المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌60 - بَابُ (1) فَضَائِلِ (2) أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى - صحيح البخاري - ط التأصيل - جـ ٥

[البخاري]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

‌60 - بَابُ

(1)

فَضَائِلِ

(2)

أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أوْ رَآهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ

[3640] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ

(3)

مِنَ النَّاسِ، فَيَقُولُونَ: فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ".

[3641] حدثني

(4)

إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا

(5)

النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ

(6)

، سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ، سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَالَ

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

فئام: الفئام: الجماعة الكثيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فأم).

* [3640][التحفة: خ م 3983]

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(6)

عليه صح صح.

ص: 5

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ عِمْرَانُ: فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ

(1)

أَوْ ثَلَاثًا - ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُِرُونَ

(2)

وَلَا يَفُونَ

(3)

، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ".

[3642] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ

(4)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ

(4)

، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ".

قَالَ

(5)

إِبْرَاهِيمُ: وَكَانُوا يَضْرِبُونَا

(6)

عَلَى الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ وَنَحْنُ صِغَارٌ.

‌1 - بَابُ

(7)

مَنَاقِبُِ

(8)

الْمُهَاجِرِينَ وَفَضْلُِهُِمْ

مِنْهُمْ: أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ التَّيْمِيُّ

(9)

رضي الله عنه

(10)

.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "مرتين".

(2)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر. كذا في اليونينية علامة أبي ذر على الضمة، والذي في فرعين والقسطلاني تحت الكسرة.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "يُوفُونَ".

* [3641][التحفة: خ م س 10827]

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "قال قال".

(6)

"يَضْرِبُوننَا": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [3642][التحفة: خ م ت س ق 9403]

(7)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(8)

عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(9)

قوله: "التيمي" ضبطت في الفروع التي بأيدينا بالرفع، وفي هامش أحدها أنه في اليونينية بالجر. كتبه مصححه.

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "رضوان اللَّه عليه".

ص: 6

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا

(2)

وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ

(3)

}

(4)

. وَقَالَ

(5)

: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}

(6)

.

قَالَتْ عَائِشَةُ وَأَبُو سَعِيدٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم: وَ

(7)

كَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ.

[3643] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مِنْ عَازِب رَحْلًا

(8)

بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْ إِلَيَّ رَحْلِي، فَقَالَ عَازِبٌ: لَا حَتَّى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجْتُمَا مِنْ مَكَّةَ وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ؟ قَالَ: ارْتَحَلْنَا مِنْ مَكَّةَ فَأَحْيَيْنَا، أَوْ سَرَيْنَا

(9)

لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا

(10)

،

(1)

"عز وجل": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

كذا بالوجهين معًا، فقرأ شعبة عن عاصم بضم الراء، والباقون بكسرها. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 238).

(3)

قوله: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} إلى قول: {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} . ليس عند أبي ذر، وبدلا منه عنده وعليه صح:"الآية".

(4)

[الحشر: 8].

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "اللَّه".

(6)

[التوبة: 40]. قوله: "إلى قوله {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ". ليس عند أبي ذر، وبدلًا منه عنده:"الآية".

(7)

الواو ملحقة في اليونينية.

(8)

رحلا: ما يوضع على ظهر البعير تحت الراكب. (انظر: هدي الساري)(ص 122).

(9)

سرينا: سرنا ليلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرا).

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ظَهَرنا".

ص: 7

وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ فَآوِيَ

(1)

إِلَيْهِ، فَإِذَا صَخْرَةٌ أَتَيْتُهَا فَنَظَرْتُ بَقِيَّةَ ظِلٍّ لَهَا فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: اضْطَجِعْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَاضْطَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ انْطَلَقْتُ أَنْظُرُ مَا حَوْلِي هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا، فَإذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أَرَدْنَا، فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَهَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لَبَنًا

(2)

؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ

(3)

شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنَ الْغُبَارِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ هَكَذَا ضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ بِالْأُخْرَى، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً

(4)

مِنْ لَبَنٍ، وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إدَاوَةً

(5)

عَلَى فَمِهَا خِرْقَهٌ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ

(6)

أَسْفَلُهُ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ آنَ الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "بَلَى

(7)

"، فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَا

(8)

، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لنا".

(3)

فاعتقل: وضع رجلها بين فخذه وساقه ليحلبها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقل).

(4)

كثبة: الْكُثْبَةُ: كل قليل مجتمع من طعام أو لبن أو غير ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كثب).

(5)

إداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدو).

(6)

عليه صح صح.

(7)

عليه صح، وهو ليس عند أبي ذر.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "يطلبوننا".

ص: 8

فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: " {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}

(1)

".

[3644] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ:"مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا".

‌2 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "سُدُّوا الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ"

قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3645] حدثني

(2)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ وَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ"، قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ أَنْ يُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنْ عَبْدٍ خُيِّرَ، فكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخَيَّرَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتخِذًا خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابَُ أبِي بَكْرٍ".

(1)

[التوبة: 40]. بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "تريحون بالعَشِيِّ تَسْرَحُونَ بالغَداةِ". وفي حاشية البقاعي: "بالنهارِ" بدل: "بالغداة".

* [3643][التحفة: خ م 6587]

* [3644][التحفة: خ م ت 6583]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

* [3645][التحفة: خ م 3971]

ص: 9

‌3 - بَابُ فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

[3646] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم، فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

(2)

ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ

(3)

رضي الله عنهم

‌4 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا"

قَالَهُ أَبُو سَعِيدٍ.

[3647] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي

(4)

خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي".

[3648] حدثنا مُعَلَّى

(5)

وَمُوسَى

(6)

، قَالَا: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَقَالَ:"لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ خَلِيلًا، وَلكنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ".

(1)

قوله: "زمن النبي". لأبي ذر وعليه صح: "زَمَانِ رَسُولِ اللَّه".

(2)

قوله: "بن الخطاب". ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(3)

قوله: "بن عفان". ليس عند أبي ذر وعليه صح.

* [3646][التحفة: خ 8524]

(4)

قوله: "من أمتي". ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

* [3647][التحفة: خ 6005]

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ أَسد".

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ إسماعيل التَّنُوخِيُّ". كذا في اليونينية وفرعها، قال الحافظ ابن حجر: وهو تصحيف والصواب: "التبوذكي".

* [3648][التحفة: خ 6005]

ص: 10

[3649] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ مِثْلَهُ.

[3650] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا

(1)

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَتَبَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْجَدِّ، فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ

(2)

"، أَنْزَلَهُ أَبًا، يَعْنِي: أَبَا بَكْرٍ.

‌5 - بَابٌ

(3)

[3651] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ

(5)

صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، قَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ؟ كَأَنَّهَا تَقُولُ

(6)

: الْمَوْتَ، قَالَ عليه السلام

(7)

: "إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ".

[3652] حَدَّثَني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنَا بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ

(4)

، عَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا

* [3649][التحفة: خ 6005]

(1)

"حدثنا": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

عليه صح صح.

* [3650][التحفة: خ 5270]

(3)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

عليه صح.

(5)

قبله لأبي ذر وعليه صح: "إلى".

(6)

في حاشية البقاعي: "تعني" ونسبه لنسخة.

(7)

قوله: "عليه السلام" رقم عليه بعلامة السقوط، ولم يرقم عليه برمز. وعند أبي ذر، وعليه صح:"صلى الله عليه وسلم".

* [3651][التحفة: خ م ت 3192]

ص: 11

يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ.

[3653] حَدَّثَنِي

(1)

هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِذِ اللَّهِ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا صَاحِبُكُمْ

(2)

فَقَدْ غَامَرَ"، فَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنِّي

(3)

كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ؛ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ؛ ثُمَّ نَدِمْتُ؛ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي، فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ

(4)

. فَقَالَ: "يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ! " - ثَلَاثًا - ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ، فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ، فَسَأَلَ: أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: لَا. فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ، فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَتَمَعَّرُ

(5)

حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ؛ فَجَثَا

(6)

عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، واللَّهِ، أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ - مَرَّتَيْنِ - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ

(7)

. وَوَاسَانِي

(8)

بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ؛ فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي؟! ". مَرَّتَيْنِ - فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا.

* [3652][التحفة: خ 10370]

(1)

"حدثنا": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "صاحبُك".

(3)

عليه صح صح.

(4)

في حاشية البقاعي: "إليه" ونسبه لنسخة.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "يَتَمَغَّر".

(6)

فجثا: من الجثُو: وهو الجلوس على الركبتين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جثا).

(7)

عليه صح.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَأَوْسَانِي".

* [3653][التحفة: خ 10941]

ص: 12

[3654] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: حَدَّثَنَا

(1)

، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(2)

عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ

(3)

، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ". فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: "أَبُوهَا". قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ". فَعَدَّ رِجَالًا.

[3655] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(4)

، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا

(5)

عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ

(5)

يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي؟. وَبَيْنَا

(6)

رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فكلَّمَتْهُ فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا؛ وَ

(7)

لَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ". قَالَ

(8)

النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ!. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ

(9)

وَ

(5)

أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

(10)

رضي الله عنهما".

(1)

كتب في حاشية البقاعي: "عند أبي ذر: حُدِّثْنَا، وقال في الهامش: صوابه حَدَّثنا، بفتح الحَاء وَالدالِ".

(2)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(3)

عليه صح صح.

* [3654][التحفة: خ م ت س 10738]

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنِ عوف".

(5)

عليه صح.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وَبَيْنَمَا".

(7)

ليس عند أبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت.

(8)

"فقال": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(9)

في حاشية البقاعي: "بِهَذَا" ونسبه لنسخة، وعليه صح.

(10)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

* [3655][التحفة: خ 15175]

ص: 13

[3656] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ

(1)

عَلَيْهَا دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا

(2)

أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ ضَعْفَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ

(3)

غَرْبًا

(4)

، فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا

(5)

مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ

(6)

".

[3657] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ

(7)

لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكَ لَسْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ".

قَالَ مُوسَى: فَقُلْتُ لِسَالِمٍ: أَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ ذَكَرَ إِلَّا ثَوْبَهُ.

(1)

قليب: القليب: هي البئر التي لم تطوَ (تبنَ). (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).

(2)

ذنوبا: الذنوب: الدلو العظيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذنب).

(3)

استحالت: تحولت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حول).

(4)

غربا: الغرب: الدلو العظيمة التي تُتخذ من جلد ثور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرب).

(5)

عبقريا: عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عبقر).

(6)

بعطن: العَطَنُ: مبرك الإبل حول الماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عطن).

* [3656][التحفة: خ م 13335]

(7)

خيلاء: الخيلاء والمخيلة: الكبر والعجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خيل).

* [3657][التحفة: خ د س 7026]

ص: 14

[3658] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا

(1)

شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ

(2)

مِنْ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دُعِيَ مِنْ أَبْوَابِ - يَعْنِي: الْجَنَّةَ - يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا خَيْرٌ؛ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصِّيَامِ وَبَابِ الرَّيَّانِ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا عَلَى هَذَا الَّذِي يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ. وَقَالَ: هَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ

(3)

: "نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ".

[3659] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ

(4)

عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ

(5)

- قَالَ إِسْمَاعِيلُ: يَعْنِي

(6)

بِالْعَالِيَةِ

(7)

- فَقَامَ عُمَرُ

(1)

"أَخْبَرَنَا": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

زوجين: صنفين أو نوعين من أي شيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زوج).

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فقال".

* [3658][التحفة: خ م ت س 12279]

(4)

"قال: أخبرني": عليه صح، ولم يرمز له برمز.

(5)

بالسنح: السنح: موضع قرب جبل طيئ من عوالي المدينة، كان بها ينزل أبو بكر الصديق رضي الله عنه. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 224).

(6)

"تَعْنِي": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(7)

بالعالية: العالية: اسم لكل جهة نجد من المدينة، وهي على أربعة أميال أو ثلاثة من المدينة. (الميل= 1609 من الأمتار) (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 253).

ص: 15

يَقُولُ: وَاللَّهِ، مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! قَالَتْ: وَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ، مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ

(1)

أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلَهُ، قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ

(2)

أَبَدًا. ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ، عَلَى رِسْلِكَ

(3)

. فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ. فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(4)

فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَقَالَ:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}

(5)

، وَقَالَ:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}

(6)

. قَالَ: فَنَشَجَ

(7)

النَّاسُ يَبْكُونَ، قَالَ: وَاجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللَّهِ، مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ

(8)

أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ

(1)

"فَلَيُقَطَّعَنَّ": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

عليه صح.

(3)

رسلك: الرِّسل: التأني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل).

(4)

قوله: "صلى الله عليه وسلم". ليس عند أبي ذر.

(5)

[الزمر: 30].

(6)

[آل عمران: 144].

(7)

فنشج: فبكى بصوت وتوجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشج).

(8)

في حاشية البقاعي: "حَسِبْتُ" ونسبه لنسخة.

ص: 16

فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ، فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الوُزَرَاءُ، فَقَالَ حُبَابُ

(1)

بْنُ المُنْذِرِ: لَا وَاللَّهِ، لَا نَفْعَلُ! مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا؛ وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ، وَأَنْتُمُ الوُزَرَاءُ؛ هُمْ أَوْسَطُ العَرَبِ دَارًا وَأَعْرَبُهُمْ

(2)

أَحْسَابًا، فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ

(3)

، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ؛ فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ! فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ.

[3660] وَقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ عَبْدُ

(4)

الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: شَخَصَ

(5)

بَصَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى" - ثَلَاثًا - وَقَصَّ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: فَمَا كَانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِمَا مِنْ خُطْبَةٍ إِلَّا نَفَعَ اللَّهُ بِهَا؛ لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا؛ فَرَدَّهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ، ثُمَّ لَقَدْ بَصَّرَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ الْهُدَى، وَعَرَّفَهُمُ الْحَقَّ الَّذِي

(5)

عَلَيْهِمْ؛ وَخَرَجُوا بِهِ يَتْلُونَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى {الشَّاكِرِينَ}

(6)

.

(1)

عليه صح صح.

(2)

ضبب عليه، وعليه صح.

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنَ الجَرَّاح".

* [3659][التحفة: خ س ق 6632]

(4)

عليه صح.

(5)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(6)

[آل عمران: 144].

* [3660][التحفة: خت 17525]

ص: 17

[3661] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ

(2)

عُمَرُ. وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ: عُثْمَانُ. قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ قَالَ: مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ!.

[3662] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ

(3)

أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ

(4)

، انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي؛ فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْتِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأَتَى النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ فَقَالُوا: أَلَا تَرَى مَا صنَعَتْ عَائِشَةُ؟! أَقَامَتْ

(5)

بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِالنَّاسِ

(6)

مَعَهُ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ! قَالَتْ: فَعَاتَبَنِي وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي

(6)

بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي

(7)

، فَلَا يَمْنَعُنِي

(1)

قوله: "رسول اللَّه": لأبي ذر وعليه صح: "النبي".

(2)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

* [3661][التحفة: خ د 10266]

(3)

بالبيداء: موضع بين مكة والمدينة وهي الأرض التي تخرج من ذي الحليفة جنوبا، فيها اليوم مبنى التلفاز. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 84).

(4)

بذات الجيش: أحد منازل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وأحد مراحله عند انصرافه من غزاة بني المصطلق، وهناك نزلت آية التيمم، وتعرف بالشلبية. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 94).

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "قَامَتْ".

(6)

عليه صح.

(7)

خاصرتي: الخاصرة: وسط الإنسان. (انظر: تاج العروس، مادة: خصر).

ص: 18

مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَخِذِي، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ؛ فَتَيَمَّمُوا، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ!! فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فَوَجَدْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ.

[3663] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ

(1)

أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ

(2)

".

تَابَعَهُ جَرِيرٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَاضِرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ.

[3664] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُو الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ: لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا. قَالَ: فَجَاءَ الْمَسْجِدَ، فَسَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: خَرَجَ وَ

(3)

وَجَّهَ

(4)

هَا هُنَا. فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ

(5)

أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلَ

* [3662][التحفة: خ م س 17519]

(1)

مد: المد: كَيْلٌ مِقدار ملء اليدين المتوسطتين، من غير قبضهما، وهو حوالي 510 جرامات. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 36).

(2)

نصيفه: نِصفه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصف).

* [3663][التحفة: ع 4001]

(3)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَجْهَ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "أَثَرِهِ".

ص: 19

بِئْرَ أَرِيسٍ

(1)

، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ - وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ - حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ

(2)

، وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا

(3)

، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، فَقُلْتُ: لَأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ. فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ. فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ". فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ. فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ فِي الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ كَمَا صَنعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ. ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا

(5)

- يُرِيدُ: أَخَاهُ

(6)

- يَأْتِ بِهِ. فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَأْذِنُ. فَقَالَ: "ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ".

(1)

عليه صح.

بئر أريس: بئر في المدينة المنورة، وهو الذي وقع فيه خاتم النبي صلى الله عليه وسلم. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 34).

(2)

عليه صح.

(3)

قفها: القُفّ: الدَّكَّة التي تجعل حول البئر، وأصل القف: ما غلظ من الأرض وارتفع، أو هو من القَفّ: اليابس، لأن ما ارتفع حول البئر يكون يابسا في الغالب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفف).

(4)

قوله: "بوابَ رَسُولِ اللَّه". عند أبي ذر، وعلي صح:"بَوابًا لِلنَّبِيِّ".

(5)

مؤخر عند أبي ذر على قوله: "يريد أخاه" وعليه صح.

(6)

مقدم عند أبي ذر على قوله: "خيرًا" وعليه صح.

ص: 20

فَجِئْتُ فَقُلْتُ: ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ. فَدَخَلَ

(1)

فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِهِ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ. ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ. فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ". فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ. فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ فَجَلَسَ وُِجَاهَهُ

(3)

مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ.

قَالَ شَرِيكٌ

(4)

: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ.

[3665] حدثني

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقَالَ: "اثْبُتْ أُحُدُ

(6)

؛ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ".

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

قوله: "رسول اللَّه". لأبي ذر وعليه صح: "النبي".

(3)

كذا بالضبطين وعليه: "معًا".

(4)

"ابن عبد اللَّه". كذا في اليونينية وفرعها بلا رقم، وهو في غير فرع عندنا بقلم الحمرة. كتبه مصححه.

* [3664][التحفة: خ م 8996]

(5)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(6)

عليه صح.

* [3665][التحفة: خ د ت س 1172]

ص: 21

[3666] حدثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا صَخْرٌ عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا

(2)

أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا جَاءَنِي أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ

(3)

أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ

(4)

، فَنَزَعَ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ".

قَالَ وَهْبٌ: الْعَطَنُ: مَبْرَكُ

(5)

الْإِبِلِ، يَقُولُ: حَتَّى رَوِيَتِ الْإِبِلُ فَأَنَاخَتْ.

[3667] حدثني

(1)

الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ

(6)

الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ فِي قَوْمٍ فَدَعَوُا

(7)

اللَّهَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقَدْ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، إِذَا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي قَدْ وَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى مَنْكِبِي

(8)

يَقُولُ: رَحِمَكَ

(9)

اللَّهُ، إِنْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "بَيْنَا".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "يَدَيْ".

(4)

يفري فريه: يعمل عَمَلَهُ، ويقطع قَطْعَهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرا).

(5)

عليه صح.

* [3666][التحفة: خ 7692]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حُسَينٍ".

(7)

لأبي الوقت: "يَدْعُوا". وفي حاشية البقاعي: "يَدْعُونَ" ونسبه لنسخة.

(8)

منكبي: مثنى منكب، وهو ما بين الكتف والعنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكب).

(9)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وأبي الوقت:"يَرْحَمُكَ".

ص: 22

كُنْتُ لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ؛ لِأَنِّي كَثِيرًا مِمَّا

(1)

كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ كُنْتُ

(2)

وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَفَعَلْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَانْطَلَقْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؛ فَإِنْ كُنْتُ لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.

[3668] حَدَّثَنِي

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي فَوَضَعَ رِدَاءَهُ

(4)

فِي عُنُقِهِ؛ فَخَنَقَهُ بِهِ

(5)

خَنْقًا شَدِيدًا، فَجَاءَ

(6)

أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ فَقَالَ: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}

(7)

.

(1)

للأصيلي: "مَا" ورقم بعده صح.

(2)

بعده للأصيلي: "أَنَا".

* [3667][التحفة: خ م س ق 10193]

(3)

"حدّثنا": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "رِدَاءً".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بها".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فَجَاءَهُ".

(7)

[غافر: 28].

* [3668][التحفة: خ 8884]

ص: 23

‌6 - بَابُ

(1)

: مَنَاقِبُِ

(2)

عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَبِي حَفْصٍ الْقُرَشِيِّ الْعَدَوِيِّ رضي الله عنه

-

[3669] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ

(3)

، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشَفَةً

(4)

فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلَالٌ، وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ

(5)

لِعُمَرَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ"، فَقَالَ عُمَرُ: بِأُمِّي وَأَبِي

(6)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَلَيْكَ أَغَارُ؟!.

[3670] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ؛ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا" فَبَكَى

(7)

وَقَالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

كذا بالضبطين ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(3)

"ابنُ الماجشون": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(4)

كذا في اليونينية بفتح الشين وفي غيرها بسكونها.

(5)

لأبي ذر، والكشميهني:"فقالوا"، وفي نسخة، وعليه صح:"فقالت".

(6)

لأبي ذر: "بأبي وأمي".

* [3669][التحفة: خ م س 3057]

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت، وعليه صح:"عُمرُ".

* [3670][التحفة: خ ق 13214]

ص: 24

[3671] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، شَرِبْتُ - يَعْنِي اللَّبَنَ - حَتَّى أَنْظُرُ

(2)

إِلَى الرِّيِّ يَجْرِي فِي ظُفُرِي أَوْ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ نَاوَلْتُ عُمَرَ"، فَقَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ

(3)

؟ قَالَ: "الْعِلْمَ".

[3672] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "أُرِيتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَنْزعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ

(4)

عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ نَزْعًا ضَعِيفًا، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ".

قَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ

(5)

: الْعَبْقَرِيُّ: عِتَاقُ الزَّرَابِيِّ

(6)

.

(1)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

كذا بالرفع وعليه صح صح، ولأبي ذر "أنظرَ" بالنصب وعليه صح.

(3)

قوله: "فقالوا فما أولته". لأبي ذر، وأبي الوقت:"قالوا فما أوَّلتَ"، وعلى أوله وآخره صح. وبعده:"يا رسول اللَّه" كذا في غير فرع بقلم الحمرة بلا رقم في الهامش. اهـ. مصححه.

* [3671][التحفة: خ م ت س 6700]

(4)

عليه صح، وقوله:"بكرة" لم يضبط الكاف في اليونينية، وفي الفرع بإسكانها، وفي آخر بإسكانها وفتحها معًا.

(5)

قوله: "قال ابن جبير" رقم عليه للحموي، والكشميهني. وفي نسخة عن أبي ذر على "قال ابن جبير

" رمز الحموي، والكشميهني إلى آخر الشرح. اهـ. من اليونينية. ولأبي ذر وعليه صح: "ابْنُ نُمَيْرٍ".

(6)

الزرابي: جمع زربية، وهي الطنفسة، وقيل: البساط ذو الخمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زرب).

ص: 25

وَقَالَ يَحْيَى: الزَّرَابِيُّ: الطَّنَافِسُ لَهَا خَمْلٌ

(1)

رَقِيقٌ.

{مَبْثُوثَةٌ}

(2)

: كَثِيرَةٌ.

[3673] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ

(3)

: حَدَّثَنِي

(4)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

(5)

عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ

(6)

، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

(7)

قُمْنَ فَبَادَرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"عَجِبتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ"، فَقَالَ

(8)

عُمَرُ: فَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ

(1)

كذا في اليونينية والفرع الميم ساكنة، وقال القسطلاني: بفتحها.

(2)

[الغاشية: 16].

* [3672][التحفة: خ م 7038]

(3)

من قوله: "حدثنا علي بن عبد اللَّه" إلى قوله: "أنّ أباه قال". ليس عند القابسي، وأبي ذر، وعلى أوله وآخره صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(5)

قوله: "بن الخطاب". عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(6)

يستكثرنه: يبالغن في الطلب ويسألنه بإلحاح. (انظر: الذيل على النهاية، مادة: كثر).

(7)

قوله: "بن الخطاب" ليس عند أبي ذر.

(8)

لأبي ذر، وعليه صح:"قال".

ص: 26

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَفَظُّ

(1)

وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِيهًا

(2)

يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا

(3)

قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ".

[3674] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ.

[3675] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ

(4)

، حَدَّثَنَا عُمَرَ

(5)

بْنُ سَعِيدٍ

(4)

، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ

(6)

النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي

(7)

إِلَّا رَجُلٌ آخِذٌ

(8)

مَنْكِبِي، فَإِذَا عَلِيٌّ

(9)

، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَحَسِبْتُ أَنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ:"ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ".

(1)

أفظ: الفظاظة: سوء الخُلُق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فظظ).

(2)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت، وعليه صح:"إِيهٍ".

(3)

فجًّا: الفج: الطريق الواسع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فجج).

* [3673][التحفة: خ م س 3918]

* [3674][التحفة: خ 9539]

(4)

عليه صح.

(5)

عليه صح صح.

(6)

فتكنفه: أحاط به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كنف).

(7)

يرعني: الروع: الفزع والمفاجأة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، ماد: روع).

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَخَذَ".

(9)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ أبي طالب".

* [3675][التحفة: خ م س ق 10193]

ص: 27

[3676] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ

(1)

، وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ

(2)

: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ وَكَهْمَسُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى أُحُدٍ

(3)

وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ؛ فَرَجَفَ بِهِمْ

(4)

، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ

(5)

قَالَ

(6)

: "اثْبُتْ أُحُدُ

(7)

؛ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ

(4)

، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدَانِ

(8)

".

[3677] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَنِي ابْنُ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ شَأْنِهِ - يَعْنِي عُمَرَ - فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِينَ

(9)

قُبِضَ كَانَ أَجَدَّ وَأَجْوَدَ حَتَّى انْتَهَى مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

[3678] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّاعَةِ؟ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "وَمَاذَا

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ أبِي عَرُوبةَ"، وأضاف آخره في حاشية البقاعي:"قال".

(2)

عليه صح صح.

(3)

قوله: "إلى أُحدٍ". عند أبي ذر وعليه صح: "أُحُدًا".

(4)

عليه صح.

(5)

قوله: "فضربه برجله". رقم عليه بعلامة السقوط، ولم يرمز له برمز.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وَقَالَ".

(7)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(8)

قوله: "أو صدِّيقٌ أو شَهِيدَان". لأبي ذر وعليه صح: "وَصِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ". وفي حاشية البقاعي: "وَصديقٌ وشهيدَانِ" ونسبه لنسخة، وعليه صح.

* [3676][التحفة: خ د ت س 1172]

(9)

كذا بالفتح، وعليه صح.

* [3677][التحفة: خ 6646]

ص: 28

أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: لَا شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم

(1)

، فَقَالَ

(2)

: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"، قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ.

[3679] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ

(3)

مُحَدَّثُونَ

(4)

، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ". زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(5)

صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ

(6)

قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ

(7)

أُمَّتِي مِنْهُمْ

(8)

أَحَدٌ فَعُمَرُ"

(9)

.

[3680] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه

(1)

قوله: "صلى الله عليه وسلم". ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

* [3678][التحفة: خ م 299]

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت، وعليه صح:"ناسٌ".

(4)

لم يضبط في اليونينية دال "محدّثون" وضبطت في غيرها بالفتح.

محدثون: ملهمون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدث)

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّه".

(6)

قوله: "فيمن كان" رقم عليه لأبي ذر، وأبي الوقت، وعلى أوله وعلى آخره صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وأبي الوقت، وعليه صح:"فِي".

(8)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(9)

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"قال ابن عباس رضي الله عنهما: من نبي ولا مُحَدَّثٍ".

* [3679][التحفة: خ س 14954]

ص: 29

يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهَا حَتَّى اسْتَنْقَذَهَا، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ لَهُ: مَنْ لَهَا

(1)

يَوْمَ السَّبُعِ

(2)

لَيْسَ

(3)

لَهَا رَاعٍ

(3)

غَيْرِي؟ " فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنِّي أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ". وَمَا ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.

[3681] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ

(4)

، وَمِنْهَا مَا يَبلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ

(5)

"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الدِّينَ".

[3682] حدثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ يَأْلَمُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ

(6)

: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَئِنْ

(7)

كَانَ

(8)

ذَاكَ

(9)

؛

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لهذا".

(2)

عليه صح صح.

(3)

عليه صح.

* [3680][التحفة: خ م س 13207]

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"الثُّدِيَّ".

(5)

اجتره: جره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جرر).

* [3681][التحفة: خ م ت س 3961]

(6)

في حاشية البقاعي: "تَجَزَّعَهُ" ونسبه لنسخة.

يجزعه: يسليه ويزيل عنه الجزع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزع).

(7)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(8)

"وَلَا كُلّ"؛ رقم على "ولا" لأبي ذر وعليه صح، ورقم على "كل" لأبي ذر عن الكشميهني.

(9)

لأبي ذر، وعليه صح:"ذَلِكَ".

ص: 30

لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ ثُمَّ فَارَقْتَهُ

(1)

وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ ثُمَّ فَارَقْتَهُ

(2)

وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتَهُمْ

(3)

فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ، قَالَ

(4)

: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِضَاهُ فَإِنَّمَا

(5)

ذَاكَ

(6)

مَنٌّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

(7)

مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ وَرِضَاهُ فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ

(8)

مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِي فَهُوَ مِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ

(9)

أَصْحَابِكَ

(10)

، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي طِلَاعَ الْأَرْضِ ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عز وجل قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ.

قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بِهَذَا.

[3683] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فارقْتَ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فارقْتَ".

(3)

بفتح الصاد والحاء يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه. اهـ. من هامش الأصل عن اليونينية. وجعله في حاشية البقاعي بسكون الحاء، ونسبه لنسخة.

(4)

"فَقَالَ": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَإِنَّ".

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"ذَلِكَ".

(7)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(8)

قوله: "جل ذكره". عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(9)

لأبي الوقت: "ومن أجل".

(10)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أُصَيْحَابِكَ".

* [3682][التحفة: خت 5805 - خ 6464]

ص: 31

غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا

(1)

أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ

(2)

مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَفَتَحْتُ لَهُ فَإذَا أَبُو بَكْرٍ، فَبَشَّرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ

(3)

صلى الله عليه وسلم؛ فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَفَتَحْتُ لَهُ، فَإذَا هُوَ

(4)

عُمَرُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؛ فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ فَقَالَ لِي:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ" فَإِذَا عُثْمَانُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.

[3684] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَيوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

‌7 - بَابُ

(4)

مَنَاقِبُِ

(5)

عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَبِي عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ رضي الله عنه

-

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَحْفِرْ

(6)

بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ"؛ فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ.

وَقَالَ: "مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ"؛ فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ.

(1)

"حدّثني": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

حائط: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).

(3)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"رسول اللَّه".

(4)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

* [3683][التحفة: خ م ت س 9018]

* [3684][التحفة: خ 9670]

(5)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(6)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "يَحْفِرُ" بالرفع.

ص: 32

[3685] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ

(1)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دخَلَ حَائِطًا وَأَمَرَنِي بِحِفْظِ بَابِ الْحَائِطِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا عُمَرُ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَسَكَتَ هُنَيْهَةً

(2)

ثُمَّ قَالَ: "ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى سَتُصِيبُهُ" فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ.

قَالَ حَمَّادٌ

(3)

: وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ وَعَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، سَمِعَا أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى بِنَحْوِهِ.

وَزَادَ فِيهِ عَاصِمٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ قَاعِدًا فِي مَكَانٍ فِيهِ مَاءٌ قَدِ انْكَشَفَ

(4)

عَنْ رُكْبَتَيْهِ أَوْ رُكْبَتِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ غَطَّاهَا.

[3686] حدثني

(5)

أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ قَالَا: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَلِّمَ عُثْمَانَ لِأَخيهِ

(6)

الْوَليدِ؛ فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِيهِ، فَقَصَدْتُ لِعُثْمَانَ حَتَّى

(7)

خَرَجَ

(1)

بعده "ابن زيد"، كذا في غير فرع بقلم الحمرة من غير رقم ولا تصحيح. كتبه مصححه.

(2)

عليه صح صح.

هنيهة: قليل من الزمان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هنا).

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن سلمة".

(4)

للكشميهني: "كَشَفَ".

* [3685][التحفة: خ م ت س 9018]

(5)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فِي أَخِيهِ".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "حِينَ".

ص: 33

إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً وَهِيَ نَصِيحَةٌ لَكَ، قَالَ: يَا أَيُّهَا الْمَرْءُ

(1)

- قَالَ مَعْمَرٌ: أُرَاهُ قَالَ

(2)

: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ - فَانْصَرَفْتُ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ إِذْ جَاءَ رَسُولُ عُثْمَانَ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا نَصِيحَتُكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(3)

بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

فَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ، وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ خَلَصَ

(4)

إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا، قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(3)

بِالْحَقِّ فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ للهِ وَلرَسُولِهِ وَآمَنْتُ بِمَا بُعِثَ بِهِ، وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ كَمَا قُلْتَ، وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وبَايَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ

(5)

، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ مِثْلُهُ

(6)

، ثُمَّ عُمَرُ مِثْلُهُ

(7)

، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتُ، أَفَلَيْسَ لِي مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي لَهُمْ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ؟ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شَأْنِ الْوَليدِ فَسَنَأْخُذُ فِيهِ بِالْحَقِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِدَهُ

(7)

؛ فَجَلَدَهُ ثَمَانِينَ.

(1)

رقم عليه بعلامة السقوط (لا) ولم يرمز له برمز، وبعده لأبي ذر وعليه صح:"منك".

(2)

قوله: "أراه قال" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

خلص: الخلوص: الوصول والسلامة والنجاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلص).

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "مِثْلَهُ".

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَجْلِدَ".

* [3686][التحفة: خ 9826]

ص: 34

[3687] حدثني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ، حَدَّثَنَا شَاذَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَا نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ عُثْمَانَ

(1)

، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ

(2)

.

تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ

(3)

عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

[3688] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(4)

، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ مَوْهَبٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ

(5)

الْبَيْتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ؟ قَالَ

(6)

: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ، قَالَ: فَمَنِ الشَّيْخُ فِيهِمْ؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي: هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ

(7)

: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرُِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ؛ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ

(1)

قوله: "عمرَ ثمّ عثمانَ" عند أبي ذر: "عمرُ ثمّ عثمانُ" بالرفع.

(2)

هذا الحديث والذي بعده مؤخران عند أبي ذر - وعليه صح - عن حديث أنس الآتي بعدهما.

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن صالح".

* [3687][التحفة: خ د 8028]

(4)

قوله: "ابن إسماعيل" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وحجَّ". ووقعت العبارة في حاشية البقاعي هكذا: "يُريد حج البَيتِ" ونسبها لنسخة.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فقالوا"، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"فقال".

(7)

"قال" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

ص: 35

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ"، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرُِّضْوَانِ؛ فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ

(1)

مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرُِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُمْنَى:"هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ لِعُثْمَانَ"، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَا الْآنَ مَعَكَ.

[3689] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَن أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ؛ فَرَجَفَ

(2)

، وَقَالَ

(3)

: "اسْكُنْ أُحُدُ" أَظُنُّهُ ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ: "فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ"

(4)

.

‌8 - قِصَّةُ

(5)

الْبَيْعَةِ

(6)

وَالاِتِّفَاقُ

(6)

عَلَى عُثْمَانَ

(6)

بْنِ عَفَّانَ

(7)

رضي الله عنه

-

[3690] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو

(1)

قوله: "أعز ببطن مكة" عند أبي ذر: "ببطن مكة أعز".

* [3688][التحفة: خ ت 7319]

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فرجفت".

(3)

"فقال" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(4)

هذا الحديث وقع عند أبي ذر - وعليه صح - مقدمًا على الحديثين السابقين.

* [3689][التحفة: خ د ت س 1172]

(5)

رقم عليه للحموي، وقبله لأبي ذر عن الحموي، وعليه صح:"بابُ".

(6)

رقم عليه للحموي.

(7)

رقم عليه للحموي. وبعده لأبي ذر، والحموي:"وفيه مقتل عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه". وفي حاشية البقاعي: "عنه" بدل: "عنهما".

ص: 36

بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ وَقَفَ

(1)

عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا؟ أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ؟ قَالَا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ مَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ، قَالَ: انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ، قَالَ: قَالَا: لَا، فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا، قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ، قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ: استَوُوا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ

(2)

خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ

(3)

يُوسُفَ أَوِ النَّحْلَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلَا

(4)

شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ

(5)

، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا

(6)

، فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلَاةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصَرَفُوا

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَوَقَفَ".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فِيهِمْ".

(3)

لأبي ذر، وعليه صح:"بسورةِ".

(4)

"لا" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

عليه صح، وفي نسخة (خ):"تسعة".

(6)

برنسا: كل ثوب رأسُه منه ومُلْتَصق به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برنس).

ص: 37

قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: الصَّنَعُ

(1)

؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي

(2)

بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ

(3)

بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ

(4)

أكثَرَهُمْ رَقِيقًا، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ، أَيْ: إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا، قَالَ

(5)

: كَذَبْتَ بَعْدَمَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ وَصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ وَحَجُّوا حَجَّكُمْ، فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِلٌ يَقُولُ: لَا بَأْسَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: أَخَافُ عَلَيْهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ

(6)

فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ

(7)

، فَعَلِمُوا

(8)

أَنَّهُ مَيِّتٌ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَجَاءَ النَّاسُ

(9)

يُثْنُونَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ، فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ لَكَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدَمٍ

(10)

فِي الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ شَهَادَةٌ، قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ

(11)

لَا عَلَيَّ وَلَا لِي، فَلَمَّا أَدْبَرَ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الْأَرْضَ،

(1)

الصنع: المحسن للصناعة. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 47).

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "مَنِيَّتِي" وقبله صح.

(3)

العلوج: جمع عِلج، وهو الرجل من كفار العجم وغيرهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: علج).

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "العباس".

(5)

: "فقال" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فشرب".

(7)

"جَوْفِهِ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فَعَرَفُوا".

(9)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "فجعلوا".

(10)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"وَقِدَمٍ".

(11)

عليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر:"كفافا".

ص: 38

قَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلَامَ، قَالَ: ابْنَ

(1)

أَخِي، ارْفَعْ ثَوْبَكَ؛ فَإِنَّهُ أَبْقَى

(2)

لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّكَ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ: انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ، قَالَ: إِنْ وَفَى لَهُ مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيرِهِمْ فَأَدِّ عَنِّي هَذَا الْمَالَ، انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا، وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ، قَالَ ارْفَعُونِي، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ

(3)

: الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذِنَتْ، قَالَ: الْحَمْدُ للَّهِ مَا كَانَ مِنْ

(4)

شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قَضَيْتُ

(5)

فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ سَلِّمْ فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، وَجَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ فَبَكَتْ

(6)

عِنْدَهُ سَاعَةً، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ فَوَلَجَتْ دَاخِلًا لَهُمْ، فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ فَقَالُوا: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "يا ابن".

(2)

للحموي، والمستملي:"أَنْقَى".

(3)

عليه صح.

(4)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

"قُبِضْتُ" كذا في هامش الفرع.

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَمَكَثَتْ".

ص: 39

اسْتَخْلِفْ، قَالَ: مَا أَجِدُ

(1)

أَحَقَّ

(2)

بِهَذَا الْأمرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَوِ الرَّهْطِ

(3)

الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ، فَإِنْ أَصَابَتِ الْإِمْرَةُ

(4)

سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ؛ فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ

(5)

عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ، وَقَالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الْأوَّلِينَ أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنصَارِ خَيْرًا {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ}

(6)

أَنْ يُقْبَلَ

(2)

مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَأَنْ يُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الْأَمْصَارِ خَيْرًا؛ فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ، وَجُبَاةُ الْمَالِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَأَلَّا

(7)

يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأعرَابِ خَيْرًا؛ فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ

(8)

الْإِسْلَامِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ

(9)

وَيُرَدَّ

(10)

عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ

(1)

قوله: "ما أجدُ"؛ بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "أحدًا"، وفي نسخة (خ):"ما أحدٌ".

(2)

عليه صح.

(3)

الرهط: الرهط من الرجال ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "الْإِمَارَةُ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "مِنْ".

(6)

[الحشر: 9].

(7)

قوله: "وأن لا" لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "ولا".

(8)

في حاشية البقاعي: "وقَادَةُ" ونسبه لنسخة.

مادة: الذين يعينونهم ويكثرون جيوشهم ويتقوى بزكاة أموالهم. وكل ما أعنت به قوما في حرب أو غيره فهو مادة لهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مدد).

(9)

حواشي أموالهم: صغارها وأدانيها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 314).

(10)

ضبطه برسمين معًا؛ بالياء المثناة التحتية "وَيُرَدَّ"، وبالتاء المثناة الفوقية:"وَتُرَدَّ".

ص: 40

بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم

(2)

أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ، فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَتْ: أَدْخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَلَمَّا فُرغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ طَلحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ، وَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ؟ وَاللَّهُ

(3)

عَلَيْهِ وَالْإِسْلَامُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ، فَأُسْكِتَ

(4)

الشَّيْخَانِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ وَاللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا آلُوْ

(5)

عَنْ أَفْضَلِكُمْ؟ قَالَا: نَعَمْ، فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا، فَقَالَ لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْقَدَمُ

(6)

فِي الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَاللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ، ثُمَّ خَلَا بِالْآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ، فَبَايَعَهُ، فَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ، وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ.

(1)

كذا في جميع الفروع التي بأيدينا مضافًا إلى الضمير لا الظاهر. كتبه مصححه.

(2)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(3)

كذا بالضبطين في فرعين معنا. كتبه مصححه.

(4)

قال أبو ذر: بفتح الهمزة والكاف أصوب. اهـ. يونينية.

(5)

"آلُوْ". كذا في جميع الفروع معنا الواو غير منصوبة بل في أحدها الواو عليها سكون كما ترى فأن مخففة. كتبه مصححه.

آلو: أقصر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألو).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وَالْقِدَمُ".

* [3690][التحفة: خ س 10618]

ص: 41

‌9 - بَابُ

(1)

مَنَاقِبُِ

(2)

عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ

(3)

أَبِي الْحَسَنِ

(4)

رضي الله عنه

-

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ

(5)

".

وَقَالَ

(6)

عُمَرُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ.

[3691] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ"، قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ

(7)

لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو

(8)

أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ:"أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ " فَقَالُوا: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ"

(9)

، فَلَمَّا جَاءَ بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا

(10)

لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ

(11)

الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(3)

قوله: "القرشي الهاشمي" رقم عليه بعلامة التأخير، وعليه صح.

(4)

قوله: "أبي الحسن" رقم عليه بعلامة التقديم، وعليه صح.

(5)

قوله: "وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت مني وأنا منك" متأخر عند أبي ذر، وعليه صح، على قوله: "وقال عمر

إلخ".

(6)

قوله: "وقال عمر

إلخ" مقدّم على ما قبله عند أبي ذر، وعليه صح.

(7)

يدوكون: يخوضون ويموجون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دوك).

(8)

عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"يَرْجُونَ".

(9)

قوله: "فأرسِلوا إليه فأتُوني به" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فأرسَلوا إليه فأُتيَ به".

(10)

لأبي ذر، وعليه صح:"فدعا".

(11)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَأُعْطِيَ".

ص: 42

يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: "انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ

(1)

يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ".

[3692] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ قَدْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ، وَكَانَ بِهِ رَمَدٌ، فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَهَا اللَّهُ فِي صَبَاحِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ - أَوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ - غَدًا رَجُلًا

(2)

يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ - أَوْ قَالَ: يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ - يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ

(3)

"، فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَمَا نَرْجُوهُ، فَقَالُوا: هَذَا عَلِيٌّ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.

[3693] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، فَقَالَ: هَذَا فُلَانٌ لِأَمِيرِ الْمَدِينَةِ يَدْعُو عَلِيًّا عِنْدَ الْمِنْبَرِ، قَالَ: فَيَقُولُ: مَاذَا؟ قَالَ: يَقُولُ لَهُ: أَبُو تُرَابٍ؛ فَضحِكَ، قَالَ

(5)

: وَاللَّهِ مَا سَمَّاهُ إِلَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَمَا كَانَ لَهُ

(6)

اسْمٌ أَحَبَّ

(7)

إِلَيْهِ مِنْهُ، فَاسْتَطْعَمْتُ

(1)

في اليونينية بكسر اللام.

* [3691][التحفة: خ م 4713]

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "رَجُلٌ".

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَلَى يَدَيْهِ".

(4)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "الرايةَ".

* [3692][التحفة: خ م 4543]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(6)

قوله: "كان واللَّه" بغير رقم "كان واللَّه له" ورقم فوق "واللَّه" بعلامة السقوط.

(7)

لأبي ذر وعليه صح "أحَبُّ" بالرفع.

ص: 43

الْحَدِيثَ سَهْلًا وَقُلْتُ

(1)

: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، كَيْفَ

(2)

؟ قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ

(3)

ثُمَّ خَرَجَ فَاضْطَجَعَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ " قَالَتْ: فِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَوَجَدَ رِدَاءَهُ قَدْ سَقَطَ عَنْ ظَهْرِهِ، وَخَلَصَ التُّرَابُ إِلَى ظَهْرِهِ فَجَعَلَ يَمْسَحُ التُّرَابَ

(4)

عَنْ ظَهْرِهِ فَيَقُولُ: "اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَابٍ" مَرَّتَيْنِ.

[3694] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنْ عُثْمَانَ، فَذَكَرَ عَنْ مَحَاسِنِ عَمَلِهِ، قَالَ: لَعَلَّ ذَاكَ يَسُوءُكَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَرْغَمَ اللَّهُ بِأَنْفِكَ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ عَلِيٍّ، فَذَكَرَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ، قَالَ: هُوَ ذَاكَ بَيْتُهُ أَوْسَطُ بُيُوتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: لَعَل ذَاكَ يَسُوءُكَ؟ قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: فَأَرْغَمَ اللَّهُ بِأَنْفِكَ، انْطَلِقْ فَاجْهَدْ عَلَيَّ

(5)

جَهْدَكَ.

[3695] حدثني

(6)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ

(7)

، فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا،

(1)

لأبي الوقت: "فقلت".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ذلك".

(3)

بعده: "عليهما السلام"، كذا بين السطور في الأصل المعوّل عليه بلا رقم.

(4)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

* [3693][التحفة: خ م 4714]

(5)

عليه صح.

* [3694][التحفة: خ 7046]

(6)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(7)

قوله: "فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ" لأبي ذر عن الكشميهني "فَأُتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْيٍ".

سبي: السبي: الأسرى. (انظر: لسان العرب، مادة: سبي).

ص: 44

فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقَالَ:"عَلَى مَكَانِكُمَا"، فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، وَقَالَ: "أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا

(1)

أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَا

(2)

ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَا

(3)

ثَلَاثَةً

(4)

وَثَلَاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ".

[3696] حدثني

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ "

(6)

.

[3697] حدثنا

(7)

عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: اقْضُوا كَمَا

(8)

كُنْتُمْ تَقْضُونَ؛ فَإِنِّي أَكْرَهُ الاِخْتِلَافَ حَتَّى يَكُونَ لِلنَّاسِ جَمَاعَةٌ

(9)

أَوْ أَمُوتَُ

(10)

كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي.

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "تكبران"، ولأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"فكَبِّرَا".

(2)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"وتسبحان"، ولأبي ذر، والكشميهني:"وَسَبِّحَا".

(3)

لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"وتحمدان"، ولأبي ذر، والكشميهني:"وَاحْمَدَا".

(4)

لأبي ذر: "ثلاثًا".

* [3695][التحفة: خ م د 10210]

(5)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(6)

وقع هذا مؤخرًا عند أبي ذر عن حديث علي رضي الله عنه الآتي (3707).

* [3696][التحفة: خ م س ق 3840]

(7)

ليس عند "ق"، وعليه صح.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَى مَا".

(9)

قوله: "للنَّاس جماعةٌ" لأبي ذر وعليه صح: "النَّاسُ جَمَاعَةً".

(10)

كذا بالضبطين وعليه صح معًا.

ص: 45

فَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى أَنَّ عَامَّةَ مَا يُرْوَى عَلَى

(1)

عَلِيٍّ الْكَذِبُ

(2)

.

‌10 - بَابُ

(3)

مَنَاقِبُِ

(4)

جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

(5)

وَقَالَ

(6)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي".

[3698] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجهَنِيُّ

(7)

، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَإِنِّي كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِبَعِ

(8)

بَطْنِي حَتَّى

(9)

لَا آكُلُ الْخَمِيرَ، وَلَا أَلْبَسُ الْحَبِيرَ

(10)

، وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانَةُ، وَكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ مِنَ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الْآيَةَ هِيَ مَعِي؛ كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي، وَكَانَ أَخْيَرَ

(11)

النَّاسِ لِلْمِسْكينِ

(12)

جَعْفَرُ بْنُ أبِي طالِبٍ، كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيطعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"عَنْ".

(2)

هذا الحديث مقدم عند أبي ذر قبل حديث سعد السابق وعليه صح.

* [3697][التحفة: خ 10236]

(3)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(4)

على الضمة صح ورقم له لأبي ذر.

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الهاشمي رضي الله عنه".

(6)

"وقال له" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(7)

"الجهنِيِّ" من اليونينية.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لِيَشْبَعَ". وضبطه في حاشية البقاعي هكذا: "ليشبِعَ".

(9)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"حين".

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"الحرير".

(11)

لأبي ذر عن الكشميهني: "خَيْرَ".

(12)

لأبي ذر وعليه صح: "لِلْمَسَاكِينِ".

ص: 46

حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ

(1)

الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ فَنَشُقُّهَا

(2)

فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا.

[3699] حَدَّثَني

(3)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى ابْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ.

‌11 - ذِكْرُ

(4)

الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

-

[3700] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا، قَالَ: فَيُسْقَوْنَ.

(1)

العكة: وعاء من جلود مستدير، يختص بالسمن والعسل، وهو بالسمن أخص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عكك).

(2)

عليه صح.

* [3698][التحفة: خ 13021]

(3)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

* [3699][التحفة: خ س 7112]

(4)

من قوله: "العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه. حدثنا الحسن .... " إلى قوله: "

فاسقنا قال فيسقون. باب" ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح.

* [3700][التحفة: خ 10411]

ص: 47

‌12 - بَابُ مَنَاقِبُِ

(1)

قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْقَبَةِ

(2)

فَاطِمَةَ عليها السلام بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

[3701] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا

(3)

أَفَاءَ

(4)

اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، تَطْلُبُ صَدَقَةَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ

(5)

وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ.

[3702] فقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا فَهُوَ

(6)

صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ - يَعْنِي: مَالَ اللَّهِ - لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا عَلَى الْمَأْكَلِ"، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَاتِ النَّبِيِّ

(7)

صلى الله عليه وسلم الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ ثُمَّ قَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَضِيلَتَكَ، وَذَكَرَ قَرَابَتَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

كذا بالوجهين، ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(2)

من قوله: "منقبة" إلى قوله: "الجنة" ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح مرتين.

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "مِمَّا".

(4)

أفاء: الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"وَفَدَكَ".

* [3701][التحفة: خ م د س 6630]

(6)

ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

(7)

لأبي ذر، وعليه صح:"رسول اللَّه".

ص: 48

وَحَقَّهُمْ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي.

[3703] أخبَرني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهم قَالَ: ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.

[3704] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ

(2)

مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي"

(3)

.

[3705] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي

(4)

قُبِضَ فِيهَا فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ؛ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا؛ فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ؛ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ؛ فَضَحِكْتُ.

* [3702][التحفة: خ م د س 6630]

(1)

رقم عليه بعلامة السقوط، ولم يرمز له برمز، وعليه صح. وعند أبي ذر وعليه صح:"حدثنا".

* [3703][التحفة: خ 6603]

(2)

بضعة: القطعة من اللحم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بضع).

(3)

هذا الحديث والذي بعده ليسا عند أبي ذر، ورقم صح على بداية السقوط.

* [3704][التحفة: ع 11267]

(4)

قوله: "في شكواه الذي" في القسطلاني: وفي نسخة من الفرع: "في شكواه التي". كتبه مصححه.

* [3705][التحفة: خ م س 16339]

ص: 49

‌13 - بَابُ

(1)

مَنَاقِبُِ

(2)

الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ حَوَارِيُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسُمِّيَ الْحَوَارِيُّونَ لِبَيَاضِ ثِيَابِهِم.

[3706] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: أَصَابَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رُعَافٌ

(3)

شَدِيدٌ سَنَةَ الرُّعَافِ حَتَّى حَبَسَهُ عَنِ الْحَجِّ، وَأَوْصَى فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: اسْتَخْلِفْ، قَالَ: وَقَالُوهُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَمَنْ؟ فَسَكَتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ أَحْسِبُهُ الْحَارِثَ، فَقَالَ: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ عُثْمَانُ: وَقَالُوا، فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ، قَالَ: فَلَعَلَّهُمْ قَالُوا: الزُّبَيْرَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَخَيْرُهُمْ مَا عَلِمْتُ، وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[3707] حدثني

(4)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، سَمِعْتُ مَرْوَانَ: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: اسْتَخْلِفْ، قَالَ: وَقِيلَ ذَاكَ

(5)

، قَالَ: نَعَمْ، الزُّبَيْرُ، قَالَ: أَمَا

(6)

وَاللَّهِ، إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ خَيْرُكُمْ ثَلَاثًا.

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

كذا بالضبطين ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(3)

رعاف: ما يسبق من الدم. (انظر: الفائق في غريب الحديث)(2/ 67).

* [3706][التحفة: خ س 9838]

(4)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ذَلِكَ".

(6)

لأبي ذر، والكشميهني:"أَمَ".

* [3707][التحفة: خ س 9838]

ص: 50

[3708] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ هُوَ: ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّ

(1)

، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ".

[3709] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كُنْتُ يَوْمَ الْأَحْزَابِ جُعِلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي النِّسَاءِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ عَلَى فَرَسِهِ يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَلَمَّا رَجَعْتُ قُلْتُ: يَا أَبَتِ، رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ، قَالَ: أَوَهَلْ رَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ؟ قُلْتُ

(3)

: نَعَمْ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ يَأْتِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأْتِينِي

(4)

بِخَبَرِهِمْ؟ " فَانْطَلَقْتُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي.

[3710] حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلَا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ عُرْوَةُ: فَكُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ

(5)

أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ.

(1)

عليه صح. كذا في غير فرع منصوبًا منونًا مصححًا عليه بدون ألف. كتبه مصححه. وجعله في حاشية البقاعي من غير تنوين، ونسبه لنسخة.

حواري: حواري الرجل: خاصته وناصره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حور).

* [3708][التحفة: خ 3058]

(2)

بعده لأبي ذر: "أخبرنا عبد اللَّه أخبرنا" وعلى أوله وآخره صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فيأْتِنِي".

* [3709][التحفة: خ م ت س ق 3622]

(5)

وقع في اليونينية بكسر الراء.

* [3710][التحفة: خ 3635]

ص: 51

‌14 - بابُ

(1)

ذِكْرِ

(2)

طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ

وَقَالَ عُمَرُ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ.

[3711 - 3712] حَدَّثَنِي

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ

(4)

صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي قَاتَلَ فِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ عَنْ حَدِيثِهِمَا.

[3713] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتِي وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَلَّتْ.

‌15 - بَابُ

(5)

مَنَاقِبُِ

(6)

سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ

وَبَنُو زُهْرَةَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ

[3714] حدثني

(7)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: جَمَعَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "مَنَاقِبِ".

(3)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "نَبِيَّ اللَّهِ".

* [3711 - 3712][التحفة: خ م 3903]

* [3713][التحفة: خ ق 5007]

(5)

ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

(6)

كذا بالوجهين، ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(7)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

* [3714][التحفة: خ م ت س ق 3857]

ص: 52

[3715] حدثنا مَكِّيُّ

(1)

بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا ثُلُثُ الْإِسْلَامِ.

[3716] حدثني

(2)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ.

تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا

(3)

هَاشِمٌ.

[3717] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا رضي الله عنه يَقُولُ: إِنِّي لَأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيضَعُ كَمَا يَضَعُ الْبَعِيرُ أَوِ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ

(4)

، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي

(5)

عَلَى الْإِسْلَامِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي، وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ قَالُوا: لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي.

(1)

"الْمَكِّيُّ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

* [3715][التحفة: خ 3897]

(2)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(3)

"عن هاشم"، كذا في غير فرع بقلم الحمرة بلا رقم ولا تصحيح. كتبه مصححه.

* [3716][التحفة: خ ق 3859]

(4)

ما له خلط: ما يخالطه شيء من ثفل الطعام غيره. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 236).

(5)

تعزرني على الإسلام: توبخني على التقصير فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عزر).

* [3717][التحفة: خ م ت س ق 3913]

ص: 53

‌16 - بَابُ

(1)

ذِكْرُِ

(2)

أَصْهَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

مِنْهُمْ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ.

[3718] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: "أَمَّا بَعْدُ، أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ

(3)

مِنِّي، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا، وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ" فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ.

وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيٍّ

(4)

، عَنْ مِسْوَرٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ صِهْرًا

(5)

لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ، قَالَ:"حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي".

(1)

ليس عند أبي ذر، وعلى أوله وآخره صح.

(2)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مُضْغَةٌ".

(4)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "ابن الحسين".

(5)

صهرا: ما كان من خِلْطة تُشْبِه القرابة يُحْدثها التزويج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صهر).

* [3718][التحفة: خ م د س ق 11278]

ص: 54

‌17 - بَابُ

(1)

مَنَاقِبُِ

(2)

زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

وَقَالَ الْبَرَاءُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا".

[3719] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَنْ

(3)

تَطْعُنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ".

[3720] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ قَائِفٌ

(4)

وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَاهِدٌ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مُضْطَجِعَانِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، قَالَ: فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأَعْجَبَهُ، فَأَخْبَرَ

(5)

بِهِ عَائِشَةَ.

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(3)

كذا في اليونينية الهمزة مفتوحة وفي الفرع مكسورة.

* [3719][التحفة: خ 7181]

(4)

قائف: القائف: الذي يتتبع الآثار ويعرفها، ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قوف).

(5)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"وَأَخْبَرَ".

* [3720][التحفة: خ م 16402]

ص: 55

‌18 - بَابُ

(1)

ذِكْرُِ

(2)

أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ

[3721] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(3)

، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَخْزُومِيَّةِ فَقَالُوا: مَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟.

[3722] وَحدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: ذَهَبْتُ أَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ عَنْ حَدِيثِ الْمَخْزُومِيَّةِ، فَصَاحَ بِي، قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَلَمْ تَحْتَمِلْهُ

(4)

عَنْ أَحَدٍ؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ فِي كِتَابٍ كَانَ كَتَبَهُ أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فَلَمْ يَجْتَرِئْ أَحَدٌ أَنْ يُكَلِّمَهُ، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: "إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ

(5)

الضَّعِيفُ قَطَعُوهُ، لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ لَقَطَعْتُ يَدَهَا".

‌19 - بَابٌ

(1)

[3723] حدثني

(6)

الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبَّادٍ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(3)

قوله: "ابن سعيد" ليس عند أبي ذر.

* [3721][التحفة: ع 16578]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "تَحْمِلْهُ".

(5)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "فيهم".

* [3722][التحفة: خ س 16415]

(6)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

ص: 56

الْمَاجِشُونُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: نَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ إِلى رَجُلٍ يَسْحَبُ ثِيَابَهُ

(1)

فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: انْظُرْ، مَنْ هَذَا؟ لَيْتَ هَذَا عِنْدِي

(2)

، قَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: أَمَا تَعْرِفُ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: فَطَأْطَأَ ابْنُ عُمَرَ رَأْسَهُ وَنَقَرَ بِيَدَيْهِ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَأَحَبَّهُ.

[3724] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ:"اللَّهُمَّ أَحِبَّهُمَا؛ فَإِنِّي أُحِبُّهُمَا".

[3725] وَقال نُعَيْمٌ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي مَوْلًى لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ - وَكَانَ أَيْمَنُ بْنُ أُمِّ أَيْمَنَ أَخَا أُسَامَةَ

(3)

لِأُمِّهِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - فَرَآهُ ابْنُ عُمَرَ لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ

(4)

، فَقَالَ: أَعِدْ.

[3726] قال

(2)

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

(5)

: وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا

(1)

قوله: "يسحبُ ثيابَهُ" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "تسحبُ ثيابُهُ". وفي القسطلاني: "ثيابُه" رفعٌ على الفاعلية. كتبه مصححه.

(2)

عليه صح.

* [3723][التحفة: خ 7210]

* [3724][التحفة: خ س 102]

(3)

"بن زيد" كذا في غير فرع بقلم الحمرة بلا رقم ولا تصحيح. كتبه مصححه.

(4)

قوله: "ولا سجوده" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

* [3725][التحفة: خ 6686]

(5)

ليس عند أبي ذر.

ص: 57

الْوَلِيدُ

(1)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِذْ دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ

(2)

فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ، فَقَالَ: أَعِدْ، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَأَحَبَّهُ، فَذَكَرَ حُبَّهُ وَ

(3)

مَا وَلَدَتْهُ أُمُّ أَيْمَنَ.

قَالَ: وَحَدَّثَنِي

(4)

بَعْضُ أَصْحَابِي عَنْ سُلَيْمَانَ: وَكَانَتْ حَاضِنَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌20 - بَابُ

(5)

مَنَاقِبُِ

(6)

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما

-

[3727] حدثنا

(7)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكُنْتُ

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن مسلم".

(2)

قوله: "الحجاج بن أيمن"، عند أبي ذر عن الكشميهني وعليه صح:"الحجاج بن الأيمن ابن أم أيمن".

(3)

عليه علامة التضبيب.

(4)

"وَزَادَنِي" عليه صح، ورقم على الواو بعلامة السقوط عند أبي ذر، وعلى باقيه بعلامة أبي ذر وعليه صح.

* [3726][التحفة: خ 6686]

(5)

ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

(6)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(7)

قبله لأبي ذر: "حدثنا محمد". قال أبو ذر: محمد هذا هو ابن إسماعيل مؤلف الكتاب رضي الله عنه. اهـ. من اليونينية.

ص: 58

غُلَامًا

(1)

أَعْزَبَ

(2)

، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيِ الْبِئْرِ

(3)

، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ

(4)

، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ"

(5)

.

قالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.

[3728 - 3729] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أُخْتِهِ حَفْصَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:"إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ".

(1)

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"شابًا".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عَزَبًا".

(3)

كقرني البئر: قرنا البئر هما الدعامتان من البناء، أو خشبتان تمتد عليهما الخشبة التي تعلق فيها البكرة. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 179).

(4)

في حاشية البقاعي: "لَن تُرعْ لَن تُرَعْ" ونسبه لنسخة.

تراع: الروع: الفزع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روع).

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"مِنَ اللَّيْلِ".

* [3727][التحفة: خ م ق 6936 - خ م ق 15805]

* [3728 - 3729][التحفة: خ م ق 15805]

ص: 59

‌21 - بَابُ

(1)

مَنَاقِبُِ

(2)

عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ رضي الله عنهما

-

[3730] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمُغِيرَة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صالِحًا، فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقُلْتُ: إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صالِحًا فَيَسَّرَكَ لِي، قَالَ

(3)

: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ صاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالْمِطْهَرَةِ

(4)

؟، وَفِيكُمُ

(5)

الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى

(6)

لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم

(7)

، أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي لَا يَعْلَمُ

(8)

أَحَدٌ غَيْرُهُ؟، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ يَقْرَأُ عَبْدُ اللَّهِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغشَى}

(9)

؟ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى)}

(10)

، قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ.

(1)

ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

(2)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(4)

لأبي ذر عن الحموي: "وَالْمِطْهَرِ".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَفِيكُمُ".

(6)

قبله لأبي ذر وعليه صح: "يعني".

(7)

ليس عند أبي ذر.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لَا يَعْلَمُهُ".

(9)

[الليل: 1].

(10)

[الليل: 1 - 2]. وقوله: " {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} " ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

* [3730][التحفة: خ س 10956]

ص: 60

[3731] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَجَلَسَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: أَليْسَ فِيكُمْ - أَوْ مِنْكُمْ - صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ

(1)

غَيْرُهُ - يَعْنِي حُذَيْفَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ أَوْ مِنْكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

يَعْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ يَعْنِي: عَمَّارًا؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَليْسَ فِيكُمْ أَوْ مِنْكُمْ صَاحِبُ السِّوَاكِ

(3)

أَوِ السِّرَارِ

(4)

؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}

(5)

؟ قُلْتُ: وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، قَالَ: مَا زَالَ بِي هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يَسْتَنْزِلُونِي

(6)

عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم.

‌22 - بَابُ

(8)

مَنَاقِبُِ

(9)

أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه

-

[3732] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يعلمُ".

(2)

ليس عند أبي ذر.

(3)

عليه صح.

(4)

عليه صح صح، وعند أبي ذر عن الحموي، وللمستملي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"السِّوادِ". وأضاف في حاشية البقاعي: "والوِسَادِ" ورقم عليه للأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني.

السرار: المساررة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرر).

(5)

[الليل: 1، 2].

(6)

"يَسْتَنْزِلُونَنِي" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(7)

قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح "النبي".

* [3731][التحفة: خ س 10956]

(8)

ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

(9)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

ص: 61

قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

(1)

، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ

(2)

لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ".

[3733] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ

(3)

، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ نَجْرَانَ: "لَأبعَثَنَّ

(3)

-يَعْنِي عَلَيْكُمْ يَعْنِي أَمِينًا

(4)

- حَقَّ أَمِينٍ" فَأَشْرَفَ

(5)

أَصْحَابُهُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ رضي الله عنه.

‌23 - بَابُ ذِكْرِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ

(6)

‌24 - بَابُ

(7)

مَنَاقِبُِ

(8)

الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما

-

(9)

قَالَ

(10)

نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَانَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ.

(1)

قوله: "ابن مالك" ليس عند أبي ذر.

(2)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.

* [3732][التحفة: خ م س 948]

(3)

عليه صح.

(4)

قوله: "يعني عليكم يعني أمينًا" على أوله صح، وليس عند أبي ذر. وقوله:"يعني" الثانية ثابتة في جميع الفروع التي بأيدينا. كتبه مصححه.

(5)

زاد في حاشية البقاعي: "لها" ونسبه لنسخة.

فأشرف: تَطَلَّع وَتَعَرَّض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).

* [3733][التحفة: خ م ت س ق 3350]

(6)

قوله: "باب ذكر مصعب بن عمير" ليس عند أبي ذر، وعلى أوله وآخره صح.

(7)

ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

(8)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(9)

بغير رقم "عليهما السلام" وعليه صح.

(10)

"وقال" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

ص: 62

[3734] حدثنا صَدَقَةُ، حَدَّثَنَا

(1)

ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا

(1)

أَبُو مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ، سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّة وَيَقُولُ: "ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ

(2)

مِنَ الْمُسْلِمِينَ".

[3735] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ

(3)

، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا". أَوْ كَمَا قَالَ.

[3736] حدثني

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أُتِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ

(5)

عليه السلام، فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ وَقَالَ فِي حُسْنِهِ شَيْئًا، فَقَالَ أَنَسٌ: كَانَ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسْمَةِ.

[3737] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ

(6)

، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيٌّ، قَالَ:

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(2)

عليه صح.

* [3734][التحفة: خ د ت س 11658]

(3)

"معتمر" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

* [3735][التحفة: خ س 102]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(5)

بعده: "بن علي". كذا في غير فرع بالهامش مرقوما بقلم الحمرة بلا تصحيحٍ ورقْمٍ، كتبه مصححه. وفي حاشية البقاعي نسبه لنسخة.

* [3736][التحفة: خ 1464]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "ابن منهال".

ص: 63

سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَالْحَسَنُ

(1)

عَلَى عَاتِقهِ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَُّهُ".

[3738] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(2)

عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه وَحَمَلَ الْحَسَنَ وَهْوَ يَقُولُ: بِأَبِي شَبِيهٌ

(3)

بِالنَّبِيِّ لَيْسَ شَبِيهٌ

(4)

بِعَلِيٍّ، وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ.

[3739] حدثني

(5)

يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَصَدَقَةُ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(6)

فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.

[3740] حدثني

(5)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ

(7)

.

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن علي".

* [3737][التحفة: خ م ت س 1793]

(2)

لأبي ذر، وعليه صح:"أخبرنا".

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي الوقت: "شبيهًا".

* [3738][التحفة: خ س 6609]

(5)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(6)

ليس عند أبي ذر.

* [3739][التحفة: خ 6603]

(7)

قوله: "وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرني أنسٌ" مؤخر لأبي ذر وعليه صح.

ص: 64

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسٌ

(1)

قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.

[3741] حدثني

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ عَنِ الْمُحْرِمِ، قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسِبُهُ يَقْتُلُ الذُّبَابَ، فَقَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنِ

(3)

الذُّبَابِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هُمَا رَيْحَانَتَايَ

(4)

مِنَ الدُّنْيَا".

‌25 - بَابُ

(5)

مَنَاقِبُِ

(6)

بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما

-

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ".

[3742] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَخْبَرَنَا

(2)

جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي: بِلَالًا.

(1)

قوله: "قال: لم يكن أحدٌ أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي" مقدم لأبي ذر على ما قبله وعليه صح.

* [3740][التحفة: خ ت 1539]

(2)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(3)

زاد في حاشية البقاعي: "قَتْلِ" ونسبه لنسخة.

(4)

عند أبي ذر وعليه صح: "رَيْحَانِي".

* [3741][التحفة: خ ت 7300]

(5)

ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

(6)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

* [3742][التحفة: خ 10424]

ص: 65

[3743] حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، أَنَّ بِلَالًا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي للَّهِ فَدَعْنِي وَعَمَلَ اللَّهِ

(1)

.

‌26 - بَابُ

(2)

ذِكْرُِ

(3)

ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما

-

[3744] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضمَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ

(4)

: "اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ".

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، وَقَالَ

(5)

: "عَلِّمْهُ الْكِتَابَ".

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ مِثْلَهُ

(6)

.

‌27 - بَابُ

(2)

مَنَاقِبُِ

(3)

خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنه

-

[3745] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقَالَ: "أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ

(7)

جَعْفَرٌ

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَعَمَلِي لِلهِ".

* [3743][التحفة: خ 2046]

(2)

ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح.

(3)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "اللهم".

(6)

بعده لأبي ذر عن المستملي: "والحكمة الإصابة في غير النبوة".

* [3744][التحفة: خ ت س ق 6049]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "أَخَذَهَا".

ص: 66

فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ

(1)

ابْنُ رَوَاحَةَ

(1)

فَأُصِيبَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ

(2)

، حَتَّى أَخَذَ

(3)

سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ".

‌28 - بَابُ

(4)

مَنَاقِبُِ

(5)

سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رضي الله عنه

-

[3746] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَبَدَأَ بِهِ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ". قَالَ: لَا أَدْرِي بَدَأَ بِأُبَيٍّ أَوْ بِمُعَاذٍ

(6)

.

‌29 - بَابُ

(4)

مَنَاقِبُِ

(5)

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه

-

[3747] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَقَالَ:"إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا"

(1)

عليه صح.

(2)

تذرفان: ذرَفَت العين تذرِف إذا جرى دمعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرف).

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَخَذَهَا".

* [3745][التحفة: خ س 820]

(4)

ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح.

(5)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن جبل".

* [3746][التحفة: خ م ت س 8932]

ص: 67

وَقَالَ: "اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ".

[3748] حدثنا مُوسَى، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: دَخَلْتُ الشَّامَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا

(1)

، فَرَأَيْتُ شَيْخًا مُقْبِلًا، فَلَمَّا دَنَا قُلْتُ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اسْتَجَابَ

(2)

، قَالَ: مِنْ أَيْنَ

(3)

أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: أَفَلَمْ

(4)

يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ

(2)

وَالْمِطْهَرَةِ؟ أَوَلَمْ

(5)

يَكُنْ فِيكُمُ الَّذِي أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطَانِ؟ أَوَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟ كَيْفَ قَرَأَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ {وَاللَّيْلِ

(6)

}؟ فَقَرَأْتُ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى)}

(7)

قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاهُ إِلَى فِيَّ، فَمَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يَرُدُّونِي

(8)

.

[3749] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ

(9)

وَالْهَدْيِ مِنَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

* [3747][التحفة: خ م ت 8933]

(1)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "صالحًا".

(2)

عليه صح.

(3)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فلم".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "ولم".

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إذا يغشى".

(7)

[الليل: 1، 2].

(8)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"يَرُدُّونَنِي".

* [3748][التحفة: خ س 10956]

(9)

السمت: أي: حسن هيئته ومنظره في الدين، وليس من الحسن والجمال، وقيل: السمت هو الطريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سمت).

ص: 68

حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ

(1)

أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا

(2)

بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ.

[3750] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ، فَمَكُثْنَا حِينًا مَا نُرَى إِلَّا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لِمَا نَرَى مِنْ دُخُولهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌30 - بَابُ

(4)

ذِكْرُِ

(5)

مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه

-

[3751] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: أَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِرَكْعَةٍ وَعِنْدَهُ مَوْلًى لاِبْنِ عَبَّاسٍ فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: دَعْهُ؛ فَإِنَّهُ صَحِبَ

(6)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

"أَعْلَمُ" عليه صح صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

دلا: الدَّل: عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيئة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دلل).

* [3749][التحفة: خ ت س 3374]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3750][التحفة: خ م ت س 8979]

(4)

ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

(5)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "قد صحب".

* [3751][التحفة: خ 5800]

ص: 69

[3752] حدثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي

(1)

ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ؟ فَإِنَّهُ

(2)

مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِوَاحِدَةٍ، قَالَ

(3)

: إِنَّهُ فَقِيهٌ.

[3753] حدثني

(1)

عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلَاةً، لَقَدْ صَحِبْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهَا

(4)

، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا، يَعْنِي: الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.

‌31 - بَابُ

(5)

مَنَاقِبُِ

(6)

فَاطِمَةَ عليها السلام

-

(7)

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

[3754] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي؛ فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي".

(1)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "أصاب".

* [3752][التحفة: خ 5800]

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يُصَلِّيهِمَا".

* [3753][التحفة: خ 11406]

(5)

ليس عند أبي ذر.

(6)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(7)

قوله: "عليها السلام" لأبي ذر، وعليه صح:"رضي الله عنها".

* [3754][التحفة: ع 11267]

ص: 70

‌32 - بَابُ

(1)

فَضْلِ عَائِشَةَ رضي الله عنها

-

[3755] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: إِنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا: "يَا عَائِشَ

(2)

، هَذَا جِبرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ"، فَقُلْتُ: وَ

(1)

عليه السلام وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى، تُرِيدُ: رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[3756] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ: وحَدَّثَنَا عَمْرٌو، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ

(3)

عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ".

[3757] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى

(4)

الطَّعَامِ".

(1)

ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.

(2)

عليه صح.

* [3755][التحفة: خ م ت س 17766]

(3)

الثريد: وهو أن يُثْرَد (يُبَلَّل) الْخُبْزُ بِمَرَقِ اللَّحْمِ وَقَدْ يكون معه اللَّحْمُ. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(9/ 551).

* [3756][التحفة: خ م ت س ق 9029]

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "سائر".

* [3757][التحفة: خ م ت س ق 970]

ص: 71

[3758] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ اشْتَكَتْ، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، تَقْدَمِينَ عَلَى فَرَطِ

(2)

صِدْقٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ.

[3759] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارًا وَالْحَسَنَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ خَطَبَ عَمَّارٌ فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ ابْتَلَاكُمْ لِتَتَّبِعُوهُ أَوْ إِيَّاهَا.

[3760] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ

(3)

صلى الله عليه وسلم شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً.

[3761] حدثني

(4)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ

(1)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

فرط: الفرَط: الذي يتقدم القوم ويسبقهم ليرتاد لهم الماء، ويهيئ لهم الدلاء والأرشية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرط).

* [3758][التحفة: خ 6329]

* [3759][التحفة: خ 10351]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه".

* [3760][التحفة: خ م ق 16802]

(4)

"حدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

ص: 72

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا كَانَ فِي مَرَضِهِ جَعَلَ يَدُورُ فِي نِسَائِهِ وَيَقُولُ: "أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ " حِرْصًا عَلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي سَكَنَ.

[3762] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ

(1)

: يَا أُمَّ سَلَمَةَ، وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ، فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُمَا كَانَ أَوْ حَيْثُمَا دَارَ، قَالَتْ: فَذَكَرَتْ

(2)

ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ

(3)

فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ:"يَا أُمَّ سَلَمَةَ، لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا".

‌33 - بَابُ

(4)

مَنَاقِبُِ

(5)

الْأَنْصَارِ

{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ

(6)

يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا}

(7)

.

* [3761][التحفة: خ م 16808]

(1)

عليه صح صح. ولأبي ذر، وعليه صح:"فقالوا".

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "ذَلِكَ".

* [3762][التحفة: خ ت 16861]

(4)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(5)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(6)

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"الآية".

(7)

[الحشر: 9]، من قوله:{يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ} إلى {أُوتُوا} : ليس عند أبي ذر.

ص: 73

[3763] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ

(1)

، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَرَأَيْتَ

(2)

اسْمَ الأَنْصَارِ كُنْتُمْ

(3)

تُسَمَّوْنَ

(4)

بِهِ أَمْ سَمَّاكُمُ اللَّهُ؟ قَالَ: بَلْ سَمَّانَا اللَّهُ

(5)

، كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَنَسٍ فَيُحَدِّثُنَا مَنَاقِبَ

(6)

الْأَنْصَارِ وَمَشَاهِدَهُمْ، وَيُقْبِلُ عَلَيَّ أَوْ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَزْدِ فَيَقُولُ: فَعَلَ قَوْمُكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا.

[3764] حدثني

(7)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ بُعَاثَ يَوْمًا قَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(8)

وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ وَقُتِلَتْ سَرَوَاتُهُمْ

(9)

وَجُرِّحُوا

(10)

، فَقَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(8)

فِي دُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ.

[3765] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَتِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: وَأَعْطَى قُرَيْشًا، وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ

(1)

قوله: "ابن ميمون" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

لأبي الوقت: "أرأيتم".

(3)

لأبي الوقت: "أَكُنْتُمْ".

(4)

عليه صح.

(5)

بعده لأبي ذر وعلى أوله وآخره صح: "عز وجل".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "بِمَناقِبِ".

* [3763][التحفة: خ س 1128]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(8)

صيغة الصلاة والسلام على أوله صح، وليس عند أبي ذر.

(9)

سرواتهم: السراة: جمع سري، وهو النفيس الشريف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرى).

(10)

لأبي ذر والمستملي: "وَخَرَجُوا".

* [3764][التحفة: خ 16825]

ص: 74

الْعَجَبُ، إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَاءِ قُرَيْشٍ، وَغَنَائِمُنَا

(1)

تُرَدُّ عَلَيْهِمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا الْأَنْصَارَ قَالَ: فَقَالَ: "مَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكُمْ" - وَكَانُوا لَا يَكْذِبُونَ - فَقَالُوا: هُوَ الَّذِي بَلَغَكَ، قَالَ: "أَوَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالْغَنَائِمِ إِلَى بُيُوتِهِمْ وَتَرْجِعُونَ

(2)

بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا

(3)

لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَهُمْ"

(4)

.

