فَمَنْ".

(3)

فشام: أغمد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شيم).

* [2930][التحفة: خ م س 2276]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حِمَارَ وَحْشٍ".

ص: 109

وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ فِي الْحِمَارِ الْوَحْشِيِّ مِثْلُ حَدِيثِ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ

(1)

: "هَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ".

‌87 - بَابُ مَا قِيلَ فِي دِرْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْقَمِيصِ فِي الْحَرْبِ وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا خَالِدٌ فَقَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ".

[2932] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي قُبَّةٍ

(2)

: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ

(3)

عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ". فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ - وَهُوَ فِي الدِّرْعِ

(4)

- فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: " {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} "

(5)

.

وَقَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ: يَوْمَ بَدْرٍ.

[2933] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ

(1)

لأبي الوقت: "وقال".

* [2931][التحفة: خ م د ت س 12131]

(2)

قبة: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبب).

(3)

أنشدك: أسألك وأقسم عليك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).

(4)

الدرع: القميص من حديد يلبسه المحارب وقاية من السلاح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درع).

(5)

[القمر: 45، 46].

* [2932][التحفة: خ س 6054]

ص: 110

الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.

وَقَالَ يَعْلَى

(1)

: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: دِرْعٌ مِنْ حَدِيدٍ.

وَقَالَ مُعَلًّى

(1)

: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ وَقَالَ: رَهَنَهُ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ.

[2934] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ

(1)

مِنْ حَدِيدٍ قَدِ اضْطَرَّتْ

(1)

أَيدِيَهُمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا

(2)

، فَكُلَّمَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَتِهِ

(3)

اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ

(4)

، وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِالصَّدَقَةِ انْقَبضَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا وَتَقلَّصَتْ

(5)

عَلَيْهِ، وَانْضَمَّتْ يَدَاهُ إِلَى تَرَاقِيهِ". فَسَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"فَيَجْتَهِدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا فَلَا تَتَّسِعُ".

(1)

عليه صح.

* [2933][التحفة: خ م س ق 15948]

(2)

تراقيهما: التراقي: جمع تَرْقُوَة، وهي العظم الذي بين ثُغْرَة النحر والعاتق (هو من المنكب إلى أصل العُنُق)، وهما تَرْقوتان من الجانبين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ترق).

(3)

لأبي ذر والكشميهني: "بِصَدَقَةٍ".

(4)

ضبطها في الفرعِ بفتح الهمزة والمثلثة.

(5)

تقلصت: انضمت وانقبضت وارتفعت. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 185).

* [2934][التحفة: خ م س 13520]

ص: 111

‌88 - بَابُ الْجُبَّةِ فِي السَّفَرِ وَالْحَرْبِ

[2935] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى مُسْلِمٍ، هُوَ ابْنُ صُبَيْحٍ

(1)

، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَقِيتُهُ

(2)

بِمَاءٍ

(3)

وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ

(4)

شَامِيَّةٌ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْ كُمَّيْهِ فَكَانَا

(5)

ضَيِّقَيْنِ؛ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتُ

(6)

فَغَسَلَهُمَا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ

(6)

وَعَلَى خُفَّيْهِ.

‌89 - بَابُ الْحَرِيرِ فِي الْحَرَبِ

(7)

[2936] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ

(8)

، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ

(6)

، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ مِنْ حِكَّةٍ

(9)

كَانَتْ بِهِمَا.

(1)

قوله: "مُسْلِمٍ هُوَ ابْنُ صُبَيْحٍ". ليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي وأبي الوقت:"فَتَلَقَّيْتُه".

(3)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي وأبي الوقت وعليه صح:"فَتَوَضَّأَ".

(4)

جبة: الجبة ما قطع من الثياب وخيط. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 138).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وكانا".

(6)

عليه صح.

* [2935][التحفة: خ م س ق 11528]

(7)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "الحَرْبِ". ولأبي ذر وعليه صح: "الجَرَبِ". كذا في النسخة المعول عليها "الحَرَب" بالمهملة والتحريك، ولم ينصّ في القسطلاني إلا على روايتَيْ أبي ذر.

(8)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ الحارِث".

(9)

حكة: الحكة: الجرب. (انظر: لسان العرب، مادة: حكك).

* [2936][التحفة: خ م د س ق 1169]

ص: 112

[2937] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرَ شَكَوَا

(1)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي الْقَمْلَ - فَأَرْخَصَ لَهُمَا فِي الْحَرِيرِ فَرَأَيْتُهُ

(2)

عَلَيْهِمَا فِي غَزَاةٍ.

[2938] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ قَالَ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فِي حَرِيرٍ.

[2939] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: رَخَّصَ - أَوْ رُخِّصَ

(3)

- لِحِكَّةٍ بِهِمَا.

‌90 - بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي السِّكِّينِ

[2940] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مِنْ كَتِفٍ يَحْتَزُّ

(5)

مِنْهَا، ثُمَّ دُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

(1)

لأبي ذر والأصيلي وعليهما صح: "شَكَيا".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فَرَأَيْتُ" وعلى آخره صح صح.

* [2937][التحفة: خ م ت س 1394]

* [2938][التحفة: خ م 1264]

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "لَهُما".

* [2939][التحفة: خ م 1264]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "أميةَ الضَّمْرِيِّ".

(5)

يحتز: يقطع، والحز: القطع بالسكين ونحوه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 190).

ص: 113

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَزَادَ: فَأَلْقَى السِّكِّينَ.

‌91 - بَابُ مَا قِيلَ فِي قِتَالِ الرُّومِ

[2941] حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا

(1)

يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ - وَهُوَ نَازِلٌ فِي سَاحَةِ حِمْصَ، وَهُوَ فِي بِنَاءٍ لَهُ - وَمَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ، قَالَ عُمَيْرٌ: فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا". قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا فِيهِمْ؟ قَالَ:"أَنْتِ فِيهِمْ". ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ". فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا".

‌92 - بَابُ قِتَالِ الْيَهُودِ

[2942] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِيَ

(2)

أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ".

[2943] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ

* [2940][التحفة: خ م ت س ق 10700]

(1)

في نسخة: "حدثني".

* [2941][التحفة: خ 18308]

(2)

كذا في اليونينية: "يَخْتَبِيَ" بغير همز.

* [2942][التحفة: خ 8388]

ص: 114

أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ".

‌93 - بَابُ قِتَالِ التُّرْكِ

[2944] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ نِعَال الشَّعَرِ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الْوُجُوهِ كأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ

(1)

".

[2945] حدثنا

(2)

سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّركَ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، ذُلْفَ

(3)

الْأُنُوفِ، كأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ

(4)

، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ".

* [2943][التحفة: خ 14911]

(1)

كذا لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "الْمُطَرَّقَةُ".

المطرقة: التي أُلْبِسَت الأطْرِقة من الجلود وهي الأغشية، شَبَّهَ وجوههم بالترسة لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها. (انظر: فتح الباري) (6/ 122).

* [2944][التحفة: خ ق 10710]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(3)

ذلف الذلف: قصر الأنف وانبطاحه، وقيل: ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذلف).

(4)

كذا لأبي ذر. ولأبي ذر وعليه صح: "الْمُطَرَّقَةُ".

* [2945][التحفة: خ 13650]

ص: 115

‌94 - بَابُ قِتَالِ الَّذِينَ يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ

(1)

[2946] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ سَعِيدِ بنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ

(2)

".

قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ فِيهِ أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً: "صِغَارَ الْأَعْيُنِ، ذُلْفَ الْأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ

(2)

".

‌95 - بَابُ مَنْ صَفَّ أَصْحَابَهُ عِنْدَ الْهَزِيمَةِ وَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَاسْتَنْصَرَ

(3)

[2947] حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ

(4)

، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أكُنْتُمْ فَرَرْتُمْ يَا أَبَا عُمَارَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: لَا، وَاللَّهِ مَا وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ وَأَخِفَّاؤُهُمْ

(5)

حُسَّرًا - لَيْسَ بِسِلَاحٍ - فَأَتَوْا قَوْمًا رُمَاةً - جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ - مَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا، مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ، فَأَقْبَلُوا هُنَالِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ

(1)

كذا لأبي ذر والكشميهني.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "الْمُطَرَّقَةُ".

* [2946][التحفة: خ م د ت ق 13125]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فَاسْتَنْصَر".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "خالد الحَرَّانِيّ".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَخِفافُهمْ".

ص: 116

الْبَيْضَاءِ - وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُودُ بِهِ، فَنَزَلَ وَاسْتَنْصَرَ، ثُمَّ قَالَ:

"أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ

أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ"

ثُمَّ صَفَّ أَصْحَابَهُ.

‌96 - بَابُ الدُّعَاءِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ بِالْهَزِيمَةِ وَالزَّلْزَلَةِ

[2948] حدثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عِيسَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا؛ شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ

(2)

الْوُسْطَى حِينَ

(3)

غَابَتِ الشَّمْسُ".

[2949] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو فِي الْقُنُوتِ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ سِنِينَ

(4)

كَسِنِي يُوسُفَ".

* [2947][التحفة: خ م 1838]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ صلاةِ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حتى".

* [2948][التحفة: خ م د ت س 10232]

(4)

سنين: جمع سنة، وهي الجدب والقحط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنه).

* [2949][التحفة: خ 13664]

ص: 117

[2950] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأحزَابِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سرِيعَ الْحِسَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الْأحزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ".

[2951] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَنُحِرَتْ جَزُورٌ

(1)

بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ، فَأَرْسَلُوا فَجَاءُوا مِنْ سَلَاهَا وَطَرَحُوهُ

(2)

عَلَيْهِ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَلْقَتْهُ عَنْهُ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ"، لأبي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ فِي قَلِيبِ

(3)

بَدْرٍ قَتْلَى.

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَنَسِيتُ السَّابِعَ.

وَقَالَ

(4)

يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ.

وَقَالَ شُعْبَةُ: أُمَيَّةُ أَوْ أُبَيٌّ، وَالصَّحِيحُ أُمَيَّةُ.

* [2950][التحفة: خ م ت س ق 5154]

(1)

جزور: الجزور: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَطَرَحُوا".

(3)

قليب: بئر ردم فيها قتلى قريش يوم بدر، وهي في ساحة المعركة هناك، ولا يُعرف مكانها محددًا. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة) (ص 256).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قال أبو عبد اللَّه: قال يوسفُ بنُ أبي إسحاقَ".

* [2951][التحفة: خ م س 9484]

ص: 118

[2952] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ اليَهُودَ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ

(1)

عَلَيْكَ. فَلَعَنْتُهُمْ

(2)

، فَقَالَ:"مَا لَكِ؟ " قُلْتُ

(3)

: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: "فَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ".

‌97 - بَابٌ هَلْ يُرْشِدُ

(4)

الْمُسْلِمُ أَهْلَ الْكِتَابِ أَوْ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ

[2953] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ وَقَالَ: "فَإِنْ تَوَلَّيْتَ؛ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ

(5)

".

‌98 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْمُشْركِينَ بِالْهُدَى لِيَتَأَلَّفَهُمْ

[2954] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَدِمَ طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

السام: الموت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سوم).

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَلَعنْتُهُم".

(3)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "قالت" وعليه صح.

* [2952][التحفة: خ 16233]

(4)

عليه صح.

(5)

الأريسيين: إِثْم الزراعين والأجراء الَّذين هم أَتبَاع لَك وخدم. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 386).

* [2953][التحفة: خ س 5846]

ص: 119

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا. فَقِيلَ: هَلَكَتْ دَوْسٌ، قَالَ:"اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا، وَأْتِ بِهِمْ".

‌99 - بَابُ دَعْوَة الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ

(1)

وَعَلَامَ يُقَاتَلُونَ عَلَيْهِ وَمَا كَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالدَّعْوَةِ قَبْلَ الْقِتَالِ

[2955] حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَخْتُومًا؛ فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِهِ وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.

[2956] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، يَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَينِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ كِسْرَى خَرَّقَهُ، فَحَسِبْتُ أَن سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.

* [2954][التحفة: خ 13755]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "اليهودِ والنَّصارى".

* [2955][التحفة: خ م س 1256]

* [2956][التحفة: خ س 5845]

ص: 120

‌100 - بَابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

إِلَى الْإِسْلَامِ وَالنُّبُوَّةِ وَأَلَّا يَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ

وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤتِيَهُ اللَّهُ}

(2)

إِلَى آخِرِ

(3)

الْآيَةِ.

[2957] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَيْهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى؛ لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ، وَكَانَ قَيْصَرُ لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ شُكْرًا لِمَا أَبْلَاهُ اللَّهُ، فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال حِينَ قَرَأَهُ: الْتَمِسُوا لِي هَا هُنَا أَحَدًا مِنْ قَوْمِهِ لِأَسْأَلَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[2958] قال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ

(4)

، أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ، قَدِمُوا تِجَارًا فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَجَدَنَا رَسُولُ قَيْصَرَ بِبَعْضِ الشَّامِ؛ فَانْطُلِقَ

(5)

بِي وَبِأَصْحَابِي حَتَّى قَدِمْنَا إِيلِيَاءَ؛ فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ وَعَلَيْهِ التَّاجُ،

(1)

بعده لأبي الوقت وعليه صح: "الناسَ".

(2)

[آل عمران: 79]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "الكتابَ".

(3)

قوله: "إِلَى آخِرِ" ليس عند أبي ذر.

* [2957][التحفة: خ س 5846]

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ حَرْبٍ".

(5)

كذا في اليونينية بالبناء للمفعول، وفي الفرع بالبناء للفاعل.

ص: 121

وَإِذَا حَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، فَقَالَ لِتَُرْجُمَانِهِ: سَلْهُمْ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ نَسَبًا، قَالَ: مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ فَقُلْتُ: هُوَ ابْنُ عَمِّي

(1)

، وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ غَيرِي، فَقَالَ قَيْصَرُ: أَدْنُوهُ، وَأَمَرَ بِأَصْحَابِي فَجُعِلُوا خَلْفَ ظَهْرِي عِنْدَ كَتِفِي، ثُمَّ قَالَ لِتَُرْجُمَانِهِ: قُلْ لِأَصْحَابِهِ: إِنِّي سَائِلٌ هَذَا الرَّجُلَ عَنِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبَ فَكَذِّبُوهُ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ حِينَ سَأَلَنِي عَنْهُ، وَلَكِنِّي اسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَأْثُرُوا الْكَذِبَ عَنِّي؛ فَصَدَقْتُهُ.

ثُمَّ قَالَ لِتَُرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ: كَيْفَ نَسَبُ هَذَا الرَّجُلِ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ

(2)

قَبْلَهُ؟ قُلْتُ: لَا، فَقَالَ: كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ عَلَى الْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ

(3)

؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ، قَالَ: فَيَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ؟ قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً

(4)

لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ: لَا. وَنَحْنُ الْآنَ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ، نَحْنُ نَخَافُ أَنْ يَغْدِرَ.

قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَلَمْ يُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا أَنْتَقِصُهُ بِهِ لَا أَخَافُ أَنْ تُؤْثَرَ عَنِّي غَيْرُهَا، قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ أَوْ قَاتَلَكُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ كَانَتْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "عَمِّ".

(2)

لأبي ذر: "مِنْكُمْ أَحَدٌ".

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مَنْ مَلَكَ".

(4)

سخطة: كراهية له، وعدم رضا به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سخط).

ص: 122

حَرْبُهُ وَحَرْبُكُمْ؟ قُلْتُ: كَانَتْ دُِوَلًا وَسِجَالًا، يُدَالُ عَلَيْنَا الْمَرَّةَ، وَنُدَالُ عَلَيْهِ الْأُخْرَى، قَالَ: فَمَاذَا يَأْمُرُكُمْ

(1)

؟ قَالَ: يَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَه، لَا نُشْرِكُ

(2)

بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَانَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ.

فَقَالَ لِتَُرْجُمَانِهِ - حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ لَهُ: قُلْ لَهُ: إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فِيكُمْ؛ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ ذُو نَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ؛ قُلْتُ: رَجُلٌ يَأْتَمُّ بِقَوْلٍ قَدْ قِيلَ قَبْلَهُ.

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللهِ. وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ

(3)

مَلِكٍ

(3)

؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ؛ قُلْتُ: يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ.

وَسَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ. وَسَألتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ.

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "به".

(2)

لأبي الوقت: "وَلَا نُشْرِكُ". هكذا بالرفع في اليونينية، وفي بعض النسخ التي بأيدينا منصوب. كتبه مصححه.

(3)

عليه صح.

ص: 123

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ

(1)

تَخْلِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ.

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا يَغْدِرُونَ. وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ قَدْ فَعَلَ، وَأَنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ تَكُونُ

(2)

دُوَلًا وَ

(3)

يُدَالُ عَلَيْكُمُ الْمَرَّةَ وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ الْأخرَى، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى وَتَكُونُ لَهَا

(4)

الْعَاقِبَةُ.

وَسَأَلْتُكَ: بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ

(5)

وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قَالَ: وَهَذِهِ صِفَةُ النَّبِيِّ

(6)

قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَكِنْ لَمْ أَظُنَّ

(7)

أَنَّهُ مِنْكُمْ، وَإِنْ يَكُ مَا قُلْتَ حَقًّا فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَلَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ

(8)

إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ

(9)

لُقِيَّهُ

(10)

، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ قَدَمَيْهِ.

(1)

عليه صح.

(2)

"تَكُونُ": هو بالفوقية في نسخ الخط الصحيحة معنا، أما المطبوع السابق فبالتحتية. ا هـ. كتبه مصححه.

(3)

ليس عند أبي ذر.

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "له".

(5)

كذا للحموي والكشميهني. ولأبي ذر وعليه صح: "والصَّدَقة".

(6)

لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "نَبِيٍّ".

(7)

لأبي ذر والكشميهني: "لَمْ أَعْلَمْ".

(8)

أخلص: أَصِل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلص).

(9)

لتجشمت: تجشم الأمر: تكلفه على مشقة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 160).

(10)

لأبي ذر والكشميهني: "لِقاءَه".

ص: 124

قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُرِئَ فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ: سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإنِّي أَدْعُوكَ بِدَاعِيَةِ

(1)

الْإِسْلَامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ؛ فَعَلَيْكَ إِثْمُ الْأرِيسِيِّينَ، وَ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}

(2)

.

قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا أَنْ قَضَى مَقَالَتَهُ عَلَتْ أَصْوَاتُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ، وَكَثُرَ لَغَطُهُمْ، فَلَا أَدْرِي مَاذَا قَالُوا، وَأُمِرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا، فَلَمَّا أَنْ خَرَجْتُ مَعَ أَصْحَابِي، وَخَلَوْتُ بِهِمْ قُلْتُ لَهُمْ: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، هَذَا مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ يَخَافُهُ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللهِ مَا زِلْتُ ذَلِيلًا مُسْتَيقِنًا بِأَنَّ أَمْرَهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ قَلْبِي الْإِسْلَامَ وَأَنَا كَارِهٌ.

[2959] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، فَقَامُوا يَرْجُونَ لِذَلِكَ أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا - وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى - فَقَالَ:"أَينَ عَلِيٌّ؟ " فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَمَرَ فَدُعِيَ لَهُ فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ؛ فَبَرَأَ مَكَانَهُ، حَتَّى كَأَنَّه لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ فَقَالَ: نُقَاتِلُهُمْ

(1)

في حاشية البقاعي: "بدِعَايةِ" ونسبه لنسخة.

(2)

[آل عمران: 64].

* [2958][التحفة: خ م د ت س 4850]

ص: 125

حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ: "عَلَى رِسْلِكَ

(1)

حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ، لَأَنْ

(2)

يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ

(3)

".

[2960] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاويَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا غَزَا قَوْمًا لَمْ يُغِرْ حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ بَعْدَمَا يُصْبِحُ، فَنَزَلْنَا خَيْبَرَ لَيْلًا.

[2961] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا غَزَا بِنَا

[2962] حدثنا

(4)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ فَجَاءَهَا لَيْلًا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ

(5)

لَا

(5)

يُغِيرُ

(6)

عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ

(7)

وَمَكَاتِلِهِمْ

(8)

،

(1)

رسلك: الرِّسل: التأني، وعلى رسلك أي: تأنَّ واتئد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل).

(2)

اللام من "لأن" مكسورة في اليونينية.

(3)

النعم: الإبل، وحمرها: أفضلها. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 17).

* [2959][التحفة: خ م 4713]

* [2960][التحفة: خ 560]

* [2961][التحفة: خ 581]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدّثنا".

(5)

عليه صح.

(6)

عليه صح. وللقابسي: "لم يُغِرْ" وعليه صح.

(7)

بمساحيهم: المَساحِي: جمع مِسْحاة، وهي المِجْرفة من الحديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحا).

(8)

مكاتلهم: وعاء كبير يسع خمسة عشر صاعًا. (انظر: المكاييل والموازين)(ص 37).

ص: 126

فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ

(1)

. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اللهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ".

[2963] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا

(2)

سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أُمِرْتُ أَن أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ".

رَوَاهُ عُمَرُ وَابْنُ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌101 - بَابُ مَنْ أَرَادَ غَزْوَةً فَوَرَّى بِغَيْرِهَا وَمَنْ أَحَبَّ الْخُرُوجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ

[2964] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا

(3)

اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنه وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ - قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ

(4)

غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى

(5)

بِغَيْرِهَا.

(1)

الخميس: الجيش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمس).

* [2962][التحفة: خ ت س 734]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".

* [2963][التحفة: خ س 13152]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".

(4)

قوله: "رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ". لأبي ذر: "يُرِيدُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".

(5)

ورى بغيرها: سترها وكنى عنها، وأوهم أنه يريد غيرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورا).

* [2964][التحفة: خ م د س 11131]

ص: 127

[2965] وحدثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَلَّمَا يُرِيدُ غَزْوَةً يَغْزُوهَا إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَغَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا

(2)

، وَاسْتَقْبَلَ غَزْوَ عَدُوٍّ كَثِيرٍ، فَجَلَّى

(3)

لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ

(4)

لِيتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ، وَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ.

[2966] وَعَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه كَانَ يَقُولُ: لَقَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرٍ إِلَّا يَوْمَ الْخَمِيسِ.

[2967] حدثني

(5)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".

(2)

مفازا: المفاز والمفازة: البرِّية القفر، سميت بذلك لأنها مهلكة، من فوَّز إذا مات، وقيل: سميت بذلك تفاؤلا من الفوز: النجاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فوز).

(3)

فجلى: كشف وأوضح وأظهر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا).

(4)

لأبي ذر عن الحموي: "أَمْرَهُ".

* [2965][التحفة: خ س 11143]

* [2966][التحفة: خ س 11143]

(5)

"حدّثنا": عليه صح صح.

* [2967][التحفة: خ د س 11147]

ص: 128

‌102 - بَابُ الْخُرُوجِ بَعْدَ الظُّهْرِ

[2968] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ

(1)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بِالْمَدِينَةِ الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكعَتَيْنِ، وَسَمِعْتُهُمْ يَصْرُخُونَ

(2)

بِهِمَا جَمِيعًا.

‌103 - بَابُ الْخُرُوجِ آخِرَ الشَّهْرِ

وَقَالَ كُرَيْبٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَقَدِمَ مَكَّةَ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ.

[2969] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: خَرَجْنَا

(3)

مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَلَا نُرَى إِلَّا الْحَجَّ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ

(4)

إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَنْ يَحِلَّ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَدُخِلَ

(5)

عَلَيْنَا يَوْمَ النَّحْرِ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ

(6)

نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَزْوَاجِهِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حَمَّادُ بنُ زيد".

(2)

لم يضبط الراء في اليونينية، وضبطها في الفرع بالضم.

* [2968][التحفة: خ م س 947]

(3)

لأبي ذر عن المستملي: "خَرجَ".

(4)

هدي: الهَدْي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم (الإبل) لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).

(5)

عليه صح.

(6)

عليه صح صح.

ص: 129

قَالَ يَحْيَى: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: أَتَتْكَ وَاللَّهِ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ.

‌104 - بَابُ الْخرُوجِ فِي رَمَضَانَ

[2970] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَمضانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ

(1)

الْكَدِيدَ

(2)

أَفْطَرَ.

قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ

(3)

.

‌105 - بَابُ التَّوْدِيعِ

[2971] وَقال

(4)

ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ وَقَالَ

(5)

لَنَا: "إِنْ

* [2969][التحفة: خ م د س ق 17933]

(1)

عليه صح.

(2)

الكديد: يعرف اليوم باسم "الحمض": أرض بين عسفان وخليص، على مسافة "90" كيلو مترا من مكة على طريق المدينة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 231).

(3)

بعده لأبي ذر والمستملي: "قال أبو عبد اللَّه: هذا قول الزهري، وإنما يقال بالآخِر مِن فِعْلِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم". وفي حاشية البقاعي: "يُؤخذ بالآخِر" بدل: "يقال بالآخِر".

* [2970][التحفة: خ م د س 5843]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

ص: 130

لَقِيتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا - لِرَجُلَيْنِ

(1)

مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا - فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ"، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ، فَقَالَ: "إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا".

‌106 - بَابُ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلإِمَامِ

(2)

[2972] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثَنِي

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ

(4)

، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ

(5)

، فإذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ".

‌107 - بَابٌ يُقَاتَلُ

(6)

مِنْ وَرَاءِ الْإِمَامِ وَيُتَّقَى بِهِ

[2973] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ،

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "للرجلين".

* [2971][التحفة: خ د ت س 13481]

(2)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "ما لم يَأمُرْ بمَعْصِيةٍ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(4)

هو في جميع النسخ التي بأيدينا بدون "أل" وبالتحديث قبل: "إسماعيل" كما ترى.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "بمعصيةٍ".

* [2972][التحفة: خ م د 8150]

(6)

عليه صح.

ص: 131

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

(1)

: "نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ".

[2974] وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ

(2)

يُقَاتَلُ

(3)

مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ

(4)

، وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا، وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ

(3)

".

‌108 - بَابُ الْبَيْعَةِ فِي الْحَرْبِ أَلَّا يَفِرُّوا

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَلَى الْمَوْتِ.

لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(5)

: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}

(6)

.

[2975] حدثنا مُوسَى بنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: رَجَعْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَمَا اجْتَمَعَ مِنَّا اثْنَانِ عَلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي

(1)

كذا ثبت للكشميهني.

* [2973][التحفة: خ 13744]

(2)

جنة: وقاية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنن).

(3)

عليه صح.

(4)

"بِتَقْوَى اللَّهِ": كذا لأبي ذر والحموي والمستملي.

* [2974][التحفة: خ س 13741]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(6)

[الفتح: 18].

ص: 132

بَايَعْنَا تَحْتَهَا كَانَتْ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ، فَسَأَلْتُ

(1)

نَافِعًا: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَايَعَهُمْ؛ عَلَى الْمَوْتِ؟ قَالَ: لَا

(2)

، بَايَعَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ.

[2976] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(3)

حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنَ الْحَرَّةِ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ حَنْظَلَةَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى الْمَوْتِ، فَقَالَ: لَا أُبَايِعُ عَلَى هَذَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[2977] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى ظِلِّ الشَّجَرَةِ

(4)

فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ، قَالَ:"يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، أَلَا تُبَايِعُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"وَأَيْضًا" فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ.

[2978] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَتِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ تَقُولُ:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا

عَلَى الْجِهَادِ مَا حَيِينَا أَبَدَا

(1)

لأبي ذر والكشميهني: "فَسَأَلنا".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لا بَلْ".

* [2975][التحفة: خ 7629]

(3)

"ابنُ إسماعيلَ": ليس عند أبي ذر.

* [2976][التحفة: خ م 5302]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "شَجَرَةٍ" وعليه صح.

* [2977][التحفة: خ 4551]

ص: 133

فَأَجَابَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

فَقَالَ:

"اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيشُ الْآخِرَهْ

فَأَكْرِمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ"

[2979 - 2980] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاشِعٍ

(2)

رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَخِي فَقُلْتُ: بَايِعْنَا عَلَى الْهِجْرَة، فَقَالَ:"مَضَتِ الْهِجْرَةُ لِأَهْلِهَا"، فَقُلْتُ: عَلَامَ

(3)

تُبَايِعُنَا؟ قَالَ: "عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْجِهَادِ".

‌109 - بَابُ عَزْمِ الْإِمَامِ عَلَى النَّاسِ فِيمَا يُطِيقُونَ

[2981] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: لَقَدْ أَتَانِي الْيَوْمَ رَجُلٌ، فَسَأَلَنِي عَنْ أَمْرٍ مَا دَرَيْتُ مَا أَرُدُّ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا مُؤْدِيًا

(4)

نَشِيطًا، يَخْرُجُ مَعَ أُمَرَائِنَا فِي الْمَغَازِي، فَيَعْزِمُ عَلَيْنَا فِي أَشْيَاءَ لَا نُحْصِيهَا؟ فَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ، إِلَّا أَنَّا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَعَسَى أَنْ لَا يَعْزِمَ عَلَيْنَا فِي أَمْرٍ إِلَّا مَرَّةً حَتَّى نَفْعَلَهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَزَال بِخَيْرٍ مَا اتَّقَى اللَّهَ، وَإِذَا شَكَّ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ

(5)

سَأَلَ رَجُلًا فَشَفَاهُ مِنْهُ،

(1)

قوله: "النبي صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر.

* [2978][التحفة: خ س 692]

(2)

زاد في حاشية البقاعي: "يعني: ابن مسعودٍ" ونسبه لنسخة.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "قلت: على ما".

* [2979 - 2980][التحفة: خ م 11210]

(4)

مؤديا: تام السلاح، كامل أداة الحرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدو).

(5)

عليه صح.

ص: 134

وَأَوْشَكَ أَنْ لَا تَجِدُوهُ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أَذْكُرُ مَا غَبَرَ

(1)

مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا كَالثَّغْبِ

(2)

، شُرِبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُهُ.

‌110 - بَابٌ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ أَوَّلَ النَّهَارِ أَخَّرَ الْقِتَال حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ

[2982] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاويَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو

(3)

إِسْحَاقَ

(4)

، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ - مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَكَانَ كَاتبًا لَهُ - قَالَ: كَتَبَ إِلَيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما فَقَرَأْتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا انْتَظَرَ حَتَّى مَالتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ قَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَن الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِي السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ".

(1)

غبر: بقي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غبر).

(2)

ضبطه في الفرع بفتح الثاء وسكون الغين.

كالثغب: الموضع المطمئن في أعلى الجبل يستنقع فيه ماء المطر. وقيل: هو غَدِير في غِلَظ من الأرض أو على صخرة ويكون قليلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثغب).

* [2981][التحفة: خ 9306]

(3)

عليه صح.

(4)

"هو الفزاري". بلا رقم في اليونينية.

* [2982][التحفة: خ م د 5161]

ص: 135

‌111 - بَابُ اسْتِئْذَانِ الرَّجُلِ الْإِمَامَ

لِقَوْلِهِ

(1)

: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

(2)

وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ

(3)

لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ}

(4)

إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.

[2983] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَتَلَاحَقَ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا عَلَى نَاضِحٍ

(5)

لَنَا قَدْ أَعْيَا فَلَا يَكَادُ يَسِيرُ، فَقَالَ لِي:"مَا لِبَعِيرِكَ؟ " قَالَ قُلْتُ: عَيِيَ

(6)

، قَالَ: فَتَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(7)

فَزَجَرَهُ وَدَعَا لَهُ، فَمَا زَال بَيْنَ يَدَيِ الْإِبِلِ قُدَّامَهَا يَسِيرُ، فَقَالَ لِي:"كَيْفَ تَرَى بَعِيرَكَ؟ " قَالَ قُلْتُ: بِخَيْرٍ قَدْ أَصَابَتْهُ بَرَكَتُكَ، قَالَ:"أَفَتَبِيعُنِيهِ؟ "

(8)

قَالَ: فَاسْتَحْيَيْتُ، وَلَمْ يَكُنْ لَنَا نَاضِحٌ غَيْرُهُ

(9)

، قَالَ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"فَبِعْنِيهِ"

(10)

، فَبِعْتُهُ إِيَّاهُ عَلَى أَنَّ لِي فَقَارَ

(11)

ظَهْرِهِ حَتَّى أَبْلُغَ الْمَدِينَةَ، قَالَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي عَرُوسٌ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ فَأَذِنَ لِي، فَتَقَدَّمْتُ النَّاسَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي خَالِي فَسَأَلَنِي

(1)

بعده في نسخة: "عز وجل".

(2)

لابن عساكر: "إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ".

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الآيةَ".

(4)

[النور: 62].

(5)

ناضح: ما يستقى عليه من الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضح).

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أعيا".

(7)

قوله: "عز وجل" ليس عند أبي ذر.

(8)

لابن عساكر: "أَفَتَبِيعُهُ".

(9)

على آخره صح.

(10)

عليه سقط. كذا: "لا" في غير نسخة بلا رقم. كتبه مصححه.

(11)

فقار: واحدها فقارة، وهي خرزات الصلب ومفاصله. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 162).

ص: 136

عَنِ الْبَعِيرِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ فِيهِ

(1)

فَلَامَنِي، قَالَ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي حِينَ اسْتَأْذَنْتُهُ: "هَلْ تَزَوَّجْتَ بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ " فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيّبًا، فَقَالَ: "هَلَّا

(2)

تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُوُفِّيَ وَالِدِي أَوِ اسْتُشْهِدَ، وَلِي أَخَوَاتٌ صِغَارٌ؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مِثْلَهُنَّ، فَلَا تُؤَدّبُهُنَّ

(3)

، وَلَا تَقُومُ

(4)

عَلَيْهِنَّ؛ فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا لِتَقُومَ عَلَيْهِنَّ وَتُؤَدِّبَهُنَّ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ غَدَوْتُ عَلَيْهِ بِالْبَعِيرِ فَأَعْطَانِي ثَمَنَهُ، وَرَدَّهُ عَلَيَّ.

قَالَ الْمُغِيرَةُ: هَذَا فِي قَضائِنَا حَسَنٌ لَا نَرَى بِهِ بَأْسًا.

‌112 - بَابُ مَنْ غَزَا وَهْوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسِهِ

(5)

فِيهِ جابِرٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌113 - بَابُ مَنِ اخْتَارَ الْغَزْوَ بَعْدَ الْبِنَاءِ

فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌114 - بَابُ مُبَادَرَةِ الْإِمَامِ عِنْدَ الْفَزَعِ

[2984] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "بِه".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "قال فهلَّا".

(3)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "فلا تُؤدِّبَهُنَّ".

(4)

عليه صح. ولأبي ذر على الباء المفتوحة والميم المفتوحة صح: "فلا تُؤدِّبَهُنَّ ولا تقومَ".

* [2983][التحفة: خ م د ت س 2341]

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بِعُرْسٍ".

ص: 137

مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ فَقَالَ: "مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا".

‌115 - بَابُ السُّرْعَةِ وَالرَّكْضِ فِي الْفَزَعِ

[2985] حدثنا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: فَزِعَ النَّاسُ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ بَطِيئًا، ثُمَّ خَرَجَ يَركُضُ وَحْدَهُ، فَرَكِبَ النَّاسُ يَرْكُضُونَ خَلْفَهُ، فَقَالَ:"لَمْ تُرَاعُوا، إِنَّهُ لَبَحْرٌ". فَمَا

(2)

سُبِقَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.

‌116 - بَابُ

(3)

الْجَعَائِلِ

(4)

وَالْحُمْلَانِ فِي السَّبِيلِ

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: الْغَزْوَُ

(5)

قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُعِينَكَ بِطَائِفَةٍ مِنْ مَالِي، قُلْتُ: أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيَّ، قَالَ: إِنَّ غِنَاكَ لَكَ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مِنْ مَالِي فِي هَذَا الْوَجْهِ.

(1)

لابن عساكر: "النبيُّ".

* [2984][التحفة: خ م د ت س 1238]

(2)

لأبي الوقت: "قال فما".

* [2985][التحفة: خ 1466]

(3)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "بابُ الخُروجِ في الفَزَعِ وحدَهُ باب الجعائل".

(4)

عليه صح.

(5)

كذا بالضبطين في اليونينية. ولأبي ذر عن الكشميهني: "أَتَغْزُو".

ص: 138

وَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ نَاسًا يَأْخُذُونَ مِنْ هَذَا الْمَالِ لِيُجَاهِدُوا، ثُمَّ لَا يُجَاهِدُونَ

(1)

، فَمَنْ فَعَلَهُ

(2)

فَنَحْنُ أَحَقُّ بِمَالِهِ حَتَّى نَأْخُذَ مِنْهُ مَا أَخَذَ.

وَقَالَ طَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ: إِذَا دُفِعَ إِلَيْكَ شَيْءٌ تَخْرُجُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاصْنَعْ بِهِ مَا شِئْتَ، وَضَعْهُ عِنْدَ أَهْلِكَ.

[2986] حدثنا الْحُمَيدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ فَقَالَ زَيْدٌ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: حَمَلْتُ

(3)

عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَرَأَيْتُهُ يُبَاعُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: آشْتَرِيهِ؟

(4)

فَقَالَ: "لَا تَشْتَرِهِ، وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ".

[2987] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(5)

بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

(6)

حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَهُ؛ فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَال:"لَا تَبْتَعْهُ، وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ".

(1)

عليه صح في موضعه.

(2)

"فَعَلَ": عليه صح؛ لأبي ذر عن الحموي والمستملي.

(3)

حملت: تصدقت به ووهبته لمن يقاتل عليه في سبيل اللَّه. (انظر: شرح النووي على مسلم)(11/ 62).

(4)

على أوَّله صح.

* [2986][التحفة: خ م س ق 10385]

(5)

قوله: "عَبْدِ اللَّهِ" ليس عند أبي ذر.

(6)

قوله: "ابْنَ الْخَطَّابِ". ليس عند أبي ذر.

* [2987][التحفة: خ م د 8351]

ص: 139

[2988] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ حَمُولَةً

(1)

، وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَيَشُقُّ عَلَيَّ أَنْ يتخَلَّفُوا عَنِّي، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَقُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ

(2)

".

‌117 - بَابُ

(3)

مَا قِيلَ فِي لِوَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

[2989] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(4)

اللَّيْثُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ الْأَنْصارِيَّ رضي الله عنه وَكَانَ صَاحِبَ لِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ الْحَجَّ فَرَجَّلَ

(2)

.

[2990] حدثنا قُتَيْبَةُ

(5)

، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ، وَكَانَ بِهِ رَمَدٌ فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ

(1)

حمولة: ما يحتمل عليه الناس من الدواب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمل).

(2)

على آخره صح.

* [2988][التحفة: خ م س 12885]

(3)

هذا الباب يُؤخَّر عن "باب الأجِيرِ" عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".

* [2989][التحفة: د ق 11089]

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ سَعِيدٍ".

ص: 140

بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَهَا فِي صَبَاحِهَا فَقَالَ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ - أَوْ قَالَ

(2)

: لَيَأْخُذَنَّ - غَدًا رَجُلٌ

(3)

يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ - أَوْ قَالَ: يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ" فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ - وَمَا نَرْجُوهُ - فَقَالُوا: هَذَا عَلِيٌّ؛ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ففَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.

[2991] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ لِلزُّبَيْرِ رضي الله عنهما: هَا هُنَا أَمَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرْكُزَ الرَّايَةَ

(1)

.

‌118 - بَابُ الْأَجِيرِ

(4)

وَ

(5)

قَالَ الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ: يُقْسَمُ لِلْأَجِيرِ مِنَ الْمَغْنَمِ.

وَأَخَذَ عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ فَرَسًا عَلَى النِّصْفِ، فَبَلَغَ سَهْمُ الْفَرَسِ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ، فَأَخَذَ مِائَتَيْنِ، وَأَعْطَى صَاحِبَهُ مِائَتَيْنِ

(6)

.

[2992] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا

(7)

سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ

(1)

عليه صح.

(2)

ليس عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "رجلًا".

* [2990][التحفة: خ م 4543]

* [2991][التحفة: خ 5138]

(4)

هذا الباب يُقدَّم على "باب ما قيل في لواء النبيَّ صلى الله عليه وسلم" عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

كذا ثبت لأبي ذر وعليه صح.

(6)

بعده لأبي ذر والمستملي: "بابُ استعارةِ الفَرَسِ في الغَزْوِ" وخطأها ابن حجر. انظر القسطلاني.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

ص: 141

عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَحَمَلْتُ عَلَى بَكْرٍ، فَهْوَ أَوْثَقُ أَعْمَالِي

(1)

فِي نَفْسِي، فَاسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا فَقَاتَلَ رَجُلًا، فَعَضَّ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ؛ فَانْتَزَعَ يَدَه مِنْ فِيهِ، وَنَزَعَ ثَنِيَّتَهُ؛ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَهْدَرَهَا فَقَالَ: "

(2)

أَيَدْفعُ يَدَهُ إِلَيْكَ فَتَقْضَمُهَا كمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ؟! ".

‌119 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ"

وَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ

(3)

: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ

(4)

}

(5)

، قَالَ

(6)

جَابِرٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[2993] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، فَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ

(7)

خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي".

(1)

لأبي ذر عن الحموي: "أَوْفَقُ أَحْمَالِي". ولأبي ذر عن المستملي: "أوثَقُ أجْمالي".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

* [2992][التحفة: خ 13216]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وقولِ اللَّهِ عز وجل".

(4)

قوله تعالى: {بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} ليس عند أبي ذر.

(5)

[آل عمران: 151].

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "قاله".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ".

ص: 142

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا

(1)

.

[2994] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ - وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ

(2)

- ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ

(3)

عِنْدَهُ الصَّخَبُ؛ فَارْتَفَعَتِ

(4)

الْأَصْوَاتُ، وَأُخْرِجْنَا فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ؛ إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ.

‌120 - بَابُ حَمْلِ الزَّادِ فِي الْغَزْوِ

وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(5)

: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}

(6)

.

[2995] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، وَحَدَّثَتْنِي أَيْضًا فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ

(7)

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ

(1)

تنتثلونها: تستخرجونها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نثل).

* [2993][التحفة: خ 13216]

(2)

بإيلياء: مدينة بيت المقدس، ومعناه "بيت اللَّه". (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 40).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "كَثُرَتْ" وعلى التاء صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وَارْتَفَعَت".

* [2994][التحفة: خ م د ت س 4850]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(6)

[البقرة: 197].

(7)

على آخره صح.

سفرة: طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يُحْمَلُ في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسُمِّيَ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سفر).

ص: 143

لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ

(1)

مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاللهِ، مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي

(2)

، قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِيهِ

(3)

؛ بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وَبِالْآخَرِ

(4)

السُّفْرَةَ، فَفَعَلْتُ

(5)

؛ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ

(5)

ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.

[2996] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ

(6)

: أَخْبَرَنِي

(7)

عَطَاءٌ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ.

[2997] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي بُشَيْرُ

(4)

بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمَانِ رضي الله عنه أَخْبَرَهُ أنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ - وَهْيَ مِنْ خَيْبَرَ، وَهْيَ أَدْنَى خَيْبَرَ - فَصَلَّوُا الْعَصْرَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْأَطْعِمَةِ، فَلَمْ

(8)

يُؤْتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا

(1)

لسقائه: السقاء: ظرف للماء من الجلد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقا).

(2)

نطاقي: المنطق والنطاق: ما تشد به المرأة وسط ثوبها عند معاناة الأشغال؛ لئلا تعثر في ذيلها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نطق).

(3)

عليه صح. وللأصيلي: "فَارْبِطِي".

(4)

عليه صح.

(5)

على آخره صح.

* [2995][التحفة: خ 15730]

(6)

ليس عند أبي ذر.

(7)

عند أبي ذر وعليه صح: "قال عَمْرو أخبرني".

* [2996][التحفة: خ م س 2469]

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "ولم".

ص: 144

بِسَوِيقٍ

(1)

، فَلُكْنَا

(2)

فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَضْمَضَ، وَمَضْمَضْنَا وَصَلَّيْنَا

(3)

.

[2998] حدثنا بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَفَّتْ أَزْوَادُ النَّاسِ وَأَمْلَقُوا

(4)

، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ فَأَذِنَ لَهُمْ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: مَا بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ؟ فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ؟ قَالَ

(5)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَادِ فِي النَّاسِ يَأْتُونَ

(3)

بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ

(6)

" فَدَعَا وَبَرَّكَ عَلَيْهِ

(7)

، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَاحْتَثَى النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ".

‌121 - بَابُ حَمْلِ الزَّادِ عَلَى الرِّقَابِ

[2999] حدثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ

(1)

بسويق: السويق: القمح المقلي يطحن، وربما ثُري بالسمن. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 231).

(2)

فلكنا: اللَّوْك: المضغ وإدارة الشيء في الفم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لوك).

(3)

على آخره صح.

* [2997][التحفة: خ س ق 4813]

(4)

وأملقوا: فني زادهم، ومعنى أملق: افتقر. (انظر: فتح الباري)(6/ 130).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(6)

أزوادهم: جمع زاد، وهو ما يتزود به في السفر من الطعام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زود).

(7)

لأبي ذر والمستملي: "عليهم".

* [2998][التحفة: خ 4549]

ص: 145

كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه

(1)

قَالَ: خَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلَاثُمِائَةٍ نَحْمِلُ زَادَنَا عَلَى رِقَابِنَا، فَفَنِيَ زَادُنَا حَتَّى كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا يَأْكُلُ فِي كُلِّ

(2)

يَوْمٍ تَمْرَةً، قَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأَينَ كَانَتِ التَّمْرَةُ تَقَعُ مِنَ الرَّجُلِ؟ قَالَ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَقَدْنَاهَا، حَتَّى أَتَيْنَا الْبَحْرَ، فَإِذَا حُوتٌ قَدْ

(3)

قَذَفَهُ الْبَحْرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ

(4)

ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا مَا أَحْبَبْنَا.

‌122 - بَابُ إِرْدَافِ الْمَرْأَةِ خَلْفَ أَخِيهَا

[3000] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَرْجِعُ أَصْحَابُكَ بِأَجْرِ حَجٍّ وَعُمَرَةٍ

(5)

، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى الْحَجِّ، فَقَالَ لَهَا:"اذْهَبِي وَلْيُرْدِفْكِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ"، فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَنْ يُعْمِرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ، فَانْتَظَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَعْلَى مَكَّةَ حتَّى جَاءَتْ.

[3001] حَدَّثَنِي

(6)

عَبْدُ اللَّهِ

(7)

، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ

(8)

دِينَارٍ، عَنْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ رضي الله عنهما".

(2)

كذا ثبت لأبي ذر والكشميهني.

(3)

كذا ثبت لأبي ذر والحموي والكشميهني.

(4)

في نسخة: "مِنْه".

* [2999][التحفة: خ م ت س ق 3125]

(5)

كذا ثبت بفتح الميم وعليه صح.

* [3000][التحفة: خ 16255]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ محمد".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "وهو ابنُ".

ص: 146

عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما قَالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُرْدِفَ عَائِشَةَ، وَأُعْمِرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ

(1)

.

‌123 - بَابُ الاِرْتِدَافِ فِي الْغَزْوِ وَالْحَجِّ

[3002] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(2)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّهُمْ لَيصْرُخُونَ بِهِمَا جَمِيعًا الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ.

‌124 - بَابُ الرِّدْفِ عَلَى الْحِمَارِ

[3003] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى إِكَافٍ

(3)

عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ وَرَاءَهُ.

[3004] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ يُونُسُ

(4)

: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،

(1)

التنعيم: يقع بين مكة وسرف، سمي باسم شجرة معروفة في البادية، وقيل: سمي بذلك لأنه عن يمينه جبل "نعيم" وعن شماله جبل "ناعم"، والوادي "نعمان". (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 73).

* [3001][التحفة: خ م ت س ق 9687]

(2)

"ابْنُ سَعِيدٍ": ليس عند أبي ذر.

* [3002][التحفة: خ م س 947]

(3)

إكاف: البرذعة ونحوها لذوات الحافر. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 30).

* [3003][التحفة: خ م س 105]

(4)

كذا في جميع النسخ عندنا، وفي المطبوع سابقًا:"قال حدثنا يونس".

ص: 147

عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه

(1)

، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ

(2)

مُرْدِفًا أُسَامَةَ

(3)

بْنَ زَيْدٍ، وَمَعَهُ بِلَالٌ، وَمَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ مِنَ الْحَجَبَةِ

(4)

، حَتَّى أَنَاخَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِمِفْتَاحِ الْبَيْتِ فَفَتَحَ

(5)

، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومَعَهُ أُسَامَةُ، وَبِلَالٌ، وَعُثْمَانُ، فَمَكَثَ فِيهَا نَهَارًا طَويلًا، ثُمَّ خَرَجَ فَاسْتَبَقَ النَّاسُ، وَكَانَ

(6)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَوَجَدَ بِلَالًا وَرَاءَ الْبَابِ قَائِمًا، فَسَأَلَهُ: أَينَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَشَارَ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَنَسِيتُ

(1)

أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى مِنْ سَجْدَةٍ؟.

‌125 - بَابُ مَنْ أَخَذَ بِالرِّكَابِ وَنَحْوِهِ

[3005] حَدَّثَنِي

(7)

إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاس عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ

(1)

يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ

(1)

بَيْنَ الاِثْنَيْنِ

(1)

صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ

(1)

عليه صح.

(2)

راحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(3)

على آخره صح.

(4)

الحجبة: حَجَبة الكعبة الذين يتولون سدانتها وحفظها، وبأيديهم مفتاحها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجب).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فَفُتِحَ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فكانَ".

* [3004][التحفة: خ م د س ق 2037]

(7)

لأبي ذر: وعليه صح "حدَّثنا".

ص: 148

صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ

(1)

يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ".

‌126 - بَابُ السَّفَرِ

(2)

بِالْمَصَاحِفِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَتَابَعَهُ ابْنُ

(3)

إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقَدْ سَافَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

(4)

الْقُرْآنَ.

[3006] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ.

‌127 - بَابُ التَّكْبِيرِ عِنْدَ الْحَرْبِ

[3007] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: صَبَّحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، وَقَدْ خَرَجُوا بِالْمَسَاحِي عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذَا مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، مُحَمَّد وَالْخَمِيسُ، فَلَجَئُوا إِلَى الْحِصْنِ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "خُطْوَةٍ".

* [3005][التحفة: خ م 14700]

(2)

بعده لأبي ذر والمستملي: "كَراهِيَةِ".

(3)

عليه صح.

(4)

عليه صح فوقه وتحته.

* [3006][التحفة: خ م د ق 8347]

ص: 149

فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ"، وَأَصَبْنَا حُمُرًا فَطَبَخْنَاهَا، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ

(1)

عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، فَأُكْفِئَتِ

(2)

الْقُدُورُ بِمَا فِيهَا.

تَابَعَهُ عَلِيٌّ، عَنْ سُفْيَانَ، رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ.

‌128 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ رَفع الصَّوْتِ فِي التَّكْبِيرِ

[3008] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا

(3)

وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا

(4)

عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ، وَلَا غَائِبًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالى جَدُّهُ

(5)

".

‌129 - بَابُ التَّسْبِيحِ إِذَا هَبَطَ وَادِيًا

[3009] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَنْهاكُم".

(2)

فأكفئت: كُبَّت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ).

* [3007][التحفة: خ س ق 1457]

(3)

هللنا: التهليل: قول لا إله إلا اللَّه. (انظر: لسان العرب، مادة: هلل).

(4)

اربعوا: ارفقوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربع).

(5)

قوله: "تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالى جَدُّهُ" ليس عند أبي ذر.

جده: جَلَالُه وعَظَمَتُه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدد).

* [3008][التحفة: ع 9017]

ص: 150

عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا.

‌130 - بَابُ التَّكْبِيرِ إِذَا عَلَا شَرَفًا

[3010] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا تَصَوَّبْنَا سَبَّحْنَا.

[3011] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَفَلَ مِنَ الْحَجِّ أَو الْعُمْرَةِ - وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: الْغَزْوِ - يَقُولُ كُلَّمَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ

(1)

: كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ:"لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهْوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَه، وَنَصَرَ عَبْدَه، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ".

قَالَ صَالِحٌ: فَقُلْتُ لَهُ: أَلمْ يَقُلْ عَبْدُ اللَّهِ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ؟ قَالَ: لَا.

‌131 - بَابٌ يُكْتَبُ لِلْمُسَافِرِ مِثْلُ

(2)

مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي الْإِقَامَةِ

[3012] حدثنا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا

(3)

الْعَوَّامُ،

* [3009][التحفة: خ سي 2245]

* [3010][التحفة: خ سي 2245]

(1)

فدفد: الموضع الذي فيه غلظ وارتفاع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فدفد).

* [3011][التحفة: خ س 6762]

(2)

سقط عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

ص: 151

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ، وَاصْطَحَبَ هُوَ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ فِي سَفَرٍ، فَكَانَ يَزِيدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى مِرَارًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا".

‌132 - بَابُ السَّيْرِ وَحْدَهُ

[3013] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: نَدَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ

(1)

فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ

(2)

، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ".

قَالَ سُفْيَانُ: الْحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ.

[3014] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ

* [3012][التحفة: خ د 9035]

(1)

ندبهم: الندب: الحث على الشيء والترغيب فيه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 7).

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ثلاثًا".

* [3013][التحفة: خ م س 3031]

(3)

لأبي ذر، والمستملي:"محمدِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ اللَّه بنِ عُمر رضي الله عنهم".

ص: 152

أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ، مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ".

‌133 - بَابُ السُّرْعَةِ فِي السَّيْرِ

قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي مُتَعَجِّلٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يتعَجَّلَ مَعِي فَلْيُعَجِّلْ".

[3015] حدثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: سُئِلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما كَانَ يَحْيَى يَقُولُ وَأَنَا أَسْمَعُ، فَسَقَطَ عَنِّي - عَنْ مَسِيرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَ

(2)

: فكَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ

(3)

، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ

(4)

، وَالنَّصُّ فَوْقَ الْعَنَقِ.

[3016] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدٌ، هُوَ: ابْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ شِدَّةُ وَجَعٍ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ

* [3014][التحفة: خ ت س ق 7419]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(3)

العنق: سير سهل سريع، ليس بالشديد. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 92).

(4)

نص: النَّصُّ: ضَرْبٌ من السير سريعٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصص).

* [3015][التحفة: خ م د س ق 104]

ص: 153

غُرُوبِ الشَّفَقِ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعَتَمَةَ

(1)

يَجْمَعُ

(2)

بَيْنَهُمَا، وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَدَّ

(3)

بِهِ السَّيْرُ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا.

[3017] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنعُ أَحَدَكمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فإذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ

(4)

، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ".

‌134 - بَابٌ إِذَا حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فَرَآهَا تُبَاعُ

[3018] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَهُ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ

(5)

: "لَا تَبْتَعْهُ، وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ".

(1)

العتمة: عَتَمَة الليل: ظلمته. وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العَتَمَة، تسميةً بالوقت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتم).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "جَمَعَ".

(3)

جد: جد في السير: اهتم وأسرع فيه، وجد به الأمر: اجتهد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدد).

* [3016][التحفة: خ 6645]

(4)

عليه صح.

نهمته: حاجته. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(3/ 457).

* [3017][التحفة: خ م س ق 12572]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

* [3018][التحفة: خ م د 8351]

ص: 154

[3019] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَابْتَاعَهُ

(1)

، أَوْ فَأَضَاعَهُ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ بَائِعُهُ بِرُخْصٍ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقَال: "لَا تَشْتَرِهِ وَإِنْ

(2)

بِدِرْهَمٍ، فإِنَّ الْعَائِدَ في هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ".

‌135 - بَابُ الْجِهَادِ بِإِذْنِ الْأَبَوَيْنِ

[3020] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الشَّاعِرَ - وَكَانَ لَا يُتَّهَمُ فِي حَدِيثِهِ - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَهُ

(3)

فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ:"أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ".

‌136 - بَابُ مَا قِيلَ فِي الْجَرَسِ وَنَحْوهِ فِي أَعْنَاقِ الْإِبِلِ

[3021] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، أَنَّ أَبَا بَشِيرٍ

(2)

الْأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَالنَّاسُ فِي مَبِيتِهِمْ -

(1)

كذا ثبت لأبي ذر وضبب عليه، وعليه صح.

(2)

عليه صح.

* [3019][التحفة: خ م س ق 10385]

(3)

كذا في جميع النسخ عندنا، ووقع في المطبوع سابقًا:"يَستَأذِنُه". كتبه مصححه.

* [3020][التحفة: خ م د ت س 8634]

ص: 155

فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا أَنْ لَا يَبْقَيَنَّ

(1)

فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلَادَةٌ مِنْ وَتَرٍ، أَوْ قِلَادَةٌ إِلَّا قُطِعَتْ.

‌137 - بَابُ مَنِ اكْتُتِبَ فِي جَيْشٍ فَخَرَجَتِ امْرأَتُهُ حَاجَّةً وَكَانَ

(2)

لَهُ عُذْرٌ هَلْ يُؤْذَنُ لَهُ؟

[3022] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلَا تُسَافِرَن امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ"، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُتِبْتُ

(3)

فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَخَرَجَتِ امْرَأَتِي حَاجَّةً، قَالَ: "اذْهَبْ فَحُجَّ

(4)

مَعَ امْرَأَتِكَ".

‌138 - بَابُ الْجَاسُوسِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(5)

: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}

(6)

.

التَّجَسُّسُ

(7)

: التَّبَحُّثُ

(8)

.

(1)

لأبي ذر: "لا تَبْقَيَنَّ"، و"أنْ": ساقطة عنده.

* [3021][التحفة: خ م د س 11862]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "أو كانَ".

(3)

اكتتبت: كُتِبَ اسمي في جملة الغزاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كتب).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فَاحْجُجْ".

* [3022][التحفة: خ م 6514]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(6)

[الممتحنة: 1]. قوله: "وقول اللَّه تعالى" إلى هنا مؤخر لأبي ذر على ما بعده.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "والتجسس".

(8)

قوله: "التجسس التبحث" مقدم لأبي ذر على ما قبله.

ص: 156

[3023] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ - سَمِعْتُهُ

(1)

مِنْهُ مَرَّتَيْنِ - قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا، وَالزُّبَيْرَ

(2)

، وَالْمِقْدَادَ

(3)

بْنَ الْأَسْوَدِ

(3)

، قَالَ

(4)

: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ

(5)

، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً

(6)

، وَمَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا؟ " فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى

(7)

بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ، فَقَالتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ

(8)

الثِّيَابَ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا

(9)

، فَأَتَيْنَا بِهِ

(10)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا حَاطِبُ، مَا هَذَا؟ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَعْجَلْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "سَمِعْتُ".

(2)

على آخره صح.

(3)

قوله: "ابْنَ الْأَسْوَدِ" ليس عند أبي ذر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(5)

عليه صح.

روضة خاخ: موضع في نواحي المدينة، بقرب حمراء الأسد من حدود العقيق. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 107).

(6)

ظعينة: امرأة مسافرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظعن).

(7)

تعادى: تجري. (انظر: هدي الساري)(ص 162).

(8)

للأصيلي وأبي الوقت وعليه صح: "أَوْ لَتُلْقِنَّ".

(9)

عقاصها: ضفائرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقص).

(10)

لأبي ذر عن المستملي: "بها".

ص: 157

عَلَيَّ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا

(1)

فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ

(2)

كُفْرًا

(2)

، وَلَا ارْتِدَادًا، وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لقَدْ

(3)

صَدَقَكُمْ". قَالَ عُمَرُ

(4)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، قَالَ:"إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ".

قَالَ سُفْيَانُ: وَأَيُّ إِسْنَادٍ هَذَا!

‌139 - بَابُ الْكِسْوَةِ لِلْأُسَارَى

[3024] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ

(5)

بَدْرٍ أُتِيَ بِأُسَارَى، وَأُتِيَ بِالْعَبَّاسِ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ قَمِيصًا، فَوَجَدُوا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يَقْدُرُ

(6)

عَلَيْهِ

(7)

، فَكَسَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ، فَلِذَلِكَ نَزَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ الَّذِي أَلْبَسَهُ.

(1)

ملصقا: الملصق: الرجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لصق).

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "قد".

(4)

كذا في النسخ عندنا.

* [3023][التحفة: خ م د ت س 10227]

(5)

كذا بالنصب في اليونينية.

(6)

للأصيلي: "يُقْدَرُ".

(7)

يقدر عليه: كان الثوب على قدره وطوله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قدر).

ص: 158

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَتْ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَدٌ فَأَحَبَّ أَنْ يُكَافِئَهُ.

‌140 - بَابُ فَضْلِ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ

[3025] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلٌ رضي الله عنه يَعْنِي: ابْنَ سَعْدٍ

(1)

- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ: "لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ

(2)

عَلَى يَدَيْهِ

(3)

، يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ". فَبَاتَ النَّاسُ

(4)

لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَى

(5)

، فَغَدَوْا

(6)

كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ

(7)

، فَقَالَ

(8)

: "أَيْنَ عَلِيٌّ؟ " فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ

(4)

، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ، فَقَالَ: أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا، فَقَالَ: "انْفُذْ

(9)

عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ، لَأَنْ

(10)

يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ

(11)

لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ".

* [3024][التحفة: خ م س 2531]

(1)

قوله: "يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ": ليس عند أبي ذر.

(2)

كذا في غير نسخة يوثق بها، ووقع في المطبوع السابق وبعض النسخ:"يَفتحُ اللَّهُ".

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَدِهِ".

(4)

عليه صح.

(5)

للأصيلي: "أَيَّهُمْ يُعْطِي".

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "غَدَوْا".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "يَرْجُونَهُ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(9)

انفذ: انفصل وامض سالمًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفذ).

(10)

فتح اللام من الفرع.

(11)

بالياء التحتية في جميع نسخ الخط عندنا.

* [3025][التحفة: خ م س 4777]

ص: 159

‌141 - بَابُ الْأُسَارَى فِي السَّلَاسِلِ

[3026] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"عَجِبَ اللهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُون الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ".

‌142 - بَابُ فَضْلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ

[3027] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيٍّ أَبُو حَسَنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْأَمَةُ فَيُعَلِّمُهَا فَيُحْسِنُ

(1)

تَعْلِيمَهَا، وَيؤدِّبُهَا فَيُحْسِنُ أَدَبَهَا، ثُمَّ يُعْتِقُهَا فَيَتَزَوَّجُهَا، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَمُؤْمِنُ أَهْلِ الْكِتَابِ، الذي كانَ مُؤْمِنًا ثُمَّ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَالْعَبْدُ الَّذِي يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ، وَيَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ

(2)

".

ثُمَّ قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَأَعْطَيْتُكَهَا

(3)

بِغَيْرِ شَيْءٍ، وَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْحَلُ فِي أَهْوَنَ مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَةِ.

* [3026][التحفة: خ 14394]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وَيُحْسِنُ".

(2)

ليس في جميع النسخ عندنا زيادة: "له أجران" الثابتة في المطبوع سابقًا هنا. كتبه مصححه.

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح: "أُعْطِيكَها".

* [3027][التحفة: خ م ت س ق 9107]

ص: 160

‌143 - بَابُ أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ

(1)

فَيُصَابُ الْوِلْدَانُ وَالذَّرَارِيُّ

{بَيَاتًا}

(2)

: لَيْلًا، لَيُبَيِّتَنَّهُ: لَيْلًا، يُبَيِّتُ

(3)

: لَيْلًا

(4)

.

[3028] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ رضي الله عنهم قَالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْأَبْوَاءِ

(5)

، أَوْ بِوَدَّانَ

(6)

، وَسُئِلَ

(7)

عَنْ أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، قَالَ:"هُمْ مِنْهُمْ".

وَسَمِعْتُهُ

(8)

يَقُولُ: "لَا حِمَى إِلَّا للهِ وَلرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم".

وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا الصَّعْبُ فِي الذَّرَارِيِّ، كَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُنَا، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْنَاهُ مِنَ

(1)

يبيتون: تبييت العدو: أن يُقصد العدو في الليل من غير أن يَعلم، فيؤخذ بغتة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بيت).

(2)

[الأعراف: 4].

(3)

هو بضبط البناء للفاعل في الأصل المعول عليه عندنا، وفي بعض النسخ تبعا للفرع بالبناء للمفعول.

(4)

قوله: "لَيُبَيِّتَنَّهُ: لَيْلًا، يُبَيِّتُ: لَيْلًا". ليس عند أبي ذر.

(5)

بالأبواء: واد من أودية الحجاز، به آبار كثيرة ومزارع عامرة، والمكان المزروع منه اليوم يسمى "الخُريبة". (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 17).

(6)

بودان: موضع شرق "مستورة" إلى الجنوب على مسافة اثني عشر كيلو مترًا تقريبًا، وأهلها اليوم بنو محمد من بني عمرو بن حرب، وقد اندثرت "ودان" منذ زمن بعيد. (انظر: معجم المعالم الجغرافية) (ص 332، 333).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فسُئِلَ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فَسَمِعتُه".

ص: 161

الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ قَالَ: هُمْ مِنْهُمْ.

وَلَمْ يَقُلْ كَمَا قَالَ عَمْرٌو: هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ.

‌144 - بَابُ قَتْلِ الصِّبْيَانِ فِي الْحَرْبِ

[3029] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ

(1)

، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه أَخْبَرَهُ، أَنَّ امرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَقْتُولَةً، فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.

‌145 - بَابُ قَتْلِ النِّسَاءِ فِي الْحَرْبِ

[3030] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَكُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: وُجِدَتِ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.

‌146 - بَابٌ لَا يُعَذَّبُ بِعَذَابِ اللَّهِ

[3031] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ، فَقَالَ:

* [3028][التحفة: خ م ت س ق 4940]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا لَيْثٌ".

* [3029][التحفة: خ م د ت س 8268]

* [3030][التحفة: خ م 7830]

ص: 162

"إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَأَحْرِقُوهُمَا

(1)

بِالنَّارِ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: "إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا".

[3032] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه حَرَّقَ قَوْمًا، فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ"، وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ".

‌147 - بَابٌ {فَإِمَّا مَنًّا

(2)

بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً}

(3)

فِيهِ حَدِيثُ ثُمَامَةَ، وَقَوْلُهُ عز وجل:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ (تَكُونَ) لَهُ أَسْرَى}

(4)

الْآيَةَ.

(1)

على أوله صح.

* [3031][التحفة: خ د ت س 13481]

* [3032][التحفة: خ د ت س 5987]

(2)

منًّا: إطلاق الأسير بغير عوض. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 474).

(3)

[محمد: 4].

فداء: الفداء: حفظ الإنسان عن النائبة بما يبذله عنه. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 627).

(4)

[الأنفال: 67]. بعده لأبي ذر، وعلى أوله وآخره صح:" {حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرَضِ} يعني: يَغلِبَ في الأرض {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا} الآية". وفي نسخة بحاشية البقاعي: "حتى" بدل. "يعني".

ص: 163

‌148 - بَابٌ هَلْ لِلْأَسِيرِ أَنْ يَقْتُلَ وَيَخْدَعَ

(1)

الَّذِينَ أَسَرُوهُ حَتَّى يَنْجُوَ مِنَ الْكَفَرَةِ؟

فِيهِ الْمِسْوَرُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌149 - بَابٌ إِذَا حَرَّقَ الْمُشْرِكُ الْمُسْلِمَ هَلْ يُحَرَّقُ؟

[3033] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ

(2)

، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَهْطًا

(3)

مِنْ عُكْلٍ

(4)

- ثَمَانِيَةً - قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَاجْتَوَوُا

(5)

الْمَدِينَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْغِنَا رِسْلًا

(6)

، قَالَ

(7)

: "مَا أَجِدُ لكُمْ إِلَّا أَنْ تَلْحَقُوا بِالذَّوْدِ

(8)

" فَانْطَلَقُوا فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِها، حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا، وَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، فَأتَى الصَّرِيخُ

(9)

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أو يخدع".

(2)

قوله: "ابْنُ أَسَدٍ" ليس عند أبي ذر.

(3)

رهطا: الرهط من الرجال ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).

(4)

عكل: بطن من طابخة من العدنانية، ويقال لهم: العرنيون؛ من باب التغليب. (انظر: المعالم الأثيرة)(ص 199).

(5)

فاجتووا: أصابهم الجَوَى، وهو المرض وداء الجَوْف إذا تَطَاوَلَ، وذلك إذا لم يُوَافِقْهُمْ هواؤها واسْتَوْخَمُوهَا. ويقال: اجْتَوَيْتُ البَلَدَ إذا كَرِهْتَ المُقَامَ فيه، وإن كنت في نعمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوا).

(6)

رِسْلا: لَبَنًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(8)

بالذود: الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذود).

(9)

الصريخ: المستغيث، ويأتي الصريخ بمعنى المغيث أيضًا. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 42).

ص: 164

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ الطَّلَبَ، فَمَا تَرَجَّلَ

(1)

النَّهَارُ حَتَّى أُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَّعَ أَيدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، ثُمَّ أَمَرَ بِمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ فَكَحَلَهُمْ

(2)

بِهَا

(3)

، وَطَرَحَهُمْ بِالْحَرَّةِ

(4)

، يَسْتَسْقُونَ فَمَا يُسْقَوْنَ حَتَّى مَاتُوا.

قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: قَتَلُوا وَسَرَقُوا، وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم، وَسَعَوْا فِي الْأَرْضِ فَسَادًا.

‌150 - بَابٌ

[3034] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ

(5)

، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ تُسَبِّحُ

(6)

".

‌151 - بَابُ حَرْقِ

(3)

الدُّورِ وَالنَّخِيلِ

[3035] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ

(1)

ترجل: ارتفع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).

(2)

عند القابسي وعليه صح: "فَكُحِلُوا".

(3)

عليه صح صح.

(4)

بالحرة: الأرض ذات الحجارة السود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرر).

* [3033][التحفة: خ م د س 945]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فَأُحْرِقَ".

(6)

ليس في نسخ الخط عندنا بعد: "تسبح" لفظ: "اللَّه".

* [3034][التحفة: خ م د س ق 13319]

ص: 165

أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرٌ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ " وَكَانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ

(1)

يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةَ

(2)

، قَالَ: فَانْطَلَقتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ

(3)

، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، قَالَ: وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا"، فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا فَكَسَرَهَا وَحَرَّقَهَا، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخْبِرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ جَرِيرٍ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْوَفُ أَوْ أَجْرَبُ، قَالَ: فَبَارَكَ فِي خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ.

[3036] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: حَرَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ.

‌152 - بَابُ قَتْلِ النَّائِمِ الْمُشْرِكِ

[3037] حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ:

(1)

خثعم: كانت وما زالت بين جرش وبيشة، وكانت تضم قبيلتين: شهران وناهس ابنا عفرس بن خلف، وأضاف بعضهم ثالثة: أكلب بن ربيعة، ثم انفصلت شهران، وكذلك أكلب. (انظر: معجم المعالم الجغرافية) (ص 25).

(2)

على آخرها صح.

(3)

أحمس: قريش ومن ولدت، وكنانة، وجَديلة قيس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمس).

* [3035][التحفة: خ م د س 3225]

* [3036][التحفة: خ م س 8457]

ص: 166

حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِي رَافِعٍ لِيقْتُلُوهُ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَدَخَلَ حِصْنَهُمْ، قَالَ: فَدَخَلْتُ فِي مَرْبِطِ

(1)

دَوَابَّ لَهُمْ.