‌34 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ

(5)

مِنَ الْأَنْصَارِ"

قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3766] حدثني

(6)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ الْأَنْصَارَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا

(7)

لَسَلكْتُ فِي وَادِي الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ".

فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا ظَلَمَ - بِأَبِي وَأُمِّي - آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ، أَوْ كَلِمَةً أُخْرَى.

(1)

كذا بالضبطين في اليونينية.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَتَرْجِعُوا".

(3)

شعبا: هو ما انفرج بين جبلين. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).

(4)

قوله: "أو شعبهم" لأبي ذر وعليه صح: "وَشِعْبَهُمْ".

* [3765][التحفة: خ م س 1697]

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "امْرَأً".

(6)

عليه صح مرتين.

(7)

قوله: "أو شعبا". لأبي ذر وعليه صح: "وَشِعْبًا".

* [3766][التحفة: خ س 14388]

ص: 75

‌35 - بَابُ

(1)

إِخَاءُِ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ

[3767] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ

(3)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(4)

وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ

(5)

لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا، فَأَقْسِمُ مَالِي نِصْفَيْنِ، وَلِي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَسَمِّهَا لِي أُطَلِّقْهَا، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا، قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، أَيْنَ سُوقُكُمْ

(6)

؟ فَدَلُّوهُ عَلَى سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَمَا انْقَلَبَ إِلَّا وَمَعَهُ فَضْلٌ مِنْ أَقِطٍ

(7)

وَسَمْنٍ، ثُمَّ تَابَعَ الْغُدُوَّ، ثُمَّ جَاءَ يَوْمًا وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَهْيَمْ

(8)

؟ "، قَالَ: تَزَوَّجْتُ، قَالَ: "كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا؟ "، قَالَ: نَوَاةً

(9)

مِنْ ذَهَبٍ - أَوْ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ

(1)

ذَهَبٍ - شَكَّ إِبْرَاهِيمُ.

(1)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

كذا بالوجهين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(3)

"النبي" وعليه ضبة، كذا في فرع واحد وعكس في فرع آخر فجعل ما في الهامش بالصلب، كتبه مصححه.

(4)

"ابن عوف". كذا بقلم الحمرة في فرعين بأيدينا في الهامش بلا رقم ولا تصحيح كتبه مصححه.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "سُوقُكَ".

(7)

أقط: لبن مجفف يابس مُسْتَحْجِر يُطبخ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أقط).

(8)

مهيم: كلمة يَمَانِية مَعْنَاهَا مَا هَذَا؟ وَقيل: مَا شَأْنك؟ (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 390).

(9)

نواة: اسم لخمسة دراهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوا).

* [3767][التحفة: خ 9713]

ص: 76

[3768] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَآخَى رَسُولُ

(1)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَكَانَ كَثِيرَ الْمَالِ، فَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ عَلِمَتِ الْأَنْصَارُ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِهَا مَالًا، سَأَقْسِمُ مَالِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ

(2)

شَطْرَيْنِ

(3)

، وَلي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَأُطَلِّقُهَا حَتَّى إِذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَهَا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ

(4)

، فَلَمْ يَرْجِعْ يَوْمَئِذٍ حَتَّى أَفْضَلَ شَيْئًا مِنْ سَمْنٍ وَأَقِطٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ وَضَرٌ

(5)

مِنْ صُفْرَةٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَهْيَمْ؟ "، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: "مَا سُقْتَ فِيهَا

(6)

؟ " قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ - أَوْ: نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ - فَقَالَ: "أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ".

[3769] حدثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَتِ الْأَنْصَارُ: اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ النَّخْلَ، قَالَ:"لَا" قَالَ: "يَكْفُونَا

(7)

الْمَئُونَةَ

(8)

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

(2)

قوله: "بيني وبينك" لأبي ذر: "بينك وبيني".

(3)

شطرين: الشطر: النصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).

(4)

عليه صح.

(5)

وضر: أثر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وضر).

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "إليها".

* [3768][التحفة: خ س 576]

(7)

بالياء والتاء في أوله، ولأبي ذر وعليه صح:"يكفوننا".

(8)

المئونة: القوت. (انظر: القاموس المحيط، مادة: مأن).

ص: 77

وَتُشْرِكُونَا

(1)

فِي التَّمْرِ"

(2)

، قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.

‌36 - بَابُ

(3)

حُبُِّ

(4)

الْأَنْصَارِ

(5)

[3770] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(6)

عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْأَنْصَارُ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ".

[3771] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(7)

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "ويُشْرِكُوننا".

(2)

للكشميهني وعليه صح مرتين: "الْأَمْرِ".

* [3769][التحفة: خ 13889]

(3)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(4)

بالضبطين، ورقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.

(5)

زاد في المطبوع: "من الإيمان" ولم نجدها في فرع من الفروع التي بأيدينا كتبه مصححه.

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدَّثني".

* [3770][التحفة: خ م ت س ق 1792]

(7)

عليه ضبة، ولأبي ذر وعليه صح ثلاثة:"عبدِ اللَّه بنِ عبد اللَّه بنِ جَبْر" وهو الصحيح. كذا في اليونينية.

* [3771][التحفة: خ م س 963]

ص: 78

‌37 - بَابُ

(1)

قَوْلُِ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِ: "أَنْتُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ"

[3772] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ مُقْبِلِينَ قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ مِنْ عُرُسٍ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُمْثِلًا

(3)

فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ

(4)

.

[3773] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَكَلَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ" مَرَّتَيْنِ.

‌38 - بَابُ

(1)

أَتْبَاعُِ

(2)

الْأَنْصَارِ

[3774] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ

(5)

، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: قَالَتِ الْأَنْصَارُ

(6)

: لِكُلِّ نَبِيٍّ أَتْبَاعٌ، وَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاكَ؛ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا فَدَعَا بِهِ.

(1)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

بالضبطين وعليه صح لأبي ذر.

(3)

"مُمَثَّلًا": كتب عليه "أيضا"، كذا في اليونينية.

ممثلا: منتصبا قائما. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مثل).

(4)

قوله: "مرار" كذا هو في جميع الفروع التي بأيدينا براءين كتبه مصححه.

* [3772][التحفة: خ 1052]

* [3773][التحفة: خ م س 1634]

(5)

عليه صح صح.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "يا رسول اللَّه".

ص: 79

فَنَمَيْتُ

(1)

ذَلِكَ إِلَى ابْنِ أَبِي لَيْلَى، فَقَالَ

(2)

: قَدْ زَعَمَ ذَلِكَ زَيْدٌ.

[3775] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ

(3)

رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَتِ الْأَنْصَارُ: إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ أَتْبَاعًا، وَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاكَ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَتْبَاعَهُمْ مِنْهُمْ".

قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُهُ لاِبْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قَدْ زَعَمَ ذَاكَ زَيْدٌ.

قَالَ شُعْبَةُ: أَظُنُّهُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ.

‌39 - بَابُ

(4)

فَضْلُِ

(5)

دُورِ الْأَنْصَارِ

[3776] حدثني

(6)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ

(7)

، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ"، فَقَالَ سَعْدٌ: مَا أَرَى

(8)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا، فَقِيلَ: قَدْ فَضَّلَكُمْ عَلَى كَثِيرٍ.

(1)

فنميت: نمى الحديث: بلغه على وجه الإصلاح وطلب الخير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نما).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

* [3774][التحفة: خ 3665]

(3)

عليه صح صح.

* [3775][التحفة: خ 3665]

(4)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

بالضبطين وعليه صح لأبي ذر.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "الْخَزْرَجِ".

(8)

عليه صح.

ص: 80

وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: أَبُو أُسَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا، وَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ.

[3777] حدثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ

(1)

، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُسَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"خَيْرُ الْأَنْصَارِ - أَوْ قَالَ: خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ وَبَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَبَنُو الْحَارِثِ وَبَنُو سَاعِدَةَ".

[3778] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ خَيْرَ دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ

(2)

عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ، ثُمَّ

(2)

بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ"، فَلَحِقْنَا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ

(3)

: أَلَمْ تَرَ أَنَّ نَبِيَّ

(4)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيَّرَ الْأَنْصَارَ فَجَعَلَنَا أَخِيرًا، فَأَدْرَكَ سَعْدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خُيِّرَ دُورُ الْأَنْصَارِ فَجُعِلْنَا آخِرًا، فَقَالَ:"أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تكُونُوا مِنَ الْخِيَارِ؟ ".

* [3776][التحفة: خ م ت س 11189]

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الطَّلْحيُّ".

* [3777][التحفة: خ م س 11200]

(2)

عليه صح.

(3)

قوله: "فَلَحِقْنَا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ": "فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ أَبا أُسَيْد" عليه صح، ورقم لأبي ذر.

(4)

قوله: "نبي اللَّه" لأبي ذر عن الكشميهني: "رسولَ اللَّه"، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"أن اللَّهَ".

* [3778][التحفة: خ م د 11891]

ص: 81

‌40 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِ: "اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ"

قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[3779] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ

(1)

، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ قَالَ: "سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً

(2)

؛ فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ".

[3780] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ

(4)

رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِ: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً

(5)

؛ فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي وَمَوْعِدُكُمُ الْحَوْضُ".

[3781] حدثنا

(6)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه حِينَ خَرَجَ مَعَهُ إِلَى الْوَلِيدِ قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

بعده بغير رقم: "رضي الله عنهم" وعليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَثَرَةً".

أثرة: الأثرة: الاستئثار، وهو الانفراد بالشيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثر).

* [3779][التحفة: خ م ت س 148]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا"

(4)

قوله "أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ": لأبي ذر وعليه صح: "أنسًا".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "أُثْرَة".

* [3780][التحفة: خ 1639]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".

ص: 82

الْأَنْصارَ إِلَى أَنْ يُقْطِعَ لَهُمُ الْبَحْرَيْنِ فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنْ تُقْطِعَ لِإِخْوَانِنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَهَا، قَالَ: "إِمَّا

(1)

لَا فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي، فَإِنَّهُ سَيُصِيبُكُمْ

(2)

بَعْدِي أَثَرَةٌ"

(3)

.

‌41 - بَابُ

(4)

دُعَاءُِ

(5)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَصْلِحِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ"

[3782] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِيَاسٍ

(6)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ

(7)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ، فَأَصْلِحِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ".

وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مِثْلَهُ وَقَالَ: "فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ"

(8)

.

[3783] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتِ الْأَنْصارُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ تَقُولُ:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا

عَلَى الْجِهَادِ مَا حَيينَا أَبَدَا

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "سَتُصِيبُكُمْ".

(3)

قوله: "بعدي أثرة" لأبي ذر: "أثرة بعدي" وعلى كل جزء صح.

* [3781][التحفة: خ 1659]

(4)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

بالضبطين وعليه صح لأبي ذر.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "معاويةُ بنُ قُرَّةَ".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

(8)

قوله: "فاغفرْ للأنصارِ" لأبي ذر وعليه صح: "فاغفِرِ الأنصارَ".

* [3782][التحفة: خ م س 1593]

ص: 83

فَأَجَابَهُمُ:

"اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ

فَأَكْرم الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ"

[3784] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ وَنَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَادِنَا

(2)

، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ

(1)

وَالْأَنْصَارِ".

‌42 - بَابٌ

(3)

: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}

(4)

[3785] حدثنا

(1)

مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا إِلَّا الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا؟ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي

(6)

، فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا

* [3783][التحفة: خ س 692]

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَكْبَادِنَا".

* [3784][التحفة: خ م س 4708]

(3)

رقم عليه بعلامة السقط ولم يرمز لأحد. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "قول اللَّه".

(4)

[الحشر: 9].

خصاصة: حاجة وفقر. (انظر: غريب القرآن) للسجستاني (ص 212).

(5)

قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "صبيانٍ".

ص: 84

وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا

(1)

يَأْكُلَانِ فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ

(2)

، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ أَوْ عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا

(3)

"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ

(4)

نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

(5)

.

‌43 - بَابُ قَوْلُِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ"

[3786] حدثني

(6)

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا شَاذَانُ أَخُو عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ وَالْعَبَّاسُ رضي الله عنهما بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمْ؟ قَالُوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم منَّا، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ

(7)

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كَأَنَّهُمَا".

(2)

طاويين: خاليي البطن جائعيْنِ لم يأكلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طوا).

(3)

كذا في اليونينية الفاء مفتوحة.

(4)

شح: بخل مع حرص. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 446).

(5)

[الحشر: 9]. ومن قوله: " {وَمَنْ يُوقَ} " إلى " {الْمُفْلِحُونَ} " ليس عند أبي ذر وعلى أوله وآخره صح.

* [3785][التحفة: خ م ت س 13419]

(6)

عليه صح.

(7)

حاشية: حاشية كل شيء: جَانِبُهُ وطَرَفُهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حشا).

ص: 85

بُرْدٍ

(1)

قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ؛ فَإِنَّهُمْ كَرِشِي

(2)

وَعَيْبَتِي

(3)

، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ".

[3787] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ، سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بِهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ

(4)

وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ

(5)

دَسْمَاءُ

(6)

، حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأثنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَتَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، فَمَنْ وَليَ مِنْكُمْ أَمْرًا يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعُهُ فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ".

[3788] حدثنا

(7)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَالنَّاسُ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ".

(1)

لأبي ذر والمستملي: "بُرْدَةٍ". برد: البُرْد: ثوب من اليمن. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 83).

(2)

كرشي: بطانتي والذين أعتمد عليهم في أموري. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرش).

(3)

عيبتي: عيبة الرجل: خاصته وموضع سره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيب).

* [3786][التحفة: خ س 1637]

(4)

منكبيه: مثنى منكب، وهو ما بين الكتف والعنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكب).

(5)

عصابة: هي كل ما عصبت به رأسك من عمامة أو منديل أو خرقة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عصب).

(6)

دسماء: سوداء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دسم).

* [3787][التحفة: خ تم 6146]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

* [3788][التحفة: خ م ت س 1245]

ص: 86

‌44 - بَابُ

(1)

مَنَاقِبُِ

(2)

سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه

-

[3789] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا

(4)

غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ: أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةُ

(5)

حَرِيرٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَمَسُّونَهَا وَيَعْجَبُونَ مِنْ لِينِهَا، فَقَالَ:"أَتَعْجَبُونَ مِنْ لِينِ هَذِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ خَيْرٌ مِنْهَا أَوْ أَلْيَنُ"

(6)

.

رَوَاهُ قَتَادَةُ وَالزُّهْرِيُّ سَمِعَا أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(7)

.

[3790] حدثني

(8)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ مُسَاوِرٍ خَتَنُ أَبِي عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ".

[3791] وَعَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مِثْلَهُ.

فَقَالَ رَجُلٌ لِجَابِرٍ: فَإِنَّ الْبَرَاءَ يَقُولُ: اهْتَزَّ السَّرِيرُ، فَقَالَ إِنَّهُ: كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ ضَغَائِنُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ".

(1)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

بالضبطين وعليه صح لأبي ذر.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(5)

حلة: الحلة واحدة الحلل، وهي برود اليمن، ولا تسمى حلة إلا أن تكون من ثوبين من جنس واحد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلل).

(6)

قوله: "أو ألين": لأبي ذر عن الكشميهني: "وَأَلْيَنُ".

(7)

زاد في حاشية البقاعي: "مِثله" ونسبه لنسخة.

* [3789][التحفة: خ م 1878]

(8)

عليه صح.

* [3790][التحفة: خ 2235 - خ م ق 2293]

* [3791][التحفة: خ 2235]

ص: 87

[3792] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا

(1)

شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ أُنَاسًا

(2)

نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا بَلَغَ قَرِيبًا مِنَ الْمَسْجِدِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قُومُوا إِلَى خَيْرِكُمْ أَوْ سَيِّدِكُمْ

(3)

"، فَقَالَ: "يَا سَعْدُ، إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ"، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ

(4)

، قَالَ:"حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ - أَوْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ".

‌45 - بَابُ

(5)

مَنْقَبَةُِ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ رضي الله عنهما

-

[3793] حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ

(6)

، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلَيْنِ خَرَجَا مِن عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَإِذَا

(7)

نُورٌ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا حَتَّى تَفَرَّقَا فَتَفَرَّقَ النُّورُ مَعَهُمَا.

وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ

(8)

وَرَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "نَاسًا".

(3)

قوله: "إِلَى خَيْرِكُمْ أَوْ سَيَّدِكُمْ": "خيرُكم أو سيدُكم"، عليه صح، ورقم لأبي ذر بإسقاط "إلى"، وبالرفع عند أبي ذر.

(4)

ذراريهم: جمع ذرية، والذرية: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرر).

* [3792][التحفة: خ م د س 3960]

(5)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ هِلال".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فَإِذَا".

(8)

قوله: "ابن حضير" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

ص: 88

وَقَالَ حَمَّادٌ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضيْرٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

‌46 - بَابُ

(2)

مَنَاقِبُِ

(3)

مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه

-

(4)

[3794] حدثني

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيٍّ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ".

‌47 - مَنْقَبَةُ

(6)

سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه

-

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا.

[3795] حدثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ

(1)

عليه صح.

* [3793][التحفة: خ 1414]

(2)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

بالضبطين، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

"رضي الله عنه": عليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3794][التحفة: خ م ت س 8932]

(6)

كانت قاف منقبة في اليونينية مفتوحة فكشطت الفتحة وذكر في "الفتح" أن الجوهري قال: "إنها بفتح القاف".

ص: 89

بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ". فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ - وَكَانَ ذَا قِدَمٍ

(1)

فِي الْإِسْلَامِ: أَرَى

(2)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ فَضَّلَكُمْ

(2)

عَلَى نَاسٍ كَثِيرٍ.

‌48 - بَابُ

(3)

مَنَاقِبُِ

(4)

أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه

-

[3796] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - فَبَدَأَ بِهِ - وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَل، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ".

[3797] حدثني

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأُبَيٍّ: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}

(5)

"، قَالَ: وَسَمَّانِي؟ قَالَ: "نَعَمْ" فَبَكَى.

(1)

بالضبطين، وعليه صح. قال في الحاشية: ضبطت قاف قدم بالفتح أيضا ولكل وجه صحيح كما لا يخفى.

(2)

عليه صح.

* [3795][التحفة: خ م ت س 11189]

(3)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(4)

بالضبطين ورقم عليه صح لأبي ذر.

* [3796][التحفة: خ م ت س 8932]

(5)

[البينة: 1]. بعده لأبي ذر وعليه صح: " {مِن أَهْلِ الْكِتَابِ} ".

* [3797][التحفة: خ م ت س 1247]

ص: 90

‌49 - بَابُ

(1)

مَنَاقِبُِ

(2)

زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه

-

[3798] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ: أُبَيٌّ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، قُلْتُ لِأَنَسٍ: مَنْ أَبُو زَيْدٍ؟ قَالَ: أَحَدُ عُمُومَتِي.

‌50 - بَابُ

(1)

مَنَاقِبُِ

(2)

أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنه

-

[3799] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَُجَُوِّبٌ

(3)

بِهِ

(4)

عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ

(5)

لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ الْقِدِّ

(6)

يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا

(7)

، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ

(8)

مِنَ النَّبْلِ

(9)

فَيَقُولُ: انْشُرْهَا

(10)

لِأَبِي طَلْحَةَ، فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

بالضبطين، وعليه صح لأبي ذر.

(3)

عليه صح.

* [3798][التحفة: خ م ت س 1248]

(4)

عليه صح مرتين.

(5)

بحجفة: تُّرْس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجف).

(6)

قوله: "شديد القد" في الفروع: "شديدًا لقدْ" كتبه مصححه.

القد: يشير إلى شدة وتر القوس. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 174).

(7)

قوله: "يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا" على أوله ضبة، وعلى آخره صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"تَكَسَّرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَانِ أَوْ ثَلَاثٌ".

(8)

الجعبة: الكِنَانَة التي تُجْعَلُ فيها السهام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جعب).

(9)

النبل: السهام العربية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبل).

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني: "انْثُرْهَا".

ص: 91

الْقَوْمِ فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفْ

(1)

يُصِيبُكَ

(2)

سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ، وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ

(3)

سُوقهِمَا تُنْقِزَانِ

(4)

الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا

(5)

تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ

(6)

أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا.

‌51 - بَابُ

(7)

مَنَاقِبُِ

(8)

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ

(9)

رضي الله عنه

-

(10)

[3800] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ (9)، قَالَ: وَفيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ}

(11)

الْآيَةَ. قَالَ: لَا أَدْرِي قَالَ مَالِكٌ: الْآيَةَ أَوْ فِي الْحَدِيثِ.

(1)

تشرف: الإشراف والتشرف: التطلع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "يُصِبْكَ".

(3)

خدم: جمع خدمة، وهو الخلخال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خدم).

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "تَنْقُلان".

تنقزان: تحملانها وتقفزان بها وثبا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقز)

(5)

متونهما: ظهورهما. (انظر: لسان العرب، مادة: متن).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "يَدِ".

* [3799][التحفة: خ م 1041]

(7)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(8)

بالضبطين وعليه صح لأبي ذر.

(9)

رقم عليه علامة التخفيف.

(10)

عليه صح.

(11)

[الأحقاف: 10]. بعده لأبي ذر وعليه صح: " {عَلَى مِثلِهِ} ".

* [3800][التحفة: خ م س 3879]

ص: 92

[3801] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ

(2)

قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ الْخُشُوعِ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ وَتَبِعْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنَّكَ حِينَ دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ قَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ: وَاللَّهِ، مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ

(3)

لِمَ ذَاكَ؛ رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، وَرَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ ذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا وَخُضْرَتِهَا، وَسْطَهَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لَهُ

(4)

: ارْقَهْ

(5)

، قُلْتُ

(6)

: لَا أَسْتَطِيعُ، فَأَتَانِي مِنْصَفٌ

(7)

، فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي، فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَاهَا فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقِيلَ لَهُ: اسْتَمْسِكْ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ

(8)

: "تِلْكَ الرَّوْضَةُ الْإِسْلَامُ، وَذَلِكَ

(9)

الْعَمُودُ عَمُودُ الْإِسْلَام، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ

(10)

الْوُثْقَى، فَأَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ"، وَذَاكَ

(11)

الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ

(12)

.

(1)

عليه صح.

(2)

رقم عليه علام التخفيف وعليه صح.

(3)

عليه صح. لأبي ذر وعليه صح: "فسأحدثك".

(4)

لأبي ذر وعليه صح مرتين: "لي".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ارْقَ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فقلت".

(7)

كذا ضُبطت، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"مَنْصِفٌ". وضبطه في حاشية البقاعي بفتح الصاد.

منصف: خادم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصف).

(8)

لأبي ذر وأبي الوقت: "فقال".

(9)

للحموي: "وأما".

(10)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(11)

لأبي ذر وعليه صح: "وَذَلِكَ".

(12)

عليه علامة التخفيف.

* [3801][التحفة: خ م 5332]

ص: 93

[3802] وَقال لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ

(1)

، عَنِ ابْنِ سَلَامٍ

(1)

قَالَ: وَصِيفٌ

(2)

مَكَانَ مِنْصَفٌ.

[3803] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ

(1)

رضي الله عنه فَقَالَ: أَلَا تَجِيءُ فَأُطْعِمَكَ سَوِيقًا

(3)

وَتَمْرًا وَتَدْخُلَ فِي بَيْتٍ

(4)

؟ ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ بِأَرْضٍ الرِّبَا بِهَا فَاشٍ، إِذَا كَانَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ حَقٌّ فَأَهْدَى إِلَيْكَ حِمْلَ تبْنٍ أَوْ حِمْلَ شَعِيرٍ أَوْ حِمْلَ قَتٍّ

(5)

فَلَا تَأْخُذْهُ فَإِنَّهُ رِبًا.

وَلَمْ يَذْكُرِ النَّضْرُ وَأَبُو دَاوُدَ وَوَهْبٌ عَنْ شُعْبَةَ: الْبَيْتَ.

‌52 - بَابُ

(6)

تَزْوِيجُِ

(7)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ وَفَضْلُِهَا رضي الله عنها

-

[3804] حدثني

(4)

مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا

(8)

عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

(1)

عليه علامة تخفيف.

(2)

وصيف: الوصيف: الخادم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 15).

* [3802][التحفة: خ م 5332]

(3)

سويقا: السويق: القمح المقلي يطحن، وربما ثُري بالسمن. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 231).

(4)

عليه صح.

(5)

قت: القَتّ: الفِصْفصة وهي الرطبة من علف الدواب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قتت).

* [3803][التحفة: خ 5339]

(6)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(7)

بالضبطين، وعليه صح، ورقم لأبي ذر.

(8)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا".

ص: 94

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ.

[3805] حدثني

(1)

صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ

(2)

رضي الله عنهم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ".

[3806] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ هَلكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي؛ لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ

(3)

، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِي فِي خَلَائِلِهَا

(4)

مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ

(5)

.

[3807] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا

(6)

غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا، قَالَتْ: وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا بِثَلَاثِ سِنِينَ،

* [3804][التحفة: خ م ت س 10161]

(1)

لأبي ذر، وعليه صح:"وحدثني".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن أبي طالب".

* [3805][التحفة: خ م ت س 10161]

(3)

قصب: القَصَب: لؤلؤ مجوَّف واسع كالقصر المنيف. والقَصَب من الجوهر: ما استطال منه في تجويف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قصب).

(4)

خلائلها: أهل ودها ومحبتها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 198).

(5)

عليه صح مرتين، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"يَتَّسِعُهُنَّ".

* [3806][التحفة: خ 17144]

(6)

عليه صح.

ص: 95

وَأَمَرَهُ رَبُّهُ عز وجل

(1)

أَوْ جِبْرِيلُ عليه السلام أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ

(1)

.

[3808] حدثني

(1)

عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَمَا رَأَيْتُهَا، وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ كَأَنَّهُ

(2)

لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ

(1)

، فَيَقُولُ:"إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ".

[3809] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى

(1)

رضي الله عنهما

(1)

: بَشَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ

(3)

فِيهِ وَلَا نَصَبَ

(4)

.

[3810] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ

(5)

أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ

(1)

عليه صح.

* [3807][التحفة: خ س 16886]

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "كَأَنَّ".

* [3808][التحفة: خ م ت 16787]

(3)

صخب: الصخب: الصياح والضجة وارتفاع الأصوات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صخب).

(4)

نصب: النَّصَب: التعب. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 808).

* [3809][التحفة: خ م س 5157]

(5)

إدام: الإدام: ما يُؤْكَلُ مع الخبز أي شيء كان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدم).

ص: 96

فَاقْرَأْ عليها السلام مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ.

[3811] وَقال إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتِ: اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاعَ

(1)

لِذَلِكَ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ هَالَةَ

(2)

"، قَالَتْ: فَغِرْتُ فَقُلْتُ: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ

(3)

هَلكَتْ فِي الدَّهْرِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا.

‌53 - بَابُ

(4)

ذِكْرُِ

(5)

جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رضي الله عنه

-

[3812] حدثنا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: مَا

(6)

حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَا رَآنِي إِلَّا ضَحِكَ.

* [3810][التحفة: خ م س 14902]

(1)

في حاشية البقاعي: "فارتَاحَ" ونسبه لنسخة.

فارتاع: الروع: الفزع. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: روع)

(2)

عليه صح.

(3)

حمراء الشدقين: وصفَتْها بالدَّرَد، وهو سقوط الأسنان من الكبر، فلم يبق إلا حمرة اللثاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمر).

* [3811][التحفة: خ م 17105]

(4)

ليس عند أبي ذر وعليه صح مرتين.

(5)

بالضبطين، ورقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.

(6)

قبله لأبي الوقت: "قال".

* [3812][التحفة: خ م ت س ق 3224]

ص: 97

[3813] وَعَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بَيْتٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْخَلَصَةِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْكَعْبَةُ الْيَمَانِيَةُ أَوِ الْكَعْبَةُ

(1)

الشَّامِيَّةُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ أَنْتَ مُرِيِحي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ " قَالَ: فَنَفَرْتُ إِلَيْهِ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، قَالَ: فَكَسَرْنَا وَقَتَلْنَا مَنْ وَجَدْنَا عِنْدَهُ، فَأَتَيْنَاهُ فَأَخْبَرْنَاهُ، فَدَعَا لَنَا وَلِأَحْمَسَ.

‌54 - بَابُ

(2)

ذِكْرُِ

(3)

حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ الْعَبْسِيِّ رضي الله عنه

-

[3814] حدثني

(4)

إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ هَزِيمَةً بَيِّنَةً، فَصَاحَ إِبْلِيسُ، أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، أُخْرَاكُمْ، فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ عَلَى أُخْرَاهُمْ

(5)

فَاجْتَلَدَتْ أُخْرَاهُمْ

(6)

، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ، فَنَادَى أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، أَبِي أَبِي، فَقَالَتْ: فَوَاللَّهِ، مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ، قَالَ أَبِي: فَوَاللَّهِ، مَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهَا بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عز وجل

(4)

.

(1)

قوله: "أَوِ الْكَعْبَةُ": لأبي ذر وعليه صح مرتين، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وبعدهم صح:"وَالْكَعْبَةُ".

* [3813][التحفة: خ م د س 3225]

(2)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

بالضبطين، وعليه صح، ورقم لأبي ذر.

(4)

عليه صح.

(5)

قوله: "على أخراهم" رقم عليه علامة السقط ولم يرمز لأحد.

(6)

قبله لأبي ذر وعليه صح: "مع".

* [3814][التحفة: خ 16941]

ص: 98

‌55 - بَابُ

(1)

ذِكْرُِ

(2)

هِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنها

-

[3815] وَقال عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدُ

(3)

بِنْتُ عُتْبَةَ، قَالَتْ

(4)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ

(5)

أحَبَُّ

(6)

إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، ثُمَّ مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ

(7)

إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا

(8)

مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، قَالَتْ

(9)

: وَأَيْضًا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُل مِسِّيكٌ

(10)

، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيَالَنَا؟ قَالَ:"لَا أُرَاهُ إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ"

(11)

.

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح مرتين.

(2)

بالضبطين، وعليه صح، ورقم لأبي ذر.

(3)

قوله: "جاءت هند" بالصرف لأبي ذر ولغيره بعدمه. قسطلاني.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فقالت".

(5)

خباء: أحد بيوت العرب من وبر أو صوف، ولا يكون من شعر، ويكون على عمودين أو

ثلاثة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبا).

(6)

بالضبطين وقال: "معا".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "أحبُّ".

(8)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَعِزَّ".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(10)

مسيك: شديد الإمساك لماله، وقيل البخيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مسك).

(11)

قوله "قَالَ: لَا أُرَاهُ إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ": رقم على "لا أره إلا" علامة السقط ولم يرمز لأحد. ولأبي ذر، وعليه صح، وللحموي، والمستملي، وابن عساكر:"قَالَ: لَا بِالْمَعْرُوفِ". ولأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر في نسخة:"قَالَ: إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ".

* [3815][التحفة: خ 16715]

ص: 99

‌56 - بَابُ

(1)

حَدِيثُِ

(2)

زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

[3816] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى

(4)

، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ

(3)

بَلْدَحٍ

(5)

قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ

(6)

عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيُ، فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سُفْرَةٌ

(7)

فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ: إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ

(8)

، وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَأَنَّ

(9)

زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ وَيَقُولُ: الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ الْمَاءَ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ.

[3817] قال مُوسَى: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا تُحُدِّثَ

(10)

بِهِ

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح مرتين.

(2)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(3)

عليه صح.

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن عقبة".

(5)

كذا بالضبطين، وكتب عليه "معا". ولأبي ذر وعليه صح:"بلدَحَ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "يُنْزَلَ".

(7)

سفرة: طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يُحْمَلُ في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسُمِّيَ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سفر).

(8)

أنصابكم: جمع نُصُب، حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية، ويتخذونه صنما فيعبدونه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصب).

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "وَإِنَّ".

* [3816][التحفة: خ س 7028]

(10)

عليه صح، وفي القسطلاني بضم الفوقية والحاء وكسر الدال مبنيا للمفعول قال: ويجوز الفتح فيهما مبنيا للفاعل، وفي نسخة:"إِلَّا يُحَدِّثُ" بضم التحتية وفتح الحاء والدال وضم =

ص: 100

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ وَيَتْبَعُهُ

(1)

، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ الْيَهُودِ فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ فَأَخْبِرْنِي فَقَالَ: لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، قَالَ زَيْدٌ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ، فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا، قَالَ زَيْدٌ: وَمَا الْحَنِيفُ؟ قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ، فَخَرَجَ زَيْدٌ فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ النَّصَارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَقَالَ: لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، قَالَ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ، فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا، قَالَ: وَمَا الْحَنِيفُ؟ قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا، وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ، فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام خَرَجَ، فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ

(2)

: اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ

(3)

أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ.

= المثلثة. اهـ. من هامش الأصل المعول عليه فهي ثلاث، ويستفاد رابعة من غيره:"يُحَدِّثُ". كتبه مصححه.

(1)

عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"وَيَبْتَغِيهِ"، وفي القسطلاني عن "الفتح":"وَيَتَّبِعُهُ" بالتشديد من الاتباع.

(2)

عليه صح.

(3)

كذا في الأصل المعول عليه، والقسطلاني أيضا وفي بعض الفروع:"أُشْهِدُكَ" بزيادة كاف الخطاب للَّه جل وعز كتبه مصححه.

* [3817][التحفة: خ س 7028]

ص: 101

[3818] وَقال اللَّيْثُ: كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، يَقُولُ: يَا مَعَاشِرَ

(1)

قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي، وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ، يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: لَا تَقْتُلْهَا أَنَا أَكْفِيكَهَا

(2)

مَئُونَتَهَا، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا: إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ، وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا.

‌57 - بَابُ

(3)

بُنْيَانُِ

(4)

الْكَعْبَةِ

[3819] حدثني

(5)

مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَبَّاسٌ يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ عَبَّاسٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ يَقِيكَ

(6)

مِنَ الْحِجَارةِ، فَخَرَّ إِلَى الْأَرْضِ وَطَمَحَتْ

(7)

عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: إِزَارِي إِزَارِي، فَشَدَّ

(8)

عَلَيْهِ إِزَارَهُ

(8)

.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "مَعْشَرَ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"أَكْفِيكَ".

* [3818][التحفة: ق 3828]

(3)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "يَقِكَ".

(7)

طمحت: ارتفعت. (انظر: القاموس المحيط، مادة: طمح).

(8)

عليه صح.

* [3819][التحفة: خ م 2555]

ص: 102

[3820] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَا: لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَوْلَ الْبَيْتِ حَائِطٌ كَانُوا يُصَلُّونَ حَوْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ فَبَنَى حَوْلَهُ حَائِطًا. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: جَدْرُهُ

(1)

قَصِيرٌ، فَبَنَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ.

‌58 - بَابُ

(2)

أَيَّامُِ

(3)

الْجَاهِلِيَّةِ

[3821] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ هِشَامٌ

(4)

: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ

(5)

عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

(6)

، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَا يَصُومُهُ.

[3822] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنَ الْفُجُورِ فِي الْأَرْضِ، وَكَانُوا

(1)

جدره: الجدر ما رفع حول الزرعة كالجدار، هو لغة في الجدار، وقيل: هو أصل الجدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدر).

* [3820][التحفة: خ 10600]

(2)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

بالضبطين، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا هشام قال".

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "يومُ".

(6)

قوله: "تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ" لأبي ذر"تَصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قُرَيْشٌ".

* [3821][التحفة: خ س 17310]

ص: 103

يُسَمُّونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا

(1)

، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَأَ الدَّبَرْ

(2)

وَعَفَا الْأَثَرْ

(3)

حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ، قَالَ: فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ رَابِعَةً مُهِلِّينَ

(4)

بِالْحَجِّ، وَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْحِلِّ؟ قَالَ:"الْحِلُّ كُلُّهُ".

[3823] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ عَمْرٌو، يَقُولُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ سَيْلٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَسَا مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَحَدِيثٌ

(5)

لَهُ شَأْنٌ.

[3824] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بَيَانٍ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ، يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ، فَرَآهَا لَا تَكَلَّمُ، فَقَالَ: مَا لَهَا لَا تَكَلَّمُ؟ قَالُوا: حَجَّتْ مُصمِتَةً، قَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي؛ فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ، هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَتَكَلَّمَتْ فَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَتْ

(6)

: أَيُّ الْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَتْ: مِنْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "صَفَرَ".

(2)

عليه صح.

الدبر: الجرح الذي يكون في ظهر البعير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبر).

(3)

عفا الأثر: درس أثر الحُجاج في الأرض، وقيل: أثر الدبر من ظهور الإبل من المحامل والأقتاب، وقيل غير ذلك. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 18).

(4)

مهلين: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد: الإحرام. (انظر: لسان العرب، مادة، هلل).

* [3822][التحفة: خ م س 5714]

(5)

عليه صح مرتين، وعلى حاشية البقاعي:"لحديثًا"، ونسبه لنسخة.

* [3823][التحفة: خ 3401]

(6)

رقم عليه صح لأبي ذر.

ص: 104

أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ؟ قَالَ: إِنَّكِ لَسَئُولٌ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَتْ: مَا بَقَاؤُنَا عَلَى هَذَا الْأَمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جَاءَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: بَقَاؤُكُمْ عَلَيْهِ مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ

(1)

أَئِمَّتُكُمْ، قَالَتْ: وَمَا الْأَئِمَّةُ؟ قَالَ: أَمَا كَانَ لِقَوْمِكِ رُءُوسٌ وَأَشْرَافٌ يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُمْ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَهُمْ أُولَئِكِ عَلَى النَّاسِ.

[3825] حدثني

(2)

فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ لِبَعْضِ الْعَرَبِ وَكَانَ لَهَا حِفْشٌ

(3)

فِي الْمَسْجِدِ، قَالَتْ: فَكَانَتْ تَأْتِينَا فَتَحَدَّثُ

(4)

عِنْدَنَا، فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِهَا قَالَتْ:

وَيَوْمُ الْوشَاح

(5)

مِنْ تَعَاجِيب رَبِّنَا

أَلَا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْر أَنْجَانِى

فَلَمَّا أَكْثَرَتْ قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: وَمَا يَوْمُ الْوِشَاحِ؟ قَالَتْ: خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ لِبَعْضِ أَهْلِي وَعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِنْ أَدَمٍ

(6)

فَسَقَطَ مِنْهَا، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الْحُدَيَّا

(7)

وَهِيَ تَحْسِبُهُ لَحْمًا فَأَخَذَتْ

(8)

، فَاتَّهَمُونِي بِهِ، فَعَذَّبُونِي حَتَّى بَلَغَ مِنْ أَمْرِي

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لَكُمْ".

* [3824][التحفة: خ 6616]

(2)

عليه صح.

(3)

حفش: البيتُ الصغيرُ الذليلُ القريبُ السَّمْكِ، سُمِّيَ به لضيقه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حفش).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "تَتَحَدَّثُ".

(5)

الوشاح: شيء ينسج عريضًا من أديم، وربما رصع بالجوهر والخرز، وتشده المرأة بين عاتقيها وكشحيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وشح).

(6)

أدم: جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (1/ 427).

(7)

على حاشية البقاعي: "الحدية"، ونسبه لنسخة.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فأخذته".

ص: 105

أَنَّهُمْ طَلَبُوا فِي قُبُلِي، فَبَيْنَا هُمْ حَوْلي وَأَنَا فِي كَرْبِي إِذْ أَقْبَلَتِ الْحُدَيَّا حَتَّى وَازَتْ بِرُءُوسِنَا

(1)

، ثُمَّ أَلْقَتْهُ فَأَخَذُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ، وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ.

[3826] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَلَا مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلَا يَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ" فَكَانَتْ

(2)

قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا، فَقَالَ:"لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ".

[3827] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، أَنَّ الْقَاسِمَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجَِنَازَةِ وَلَا يَقُومُ لَهَا، وَيُخْبِرُ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُومُونَ لَهَا يَقُولُونَ: إِذَا رَأَوْهَا كُنْتِ فِي

(3)

أَهْلِكِ

(3)

، مَا أَنْتِ

(3)

مَرَّتَيْنِ.

[3828] حدثني

(3)

عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا لَا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى تَشْرُقَ

(4)

الشَّمْسُ عَلَى ثَبِيرٍ، فَخَالَفَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَفَاضَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "بروسنا" كذا في الأصل المعول عليه والقسطلاني بدون همزة، وفي فرع آخر أن رواية أبي ذر:"رؤسَنا" بالهمز وإسقاط الباء. كتبه مصححه.

* [3825][التحفة: خ 17117]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وكانت".

* [3826][التحفة: خ م س 7125]

(3)

عليه صح.

* [3827][التحفة: خ 17510]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "تُشْرِقَ".

* [3828][التحفة: خ د ت س ق 10616]

ص: 106

[3829] حدثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ

(1)

: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَكُمْ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ:{وَكَأْسًا دِهَاقًا}

(2)

، قال: مَلْأَى مُتَتَابِعَةً

(1)

، قَالَ

(1)

: وَقَالَ

(1)

ابْنُ عَبَّاسٍ

(1)

: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: اسْقِنَا كَأْسًا دِهَاقًا

(1)

.

[3830] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ

(3)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ

(1)

"

وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ

(4)

يُسْلِمَ.

[3831] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي

(5)

أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ

(6)

، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: تَدْرِي

(7)

مَا هَذَا؟ فَقَالَ

(1)

عليه صح.

(2)

[النبأ: 34].

* [3829][التحفة: خ 6034].

(3)

"ابنُ عمير" كذا بالهامش في غير فرع بلا رقم ولا تصحيح. كتبه مصححه.

(4)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

* [3830][التحفة: خ م ت ق 14976]

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا".

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن بلال".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أتَدْرِي".

ص: 107

أَبُو بَكْرٍ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لِإِنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ

(1)

، إِلَّا أَنِّي خَدَعْتُهُ فَلَقِيَنِي فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ، فَهَذَا

(2)

الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ، فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ.

[3832] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَبَايَعُونَ لُحُومَ الْجَزُورِ

(3)

إِلَى حَبَلِ الْحَبَلَةِ

(4)

، قَالَ: وَحَبَلُ الْحَبَلَةِ: أَنْ تُنْتَجَ النَّاقَةُ مَا فِي بَطْنِهَا ثُمَّ تَحْمِلَ

(5)

الَّتِي نُتِجَتْ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ ذَلِكَ.

[3833] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ قَالَ غَيْلَانُ

(6)

بْنُ جَرِيرٍ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَيُحَدِّثُنَا عَنِ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ

(7)

يَقُولُ لِي: فَعَلَ قَوْمُكَ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَفَعَلَ قَوْمُكَ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا.

(1)

كذا في اليونينية الكاف مكسورة.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَهُوَ".

* [3831][التحفة: خ 6635]

(3)

الجزور: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).

(4)

حبل الحبلة: بيع ما سوف يحمله الجنين الذي في بطن الناقة، على تقدير أن تكون أنثى، فهو بيع نتاج النتاج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبل).

(5)

عليه صح.

* [3832][التحفة: خ م د 8149]

(6)

قوله: "قال غيلان" في غير فرع بالحمرة بين السطور زيادة "حدثنا" بعد قال مصححا عليها في بعضها. كتبه مصححه.

(7)

لأبي ذر، وعليه صح:"فكان".

* [3833][التحفة: خ س 1128]

ص: 108

‌59 - الْقَسَامَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

[3834] حدثنا

(1)

أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَطَنٌ أَبُو الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ

(2)

، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ

(3)

كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ، كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ

(4)

مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ

(5)

مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ

(6)

، فَقَالَ: أَغِثْنِي بِعِقَالٍ

(7)

أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي

(8)

لَا تَنْفِرُ

(1)

الْإِبِلُ، فَأَعْطَاهُ عِقَالًا فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِ

(1)

، فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الْإِبِلُ إِلَّا بَعِيرًا وَاحِدًا، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ: مَا شَأْنُ هَذَا الْبَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ، قَالَ: فَأَيْنَ عِقَالُهُ؟ قَالَ: فَحَذَفَهُ

(9)

بِعَصًا كَانَ

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي الوقت: "الْمَدِينِيُّ" كذا في غير فرع، وفي القسطلاني نسبتها لأبي ذر، كتبه مصححه.

(3)

قسامة: القَسَامة: اليمين، كالقسم، وحقيقتها أن يقسم من أولياء الدم خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم، إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا، ولا يكون فيهم صبي، ولا امرأة، ولا مجنون، ولا عبد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسم).

(4)

قوله: "اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ" عليهما صح. "استأجر رجلا" عزاها للأصيلي، وأبي ذر في "الفتح" قال: وهو مقلوب، والصواب الأول. اهـ. قسطلاني. كتبه مصححه.

(5)

"به رجل": عليه صح، ورقم لأبي ذر، وابن عساكر.

(6)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.

جوالقه: وِعَاءٌ من جلود وثياب وغيرها. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(7/ 192).

(7)

بعقال: الحبل الذي يعقل به البعير. (انظر النهاية في غريب الحديث، مادة: عقل).

(8)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.

(9)

فحذفه: الحَذْفُ يُسْتَعْمَلُ في الرمي والضرب معا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حذف).

ص: 109

فِيهَا أَجَلُهُ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ؟ قَالَ: مَا أَشْهَدُ، وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ، قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ

(1)

عَنِّي رِسَالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ

(2)

؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكُنْتَ

(3)

إِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ فَنَادِ: يَا آلَ قُرَيْشٍ، فَإِذَا أَجَابُوكَ فَنَادِ: يَا آلَ بَنِي هَاشمٍ، فَإِنْ أَجَابُوكَ

(1)

فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ، فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا؟ قَالَ: مَرِضَ، فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ عَلَيْهِ فَوَلِيتُ دَفْنَهُ، قَالَ: قَدْ كَانَ أَهْلَ

(1)

ذَاكَ

(4)

مِنْكَ فَمَكُثَ حِينًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ

(1)

عَنْهُ وَافَى الْمَوْسمَ، فَقَالَ: يَا آلَ بني قُرَيْشٍ، قَالُوا: هَذِهِ قُرَيْشٌ، قَالَ: يَا آلَ بَنِي

(5)

هَاشمٍ، قَالُوا: هَذِهِ بَنُو هَاشمٍ، قَالَ: أَيْنَ

(6)

أَبُو طَالِبٍ؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو طَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَنِي فُلَانٌ أَنْ أُبْلِغَكَ

(1)

رِسَالَةً أَنَّ فُلَانًا قَتَلَهُ فِي عِقَالٍ، فَأَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ: اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا، وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ أَنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ، فَإِنْ أَبَيْتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالُوا: نَحْلِفُ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ

(1)

(1)

عليه صح.

(2)

قال القسطلاني: بسكون الهاء وفي اليونينية بفتحها، كتبه مصححه.

(3)

عليه صح، ولأبي ذر وعليه صح:"فكَتَبَ". "فكنت" كذا في اليونينية بفتح تاء "كنت". اهـ. من هامش الأصل المعول عليه، وعكس القسطلاني فانظره.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "ذَلِكَ".

(5)

قوله: "يا آل بني" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَا بَنِي".

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "من".

ص: 110

ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنَ الْخَمْسِينَ وَلَا تَصْبُرْ

(1)

يَمِينَهُ حَيْثُ تُصْبَِرُ الْأَيْمَانُ، فَفَعَلَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلًا أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرَانِ، هَذَانِ

(2)

بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا عَنِّي وَلَا تَصْبُرْ

(3)

يَمِينِي حَيْثُ تُصْبَرُ

(4)

الْأَيْمَانُ؛ فَقَبِلَهُمَا، وَجَاءَ ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا حَالَ

(5)

الْحَوْلُ وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ

(6)

عَيْنٌ تَطْرِفُ.

[3835] حدثني

(2)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ بُعَاثٍَ

(7)

يَوْمًا قَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولهِ صلى الله عليه وسلم

(8)

، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ

(9)

وَقُتِّلَتْ سَرَوَاتُهُمْ وَجُرِّحُوا، قَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم فِي دُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ.

[3836] وَقال ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى

(1)

لأبي ذر، وعليه صح:"تُصْبِرْ".

تصبر: صبر اليمين: إلزام صاحبها بها وحبسه عليها، وكانت لازمة له من جهة الحكم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبر).

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر، وعليه صح:"تُصْبِرْ".

(4)

كذا بالضبطين، وعليه صح.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "جَاءَ".

(6)

للأصيلي، وعليه صح، ولابن عساكر:"وَالْأَرْبَعِينَ".

* [3834][التحفة: خ س 6280]

(7)

بالضبطين وكتب عليه "معا". "بُعَاثَ": عليه صح، ورقم لأبي ذر.

(8)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(9)

ملؤهم: الملأ: أشراف الناس ورؤساؤهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ملأ).

* [3835][التحفة: خ 16825]

ص: 111

ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَيْسَ السَّعْيُ بِبَطْنِ الْوَادِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سُنَّةً

(1)

، إِنَّمَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَسْعَوْنَهَا، وَيَقُولُونَ: لَا نُجِيزُ الْبَطْحَاءَ

(2)

إِلَّا شَدًّا.

[3837] حدثنا

(3)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ، سَمِعْتُ أَبَا السَّفَرِ، يقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، يقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مِنِّي مَا أَقُولُ لَكُمْ، وَأَسْمِعُونِي مَا تَقُولُونَ، وَلَا تَذْهَبُوا فَتَقُولُوا: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَلْيَطُفْ مِنْ وَرَاءِ الْحِجْرِ، وَلَا تَقُولُوا: الْحَطِيمُ

(4)

؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ يَحْلِفُ فَيُلْقِي سَوْطَهُ أَوْ نَعْلَهُ أَوْ قَوْسَهُ.

[3838] حدثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ.

[3839] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بِسُنَّةٍ".

(2)

البطحاء: بطحاء الوادي: حصاه اللين في بطن المسيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بطح).

* [3836][التحفة: خت 6342]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(4)

كذا هو مرفوع في جميع الفروع التي بأيدينا كتبه مصححه.

* [3837][التحفة: خ 5668]

* [3838][التحفة: خ 10790]

ص: 112

رضي الله عنهما قَالَ: خِلَالٌ مِنْ خِلَالِ الْجَاهِلِيَّةِ: الطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ. وَنَسِيَ الثَّالِثَةَ، قَالَ سُفْيَانُ: وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا الاِسْتِسْقَاءُ

(1)

بِالْأَنْوَاءِ

(2)

.

‌60 - بَابُ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ

(3)

بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ.

[3840] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَمَكَثَ

(4)

ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَكَثَ بِهَا عَشْرَ سِنِينَ ثُمَّ تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم.

(1)

الاستسقاء: استفعال من طلب السقيا، أي: إنزال الغيث على البلاد والعباد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقي).

(2)

بالأنواء: الأنواء: ثمان وعشرون منزلة، كانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر، وينسبون إليها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوأ).

* [3839][التحفة: خ 5868]

(3)

قوله: "إلياس" كذا في اليونينية بلا همز. اهـ. من هامش الأصل.

(4)

بعده للكشميهني: "بمكة".

* [3840][التحفة: خ ت 6227]

ص: 113

‌61 - بَابُ مَا لَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمكَّةَ

[3841] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا بَيَانٌ وَإِسْمَاعِيلُ، قَالَا: سَمِعْنَا قَيْسًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَبَّابًا يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً

(1)

وَهْوَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَقَدْ لَقِينَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً فَقُلْتُ

(2)

: أَلَا تَدْعُو اللَّهَ، فَقَعَدَ وَهْوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: "لَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ

(3)

لَيُمْشَطُ بِمِشَاطِ

(4)

الْحَدِيدِ مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ

(5)

ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ

(3)

عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ". زَادَ بَيَانٌ:"وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ".

[3842] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّجْمَ فَسَجَدَ، فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلَّا سَجَدَ، إِلَّا رَجُلٌ رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًا فَرَفَعَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا يَكْفِينِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا بِاللَّهِ.

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بُرْدَهُ".

بردة: الشملة المخططة، وقيل: كساء أسود مُرَبَّع فيه صور تلبسه الأعراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).

(2)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "يا رسول اللَّه".

(3)

عليه صح.

(4)

عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "بِأَمْشَاطِ".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَصْرِفُ".

* [3841][التحفة: خ د س 3519]

* [3842][التحفة: خ م د س 9180]

ص: 114

[3843] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيطٍ بِسَلَى

(2)

جَزُورٍ

(3)

فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام فَأَخَذَتْهُ مِنْ ظَهْرِهِ وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنعَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ أَوْ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ" - شعْبَةُ الشَّاكُّ - فَرَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، فَأُلْقُوا فِي بِئْرٍ غَيْرَ أُمَيَّةَ

(4)

أَوْ أُبَيٍّ، تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ

(5)

فَلَمْ يُلْقَ فِي الْبِئْرِ.

[3844] حدثنا

(6)

عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنِي

(1)

سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَوْ قَالَ: حَدَّثَنِي

(7)

الْحَكَمُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى

(7)

، قَالَ: سَلِ

(7)

ابْنَ عَبَّاسٍ

(7)

عَنْ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ، مَا أَمْرُهُمَا {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ}

(8)

{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا}

(9)

؟ فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتِ

(7)

الَّتِي فِي الْفُرْقَانِ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

بسلى: الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفًا فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلا).

(3)

جزور: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن خلف".

(5)

أوصاله: الأوصال: الأعضاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وصل).

* [3843][التحفة: خ م س 9484]

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثني".

(7)

عليه صح.

(8)

[الأنعام: 151]. بعده لأبي ذر وعليه صح: " {إِلَّا بِالحَقِّ} ".

(9)

[النساء: 93].

ص: 115

قَالَ مُشْرِكُو أَهْلِ مَكَّةَ: فَقَدْ قَتَلْنَا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ، وَدَعَوْنَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَقَدْ

(1)

أَتَيْنَا الْفَوَاحِشَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ}

(2)

الْآيَةَ، فَهَذِهِ لِأُولَئِكَ. وَأَمَّا الَّتِي فِي النِّسَاءِ

(3)

: الرَّجُلُ

(4)

إِذَا عَرَفَ الْإِسْلَامَ وَشَرَائِعَهُ ثُمَّ قَتَلَ {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} . فَذَكَرْتُهُ لِمُجَاهِدٍ فَقَالَ: إِلَّا مَنْ نَدِمَ.

[3845] حدثنا عَيَّاشُ

(4)

بْنُ الْوَليدِ، حَدَّثَنَا الْوَليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ

(3)

عَمْرِو

(4)

بْنِ الْعَاصِ، أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بَيْنَا

(5)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي حِجْرِ الْكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ وَدَفَعَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}

(6)

الْآيَةَ.

تَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.

وَقَالَ عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ.

(1)

"قد": عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

[الفرقان: 70].

(3)

عليه صح مرتين.

(4)

عليه صح.

* [3844][التحفة: خ د 5498 - خ م د س 5624]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "بَيْنَمَا".

(6)

[غافر: 28].

* [3845][التحفة: خ 8884]

ص: 116

‌62 - بَابُ

(1)

إِسْلَامُِ

(2)

أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

-

[3846] حدثني

(3)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْآمُلِيُّ

(1)

، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ.

‌63 - بَابُ

(1)

إِسْلَامُِ

(4)

سَعْدٍ

(5)

[3847] حدثني

(6)

إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا

(6)

أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ

(7)

، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ

(8)

سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ.

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

بالضبطين، وعلى الضم صح لأبي ذر.

(3)

عليه صح.

* [3846][التحفة: خ 10370]

(4)

كذا بالضبطين، وعلى الضم صح لأبي ذر.

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن أبي وقاص".

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا".

(7)

بعده على حاشية البقاعي: "ابن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص"، ونسبه لنسخة.

(8)

بالضبطين، وكتب عليه "معا".

* [3847][التحفة: خ ق 3859]

ص: 117

‌64 - بَابُ

(1)

ذِكْرُِ

(2)

الْجِنِّ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}

(3)

.

[3848] حدثني

(4)

عُبَيْدُ

(5)

اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَأَلْتُ مَسْرُوقًا مَنْ آذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بالْجِنِّ لَيْلَةَ اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوكَ، يَعْنِي: عَبْدَ اللَّهِ، أَنَّهُ آذَنَتْ

(6)

بِهِمْ شَجَرَةٌ.

[3849] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِدَاوَةً

(7)

لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: "ابْغِنِي

(8)

أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ

(9)

بِهَا وَلَا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ" فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُ

(10)

إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قَالَ: "هُمَا مِنْ طَعَامِ

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

بالضبطين وعليه صح لأبي ذر.

(3)

[الجن: 1].

(4)

عليه صح.

(5)

عليه صح مرتين.

(6)

آذنت: أَعْلَمَتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أذن).

* [3848][التحفة: خ م 9572]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "الْإِدَاوَةَ".

(8)

كذا بهمزة الوصل والقطع وكتب عليه "معا". ولأبي ذر وعليه صح: "أَبْغِنِي".

(9)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وضَعْتُها".

ص: 118

الْجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ

(1)

وَنِعْمَ الْجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لَا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا

(2)

".

‌65 - بَابُ

(3)

إِسْلَامُِ

(4)

أَبِي ذَرٍّ

(5)

رضي الله عنه

-

[3850] حدثني

(1)

عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ

(1)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى

(6)

، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ

(1)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِأَخِيهِ: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ، وَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي، فَانْطَلَقَ الْأَخُ

(7)

حَتَّى قَدِمَهُ وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ لَهُ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَكَلَامًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ، فَقَالَ: مَا شَفَيتَنِي مِمَّا أَرَدْتُ، فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً

(8)

لَهُ فِيهَا مَاءٌ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَا يَعْرِفُهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ

(9)

، فَرَآهُ عَلِيٌّ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "طُعْمًا".

* [3849][التحفة: خ 13085]

(3)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(4)

بالضبطين وعليه صح لأبي ذر.

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الغفاري".

(6)

بعده على حاشية البقاعي: "ابن سعيد"، ونسبه لنسخة.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "الآخَرُ".

(8)

شنة: قربة بالية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).

(9)

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"اضْطَجَع". وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وبعدهم عليه صح:"فاضطجع".

ص: 119

احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَظَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَا يَرَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَمْسَى، فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ

(1)

فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ، فَقَالَ: أَمَا نَالَ

(2)

لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ، فَأَقَامَهُ فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ لَا يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ فَعَادَ

(3)

عَلِيٌّ مِثْلَ

(4)

ذَلِكَ، فَأَقَامَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُحَدِّثُنِي

(5)

مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ؟ قَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنَّنِي

(6)

فَعَلْتُ، فَفَعَلَ؛ فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: فَإِنَّهُ حَقٌّ وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(7)

فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتْبَعْنِي

(8)

، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ، فَإِنْ مَضَيْتُ فَاتْبَعْنِي

(8)

حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ

(9)

حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ودَخَلَ مَعَهُ فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي"، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ

(10)

، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ الْقَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ، وَأَتَى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ

(11)

عَلَيْهِ

(1)

كذا بالضبطين وكتب عليه "معا". ولأبي ذر وعليه صح "مَضجَعِه".

(2)

على حاشية البقاعي: "آن"، ونسبه لنسخة.

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فغدا" وله عن الحموي والمستملي: "قعد".

(4)

كذا ضبط "عَلِيٌّ" و"مِثْلَ" في اليونينية، وفي الفرع "فعاد علِيٌّ علَى مثلِ".

(5)

عليه صح.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لَتُرْشِدَنِّي".

(7)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فَاتَّبِعْنِي".

(9)

يقفوه: يَتْبَعه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفا).

(10)

بين ظهرانيهم: في وسطهم، متمكنا بينهم، لا في أطرافهم. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (3/ 360).

(11)

فأكب عليه: لزمه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كبب).

ص: 120

قَالَ

(1)

: وَيْلَكُمْ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ غِفَارٍ، وَأَنَّ

(2)

طَرِيقَ تِجَارِكُمْ إِلَى الشَّامِ

(3)

، فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ ثُمَّ عَادَ مِنَ الْغَدِ لِمِثْلِهَا؛ فَضَرَبُوهُ وَثَارُوا إِلَيْهِ؛ فَأَكَبَّ الْعَبَّاسُ عَلَيْهِ.

‌66 - بَابُ

(4)

إِسْلَامُِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه

-

[3851] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي، وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي عَلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ، وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا ارْفَضَّ

(5)

لِلَّذِي صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكَانَ

(6)

.

‌67 - بَابُ

(7)

إِسْلَامُِ

(8)

عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

-

[3852] حدثني

(9)

مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "ثُمَّ قَالَ".

(2)

على حاشية البقاعي: "فإنه"، ونسبه لنسخة.

(3)

عليه صح.

* [3850][التحفة: خ م 6528]

(4)

لفظ: "باب" في اليونينية بالحمرة من غير رقم، ووضع في بعض الفروع التي بأيدينا بالهامش كذلك، "وإسلام" ضبط بالجر فيها بالحمرة، وبالرفع بالسواد، كتبه مصححه.

(5)

ارفض: انفض؛ أي: تصدع وتبدد وتفرق. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 161).

(6)

عليه صح. كذا في غير فرع بدون زيادة: "مَحْقُوقًا أن يَرْفَضَّ"، كتبه مصححه.

* [3851][التحفة: خ 4466]

(7)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(8)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

ص: 121

عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ.

[3853] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي جَدِّي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ فِي الدَّارِ خَائِفًا، إِذْ جَاءَهُ الْعَاصِ

(1)

بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ أَبُو عَمْرٍو

(2)

، عَلَيْهِ حُلَّةُ حِبَرَةٍ

(3)

وَقَمِيصٌ مَكْفُوفٌ

(4)

بِحَرِيرٍ وَهُوَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ، وَهُمْ حُلَفَاؤُنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُ: مَا بَالُكَ؟ قَالَ: زَعَمَ قَوْمُكَ أَنَّهُمْ سَيَقْتُلُونِي

(5)

إِنْ أَسْلَمْتُ، قَالَ: لَا سَبِيلَ إِلَيْكَ، بَعْدَ أَنْ قَالَهَا أَمِنْتُ، فَخَرَجَ الْعَاصِ

(2)

فَلَقِيَ النَّاسَ قَدْ سَالَ بِهِمُ الْوَادِي، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ فَقَالُوا: نُرِيدُ هَذَا ابْنَ الْخَطَّابِ الَّذِي صَبَا

(6)

، قَالَ: لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ فكَرَّ

(7)

النَّاسُ.

* [3852][التحفة: خ 9539]

(1)

عليه صح.

(2)

عليه صح مرتين.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حِبَرٍ".

حبرة: هي ما كان مَوْشِيًّا مُخَطَّطًا من البُرُود، وهي يمانية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبر)

(4)

مكفوف: الذي عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كفاف من حرير، وكُفَّة كل شيء: طرته وحاشيته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفف).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "سَيَقْتُلُونَنِي". و"أن" لم يضبطها في اليونينية. وقال القسطلاني: بفتح همزة "أن". وفي الناصرية بكسرها كالفرع. اهـ. من هامش الأصل.

(6)

صبا: يقال: صبا أو صبأ فلان: إذا خرج من دين إلى غيره، واسم الفاعل: الصابي أو الصابئ، والجمع: الصباة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبأ).

(7)

فكر: الكر الرجوع، والكر في الحرب الرجوع إليها بعد الانفصال. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 338).

* [3853][التحفة: خ 6743]

ص: 122

[3854] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُهُ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ اجْتَمَعَ النَّاسُ

(1)

عِنْدَ دَارِهِ، وَقَالُوا: صَبَا عُمَرُ وَأَنَا غُلَامٌ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِي، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ قَبَاءٌ

(2)

مِنْ دِيبَاجٍ

(3)

، فَقَالَ: قَدْ صَبَا عُمَرُ فَمَا ذَاكَ، فَأَنَا لَهُ جَارٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّاسَ تَصَدَّعُوا

(4)

عَنْهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْعَاصِ

(5)

بْنُ وَائِلٍ.

[3855] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ

(6)

، أَنَّ سَالِمًا حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ: إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ، بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ، فَقَالَ: لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي، أَوْ: إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ: لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَلَيَّ الرَّجُلَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ

(7)

لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ

(8)

، قَالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ

(9)

إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي،

(1)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "إليه".

(2)

قباء: مفرد الأقبية، وهي: ثياب ضيقة من ثياب العجم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 170).

(3)

ديباج: ضرب من الثِّيَاب نسجه حَرِير. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: دبج).

(4)

تصدعوا: تفرقوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صدع).

(5)

عليه صح.

* [3854][التحفة: خ 7359]

(6)

بعده على حاشية البقاعي: "ابن زيد"، ونسبه لنسخة.

(7)

لأبي ذر وعليه صح.

(8)

قوله: "اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ" لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وبعدهم صح:"اسْتَقبَلَ بِهِ رَجُلًا مُسْلِمًا".

(9)

أعزم عليك: ألزمك. (انظر: فتح الباري)(7/ 179).

ص: 123

قَالَ: كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ؟ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ، فَقَالَتْ

(1)

: أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا

(2)

، وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا

(3)

، وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ

(4)

وَأَحْلَاسِهَا

(5)

، قَالَ عُمَرُ: صَدَقَ، بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ

(6)

آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ: يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ

(7)

، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ

(8)

، فَوَثَبَ الْقَوْمُ، قُلْتُ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا، ثُمَّ نَادَى: يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ (7)، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقُمْتُ، فَمَا نَشِبْنَا

(9)

أَنْ قِيلَ: هَذَا نَبِيٌّ.

[3856] حدثني

(10)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ لِلْقَوْمِ: لَوْ

(11)

رَأَيْتُنِي مُوثِقِي عُمَرُ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "قالت".

(2)

إبلاسها: تحيرها ودهشها (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بلس).

(3)

على حاشية البقاعي: "أنساكها"، ونسبه لنسخة.

إنكاسها: انقلابها (انظر: هدي الساري)(ص 199).

(4)

بالقلاص: جمع قلوص، وهي الناقة الشابة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلص).

(5)

أحلاسها: جمع حِلْسٍ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القَتَب. والمراد: ثيابها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلس).

(6)

قبله لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وعليه صح مرتين:"نائم".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَصِيح".

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "اللَّه".

(9)

نشبنا: لبثنا (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشب).

* [3855][التحفة: 10529]

(10)

عليه صح.

(11)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

ص: 124

عَلَى الْإِسْلَامِ، أَنَا وَأُخْتُهُ

(1)

، وَمَا أَسْلَمَ، وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا انْقَضَّ

(2)

لِمَا صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكَانَ مَحْقُوقًا أَنْ يَنْقَضَّ

(3)

.

‌68 - بَابُ

(4)

انْشِقَاقُِ

(5)

الْقَمَرِ

[3857] حدثني

(6)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ الْقَمَرَ

(1)

شِقَّتَيْنِ؛ حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا.

[3858] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ

(1)

، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى فَقَالَ

(7)

: "اشْهَدُوا"، وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ نَحْوَ الْجَبَلِ.

وَقَالَ أَبُو الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: انْشَقَّ بِمَكَّةَ.

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "انْفَضَّ".

انقض: انهار وتصدع وتفرق وتفتت. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 189).

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَنْفَضَّ".

* [3856][التحفة: خ 4466]

(4)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح مرتين.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

* [3857][التحفة: خ 1200]

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "النبي صلى الله عليه وسلم".

ص: 125

وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ

(1)

عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.

[3859] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ عَلَى

(2)

زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[3860] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ

(3)

.

‌69 - بَابُ

(4)

هِجْرَةُِ الْحَبَشَةِ

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ".

فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، وَرَجَعَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ

(5)

بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ.

فِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى وَأَسْمَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

"ابن سَنْبر". هذا هو "الطائفي" كذا في اليونينية.

* [3858][التحفة: خ م ت س 9336]

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فِي".

* [3859][التحفة: خ م 5831]

(3)

رقم على هذا الحديث من أوله لآخره للحموي والكشميهني.

* [3860][التحفة: خ م ت س 9336]

(4)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

عليه صح.

ص: 126

[3861] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا

(1)

عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ قَالَا لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَلِّمَ خَالَكَ عُثْمَانَ فِي أَخِيهِ الْوَليدِ بْنِ عُقْبَةَ - وَكَانَ أَكْثَرَ

(2)

النَّاسُ فِيمَا فَعَلَ بِهِ - قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَانْتَصَبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَة وَهْيَ نَصِيحَةٌ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَرْءُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَانْصَرَفْتُ، فَلَمَّا قَضَيْتُ الصَّلَاةَ جَلَسْتُ إِلَى الْمِسْوَرِ وَإِلَى ابْنِ عَبْدِ يَغُوثَ فَحَدَّثْتُهُمَا بِالَّذِي قُلْتُ لِعُثْمَانَ، وَقَالَ لِي، فَقَالَا: قَدْ قَضَيْتَ الَّذِي كَانَ عَلَيْكَ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ مَعَهُمَا إِذْ جَاءَنِي رَسُولُ عُثْمَانَ، فَقَالَا لِي: قَدِ ابْتَلَاكَ اللَّهُ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا نَصِيحَتُكَ الَّتِي ذَكَرْتَ آنِفًا؟ قَالَ: فَتَشَهَّدْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(3)

وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ للَّهِ

(4)

وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

وَآمَنْتَ

(5)

بِهِ، وَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ، وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ الْوَليدِ بْنِ عُقْبَةَ فَحَقٌّ عَلَيكَ أَنْ تُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ أَخِي

(6)

، آدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ قَدْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا خَلَصَ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا، قَالَ: فَتَشَهَّدَ عُثْمَانُ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ

(7)

بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(3)

بِالْحَقِّ

(1)

"أخبرني" ليس عليه رقم في اليونينية. وقال القسطلاني: وفي نسخة "أخبرني" بالإفراد، كتبه مصححه.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَكْبَرَ".

(3)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

عليه صح.

(5)

قوله: "للَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَآمَنْتَ" لأبي ذر عن الكشميهني: "اللَّهَ ورسوله وآمن".

(6)

رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح. ولأبي ذر أيضا، وعليه صح:"أُخْتِي".

(7)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

ص: 127

وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ للهِ

(1)

وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وآمَنْتُ

(2)

بِمَا بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم

(2)

، وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ كَمَا قُلْتَ، وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وبَايَعْتُهُ

(3)

، وَاللَّهِ

(4)

، مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، فَوَاللَّهِ، مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَوَاللَّهِ، مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ

(5)

، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتُ، أَفَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمْ

(6)

مِثْلُ الَّذِي كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ؟ فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شَأْنِ الْوَليدِ بْنِ عُقْبَةَ

(7)

فَسَنَأْخُذُ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ، قَالَ: فَجَلَدَ الْوَلِيدَ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً، وَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَجْلِدَهُ، وَكَانَ هُوَ يَجْلِدُهُ.

وَقَالَ يُونُسُ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَفَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي كَانَ لَهُمْ؟

(8)

.

(1)

عليه ضبة.

(2)

قوله: "للَّهِ وَرَسُولهِ صلى الله عليه وسلم وَآمَنْتُ" لفظ الصلاة على النبي عليه صح، وليس عند أبي ذر. ولأبي ذر، والكشميهني، وعليه صح مرتين:"اللَّهَ ورسولَه وآمن".

(3)

لأبي ذر: "وَتَابَعْتُهُ".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَوَاللَّهِ".

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "حتى توفاه اللَّه".

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "مِنَ الْحَقِّ".

(7)

قوله: "ابن عقبة" ليس عند أبي ذر.

(8)

هذا الإسناد رقم عليه من أوله إلى آخره للمستملي، وكتب في الحاشية ورقم عليه للمستملي:"قال أبو عبد اللَّهِ: بَلاء من ربِّكم، ما ابْتُليِتُمْ بهِ مِن شدّة"، وفي موضعِ:"البَلاءُ: الابتلاءُ والتَّمْحيصُ، مِن بَلَوْتُه ومحصتُه، أي: استخرجتُ ما عنده. يَبْلُو: يختبر. {مُبتَلِيكُم}: مُخْتَبِرُكم، وأما قوله: بَلاء عظيمٌ النِّعَمُ وهي من أبْلَيْتُهُ، وتلك من ابْتَلَيْتُه. حدثني". اهـ. من اليونينية.

* [3861][التحفة: خ 9826]

ص: 128

[3862] حدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ

(1)

ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَذَكَرَتَا للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "إِنَّ أُولَئِكَ

(2)

إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا

(3)

عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِيكَ

(4)

الصُّوَرَ، أُولَئِكَ

(2)

شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

[3863] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ السَّعِيدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ قَالَتْ: قَدِمْتُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَنَا جُوَيْرِيَةٌ، فَكَسَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خمِيصَةً

(5)

لَهَا أَعْلَامٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يمْسَحُ الْأَعْلَامَ بِيَدِهِ وَيَقُولُ:"سَنَاهْ سَنَاهْ".

قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: يَعْنِي: حَسَنٌ حَسَنٌ.

[3864] حدثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يُصَلِّي فَيَرُدُّ عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَتَرُدُّ عَلَيْنَا، قَالَ:"إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا".

فَقُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: كَيْفَ تَصْنَعُ أَنْتَ؟ قَالَ: أَرُدُّ فِي نَفْسِي.

(1)

قوله: "أم حبيبة وأم سلمة" لأبي ذر وعليه صح: "أم سلمة وأم حبيبة".

(2)

كذا بالضبطين، وكتب عليه "معا".

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فبنوا".

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "تِلْكَ".

* [3862][التحفة: خ م س 17306]

(5)

خميصة: ثوب خز أو صوف مُعَلَّم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).

* [3863][التحفة: خ د 15779]

* [3864][التحفة: خ م د س 9418]

ص: 129

[3865] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ

(1)

أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ

(2)

أَبِي مُوسَى رضي الله عنه: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَكُمْ

(3)

أَنْتُمْ

(4)

يَا أَهْلَ

(5)

السَّفِينَةِ

(6)

هِجْرَتَانِ"

(1)

.

‌70 - بَابُ

(7)

مَوْتُِ

(8)

النَّجَاشِيِّ

[3866] حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَ النَّجَاشِيُّ:"مَاتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ؛ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ".

[3867] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ عَطَاءً حَدَّثَهُمْ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنهما، أَنَّ

(1)

عليه صح.

(2)

عليه صح. "أبيه" هكذا مخرج في اليونينية من غير تصحيح ولا رقم.

(3)

عليه صح. "لكم أهلَ" فمقتضى ذلك أن ما بالهامش للهروي.

(4)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

عليه صح، وقوله:"أنتم يا أهل" على حاشية البقاعي: "أنتم أهل" ونسبه لنسخة.

(6)

عليه صح مرتين.

* [3865][التحفة: خ م 9051]

(7)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(8)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

* [3866][التحفة: خ م س 2450]

ص: 130

نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلَّى عَلَى

(1)

النَّجَاشِيِّ، فَصفَّنَا

(2)

وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي أَوِ الثَّالِثِ.

[3868] حدثني

(3)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ

(4)

، عَنْ سَلِيمِ

(3)

بْنِ حَيَّانَ

(3)

، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ؛ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.

تَابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ.

[3869] حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَخْبَرَهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَعَى لَهُمُ النَّجَاشِيَّ صَاحِبَ الْحَبَشَةِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَقَالَ:"اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ".

[3870] وَعَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(5)

سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ

(6)

، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَخْبَرَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَفَّ بِهِمْ فِي الْمُصَلَّى، فَصلَّى عَلَيْهِ وَكَبَّرَ

(7)

أَرْبَعًا.

(1)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "أصحمة".

(2)

على حاشية البقاعي: "فصففنا"، ونسبه لنسخة.

* [3867][التحفة: خ 2471]

(3)

عليه صح.

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ هارون".

* [3868][التحفة: خ م 2262]

* [3869][التحفة: خ م س 13176 - خ م س 15187]

(5)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "أبو سلمة بن عبد الرحمن وسَعِيدٌ".

(6)

قوله: "ابن المسيب" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(7)

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"عليه".

* [3870][التحفة: خ م س 13176]

ص: 131

‌71 - بَابُ

(1)

تَقَاسُمُِ

(2)

الْمُشْرِكِينَ عَلَى النَّبِيِّ

(3)

صلى الله عليه وسلم

-

[3871] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ حُنَيْنًا: "مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِخَيْفِ

(4)

بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا

(5)

عَلَى الْكُفْرِ".

‌72 - بَابُ

(1)

قِصَّةُِ

(2)

أَبِي طَالِبٍ

[3872] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ، قَالَ: "هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ

(6)

مِنْ نَارٍ، وَلَوْلَا أَنَا؛ لَكَانَ فِي الدَّرَكِ

(7)

الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ".

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

كذا بالضبطين ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(3)

عليه صح.

(4)

بخيف: الخيف: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خيف).

(5)

تقاسموا: تحالفوا، يريد: لما تعاهدت قريش على مقاطعة بني هاشم وترك مخالطتهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسم).

* [3871][التحفة: خ 15130]

(6)

ضحضاح: ما رقَّ من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضحضح).

(7)

الدرك: واحد الأدراك، وهي منازل في النار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درك).

* [3872][التحفة: خ م 5128]

ص: 132

[3873] حدثنا

(1)

مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: "أَيْ عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ

(2)

لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ"، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، تَرْغَبُ

(3)

عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ

(4)

، مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ

(5)

" فَنَزَلَتْ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ

(6)

وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}

(7)

وَنَزَلَتْ

(8)

{إِنَّكَ لَا تَهدِي مَنْ أَحبَبتَ}

(9)

.

[3874] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا

(10)

اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا

(10)

ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذُكِرَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "قال". ولأبي ذر أيضا وعليه صح: "حدثني".

(2)

أحاج: أصله أُحَاجِجُ، والمراد: أُظْهِرُ لك بها الحُجَّة. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(11/ 576).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "أَتَرْغَبُ".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لَهُ".

(5)

عليه صح. وعلى حاشية البقاعي: "عنك"، ونسبه لنسخة.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إلى {أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} ".

(7)

[التوبة: 113].

(8)

"ونزل" ورقم عليه بعلامة السقوط. كذا في غير فرع من غير رقم، كتبه مصححه.

(9)

[القصص: 56].

* [3873][التحفة: خ م س 11281]

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

ص: 133

عِنْدَهُ عَمُّهُ، فَقَالَ:"لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ".

[3875] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بِهَذَا، وَقَالَ:"تَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ".

‌73 - بَابُ

(1)

حَدِيثِ

(2)

الْإِسْرَاءِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}

(3)

.

[3876] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَمَّا كَذَّبَنِي

(4)

قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ فَجَلَا

(5)

اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ".

* [3874][التحفة: خ م 4094]

* [3875][التحفة: خ م 4094]

(1)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(3)

[الإسراء: 1]. من قوله "مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ" إلى "الْأَقْصَى" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "كذبتني".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَجَلَّى".

* [3876][التحفة: خ م ت س 3151]

ص: 134

‌74 - بَابُ الْمِعْرَاجِ

[3877] حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رضي الله عنهما، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ

(2)

أُسْرِيَ بِهِ

(3)

: "بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ - وَرُبَّمَا قَالَ: فِي الْحِجْرِ - مُضْطَجِعًا، إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَدَّ

(4)

" قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ"، فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ - وَهْوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ

(5)

نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ

(6)

، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصِّهِ

(7)

إِلَى شِعْرَتِهِ، "فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَب مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا فَغُسِلَ قَلْبِي ثُمَّ حُشِيَ

(8)

، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ" فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ: هُوَ الْبُرَاقُ، يَا أَبَا حَمْزَةَ، قَالَ أَنَسٌ: نَعَمْ، يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، "فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ

(9)

: مَنْ هَذَا؟ قَالَ جِبْرِيلُ، قِيلَ

(10)

: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ:

(1)

قوله: "نبي اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النَّبيَّ".

(2)

بالضبطين وعليه صح.

(3)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(4)

فقد: شَقَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قدد).

(5)

ثغرة: هي نُقْرة النَّحْر فَوْق الصدر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثغر).

(6)

شعرته: الشعرة بالكسر العانة. وقيل: منبت شعرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعر).

(7)

قصه: عَظْم صدره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قصص).

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "أعيد".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "قيل".

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

ص: 135

نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفَتَحَ

(1)

، فَلَمَّا خَلَصْتُ

(2)

، فَإِذَا فِيهَا آدَمُ، فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالاِبْنِ

(3)

الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ

(4)

حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ

(5)

: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفَتَحَ

(1)

، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ

(6)

، قَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّا ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ، قَالَ: هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ

(1)

فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى

(7)

إِدْرِيسَ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ

(1)

عليه صح.

(2)

خلصت: الخلوص: الوصول والسلامة والنجاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلص).

(3)

عليه ضبة.

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "بي".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فقيل".

(6)

عليه صح، ولأبي ذر وعليه صح:"خَالَةٍ".

(7)

ليس عند أبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأي الوقت، وبعدهم صح:"فإذا".

ص: 136

علَيْهِ

(1)

فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ

(2)

: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم

(3)

، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ

(4)

مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَ

(5)

قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا مُوسَى، قَالَ: هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قِيلَ

(6)

لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي؛ لِأَنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مَنْ

(7)

يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي، ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: هَذَا

(1)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(3)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "ومن".

(5)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(6)

عليه صح. "فقيل". كذا في غير فرع بلا رقم، وفي القسطلاني نسبتها لأبي ذر "قال" وفي نسخة "قال". كتبه مصححه.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ممن".

ص: 137

أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ

(1)

: مَرْحَبًا بِالاِبْنِ

(2)

الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ رُفِعَتْ لِي

(3)

سِدْرَةُ

(4)

الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبِقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ

(5)

، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، قَالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَانِ، يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، ثُمَّ رُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ

(6)

، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ: هِيَ الْفِطْرَةُ

(7)

أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ

(8)

خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا

(9)

أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ، قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مِثْلَهُ،

(1)

في نسخة: "فقال"، ولأبي ذر وعليه صح:"ثم قال".

(2)

عليه ضبة.

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إلي".

(4)

سدرة: شجرة في أقصى الجنة إليها ينتهي علم الأولين والآخرين ولا يتعداها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سدر).

(5)

عليه صح ورقم لأبي ذر، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"الهَجرِ".

قلال هجر: هجر قرية قريبة من المدينة وليست هجر البحرين، وكانت تعمل بها القلال، وسميت قلة لأنها تقل: أي ترفع وتحمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلل).

(6)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "يدخله كل يوم سبعون ألف ملك".

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "التي".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "الصَّلَاةُ".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "بم".

ص: 138

فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرٍ

(1)

صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ

(2)

فَقَالَ: مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا

(3)

أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنْ

(4)

أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي".

[3878] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}

(5)

، قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ:{وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ}

(5)

، قَالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ.

(1)

في القسطلاني بالإضافة وفي اليونينية "بعشرٍ" بالتنوين. اهـ.

(2)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

لأبي ذر، وعليه صح:"بم".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ولكني".

* [3877][التحفة: خ م ت س 11202]

(5)

[الإسراء: 60].

(6)

قوله: "رسول اللَّهِ" لأبي ذر: "النبيُّ".

* [3878][التحفة: خ ت س 6167]

ص: 139

‌75 - بَابُ

(1)

وُفُودُِ

(2)

الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ وَبَيْعَةُِ

(3)

الْعَقَبَةِ

[3879] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنَا

(4)

أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ - وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ حِينَ عَمِيَ - قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ

(5)

صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، بِطُولِهِ.

قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ

(6)

صلى الله عليه وسلم ليْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ، وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا.

[3880] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: شَهِدَ بِي خَالَايَ الْعَقَبَةَ.

قال

(7)

أبو عبد الله: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَحَدُهُمَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ.

(1)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(2)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(3)

كذا بالضبطين، ورقم لأبي ذر وعليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثنا".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه".

(6)

عليه ضبة. وفي الحاشية: "رسول اللَّه" وعليه صح مرتين.

* [3879][التحفة: خ م د س 11131]

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "عبد اللَّه بنُ محمد".

* [3880][التحفة: خ 2540]

ص: 140

[3881] حدثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ: أَنَا وَأَبِي وَخَالِي

(2)

مِنْ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ.

[3882] حدثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ - مِنَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمِنْ أَصْحَابِهِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ - أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: "تَعَالَوْا بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُونَ

(3)

بِبُهْتَانٍ

(4)

تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهْوَ لَهُ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ"، قَالَ: فَبَايَعْتُهُ

(5)

عَلَى ذَلِكَ.

[3883] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مِنَ النُّقَبَاءِ

(6)

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وَخَالَايَ" وبعده صح أيضا.

* [3881][التحفة: خ 2461]

(3)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وبعدهم صح:"تأتوا".

(4)

ببهتان: البهتان: الباطل الذي يُتَحَيَّرُ منه، وهو من البُهْت، وهو الكذب والافتراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بهت).

(5)

عليه صح. "فَبَايَعْنَاهُ" كذا بالهامش بقلم الحمرة من غير رقم. كتبه مصححه.

* [3882][التحفة: خ م ت س 5094]

(6)

النقباء: جمع نقيب، وهو كالعَريف على القوم المُقَدَّم عليهم، الذي يَتَعرَّف أخبارهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقب).

ص: 141

الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَقْتُلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ

(1)

، وَلَا نَنْتَهِبَ

(2)

وَلَا نَعْصِيَ

(3)

بِالْجَنَّةِ إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ. فَإِنْ غَشِينَا

(4)

مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ قَضَاءُ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ.

‌76 - بَابُ

(5)

تَزْوِيجُِ

(6)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ وَقُدُومُِهَا

(6)

الْمَدِينَةَ وَبِنَائِهِ

(7)

بِهَا

[3884] حدثني

(8)

فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ

(9)

، فَوُعِكْتُ

(10)

فَتَمَرَّقَ

(11)

شَعَرِي

(1)

"إلا بالحق". كذا في غير فرع بأيدينا بالحمرة في الهامش بلا رقم ولا تصحيح. كتبه مصححه.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "نَنْهَبَ".

ننتهب: النَّهْب والانتهاب: أخذ الجماعة الشيء على غير اعتدال. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 29).

(3)

للكشميهني: "نَقْضِيَ".

(4)

غشينا: جئنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).

* [3883][التحفة: خ م 5100]

(5)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(6)

بالضبطين وعليه صح لأبي ذر.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "بناؤه".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(9)

"الْخَزْرَجِ": لأبي ذر وعليه صح.

(10)

فوعكت: الوعك: الحمى، وقيل: ألمها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعك).

(11)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَتَمَزَّقَ".

فتمرق: انتثر وتساقط من مرض أو غيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرق).

ص: 142

فَوَفَى

(1)

جُمَيْمَةً

(2)

، فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي، فَصَرَخَتْ بِي، فَأَتَيْتُهَا لَا

(3)

أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي

(4)

، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي

(5)

عَلَى بَابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لَأَُنْهَجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي

(5)

، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ، فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، فَأَسْلَمْنَنِي إِلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ.

[3885] حدثنا مُعَلًّى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ

(6)

مِنْ حَرِيرٍ وَيَقُولُ

(7)

: هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ".

(1)

عليه صح صح.

فوفى: طال وبلغ. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 292).

(2)

جميمة: تصغير جُمَّة، وهي من شعر الرأس: ما سقط على المَنْكِبَيْنِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمم).

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "مَا".

(4)

للكشميهني: "مِنَّي".

(5)

عليه صح.

* [3884][التحفة: خ ق 17106]

(6)

سرقة: قطعة من جيِّد الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرق).

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَيُقَالُ".

* [3885][التحفة: خ 17291]

ص: 143

[3886] حدثني

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ وَنَكَحَ عَائِشَةَ وَهْيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ

(2)

، ثُمَّ بَنَى بِهَا وَهْيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ

(3)

.

‌77 - بَابُ

(3)

هِجْرَةُِ

(4)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما: عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا الْهِجْرَةُ لكنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ".

وَقَالَ أَبُو مُوسَى: عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي

(5)

إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ

(6)

؛ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ".

[3887] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: عُدْنَا خَبَّابًا، فَقَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم نُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْخُذْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ نَمِرَةً

(7)

، فكُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(3)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [3886][التحفة: خ م 16809]

(4)

كذا بالضبطين، ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

وهلي: وهمي. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 297).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "الْهَجَرُ".

(7)

نمرة: إزار مخطط من صوف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمر).

ص: 144

رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ، وَنَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ شَيْئًا مِنْ إِذْخِرٍ

(1)

، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ

(2)

لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهْوَ يَهْدِبُهَا

(3)

.

[3888] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ

(4)

: ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه

(5)

قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، فَمَنْ كَانَتْ

(6)

هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم"

(7)

.

[3889] حدثني

(6)

إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ الْمَكِّيِّ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَقُولُ: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ.

(1)

إذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: إذخر).

(2)

أينعت: نضجت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ينع).

(3)

عليه صح.

يهدبها: يجنيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدب).

* [3887][التحفة: خ م د ت س 3514]

(4)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

"أُراه عن رسول اللَّه" كذا في هامش اليونينية مخرجا له بعد قوله "رضي الله عنه" بعطفة بالحمرة خفية.

(6)

عليه صح.

(7)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

* [3888][التحفة: ع 10612]

* [3889][التحفة: خ 7392]

ص: 145

[3890] وحدثني

(1)

الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: زُرْتُ عَائِشَةَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، فَسَأَلْنَاهَا

(2)

عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَتْ: لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ، كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَفِرُّ أَحَدُهُمْ بِدِينِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

؛ مَخَافَةَ أَنْ يُفْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ، وَالْيَوْمَ

(4)

يَعْبُدُ رَبَّهُ حَيْثُ شَاءَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ.

[3891] حدثني

(5)

زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ هِشَامٌ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ سَعْدًا قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ

(5)

إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ صلى الله عليه وسلم

(3)

وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ.

وَقَالَ أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا نَبِيَّكَ وَأَخْرَجُوهُ مِنْ قُرَيْشٍ.

[3892] حدثنا

(6)

مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ

(7)

، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكُثَ بِمَكَّةَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "قال يحيى بنُ حمزةَ وحدثني".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فَسَأَلَهَا".

(3)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وبعده صح:"والمُؤْمِنُ".

* [3890][التحفة: خ 17382]

(5)

عليه صح.

* [3891][التحفة: خ م د س 16978]

(6)

لأبي ذر وعليه صح "حدثني".

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ عُبادةَ".

ص: 146

ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً

(1)

يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ وَهْوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.

[3893] حدثني مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ

(2)

، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ

(3)

، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَتُوُفِّيَ وَهْوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.

[3894] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدٍ - يَعْنِي

(4)

: ابْنَ حُنَيْنٍ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ:"إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ"، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، فَعَجِبْنَا لَهُ، وَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهْوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخَيَّرَ

(5)

، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ.

(1)

رقم عليه للحموي والكشميهني.

* [3892][التحفة: خ ت 6227]

(2)

قوله: "ابنُ الْفَضْلِ" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(3)

قوله: "ابنُ عُبَادَةَ" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

* [3893][التحفة: خ م ت 6300]

(4)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "الْمُخَيَّرُ".

* [3894][التحفة: خ م ت س 4145]

ص: 147

[3895] وَقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ

(1)

، إِلَّا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ".

[3896] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا نَحْوَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، حَتَّى بَلَغَ

(2)

بَرْكَ الْغِمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ

(3)

وَهْوَ: سَيِّدُ الْقَارَةِ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمي فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ وَأَعْبُدَ رَبِّي. قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ

(4)

: فَإِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ

(5)

وَلَا يُخْرَجُ

(5)

، إِنَّكَ

(6)

تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ

(7)

، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ

(8)

، وَتَقْرِي

(9)

الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ

(10)

الْحَقِّ، فَأَنَا لَكَ جَارٌ، ارْجِعْ

(11)

وَاعْبُدْ رَبَّكَ

(1)

بعده على حاشية البقاعي: "خليلا" ونسبه لنسخة.

* [3895][التحفة: خ م ت س 4145]

(2)

قبله لأبي ذر وعليه صح: "إذا".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "دُغُنَّةِ"، ولأبي ذر وعليه صح:"الدُّغُنَّةِ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "الدُّغُنَّة".

(5)

عليه صح.

(6)

للمستملي والكشميهني: "أَنْتَ".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "الْمُعْدِمَ".

(8)

تحمل الكل: من الأثقال والحوائج المهمة والعيال، وكل ما يتكَلَّف به ويثقل حمله فهو كَلٌّ. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (ص 509).

(9)

تقري: قريت الضيف: أطعمته، والقِرى: ما يهيأ للضيف من طعام ونزل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 181).

(10)

نوائب: جمع نائبة، وهي ما ينوب الإنسان، أي: ينزل به من المهمات والحوادث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوب).

(11)

لأبي ذر وعليه صح: "فَارْجِعْ".

ص: 148

بِبَلَدِكَ، فَرَجَعَ وَارْتَحَلَ مَعَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ

(1)

، فَطَافَ ابْنُ الدَّغِنَةِ

(1)

عَشِيَّةً فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلَا يُخْرَجُ

(2)

، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يَكْسِبُ الْمَعْدُومَ

(3)

، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ؟ فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ بِجِوَارِ ابْنِ الدَّغِنَةِ

(1)

وَقَالُوا لاِبْنِ الدَّغِنَةِ

(1)

: مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ، وَلَا يُؤْذِينَا

(4)

بِذَلِكَ، وَلَا يَسْتَعْلِنْ

(5)

بِهِ؛ فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَُفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ

(1)

لِأَبِي بَكْرٍ، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِصَلَاتِهِ وَلَا يَقْرَأُ فِي غَيْرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ الْقُرآنَ فَيَنْقَذِفُ

(6)

عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ

(7)

، فَقَالُوا: إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ بِجِوَارِكَ؛ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَقَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ فَأَعْلَنَ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ فِيهِ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَُفْتِنَ

(8)

نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا فَانْهَهُ، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "الدُّغُنَّةِ".

(2)

قوله: "لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلَا يُخْرَجُ" لأبي ذر وعليه صح: "لَا يُخْرَجُ مِثْلُهُ وَلَا يَخْرُجُ".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "الْمُعْدِمَ".

(4)

على حاشية البقاعي: "يؤذنا" ونسبه لنسخة.

(5)

عليه صح.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فَيَتَقَذَّفُ".

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عليه".

(8)

لأبي ذر وعليه صح "يَفْتِنَ نساءنا وأبناءنا" هذه لأبي ذر، والأولى في غير فرع، على يائها فتح وضم، والتاء مكسورة، نعم هي في فرع مفتوحة فـ "نساؤنا" رفع كما فيه وفي القسطلاني أيضا. كتبه مصححه.

ص: 149

يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ بِذَلِكَ فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ

(1)

، فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ

(2)

وَلَسْنَا مُقِرِّينَ

(3)

لِأَبِي بَكْرٍ الاِسْتِعْلَانَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ

(4)

إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَاقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيَّ ذِمَّتِي فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ، وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ عز وجل، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ: إِنِّي أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ وَهُمَا الْحَرَّتَانِ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، وَرَجَعَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ

(5)

؟ قَالَ: "نَعَمْ"، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيصْحَبَهُ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ

(6)

كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ

(7)

وَهُوَ: الْخَبَطُ

(8)

، أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.

(1)

ذمتك: الذمة: العهد والأمان والضمان والحرمة والحق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذمم).

(2)

نخفرك: الإخفار: نقض العهد والذمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خفر).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بِمُقِرِّينَ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "الدُّغُنَّةِ".

(5)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "وأمي".

(6)

راحلتين: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(7)

السمر: شجر من العضاه، والعضاه: كل شجر له شوك. (انظر: غريب الحديث) للخطابي (2/ 140).

(8)

الخبط: هو الورق المضروب بالعصا الساقط من الشجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبط).

ص: 150

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ

(1)

الظَّهِيرَةِ، قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَنِّعًا

(2)

فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتينَا فِيهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاءٌ

(3)

لَهُ أَبِي وَأُمِّي، وَاللَّهِ، مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ:"أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ، بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِنِّي

(4)

قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّحَابَةُ

(5)

بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"بالثَّمَنِ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ

(6)

الْجَهَازِ

(7)

، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً

(8)

فِي جِرَابٍ

(9)

، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا

(10)

فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الْجِرَابِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقِ

(11)

.

(1)

نحر الظهيرة: حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع كأنها وصلت إلى النحر وهو أعلى الصدر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نحر).

(2)

متقنعا: من التقنع وهو تغطية الرأس وأكثر الوجه برداء أو غيره. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(11/ 92).

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فِدًى".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَإِنَّهُ".

(5)

كذا بالضبطين وكتب عليه "معا".

(6)

للحموي والمستملي: "أَحَبَّ".

أحث: أعجل. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 180).

(7)

عليه صح.

(8)

سفرة: طعام المسافر. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 226).

(9)

جراب: وعاء من جلد. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 144).

(10)

نطاقها: المنطق والنطاق: ما تشد به المرأة وسط ثوبها عند معاناة الأشغال؛ لئلا تعثر في ذيلها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نطق).

(11)

لأبي ذر عن الكشميهني: "النطاقين".

ص: 151

قَالَتْ: ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ فكَمَنَا

(1)

فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ثَقِفٌ

(2)

لَقِنٌ

(3)

، فَيُدْلِجُ

(4)

مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ

(5)

، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ

(6)

بِهِ إِلَّا وَعَاهُ حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا

(7)

عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً

(8)

مِنْ غَنَمٍ فَيُرِيحُهَا

(9)

عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ - وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا وَرَضِيفِهِمَا

(10)

-

(1)

فكمنا: استترا واستخفيا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كمن).

(2)

ثقف: ذو فطنة وذكاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثقف).

(3)

لقن: سريع الفَهْم. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 551).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فَيَدَّلِجُ".

فيدلج: بسكون الدال سير الليل كله، وبتشديد الدال سير آخر الليل. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 257).

(5)

بسحر: الوقت المعروف من آخر الليل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 208).

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يُكَادَانِ".

يكتادان: من الكيد والمكيدة، وهو اعتقاد فعل السوء وتدبيره لهما. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 350)

(7)

عليه صح.

(8)

منحة: غنمٌ فِيهَا لبنٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: منح).

(9)

قالت لجنة تصحيح "السلطانية" بمشيخة الأزهر: "فَيُرِيحُهَا": صوابه: حذف الفتحة التي على الياء الأولى لعدم وجود "راح" الثلاثي متعديا بهذا المعنى.

(10)

عليه صح صح.

رضيفهما: اللبن المرضوف وهو الذي طرح فيه الحجارة المحماة ليذهب وخمه. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: رضف)

ص: 152

حَتَّى يَنْعِقَ

(1)

بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ

(2)

بِغَلَسٍ

(3)

يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ، وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ

(4)

بْنِ عَدِيٍّ هَادِيًا خِرِّيتًا - وَالْخِرِّيتُ: الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ - قَدْ غَمَسَ حِلْفًا فِي آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَأَمِنَاهُ؛ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلَاثٍ، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ، فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِلِ.

[3897] قال ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ، وَهْوَ: ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ

(5)

بْنِ جُعْشُمٍ - أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ: جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنْ

(6)

قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ

(7)

أَقْبَلَ رَجُل مِنْهُمْ، حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ، إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً

(8)

بِالسَّاحِلِ أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلَانًا

(1)

ينعق: نعق الراعي بالغنم إذا دعاها لتعود إليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نعق).

(2)

قوله: "ابن فهيرة" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(3)

بغلس: الغَلَس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلس).

(4)

عليه صح.

* [3896][التحفة: خ 16552]

(5)

قوله: "ابن مالك" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "لِمَنْ".

(7)

بعده لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إذ".

(8)

أسودة: جمع سواد وهي الجماعة من الناس. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 229).

ص: 153

وَفُلَانًا انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا، ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ، فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي وَهْيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ

(1)

فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ فَحَطَطْتُ

(2)

بِزُجِّهِ

(3)

الْأَرْضَ، وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا فَرَفَعْتُهَا

(4)

تُقَرِّبُ

(5)

بِي، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ فَعَثَرَتْ

(6)

بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الْأَزْلَامَ فَاسْتَقْسَمْتُ

(7)

بِهَا: أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا؟ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي وَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ تُقَرَِّبُ

(8)

بِي، حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ لَا يَلْتَفِتُ وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الاِلْتِفَاتَ

(9)

، سَاخَتْ

(10)

يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ

(11)

سَاطِعٌ فِي

(1)

أكمة: هي كل ما ارتفع من الأرض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أكم).

(2)

عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "فَخَطَطْتُ".

(3)

بزجه: هي الحديدة في أسفل الرمح. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 309).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فَرَفَّعْتُهَا".

(5)

بالضبطين وعليه صح.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وَعَثَرَت".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "واسْتَقْسَمْت".

فاستقسمت: الاستقسام: طلب القِسْم - بكسر القاف - الذي قُسم له وقُدِّر مما لم يُقسم ولم يقدَّر. وكانوا إذا أراد أحدهم أمرًا ضرب بقداح مكتوب عليها: أمرني ربي، والآخر: نهاني ربي، والآخر: غفل، فإن خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهي أمسك، وإن خرج الغفل أجال القداح مرة أخرى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسم).

(8)

بالضبطين وعليه صح.

(9)

عليه ضبة.

(10)

ساخت: غاصت في الأرض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سوخ).

(11)

لأبي ذر عن الكشميهني، وعليهما صح:"غُبَارٌ".

عثان: غبار كالدخان. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي)(ص 459).

ص: 154

السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ

(1)

، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ فَنَادَيْتُهُمْ بِالْأَمَانِ، فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الزَّادَ

(2)

وَالْمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَأَانِي وَلَمْ يَسْأَلَانِي، إِلَّا أَنْ قَالَ

(3)

: "أَخْفِ عَنَّا"، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ؛ فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ، فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ

(4)

ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[3898] قال ابْنُ شِهَابٍ، فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ الزُّبَيْرَ فِي رَكْبٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا تِجَارًا قَافِلِينَ مِنَ الشَّامِ، فَكَسَا الزُّبَيْرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَبَا بَكْرٍ ثِيَابَ بَيَاضٍ، وَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ مَخْرَجَ

(5)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن مَكَّةَ، فَكَانُوا يَغْدُونَ كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى الْحَرَّةِ فَيَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ، فَانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَمَا أَطَالُوا انْتِظَارَهُمْ، فَلَمَّا أَوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ عَلَى أُطُمٍ

(6)

مِنْ آطَامِهِمْ لِأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَبَصُرَ

(1)

بالأزلام: هي القداح التي كانت في الجاهلية، مكتوب عليها الأمر والنهي: افعل ولا تفعل. كان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أراد سفرًا أو زواجًا أو أمرًا مهمًّا أدخل يده فأخرج منها زلما، فإن خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهي كف عنه ولم يفعله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زلم).

(2)

الزاد: ما يتزود الرجل في سفره ليتقوت به. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 314).

(3)

عليه صح.

(4)

فى نسخة: "أَدَمٍ".

* [3897][التحفة: خ 3816]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "بِمَخْرَجِ".

(6)

أطم: بناء مرتفع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أطم).

ص: 155

بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَ

(1)

، يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ، فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهُودِيُّ أَن قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعَاشِرَ

(2)

الْعَرَبِ، هَذَا جَدُّكُمُ

(3)

الَّذِي تَنْتَظِرُونَ، فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى السِّلَاحِ، فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِظَهْرِ الْحَرَّةِ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَذَلِكَ

(4)

يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ مِن شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَامِتًا، فَطَفِقَ مَنْ جَاءَ مِنَ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم يُحَيِّي أَبَا بَكْرٍ، حَتَّى أَصَابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى ظَلَّلَ عَلَيْهِ بِرِدَائِهِ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَأُسِّس الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، وَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَسَارَ يَمْشِي مَعَهُ النَّاسُ

(6)

حَتَّى بَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، وَهْوَ يُصلِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ مِرْبَدًا

(7)

لِلتَّمْرِ لِسُهَيْلٍ وَسَهْلٍ غُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي حَجْرِ أَسْعَدَ

(8)

بْنِ زُرَارَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ:"هَذَا - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - الْمَنْزِلُ"، ثُمَّ

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "مَعْشَرَ".

(3)

جدكم: صاحب جدكم وسلطانكم، وقد يحتمل أن يريد سعدكم ودولتكم. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 141).

(4)

عليه صح. "وكان" كذا من غير رقم في الهامش.

(5)

قوله: "رسولَ اللَّه": "النبيَّ" كذا في الهامش بالسواد بلا رقم ولا تصحيح في غير فرع معنا. كتبه مصححه.

(6)

قوله: "مَعَهُ النَّاسُ": لأبي ذر عن الكشميهني: "مَعَ النَّاسِ".

(7)

مربدا: المربد: الموضع الذي يجعل فيه التمر لينشف، وهو الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربد).

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "سَعْدِ".

ص: 156

دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْغُلَامَيْنِ فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالَا: لَا، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

(1)

، ثُمَّ بَنَاهُ مَسْجِدًا، وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَهُمُ اللَّبِنَ فِي بُنْيَانِهِ وَيَقُولُ وَهُوَ يَنْقُلُ اللَّبِنَ:

"هَذَا الْحَِمَالُ

(2)

لَا حَِمَالَ

(3)

خَيْبَرْ

هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ"

وَيَقُولُ:

"اللَّهُمَّ إِنَّ الْأَجْرَ أَجْرُ الْآخِرَهْ

فَارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ

فَتَمَثَّلَ بِشِعْرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ لِي.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَمْ يَبْلُغْنَا فِي الْأَحَادِيثِ أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ تَامٍّ غَيْرِ هَذَا الْبَيْتِ

(4)

.

[3899] حدثنا

(5)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ وَفَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها: صَنَعْتُ سُفْرَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَا الْمَدِينَةَ، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُهُ إِلَّا نِطَاقِي، قَالَ: فَشُقِّيهِ، فَفَعَلْتُ، فَسُمِّيتُ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ

(6)

.

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "فأبَى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يَقْبَله منهما هِبةً حتَّى ابْتَاعَه مِنْهما".

(2)

بالضبطين وعليه صح لأبي ذر.

(3)

بالضبطين وعليه صح لأبي ذر. ضبطت لام "لا حمالُ" في فرع بالرفع أيضا. كتبه مصححه، وعلى حاشية البقاعي:"هذا الجمال لا جمال" بالجيم فيهما ونسبه للمستملي.

(4)

قوله: "هذا البيت" لأبي ذر، وعليه صح:"هذه الأبيات".

* [3898][التحفة: س ق 3815]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "قال ابن عباس أسماءُ ذاتُ النِّطاقِ".

* [3899][التحفة: خ 15730 - خ 15752]

ص: 157

[3900] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَدَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ، قَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكَ

(1)

، فَدَعَا لَهُ، قَالَ: فَعَطِشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ بِرَاعٍ، قَالَ

(2)

أَبُو بَكْرٍ: فَأَخَذْتُ قَدَحًا فَحَلَبْتُ فِيهِ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ.

[3901] حدثني

(3)

زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها، أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ

(4)

، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعْتُهُ

(5)

فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضغَهَا ثُمَّ تَفَلَ

(6)

فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَنَّكَهُ

(7)

بِتَمْرَةٍ، ثُمَّ دَعَا لَهُ وَبَرَّكَ

(8)

عَلَيْهِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلدَ فِي الْإِسْلَامِ

(9)

.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أضُرَّك".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

* [3900][التحفة: خ 1881]

(3)

عليه صح.

(4)

متم: أكملت مدة حملي وحان وضعي. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 122).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فَوَضَعَهُ".

(6)

تفل: التفل: نَفْخٌ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النَّفْث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تفل).

(7)

حنكه: التحنيك: مضغ التمر ودلك حنك الصبي به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنك).

(8)

برك: دعا له بالبركة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برك).

(9)

بعده في نسخة: "يعني: بالمدينة" من اليونينية، وعلى حاشية البقاعي:"يعني: بالمدينة من المهاجرين" ونسبه لنسخة.

ص: 158

تَابَعَهُ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها، أَنَّهَا هَاجَرَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْيَ حُبْلَى.

[3902] حدثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَت: أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَتَوْا بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَمْرَةً فَلَاكَهَا

(1)

، ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي فِيهِ، فَأَوَّلُ مَا دَخَلَ بَطْنَهُ رِيقُ النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم.

[3903] حدثني

(3)

مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَد، حَدَّثَنَا

(4)

أَبي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَهْوَ مُرْدِفٌ

(5)

أبَا بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَنَبِيُّ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم شَابٌّ لَا يُعْرَفُ، قَالَ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ

(7)

يَهْدِينِي السَّبِيلَ

(3)

، قَالَ: فَيَحْسِبُ الْحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيقَ وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ، فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا، فَالْتَفَتَ نَبِيُّ

(8)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

* [3901][التحفة: خ م 15727]

(1)

فلاكها: مَضَغها. واللَّوْك: إدارة الشيء في الفم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لوك).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه".

* [3902][التحفة: خ 16827]

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(5)

مردف: الرِّدْف والرديف والإرداف: مِن الركوب خلف الراكب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 287).

(6)

قوله "وَنَبِيُّ اللَّهِ": لأبي ذر وعليه صح: "والنَّبِيُّ".

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الذي".

(8)

عليه صح صح.

ص: 159

فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ"، فَصَرَعَهُ الْفَرَسُ

(1)

، ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ

(2)

، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مُرْنِي بِمَ

(3)

شِئْتَ، قَالَ:"فَقِفْ مَكَانَكَ لَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا"، قَالَ: فَكَانَ أَوَّلَ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ آخِرَ النَّهَارِ مَسْلَحَةً

(4)

لَهُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَانِبَ الْحَرَّةِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَاءُوا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(5)

، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا وَقَالُوا: ارْكَبَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ، فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَبُو بَكْرٍ وَحَفُّوا دُونَهُمَا بِالسِّلَاحِ، فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ جَانِبَ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ، فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهُ إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ

(6)

وَهْوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ يَخْتَرِفُ

(7)

لَهُمْ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ

(8)

الَّذِي يَخْتَرِفُ لَهُمْ فِيهَا، فَجَاءَ وَهْيَ مَعَهُ، فَسَمعَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ

(9)

صلى الله عليه وسلم: "أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ؟ "، فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذِهِ دَارِي وَهَذَا بَابِي، قَالَ: "فَانْطَلِقْ، فَهَيِّئْ لَنَا

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فَرَسُهُ".

(2)

تحمحم: من الحمحَمة وهي صوت الفرس دون الصَّهِيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمم).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بما".

(4)

مسلحة: هم القوم الذين يحفظون الثغور من العدو. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلح).

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "وأبي بكر".

(6)

عليه "خف".

(7)

يخترف: يجتني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرف).

(8)

لأبي ذر، والحموي والمستملي:"يَضُمَّ".

(9)

قوله: "نبي اللَّه" لأبي ذر وعليه صح "النَّبِيُّ".

ص: 160

مَقِيلًا

(1)

"، قَالَ: قُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، فَلَمَّا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ

(2)

، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ جِئْتَ بِحَقٍّ، وَقَدْ عَلِمَتْ يَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ وَابْنُ سَيِّدِهِمْ، وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ، فَادْعُهُمْ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ قَالُوا فِيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ، فَأَرْسَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلُوا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، وَيْلَكُمُ اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، وَأَنِّي جِئْتُكُمْ بِحَقٍّ، فَأَسْلِمُوا"، قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ، قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ: "فَأَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ

(2)

؟ " قَالُوا: ذَاكَ سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا، قَالَ: "أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ"، قَالُوا: حَاشَى لِلَّهِ، مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ: "أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ" قَالُوا: حَاشَى

(3)

للَّهِ، مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ:"أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ"، قَالُوا: حَاشَى

(4)

للَّهِ، مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ:"يَا ابْنَ سَلَامٍ، اخْرُجْ عَلَيْهِمْ"، فَخَرَجَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِحَقٍّ

(5)

، فَقَالُوا: كَذَبْتَ؛ فَأَخْرَجَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[3904] حدثنا

(6)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ:

(1)

مقيلا: القائلة والمقيل: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيل).

(2)

عليه علامة التخفيف.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حاشا".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حاشَ".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بِالْحَقِّ".

* [3903][التحفة: خ 1049]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

ص: 161

أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ

(1)

- يَعْنِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ

(2)

- عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ فَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ الْأوَّلِينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ فِي أَرْبَعَةٍ، وَفَرَضَ لاِبْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: هُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَلِمَ نَقَصْتَهُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافٍ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا هَاجَرَ بِهِ أَبَوَاهُ، يَقُولُ: لَيْسَ هُوَ كَمَنْ هَاجَرَ بِنَفْسِهِ.

[3905] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَن خَبَّابٍ قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[3906] وَحدثنا مُسَدَّدٌ

(3)

، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَبَّابٌ قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا نُكَفِّنُهُ فِيهِ إِلَّا نَمِرَةً كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، فَإِذَا

(4)

غَطَّينَا رِجْلَيهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ

(5)

رَأْسَهُ بِهَا، وَنَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيهِ مِنْ إِذْخِرٍ، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهْوَ يَهْدِبُهَا

(6)

.

(1)

لأبي ذر: "نافع عن عمر".

(2)

قوله: "يَعْنِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ": ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

* [3904][التحفة: خ 10563]

* [3905][التحفة: خ م د ت س 3514]

(3)

قوله: "وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ" هذا ما في الفروع التي بأيدينا، وفي المطبوع "ح حدثنا". كتبه مصححه.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وإذا".

(5)

كذا ضبط في اليونينية وفي الفرع بالتشديد.

(6)

عليه صح.

* [3906][التحفة: خ م د ت س 3514]

ص: 162

[3907] حدثنا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: هَلْ تَدْرِي مَا قَالَ أَبِي لِأَبِيكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ أَبِي قَالَ لِأَبِيكَ: يَا أَبَا مُوسَى، هَلْ يَسُرُّكَ إِسْلَامُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهِجْرَتُنَا مَعَهُ، وَجِهَادُنَا مَعَهُ، وَعَمَلُنَا كُلُّهُ مَعَهُ، بَرَدَ

(1)

لَنَا، وَأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلْنَاهُ بَعْدَهُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا

(2)

رَأْسًا بِرَأْسٍ؟ فَقَالَ

(3)

أَبِي: لَا، وَاللَّهِ، قَدْ جَاهَدْنَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّيْنَا وَصُمْنَا وَعَمِلْنَا خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَسْلَمَ عَلَى أَيْدِينَا بَشَرٌ كَثِيرٌ، وَإِنَّا لَنَرْجُو ذَلِكَ، فَقَالَ أَبِي: لَكِنِّي أَنَا، وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ بَرَدَ لَنَا، وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عَمِلْنَاهُ

(4)

بَعْدُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا رَأْسًا بِرَأْسٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَاكَ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَبِي.

[3908] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ - أَوْ: بَلَغَنِي عَنْهُ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما إِذَا قِيلَ لَهُ: هَاجَرَ قَبْلَ أَبِيهِ، يَغْضبُ، قَالَ: وَقَدِمْتُ أَنَا وَعُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدْنَاهُ قَائِلًا، فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَنْزِلِ فَأَرْسَلَنِي عُمَرُ، وَقَالَ

(5)

: اذْهَبْ فَانْظُرْ، هَلِ اسْتَيْقَظَ؟

(1)

عليه صح.

(2)

كفافا: الكفاف هو الذي لا يفضل عن الشيء، ويكون بقدر الحاجة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفف).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "عَمِلْنَا" بدون الهاء.

* [3907][التحفة: خ 10575]

(5)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فقال".

ص: 163

فَأَتَيْتُهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ نُهَرْوِلُ

(1)

هَرْوَلَةً، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَبَايَعَهُ، ثُمَّ بَايَعْتُهُ.

[3909] حدثنا

(2)

أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ

(3)

بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ قَالَ: ابْتَاعَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ، قَالَ: فَسَأَلَهُ عَازِبٌ عَنْ مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أُخِذَ عَلَيْنَا بِالرَّصَدِ، فَخَرَجْنَا لَيْلًا فَأَحْثَثْنَا

(4)

لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، ثُمَّ رُفِعَتْ لَنَا صَخْرَةٌ فَأَتَيْنَاهَا وَلَهَا شَيْءٌ مِنْ ظِلٍّ، قَالَ: فَفَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرْوَةً مَعِي، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ قَدْ أَقْبَلَ فِي غُنَيْمَةٍ

(5)

يُرِيدُ مِنَ الصَّخْرَةِ مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنَا فَسَأَلْتُهُ: لِمَنْ أَنْتَ، يَا غُلَامُ؟ فَقَالَ: أَنَا لِفُلَانٍ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لَهُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ

(3)

؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: انْفُضِ الضَّرْعَ، قَالَ: فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ وَمَعِي إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ عَلَيْهَا

(6)

خِرْقَةٌ قَدْ رَوَّأْتُهَا

(7)

لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ

(8)

(1)

نهرول: الهرولة بين المشي والعدو. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هرول).

* [3908][التحفة: خ 7299]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي الوقت وعليه صح صح: "فَأَحْيَيْنَا" من الإحياء ضد النوم، وجعلها القسطلاني نسخة غير معزوة.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "غُنَيْمَتِهِ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وعليها".

(7)

روأتها: شددتها بها وربطتها عليها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روى).

(8)

عليه صح صح.

ص: 164

أَسْفَلُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا وَالطَّلَبُ فِي إِثْرِنَا

(1)

.

قَالَ الْبَرَاءُ: فَدَخَلْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ عَلَى أَهْلِهِ، فَإِذَا عَائِشَةُ ابْنَتُهُ مُضْطَجِعَةٌ

(2)

قَدْ أَصَابَتْهَا حُمَّى، فَرَأَيْتُ أَبَاهَا، فَقَبَّلَ

(3)

خَدَّهَا وَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ يَا بُنَيَّةُ؟.

[3910] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ

(4)

، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَنَسٍ خَادِمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ

(5)

غَيْرَ

(6)

أَبِي بَكْرٍ، فَغَلَفَهَا

(7)

بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ

(8)

.

[3911] وَقال دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا الْوَليدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَغَلَفَهَا

(9)

بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ؛ حَتَّى قَنَأَ لَوْنُهَا

(10)

.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أَثَرِنَا".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "مضطجعةً".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "يُقَبِّلُ".

* [3909][التحفة: خ م 6587]

(4)

عليه صح.

(5)

أشمط: الشَّمَط: الشيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شمط).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "غَيْرُ".

(7)

عليه علامة التخفيف.

(8)

الكتم: هو نبات يُصْبَغُ به الشعر، يكسر بياضه أو حمرته إلى السواد. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 335).

* [3910][التحفة: خ 1096]

(9)

عليه علامة التخفيف.

(10)

قنأ لونها: اشتدت حمرته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنأ).

* [3911][التحفة: خ 1096]

ص: 165

[3912] حدثنا أَصْبَغُ، حَدَّثَنَا

(1)

ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ بَكْرٍ، فَلَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا، هَذَا الشَّاعِرُ الَّذِي قَالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ:

وَمَاذَا بالْقَلِيب

(2)

قَلِيب بَدْرٍ

مِنَ الشِّيزَى

(3)

تُزَيَّنُ بالسَّنَام

وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ

مِنَ الْقَينَاتِ

(4)

وَالشَّرْب

(5)

الْكِرَام

تُحَيِّى

(6)

بالسَّلَامَةِ أُمُّ بَكْر

وَهَلْ

(7)

لِى بَعْدَ قَوْمِى مِنْ سَلَام

يُحَدِّثُنَا الرَّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيَا

وَكَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَام

[3913] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِأَقْدَامِ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنَا، قَالَ: "اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْرٍ

(8)

، اثْنَانِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(2)

بالقليب: بئر رُدم فيها قتلى قريش يوم بدر، وهي في ساحة المعركة هناك، ولا يُعرف مكانها محددًا. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة) (ص 228).

(3)

الشيزى: جفان الطعام، وأصل الشيزى شَجَرَة يتَّخذ مِنْهَا الجفان. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (4/ 379).

(4)

القينات: جمع قينة، وهي الأَمَة غنت أو لم تغن، والماشطة، وكثيرا ما تطلق على المغنية من الإماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قين).

(5)

الشرب: الجماعة يشربون الخمر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرب).

(6)

قوله: "تُحَيِّي بالسَّلَامَةِ": لأبي ذر عن الحموي والمستملي "تُحَيِّينا السَّلامةَ".

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فهل".

* [3912][التحفة: خ 6636]

(8)

عليه صح.

* [3913][التحفة: خ م ت 6583]

ص: 166

[3914] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الْوَليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا

(1)

الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ:"وَيْحَكَ، إِنَّ الْهِجْرَةَ شَأْنُهَا شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"فَتُعْطِي صَدَقَتَهَا؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَهَلْ تَمْنَحُ

(2)

مِنْهَا؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَتَحْلُبُهَا يَوْمَ وُرُودِهَا؟

(3)

"، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ

(4)

مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا".

‌78 - بَابُ مَقْدَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ الْمَدِينَةَ

[3915] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعَ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَبِلَالٌ رضي الله عنهم.

[3916] حدثنا

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَكَانَا يُقْرِئَانِ

(6)

النَّاسَ، فَقَدِمَ بِلَالٌ وَسَعْدٌ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ،

(1)

في نسخة: "حدثني".

(2)

كذا بالضبطين في اليونينية.

(3)

لأبي ذر وعليه صح صح: "وِرْدِهَا".

(4)

يترك: ينقصك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وتر).

* [3914][التحفة: خ م د س 4153]

* [3915][التحفة: خ س 1879]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(6)

قوله: "وَكَانَا يُقْرِئَانِ"، لأبي ذر وعليه صح:"وكانوا يُقْرِئُون".

ص: 167

ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى جَعَلَ الْإِمَاءُ يَقُلْنَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

(1)

فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ

(2)

.

[3917] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وُعِكَ

(3)

أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟ وَيَا بِلَالُ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَتْ: فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ

وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ

(4)

نَعْلِهِ

وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَقْلَعَ

(5)

عَنْهُ الْحُمَّى

(6)

يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ

(7)

، وَيَقُولُ:

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بِوَادٍ وَحَوْلِي إذْخِرٌ وَجَلِيلُ

(8)

(1)

[الأعلى: 1].

(2)

المفصل: المفصل من القرآن: قصيرُ سورِه، سميت بذلك؛ لفصل بعضها عن بعض، اختلف في حدها؛ فقيل: من سورة محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: من سورة ق إلى آخر القرآن. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 160).

* [3916][التحفة: خ س 1879]

(3)

وعك: الوعك الحمى وقيل: ألمها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعك).

(4)

شراك: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرك).

(5)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "أُقْلِعَ".

(6)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(7)

عقيرته: صوته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقر).

(8)

جليل: نبت ضعيف قصير لا يطول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلل).

ص: 168

وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَِنَّةٍ

(1)

وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا

(2)

وَمُدِّهَا

(3)

، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ".

[3918] حدثني

(4)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ

(5)

، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ

(6)

أَخْبَرَهُ: دَخَلْتُ

(7)

عَلَى عُثْمَانَ.

وَقَالَ بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ

(4)

، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ خِيَارٍ

(8)

أَخْبَرَهُ قَالَ: دَخَلْتُ (7) عَلَى عُثْمَانَ فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، وَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ، وَآمَنَ بِمَا بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم

(9)

، ثُمَّ هَاجَرْتُ هِجْرَتَيْنِ

(4)

، وَنِلْتُ

(10)

صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وبَايَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ.

تَابَعَهُ إِسْحَاقُ الْكَلْبِيُّ: حَدَّثَنِي

(11)

الزُّهْرِيُّ مِثْلَهُ.

(1)

كذا بالضبطين، وكتب عليه "معا".

(2)

صاعها: الصاع: مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).

(3)

مدها: المد: كيل مقداره ملء اليدين المتوسطتين، من غير قبضهما، وهو حوالي: 510 جرامات. (انظر: المكاييل والموازين)(ص 36).

* [3917][التحفة: خ س 17158]

(4)

عليه صح.

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ الزُّبير".

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابْنِ الخِيَار".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "دَخَلَ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "الخِيَار".

(9)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر.

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "وكنتُ".

(11)

لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".

* [3918][التحفة: خ 9826]

ص: 169

[3919] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ

(1)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ

(2)

عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ وَهْوَ بِمِنًى فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ فَوَجَدَنِي، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ

(3)

النَّاسِ

(4)

، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تُمْهِلَ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ - فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ

(5)

- وَتَخْلُصَ لِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ وَذَوِي رَأْيِهِمْ، قَالَ

(6)

عُمَرُ: لَأَقُومَنَّ فِي أَوَّلِ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ.

[3920] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ - امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُمْ فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتِ

(7)

الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ، قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ: فَاشْتَكَى عُثْمَانُ عِنْدَنَا، فَمَرَّضْتُهُ حَتَّى تُوُفِّيَ وَجَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، شَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَمَا يُدْرِيكِ

(1)

قوله: "وأخبرني يونس" هكذا في الفروع عندنا، ووقع في المطبوع "ح أخبرني". كتبه مصححه.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "عبدَ اللَّه بن".

(3)

رعاع: أي: غَوْغَاء وسُقَّاط وأخلاط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رعع).

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "وغَوْغاءَهم".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "والسَّلامةِ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

* [3919][التحفة: ع 10508]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "قَرَعَتِ".

ص: 170

أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟ "، قَالَتْ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ؟ قَالَ: "أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ - وَاللَّهِ - الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَمَا أَدْرِي وَاللَّهِ - وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ - مَا يُفْعَلُ بِي

(1)

"، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ، لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ، قَالَتْ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ، فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ

(2)

عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:"ذَلِكِ عَمَلُهُ".

[3921] حدثنا

(3)

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ

(4)

يَوْمًا قَدَّمَهُ اللَّهُ عز وجل لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ وَقُتِلَتْ سَرَاتُهُمْ

(5)

فِي دُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ.

[3922] حدثني

(6)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامٍ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ

(7)

بِمَا تَقَاذَفَتِ

(8)

الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ

(9)

، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:

(1)

لأبي ذر وعليه صح صح: "بِهِ".

(2)

قوله: "ابنِ مظْعون" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

* [3920][التحفة: خ س 18338]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(4)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "بُعاثَ".

(5)

سراتهم: السراة: جمع سري، وهو النفيس الشريف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرى).

* [3921][التحفة: خ 16825]

(6)

عليه صح.

(7)

بعده "تُغَنِّيَان" وعليه صح، ورقم لأبي ذر عن المستملي والكشميهني.

(8)

لأبي ذر وعليه صح صح: "تَعَازَفَتِ".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "بعاثَ".

ص: 171

مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ! مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ

(1)

؛ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ".

[3923] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، وَحَدَّثَنَا

(2)

إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ الضُّبَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ نَزَلَ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مَلَأِ بَنِي النَّجَّارِ، قَالَ: فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِي سُيُوفِهِمْ، قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفَهُ

(3)

، وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أَلقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: فَكَانَ يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ

(4)

الْغَنَمِ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَلَأِ بَنِي النَّجَّارِ فَجَاءُوا، فَقَالَ: "يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي

(5)

حَائِطَكُمْ

(6)

هَذَا"، فَقَالُوا

(7)

: لَا وَاللَّهِ، لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ،

(1)

عليه صح.

* [3922][التحفة: خ 16955]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثني". وليس في الفروع التي بأيدينا حاء التحويل قبل "وحدثني" كما في المطبوع، وكثيرا ما يقع فيه ذلك، ولا نتعرض له؛ حيث خالفته الفروع. كتبه مصححه.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "رِدْفُهُ".

(4)

مرابض: جمع مِرْبض، وهو مأوى الغنم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربض).

(5)

ثامنوني: أي: قَرِّرُوا معي ثمنَهُ وبِيعُونِيهِ بالثمن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثمن).

(6)

عليه صح.

حائطكم: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط)

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "قالوا".

ص: 172

قَالَ: فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ، كَانَتْ فِيهِ قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَتْ فِيهِ خِرَبٌ

(1)

، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ

(2)

، وَبِالْخِرَبِ

(1)

فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، قَالَ: فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ

(3)

حِجَارَةً، قَالَ: قَالَ

(4)

: جَعَلُوا يَنْقُلُونَ ذَاكَ

(5)

الصَّخْرَ وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ، يَقُولُونَ:

اللَّهُمَّ إِنَّهُ

(4)

لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ

فَانْصُرِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ

‌79 - بَابُ إِقَامَةِ الْمُهَاجِرِ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ

[3924] حدثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ

(6)

الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ السَّائِبَ ابْنَ أُخْتِ الْنَّمِرِ: مَا سَمِعْتَ فِي سُكْنَى مَكَّةَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ لِلْمُهَاجِرِ بَعْدَ الصَّدَرِ

(7)

".

(1)

عليه صح.

(2)

فنبشت: نبش الشيء استخرجه بعد الدفن. (انظر: لسان العرب، مادة: نبش).

(3)

عضادتيه: ناحيتَيْه. (انظر: لسان العرب، مادة: عضد).

(4)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "ذَلِكَ".

* [3923][التحفة: خ م د س ق 1691]

(6)

بعده على حاشية البقاعي: "ابن عبد الرحمن بن عوف" ونسبه لنسخة.

(7)

الصدر: الصدَر والصدور: رجوع المسافر من مقصده، والشاربة من الورد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صدر).

* [3924][التحفة: ع 11008]

ص: 173

‌80 - بَابٌ

(1)

[3925] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَا عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولَا مِنْ وَفَاتِهِ، مَا عَدُّوا إِلَّا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ.

[3926] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا، وَتُرِكَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ عَلَى الْأُولَى

(2)

.

تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنْ مَعْمَرٍ.

‌81 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ"، وَمَرْثِيَتِهِ لِمَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ

[3927] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَْعَةَ

(3)

، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ مَرَضٍ

(4)

أَشْفَيْتُ

(5)

مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَ بِي مِنَ الْوَجَعِ مَا تَرَى وَأَنَا ذُو مَالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ:

(1)

رقم عليه بعلامة السقط. ولأبي ذر عن الكشميهني: "بابُ التاريخِ من أَيْنَ أَرَّخُوا التاريخَ".

* [3925][التحفة: خ 4728]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "الْأَوَّلِ".

* [3926][التحفة: خ 16650]

(3)

كذا بالضبطين، وكتب عليه "معا".

(4)

قوله: "من مرض": رقم عليه علامة السقط، ولم يرقم لأحد. ولأبي ذر وعلى أوله صح وعلى آخره صح صح:"يَعْنِي مِنْ وَجَعٍ".

(5)

أشفيت: أي: أشرفت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شفا).

ص: 174

"لَا"، قَالَ: فَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ

(1)

؟ قَالَ: "الثُّلُثُ، يَا سَعْدُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ

(2)

أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً

(3)

يَتَكَفَّفُونَ

(4)

النَّاسَ".

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: "أَنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ

(5)

وَلَسْتَ بِنَافِقٍ

(6)

نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا آجَرَكَ اللَّهُ بِهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُخَلَّفُ

(7)

بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: "إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ

(8)

دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلَا تَرُدَّهُمْ

(9)

عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ". يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُوُفِّيَ

(10)

بِمَكَّةَ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ومُوسَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ:"أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ"

(11)

.

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح صح: "قَالَ: لَا".

بشطره: الشطر: النصف. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَرَثَتَكَ".

(3)

عالة: فقراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيل).

(4)

يتكففون: يأخذون ببطن كفهم، أو يسألون كفا من الطعام أو ما يكف الجوع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفف).

(5)

من قوله: "قَالَ أَحْمَدُ" إلى "ذُرِّيَّتَكَ": عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(6)

عليه صح صح.

(7)

بحذف أداة الاستفهام أي: "أأخلف". اهـ. قسطلاني.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "بها".

(9)

عليه صح، ورقم لأبي ذر.

(10)

لأبي ذر وعليه صح صح: "يُتَوَفَّى".

(11)

من قوله: "وَقَالَ أَحْمَدُ" إلى "وَرَثَتَكَ" رقم عليه بعلامة السقوط ولم يرمز لأحد.

* [3927][التحفة: ع 3890]

ص: 175

‌82 - بَابٌ كَيْفَ آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ.

وَقَالَ أَبُو جُحَيْفَةَ: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ.

[3928] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ

(1)

فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلَّنِي

(2)

عَلَى السُّوقِ؛ فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ:"فَمَا سُقْتَ فِيهَا؟ "، فَقَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ".

‌83 - بَابٌ

(3)

[3929] حدثني

(4)

حَامِدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ بَلَغَهُ مَقْدَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُ يَسْأَلُهُ عَنْ

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "المدينة".

(2)

على حاشية البقاعي: "دلوني" ونسبه لنسخة.

* [3928][التحفة: خ 675]

(3)

رقم عليه بعلامة السقط.

(4)

عليه صح.

ص: 176

أَشْيَاءَ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ

(1)

السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ وَمَا بَالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ: "أَخْبَرَنِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا"، قَالَ ابْنُ سَلَامٍ: ذَاكَ

(2)

عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ: "أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ

(3)

، وَأَمَّا الْوَلَدُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا

(4)

سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَتِ الْوَلَدَ"، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ

(5)

فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي

(6)

، فَجَاءَتِ الْيَهُودُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(7)

: "أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ

(8)

؟ " قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَأَفْضَلُنَا وَابْنُ أَفْضَلِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ! "، قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَتَنَقَّصُوهُ، قَالَ: هَذَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

(1)

أشراط: علامات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرط).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "ذَلِكَ".

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فإذا".

(5)

عليه صح صح.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "إِسْلَامِي".

(7)

قوله "صلى الله عليه وسلم": عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(8)

قوله "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ": لأبي ذر "فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ" وعليه صح.

* [3929][التحفة: خ س 604]

ص: 177

[3930 - 3931] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ أَبَا الْمِنْهَالِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُطْعِمٍ قَالَ: بَاعَ شَرِيكٌ لِي دَرَاهِمَ فِي السُّوقِ نَسِيئَةً، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَيَصْلُحُ هَذَا؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَاللَّهِ، لَقَدْ بِعْتُهَا فِي السُّوقِ فَمَا عَابَهُ

(1)

أَحَدٌ، فَسَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، فَقَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(2)

وَنَحْنُ نَتَبَايَعُ هَذَا الْبَيْعَ، فَقَالَ:"مَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَمَا كَانَ نَسِيئَةً فَلَا يَصْلُحُ وَالْقَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَاسْأَلْهُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ أَعْظَمَنَا تِجَارَةً"، فَسَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَقَالَ مِثْلَهُ.

وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَقَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ نَتَبَايَعُ، وَقَالَ: نَسِيئَةً إِلَى الْمَوْسِمِ أَوِ الْحَجِّ.

‌84 - بَابُ إِتْيَانِ الْيَهُودِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ

{هَادُوا

(3)

}

(4)

: صَارُوا يَهُودَ

(5)

، وَأَمَّا قَوْلُهُ

(6)

{هُدْنَا}

(7)

: تُبْنَا، هَائِدٌ: تَائِبٌ.

(1)

قوله: "فما عابه": في نسخة وعليه صح: "فَمَا عَابَهَا". ولأبي ذر عن الكشميهني: "فما عاب عليَّ".

(2)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "المدينة".

* [3930 - 3931][التحفة: خ م س 1788]

(3)

عليه صح.

(4)

[البقرة: 62].

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "يَهُودًا".

(6)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(7)

[الأعراف: 156].

ص: 178

[3932] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ

(1)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنَ الْيَهُودِ لَآمَنَ بِيَ الْيَهُودُ".

[3933] حدثني

(2)

أَحْمَدُ

(3)

- أَوْ: مُحَمَّدُ - بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغُدَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: دَخَلَ

(4)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَإِذَا أُنَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ يُعَظِّمُونَ عَاشُورَاءَ وَيَصُومُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"نَحْنُ أَحَقُّ بِصَوْمِهِ"، فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ.

[3934] حدثنا

(5)

زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا

(6)

أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ، فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: هَذَا

(7)

الْيَوْمُ الَّذِي أَظْفَرَ

(8)

اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ، وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ"، ثُمَّ أَمَرَ

(9)

بِصَوْمِهِ.

(1)

بعده على حاشية البقاعي: "هو ابن سيرين" ونسبه لنسخة.

* [3932][التحفة: خ م 14499]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "قال حدثنا".

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "قَدِمَ".

* [3933][التحفة: خ م س 9009]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "هُوَ".

(8)

بالفاء في غير فرع، وقال في القسطلاني بالهاء بعد الظاء في الفرع، والذي في أصله بالفاء بدل الهاء. اهـ. كتبه مصححه.

(9)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وأمر".

* [3934][التحفة: خ م د س 5450]

ص: 179

[3935] حدثنا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(2)

بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْدِلُ

(3)

شَعْرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ.

[3936] حدثني

(4)

زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا

(5)

هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً؛ فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ، وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ

(6)

.

‌85 - بَابُ

(7)

إِسْلَامُِ

(8)

سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه

-

[3937] حدثني الْحَسَنُ

(9)

بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ

(10)

، أَنَّهُ تَدَاوَلَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ رَبٍّ إِلَى رَبٍّ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(2)

قوله: "عَبْدِ اللَّهِ": عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

يسدل: السَّدْل: الإرخاء والإرسال والإسبال. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 148).

* [3935][التحفة: خ م د تم س ق 5836]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(6)

بعده لأبي ذر، والكشميهني:"يعني: قول اللَّه تعالى {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} ".

* [3936][التحفة: خ 5463]

(7)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(8)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(9)

عليه صح.

(10)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [3937][التحفة: خ 4497]

ص: 180

[3938] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ رضي الله عنه يَقُولُ: أَنَا مِنْ رَامَ هُرْمُزَ.

[3939] حدثني الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: فَتْرَةٌ

(1)

بَيْنَ

(2)

عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ سِتُّمِائَةِ سَنَةٍ.

* * *

* [3938][التحفة: خ 4499]

(1)

فترة: الفترة: المدة التي لا رسول فيها. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 391).

(2)

قوله: "فَتْرَةٌ بَيْنَ": لأبي ذر وعليه صح: "فَتْرَةُ بَيْنِ".

* [3939][التحفة: خ 4498]

ص: 181

‌61 - بابُ

(1)

غَزْوَة

(2)

العُشَيْرَةِ أَوِ العُسَيْرَةِ

(3)

قَالَ

(4)

ابْنُ إِسْحَاقَ: أَوَّلُ مَا غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْأَبْوَاءَ، ثُمَّ بُوَاطَ، ثُمَّ الْعُشَيْرَةَ

(5)

.

[3940] حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَهْبٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَقِيلَ لَهُ: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةٍ؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ. قِيلَ: كَمْ غَزَوْتَ أَنْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ، قُلْتُ: فَأَيُّهُمْ

(6)

كَانَتْ أَوَّلَ؟ قَالَ: الْعُسَيْرَةُ أَوِ الْعُشَيْرُ

(7)

، فَذَكَرْتُ لِقَتَادَةَ، فَقَالَ: الْعُشَيْرُ

(8)

.

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح. وعند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح، وأصل السماع أيضًا:"بسمِ اللَّه الرحمن الرحيم كتابُ المغازي" إلا أن عند أبي ذر تأخير البسملة.

(2)

لابن عساكر: "بابٌ في المغازي غزوةُ". وفي القسطلاني بعض مخالفة فانظره.

(3)

قوله: "أو العُسَيْرَةِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

كتب فوقه "مؤخر". أي من قوله: "قال ابن إسحاق" إلى قوله: "ثم العشيرة" مؤخر إلى آخر الباب عند أبي ذر، وهو عنده عن المستملي.

(5)

قوله: "الأبواءَ ثم بواطَ ثم العشيرةَ" لأبي ذر بالرفع: "الْأَبْوَاءُ ثُمَّ بُوَاطُ ثُمَّ الْعُشَيْرَةُ".

(6)

عليه صح. وقالت لجنة تصحيح "السلطانية" بمشيخة الأزهر: "فأيهم": كذا وقع فيما رأيناه من نسخ البخاري. وحق العبارة "فأيهن" أو "فأيها" كما صوبه ابن مالك وخرجه بعض الشراح على حذف المضاف، أي: فأي غزواتهم.

(7)

قوله: "الْعُسَيْرَةُ أَوِ الْعُشَيْرُ": "العُسَيْرُ أو العُشيرةُ" عليه صح ورقم له لأبي ذر. وللأصيلي: "العُشَيْرُ أو العُسَيْرُ". وفي نسخة للأصيلي: "أو العَشِير" أي بدل "أَوْ العُسَيْرِ" المصغر.

(8)

للأصيلي: "العُشَيْرةُ". وبعده لأبي ذر، والمستملي:"قال ابن إسحاق: أول ما غزا النبي صلى الله عليه وسلم الأبواء، ثم بواط، ثم العشيرة".

* [3940][التحفة: خ م ت 3679]

ص: 183

‌1 - بَابُ

(1)

ذِكْرُِ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يُقْتَلُ بِبَدْرٍ

(3)

[3941] حدثني

(4)

أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه حَدَّثَ عَنْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ صَدِيقًا لِأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، وَكَانَ سَعْدٌ إِذَا مَرَّ بِمَكَّةَ نَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْطَلَقَ سَعْدٌ مُعْتَمِرًا فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ لِأُمَيَّةَ: انْظُرْ لِي سَاعَةَ خَلْوَةٍ لَعَلِّي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ، فَخَرَجَ بِهِ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، فَلَقِيَهُمَا أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَانَ، مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ فَقَالَ

(5)

: هَذَا سَعْدٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: أَلَا

(6)

أَرَاكَ تَطُوفُ بِمَكَّةَ آمِنًا وَقَدْ أَوَيْتُمُ الصُّبَاةَ

(7)

، وَزَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ تَنْصُرُونَهُمْ وَتُعِينُونَهُمْ؟ أَمَا

(8)

وَاللَّهِ، لَوْلَا أَنَّكَ مَعَ أَبِي صَفْوَانَ مَا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ سَالِمًا، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ - وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيْهِ: أَمَا

(9)

وَاللَّهِ، لَئِنْ مَنَعْتَنِي هَذَا لَأَمْنَعَنَّكَ مَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْهُ -

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضم لأبي ذر.

(3)

قوله: "ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر" بقلم الحمرة في الهامش في غير فرع بلا رقم ولا تصحيح، وجعلها القسطلاني نسخة:"ذِكرُ من قُتِلَ ببدر".

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "قال" وبعده صح.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لا".

(7)

الصباة: جمع الصابي غير مهموز لأن قريشا لا يهمزون، يقال: صبأ فلان إذا خرج من دين إلى غيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبأ).

(8)

ضبط في اليونينية "أمَّا" هذه والتي بعدها بالتشديد، وانظر القسطلاني. ولأبى ذر وعليه صح:"أمَ".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "أمَ".

ص: 184

طَرِيقَكَ عَلَى الْمَدِينَةِ - فَقَالَ لَهُ أُمَيَّةُ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ يَا سَعْدُ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ سَيِّدِ

(1)

أَهْلِ الْوَادِي، فَقَالَ سَعْدٌ: دَعْنَا عَنْكَ يَا أُمَيَّةُ، فَوَاللَّهِ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّهُمْ قَاتِلُوكَ

(2)

، قَالَ: بِمَكَّةَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، فَفَزِعَ لِذَلِكَ أُمَيَّةُ فَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمَّا رَجَعَ أُمَيَّةُ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: يَا أُمَّ صَفْوَانَ، أَلمْ تَرَيْ مَا قَالَ لِي سَعْدٌ؟ قَالَتْ: وَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا

(3)

أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ قَاتِلِيَّ

(4)

، فَقُلْتُ لَهُ: بِمَكَّةَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، فَقَالَ

(5)

أُمَيَّةُ: وَاللَّهِ، لَا أَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ اسْتَنْفَرَ أَبُو جَهْلٍ النَّاسَ، قَالَ

(6)

: أَدْرِكُوا عِيرَكُمْ

(7)

، فَكَرِهَ أُمَيَّةُ أَنْ يَخْرُجَ، فَأَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَانَ، إِنَّكَ مَتَى مَا يَرَاكَ

(8)

النَّاسُ قَدْ تَخَلَّفْتَ - وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي - تَخَلَّفُوا مَعَكَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ أَبُو جَهْلٍ حَتَّى قَالَ: أَمَّا إِذْ غَلَبْتَنِي، فَوَاللَّهِ، لَأَشْتَرِيَنَّ أَجْوَدَ بَعِيرٍ بِمَكَّةَ، ثُمَّ قَالَ أُمَيَّةُ: يَا أُمَّ صَفْوَانَ، جَهِّزِينِي، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا صَفْوَانَ، وَقَدْ نَسِيتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ؟ قَالَ: لَا، مَا

(9)

أُرِيدُ أَنْ أَجُوزَ مَعَهُمْ إِلَّا قَرِيبًا، فَلَمَّا خَرَجَ أُمَيَّةُ أَخَذَ

(1)

للأصيلي، وابن عساكر:"فَإنَّهُ سَيِّدُ".

(2)

للأصيلي: "إِنَّهُ قَاتِلُكَ"، وعليه صح.

(3)

بعده في نسخة: "صلى الله عليه وسلم".

(4)

قوله: "أَنَّهُمْ قَاتِلِيَّ": لأبي ذر وعليه صح: "أَنَّهُ قَاتِلِي".

(5)

لأبي ذر، والأصيلي:"قال" وعليه صح.

(6)

"فقال" عليه صح، ورقم له لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(7)

"عِيرَهم" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

عيركم: أي: الإبل والدواب وما تحمله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عير).

(8)

قوله: "ما يراك" رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر. وعند الأصيلي:"ما يَرَكَ"، وعليه صح.

(9)

عليه صح.

ص: 185

لَا يَنْزِلُ

(1)

مَنْزِلًا إِلَّا عَقَلَ بَعِيرَهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِذَلِكَ حَتَّى قَتَلَهُ اللَّهُ عز وجل بِبَدْرٍ.

‌2 - بَابُ

(2)

قِصَّةُِ

(3)

غَزْوَةِ بَدْرٍ

(4)

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا

(5)

اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

(6)

(123) إِذْ تَقُولُ

(7)

لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ

(8)

(125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ}

(9)

.

(1)

قوله: "لَا يَنْزِلُ" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَا يَتْرُكُ".

* [3941][التحفة: خ 4450]

(2)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

رقم عليه لأبي ذر، وعلى آخره صح.

(4)

قوله: "قصة غزوة بدر": لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"قصةُ بدر".

(5)

من هنا إلى قوله: {أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} بدله للأصيلي: "إلى قوله: {فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"إلى قوله {فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} ".

(7)

من قوله: {إِذْ تَقُولُ} إلى: أَوْ {يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} عليه صح، وليس عند أبي ذر. وبدله له وعليه صح، وكذا ابن عساكر:"إلى قوله: {فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} ".

(8)

كذا بالوجهين في الواو، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وعاصم بكسر الواو، وقرأ الباقون بفتحها. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 242).

ومسومين: أي معلمين بعلامة الحرب. (انظر: تذكرة الأريب في تفسير الغريب)(ص 50).

(9)

[آل عمران: 123، 127].

ص: 186

وَقَالَ وَحْشِيٌّ: قَتَلَ حَمْزَةُ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ يَوْمَ بَدْرٍ

(1)

.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}

(2)

. الْآيَةَ.

[3942] حدثني

(3)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ

(4)

، عَنِ ابْنِ شهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي تَخَلَّفْتُ عَنْ

(5)

غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتَبْ أَحَدٌ

(6)

تَخَلَّفَ عَنْهَا، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ.

(1)

بعده لابن عساكر قي نسخة، وأبي ذو عن الكشميهني:"قال أبو عبد اللَّه: {فَورِهِمْ} غضبُهم".

(2)

[الأنفال: 7]. وبعده لأبي ذو وعليه صح، وابن عساكر:" {وَتَوَدوُّنَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} الشَّوكةُ: الحَدُّ".

(3)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

بعده في حاشية البقاعي: "بن خالد" ونسبه لنسخة.

(5)

"في" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وأبي الوقت.

(6)

قوله: "يُعَاتَبْ أَحَدٌ": لأبي ذر، والكشميهني:"يعاتِبِ اللَّهُ أَحَدًا".

(7)

قوله "رَسُولُ اللَّهِ": لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

* [3942][التحفة: خ م د س 11131]

ص: 187

‌3 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ

(1)

تَعَالَى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ

(2)

لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ

(9) وَمَا جَعَلَهُ

(3)

اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ (وَيُنزِلُ) عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

(4)

[3943] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ مَشْهَدًا لَأَنْ

(5)

أَكُونَ صَاحِبَهُ

(6)

أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ،

(1)

قوله: "قول اللَّه" بدلًا منه: "قوله" وعليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

من قوله: " {فَاسْتَجَابَ

} " إلى قوله: " {

شَدِيدُ الْعِقَابِ} " ليس عند أبي ذر وعليه صح. وبدلا منه عنده وعليه صح، وابن عساكر: "إلى قوله: {الْعِقَابِ} "

(3)

من قوله: " {وَمَا جَعَلَهُ

} إلى قوله: " {شَدِيدُ الْعِقَابِ} " بدلًا منه للأصيلي: "إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ".

(4)

[الأنفال: 9 - 13].

(5)

عليه صح.

(6)

لأبي ذر، والكشميهني "أَنَا صاحبُه". يجوز مع "أنا" الرفع، والوجه الفتح. قاله شيخنا. "أي ابن مالك". اهـ. من اليونينية.

ص: 188

فَقَالَ: لَا نَقُولُ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا}

(1)

، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَخَلْفَكَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَقَ وَجْهُهُ، وَسَرَّهُ، يَعْنِي: قَوْلَهُ

(2)

.

[3944] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: "اللَّهُمَّ

(4)

، أَنْشُدُكَ

(5)

عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ، إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ"، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: حَسْبُكَ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}

(6)

.

‌4 - بَابٌ

(7)

[3945] حدثني

(3)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، أَنَّهُ سَمِعَ مِقْسَمًا مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:{لَّا يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ}

(8)

عَنْ بَدْرٍ، وَالْخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ.

(1)

[المائدة: 24].

(2)

قوله: "يَعْنِي قَوْلَهُ" سقط لأبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

* [3943][التحفة: خ س 9318]

(3)

عليه صح.

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إني".

(5)

أنشدك: أسألك وأقسم عليك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).

(6)

[القمر: 45].

* [3944][التحفة: خ س 6054]

(7)

بعده في حاشية البقاعي: "فضل من شهد بدرا" ونسبه لنسخة.

(8)

[النساء: 95].

* [3945][التحفة: خ ت (س) 6492]

ص: 189

‌5 - بَابُ عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدْرٍ

[3946] حدثنا مُسْلِمٌ

(1)

، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ.

[3947] حدثني

(2)

مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا وَهْبٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا عَلَى سِتِّينَ، وَالْأَنْصَارُ نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ

(3)

.

[3948] حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَصحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، أَنَّهُمْ كَانُوا عِدَّةَ أَصحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَازُوا

(4)

مَعَهُ النَّهَرَ بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلَاثَمِائَةٍ

(5)

، قَالَ الْبَرَاءُ: لَا وَاللَّهِ، مَا جَاوَزَ مَعَهُ النَّهَرَ إِلَّا مُؤْمِنٌ.

[3949] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَتَحَدَّثُ أَنَّ عِدَّةَ أَصْحَابِ بَدْرٍ عَلَى عِدَّةِ

(1)

بعده: "ابنُ إبراهيم" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وأبي الوقت.

* [3946][التحفة: خ 1880]

(2)

عليه صح. وبدلا منه: "وحدثني" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(3)

قوله: "نيفًا وأربعين ومائتين" لأبي ذر وعليه صح: "نيفٌ وأربعون ومائتان".

* [3947][التحفة: خ 1880]

(4)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي، والأصيلي، وابن عساكر:"أَجَازُوا"، وفي حاشية البقاعي:"جاوزوا" ونسبه لنسخة.

(5)

عليه صح.

* [3948][التحفة: خ 1841]

ص: 190

أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهَرَ، وَلَمْ يُجَاوِزْ مَعَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلَاثَمِائَةٍ.

[3950] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أَصْحَابَ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ بِعِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهَرَ، وَمَا جَاوَزَ مَعَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ.

‌6 - بَابُ

(2)

دُعَاءُِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم علَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ شَيْبَةَ، وَعُتْبَةَ، وَالْوَلِيدِ، وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَهَلَاكِهِمْ

(3)

[3951] حدثني

(1)

عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ

(4)

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْكَعْبَةَ، فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ: عَلَى شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى قَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ، وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا.

* [3949][التحفة: خ 1809]

(1)

عليه صح.

* [3950][التحفة: خ ق 1851]

(2)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

من قوله: "دعاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" إلى قوله: "وَهَلَاكِهِمْ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر عن الحموي. وقد سقطت الترجمة والباب عند أبي ذر عن المستملي والكشميهني، والأصيلي.

(4)

لابن عساكر: "ابنِ".

* [3951][التحفة: خ م س 9484]

ص: 191

‌7 - بَابُ قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ

(1)

[3952] حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا قَيسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّهُ أَتَى أَبَا جَهْلٍ وَبِهِ رَمَقٌ

(2)

يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ أَعْمَدُ

(3)

مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟.

[3953] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ

(4)

، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

حَدَّثَنِي

(5)

عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه

(6)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟ " فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ، قَالَ: آأَنْتَ أَبُو

(7)

جَهْلٍ؟! قَالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، قَالَ

(8)

: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ - أَوْ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ

(9)

؟

(1)

الباب والترجمة ليس عند أبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر.

(2)

رمق: هو بقية الروح وآخر النفس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمق).

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي:"أعذر".

* [3952][التحفة: خ 9540]

(4)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

عليه صح.

(6)

قوله: "عن أنس رضي الله عنه" لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"أن أنسًا حدثهم"

(7)

عليه (صـ) علامة التضبيب، ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني، والأصيلي في نسخة، وابن عساكر:"أبا". وقوله "آأنت أبو جهل" صورته في الأصل المعول عليه "~أنت" بمدة بعدها ألف مهموزة، كتبه مصححه.

(8)

لابن عساكر: "فقال".

(9)

قوله: "قال أحمد بن يونس: أنتَ أبو جهل" عليه صح، وليس عند أبي ذر. "قال أحمد" سقط عند أبي ذر إلى "أبو جهل" وفي نسخة عند ابن عساكر، والأصيلي.

* [3953][التحفة: خ م 878]

ص: 192

[3954] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: "مَنْ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟ " فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ، فَأَخَذَ بِلِحْيتِهِ، فَقَالَ: أَنْتَ أَبَا

(1)

جَهْلٍ؟! قَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ - أَوْ قَالَ: قَتَلْتُمُوهُ؟.

[3955] حدثني ابْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا

(2)

مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ نَحْوَهُ.

[3956] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَتَبْتُ عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فِي بَدْرٍ، يَعْنِي: حَدِيثَ ابْنَيْ عَفْرَاءَ.

[3957] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ

(3)

، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو

(4)

بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ: وَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اختَصَمُوْا فِى رَبِّهِم}

(5)

، قَالَ هُمُ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَعُبَيْدَةُ - أَوْ: أَبُو عُبَيْدَةَ - بْنُ الْحَارِثِ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةُ

(6)

، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ.

(1)

عليه صح.

* [3954][التحفة: خ م 878]

(2)

لأبي الوقت: "حدثنا".

* [3955][التحفة: خ م 878]

* [3956][التحفة: خ م 9709]

(3)

عليه "خف" أي بتخفيف الباء.

(4)

يجثو: يجلس على ركبتيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جثا).

(5)

[الحج: 19].

(6)

لابن عساكر: "ابنُ رَبيعةَ".

* [3957][التحفة: خ س 10256]

ص: 193

[3958] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: نَزَلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}

(1)

فِي سِتَّةٍ مِنْ قُرَيْشٍ: عَلِيٍّ، وَحَمْزَةَ، وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ.

[3959] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي ضُبَيْعَةَ وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي سَدُوسَ

(2)

. حَدَّثَنَا

(3)

سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: فِينَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا

(4)

فِي رَبِّهِمْ}

(5)

.

[3960] حدثنا

(6)

يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا

(7)

وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه يُقْسِمُ: لَنَزَلَتْ

(8)

هَؤُلَاءِ الْآيَاتُ فِي هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ

(9)

السِّتَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ نَحْوَهُ.

(1)

[الحج: 19].

* [3958][التحفة: خ م س ق 11974]

(2)

قوله: "فِي بَنِي ضُبَيْعَةَ وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي سَدُوسَ" ليس عند ابن عساكر. وقوله "سدوسَ" فتحة سينه الثانية من الفرع.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثنا".

(4)

ليس عند ابن عساكر.

(5)

[الحج: 19].

* [3959][التحفة: خ س 10256]

(6)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(7)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لابن عساكر، وأبي ذر.

(8)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"لنزل".

(9)

الرهط: الرهط من الرجال: ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين، ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه، وقيل: الأقارب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).

* [3960][التحفة: خ م س ق 11974]

ص: 194

[3961] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(1)

، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا

(2)

أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسٍ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ قَسَمًا إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}

(4)

نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ بَرَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةَ، وَعَلِيٍّ، وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَعُتْبَةَ، وَشَيْبَةَ ابْنَي رَبِيعَةَ، وَالْوَليدِ بْنِ عُتْبَةَ.

[3962] حدثني

(5)

أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصورٍ

(6)

، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَشَهِدَ عَلِيٌّ بَدْرًا؟ قَالَ: بَارَزَ وَظَاهَرَ.

[3963] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَاتَبْتُ

(7)

أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَُ بَدْرٍ فَذَكَرَ قَتْلَهُ وَقَتْلَ ابْنِهِ، فَقَالَ بِلَالٌ: لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا أُمَيَّةُ.

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الدَّوْرَقِيُّ".

(2)

قوله: "أخبرنا أبو هاشم" بدلًا منه: "عن أبي هاشم" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"ابن عُبادِ".

(4)

[الحج: 19].

* [3961][التحفة: خ م س ق 11974]

(5)

عليه صح.

(6)

بعده لابن عساكر: "السَّلُولِيّ".

* [3962][التحفة: خ 1896]

(7)

كاتبت: الكتابة: أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه إليه منجما (مقسطًا)، فإذا أداه صار حرًّا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كتب).

* [3963][التحفة: خ 9710]

ص: 195

[3964] حدثنا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَرَأَ وَالنَّجْمِ فَسَجَدَ بِهَا وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ، غَيْرَ أَن شَيْخًا أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، فَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا.