قَالَ: وَأَغْلَقُوا بَابَ الْحِصْنِ، ثُمَّ إِنَّهُمْ فَقَدُوا حِمَارًا لَهُمْ، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ، فَخَرَجْتُ فِيمَنْ خَرَجَ أُرِيهِمْ أَنَّنِي

(2)

أَطْلُبُهُ مَعَهُمْ، فَوَجَدُوا الْحِمَارَ، فَدَخَلُوا وَدَخَلْتُ، وَأَغْلَقُوا بَابَ الْحِصْنِ لَيْلًا، فَوَضَعُوا الْمَفَاتِيحَ فِي

(1)

كَوَّةٍ

(1)

حَيْثُ أَرَاهَا، فَلَمَّا نَامُوا أَخَذْتُ الْمَفَاتِيحَ، فَفَتَحْتُ بَابَ الْحِصْنِ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا رَافِعٍ، فَأَجَابَنِي، فَتَعَمَّدْتُ الصَّوْتَ فَضَرَبْتُهُ فَصَاحَ، فَخَرَجْتُ، ثُمَّ جِئْتُ

(3)

، ثُمَّ رَجَعْتُ كَأَنِّي مُغِيثٌ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا رَافِعٍ - وَغَيَّرْتُ صَوْتِي - فَقَالَ: مَا لَكَ؟ لِأُمِّكَ الْوَيْلُ! قُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي مَنْ دَخَلَ عَلَيَّ فَضَرَبَنِي، قَالَ: فَوَضَعْتُ سَيْفِي فِي بَطْنِهِ، ثُمَّ تَحَامَلْتُ عَلَيْهِ حَتَّى قَرَعَ الْعَظْمَ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَأَنَا دَهِشٌ

(1)

، فَأَتَيْتُ سُلَّمًا لَهُمْ لِأَنْزِلَ مِنْهُ، فَوَقَعْتُ فَوُثِئَتْ

(4)

رِجْلِي، فَخَرَجْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِبَارحٍ حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ

(5)

، فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى سَمِعْتُ نَعَايَا أَبِي رَافِعٍ - تَاجِرِ أَهْلِ الْحِجَازِ، قَالَ: فَقُمْتُ وَمَا بِي قَلَبَةٌ

(6)

حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرْنَاهُ.

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر، وعليه صح:"أَنِّي".

(3)

"ثُمَّ جِئْتُ": ليس عند أبي ذر.

(4)

فوثئت: أصابها وهن دون الخلع والكسر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وثأ).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "الوَاعِيَةَ".

(6)

قلبة: ألم وعِلَّة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).

* [3037][التحفة: خ 1830]

ص: 167

[3038] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا

(2)

يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى

(3)

بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِي رَافِعٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ بَيْتَهُ

(4)

لَيْلًا فَقَتَلَهُ وَهْوَ نَائِمٌ.

‌153 - بَابٌ لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ

[3039] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ الْيَرْبُوعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ

(5)

: كُنْتُ كَاتِبًا لِعُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَتَاهُ كِتَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ".

[3040] وقال أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".

(3)

سقط عند أبي ذر.

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بَيَّتَهُ".

* [3038][التحفة: خ 1830]

(5)

بعده لأبي ذر، وصحَّحَ على أوله وآخره:"مَوْلَى عُمرَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، كنتُ كاتبًا له قال: كَتَبَ إليه عبدُ اللَّهِ بنُ أبِي أوْفَى حِينَ خَرَجَ إلى الحَرُورِيَّةِ فَقَرَأْتُه فَإذا فِيهِ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في بعضِ أيَّامِهِ الَّتي لَقِيَ فيها العَدُوَّ انتَظَرَ حتَّى مَالتِ الشمسُ، ثمَّ قامَ في النَّاسِ فقالَ: "أيُّها الناسُ، لا تمَنَّوْا لقاءَ العَدُوِّ، وسَلُوا اللَّهَ العافيةَ، فإِذا لَقِيتُمُوهُم فَاصْبِرُوا، واعْلَمُوا أن الجنةَ تحتَ ظِلالِ السُّيوفِ". ثم قال:"اللَّهُمَّ مُنزِلَ الكتابِ، ومُجْرِيَ السَّحابِ، وهازمَ الأحزابِ اهْزِمْهُم، وانْصُرْنا عليهم". وقال موسى بنُ عُقْبَةَ: حدَّثَني سالِمٌ أبو النَّضْرِ. وساقَ الحديثَ إلى آخِر البابِ".

* [3039][التحفة: خ م د 5161]

ص: 168

الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَمَنَّوْا

(1)

لِقَاءَ الْعَدُوِّ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا".

‌154 - بَابٌ الْحَرْبُ خَدْعَةٌ

(2)

[3041] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "هَلَكَ كِسْرَى، ثُمَّ لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَه، وَقَيْصَرٌ

(3)

لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لَا يَكُونُ قَيْصَرٌ بَعْدَه، وَلَتُقْسَمَنَّ كُنُوزُهَا

(4)

فِي سَبِيلِ اللَّهِ". وَسَمَّى الْحَرْبَ خَُدْعَةً.

[3042] حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ

(5)

أَصْرَمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْحَرْبَ خَُدْعَةً.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "لا تَتَمَنَّوْا".

* [3040][التحفة: خت م س 13874]

(2)

كذا في اليونينية ومن غيرها وللأصيلي: "خُدْعَةٌ". وللمنذري: "خُدَعَةٌ"، "خَدَعَةٌ". ولمكي:"خِدْعَةٌ".

خدعة: يروى بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال، وبضمها مع فتح الدال. فالأول: معناه أن الحرب ينقضي أمرها بخدعة واحدة من الخداع، أي إن المقاتل إذا خدع مرة واحدة لم تكن لها إقالة وهي أفصح الروايات وأصحها. ومعنى الثاني: هو الاسم من الخداع. ومعنى الثالث: أن الحرب تخدع الرجال وتمنيهم ولا تفي لهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خدع).

(3)

عليه صح.

(4)

كذا في اليونينية وفرعها، وفي غيرهما:"كُنوزُهما".

* [3041][التحفة: خ م 14701]

(5)

لأبي الوقت وعليه صح: "بُورُ بن". وفي نسخة لأبي ذر: "اسمه بورٌ المَرْوَزِيُّ".

* [3042][التحفة: خ م 14676]

ص: 169

[3043] حدثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْحَرْبُ خَُدْعَةٌ

(1)

".

‌155 - بَابُ الْكَذِبِ فِي الْحَرْبِ

[3044] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأشرَفِ؟ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ"، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا - يَعْنِي: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ عَنَّانَا وَسَأَلَنَا الصَّدَقَةَ، قَالَ: وَأَيضًا وَاللَّهِ

(2)

، قَالَ: فَإِنَّا قَدِ اتَّبَعنَاهُ فَنَكْرَهُ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُهُ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُ حَتَّى اسْتَمْكَنَ مِنْهُ فَقَتَلَهُ.

‌156 - بَابُ الْفَتْكِ بِأَهْلِ الْحَرْبِ

[3045] حدثني

(3)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ؟ " فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: فَأْذَن لِي، فَأَقُولَ

(4)

: قَالَ: "قَدْ فَعَلْتُ

(4)

".

(1)

كذا بالضبطين معًا.

* [3043][التحفة: خ م د ت س 2523]

(2)

بعده: "لَتَملُّنَّهُ" عليه صح وسقط عند أبي ذر وعليه صح.

* [3044][التحفة: خ م د س 2524]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(4)

على آخره صح.

* [3045][التحفة: خ م د س 2524]

ص: 170

‌157 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الاِحْتِيَالِ وَالْحَذَرِ مَعَ مَنْ يَخْشَى مَعَرَّتَهُ

(1)

[3046] قال اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(2)

بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّهُ قَالَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، فَحُدِّثَ بِهِ فِي نَخْلٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّخْلَ، طَفِقَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وَابْنُ صَيَّادٍ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْرَمَةٌ

(3)

، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالتْ: يَا صَافِ، هَذَا مُحَمَّدٌ، فَوَثَبَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ".

‌158 - بَابُ الرَّجَزِ فِي الْحَرْبِ، وَرَفع الصَّوْتِ فِي حَفْرِ الْخَنْدَقِ

فِيهِ سَهْلٌ وَأَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَفِيهِ يَزِيدُ، عَنْ سَلَمَةَ.

[3047] حدثنا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ

(4)

صلى الله عليه وسلم يوْمَ الْخَنْدَقِ وَهْوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ، حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ، وَهْوَ يَرْتَجِزُ بِرَجَزِ عَبْدِ اللَّهِ

(5)

:

(1)

لأبي ذر - وصحح فوق كل كلمة: "تُخْشَى مَعَرَّتُهُ وقالَ".

معرته: شره وفساده. (انظر: فتح الباري)(6/ 160).

(2)

قوله: "عَبْدِ اللَّهِ" سقط عند أبي ذر.

(3)

عليه صح صح.

رمرمة: صوت خفي ساكن جدًّا. (انظر: هدي الساري)(ص 131)

* [3046][التحفة: خت 6889]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه" وعليه صح.

(5)

لأبي ذر والمستملي: "عَبْدِ اللَّهِ بنِ رَواحةَ".

ص: 171

"اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

إِنَّ الأَعْدَاءَ

(1)

قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا

إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا"

يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ.

‌159 - بَابُ مَنْ لَا يَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ

[3048] حَدَّثَنِي

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي

(3)

، وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي

(4)

، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ ثَبِّتْه، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا".

‌160 - بَابُ دَوَاءِ الْجُرْحِ بِإِحْرَاقِ الْحَصِيرِ وَغَسْلِ الْمَرْأَةِ عَنْ أَبِيهَا الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَحَمْلِ الْمَاءِ فِي التُّرْسِ

[3049] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: سَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ رضي الله عنه: بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ جُرْحُ النَّبِيِّ

(5)

صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ:

(1)

كذا رسمه بفتح اللام وتسهيل الهمزة، وفوقه تضبيب وعليه صح.

* [3047][التحفة: خ 1862]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

لأبي ذر والمستملي: "وَجْهِه".

(4)

لأبي ذر والمستملي: "في صَدْرِه".

* [3048][التحفة: خ م ت س ق 3224]

(5)

في بعض نسخ الخط والطبع: "رسولِ اللَّه". كتبه مصححه.

ص: 172

مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ

(1)

أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، كَانَ عَلِيٌّ يَجِيءُ بِالْمَاءِ فِي تُرْسِهِ، وَكَانَتْ - يَعْنِي: فَاطِمَةَ - تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَأُخِذَ حَصِيرٌ فَأُحْرِقَ، ثُمَّ حُشِيَ بِهِ جُرْحُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

‌161 - بَابُ مَا يُكْرَه مِنَ التَّنَازُعِ وَالاِخْتِلَافِ فِي الْحَرْبِ وَعُقُوبَةِ مَنْ عَصَى إِمَامَهُ

وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى

(2)

: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}

(3)

.

قَالَ

(4)

قَتَادَةُ: الرِّيحُ: الْحَرْبُ

(5)

.

[3050] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ:"يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا".

[3051] حدثنا عَمْرُو

(6)

بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ -

(1)

كذا في جميع نسخ الخط عندنا، ووقع في المطبوع تقديم:"أحد". كتبه مصححه.

* [3049][التحفة: خ م ت ق 4688]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(3)

[الأنفال: 46]. بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "يعني الحَرْبَ".

(4)

وقع في الطبع: "وقال".

(5)

قوله: "قال قَتَادَةُ الرِّيحُ الْحَرْبُ". ليس عند أبي ذر.

* [3050][التحفة: خ م د س ق 9086]

(6)

عليه صح.

ص: 173

وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا - عَبدَ اللَّهِ بنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: "إِنْ رَأَيتُمُونَا تَخْطَفُنَا

(1)

الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرسِلَ إِلَيْكُم". فَهَزَمُوهُمْ

(2)

.

قَالَ: فَأَنَا وَاللَّهِ، رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ

(3)

، قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ، فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْغَنِيمَةَ أَي قَوْمُِ

(4)

الْغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: وَاللَّهِ، لَتَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ. فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ اثْنَي عَشَرَ رَجُلًا، فَأَصَابُوا مِنَّا

(5)

سَبْعِينَ.

وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابَ

(6)

مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، إِنَّ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "تَخَطَّفُنا".

(2)

لأبي ذر والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت وعليه صح: "فَهَزَمَهُمْ".

(3)

لأبي ذر والحموي والمستملي: "يَشْدُدْنَ".

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "منها".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَصَابُوا".

ص: 174

الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ، قَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ، قَالَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُجِيبُوا لَهُ

(2)

؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قُولُوا: أللَّهُ

(3)

أَعْلَى وَأَجَلُّ"، قَالَ: إِنَّ لَنَا الْعُزَّى، وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُجِيبُوا لَهُ

(2)

؟ " قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قولُوا: أللهُ مَوْلَانَا، وَلَا مَوْلَى لَكُمْ".

‌162 - بَابٌ إِذَا فَزِعُوا بِاللَّيْلِ

[3052] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(4)

، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، قَالَ: وَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً

(5)

سَمِعُوا صَوْتًا، قَالَ: فَتَلَقَّاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وَهْوَ مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ، فَقَالَ:"لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَجَدْتُهُ بَحْرًا". يَعْنِي: الْفَرَسَ.

(1)

لأبي الوقت: "فقال".

(2)

لأبي ذر والأصيلي: "تُجِيبُونه". ولأبي ذر في رواية: "تُجِيبُوه".

(3)

كذا في اليونينية بقطع الهمزة في الموضعين.

* [3051][التحفة: خ د س 1837]

(4)

"ابْنُ سَعِيدٍ": ليس عند أبي ذر.

(5)

لأبي ذر والكشميهني: "لَيْلًا".

* [3052][التحفة: خ م ت س ق 289]

ص: 175

‌163 - بَابُ مَنْ رَأَى الْعَدُوَّ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا صَبَاحَاهْ، حَتَّى يُسْمِعَ النَّاسَ

[3053] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ ذَاهِبًا نَحْوَ الْغَابَةِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ الْغَابَةِ لَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قُلْتُ: وَيْحَكَ! مَا بِكَ؟ قَالَ: أُخِذَتْ

(1)

لِقَاحُ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ: غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ، فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا: يَا صَبَاحَاهْ، يَا صَبَاحَاهْ، ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ، وَقَدْ أَخَذُوهَا فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ:

أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ

وَالْيَوْمُ

(3)

يَوْمُ الرُّضَّعِ

فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قبلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَقْبَلْتُ بِهَا أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِن الْقَوْمَ عِطَاشٌ، وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ

(4)

، فَابْعَثْ فِي إِثْرِهِمْ، فَقَالَ: "يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ

(5)

، إِنَّ الْقَوْمَ يُقْرَوْن

(6)

فِي

(7)

قَوْمِهِمْ".

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أُخِذَ".

(2)

لقاح: اللِّقاح: ذوات الألبان، الواحدة: لقوح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لقح).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "واليومَ".

(4)

عليه صح.

(5)

فأسجح: سهِّل وأحسِن العفو. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجح).

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَقِرُّونَ في".

يقرون: قريت الضيف: أطعمته، والقرى: ما يهيأ للضيف من طعام ونُزُل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 181).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "منْ" وعليه صح.

* [3053][التحفة: خ م سي 4540]

ص: 176

‌164 - بَابُ مَنْ قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ فُلَانٍ

وَقَالَ سَلَمَةُ: خُذْهَا، وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ.

[3054] حدثنا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، أَوَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ الْبَرَاءُ - وَأَنَا أَسْمَعُ: أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

لَمْ

(1)

يُوَلِّ يَوْمَئِذٍ، كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ

(2)

آخِذًا بِعِنَانِ بَغْلَتِهِ، فَلَمَّا غَشِيَهُ الْمُشْرِكُونَ نَزَلَ، فَجَعَلَ يَقُولُ:

"أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ

أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ"

قَالَ: فَمَا رُئِيَ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مِنْهُ.

‌165 - بَابٌ إِذَا نَزَلَ الْعَدُوُّ عَلَى حُكْمِ رَجُلٍ

[3055] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، هُوَ: ابْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ بَنُو قُرَيظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ، هُوَ

(3)

: ابْنُ مُعَاذٍ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَ

(4)

كَانَ قَرِيبًا مِنْهُ، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ"، فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: "إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى

(1)

عليه صح في موضعه.

(2)

عليه صح صح.

* [3054][التحفة: خ 1806]

(3)

ليس عند أبي ذر.

(4)

عليه صح.

ص: 177

حُكْمِكَ"، قَالَ: فَإنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ

(1)

، وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ

(2)

، قَالَ: "لقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ

(3)

".

‌166 - بَابُ قَتْلِ الْأَسِيرِ

(4)

وَقَتْلِ الصَّبْرِ

[3056] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ

(5)

، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ:"اقْتُلُوهُ".

‌167 - بَابٌ هَلْ يَسْتَأْسِرُ الرَّجُلُ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَأْسِرْ، وَمَنْ رَكَعَ

(6)

رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ

[3057] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ

(7)

بْنِ جَارِيَةَ

(8)

الثَّقَفِيُّ، وَهْوَ: حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ

(1)

كسر التاء من الفرع.

(2)

الذرية: النساء والصبيان معا. (انظر: شرح النووي على مسلم)(12/ 93).

(3)

عليه صح.

* [3055][التحفة: خ م د س 3960]

(4)

بعده للكشميهني: "صَبْرًا".

(5)

المغفر: جنة للرأس في الحرب من حديد، سمي مغفرًا؛ لأنه يستر الرأس. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (ص 446).

* [3056][التحفة: ع 1527]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "صَلَّى".

(7)

عليه صح فوقه وتحته.

(8)

عليه صح صح.

ص: 178

مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا

(1)

، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ

(2)

، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَةِ

(3)

، وَهْوَ: بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ، ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لَِحْيَانَ

(4)

، فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَي رَجُلٍ كُلُّهُمْ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا

(5)

آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ، وَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ، فَقَالُوا لَهُمُ: انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ، وَلَا نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا، قَالَ

(6)

عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ: أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ، لَا أَنْزِلُ الْيَوْمَ فِي ذِمَّةِ

(7)

كَافِرٍ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ، فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ، وَابْنُ دَثِنَةَ

(8)

، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ

(1)

عينا: جاسوسا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عين).

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنِ الخطابِ".

(3)

كذا ثبت لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر في رواية: "بِالهَدْأةِ". وجعله في حاشية البقاعي لأبي ذر عن الكشميهني.

بالهدأة مكان بين عسفان ومكة، على مسافة 18 كيلو مترا من الطائف غربا. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 293).

(4)

كذا بالضبطين معًا.

(5)

فاقتصوا: من القصِّ، وهو تتبع الأثر. (انظر: المفردات قى غريب القرآن) (ص 671).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(7)

ذمة: الذمة: العهد والأمان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذمم).

(8)

عليه صح صح. الثاء محركة، وهو أعلى، وقد تسكن. ا هـ من اليونينية.

ص: 179

فَأوْثَقُوهُمْ، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، وَاللَّهِ، لَا أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ فِي

(1)

هَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً - يُرِيدُ الْقَتْلَى - فَجَرَّرُوهُ

(2)

، وَعَالجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَأَبَى فَقَتَلُوهُ، فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَابْنِ دَثِنَةَ

(3)

حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ

(4)

بَدْرٍ، فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا.

فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ، أَنَّ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ، فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ

(5)

أَتَاهُ، قَالَتْ: فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ، فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي، فَقَالَ: تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكِ

(6)

، وَاللَّهِ، مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، وَاللَّهِ، لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنَ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا.

فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ: ذَرُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا

(7)

، اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "إنَّ لي في".

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وجَرَّرُوه".

(3)

فوقه صح صح، وتحته صح.

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَقيعَةِ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حَتَّى" وعليه صح.

(6)

عليه صح فوقه وتحته.

(7)

ليس عند أبي ذر.

ص: 180

مَا

(1)

أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا

عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي

وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ

يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ

(2)

مُمَزَّعِ

(3)

فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ، فَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا

(4)

، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أُصِيبُوا، وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبُعِثَ

(5)

عَلَى عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ

(6)

مِنَ الدَّبْرِ

(7)

، فَحَمَتْهُ مِنْ رَسُولِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا

(8)

عَلَى أَنْ يَقْطَعَ

(9)

مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا

(10)

.

(1)

لأبي ذر والحموي والمستملي: "ولسْتُ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "وما إنْ".

(2)

شلو: جسد. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 253).

(3)

ممزع: مقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مزع).

(4)

صبرا: القتل صبرًا: هو أن يُمسك شيء من ذوات الروح حيًّا ثم يُرمى بشيء حتى يموت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبر).

(5)

لأبي ذر عن المستملي: "فَبَعَثَ اللَّهُ".

(6)

الظلة: السحابة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 328).

(7)

الدبر: النحل. وقيل: الزنابير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبر).

(8)

عليه صح. ولأبي ذر والكشميهني: "يُقْدَرْ". وجعله في حاشية البقاعي: "يَقْدِرْ".

(9)

عليه تضبيب. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي "أنْ يَقْطَعُوا".

(10)

لأبي ذر والمستملي والكشميهني: "أنْ يُقْطَعَ من لَحْمِه شيءٌ".

* [3057][التحفة: خ د س 14271]

ص: 181

‌168 - بَابُ فَكَاكِ الْأَسِيرِ

فِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

[3058] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(2)

، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم: "فُكُّوا الْعَانِيَ -يَعْنِي

(4)

: الْأَسِيرَ

(5)

- وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ".

[3059] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ

(6)

وَالَّذِي فَلَقَ

(7)

الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ

(8)

، مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا

(9)

يُعْطِيهِ اللهُ رَجُلًا فِي الْقُرآنِ، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ الْعَقْلُ

(10)

، وَفَكَاكُ الْأسِيرِ، وَأَلَّا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.

(1)

قوله: "فِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم". ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

"ابْنُ سَعِيدٍ": ليس عند أبي ذر.

(3)

كذا في بعض الفروع المعتبرة عندنا. وفي بعضٍ: "النبيُّ". كتبه مصححه.

(4)

ليس عند أبي ذر.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "أيِ الأسيرَ".

* [3058][التحفة: خ د س 9001]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "قال: لا".

(7)

فلق: شق حب الطعام للإنبات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فلق).

(8)

النسمة: النَّفْس والرُّوح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسم).

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "فَهَمٌ". "الفهم" يسكّن ويحرك. قاله ابن سيده. ا هـ من اليونينية.

(10)

العقل: الدية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقل).

* [3059][التحفة: خ ت س ق 10311]

ص: 182

‌169 - بَابُ فِدَاءِ الْمُشْرِكِينَ

[3060] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ فَلْنَتْرُكْ لاِبْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ، فَقَالَ: "لَا تَدَعُونَ

(1)

مِنْهَا

(2)

دِرْهَمًا".

[3061] وقال إِبْرَاهِيمُ

(3)

: عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ

(4)

مِنَ الْبَحْرَينِ، فَجَاءَهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي فَإِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي، وَفَادَيْتُ عَقِيلًا، فَقَالَ:"خُذْ" فَأَعْطَاهُ فِي ثَوْبِهِ.

[3062] حدثني

(5)

مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ جَاءَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ.

(1)

لأبي ذر والكشميهني: "تَدَعُوا".

(2)

لأبي ذر والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت وعليه صح: "مِنْهُ".

* [3060][التحفة: خ 1551]

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ طَهْمانَ".

(4)

قوله: "أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ" لأبي ذر وعليه صح: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بمالٍ".

* [3061][التحفة: خت 989]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3062][التحفة: خ م د س ق 3189]

ص: 183

‌170 - بَابُ الْحَرْبِيِّ إِذَا دَخَلَ دَارَ الْإِسْلَامِ بِغَيْرِ أَمَانٍ

[3063] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَيْنٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَهْوَ فِي سَفَرٍ، فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثُمَّ انْفَتَلَ

(1)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اطْلُبُوهُ، وَاقْتُلُوهُ" فَقَتَلَهُ

(2)

، فَنَفَّلَهُ

(3)

سَلَبَهُ

(4)

.

‌171 - بَابٌ يُقَاتَلُ عَنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَلَا يُسْتَرَقُّونَ

[3064] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوفَى

(5)

لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ.

‌172 - بَابُ جَوَائِزِ الْوَفْدِ

‌173 - بَابٌ هَلْ يُسْتَشْفَعُ إِلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ وَمُعَامَلَتِهِمْ؟

[3065] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ

(1)

انفتل: الانفتال: الانصراف. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(2/ 27).

(2)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"فَقَتَلْتُه".

(3)

فنفله: نفل فلانًا: أعطاه من الغنيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفل).

(4)

سلبه: ما أخذ عن القتيل مما كان عليه من لباس أو آلة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 217).

* [3063][التحفة: خ د س 4514]

(5)

عليه صح.

* [3064][التحفة: خ س 10618]

ص: 184

جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ قَالَ: يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ

(1)

، فَقَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ، فَقَالَ:"ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا" فَتَنَازَعُوا، وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا: هَجَر

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"دَعُونِي، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ"، وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ:"أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْو مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ"، وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ.

وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَأَلْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ فَقَالَ: مَكَّةُ، وَالْمَدِينَةُ، وَالْيَمَامَةُ، وَالْيَمَنُ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: وَالْعَرْجُ أَوَّلُ تِهَامَةَ.

‌174 - بَابُ التَّجَمُّلِ لِلْوُفُودِ

[3066] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: وَجَدَ عُمَرُ حُلَّةَ

(3)

إِسْتَبْرَقٍ

(4)

تُبَاعُ

(1)

الحصباء: الحَصَى الصِّغار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حصب).

(2)

لأبي ذر والكشميهني: "هَجَرَ". كذا في اليونينية ضبط هذه والتي في الأصل. وللحموي والمستملي: "أهَجَرَ" من غير اليونينية. وضبط رواية أبي ذر عن الكشميهني وقع هكذا في حاشية البقاعي: "هُجِرَ".

هجر: اختلف كلامه بسبب المرض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجر).

* [3065][التحفة: خ م د س 5517]

(3)

حلة: الحلة واحدة الحلل، وهي برود اليمن، ولا تسمى حلة إلا أن تكون من ثوبين من جنس واحد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلل).

(4)

إستبرق: ما غَلُظَ من الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: إستبرق).

ص: 185

فِي السُّوقِ فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ الْحُلَّةَ فَتَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَللْوُفُودِ

(1)

، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ

(2)

لَهُ - أَوْ: إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ"، فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ

(3)

، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ حَتَّى أَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ:"إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ - أَو: إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَن لَا خَلَاقَ لَهُ"، ثُمَّ أَرْسَلْتَ إِليَّ بِهَذِهِ، فَقَالَ:"تَبِيعُهَا - أَوْ: تُصِيبُ بِهَا بَعْضَ حَاجَتِكَ".

‌175 - بَابٌ كَيْفَ يُعْرَضُ الْإِسْلَامُ عَلَى الصَّبِيِّ

[3067] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ فِي رَهْطٍ

(4)

مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ

(5)

، حَتَّى وَجَدُوهُ

(6)

يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ

(7)

بَنِي مَغَالةَ، وَقَدْ قَارَبَ يَوْمَئِذ ابْنُ صَيَّادٍ يَحْتَلِمُ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"وَالْوَفْدِ".

(2)

خلاق: حظ ونصيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلق).

(3)

ديباج: نوع من الحرير. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 576).

* [3066][التحفة: خ 6884]

(4)

رهط: الرهط من الرجال: ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين، ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).

(5)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"الصَّيَّاد".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وَجَدَه".

(7)

أطم: بناء مرتفع كالحصن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أطم).

ص: 186

فَلَمْ يَشْعُرْ

(1)

حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

؟ " فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ

(3)

" قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَاذَا تَرَى؟ " قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خُلِطَ

(4)

عَلَيْكَ الْأَمْرُ"، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا

(5)

"، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ

(6)

، قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: "اخْسَأْ

(7)

فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ"، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ يَكُنْهُ

(8)

فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ

(9)

فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ".

قَالَ ابْنُ عُمَرَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَأْتِيَانِ النَّخْلَ الَّذِي فِيهِ ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ النَّخْلَ طَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهْوَ يَخْتِلُ

(10)

ابْنَ صَيَّادٍ

(11)

أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ

(1)

بعده لأبي ذر والكشميهني: "بشيء".

(2)

قوله: "صلى الله عليه وسلم". ليس عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَرَسُولِهِ".

(4)

عليها صح.

(5)

خبيئا: الخبيء والخبء كل شيء غائب مستور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبأ).

(6)

الدخ: الدخان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دخخ).

(7)

اخسأ: الخسء: البعد والطرد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خسأ).

(8)

عليه صح، صح.

(9)

عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي. وفي رواية لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"يَكُنْ هو".

(10)

يختل: يختل الرجل يداوره، ويطلبه من حيث لا يشعر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ختل).

(11)

كذا في غير نسخة خط معتبرة عندنا. كتبه مصححه.

ص: 187

عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْزَةٌ

(1)

، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالتْ لابْنِ صَيَّادٍ: أَيْ صَافِ، وَهْوَ: اسْمُهُ، فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ".

وَقَالَ سَالِمٌ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّال فَقَالَ: "إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلكنْ سَأَقُولُ لكمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ

(2)

اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ".

‌176 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْيَهُودِ: "أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا"

قَالهُ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

‌177 - بَابٌ إِذَا أَسْلَمَ قَوْمٌ فِي دَارِ الْحَرْبِ وَلَهُمْ مَالٌ وأرَضُونَ فَهْيَ لَهُمْ

[3068] حدثنا مَحْمُودٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(3)

، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَينَ تَنْزِلُ غَدًا - فِي حَجَّتِهِ؟ قَالَ: "وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ

(1)

عليه صح.

رمزة: صوت خفي بتحريك الشفتين بكلام لا يُفهم. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 292).

(2)

فتح الهمزة من الفرع.

* [3067][التحفة: خ م د ت 6932]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "عبدُ اللَّه". من فتح الباري.

ص: 188

مَنْزِلًا؟ " ثُمَّ قَالَ: "نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ

(1)

بَنِي كِنَانَةَ الْمُحَصَّبِ

(2)

، حَيْثُ قَاسَمَتْ

(3)

قُرَيْشٌ عَلَى الْكُفْرِ"، وَذَلِكَ أَنَّ بَنِي كِنَانَةَ حَالَفَتْ قُرَيْشًا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ أَلَّا يُبَايِعُوهُمْ وَلَا يُؤْوُوهُمْ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْخَيْفُ: الْوَادِي.

[3069] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه اسْتَعْمَلَ مَوْلى لَهُ يُدْعَى هُنَيًّا عَلَى الْحِمَى، فَقَالَ: يَا هُنَيُّ، اضْمُمْ جَنَاحَكَ

(4)

عَنِ الْمُسْلِمِينَ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ

(5)

، فَإنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ مُستَجَابَةٌ، وَأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ

(6)

وَرَبَّ الْغُنَيْمَةِ، وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَوْفٍ، وَنَعَمَ ابْنِ عَفَّانَ، فَإِنَّهُمَا إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَرْجِعَا إِلَى نَخْلٍ وَزَرْعٍ، وَإِنَّ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَرَبَّ الْغُنَيْمَةِ إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَأْتِنِي

(7)

بِبَنِيهِ فَيَقُولُ:

(1)

بخيف: الخيف: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خيف).

(2)

المحصب: موضع فيما بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب، ويعرف اليوم بمجر الكبش، وهو مما يلي العقبة الكبرى من جهة مكة إلى منفرج الجبلين. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 240).

(3)

في حاشية البقاعي: "تقاسمت" ونسبه لنسخة.

* [3068][التحفة: خ م د س ق 114]

(4)

جناحك: جَنَاحُ الإنسان: يَدُهُ. والمعنى: أَلِنْ جَانِبَكَ. (انظر: لسان العرب، مادة: جنح).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "المسلمين".

(6)

الصريمة: تصغير الصِّرمة، وهي: القطيع من الإبل والغنم. قيل: هي من العشرين إلى الثلاثين والأربعين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صرم).

(7)

عليه صح.

ص: 189

يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

(1)

، أَفَتَارِكُهُمْ أَنَا لَا أَبَا لَكَ؟! فَالْمَاءُ وَالْكَلَأُ

(2)

أَيْسَرُ عَلَيَّ مِنَ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَايمُ الله إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ أَنِّي قَدْ ظَلَمْتُهُمْ، إِنَّهَا لَبِلَادُهُمْ فَقَاتَلُوا

(3)

عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَسْلَمُوا عَلَيْهَا فِي الْإِسْلَامِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا الْمَالُ الَّذِي أَحْمِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ مَا حَمَيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ بِلَادِهِمْ شِبْرًا.

‌178 - بَابُ كِتَابَةِ الْإِمَامِ النَّاسَ

(4)

[3070] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اكْتُبُوا لِي مَنْ تَلَفَّظَ

(5)

بِالْإِسْلَامِ مِنَ النَّاسِ" فَكَتَبْنَا لَهُ ألفًا وَخَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ، فَقُلْنَا: نَخَافُ وَنَحْنُ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ابْتُلِينَا، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَحْدَه وَهُوَ خَائِفٌ.

[3071] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ فَوَجَدْنَاهُمْ خَمْسَمِائَةٍ.

قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: مَا بَيْنَ سِتِّمِائَةٍ إِلَى سَبْعِمِائَةٍ.

[3072] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "يا أميرَ المؤمنين".

(2)

الكلأ: النبات والعشب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلأ).

(3)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"قاتَلوا".

* [3069][التحفة: خ 10395]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "لِلنَّاسِ".

(5)

للأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت وعليه صح: "يَلْفِظُ".

* [3070][التحفة: خ م س ق 3338]

* [3071][التحفة: خ م س ق 3338]

ص: 190

عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُتِبْتُ فِي غَزْوةِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي حَاجَّةٌ، قَالَ:"ارْجِعْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ".

‌179 - بَابٌ إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ

[3073] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح وحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ

(1)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ

(3)

: "هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ"، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ، قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الَّذِي قُلْتَ: إِنَّهُ

(4)

مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِلَى النَّارِ"، قَالَ: فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ

(5)

، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَ:"اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ"، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا

* [3072][التحفة: خ ق 6515]

(1)

"بْنُ غَيْلانَ": ليس عند أبي ذر.

(2)

عليه صح في موضعه. وبعده للأصيلي: "خَيْبرَ".

(3)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"يُدْعَى بالإسلامِ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"لَه إنّه".

(5)

قوله: "فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ". لأبي ذر والكشميهني: "فَكَأَنَّ بَعْضَ النَّاسِ أَرَادَ أنْ يَرْتابَ".

ص: 191

فَنَادَى بِالنَّاسِ

(1)

: "إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ".

‌180 - بَابُ مَنْ تَأَمَّرَ في الْحَرْبِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ إِذَا خَافَ الْعَدُوَّ

[3074] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ عَلَيْهِ، وَمَا

(2)

يَسُرُّنِي - أَوْ قَالَ: مَا يَسُرُّهُمْ - أَنَّهُمْ عِنْدَنَا"، وَقَالَ: وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَذْرِفَانِ

(3)

.

‌181 - بَابُ الْعَوْنِ بِالْمَدَدِ

[3075] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لَِحْيَانَ، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا، وَ

(4)

اسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ، فَأَمَدَّهُمُ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "في الناس".

* [3073][التحفة: خ 13158]

(2)

قوله: "فَفُتِحَ عَلَيْهِ وَمَا". لأبي ذر وعليه صح: "فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَمَا".

(3)

لتذرفان: ذرَفَت العين تذرِف إذا جرى دمعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرف).

* [3074][التحفة: خ س 820]

(4)

عليه صح.

ص: 192

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ - قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ، يَحْطِبُونَ

(1)

بِالنَّهَارِ، وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ - فَانْطَلَقُوا بِهِمْ، حَتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ، فَقَنَتَ

(2)

شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَِحْيَانَ.

قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ، أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِمْ قُرْآنًا: أَلَا بَلِّغُوا عَنَّا

(3)

قَوْمَنَا، بِأَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا، ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ

(4)

.

‌182 - بَابُ مَنْ غَلَبَ الْعَدُوَّ فَأَقَامَ عَلَى عَرْصَتِهِمْ

(5)

ثَلَاثًا

[3076] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ

(6)

ثَلَاثَ لَيَالٍ.

تَابَعَهُ مُعَاذٌ وَعَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

كسر الطاء من الفرع.

(2)

فقنت: القنوت: الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنت).

(3)

كذا ثبت لأبي ذر عن الكشميهني.

(4)

لأبي ذر: "بَعْدُ ذَلك".

* [3075][التحفة: خ م س 1176]

(5)

عليه صح.

عرصتهم: العرصة: كل موضع واسع لا بناء فيه. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: عرص).

(6)

عليه صح.

* [3076][التحفة: خ م د ت س 3770]

ص: 193

‌183 - بَابُ مَنْ قَسَمَ الْغَنِيمَةَ فِي غَزْوِهِ وَسَفَرِهِ

وَقَالَ رَافِعٌ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَأَصَبْنَا غنَمًا وَإِبِلًا

(1)

، فعَدَلَ عَشَرَةً

(2)

منَ الغَنَمِ بِبَعِيرٍ.

[3077] حدثنا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثنا هَمَّامٌ، عنْ قَتَادَةَ، أنَّ أنَسًا أخْبَرَهُ قَالَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الجِعْرَانَةِ، حَيْثُ قسَمَ غَنائِمَ حُنَيْنٍ.

‌184 - بَابٌ إِذَا غَنِمَ الْمُشْرِكُونَ مَالَ الْمُسْلِمِ ثُمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ

[3078] قال

(3)

ابنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، عنْ نافِعٍ، عنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: ذَهَبَ فَرَسٌ لَهُ فأخَذَهُ

(4)

العَدُوُّ، فَظَهَرَ علَيْهِ المُسْلِمُون، فَرُدَّ علَيْهِ فِي زَمَنِ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَقَ

(5)

عَبْدٌ لَهُ فَلَحِقَ بالرُّومِ، فظَهَرَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ، فرَدَّهُ علَيْهِ خالِدُ بنُ الوَلِيدِ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3079] حدثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، حدَّثَنَا يَحْيى، عنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرنِي نافِعٌ، أنَّ عبْدًا لابنِ عُمَرَ أبَقَ فَلَحِقَ بالرُّومِ، فظَهَرَ عَلَيْهِ خالِدُ بنُ الوَلِيدِ، فَرَدَّهُ عَلَى

(1)

لأبي ذر: "إبِلًا وغَنمًا".

(2)

في نسخة وعليه صح: "عَشْرًا".

* [3077][التحفة: خ م د ت 1393]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(4)

قوله: "ذَهَبَ فَرَسٌ لَهُ فَأَخَذَهُ" لأبي ذر والكشميهني: "ذَهَبَتْ فَرَسٌ لَهُ فَاَخَذَهَا".

(5)

أبق: هرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أبق).

* [3078][التحفة: خت د ق 7943]

ص: 194

عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَّ فَرَسًا لاِبْنِ عُمَرَ عَارَ فَلَحِقَ بِالرُّومِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ، فَرَدُّوهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ

(1)

.

[3080] حدثنا أحْمَدُ بنُ يونُسَ، حدَّثنا زُهَيْرٌ، عَنْ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، عنْ نَافِعٍ، عنِ ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما، أنَّهُ كانَ علَى فرَسٍ يوْمَ لَقِيَ الْمُسْلِمُونَ، وأمِيرُ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ خالِدُ بنُ الوَلِيدِ بعَثَهُ أبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَهُ العَدُوُّ فلَمَّا هُزِمَ العَدُوُّ رَدَّ خالِدٌ فرَسَهُ.

‌185 - بَابُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ وَالرَّطَانَةِ

(2)

وَقَوْلِهِ تَعَالَى

(3)

: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ}

(4)

، {وَمَا

(5)

أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ}

(6)

.

[3081] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ،

(1)

بعده لأبي الوقت، وأبي ذر وعليه صح:"قال أبو عبد اللَّه: عارَ مُشتَقٌّ من العَيْرِ وهو حِمارٌ وَحْشٍ، أي: هَرَبَ".

* [3079][التحفة: خ 8188]

* [3080][التحفة: خ 8479]

(2)

فتح الراء من الفرع.

الرطانة: كلام لا يفهمه الجمهور، والعرب تخص بها غالبا كلام العجم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رطن).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وقولِ اللَّهِ عز وجل".

(4)

[الروم: 22].

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال: {وَمَا} ".

(6)

[إبراهيم: 4].

ص: 195

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنْتُ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ، فَصَاحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا أَهْلَ الخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُؤْرًا

(1)

، فَحَيَّ هَلًا

(2)

بِكُمْ".

[3082] حدثنا

(3)

حِبَّانُ

(4)

بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي، وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَنَهْ سَنَهْ

(5)

" قَالَ عَبْدُ اللَّهِ

(6)

: وَهِيَ بِالحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي

(7)

أَبِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهَا"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبْلِي وَأَخْلِفِي

(8)

ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِفِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِفِي"، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ

(9)

.

[3083] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ،

(1)

سؤرا: السؤر: المتبقي بعد الشرب أو الأكل في قعر الإناء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سأر).

(2)

وقع في اليونينية بشدّ اللام من غير تنوين.

* [3081][التحفة: خ م 2263]

(3)

عليه صح.

(4)

عليه صح صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "سَنَاهْ سَنَاهْ".

(6)

قوله: "قَالَ عَبْدُ اللَّهِ" رقم عليه بعلامة السقوط، ولم يرقم عليه برمز.

(7)

فزبرني: فنهرني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زبر).

(8)

بالقاف في الثلاثة من غير اليونينية، وفي (النهاية) يُروى بالفاء والقاف.

(9)

كذا ثبت للحموي والمستملي. وللكشميهني: "ذَكِنَ".

* [3082][التحفة: خ د 15779]

ص: 196

فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم بِالفَارِسِيَّةِ

(2)

: "كِخْ كِخْ، أَمَا تَعْرِفُ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟ ".

‌186 - بَابُ الْغُلُولِ

(3)

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(4)

: {وَمَن يَغلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ}

(5)

.

[3084] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الغُلُولَ فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، قَالَ

(6)

: "لَا أُلْفِيَنَّ

(7)

أَحَدَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ

(8)

، عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ

(9)

حَمْحَمَةٌ

(10)

، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ

(11)

شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، وَعَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ

(12)

، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،

(1)

"فقال النَّبيُّ": كذا في جميع النسخ عندنا، ووقع في المطبوع السابق:"فقال له".

(2)

عليه تضبيب.

* [3083][التحفة: خ م س 14383]

(3)

الغلول: الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة. وكل من خان في شيء خفية فقد غَلَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلل).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(5)

[آل عمران: 161].

(6)

لأبي الوقت: "فقال".

(7)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"أَلْقَيَنَّ".

ألفين: أجد وألقى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لفا)

(8)

ثغاء: الثُّغَاءُ: صياح الغنم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثغا).

(9)

في بعض الأصول: "لَهَا".

(10)

حمحمة: صوت دون الصهيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمحم).

(11)

كذا ثبت للكشميهني. ولابن عساكر: "لكَ مِنَ اللَّه".

(12)

رغاء: صوت الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رغا).

ص: 197

أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، وَ

(1)

عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ

(2)

، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، أَوْ

(1)

عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ

(3)

تَخْفِقُ

(4)

، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ".

وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ:"فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ".

‌187 - بَابُ الْقَلِيلِ مِنَ الْغُلُولِ

وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ حَرَّقَ مَتَاعَهُ، وَهَذَا أَصَحُّ.

[3085] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَلِ

(5)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: كِرْكِرَةُ فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هُوَ فِي النَّارِ"، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا.

(1)

ليس عند أبي ذر.

(2)

صامت: ذهب وفضة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صمت).

(3)

رقاع: أراد بالرقاع ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقع).

(4)

تخفق: تتحرك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خفق).

* [3084][التحفة: خ م 14931]

(5)

ثقل: متاع المسافر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثقل).

ص: 198

قالَ أبو عَبد الله

(1)

: قَالَ ابْنُ سَلَامٍ

(2)

: كَرْكَرَةُ، يَعْنِي

(3)

: بِفَتْحِ الكَافِ: وَهُوَ مَضْبُوطٌ كَذَا

(4)

.

‌188 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ ذَبْحِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ فِي الْمَغَانِمِ

[3086] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَأَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ، وَأَصَبْنَا إِبِلًا وَغَنَمًا، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ، فَعَجِلُوا فَنَصَبُوا القُدُورَ، فَأَمَرَ بِالقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ قَسَمَ فَعَدَلَ عَشَرَةً

(5)

مِنَ الغَنَمِ بِبَعِيرٍ، فَنَدَّ

(6)

مِنْهَا بَعِيرٌ، وَفِي القَوْمِ خَيْلٌ يَسِيرٌ

(7)

، فَطَلَبُوهُ فَأَعْيَاهُمْ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: "هَذِهِ البَهَائِمُ لَهَا أَوَابِدُ

(8)

كَأَوَابِدِ الوَحْشِ، فَمَا نَدَّ عَلَيْكُمْ، فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا". فَقَالَ جَدِّي: إِنَّا نَرْجُو - أَوْ نَخَافُ - أَنْ نَلْقَى العَدُوَّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى

(9)

، أَفَنَذْبَحُ بِالقَصَبِ؟، فَقَالَ: "مَا أَنْهَرَ

(10)

الدَّمَ، وَذُكِرَ

(1)

قوله: "قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ". ليس عند أبي ذر.

(2)

كذا ثبت بالتخفيف.

(3)

عليه صح.

(4)

قوله: "يَعْنِي: بِفَتْحِ الْكَافِ، وَهُوَ مَضْبُوطٌ كَذَا" ليس عند أبي ذر.

* [3085][التحفة: خ ق 8632]

(5)

في نسخة وعليه صح: "عَشْرًا".

(6)

فند: شرد وذهب على وجهه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ندد).

(7)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"يَسِيرَةٌ".

(8)

أوابد: جمع آبدة، وهي التي قد تأبدت، أي: توحشت ونفرت من الإنس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أبد).

(9)

مدى: جمع مُدْية، وهي السكين والشفرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مدا).

(10)

أنهر: الإنهار: الإسالة والصب بكثرة شبه خروج الدم من موضع الذبحِ بجري الماء في النهر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نهر).

ص: 199

اسْمُ اللَّهِ

(1)

فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الحَبَشَةِ".

‌189 - بَابُ الْبِشَارَةِ فِي الْفُتُوحِ

[3087] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ"؛ وَكَانَ بَيْتًا فِيهِ

(2)

خَثْعَمُ يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ

(3)

، فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الخَيْلِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا"، فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا فَكَسَرَهَا وَحَرَّقَهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ جَرِيرٍ

(4)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ، فَبَارَكَ عَلَى

(5)

خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ.

قَالَ

(6)

مُسَدَّدٌ: بَيْتٌ فِي خَثْعَمَ.

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"عليه".

* [3086][التحفة: ع 3561]

(2)

عليه صح.

(3)

كذا بالضبطين وفوقه صح. ورقم عليه لأبي ذر وعليه صح.

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "لِرسولِ اللَّهِ".

(5)

في حاشية البقاعي: "في" ونسبه لنسخة.

(6)

"وقال": رقم فوق "و" صح، ورقم فوق "قال" لأبي ذر وعليه صح.

* [3087][التحفة: خ م د س 3225]

ص: 200

‌190 - بَابُ مَا يُعْطَى الْبَشِيرُ

(1)

وَأَعْطَى كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ثَوْبَيْنِ حِينَ بُشِّرَ بِالتَّوْبَةِ.

‌191 - بَابٌ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ

[3088] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: "لَا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا".

[3089 - 3090] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: جَاءَ مُجَاشِعٌ بِأَخِيهِ مُجَالِدِ بْنِ مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَذَا مُجَالِدٌ يُبَايِعُكَ عَلَى الهِجْرَةِ، فَقَالَ:"لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَكِنْ أُبَايِعُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ".

[3091] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو وَابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: ذَهَبْتُ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها وَهِيَ مُجَاوِرَةٌ بِثَبِيرٍ

(2)

- فَقَالَتْ لَنَا: انْقَطَعَتِ الهِجْرَةُ مُنْذُ

(3)

فَتَحَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ.

(1)

في جميع النسخ عندنا: "البشيرُ" مضبوط بالرفع. كتبه مصححه.

* [3088][التحفة: خ م د ت س 5748]

* [3089 - 3090][التحفة: خ م 11210 - خ م 11213]

(2)

كذا ثبت لأبي ذر. و"ثبير" غير مصروف عند ابن الحطيئةِ عنْ أبي ذر وعليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "مُذْ".

* [3091][التحفة: خ 17387]

ص: 201

‌192 - بَابٌ إِذَا اضْطُرَّ الرَّجُلُ إِلَى النَّظَرِ فِي شُعُورِ أَهْلِ الذِّمَّةِ، وَالْمُؤْمِنَاتِ إِذَا عَصَيْنَ اللَّهَ، وَتَجْرِيدِهِنَّ

[3092] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ

(2)

عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وَكَانَ عُثْمَانِيًّا - فَقَالَ لاِبْنِ عَطِيَّةَ - وَكَانَ عَلَوِيًّا: إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا الَّذِي جَرَّأَ

(3)

صَاحِبَكَ عَلَى الدِّمَاءِ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ فَقَالَ: "ائْتُوا رَوْضَةَ كَذَا

(2)

، وَتَجِدُونَ بِهَا امْرَأَةً أَعْطَاهَا حَاطِبٌ كِتَابًا" فَأَتَيْنَا الرَّوْضَةَ فَقُلْنَا: الكِتَابَ، قَالَتْ: لَمْ يُعْطِنِي

(2)

، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ

(2)

أَوْ لَأُجَرِّدَنَّكِ، فَأَخْرَجَتْ مِنْ حُجْزَتِهَا

(4)

، فَأَرْسَلَ إِلَى حَاطِبٍ فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ، وَاللَّهِ، مَا كَفَرْتُ، وَلَا ازْدَدْتُ لِلْإِسْلَامِ إِلَّا حُبًّا، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَّا وَلَهُ بِمَكَّةَ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي أَحَدٌ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا، فَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ

(5)

عُمَرُ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ فَإِنَّهُ قَدْ نَافَقَ، فَقَالَ: "مَا

(6)

يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ"؛ فَهَذَا الَّذِي جَرَّأَهُ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

عليه صح.

(3)

عليه صح صح.

(4)

حجزتها: الحجزة في الأصل: موضع شَدِّ الإزار، وهو وَسَط الإنسان، ثم قيل للإزار: حُجْزَة، للمجاورة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجز).

(5)

لأبي ذر وعليه صح، صح:"فقال".

(6)

لأبي ذر وأبي الوقت: "وما".

* [3092][التحفة: خ م د 10169]

ص: 202

‌193 - بَابُ اسْتِقْبَالِ الْغُزَاةِ

[3093] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ

(1)

، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَحُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِابْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهم: أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ.

[3094] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ رضي الله عنه: ذَهَبْنَا نَتَلَقَّى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ.

‌194 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَجَعَ مِنَ الْغَزْوِ

[3095] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَفَلَ كَبَّرَ ثَلَاثًا، قَالَ:"آيِبُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ حَامِدُونَ، لِرَبِّنَا سَاجِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ".

[3096] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(2)

يَحْيَى بْنُ

(1)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"ابنُ الأسودِ".

* [3093][التحفة: خ م س 5220]

* [3094][التحفة: خ د ت 3800]

* [3095][التحفة: خ 7630]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

ص: 203

أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَقْفَلَهُ مِنْ عُسْفَانَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَقَدْ أَرْدَفَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَعَثَرَتْ نَاقَتُهُ فَصُرِعَا جَمِيعًا، فَاقْتَحَمَ

(1)

أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ:"عَلَيْكَ المَرْأَةَ"، فَقَلَبَ ثَوْبًا عَلَى وَجْهِهِ وَأَتَاهَا فَأَلْقَاهَا

(2)

عَلَيْهَا، وَأَصْلَحَ لَهُمَا مَرْكَبَهُمَا فَرَكِبَا، وَاكْتَنَفْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى المَدِينَةِ قَالَ: "آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا

(3)

حَامِدُونَ"، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ.

[3097] حدثنا

(4)

عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا

(5)

يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ أَقْبَلَ هُوَ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةُ مُرْدِفَهَا

(6)

عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا كَانُوا

(7)

بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَثَرَتِ النَّاقَةُ

(8)

، فَصُرِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالمَرْأَةُ، وَإِنَّ أَبَا طَلْحَةَ - قَالَ: أَحْسِبُ قَالَ - اقْتَحَمَ عَنْ بَعِيرِهِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(9)

فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ هَلْ أَصَابَكَ مِنْ

(1)

فاقتحم: نزل. (انظر: هدي الساري)(ص 170).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فألقاهُ" وعليه صح.

(3)

عليه صح.

* [3096][التحفة: خ م س 1654]

(4)

هذا الحديث ثبت عند الكشميهني، وسقط عند القابسي.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عن يحيى".

(6)

لأبي ذر وأبي الوقت: "يُرْدِفُهَا".

(7)

لأبي ذر، وعليه صح:"كانَ".

(8)

لأبي ذر، والأصيلي، وعليه صح:"الدَّابَّةُ".

(9)

قوله: "فَأَتَى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر.

ص: 204

شَيْءٍ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ

(1)

"، فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَصَدَ قَصْدَهَا، فَأَلْقَى ثَوْبَهُ عَلَيْهَا فَقَامَتِ المَرْأَةُ، فَشَدَّ لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِمَا فَرَكِبَا، فَسَارُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِظَهْرِ المَدِينَةِ - أَوْ قَالَ أَشْرَفُوا عَلَى المَدِينَةِ - قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا

(2)

حَامِدُونَ"، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى دَخَلَ المَدِينَةَ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(3)

‌195 - بَابُ الصَّلَاةِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ

[3098] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ قَالَ لِي:"ادْخُلِ المَسْجِدَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ".

[3099] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ضُحًى

(4)

دَخَلَ المَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "المرأةَ".

(2)

عليه صح.

* [3097][التحفة: خ م س 1654]

(3)

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ": ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح. وثبت عند القابسي.

* [3098][التحفة: خ م د س 2578]

(4)

كذا للكشميهني.

* [3099][التحفة: خ م د س 11132]

ص: 205

‌196 - بَابُ الطَّعَامِ عِنْدَ الْقُدُومِ

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُفْطِرُ

(1)

لِمَنْ يَغْشَاهُ.

[3100] حدثني

(2)

مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ نَحَرَ جَزُورًا

(3)

أَوْ بَقَرَةً.

زَادَ مُعَاذٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَارِبٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: اشْتَرَى مِنِّي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعِيرًا بِوَقِيَّتَيْنِ

(4)

وَدِرْهَمٍ أَوْ دِرْهَمَيْنِ، فَلَمَّا قَدِمَ صِرَارًا أَمَرَ بِبَقَرَةٍ فَذُبِحَتْ فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ المَسْجِدَ فَأُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَوَزَنَ لِي

(5)

ثَمَنَ البَعِيرِ.

[3101] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمْتُ مِنْ سَفَرٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "صَلِّ رَكْعَتَيْنِ".

صِرَارٌ: مَوْضِعٌ نَاحِيَةً بِالْمَدِينَةِ

(6)

.

(1)

عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "يَصْنَعُ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

جزورا: الجزور: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "بِأُوْقِيَّتَيْنِ".

(5)

ليس عند أبي ذر.

* [3100][التحفة: خ د 2581]

(6)

قوله: "صِرَارٌ مَوْضِعٌ نَاحِيَةً بِالْمَدِينَةِ". ليس عند أبي ذر وابن عساكر وقبلهما صح.

* [3101][التحفة: خ م د س 2578]

ص: 206

بسم الله الرحمن الرحيم

‌56 - باب

(1)

فَرْضِ الخُمُسِ

[3102] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: كَانَتْ

(2)

لِي شَارِفٌ

(3)

مِنْ نَصِيبِي مِنَ المَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي شَارِفًا مِنَ الخُمُسِ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا

(4)

مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعٍَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِيَ فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ

(5)

، أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ الصَّوَّاغِينَ وَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مَتَاعًا مِنَ الْأَقْتَابِ

(6)

وَالغَرَائِرِ

(7)

وَالحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَانِ

(8)

إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، رَجَعْتُ

(9)

حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ، فَإِذَا شَارِفَايَ قَدِ اجْتُبَّ

(10)

(1)

في حاشية البقاعي: "كتاب" ونسبه لنسخة.

(2)

لابن عساكر: "كان".

(3)

شارف: ناقة مسنة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).

(4)

صواغا: صائغ الحَلْي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صوغ).

(5)

بإذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: إذخر).

(6)

الأقتاب: ما يوضع على ظهر الإبل من أداة أحمالها. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 54).

(7)

الغرائر: جمع غِرارة: وهي أكسية تجعل كالظروف لما يجعل فيها. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(1/ 178).

(8)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت وعليه صح:"مُناخَتانِ".

(9)

لابن عساكر وأبي ذر وأبي الوقت: "فَرَجَعْتُ".

(10)

فوقه وتحته صح. ولأبي ذر والكشميهني: "جُبَّتْ".

ص: 207

أَسْنِمَتُهُمَا

(1)

، وَبُقِرَتْ

(2)

خَوَاصِرُهُمَا

(3)

، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، فَلَمْ

(4)

أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ

(5)

رَأَيْتُ ذَلِكَ المَنْظَرَ مِنْهُمَا

(6)

، فَقُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ فَقَالُوا: فَعَلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي هَذَا البَيْتِ فِي شَرْبٍ

(7)

مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ

(8)

عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِي الَّذِي لَقِيتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا لَكَ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ فَأَجَبَّ

(9)

أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرِدَائِهِ فَارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جَاءَ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنُوا لَهُمْ، فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ ثَمِلَ

(10)

مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَعَّدَ

(11)

النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتِهِ

(12)

، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ

(1)

في حاشية البقاعي: "أسنمتها" ونسبه لنسخة.

(2)

بقرت: شُقَّت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بقر).

(3)

خواصرهما: جمع خاصرة، وهي جانب البطن من الحيوان. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري) (11/ 247).

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ولم".

(5)

لأبي ذر والكشميهني: "حيثُ".

(6)

ليس عند ابن عساكر.

(7)

شرب: جماعة يشربون الخمر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرب).

(8)

بالضبطين معا. الرفع جائز والفتح هو الأعلى الراجح. قاله شيخنا ابن مالك. اهـ. من خط اليونيني.

(9)

لأبي ذر والكشميهني: "فَجَبَّ".

(10)

ثمل: أخذ منه الشراب والسكر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثمل).

(11)

صعد: نظر إلى أعلى وأسفل يتأمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صعد).

(12)

لأبي ذر وعليه صح: "رُكْبَتَيْهِ".

ص: 208

قَالَ حَمْزَةُ: هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي؟ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ ثَمِلَ، فَنَكَصَ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَقِبَيْهِ القَهْقَرَى

(2)

، وَخَرَجْنَا مَعَهُ.

[3103] حدثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام ابْنَةَ

(3)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مَا

(4)

تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ

(5)

اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ"، فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ، قَالَتْ: وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ، وَفَدَكٍ

(6)

، وَصَدَقَتَِهُِ

(7)

بِالْمَدِينَةِ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذَلِكَ، وَقَالَ: لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ بِهِ إِلَّا عَمِلْتُ بِهِ، فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ، فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَأَمَّا

(8)

خَيْبَرُ وَفَدَكٌ فَأَمْسَكَهَا

(9)

عُمَرُ وَقَالَ:

(1)

فنكص: النكوص: الرجوع إلى وراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكص).

(2)

القهقرى: المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قهقر).

* [3102][التحفة: خ م د 10069]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتَ".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"مِمَّا".

(5)

أفاء: الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).

(6)

بالضبطين معًا. ولأبي ذر "وفدَكَ".

(7)

بالضبطين معًا.

(8)

لأبي ذر: "وأما".

(9)

عليه صح.

ص: 209

هُمَا

(1)

صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ، وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الأَمْرَ، قَالَ: فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى اليَوْمِ

(2)

.

[3104] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفَرْوِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ - وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ ذَكَرَ لِي ذِكْرًا مِنْ حَدِيثِهِ ذَلِكَ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ الحَدِيثِ، فَقَالَ مَالِكٌ - بَيْنَا

(3)

أَنَا جَالِسٌ فِي أَهْلِي حِينَ مَتَعَ

(4)

النَّهَارُ، إِذَا رَسُولُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ يَأْتِينِي، فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى رِمَالِ سَرِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ، مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ

(5)

، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسْتُ، فَقَالَ: يَا مَالِ، إِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ قَوْمِكَ أَهْلُ أَبْيَاتٍ، وَقَدْ أَمَرْتُ فِيهِمْ بِرَضْخٍ

(6)

، فَاقْبِضْهُ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لَوْ أَمَرْتَ بِهِ

(7)

غَيْرِي، قَالَ: اقْبِضْهُ

(8)

أَيُّهَا المَرْءُ، فَبَيْنَا

(9)

أَنَا

(1)

عليه صح.

(2)

زاد بعده لغير ابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه: اعْتَراكَ: افْتَعَلْتَ مِنْ عَرَوْتُه فأصَبْتُه، ومنْه: يَعْرُوهُ، واعْترَانِي"(1).

..................

1 -

زاد بعده لأبي ذر عن الحموي وعليه صح: "قِصَّةُ فَدَك".

* [3103][التحفة: خ م د س 6630]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بَيْنَما".

(4)

متع: طال وامتد وتعالى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: متع).

(5)

أدم: جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (1/ 427).

(6)

برضخ: الرضخ: العطية القليلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رضخ).

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "له".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فاقبضه".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "فبينما".

ص: 210

جَالِسٌ عِنْدَهُ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَا

(1)

، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَسْتَأْذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَدَخَلُوا فَسَلَّمُوا وَجَلَسُوا، ثُمَّ جَلَسَ يَرْفَا يَسِيرًا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمَا، فَدَخَلَا، فَسَلَّمَا فَجَلَسَا، فَقَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا - وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي

(2)

النَّضِيرِ - فَقَالَ الرَّهْطُ

(3)

- عُثْمَانُ، وَأَصْحَابُهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا، وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ الْآخَرِ، قَالَ

(4)

عُمَرُ: تَيْدَكُمْ

(5)

أَنْشُدُكُمْ

(6)

بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ" يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ؟ قَالَ الرَّهْطُ: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا

(7)

اللَّهَ

(8)

، أَتَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالَا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ

(9)

، قَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، ثُمَّ قَرَأَ {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ

(1)

في القسطلاني بمثناة تحتية مفتوحة، فراء ساكنة، ففاء، فألف، وقد تُهمز. انظره.

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مِنْ مالِ بَنِي".

(3)

الرهط: الرهط من الرجال: ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين، ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه، وقيل: الأقارب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(5)

تَيْدَكُمْ: على رسلكم، وهو من التؤدة، كأنه قال: الزموا تؤدتكم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تأد).

(6)

أنشدكم: أسألكم وأقسم عليكم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).

(7)

عليه صح صح.

(8)

ليس عند أبي ذر.

(9)

قوله: "قالا قَد قالَ ذلك". ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

ص: 211

عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} إِلَى قَوْلِهِ {قَدِيرٌ}

(1)

، فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهِ

(2)

، مَا احْتَازَهَا

(3)

دُونَكُمْ، وَلَا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، قَدْ أَعْطَاكُمُوهُ

(4)

وَبَثَّهَا فِيكُمْ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا المَالُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا المَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَعَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ

(5)

، هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ

(6)

؟ قَالَ عُمَرُ: ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَعَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ فِيهَا لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، فَكُنْتُ أَنَا وَلِيَّ أَبِي بَكْرٍ، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ مِنْ إِمَارَتِي أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا عَمِلَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي فِيهَا لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي تُكَلِّمَانِي وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ، وَأَمْرُكُمَا وَاحِدٌ، جِئْتَنِي يَا عَبَّاسُ تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، وَجَاءَنِي هَذَا - يُرِيدُ عَلِيًّا - يُرِيدُ نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ لَكُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ"، فَلَمَّا بَدَا لِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا قُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا؛ عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلَانِ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِمَا عَمِلَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ، وَبِمَا عَمِلْتُ فِيهَا مُنْذُ وَلِيتُهَا، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا، فَبِذَلِكَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا، فَأَنْشُدُكُمْ

(6)

بِاللَّهِ، هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ؟ قَالَ

(1)

[الحشر: 6].

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وواللَّهِ".

(3)

للكشميهني: "اختارَها".

(4)

للكشميهني: "أعطاكُموها".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "اللَّهَ".

(6)

عليه صح.

ص: 212

الرَّهْطُ: نَعَمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ، هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، قَالَ: فَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَوَاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، لَا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا إِلَيَّ، فَإِنِّي أَكْفِيكُمَاهَا.

‌1 - بَابٌ

(1)

أَدَاءُِ الْخُمُسِ مِنَ الدِّينِ

[3105] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا هَذَا الحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، فَلَسْنَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَأْخُذُ مِنْهُ

(2)

وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الإِيمَانِ بِاللَّهِ؛ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ - وَعَقَدَ بِيَدِهِ - وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُؤَدُّوا لِلَّهِ خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ

(3)

، وَالنَّقِيرِ

(4)

، وَالحَنْتَمِ

(5)

، وَالمُزَفَّتِ

(6)

".

* [3104][التحفة: خ م د ت س 10632]

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"بِه".

(3)

الدباء: القرع، تُجعل القرعةُ اليابسة وعاءً. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).

(4)

النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذًا مُسكرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقر).

(5)

الحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنتم).

(6)

المزفت: الإناء الذي طُلِيَ بالزِّفْت، وهو نوع من القَارِ، ثم انْتُبِذَ فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زفت).

* [3105][التحفة: خ م د ت س 6524]

ص: 213

‌2 - بَابُ نَفَقَةِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ وَفَاتِهِ

[3106] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَقْتَسِمُ

(1)

وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ عَامِلِي، فَهُوَ صَدَقَةٌ".

[3107] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا شَطْرُ

(2)

شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي، فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ.

[3108] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الحَارِثِ قَالَ: مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِلَّا سِلَاحَهُ، وَبَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً.

‌3 - بَابُ مَا جَاءَ فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَا نُسِبَ مِنَ الْبُيُوتِ إِلَيْهِنَّ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ

(3)

}

(4)

.

(1)

ضم الميم من الفرع.

* [3106][التحفة: خ م د 13805]

(2)

شطر: الشطر: النصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).

* [3107][التحفة: خ م ق 16800]

* [3108][التحفة: خ تم س 10713]

(3)

كذا بالضبطين، وهما قراءتان؛ فالضم قراءة أبي عمرو ويعقوب وأبي جعفر وورش وحفص، والكسر قراءة بقية القراء. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 226).

(4)

[الأحزاب: 33].

ص: 214

وَ {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ

(1)

النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ}

(2)

.

[3109] حدثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ.

[3110] حدثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، وَفِي نَوْبَتِي، وَبَيْنَ سَحْرِي

(3)

وَنَحْرِي، وَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِسِوَاكٍ، فَضَعُفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ، فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ، ثُمَّ سَنَنْتُهُ بِهِ.

[3111] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزُورُهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي المَسْجِدِ، فِي العَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ مَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا بَلَغَ قَرِيبًا مِنْ بَابِ المَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بِهِمَا رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ

(1)

كذا بالضبطين، وهما قراءتان؛ فالضم قراءة أبي عمرو ويعقوب وأبي جعفر وورش وحفص، والكسر قراءة بقية القراء. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 226).

(2)

[الأحزاب: 53].

* [3109][التحفة: خ م س ق 16309]

(3)

سحري: السَّحْر: الرِّئَةُ، أي أنه صلى الله عليه وسلم مات وهو مُسْتَنِد إلى صدرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحر).

* [3110][التحفة: خ 16262]

ص: 215

فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَفَذَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَى رِسْلِكُمَا

(1)

"، قَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا ذَلِكَ، فَقَالَ

(2)

: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا".

[3112] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ

(3)

، عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ

(3)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: ارْتَقَيْتُ فَوْقَ بَيْتِ حَفْصَةَ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ مُسْتَدْبِرَ القِبْلَةِ، مُسْتَقْبِلَ الشَّأْمِ.

[3113] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي العَصْرَ، وَالشَّمْسُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا.

[3114] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه

(1)

على رسلكما: اثْبُتَا ولا تَعْجَلا، والرِّسْلُ: التأني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل).

(2)

بعده لأبي ذر عن المستملي: "رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم".

* [3111][التحفة: خ م د س ق 15901]

(3)

عليه صح.

* [3112][التحفة: ع 8552]

* [3113][التحفة: خ 16765]

ص: 216

قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَأَشَارَ نَحْوَ مَسْكَنِ عَائِشَةَ، فَقَالَ: "هُنَا

(1)

الفِتْنَةُ - ثَلَاثًا - مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ

(2)

".

[3115] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ ابْنَةِ

(3)

عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَهَا، وَأَنَّهَا سَمِعَتْ صَوْتَ إِنْسَانٍ يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِكَ

(4)

، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُرَاهُ فُلَانًا - لِعَمِّ حَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ

(5)

- الرَّضَاعَةُ تُحَرِّمُ مَا تُحَرِّمُ الْوِلَادَةُ

(6)

".

‌4 - بَابُ مَا ذُكِرَ مِنْ دِرْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَصَاهُ وَسَيْفِهِ وَقَدَحِهِ وَخَاتَمِهِ، وَمَا اسْتَعْمَلَ الْخُلَفَاءُ بَعْدَهُ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا

(7)

لَمْ يُذْكَرْ

(8)

قِسْمَتُهُ، وَمِنْ شَعَرِهِ وَنَعْلِهِ وَآنِيَتِهِ مِمَّا يَتَبَرَّكُ أَصْحَابُهُ

(9)

وَغَيْرُهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِ

[3116] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(10)

أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ،

(1)

كذا في جميع نسخ الخط الصحيحة عندنا بدون "ها" التنبيه. كتبه مصححه.

(2)

قرن الشيطان: جانب رأسه، وقيل: قوته، وقيل: أمته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرن).

* [3114][التحفة: خ 7631]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بنتِ".

(4)

لابن عساكر: "بيتِ حَفْصَةَ".

(5)

زاد في حاشية البقاعي: "إنَّ" ونسبه لنسخة.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "يَحْرُمُ من الولادةِ".

* [3115][التحفة: خ م س 17900]

(7)

لأبي ذر والكشميهني: "ما".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "تُذكَرْ".

(9)

لأبي ذر والكشميهني: "مما يَتَبَرَّكُ فِيه أصحابُه"، ولأبي ذر والحموي والمستملي:"مما شَرِكَ أصحابُه".

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

ص: 217

عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَعَثَهُ إِلَى البَحْرَيْنِ، وَكَتَبَ لَهُ هَذَا الكِتَابَ وَخَتَمَهُ

(1)

، وَكَانَ نَقْشُ الخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ

(2)

سَطْرٌ.

[3117] حدثني

(3)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

(2)

عَبْدِ

(2)

اللَّهِ

(4)

الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَنَسٌ نَعْلَيْنِ جَرْدَاوَيْنِ

(5)

لَهُمَا

(6)

قِبَالَانِ

(7)

، فَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ البُنَانِيُّ بَعْدُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُمَا نَعْلَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3118] حدثني

(8)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ رضي الله عنها كِسَاءً مُلَبَّدًا

(9)

، وَقَالَتْ: فِي هَذَا نُزِعَ رُوحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

لأبي ذر والكشميهني: "بخاتَمِ النبي صلى الله عليه وسلم".

(2)

عليه صح.

* [3116][التحفة: خ ت 502]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(4)

في حاشية البقاعي: "عُبيد اللَّه" ورقم عليه لأبي ذر. قال أبو ذر: "الصَّواب: عبد اللَّه - مكبَّرًا".

(5)

"جَرْداوَتَيْنِ": عليه صح لأبي ذر وابن عساكر. يُريدُ مِنَ الإخْلاقِ.

جرداوين: لا شَعَر عليهما. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: جرد).

(6)

لأبي ذر والكشميهني: "لها".

(7)

قبالان: القِبال: زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين الإصبعين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبل).

* [3117][التحفة: خ تم 460]

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(9)

ملبدا: مُرقَّعا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لبد).