[3965] أخبَرني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا

(2)

هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ

(3)

، عَنْ هِشَامٍ

(4)

، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ فِي الزُّبَيْرِ ثَلَاثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ، إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتقِهِ، قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيهَا

(5)

، قَالَ: ضُرِبَ ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَوَاحِدَةً يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، قَالَ عُرْوَةُ: وَقَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ - حِينَ قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: يَا عُرْوَةُ، هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فِيهِ؟ قُلْتُ: فِيهِ فَلَّةٌ

(6)

فُلَّهَا يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: صَدَقْتَ:

بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ

ثُمَّ رَدَّهُ عَلَى عُرْوَةَ، قَالَ هِشَامٌ: فَأَقَمْنَاهُ بَيْنَنَا ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَأَخَذَهُ بَعْضُنَا، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَخَذْتُهُ.

* [3964][التحفة: خ م د س 9180]

(1)

لأبي ذر، وابن عساكر وعليه صح:"حدثني". وللأصيلي: "حدثنا".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(3)

قوله: "حدثنا هشامُ بن يوسف عن معمرٍ" للأصيلي: "أخبرنا هِشامٌ عن مَعْمرٍ".

(4)

قوله: "عن هشامٍ" بدلًا منه: "أخبرنا هشامٌ" كذا في الفرع المعول عليه مكتوب بهامشه كانت عليه علامة أبي ذر في اليونينية فكشطت. اهـ. وكذا هي في فرع آخر بلا رقم ونسبها القسطلاني لأبي ذر. كتبه مصححه.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فيهن".

(6)

فلة: الثلمة في السيف، وجمعها فلول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فلل).

* [3965][التحفة: خ 3636]

ص: 196

[3966] حدثنا

(1)

فَرْوَةُ، عَنْ عَلِيٍّ

(2)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ سَيْفُ الزُّبَيْرِ

(3)

مُحَلًّى بِفِضَّةٍ، قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ سَيْفُ عُرْوَةَ مُحَلًّى بِفِضَّةٍ.

[3967] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا

(4)

عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلَا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَقَالَ

(5)

: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ، فَقَالُوا

(6)

: لَا نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلًا فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ، بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ عُرْوَةُ: كُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ، قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَكَّلَ

(7)

بِهِ رَجُلًا.

[3968] حدثني

(8)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعَ رَوْحَ بْنَ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

قوله: "عن عليٍّ": لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"حدَّثنا عَلِيٌّ".

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"ابنِ العوَّام".

* [3966][التحفة: خ 3638]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(5)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"قال".

(6)

لابن عساكر: "قَالُوا".

(7)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"وَوَكَّلَ".

* [3967][التحفة: خ 3635]

(8)

عليه صح.

ص: 197

أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ

(1)

قُرَيْشٍ فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ

(2)

مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ

(3)

ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ

(4)

فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا

(5)

ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ، وَقَالُوا: مَا نُرَى

(6)

يَنْطَلِقُ إِلَّا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ

(7)

الرَّكِيِّ

(8)

فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ: "يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ " قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ لَهَا

(9)

، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(10)

صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ".

(1)

صناديد: هم أشراف القوم وعظماؤهم ورؤساؤهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صند).

(2)

طوي: بئر مطوية بالحجارة، والجمع: أطواء. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 323).

(3)

عليه صح.

بالعرصة: هي كل موضع واسع لا بناء فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرص).

(4)

براحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(5)

رحلها: الرحل: كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير. (انظر: المصباح المنير، مادة: رحل).

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "شَفِيرِ".

(8)

الركي: البئر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ركا).

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فيها".

(10)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"النبيُّ" وعليه صح.

ص: 198

قَالَ قَتَادَةُ: أَحْيَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ؛ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنَقِيمَةً

(1)

وَحَسْرَةً وَنَدَمًا.

[3969] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عَطَاءٍ

(2)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:{الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}

(3)

، قَالَ: هُمْ واللَّهِ، كُفَّارُ قُرَيْشٍ. قَالَ عَمْرٌو: هُمْ قُرَيْشٌ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم نِعْمَةُ اللَّهِ، {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}

(3)

، قَالَ: النَّارَ يَوْمَ بَدْرٍ.

[3970] حدثني

(2)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ

(4)

فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ"، فَقَالَتْ: إِنَّمَا

(5)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ، وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الْآنَ". قَالَتْ: وَذَاكَ

(6)

مِثْلُ قَوْلِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ عَلَى الْقَلِيبِ وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا

(7)

قَالَ: إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ، إِنَّمَا قَالَ: "إِنَّهُمُ الْآنَ لَيَعْلَمُونَ

(8)

(1)

عليه (صـ) علامة التضبيب، وبدلًا منه:"وَنِقمَةً" عليه صح، ولم يرقم عليه لأحد.

* [3968][التحفة: خ م د ت س 3770]

(2)

عليه صح.

(3)

[إبراهيم: 28].

* [3969][التحفة: خ س 5946]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "لَيُعَذَّبُ".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَهَلَ ابنُ عُمَرَ رحمه الله إنّمَا".

(6)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"وذلك".

(7)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "مِثْلَ مَا".

(8)

قوله: "الآنَ لَيَعْلَمُونَ" لأبي ذر، وابن عساكر:"لَيَعْلَمُونَ الآنَ" كذا بالتقديم والتأخير.

ص: 199

أَنَّ

(1)

مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ

(2)

"، ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى

(3)

}

(4)

، {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}

(5)

يَقُولُ

(6)

: حِينَ تَبَوَّءُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ.

[3971 - 3972] حدثني

(3)

عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَلِيبِ

(7)

بَدْرٍ، فَقَالَ:"هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ "، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّهُمُ الْآنَ يَسْمَعُونَ

(8)

مَا أَقُولُ"، فَذُكِرَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: إِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُمُ الْآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ هُوَ الْحَقُّ"، ثُمَّ قَرَأَتْ:{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}

(4)

حَتَّى قَرَأَتِ الْآيَةَ.

‌8 - بَابُ

(9)

فَضْلِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا

(10)

[3973] حدثني

(11)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: أُصِيبَ حَارِثَةُ يَوْمَ

(1)

كذا بالضبطين، ورقم عليه (معا).

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لَحَقٌّ" وبعده صح.

(3)

عليه صح.

(4)

[النمل: 80].

(5)

[فاطر: 22].

(6)

رسم أوله بالتاء المثناة الفوقية، والياء المثناة التحتية معًا. لأبي ذر وعليه صح:"تَقُولُ".

* [3970][التحفة: خ م 16818]

(7)

قليب: القليب: هي البئر التي لم تطوَ (تبنَ). (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).

(8)

لابن عساكر: "ليسمعون".

* [3971 - 3972][التحفة: خ م س 7323]

(9)

سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(10)

قوله: "فضل من شهد بدرًا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(11)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"حدّثنا".

ص: 200

بَدْرٍ وَهُوَ غُلَامٌ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ يَكُنْ

(1)

فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ، وَإِنْ تَكُ

(2)

الْأُخْرَى ترَى

(3)

مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ: "وَيْحَكِ، أَوَهَبِلْتِ

(4)

أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ؟! إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ".

[3974] حدثني

(5)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا مَرْثَدٍ

(6)

، وَالزُّبَيْرَ

(7)

، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، قَالَ: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ

(8)

إِلَى الْمُشْرِكِينَ"، فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، حَيْثُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: الْكِتَابَ، فَقَالَتْ: مَا مَعَنَا

(9)

كِتَابٌ

(10)

، فَأَنَخْنَاهَا فَالْتَمَسْنَا، فَلَمْ نَرَ كِتَابًا، فَقُلْنَا

(11)

: مَا كَذَبَ

(12)

(1)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"يَكُ".

(2)

للأصيلي، وأبي ذر وعليه صح:"تَكُنِ".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي:"تَرَ".

(4)

عليه صح.

أوهبلت: أَفَقَدت عقلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هبل).

* [3973][التحفة: خ 564]

(5)

عليه صح.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الغَنَوِيَّ".

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"ابنَ العوّام".

(8)

قوله: "بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ" ليس عند ابن عساكر.

(9)

في حاشية البقاعي: "معي" ونسبه لنسخة.

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "الْكِتَابُ".

(11)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"قلنا".

(12)

قوله: "ما كَذَبَ" للأصيلي وعليه صح: "ما كُذِبَ".

ص: 201

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُجَرِّدَنَّكِ، فَلَمَّا رَأَتِ الْجِدَّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا

(1)

وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْهُ، فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلَأَضْرِبْ

(2)

عُنُقَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(3)

: "مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ حَاطِبٌ

(4)

: وَاللَّهِ، مَا بِي أَنْ لَا أَكُونَ

(5)

مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(6)

، أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَّا لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَتِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ، وَلَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا"، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي

(7)

فَلِأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ: "أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ

(8)

؟ " فَقَالَ: "لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى

(8)

أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لكمُ الْجَنَّةُ - أَوْ: فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"، فَدَمَعَتْ عَينَا عُمَرَ، وَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

(1)

حجزتها: الحجزة في الأصل: موضع شَدِّ الإزار، وهو وَسَط الإنسان، ثم قيل للإزار: حُجْزَة، للمجاورة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجز).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فَلِأَضْرِبَ". وللأصيلي: "دعني لَأَضْرِبَ".

(3)

قوله: "النبي صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(4)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(5)

قوله: "أَنْ لَا أَكُونَ" لأبي ذر عن الحموي: "إلا أن أكون". ولأبي ذر عن الكشميهني: "ما بي أن أكون".

(6)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(7)

ليس عند ابن عساكر، والأصيلي.

(8)

عليه صح.

* [3974][التحفة: خ م د 10169]

ص: 202

‌9 - بَابٌ

[3975] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ

(2)

، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ

(3)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: "إِذَا أكْثَبُوكُمْ

(5)

فَارْمُوهُمْ وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ

(6)

".

[3976] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ وَالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: "إِذَا أَكْثَبُوكُمْ - يَعْنِي: كَثَرُوكُمْ

(8)

- فَارْمُوهُمْ وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ".

[3977] حدثني

(1)

عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ

(1)

عليه صح.

(2)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(3)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

(4)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"النبيُّ".

(5)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "اكْتَبُوكم".

أكثبوكم: قربوا منكم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كثب).

(6)

واستبقوا نبلكم: لا ترموهم إذا بعدوا فإنه يضيع النبل. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 133).

* [3975][التحفة: خ د 11190]

(7)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" لأبي ذر: "النبيُّ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"أكثروكم".

* [3976][التحفة: خ د 11190]

ص: 203

جُبَيْرٍ، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأَصْحَابُهُ أَصَابُوا

(1)

مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً سَبْعِينَ أَسِيرًا، وَسَبْعِينَ قَتِيلًا. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ

(2)

، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ

(3)

.

[3978] حدثني

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ بَعْدُ وَثَوَابُ

(4)

الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ".

[3979] حدثني

(2)

يَعْقُوبُ

(5)

، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي لَفِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ إِذِ الْتَفَتُّ، فَإِذَا عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَتَيَانِ حَدِيثَا السِّنِّ، فَكَأَنِّي لَمْ آمَنْ بِمَكَانِهِمَا إِذْ قَالَ لِي أَحَدُهُمَا سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ: يَا عَمِّ، أَرنِي

(6)

أَبَا جَهْلٍ، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أَخِي، وَمَا تَصْنَعُ

(7)

بِهِ؟ قَالَ: عَاهَدْتُ اللَّهَ، إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أَقْتُلَهُ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ، فَقَالَ لِيَ الْآخَرُ سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ: مِثْلَهُ، قَالَ: فَمَا سَرَّنِي أَنِّي بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَكَانَهُمَا، فَأَشَرْتُ لَهُمَا إِلَيْهِ، فَشَدَّا عَلَيْهِ مِثْلَ الصَّقْرَيْنِ حَتَّى ضَرَبَاهُ، وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"أصابَ".

(2)

عليه صح.

(3)

سجال: مرة لنا ومرة علينا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجل).

* [3977][التحفة: خ د س 1837]

(4)

على آخره صح.

* [3978][التحفة: خ م س ق 9043]

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ إبراهيم".

(6)

كذا في اليونينية الراء ساكنة وتحتها كسرة.

(7)

لابن عساكر: "ما تصنع".

* [3979][التحفة: خ م 9709]

ص: 204

[3980] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَسِيدِ

(1)

بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةً عَيْنًا

(2)

، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَّةِ

(3)

بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ

(4)

، فَنَفَرُوا لَهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا

(5)

آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمُ التَّمْرَ فِي مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ، فَقَالُوا

(6)

: تَمْرُ يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا حَسَّ بِهِمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى مَوْضِعٍ، فَأَحَاطَ بِهِمِ الْقَوْمُ، فَقَالُوا لَهُمُ

(7)

: انْزِلُوا فَأَعْطُوا

(8)

بِأَيْدِيكُمْ، وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا، فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ: أَيُّهَا الْقَوْمُ، أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ

(9)

كَافِرٍ، ثُمَّ

(1)

قوله: "عمر بن أَسِيد" لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر عن المستملي والكشميهني:"عمرو بن أَسِيد". ولأبي ذر عن الحموي: "عمرو بن أبي أَسِيد". و"عَمرو" بفتح العين هذا يرويه أكثر أصحاب الزهري ورواه إبراهيم بن سعد عنه "عُمر" بضم العين وذكره البخاري في "عمرو" وبين الخلاف فيه عن الزهري والأول أي بفتح العين أصح. اهـ. ملخصًا من هامش الأصل عن اليونينية. وعند أبي ذر عن المستملي والكشميهني: "عُمر بن أبي أَسِيد".

(2)

عينا: جاسوسا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عين).

(3)

لأبي ذر، والأصيلي، وعليه صح:"بالهَدَأةَ"، وفي نسخة صحيحة:"بالهَدْأَة" بسكون الدال كما في اليونينية.

(4)

على أوله صح.

(5)

فاقتصوا: من القصِّ، وهو تتبع الأثر. (انظر: المفردات في غريب القرآن) (ص 671).

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فقال". ولأبي ذر عن الكشميهني: "قالوا".

(7)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(8)

لأبي ذر، والكشميهني:"فَأَعْطُونَا".

(9)

ذمة: الذمة: العهد والأمان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذمم).

ص: 205

قَالَ

(1)

: اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ صلى الله عليه وسلم

(2)

، فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ

(3)

فَقَتَلُوا عَاصِمًا، وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ عَلَى الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ، مِنْهُمْ: خُبَيْبٌ، وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، قَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، وَاللَّهِ، لَا أَصْحَبُكُمْ إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ أُسْوَةً

(4)

، يُرِيدُ: الْقَتْلَى، فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَانْطُلِقَ بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ حَتَّى بَاعُوهُمَا بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَابْتَاعَ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ خُبَيْبًا، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا حَتَّى أَجْمَعُوا قَتْلَهُ، فَاسْتَعَارَ مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ مُوسًى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ

(5)

، فَدَرَجَ بُنَيٌّ لَهَا وَهْيَ غَافِلَةٌ، حَتَّى أَتَاهُ فَوَجَدَتْهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ

(6)

، قَالَتْ: فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ، فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ، مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ، قَالَتْ: وَاللَّهِ، مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ

(7)

خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، وَاللَّهِ، لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ قِطْفًا

(8)

مِنْ عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ خُبَيْبًا، فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ، قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ: دَعُونِي أُصَلِّي

(9)

(1)

قوله: "ثم قال" ليس عند أبي ذر.

(2)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

بالنبل: السهام العربية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبل).

(4)

"إِسْوَةً" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وعليه صح:"فأعارت".

(6)

لابن عساكر: "فِي يَدِهِ".

(7)

رقم عليه لأبي ذر، والكشميهني.

(8)

قطفا: عنقودا. وهو اسم لكل ما يُقطف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قطف).

(9)

كذا في اليونينية بإثبات ياء "أصلي".

ص: 206

رَكْعَتَيْنِ، فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، لَوْلَا أَنْ تَحْسِبُوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَزِدْتُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا

(1)

، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا، ثُمَّ أَنْشَأَ

(2)

يَقُولُ

(3)

:

فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا

عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ للَّهِ مَصْرَعِي

وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ

يُبَارِكْ عَلَى

(4)

أَوْصَالِ

(5)

شِلْوٍ

(6)

مُمَزَّع

(7)

ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سِرْوَعَةَ

(8)

عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا

(9)

الصَّلَاةَ، وَأَخْبَر

(10)

أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا

(11)

خَبَرَهُمْ، وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ - حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ - أَنْ يُؤْتَوْا

(1)

بددا: متفرقين في القتل واحدا بعد واحد من التبديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بدد).

(2)

أنشأ: ابتدأ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشأ).

(3)

قوله: "ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ" ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي. ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"وقال".

(4)

رقم عليه نسخة، وفي نسخة:"فِي" وعليه صح.

(5)

أوصال: أعضاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وصل).

(6)

شلو: جسد. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 253).

(7)

ممزع: مقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مزع).

(8)

لأبي ذر عن الحموي، والمستملي، والأصيلي:"سَرْوعة".

(9)

صبرا: القتل صبرًا: هو أن يُمسك شيء من ذوات الروح حيًّا ثم يُرمى بشيء حتى يموت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبر).

(10)

بعده لابن عساكر: "يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم".

(11)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أُصيب".

ص: 207

بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ، وَكَانَ قَتَلَ رَجُلًا عَظِيمًا

(1)

مِنْ عُظَمَائِهِمْ، فَبَعَثَ اللَّهُ لِعَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ

(2)

مِنَ الدَّبْرِ

(3)

فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا.

وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: ذَكَرُوا مُرَارَةَ بْنَ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيَّ

(4)

وَهِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيَّ رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا.

[3981] حدثنا قُتَيْبَةُ

(5)

، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما ذُكِرَ لَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - مَرِضَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ بَعْدَ أَنْ تَعَالَى النَّهَارُ وَاقْتَرَبَتِ الْجُمُعَةُ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ.

[3982] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَاهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ الزُّهْرِيِّ يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةِ، فَيَسْأَلَهَا عَنْ حَدِيثِهَا، وَعَنْ مَا

(6)

قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ اسْتَفْتَتْهُ، فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ يُخْبِرُهُ، أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ،

(1)

ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي، وعليه صح.

(2)

الظلة: السحابة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 328).

(3)

الدبر: النحل. وقيل: الزنابير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبر).

(4)

عليه صح.

* [3980][التحفة: خ د س 14271]

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: ابنُ سَعِيد".

* [3981][التحفة: خ 8525]

(6)

قوله: "وعن ما" بفَصل "عن" مِنْ لاحقَتها. ولأبي ذر: "وعما". اهـ. قسطلاني نحوه في هامش الأصل.

ص: 208

وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهْيَ حَامِلٌ، فَلَمْ تَنْشَبْ

(1)

أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ، فَلَمَّا تَعَلَّتْ

(2)

مِنْ نِفَاسِهَا تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، فَقَالَ لَهَا: مَا لِي أَرَاكِ تَجَمَّلْتِ لِلْخُطَّابِ تُرَجِّينَ

(3)

النِّكَاحَ؟ فَإِنَّكِ

(4)

وَاللَّهِ، مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ

(5)

، قَالَتْ سُبَيْعَةُ: فَلَمَّا قَالَ لِي ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَفْتَانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي، وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدَا لِي.

تَابَعَهُ أَصْبَغُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي

(6)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ

(7)

- وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا - أَخْبَرَهُ.

(1)

تنشب: تلبث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشب).

(2)

تعلت: انقطع دمها وطهرت. (انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار)(2/ 83).

(3)

لأبي ذر وعليه صح "تَرْجِيْنَ" كذا بالضبطين، وكتب عليه "معا".

(4)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"وإنكِ".

(5)

لأبي الوقت: "وعَشْرا".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "حدثني". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حدَّثه".

(7)

"الْبُكَّيرِ" كذا بالوجهين عند أبي ذر، وكتب عليه "معًا".

* [3982][التحفة: خ م د س ق 15890]

ص: 209

‌10 - بَابُ شُهُودِ الْمَلَائِكَةِ بَدْرًا

[3983] حدثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ - قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ

(2)

: "مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ - أَوْ: كَلِمَةً نَحْوَهَا"، قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ.

[3984] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ - وَكَانَ رِفَاعَةُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ رَافِعٌ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ - فَكَانَ

(3)

يَقُولُ لاِبْنِهِ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي شَهِدْتُ بَدْرًا بِالْعَقَبَةِ، قَالَ: سَأَلَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.

[3985] حدثنا

(4)

إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا

(1)

يَحْيَى سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ رِفَاعَةَ أَنَّ مَلَكًا

(5)

سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(6)

.

وَعَنْ يَحْيَى أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهَادِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ يَوْمَ حَدَّثَهُ مُعَاذٌ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ يَزِيدُ: فَقَالَ

(7)

مُعَاذٌ: إِنَّ السَّائِلَ هُوَ جِبْرِيلُ عليه السلام.

(1)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

في حاشية البقاعي: "قالوا" ونسبه لنسخة.

* [3983][التحفة: خ 3608]

(3)

لأبي الوقت: "وكان".

* [3984][التحفة: خ 3608]

(4)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

عليه صح.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "نحوَه".

(7)

"قال" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [3985][التحفة: خ 3608]

ص: 210

[3986] حدثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ:"هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ، عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ".

‌11 - بَابٌ

[3987] حدثني

(1)

خَلِيفَةُ

(2)

، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: مَاتَ أَبُو زَيْدٍ وَلَمْ يَتْرُكْ عَقِبًا، وَكَانَ بَدْرِيًّا.

[3988] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ خَبَّابٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدِ بْنَ مَالِكٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَدِمَ مِنْ سفَرٍ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ لَحْمًا مِنْ لُحُومِ الْأَضْحَى

(4)

، فَقَالَ: مَا أَنَا بِآكِلِهِ حَتَّى أَسْأَلَ، فَانْطَلَقَ إِلَى أَخِيهِ لِأُمِّهِ وَكَانَ بَدْرِيًّا - قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ - فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ حَدَثَ بَعْدَكَ أَمْرٌ نَقْضٌ

(1)

لِمَا كَانُوا يُنْهَوْنَ عَنْهُ مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الْأَضْحَى

(5)

بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.

(1)

عليه صح.

* [3986][التحفة: خ 6060]

(2)

بعده في حاشية البقاعي: "بن خياط" ونسبه لنسخة.

* [3987][التحفة: خ 1202]

(3)

بعده في حاشية البقاعي: "بن سعد" ونسبه لنسخة.

(4)

لأبي ذر، وعليه صح:"الْأَضَاحِيَّ".

(5)

لأبي ذر، والكشميهني:"الْأَضَاحِيِّ".

* [3988][التحفة: خ س 11072]

ص: 211

[3989] حدثني

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ: لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ

(2)

، وَهُوَ مُدَجَّجٌ

(3)

لَا يُرَى مِنْهُ إِلَّا عَيْنَاهُ، وَهُوَ يُكْنَى أَبُو

(4)

ذَاتِ الْكَرِشِ، فَقَالَ: أَنَا أَبُو ذَاتِ الْكَرِشِ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالْعَنَزَةِ

(5)

فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنِهِ فَمَاتَ. قَالَ هِشَامٌ: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ: لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ ثُمَّ تَمَطَّأْتُ

(6)

، فكَانَ الْجَهْدَ

(7)

أَنْ نَزَعْتُهَا وَقَدِ انْثَنَى طَرَفَاهَا، قَالَ عُرْوَةُ: فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا

(8)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ

(9)

، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَاهُ، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ سَأَلَهَا إِيَّاهُ

(1)

عُمَرُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا

(1)

، فَلَمَّا قُبِضَ عُمَرُ أَخَذَهَا ثُمَّ طَلَبَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا

(1)

، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ وَقَعَتْ عِنْدَ آلِ عَلِيٍّ، فَطَلَبَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ؛ فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ.

(1)

عليه صح.

(2)

على آخره صح.

(3)

كذا بالضبطين ورقم عليه "معا".

مدجج: أي: عليه سلاح تام سمي به؛ لأنه يدج أي: يمشي رويدا لثقله. وقيل: لأنه يتغطى به من دججت السماء إذا تغيمت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دجج).

(4)

"أَبَا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

بالعنزة: هي مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنز).

(6)

عليه صح صح.

(7)

"الجهدُ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(8)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "إِيَّاهُ".

(9)

بعده في حاشية البقاعي: "إياها" ونسبه للكشميهني.

* [3989][التحفة: خ 3639]

ص: 212

[3990] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ - وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"بَايِعُونِي".

[3991] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ - وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَبَنَّى سَالِمًا وَأَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ هِنْدَ

(2)

بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتبَةَ - وَهْوَ مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ - كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَوَرِثَ مِنْ مِيرَاثِهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}

(3)

، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فذَكَرَ الْحَدِيثَ.

[3992] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غدَاةَ بُنِيَ

(4)

عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ

(5)

يَوْمَ

* [3990][التحفة: خ م ت س 5094]

(1)

قوله: "زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "هندا".

(3)

[الأحزاب: 5].

* [3991][التحفة: خ 16564]

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"آبَائِي".

ص: 213

بَدْرٍ

(1)

، حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ:

وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ

(2)

فَقَالَ

(3)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُولِي هَكَذَا، وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ".

[3993] حدثنا

(4)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. حَدَّثَنَا

(5)

إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ"، يُرِيدُ: التَّمَاثِيلَ

(6)

الَّتِي فِيهَا الْأَرْوَاحُ.

[3994] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ. حَدَّثَنَا

(5)

أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ

(7)

، أَنَّ

(1)

قوله: "يَوْمَ بَدْرٍ" رقم عليه للحَمُّوي، والمستملي. ولأبي ذر عن الكشميهني:"ببدر".

(2)

قوله: "فِي غَدٍ" بدلًا منه: "في غدْ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(3)

عليه صح.

* [3992][التحفة: خ د ت س ق 15832]

(4)

"حدثني" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(5)

"وحدثنا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(6)

قوله: "صُورَةٌ يُرِيدُ التَّمَاثِيلَ" لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي "صُورَةَ التَّمَاثِيلِ"، وعليه صح. ولأبي ذر والكشميهني:"صُوَرَ".

* [3993][التحفة: خ م ت س ق 3779]

(7)

"الحسينِ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

ص: 214

حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهم السلام أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: كَانَتْ لِي شَارِفٌ

(1)

مِنْ نَصِيبِي مِنَ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي مِمَّا أَفَاءَ

(2)

اللَّهُ عَلَيْهِ

(3)

مِنَ الْخُمُسِ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ عليها السلام بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم واعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا

(4)

فِي

(5)

بَنِي قَيْنُقَاعَ

(6)

، أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ

(7)

، فَأَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنَ الصَّوَّاغِينَ فَنَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَليمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنَا

(8)

أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مِنَ الْأَقْتَابِ

(9)

وَالْغَرَائِرِ

(10)

وَالْحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَانِ

(11)

إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، حَتَّى جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ، فَإِذَا أَنَا بِشَارِفَيَّ قَدْ أُجِبَّتْ

(12)

أَسْنِمَتُهُمَا

(12)

وَبُقِرَتْ

(13)

خَوَاصِرُهُمَا

(14)

، وَأُخِذَ مِنْ أكبَادِهِمَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ الْمَنْظَرَ، قُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،

(1)

شارف: ناقة مسنة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).

(2)

أفاء: الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).

(3)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

صواغا: صائغ الحَلْي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صوغ).

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْ".

(6)

كذا بالضبطين وكتب عليه "معا".

(7)

بإذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: إذخر).

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "فبينما".

(9)

الأقتاب: ما يوضع على ظهر الإبل من أداة أحمالها. (انظر: تفسير غريب الصحيحين)(ص 54).

(10)

الغرائر: جمع غِرارة: وهي أكسية تجعل كالظروف لا يجعل فيها. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(1/ 178).

(11)

لأبي ذر وعليه صح: "مُنَاخَتَانِ".

(12)

عليه صح.

(13)

بقرت: البقر: الشق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بقر).

(14)

خواصرهما: جمع خاصرة، وهي جانب البطن من الحيوان. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري) (11/ 251).

ص: 215

وَهْوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ

(1)

مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَهُ قَيْنَةٌ

(2)

وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَتْ

(3)

فِي غِنَائِهَا:

أَلَا يَا حَمْزَ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ

(4)

فَوَثَبَ حَمْزَةُ إِلَى السَّيْفِ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، قَالَ عَلِيٌّ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ

(5)

عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَعَرَفَ

(6)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي لَقِيتُ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرِدَائِهِ فَارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، حَتَّى جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَأُذِنَ

(7)

لَهُ، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، فَإِذَا حَمْزَةُ ثَمِلٌ

(8)

مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ صَعَّدَ

(9)

النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ

(1)

شرب: جماعة يشربون الخمر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرب).

(2)

قينة: القينة: الأمة غنت أو لم تغن، والماشطة، وكثيرا ما تطلق على المغنية من الإماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قين).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فقالوا".

(4)

قوله: "أَلَا يَا حَمْزَ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ" تمامه: "وهن مُعَقَّلاتٌ بالفِناء" من اليونينية.

النواء: السِّمان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوا).

(5)

عليه صح صح.

(6)

عليه (ضـ) علامة التضبيب. ولأبي ذر، وعليه صح:"فعرف"، وبعده صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فَأَذِنَ".

(8)

ثمل: أخذ منه الشراب والسكر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثمل).

(9)

صعد: نظر إلى أعلى وأسفل نظر المتأمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صعد).

ص: 216

النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي؟ فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ثَمِلٌ، فَنَكَصَ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى

(2)

، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ.

[3995] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: أَنْفَذَهُ

(4)

لَنَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ مَعْقِلٍ، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه كَبَّرَ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا.

[3996] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ

(5)

حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ - قَالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، قَالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، فَقَالَ: قَدْ بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا، قَالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ،

(1)

فنكص: النكوص: الرجوع إلى وراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكص).

(2)

القهقرى: المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قهقر).

* [3994][التحفة: خ م د 10069]

(3)

عليه صح.

(4)

أنفذه: أي: بلغ منتهاه من الرواية وتمام السياق فنفذ فيه. وقيل: المراد بقوله: أنفذه لنا. أي: أرسله، فكأنه حمله عنه مكاتبة أو إجازة. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري) (7/ 369).

* [3995][التحفة: خ 10201]

(5)

تأيمت: الأيم في الأصل: التي لا زوج لها، بكرًا كانت أو ثيبًا، مطلقة كانت أو متوفى عنها، والمراد هنا الثيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أيم).

ص: 217

فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ

(1)

مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيكَ فِيمَا عَرَضْتَ؛ إِلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

، وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا.

[3997] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، سَمِعَ أَبَا مَسْعُودٍ الْبَدْرِيَّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ".

[3998] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَتِهِ: أَخَّرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ الْعَصْرَ

(3)

- وَهْوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ - فَدَخَلَ

(4)

أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ - جَدُّ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ شَهِدَ بَدْرًا - فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمْتَ نَزَلَ جِبرِيلُ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ قَالَ:"هَكَذَا أُمِرْتُ"

(5)

. كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ

(6)

بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ.

(1)

أوجد: الوجد: الغضب والحزن. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 280).

(2)

بعده لابن عساكر: "أبدا".

* [3996][التحفة: خ س 10523]

* [3997][التحفة: خ م ت س 9996]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "الصَّلَاةَ".

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "عَلَيْهِ".

(5)

كذا بالضبطين، وكتب عليه "معا"، وعلى أوله صح. وبدلا منه:"أُمرتُ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(6)

عليه صح.

* [3998][التحفة: خ م د س ق 9977]

ص: 218

[3999] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ".

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ وَهْوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَسَأَلْتُهُ؛ فَحَدَّثَنِيهِ.

[4000] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ

(1)

، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَن عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ - أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[4001] حدثنا أَحْمَدُ، هُوَ: ابْنُ صَالِحٍ

(2)

، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ - وَهْوَ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ وَهْوَ مِنْ سَرَاتِهِمْ

(3)

- عَن حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ؛ فَصَدَّقَهُ.

[4002] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِىِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ - وَكَانَ مِنْ أَكْبَرِ بَنِي عَدِيٍّ

(4)

، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَحَفْصَةَ رضي الله عنهم.

* [3999][التحفة: ع 9999]

(1)

قوله: "بْنُ بُكَيْرٍ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4000][التحفة: خ م س ق 9750]

(2)

قوله: "هُوَ: ابْنُ صَالِحٍ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

سراتهم: السراة: جمع سري، وهو النفيس الشريف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرو).

* [4001][التحفة: خ م س ق 9750]

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عامِرٍ".

* [4002][التحفة: خ 10490]

ص: 219

[4003 - 4004] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ

(1)

، أَنَّ عَمَّيْهِ - وَكَانَا شَهِدَا بَدْرًا - أَخْبَرَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ كِرَاءِ

(2)

الْمَزَارِعِ، قُلْتُ لِسَالِمٍ: فَتُكْرِيهَا أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ رَافِعًا أَكْثَرَ عَلَى نَفْسِهِ.

[4005] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيَّ قَالَ: رَأَيْتُ رِفَاعَةَ بْنَ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيَّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا.

[4006] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ - وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ

(3)

صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم بعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ فَوَافَوْا

(1)

قوله: "أَخْبَرَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ" لأبي ذر والحموي والمستملي: "قال: أخبرني رافعُ بنُ خديج عبد اللَّه بن عمر". قال الحافظ ابن حجر: وهو خطأ. اهـ. قسطلاني.

(2)

كراء: إجارة (انظر: لسان العرب، مادة: كرا).

* [4003 - 4004][التحفة: د س 5571]

* [4005][التحفة: خ 3609]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "رَسُولِ اللَّهِ".

(4)

قوله: "رَسُولَ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح "النبيَّ".

(5)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح "النبيُّ".

ص: 220

صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ؛ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ، ثُمَّ قَالَ:"أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ"، قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ، مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي

(2)

أَخْشَى أَنْ تُبسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ

(3)

قَبْلَكُمْ؛ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ".

[4007] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ كُلَّهَا، حَتَّى حَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ الْبَدْرِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَّانِ الْبُيُوتِ؛ فَأَمْسَكَ عَنْهَا.

[4008] حدثني

(4)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لاِبْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ، قَالَ: "وَاللَّهِ، لَا تَذَرُونَ مِنْهُ

(6)

دِرْهَمًا".

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولِ اللَّه". علامة أبي ذر من الفرع.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "وَلَكِنْ".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي، وابن عساكر:"من كان".

* [4006][التحفة: خ م ت س ق 10784]

* [4007][التحفة: خ م د 12147]

(4)

عليه صح.

(5)

قوله: "رَسُولَ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح: "النبيَّ".

(6)

عليه صح. ولأبي ذر، والكشميهني:"له".

* [4008][التحفة: خ 1551]

ص: 221

[4009] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنِي

(1)

إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ

(2)

: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ ثُمَّ الْجُنْدَعِيُّ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ - وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقَالَ: أَسْلَمْتُ للَّهِ، آأَقْتُلُهُ

(3)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَقْتُلْهُ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَمَا قَطَعَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ".

[4010] حدثني

(2)

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: "مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟ " فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ؛ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ

(2)

، فَقَالَ: آنْتَ أَبَا

(2)

جَهْلٍ؟ قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: هَكَذَا قَالَهَا أَنَسٌ، قَالَ:

(1)

عليه صح، وبدلا منه:"وحدثني" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

عليه صح.

(3)

كذا في اليونينية. أي بألفين على الأولى مدّة. وقال القسطلاني: بهمزة الاستفهام والمدّ. كتبه مصححه.

* [4009][التحفة: خ م د س 11547]

ص: 222

أَنْتَ أَبَا

(1)

جَهْلٍ؟ قَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: أَوْ قَالَ: قَتَلَهُ قَوْمُهُ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: فَلَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ

(2)

قَتَلَنِي.

[4011] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم: لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَقِينَا مِنْهُمْ رَجُلَانِ صَالِحَانِ شَهِدَا بَدْرًا، فَحَدَّثْتُ عُرْوَةَ

(3)

بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: هُمَا عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ، وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ.

[4012] حدثنا

(4)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ: كَانَ عَطَاءُ الْبَدْرِيِّينَ خَمْسَةَ آلَافٍ، خَمْسَةَ آلَافٍ، وَقَالَ عُمَرُ: لَأُفَضِّلَنَّهُمْ عَلَى مَنْ بَعْدَهُمْ.

[4013] حدثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا

(5)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ، وَذَلِكَ أوَّلَُ

(6)

مَا وَقَرَ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِي.

(1)

عليه صح.

(2)

أكار: زَرَّاع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أكر).

* [4010][التحفة: خ م 878]

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "به عروة".

* [4011][التحفة: ع 10508]

(4)

"حدثني" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

* [4012][التحفة: خ 10626]

(5)

"أخبرنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

كذا ضبطه بفتح اللام وضمها، ورقم عليه "معًا".

* [4013][التحفة: خ م د س ق 3189]

ص: 223

[4014] وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ:"لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ".

وَقَالَ اللَّيْثُ: عَنْ يَحْيَى

(1)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الْأُولَى، يَعْنِي: مَقْتَلَ عُثْمَانَ؛ فَلَمْ تُبْقِ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ، يَعْنِي: الْحَرَّةَ؛ فَلَمْ تُبْقِ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ أَحَدًا، ثُمَّ وَقَعَتِ الثَّالِثَةُ؛ فَلَمْ تَرْتَفِعْ، وَلِلنَّاسِ طَبَاخٌ

(2)

.

[4015] حدثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

- كُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ - قَالَتْ: فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ؛ فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا

(4)

، فَقَالَتْ: تَعِسَ

(5)

مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ

(5)

: بِئْسَ مَا قُلْتِ، تَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا، فَذَكَرَ حَدِيثَ الْإِفْكِ.

(1)

بعده لأبي ذر: "بنِ سعيد".

(2)

عليه صح.

طباخ: قيل: قوة، وقيل: حسن الدين، والمراد: بقية الخير والصلاح. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 318).

* [4014][التحفة: خ د 3194]

(3)

قوله: "زَوْج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

مرطها: المرط: هو الكِساء. يكون من صوف، وربما كان من خَزٍّ أو غيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرط).

(5)

عليه صح.

* [4015][التحفة: خ م س 16126]

ص: 224

[4016] حدثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: هَذِهِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُلْقِيهِمْ

(2)

، "هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ ".

قَالَ مُوسَى، قَالَ نَافِعٌ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُنَادِي نَاسًا أَمْوَاتًا؟ قَالَ

(3)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا قُلْتُ مِنْهُمْ".

قال

(3)

أبو عبد اللَّه

(4)

: فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ قُرَيْشٍ مِمَّنْ ضُرِبَ لَهُ بِسَهْمِهِ أَحَدٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا، وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ: قَالَ الزُّبَيْرُ: قُسِمَتْ سُهْمَانُهُمْ؛ فَكَانُوا مِائَةً. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

[4017] حدثني

(3)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ضُرِبَتْ

(3)

يَوْمَ بَدْرٍ لِلْمُهَاجِرِينَ بِمِائَةِ سَهْمٍ.

(1)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

للحموي، والأصيلي، وأبي الوقت:"يُلَقِّبُهم". قال في "الفتح" بتشديد القاف المكسورة بعدها تحتانية ساكنة. ولأبي ذر عن الكشميهني: "يَلْعَنُهم". وعلى حاشية البقاعي: "يلقنهم". ونسبه لأبي ذر عن الكشميهني.

(3)

عليه صح.

(4)

قوله: "أَبُو عَبْدِ اللَّهِ" ليس عند أبي ذر.

* [4016][التحفة: خ 8481]

* [4017][التحفة: خ 3637]

ص: 225

‌12 - بَابُ

(1)

تَسْمِيَةُِ

(2)

مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فِي الْجَامِعِ الَّذِي وَضَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ

(3)

النَّبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ صلى الله عليه وسلم، إِيَاسُ

(4)

بْنُ الْبُكَيْرِ

(5)

، بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الْقُرَشِيِّ

(6)

، حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ، حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ حَلِيفٌ لِقُرَيْشٍ، أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيُّ، حَارِثَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ، قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ: حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ كَانَ فِي النَّظَّارَةِ، خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيُّ، رِفاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَبُو لُبَابَةَ الْأَنْصَارِيُّ، الزُّبَيرُ بْنُ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ، زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ، أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الزُّهْرِيُّ، سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ الْقُرَشِيُّ، سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ الْقُرَشِيُّ، سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ، ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيُّ وَأَخُوهُ

(7)

،

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

على آخره صح، ورقم على الضمة فوق التاء المربوطة لأبي ذر.

(3)

قوله: "الذي وضعه أبو عبد اللَّه على حروف المعجم" عليه صح، وليس عند أبي ذر، والقابسي.

(4)

بعده: "أَبُو (1) بَكْرٍ الصِّدِّيقُ (2)، ثُمَّ (3) عُمَرُ (4)، ثُمَّ (3) عُثْمَانُ (5)، ثُمَّ (3) عَلِيٌّ (6)، ثُمَّ (7) إِيَاسُ".

.....................

1 -

قبله في نسخة، وعليه صح:"عَبْدُ اللَّه بْنُ عُثْمَانَ".

2 -

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"القُرَشِيُّ".

3 -

ليس عند أبي ذر.

4 -

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابْنُ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ".

5 -

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"ابْنُ عَفَّانَ، خَلَّفَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَتِهِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ".

6 -

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"ابْنُ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ".

7 -

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "الْبِكَّيرِ".

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "الصِّدِّيقِ".

(7)

بدلًا منه: "عبد اللَّه بن مسعود" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

ص: 226

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ الْقُرَشِيُّ

(1)

، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ، عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ

(2)

، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ، عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيُّ، عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْقُرَشِيُّ خَلَّفَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَتِهِ، وَضرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ

(3)

، عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ، عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَنَزِيُّ

(4)

، عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ، قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ، مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، مُعَوِّذُ بْنُ عَفْرَاءَ وَأَخُوهُ، مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ

(5)

، مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

(6)

، مِقْدَادُ

(7)

بْنُ عَمْرٍو الْكَِنْدِيُّ

(8)

حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنهم.

(1)

قوله: "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ الْقُرَشِيُّ" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

قوله: "عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ" رقم عليه بعلامة السقوط (لا إلى) ولم يرمز له. وبدلا منه لأبي ذر وعليه صح: "أخوه".

(3)

قوله: "عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْقُرَشِيُّ خَلَّفَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَتِهِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "العدوي".

(5)

قوله: "مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ" عليه صح. ومؤخر عند أبي ذر.

(6)

قوله: "مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ" عليه صح. ومقدم عند أبي ذر.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "مِقْدامُ".

(8)

كذا في اليونينية بكسر الكاف وفتحها.

ص: 227

‌13 - بَابُ

(1)

حَدِيثُِ

(2)

بَنِي النَّضِيرِ

وَمَخْرَجُِ

(3)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فِي دِيَةِ الرَّجُلَيْنِ، وَمَا أَرَادُوا مِنَ الْغَدْرِ بِرَسُولِ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم.

قَالَ

(5)

الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ: كَانَتْ عَلَى رَأْسِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ قَبْلَ أُحُدٍ.

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}

(6)

.

وَجَعَلَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ بَعْدَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَأُحُدٍ.

[4018] حدثنا

(7)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: حَارَبَتِ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ

(8)

، فَأَجْلَى بَنِي النَّضِيرِ، وَأَقَرَّ قُرَيْظَةَ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ، حَتَّى حَارَبَتْ قُرَيْظَةُ؛ فَقَتَلَ رِجَالَهُمْ، وَقَسَمَ نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ

(9)

وَأَمْوَالَهُمْ

(10)

بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، إِلَّا بَعْضَهُمْ

(1)

عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(2)

كذا ضبطه بضم الثاء المثلثة وكسرها، ورقم على الضمة لأبي ذر.

(3)

عليه صح، وضبطه بضم الجيم وكسرها، ورقم على الضمة لأبي ذر.

(4)

قوله: "برسول اللَّه" لأبي ذر، وعليه صح:"بالنبيِّ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

(6)

[الحشر: 2]. بعده لأبي ذر وعليه صح: " {مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا} ".

(7)

"حدّثني" عليه صح. ورقم عليه لأبي ذر.

(8)

قوله: "حَارَبَتِ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ" لأبي ذر وعليه صح: "حاربتْ قُريظةُ والنضيرُ".

(9)

عليه صح. ورقم عليه بالتأخير لأبي ذر.

(10)

عليه صح. ورقم عليه بالتقديم لأبي ذر.

ص: 228

لَحِقُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَآمَنَهُمْ

(1)

وَأَسْلَمُوا، وَأَجْلَى يَهُودَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ: بَنِي قَيْنُقَاعَ - وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - وَيَهُودَ بَنِي حَارِثَةَ، وَكُلَّ يَهُودِ الْمَدِينَةِ

(2)

.

[4019] حدثني

(3)

الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا

(4)

أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الْحَشْرِ، قَالَ: قُلْ: سُورَةُ النَّضِيرِ.

تَابَعَهُ هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ.

[4020] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّخَلَاتِ حَتَّى افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ.

[4021] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: حَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَخْلَ بَنِي

(5)

النَّضِيرِ، وَقَطَعَ وَهْيَ الْبُوَيْرَةُ، فَنَزَلَتْ: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ

(6)

أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ}

(7)

.

(1)

"فأمنهم" بتشديد الميم عند أبي ذر، وكذلك عنده في جميع مواردها.

(2)

قوله: "يَهُودِ الْمَدِينَةِ" بدلًا منه: "يَهُودِيًّ بالمدينة" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر. ولأبي ذر وعليه صح:"يهودٍ بالمدينة".

* [4018][التحفة: خ م د 8455]

(3)

عليه صح.

(4)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4019][التحفة: خ م 5454]

* [4020][التحفة: خ م 877]

(5)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(6)

لينة: نخلة، وتطلق على ألوان النخل ما لم تكن عجوة. (انظر: غريب القرآن) (ص 407).

(7)

[الحشر: 5].

* [4021][التحفة: ع 8267]

ص: 229

[4022] حدثني

(1)

إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا حَبَّانُ، أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، قَالَ: وَلَهَا يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:

وَهَانَ

(2)

عَلَى سَرَاةِ بَنِى لُؤَيٍّ

حَريقٌ بالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ

(3)

قَالَ: فَأَجَابَهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ:

أَدَامَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ صَنِيع

وَحَرَّقَ فِى نَوَاحِيهَا السَّعِيرُ

سَتَعْلَمُ أَيُّنَا مِنْهَا بنُزْهٍ

وَتَعْلَمُ أَيَّ

(1)

أَرْضَيْنَا تَضِيرُ

(1)

[4023] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(4)

مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ

(1)

، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه دَعَاهُ إِذْ جَاءَهُ حَاجِبُهُ يَرْفَا، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ يَسْتَأْذِنُونَ؟ فَقَالَ

(5)

: نَعَمْ، فَأَدْخِلْهُمْ، فَلَبِثَ قَلِيلًا، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عَبَّاسٍ وَعَلِيٍّ يَسْتَأْذِنَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ.

فَلَمَّا دَخَلَا قَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا، وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِي الَّذِي

(6)

أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(7)

مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، فَاسْتَبَّ عَلِيٌّ وَعَبَّاسٌ، فَقَالَ الرَّهْطُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر، والكشميهني:"لَهَانَ".

(3)

مستطير: منتشر متفرق، كأنه طار في نواحيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طير).

* [4022][التحفة: خ 7637]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(5)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"قال".

(6)

لأبي ذر، والكشميهني:"التي".

(7)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

ص: 230

الْآخَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا

(1)

! أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ: هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ"؟ يُرِيدُ بِذَلِكَ: نَفْسَهُ، قَالُوا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَبَّاسٍ

(2)

وَعَلِيٍّ

(3)

، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم

(4)

فِي

(5)

هَذَا الْفَيْءِ

(6)

بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ

(7)

: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ

(8)

عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {قَدِيرٌ}

(9)

، فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَاللَّهِ، مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأْثَرَهَا

(10)

عَلَيْكُمْ، لَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وَقَسَمَهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ هَذَا الْمَالُ مِنْهَا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ

(11)

مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَعَمِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيَاتَهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ

(1)

اتئدوا: تَأَنَّوا ولا تعجلوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تأد).

(2)

عليه صح، ورقم عليه بالتأخير لأبي ذر.

(3)

عليه صح، ورقم عليه بالتقديم لأبي ذر.

(4)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(5)

عليه صح، وفي نسخة:"مِنْ".

(6)

قوله: "في هذا الفيء" على حاشية البقاعي: "من هذا المال" ونسبه لنسخة.

(7)

قوله: "جَلَّ ذِكْرُهُ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(8)

أوجفتم: أسرعتم. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(8/ 129).

(9)

[الحشر: 6].

(10)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"اسْتَأْثَرَ بِهَا".

(11)

لأبي ذر وعليه صح: "سَنَتِهِ".

ص: 231

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَقَبَضَهُ أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ فِيهِ بِمَا عَمِلَ بِهِ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ.

فَأَقْبَلَ

(2)

عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ وَقَالَ: تَذْكُرَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ فِيهِ كَمَا تَقُولَانِ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ فِيهِ لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: أَنَا وَليُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، فَقَبَضْتُهُ سَنَتَيْنِ مِنْ إِمَارَتِي أَعْمَلُ فِيهِ بِمَا

(3)

عَمِلَ

(4)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي فِيهِ صَادِقٌ

(5)

بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي كِلَاكُمَا، وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ، فَجِئْتَنِي - يَعْنِي: عَبَّاسًا - فَقُلْتُ لَكُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ"، فَلَمَّا بَدَا لِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا قُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمَا؛ عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلَانِ فِيهِ بِمَا عَمِلَ فِيهِ

(6)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَمَا عَمِلْتُ فِيهِ مُذْ

(7)

وَلِيتُ وَإِلَّا فَلَا تُكَلِّمَانِي، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهُ إِلَيْنَا بِذَلِكَ؛ فَدَفَعْتُهُ إِلَيْكُمَا، أَفَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَوَاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، لَا أَقْضِي فِيهِ بِقَضَاءٍ غَيْرِ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهُ فَادْفَعَا

(8)

إِلَيَّ فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهُ.

(1)

عليه صح، وفي نسخة:"فِيهِ".

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"وأقبل".

(3)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "ما".

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"فيه".

(5)

قوله: "أَنِّي فِيهِ صَادِقٌ" لأبي ذر وعليه صح: "إِنِّي فِيهِ لَصَادِقٌ".

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "مُنْذُ".

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فادْفعاهُ".

* [4023][التحفة: خ م د ت س 10633]

ص: 232

[4024] قال: فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: صَدَقَ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ، أَنَا سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَسْأَلْنَهُ ثُمُنَهُنَّ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

، فَكُنْتُ أَنَا أَرُدُّهُنَّ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: أَلَا تَتَّقِينَ اللَّهَ؟ أَلمْ تَعْلَمْنَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ - يُرِيدُ بِذَلِكَ: نَفْسَهُ - إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

(1)

فِي هَذَا الْمَالِ"؟ فَانْتَهَى أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَا أَخْبَرَتْهُنَّ.

قَالَ: فَكَانَتْ هَذِهِ الصَّدَقَةُ بِيَدِ عَلِيٍّ مَنَعَهَا عَلِيٌّ عَبَّاسًا فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ كَانَ

(2)

بِيَدِ حَسَنِ

(3)

بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ بِيَدِ حُسَيْنِ

(4)

بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ

(4)

وَحَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، كِلَاهُمَا كَانَا يَتَدَاوَلَانِهَا، ثمَّ بِيَدِ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ

(5)

، وَهِيَ صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَقًّا.

[4025] حدثنا

(6)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أخْبَرَنَا هِشَامٌ، أخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا: أَرْضَهُ مِنْ فَدَكٍ

(7)

وَسَهْمَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ:

(1)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

عليه صح.

(3)

"الحسن" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

"الحسين" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

عليه صح صح. ولأبي ذر وعليه صح: "حسين".

* [4024][التحفة: خ 16479]

(6)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(7)

عليه صح، ولأبي ذر:"فدكَ".

ص: 233

"لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ"، وَاللَّهِ، لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي.

‌14 - بَابُ

(1)

قَتْلُِ

(2)

كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ

[4026] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو

(3)

: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ " فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قَالَ:"نَعَمْ" قَالَ: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا، قَالَ:"قُلْ". فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا، وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ، قَالَ: وَأَيْضًا، وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ، قَالَ: إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ، وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَسْقًا

(4)

أَوْ وَسْقَيْنِ - وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ يَذْكُرْ وَِسْقًا

(5)

أَوْ وَسْقَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ

(6)

؟ فَقَالَ: أُرَى فِيهِ لَوَِسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ - فَقَالَ: نَعَمِ، ارْهَنُونِي، قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ؟ قَالَ: ارْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ، قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا، وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ؟ قَالَ: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ، قَالُوا:

* [4025][التحفة: خ م د س 6630]

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(3)

قوله: "قال عمرٌو" بدلًا منه: "قال: سمعت عمرًا" ولم يرقم عليه شيئًا.

(4)

وسقا: الوسق: ما يَسَع حوالي 122،4 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 41).

(5)

تحت الكسرة التي تحت أوله صح.

(6)

قوله: "وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ" لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"وَسْقٌ أو وَسْقَانِ".

ص: 234

كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا؟ فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ فَيُقَالُ: رُهِنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا، وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ

(1)

- قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي: السِّلَاحَ.

فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَجَاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ وَهْوَ: أَخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحِصْنِ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ

(2)

، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَخِي أَبُو نَائِلَةَ - وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قَالَتْ: أَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ يَقْطُرُ مِنْهُ الدَّمُ، قَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَرَضِيعِي أَبُو نَائِلَةَ - إِنَّ الْكَرِيمَ لَوْ

(3)

دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ لَأَجَابَ.

قَالَ: وَيُدْخِلُ

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ رَجُلَيْنِ

(5)

- قِيلَ لِسُفْيَانَ: سَمَّاهُمْ عَمْرٌو؟ قَالَ: سَمَّى بَعْضَهُمْ - قَالَ عَمْرٌو: جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ، وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ عَمْرٌو: جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ، فَقَالَ: إِذَا مَا جَاءَ، فَإِنِّي قَائِلٌ

(6)

بِشَعَرِهِ فَأَشَمُّهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأْسِهِ، فَدُونَكُمْ فَاضْرِبُوهُ، وَقَالَ مَرَّةً: ثُمَّ أُشِمُّكُمْ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا

(7)

وَهْوَ يَنْفَحُ مِنْهُ رِيحُ الطِّيبِ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رِيحًا - أَيْ أَطْيَبَ،

(1)

اللأمة: الدرع. وقيل: السلاح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لأم).

(2)

عليه صح. ولأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "إلينا".

(3)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "إِذَا".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وَيَدْخُلُ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "برجلين"، وعلى حاشية البقاعي:"رجلان" ونسبه لنسخة.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "مائل".

(7)

متوشحا: التوشح بالرداء: أن يبسطه على جسده. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(3/ 47).

ص: 235

وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قَالَ: عِنْدِي أَعْطَرُ نِسَاءِ

(1)

الْعَرَبِ وَأَكْمَلُ الْعَرَبِ. قَالَ عَمْرٌو: فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشَمَّ رَأْسَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَشَمَّهُ ثُمَّ أَشَمَّ أَصْحَابَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَأْذَنُ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ، قَالَ: دُونَكُمْ؛ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ.

‌15 - بَابُ

(2)

قَتْلُِ

(3)

أَبِي رَافِعٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ

وَيُقَالُ: سَلَّامُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ - كَانَ بِخَيْبَرَ - وَيُقَالُ: فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ.

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: هُوَ بَعْدَ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ.

[4027] حدثني

(4)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ

(2)

رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا إِلَى أَبِي رَافِعٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ بَيْتَهُ

(5)

لَيْلًا وَهْوَ نَائِمٌ؛ فَقَتَلَهُ.

[4028] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ

(6)

بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ

(7)

قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "سَيِّدِ".

* [4026][التحفة: خ م د س 2524]

(2)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

كذا بالضبطين ورقم على الضم لأبي ذر، وعليه صح.

(4)

"حدّثنا" عليه صح، ورقم لأبي ذر.

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بَيَّتَهُ".

* [4027][التحفة: خ 1830]

(6)

عليه صح صح.

(7)

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"ابنِ عازب".

ص: 236

رِجَالًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَمَّرَ

(1)

عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيُعِينُ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي حِصْنٍ لَهُ بأَرْضِ الْحِجَازِ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَرَاحَ النَّاسُ بِسَرْحِهِمْ

(2)

، فَقَالَ

(3)

عَبْدُ اللَّهِ لِأَصْحَابِهِ: اجْلِسُوا مَكَانَكُمْ، فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ وَمُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ؛ لَعَلِّي أَنْ أَدْخُلَ، فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ، ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَةً، وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فَادْخُلْ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ، فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ

(4)

، فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ أَغْلَقَ الْبَابَ ثُمَّ عَلَّقَ الْأَغَالِيقَ

(5)

عَلَى وَتِدٍ

(6)

، قَالَ: فَقُمْتُ إلَى الْأَقَالِيدِ

(7)

فَأَخَذْتُهَا فَفَتَحْتُ الْبَابَ، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ، وَكَانَ فِي عَلَالِيَّ

(8)

لَهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعِدْتُ إِلَيْهِ، فَجَعَلْتُ كُلَّمَا فَتَحْتُ بَابًا أَغْلَقْتُ عَلَيَّ مِنْ دَاخِلٍ، قُلْتُ: إِنِ الْقَوْمُ نَذِرُوا

(9)

بِي لَمْ يَخْلُصُوا إِلَيَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسْطَ عِيَالِهِ لَا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ، فَقُلْتُ

(10)

: يَا

(11)

أَبَا رَافِعٍ، قَالَ

(8)

: مَنْ هَذَا؟

(1)

"وأمر" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

بسرحهم: ماشيتهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرح).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(4)

فكمنت: كمُن: استتر واستخفى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كمن).

(5)

الأغاليق: الفاتيح واحدها إغليق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلق).

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"وَدٍّ".

(7)

الأقاليد: جمع إقليد وهو المفتاح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلد).

(8)

عليه صح.

(9)

نذروا: أي: علموا وأحسوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نذر).

(10)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"قلت".

(11)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

ص: 237

فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ وَأَنَا دَهِشٌ

(1)

، فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا، وَصَاحَ فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا الصَّوْتُ، يَا أَبَا رَافِعٍ؟ فَقَالَ: لِأُمِّكَ الْوَيْلُ، إِنَّ رَجُلًا فِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ، قَالَ: فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أَثْخَنَتْهُ

(2)

وَلَمْ أَقْتُلْهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ ظُبَةَ السَّيْفِ

(3)

فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ، فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ، فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الْأَبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى

(4)

أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ، فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ؛ فَانْكَسَرَتْ سَاقِي فَعَصَبْتُهَا بِعِمَامَةٍ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ: لَا أَخْرُجُ

(5)

اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقَتَلْتُهُ، فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ، فَقَالَ: أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصحَابِي، فَقُلْتُ: النَّجَاءَ، فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ:"ابْسُطْ رِجْلَكَ"، فَبَسَطْتُ رِجْلِي؛ فَمَسَحَهَا، فَكَأَنَّهَا

(6)

لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "دَاهِشٌ".

(2)

أثخنته: أثقلته بالجراح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثخن).

(3)

عليه صح صح. وبدلًا منه: "ضَبِيبَ": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر. ولأبي ذر وعليه صح:"ضُبَيْبَ". ولأبي ذر: "صَبِيبَ"، لأبي ذر وبعضهم، كذا قال عياض.

ظبة السيف: طرفه وحده. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظبب).

(4)

عليه صح. "أرَى" كذا في الأصل المعول عليه فقط.

(5)

"أَبْرَحُ" كذا في غير فرع بالهامش بلا رقم ولا تصحيح، وجعلها القسطلاني نسخة من اليونينية، كتبه مصححه.

(6)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"فَكَأَنَّمَا".

* [4028][التحفة: خ 1811]

ص: 238

[4029] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ، هُوَ

(1)

: ابْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ

(2)

رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ فِي نَاسٍ مَعَهُمْ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى دَنَوْا مِنَ الْحِصْنِ، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ: امْكُثُوا أَنْتُمْ حَتَّى أَنْطَلِقَ أَنَا فَأَنْظُرَ، قَالَ: فَتَلَطَّفْتُ أَنْ أَدْخُلَ الْحِصْنَ، فَفَقَدُوا حِمَارًا لَهُمْ، قَالَ: فَخَرَجُوا بِقَبَسٍ

(3)

يَطْلُبُونَهُ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ أُعْرَفَ، قَالَ: فَغَطَّيْتُ رَأْسِي

(4)

كَأَنِّي أَقْضِي حَاجَةً، ثُمَّ نَادَى صَاحِبُ الْبَابِ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ فَلْيَدْخُلْ قَبْلَ أَنْ أُغْلِقَهُ، فَدَخَلْتُ ثُمَّ اخْتَبَأْتُ فِي مَرْبِطِ حِمَارٍ عِنْدَ بَابِ الْحِصْنِ، فَتَعَشَّوْا عِنْدَ أَبِي رَافِعٍ، وَتَحَدَّثُوا حَتَّى ذَهَبَتْ

(5)

سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ، فَلَمَّا هَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ وَلَا أَسْمَعُ حَرَكَةً خَرَجْتُ، قَالَ: وَرَأَيْتُ صَاحِبَ الْبَابِ حَيْثُ وَضَعَ مِفْتَاحَ الْحِصْنِ فِي كَوَّةٍ

(6)

، فَأَخَذْتُهُ

(7)

، فَفَتَحْتُ بِهِ بَابَ الْحِصْنِ، قَالَ: قُلْتُ: إِنْ نَذِرَ بِيَ الْقَوْمُ انْطَلَقْتُ عَلَى مَهَلٍ، ثُمَّ عَمَدْتُ إِلَى أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ فَغَلَّقْتُهَا

(8)

عَلَيْهِمْ مِنْ ظَاهِرٍ، ثُمَّ صَعِدْتُ إِلَى

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"ابنَ عازب".

(3)

بقبس: شعلة من النار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبس).

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح صح:"وجلست". انظر القسطلاني.

(5)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"ذَهَبَ".

(6)

كوة: نقب البيت. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 348).

(7)

على أوله صح.

(8)

هو مخفف عند أبي ذر - يعني: لامَه. ولأبي ذر، والكشميهني:"فَأَغْلَقْتُهَا".

ص: 239

أَبِي رَافِعٍ فِي سُلَّمٍ، فَإِذَا الْبَيْتُ مُظْلِمٌ، قَدْ طَفِئَ

(1)

سِرَاجُهُ، فَلَمْ أَدْرِ أَيْنَ الرَّجُلُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا رَافِعٍ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ

(2)

: فَعَمَدْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فَأَضْرِبُهُ، وَصَاحَ، فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ كَأَنِّي أُغِيثُهُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا أَبَا رَافِعٍ؟ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي، فَقَالَ: أَلَا أُعْجِبُكَ؟! لِأُمِّكَ الْوَيْلُ! دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ فَضَرَبَنِي بِالسَّيْفِ، قَالَ: فَعَمَدْتُ لَهُ أَيْضًا فَأَضْرِبُهُ أُخْرَى

(3)

، فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا، فَصَاحَ وَقَامَ أَهْلُهُ، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ

(4)

وَغَيَّرْتُ صَوْتِي كَهَيْئَةِ الْمُغِيثِ، فَإِذَا

(5)

هُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَى ظَهْرِهِ فَأَضَعُ السَّيْفَ فِي بَطْنِهِ، ثُمَّ أَنْكَفِئُ عَلَيْهِ حَتَّى سَمِعْتُ صَوْتَ الْعَظْمِ، ثُمَّ خَرَجْتُ دَهِشًا

(3)

حَتَّى أَتَيْتُ السُّلَّمَ أُرِيدُ أَنْ أَنْزِلَ فَأَسْقُطُ مِنْهُ، فَانْخَلَعَتْ رِجْلِي فَعَصبْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي أَحْجُلُ، فَقُلْتُ: انْطَلِقُوا، فَبَشِّرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَإِنِّي لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ، فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ صَعِدَ النَّاعِيَةُ، فَقَالَ: أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ، قَالَ: فَقُمْتُ أَمْشِي مَا بِي قَلَبَةٌ

(6)

، فَأَدْرَكْتُ أَصْحَابِي قَبْلَ أَنْ يَأْتُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؛ فَبَشَّرْتُهُ.

‌16 - بَابُ

(7)

غَزْوَةُِ

(8)

أُحُدٍ

وَقَوْلُِ

(8)

اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ

(1)

عليه صح صح.

(2)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

عليه صح.

(4)

قوله: "ثُمَّ جِئْتُ": لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "فجئتُ".

(5)

لابن عساكر: "وإذا"، وعليه صح.

(6)

قلبة: ألم وعِلَّة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).

* [4029][التحفة: خ 1897]

(7)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(8)

كذا بالضبطين، ورقم على الضمة لأبي ذر.

ص: 240

وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

(1)

، وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا

(2)

وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}

(3)

، وَقَوْلِهِ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ

(4)

بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ

(5)

وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}

(6)

، {وَلَا

(7)

(تَحْسِبَنَّ) الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا}

(8)

الْآيَةَ

(9)

.

(1)

[آل عمران: 121].

(2)

بعده: "إلى قوله: {وَأَنتُمْ تَنْظُرُونَ} " عليه صح ورقم له لأبي ذر، وابن عساكر.

(3)

[آل عمران: 139 - 143]. من قوله: " {وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ} " إلى قوله: " {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} " عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "تَسْتَأْصِلُونَهم قَتْلًا {بِإِذْنِهِ} إلى قوله: {وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ".

(5)

من قوله: " {بِإِذْنِهِ} " إلى هنا عليه صح. وليس عند ابن عساكر.

(6)

[آل عمران: 152]. من قوله: " {بِإِذْنِهِ} " إلى قوله: " {وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} " عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "وقوله: {وَلَا} ".

(8)

[آل عمران: 169].

(9)

عليه صح. وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

ص: 241

[4030] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ: "هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ، عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ"

(1)

.

[4031] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي

(2)

سِنِينَ، كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، ثُمَّ طَلَعَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: "إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ

(3)

، وَأَنَا عَلَيْكُمْ

(4)

شَهِيدٌ

(5)

، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقَامِي هَذَا، وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا". قَالَ: فكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[4032] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: لَقِينَا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ وَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا مِنَ الرُّمَاةِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ

(6)

، وَقَالَ:"لَا تَبْرَحُوا إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ فَلَا تَبْرَحُوا، وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْنَا فَلَا تُعِينُونَا".

(1)

هذا الحديث على أوله صح. وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

* [4030][التحفة: خ 6060]

(2)

على آخره صح. ولابن عساكر، وعزاه عياض للأصيلي:"ثَمَانِ".

(3)

فرط: الفرط: المتقدِّم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرط).

(4)

مؤخر عند ابن عساكر.

(5)

مقدم عند ابن عساكر.

* [4031][التحفة: خ م د س 9956]

(6)

عليه صح.

ص: 242

فَلَمَّا لَقِينَا

(1)

هَرَبُوا حَتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ

(2)

فِي الْجَبَلِ، رَفَعْنَ

(3)

عَنْ سُوقِهِنَّ قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ، فَأَخَذُوا يَقُولُونَ: الْغَنِيمَةَ الْغَنِيمَةَ! فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا تَبْرَحُوا فَأَبَوْا، فَلَمَّا أَبَوْا صُرِفَ

(4)

وُجُوهُهُمْ، فَأُصِيبَ سَبْعُونَ قَتِيلًا، وَأَشْرَفَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ: "لَا تُجِيبُوهُ"، فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ قَالَ: "لَا تُجِيبُوهُ"، فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ قُتِلُوا؛ فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لَأَجَابُوا، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ

(5)

مَا يُخْزِيكَ

(6)

، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: اعْلُ هُبَلْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَجِيبُوهُ"، قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأجَلّ". قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَجِيبُوهُ"، قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا، وَلَا مَوْلَى لَكُمْ"، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ، وَتَجِدُونَ

(7)

مُثْلَةً

(8)

لَمْ آمُرْ بِهَا

(9)

وَلَمْ تَسُؤْنِي.

(1)

عليه صح. ولابن عساكر: "لَقِينَاهُمْ".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"يُسْنِدْنَ". ولابن عساكر أيضا: "يَتَشَدَّدْنَ".

(3)

"يَرْفَعْنَ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(4)

على أوله صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح، ونسخة، وابن عساكر:"لَكَ" وبعده صح.

(6)

كذا ضبطه بفتح أوله وضمه، وكتب عليه "معًا". كذا في غير فرع بأيدينا مضبوطا وانظر القسطلاني. كتبه مصححه.

(7)

عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"وَسَتَجِدُونَ".

(8)

مثلة: مثلت بالحيوان: إذا قطعت أطرافه وشوهت به، ومثلت بالقتيل: إذا قطعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مثل).

(9)

ليس عند ابن عساكر، والكشميهني.

* [4032][التحفة: خ 1812]

ص: 243

[4033] أخبرَني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اصْطَبَحَ

(2)

الْخَمْرَ يَوْمَ أُحُدٍ نَاسٌ، ثُمَّ قُتِلُوا شُهَدَاءَ.

[4034] حدثنا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا

(3)

عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ، أَن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أُتِيَ بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهْوَ خَيْرٌ مِنِّي كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ

(4)

؛ إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ - وَأُرَاهُ قَالَ: وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهْوَ خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ، أَوْ قَالَ: أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا - وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ

(5)

لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ.

[4035] حدثنا

(6)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ، فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ:"فِي الْجَنَّةِ". فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.

[4036] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابٍ

(7)

رضي الله عنه قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَجَبَ

(1)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(2)

اصطبح: شَرِبَ صَبَاحًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبح).

* [4033][التحفة: خ 2543]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

(4)

بردة: البرد نوع من الثياب. والبردة: شملة مخططة، وقيل: كساء أسود مُرَبَّع فيه صور تلبسه الأعراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"قد عجلت".

* [4034][التحفة: خ 9712]

(6)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4035][التحفة: خ م س 2530]

(7)

بعده "ابنِ الأَرَتَّ" كذا في غير فرع بلا رقم ولا تصحيح، كتبه مصححه.

ص: 244

أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، وَمِنَّا مَنْ مَضَى أَوْ ذَهَبَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا؛ كَانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ

(1)

، لَمْ يَتْرُكْ إِلَّا نَمِرَةً

(2)

؛ كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غُطِّيَ بِهَا رِجْلَاهُ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلِهِ الْإِذْخِرَ

(3)

- أَوْ قَالَ: أَلْقُوا عَلَى رِجْلِهِ

(4)

مِنَ الْإِذْخِرِ". وَمِنَّا مَنْ قَدْ

(5)

أَيْنَعَتْ

(6)

لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهْوَ يَهْدُِبُهَا

(7)

.

[4037] أخبرنا

(8)

حسَّانُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ عَمَّهُ غَابَ عَنْ بَدْرٍ، فَقَالَ: غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أُجِدُّ، فَلَقِيَ يَوْمَ أُحُدٍ فَهُزِمَ النَّاسُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ، يَعْنِي: الْمُسْلِمِينَ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَتَقَدَّمَ بِسَيْفِهِ، فَلَقِيَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَيْنَ يَا سَعْدُ

(9)

؟! إِنِّي أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ، فَمَضى فَقُتِلَ، فَمَا عُرِفَ حَتَّى عَرَفَتْهُ أُخْتُهُ بِشَامَةٍ أَوْ بِبَنَانِهِ، وَبِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ؛ مِنْ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ.

(1)

عليه صح.

(2)

نمرة: إزار مخطط من صوف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمر).

(3)

قوله: "عَلَى رِجْلِهِ الْإِذْخِرَ" ليس عند أبي ذر وعليه صح، وابن عساكر.

(4)

رقم عليه لابن عساكر. ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر في نسخة:"رِجْلَيْهِ".

(5)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

(6)

أينعت: نضجت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ينع).

(7)

كذا ضبطه بضم الدال المهملة وكسرها، وكتب عليه "معًا".

يهدبها: يجنيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدب).

* [4036][التحفة: خ م د ت س 3514]

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(9)

قوله: "أين يا سعد" لأبي ذر عن الكشميهني: "أيْ سَعْدُ".

* [4037][التحفة: خ 748]

ص: 245

[4038] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه يَقُولُ: فَقَدْتُ آيَةً مِنَ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ، كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا، فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ

(1)

وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}

(2)

، فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ.

[4039] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ رَجَعَ نَاسٌ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَهُ، وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَيْنِ؛ فِرْقَةً

(3)

تَقُولُ: نُقَاتِلُهُمْ، وَفِرْقَةً

(3)

تَقُولُ: لَا نُقَاتِلُهُمْ، فَنَزَلَتْ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ

(4)

بِمَا كَسَبُوا}

(5)

، وَقَالَ: "إِنَّهَا طَيْبَةُ؛ تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ

(6)

الْفِضَّةِ".

(1)

قضى نحبه: قتل. (انظر: غريب القرآن لابن قتيبة)(ص 349).

(2)

[الأحزاب: 23]. وقوله: " {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} " ليس عند ابن عساكر.

* [4038][التحفة: خ ت س 3703]

(3)

"فِرْقَةٌ" بالتنوين المضموم عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

أركسهم: نكسهم وردهم في كفرهم. (انظر: غريب القرآن لابن قتيبة)(ص 133).

(5)

[النساء: 88].

(6)

خبث: الخبث: ما تلقيه النار من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أذيبا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبث).

* [4039][التحفة: خ م ت س 3727]

ص: 246

‌17 - بَابٌ

(1)

: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}

(2)

[4040] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِينَا: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} ؛ بَنِي سَلِمَةَ وَبَنِي حَارِثَةَ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ، وَاللَّهُ يَقُولُ

(3)

: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}

(4)

.

[4041] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا

(5)

عَمْرٌو عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ نَكَحْتَ يَا جَابِرُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"مَاذَا، أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ " قُلْتُ: لَا، بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ:"فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُكَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ تِسْعَ بَنَاتٍ

(6)

كُنَّ لِي تِسْعَ

(7)

أَخَوَاتٍ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ جَارِيَةً خَرْقَاءَ

(8)

مِثْلَهُنَّ، وَلَكِنِ

(9)

امْرَأَةً تَمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ:"أَصَبْتَ".

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

[آل عمران: 122]. وقوله: " {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} " بدلًا منه لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"الآية".

(3)

قوله: "وَاللَّهُ يَقُولُ" رقم عليه لنسخة، وابن عساكر. ولابن عساكر:"لِقَوْلِ اللَّهِ".

(4)

[آل عمران: 122].

* [4040][التحفة: خ م 2534]

(5)

قوله: "أخبرنا عمرو" بدلًا منه: "عن عمرٍو" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

على آخره صح.

(7)

على أوله وآخره صح.

(8)

خرقاء: حمقاء جاهلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرق).

(9)

مخففة في اليونينية.

* [4041][التحفة: خ م 2535]

ص: 247

[4042] حدثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ

(2)

، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ أَبَاهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا، وَتَرَكَ سِتَّ بَنَاتٍ، فَلَمَّا حَضَرَ جَِزَازُ

(3)

النَّخْلِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ وَالِدِي قَدِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ دَيْنًا كَثِيرًا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ الْغُرَمَاءُ

(4)

، فَقَالَ: "اذْهَبْ فَبَيْدِرْ كُلَّ تَمْرٍ

(5)

عَلَى نَاحِيَةٍ"، فَفَعَلْتُ ثُمَّ دَعَوْتُهُ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ كَأَنَّهُمْ

(6)

أُغْرُوا

(7)

بِي تِلْكَ السَّاعَةَ، فَلَمَّا رَأَى مَا يَصْنَعُونَ أَطَافَ حَوْلَ أَعْظَمِهَا بَيْدَرًا

(8)

ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "ادْعُ لَكَ

(9)

أَصْحَابَكَ"، فَمَا زَالَ يَكِيلُ لَهُمْ حَتَّى أَدَّى اللَّهُ عَنْ وَالِدِي أَمَانَتَهُ، وَأَنَا أَرْضَى أَنْ يُؤَدِّيَ اللَّهُ أَمَانَةَ وَالِدِي، وَلَا أَرْجِعَ إِلَى أَخَوَاتِي بِتَمْرَةٍ، فَسَلَّمَ اللَّهُ الْبَيَادِرَ كُلَّهَا، وَحَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْبَيْدَرِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، كَأَنَّهَا لَمْ تَنْقُصْ تَمْرَةً وَاحِدَةً.

(1)

عليه صح.

(2)

على أوله صح صح.

(3)

كذا ضبطه بفتح أوله وكسره ورقم عليه "معًا". ولأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر في نسخة:"جِذاذُ".

(4)

الغرماء: جمع غريم، وهم أصحاب الديون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرم).

(5)

لأبي ذر، والكشميهني:"تمرة".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "كَأَنَّمَا".

(7)

أغروا: لَجُّوا في مطالبتي وألحوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرا).

(8)

بيدرا: البيدر: الموضع الذي يجمع فيه ثمر النخيل عند جداده. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 236).

(9)

لأبي ذر عن الحَمُّوي، والمستملي:"لِي".

* [4042][التحفة: خ س 2344]

ص: 248

[4043] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَمَعَهُ رَجُلَانِ يُقَاتِلَانِ عَنْهُ، عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ.

[4044] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: نَثَلَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ

(1)

: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي".

[4045] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، قَالَ

(2)

: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: جَمَعَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.

[4046] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه: لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ أَبَوَيْهِ كِلَيْهِمَا

(3)

، يُرِيدُ حِينَ قَالَ: "فِدَاكَ

(4)

أَبِي وَأُمِّي"، وَهُوَ يُقَاتِلُ.

* [4043][التحفة: خ م 3843]

(1)

عليه صح.

* [4044][التحفة: خ م ت س ق 3857]

(2)

"يَقُولُ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.

* [4045][التحفة: خ م ت س ق 3857]

(3)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"كلاهما".

(4)

قال القسطلاني: بكسر الفاء وتفتح.

* [4046][التحفة: خ م ت س ق 3857]

ص: 249

[4047] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ غَيْرَِ سَعْدٍ

(1)

.

[4048] حدثنا يَسَرَةُ

(2)

بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدِ

(3)

بْنِ مَالِكٍ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: "يَا سَعْدُ، ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي".

[4049 - 4050] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: زَعَمَ أَبُو عُثْمَانَ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في بَعْضِ

(4)

تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي

(5)

يُقَاتِلُ فِيهِنَّ غَيْرُ طَلْحَةَ

(6)

وَسَعْدٌٍ

(7)

عَنْ حَدِيثِهِمَا.

[4051] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ قَالَ: صَحِبْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَالْمِقْدَادَ وَسَعْدًا رضي الله عنهم، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ.

(1)

لأبي الوقت: "إِلَّا سَعْدًا".

* [4047][التحفة: خ م ت سي ق 10190]

(2)

عليه صح صح.

(3)

قوله: "إِلَّا لِسَعْدِ" لأبي ذر عن الكشميهني: "غيرِ سعدِ".

* [4048][التحفة: خ م ت سي ق 10190]

(4)

عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(5)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "الذي".

(6)

بعده على حاشية البقاعي: "ابن عبيد اللَّه" ونسبه لنسخة.

(7)

كذا ضبطه بالوجهين، وعليه صح، ورقم عليه "معًا".

* [4049 - 4050][التحفة: خ م 3903]

* [4051][التحفة: خ 4998]

ص: 250

[4052] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ؛ وَقَى

(1)

بِهَا النَّبِيَّ

(2)

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ.

[4053] حدثنا أَبُوِ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ

(3)

عَليْه بِحَجَفَةٍ

(4)

لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ

(5)

، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا

(6)

، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ

(7)

مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُولُ:"انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ"، قَالَ: وَيُشْرِفُ

(8)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ينْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ

(9)

سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ

(10)

سُوقِهِمَا، تَُنْقُِزَانِ الْقِرَبَُ

(11)

عَلَى مُتُونِهِمَا

(12)

، تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ

(1)

عليه صح.

(2)

في نسخة: "رسولَ اللَّهِ".

* [4052][التحفة: خ ق 5007]

(3)

مجوب: أي: مُتَرِّسٌ عليه يَقِيهِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوب).

(4)

بحجفة: تُرْس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجف).

(5)

شديد النزع: شديد جذب الوتر للرمي. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 9).

(6)

لابن عساكر: "ثَلَاثَةً".

(7)

بجعبة: الكِنَانَة التي تُجْعَلُ فيها السهام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جعب).

(8)

لأبي الوقت: "وَتَشَرَّفَ".

يشرف: أي يتَطَلَّع ويتَعَرَّض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).

(9)

بدلًا منه: "يُصِبْكَ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر، وبعده صح.

(10)

خدم: جمع خدمة، وهو الخلخال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خدم).

(11)

عند أبي ذر "ثَنْقُزَانِ القِربَ" كذا ضبطت رواية الهروي بهذا الضبط في غير فرع. كتبه مصححه. وبعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر وعليه صح، وأبي الوقت:"وَقَالَ غَيرُه تَنْقُلانِ القِرَبَ".

تنقزان: أي: تحملانها وتقفزان بها وثبا. (انظر: النهاية قي غريب الحديث، مادة: نقز).

(12)

متونهما: ظهورهما. (انظر: لسان العرب، مادة: متن).

ص: 251

الْقَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ

(1)

أَبِي طَلْحَةَ؛ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا.

[4054] حدثني

(2)

عُبَيْدُ

(2)

اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ، فَصَرَخَ إِبْلِيسُ - لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ

(3)

: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، أُخْرَاكُمْ، فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ، فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ

(2)

، فَبَصُرَ حُذَيْفَةُ، فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، أَبِي أَبِي، قَالَ: قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ، قَالَ عُرْوَةُ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ

(4)

.

{بَصُرْتُ}

(5)

: عَلِمْتُ، مِنَ الْبَصِيرَة فِي الْأَمْرِ، وَأَبْصَرْتُ مِنْ بَصَرِ الْعَيْنِ، وَيُقَالُ: بَصُرْتُ وَأَبْصَرْتُ وَاحِدٌ

(6)

.

(1)

ضبب عليه، وبدلًا منه:"يَدِ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وبعده صح.

* [4053][التحفة: خ م 1041]

(2)

عليه صح.

(3)

قوله: "لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ" عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل"، وعليه صح.

(5)

[طه: 96].

(6)

من قوله "بصُرتُ: علمتُ" إلى هنا، عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

* [4054][التحفة: خ 16824]

ص: 252

‌18 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}

(2)

[4055] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ حَجَّ الْبَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الْقُعُودُ؟ قَالُوا: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ، قَالَ: مَنِ الشَّيْخُ؟ قَالُوا

(3)

: ابْنُ عُمَرَ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ، أَتُحَدِّثُنِي

(4)

؟ قَالَ: أَنْشُدُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الْبَيْتِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ

(5)

فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَعْلَمُهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَعْلَمُ أَنَّهُ تَخَلَّفَ

(6)

عَنْ بَيْعَةِ الرُِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَبَّرَ، قَالَ

(7)

ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ لِأُخْبِرَكَ وَلِأُبَيِّنَ لَكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا

(8)

عَنْهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ؛ فَإِنَّهُ كَانَ

(9)

تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ

(10)

صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لَكَ أَجْرَ

(1)

قوله: "بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

[آل عمران: 155]. قوله: {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} بدلًا منه عند أبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"الآية".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "قال"، وعليه صح.

(4)

عليه صح.

(5)

قوله: "بنَ عَفَّانَ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"تَغَيَّبَ".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(8)

لابن عساكر: "قد عفا".

(9)

على آخره صح.

(10)

قوله: "رَسُولِ اللَّهِ" بدلًا منه: "النبيِّ" وعليه صح، ورقم له لابن عساكر، وأبي ذر.

ص: 253

رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ"، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ

(1)

بَيْعَةِ الرُِّضْوَانِ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

(2)

لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ، فَبَعَثَ عُثْمَانَ، وَكَانَ

(3)

بَيْعَةُ الرُِّضْوَانِ بَعْدَمَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُمْنَى:"هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ"، فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ:"هَذِهِ لِعُثْمَانَ". اذْهَبْ بِهَذَا

(4)

الْآنَ مَعَكَ.

‌19 - بَابٌ {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ

(5)

وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}

(6)

{تُصْعِدُونَ} : تَذْهَبُونَ، أَصْعَدَ وَصَعِدَ فَوْقَ الْبَيْتِ

(7)

.

[4056] حدثني

(8)

عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ

(1)

في غير فرع: "مِنْ" موضوعة فوق: "عن" بلا رقم، وقال القسطلاني: في نسخة: "مِن". كتبه مصححه.

(2)

قوله: "بْنِ عَفَّانَ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

على آخره صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"وكانت".

(4)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "بِهَا".

* [4055][التحفة: خ ت 7319]

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"إلى: {بِمَا تَعْمَلُونَ} ".

(6)

[آل عمران: 153]. ومن قوله: " {وَالْرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ} " إلى " {خَبِيرٌ} " عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر. وبدلًا منه لأبي ذر وعليه صح:"إلى {بِمَا تَعْمَلُونَ} ".

(7)

من قوله: " {تُصْعِدُونَ} " إلى: "فَوْقَ الْبَيْتِ" ليس عند أبي ذر عن المستملي.

(8)

عليه صح.

ص: 254

الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، وَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ.

‌20 - بَابٌ

(1)

{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ (كُلُّهُ) لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}

(2)

[4057] وَقال لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ تَغَشَّاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا؛ يَسْقُطُ وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ فَآخُذُهُ

(3)

.

* [4056][التحفة: خ د س 1837]

(1)

عليه صح، وبدله عند أبي ذر، والأصيلي:"قوله".

(2)

[آل عمران: 154]. ومن قوله: " {يَغْشَى طَائِفَةٌ} " إلى هنا بدلًا منه لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"إلى قوله {بِذَاتِ الْصُّدُورِ} ".

(3)

"وَآخُذُهُ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4057][التحفة: خ ت س 3771]

ص: 255

‌21 - بَابٌ

(1)

{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}

(2)

قَالَ حُمَيْدٌ وَثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: شُجَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ:"كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ؟! " فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}

(2)

.

[4058] حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ مِنَ

(3)

الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا

(4)

وَفُلَانًا

(4)

وَفُلَانًا

(4)

"، بَعْدَمَا يَقُولُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ

(5)

الْحَمْدُ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ اَلأَمْرِ شَيْءٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّهُمْ

(6)

ظَالِمُونَ}

(2)

.

[4059] وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَزَلَتْ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ اَلأَمْرِ شَيْءٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}

(2)

.

(1)

ليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

(2)

[آل عمران: 128].

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "فِي".

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"لك".

(6)

عليه صح وليس عند أبي ذر.

* [4058][التحفة: خ س 6940]

* [4059][التحفة: س ق 4070]

ص: 256

‌22 - بَابُ ذِكْرِ أُمِّ سَلِيطٍ

(1)

[4060] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ أبْنِ شِهَابٍ، وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ: إِنَّ

(2)

عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَبَقِيَ مِنْهَا مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ. يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَعْطِ هَذَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي عِنْدَكَ - يُرِيدُونَ

(3)

أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ، فَقَالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ بِهِ - وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عُمَرُ: فَإِنَّهَا كَانَتْ تُزْفِرُ

(4)

لَنَا الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ.

‌23 - بَابُ

(5)

قَتْلُِ

(6)

حَمْزَةَ

(7)

رضي الله عنه

-

[4061] حدثني

(1)

أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ، قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ

(8)

: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ

(1)

عليه صح.

(2)

على أوله صح.

(3)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "يُرِيدُ".

(4)

تزفر: تحمل. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 93).

* [4060][التحفة: خ 10417]

(5)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(6)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن عبد المطلب".

(8)

بعده لأبي ذر، وعليه صح:"ابنُ عَدِيٍّ".

ص: 257

نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ

(1)

حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ، فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ، كَأَنَّهُ حَمِيتٌ

(2)

، قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ

(3)

، فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ

(4)

بِعِمَامَتِهِ؛ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: يَا وَحْشِيُّ، أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ قِتَالٍ

(5)

بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ، فَوَلَدَتْ

(6)

لَهُ

(7)

غُلَامًا بِمَكَّةَ، فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ.

ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ، فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ

(8)

- وَعَيْنَيْنِ

(8)

جَبَلٌ بِحِيَالِ

(8)

أُحُدٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ - خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ، فَلَمَّا

(9)

اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "قَتْلِهِ".

(2)

حميت: الحميت: زق السمن شبه به الرجل السمين الدسم. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 199).

(3)

عليه صح. "يَسِيرًا": كذا في غير فرع بلا رقم وجعلها القسطلاني نسخة غير مقروءة، كتبه مصححه.

(4)

معتجر: الاعتجار بالعمامة: هو أن يلفها على رأسه ويرد طرفها على وجهه، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عجر).

(5)

عليه صح، ورقم عليه (خف) - أي بتخفيف التاء -.

(6)

بعده على حاشية البقاعي: "قبال" ونسبه لنسخة وقال: "كذا".

(7)

عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(8)

عليه صح.

(9)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "أَنِ".

ص: 258

خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: يَا سِبَاعُ، يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ

(1)

، أَتُحَادُّ

(2)

اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم

(3)

؟ قَالَ: ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ، فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ، قَالَ: وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ

(4)

، حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ، قَالَ: فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ بِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الْإِسْلَامُ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ، فَأرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا

(5)

، فَقِيلَ

(6)

لِي: إِنَّهُ لَا يَهِيجُ

(7)

الرُّسُلَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: آنْتَ

(8)

وَحْشِيٌّ

(8)

؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي؟ قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ، قُلْتُ: لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ، لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ

(9)

بِهِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ، مَا كَانَ، قَالَ: فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ

(1)

البظور: جمع البظر: وهو الهنة التي تقطعها الخافضة من فرج المرأة عند الختان. (انظر: النهاية في غريب الحديث مادة: بظر).

(2)

أتحاد: من المحادة وهي المعاداة والمخالفة والمنازعة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدد).

(3)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح. وليس عند أبي ذر.

(4)

ثنته: ما بين السُّرَّة والعانة من أسفل البَطْن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثنن).

(5)

"رُسُلًا": قبله صح، ورقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.

(6)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"وقيل".

(7)

عليه صح.

يهيج: أي: يزعج وينفر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هيج).

(8)

عليه صح.

(9)

على آخره صح.

ص: 259

فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ

(1)

، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ

(2)

ثَائِرُ الرَّأْسِ، قَالَ: فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا

(3)

بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، قَالَ: وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ

(4)

. قَالَ

(5)

: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ: فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ: وَأَمِيرَ

(6)

الْمُؤْمِنِينَ، قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ.

‌24 - بَابُ

(7)

مَا أَصَابَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجِرَاحِ يَوْمَ أُحُدٍ

[4062] حدثنا

(8)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(9)

صلى الله عليه وسلم: "اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ فَعَلُوا بِنَبِيِّهِ - يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِهِ

(10)

- اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(11)

فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

(1)

على أوله صح.

ثلمة جدار: موضع الكسر منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثلم).

(2)

أورق: أسمر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورق).

(3)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "فَوَضَعْتُهَا".

(4)

هامته: رأسه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هوم).

(5)

عليه صح.

(6)

على آخره صح.

* [4061][التحفة: خ 11793]

(7)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(8)

"حدثني": عليه صح، ورقم له لأبي ذر، وابن عساكر.

(9)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"النبيُّ".

(10)

رباعيته: السن التي بعد الثنية وهي أربع محيطات بالثنايا؛ اثنان من فوق، واثنان من أسفل. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 280).

(11)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4062][التحفة: خ م 14717]

ص: 260

[4063] حدثني

(1)

مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا

(2)

ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَبِيلِ اللَّهِ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌25 - بَابٌ

(3)

[4064] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، وَهُوَ يُسْأَلُ عَنْ جُرْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَمَا

(1)

وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مَنْ كَانَ يَغْسِلُ جُرْحَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ كَانَ يَسْكُبُ الْمَاءَ، وَبِمَا دُووِيَ

(1)

، قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَغْسِلُهُ، وَعَلِيٌّ

(4)

يَسْكُبُ الْمَاءَ بِالْمِجَنِّ

(5)

، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً أَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا وَأَلْصَقَتْهَا

(6)

؛ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَئِذٍ، وَجُرِحَ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتِ الْبَيْضَةُ

(7)

عَلَى رَأْسِهِ.

(1)

عليه صح.

(2)

"أخبرنا": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

* [4063][التحفة: خ 6170]

(3)

عليه صح، وليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

(4)

بعده لابن عساكر: "ابنُ أبي طالب".

(5)

بالمجن: المجن: الترس، سُمي بذلك؛ لأنه يواري حامله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنن).

(6)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فَأَلْصَقَتْهَا".

(7)

البيضة: الخُوذَة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بيض).

* [4064][التحفة: خ م 4781]

ص: 261

[4065] حدثني

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ نَبِيٌّ، وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌26 - بَابٌ {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}

(2)

[4066] حدثنا

(3)

مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ

(4)

لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}

(2)

، قَالَتْ لِعُرْوَةَ: يَا ابْنَ أُخْتِي، كَانَ أَبَوَكَ

(5)

مِنْهُمُ؛ الزُّبَيْرُ وَأَبُو بَكْرٍ، لَمَّا أَصَابَ رَسُولَ

(6)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَانْصَرَفَ

(7)

عَنْهُ

(8)

الْمُشْرِكُونَ خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا، قَالَ

(9)

: "مَنْ يَذْهَبُ فِي إِثْرِهِمْ

(10)

؟ " فانتَدبَ

(11)

مِنهُمْ سَبْعُونَ

(12)

رَجُلًا، قال: كَانَ فِيهِمْ أبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ.

(1)

عليه صح.

* [4065][التحفة: خ 6170]

(2)

[آل عمران: 172].

(3)

"حدثني": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(4)

القرح: الأثر من الجراحة من شيء يصيبه من خارج. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(1/ 665).

(5)

رقم عليه لابن عساكر. ولابن عساكر في نسخة: "أبواك".

(6)

"نبيَّ": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(7)

"فانصرف": عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(8)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"فَقَالَ".

(10)

إثرهم: أي: يتتبعهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: أثر).

(11)

فانتدب: فأجاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ندب).

(12)

عليه صح صح.

* [4066][التحفة: خ 17208]

ص: 262

‌27 - بَابُ

(1)

مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ

مِنْهُمْ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

(2)

، وَالْيَمَانُ

(3)

، وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ

(4)

، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ.

[4067] حدثني عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا نَعْلَمُ حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ أَكْثَرَ شَهِيدًا أَعَزَّ

(5)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْأَنْصَارِ. قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ قُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُونَ، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَبْعُونَ، وَيَوْمَ الْيَمَامَةِ سَبْعُونَ، قَالَ: وَكَانَ بِئْرُ مَعُونَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم، وَيَوْمُ الْيَمَامَةِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ.

[4068] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ:"أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ " فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدٍ، قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ

(7)

، وَقَالَ: "أَنَا شَهِيدٌ عَلَى

(1)

عليه صح. وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

(2)

قوله: "بنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

عليه صح، ضمة نون "اليمان" من الفرع.

(4)

قوله: "وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ" عليه صح صح. وعند أبي ذر "النضر بن أنس"، والصواب الأول. من هامش الأصل ملخصا من اليونينية.

(5)

عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"أَغَرَّ".

(6)

قوله: "رَسُولِ اللَّهِ" بدلًا منه: "النبيِّ" عليه صح، ورقم عليه لابن عساكر، وأبي ذر.

* [4067][التحفة: خ 1375]

(7)

اللحد: هو الشق الذي يعمل في جانب القبر لموضع الميت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لحد).

ص: 263

هَؤُلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُصَلِّ

(1)

عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا.

[4069] وَقال أَبُو الْوَليدِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا

(2)

قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَبْكِي، وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَجَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَوْنِي

(3)

، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَنْهَ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَبْكِيهِ

(4)

- أَوْ: مَا تَبْكِيهِ

(5)

- مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ

(6)

".

[4070] حدثنا

(7)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه أُرَى - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ

(8)

فِي رُؤْيَايَ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا

(9)

، فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى، فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ بِهِ اللَّهُ

(10)

مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا - وَاللَّهُ خَيْرٌ - فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أحُدٍ".

(1)

عليه صح.

* [4068][التحفة: خ د ت س ق 2382]

(2)

بعده لأبي الوقت: "ابنَ عبدِ اللَّه".

(3)

"يَنْهَوْنَنِي": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

قوله: "لا تبكيه" بدلًا منه: "لا تَبْكِهِ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.

(5)

على آخره صح.

(6)

على حاشية البقاعي: "رفعتموه" ونسبه لنسخة.

* [4069][التحفة: خ م س 3044]

(7)

"حدثني": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أُرِيتُ".

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني: "سَيْفِي".

(10)

قوله: "بِهِ اللَّهُ" لأبي ذر بالتقديم والتأخير: "اللَّهُ بِهِ".

* [4070][التحفة: خ م س ق 9043]

ص: 264

[4071] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابٍ رضي الله عنه قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضى أَوْ ذَهَبَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا؛ كَانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا نَمِرَةً؛ كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غُطِّيَ بِهَا رِجْلَيْهِ

(1)

خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ الْإِذْخِرَ - أَوْ قَالَ: ألقُوا عَلَى رِجْلَيْهِ الْإِذْخِرِ

(2)

". وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهْوَ يَهْدِبُهَا.

‌28 - بَابٌ "أُحُدٌ يُحِبُّنَا"

(3)

قَالَهُ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4072] حدثني

(4)

نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"هَذَا جَبَلٌ، يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ".

[4073] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طلَعَ لَهُ أُحُدٌ، فَقَالَ: "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا

(1)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "رجلاه" وبعده صح.

(2)

لأبي ذر: "مِنَ الإذخر" وعليه صح.

* [4071][التحفة: خ م د ت س 3514]

(3)

كذا هذا البياض في اليونينية وفي بعض الأصول في مكانه زيادة: "ونحبه".

(4)

عليه صح.

* [4072][التحفة: خ م 1325]

ص: 265

وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي حَرَّمْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا

(1)

".

[4074] حدثني

(2)

عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا، فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ؛ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: "إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ - أَوْ: مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ - وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي

(3)

أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا".

‌29 - بَابُ

(4)

غَزْوَةُِ

(5)

الرَّجِيعِ وَرِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبِئْرِ مَعُونَةَ

وَحَدِيثِ عَضَلٍ

(6)

وَالْقَارَةِ وَعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ وَخُبَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، أَنَّهَا بَعْدَ أُحُدٍ.

[4075] حدثني

(2)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ

(1)

لابتيها: مثنى لابَة، وهي الأرض ذاتُ الحجارة السود، والمراد طرفاها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لوب).

* [4073][التحفة: خ م ت 1116]

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "ولكنْ".

* [4074][التحفة: خ م د س 9956]

(4)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

(5)

عليه صح، ورقم على الضمة آخره لأبي ذر.

(6)

عليه صح.

عضل: قبيلة من خزيمة بن مدركة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 122).

ص: 266

الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً

(1)

عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ؛ وَهْوَ جَدُّ

(2)

عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانَ

(3)

بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لَِحْيَانَ

(4)

، فَتَبِعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، حَتَّى أَتَوْا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ تَزَوَّدُوهُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ، فَتَبِعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ، فَلَمَّا انْتَهَى عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ

(5)

، وَجَاءَ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ، فَقَالُوا: لَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا، أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا، فَقَالَ عَاصِمٌ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ

(6)

! فَقَاتَلُوهُمْ

(7)

حَتَّى قَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ بِالنَّبْلِ، وَبَقِيَ خُبَيْبٌ وَزَيْدٌ وَرَجُلٌ آخَرُ فَأَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ، فَلَمَّا أَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ نَزَلُوا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُمَا: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَلَمْ يَفْعَلْ فَقَتَلُوهُ، وَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدٍ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، فَاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ

(1)

لأبي ذر، والكشميهني:"بِسَرِيَّةٍ".

(2)

قال الحافظ عبد العظيم: الصواب: "خال"؛ لأن أم عاصم بن عمر جميلة بنت ثابت، وعاصم هو أخو جميلة، انظر القسطلاني.

(3)

لأبي ذر، والكشميهني:"كَانُوا".

(4)

على أوله صح. وضبطه بفتح أوله وكسره، ورقم عليه (معًا).

(5)

فدفد: الفدفد: الموضع الذي فيه غلظ وارتفاع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فدفد).

(6)

رقم عليه لابن عساكر. ولأبي ذر وعليه صح، وعليه صح، وابن عساكر:"رسولَكْ".

(7)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"فَرَمَوْهُمْ".

ص: 267

نَوْفَلٍ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ اسْتَعَارَ مُوسًَى

(1)

مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ، أَسْتَحِدَّ

(2)

بِهَا فَأَعَارَتْهُ، قَالَتْ: فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي، فَدَرَجَ

(3)

إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ فَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَ ذَاكَ

(4)

مِنِّي، وَفِي يَدِهِ الْمُوسَى، فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ

(5)

أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَاكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَتْ تَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ، وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا كَانَ إِلَّا رِزْقٌ

(6)

رَزَقَهُ اللَّهُ، فَخَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي

(7)

رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ تَرَوْا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ مِنَ الْمَوْتِ لَزِدْتُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ هُوَ، ثُمَّ قَالَ

(8)

: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، ثُمَّ قَالَ:

مَا

(9)

أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا

عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ للَّه مَصْرَعِي

وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ

يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

(1)

كذا ضبطه بالوجهين مصروفًا وغير مصروف، وكتب عليه (معًا).

(2)

كذا ضبطها في اليونينية، انظر القسطلاني. ولأبي ذر، وأبي الوقت:"لِيَسْتَحِدَّ".

(3)

فدرج: مشى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درج).

(4)

"ذَلِكَ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَتَحْسِبِينَ".

(6)

على حاشية البقاعي: "رزقًا" ونسبه لنسخة.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أُصَلِّ".

(8)

قوله: "ثم قال" بدلًا منه: "وَقَالَ" كذا في الأصل المعول عليه فقط.

(9)

في نسخة: "وَلَسْتُ". ولأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "وَمَا إِنْ". ولأبي ذر عن الحَمُّوي: "فلست". وعلى حاشية البقاعي: "ولست" ونسبه لنسخة.

ص: 268

ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى عَاصِمٍ؛ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ يَعْرِفُونَهُ، وَكَانَ عَاصِمٌ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ

(1)

مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ.

[4076] حدثنا

(2)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: الَّذِي قَتَلَ خُبَيْبًا هُوَ أَبُو سِرْوَعَةَ

(3)

.

[4077] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبْعِينَ رَجُلًا لِحَاجَةٍ، يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فَعَرَضَ لَهُمْ حَيَّانِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ، عِنْدَ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ مَعُونَةَ، فَقَالَ الْقَوْمُ: وَاللَّهِ مَا إِيَّاكُمْ أَرَدْنَا، إِنَّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ فِي حَاجَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَتَلُوهُمْ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ

(4)

، وَذَلِكَ بَدْءُ الْقُنُوتِ

(5)

، وَمَا كُنَّا نَقْنُتُ.

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَسَأَلَ رَجُلٌ أَنَسًا عَنِ الْقُنُوتِ، أَبَعْدَ الرُّكُوعِ أَوْ عِنْدَ فَرَاغٍ مِنَ الْقِرَاءَةِ؟ قَالَ: لَا، بَلْ عِنْدَ فَرَاغٍ مِنَ الْقِرَاءَةِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "عليهم" وعليه صح.

* [4075][التحفة: خ د س 14271]

(2)

"حدثني" عليه صح، ورقم له لأبي ذر، وابن عساكر.

(3)

كذا ضبطه بفتح أوله وجره، ورقم عليه (معًا).

* [4076][التحفة: خ 2542]

(4)

الغداة: الفجر. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 25).

(5)

القنوت: القنوت: الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنت).

* [4077][التحفة: خ 1050]

ص: 269

[4078] حدثنا مُسْلِمٌ

(1)

، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ.

[4079] حدثني

(3)

عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَِحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَدُوٍّ

(4)

، فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِمُ "الْقُرَّاءَ" فِي زَمَانِهِمْ، كَانُوا يَحْتَطِبُونَ

(5)

بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيلِ، حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ؛ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَِحْيَانَ. قَالَ أَنَسٌ: فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا، ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ، بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا.

وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ؛ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لِحْيَانَ.

زَادَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ

(6)

زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، أَنَّ أُولَئِكَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ، قُرْآنًا: كِتَابًا

(3)

. نَحْوَهُ.

(1)

بعده على حاشية البقاعي: "بن إبراهيم" ونسبه لنسخة.

(2)

قوله: "رسول اللَّه": لأبي ذر، وأبي الوقت:"النبيُّ".

* [4078][التحفة: خ م س ق 1354]

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عَدُوِّهِمْ".

(5)

لأبي ذر، والكشميهني:"يَحْطِبُونَ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "يَزِيدُ بنُ".

* [4079][التحفة: خ م س 1176]

ص: 270

[4080] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خَالَهُ - أَخٌ

(1)

لِأُمِّ سُلَيْمٍ - فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا، وَكَانَ رَئِيسَ الْمُشْرِكِينَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، خَيَّرَ

(2)

بَيْنَ ثَلَاثِ خِصَالٍ، فَقَالَ: يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ وَلِي أَهْلُ الْمَدَرِ

(3)

، أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ، أَوْ أَغْزُوكَ بِأَهْلِ غَطَفَانَ بِأَلْفٍ وَأَلْفٍ، فَطُعِنَ

(4)

عَامِرٌ فِي بَيْتِ أُمِّ فُلَانٍ، فَقَالَ: غُدَّةٌ

(5)

كَغُدَّةِ الْبَكْرِ

(6)

فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ آلِ

(7)

فُلَانٍ، ائْتُونِي بِفَرَسِي، فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ، فَانْطَلَقَ حَرَامٌ

(2)

أَخُو أُمِّ سُلَيْمٍ - وَهْوَ رَجُلٌ أَعْرَجُ - وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، قَالَ: كُونَا قَرِيبًا حَتَّى آتِيَهُمْ، فَإِنْ آمَنُونِي كُنْتُمْ

(2)

، وَإِنْ قَتَلُونِي أَتَيْتُمْ أَصْحَابَكُمْ، فَقَالَ: أَتُؤْمِنُونِي

(8)

أُبَلِّغْ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ، وَأَوْمَئُوا

(9)

إِلَى رَجُلٍ فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ، قَالَ هَمَّامٌ: أَحْسِبُهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَلُحِقَ الرَّجُلُ فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ

(1)

كذا لأبي ذر عن الكشميهني، ضبطها في الفرع بالرفع. ولأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي، وعليه صح:"أَخًا".

(2)

عليه صح.

(3)

المدر: الطين المتماسك، والمراد هنا: القرى والأمصار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مدر).

(4)

فطعن: أصابه الطاعون، وهي ها هنا: الذبحة، والطاعون: قروح تخرج في المغابن وفي غيرها، فلا تلبث صاحبها، وتعم غالبا إذا ظهرت. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 321).

(5)

غدة: الْغُدَّة: طاعون الإبل، وقلما تسلم منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدد).

(6)

البكر: الفتي من الإبل بمنزلة الغلام من الناس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بكر).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "بَنِي".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "أتؤمنونني"، وعليه صح.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "فَأَوْمَئُوا".

ص: 271

غَيْرَ الْأَعْرَجِ كَانَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْنَا - ثُمَّ كَانَ مِنَ الْمَنْسُوخِ: إِنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا.

فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ

(1)

ثَلَاثِينَ صَبَاحًا؛ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ

(2)

وَعُصيَّةَ الَّذِينَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم.

[4081] حدثني

(3)

حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(4)

ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: لَمَّا طُعِنَ حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ - وَكَانَ خَالَهُ - يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ قَالَ بِالدَّمِ هَكَذَا، فَنَضَحَهُ

(5)

عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.

[4082] حدثنا

(6)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ فِي الْخُرُوجِ حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْأَذَى، فَقَالَ لَهُ:"أَقِمْ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَطْمَعُ أَنْ يُؤْذَنَ لَكَ؟ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنِّي لَأَرْجُو ذَلِكَ". قَالَتْ: فَانْتَظَرَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ظُهْرًا، فَنَادَاهُ فَقَالَ: "أَخْرِجْ

(7)

مَنْ عِنْدَكَ"، فَقَالَ

(1)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(2)

فتح لام "لَحيان" من الفرع.

* [4080][التحفة: خ 217]

(3)

"حدثنا": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثني".

(5)

فنضحه: النضح: الرش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضح).

* [4081][التحفة: خ س 504]

(6)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(7)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"أُخرُجْ"، وعليه صح.

ص: 272

أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ، فَقَالَ:"أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الصُّحْبَةَُ

(1)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الصُّحْبَةَُ

(1)

"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي نَاقَتَانِ قَدْ كُنْتُ أَعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ، فَأَعْطَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَاهُمَا؛ وَهِيَ الْجَدْعَاءُ

(2)

، فَرَكِبَا فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا الْغَارَ؛ وَهُوَ بِثَوْرٍ

(3)

فَتَوَارَيَا فِيهِ، فَكَانَ

(4)

عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ غُلَامًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ - أَخُو

(5)

عَائِشَةَ لِأُمِّهَا - وَكَانَتْ لِأَبِي بَكْرٍ مِنْحَةٌ

(6)

، فَكَانَ يَرُوحُ بِهَا وَيَغْدُو عَلَيْهِمْ وَيُصْبِحُ فَيَدَّلِجُ

(7)

إِلَيْهِمَا، ثُمَّ يَسْرَحُ فَلَا يَفْطُنُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الرِّعَاءِ

(8)

، فَلَمَّا خَرَجَ خَرَجَ مَعَهُمَا يُعْقِبَانِهِ حَتَّى قَدِمَا

(9)

الْمَدِينَةَ، فَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ.

[4083] وَعَنْ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الَّذِينَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، قَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: مَنْ

(1)

عليه صح، وضبطه بفتح آخره وضمه، وكتب عليه (معًا).

(2)

الجدعاء: مقطوعة الأطراف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدع).

(3)

بثور: جبل ضخم، يقع جنوب مكة، يرى من عمرة التنعيم، فيه في الشمال غار ثور المشهور. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 84).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وكان"، وعليه صح.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَخِي".

(6)

منحة: ناقة أو شاة أو بقرة، منحت له ينتفع بلبنها ووبرها وصوفها مدة، ثم يصرفها إلى صاحبها. (انظر: مشار الأنوار) (1/ 384).

(7)

عليه صح.

فيدلج: يسير من آخر الليل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دلج).

(8)

الرعاء: جمع راع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رعى).

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "قَدِمَ".

* [4082][التحفة: خ 16832]

ص: 273

هَذَا؟ فَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ: هَذَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَمَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ وُضِعَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَبَرُهُمْ فَنَعَاهُمْ، فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَكُمْ قَدْ أُصِيبُوا، وَإِنَّهُمْ قَدْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ فَقَالُوا: رَبَّنَا أَخْبِرْ عَنَّا إِخْوَانَنَا بِمَا رَضِينَا عَنْكَ وَرَضيتَ عَنَّا! فَأَخْبَرَهُمْ عَنْهُمْ، وَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ عُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ فَسُمِّيَ عُرْوَةُ بِهِ، وَمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو سُمِّيَ بِهِ مُنْذِرًا.

[4084] حدثنا

(1)

مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَنَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا؛ يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ، وَيَقُولُ:"عُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ".

[4085] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا - يَعْنِي: أَصْحَابَهُ

(2)

- بِبِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا، حِينَ

(3)

يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَلَحْيَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَنَسٌ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الَّذِينَ قُتِلُوا

(4)

؛ أَصْحَابِ

(4)

بِئْرِ مَعُونَةَ - قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: بَلِّغوا قَوْمَنَا فَقَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ.

* [4083][التحفة: خ 16832 - خ 19025]

(1)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.

* [4084][التحفة: خ م س 1650]

(2)

قوله: "يَعْنِي أَصْحَابَهُ" لي عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"حَتَّى".

(4)

على آخره صح.

* [4085][التحفة: خ م 208]

ص: 274

[4086] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنِ الْقُنُوتِ فِي الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: كَانَ قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ: قَبْلَهُ، قُلْتُ: فَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ: بَعْدَهُ، قَالَ: كَذَبَ، إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا، أَنَّهُ

(2)

كَانَ بَعَثَ نَاسًا - يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ - وَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ قِبَلَهُمْ

(3)

، فَظَهَرَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فَقَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ.

‌30 - بَابُ

(4)

غَزْوَةُِ

(5)

الْخَنْدَقِ وَهِيَ الْأَحْزَابُ

قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: كَانَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ.

[4087] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَهْوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ

(6)

فَلَمْ يُجِزْهُ، وَعَرَضَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهْوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ

(6)

فَأَجَازَهُ.

(1)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ". لأبي ذر، وأبي الوقت:"النبيُّ".

(2)

ضبط الهمزة في الفرع بالفتح ولم يضبطها في اليونينية.

(3)

عليه صح.

* [4086][التحفة: خ م 931]

(4)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، وعليه صح.

(5)

عليه صح. وضبطه بضم آخره وكسره، ورقم على الضمة لأبي ذر.

(6)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "سَنَةً".

* [4087][التحفة: خ د س 8153]

ص: 275

[4088] حدثني

(1)

قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَنْدَقِ وَهُمْ يَحْفِرُونَ، وَنَحْنُ نَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَادِنَا

(2)

، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرِهْ

(3)

، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ".

[4089] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْخَنْدَقِ، فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ النَّصَبِ

(4)

وَالْجُوعِ، قَالَ

(5)

: "اللَّهُمَّ

(6)

إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ"، فَقَالُوا مُجِيبِينَ لَهُ:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا

عَلَى الْجهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا

[4090] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: جَعَلَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَيَنْقُلُونَ التُّرَابَ عَلَى مُتُونِهِمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا

عَلَى الْإسْلَام مَا بَقِينَا أَبَدَا

(1)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

على حاشية البقاعي: "أكبادنا" ونسبه لنسخة.

أكتادنا: الكتد: مجتمع الكتفين. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: كتد).

(3)

في غير فرع هاء التأنيث غير منقوطة، وفي بعضها عليها سكون، كتبه مصححه.

* [4088][التحفة: خ م س 4708]

(4)

النصب: التعب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصب).

(5)

لأبي الوقت: "فقال".

(6)

عليه صح.

* [4089][التحفة: خ 563]

ص: 276

قَالَ: يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وهْوَ يُجِيبُهُمُ: "اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ، فَبَارِكْ فِي الْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ". قَالَ: يُؤْتَوْنَ

(1)

بِمِلْءِ كَفَِّيْ

(2)

مِنَ الشَّعِيرِ

(3)

فَيُصْنَعُ لَهُمْ بِإِهَالَةٍ

(4)

سَنِخَةٍ

(5)

، تُوضَعُ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ وَالْقَوْمُ جِيَاعٌ، وَهِيَ بَشِعَةٌ

(6)

فِي الْحَلْقِ، وَلهَا رِيحٌ مُنْتِنٌ.

[4091] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ جَابِرًا رضي الله عنه فَقَالَ: إِنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ

(7)

شَدِيدَةٌ، فَجَاءُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: هَذِهِ كُدْيَةٌ

(8)

عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ، فَقَالَ:"أَنَا نَازِلٌ"، ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ، وَلَبِثْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقًا، فَأَخَذَ

(1)

عليه صح صح.

(2)

كذا ضبط في اليونينية الفاء بالفتح والكسر.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "شَعيرٍ"، وعليه صح. وعلى حاشية البقاعي:"كفين من شعير" ونسبه لنسخة.

(4)

بإهالة: كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به، وقيل: ما أذيب من الألية والشحم، وقيل: الدسم الجامد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أهل).

(5)

سنخة: متغيرة الريح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنخ).

(6)

عليه صح.

بشعة: أي: الخَشِن الكريه الطعم، يريد أنه لم يكن يذم طعامًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بشع).

* [4090][التحفة: خ س 1043]

(7)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي، وابن عساكر:"كَيْدَةٌ".

كدية: قِطْعة غليظة صُلْبة لا تَعْمَل فيها الفأس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كدى).

(8)

لابن عساكر: "كَبِدَةٌ".

ص: 277

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمِعْوَلَ

(1)

فَضَرَبَ، فَعَادَ كَثِيبًا

(2)

أَهْيَلَ

(3)

- أَوْ: أَهْيَمَ

(4)

- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي إِلَى الْبَيْتِ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي: رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، مَا كَانَ

(5)

فِي ذَلِكَ

(6)

صَبْرٌ، فَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: عِنْدِي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ. فَذَبَحْتُ الْعَنَاقَ

(7)

وَطَحَنَتِ

(6)

الشَّعِيرَ، حَتَّى جَعَلْنَا

(8)

اللَّحْمَ فِي الْبُرْمَةِ

(9)

، ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَالْعَجِينُ قَدِ انْكَسَرَ، وَالْبُرْمَةُ بَيْنَ الْأَثَافِيِّ

(10)

قَدْ كَادَتْ أَنْ تَنْضَجَ

(11)

، فَقُلْتُ

(12)

: طُعَيِّمٌ

(13)

لِي، فَقُمْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ، قَالَ:"كَمْ هُوَ؟ " فَذَكَرْتُ لَهُ، قَالَ:"كَثِيرٌ طَيِّبٌ"، قَالَ: "قُلْ لَهَا: لَا تَنْزِعِ

(6)

الْبُرْمَةَ وَلَا الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ

(14)

حَتَّى آتِيَ". فَقَالَ

(15)

: "قُومُوا" فَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ (13)

(1)

المعول: آلة الحفر. (انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار)(2/ 105).

(2)

كثيبا: رملا مجتمعا مرتفعا. (انظر: غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم)(ص 326).

(3)

أهيل: أي: رملا سائلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هيل).

(4)

أهيم: هو بمعنى الأهيل؛ الرمل الذي ينهال ولا يتماسك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 274).

(5)

عليه صح،، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

(6)

على آخره صح.

(7)

العناق: هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنق).

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "جَعَلَتِ".

(9)

البرمة: القدر مطلقا، وفي الأصل: المتخذة من الحجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برم).

(10)

الأثافي: جمع أُثفيّة، وقد تُخفف الياء في الجمع وهي الحجارة التي تُنصب وتجعل القدر عليها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثف).

(11)

قوله: "قد كادت أن تنضج" لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"قد كادت تنضج".

(12)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(13)

عليه صح.

(14)

التنور: الذي يُخْبز فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تنر).

(15)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

ص: 278

وَالْأَنْصَارُ

(1)

. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: وَيْحَكِ! جَاءَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: هَلْ سَأَلَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: "ادْخُلُوا وَلَا تَضَاغَطُوا

(2)

"، فَجَعَلَ يَكْسِرُ الْخُبْزَ، وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ، وَيُخَمِّرُ الْبُرْمَةَ وَالتَّنُّورَ إِذَا أَخَذَ مِنْهُ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْزَ وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا، وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ، قَالَ: "كُلِي هَذَا وَأَهْدِي

(3)

؛ فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ".

[4092] حدثني

(4)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خمَصًا

(5)

شَدِيدًا، فَانْكَفَأْتُ

(6)

إِلَى امْرَأَتِي، فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمَصًا شَدِيدًا، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا

(7)

فِيهِ صَاعٌ

(8)

مِنْ شَعِيرٍ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ

(9)

فَذَبَحْتُهَا وَطَحَنَتِ

(1)

عليه صح، وليس عند ابن عساكر في نسخة، وأبي ذر.

(2)

تضاغطوا: تضايقوا. (انظر: هدي الساري)(ص 155).

(3)

رسمها أيضًا بألف الوصل، وعلى الألف صح صح. في غير فرع على الألف صاد الوصل، وهمزة القطع معا، وعليهما تصحيحان. وعلى الثاني اقتصر القسطلاني. كتبه مصححه.

* [4091][التحفة: خ 2216]

(4)

عليه صح.

(5)

خمصا: جوعا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).

(6)

فانكفأت: انكفأ: مال ورجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ).

(7)

جرابا: وعاء من جلد. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 144).

(8)

صاع: هو مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).

(9)

داجن: الدَّاجِنُ: هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، وقد يقع على غير الشاء من كل ما يألف البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دجن).

ص: 279

الشَّعِيرَ

(1)

، فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي وَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا، ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: لَا تَفضَحْنِي بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِمَنْ

(2)

مَعَهُ، فَجِئْتُهُ

(3)

فَسَارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنَّا

(4)

صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ، فَصَاحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: "يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُوْرًا

(5)

فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ

(6)

حَتَّى أَجِيءَ"، فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي، فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ، فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا فَبَصَقَ

(7)

فِيهِ

(8)

وَبَارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا، فَبَصَقَ

(9)

وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ:"ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلَا تُنْزِلُوهَا"، وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ، لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ

(10)

كَمَا هِيَ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ.

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَمَنْ".

(3)

لأبي ذر، والكشميهني:"فَجِئْتُ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"وطَحَنَتْ".

(5)

في الفرع بهمز بعد السين، وفي اليونينية وغيرها بالواو، قسطلاني وغيره.

(6)

قوله: "لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ". لأبي ذر وعليه صح: "لا تُنْزَلَنَّ بُرْمَتُكُمْ ولا يُخْبَزَنَّ عَجِينُكُم".

(7)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فَبَسَقَ".

(8)

عليه صح.

(9)

بعده لأبي ذر عن الحَمُّوي، والمستملي:"فيه"، وعليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني:"فيها".

(10)

لتغط: تغلي ولغليانها صوت. (انظر: هدي الساري)(ص 171).

* [4092][التحفة: خ م 2263]

ص: 280

[4093] حدثني

(1)

عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ

(2)

الْأَبْصَارُ}

(3)

، قَالَتْ: كَانَ ذَاكَ

(4)

يَوْمَ الْخَنْدَقِ.

[4094] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ التُّرَابَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، حَتَّى أَغْمَرَ بَطْنَهُ - أَوِ اغْبَرَّ

(5)

بَطْنُهُ - يَقُولُ:

"وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَأنْزلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا

إنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا

إذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا"

وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ: "أَبَيْنَا أَبَيْنَا".

[4095] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نُصِرْتُ بِالصَّبَا

(6)

،

(1)

عليه صح.

(2)

زاغت: من الزيغ: وهو الميل. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 314).

(3)

[الأحزاب 10]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: " {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"ذَلِكَ".

* [4093][التحفة: خ م س 17045]

(5)

اغبر: علاه الغبار. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 98).

* [4094][التحفة: خ م س 1875]

(6)

بالصبا: الريح الشرقية، وهي القَبول، وقيل التي تخرج من وسط الشرق إلى القطب الأعلى حداء الجد، وقيل: ما بين مطلع الشمس إلى الجد. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 38).

ص: 281

وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ

(1)

".

[4096] حدثني

(2)

أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ

(3)

يُحَدِّثُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ وَخَنْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ حَتَّى وَارَى عَنِّي الْغُبَارُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ، وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ

(2)

، فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ ابْنِ رَوَاحَةَ وَهْوَ يَنْقُلُ مِنَ التُّرَابِ، يَقُولُ:

"اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَأَنْزلَنْ سَكِينَة عَلَيْنَا

وَثَبِّتِ

(4)

الْأَقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا

إنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا

(5)

عَلَيْنَا

وَإنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا"

قَالَ: ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِهَا.

[4097] حدثني

(2)

عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هُوَ: ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ

(2)

ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَوَّلُ يَوْمٍ شَهِدْتُهُ يَوْمُ

(6)

الْخَنْدَقِ.

(1)

بالدبور: الريح الغربية. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 253).

* [4095][التحفة: خ م س 6386]

(2)

عليه صح.

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"بنَ عازب".

(4)

تحت الكسرة التي تحت التاء المثناة التحتية صح.

(5)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والكشميهني، وابن عساكر:"رَغَّبُوا".

* [4096][التحفة: خ 1898]

(6)

على آخره صح، ولأبي ذر وعليه صح:"يومَ".

* [4097][التحفة: خ 7208]

ص: 282

[4098] حدثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَن مَعمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَنَسْوَاتُهَا تَنْطُفُ

(2)

، قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ، فَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، فَقَالَتْ: إِلْحَقْ

(3)

؛ فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ، فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ، قَالَ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ، قَالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَهَلَّا أَجَبْتَهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي

(4)

، وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ

(5)

وَتَسْفِكُ الدَّمَ وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ، قَالَ حَبِيْبٌ: حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ.

قَالَ مَحْمُودٌ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: وَنَوْسَاتُهَا.

[4099] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ الْأَحْزَابِ: "نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَنَا

(6)

".

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر: "تَنْطِفُ".

تنطف: تقطر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نطف).

(3)

كذا ضبط في غير فرع.

(4)

حبوتي: مجتمع ثوبه الذي يحتبي به وملتقى طرفيه في صدره. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 177).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "الْجَمِيعِ".

* [4098][التحفة: خ 6951]

(6)

لابن عساكر: "يَغْزُونَا".

* [4099][التحفة: خ 4568]

ص: 283

[4100] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ حِينَ أَجْلَى الْأَحْزَابُ

(2)

عَنْهُ: "الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَنَا

(3)

، نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ".

[4101] حدثنا

(4)

إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: "مَلَأَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، كَمَا

(5)

شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ".

[4102] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَمَا غَرَبَتِ

(6)

الشَّمْسُ، جَعَلَ

(7)

يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كِدْتُ أَنْ

(8)

أُصَلِّيَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ

(9)

تَغْرُبَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَاللَّهِ مَا صَلَّيْتُهَا"، فَنَزَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بُطْحَانَ، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ وَتَوَضأْنَا لَهَا، فَصلَّى الْعَصْرَ بَعْدَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ.

(1)

عليه صح.

(2)

على آخره صح.

(3)

لابن عساكر: "يَغْزُونَا".

* [4100][التحفة: خ 4568]

(4)

"حدثني": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.

(5)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "كلما".

* [4101][التحفة: خ م د ت س 10232]

(6)

لأبي ذر، والكشميهني:"غَابَتِ".

(7)

على حاشية البقاعي: "فجعل" ونسبه لنسخة.

(8)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(9)

ليس عند ابن عساكر.

* [4102][التحفة: خ م ت س 3150]

ص: 284

[4103] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ: "مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ " فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ " فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّ

(1)

، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ".

[4104] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ

(2)

الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ".

[4105] حدثنا

(3)

مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ وَعَبْدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْأَحْزَابِ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سرِيعَ الْحِسَابِ اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ".

[4106] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ وَنَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(4)

رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَفَلَ

(5)

مِنَ

(1)

كذا في اليونينية بدون ألف كما ترى.

حواري: حواري الرجل: خاصته وناصره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حور).

* [4103][التحفة: خ م ت س ق 3020]

(2)

على حاشية البقاعي: "وهزم" ونسبه لنسخة.

* [4104][التحفة: خ م س 14312]

(3)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.

* [4105][التحفة: خ م ت س ق 5154]

(4)

بعده على حاشية البقاعي: "ابن عمر" ونسبه لنسخة.

(5)

قفل: رجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفل).

ص: 285

الْغَزْوِ أَوِ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ يَبْدَأُ فَيُكَبِّرُ ثَلَاثَ مِرَارٍ

(1)

، ثُمَّ يَقُولُ:"لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهْوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ".

‌31 - بَابُ مَرْجَعِ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَحْزَابِ وَمَخْرَجِهِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ وَمُحَاصَرَتِهِ إِيَّاهُمْ

[4107] حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخَنْدَقِ وَوَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ! وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ، فَاخْرُجْ

(3)

إِلَيْهِمْ، قَالَ:"فَإِلَى أَيْنَ؟ " قَالَ: هَا هُنَا، وَأَشَارَ

(4)

إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ.

[4108] حدثنا مُوسى، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْغُبَارِ سَاطِعًا

(5)

فِي زُقَاقِ

(6)

بَنِي غَنْمٍ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "مَرَّاتٍ".

* [4106][التحفة: خ 7030]

(2)

كذا في اليونينية بفتح الجيم. وبكسرها في الفرع.

(3)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"اخْرُجْ".

(4)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "بِيَدِهِ".

* [4107][التحفة: خ م د س 16978]

(5)

ساطعا: مرتفعا عاليا. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 215).

(6)

زقاق: طريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زقق).

ص: 286

مَوْكِبَ

(1)

جِبْرِيلَ

(2)

، حِينَ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ.

[4109] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ: "لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ"، فَأَدْرَكَ بَعْضُهُمُ الْعَصْرَ

(3)

فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذَلِكَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ.

[4110] حدثنا

(4)

ابْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ. وَحَدَّثَنِي

(5)

خَلِيفَةُ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّخَلَاتِ، حَتَّى

(6)

افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ، وَانَّ

(7)

أَهْلِي أَمَرُونِي أَنْ آتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْأَلَهُ الَّذِينَ

(8)

كَانُوا أَعْطَوْهُ أَوْ بَعْضَهُ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قدْ أَعْطَاهُ أُمَّ أَيْمَنَ، فَجَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي تَقُولُ: كَلَّا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

(1)

كذا ضبطه بالوجهين، وعلى آخره صح. وبدلا منه:"مَوْكِبِ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر. وبدلا منه أيضًا:"موكبُ" عليه صح صح. بضم الباء ضبطه أبو إسحاق المروزي. اهـ. من اليونينية.

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "صلوات اللَّه عليه"، وعليه صح.

* [4108][التحفة: خ 821]

(3)

قوله: "بَعْضُهُمُ الْعَصْرَ" بدلًا منه: "بَعْضَهُمُ الْعَصْرُ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

* [4109][التحفة: خ م 7615]

(4)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.

(5)

عليه صح.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "حِينَ".

(7)

في الفرع المكي بهمزة مفتوحة، وفي آخَر بهما معًا. اهـ. من هامش الأصل.

(8)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر في نسخة:"الذي"، وعليه صح.

ص: 287

لَا يُعْطِيكَهُمْ

(1)

وَقَدْ أَعْطَانِيهَا، أَوْ كَمَا قَالَتْ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَكِ كَذَا"، وَتَقُولُ: كَلَّا، وَاللَّهِ، حَتَّى أَعْطَاهَا - حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: عَشَرَةَ أَمْثَالِهِ، أَوْ كَمَا قَالَ.

[4111] حدثني

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ، فَأَتَى عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ لِلْأَنْصَارِ: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ - أَوْ: خَيْرِكُمْ

(3)

"، فَقَالَ: "هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ"، فَقَالَ: تَقْتُلُ

(2)

مُقَاتِلَتَهُمْ وَتَسْبِي

(2)

ذَرَارِيَّهُمْ

(4)

، قَالَ:"قَضَيْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ - وَرُبَّمَا قَالَ: بِحُكْمِ الْمَلِكِ".

[4112] حدثنا

(5)

زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - يُقَالُ لَهُ: حِبَّانُ

(6)

بْنُ الْعَرِقَةِ

(7)

- رَمَاهُ فِي الْأَكْحَلِ

(8)

، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

لابن عساكر: "يُعْطِيكُمْ"، وزاد نسبته على حاشية البقاعي لأبي ذر. ولأبي ذر وعليه صح:"نُعطِيكم".

* [4110][التحفة: خ م 877]

(2)

عليه صح.

(3)

بدلًا منه: "أَخْيَرِكُمْ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر. وعلى الهمزة أوله صح، وعلى الفتحة فوق الياء المثناة التحتانية صح.

(4)

ذراريهم: جمع ذرية، والذرية: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرر).

* [4111][التحفة: خ م د س 3960]

(5)

لابن عساكر: "حدثني".

(6)

عليه صح صح.

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "وهو حبان بنُ قَيْسٍ مِن بَنِي مَعِيصِ بن عَامرِ بنِ لُؤَيِّ".

(8)

الأكحل: عرق في وسط الذراع يكثر فصده. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كحل).

ص: 288

خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام وَهْوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ، فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ! وَاللَّهِ مَا وَضَعْتُهُ اخْرُجْ إِلَيْهِمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَأَيْنَ؟ "، فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَرَدَّ الْحُكْمَ إِلَى سَعْدٍ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ: أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ، وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ. قَالَ هِشَامٌ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ سَعْدًا قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ

(1)

إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ صلى الله عليه وسلم وأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْءٌ فَأَبْقِنِي لَهُ

(2)

، حَتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، وَإِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فَافْجُرْهَا، وَاجْعَلْ مَوْتَتِي فِيهَا، فَانْفَجَرَتْ مِنْ لَبَّتِهِ

(3)

، فَلَمْ يَرُعْهُمْ

(4)

، وَفِي الْمَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ إِلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الْخَيْمَةِ مَا هَذَا الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ؟ فَإِذَا سَعْدٌ يَغْذُو

(5)

جُرْحُهُ دَمًا فَمَاتَ مِنْهَا رضي الله عنه.

[4113] حدثنا الْحَجَّاجُ

(6)

بْنُ مِنْهَالٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيٌّ، أَنَّهُ

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"لَهُمْ".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لَيْلَتِهِ".

لبته: نحره. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 354).

(4)

يرعهم: الروع: الفزع والمفاجأة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روع).

(5)

عليه صح صح.

* [4112][التحفة: خ م د س 16978]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حجاجُ".

ص: 289

سَمِعَ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لحَسَّانَ

(1)

: "اهْجُهُمْ - أَوْ هَاجِهِمْ - وَجِبْرِيلُ مَعَكَ".

[4114] وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ قُرَيْظَةَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: "اهْجُ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ".

‌32 - بَابُ

(3)

غَزْوَةُِ

(4)

ذَاتِ الرِّقَاعِ

وَهْيَ غَزْوَةُ مُحَارِبِ خَصَفَةَ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ غَطَفَانَ، فَنَزَلَ نَخْلًا - وَهْيَ بَعْدَ خَيْبَرَ؛ لِأَنَّ أَبَا مُوسَى جَاءَ بَعْدَ خَيْبَرَ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ

(5)

بْنُ رَجَاءٍ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ العَطَّارُ

(6)

، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْفِ فِي غَزْوَةِ السَّابِعَةِ - غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْخَوْفَ بِذِي قَرَدٍ.

(1)

بعده: "يومُ قُرَيْظَةَ" ورقم عليه بعلامة السقوط (لا) ولم يرمز له برمز. كذا في غير فرع معنا، وفي القسطلاني نسبة الساقط لأبي ذر. كتبه مصححه.

* [4113][التحفة: خ م س 1794]

(2)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" بدلًا منه: "النبيُّ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

* [4114][التحفة: خ م س 1794]

(3)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضمة لأبي ذر.

(5)

قوله: "وقال عبد اللَّه": لأبي ذر وعليه صح: "قال أبو عبد اللَّه: وقال لي عبد اللَّه".

(6)

لأبي ذر وعليه صح، وعليه صح، وابن عساكر:"الْقَطَّانُ".

ص: 290

وَقَالَ بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ جَابِرًا حَدَّثَهُمْ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِمْ يَوْمَ مُحَارِبٍ وَثَعْلَبَةَ.

وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ، سَمِعْتُ جَابِرًا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَخْلٍ

(1)

فَلَقِيَ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ فَلَمْ يَكُنْ قِتَالٌ، وَأَخَافَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَصلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ركْعَتَيِ الْخَوْفِ.

وَقَالَ يَزِيدُ: عَنْ سَلَمَةَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ الْقَرَدِ.

[4115] حدثنا

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ

(3)

، وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ، فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا

(4)

وَنَقِبَتْ

(5)

قَدَمَايَ، وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي، وَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ

(6)

، لِمَا كُنَّا نَعْصِبُ

(7)

مِنَ الْخِرَقِ عَلَى أَرْجُلِنَا، وَحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بِهَذَا، ثُمَّ كَرِهَ ذَاكَ قَالَ: مَا كُنْتُ أَصْنَعُ بِأَنْ أَذْكُرَهُ، كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِهِ أَفْشَاهُ.

(1)

على آخره صح.

(2)

"حدثني": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

"غَزْوَة": عليه صح، ورقم عليه لابن عساكر.

(4)

عليه صح.

فنقبت أقدامنا: رقت جلودها ونفطت من المشي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقب).

(5)

عليه صح.

(6)

قوله: "ذَاتِ الرَّقَاعِ" عليه صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "نُعَصِّبُ".

* [4115][التحفة: خ م 9060]

ص: 291

[4116] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَمَّنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم يوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ صَلَّى

(3)

صَلَاةَ الْخَوْفِ أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ وُِجَاهَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَصَفُّوا وُِجَاهَ الْعَدُوِّ، وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ.

[4117] وَقال مُعَاذٌ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْلٍ فَذَكَرَ صَلَاةَ الْخَوْفِ

(4)

.

قَالَ مَالِكٌ: وَذَلِكَ أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ

(5)

.

تَابَعَهُ اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ: صَلَّى النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي أَنْمَارٍ.

[4118] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ

(7)

، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

(1)

قوله: "ابن سعيد" ليس عند ابن عساكر.

(2)

قوله: "شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ" كذا في الفروع التي بأيدينا. ووقع في المطبوع: "مع رسول اللَّه" ولم نجدها في نسخة يوثق بها. كتبه مصححه.

(3)

ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح.

* [4116][التحفة: ع 4645]

(4)

من قوله: "وقال معاذ" إلى هنا، عليه صح، ومؤخر عند ابن عساكر، وأبي ذر.

(5)

من قوله: وقال مالك إلى هنا، عليه صح، ومقدم عند ابن عساكر، وأبي ذر.

(6)

قوله: "صلى النبي": لأبي ذر، والكشميهني:"صلاةَ النبيِّ".

* [4117][التحفة: خت 2979 - خت 19203]

(7)

قوله: "بنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ" عليه صح، وليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

ص: 292

الْأَنْصَارِيِّ

(1)

، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: يَقُومُ الْإِمَامُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ مِنْ قِبَلِ الْعَدُوِّ وُجُوهُهُمْ إِلَى الْعَدُوِّ، فَيُصَلِّي بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَقُومُونَ فَيَرْكَعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، وَيَسْجُدُونَ سَجْدَتَيْنِ فِي مَكَانِهِمْ، ثُمَّ يَذْهَبُ هَؤُلَاءِ إِلَى مَقَامِ أُولَئِكَ

(2)

فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةً فَلَهُ ثِنْتَانِ، ثُمَّ يَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ سَجْدَتَيْنِ.

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

حَدَّثَنِي

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَحْيَى، سَمِعَ الْقَاسِمَ، أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلٍ حَدَّثَهُ قَوْلَهُ.

[4119] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فَوَازَيْنَا

(5)

الْعَدُوَّ فَصَافَفْنَا لَهُمْ

(6)

.

[4120] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ

(1)

قوله: "بنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ" ليس عند ابن عساكر.

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"فيجيءُ أولئكَ".

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "مثلَه".

(4)

عليه صح.

* [4118][التحفة: ع 4645]

(5)

فوازينا: قابلنا وواجهنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وزا).

(6)

على حاشية البقاعي: "فصاففناهم" ونسبه لنسخة.

* [4119][التحفة: خ س 6842]

ص: 293

سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَقَامُوا فِي مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ

(2)

، فَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ، وَقَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ.

[4121] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا

(3)

شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سِنَانٌ وَأَبُو سَلَمَةَ، أَن جَابِرًا أَخْبَرَ، أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ.

[4122] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَليِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَفَلَ مَعَهُ فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ

(4)

فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ

(5)

، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ سَمُرَةٍ

(6)

، فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، قَالَ جَابِرٌ: فَنِمْنَا نَوْمَةً ثُمَّ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَا

(1)

قوله: "رَسُولَ اللَّهِ". لابن عساكر: "النبيَّ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"أصحابهم أُولئكَ".

* [4120][التحفة: خ م د ت س 6931]

(3)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"أخبرنا".

* [4121][التحفة: خ س 6842]

(4)

القائلة: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيل).

(5)

رقم عليه للكشميهني وعليه صح.

العضاه: هو كل شجر عظيم له شوك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عضه).

(6)

سمرة: واحدة السَّمُر، وهو شجر من العضاه، والعضاه: كل شجر له شوك. (انظر: غريب الحديث) للخطابي (2/ 140).

ص: 294

فَجِئْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ

(1)

سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهْوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا

(2)

، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ"، ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[4123 - 4124] وَقال أَبَانُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذَاتِ الرِّقَاعِ، فَإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُعَلَّقٌ بِالشَّجَرَةِ فَاخْتَرَطَهُ فَقَالَ: تَخَافُنِي؟ قَالَ: "لَا"، قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: "اللَّهُ"، فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَأَخَّرُوا

(3)

، وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعٌ وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ

(4)

.

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ - اسْمُ الرَّجُلِ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ - وَقَاتَلَ فِيهَا مُحَارِبَ خَصَفَةَ.

وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَخْلٍ فَصَلَّى الْخَوْفَ.

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غزْوَةَ

(5)

نَجْدٍ صَلَاةَ الْخَوْفِ، وَإِنَّمَا جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أيَّامَ خَيْبَرَ.

(1)

اخترط: اخترط السيف: سله من غمده. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرط).

(2)

صلتا: مُجَرَّدًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صلت).

* [4122][التحفة: خ م س 2276]

(3)

عليه صح.

(4)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "ركعتان".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فِي غَزْوَةِ".

* [4123 - 4124][التحفة: خ م س 3154]

ص: 295

‌33 - بَابُ

(1)

غَزْوَةُِ

(2)

بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ وَهْي غَزْوَةُ الْمُرَيْسِيعِ

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَذَلِكَ سَنَةَ سِتٍّ

وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ.

وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: كَانَ حَدِيثُ الْإِفْكِ فِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ.

[4125] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْعَزْلِ

(3)

، قَالَ

(4)

أَبُو سَعِيدٍ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَأَصَبْنَا سَبْيًا

(5)

مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ فَاشْتَهَيْنَا النِّسَاءَ، وَاشْتَدَّتْ

(6)

عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ، وَأَحْبَبْنَا الْعَزْلَ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَعْزِلَ

(7)

، وَقُلْنَا نَعْزِلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ! فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، مَا مِنْ نَسَمَةٍ

(8)

كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهْيَ كَائِنَةٌ".

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

كذا ضبطه بالوجهين، ورقم على الضمة لأبي ذر.

(3)

العزل: هو عزل الماء عن النساء حَذَرَ الحمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عزل).

(4)

لأبي الوقت: "فقال".

(5)

سبيا: مَا غُلِب عَلَيْهِ من بني آدم واسترق. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 206).

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "واشتدّ".

(7)

نعزل: العَزْل: عزل الماء عن النساء حذر الحمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عزل).

(8)

نسمة: النسمة: النَّفْس والرُّوح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسم).

* [4125][التحفة: خ م د س 4111]

ص: 296

[4126] حدثنا

(1)

مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ نَجْدٍ، فَلَمَّا أَدْرَكَتْهُ الْقَائِلَةُ وَهْوَ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ

(2)

، فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ وَاسْتَظَلَّ بِهَا وَعَلَّقَ سَيْفَهُ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الشَّجَرِ يَسْتَظِلُّونَ، وَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْنَا، فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ قَاعِدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "إِنَّ هَذَا أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ فَاخْتَرَطَ سَيْفِي، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهْوَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي مُخْتَرِطٌ

(3)

صَلْتًا، قَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ، فَشَامَهُ

(4)

ثُمَّ قَعَدَ فَهْوَ هَذَا". قَالَ: وَلَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌34 - بَابُ

(5)

غَزْوَةِ أَنْمَارٍ

[4127] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوةِ أَنْمَارٍ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ مُتَوَجِّهًا قِبَلَ الْمَشْرِقِ مُتَطَوِّعًا.

(1)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.

(2)

رقم عليه للكشميهني.

(3)

عليه صح.

(4)

فشامه: أغمده. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شيم).

* [4126][التحفة: خ م س 3154]

(5)

عليه صح، وليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.

* [4127][التحفة: خ 2393]

ص: 297

‌35 - بَابُ

(1)

حَدِيثُِ

(2)

الْإِفْكِ وَالْأَفَكِ

(3)

بِمَنْزِلَةِ النِّجْسِ، وَالنَّجَسِ يُقَالُ

(4)

: إِفْكُهُمْ

(5)

[4128] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ

(6)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، وَ

(7)

كُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ

(8)

أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ، وَأَثْبَتَ لَهُ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ.

قَالُوا: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيُّهُنَّ

(9)

خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

عليه صح، ورقم على الضمة لأبي ذر.

(3)

قوله: "الْإِفْكِ وَالْأَفَكِ": على الثانية صح. والأولى ساكنة الفاء مكسورة الهمزة، والثانية مفتوحة الهمزة والفاء.

(4)

لأبي ذر، وابن عساكر:"يقول". ولأبي ذر وعليه صح: "تقول"

(5)

عليه صح صح. وبعده: "وأَفْكُهم" عليه صح - وليس عند أبي ذر - وتحت الواو صح. ثم بعده: "وأَفَكُهُمْ" وعليه صح. وبعده كذلك لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح:"فمن قال أَفَكَهُمْ يقول صَرَفَهُم عن الإيمان وكَذَبَهُمْ كما قال: {يُؤفَكُ عَنهُ مَن أُفِكَ} يُصرَفُ عنه مَن صُرِفَ" وعليه صح.

(6)

بعده على حاشية البقاعي: "ابن كيسان" ونسبه لنسخة.

(7)

عليه صح.

(8)

ليس عند أبي ذر.

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "فَأَيَّتُهُنَّ". ولابن عساكر، وأبي الوقت:"وأيُّهُنَّ".

ص: 298

فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَكُنْتُ أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي

(1)

وَأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ، دَنَوْنَا

(2)

مِنَ الْمَدِينَةِ قَافِلِينَ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي، فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ

(3)

ظَفَارِ

(4)

قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ.

قَالَتْ: وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يُرَحِّلُونِي

(5)

فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ

(6)

عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ عَلَيْهِ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَهْبُلْنَ

(7)

وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ

(8)

مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ

(1)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "هَوْدَجٍ".

(2)

"ودَنَوْنَا" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(3)

عليه صح.

والجزع: بالفتح: الخرز اليماني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزع).

(4)

عليه صح. ولأبي ذر عن المستملي: "أَظْفَارٍ".

ظفار: كقطام: اسم مدينة لحمير باليمن، وأظفار: جنس من الطيب كأنه يؤخذ ويثقب ويجعل في العقد والقلادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة ظفر).

(5)

كذا رسمه بوجهين: "يَرْحَلُونِي" و"يُرَحِّلُوني". ولأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت، وابن عساكر:"يُرَحِّلُونَ بي" كذا في غير فرع. وقال شيخ الإسلام: في نسخة: "يَرْحلون بي" بفتحٍ فسكونٍ.

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَحَمَلُوهُ".

(7)

يهبلن: يكثر عليهن اللحم. (انظر: النهاية في كريب الحديث، مادة: هبل).

(8)

عليه صح.

العلقة من الطعام: البُلْغة قدر ما يتبلغ به ويمسك رمقه؛ تريد القليل. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 531).

ص: 299

يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ وَحَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ فَبَعَثُوا الْجَمَلَ فَسَارُوا، وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ

(1)

، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي

(2)

فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ

(3)

ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي - وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجَابِ - فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَوَاللَّهِ مَا تَكَلَّمْنَا بِكَلِمَةٍ وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ، وَهَوَى حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا، فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِيَ الرَّاحِلَةَ حتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ وَهُمْ نُزُولٌ، قَالَتْ: فَهَلَكَ مَنْ

(4)

هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الْإِفْكِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ

(5)

سَلُولَ.

قَالَ عُرْوَةُ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يُشَاعُ وَيُتَحَدَّثُ بِهِ عِنْدَهُ فَيُقِرُّهُ وَيَسْتَمِعُهُ وَيَسْتَوْشِيهِ. وَقَالَ عُرْوَةُ - أَيْضًا: لَمْ يُسَمَّ مِنْ أَهْلِ الْإِفْكِ أَيْضًا إِلَّا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ، وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ فِي نَاسٍ آخَرِينَ، لَا عِلْمَ لِي بِهِمْ غَيْرَ أَنَّهُمْ عُصْبَةٌ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى، وَانَّ

(6)

كُِبْرَ

(7)

ذَلِكَ يُقَالُ

(8)

:

(1)

لابن عساكر: "فِيهِ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "سَيَفْقِدُونَنِي".

(3)

عليه صح.

(4)

لابن عساكر: "فِيَّ مَنْ".

(5)

قوله: "عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ" لأبي ذر، وعليه صح:"عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيًّ ابْنُ".

(6)

لم يضبط همزةَ "انَّ" في اليونينية. وضبطت بالكسر في بعض النسخ التي يوثق بها. كتبه مصححه.

(7)

كذا ضبطه بضم أوله وكسره، وكتب عليه "معًا".

(8)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "له".

ص: 300

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، قَالَ عُرْوَةُ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَكْرَهُ أَنْ يُسَبَّ عِنْدَهَا حَسَّانُ، وَتَقُولُ: إِنَّهُ الَّذِي قَالَ:

فَإنَّ أَبى وَوَالِدَهُ وَعِرْضِى

لِعِرْض مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وقَاءُ

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الْإِفْكِ لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهْوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ

(1)

الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ: "كَيْفَ تِيكُمْ

(2)

؟ " ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَذَلِكَ يَرِيبُنِي، وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ حَتَّى خَرَجْتُ حِينَ نَقَهْتُ

(3)

، فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ

(4)

مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ - وَكَانَ مُتَبَرَّزَنَا - وَكُنَّا لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ

(5)

قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، قَالَتْ: وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي الْبَرِّيَّةِ

(6)

قِبَلَ الْغَائِطِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا.

(1)

كذا رسمه بالوجهين: "اللَّطَفَ" و"اللُّطْفَ"، وعليه صح. بفتح اللام والطاء وضم اللام مع سكون الطاء قاله عياض، وبسكون الطاء عند أبي ذر فيما رأيت في الأصل المروي عنه من رواية ابن الحطيئة. اهـ. من اليونينية. وعكس القسطلاني فجعل رواية الهروي بالتحريك، كتبه مصححه.

(2)

تيكم: اسم إشارة للمؤنث، مثل: هذه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 125).

(3)

نقهت: نقه المريض: إذا برأ وأفاق وكان قريب العهد بالمرض لم يرجع إليه كمال صحته وقوته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقه).

(4)

قوله "فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ" بدلًا منه: "فَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(5)

الكنف: المواضع التي يستخلي فيها الناس لقضاء الحاجة في دورهم. (انظر: غريب الحديث للخطابي)(2/ 576).

(6)

عليه صح، وعلى حاشية البقاعي:"التنزه" ونسبه لنسخة.

ص: 301

قَالَتْ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ - وَهْيَ ابْنَةُ أَبِي رُهْمِ بْنِ

(1)

الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ، خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

(2)

، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ

(3)

الْمُطَّلِبِ - فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟! فَقَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهْ

(4)

، وَلَمْ

(5)

تَسْمَعِي مَا قَالَ؟! قَالَتْ: وَقُلْتُ: مَا

(6)

قَالَ؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، قَالَتْ فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:"كَيْفَ تِيكُمْ؟ " فَقُلْتُ لَهُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ، قَالَتْ: وَأُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، قَالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لِأُمِّي: يَا أُمَّتَاهُ مَاذَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ قَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ

(7)

هَوِّنِي عَلَيْكِ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا كَثَّرْنَ

(8)

عَلَيْهَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَوَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ قَالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي.

قَالَتْ: وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْأَلُهُمَا، وَيَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ

(1)

عليه صح صح صح.

(2)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

عليه صح.

(4)

بسكون الهاء، ولأبي ذر بضمها. قسطلاني وغيره.

(5)

عليه صح صح.

(6)

بدلًا منه: "وما" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(7)

قوله: "يا بنيةُ" عليه صح صح. وبدلا منه: "يا بنيةِ" وعليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(8)

لأبي ذر، والكشميهني:"أَكْثَرْنَ".

ص: 302

فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ أُسَامَةُ: أَهْلَكَ

(1)

وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ فَقَالَ: "أَيْ بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ؟ " قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ، غَيْرَ أَنَّهَا

(2)

جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ.

قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمهِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَهْوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي"، قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ

(3)

- أَخُو بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ - فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْذِرُكَ، فَإِنْ كَانَ مِنَ الْأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ. قَالَتْ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ - وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ بِنْتَ عَمِّهِ مِنْ فَخِذِهِ - وَهْوَ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهْوَ: سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، قَالَتْ: وَكَانَ

(4)

قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَقَالَ لِسَعْدٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، وَلَوْ كَانَ مِنْ رَهْطِكَ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ يُقْتَلَ، فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَهْوَ: ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّه لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ

(1)

لأبي ذر، وعليه صح:"أَهْلُكَ".

(2)

قوله: "غَيْرَ أَنَّهَا" لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا".

(3)

قوله: "ابنُ مُعَاذٍ" عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فكان".

ص: 303

تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ. قَالَتْ: فَثَارَ الْحَيَّانِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَتْ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ. قَالَتْ: فَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَلِكَ كُلَّهُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَومٍ

(1)

، قَالَتْ: وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، حَتَّى إِنِّي لَأَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنَا أَبَوَايَ جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي.

قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، قَالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ مَا قِيلَ قَبْلَهَا، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي بِشَيْءٍ، قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ: يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ؛ فَإِن الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ"، قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لِأبِي: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِّي

(2)

فِيمَا قَالَ، فَقَالَ: أَبِي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَالَ، قَالَتْ أُمِّي: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ - وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرًا: إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ

(1)

قوله: "لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ" عليه تصحيح، ورقم له بعلامة التقديم والتأخير؛ يعني:"لَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ولَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ" إِلَّا أنه لم يرقم عليه لأحد.

(2)

ليس عند أبي ذر وعليه صح، وابن عساكر.

ص: 304

لَقَدْ

(1)

سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي

(2)

، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي، فَوَاللَّهِ لَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ حِينَ قَالَ:{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}

(3)

، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ وَاضْطَجَعْتُ

(4)

عَلَى فِرَاشِي، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي حِينَئِذٍ بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ

(5)

فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى

(6)

لَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ، وَلَكِنْ

(7)

كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا، فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسَهُ، وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيتَحَدَّرُ

(8)

مِنْهُ مِنَ الْعَرَقِ مِثْلُ الْجُمَانِ، وَهْوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَضْحَكُ فَكَانَتْ

(6)

أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ: "يَا

(6)

عَائِشَةُ، أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ"، قَالَتْ: فَقَالَتْ لِي أُمِّي

(9)

قُومِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّه لَا أَقُومُ إِلَيْهِ، فَإِنِّي

(10)

لَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ عز وجل.

(1)

عليه صح صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "تُصَدِّقُونَنِي".

(3)

[يوسف: 18].

(4)

بدلًا منه: "فَاضْطَجَعْتُ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر، وابن عساكر.

(5)

على حاشية البقاعي: "ينزل" ونسبه لنسخة.

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَلَكِنِّي".

(8)

لابن عساكر: "لَيَنْحَدِرُ".

(9)

قوله: "لِي أُمِّي": لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أُمِّي لِي".

(10)

لابن عساكر: "وَإِنِّي".

ص: 305

قَالَتْ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ}

(1)

الْعَشْرَ الْآيَاتِ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ

(2)

- وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ}

(3)

، قَالَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ

(2)

: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا.

قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي، فَقَالَ لِزَيْنَبَ:"مَاذَا عَلِمْتِ، أَوْ رَأَيْتِ؟ " فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيرًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهْيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ، قَالَتْ: وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَهَذَا الَّذِي بَلَغَنِي مِنْ حَدِيثِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ.

ثُمَّ قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي قِيلَ لَهُ مَا قِيلَ لَيَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا كَشَفْتُ مِنْ كَنَفِ أُنْثَى قَطُّ.

قَالَتْ: ثُمَّ قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

(1)

[النور: 11]. بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:" {عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} ".

(2)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

[النور: 22].

* [4128][التحفة: خ م س 16126 - خ م س 16311 - خ م 16576 - خ م س 17409]

ص: 306

[4129] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ حِفْظِهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ لِيَ الْوَليدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَبَلَغَكَ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ فِيمَنْ قَذَفَ عَائِشَةَ؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنِي رَجُلَانِ مِنْ قَوْمِكَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ لَهُمَا: كَانَ عَلِيٌّ مُسَلِّمًا

(2)

فِي شَأْنِهَا

(3)

.

[4130] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ رُومَانَ، وَهْيَ: أُمُّ عَائِشَةَ رضي الله عنهما قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا قَاعِدَةٌ أَنَا وَعَائِشَةُ إِذْ وَلَجَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ: فَعَلَ اللَّهُ بِفُلَانٍ وَفَعَلَ، فَقَالَتْ أُمُّ رُومَانَ: وَمَا ذَاكِ؟ قَالَتِ: ابْنِي فِيمَنْ حَدَّثَ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: وَمَا ذَاكِ؟ قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: وَأَبُو بَكْرٍ، قَالَتْ: نَعَمْ، فَخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا فَمَا أَفَاقَتْ إِلَّا وَعَلَيْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ

(4)

، فَطَرَحْتُ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا فَغَطَّيْتُهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَتْهَا الحُمَّى بِنَافِضٍ، قالَ: "فَلعَلَّ فِي حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِهِ

(5)

"، قَالَتْ: نَعَمْ، فَقَعَدَتْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "مُسَلَّمًا". بكسر اللام: من التسليم وترك الكلام في إنكاره، وبفتحها: من السلامة من الخوض فيه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 220).

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "فَراجَعُوهُ فَلَمْ يَرْجِعْ. وقال "مُسَلِّمَا" بلا شَكٍّ فِيهِ، وعليه كان في أصل العَتِيق كذلك".

* [4129][التحفة: خ 17772]

(4)

بنافض: برعدة شديدة، كأنها نفضتها، أي حركتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفض).

(5)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

ص: 307

عَائِشَةُ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لَا تُصَدِّقُونِي

(1)

، وَلَئِنْ قُلْتُ لَا تَعْذِرُونِي

(2)

، مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَيَعْقُوبَ وَبَنِيهِ:{وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}

(3)

، قَالَتْ: وَانْصَرَفَ

(4)

وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَهَا، قَالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ لَا بِحَمْدِ أَحَدٍ وَلَا بِحَمْدِكَ.

[4131] حدثني

(5)

يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ نَافِع بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها

(5)

كَانَتْ تَقْرَأُ: {إذْ (تَلِقُونَهُ)

(5)

بِأَلْسِنَتِكُمْ} وَتَقُولُ: الْوَلْقُ

(6)

الْكَذِبُ.

قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَكَانَتْ أَعْلَمَ مِنْ غَيْرِهَا بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ نَزَلَ فِيهَا.