ص: 218

وَزَادَ سُلَيْمَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ، وَكِسَاءً مِنْ هَذِهِ الَّتِي يَدْعُونَهَا

(1)

المُلَبَّدَةَ.

[3119] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم انْكَسَرَ، فَاتَّخَذَ مَكَانَ الشَّعْبِ

(2)

سِلْسِلَةً

(3)

مِنْ فِضَّةٍ.

قَالَ عَاصِمٌ: رَأيْتُ الْقَدَحَ، وَشَرِبْتُ فِيهِ.

[3120] حدثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الجَرْمِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، أَنَّ الوَلِيدَ بْنَ كَثِيرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيِّ

(4)

حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَقْتَلَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - لَقِيَهُ المِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِي بِهَا؟ فَقُلْتُ لَهُ: لَا، فَقَالَ لَهُ: فَهَلْ أَنْتَ مُعْطِيَّ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ القَوْمُ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللَّهِ لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ، لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِمْ

(5)

أَبَدًا حَتَّى تُبْلَغَ

(6)

نَفْسِي، إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ عليها السلام، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

لأبي ذر: "تَدْعُونها".

* [3118][التحفة: خ م د ت ق 17693]

(2)

الشعب: الصدع والشق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعب).

(3)

لأبي ذر وعلى أوله وآخره صح: "فاتُّخِذَ مكانَ الشَّعْبِ سِلْسلةٌ".

* [3119][التحفة: خ 935]

(4)

لأبي ذر والكشميهني: "الدِّيلِيِّ". صوَّبها عياض.

(5)

لابن عساكر: "إليه".

(6)

عليه صح صح.

ص: 219

يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا - وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ

(1)

- فَقَالَ: "إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا"، ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا

(2)

لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ، قَالَ: "حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي

(3)

، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا، وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ، لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبَدًا".

[3121] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ قَالَ: لَوْ كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه ذَاكِرًا عُثْمَانَ رضي الله عنه؛ ذَكَرَهُ يَوْمَ جَاءَهُ نَاسٌ فَشَكَوْا سُعَاةَ

(4)

عُثْمَانَ، فَقَالَ لِي عَلِيٌّ: اذْهَبْ إِلَى عُثْمَانَ فَأَخْبِرْهُ أَنَّهَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمُرْ سُعَاتَكَ يَعْمَلُونَ

(5)

فِيهَا

(6)

، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ: أَغْنِهَا

(7)

عَنَّا، فَأَتَيْتُ بِهَا عَلِيًّا، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: ضَعْهَا حَيْثُ أَخَذْتَهَا.

[3122] قال

(8)

الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ

(1)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "المُحْتَلِمُ".

(2)

صهرا: ما كان من خِلْطة تُشْبِه القرابة يُحْدثها التزويج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صهر).

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَوفانِي".

* [3120][التحفة: خ م د س ق 11278]

(4)

سعاة: جمع ساع، وهو عامل الزكاة الذي يستعمل على الصدقات ويتولى استخراجها من أربابها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سعى).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "يَعْمَلُوا".

(6)

لأبي ذر وعليه صح وابن عساكر: "بها".

(7)

عليه صح.

* [3121][التحفة: خ 10268]

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

ص: 220

مُنْذِرًا الثَّوْرِيَّ، عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي

(1)

، خُذْ هَذَا الكِتَابَ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَإِنَّ فِيهِ أَمْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّدَقَةِ

(2)

.

‌5 - بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخُمُسَ لِنَوَائِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمَسَاكِينِ،

وَإِيثَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الصُّفَّةِ وَالْأَرَامِلَ، حِينَ سَأَلَتْهُ فَاطِمَةُ - وَشَكَتْ إِلَيْهِ الطَّحْنَ

(3)

وَالرَّحَى - أَنْ يُخْدِمَهَا مِنَ السَّبْيِ، فَوَكَلَهَا إِلَى اللَّهِ

[3123] حدثنا بَدَلُ بْنُ المُحَبَّرِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا

(4)

عَلِيٌّ، أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنَ الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ، فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِسَبْيٍ

(5)

، فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تُوَافِقْهُ، فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ، فَأَتَانَا وَقَدْ دَخَلْنَا

(6)

مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقَالَ:"عَلَى مَكَانِكُمَا" حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ

(7)

عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: "أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ

(8)

؟ إِذَا

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر والكشميهني: "بالصدقةِ".

* [3122][التحفة: خ 10268]

(3)

للكشميهني: "الطَّحِينَ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(5)

بسبي: السبي: مَا غُلِب عَلَيْهِ من بني آدم واسترق. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 206).

(6)

عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "أخَذْنا".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "قَدَمِه".

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني ولابن عساكر: "سَألتُمانِي". وجعله في حاشية البقاعي: "سألتما".

ص: 221

أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ

(1)

".

‌6 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(2)

: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}

(3)

يَعْنِي: لِلرَّسُولِ قَسْمَ ذَلِكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ، وَخَازِنٌ، وَاللَّهُ يُعْطِي".

[3124] حدثنا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورٍ وَقَتَادَةَ

(4)

، سَمِعُوا سَالِمَ بْنَ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ

(5)

: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا مِنَ الْأَنْصَارِ غُلَامٌ، فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا.

قَالَ شُعْبَةُ فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ: إِنَّ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: حَمَلْتُهُ عَلَى عُنُقِي فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ: وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ، فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا قَالَ: "سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا

(6)

بِكُنْيَتِي، فَإِنِّي إِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُم".

وَقَالَ حُصَيْنٌ: "بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ".

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"سألتُما" وعليه صح.

* [3123][التحفة: خ م د 10210]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(3)

[الأنفال: 41]. بعده لأبي ذر وعليه صح: "وللرَّسُولِ".

(4)

بعده في نسخة: "أنهم".

(5)

في المطبوع سابقًا: "أنه قال" وليس في نسخة من نسخ الخط عندنا لفظ: "أنه". كتبه مصححه.

(6)

عليه صح.

ص: 222

قَالَ

(1)

عَمْرٌو: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا، عَنْ جَابِرٍ: أَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ القَاسِمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "سَمُّوا

(2)

بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا

(3)

بِكُنْيَتِي".

[3125] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ القَاسِمَ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: لَا نَكْنِيكَ

(4)

أَبَا القَاسِمِ، وَلَا نُنْعِمُكَ

(5)

عَيْنًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ القَاسِمَ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: لَا نَكْنِيكَ

(6)

أَبَا القَاسِمِ، وَلَا نُنْعِمُكَ

(7)

عَيْنًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَحْسَنَتِ الْأَنْصَارُ، سَمُّوا

(8)

بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا

(9)

بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ".

[3126] حدثنا حِبَّانُ

(10)

، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ قَالَ

(11)

: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "تَسَمَّوْا".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"تكَنَّوْا".

* [3124][التحفة: خ م 2244]

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لا نَكْنِكَ". وضبطه في حاشية البقاعي هكذا: "نُكَنَّكَ".

(5)

لأبي ذر والكشميهني: "نُنْعِمْكَ".

(6)

لأبي ذر والكشميهني: "نَكْنِكَ".

(7)

عليه صح. ولأبي ذر والكشميهني: "نُنْعِمْكَ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فَسَمُّوا". وفي رواية لأبي ذر وعليه صح: "تَسَمَّوْا".

(9)

عليه صح لأبي ذر. وفي رواية لأبي ذر وعليه صح: "تَكْتَنُوا".

* [3125][التحفة: خ م 2244]

(10)

عليه صح. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ مُوسى".

(11)

لأبي ذر وعليه صح: "يقول".

ص: 223

يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَاللَّهُ المُعْطِي، وَأَنَا القَاسِمُ، وَلَا تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ".

[3127] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ

(1)

، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا أُعْطِيكُمْ وَلَا أَمْنَعُكُمْ، أَنَا

(2)

قَاسِمٌ أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ".

[3128] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ

(1)

، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ

(1)

أَبِي عَيَّاشٍ

(1)

، وَاسْمُهُ: نُعْمَانُ، عَنْ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ".

‌7 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أُحِلَّتْ لَكُمُ الْغَنَائِمُ"

وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى

(4)

: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا

(5)

فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ}

(6)

، وَهِيَ

(7)

لِلْعَامَّةِ حَتَّى يُبَيِّنَهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم.

* [3126][التحفة: خ م 11409]

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر والكشميهني: "إِنَّما أَنا".

* [3127][التحفة: خ 13606 - خ 13607]

(3)

قوله: "ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ". كذا ثبت عند أبي ذر والمستملي.

* [3128][التحفة: خ 15829]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الآية".

(6)

[الفتح: 20].

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فهي".

ص: 224

[3129] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ البَارِقِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا

(1)

الخَيْرُ - الْأَجْرُ وَالمَغْنَمُ - إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ".

[3130] حدثنا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

[3131] حدثنا إِسْحَاقُ، سَمِعَ جَرِيرًا، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

[3132] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الفَقِيرُ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُحِلَّتْ لِي الغَنَائِمُ".

[3133] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ،

(1)

لابن عساكر: "بِنَواصِيها".

* [3129][التحفة: خ م ت س ق 9897]

* [3130][التحفة: خ 13758]

* [3131][التحفة: م 2204]

* [3132][التحفة: خ م س 3139]

ص: 225

لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ بِأَنْ

(1)

يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مِنْ

(2)

أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ

(3)

".

[3134] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم: "غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ

(5)

امْرَأَةٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلَا أَحَدٌ

(6)

اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ

(7)

خَلِفَاتٍ

(7)

وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ

(8)

، فَجَمَعَ الغَنَائِمَ، فَجَاءَتْ - يَعْنِي: النَّارَ - لِتَأْكُلَهَا، فَلَمْ تَطْعَمْهَا، فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا

(9)

، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، فَلْيُبَايِعْنِي

(10)

قَبِيلَتُكَ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ

(1)

لابن عساكر: "أنْ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "مَعَ".

(3)

قوله: "منه مِن أجْرٍ أو غنيمة". لأبي ذر - وعلى أوله وآخره صح - وللكشميهني: "منه معَ ما نال مِن أجْرٍ أو غنيمة". ولأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"منه ما نال من".

* [3133][التحفة: خ س 13833]

(4)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"النبيُّ".

(5)

بضع: يطلق على النكاح أي: ملك عقدة نكاحها، وهو أيضا يقع على الجماع وعلى الفرج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بضع).

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولابن عساكر:"آخَرُ".

(7)

عليه صح.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عليهم".

(9)

غلولا: الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة. وكل من خان في شيء خفية فقد غَلَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلل).

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "فلتبايعني".

ص: 226

أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، فَجَاءُوا بِرَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ

(1)

مِنَ الذَّهَبِ فَوَضَعُوهَا، فَجَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا، ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الغَنَائِمَ، رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَأَحَلَّهَا لَنَا".

‌8 - بَابٌ الْغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ

[3135] حدثنا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَوْلَا آخِرُ المُسْلِمِينَ؛ مَا فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَ أَهْلِهَا، كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ.

‌9 - بَابُ مَنْ قَاتَلَ لِلْمَغْنَمِ، هَلْ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ؟

[3136] حدثني

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، مَنْ

(3)

فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: "مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا؛ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

(1)

عليه صح. ولابن عساكر: "البقرةِ".

* [3134][التحفة: خ م 14677]

* [3135][التحفة: خ د 10389]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

لابن عساكر: "فمن".

* [3136][التحفة: ع 8999]

ص: 227

‌10 - بَابُ قِسْمَةِ الْإِمَامِ مَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ، وَيَخْبَأُ

(1)

لِمَنْ لَمْ يَحْضُرْهُ أَوْ غَابَ عَنْهُ

[3137] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ

(2)

اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ أَقْبِيَةٌ

(3)

مِنْ دِيبَاجٍ

(4)

مُزَرَّرَةٌ

(5)

بِالذَّهَبِ، فَقَسَمَهَا فِي نَاسٍ

(6)

مِنْ أَصْحَابِهِ، وَعَزَلَ مِنْهَا وَاحِدًا لِمَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنُهُ المِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَقَامَ عَلَى البَابِ، فَقَالَ: ادْعُهُ لِي، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، فَأَخَذَ قَبَاءً فَتَلَقَّاهُ بِهِ، وَاسْتَقْبَلَهُ بِأَزْرَارِهِ، فَقَالَ:"يَا أَبَا المِسْوَرِ، خَبَأْتُ هَذَا لَكَ، يَا أَبَا المِسْوَرِ، خَبَأْتُ هَذَا لَكَ"، وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شِدَّةٌ

(7)

.

وَ

(8)

رَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ.

قَالَ

(9)

حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ المِسْوَرِ

(10)

قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةٌ.

(1)

عليه صح.

(2)

عليه صح وتحته صح.

(3)

أقبية: جمع قَبَاء، وهو ثوب ضيق الكمين، وهو من ثياب العجم. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 170).

(4)

ديباج: نوع من الحرير. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 576).

(5)

لأبي ذر والمستملي: "مُزَرَّدَةٌ".

مزررة: أي: مشدودة بالأزرار. (انظر: هدي الساري)(ص 127).

(6)

كذا في غير نسخة خط عندنا بلا همزة.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "شيء".

(8)

ليس عند أبي ذر.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "المِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ".

ص: 228

تَابَعَهُ اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.

‌11 - بَابٌ كَيْفَ قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ؟ وَمَا أَعْطَى مِنْ ذَلِكَ فِي

(1)

نَوَائِبِهِ

[3138] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، يَقُولُ: "كَانَ الرَّجُلُ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّخَلَاتِ، حَتَّى افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ، وَالنَّضِيرَ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ.

‌12 - بَابُ بَرَكَةِ الْغَازِي فِي مَالِهِ حَيًّا وَمَيِّتًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَوُلَاةِ الْأَمْرِ

[3139] حدثنا

(2)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ

(3)

هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّهُ لَا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلَّا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ، وَإِنِّي لَا أُرَانِي إِلَّا سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي أَفَتَُرَى يُبْقِي دَيْنُنَا

(4)

مِنْ مَالِنَا شَيْئًا؟ فَقَالَ: يَا بُنَيِّ، بِعْ مَالَنَا فَاقْضِ

(5)

دَيْنِي، وَأَوْصَى بِالثُّلُثِ، وَثُلُثِهِ لِبَنِيهِ - يَعْنِي

(6)

: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ - يَقُولُ: ثُلُثُ

* [3137][التحفة: خ م د ت س 11268]

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "من".

* [3138][التحفة: خ م 877]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(3)

سقطت الهمزة عند ابن عساكر.

(4)

لأبي ذر: "دَيْنُنا يُبْقي".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "واقْضِ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "يعني بني عَبْدِ

".

ص: 229

الثُّلُثِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا فَضْلٌ بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ

(1)

فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ، قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ: خُبَيْبٌ وَعَبَّادٌ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةُ بَنِينَ وَتِسْعُ بَنَاتٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ وَيَقُولُ: يَا بُنَيِّ، إِنْ عَجَزْتَ عَنْهُ فِي شَيْءٍ

(2)

فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلَايَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ، مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَةِ

(3)

، مَنْ مَوْلَاكَ؟ قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: فَوَاللَّه، مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ

(4)

مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ، اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ، فَيَقْضِيهِ، فَقُتِلَ الزُّبَيْرُ رضي الله عنه، وَلَمْ يَدَع دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِلَّا أَرَضِينَ، مِنْهَا: الْغَابَةُ، وَإِحْدَى

(4)

عَشْرَةَ

(4)

دَارًا بِالْمَدِينَةِ، وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ، وَدَارًا بِالْكُوفَةِ، وَدَارًا بِمِصْرَ، قَالَ

(5)

: وَإِنَّمَا

(6)

كَانَ دَيْنُهُ الَّذِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتيهِ بِالْمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ إِيَّاهُ، فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لَا، وَلَكِنَّهُ سَلَفٌ، فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ، وَمَا وَلِيَ إِمَارَةً قَطُّ، وَلَا جِبَايَةَ خَرَاجٍ، وَلَا شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي غَزْوَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَحَسَبْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ، فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ، قَالَ: فَلَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ فَكَتَمَهُ فَقَالَ

(7)

: مِائَةُ أَلْفٍ، فَقَالَ حَكِيمٌ: وَاللَّهِ، مَا أُرَى أَمْوَالَكُمْ تَسَعُ لِهَذِهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتَكَ إِنْ

(1)

ليس عند ابن عساكر.

(2)

لأبي ذر وابن عساكر وعليه صح: "عن شيء منه".

(3)

رسمت بهاء التأنيث كما ترى في اليونينية.

(4)

عليه صح.

(5)

ليس عند أبي ذر.

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وقال إنما".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

ص: 230

كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ؟ قَالَ: مَا أُرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا، فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِينُوا بِي، قَالَ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ حَقٌّ فَلْيُوَافِنَا بِالْغَابَةِ، فَأَتَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: إِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُهَا لَكُمْ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا، قَالَ: فَإِنْ شِئْتُمْ جَعَلْتُمُوهَا فِيمَا تُؤَخِّرُونَ إِنْ أَخَّرْتُمْ، فَقَالَ

(1)

عَبْدُ اللَّهِ: لَا، قَالَ: قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَكَ مِنْ هَا هُنَا إِلَى هَا هُنَا، قَالَ: فَبَاعَ مِنْهَا فَقَضَى دَيْنَهُ فَأَوْفَاهُ، وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ، فَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ زَمْعَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: كَمْ قُوِّمَتِ

(2)

الْغَابَةُ

(3)

؟ قَالَ: كُلُّ سَهْمٍ مِائَةَ

(4)

أَلْفٍ، قَالَ: كَمْ بَقِيَ؟ قَالَ: أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ، قَالَ

(5)

الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، قَالَ

(6)

عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَقَالَ ابْنُ زَمْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَمْ بَقِيَ؟ فَقَالَ: سَهْمٌ وَنِصْفٌ، قَالَ

(7)

: أَخَذْتُهُ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، قَالَ: وَبَاعَ

(8)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(2)

قومت: التقويم: تحديد القيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قوم).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "قوَّمْتَ الغابةَ".

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "قال قد".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فباع".

ص: 231

مِيرَاثَنَا، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، لَا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ بِالْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ: أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ كُلَّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالْمَوْسِمِ، فَلَمَّا مَضَى أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ، قَالَ: فَكَانَ

(1)

لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، وَرَفَعَ الثُّلُثَ، فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ أَلْفُ أَلْفٍ وَمِائَتَا

(2)

أَلْفٍ، فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ.

‌13 - بَابٌ إِذَا بَعَثَ الْإِمَامُ رَسُولًا فِي حَاجَةٍ، أَوْ أَمَرَهُ بِالْمُقَامِ هَلْ يُسْهَمُ لَهُ؟

[3140] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَوْهَبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّمَا تَغَيَّبَ عُثْمَانُ عَنْ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَتْ

(3)

تَحْتَهُ بِنْتُ

(4)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ".

‌14 - بَابٌ وَمِنَ

(5)

الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخُمُسَ لِنَوَائِبِ الْمُسْلِمِينَ

مَا سَأَلَ هَوَازِنُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِرَضَاعِهِ فِيهِمْ، فَتَحَلَّلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَمَا كَانَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وكان".

(2)

لابن عساكر: "ومائتي".

* [3139][التحفة: خ 3626]

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كان".

(4)

لابن عساكر: "ابنةُ".

* [3140][التحفة: خ ت 7319]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ قال ومن". ولابن عساكر: "قال أبو عبد اللَّه بابٌ ومن".

ص: 232

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعِدُ النَّاسَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ مِنَ الْفَيْءِ وَالْأَنْفَالِ مِنَ الْخُمُسِ، وَمَا أَعْطَى الْأَنْصَارَ، وَمَا أَعْطَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

تَمْرَ خَيْبَرَ.

[3141 - 3142] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: وَزَعَمَ عُرْوَةُ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَمِسْوَرَ

(2)

بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيَ، وَإِمَّا الْمَالَ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأنَيْتُ بِهِمْ" وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتَظَرَ

(3)

آخِرَهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ

(4)

مِنَ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُسْلِمِينَ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ هَؤُلَاءِ قَدْ جَاءُونَا تَائِبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطَيِّبَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ

(5)

اللَّهُ عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ، فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

(6)

لَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا

(1)

زاد في حاشية البقاعي: "مِن" ونسبه لنسخة.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "والمِسْوَرَ".

(3)

لأبي ذر والكشميهني: "انْتَظَرَهُمْ".

(4)

قفل: رجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفل).

(5)

يفيء: الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "لرسولِ اللَّه".

ص: 233

عُرَفَاؤُكُمْ

(1)

أَمْرَكُمْ"، فَرَجَعَ النَّاسُ فكلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا فَأَذِنُوا

(2)

، فَهَذَا الَّذِي بَلَغَنَا عَنْ سَبْيِ هَوَازِنَ.

[3143] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ. قَالَ

(3)

: وَحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْكُلَيْبِيُّ - وَأَنَا لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ أَحْفَظُ - عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى فَأُتِيَ ذَكَرَ

(4)

دَجَاجَةً

(5)

وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مِنَ الْمَوَالِي، فَدَعَاهُ لِلطَّعَامِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ

(6)

، فَحَلَفْتُ: لَا آكُلُ

(7)

، فَقَالَ: هَلُمَّ

(8)

فَلْأُحَدِّثْكُمْ

(9)

عَنْ ذَاكَ

(10)

، إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ

(11)

صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ، فَقَالَ:"وَاللَّهِ، لَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ"، وَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنَهْبِ

(12)

(1)

عرفاؤهم: جمع عَرِيف، وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرف).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وأَذِنُوا".

* [3141 - 3142][التحفة: خ د س 11251]

(3)

زاد في حاشية البقاعي: "أيّوبُ" ونسبه لنسخة.

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فَأُتِيَ ذَكَرُ دَجاجةِ". وفي رواية: "فَأَتَى ذِكْرُ دَجاجةٍ" من فتح الباري وعزاه للنسفي وأبي ذر.

(6)

على آخره صح، صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "ألا آكُلَ".

(8)

هلم: تعال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلم).

(9)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"فَأُحَدِّثكم".

(10)

في نسخة بأيدينا "ذلك".

(11)

كذا في جميع النسخ عندنا. كتبه مصححه.

(12)

بنهب: بغنيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نهب).

ص: 234

إِبِلٍ، فَسَأَلَ عَنَّا فَقَالَ:"أَيْنَ النَّفَرُ الْأَشْعَرِيُّونَ؟ " فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ

(1)

غُرِّ الذُّرَى

(2)

، فَلَمَّا انْطَلَقْنَا قُلْنَا مَا صَنَعْنَا؟! لَا يُبَارَكُ لَنَا، فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: إِنَّا سَأَلْنَاكَ أَنْ تَحْمِلَنَا فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، أَفَنَسِيتَ؟، قَالَ:"لَسْتُ أَنَا حَمَلْتُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَتَحَلَّلْتُهَا".

[3144] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً فِيهَا عَبْدُ اللَّهِ

(3)

قِبَلَ نَجْدٍ، فَغَنِمُوا إِبِلًا كَثِيرًا

(4)

، فَكَانَتْ سِهَامُهُمُ

(5)

اثْنَيْ

(6)

عَشَرَ بَعِيرًا، أَوْ أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنُفِّلُوا

(7)

بَعِيرًا بَعِيرًا.

[3145] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ

(1)

ذود: الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع. وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذود).

(2)

غر الذرى: بيض الأسنمة سمانها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرا).

* [3143][التحفة: خ م ت س 8990]

(3)

لأبي ذر وعليه صح "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ".

(4)

عليه صح. وللأصيلي: "كَثِيرةً".

(5)

كذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي. ولأبي ذر والكشميهني: "سُهْمَانُهُمْ".

(6)

لابن عساكر وأبي الوقت: "اثْنا".

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَنْتَفِلُ".

نُفلوا: أُعطوا من الغنيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفل).

* [3144][التحفة: خ م د 8357]

ص: 235

سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُنَفِّلُ بَعْضَ مَنْ يَبْعَثُ مِنَ السَّرَايَا لِأَنْفُسِهِمْ خَاصَّةً، سِوَى قِسْمِ

(1)

عَامَّةِ الْجَيْشِ.

[3146] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمْ، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ، وَالْآخَرُ أَبُو رُهْمٍ - إِمَّا قَالَ: فِي بِضْعٍ، وَإِمَّا قَالَ: فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ، أَوِ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي - فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، وَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابَهُ عِنْدَهُ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنَا هَا هُنَا، وَأَمَرَنَا بِالْإِقَامَةِ، فَأَقِيمُوا مَعَنَا، فَأَقَمْنَا مَعَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، فَأَسْهَمَ لَنَا، أَوْ قَالَ: فَأَعْطَانَا مِنْهَا، وَمَا قَسَمَ لِأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْحِ خَيْبَرَ مِنْهَا شَيْئًا، إِلَّا

(2)

لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ، إِلَّا أَصْحَابَ سَفِينَتِنَا مَعَ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ، قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ.

[3147] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ قَدْ جَاءَنِي

(3)

مَالُ الْبَحْرَيْنِ لَقَدْ

(4)

أَعْطَيْتُكَ

(5)

(1)

عليه صح.

* [3145][التحفة: خ م د 6880]

(2)

كذا لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح.

* [3146][التحفة: خ م 9051]

(3)

سقط عند ابن عساكر. ولأبي ذر وعليه صح: "جاءنا". وأضاف في حاشية البقاعي: "جَاءَ" ورقم عليه لابن عساكر.

(4)

عليه سقط.

(5)

للحموي والمستملي: "أُعطِيكَ".

ص: 236

هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا"، فَلَمْ يَجِئْ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مُنَادِيًا فَنَادَى: مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ديْنٌ، أَوْ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنَا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا، فَحَثَا

(1)

لِي ثَلَاثًا، وَجَعَلَ سُفْيَانُ يَحْثُو بِكَفَّيْهِ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ لَنَا: هَكَذَا قَالَ لَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَقَالَ مَرَّةً: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَسَأَلْتُ

(2)

فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقُلْتُ: سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، ثُمَّ سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، ثُمَّ سَأَلْتُكَ فلَمْ تُعْطِنِي، فَإِمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي، وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي، قَالَ: قُلْتَ: تَبْخَلُ عَلَيَّ

(3)

؟! مَا مَنَعْتُكَ مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ.

قَالَ سُفْيَانُ، وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرٍ: فَحَثَا لِي حَثْيَةً، وَقَالَ: عُدَّهَا، فَوَجَدْتُهَا خَمْسَمِائَةٍ، قَالَ: فَخُذْ مِثْلَهَا

(4)

مَرَّتَيْنِ

(5)

، وَقَالَ، يَعْنِي: ابْنَ الْمُنْكَدِرِ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ

(6)

مِنَ الْبُخْلِ!.

[3148] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ

(7)

، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَن

(1)

فحثا: الحثي: الغرف باليدين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حثا).

(2)

في حاشية البقاعي: "فسألتُه" ونسبه لنسخة.

(3)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"عنّي".

(4)

كذا ثبت للكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مِثْلَيْها".

(5)

كذا ثبت للكشميهني.

(6)

عليه صح صح.

أدوأ: أقبح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دوأ).

* [3147][التحفة: خ م 2640]

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح وأبي الوقت: "ابنُ خالدٍ".

ص: 237

جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ غَنِيمَةً بِالْجِعْرَانَةِ، إِذْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: اعْدِلْ، فَقَالَ

(1)

لَهُ

(2)

: "شَقِيتُ

(3)

إِنْ لَمْ أَعْدِلْ".

‌15 - بَابُ مَا مَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْأُسَارَى مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمِّسَ

(4)

[3149] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ:"لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ".

‌16 - بَابٌ وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخُمُسَ لِلْإِمَامِ وَأَنَّهُ يُعْطِي بَعْضَ قَرَابَتِهِ دُونَ بَعْضٍ:

مَا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي الْمُطَّلِبِ وَبَنِي هَاشِمٍ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ

قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَمْ يَعُمَّهُمْ

(5)

بِذَلِكَ، وَلَمْ يَخُصَّ قَرِيبًا دُونَ مَنْ أَحْوَجُ

(6)

إِلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ الَّذِي أَعْطَى لِمَا يَشْكُو إِلَيْهِ مِنَ الْحَاجَةِ، وَلِمَا مَسَّتْهُمْ

(7)

فِي جَنْبِهِ مِنْ قَوْمِهِمْ وَحُلَفَائِهِمْ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(2)

سقط عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لَقَدْ شَقِيتُ".

* [3148][التحفة: خ 2562]

(4)

لأبي ذر وعليه صح.

* [3149][التحفة: خ د 3194]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "يَعْمُمْهُمْ".

(6)

عليه صح. وللأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت، وعليه صح:"هُوَ أَحْوَجُ"

(7)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"مَسَّهُمْ".

ص: 238

[3150] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ بَنِي المُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا وَنَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا بَنُو المُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ

(1)

وَاحِدٌ".

قَالَ

(2)

اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، وَزَادَ: قَالَ

(3)

جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي عَبْدِ

(4)

شَمْسٍ وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ.

وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: عَبْدُ

(5)

شَمْسٍ، وَهَاشِمٌ وَالمُطَّلِبُ إِخْوَةٌ لِأُمٍّ، وَأُمُّهُمْ: عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ، وَكَانَ نَوْفَلٌ أَخَاهُمْ لِأَبِيهِمْ.

‌17 - بَابُ مَنْ لَمْ يُخَمِّسِ الْأَسْلَابَ، وَمَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمِّسَ

(6)

، وَحُكْمِ الْإِمَامِ فِيهِ

[3151] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ المَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ

(7)

: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ

(1)

لأبي ذر والكشميهني: "سِيٌّ" بالسين المهملة.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(3)

عليه صح صح.

(4)

لابن عساكر: "لعبد".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "قال ابْنُ إِسْحَاقَ: وَعَبْدُ

".

* [3150][التحفة: خ د س ق 3185]

(6)

لابن عساكر: "خُمُسٍ". ولأبي ذر وعليه صح: "الخُمُسِ".

(7)

سقط عند أبي ذر.

ص: 239

يَوْمَ بَدْرٍ، فَنَظَرْتُ

(1)

عَنْ يَمِينِي وَ

(2)

شِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بِغُلَامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ

(3)

مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمِّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ

(4)

حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ

(5)

مِنَّا، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ! فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ

(6)

أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ، قُلْتُ

(7)

: أَلَا إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي، فَابْتَدَرَاهُ

(8)

بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ:"أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟ " قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ

(9)

: "هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ " قَالَا: لَا، فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ: "كِلَاكُمَا قَتَلَهُ، سَلَبُهُ

(10)

لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ". وَكَانَا مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ، وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ

(11)

.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "نَظَرْتُ".

(2)

لأبي ذر: "وعن شِمالِي".

(3)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"أصْلَحَ".

أضلع: أقوى وأشد. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: ضلع)

(4)

سوادي سواده: شخصي شخصه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سود).

(5)

الأعجل: الأقرب أجلا. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 68).

(6)

أنشب: ألبث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشب).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فقلت".

(8)

فابتدراه: تسابقا إليه. (انظر: لسان العرب، مادة: بدر).

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(10)

عليه صح، صح.

سلبه: ما يوجد مع المحارب من سلاح وثياب ودابة وغيرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلب).

(11)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "قال محمدٌ: سَمِعَ يُوسُفُ صَالحًا وإبْراهِيمُ أباه" وعليه صح.

* [3151][التحفة: خ م 9709]

ص: 240

[3152] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ

(1)

مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ حُنَيْنٍ

(2)

، فَلَمَّا التَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ

(3)

، فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكِينَ عَلَا رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ فَاسْتَدَرْتُ

(4)

حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ حَتَّى ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ المَوْتِ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ المَوْتُ فَأَرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ فَقُلْتُ: مَا بَالُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا، وَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ". فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ

(5)

: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ". فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ مِثْلَهُ

(6)

، فَقَالَ رَجُلٌ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ

(7)

سَلَبُهُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ عَنِّي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: لَاهَا اللَّهِ، إِذن

(8)

يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِيكَ سَلَبَهُ! فَقَالَ

(1)

اسمُه نافِعٌ.

(2)

على آخره صح.

(3)

جولة: انكشاف وذهاب عن مكانهم. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 165).

(4)

لأبي ذر والحموي والمستملي: "فاسْتَدْبَرْتُ".

(5)

بعده لابن عساكر: "الثانيةَ مِثْلَهُ مَن قتل".

(6)

"فقمتُ فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما لَكَ يا أبا قتادةَ؟ فاقتَصَصتُ عليه القصةَ". ثابتة في المطبوع السابق ولم نجدها في نسخة خط يوثق بها من النسخ التي عندنا. كتبه مصححه.

(7)

عليه صح.

(8)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"إذن لا".

ص: 241

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَ"، فَأَعْطَاهُ، فَبِعْتُ الدِّرْعَ

(1)

فَابْتَعْتُ بِهِ

(2)

مَخْرَفًا

(3)

فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ

(4)

فِي الْإِسْلَامِ.

‌18 - بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْخُمُسِ وَنَحْوِهِ

رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3153] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ لِي: "يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ

(5)

حُلْوٌ؛ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى". قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَا أَرْزَأُ أَحَدًا

(6)

بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا، فَكَانَ

(7)

أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو

(1)

الدرع: القميص من حديد يلبسه المحارب وقاية من السلاح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درع).

(2)

سقط عند أبي ذر.

(3)

فتح الراء عند أبي ذر.

(4)

تأثلته: جمعته، وأثلة الشيء: أصله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثل).

* [3152][التحفة: خ م د ت ق 12132]

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "خَضِرةٌ". وجاءت العبارة في حاشية البقاعي: "خضرة حلوة".

(6)

أرزأ أحدا: آخذ منه، وأصله النقص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رزأ).

(7)

لابن عساكر: "وكان".

ص: 242

حَكِيمًا لِيُعْطِيَهُ العَطَاءَ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ

(1)

، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، إِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ الَّذِي قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْ هَذَا الفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ. فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ.

[3154] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ

(3)

عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ كَانَ عَلَيَّ اعْتِكَافُ

(3)

يَوْمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَفِيَ بِهِ.

قَالَ: وَأَصَابَ عُمَرُ جَارِيَتَيْنِ مِنْ سَبْيِ حُنَيْنٍ فَوَضَعَهُمَا فِي بَعْضِ بُيُوتِ مَكَّةَ، قَالَ: فَمَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى سَبْيِ حُنَيْنٍ فَجَعَلُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، انْظُرْ مَا هَذَا، فَقَالَ

(4)

: مَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّبْيِ، قَالَ: اذْهَبْ فَأَرْسِلِ الْجَارِيَتَيْنِ.

قَالَ نَافِعٌ: وَلَمْ يَعْتَمِرْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منَ الْجِعْرَانَةِ، وَلَوِ اعْتَمَرَ لَمْ يَخْفَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ.

وَزَادَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ

(5)

: مِنَ الْخُمُسِ.

(1)

بعده لأبي ذر والكشميهني: "منه".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "شيئًا بَعْدَ".

* [3153][التحفة: خ م ت س 3426]

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

ص: 243

وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي النَّذْرِ، وَلَمْ يَقُلْ: يَوْمٍ

(1)

.

[3155] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ رضي الله عنه قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَكَأَنَّهُمْ عَتَبُوا عَلَيْهِ فَقَالَ: "إِنِّي أُعْطِي قَوْمًا أَخَافُ ظَلَعَهُمْ

(2)

وَجَزَعَهُمْ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الخَيْرِ وَالغِنَى

(3)

مِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ"، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرَ النَّعَمِ

(4)

.

و

(5)

زَادَ أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِمَالٍ، أَوْ بِسَبْيٍ

(6)

فَقَسَمَهُ. بِهَذَا.

[3156] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي أُعْطِي قُرَيْشًا؛ أَتَأَلَّفُهُمْ

(7)

لِأَنَّهُمْ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ".

(1)

بالضبطين لأبي ذر وعليه صح.

* [3154][التحفة: خ م س 7521]

(2)

عليه صح. هو كما ترى بالمشالة في اليونينية. انظر القسطلاني. وفي حاشية البقاعي: "هَلَعَهُمْ" ونسبه لنسخة.

ظلعهم: ميلهم عن الحق وضعف إيمانهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظلع).

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "والغَناءِ".

(4)

النعم: الإبل، وحمرها: أفضلها. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 17).

(5)

سقط عند أبي ذر.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أو بشيء".

* [3155][التحفة: خ 10711]

(7)

أتألفهم: التألُّف المداراة والإيناس لِيَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبة فيما يصل إليهم من المال (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألف).

* [3156][التحفة: خ م ت س 1244]

ص: 244

[3157] حدثنا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ

(1)

، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

- حِينَ

(3)

أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ المِائَةَ مِنَ الْإِبِلِ - فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

! يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَدَعُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ! قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ

(4)

مِنْ أَدَمٍ وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا كَانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ " قَالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ: أَمَّا ذَوُو آرَائِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُ الْأَنْصَارَ وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي أُعْطِي

(5)

رِجَالًا حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ

(6)

بِكُفْرٍ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ وَتَرْجِعُونَ

(7)

إِلَى رِحَالِكُمْ

(8)

بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(9)

، فَوَاللَّهِ مَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ". قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "عن الزهري".

(2)

قوله: "صلى الله عليه وسلم". ليس عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر والكشميهني: "حيثُ".

(4)

قبة: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبب).

(5)

لابن عساكر وأبي ذر وعليه صح: "لأُعْطي".

(6)

عليه صح. ولابن عساكر وأبي ذر وعليه صح: "حَديثي عَهْدٍ".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "وتَرْجعُوا".

(8)

رحالكم: الرحل: الدار والمسكن والمنزل، والجمع رحال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(9)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر.

ص: 245

رَضِينَا، فَقَالَ لَهُمْ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً

(1)

شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا، حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى الحَوْضِ". قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ.

[3158] حدثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ

(2)

مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ النَّاسُ مُقْبِلًا

(3)

مِنْ حُنَيْنٍ عَلِقَتْ رَسُولَ

(4)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ

(5)

فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ

(6)

: "أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ

(7)

نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي

(8)

بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا".

[3159] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ

(9)

نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ

(1)

بضم الهمزة، وسكون الثاء، وبفتحهما عند أبي ذر.

* [3157][التحفة: خ 1499]

(2)

سقط عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني، وفي نسخة لابن عساكر:"مَقْفَلهُ".

(4)

لابن عساكر: "برسولِ".

(5)

سمرة: واحدة السَّمُر، وهو شجر من العضاه، والعضاه: كل شجر له شوك. (انظر: غريب الحديث) للخطابي (2/ 140).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "ثم قال".

(7)

العضاه: كل شجر ذي شوك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 96).

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "لا تجدونَنِي".

* [3158][التحفة: خ 3195]

(9)

برد: البرد: نوع من الثياب. والبردة: شملة مخططة، وقيل: كساء أسود مُرَبَّع فيه صور تلبسه الأعراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).

ص: 246

الحَاشِيَةِ

(1)

، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ

(2)

عَاتِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ؛ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.

[3160] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُنَاسًا فِي القِسْمَةِ؛ فَأَعْطَى

(3)

الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ فَآثَرَهُمْ

(4)

يَوْمَئِذٍ فِي القِسْمَةِ، قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ القِسْمَةَ مَا عُدِلَ

(5)

فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:"فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ! رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ".

[3161] حدثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ

(6)

أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ: كُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَي فَرْسَخٍ

(7)

.

(1)

الحاشية: حاشية كل شيء: جَانِبُهُ وطَرَفُهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حشا).

(2)

صفحة: جانب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفح).

* [3159][التحفة: خ م ق 205]

(3)

لأبي ذر وأبي الوقت: "أَعْطَى".

(4)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"وآثَرَهُمْ".

(5)

عليه صح.

* [3160][التحفة: خ م 9300]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "بنتِ".

(7)

فرسخ: الفرسخ: ثلاثة أميال، والميل قيل: 1855 مترًا، وقيل: 3710 مترًا. (انظر: المكاييل والموازين)(ص 53).

ص: 247

وَقَالَ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ أَرْضًا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ.

[3162] حدثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ المِقْدَامِ، حَدَّثَنَا الفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ أَجْلَى اليَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الحِجَازِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا ظَهَرَ عَلَى

(2)

أَهْلِ خَيْبَرَ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ اليَهُودَ مِنْهَا، وَكَانَتِ الأَرْضُ لَمَّا ظَهَرَ عَلَيْهَا لِلْيَهُودِ

(3)

وَلِلرَّسُولِ وَلِلْمُسْلِمِينَ، فَسَأَلَ اليَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتْرُكَهُمْ عَلَى أَنْ يَكْفُوا العَمَلَ وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نُقِرُّكُمْ

(4)

عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا". فَأُقِرُّوا حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ فِي إِمَارَتِهِ إِلَى تَيْمَاءَ وَأَرِيحَا

(5)

.

‌19 - بَابُ مَا يُصِيبُ مِنَ الطَّعَامِ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ

[3163] حدثنا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ

(6)

رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مُحَاصِرِينَ قَصْرَ خَيْبَرَ، فَرَمَى إِنْسَانٌ بِجِرَابٍ فِيهِ شَحْمٌ، فَنَزَوْتُ

(7)

لِآخُذَهُ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ.

* [3161][التحفة: خ م س 15725]

(1)

لابن عساكر وعليه صح، وأبي ذر:"حدّثنا".

(2)

بعده لابن عساكر: "أرْضِ".

(3)

بعده لابن عساكر وأبي الوقت وعليه صح: "لِلَّهِ" وعليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "نَتْرُكُكُمْ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "أَوْ أرِيحا".

* [3162][التحفة: خ م 8465]

(6)

عليه صح.

(7)

فنزوت: وثبت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نزا).

* [3163][التحفة: خ م د س 9656]

ص: 248

[3164] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ

(1)

رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا نُصِيبُ فِي مَغَازِينَا العَسَلَ وَالعِنَبَ، فَنَأْكُلُهُ وَلَا نَرْفَعُهُ.

[3165] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما يَقُولُ: أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ لَيَالِيَ خَيْبَرَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ وَقَعْنَا فِي الحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ

(2)

فَانْتَحَرْنَاهَا، فَلَمَّا غَلَتِ القُدُورُ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اكْفِئُوا

(3)

القُدُورَ فَلَا تَطْعَمُوا مِنْ لُحُومِ الحُمُرِ شَيْئًا.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْنَا: إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؛ لِأَنَّهَا لَمْ تُخَمَّسْ.

قَالَ: وَقَالَ آخَرُونَ: حَرَّمَهَا الْبَتَّةَ. وَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَالَ: حَرَّمَهَا الْبَتَّةَ.

* * *

(1)

لأبي ذر وأبي الوقت: "أنَّ ابنَ عُمَر".

* [3164][التحفة: خ 7558]

(2)

الأهلية: التي تألف البيوت، ولها أصحاب، وهي مثل الإنسية، ضد الوحشية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أهل).

(3)

في اليونينية بهمزة وصل، وفي الفرع بهمزة قطع. ولابن عساكر:"أنِ اكفئوا".

* [3165][التحفة: خ م س ق 5164]

ص: 249

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌57 - باب

(2)

الجِزْيَةِ وَالمُوَادَعَةِ مَعَ أَهْلِ الحَرْبِ

(3)

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ

(4)

مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ

(5)

}

(6)

: أَذِلَّاءُ

(7)

، وَمَا جَاءَ فِي أَخْذِ الجِزْيَةِ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالمَجُوسِ وَالعَجَمِ، وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: مَا شَأْنُ أَهْلِ الشَّأْمِ عَلَيْهِمْ أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ وَأَهْلُ اليَمَنِ عَلَيْهِمْ دِينَارٌ؟ قَالَ: جُعِلَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ اليَسَارِ.

[3166] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَعَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، فَحَدَّثَهُمَا بَجَالَةُ سَنَةَ سَبْعِينَ عَامَ حَجَّ

(1)

قوله: "بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم". ليس عند أبي ذر.

(2)

عليه صح.

(3)

في نسخة عندنا، والطبع السابق:"أهلِ الذِّمَّة والحرب" وما في تلك النسخة، قال في الهامش المعتبر: ضرب عليه بالحمرة في اليونينية.

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"إلى قوله: {وَهُمْ صَاغِرُونَ} ". وجعله في حاشية البقاعي لأبي ذر، والأصيلي.

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "يَعْنِي".

(6)

[التوبة: 29].

(7)

بعده لأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح:"والمَسْكَنةُ مَصْدرُ المسكينُ، أَسْكَنُ مِن فلان أحْوَجُ منه، ولم يَذْهَبْ إلى السُّكُونِ" وعليه صح.

ص: 251

مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ عِنْدَ دَرَجِ زَمْزَمَ، قَالَ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الأَحْنَفِ، فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: فَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ المَجُوسِ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ الجِزْيَةَ مِنَ المَجُوسِ، حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرٍَ

(1)

.

[3167] حدثنا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الْأَنْصَارِيَّ - وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا - أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ إِلَى البَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ صَالَحَ أَهْلَ البَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ العَلَاءَ بْنَ الحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَتْ

(2)

صَلَاةَ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا صَلَّى بِهِمُ الفَجْرَ

(3)

انْصَرَفَ فَتَعَرَّضُوا لَهُ؛ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ وَقَالَ: "أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَيْءٍ"، قَالُوا: أَجَلْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ لَا

(4)

الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ

(5)

قَبْلَكُمْ؛ فَتَنَافَسُوهَا

(6)

كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ".

(1)

كذا لأبي ذر وعليه صح.

* [3166][التحفة: خ د ت س 9717]

(2)

لأبي ذر والكشميهني: "فوافَقَتْ".

(3)

لابن عساكر: "الصُّبح".

(4)

في حاشية البقاعي: "مَا" ونسبه لنسخة.

(5)

سقط عند ابن عساكر.

(6)

رقم على آخرها لأبي ذر عن الكشميهني.

* [3167][التحفة: خ م ت س ق 10784]

ص: 252

[3168] حدثنا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المُزَنِيُّ وَزِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ

(1)

قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ النَّاسَ فِي أَفْنَاءِ الْأَمْصَارِ

(2)

يُقَاتِلُونَ المُشْرِكِينَ فَأَسْلَمَ الهُرْمُزَانُ، فَقَالَ: إِنِّي مُسْتَشِيرُكَ فِي مَغَازِيَّ هَذِهِ، قَالَ: نَعَمْ، مَثَلُهَا وَمَثَلُ مَنْ فِيهَا مِنَ النَّاسِ مِنْ عَدُوِّ المُسْلِمِينَ مَثَلُ طَائِرٍ لَهُ رَأْسٌ وَلَهُ جَنَاحَانِ وَلَهُ رِجْلَانِ، فَإِنْ كُسِرَ أَحَدُ الجَنَاحَيْنِ نَهَضَتِ الرِّجْلَانِ بِجَنَاحٍ وَالرَّأْسُ

(3)

، فَإِنْ كُسِرَ الجَنَاحُ الْآخَرُ نَهَضَتِ الرِّجْلَانِ وَالرَّأْسُ، وَإِنْ شُدِخَ

(4)

الرَّأْسُ ذَهَبَتِ الرِّجْلَانِ وَالجَنَاحَانِ وَالرَّأْسُ، فَالرَّأْسُ كِسْرَى، وَالجَنَاحُ قَيْصَرُ، وَالجَنَاحُ الْآخَرُ فَارِسُ، فَمُرِ المُسْلِمِينَ فَلْيَنْفِرُوا إِلَى كِسْرَى.

وَقَالَ

(1)

بَكْرٌ وَزِيَادٌ جَمِيعًا، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ قَالَ: فَنَدَبَنَا

(5)

عُمَرُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَرْضِ العَدُوِّ وَ

(6)

خَرَجَ عَلَيْنَا عَامِلُ كِسْرَى فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَقَامَ تَرْجُمَانٌ فَقَالَ: لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ، فَقَالَ المُغِيرَةُ: سَلْ عَمَّا

(7)

شِئْتَ، قَالَ

(8)

: مَا أَنْتُمْ؟ قَالَ: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ كُنَّا فِي شَقَاءٍ شَدِيدٍ وَبَلَاءٍ شَدِيدٍ؛ نَمَصُّ الجِلْدَ وَالنَّوَى مِنَ الجُوعِ، وَنَلْبَسُ الوَبَرَ وَالشَّعَرَ،

(1)

عليه صح.

(2)

أفناء الأمصار: نواحيها. (انظر: غريب الصحيحين للحميدي)(1/ 424).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "والرَّأسِ".

(4)

شدخ: كسر. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 246).

(5)

فندبنا: الندب: الحث على الشيء والترغيب فيه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 7).

(6)

سقط عند ابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح وابن عساكر: "عَمَّ".

(8)

لأبي الوقت وأبي ذر: "فقال".

ص: 253

وَنَعْبُدُ الشَّجَرَ وَالحَجَرَ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرَضِينَ - تَعَالَى ذِكْرُهُ، وَجَلَّتْ عَظَمَتُهُ - إِلَيْنَا نَبِيًّا مِنْ أَنْفُسِنَا، نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، فَأَمَرَنَا نَبِيُّنَا رَسُولُ رَبِّنَا صلى الله عليه وسلم أَنْ نُقَاتِلَكُمْ؛ حَتَّى تَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ أَوْ تُؤَدُّوا الجِزْيَةَ، وَأَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا، أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الجَنَّةِ فِي نَعِيمٍ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا

(1)

قَطُّ، وَمَنْ بَقِيَ مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ، فَقَالَ النُّعْمَانُ: رُبَّمَا أَشْهَدَكَ اللَّهُ مِثْلَهَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنَدِّمْكَ وَلَمْ يُخْزِكَ

(2)

، وَلَكِنِّي شَهِدْتُ القِتَالَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ انْتَظَرَ حَتَّى تَهُبَّ الْأَرْوَاحُ وَتَحْضُرَ الصَّلَوَاتُ.

‌1 - بَابٌ إِذَا وَادَعَ الإِمَامُ مَلِكَ القَرْيَةِ هَلْ يَكُونُ ذَلِكَ لِبَقِيَّتِهِمْ؟

[3169] حدثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّاسٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَبُوكَ، وَأَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَكَسَاهُ

(3)

بُرْدًا

(4)

، وَكَتَبَ لَهُ

(5)

بِبَحْرِهِمْ.

(1)

في حاشية البقاعي: "مِثْلَهُ" ونسبه لنسخة.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يُحْزِنْكَ". وجعل ضبطه في حاشية البقاعي هكذا: "يَحْزُنْكَ".

* [3168][التحفة: خ 11491]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فَكَساهُ".

(4)

بردا: البرد: نوع من الثياب. والبردة: شملة مخططة، وقيل: كساء أسود مُرَبَّع فيه صور تلبسه الأعراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).

(5)

في رواية: "لهم" وعليه صح.

* [3169][التحفة: خ م د 11891]

ص: 254

‌2 - بَابُ الْوَصَايَا

(1)

بِأَهْلِ ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

-

وَالذِّمَّةُ: الْعَهْدُ، وَالْإِلُّ: الْقَرَابَةُ.

[3170] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جُوَيْرِيَةَ بْنَ قُدَامَةَ التَّمِيمِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قُلْنَا: أَوْصِنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: أُوصِيكُمْ بِذِمَّةِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ وَرِزْقُ عِيَالِكُمْ.

‌3 - بَابُ مَا أَقْطَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَحْرَيْنِ وَمَا وَعَدَ مِنْ مَالِ الْبَحْرَيْنِ وَالْجِزْيَةِ وَلمَنْ يُقْسَمُ الْفَيْءُ وَالْجِزْيَةُ

[3171] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْأَنْصَارَ لِيَكْتُبَ لَهُمْ بِالْبَحْرَيْنِ، فَقَالُوا: لَا وَاللَّهِ، حَتَّى تَكْتُبَ لِإِخْوَانِنَا مِنْ قُرَيْشٍ بِمِثْلِهَا، فَقَالَ:"ذَاكَ لَهُمْ" مَا شَاءَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ يَقُولُونَ لَهُ، قَالَ: "فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَُثَْرَةً

(2)

؛ فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي

(3)

".

[3172] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "الوَصاةِ"، ورقم عليه في حاشية البقاعي بعلامة المستملي.

* [3170][التحفة: خ 10429]

(2)

أثرة: أراد أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء، والاستئثار: الانفراد بالشيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثر).

(3)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "على الحَوْضِ".

* [3171][التحفة: خ 1659]

ص: 255

رَوْحُ بْنُ القَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي: "لَوْ قَدْ جَاءَنَا مَالُ البَحْرَيْنِ قَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا"، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَاءَ مَالُ البَحْرَيْنِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِدَةٌ فَلْيَأْتِنِي، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ قَالَ لِي: "لَوْ قَدْ جَاءَنَا مَالُ البَحْرَيْنِ لَأَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا". فَقَالَ لِي: احْثُهُ

(1)

، فَحَثَوْتُ حَثْيَةً

(2)

، فَقَالَ لِي: عُدَّهَا فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِيَ خَمْسُمِائَةٍ، فَأَعْطَانِي أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ

(3)

.

[3173] وَقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَقَالَ:"انْثُرُوهُ فِي المَسْجِدِ". فَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ إِذْ جَاءَهُ العَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي؛ إِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا، قَالَ

(4)

: "خُذْ" فَحَثَا فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ فَقَالَ: اؤْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَيَّ، قَالَ:"لَا"، قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَالَ:"لَا". فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَرْفَعْهُ

(5)

فَقَالَ: اؤْمُرْ

(6)

بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَيَّ، قَالَ:"لَا"، قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَالَ:"لَا"، فَنَثَرَ

(7)

، ثُمَّ احْتَمَلَهُ عَلَى

(1)

احثه: الحثو: الحفن باليدين. (انظر: صحيح مسلم بشرح النووي)(18/ 39).

(2)

عليه صح صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فأعطاني خَمْسَمائةٍ، وأعطاني ألفًا وخَمْسَمائةٍ" وعليه صح.

* [3172][التحفة: خ 3015]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(5)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"يَسْتَطِعْ".

(6)

لأبي ذر والكشميهني: "فَمُرْ".

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"منه".

ص: 256

كَاهِلِهِ

(1)

ثُمَّ انْطَلَقَ، فَمَا زَالَ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ، فَمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ.

‌4 - بَابُ إِثْمِ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا بِغَيْرِ جُرْمٍ

[3174] حدثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَِحْ

(2)

رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ

(3)

مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا".

‌5 - بَابُ إِخْرَاجِ الْيَهُودِ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ

وَقَالَ عُمَرُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللَّهُ بِهِ

(4)

".

[3175] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي المَسْجِدِ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ"، فَخَرَجْنَا حَتَّى

(5)

جِئْنَا

(6)

بَيْتَ المِدْرَاسِ، فَقَالَ:

(1)

كاهله: الكاهل من الإنسان ما بين كتفيه، وقيل موصل العنق في الصلب، وهو الكتد. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 348).

* [3173][التحفة: خت 989]

(2)

يرح: يشم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روح).

(3)

تحته صح.

* [3174][التحفة: خ ق 8917]

(4)

ليس عند ابن عساكر.

(5)

بعده لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حتى إذا".

(6)

عليه صح.

ص: 257

"أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ مِنْ هَذَا

(1)

الْأَرْضِ، فَمَنْ يَجِدْ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ

(2)

".

[3176] حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا

(3)

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ

(4)

الأَحْوَلِ

(5)

، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: يَوْمُ الخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الخَمِيسِ! ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الحَصَى، قُلْتُ: يَا أَبَا

(6)

عَبَّاسٍ، مَا يَوْمُ الخَمِيسِ؟ قَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فَقَالَ: "ائْتُونِي بِكَتِفٍ

(7)

؛ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا"، فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا: مَا لَهُ؟ أَهَجَرَ

(8)

! اسْتَفْهِمُوهُ، فَقَالَ: "ذَرُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي

(9)

إِلَيْهِ"، فَأَمَرَهُمْ بِثَلَاثٍ: قَالَ

(10)

: "أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "هذه".

(2)

لابن عساكر: "ولرسوله".

* [3175][التحفة: خ م د س 14310]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنِ أبي مُسْلِمٍ".

(5)

عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(6)

كذا في جميع نسخ الخط التي عندنا. كتبه مصححه.

(7)

بكتف: الكتف: عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان من الناس والدواب، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كتف).

(8)

أهجر: بِمَعْنى يهذي أَي أَنه لَا يهجر وَلَا يَصح أَن يهجر وَهُوَ مَعْصُوم من أَن يَقُول مَا لا حَقِيقَة لَهُ، وَأَنه لَا يَقُول فِي الصِّحَّة وَالْمَرَض واليقظة والنَّوْم والرضى وَالْغَضَب إِلَّا حَقًا. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 11).

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "تدعونَنِي".

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

ص: 258

وَأَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ"، وَالثَّالِثَةُ

(1)

خَيْرٌ

(2)

؛ إِمَّا أَنْ سَكَتَ عَنْهَا، وَإِمَّا أَنْ قَالَهَا فَنَسِيتُهَا.

قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا مِنْ قَوْلِ سُلَيْمَانَ.

‌6 - بَابٌ إِذَا غَدَرَ المُشْرِكُونَ بِالْمُسْلِمِينَ هَلْ يُعْفَى عَنْهُمْ؟

[3177] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ

(3)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اجْمَعُوا إِلَيَّ

(4)

مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ يَهُودَ". فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ

(5)

: "إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَ

(6)

لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَبُوكُمْ؟ " قَالُوا: فُلَانٌ، فَقَالَ

(7)

: "كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ"، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالَ:"فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا، فَقَالَ لَهُمْ:"مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ " قَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَا

(8)

فِيهَا، فَقَالَ

(1)

لابن عساكر: "ونسِيتُ الثالثةَ".

(2)

ليس عند أبي ذر، وابن عساكر وعليه صح.

* [3176][التحفة: خ م د س 5517]

(3)

بعده لابن عساكر: "ابنُ أبي سَعيدٍ المَقْبُرِيُّ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح وابن عساكر: "لي".

(5)

كذا في جميع نسخ الخط عندنا، ووقع في الطبعات السابقة:"فقال لهم إني". كتبه مصححه.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "تخلفوننا".

ص: 259

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اخْسَئُوا

(1)

فِيهَا، وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا"، ثُمَّ قَالَ: "هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟ " فَقَالُوا

(2)

: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، قَالَ:"هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟ "، قَالُوا

(3)

: نَعَمْ، قَالَ:"مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ " قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ

(4)

، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ.

‌7 - بَابُ دُعَاءِ الْإِمَامِ عَلَى مَنْ نَكَثَ عَهْدًا

[3178] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ

(5)

، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا رضي الله عنه عَنِ القُنُوتِ

(6)

؟ قَالَ: قَبْلَ الرُّكُوعِ، فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانًا يَزْعُمُ أَنَّكَ قُلْتَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ: كَذَبَ، ثُمَّ حَدَّثَنَا

(7)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ

(8)

مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: بَعَثَ أَرْبَعِينَ أَوْ سَبْعِينَ - يَشُكُّ فِيهِ - مِنَ القُرَّاءِ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ المُشْرِكِينَ فَعَرَضَ لَهُمْ هَؤُلَاءِ فَقَتَلُوهُمْ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فَمَا رَأَيْتُهُ وَجَدَ عَلَى أَحَدٍ مَا وَجَدَ عَلَيْهِمْ.

(1)

اخسئوا: الخسء: البعد والطرد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خسأ).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "قالوا".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فقالوا".

(4)

عليه صح صح. وزاد في حاشية البقاعي: "منك" ونسبه لنسخة.

* [3177][التحفة: خ س 13008]

(5)

تحته صح.

(6)

القنوت: الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنت).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثَ".

(8)

على آخره صح.

* [3178][التحفة: خ م 931]

ص: 260

‌8 - بَابُ أَمَانِ النِّسَاءِ وَجِوَارِهِنَّ

[3179] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ

(1)

ابْنَةِ

(2)

أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ

(3)

، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئِ

(4)

ابْنَةَ

(5)

أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ

(6)

، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ:"مَنْ هَذِهِ؟ " فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: "مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ"، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ

(7)

قَامَ فَصَلَّى ثَمَانَ

(8)

رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا

(9)

فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي عَلِيٌّ، أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ، فُلَانُ بْنُ

(10)

هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ". قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: وَذَلِكَ

(11)

ضُحًى.

‌9 - بَابٌ ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَجِوَارُهُمْ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ

[3180] حدثني

(12)

مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا

(12)

وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ،

(1)

كذا في جميع نسخ الخط عندنا بتنوين: "هانئ" وإثبات ألف: "ابنة". كتبه مصححه.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "بنتِ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "أنه".

(4)

تحته صح.

(5)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "بنتَ".

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "غَسْلِه".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "ثَمانِيَ".

(9)

ملتحفا: متغطيا. (انظر: لسان العرب، مادة: لحف).

(10)

لأبي ذر وعليه صح - على الكلمتين: "فلانَ بنَ".

(11)

لابن عساكر: "وذاك".

* [3179][التحفة: خ م ت س ق 18018]

(12)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

ص: 261

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابَ اللَّهِ

(1)

، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، فَقَالَ: فِيهَا الجِرَاحَاتُ، وَأَسْنَانُ الْإِبِلِ، وَالمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ

(2)

فِيهَا حَدَثًا

(3)

أَوْ آوَى فِيهَا مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ

(4)

وَلَا عَدْلٌ

(5)

، وَمَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ فَمَنْ أَخْفَرَ

(6)

مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ مِثْلُ ذَلِكَ.

‌10 - بَابٌ

(7)

إِذَا قَالُوا: صَبَأْنَا وَلَمْ يُحْسِنُوا: أَسْلَمْنَا

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَبْرَأُ

(8)

إِلَيْكَ مِمَّا صَنعَ خَالِدٌ".

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "تعالى".

(2)

أحدث: الحدث هنا الإثم، وقيل: يعم الجنايات وغيرها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 184).

(3)

لأبي ذر عن الحموي: "حَدْثةً".

(4)

صرف: توبة، وقيل: نافلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صرف).

(5)

لأبي ذر والحموي والمستملي: "لا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنه صَرْفًا ولا عَدْلًا".

عدل: فدية، وقيل: فريضة. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: عدل)

(6)

أخفر: نقض العهد والذمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خفر).

* [3180][التحفة: خ م د ت س 10317]

(7)

لفظ "باب": ليس عند أبي ذر وعليه صح. وهذا الباب وترجمته ثبت في رواية أبي ذر عن الحموي والمستملي.

(8)

عليه صح. ولابن عساكر: "اللهم إنِّي أَبْرَأُ

".

ص: 262

وَقَالَ عُمَرُ: إِذَا قَالَ: مَتْرَسْ

(1)

فَقَدْ آمَنَهُ؛ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ الْأَلْسِنَةَ كُلَّهَا. وَ

(2)

قَالَ: تَكَلَّمْ لَا بَأْسَ.

‌11 - بَابُ المُوَادَعَةِ وَالمُصَالَحَةِ مَعَ المُشْرِكِينَ بِالْمَالِ وَغَيْرِهِ وَإِثْمِ مَنْ لَمْ يَفِ

(3)

بِالعَهْدِ

وَقَوْلِهِ

(4)

: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ

(5)

فَاجْنَحْ لَهَا}

(6)

الْآيَةَ

(7)

.

[3181] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ، هُوَ: ابْنُ المُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: انْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ إِلَى خَيْبَرَ - وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ - فَتَفَرَّقَا، فَأَتَى مُحَيِّصَةُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ وَهُوَ يَتَشَحَّطُ

(8)

فِي دَمٍ

(9)

قَتِيلًا فَدَفَنَهُ، ثُمَّ قَدِمَ المَدِينَةَ فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ فَقَالَ:"كَبِّرْ كَبِّرْ" - وَهُوَ أَحْدَثُ القَوْمِ - فَسَكَتَ فَتَكَلَّمَا،

(1)

لابن عساكر: "مِتْرَسْ". ولأبي ذر وعليه صح: "مِتَّرسْ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "أو".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يُوفِ".

(4)

ليس عند أبي ذر.

(5)

كذا بالضبطين؛ فالكسر رواية شعبة عن عاصم، والفتح رواية حفص عن عاصم وقراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 227)، وبعده لأبي ذر وعليه صح:"طَلَبُوا السَّلْمَ".

(6)

[الأنفال: 61]. ولابن عساكر: " {لَهَا وَتَوكَّلْ عَلَى اللَّهِ إنَّهُ هُوَ الْسَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ".

(7)

ليس عند أبي ذر.

(8)

يتشحط: يتخبط ويتمرغ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شحط).

(9)

عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "دَمِه".

ص: 263

فَقَالَ: " تَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ قَاتِلَكُمْ

(1)

- أَوْ: صَاحِبَكُمْ"، قَالُوا: وَكَيْفَ نَحْلِفُ وَلَمْ نَشْهَدْ وَلَمْ نَرَ؟! قَالَ: "فَتُبْرِيكُمْ

(2)

يَهُودُ بِخَمْسِينَ

(3)

"، فَقَالُوا: كَيْفَ نَأْخُذُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ؟! فَعَقَلَهُ

(4)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِهِ.

‌12 - بَابُ فَضْلِ الوَفَاءِ بِالعَهْدِ

[3182] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ

(5)

أَخْبَرَهُ، أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا تِجَارًا بِالشَّامِ فِي المُدَّةِ الَّتِي مَادَّ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا سُفْيَانَ فِي كُفَّارِ قُرَيْشٍ.

‌13 - بَابٌ

(6)

هَلْ

(7)

يُعْفَى عَنِ الذِّمِّيِّ إِذَا سَحَرَ

(7)

؟

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ سُئِلَ: أَعَلَى مَنْ سَحَرَ مِنْ

(1)

لأبي ذر عن الحموي وعليه صح: "دَمَ قاتِلِكُمْ" وعليه صح. وليس عند ابن عساكر.

(2)

وقع في اليونينية بالياء من غير ضبط. اهـ من هامش الأصل، وضبط في الفرع بسكون الباء، وضبط في بعض النسخ عندنا بفتحها وشدّ الراء، وبالهمز بَدَل التحتية. كتبه مصححه.

(3)

على آخره صح.

(4)

فعقله: دفع ديته. (انظر: تاج العروس، مادة: عقل).

* [3181][التحفة: ع 4644]

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"ابنِ أُمَيَّةَ".

* [3182][التحفة: خ م د ت س 4850]

(6)

ليس عند أبي ذر.

(7)

عليه صح.

ص: 264

أَهْلِ الْعَهْدِ قَتْلٌ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صُنِعَ

(1)

لَهُ ذَلِكَ فَلَمْ يَقْتُلْ مَنْ صَنَعَهُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ.

[3183] حدثني

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(2)

أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُحِرَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ صَنَعَ شَيْئًا وَلَمْ يَصْنَعْهُ.

‌14 - بَابُ

(3)

مَا يُحْذَرُ

(4)

مِنَ الغَدْرِ

وَقَوْلِهِ

(5)

تَعَالَى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ}

(6)

الْآيَةَ.

[3184] حدثنا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ

(7)

، قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ

(7)

بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ

(8)

مِنْ

(9)

أَدَمٍ

(10)

، فَقَالَ: "اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ،

(1)

عليه صح صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3183][التحفة: خ 17325]

(3)

سقط عند ابن عساكر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "يُحَذَّرُ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وقولِ اللَّهِ".

(6)

[الأنفال: 62]. وبعده لابن عساكر: " {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ} إلى قوله: {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ".

(7)

عليه صح.

(8)

قبة: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير وهو من بيوت العرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبب).

(9)

ليس عند أبي ذر، وابن عساكر وعليه صح.

(10)

أدم: جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (1/ 427).

ص: 265

ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ

(1)

الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ؛ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً

(2)

، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا".

‌15 - بَابٌ كَيْفَ يُنْبَذُ إِلَى أَهْلِ الْعَهْدِ؟

وَقَوْلُهُ

(3)

: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ}

(4)

الْآيَةَ

(5)

.

[3185] حدثنا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا

(6)

حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فِيمَنْ يُؤَذِّنُ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى: لَا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَيَوْمُ الحَجِّ الْأَكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ، وَإِنَّمَا قِيلَ: الْأَكْبَرُ؛ مِنْ أَجْلِ قَوْلِ النَّاسِ: الحَجُّ الْأَصْغَرُ، فَنَبَذَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّاسِ فِي ذَلِكَ العَامِ؛ فَلَمْ يَحُجَّ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ الَّذِي حَجَّ فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُشْرِكٌ.

(1)

في حاشية البقاعي: "كعِقَاصِ" ونسبه لنسخة.

كقعاص: داء يأخذ الغنم لا يلبثها أن تموت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قعص).

(2)

غاية: راية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غيا).

* [3184][التحفة: خ د ق 10918]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وقولِ اللَّه سبحانه".

(4)

[الأنفال: 58].

(5)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرني".

* [3185][التحفة: خ م د س 6624]

ص: 266

‌16 - بَابُ إِثْمِ مَنْ عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ

وَقَوْلِهِ

(1)

: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ

(2)

وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ}

(3)

.

[3186] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرْبَعُ خِلَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا: مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا".

[3187] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: مَا كَتَبْنَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا القُرْآنَ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْمَدِينَةُ حَرَامٌ

(4)

مَا بَيْنَ عَائِرٍ إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ

(4)

حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ، وَذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ، وَمَنْ وَالَى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وقولِ اللَّهِ".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الآية".

(3)

[الأنفال: 56].

* [3186][التحفة: خ م د ت س 8931]

(4)

عليه صح.

* [3187][التحفة: خ م د ت س 10317]

ص: 267

[3188] قال

(1)

أَبُو مُوسَى: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَجْتَبُوا

(2)

دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا؟! فَقِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ تَرَى

(3)

ذَلِكَ كَائِنًا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ عَنْ قَوْلِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ قَالُوا: عَمَّ

(4)

ذَاكَ

(5)

؟ قَالَ: تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ

(6)

اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم فَيَشُدُّ اللَّهُ عز وجل قُلُوبَ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَيَمْنَعُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.

‌17 - بَابٌ

[3189] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ

(4)

، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ: شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ: اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ؛ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ

(7)

أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لرَدَدْتُهُ، وَمَا وَضَعْنَا أَسْيَافَنَا عَلَى

(4)

عَوَاتِقنَا لِأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ، غَيْرَِ أَمْرِنَا هَذَا.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "قال: وقال".

(2)

تجتبوا: الاجْتِبَاءُ افتعال من الِجبَاية، وهو استخراج الأموال من مَظَانِّها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جبى).

(3)

فتح التاء من الفرع.

(4)

عليه صح.

(5)

وقع في المطبوع السابق: "ذلك".

(6)

ذمة: الذمة: العهد والأمان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذمم).

* [3188][التحفة: خت 13087]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فلو".

* [3189][التحفة: خ م س 4661]

ص: 268

[3190] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو وَائِلٍ، قَالَ: كُنَّا بِصِفِّينَ فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ؛ فَإِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْنَا عَلَى الحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ

(2)

؟! فَقَالَ: "بَلَى"، فَقَالَ: أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟! قَالَ: "بَلَى"، قَالَ: فَعَلَامَ

(3)

نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا؟! أَنَرْجِعُ وَلَمَّا

(4)

يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟! فَقَالَ: "ابْنَ

(5)

الخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا"، فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا، فَنَزَلَتْ سُورَةُ الفَتْحِ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا فَقَالَ

(6)

عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَفَتْحٌ هُوَ؟! قَالَ:"نَعَمْ".

[3191] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ

(7)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ ابِنْةِ

(8)

أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي - وَهِيَ مُشْرِكَةٌ - فِي

(1)

وقع في غير نسخ الخط التي عندنا: "النبي". كتبه مصححه.