[4132] حدثنا

(7)

عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: لَا تَسُبَُّهُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ

(8)

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ:"كَيْفَ بِنَسَبِي؟ " قَالَ: لَأَسُلَّنَّكَ

(9)

مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "لا تُصَدِّقُونَنِي".

(2)

لأبي ذر، وعليه صح:"لَا تَعْذِرُونَنِي".

(3)

[يوسف: 18].

(4)

"فانصرف" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4130][التحفة: خ 18317]

(5)

عليه صح.

(6)

عليه صح صح. ولأبي ذر وعليه صح: "الوَلَقُ".

* [4131][التحفة: خ 16263]

(7)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(8)

ينافح: يدافع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفح).

(9)

لأسلنك: لأخرجنك برفق. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 217).

ص: 308

وَقَالَ مُحَمَّدٌ

(1)

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَرْقَدٍ، سمِعْتُ هِشَامًا، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَبَبْتُ حَسَّانَ وَكَانَ مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَيْهَا.

[4133] حدثني بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلْنَا

(2)

عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها وَعِنْدَهَا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يُنْشِدُهَا شِعْرًا يُشَبِّبُ

(3)

بِأَبْيَاتٍ لَهُ، وَقَالَ

(4)

:

حَصَانٌ

(5)

رَزَانٌ

(6)

مَا تُزَنُّ

(7)

بِرِيبَةٍ

وَتُصْبِحُ غَرْثَى

(8)

مِنْ لُحُوم الْغَوَافِلِ

(9)

فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: لَكِنَّكَ لَسْتَ كَذَلِكَ، قَالَ مَسْرُوقٌ: فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَأْذَنِي

(10)

لَهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْكِ؟ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت، وابن عساكر:"محمدُ بنُ عُقْبة".

* [4132][التحفة: خ م 17054]

(2)

للأصيلي: "دَخَلْتُ".

(3)

يشبب: يتغزل. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 243).

(4)

لابن عساكر: "فَقَالَ".

(5)

حصان: المرأة العفيفة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حصن).

(6)

رزان: عاقلة ملازمة بيتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رزن).

(7)

تزن: تُتَّهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زنن).

(8)

غرثى: أصل الغرث: الجوع، وهذه استعارة، والمراد منها: أنها لا تذكر أحدًا بسوء ولا تغتابه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 130).

(9)

الغوافل: الغافلات عن الفاحشة، المبرآت منها. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 138).

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "تَأذَنِينَ".

ص: 309

عَذَابٌ عَظِيمٌ}

(1)

، فَقَالَتْ: وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَى، قَالَتْ

(2)

لَهُ

(3)

: إِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ أَوْ يُهَاجِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

‌36 - بَابُ غَزْوَةِ

(4)

الْحُدَيْبِيَةِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ

(5)

تَحْتَ الشَّجَرَةِ}

(6)

.

[4134] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَأَصَابَنَا مَطَرٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ

(7)

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: "أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ: "قَالَ اللَّهُ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِي

(3)

، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ، وَبِرِزْقِ اللَّهِ، وَبِفَضْلِ اللَّهِ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِي

(1)

[النور: 11].

(2)

"فقالت" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(3)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4133][التحفة: خ م 17643]

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عُمْرَةِ".

(5)

عليه صح. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "الآية". كذا في غير فرع عندنا التخريجُ بعدَ " {يُبَايِعُونَكَ} "، كتبه مصححه.

(6)

[الفتح: 18].

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "صَلَاةَ الصُّبْحِ".

ص: 310

كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ

(1)

، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَجْمِ كَذَا

(2)

، فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ كَافِرٌ بِي".

[4135] حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه أَخْبَرَهُ قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلَّهُنَّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً

(4)

مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الْجِعْرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ.

[4136] حدثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ: انْطَلَقْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فَأَحْرَمَ أَصْحَابُهُ وَلَمْ أُحْرِمْ.

[4137] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتحًا، وَنَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُِّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ

(5)

صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً،

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"بِالْكَوَاكِبِ" في الموضعين.

(2)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "وَكَذَا".

* [4134][التحفة: خ م د س 3757]

(3)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"النبيُّ".

(4)

عليه صح.

* [4135][التحفة: خ م د ت 1393]

* [4136][التحفة: خ م س ق 12109]

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"رَسُولِ اللَّهِ".

ص: 311

وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ فَنَزَحْنَاهَا فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً، فَبَلغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهَا فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا

(1)

، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ مَضْمَضَ، وَدَعَا ثُمَّ صَبَّهُ فِيهَا فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا

(2)

مَا شِئْنَا نَحْنُ وَرِكَابَنَا.

[4138] حدثني

(3)

فَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنهما أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا

(4)

وَأَرْبَعَمِائَةٍ أَوْ أَكْثَرَ، فَنَزَلُوا عَلَى بِئْرٍ فَنَزَحُوهَا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى الْبِئْرَ وَقَعَدَ عَلَى شَفِيرِهَا، ثُمَّ قَالَ:"ائْتُونِي بِدَلْوٍ مِنْ مَائِهَا"، فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ

(5)

فَدَعَا، ثُمَّ قَالَ:"دَعُوهَا سَاعَةً"، فَأَرْوَوْا أَنْفُسَهُمْ وَرِكَابَهُمْ حَتَّى ارْتَحَلُوا.

[4139] حدثنا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ

(6)

، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ

(7)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا لَكُمْ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ وَلَا نَشْرَبُ، إِلَّا مَا فِي رَكْوَتِكَ،

(1)

شفيرها: الشفير: الحرف والجانب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شفر).

(2)

أصدرتنا: عدنا عنها بما نحب من الماء. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 256).

* [4137][التحفة: خ 1808]

(3)

عليه صح.

(4)

عليه صح. ولابن عساكر: "ألف".

(5)

"فَبَسَقَ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر، وعليه صح

* [4138][التحفة: خ 1842]

(6)

ركوة: هي إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ركو).

(7)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت في نسخة، وعليه صح:"قال".

ص: 312

قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ

(1)

مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ، قَالَ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا، فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً.

[4140] حدثنا

(2)

الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: بَلَغَنِي أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ: كَانُوا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً.

فَقَالَ لِي سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ كَانُوا خَمْسَ عَشْرَةَ

(3)

مِائَةً

(4)

، الَّذِينَ بَايَعُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ.

قَالَ

(5)

أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ قَتَادَةَ.

تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ

(6)

[4141] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ

(7)

جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَثُورُ".

* [4139][التحفة: خ م س 2242]

(2)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

عليه صح.

(4)

سقط "مائة" عند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(5)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر. وبدلا منه:"تابعه" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(6)

من قوله: "تابعه محمد" إلى: "شعبة" عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

* [4140][التحفة: خ 2257]

(7)

قوله: "قَالَ: عَمْرٌو سَمِعْتُ" لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا عمرو قال: سمعت".

ص: 313

قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ: "أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ"، وَكُنَّا أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ، وَلَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ الْيَوْمَ لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانَ الشَّجَرَةِ.

تَابَعَهُ الْأَعْمَشُ، سَمِعَ سَالِمًا، سَمِعَ جَابِرًا: أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ.

[4142] وَقال عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: كَانَ

(1)

أَصْحَابُ الشَّجَرَةِ أَلْفًا وَثَلَاثَمِائَةٍ، وَكَانَتْ أَسْلَمُ ثُمْنَ الْمُهَاجِرِينَ

(2)

.

[4143] حدثنا

(3)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مِرْدَاسًا

(4)

الْأَسْلَمِيَّ يَقُولُ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ: يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، وَتَبْقَى حُفَالَةٌ

(5)

كَحُفَالَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ، لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِمْ شَيْئًا.

[4144 - 4145] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ

(6)

* [4141][التحفة: خ م س 2528]

(1)

للأصيلي: "قال كان" وعليه صح.

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"تابعه محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة".

* [4142][التحفة: خت م 5177]

(3)

"لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(4)

على آخره صح.

(5)

حفالة: رُذَالَة من الناس، كرديء التمر ونُفَايَتِهِ، وهو مِثْل الحُثَالَة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حفل).

* [4143][التحفة: خ 11247]

(6)

عليه صح.

ص: 314

عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ

(1)

الْهَدْيَ

(2)

، وَأَشْعَرَ

(3)

وَأَحْرَمَ مِنْهَا. لَا أُحْصِي كَمْ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ، حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا أَحْفَظُ مِنَ الزُّهْرِيِّ الْإِشْعَارَ وَالتَّقْلِيدَ، فَلَا أَدْرِي يَعْنِي مَوْضِعَ الْإِشْعَارِ وَالتَّقْلِيدِ أَوِ الْحَدِيثَ كُلَّهُ؟

[4146] حدثنا

(4)

الْحَسَنُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَآهُ وَقَمْلُهُ يَسْقُطُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَالَ: "أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ

(5)

؟ " قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَحْلِقَ، وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَةِ لَمْ يُبَيِّنْ

(6)

لَهُمْ أَنَّهُمْ يَحِلُّونَ بِهَا، وَهُمْ عَلَى طَمَعٍ أَنْ

(1)

قلد: من القلادة: وهي ما جعل في رقبة الإنسان أو الحيوان. (انظر: غريب الحديث لإبراهيم الحربي)(2/ 891).

(2)

الهدي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدي).

(3)

أشعر: الإشعار: هو أن يشق أحد جنبى البدنة حتى يسيل دمها، ويجعل ذلك لها علامة تعرف بها أنها هَدْي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعر).

* [4144 - 4145][التحفة: خ د س 11250]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

(5)

هوامك: جمع هَامَّة، وهي ما يَدِبُّ من الحيوان وإن لم يَقْتُل كالحَشراتِ، والمراد القمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: همم).

(6)

عليه صح، ورقم عليه لأبي الوقت. ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"يَتَبَيَّنْ".

ص: 315

يَدْخُلُوا مَكَّةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْفِدْيَةَ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُطْعِمَ فَرَقًا

(1)

بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، أَوْ يُهْدِيَ شَاةً، أَوْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.

[4147 - 4148] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِلَى السُّوقِ، فَلَحِقَتْ عُمَرَ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلَكَ زَوْجِي وَتَرَكَ صِبْيَةً صِغَارًا، وَاللَّهِ مَا يُنْضِجُونَ

(2)

كُرَاعًا

(3)

وَلَا لَهُمْ زَرْعٌ وَلَا ضَرْعٌ، وَخَشِيتُ أَنْ تَأْكُلَهُمُ الضَّبُعُ

(4)

، وَأَنَا بِنْتُ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءَ

(5)

الْغِفَارِيِّ، وَقَدْ شَهِدَ أَبِي الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ النَّبِيِّ

(6)

صلى الله عليه وسلم، فَوَقَفَ مَعَهَا عُمَرُ وَلَمْ يَمْضِ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِنَسَبٍ قَرِيبٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَعِيرٍ ظَهِيرٍ

(7)

كَانَ مَرْبُوطًا فِي الدَّارِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ غِرَارَتَيْنِ مَلَأَهُمَا طَعَامًا، وَحَمَلَ بَيْنَهُمَا نَفَقَةً وَثِيابًا، ثُمَّ نَاوَلَهَا بِخِطَامِهِ

(8)

، ثُمَّ قَالَ: اقْتَادِيهِ

(1)

فرقا: مكيال يسع اثني عشر مدا، ومقداره عند الجمهور: 6،12 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 45).

* [4146][التحفة: خ م د ت س 11114]

(2)

ما ينضجون: ما يطبخون لعجزهم وصغرهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضج).

(3)

كراعا: مَا دُونَ الرُّكْبة مِنَ السَّاقِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرع).

(4)

الضبع: السنة المجدبة، وهي في الأصل الحيوان المعروف. والعرب تكني به عن سنة الجدب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضبع).

(5)

قوله: "إِيمَاءَ" كذا ضبط، وذكر النووي في شرح مسلم أنه مصروف. اهـ. من هامش الأصل.

(6)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وبدلا منه:"رسول اللَّهِ" ليس عليه رقم في اليونينية.

(7)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح صح. وللأصيلي فيما عزاه له عياض:"ظِهْرِيٍّ".

(8)

بخطامه: خطام البعير: هوأن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان فيجعل في أحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة ثم يقاد البعير ثم يثني على مخطمه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خطم).

ص: 316

فَلَنْ يَفْنَى حَتَّى يَأْتِيَكُمُ اللَّهُ بِخَيْرٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرْتَ لَهَا، قَالَ

(1)

عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ

(2)

أُمُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى أَبَا هَذِهِ وَأَخَاهَا قَدْ حَاصَرَا حِصْنًا زَمَانًا فَافْتَتَحَاهُ، ثُمَّ أَصْبَحْنَا نَسْتَفِيءُ

(3)

سُهْمَانَهُمَا فِيهِ.

[4149] حدثني

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الشَّجَرَةَ ثُمَّ أَتَيْتُهَا

(5)

بَعْدُ فَلَمْ أَعْرِفْهَا.

قَالَ مَحْمُودٌ

(6)

: ثُمَّ أُنْسِيتُهَا

(7)

بَعْدُ

(8)

.

[4150] حدثنا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: انْطَلَقْتُ حَاجًّا فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ قُلْتُ: مَا هَذَا الْمَسْجِدُ؟ قَالُوا: هَذِهِ الشَّجَرَةُ حَيْثُ بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرُِّضْوَانِ، فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ

(1)

لأبي ذر، وعليه صح:"فقال".

(2)

ثكلتك: فقدتك، كأنه دعا عليه بالموت، وهي من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب، ولا يراد بها الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثكل).

(3)

لأبي ذر عن الحَمُّوي: "نَسْتَقِي".

نستفيء: نأخذها لأنفسنا ونقتسم به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).

* [4147 - 4148][التحفة: خ 10393]

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أُنْسِيتُهَا".

(6)

قوله: "قال محمود" للأصيلي: "قال أبو عبد اللَّه: قال محمود".

(7)

كذا لأبي الوقت.

(8)

قوله: "قال مَحْمُودٌ: ثُمَّ أُنْسِيتُها بَعْدُ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4149][التحفة: خ م 11282]

ص: 317

الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ نَسِينَاهَا

(1)

، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا، فَقَالَ سَعِيدٌ: إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَعْلَمُوهَا، وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ! فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ.

[4151] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا طَارِقٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَرَجَعْنَا إِلَيْهَا الْعَامَ الْمُقْبِلَ فَعَمِيَتْ عَلَيْنَا.

[4152] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَارِقٍ قَالَ: ذُكِرَتْ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الشَّجَرَةُ فَضَحِكَ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، وَكَانَ شَهِدَهَا.

[4153] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ - قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَةٍ قَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ"، فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ:"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى".

[4154] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحَرَّةِ، وَالنَّاسُ يُبَايِعُونَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ فَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: عَلَى مَا يُبَايِعُ ابْنُ حَنْظَلَةَ النَّاسَ؟ قِيلَ لَهُ: عَلَى الْمَوْتِ، قَالَ: لَا أُبَايِعُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ شَهِدَ مَعَهُ الْحُدَيْبِيَةَ.

(1)

لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "أُنْسِينَاهَا".

* [4150][التحفة: خ م 11282]

* [4151][التحفة: خ م 11282]

* [4152][التحفة: خ م 11282]

* [4153][التحفة: خ م د س ق 5176]

* [4154][التحفة: خ م 5302]

ص: 318

[4155] حدثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ - قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ ثُمَّ نَنْصَرِفُ، وَلَيْسَ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ نَسْتَظِلُّ فِيهِ

(1)

.

[4156] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَايَعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ.

[4157] حدثني

(2)

أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما فَقُلْتُ: طُوبَى

(3)

لَكَ صَحِبْتَ النَّبِيَّ

(4)

صلى الله عليه وسلم، وَبَايَعْتَهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي

(5)

، إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثْنَا بَعْدَهُ.

[4158] حدثنا

(6)

إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، هُوَ:

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بِهِ".

* [4155][التحفة: خ م د س ق 4512]

* [4156][التحفة: خ م ت س 4636]

(2)

عليه صح.

(3)

طوبى: فُعْلى من الطيب وتسمى بها شجرة في الجنة. وقيل: اسم للجنة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طيب).

(4)

كذا في نسخة. ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"رسولَ اللَّه".

(5)

قوله: "ابن أخي" لأبي ذر عن الكشميهني: "ابْنَ أَخٍ".

* [4157][التحفة: خ 1914]

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثني".

ص: 319

ابْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ بَايَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ.

[4159] حدثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}

(2)

قَالَ: الْحُدَيْبِيَةُ، قَالَ أَصْحَابُهُ: هَنِيئًا مَرِيئًا

(3)

فَمَا لَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ}

(4)

.

قَالَ شُعْبَةُ: فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَحَدَّثْتُ بِهَذَا كُلِّهِ عَنْ قَتَادَةَ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ: أَمَّا {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ} فَعَنْ أَنَسٍ، وَأَمَّا "هَنِيئًا مَرِيئًا" فَعَنْ عِكْرِمَةَ.

[4160] حدثنا

(5)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَجْزَأَةَ

(1)

بْنِ زَاهِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ قَالَ: إِنِّي لَأُوقِدُ تَحْتَ الْقِدْرِ

(6)

بِلُحُومِ الْحُمُرِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَاكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ.

[4161] وَعَنْ مَجْزَأَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ - مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ اسْمُهُ: أُهْبَانُ

(1)

بْنُ أَوْسٍ، وَكَانَ اشْتَكَى رُكْبَتَهُ، وَكَانَ

(7)

إِذَا سَجَدَ جَعَلَ تَحْتَ رُكْبَتِهِ وِسَادَةً.

* [4158][التحفة: خ م د 2063]

(1)

عليه صح.

(2)

[الفتح: 1].

(3)

مريئا: هنيئًا محمود العاقبة لا ضرر فيه. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(4/ 23).

(4)

[الفتح: 5]. بعده لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:" {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} ".

* [4159][التحفة: خ س 1270]

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثني".

(6)

لأبي ذر، وعليه صح:"الْقُدُورِ".

* [4160][التحفة: خ 3618]

(7)

"فَكَانَ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.

* [4161][التحفة: خ 1733]

ص: 320

[4162] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ

(1)

بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أُتُوا بِسَوِيقٍ

(3)

فَلَاكُوهُ

(4)

. تَابَعَهُ مُعَاذٌ، عَنْ شُعْبَةَ.

[4163] حدثنا

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ، حَدَّثَنَا شَاذَانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ

(6)

قَالَ: سَأَلْتُ عَائِذَ بْنَ

(7)

عَمْرٍو رضي الله عنه وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَصحَابِ الشَّجَرَةِ - هَلْ يُنْقَضُ الْوِتْرُ؟ قَالَ: إِذَا أَوْتَرْتَ مِنْ أَوَّلِهِ فَلَا تُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ.

[4164] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ سَأَلَهُ

(1)

عليه صح.

(2)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" بدلًا منه: "النبيُّ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

بسويق: السويق: القمح المقلي يُطحن، وربما ثري بالسمن. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 231).

(4)

فلاكوه: اللَّوْك: المضغ وإدارة الشيء في الفم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لوك).

* [4162][التحفة: خ س ق 4813]

(5)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

بالجيم والراء عند الحَمُّوي والمستملي، وبالحاء والزاي عند أبي الهيثم، قال أبو علي الجياني:"وهو وهم منه". اهـ. ملخصا من العيني والقسطلاني. وزاد على حاشية البقاعي أنه عند الأصيلي بالجيم والراء، وعند ابن عساكر أيضا وأبي ذر في نسخة بالحاء والزاي، وعند أبي الوقت بالوجهين جميعا.

(7)

رقم عليه للكشميهني.

* [4163][التحفة: خ 5058]

ص: 321

فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، وَقَالَ

(1)

عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

(2)

: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا عُمَرُ

(3)

، نَزَرْتَ

(4)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ، قَالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ الْمُسْلِمِينَ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ بِي قَالَ: فَقُلْتُ: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ

(5)

فِيَّ

(6)

قُرْآنٌ، وَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فسَلَّمْتُ عَلَيْهِ

(7)

، فَقَالَ: "لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}

(8)

".

[4165 - 4166] حدثنا

(9)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ

(10)

: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ حِينَ حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ حَفِظْتُ بَعْضَهُ، وَثَبَّتَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ - يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبهِ - قَالَا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ

(10)

عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ

(11)

،

(1)

للأصيلي: "فقَالَ".

(2)

قوله: "ابنُ الْخَطَّابِ" ليس عند أبي ذر، وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

(3)

قوله: "يَا عُمَرُ" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(4)

"نَزَّرْتَ" مشدد عند أبي ذر.

نزرت: ألححت عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نزر).

(5)

لأبي الوقت: "قد نزل".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "بي".

(7)

رقم عليه للكشميهني.

(8)

[الفتح: 1].

* [4164][التحفة: خ ت س 10387]

(9)

بدلًا منه: "حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(10)

عليه صح.

(11)

عليه صح. وبدلا منه: "من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

ص: 322

فَلَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِعُمْرَةٍ، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ

(1)

مِنْ خُزَاعَةَ، وَسَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ بِغَدِيرِ الْأَشْطَاطِ

(2)

أَتَاهُ عَيْنُهُ قَالَ

(3)

: إِنَّ قُرَيْشًا جَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا، وَقَدْ جَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ وَمَانِعُوكَ، فَقَالَ: "أَشِيرُوا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيَّ، أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ إِلَى

(1)

عِيَالِهِمْ وَذَرَارِيِّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّونَا عَنِ الْبَيْتِ، فَإنْ يَأْتُونَا كَانَ اللَّهُ عز وجل قَدْ قَطَعَ عَيْنًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِلَّا تَرَكْنَاهُمْ مَحْرُوبِينَ

(4)

"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْتَ عَامِدًا لِهَذَا الْبَيْتِ لَا تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ وَلَا حَرْبَ أَحَدٍ، فَتَوَجَّهْ لَهُ فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ، قَالَ: "امْضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ".

[4167 - 4168] حدثني

(1)

إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، يُخْبِرَانِ خَبَرًا مِنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَةِ، فكَانَ فِيمَا أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ لَمَّا كَاتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى قَضِيَّةِ الْمُدَّةِ، وَكَانَ فِيمَا اشْتَرَطَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ: لَا يَأْتِيكَ مِنَّا أَحَدٌ وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا، وَخَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، وَأَبَى سُهَيْلٌ أَنْ يُقَاضِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا عَلَى ذَلِكَ، فَكَرِهَ الْمُؤْمِنُونَ ذَلِكَ وَامَّعَضُوا

(5)

فَتَكَلَّمُوا فِيهِ، فَلَمَّا أَبَى سُهَيْلٌ أَنْ يُقَاضِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا عَلَى

(1)

عليه صح.

(2)

بمهملتين، وفي نسخة أبي ذر بهما وبالمعجمتين أيضا. اهـ. ملخصا من القسطلاني.

(3)

في نسخة: "فقال"، وعليه صح.

(4)

محروبين: مسلوبين منهوبين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرب).

* [4165 - 4166][التحفة: خ د س 11250]

(5)

عليه صح صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "وَامْتَعَضوا". ولابن عساكر، والأصيلي:"وامتعظوا". وللأصيلي، وابن عساكر:"واتعظوا" في القسطلاني: ولا وجه لهذه.

ص: 323

ذَلِكَ كَاتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا جَنْدَلِ بْنَ سُهَيْلٍ يَوْمَئِذٍ إِلَى أَبِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَأتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا رَدَّهُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ - وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا - وَجَاءَتِ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ، فَكَانَتْ

(1)

أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ عَاتِقٌ، فَجَاءَ أَهْلُهَا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمُؤْمِنَاتِ مَا أَنْزَلَ.

[4169] قال ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

قَالَتْ

(3)

: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْتَحِنُ

(4)

مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الْآيَةِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ}

(5)

.

وَعَنْ عَمِّهِ قَالَ: بَلَغَنَا حِينَ أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرُدَّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مَا أَنْفَقُوا مَنْ

(6)

هَاجَرَ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ، وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا بَصِيرٍ.

فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وعليه صح:"وَكَانَتْ".

* [4167 - 4168][التحفة: خ د س 11250]

(2)

قوله: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أخبرته أنّ".

(4)

على حاشية البقاعي: "يمتحنهن"، ونسبه لنسخة.

(5)

[الممتحنة: 12]. قوله: " {النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} " بعده في نسخة: " {يُبَايِعْنَكَ} "، ورقم على:" {المُؤْمِنَاتُ} " للأصيلي، وعليه صح. وبدلًا منه لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت، وعليه صح:" {الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ} ". وبعده لابن عساكر في نسخة: " {مُهَاجِرَاتٍ} ".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "على مَن" وبعده صح صح.

* [4169][التحفة: خ 16616]

ص: 324

[4170] حدثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما خَرَجَ

(1)

مُعْتَمِرًا فِي الْفِتْنَةِ فَقَالَ: إِنْ صُدِدْتُ عَنِ الْبَيْتِ صَنَعْنَا كَمَا صَنَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَهَلَّ

(2)

بِعُمْرَةٍ مِنْ أَجْلِ أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ.

[4171] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَهَلَّ وَقَالَ: إِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَفَعَلْتُ

(3)

كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ حَالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَتَلَا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ

(4)

حَسَنَةٌ}

(5)

.

[4172] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَاهُ، أَنَّهُمَا كَلَّمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. وَ

(6)

حَدَّثَنَا

(7)

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ بَعْضَ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَهُ لَوْ أَقَمْتَ الْعَامَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا تَصِلَ إِلَى الْبَيْتِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ دُونَ الْبَيْتِ، فَنَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هدَايَاهُ وَحَلَقَ وَقَصَّرَ أَصْحَابُهُ، وَ

(8)

قَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، فَإِنْ خُلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْبَيْتِ

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح، وأبي الوقت:"حين خرج".

(2)

فأهل: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد: الإحرام. (انظر: لسان العرب، مادة: هلل).

* [4170][التحفة: خ م 8374]

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَعَلْتُ".

(4)

كذا بالضبطين، وهما قراءتان، فالضم قراءة عاصم، والكسر قراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 348).

(5)

[الأحزاب: 21].

* [4171][التحفة: خ م 8169]

(6)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(7)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثنا"، ولا حاء تحويل في الفروع، كتبه مصححه.

(8)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

ص: 325

طُفْتُ، وَإِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْبَيْتِ صنَعْتُ

(1)

كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم، فَسَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: مَا أُرَى شَأْنَهُمَا إِلَّا وَاحِدًا أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجَّةً مَعَ عُمْرَتِي، فَطَافَ طَوَافًا وَاحِدًا وَسَعْيًا وَاحِدًا، حَتَّى حَلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا.

[4173] حدثني

(3)

شُجَاعُ بْنُ الْوَليدِ، سَمِعَ النَّضْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا صَخْرٌ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ

(3)

أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ عُمَرُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْسَلَ عَبْدَ اللَّهِ إِلَى فَرَسٍ لَهُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يَأْتِي بِهِ لِيُقَاتِلَ عَلَيْهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ عِنْدَ الشَّجَرَةِ، وَعُمَرُ لَا يَدْرِي بِذَلِكَ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الْفَرَسِ فَجَاءَ بِهِ إِلَى عُمَرَ، وَعُمَرُ يَسْتَلْئِمُ

(4)

لِلْقِتَالِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ تَحْتَ

(5)

الشَّجَرَةِ قَالَ: فَانْطَلَقَ فَذَهَبَ مَعَهُ حَتَّى بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَهْيَ الَّتِي يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ.

[4174] وَقال هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا الْوَليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَن النَّاسَ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "صَنَعْنَا".

(2)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".

* [4172][التحفة: خ س 7032]

(3)

عليه صح.

(4)

عليه صح. وكذا على الكسرة التي تحت الهمزة صح.

ويستلئم: يلبس اللأمة بالهمز وهي الدرع. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 199).

(5)

على حاشية البقاعي: "عند" ونسبه لنسخة.

* [4173][التحفة: خ 7693]

ص: 326

الْحُدَيْبِيَةِ تَفَرَّقُوا فِي ظِلَالِ الشَّجَرِ، فَإِذَا النَّاسُ مُحْدِقُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ انْظُرْ مَا شَأْنُ النَّاسِ، قَدْ

(1)

أَحْدَقُوا

(2)

بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَهُمْ يُبَايِعُونَ فَبَايَعَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عُمَرَ، فَخَرَجَ فَبَايَعَ.

[4175] حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ اعْتَمَرَ فَطَافَ فَطُفْنَا

(3)

مَعَهُ وَصَلَّى وَصَلَّيْنَا

(4)

مَعَهُ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ لَا يُصِيبُهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ.

[4176] حدثنا

(5)

الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَصِينٍ قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: لَمَّا قَدِمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ مِنْ صِفِّينَ أَتَيْنَاهُ نَسْتَخْبِرُهُ فَقَالَ: اتَّهِمُوا الرَّأْيَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَهُ لَرَدَدْتُ، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، وَمَا وَضَعْنَا أَسيَافَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا لِأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ قَبْلَ هَذَا الْأَمْرِ، مَا نَسُدُّ مِنْهَا خُصْمًا

(6)

إِلَّا انْفَجَرَ عَلَيْنَا خُصْمٌ مَا نَدْرِي كَيْفَ نَأْتِي لَهُ!

(1)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "قال".

(2)

أحدقوا: أحاطوا. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 369).

* [4174][التحفة: خت 8238]

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فَصَلَّيْنَا".

* [4175][التحفة: خ د س ق 5155]

(5)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

خصما: جانبا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خصم).

* [4176][التحفة: خ م س 4661]

ص: 327

[4177] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي فَقَالَ:"أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاحْلِقْ، وَصُمْ ثَلَاْثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، أَوِ انْسُكْ

(1)

نَسِيكَةً"، قَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي بِأَيِّ هَذَا بَدَأَ.

[4178] حدثني

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ

(2)

، وَقَدْ حَصَرَنَا الْمُشْرِكُونَ

(2)

، قَالَ: وَكَانَتْ لِي وَفْرَةٌ

(3)

فَجَعَلَتِ

(4)

الْهَوَامُّ تَسَّاقَطُ عَلَى وَجْهِي، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}

(5)

.

‌37 - بَابُ

(6)

قِصَّةُِ

(7)

عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ

[4179] حدثني

(2)

عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ،

(1)

انسك: اذبح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).

* [4177][التحفة: خ م د ت س 11114]

(2)

عليه صح.

(3)

وفرة: شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).

(4)

على آخره صح.

(5)

[البقرة: 196].

نسك: جمع نسيكة وهي الذبيحة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).

* [4178][التحفة: خ م د ت س 11114]

(6)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(7)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضمة آخره لأبي ذر.

ص: 328

عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ، أَنَّ نَاسًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَتَكَلَّمُوا بِالْإِسْلَامِ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ

(1)

، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ، وَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ

(2)

فَأَمَرَهُمْ

(3)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَوْدٍ

(4)

وَرَاعٍ

(5)

، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا نَاحِيَةَ الْحَرَّةِ

(6)

كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَرُوا

(7)

أَعْيُنَهُمْ، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ، وَتُرِكُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ.

قَالَ قَتَادَةُ: بَلَغَنَا

(8)

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ

(9)

يَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ.

(1)

أهل ضرع: أهل البادية لا من أهل المدن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ريف).

(2)

واستوخموا المدينة: استثقلوها ولم يوافق هواؤها أبدانهم، (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وخم).

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَأَمَرَ لَهُمْ".

(4)

عليه صح.

بذود: هو من الإبل ما بين الثنتين إلى التسع. وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذود).

(5)

"وراعي" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

الحرة: الأرض ذات الحجارة السود، وهي هنا: أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرر).

(7)

"فَسَمَّرُوا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

فسمروا: هو أن تحمى مسامير الحديد، ثم تكحل بها العين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سمر).

(8)

"وبلغنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(9)

ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.

ص: 329

وَقَالَ

(1)

شُعْبَةُ وَأَبَانُ وَحَمَّادٌ

(2)

، عَنْ قَتَادَةَ: مِنْ عُرَيْنَةَ.

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَأَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ: قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ عُكْلٍ.

[4180] حدثنى

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ

(4)

الْحَوْضِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَالْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، قَالَ

(5)

: حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ - وَكَانَ مَعَهُ بِالشَّامِ - أَن عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتَشَارَ النَّاسَ يَوْمًا قَالَ

(6)

: مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْقَسَامَةِ

(7)

، فَقَالُوا: حَقٌّ قَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَضَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ قَبْلَكَ، قَالَ: وَأَبُو قِلَابَةَ خَلْفَ سَرِيرِهِ.

(1)

عليه صح، ولابن عساكر:"قال أبو عبد اللَّه: وقال"، وسقط من:"وقال شعبة" إلى: "باب غزوة ذي قرد" عند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت، وفي موضعه صح. وهو ثابت عندهم في آخر باب غزوة ذي قرد.

(2)

على آخره صح.

* [4179][التحفة: خ م س 1176]

(3)

كتب فوقه: "مؤخر"، وعليه صح. ومعناه أن هذا الحديث تأخر بعد قوله:"باب غزوة ذات القرد".

(4)

عليه صح.

(5)

كذا في النسخ المعتمدة بالإفراد، ووجهه العيني بان المراد به الحجّاج، فانظره. كتبه مصححه.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(7)

القسامة: اليمين، كالقسم، وحقيقتها أن يقسم من أولياء الدم خمسون نفرًا على استحقاقهم دم صاحبهم إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينًا، ولا يكون فيهم صبي، ولا امرأة، ولا مجنون، ولا عبد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسم).

ص: 330

فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: فَأَيْنَ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي الْعُرَنِيِّينَ؟ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: إِيَّايَ حَدَّثَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ: عَنْ أَنَسٍ: مِنْ عُرَيْنَةَ.

وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ: مِنْ عُكْلٍ

(1)

. ذَكَرَ الْقِصَّةَ.

‌38 - بَابُ

(2)

غَزْوَةُِ

(3)

ذَاتِ الْقَرَدِ

(4)

وَهْيَ

(5)

الْغَزْوَةُ الَّتِي أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ

(6)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ خَيْبَرَ بِثَلَاثٍ.

[4181] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكوَعِ يَقُولُ: خَرَجْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤَذَّنَ بِالْأُولَى، وَكَانَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْعَى بِذِي قَرَدَ، قَالَ: فَلَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَ: أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ: غَطَفَانُ، قَالَ: فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ

(7)

صَرَخَاتٍ، يَا صَبَاحَاهْ، قَالَ: فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ انْدَفَعْتُ عَلَى وَجْهِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُمْ، وَقَدْ أَخَذُوا يَسْتَقُونَ

(1)

مِنَ الْمَاءِ،

(1)

عليه صح.

* [4180][التحفة: خ م د س 945]

(2)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، وفي موضعه صح.

(3)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضمة لأبي ذر.

(4)

قوله: "ذَاتِ الْقَرَدِ" لأبي ذر وعليه صح: "ذِي قَرَدَ".

(5)

كتب فوقه: "مقدم". ومعناه أن هذا التبويب مقدم على حديث محمد بن عبد الرحيم السابق.

(6)

لقاح: هي ذوات الألبان، الواحدة: لقوح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لقح).

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِثَلَاثِ".

ص: 331

فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ بِنَبْلِي - وَكُنْتُ رَامِيًا - وَأَقُولُ:

أَنَا ابْنُ الْأَكوَعْ

الْيَوْمُ

(1)

يَوْمُ الرُّضَّعْ

(2)

وَأَرْتَجِزُ، حَتَّى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ مِنْهُمْ، وَاسْتَلَبْتُ مِنْهُمْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً، قَالَ: وَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ حَمَيْتُ الْقَوْمَ الْمَاءَ

(3)

وَهُمْ عِطَاشٌ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: "يَا ابْنَ الْأكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ

(4)

"، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْنَا وَيُرْدِفُنِي

(5)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَتِهِ، حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ

(6)

.

‌39 - بَابُ

(7)

غَزْوَةُِ

(8)

خَيْبَرَ

[4182] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمَانِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ - وَهْيَ مِنْ أَدْنَى خَيْبَرَ، صَلَّى الْعَصْرَ ثُمَّ دَعَا بِالْأَزْوَادِ

(9)

فَلَمْ

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"واليومُ".

(2)

الرُّضَّع: جمع راضع وهو اللئيم، والمراد: اليوم يوم هلاك اللئام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رضع).

(3)

حميت القوم الماء: منعتهم منه. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 300).

(4)

فأسجح: سهِّل وأحسِن العفو. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجح).

(5)

يردفني: الرِّدْف والرديف والإرداف: مِن الركوب خلف الراكب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 287).

(6)

قوله: "وقال شعبة" إلى: "باب غزوة ذي قرد": محله هنا عند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

* [4181][التحفة: خ م سي 4540]

(7)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(8)

عليه صح، ورقم على الضمة لأبي ذر.

(9)

بالأزواد: جمع زاد، وهو ما يتزود به في السفر من الطعام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زود).

ص: 332

يُؤْتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ

(1)

فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

[4183] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ: يَا عَامِرُ، أَلَا

(2)

تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ

(3)

- وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا

(4)

- فَنَزَلَ يَحْدُو

(5)

بِالْقَوْمِ يَقُولُ:

اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَاغْفِرْ فِدَاءً

(2)

لَكَ مَا أَبْقَيْنَا

(6)

وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

إِنَّا إِذَا صِيحَ بنَا أَبَيْنَا

(7)

وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا

(8)

عَلَيْنَا

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن هَذَا السَّائِقُ؟ " قَالُوا: عَامِرُ بْنُ الْأَكوَعِ، قَالَ:"يَرْحَمُهُ اللَّهُ"، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ، فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ فَحَاصَرْنَاهُمْ، حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ

(9)

شَدِيدَةٌ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَتَحَهَا

(1)

فثري: بللناه بالماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثرا).

* [4182][التحفة: خ س ق 4813]

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "هُنَيَّاتِكَ".

هنيهاتك: كلماتك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هنو)

(4)

لأبي ذر، والكشميهني:"حَدَّاءً".

(5)

يحدو: الحَدْوُ: غناء سوَّاق الإبل وزجره لها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 184).

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "اتَّقَيْنَا". وعلى حاشية البقاعي: "اقتفينا"، ونسبه لنسخة.

(7)

لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "أَتَيْنَا".

(8)

في نسخة: "أعْوَلُوا".

(9)

مخمصة: جوع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).

ص: 333

عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ مَسَاءَ الْيَوْمِ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا هَذِهِ النِّيرَانُ؟ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟ " قَالُوا: عَلَى لَحْمٍ، قَالَ:"عَلَى أَيِّ لَحْمٍ؟ " قَالُوا: لَحْمُِ

(1)

حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ

(2)

، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَهْرِيقُوهَا

(3)

وَاكْسِرُوهَا"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْ نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ: "أَوْ ذَاكَ". فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ قَصِيرًا، فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ وَيَرْجِعُ ذُبَابُ

(4)

سَيْفِهِ، فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهُ، قَالَ: فَلَمَّا قَفَلُوا، قَالَ سَلَمَةُ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي

(5)

، قَالَ:"مَا لَكَ؟ " قُلْتُ لَهُ: فَدَاكَ

(6)

أَبِي وَأُمِّي زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبَ مَنْ قَالَهُ إِنَّ

(7)

لَهُ لَأَجْرَيْنِ

(8)

- وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ - إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ

(9)

".

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ قَالَ: "نَشَأَ بِهَا

(10)

".

(1)

"لَحْمٌ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

كذا بالوجهين، وكتب عليه "معًا".

الإنسية: هي التي تألف البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنس).

(3)

على أوله صح. ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"هَرِيقُوهَا".

(4)

ذباب سيفه: طرفه الذي يُضرب به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذبب).

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَدِي".

(6)

ضبطت في النسخ التي بأيدينا بفتح الفاء، كتبه مصححه.

(7)

"وإن" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(8)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَجْرَيْنِ".

(9)

قوله: "مثلَه" عليه صح. ضبط بفتح اللام في غير نسخة مصححا عليه، وبضمها في نسخة، وبالهامش "مِثْلَهُ" ورقم عليه لأبي ذر، وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، بالفتح أيضا في الجميع، كتبه مصححه.

(10)

عليه صح.

* [4183][التحفة: خ م ق 4542]

ص: 334

[4184] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى خَيْبَرَ لَيْلًا، وَكَانَ إِذَا أَتَى قَوْمًا بِلَيْلٍ لَمْ يُغِرْ بِهِمْ

(1)

حَتَّى يُصْبِحَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتِ الْيَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ

(2)

وَمَكَاتِلِهِمْ

(3)

، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّد وَالْخَمِيسُ

(4)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ".

[4185] أخبرنا

(5)

صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: صَبَّحْنَا خَيْبَرَ بُكْرَةً فَخَرَجَ أَهْلُهَا بِالْمَسَاحِي، فَلَمَّا بَصُرُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: مُحَمَّد وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ". فَأَصَبْنَا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ

(6)

صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ

(7)

عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ فَإِنَّهَا رِجْسٌ

(8)

.

(1)

قوله: "يُغِرْ بِهِمْ" رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي، وأبي الوقت. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"يَقْرَبْهُمْ".

(2)

بمساحيهم: المَساحِي: جمع مِسْحاة، وهي المِجْرفة من الحديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحا).

(3)

مكاتلهم: وعاء كبير يسع خمسة عشر صاعًا، والصاع مكيال قدره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).

(4)

الخميس: الجيش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمس).

* [4184][التحفة: خ ت س 734]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(6)

بدلًا منه: "رسول اللَّه" كذا في غير فرع بلا رقم ولا تصحيح، وجعلها القسطلاني نسخة، كتبه مصححه.

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَنْهَاكُمْ".

(8)

رجس: قذر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجس).

* [4185][التحفة: خ س ق 1457]

ص: 335

[4186] حدثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ جَاءٍ

(2)

فَقَالَ: أُكِلَتِ الْحُمُرُ فَسَكَتَ، ثُمَّ أَتَاهُ

(3)

الثَّانِيَةَ فَقَالَ: أُكِلَتِ الْحُمُرُ فَسَكَتَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: أُفْنِيَتِ الْحُمُرُ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى فِي النَّاسِ: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ

(4)

، فَأُكْفِئَتِ

(5)

الْقُدُورُ، وَإِنَّهَا لَتَفُورُ بِاللَّحْمِ.

[4187] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ قَرِيبًا مِنْ خَيْبَرَ بِغَلَسٍ

(6)

، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ"، فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ، فَقَتَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ، وَكَانَ فِي السَّبْيِ صَفِيَّةُ فَصَارَتْ إِلَى دَِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، ثُمَّ صَارَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.

(1)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

"جاءي" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر؛ كذا في غير فرع على هذه الصورة، وقال القسطلاني:"إن رواية أبي ذر: "جاي" بالتحتية منونًا بدل الهمز". وقال: "الذي في اليونينية "جاءي" بهمزة ثم تحتية منونًا". كتبه مصححه.

(3)

"أتَى" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر في الموضعين.

(4)

الأهلية: التي تألف البيوت، ولها أصحاب، وهي مثل الإنسية، ضد الوحشية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أهل).

(5)

فأكفئت: كُبَّت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ).

* [4186][التحفة: خ م 1458]

(6)

بغلس: الغَلَس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلس).

ص: 336

فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ لِثَابِتٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، آنْتَ

(1)

قُلْتَ لِأَنَسٍ: مَا أَصْدَقَهَا؟ فَحَرَّكَ ثَابِتٌ رَأْسَهُ تَصْدِيقًا لَهُ.

[4188] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: سَبَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا. فَقَالَ

(2)

ثَابِتٌ لِأَنَسٍ: مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا فَأَعْتَقَهَا.

[4189] حدثنا

(3)

قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ، وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً

(4)

إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقِيلَ

(5)

: مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ" فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ، قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، قَالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالْأَرْضِ، وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ

(1)

عليه صح.

* [4187][التحفة: خ س 301]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

* [4188][التحفة: خ 1029]

(3)

قبل هذا الحديث حديث أبي موسى الذي في أول سنده "موسى بن إسماعيل"، ويليه "حدثنا قتيبة" عند أبي ذر.

(4)

شاذة ولا فاذة: لا يدع نفسًا إلا قتلها واستقصاها، وهو مثل يقال لمن استقصى الأمر، وهو كناية عن الشجاعة. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 150).

(5)

للأصيلي: "فَقَالُوا". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، وأبي الوقت، وابن عساكر:"فقال". ولأبي ذر، والكشميهني:"فقلت".

ص: 337

نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ:"وَمَا ذَاكَ؟ " قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ، فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ

(1)

سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو

(2)

لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

[4190] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْنَا خَيْبَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ: "هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ"، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ

(3)

قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ، فكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا

(4)

فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ انْتَحَرَ فُلَان فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: "قُمْ يَا فُلَانُ فَأَذِّنْ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ

(5)

الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ

(6)

الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ".

(1)

نصل: حديدة السهم والرمح، وهو السن. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 14).

(2)

عليه صح.

* [4189][التحفة: خ م 4780]

(3)

على آخره صح.

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "سَهْمًا".

(5)

قوله: "أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ" لأبي ذر وعليه صح: "أن لا يَدْخُلَ".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لَيُؤَيِّدُ".

ص: 338

تَابَعَهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَقَالَ شَبِيبٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ

(1)

.

وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

تَابَعَهُ صَالِحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي

(2)

مَنْ شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ

(3)

.

قَالَ

(4)

الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4191] حدثنا

(5)

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ - أَوْ قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ

(6)

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ارْبَعُوا

(7)

(1)

رقم عليه لأبي الوقت، وعليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"حُنَيْنًا" وبعده صح صح. وصوَّب عياض "خيبر" وقال: "إن الوهم من يونس".

(2)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"حدثني".

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "بِخيبرَ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

* [4190][التحفة: خ 13158]

(5)

هذا الحديث هو الذي تقدم التنبيه عليه بأنه مقدم على حديث قتيبة عند أبي ذر.

(6)

قوله: "اللَّهُ أَكْبَرُ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(7)

اربعوا: ارفقوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربع).

ص: 339

عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وَهُوَ مَعَكُمْ"، وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ لِي: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ"، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

، قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ

(2)

الْجَنَّةِ"، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فدَاكَ

(3)

أَبِي وَأُمِّي، قَالَ:"لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".

[4192] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ ضَرْبَةٌ أَصَابَتْنِي

(4)

يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ النَّاسُ: أُصِيبَ سَلَمَةُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ

(5)

صلى الله عليه وسلم فَنَفَثَ

(6)

فِيهِ ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ، فَمَا اشْتَكَيْتُهَا حَتَّى السَّاعَةِ.

[4193] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: الْتَقَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْمُشْرِكُونَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَاقْتَتَلُوا، فَمَالَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا

(1)

قوله: "رَسُولَ اللَّهِ" بدلًا منه: "يا رسولَ اللَّهِ" عليه صح، ورقم لأبي ذر.

(2)

قوله: "مِنْ كُنُوزِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

لم يضبط الفاء في اليونينية، وضبطها في الفرع بالفتح.

* [4191][التحفة: ع 9017]

(4)

لابن عساكر: "أصابتنا". ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"أصابَتْها".

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "إلى النبيِّ".

(6)

فنفث: النفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التَّفْل؛ لأن التَّفْل لا يكون إلا معه شيء من الريق. (انظر: النهاية لا غريب الحديث، مادة: نفث).

* [4192][التحفة: خ د 4546]

ص: 340

فَضَرَبَهَا

(1)

بِسَيْفِهِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَجْزَأَ أَحَدُهُمْ

(2)

مَا أَجْزَأَ فُلَانٌ، فَقَالَ:"إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ"، فَقَالُوا: أَيُّنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟! فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: لَأَتَّبِعَنَّهُ فَإِذَا أَسْرَعَ وَأَبْطَأَ كُنْتُ مَعَهُ، حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نِصَابَ

(3)

سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ:"وَمَا ذَاكَ؟ " فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَإِنَّهُ مِنْ

(4)

أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ

(5)

مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

[4194] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: نَظَرَ أَنَسٌ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَرَأَى طَيَالِسَةً

(6)

، فَقَالَ: كَأَنَّهُمُ السَّاعَةَ يَهُودُ خَيْبَرَ.

[4195] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ

(1)

عليه صح، وعلى حاشية البقاعي:"يضربها" ونسبه لنسخة.

(2)

عليه صح، ورقم عليه لأبي الوقت. ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"أحد".

(3)

نصاب: مقبض. (انظر: لسان العرب، مادة: نصب).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "لَمِنْ".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَإِنَّهُ".

* [4193][التحفة: خ 4723]

(6)

طيالسة: جمع طيلسان وهو شبه الأردية يوضع على الكتفين والظهر. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 324).

* [4194][التحفة: خ 1072]

ص: 341

سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ

(1)

رضي الله عنه تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ، وَكَانَ رَمِدًا

(2)

فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَحِقَ

(3)

، فَلَمَّا بِتْنَا اللَّيْلَةَ الَّتِي فُتِحَتْ قَالَ: "لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا، أَوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، يُفْتَحُ

(4)

عَلَيْهِ"، فَنَحْنُ نَرْجُوهَا فَقِيلَ: هَذَا عَلِيٌّ، فَأَعْطَاهُ فَفُتِحَ عَلَيْهِ.

[4196] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(5)

، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ:"لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ"، قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ

(6)

لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو

(7)

أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ:"أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ " فَقِيلَ

(8)

: هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، قَالَ: "فَأَرْسَِلُوا

(9)

إِلَيْهِ"، فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ، حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابْنُ أبي طالب".

(2)

رمدا: الرمد: وجع العين وانتفاخها. (انظر: لسان العرب، مادة: رمد).

(3)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "به".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "يَفْتَحُ اللَّهُ".

* [4195][التحفة: خ م 4543]

(5)

قوله: "ابْنُ سَعِيدٍ" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(6)

يدوكون: يخوضون ويختلطون. (مشارق الأنوار)(1/ 362).

(7)

لأبي ذر، وعليه صح:"يَرْجُونَ"، وعليه صح.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فقالوا".

(9)

كذا بالوجهين، وكتب عليه "معا".

ص: 342

فَقَالَ: "انْفُذْ

(1)

عَلَى رِسْلِكَ

(2)

، حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ

(3)

يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ

(4)

".

[4197] حدثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(5)

. ح وَحَدَّثَنِي

(6)

أَحْمَدُ

(7)

، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ

(8)

، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْنَا خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ، ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا

(9)

، فَاصْطَفَاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا

(10)

سَُدَّ

(11)

الصَّهْبَاءِ حَلَّتْ، فَبَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَنَعَ

(1)

انفذ: انفصل وامض سالما. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفذ).

(2)

رسلك: الرسل: التأني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل).

(3)

بفتح اللام والهمزة، ووقعت في اليونينية بكسرها مع فتح الهمزة، أفاده القسطلاني وغيره.

(4)

النعم: الإبل، وحمرها: أفضلها. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 17).

* [4196][التحفة: خ م س 4777]

(5)

قوله: "ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(6)

عليه صح.

(7)

بعده: "ابْنُ عيسى" كذا في غير فرع بلا رقم، ونسبها القسطلاني لكريمة. كتبه مصححه.

(8)

عليه صح. في القسطلاني: كذا في النسخ المعتمدة "ابن عبد الرحمن الزهري"، وفي اليونينية وفرعها "عن الزهري" لكنه شطب بالحمرة على "عن" وكتب فوقها علامة السقوط لأبي ذر، وصحح عليها، وضبط "الزهري" بالرفع، وصحح عليها. اهـ. وهو كذلك في الفروع التي بأيدينا، كتبه مصححه.

(9)

على حاشية البقاعي: "عروسٌ" بالرفع بلا رقم وعليه: "معا".

(10)

رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح. وبدلا منه:"بَلَغَ بِهَا"، وعليه صح، هكذا في اليونينية بخط الأصل بلا رقم.

(11)

كذا بالضبطين، وكتب عليه "معا". ولأبي ذر وعليه صح:"سَدَّ".

ص: 343

حَيْسًا

(1)

فِي نِطَعٍ

(2)

صَغِيرٍ، ثُمَّ قَالَ لِي: "آذِنْ

(3)

مَنْ حَوْلَكَ"، فَكَانَتْ تِلْكَ وَليمَتَهُ

(4)

عَلَى صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُحَوِّي

(5)

لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيضَعُ رُكْبَتَهُ وَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ.

[4198] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقَامَ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ بِطَرِيقِ خَيْبَرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، حَتَّى أَعْرَسَ بِهَا، وَكَانَتْ

(6)

فِيمَنْ

(7)

ضُرِبَ

(8)

عَلَيْهَا الْحِجَابُ

(9)

.

[4199] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: أَقَامَ

(10)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ خَيْبَرَ

(1)

حيسا: الحيس: الطعام المتخَذ من التَّمْر والأَقِط والسَّمْن، وقد يُجعل عِوَضَ الأَقِط الدقيق، أو الفَتِيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حيس).

(2)

نطع: هو الذي يفترش من الجلود. (انظر: هدي الساري)(ص 196).

(3)

قوله: "قَالَ لِي: آذِنْ" لأبي ذر وعليه صح: "قَالَ: آذِنْ".

(4)

لأبي ذر عن الحَمُّوي والمستملي: "وليمةً".

(5)

يحوي: التحوية أن يدير كساء حول سنام البعير ثم يركبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوا).

* [4197][التحفة: د 1117]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "وكان" وعليه صح.

(7)

لأبي ذر والمستملي: "فيما".

(8)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "ضَرَبَ".

(9)

عليه صح.

* [4198][التحفة: خ س 796]

(10)

لأبي ذر عن الحموي: "قامَ".

ص: 344

وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَليمَتِهِ، وَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ، وَمَا كَانَ فِيهَا إِلَّا أَنْ

(1)

أَمَرَ بِلَالًا بِالْأَنْطَاعِ فَبُسِطَتْ، فَأَلْقَى عَلَيْهَا التَّمْرَ وَالْأَقِطَ وَالسَّمْنَ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ مَا مَلكَتْ يَمِينُهُ، قَالُوا

(2)

: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلكَتْ يَمِينُهُ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّأَ

(3)

لَهَا خَلْفَهُ وَمَدَّ الْحِجَابَ.

[4200] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَدَّثَنِي

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَهْبٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مُحَاصِرِي خَيْبَرَ، فَرَمَى إِنْسَانٌ بِجِرَابٍ فِيهِ شَحْمٌ فَنَزَوْتُ

(4)

لِآخُذَهُ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَحْيَيْتُ.

[4201] حدثني

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ الثَّوْمِ

(5)

، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ

(6)

الْأَهْلِيَّةِ.

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فقالوا".

(3)

وطأ: هيأ ومهد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وطأ).

* [4199][التحفة: خ 746]

(4)

فنزوت: وثبت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نزا).

* [4200][التحفة: خ م د س 9656]

(5)

ثاء "الثوم" مفتوحة في اليونينية في الموضعين، مصحح عليها في الفرع، وكذا هو في القسطلاني عنهما، وفي القاموس "الثوم" بالضم، كتبه مصححه.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "حمر".

ص: 345

نَهَى عَنْ أَكْلِ الثُّومِ هُو

(1)

عَنْ نَافِعٍ وَحْدَهُ، وَلُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ عَنْ سَالِمٍ.

[4202] حدثني

(2)

يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

(3)

رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ أَكْلِ

(4)

الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ

(5)

.

[4203] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا

(6)

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ.

[4204] حدثني

(7)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وهو".

* [4201][التحفة: خ م س 6769]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

قوله: "ابْنِ أَبِي طَالِبٍ" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(4)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "لحوم".

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حُمُرِ الْأَنَسِيَّةِ"، ونسب على حاشية البقاعي لفظة:"حمر" للكشميهني.

* [4202][التحفة: خ م ت س ق 10263]

(6)

"أخبرنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4203][التحفة: 7931]

(7)

عليه صح.

* [4204][التحفة: خ م س 6769]

ص: 346

[4205] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ

(2)

، وَرَخَّصَ فِي الْخَيْلِ.

[4206] حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: أَصَابَتْنَا

(3)

مَجَاعَةٌ يَوْمَ خَيْبَرَ فَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَغْلِي، قَالَ: وَبَعْضُهَا نَضِجَتْ، فَجَاءَ مُنَادِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا وَأَهْرِقُوهَا "

(4)

.

قَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى: فَتَحَدَّثْنَا أَنَّهُ إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا؛ لِأَنَّهَا لَمْ تُخَمَّسْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَهَى عَنْهَا الْبَتَّةَ

(5)

؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ

(6)

.

[4207 - 4208] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهم، أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَصَابُوا حُمُرًا، فَطَبَخُوهَا

(7)

فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(8)

: "أَكْفِئُوا

(9)

الْقُدُورَ".

(1)

قوله: "رَسُولُ اللَّهِ" لأبي ذر، وعليه صح:"النبيُّ".

(2)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "الأهلية".

* [4205][التحفة: خ م د س 2639]

(3)

للأصيلي: "يقول: أصابتنا"، وعليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وَهَرِيقُوهَا".

(5)

هي في اليونينية بغير همز.

(6)

العذرة: الغائط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عذر).

* [4206][التحفة: خ م س ق 5164]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فَاطَّبَخُوهَا".

(8)

ليس في اليونينية "وسلم".

(9)

"اكْفوُا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر وبعده صح.

* [4207 - 4208][التحفة: خ م 1795]

ص: 347

[4209 - 4210] حدثني

(1)

إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهم، يُحَدِّثَانِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ - وَقَدْ نَصَبُوا الْقُدُورَ:"أَكْفِئُوا الْقُدُورَ".

[4211] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.

[4212] حدثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَامِرٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ

(2)

رضي الله عنهما قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ أَنْ نُلْقِيَ

(1)

الْحُمُرَ الْأَهْلِيَّةَ نِيئَةً وَنَضِيجَةً، ثُمَّ لَمْ يَأْمُرْنَا بِأَكْلِهِ بَعْدُ.

[4213] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَا أَدْرِي أَنَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ حَمُولَةَ

(3)

النَّاسِ فَكَرِهَ أَنْ تَذْهَبَ حَمُولَتُهُمْ، أَوْ حَرَّمَهُ فِي

(4)

يَوْمِ خَيْبَرَ لَحْمَ الْحُمُرِ

(5)

الْأَهْلِيَّةِ.

(1)

عليه صح.

* [4209 - 4210][التحفة: خ م 1795]

* [4211][التحفة: خ م 1795]

(2)

قوله: "ابْنِ عَازِبٍ" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

* [4212][التحفة: خ م س ق 1770]

(3)

حمولة: ما يحتمل عليه الناس من الدواب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمل).

(4)

رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.

(5)

"حُمُرِ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4213][التحفة: خ م 5768]

ص: 348

[4214] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَللرَّاجِلِ

(1)

سَهْمًا.

قَالَ: فَسَّرَهُ نَافِعٌ فَقَالَ: إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ فَرَسٌ فَلَهُ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَسٌ فَلَهُ سَهْمٌ.

[4215] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ مِنْ خُمْسِ خَيْبَرَ وَتَرَكْتَنَا، وَنَحْنُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْكَ، فَقَالَ: "إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ، وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ

(2)

وَاحِدٌ".

قَالَ جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَبَنِي نَوْفَلٍ شَيْئًا.

[4216] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ونَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ، أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمْ، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ وَالْآخَرُ أَبُو رُهْمٍ - إِمَّا قَالَ: بِضْعٌ

(4)

، وَإِمَّا قَالَ: فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ، أَوِ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي

(5)

- فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ،

(1)

للراجل: للماشي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).

* [4214][التحفة: خ 7889]

(2)

لأبي ذر عن المستملي: "سِيٌّ".

* [4215][التحفة: خ د س ق 3185]

(3)

عليه صح.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "بِضعًا". وللأصيلي: "فِي بِضْعٍ".

(5)

لأبي ذر، والمستملي:"من قَوْمِهِ".

ص: 349

فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا، يَعْنِي: لِأَهْلِ السَّفِينَةِ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ.

وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ - وَهِيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا - عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَائِرَةً، وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَ عُمَرُ: الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ الْبَحْرِيَّةُ

(1)

هَذِهِ، قَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ، قَالَ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكُمْ، فَغَضِبَتْ، وَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارِ - أَوْ فِي أَرْضِ - الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم، وَايْمُ اللَّهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا، وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأَسْأَلُهُ، وَاللَّهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ.

فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ عُمَرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ:"فَمَا قُلْتِ لَهُ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ، وَلَهُ وَلِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلكمْ أَنْتُمْ أَهْلَ

(4)

السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ".

(1)

قوله: "الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ الْبَحْرِيَّةُ" كذا في اليونينية: "الْحَبَشِيَّةُ"، "الْبَحْرِيَّةُ" بغير مد الهمزة فيهما، وفي القسطلاني بمدِّها.

(2)

لأبي ذر، وعليه صح:"رسولِ اللَّهِ".

(3)

قوله: "لِرَسُولِ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح: "للنبيِّ".

(4)

عليه صح صح.

ص: 350

قَالَتْ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي

(1)

أَرْسَالًا

(2)

يَسْأَلُونِي

(3)

عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَلَقَدْ

(4)

رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنِّي.

[4217] قال

(5)

أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الْأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ، حِينَ يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ وَأَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهَارِ، وَ

(6)

مِنْهُمْ حَكِيمٌ إِذَا لَقِيَ الْخَيْلَ - أَوْ قَالَ: الْعَدُوَّ - قَالَ لَهُمْ: إِن أَصْحَابِي يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ"

(7)

.

[4218] حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(8)

، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ فَقَسَمَ لَنَا، وَلَمْ يَقْسِمْ لِأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدِ الْفَتْحَ غَيْرَنَا

(9)

.

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَأْتُونَنِي". ولأبي ذر عن الكشميهني: "يأتُونَ أسماءَ".

(2)

أرسالا: أفواجًا، وفرقًا متقطعة، يتبع بعضهم بعضا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "يَسْأَلُونَنِي".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "ولقد".

* [4216][التحفة: خ م 9051]

(5)

"وقال" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "تُنْظِرُوهُمْ".

* [4217][التحفة: خ م 9055]

(8)

قوله: "ابنُ عَبْدِ اللَّهِ" ليس عند أبي ذر.

(9)

كذا ضبط الراء بالفتح والكسر، وجعل على الكسرة صح.

* [4218][التحفة: خ د ت 9049]

ص: 351

[4219] حدثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ - مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ - أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ وَلَمْ

(2)

نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً إِنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالْإِبِلَ

(3)

وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى وَادِي الْقُرَى، وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ: مِدْعَمٌ أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ

(4)

، حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَلَى

(5)

، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ

(6)

التِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا"، فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشِرَاكٍ

(7)

أَوْ بِشِرَاكَيْنِ فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ".

[4220] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ

(1)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

لأبي ذر، وعليه صح، وأبي الوقت:"فَلَمْ".

(3)

بعده على حاشية البقاعي: "والغنم" ونسبه لنسخة.

(4)

عائر: هو الذي لا يُدرى من رماه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عير).

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بل".

(6)

الشملة: كساء يُتَغَطَّي به ويُتَلَفَّف فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شمل).

(7)

بشراك: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرك).

* [4219][التحفة: خ م د س 12916]

ص: 352

لَوْلَا أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ النَّاسِ بَبَّانًا

(1)

لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ مَا فُتِحَتْ عَلَيَّ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُهَا خِزَانَةً لَهُمْ يَقْتَسِمُونَهَا.

[4221] حدثني

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: لَوْلَا آخِرُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ.

[4222] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَسَأَلَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَن أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ، قَالَ لَهُ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: لَا تُعْطِهِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ، فَقَالَ: وَا عَجَبَاهُ لِوَبْرٍ

(3)

تَدَلَّى مِنْ قَدُومِ الضَّأْنِ

(4)

.

[4223] وَيُذْكَرُ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُخْبِرُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِي

(5)

قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قِبَلَ نَجْدٍ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَدِمَ أَبَانُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى

(1)

ببانا: شيئا واحدًا. (انظر: هدي الساري)(ص 88).

* [4220][التحفة: خ د 10389]

(2)

عليه صح.

[4221][التحفة: خ د 10389]

(3)

لوبر: دويْبة على قدر السنور، غبراء أو بيضاء. (انظر: انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبر).

(4)

قدوم الضأن: قيل هي ثنية، أو جبل بالسراة من أرض دوس، وقيل: القدوم: ما تقدم من الشاة، وهو رأسها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قدم).

* [4222][التحفة: خ د 14280]

(5)

"العاصي" بياء بعد الصاد في غير فرع، كتبه مصححه.

ص: 353

النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ بَعْدَمَا افْتَتَحَهَا، وَإِنَّ حُزْمَ

(1)

خَيْلِهِمْ لَلِيفٌ

(2)

، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَقْسِمْ لَهُمْ، قَالَ أَبَانُ: وَأَنْتَ بِهَذَا يَا وَبْرُ، تَحَدَّرَ مِنْ رَأْسِ ضَأْنٍ

(3)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَانُ اجْلِسْ"، فَلَمْ

(4)

يَقْسِمْ لَهُمْ

(5)

.

[4224] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

(6)

، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي، أَنَّ أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ، وَقَالَ

(7)

أَبَانُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: وَاعَجَبَا لَكَ، وَبْرٌ تَدَأْدَأَ

(8)

مِنْ قَدُومِ ضَأْنٍ يَنْعَى عَلَيَّ امْرَأً أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِيَدِي، وَمَنَعَهُ أَنْ يُهِينَنِي

(9)

بِيَدِهِ.

[4225 - 4226] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام بِنْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ

(1)

كذا في اليونينية الزاي ساكنة.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "اللِّيفُ".

(3)

كذا للأصيلي. وبدلا منه: "ضَالِ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وعلى آخره "خف"، يعني: كذا عندهم بالتخفيف.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "ولم".

(5)

بعده لأبي ذر عن المستملي: "قال أبو عبد اللَّه: الضَّالُ السّدْرُ"، وأشار على حاشية البقاعي أنه في نسخة:"سدره البر".

(6)

قوله: "ابنِ سَعِيدٍ" ليس عند أبي ذر.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(8)

لأبي ذر عن المستملي: "تَدارَا".

تدأدأ: أقبل علينا مُسرعا وهو من الدِّئْدَاء: أشد عَدو البَعير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دأدأ).

(9)

"يُهِنِّي" عليه صح، ورقم عليه للقابسي. كذا في غير فرع، والقسطلاني أيضا وانظر وجهها، كتبه مصححه.

* [4224][التحفة: خ 13086]

ص: 354

تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَفَدَكٍ

(1)

وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَالِ"، وَإِنِّي واللَّهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَ

(2)

عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه

(3)

، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، فَوَجَدَتْ

(4)

فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ وَصَلَّى عَلَيْهَا، وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتِ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ، فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ

(5)

تِلْكَ الْأَشْهُرَ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنِ ائْتِنَا وَلَا يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ

(6)

، فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَاللَّهِ لَا تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا عَسَيْتَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا

(7)

بِي، واللَّهِ لَآتِيَنَّهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فَقَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا فَضْلَكَ وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، وَلَمْ نَنْفَسْ

(8)

عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالْأَمْرِ، وَكُنَّا نَرَى لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَصِيبًا، حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ

(1)

كذا بالضبطين، وكتب عليه "معا".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "كَانَتْ".

(3)

ليس في اليونينية "وسلم".

(4)

فتح الجيم من الفرع.

(5)

على حاشية البقاعي: "بايع" ونسبه لنسخة.

(6)

قوله: "لِمَحْضَرِ عُمَرَ" لأبي ذر وعليه صح: "لِيَحْضُرَ عمرُ"، وعليه صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "يَفْعَلُوهُ".

(8)

ننفس: نحسد. (انظر: لسان العرب، مادة: نفس).

ص: 355

أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي، وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَمْوَالِ فَلَمْ

(1)

آلُ فِيهَا عَنِ الْخَيْرِ، وَلَمْ أَترُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلَّا صَنَعْتُهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَُ لِلْبَيْعَةِ. فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وَتَخَلُّفَهُ عَنِ الْبَيْعَةِ وَعَُذَْرَهُ

(2)

بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فَعَظَّمَ

(3)

حَقَّ أَبِي بَكْرٍ، وَحَدَّثَ أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ نَفَاسَةً

(4)

عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَلَا إِنْكَارًا

(5)

لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ، وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ نَصِيبًا، فَاسْتَبَدَّ

(6)

عَلَيْنَا فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا، فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا: أَصَبْتَ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَلِيٍّ قَرِيبًا حِينَ رَاجَعَ الْأَمْرَ الْمَعْرُوفَ.

[4227] حدثني

(7)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا

(8)

حَرَمِيٌّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَارَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ قُلْنَا: الْآنَ نَشْبَعُ مِنَ التَّمْرِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"فَإِنِّي لَمْ".

(2)

الفتح لأبي ذر مثال: "نَهَرَهُ". من اليونينية.

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وعَظَّمَ".

(4)

على آخره صح.

(5)

قوله: "نفاسة" و"إنكارا" كذا في جميع النسخ الخط والطبع، مصححا عليه في الفروع، وكتب بهامش نسخة قديمة: صوابه "نفاسةٌ" و"إنكارٌ"، كتبه مصححه.

(6)

"واستبدّ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4225 - 4226][التحفة: خ م د س 6630]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".

* [4227][التحفة: خ 17401]

ص: 356

[4228] حدثنا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: مَا شَبِعْنَا حَتَّى فَتَحْنَا خَيْبَرَ.

‌40 - بَابُ

(1)

اسْتِعْمَالُِ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَهْلِ خَيْبَرَ

[4229 - 4230] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَى خَيْبَرَ، فَجَاءَهُ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ

(3)

، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ

(4)

تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا؟ " فَقَالَ

(5)

: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَأْخُذُ الصَّاعَ مِنْ هَذَا بِالصَّاعَيْنِ بِالثَّلَاثَةِ

(6)

، فَقَالَ: "لَا تَفْعَلْ، بعِ الْجَمْعَ

(7)

بِالدَّرَاهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بِالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا".

[4231 - 4232] وَقال عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ: عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ سَعِيدٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَاهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعَثَ أَخَا بَنِي عَدِيٍّ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى خَيْبَرَ فَأَمَّرَهُ عَلَيْهَا.

* [4228][التحفة: خ 7207]

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضمة آخره لأبي ذر.

(3)

جنيب: نوعٌ جَيِّدٌ معروفٌ من أنواع التَّمْر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنب).

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَكُلُّ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

(6)

عليه صح.

(7)

الجمع: تَمْرٌ مختلط من أنواع متفرقة وليس مرغوبًا فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمع).

* [4229 - 4230][التحفة: خ م س 4044]

ص: 357

وَعَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ مِثْلَهُ.

‌41 - بَابُ

(1)

مُعَامَلَةُِ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ خَيْبَرَ

[4233] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ الْيَهُودَ أَنْ يَعْمَلُوهَا وَيَزْرَعُوهَا، وَلَهُمْ شَطْرُ

(3)

مَا يَخْرُجُ مِنْهَا.

‌42 - بَابُ الشَّاةِ الَّتِي سُمَّتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ

رَوَاهُ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4234] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ.

‌43 - بَابُ

(1)

غَزْوَةُِ

(4)

زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

[4235] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ عَلَى

* [4231 - 4232][التحفة: خ م س 4044]

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضمة لأبي ذر.

(3)

شطر: نصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).

* [4233][التحفة: خ 7624]

* [4234][التحفة: خ س 13008]

(4)

كذا بالضبطين، ورقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.

ص: 358

قَوْمٍ، فَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ:"إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ".

‌44 - بَابُ

(1)

عُمْرَةِ

(2)

الْقَضَاءِ

ذَكَرَهُ أَنَسٌ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4236] حدثني

(3)

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا

(4)

اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في ذِي الْقَعْدَةِ فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ، حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ

(5)

كَتَبُوا: هَذَا مَا قَاضَى

(6)

عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ، قَالُوا: لَا نُقِرُّ

(7)

بِهَذَا

(8)

، لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ شَيْئًا، وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ:"أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ"، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ

(9)

: "امْحُ رَسُولَ اللَّهِ"،

* [4235][التحفة: خ 7165]

(1)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح، وليس عند أبي ذر عن الحموي والكشميهني. ولأبي ذر عن المستملي:"باب غزوة القضاء".

(2)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر والحموي والكشميهني.

(3)

لأبي ذر والمستملي: "حدثنا".

(4)

ليس عند ابن عساكر.

(5)

قوله: "كتبوا الكتاب" لأبي ذر وعليه صح: "كُتِبَ الْكِتَابُ".

(6)

لأبي ذر والكشميهني: "قَاضَانَا".

(7)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "لك".

(8)

على آخره صح.

(9)

بعده لأبي ذر وابن عساكر وعليهما صح: "ابنِ أبي طالب رضي الله عنه".

ص: 359

قَالَ عَلِيٌّ

(1)

: لَا وَاللَّهِ لَا أَمْحُوكَ أَبَدًا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَا يُدْخِلُ مَكَّةَ السِّلَاحَ إِلَّا السَّيْفَ فِي الْقِرَابِ

(3)

، وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ، وَأَنْ لَا يَمْنَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدًا إِنْ

(4)

أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا، فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الْأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ: اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الْأَجَلُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَبِعَتْهُ ابْنَةُ

(5)

حَمْزَةَ تُنَادِي: يَا عَمِّ يَا عَمِّ، فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ عليها السلام: دُونَكِ ابْنَةَ

(6)

عَمِّكِ حَمَلَتْهَا

(7)

، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ، قَالَ

(8)

عَلِيٌّ: أَنَا أَخَذْتُهَا، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّي، وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ

(9)

عَمِّي، وَخَالَتُهَا تَحْتِي، وَقَالَ

(10)

زَيْدٌ: ابْنَةُ

(6)

أَخِي، فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ

(11)

صلى الله عليه وسلم لِخَالَتِهَا، وَقَالَ:"الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ"، وَقَالَ

(12)

لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي، وَأَنَا

(1)

ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح.

(2)

بعده لأبي ذر، وابن عساكر وعلى الأول صح:"عليه".

(3)

القراب: شبه الجراب، يَطْرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطَه، وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرب).

(4)

رمز له بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

لابن عساكر: "بنت".

(6)

لأبي ذر وابن عساكر وعليهما صح: "بنت".

(7)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "حَمِّلِيهَا". وعند الأصيلي: "احمِلِيها"، وعليه صح.

(8)

لابن عساكر: "فقال".

(9)

"بنت" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(10)

"فقال" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(11)

"رسول اللَّه" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(12)

عليه صح.

ص: 360

مِنْكَ"، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: "أَشبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي"، وَقَالَ لِزَيْدٍ: "أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا"، وَقَالَ

(1)

عَلِيٌّ: أَلَا تَتَزَوَّجُ بِنْتَ حَمْزَةَ؟ قَالَ: "إِنَّهَا ابْنَةُ

(2)

أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ".

[4237] حدثني مُحَمَّدُ

(3)

بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ

(4)

، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ. ح

(5)

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خرَجَ مُعْتَمِرًا، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ وَحَلَقَ رَأْسَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يَعْتَمِرَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَلَا يَحْمِلَ سِلَاحًا عَلَيْهِمْ إِلَّا سُيُوفًا، وَلَا يُقِيمَ بِهَا إِلَّا مَا أَحَبُّوا، فَاعْتَمَرَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَدَخَلَهَا كَمَا كَانَ صَالَحَهُمْ، فَلَمَّا أَنْ أَقَامَ بِهَا ثَلَاثًا أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ.

[4238] حدثني

(6)

عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما جَالِسٌ

(1)

رقم على الواو بعلامة السقط، ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وعلى الأول صح:"قال".

(2)

لأبي ذر وابن عساكر، وعليهما صح:"بنت".

* [4236][التحفة: خ ت 1803]

(3)

بعده لأبي ذر: "هو" وعليه صح.

(4)

على أوله صح.

(5)

"قال: وحدثني" كذا في نسخة خط معتمدة، وفي العيني الطبع "ح قال: وحدثني"، وفي القسطلاني عكسه، كتبه مصححه. وصحح على أوله.

* [4237][التحفة: خ 8257]

(6)

"حدثنا" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر وابن عساكر.

ص: 361

إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ قَالَ: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ

(1)

: أَرْبَعًا، ثُمَّ

(2)

سَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ، قَالَ عُرْوَةُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تَسْمَعِينَ

(3)

مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ، فَقَالَتْ: مَا اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عُمْرَةً

(4)

إِلَّا وَهُوَ شَاهِدُهُ، وَمَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ قَطُّ.

[4239] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، سَمِعَ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: لَمَّا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم سَتَرْنَاهُ مِنْ غِلْمَانِ الْمُشْرِكِينَ وَمِنْهُمْ أَنْ يُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[4240] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، هُوَ: ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَفْدٌ

(6)

وَهَنَهُمْ

(7)

حُمَّى يَثْرِبَ، وَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ

(1)

عليه صح.

(2)

قوله: "أربعا ثم إلخ" كذا في جميع النسخ الخط الصحيحة هنا بدون زيادة "إحداهن في رجب"، وهي ثابتة فيها في:"باب كم اعتمر؟ " كتبه مصححه.

(3)

قوله: "ألا تسمعين" لأبي ذر عن الكشميهني: "أَلَمْ تَسْمَعِي".

(4)

رقم عليه لأبي ذر والكشميهني.

* [4238][التحفة: خ م د ت س 7384]

(5)

قوله: "رسول اللَّه" لابن عساكر: "النبي".

* [4239][التحفة: خ د س ق 5155]

(6)

رقم عليه لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"وَقَدْ".

(7)

"وهنهم" كذا في اليونينية بلفظ واحد في الأصل والهامش من غير تاء في إحداهما، وفي بعض الفروع شدة على الهاء التي بالهامش وفي "الفتح":"وَهَنَتْهُمْ" بتخفيف الهاء وبتشديدها. اهـ ملخصًا من الهامش. وقال العيني: وهنهم أي: أضعفهم، ويروى:"وهنتهم" بتأنيث الفعل، ويروى:"أوهنتهم" بزيادة الألف في أوله. كتبه مصححه.

ص: 362

يَرْمُلُوا

(1)

الْأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ، وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ

(2)

.

وَزَادَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

(3)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَامِهِ الَّذِي اسْتَأْمَنَ، قَالَ:"ارْمُلُوا"؛ لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَهُمْ وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ

(4)

.

[4241] حدثني مُحَمَّدٌ، عَنْ

(5)

سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّمَا سَعَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ

(6)

.

[4242] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ميْمُونَةَ

(7)

وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلَالٌ

(8)

، وَمَاتَتْ بِسَرِفَ.

(1)

يرملوا: الرمل: الإسراع في المشي وهَزُّ المَنكبين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمل).

(2)

هنا للأصيلي: "قال أبو عبد اللَّه".

(3)

قوله: "ابن جبير" ليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

(4)

هذا الحديث مؤخر عن الذي يليه.

* [4240][التحفة: س 8438]

(5)

للأصيلي، وابن عساكر:"أخبرنا".

(6)

هذا الحديث مقدم على الذي قبله.

* [4241][التحفة: خ م س 5943]

(7)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(8)

حلال: غير محرم ولا متلبس بأسباب الحج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلل).

* [4242][التحفة: خ د ت 5990]

ص: 363

[4243] وَزَادَ

(1)

ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَأَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ.