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولابن عساكر:"بَاطِلٍ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فَعَلَامَ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"وَلَمْ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "يا ابْنَ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

* [3190][التحفة: خ م س 4661]

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ إسماعيلَ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح. وابن عساكر: "بنتِ".

ص: 269

عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمُدَّتِهِمْ مَعَ أَبِيهَا

(1)

، فَاسْتَفْتَتْ

(2)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ

(1)

أَفَأَصِلُهَا

(3)

؟ قَالَ: "نَعَمْ صِلِيهَا".

‌18 - بَابُ الْمُصَالَحَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ أَوْ وَقْتٍ مَعْلُومٍ

[3192] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا

(4)

شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي البَرَاءُ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ

(5)

صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَعْتَمِرَ أَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يَسْتَأْذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ، فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ لَا يُقِيمَ بِهَا إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَلَا يَدْخُلَهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ

(6)

السِّلَاحِ، وَلَا يَدْعُوَ مِنْهُمْ أَحَدًا، قَالَ: فَأَخَذَ يَكْتُبُ الشَّرْطَ بَيْنَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ نَمْنَعْكَ وَلَبَايَعْنَاكَ

(7)

، وَلَكِنِ اكْتُبْ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ:"أَنَا وَاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ"، قَالَ: وَكَانَ لَا يَكْتُبُ، قَالَ: فَقَالَ لِعَلِيٍّ: "امْحَُ رَسُولَ اللَّهِ"،

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَاسْتَفْتَيْتُ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فَأصِلُها".

* [3191][التحفة: خ م د 15724]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(5)

في نسخة: "رسولَ اللَّه".

(6)

بجلبان: هو شِبْه الِجرَاب من الأَدَم، يُوضَعُ فيه السيف مَغْمُودًا، ويَطْرَحُ فيه الراكبُ سَوْطَهُ ويُعَلِّقُهُ في آخرة الرَّحْل. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 150).

(7)

عليه صح صح. ولأبي ذر وعليه صح عن الكشميهني، ولابن عساكر:"ولَتابَعْناكَ".

ص: 270

فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهُ

(1)

أَبَدًا، قَالَ:"فَأَرِنِيهِ"، قَالَ: فَأَرَاهُ إِيَّاهُ، فَمَحَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ. فَلَمَّا دَخَلَ وَمَضَى

(2)

الْأَيَّامُ أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا: مُرْ صَاحِبَكَ فَلْيَرْتَحِلْ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ

(3)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "نَعَمْ". ثُمَّ ارْتَحَلَ

(4)

.

‌19 - بَابُ الْمُوَادَعَةِ مِنْ غَيْرِ وَقْتٍ وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أُقِرُّكُمْ مَا

(5)

أَقَرَّكُمُ اللَّهُ بِهِ

(6)

"

‌20 - بَابُ طَرْحِ جِيَفِ الْمُشْرِكِينَ فِي الْبِئْرِ وَلَا يُؤْخَذُ لَهُمْ ثَمَنٌ

[3193] حدثنا عَبْدَانُ

(7)

بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ

(8)

صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنَ

(9)

المُشْرِكِينَ، إِذْ جَاءَ

(10)

عُقْبَةُ بْنُ

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر والكشميهني: "ومَضَتِ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح وابن عساكر: "علي رضي الله عنه لرسولِ

".

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فارتحلَ".

* [3192][التحفة: خ 1894]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "على ما".

(6)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح.

(7)

للحموي والمستملي: "عبدُ اللَّهِ"، و"عَبْدان" لقبه. قاله ابنُ طاهر.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

(9)

كذا ثبت لأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح.

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "جَاءَهُ".

ص: 271

أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَى

(1)

جَزُورٍ

(2)

فَقَذَفَهُ

(3)

عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام فَأَخَذَتْ

(4)

مِنْ ظَهْرِهِ وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(5)

: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ المَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ؛ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ - أَوْ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ"، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ فَأُلْقُوا فِي بِئْرٍ، غَيْرَ أُمَيَّةَ - أَوْ أُبَيٍّ - فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَلَمَّا جَرُّوهُ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ

(6)

قَبْلَ أَنْ يُلْقَى فِي الْبِئْرِ.

‌21 - بَابُ إِثْمِ الْغَادِرِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ

[3194 - 3195] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - قَالَ أَحَدُهُمَا: يُنْصَبُ، وَقَالَ الْآخَرُ: يُرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ - يُعْرَفُ بِهِ".

(1)

عليه صح.

بسلى: هو الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفًا فيه، وقيل: هو في الماشية السلى، وفي الناس المشيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلا).

(2)

جزور: الجزور: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وَقَذَفَهُ".

(4)

عليه صح.

(5)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر.

(6)

أوصاله: الأوصال: الأعضاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وصل).

* [3193][التحفة: خ م س 9484]

* [3194 - 3195][التحفة: خ م 440]

ص: 272

[3196] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ

(1)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُنْصَبُ لِغَدْرَتِهِ

(2)

".

[3197] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: "لَا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا

(3)

". وَقَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: "إِنَّ هَذَا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ

(4)

، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فِيهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ؛ لَا يُعْضَدُ

(5)

شَوْكُهُ، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ

(6)

إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهُ

(7)

".

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ زَيْدٍ".

(2)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"بِغَدْرَتِه". وفي رواية لأبي ذر وعليه صح: "بِغَدْرَتِه يومَ القِيامةِ".

* [3196][التحفة: خ م 7529]

(3)

استنفرتم: الاستنفار: الاستنجاد والاستنصار أي إذا طلب منكم النصرة فأجيبوا وانفروا خارجين إلى الإعانة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفر).

(4)

قوله: "إلى يوم القيامة" كذا ثبت لأبي ذر والكشميهني.

(5)

يعضد: يقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عضد).

(6)

لقطته: اللقطة: اسم المال الملقوط: أي الموجود، والالتقاط: أن يعثر على الشيء من غير قصد وطلب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لقط).

(7)

في حاشية البقاعي: "خَلَاهَا" ونسبه لنسخة.

يختلى خلاه: الخلا: النبات الرطب الرقيق، واختلاؤه: قطعه. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: خلا).

ص: 273

فَقَالَ العَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا الْإِذْخِرَ

(1)

؛ فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ

(2)

وَلِبُيُوتِهِمْ

(3)

. قَالَ: "إِلَّا الْإِذْخِرَ".

* * *

(1)

الإذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: إذخر).

(2)

لقينهم: القَيْن: الحَدَّاد والصائغ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قين).

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وبُيُوتِهِم".

* [3197][التحفة: خ م د ت س 5748]

ص: 274

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌58 - كتابُ

(2)

بَدْءِ الخَلْقِ

(2)

مَا جَاءَ

(3)

فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}

(4)

قَالَ

(5)

الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَالْحَسَنُ: كُلٌّ عَلَيْهِ هَيِّنٌ.

هَيْنٌ

(6)

وَهَيِّنٌ مِثْلُ لَيْنٍ وَلَيِّنٍ، وَمَيْتٍ وَمَيِّتٍ، وَضَيْقٍ وَضَيِّقٍ.

{أَفَعَيِينَا}

(7)

: أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا حِينَ أَنْشَأَكُمْ وَأَنْشَأَ خَلْقَكُمْ.

{لُّغُوبٍ}

(8)

: النَّصَبُ.

{أَطوَارًا}

(9)

: طَوْرًا كَذَا وَطَوْرًا كَذَا، عَدَا طَوْرَهُ، أَيْ

(10)

: قَدْرَهُ.

[3198] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ

(1)

قوله: "بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم". سقط عند أبي ذر.

(2)

كذا ثبت لأبي ذر عن المستملي.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "باب ما جاء".

(4)

[الروم: 27]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "وَهُوَ أهْوَنُ عَلَيْهِ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وهَيْن".

(7)

[ق: 15].

(8)

[ق: 38].

(9)

[نوح: 14].

(10)

سقط عند أبي ذر.

ص: 275

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا بَنِي تَمِيمٍ، أَبْشِرُوا"، قَالُوا

(1)

: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ. فَجَاءَهُ أَهْلُ اليَمَنِ فَقَالَ:"يَا أَهْلَ اليَمَنِ، اقْبَلُوا البُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ"، قَالُوا: قَبِلْنَا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ

(2)

بَدْءَ

(2)

الخَلْقِ وَالعَرْشِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ رَاحِلَتُكَ

(3)

تَفَلَّتَتْ. لَيْتَنِي لَمْ أَقُمْ.

[3199] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ:"اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ"، قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا - مَرَّتَيْنِ - ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ

(4)

اليَمَنِ فَقَالَ: "اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ إِذْ لَمْ

(5)

يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ"، قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ

(2)

. قَالُوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ

(6)

عَنْ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ". فَنَادَى مُنَادٍ: ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الحُصَيْنِ، فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فَقَالُوا".

(2)

عليه صح.

(3)

لابن عساكر، وأبي الوقت:"إِنَّ رَاحِلَتَكَ".

راحلتك: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

* [3198][التحفة: خ ت س 10829]

(4)

سقط عند أبي ذر.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "إِنْ لَمْ".

(6)

كذا لأبي ذر عن الكشميهني. وفي رواية لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"لِنسألَكَ".

ص: 276

وَرَوَى

(1)

عِيسَى عَنْ رَقَبَةَ

(2)

، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَقَامًا فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الخَلْقِ، حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ

(3)

مَنْ نَسِيَهُ.

[3200] حدثني

(4)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(5)

صلى الله عليه وسلم أُرَاهُ: "يَقُولُ اللَّهُ: شَتَمَنِي

(6)

ابْنُ آدَمَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتِمَنِي، وَتَكَذَّبَنِي

(7)

وَمَا يَنْبَغِي لَهُ

(8)

؛ أَمَّا شَتْمُهُ

(9)

فَقَوْلُهُ: إِنَّ لِي وَلَدًا، وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ فَقَوْلُهُ: لَيْسَ يُعِيدُنِي كَمَا بَدَأَنِي".

[3201] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(10)

، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا

(1)

لابن عساكر: "وَرَوَاهُ".

(2)

قوله: "عَنْ رَقَبَةَ". كذا ثبت عند أبي ذر، وعلى الكلمتين صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "أَوْ نَسِيَهُ".

* [3199][التحفة: خ ت س 10829]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّهِ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "قال اللَّهُ تعالى: يَشْتِمُنِي"، وعليه صح. ولابن عساكر:"يَشْتِمُنِي".

(7)

لابن عساكر: "وَيُكَذَّبُنِي"، وجعله في حاشية البقاعي لأبي ذر.

(8)

عليه صح.

(9)

زاد في حاشية البقاعي: "إِيَّايَ" ونسبه لنسخة.

* [3200][التحفة: خ 13666]

(10)

قوله: "بْنُ سَعِيدٍ" سقط عند أبي ذر.

ص: 277

قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي".

‌1 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ

(2)

يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}

(3)

.

{وَ

(4)

السَّقْفِ المَرْفُوعِ}

(5)

: السَّمَاءُ.

{سَمْكَهَا}

(6)

: بِنَاءَهَا

(7)

كَانَ فِيهَا حَيَوَانٌ

(8)

.

{الحُبُكُ

(9)

}: اسْتِوَاؤُهَا وَحُسْنُهَا.

{وَأَذِنَتْ}

(10)

: سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ.

{وَأَلْقَتْ} : أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنَ المَوْتَى.

{وَتَخَلَّتْ}

(11)

: عَنْهُمْ.

* [3201][التحفة: خ م س 13873]

(1)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"سبحانه".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الآية".

(3)

[الطلاق: 12].

(4)

سقط عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

[الطور: 5].

(6)

[النازعات: 28]. وعليه صح.

(7)

عليه صح.

(8)

قوله: "كَانَ فِيهَا حَيَوَانٌ" سقط عند ابن عساكر وأبي ذر وعليه صح.

(9)

لابن عساكر وأبي ذر وعليه صح: "والْحُبُكُ".

(10)

[الانشقاق: 2].

(11)

[الانشقاق: 4].

ص: 278

{طَحَاهَا}

(1)

: دَحَاهَا.

السَّاهِرَةُ

(2)

: وَجْهُ الأَرْضِ، كَانَ فِيهَا الحَيَوَانُ نَوْمُهُمْ وَسَهَرُهُمْ.

[3202] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا

(3)

ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ

(4)

خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ - فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ لَهَا ذَلِكَ

(5)

فَقَالَتْ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، اجْتَنِبِ الأَرْضَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ ظَلَمَ قِيدَ

(6)

شِبْرٍ طُوِّقَهُ

(7)

مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ".

[3203] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ".

[3204] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

[الشمس: 6].

(2)

لأبي ذر وعليه صح: {بِالسَّاهِرَةِ} .

(3)

لابن عساكر: "حدثنا".

(4)

لابن عساكر: "نَاسٍ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "ذَاكَ".

(6)

قيد: قدر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيد).

(7)

طوقه: يخسف اللَّه به الأرض فتصير البقعة المغصوية منها في عنقه كالطوق. وقيل: هو أن يُطوق حملها يوم القيامة، أي يُكلَّف، فيكون من طوق التكليف لا من طوق التقليد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طوق).

* [3202][التحفة: خ م 17740]

* [3203][التحفة: خ 7029]

ص: 279

قَالَ: "الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ

(1)

يَوْمَ خَلَقَ

(2)

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ

(3)

، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلَاثَةٌ

(4)

مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".

[3205] حدثني

(5)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، أَنَّهُ خَاصَمَتْهُ أَرْوَى فِي حَقٍّ زَعَمَتْ أَنَّهُ انْتَقَصَهُ لَهَا إِلَى مَرْوَانَ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا أَنْتَقِصُ مِنْ حَقِّهَا شَيْئًا؛ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ".

قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌2 - بَابٌ فِي النُّجُومِ

وَقَالَ قَتَادَةُ: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}

(6)

خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ: جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا، فَمَنْ تَأَوَّلَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "كَهَيْئَةِ".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "اللَّهُ".

(3)

لابن عساكر: "وَالْأَرَضِينَ".

(4)

عليه صح صح. ولابن عساكر: "ثلاثٌ"، وفي حاشية البقاعي زاد نسبته لأبي ذر.

* [3204][التحفة: خ م س 11682]

(5)

لأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح:"حدثنا".

* [3205][التحفة: خ م 4464]

(6)

[الملك: 5].

ص: 280

فِيهَا

(1)

بِغَيْرِ ذَلِكَ أَخْطَأَ وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ.

وَ

(2)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَشِيمًا}

(3)

: مُتَغَيِّرًا. وَالْأَبُّ: مَا يَأْكُلُ الْأَنْعَامُ. الْأَنَامُ

(4)

: الْخَلْقُ. {بَرْزَخٌ}

(5)

: حَاجِبٌ

(6)

.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أَلْفَافًا}

(7)

: مُلْتَفَّةً. وَالغُلْبُ: المُلْتَفَّةُ. {فِرَاشًا}

(8)

: مِهَادًا كَقَوْلِهِ: {وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ}

(9)

. {نَكِدًا}

(10)

: قَلِيلًا.

‌3 - بَابُ صِفَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ

{بِحُسْبَانٍ}

(11)

قَالَ مُجَاهِدٌ: كَحُسْبَانِ الرَّحَى.

وَقَالَ غَيْرُهُ: بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ لَا يَعْدُوَانِهَا

(12)

، حُسْبَانٌ: جَمَاعَةُ حِسَابٍ

(13)

، مِثْلُ: شِهَابٍ وَشُهْبَانٍ.

{ضُحَاهَا}

(14)

: ضَوْءُهَا.

{أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ} : لَا يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِمَا ضَوْءَ الْآخَرِ وَلَا يَنْبَغِي لَهُمَا ذَلِكَ.

(1)

كذا ثبت للحموي، والمستملي.

(2)

سقط عند أبي ذر.

(3)

[الكهف: 45].

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "والأنامُ".

(5)

[المؤمنون: 100].

(6)

لأبي ذر عن المستملي والكشميهني، ولابن عساكر:"حَاجِزٌ".

(7)

[النبأ: 16].

(8)

[البقرة: 22].

(9)

[البقرة: 36].

(10)

[الأعراف: 58].

(11)

[الرحمن: 5].

(12)

عليه صح.

(13)

لأبي الوقت، وأبي ذر:"الحِسابِ".

(14)

[النازعات: 29].

ص: 281

{سَابِقُ النَّهَارِ}

(1)

: يَتَطَالَبَانِ حَثِيثَانِ

(2)

.

{نَسْلَخُ}

(3)

: نُخْرِجُ

(4)

أَحَدَهُمَا مِنَ الْآخَرِ وَنُجْرِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا

(5)

.

{وَاهِيَةٌ}

(6)

: وَهْيُهَا: تَشَقُّقُهَا.

{أَرْجَائِهَا}

(7)

: مَا لَمْ يَنْشَقَّ مِنْهَا فَهْيَ

(8)

عَلَى حَافَتَيْهِ

(9)

، كَقَوْلِكَ: عَلَى أَرْجَاءِ الْبِئْرِ.

{أَغْطَشَ}

(10)

، وَ {جَنَّ}

(11)

: أَظْلَمَ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: {كُوِّرَتْ}

(12)

: تُكَوَّرُ حَتَّى يَذْهَبَ ضَوْءُهَا.

{وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ}

(13)

: جَمَعَ مِنْ دَابَّةٍ.

{اتَّسَقَ}

(14)

: اسْتَوَى.

(1)

[يس:40].

(2)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"حَثِيثيْنِ" وعليه صح.

(3)

[يس: 37]. تحته صح. ولأبي ذر، والحموي، والمستملي:"يَنْسَلِخُ".

(4)

عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَخْرُجُ".

(5)

في رواية أبي ذر عن الحموي والمستملي: "ويَجْري كُلٌّ مِنْهُما".

(6)

[الحاقة: 16].

(7)

[الحاقة: 17].

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فَهْوَ". ولابن عساكر: "فَهُمْ".

(9)

لأبي ذر، والكشميهني:"حَافَتَيْها".

(10)

[النازعات: 29].

(11)

[الأنعام: 76].

(12)

[التكوير: 1].

(13)

[الانشقاق: 17]. قوله: "ضَوْءُهَا {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} ". في رواية ابن عساكر: "ضَوْءُهَا يقالُ وسَقَ". وقوله: " {وَاللَّيْلِ وَمَا} ": سقط عند ابن عساكر.

(14)

[الانشقاق: 18].

ص: 282

{بُرُوجًا}

(1)

: مَنَازِلَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ.

{الحَرُورُ}

(2)

: بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْسِ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(3)

: الحَرُورُ بِاللَّيْلِ وَالسَّمُومُ بِالنَّهَارِ.

يُقَالُ: {يُولِجُ}

(4)

: يُكَوِّرُ {وَلِيجَةً}

(5)

: كُلُّ شَيْءٍ أَدْخَلْتَهُ فِي شَيْءٍ.

[3206] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: "تَدْرِي

(6)

أَيْنَ تَذْهَبُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ

(7)

لَهَا، وَيُوشِكُ

(8)

أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ

(8)

مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ

(9)

لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ؛ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لمسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيُرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}

(10)

".

(1)

[الحجر: 16].

(2)

[فاطر: 21]. لأبي ذر وعليه صح: "فالحَرُورُ".

(3)

زاد لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"ورُؤبةُ" وعليه صح.

(4)

[الحديد: 6].

(5)

[التوبة: 16].

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "أتدري".

(7)

في اليونينية بالرفع.

(8)

عليه صح.

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فيقالُ".

(10)

[يس: 38].

* [3206][التحفة: خ م د ت س 11993]

ص: 283

[3207] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ المُخْتَارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الشَّمْسُ وَالقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ".

[3208] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ القَاسِمِ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ

(1)

مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا

(2)

فَصَلُّوا".

[3209] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ".

[3210] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ قَامَ فَكَبَّرَ وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ

* [3207][التحفة: خ 14967]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "آيَةٌ".

(2)

لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"رَأَيْتُمُوهُ".

* [3208][التحفة: خ م س 7373]

(3)

قوله: "بْن أَبِي أوَيْسٍ". سقط عند ابن عساكر، وأبي ذر.

* [3209][التحفة: خ م د س 5977]

ص: 284

فَقَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، وَقَامَ كَمَا هُوَ فَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، وَهِيَ أَدْنَى مِنَ القِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهِيَ

(1)

أَدْنَى مِنَ الرَّكْعَةِ الأُولَى، ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ

(2)

الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ: "إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا

(3)

فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ".

[3211] حدثني

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا

(5)

لِحَيَاتِهِ

(6)

، وَلكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا

(7)

فَصَلُّوا".

(1)

عليه صح لأبي ذر وابن عساكر. وعليه تضبيب وبعده صح. وهذه الرقوم والتضبيب من الفرع، وهي في اليونينية مطموسة.

(2)

تجلت: انكشفت وخرجت من الكسوف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا).

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "رأيتموها".

* [3210][التحفة: خ 16549]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(5)

عليه صح.

(6)

سقط عند أبي ذر.

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "رَأيْتُموها".

* [3211][التحفة: خ م س ق 10003]

ص: 285

‌4 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ

(1)

الرِّيَاحَ (نُشُرًا) بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}

(2)

{قَاصِفًا}

(3)

: تَقْصِفُ كُلَّ شَيْءٍ.

{لَوَاقِحَ}

(4)

: مَلَاقِحَ مُلْقِحَةً.

{إِعْصَارٌ}

(5)

: "رِيحٌ عَاصِفٌ تَهُبُّ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ كَعَمُودٍ فِيهِ نَارٌ.

{صِرٌّ

(6)

}

(7)

: بَرْدٌ.

(نُشُرًا): مُتَفَرِّقَةً.

[3212] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نُصِرْتُ بِالصَّبَا

(8)

وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ

(9)

".

[3213] حدثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ

(10)

صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى مَخِيلَةً

(11)

فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ،

(1)

في بعض النسخ التي بأيدينا: "يُرْسِلُ". وهما آيتان.

(2)

[الأعراف: 57].

(3)

[الإسراء: 69].

(4)

[الحجر: 22].

(5)

[البقرة: 266].

(6)

عليه صح.

(7)

[آل عمران: 117].

(8)

بالصبا: الريح الشرقية، وهي القَبول، وقيل التي تخرج من وسط المشرق إلى القطب الأعلى حداء الجدي، وقيل: ما بين مطلع الشمس إلى الجدي. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 38).

(9)

بالدبور: الريح الغربية. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 253).

* [3212][التحفة: خ م س 6386]

(10)

في جميع نسخ الخط عندنا ما ترى، ووقع في المطبوع سابقًا:"رسول اللَّه". كتبه مصححه.

(11)

مخيلة: هي السحابة الخليقة بالمطر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خيل).

ص: 286

وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذَا أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ

(1)

عَنْهُ، فَعَرَّفَتْهُ

(2)

عَائِشَةُ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا

(3)

أَدْرِي لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قَوْمٌ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ}

(4)

" الْآيَةَ.

‌5 - بَابُ ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ

(5)

وَقَالَ أَنَسٌ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ

(6)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام عَدُوُّ اليَهُودِ مِنَ المَلَائِكَةِ.

وَ

(7)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}

(8)

: الْمَلَائِكَةُ.

[3214] حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ. وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا عِنْدَ البَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَاليَقْظَانِ - وَذَكَرَ

(9)

بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ -، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ

(1)

سري: كُشِف عنه الخوف وأزيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرى).

(2)

عليه صح صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وَمَا".

(4)

[الأحقاف: 24].

* [3213][التحفة: خ ت س 17386]

(5)

زاد في رواية: "صلواتُ اللَّه عليهم". كذا في هامش اليونينية من غير رقم ولا تصحيح.

(6)

كذا ثبت بالتخفيف.

(7)

سقط عند أبي ذر.

(8)

[الصافات: 165].

(9)

زاد للأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"يَعنِي رجُلًا".

ص: 287

ذَهَبٍ مُلِئَ

(1)

حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ

(2)

الْبَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ البَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ دُونَ البَغْلِ وَفَوْقَ الحِمَارِ البُرَاقُ، فَانْطَلَقْتُ

(3)

مَعَ جِبْرِيلَ حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ

(4)

: جِبْرِيلُ: قِيلَ: مَنْ

(5)

مَعَكَ؟ قِيلَ

(6)

: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنِ ابْنٍ وَنَبِيٍّ، فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ

(7)

مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم

(8)

، قِيلَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى عِيسَى وَيَحْيَى فَقَالَا: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ

(9)

: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ يُوسُفَ

(10)

فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ

(8)

قَالَ

(11)

: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ملآنَ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "مَلْأَىَ".

(2)

مراق: المراق: ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترق جلودها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقق).

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قِيلَ".

(5)

في جميع النسخ الخط عندنا: "مَنْ" بدون واو. كتبه مصححه.

(6)

عليه صح، ثم تضبيب، ثم صح. ولأبي الوقت، وعليه صح:"قال".

(7)

للأصيلي: "وَمَنْ".

(8)

ليس عند أبي ذر.

(9)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قال".

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "عَلَى يُوسُفَ".

(11)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

ص: 288

الرَّابِعَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ

(1)

: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم

(2)

، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قِيلَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ

(3)

المَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِدْرِيسَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَرْحَبًا

(4)

مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الخَامِسَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ

(5)

: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ

(6)

: نَعَمْ، قِيلَ

(7)

: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْنَا عَلَى هَارُونَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ

(8)

فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، فَأَتَيْنَا عَلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ

(9)

: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم

(2)

، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ

(10)

؟ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ

(3)

المَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى فَسَلَّمْتُ

(11)

فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى فَقِيلَ: مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ

(6)

، هَذَا الغُلَامُ

(6)

الَّذِي بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَفْضَلُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي، فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ

(12)

؟ مَرْحَبًا بِهِ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(2)

ليس عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "ونِعْمَ".

(4)

عليه صح. وبعده لابن عساكر، وأبي الوقت:"بِكَ" وعليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "قيل".

(6)

عليه صح.

(7)

قوله: "قال: نَعَمْ، قِيلَ" سقط عند أبي ذر.

(8)

عليه صح. وسقط عند أبي ذر.

(9)

في نسخة: "قال". رقم في نسخة من القسطلاني.

(10)

عليه صح. وبعده في حاشية البقاعي: "قالَ" ونسبه لبعض النسخ.

(11)

زاد لأبي ذر عن الكشميهني: عليه".

(12)

عليه صح. وبعده في حاشية البقاعي: "قيل: نعم، قيل" ونسبه لنسخة.

ص: 289

وَنِعْمَ

(1)

الْمَجِيْءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ

(2)

فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ

(3)

مِنِ ابْنٍ وَنَبِيٍّ، فَرُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبرِيلَ فَقَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ، وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ

(4)

الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا كَأَنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ

(5)

، وَوَرَقُهَا كَأَنَّهُ آذَانُ الْفُيُولِ، فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ وَالْفُرَاتُ

(6)

، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً

(7)

، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ، فَرَجَعْتُ فَسَأَلْتُهُ فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، ثُمَّ ثَلَاثينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عِشْرِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عَشْرًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَجَعَلَهَا خَمْسًا فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "ولَنِعْمَ".

(2)

كذا لأبي ذر، والكشميهني.

(3)

عليه سقط.

(4)

سدرة: شجرة في أقصى الجنة إليها ينتهي علم الأولين والآخرين ولا يتعداها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سدر).

(5)

كذا بالضبطين عند أبي ذر.

(6)

كذا في غير نسخة، لكن في نسخة معتبرة:"فالنيلُ والفراتُ" كتبه مصححه. ولأبي ذر: "الفراتُ والنيلُ".

(7)

عليها صح صح.

ص: 290

خَمْسًا، فَقَالَ مِثْلَهُ قُلْتُ: سَلَّمْتُ

(1)

بِخَيْرٍ

(2)

، فَنُودِيَ: إِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي وَأَجْزِي الْحَسَنَةَ عَشْرًا".

وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

فِي الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ.

[3215] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً

(4)

مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ

(5)

بِأَرْبعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ

(6)

حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ؛ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ

(7)

بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ؛ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

(1)

كذا في نسخ الخط عندنا، ووقع في المطبوع:"فسلمت".

(2)

عليه سقط. وعليه تضبيب عند أبي ذر.

(3)

قوله: "وسلم". عليه صح.

* [3214][التحفة: خ م ت س 11202 - خت 12245]

(4)

مضغة: هي القطعة من اللحم قَدْرَ ما يُمضَغ، وجمعها: مُضَغ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مضغ).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "ويؤمر".

(6)

عليه صح صح.

(7)

للكشميهني: "يعمل".

* [3215][التحفة: ع 9228]

ص: 291

[3216] حدثنا مُحَمَّدُ

(1)

بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَتَابَعَهُ أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ

(2)

: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ؛ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ".

[3217] حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ الْمَلَاِئكَةَ تَنْزِلُ فِي الْعَنَانِ - وَهُوَ السَّحَابُ - فَتَذْكُرُ الْأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَتَسْمَعُهُ، فَتُوحِيهِ إِلَى الْكُهَّانِ فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ".

[3218] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَالْأَغَرِّ

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ

(1)

سقط عند أبي ذر.

(2)

عليه صح.

* [3216][التحفة: خ 14640]

(3)

قوله: "زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم". سقط عند أبي ذر.

* [3217][التحفة: خ 16398]

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَالْأَعْرَجِ".

ص: 292

يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْمَلَاِئكَةُ

(1)

يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ".

[3219] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا

(2)

الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ فِي الْمَسْجِدِ وَحَسَّانُ يُنْشِدُ فَقَالَ: كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ

(3)

بِاللَّهِ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"أَجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ؟ " قَالَ: نَعَمْ.

[3220] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ: "اهْجُهُمْ - أَوْ هَاجِهِمْ - وَجِبْرِيلُ مَعَكَ".

[3221] وَ

(4)

حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى غُبَارٍ سَاطِعٍ فِي سِكَّةِ بَنِي غَنْمٍ.

زَادَ مُوسَى: مَوْكِبَ

(5)

جِبْرِيلَ.

(1)

في حاشية البقاعي: "ملائكة" ورقم عليه لأبي ذر.

* [3218][التحفة: خ م س 13465]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(3)

أنشدك: أسألك وأقسم عليك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).

* [3219][التحفة: خ م د س 3402]

* [3220][التحفة: خ م س 1794]

(4)

سقط عند أبي ذر. وقبله في نسخة: "حدثنا موسى بنُ إسماعيلَ حدثنا جَرِيرٌ. وحدثنا

". اهـ من اليونينية بخط الأصل.

(5)

كذا لأبي ذر وعليه صح. وفي رواية: "موكبُ" وعليه صح صح.

* [3221][التحفة: خ 821]

ص: 293

[3222] حدثنا فَرْوَةُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ قَالَ: "كُلُّ ذَاكَ؛ يَأْتِي

(1)

الْمَلَكُ أَحْيَانًا فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ

(2)

الْجَرَسِ فَيَفْصِمُ

(3)

عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، وَيَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ أَحْيَانًا رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ".

[3223] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ

(4)

فِي سَبِيلِ اللهِ دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ: أَيْ فُلُ

(5)

، هَلُمَّ

(6)

"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ذَاكَ الَّذِي لَا تَوَى

(7)

عَلَيْهِ، قَالَ

(8)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ".

[3224] حدثنا

(9)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "يَا عَائِشَةُ، هَذَا

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَأْتِيني".

(2)

صلصلة: هي صوت الحديد إذا حُرِّك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صلصل).

(3)

فيفصم: يُقْلِع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فصم).

* [3222][التحفة: خ 17116]

(4)

زوجين: صنفين أو نوعين من أي شيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زوج).

(5)

عليه صح.

(6)

هلم: تعال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلم).

(7)

توى: أي: ضياع وخسارة، وهو من التَّوَى: الهلاك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: توا).

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

* [3223][التحفة: خ م 15373]

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

ص: 294

جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ"، فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى - تُرِيدُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

[3225] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ. ح قَالَ

(1)

: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ

(2)

، حَدّثنَا وَكِيعٌ، عَنْ عمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِجِبْرِيلَ: "أَلَا تَزُورُنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ " قَالَ فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا}

(3)

الْآيَةَ.

[3226] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ

(4)

".

[3227] حدثنا مُحَمَّدُ

(5)

بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ

* [3224][التحفة: خ م ت س 17766]

(1)

عليه صح.

(2)

"بْنُ جَعْفَرٍ": سقط عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

[مريم: 64].

* [3225][التحفة: خ ت س 5505]

(4)

أحرف: سبعة أوجه من اللغات متفرّقة في القرآن. (انظر: تأويل مشكل القرآن)(ص 30).

* [3226][التحفة: خ م 5844]

(5)

سقط عند أبي ذر وعليه صح.

ص: 295

جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ؛ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا

(2)

مَعْمَرٌ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ.

وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ وَفَاطِمَةُ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضهُ الْقُرْآنَ.

[3228] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الْعَصْرَ شَيْئًا فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَمَا إِنَّ جِبْرِيلَ قَدْ نَزَلَ فَصَلَّى أَمَامَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ"، يَحْسُبُ

(3)

بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ.

[3229] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي

(4)

ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(5)

صلى الله عليه وسلم: "قَالَ لِي جِبْرِيلُ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ -

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَإِنَّ رَسُولَ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

* [3227][التحفة: خ م تم س 5840]

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "قَالَ فَحَسَبَ".

* [3228][التحفة: خ م د س ق 9977]

(4)

كذا لأبي ذر وعليه صح.

(5)

في نسخة: "رسولُ الله".

ص: 296

أَوْ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ - قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ، قَالَ: وَإِنْ"

(1)

.

[3230] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْمَلَائِكَةُ يتَعَاقَبُونَ، مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ

(2)

، ثُمَّ يَعْرُجُ

(3)

إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ - فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ

(4)

؟ فَيَقُولُونَ

(5)

: تَرَكْنَاهُمْ يُصَلُّونَ

(6)

، وَأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ".

‌6 - بَابٌ

(7)

إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ: آمِينَ وَالْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ

(8)

فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

[3231] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا

(9)

مَخْلَدٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:

(1)

عليه صح صح.

* [3229][التحفة: خ م ت سي 11915]

(2)

لأبي ذر، والكشميهني:"وَصَلَاةِ الْعَصْرِ".

(3)

يعرج: العروج: الصعود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرج).

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "عِبادِي".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فقالوا".

(6)

في نسخة: "وهم يصلون". كذا في غير نسخة العطفة بعد: "تركناهم" وصنيع القسطلاني يفيد أنها بعد: "وأتيناهم" كتبه مصححه.

* [3230][التحفة: خ س 13737]

(7)

سقط عند أبي ذر وعليه صح.

(8)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "آمِينَ".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

ص: 297

حَشَوْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وِسَادَةً

(1)

فِيهَا تَمَاثِيلُ كَأَنَّهَا نُمْرُقَةٌ

(2)

، فَجَاءَ فَقَامَ بَيْنَ الْبَابَيْنِ

(3)

وَجَعَلَ يَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ، فَقُلْتُ: مَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَا بَالُ هَذِهِ الْوِسَادَةِ؟ " قَالَتْ

(4)

: وِسَادَةٌ جَعَلْتُهَا لَكَ لِتَضْطَجِعَ عَلَيْهَا، قَالَ: "أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، وَأَنَّ

(5)

مَنْ صَنَعَ الصُّورَةَ

(6)

يُعَذَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ يَقُولُ

(7)

: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ".

[3232] حدثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "لَا تَدْخُلُ الْمَلَاِئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةُ تَمَاثِيلَ".

[3233] حدثنا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ الْأَشَجِّ حَدَّثَهُ، أَن بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ رضي الله عنه حَدَّثَهُ، وَمَعَ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عُبَيْدُ اللهِ الْخَوْلَانِيُّ الَّذِي كَانَ فِي حَجْرِ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمَا زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ".

(1)

لأبي ذر: "وِسَادَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم".

(2)

نمرقة: وسادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمرق).

(3)

كذا للمستملي، والكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي:"الناس".

(4)

لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "قُلْتُ".

(5)

عليه صح.

(6)

في حاشية البقاعي: "الصُّورَ" بلا رقم.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فيقول".

* [3231][التحفة: خ م 17559]

* [3232][التحفة: خ م ت س ق 3779]

ص: 298

قَالَ بُسْرٌ: فَمَرِضَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ فَعُدْنَاهُ، فَإِذَا نَحْنُ فِي بَيْتِهِ بِسِتْرٍ فِيهِ تَصَاوِيرُ، فَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ: أَلَمْ يُحَدِّثْنَا فِي التَّصَاوِيرِ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ قَالَ: إِلَّا رَقْمٌ

(1)

فِي ثَوْبٍ، أَلَا

(2)

سَمِعْتَهُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: بَلَى قَدْ ذَكَرَهُ

(3)

.

[3234] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرٌو

(4)

، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَعَدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ.

[3235] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

[3236] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ

(5)

، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ

(1)

عليه صح.

رقم: الرقم: النقش والوشي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقم).

(2)

كذا بالتخفيف.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "ذَكَرَ".

* [3233][التحفة: خ م د س 3775]

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني، ولأبي الوقت، وعليه صح:"عُمَرُ".

* [3234][التحفة: خ 6784]

* [3235][التحفة: خ م د ت س 12568]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حَدَّثَنَا ابْنُ فُلَيْحٍ".

ص: 299

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ

(1)

أَحَدَُكُمْ

(2)

فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، وَالْمَلَائِكَةُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَ

(3)

ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يَقُمْ مِنْ صَلَاتِهِ أَوْ يُحْدِثْ

(4)

".

[3237] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}

(5)

.

قَالَ سُفْيَانُ: فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ: (وَنَادَوْا يَا مَالِ).

[3238] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(6)

حَدَّثَتْهُ، أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: "لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ

(7)

، وَكَانَ أشَدَُّ

(8)

مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ؛ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ،

(1)

عليه صح. وسقط عند أبي ذر.

(2)

كذا لأبي ذر وعليه صح.

(3)

في نسخة: "اللهم"، وعليه صح.

(4)

عليه صح.

* [3236][التحفة: خ 13611]

(5)

[الزخرف: 77]. لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَا مَالِ".

* [3237][التحفة: خ م د (ت) س 11838]

(6)

قوله: "زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم". سقط عند أبي ذر.

(7)

قوله: "مَا لَقِيتُ". سقط عند أبي ذر.

(8)

كذا بالضبطين لأبي ذر.

ص: 300

فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ

(1)

إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ: ذَلِكَ فِيمَا

(2)

شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ

(3)

"، فَقَالَ

(4)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بَلْ أَرْجُو

(5)

أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ

(6)

مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا".

[3239] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ

(7)

أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}

(8)

، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ.

(1)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "اللهُ".

(2)

لأبي ذر، والكشميهني:"فما".

(3)

الأخشبين: الجبلين المطيفين بمكة وهما أبو قبيس والأحمر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خشب).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أنا أرجو".

(6)

أصلابهم: ظهورهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صلب).

* [3238][التحفة: خ م س 16700]

(7)

قاب: قدر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قوب).

(8)

[النجم: 9، 10]

* [3239][التحفة: خ م ت س 9205]

ص: 301

[3240] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى}

(1)

قَالَ: رَأَى رَفْرَفًا

(2)

أَخْضَرَ

(3)

سَدَّ أُفُقَ السَّمَاءِ.

[3241] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ، وَلَكِنْ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ، وَخَلْقُهُ

(4)

سَادٌّ

(5)

مَا بَيْنَ الْأُفُقِ.

[3242] حدثني

(6)

مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ الْأَشْوَعِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: فَأَيْنَ قَوْلُهُ: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}

(7)

؟ قَالَتْ

(8)

: ذَاكَ جِبْرِيلُ كَانَ يَأْتِيهِ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ، وَإِنَّهُ أَتَاهُ هَذِهِ الْمَرَّةَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي هِيَ

(9)

صُورَتُهُ فَسَدَّ الْأُفُقَ.

(1)

[النجم: 18].

(2)

رفرفا: أي: بساطا. وقيل: فراشا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رفرف).

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "خَضِرًا".

* [3240][التحفة: خ س 9429]

(4)

كذا بالضم، وعليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وخَلْقِه سادًّا".

* [3241][التحفة: خ 17468]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

(7)

[النجم: 8، 9].

(8)

عليه صح.

(9)

قوله: "وإنَّهُ أتاهُ هَذِهِ الْمَرَّةَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي هِيَ". في رواية أبي ذر عن الحموي والمستملي: "وإنَّما أَتَى هَذِهِ الْمَرَّةَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي هو".

* [3242][التحفة: خ م 17618]

ص: 302

[3243] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي قَالَا

(1)

: الَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ".

[3244] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا

(2)

لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ".

تَابَعَهُ

(3)

أَبُو حَمْزَةَ، وَابْنُ دَاوُدَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ.

[3245] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ثُمَّ فَتَرَ

(4)

عَنِّي الْوَحْيُ

(5)

فَتْرَةً، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ؛ فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي

(6)

بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجُئِثْتُ

(7)

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فقال". ولأبي ذر عن الكشميهني: "فقالا".

* [3243][التحفة: خ م ت س 4630]

(2)

ليس عند أبي ذر.

(3)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "شُعْبةُ وأبو".

* [3244][التحفة: خ م د س 13404]

(4)

فتر: سكنت حدته التي كان عليها، وكان الوحي قد جاء ثم انقطع. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (3/ 5).

(5)

لأبي ذر: "فَتَرَ الوَحْيُ عنِّي".

(6)

لأبي ذر: "قَدْ" وعليه صح.

(7)

للحموي، والمستملي:"فَجُثِئْتُ".

فجئثت: ذُعِرْت وخِفْت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جأث).

ص: 303

مِنْهُ حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ، فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي

(1)

زَمِّلُونِي، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}

(2)

إِلَى

(3)

{فَاهْجُرْ}

(4)

".

قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَالرِّجْزُ

(5)

: الْأَوْثَانُ.

[3246] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ.

وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ - يَعْنِي: ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ

(6)

طُوَالًا جَعْدًا

(7)

كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا

(8)

مَرْبُوعَ

(9)

الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبِطَ

(10)

الرَّأْسِ، وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، وَالدَّجَّالَ" فِي آيَاتٍ

(1)

زملوني: من التزميل: وهو التغطية بالثياب ولف الجسم بها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زمل).

(2)

بعده لأبي ذر، وعليه صح:" {قُمْ فَأَنْذِرْ} ".

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: " {وَالرُّجْزَ} ".

(4)

[المدثر: 1 - 5].

(5)

كسر الراء من الفرع.

* [3245][التحفة: خ م ت س 3152]

(6)

آدم: أسمر. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 321).

(7)

جعدا: الجعودة في الشعر: ألا يتكسر ولا يسترسل. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 570).

(8)

عليه صح.

مربوعا: بين الطويل والقصير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربع).

(9)

عليه صح.

مربوع الخلق: معتدل الخلقة مائلًا إلى الحمرة. (انظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري)(15/ 146).

(10)

سبط: السبط من الشعر: المنبسط المسترسل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبط).

ص: 304

أَرَاهُنَّ اللهُ إِيَّاهُ {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ

(1)

مِنْ لِقَائِهِ}

(2)

.

قَالَ أَنَسٌ وَأَبُو بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"تَحْرُسُ الْمَلَاِئِكَةُ الْمَدِينَةَ مِنَ الدَّجَّالِ".

‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ

قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: {مُطَهَّرَةٌ} : مِنَ الْحَيْضِ وَالْبَوْلِ وَالْبُزَاقِ

(3)

.

{كُلَّمَا رُزِقُوا} : أُتُوا بِشَيْءٍ، ثُمَّ أُتُوا بِآخَرَ. {قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ}: أُتِينَا

(4)

مِنْ قَبْلُ. {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا}

(5)

: يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَيَخْتَلِفُ فِي الطُّعُومِ

(6)

.

{قُطُوفُهَا} : يَقْطِفُونَ

(7)

كَيْفَ شَاءُوا.

{دَانِيَةٌ}

(8)

: قَرِيبَةٌ.

الْأَرَائِكُ: السُّرُرُ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: النَّضْرَةُ فِي الْوُجُوهِ

(9)

وَالسُّرُورُ فِي الْقَلْبِ.

(1)

مرية: تردد في الأمر، وهو أخص من الشك. (انظر: المفردات في غريب القرآن) (ص 766).

(2)

[السجدة: 23].

* [3246][التحفة: خ م 5422]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وَالْبُصَاقِ".

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أُوتِينَا".

(5)

[البقرة: 25].

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فِي الطَّعْمِ".

(7)

عليه صح.

(8)

[الحاقة: 23].

(9)

في حاشية البقاعي: "الوجه" ونسبه لنسخة.

ص: 305

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {سَلْسَبِيلًا}

(1)

: حَدِيدَةُ

(2)

الْجِرْيَةِ.

{غَوْلٌ} : وَجَعُ الْبَطْنِ

(3)

.

{يُنْزَفُونَ}

(4)

: لَا تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {دِهَاقًا}

(5)

: مُمْتَلِئًا.

{كَوَاعِبَ}

(6)

: نَوَاهِدَ.

الرَّحِيقُ: الْخَمْرُ.

التَّسْنِيمُ: يَعْلُو شَرَابَ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

{خِتَامُهُ} : طِينُهُ {مِسْكٌ}

(7)

.

{نَضَّاخَتَانِ}

(8)

: فَيَّاضَتَانِ.

يُقَالُ: مَوْضُونَةٌ: مَنْسُوجَةٌ، مِنْهُ: وَضِينُ النَّاقَةِ.

وَالْكُوبُ: مَا لَا أُذُنَ لَهُ وَلَا عُرْوَةَ، وَالْأَبَارِيقُ: ذَوَاتُ

(9)

الْآذَانِ وَالْعُرَا.

{عُرُبًا}

(10)

: مُثَقَّلَةً وَاحِدُهَا: عَرُوبٌ مِثْلُ: صَبُورٍ وَصُبُرٍ، يُسَمِّيهَا أَهْلُ مَكَّةَ: الْعَرِبَةَ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ: الْغَنِجَةَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ: الشَّكِلَةَ.

(1)

[الإنسان: 18].

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بَطْنٍ".

(4)

[الصافات: 47].

(5)

[النبأ: 34].

(6)

[النبأ: 33].

(7)

[المطففين: 26].

(8)

[الرحمن: 66].

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "ذَاتُ".

(10)

[الواقعة: 37].

ص: 306

وَ

(1)

قَالَ مُجَاهِدٌ: رَوْحٌ: جَنَّةٌ وَرَخَاءٌ، وَالرَّيْحَانُ: الرِّزْقُ، وَالْمَنْضُودُ: الْمَوْزُ، وَالْمَخْضُودُ: الْمُوقَرُ حَمْلًا، وَيُقَالُ أَيْضًا: لَا شَوْكَ لَهُ.

وَالْعُرُبُ

(2)

: الْمُحَبَّبَاتُ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ.

وَ

(1)

يُقالُ: مَسْكُوبٌ: جَارٍ.

{وَفُرُشٍ

(3)

مَرْفُوعَةٍ}

(4)

: بَعْضُهَا فوْقَ بَعضٍ.

{لَغْوًا} : بَاطِلًا.

{تَأْثِيمًا}

(5)

: كَذِبًا.

أَفْنَانٌ: أَغْصَانٌ.

{وَجَنَى الجَنَّتَيْنِ دَانٍ}

(6)

: مَا يُجْتَنَى قَرِيبٌ.

{مُدْهَامَّتَانِ}

(7)

: سَوْدَاوَانِ مِنَ الرِّيِّ.

[3247] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَإِنَّهُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ".

(1)

سقط عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر: "وَالْعُرْبُ".

(3)

عليه صح.

(4)

[الواقعة: 34]. وعليه صح.

(5)

[الواقعة: 25].

(6)

[الرحمن: 54].

(7)

[الرحمن: 64].

* [3247][التحفة: خ س 8292]

ص: 307

[3248] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ".

[3249] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَن أَبَا هُرَيْرةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا". فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: أَعَلَيْكَ

(2)

أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!

[3250] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ

(3)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ

(4)

مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا

(5)

فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ

(6)

لَا يَرَاهُمُ الْآخَرُونَ".

* [3248][التحفة: خ ت س 10873]

(1)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"النبيَّ".

(2)

قوله: "وَقَالَ: أَعَلَيْكَ". كذا في بعض نسخ الخط التي عندنا، وتعليق شيخ الإسلام وشرح العيني، والذي في نسختين جليلتين:"وقال عمر" بإظهار الفاعل. كتبه مصححه.

* [3249][التحفة: خ ق 13214]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "عن النَّبِيِّ".

(4)

درة: لؤلؤة عظيمة. (انظر: لسان العرب، مادة: درر).

(5)

كذا للكشميهني. وللقابسي: "دُرٌّ مُجَوَّفٌ طُولُهُ".

(6)

للحموي، والكشميهني:"مِنْ أَهْلٍ".

ص: 308

قَالَ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ وَالْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ:"سِتُّونَ مِيلًا".

[3251] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنَ

(1)

رَأَتْ، وَلَا أُذُنَ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ؛ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}

(2)

".

[3252] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ

(3)

تَلِجُ

(4)

الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؛ لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا، وَلَا يَمْتَخِطُونَ

(5)

، وَلَا يتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمُ

(6)

الْأَُلُْوَّةُ

(7)

، وَرَشْحُهُمُ

(8)

الْمِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ

* [3250][التحفة: خ م ت س 9136]

(1)

تنوين "عينٌ" و"أذنٌ": مرفوعتين من غير اليونينية.

(2)

[السجدة: 17].

* [3251][التحفة: خ م ت 13675]

(3)

زمرة: جماعة في تفرقة بعضهم إثر بعض. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 311).

(4)

تلج: تدخل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ولج).

(5)

يمتخطون: أي ليس في أنفهم من المياه الزائدة والمواد الفاسدة ليحتاجوا إلى إخراجها. (انظر: تحفة الأحوذي)(7/ 205).

(6)

مجامرهم: بَخُورُهُم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمر).

(7)

روي بفتح الهمزة وضمها، وضم اللام وسكونها. اهـ من اليونينية.

الألوة: العُود الذي يُتَبَخَّر به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألي).

(8)

رشحهم: الرشح: العرق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رشح).

ص: 309

يُرَى مُخُّ

(1)

سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الْحُسْنِ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ

(2)

يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا".

[3253] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى إِثْرِهِمْ

(3)

كَأَشَدِّ كَوْكَبٍ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا يُرَى مُخُّ

(4)

سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ لَحْمِهَا مِنَ الْحُسْنِ، يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا، لَا يَسْقَمُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَبْصُقُونَ، آنِيَتُهُمُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، وَأَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَقُودُ

(5)

مَجَامِرِهِمُ الْأَُلَْوَّةُ - قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: يَعْنِي: الْعُودَ - وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ".

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْإِبْكَارُ: أَوَّلُ الْفَجْرِ، {وَالْعَشِيِّ}: مَيْلُ الشَّمْسِ إِلَى أَنْ تُرَاهُ

(6)

تَغْرُبَ.

[3254] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيَدْخُلَنَّ مِنْ أُمَّتِي

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "يَرَى مُخَّ".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "قلبُ رجلٍ وَاحِدٍ".

* [3252][التحفة: خ ت 14678]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "أَثَرِهِمْ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "يَرَى مُخَّ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وَوَقُودُ".

(6)

قوله: "أنْ تُراهُ" عليه تضبيب. ولأبي ذر وعليه صح: "إلى أنْ أُراهُ تغرب".

* [3253][التحفة: خ 13762]

ص: 310

سَبعُونَ أَلْفًا - أَوْ سَبعُمِائَةِ أَلْفٍ - لَا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ".

[3255] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُبَّةُ سُنْدُسٍ

(1)

، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ الْحَرِيرِ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا، فَقَالَ:"وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا".

[3256] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَجَعَلُوا يَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِهِ وَلينِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا".

[3257] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

[3258] حدثنا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً

* [3254][التحفة: 4738]

(1)

سندس: ما رق من الديباج (الحرير) ورفع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سندس).

* [3255][التحفة: خ م 1298]

* [3256][التحفة: خ ت س 1850]

* [3257][التحفة: خ 4692]

ص: 311

يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا".

[3259] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ:{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}

(1)

، وَلَقَابُ قَوْسِ

(2)

أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ تَغْرُبُ".

[3260] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ

(3)

فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لَا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَحَاسُدَ، لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ

(4)

الْعِينِ

(5)

يُرَى مُخُّ

(6)

سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ".

* [3258][التحفة: خ 1199]

(1)

[الواقعة: 30].

(2)

لقاب قوس: موضع قده، القاب بمعنى المقدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قوب).

* [3259][التحفة: خ 13607]

(3)

دري: شديد الإنارة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درر).

(4)

الحور: نساء أهل الجنة، واحدتها حوراء، وهي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حور).

(5)

العين: جمع عيناء وهي الواسعة العين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عين).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "يَرَى مُخَّ".

* [3260][التحفة: خ 13612]

ص: 312

[3261] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ: "إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ".

[3262] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

(1)

، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَيُونَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَيُونَ

(2)

الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ

(3)

فِي الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: "بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ".

‌8 - بَابُ صِفَةِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ".

فِيهِ: عُبَادَةُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(4)

.

* [3261][التحفة: خ 1796]

(1)

قوله: "بْنُ أَنَسٍ" ليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "تَتَرَاءَوْنَ".

(3)

الغابر: البعيد، ويقال الذاهب الماضي الداخل في الغروب. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 127).

* [3262][التحفة: خ م 4173]

(4)

لأبي ذر وعليه صح، قوله:"وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "من أَنْفَقَ

إلى قوله:

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" يُؤَخَّر بعد قوله: "حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَم إلى قوله

إلَّا الصَّائِمُونَ".

ص: 313

[3263] حدثنا

(1)

سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى: الرَّيَّانَ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ".

‌9 - بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ

(غَسَاقًا): يُقَالُ: غَسَقَتْ عَيْنُهُ وَيَغْسِقُ

(2)

الْجُرْحُ، وَكَأَنَّ الْغَسَاقَ وَالْغَسَقَ

(3)

وَاحِدٌ.

غِسْلِينُ: كُلُّ شَيْءٍ غَسَلْتَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ فَهُوَ غِسْلينُ، فِعْلِينُ

(4)

مِنَ الْغَسْلِ مِنَ الْجُرْحِ وَالدَّبَرِ

(2)

.

وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {حَصَبُ جَهَنَّمَ}

(5)

: حَطَبُ بِالْحَبَشِيَّةِ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: {حَاصبًا}

(6)

: الرِّيحُ الْعَاصِفُ وَالْحَاصِبُ مَا تَرْمِي بِهِ الرِّيحُ، وَمِنْهُ {حَصَبُ جَهَنَّمَ}: يُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّمَ هُمْ حَصَبُهَا، وَيُقَالُ: حَصَبَ فِي الْأَرْضِ: ذَهَبَ، وَالْحَصَبُ

(7)

: مُشْتَقٌّ مِنْ حَصْبَاءِ

(8)

الْحِجَارَةِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: قوله "حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ

إلى قوله: "إلَّا الصَّائِمُونَ" يُقَدَّم على قوله: "وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَنْفَقَ

إلى قوله: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم".

* [3263][التحفة: خ 4766]

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "والغَسِيقَ".

(4)

قوله: "غِسْلينُ

" إلخ. كذا ضُبط في غير نسخة معتمدة، لكن في نسخة معتمدة أيضًا تنوين "غسلين". كتبه مصححه. قالت لجنة تصحيح "السلطانية" بمشيخة الأزهر: "صوابُه: ضَمُّ النُّونِ فيهما - أي "غسلين فعلين" - مُنوَّنًا".

(5)

[الأنبياء: 98].

(6)

[الإسراء: 68].

(7)

فتح الصاد من الفرع.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "الحَصْباء".

ص: 314

صَدِيدٌ: قَيْحٌ وَدَمٌ.

{خَبَتْ}

(1)

: طَفِئَتْ

(2)

.

{تُورُونَ}

(3)

: تَسْتَخْرِجُونَ. أَوْرَيْتُ: أَوْقَدْتُ.

{لِلْمُقوِينَ}

(4)

: لِلْمُسَافِرِينَ، وَالْقِيُّ: الْقَفْرُ.

وَ

(5)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صِرَاطُ الجَحِيمِ: سَوَاءُ الْجَحِيمِ وَوَسَطُ الْجَحِيمِ.

{لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ}

(6)

: يُخْلَطُ طَعَامُهُمْ وَيُسَاطُ

(7)

بِالْحَمِيمِ.

{زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}

(8)

: صَوْتٌ شَدِيدٌ وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ.

{وِرْدًا}

(9)

: عِطَاشًا.

{غَيًّا}

(10)

: خُسْرَانًا.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ {يُسْجَرُونَ}

(11)

: تُوقَدُ بِهِمُ

(12)

النَّارُ.

وَنُحَاسٌ

(13)

: الصُّفْرُ يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ.

(1)

[الإسراء: 97].

(2)

عليه صح.

(3)

[الواقعة: 71].

(4)

[الواقعة: 73].

(5)

كذا لأبي ذر وعليه صح.

(6)

[الصافات: 67].

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ويُحَرّكُ".

(8)

[هود: 106].

(9)

[مريم: 86].

(10)

[مريم: 59].

(11)

[غافر: 72].

(12)

لأبي ذر وعليه صح: "لهم".

(13)

كذا بالضبطين، قراءتان؛ فقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وروح يخفض السين، والباقون برفعها. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 381).

ص: 315

يُقَالُ: {ذُوقُوا}

(1)

: بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الْفَمِ.

مَارِجٌ: خَالِصٌ مِنَ النَّارِ، مَرَجَ الْأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إذَا خَلَّاهُمْ يَعْدُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.

{مَرِيجٍ}

(2)

: مُلْتَبِسٍ

(3)

، مَرِجَ

(4)

أَمْرُ النَّاسِ: اخْتَلَطَ.

{مَرَجَ البَحْرَيْنِ}

(5)

: مَرَجْتَ دَابَّتَكَ: تَرَكْتَهَا.

[3264] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَقَالَ: "أَبْرِدْ

(6)

" ثُمَّ قَالَ: "أَبْرِدْ"، حَتَّى فَاءَ

(7)

الْفَيْءُ

(8)

، يَعْنِي: لِلتُّلُولِ، ثُمَّ قَالَ: "أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ

(9)

جَهَنَّمَ".

[3265] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ".

(1)

[آل عمران: 181].

(2)

[ق: 5].

(3)

لأبي ذر والكشميهني: "مُنْتَشِرٍ".

(4)

عليه صح.

(5)

[الرحمن: 19].

(6)

أبرد: أبردَ بالصلاة: أَخّرهَا حَتَّى خف الْحر. (انظر: الفائق في غريب الحديث)(1/ 91).

(7)

فاء: رجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).

(8)

الفيء: الظل الذي يكون بعد الزوال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).

(9)

فيح: الفيح: سطوع الحر وفورانه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيح).

* [3264][التحفة: خ م د ت 11914]

* [3265][التحفة: خ ق 4006]

ص: 316

[3266] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ؛ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ فِي

(1)

الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ

(2)

".

[3267] حدثني

(3)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ

(4)

، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ، فَأَخَذَتْنِي الْحُمَّى فَقَالَ: أَبْرِدْهَا

(5)

عَنْكَ بِمَاءِ زَمْزَمَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْحُمَّى

(6)

مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ؛ فَأَبْرُِدُوهَا

(7)

بِالْمَاءِ - أَوْ قَالَ: بِمَاءِ زَمْزَمَ". شَكَّ هَمَّامٌ.

[3268] حدثني

(8)

عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "مِن".

(2)

الزمهرير: شدة البرد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زمهر).

* [3266][التحفة: خ 15170]

(3)

"حدّثنا": عليه صح.

(4)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "هو العَقَدِيُّ".

(5)

كذا ثبت بالضبطين.

(6)

سقط عند أبي ذر. ولأبي ذر وعليه صح: "هي". أي بدل: "الحُمَّى" كما يستفاد من صنيع النسخ المعتبرة عندنا.

(7)

كذا ثبت بالضبطين، وعليه صح صح.

* [3267][التحفة: خ س 6530]

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

ص: 317

يَقُولُ: "الْحُمَّى مِنْ فَوْرِ

(1)

جَهَنَّمَ؛ فَأَبْرُدُوهَا

(2)

عَنْكُمْ بِالْمَاءِ".

[3269] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ؛ فَأَبْرُدُوهَا

(3)

بِالْمَاءِ".

[3270] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ؛ فَأَبْرُدُوهَا

(4)

بِالْمَاءِ".

[3271] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا".

[3272] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ عَطَاءً يُخْبِرُ،

(1)

فور: وهج وغليان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فور).

(2)

عليه صح صح. وضم الراء مع الوصل هو العالي، ويقال بقطع الهمزة وكسر الراء. اهـ. من اليونينية.

* [3268][التحفة: خ م ت س ق 3562]

(3)

عليه صح صح.

* [3269][التحفة: خ 6899]

(4)

عليه صح.

* [3270][التحفة: خ م 8162]

* [3271][التحفة: خ 13848]

ص: 318

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ:{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}

(1)

.

[3273] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لِأُسَامَةَ: لَوْ أَتَيْتَ فُلَانًا فَكَلَّمْتَهُ، قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُرَوْنَ

(2)

أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ، إِنِّي أُكَلِّمُهُ فِي السِّرِّ دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا لَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ، وَلَا أَقُولُ لِرَجُلٍ أَنْ كَانَ عَلَيَّ أَمِيرًا إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ، بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالُوا: وَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ

(3)

أَقْتَابُهُ

(4)

فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ

(5)

، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلَانُ

(6)

، مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى

(7)

عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وآتِيهِ".

رَوَاهُ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ.

(1)

[الزخرف: 77].

* [3272][التحفة: خ م د (ت) س 11838]

(2)

عليه صح.

(3)

فتندلق: الاندلاق: خروج الشيء من مكانه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دلق).

(4)

أقتابه: جمع قِتْب، وهي الأمعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قتب).

(5)

في حاشية البقاعي: "بِالرَّحى" ورقم عليه للحموي والمستملي.

برحاه: الرحى: التي يطحن بها. انظر: (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحا).

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَا فُلانُ".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "وتَنْهانا".

* [3273][التحفة: خ م 91]

ص: 319

‌10 - بَابُ صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {يُقْذَفُونَ}

(1)

: يُرْمَوْنَ، {دُحُورًا}: مَطْرُودِينَ، {وَاصِبٌ}

(2)

: دَائِمٌ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مَدْحُورًا}

(3)

: مَطْرُودًا، يُقَالُ:{مَرِيدًا}

(4)

مُتَمَرِّدًا، بَتَّكَهُ: قَطَّعَهُ، {وَاسْتَفْزِزْ}: اسْتَخِفَّ، {بِخَيْلِكَ}

(5)

: الْفُرْسَانُ

(6)

، وَالرَّجْلُ: الرَّجَّالَةُ وَاحِدُهَا رَاجِلٌ، مِثْلُ: صَاحِب وَصَحْبٍ، وَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ، {لَأَحْتَنِكَنَّ}

(7)

: لَأَسْتَأْصِلَنَّ، {قَرِينٌ}

(8)

: شَيْطَانٌ.

[3274] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

وَقَالَ اللَّيْثُ: كَتَبَ إِليَّ هِشَامٌ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ، حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: "أَشَعَرْتِ أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي، أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ

(9)

، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ

(1)

[الصافات: 8]. لأبي ذر وعليه صح: "ويُقْذَفُونَ".

(2)

[الصافات: 9].

(3)

[الأعراف: 18].

(4)

[النساء: 117].

(5)

[الإسراء: 64].

(6)

عليه صح.

(7)

[الإسراء: 64].

(8)

[الصافات: 51].

(9)

مطبوب: الطِّب هنا: السحر، كنوا بالطب عن السحر؛ تفاؤلا بالبرء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طبب).

ص: 320

الْأَعْصَمِ، قَالَ: فِيمَ ذَا؟ قَالَ: فِي مُشُْطٍ وَمُشَاقَةٍ

(1)

، وَجُفِّ

(2)

طَلْعَةٍ

(3)

ذَكَرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ

(4)

"، فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ لِعَائِشَةَ - حِينَ رَجَعَ: "نَخْلُهَا كَأَنَّهَا

(5)

رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ"، فَقُلْتُ: اسْتَخْرَجْتَهُ، فَقَالَ: "لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللهُ، وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا"، ثُمَّ دُفِنَتِ الْبِئْرُ.

[3275] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ

(6)

، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ

(7)

رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ

(8)

عُقْدَةٍ مَكَانَهَا: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ

(1)

مشاقة: هي المشاطة، وهي الشعر الذي يسقط من الرأس واللحية عند التسريح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مشق).

(2)

جف: الجف: وِعَاءُ الطَّلْع، وهو الغِشَاءُ الذي يكون فوقه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جفف).

(3)

عليه صح.

طلعة: الطَّلْع: ما يطلُعُ من النخلة ثم يصير ثمرًا إن كانت أنثى، وإن كانت النخلة ذكرًا لم يصر ثمرًا، بل يؤكل طريًّا. (انظر: المصباح المنير، مادة: طلع).

(4)

بئر ذروان: اسم بئر بالمدينة المنورة، يظن أنها كانت من جهات البقيع. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة) (ص 27، 42).

(5)

كذا للكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح: "كأنه".

* [3274][التحفة: خ س 17134]

(6)

قوله: "بْنُ أَبِي أوَيْسٍ" سقط عند أبي ذر.

(7)

قافية: القافية: القفا. وقيل: قافية الرأس: مؤَخَّره. وقيل: وسطه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفا).

(8)

عليه صح صح. وكان في اليونينية: "على كلِّ"، فضَرَبَ على لفظ:"على".

ص: 321

اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ".

[3276] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ

(1)

حَتَّى أَصْبَحَ قَالَ: "ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ - أَوْ قَالَ: فِي أُذُنِهِ".

[3277] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَمَا

(2)

إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ وَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَرُزِقَا وَلَدًا لَمْ يَضُرُّهُ

(3)

الشَّيْطَانُ".

[3278] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ

(4)

فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ، وَلَا تَحَيَّنُوا

(5)

بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا؛ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ

* [3275][التحفة: خ 13375]

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ليلةً".

* [3276][التحفة: خ م س ق 9297]

(2)

كذا ثبت بالتخفيف، وعليه صح.

(3)

كذا بالضبطين معًا.

* [3277][التحفة: ع 6349]

(4)

حاجب الشمس: ناحية منها وحرفها الأعلى، شبه أول بدوه بحاجب الإنسان. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 181).

(5)

تَحَيَّنُوا: تطلبوا حينها، والحين الوقت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حين).

ص: 322

شَيْطَانٍ

(1)

- أَوِ الشَّيْطَانِ

(2)

". لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ.

[3279] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

(3)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ شَيْءٌ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَمْنَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيَمْنَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ".

[3280] وَقال عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَكَّلَنِي

(4)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ

(5)

مِنَ اللهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ

(6)

شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَكَ، وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ".

(1)

قرني شيطان: ناصيتي رأسه وجانبيه، وهو تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها، فكأن الشيطان سوّل له ذلك فإذا سجد لها كان كأن الشيطان مقترن بها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرن).

(2)

لأبي ذر والكشميهني: "الشَّيَاطِينِ".

* [3278][التحفة: خ م س 7322]

(3)

عليه تضبيب. ولأبي ذر وعليه صح: "سَعيدٍ" وعليه صح.

* [3279][التحفة: خ م د 4000]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وكَلَنِي" بالتخفيف.

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "عليك". وقوله: "لَنْ يَزَالَ" في حاشية البقاعي: "لَم يزلْ" ونسبه لنسخة.

(6)

عليه صح. وفي القسطلاني بضم الراء والباء. ولأبي ذر بفتح الراء.

* [3280][التحفة: خت سي 14482]

ص: 323

[3281] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ

(1)

، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ".

[3282] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ - مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ

(2)

، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ".

[3283] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ مُوسَى قَالَ لِفَتَاهُ: {آتِنَا غَدَاءَنَا} {قَالَ

(3)

أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}

(4)

، وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ

(5)

حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَ

(6)

اللهُ بِهِ".

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ الزُّبَيْرِ".

* [3281][التحفة: خ م د سي 4160]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "السماءِ".

* [3282][التحفة: خ م س 4342]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(4)

[الكهف: 62، 63].

(5)

النصب: التعب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصب).

(6)

للكشميهني: "أَمَرَهُ".

* [3283][التحفة: خ م ت س 39]

ص: 324

[3284] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ، فَقَالَ:"هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ".

[3285] حدثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا

(1)

ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا اسْتَجْنَحَ

(2)

- أَوْ كَانَ

(3)

جُنْحُ

(4)

- اللَّيْلِ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ فَحُلُّوهُمْ

(5)

، وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ وَأَوْكِ

(6)

سِقَاءَكَ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا".

[3286] حدثني

(7)

مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ

(8)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ

(9)

حُيَيٍّ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ

(10)

فَقَامَ مَعِي

* [3284][التحفة: خ 7242]

(1)

عليه تضبيب. ولأبي ذر وعليه صح: "حَدَّثني".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الليلُ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "أو قال".

(4)

كذا بالضبطين معًا.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَخَلُّوهم".

(6)

في حاشية البقاعي: "وأوكِي" ونسبه لنسخة.

* [3285][التحفة: خ م د سي 2446]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "حَدَّثَنَا".

(8)

"ابْنُ غَيْلَانَ": سقط عند أبي ذر.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".

(10)

فانقلبت: رجعت إلى بيتي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).

ص: 325

لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَلَى رِسْلِكُمَا

(1)

، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ"، فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا - أَوْ قَالَ: شَيْئًا".

[3287] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ

(2)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ"، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَقَالَ: وَهَلْ بِي جُنُونٌ؟

[3288] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ

(3)

: جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ، وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ".

قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. مِثْلَهُ.

(1)

رسلكما: أي: اثْبُتَا ولا تَعْجَلا، والرِّسْلُ: التأني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل).

* [3286][التحفة: خ م د س ق 15901]

(2)

أوداجه: الأوداج: هي ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح واحدها ودج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ودج).

* [3287][التحفة: خ م د سي 4566]

(3)

كذا في نسخ الخط عندنا بدون: "اللهُمَّ". كتبه مصححه.

* [3288][التحفة: ع 6349]

ص: 326

[3289] حدثنا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةً فَقَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي، فَشَدَّ عَلَيَّ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ عَلَيَّ؛ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ

" فَذَكَرَهُ.

[3290] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ، فَإِذَا قُضِيَ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ

(1)

بِهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ

(2)

بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَقَلْبِهِ فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى لَا يَدْرِيَ أَثَلَاثًا صَلَّى أَمْ أَرْبَعًا، فَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّى أَوْ أَرْبَعًا سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ".

[3291] حدثنا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبَيْهِ

(3)

بِإِصْبَعِهِ

(4)

حِينَ يُولَدُ غَيْرَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ؛ ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِي الحِجَابِ".

[3292] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،

* [3289][التحفة: خ م س 14384]

(1)

ثوب: التَّثْوِيب هَا هُنَا: إِقَامَةُ الصَّلَاةِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثوب).

(2)

يخطر: يوسوس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خطر).

* [3290][التحفة: خ 15393]

(3)

في حاشية البقاعي: "جَنبه" ونسبه لنسخة.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "بِإِصْبَعَيْهِ".

* [3291][التحفة: خ 13772]

ص: 327

عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ

(1)

، قَالُوا: أَبُو الدَّرْدَاءِ، قَالَ: أَفِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ

(2)

نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم؟

[3293] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ وَقَالَ: الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي: عَمَّارًا.

[3294] قال: وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ أَخْبَرَهُ عُرْوَةُ

(3)

، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمَلَاِئِكَةُ تَتَحَدَّثُ

(4)

فِي الْعَنَانِ - وَالْعَنَانُ: الْغَمَامُ - بِالْأَمْرِ يَكُونُ فِي الْأَرْضِ؛ فَتَسْمَعُ

(5)

الشَّيَاطِينُ الْكَلِمَةَ، فَتَقُرُّهَا فِي أُذُنِ

(6)

الْكَاهِنِ كَمَا تُقَرُّ

(2)

الْقَارُورَةُ، فَيَزِيدُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذِبَةٍ".

[3295] حدثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ الشَّيْطَانُ".

(1)

بعده في نسخة: "فقلتُ مَنْ هَا هُنا". من اليونينية بخط الأصل.

(2)

عليه صح.

* [3292][التحفة: خ س 10956]

* [3293][التحفة: خ س 10956]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ عروةَ".

(4)

لأبي ذر: "تَحَدَّثُ".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَتَسْتَمِعُ".

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "آذَانِ".

* [3294][التحفة: خ 6398]

* [3295][التحفة: خ د ت س 14322]

ص: 328

[3296] حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ المُشْرِكُونَ؛ فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ

(1)

أُخْرَاكُمْ؛ فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ اليَمَانِ فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، أَبِي أَبِي، فَوَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ؛ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.

[3297] حدثنا الحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ التِفَاتِ الرَّجُلِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُ

(2)

الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ أَحَدِكُمْ".

[3298] حدثنا أَبُو المُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. حَدَّثَنِي

(3)

سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِذَا حَلَمَ

(4)

أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا؛ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ".

(1)

كذا لأبي ذر وعليه صح.

* [3296][التحفة: خ 16824]

(2)

كذا في نسخ الخط عندنا بدون ضمير.

* [3297][التحفة: خ د س 17661]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثني".

(4)

فَتْحُ اللام من الفرع.

* [3298][التحفة: خ سي 12112]

ص: 329

[3299] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ كَانَتْ

(1)

لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا

(2)

مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ".

[3300] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ

(3)

عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الحِجَابَ

(4)

، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: "عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي

(5)

كُنَّ عِنْدِي فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الحِجَابَ"، قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "كانَ".

(2)

حرزا: حفظًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرز).

* [3299][التحفة: خ م ت ق 12571]

(3)

يستكثرنه: يبالغن في الطلب ويسألنه بإلحاح. (انظر: الذيل على النهاية، مادة: كثر).

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فِي الْحِجَابِ".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "اللَّائِي".

ص: 330

عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! قُلْنَ: نَعَمْ؛ أَنْتَ أَفَظُّ

(1)

وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ

(2)

، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا

(3)

إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ".

[3301] حدثني

(4)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا اسْتَيْقَظَ - أُرَاهُ - أَحَدُكُمْ

(5)

مِنْ مَنَامِهِ فَتَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثًا؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ

(6)

عَلَى خَيْشُومِهِ

(7)

".

‌11 - بَابُ ذِكْرِ الْجِنِّ وَثَوَابِهِمْ وَعِقَابِهِمْ

لِقَوْلِهِ: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي}

(8)

إِلَى قَوْلِهِ: {عَمَّا يَعْمَلُونَ}

(9)

.

(1)

أفظ: الفظاظة: سوء الخُلُق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فظظ).

(2)

قوله: "والذي نفسي بيده". سقط عند أبي ذر.

(3)

فجا: الفج: الطريق الواسع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فجج).

* [3300][التحفة: خ م س 3918]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(5)

قوله "أُرَاهُ أَحَدُكمْ": سقط عند أبي ذر والكشميهني.

(6)

كذا ثبت لأبي ذر والحموي والكشميهني.

(7)

خيشومه: الخيشوم: الأنف. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين لابن أبي نصر الحميدي)(ص 475).

* [3301][التحفة: خ م س 14284]

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "الآيةَ".

(9)

[الأنعام: 130 - 132].

ص: 331

{بَخْسًا}

(1)

: نَقْصًا.

قَالَ

(2)

مُجَاهِدٌ: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِنَّةِ نَسَبًا}

(3)

، قَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللهِ، وَأُمَّهَاتُهُمْ

(4)

بَنَاتُ سَرَوَاتِ

(5)

الْجِنِّ.

قَالَ اللهُ: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}

(6)

: سَتُحْضَرُ لِلْحِسَابِ.

{جُنْدٌ مُحْضَرُونَ}

(7)

: عِنْدَ الْحِسَابِ.

[3302] حدثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ لَهُ: "إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ؛ فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ وَبَادِيَتِكَ

(8)

فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ فَارْفع صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ، وَلَا إِنْسٌ، وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

[الجن: 13].

(2)

لأبي الوقت: "وقال".

(3)

[الصافات: 158].

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وَأُمَّهَاتُهُنَّ".

(5)

سروات: أشراف، وهو جمع جمع سَرِيّ وهو النفيس الشريف، يجمع على سَرَاة، وتجمع سراة على سَرَوات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سري).

(6)

[الصافات: 158].

(7)

[يس: 75]. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مُحْضَرٌ".

(8)

كذا في نسخ الخط عندنا: "وَبَادِيَتِكَ" بالواو، وفي القسطلاني بـ "أو" وقال: إنها للشكّ. كتبه مصححه.

* [3302][التحفة: خ س ق 4105]

ص: 332

‌12 - وَقَوْلُ اللهِ

(1)

جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ}

(2)

إِلَى قَوْلِهِ: {أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}

(3)

{مَصْرِفًا}

(4)

: مَعْدِلًا، {صَرَفْنَا}

(2)

، أَيْ: وَجَّهْنَا.

‌13 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}

(5)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الثُّعْبَانُ الْحَيَّةُ الذَّكَرُ مِنْهَا، يُقَالُ: الْحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ: الْجَانُّ، وَالْأَفَاعِي، وَالْأَسَاوِدُ.

{آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}

(6)

: فِي مِلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ.

يُقَالُ: {صَافَّاتٍ} : بُسُطٌ أَجْنِحَتَهُنَّ. {يَقْبِضْنَ}

(7)

: يَضْرِبْنَ بِأَجْنِحَتِهِنَّ.

[3303] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى المِنْبَرِ يَقُولُ: "اقْتُلُوا الحَيَّاتِ، وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ

(8)

، وَالْأَبْتَرَ

(9)

؛ فَإِنَّهُمَا

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قولِهِ".

(2)

[الأحقاف: 29].

(3)

[الأحقاف: 32].

(4)

[الكهف: 53].

(5)

[البقرة: 164].

(6)

[هود: 56].

(7)

[الملك: 19].

(8)

الطفيتين: الطفية: خوصة المقل وهو شجر الدوم، شبه الخطين على ظهر الحية بخوصتين من خوص المقل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طفا).

(9)

الأبتر: أصله قصير الذنب، وهو هنا صنف من الحيات أزرق مقطوع الذنب، لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 77).

ص: 333

يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ، وَ

(1)

يَسْتَسْقِطَانِ

(2)

الْحَبَلَ".

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَيْنَا أَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً لِأَقْتُلَهَا، فَنَادَانِي أَبُو لُبَابَةَ: لَا تَقْتُلْهَا، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، قَالَ

(3)

: إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ، وَهِيَ: الْعَوَامِرُ

(4)

.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ: فَرآنِي أَبُو لُبَابَةَ، أَوْ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ.

وَتَابَعَهُ يُونُسُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَإِسْحَاقُ الْكَلْبِيُّ، وَالزُّبَيْدِيُّ.

وَقَالَ صَالِحٌ وَابْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَابْنُ مُجَمِّعٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: رَآنِي

(5)

أَبُو لُبَابَةَ، وَزَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ.

‌14 - بَابٌ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ

(6)

الْجِبَالِ

[3304] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(1)

عليه صح.

(2)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني، وعليه صح. وفي نسخة:"وَيُسْقِطَانِ" وعليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(4)

العوامر: الحيات التي تكون في البيوت، وقيل: سميت عوامر لطول أعمارها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عمر).

(5)

لأبي ذر، والمستملي:"فَرَآنِي".

* [3303][التحفة: خ م 6938]

(6)

شعف: جمع شَعَفَة، وهي رأس الجبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعف).

ص: 334

الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكَ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرَّجُلِ

(1)

غَنَمٌ

(2)

يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ وَمَوَاقِعَ القَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ".

[3305] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأْسُ الكُفْرِ نَحْوَ

(3)

المَشْرِقِ، وَالفَخْرُ وَالخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الخَيْلِ وَالْإِبِلِ، وَالْفَدَّادِينَ

(4)

أَهْلِ الوَبَرِ

(5)

، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ".

[3306] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ نَحْوَ اليَمَنِ فَقَالَ: "الْإِيمَانُ يَمَانٍ هَا هُنَا، أَلَا إِنَّ القَسْوَةَ وَغِلَظَ القُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ، فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ".

[3307] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ

(6)

فَاسْأَلُوا اللهَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "الْمُسْلِمِ".

(2)

في نسخة: "غَنَمًا". كذا في اليونينية.

* [3304][التحفة: خ د س ق 4103]

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "قِبَلَ".

(4)

تشديد الدال وفتح النون من الفرع.

الفدادين: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، وقيل: هم المكثرون من الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فدد).

(5)

الوبر: الإبل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 277).

* [3305][التحفة: خ م 13823]

* [3306][التحفة: خ م 10005]

(6)

عليه صح.

ص: 335

مِنْ فَضْلِهِ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ رَأَى

(1)

شَيْطَانًا".

[3308] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ جُنْحُ

(3)

اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ

(4)

سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَحُلُّوهُمْ

(5)

، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا".

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ نَحْوَ مَا أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ:"وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ".

[3309] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ

(6)

، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ، وَإِنِّي لَا أُرَاهَا إِلَّا الفَارَ

(7)

؛ إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الْإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْ".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فإنَّها رأتْ".

* [3307][التحفة: خ م د ت س 13629]

(2)

غير مكررة في النسخ التي عندنا.

(3)

جنح الليل: أَوَّلُهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنح).

(4)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"ذَهَبَتْ".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَخَلُّوهُمْ" بالخاء المعجمة.

* [3308][التحفة: خ م د سي 2446]

(6)

قوله "عن خَالِدٍ": عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح.

(7)

هو في غير نسخة غير مهموز. وقال القسطلاني بسكون الهمز. وهو كما في "المصباح" يهمز ولا يهمز. كتبه مصححه.

ص: 336

فَحَدَّثْتُ كَعْبًا فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ

(1)

لِي مِرَارًا، فَقُلْتُ: أَفَأَقْرَأُ

(2)

التَّوْرَاةَ؟.

[3310] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لِلْوَزَغِ

(3)

: "الْفُوَيْسِقُ"، وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ، وَزَعَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِهِ.

[3311] حدثنا صَدَقَةُ

(4)

، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهَا

(5)

بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ.

[3312] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم: "اقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ؛ فَإِنَّهُ يَلْتَمِسُ

(7)

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(2)

في حاشية البقاعي: "أقْرأُ" ونسبه لنسخة.

* [3309][التحفة: خ م 14463]

(3)

للوزغ: جمع وَزَغَة، وهي التي يقال لها: سامُّ أبرص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وزغ).

* [3310][التحفة: خ م س ق 6696]

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ الفضلِ".

(5)

في حاشية البقاعي: "أمَرَ" ونسبه لنسخة.

* [3311][التحفة: خ م س ق 18329]

(6)

لأبي الوقت وأبي ذر: "رسولُ الله".

(7)

هذا ما في جميع النسخ التي عندنا، والذي في القسطلاني:"يَطْمِسُ" وفسره بـ "يمحو". كتبه مصححه.

ص: 337

الْبَصَرَ، وَيُصِيبُ الْحَبَلَ

(1)

".

[3313] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْأَبْتَرِ، وَقَالَ:"إِنَّهُ يُصِيبُ الْبَصَرَ، وَيُذْهِبُ الْحَبَلَ".

[3314] حدثني

(2)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي يُونُسَ الْقُشَيْرِيِّ

(3)

، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَن ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ، ثُمَّ نَهَى قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم هَدَمَ حَائِطًا لَهُ فَوَجَدَ فِيهِ سِلْخَ

(4)

حَيَّةٍ فَقَالَ: "انْظُرُوا أَيْنَ هُوَ؟ "، فَنَظَرُوا، فَقَالَ:"اقْتُلُوهُ"، فَكُنْتُ أَقْتُلُهَا لِذَلِكَ

(5)

، فَلَقِيتُ أَبَا لُبَابَةَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقْتُلُوا الْجِنَّانَ

(6)

إِلَّا كُلَّ أَبْتَرَ ذِي طُفْيَتَيْنِ؛ فَإِنَّهُ يُسْقِطُ الْوَلَدَ، وَيُذْهِبُ الْبَصَرَ؛ فَاقْتُلُوهُ".

(1)

زاد بعده لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"تَابَعَهُ (1) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَبَا أُسَامَةَ (2) ".

.........................

1 -

لأبي ذر عن الكشميهني: "تَابَعَ".

2 -

قوله: "أَبَا أُسَامَةَ" كذا في نسخ خط يوثق بها بلفظ الكنية، وهو الذي يستفاد مما في السند عن هشام، ووقع في تعليق شيخ الإسلام، وشرح القسطلاني والعيني:"أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ". كتبه مصححه. وزاد في حاشية البقاعي قبل "أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ": "قَالَ".

* [3312][التحفة: خ 6829]

* [3313][التحفة: خ 17320]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

على آخره صح.

(4)

كسر السين من الفرع.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "لِذَاكَ قال".

(6)

الجنان: الحيات التي تكون في البيوت، واحدها جانّ، وهو الدقيق الخفيف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنن).

* [3314][التحفة: خ م د 12147]

ص: 338

[3315] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ.

فَحَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَّانِ الْبُيُوتِ؛ فَأَمْسَكَ عَنْهَا.

‌15 - بَابٌ

(1)

خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ

[3316] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْفَأْرَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ

(2)

".

[3317] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ مَنْ قَتَلَهُنَّ وَهْوَ مُحْرِمٌ فَلَا جُنَاحَ

(3)

عَلَيْهِ: الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ

(4)

".

* [3315][التحفة: خ م د 12147]

(1)

زاد بعده لأبي ذر، وعليه صح:"إذا وَقَعَ الذُّبابُ في شَرابِ أحَدِكم فَلْيَغْمِسْه فإنَّ في أحَدِ (1) جَناحَيهِ داءً وفي الآخَرِ (2) شِفاءً وَ".

......................

1 -

لأبي الوقت، وأبي ذر:"فِي إحْدَى".

2 -

لأبي الوقت، وأبي ذر:"وَفي الأُخْرَى".

(2)

العقور: هو كل سَبُعٍ يَعْقِرُ، أي: يجرح ويقتل ويفترس، كالأسد والنَّمِر والذئب، سَمَّاهَا كلبًا لاشتراكها في السَّبُعِيَّة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقر).

* [3316][التحفة: خ م ت س 16629]

(3)

جناح: إثم. (انظر: غريب القرآن) للسجستاني (ص 178).

(4)

في حاشية البقاعي: "وَالحُدَيَّا"، ونسبه لنسخة.

* [3317][التحفة: خ 7247]

ص: 339

[3318] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كَثِيرٍ

(1)

، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما رَفَعَهُ قَالَ: "خَمِّرُوا

(2)

الْآنِيَةَ، وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ

(3)

، وَأَجِيفُوا الْأَبْوَابَ

(4)

، وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْعِشَاءِ

(5)

؛ فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ؛ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ

(6)

رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الْفَتِيلَةَ

(7)

فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ".

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَحَبِيبٌ، عَنْ عَطَاءٍ: "فَإِنَّ الشَّيْطَانَ

(8)

".

[3319] حدثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ

(9)

فَنَزَلَتْ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}

(10)

فَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ إِذْ خَرَجَتْ حَيَّةٌ مِنْ جُحْرِهَا، فَابْتَدَرْنَاهَا

(11)

لِنَقْتُلَهَا، فَسَبَقَتْنَا فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وُقِيَتْ شَرَّكُمْ كمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا".

(1)

زاد في حاشية البقاعي: "ابن شِنظِيرٍ"، ونسبه لبعض النسخ.

(2)

خمروا: التخمير: التغطية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمر).

(3)

الأسقية: جمع السقاء وهو ظرف للماء من الجلد. وقد يكون للبن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقى).

(4)

أجيفوا الأبواب: ردوها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوف).

(5)

عليه تضبيب. ولأبي ذر وعليه صح وبعده صح، ولأبي الوقت:"المَسَاء"، وعلى آخره صح.

(6)

الفويسقة: تصغير فاسقة وهي الفأرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فسق).

(7)

اجترت الفتيلة: جرتها. (انظر: فتح الباري لابن حجر)(6/ 356).

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "للشَّياطينِ".

* [3318][التحفة: خ د ت 2476]

(9)

غار: كهف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غور).

(10)

[المرسلات: 1]. عرفا: متتابعة. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 561).

(11)

فابتدرناها: تسابقنا أينا يدركها. (انظر: فتح الباري لابن حجر)(8/ 687).

ص: 340

وَعَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مِثْلَهُ قَالَ: وَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً.

وَتَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ.

وَقَالَ حَفْصٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ

(1)

اللَّهِ.

[3320] حدثنا نَصرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ؛ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَُِشَاشِ الْأَرْضِ".

[3321] قال: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

[3322] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ

(1)

نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ

(2)

فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِبَيْتِهَا فَأُحْرِقَ بِالنَّارِ؛ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً".

(1)

عليه صح.

* [3391][التحفة: خ م س 9163 - خ س 9430 - خت 9447]

* [3320][التحفة: خ م 8016]

* [3321][التحفة: خ م 12986]

(2)

بجهازه: بمتاعه. (انظر: فتح الباري لابن حجر)(6/ 358).

* [3322][التحفة: خ 13849]

ص: 341

‌16 - بَابٌ

(1)

إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ

(2)

فِي

(2)

شَرَابِ أَحَدِكُمْ

(3)

فَلْيَغْمِسْهُ

(4)

فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَفِي الْأُخْرَى

(3)

شِفَاءً

(5)

[3323] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ

(6)

بْنُ حُنَيْنٍ

(3)

، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا وَقعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ، ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ

(7)

؛ فَإِنَّ فِي إِحْدَى

(3)

جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَالْأُخْرَى

(3)

شِفَاءً".

[3324] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "غُفِرَ لاِمْرَأَةٍ مُومِسَةٍ

(8)

؛ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ

(9)

يَلْهَثُ - قَالَ: كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ - فَنَزَعَتْ خُفَّهَا، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنَ الْمَاءِ؛ فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ".

(1)

كذا لأبي ذر عن الحموي.

(2)

كذا للحموي.

(3)

عليه صح.

(4)

سقط عند أبي ذر.

(5)

قوله "فَإِنَّ فِي إِحْدَى

شِفَاءً": كذا ثبت في رواية الحموي.

(6)

كذا هو في جميع النسخ التي عندنا بدون لفظ الجلالة، وهو الذي في أسماء الرجال أَيضًا. كتبه مصححه.

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لِيَنْتَزِعْهُ".

* [3323][التحفة: خ ق 14126]

(8)

مومسة: فاجرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مومس).

(9)

ركي: الركي والركية: البئر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ركا).

* [3324][التحفة: خ 12243]

ص: 342

[3325] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ كَمَا أَنَّكَ هَا هُنَا، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ".

[3326] حدثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ.

[3327] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا يَنْقُصْ

(2)

مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ

(3)

، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ، أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ".

[3328] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، سَمِعَ سُفْيَانَ بْنَ أَبِي زُهَيْرٍ الشَّنَئِيَّ

(4)

، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنِ اقْتَنَى

(5)

كَلْبًا لَا يُغْنِي عَنْهُ زَرْعًا، وَلَا ضَرْعًا؛ نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ"، فَقَالَ السَّائِبُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِي، وَرَبِّ هَذِهِ الْقِبْلَةِ.

* [3325][التحفة: خ م ت س ق 3779]

(1)

ليس عند أبي الهيثم. كذا في اليونينية في محاذاة سطر: "حدثنا عبد الله بن يوسف".

* [3326][التحفة: خ م س ق 8349]

(2)

عليه صح.

(3)

قيراط: مقدار من الثواب معلوم عند الله تعالى. (انظر: شرح النووي على مسلم)(7/ 14).

* [3327][التحفة: خ 15432]

(4)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "الشَّنَوِيَّ".

(5)

اقتنى: اتخذ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنا).

* [3328][التحفة: خ م س ق 4476]

ص: 343

‌17 - بَابُ

(1)

خَلْقِ آدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَذُرِّيَّتِهِ

صَلْصَالٌ: طِينٌ خُلِطَ بِرَمْلٍ، فَصَلْصَلَ كَمَا يُصَلْصِلُ الْفَخَّارُ، وَيُقَالُ: مُنْتِنٌ يُرِيدُونَ بِهِ صَلَّ كَمَا يُقَالُ

(2)

: صَرَّ الْبَابُ، وَصَرْصَرٍَ عِنْدَ الْإِغْلَاقِ مِثْلُ: كَبْكَبْتُهُ - يَعْنِي: كَبَبْتُهُ.

{فَمَرَّتْ بِهِ}

(3)

: اسْتَمَرَّ بِهَا الْحَمْلُ فَأَتَمَّتْهُ.

{أَلَّا تَسْجُدَ}

(4)

: أَنْ تَسْجُدَ.

‌18 - بَابُ

(5)

قَوْلِ

(6)

اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}

(7)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}

(8)

: إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ. {فِي كَبَدٍ}

(9)

: فِي شِدَّةِ خَلْقٍ. (وَرِيَاشًا)

(10)

: الْمَالُ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: الرِّيَاشُ وَالرِّيشُ وَاحِدٌ، وَهُوَ مَا ظَهَرَ مِنَ اللِّبَاسِ.

(1)

لفظ "باب": سقط عند أبي ذر. وفي نسخة صحيحة: "كتاب الأنبياء صلوات اللَّه عليهم". من اليونينية.

(2)

لأبي ذر وأبي الوقت: "تَقُولُ".

(3)

[الأعراف: 189].

(4)

[الأعراف: 12].

(5)

لفظ "باب": سقط عند أبي ذر.

(6)

لأبي ذر وأبي الوقت: "وقول"، وعليه صح.

(7)

[البقرة: 30].

(8)

[الطارق: 4].

(9)

[البلد: 4].

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "وَرِيشًا".

ص: 344

{مَا تُمْنُونَ}

(1)

: النُّطْفَةُ فِي أَرْحَامِ النِّسَاءِ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {إِنَّهُ

(2)

عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ

(3)

}

(4)

: النُّطْفَةُ فِي الْإِحْلِيلِ.

كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ فَهُوَ شَفْعٌ؛ السَّمَاءُ شَفْعٌ، وَالْوَِتْرُ اللَّهُ عز وجل. {فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}

(5)

: فِي أَحْسَنِ خَلْقٍ. {أَسْفَلَ سَافِلِينَ}

(6)

: إِلَّا مَنْ آمَنَ. {خُسْرٍ}

(7)

: ضَلَالٍ، ثُمَّ اسْتَثْنَى

(8)

إِلَّا مَنْ آمَنَ. {لَازِبٍ}

(9)

: لَازِمٌ. نُنْشِئَكُمْ

(10)

فِي أَيِّ خَلْقٍ نَشَاءُ. {نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ}

(11)

: نُعَظِّمُكَ.

وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}

(12)

فَهْوَ قَوْلُهُ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا}

(13)

. {فَأَزَلَّهُمَا}

(14)

: فَاسْتَزَلَّهُمَا. وَ

(15)

{يَتَسَنَّهْ}

(16)

: يَتغَيَّرْ

(17)

، آَسِنٌ: مُتَغَيِّرٌ، وَالْمَسْنُونُ: الْمُتَغَيِّرُ. حَمَإٍ: جَمْعُ حَمأَةٍ

(18)

، وَهُوَ: الطِّينُ الْمُتَغَيِّرُ. يَخْصِفَانِ: أَخْذُ الْخِصَافِ. مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ: يُؤَلِّفَانِ الْوَرَقَ،

(1)

[الواقعة: 58].

(2)

سقط عند أبي ذر، وعليه تضبيب.

(3)

سقط عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

[الطارق: 8].

(5)

[التين: 4].

(6)

[التين: 5].

(7)

[العصر: 2].

(8)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(9)

[الصافات: 11].

(10)

عليه صح.

(11)

[البقرة: 30].

(12)

[البقرة: 37].

(13)

[الأعراف: 23].

(14)

[البقرة: 36].

(15)

سقط عند أبي ذر.

(16)

[البقرة: 259].

(17)

لأبي ذر: "يَتَسَنَّهُ يَتَغَيَّرُ".

(18)

لم يضبط الميم في اليونينية، وضَبطها في الفرع بالسكون.

ص: 345

وَيَخْصِفَانِ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ. سَوْآتُِهُِمَا

(1)

: كِنَايَةٌ عَنْ فَرْجِهِمَا

(2)

. {وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}

(3)

: هَا هُنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الْحِينُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ سَاعَةٍ إِلَى مَا لَا يُحْصَى عَدَدُهُ. {قَبِيلُهُ}

(4)

: جِيلُهُ الَّذِي هُوَ مِنْهُمْ.

[3329] حدثني

(5)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ - فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ - فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ".

[3330] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَتْفِلُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ الْأَنْجُوجُ

(6)

عُودُ الطِّيبِ،

(1)

الضم إشارة إلى ما ورد في سورة [الأعراف: 22][طه: 121]، وأما الكسر ففي [الأعراف: 20، 27].

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فَرْجَيْهِما".

(3)

[الأعراف: 24].

(4)

[الأعراف: 27].

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3329][التحفة: خ م 14702]

(6)

ضَبطُه من الفرع. ولأبي ذر وعليه صح: "الْأَلَنْجُوجُ".

الأنجوج: العود الذي يتبخر به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نجج).

ص: 346

وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ".

[3331] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ؛ فَهَلْ عَلَى المَرْأَةِ الغَسْلُ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ:"نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ المَاءَ"، فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ: تَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَبِمَا يُشْبِهُ الْوَلَدُ؟! ".

[3332] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا الفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ

(1)

مَقْدَمُ رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ

(3)

: أَوَّلُ أَشْرَاطِ

(4)

السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ؟ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ الوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ؟ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ إِلَى أَخْوَالِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَبَّرَنِي بِهِنَّ آنِفًا جِبْرِيلُ"، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَاكَ عَدُوُّ اليَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الشَّبَهُ فِي الوَلَدِ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا

* [3330][التحفة: خ م ق 14903]

* [3331][التحفة: خ م ت س ق 18264]

(1)

كذا ثبت بالتخفيف.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيِّ".

(3)

بعده لأبى ذر وعليه صح: "قالَ مَا".

(4)

أشراط: علامات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرط).

ص: 347

غَشِيَ

(1)

الْمَرْأَةَ فَسَبَقَهَا مَاؤُهُ كَانَ الشَّبَهُ لَهُ، وَإِذَا سَبَقَ

(2)

مَاؤُهَا

(3)

كَانَ الشَّبَهُ لَهَا"، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ

(4)

؛ إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُونِي

(5)

عِنْدَكَ، فَجَاءَتِ اليَهُودُ، وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ الْبَيْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ؟ "، قَالُوا أَعْلَمُنَا، وَابْنُ أَعْلَمِنَا، وَأَخْيَرُنَا

(6)

، وَابْنُ أَخْيَرِنَا

(7)

، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفَرَأَيْتُمْ أَِنْ

(8)

أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ؟ "، قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالُوا: شَرُّنَا، وَابْنُ شَرِّنَا، وَوَقَعُوا فِيهِ.

[3333] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، يَعْنِي: "لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ

(9)

اللَّحْمُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا".

(1)

غشي: جامَع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).

(2)

لأبي ذر والحموي والمستملي وعليه صح: "اسَتبَقَتْ". ولأبي ذر والكشميهني: "سَبَقَتْ".

(3)

عليه تضبيب.

(4)

كذا في اليونينية بضم الهاء.

(5)

بهتوني: كذبوا عَلَيَّ وافتروا باطلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بهت).

(6)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "وأخْيَرُنا وابنُ أخْيَرِنا".

(7)

عليه صح.

(8)

كذا بالضبطين في اليونينية.

* [3332][التحفة: خ 764]

(9)

يخنز: ينتن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خنز).

* [3333][التحفة: خ 14684]

ص: 348

[3334] حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ وَمُوسَى بْنُ حِزَامٍ

(1)

، قَالَا: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ؛ فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ؛ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ؛ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ".

[3335] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ

(2)

يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: فَيُكْتَبُ

(3)

عَمَلُهُ

(4)

، وَأَجَلُهُ

(4)

، وَرِزْقُهُ

(4)

، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ؛ فَيَدْخُلُ الجَنَّةَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ؛ فَيَدْخُلُ النَّارَ".

(1)

عليه صح.

* [3334][التحفة: خ م س 13434]

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَإِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ". ورقم على الـ "و" لأبي ذر وعليه صح.

(3)

بضم الياء عند أبي ذر، وما بعده مرفوع.

(4)

رقم على الرفع لأبي ذر.

* [3335][التحفة: ع 9228]

ص: 349

[3336] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ فِي الرَّحِمِ

(1)

مَلَكًا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، نُطْفَةٌ، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ، يَا رَبِّ، مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَهَا قَالَ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ، يَا رَبِّ، أُنْثَى

(2)

، يَا رَبِّ، شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ".

[3337] حدثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ: "أَنَّ

(3)

اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا: لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي، فَأَبَيْتَ إِلَّا الشِّرْكَ".

[3338] حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ

(4)

مِنْ دَمِهَا؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتْلَ".

(1)

في حاشية البقاعي: "بِالرَّحِمِ" ونسبه لبعض النسخ.

(2)

كذا في نسخ الخط التي عندنا وشرح العيني أيضًا، والذي في نسخ الطبع تبعًا للقسطلاني:"أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى". كتبه مصححه.

* [3336][التحفة: خ م 1080]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "إنَّ".

* [3337][التحفة: خ م 1071]

(4)

كفل: الكفل: الحظ والنصيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفل).

* [3338][التحفة: خ م ت س ق 9568]

ص: 350

‌19 - بَابٌ الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ

(1)

قَالَ: قَالَ

(2)

اللَّيْثُ: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ؛ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ".

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ بِهَذَا.

‌20 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}

(3)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (بَادِئَ الرَّأْيِ): مَا ظَهَرَ لَنَا. {أَقْلِعِي}

(4)

: أَمْسِكِي. {وَفَارَ التَّنُّورُ}

(5)

: نَبَعَ الْمَاءُ.

وَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَجْهُ الْأَرْضِ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الجُودِيُّ: جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ. دَأْبٌ: مِثْلُ

(6)

: حَالٌ.

(1)

مجندة: جموع مجمعة، وقيل: أجناس مختلفة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 156).

(2)

كذا في نسخ الخط التي معنا: "قال قال" بدون واو بينهما.

(3)

[هود: 25].

(4)

[هود: 44].

(5)

[المؤمنون: 27].

(6)

عليه صح. وسقط عند ابن عساكر، وأبي ذر.

ص: 351

‌21 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}

(2)

إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ:{مِنَ المُسْلِمِينَ}

(3)

[3339] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ سَالِمٌ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: "إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ

(4)

فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ".

[3340] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا عَنِ الدَّجَّالِ مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ قَوْمَهُ: إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ بِمِثَالِ

(5)

الجَنَّةِ وَالنَّارِ،

(1)

قوله: "بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى". ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، وقبلهما صح.

(2)

[نوح: 1]. وقوله: " {أَنْ أَنْذِرْ

} إلى {عَذَابٌ أَلِيمٌ} ". سقط عند أبي ذر.

(3)

[يونس: 71، 72]. قوله: " {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ

} إلى {مِنَ المُسْلِمِينَ} ". ثبت في رواية ابن عساكر وأبي ذر، وصحح عليه. وقوله: " {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ

} إلخ". هو عند القسطلاني فقط قبل الباب. وقال: إنه ثابت عند الهروي وابن عساكر، وهو في العيني، وشرح شيخ الإسلام في هذا الموضع، وكذا في النسخ التي بأيدينا وعليه ما ترى:[أي ثبت في رواية ابن عساكر وأبي ذر وصحح عليه]. كتبه مصححه.

(4)

سقط عند ابن عساكر.

* [3339][التحفة: خ م 6990]

(5)

لابن عساكر: "تِمْثالُ".

ص: 352

فَالَّتِي يَقُولُ: إِنَّهَا الْجَنَّةُ هِيَ النَّارُ، وَإِنِّي

(1)

أُنْذِرُكُمْ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ".

[3341] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لَا مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ، فَيَقُولُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَهُوَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}

(2)

. وَالوَسَطُ العَدْلُ".

[3342] حدثني

(3)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي دَعْوَةٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ

(4)

مِنْهَا نَهْسَةً

(5)

، وَقَالَ: "أَنَا سَيِّدُ القَوْمِ

(6)

يَوْمَ القِيَامَةِ، هَلْ تَدْرُونَ بِمَنْ

(7)

يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ

(8)

(1)

لابن عساكر: "فإني".

* [3340][التحفة: خ م 15374]

(2)

[البقرة: 143].

* [3341][التحفة: خ ت س ق 4003]

(3)

"حدثنا" عليه صح، لأبي ذر، وابن عساكر.

(4)

فنهس: النهس: أخذ اللحم بأطراف الأسنان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نهس).

(5)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً". كذا في غير نسخة، والذي في القسطلاني: الأصيلي بدل ابن عساكر. كتبه مصححه.

(6)

عليه تضبيب. وفي رواية: "النَّاس" وعليه صح.

(7)

للكشميهني: "بِمَ". رُقِمت هذه أَيضا بين الأسطر في النسخ، وعليها ابن عساكر. وللحموي والمستملي:"ثُمَّ".

(8)

صعيد: الصعيد: الأرض الواسعة، وقيل: وجه الأرض، وقيل: التراب، وقيل: الطريق الذي لا نبات به. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 47).

ص: 353

وَاحِدٍ؛ فَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ، وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ؛ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ إِلَى مَا بَلَغَكُمْ، أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ

(1)

، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وَأَسْكَنَكَ الجَنَّةَ؛ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ؟ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ، وَمَا بَلَغَنَا؟! فَيَقُولُ: رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَنَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ

(2)

، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، أَمَا

(3)

تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى إِلَى مَا بَلَغَنَا؟ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ؟! فَيَقُولُ: رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي، ائْتُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَيَأْتُونِي فَأَسْجُدُ تَحْتَ العَرْشِ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ

(4)

".

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: لَا أَحْفَظُ سَائِرَهُ.

(1)

في حاشية البقاعي: "بِيَديْهِ" ورقم عليه لأبي ذر في نسخة، وللأصيلي.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فَعَصَيْتُ".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَلَا".

(4)

كذا في اليونينية الهاء مضمومة، وفي فرعين ساكنة.

* [3342][التحفة: خ م ت س ق 14927]

ص: 354

[3343] حدثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ

(1)

، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}

(2)

.

مِثْلَ قِرَاءَةِ العَامَّةِ.

‌22 - بَابٌ

(3)

{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ

(4)

(124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)(اللَّهُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ) آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ}

(5)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُذْكَرُ بِخَيْرٍ {سَلَامٌ عَلَى (آلِ يَاسِينَ) (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}

(6)

.

يُذْكَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إِدْرِيسُ.

(1)

"بْنِ نَصْرٍ": ليس عند أبي ذر.

(2)

[القمر: 15].

* [3343][التحفة: خ م د ت س 9179]

(3)

سقط عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"إلى {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ} "، بدلًا من بقية الآيات. والذي في حاشية البقاعي:"إلى قوله {فِي الآخِرِينَ} " ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

[الصافات: 123 - 129].

(6)

[الصافات: 130 - 132].

ص: 355

‌23 - بَابُ

(1)

ذِكْرِ إِدْرِيسَ عليه السلام

(2)

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}

(3)

[3344] قال

(4)

عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(5)

، ح حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ

(6)

: كَانَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فُرِجَ سَقْفُ

(7)

بَيْتِي، وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً

(8)

وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ

(9)

بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ: افْتَحْ، قَالَ مَنْ هَذَا؟ قَالَ هَذَا

(1)

جِبْرِيلُ، قَالَ: مَعَكَ أَحَدٌ

(10)

؟ قَالَ: مَعِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَافْتَحْ، فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ

(11)

، إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ

(1)

سقط عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

في نسخة لابن عساكر: "وهو جَدُّ أبي نُوحٍ. ويُقال: جدُّ نوحٍ عليهما السلام".

(3)

[مريم: 57].

(4)

لابن عساكر: حدثنا". ولأبي ذر وعليه صح: "وحدثنا".

(5)

لابن عساكر: "قال أنسُ بن مالك: وحدثنا". ولأبي ذر وعليه صح: "وأخبرنا أحمد".

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ مالك".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ سَقْفِ".

(8)

لابن عساكر: "الحِكمةَ والإيمانَ".

(9)

فعرج: فصعد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرج).

(10)

لابن عساكر: "ما معك".

(11)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "الدنيا".

ص: 356

أَسْوِدَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالِابْنِ

(1)

الصَّالِحِ، قُلْتُ مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ

(2)

عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ

(3)

بَنِيهِ؛ فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الجَنَّةِ، وَالْأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ فَفَتَحَ".

قَالَ أَنَسٌ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَاوَاتِ إِدْرِيسَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يُثْبِتْ لِي كيْفَ مَنَازِلُهُمْ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ

(4)

آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ.

وَقَالَ أَنَسٌ: "فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِإِدْرِيسَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالْأَخِ الصَّالِحِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟، قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ

(5)

: مَنْ هَذَا؟ قَالَ

(6)

: هَذَا مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ عِيسَى. ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ".

(1)

عليه صح.

(2)

الأسودة: جمع سواد وهى الجماعة من الناس. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 229).

(3)

نسم: جمع نَسَمَة، وهي النفس والروح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسم).

(4)

قبله لأبي ذر وعليه صح: "قَدْ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فقلت".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

ص: 357

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَيَّةَ

(1)

الْأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولَانِ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ عُرِجَ بِي

(2)

حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى

(3)

أَسْمَعُ صَرِيفَ

(4)

الْأَقْلَامِ". قَالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى، فَقَالَ

(5)

مُوسَى: مَا الَّذِي فَُرَِضَ

(6)

عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ

(7)

عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ

(8)

صَلَاةً، قَالَ: فَرَاجِعْ رَبَّكَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ

(9)

، فَرَجَعْتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ شَطْرَهَا

(10)

، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ

(11)

، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ

(12)

؛ فَإِنَّ

(1)

عليه صح. وفي رواية: "حَبَّةَ" وعليه صح ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر، ورقم فوق أبي ذر بحرف (ب) وعليه صح. قال القسطلاني: وهو الصواب. كتبه مصححه.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ".

(3)

كذا للكشميهني. وللحموي، والمستملي:"بِمُسْتَوًى".

(4)

صريف: أي: صوت جريانها بما تكتبه من أقضية اللَّه تعالى ووحيه، وما ينتسخونه من اللوح المحفوظ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صرف).

(5)

لابن عساكر: "وقال".

(6)

كذا بالضبطين لأبي ذر.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فُرِضَ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"خَمْسون".

(9)

ليس عند أبي ذر.

(10)

شطرها: نصفها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).

(11)

ليس عند ابن عساكر.

(12)

بعده لابن عساكر: "

ذلك، ففَعلتُ، فوَضَعَ شَطْرَها، فرَجَعتُ إلى موسى فأخبرتُه فقال

".

ص: 358

أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَجَعْتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهْيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى السِّدْرَةَ

(1)

الْمُنْتَهَى فَغَشِيَهَا

(2)

أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ؟ ثُمَّ أُدْخِلْتُ

(3)

فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ

(4)

اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ".

‌24 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ}

(5)

وَقَوْلِهِ: {إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ} إِلَى قَوْلِهِ: {كَذَلِكَ نَجْزِي القَوْمَ المُجْرِمِينَ}

(6)

.

فِيهِ: عَنْ عَطَاءٍ وَسُلَيْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في نسخة: "إلى السدرةِ". رقم (في نسخة) من القسطلاني. ولأبي ذر وعليه صح: "بِي السدرةَ". ولابن عساكر وعليه صح: "بِي سِدْرةَ".

السدرة: هي شجرة في أقصى الجنة إليها ينتهي علم الأولين والآخرين ولا يتعداها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سدر).

(2)

فغشيها: فعلاها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الجنَّةَ".

(4)

جنابذ: جمع جُنْبُذَة، وهي القُبَّة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنبذ).

* [3344][التحفة: خ م س 11901]

(5)

[الأعراف: 65]. وقوله " {قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ} ": سقط عند أبي ذر وعليه صح.

(6)

[الأحقاف: 21 - 25].

ص: 359

‌25 - بَابُ

(1)

قَوْلِ

(2)

اللَّهِ عز وجل: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ} : شَدِيدَةٍ {عَاتِيَةٍ}

(3)

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَتَتْ عَلَى الخُزَّانِ {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}

(4)

: مُتَتَابِعَةً. {فَتَرَى القَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}

(4)

: أُصُولُهَا. {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ}

(5)

: بَقِيَّةٍ.

[3345] حدثني

(6)

مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ".

[3346] قال

(7)

: وَقال ابْنُ كَثِيرٍ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ رضي الله عنه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَرْبَعَةِ

(8)

: الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ المُجَاشِعِيِّ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الفَزَارِيِّ، وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ العَامِرِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ، وَالْأَنْصَارُ قَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ

(9)

أَهْلِ نَجْدٍ،

(1)

سقط عند أبي ذر وابن عساكر وقبلهما صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وقول".

(3)

[الحاقة: 6].

(4)

[الحاقة: 7].

(5)

[الحاقة: 8].

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3345][التحفة: خ م س 6386]

(7)

كذا لأبي ذر وعليه صح.

(8)

"أَرْبَعَةٍ": عليه صح لأبي ذر وابن عساكر.

(9)

صناديد: هم أشراف القوم وعظماؤهم ورؤساؤهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صند).

ص: 360

وَيَدَعُنَا! قَالَ: "إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ

(1)

". فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ

(2)

العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ

(3)

، نَاتِئُ

(4)

الجَبِينِ، كَثُّ

(5)

اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقٌ، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ! يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ: "مَنْ يُطِعِ

(6)

اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ، أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَلَا تَأْمَنُونِي

(7)

؟! "، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ - أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ - فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: "إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ

(8)

هَذَا - أَوْ: فِي عَقِبِ هَذَا - قَوْمًا

(9)

يَقْرَءُونَ القُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ

(10)

مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ

(11)

، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ".

(1)

أتألفهم: التألُّف المداراة والإيناس لِيَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبة فيما يصل إليهم من المال (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألف).

(2)

غائر: المراد أن عينيه داخلتان في نقرتهما غير جاحظتين. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 140).

(3)

الوجنتين: مثنى الوجنة وهي أعلى الخد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وجن).

(4)

عليه صح. ناتئ: مرتفع يقال: نتأ: إذا خرج عن موضعه وارتفع عن مكانه من غير أن يبين. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(3/ 120).

(5)

كث: الكثافة في اللحية أن تكون غير رقيقة ولا طويلة ولكن فيها كثافة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كثث).

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يُطِيعُ"، وبعده صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "وَلَا تَأْمَنُونَنِي".

(8)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "صِئْصِئِ" بالصاد المهملة. ضئضئ: أصل، والمراد: أن يخرج من نسله وعقبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضأضأ).

(9)

عليه صح.

(10)

يمرقون: يخرجون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرق).

(11)

الرمية: الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك، والمراد هنا: الهدف الذي يرمى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمى).

* [3346][التحفة: خ م د س 4132]

ص: 361

[3347] حدثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: {فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ}

(1)

.

‌26 - بَابُ قِصَّةِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}

(2)

.

قَوْلُ اللَّهِ

(3)

تَعَالَى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ

(4)

قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا

(5)

(83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا}

(6)

إِلَى قَوْلِهِ: {(ائتُونِي)

(7)

زُبَرَ الحَدِيدِ}

(8)

: وَاحِدُهَا: زُبْرَةٌ، وَهِيَ: الْقِطَعُ.

{حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}

(9)

يُقَالُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الْجَبَلَيْنِ.

(1)

[القمر: 15].

* [3347][التحفة: خ م د ت س 9179]

(2)

[الكهف: 94]. وقوله "بابُ قِصَّةِ يَأْجُوجَ

إلى: {فِي الأَرْضِ} ": سقط عند أبي ذر.

(3)

قبله لابن عساكر: "بابُ قولِ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {سَبَبًا}. طَريقًا. إلى قوله: {زُبَرَ الْحَدِيدِ}. زُبَرُ الحديدِ: واحدُها زُبْرةٌ، وهي القِطَعُ". ثم رقم لأبي ذر وعليه صح. تفسير " {زُبَرَ الْحَدِيدِ} " من غير اليونينية.

(5)

بعده لابن عساكر: "إلى قوله: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} ". وقوله: "قول اللَّه تَعَالَى: {وَيَسْأَلُونَكَ} ". كذا في غير نسخة من غير واو عطف، وفي بعضها مضروب عليها. وفي القسطلاني إثباتها. كتبه مصححه.

(6)

[الكهف: 83 - 85]. وقوله: " {فَاتَّبَعَ سَبَبًا} ". وقع في رواية القابسي: "طريقًا" بدلًا منها.

(7)

كذا في اليونينية. قال القسطلاني: "وهي قراءة أبي بكر عن عاصم".

(8)

[الكهف: 83 - 96].

(9)

[الكهف: 96]. وقوله: (الصُّدُّفَيْن) كذا بالضبطين وهما قراءتان، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن عامر بضم الصاد والدال، وروى شعبة بضم الصاد وإسكان الدال، وقرأ =

ص: 362

وَ (السُّدَّيْن)

(1)

: الْجَبَلَيْنِ. {خَرْجًا}

(2)

: أَجْرًا. {قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}

(3)

: أَصْبُبْ عَلَيْهِ

(4)

رَصَاصًا، وَيُقَالُ: الْحَدِيدُ، وَيُقَالُ: الصُّفْرُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النُّحَاسُ.

{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ}

(5)

: يَعْلُوهُ، اسْتَطَاعَ

(6)

: اسْتَفْعَلَ مِنْ أَطَعْتُ

(7)

لَهُ فَلِذَلِكَ فُتِحَ أَسْطَاعَ يَسْطِيعُ. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: اسْتَطَاعَ يَسْتَطِيعُ.

{وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكًّا}

(8)

: أَلْزَقَهُ بِالأَرْضِ، وَنَاقَةٌ دَكَّاءُ: لَا سَنَامَ لَهَا، وَالدَّكْدَاكُ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلُهُ حَتَّى صَلُبَ مِنَ الْأَرْضِ

(9)

وَتَلَبَّدَ.

{وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}

(10)

، {حَتَّى

(11)

إِذَا

= الباقون بفتحهما. (انظر: النشر في القراءات العشر)(2/ 316)، ولأبي ذر:"الصُّدُفَيْن" بالضبطين معًا.

(1)

[الكهف: 93]. لأبي ذر: "السَّدَّيْنِ" وهما قراءتان؛ فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص بفتح السين، قرأ الباقون بضمها.

(2)

[الكهف: 94].

(3)

[الكهف: 96].

(4)

لأبي ذر وعليه صح. وابن عساكر، وأبي الوقت:"أَصُبُّ". ولأبي ذر وعليه صح: "أَصُبُّ عليه قِطْرًا".

(5)

[الكهف: 97].

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "اسْطَاعَ".

(7)

لأبي ذر عليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"طُعْتُ".

(8)

[الكهف: 97، 98].

(9)

سقط عند ابن عساكر، وأبي ذر، وعليه صح.

(10)

[الكهف: 98، 99].

(11)

لابن عساكر: "باب حتى".

ص: 363

فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}

(1)

قَالَ قَتَادَةُ: حَدَبٌٍ

(2)

: أَكَمَةٌٍ

(2)

.

قَالَ

(3)

رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُ السَّدَّ

(2)

مِثْلَ البُرْدِ المُحَبَّرِ، قَالَ:"رَأَيْتَهُ".

[3348] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ

(4)

أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(5)

جَحْشٍ رضي الله عنهن، أَنَّ

(6)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ؛ فُتِحَ الْيَوْمَ

(7)

مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ - وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ

(8)

الْإِبْهَامِ، وَالَّتِي تَلِيهَا"، قَالَتْ

(9)

زَيْنَبُ ابْنَةُ

(10)

جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا كثُرَ الْخَبَثُ

(11)

".

(1)

[الأنبياء: 96].

(2)

كذا لأبي ذر وعليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(4)

لأبي ذر: "بنْتَ" وعليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".

(6)

رسم في الأصل المعول عليه وغيره بالألف والنون، ومع النون تصحيح. كتبه مصححه.

(7)

عليه صح.

(8)

لأبي ذر، وابن عساكر:"بِإِصْبَعَيْهِ"، وعليه صح.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "فقالت".

(10)

لأبي ذر: "بنتُ" وعليه صح.

(11)

الخبث: الفسق والفجور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبث).

* [3348][التحفة: خ م ت س ق 15880]

ص: 364

[3349] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ

(1)

طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فَتَحَ اللَّهُ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلَ هَذَا"

(2)

وَعَقَدَ بِيَدِهِ تِسْعِينَ.

[3350] حدثني

(3)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ

(4)

: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}

(5)

"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَأَيُّنَا ذَلِكَ

(6)

الْوَاحِدُ؟ قَالَ: "أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ

(7)

، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ

(8)

"، ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي

(9)

أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ" فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ: "أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ"، فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ: "أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ"، فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ:

(1)

لابن عساكر: "عن ابنِ".

(2)

على أوله صح.

* [3349][التحفة: خ م 13524]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

(4)

قبله لأبي ذر عن الكشميهني: "قالَ: فيَقولُ".

(5)

[الحج: 2].

(6)

لأبي الوقت: "ذاكَ".

(7)

ولأبي ذر وعليه صح: "رجلا"، وعليه صح.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "ألفًا".

(9)

عليه صح. وسقط عند أبي ذر.

ص: 365

"مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ

(1)

ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ".

‌27 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}

(2)

وَقَوْلِهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا

(3)

}

(4)

وَقَوْلِهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}

(5)

.

وَ

(6)

قَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ: الرَّحِيمُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ

[3351] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ

(7)

ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا

(8)

"، ثُمَّ قَرَأَ: "{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}

(9)

، وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَإِنَّ أُنَاسًا

(10)

مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ

(11)

؛ فَأَقُولُ: أَصْحَابِي

(1)

سقط عند ابن عساكر. ولابن عساكر في نسخة: "جِلْدِ".

* [3350][التحفة: خ م س 4005]

(2)

[النساء: 125].

(3)

لأبي ذر وعليه صح: " {لِلَّهِ} ".

(4)

[النحل: 120].

(5)

[التوبة: 114].

(6)

سقط عند أبي ذر، وعليه صح.

(7)

لابن عساكر: "أُراه عَنِ".

(8)

غرلا: غير مختونين. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 132).

(9)

[الأنبياء: 104].

(10)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"ناسًا".

(11)

ذات الشمال: جهة النار. (انظر: إرشاد الساري)(7/ 242).

ص: 366

أَصْحَابِي

(1)

، فَيَقُولُ

(2)

: إِنَّهُمْ لَمْ

(3)

يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ

(4)

} إِلَى قَوْلِهِ: {الحَكِيمُ}

(5)

".

[3352] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(6)

أَخِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ

(7)

وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لَا تَعْصِنِي

(8)

؟! فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَالْيَوْمَ لَا أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَلَّا تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ؛ فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَدِ؟! فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ

(9)

! فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ".

(1)

مصغران: "أصَيحابِي أصَيحابِي" عند ابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح.

(2)

كذا في جميع نسخ الخط التي عندنا. كتبه مصححه.

(3)

عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "لن".

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: " {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} ".

(5)

[المائدة: 117، 118]. ولأبي ذر وعليه صح: " {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ".

* [3351][التحفة: خ م ت س 5622]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(7)

قترة: القَتَرة: الغَبَرَة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قتر).

(8)

عليه صح.

(9)

بذيخ ملتطخ: ذكر الضباع والأنثى ذيخة، وأراد بالتلطخ: التلطخ برجيعه أو بالطين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذيخ).

* [3352][التحفة: خ 13024]

ص: 367

[3353] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ وَجَدَ

(1)

فِيهِ صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَصُورَةَ مَرْيَمَ، فَقَالَ: "أَمَا لَهُمْ

(2)

فَقَدْ سَمِعُوا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ؛ هَذَا إِبْرَاهِيمُ مُصَوَّرٌ، فَمَا لَهُ يَسْتَقْسِمُ

(3)

؟! ".

[3354] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا

(4)

هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ

(5)

صلى الله عليه وسلم

(6)

لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ لَمْ يَدْخُلْ حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عليهما السلام بِأَيْدِيْهِمَا الْأَزْلَامُ

(7)

فَقَالَ: "قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، وَاللهِ إِنِ اسْتَقْسَمَا بِالْأَزْلَامِ قَطُّ".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فوجد".

(2)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"أما هُمْ".

(3)

يستقسم: الاستقسام: طلب القِسْم الذي قُسم له وقُدِّر مما لم يُقسم ولم يقدَّر. وكانوا إذا أراد أحدهم أمرًا ضرب بقداح مكتوب عليها: أمرني ربي، والآخر: نهاني ربي، والآخر: غفل، فإن خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهي أمسك، وإن خرج الغفل أجال القداح مرة أخرى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسم).

* [3353][التحفة: خ س 6340]

(4)

لأبي الوقت: "حدثنا".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عن النبيِّ".

(6)

عليه صح.

(7)

الأزلام: القداح التي كانت في الجاهلية، عليها مكتوب الأمر والنهي: افعل ولا تفعل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زلم).

* [3354][التحفة: خ د 5995]

ص: 368

[3355] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ:"أَتْقَاهُمْ"، فَقَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: "فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ

(1)

ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ"، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ! قَالَ: "فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي

(2)

؟ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا

(3)

".

قَالَ أَبُو أُسَامَةَ وَمُعْتَمِرٌ: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3356] حدثنا مُؤَمَّلٌ

(4)

، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ طَوِيلٍ، لَا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا، وَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم

(5)

".

[3357] حدثني

(6)

بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاس رضي الله عنهما وَذَكَرُوا لَهُ الدَّجَّالَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِر - أَوْ (ك ف ر) - قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: "أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ،

(1)

قوله: "ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ": ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "تَسْأَلُونَنِي".

(3)

لأبي ذر، وعليه صح:"فَقِهُوا".

* [3355][التحفة: خ م س 14307]

(4)

زاد في حاشية البقاعي: "هو: ابن هشام"، ونسبه لنسخة.

(5)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" سقط عند أبي ذر.

* [3356][التحفة: خ م ت س 4630]

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا".

ص: 369

وَأَمَّا مُوسَى فَجَعْدٌ

(1)

آدَمُ

(2)

عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ

(3)

بِخُلْبَةٍ

(4)

كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيهِ انْحَدَرَ فِي الْوَادِي".

[3358] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام

(5)

وَهْوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالْقَدُّومِ

(6)

".

[3359] حدثنا

(7)

أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ

(8)

: بِالْقَدُومِ مُخَفَّفَةً.

تَابَعَهُ

(9)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ.

(1)

فجعد: الجعد في الشعر: المنقبض المجتمع. (انظر: غريب الصحيحين)(1/ 478).

(2)

آدم: شديد السمرة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 24).

(3)

مخطوم: له خطام وهو الحَبْل الذي يُقَاد به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خطم).

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الخُلْبةُ: اللِّيفةُ".

* [3357][التحفة: خ م 6400]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ صلى الله عليه وسلم" بدلًا من: "عليه السلام".

(6)

"تابعَه عبدُ الرحمنِ إلى

عن أبي سَلَمَةَ، وبعده حدَّثنا أبُو اليَمانِ" عند أبي ذر، وأبي الوقت. وفي حاشية البقاعي أن تشديد الدال للحموي، وتخفيفها للمستملي.

* [3358][التحفة: خ م 13876]

(7)

قوله: "حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

إلى: بِالْقَدُومِ مُخَفَّفَةً" مُؤخَّر عند أبي ذر عن قوله: "تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ

إلى أَبِي سَلَمَةَ".

(8)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(9)

قوله: "تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ

إلى: أَبِي سَلَمَةَ" مُقدَّمٌ عند أبي ذر على قوله: "حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ

إلى: بِالْقَدُومِ مُخَفَّفَةً".

ص: 370

تَابَعَهُ

(1)

عَجْلَانُ

(2)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ.

[3360] حدثنا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ الرُّعَيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا

(3)

ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلَاثًا".

[3361] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ

(4)

: ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ عز وجل: قَوْلُهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ}

(5)

، وَقَوْلُهُ:{فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}

(6)

. وَقَالَ: بَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَارَةُ إِذْ أَتَى عَلَى جَبَّارٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَا هُنَا رَجُلًا

(7)

مَعَهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ

(8)

، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: أُخْتِي، فَأَتَى سَارَةَ قَالَ

(9)

:

(1)

عليه صح صح، وفوقهما صح. ولأبي ذر، وابن عساكر، وقبلهما صح:"وتابَعَه".

(2)

على آخره صح.

* [3359][التحفة: خ 13765 - خت 13784 - خت 14151 - خت 15126]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرني".

* [3360][التحفة: خ م 14412]

(4)

"كَذْبَات": سُكون الذّال عند ابنِ الحطيئة عن أبي ذر. من اليونينية.

(5)

[الصافات: 89].

(6)

[الأنبياء: 63].

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "هذا رجل". وأضاف في حاشية البقاعي: "فقيل لَهَا هُنا رَجُلٌ" ورقم عليه للكشميهني هكذا: (ـهـ).

(8)

عليه صح.

(9)

لأبي ذر، وعليه صح:"فقال".

ص: 371

يَا سَارَةُ، لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرَُكِ

(1)

، وإِنَّ هَذَا سَأَلَنِي

(2)

فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي فَلَا تُكَذِّبِينِي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ذَهَبَ

(3)

يتَنَاوَلُهَا

(4)

بِيَدِهِ فَأُخِذَ، فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكِ

(5)

، فَدَعَتِ اللَّهَ فَأُطْلِقَ ثُمَّ تَنَاوَلَهَا الثَّانِيَةَ

(6)

فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ، فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكِ

(7)

، فَدَعَتْ

(8)

فَأُطْلِقَ، فَدَعَا بَعْضَ حَجَبَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ

(9)

لَمْ تَأْتُونِي بإنْسَانٍ إِنَّمَا أَتَيْتُمُونِي بِشَيْطَانٍ، فَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ، فَأَتَتْهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ

(10)

بِيَدِهِ: مَهْيَا

(11)

، قَالَتْ: رَدَّ اللَّهُ كَيْدَ الْكَافِرِ - أَوِ الْفَاجِرِ - فِي نَحْرِهِ، وَأَخْدَمَ هَاجَرَ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: تِلْكَ

(12)

أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ

(13)

.

(1)

كذا بالضبطين، وعليه صح.

(2)

وقع في المطبوع سابقا زيادة: "عنك" وليست في نسخة من النسخ التي بأيدينا.

(3)

لأبي ذر، والكشميهني:"وذهَب".

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"تَناوَلَها".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "أَضُرَّكِ" بفتح الراء في الموضعين عند ابن الحطيئة عن أبي ذر، وعليه صح.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "ثَانِيَةً".

(7)

لأبي ذر، وعليه صح:"أَضُرَّكِ".

(8)

على آخره صح.

(9)

لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح: "إنكَ لم تأتني بإنسان إنما أَتَيْتَنِي

".

(10)

فأومأ: الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أومأ).

(11)

لأبي ذر، والكشميهني:"مَهْيَمْ".

(12)

في حاشية البقاعي: "فتلك" ونسبه لنسخة.

(13)

بني ماء السماء: يريد به العرب لانتجاعهم الغيث وطلب الكلأ النابت من ماء السماء، وقيل: إشارة إلى خلوص نسبهم وصفائه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 371).

* [3361][التحفة: خ 14419]

ص: 372

[3362] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَوِ ابْنُ سَلَامٍ عَنْهُ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ، وَقَالَ

(1)

: "كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

(2)

".

[3363] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(3)

إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}

(4)

، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟! قَالَ: "لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ، {لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}

(4)

: بِشِرْكٍ، أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لاِبْنِهِ: {يَا بُنَيَّ

(5)

لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}

(6)

؟! ".

‌28 - بَابٌ

(7)

{يَزِفُّونَ}

(8)

: النَّسَلَانُ

(9)

فِي الْمَشْيِ

(10)

[3364] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ،

(1)

لأبي ذر، وعليه صح:"قال".

(2)

قوله: "عليه السلام" سقط عند أبي ذر.

* [3362][التحفة: خ م س ق 18329]

(3)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا".

(4)

[الأنعام: 82].

(5)

قوله: "لاِبْنِهِ يَا بُنَيَّ" عليه صح. وسقط عند ابن عساكر وأبي ذر.

(6)

[لقمان: 13].

* [3363][التحفة: خ م ت س 9420]

(7)

قوله: "بابٌ يَزِفُّونَ النَّسَلانُ في المشي" ثبت عند ابن عساكر. ولفظ "بابٌ": سقط عند أبي ذر.

(8)

[الصافات: 94].

(9)

قوله: "النَّسَلان": هو بفتح السين في النسخ الصحيحة، ويؤيدها كتب اللغة، ولا يُلتفت لما في سواها. كتبه مصححه.

(10)

قوله: "يَزِفُّونَ النَّسَلانُ في المشي" ثبت في رواية أبي ذر عن الحموي والكشميهني.

ص: 373

عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بِلَحْمٍ، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ؛ فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وينفدُهُمُ

(1)

الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ مِنْهُمْ - فَذَكَرَ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ - فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ، وَخَلِيلُهُ مِنَ

(2)

الْأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ

(3)

، فَيَقُولُ

(4)

: فَذَكَرَ كذَبَاتِهِ

(3)

نَفْسِي نَفْسِي

(5)

، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى".

تَابَعَهُ أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3365] حدثني

(6)

أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَن أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْلَا أَنَّهَا عَجِلَتْ؛ لَكَانَ

(7)

زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا".

[3366] قال

(8)

الْأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَمَّا

(9)

كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ فَحَدَّثَنِي،

(1)

كذا في اليونينية من غير ضبط، والدال مهملة. وفي الفرع المكي:"ويُنفِذُهمْ". وفي فرع آخر: "ويُنفِذُهُمْ". وفوقه: (معًا معًا) أي: بالضبطين معًا.

(2)

عليه تضبيب لأبي ذر، وعليه صح.

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "ويقول".

(5)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "نَفْسِي" ثالثة.

* [3364][التحفة: خ م 1436 - خ م ت س ق 14927]

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا".

(7)

على آخره صح.

* [3365][التحفة: خ س 5530]

(8)

لأبي ذر، وعليه صح:"وقال".

(9)

لأبي ذر، وعليه صح:"قال: أمَّا".

ص: 374

قَالَ: إِنِّي وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ جُلُوسٌ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: مَا هَكَذَا حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ

(1)

: أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بِإِسْمَاعِيلَ، وَأُمِّهِ عليهم السلام، وَهِيَ تُرْضِعُهُ مَعَهَا شَنَّةٌ

(2)

- لَمْ يَرْفَعْهُ - ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ، وَبِابْنِهَا

(3)

إِسْمَاعِيلَ

(4)

.

[3367] حدثني

(5)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ

(6)

الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ - يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ - عَنْ سَعِيدِ بْن جُبَيْرٍ

(7)

، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوَّلَ

(8)

مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ

(9)

مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ؛ اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا؛ لَتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ، ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ، حَتَّى وَضَعَهُمَا

(10)

عِنْدَ الْبَيْتِ، عِنْدَ دَوْحَةٍ

(11)

فَوْقَ زَمْزَمَ

(12)

، فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ

(1)

لأبي ذر وعليه صح وابن عساكر: "ولكنه قال".

(2)

شنة: قربة بالية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).

(3)

قوله: "ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا": سقط عند ابن عساكر، وأبي ذر. وعليه صح.

(4)

"إسماعيل": ثبت عند ابن عساكر وأبي ذر. وكتب في حاشية البقاعي: "من عند قال الأنصاري: إلى هنا، مؤخر في أكثر النسخ. كذا في أصله المنقول منه".

* [3366][التحفة: خ س 5600]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(6)

عليه صح صح.

(7)

"ابْنِ جُبَيْرٍ": سقط عند أبي ذر.

(8)

عليه صح. وفي نسخة صحيحة من غير اليونينية: "أوَّلُ".

(9)

المنطق: المنطق والنطاق: ما تشد به المرأة وسط ثوبها عند معاناة الأشغال؛ لئلا تعثر في ذيلها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نطق).

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَوَضَعَهُما".

(11)

دوحة: شجرة عظيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دوح).

(12)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الزَّمْزَمِ".

ص: 375

أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا

(1)

فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى

(2)

إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ، وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا

(3)

الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ

(4)

، وَلَا شَيْءٌ؟! فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: اللَّهُ الَّذِي

(5)

أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لَا يُضَيِّعَنَا

(6)

، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ

(7)

حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ، ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ

(8)

، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: رَبِّ

(9)

{إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ

(10)

} حَتَّى بَلَغَ: {يَشْكُرُونَ}

(11)

، وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ، وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ

(6)

مَا فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ، وَعَطِشَ ابْنُهَا، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى، أَوْ قَالَ: يَتَلَبَّطُ

(12)

،

(1)

جرابا: وعاء من جلد. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 144).

(2)

قفى: ولى قفاه منصرفا. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 192).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فِي هَذَا".

(4)

كذا ثبت عند ابن عساكر. ولأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر في نسخة:"أَنِيسٌ"، وعليه صح. وأضاف في حاشية البقاعي:"أُنْسٌ" ورقم عليه لابن عساكر.

(5)

سقط عند أبي ذر، وعليه صح.

(6)

عليه صح.

(7)

الثنية: الثَّنية: طَرِيق مُرْتَفع بَين جبلين. (انظر: تفسير غريب ما فى الصحيحين) للحميدي (ص 407).

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "الدَّعَوَاتِ".

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني: "رَبَّنا".

(10)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ".

(11)

[إبراهيم: 37].

(12)

للكشميهني: "يَتَلَمَّظُ".

يتلبط: يتمرغ. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: لبط)

ص: 376

فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الْأَرْضِ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الْوَادِيَ؛ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا؟ فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْوَادِيَ، رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا

(1)

، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الْإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ، حَتَّى جَاوَزَتِ الْوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا

(2)

، وَنَظَرَتْ

(3)

هَلْ تَرَى أَحَدًا؟ فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ

(4)

بَيْنَهُمَا"، فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا، فَقَالَتْ: صَهٍ - تُرِيدُ نَفْسَهَا - ثُمَّ تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضًا، فَقَالَتْ

(2)

: قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غُِوَاثٌ

(5)

! فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ، أَوْ قَالَ: بِجَنَاحِهِ، حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ، وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ الْمَاءِ فِي سِقَائِهَا، وَهْوَ يَفُورُ بَعْدَمَا تَغْرِفُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ - أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ الْمَاءِ لكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا". قَالَ: فَشَرِبَتْ، وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا، فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ: لَا تَخَافُوا

(2)

الضَّيْعَةَ؛ فَإِنَّ هَا هُنَا بَيْتَ اللَّهِ

(6)

، يَبْنِي

(2)

هَذَا الْغُلَامُ وَأَبُوهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ، وَكَانَ الْبَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنَ الْأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ تَأْتِيهِ السُّيُولُ، فَتَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُمَ، أَوْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ جُرْهُمَ مُقْبِلِينَ مِنْ

(1)

درعها: جلبابها. (انظر: لسان العرب، مادة: درع).

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فنظرت".

(4)

لأبي ذر وابن عساكر، وقبلهما صح:"فَلِذَلِكَ سَعَى النَّاسُ".

(5)

كذا بالضبطين لأبي ذر وعليه صح.

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "هَذَا بَيْتُ اللَّهِ" بدلًا من: "هَا هُنَا بَيْتَ اللَّهِ".

ص: 377

طَرِيقِ كَدَاءٍ

(1)

، فَنَزَلُوا فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ، فَرَأَوْا طَائِرًا عَائِفًا

(2)

، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى مَاءٍ لَعَهْدُنَا بِهَذَا الْوَادِي وَمَا فِيهِ مَاءٌ، فَأَرْسَلُوا جَرِيًّا

(3)

أَوْ جَرِيَّيْنِ، فَإِذَا هُمْ بِالْمَاءِ فَرَجَعُوا فَأَخْبَرُوهُمْ بِالْمَاءِ، فَأَقْبَلُوا، قَالَ: وَأُمُّ إِسْمَاعِيلَ عِنْدَ الْمَاءِ، فَقَالُوا: أَتَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ فَقَالَتْ

(4)

: نَعَمْ، وَلَكِنْ لَا حَقَّ لَكُمْ فِي الْمَاءِ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَألْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، وَهْيَ تُحِبُّ الْإِنْسَ

(5)

". فَنَزَلُوا، وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ، وَشَبَّ الْغُلَامُ، وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ، وَأَنْفَسَهُمْ

(6)

، وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ، وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَمَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ؛ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ

(7)

، فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ، وَهَيْئَتِهِمْ، فَقَالَتْ: نَحْنُ بِشَرٍّ، نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ،

(1)

كذا لابن عساكر. وفي نسخة لابن عساكر: "كُدَى".

كداء: دخلها المسلمون يوم الفتح، وهو ما يعرف اليوم بـ (ريع الحجون) يدخل طريقه بين مقبرتي المعلاة، ويفضي من الجهة الأخرى إلى حي العتبية وجرول. (انظر المعالم الأثيرة)(ص 230).

(2)

عائفا: هو الطائر الحائم على الماء ليجد فرصة ليشرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيف).

(3)

جريًّا: رسولًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جرا).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قالت".

(5)

"الْأُنْسَ": من غير اليونينية.

(6)

أنفسهم: أعجبهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفس).

(7)

تركته: ولده الذي تركه بالمكان القفر. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 120).

ص: 378

قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي

(1)

عليه السلام، وَقُولي لَهُ: يُغَيِّرُْ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا، فَقَالَ: هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا وَكَذَا، فَسَأَلَنَا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا؟ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ، قَالَ: فَهَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ، قَالَ: ذَاكِ

(2)

أَبِي، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ، فَطَلَّقَهَا، وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى، فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ، فَلَمْ يَجِدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ، فَسَأَلَهَا عَنْهُ، فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ وَسَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ، وَهَيْئَتِهِمْ، فَقَالَتْ: نَحْنُ بِخَيْرٍ، وَسَعَةٍ، وَأَثْنَتْ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ: مَا طَعَامُكُمْ؟ قَالَتِ: اللَّحْمُ، قَالَ: فَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالَتِ: الْمَاءُ، قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ.

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ، وَلَوْ كَانَ لَهُمْ دَعَا لَهُمْ فِيهِ" قَالَ: فَهُمَا لَا يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوَافِقَاهُ

(3)

.

قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عليه السلام، وَمُرِيهِ يُثْبِتْ

(4)

عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ: هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "اقرئي".

(2)

على آخره صح.

(3)

لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه: المعنى أن المداومة على اللحم والماء لا يوافق الأمزجة وينحرف المزاج عنها، إلا في مكة فإنهما يوافقانه. (انظر: عمدة القاري) (15/ 258).

(4)

كذا في اليونينية ضبط: "يُثْبِت". وفي بعض أصول صحيحة: "يُثَبِّت" بالتشديد في هذه والتي بعدها. وفي الفرع المكيّ هذه مشدّدة فقط.

ص: 379

وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا؟ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ، قَالَ: فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ، قَالَ: ذَاكِ أَبِي، وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ، ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ، فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ، وَالْوَلَدُ بِالْوَالِدِ، ثُمَّ قَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ، قَالَ: فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ، قَالَ: وَتُعِينُنِي؟ قَالَ: وَأُعِينُكَ

(1)

، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَا هُنَا بَيْتًا، وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ

(2)

مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا

(3)

الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ، وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ، فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، وَهُمَا يَقُولَانِ:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}

(4)

، قَالَ: فَجَعَلَا يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ، وَهُمَا يَقُولَانِ:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ} .

[3368] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا كَانَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَبَيْنَ

(5)

أَهْلِهِ مَا كَانَ، خَرَجَ بِإِسْمَاعِيلَ وَأُمِّ

(1)

لأبي ذر والكشميهني: "فأُعِينُكَ".