‌45 - بَابُ

(2)

غَزْوَةُِ

(3)

مُؤْتَةَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ

[4244] حدثنا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ

(4)

ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى جَعْفَرٍ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ قَتِيلٌ، فَعَدَدْتُ بِهِ خَمْسِينَ بَيْنَ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ لَيْسَ مِنْهَا

(5)

شَيْءٌ فِي دُبُرِهِ، يَعْنِي: فِي ظَهْرِهِ

(6)

.

[4245] أخبرنا

(7)

أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ

(8)

، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(9)

بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ"، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ،

(1)

لأبي ذر: "زاد"، وقبله للأصيلي:"قال أبو عبد اللَّه".

(2)

ليس عند أبي ذر وابن عساكر، وعليه صح.

(3)

عليه صح، ورقم على الضم لأبي ذر.

(4)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فِيهَا".

(6)

قوله: "يعني: في ظهره" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، ورقم على الأول صح.

* [4244][التحفة: خ 7668]

(7)

لأبي ذر والأصيلي وعليهما صح، وابن عساكر:"حدثنا".

(8)

"سعيد" وعليه صح، ورقم عليه للأصيلي، وابن عساكر.

(9)

قوله: "عبد اللَّه" عليه صح، وليس عند أبي ذر وابن عساكر.

ص: 364

فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَجَدْنَاهُ فِي الْقَتْلَى، وَوَجَدْنَا مَا

(1)

فِي جَسَدِهِ بِضْعًا وَتِسْعِينَ مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ.

[4246] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقَالَ: "أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ

(2)

جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ

(2)

ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ

(3)

، حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ".

[4247] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: لَمَّا جَاءَ

(2)

قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رضي الله عنهم

(4)

، جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ

(5)

، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَنَا أَطَّلِعُ مِنْ صَائِرِ الْبَابِ، تَعْنِي: مِنْ شَقِّ 2) الْبَابِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ، قَالَ: وَذَكَرَ

(6)

بُكَاءَهُنَّ،

(1)

ليس عند الأصيلي، وابن عساكر.

* [4245][التحفة: خ 7718]

(2)

عليه صح.

(3)

تذرفان: ذرَفَت العين تذرِف إذا جرى دمعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرف).

* [4246][التحفة: خ س 820]

(4)

قوله: "ابْنِ حَارِثَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رضي الله عنهم" لأبي ذر وابن عساكر وعليهما صح: "ابن رواحة وابن حارثة وجعفر بن أبي طالب رضوان اللَّه عليهم".

(5)

ضبطه أبو ذر بالتحريك اهـ من اليونينية.

(6)

قوله: "قال: وذكر" رقم على ثانيه لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر وابن عساكر وعليهما صح: "قَالَتْ: فَذَكَرَ".

ص: 365

فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُنَّ، قَالَ: فَذَهَبَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى، فَقَالَ: قَدْ نَهَيْتُهُنَّ، وَذَكَرَ أَنَّهُ

(1)

لَمْ يُطِعْنَهُ، قَالَ: فَأَمَرَ

(2)

أَيْضًا، فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَى، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ غَلَبْنَنَا، فَزَعَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَاحْثُ

(3)

فِي أَفْوَاهِهِنَّ مِنَ التُّرَابِ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: أَرْغَمَ

(4)

اللَّهُ أَنْفَكَ، فَوَاللَّهِ مَا أَنْتَ تَفْعَلُ، وَمَا تَرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَنَاءِ.

[4248] حدثني

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَيَّا ابْنَ جَعْفَرٍ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ.

[4249] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَليدِ يَقُولُ: لَقَدِ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَمَا بَقِيَ فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ

(6)

يَمَانِيَةٌ.

[4250] حدثني

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَليدِ يَقُولُ: لَقَدْ دُقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي

(7)

يَمَانِيَةٌ.

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"أَنَّهُنَّ" وبعده صح.

(2)

عليه صح. ولم يضبطه في اليونينية وضبطه في الفرع مبنيا للفاعل.

(3)

فاحث: ارمِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حثا).

(4)

أرغم: ألصقه بالرغام، وهو التراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رغم).

* [4247][التحفة: خ م د س 17932]

(5)

عليه صح.

* [4248][التحفة: خ س 7112]

(6)

صفيحة: الصفيحة من السيوف: العريض. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 49).

* [4249][التحفة: خ 3506]

(7)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4250][التحفة: خ 3506]

ص: 366

[4251] حدثني

(1)

عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي وَا جَبَلَاهْ وَا كَذَا وَا كَذَا تُعَدِّدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ: مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا قِيلَ لِي: آنْتَ كَذَلِكَ

(2)

.

[4252] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْثَرُ

(3)

، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ

(4)

بِهَذَا، فَلَمَّا مَاتَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ.

‌46 - بَابُ

(5)

بَعْثُِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ إِلَى الْحُرُقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ

[4253] حدثني

(1)

عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو ظَبْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُرَقَةِ، فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ

(6)

أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ رَجُلًا

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر وابن عساكر، وعلى الأول صح:"كَذَاكَ".

* [4251][التحفة: خ 5253]

(3)

في اليونينية والفرع بضمة واحدة. اهـ من هامش الأصل. وضبط فيه وفي نسخة أخرى معتمدة كذلك. وقال في أسماء الرجال لابن حجر: "عبثر كجعفر". كتبه مصححه.

(4)

قوله: "ابنِ رواحة" عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.

* [4252][التحفة: خ 5253]

(5)

رقم عليه لأبي ذر عن المستملي، وعليه صح، وليس عند ابن عساكر.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فلحقت".

ص: 367

مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ

(1)

قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَكَفَّ الْأَنْصَارِيُّ

(2)

، فَطَعَنْتُهُ

(3)

بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ! "، قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.

[4254] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ

(4)

صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَخَرَجْتُ فِيمَا يَبْعَثُ مِنَ الْبُعُوثِ تِسْعَ غَزَوَاتٍ، مَرَّةً عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ وَمَرَّةً عَلَيْنَا

(5)

أُسَامَةُ.

[4255] وَقال عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ

(6)

: حَدَّثَنَا

(7)

أَبِي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَخَرَجْتُ فِيمَا يَبْعَثُ مِنَ الْبَعْثِ

(8)

تِسْعَ غَزَوَاتٍ، عَلَيْنَا مَرَّةً أَبُو بَكْرٍ وَمَرَّةً أُسَامَةُ.

(1)

غشيناه: جئناه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).

(2)

بعده لأبي ذر، والأصيلي وعليهما صح:"عنه".

(3)

"وطعنته" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

* [4253][التحفة: خ م د س 88]

(4)

"رسول اللَّه" كذا في غير نسخة بلا رقم، وقال القسطلاني وفي نسخة:"رسول اللَّه". كتبه مصححه.

(5)

ليس عند الأصيلي.

* [4254][التحفة: خ م 4544]

(6)

قوله: "ابن غياث" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(7)

لابن عساكر: "حدثني" وكتب: "أخبرنا" كذا بلا رقم وجعلها القسطلاني نسخة. كتبه مصححه.

(8)

لأبي ذر، والأصيلي وعلى الأول صح:"البعوث".

* [4255][التحفة: خ م 4544]

ص: 368

[4256] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ

(1)

، حَدَّثَنَا

(2)

يَزِيدُ

(3)

، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَغَزَوْتُ مَعَ ابْنِ حَارِثَةَ اسْتَعْمَلَهُ

(4)

عَلَيْنَا.

[4257] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ

(5)

، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ

(6)

قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، فَذَكَرَ خَيْبَرَ وَالْحُدَيْبِيَةَ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ وَيَوْمَ الْقَرَدِ. قَالَ

(7)

يَزِيدُ: وَنَسِيتُ بَقِيَّتَهُمْ

(8)

.

‌47 - بَابُ

(9)

غَزْوَةِ

(10)

الْفَتْحِ

وَمَا بَعَث

(11)

حَاطِبُ بْنُ أبِي بَلْتَعَةَ إِلى أهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهمْ بِغَزْوِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4258] حدثنا قُتَيْبَةُ

(12)

، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(1)

قوله: "الضحاك بن مخلد" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"أخبرنا".

(3)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن أبي عبيد".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "فَاسْتَعْمَلَهُ".

* [4256][التحفة: خ م 4544]

(5)

قوله "ابن أبي عبيد" عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

(6)

قوله "ابن الأكوع" عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر، والأصيلي.

(7)

"وقال" على أوله صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(8)

عليه صح.

* [4257][التحفة: خ م 4544]

(9)

عليه صح وليس عند أبي ذر وعليه صح، وابن عساكر.

(10)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضم لأبي ذر.

(11)

بعده للكشميهني: "به".

(12)

بعده لأبي ذر، وابن عساكر، وعلى الأول صح:"ابْنُ سَعيدٍ".

ص: 369

الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ، فَقَالَ: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً

(1)

مَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوا

(2)

مِنْهَا"، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى

(3)

بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، قُلْنَا لَهَا

(4)

: أَخْرِجِي الْكِتَابَ، قَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ، قَالَ: فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا

(5)

، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ

(6)

بِمَكَّةَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا حَاطِبُ

(7)

مَا هَذَا؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا

(8)

فِي قُرَيْشٍ - يَقُولُ: كُنْتُ حَلِيفًا - وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مَنْ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِي، وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ"، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَضْرِبْ

(1)

ظعينة: امرأة مسافرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظعن).

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"فَخُذُوه".

(3)

تعادى: تجري. (انظر: هدي الساري)(ص 162).

(4)

سقط: "لها" عند أبي ذر والأصيلي، وابن عساكر.

(5)

عقاصها: ضفائرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقص).

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أُنَاسٍ".

(7)

قوله: "فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا حاطب" عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"فقال: يا حاطب" وبعده صح.

(8)

ملصقا: الرجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لصق).

ص: 370

عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ: "إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى مَنْ شَهِدَ بَدْرًا قَالَ

(1)

: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ السُّورَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ

(2)

} إِلَى قَوْلِهِ {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}

(3)

.

‌48 - بَابُ

(4)

غَزْوَةُِ

(5)

الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ

[4259] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا غَزْوَةَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ.

قَالَ: وَسَمِعْتُ

(6)

ابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ.

وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ

(7)

، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: صَامَ رَسُولُ اللَّهِ

(8)

صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْكَدِيدَ - الْمَاءَ الَّذِي بَيْنَ قُدَيْدٍ وَعُسْفَانَ - أَفْطَرَ فَلَمْ يَزَلْ مُفْطِرًا حَتَّى انْسَلَخَ الشَّهْرُ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"فقال".

(2)

قوله: " {أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} " ليس عند ابن عساكر، وبعده للأصيلي:{وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} ".

(3)

[الممتحنة: 1].

* [4258][التحفة: خ م د ت س 10227]

(4)

ليس عند أبي ذر وعليه صح، وابن عساكر.

(5)

كذا بالضبطين، ورقم عليه لأبي ذر، وعلى الضم صح.

(6)

بعده لابن عساكر: "سعيد".

(7)

بعده لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر:"ابن عبد اللَّه أخبره".

(8)

"النبي" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4259][التحفة: خ م س 5843]

ص: 371

[4260] حدثني

(1)

مَحْمُودٌ، أَخْبَرَنَا

(2)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِ

(3)

سِنِينَ وَنِصْفٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ، فَسَارَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

(4)

إِلَى مَكَّةَ، يَصُومُ وَيَصُومُونَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ، وَهُوَ مَاءٌ بَيْنَ عُسْفَانَ وَقُدَيْدٍ، أَفْطَرَ وَأَفْطَرُوا.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْآخِرُ فَالْآخِرُ.

[4261] حدثني

(5)

عَيَّاشُ

(6)

بْنُ الْوَليدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ

(7)

صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ إِلَى حُنَيْنٍ، وَالنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ فَصَائِمٌ وَمُفْطِرٌ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، أَوْ مَاءٍ فَوَضَعَهُ عَلَى رَاحَتِهِ

(8)

أَوْ

(9)

عَلَى رَاحِلَتِهِ

(10)

، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى

(11)

النَّاسِ، فَقَالَ الْمُفْطِرُونَ لِلصُّوَّامِ

(12)

: أَفْطِرُوا.

(1)

عليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر:"حدثنا".

(2)

لابن عساكر: "حدثنا".

(3)

عليه صح. "ثماني" كذا في غير نسخة بلا رقم، وجعلها القسطلاني نسخة. كتبه مصححه.

(4)

قوله: "فَسَارَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ": "فسار معه من المسلمين" وعلى أوله صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر، وعند الأصيلي:"فسار بمن معه من المسلمين".

* [4260][التحفة: خ م س 5843]

(5)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(6)

عليه صح.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه".

(8)

راحته: الراحة: بطن الكف. (انظر: المصباح المنير، مادة: روح).

(9)

عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت.

(10)

قوله: "على راحته أو على راحلته": للأصيلي: "على راحلته أو راحته".

(11)

رقم عليه بعلامة السقوط، ورقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.

(12)

لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لِلصُّوَّمِ" وعليه صح.

ص: 372

وَ

(1)

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ.

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4262] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَافَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ عُسْفَانَ، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَرِبَ نَهَارًا لِيُرِيَهُ النَّاسَ

(2)

، فَأَفْطَرَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ وَأَفْطَرَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ.

‌49 - بَابٌ

(3)

أَيْنَ رَكَزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ؟

[4263] حدثنا

(4)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا، خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا مَرَّ الظَّهْرَانِ، فَإِذَا هُمْ بِنِيرَانٍ كَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا هَذِهِ؟ لَكَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَالَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ: نِيرَانُ بَنِي

(1)

ليس عند الأصيلي، وابن عساكر.

* [4261][التحفة: خ 6059]

(2)

قوله: "ليريه الناسَ" لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"لِيَرَاهُ النَّاسُ".

* [4262][التحفة: خ م د س 5749]

(3)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

ص: 373

عَمْرٍو، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ، فَرَآهُمْ نَاسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ، فَأَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ، فَلَمَّا سَارَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ: "احْبِسْ أَبَا سُفْيَانَ عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ

(1)

، حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ". فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ، فَجَعَلَتِ الْقَبَائِلُ تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم تَمُرُّ كَتِيبَةً كَتِيبَةً عَلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَمَرَّتْ كَتِيبَةٌ قَالَ

(3)

: يَا عَبَّاسُ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ

(4)

: هَذِهِ غِفَارُ، قَالَ: مَا لِي وَلغِفَارَ

(5)

، ثُمَّ مَرَّتْ جُهَيْنَةُ قَالَ

(6)

مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمَرَّتْ

(7)

سُلَيْمُ

(8)

فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مَعَهُ الرَّايَةُ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ الْيَوْمُ

(9)

يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ

(10)

، الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْكَعْبَةُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا عَبَّاسُ حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمَارِ

(11)

، ثُمَّ

(1)

قوله: "الخيل" عليه صح ورقم عليه للأصيلي. وقوله: "حطم الخيل" لأبي ذر عن المستملي، وللأصيلي:"خَطْمِ الْجَبَلِ" وبعده صح.

(2)

للأصيلي: "رسولِ اللَّهِ".

(3)

"فقال" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(4)

للأصيلي: "فقال" في الموضعين.

(5)

"وَلغِفَارٍ" وصحح على آخره، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

للأصيلي: "فقال".

(7)

"ثُمَّ مَرَّتْ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(8)

كذا في اليونينية بضمة واحدة على الميم.

(9)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"الْيَوْمَ".

(10)

الملحمة: واحدة الملاحم، وهي الحروب التي يكثر فيها القتل. (انظر: غريب الحديث للخطابي) (2/ 289).

(11)

الذمار: ما لزمك حفظه مما وراءك وتعلق بك، يريد الحرب؛ لأن الإنسان يقاتل على ما يلزمه حفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذمر).

ص: 374

جَاءَتْ كَتِيبَةٌ وَهِيَ أَقَلُّ الْكَتَائِبِ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، وَرَايَةُ النَّبيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَبِي سُفْيَانَ قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ مَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ؟ قَالَ: "مَا قَالَ؟ " قَالَ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ:"كَذَبَ سَعْدٌ، وَلَكِنْ هَذَا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللَّهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ، وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ"، قَالَ: وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُرْكَزَ رَايَتُهُ بِالْحَجُونِ.

قَالَ

(2)

عُرْوَةُ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، هَا هُنَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرْكُزَ الرَّايَةَ، قَالَ: وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ خَالِدَ بْنَ الْوَليدِ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ، وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ كُدَا

(3)

، فَقُتِلَ مِنْ خَيْلِ خَالِدٍ

(4)

يَوْمَئِذٍ رَجُلَانِ حُبَيْشُ بْنُ الْأَشْعَرِ، وَكُرْزُ بْنُ جَابِرٍ الْفِهْرِيُّ.

[4264] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ يُرَجِّعُ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ حَوْلِي لَرَجَّعْتُ

(5)

كَمَا رَجَّعَ.

(1)

للأصيلي: "رسول اللَّه".

(2)

لأبي ذر: "وقال".

(3)

كذا في الكتب المعتمدة بالألف وفتحة واحدة على الدال، وقال العيني: بالتنوين. تبه مصححه.

(4)

بعده لأبي ذر والأصيلي، وعليهما صح، وابن عساكر:"ابن الوليد رضي الله عنه".

* [4263][التحفة: خ 5138]

(5)

لرجعت: الترجيع: ترديد القراءة، ومنه ترجيع الأذان. وقيل: هو تقارب ضروب الحركات في الصوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجع).

* [4264][التحفة: خ م د تم س 9666]

ص: 375

[4265] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ قَالَ زَمَنَ الْفَتْحِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ

(2)

غَدًا؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ مَنْزِلٍ؟ "، ثُمَّ قَالَ:"لَا يَرِثُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ، وَلَا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُؤْمِنَ".

قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: وَ

(3)

مَنْ وَرِثَ

(4)

أَبَا طَالِبٍ، قَالَ: وَرِثَهُ عَقِيلٌ وَطَالِبٌ.

قَالَ مَعْمَرٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَيْنَ تَنْزِلُ

(5)

غَدًا فِي حَجَّتِهِ.

وَلَمْ يَقُلْ يُونُسُ: حَجَّتِهِ، وَلَا: زَمَنَ الْفَتْحِ.

[4266] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا

(6)

شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(7)

: "مَنْزِلُنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِذَا فَتَحَ اللَّهُ الْخَيْفُ

(8)

، حَيْثُ تَقَاسَمُوا

(9)

عَلَى الْكُفْرِ".

(1)

لأبي ذر، والأصيلي، وعليهما صح، وابن عساكر:"حدثني".

(2)

على أوله صح.

(3)

ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "من ورث". "لا" على الواو وحسب.

(5)

في الفرع "ينزل" بتحتية أوله هامش. اهـ. من هامش الأصل.

* [4265][التحفة: خ م د س ق 114]

(6)

لأبي ذر وعليه وصح، وللأصيلي، وابن عساكر:"أَخْبَرَنَا".

(7)

قوله: "قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" لأبي ذر وابن عساكر والأصيلي: "عن النبي صلى الله عليه وسلم قال".

(8)

عليه صح.

(9)

تقاسموا: تحالفوا، يريد: لما تعاهدت قريش على مقاطعة بني هاشم وترك مخالطتهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسم).

* [4266][التحفة: خ 13756]

ص: 376

[4267] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ حُنَيْنًا: مَنْزِلُنَا غَدًا - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - بِخَيْفِ

(1)

بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ".

[4268] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ

(2)

، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ

(3)

رَجُلٌ فَقَالَ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ:"اقْتُلْهُ".

قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا نُرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا.

[4269] حدثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا

(4)

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَحَوْلَ الْبَيْتِ سِتُّونَ وَثَلَاثُمِائَةِ نُصُبٍ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: " {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ}

(5)

، {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ البَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ}

(6)

".

(1)

بخيف: الخيف: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خيف).

* [4267][التحفة: خ 15130]

(2)

المغفر: جنة للرأس في الحرب من حديد، سمي مغفرًا؛ لأنه يستر الرأس. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (ص 446).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "جَاءَه".

* [4268][التحفة: ع 1527]

(4)

لأبي ذر، والأصيلي:"حدثنا".

(5)

[الإسراء: 81].

(6)

[سبأ: 49].

* [4269][التحفة: خ م ت س 9334]

ص: 377

[4270] حدثني

(1)

إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا

(2)

أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الْآلِهَةُ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ، فَأُخْرِجَ صُورَةُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ فِي أَيْدِيهِمَا مِنَ

(3)

الْأَزْلَامِ

(4)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، لَقَدْ عَلِمُوا مَا اسْتَقْسَمَا

(5)

بِهَا قَطُّ"، ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ، وَخَرَجَ وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ.

تَابَعَهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ.

وَ

(6)

قال وُهَيْبٌ: حَدَّثنَا أيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ

(7)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌50 - بَابُ

(8)

دُخُولُِ

(9)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ

[4271] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

(1)

للأصيلي، وابن عساكر:"حدثنا".

(2)

لابن عساكر: "حدثني".

(3)

عليه صح.

(4)

الأزلام: القداح التي كانت في الجاهلية، عليها مكتوب الأمر والنهي: افعل ولا تفعل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زلم).

(5)

استقسما: الاستقسام: طلب القِسْم الذي قُسم له وقُدَّر مما لم يُقسم ولم يقدَّر. وكانوا إذا أراد أحدهم أمرًا ضرب بقداح مكتوب عليها: أمرني ربي، والآخر: نهاني ربي، والآخر: غفل، فإن خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهي أمسك، وإن خرج الغفل أجال القداح مرة أخرى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسم).

(6)

رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح. ورقم لأبي ذر.

(7)

عليه صح، "عن ابن عباس عن" ثابت عند ابن عساكر.

* [4270][التحفة: خ د 5995]

(8)

رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(9)

كذا بالضبطين وعليه صح، ورقم على الضم لأبي ذر.

ص: 378

عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، مُرْدِفًا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَمَعَهُ بِلَالٌ وَمَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ مِنَ الْحَجَبَةِ

(1)

، حَتَّى أَنَاخَ فِي الْمَسْجِدِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِمِفْتَاحِ الْبَيْتِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَمَكَثَ فِيهِ

(2)

نَهَارًا طَوِيلًا ثُمَّ خَرَجَ فَاسْتَبَقَ النَّاسُ، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَوَجَدَ بِلَالًا وَرَاءَ الْبَابِ قَائِمًا فَسَأَلَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَشَارَ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى مِنْ سَجْدَةٍ.

[4272] حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ

(3)

عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءٍ

(4)

الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ.

تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ، وَوُهَيْبٌ فِي: كَدَاءٍ

(4)

.

[4273] حدثنا

(5)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ

(4)

.

(1)

الحجبة: حجبة الكعبة الذين يتولون سدانتها وحفظها، وبأيديهم مفتاحها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجب).

(2)

عليه صح. وللكشميهني من رواية أبي ذر: "فِيهَا".

* [4271][التحفة: خ م د س ق 2037]

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عن".

(4)

على آخره صح.

* [4272][التحفة: خ 16795]

(5)

"حدثني" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4273][التحفة: خ 19022]

ص: 379

‌51 - بَابُ

(1)

مَنْزِلُِ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ الْفَتْحِ

[4274] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: مَا

(3)

أَخْبَرَنَا أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرُ أُمِّ هَانِئٍ، فَإِنَّهَا ذَكَرَتْ أَنَّهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ اغْتَسَلَ فِي بَيْتِهَا ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، قَالَتْ: لَمْ أَرَهُ صَلَّى صَلَاةً أَخَفَّ مِنْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ.

‌52 - بَابٌ

[4275] حَدَّثَنِي

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

(4)

فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي".

[4276] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا، وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ، قَالَ: فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَعَانِي مَعَهُمْ، قَالَ: وَمَا رُئِيتُهُ

(5)

دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ

(1)

رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(2)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

عليه صح.

* [4274][التحفة: خ م د ت س 18007]

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يقرأ".

* [4275][التحفة: خ م د س ق 17635]

(5)

على أوله صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أُرِيتُهُ".

ص: 380

مِنِّي، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ

(1)

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ

(2)

}

(3)

حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا نَدْرِي، أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ لِي: يَا

(4)

ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فَتْحُ مَكَّةَ، فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}

(5)

، قَالَ عُمَرُ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ.

[4277] حدثنا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ

(6)

، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ - وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى

(7)

مَكَّةَ: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْغَدَ يَوْمَ

(8)

الْفَتْحِ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ

(9)

حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، لَا يَحِلُّ لاِمْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا وَلَا يَعْضِدَ (7) بِهَا شَجَرًا، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا فَقُولُوا لَهُ: إِنَّ اللَّهَ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "في".

(2)

بعده لأبي ذر وعليه صح: " {فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} ".

(3)

[النصر: 1، 2].

(4)

ليس عند أبي ذر عن الحموي والمستملي.

(5)

[النصر: 3].

* [4276][التحفة: خ ت 5456]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "ليث".

(7)

عليه صح.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "من يوم".

(9)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "إنه".

ص: 381

لِي

(1)

فِيهَا

(2)

سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ"، فَقِيلَ لِأَبِي شُرَيْحٍ: مَاذَا قَالَ لَكَ عَمْرٌو

(3)

؟ قَالَ: قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ، إِنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ عَاصِيًا وَلَا فَارًّا بِدَمٍ، وَلَا فَارًّا بِخَرْبَةٍ

(4)

.

[4278] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ

(5)

، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ - وَهُوَ بِمَكَّةَ:"إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ".

‌53 - بَابُ

(6)

مَقَامُِ

(7)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ زَمَنَ الْفَتْحِ

[4279] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا

(8)

قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقَمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشْرًا

(9)

نَقْصُرُ الصَّلَاةَ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "لَهُ".

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فيه".

(3)

عليه صح صح.

(4)

عليه صح. بضم الخاء للأصيلي، وبالفتح لغيره وصوبه بعضهم قاله عياض. اهـ. من اليونينية، وبعده لأبي ذر وعليه صح:"قال أبو عبد اللَّه: الخربة: البلية".

* [4277][التحفة: خ م ت س 12057]

(5)

لأبي ذر، وعليه صح:"ليث".

* [4278][التحفة: ع 2494]

(6)

رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(7)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "وحدثنا".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "عَشَرة".

* [4279][التحفة: ع 1652]

ص: 382

[4280] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.

[4281] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ

(1)

، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقَمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ تِسْعَ عَشْرَةَ نَقْصُرُ الصَّلَاةَ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَنَحْنُ نَقْصُرُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ تِسْعَ عَشْرَةَ، فَإِذَا زِدْنَا أَتْمَمْنَا.

‌54 - بَابٌ

[4282] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَسَحَ وَجْهَهُ عَامَ الْفَتْحِ.

[4283] حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُنَيْنٍ أَبِي جَمِيلَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: وَزَعَمَ أَبُو جَمِيلَةَ أَنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ مَعَهُ عَامَ الْفَتْحِ.

[4284] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو قِلَابَةَ: أَلَا تَلْقَاهُ فَتَسْأَلَهُ! قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ

(2)

* [4280][التحفة: خ د ت ق 6134]

(1)

على أوله صح.

* [4281][التحفة: خ د ت ق 6134]

* [4282][التحفة: خ 5208]

* [4283][التحفة: خ 4643]

(2)

عليه صح.

ص: 383

فَنَسْأَلُهُمْ

(1)

: مَا لِلنَّاسِ مَا لِلنَّاسِ؟ مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُونَ: يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْ

(2)

أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا

(3)

، فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ

(4)

الْكَلَامَ، وَكَأَنَّمَا

(5)

يُغْرَى

(6)

فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ

(7)

بِإِسْلَامِهِمُ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ: اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَقًّا، فَقَالَ: "صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلَّوْا

(8)

كَذَا فِي حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا"، فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي، لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنَ الرُّكْبَانِ فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ

(9)

عَنِّي، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: أَلَا تُغَطُّوا

(10)

عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ، فَاشْتَرَوْا

(11)

فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ.

(1)

عليه صح.

(2)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "كذا".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "ذَاكَ".

(5)

"فكأنما" وعليه صح. ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

عليه صح صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"يُقَرُّ"، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"يُقرأ" وعليه صح.

(7)

عليه صح صح.

(8)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "صلاة".

(9)

تقلصت: انضمت وانقبضت وارتفعت. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 185).

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "تُغَطُّون".

(11)

على آخره صح.

* [4284][التحفة: خ د س 4565]

ص: 384

[4285] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدٍ أَنْ يَقْبِضَ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ، وَقَالَ عُتْبَةُ: إِنَّهُ ابْنِي. فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي الْفَتْحِ، أَخَذَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ، فَأَقْبَلَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم وَأَقْبَلَ مَعَهُ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: هَذَا ابْنُ أَخِي عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ ابْنُهُ، قَالَ

(3)

عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَخِي، هَذَا ابْنُ زَمْعَةَ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى ابْنِ وَليدَةِ زَمْعَةَ فَإِذَا أَشْبَهُ النَّاسِ بِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هُوَ لَكَ، هُوَ أَخُوكَ يَا عَبْدَ بْنَ زَمْعَةَ"، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"احْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ"، لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَتْ عَائِشَة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ

(4)

الْحَجَرُ".

وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَصِيحُ بِذَلِكَ.

(1)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(2)

قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر، وأبي الوقت:"النبي".

(3)

"فقال" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

للعاهر: للزاني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عهر).

* [4285][التحفة: خ 16605]

ص: 385

[4286] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ، أَنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، فَفَزِعَ قَوْمُهَا إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يَسْتَشْفِعُونَهُ، قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسَامَةُ فِيهَا تَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَتُكَلِّمُنِي فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟! " قَالَ أُسَامَةُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا". ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُهَا، فَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا بَعْدَ ذَلِكَ وَتَزَوَّجَتْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَتْ تَأْتِي

(1)

بَعْدَ ذَلِكَ فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[4287 - 4288] حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاشِعٌ، قَالَ: أَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِأَخِي بَعْدَ الْفَتْحِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُكَ بِأَخِي لِتُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، قَالَ:"ذَهَبَ أَهْلُ الْهِجْرَةِ بِمَا فِيهَا"، فَقُلْتُ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُبَايِعُهُ؟ قَالَ: "أُبَايِعُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْجِهَادِ"، فَلَقِيتُ أبَا مَعْبَدٍ

(2)

بَعْدُ - وَكَانَ أكبَرَهُمَا - فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: صَدَقَ مُجَاشِعٌ.

(1)

كذا في غير نسخة معتمدة، ووقع في المطبوع "تأتيني". كتبه مصححه.

* [4286][التحفة: خ م د س 16694]

(2)

"أبا معبدٍ" على آخره صح. ولأبي ذر والأصيلي عن الحموي والمستملي، ولابن عساكر وأبي الوقت:"معبدًا" وعليه صح.

* [4287 - 4288][التحفة: خ م 11210]

ص: 386

[4289 - 4290] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ

(1)

بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ، انْطَلَقْتُ بِأَبِي مَعْبَدٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِيُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، قَالَ:"مَضَتِ الْهِجْرَةُ لِأَهْلِهَا، أُبَايِعُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْجِهَادِ". فَلَقِيتُ أَبَا مَعْبَدٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: صَدَقَ مُجَاشِعٌ.

وَقَالَ خَالِدٌ: عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاشِعٍ، أَنَّهُ جَاءَ بِأَخِيهِ مُجَالِدٍ.

[4291] حدثني

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُهَاجِرَ إِلَى الشَّامِ، قَالَ: لَا هِجْرَةَ وَلَكِنْ جِهَادٌ، فَانْطَلِقْ فَاعْرِضْ

(3)

نَفْسَكَ فَإِنْ وَجَدْتَ شَيْئًا وَإِلَّا رَجَعْتَ.

وَقَالَ النَّضْرُ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ فَقَالَ: لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ أَوْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ.

[4292] حدثني

(4)

إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ الْمَكِّيِّ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَقُولُ: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ.

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فضيل".

* [4289 - 4290][التحفة: خ م 11210]

(2)

عليه صح.

(3)

ضبب على أوله، وعليه صح. كذا بهمزة وصل في اليونينية مع التصحيح وعدم ضبط الراء، والذي في الفرع وغيره بهمزة قطع وكسر الراء.

* [4291][التحفة: خ 7392]

(4)

"حدثنا" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4292][التحفة: خ 7392]

ص: 387

[4293] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: زُرْتُ عَائِشَةَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فَسَأَلَهَا عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَتْ: لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ، كَانَ الْمُؤْمِنُ

(1)

يَفِرُّ أَحَدُهُمْ بِدِينِهِ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولهِ صلى الله عليه وسلم؛ مَخَافَةَ أَنْ يُفْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فَالْمُؤْمِنُ يَعْبُدُ رَبَّهُ حَيْثُ شَاءَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ.

[4294] حدثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأرضَ فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ

(2)

لِي

(3)

إِلَّا سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلَا يُعْضَدُ شَوْكُهَا

(4)

وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا

(5)

وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا

(6)

إِلَّا لِمُنْشِدٍ

(7)

" فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ لِلْقَيْنِ وَالْبُيُوتِ، فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ: "إِلَّا الْإِذْخِرَ فَإِنَّهُ حَلَالٌ".

(1)

عليه صح. وعلى حاشية البقاعي: "المؤمنون" ونسبه لنسخة.

* [4293][التحفة: خ 17382]

(2)

: "تُحْلَلْ" أي بلامين مبنيا للمفعول.

(3)

بعده لأبي ذر، وأبي الوقت وعلى الأول صح:"قط"، وزاد على حاشية البقاعي نسبته للأصيلي.

(4)

لأبي ذر والكشميهني: "شَجَرُهَا".

(5)

يختلى خلاها: الخلا: النبات الرطب الرقيق، واختلاؤه: قطعه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلا).

(6)

لقطتها: اللقطة: اسم المال الملقوط، أي الموجود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لقط).

(7)

لمنشد: لمعرف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).

ص: 388

وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِمِثْلِ هَذَا - أَوْ نَحْوِ هَذَا - رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌55 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ

(1)

} إِلَى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ}

(2)

[4295] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ: رَأَيْتُ بِيَدِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ضَرْبَةً قَالَ: ضُرِبْتُهَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ حُنَيْنٍ، قُلْتُ: شَهِدْتَ حُنَيْنًا؟ قَالَ: قَبْلَ ذَلِكَ.

[4296] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا

(3)

سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، أَتَوَلَّيْتَ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقَالَ

(4)

: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لَمْ يُوَلِّ، وَلَكِنْ عَجِلَ سَرَعَانُ الْقَوْمِ فَرَشَقَتْهُمْ

* [4294][التحفة: خ 6150]

(1)

قوله: {فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ} ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(2)

[التوبة: 25 - 27].

* [4295][التحفة: خ 5159]

(3)

"أخبرنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "قال".

ص: 389

هَوَازِنُ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِرَأْسِ بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، يَقُولُ:"أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبدِ الْمُطَّلِبْ".

[4297] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قِيلَ لِلْبَرَاءِ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَوَلَّيْتُمْ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقَالَ: أَمَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَا، كَانُوا رُمَاةً فَقَالَ:"أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبدِ الْمُطَّلِبْ".

[4298] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ الْبَرَاءَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ: أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقَالَ: لَكِنَّ رَسُولَ

(2)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَفِرَّ، كَانَتْ هَوَازِنُ رُمَاةً، وَإِنَّا لَمَّا حَمَلْنَا عَلَيْهِمُ انْكَشَفُوا، فَأَكْبَبْنَا

(3)

عَلَى الْغَنَائِمِ فَاسْتُقْبِلْنَا بِالسِّهَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ

(5)

آخِذٌ بِزِمَامِهَا وَهُوَ يَقُولُ: "أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ".

قَالَ إِسْرَائِيلُ وَزُهَيْرٌ: نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَغْلَتِهِ.

[4299 - 4300] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي لَيْثٌ

(6)

، حَدَّثَنِي عُقَيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.

* [4296][التحفة: خ م ت 1848]

* [4297][التحفة: خ م س 1873]

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر: "لَكِنْ رَسُولُ" وعليه صح.

(3)

فأكببنا: أقبلنا. (انظر: لسان العرب، مادة: كبب).

(4)

قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبي".

(5)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن الحارث".

* [4298][التحفة: خ م س 1873]

(6)

"الليث" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

ص: 390

وَحَدَّثَنِي

(1)

إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ، وَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ مَرْوَانَ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَعِي مَنْ تَرَوْنَ وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيَ، وَإِمَّا الْمَالَ

(2)

، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ

(3)

بِكُمْ

(4)

" وَكَانَ أَنْظَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا

(5)

، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُسْلِمِينَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ جَاءُونَا تَائِبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ"، فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ

(6)

أَمْرَكُمْ" فَرَجَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثُمَّ

(1)

عليه صح.

(2)

قوله: "إما السبي وإما المال" لأبي ذر وعليه صح: "إما المال وإما السبي" بالتقديم والتأخير.

(3)

استأنيت: انتظرت وتربصت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنا).

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لَكُمْ".

(5)

سبينا: السبي: النهب وأخذ الناس عبيدا وإماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبى).

(6)

عرفاؤكم: جمع عَرِيف، وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرف).

ص: 391

رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْ سَبْيِ هَوَازِنَ.

[4301] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عُمَرَ

(1)

قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ.

حَدَّثَنِي

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا قَفَلْنَا مِنْ حُنَيْنٍ سَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: عَنْ نَذْرٍ كَانَ نَذَرَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ اعْتِكَافٍ

(3)

، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِوَفَائِهِ.

قَالَ بَعْضُهُمْ: حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.

وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4302] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ

(4)

بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ

(5)

صلى الله عليه وسلم عَامَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ

(6)

* [4299 - 4300][التحفة: خ د س 11251]

(1)

كان في اليونينية: "أن ابن عمر" فشطب على "ابن" بالحمرة. اهـ. وكذلك شطب على "ابن" في النسخ التي بأيدينا. كتبه مصححه.

(2)

"وحدثني" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "اعتكافٌ" هو بالأوجه الثلاث، والنصب فيها بدون ألف كما ترى. كتبه مصححه.

* [4301][التحفة: خ م س 7521]

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه".

(6)

جولة: انكشاف وذهاب عن مكانهم. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 165).

ص: 392

فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَضَرَبْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقهِ بِالسَّيْفِ

(1)

فَقَطَعْتُ الدِّرْعَ

(2)

وَأَقْبَلَ

(3)

عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي فَلَحِقْتُ عُمَرَ

(4)

فَقُلْتُ: مَا بَالُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ عز وجل ثُمَّ رَجَعُوا وَجَلَسَ

(5)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ

(6)

" فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ قَالَ

(7)

: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مِثْلَهُ

(8)

. فَقُمْتُ

(9)

فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مِثْلَهُ، فَقُمْتُ فَقَالَ:"مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ رَجُلٌ: "صَدَقَ وَسَلَبُهُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنِّي

(10)

" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَاهَا

(11)

اللَّهِ إِذن، لَا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(12)

فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ،

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "بِسَيْفٍ".

(2)

الدرع: القميص من حديد يلبسه المحارب وقاية من السلاح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درع).

(3)

"فَأَقْبَلَ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن الخطاب".

(5)

"فَجَلَسَ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر والحموي والمستملي.

(6)

سلبه: ما أخذ عن القتيل مما كان عليه من لباس أو آلة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 217).

(7)

ليس عند أبي ذر.

(8)

قوله: "ثُمَّ جَلَسْتُ قَالَ: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مِثْلَهُ" لأبي ذر، وعليه صح:"ثم جلست فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثله".

(9)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(10)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "منه".

(11)

كذا صورتها في اليونينية، وفي الفرع:"لاهاءَ اللَّه".

(12)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر.

ص: 393

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَ فَأَعْطِهِ" فَأَعْطَانِيهِ فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا

(1)

فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ

(2)

لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ

(3)

فِي الْإِسْلَامِ.

[4303] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ

(4)

بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ حُنَيْنٍ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَآخَرُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَخْتِلُهُ

(5)

مِنْ وَرَائِهِ؛ لِيَقْتُلَهُ، فَأَسْرَعْتُ إِلَى الَّذِي يَخْتِلُهُ فَرَفَعَ يَدَهُ لِيضْرِبَنِي وَأَضْرِبُ

(6)

يَدَهُ فَقَطَعْتُهَا، ثُمَّ أَخَذَنِي فَضَمَّنِي ضَمًّا شَدِيدًا حَتَّى تَخَوَّفْتُ ثُمَّ تَرَكَ

(7)

فَتَحَلَّلَ وَدَفَعْتُهُ ثُمَّ قَتَلْتُهُ وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ وَانْهَزَمْتُ مَعَهُمْ، فَإِذَا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ. ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَقَامَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلٍ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ" فَقُمْتُ لِأَلْتَمِسَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَشْهَدُ لِي، فَجَلَسْتُ ثُمَّ بَدَا لِي فَذَكَرْتُ أَمْرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: سِلَاحُ هَذَا الْقَتِيلِ الَّذِي يَذْكُرُ

(8)

عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنْهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَلَّا،

(1)

مخرفا: حائط النخل والبستان فيه الفاكهة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 233).

(2)

"وإنه" وعليه صح. ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

تأثلته: جمعته، وأثلة الشيء: أصله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثل).

* [4302][التحفة: خ م د ت ق 12132]

(4)

عليه صح.

(5)

يختله: يختل الرجل: يداوره، ويطلبه من حيث لا يشعر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ختل).

(6)

"فأضرب" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(7)

عليه صح صح صح، وفي "فتح الباري" قوله:"ثم بَرَكَ" كذا بالموحدة للأكثر، ولبعضهم بالمثناة أي: تركني.

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "ذَكَرَهُ".

ص: 394

لَا يُعْطِهِ أُصَيْبِغَ

(1)

مِنْ قُرَيْشٍ وَيَدَعَ أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَدَّاهُ

(2)

إِلَيَّ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ خِرَافًا

(3)

فكَانَ أَوَّلَ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ.

‌56 - بَابُ غَزَاةِ

(4)

أَوْطَاسٍ

[4304] حدثنا

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم منْ حُنَيْنٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ فَقُتِلَ دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، قَالَ أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ فَانْتَهَيْتُ إِلَيهِ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى أَبِي مُوسَى فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي

(2)

رَمَانِي فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى فَاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحْيي

(6)

! أَلَا تَثْبُتُ! فَكَفَّ،

(1)

"أُضَيْبِعَ" قال القسطلاني: فوق العين نصبتان، وفي هامش الأصل قال الإمام الحافظ أبو ذر: يقال: أُصَيْبعَ بالصاد والعين المهملتين، وأصيبغ بالصاد المهملة والغين المعجمة "وأُضيْبِعَ" بالضاد المعجمة والعين المهملة، روي كل ذلك. اهـ. من اليونينية.

أصيبغ: يصفه بالضعف والعجز والهوان، تشبيها بالأصبغ، وهو نوع من الطيور ضعيف، وقيل: شبهه بالصبغاء. وهو نبت ضعيف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبغ).

(2)

عليه صح.

(3)

خرافا: هو التمر الذي يخترف، أي يجتنى، والمراد به البستان، وأطلقه على البستان مجازا فكأنه قال بستان خراف (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري) (636/ 7).

* [4303][التحفة: خ م د ت ق 12132]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "غَزَوةُ"، وقوله:"باب غزاة" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(5)

"حدثني" عليه صح ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "تَسْتَحْيِي".

ص: 395

فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ، قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا

(1)

مِنْهُ الْمَاءُ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَقْرِئِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي

(2)

، وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ فَمَكُثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ

(3)

وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ، وَقَالَ: قُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ". وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ

(4)

النَّاسِ". فَقُلْتُ: وَلِي فَاسْتَغْفِرْ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا"

قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: إِحْدَاهُمَا لِأَبِي عَامِرٍ وَالْأُخْرَى لِأَبِي مُوسَى.

‌57 - بَابُ

(5)

غَزْوَةُِ

(6)

الطَّائِفِ

فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، قَالَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ.

[4305] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، سَمِعَ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ

(1)

فنزا: نزف وجرى ولم ينقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نزا).

(2)

عليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "مُرَمَّلٍ" مثقل عند أبي ذر.

مرمل: نُسِج وجهُه بالسَّعَف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمل).

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "ومن".

* [4304][التحفة: خ م س 9046]

(5)

رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضم لأبي ذر.

ص: 396

ابْنَةِ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وعِنْدِي مُخَنَّثٌ

(2)

فَسَمِعْتُهُ

(3)

يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُمَيَّةَ

(4)

: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا؟ فَعَلَيْكَ بِابْنَةِ غَيْلَانَ فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلَنَّ

(5)

هَؤُلَاءِ عَلَيْكُنَّ

(6)

".

قَالَ

(7)

ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: الْمُخَنَّثُ هِيتٌ.

[4306] حدثنا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، بِهَذَا. وَزَادَ: وَهُوَ مُحَاصِرٌُ الطَّائِفِ يَوْمَئِذٍ.

[4307] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ الْأَعْمَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

(8)

قَالَ

(9)

: لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "بنتِ".

(2)

مخنث: المخنث: الذي يشبه النساء في أخلاقه وكلامه وحركاته، وتارة يكون هذا خلقه من الأصل وتارة بتكلف. (انظر: تهذيب الأسماء واللغات) (3/ 100).

(3)

للأصيلي: "فَسَمِعَهُ" وعليه صح.

(4)

قبله لأبي ذر عن الكشميهني: "أبي".

(5)

كذا بالضبطين، وفوقه:"معا".

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عليكم".

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "وقال".

* [4305][التحفة: خ م د س ق 18263]

* [4306][التحفة: خ م د س ق 18263]

(8)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ابن عُمر" وصوبها الدارقطني وغيره، وعلى حاشية البقاعي ما نصه:"قال الحافظ أبو الحسن اليونيني: رأيت في نسخة من أصل سماعي مسموعة على أبي الوقت بقراءة جماعة من الحفاظ منهم الحافظ أبو سعد، ابن السمعاني قال في الحاشية تجاه عَمرو أو عُمر: للحموي وأبي الهيثم عن عبد اللَّه بن عَمرو ولأبي إسحاق عن عبد اللَّهِ بن عُمر وهو الصواب، وصوَّبه أيضًا الصدفي وابن ماهان والبلخي عن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، قال الصدفي: وكذا ذكره البخاري في موضع آخر عن ابن عُمر وحكى ابن قتيبة في "مصنفه" عن سفيان الوجهين وصوَّب أيضًا ابنَ عُمر الدارقطنيُّ والبرقاني والدمشقي".

(9)

عليه صح.

ص: 397

الطَّائِفَ فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا قَالَ: "إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ". فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا

(1)

: نَذْهَبُ وَلَا نَفْتَحُهُ، وَقَالَ مَرَّةً: نَقْفُلُ. فَقَالَ: "اغْدُوا

(2)

عَلَى الْقِتَالِ". فَغَدَوْا فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ فَقَالَ: "إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ" فَأَعْجَبَهُمْ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم".

وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَتَبَسَّمَ.

قَالَ

(3)

: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، الْخَبَرَ كُلَّهُ

(4)

.

[4308 - 4309] حدثنا

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا - وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - وَأَبَا بَكْرَةَ - وَكَانَ تَسَوَّرَ

(6)

حِصْنَ الطَّائِفِ فِي أُنَاسٍ - فَجَاءَ

(7)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَا: سَمِعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ".

وَقَالَ هِشَامٌ: وَ

(8)

أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ - أَوْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ - قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا وَأَبَا بَكْرَةَ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وقال".

(2)

اغدوا: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدو).

(3)

عليه صح.

(4)

قوله: "الْخَبَرَ كُلَّهُ" لأبي ذر عن الكشميهني: "بِالْخَبَرِ كُلِّهِ".

* [4307][التحفة: خ م س 7043]

(5)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

تسور: علا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سور).

(7)

على حاشية البقاعي: "فجاءا" ونسبه لنسخة.

(8)

رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم عليه أبي ذر.

ص: 398

قَالَ عَاصِمٌ: قُلْتُ: لَقَدْ شَهِدَ عِنْدَكَ رَجُلَانِ حَسْبُكَ بِهِمَا، قَالَ: أَجَلْ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَوَّلُ مَن رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَنَزَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الطَّائِفِ.

[4310] حدثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بِلَالٌ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَلَا تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي؟ فَقَالَ لَهُ: "أَبْشِرْ" فَقَالَ: قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ، فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلَالٍ كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ فَقَالَ: "رَدَّ الْبُشْرَى فَاقْبَلَا

(2)

أَنْتُمَا" قَالَا: قَبِلْنَا ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ

(3)

فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:"اشْرَبَا مِنْهُ وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا وَأَبْشِرَا". فَأَخَذَا الْقَدَحَ فَفَعَلَا فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: أَنْ أَفْضِلَا لِأُمِّكُمَا، فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً.

[4311] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، أَخْبَرَ

(4)

أَنَّ يَعْلَى كَانَ يَقُولُ: لَيْتَنِي أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُنْزَلُ

(5)

عَلَيْهِ، قَالَ: فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ

* [4308 - 4309][التحفة: خ م د ق 3902]

(1)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

على آخره صح.

(3)

مج: المَجُّ: إرسال الماء من الفم مع نفخ، وقيل: ويباعد به. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 374).

* [4310][التحفة: خ م 9061]

(4)

"أخبره" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

عليه صح.

ص: 399

وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ مَعَهُ فِيهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ؛ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مُتَضَمِّخٌ

(1)

بِطِيبٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فِي جُبَّةٍ بَعْدَمَا تَضَمَّخَ بِالطِّيبِ

(2)

؟ فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى بِيَدِهِ أَنْ تَعَالَ، فَجَاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغِطُّ

(3)

كَذَلِكَ سَاعَة ثُمَّ سُرِّيَ

(4)

عَنْهُ فَقَالَ: "أَيْنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي عَنِ الْعُمْرَةِ آنِفًا؟ " فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ: "أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ

(5)

".

[4312] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا فكَأَنَّهُمْ

(6)

وَجَدُوا

(7)

إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي؟ وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ

(1)

متضمخ: التضمُّخ: التلطُّخ بالطيب وغيره، والإكثار منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضمخ).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "بِطِيبٍ".

(3)

يغط: الصوت الذي يخرج مع نَفَس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غطط).

(4)

سري: كُشِف عنه وأزيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سري).

(5)

على آخره صح.

* [4311][التحفة: خ م د ت س 11836]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "أو كأنهم".

(7)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وُجُدٌ" وبعده صح.

ص: 400

فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي؟ وَعَالَةً

(1)

فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي؟ " كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: "مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

؟ " قَالَ: كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: "لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا، أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ

(3)

صلى الله عليه وسلم

(2)

إِلَى رِحَالِكُمْ

(4)

؟ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَ

(5)

شِعْبًا

(6)

لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الْأَنْصَارُ شِعَارٌ

(7)

وَالنَّاسُ دِثَارٌ

(8)

، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَُثَْرَةً

(9)

فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ".

[4313] حدثني

(10)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(11)

أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(12)

مَا أَفَاءَ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي رِجَالًا

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "وَكُنْتُمْ عالة".

عالة: فقراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيل)

(2)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

عليه صح. كذا في اليونينية التصحيح على: "النبيّ" وحقه على: "تذهبون" كأخواته الآتية.

(4)

رحالكم: الرحل: الدار والمسكن والمنزل، والجمع: رحال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).

(5)

على حاشية البقاعي: "أو" ونسبه لنسخة.

(6)

شعبا: هو ما انفرج بين جبلين. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).

(7)

شعار: الثوب الذي يلي الجسد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعر).

(8)

دثار: الثوب الذي يكون فوق الشعار، يعني أنتم الخاصة والناس العامة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دثر).

(9)

أثرة: الأثرة: الاستئثار، وهو الانفراد بالشيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثر).

* [4312][التحفة: خ م 5303]

(10)

عليه صح.

(11)

لأبي ذر، وعليه صح:"حدثني".

(12)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر.

ص: 401

الْمِائَةَ مِنَ الْإِبِلِ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَقَالَتِهِمْ فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ

(2)

مِنْ أَدَمٍ

(3)

وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا، قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ " فَقَالَ فُقَهَاءُ الْأنصَارِ: أَمَّا رُؤَسَاؤُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا وَأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ

(5)

، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ وَتَذْهَبُونَ

(6)

بِالنَّبِيِّ

(6)

صلى الله عليه وسلم إِلَى رِحَالِكُمْ؟ فَوَاللَّهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ رَضِينَا، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "سَتَجِدُونَ

(7)

أُثْرَةً شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم

(8)

فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ" قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ يَصْبِرُوا.

(1)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

قبة: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبب).

(3)

أدم: جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (1/ 427).

(4)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، ورقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح ورقم له لأبي ذر.

(5)

أتألفهم: التألُّف المداراة والإيناس لِيَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبة فيما يصل إليهم من المال (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألف).

(6)

على آخره صح.

(7)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فتجدون".

(8)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4313][التحفة: خ 1541]

ص: 402

[4314] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَ بَيْنَ

(1)

قُرَيْشٍ، فَغَضِبَتِ الْأَنْصَارُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَذْهَبُونَ

(2)

بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَهُمْ".

[4315] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ الْتَقَى هَوَازِنُ وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلَافٍ وَالطُّلَقَاءُ فَأَدْبَرُوا، قَالَ:"يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ"، قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، لَبَّيْكَ

(4)

نَحْنُ

(2)

بَيْنَ يَدَيْكَ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ" فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، فَأَعْطَى الطُّلَقَاءَ وَالْمُهَاجِرِينَ، وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا، فَقَالُوا

(2)

: فَدَعَاهُمْ فَأَدْخَلَهُمْ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: "أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَذْهَبُونَ

(2)

بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(5)

؟ "، فَقَالَ

(2)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ

(6)

الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَاخْتَرْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ".

(1)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فِي" وعليه صح.

(2)

عليه صح.

(3)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم له لأبي ذر.

* [4314][التحفة: خ م س 1697]

(4)

عليه صح، ليس عند أبي ذر.

(5)

على أوله صح.

(6)

على آخره صح.

* [4315][التحفة: خ م 1636]

ص: 403

[4316] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(2)

رضي الله عنه قَالَ: جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: "إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ

(3)

وَأَتَأَلَّفَهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

إِلَى بُيُوتِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَ الْأَنْصَارِ".

[4317] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةَ حُنَيْنٍ

(1)

، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: مَا أَرَادَ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ:"رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى مُوسَى لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ".

[4318] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن أَبِي وَائِلٍ، عَن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، آثَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَاسًا أَعْطَى الْأقرَعَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ وَأَعْطَى نَاسًا

(1)

فَقَالَ رَجُلٌ مَا أُرِيدَ بِهَذِهِ الْقِسْمَةِ وَجْهُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: لَأُخْبِرَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ".

(1)

عليه صح.

(2)

قوله: "بن مالك" عليه صح، ليس عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أُجِيزَهُمْ".

(4)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر.

* [4316][التحفة: خ م ت س 1244]

* [4317][التحفة: خ م 9264]

* [4318][التحفة: خ م 9300]

ص: 404

[4319] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ حُنَيْنٍ أَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيْرُهُمْ بِنَعَمِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلَافٍ وَ

(2)

مِنَ الطُّلَقَاءِ

(3)

فَأَدْبَرُوا عَنْهُ حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ لَمْ يَخْلِطْ بَيْنَهُمَا الْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ" قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ" قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ فَنَزَلَ فَقَالَ:"أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ". فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، فَأَصَابَ

(4)

يَوْمَئِذٍ غَنَائِمَ كَثِيرَةً فَقَسَمَ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالطُّلَقَاءِ وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: إِذَا كَانَتْ شَدِيدَةٌ

(5)

فَنَحْنُ نُدْعى وَيُعْطَى الْغَنِيمَةَ

(6)

غَيْرُنَا

(6)

فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ

(7)

؟ " فَسَكَتُوا، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَذْهَبُونَ

(8)

بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (7) تَحُوزُونَهُ إِلَى بُيُوتِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَأَخَذْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ".

(1)

قوله: "بن مالك" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم له لأبي ذر.

(3)

قوله: "من الطلقاء". لأبي ذر عن الكشميهني: "والطلقاء".

(4)

"وأصاب" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وأبي الوقت.

(5)

على آخره صح، ولأبي ذر وعليه صح:"شَدِيدَةً".

(6)

عليه صح.

(7)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(8)

على آخره صح.

ص: 405

فَقَالَ هِشَامٌ: يَا

(1)

أَبَا حَمْزَةَ، وَأَنْتَ شَاهِدٌ ذَاكَ

(2)

قَالَ: وَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْهُ.

‌58 - بَابُ السَّرِيَّةِ الَّتِي قِبَلَ نَجْدٍ

[4320] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ فَكُنْتُ فِيهَا، فَبَلَغَتْ سِهَامُنَا

(3)

اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا وَنُفِّلْنَا

(4)

بَعِيرًا بَعِيرًا فَرَجَعْنَا

(5)

بِثَلَاثَةَ

(6)

عَشَرَ بَعِيرًا.

‌59 - بَابُ بَعْثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَليدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

[4321] حدثني

(7)

مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ.

وَحَدَّثَنِي

(6)

نُعَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَليدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا صَبَأْنَا، فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ

(8)

وَيَأْسِرُ وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ

(9)

(1)

قوله: "فقال هشام يا". لأبي ذر وعليه صح: "وقال هشام قلت يا".

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ذَلِكَ".

* [4319][التحفة: خ م 1636]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "سُهْمَانُنَا".

(4)

نفلنا: نفل فلانا: أعطاه من الغنيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفل).

(5)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَرَجَعْتُ".

(6)

عليه صح.

* [4320][التحفة: خ م 7531]

(7)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(8)

رقم عليه بعلامة السقط بدون ترميز.

(9)

على حاشية البقاعي: "يومًا" ونسبه لنسخة.

ص: 406

أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ

(1)

مِنَّا أَسِيرَهُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَاهُ فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(2)

يَدَهُ

(3)

فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ" مَرَّتَيْنِ.

‌60 - سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ وَعَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزٍ

(4)

الْمُدْلِجِيِّ

وَيُقَالُ: إِنَّهَا سَرِيَّةُ الْأَنْصَارِ

(5)

.

[4322] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَاسْتَعْمَلَ

(6)

رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ فَغَضِبَ، فَقَالَ

(7)

: أَليْسَ أَمَرَكُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا فَجَمَعُوا، فَقَالَ: أَوْقدُوا نَارًا فَأَوْقَدُوهَا، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا فَهَمُّوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّارِ، فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ فَسَكَنَ غَضبُهُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ".

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "إِنْسَانٍ".

(2)

قوله: "النبي صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "يدَيْه".

* [4321][التحفة: خ س 6941]

(4)

عليه صح. ولأبي ذر: "محرز" وعليه صح.

(5)

"الْأَنْصَارِيِّ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

عليه صح. ولأبي ذر: "واستعمل" وعليه صح.

(7)

"قال" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4322][التحفة: خ م د س 10168]

ص: 407

‌61 - بَعْثُ أَبِي مُوسَى وَمُعَاذٍ

(1)

إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

[4323 - 4324] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ

(2)

، قَالَ: وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ، ثُمَّ قَالَ:"يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا". فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَمَلِهِ وَكَانَ

(3)

كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِي أَرْضِهِ كَانَ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ، أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَارَ مُعَاذٌ فِي أَرْضِهِ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَبِي مُوسَى، فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ وَإِذَا

(4)

هُوَ جَالِسٌ، وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَيَّمَ

(5)

هَذَا؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، قَالَ: لَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ، قَالَ: إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ فَانْزِلْ، قَالَ: مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: أَتَفَوَّقُهُ

(6)

تَفَوُّقًا، قَالَ: فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ

(1)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن جبل رضي الله عنهما".

(2)

مخلاف: المخلاف: الإقليم. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 237).

(3)

"قَالَ وَكَانَ" قال هذه رسمت بين الأسطر في اليونينية وكذا في غير نسخة من الفروع بأيدينا من غير رقم ولا تصحيح كتبه مصححه.

(4)

"فإذا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(5)

عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "أيُّمَ".

(6)

أتفوقه: لا أقرأ وِرْدِي منه دفْعة واحدة ولكن أقْرَؤه شيئا بعد شيء في ليلي ونهاري. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فوق).

ص: 408

فَأَقُومُ

(1)

وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ

(2)

قَوْمَتِي.

[4325] حدثني

(3)

إِسْحَاقُ، حَدَّثنَا خَالِدٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تُصْنعُ بِهَا فَقَالَ:"وَمَا هِيَ؟ " قَالَ: الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ، فَقُلْتُ لِأَبِي بُرْدَةَ: مَا الْبِتْعُ؟ قَالَ: نَبِيذُ الْعَسَلِ وَالْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعِيرِ، فَقَالَ:"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ".

رَوَاهُ جَرِيرٌ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ.

[4326 - 4327] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جدَّهُ أَبَا مُوسَى وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ:"يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا وَتَطَاوَعَا" فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضَنَا بِهَا شَرَابٌ مِنَ الشَّعِيرِ الْمِزْرُ وَشَرَابٌ مِنَ الْعَسَلِ الْبِتْعُ، فَقَالَ:"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" فَانْطَلَقَا فَقَالَ مُعَاذٌ لِأَبِي مُوسَى: كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِهِ

(4)

وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا، قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ

(5)

فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي

(1)

عليه صح.

(2)

قوله "فأحتسب نومتي كما أحتسب". لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَاحْتَسَبْتُ نَوْمَتِي كَمَا احْتَسَبْتُ".

* [4323 - 4324][التحفة: خ د 9113]

(3)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4325][التحفة: خ م د س ق 9086]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "راحلتي" وعليه صح أيضا.

(5)

قوله: "فأنام وأقوم" لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "فأقوم وأنام".

ص: 409

كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي، وَضَرَبَ فُسْطَاطًا

(1)

فَجَعَلَا يَتَزَاوَرَانِ فَزَارَ مُعَاذٌ أَبَا مُوسَى فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَهُودِيٌّ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ، فَقَالَ مُعَاذٌ: لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ.

تَابَعَهُ الْعَقَدِيُّ وَوَهْبٌ

(2)

، عَنْ شُعْبَةَ: وَقَالَ وَكِيعٌ وَالْنَّضْرُ وَأَبُو دَاوُدَ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

رَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

(4)

.

[4328] حدثني

(5)

عَبَّاسُ

(6)

بْنُ الْوَليدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ

(7)

رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَرْضِ قَوْمِي فَجِئْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنِيخٌ بِالْأَبْطَحِ، فَقَالَ:"أَحَجَجْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَبَّيْكَ إِهْلَالًا

(8)

كَإِهْلَالِكَ، قَالَ:"فَهَلْ سُقْتَ مَعَكَ هَدْيًا؟ " قُلْتُ: لَمْ أَسُقْ، قَالَ: "فَطُفْ

(1)

فسطاطا: بناء معروف من الخيم. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 165).

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "ووهيب".

(3)

قوله: "وقال وكيع

إلى صلى الله عليه وسلم" رقم عليه للمستملي.

(4)

قوله: "رواه جرير .. إلخ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4326 - 4327][التحفة: خ م د س ق 9086]

(5)

عليه صح.

(6)

عليه صح صح. وبعده لأبي ذر في نسخة: "هو النَّرْسيُّ" في النسخ التي بأيدينا العطفة على سين عباس، وفي المطبوع: هو النرسي بعد الوليد، كتبه مصححه.

(7)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(8)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"إِهْلَالٌ".

إهلالا: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلل).

ص: 410

بِالْبَيْتِ وَاسْعَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ حِلَّ" فَفَعَلْتُ حَتَّى مَشَطَتْ لِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي قَيْسٍ، وَمَكُثْنَا بِذَلِكَ حَتَّى اسْتُخْلِفَ عُمَرُ.

[4329] حدثني

(1)

حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: "إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا مِنْ

(2)

أهْلَِ

(3)

الْكِتَابِ

(4)

فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا

(5)

لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ

(1)

خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا

(5)

لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ

(6)

صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا

(5)

لَكَ بِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ

(7)

أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ

(1)

وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ".

قالَ أبو عَبْد الله: طَوَّعَتْ طَاعَتْ وَأَطَاعَتْ لُغَةٌ، طِعْتُ وَطُعْتُ وَأَطَعْتُ

(8)

.

* [4328][التحفة: خ م س 9009]

(1)

عليه صح.

(2)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(3)

كذا بالضبطين، ورقم على الفتح لأبي ذر وعليه صح.

(4)

قوله: "قومًا من أهل الكتاب". لأبي ذر وعليه صح: "قومًا أَهْلَ كِتَابٍ".

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "أَطَاعُوا".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "عليهم".

(7)

كرائم أموالهم: نفائسها التي تتعلق بها نفس مالكها ويختصها لها حيث هي جامعة للكمال المكن في حقها، وواحدتها كريمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرم).

(8)

قوله: "قال أبو عبد اللَّهِ .. إلخ" ليس عند أبي ذر وعليه صح.

* [4329][التحفة: ع 6511]

ص: 411

[4330] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمُونٍ، أَنَّ مُعَاذًا رضي الله عنه لَمَّا قَدِمَ الْيَمَنَ صَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ فَقَرَأَ:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}

(1)

، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: لَقَدْ قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ.

زَادَ مُعَاذٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَرَأَ مُعَاذٌ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ سُورَةَ النِّسَاءِ فَلَمَّا قَالَ:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} قَالَ رَجُلٌ خَلْفَهُ: قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ.

‌62 - بَعْثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام

(2)

وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنه إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

[4331] حدثني

(2)

أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه: بَعَثَنَا

(3)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَليدِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا بَعْدَ ذَلِكَ مَكَانَهُ، فَقَالَ: "مُرْ

(2)

أَصْحَابَ

(2)

خَالِدٍ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَكَ فَلْيُعَقِّبْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقْبِلْ". فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَّبَ مَعَهُ، قَالَ: فَغَنِمْتُ أَوَاقٍ

(4)

ذَوَاتِ عَدَدٍ.

(1)

[النساء: 125].

* [4330][التحفة: خ 11352]

(2)

عليه صح.

(3)

في بعض الأصول زيادة: "قال" قبل "بعثنا".

(4)

لأبي ذر والأصيلي وعليهما صح: "أواقِيَّ". في العيني: أصله أواقي بتشديد الياء أو تخفيفها، حذفت الياء استثقالا. اهـ. تأمله.

أواق: جمع أوقية. وهي وزن مقداره 119 جراما تقريبًا. (انظر: المكاييل والموازين)(21).

* [4331][التحفة: خ 1899]

ص: 412

[4332] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا إِلَى خَالِدٍ لِيَقْبِضَ الْخُمُسَ وَكُنْتُ أُبْغِضُ

(2)

عَلِيًّا وَقَدِ اغْتَسَلَ، فَقُلْتُ لِخَالِدٍ: أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا؟ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: "يَا بُرَيْدَةُ، أَتُبغِضُ عَلِيًّا؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"لَا تُبْغِضْهُ، فَإِنَّ لَهُ فِي الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ".

[4333] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ

(1)

، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ

(3)

رضي الله عنه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ

(4)

لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا، قَالَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ بَيْنَ: عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَأَقْرَعَ بْنِ حَابِسٍ، وَزَيْدِ الْخَيْلِ، وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "أَلَا تَأْمَنُونِي

(5)

وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً" قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ

(6)

الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ

(1)

عليه صح.

(2)

ضبطه من الفرع وكذلك: "لا تبغضه".

* [4332][التحفة: خ 1990]

(3)

قوله: "بن أبي طالب" ليس عند أبي ذر.

(4)

مقروظ: أي: مدبوغ بالقَرَظ، وهو ورق السلم. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: قرظ).

(5)

على آخره صح، كذا في نسخة يوثق بها مصححا عليه كما ترى والمطبوع أيضا، وفي الفرع الذي يعول عليه بأيدينا:"تَأْمَنُونَنِي" بنونين من غير تصحيح عليه، كتبه مصححه.

(6)

غائر: المراد أن عينيه داخلتان في نقرتهما غير جاحظتين. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 140).

ص: 413

الْوَجْنَتَيْنِ

(1)

نَاشِزُ

(2)

الْجَبْهَةِ كَثُّ

(3)

اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ مُشَمَّرُ الْإِزَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ، قَالَ:"وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ يتَّقِيَ اللَّهَ؟ " قَالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ:"لَا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي" فَقَالَ خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ

(4)

قُلُوبَ

(5)

النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ". قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍّ

(6)

، فَقَالَ

(7)

: "إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ

(8)

هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا

(9)

(1)

الوجنتين: مثنى الوجنة وهي أعلى الخد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وجن).

(2)

عليه صح.

ناشز: مرتفع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشز).

(3)

كث: الكثاثة في اللحية: أن تكون غير رقيقة ولا طويلة، ولكن فيها كثافة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كثث).

(4)

عليه صح.

أنقب: أفتش وأكشف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقب).

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ قُلُوبِ".

(6)

عليه صح مرتين، ولأبي ذر وعليه صح:"مُقَفِّي" وعليه صح.

مقف: مُوَلٍّ. وكأنه من القفا: أي أعطاه قفاه وظهره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفا).

(7)

"وقال" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(8)

لأبي ذر والكشميهني: "صِئْصِئِ".

ضئضئ: أصل، والمراد أنه يخرج من نسله وعقبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضأضأ).

(9)

رطبا: ليِّنا لا شدة في صوت قارئه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رطب).

ص: 414

لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ

(1)

مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ

(2)

" - وَأَظُنُّهُ قَالَ: "لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ".

[4334] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: عَطَاءٌ، قَالَ: جَابِرٌ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علِيًّا أَنْ يُقِيمَ عَلَى إِحْرَامِهِ.

زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ

(3)

، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: عَطَاءٌ، قَالَ جَابِرٌ فَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِسِعَايَتِهِ قَالَ

(4)

لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بِمَ

(5)

أَهْلَلْتَ يَا عَلِيُّ؟ " قَالَ: بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَأَهْدِ وَامْكُثْ حَرَامًا كَمَا أَنْتَ". قَالَ: وَأَهْدَى لَهُ عَلِيٌّ هَدْيًا.

[4335 - 4336] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، حَدَّثَنَا بَكْرٌ، أَنَّهُ ذَكَرَ لاِبْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ فَقَالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بالْحَجِّ وَأَهْلَلْنَا بِهِ

(5)

مَعَهُ

(6)

فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قَالَ:"مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً". وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَدْيٌ فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ

(1)

يمرقون: يخرجون وينفصلون عنه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 377).

(2)

الرمية: الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك، والمراد هنا: الهدف الذي يرمى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمى).

* [4333][التحفة: خ م د س 4132]

(3)

بعده على حاشية البقاعي: "البرساني" ونسبه لنسخة.

(4)

لأبي ذر: "فقال" وعليه صح.

(5)

عليه صح.

* [4334][التحفة: خ س 2457]

(6)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

ص: 415

أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ حَاجًّا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بِمَ

(1)

أَهْلَلْتَ فَإِنَّ مَعَنَا أَهْلَكَ؟ " قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَأَمْسِكْ فَإِنَّ مَعَنَا هَدْيًا".

‌63 - غَزْوَةُ ذِي الْخَلَصَةِ

[4337] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا بَيَانٌ، عَنْ قَيسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: كَانَ بَيْتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْخَلَصَةِ وَالْكَعْبَةُ الْيَمَانِيَةُ وَالْكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ " فَنَفَرْتُ فِي مِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَاكِبًا فَكَسَرْنَاهُ وَقَتَلْنَا مَنْ وَجَدْنَا عِنْدَهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَدَعَا لَنَا وَلِأَحْمَسَ.

[4338] حدثنا

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا

(3)

إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: قَالَ لِيَ جَرِيرٌ رضي الله عنه: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ" وَكَانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ يُسَمَّى الْكَعْبَةَ

(4)

الْيَمَانِيَةَ، فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ

(5)

، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَضَرَبَ فِي

(6)

صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ

(1)

عليه صح.

* [4335 - 4336][التحفة: خ م س 6657]

* [4337][التحفة: خ م د س 3225]

(2)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

"عن" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "كعبة".

(5)

قوله: "من أحمس" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "عَلَى".

ص: 416

وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا". فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا فَكَسَرَهَا وَحَرَّقَهَا ثُمَّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ جَرِيرٍ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ

(1)

، قَالَ: فَبَارَكَ فِي خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ.

[4339] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا

(2)

أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى، فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ يَدِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا". قَالَ: فَمَا وَقَعْتُ عَنْ فَرَسٍ

(3)

بَعْدُ، قَالَ: وَكَانَ ذُو الْخَلَصَةِ بَيْتًا بِالْيَمَنِ لِخَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ فِيهِ نُصُبٌ

(4)

تُعْبَدُ، يُقَالُ لَهُ: الْكَعْبَةُ، قَالَ: فَأَتَاهَا فَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ وَكَسَرَهَا، قَالَ: وَلَمَّا قَدِمَ جَرِيرٌ الْيَمَنَ كَانَ بِهَا رَجُلٌ يَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَا هُنَا فَإِنْ قَدَرَ عَلَيْكَ ضَرَبَ عُنُقَكَ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ يَضْرِبُ بِهَا إِذْ وَقَفَ عَلَيْهِ جَرِيرٌ، فَقَالَ: لَتَكْسِرَنَّهَا وَلَتَشْهَدَنْ

(5)

أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَوْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ، قَالَ: فَكَسَرَهَا

(1)

أجرب: يعني ذا جرب مطلي بالقطران فاسودّ فشبه به ما حرق من بيت ذي الخلصة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 147).

* [4338][التحفة: خ م د س 3225]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".

(3)

عليه صح. "فَرَسِي" عليه صح بلا رقم.

(4)

نصب: حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية، ويتخذونه صنما فيعبدونه وقيل: هو حجرٌ كانوا يَنْصِبونه ويَذْبَحون عليه فيَحْمَرّ بالدم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصب).

(5)

لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "ولتشهَدَنَّ".

ص: 417

وَشَهِدَ ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ رَجُلًا مِنْ أَحْمَسَ، يُكْنَى: أَبَا أَرْطَاةَ، إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُهُ بِذَلِكَ فَلَمَّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ، قَالَ: فَبَرَّكَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ.

‌64 - غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَهِيَ غَزْوَةُ لَخْمٍ وَجُدَامَ

قَالَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.

وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عُرْوَةَ: هِيَ بِلَادُ بَلِيٍّ

(2)

وَعُذْرَةَ وَبَنِي الْقَيْنِ.

[4340] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا

(3)

خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(4)

، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاص عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ" قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: "أَبُوهَا" قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "عُمَرُ" فَعَدَّ رِجَالًا، فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ.

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَبَارَكَ".

* [4339][التحفة: خ م د س 3225]

(2)

ليست مضبوطة في اليونينية، وضبطها في الفرع كَغَنِيٍّ.

(3)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

قوله: "بن عبد اللَّه" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4340][التحفة: خ م ت س 10738]

ص: 418

‌65 - ذَهَابُ جَرِيرٍ إِلَى الْيَمَنِ

[4341] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ بِالْبَحْرِ

(2)

فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ذَا كَلَاعٍ وَذَا عَمْرٍو، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ ذُو عَمْرٍو: لَئِنْ كَانَ الَّذِي تَذْكُرُ مِنْ أَمْرِ صَاحِبِكَ لَقَدْ مَرَّ عَلَى أَجَلِهِ مُنْذُ ثَلَاثٍ، وَأَقْبَلَا مَعِي حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ فَسَأَلْنَاهُمْ، فَقَالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَالنَّاسُ صَالِحُونَ، فَقَالَا: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّا قَدْ جِئْنَا وَلَعَلَّنَا سَنَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَرَجَعَا إِلَى الْيَمَنِ فَأَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرٍ بِحَدِيثِهِمْ، قَالَ: أَفَلَا جِئْتَ بِهِمْ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ قَالَ لِي ذُو عَمْرٍو: يَا جَرِيرُ، إِنَّ بِكَ عَلَى كَرَامَةً وَإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَرًا: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأَمَّرْتُمْ

(3)

فِي آخَرَ، فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ كَانُوا مُلُوكًا يَغْضَبُونَ غَضبَ الْمُلُوكِ وَيَرْضَوْنَ رِضَا الْمُلُوكِ.

‌66 - بَابُ

(4)

غَزْوَةُِ

(5)

سِيفِ الْبَحْرِ

وَهُمْ يَتَلَقَّوْنَ عِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَأَمِيرُهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ

(6)

.

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر وعليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"بِالْيَمَنِ" وبعده صح.

(3)

من الائتمار والمشاورة قاله أبو ذر اهـ من اليونينية وضبطت فيها بالتشديد اهـ من هامش الأصل وعزاه القسطلاني للفرع قال: ولغيره "تآمرتم" كتبه مصححه.

* [4341][التحفة: خ 3229]

(4)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(5)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضم لأبي ذر.

(6)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابن الجراح رضي الله عنه".

ص: 419

[4342] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(1)

مَالِكٌ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا قِبَلَ السَّاحِلِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ، فَخَرَجْنَا وَكُنَّا

(3)

بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَنِيَ الزَّادُ فَأَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَزْوَادِ الْجَيْشِ فَجُمعَ فَكَانَ مِزْوَدَيْ

(4)

تَمْرٍ فَكَانَ يَقُوتُنَا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلٌ قَلِيلٌ

(5)

حَتَّى فَنِيَ فَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُنَا إِلَّا تَمْرَةٌ تَمْرَةٌ، فَقُلْتُ: مَا تُغْنِي عَنْكُمْ تَمْرَةٌ؟ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَنِيَتْ، ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى الْبَحْرِ فَإِذَا حُوتٌ مِثْلُ الظَّرِبِ

(6)

فَأَكَلَ مِنْهَا

(7)

الْقَوْمُ ثَمَانَ

(8)

عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِضِلَعَيْنِ مِنْ أَضْلَاعِهِ فَنُصِبَا ثُمَّ أَمَرَ بِرَاحِلَةٍ فَرُحِلَتْ

(9)

ثُمَّ مَرَّتْ تَحْتَهُمَا فَلَمْ تُصِبْهُمَا.

[4343] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: الَّذِي حَفِظْنَاهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثلَاثَمِائَةِ رَاكِبٍ أَمِيرُنَا

(10)

أَبُو عُبَيدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ نَرْصُدُ عِيرَ قُرَيْشٍ فَأَقَمْنَا بِالسَّاحِلِ

(1)

"حدثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "لما بعث".

(3)

لأبوي ذر والوقت: "فكنا".

(4)

مزودي: مثنى مزود وهو وعاء يجعل فيه الزاد. (انظر: غريب الحديث للحربي)(3/ 989).

(5)

قوله: "يقُوتُنا كلَّ يوم قليل قليل". لأبي ذر وعليه صح: "يُقَوِّتُنَا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلًا قَلِيلًا".

(6)

الظرب: الجبل الصغير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظرب).

(7)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"مِنْهُ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "ثَمَانِيَ".

(9)

عليه علامة التخفيف. ولأبي ذر وعليه صح: "فَرُحِّلَتْ".

* [4342][التحفة: خ م ت س ق 3125]

(10)

لأبي ذر وعليه صح: "وَأَمِيرُنَا".