(2)

أكمة: هي كل ما ارتفع من الأرض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أكم).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "رَفَعَ".

(4)

[البقرة: 127].

* [3367][التحفة: خ س 5600]

(5)

سقط عند ابن عساكر.

ص: 380

إِسْمَاعِيلَ وَمَعَهُمْ شَنَّةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ؛ فَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا، حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَوَضَعَهَا تَحْتَ دَوْحَةٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى أَهْلِهِ، فَاتَّبَعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، حَتَّى لَمَّا بَلَغُوا كَدَاءً

(1)

نَادَتْهُ مِنْ وَرَائِهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ، إِلَى مَنْ تَتْرُكُنَا؟ قَالَ: إِلَى اللَّهِ، قَالَتْ: رَضِيتُ بِاللَّهِ، قَالَ: فَرَجَعَتْ فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ؛ وَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا، حَتَّى لَمَّا فَنِيَ الْمَاءُ، قَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ؛ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدًا، قَالَ

(2)

: فَذَهَبَتْ فَصَعِدَتِ الصَّفَا فَنَظَرَتْ، وَنَظَرَتْ

(3)

، هَلْ تُحِسُّ أَحَدًا، فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدًا، فَلَمَّا بَلَغَتِ الْوَادِيَ سَعَتْ، وَ

(2)

أَتَتِ الْمَرْوَةَ، فَفَعَلَتْ

(4)

ذَلِكَ أَشْوَاطًا، ثُمَّ قَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ مَا فَعَلَ - تَعْنِي: الصَّبِيَّ - فَذَهَبَتْ، فَنَظَرَتْ، فَإِذَا هُوَ عَلَى حَالِهِ، كَأَنَّهُ يَنْشَغُ

(5)

لِلْمَوْتِ، فَلَمْ تُقِرَّهَا نَفْسُهَا، فَقَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدًا، فَذَهَبَتْ فَصَعِدَتِ الصَّفَا، فَنَظَرَتْ وَنَظَرَتْ فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدًا، حَتَّى أَتَمَّتْ سَبْعًا، ثُمَّ قَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ مَا فَعَلَ، فَإِذَا هِيَ بِصَوْتٍ، فَقَالَتْ: أَغِثْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ خَيْرٌ، فَإِذَا جِبْرِيلُ قَالَ: فَقَالَ بِعَقِبِهِ هَكَذَا، وَغَمَزَ عَقِبَهُ عَلَى الْأَرْضِ، قَالَ: فَانْبَثَقَ الْمَاءُ فَدَهَشَتْ

(6)

أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَجَعَلَتْ تَحْفِزُ

(7)

.

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"كُدَى". وقال القسطلاني: إنه منون وهو الذي يفيده "القاموس" حيث قال: كقُرًى. كتبه مصححه.

(2)

سقط عند أبي ذر.

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وَفَعَلتْ".

(5)

ينشغ: يشهق حتى يكاد يبلغ به الغشي، وإنما يفعل الإنسان ذلك تشوقا إلى شيء فائت وأسفا عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشغ).

(6)

عليه صح صح. ولأبي ذر وعليه صح: "فَدَهِشتْ".

(7)

كذا في اليونينية بالزاي، وفي الفرع المكي:"تَحْفِرُ" بالراء. وللكشميهني: "تَحْفِنُ". والحفز: الحث والإعجال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حفز).

ص: 381

قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَرَكَتْهُ كَانَ الْمَاءُ ظَاهِرًا". قَالَ: فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ؛ وَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا، قَالَ: فَمَرَّ نَاسٌ مِنْ جُرْهُمَ بِبَطْنِ الْوَادِي، فَإِذَا هُمْ بِطَيْرٍ كَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوا ذَاكَ، وَقَالُوا: مَا يَكُونُ الطَّيْرُ إِلَّا عَلَى مَاءٍ، فَبَعَثُوا رَسُولَهُمْ فَنَظَرَ

(1)

، فَإِذَا هُمْ

(2)

بِالْمَاءِ، فَأَتَاهُمْ، فَأَخْبَرَهُمْ، فَأَتَوْا إِلَيْهَا، فَقَالُوا: يَا أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، أَتَأْذَنِينَ

(3)

لَنَا أَنْ نَكُونَ مَعَكِ، أَوْ نَسْكُنَ مَعَكِ؟ فَبَلَغَ ابْنُهَا، فَنَكَحَ فِيهِمُ امْرَأَةً، قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي، قَالَ: فَجَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيْنَ إِسْمَاعِيلُ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ، قَالَ: قُولي لَهُ إِذَا جَاءَ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ

(4)

، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَ

(5)

: أَنْتِ ذَاكِ، فَاذْهَبِي إِلَى أَهْلِكِ.

قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي، قَالَ

(6)

: فَجَاءَ، فَقَالَ: أَيْنَ إِسْمَاعِيلُ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ، فَقَالَتْ: أَلَا تَنْزِلُ فَتَطْعَمَ وَتَشْرَبَ؟ فَقَالَ: وَمَا طَعَامُكُمْ، وَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالَتْ: طَعَامُنَا اللَّحْمُ، وَشَرَابُنَا الْمَاءُ، قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ

(7)

فِي طَعَامِهِمْ، وَشَرَابِهِمْ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "بَرَكَةٌ بِدَعْوَةِ إِبْرَاهِيمَ

(8)

".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فَنَظروا".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "هو".

(3)

عليه صح.

(4)

كذا في نسخة. ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"بَيْتِكَ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(6)

ليس عند أبي ذر.

(7)

ليس عند ابن عساكر.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "صلى اللَّه عليهما وسلم". كذا في اليونينية بالتثنية.

ص: 382

قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي فَجَاءَ فَوَافَقَ إِسْمَاعِيلَ مِنْ وَرَاءِ زَمْزَمَ يُصْلِحُ نَبْلًا لَهُ، فَقَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنَّ رَبَّكَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، قَالَ: أَطِعْ رَبَّكَ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ تُعِينَنِي عَلَيْهِ، قَالَ: إِذَنْ أَفْعَلَ - أَوْ كَمَا قَالَ - قَالَ: فَقَامَا، فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ يَبْنِي، وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، وَيَقُولَانِ:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}

(1)

، قَالَ: حَتَّى ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ، وَضَعُفَ الشَّيْخُ عَلَى

(2)

نَقْلِ الْحِجَارَةِ، فَقَامَ عَلَى حَجَرِ الْمَقَامِ، فَجَعَلَ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، وَيَقُولَانِ:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}

(1)

.

[3369] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَُ

(3)

؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ"، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى"، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ

(4)

؛ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ".

[3370] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ فَقَالَ: "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا

(5)

".

(1)

[البقرة: 127].

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عن".

* [3368][التحفة: خ س 5600]

(3)

لأبي ذر وعليه صح.

(4)

للكشميهني: "فَصَلِّ".

* [3369][التحفة: خ م س ق 11994]

(5)

لابتيها: مثنى لابَة، وهي الأرض ذاتُ الحجارة السود والمراد طرفاها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لوب).

ص: 383

رَوَاهُ

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

[3371] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ

(3)

ابْنَ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ بَنَوُا

(4)

الْكَعْبَةَ، اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟! "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَالَ: "لَوْلَا حِدْثَانُ

(5)

قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ".

فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أُرَى أَنَّ

(6)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ إِلَّا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ.

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ

(7)

.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "ورواه".

(2)

كُتِب بعده: أول المجلدة الثانية من اليونينية. بسم اللَّه الرحمن الرحيم صلى اللَّه على سيدنا محمد النبيِّ الأميِّ وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أخبرنا الشيخُ الإمام الصالح العارف بقيةُ المشايخ أبو الوقت عبدُ الأول بنِ عيسى بن شعيب السجزيُّ الهرويُّ قراءةً عليه ونحن نسمعُ قيلَ له: أخبرَكم أبو الحسنِ عبدُ الرحمنِ بنِ محمد بن المظفرِ الداوديّ قراءةً قال: أخبرنا أبو محمد عبدُ اللَّهِ بنِ أحمدَ بن حموية السرخسيُّ قراءةً قال حدثنا أبو عبدِ اللَّه محمد بن يوسف بن مطر الفربريّ قال: حدثنا أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاريّ قال: حدثنا عبد اللَّه بن يوسف أخبرنا مالك إلخ. كتَبه مُصحِّحُه.

* [3370][التحفة: خ م ت 1116]

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لمَّا بَنَوُا".

(5)

عليه صح. حدثان: قرب عهدهم بالكفر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدث).

(6)

كذا ثبت للحموي، والمستملي.

(7)

قوله: "وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَبِي بَكْرٍ". كذا ثبت لأبي ذر، والمستملي والكشميهني.

* [3371][التحفة: خ م س 16287]

ص: 384

[3372] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

(1)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رضي الله عنه، أَنَّهُمْ قَالُوا

(2)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كمَا صَلَّيتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".

[3373] حدثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ

(3)

مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَأَهْدِهَا لِي، فَقَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ

(4)

؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى

(5)

آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".

(1)

"بْنُ أَنَسٍ": سقط عند أبي ذر.

(2)

لابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"أَنَّهُ قَالَ".

* [3372][التحفة: خ م د س ق 11896]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فَرْوَةَ"، وذكر في حاشية البقاعي أنه الصواب. و"قُرَّة" الذي في المتن هو في غير نسخة معنا.

(4)

زاد الكشميهني: "عليكم".

(5)

سقط عند أبي ذر وعليه صح.

* [3373][التحفة: ع 11113]

ص: 385

[3374] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَيَقُولُ: "إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا

(1)

إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ

(2)

، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ

(3)

، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ

(4)

".

‌29 - بَابٌ قَوْلُهُ عز وجل: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}

(5)

قَوْلُهُ: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}

(6)

[3375] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نَحْنُ أَحَقُّ

(7)

مِنْ إِبْرَاهِيمَ؛ إِذْ قَالَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}

(6)

، وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفُ؛ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ".

(1)

لابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"بِهما".

(2)

قال القسطلاني: بالتاء في الثلاثة، وبالهاء الساكنة.

(3)

هامة: هو ما له سم يقتل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: همم).

(4)

لامة: ذات لَمَم، واللمم طرف من الجنون يلم بالإنسان، أي: يقرب منه ويعتريه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لمم).

* [3374][التحفة: خ د ت س ق 5627]

(5)

[الحجر: 51]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: " {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ} الآيةَ. {لَا تَوْجَلْ} لا تخفْ. {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} الآيةَ".

(6)

[البقرة: 260]. وقوله: "قَوْلُهُ: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} ". سقط عند أبي ذر وعليه صح.

(7)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "بالشَّكِّ".

* [3375][التحفة: خ م ق 13325]

ص: 386

‌30 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ}

(1)

[3376] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكوَعِ رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ؛ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا

(3)

مَعَ بَنِي

(4)

فُلَانٍ"، قَالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ؟ "، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟! قَالَ

(5)

: "ارْمُوا، وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ".

‌31 - بَابُ

(6)

قِصَّةُِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عليهما السلام

-

(7)

فِيهِ: ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

[مريم: 54].

(2)

عليه تضبيب. ولأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّهِ" وعليه صح.

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ارْمُوا وَأنا" وعليه صح صح.

(4)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"ابنِ".

(5)

لأبي الوقت: "فقال".

* [3376][التحفة: خ 4550]

(6)

ليس عند أبي ذر.

(7)

قوله: "عليهما السلام". وقع بدلًا منه لأبي ذر وعليه صح: "النبيِّ صلى اللَّه عليه" وعليه صح.

ص: 387

‌32 - بَابٌ {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ}

(1)

إِلَى

(2)

قَوْلِهِ: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}

(3)

[3377] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ الْمُعْتَمِرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: "أَكْرَمُهُمْ أَتْقَاهُمْ"، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: "فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ

(2)

نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ

(2)

نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ

(2)

خَلِيلِ اللَّهِ"، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْألكَ، قَالَ: "فَعَنْ

(4)

مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي

(5)

؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، خِيَارُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقُهُوا"

(6)

.

* * *

(1)

[البقرة: 133]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: " {إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ

} الآيةَ".

(2)

عليه صح.

(3)

قوله: "قوله: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} " سقط عند أبي ذر.

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"أَفَعَنْ".

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"تَسْأَلُونَنِي".

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"فَقِهُوا".

* [3377][التحفة: خ س 12987]

ص: 388

‌33 - بَابٌ {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ

(1)

وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا

(2)

فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ}

(3)

[3378] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ".

‌34 - بَابٌ

(4)

{فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}

(5)

بِرُكْنِهِ: بِمَنْ مَعَهُ لِأَنَّهُمْ قُوَّتُهُ.

تَرْكَنُواْ: تَمِيلُوا.

فَأَنْكَرَهُمْ، و¶نَكِرَهُمْ، وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ.

(1)

بعده لأبي ذر: "إلى قوله: {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} ".

(2)

قوله: " {وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ

} إلى {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا} ". ليس عند أبي ذر.

(3)

[النمل: 54، 58].

* [3378][التحفة: خ 13766]

(4)

كذا ثبت للقابسي.

(5)

[الحجر: 61 - 62].

ص: 389

يُهْرَعُون: يُسْرِعُونَ.

دَابِرٌ: آخِرٌ.

صَيْحَةً: هَلَكَةٌ

(1)

.

لِلْمُتَوَسِّمِينَ: لِلنَّاظِرِينَ.

لَبِسَبِيلٍ: لَبِطَرِيقٍ

(2)

.

[3379] حدثنا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم {فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ}

(3)

.

‌35 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}

(4)

{كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ}

(5)

: مَوْضِعُ ثَمُودَ، وَأَمَّا {حَرْثٌ حِجْرٌ}

(6)

حَرَامٌ، وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فَهُوَ حِجْرٌ مَحْجُورٌ، وَالْحِجْرُ كُلُّ بِنَاءٍ بَنَيْتَهُ

(7)

، وَمَا حَجَرْتَ عَلَيْهِ

(1)

قوله: "دَابِرٌ آخِرٌ". هو بهذا الضبط في الأصل المعول عليه، وفي أصل صحيح رفع:"صيحة" و"هلكة"، ولم يضبط في المعول عليه:"صيحة" وفيه رفع "هلكة"، ولا تخفاك التلاوة في ذلك. كتبه مصححه.

(2)

كتب في حاشية البقاعي: "التفسير لأبي إسحاق وأبي الهيثم، والحديث للحموي وأبي إسحاق".

(3)

[القمر: 15]. قوله: "برُكْنِه بِمَنْ مَعَهُ

إلى

مِنْ مُدَّكِر". ثبت لأبي ذر عن الحموي والمستملي. والتفسير لأبي إسحاق، وأبي الهيثم، والحديث للحربي، وأبي إسحاق. اهـ من اليونينية.

* [3379][التحفة: خ م د ت س 9179]

(4)

[الأعراف: 73].

(5)

[الحجر: 80]. وبعده لأبي ذر، وعليه صح:"الحِجْرُ".

(6)

[الأنعام: 138].

(7)

لأبي ذر، وعليه صح:"تَبْنِيهِ".

ص: 390

مِنَ الْأَرْضِ فَهُوَ حِجْرٌ، وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرًا كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ، مِثْلُ: قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ، وَيُقَالُ

(1)

لِلْأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ: الْحِجْرُ

(2)

، وَيُقَالُ لِلْعَقْلِ: حِجْرٌ وَحِجًى، وَأَمَّا حَجْرُ

(3)

الْيَمَامَةِ فَهْوَ مَنْزِلٌ

(4)

.

[3380] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمعَةَ

(5)

قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَ

(6)

النَّاقَةَ قَالَ: "انْتَدَبَ

(7)

لَهَا رَجُلٌ ذُو عِزٍّ وَمَنَعَةٍ

(8)

فِي قُوَّةٍ

(9)

كَأَبِي زَمعَةَ".

[3381] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُو الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ بْنِ حَيَّانَ أَبُو زَكَرِيَّاءَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَبْدِ

(3)

اللَّهِ

(10)

بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَ الْحِجْرَ

(3)

فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا، وَلَا يَسْتَقُوا مِنْهَا، فَقَالُوا: قَدْ عَجَنَّا مِنْهَا، وَاسْتَقَيْنَا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطْرَحُوا ذَلِكَ الْعَجِينَ، وَيُهَرِيقُوا

(11)

ذَلِكَ الْمَاءَ.

(1)

لأبي الوقت: "وتقول".

(2)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"حِجْرٌ".

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "المنزل".

(5)

كذا بالضبطين معًا.

(6)

عقر: نحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقر).

(7)

عليه صح. انتدب: تَكَفَّل. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 115).

(8)

منعة: قوة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: منع).

(9)

لأبي ذر عن الحموي: "قَوْمِه".

* [3380][التحفة: خ م ت س 5294]

(10)

عليه صح صح.

(11)

يهريقوا: يصبّوا. (انظر: الصحاح تاج اللغة، مادة: هرق).

ص: 391

وَيُرْوَى

(1)

عَنْ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، وَأَبِي الشَّمُوسِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِإِلْقَاءِ الطَّعَامِ.

وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اعْتَجَنَ بِمَائِهِ".

[3382] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْضَ ثَمُودَ الْحِجْرَ، فَاسْتَقَوْا

(2)

مِنْ بِئْرِهَا

(3)

، وَاعْتَجَنُوا بِهِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُهَرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا

(4)

، وَأَنْ يَعْلِفُوا

(5)

الْإِبِلَ الْعَجِينَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي كَانَ

(6)

تَرِدُهَا النَّاقَةُ.

تَابَعَهُ أُسَامَةُ، عَنْ نَافِعٍ.

[3383] حدثني

(7)

مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قَالَ:

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "قال: ويروى".

* [3381][التحفة: خ 7185]

(2)

"واسْتَقَوْا": عليه صح لأبي ذر، وأبي الوقت.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بئارها". كذا في النسخ الصحيحة، وفي القسطلاني أن رواية أبي ذر:"من آبارها" بمدّ الهمزة أوله. كتبه مصححه. وكتب فوق "بئارها": "بيا". [ولعله يقصد: "بيارها"].

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "بِئارِها".

(5)

كسر اللام من الفرع.

(6)

للكشميهني: "كانَت".

* [3382][التحفة: خت 7475 - خ م 7799]

(7)

"حدثنا": عليه صح ولأبي ذر وعليه صح.

ص: 392

"لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا

(1)

إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ؛ أَنْ

(2)

يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ"، ثُمَّ تَقَنَّعَ

(3)

بِرِدَائِهِ، وَهْوَ عَلَى الرَّحْلِ

(4)

.

[3384] حدثني

(5)

عَبْدُ اللَّهِ

(6)

، حَدَّثَنَا وَهْبٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ؛ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ

(7)

مَا أَصَابَهُمْ".

‌36 - بَابٌ {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ}

(8)

[3385] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: "الْكَرِيمُ ابْنُ

(2)

الْكَرِيمِ ابْنِ

(2)

الْكَرِيمِ ابْنِ

(2)

الْكَرِيمِ

(9)

يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عليهم السلام".

(1)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "أَنْفُسَهُمْ".

(2)

عليه صح.

(3)

تقنع: من التقنع وهو تغطية الرأس وأكثر الوجه برداء أو غيره. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(11/ 92).

(4)

الرحل: ما يوضع على ظهر البعير تحت الراكب. (انظر: هدي الساري)(ص 122).

* [3383][التحفة: خ س 6942]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

(6)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ محمدٍ".

(7)

ليس عند أبي ذر.

* [3384][التحفة: خ م 6994]

(8)

[البقرة: 133]. وقوله: "بابٌ

إلى {الْمَوْتُ} " ليس عند القابسي، وأبي ذر، والكشميهني.

(9)

"ابنِ الْكَرِيمِ": عليه سقط.

* [3385][التحفة: خ 7205]

ص: 393

‌37 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}

(1)

[3386] حدثني

(2)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: "أَتْقَاهُم للَّهِ"، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: "فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ

(3)

نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ

(3)

نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ

(3)

خَلِيلِ اللَّهِ"، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذا نَسْأَلُكَ، قَالَ: "فَعَنْ مَعَادِنِ العَرَبِ تَسْأَلُونِي

(4)

! النَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُِهُوا".

[3387] حدثني

(5)

مُحَمَّدٌ

(6)

، أَخْبَرَنَا

(7)

عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.

[3388] حدثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، أَخْبَرَنَا

(8)

شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "مُرِي

(1)

[يوسف: 7].

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

على ألف "ابن" صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "تَسْأَلُونَنِي".

* [3386][التحفة: خ س 12987]

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"أخبرنا".

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"محمدُ بنُ سَلَام"

(7)

لأبي ذر، وعليه صح:"أخبرني".

* [3387][التحفة: خ س 12987]

(8)

عليه صح.

ص: 394

أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ"، قَالَتْ: إِنَّهُ رَجُلٌ أَسِيفٌ

(1)

، مَتَى يَقُمْ

(2)

مَقَامَكَ رَقَّ. فَعَادَ، فَعَادَتْ. قَالَ شُعْبَةُ: فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ: "إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا

(3)

أَبَا بَكْرٍ".

[3389] حدثنا الرَّبِيعُ

(4)

بْنُ يَحْيَى

(5)

الْبَصْرِيُّ

(6)

، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ"، فَقَالَتْ

(7)

: "إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ

(8)

"، فَقَالَ مِثْلَهُ، فَقَالَتْ مِثْلَهُ، فَقَالَ: "مُرُوهُ

(9)

، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ"، فَأَمَّ أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ

(10)

صلى الله عليه وسلم.

فَقَالَ

(11)

حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ: "رَجُلٌ رَقِيقٌ

(12)

".

(1)

أسيف: سريع البكاء والحزن، وقيل: هو الرقيق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أسف).

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يقوم".

(3)

لأبي ذر، وعليه صح:"مُرِي".

* [3388][التحفة: خ 16341]

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"رَبِيعُ".

(5)

عليه صح.

(6)

عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(7)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "عائشةُ"، وعليه صح.

(8)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "كذا"، وعليه صح.

(9)

لأبي ذر، وعليه صح:"مُرُوا أبا بَكْرٍ".

(10)

لأبي ذر، وعليه صح:"النبيَّ".

(11)

لأبي ذر، وعليه صح:"وقال".

(12)

رقيق: ضعيف هين لين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقق).

* [3389][التحفة: خ م 9112]

ص: 395

[3390] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ

(1)

الْوَلِيدِ

(2)

، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ

(3)

عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ

(4)

كَسِنِي يُوسُفَ".

[3391] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ابْنُ

(5)

أَخِي جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَأَبَا عُبَيْدٍ

(1)

أَخْبَرَاهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، ثُمَّ أَتَانِي الدَّاعِي لَأَجَبْتُهُ".

[3392] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ فُضَيلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سُفْيَانَ

(6)

، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلْتُ

(1)

أُمَّ

(1)

رُومَانَ

(1)

، وَهِيَ: أُمُّ عَائِشَةَ، عَمَّا

(7)

قِيلَ فِيهَا مَا قِيلَ، قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ عَائِشَةَ جَالِسَتَانِ، إِذْ وَلَجَتْ عَلَيْنَا

(1)

عليه صح.

(2)

"ابْنَ الْوَلِيدِ": سقط عند أبي ذر.

(3)

وطأتك: عقوبتك وأخذك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 284).

(4)

سنين: جمع سنة، وهي الجدب والقحط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنه).

* [3390][التحفة: خ 13768]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "هو ابنُ".

* [3391][التحفة: خ م س 12932]

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"شَقيقٍ"، وعليه صح.

رسم في الأصل المعوّل عليه: "سفيان" مضبوطًا ونقطه بالحمرة، وضبطه:"شقيق" فصار يقرأ فيه: "سفيان" و"شقيق"، وفي غيره كذلك، وبهامشه:"شقيق"، وانظر القسطلاني.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لَمَّا".

ص: 396

امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهْيَ تَقُولُ: فَعَلَ اللَّهُ بِفُلَانٍ وَفَعَلَ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: لِمَ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ نَمَا

(1)

ذِكْرَ

(2)

الْحَدِيثِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَيُّ حَدِيثٍ؟ فَأَخْبَرَتْهَا، قَالَتْ: فَسَمِعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا، فَمَا أَفَاقَتْ إِلَّا وَعَلَيْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ

(3)

، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا لِهَذِهِ؟ "، قُلْتُ: حُمَّى أَخَذَتْهَا مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِهِ، فَقَعَدَتْ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لَا تُصَدِّقُونِي

(4)

، وَلَئِنِ اعْتَذَرْتُ لَا تَعْذِرُونِي

(5)

، فَمَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ، فَاللَّهُ

(6)

الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ، فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَا أَنْزَلَ، فَأَخْبَرَهَا، فَقَالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ لَا بِحَمْدِ أَحَدٍ.

[3393] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتِ قَوْلَهُ

(7)

:

(1)

كذا ثبت عند أبي ذر. وكذا في النسخ بالتخفيف، ونسبه في المطالع لأبي ذر.

وقال الحربي: إنه رواية أكثر المحدثين، لكن قال شيخ الإسلام والعيني وابن الأثير: التشديد هنا متعين؛ لأن التنمية - كما قال أبو عبيد وابن قتيبة وغيرهما - إبلاغ الحديث على وجه الإفساد، أما المُخفّف فعلى وجه الإصلاح. كتبه مصححه.

وكتب أسفل ألف "نَمَا": "ى" ورقم عليه لأبي ذر - أي أن رواية أبي ذر هكذا: "نمى".

(2)

كذا لأبي ذر: "ذِكْرَ"، وعليه صح.

(3)

بنافض: برعدة شديدة، كأنها نفضتها، أي حركتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفض).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "لَا تُصَدِّقُونَنِي".

(5)

لأبي ذر: "لَا تَعْذِرُونَنِي"، وعليه صح.

(6)

كذا في صحيح النسخ بالفاء.

* [3392][التحفة: خ 18317]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "قولَ اللَّهِ".

ص: 397

{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ} (كُذِّبُوا)، أَوْ {كُذِبُوا}

(1)

؟ قَالَتْ: بَلْ كَذَّبَهُمْ قَوْمُهُمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَيقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ، وَمَا هُوَ بِالظَّنِّ، فَقَالَتْ: يَا عُرَيَّةُ، لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ، قُلْتُ: فَلَعَلَّهَا أَوْ {كُذِبُوا} ، قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا، وَأَمَّا هَذِهِ الْآيَةُ قَالَتْ: هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ، وَصَدَّقُوهُمْ، وَطَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلَاءُ، وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَتْ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ كَذَّبُوهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ.

قالَ أبو عَبد الله {اسْتيْئَسُوْا} : افْتَعَلُوا

(2)

مِنْ: يَئِسْتُ

(3)

.

{مِنْهُ}

(4)

: مِنْ يُوسُفَ. {لَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ

(5)

}

(6)

مَعْنَاهُ: الرَّجَاءُ

(7)

.

[3394] أَخْبَرَني

(8)

عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْكَرِيمُ ابْنُ

(9)

الْكَرِيمِ ابْنِ

(9)

الْكَرِيمِ ابْنِ

(9)

الْكَرِيمِ: يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عليهم السلام".

(1)

[يوسف: 110].

(2)

للأصيلي: "اسْتَفْعَلُوا".

(3)

عليه صح. وثبت لأبي ذر.

(4)

[يوسف: 80].

(5)

من روح اللَّه: من فرجه ورحمته. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(1/ 371).

(6)

[يوسف: 87].

(7)

قوله: "مَعْنَاهُ الرَّجَاءُ". لأبي ذر وعليه صح: "مِنَ الرَّجاء". وقوله "مِنْ يُوسُفَ

إلى

مَعْنَاهُ الرَّجَاءُ": عليه سقط.

* [3393][التحفة: خ 16561]

(8)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا".

(9)

على ألف "ابن" صح.

* [3394][التحفة: خ 7205]

ص: 398

‌38 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ

(1)

أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}

(2)

(3)

{ارْكُضْ}

(4)

: اضْرِبْ. {يَرْكُضُونَ}

(5)

: يَعْدُونَ

[3395] حدثني

(6)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، خَرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ

(7)

جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَحْثِي

(8)

فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَى رَبُّهُ

(9)

: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى، يَا رَبِّ، وَلكِنْ لَا غِنَى لِي

(10)

عَنْ بَرَكَتِكَ".

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الآيةَ".

(2)

[الأنبياء: 83].

(3)

قوله: " {أَنِّي مَسَّنِيَ

} إلى {الْرَّاحِمِينَ} ". ليس عند أبي ذر.

(4)

[ص: 42].

(5)

[الأنبياء: 12].

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدّثنا".

(7)

رجل: الرجل: الجراد الكثير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).

(8)

يحثي: الحثي: الغرف باليدين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حثا).

(9)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"فناداه ربُّه".

(10)

لأبي ذر، وعليه صح:"بِي".

* [3395][التحفة: خ 14724]

ص: 399

‌39 - بَابٌ

(1)

{وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ (مُخْلِصًا)

(2)

وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}

(3)

: كَلَّمَهُ

{وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا}

(4)

يُقَالُ

(5)

: لِلْوَاحِدِ، وَلِلِاثْنَيْنِ، وَالْجَمِيعِ: نَجِيٌّ، وَيُقَالُ: خَلَصُوا نَجِيًّا

(6)

: اعْتَزَلُوا نَجِيًّا

(7)

، وَالْجَمِيعُ أَنْجِيَةٌ يَتَنَاجَوْنَ

(8)

.

‌40 - بَابٌ {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ

(9)

} إِلَى قَوْلِهِ: {مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}

(10)

[3396] حدثنا

(11)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ،

(1)

سقط عند أبي ذر. وثبت لأبي ذر وعليه صح: "قَوْلُ اللَّهِ".

(2)

بعده: "إلى قوله: {نَجيًّا}. كلمة تقال للواحد والاثنين والجميع" ثم رقم لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {نَجيًّا} ". ورقم لأبي ذر والمستملي: "كَلِمَةٌ تُقالُ للواحدِ والاثنينِ والجميعِ".

(3)

قوله من: " {وكَانَ رَسُولًا

} إلى {نَجِيًّا} ". ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

[مريم: 53]. قوله من: " {وَوَهَبْنَا

} إلى {نَبِيًّا} ". ليس عند أبي ذر.

(5)

كذا في الأصل المعول عليه بالياء والتاء، ويظهر أن التأنيث راجع لرواية المستملي التي بالهامش. كتبه مصححه.

(6)

قوله مِن: "وَالْجَمِيعِ

إلى نَجِيًّا". ثبت للكشميهني.

(7)

"نَجِيًّا": سقط عند أبي ذر.

(8)

قوله: "وَالْجَمِيعُ أَنْجِيَةٌ يَتَنَاجَوْنَ". ثبت للكشميهني. وزاد بعده: "تَلَقَّفُ، تَلَقَّمُ". ثم رقم لأبي ذر عن الكشميهني: "تَلَقَّفُ". ورقم للكشميهني: "تَلَقَّمُ". كذا بالهامش في غير نسخة وإن كانت من جملة رواية الكشميهني. كتبه مصححه.

(9)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "يُكْتَمُ إِيمانُهُ إلى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ".

(10)

قوله: "بابٌ

إلى كَذابٌ". سقط عند أبي ذر. [غافر: 28].

(11)

لفظ "حَدَّثنا": سقط عند أبي ذر وعليه صح.

ص: 400

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، سَمِعْتُ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَرَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ رَجُلًا تَنَصَّرَ يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ بِالْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَ وَرَقَةُ: مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ

(1)

الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، وَإِنْ أَدْرَكَنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا

(2)

.

النَّامُوسُ: صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي يُطْلِعُهُ بِمَا يَسْتُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ.

‌41 - بَابُ

(3)

قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا} إِلَى قَوْلِهِ: {(بِالْوَادِي) المُقَدَّسِ طُوًى}

(4)

{آنَسْتُ}

(5)

: أَبْصَرْتُ. {نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ}

(6)

الْآيَةَ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمُقَدَّسُ: الْمُبَارَكُ. {طُوًى} : اسْمُ الْوَادِي. {سِيرَتَهَا}

(7)

: حَالَتَهَا. وَ {النُّهَى}

(8)

: التُّقَى. {بِمَلْكِنَا}

(9)

: بِأَمْرِنَا.

(1)

الناموس: صاحب السر والمراد جبريل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمس).

(2)

مؤزرا: بالغًا شديدًا. من الأزْر وهو القوة والشدة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أزر).

* [3396][التحفة: خ م 16540]

(3)

لفظ: "بَابُ" سقط عند أبي ذر.

(4)

[طه: 9 - 12].

(5)

قوله: "آنست

إلخ" في نسخة صحيحة تقديم: "نارًا" على: "أبصرت" وفي بعضها والمطبوع تأخيرها، وفي فرع سقوطها.

(6)

[طه: 10].

(7)

[طه: 21].

(8)

[طه: 54].

(9)

[طه: 87].

ص: 401

{هَوَى}

(1)

: شَقِيَ. {فَارِغًا}

(2)

إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى. {رِدْءًا}

(3)

كَيْ يُصدِّقَنِي، وَيُقَالُ: مُغِيثًا، أَوْ مُعِينًا. يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ.

{يَأْتَمِرُونَ}

(4)

: يَتَشَاوَرُونَ. وَالْجِذْوَةُ قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْخَشَبِ لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ. {سَنَشُدُّ}

(5)

: سَنُعِينُكَ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا.

وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلَّمَا لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ، أَوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ، أَوْ فَأْفَأَةٌ فَهْيَ عُقْدَةٌ.

{أَزْرِي}

(6)

: ظَهْرِي. {فَيُسْحِتَكُم}

(7)

: فَيُهْلِكَكُمْ. {المُثْلَى}

(8)

: تَأْنِيثُ الْأَمْثَلِ، يَقُولُ: بِدِينِكُمْ، يُقَالُ: خُذِ الْمُثْلَى، خُذِ الْأَمْثَلَ. {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا}

(9)

يُقَالُ: هَلْ أَتَيْتَ الصَّفَّ الْيَوْمَ، يَعْنِي: الْمُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ. {فَأَوْجَسَ}

(10)

: أَضْمَرَ خَوْفًا، فَذَهَبَتِ الْوَاوُ مِنْ خِيفَةً لِكَسْرَةِ الْخَاءِ. {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}

(11)

: عَلَى جُذُوعِ. {خَطْبُكَ}

(12)

: بَالُكَ. {مِسَاسَ} : مَصْدَرُ مَاسَّهُ مِسَاسًا. {لَنَنْسِفَنَّهُ}

(13)

: لَنُذْرِيَنَّهُ.

الضَّحَاءُ: الْحَرُّ. {قُصِّيهِ}

(14)

: اتَّبِعِي أَثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ أَنْ تَقُصَّ الْكَلَامَ. {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}

(15)

. {عَن جُنُبٍ}

(16)

: عَنْ بُعْدٍ، وَعَنْ جَنَابَةٍ وَعَنِ اجْتِنَابٍ: وَاحِدٌ.

(1)

[طه: 81].

(2)

[القصص: 10].

(3)

[القصص: 34].

(4)

[القصص: 20].

(5)

[القصص: 35].

(6)

[طه: 31].

(7)

[طه: 61].

(8)

[طه: 63].

(9)

[طه: 64].

(10)

[طه: 67].

(11)

[طه: 71].

(12)

[طه: 95].

(13)

[طه: 97].

(14)

[القصص: 11].

(15)

[يوسف: 3].

(16)

[القصص: 11].

ص: 402

قَالَ مُجَاهِدٌ: {عَلَى قَدَرٍ}

(1)

: مَوْعِدٌ

(2)

. {لَا تَنِيَا}

(3)

. {يَبَسًا}

(4)

: يَابِسًا. {مِن زِيَنَةِ الْقَوْمِ} : الْحُلِيِّ الَّذِي اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ. {فَقَذَفْتُهَا} : أَلْقَيْتَهَا. {أَلقىَ}

(5)

: صَنَعَ. {فَنَسِيَ}

(6)

مُوسَى، هُمْ يَقُولُونَهُ: أَخْطَأَ الرَّبَّ. {أَلَّا (يَرْجعَ)

(7)

إِلَيْهِمْ قَوْلًا}

(8)

فِي الْعِجْلِ

(9)

.

[3397] حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، أَنَّ رَسُولَ

(10)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةَ

(11)

أُسْرِيَ بِهِ: "حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ فَإِذَا هَارُونُ قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

تَابَعَهُ ثَابِتٌ وَعَبَّادُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

[طه: 40].

(2)

و"موعد": ضُبط بالجر في غير نسخة، وبالرفع في المعوّل عليها، ويؤخذ من القسطلاني تأييدها. كتبه مصححه.

(3)

[طه: 42]. وفي القسطلاني ما لفظه: وفي اليونينية وفرعها: " {لَا تَنِيَا} " وأسقط: "لا تضْعَفا" وكتب بعد: " {لَا تَنِيَا} " صح، وزاد في بعض النسخ بعد قوله:"لا تضْعَفا"" {مَكانًا سُوًى}. مُنْصِفٌ بَينَهُم". فانظره، وهو كذلك في غير نسخة. كتبه مصححه.

(4)

[طه: 77].

(5)

[طه: 87].

(6)

[طه: 88].

(7)

كذا بالأصل، ولم أقف لها على وجه في القراءات وإن جازت لغة. (وراجع فيها: فتح الباري) (6/ 427)، و (النشر في القراءات العشر)(2/ 322).

(8)

[طه: 89].

(9)

قوله: "لَعَلِّي آتِيكُمْ

إلى

فِي الْعِجْلِ". كذا ثبت للمستملي والكشميهني.

(10)

للأصيلي: "نبيَّ".

(11)

كذا بالضبطين، وعليه صح فوقه وتحته.

* [3397][التحفة: خ م ت س 11202]

ص: 403

‌42 - بَابُ

(1)

قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}

(2)

{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}

(3)

[3398] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ

(5)

: "رَأَيْتُ مُوسَى، وَإِذَا رَجُلٌ

(6)

ضَرْبٌ

(7)

رَجِلٌ

(8)

، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ

(9)

، وَرَأَيْتُ عِيسَى، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ رَبْعَةٌ

(10)

أَحْمَرُ، كَأَنَّمَا

(11)

خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ

(12)

، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ

(13)

، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ، فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الْآخَرِ خَمْرٌ، فَقَالَ: اشْرَبْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ: أَخَذْتَ الْفِطْرَةَ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ".

(1)

لفظ: "بابٌ" سقط عند أبي ذر. وثبت للقابسي: "بابٌ {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} إلى قوله: {مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} ".

(2)

[طه: 9].

(3)

[النساء: 164].

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "بي".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "هو رَجُلٌ".

(7)

ضرب: هو الخفيف اللحم الممشوق المُسْتَدِقّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضرب).

(8)

رَجِلٌ: الذي في شعره تكسر يسير. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 282).

(9)

رجال شنوءة: حي من اليمن ينسبون إلى شنوءة، وهو تشبيه لهم في الطول. (انظر: إرشاد الساري) (5/ 377).

(10)

ربعة: بين الطويل والقصير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربع).

(11)

عليه صح. وعليه تضبيب، وفي نسخة وعليه صح:"كَأَنَّهُ".

(12)

ديماس: هو الحمام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دمس).

(13)

عليه تضبيب. ولأبي ذر عن الكشميهني: "صلى الله عليه وسلم بِهِ".

* [3398][التحفة: خ م ت 13270]

ص: 404

[3399] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(2)

، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ، يَعْنِي: ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى - وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ"، وَذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ليْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ فَقَالَ:"مُوسَى آدَمُ طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ"، وَقَالَ:"عِيسَى جَعْدٌ مَرْبُوعٌ"، وَذَكَرَ مَالِكً

(3)

خَازِنَ النَّارِ، وَذَكَرَ الدَّجَّالَ.

[3400] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا

(4)

قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي: عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ؛ فَصامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقَالَ:"أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ؛ فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

(2)

"ابْنُ بَشَارٍ": ليس عند أبي ذر.

(3)

عليه صح. كذا هو في الأصل المعول عليه بدون ألف بعد الكاف كما ترى، والمتقدمون من المحدثين قد يرسمون المنصوب برسم المرفوع والمجرور كما في العزيزي. كتبه مصححه.

* [3399][التحفة: خ م د 5421]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قال لما" وعليه صح.

* [3400][التحفة: خ م س 5528]

ص: 405

‌43 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً

(1)

وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي}

(2)

إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}

(3)

يُقَالُ: دَكَّهُ: زَلْزَلَهُ، {فَدُكَّتَا}

(4)

: فَدُكِكْنَ، جَعَلَ الْجِبَالَ كَالْوَاحِدَةِ، كَمَا قَالَ اللهُ عز وجل:{أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا}

(5)

وَلَمْ يَقُلْ: كُنَّ رَتْقًا مُلْتَصِقَتَيْنِ. {أُشْرِبُوا}

(6)

: ثَوْبٌ مُشَرَّبٌ

(7)

: مَصْبُوغٌ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {انْبَجَسَتِ}

(8)

: انْفَجَرَتْ. {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ}

(9)

: رَفَعْنَا.

[3401] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(10)

رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "النَّاسُ يَصْعَقُونَ

(11)

يَوْمَ

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إلى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ". وفي حاشية البقاعي: "إلى قوله" بدل: "إلى".

(2)

قوله: "وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ

إلى: قَالَ: لَنْ تَرَانِي" عليه سقط.

(3)

[الأعراف: 142، 143].

(4)

[الحاقة: 14].

(5)

[الأنبياء: 30].

(6)

[البقرة: 93].

(7)

لم يضبطه في اليونينية، وضبطه في الفرع بتشديد الراء وفتحها.

(8)

[الأعراف: 160].

(9)

[الأعراف: 171].

(10)

كذا في غير نسخة عندنا بدون: "الخدري" الذي في المطبوع سابقًا.

(11)

يصعقون: الصَّعقُ هو أن يُغْشَى على الإنسان من صوت شديد يسمعه، وربما مات منه، ثم استُعْمِل في الموت كثيرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صعق).

ص: 406

الْقِيَامَةِ، فَأكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي، أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ؟ ".

[3402] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، لَمْ يَخْنَزِ

(2)

اللَّحْمُ، وَلوْلا حَوَّاءُ، لمْ تَخُنْ أنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ".

‌44 - بَابُ طُوفَانٍ مِنَ السَّيْلِ

يُقَالُ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ: طُوفَانٌ.

الْقُمَّلُ: الْحُمْنَانُ

(3)

، يُشْبِهُ صِغَارَ الْحَلَمِ

(4)

.

{حَقِيقٌ}

(5)

: حَقٌّ.

{سُقِطَ}

(6)

: كُلُّ مَنْ نَدِمَ فَقَدْ سُقِطَ فِي يَدِهِ.

* [3401][التحفة: خ م د 4405]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

يخنز: ينتن. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 241).

* [3402][التحفة: خ م 14703]

(3)

الحمنان: جمع حَمْنَانَة، وهو من القراد دون الحلم، أو هو القراد الصغير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمن).

(4)

الحَلَم: جمع الحَلَمة وهو القراد الكبير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلم).

(5)

[الأعراف: 105].

(6)

[الأعراف: 149].

ص: 407

‌45 - حَدِيثِ

(1)

الْخَضِرِ مَعَ مُوسَى عليهما السلام

-

[3403] حدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ تَمَارَى

(2)

هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ، فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

يَقُولُ: "بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ: لَا، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنَا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ

(4)

، فَجُعِلَ لَهُ الْحُوتُ آيَةً، وَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ، فكانَ يَتْبَعُ الْحُوتَ

(5)

فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا (أَنْسَانِيهِ) إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}

(6)

، فَقَالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ

(7)

فَارْتَدَّا

(8)

عَلَى آثَارِهِمَا

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "بابُ حدِيثٍ".

(2)

تمارى: التماري: المجادلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرا).

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "يَذْكُرُ شَأْنَهُ".

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إِلَى لُقِيِّهِ".

(5)

للأصيلي وأبي الوقت وعليه صح: "أَثَرَ الحُوتِ".

(6)

[الكهف: 63].

(7)

لأبي ذر: "نبغي" وعليه صح. وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو والكسائي وأبي جعفر ويعقوب، والتي في المتن قراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 316).

(8)

فارتدا: رجعا. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن)(ص 220).

ص: 408

قَصَصًا}

(1)

، فَوَجَدَا خَضِرًا، فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ.

[3404] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الْبَِكَّالِيَّ

(2)

يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ هُوَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ، فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا. فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ؛ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: بَلَى، لِي عَبْدٌ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، وَمَنْ لِي بِهِ؟ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: أَيْ رَبِّ، وَكَيْفَ لِي بِهِ؟ - قَالَ

(3)

: تَأْخُذُ حُوتًا، فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ

(4)

، حَيْثُمَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَهْوَ ثَمَّ - وَرُبَّمَا قَالَ: فَهْوَ ثَمَّهْ - وَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، حَتَّى

(5)

أَتَيَا الصَّخْرَةَ، وَضَعَا رُءُوسَهُمَا، فَرَقَدَ مُوسَى، وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ، فَخَرَجَ فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}

(6)

، فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنِ الْحُوتِ جِرْيَةَ الْمَاءِ

(7)

، فَصَارَ مِثْلَ الطَّاقِ

(8)

، فَقَالَ هَكَذَا مِثْلَ

(1)

[الكهف: 64]. قصصا: تَتَبُّعا. (انظر: القاموس المحيط، مادة: قصص).

* [3403][التحفة: خ م ت س 39]

(2)

بالضبطين معًا، وتخفيف الكاف.

(3)

عليه صح.

(4)

مكتل: وعاء كبير يسع خمسة عشر صاعًا، والصاع مكيال قدره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حَتَّى إِذا".

(6)

[الكهف: 61].

سربا: مسلكا ومذهبا يسرب منه. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن)(ص 220).

(7)

جرية: حالة الجريان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جرا).

(8)

الطاق: ما عطف من الأبنية، أي: جعل كالقوس من قنطرة ونافذة وما أشبه ذلك. (انظر: تحفة الأحوذي)(8/ 468).

ص: 409

الطَّاقِ، فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمَهُمَا، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ {قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا

(1)

}

(2)

، وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ، قَالَ لَهُ فَتَاهُ:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا (أَنْسَانِيهِ) إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا}

(3)

، فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا، وَلَهُمَا عَجَبًا، قَالَ لَهُ مُوسَى:{ذلِكَ مَا كُنَّا (نَبْغِي) فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}

(4)

، رَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى

(5)

بِثَوْبٍ، فَسَلَّمَ مُوسَى، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟! قَالَ: أَنَا مُوسَى، قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي {مِمَّا عُلِّمْتَ (رَشَدًا)}

(6)

، قَالَ: يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ، قَالَ: هَلْ أَتَّبِعُكَ؟ {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ (مَعِي) صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}

(7)

، إِلَى قَوْلِهِ:{إِمْرًا}

(8)

، فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ، كَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ فَحَمَلُوهُ بِغَيْرِ نَوْلٍ

(9)

، فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ جَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ فِي

(1)

نصبا: تعبا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصب).

(2)

[الكهف: 62].

(3)

[الكهف: 63].

(4)

[الكهف: 64].

(5)

مسجى: التسجية: التغطية بالثوب ونحوه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجا).

(6)

[الكهف: 66].

(7)

[الكهف: 67، 68].

(8)

[الكهف: 71]. عليه صح.

إمرا: عجبًا وقيل: داهية. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن)(ص 220).

(9)

نول: أجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نول).

ص: 410

الْبَحْرِ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ، قَالَ لَهُ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى، مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ، إِذْ أَخَذَ الْفَأْسَ فَنَزَعَ لَوْحًا، قَالَ

(1)

: فَلَمْ يَفْجَأْ مُوسَى إِلَّا وَقَدْ قَلَعَ لَوْحًا بِالْقَدُّومِ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: مَا صَنَعْتَ؟! قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ (مَعِي) صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}

(2)

، فَكَانَتِ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا. فَلَمَّا خَرَجَا مِنَ الْبَحْرِ، مَرُّوا بِغُلَامٍ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَقَلَعَهُ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَأَوْمَأَ سُفْيَانُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ يَقْطِفُ شَيْئًا - فَقَالَ لَهُ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً

(3)

بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ (مَعِيْ) صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ}

(4)

مَائِلًا

(5)

، أَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَأَشَارَ سُفْيَانُ كَأَنَّهُ يَمْسَحُ شَيْئًا إِلَى فَوْقُ، فَلَمْ أَسْمَعْ سُفْيَانَ يَذْكُرُ مَائِلًا إِلَّا مَرَّةً - قَالَ: قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا، وَلَمْ يُضَيِّفُونَا، عَمَدْتَ إِلَى حَائِطِهِمْ {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}

(6)

".

(1)

عليه صح.

(2)

[الكهف: 71 - 73].

(3)

زكية: نفس زاكية: لم تذنب قط، وزكية: أذنبت ثم غفر لها. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن)(ص 220).

(4)

[الكهف: 74 - 77].

(5)

عليه صح.

(6)

[الكهف: 77، 78].

ص: 411

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَدِدْنَا أَن مُوسَى كَانَ صَبَرَ؛ فَقَصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا

(1)

مِنْ خَبَرِهِمَا".

قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى! لَوْ كَانَ صَبَرَ يُقَصُّ

(2)

عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا".

وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {(أَمَامَهُمْ) مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ (صَالِحَةٍ) غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ (كَافِرًا وَكَانَ) أَبَوَاهُ مُؤمِنَيْنِ} .

ثُمَّ قَالَ لِي سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ، وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ، قِيلَ لِسُفْيَانَ: حَفِظْتَهُ قَبْلَ أَنْ تَسْمَعَهُ مِنْ عَمْرٍو، أَوْ تَحَفَّظْتَهُ مِنْ إِنْسَانٍ؟ فَقَالَ: مِمَّنْ أَتَحَفَّظُهُ؟! وَرَوَاهُ أَحَدٌ عَنْ عَمْرٍو غَيْرِي، سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ.

[3405] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبِهَانِيُّ

(3)

، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا سُمِّيَ الْخَضِرَ؛ أَنَّهُ

(4)

جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاءَ

(5)

".

(1)

لأبي ذر وأبي الوقت: "فَقُصَّ عَلَيْنَا".

(2)

"لَقُصَّ": عليه صح. لأبي ذر والأصيلي وأبي الوقت وعليه صح.

* [3404][التحفة: خ م ت س 39]

(3)

في نسخة: "ابنِ الأصبهانيِّ".

(4)

للأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت: "لأنَّهُ".

(5)

بعده: "قال الحمُّوِيُّ قال: قال محمد بنُ يوسفَ بن مَطَر الفَربريُّ: حدثنا عليُّ بنُ خَشْرَمٍ، عن سفيانَ بطُولِه". كذا في اليونينية، راجع العيني تستفد.

* [3405][التحفة: خ 14682]

ص: 412

‌46 - بَابٌ

[3406] حدثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ}

(2)

. فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ".

[3407] حدثني

(3)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا

(3)

رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ وَخِلَاسٍ

(4)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا

(5)

؛ لَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالُوا: مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ. إِمَّا بَرَصٌ

(6)

، وَإِمَّا أُدْرَةٌ

(7)

، وَإِمَّا آفَةٌ

(8)

، وَإِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

(2)

[البقرة: 58].

حطة: أي: حُطَّ عنا ذنوبنا، وقيل غير ذلك. (انظر: التبيان في غريب القرآن) (ص 75).

* [3406][التحفة: خ م ت 14697]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(4)

بتخفيف اللام.

(5)

قوله: "ستيرًا" كذا ضبط في النسخ وبه ضبط القسطلاني، لكن في العيني، و"لسان العرب"، و"نيل الأوطار" للشوكاني أنّ "ستيرًا" في الحديث فعيل بمعنى فاعل. كتبه مصححه.

(6)

كذا بالضبطين لأبي ذر، وعليه صح فوقه وتحته.

(7)

كذا بالضبطين لأبي ذر، وعليه صح فوقه وتحته. و"أُدْرَة" من غير اليونينية.

أدرة: نَفْخَةٌ في الخصية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدر).

(8)

بالضبطين وعليه صح تحته.

ص: 413

مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى

(1)

، فَخَلَا يَوْمًا وَحْدَهُ، فَوَضَعَ ثِيابَهُ

(2)

عَلَى الْحَجَرِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ، أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا، وَإِنَّ الْحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ، فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ، وَطَلَبَ الْحَجَرَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ. حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلَأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ، وَقَامَ الْحَجَرُ فَأَخَذَ ثَوْبَهُ

(3)

فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنَدَبًا

(4)

مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ ثَلَاثًا، أَوْ أَرْبَعًا، أَوْ خَمْسًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}

(5)

".

[3408] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ، فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَغَضِبَ، حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ:"يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ".

(1)

لأبي ذر: "بموسى".

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ثيابًا".

(3)

لأبي ذر وأبي الوقت: "بِثَوْبِهِ".

(4)

لندبا: الندب: أثر الجُرْح إذا لم يرتفع عن الِجلْد فشبه به أثر الضرب في الحجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ندب).

(5)

[الأحزاب: 69].

* [3407][التحفة: ت 12242]

* [3408][التحفة: خ م 9264]

ص: 414

‌47 - بَابٌ {يَعْكُِفُونَ

(1)

عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ}

(2)

{مُتَبَّرٌ}

(3)

: خُسْرَانٌ. {وَلِيُتَبِّرُوا}

(4)

: يُدَمِّرُوا. {مَا عَلَوْا} : مَا غَلَبُوا

[3409] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(5)

، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَجْنِي الْكَبَاثَ

(6)

، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ؛ فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ". قَالُوا: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قَالَ: "وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعَاهَا؟! ".

‌48 - بَابٌ {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}

(7)

الْآيَةَ

قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: الْعَوَانُ: النَّصَفُ بَيْنَ الْبِكْرِ وَالْهَرِمَةِ. {فَاقِعٌ}

(8)

: صَافٍ. {لَا ذَلُولٌ}

(9)

: لَمْ يُذِلَّهَا

(10)

الْعَمَلُ. {تُثِيرُ الأَرْضَ} (9): لَيسَتْ بِذَلُولٍ تُثِيرُ

(1)

كذا بالضبطين، وهما قراءتان؛ بكسر الكاف قراءة حمزة والكسائي والوراق عن خلف، ووجه لإدريس عنه، وبضم الكاف وهي قراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 271).

(2)

[الأعراف: 138].

(3)

[الأعراف: 139].

(4)

[الإسراء: 7].

(5)

عليه صح.

(6)

الكباث: النضيج من ثمر الأراك. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: كبث). (14/ 6).

* [3409][التحفة: خ م س 3155]

(7)

[البقرة: 67].

(8)

[البقرة: 69].

(9)

[البقرة: 71].

(10)

لأبي ذر والكشميهني: "يُذَلِلْهَا".

ص: 415

الْأَرْضَ وَلَا تَعْمَلُ فِي الْحَرْثِ. {مُسَلَّمَةٌ}

(1)

: مِنَ الْعُيُوبِ. {لَا شِيَةَ}

(1)

: بَيَاضٌ. {صَفْرَاءُ}

(2)

: إِنْ شِئْتَ سَوْدَاءُ، وَيُقَالُ: صَفْرَاءُ كَقَوْلِهِ: (جِمَالَاتٌ صُفْرٌ)

(3)

. {فَادَّارَأْتُمْ}

(4)

: اخْتَلَفْتُمْ.

‌49 - بَابُ وَفَاةِ مُوسَى وَذِكْرُِهُِ

(5)

بَعْدُ

(6)

[3410] حدثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عليهما السلام، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ

(7)

، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ. قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ

(8)

ثَوْرٍ، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ

(9)

يَدُهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ سَنَةٌ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ، قَالَ: فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ

(10)

كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ، إِلَى

(11)

جَانِبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ

(12)

الْكَثِيبِ

(13)

الْأَحْمَرِ".

(1)

[البقرة: 71].

(2)

[البقرة: 69].

(3)

[المرسلات: 33].

(4)

[البقرة: 72].

(5)

كذا ثبت بالضبطين لأبي ذر.

(6)

في حاشية البقاعي: "بَعْدَهُ" ونسبه لنسخة.

(7)

لأبي الوقت: "فصَكَّه". صكه: لطمه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 44)

(8)

متن: ظهر. (انظر: هدي الساري)(ص 185).

(9)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"غَطَّى".

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "فَلَوْ".

(11)

لأبي ذر عن الحموي: "مِنْ".

(12)

للكشميهني: "عِنْدَ".

(13)

الكثيب: الرمل المستطيل المحدودب. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: كثب).

ص: 416

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.

[3411] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَلَى الْعَالَمِينَ فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدَهُ فَلَطَمَ الْيَهُودِيَّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ، فَقَالَ: "لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى؛ فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ

(1)

صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ؟ ".

[3412] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ. فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، ثُمَّ

(2)

تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَحَجَّ

(3)

آدَمُ مُوسَى" مَرَّتَيْنِ.

* [3410][التحفة: خ م س 13519 - خ 14728]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "مِمَّنْ".

* [3411][التحفة: خ م 13150]

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِمَ".

(3)

فحج: غلبه بالحجة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجج).

* [3412][التحفة: خ م 12283]

ص: 417

[3413] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَينِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَوْمًا قَالَ

(2)

: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا

(3)

سَدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ".

‌50 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا

(4)

لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}

(5)

[3414] حدثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ

(6)

عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ".

(1)

لأبي ذر: "رسولُ اللَّهِ" وعليه صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(3)

سوادًا كثيرًا: أشخاصًا كثيرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سود).

* [3413][التحفة: خ م ت س 5493]

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} ".

(5)

[التحريم: 11، 12].

(6)

الثريد: هو أن يُثرد (يبلل) الخبز بمرق اللحم وقد يكون معه اللحم. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(9/ 551).

* [3414][التحفة: خ م ت س ق 9029]

ص: 418

‌51 - بَابٌ

(1)

{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى}

(2)

الْآيَةَ {لَتَنُوءُ} : لَتُثْقِلُ

(3)

.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُولِي الْقُوَّةِ}

(2)

: لَا يَرْفَعُهَا الْعُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ. يُقَالُ: {الفَرِحِينَ}

(2)

: الْمَرِحِينَ. {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ}

(4)

: مِثْلُ: أَلمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الْرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ: وَيُوَسِّعُ

(5)

عَليْهِ، وَيُضَيِّقُ

(6)

.

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}

(7)

: إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ؛ لِأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ، وَمِثْلُهُ:{وَاسْأَلِ القَرْيَةَ}

(8)

: وَاسْأَلِ الْعِيرَ، يَعْنِي: أَهْلَ الْقَرْيَةِ، وَأَهْلَ الْعِيرِ. {وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا}

(9)

: لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ.

يُقَالُ

(10)

: إِذَا لَمْ يَقْضِ حَاجَتَهُ ظَهَرْتَ

(11)

حَاجَتِي، وَجَعَلْتَنِي ظِهْرِيًّا، قَالَ: الظِّهْرِيُّ أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ. مَكَانَتُهُمْ وَمَكَانُهُمْ وَاحِدٌ.

(1)

لفظ: "بَابٌ" سقط عند أبي ذر، وابن عساكر. والباب بترجمته ثبت للمستملي والكشميهني.

(2)

[القصص: 76].

(3)

عليه صح.

(4)

[القصص: 82].

(5)

كذا في جميع النسخ الخط التي عندنا بالواو.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قولِ اللَّهِ تعالى".

(7)

[العنكبوت: 36].

(8)

[يوسف: 82].

(9)

[هود: 92].

(10)

لأبي الوقت وأبي ذر: "ويقال إِذَا لَمْ تَقْضِ".

(11)

لأبي الوقت وأبي ذر "ظَهِرْتَ". كذا في غير نسخة معتمدة، ولم نجدها فيما بأيدينا من الشراح ولا غيرها من كتب اللغة بهذا المعنى. كتبه مصححه.

ص: 419

{يَغْنَوْا}

(1)

: يَعِيشُوا. يَأْيَسُ: يَحْزَنُ

(2)

، {آسَى}

(3)

: أَحْزَنُ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الحَلِيمُ}

(4)

يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَيْكَةُ: الْأَيْكَةُ، {يَوْمِ الظُّلَّةِ}

(5)

: إِظْلَالُ الْغَمَامِ الْعَذَابَِ عَلَيْهِمْ

(6)

.

‌52 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ} إِلَى قَوْلِهِ

(7)

: {فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}

(8)

{وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}

(9)

{كَظِيمٌ}

(10)

: وَهُوَ

(11)

مَغْمُومٌ.

(1)

[هود: 95].

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "تأسَ تَحزنُ".

(3)

[الأعراف: 93].

(4)

[هود: 87]. وبعده في هامش اليونينية لفظ: "الرشيد" محكوكًا، وكذا ليس في أصل مصحح على ما صححه الذهبي والمزي، نعم هو في أصل منقول من نسخة ابن أبي رافع، وفي المطبوع وبين أسطر الأصل المعول عليه من غير تصحيح. كتبه مصححه.

(5)

[الشعراء: 189].

(6)

قوله: "الْغَمَامِ الْعَذَابَ عَلَيْهِمْ" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: " {وَهُوَ مُلِيمٌ}. قال مجاهد: مُذْنِبٌ، {الْمَشْحُونِ} المُوقَرُ. {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ}. الآيةَ. {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ}. بوَجْهِ الأرضِ. {وَهُوَ سَقِيمٌ}، {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}. من غير ذات أصل الدُّبَاء ونحوه. {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ} ".

(8)

[الصافات: 139 - 48].

(9)

[القلم: 48].

(10)

[الزخرف: 17].

(11)

ليس عند أبي ذر.

ص: 420

[3415] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا

(1)

أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنِّي

(2)

خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ".

زَادَ مُسَدَّدٌ: "يُونُسَ بْنِ مَتَّى".

[3416] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى". وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ.

[3417] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ

(2)

، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَتَهُ، أُعْطِيَ بِهَا شَيْئًا كَرِهَهُ، فَقَالَ: لَا، وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ. فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، وَقَالَ: تَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ. وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا. فَذَهَبَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبَا الْقَاسِمِ! إِنَّ لِي ذِمَّةً

(3)

وَعَهْدًا فَمَا بَالُ فُلَانٍ لَطَمَ وَجْهِي؟! فَقَالَ: "لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟ " فَذَكَرَهُ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: "لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ

(4)

فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثنا".

(2)

عليه صح.

* [3415][التحفة: خ س 9266]

* [3416][التحفة: خ م د 5421]

(3)

ذمة: هي العهد والأمان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذمم).

(4)

الصور: القرن الذي يَنفخ فيه إسرافيلُ عليه السلام عند بعث الموتى إلى المحشر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صور).

ص: 421

وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ

(1)

فَإِذَا مُوسَى آخِذ بِالْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ أَمْ بُعِثَ قَبْلِي؟ وَلَا أَقُولُ: إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى".

[3418] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى".

‌53 - بَابٌ {وَاسْأَلْهُمْ

(2)

عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ}

(3)

يَتَعَدَّوْنَ: يُجَاوِزُونَ فِي السَّبْتِ. {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا}

(3)

: شَوَارعَ

(4)

، إِلَى قَوْلِهِ: {كُونُوا قِرَدَةً

(5)

خَاسِئِينَ}

(6)

.

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يُبْعَثُ".

* [3417][التحفة: خ م س 13939]

* [3418][التحفة: خ م 12272]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وَسلْهُمْ".

(3)

[الأعراف: 163].

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: " {وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ} ".

(5)

قوله: " {كُونُوا قِرَدَةً} " ليس عند أبي ذر.

(6)

[الأعراف: 166]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "بَيْئِسٌ شَدِيدٌ".

ص: 422

‌54 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}

(1)

الزُّبُرُ

(2)

: الْكُتُبُ، وَاحِدُهَا زَبُورٌ، زَبَرْتُ: كَتَبْتُ.

{وَلَقَدْ

(3)

آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ

(4)

أَوِّبِي مَعَهُ}

(5)

قَالَ مُجَاهِدٌ: سَبِّحِي مَعَهُ.

{وَالطَّيْرَُ

(6)

وَأَلنَّا لَهُ الْحَدِيدَ

(7)

(10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ}: الدُّرُوعَ.

{وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} : الْمَسَامِيرِ، وَالْحَلَقِ، وَلَا يُدِقَّ

(8)

الْمِسْمَارَ فَيَتَسَلْسَلَ

(9)

، وَلَا يُعَظِّمْ

(3)

فَيَفْصِمَ

(10)

. {وَاعْمَلُوْا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تعْمَلُونَ بصِيرٌ}

(11)

.

[3419] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ عليه السلام

(1)

[النساء: 163].

(2)

من قوله: "الزبُرُ الكتُبُ

إلى {سَابِغَاتٍ} الدروعَ" كذا ثبت للمستملي والكشميهني.

(3)

عليه صح.

(4)

قوله: "وَلَقَدْ آتَيْنَا

إلى يَا جِبَالُ" سقط عند أبي ذر.

(5)

[سبأ: 10].

(6)

كذا بالضبطين، وهما وجهان جائزان لغة غير أن قراءة العشر بالفتح فقط، وهو ما تواتر عنهم جميعًا إلا وجهًا انفرد به أصحاب روح عن يعقوب برفع الراء؛ ولذا لم يعد في القراءات المتواترة. واللَّه أعلم. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 349).

(7)

قوله: " {وَالطَّيْرَ وَأَلنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} " سقط عند أبي ذر.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "تُرِقَّ". وفي اليونينية بالتحتية، وفي الفرع بها وبالفوقية:"وراء المِسمارَ" مضمومة في اليونينية، ولعله سبق قلم. كتب مصححه.

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَيَسْلَسَ". وأضاف في حاشية البقاعي: "فَيَسْلَلَ" ورقم عليه للأصيلي.

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَيَنْفَصِمَ، أفْرِغْ: أَنْزِلْ، بَسْطةً: زيادةً وفَضْلًا".

(11)

[سبأ: 11].

ص: 423

الْقُرْآنُ

(1)

؛ فكانَ يَأْمُرُ بِدَوَابِّهِ فَتُسْرَجُ

(2)

فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ، وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ

(3)

".

رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3420] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَهُ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَقُولُ: وَاللَّهِ لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: وَاللَّهِ لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ". قُلْتُ: قَدْ قُلْتُهُ. قَالَ: "إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؛ فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؛ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ". فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَصُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ". قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: "فَصُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا، وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ، وَهْوَ عَدْلُ

(4)

الصِّيَامِ"، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ".

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "الْقِرَاءَةُ".

(2)

فتسرج: رحل الدابة الذي يوضع فوقها، وأسرج الدابة: أي وضع الرحل فوق ظهرها. (انظر: الذيل على النهاية، مادة: سرج).

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت، وعليه صح:"يديه".

* [3419][التحفة: خت 14226 - خ 14725]

(4)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أعْدَلُ"، وعليه صح.

* [3420][التحفة: خ م د س 8645]

ص: 424

[3421] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم: "أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ

(2)

؟ ". فَقُلْتُ

(3)

: نَعَمْ

(4)

. فَقَالَ: "فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ

(5)

الْعَيْنُ وَنَفِهَتِ

(6)

النَّفْسُ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ - أَوْ: كَصَوْمِ الدَّهْرِ"، قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ بِي

(7)

- قَالَ مِسْعَرٌ: يَعْنِي: قُوَّةً - قَالَ: "فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ عليه السلام، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى".

‌55 - بَابٌ أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا

قَالَ عَلِيٌّ - وَهُوَ قَوْلُ عَائِشَةَ: مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا

(8)

.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

(2)

زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "النَّهَارَ".

(3)

عليه صح.

(4)

سقط عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

هجمت: غارت ودخلت في موضعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجم).

(6)

نفهت: أعيت وكَلَّت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفه).

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَجِدُنِي" بالنون.

* [3421][التحفة: خ م ت س ق 8635]

(8)

قوله: "بَابٌ أَحَبُّ الصلاةِ

إلى إِلَّا نَائِمًا" سقط عند المستملي والكشميهني. وكذا في الأصل المعول عليه كما ترى [يقصد أنه رقم فوق لفظ: "باب" بـ (لا سهـ) وفوقه (لا)، ورقم فوق "نَائِمًا" بـ (إلى)] وفي أصل آخرَ (لا) بالسواد بعد أخرى بالحمرة، و (إلى) كذلك، ومقتضى ذلك أن المنفي بـ (لا) عند أبي ذر المُغَيَّا بـ (إلى) ساقط. وفي القسطلاني: وسقط لفظ: "باب" للمستملي والكشميهني. وقال قبل: "حدثنا قتيبة": وهذا كله ثابت عند المستملي والكشميهني. فتأمل، كتبه مصححه.

ص: 425

[3422] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ؛ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ؛ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ".

‌56 - بَابٌ {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَفَصْلَ الْخِطَابِ}

(1)

قَالَ مُجَاهِدٌ: الْفَهْمُ

(2)

فِي الْقَضَاءِ

(3)

. {وَلَا تُشْطِطْ}

(4)

: لَا تُسْرِفْ. {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً}

(5)

يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: نَعْجَةٌ، وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا: شَاةٌ. {وَ (لِي) نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا}

(6)

مِثْلُ: (وَكَفَلَهَا زَكَرِيَّاءُ)

(7)

: ضَمَّهَا.

{وَعَزَّنِي} : غَلَبَنِي؛ صارَ أَعَزَّ مِنِّي، أَعْزَزْتُهُ: جَعَلْتُهُ عَزِيزًا. {فِي الْخِطَابِ}

(6)

،

يُقَالُ: الْمُحَاوَرَةُ. {قَالَ

(8)

لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ

(9)

وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ}: الشُّرَكَاءِ.

* [3422][التحفة: خ م د س ق 8897]

(1)

[ص: 17 - 20].

(2)

كذا ثبت بالضبطين لأبي ذر وعليه صح.

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: " {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} إلى

".

(4)

[ص: 22].

(5)

[ص: 22، 23].

(6)

[ص: 23].

(7)

[آل عمران: 37].

(8)

عليه صح.

(9)

قوله: " {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُوالِ نَعْجَتِكَ إلَى نِعَاجِهِ} ". ليس عند أبي ذر.

ص: 426

{لَيَبْغِي} إِلَى قَوْلِهِ {أَنَّمَا فَتَنَّاهُ}

(1)

: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اخْتَبَرْنَاهُ.

وَقَرَأَ عُمَرُ: (فَتَّنَّاهُ) بِتَشْدِيدِ التَّاءِ {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}

(1)

.

[3423] حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَوَّامَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: أَسْجُدُ

(2)

فِي ص؟ فَقَرَأَ: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاودَ وَسُلَيْمَانَ} حَتَّى أَتَى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}

(3)

. فَقَالَ

(4)

: نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ.

[3424] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَيْسَ (ص) مِنْ عَزَائِمِ

(5)

السُّجُودِ، وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيهَا.

‌57 - بَابُ

(6)

قَوْلُِ

(7)

اللَّهِ تَعَالَى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}

(8)

الرَّاجِعُ: الْمُنِيبُ.

(1)

[ص: 24].

(2)

لأبي ذر عن الحموي: "أَنَسْجُدُ".

(3)

[الأنعام: 84 - 90].

(4)

بعده لأبي ذر، وأبي الوقت:"ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما".

* [3423][التحفة: خ 6416]

(5)

عزائم: مؤكدات. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 80).

* [3424][التحفة: خ د ت س 5988]

(6)

لفظ: "باب" سقط عند أبي ذر وعليه صح.

(7)

بالضبطين عند أبي ذر، وعليه صح.

(8)

[ص: 30].

ص: 427

وَقَوْلُهُ: {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}

(1)

.

وَقَوْلُهُ: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}

(2)

.

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} : أَذَبْنَا لَهُ عَيْنَ الْحَدِيدِ.

{وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ

(3)

} إِلَى قَوْلِهِ: {مِن مَحَارِيبَ}

(4)

.

قَالَ مُجَاهِدٌ: بُنْيَانٌ مَا دُونَ الْقُصُورِ. {وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} : كَالْحِيَاضِ

(5)

لِلْإِبِلِ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَالْجَوْبَةِ

(6)

مِنَ الْأَرْضِ. {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ

(7)

} إِلَى قَوْلِهِ: {الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ} : الْأَرَضَةُ. {تَأْكُلُ (مِنْسَأْتَهُ)

(8)

}: عَصَاهُ. {فَلَمَّا خَرَّ} إِلَى قَوْلِهِ

(9)

:

(1)

[ص: 35].