ص: 420

نِصْفَ شَهْرٍ فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ

(1)

فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ جَيْشَ الْخَبَطِ، فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ دَابَّةً، يُقَالُ لَهَا: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ وَادَّهَنَّا مِنْ وَدَكِهِ

(2)

حَتَّى ثَابَتْ

(3)

إِلَيْنَا أَجْسَامُنَا، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ

(4)

فَنَصَبَهُ فَعَمَدَ إِلَى أَطْوَلِ رَجُلٍ مَعَهُ - قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ

(4)

فَنَصَبَهُ

(5)

، وَأَخَذَ رَجُلًا وَبَعِيرًا فَمَرَّ تَحْتَهُ - قَالَ

(6)

جَابِرٌ: وَكَانَ رَجُلٌ

(7)

مِنَ الْقَوْمِ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ

(8)

ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ نَهَاهُ.

[4344] وَكَانَ عَمْرٌو يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ لِأَبِيهِ: كُنْتُ فِي الْجَيْشِ فَجَاعُوا، قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ، قَالَ: ثُمَّ جَاعُوا، قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ، قَالَ

(9)

: ثُمَّ جَاعُوا، قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ، ثُمَّ جَاعُوا، قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نُهِيتُ.

(1)

الخبط: الورق المضروب بالعصا الساقط من الشجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبط).

(2)

ودكه: الوَدَك: دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ودك).

(3)

ثابت: رجعتْ إلى حالها من الصلاح، وقيل: امتلأ. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 135).

(4)

لأبي ذر عن المستملي: "أعضائه".

(5)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(6)

"فقال" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(7)

على حاشية البقاعي: "رجلا" ونسبه لنسخة.

(8)

جزائر: جمع جَزُورٍ، والجَزُورُ: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).

* [4343][التحفة: خ م س 2529]

(9)

عليه صح.

* [4344][التحفة: خ 11097/ أ]

ص: 421

[4345] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ: غَزَوْنَا جَيْشَ الْخَبَطِ وَأُمِّرَ أَبُو عُبَيْدَةَ فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا، فَأَلْقَى

(1)

الْبَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا لَمْ نَرَ مِثْلَهُ، يُقَالُ لَهُ: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ.

فَأَخْبَرَنِي

(2)

أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ

(3)

أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُوا فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ "كُلُوا رِزْقًا أَخْرَجَهُ اللَّهُ أَطْعِمُونَا إِنْ كَانَ مَعَكُمْ فَأَتَاهُ

(4)

بَعْضُهُمْ

(5)

فَأَكَلَهُ".

‌67 - حَجُّ أَبِي بَكْرٍ بِالنَّاسِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ

[4346] حدثنا

(6)

سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَن أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ

(7)

رضي الله عنه بَعَثَهُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(8)

قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَوْمَ النَّحْرِ فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُ فِي

(1)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "لَنَا".

(2)

لأبي ذر، وأبي الوقت:"وأخبرني".

(3)

لأبي الوقت: "فقال".

(4)

قوله: "فأتاه" كذا في غير نسخة بالقصر، وقال القسطلاني: بالمد أي أعطاه. وللأصيلي ونسبها في "الفتح" لابن السكن: "فأتاه بعضهم بعضو منه" كتبه مصححه.

(5)

بعده للأصيلي: "بِعُضْوٍ" وبعده صح.

* [4345][التحفة: خ 2558]

(6)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(7)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(8)

بعده لأبي ذر وعليه صح: "عليها" وبعده صح.

ص: 422

النَّاسِ: "لَا يَحُجُّ

(1)

بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفُ

(2)

بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ".

[4347] حدثني

(3)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ كَامِلَةً بَرَاءَةٌ، وَآخِرُ سُورَةٍ

(4)

نَزَلَتْ خَاتِمَةُ سُورَةِ النِّسَاءِ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}

(5)

.

‌68 - وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ

[4348] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَتَى نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. فَرِيءَ

(6)

ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ:"اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ" قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.

(1)

قوله: "لا يحج". لأبي ذر وعليه صح: "أَنْ لَا يَحُجَّ".

(2)

"وَلَا يَطُوفَنَّ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر وأبي الوقت.

* [4346][التحفة: خ م د س 6624]

(3)

عليه صح.

(4)

عليه صح، وعلى حاشية البقاعي:"آية" ونسبه لنسخة.

(5)

[النساء: 176].

الكلالة: أن يموت الرجل ولا يدع والدا ولا ولدا يرثانه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلل).

* [4347][التحفة: خ 1814]

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "فرُؤيَ".

* [4348][التحفة: خ ت س 10829]

ص: 423

‌69 - بَابٌ

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: غَزْوَةُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ بَنِي الْعَنْبَرِ مِنْ بَنِي

(1)

تَمِيمٍ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَأَغَارَ وَأَصَابَ مِنْهُمْ نَاسًا وَسَبَى مِنْهُمْ نِسَاءً

(2)

.

[4349] حدثني

(3)

زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ سَمِعْتُهُ

(4)

مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهَا

(5)

فِيهِمْ: "هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ" وَكَانَتْ فِيهِمْ

(6)

سَبِيَّةٌ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ: "أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ" وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ: "هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمٍ

(7)

- أَوْ قَوْمِي".

[4350] حدثني

(3)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُمْ، أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ

(8)

عُمَرُ: بَلْ أَمِّرِ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي، قَالَ عُمَرُ:

(1)

رقم عليه لأبي ذر والكشميهني.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "سِبَاءً".

(3)

عليه صح.

(4)

عليه صح، وللأصيلي:"سمعتهن" وبعده صح.

(5)

على آخره صح.

(6)

لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْهُمْ".

(7)

كذا بالتنوين في اليونينية، وذكر في "الفتح" أنه بالكسر من غير تنوين.

* [4349][التحفة: خ م 14907]

(8)

كذا في غير نسخة: "قال".

ص: 424

مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ، فَتَمَارَيَا

(1)

حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا}

(2)

حَتَّى انْقَضَتْ.

‌70 - بَابُ

(3)

وَفْدُِ

(4)

عَبْدِ الْقَيْسِ

[4351] حدثني

(5)

إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنَّ لِي جَرَّةً

(6)

يُنْتَبَذُ لِي نَبِيذٌ

(7)

فَأَشْرَبُهُ حُلْوًا فِي جَرٍّ إِنْ أَكْثَرْتُ مِنْهُ فَجَالَسْتُ الْقَوْمَ فَأَطَلْتُ الْجُلُوسَ خَشِيتُ أَنْ أَفْتَضِحَ، فَقَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ غَيْرَ خَزَايَا

(8)

وَلَا النَّدَامَى" فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ حَدِّثْنَا بِجُمَلٍ مِنَ الْأَمْرِ إِنْ عَمِلْنَا بِهِ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ وَنَدْعُو بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبعٍ: الْإِيمَانِ

(1)

تماريا: التماري: المجادلة على مذهب الشك والريبة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرا).

(2)

[الحجرات: 1].

* [4350][التحفة: خ ت س 5269]

(3)

سقط عند أبي ذر فما بعده رفع.

(4)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضم لأبي ذر.

(5)

عليه صح.

(6)

جرة: جمع جَرَّة، وهي الإناء المعروف من الفَخَّار، والمنهي عنها: المدهونة، لأنها أسرع في الشدة والتخمير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جرر).

(7)

كذا في اليونينية ونسخ الخط معنا بدون لفظ "فيها" نعم ثبتت في هامش نسخة مصححا عليها بعدها: كذا في نسخة ابن أبي رافع ونسخة الحافظ: "تُنتَبَذُ لي نبيذا" بالفوقية.

(8)

خزايا: جمع خَزيان، وهو المستحي. أو: الذليل المهان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خزا).

ص: 425

بِاللَّهِ، هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ؟ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: مَا انْتُبِذَ فِي الدُّبَّاءِ

(1)

، وَالنَّقِيرِ

(2)

، وَالْحَنْتَمِ

(3)

، وَالْمُزَفَّتِ

(4)

".

[4352] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا هَذَا الْحَيَّ

(5)

مِنْ رَبِيعَةَ وَقَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ فَلَسْنَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ، فَمُرْنَا بِأَشْيَاءَ نَأْخُذُ بِهَا وَنَدْعُو إِلَيْهَا مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبعٍ: الْإِيمَانِ بِاللَّهِ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَعَقَدَ وَاحِدَةً، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا للَّهِ

(6)

خُمْسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ: الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ".

(1)

الدباء: القرع، تُجعل القرعةُ اليابسة وعاءً. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).

(2)

النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقر).

(3)

الحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنتم).

(4)

المزفت: الإناء الذي طُلِيَ بالزِّفْت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زفت).

* [4351][التحفة: خ م د ت س 6524]

(5)

عليه صح.

(6)

على حاشية البقاعي: "إلى اللَّه" ونسبه لنسخة.

* [4352][التحفة: خ م د ت س 6524]

ص: 426

[4353] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي

(1)

ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو. وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَرْسَلُوا إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقَالُوا: اقْرَأْ عليها السلام مِنَّا جَمِيعًا وَسَلْهَا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَإِنَّا

(2)

أُخْبِرْنَا أَنَّكِ تُصَلِّيهَا

(3)

، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهَا

(4)

، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكُنْتُ أَضْرِبُ مَعَ عُمَرَ النَّاسَ عَنْهُمَا، قَالَ كُرَيْبٌ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا وَبَلَّغْتُهَا مَا أَرْسَلُونِي، فَقَالَتْ: سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ، فَأَخْبَرْتُهُمْ فَرَدُّونِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُونِي إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْهُمَا وَإِنَّهُ صَلَّى الْعَصْرَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ وَعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَصَلَّاهُمَا فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ الْخَادِمَ، فَقُلْتُ: قُومِي إِلَى جَنْبِهِ، فَقُولِي: تَقُولُ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلمْ أَسْمَعْكَ تَنْهَى عَنْ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فَأَرَاكَ تُصَلِّيهِمَا؟ فَإِنْ أَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخِرِي فَفَعَلَتِ الْجَارِيَةُ فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخَرَتْ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:"يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ سَأَلْتِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، إِنَّهُ أَتَانِي أُنَاسٌ مِنْ عَبدِ الْقَيْسِ بِالْإِسْلَامِ مِنْ قَوْمِهِمْ فَشَغَلُونِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَهُمَا هَاتَانِ".

(1)

"حدثنا": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فَإِنَّا".

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "تُصَلِّيهِمَا"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"تُصَلِّينَهُمَا".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عَنْهُمَا".

* [4353][التحفة: خ م د 18207]

ص: 427

[4354] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، هُوَ: ابْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ

(2)

بَعْدَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ عَبْدِ الْقَيْسِ بِجُوَاثَى، يَعْنِي: قَرْيَةً

(3)

مِنَ الْبَحْرَيْنِ.

‌71 - بَابُ وَفْدِ بَنِي حَنِيفَةَ وَحَدِيثِ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ

[4355] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا: اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ

(4)

مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " فَقَالَ: عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ، إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ، حَتَّى

(5)

كَانَ الْغَدُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ:"مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ:"مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " فَقَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ، فَقَالَ:"أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ" فَانْطَلَقَ إِلَى نَجْلٍ

(6)

قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ،

(1)

عليه صح.

(2)

جمعت: صُلِّيَتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمع).

(3)

قوله: "يعني قرية" ليس عند أبي ذر.

* [4354][التحفة: خ د 6529]

(4)

بسارية: عمود. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(6/ 5).

(5)

قبله لأبي ذر وعليه صح: "فتُرِكَ".

(6)

لم ينقطها في اليونينية، وكانت جيما فكشطت النقطة، وجعلها في الفرع جيما وصحح عليها، =

ص: 428

فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَُ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَض

(1)

إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ

(2)

أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَوْتَ

(4)

؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ

(5)

حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

[4356] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ

(7)

مِنْ

(8)

بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ، وَقَدِمَهَا فِي

= وقال القسطلاني: وفي نسخة بالخاء المعجمة اهـ من هامش الأصل. وهو بالجيم: الماء الجاري. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 7).

(1)

لم يضبطه في اليونينية وضبطه في الفرع بالرفع.

(2)

خيلك: فرسان خيلك على حذف المضاف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خيل).

(3)

قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبي".

(4)

صبوت: خرجت من دينك إلى دين غيره. قالوه على جهة الذم والعيب؛ ولذلك قال في الجواب: لا؛ أي لم أخرج إلى ذم وعيب ولكن أسلمت، فجاء بلفظ يوجب المدح. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (ص 321).

(5)

حنطة: قمح. (انظر: المصباح المنير، مادة: حنط).

* [4355][التحفة: خ م د س 13007]

(6)

قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وأبي الوقت: "النبي".

(7)

بعده لأبي ذر عن الكشميهني، والأصيلي:"الأمر".

(8)

عليه صح.

ص: 429

بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: "لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ

(1)

أَمْرَ اللهِ فِيكَ وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ

(2)

لَيَعْقِرَنَّكَ

(3)

اللَّهُ وَإِنِّي لَأَرَاكَ

(4)

الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي" ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكَ أُرَى

(5)

الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ". فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي: أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ".

[4357] حدثنا

(6)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ

(7)

بِخَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَ فِي كَفِّي سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَكَبُرَا

(8)

عَلَيَّ، فَأُوْحِيَ

(1)

تعدو: تتجاوز. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(1/ 335).

(2)

أدبرت: تركت الحق وأعرضت. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 252).

(3)

ليعقرنك: يهلكك ويقتلك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 100).

(4)

بضم الهمزة عند أبي ذر في سائر ما في قصته وقصة العنسي.

(5)

على حاشية البقاعي: "لأراك" ونسبه لنسخة.

* [4356][التحفة: خ م ت س 13574]

(6)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(7)

لأبي ذر وأبي الوقت: "فأتيت".

(8)

فكبرا: فعظما وقعهما وجلا عندي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرع).

ص: 430

إِلَيَّ

(1)

أَنِ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا: صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ".

[4358] حدثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نَعْبُدُ الْحَجَرَ فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا هُوَ أَخْيَرُ

(2)

مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الْآخَرَ فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جُثْوَةً

(3)

مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُفْنَا بِهِ فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ قُلْنَا: مُنَصِّلُ

(4)

الْأَسِنَّةِ، فَلَا نَدَعُ رُمْحًا فِيهِ حَدِيدَةٌ وَلَا سَهْمًا فِيهِ حَدِيدَةٌ إِلَّا نَزَعْنَاهُ وَأَلْقَيْنَاهُ شَهْرَ رَجَبٍ.

[4359] وَسمعت أَبَا رَجَاءٍ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَ بُعِثَ

(5)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غلَامًا أَرْعَى الْإِبِلَ عَلَى أَهْلِي، فَلَمَّا سَمِعْنَا بِخُرُوجِهِ فَرَرْنَا إِلَى النَّارِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ.

‌72 - قِصَّةُ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ

[4360] حدثنا

(6)

سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا

(1)

قوله: "فأُوحِيَ إليَّ" لأبي ذر عن الكشميهني: "فأَوْحى اللَّهُ إلي".

* [4357][التحفة: خ م 14707]

(2)

للأصيلي وابن عساكر: "خَيْرٌ" وبعده صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"أحسن".

(3)

جثوة: الجثوة: الشيء المجموع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جثا).

(4)

للكشميهني بفتح النون وكسر الصاد مشددة، ولغيره بسكون النون قسطلاني عن "الفتح".

منصل: مخرج الأسنة من أماكنها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصل).

* [4358][التحفة: خ 12034]

(5)

على آخره صح، وقوله:"بُعِثَ النَّبِيُّ" لأبي ذر وعليه صح: "بَعْثِ النَّبيِّ".

* [4359][التحفة: خ 12034]

(6)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

ص: 431

أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدَةَ

(1)

بْنِ نَشِيطٍ - وَكَانَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ اسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ - أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ فِي دَارِ بِنْتِ الْحَارِثِ - وَكَانَ

(2)

تَحْتَهُ بِنْتُ

(3)

الْحَارِثِ بْنِ كُرَيْزٍ

(1)

وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ - فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ - وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: خَطِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضِيبٌ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُ، فَقَالَ لَهُ مُسَيْلِمَةُ: إِنْ شِئْتَ خَلَّيْتَ بَيْنَنَا

(4)

وَبَيْنَ الْأَمْرِ ثُمَّ جَعَلْتَهُ لَنَا بَعْدَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ سَأَلْتَنِي هَذَا الْقَضِيبَ

(5)

مَا أَعْطَيْتُكَهُ، وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ

(6)

، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَسَيُجِيبُكَ عَنِّي" فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

[4361] قال عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي ذَكَرَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذُكِرَ لِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ

(1)

عليه صح مرتين.

(2)

للأصيلي: "وَكَانَتْ" وعليه صح.

(3)

لأبي ذر: "ابنة" وعليه صح.

(4)

قوله: "خَلَّيْتَ بَيْنَنَا" لأبي ذر عن المستملي: "خَلَّيْتُ بَيْنَكَ"، ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني:"خَلَّيْنا بَيْنَكَ".

(5)

القضيب: السيف اللطيف الدقيق، أو العود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قضب).

(6)

"رَأَيْتُ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4360][التحفة: خ 5829]

(7)

قوله: "رسول اللَّه": لأبي ذر وعليه صح: "النبي".

ص: 432

أُرِيتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ

(1)

مِنْ ذَهَبٍ فَفُظِعْتُهُمَا

(2)

وَكَرِهْتُهُمَا فَأُذِنَ

(3)

لِي فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ".

فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ.

‌73 - بَابُ

(4)

قِصَّةُِ

(5)

أَهْلِ نَجْرَانَ

[4362] حدثني

(3)

عَبَّاسُ

(3)

بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ

(6)

وَالسَّيِّدُ

(7)

صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدَانِ أَنْ يُلَاعِنَاهُ قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا

(8)

لَا نُفْلِحُ

(9)

نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ

(1)

قوله: "وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوارَانِ" لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"وَضَعَ في يدَيَّ إِسْوَارَينِ" وعليه صح. الدال في اليونينية تحتها كسرة لا غير، وضبطت في الأصل الذي بأيدينا أيضا بفتحها وتشديد الياء مصححا عليها كتبه مصححه، وقوله:"سواران" لأبي ذر: "إسوارانِ" وعليه صح.

(2)

عليه صح.

ففظعتهما: أكبرتُهما وخفتُهما. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: فظع).

(3)

عليه صح.

* [4361][التحفة: خ 5829]

(4)

سقط الباب لأبي ذر فالتالي رفع.

(5)

كذا بالضبطين وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

العاقب: من رؤساء نجران وأصحاب مراتبهم، وهو يلي السيد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقب).

(7)

قوله: "العاقب والسيد": لأبي ذر: "السيد والعاقب".

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَلَاعَنَنَا".

(9)

على آخره صح.

ص: 433

بَعْدِنَا، قَالَا: إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا، فَقَالَ: "لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ

(1)

"، فَاسْتَشْرَفَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ"، فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ".

[4363] حدثنا

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: "ابْعَثْ لَنَا رَجُلًا أَمِينًا، فَقَالَ: "لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ" فَاسْتَشْرَفَ لَهُ

(3)

النَّاسُ فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ.

[4364] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِين وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ".

‌74 - قِصَّةُ عُمَانَ وَالْبَحْرَيْنِ

[4365] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ قَدْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ لَقَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا" ثَلَاثًا، فَلَمْ يَقْدَمْ مَالُ الْبَحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

بعده على حاشية البقاعي: "حق أمين" ونسبه لنسخة.

* [4362][التحفة: خ م ت س ق 3350]

(2)

"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

لأبي ذر والأصيلي وعليهما صح، وابن عساكر، وأبي الوقت:"لها" وعليه صح.

* [4363][التحفة: خ م ت س ق 3350]

* [4364][التحفة: خ م س 948]

ص: 434

فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَيْنٌ أَوْ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنِي، قَالَ جَابِرٌ: فَجِئْتُ أَبَا بَكْرٍ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا" ثَلَاثًا، قَالَ: فَأَعْطَانِي، قَالَ جَابِرٌ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَسَأَلْتُهُ فَلَمْ يُعْطِنِي ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَلَمْ يُعْطِنِي ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّالِثَةَ فَلَمْ يُعْطِنِي، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَتَيْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي ثُمَّ أَتَيْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي ثُمَّ أَتَيْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، فَإِمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي، فَقَالَ: أَقُلْتَ: تَبْخَلُ عَنِّي وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ

(1)

مِنَ الْبُخْلِ؟ قَالَهَا ثَلَاثًا، مَا مَنَعْتُكَ مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ.

وَعَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جِئْتُهُ فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: عُدَّهَا فَعَدَدْتُهَا فَوَجَدْتُهَا خَمْسَمِائَةٍ، فَقَالَ: خُذْ مِثْلَهَا مَرَّتَيْنِ.

‌75 - بَابُ

(2)

قُدُومُِ

(3)

الْأَشْعَرِيِّينَ وَأَهْلِ الْيَمَنِ

وَقَالَ أَبُو مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ".

[4366] حدثني

(4)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ

(1)

على آخره صح.

أدوأ: أقبح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دوأ).

* [4365][التحفة: خ م 2640]

(2)

رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

عليه صح.

ص: 435

أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ فَمَكَثْنَا حِينًا مَا نُرَى ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ إِلَّا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ وَلُزُومِهِمْ لَهُ.

[4367] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى أَكْرَمَ هَذَا الْحَيَّ مِنْ جَرْمٍ

(1)

وَإِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَهُ وَهُوَ يَتَغَدَّى دَجَاجًا، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ جَالِسٌ فَدَعَاهُ إِلَى الْغَدَاءِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ، فَقَالَ: هَلُمَّ

(2)

، فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُهُ فَقَالَ

(3)

: إِنِّي حَلَفْتُ لَا آكُلُهُ، فَقَالَ: هَلُمَّ، أُخْبِرْكَ عَنْ يَمِينِكَ، إِنَّا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ

(4)

مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ فَاسْتَحْمَلْنَاهُ فَأَبَى أَنْ يَحْمِلَنَا فَاسْتَحْمَلْنَاهُ

(5)

فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا ثُمَّ لَمْ يَلْبَثِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُتِيَ بِنَهْبِ

(6)

إِبِلٍ فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ فَلَمَّا قَبضْنَاهَا قُلْنَا: تَغَفَّلْنَا

(7)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ بَعْدَهَا أَبَدًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا وَقَدْ حَمَلْتَنَا، قَالَ:"أَجَلْ وَلَكِنْ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا".

* [4366][التحفة: خ م ت س 8979]

(1)

جرم: قبيلة سكنت بين مكة واليمن، كانوا بالعبلاء، على أربع مراحل من مكة المكرمة. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 119).

(2)

هلم: تعال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلم).

(3)

الفاء في اليونينية ملحقة في هذه وما بعدها.

(4)

عليه صح.

(5)

فاستحملناه: سألناه أن يحملنا. (انظر: لسان العرب، مادة: حمل).

(6)

نهب: غنيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نهب).

(7)

تغفلنا: جعلناه علافلا عن يمينه بسبب سؤالنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غفل).

* [4367][التحفة: خ م ت س 8990]

ص: 436

[4368] حدثني

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيُّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، قَالَ: جَاءَتْ بَنُو تَمِيمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَبْشِرُوا يَا بَنِي تَمِيمٍ" قَالُوا: أَمَّا إِذْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ" قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.

[4369] حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْإِيمَانُ هَا هُنَا - وَأَشَارَ

(2)

بِيَدِهِ إِلَى الْيَمَنِ - وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ

(3)

، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ

(4)

؛ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ".

[4370] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ

(1)

عليه صح.

* [4368][التحفة: خ ت س 10829]

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فأشار".

(3)

الفدادين: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، وقيل: هم المكثرون من الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فدد).

(4)

قرنا الشيطان: جانبا رأسه، يقال: إنه ينتصب في محاذاة مطلع الشمس حتى إذا طلعت كانت بين جانبي رأسه لتقع السجدة له إذا سجد عبدة الشمس لها، وكذا عند غروبها (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري) (6/ 340).

* [4369][التحفة: خ م 10005]

ص: 437

أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَصْحَابِ الْإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ".

وَقَالَ غُنْدَرٌ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4371] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْفِتْنَةُ هَا هُنَا، هَا هُنَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ".

[4372] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ أَضْعَفُ قُلُوبًا وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ

(1)

".

[4373] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَجَاءَ خَبَّابٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَسْتَطِيعُ هَؤُلَاءِ الشَّبَابُ أَنْ يَقْرَءُوا كَمَا تَقْرَأُ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ

(2)

شِئْتَ أمَرْتَُ

(3)

بَعْضَهُمْ يَقْرَأُ

(4)

عَلَيْكَ، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: اقْرَأْ يَا عَلْقَمَةُ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ حُدَيْرٍ

* [4370][التحفة: م 12343]

* [4371][التحفة: خ 12921]

(1)

"يمانٍ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر وأبي الوقت، وعلى الأول صح.

* [4372][التحفة: خ 13757]

(2)

لأبي ذر: "إن" وعليه صح.

(3)

كذا بالضبطين، وعليه "معا".

(4)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَيَقْرَأُ"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"فقرأ".

ص: 438

- أَخُو زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ: أَتَأْمُرُ عَلْقَمَةَ أَنْ يَقْرَأَ وَلَيْسَ بِأَقْرَئِنَا؟ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْمِكَ وَقَوْمِهِ، فَقَرَأْتُ خَمْسِينَ آيَةً مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كَيْفَ تَرَى؟ قَالَ: قَدْ أَحْسَنَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إِلَّا وَهُوَ يَقْرَؤُهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى خَبَّابٍ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: أَلَمْ يَأْنِ لِهَذَا الْخَاتَمِ أَنْ يُلْقَى، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَنْ تَرَاهُ عَلَيَّ بَعْدَ الْيَوْمِ فَأَلْقَاهُ.

رَوَاهُ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ.

‌76 - قِصَّةُ دَوْسٍ وَالطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ

[4374] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ".

[4375] حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ:

يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا

عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ

وَأَبَقَ

(2)

غُلَامٌ لِي فِي الطَّرِيقِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا

* [4373][التحفة: خ 9432]

* [4374][التحفة: خ 13665]

(1)

عليه صح.

(2)

أبق: هرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أبق).

ص: 439

عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَذَا غُلَامُكَ" فَقُلْتُ

(1)

: هُوَ لِوَجْهِ اللَّهِ، فَأَعْتَقْتُهُ

(2)

.

‌77 - بَابُ قِصَّةِ

(3)

وَفْدُِ

(4)

طَيِّئٍ وَحَدِيثُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ

[4376] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: أَتَيْنَا عُمَرَ فِي وَفْدٍ فَجَعَلَ يَدْعُو رَجُلًا رَجُلًا وَيُسَمِّيهِمْ، فَقُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلَى، أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا، وَوَفَيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا، فَقَالَ عَدِيٌّ: فَلَا أُبَالِي إِذن.

‌78 - بَابُ

(5)

حَجَّةِ

(6)

الْوَدَاعِ

[4377] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَأَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهْلِلْ

(7)

بِالْحَجِّ

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال".

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَأَعْتَقَهُ".

* [4375][التحفة: خ 14294]

(3)

قوله: "باب قصة" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.

* [4376][التحفة: خ 10606]

(5)

رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضم لأبي ذر.

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "فَلْيُهِلَّ".

ص: 440

مَعَ الْعُمْرَةِ، ثُمَّ لَا يَحِلَّ حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا"، فَقَدِمْتُ مَعَهُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ، وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ وَلَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَشَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "انْقُضِي

(1)

رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَدَعِي الْعُمْرَةَ"، فَفَعَلْتُ فَلَمَّا قَضَيْنَا الْحَجَّ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إِلَى التَّنْعِيمِ، فَاعْتَمَرْتُ فَقَالَ: "هَذِهِ مَكَانَ عُمْرَتِكِ"، قَالَتْ: فَطَافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلُّوا ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا آخَرَ بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى، وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَإِنَّمَا طَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا.

[4378] حدثني

(2)

عَمْرُو

(2)

بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ قَالَ هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ}

(3)

، وَمِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَحِلُّوا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قُلْتُ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ بَعْدَ الْمُعَرَّفِ

(4)

، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرَاهُ قَبْلُ وَبَعْدُ.

[4379] حدثني

(5)

بَيَانٌ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقًا

(6)

، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَطْحَاءِ،

(1)

انقضي: حلي ضفر شعرك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 24).

* [4377][التحفة: خ م د س 16591]

(2)

على آخره صح.

(3)

[الحج: 33].

(4)

المعرف: التعريف: الوقوف بعرفة. (انظر: عمدة القاري)(18/ 37).

* [4378][التحفة: خ م 5921]

(5)

عليه صح.

(6)

على حاشية البقاعي: "طارق بن شهاب" ونسبه لنسخة.

ص: 441

فَقَالَ: "أَحَجَجْتَ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"كَيْفَ أَهْلَلْتَ؟ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِإِهْلَالٍ كَإِهْلَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"طُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ حِلَّ"، فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

(1)

، وَأَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَيْسٍ فَفَلَتْ رَأْسِي.

[4380] حدثني

(2)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ حَفْصَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يَحْلِلْنَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ: فَمَا يَمْنَعُكَ؟ فَقَالَ: "لَبَّدْتُ

(3)

رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَسْتُ أحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ هَدْيِي".

[4381] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(4)

شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ اسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ:"نَعَمْ".

(1)

للأصيلي - فيما عزاه عياض - وعليه صح: "وبالمروة".

* [4379][التحفة: خ م س 9008]

(2)

عليه صح.

(3)

لبدت: تلبيد الشعر: أن يُجعل فيه شيء من صمغ عند الإحرام؛ لئلا يشعث ويقمل إبقاء على الشعر. وإنما يلبد من يطول مكثه في الإحرام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لبد).

* [4380][التحفة: خ م د س ق 15800]

(4)

"أخبرنا": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4381][التحفة: خ م د س 5670]

ص: 442

[4382] حدثني

(1)

مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الْفَتْحِ، وَهُوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ عَلَى الْقَصْوَاءِ وَمَعَهُ بِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، حَتَّى أَنَاخَ عِنْدَ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: "ائْتِنَا بِالْمِفْتَاحِ

(2)

"، فَجَاءَهُ بِالْمِفْتَاحِ

(2)

، فَفَتَحَ لَهُ الْبَابَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأُسَامَةُ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ ثُمَّ أَغْلَقُوا

(3)

عَلَيْهِمِ الْبَابَ، فَمَكَثَ نَهَارًا طَوِيلًا ثُمَّ خَرَجَ، وَابْتَدَرَ

(4)

النَّاسُ الدُّخُولَ فَسَبَقْتُهُمْ، فَوَجَدْتُ بِلَالًا قَائِمًا مِنْ

(5)

وَرَاءِ الْبَابِ فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: صَلَّى بَيْنَ ذَيْنِكَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ، وَكَانَ الْبَيْتُ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ سَطْرَيْنِ

(6)

، صَلَّى بَيْنَ العمُودَيْنِ مِنَ السَّطْرِ

(7)

الْمُقَدَّمِ، وَجَعَلَ بَابَ الْبَيْتِ خَلْفَ ظَهْرِهِ، وَاسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الَّذِي يَسْتَقْبِلُكَ حِينَ

(8)

تَلِجُ

(9)

الْبَيْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ، قَالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى، وَعِنْدَ الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَرْمَرَةٌ

(10)

حَمْرَاءُ

(11)

.

(1)

على آخره صح.

(2)

لأبي ذر والمستملي: "بِالْمِفْتَحِ".

(3)

عليه صح، وعلى حاشية البقاعي:"غلقوا" ونسبه لنسخة.

(4)

لأبي ذر وأبي الوقت: "فابتدر".

(5)

ليس عند أبي ذر وعليه صح.

(6)

على أوله صح، ولأبي ذر عن المستملي:"شطرين".

(7)

على أوله صح.

(8)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حتى".

(9)

تلج: تدخل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ولج).

(10)

مرمرة: واحدة المرمر وهو نوع من الرُّخام صُلب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرمر).

(11)

على حاشية البقاعي: "بيضاء" ونسبه لنسخة.

* [4382][التحفة: خ م د س ق 2037]

ص: 443

[4383] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُمَا، أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَاضَتْ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ " فَقُلْتُ: إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ

(1)

يَا رَسُولَ اللَّهِ وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَلْتَنْفِرْ".

[4384] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(2)

ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَلَا

(3)

نَدْرِي مَا حَجَّةُ الْوَدَاعِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ ذَكَرَ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَأَطْنَبَ

(4)

فِي ذِكْرِهِ، وَقَالَ: "مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ

(5)

أُمَّتَهُ، أَنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِيكُمْ فَمَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِهِ فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّ

(6)

رَبَّكُمْ لَيْسَ عَلَى مَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ ثَلَاثًا، إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ

(7)

أَعْوَرُ عَيْنِ

(8)

الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ

(1)

أفاضت: الإفاضة: الزَّحْفُ والدَّفْع في السَّير بكثرة ولا يكون إلا عن تَفَرُّق وجَمْع، ومنه إفاضة الناس من عرفات إلى منى، ومنه طواف الإفاضة يوم النحر يفيض من منى إلى مكة فيطوف ثم يرجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيض).

* [4383][التحفة: خ 16483]

(2)

لأبي ذر: "حدثني" وعليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"فلا".

(4)

أطنب: بالغ. (انظر: لسان العرب، مادة: طنب).

(5)

للأصيلي، وعليه صح:"أنذره".

(6)

عليه صح مرتين.

(7)

للأصيلي، وأبي الوقت:"إنه".

(8)

لأبي ذر، وأبي الوقت، وعليهما صح:"الْعَيْنِ".

ص: 444

عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ

(1)

، أَلَا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ"، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ - ثَلَاثًا،

وَيْلَكُمْ - أَوْ وَيْحَكُمُ - انْظُرُوا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".

[4385] حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَأَنَّهُ حَجَّ بَعْدَمَا هَاجَرَ حَجَّةً وَاحِدَةً، لَمْ يَحُجَّ بَعْدَهَا حَجَّةَ الْوَدَاعِ.

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَبِمَكَّةَ أُخْرَى.

[4386] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ لِجَرِيرٍ: "اسْتَنْصِتِ

(2)

النَّاسَ"، فَقَالَ: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".

[4387] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الزَّمَانُ قَدِ

(1)

طافية: ناتئة كحبة العنب الطافية فوق الماء، وقيل: البارزة من بين صواحبها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 326).

* [4384][التحفة: خ م د س ق 7418]

* [4385][التحفة: خ م ت 3679]

(2)

استنصت: مرهم بالإنصات. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 82).

* [4386][التحفة: خ م س ق 3236]

(3)

عليه صح.

ص: 445

اسْتَدَارَ

(1)

كهَيْئةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ

(2)

مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: "أَلَيْسَ ذُو

(3)

الْحِجَّةِ؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: "فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: "أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ

(4)

؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: "فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيرِ اسْمِهِ، قَالَ: "أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَسَيَسْأَلُكُمْ

(5)

عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى

(6)

لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ".

(1)

استدار: طاف حول الشيء، وعاد إلى الموضع الذي بدأ منه، والمعنى أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر، وهو النسيء؛ ليقاتلوا فيه، ويفعلون ذلك سنة بعد سنة، فينتقل المحرم من شهر إلى شهر، حتى يجعلوه في جميع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبل النقل، ودارت السنة كهيئتها الأولى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دور).

(2)

على آخره صح، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"ثَلَاثٌ".

(3)

لأبي ذر وأبي الوقت وعليهما صح: "ذَا" وعليه صح، وبعده صح.

(4)

فتح تاء البلدة من الفرع.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "فَيَسْأَلُكُمْ".

(6)

أوعى: أحْفَظ وأفْهَم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعا).

ص: 446

فَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ يَقُولُ: صَدَقَ مُحَمَّدٌ

(1)

صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ مَرَّتَيْنِ.

[4388] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أُنَاسًا مِنَ الْيَهُودِ قَالُوا: لَوْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِينَا لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ: أَيَّةُ آيَةٍ، فَقَالُوا:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}

(2)

، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيَّ مَكَانٍ أُنْزِلَتْ، أُنْزِلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ.

[4389] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ، فَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ أَوْ جَمَعَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَلَمْ يَحِلُّوا حَتَّى يَوْمِ النَّحْرِ.

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، وَقَالَ: مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.

[4390] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا

(3)

مَالِكٌ، مِثْلَهُ.

(1)

"النبي" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4387][التحفة: خ م س 11682]

(2)

[المائدة: 3]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} .

* [4388][التحفة: خ م ت س 10468]

* [4389][التحفة: خ م د س ق 16389]

(3)

قال القسطلاني: في نسخة: حدثني بالإفراد.

* [4390][التحفة: خ م د س ق 16389]

ص: 447

[4391] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، هُوَ: ابْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ أَشْفَيْتُ

(1)

مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَ بِي مِنَ الْوَجَعِ مَا تَرَى، وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ:"لَا"، قُلْتُ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ؟ قَالَ: "لَا"، قُلْتُ: فَالثُّلُثِ؟ قَالَ: "وَالثُّلُثُ

(2)

كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ

(3)

النَّاسَ، وَلَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آأُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي، قَالَ: "إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ

(4)

وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ"، رَثَى

(5)

لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ.

[4392] حدثني

(4)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ،

(1)

أشفيت: أشرفت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شفا).

(2)

قوله: "قال والثلث" كذا في جميع النسخ الخط التي بأيدينا كتبه مصححه. وعلى حاشية البقاعي: "الثلث" بدون الواو ونسبه لنسخة.

(3)

يتكففون: يأخذون ببطن كفهم، أو يسألون كفا من الطعام أو ما يكف الجوع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفف).

(4)

عليه صح.

(5)

رثى: رق وتوجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رثي).

* [4391][التحفة: ع 3890]

ص: 448

عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَلَقَ رَأْسَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.

[4393] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَخْبَرَهُ ابْنُ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَلَقَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَصَّرَ بَعْضُهُمْ.

[4394] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي

(1)

يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ

(2)

بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ أَقْبَلَ يَسِيرُ عَلَى حِمَارٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ بِمِنًى

(3)

فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَسَارَ الْحِمَارُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْهُ فَصَفَّ

(4)

مَعَ النَّاسِ.

[4395] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سُئِلَ أُسَامَةُ وَأَنَا شَاهِدٌ عَنْ: سَيْرِ النَّبِيِّ

(5)

صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ، فَقَالَ: الْعَنَقَ

(6)

فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ

(7)

.

* [4392][التحفة: خ م د 8454]

* [4393][التحفة: خ م د 8454]

(1)

في نسخة: "حدثنا".

(2)

قوله: "عبد اللَّه" رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(3)

رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

على حاشية البقاعي: "فصلى" ونسبه لنسخة.

* [4394][التحفة: ع 5834]

(5)

لأبي ذر وأبي الوقت: "رسول اللَّه".

(6)

عليه صح.

العنق: سير سهل سريع. ليس بالشديد. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 92).

(7)

نص: النَّصُّ: ضَرْبٌ من السير سريعٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصص).

* [4395][التحفة: خ م د س ق 104]

ص: 449

[4396] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا.

‌79 - بَابُ

(1)

غَزْوَةُِ

(2)

تَبُوكَ وَهِيَ غَزْوَةُ الْعُسْرَةِ

[4397] حدثني

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ الْحُمْلَانَ

(4)

لَهُمْ إِذْ هُمْ مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ، وَهِيَ: غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيْكَ لِتَحْمِلَهُمْ، فَقَالَ:"وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ"، وَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَلَا أَشْعُرُ، وَرَجَعْتُ حَزِينًا مِنْ مَنْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ مَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمُ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا سُوَيْعَةً إِذْ سَمِعْتُ بِلَالًا يُنَادِي: أَيْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ

(5)

قَيْسٍ، فَأَجَبْتُهُ فَقَالَ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يدْعُوكَ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ: "خُذْ هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ

(6)

وَهَذَيْنِ

* [4396][التحفة: خ م س ق 3465]

(1)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

كذا بالوجهين، ورقم على الضم بعلامة أبي ذر.

(3)

"حدَّثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(4)

حاء "الْحُمْلَانَ" ضبطت في النسخ المعتبرة التي بأيدينا بالضم كما ترى، وفي الهامش المعوّل عليه الحاء ليست مضبوطة في اليونينية. كتبه مصححه.

الحملان: شيئا يركبون عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمل).

(5)

قوله: "أَيْ عَبْدَ اللَّهِ بنَ" لأبي ذر وعليه صح: "أَيْنَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ".

(6)

القرينين: أي: الجملين المشدودين أحدهما إلى الآخر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرن).

ص: 450

الْقَرِينَيْنِ

(1)

- لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ

(2)

حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ - فَانْطَلِقْ بِهِنَّ إِلَى أَصْحَابِكَ، فَقُلْ: إِنَّ اللَّهَ - أَوْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ فَارْكَبُوهُنَّ"، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِمْ بِهِنَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَا أَدَعُكُمْ حَتَّى يَنْطَلِقَ مَعِي بَعْضُكُمْ إِلَى مَنْ سَمِعَ مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَا تَظُنُّوا أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا لِي: إِنَّكَ

(3)

عِنْدَنَا لَمُصَدَّقٌ وَلَنَفْعَلَنَّ مَا أَحْبَبْتَ، فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى بِنَفَرٍ مِنْهُمْ، حَتَّى أَتَوُا الَّذِينَ سَمِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منْعَهُ إِيَّاهُمْ ثُمَّ إِعْطَاءَهُمْ

(4)

بَعْدُ فَحَدَّثُوهُمْ بِمِثْلِ مَا حَدَّثَهُمْ بِهِ أَبُو مُوسَى.

[4398] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا، فَقَالَ: أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ،، قَالَ "أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ

(5)

نَبِيٌّ بَعْدِي".

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، سَمِعْتُ مُصْعَبًا.

(1)

على آخره صح، وقوله:"هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ" لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"هَاتَيْنِ الْقَرِينَتَيْنِ وَهَاتَيْنِ الْقَرِينَتَيْنِ".

(2)

عليه صح صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "وَاللَّهِ إِنَّكَ".

(4)

على أوله صح.

* [4397][التحفة: خ م 9066]

(5)

عليه صح، وقوله:"لَيْسَ نَبِيُّ" في نسخة: "لَا نَبِيَّ".

* [4398][التحفة: خ م س 3931]

ص: 451

[4399] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُخْبِرُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعُسْرَةَ

(1)

.

قَالَ: كَانَ يَعْلَى يَقُولُ: تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي.

قَالَ عَطَاءٌ: فَقَالَ صَفْوَانُ: قَالَ يَعْلَى: فَكَانَ لِي أَجِيرٌ فَقَاتَلَ إِنْسَانًا، فَعَضَّ أَحَدُهُمَا يَدَ الْآخَرِ.

قَالَ عَطَاءٌ: فَلَقَدْ أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ أَيُّهُمَا عَضَّ الْآخَرَ فَنَسِيتُهُ، قَالَ: فَانْتَزَعَ الْمَعْضُوضُ يَدَهُ مِنْ فِي الْعَاضِّ، فَانْتَزَعَ إِحْدَى ثَنِيَّتَيْهِ

(2)

فَأَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأَهْدَرَ ثَنِيَّتَهُ.

قَالَ

(3)

عَطَاءٌ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَفَيَدَعُ يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضَمُهَا

(4)

، كَأَنَّهَا فِي فِي فَحْلٍ يَقْضَمُهَا".

(1)

لأبي ذر عن الحموي: "الْعُسَيْرَةَ".

(2)

ثنيتيه: مقدم الأسنان، وهي أربع: اثنتان من فوق، واثنتان من أسفل. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 132).

(3)

لأبوي ذر والوقت: "فقال".

(4)

تقضمها: القضم: الأكل بأطراف الأسنان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قضم).

* [4399][التحفة: خ م د س 11837]

ص: 452

‌80 - حَدِيثُ

(1)

كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ

وَقَوْلُ اللَّهِ عز وجل: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}

(2)

.

[4400] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ - قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ قِصَّةِ تَبُوكَ، قَالَ كَعْبٌ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتِبْ

(3)

أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْهَا، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَينَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ، وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ، وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا. كَانَ مِنْ خَبَرِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ فِي تِلْكَ الْغَزَاةِ، وَاللَّهِ مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهُ رَاحِلَتَانِ قَطُّ، حَتَّى جَمَعْتُهُمَا فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى

(4)

بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ

(1)

هو مرفوع في النسخ التي بأيدينا تبعًا لليونينية، وألحق فيها قبله لفظ:"باب" بالحمرة بين الأسطر، وفي القسطلاني:"سقط لفظ: باب، من بعض النسخ". كتبه مصححه.

(2)

[التوبة: 118].

(3)

عليه صح. وقوله: "يُعَاتِبْ أَحَدًا" لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت، وعليه صح:"يُعَاتَبْ أَحَدٌ" وبعده صح.

(4)

ورى: ستره وكنى عنه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورا).

ص: 453

سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا

(1)

وَعَدُوًّا كَثِيرًا، فَجَلَّى

(2)

لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ

(3)

غَزْوِهِمْ

(4)

، فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَثِيرٌ وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ يُرِيدُ الدِّيوَانَ

(5)

. قَالَ كَعْبٌ: فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلَّا ظَنَّ أَنْ

(6)

سَيَخْفَى لَهُ مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيُ اللَّهِ. وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ الْغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ، وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ فَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَي أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ

(7)

، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي

(8)

شَيْئًا، فَقُلْتُ: أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ. فَغَدَوْتُ بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا

(9)

لِأَتَجَهَّزَ فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا

(10)

وَتَفَارَطَ

(11)

الْغَزْوُ، وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ

(1)

مفازا: المفاز والمفازة: البرَّية القفر، سميت بذلك؛ لأنها مهلكة، من فوَّز إذا مات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فوز).

(2)

فجلى: كشف وأوضح وأظهر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا).

(3)

أهبة: العدة والاستعداد. (انظر: لسان العرب، مادة: أهب).

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عَدُوِّهِمْ".

(5)

الديوان: هو الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ديوان).

(6)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَنَّهُ".

(7)

قوله: "بِالنَّاسِ الْجِدُّ" لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"النَّاسُ الْجِدَّ".

(8)

جهازي: هو ما يحتاج إليه في غَزْوِهِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جهز).

(9)

فصلوا: خرجوا من منازلهم وبلدهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فصل).

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني: "شَرَعُوا".

(11)

تفارط: تقدم وتباعد. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 109).

ص: 454

فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي ذَلِكَ، فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَطُفْتُ فِيهِمْ أَحْزَنَنِي أَنِّي لَا أَرَى إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا

(1)

عَلَيْهِ النِّفَاقُ، أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ. وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ، فَقَالَ وَهْوَ جَالِسٌ فِي الْقَوْمِ بِتَبُوكَ: "مَا فَعَلَ كَعْبٌ

(2)

؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَنَظَرُهُ فِي عِطْفِهِ

(3)

، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ تَوَجَّهَ قَافِلًا حَضَرَنِي هَمِّي وَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ، وَأَقُولُ بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا، وَاسْتَعَنْتُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي، فَلَمَّا قِيلَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ أَبَدًا بِشَيْءٍ فِيهِ كَذِبٌ، فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ، وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَادِمًا، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، وَيَحْلِفُونَ لَهُ وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَانِيَتَهُمْ وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ. فَجِئْتُهُ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ:"تَعَالَ"، فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ

(1)

مغموصا: مطعونا في دينه متهما بالنفاق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غمص).

(2)

بعده على حاشية البقاعي: "ابن مالك" ونسبه لنسخة.

(3)

هو في أصل النسخ التي بأيدينا بالإفراد تبعًا لليونينية، ثم ألحقت ياء التثنية بالحمرة، وقال القسطلاني بعد أن أثبت "عِطْفَيْهِ" بالتثنية:"وفي نسخة باليونينية: في عطفه، بالإفراد". كتبه مصححه.

عطفه: جانبه. والمراد إعجابه بنفسه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 81).

ص: 455

لِي: "مَا خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ"، فَقُلْتُ: بَلَى، إِنِّي وَاللَّهِ

(1)

لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ إِني لَأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ، لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ". فَقُمْتُ وَثَارَ

(2)

رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَاتَّبَعُونِي، فَقَالُوا لِي: وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا، وَلَقَدْ عَجَزْتَ أَلَّا تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُتَخَلِّفُونَ

(3)

قَدْ كَانَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَكَ، فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونِي

(4)

حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ، قَالُوا: نَعَمْ رَجُلَانِ، قَالَا مِثْلَ مَا قُلْتَ، فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلَُ

(5)

مَا قِيلَ لَكَ، فَقُلْتُ: مَنْ هُمَا، قَالُوا: مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيُّ، وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ، فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا فِيهِمَا أُسْوَةٌ، فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي. وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ،

(1)

زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "يا رسولَ اللَّهِ".

(2)

ثار: وثبوا. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(724/ 7).

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "الْمُخَلَّفُونَ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "يُؤَنِّبُونَنِي".

يؤنبوني: التأنيب: المبالغة في التوبيخ والتعنيف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنب).

(5)

كذا بالضبطين، وعليه صح، وفوقه:"معا".

ص: 456

فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا، حَتَّى تَنَكَّرَتْ فِي نَفْسِي الْأَرْضُ، فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، فَأَمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ، وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَآتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَهْوَ فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلَامِ عَلَيَّ أَمْ لَا؟ ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ، فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلَاتِي أَقْبَلَ إِلَيَّ، وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي. حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيَّ ذَلِكَ مِنْ جَفْوَةِ النَّاسِ مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ

(1)

أَبِي قَتَادَةَ، وَهْوَ: ابْنُ عَمِّي، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا قَتَادَةَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَسَكَتَ فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ، فَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَفَاضَتْ عَيْنَايَ وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَةِ إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ أَنْبَاطِ

(2)

أَهْلِ الشَّأْمِ، مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ، حَتَّى إِذَا جَاءَنِي دَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ

(3)

، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ، فَقُلْتُ - لَمَّا قَرَأْتُهَا: وَهَذَا

(1)

حائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).

(2)

أنباط: صنف من الفلاحين بالشام لهم خبرة بعمارة الأرضين وزراعتها. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 461).

(3)

عليه صح.

ص: 457

أَيْضًا مِنَ الْبَلَاءِ، فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ

(1)

بِهَا. حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنَ الْخَمْسِينَ، إِذَا رَسُولُ رَسُولِ

(2)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتينِي، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ، فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ قَالَ: لَا بَلِ اعْتَزِلْهَا وَلَا تَقْرَبْهَا، وَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبَيَّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي: الْحَقِي بِأَهْلِكِ فَتَكُونِي عِنْدَهُمْ، حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ. قَالَ كَعْبٌ: فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ لَا يَقْرَبْكِ

(3)

"، قَالَتْ: إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ، وَاللَّهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا، فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي: لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي امْرَأَتِكَ كَمَا أَذِنَ لاِمْرَأَةِ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يُدْرِينِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ. فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ حَتَّى كَمَلَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيلَةً، مِنْ حِينَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَلَامِنَا، فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي وَضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا كَعْبُ

(4)

بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ، قَالَ:

(1)

فسجرته: أوقدته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجر).

(2)

قوله: "رسولُ رسولِ" لأبي ذر وعليه صح: "رَسُولٌ لِرَسُولِ".

(3)

عليه صح.

(4)

"يَا كَعْبَ" بالنصب، وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

ص: 458

فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا، حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ، وَرَكَضَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَرَسًا وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ فَأَوْفَى عَلَى الْجَبَلِ، وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ، وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنُّونِي

(1)

بِالتَّوْبَةِ، يَقُولُونَ: لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ. قَالَ كَعْبٌ: حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ، حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرَُهُ، وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ، قَالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ:"أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ"، قَالَ: قُلْتُ أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ". وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(2)

، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَلَّا أُحَدِّثَ إِلَّا

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "يُهَنُّونَنِي".

(2)

"رَسُولِهِ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

ص: 459

صِدْقًا مَا بَقِيتُ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْلَاهُ اللَّهُ فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي، مَا تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى يَوْمي هَذَا كَذِبًا، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيتُ. وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولهِ صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ

(1)

} إِلَى قَولِهِ: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}

(2)

، فَوَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ أَنْ

(3)

هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ شَرَّ مَا قَالَ لِأَحَدٍ، فَقَالَ تبارك وتعالى:{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}

(4)

. قَالَ كَعْبٌ: وَكُنَّا تَخَلَّفْنَا

(5)

أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَلَفُوا لَهُ فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَأَرْجَأَ

(6)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ، فَبِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ:{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}

(7)

، وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ مِمَّا خُلِّفْنَا عَنِ الْغَزْوِ، إِنَّمَا

(8)

هُوَ تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا وَإِرْجَاؤُهُ أَمْرَنَا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَبِلَ مِنْهُ.

(1)

زاد لأبي ذر وعليه صح: " {وَالْأَنْصَارِ} ".

(2)

[التوبة: 117].

(3)

قوله: "بَعْدَ أَنْ" لأبي ذر عن الكشميهني: "بَعْدَ إِذْ".

(4)

[التوبة 95، 96].

(5)

كذا ضبط في اليونينية، وفي "الفتح" بضم أوّله وكسر اللام مشدّدة.

(6)

أرجأ: أخَّر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجا).

(7)

[التوبة: 118].

(8)

لأبي الوقت: "وَإِنَّمَا" بزيادة واو.

* [4400][التحفة: خ م د س 11131]

ص: 460

‌81 - نُزُولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْحِجْرَ

[4401] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْحِجْرِ، قَالَ:"لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ" ثُمَّ قَنَّعَ

(1)

رَأْسَهُ، وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أَجَازَ الْوَادِيَ.

[4402] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِ الْحِجْرِ: "لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبِينَ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ

(2)

مَا أَصَابَهُمْ".

‌82 - بَابٌ

[4403] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ

(3)

بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقُمْتُ أَسْكُبُ عَلَيْهِ الْمَاءَ - لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ عَلَيْهِ كُمُّ

(4)

الْجُبَّةِ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ جُبَّتِهِ، فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.

(1)

عليه صح.

قنع: غطى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنع).

* [4401][التحفة: خ س 6942]

(2)

ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

* [4402][التحفة: خ 7246]

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "مُغِيرَةَ".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "كُمَّا".

* [4403][التحفة: خ م د س ق 11514]

ص: 461

[4404] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ

(1)

: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: "هَذِهِ طَابَةُ، وَهَذَا أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ".

[4405] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:"إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ:"وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ".

‌83 - بَابُ

(2)

كِتَابُِ

(3)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ

[4406] حدثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ

(1)

قوله: "قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو" لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ عَمْرِو".

* [4404][التحفة: خ م د 11891]

* [4405][التحفة: خ 708]

(2)

الباب في اليونينية بالحمرة والباقي بالسواد، وعلى باء "كتاب" ضمة فوقها ما تراه، وتحتها كسرة بالحمرة.

(3)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضمِّ بعلامة أبي ذر.

ص: 462

مَزَّقَهُ. فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.

[4407] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ

(2)

سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أيَّامَ الْجَمَلِ، بَعْدَمَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ

(3)

مَعَهُمْ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى، قَالَ:"لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً".

[4408] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنِ

(4)

السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ يَقُولُ: أَذْكُرُ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ الْغِلْمَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ نَتَلَقَّى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: مَعَ الصِّبْيَانِ.

[4409] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ: أَذْكُرُ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ نَتَلَقَّى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، مَقْدَمَهُ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ.

(1)

لأبي ذر عن المستملي: "عَلَيْهِ".

* [4406][التحفة: خ س 5845]

(2)

عليه صح.

(3)

قوله: "كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ" لأبي ذر وعليه صح: "كِدْتُ أَلْحَقُ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلُ".

* [4407][التحفة: خ ت س 11660]

(4)

قوله: "الزُّهْرِيَّ عَنِ السَّائِبِ" لأبي ذر وعليه صح: "الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّائِبَ".

* [4408][التحفة: خ د ت 3800]

* [4409][التحفة: خ د ت 3800]

ص: 463

‌84 - بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَوَفَاتِهِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}

(1)

.

[4410] وَقال

(2)

يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: "يَا عَائِشَةُ، مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ

(3)

وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي

(4)

مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ".

[4411] حدثنا

(5)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(6)

بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنْ أُمِّ الفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا

(7)

، ثُمَّ مَا صَلَّى لَنَا بَعْدَهَا حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ.

(1)

[الزمر: 30، 31]. وقوله: " {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} " على أوله صح، وليس عند أبي ذر.

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "فقال"، وقول يونس هذا مؤخر عند أبي ذر عن حديث محمد بن عرعرة الآتي.

(3)

كذا في اليونينية بالضم مصحح عليه، وقال في "الفتح":"أوان، بالفتح على الظرفية"، ونسب الضم في القسطلاني للفرع، ووجه الفتح بأنه للبناء.

(4)

أبهري: عِرْق في الظهر، وقيل: هو عِرْق مُسْتَبْطِنُ القلب، فإذا انقطع لم تبق معه حياة. وقيل: عِرْق منشؤه من الرأس، ويمتد إلى القدم، وله شرايينُ تَتَّصِلُ بأكثر الأطراف والبدن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أبهر).

* [4410][التحفة: خت 16724]

(5)

رقم على هذا الحديث بعلامة مقدم عند أبي ذر عقب الآية السابقة.

(6)

قوله: "عَبْدِ اللَّهِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(7)

عرفا: متتابعة. (انظر: غريب القرآن) لابن قتيبة (1/ 505).

* [4411][التحفة: ع 18052]

ص: 464

[4412] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ، فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاس عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}

(1)

، فَقَالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ

(2)

.

[4413] حدثنا

(3)

قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(4)

، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وجَعُهُ فَقَالَ: "ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا

(5)

بَعْدَهُ أَبَدًا"، فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ

(6)

اسْتَفْهِمُوهُ؟ فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ

(7)

، فَقَالَ: "دَعُونِي، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي

(8)

إِلَيْهِ، وَأَوْصَاهُمْ

(1)

[النصر: 1].

(2)

جاء قوله السابق: "وقال يونس" إلى آخره، ها هنا عند أبي ذر وعليه صح، ووقع لأبي ذر وعليه صح:"فقال"، بدلًا من:"وقال".

* [4412][التحفة: خ ت 5456]

(3)

رقم على هذا الحديث بعلامة مؤخر عند أبي ذر؛ حيث تقدم عليه عنده حديثُ حِبّان الآتي قريبًا.

(4)

"ابنُ عيينة" عليه صح، ورقم عليه بعلامة أبي ذر؛ أي بدل "سفيان".

(5)

قوله: "لَنْ تَضِلُّوا" لأبي ذر عن الكشميهني: "لَا تَضِلُّونَ".

(6)

عليه صح صح.

أهجر: بِمَعْنى يهذي أَي أَنه لَا يهجر وَلَا يَصح أَن يهجر وَهُوَ مَعْصُوم من أَن يَقُول مَالا حَقِيقَة لَهُ وَأَنه لَا يَقُول فِي الصِّحَّة وَالْمَرَض واليقظة وَالنَّوْم والرضى وَالْغَضَب إِلَّا حَقًّا. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 11).

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "عَنْهُ"، وبعده صح.

(8)

"تَدْعُونَنِي" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

ص: 465

بِثَلَاثٍ، قَالَ: أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ"، وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ، أَوْ قَالَ: فَنَسِيتُهَا.

[4414] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا حُضِرَ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فَقَالَ النَّبِيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم: "هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا

(3)

بَعْدَهُ"، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاخْتِلَافَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قُومُوا".

قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ

(4)

: إِنَّ الرَّزِيَّةَ

(5)

كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ، لاخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ

(6)

.

[4415] حدثنا يَسَرَةُ

(7)

بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ

* [4413][التحفة: خ م د س 5517]

(1)

حضر: دنا موته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حضر).

(2)

في نسخة: "رسولُ اللَّهِ".

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "لَا تَضِلُّونَ".

(4)

قوله: "يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ" وقع لأبي ذر: "ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ"، بتأخير وتقديم.

(5)

الرزية: المصيبة. (انظر: هدي الساري)(ص 128).

(6)

لغطهم: صوت وضَجَّة لا يُفهَم معناها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لغط).

* [4414][التحفة: خ م س 5841]

(7)

عليه صح صح.

ص: 466

عليها السلام فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ

(1)

، فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا بشَيْءٍ

(2)

فَضَحكَتْ، فَسَأَلْنَا

(3)

عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ

(4)

يَتْبَعُهُ فَضَحِكْتُ.

[4416] حدثني

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ - وَأَخَذَتْهُ بُحَّةٌ

(6)

- يَقُولُ: " {مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}

(7)

" الْآيَةَ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ.

[4417] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ

(8)

صلى الله عليه وسلم الْمَرَضَ

(9)

الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَعَلَ يَقُولُ: "فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى

(10)

".

(1)

قوله: "الَّذِي قُبِضَ فِيهِ" لأبي ذر عن الكشميهني: "الَّتِي قُبِضَ فِيهَا".

(2)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَسَأَلْنَاهَا".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "أَهْلِ بَيْتِهِ".

* [4415][التحفة: خ م س 16339]

(5)

على آخره صح.

(6)

بحة: غلظة في الصوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بحح).

(7)

[النساء: 69].

* [4416][التحفة: خ م س ق 16338]

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّهِ".

(9)

لأبي ذر وعليه صح: "مَرَضَهُ".

(10)

رقم عليه لأبي ذر، والكشميهني.

* [4417][التحفة: خ م س ق 16338]

ص: 467

[4418] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ

(1)

عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ صَحِيحٌ يَقُولُ: "إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُحَيَّا

(2)

- أَوْ: يُخَيَّرَ"، فَلَمَّا اشْتَكَى وَحَضَرَهُ الْقَبْضُ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِ عَائِشَةَ غُشِيَ عَلَيْهِ

(3)

، فَلَمَّا أَفَاقَ شَخَصَ

(4)

بَصَرُهُ نَحْوَ سَقْفِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى"، فَقُلْتُ: إِذًا لَا يُجَاوِرُنَا

(5)

، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حَدِيثُهُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهُوَ صَحِيحٌ.

[4419] حدثنا

(6)

مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، عَنْ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي، وَمَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ يَسْتَنُّ

(7)

بِهِ، فَأَبَدَّهُ

(8)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ، فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ فَقَصَمْتُهُ

(9)

وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَنَّ بِهِ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَنَّ اسْتِنَانًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَمَا عَدَا أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَهُ - أَوْ إِصْبَعَهُ - ثُمَّ قَالَ:"فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى"

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرني". في غير نسخةٍ العطفةُ بعد "قال"؛ فمقتضاه الجمع بين "قال" و"أخبرني"، وصنيع القسطلاني يقتضي أن رواية أبي ذر:"أخبرني" بدل: "قال". كتبه مصححه.

(2)

عليه صح صح.

(3)

غشي عليه: أغمي عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "يَخْتَارُنَا".

* [4418][التحفة: خ 16480]

(6)

"حدَّثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(7)

يستن: الاستنان: استعمال السواك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنن).

(8)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَأَمَدَّهُ".

(9)

لأبي ذر وعليه صح، عن الحموي والمستملي:"فَقَضِمْتُهُ".

ص: 468

ثَلَاثًا، ثُمَّ قَضَى، وَكَانَتْ تَقُولُ: مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي

(1)

وَذَاقِنَتِي

(2)

.

[4420] حدثني

(3)

حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ

(4)

وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طَفِقْتُ

(5)

أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ

(6)

بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفِثُ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ.

[4421] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ

(7)

صلى الله عليه وسلم وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وَهُوَ مُسْنِدٌ إِلَيَّ ظَهْرَهُ - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَألْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ

(8)

".

(1)

حاقنتي: الحاقنة: مَا سفل من الْبَطن. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 209).

(2)

ذاقنتي: هي الذقن. وقيل: طرف الحلقوم. وقيل: ما يناله الذقن من الصدر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذقن).

* [4419][التحفة: خ 17496]

(3)

رقم عليه بعلامة مقدم عند أبي ذر، وعليه صح. هذا الحديث محله عند أبي ذر قبل حديث قتيبة الذي تقدّم قريبًا.

(4)

عليه صح.

(5)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فطفقت".

(6)

قوله: "عَلَى نَفْسِهِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر، ووقع لأبي ذر وعليه صح:"عَنْهُ".

* [4420][التحفة: خ م ت سي 16177]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولَ اللَّهِ".

(8)

زاد لبعضهم: "الأَعْلَى" بغير رقم. كذا في غير فرع بالحمرة بلا رقم ولا تصحيح. كتبه مصححه.

* [4421][التحفة: خ م ت سي 16177]

ص: 469

[4422] حدثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: "لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْلَا ذَلِكَ

(1)

لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ، خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا.

[4423] حدثنا

(2)

سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ وَهُوَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ

(4)

تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بِالَّذِي قَالَتْ عَائِشَةُ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ عَلِيٌّ

(5)

، وَكَانَتْ

(6)

عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(7)

تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَخَلَ بَيْتِي وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ قَالَ: "هَرِيقُوا

(8)

عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ

(1)

رقم عليه بعلامة الكشميهني، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"ذَاكَ".

* [4422][التحفة: خ م 17346]

(2)

عليه صح، وهذا الحديث مؤخر عند أبي ذر عن حديث عبد اللَّه بن يوسف الآتي قريبًا.

(3)

قوله: "زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

على أوله صح.

(5)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ أبي طالب".

(6)

لأبي ذر: "فَكَانَتْ" وعليه صح.

(7)

قوله: "زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(8)

هريقوا: الإهراق: من الإراقة، وهي الإسالة والصب، والهاء فيه زائدة. (انظر: عمدة القاري) (13/ 12).

ص: 470

أَوْكِيَتُهُنَّ

(1)

لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ"، فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ

(2)

لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ، قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَصَلَّى لَهُمْ

(3)

وَخَطَبَهُمْ.

[4424] وَأخبَرني

(4)

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ

(5)

بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم

(6)

قَالَا: لَمَّا نَزَلَ

(7)

بِرَسُولِ

(8)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً

(9)

لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ

(10)

كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ

(11)

وَهُوَ كَذَلِكَ، يَقُولُ

(12)

: "لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ"، يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.

(1)

أوكيتهن: جمع وكاء وهو الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وكا).

(2)

مخضب: الإناء الذي يغسل فيه الثياب من أي جنس كان. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 361).

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بهم".

* [4423][التحفة: خ م س ق 16309]

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "وأخبرنا".

(5)

قوله: "عَبْدَ اللَّهِ" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.

(6)

لفظ: "عنهم" عليه صح.

(7)

عليه صح.

(8)

على أوله صح.

(9)

خميصة: ثوب خز أو صوف مُعَلَّم. (انظر: النهاية قي غريب الحديث، مادة: خمص).

(10)

اغتم: احتبس نَفَسه عن الخروج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غمم).

(11)

زاد هنا: "فقال" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(12)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4424][التحفة: خ م س 5842 - خ م س ق 16309]

ص: 471

[4425] أخبرَني عُبَيْدُ اللَّهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي قَلْبِي أَنْ يُحِبَّ النَّاسُ بَعْدَهُ رَجُلًا قَامَ مَقَامَهُ أَبَدًا، وَلَا

(1)

كُنْتُ أُرَى أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ أَحَدٌ مَقَامَهُ إِلَّا تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي بَكْرٍ.

رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو مُوسَى، وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4426] حدثنا

(2)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي، فَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لِأَحَدٍ أَبَدًا بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4427] حدثني

(3)

إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ - وَكَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ - أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ

(4)

بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ

(5)

فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا

(6)

، فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ

(1)

رقم عليه بعلامة نسخة، ولأبي ذر عن الكشميهني، وعليه صح، وفي نسخة، و (ق):"وأن لا".

* [4425][التحفة: خ م 16312]

(2)

عليه صح، وهذا الحديث مقدم عند أبي ذر على حديث سعيد بن عفير الذي سبق قريبًا.

* [4426][التحفة: خ س 17531]

(3)

رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح صح.

(4)

قوله: "عَبْدَ اللهِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "مِنْهُ".

(6)

هو في غير فرع عندنا بالهمز، وفي هامش الأصل المعوّل عليه هو في اليونينية بغير همز، وانظر القسطلاني. كتبه مصححه.

ص: 472

لَهُ: أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأُرَى

(1)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَوْفَ يُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي لَأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ؟ إِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا عَلِمْنَاهُ، فَأَوْصَى بِنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّا وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[4428] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَا

(2)

هُمْ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الإِثْنَيْنِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي لَهُمْ، لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلَاةِ

(4)

، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ أَنَسٌ: وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِمْ فَرَحًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ.

[4429] حدثني

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ،

(1)

الهمزة في اليونينية مضمومة، وضبطها في "الفتح" بالفتح؛ قال:"من الاعتقاد".

* [4427][التحفة: خ 5810]

(2)

لأبي ذر وعليه صح: "بَيْنَمَا".

(3)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَرَسُولُ اللَّهِ" بزيادة واو.

(4)

قوله: "وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلَاةِ" لأبي ذر وعليه صح: "وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ".

* [4428][التحفة: خ 1518]

(5)

عليه صح.

ص: 473

قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي

(1)

وَنَحْرِي، وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، دَخَلَ

(2)

عَلَي عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ

(3)

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ، فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ، فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ

(4)

نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ

(5)

وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ - أَوْ عُلْبَةٌ

(6)

يَشُكُّ عُمَرُ - فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ

(7)

"، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: "فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى" حَتَّى قُبِضَ، وَمَالَتْ يَدُهُ.

[4430] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَقُولُ:"أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ " يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ فَأَذِنَ لَهُ

(1)

سحري: السَّحْر: الرِّئَةُ، أي أنه صلى الله عليه وسلم مات وهو مُسْتَنِد إلى صدرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحر).

(2)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَدَخَلَ" بزيادة واو.

(3)

على آخره صح.

(4)

عليه صح.

(5)

زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "بأمْرِه"، ولأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"فأمَرَّه".

(6)

علبة: قدح من خشب. وقيل: من جلد وخشب يحلب فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: علب).

(7)

سكرات: جمع سكرة، وهي غلبة الكرب على العقل واختلاطه لشدته. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 215).

* [4429][التحفة: خ 16076]

ص: 474

أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا

(1)

، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ فِي بَيْتِي، فَقَبضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي، وَخَالَطَ رِيقُهُ

(2)

رِيقِي، ثُمَّ

(3)

قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ

(4)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْطَانِيهِ فَقَضِمْتُهُ

(5)

، ثُمَّ مَضَغْتُهُ فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَنَّ بِهِ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ

(6)

إِلَى صَدْرِي.

[4431] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ

(7)

صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَكَانَتْ

(8)

إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ، فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ:"فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى"، وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ

(9)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً، فَأَخَذْتُهَا فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا فَدَفَعْتُهَا

(10)

إِلَيْهِ،

(1)

رقم عليه بعلامة الحموي، والكشميهني، ولأبي ذر عن المستملي:"فيها".

(2)

عليه صح.

(3)

رقم عليه بعلامة السقوط فقط دون ترميز. كذا في النسخ علامة السقوط على "ثم"، وقال القسطلاني:"سقط لفظ: ثم في اليونينية".

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "إِلَيَّ".

(5)

عليه صح، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"فَقَصَمْتُهُ".

(6)

لأبي ذر وعليه صح: "مُسْتَسْنِدٌ".

* [4430][التحفة: خ 16945]

(7)

لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّهِ".

(8)

لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وكان".

(9)

لأبي ذر عن الكشميهني: "إِلَيَّ".

(10)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فَدَفَعْتُ".

ص: 475

فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا، ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا فَسَقَطَتْ

(1)

يَدُهُ أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ.

[4432 - 4433] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَتَيَمَّمَ

(2)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُغَشًّى بثَوْبِ حِبَرَةٍ

(3)

، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ

(4)

وَأُمِّي

(5)

، وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا.

[4434] قال الزُّهْرِيُّ

(6)

: وَحَدَّثَنِي

(7)

أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(8)

بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ

(9)

يُكَلِّمُ النَّاسَ فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "وَسَقَطَتْ".

* [4431][التحفة: خ 16232]

(2)

فتيمم: قصد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: يمم).

(3)

حبرة: الحبرة ما كان مَوْشِيًّا مُخَطَّطًا من البُرُود، وهي يمانية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبر).

(4)

عليه صح، ورقم عليه بعلامة مؤخر عند أبي ذر.

(5)

عليه صح، ورقم عليه بعلامة مقدم عند أبي ذر؛ فالعبارة عنده:"بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ".

* [4332 - 4433][التحفة: خ س ق 6632]

(6)

قوله: "قَالَ الزُّهْرِيُّ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(7)

على آخره وأول ما بعده صح.

(8)

قوله: "عَبْدِ اللَّهِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(9)

زاد لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ الخطاب".

ص: 476

يَجْلِسَ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ

(1)

وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ، مَنْ

(2)

كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(3)

فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ قَالَ اللَّهُ:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى قَوْلِهِ: {الشَّاكِرِينَ}

(4)

، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا يَتْلُوهَا.

فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ

(5)

بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: وَاللَّهِ

(6)

مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقِرْتُ

(7)

حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلَايَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا أَنَّ

(8)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قدْ مَاتَ.

[4435 - 4436] حدثني

(9)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه قَبَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَوْتِهِ

(10)

.

(1)

لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَيْهِ".

(2)

لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"فَمَنْ".

(3)

قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(4)

[آل عمران: 144].

(5)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(6)

قوله: "وَاللَّهِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(7)

عليه صح، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"فَعُقِرْتُ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "فَقُعِرْتُ". قال الحافظ ابن حجر: "وهي خطأ".

(8)

لأبي ذر وعليه صح: "عَلِمْتُ أَنَّ"، وبعده صح.

* [4434][التحفة: خ س ق 6632]

(9)

عليه صح.

(10)

قوله: "بَعْدَ مَوْتِهِ" لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"بَعْدَمَا مَاتَ".

* [4435 - 4436][التحفة: خ تم س ق 5860]

ص: 477

[4437] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى وَزَادَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَدَدْنَاهُ

(1)

فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا: أَنْ لَا تَلُدُّونِي، فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ

(2)

الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ: "أَلمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي

(3)

"، قُلْنَا: كَرَاهِيَةَ

(4)

الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ:"لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ، إِلَّا الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ".

رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[4438] حدثنا

(5)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَتْ: مَنْ قَالَهُ؟ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَإِنِّي لَمُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي فَدَعَا بِالطَّسْتِ فَانْخَنَثَ

(6)

فَمَاتَ، فَمَا شَعَرْتُ، فَكَيْفَ أَوصَى إِلَى عَلِيٍّ؟!.

[4439] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما آوْصَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَا، فَقُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ أَوْ أُمِرُوا بِهَا؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ.

(1)

لددناه: اللَّدُود: ما يُسقاه المريض في أحد شِقَّي الفَم. ولَدِيدَا الفم: جانباه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لدد).

(2)

لأبي ذر: "كَرَاهِيَةَ" بالنصب، وعليه صح.

(3)

لأبي ذر وعليه صح: "تَلُدُّنِّي".

(4)

عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

* [4437][التحفة: خ م س 16318]

(5)

"حدَّثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.

(6)

فانخنث: الانخناث: انثناء الأعضاء واسترخاؤها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خنث).

* [4438][التحفة: خ م تم س ق 15970]

* [4439][التحفة: خ م ت س ق 5170]

ص: 478

[4440] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً، إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا، وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا لاِبْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً.

[4441] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام: وَا كَرْبَ أَبَاهُ

(1)

، فَقَالَ لَهَا:"لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ"، فَلَمَّا مَاتَ، قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ

(2)

، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ

(2)

، مَنْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ، يَا أَبَتَاهْ

(2)

، إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام: يَا أَنَسُ، أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ.

‌85 - بَابُ آخِرِ مَا تَكَلَّمَ

(3)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

-

[4442] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا

(4)

عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ يُونُسُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ - فِي رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - وَهُوَ صَحِيحٌ: "إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ

* [4440][التحفة: خ تم س 10713]

(1)

عليه صح، وعلى حاشية البقاعي:"أبتاه" ونسبه لنسخة.

(2)

عليه صح.

* [4441][التحفة: خ ق 302]

(3)

كذا في اليونينية، وفي بعض النسخ:"تَكَلَّمَ بِهِ".

(4)

لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".

ص: 479

الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرَ"، فَلَمَّا نَزَلَ

(1)

بِهِ، وَرَأْسُهُ عَلَى

(2)

فَخِذِي، غُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ

(3)

بَصَرَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى"، فَقُلْتُ: إِذَنْ لَا يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا، وَهُوَ صَحِيحٌ، قَالَتْ: فَكَانَتْ

(4)

آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى".

‌86 - بَابُ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

(5)

[4443 - 4444] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا.

[4445] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ

(6)

، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مِثْلَهُ.

(1)

عليه صح.

(2)

لأبي ذر عن الكشميهني: "في".

(3)

فأشخص: شخوص البصر: ارتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر وانزعاجه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شخص).

(4)

لأبي ذر عن الكشميهني: "فكان".

* [4442][التحفة: خ م 16127]

(5)

بعده على حاشية البقاعي: "ومتى توفي وابن كم؟ " ونسبه لنسخة.

* [4443 - 4444][التحفة: خ س 6562 - خ س 17784]

(6)

قوله: "ابنِ الزُّبَيْرِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4445][التحفة: خ م 16541]

ص: 480

‌87 - بَابٌ

[4446] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ

(1)

.

‌88 - بَابُ

(2)

بَعْثُِ

(3)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ

[4447] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ

(4)

، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ فَقَالُوا فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ قُلْتُمْ فِي أُسَامَةَ، وَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ".

[4448] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا

(5)

مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنْ تَطْعَُنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ

(1)

عليه صح، وزاد لبعضهم:"يعني صاعا من شعير" بلا رقم، وعليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4446][التحفة: خ م س ق 15948]

(2)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

(3)

كذا بالضبطين، وعليه صح، ورقم على الضمِّ بعلامة أبي ذر.

(4)

قوله: "الضَّحَّاكُ بنُ مَخْلَدٍ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4447][التحفة: خ س 7027]

(5)

لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".

ص: 481

كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِن هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ".

‌89 - بَابٌ

[4449] حدثنا أَصْبَغُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو

(1)

، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لَهُ: مَتَى هَاجَرْتَ؟ قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْيَمَنِ مُهَاجِرِينَ، فَقَدِمْنَا الْجُحْفَةَ، فَأَقْبَلَ رَاكِبٌ، فَقُلْتُ لَهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: دَفَنَّا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ خَمْسٍ، قُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَخْبَرَنِي بِلَالٌ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ

(2)

فِي السَّبْعِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ.

‌90 - بَابٌ

(3)

كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

-

[4450] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رضي الله عنه كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ، قُلْتُ: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ.

* [4448][التحفة: خ ت 7236]

(1)

لأبي ذر وعليه صح: "عَمْرُو بنُ الحارث".

(2)

عليه صح.

* [4449][التحفة: خ 2041]

(3)

عليه صح، وليس عند أبي ذر.

* [4450][التحفة: خ م ت 3679]

ص: 482

[4451] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ رضي الله عنه قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ.

[4452] حدثني

(1)

أحْمَدُ بْنُ الحَسَنِ، حَدَّثنَا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً.

* * *

* [4451][التحفة: خ 1815]

(1)

عليه صح.

* [4452][التحفة: خ م 1995]

ص: 483