(2)

[البقرة: 102].

(3)

بعده في رواية: " {بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ} ".

(4)

قوله: "إِلَى قَوْلِهِ: {مِن مَّحَارِيبَ} ". سقط عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

عليه تضبيب.

(6)

كالجوبة: الجوبة: الحفرة المستديرة الواسعة، والمراد بها الحياض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوب).

(7)

زاد لأبي ذر وعليه صح: " {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} ". كذا ثبت لأبي ذر وعليه صح.

(8)

الهمزة ساكنة في اليونينية، وهي قراءة ابن ذكوان؛ كما في حاشية الجمل. كتبه مصححه.

منسأته: عصاه. (انظر: غريب القرآن للسجستاني)(ص 457).

(9)

عليه سقط.

ص: 428

{الْمُهِينِ}

(1)

، {حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي}

(2)

، {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}

(3)

: يَمْسَحُ أَعْرَافَ الْخَيْلِ وَعَرَاقِيبَهَا. الأَصْفَادُِ

(4)

: الْوَثَاقُ

(5)

.

قَالَ مُجَاهِدٌ: {الصَّافِنَاتُ}

(6)

: صَفَنَ الْفَرَسُ؛ رَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ حَتَّى تَكُونَ عَلَى طَرَفِ الْحَافِرِ. {الْجِيَادُ}

(6)

: السِّرَاعُ. {جَسَدًا}

(7)

: شَيْطَانًا. {رُخَاءً} : طَيِّبَةً

(8)

. {حَيْثُ أَصَابَ}

(9)

: حَيْثُ شَاءَ. {فَامْنُنْ} : أَعْطِ. {بِغَيْرِ حِسَابٍ}

(10)

: بِغَيْرِ حَرَجٍ.

[3425] حدثني

(11)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَى صَلَاتِي، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى

(12)

سَارِيَةٍ

(13)

مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا

(14)

".

(1)

[سبأ: 12 - 14]. لأبي ذر وعليه صح: "في العَذابِ الْمُهِينِ".

(2)

[ص: 32].

(3)

[ص: 33].

(4)

[ص: 38].

(5)

فتح الواو من الفرع.

(6)

[ص: 31].

(7)

[ص: 34].

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "طَيِّبًا".

(9)

[ص: 36].

(10)

[ص: 39].

(11)

لأبي ذر: "حدثنا" وعليه صح.

(12)

كذا في اليونينية، وفي الفرع:"إِلَى".

(13)

سارية: عمود. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(6/ 5).

(14)

خاسئا: الخسء: البعد والطرد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خسأ).

ص: 429

{عِفْرِيتٌ}

(1)

: مُتَمَرِّدٌ مِنْ إِنْسٍ أَوْ جَانٍّ، مِثْلُ: زِبْنِيَةٍ جَمَاعَتُهَا الزَّبَانِيَةُ

(2)

.

[3426] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِينَ

(3)

امْرَأَةً، تَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ فَارِسًا يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَلَمْ يَقُلْ، وَلَمْ تَحْمِلْ

(4)

شَيْئًا إِلَّا وَاحِدًا سَاقِطًا إِحْدَى

(5)

شِقَّيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ قَالَهَا لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

قَالَ شُعَيْبٌ، وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ:"تِسْعِينَ". وَهُوَ أَصَحُّ.

[3427] حدثني

(6)

عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَُ

(7)

؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ"، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى". قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ". ثُمَّ قَالَ: "حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ، وَالْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ".

(1)

[النمل: 39].

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "جَمَاعَتُهُ زَبَانِيَةٌ".

* [3425][التحفة: خ م س 14384]

(3)

في حاشية البقاعي: "تسعِينَ" ورقم عليه لأبي ذر عن الحموي.

(4)

في حاشية البقاعي: "يَحْمِلْنَ" ونسبه لنسخة.

(5)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"أحَدُ" وعليه صح.

* [3426][التحفة: خ 13888]

(6)

لأبي ذر: "حدثنا" وعليه صح.

(7)

بالضبطين معًا، وعليه صح.

* [3427][التحفة: خ م س ق 11994]

ص: 430

[3428] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَجَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ تَقَعُ فِي النَّارِ". وَقَالَ: "كَانَتِ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ: صَاحِبَتُهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ. وَقَالَتِ الْأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ. فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَأَخْبَرَتَاهُ. فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا. فَقَالَتِ الصُّغْرَى: لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، هُوَ ابْنُهَا فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا الْمُدْيَةُ

(1)

.

‌58 - بَابُ

(2)

قَوْلِ

(3)

اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ

(4)

أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}

(5)

وَ

(6)

لَا تُصَعِّرْ: الْإِعْرَاضُ بِالْوَجْهِ.

(1)

قوله: "المدية" بالرفع ضبط هنا في نسختين معتمدتين، وفي باب: إذا ادعت المرأة ابنا. كتبه مصححه.

* [3428][التحفة: خ 13767]

(2)

لفظ: "باب". سقط عند أبي ذر.

(3)

بالضبطين عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح ولأبي الوقت: "إلى قوله {عَظِيمٌ}، {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ} إلى {فَخُورٍ} ". وفي حاشية البقاعي: "إلى قوله {فَخُورٍ} " بدل: "إلى {فَخُورٍ} ".

(5)

[لقمان: 12 - 18].

(6)

سقط عند أبي ذر.

ص: 431

[3429] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}

(1)

، قَالَ أَصْحَابُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟! فَنَزَلَتْ {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}

(2)

.

[3430] حدثني

(3)

إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}

(4)

شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ:"لَيْسَ ذَلِكَ؛ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}؟ ".

‌59 - بَابٌ {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ}

(2)

الْآيَةَ

{فَعَزَّزْنَا}

(5)

: قَالَ مُجَاهِدٌ: شَدَّدْنَا.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {طَائِرُكُمْ}

(6)

: مَصَائِبُكُمْ

(7)

.

(1)

[الأنعام: 82].

(2)

[لقمان: 13].

* [3429][التحفة: خ م ت س 9420]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(4)

[الأنعام: 82].

* [3430][التحفة: خ م ت س 9420]

(5)

[يس: 14].

(6)

[يس: 19].

(7)

قوله: "بَابٌ وَاضْرِبْ لَهُمْ

إلى طَائِرُكُمْ مَصَائِبُكُمْ". عليه سقط.

ص: 432

‌60 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ (زَكَرِيَّاءَ)(2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا

(3)

قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا

(1)

} إِلَى قَوْلِهِ: {لَمْ نَجْعَل لَهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا}

(2)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِثْلًا. يُقَالُ: {رَضِيًّا}

(3)

: مَرْضِيًّا. (عُتِيًّا)

(4)

: عَصِيًّا

(5)

يَعْتُو

(6)

. {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ

(7)

}

(8)

إِلَى قَوْلِهِ: {ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا}

(9)

، وَيُقَالُ: صَحِيحًا. {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}

(10)

فَأَوْحَى: فَأَشَارَ. {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}

(11)

إِلَى قَوْلِهِ: {وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا}

(12)

{حَفِيًّا}

(13)

: لَطِيفًا. {عَاقِرًا}

(14)

الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى سَوَاءٌ.

[3431] حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةَ

(15)

(1)

من قوله: " {إِذْ نَادَى رَبَّه

} إلى {الرَّأسُ شَيْبًا} " ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

[مريم: 2 - 7].

(3)

[مريم: 6].

(4)

[مريم: 69].

(5)

عليه صح.

(6)

قبله لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"عَتَا".

(7)

[مريم: 8]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: " {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ (عُتِيًّا)} إلى قوله: {ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} ".

(8)

[مريم: 8].

(9)

[مريم: 10].

(10)

[مريم: 11].

(11)

[مريم: 12].

(12)

[مريم: 15].

(13)

[مريم: 47].

(14)

[مريم: 5].

(15)

عليه صح فوقه وتحته.

ص: 433

أُسْرِيَ

(1)

: "ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا خَلَصْتُ

(2)

فَإِذَا يَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا خَالَةٍ، قَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا، ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بِالْأخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ".

‌61 - بَابُ

(3)

قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(4)

: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا}

(5)

{إِذْ

(6)

قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ}

(7)

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

(8)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَآلُ عِمْرَانَ: الْمُؤْمِنُونَ مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ وَآلِ عِمْرَانَ وَآلِ يَاسِينَ وَآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ}

(9)

وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ.

(1)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "به".

(2)

خلصت: الخلوص: الوصول والسلامة والنجاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلص).

* [3431][التحفة: خ م ت س 11202]

(3)

لفظ: "باب" سقط عند أبي ذر.

(4)

قوله: "قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ} ". وقع بدلًا منه لأبي ذر وعليه صح: "قَوْلُه: {وَاذْكُرْ} ".

(5)

[مريم: 16]. وقوله: " {مَكَانًا شَرقِيًّا} ". هذا في نسخ صحيحة في صلب المتن كما ترى. كتبه مصححه.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وإذ".

(7)

[آل عمران: 45].

(8)

[آل عمران: 33 - 37].

(9)

[آل عمران: 68].

ص: 434

وَيُقَالُ: آلُ يَعْقُوبَ: أَهْلُ يَعْقُوبَ، فَإِذَا

(1)

صَغَّرُوا آلَ

(2)

ثُمَّ

(3)

رَدُّوهُ إِلَى الْأَصْلِ قَالُوا: أُهَيْلٌ.

[3432] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ

(4)

صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ، غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا"، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ:{وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

(5)

.

* * *

(1)

لأبي ذر وأبي الوقت: "إذا".

(2)

قوله: "صَغَّرُوا آل" بما ترى ضبط "آل" في المطبوع سابقا، وفي غير نسخة صحيحة، ووقع في نسخة سيدي عبد اللَّه بنصبتين من غير ألف. كتبه مصححه.

(3)

عليه صح. وسقط عند أبي ذر، وأبي الوقت.

(4)

فيستهل: يرفع صوته عند الولادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلل).

(5)

[آل عمران: 36].

* [3432][التحفة: خ م 13149]

ص: 435

‌62 - بَابٌ {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ

(1)

وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ

(42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ

(2)

أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}

(3)

يُقَالُ: يَكْفُلُ: يَضُمُّ، كَفَلَهَا

(4)

: ضَمَّهَا؛ مُخَفَّفَةً لَيْسَ مِنْ كَفَالَةِ الدُّيُونِ

(5)

وَشِبْهِهَا.

[3433] حدثني

(6)

أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ".

* * *

(1)

بعده لأبي ذر، وعليها صح:"الآيةَ إلى قوله: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَريَمَ} ".

(2)

قوله: " {وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ}

إلى {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ} ". ليس عند أبي ذر.

(3)

[آل عمران: 42 - 44].

(4)

[آل عمران: 37].

(5)

في نسخة: "الدَّيْنِ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

* [3433][التحفة: خ م ت س 10161]

ص: 436

‌63 - بَابُ

(1)

قَوْلِهِ

(2)

تَعَالَى: {إذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ

(3)

} إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّمَا

(4)

يَقُوُلُ لَهُ

(5)

كُنْ (فَيَكُونُ)

(6)

}

(7)

يُبَشِّرُكِ وَ (يَبْشُرُكِ) وَاحِدٌ. (وَجِيهًا}: شَرِيفًا.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: الْمَسِيحُ: الصِّدِّيقُ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْكَهْلُ: الْحَلِيمُ، وَالْأَكْمَهُ: مَنْ يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ وَلَا يُبْصرُ بِاللَّيْلِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَنْ يُولَدُ أَعْمَى.

[3434] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ، كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ".

[3435] وَقال ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ

(1)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

كذا بالضبطين لأبي ذر وعليه صح.

(3)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "إنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلَمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى بنُ مَرْيمَ". كذا ثبت لأبي ذر وعليه صح.

(4)

عليه صح.

(5)

"فإنَّما يَقولُ لَهُ": سقط عند أبي ذر.

(6)

كذا بالضبطين، وهما قراءتان، بالنصب قراءة ابن عامر، وبالرفع قراءة غيره من القراء. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 220).

(7)

[آل عمران: 42 - 47].

* [3434][التحفة: خ م ت س ق 9029]

ص: 437

بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ، أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ".

يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ - عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ: وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بَعِيرًا قَطُّ.

تَابَعَهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَإِسْحَاقُ الْكَلْبِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

‌64 - قَوْلُهُ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ

(1)

وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ

سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}

(2)

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ

(3)

: {كَلِمَتُهُ

(4)

}: كُنْ فَكَانَ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: {وَرُوحٌ مِنْهُ}

(5)

: أَحْيَاهُ فَجَعَلَهُ رُوحًا. {وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ}

(5)

.

[3436] حدثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا

(6)

الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي

* [3435][التحفة: خت م 13339]

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إلى {وَكِيلًا} ". وفي حاشية البقاعي: "إلى قوله {وَكِيلًا} " بدل: "إلى {وَكِيلًا} ".

(2)

[النساء: 171]. ومن قوله: " {وَلَا تَقُولُوا

} إلى {بِاللَّهِ وَكِيلًا} ". ليس عند أبي ذر.

(3)

على آخره صح.

(4)

على أوله صح.

(5)

[النساء: 171].

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

ص: 438

عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ.

قَالَ الْوَلِيدُ: حَدَّثَنِي

(1)

ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنَادَةَ وَزَادَ: "مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيَّهَا

(2)

شَاءَ".

‌65 - بَابُ

(3)

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا}

(4)

نبَذْنَاهُ

(5)

: أَلقَيْنَاهُ. اعْتَزَلتْ.

{شَرقِيًّا}

(4)

: مِمَّا يَلِي الشَّرْقَ.

{فَأَجَاءَهَا}

(6)

: أَفْعَلْتُ مِنْ جِئْتُ، وَيُقَالُ: أَلْجَأَهَا اضْطَرَّهَا.

(تَسَّاقَطْ)

(7)

: تَسْقُطْ.

{قَصِيًّا}

(8)

: قَاصِيًا.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثني".

(2)

عليه صح.

* [3436][التحفة: خ م س 5075]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قولِ اللَّه".

(4)

[مريم: 16].

(5)

كذا في جميع نسخ الخط عندنا وشرح عليها العيني، ووقع في المطبوع سابقًا:"فنبذناه".

(6)

[مريم: 23].

(7)

[مريم: 25].

(8)

[مريم: 22].

ص: 439

{فَرِيًّا}

(1)

: عَظِيمًا.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (نِسْيًا)

(1)

: لَمْ أَكُنْ شَيْئًا، وَقَالَ غَيْرُهُ: النِّسْيُ: الْحَقِيرُ.

وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ حِينَ قَالَتْ: {إِن كُنتَ تَقِيًّا}

(2)

.

وَقَالَ

(3)

وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ:{سَرِيًّا}

(4)

: نَهَرٌ صَغِيرٌ بِالسُّرْيَانِيَّةِ.

[3437] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَمْ يتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ؛ عِيسَى، وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ. كَانَ يُصَلِّي جَاءَتْهُ

(5)

أُمُّهُ فَدَعَتْهُ، فَقَالَ: أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي؟ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ. وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ

(6)

، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى، فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا

(7)

صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ

(8)

وَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ، فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ

(9)

: الرَّاعِي. قَالُوا: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ،

(1)

[مريم: 27].

(2)

[مريم: 18].

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(4)

[مريم: 24].

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَجَاءَتْهُ".

(6)

صومعته: الصومعة: منار الراهب ومتعبده. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 46).

(7)

لأبي ذر، وعليه صح:"وكسروا".

(8)

لأبي ذر، وعليه صح:"وتوضأ".

(9)

لأبي ذر، وعليه صح:"فَقَالَ".

ص: 440

قَالَ: لَا، إِلَّا مِنْ طِينٍ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ

(1)

عَلَى الرَّاكِبِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَمَصُّ إِصْبَعَهُ - ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا، فَقَالَ

(2)

: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ

(3)

؟ فَقَالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ: سَرَقْتِ زَنَيْتِ

(4)

، وَلَمْ تَفْعَلْ".

[3438] حدثني

(5)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنِي

(6)

مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ

(8)

: "لَقِيتُ مُوسَى - قَالَ: فَنَعَتَهُ - فَإِذَا رَجُلٌ - حَسِبْتُهُ قَالَ: مُضْطَرِبٌ، رَجِلُ الرَّأْسِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ"، قَالَ:"وَلَقِيتُ عِيسَى - فَنَعَتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: رَبْعَةٌ أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ - يَعْنِي: الْحَمَّامَ - وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ"، قَالَ: "وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ: أَحَدُهُمَا لَبَنٌ، وَالْآخَرُ فِيهِ خَمْرٌ، فَقِيلَ لِي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ؟ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ لِي:

(1)

لأبي ذر، وعليه صح:"فأقبل".

(2)

لأبي ذر، وعليه صح:"وَقَالَ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "له ذَلِكَ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "سَرَقَتْ زَنَتْ".

* [3437][التحفة: خ م 14458]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثني".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بي".

ص: 441

هُدِيتَ الْفِطْرَةَ - أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ - أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ".

[3439] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ

(1)

رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ عِيسَى ومُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ؛ فَأَمَّا عِيسَى: فَأَحْمَرُ جَعْدٌ

(2)

عَرِيضُ الصَّدْرِ، وَأَمَّا مُوسَى: فَآدَمُ

(3)

جَسِيمٌ سَبْطٌ

(4)

كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الزُّطِّ

(5)

".

[3440] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَيْنَ ظَهْرَيِ

(6)

النَّاسِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلَا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ

(7)

، وَأَرَانِي

(8)

اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي الْمَنَامِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ، تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعَرِ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ

* [3438][التحفة: خ م ت 13270]

(1)

قوله: "عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَر" هو هكذا عند كل من روى عن الفربري، قال أبو ذر: والصواب: "ابن عباس" بدل: "ابن عمر". انظر القسطلاني.

(2)

جعد: الجعودة هنا شدة الخلق، لأنه وصف في الحديث بانه سبط الشعر. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 158).

(3)

فآدم: الآدم: الأسمر. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 321).

(4)

سبط: مسترسل منبسط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبط).

(5)

الزط: جنس من السودان والهنود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زطط).

* [3439][التحفة: خ 6413 - خ 7393]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "ظَهْرَانَيِ".

(7)

عليه صح.

طافية: ناتئة كحبة العنب الطافية فوق الماء، وقيل: البارزة من بين صواحبها. انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طفا).

(8)

عليه صح صح.

ص: 442

مَاءً، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطَِطًا

(1)

أَعْوَرَ عَيْنِ

(2)

الْيُمْنَى كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا

(3)

؟ قَالُوا

(4)

: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ".

تَابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ.

[3441] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعِيسَى: أَحْمَرُ، وَلَكِنْ قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ

(5)

يَنْطِفُ

(6)

رَأْسُهُ مَاءً - أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً - فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ، فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ عَيْنِهِ

(7)

الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ

(8)

عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ

(9)

، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا الدَّجَّالُ، وَأَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ".

(1)

كذا بالضبطين معًا.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "العَيْنِ".

(3)

قوله: "فَقُلْتُ مَنْ هَذَا" عليه تضبيب في نسخة.

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"فقالوا".

* [3440][التحفة: خ م 8464]

(5)

يهادى بين رجلين: يمشي معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).

(6)

كذا بالضبطين معًا. وضبط الكسر لأبي ذر، وعليه صح.

ينطف: يقطر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نطف).

(7)

عليه صح فوقه وتحته.

(8)

قوله: "عيْنَه عِنبَة" عليه تضبيب.

(9)

قوله: "كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كأنَّ عِنَبةً طافيةً". وبعده في حاشية البقاعي: "عَيْنُهُ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "كأن عيْنَهُ طافيةٌ".

ص: 443

قَالَ

(1)

الزُّهْرِيُّ: رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ هَلَكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

[3442] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(2)

أَبُو سَلَمَةَ

(3)

، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ، وَالْأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ

(4)

، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ".

[3443] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ

(1)

، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ".

وَ

(5)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[3444] وحدثنا

(6)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ

(1)

عليه صح.

* [3441][التحفة: خ 6801]

(2)

لأبي ذر، وعليه صح:"أخبرنا".

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ عبدِ الرحمنِ".

(4)

أولاد علات: الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد، أراد أن الإيمان واحد والشرائع مختلفة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: علل).

* [3442][التحفة: خ 15173]

(5)

سقط عند أبي ذر، وعليه صح.

* [3443][التحفة: خ 13605 - خت س 14223]

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"وحدثني".

ص: 444

هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَى عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ

(1)

رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا، وَاللَّهِ

(2)

الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

(3)

، فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ

(4)

عَيْنِي".

[3445] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، سَمِعَ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تُطْرُونِي

(5)

كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ".

[3446] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ حَيٍّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ قَالَ لِلشَّعْبِيِّ

(6)

، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَدَّبَ الرَّجُلُ أَمَتَهُ فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا آمَنَ بِعِيسَى ثُمَّ آمَنَ بِي فَلَهُ أَجْرَانِ، وَالْعَبْدُ إِذَا اتَّقَى رَبَّهُ وَأَطَاعَ مَوَالِيَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ".

(1)

"ابْنُ مَرْيَمَ" عليه صح، وسقط عند أبي ذر.

(2)

سقط عند أبي ذر. ولأبي ذر وعليه صح: "والذي".

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "اللَّهُ".

(4)

كذا ثبت بالتخفيف للمستملي، وبالتشديد للحموي وأبي الهيثم. اهـ. من اليونينية.

* [3444][التحفة: خ م 14713]

(5)

تطروني: مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طرو).

* [3445][التحفة: خ تم 10510]

(6)

عليه صح صح.

* [3446][التحفة: خ م ت س ق 9107]

ص: 445

[3447] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}

(1)

، فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ يُؤْخَذُ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِي ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي! فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لَمْ

(2)

يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى بْنُ مَريَمَ:{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}

(3)

إِلَى قَوْلِهِ: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

(4)

".

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ

(5)

: ذُكِرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَبِيصَةَ قَالَ: هُمُ الْمُرْتَدُّونَ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ فَقَاتَلَهُمْ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه.

‌66 - بَابُ

(6)

نُزُولِ

(7)

عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عليهما السلام

-

[3448] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ،

(1)

[الأنبياء: 104].

(2)

للمستملي: "لَنْ".

(3)

زاد لأبي ذر، وعليه صح:" {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ".

(4)

[المائدة: 117، 118].

(5)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "الفَرْبَرِيّ".

* [3447][التحفة: خ م ت س 5622]

(6)

لفظ: "بابُ" عليه صح، وسقط عند أبي ذر.

(7)

كذا بالضبطين لأبي ذر وعليه صح.

ص: 446

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ

(1)

أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ

(2)

، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرٌ

(3)

مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}

(4)

.

[3449] حدثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ".

تَابَعَهُ عُقَيْلٌ وَالْأَوْزَاعِيُّ.

* * *

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الْحَرْبَ".

(3)

على آخره صح. ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"خيرًا" وبعده صح.

(4)

[النساء: 159].

* [3448][التحفة: خ م 13178]

* [3449][التحفة: خ م 14636]

ص: 447

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌67 - بَابُ مَا ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ

[3450] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: أَلَا تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا، فَأَمَّا الَّذِى

(2)

يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ فَمَاءٌ بَارِدٌ، وَأَمَّا الَّذِي

(3)

يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ فَإِنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ".

قَالَ حُذَيْفَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَتَاهُ الْمَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُ، قِيلَ لَهُ: انْظُرْ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ الناسَ فِي الدُّنْيَا وَأُجَازِيهِمْ؛ فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ، فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ".

فَقَالَ

(4)

: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَلَمَّا يئِسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا، وَأَوْقِدُوا فِيهِ نَارًا، حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي فَامْتَحَشَتْ

(5)

، فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا، ثُمَّ

(1)

قوله: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم" سقط عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "الَّتِي".

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قال"، وعليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فَامْتُحِشَتْ".

فامتحشت: المحش: احتراق الجلد، وظهور العظم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: محش).

ص: 448

انْظُرُوا يَوْمًا رَاحًا فَاذْرُوهُ فِي الْيَمِّ

(1)

، فَفَعَلُوا فَجَمَعَهُ

(2)

، فَقَالَ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ".

قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو

(3)

: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَاكَ، وَكَانَ نَبَّاشًا.

[3451 - 3452] حدثني

(4)

بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَائِشَةَ وَابْنَ عَبَّاسٍ

(5)

رضي الله عنهم قَالَا: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً

(6)

عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ

(7)

كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ - وَهُوَ كَذَلِكَ:"لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ" يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.

[3453] حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ

(8)

سِنِينَ

(3)

فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ

(1)

اليم: البحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: يمم).

(2)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "اللَّهُ".

(3)

عليه صح.

* [3450][التحفة: خ م د 3309]

(4)

لأبي ذر: "حدثنا" وعليه صح.

(5)

زاد لأبي ذر: "ابنَ عبَّاسٍ وعائشةَ".

(6)

خميصة: ثوب خز أو صوف مُعَلَّم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).

(7)

اغتم: احتبس نَفَسه عن الخروج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غمم).

* [3451 - 3452][التحفة: خ م س 5842]

(8)

عليه صح صح.

ص: 449

فَيَكْثُرُونَ"، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ".

[3454] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ

(1)

مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ

(2)

: " فَمَنْ؟ ".

[3455] حدثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ذَكَرُوا النَّارَ وَالنَّاقُوسَ فَذَكَرُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، فَأُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَأَنْ يُوتِرَ الْإِقَامَةَ.

[3456] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها كَانَتْ تَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ

(3)

يَدَهُ فِي خَاصِرَتِهِ، وَتَقُولُ: إِنَّ الْيَهُودَ تَفْعَلُهُ.

تَابَعَهُ شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ.

* [3453][التحفة: خ م ق 13417]

(1)

سنن: طريق. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 223).

(2)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ صلى الله عليه وسلم".

* [3454][التحفة: خ م 4171]

* [3455][التحفة: ع 943]

(3)

كذا في جميع نسخ الخط عندنا، وفي العيني "أي: المُصَلِّي" فلا تلتفت لسواه. كتبه مصححه. وقوله: "كَانَتْ تَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ" وقع في حاشية البقاعي: "قَالت: كَان يُكرهُ أن يجْعَلَ"، ونسبه لنسخة.

* [3456][التحفة: خ 17647]

ص: 450

[3457] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ

(1)

، عَن نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلَا مِنَ الْأُمَمِ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ استَعْمَلَ عُمَّالًا، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ؟ أَلَا

(2)

فَأَنْتُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ

(3)

مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ عَلَى

(4)

قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ

(5)

، أَلَا لَكُمُ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ، فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطَاءً، قَالَ اللَّهُ: هَلْ

(6)

ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُعْطِيهِ مَنْ شِئْتُ

(7)

".

[3458] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "اللَّيْثُ".

(2)

"أَلَا": عليه سقط، وبدلًا منها:"قال".

(3)

لأبي ذر، وعليه صح:"تَعْمَلُونَ".

(4)

عليه صح.

(5)

"قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ": سقط عند أبي ذر وأبي الوقت.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَهَلْ".

(7)

عليه صح صح.

* [3457][التحفة: خ 8304]

ص: 451

ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَاتَلَ اللَّهُ فُلَانًا، أَلمْ يَعْلَمْ أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيهِمُ الشُّحُومُ فَجَمَلُوهَا

(1)

فَبَاعُوهَا"؟

تَابَعَهُ جَابِرٌ وَأَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3459] حدثنا أَبُو عَاصِم الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَاِئيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ

(2)

مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

[3460] حدثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(3)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ

(4)

فَخَالِفُوهُمْ".

[3461] حدثني

(5)

مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(5)

حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا جُنْدَُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، وَمَا نَسِينَا مُنْذُ حَدَّثَنَا، وَمَا

(1)

فجملوها: جَمَلَه يَجْمُلُه: أَذابه وَاسْتَخْرَجَ دُهْنه؛ وجَمَلَ أَفصح مِنْ أَجْمَلَ. (انظر: لسان العرب، مادة: جمل).

* [3458][التحفة: خ م س ق 10501]

(2)

فليتبوأ: فليتخذ ولينزل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بوأ).

* [3459][التحفة: ت 8968]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".

(4)

لم يَضبط الباءَ في اليونينية، وضُبطت في بعض الأصول بالضم وفي بعضها بالكسر، والكلُّ صحيح، ففي (المصباح) أنها مُثلَّثة، قال:(صبغ) من بابي: نفع وقتل، وفي لغة من باب: ضرب. كتبه مصححه.

* [3460][التحفة: خ س 15190]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

ص: 452

نَخْشَى أَنْ يَكُونَ جُنْدُبٌ كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ

(2)

الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى

(3)

: بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ".

‌68 - حَدِيثُ أَبْرَصَ وَأَعْمَى وَأَقْرَعَ

(4)

فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ

(5)

[3462] حدثني

(6)

أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

وَحَدَّثَنِي

(7)

مُحَمَّدٌ

(8)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(9)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيّ".

(2)

رقأ: الرقأ: السكون والانقطاع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقأ).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

* [3461][التحفة: خ م 3254]

(4)

لأبي ذر: "أقرَعَ وأعْمَى".

(5)

قوله: "فِي بَنِي إِسْرَائِيل" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(7)

ليس في النسخ: "حَدَّثَنِي" لتحويل السند وهو جليٌّ.

(8)

عليه صح.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

ص: 453

وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى بَدَا لِلَّهِ

(1)

أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ

(2)

، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلكًا فَأَتَى الْأَبْرَصَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ؛ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ! قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ

(3)

، فَأُعْطِيَ

(4)

لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا، فَقَالَ: أَيُّ

(5)

الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْإِبِلُ - أَوْ قَالَ: الْبَقَرُ، هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ، إِنَّ الْأَبْرَصَ وَالْأَقْرَعَ، قَالَ أَحَدُهُمَا: الْإِبِلُ، وَقَالَ الْآخَرُ: الْبَقَرُ - فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ

(6)

، فَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا، وَأَتَى الْأَقْرَعَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا

(7)

؛ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ! قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ، قَالَ: فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلًا، وَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا، وَأَتَى الْأَعْمَى، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: يَرُدُّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ، فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا، فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إِبِلٍ

(8)

، وَلهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ، وَلهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ

(9)

، ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(2)

يبتليهم: يخبرهم. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 90).

(3)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وَأُعْطِيَ".

(5)

كذا ثبت لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وأيُّ".

(6)

ناقة عشراء: التي أتى لحملها عشرة أشهر. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 102).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "هَذا عَنِّي".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "مِنَ الْإِبِلِ".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "مِنْ غَنَمٍ".

ص: 454

تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي

(1)

، فَلَا بَلَاغَ

(2)

الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ - بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ - بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ

(3)

فِي سَفَرِي، فَقَالَ

(4)

لَهُ: إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ، فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ، فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ

(5)

: لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ

(6)

، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ.

وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، فَرَدَّ

(7)

عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا

(8)

، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ.

وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ

(9)

وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي

(10)

، فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ - بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ - شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي، فَقَالَ

(11)

: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى

(1)

قوله: "بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِهِ الْحِبَالُ فِي سَفَرِهِ".

(2)

عليه تضبيب.

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بِهِ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(5)

عليه صح.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "كَابِرًا".

لكابر عن كابر: عن آبائي وأجدادي، كبيرًا عن كبير، في العز والشرف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كبر).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "ورَدَّ".

(8)

عليه صح. وسقط عند أبي ذر.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "السَّبيلِ".

(10)

قوله: "بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِهِ الْحِبَالُ فِي سَفَرِهِ".

(11)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "وقال".

ص: 455

فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي، وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي

(1)

، فَخُذْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ

(2)

الْيَوْمَ بِشَيْءٍ

(3)

أَخَذْتَهُ لِلهِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ

(4)

عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ".

‌69 - {أَمْ حَسِبْتَ

(5)

أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ}

(6)

{الْكَهْفِ} : الْفَتْحُ فِي الْجَبَلِ.

{وَالرَّقِيمِ}

(7)

: الْكِتَابُ.

{مَرْقُومٌ}

(8)

: مَكْتُوبٌ؛ مِنَ الرَّقْمِ.

{رَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} : أَلْهَمْنَاهُمْ صَبْرًا.

{شَطَطًا}

(9)

: إِفْرَاطًا.

(1)

قوله: "فَقَدْ أَغْنَانِي" عليه تضبيب، وفي حاشية البقاعي:"فأغنَانِي" ونسبه لنسخة.

(2)

كذا في نسخة. ولأبي ذر وعليه صح: "لا أَحْمَدُكَ".

أجهدك: لا أَشُقُّ عليك وأَرُدُّكَ في شيء تأخذه من مالي للَّه تعالى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جهد).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "لِشَيْءٍ". وفي حاشية البقاعي: "شيئًا"، ونسبه لنسخة.

(4)

سقط عند أبي ذر، وعليه صح.

* [3462][التحفة: خ م 13602]

(5)

كذا ثبت لأبي الوقت، وابن عساكر، والأصيلي، وأبي ذر، وثبت هذا في أصل سَماع اليونينيّ نسخة وقْف السميساطيّ بقراءة الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وثبت في أصول الحفاظ: الهروي، والأصيلي، وابن عساكر، وبعض نسخ صحيحة، وعليها دَرَجَ الشُّرَّاح، وسقط عند الحموي. اهـ. ملخصًا، من الهامش.

(6)

[الكهف: 9]. " {وَالرَّقِيمِ} ": سقط عند أبي ذر وأبي الوقت وابن عساكر. وعليه صح.

(7)

[الكهف: 9].

(8)

[المطففين: 9].

(9)

[الكهف: 14].

ص: 456

{الْوَصِيدُ}

(1)

: الْفِنَاءُ، وَجَمْعُهُ: وَصَائِدُ وَوُصُدٌ، وَيُقَالُ:{الْوَصِيدُ} : الْبَابُ. {مُؤصَدَةٌ}

(2)

: مُطْبَقَةٌ، آصَدَ الْبَابَ وَأَوْصَدَ. {بَعَثنَاهُم}: أَحْيَيْنَاهُمْ.

{أَزْكَى}

(3)

: أَكْثَرُ رَيْعًا.

فَضَرَبَ اللَّهُ {عَلَى ءَاذَانِهِمْ}

(4)

: فَنَامُوا.

{رَجْمًا بِالْغَيبِ}

(5)

: لَمْ يَسْتَبِنْ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَقْرِضُهُمْ}

(6)

: تَتْرُكُهُمْ

(7)

.

‌70 - حَدِيثُ الْغَارِ

[3463] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ إِذْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ، فَأَوَوْا

(8)

إِلَى غَارٍ فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّهُ وَاللَّهِ يَا هَؤُلَاءِ لَا يُنْجِيكُمْ

(9)

إِلَّا الصِّدْقُ، فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ

(10)

: اللَّهُمَّ إِنْ

(1)

[الكهف: 18].

(2)

[البلد: 20].

(3)

[الكهف: 19].

(4)

[الكهف: 11].

(5)

[الكهف: 22].

(6)

[الكهف: 17].

(7)

من قوله: " {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ .... } إلى {تَقْرِضُهُمْ} تَتْرُكُهم" ثبت في رواية المستملي والكشميهني.

(8)

ثبت بالقصر لا بالمدّ.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "يُنَجِّيكُمْ" مثقَّل عند أبي ذر، وعليه صح.

(10)

قوله: "وَاحِدٌ مِنْهُمُ" سقط عند أبي ذر وعليه صح، وسقط عند أبي الوقت.

ص: 457

كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَجِيرٌ عَمِلَ لِي عَلَى فَرَقٍ

(1)

مِنْ أَرُزٍّ

(2)

، فَذَهَبَ وَتَرَكَهُ، وَأَنِّي عَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنِّي

(3)

اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا، وَأَنَّهُ أَتَانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ، فَقُلْتُ

(4)

: اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَسُقْهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّمَا لِي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِنْ أَرُزٍّ، فَقُلْتُ

(5)

لَهُ: اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَإِنَّهَا مِنْ ذَلِكَ الْفَرَقِ فَسَاقَهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ

(6)

عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ.

فَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ

(5)

كَانَ لِي

(7)

أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ

(8)

آتِيهِمَا كُلَّ لَيْلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِي فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِمَا

(9)

لَيْلَةً، فَجِئْتُ وَقَدْ رَقَدَا، وَأَهْلِي وَعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ

(10)

مِنَ الْجُوعِ، فَكُنْتُ

(11)

لَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا فَيَسْتَكِنَّا

(12)

(1)

فرق: مكيال يسع اثني عشر مدًا، ومقداره عند الجمهور 6،12 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 45).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "أُرْزٍ".

(3)

لأبي ذر والكشميهني: "أَنِ".

(4)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "لَهُ".

(5)

عليه صح.

(6)

كذا ثبت بالحاء، وقال: هو في اليونينية وفرعها بالحاء المهملة، قال القسطلاني: وصوَّبها الخطابيُّ فانظره. كتبه مصححه.

(7)

عليه تضبيب، وللأصيلي:"أنَّه كان".

(8)

"وَكُنْتُ": عليه صح، لأبي ذر، وأبي الوقت.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "عَنْهُمَا".

(10)

يتضاغون: يصيحون ويبكون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضغا).

(11)

لأبي ذر، وعليه صح:"وَكُنْتُ".

(12)

فيستكنا: فيضعفا. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 216).

ص: 458

لِشَرْبَتِهِمَا

(1)

، فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ حتَّى نَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ.

فَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ

(2)

لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَأَبَتْ إِلَّا أَنْ آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا حَتَّى قَدَرْتُ، فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا فَأَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، فَقَالَتِ: اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفُضَّ

(3)

الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ الْمِائةَ دِينَارٍ

(4)

، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ

(5)

مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا".

‌71 - بَابٌ

[3464] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنَهَا إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ وَهِيَ تُرْضِعُهُ، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتِ ابْنِي حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ هَذَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فِي الثَّدْيِ، وَمُرَّ بِامْرَأَةٍ تُجَرَّرُ وَيُلْعَبُ بِهَا، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا

(6)

، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَقَالَ: أَمَّا الرَّاكِبُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهَا: تَزْنِي،

(1)

عليه صح صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "كَانَتْ".

(3)

بالضبطين معًا.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "الدِّينَارِ".

(5)

كذا ثبت لأبي ذر، والكشميهني.

* [3463][التحفة: خ م 8066]

(6)

قوله: "فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا" عليه صح، وسقط عند أبي ذر.

ص: 459

وَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ، وَيَقُولُونَ: تَسْرِقُ، وَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ".

[3465] حدثنا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا

(1)

فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ

(2)

".

[3466] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَامَ حَجَّ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ وَ

(3)

كَانَتْ فِي يَدَيْ

(4)

حَرَسِيٍّ

(5)

، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ، وَيَقُولُ: "إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَهَا

(6)

نِسَاؤُهُمْ".

[3467] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّهُ قَدْ

(7)

كَانَ فِيمَا

* [3464][التحفة: خ 13775]

(1)

موقها: المُوق: الخُف، فارسي معرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: موق).

(2)

"لهَا بِهِ": كذا ثبت لأبي ذر عن الكشميهني.

* [3465][التحفة: خ م 14413]

(3)

سقط عند أبي ذر، وأبي الوقت.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "يَدِ".

(5)

حرسي: نسبة إلى الحرس وهم خدم الأمير، ويقال للواحد: حرسي لأنه اسم جنس. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 367).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "اتَّخَذَ هَذِهِ".

* [3466][التحفة: خ م د ت س 11407]

(7)

عليه سقط.

ص: 460

مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ

(1)

، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ

(2)

؛ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ".

[3468] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(3)

رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا، ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ، فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ

(4)

تَوْبَةٍ

(5)

؟ قَالَ

(2)

: لَا، فَقَتَلَهُ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ، فَنَاءَ

(6)

بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَاِئكَةُ الْعَذَابِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي، وَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا فَوُجِدَ إِلَى

(7)

هَذِهِ أقْرَبَُ

(8)

بِشِبْرٍ، فَغُفِرَ لَهُ".

[3469] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ،

(1)

فتح الدال من الفرع.

محدثون: ملهمون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدث).

(2)

عليه صح.

* [3467][التحفة: خ س 14954]

(3)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "الخدري".

(4)

ليس عند أبي ذر، وأبي الوقت.

(5)

كذا ثبت بالضبطين لأبي ذر.

(6)

فناء: فمال. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 235).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "له".

(8)

كذا ثبت بالضبطين لأبي ذر، وعليه صح.

* [3468][التحفة: خ م ق 3973]

ص: 461

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: "بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا

(1)

؛ إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ، فَقَالَ

(2)

: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَمَا هُمَا ثَمَّ، وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَطَلَبَ

(1)

حَتَّى

(1)

كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ: هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا

(3)

مِنِّي، فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ

(1)

، يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي؟ فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ، قَالَ: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَمَا هُمَا ثَمَّ".

[3470] وحَدثنا

(4)

عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ

(5)

.

[3471] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم: "اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ وَلَمْ أَبْتَعْ

(7)

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر وأبي الوقت: "قال".

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "استنقذها".

* [3469][التحفة: خ م س 14972]

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا".

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"مِثْلَهُ".

* [3470][التحفة: خ م ت 14951]

(6)

لأبي ذر، وعليه صح وأبي الوقت:"رسولُ اللَّه".

(7)

أبتع: أشتر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بيع).

ص: 462

مِنْكَ

(1)

الذَّهَبَ، وَقَالَ الَّذِي لَهُ الْأَرْضُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ، وَقَالَ الْآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا".

[3472] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَ

(2)

عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَسْأَلُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ: مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الطَّاعُونِ؟ فَقَالَ أُسَامَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الطَّاعُونُ رِجْسٌ

(3)

أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ - أَوْ: عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ - فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وإِذَا وَقعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ".

قَالَ أَبُو النَّضْرِ: "لَا يُخْرِجُكُمْ إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ".

[3473] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ "عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ

(1)

سقط عند أبي ذر، وعليه صح.

* [3471][التحفة: خ م 14715]

(2)

عليه صح.

(3)

عليه صح. وفي حاشية البقاعي: "رِجْزٌ"، ونسبه لنسخة.

رجس: عذاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجس).

* [3472][التحفة: خ م ت س 92]

ص: 463

فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ".

[3474] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالَ

(2)

: وَمَنْ

(3)

يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الَّلهِ؟ " ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا أَهْلَكَ

(4)

الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ

(5)

تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بْنَةَ

(6)

مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا".

[3475] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ الْهِلَالِيَّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ

(7)

، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ خِلَافَهَا، فَجِئْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَعَرَفْتُ فِي

* [3473][التحفة: خ س 17685]

(1)

"بْنُ سَعِيدٍ": سقط عند أبي ذر.

(2)

كذا ثبت لأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولأبي ذر عن الكشميهني:"فقالوا".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "مَنْ".

(4)

تحته صح.

(5)

الشريف: العالي القدر في الجاه أو المال أو النسب. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 447).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "بنتَ".

* [3474][التحفة: ع 16578]

(7)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "آيةً".

ص: 464

وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ، وَقَالَ:"كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ، وَلَا تَخْتَلِفُوا فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا".

[3476] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ

(1)

اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.

[3477] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلًا كَانَ قَبْلَكُمْ رَغَسَهُ

(2)

اللَّهُ مَالًا، فَقَالَ لِبَنِيهِ - لَمَّا حُضِرَ

(3)

: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي

(4)

، ثُمَّ ذَرُّونِي

(5)

فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللَّهُ عز وجل، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ؟ قَالَ

(6)

: مَخَافَتُكَ، فَتَلَقَّاهُ

(7)

بِرَحْمَتِهِ

(8)

.

* [3475][التحفة: خ س 9591]

(1)

كذا ثبت للكشميهني.

* [3476][التحفة: خ م ق 9260]

(2)

رغسه: أكثر له. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رغس).

(3)

حضر: دنا موته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حضر).

(4)

اسحقوني: دُقُّوني إذا أحرقتموني. (انظر: مشارق الأنوار)(ص 2/ 209).

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "اذْرُونِي".

ذروني: ذرته الريح وأذرته تذروه وتُذْرِيه: إذا أطارته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرا).

(6)

لأبي الوقت: "فقال".

(7)

لأبي ذر والكشميهني: "فَتَلافاهُ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "رَحْمَتَه".

ص: 465

وَقَالَ مُعَاذٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ

(1)

عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافِرِ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3478] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ لِحُذَيْفَةَ: أَلَا تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، لَمَّا أَيِسَ

(2)

مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ

(3)

: إِذَا مُتُّ

(4)

فَاجْمَعُوا

(5)

لِي حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَوْرُوا نَارًا، حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي، فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا فَذَرُّونِي فِي الْيَمِّ فِي يَوْمٍ حَارٍّ - أَوْ: رَاحٍ

(6)

- فَجَمَعَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتَكَ

(7)

، فَغَفَرَ

(8)

لَهُ".

قَالَ عُقْبَةُ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُوسَى

(9)

، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، وَقَالَ: "فِي يَوْمٍ رَاحٍ

(10)

".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "سَمِعَ".

* [3477][التحفة: خ م 4247]

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَئِسَ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "إِلَى أَهْلِهِ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "ماتَ".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَاجْعَلُوا".

(6)

للمستملي والحموي: "حَازٍ راحٍ".

راح: يوم راح وليلة راحة: إذا اشتدت الريح فيهما. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روح)

(7)

فوقه صح صح، وتحته صح. وللكشميهني:"مِنْ خَشْيَتِكَ".

(8)

عليه صح.

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني: "مسدد". قال الحافظ أبو ذر: الصواب: "موسى". اهـ. من اليونينية.

(10)

قوله: "حَدَّثَنَا مُوسَى

إلى يَوْمٍ رَاحٍ" ثبت عند الحموي.

* [3478][التحفة: خ س 3312]

ص: 466

[3479] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ

(1)

يُدَايِنُ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ

(2)

عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يتَجَاوَزَ عَنَّا، قَالَ: فَلَقِيَ اللَّهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ".

[3480] حدثني

(3)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، قَالَ لِبَنِيهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي

(4)

، ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي

(5)

لَيُعَذِّبَنِّي

(6)

عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا، فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ، فَقَالَ: اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ

(7)

، فَغَفَرَ

(5)

لَهُ

(5)

- وَقَالَ غَيْرُهُ: مَخَافَتُكَ

(8)

يَا رَبِّ".

(1)

ضبب في الأصل على: "ال" بل شطبها بالحمرة ووضع فوق اللام ضمة أخرى، وفي شرح شيخ الإسلام:"كان رجل"، في نسخة:"كان الرجل".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "تَجاوَزْ".

* [3479][التحفة: خ م س 14108]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(4)

عليه صح.

(5)

قوله: "عَلَيَّ رَبِّي". لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "اللَّهُ عَلَيَّ".

(6)

بفتح الباء كما في القسطلاني ووقع في اليونينية بالسكون وتبعها الفرع.

(7)

سقط عند أبي ذر. وفوقه صح صح، وتحته صح. ولأبي ذر وعليه صح:"قالَ: مخَافَتُكَ".

(8)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "خَشْيَتُكَ".

* [3480][التحفة: خ م س ق 12280]

ص: 467

[3481] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا

(2)

حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَُِشَاشِ الْأَرْضِ

(3)

".

[3482] حدثنا

(4)

أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ؛ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ

(5)

فَافْعَلْ

(6)

مَا شِئْتَ".

[3483] حدثنا آدَمُ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ

(7)

؛ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

(2)

لأبي ذر والحموي والمستملي: "رَبَطَتْها".

(3)

خشاش الأرض: هوامها وحشراتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خشش).

* [3481][التحفة: خ م 7616]

(4)

هذا الحديث مثبت في صلب المتن في غير نسخة معتمدة بأيدينا.

(5)

ضُبط في غيرِ نسخةٍ عندنا بكسرِ الحاءِ، وإثباتِ الياءِ في الموضعينِ. كتبه مصححه.

(6)

في حاشية البقاعي: "فَاصْنَعْ" ونسبه لنسخة.

* [3482][التحفة: خ د ق 9982]

(7)

زاد في حاشية البقاعي: "الأولى"، ونسبه لنسخة.

* [3483][التحفة: خ د ق 9982]

ص: 468

[3484] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ

(1)

، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ

(2)

خُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يتَجَلْجَلُ

(3)

فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

[3485] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ كُلُِّ

(4)

أُمَّةٍ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَا مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا

(5)

، فَغَدًا لِلْيَهُودِ وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى".

[3486] "عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمٌ

(6)

يَغْسِلُ رَأْسهُ وَجَسَدَهُ".

[3487] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَدِينَةَ آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا فَخَطَبَنَا،

(1)

قال القسطلاني: كذا في اليونينية وفي الفرع ولكنه مصلح فيه، وفي غيرهما وعليه الشراح:"عبد اللَّه" وهو ابن المبارك المروزي.

(2)

الخيلاء: الكبر والعجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خيل).

(3)

يتجلجل: يغوص في الأرض حين يُخْسَفُ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلل).

* [3484][التحفة: خ 6868 - خ س 6998]

(4)

ضُبط بالوجهين كما ترى في اليونينية.

(5)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "فيه".

* [3485][التحفة: خ م س 13522]

(6)

عليه صح.

* [3486][التحفة: خ م س 13522]

ص: 469

فَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ الْيَهُودِ، وَإِنَّ

(1)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمَّاهُ الزُّورَ - يَعْنِي: الْوِصَالَ

(2)

فِي الشَّعَرِ.

تَابَعَهُ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ.

* * *

(1)

سقط عند أبي ذر.

(2)

الوصال: هو أن تصل المرأة شعرها بشعر آخر زور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وصل).

* [3487][التحفة: خ م س 11418]

ص: 470

‌59 - بَاب المَنَاقِبِ

(1)

قَوْلُِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى

(2)

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}

(3)

.

وَقَوْلِهِ: {وَ

(4)

اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي (تَسَّاءَلُونَ) بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}

(5)

.

وَمَا يُنْهَى عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ.

الشُّعُوبُ: النَّسَبُ الْبَعِيدُ، وَالْقَبَائِلُ: دُونَ ذَلِكَ

(6)

.

[3488] حدثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَن أَبِي حَصِينٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ}

(7)

، قَالَ: الشُّعُوبُ: الْقَبَائِلُ الْعِظَامُ، وَالْقَبَائِلُ: الْبُطُونُ.

[3489] حدثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ:

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر، وعليه صح:"الآيةَ".

(3)

[الحجرات: 13].

(4)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

[النساء: 1].

(6)

ليس عند أبي ذر وعليه صح، وعلى موضعه صح. وفي رواية:"البُطونِ" وليس عند القابسي وعليه صح.

(7)

[الحجرات: 13]. زاد لأبي ذر وعليه صح: " {لِتَعَارَفُوا} ".

* [3488][التحفة: خ 5555]

ص: 471

يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ:"أَتْقَاهُمْ"، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ:"فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ".

[3490] حدثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا كُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبُ ابْنَةُ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: أَرَأَيْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَانَ مِنْ مُضَرَ؟ قَالَتْ: فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ؟! مِنْ بَنِي النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ.

[3491] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا كُلَيْبٌ، حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَظُنُّهَا: زَيْنَبَ - قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنِ الدُّبَّاءِ

(2)

وَالْحَنْتَمِ

(3)

وَالْمُقَيَّرِ

(4)

وَالْمُزَفَّتِ

(5)

، وَقُلْتُ لَهَا: أَخْبِرِينِي؛ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ كَانَ؟ مِنْ مُضَرَ كَانَ؟ قَالَتْ: فَمِمَّنْ

(6)

كَانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ؟! كَانَ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ.

* [3489][التحفة: خ م س 14307]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "بنتُ".

* [3490][التحفة: خ 15885]

(2)

الدباء: القرع، تُجعل القرعةُ اليابسة وعاءً. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).

(3)

الحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنتم).

(4)

قال الحافظ أبو ذر: صوابه: "والنَّقِير" بالنون. اهـ. من اليونينية.

المقير: المطلي بالقار، وهو الزفت. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 197).

(5)

المزفت: الإناء الذي طُلِيَ بالزَّفْت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زفت).

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مِمَّنْ".

* [3491][التحفة: خ 15885]

ص: 472

[3492] حدثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ؛ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُِهُوا

(2)

، وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً، وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ: الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ".

[3493] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ، وَالنَّاسُ مَعَادِنُ؛ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُِهُوا

(3)

، تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأْنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ".

‌1 - بَابٌ

(4)

[3494] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:{إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}

(5)

، قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا وَلَهُ فِيهِ

(1)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا".

(2)

كذا ثبت بالضبطين، وفوقه:"معًا".

* [3492][التحفة: خ م 14908]

(3)

كذا ثبت بالضبطين، والضَّبطُ بالكسر لأبي ذر وعليه صح.

* [3493][التحفة: خ م 13878]

(4)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(5)

[الشورى: 23].

ص: 473

قَرَابَةٌ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ

(1)

؛ إِلَّا أَنْ تَصلُوا قَرَابَةً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.

[3495] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي

(2)

مَسْعُودٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مِنْ هَا هُنَا جَاءَتِ الْفِتَنُ - نَحْوَ المَشْرِقِ - وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ

(3)

أَهْلِ الْوَبَرِ

(4)

، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ".

[3496] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ"

(5)

.

سُمِّيَتِ الْيَمَنَ؛ لِأَنَّهَا عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ، وَالشَّامَ

(6)

عَنْ يَسَارِ الْكَعْبَةِ. وَالْمَشْأَمَةُ: الْمَيْسَرَةُ. وَالْيَدُ الْيُسْرَى: الشُّؤْمَى. وَالْجَانِبُ الْأَيْسَرُ: الْأَشْأَمُ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فيه".

* [3494][التحفة: خ ت س 5731]

(2)

لأبي الوقت: "ابنِ".

(3)

الفدادين: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، وقيل: هم المكثرون من الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فدد).

(4)

أهل الوبر: يعني أصحاب الإبل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 277).

* [3495][التحفة: خ م 10005]

(5)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "قال أبو عبد اللَّه".

(6)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "لأنها".

* [3496][التحفة: خ م 15160]

ص: 474

‌2 - بَابُ مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ

[3497] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ - وَهْوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ - أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ، لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ".

[3498] حدثنا

(1)

أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ".

[3499] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ

(2)

وَاحِدٌ".

* [3497][التحفة: خ س 11438]

(1)

عند أبي ذر هذا الحديث مؤخَّر عن قوله في الحديث الآتي قريبًا: "حدثنا أبو نعيم".

* [3498][التحفة: خ م 7420]

(2)

لأبي ذر والكشميهني: "سِيٌّ" بالسِّين المهملة.

* [3499][التحفة: خ د س ق 3185]

ص: 475

[3500] وقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَ أُنَاسٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ إِلَى عَائِشَةَ، وَكَانَتْ أَرَقَّ شَيْءٍ

(1)

؛ لِقَرَابَتِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[3501] حدثنا

(2)

أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدٍ. خ قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم: "قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَأَشْجَعُ وَغِفَارُ مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى

(4)

دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ".

[3502] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبَّ الْبَشَرِ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِهَا، وَكَانَتْ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا مِمَّا جَاءَهَا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ تَصَدَّقَتْ

(5)

، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: يَنْبَغِي أَنْ يُؤْخَذَ عَلَى يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: أَيُؤْخَذُ عَلَى يَدَيَّ؟! عَلَيَّ نَذْرٌ إِنْ كَلَّمْتُهُ، فَاسْتَشْفَعَ إِلَيْهَا بِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَبِأَخْوَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً، فَامْتَنَعَتْ، فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّونَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ:

(1)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "شَيْءٍ عَلَيْهِم".

* [3500][التحفة: خ 16397]

(2)

عند أبي ذر هذا الحديث مقدَّم على قوله الماضي: "حدثنا أبو الوليد".

(3)

قوله: "قالَ رسولُ اللَّهِ". كذا في النسخ بدون تكرار: "قال". كتبه مصححه.

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مَوالِيِ"، وجعله في حاشية البقاعي:"مَوَالٍ".

* [3501][التحفة: خ م 13648]

(5)

عليه صح. كذا في اليونينية بدون: "إلا"، وفي أصول كثيرة:"إلَّا تَصَدَّقَتْ".

ص: 476

إِذَا اسْتَأْذَنَّا فَاقْتَحِمِ الْحِجَابَ، فَفَعَلَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِعَشْرِ رِقَابٍ فَأَعْتَقَهُمْ

(1)

، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تُعْتِقُهُمْ حَتَّى بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ، فَقَالَتْ: وَدِدْتُ أَنِّي جَعَلْتُ حِينَ حَلَفْتُ عَمَلًا أَعْمَلُهُ فَأَفْرُغَ مِنْهُ.

‌3 - بَابٌ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ

[3503] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ

(2)

بِلِسَانِ قُرَيْشٍ؛ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ.

‌4 - بَابُ نِسْبَةِ الْيَمَنِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ

مِنْهُمْ أَسْلَمُ بْنُ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، مِنْ خُزَاعَةَ.

[3504] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ يَتَنَاضَلُونَ بِالسُّوقِ، فَقَالَ:"ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ"، لِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فأَعْتَقَتْهُم".

* [3502][التحفة: خ 16397]

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فاكتبوها".

* [3503][التحفة: خ ت س 9783]

ص: 477

فَأَمْسَكُوا بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ:"مَا لَهُمْ؟ " قَالُوا: وَكَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ: "ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ".

‌5 - بَابٌ

[3505] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهْوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ

(1)

، وَمَنِ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ

(2)

فِيهِمْ

(3)

؛ فَلْيَتَبَوَّأْ

(4)

مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

[3506] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ

(5)

، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ

(5)

، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ

(6)

، قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى

(7)

أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ، أَوْ يَقُولَ

(8)

عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَقُلْ".

* [3504][التحفة: خ 4550]

(1)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "باللَّهِ".

(2)

عليه تضبيب لأبي ذر وعليه صح.

(3)

زاد للكشميهني: "نَسَبٌ"، ووقع في حاشية البقاعي:"مِنهم" ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

فليتبوأ: فليتخذ ولينزل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بوأ).

* [3505][التحفة: خ م 11929]

(5)

عليه صح.

(6)

كذا ثبت بالصاد، وعليه صح صح.

(7)

عليه صح.

الفرى: جمع فرية، وهي الكذبة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرا).

(8)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"تَقَوَّلَ"

* [3506][التحفة: خ 11745]

ص: 478

[3507] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا مِنْ

(1)

هَذَا الْحَيِّ

(2)

مِنْ رَبِيعَةَ، قَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، فَلَسْنَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي كُلِّ شَهْرٍ حَرَامٍ، فَلَوْ أَمَرْتَنَا بِأَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ وَنُبَلِّغُهُ مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ

(3)

، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ

(4)

؛ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ

(5)

: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَى اللَّهِ خُمُْسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ

(6)

، وَالْمُزَفَّتِ".

[3508] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ

(7)

سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهْوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: "أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا - يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ - مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ

(8)

".

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

قوله: "إِنَّا

إلخ": "إنا هذا الحيَّ" بإسقاط "مِن"، ونصب "الحيّ" عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بأربعةٍ".

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أربعةٍ".

(5)

عليه صح.

(6)

النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذًا مُسكرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقر).

* [3507][التحفة: خ م د ت س 6524]

(7)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"قال حدثني سالمُ بنُ عبدِ اللَّهِ".

(8)

قرن الشيطان: ناحية رأسه وجانبه، وقيل: قوته، وقيل: أمته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرن).

* [3508][التحفة: خ 6850]

ص: 479

‌6 - بَابُ ذِكْرِ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ وَأَشْجَعَ

[3509] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدٍ

(1)

، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ وَجُهَيْنَةُ ومُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَأَشْجَعُ مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ".

[3510] حدثني

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخْبَرَهُ، أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ:"غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ".

[3511] حدثني

(3)

مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا".

[3512] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. حَدَّثَنِي

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ جُهَيْنةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي أَسَدٍ، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ

(1)

زاد لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"ابنِ إبراهيمَ".

* [3509][التحفة: خ م 13648]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3510][التحفة: خ م 7682]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا" وعليه صح.

* [3511][التحفة: خ م 14445]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثنا" وعليه صح.

ص: 480

صَعْصَعَةَ؟! " فَقَالَ رَجُلٌ: خَابُوا وَخَسِرُوا، فَقَالَ: "هُمْ خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَمِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ".

[3513] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا بَايَعَكَ

(2)

سُرَّاقُ الْحَجِيجِ مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ - وَأَحْسِبُهُ: وَجُهَيْنَةَ، ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ شَكَّ - قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ - وَأَحْسِبُهُ: وَجُهَيْنَةُ - خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي عَامِرٍ، وَأَسَدٍ، وَغَطَفَانَ؛ خَابُوا وَخَسِرُوا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَخَيْرٌ

(3)

مِنْهُمْ

(4)

".

‌7 - بَابٌ ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ، وَمَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ

[3514] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْأَنْصَارَ

(5)

، فَقَالَ:"هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ".

* [3512][التحفة: خ م ت 11680]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا" وعليه صح.

(2)

لأبي الوقت: "تابَعَكَ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "لَأَخْيَرُ".

(4)

هنا عند أبي ذر حديث أبي هريرة الآتي في آخر باب قصة زمزم، ويليه عنده باب ذكر قحطان.

* [3513][التحفة: خ م ت 11680]

(5)

عليه صح. وزاد لأبي ذر وعليه صح: "خاصَّةً".

* [3514][التحفة: خ م ت س 1244]

ص: 481

‌8 - بَابُ

(1)

قِصَّةِ زَمْزَمَ

[3515] حدثنا زَيْدٌ، هُوَ

(2)

: ابْنُ أَخْزَمَ

(3)

، قَالَ

(4)

أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: حَدَّثَنِي مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الْقَصِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِإِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كُنْتُ رَجُلًا مِنْ غِفَارٍ، فَبَلَغَنَا أَن رَجُلًا قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقُلْتُ لِأَخِي: انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ

(5)

كَلِّمْهُ وَأْتِنِي بِخَبَرِهِ، فَانْطَلَقَ فَلَقِيَهُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْتُ: مَا عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ تَشْفِنِي مِنَ الْخَبَرِ، فَأَخَذْتُ

(6)

جِرَابًا وَعَصًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلْتُ لَا أَعْرِفُهُ وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، وَأَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَأَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ، فَقَالَ: كَأَن الرَّجُلَ غَرِيبٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ وَلَا أُخْبِرُهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ؛ لِأَسْأَلَ عَنْهُ، وَلَيسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَيْءٍ، قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ، فَقَالَ: أَمَا نَالَ

(7)

لِلرَّجُلِ يَعْرِفُ مَنْزِلَهُ بَعْدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: انْطَلِقْ

(8)

مَعِي، قَالَ: فَقَالَ: مَا أَمْرُكَ وَمَا أَقْدَمَكَ هَذِهِ الْبَلْدَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ:

(1)

هذا الباب بدله لأبي ذر عن الحموي: "قِصَّةُ إسلامِ أبي ذر رضي الله عنه".

(2)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

عليه صح صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قال: حدثنا".

(5)

على آخره وأول ما بعده صح.

(6)

لأبي ذر والحموي والمستملي: "فآخُذُ". وجعله في حاشية البقاعي بالهمز والمد معًا.

(7)

في حاشية البقاعي: "آنَ" ونسبه لنسخة.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فَانْطَلِقْ".

ص: 482

إِنْ كَتَمْتَ عَلَيَّ أَخْبَرْتُكَ، قَالَ: فَإِنِّي أَفْعَلُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ هَا هُنَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيُكَلِّمَهُ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَشْفِنِي مِنَ الْخَبَرِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقَاهُ، فَقَالَ لهُ

(1)

: أمَا إِنَّكَ قَدْ رَشِدْتَ

(2)

، هَذَا وَجْهي إِلَيْهِ، فَاتَّبِعْنِي

(3)

؛ ادْخُلْ

(4)

حَيْثُ أَدْخُلُ، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ أَحَدًا أَخَافُهُ عَلَيْكَ، قُمْتُ

(5)

إِلَى الْحَائِطِ كَأَنِّي أُصْلِحُ نَعْلِي، وَامْضِ أَنْتَ، فَمَضَى وَمَضَيْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: اعْرِضْ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ، فَعَرَضَهُ فَأَسْلَمْتُ مَكَانِي، فَقَالَ لِي:"يَا أَبَا ذَرٍّ، اكْتُمْ هَذَا الْأَمْرَ، وَارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ، فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورُنَا فَأَقْبِلْ"، فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقُرَيْشٌ فِيهِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ

(6)

قُرَيْشٍ، إِنِّي

(7)

أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَقَامُوا، فَضُرِبْتُ لِأَمُوتَ، فَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيَّ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: وَيْلَكُمْ! تَقْتُلُونَ

(8)

رَجُلًا مِنْ غِفَارَ؟! وَمَتْجَرُكُمْ وَمَمَرُّكُمْ عَلَى غِفَارٍَ

(9)

، فَأَقْلَعُوا عَنِّي، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ الْغَدَ رَجَعْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ مَا قُلْتُ

(1)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

فوقه صح صح، وتحته صح. ولأبي ذر وعليه صح:"رَشَدْتَ".

(3)

عليه صح صح.

(4)

ضبط "أدخل" في غير نسخة بضم الهمزة، وصرَّح به القسطلاني، والمراد عند البداءة به لا مع وصله بما قبله، ووقع في محال نظائر هذا، وهو ظاهر لا يخفى على من يعرف العربية. كتبه مصححه.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فقمتُ".

(6)

لأبي الوقت: "مَعاشِرَ".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "أنَا".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "أتقتلون".

(9)

تحته صح.

ص: 483

بِالْأَمْسِ، فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَصُنِعَ

(1)

مِثْلَُ

(2)

مَا صُنِعَ بِالْأَمْسِ، وَأَدْرَكَنِي

(3)

الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيَّ، وَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالْأَمْسِ.

قَالَ: فكَانَ هَذَا أَوَّلَ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ رحمه الله

(4)

.

[3516] حدثنا

(5)

سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ

(6)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ: "أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَشَيْءٌ مِنْ مُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ - أَوْ قَالَ: شَيْءٌ مِنْ جُهَيْنَةَ أَوْ مُزَيْنَةَ - خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ - أَوْ قَالَ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ - مِنْ أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَهَوَازِنَ وَغَطَفَانَ".

‌9 - بَابُ ذِكْرِ قَحْطَانَ

[3517] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ".

(1)

زاد: "بِي" عليه صح، لأبي ذر، وأبي الوقت.

(2)

في الفرع: "مثلُ" بالرفع.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فأدركني".

(4)

هنا: "باب قصة زمزم وجهل العرب" عند أبي ذر.

* [3515][التحفة: خ م 6528]

(5)

هذا الحديثُ عند أبي ذرٍّ من تمام بابِ ذكرِ أسلمَ وغفار في آخرِ الباب، ويليه ذِكر قحطان وما ينهى من دعوة الجاهلية، وقصة خُزاعةَ، وقصة إسلام أبي ذر، وباب قِصة زمزم، ويليه باب مَنِ انتسب إلى غير أبيه، ويليه باب ابن أخت القوم ومولى القوم منهم. اهـ. من اليونينية.

(6)

قوله: "حَدَّثَنَا حَمَّادٌ". في القسطلاني، بل في هامش الأصل؛ نسبةُ التحديثِ لأبوَيْ ذرٍّ والوقتِ، ولغيرِهما العنعنة.

* [3516][التحفة: خ 14420]

* [3517][التحفة: خ م 12918]

ص: 484

‌10 - بَابُ مَا يُنْهَى مِنْ دَعْوَةِ

(1)

الْجَاهِلِيَّةِ

[3518] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه، يَقُولُ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ

(2)

مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ، فكَسَعَ

(3)

أَنْصَارِيًّا، فَغَضبَ الْأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا، حَتَّى تَدَاعَوْا وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ

(4)

، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ

(4)

، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؟! " ثُمَّ قَالَ: "مَا شَأْنُهُمْ؟ "، فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الْأَنْصَارِيَّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ" وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَقَدْ تَدَاعَوْا عَلَيْنَا؟! لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا نَقْتُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ

(5)

، هَذَا الْخَبِيثَ؟ - لِعَبْدِ اللَّهِ - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ".

[3519] حدثني

(6)

ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَعَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ".

(1)

في نسخة وعليه صح: "دعوى".

(2)

ثاب: اجتمع معه ناس، وقيل: جاءوا متواترين بعضهم إثر بعض. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 135).

(3)

فكسع: ضرب دُبُرَه بيده. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كسع).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "يالَ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "نبيّ اللَّه".

* [3518][التحفة: خ 2559]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3519][التحفة: خ ت س ق 9559]

ص: 485

‌11 - بَابُ

(1)

قِصَّةُِ

(2)

خُزَاعَةَ

[3520] حدثني

(3)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "عَمْرُو بْنُ لُحَيِّ بْنِ

(4)

قَمَعَةَ

(5)

بْنِ خِنْدِفَ أَبُو خُزَاعَةَ".

[3521] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: الْبَحِيرَةُ: الَّتِي يُمْنعُ دَرُّهَا

(6)

لِلطَّوَاغِيتِ

(7)

، وَلَا يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَالسَّائِبَةُ: الَّتِي كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لآِلِهَتِهِمْ، فَلَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَيْءٌ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَيٍّ

(8)

الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ

(9)

فِي النَّارِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ".

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، وعلى الضم صح.

(2)

بالضبطين لأبي ذر وعليه صح.

(3)

لأبي ذر: "حدثنا" وعليه صح.

(4)

عليه صح.

(5)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "قَمْعَةَ"، وأضاف في حاشية البقاعي:"قِمَّعَةَ" ونسبه لنسخة.

* [3520][التحفة: خ 2833]

(6)

درها: لبنها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درر).

(7)

للطواغيت: جمع طاغوت، وهو: الشيطان، أو ما يزين لهم أن يعبدوه من الأصنام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طغى).

(8)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(9)

قصبه: القُصب: المِعَى. وقيل: القُصْب: اسم للأمعاء كلها. وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قصب).

* [3521][التحفة: خ 13166]

ص: 486

‌12 - بَابُ

(1)

قِصَّةِ زَمْزَمَ، وَجَهْلِ الْعَرَبِ

[3522] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِذَا سَرَّكَ أَنْ تَعْلَمَ جَهْلَ الْعَرَبِ فَاقْرَأْ مَا فَوْقَ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} إِلَى قَوْلِهِ {قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}

(2)

.

‌13 - بَابُ مَنِ انْتَسَبَ إِلَى آبَائِهِ فِي الْإِسْلَامِ وَالْجَاهِلِيَّةِ

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ".

وَقَالَ الْبَرَاءُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

(3)

".

[3523] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ}

(4)

، جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنَادِي:"يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ" بِبُطُونِ

(5)

قُرَيْشٍ.

(1)

هنا: "قصة إسلام أبي ذر، وباب قصة زمزم" عند أبي ذر.

(2)

[الأنعام: 140].

* [3522][التحفة: خ 5461]

(3)

من قوله: "وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ

" إلى هنا رقم عليه بعلامة السقوط فقط دون ترميز.

(4)

[الشعراء: 214].

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لبطون".

* [3523][التحفة: خ م ت س 5594]

ص: 487

[3524] وقال لَنَا قَبِيصَةُ: أَخْبَرَنَا

(1)

سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنذِرْ عَشِيَرتَكَ الأَقْرَبِينَ}

(2)

، جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوهُمْ قَبَائِلَ قَبَائِلَ.

[3525] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، أَخْبَرَنَا

(3)

أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللَّهِ؛ لَا أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، سَلَانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا".

‌14 - بَابُ

(4)

قِصَّةِ الْحَبَشِ

وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يَا بَنِي أَرْفَِدَةَ

(5)

".

[3526] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تُدَفِّفَانِ

(6)

وَتَضْرِبَانِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَغَشٍّ

(7)

بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ

(1)

لأبي الوقت: "حدثنا".

(2)

[الشعراء: 214].

* [3524][التحفة: خت س 5476]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3525][التحفة: خ 13769]

(4)

هنا: "باب ابن أخت القوم، ومولى القوم منهم" عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

كذا ثبت بالضبطين لأبي ذر، وعليه صح.

(6)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "تُغَنّيانِ وتُدَفِّفانِ".

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مُتَغَشًّى"، وللكشميهني:"مُتَغَشَّيًا".

ص: 488

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ:"دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ"، وَتِلْكَ الْأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى.

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُمْ

(1)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُمْ، أَمْنًا بَنِي أَرْفَِدَةَ

(2)

" يَعْنِي مِنَ الْأَمْنِ.

‌15 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ لَا يَُسَُبَّ نَسَبُهُ

[3527] حدثني

(3)

عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ:"كَيْفَ بِنَسَبِي؟ " فَقَالَ حَسَّانٌُ

(4)

: لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ

(5)

مِنَ الْعَجِينِ.

وَعَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: لَا تَسُبَُّهُ

(2)

؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ

(6)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(7)

.

(1)

عليه صح، وتضبيب. وفي بعض الأصول:"فزجرهم عُمَرُ". ولعل هذا هو السِّرُّ في التضبيب.

(2)

كذا ثبت بالضبطين لأبي ذر، وعليه صح.

* [3526][التحفة: خ 16562]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".

(4)

كذا ثبت بالضبطين وعليه صح.

(5)

قوله: "تُسَلُّ الشَّعَرَةُ" لأبي ذر وعليه صح: "يُسَلُّ الشَّعَرُ".

(6)

ينافح: يدافع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفح).

(7)

زاد للكشميهني: "قال أبو الهيثم: نَفَحَتِ الدَّابةُ إذا رَمَحَتْ بِحوافِرها، ونَفَحَه بالسيفِ إذا تَنَاوَلَهُ مِن بَعِيدٍ"، ورقم بعده لأبي ذر.

* [3527][التحفة: خ م 17054]

ص: 489

‌16 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

-

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}

(2)

.

وَقَوْلِهِ: {مِن (بَعْدِيَ) اسْمُهُ أَحْمَدُ}

(3)

.

[3528] حدثني

(4)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(5)

مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ

(6)

؛ أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ

(7)

، وَأَنَا الْمَاحِي: الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ: الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ

(8)

".

[3529] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ؟! يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ".

(1)

لأبي الوقت: "عز وجل: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ، وقوله عز وجل:{مُحَمَّدٌ}

".

(2)

[الفتح: 29].

(3)

[الصف: 6].

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا"، وعلى آخره صح.

(5)

لأبي ذر: "حدثنا" وعليه صح.

(6)

على أعلى الفراغ بعده صح، وعلى أسفله صح.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وأنا أحمدُ".

(8)

العاقب: آخر الأنبياء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقب).

* [3528][التحفة: خ م ت س 3191]

* [3529][التحفة: خ 13697]

ص: 490

‌17 - بَابُ خَاتِمِ النَّبِيِّينَ صلى الله عليه وسلم

-

[3530] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا سَلِيمٌ

(1)

، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ كَرَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ وَيَقُولُونَ: لَوْلَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ! ".

[3531] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ! " قَالَ: "فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ"

(2)

.

[3532] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم توُفِّيَ وَهْوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.

وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مِثْلَهُ.

(1)

على فتحة أوله صح، وكسرة ثانية صح، وزاد لأبي ذر وعليه صح:"ابنُ حَيَّانَ".

* [3530][التحفة: خ م ت 2260]

(2)

زاد بعده لأبي ذر وعليه صح: "بابُ وفاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم"، وبدل:"النَّبِيِّينَ" في حاشية البقاعي: "الأنبيَاءِ" ونسبه لنسخة.

* [3531][التحفة: خ م س 12817]

* [3532][التحفة: خ م 16541]

ص: 491

‌18 - بَابُ كُنْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

[3533] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا

(1)

بِكُنْيَتِي".

[3534] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا

(2)

بِكُنْيَتِي".

[3535] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم: "سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا

(3)

بِكُنْيَتِي".

‌19 - بَابٌ

(4)

[3536] حدثني

(5)

إِسْحَاقُ

(6)

، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْجُعَيْدِ

(3)

بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: رَأَيْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ ابْنَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ جَلْدًا مُعْتَدِلًا، فَقَالَ: قَدْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "تَكَنَّوْا".

* [3533][التحفة: خ 693]

(2)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "تَكَنَّوْا".

* [3534][التحفة: خ م 2244]

(3)

عليه صح.

* [3535][التحفة: خ م د ق 14434]

(4)

رقم عليه بعلامة السقوط فقط دون ترميز.

(5)

كذا ثبت لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر أيضًا وعليه صح: "حدثنا".

(6)

زاد لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"ابنُ إبراهيمَ".

ص: 492

عَلِمْتُ مَا مُتِّعْتُ بِهِ سَمْعِي وَبَصَرِي إِلَّا بِدُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ إِنَّ خَالَتِي ذَهَبَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي شَاكٍ فَادْعُ اللَّهَ

(1)

، قَالَ: فَدَعَا لِي.

‌20 - بَابُ خَاتِمِ النُّبُوَّةِ

[3537] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَقَعَ

(2)

، فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَتَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَِمٍ بَيْنَ كَتِفَيْهِ.

قَالَ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: الْحُجْلَةُ

(3)

: مِنْ حُجَلِ

(4)

الْفَرَسِ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ.

قَالَ

(5)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ.

‌21 - بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

[3538] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ،

(1)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "له".

* [3536][التحفة: خ م ت س 3794]

(2)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "وَقِعٌ" وبعده صح، وفي (ح):"وَجِعٌ".

(3)

الحجلة: بيت كالقبة، يُستر بالثياب، وتكون له أزرار كبار، جمعها: حجال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجل).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حَجَلِ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

* [3537][التحفة: خ م ت س 3794]

ص: 493

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: صَلَّى أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه الْعَصْرَ ثُمَّ خَرَجَ يَمْشِي، فَرَأَى الْحَسَنَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَقَالَ: بِأَبِي

(1)

شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ، لَا شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ. وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ.

[3539] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيرٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي جُحَيفَةَ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وكَانَ الْحَسَنُ يُشْبِهُهُ.

[3540] حدثني

(2)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام يُشْبِهُهُ، قُلْتُ لِأبِي جُحَيْفَةَ: صِفْهُ لِي، قَالَ: كَانَ أَبْيضَ قَدْ شَمِطَ

(3)

، وَأَمَرَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثَ

(4)

عَشْرَةَ

(5)

قَلُوصًا

(6)

، قَالَ: فَقُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ نَقْبِضَهَا.

[3541] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبٍ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "بأبي". أي بالتكرار.

* [3538][التحفة: خ س 6609].

* [3539][التحفة: خ م ت س 11798]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

شمط: الشَّمَط: الشيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شمط).

(4)

عليه صح. في الأصول كلها لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت. "بثلاثة عشر قلوصًا". وصوابه:"بثلاث عشرة قلوصًا". قاله شيخنا ابن مالك رضي الله عنه. والله أعلم. وأصلحت ما في الأصل على الصواب فيُعلم ذلك. اهـ. كذا بخط الحافظ اليونيني.

(5)

عليه صح.

(6)

قلوصا: هي الناقة الشابة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلص).

* [3540][التحفة: خ م ت س 11798]

ص: 494

أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم، وَرَأَيْتُ بَيَاضًا مِنْ تَحْتِ شَفَتِهِ السُّفْلَى الْعَنْفَقَةَ

(2)

.

[3542] حدثنا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ

(3)

بْنُ عُثْمَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ - صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَرَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ شَيْخًا؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ.

[3543] حدثني

(4)

ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَصِفُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ: لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ: لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ وَلَا آدَمَ، لَيْسَ بِجَعْدٍ

(5)

قَطَطٍ

(6)

وَلَا سَبَْطٍ

(7)

رَجِلٍ، أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَهْوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ

(8)

، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ.

(1)

عليه تضبيب. ولأبي الوقت: "رسولَ اللَّهِ".

(2)

العنفقة: الشعر الذي في الشفة السفلى. وقيل: الشعر الذي بينها وبين الذقن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنفق).

* [3541][التحفة: خ م ق 11802]

(3)

عليه صح صح.

* [3542][التحفة: خ 5189]

(4)

لأبي ذر: "حدثنا" وعليه صح صح.

(5)

بجعد: الجعودة في الشعر ألا يتكسر ولا يسترسل. (انظر: فتح الباري)(6/ 570).

(6)

كذا ثبت بالضبطين معا، وضَبط الكسر لأبي ذر وعليه صح.

قطط: شديد الجعودة مثل رءوس السودان. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 158).

(7)

كذا ثبت بالضبطين معا، والكسر لأبي ذر وعليه صح.

سبط: السبط من الشعر: المنبسط المسترسل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبط).

(8)

زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "وَقُبِضَ وَلَيْسَ".

ص: 495

قَالَ رَبِيعَةُ: فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ، فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ.

[3544] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ

(2)

وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَا بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ

(3)

وَلَيْسَ بِالْآدَمِ

(4)

، وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبْطِ

(5)

، بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، فَتَوَفَّاهُ اللَّهُ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً

(6)

بَيْضَاءَ.

[3545] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ.

* [3543][التحفة: خ م ت س 833]

(1)

"بْنِ مَالِكٍ" عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(2)

البائن: المُفْرط طُولا الذي بَعُدَ عن قَدْرِ الرجال الطِّوال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بين).

(3)

الأمهق: هو خالص البياض الذي لا تشويه حمرة ولا صفرة ولا سمرة ولا إشراق، وقيل: بياض في زرقة، وقيل: مثل بياض البرص. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 389).

(4)

بالآدم: بالأسمر. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 321).

(5)

كذا ثبت بالضبطين معًا، والكسر لأبي ذر وعليه صح.

(6)

كذا في اليونينية العين ساكنة.

* [3544][التحفة: خ م ت س 833]

* [3545][التحفة: خ م 1893]

ص: 496

[3546] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا: هَلْ خَضَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، إِنَّمَا كَانَ شَيْءٌ فِي صُدْغَيْهِ

(1)

.

[3547] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ

(2)

رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ

(3)

، لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ

(4)

أُذُنِه

(5)

، رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ

(6)

حَمْرَاءَ لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ

(7)

أَحْسَنَ مِنْهُ.

قَالَ

(8)

يُوسُفُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ: إِلَى مَنْكِبَيْهِ.

[3548] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سُئِلَ الْبَرَاءُ: أَكَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لَا، بَلْ مِثْلَ الْقَمَرِ.

(1)

صدغيه: الصدغ: ما بين العين إلى شحمة الأذن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صدغ).

* [3546][التحفة: خ تم س 1398]

(2)

"بْنِ عَازِبٍ": ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(3)

المنكبين: مثنى منكب، وهو ما بين الكتف والعنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكب).

(4)

شحمة: هي موضع خرق القرط، وهو ما لان من أسفل الأذن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شحم).

(5)

كذا ثبت لأبي ذر، والحموي، والمستملي. ولأبي ذر عن الكشميهني:"أُذُنَيْهِ".

(6)

حلة: هي ثياب ذات خطوط. والحلة لا تكون إلا من ثوبين. وقيل: إنما تكون حلة إذا كانت جديدة. وقيل: الحلل برود اليمن. (انظر: هدي الساري)(ص 113).

(7)

عليه صح.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

* [3547][التحفة: خ م د ت س 1869]

* [3548][التحفة: خ ت 1839]

ص: 497

[3549] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ بِالْمَصِّيصَةِ

(1)

، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ

(2)

إِلَى الْبَطْحَاءِ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ

(3)

.

وَزَادَ فِيهِ عَوْنٌ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: كَانَ يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا الْمَرْأَةُ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُونَ بِهَا

(4)

وُجُوهَهُمْ، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ.

[3550] حدثنا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا

(5)

عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عليه السلام يَلْقَاهُ

(1)

بهذا ضبط الفرع، ودرج عليه القسطلاني، وسبقه ياقوت الحموي في "مُعجمه" تبعًا للأزهري وغيره من اللغويين إلا الجوهريّ والفارابيّ وتبعهما المجد حيث قال: كسفينة. وزاد الجوهري: ولا تقل بالتشديد. والذي في اليونينية بكسر الميم وتخفيف الصاد. وياقوت اختار الأول حيث قال: إنه الأصح فالميم على كلام اللغويين جميعًا مفتوحة لا غير واختلافهم إنما هو في الصاد الأولى. كتبه مصححه.

(2)

بالهاجرة: وقت اشتداد الحر نصف النهار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجر).

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "قال شُعْبةُ: وزادَ".

عنزة: هي مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنز)

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِهِمَا".

* [3549][التحفة: خ م س 11799 - خ م 11809]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

ص: 498

فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.

[3551] حدثنا يَحْيَى

(1)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دخَلَ عَلَيْهَا مَسْرُورًا تَبْرُقُ

(2)

أَسَارِيرُ

(3)

وَجْهِهِ، فَقَالَ:"أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ الْمُدْلِجِيُّ لِزَيْدٍ وَأُسَامَةَ - وَرَأَى أَقْدَامَهُمَا؟ إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْأَقْدَامِ مِنْ بَعْضٍ".

[3552] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ - حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ - قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ.

[3553] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ

(4)

".

* [3550][التحفة: خ م تم س 5840]

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابْنُ مُوسَى".

(2)

تحته صح.

(3)

أسارير: الخطوط التي تجتمع في الجبهة وتتكسر، واحدها: سِرّ أو سَرَر، وجمعها: أسرار وأَسِرَّة، وجمع الجمع: أسارير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرر).

* [3551][التحفة: خ م 16529]

* [3552][التحفة: خ م د س 11131]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "مِنْهُ".

* [3553][التحفة: خ 13003]

ص: 499

[3554] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْدِلُ

(1)

شَعَرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُِقُونَ

(2)

رُءُوسَهُمْ، فَكَانَ

(3)

أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ

(4)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ.

[3555] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ:"إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا".

[3556] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لنَفْسِهِ؛ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ للَّهِ بِهَا.

[3557] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا

(5)

أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا شَمِمْتُ

(1)

يسدل: يرخي ويرسل ويسبل. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 148).

(2)

كذا ثبت بالضبطين معًا لأبي ذر، وعليه صح.

(3)

لأبي ذر: "وكان" وعليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فكان".

* [3554][التحفة: خ م د تم س ق 5836].

* [3555][التحفة: م ت 8933].

* [3556][التحفة: م د 16595]

(5)

ديباجا: نوع من الحرير. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 576).

ص: 500

رِيحًا قَطُّ - أَوْ: عَرْفًا

(1)

قَطُّ - أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ - أَوْ: عَرْفِ - النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3558] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ

(2)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا

(3)

.

حَدَّثَنِي

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ مِثْلَهُ، وَإِذَا كَرِهَ شَيْئًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ.

[3559] حدثني

(4)

عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: مَا عَابَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ.

[3560] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ

(5)

بُحَيْنَةَ الْأَسْدِيِّ

(6)

قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى نَرَى

(6)

إِبْطَيْهِ.

(1)

عرفا: العرف: الريح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرف).

* [3557][التحفة: خ 304]

(2)

عليه صح صح.

(3)

خدرها: الخدر: ناحية في البيت يُترك عليها ستر فتكون فيه الجارية البكر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خدر).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3558][التحفة: خ م تم ق 4107].

* [3559][التحفة: خ م د ت ق 13403]

(5)

ألف "ابن" عليه صح.

(6)

عليه صح.

ص: 501

قَالَ

(1)

: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا بَكْرٌ: بَيَاضَ

(2)

إِبْطَيْهِ.

[3561] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَن أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الاِسْتِسْقَاءِ

(3)

، فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى

(4)

بَيَاضُ إِبْطَيْهِ

(5)

.

[3562] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ أَبِي جُحَيْفَةَ، ذَكَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دُفِعْتُ

(2)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ بِالْأَبْطَحِ

(6)

فِي قُبَّةٍ

(7)

كَانَ بِالْهَاجِرَةِ، خَرَجَ

(8)

بِلَالٌ فَنَادَى بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَ فَضْلَ وَضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَقَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ

(1)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

عليه صح.

* [3560][التحفة: خ م س 9157]

(3)

الاستسقاء: استفعال من طلب السقيا، أي: إنزال الغيث على البلاد والعباد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقى).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "يَرَى بياضَ".

(5)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "وقال أبو موسى: دَعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَفَعَ يَدَيْه ورأيتُ بياضَ إبْطَيْهِ". ثم رقم بعده لأبي ذر وعليه صح.

* [3561][التحفة: خ م د س ق 1168]

(6)

الأبطح: الرمل المنبسط على وجه الأرض، وهو يضاف إلى مكة وإلى منى لأن المسافة بينهما واحدة، وربما كان إلى منى أقرب، وهو اليوم من مكة. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة) (ص 16).

(7)

قبة: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبب).

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فخَرَجَ".

ص: 502

يَأْخُذُونَ مِنْهُ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَ الْعَنَزَةَ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ

(1)

سَاقَيْهِ، فَرَكَزَ الْعَنَزَةَ ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ.

[3563] حدثني

(2)

الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ الْبَزَّارُ

(3)

، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لَأَحْصَاهُ.

[3564] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنهَا قَالَتْ: أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو

(4)

فُلَانٍ؟ جَاءَ

(5)

فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يُسْمِعُنِي ذَلِكَ، وَكُنْتُ أُسَبِّحُ

(6)

فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي، وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ، إِنَّ

(7)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ

(8)

الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ.

(1)

وبيص: بريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبص).

* [3562][التحفة: خ م س 11818]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

عليه صح صح.

* [3563][التحفة: خ د 16445]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "أبا".

(5)

في حاشية البقاعي: "أتَى" ونسبه لنسخة.

(6)

أسبح: التسبيح والسُّبْحَةُ: صلاة النافلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبح).

(7)

همزة "إِنَّ": عليها صح.

(8)

يسرد: السرد: المتابعة والموالاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرد).

* [3564][التحفة: خت م د 16698]

ص: 503

‌22 - بَابٌ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَيْنُهُ

(1)

وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ

رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3565] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها: كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ قَالَتْ: مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا غَيْرِهِ

(2)

عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَلَا تَسْأَلْ

(3)

عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟! قَالَ:"تَنَامُ عَيْنِي وَلَا يَنَامُ قَلْبِي".

[3566] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةَِ

(4)

أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ: جَاءَ

(5)

ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهْوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ: أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ، وَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى جَاءُوا لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ - وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ- فَتَوَلَّاهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ.

(1)

لأبي ذر، والكشميهني:"عَيْنَاهُ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فِي غَيْرِهِ".

(3)

كذا في نسخة معتمدة والمطبوع السابق: "تسأل" بإثبات الهمزة في الموضعين. والذي في الأصل المعول عليه: "تَسَلْ" بإسقاطها فيهما. كتبه مصححه.

* [3565][التحفة: خ م د ت س 17719]

(4)

كذا بالضبطين معًا.

(5)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"جاءه".

* [3566][التحفة: خ م 909]

ص: 504

‌23 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي الْإِسْلَامِ.

[3567] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ، سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ فَأَدْلَجُوا

(1)

لَيْلَتَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ وَجْهُ

(2)

الصُّبْحِ عَرَّسُوا فَغَلَبَتْهُمْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ لَا يُوقَظُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَنَامِهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، فَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ، فَقَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ حَتَّى اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَ وَصَلَّى بِنَا الْغَدَاةَ

(3)

، فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لَمْ يُصَلِّ مَعَنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ:"يَا فُلَانُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَنَا؟ " قَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ

(4)

ثُمَّ صَلَّى، وَجَعَلَنِي

(5)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَكُوبٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدْ عَطِشْنَا عَطَشًا شَدِيدًا، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ سَادِلَةٍ

(6)

رِجْلَيْهَا بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ

(7)

، فَقُلْنَا لَهَا: أَيْنَ الْمَاءُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَا مَاءَ، فَقُلْنَا

(8)

: كَمْ بَيْنَ أَهْلِكِ وَبَيْنَ الْمَاءِ؟ قَالَتْ: يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، فَقُلْنَا: انْطَلِقِي

(1)

فأدلجوا: أدلج بالتخفيف: إذا سار من أول الليل، وادَّلج بالتشديد: إذا سار من آخره. ومنهم من يجعل الإدلاج لليل كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دلج).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "في وجهِ".

(3)

الغداة: الصبح. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(2/ 27).

(4)

بالصعيد: الصعيد: الأرض الواسعة، وقيل: وجه الأرض، وقيل: التراب، وقيل: الطريق الذي لا نبات به. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 47).

(5)

عليه تضبيب.

(6)

سادلة: السَّدْل: الإرخاء والإرسال والإسبال. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 148).

(7)

مزادتين: مثنى مزادة، وهي القرية العظيمة، سميت بذلك لأنه يزاد فيها من جلد آخر. (انظر: شرح النووي على مسلم) (17/ 62).

(8)

قوله: "فَقُلْنَا كم

إلخ" كذا في غير نسخة عندنا، ووقع في المطبوع سابقا: "قلنا". كتبه مصححه.

ص: 505

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ

(1)

: وَمَا رَسُولُ اللَّهِ؟ فَلَمْ نُمَلِّكْهَا

(2)

مِنْ أَمْرِهَا، حَتَّى اسْتَقْبَلْنَا بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(3)

، فَحَدَّثَتْهُ بِمِثْلِ الَّذِي حَدَّثَتْنَا، غَيْرَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا مُؤْتِمَةٌ

(4)

، فَأَمَرَ بِمَزَادَتَيْهَا فَمَسَحَ فِي الْعَزْلَاوَيْنِ

(5)

، فَشَرِبْنَا عِطَاشًا أَرْبَعِينَ

(6)

رَجُلًا حَتَّى رَوِينَا، فَمَلَأْنَا كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنَا وَإِدَاوَةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ نَسْقِ بَعِيرًا، وَهْيَ تَكَادُ تَنِضُّ

(7)

مِنَ الْمِلْءِ، ثُمَّ قَالَ:"هَاتُوا مَا عِنْدَكُمْ"، فَجُمعَ لَهَا مِنَ الْكِسَرِ وَالتَّمْرِ، حَتَّى أَتَتْ أَهْلَهَا، قَالَتْ

(1)

: لَقِيتُ

(8)

أَسْحَرَ النَّاسِ، أَوْ هُوَ نَبِيٌّ كَمَا زَعَمُوا، فَهَدَى اللَّهُ ذَاكَ

(9)

الصِّرْمَ

(10)

بِتِلْكَ

(11)

الْمَرْأَةِ، فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمُوا.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فقالت".

(2)

تحته صح.

(3)

ليس في اليونينية: "وسلم".

(4)

في حاشية البقاعي: "مُوَتمة" ونسبه لنسخة.

مؤتمة: ذات أيتام. (انظر: هدي الساري)(ص 219)

(5)

كذا ثبت لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر، والحموي، والمستملي:"بالعَزْلاوَيْنِ". وفي حاشية البقاعي جعل أوله: "فَا" ونسبه لأبي ذر عن الحموي.

العزلاوين: تثنية عزلاء، وهو فم القربة. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري) (6/ 676)

(6)

كذا للكشميهني. وللحموي، والمستملي:"أَرْبَعُون".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "تَنْصَبُّ".

تنض: تنشق ويخرج منها الماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضض).

(8)

كذا في غير نسخة معتمدة، والعيني المطبوعُ أيضًا، وفي المتن المطبوع سابقًا تبعًا للقسطلاني:"أتيتُ". كتبه مصححه.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "ذَلِكَ".

(10)

الصرم: الجماعة ينزلون بإبلهم ناحية على ماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صرم).

(11)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِتِيكَ".

* [3567][التحفة: خ م 10875]

ص: 506

[3568] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ وَهْوَ بِالزَّوْرَاءِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ.

قَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: ثَلَاثَمِائَةٍ أَوْ زُهَاءَ

(2)

ثَلَاثِمِائَةٍ.

[3569] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وحَانَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَالْتُمِسَ الْوَضُوءُ

(3)

فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي ذَلِكَ الْإِنَاءِ، فَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ، فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ

(4)

أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ.

[3570] حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُبَارَكٍ، حَدَّثَنَا حَزْمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَخَارِجِهِ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَانْطَلَقُوا يَسِيرُونَ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً يَتَوَضَّئُونَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ يَسِيرٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ مَدَّ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ

(5)

عَلَى الْقَدَحِ، ثُمَّ قَالَ: "قُومُوا فَتَوَضَّئُوا

(6)

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

زهاء: قدر. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 243).

* [3568][التحفة: خ م 1183]

(3)

قوله: "فَالْتُمِسَ الْوَضُوءُ". لأبي ذر وعليه صح: "فالتَمَسَ النَّاسُ الوَضوءَ".

(4)

عليه صح صح. وفي رواية: "مِنْ بَيْنِ" وعليه صح.

* [3569][التحفة: خ م ت س 201]

(5)

لأبي الوقت: "الْأَرْبَعَةَ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "تَوَضَّئُوا".

ص: 507

فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ حَتَّى بَلَغُوا فِيمَا

(1)

يُرِيدُونَ مِنَ الْوَضُوءِ، وَكَانُوا سَبْعِينَ أَوْ نَحْوَهُ.

[3571] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ مِنَ الْمَسْجِدِ يَتَوَضَّأُ

(2)

وَبَقِيَ قَوْمٌ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ

(3)

مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَوَضَعَ كَفَّهُ فَصَغُرَ الْمِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَضَمَّ أَصَابِعَهُ فَوَضَعَهَا فِي الْمِخْضَبِ، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ جَمِيعًا، قُلْتُ: كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: ثَمَانُونَ

(4)

رَجُلًا.

[3572] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ رَُِكْوَةٌ

(5)

فَتَوَضَّأَ، فَجَهَِشَ

(6)

النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ

(7)

: "مَا لَكُمْ؟ " قَالُوا: لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرَُِّكْوَةِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ

(8)

بَيْنَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ، فَشَرِبْنَا

(1)

كذا ثبت لأبي ذر وعليه صح.

* [3570][التحفة: خ 527]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فَتَوَضَّأَ".

(3)

بمخضب: المخضب: الإناء الذي يغسل فيه الثياب من أي جنس كان. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 361).

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ثَمَانِينَ" وعليه صح.

* [3571][التحفة: خ 809]

(5)

ركوة: هي إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ركا).

(6)

كذا ثبت بالضبطين. وضبط الكسر لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "جَهَشَ".

(7)

لأبي ذر وأبي الوقت: "قال".

(8)

لأبي ذرٍّ والكشميهني: "يَفُورُ".

ص: 508

وَتَوَضَّأْنَا، قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا؛ كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً.

[3573] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ

(1)

أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ فَنَزَحْنَاهَا حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَفِيرِ

(2)

الْبِئْرِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ وَمَجَّ

(3)

فِي الْبِئْرِ، فَمَكَثْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى رَوِينَا وَرَوَتْ

(4)

أَوْ صَدَرَتْ رَكَائِبُنَا

(5)

.

[3574] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَلَاثَتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ،

* [3572][التحفة: خ م س 2242]

(1)

قوله: "يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ". لأبي ذر وعليه صح: "بالحُدَيْبِيَةِ".

(2)

شفير: حرف وجانب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شفر).

(3)

مج: صب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مجج).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وَرَوِيَتْ".

(5)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"رِكابُنا".

* [3573][التحفة: خ 1807]

ص: 509

قَالَ: "بِطَعَامٍ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ:"قُومُوا"، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتِ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلُمِّي

(1)

يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ"، فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً

(2)

فَأَدَمَتْهُ

(3)

، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ" فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ" فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ" فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ" فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ

(4)

أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا.

[3575] حدثني

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الْآيَاتِ بَرَكَةً وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَقَلَّ الْمَاءُ، فَقَالَ: "اطْلُبُوا

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "هَلُمَّ".

(2)

عكة: وعاء من جلود مستدير، يختص بالسمن والعسل، وهو بالسمن أخص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عكك).

(3)

عليه صح.

فأدمته: خلطته وجعلت فيه إدامًا يُؤْكَلُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدم)

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "رجلًا".

* [3574][التحفة: خ م ت س 200]

(5)

لأبي ذر: "حدثنا" وعليه صح.

ص: 510

فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ" فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: "حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ"، فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهْوَ يُؤْكَلُ.

[3576] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ رضي الله عنه، أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا، وَلَيْسَ عِنْدِي إِلَّا مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ، وَلَا يَبْلُغُ مَا يُخْرِجُ سِنِينَ مَا عَلَيْهِ، فَانْطَلِقْ مَعِي لِكَي لَا يُفْحِشَ

(1)

عَلَيَّ الْغُرَمَاءُ

(2)

، فَمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ

(3)

مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ فَدَعَا، ثُمَّ آخَرَ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "انْزِعُوهُ

(4)

" فَأَوْفَاهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَبَقِيَ مِثْلُ مَا أَعْطَاهُمْ.

[3577] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ

(5)

كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَرَّةً: "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ،

* [3575][التحفة: خ ت 9454]

(1)

عليه صح.

(2)

الغرماء: جمع غريم، وهم أصحاب الديون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرم).

(3)

بيدر: المكان الذي يُداس فيه الطعام، وهنا: المكان الذي يُجعل فيه التمر المجدود. (انظر: عمدة القاري)(11/ 314).

(4)

لأبي ذر وعليه صح صح.

انزعوه: ارفعوه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 121).

* [3576][التحفة: خ س 2344]

(5)

أصحاب الصفة: هم فقراء المهاجرين ومن لم يكن لهم منزل يسكنه، فكانوا يأوون إلى موضع مظلل في مسجد المدينة يسكنونه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفف).

ص: 511

وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ أَوْ

(1)

سَادِسٍ

(2)

"، أَوْ كَمَا قَالَ، وَأنَّ

(3)

أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلَاثَةٍ وَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ وَثَلَاثَةً

(4)

، قَالَ: فَهْوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي - وَلَا أَدْرِي هَلْ قَالَ: امْرَأَتِي وَخَادِمِي

(5)

بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ؟ - وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بَعْدَمَا مَضى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا حَبَسَكَ عَن

(6)

أَضْيَافِكَ - أَوْ ضَيْفِكَ؟ قَالَ: أَوَ

(7)

عَشَّيْتِهِمْ

(8)

؟ قَالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عَرَضُوا عَلَيْهِمْ فَغَلَبُوهُمْ، فَذَهَبْتُ فَاخْتَبَأْتُ، فَقَالَ: يَا غُنْثَرُ

(9)

، فَجَدَّع

(10)

وَسَبَّ، وَقَالَ: كُلُوا، وَقَالَ: لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا، قَالَ: وَايْمُ اللَّهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنَ اللُّقْمَةِ إِلَّا رَبَا

(11)

مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا، حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلُ، فَنَظَرَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا شَيْءٌ أَوْ أَكْثَرُ، قَالَ

(12)

لاِمْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ! قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي، لَهْيَ

(1)

عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"بِسادِسٍ".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وإِنَّ".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بثلاثةٍ". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ثلاثةً".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَخَادِمٌ".

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مِنْ".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أوَمَا".

(8)

في حاشية البقاعي: "عَشَّيْتِيهِمْ" ونسبه لنسخة.

(9)

غنثر: الثقيل الوَخِم. وقيل: الجاهل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غنثر).

(10)

فجدع: أي: خَاصَمَ وذَمَّ، والمجادعة: المخاصمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدع).

(11)

ربا: زاد وارتفع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربا).

(12)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

ص: 512

الْآنَ أَكْثَرُ مِمَّا قَبْلُ بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ

(1)

، فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ

(2)

الشَّيْطَانُ، يَعْنِي: يَمِينَهُ، ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَمَضَى الْأَجَلُ، فَتَفَرَّقْنَا

(3)

اثْنَا

(4)

عَشَرَ رَجُلًا، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ، اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ، غَيْرَ أَنَّهُ بَعَثَ مَعَهُمْ، قَالَ: أَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ، أَوْ كَمَا قَالَ

(5)

.

[3578] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْ يُونُسَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ

(6)

عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ إِذْ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْكُرَاعُ

(7)

! هَلكَتِ الشَّاءُ! فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا، فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا، قَالَ أَنَسٌ: وَإِنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ

(8)

الزُّجَاجَةِ، فَهَاجَتْ رِيحٌ أَنْشَأَتْ سَحَابًا، ثُمَّ اجْتَمَعَ، ثُمَّ أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيهَا، فَخَرَجْنَا نَخُوضُ الْمَاءَ حَتَّى أَتَيْنَا مَنَازِلَنَا، فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ:

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "مِرَارٍ".

(2)

زاد في حاشية البقاعي: "مِنْ" ونسبه لنسخة.

(3)

كذا ثبت للحموي. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح: "فَتَعَرَّفْنَا".

(4)

عليه صح.

(5)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "وغيره يقول: فَعَرفْنا مِن العِرافة". وزاد أول هذه العبارة في حاشية البقاعي: "قال البخاري".

* [3577][التحفة: خ م د 9688]

(6)

قحط: احتباس المطر وانقطاعه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قحط).

(7)

الكراع: اسم لجميع الخيل. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 339).

(8)

كذا في غير نسخة مضبوطا بلام أوله. ووقع في المطبوع سابقًا تبعًا لما وقع في القسطلاني: "كمِثلِ" بالكاف. كتبه مصححه.

ص: 513

يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ! فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهُ

(1)

، فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ قَالَ:"حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا"، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحَابِ تَصَدَّعَ

(2)

حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ

(3)

.

[3579] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو غَسَّانَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ - وَ

(4)

اسْمُهُ: عُمَرُ بْنُ الْعَلَاءِ أَخُو أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ - قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَيْهِ، فَحَنَّ الْجِذْعُ، فَأَتَاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهِ.

وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ نَافِعٍ بِهَذَا.

وَرَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3580] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ - أَوْ: نَخْلَةٍ - فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - أَوْ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا؟ قَالَ:"إِنْ شِئْتُمْ"، فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَُ الْجُمُعَةِ دُفِعَ

(5)

إِلَى

(1)

عليه صح

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَتَصَدَّعُ".

تصدع: التصدع: التقطع والتفرق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صدع)

(3)

إكليل: كل ما احتف بالشيء من جوانبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلل).

* [3578][التحفة: خ د 1014]

(4)

سقط عند أبي ذر.

* [3579][التحفة: خت 7763 - خ 8235 - خ ت 8449]

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "رُفِعَ".

ص: 514

الْمِنْبَرِ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ، ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فضَمَّهُ

(1)

إِلَيْهِ

(2)

، تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ، قَالَ: كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَهَا.

[3581] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: كَانَ الْمَسْجِدُ مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ وَكَانَ

(3)

عَلَيْهِ، فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ

(4)

، حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ.

[3582] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ.

حَدَّثَنِي

(5)

بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ كَمَا قَالَ، قَالَ: هَاتِ

(6)

، إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"فَضَمَّهَا".

(2)

عليه تضبيب في موضعه، وعليه صح.

* [3580][التحفة: خ 2215]

(3)

لأبي الوقت وأبي ذر: "فكان".

(4)

العشار: النوق الحوامل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 102).

* [3581][التحفة: خ 2232]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثنا".

(6)

عليه سقط، وعليه صح على آخره.

ص: 515

الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ"، قَالَ: لَيسَتْ هَذِهِ، وَلَكِنِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: يُفْتَحُ الْبَابُ أَوْ يُكْسَرُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: ذَاكَ

(1)

أَحْرَى أَنْ لَا يُغْلَقَ، قُلْنَا: عَلِمَ

(2)

الْبَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَاليِطِ

(3)

، فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ وَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: عُمَرُ.

[3583] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، وَحَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ صِغَارَ الْأَعْيُنِ حُمْرَ الْوُجُوهِ ذُلْفَ

(4)

الْأُنُوفِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ

(5)

الْمُطْرَقَةُ

(6)

. وَتَجِدُونَ مِنْ

(7)

خَيْرِ النَّاسِ

(8)

أَشَدَّهُمْ كَرَاهِيَةً

(9)

لِهَذَا الْأَمْرِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ. وَالنَّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "ذلك".

(2)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "عُمرُ".

(3)

بالأغاليط: جمع أغلوطة، وهو ما يغلط فيه ويخطأ؛ أي ليس فيه كذب ولا وهم، وقيل: ليس بالصغير الأمر واليسير الرزية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 134).

* [3582][التحفة: خ م ت س ق 3337]

(4)

ذلف: جمع أذلف، والذَّلَف قصر الأنف وانبطاحه. وقيل: ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذلف).

(5)

المجان: جمع مِجَن، وهو التُّرس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنن).

(6)

المطرقة: هي التي قد أطبقت عليها أخرى. شبه عرض وُجُوههم ونتو جباههم بِظُهُور الترسة الَّتِي قد ألبست الأطرقة. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(3/ 328).

(7)

عليه سقط.

(8)

عليه صح.

(9)

قوله: "وتَجِدُونَ

إلى: كراهِيةً". لأبي ذر والحموي والكشميهني: "وتَجدون أشدَّ الناسِ كَراهِيَةً".

ص: 516

الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ. وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ زَمَانٌ، لَأَنْ يَرَانِي أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ أَهْلِهِ وَمَالِهِ".

[3584] حدثني

(1)

يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا

(2)

وَكَرْمَانَ

(3)

مِنَ الْأَعَاجِمِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ

(4)

الْأُنُوفِ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، وُجُوهُهُمُ

(5)

الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ".

تَابَعَهُ غَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.

[3585] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ: أَخْبَرَنِي قَيْسٌ، قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سِنِينَ، لَمْ أَكُنْ فِي سِنِيَّ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِيَ الْحَدِيثَ مِنِّي فِيهِنَّ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ - وَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ: "بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ؛ وَهْوَ هَذَا الْبَارِزُ

(6)

".

* [3583][التحفة: خ 13746]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

خوزًا: صنفا من الأعاجم. (انظر: فتح الباري)(6/ 607).

(3)

كرمان: إقليم مشهور شمال خليج عمان، جنوب بلوجستان غربها فارس. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 317).

(4)

فطس: الْفَطَس: انخفاض قصبة الأنف وانفراشها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فطس).

(5)

ثبت في الفرع: "كَأَنَّ" وسقط من أصله، فـ "وُجُوهَهُمُ" بالرفع. اهـ. قسطلاني.

* [3584][التحفة: خ 14732]

(6)

كذا ثبت بالضبطين وعلى آخره صح.

البارز: ناحية من كرمان، وقيل: هم الأكراد، وقيل: أهل فارس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بزر).

ص: 517

وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: "وَهُمْ أَهْلُ الْبَازِرِ

(1)

".

[3586] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وَتُقَاتِلُونَ قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ".

[3587] حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ

(2)

يَقُولُ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ".

[3588] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُونَ، فَيُقَالُ

(3)

: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَغْزُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ

(4)

: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ".

(1)

كذا بالضبطين وعلى آخره صح.

* [3585][التحفة: خ م 14292].

* [3586][التحفة: خ ق 10710]

(2)

عليه سقط. ولأبي ذر وعليه صح صح: "حتى" وبعده صح.

* [3587][التحفة: خ 6851]

(3)

لأبي ذر والكشميهني: "لَهُم فِيكُمْ".

(4)

عليه صح. وسقط عند أبي ذر.

* [3588][التحفة: خ م 3983]

ص: 518

[3589] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا

(2)

قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: "يَا عَدِيُّ، هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ

(3)

" قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: "فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ"، قُلْتُ - فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ

(3)

طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا

(4)

الْبِلَادَ؟! "وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ

(5)

كُنُوزُ كِسْرَى"، قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟ قَالَ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ، وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَُرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، فَيَقُولَنَّ

(6)

: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا

(7)

وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ". قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقَّةِ

(8)

تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ

(9)

تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "إليه".

(3)

دعار: قطاع الطريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دعر).

(4)

سعروا: ملئوها شرا وفسادا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سعر).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "لَتُفْتَتَحَنَّ".

(6)

لأبي ذر وعلى أوله وآخره صح: "فَلَيَقُولَنَّ لَهُ".

(7)

بعده للكشميهني: "وَوَلدًا".

(8)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "بِشِقِّ".

(9)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "شِقَّ".

ص: 519

قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَكُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم:"يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ".

[3590] حدثني عَبْدُ اللَّهِ

(1)

، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُجَاهِدٍ، حَدَّثَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ، سَمِعْتُ عَدِيًّا: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3591] حدثني

(2)

سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلٍ

(3)

، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ

(4)

، أَنَّ

(5)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: "إِنِّي فَرَطُكُمْ

(6)

، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، إِنِّي وَاللَّهِ لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ، وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ خَزَائِنَ

(7)

مَفَاتِيحِ

(8)

الْأَرْضِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ بَعْدِي أَنْ تُشْرِكُوا، وَلكنْ أَخَافُ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا".

* [3589][التحفة: خ س 9874]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمد" ثم رقم على "بنُ" لأبي ذر وعليه صح.

* [3590][التحفة: خ س 9874]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

على آخره صح. وفي الحاشية: "شُرَحْبِيلَ" وعليه صح، من الفرع.

(4)

"بْنِ عَامِرٍ": ليس عند أبي ذر.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عن النبيِّ".

(6)

فرطكم: الفرَط: الذي يتقدم القوم ويسبقهم ليرتاد لهم الماء، ويهيئ لهم الدلاء والأرشية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرط).

(7)

عليه صح صح.

(8)

على آخره صح.

* [3591][التحفة: خ م د س 9956]

ص: 520

[3592] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُطُمٍ

(1)

مِنَ الْآطَامِ، فَقَالَ:"هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ إِنِّي أَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ مَوَاقِعَ الْقَطْرِ".

[3593] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(2)

عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ

(3)

أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ حَدَّثَتْهَا، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا، يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ؛ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ

(4)

يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا"، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ وَبِالَّتِي تَلِيهَا، فَقَالَتْ زَيْنَبُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ

(5)

".

[3594] وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"سُبْحَانَ اللَّهِ! مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزَائِنِ؟ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ؟ "

(1)

أطم: بناء مرتفع كالحصن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أطم).

* [3592][التحفة: خ م 106]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرني".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بنتَ".

(4)

في اليونينية راء "ردم" مكسورة، زاد القسطلاني وفي فرعها أيضًا، قال: وبفتحها في الناصرية وغيرها. كتبه مصححه.

الردم: السد. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(4/ 438).

(5)

الخبث: الفسق والفجور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبث).

* [3593][التحفة: خ م ت س ق 15880].

* [3594][التحفة: خ ت 18290]

ص: 521

[3595] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَتَتَّخِذُهَا، فَأَصْلِحْهَا وَأَصْلِحْ رُعَامَهَا

(1)

؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ الْغَنَمُ فِيهِ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ

(2)

الْجِبَالِ - أَوْ: سَعَفَ الْجِبَالِ

(3)

- فِي

(4)

مَوَاقِعِ

(5)

الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ".

[3596] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَ

(3)

مَنْ يُشْرِفْ

(6)

لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ

(7)

، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ".

(1)

عليه صح.

رعامها: ما يسيل من أنوفها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رعم).

(2)

شعف: جمع شَعَفَة، وهي رأس الجبل، وشعفة كل شيء أعلاه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعف).

(3)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

كذا لأبي ذر وعليه صح.

(5)

"ومَواقِعَ": كذا من غير رقم في الأصل المعول عليه. وفي بعض رقم لأبي الوقت. وفي القسطلاني أنها نسخة. كتبه مصححه.

* [3595][التحفة: خ س ق 4105]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "مَنْ تَشَرَّفَ".

(7)

تستشرفه: تنتصب له وتصرعه وتقتله. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 249).

* [3596][التحفة: خ م 11716]

ص: 522

[3597] وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا؛ إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يَزِيدُ: "مِنَ الصَّلَاةِ صَلَاةٌ مَنْ فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ

(1)

أَهْلَهُ وَمَالَهُ".

[3598] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَتَكُونُ أَُثَْرَةٌ

(2)

وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ".

[3599] حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُهْلِكُ النَّاسَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ"، قَالُوا

(3)

: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ".

قَالَ

(4)

مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ.

(1)

وتر: وتره يتره تِرة: إذا نقَصه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وتر).

* [3597][التحفة: خ م 11716]

(2)

أثرة: الأثرة: الاستئثار، وهو الانفراد بالشيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثر).

* [3598][التحفة: خ م ت 9229]

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قال".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

* [3599][التحفة: خ م 14926]

ص: 523

[3600] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَرْوَانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقُ، يَقُولُ:"هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ"، فَقَالَ مَرْوَانُ: غِلْمَةٌ؟! قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ شِئْتَ

(1)

أَنْ أُسَمِّيَهُمْ، بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ.

[3601] حدثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ:"نَعَمْ"، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ

(2)

الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ

(3)

"، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: "قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي

(4)

، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ"، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى

(5)

أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ: "هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا

(6)

وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا"، قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟

(1)

للكشميهني في نسخة: "شِئْتُمْ".

* [3600][التحفة: خ 13084]

(2)

كذا ثبت لأبي ذر وعليه صح. وفي رواية: "هَذَا" وعليه صح.

(3)

دخن: أي: فساد واختلاف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دخن).

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "هَدْيٍ". وللأصيلي: "هُدًى".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عَلَى".

(6)

جلدتنا: أي: أَنْفُسنا وعشيرتنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلد).

ص: 524

قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ"، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ".

[3602] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي

(1)

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: تَعَلَّمَ أَصْحَابِي الْخَيْرَ وَتَعَلَّمْتُ الشَّرَّ.

[3603] حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِتْيَانٌ

(2)

دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ".

[3604] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِتْيَانٌ، فَيَكُونَ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ،

وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ".

[3605] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

* [3601][التحفة: خ م ق 3362]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3602][التحفة: خ 3380]

(2)

كذا في اليونينية هذه والتي بعدها، وصوب بهامشها:"فِئَتانِ" فيهما.

* [3603][التحفة: خ 15174]

* [3604][التحفة: خ م 14706]

ص: 525

وَهْوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، وَهْوَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْدِلْ، فَقَالَ: "وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ

(1)

إِنْ

(2)

لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ"، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ

(3)

عُنُقَهُ، فَقَالَ

(4)

: "دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ

(5)

، يَمْرُقُونَ

(6)

مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ

(7)

، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ

(8)

فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ

(9)

فَمَا

(10)

يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ - وَهْوَ: قِدْحُهُ - فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ

(11)

فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ،

(1)

"خِبْت وَخَسِرْت": لم يضبط التاءين في اليونينية هنا، وقال في هامش الفرع: وضبطهما في غير هذا الموضع بالضم والفتح على المتكلم والمخاطب. اهـ. قاله محمد المزي.

(2)

لأبي ذر عن الحموي: "إذا لم".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "أَضْرِبْ".

(4)

زاد لأبي الوقت: "له".

(5)

تراقيهم: التراقي: جمع تَرْقُوة، وهي العظم الذي بين ثُغْرَة النحر والعاتق (هو من المنكب إلى أصل العُنُق)، وهما تَرقوتان من الجانبين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ترق).

(6)

يمرقون: يخرجون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرق).

(7)

الرمية: الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمى).

(8)

نصله: حديدة السهم والرمح. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 14).

(9)

عليه صح.

رصافه: هي العقبة التي تلوى على مدخل النصل في السهم. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 293)

(10)

لأبي ذر عن المستملي: "فَلَا".

(11)

قذذه: ريش السهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قذذ).

ص: 526

قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ

(1)

وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ

(2)

تَدَرْدَرُ

(3)

، وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ

(4)

مِنَ النَّاسِ".

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ، فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي نَعَتَهُ.

[3606] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ

(5)

، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "يَأتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ

(7)

سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ

(8)

يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ

(1)

الفرث: ما في الكرش. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 225).

(2)

البضعة: القطعة من اللحم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بضع).

(3)

تدردر: ترجرج، تجيء وتذهب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درر).

(4)

قوله: "حِينِ فُرْقَةٍ". لأبي ذر عن الكشميهني: "خَيْرِ فِرْقَةٍ".

* [3605][التحفة: خ م س ق 4421]

(5)

خدعة: يروى بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال وبضمها مع فتح الدال. فالأول: معناه أن الحرب ينقضى أمرها بخدعة واحدة من الخداع، أي إن المقاتل إذا خدع مرة واحدة لم تكن لها إقالة وهي أفصح الروايات وأصحها. ومعنى الثاني: هو الاسم من الخداع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خدع).

(6)

لأبي ذر وأبي الوقت: "النبيَّ".

(7)

حدثاء الأسنان: الصغار. (انظر: فتح الباري)(6/ 619).

(8)

الأحلام: العقول، وكأنه من الحلم: الأناة والتثبت في الأمور وذلك من شعار العقلاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلم).

ص: 527

مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيْمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِن قَتْلَهُمْ أَجْرٌ

(1)

لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

[3607] حَدَّثَنِي

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً

(4)

لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا

(5)

لَهُ: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟! قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ

(6)

لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ

(7)

عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا

(8)

يَصُدُّهُ ذَلِكَ

(9)

عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأمرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ".

[3608] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا

(10)

ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَنْبَأَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم افْتَقَدَ

(1)

قوله: "قَتْلَهُمْ أَجْرٌ". لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فِي قَتْلِهُمْ أَجْرًا" وعليه صح.

* [3606][التحفة: خ م د س 10121]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

لأبي ذر وأبي الوقت: "النبيِّ".

(4)

بردة: هي الشملة المخططة، وقيل: كساء أسود مُرَبَّع فيه صور تلبسه الأعراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فقلنا".

(6)

كذا ثبت بالحاء وعليه صح.

(7)

عليه تضبيب.

(8)

قوله "وَمَا" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مَا".

(9)

عليه صح.

* [3607][التحفة: خ د س 3519]

(10)

لأبي ذر وأبي الوقت: "أخبرنا".

ص: 528

ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْلَمُ لَكَ عِلْمَهُ، فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ

(1)

، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: شَرٌّ! كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهْوَ مِنْ

(2)

أَهْلِ النَّارِ، فَأَتَى الرَّجُلُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ: فَرَجَعَ الْمَرَّةَ الْآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقَالَ:"اذْهَبْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلكِنْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

[3609] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما: قَرَأَ رَجُلٌ الْكَهْفَ وَفِي الدَّارِ الدَّابَّةُ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَسَلَّمَ، فَإِذَا ضَبَابَةٌ

(4)

- أَوْ: سَحَابَةٌ - غَشِيَتْهُ

(5)

، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"اقْرَأْ فُلَانُ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ - أَوْ: تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ".

[3610] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا

(6)

أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه إِلَى أَبِي فِي مَنْزِلِهِ فَاشْتَرَى مِنْهُ رَحْلًا

(7)

، فَقَالَ لِعَازِبٍ:

(1)

كَسْر كَاف: "منكِّسًا" ونَصْب: "رَأْسَهُ" من الفرع.

(2)

في رواية: "في". وفي حاشية البقاعي رقم عليه لأبي ذر.

* [3608][التحفة: خ 1612]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(4)

ضبابة: سحابة تغشى الأرض كالدخان. (انظر: عمدة القاري)(13/ 211).

(5)

غشيته: غطته. (انظر: المصباح المنير، مادة: غشى).

* [3609][التحفة: خ م ت 1872]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(7)

رحلا: ما يوضع على ظهر البعير تحت الراكب. (انظر: هدي الساري)(ص 122).

ص: 529

ابْعَثْ ابْنَكَ يَحْمِلْهُ مَعِي، قَالَ: فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ وَخَرَجَ أَبِي يَنْتَقِدُ ثَمَنَهُ

(1)

، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا أَبَا بَكْرٍ، حَدِّثْنِي كَيْفَ صَنَعْتُمَا حِينَ سَرَيْتَ

(2)

مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، أَسْرَيْنَا لَيْلَتَنَا وَمِنَ الْغَدِ حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ وَخَلَا الطَّرِيقُ لَا يَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ، فَرُفِعَتْ لَنَا صَخْرَةٌ طَوِيلَةٌ لَهَا ظِلٌّ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ

(3)

الشَّمْسُ، فَنَزَلْنَا عِنْدَهُ وَسَوَّيْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مكَانًا بِيَدِي يَنَامُ عَلَيْهِ، وَبَسَطْتُ فِيهِ

(4)

فَرْوَةً، وَقُلْتُ: نَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا أَنْفُضُ لَكَ مَا حَوْلَكَ، فَنَامَ وَخَرَجْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ مُقْبِلٍ بِغَنَمِهِ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنَا، فَقُلْتُ

(5)

: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ فَقَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ - أَوْ: مَكَّةَ - قُلْتُ: أَفِي غَنَمِكَ لَبَنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَفَتَحْلُبُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ شَاةً، فَقُلْتُ: انْفُضِ الضَّرْعَ مِنَ التُّرَابِ وَالشَّعَرِ وَالْقَذَى

(6)

- قَالَ: فَرَأَيْتُ الْبَرَاءَ يَضْرِبُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى يَنْفُضُ - فَحَلَبَ فِي قَعْبٍ

(7)

كُثْبَةً

(8)

مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي

(9)

إِدَاوَةٌ

(10)

حَمَلْتُهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَرْتَوِي مِنْهَا يَشْرَبُ وَيَتَوَضَّأُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(1)

ينتقد ثمنه: يستوفيه. (انظر: عمدة القاري)(16/ 148).

(2)

سريت: سرت ليلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرى).

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَلَيْهَا".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "عَلَيْهِ".

(5)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "له".

(6)

القذى: هو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قذا).

(7)

قعب: إناء من خشب ضخم مدور مقعر. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 190).

(8)

كثبة: كل قليل مجتمع من طعام أو لبن أو غير ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كثب).

(9)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ومَعَه".

(10)

إداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدو).

ص: 530

فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ، فَوَافَقْتُهُ حِينَ اسْتَيْقَظَ، فَصَبَبْتُ مِنَ الْمَاءِ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ

(1)

أَسْفَلُهُ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قَالَ:"أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ؟ "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَارْتَحَلْنَا بَعْدَمَا مَالَتِ الشَّمْسُ، وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: أُتِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:"لا تحزن إن اللَّه معنا"، فَدَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَارْتَطَمَتْ بِهِ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا - أُرَى: فِي جَلَدٍ

(2)

مِنَ الْأَرْضِ، شَكَّ زُهَيْرٌ - فَقَالَ: إِنِّي أُرَاكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ، فَادْعُوَا لِي، فَاللَّهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَجَا، فَجَعَلَ لَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا قَالَ

(3)

: كَفَيْتُكُمْ

(4)

مَا هُنَا، فَلَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَدَّهُ، قَالَ: وَوَفَى لَنَا.

[3611] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ، قَالَ:"لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، فَقَالَ لَهُ:"لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، قَالَ: قُلْتَ: "طَهُورٌ"؟! كَلَّا، بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ - أَوْ: تَثُورُ - عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ تُزِيرُهُ

(5)

الْقُبُورَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَنَعَمْ إِذَنْ ".

(1)

عليه صح.

(2)

جلد: أرضٌ جَلَدٌ: صُلْبَةٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلد).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "قال قد".

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كُفِيتُمْ".

* [3610][التحفة: خ م 6587]

(5)

تزيره: تبعثه إلى. (انظر: إرشاد الساري)(8/ 348).

* [3611][التحفة: خ س 6055]

ص: 531

[3612] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا

(1)

فَأَسْلَمَ، وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ لَهُ، فَأَمَاتَهُ اللَّهُ، فَدَفَنُوهُ فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا

(2)

، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأرضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ

(3)

فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا

(4)

لَهُ فِي الْأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ قَدْ

(5)

لَفَظَتْهُ الْأرضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ.

[3613] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

[3614] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ

(1)

كذا في اليونينية بالنصب، وفي أصول صحيحة بالرفع.

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "له فِي الْأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا".

(3)

قوله: "لمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(4)

قوله: "فَأَلْقَوْهُ فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا" كذا في غير نسخة عندنا، ووقع في المطبوع سابقًا تبعًا للقسطلاني:"فألقوه خارج القبر فحفروا له فأعمقوا". كتبه مصححه.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وقد".

* [3612][التحفة: خ 1051]

* [3613][التحفة: خ م 13334]

ص: 532

سَمُرَةَ - رَفَعَهُ

(1)

- قَالَ: "إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ

(2)

"، وَذَكَرَ، وَقَالَ: "لَتُنْفَقَنَّ

(3)

كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

[3615] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ، وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قطْعَةُ جَرِيدٍ

(5)

، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: "لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ ليَعْقِرَنَّكَ

(6)

اللَّهُ، وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ"، فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ

(7)

مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي، فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيَّ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ".

(1)

لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "يَرْفَعُه".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "وإذا هلَك قَيصرُ فلا قَيصرَ بعدَه".

(3)

لم يضبطه في اليونينية، وضبطه في الفرع بالبناء للمفعول كما ترى. أفاده هامش الأصل.

* [3614][التحفة: خ م 2204]

(4)

لأبي ذر وأبي الوقت وقبلهما صح: "النبيِّ" وعليه صح.

(5)

عليه صح.

(6)

ليعقرنك: ليهلكنك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقر).

(7)

سوارين: السوار: حلي الذراعين. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 230).

* [3615][التحفة: خ م 6518]

ص: 533

[3616] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى - أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي

(2)

إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ

(3)

، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ بِأُخْرَى

(4)

فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا وَاللَّهُ

(5)

خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ

(6)

مِنَ الْخَيْرِ وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ".

[3617] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ

(7)

، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَرْحَبًا بِابْنَتِي"، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ - أَوْ: عَنْ شِمَالِهِ - ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضحِكَتْ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

وهلي: وهمي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وهل).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "الْهَجَرُ".

هجر: قرية أو مدينة تطلق على المنطقة الشرقية من السعودية وهي الأحساء. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة)(ص 293).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "أُخْرَى".

(5)

كذا ثبت لأبي ذر وعليه صح.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "به".

* [3616][التحفة: خ م س ق 9043]

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الشعبيِّ".

ص: 534

فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ

(1)

! فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ: "إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي"، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ:"أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ - أَوْ: نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ؟ "، فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ

(2)

.

[3618] حدثني

(3)

يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي

(4)

قُبِضَ فِيهِ

(5)

، فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَنِي أَنهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ، فَضَحِكْتُ.

[3619] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ

(6)

تَعْلَمُ، فَسَأَلَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حَزَنٍ".

(2)

كذا ثبت بالضبطين، وضبط الكسر عليه صح.

* [3617][التحفة: خ م س ق 17615]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر:"التي".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فيها".

* [3618][التحفة: خ م س 16339]

(6)

قوله: "مِنْ حَيْثُ" لأبي ذر عن الحموي: "مَنْ كُنْتَ".

ص: 535

عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}

(1)

، فَقَالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ.

[3620] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الْغَسِيلِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِمِلْحَفَةٍ قَدْ عَصَّبَ بِعِصَابَةٍ دَسْمَاءَ

(2)

، حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأثنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّ الْأَنْصَارُ، حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، فَمَنْ وَليَ مِنْكُمْ شَيْئًا يَضُرُّ فِيهِ قَوْمًا وَيَنْفَعُ فِيهِ آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ"، فَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَ بِهِ

(3)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

[3621] حدثني

(4)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، أَخْرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ الْحَسَنَ فَصعِدَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ:"ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".

[3622] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ

(1)

[النصر: 1].

* [3619][التحفة: خ ت 5456]

(2)

دسماء: سوداء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دسم).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فيه".

* [3620][التحفة: خ تم 6146]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3621][التحفة: خ د ت س 11658]

ص: 536

بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى جَعْفَرًا وَزَيْدًا قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمْ

(1)

، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ

(2)

.

[3623] حدثني

(3)

عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ

(4)

، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ لَكُمْ مِنْ أَنْمَاطٍ

(5)

؟ " قُلْتُ: وَأَنَّى يَكُونُ لَنَا الْأَنْمَاطُ؟ قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ

(6)

لَكُمُ الْأَنْمَاطُ"، فَأَنَا أَقُولُ لَهَا - يَعْنِي: امْرَأَتَهُ: أَخِّرِي عَنِّي أَنْمَاطَكِ، فَتَقُولُ: أَلمْ يَقُلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهَا سَتَكُونُ لكُمُ الْأَنْمَاطُ"؟ فَأَدَعُهَا.

[3624] حدثني

(3)

أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِرًا، قَالَ: فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ أَبِي صَفْوَانَ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: انْتَظِرْ

(7)

حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَغَفَلَ النَّاسُ، انْطَلَقْتُ فَطُفْتُ، فَبَيْنَا سَعْدٌ يَطُوفُ إِذَا أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ؟ فَقَالَ سَعْدٌ: أَنَا سَعْدٌ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ آمِنًا وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ،

(1)

في حاشية البقاعي: "خَبرهُما" ونسبه لبعض النسخ.

(2)

تذرفان: ذرَفَت العين تذرِف إذا جرى دمعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرف).

* [3622][التحفة: خ س 820]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

(4)

عليه صح.

(5)

أنماط: نوع من البُسُط الواحد نمط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمط).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "إِنَّهَا سَتَكُونُ".

* [3623][التحفة: خ م ت 3023]

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَلَا انْتَظِرْ".

ص: 537

فَتَلَاحَيَا

(1)

بَيْنَهُمَا، فَقَالَ أُمَيَّةُ لسَعْدٍ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ؛ فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ لَأَقْطَعَنَّ مَتْجَرَكَ بِالشَّامِ، قَالَ: فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُولُ لِسَعْدٍ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ، وَجَعَلَ يُمْسِكُهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ، فَقَالَ: دَعْنَا عَنْكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ، قَالَ: إِيَّايَ؟! قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ إِذَا حَدَّثَ، فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمِينَ مَا قَالَ لِي أَخِي الْيَثْرِبِيُّ؟ قَالَتْ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّه سَمِعَ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلِي، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ وَجَاءَ الصَّرِيخُ

(2)

، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَمَا ذَكَرْتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ؟ قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ لَا يَخْرُجَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الْوَادِي، فَسِرْ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، فَسَارَ مَعَهُمْ فَقَتَلَهُ اللَّهُ.

[3625] حدثني

(3)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا

(4)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ

(5)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ فِي صَعِيدٍ

(6)

، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ

(1)

فتلاحيا: تنازعا وتخاصما. (انظر: عمدة القاري)(16/ 158).

(2)

الصريخ: المستغيث، ويأتي الصريخ بمعنى المغيث أيضًا. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 42).

* [3624][التحفة: خ 4450]

(3)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "حدثنا". وعند أبي ذر هذا الحديث مُؤخَّر بعد الحديث التالي.

(4)

لأبي ذر وأبي الوقت: "أخبرني" وعليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "مُغِيرةَ".

(6)

صعيد: الصعيد: الأرض المستوية، ووجه الأرض، وهو التراب، وهو الطريق الذي لا ثبات فيه. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (ص 334).

ص: 538

فَنَزَعَ

(1)

ذَنُوبًا

(2)

أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي بَعْضِ نَزْعِهِ ضَعْفٌ

(3)

وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ فَاسْتَحَالَتْ

(4)

بِيَدِهِ غَرْبًا

(5)

، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا

(6)

فِي النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ

(7)

، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ

(8)

".

وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

(9)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "فَنَزَعَ أَبُو بَكْرٍ ذَنُوبَيْنِ

(10)

".

[3626] حدثني

(11)

عَبَّاسُ بْنُ الْوَليدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ قَالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأُمِّ سَلَمَةَ:"مَنْ هَذَا؟ " أَوْ كَمَا قَالَ،

(1)

فنزع: استقى. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 187).

(2)

ذنوبا: الذنوب: الدلو العظيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذنب).

(3)

في الفرع وغيره بفتح فسكون مُنوَّن، والذي في أصله بضم العين وفتح الفاء ماضيًا.

(4)

فاستحالت: تحولت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حول).

(5)

غربا: الغرب: الدلو العظيمة التي تُتخذ من جلد ثور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرب).

(6)

عبقريا: عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عبقر).

(7)

يفري فريه: يعمل عَمَلَهُ، ويقطع قَطْعَهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرا).

(8)

بعطن: العَطَنُ: مبرك الإبل حول الماء، والمعنى: رَوِيت إبلُهُم حتى بَرَكت وأقامت مكانها، ضرب ذلك مثلا لاتساع الناس في زمن عمر، وما فتح اللَّه عليهم من الأمصار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عطن).

(9)

لأبي ذر وأبي الوقت: "سمعتُ أبا هريرة".

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "ذَنُوبًا أو ذَنُوبَيْن".

* [3625][التحفة: خ م ت س 7022]

(11)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "حدثنا". وهذا الحديث مُقدَّم عند أبي ذر عن الحديث الذي قبله.

ص: 539

قَالَ: قَالَتْ: هَذَا دِحْيَةُ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ايْمُ اللَّهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ، حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخْبِرُ جِبْرِيلَ

(1)

، أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(2)

‌24 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}

(3)

.

[3627] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

(4)

، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟ " فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: كَذَبْتُمْ، إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ

(5)

، فَأَتَوْا

(6)

بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: ارْفَعْ يَدَكَ، فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَالُوا: صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَأَمَرَ بِهِمَا

(1)

في الفرع: "يُخبر جِبريلَ". وفي هامشه ونسخة معتبرة معتمدة عندنا: "بخَبَرِ"، وعليها شرح العيني فانظره، ولم ينقطْ:"يخبر" في اليونينية.

* [3626][التحفة: خ م 101]

(2)

"بسم اللَّه الرحمن الرحيم": سقط عند أبي ذر وعليه صح.

(3)

[البقرة: 146]. وقوله: " {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} " سقط عند أبي ذر.

(4)

"ابنُ أنَسٍ" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "للرَّجْمَ".

(6)

عليه صح.

ص: 540

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ

(1)

عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ.

‌25 - بَابُ سُؤَالِ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُرِيَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم آيَةً فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ

[3628] حدثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا

(2)

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم شِقَّتَيْنِ

(4)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اشْهَدُوا".

[3629] حدثني

(2)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(5)

رضي الله عنه، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ.

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَحْنِي". وأضاف في حاشية البقاعي: "يُحانِئُ" ونسبه لنسخة.

يجنأ: ينحني. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 155).

* [3627][التحفة: خ م د ت س 8324]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

لأبي ذر وأبي الوقت: "النبيِّ".

(4)

كذا ثبت بالضبطين في اليونينية.

* [3628][التحفة: خ م ت س 9336]

(5)

سقط عند أبي ذر. وكذا رقم السقوط هنا في النسخ المعتبرة عندنا. وهي التي ينبغي الاعتماد عليها، وإن عكس القسطلاني فجعل السقوط على:"ابن مالك" قبل هذه. كتبه مصححه.

* [3629][التحفة: خ 1200 - خ م 1297]

ص: 541

[3630] حدثني

(1)

خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌26 - بَابٌ

[3631] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ

(2)

رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خرَجَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَمَعَهُمَا مِثْلُ الْمِصبَاحَيْنِ يُضِيئَانِ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرَقَا صَارَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاحِدٌ حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ.

[3632] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا يزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ

(3)

حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ".

[3633] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَليدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "لَا يَزَالُ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3630][التحفة: خ م 5831]

(2)

قوله: "حَدَّثَنَا أَنَسٌ" لأبي ذر وعليه صح: "عن أنسٍ".

* [3631][التحفة: خ 1372]

(3)

ظاهرين: غالبين عالين. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 330).

* [3632][التحفة: خ م 11524]

ص: 542

مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ

(1)

بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ".

قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ، قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بِالشَّامِ.

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّامِ.

[3634] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَيَّ يُحَدِّثُونَ

(2)

، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاةً، فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ شَاتَيْنِ، فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ وَجَاءَهُ

(3)

بِدِينَارٍ وَشَاةٍ، فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ، وَكَانَ لَوِ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ.

قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ جَاءَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعَهُ شَبِيبٌ مِنْ عُرْوَةَ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ شَبِيبٌ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ عُرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَيَّ يُخْبِرُونَهُ عَنْهُ؛ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "الْخَيْرُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتُ فِي دَارِهِ سَبْعِينَ فَرَسًا.

قَالَ سُفْيَانُ: يَشْتَرِي لَهُ شَاةً كَأَنَّهَا أُضْحِيَّةٌ.

(1)

عليه صح.

* [3633][التحفة: خ م 11432]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "يَتحدَّثون".

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت وقبلهما صح:"فجاءه".

* [3634][التحفة: خ د ت ق 9898]

ص: 543

[3635] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْخَيْلُ

(1)

فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

[3636] حدثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا

(2)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ".

[3637]

(3)

حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ

(4)

؛ فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ

(5)

أَوْ رَوْضَةٍ، وَمَا

(6)

أَصَابَتْ فِي طِيَلهَا

(7)

مِنَ الْمَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ

(8)

(1)

زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "مَعْقُودٌ في".

* [3635][التحفة: خ م 8168]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "ابنَ مالكٍ".

* [3636][التحفة: خ م س 1695]

(3)

عليه صح في موضعه.

(4)

وزر: ذنب وإثم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وزر).

(5)

مرج: أرض واسعة ذات نبات كثير، تمرج فيه الدواب، أي: تُخَلَّى تسرح مختلطة كيف شاءت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرج).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فما".

(7)

طيلها: الطِّوَل والطيل: الحبل الطويل يُشَدُّ أحدُ طرفيه في وتد أو غيره، والطرف الآخر في يد الفَرَس ليَدُور فيه ويَرْعَى، ولا يذهب لوجهه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طول).

(8)

فاستنت شرفا: عَدَت شوطا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنن).

ص: 544

شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ أَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَهَا كَانَ ذَلِكَ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا

(1)

وَسِتْرًا وَتَعَفُّفًا لَمْ يَنْسَ

(2)

حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَظُهُورِهَا، فَهْيَ لَهُ

(3)

كَذَلِكَ

(3)

سِتْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَنِوَاءً

(4)

لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَهْيَ

(3)

وِزْرٌ

(3)

". وَسُئِلَ النَّبِيُّ

(5)

صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحُمُرِ، فَقَالَ: "مَا أُنْزِلَ

(6)

عَلَيَّ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ

(7)

الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ

(8)

: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}

(9)

"

[3638] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: صَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ بُكْرَةً، وَقَدْ خَرَجُوا بِالْمَسَاحِي

(10)

، فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ

(11)

، وَ

(3)

أَحَالُوا

(12)

إِلَى

(1)

تغنيا: ليكتسب بها ويستغني عن الناس وسؤالهم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 127).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "ولم ينس".

(3)

عليه صح.

(4)

ونواء: معاداة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوا).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّهِ".

(6)

"أَنْزَلَ اللَّهُ": كذا فيها من غير رقم.

(7)

كذا ثبت بالضبطين لأبي ذر وعليه صح.

(8)

الفاذة: المنفردة في معناها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فذذ).

(9)

[الزلزلة: 7، 8].

* [3637][التحفة: خ م س 12316]

(10)

بالمساحي: المَساحِي: جمع مِسْحاة، وهي المِجْرفة من الحديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحا).

(11)

الخميس: الجيش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمس).

(12)

عليه صح فوقه وتحته. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَأَجَالُوا" بالجيم المعجمة.

ص: 545

الْحِصْنِ يَسْعَوْنَ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَقَالَ:"اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ".

[3639] حدثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْفُدَيْكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا فَأَنْسَاهُ، قَالَ:"ابْسُطْ رِدَاءَكَ"، فَبَسَطْتُ

(2)

، فَغَرَفَ بِيَدِهِ

(3)

فِيهِ ثُمَّ قَالَ: "ضُمَّهُ"، فَضَمَمْتُهُ، فَمَا نَسِيتُ حَدِيثًا بَعْدُ.

* * *

* [3638][التحفة: خ س ق 1457]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فَبَسَطْتُه".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بيدَيْه".

* [3639][التحفة: خ ت 13015]

ص: 546